الكتاب: شرف أصحاب الحديث المؤلف: أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي (المتوفى: 463هـ) المحقق: د. محمد سعيد خطي اوغلي الناشر: دار إحياء السنة النبوية - أنقرة عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وهو ضمن خدمة التخريج] ---------- شرف أصحاب الحديث للخطيب البغدادي الخطيب البغدادي الكتاب: شرف أصحاب الحديث المؤلف: أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي (المتوفى: 463هـ) المحقق: د. محمد سعيد خطي اوغلي الناشر: دار إحياء السنة النبوية - أنقرة عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وهو ضمن خدمة التخريج] شَرَفُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ لِلْخَطِيبِ الْبَغْدَادِيِّ الجزء: 1 مُقَدِّمَةُ الْمُؤَلِّفِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي اصْطَفَى الْإِسْلَامَ دِينًا لِصَفْوَةِ بَرِيَّتِهِ وَبَعَثَ بِهِ المُرْسَلِينَ الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ مِنْ خَلِيقَتِهِ وَجَعَلَنَا قَوَّامِينَ بِشَرِيعَتِهِ وَعَلَى مِلَّتِهِ ذَابِّينَ عَنْ حَرِيمِهِ عَامِلِينَ بِسُنَّتِهِ نَحْمَدُهُ حَقَّ حَمْدِهِ وَنَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ لِرُشْدِهِ وَنَرْغَبُ إِلَيْهِ فِي الْمَزِيدِ مِنْ فَضْلِهِ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى خَاتَمِ رُسُلِهِ سَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ أَفْضَلُ النَّبِيِّينَ وَخِيَرَةُ اللَّهِ مِنْ الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ وَعَلَى صَحَابَتِهِ الْأَخْيَارِ الْمُنْتَجَبِينَ وَتَابِعِيهِمْ بِالْإِحْسَانِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ أَمَّا بَعْدُ: وَفَّقَكُمُ اللَّهُ لِعَمَلِ الخَيْرَاتِ وَعَصَمَنَا وَإِيَّاكُمْ مِنَ اقْتِحَامِ البِدَعِ وَالشُّبُهَاتِ فَقَدْ وَقَفْنَا عَلَى مَا ذَكَرْتُمْ مِنْ عَيْبِ المُبْتَدِعَةِ لِأَهْلِ السُّنَنِ وَالْآثَارِ وَطَعْنِهِمْ عَلَى مَنْ شَغَلَ نَفْسَهُ بِسَمَاعِ الْأَحَادِيثِ وَحِفْظِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 3 الْأَخْبَارِ وَتَكْذِيبِهِمْ بِصَحِيحِ مَا نَقَلَهُ إِلَى الْأُمَّةِ الْأَئِمَّةُ الصَّادِقُونَ وَاسْتِهْزَائِهِمْ بِأَهْلِ الْحَقِّ فِيمَا وَضَعَهُ عَلَيْهِمُ الْمُلْحِدُونَ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ وَلَيْسَ ذَاكَ عَجِيبًا مِنْ مُتَّبِعِي الْهَوَى وَمَنْ أَضَلَّهُمُ اللَّهُ عَنْ سُلُوكِ سَبِيلِ الْهُدَى وَمِنْ وَاضِحِ شَأْنِهِمُ الدَّالُّ عَلَى خِذْلَانِهِمْ صُدُوفُهُمْ عَنِ النَّظَرِ فِي أَحْكَامِ الْقُرْآنِ وَتَرْكِهِمُ الْحِجَاجَ بِآيَاتِهِ الوَاضِحَةِ الْبُرْهَانِ وَاطِّرَاحِهِمُ السُّنَنَ مِنْ وَرَائِهِمْ وَتَحَكُّمِهِمْ فِي الدِّينِ بِآرَائِهِمْ فَالْحَدَثُ مِنْهُمْ مَنْهُومٌ بِالْغَزَلِ وَذُو السِّنِّ مَفْتُونٌ بِالْكَلَامِ وَالْجَدَلِ قَدْ جَعَلَ دِينَهُ غَرَضًا لِلْخُصُومَاتِ وَأَرْسَلَ نَفْسَهُ فِي مَرَاتِعِ الْهَلَكَاتِ وَمَنَّاهُ الشَّيْطَانُ دَفْعَ الْحَقِّ بِالشُّبُهَاتِ إِنْ عُرِضَ عَلَيْهِ بَعْضُ كُتُبِ الْأَحْكَامِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِآثَارِ نَبِيِّنَا عَلَيْهِ أَفْضَلُ السَّلَامِ نَبَذَهَا جَانِبًا وَوَلَّى ذَاهِبًا عَنِ النَّظَرِ فِيهَا يَسْخَرُ مِنْ حَامِلِهَا وَرَاوِيهَا مُعَانَدَةً مِنْهُ لِلدِّينِ وَطَعْنًا عَلَى أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ثُمَّ هُوَ يَفْتَخِرُ عَلَى الْعَوَامِ بِذَهَابِ عُمْرِهِ فِي دَرْسِ الْكَلَامِ وَيَرَى جَمِيعَهُمْ ضَالِّينَ سِوَاهُ وَيَعْتَقِدُ أَنْ لَيْسَ يَنْجُو إِلَّا إِيَّاهُ لِخُرُوجِهِ زَعَمَ عَنْ حَدِّ التَّقْلِيدِ وَانْتِسَابِهِ إِلَى الْقَوْلِ بِالْعَدْلِ وَالتَّوْحِيدِ وَتَوْحِيدُهُ إِذَا اعْتُبِرَ كَانَ شِرْكًا وَإِلْحَادًا لِأَنَّهُ يَجْعَلُ لِلَّهِ مِنْ خَلْقِهِ شُرَكَاءً وَأَنْدَادًا وَعَدْلُه عُدُولٌ عَنْ نَهْجِ الصَّوَابِ إِلَى خِلَافِ مُحْكَمِ السُّنَّةِ وَالْكِتَابِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 4 وَكَمْ يُرَى الْبَائِسُ الْمِسْكِينُ إِذَا ابْتُلِيَ بِحَادِثَةٍ فِي الدِّينِ يَسْعَى إِلَى الْفَقِيهِ يَسْتَفْتِيهِ وَيَعْمَلُ عَلَى مَا يَقُولُهُ وَيَرْوِيهِ رَاجِعًا إِلَى التَّقْلِيدِ بَعْدَ فِرَارِهِ مِنْهُ وَمُلْتَزِمًا حُكْمَهُ بَعْدَ صُدُوفِهِ عَنْهُ وَعَسَى أَنْ يَكُونَ فِي حُكْمِ حَادِثَتِهِ مِنَ الْخِلَافِ مَا يَحْتَاجُ إِلَى إِنْعَامِ النَّظَرِ فِيهِ وَالِاسْتِكْشَافِ فَكَيْفَ اسْتَحَلَّ التَّقْلِيدَ بَعْدَ تَحْرِيمِهِ وَهَوَّنَ الْإِثْمَ فِيهِ بَعْدَ تَعْظِيمهِ؟ وَلَقَدْ كَانَ رَفَضَهُ مَا لَا يَنْفَعُهُ فِي الآخِرَةِ وَالْأُولَى وَاشْتِغَالُهُ بِأَحْكَامِ الشَّرِيعَةِ أَحْرَى وَأَوْلَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 5 أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ الصَّيْرَفِيُّ بِنَيْسَابُورَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، يَعِيبُ الْجِدَالَ فِي الدِّينِ، وَيَقُولُ: «كُلَّمَا جَاءَنَا رَجُلٌ أَجْدَلُ مِنْ رَجُلٍ، أَرَادَنَا أَنْ نَرُدَّ مَا جَاءَ بِهِ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 5 أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّرَّاجُ، بِنَيْسَابُورَ قَالَ: أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يُوسُفَ، يَقُولُ: كَانَ يُقَالُ: «مَنْ طَلَبَ الدِّينَ بِالْكَلَامِ تَزَنْدَقَ، وَمَنْ طَلَبَ غَرِيبَ الْحَدِيثِ كَذَبَ، وَمَنْ طَلَبَ الْمَالَ بِالْكِيمْيَاءِ أَفْلَسَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 5 أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَزَّازُ بِهَمَذَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْقَاضِي، بِبَرُوجِرْدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الْحَافِظُ الدِّينَوَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: " إِنَّمَا الدِّينُ بِالْآثَارِ لَيْسَ بِالرَّأْيِ، إِنَّمَا الدِّينُ بِالْآثَارِ لَيْسَ بِالرَّأْيِ، إِنَّمَا الدِّينُ بِالْآثَارِ لَيْسَ بِالرَّأْيِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 6 أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرَانَ الْفَسَوِيُّ بِالْبَصْرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْفَسَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنِ الْكَرَابِيسِيِّ، وَمَا أَظْهَرَ، فَكَلَحَ وَجْهُهُ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّمَا جَاءَ بَلَاؤُهُمْ مِنْ هَذِهِ الْكُتُبِ الَّتِي وَضَعُوهَا، تَرَكُوا آثَارَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ، وَأَقْبَلُوا عَلَى هَذِهِ الْكُتُبِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 6 أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحِنَّائِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ،: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ [ص: 7] : سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، يَقُولُ: " سَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوُلَاةُ الْأَمْرِ بَعْدَهُ سُنَنًا، الْأَخْذُ بِهَا تَصْدِيقٌ لِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَاسْتِكْمَالٌ لِطَاعَةِ اللَّهِ، وَقُوَّةٌ عَلَى دِينِ اللَّهِ. مَنْ عَمِلَ بِهَا مُهْتَدٍ، وَمَنِ اسْتَنْصَرَ بِهَا مَنْصُورٌ، وَمَنْ خَالَفَهَا اتَّبَعَ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ، وَولَّاهُ اللَّهُ مَا تَوَلَّى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 6 أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدَ الْبَيْرُوتِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ،: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ، يَقُولُ: «عَلَيْكَ بِآثَارِ مَنْ سَلَفَ، وَإِنْ رَفَضَكَ النَّاسُ. وَإِيَّاكَ وَرَأْيَ الرِّجَالِ، وَإِنْ زَخْرَفُوهُ بِالْقَوْلِ. فَإِنَّ الْأَمْرَ يَنْجَلِي، وَأَنْتَ عَلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 7 أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، صَاحِبُ الْقُوهِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ، يَقُولُ: «أَصْحَابُ الرَّأْي أَعْدَاءُ السُّنَّةِ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «وَلَوْ أَنَّ صَاحِبَ الرَّأْيِ الْمَذْمُومِ شَغَلَ نَفْسَهُ بِمَا يَنْفَعُهُ مِنَ الْعُلُومِ، وَطَلَبَ سُنَنَ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَاقْتَفَى آثَارَ الْفُقَهَاءِ وَالْمُحَدِّثِينَ، لَوَجَدَ فِي ذَلِكَ مَا يُغْنِيهِ عَمَّا سِوَاهُ وَاكْتَفَى بِالْأَثَرِ عَنْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 7 رَأْيِهِ الَّذِي رَآهُ، لِأَنَّ الْحَدِيثَ يَشْتَمِلُ عَلَى مَعْرِفَةِ أُصُولِ التَّوْحِيدِ، وَبَيَانِ مَا جَاءَ مِنْ وُجُوهِ الْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ، وِصِفَاتِ رَبِّ الْعَالَمِينَ تَعَالَى عَنْ مَقَالَاتِ الْمُلْحِدِينَ وَالْإِخْبَارِ عَنْ صِفَاتِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمَا لِلْمُتَّقِينَ وَالْفُجَّارِ، وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي الْأَرَضِينَ وَالسَّمَوَاتِ مِنْ صُنُوفِ الْعَجَائِبِ وَعَظِيمِ الْآيَاتِ، وَذِكْرِ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ، وَنَعْتِ الصَّافِّينَ وَالْمُسَبِّحِينَ. وَفِي الْحَدِيثِ قَصَصُ الْأَنْبِيَاءِ، وَأَخْبَارُ الزُّهَّادِ وَالْأَوْلِيَاءِ، وَمَوَاعِظُ الْبُلَغَاءِ، وَكَلَامُ الْفُقَهَاءِ، وَسِيَرُ مُلُوكِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ، وَأَقَاصِيصُ الْمُتَقَدِّمِينَ مِنَ الْأُمَمِ، وَشَرْحُ مَغَازِي الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَرَايَاهُ وَجُمَلُ أَحْكَامِهِ وَقَضَايَاهُ، وَخُطَبُهُ وَعِظَاتُهُ، وَأَعْلَامُهُ وَمُعْجِزَاتُهُ، وَعِدَّةُ أَزْوَاجِهِ وَأَوْلَادِهِ وَأَصْهَارِهِ وَأَصْحَابِهِ. وَذِكْرُ فَضَائِلِهِمْ وَمَآثِرِهِمْ. وَشَرْحُ أَخْبَارِهِمْ» وَمَنَاقِبِهِمْ «، وَمَبْلَغُ أَعْمَارِهِمْ، وَبَيَانُ أَنْسَابِهِمْ. وَفِيهِ تَفْسِيرُ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَمَا فِيهِ مِنَ النَّبَإِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ. وَأَقَاوِيلُ الصَّحَابَةِ فِي الْأَحْكَامِ الْمَحْفُوظَةِ عَنْهُمْ، وَتَسْمِيَةُ مَنْ ذَهَبَ إِلَى قَوْلِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِنَ الْأَئِمَّةِ الْخَالِفِينَ وَالْفُقَهَاءِ الْمُجْتَهِدِينَ. وَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى أَهْلَهُ أَرْكَانَ الشَّرِيعَةِ، وَهَدَمَ بِهِمْ كُلَّ بِدْعَةٍ شَنِيعَةٍ. فَهُمْ أُمَنَاءُ اللَّهِ مِنْ خَلِيقَتِهِ، وَالْوَاسِطَةُ بَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتِهِ، وَالْمُجْتَهِدُونَ فِي حَفِظِ مِلَّتِهِ. أَنْوَارُهُمْ زَاهِرَةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 8 ، وَفَضَائِلُهُمْ سَائِرَهٌ، وَآيَاتُهُمْ بَاهِرَةٌ، وَمَذَاهِبُهُمْ ظَاهِرَةٌ، وَحُجَجُهُمْ قَاهِرَةٌ، وَكُلُّ فِئَةٍ تَتَحَيَّزُ إِلَى هَوًى تَرْجِعُ إِلَيْهِ، أَوْ تَسْتَحْسِنُ رَأَيًا تَعْكُفُ عَلَيْهِ، سِوَى أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، فَإِنَّ الْكِتَابَ عُدَّتُهُمْ، وَالسُّنَّةُ حُجَّتُهُمْ، وَالرَّسُولُ فِئَتُهُمْ، وَإِلَيْهِ نِسْبَتُهُمْ، لَا يُعَرِّجُونَ عَلَى الْأَهْوَاءِ، وَلَا يَلْتَفِتُونَ إِلَى الْآرَاءِ، يُقْبَلُ مِنْهُمْ مَا رَوَوْا عَنِ الرَّسُولِ، وَهُمُ الْمَأْمُونُونَ عَلَيْهِ وَالْعُدُولُ، حَفَظَةُ الدِّينِ وَخَزَنَتُهُ، وَأَوْعِيَةُ الْعِلْمِ وَحَمَلَتُهُ. إِذَا اخْتُلِفَ فِي حَدِيثٍ، كَانَ إِلَيْهِمُ الرُّجُوعُ، فَمَا حَكَمُوا بِهِ، فَهُوَ الْمَقْبُولُ الْمَسْمُوعُ. وَمِنْهُمْ كُلُّ عَالِمٍ فَقِيهٌ، وَإِمَامٌ رَفِيعٌ نَبِيهٌ، وَزَاهِدٌ فِي قَبِيلَةٍ، وَمَخْصُوصٌ بِفَضِيلَةٍ، وَقَارِئٌ مُتْقِنٌ، وَخَطِيبٌ مُحْسِنٌ. وَهُمُ الْجُمْهُورُ الْعَظِيمُ، وَسَبِيلُهُمُ السَّبِيلُ الْمُسْتَقِيمُ. وَكُلُّ مُبْتَدَعٍ بِاعْتِقَادِهِمْ يَتَظَاهَرُ، وَعَلَى الْإِفْصَاحِ بِغَيْرِ مَذَاهِبِهِمْ لَا» يَتَجَاسَرُ «. مَنْ كَادَهُمْ قَصَمَهُ اللَّهُ، وَمَنْ عَانَدَهُمْ خَذَلَهُمُ اللَّهُ. لَا يَضُرُّهُمُ مَنْ خَذَلَهُمْ، وَلَا يُفْلِحُ مَنِ اعْتَزَلَهُمُ الْمُحْتَاطُ لِدِينِهِ إِلَى إِرْشَادِهِمْ فَقِيرٌ، وَبَصَرُ النَّاظِرِ بِالسُّوءِ إِلَيْهِمْ حَسِيرٌ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 9 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الدَّلَّالُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ عَمْرٍو الْعُكْبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَزَالُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ، لَا يَضُرُّهُمُ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 9 أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْبَزَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْعَصَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ الْهَرَوِيُّ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لَا يَضُرُّهُمُ مَنْ خَالَفَهُمْ» : «هُمْ أَهْلُ الْحَدِيثِ، وَالَّذِينَ يَتَعَاهَدُونَ مَذَاهِبَ الرَّسُولِ، وَيَذُبُّونَ عَنِ الْعِلْمِ. لَوْلَاهُمْ، لَمْ تَجِدْ عِنْدَ الْمُعْتَزِلَةِ وَالرَّافِضَةِ وَالْجَهْمِيَّةِ وَأَهْلِ الْإِرْجَاءِ وَالرَّأْيِ شَيْئًا مِنَ السُّنَنِ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَقَدْ جَعَلَ رَبُّ الْعَالَمِينَ الطَّائِفَةَ الْمَنْصُورَةَ حُرَّاسَ الدِّينِ، وَصَرَفَ عَنْهُمْ كَيَدَ الْمُعَانِدِينَ؛ لِتَمَسُّكِهِمْ بِالشَّرْعِ الْمَتِينِ، وَاقْتِفَائِهِمْ آثَارَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ. فَشَأْنُهُمْ حِفْظُ الْآثَارِ وَقَطْعُ الْمَفَاوِزِ وَالْقِفَارِ، وَرُكُوبُ الْبَرَارِيِّ وَالَبِحَارِ فِي اقْتِبَاسِ مَا شَرَعَ الرَّسُولُ الْمُصْطَفَى، لَا يُعَرِّجُونَ عَنْهُ إِلَى رَأْيٍ وَلَا هَوًى. قَبِلُوا شَرِيعَتَهُ قَوْلًا وَفِعْلًا، وَحَرَسُوا سُنَّتَهُ حِفْظًا وَنَقَلًا حَتَّى ثَبَّتُوا بِذَلِكَ أَصْلَهَا، وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا. وَكَمْ مِنْ مُلْحِدٍ يَرُومُ أَنْ يَخْلِطَ بِالشَّرِيعَةِ مَا لَيْسَ مِنْهَا. وَاللَّهُ تَعَالَى يَذُبُّ بِأَصْحَابِ الْحَدِيثِ عَنْهَا. فَهُمُ الْحُفَّاظُ لِأَرْكَانِهَا وَالْقَوَّامُونَ بِأَمْرِهَا وَشَأْنِهَا. إِذَا صَدَفَ عَنِ الدِّفَاعِ عَنْهَا فَهُمْ دُونَهَا يُنَاضِلُونَ، { «أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» } [المجادلة: 22] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 10 أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَهْوَازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْعَسْكَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَانُ يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحَرِيشِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خِرَاشٍ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ،: عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ، قَالَ: «يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ. يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 11 حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ رَجُلٍ، ذَكَرَهُ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا فِي الْمَسْجِدِ بَيْنَ حَلْقَتَيْنِ، فِي إِحْدَاهُمَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَفِي الْأُخْرَى ابْنُ أَبِي دُؤَادٍ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: { «فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ» } [الأنعام: 89] وَأَشَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ابْنِ أَبِي دُؤَادٍ وَأَصْحَابِهِ {فَقَدْ وَكَلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ} [الأنعام: 89] . وَأَشَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَأَصْحَابِهِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 11 قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «قَدْ ذَكَرَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ فِي كِتَابِهِ الْمُؤَلَّفِ فِي تَأْوِيلِ مُخْتَلِفِ الْحَدِيثِ مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ أَهْلُ الْبِدَعِ مِنَ الطَّعْنِ عَلَى أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، ثُمَّ ذَكَرَ مِنْ فَسَادِ مَا تَعَلَّقُوا بِهِ، مَا فِيهِ مُقْنِعٌ لِمَنْ وَفَّقَهُ اللَّهُ لِرُشْدِهِ، وَرَزَقَهُ السَّدَادَ فِي قَصْدِهِ. وَأَنَا أَذْكُرُ فِي كِتَابِي هَذَا، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَثِّ عَلَى التَّبْلِيغِ عَنْهُ، وَفَضْلِ النَّقْلِ لِمَا سُمِعَ مِنْهُ، ثُمَّ مَا رُوِيَ عَنِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنَ الْعُلَمَاءِ الْخَالِفِينَ فِي شَرَفِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ وَفَضْلِهِمْ، وَعُلُوِّ مَرْتَبَتِهِمْ وَنُبْلِهِمْ، وَمَحَاسِنِهِمُ الْمَذَكُورَةِ وَمَعَالِمِهِمُ الْمَأْثُورَةِ نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنَا بِمَحَبَّتِهِمْ، وَيُحْيِينَا عَلَى سُنَّتِهِمْ، وَيُمِيتَنَا عَلَى مِلَّتِهِمْ، وَيَحْشُرَنَا فِي زُمْرَتِهِمْ إِنَّهُ بِنَا خَبِيرٌ بَصِيرٌ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 12 الْجُزْءُ الْأَوَّلُ بَابُ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الْحَثِّ عَلَى التَّبْلِيغِ وَالْحِفْظِ عَنْهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنِّي، وَلَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْحَافِظُ بِأَصْبَهَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ الرَّازِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ عَبْدُ اللَّهِ: ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ بِنَيْسَابُورَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عَمَّارٍ الْعَتَكِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ يَعْنِي الْأَسَدِيَّ: ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ح [ص: 14] : وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْإِيَادِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلَّادٍ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَخِي، الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ: ح وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ يَعْنِي الْفَزَارِيَّ، كُلُّهُمْ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدِّلُ، قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَدَمِيُّ الْقَارِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الطَّبَّاعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ،: وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ الْمُعَدِّلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ السِّمْسَارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ،: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ الْحَرْبِيُّ، وَلَفْظُ الْخَبَرِ، لَهُ، قَالَ: أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو كَبْشَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو حَدَّثَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» . وَأَلْفَاظُهُمْ عَلَى الْمَتْنِ سَوَاءٌ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَكَذَا رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 أَخْبَرَنَاهُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ النَّيْسَابُورِيُّ، بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوَيْهِ الْعَسْكَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ الصُّورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ، عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ السَّلُولِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَشِيُّ بِنَيْسَابُورَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، قَالَ: أنبأَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: أنبأنَا الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أَنبأَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ. وَحَدِّثُوا عَنِّي وَلَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الْأَهْوَازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ،: ح وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِكِيُّ، قَالَ أنبأنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَوْذَةُ،: ح [ص: 16] وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْيَزْدِيُّ الْحَافِظُ بِنَيْسَابُورَ، قَالَ: أَنبأنَا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أنبأنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزَّيْنَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ ح: وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ ح: وَأَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الرَّزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ، وَرَجُلٌ، أَفْضَلُ فِي نَفْسِي مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ. فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ» وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ قُرَّةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْجِيرِيُّ بِنَيْسَابُورَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْقِلٍ الْمَيْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى يَعْنِي الذُّهْلِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ [ص: 17] ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: «لِيُبَلِّغْ شَاهِدُكُمْ غَائِبَكُمْ. فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَحْفَظُ مِنْ سَامِعٍ» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 16 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْإِيَادِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ» ، فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا اخْتَصَرْتُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ الْعَطَّارُ بِأَصْبَهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِي، عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ، قَالَ: «نَشْرُ الْعِلْمِ حَيَاتُهُ، وَالْبَلَاغُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحْمَةٌ يَعْتَصِمُ بِهِ كُلُّ مُؤْمِنٍ، وَيَكُونُ حُجَّةً عَلَى كُلِّ مُصِرٍّ بِهِ وَمُلْحِدٍ» . وَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: «إِذَا ظَهَرَتِ الْبِدَعُ، فَلَمْ يُنْكِرْهَا أَهْلُ الْعِلْمِ صَارَتْ سُنَّةً» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَبَلَّغَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ،: ح [ص: 18] وَأَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ كَمَا سَمِعَهُ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرُ فَقِيهٍ. وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ» . وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ بَقِيَّةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْقُرَشِيُّ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي الْعَنْبَسِ الْقَاضِي الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْخَيْفِ مِنْ مِنًى، فَقَالَ: «نَضَّرَ اللَّهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا، ثُمَّ أَدَّاهَا إِلَى مَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَا فِقْهَ لَهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18 حَدَّثَنِي أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدَّسْكَرِيُّ بِحُلْوَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُقْرِئِ بِأَصْبَهَانَ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلَّانَ الْوَرَّاقُ، وَاللَّفْظُ لَهُ، قَالَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَزْدِيُّ الْحَافِظُ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ الْمَفْلُوجُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ الْهَمَذَانِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ [ص: 19] ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا فَحَفِظَهَا؛ فَإِنَّهُ رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرُ فَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ» حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَبْدَ الْغَنِيِّ بْنَ سَعِيدٍ الْمِصْرِيَّ الْحَافِظَ، يَقُولُ: أَصَحُّ حَدِيثٍ يُرْوَى فِي هَذَا الْبَابِ حَدِيثُ عُبَيْدَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ هَذَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18 حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدَوِيُّ الْحَافِظُ بِنَيْسَابُورَ قَالَ: سَمِعْتُ نَصْرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، يَقُولُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُوَلَّدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: مَا مِنْ أَحَدٍ يَطْلُبُ الْحَدِيثَ إِلَّا وَفِي وَجْهِهِ نَضْرَةٌ؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَبَلَّغَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ، أَخُو رُسْتَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَلَّى يَعْنِي ابْنَ هِلَالٍ عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ، بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقِيهًا عَالِمًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَالِينِيُّ، قَالَ: أنبأنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ الْمُثَنَّى الْمَالِينِيُّ، قَالَ: أنبأنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ جَمِيعٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا مِمَّا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ مِنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، كَتَبَهُ اللَّهُ فَقِيهًا عَالِمًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا فِي السُّنَّةِ كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلَّانَ الشُّرُوطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَفْصٍ الْحَرَامِيُّ، كُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا دُحَيْمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْدَانِيُّ النَّحَّاسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا، يَنْفَعُهُمُ اللَّهُ بِهَا، قِيلَ لَهُ: ادْخُلْ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 وَصِيَّةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِإِكْرَامِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ التَّمَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ إِمْلَاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ السَّرَخْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ح: وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدِّلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، إِمْلَاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: أنبأنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: قُلْنَا: وَمَا وَصِيَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُ سَيَأْتِي مِنْ بَعْدِي قَوْمٌ يَسْأَلُونَكُمُ الْحَدِيثَ عَنِّي. فَإِذَا جَاءُوكُمْ، فَأَلْطِفُوا بِهِمْ وَحَدِّثُوهُمْ» لَفْظُ ابْنِ بِشْرَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مَكِّيِّ بْنِ جَمِيلِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «سَيَأْتِيكُمْ شَبَابٌ مِنْ أَقْطَارِ الْأَرْضِ يَطْلُبُونَ الْحَدِيثَ. فَإِذَا جَاءُوكُمْ فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْرًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 وَأَخْبَرَنَا ابْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ السِّمَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوَانَ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا رَأَى الشَّبَابَ قَالَ: مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْصَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُوَسِّعَ لَكُمْ فِي الْمَجْلِسِ، وَأَنْ نُفْهِمَكُمُ الْحَدِيثَ. فَإِنَّكُمْ خَلُوفُنَا، وَأَهْلُ الْحَدِيثِ بَعْدَنَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْبَزَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ النَّقَّاشُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَتَّاتُ، بِالْكُوفَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: ازْدَحَمْنَا عَلَى حُسَيْنٍ الْجُعْفِيِّ، فَقَطَعْنَا شِرَاكَ نَعْلِهِ، فَغَضِبَ، فَأَسْنَدَ لَنَا حَدِيثًا قَالَ: «مَنْ طَلَبَ الْحَدِيثَ لَيُحَدِّثَ بِهِ النَّاسَ، لَمْ يَجِدْ رَوْحَ الْجَنَّةِ» . قَالَ: فَلَمَّا سَكَنَ غَضَبُهُ، أَسْنَدَ لَنَا حَدِيثًا قَالَ: «يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يَطْلُبُونَ الْعِلْمَ وَالْحَدِيثَ. إِذَا جَاءُوكُمْ فَآذِنُوهُمْ وَأَكْرِمُوهُمْ وَحَدِّثُوهُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، وَأَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْآجُرِّيُّ بِمَكَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ هَارُونُ بْنُ يُوسُفَ التَّاجِرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ بْنُ مُدْرِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ الْفُضَيْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحُنَيْنِيُّ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ» . قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: «الَّذِينَ يُحْيُونَ سُنَّتِي مِنْ بَعْدِي، وَيُعَلِّمُونَهَا عِبَادَ اللَّهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَكِيمٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَيِّعُ بِالْأَهْوَازِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَانُ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: «النُّزَّاعُ مِنَ الْقَبَائِلِ» [ص: 24] قَالَ عَبْدَانُ: هُمْ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ الْأَوَائِلُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى نَيِّفٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ نيخاب الطِّيبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَهْرَامَ الرَّيْحَانِيُّ، بِهَمَذَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «افْتَرَقَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَالنَّصَارَى عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَسَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا فِرْقَةً وَاحِدَةً» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَاشِمٍ الْبَعْلَبَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الأَصْبَغِ الْبَعْلَبَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقَتْ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَإِنَّ أُمَّتِي سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً. كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً: وَهِيَ الْجَمَاعَةُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ السُّوذَرْجَانِيُّ، بِأَصْبَهَانَ، قَالَ سَمِعْتُ [ص: 25] عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي الْقَاسِمِ، يَقُولُ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ رَوَهٍ، يَقُولُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، وَذَكَرَ، حَدِيثَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَفْتَرِقُ الْأُمَّةُ عَلَى نَيِّفٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا فِرْقَةً» ، فَقَالَ: إِنْ لَمْ يَكُونُوا أَصْحَابَ الْحَدِيثِ، فَلَا أَدْرِي مَنْ هُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ سَخْتَوَيْهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنَ مَنْصُورٍ الْحَافِظَ بِصُورَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ بِفَسَا يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ، فَقُلْتُ: مَنِ الْفِرْقَةُ النَّاجِيَةُ مِنْ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً؟ قَالَ: «أَنْتُمْ يَا أَصْحَابَ الْحَدِيثِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ، لَا يَضُرُّهُمُ مَنْ خَذَلَهُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ، لَا يَضُرُّهُمُ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 أَخْبَرَنَاه مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ النَّعَّالِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ كَوْثَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ: أنبأنا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمُ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَهْوَازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقَاضِي، بِالْأَهْوَازِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الصَّبَّاحِ بْنِ أَبِي سُرَيْجٍ الرَّازِيُّ أَبُو جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ» . قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: إِنْ لَمْ يَكُونُوا أَصْحَابَ الْحَدِيثِ، فَلَا أَدْرِي مَنْ هُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ أَبُو عُمَرَ الْخَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَعْقُوبَ الطَّالْقَانِيُّ، أَوْ غَيْرُهُ، قَالَ: ذَكَرَ ابْنُ الْمُبَارَكِ حَدِيثَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمُ مَنْ نَاوَأَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ» ، قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: هُمْ عِنْدِي أَصْحَابُ الْحَدِيثِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْخَلِيلِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ زِيَادٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، وَذَكَرَ حَدِيثَ: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ» ، فَقَالَ: إِنْ لَمْ يَكُونُوا أَصْحَابَ الْحَدِيثِ فَلَا أَدْرِي مَنْ هُمْ؟ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 وَأَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، أَيْضًا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ سِنَانٍ، وَذَكَرَ، حَدِيثَ: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ» ، فَقَالَ: هُمْ أَهْلُ الْعِلْمِ وَأَصْحَابُ الْآثَارِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْوَكِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعْبَةَ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْبُوبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ، وَذَكَرَ، حَدِيثَ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ، لَا يَضُرُّهُمُ مَنْ خَذَلَهُمْ» ، قَالَ أَبُو عِيسَى: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ " قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: هُمْ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، وَذَكَرَ، حَدِيثَ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي» ، فَقَالَ الْبُخَارِيُّ: يَعْنِي أَصْحَابَ الْحَدِيثِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ رَامِينَ الْأِسْتِرَآبَاذِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْجُرْجَانِيُّ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قُصَيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْعُذْرِيُّ بِدِمَشْقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ يَعْنِي ابْنَ عَلِيٍّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ السُّلَمِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُسْلِمٍ الْبَكْرِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ، وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْقَاضِي بِدَرِيجَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ الْكَاتِبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ الْبَيْرُوتِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَرِيمَةَ، عَنْ مُعَانِ بْنِ رِفَاعَةَ السَّلَامِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْجَاهِلِينَ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونِ بْنِ كَامِلٍ الْحَمْرَاوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَرِثُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقِ الْبَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَلْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، وَيَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ الْمَطْوَعِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعُذْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْفَقِيهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَلَّالُ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى زُهَيْرِ بْنِ صَالِحِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُهَنِّيٌّ وَهُوَ ابْنُ يَحْيَى قَالَ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ يَعْنِي ابْنَ حَنْبَلٍ عَنْ حَدِيثِ مُعَانِ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعُذْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْجَاهِلِينَ وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ وَتَأْوِيلَ الْغَالِينَ» فَقُلْتُ لِأَحْمَدَ: كَأَنَّهُ كَلَامٌ مَوْضُوعٌ قَالَ: لَا، هُوَ صَحِيحٌ. فَقُلْتُ: مِمَّنْ سَمِعْتَهُ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ غَيْرِ وَاحِدٍ. قُلْتُ: مَنْ هُمْ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي بِهِ مِسْكِينٌ، إِلَّا أَنَّهُ يَقُولُ: مُعَانٌ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَ أَحْمَدُ: مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ، لَا بَأْسَ بِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْخَلَّالُ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ [ص: 30] : رَأَيْتُ رَجُلًا قَدَّمَ رَجُلًا إِلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، فَادَّعَى عَلَيْهِ دَعْوَى، فَسَأَلَ الْمُدَّعَى عَلَيْهِ، فَأَنْكَرَ. فَقَالَ لِلْمُدَّعِي: أَلَكَ بَيِّنَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، فُلَانٌ وَفُلَانٌ. قَالَ: أَمَّا فُلَانٌ، فَمِنْ شُهُودِي، وَأَمَّا فُلَانٌ، فَلَيْسَ مِنْ شُهُودِي. قَالَ: فَيَعْرِفُهُ الْقَاضِي؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: بِمَاذَا؟ قَالَ: أَعْرِفُهُ بِكَتْبِ الْحَدِيثِ. قَالَ: فَكَيْفَ تَعْرِفُهُ فِي كَتْبِهِ الْحَدِيثَ؟ قَالَ: مَا عَلِمْتُ إِلَّا خَيْرًا. قَالَ: فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ» ، فَمَنْ عَدَّلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْلَى مِمَّنْ عَدَّلْتَهُ أَنْتَ. قَالَ: فَقُمْ، فَهَاتِهِ، فَقَدْ قَبِلْتُ شَهَادَتَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 كَوْنُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ خُلَفَاءَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّبْيلِغِ عَنْهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُودٍ الْقَاضِي، بِالْأَهْوَازِ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي حُصَيْنٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَكُمْ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِيُّ،: ح وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي مُوسَى الْقَاضِي الْمَوْصِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْخَلِيلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ [ص: 31] : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، يَقُولُ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ ارْحَمْ خُلَفَائِي» . قَالَ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ خُلَفَاؤُكَ؟ قَالَ: «الَّذِينَ يَأْتُونَ مِنْ بَعْدِي، يَرْوُونَ أَحَادِيثِي وَسُنَّتِي وَيُعَلِّمُونَهَا النَّاسَ» . وَفِي حَدِيثِ الْعَلَوِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ ارْحَمْ خُلَفَائِي» . فَقُلْنَا. . وَالْبَاقِي مِثْلُهُ سَوَاءٌ. أَخْبَرَنِيهِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّزَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَمَّادٍ الْقَاضِي الْأَزْدِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَالْأَوَّلُ أَشْبَهُ بِالصَّوَابِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْفُلُوِّ الْكَاتِبُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّقَّاقُ الْمَعْرُوفُ بِالْوَلِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ النُّعْمَانِ الْفَارِسِيُّ الْفَسَوِيُّ الْكَرَابِيسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسْنَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الصَّبَّاحِ عَبْدُ الْغَفُورِ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الرُّمَّانِيِّ، عَنْ زَاذَانَ [ص: 32] ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى آيَةِ الْخُلَفَاءِ مِنِّي وَمِنْ أَصْحَابِي وَمِنَ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلِي؟ هُمْ حَمَلَةُ الْقُرْآنِ وَالْأَحَادِيثِ عَنِّي وَعَنْهُمْ فِي اللَّهِ وَلِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ الْعَطَّارُ، بِأَصْبَهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ مُوسَى الْخَطْمِيُّ يَقُولُ: " مَا مُكِّنَ لِأَحَدٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ مَا مُكِّنَ لِأَصْحَابِ الْحَدِيثِ، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ فِي كِتَابِهِ: {وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ} [النور: 55] . فَالَّذِي ارْتَضَاهُ اللَّهُ قَدْ مَكَّنَ لِأَهْلِهِ فِيهِ. وَلَمْ يُمَكِّنْ لِأَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ فِي أَنْ يُقْبَلَ مِنْهُمْ حَدِيثٌ وَاحِدٌ عَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَأَصْحَابُ الْحَدِيثِ يُقْبَلُ مِنْهُمْ حَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدِيثُ أَصْحَابِهِ. ثُمَّ إِنْ كَانَ بَيْنَهُمْ رَجُلٌ أَحْدَثَ بِدْعَةً سَقَطَ حَدِيثُهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَصْدَقِ النَّاسِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 وَصْفُ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيمَانَ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ الدِّيبَاجِيُّ، وَأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ التَّانِيِّ , وَأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ [ص: 33] الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ، وَأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ الْبَزَّازُ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ قَيْسٍ التَّمِيمِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّ الْخَلْقِ أَعْجَبُ إِلَيْكُمْ إِيمَانًا؟» قَالُوا: الْمَلَائِكَةُ. قَالَ: «وَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ وَهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ» قَالُوا: فَالنَّبِيُّونَ، قَالَ: «وَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ وَالْوَحْيُ يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ» قَالُوا: نَحْنُ. قَالَ: «وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ» قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَعْجَبَ الْخَلْقِ إِلَيَّ إِيمَانًا، لَقَوْمٌ يَكُونُونَ مِنْ بَعْدِكُمْ، يَجِدُونَ صُحُفًا , فِيهَا كِتَابٌ، يُؤْمِنُونَ بِمَا فِيهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ بِحُلْوَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ، بِأَصْبَهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى الْمَوْصِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَنَا: «أَنْبِئُونِي بِأَفْضَلِ أَهْلِ الْإِيمَانِ إِيمَانًا» ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْمَلَائِكَةُ. قَالَ: «هُمْ كَذَلِكَ، وَيَحِقُّ لَهُمْ، وَمَا يَمْنَعُهُمْ وَقَدْ أَنْزَلَهُمُ اللَّهُ بِالْمَنْزِلَةِ الَّتِي قَدْ أَنْزَلَهُمْ بِهَا؟ بَلْ غَيْرُهُمْ» . قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَالْأَنْبِيَاءُ الَّذِينَ أَكْرَمَهُمُ [ص: 34] اللَّهُ بِالنُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ. قَالَ: هُمْ كَذَلِكَ، وَيَحِقُّ لَهُمْ ذَلِكَ، وَمَا يَمْنَعُهُمْ وَقَدْ أَكْرَمَهُمُ اللَّهُ بِالنُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ، بَلْ غَيْرُهُمْ ". قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ الشُّهَدَاءُ الَّذِينَ أَكْرَمَهُمُ اللَّهُ بِالشَّهَادَةِ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ. قَالَ: «هُمْ كَذَلِكَ، وَيَحِقُّ لَهُمْ، وَمَا يَمْنَعُهُمْ وَقَدْ أَكْرَمَهُمُ اللَّهُ بِالشَّهَادَةِ، بَلْ غَيْرُهُمْ» . قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنْ؟ قَالَ: «أَقْوَامٌ فِي أَصْلَابِ الرِّجَالِ، يَأْتُونَ مِنْ بَعْدِي، يُؤْمِنُونَ بِي وَلَمْ يَرَوْنِي، وَيُصَدِّقُونَ بِي وَلَمْ يَرَوْنِي. يَرَوْنَ الْوَرَقَ الْمُعَلَّقَ، فَيَعْمَلُونَ بِمَا فِيهِ» . قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَأَحَقُّ النَّاسِ بِهَذَا الْوَصْفِ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ وَمَنِ اتَّبَعَهُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 كَوْنُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ أَوْلَى النَّاسِ بِالرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِدَوَامِ صَلَاتِهِمْ عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْقَطَوَانِيُّ ح [ص: 35] : وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ طَلْحَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الصَّقْرِ الْكَتَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْبَعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ح: وَأَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، وَاللَّفْظُ، لَهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى الطَّلْحِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَيْسَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ صَلَاةً عَلَيَّ» . قَالَ لَنَا أَبُو بَكْرٍ: قَالَ لَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: وَهَذِهِ مَنْقَبَةٌ شَرِيفَةٌ يَخْتَصُّ بِهَا رُوَاةُ الْآثَارِ وَنَقَلَتُهَا؛ لِأَنَّهُ لَا يُعْرَفُ لِعِصَابَةٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرُ مِمَّا يُعْرَفُ لِهَذِهِ الْعِصَابَةِ نَسْخًا وَذِكْرًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا الْمُحَارِبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَحْسِبُهُ قَالَ: عَنْ جَدِّهِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَتَبَ عَنِّي عِلْمًا وَكَتَبَ مَعَهُ صَلَاةً عَلَيَّ، لَمْ يَزَلْ فِي أَجْرٍ مَا قُرِئَ ذَلِكَ الْكِتَابُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 أَخْبَرَنِي أَبُو طَالِبٍ مَكِّيُّ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ الْحَرِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، إِمْلَاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ مَحْمُودٍ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُمَيْدٍ الْبَصْرِيُّ، بِمَكَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَازِمُ بْنُ بَكْرٍ أَبُو عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ فِي كِتَابٍ لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تَسْتَغْفِرُ لَهُ مَادَامَ اسْمِي فِي ذَلِكَ الْكِتَابِ» . قَالَ بِشْرُ بْنُ عُبَيْدٍ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَعْمَرٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، كَذَا كَانَ فِي كِتَابِ ابْنِ الْفَتْحِ، وَالصَّوَابُ: أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ يُونُسَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: «لَوْ لَمْ يَكُنْ لِصَاحِبِ الْحَدِيثِ فَائِدَةٌ إِلَّا الصَّلَاةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّهُ يُصَلِّي عَلَيْهِ مَا دَامَ فِي الْكِتَابِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْقَرِمِيسِينِيُّ، لَفْظًا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُطَرِّفٍ الْقَاضِي، إِمْلَاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ [ص: 37] : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبِي فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَاهُ مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ قَالَ: غَفَرَ لِي. فَقُلْتُ: بِمَاذَا؟ فَقَالَ: " بِكِتَابِي الصَّلاَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كُلِّ حَدِيثٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَلَبِيَّ، بِدِمَشْقَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ عَطَاءٍ الرُّوذْبَارِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ اللَّهِ الْمَرْوَزِيَّ، يَقُولُ: كُنْتُ أَنَا وَأَبِي، نَتَقَابَلُ بِاللَّيْلِ الْحَدِيثَ، فَرُئِيَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي كُنَّا نَتَقَابَلُ فِيهِ عَمُودُ نُورٍ، يَبْلُغُ عَنَانَ السَّمَاءِ. فَقِيلَ: مَا هَذَا النُّورُ؟ فَقِيلَ: «صَلَاتُهُمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَقَابَلَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 بِشَارَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ بِكَوْنِ طَلَبَةِ الْحَدِيثِ بَعْدَهُ وَاتِّصَالِ الْإِسْنَادِ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْبَزَّازُ إِمْلَاءً قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ،: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص: 38] : «تَسْمَعُونَ وَيُسْمَعُ مِنْكُمْ، وَيُسْمَعُ مِنَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ مِنْكُمْ، ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ قَوْمٌ سِمَانٌ يُحِبُّونَ السِّمَنَ، يَشْهَدُونَ قَبْلَ أَنْ يُسْأَلُوا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزْدَاذَ الْقَارِئُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ مَنْدَهْ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِصَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَسْمَعُونَ وَيُسْمَعُ مِنْكُمْ، وَيُسْمَعُ مِمَّنْ يَسْمَعُ مِنْكُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمُؤَدِّبُ، بِأَصْبَهَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَامَةُ بْنُ مَحْمُودٍ الْقَيْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبَابَةَ، قَالَ: قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ: كُلُّ مَسْأَلَةٍ تُرْوَى عَنْ ثَلَاثَةٍ، فَهِيَ أَثَرٌ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَسْمَعُونَ وَيُسْمَعُ مِنْكُمْ، وَيُسْمَعُ مِمَّنْ يَسْمَعُ مِنْكُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ رَافِعٍ [ص: 39] ، عَنْ شُفَيٍّ الْأَصْبَحِيِّ، قَالَ: «تُفْتَحُ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ خَزَائِنُ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تُفْتَحَ عَلَيْهِمُ خزائن الْحَدِيثُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 ذِكْرُ بَيَانِ فَضْلِ الْإِسْنَادِ وَأَنَّهُ مِمَّا خَصَّ اللَّهُ بِهِ هَذِهِ الْأُمَّةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ النَّقَّاشُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْعَطَّارُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ بِشْرٍ الْحَلَبِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ ضَمْرَةَ، ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ النَّيْسَابُورِيُّ الْقَطَّانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الضَّبِّيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ مَطَرٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} [الأحقاف: 4] قَالَ: «إِسْنَادُ الْحَدِيثِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْجُعَابِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرِ بْنِ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مَالِكٍ، فِي قَوْلِهِ: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} [الزخرف: 44] قَالَ: " قَوْلُ الرَّجُلِ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَزَّازُ، بِهَمَذَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ يَقُولُ: «بَلَغَنِي أَنَّ اللَّهَ، خَصَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ، لَمْ يُعْطِهَا مَنْ قَبْلَهَا الْإِسْنَادِ وَالْأَنْسَابِ وَالْإِعْرَابِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ عَلِيٍّ الدِّينَوَرِيُّ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيَّ السَّرَخْسِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ حَاتِمِ بْنِ الْمُظَفَّرِ، يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ أَكْرَمَ هَذِهِ الْأُمَّةَ وَشَرَّفَهَا وَفَضَّلَهَا بِالْإِسْنَادِ، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ مِنَ الْأُمَمِ كُلِّهَا، قَدِيمِهِمْ وَحَدِيثِهِمْ، إِسْنَادٌ، وَإِنَّمَا هِيَ صُحُفٌ فِي أَيْدِيهِمْ، وَقَدْ خَلَطُوا بِكُتُبِهِمْ أَخْبَارَهُمْ، وَلَيْسَ عِنْدَهُمْ تَمْيِيزٌ بَيْنَ مَا نَزَلَ مِنَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ مِمَّا جَاءَهُمْ بِهِ أَنْبِيَاؤُهُمْ، وَتَمْيِيزٌ بَيْنَ مَا أَلْحَقُوهُ بِكُتُبِهِمْ مِنَ الْأَخْبَارِ الَّتِي أَخَذُوا عَنْ غَيْرِ الثِّقَاتِ. وَهَذِهِ الْأُمَّةُ إِنَّمَا تَنُصُّ الْحَدِيثَ مِنَ الثِّقَةِ الْمَعْرُوفِ فِي زَمَانِهِ، الْمَشْهُورِ بِالصِّدْقِ وَالْأَمَانَةِ عَنْ مِثْلِهِ حَتَّى تَتَنَاهَى أَخْبَارُهُمْ، ثُمَّ يَبْحَثُونَ أَشَدَّ الْبَحْثِ حَتَّى يَعْرِفُوا الْأَحْفَظَ فَالْأَحْفَظَ، وَالْأَضْبَطَ، فَالْأَضْبَطَ، وَالْأَطْوَلَ مُجَالَسَةً لِمَنْ فَوْقَهُ مِمَّنْ كَانَ أَقَلَّ مُجَالَسَةً. ثُمَّ يَكْتُبُونَ الْحَدِيثَ مِنْ عِشْرِينَ وَجْهًا وَأَكْثَرَ حَتَّى يُهَذِّبُوهُ مِنَ الْغَلَطِ وَالزَّلَلِ، وَيَضْبِطُوا حُرُوفَهُ وَيَعَدُّوهُ عَدًّا. فَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ نِعَمِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ. نَسْتَوْزِعُ اللَّهَ شُكْرَ هَذِهِ النِّعْمَةِ، وَنَسْأَلُهُ التَّثْبِيتَ وَالتَّوْفِيقَ لِمَا يُقَرِّبُ مِنْهُ وَيُزْلِفُ لَدَيْهِ، وَيُمَسِّكُنَا بِطَاعَتِهِ، إِنَّهُ وَلِيُّ حُمَيْدٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ يُحَابِي فِي الْحَدِيثِ أَبَاهُ، وَلَا أَخَاهُ، وَلَا وَلَدَهُ. وَهَذَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ، وَهُوَ إِمَامُ الْحَدِيثِ فِي عَصْرِهِ، لَا يُرْوَى عَنْهُ حَرْفٌ فِي تَقْوِيَةِ أَبِيهِ بَلْ يُرْوَى عَنْهُ ضِدُّ ذَلِكَ. فَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا وَفَّقَنَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 الْبَيَانُ أَنَّ الْأَسَانِيدَ هِيَ الطَّرِيقُ إِلَى مَعْرِفَةِ أَحْكَامِ الشَّرِيعَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ جَعْفَرٍ الْخرْقِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْخُتُلِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الطَّالْقَانِيُّ سَعِيدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: «الْإِسْنَادُ مِنَ الدِّينِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَوَيْهِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُوَجِّهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، يَقُولُ: " الْإِسْنَادُ عِنْدِي مِنَ الدِّينِ وَلَوْلَا الْإِسْنَادُ لَقَالَ: مَنْ شَاءَ مَا شَاءَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الدِّينَوَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ نَصْرٍ الْمُقْرِئَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مَعْدَانَ، يَقُولُ [ص: 42] : قَالَ: ابْنُ الْمُبَارَكِ: «مَثَلُ الَّذِي يَطْلُبُ أَمْرَ دِينِهِ بِلَا إِسْنَادٍ كَمَثَلِ الَّذِي يَرْتَقِي السَّطْحَ بِلَا سُلَّمٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ الْجَوْهَرُي قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي، قَالَ: سَأَلْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ عَنْ إِسْنَادِ، حَدِيثٍ سَقَطَ عَلَيَّ، فَقَالَ: تَدْرِي مَا قَالَ: أَبُو سَعِيدٍ الْحَدَّادُ؟ قَالَ: «الْإِسْنَادُ مِثْلُ الدَّرَجِ وَمِثْلُ الْمَرَاقِي. فَإِذَا زَلَّتْ رِجْلُكَ عَنِ الْمَرْقَاةِ سَقَطَتْ، وَالرَّأْيُ مِثْلُ الْمَرْجِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الضَّبِّيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفَقِيهُ أَبُو الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَسَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: «الْإِسْنَادُ سِلَاحُ الْمُؤْمِنِ فَإِذَا لَمْ يَكُنْ مَعَهُ سِلَاحٌ، فَبِأَيِّ شَيْءٍ يُقَاتِلُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 كَوْنُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ أُمَنَاءَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحِفْظِهِمُ السُّنَنَ وَتَمَيِيزِهِمْ لَهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الْعَلَوِيَّ الْحَسَنِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ بُنْدَارٍ، يَقُولُ [ص: 43] : سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ الرَّازِيَّ، يَقُولُ: «لَمْ يَكُنْ فِي أُمَّةٍ مِنَ الْأُمَمِ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ أُمَنَاءُ يَحْفَظُونَ آثَارَ الرُّسُلِ إِلَّا فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ» فَقَالَ: لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا حَاتِمٍ رُبَّمَا رَوَوْا حَدِيثًا لَا أَصْلَ لَهُ وَلَا يَصِحُّ؟ فَقَالَ: " عُلَمَاؤُهُمْ يَعْرِفُونَ الصَّحِيحَ مِنَ السَّقِيمِ، فَرِوَايَتُهُمْ ذَلِكَ لِلْمَعْرِفَةِ لِيَتَبَيَّنَ لِمَنْ بَعْدِهِمْ أَنَّهُمْ مَيَّزُوا الْآثَارَ وَحَفَظُوهَا، ثُمَّ قَالَ: «رَحِمَ اللَّهُ أَبَا زُرْعَةَ، كَانَ وَاللَّهِ مُجْتَهِدًا فِي حِفْظِ آثَارِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ الْعَطَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى السُّلَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْخَلِيلِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيَّ، يَقُولُ: «سَمِعْتُ مِنَ، أَئِمَّتِنَا وَمَنْ فَوْقِنَا أَنَّ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ وَحَمَلَةَ الْعِلْمِ هُمْ أُمَنَاءُ اللَّهِ عَلَى دِينِهِ وَحُفَّاظُ سُنَّةِ نَبِيِّهِ مَا عَلِمُوا وعَمِلُوا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الْعَلَوِيَّ، يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ الدَّلَّالَ، يَقُولُ سَمِعْتُ كَهْمَسَ الْهَمَذَانِيَّ يَقُولُ: " مَنْ لَمْ يَتَحَقَّقْ أَنَّ أَهْلَ الْحَدِيثِ حَفَظَةُ الدِّينِ، فَإِنَّهُ يُعَدُّ فِي ضُعَفَاءِ الْمَسَاكِينِ الَّذِينَ لَا يَدِينُونَ اللَّهَ بِدِينٍ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص: 44] : { «اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا» } [الزمر: 23] ، وَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حَدَّثَنِي جَبْرَائِيلُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 كَوْنُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ حُمَاةَ الدِّينِ بِذَبِّهِمْ عَنِ السُّنَنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، بِنَيْسَابُورَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: «الْمَلَائِكَةُ حُرَّاسُ السَّمَاءِ، وَأَصْحَابُ الْحَدِيثِ حُرَّاسُ الْأَرْضِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْقَطَّانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الضَّبِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ حَسَّانَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ سُفْيَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ حَاتِمِ بْنِ وَرْدَانَ، يَقُولُ سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، يَقُولُ: «لِكُلِّ دِينٍ فُرْسَانٌ وَفُرْسَانُ هَذَا الدِّينِ أَصْحَابُ الْأَسَانِيدِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ الْمُقْرِئُ، بِأَصْبَهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَانَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ نَصْرٍ الْمُخَرِّمِيُّ، قَالَ [ص: 45] : حَدَّثَنِي رَجُلٌ، سَمَّاهُ، ذَهَبَ عَنِّي اسْمُهُ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَائِمٌ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِهِ، يَذُبُّ عَنْهُ بِمَذَبَّةِ. فَلَمَّا أَنْ أَصْبَحْتُ، أَتَيْتُ يَحْيَى، فَأَخْبَرْتُهُ. فَقَالَ: لِي: «نَحْنُ نَذُبُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَذِبَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 كَوْنُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ وَرَثَةَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا خَلَّفَهُ مِنَ السُّنَّةِ وَأَنْوَاعِ الْحِكْمَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فَضَالَةَ النَّيْسَابُورِيُّ الْحَافِظُ، بِالرِّيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْكَرَابِيسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّيبِلِيُّ بِمَكَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ صُبَيْحٍ الْعَنَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ،: بَيْنَمَا ابْنُ مَسْعُودٍ يَوْمًا، مَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، إِذْ مَرَّ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: عَلَى مَا اجْتَمَعَ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: ابْنُ مَسْعُودٍ: «عَلَى مِيرَاثِ مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْتَسِمُونَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُعَدِّلُ وَأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْبَزَّازُ وَاللَّفْظُ لَهُ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْهَيْثَمِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، رَجُلٌ مِنَ الرِّيِّ، قَالَ [ص: 46] : سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ مَنْصُورٍ، يَقُولُ: رَأَى الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ قَوْمًا مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ يَعْنِي بِهِمْ بَعْضُ الْخِفَّةِ، فَقَالَ: «هَكَذَا تَكُونُونَ يَا وَرَثَةَ الْأَنْبِيَاءِ؟» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْفَقِيهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يُونُسَ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الْأَعْلَى، يَقُولُ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: «إِذَا رَأَيْتَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، فَكَأَنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيًّا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 كَوْنُهُمُ الْآمِرِينَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهِينَ عَنِ الْمُنْكَرِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الْخُلْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَغْدَادِيُّ بِمِصْرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَأْمُونٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، بِمَكَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: سُئِلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: مَنِ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ؟ قَالَ: نَحْنُ هُمْ، نَقُولُ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " افْعَلُوا كَذَا، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَفْعَلُوا كذا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 كَوْنُهُمْ خِيَارَ النَّاسِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ يَضْرِبُ سَاعِدَ يَحْيَى بْنِ آدَمَ، فَقَالَ: " مَا قَوْمٌ خَيْرٌ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيَسْأَلُنِي عَنِ الْحَدِيثِ كَذَا وَكَذَا مَرَّةً، وَلَوْ شَاءَ لَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شَاذَانَ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، قَالَ: ازْدَحَمْنَا يَوْمًا عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، فَقَالَ: مَا لِي أَرَى رُءُوسًا، كَأَنَّهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ؟ فَتَنَحَّيْنَا عَنْهُ، فَقَالَ: «مَا أَعْلَمُ فِي الدُّنْيَا قَوْمًا خَيْرًا مِنْهُمْ هُمْ قَدْ عَرَفُوا حَدِيثِي لَوْ أَخَذُوهُ وَذَهَبُوا، مَنْ كَانَ يَقُولُ لَهُمْ شَيْئًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدِّلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحُنَيْنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، قَالُوا، لَهُ: يَا أَبَا عُمَرَ أَمَا تَرَى أَصْحَابَ الْحَدِيثِ كَيْفَ تَغَيَّرُوا، كَيْفَ قَدْ فَسَدُوا؟ قَالَ: «هُمْ عَلَى مَا هُمْ خِيَارُ الْقَبَائِلِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَنْبَلِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلَّالُ، قَالَ: أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْمَرْوَزِيُّ [ص: 48] ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ قَالَ: لَيْسَ قَوْمٌ عِنْدِي خَيْرًا مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ، لَيْسَ يَعْرِفُونَ إِلَّا الْحَدِيثَ. فَقَالَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ أَنَّهُ سَمِعَ أبا عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: " أَهْلُ الْحَدِيثِ أَفْضَلُ مَنْ تَكَلَّمَ فِي الْعِلْمِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 أَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدَوِيُّ بِنَيْسَابُورَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ، فِي كِتَابِهِ إِلَيْنَا، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سِنَانٍ الْمَنْبِجِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُمَيْمُ بنُ هَمَّامٍ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: شَيَّعَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، وَقْتَ انْصِرَافِنَا مِنْ عِنْدِهِ، فَأَبْعَدَ فِي تَشْيِيعِنَا حَتَّى مَشَى مَعَنَا فَرْسَخَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً، فَقُلْنَا لَهُ: أَيُّهَا الشَّيْخُ يَصْعُبُ عَلَيْكَ الْمَشْي عَلَى كِبَرِ السِّنِّ قَالَ: امْشُوا وَاسْكُتُوا. لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ لِلَّهِ طَبَقَةً، أَوْ قَوْمًا يُبَاهِي اللَّهُ بِهِمْ، أَوْ أَفْضَلَ مِنْكُمْ، لَمَشَيْتُ مَعَهُمْ وَشَيَّعْتُهُمْ، وَلَكِنَّكُمْ أَفْضَلُ النَّاسِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، لَفْظًا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ مَرْوَانَ [ص: 49] الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عِمْرَانَ الصُّوفِيُّ الْمَكِّيُّ، قَالَ: رَأَى أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ، وَقَدْ خَرَجُوا مِنْ عِنْدِ مُحَدِّثٍ، وَالْمَحَابِرُ بِأَيْدِيهِمْ، فَقَالَ أَحْمَدُ: «إِنْ لَمْ يَكُونُوا هَؤُلَاءِ النَّاسَ، فَلَا أَدْرِي مَنِ النَّاسُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَرَاءُ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي شَيْبَةَ، يَقُولُ، وَكَانَ رَأَى بَعْضَ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ يَضْطَرِبُونَ، فَقَالَ: «أَمَا إِنَّ فَاسِقَهُمْ خَيْرٌ مِنْ عَابِدِ غَيْرَهُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ الْمُقْرِئُ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَبْدَوَيْهِ الْبَزَّازُ، حَدَّثَهُمْ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيَّ، يَقُولُ: خَرَجَ أَبُو يُوسُفَ يَعْنِي الْقَاضِي يَوْمًا، وَأَصْحَابُ الْحَدِيثِ عَلَى الْبَابِ، فَقَالَ: «مَا عَلَى الْأَرْضِ خَيْرٌ مِنْكُمْ، أَلَيْسَ قَدْ جِئْتُمْ أَوْ بَكَّرْتُمْ تَسْمَعُونَ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 مَنْ قَالَ: إِنَّ الْأَبْدَالَ وَالْأَوْلِيَاءَ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْوَرَّاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ مَهْدِيٍّ الصَّائِغُ، قَالَ [ص: 50] : حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِذَا لَمْ يَكُنْ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ هُمُ الْأَبْدَالُ فَلَا أَدْرِي مَنِ الْأَبْدَالُ، وَقَالَ: هَذَا كَلَامُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ ذَكَرَهُ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، ثُمَّ قَالَ صَالِحٌ الرَّازِيُّ: «لَيْسَ الْعَدْلُ الَّذِي يَعْدِلُ عَلَى الْفُرُوجِ وَالدِّمَاءِ وَالْأَمْوَالِ، الْعَدْلُ الَّذِي إِذَا شَهِدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُبِلَتْ شَهَادَتُهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ بَكَّارٍ الْقَافْلَانِيَّ، يَقُولُ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، يَقُولُ: «إِنْ لَمْ يَكُنْ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ هُمُ الْأَبْدَالُ فَمَنْ يَكُونُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، قَالَ: ذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أَخْبَرَهُمْ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ،: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَالزُّبَيْرَ بْنَ بَكَّارٍ، قَالاَ سَمِعْنَا النَّضْرَ بْنَ شُمَيْلٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ، يَقُولُ: «إِنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ فِي الْأَرْضِ وَلِيُّ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُجْهِزُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: سَمِعْتُ مَحْمُودَ بْنَ خَالِدٍ، يَقُولُ: قُلْتُ لِأَبِي حَفْصٍ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَلَمَةَ: تُحِبُّ أَنْ تُحَدِّثَ،؟ قَالَ: «وَمَنْ يُحِبُّ أَنْ يَسْقُطَ اسْمُهُ مِنْ دِيوَانِ الصَّالِحِينَ؟» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخُوزِيُّ، مِنْ شِيرَازَ، يَذْكُرُ أَنَّ عَبْدَانَ بْنَ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِيَّ حَدَّثَهُمْ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ يَعْنِي الرَّازِيَّ يَقُولُ: حُدِّثْتُ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ أَنَّهُ قَالَ: «مَا أَرَى طُولَ عُمْرِي هَذَا إِلَّا مِنْ كَثْرَةِ دُعَاءِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 مَنْ قَالَ: لَوْلَا أَصْحَابُ الْحَدِيثِ لَانْدَرَسَ الْإِسْلَامُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْخُوَارَزْمِيُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي حَامِدٍ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ الْمُعَلِّمِ بِمَرْوَ، وَكَانَ شَيْخًا صَالِحًا، حَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَحْمُودٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ [ص: 52] : سَمِعْتُ صَدَقَةَ، يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ، فَقَالَ حَفْصٌ: «لَوْلَا أَنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحِرْصَ فِي قُلُوبِ هَؤُلَاءِ يَعْنِي طَلَبَةَ الْعِلْمِ لَدَرَسَ هَذَا الشَّأْنُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي جِدَارٍ، بِمِصْرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الْخَلَّالُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْكِسِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ:، سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ، يَقُولُ: «لَوْلَا هَذِهِ الْعِصَابَةُ لَانْدَرَسَ الْإِسْلَامُ يَعْنِي أَصْحَابَ الْحَدِيثِ الَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْآثَارَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظِ، قَالَ: سَمِعْتُ خَلَفَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْبُخَارِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُغَفَّلٍ، يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: كُنَّا ثَلَاثَةً أَوْ أَرْبَعَةً عَلَى بَابِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنَّ تَأْوِيلَ هَذَا الْحَدِيثِ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لَا يَضُرُّهُمُ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ» ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنَّ تَأْوِيلَ هَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ، لِأَنَّ التُّجَّارَ قَدْ شَغَلُوا أَنْفُسَهُمْ بِالتِّجَارَاتِ، وَأَهْلَ الصَّنْعَةِ قَدْ شَغَلُوا أَنْفُسَهُمْ بِالصِّنَاعَاتِ، وَالْمُلُوكَ قَدْ شَغَلُوا أَنْفُسَهُمْ بِالْمَمْلَكَةِ، وَأَنْتُمْ تُحْيُونَ سُنَّةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْيَزْدِيُّ بِأَصْبَهَانَ، قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْرَةَ، كِتَابَةً، قَالَ: أَنْشَدَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْأَدَبِ فِي صِفَةِ الْمَحْبَرَةِ « [البحر الطويل] قَنَادِيلُ دِينِ اللَّهِ يَسْعَى بِحَمْلِهَا ... رِجَالٌ بِهِمْ يَحْيَا حَدِيثُ مُحَمَّدِ هُمُ حَمَلُوا الْآثَارَ عَنْ كُلِّ عَالِمٍ ... تَقِيٍّ، صَدُوقٍ، فَاضِلٍ مُتَعَبِّدِ مَحَابِرُهُمْ زَهْرٌ تُضِيءُ كَأَنَّهَا ... قَنَادِيلُ حَبْرٍ نَاسِكٍ وَسْطَ مَسْجِدِ تُسَاقُ إِلَى مَنْ كَانَ فِي الْفِقْهِ عَالِمًا ... وَمَنْ صَنَّفَ الْأَحْكَامَ مِنْ كُلِّ مُسْنَدِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْقَطِيعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْإِدْرِيسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ الْمَدِينِيُّ السَّمَرْقَنْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ يَحْيَى الْعَدَوِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي [ص: 54] رَوَّادٍ، فَنَظَرَ إِلَى شَابٍّ، قَدْ أَقْبَلَ نَحْوَهُ لِلْحَدِيثِ، فَقَالَ: «أَمَا تَرَى مَا فِي يَدِهِ قَنَادِيلُ الْإِسْلَامِ؟ هَذِهِ قَنَادِيلُ الْإِيمَانِ، وَأَعْلَامُ الْمُتَّقِينَ يَعْنِي قَارُورَةَ الْحِبْرِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 مَنْ قَالَ: إِنَّ الْحَقَّ مَعَ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعْدٍ الْإِسْتِرَابَاذِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى الْمُذَكِّرَ النَّيْسَابُورِيَّ، بِأَسْتُرَآبَاذَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ الْخَفَّافَ، بِمَكَّةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُوسَى الْبَصْرِيَّ، يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ الْعَبَّاسِ الْمِصْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ هَارُونَ الرَّشِيدَ، يَقُولُ: " طَلَبْتُ أَرْبَعَةً فَوَجَدْتُهَا فِي أَرْبَعَةٍ: طَلَبْتُ الْكُفْرَ فَوَجَدْتُهُ فِي الْجَهْمِيَّةِ، وَطَلَبْتُ الْكَلَامَ وَالشَّغَبَ فَوَجَدْتُهُ فِي الْمُعْتَزِلَةِ، وَطَلَبْتُ الْكَذِبَ فَوَجَدْتُهُ عِنْدَ الرَّافِضَةِ، وَطَلَبْتُ الْحَقَّ فَوَجَدْتُهُ مَعَ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْهَمَذَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ التَّمِيمِيُّ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثَ، قَالَ [ص: 56] : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ سِنَانٍ، يَقُولُ: كَانَ الْوَلِيدُ الْكَرَابِيسِيُّ خَالِي، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لِبَنِيهِ: تَعْلَمُونَ أَحَدًا أَعْلَمُ بِالْكَلَامِ مِنِّي؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَتَتَّهِمُونِي؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَإِنِّي أُوصِيكُمْ، أَتَقْبَلُونَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِمَا عَلَيْهِ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ فَإِنِّي رَأَيْتُ الْحَقَّ مَعَهُمْ لَسْتُ أَعِنِّي الرُّؤَسَاءَ، وَلَكِنْ هَؤُلَاءِ الْمُمَزَّقِينَ أَلَمْ تَرَ أَحَدَهُمْ يَجِيءُ إِلَى الرَّئِيسِ مِنْهُمْ فَيُخَطِّئُهُ وَيُهَجِّنُهُ» قَالَ: أَبُو بَكْرِ بْنُ الْأَشْعَثَ: كَانَ أَعْرِفَ النَّاسِ بِالْكَلَامِ بَعْدَ حَفْصٍ الْفَرْدِ الْكَرَابِيسِيِّ، وَكَانَ حُسَيْنٌ الْكَرَابِيسِيُّ مِنْهُ تَعَلَّمَ الْكَلَامَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُرَيْشٍ الْعَنْبَرِيَّ الْبَصْرِيَّ، يَقُولُ: «كُلُّ مَنْ ذَهَبَ إِلَى مَقَالَةٍ , فَفَزِعَ مِنْهَا إِلَى غَيْرِ الْحَدِيثِ، فَإِلَى الضَّلَالَةِ يَصِيرُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 كَوْنُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ أَوْلَى النَّاسِ بِالنَّجَاةِ فِي الْآخِرَةِ وَأَسْبَقَ الْخَلْقِ إِلَى الْجَنَّةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الْبَرَاثِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى التَّمَّارُ، بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْجَحِيمِ، قَالَ: حَدَّثَتْنَا حَكَّامَةُ بِنْتُ عُثْمَانَ بْنِ دِينَارٍ، قَالَتْ حَدَّثَنِي أَبِي عُثْمَانُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَخِيهِ، مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ [ص: 57] ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، خَادِمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ: النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَنْجَاكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أَهْوَالِهَا وَمَوَاطِنِهَا، أَكْثَرُكُمْ عَلَيَّ صَلَاةً فِي دَارِ الدُّنْيَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نُعَيْمٍ الضَّبِّيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيَّ، يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيَّ، يَقُولُ: «إِنْ كَانَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ يَنْجُو، فَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَطْلُبُونَ الْحَدِيثَ.» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 أَنْشَدَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو مُزَاحِمٍ الْخَاقَانِيُّ [البحر البسيط] أَهْلُ الْحَدِيثِ هُمُ النَّاجُونَ إِنْ عَمِلُوا ... بِهِ إِذَا مَا أَتَى عَنْ كُلِّ مُؤْتَمَنِ قَدْ قِيلَ إِنَّهُمُ خَيْرُ الْعِبَادِ عَلَى ... مَا كَانَ فِيهِمْ إِذَا أُنْجُوا مِنَ الْفِتَنِ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ كَذَا حَانَتْ شَهَادَتُهُ ... فَطَابَ مِنْ مَيِّتٍ فِي اللَّحْدِ مُرْتَهَنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، لَفْظًا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُودٍ الْقَاضِي الْأَهْوَازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ رَوْحَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: سَمِعْتُ شَيْبَانَ بْنَ يَحْيَى، قَالَ: الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ: " كَذَا قَالَ لِي الْحَسَنُ، وَالصَّوَابُ: شَاذُّ بْنُ يَحْيَى " يَقُولُ: «مَا أَعْلَمُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ أَقْصَدُ مِمَّنْ يَسْلُكُ طَرِيقَ الْحَدِيثِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْهَمَذَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُبَيْشُ بْنُ مُبَشِّرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثِقَةٌ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ: «أَثْبَتُ النَّاسِ عَلَى الصِّرَاطِ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الْعَلَوِيَّ الْهَمَذَانِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْجَبَّانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ التَّمِيمِيَّ، يَقُولُ: " كُنْتُ فِي الطَّوَافِ فَهَجَسَ فِي سِرِّي: مَنِ الْمُقَدَّمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَإِذَا هَاتِفٌ يُنَادِي: أَصْحَابُ الْحَدِيثِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 فَضِيلَةُ الرَّحَّالِينَ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 أنبأنا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْوَزِيرِ الْوَاسِطِيَّ، قَالَ [ص: 59] : سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، يَقُولُ: قُلْتُ لِحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ: يَا أَبَا إِسْمَاعِيلَ هَلْ ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ فِي الْقُرْآنِ؟ فَقَالَ: " بَلَى، أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى قَوْلِهِ: {لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ} [التوبة: 122] فَهَذَا فِي كُلِّ مَنْ رَحَلَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ وَالْفِقْهِ، وَيَرْجِعُ بِهِ إِلَى مَنْ وَرَاءَهُ، يُعَلِّمُهُمْ إِيَّاهُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نُعَيْمٍ الضَّبِّيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَافِظَ، يَقُولُ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمِ بْنِ وَارَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، يَقُولُ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة: 122] ، قَالَ: «هُمْ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 أَخْبَرَنَا رِضْوَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الدِّينَوَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَهْدِيٍّ، بِوَاسِطٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِصَامٍ، بِمَرْوَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ، يَقُولُ: قَالَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَدْفَعُ الْبَلَاءَ عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِرِحْلَةِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: { «السَّائِحُونَ.» } [التوبة: 112] ، قَالَ: «هُمْ طَلَبَةُ الْحَدِيثِ.» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّيْسَابُورِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنَ حَامِدٍ الْفَقِيهَ، بِالدَّامَغَانِ، يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ نَصْرَ بْنَ مَرْزُوقٍ، يَقُولُ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ إِذَا رَأَى أَصْحَابَ الْحَدِيثِ يَقُولُ: «شَعِثَةٌ رُءُوسُهُمْ، دَنِسَةٌ ثِيَابُهُمْ، مُغْبَرَّةٌ وُجُوهُهُمْ , إِنْ لَمْ يَكُنْ مَعَ هَذَا ثَوَابٌ، فَهَذَا وَاللَّهِ هُوَ الْعِقَابُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: وَنَحْنُ مُعْتَقِدُونَ اعْتِقَادًا، لَا يَدْخُلُهُ شَكٌّ، أَنَّ الطَّالِبَ لِلْحَدِيثِ مُثَابٌ عَلَى طَلَبِهِ، وَأَقَلُّ فَائِدَةٍ فِيهِ مَا أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَرْوَرُوذِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هِشَامٍ الرِّفَاعِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ وَكِيعَ بْنَ الْجَرَّاحِ، يَقُولُ: «لَوْ أَنَّ الرَّجُلَ، لَمْ يُصِبْ فِي الْحَدِيثِ شَيْئًا إِلَّا أَنَّهُ يَمْنَعُهُ مِنَ الْهَوَى كَانَ قَدْ أَصَابَ فِيهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 وَحُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْفَقِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَلَّالُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ قَالَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ: " إِنَّ قَوْمًا يَكْتُبُونَ الْحَدِيثَ وَلَا يُرَى أَثَرُهُ عَلَيْهِمْ، وَلَيْسَ لَهُمْ وَقَارٌ؟ وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: «يَؤُولُونَ فِي الْحَدِيثِ إِلَى خَيْرٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سُوَيْدٍ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ، يَقُولُ: «كَانَ يَبْلُغُ أَيُّوبَ مَوْتُ الْفَتَى مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، فَيُرَى ذَلِكَ فِيهِ. وَيَبْلُغُهُ مَوْتُ الرَّجُلِ قَدْ يُذْكَرُ بِعِبَادَةٍ، فَلَا يُرَى ذَلِكَ فِيهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 اجْتِمَاعُ صَلَاحِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فِي سَمَاعِ الْحَدِيثِ وَكَتْبِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ النَّيْسَابُورِيُّ , وَأَبُو سَعِيدٍ مَسْعُودُ بْنُ نَاصِرٍ السِّجْزِيُّ، وَاللَّفْظُ لَهُ، قَالاَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ النَّضْرَوِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، بِتَسْتُرَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَفِي حَدِيثِ أَبِي صَالِحٍ: عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ إِسْحَاقَ يَقُولُ [ص: 62] : سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الزَّاهِدَ، يَقُولُ: «مَنْ أَرَادَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ فَلْيَكْتُبِ الْحَدِيثَ، فَإِنَّ فِيهِ مَنْفَعَةُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ الطَّائِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ، يَقُولُ: «الْحَدِيثُ عِزٌّ، مَنْ أَرَادَ بِهِ الدُّنْيَا دُنْيَا، وَمَنْ أَرَادَ بِهِ الْآخِرَةَ آخِرَةٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ مَرْوَانَ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّقْرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ، قَالَ: فِي الْحَدِيثِ: «مَنْ أَرَادَ بِهِ الدُّنْيَا دُنْيَا، وَمَنْ أَرَادَ بِهِ الْآخِرَةَ فَآخِرَةُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 أَخْبَرَنَا رِضْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدِّينَوَرِيُّ، بِهَا، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ خَيْرَانَ، بِهَمَذَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْخَلِيلِ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: «سَمَاعُ الْحَدِيثِ عِزٌّ لِمَنْ أَرَادَ بِهِ الدُّنْيَا، وَرَشَادٌ لِمَنْ أَرَادَ بِهِ الْآخِرَةَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 أَنْشَدَنِي أَبُو الْمُظَفَّرِ هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّسَفِيُّ، قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ نُجَيْدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الشِّيرَازِيُّ لِبَعْضِهِمْ: « [البحر الوافر] [ص: 63] عَلَيْكُمْ بِالْحَدِيثِ فَلَيْسَ شَيْءٌ ... يُعَادِلُهُ عَلَى كُلِّ الْجِهَاتِ نَصَحْتُ لَكُمْ فَإِنَّ الدِّينَ نُصْحٌ ... وَلَا أُخْفِي نَصَائِحَ وَاجِبَاتِ وَجَدْنَا فِي الرِّوَايَةِ كُلَّ فِقْهٍ ... وَأَحْكَامًا وَمِنْ كُلِّ اللُّغَاتِ بِذِكْرِ الْمُسْنَدَاتِ أَنِسْتُ لَيْلِي ... وَحِفْظُ الْعِلْمِ خَيْرُ الْفَائِدَاتِ وَمَنْ طَلَبَ الْحَدِيثَ أَفَادَ ذُخْرًا ... وَفَضْلًا ثُمَّ دِينًا ذَا ثَبَاتِ عَلَيْكُمْ بِالرِّوَايَاتِ اللَّوَاتِي ... رَوَاهَا مَالِكٌ أَزْكَى الرُّوَاةِ وَشُعْبَةُ وَابْنُ عَمْرٍو وَابْنُ زَيْدٍ ... وَسُفْيَانُ الثِّقَاتُ عَنِ الثِّقَاتِ وَيَحْيَى وَابْنُ حَنْبَلٍ الْمُزَكِّي ... وَإِسْحَاقُ الرِّضَا وَابْنُ الْفُرَاتِ [ص: 64] أَئِمَّتُنَا النُّجُومُ وَهَلْ رَشِيدٌ ... تَكَلَّمَ فِي النُّجُومِ الزَّاهِرَاتِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 مَنْ جَعَلَ مِنَ الْخُلَفَاءِ فِي بَيْتِ الْمَالِ نَصِيبًا لِأَصْحَابِ الْحَدِيثِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمُ الدِّمَشْقِيُّ، وَحَدَّثَنِي بِذَلِكَ، مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ النَّيْسَابُورِيُّ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَيْمُونِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو النَّصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى وَالِي حِمْصَ: «مُرْ لِأَهْلِ الصَّلَاحِ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ بمَا يُغْنِيهِمْ لِئَلَّا يَشْغَلَهُمْ شَيْءٌ عَنْ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ وَمَا حَمَلُوا مِنَ الْأَحَادِيثِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 تَقْرِيبُ الْأَحْدَاثِ فِي سَمَاعِ الْحَدِيثِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ بِالْأَعْمَشِ، وَهُوَ يُحَدِّثُ، فَقَالَ لَهُ: تُحَدِّثُ هَؤُلَاءِ الصِّبْيَانَ؟ فَقَالَ الْأَعْمَشُ: «هَؤُلَاءِ الصِّبْيَانُ يَحْفَظُونَ عَلَيْكَ دِينَكَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَمَّامٍ الْكُوفِيُّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُسَيَّبَ بْنَ وَاضِحٍ، بَتَلِّ مَنْسَ، يَقُولُ: كَانَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، رَحِمَهُ اللَّهُ، إِذَا رَأَى صِبْيَانَ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، وَفِي أَيْدِيهِمُ الْمَحَابِرُ، يُقَرِّبُهُمْ، وَيَقُولُ: هَؤُلَاءِ غَرْسُ الدِّينِ، أُخْبِرْنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَزَالُ اللَّهُ يَغْرِسُ فِي هَذَا الدِّينِ غَرْسًا يَشُدُّ الدِّينَ بِهِمْ. هُمُ الْيَوْمَ أَصَاغِرُكُمْ، وَيُوشِكُ أَنْ يَكُونُوا كِبَارًا مِنْ بَعْدِكُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: وَقَفَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عَلَى حَلَقَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: «مَا لَكُمْ قَدْ طَرَحْتُمْ هَذِهِ الْأُغَيْلِمَةَ؟ لَا تَفْعَلُوا، وَأَوْسِعُوا لَهُمْ فِي الْمَجْلِسِ، وَأَسْمِعُوهُمُ الْحَدِيثَ، وَأَفْهِمُوهُمْ إِيَّاهُ. فَإِنَّهُمْ صِغَارُ قَوْمٍ، أَوْشَكَ أَنْ يَكُونُوا كِبَارَ قَوْمٍ وَقَدْ كُنْتُمْ صِغَارَ قَوْمٍ، فَأَنْتُمُ الْيَوْمَ كِبَارُ قَوْمٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 مَنْ قَالَ: يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يُكْرِهَ وَلَدَهُ عَلَى سَمَاعِ الْحَدِيثِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَزَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ مَرْوَانَ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَاجِيَةَ ح [ص: 66] وَأَخْبَرَنَا رِضْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدِّينَوَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ، بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ، قَالَا حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ، يَقُولُ: " يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يُكْرِهَ، وَلَدَهُ عَلَى سَمَاعِ الْحَدِيثِ. وَكَانَ يَقُولُ: لَيْسَ الدِّينُ بِالْكَلَامِ، إِنَّمَا الدِّينُ بِالْآثَارِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ مَرْوَانَ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّقْرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ، يَقُولُ: «يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يُكْرِهَ، وَلَدَهُ عَلَى طَلَبِ الْحَدِيثِ» ، وَذَكَرَ نَحْوَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدِّلُ الْوَاعِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا طَالِبٍ زَيْدَ بْنَ أَخْزَمَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ، يَقُولُ: " نَوْلُ الرَّجُلِ أَنْ يُكْرِهَ، وَلَدَهُ عَلَى طَلَبِ الْحَدِيثِ , وَقَالَ: «لَيْسَ الدِّينُ بِالْكَلَامِ وَإِنَّمَا الدِّينُ بِالْآثَارِ , وَقَالَ فِي الْحَدِيثِ عَمَّنْ أَرَادَ بِهِ الدُّنْيَا الدُّنْيَا، وَعَمَّنْ أَرَادَ بِهِ الْآخِرَةَ آخِرَةٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 مَنْ تَأَلَّفَ وَلَدَهُ عَلَى سَمَاعِ الْحَدِيثِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ النَّقَّاشُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ أَبُو عَمْرٍو، بِنَسَا، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ [ص: 67] : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ، يَقُولُ: قَالَ لِي أَبِي: «يَا بُنَيَّ، اطْلُبِ الْحَدِيثَ، فَكُلَّمَا سَمِعْتَ حَدِيثًا، وَحَفِظْتَهُ، فَلَكَ دِرْهَمٌ فَطَلَبْتُ الْحَدِيثَ عَلَى هَذَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 مَنْ ذَمَّ الشُّيُوخَ الَّذِينَ لَمْ يَسْمَعُوا الْحَدِيثَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّنَاجِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَيَّانَ بْنِ قَيْسٍ الْأَسَدِيُّ، بِالْكُوفَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْحُلْوَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى الْخُتُلِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، " إِذَا رَأَى الشَيْخ لَمْ يَكْتُبِ الْحَدِيثَ، قَالَ: لَا جَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الْإِسْلَامِ خَيْرًا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَهْلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو صَالِحٍ الطَّرَسُوسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ الْبَزَّازُ الْمُقْرِئُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَثَّامَ بْنَ عَلِيٍّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، يَقُولُ: «إِذَا رَأَيْتَ الشَّيْخَ، لَمْ يَقْرَأ الْقُرْآنَ، وَلَمْ يَكْتُبِ الْحَدِيثَ، فَاصْفَعْ لَهُ، فَإِنَّهُ مِنْ شُيُوخِ الْقَمَرِ» . قَالَ أَبُو صَالِحٍ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ: مَا شُيُوخُ الْقَمَرِ؟ [ص: 68] قَالَ: شُيُوخٌ دَهْرِيُّونَ، يَجْتَمِعُونَ فِي لَيَالِي الْقَمَرِ، يَتَذَاكَرُونَ أَيَّامَ النَّاسِ، وَلَا يُحْسِنُ أَحَدُهُمْ أَنْ يَتَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 مَنْ قَالَ: يَنْبَغِي أَنْ يَكْتُبَ الْحَدِيثَ إِلَى حِينِ الْمَوْتِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُبَيقٍ، عَنْ شَيْخٍ، لَهُ قَالَ: قِيلَ لِابْنِ الْمُبَارَكِ: إِلَى كَمْ تُكْتَبُ الْحَدِيثَ؟ قَالَ: «لَعَلَّ الْكَلِمَةَ الَّتِي أَنْتَفِعُ بِهَا لَمْ أَسْمَعْهَا بَعْدُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الْخَلَّالُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ صَاحِبُنَا وَاسْمُهُ الْقَاسِمُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ مَنْصُورٍ الْجَصَّاصُ، يَقُولُ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ: " إِلَى مَتَى يَكْتُبُ الرَّجُلُ الْحَدِيثَ؟ قَالَ: «حَتَّى يَمُوتَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الصَّابُونِيُّ، مِنْ حِفْظِهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ خِزَامٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيَّ، سمعت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: «أَنَا أَطْلُبُ الْعِلْمَ إِلَى أَنْ أَدْخُلَ الْقَبْرَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْكِسَائِيُّ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ اللَّيْثُ بْنُ خَالِدٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ الْمُبَارَكِ الْيَزِيدِيُّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ، قَالَ: سُئِلَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنِ الرَّجُلِ، يَكُونُ لَهُ ثَمَانُونَ سَنَةً، يَكْتُبُ الْحَدِيثَ؟ قَالَ: «إِنْ كَانَ , يَحْسُنُ أَنْ يَعِيشَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 ثُبُوتُ حُجَّةِ صَاحِبِ الْحَدِيثِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْخُوَارَزْمِيُّ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى الْقَاضِي أَبِي الْحَسَنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ الْهَاشِمِيِّ، وَأَنَا أَسْمَعُ، حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: قَالَ الْأَعْمَشُ: «بَيْنِي وَبَيْنَ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتْرٌ أَرْفَعُهُ وَأَنْظُرُ إِلَيْهِمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الصُّوفِيُّ، مِنْ حِفْظِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُزَنِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: «مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ عَظُمَتْ قِيمَتُهُ، وَمَنْ نَظَرَ فِي الْفِقْهِ نَبُلَ مِقْدَارُهُ، وَمَنْ كَتَبَ الْحَدِيثَ قَوِيَتْ حُجَّتُهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَوَّازُ، بِأَصْبَهَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنِ الْمُقْرِئِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَرُوبَةَ الْحَرَّانِيَّ، يَقُولُ: «الْفَقِيهُ إِذَا لَمْ يَكُنْ صَاحِبَ حَدِيثٍ، يَكُونُ أَعْرَجَ.» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 وَصْفُ الرَّاغِبِ فِي الْحَدِيثِ وَالزَّاهِدِ فِيهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْعَبَّاسِ النَّعَّالِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَصْرٍ الذَّارِعُ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، ح وَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْقَاضِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ الْكَاتِبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الكَرِيمِ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ سَلَّامٍ أَبُو الْهَيْثَمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، قَالَ: قَالَ لِيَ الزُّهْرِيُّ: يَا هُذَلِيُّ، أَيُعْجِبُكَ الْحَدِيثُ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. «أَمَا إِنَّهُ يُعْجِبُ ذُكُورَ الرِّجَالِ، وَيَكْرَهُهُ مُؤَنَّثُوهُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَكَمُ الْمُؤَدِّبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعُتْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْخَصَّافُ [ص: 71] ،: عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: «لَا يَطْلُبُ الْحَدِيثَ مِنَ الرِّجَالِ إِلَّا ذُكْرَانُهَا، وَلَا يَزْهَدُ فِيهِ إِلَّا إِنَاثُهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 أَنْشَدَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِيُّ، بِأَصْبَهَانَ، قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُرَاسَانِيُّ: [البحر البسيط] رَحَلْتُ أَطْلُبُ أَصْلَ الْعِلْمِ مُجْتَهِدًا ... وَزِينَةُ الْمَرْءِ فِي الدُّنْيَا الْأَحَادِيثُ لَا يَطْلُبُ الْعِلْمَ إِلَّا بَازِلٌ ذَكَرٌ ... وَلَيْسَ يَبْغَضُهُ إِلَّا الْمَخَانِيثُ لَا تَعْجَبَنَّ بِمَالٍ سَوْفَ تَتْرُكُهُ ... فَإِنَّمَا هَذِهِ الدُّنْيَا مَوَارِيثُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 الِاسْتِدْلَالُ عَلَى أَهْلِ السُّنَّةِ بِحُبِّهِمْ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِسْحَاقَ الْكَاتِبُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَ: سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: «إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ، يُحِبُّ أَهْلَ الْحَدِيثِ، مِثْلَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، وَأَحْمَدَ [ص: 72] بْنِ حَنْبَلٍ وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ، وَذَكَرَ قَوْمًا آخَرِينَ، فَإِنَّهُ عَلَى السُّنَّةِ وَمَنْ خَالَفَ هَذَا فَاعْلَمْ أَنَّهُ مُبْتَدِعٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 أَنْشَدَنِي عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُكْتِبُ، قَالَ: أَنْشَدَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ لِأَبِي جَعْفَرٍ الْخَوَّاصِ: [البحر الرمل] ذَهَبَتْ دَوْلَةُ أَصْحَابِ الْبِدَعْ ... وَوَهَى حَبْلُهُمْ ثُمَّ انْقَطَعْ وَتَدَاعَى بِانْصِرَافِ جَمْعِهِمْ ... حِزْبُ إِبْلِيسَ الَّذِي كَانَ جَمَعْ هَلْ لَهُمْ يَا قَوْمِ فِي بِدْعَتِهِمْ ... مِنْ فَقِيهٍ أَوْ إِمَامٍ يُتَّبَعْ مِثْلِ سُفْيَانَ أَخِي ثَوْرٍ الَّذِي ... عَلَّمَ النَّاسَ دُقَيْقَاتِ الْوَرَعْ أَوْ سُلَيْمَانَ أَخِي التَّيْمِ الَّذِي ... تَرَكَ النَّوْمَ لِهَوْلِ الْمُطَّلَعْ أَوْ فَتَى الْإِسْلَامِ أَعْنِي أَحْمَدَا ... ذَاكَ لَوْ قَارَعَهُ الْقُرَّاءُ قَرَعْ [ص: 73] لَمْ يَخَفَ سَوْطُهُمْ إِذْ خُوِّفُوا ... لَا وَلَا سَيْفُهُمْ حِينَ لَمَعْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 الِاسْتِدْلَالُ عَلَى الْمُبْتَدِعَةِ بِبُغْضِ الْحَدِيثِ وَأَهْلِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ، قَالَ: قَالَ لِي الْأَوْزَاعِيُّ: يَا أَبَا يَحْمَدَ " مَا تَقُولُ فِي قَوْمٍ يَبْغَضُونَ حَدِيثَ نَبِيِّهِمْ؟ قُلْتُ: قَوْمُ سَوْءٍ قَالَ: لَيْسَ مِنْ صَاحِبِ بِدْعَةٍ تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخِلَافِ بِدْعَتِهِ بِحَدِيثٍ إِلَّا أَبْغَضَ الْحَدِيثَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، فِي كِتَابِهِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ سِنَانٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ سِنَانٍ الْقَطَّانَ، يَقُولُ: «لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مُبْتَدِعٌ إِلَّا وَهُوَ يُبْغِضُ أَهْلَ الْحَدِيثِ فَإِذَا ابْتَدَعَ الرَّجُلُ نُزِعَ حَلَاوَةُ الْحَدِيثِ مِنْ قَلْبِهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَرْوَرُوذِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الضَّبِّيُّ الْحَافِظُ، بِنَيْسَابُورَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ أَحْمَدَ بْنَ سَهْلٍ الْفَقِيهَ بِبُخَارَى يَقُولُ [ص: 74] : سَمِعْتُ أَبَا نَصْرِ بْنَ سَلَّامٍ الْفَقِيهَ، يَقُولُ: «لَيْسَ شَيْءٌ أَثْقَلَ عَلَى أَهْلِ الْإِلْحَادِ، وَلَا أَبْغَضُ إِلَيْهِمْ مِنْ سَمَاعِ الْحَدِيثِ وَرِوَايَتِهِ بِإِسْنَادِهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، أَيْضًا، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ الْحَنْظَلِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيَّ، قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَأَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ التِّرْمِذِيُّ، عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، فَقَالَ لَهُ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ذَكَرُوا لِابْنِ أَبِي قُتَيْلَةَ بِمَكَّةَ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ، فَقَالَ: أَصْحَابُ الْحَدِيثِ قَوْمُ سَوْءٍ. فَقَامَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَهُوَ يَنْفُضُ ثَوْبَهُ، فَقَالَ: «زِنْدِيقٌ، زِنْدِيقٌ، زِنْدِيقٌ، وَدَخَلَ بَيْتَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 مَنْ جَمَعَ بَيْنَ مَدْحِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ وَذَمِّ أَهْلِ الرَّأْيِ وَالْكَلَامِ الْخَبِيثِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدِّلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبْجَرَ، قَالَ: قَالَ لِي الشَّعْبِيُّ: " مَا حَدَّثُوكَ عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخُذْهُ، وَمَا قَالُوا: بِرَأْيهِمْ فَبُلْ عَلَيْهِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ شَبَوَيْهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: «مَنْ أَرَادَ عِلْمَ الْقَبْرِ فَعَلَيْهِ بِالْأَثَرِ، وَمَنْ أَرَادَ عِلْمَ الْخُبْزِ فَعَلَيْهِ بِالرَّأْيِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْبَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَبَوَيْهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ سُلَيْمَانَ السَّقَطِيَّ، وَكَانَ، ثِقَةً، قَالَ: «نَظَرْتُ فِي الْأَمْرِ، فَإِذَا هُوَ الْحَدِيثُ وَالرَّأْيُ. فَوَجَدْتُ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرَ الرَّبِّ تَعَالَى وَرُبُوبِيَّتَهُ وَجَلَالَهُ وَعَظَمَتَهُ، وَذِكْرَ الْعَرْشِ، وَصِفَةَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَذِكْرَ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ، وَالْحَلَالَ وَالْحَرَامَ، وَالْحَثَّ عَلَى صِلَةِ الْأَرْحَامِ، وَجِمَاعَ الْخَيْرِ فِيهِ. وَنَظَرْتُ فِي الرَّأْيِ، فَإِذَا فِيهِ الْمَكْرُ وَالْغَدْرُ وَالْحِيَلُ، وَقَطِيعَةُ الْأَرْحَامِ، وَجِمَاعُ الشَّرِّ فِيهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمُؤَدِّبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْإِدْرِيسَيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَفِيَّ الْمُقْرِئَ بِسَمَرْقَنْدَ يَقُولُ: " كَانَ مَشَايِخُنَا يُسَمُّونَ أَبَا بَكْرِ بْنَ إِسْمَاعِيلَ أَبَا ثَمُودَ، لِأَنَّهُ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، فَصَارَ مِنْ أَصْحَابِ الرَّأْيِ. يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: { «وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى» } [فصلت: 17] " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ التُّسْتَرِيُّ، بِهَا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ مَسْعَدَةَ، إِمْلَاءً، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَّامٍ، يَقُولُ: أَنْشَدَنِي عَبْدَةُ بْنُ زِيَادٍ الْأَصْبَهَانِيُّ مِنْ قَوْلِهِ: [البحر الكامل] دِينُ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ أَخْبَارُ ... نِعْمَ الْمَطِيَّةُ لِلْفَتَى الْآثَارُ لَا تُخْدَعُنَّ عَنِ الْحَدِيثِ وَأَهْلِهِ ... فَالرَّأْيُ لَيْلٌ وَالْحَدِيثُ نَهَارُ وَلَرُبَّمَا غَلَطَ الْفَتَى سُبُلَ الْهُدَى ... وَالشَّمْسُ بَازِغَةٌ لَهَا أَنْوَارُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُمَحِيُّ، بِمَكَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَكَّارٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الرَّبَعِيُّ، قَالَ: قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو حَنِيفَةَ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ: " اتَّقِ اللَّهَ، وَلَا تَقِسِ الدِّينَ بِرَأْيِكَ، فَإِنَّا نَقِفُ غَدًا، نَحْنُ وَأَنْتَ وَمَنْ خَلْفَنَا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى، فَنَقُولُ: قَالَ اللَّهُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقُولُ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ: سَمِعْنَا وَرَأَيْنَا. فَيَفْعَلُ اللَّهُ بِنَا وَبِكُمْ مَا يَشَاءُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُوسَى الْأَرْدَبِيلِيُّ، بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ النَّجْمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَرْذَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْهِسِنْجَانِيُّ، قَالَ: " كُنْتُ بِمِصْرَ، فَرَأَيْتُ قَاضِيًا لَهُمْ فِي الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ، وَأَنَا مِمْرَاضٌ. فَسَمِعْتُ الْقَاضِيَ يَقُولُ مَسَاكِينُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ لَا يُحْسِنُونَ الْفِقْهَ. فَحَبَوْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: اخْتَلَفَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِرَاحَاتِ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، فَأَيُّ شَيْءٍ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَأَيُّ شَيْءٍ قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَيُّ شَيْءٍ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ؟ فَأُفْحِمَ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَقُلْتُ لَهُ: زَعَمْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ لَا يُحْسِنُونَ الْفِقْهَ، وَأَنَا مِنْ أَخَسِّ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، سَأَلْتُكَ عَنْ هَذِهِ فَلَمْ تُحْسِنْهَا، فَكَيْفَ تُنْكِرُ عَلَى قَوْمٍ أَنَّهُمْ لَا يُحْسِنُونَ شَيْئًا وَأَنْتَ لَا تُحْسِنُهُ؟ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّورِيُّ لِنَفْسِهِ: [البحر الخفيف] قُلْ لِمَنْ عَانَدَ الْحَدِيثَ وَأَضْحَى ... عَائِبًا أَهْلَهُ وَمَنْ يَدَّعِيهِ [ص: 78] أَبِعِلْمٍ تَقُولُ هَذَا أَبِنْ لِي ... أَمْ بِجَهْلٍ فَالْجَهْلُ خُلُقُ السَّفِيهِ أَيُعَابُ الَّذِينَ هُمْ حَفِظُوا الدِّ ... ينَ مِنَ التُّرَّهَاتِ وَالتَّمْوِيهِ وَإِلَى قَوْلِهِمْ وَمَا قَدْ رَوَوْهُ ... رَاجِعٌ كُلُّ عَالِمٍ وَفَقِيهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ رَامِينَ الِأسْتَرَآبَاذِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْجُرْجَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ الْمُقْرِئَ، يَقُولُ: حَكَى لِي بَعْضُ مَشَايِخِنَا عَنْ هَارُونَ الرَّشِيدِ أَنَّهُ قَالَ: «الْمُرُوءَةُ فِي أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، وَالْكَلَامُ فِي الْمُعْتَزِلَةِ، وَالْكَذِبُ فِي الرَّوَافِضِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ أَبُو عَبْدُ الرَّحْمَنِ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، بِالدَّامَغَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْفَضْلِ الْكِنْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ثَوْرٍ، وَالْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ، يَقُولَانِ: سَمِعْنَا الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: " حُكْمِي فِي أَصْحَابِ الْكَلَامِ أَنْ يُضْرَبُوا بِالْجَرِيدِ، وَيُحْمَلُوا عَلَى الْإِبِلِ، وَيُطَافُ بِهِمْ فِي الْعَشَائِرِ وَالْقَبَائِلِ فَيُنَادَى عَلَيْهِمْ: هَذَا جَزَاءُ مَنْ تَرَكَ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَأَخَذَ فِي الْكَلَامِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو مُزَاحِمٍ الْخَاقَانِيُّ لِنَفْسِهِ: [البحر البسيط] «أَهْلُ الْكَلَامِ وَأَهْلُ الرَّأْيِ قَدْ عَدِمُوا ... عَلِمَ الْحَدِيثِ الَّذِي يَنْجُو بِهِ الرَّجُلُ لَوْ أَنَّهُمْ عَرَفُوا الْآثَارَ مَا انْحَرَفُوا ... عَنْهَا إِلَى غَيْرِهَا، لَكِنَّهُمْ جَهِلُوا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 أَنْشَدَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ شِهَابٍ الْعُكْبُرِيُّ بِهَا، قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو عَامِرٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّسَوِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو زَيْدٍ الْفَقِيهُ لِبَعْضِ عُلَمَاءِ شَاشَ: [البحر البسيط] «كُلُّ الْكَلَامِ سِوَى الْقُرْآنِ زَنْدَقَةٌ ... إِلَّا الْحَدِيثَ وَإِلَّا الْفِقْهَ فِي الدِّينِ وَالْعِلْمُ مُتَّبَعٌ مَا كَانَ حَدَّثَنَا ... وَمَا سِوَى ذَاكَ وَسْوَاسُ الشَّيَاطِينِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 مَا رُوِيَ فِي حِفْظِ الْحَدِيثِ وَأَدَائِهِ مِنَ الثَّوَابِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْبَزَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي [ص: 80] أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْقُمِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَدَّى حَدِيثًا إِلَى أُمَّتِي لِتُقَامَ بِهِ سُنَّةٌ أَوْ تُثْلَمُ بِهِ بِدْعَةٌ، فَلَهُ الْجَنَّةُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، وَغَيْلَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السِّمْسَارُ، قَالَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي وَفِي، حَدِيثِ ابْنِ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ الْبَرْذَعِيُّ، بِمَكَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ بْنُ بَقِيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ حَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ، يُكَنَّى أَبَا الْحَسَنِ، عَنْ نُفَيْعِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَعَلَّمَ حَدِيثَيْنِ اثْنَيْنِ يَنْفَعُ بِهِمَا نَفْسَهُ، أَوْ يُعَلِّمُهُمَا غَيْرَهُ فَيَنْتَفِعُ بِهِمَا، كَانَ خَيْرًا مِنْ عِبَادَةِ سِتِّينَ عَامًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَمِيلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ يَمَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَارِعُوا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ، فَالْحَدِيثُ عَنْ صَادِقٍ خَيْرٌ مِنَ الْأَرْضِ وَمَا عَلَيْهَا مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 مَنْ قَالَ: طَلَبُ الْحَدِيثِ مِنْ أَفْضَلِ الْعِبَادَاتِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الدِّينَوَرِيُّ، بِهَا قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ السُّنِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍة الْكَاتِبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ الْبُهْلُولِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ وَكِيعًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، يَقُولُ: «مَا أَعْلَمُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مِنَ الْأَعْمَالِ أَفْضَلَ مِنْ طَلَبِ الْحَدِيثِ لِمَنْ أَرَادَ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ حَكِيمٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ وَكِيعًا، يَقُولُ: قَالَ سُفْيَانُ: «مَا شَيْءٌ أَخْوَفُ عِنْدِي مِنَ الْحَدِيثِ، وَمَا شَيْءٌ أَفْضَلُ مِنْهُ لِمَنْ أَرَادَ مَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبَانَ الْهَيْتِيُّ التَّغْلِبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْفَسَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْأَزْرَقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُبَيُّ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: " لَا أَعْلَمُ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنْهُ يَعْنِي الْحَدِيثَ لِمَنْ أَرَادَ اللَّهَ بِهِ. وَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ فِي طَعَامِهِمْ وَشَرَابِهِمْ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْقَرِمِيسِينِيُّ، بِلَفْظِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْخَضِرِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ وَكِيعَ بْنَ الْجَرَّاحِ، يَقُولُ: «مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنَ الْحَدِيثِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الصَّنْدَلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ بَخْتَانَ الْقَزَّازُ، قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: «لَا أَعْلَمُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ عَمَلًا أَفْضَلَ مِنْ طَلَبِ الْعِلْمِ وَالْحَدِيثِ لِمَنِ اتَّقَى اللَّهَ، وَحَسُنَتْ نِيَّتُهُ فِيهِ. وَأَمَّا أَنَا، فَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْ كُلِّ خُطْوَةٍ خَطَوْتُ فِيهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 مَنْ قَالَ: رِوَايَةُ الْحَدِيثِ أَفْضَلُ مِنَ التَّسْبِيحِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَخْزُومِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ الْحَسَنُ: أَخْبَرَنَا، وَقَالَا: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بِشْرٍ الْمَرْثَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ الْمُسْتَمْلِي، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ [ص: 83] : سَمِعْتُ وَكِيعًا، يَقُولُ: «لَوْلَا أَنَّ الْحَدِيثَ أَفْضَلُ عِنْدِي مِنَ التَّسْبِيحِ مَا حَدَّثْتُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 مَنْ قَالَ: التَّحْدِيثُ بِمَنْزِلَةِ دَرْسِ الْقُرْآنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي مِجْلَزٍ، وَهُوَ يُحَدِّثُنَا، قَالَ فَقَالَ رَجُلٌ: لَوْ قَرَأْتُمْ سُورَةً؟ فَقَالَ أَبُو مِجْلَزٍ: «مَا الَّذِي نَحْنُ فِيهِ بِأَنْقَصَ إِلَيَّ مِنْ قِرَاءَةِ سُورَةٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 مَنْ قَالَ: التَّحْدِيثُ بِمَثَابَةِ الصَّلَاةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدَّسْكَرِيُّ مِنْ لَفْظِهِ بِحُلْوَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ، بِأَصْبَهَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، إِمَامُ جَامِعِ أَصْبَهَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: كَانَ مُوسَى بْنُ يَسَارٍ مَعَنَا، يُحَدِّثُ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَمْرٍو: «إِذَا أَنْتَ فَرَغْتَ مِنْ حَدِيثِكَ فَسَلِّمْ، فَإِنَّكَ فِي صَلَاةٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 مَنْ قَالَ: التَّحْدِيثُ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاةِ النَّافِلَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَلِيٍّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يُوسُفَ الْقَطَّانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ وَكِيعًا، يَقُولُ: «لَوْ أَعْلَمُ أَنَّ الصَّلَاةَ، أَفْضَلَ مِنَ الْحَدِيثِ مَا حَدَّثْتُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 ذَكَرَ شَيْخُنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ بُنْدَارٍ حَدَّثَهُمْ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ الْقَعْنَبِيَّ، يَقُولُ: «لَوْ أَعْلَمُ أَنَّ الصَّلَاةَ، أَفْضَلَ مِنْهُ مَا حَدَّثْتُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ الْأَهْوَازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ سَلَامَةَ الْحِمْصِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو ثَوْبَانَ مزْدَادُ بْنُ جَمِيلٍ الْبَهْرَانِيُّ قَالَ: سَأَلَ عُمَرُ بْنُ سُهَيْلٍ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ الْمُعَافَى بْنَ عِمْرَانَ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عِمْرَانَ أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ أُصَلِّي أَوْ أَكْتُبُ الْحَدِيثَ؟ فَقَالَ: «كِتَابُ حَدِيثٍ وَاحِدٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ صَلَاةِ لَيْلَةٍ» [ص: 85] . وَقَالَ غَيْرُهُ عَنْ عَبْدِ الْغَافِرِ عَمْرِو بْنِ إِسْمَاعِيلَ، بَدَلَ عُمَرَ بْنِ سُهَيْلٍ كَذَا قَالَ لَنَا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، بِبُوشَنْجَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ، يَقُولُ: خَرَجْتُ إِلَى أَيْلَةَ، إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَزِيزٍ الْأَيْلِيِّ، فَكَتَبَ لِي أَبِي وَأَبُو زُرْعَةَ إِلَيْهِ يَعْنِي فِي الْوُصَاةِ فَجَعَلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَزِيزٍ يَقْرَأُ لِي يَوْمَ الْجُمُعَةَ، مَا صَلَّى ذَلِكَ الْيَوْمَ إِلَّا الْجُمُعَةَ رَكْعَتَيْنِ، وَالْعَصْرَ أَرْبَعًا. وَكَانَ يَقْرَأُ لِي الْحَدِيثَ، عَلَى أَنَّ " قِرَاءَةَ الْحَدِيثِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 مَنْ قَالَ: كِتَابَةُ الْحَدِيثِ أَفْضَلُ مِنْ صَوْمِ التَّطَوُّعِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ أَبِي الطَّيِّبِ الْمُؤَدِّبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي، قَالَ [ص: 86] : سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ: الرَّجُلُ يَكْتُبُ الْحَدِيثَ أَوْ يَصُومُ وَيُصَلِّي؟ قَالَ: يَكْتُبُ الْحَدِيثَ. قُلْتُ: فَمِنْ أَيْنَ فَضَّلْتَ كِتَابَ الْحَدِيثِ عَلَى الصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ؟ قَالَ: " لِئَلَّا يَقُولَ قَائِلٌ: إِنِّي رَأَيْتُ قَوْمًا عَلَى شَيْءٍ فَاتَّبَعْتُهُمْ ". قَالَ الخَطِيبُ قُلْتُ: طَلَبُ الْحَدِيثِ فِي هَذَا الزَّمَانِ أَفْضَلُ مِنْ سَائِرِ أَنْوَاعِ التَّطَوُّعِ لِأَجَلِ دُرُوسِ السُّنَنِ وَخُمُولِهَا، وَظُهُورِ الْبِدَعِ وَاسْتِعْلَاءِ أَهْلِهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْعَلَوِيُّ، مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى بْنِ يَحْيَى بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِالرِّيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ الْبَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ يَمَانٍ، يَقُولُ: " مَا كَانَ طَلَبُ الْحَدِيثِ خَيْرًا مِنْهُ الْيَوْمَ , قُلْنَا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّهُمْ يَطْلُبُونَهُ، وَلَيْسَ لَهُمْ نِيَّةٌ؟ قَالَ: طَلَبُهُمْ إِيَّاهُ نِيَّةٌ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 مَنْ كَانَ يَسْتَشْفِي بِقِرَاءَةِ الْحَدِيثِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْفَقِيهُ، قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ، قَالَ لَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ [ص: 87] : كَانَ الرَّمَادِيُّ إِذَا اشْتَكَى شَيْئًا قَالَ: " هَاتُوا أَصْحَابَ الْحَدِيثِ. فَإِذَا حَضَرُوا عِنْدَهُ قَالَ: اقْرَءُوا عَلَيَّ الْحَدِيثَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 ذِكْرُ نَهْيِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رِوَايَةِ الْحَدِيثِ وَبَيَانِ وَجْهِهِ وَمَعْنَاهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَالِينِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ ح وَحَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، أَيْضًا، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ نَصْرٍ الْحَذَّاءُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ذَرِيحٍ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ حَمَّادٍ أَبُو النَّضْرِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى وح أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَمَّادِ بْنِ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ نَاجِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ وَهُوَ إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَعَثَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَإِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَإِلَى أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، فَقَالَ: " مَا هَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي تُكْثِرُونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَبَسَهُمْ بِالْمَدِينَةِ حَتَّى اسْتُشْهِدَ [ص: 88] قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ: لَمْ يَرْوِ مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ، غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ، وَلَمْ يُحَدِّثْ عَنِ الْكُوفِيِّينَ، إِلَّا عَنْهُ. لِأَنَّهُ كَانَ عَلَى مَذْهَبِهِ فِي تَحْرِيمِ النَّبِيذِ، وَلَيْسَ فِي مُوَطَّأ مَعْنٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْوَاعِظُ، قَالَ: أنبأنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُمَحِيُّ، بِمَكَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ،: عَنْ قُرَظَةَ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: خَرَجْنَا، فَشَيَّعْنَا عُمَرَ إِلَى صِرَارٍ، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ، فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَالَ: " لنا: " تَدْرُونَ لِمَ خَرَجْتُ مَعَكُمْ؟ قُلْنَا: أَرَدْتَ أَنْ تُشَيَّعَنَا وَتُكَرِّمَنَا. قَالَ: إِنَّ مَعَ ذَاكَ لَحَاجَةٌ خَرَجْتُ لَهَا. إِنَّكُمْ تَأْتُونَ بَلْدَةً، لِأَهْلِهَا دَوِيُّ بِالْقُرْآنِ كَدَوِيِّ النَّحْلِ. فَلَا تَصُدُّوهُمْ بِالْأَحَادِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا شَرِيكُكُمْ. قَالَ قُرَظَةُ: فَمَا حَدَّثْتُ بَعْدَهُ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ الشَّيْخُ: إِنْ قَالَ قَائِلٌ: مَا وَجْهُ إِنْكَارِ عُمَرَ عَلَى الصَّحَابَةِ رِوَايَتَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَشْدِيدَهُ [ص: 89] عَلَيْهِمْ فِي ذَلِكَ؟ قِيلَ لَهُ: إِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ عُمَرُ احْتِيَاطًا لِلدَّيْنِ، وَحُسْنَ نَظَرٍ لِلْمُسْلِمِينَ. لِأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَنْكُلُوا عَنِ الْأَعْمَالِ وَيَتَّكِلُوا عَلَى ظَاهِرِ الْأَخْبَارِ، وَلَيْسَ حُكْمُ جَمِيعِ الْأَحَادِيثِ عَلَى ظَاهِرِهَا، وَلَا كُلُّ مَنْ سَمِعَهَا عَرَفَ فَقْهَهَا. فَقَدْ يَرِدُ الْحَدِيثُ مُجْمَلًا، وَيُسْتَنْبَطُ مَعْنَاهُ وَتَفْسِيرُهُ مِنْ غَيْرِهِ. فَخَشِيَ عُمَرُ أَنْ يُحْمَلَ حَدِيثٌ عَلَى غَيْرِ وَجْهِهِ، أَوْ يُؤْخَذَ بِظَاهِرِ لَفْظِهِ والْحُكْمُ بِخِلَافِ مَا أُخِذَ بِهِ وَنَحْوٌ مِنْ هَذَا الْمَعْنَى الْحَدِيثُ الْآخَرُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْخُوَارَزْمِيُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ حَمْدَانَ، حَدَّثَكُمُ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْقَبَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ،: قَالَ الْخُوَارَزْمِيُّ: وَقَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلَيِّ، أَخْبَرَكَ أَبُو يَعْلَى يَعْنِي الْمَوْصِلِيَّ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِمَارٍ لَهُ، يُقَالُ لَهُ عُفَيْرٌ، فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ؟» فَقُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ: أَنْ يَعْبُدُوهُ، وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا. وَحَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ: أَنَّ لَا يُعَذَّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ ". قُلْتُ: أَفَلَا أُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قَالَ: «لَا، فَيَتَّكِلُوا» [ص: 90] هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ خَلَفٍ. وَحَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ نَحْوَهُ، غَيْرَ أَنَّ فِيهِ: قَالَ فَقَالَ عُمَرُ: أَفَلَا أُبَشِّرَ النَّاسَ؟ قَالَ: لَا تُبَشِّرْهُمُ، فَيَتَّكِلُوا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ الْحَافِظُ بِنَيْسَابُورَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسٌ، قَالَ: ذُكِرَ لِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِمُعَاذٍ: «مَنْ لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يُشْرِكُ يَعْنِي بِهِ شَيْئًا، دَخَلَ الْجَنَّةَ» . فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَفَلَا أُبَشِّرَ النَّاسَ؟ قَالَ: «لَا، إِنِّي أَتَخَوَّفُ أَنْ يَتَّكِلُوا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو عَلِيٍّ الطُّومَارِيُّ كُنَّا عِنْدَ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى ثَعْلَبٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَيْشِ مَعْنَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ، وَقَدْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَقَالَ: «هَذَانِ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، لَا تُخْبِرْهُمَا يَا عَلِيُّ» ؟ قَالَ: أَشْفَقَ عَلَيْهِمَا مِنَ التَّقْصِيرِ فِي الْعَمَلِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قُلْتُ: وَكَذَلِكَ نَهَى عُمَرُ الصَّحَابَةَ أَنْ يُكْثِرُوا رِوَايَةَ الْحَدِيثِ إِشْفَاقًا عَلَى النَّاسِ أَنْ يَنْكُلُوا عَنِ الْعَمَلِ اتِّكَالًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 عَلَى الْحَدِيثِ. وَفِي تَشْدِيدِ عُمَرَ أَيْضًا عَلَى الصَّحَابَةِ، وَفِي رِوَايَتِهِمْ حِفْظٌ لِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَرْهِيبٌ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ مِنَ الصَّحَابَةِ أَنْ يُدْخِلَ فِي السُّنَنِ مَا لَيْسَ مِنْهَا، لِأَنَّهُ إِذَا رَأَى الصَّحَابِيَّ الْمَقْبُولَ الْقَوْلِ، الْمَشْهُورَ بِصُحْبَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدْ تُشُدِّدَ عَلَيْهِ فِي رِوَايَتِهِ، كَانَ هُوَ أَجْدَرُ أَنْ يَكُونَ لِلرِّوَايَةِ أَهْيَبَ، وَلِمَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِي النَّفْسِ مِنْ تَحْسِينِ الْكَذِبِ أَرْهَبَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقُرَشِيُّ، بِأَصْبَهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْيَحْصِبِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ، عَلَى الْمِنْبَرِ، بِدِمَشْقَ، يَقُولُ: «أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَأَحَادِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا حَدِيثًا كَانَ يُذْكَرُ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَإِنَّ عُمَرَ كَانَ يُخِيفُ النَّاسَ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» وَإِلَى الْمَعْنَى الَّذِي ذَكَرْنَاهُ ذَهَبَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ [ص: 92] فِي طَلَبِهِ مِنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ أَنْ يَحْضُرَ مَعَهُ رَجُلًا يَشْهَدُ أَنَّهُ سَمِعَ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَ السَّلَامِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدِّلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: سَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمْ يُؤْذِنْ لَهُ، فَرَجَعَ، فَأَرْسَلَ عُمَرُ فِي أَثَرِهِ، فَقَالَ: لِمَ رَجَعْتَ؟ قَالَ:، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا سَلَّمَ أَحَدُكُمْ ثَلَاثًا، فَلَمْ يُجَبْ، فَلْيَرْجِعْ» . فَقَالَ عُمَرُ: لَتَأْتِيَنِّي عَلَى مَا تَقُولُ بِبَيِّنَةٍ، أَوْ لَأَفْعَلَنَّ بِكَ كَذَا. غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ أَوْعَدَهُ. قَالَ: فَجَاءَنَا أَبُو مُوسَى، مُنْتَقِعًا لَوْنُهُ، وَأَنَا فِي حَلَقَةٍ جَالِسٌ، فَقُلْنَا مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: سَلَّمْتُ عَلَى عُمَرَ، فَأَخْبَرَنَا خَبَرَهُ، فَهَلْ سَمِعَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا؟ قَالُوا: نَعَمْ، كُلُّنَا قَدْ سَمِعَهُ. قَالَ: فَأَرْسَلُوا مَعَهُ رَجُلًا مِنْهُمْ حَتَّى أَتَى عُمَرَ، فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ. قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ الْحَافِظُ: لَمْ يَطْلُبْ عُمَرُ مِنْ أَبِي مُوسَى [ص: 93] رَجُلًا يَشْهَدُ مَعَهُ بِهَذَا الْحَدِيثِ، لِأَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى قَبُولَ خَبَرِ الْوَاحِدِ الْعَدْلِ. وَكَيْفَ يَقُولُ ذِلِكَ، وَهُوَ يَقْبَلُ رِوَايَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَخْذِ الْجِزْيَةِ مِنَ الْمَجُوسِ، وَيَعْمَلُ بِهِ، وَلَمْ يَرْوِهِ غَيْرُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ وَكَذَلِكَ حَدِيثُ الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ الْكِلَابِيِّ فِي تَوْرِيثِ امْرَأَةِ أَشْيَمَ الضِّبَابِيِّ، مِنْ دِيَةِ زَوْجِهَا. وَلَا فَعَلَ عُمَرُ أَيْضًا ذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ يَتَّهِمُ أَبَا مُوسَى فِي رِوَايَتِهِ، لَكِنْ فَعَلَهُ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي بَيَّنَّاهُ مِنَ الِاحْتِيَاطِ لِحِفْظِ السُّنَنِ، وَالتَّرْهِيبِ فِي الرِّوَايَةِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ الْحَضُّ عَلَى نَشْرِ الْحَدِيثِ وَحَفْظِهِ وَالْمُذَاكَرَةِ بِهِ. وَنَحْنُ نُورِدُ مِنْ ذَلِكَ مَا يَتَيَسَّرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 ذِكْرُ بَعْضِ الرِّوَايَاتِ عَنِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ فِي الْحَثِّ عَلَى حِفْظِ الْحَدِيثِ وَنَشْرِهِ وَالْمُذَاكَرَةِ بِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْفَسَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمَّادٍ الشُّعَيْثِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، قَالَ [ص: 94] : قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: " تَزَاوَرُوا وَتَذَاكَرُوا الْحَدِيثَ. فَإِنَّكُمْ إِنْ لَا تَفْعَلُوا يَدْرُسُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ يُوسُفَ الْعَتَّابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ ح وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ كَهْمَسِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: «تَزَاوَرُوا وَتَذَاكَرُوا الْحَدِيثَ وَإِلَّا تَفْعَلُوا يَدْرُسُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ الْمُلَائِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «تَذَاكَرُوا الْحَدِيثَ، فَإِنَّ حَيَاتَهُ الْمُذَاكَرَةُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَعْلَجٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ شِيرَوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يَعْقُوبَ الْقُمِّيِّ ح [ص: 95] وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو زُرْعَةَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْجُرْجَانِيُّ بِمَكَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَذَاكَرُوا هَذَا الْحَدِيثَ، لَا يَتَفَلَّتْ مِنْكُمْ. فَإِنَّهُ لَيْسَ بِمَنْزِلَةِ الْقُرْآنِ، الْقُرْآنُ مَجْمُوعٌ مَحْفُوظٌ، وَإِنَّكُمْ إِنْ لَمْ تَذَاكَرُوا هَذَا الْحَدِيثَ يَفْلِتْ مِنْكُمْ. وَلَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: حَدَّثْتُ أَمْسَ، لَا أُحَدِّثُ الْيَوْمَ. بَلْ حَدَّثْتُ أَمْسَ وَحَدِّثِ الْيَوْمَ وَحَدِّثْ غَدًا ". وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ ابْنِ حُمَيْدٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَاسِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَبْدُوسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «إِذَا سَمِعْتُمْ مِنَّا، شَيْئًا فَتَذَاكَرُوهُ بَيْنَكُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَرْفِيُّ الْحَرْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: «تَذَاكَرُوا الْحَدِيثَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُفْيَانَ الزَّيَّاتُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ كَهْمَسٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ [ص: 96] ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: «تَحَدَّثُوا، فَإِنَّ الْحَدِيثَ يُذَكِّرُ بَعْضُهُ بَعْضًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ الْمُعَدِّلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ حَبِيبٍ، حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ قَالَ لَهُمْ: «إِنَّ هَذَا الْمَجْلِسَ مِنْ بَلَاغِ اللَّهِ إِيَّاكُمْ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ بَلَّغَ مَا أُرْسِلَ بِهِ، وَأَنْتُمْ فَبَلِّغُوا عَنَّا أَحْسَنَ مَا تَسْمَعُونَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 أَخْبَرَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ نَجْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، فَيُحَدِّثُنَا حَدِيثًا كَثِيرًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا سَكَتَ قَالَ: «اعْقِلُوا، بَلِّغُوا عَنَّا كَمَا بُلِّغْتُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الْبَرْقَانِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الْحَافِظِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الزَّيَّاتُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْأُبُلِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمَّايَ،: النَّضْرُ وَمُوسَى ابْنَا أَنَسٍ [ص: 97] عَنْ أَبِيهِمَا، أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ أَمَرَهُمَا بِكِتَابَةِ الْحَدِيثِ وَالْآثَارِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَعَلُّمِهَا، وَقَالَ أَنَسٌ «كُنَّا لَا نَعُدُّ عِلْمَ مَنْ لَمْ يَكْتُبْ عَلِمَهُ عِلْمًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، وَأَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ، قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: «تَذَاكَرُوا الْحَدِيثَ، فَإِنَّ حَيَاتَهُ ذِكْرُهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: «أَطِيلُوا ذِكْرَ الْحَدِيثِ حَتَّى لَا يَدْرُسَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَرْبِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: «إِحْيَاءُ الْحَدِيثِ مُذَاكَرَتُهُ فَتَذَاكَرُوهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَلَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ يَعْنِي ابْنَ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ [ص: 98] ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، قَالَ: «تَذَاكَرُوا الْحَدِيثَ فَإِنَّ الْحَدِيثَ يُهَيِّجُ الْحَدِيثَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَمْرٍو الْحَرِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَرَجِ الرِّيَاشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: «إِذَا حُدِّثْتَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَازْدَهِرْ يَعْنِي احْتَفِظْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 مَنْ تَمَنَّى رِوَايَةَ الْحَدِيثِ مِنَ الْخُلَفَاءِ، وَرَأَى أَنَّ الْمُحَدِّثِينَ أَفْضَلُ الْعُلَمَاءِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّاهِدُ بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْفَسَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْأَبْزَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: لَمَّا فَتْحَ الْمَأْمُونُ مِصْرَ، قَامَ فَرَجٌ الْأَسْوَدُ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِي كَفَاكَ أَمْرَ عَدُوِّكَ، وَأَدَانَ لَكَ الْعِرَاقَيْنِ وَالشَّامَاتِ وَمِصْرَ، وَأَنْتَ ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ: وَيْحَكَ يَا فَرَجُ إِلَّا أَنَّهُ بَقِيَتْ لِي خَلَّةٌ، وَهُوَ أَنْ أَجْلِسَ فِي مَجْلِسٍ، وَمُسْتَمْلٍ يَجِيءُ، فَيَقُولُ: مَنْ ذَكَرْتَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ؟ فَأَقُولُ: حَدَّثَنَا الْحَمَّادَانِ: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدِ بْنِ دِرْهَمٍ، قَالَا، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله [ص: 99] عليه وسلم قَالَ: «مَنْ عَالَ ابْنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، أَوْ أُخْتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا حَتَّى يَمُتْنَ، أَوْ يَمُوتَ عَنْهُنَّ، كَانَ مَعِي كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ» ، وَأَشَارَ بِالْمُسَبِّحَةِ وَالْوُسْطَى. قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ الْحَافِظُ: فِي هَذَا الْخَبَرِ غَلَطٌ فَاحِشٌ، وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ الْمَأْمُونُ رَوَاهُ عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَمَّادَيْنِ، وَذَلِكَ أَنَّ مَوْلِدَ الْمَأْمُونِ كَانَ فِي سَنَةِ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، قَبْلَ مَوْلِدِهِ بِثَلَاثِ سِنِينَ. وَأَمَّا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ فَمَاتَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ، قَالَ: قَالَ لِي الرَّشِيدُ: مَا أَنْبلُ الْمَرَاتِبِ؟ قُلْتُ: مَا أَنْتَ فِيهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: فَتَعْرِفُ أَجَلَّ مِنِّي؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: لَكِنِّي أَعْرِفُهُ: رَجُلٌ فِي حَلَقَةٍ يَقُولُ: حَدَّثَنَا فُلَانٌ عَنْ فُلَانٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا خَيْرٌ مِنْكَ، وَأَنْتَ ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَلِيُّ عَهْدِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 الْمُسْلِمِينَ؟ قَالَ: نَعَمْ. " وَيْلَكَ، هَذَا خَيْرٌ مِنِّي، لِأَنَّ اسْمَهُ مُقْتَرِنٌ بِاسْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا يَمُوتُ أَبَدًا. نَحْنُ نَمُوتُ وَنَفْنَى، وَالْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْفَقِيهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَمْرَوَيْهِ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، بِهَا إِمْلَاءً، قَالَ: سَمِعْتُ خَيْثَمَةَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْقُرَشِيَّ، بِأَطْرَابُلْسَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي الْخَنَاجِرِ، يَقُولُ: كُنَّا فِي مَجْلِسِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ بِبَغْدَادَ، وَالنَّاسُ قَدِ اجْتَمَعُوا فِيهِ، فَمَرَّ الْمُتَوَكِّلُ مَعَ جَيْشِهِ، فَنَظَرَ إِلَى مَجْلِسِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ قَالَ: «هَذَا الْمُلْكُ» . قَالَ الشَّيْخُ: قُلْتُ: هَكَذَا رَوَى هَذَا الْخَبَرَ خَيْثَمَةُ، وَفِيهِ وَهْمٌ فَاحِشٌ، وَخَطَأٌ ظَاهِرٌ. وَذَلِكَ أَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ مَاتَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَمِائَتَيْنِ، وَوُلِدَ الْمُتَوَكِّلُ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَمِائَتَيْنِ. وَلَعَلَّ الْمَارَّ بِيَزِيدَ فِي جَيْشِهِ كَانَ الْمَأْمُونُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى الشِّيرَازِيُّ الْوَاعِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْكُدَيْمِيُّ، قَالَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَبِيبٍ الْعَدَوِيُّ الْقَاضِي، قَالَ: قَالَ لِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمَأْمُونُ: مَا طَلَبَتْ مِنِّي نَفْسِي شَيْئًا إِلَّا وَقَدْ نَالَتْهُ مَا خَلَا هَذَا الْحَدِيثَ، فَإِنِّي كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَقْعُدَ عَلَى كُرْسِيٍّ، وَيُقَالُ لِي: مَنْ حَدَّثَكَ؟ فَأَقُولُ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ عَنْ فُلَانٍ. قَالَ: فَقُلْتُ: افْعَلْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَلِمَ لَا تُحَدِّثُ؟ قَالَ: «لَا يَصْلُحُ الْمُلْكُ وَالْخِلَافَةُ مَعَ الْحَدِيثِ لِلنَّاسِ» كَانَ الْمَأْمُونُ أَعْظَمَ خُلَفَاءِ بَنِي الْعَبَّاسِ عِنَايَةً بِالْحَدِيثِ، كَثِيرَ الْمُذَاكَرَةِ بِهِ، شَدِيدَ الشَّهْوَةِ لِرِوَايَتِهِ، مَعَ أَنَّهُ قَدْ حَدَّثَ أَحَادِيثَ كَثِيرَةً لِمَنْ كَانَ يَأْنَسُ بِهِ مِنْ خَاصَّتِهِ، وَكَانَ يُحِبُّ إِمْلَاءَ الْحَدِيثِ فِي مَجْلِسٍ عَامٍّ، يَحْضُرُ سَمَاعَهُ كُلُّ أَحَدٍ، فَكَانَ يُدَافِعُ نَفْسَهُ بِذَلِكَ حَتَّى عَزَمَ عَلَى فِعْلِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْقَطَّانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ الْقَنْطَرِيُّ، بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ فَهْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ الْقَاضِي، قَالَ: قَالَ لِيَ الْمَأْمُونُ يَوْمًا: يَا يَحْيَى أُرِيدُ أَنْ أُحَدِّثَ؟ فَقُلْتُ: وَمَنْ أَوْلَى بِهَذَا الْحَدِيثِ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: ضَعُوا لِي مِنْبَرًا بِالْحَلَبَةِ. فَصَعِدَ وَحَدَّثَ. فَأَوَّلُ حَدِيثٍ حَدَّثَنَا بِهِ: " عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ [ص: 102] ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ: «امْرُؤُ الْقَيْسِ صَاحِبُ لِوَاءِ الشُّعَرَاءِ إِلَى النَّارِ» ، ثُمَّ حَدَّثَ بِنَحْو مِنْ ثَلَاثِينَ حَدِيثًا، ثُمَّ نَزَلَ، فَقَالَ: يَا يَحْيَى كَيْفَ رَأَيْتَ مَجْلِسَنَا؟ فَقُلْتُ: أَجَلَّ مَجْلِسٍ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، تَفَقَّهَ الْخَاصُ وَالْعَامُّ. فَقَالَ: لَا، وَحَيَاتِكَ مَا رَأَيْتُ لَكُمْ حَلَاوَةً، وَإِنَّمَا الْمَجْلِسُ لِأَصْحَابِ الْخُلْقَانِ وَالْمَحَابِرِ، يَعْنِي أَصْحَابَ الْحَدِيثِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الدَّقَّاقُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ قُدَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ دَاوُدَ، يَقُولُ: دَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ فَرَأَى أَصْحَابَ الْحَدِيثِ يَمْشُونَ خَلْفَ رَجُلٍ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ، مُلَازِمِينَ لَهُ، فَالتَفَتَ إِلَى مَنْ مَعَهُ، فَقَالَ: «لَأَنْ يَطَأَ هَؤُلَاءِ عَقِبِي كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الْخِلَافَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 مِنِ التَذَّ بِالتَّحْدِيثِ وَمُجَالَسَةِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْجَرْجَرَائِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: قَالَ مُطَرِّفٌ: «لَأَنْتُمْ أَحَبُّ إِلَيَّ مُجَالَسَةً مِنْ أَهْلِي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَهْوَازِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الدَّقَّاقَ، بِالْأَهْوَازِ، قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، يَقُولُ: «أَصْحَابُ الْحَدِيثِ قَدْ آذْرُونِي، وَإِذَا غَابُوا عَنِّي غَمُّونِي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 أَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ الْأَعْرَجُ، بِنَيْسَابُورَ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَبْدِيُّ بِجُرْجَانَ، قَالَ: قَالَ أَبُو خَلِيفَةَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ حَفْصٍ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يَقُولُ: كَثُرَ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ عَلَى يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ فَتَبَرَّمَ بِهِمْ. فَقُلْتُ: تُحِبُّ أَنْ يُحْبَسُوا عَنْكَ؟ فَقَالَ: «أَمَّا عَنْ قِلًى، فَلَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ، يَقُولُ: قَالَ لِي أَبُو جَبَلَةَ: يَا أَبَا إِسْمَاعِيلَ " أَلَمْ تَرَ إِلَى مَا عَمِلَ بِي أَصْحَابُ الْحَدِيثِ الْيَوْمَ؟ فَقُلْتُ: وَأَيُّ شَيْءٍ عَمِلُوا بِكَ؟ قَالَ: قَالُوا لِي: هُوَ ذَا نَجِيءُ إِلَى السَّاعَةِ، أَنْتَظِرُهُمْ، مَا جَاءُوا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ النَّضْرِ، حَدَّثَكُمْ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَعْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُلْوَانَ، قَالَ: قُلْتُ لِبَشَرِ بْنِ الْحَارِثِ: لِمَ لَا تُحَدِّثُ؟ قَالَ: «أَنَا أَشْتَهِي، أُحَدِّثُ، وَإِذَا اشْتَهَيْتُ شَيْئًا تَرَكْتُهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ، قَالَ: قَالَ لِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَكْثَمَ الْقَاضِي، يَقُولُ: " وُلِّيتُ الْقَضَاءَ، وَقَضَاءَ الْقُضَاةِ، وَالْوِزَارَةَ، وَكَذَا وَكَذَا، مَا سُرِرْتُ بِشَيْءٍ كَسُرُورِي بِقَوْلِ الْمُسْتَمْلِي: مَنْ ذَكَرْتَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ؟ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدٍ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمْدَانُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ النُّعْمَانِ، يَقُولُ: كُنَّا يَوْمًا عِنْدَ قَيْسٍ يَعْنِي ابْنَ الرَّبِيعِ، فَلَمَّا رَأَى النَّاسَ عِنْدَهُ، ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى لِحْيَتِهِ، فَقَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ، بَعْدَ كَسَادٍ طَوِيلٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الضَّرِيرُ الْحِيرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ السَّرَخْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو لَبِيدٍ السَّامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ يَعْنِي ابْنَ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: سَمِعْتُ مَعْمَرًا، يَقُولُ: «مَا مِنْ بِضَاعَةٍ أَشَدُّ عَلَى صَاحِبِهَا إِذَا بَارَتْ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبِي أَنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَحْمَدَ الْغَافِقِيَّ، حَدَّثَهُمْ بِمِصْرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ كَعْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: «لَوْ لَمْ يَأْتُونِي لَأَتَيْتُهُمْ فِي بُيُوتِهِمْ يَعْنِي أَصْحَابَ الْحَدِيثِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي بِالدِّينَوَرِ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ السُّنِّيُّ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَانَ بْنِ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ النُّورِ الْخَزَّازُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ الْبُورَانِيُّ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: " أُحَذِّرُكُمْ وَنَفْسِيَ الشَّهْوَةَ الْخَفِيَّةَ، وَإِنَّهَا لَفِي قَوْلِي لَكُمْ: لَا تَأْتُونِي، وَلَوْ لَمْ تَأْتُونِي لَأَتَيْتُكُمْ، وَلَوْ لَمْ أُحَدِّثْكُمْ لَحَدَّثْتُ الْجُدْرَانَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الْعِجْلِيُّ، بِحُلْوَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الرُّعَيْنِيُّ، بِأَنْطَاكِيَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيَّ، يَقُولُ: فِي حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّهْوَةُ الْخَفِيَّةُ قَالَ: " مِنَ الشَّهْوَةِ الْخَفِيَّةِ أَنْ أَقُولَ لَكُمْ: لَا تَجِيئُونِي، وَأَنَا أَشْتَهِي أَنْ تَجِيئُونِي " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 ذِكْرُ مَا رَآهُ الصَّالِحُونَ فِي الْمَنَامِ لِأَصْحَابِ الْحَدِيثِ مِنَ الْحِبَاءِ وَالْإِكْرَامِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَرْبِ بْنِ مُسَمِّعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَيْشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُبَيْدٍ الرَّاسِبِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ، يُحَدِّثُ عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ذَهَبَتِ النُّبُوَّةُ، فَلَا نُبُوَّةَ بَعْدِي وَبَقِيَتِ الْمُبَشِّرَاتُ: رُؤْيَا الْمُسْلِمِ الْحَسَنَةُ، يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: { «الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ» } [يونس: 64] قَالَ: «هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدِّلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ الْبَرْذَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ النَّرْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَرْوَزِيُّ،: أَنَّ رَجُلًا، رَأَى يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ بَعْدَ مَوْتِهِ فِي النَّوْمِ، فَقَالَ لَهُ: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ قَالَ: " أَبَاحَنِي الْجَنَّةَ. قَالَ: بِالْقُرْآنِ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَبِمَاذَا؟ قَالَ: بِالْحَدِيثِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ الدِّينَوَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُزَكِّي، بِبَغْدَادَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْحِيرِيَّ الْمُزَكِّي، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ حَوْثَرَةَ بْنَ مُحَمَّدٍ المَنْقَرِيَّ الْبَصْرِيَّ، يَقُولُ: رَأَيْتُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ الْوَاسِطِيَّ فِي الْمَنَامِ بَعْدَ مَوْتِهِ بِأَرْبَعِ لَيَالٍ، فَقُلْتُ [ص: 108] : مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ قَالَ: " تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنِّي الْحَسَنَاتِ وَتَجَاوَزَ عَنِّي السَّيِّئَاتِ، وَوَهْبَ لِي التَّبِعَاتِ. قُلْتُ: وَمَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ؟ قَالَ: وَهَلْ يَكُونُ مِنَ الْكَرِيمِ إِلَّا الْكَرَمُ غَفَرَ لِي ذُنُوبِي وَأَدْخَلَنِي الْجَنَّةَ. قُلْتُ: بِمَا نِلْتَ الَّذِي نِلْتَ؟ قَالَ: بِمَجَالِسِ الذِّكْرِ، وَقَوْلِي الْحَقَّ، وَصِدْقِي فِي الْحَدِيثِ، وَطُولِ قِيَامِي فِي الصَّلَاةِ وَصَبْرِي عَلَى الْفَقْرِ. قُلْتُ: وَمُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ حَقٌّ؟ قَالَ: إِي وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، لَقَدْ أَقْعَدَانِي وَسَأَلَانِي، فَقَالَا لِي: مَنْ رَبُّكَ؟ وَمَا دِينُكَ؟ وَمَنْ نَبِيُّكَ؟ فَجَعَلْتُ أَنْفُضُ لِحْيَتِي الْبَيْضَاءَ مِنَ التُّرَابِ، فَقُلْتُ: مِثْلِي يُسْأَلُ؟ أَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ الْوَاسِطِيُّ، وَكُنْتُ فِي دَارِ الدُّنْيَا سِتِّينَ سَنَةً أُعَلِّمُ النَّاسَ؟ قَالَ أَحَدُهُمَ: صَدَقَ، وَهُوَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نَمْ نَوْمَةَ الْعَرُوسِ، فَلَا رَوْعَةَ عَلَيْكَ بَعْدَ الْيَوْمِ، قَالَ أَحَدُهُمَ: أَكَتَبْتَ عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، وَكَانَ ثِقَةً فِي الْحَدِيثِ. قَالَ: ثِقَةً وَلَكِنَّهُ كَانَ يُبْغِضُ عَلِيًّا أَبْغَضَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الْبَرْقَانِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّقِّيُّ السَّوَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ: مَا صَنَعَ اللَّهُ بِكَ؟ قَالَ: «غَفَرَ لِي بِرِحْلَتِي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ، يَقُولُ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ، قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ فِي الْمَنَامِ، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ بِكَ رَبُّكَ؟ قَالَ: «غَفَرَ لِي بِرِحْلَتِي فِي الْحَدِيثِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْبَزَّازُ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ ح وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَا حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الْغَلَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَحْرٍ الْبَكْرَاوِيُّ، عَنْ صَاحِبٍ، لَهُمْ كَانَ يَطْلُبُ الْحَدِيثَ، قَالَ: مَاتَ، فَرَآهُ فِي النَّوْمِ، فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: غَفَرَ لِي. قَالَ: بِأَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: «بِطَلَبِي الْحَدِيثَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْخُوَارَزْمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّكَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَجَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْخَلِيلِ، صَاحِبَنَا، وَكَانَ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ، قَالَ: رَأَيْتُ سُلَيْمَانَ الشَّاذَكُونِيَّ بَعْدَ مَا تُوُفِّيَ، فِي هَيْئَةٍ حَسَنَةٍ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا أَيُّوبَ مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ قَالَ: غَفَرَ لِي. قَالَ: قُلْتُ: بِمَ؟ قَالَ: «بِالْحَدِيثِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، يَذْكُرُ أَنَّ أَبَا الْحُسَيْنِ أَحْمَدَ بْنَ جَعْفَرٍ الصَّيْدَلَانِيَّ الْبَغْدَادِيَّ أَخْبَرَهُمْ بِدِمَشْقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الِابْزَارِيُّ، قَالَ [ص: 110] : حَدَّثَنِي حُبَيْشُ بْنُ مُبَشِّرٍ، قَالَ: رَأَيْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ قَالَ: " مَهَّدَ لِي بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ يَعْنِي مَا بَيْنَ بَابِي الْجَنَّةِ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى كُمِّهِ، فَأَخْرَجَ دَرَجًا، يَعْنِي، وَقَالَ: إِنَّمَا نِلْنَا مَا نِلْنَا بِهَذَا يَعْنِي كِتَابَةَ الْحَدِيثِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الْبَرْقَانِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، مُسْتَمْلِيَّ أَبِي هَمَّامٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هَمَّامٍ فِي النَّوْمِ، وَعَلَى رَأْسِهِ قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ، قُلْتُ: يَا أَبَا هَمَّامٍ مَا هَذِهِ الْقَنَادِيلُ؟ قَالَ: هَذَا أَعْطَيْتُهُ بِحَدِيثِ الشَّفَاعَةِ، وَهَذَا بِحَدِيثِ الْحَوْضِ. قَالَ: فَجَعَلَ يَقُولُ مِنْ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 أَخْبَرَنَا عَلِيِّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دُومَا النِّعَالِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَكَّارٍ الْمُقْرِئُ، إِمْلَاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاهِينَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ كُرْدُوسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ آدَمَ الْخَرَّاطُ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفٌ، صَاحِبُ الْخُلْقَانِ، قَالَ: كَانَ لِي صِدِّيقٌ يَطْلُبُ مَعِي الْحَدِيثَ، فَمَاتَ، فَأُرِيتُهُ فِي مَنَامِي، وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ خُضْرٌ جُدُدٌ يَجُولُ فِيهَا. فَقُلْتُ لَهُ: أَلَسْتَ كُنْتَ تَطْلُبُ مَعِي الْحَدِيثَ؟ فَمَا هَذَا الَّذِي أَرَى؟ قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ مَعَكُمُ الْحَدِيثَ، فَلَمْ يَمُرَّ بِي حَدِيثٌ، فِيهِ ذِكْرُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا كَتَبْتُ فِي أَسْفَلِهِ: صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَافَأَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ بِهَذَا الَّذِي تَرَى عَلَيَّ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ الْحَافِظُ: قُلْتُ: قَدْ وَرَدَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يُصَدِّقُ هَذَا الْخَبَرَ فِي حَدِيثٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 حَدَّثَنَاهُ عِيسَى بْنُ غَسَّانَ الْبَصْرِيُّ، بِهَا إِمْلَاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي غَسَّانَ الدَّقَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُمْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَهْدِيِّ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَتَبَ فِي كِتَابِهِ: صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تَسْتَغْفِرُ يَعْنِي لَهُ مَا دَامَ فِي كِتَابِهِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمُؤَذِّنُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَلَبِيَّ، بِدِمَشْقَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَطَاءٍ الرُّوذْبَارِيَّ، يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ صَالِحٍ الصُّوفِيَّ، يَقُولُ " رُئِيَ بَعْضُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ فِي الْمَنَامِ، فَقِيلَ: مَا فَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِكَ؟ قَالَ: غَفَرَ لِي. فَقِيلَ لَهُ: بِأَيِّ شَيْءٍ؟ فَقَالَ: بِصَلَاتِي فِي كُتُبِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 ذِكْرُ أَخْبَارٍ رُبَّمَا أُشْكِلَتْ عَلَى سَامِعِيهَا، وَبَيَانُ الْإِشْكَالِ الْوَاقِعِ فِي وُجُوهِهَا وَمَعَانِيهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ يَعْنِي الْحُسَيْنَ بْنَ حُرَيْثٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ مُوسَى، يَذْكُرُ عَنِ الْفُضَيْلِ، قَالَ: قَالَ الْمُغِيرَةُ: «مَا طَلَبَ أَحَدٌ هَذَا الْحَدِيثَ إِلَّا قَلَّتْ صَلَاتُهُ» . أَخْبَرَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْخُوَارَزْمِيُّ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي وَأَنَا أَسْمَعُ، حَدَّثَكُمْ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زُهَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ، قَالَ: قَالَ مُغِيرَةُ، وَذَكَرَ مِثْلَهُ، غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ فِي الْإِسْنَادِ فُضَيْلًا. قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ الْحَافِظُ: خَرَجَ هَذَا الْكَلَامُ مِنْ مُغِيرَةَ عَلَى حَالِ نَفْسِهِ. وَلَعَلَّهُ كَانَ يُكْثِرُ صَلَاةَ النَّوَافِلِ، فَإِذَا سَعَى فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ إِلَى الْمَوَاضِعِ الْبَعِيدَةِ، كَانَ ذَلِكَ قَاطِعًا لَهُ عَنْ بَعْضِ نَوَافِلِهِ، فَقَالَ هَذَا الْقَوْلَ. وَلَوْ أَمْعَنَ مُغِيرَةُ النَّظَرَ لَعَلِمَ أَنَّ سَعْيَهُ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاتِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّنَاجِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ،: وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ، قَالَا حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ سَلَامَةَ، زَادَ عُمَرُ: الْحِمْصِيُّ، ثُمَّ اتَّفَقَا، قَالَ: قَالَ أَبُو ثَوْبَانَ مِزْدَادُ بْنُ جَمِيلٍ: سَأَلَ عَمْرَو بْنَ إِسْمَاعِيلَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عِمْرَانَ أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ أُصَلِّي أَوْ أَكْتُبُ الْحَدِيثَ؟ فَقَالَ: «كِتَابُ حَدِيثٍ وَاحِدٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ صَلَاةِ لَيْلَةٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْخَصِيبِ أَحْمَدُ بْنُ الْمَسْتَنِيرُ الْمِصِّيصِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ، يَقُولُ: «لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ الصَّلَاةَ أَفْضَلَ مِنَ الْحَدِيثِ مَا حَدَّثْتُكُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، وَأَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: «طَلَبُ الْعِلْمِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاةِ النَّافِلَةِ» [ص: 114] وَقَدْ رُوِيَ عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ نَحْوٌ مِنْ قَوْلِ مُغِيرَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْبَزَّازُ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: ح وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْفَقِيهُ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى إِسْحَاقَ النِّعَالِيِّ، وَأَنَا أَسْمَعُ، حَدَّثَكُمْ أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ يَقُولُ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: «إِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ يَصُدُّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ، فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ» قَالَ أَبُو خَلِيفَةَ: يُرِيدُ شُعْبَةُ، رَحِمَهُ اللَّهُ، أَنَّ أَهْلَهُ يُضَيِّعُونَ الْعَمَلَ بِمَا يَسْمَعُونَ مِنْهُ وَيَتَشَاغَلُونَ بِالْمُكَاثَرَةِ بِهِ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ. وَالْحَدِيثُ لَا يُصَدُّ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ، بَلْ يَهْدِي إِلَى أَمْرِ اللَّهِ، وَذَكَرَ كَلَامًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَلِيٍّ اللِّحْيَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَانِئٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، وَسُئِلَ، عَنْ قَوْلِ، شُعْبَةَ: إِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ يَصُدُّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ، وَعَنِ الصَّلَاةِ، فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ؟، فَقَالَ: «لَعَلَّ شُعْبَةَ كَانَ يَصُومُ، فَإِذَا طَلَبَ الْحَدِيثَ وَسَعَى فِيهِ يَضْعُفُ، فَلَا يَصُومُ، أَوْ يُرِيدُ شَيْئًا مِنْ أَعْمَالِ الْبِرِّ، فَلَا يَقْدِرُ أَنْ يَفْعَلَهُ لِلطَّلَبِ. فَهَذَا مَعْنَاهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 قُلْتُ: وَلَيْسَ يَجُوزُ لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ: كَانَ شُعْبَةُ يُثَبِّطُ عَنْ طَلَبِ الْحَدِيثِ، وَكَيْفَ يَكُونُ كَذَلِكَ وَقَدْ بَلَغَ مِنْ قَدْرِهِ أَنْ سُمِّيَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ؟ كُلُّ ذَلِكَ لِأَجْلِ طَلَبِهِ لَهُ وَاشْتِغَالِهِ بِهِ. وَلَمْ يَزَلْ طُولَ عُمُرِهِ يَطْلُبُهُ حَتَّى مَاتَ عَلَى غَايَةِ الْحِرْصِ فِي جَمْعِهِ. لَا يَشْتَغِلُ بِشَيْءٍ سِوَاهُ، وَيَكْتُبُ عَمَّنْ دُونَهُ فِي السِّنِّ وَالْإِسْنَادِ، وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ عِنَايَةً بِمَا سَمِعَ، وَأَحْسَنِهِمْ إِتْقَانًا لِمَا حَفِظَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الصَّيْرَفِيُّ، وَحَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنِي عَبَّاسٌ هُوَ ابْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: كَانَ سُفْيَانُ يَقُولُ: «شُعْبَةُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبُنْدَارُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ بَقِيَّةَ بْنَ الْوَلِيدِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ بْنَ الْحَجَّاجِ، يَقُولُ: «إِنِّي لَأُذَاكِرُ الْحَدِيثَ فَيَفُوتُنِي، فَأَمْرَضُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ الْفَارِسِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى [ص: 116] ، حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ مُظَفَّرُ بْنُ مُدْرِكٍ قَالَ: " ذَكَرُوا لِشُعْبَةَ حَدِيثًا، لَمْ يَسْمَعْهُ، فَجَعَلَ يَقُولُ: وَاحُزْنَاهُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدٍ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخُرَاسَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمًا يَعْنِي ابْنَ عَلِيٍّ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَخِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: «يَا حَسَنُ رُبَّمَا ذَاكَرَنِي قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ حَدِيثَ أَبِي حُصَيْنٍ، فَأَتَمَنَّى أَنَّ السَّقْفَ وَقَعَ عَلَيَّ، فَقَتَلَنِي وَقَتَلَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا أَبِي , حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: جَاءَ شُعْبَةُ إِلَى خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُنَازِلٍ عِنْدَكَ حَدِيثٌ حَدِّثْنِي بِهِ؟ وَكَانَ خَالِدٌ عَلِيلًا، فَقَالَ لَهُ: " أَنَا وَجِعٌ. فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ وَاحِدٌ؟ فَحَدَّثَهُ بِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: مُتْ إِذَا شِئْتَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 خَبَرٌ لِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ ح وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ قَادِمٍ، يَقُولُ [ص: 117] : سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: «لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ دَخَلْتُ فِي شَيْءٍ مِنْهُ، يَعْنِي الْحَدِيثَ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي أَفْلَتُ مِنْهُ، لَا عَلَيَّ وَلَا لِي. وَاللَّفْظُ لِابْنِ الْفَضْلِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، حَدَّثَنَا الْخَضِرُ بْنُ أَبَانَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: «لَيْتَنِي أَنْجُو مِنْهُ كَفَافًا يَعْنِي الْحَدِيثَ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: إِنَّمَا قَالَ سُفْيَانُ هَذَا خَوْفًا عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لَا يَكُونَ قَامَ بِحَقِّ الْحَدِيثِ، وَالْعَمَلِ بِهِ، فَخَشِيَ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ حُجَّةً عَلَيْهِ مِثْلَ مَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الْأَهْوَازِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا مُوسَى يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ هُوَ بْنُ نُعَيْمِ بْنِ الْهَيْصَمِ، قَالَ: رَأَيْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، وَقَدْ جَاءَ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ، وَقَبْل فَقَالَ لَهُمْ بِشْرٌ: مَا هَذَا الَّذِي أَرَى مَعَكُمْ قَدْ أَظْهَرْتُمُوهُ؟ قَالُوا: يَا أَبَا نَصْرٍ، نَطْلُبُ الْعِلْمَ، لَعَلَّ اللَّهَ يَنْفَعُ بِهِ يَوْمًا. قَالَ: «عَلِمْتُمْ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْكُمْ فِيهِ زَكَاةٌ كَمَا يَجِبُ عَلَى أَحَدِكُمْ إِذَا مَلَكَ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ خَمْسَةُ دَرَاهِمَ. فَكَذَلِكَ يَجِبُ عَلَى أَحَدِكُمْ إِذَا سَمِعَ مِائَتَيْ حَدِيثٍ، فَلْيَعْمَلْ مِنْهَا بِخَمْسَةِ [ص: 118] أَحَادِيثَ، وَإِلَّا فَانْظُرُوا أَيْشِ يَكُونُ هَذَا عَلَيْكُمْ غَدًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ، حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، إِمْلَاءً، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاذٍ الْجَارُودُ بْنُ مُعَاذٍ التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يَقُولُ: «لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَتَعَلَّمْ مِنْ هَذَا الْعِلْمِ شَيْئًا» قَالَ: إِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ الشَّعْبِيُّ مَخَافَةَ أَنْ لَا يَقُومَ بِحَقِّهِ وَلَا بِشُكْرِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدَّسْكَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ، بِأَصْبَهَانَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصِّيصِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قَطَنٍ عَمْرَو بْنَ الْهَيْثَمِ يَقُولُ: قَالَ شُعْبَةُ: " مَا أَنَا مُقِيمٌ، عَلَى شَيْءٍ أَخْوَفُ عَلَيَّ أَنْ يُدْخِلَنِي النَّارَ، مِنْهُ، يَعْنِي الْحَدِيثَ. قَالَ وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: لَيْتَ أَنِّي نَجَوْتُ كَفَافًا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بَرْهَانٍ الْغَزَّالُ الشَّيْخُ الصَّالِحُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا أَبُو غَالِبٍ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مُصْعَبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: «مَنْ يَزْدَدْ عِلْمًا يَزْدَدْ وَجَعًا وَلَوْ لَمْ أَعْلَمْ لَكَانَ أَيْسَرَ لِحُزْنِي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هِلَالِ بْنِ الْفُرَاتِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْحَوَارِيِّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الْمَوْصِلِيُّ، عَنِ الْمُعَافَى بْنِ عِمْرَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: " وَدِدْتُ أَنَّ كُلَّ، حَدِيثٍ فِي صَدْرِي، وَكُلَّ حَدِيثٍ حَفِظَهُ الرِّجَالُ عَنِّي، نُسِخَ مِنْ صَدْرِي وَصُدُورِهِمْ. فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ذَا الْعِلْمُ الصَّحِيحُ، وَذَا السُّنَّةُ الْوَاضِحَةُ الَّتِي قَدْ بَيَّنْتَهَا، تَمَنَّى أَنْ تُنْسَخَ مِنْ صَدْرِكَ وَصُدُورِ الرِّجَالِ؟ قَالَ: اسْكُتْ، وَمَا يُدْرِيكَ أَلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ أَقِفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى أُسْأَلَ عَنْ كُلِّ مَجْلِسٍ جَلَسْتُهُ، وَعَنْ كُلِّ حَدِيثٍ حَدَّثْتُهُ، أَيْشِ أَرَدْتُ بِهِ " فَقَدْ بَيَّنَ سُفْيَانُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْمَعْنَى الَّذِي لِأَجْلِهِ خَافَ عَلَى نَفْسِهِ. وَقَدْ قِيلَ: إِنَّمَا خَافَ سُفْيَانُ عَلَى نَفْسِهِ مِنَ الْحَدِيثِ، وَتَمَنَّى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ دَخَلَ فِيهِ، لِأَنَّ حُبَّ الْإِسْنَادِ وَشَهْوَةَ الرِّوَايَةِ غَلَبَا عَلَى قَلْبِهِ، حَتَّى كَانَ يُحَدِّثُ عَنِ الضُّعَفَاءِ، وَمَنْ لَا يُحْتَجُّ بِرِوَايَتِهِ. فَمَنِ اشْتُهِرَ مِنْهُمْ بِاسْمِهِ ذَكَرَ كُنْيَتَهُ تَدْلِيسًا لِلرِّوَايَةِ عَنْهُ، فَخَافَ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ هَذَا الْفِعْلِ. وَقَدْ كَرِهَ التَّدْلِيسَ وَالرِّوَايَةَ عَنِ الضُّعَفَاءِ جَمَاعَةٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْعُلَمَاءِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ الْفَارِسِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَزْوِينِيُّ، بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ قَالَ لِي مُسَدَّدٌ [ص: 120] : قَالَ يَحْيَى: «كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ شَهْوَةُ الْحَدِيثِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْهَيْثَمِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ الْبَادَا، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: «مَا أَخَافُ عَلَى سُفْيَانَ شَيْئًا إِلَّا حُبُّهُ لِلْحَدِيثِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: " كُنَّا نَكُونُ عِنْدَ سُفْيَانَ، كَأَنَّهُ قَدْ وَافَقَ الْحِسَابَ، فَلَا نَجْتَرِئُ أَنْ نُكَلِّمَهُ، فَنُعَرِّضُ بِذِكْرِ الْحَدِيثِ قَالَ: فَيَذْهَبُ ذَلِكَ الْخُشُوعُ، فَإِنَّمَا هُوَ: حَدَّثَنَا، وَحَدَّثَنَا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ يَمَانٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، يَقُولُ: «فِتْنَةُ الْحَدِيثِ أَشَدُّ مِنْ فِتْنَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 وَأَخْبَرَنَا ابْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ دُرُسْتَوَيْهِ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نُوحٍ قُرَادًا يَقُولُ: قَالَ شُعْبَةُ: «نِعْمَ الرَّجُلُ سُفْيَانُ لَوْلَا أَنَّهُ يُقَمِّشُ يَعْنِي يَأْخُذُ مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ: مَا أَخَافُ عَلَى نَفْسِي غَيْرَ الْحَدِيثِ، مِنْ أَيِّ جِهَةٍ هَذَا؟ قَالَ: " لِأَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ عَنِ الضُّعَفَاءِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 خَبَرٌ لِمُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ الضَّبِّيِّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ سَلَّامٍ، حَدَّثَنَا عَبْثَرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ مُغِيرَةَ، يَقُولُ: «كَانَ مَرَّةٌ خِيَارَ النَّاسِ يَطْلُبُونَ الْحَدِيثَ، فَصَارَ الْيَوْمَ شِرَارَ النَّاسِ يَطْلُبُونَ الْحَدِيثَ. لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ، مَا حَدَّثْتُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ النَّقَّاشُ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْثَرٌ، قَالَ [ص: 122] : سَمِعْتُ مُغِيرَةَ، يَقُولُ: " لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا حَدَّثْتُ قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ الْحَافِظُ: طَلَبَةُ الْعِلْمِ عَلَى طَبَقَاتٍ، وَرُبَّمَا حَضَرَ عِنْدَ الْعَالِمِ مِنْ كَتَبَةِ الْحَدِيثِ مَنْ لَمْ تَطُلْ مُدَّتُهُ فِي طَلَبِهِ، فَيَتَأَدَّبُ بِأَدَبِهِ. وَكَانَ مُغِيرَةُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَدْ رَأَى بَعْضَ أُولَئِكَ فِي مَجْلِسِهِ، فَشَاهَدَ مِنْ سُوءِ أَدَبِهِ، وَقُبْحِ عِشْرَتِهِ مَا أَغْضَبَهُ، فَقَالَ هَذَا الْقَوْلَ. وَلَيْسَ تَكَادُ مَجَالِسُ الْعِلْمِ تَخْلُوَ مِنْ حُضُورِ مَنْ ذَكَرْنَا وَصْفَهُ. وَنَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقُنَا تَأَدُّبًا وَعَمَلًا بِالْعِلْمِ، بِفَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدٍ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ الْأَبْهَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي دَاوُدَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ حَمَّادٍ زُغْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ، يَقُولُ، " وَقَدْ أَشْرَفَ عَلَى أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، فَرَأَى مِنْهُمْ شَيْئًا فَقَالَ: مَا هَذَا؟ أَنْتُمْ إِلَى يَسِيرٍ مِنَ الْأَدَبِ أَحْوَجُ مِنْكُمْ إِلَى كَثِيرٍ مِنَ الْعِلْمِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ، حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَشَّاءُ، حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ [ص: 123] ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: نَظَرَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِلَى أَصْحَابِ الْحَدِيثِ وَزِحَامِهِمْ، فَقَالَ: «شِنْتُمُ الْعِلْمَ وَذَهَبْتُمْ بِنُورِهِ. وَلَوْ أَدْرَكْنَا وَإِيَّاكُمْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ لَأَوْجَعَنَا ضَرْبًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 خَبَرٌ لِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَضَرُ بْنُ أَبَانَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، يَقُولُ: «لَوْ كَانَ هَذَا مِنَ الْخَيْرِ لَنَقَصَ كَمَا يَنْقُصُ الْخَيْرُ يَعْنِي الْحَدِيثَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ خَلَفَ بْنَ خَلِيفَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ. «أَرَى كُلَّ شَيْءٍ مِنْ أَنْوَاعِ الْخَيْرِ يَنْقُصُ، وَهَذَا الْحَدِيثُ إِلَى زِيَادَةٍ. فَأَظُنُّ أَنَّهُ لَوْ كَانَ مِنْ أَسْبَابِ الْخَيْرِ لَنَقَصَ أَيْضًا» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَخَذَ بَعْضُ النَّاسِ هَذَا الْكَلَامِ فَنَظَمَهُ شِعْرًا أَنْشَدَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْخُوَارَزْمِيُّ، وَلَمْ يُسَمِّ قَائِلَهُ: [البحر الطويل] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 أَرَى الْخَيْرَ فِي الدُّنْيَا يَقِلُّ كَثِيرُهُ ... وَيَنْقُصُ جِدًّا وَالْحَدِيثُ يَزِيدُ فَلَوْ كَانَ خَيْرًا كَانَ كَالْخَيْرِ كُلِّهِ ... وَلَكِنَّ شَيْطَانَ الْحَدِيثِ مَرِيدُ وَلِابْنِ مَعِينٍ فِي الرِّجَالِ مَقَالَةٌ ... سَيُسْأَلُ عَنْهَا وَالْمَلِيكُ شَهِيدُ فَإِنْ يَكُ صِدْقًا فَهُوَ فِي الْحُكْمِ غِيبَةٌ ... وَإِنْ يَكُ كَذِبًا فَالْحِسَابُ شَدِيدُ قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ الْحَافِظُ: وَلَيْسَ الْأَمْرُ عَلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الشَّاعِرُ مِنْ أَنَّ إِبَانَةَ الْعُلَمَاءِ لِأَحْوَالِ الرُّوَاةِ غِيبَةٌ، بَلْ هِيَ نَصِيحَةٌ، وَلَهُمْ فِي إِظْهَارِهَا أَعْظَمُ الْمَثُوبَةِ لِكَوْنِهَا مِمَّا يَجِبُ عَلَيْهِمْ كَشْفُهُ وَلَا يَسَعُهُمْ إِخْفَاؤُهُ وَسَتْرُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَجِيهِ صَالِحُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ، وَسُفْيَانَ بْنَ سَعِيدٍ، وَسُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، وَمَالِكَ بْنَ أَنَسٍ عَنْ رَجُلٍ، لَا يَحْفَظُ أَوْ يُتَّهَمُ فِي الْحَدِيثِ، فَقَالُوا جَمِيعًا: «بَيِّنْ أَمْرَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، وَحَدَّثَنِيهِ عَنْهُ، مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ النَّيْسَابُورِيُّ، أَنَّ أَبَا الْمَيْمُونِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيَّ، أَخْبَرَهُمْ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو زُرْعَةَ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو النَّصْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ، يُسْأَلُ عَنِ الرَّجُلِ، يَغْلَطُ وَيَهِمُ وَيُصَحِّفُ، فَقَالَ: " بَيِّنْ أَمْرَهُ. فَقُلْتُ لِأَبِي مُسْهِرٍ: أَتَرَى ذَلِكَ مِنَ الْغِيبَةِ؟ قَالَ: لَا " قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَقَدِ اسْتَوْفَيْنَا الْكَلَامَ فِي هَذَا الْمَعْنَى فِي كِتَابِنَا الْمَعْرُوفِ بِـ «الْكِفَايَةِ» فَغَنَيْنَا عَنْ إِعَادَتِهِ فِي هَذَا الْكِتَابِ. ثُمَّ نَعُودُ إِلَى الْكَلَامِ فِي مَعْنَى أَوَّلِ الْفَصْلِ فَنَقُولُ: إِنَّ الثَّوْرِيَّ عَنَى بِقَوْلِهِ الَّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُ، غَرَائِبَ الْأَحَادِيثِ وَمَنَاكِيرَهَا، دُونَ مَعْرُوفِهَا وَمَشْهُورِهَا. لِأَنَّ الْأَخْبَارَ الشَّاذَّةَ وَالْأَحَادِيثَ الْمُنْكَرَةَ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَى. فَرَأَى الثَّوْرِيُّ أَنْ لَا خَيْرَ فِيهَا، إِذْ رِوَايَةُ الثِّقَاتِ بِخِلَافِهَا، وَعَمَلَ الْفُقَهَاءُ عَلَى ضِدِّهَا. وَقَدْ وَرَدَ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ، سِوَى الثَّوْرِيِّ، كَرَاهَةُ الِاشْتِغَالِ بِهَا، وَذَهَابِ الْأَوْقَاتِ فِي طَلَبِهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 أَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَبْدَوِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السَّلِيطِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمَعْرُوفُ بِالتُّرْكِيِّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ [ص: 126] ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «كَانُوا يَكْرَهُونَ غَرِيبَ الْكَلَامِ وَغَرِيبَ الْحَدِيثِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانِ، عَنْ دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يُوسُفَ، يَقُولُ: " لَا تُكْثِرُوا مِنَ الْحَدِيثِ الْغَرِيبِ الَّذِي لَا يَجِيءُ بِهِ الْفُقَهَاءُ، وَآخِرُ أَمْرِ صَاحِبِهِ أَنْ يُقَالَ لَهُ: كَذَّابٌ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْقَرِمِيسِينِيُّ، لَفْظًا، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ بُدَيْنَا، قَالَ: سَمِعْتُ الْمَرُّوذِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، يَقُولُ: «تَرَكُوا الْحَدِيثَ وَأَقْبَلُوا عَلَى الْغَرَائِبِ. مَا أَقَلَّ الْفِقْهَ فِيهِمْ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَلَيْسَ يَجُوزُ الظَّنُّ بِالثَّوْرِيِّ أَنَّهُ قَصَدَ بِقَوْلِهِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ، صِحَاحَ الْأَحَادِيثِ، وَمَعْرُوفَ السُّنَنِ. وَكَيْفَ يَجُوزُ ذَلِكَ وَهُوَ الْقَائِلُ فِيمَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَنَانٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ [ص: 127] ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: «أَكْثِرُوا مِنَ الْأَحَادِيثِ، فَإِنَّهَا سِلَاحٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ زَيْدٍ، كَذَا فِي كِتَابِي عَنِ ابْنِ رِزْقٍ، وَالصَّوَابُ،: ابْنُ دَاوُدَ قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: " يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يُكْرِهَ، وَلَدَهُ عَلَى طَلَبِ الْحَدِيثِ. يَقُولُ: فَإِنَّهُ مَسْئُولٌ عَنْهُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ يَمَانٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، يَقُولُ: " مَا أَعْلَمُ شَيْئًا يُطْلَبُ بِهِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْحَدِيثِ، فَقَالَ لَهُ إِنْسَانٌ: إِنَّهُمْ يَطْلُبُونَهُ بِغَيْرِ نِيَّةٍ؟ قَالَ: طَلَبُهُمْ لَهُ نِيَّةٌ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ الزَّاهِدُ الصَّائِغُ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الْغَلَابِيُّ، حَدَّثَنِي وَكِيعٌ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، يَقُولُ: «لَا نَعْلَمُ شَيْئًا مِنَ الْأَعْمَالِ أَفْضَلَ مِنْ طَلَبِ الْعِلْمِ وَالْحَدِيثِ، لِمَنْ حَسُنَتْ فِيهِ نِيَّتُهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، رُبَّمَا حَدَّثَ بِعَسْقَلَانَ، وَصُورَ، يَبْتَدِئُهُمْ، ثُمَّ يَقُولُ: " انْفَجَرَتِ الْعُيُونُ، انْفَجَرَتِ الْعُيُونُ، يَعْجَبُ مِنْ نَفْسِهِ. وَرُبَّمَا حَدَّثَ الرَّجُلَ فَيَقُولُ لَهُ: هَذَا خَيْرٌ لَكَ مِنْ وَلَايَتِكَ عَسْقَلَانَ وَصُورَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 خَبَرٌ لِمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْفَقِيهُ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْبَرْقَانِيُّ، بِهَا حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَسْعُودٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ يَعْنِي أَبَا حَاتِمٍ الرَّازِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيَّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ فِي الْإِكْثَارِ: كُنَّا نَقُولُ: «الْإِكْثَارُ مِنَ الْحَدِيثِ جُنُونٌ» قَالَ الطَّنَافِسِيُّ: صَدَقَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: وَحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ بْنُ السَّرْحِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ وَهْبٍ، يَذْكُرُ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: مَا أَكْثَرَ أَحَدٌ مِنَ الْحَدِيثِ فَأَنْجَحَ. قَالَ الشَّيْخُ الْحَافِظُ: وَقَدْ حُفِظَ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ، فِي الْإِكْثَارِ مِنَ الْحَدِيثِ مَا يُقَارِبُ هَذَا الْمَعْنَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَرْفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْخُتُلِّيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ، يَقُولُ: «كُنَّا نَظُنُّ أَنَّ كَثْرَةَ الْحَدِيثِ خَيْرٌ، فَإِذَا هُوَ شَرٌّ كُلُّهُ» قَالَ الشَّيْخُ الْحَافِظُ: وَهَذَا الْكَلَامُ كُلُّهُ قَرِيبٌ مِنْ كَلَامِ الثَّوْرِيِّ فِي ذَمِّ شَوَاذِّ الْحَدِيثِ، وَالْمَعْنَى فِيهِمَا سَوَاءٌ، إِنَّمَا كَرِهَ مَالِكٌ وَابْنُ إِدْرِيسَ وَغَيْرُهُمَا الْإِكْثَارَ مِنْ طَلَبِ الْأَسَانِيدِ الْغَرِيبَةِ وَالطُّرُقِ الْمُسْتَنْكَرَةِ كَأَسَانِيدِ: حَدِيثِ الطَّائِرِ، وَطُرُقِ حَدِيثِ الْمِغْفَرِ، وَغُسْلِ الْجُمُعَةِ، وَقَبْضِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ.، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ.، وَلَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ. وَغَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَتَتَبَّعُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ طُرُقَهُ وُيَعْنَوْنَ بِجَمْعِهِ، وَالصَّحِيحُ مِنْ طُرُقِهِ أَقَلُّهَا، وَأَكْثَرُ مَنْ يَجْمَعُ ذَلِكَ الْأَحْدَاثُ مِنْهُمْ، فَيَتَحَفَّظُونَهَا وَيُذَاكِرُونَ بِهَا. وَلَعَلَّ أَحَدَهُمْ لَا يَعْرِفُ مِنَ الصِّحَاحِ حَدِيثًا، وَتَرَاهُ يَذْكُرُ مِنَ الطُّرُقِ الْغَرِيبَةِ وَالْأَسَانِيدِ الْعَجِيبَةِ الَّتِي أَكْثَرُهَا مَوْضُوعٌ، وَجُلُّهَا مَصْنُوعٌ، مَا لَا يَنْتَفِعُ بِهِ. وَقَدْ أَذْهَبَ مِنْ عُمُرِهِ جُزْءًا فِي طَلَبِهِ. وَهَذِهِ الْعِلَّةُ، هِيَ الَّتِي اقْتَطَعَتْ أَكْثَرَ مَنْ فِي عَصْرِنَا مِنْ طَلَبَةِ الْحَدِيثِ عَنِ التَّفَقُّهِ بِهِ، وَاسْتِنْبَاطِ مَا فِيهِ مِنَ الْأَحْكَامِ , الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 وَقَدْ فَعَلَ مُتَفَقِّهَةُ زَمَانِنَا كَفِعْلِهِمْ، وَسَلَكُوا فِي ذَلِكَ سَبِيلَهُمْ، وَرَغَّبُوا عَنْ سَمَاعِ السُّنَنِ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ، وَشَغَلُوا أَنْفُسَهُمْ بِتَصَانِيفِ الْمُتَكَلِّمِينَ. فَكِلَا الطَّائِفَتَيْنِ ضَيَّعَ مَا يَعْنِيهِ، وَأَقْبَلَ عَلَى مَا لَا فَائِدَةَ لَهُ فِيهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُوسَى الْأَرْدَبِيلِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ النَّجْمِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَرْذَعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ يَعْنِي الرَّازِيَّ يَقُولُ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو ثَوْرٍ: " لَمْ يَزَلْ هَذَا الْأَمْرُ فِي أَصْحَابِكَ حَتَّى شَغَلَهُمْ عَنْهُ إِحْصَاءُ عَدَدِ رُوَاةِ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا. . .» فَغَلَبَهُمْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ عَلَيْهِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 أَخْبَارٌ لِسُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ الْأَعْمَشِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَشِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبُرُلُّسِيُّ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الصَّفَّارُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ، يَقُولُ: قَالَ الْأَعْمَشُ: «لَأَنْ أَتَصَدَّقُ بِكِسْرَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُحَدِّثَ بِسَبْعِينَ حَدِيثًا» . فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِي أُسَامَةَ، فَقَالَ: قَدْ سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يَقُولُ ذَلِكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَفْصَ بْنَ غِيَاثٍ، يَقُولُ: قِيلَ لِلْأَعْمَشِ: لَوْ حَدَّثْتَنَا؟ فَقَالَ،: «لَأَنْ أَتَصَدَّقَ بِعَرَقٍ أَوْ رَغِيفٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ بِعَشَرَةِ أَحَادِيثَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ الْجَشَّاشُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: " مَا فِي الدُّنْيَا قَوْمٌ شَرٌّ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَأَنْكَرْتُهَا عَلَيْهِ حَتَّى رَأَيْتُ مِنْهُمَ مَا أَعْلَمُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْخُوَارَزْمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ الْأَنْبُذُونِيُّ، يَقُولُ قُرِئَ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَنْبَرٍ الْبَغْدَادِيِّ، حَدَّثَكُمُ الْقَوَارِيرِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: قَالَ الْأَعْمَشُ: «لَوْ كَانَتْ لِي أَكْلُبٌ، كُنْتُ أُرْسِلُهَا عَلَى أَصْحَابِ الْحَدِيثِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرِ بْنُ سَلِيطٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، يَقُولُ:: «لَوْ خَلَا هَذَا الْبَابُ لِأَصْحَابِ الْحَدِيثِ لَسَرَقُوا حَدِيدَهُ» [ص: 132] قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ: كَانَ الْأَعْمَشُ سَيِّءَ الْخُلُقِ، جَافِيَ الطَّبْعِ، بَخِيلًا بِالْحَدِيثِ، عَسِيرًا فِي الرِّوَايَةِ، وَأَخْبَارُهُ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي ذَلِكَ مَشْهُورَةٌ فَمِنْهَا مَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الصَّلْتِ الْأَهْوَازِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: جَاءَ رَقَبَةُ بْنُ مَصْقَلَةَ إِلَى الْأَعْمَشِ، فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، فَكَلَحَ وَجْهُهُ، فَقَالَ لَهُ رَقَبَةُ: «أَمَا وَاللَّهِ، مَا عَلِمْتُكَ لَدَائِمُ الْقُطُوبِ، سَرِيعُ الْمَلَالِ، مُسْتَخِفٌ بِحَقِّ الزُّوَارِ لَكَأَنَّمَا تَسْعِطُ الْخَرْدَلَ إِذَا سُئِلَتَ الْحِكْمَةَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، قَالَ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ الْكُرَاعِيِّ، أَخْبَرَكُمْ أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْكُشْمَيْهَنِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ خَشْرَمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ يُونُسَ، يَقُولُ: خَرَجْنَا فِي جَنَازَةٍ، وَرَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ يَقُودُ الْأَعْمَشَ. فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنَ الْجَنَازَةِ، عَدْلَ بِهِ عَنِ الطَّرِيقِ. فَلَمَّا أَصْحَرَ، قَالَ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَتَدْرِي أَيْنَ أَنْتَ؟ أَنْتَ فِي جَبَّانَةِ كَذَا. لَا وَاللَّهِ لَا أُرُدُّكَ [ص: 133] حَتَّى تَمْلَأَ أَلْوَاحِي حَدِيثًا. قَالَ: اكْتُبْ. فَلَمَّا مَلَأَ الْأَلْوَاحَ، وَضَعَهَا فِي حِجْرِهِ، وَأَخَذَ بِيَدِ الْأَعْمَشِ، يَقُودُهُ. فَلَمَّا دَخَلَ الْكُوفَةَ، لَقِيَهُ بَعْضُ مَعَارِفِهِ، فَدَفَعَ الْأَلْوَاحَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا انْتَهَى الْأَعْمَشُ إِلَى بَابِهِ، تَعَلَّقَ بِهِ، وَقَالَ: " خُذُوا الْأَلْوَاحَ مِنَ الْفَاسِقِ. قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَدْ فَاتَتْ. فَلَمَّا أَيِسَ مِنْهُ، قَالَ: كُلُّ مَا حَدَّثْتُكَ كَذِبٌ. قَالَ الْفَتَى: أَنْتَ أَعْلَمُ بِاللَّهِ مِنْ أَنْ تَكْذِبَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُبَيْدٍ، قَالَ: كَانَ الْأَعْمَشُ لَا يَدَعُ أَحَدًا يَقْعُدُ بِجَنْبِهِ. فَإِنْ قَعَدَ إِنْسَانٌ، قَطَعَ الْحَدِيثَ وَقَامَ. وَكَانَ مَعَنَا رَجُلٌ، يَسْتَثْقُلُهُ. قَالَ: فَجَاءَ، فَجَلَسَ بِجَنْبِهِ، وَظَنَّ أَنَّ الْأَعْمَشَ لَا يَعْلَمُ. وَفَطِنَ الْأَعْمَشُ، فَجَعَلُ يَتَنَخَّمُ، وَيَبْزُقَ عَلَيْهِ، وَالرَّجُلُ سَاكِتٌ، مَخَافَةَ أَنْ يَقْطَعَ الْحَدِيثَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: " سَأَلَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ الْأَعْمَشَ عَنْ إِسْنَادِ، حَدِيثٍ، فَأَخَذَ بِحَلْقَهِ، فَأَسْنَدَهُ إِلَى حَائِطٍ، وَقَالَ: هَذَا إِسْنَادُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 أَخْبَرَنَا رِضْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدِّينَوَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ لَالٍ، بِهَمَذَانَ، يَقُولُ سَمِعْتُ الْخَلِيلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ صَالِحٍ، يَقُولُ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الرَّازِيَّ، يَقُولُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، قَالَ: كُنَّا نَأْتِي الْأَعْمَشَ، وَكَانَ لَهُ كَلْبٌ، يُؤْذِي أَصْحَابَ الْحَدِيثِ. قَالَ: فَجِئْنَاهُ يَوْمًا، وَقَدْ مَاتَ، فَهَجَمْنَا عَلَيْهِ , فَلَمَّا رَآنَا بَكَى، ثُمَّ قَالَ: «هَلَكَ مَنْ كَانَ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَأَخْبَارُ الْأَعْمَشِ فِي هَذَا الْمَعْنَى كَثِيرَةٌ جِدًّا. وَكَانَ مَعَ سُوءِ خُلُقِهِ، ثِقَةٌ فِي حَدِيثِهِ، عَدْلًا فِي رِوَايَتِهِ، ضَابِطًا لِمَا سَمِعَهُ، مُتْقِنًا لِمَا حِفْظَهُ , فَرَحَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ، وَتَهَافَتُوا فِي السَّمَاعِ عَلَيْهِ. فَكَانَ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ رُبَّمَا طَلَبُوا مِنْهُ أَنْ يُحَدِّثَهُمُ، فَيَمْتَنِعُ عَلَيْهِمْ، وَيُلِحُّونَ فِي الطَّلَبِ، وَيُبْرِمُونَهُ بِالْمَسْأَلَةِ، فَيَغْضَبُ وَيَسْتَقْبِلُهُمْ بِالذَّمِّ حَتَّى إِذَا سَكَنَتْ فَوْرَتُهُ، وَذَهَبَتْ ضَجْرَتُهُ، أَعْقَبَ الْغَضَبَ صُلْحًا، وَأَبْدَلَ الذَّمَّ مَدْحًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ الْخُلْدِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ بَهْرَامَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: «أُحِبُّ إِذَا رَأَيْتُ الشَّيْخَ لَمْ يَكْتُبِ الْحَدِيثَ أَصْفَعُ لَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 وأَخْبَرَني أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخُو أَبِي اللَّيْثِ الْفَرَائِضِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشَ، يَقُولُ: «مَنْ لَمْ يَطْلُبِ الْحَدِيثَ أَشْتَهِي أَنْ أَصْفَعَهُ بِنَعْلِي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنٍ الدِّينَوَرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ السُّنِّيُّ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيٍّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ، يَقُولُ سَمِعْتُ سُفْيَانَ، يَقُولُ، سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، يَقُولُ: «لَوْ كُنْتُ بَاقَلَّانِيًّا اسْتَقْذَرْتُمُونِي، وَلَوْلَا هَذِهِ الْأَحَادِيثُ لَكُنَّا مِنَ الْبَقَّالِينَ بِالسَّوِيَّةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ حَفْصٍ الْهَمَذَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا الْفُرَاتُ بْنُ مَحْبُوبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ، يَقُولُ: «لَمْ يَزَلِ الْأَعْمَشُ يَطْلُبُ الْحَدِيثَ حَتَّى مَاتَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ ح وَأَخْبَرَنَا أَنَّ الْفَضْلَ أَيْضًا، وَالْحَسَنَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، قَالاَ أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، قَالَ أَبُو سَهْلٍ: حَدَّثَنَا، وَقَالَ دَعْلَجٌ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْأَبَّارِ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَلَبِيُّ [ص: 136] ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ الْحَلَبِيُّ، قَالَ: كَانَ الْأَعْمَشُ إِذَا غَضِبَ عَلَى أَصْحَابِ الْحَدِيثِ قَالَ: " لَا أُحَدِّثُكُمْ وَلَا كَرَامَةَ، وَلَا تَسْتَأْهِلُونَهُ، وَلَا يُرَى عَلَيْكُمْ أَثَرُهُ. فَلَا يَزَالُونَ بِهِ حَتَّى يَرْضَى، فَيَقُولُ: «نَعَمْ وَكَرَامَةٌ، وَكَمْ أَنْتُمْ فِي النَّاسِ وَاللَّهِ لَأَنْتُمْ أَعَزُّ مِنَ الذَّهَبِ الْأَحْمَرِ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَيُحْكَى مِثْلُ هَذَا الْفِعْلِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُمَيْرَوَيْهِ الْهَرَوِيُّ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَمَّارٍ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ، يَقُولُ: أَصْحَابُ الْحَدِيثِ هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ، هُمُ الْمُجَّانُ، هُمْ كَذَا، هُمْ كَذَا، وَوَصَفَ أَشْيَاءَ، ثُمَّ سَكَتَ. قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ: " هَؤُلَاءِ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ، هُمْ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ، هُمْ كَذَا هُمْ كَذَا. قَالَ فَقُلْتُ لَهُ: أَيُّ شَيْءٍ بَدَا لَكَ فِيهِمْ؟ قَالَ. إِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ يَلْزَمُنِي فِي حَدِيثٍ، فَلَا يَزَالُ بِي حَتَّى يَسْمَعَهُ، وَلَوْ شَاءَ لَذَهَبَ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، مَنْ كَانَ يَقُولُ لَهُ: إِنَّكَ لَمْ تَسْمَعْهُ؟ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فَضَالَةَ النَّيْسَابُورِيُّ الْحَافِظُ، بِالرِّيِّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُسْتَمْلِي، بِبَلْخَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ حَامِدٍ أَبَا عَمْرٍو، يَقُولُ: سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ هِشَامٍ الْعَيْشِيَّ، يَقُولُ: كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ، وَهُوَ طَيِّبُ النَّفْسِ، فَإِذَا رَآنَا يَقُولُ: " خَيْرُ قَوْمٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، يُحْيُونَ سُنَّةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَإِذَا أَتَيْنَاهُ، وَهُوَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، يَقُولُ: شَرُّ قَوْمٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، عَقُّوا الْآبَاءَ وَالْأُمَّهَاتِ، وَتَرَكُوا الصَّلَوَاتِ فِي الْجَمَاعَاتِ " قَالَ الشَّيْخُ: وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ عَسِيرًا فِي الْحَدِيثِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 فَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ النَّقَّاشُ، قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ الْحُسَيْنِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي الْحَوَارِيَّ، قَالَ: قَدِمْتُ الْكُوفَةَ، فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ، فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي، فَإِنِّي، رَجُلٌ غَرِيبٌ. فَقَالَ: " أَهْلُ بَلَدِي أَحَقُّ مِنْكَ. قُلْتُ: إِنِّي مِنْ أَهْلِ الشَّامِ قَالَ: ذَاكَ أَبْعَدُ لَكَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْقَرِمِيسِينِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُفِيدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الرَّبَعِيُّ، حَدَّثَنَا الْأَخْنَسِيُّ، قَالَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ، يَقُولُ: «لَوْ أَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا، يَطْلُبُ هَذَا الْعِلْمَ، يَتَدَيَّنُ بِهِ، لَأَتَيْتُ مَنْزِلَهُ حَتَّى أُحَدِّثَهُ أَتُرَوْنِي لَا أَسْتَقْبِحُ مَا أَصْنَعُ بِكُمْ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكُمْ أَهْلَهُ. وَلَوْ تَرَكْتُمُوهُ ذَهَبَ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَمِنْ مُسْتَطْرَفِ أَخْبَارِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ مَعَ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ مَا أَخْبَرَنَاهُ أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْهَمَذَانِيُّ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، قِرَاءَةً، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ، قَالَ: حَضَرْتُ أَحْمَدَ بْنَ بُدَيْلٍ الْكُوفِيَّ، وَقَدْ أَطَافَ بِهِ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ، وَذَكَرُوا عُسْرَهُ. فَقَالَ: وَكَيْفَ لَوْ رَأَيْتُمْ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ؟ قَالُوا: كَيْفَ كَانَ؟ قَالَ: حَضَرْتُ مَعَ أَبِي كُرَيْبٍ وَيَحْيَى بْنِ آدَمَ، وَمَعَهُمْ فُلَانٌ الْهَاشِمِيُّ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يُحَدِّثَهُمُ بِعَشَرَةِ أَحَادِيثَ، فَقَالَ: لَا، وَلَا حَدِيثَيْنِ. قَالُوا: فَحَدِّثْنَا بِحَدِيثَيْنِ؟ قَالَ: لَا، وَلَا نِصْفَ حَدِيثٍ. قِيلَ: فَحَدِّثْنَا بِنِصْفِ حَدِيثٍ؟ قَالَ: فَقَالَ: اخْتَارُوا إِنْ شِئْتُمُ الْإِسْنَادَ، وَإِنْ شِئْتُمُ الْحَدِيثَ. قَالَ: فَقَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ وَكَانَ شَيْخَنَا: " يَا أَبَا بَكْرٍ أَنْتَ عِنْدَنَا إِسْنَادٌ، فَهَاتِ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ الْمَحْمُودِيُّ، حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الدَّرْدَاءِ، عَنْ بَعْضِ، أَصْحَابِهِ قَالَ: قِيلَ لِأَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ: حَدِّثْنَا، قَالَ: لَا أَفْعَلُ. فَقَالُوا: حَدِيثٌ وَاحِدٌ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ قَالَ: «رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ يُدَحْرِجُ الدَّنَّ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَانْظُرْ إِلَى نَكِدِ أَبِي بَكْرٍ لَمَّا أَضْجَرَهُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ، وَسَأَلُوهُ أَنْ يُحَدِّثَهُمْ حَدِيثًا وَاحِدًا، كَيْفَ حَدَّثَهُمْ بِمَا لَا خَيْرَ فِيهِ، وَلَا فَائِدَةَ لِمُسْتَمِعِيهِ. وَقَدْ وَرَدَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ قَوْلٌ ظَاهَرٌ بِفَضْلِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْفَقِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَلَّالُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ حَمْزَةَ بْنَ سَعِيدٍ الْمَرْوَزِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ، وَضَرَبَ، بِيَدِهِ عَلَى كَتِفِ يَحْيَى بْنِ آدَمَ، فَقَالَ: «وَيْلَكَ يَا يَحْيَى فِي الدُّنْيَا قَوْمٌ أَفْضَلُ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ؟» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 حَدَّثَنِي أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدَّسْكَرِيُّ، حَدَّثَنَا ضِرَارُ بْنُ رَافِعٍ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدَانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْأَزْهَرِ، قَالَ [ص: 140] : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ، يَقُولُ: " مَا رَأَيْتُ قَوْمًا خَيْرًا مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ. يَتَرَدَّدُ إِلَيَّ أَحَدُهُمْ فِي الْكَلِمَةِ مِرَارًا. وَلَوْ شَاءَ أَنْ يَقُولَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ لَقَالَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَ: خَرَجَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ يَوْمًا، وَأَصْحَابُ الْحَدِيثِ بِبَابِهِ، فَقَالَ: " هَؤُلَاءِ خِيَارُ النَّاسِ. لَوْ شَاءُوا، رَجَعُوا، فَقَالُوا: قَدْ سَمِعْنَا " قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَدْ ذَكَرْنَا فِي كِتَابِنَا هَذَا، مِنْ فَضْلِ الْحَدِيثِ وَأَهْلِهِ الْمَخْصُوصِينَ بِحِفْظِهِ وَنَقْلِهِ، مَا فِيهِ كِفَايَةٌ عَمَّا سِوَاهُ، وَغُنْيَةٌ لِمَنْ سَمِعَهُ وَوَعَاهُ. وَأَنَا أَذْكُرُ بَعْدَ هَذَا، إِنْ شَاءَ اللَّهُ فِي كِتَابٍ مُفْرَدٍ: «أَخْلَاقُ الرَّاوِي وَآدابُ الْوَاعِي» ، وَمَا يَجِبُ عَلَيْهِمَا، وَيُسْتَحَبُّ مِنْهُمَا، وَيُكْرَهُ لَهُمَا، إِذْ لَا غَنَاءَ لِأَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ عَنْ مَعْرِفَةِ ذَلِكَ. وَنَسْأَلُ اللَّهَ الْمَعُونَةَ عَلَى مَا نَبْتَغِيهِ، وَالْعِصْمَةَ مِنَ الْخَطَإِ وَالزَّلَلِ فِيهِ. إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140