الكتاب: المحدث الفاصل بين الراوي والواعي المؤلف: أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي الفارسي (المتوفى: 360هـ) المحقق: د. محمد عجاج الخطيب الناشر: دار الفكر - بيروت الطبعة: الثالثة، 1404 عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وهو ضمن خدمة التخريج] ---------- المحدث الفاصل بين الراوي والواعي للرامهرمزي الرامهرمزي الكتاب: المحدث الفاصل بين الراوي والواعي المؤلف: أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي الفارسي (المتوفى: 360هـ) المحقق: د. محمد عجاج الخطيب الناشر: دار الفكر - بيروت الطبعة: الثالثة، 1404 عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وهو ضمن خدمة التخريج] الْمُحَدِّثُ الْفَاصِلُ بَيْنَ الرَّاوِي وَالْوَاعِي لِلرَّامَهُرْمُزِيِّ [ص: 159] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ 1 - الْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَعَلَى مُحَمَّدٍ نَبِيِّ اللَّهِ وَآلِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ. اعْتَرَضَتْ طَائِفَةٌ مِمَّنْ يَشْنَأُ الْحَدِيثَ وَيُبْغِضُ أَهْلَهُ، فَقَالُوا بِتَنَقُّصِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ وَالْإِزْرَاءِ بِهِمْ، وَأَسْرَفُوا فِي ذَمِّهِمْ وَالتَّقَوُّلِ عَلَيْهِمْ، وَقَدْ شَرَّفَ اللَّهُ الْحَدِيثَ وَفَضَّلَ أَهْلَهُ، وَأَعْلَى مَنْزِلَتَهُ، وَحَكَّمَهُ عَلَى كُلِّ نِحْلَةٍ، وَقَدَّمَهُ عَلَى كُلِّ عَلْمٍ، وَرَفَعَ مِنْ ذِكْرِ مَنْ حَمَلَهُ وَعُنِيَ بِهِ، فَهُمْ بَيْضَةُ الدِّينِ وَمَنَارُ الْحُجَّةِ، وَكَيْفَ لَا يَسْتَوْجِبُونَ الْفَضِيلَةَ، وَلَا يَسْتَحِقُّونَ الرُّتْبَةَ الرَّفِيعَةَ، وَهُمُ الَّذِينَ حَفِظُوا عَلَى الْأُمَّةِ هَذَا الدِّينَ، وَأَخْبَرُوا عَنْ أَنْبَاءِ التَّنْزِيلِ، وَأَثْبَتُوا نَاسِخَهُ وَمَنْسُوخَهُ، وَمُحْكَمَهُ وَمُتَشَابِهَهُ، وَمَا عَظَّمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ مِنْ شَأْنِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَقَلُوا شَرَائِعَهُ، وَدَوَّنُوا مَشَاهِدَهُ، وَصَنَّفُوا أَعْلَامَهُ وَدَلَائِلَهُ، وَحَقَّقُوا مَنَاقِبَ عِتْرَتِهِ، وَمَآثِرَ آبَائِهِ وَعَشِيرَتِهِ، وَجَاؤوا بِسِيَرِ الْأَنْبِيَاءِ، وَمَقَامَاتِ الْأَوْلِيَاءِ، وَأَخْبَارِ الشُّهَدَاءِ وَالصِّدِّيقِينَ، وَعَبَّرُوا عَنْ جَمِيعِ فِعْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي سَفَرِهِ وَحَضَرِهِ، وَظَعْنِهِ وَإِقَامَتِهِ، وَسَائِرِ أَحْوَالِهِ، مِنْ مَنَامٍ وَيَقَظَةٍ، وَإِشَارَةٍ وَتَصْرِيحٍ، وَصَمْتٍ وَنُطْقٍ، وَنُهُوضٍ وَقُعُودٍ، وَمَأْكَلٍ وَمَشْرَبٍ وَمَلْبَسٍ وَمَرْكَبٍ، وَمَا كَانَ سَبِيلَهُ فِي حَالِ الرِّضَا وَالسُّخْطِ، وَالْإِنْكَارِ وَالْقَبُولِ، حَتَّى الْقُلَامَةَ مِنْ ظُفُرِهِ، مَا كَانَ يَصْنَعُ بِهَا، وَالنُّخَاعَةَ مِنْ فِيهِ [ص: 160] أَيْنَ كَانَتْ وِجْهَتُهَا، وَمَا كَانَ يَقُولُهُ عِنْدَ كُلِّ فِعْلٍ يُحْدِثُهُ وَيَفْعَلُهُ عِنْدَ كُلِّ مَوْقِفٍ وَمَشْهَدٍ يَشْهَدُهُ، تَعْظِيمًا لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعْرِفَةً بِأَقْدَارِ مَا ذُكِرَ عَنْهُ وَأُسْنِدَ إِلَيْهِ، فَمَنْ عَرَفَ لِلْإِسْلَامِ حَقَّهُ، وَأَوْجَبَ لِلرَّسُولِ حُرْمَتُهُ، أَكْبَرَ أَنْ يَحْتَقِرَ مَنْ عَظَّمَ اللَّهُ شَأْنَهُ، وَأَعْلَى مَكَانَهُ، وَأَظْهَرَ حُجَّتَهُ وإبَانَ فَضِيلَتَهُ، وَلَمْ يَرْتَقِ بِطَعْنِهِ إِلَى حِزْبِ الرَّسُولِ وَأَتْبَاعِ الْوَحْيِ، وَأَوْعِيَةِ الدِّينِ، وَنَقَلَةِ الْأَحْكَامِ وَالْقُرْآنِ، الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي التَّنْزِيلِ، فَقَالَ: {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ} [سورة: التوبة، آية رقم: 100] فَإِنَّكَ إِنْ أَرَدْتَ التَّوَصُّلَ إِلَى مَعْرِفَةِ هَذَا الْقَرْنِ، لَمْ يَذْكُرْهُمْ لَكَ إِلَّا رَاوٍ لِلْحَدِيثِ، مُتَحَقِّقٌ بِهِ، أَوْ دَاخِلٌ فِي حَيِّزِ أَهْلِهِ، وَمَنْ سِوَى ذَلِكَ فَرَبُّكَ بِهِمْ أَعْلَمُ، وَقَدْ كَانَ بَعْضُ شُيُوخِ الْعِلْمِ، مِمَّنْ جَلَسَ مَجْلِسَ الرِّيَاسَةِ، وَاسْتَحَقَّهَا لِعِلْمِهِ وَفَضْلِهِ، لَحِقَهُ بِمَدِينَةِ السَّلَامِ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ جَفَاءٌ، قَلِقَ عِنْدَهُ، وَغَمَّهُ مَا شَاهَدَ مِنْ عَقْدِ الْمَجَالِسِ وَنَصْبِ الْمَنَابِرِ لِغَيْرِهِ، وَتَكَاثُفِ النَّاسِ فِي مَجْلِسِ مَنْ لَا يُدَانِيهِ فِي عِلْمِهِ وَمَحَلِّهِ، فَعَرَّضَ بِأَصْحَابِ الْحَدِيثِ فِي كَلَامٍ لَهُ، يَفْتَتِحُ بِهِ بَعْضَ مَا صَنَّفَ، فَقَالَ: «يُتْرَكُ الْمُحَدِّثُ حَتَّى إِذَا بَلَغَ الثَّمَانِينَ مِنْ عُمْرِهِ وَكَانَ مَصِيرُهُ إِلَى قَبْرِهِ قِيلَ عِنْدَ الشَّيْخِ حَدِيثٌ غَرِيبٌ فَاكْتُبُوهُ» ، فَلَمْ يَنْقُصْ هَذَا الْقَوْلُ مِنْ غَيْرِهِ مَا نَقَصَ مِنْ نَفْسِهِ، لِظُهُورِ الْعَصَبِيَّةِ فِيهِ، وَلَأَنَّهُ عَوَّلَ فِي أَكْثَرِ مَا أَوْدَعَهُ كُتُبَهُ وَأَكْثَرَ الرِّوَايَةَ عَنْهُ عَلَى طَبَقَةٍ لَا يَعْرِفُونَ إلا الْحَدِيثَ، وَلَا يَنْتَحِلُونَ سِوَاهُ، وَهُمْ عُيُونُ رِجَالِهِ، لَيْسَ فِيهِمْ أَحَدٌ يُذْكَرُ بِالدِّرَايَةِ وَلَا يُحْسِنُ غَيْرَ الرِّوَايَةِ، فَإِلَّا تَأَدَّبَ بِأَدَبِ الْعِلْمِ [ص: 161] ، وَخَفَضَ جَنَاحَهُ لِمَنْ تَعَلَّقَ بِشَيْءٍ مِنْهُ، وَلَمْ يُبَهْرِجْ شُيُوخَهُ الَّذِينَ عَنْهُمْ أَخَذَ، وَبِهِمْ تَصَدَّرَ، وَوَفَّى الْفُقَهَاءَ حُقُوقَهُمْ مِنَ الْفَضْلِ، وَلَمْ يَبْخَسِ الرُّوَاةَ حُظُوظَهُمْ مِنَ النَّقْلِ، وَرَغَّبَ الرُّوَاةَ فِي التَّفَقُّهِ، وَالْمُتَفَقِّهَةَ فِي الْحَدِيثِ، وَقَالَ بِفَضْلِ الْفَرِيقَيْنِ، وَحَضَّ عَلَى سُلُوكِ الطَّرِيقَيْنِ؟ فَإِنَّهُمَا يَكْمُلَانِ إِذَا اجْتَمَعَا وَيَنْقُصَانِ إِذَا افْتَرَقَا. فَتَمَسَّكُوا ـ جَبَرَكُمُ اللَّهُ ـ بِحَدِيثِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَبَيَّنُوا مَعَانِيَهِ، وَتَفَقَّهُوا بِهِ، وَتَأَدَّبُوا بِآدَابِهِ، وَدَعُوا مَا بِهِ تُعَيَّرُونَ مِنْ تَتَبُّعِ الطُّرُقِ وَتَكْثِيرِ الْأَسَانِيدِ، وَتَطَلُّبِ شَوَاذِّ الْأَحَادِيثِ، وَمَا دَلَّسَهُ الْمَجَانِينُ، وَتَبَلْبَلَ فِيهِ الْمُغَفَّلُونَ، وَاجْتَهِدُوا فِي أَنْ تُوفُوهُ حَقَّهُ مِنَ التَّهْذِيبِ وَالضَّبْطِ وَالتَّقْوِيمِ، لِتَشْرُفُوا بِهِ فِي الْمَشَاهِدِ، وَتَنْطَلِقُ أَلْسِنَتُكُمْ فِي الْمَجَالِسِ، وَلَا تَحْفلوا بِمَنْ يَعْتَرِضُ عَلَيْكُمْ حَسَدًا عَلَى مَا آتَاكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ، فَإِنَّ الْحَدِيثَ ذَكَرٌ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا الذُّكْرَانُ، وَنَسَبٌ لَا يُجْهَلُ بِكُلِّ مَكَانٍ، وَكَفَى بِالْمُحَدِّثِ شَرَفًا أَنْ يَكُونَ اسْمُهُ مَقْرُونًا بِاسْمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذِكْرُهُ مُتَّصِلًا بِذِكْرِهِ، وَذِكْرِ أَهْلِ بَيْتِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَلِذَلِكَ قِيلَ لِبَعْضِ الْأَشْرَافِ: نَرَاكَ تَشْتَهِي أَنْ تُحَدِّثَ فَقَالَ: أَوَلَاً أُحِبُّ أَنْ يَجْتَمِعَ اسْمِي وَاسْمُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَطْرٍ وَاحِدٍ. وَحَسْبُكَ جَمَالًا عَصَبَةٌ مِنْهُمْ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، وَمَنْ يَلِيهِ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ، وَأَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، وَالتَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ، وَأَهْلِ الزَّهَادَةِ وَالْعِبَادَةِ، وَالْفُقَهَاءِ وَأَكْثَرِ الْخُلَفَاءِ، وَمَنْ لَا يُدْرِكُهُ الْإِحْصَاءُ، مِنَ الْعُلَمَاءِ وَالنُّبَلَاءِ وَالْفُضَلَاءِ، وَالْأَشْرَافِ وَذَوِي الْأَخْطَارِ، فَكَيْفَ بِمَنْ يُسَمِّيهِمُ الْحَشْوِيَّةُ وَالرَّعَاعُ، وَيَزْعُمُ أَنَّهُمْ أَغْثَارٌ وَحَمَلَةُ أَسْفَارٍ؟ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ. الحديث: 1 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 1 مُقَدِّمَةٌ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَعَلَى مُحَمَّدٍ نَبِيِّ اللَّهِ وَآلِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ اعْتَرَضَتْ طَائِفَةٌ مِمَّنْ يَشْنَأُ الْحَدِيثَ وَيُبْغِضُ أَهْلَهُ، فَقَالُوا بِتَنَقُّصِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ وَالْإِزْرَاءِ بِهِمْ، وَأَسْرَفُوا فِي ذَمِّهِمْ وَالتَّقَوُّلِ عَلَيْهِمْ، وَقَدْ شَرَّفَ اللَّهُ الْحَدِيثَ وَفَضَّلَ أَهْلَهُ، وَأَعْلَى مَنْزِلَتَهُ، وَحَكَّمَهُ عَلَى كُلِّ نِحْلَةٍ، وَقَدَّمَهُ عَلَى كُلِّ عَلْمٍ، وَرَفَعَ مِنْ ذِكْرِ مَنْ حَمَلَهُ وَعُنِيَ بِهِ، فَهُمْ بَيْضَةُ الدِّينِ وَمَنَارُ الْحُجَّةِ، وَكَيْفَ لَا يَسْتَوْجِبُونَ الْفَضِيلَةَ، وَلَا يَسْتَحِقُّونَ الرُّتْبَةَ الرَّفِيعَةَ، وَهُمُ الَّذِينَ حَفِظُوا عَلَى الْأُمَّةِ هَذَا الدِّينَ، وَأَخْبَرُوا عَنْ أَنْبَاءِ التَّنْزِيلِ، وَأَثْبَتُوا نَاسِخَهُ وَمَنْسُوخَهُ وَمُحْكَمَهُ وَمُتَشَابِهَهُ، وَمَا عَظَّمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ مِنْ شَأْنِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَقَلُوا شَرَائِعَهُ، وَدَوَّنُوا مَشَاهِدَهُ، وَصَنَّفُوا أَعْلَامَهُ وَدَلَائِلَهُ، وَحَقَّقُوا مَنَاقِبَ عِتْرَتِهِ، وَمَآثِرَ آبَائِهِ وَعَشِيرَتِهِ، وَجَاءُوا بِسِيَرِ الْأَنْبِيَاءِ، وَمَقَامَاتِ الْأَوْلِيَاءِ، وَأَخْبَارِ الشُّهَدَاءِ وَالصِّدِّيقِينَ، وَعَبَّرُوا عَنْ جَمِيعِ فِعْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي سَفَرِهِ وَحَضَرِهِ، وَظَعْنِهِ وَإِقَامَتِهِ، وَسَائِرِ أَحْوَالِهِ، مِنْ مَنَامٍ وَيَقَظَةٍ، وَإِشَارَةٍ وَتَصْرِيحٍ، وَصَمْتٍ وَنُطْقٍ، وَنُهُوضٍ وَقُعُودٍ، وَمَأْكَلٍ وَمَشْرَبٍ، وَمَلْبَسٍ وَمَرْكَبٍ، وَمَا كَانَ سَبِيلَهُ فِي حَالِ الرِّضَا وَالسُّخْطِ، وَالْإِنْكَارِ وَالْقَبُولِ، حَتَّى الْقُلَامَةَ مِنْ ظُفُرِهِ، مَا كَانَ يَصْنَعُ بِهَا، وَالنُّخَاعَةَ مِنْ فِيهِ أَيْنَ كَانَتْ وِجْهَتُهَا، وَمَا كَانَ يَقُولُهُ عِنْدَ كُلِّ فِعْلٍ يُحْدِثُهُ وَيَفْعَلُهُ عِنْدَ كُلِّ مَوْقِفٍ وَمَشْهَدٍ يَشْهَدُهُ تَعْظِيمًا لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعْرِفَةً بِأَقْدَارِ مَا ذُكِرَ عَنْهُ وَأُسْنِدَ إِلَيْهِ، فَمَنْ عَرَفَ لِلْإِسْلَامِ حَقَّهُ، وَأَوْجَبَ لِلرَّسُولِ حُرْمَتُهُ، أَكْبَرَ أَنْ يَحْتَقِرَ مَنْ عَظَّمَ اللَّهُ شَأْنَهُ، وَأَعْلَى مَكَانَهُ، وَأَظْهَرَ حُجَّتَهُ وَأَبَانَ فَضِيلَتَهُ، وَلَمْ يَرْتَقِ بِطَعْنِهِ إِلَى حِزْبِ الرَّسُولِ وَأَتْبَاعِ الْوَحْيِ، وَأَوْعِيَةِ الدِّينِ، وَنَقَلَةِ الْأَحْكَامِ وَالْقُرْآنِ، الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي التَّنْزِيلِ، فَقَالَ: {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ} [التوبة: 100] فَإِنَّكَ إِنْ أَرَدْتَ التَّوَصُّلَ إِلَى مَعْرِفَةِ هَذَا الْقَرْنِ، لَمْ يَذْكُرْهُمْ لَكَ إِلَّا رَاوٍ لِلْحَدِيثِ، مُتَحَقِّقٌ بِهِ، أَوْ دَاخِلٌ فِي حَيِّزِ أَهْلِهِ، وَمَنْ سِوَى ذَلِكَ فَرَبُّكَ بِهِمْ أَعْلَمُ وَقَدْ كَانَ بَعْضُ شُيُوخِ الْعِلْمِ مِمَّنْ جَلَسَ مَجْلِسَ الرِّيَاسَةِ وَاسْتَحَقَّهَا لِعِلْمِهِ وَفَضْلِهِ، لَحِقَهُ بِمَدِينَةِ السَّلَامِ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ جَفَاءٌ، قَلِقَ عِنْدَهُ، وَغَمَّهُ مَا شَاهَدَ مِنْ عَقْدِ الْمَجَالِسِ وَنَصْبِ الْمَنَابِرِ لِغَيْرِهِ، وَتَكَاثُفِ النَّاسِ فِي مَجْلِسِ مَنْ لَا يُدَانِيهِ فِي عِلْمِهِ وَمَحَلِّهِ، فَعَرَّضَ بِأَصْحَابِ الْحَدِيثِ فِي كَلَامٍ لَهُ، يَفْتَتِحُ بِهِ بَعْضَ مَا صَنَّفَ، فَقَالَ: يُتْرَكُ الْمُحَدِّثُ حَتَّى إِذَا بَلَغَ الثَّمَانِينَ مِنْ عُمْرِهِ وَكَانَ مَصِيرُهُ إِلَى قَبْرِهِ قِيلَ عِنْدَ الشَّيْخِ حَدِيثٌ غَرِيبٌ فَاكْتُبُوهُ فَلَمْ يَنْقُصْ هَذَا الْقَوْلُ مِنْ غَيْرِهِ مَا نَقَصَ مِنْ نَفْسِهِ، لِظُهُورِ الْعَصَبِيَّةِ فِيهِ، وَلَأَنَّهُ عَوَّلَ فِي أَكْثَرِ مَا أَوْدَعَهُ كُتُبَهُ وَأَكْثَرَ الرِّوَايَةَ عَنْهُ عَلَى طَبَقَةٍ لَا يَعْرِفُونَ الْحَدِيثَ، وَلَا يَنْتَحِلُونَ سِوَاهُ، وَهُمْ عُيُونُ رِجَالِهِ، لَيْسَ فِيهِمْ أَحَدٌ يُذْكَرُ بِالدِّرَايَةِ وَلَا يُحْسِنُ غَيْرَ الرِّوَايَةِ، فَإِلَّا تَأَدَّبَ بِأَدَبِ الْعِلْمِ، وَخَفَضَ جَنَاحَهُ لِمَنْ تَعَلَّقَ بِشَيْءٍ مِنْهُ، وَلَمْ يُبَهْرِجْ شُيُوخَهُ الَّذِينَ عَنْهُمْ أَخَذَ، وَبِهِمْ تَصَدَّرَ، وَوَفَّى الْفُقَهَاءَ حُقُوقَهُمْ مِنَ الْفَضْلِ، وَلَمْ يَبْخَسِ الرُّوَاةَ حُظُوظَهُمْ مِنَ النَّقْلِ، وَرَغَّبَ الرُّوَاةَ فِي التَّفَقُّهِ، وَالْمُتَفَقِّهَةَ فِي الْحَدِيثِ، وَقَالَ بِفَضْلِ الْفَرِيقَيْنِ، وَحَضَّ عَلَى سُلُوكِ الطَّرِيقَيْنِ، فَإِنَّهُمَا يَكْمُلَانِ إِذَا اجْتَمَعَا وَيَنْقُصَانِ إِذَا افْتَرَقَا فَتَمَسَّكُوا جَبَرَكُمُ اللَّهُ بِحَدِيثِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَبَيَّنُوا مَعَانِيَهِ، وَتَفَقَّهُوا بِهِ، وَتَأَدَّبُوا بِآدَابِهِ، وَدَعُوا مَا بِهِ تُعَيَّرُونَ مِنْ تَتَبُّعِ الطُّرُقِ وَتَكْثِيرِ الْأَسَانِيدِ، وَتَطَلُّبِ شَوَاذِّ الْأَحَادِيثِ، وَمَا دَلَّسَهُ الْمَجَانِينُ، وَتَبَلْبَلَ فِيهِ الْمُغَفَّلُونَ، وَاجْتَهِدُوا فِي أَنْ تُوفُوهُ حَقَّهُ مِنَ التَّهْذِيبِ وَالضَّبْطِ وَالتَّقْوِيمِ، لِتَشْرُفُوا بِهِ فِي الْمَشَاهِدِ، وَتَنْطَلِقُ أَلْسِنَتُكُمْ فِي الْمَجَالِسِ، وَلَا تَحْلِفُوا بِمَنْ يَعْتَرِضُ عَلَيْكُمْ حَسَدًا عَلَى مَا آتَاكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ، فَإِنَّ الْحَدِيثَ ذَكَرٌ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا الذُّكْرَانُ، وَنَسَبٌ لَا يُجْهَلُ بِكُلِّ مَكَانٍ، وَكَفَى بِالْمُحَدِّثِ شَرَفًا أَنْ يَكُونَ اسْمُهُ مَقْرُونًا بِاسْمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذِكْرُهُ مُتَّصِلًا بِذِكْرِهِ وَذِكْرِ أَهْلِ بَيْتِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَلِذَلِكَ قِيلَ لِبَعْضِ الْأَشْرَافِ: نَرَاكَ تَشْتَهِي أَنْ تُحَدِّثَ فَقَالَ: أَوَلَا أُحِبُّ أَنْ يَجْتَمِعَ اسْمِي وَاسْمُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَطْرٍ وَاحِدٍ وَحَسْبُكَ جَمَالًا عَصَبَةٌ مِنْهُمْ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، وَمَنْ يَلِيهِ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ وَأَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، وَالتَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ، وَأَهْلِ الزَّهَادَةِ وَالْعِبَادَةِ، وَالْفُقَهَاءِ وَأَكْثَرِ الْخُلَفَاءِ، وَمَنْ لَا يُدْرِكُهُ الْإِحْصَاءُ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَالنُّبَلَاءِ وَالْفُضَلَاءِ، وَالْأَشْرَافِ وَذَوِي الْأَخْطَارِ، فَكَيْفَ بِمَنْ يُسَمِّيهِمُ الْحَشْوِيَّةُ وَالرَّعَاعُ، وَيَزْعُمُ أَنَّهُمْ أَغْثَارٌ وَحَمَلَةُ أَسْفَارٍ، وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 بَابُ [ص: 163] فَضْلِ النَّاقِلِ لِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 2 - حَدَّثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْوَادِعِيُّ قَاضِي الْكُوفَةِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو طَاهِرٍ، ثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ ارْحَمْ خُلَفَائِي» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ خُلَفَاؤُكَ؟ قَالَ: «الَّذِينَ يَرْوُونَ أَحَادِيثِي، وَسُنَّتِي وَيُعَلِّمُونَهَا لِلنَّاسِ» الحديث: 2 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 3 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الشَّيْبَانِيُّ، ثَنَا عُمَرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَبَلَّغَهُ غَيْرَهُ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرُ فَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، ثَلَاثٌ لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ، وَمُنَاصَحَةُ أُولِي الْأَمْرِ، وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ، فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مَنْ وَرَاءَهُمْ" يُقَالُ: يَغِلُّ وَيُغِلُّ، غَلَّ عَلَى قَلْبِهِ يَغِلُّ، إِذَا كَانَ ذَا غِشٍّ، وَأَغَلَّ يُغِلُّ إِذَا كَانَ ذَا غَدْرٍ، وَيُقَالُ: لَيْسَ عَلَى الْمُؤْتَمِنِ غَيْرِ الْمُغِلِّ ضَمَانٌ بِمَعْنَى: غَيْرِ الْخَائِنِ، وَأَنْشَدَ: [البحر الكامل] حَدَّثْتَ نَفْسَكَ بِالْوَفَاءِ وَلَمْ تَكُنْ ... بِالْغَدْرِ خَائِنَةً مُغِلَّ الْأُصْبُعِ فَمَنْ قَالَ: يَغِلُّ جَعَلَهُ مِنَ الْغِلِّ وَهُوَ الضَّغْنُ وَالْعَدَاوَةُ، وَمَنْ قَالَ: يُغِلُّ جَعَلَهُ مِنَ الْإِغْلَالِ مِنَ الْخِيَانَةِ 4 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ الْغزَّاءُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ الْأَنْطَاكِيُّ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ مِنْ عِنْدِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ نِصْفَ النَّهَارِ، فَقُلْنَا: مَا خَرَجَ هَذِهِ السَّاعَةَ إِلَّا لِشَيْءٍ سَأَلَهُ عَنْهُ قَالَ: أَجَلْ، سَأَلَنِي عَنْ أَشْيَاءَ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعْتُ [ص: 165] رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَبَلَّغَهُ» ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ الحديث: 3 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 5 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَغَوِيُّ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «نَضَّرَ اللَّهُ عَبْدًا سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَهُ» الحديث: 5 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 6 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْخَثْعَمِيُّ، ثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا عَمْرٌو، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا، فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَ، فَإِنَّهُ رُبَّ مُبَلَّغٍ هُوَ أَوْعَى لَهُ مِنْ سَامِعٍ» الحديث: 6 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، ثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَضَّرَ [ص: 166] اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَبَلَّغَهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرِ فَقِيهٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 8 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ، ثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى النَّرْسِيُّ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَضَّرَ اللَّهُ رَجُلًا سَمِعَ مِنَّا كَلِمَةٍ فَبَلَّغَهَا كَمَا سَمِعَ، فَإِنَّهُ رُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ» الحديث: 8 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 9 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا، ثَنَا شَبَابٌ، ثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ أَبُو خِدَاشٍ، ثَنَا مَنْصُورُ بْنُ وَرْدَانَ، ثَنَا أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: " نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي، فَوَعَاهَا، ثُمَّ بَلَّغَهَا مَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرِ فَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، ثَلَاثٌ لَا يَغُلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ، وَالنَّصِيحَةُ [ص: 167] لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَالدَّعْوَةُ لِأَئِمَّتِهِمْ، فَإِنَّ الدَّعْوَةَ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ، مَنْ تَكُنِ الدُّنْيَا نِيَّتُهُ وَأَكْبَرُ هَمِّهِ، جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كَتَبَ لَهُ، وَمَنْ تَكُنِ الْآخِرَةُ نِيَّتَهُ وَأَكْبَرَ هَمِّهِ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يُفَرِّقْ عَلَيْهِ شَمْلَهُ، وَتَأْتِيهِ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ" 10 - قَالَ الْقَاضِي: قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً» مُخَفَّفٌ، وَأَكْثَرُ الْمُحَدِّثِينَ يَقُولُهُ بِالتَّثْقِيلِ إِلَّا مَنْ ضَبَطَ مِنْهُمْ، وَالصَّوَابُ التَّخْفِيفُ، وَيَحْتَمِلُ مَعْنَاهُ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: يَكُونُ فِي مَعْنَى: أَلْبَسَهُ اللَّهُ النَّضْرَةَ، وَهِيَ الْحُسْنُ وَخَلُوصُ اللَّوْنِ، فَيَكُونُ تَقْدِيرُهُ: جَمَّلَهُ اللَّهُ وَزَيَّنَهُ وَالْوَجْهُ الثَّانِي: أَنْ يَكُونَ فِي مَعْنَى: أَوْصَلَهُ اللَّهُ إِلَى نَضْرَةِ الْجَنَّةِ، وَهِيَ نِعْمَتُهَا وَنَضَارَتُهَا؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ} [المطففين: 24] ، وَقَالَ: {وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا} [الإنسان: 11] وَفِيهِ لُغَتَانِ [ص: 168] تَقُولُ: «نَضِرَ وَجْهُ فُلَانٍ» ، بِكَسْرِ الضَّادِ يَنْضَرُ نَضْرَةً، وَنَضَارَةً وَنُضُورًا وَنَضَرَ اللَّهُ وَجْهَهُ وَأَنْضَرَهُ لُغَتَانِ، تَقُولُ: نَضَرَ اللَّهُ وَجْهَ فُلَانٍ، فَنَضِرَ، فَالْوَجْهُ نَضِيرٌ، وَنَاضِرٌ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} [القيامة: 22] وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ: نَضِرَ وَجْهُهُ فَهُوَ نَاضِرٌ مِنْ فِعْلِهِ، قَالَ جَرِيرٌ: [البحر الكامل] طَرِبَ الْحَمَامُ بِذِي الْأَرَاكِ فَشَاقَنِي ... لَا زِلْتُ فِي فَنَنٍ وَأَيْكٍ نَاضِرٍ يَعْنِي «بِالنَّاضِرِ» : الْمَوْرَقُ الْغَضُّ وَرَوَاهُ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «نَضَّرَ اللَّهُ وَجْهَ عَبْدٍ» الحديث: 9 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 11 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا، ثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، ثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى، ثَنَا عِيسَى بْنُ أَبِي عِيسَى الْخَيَّاطُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: خَطَبَنَا النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ، فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ فَقَالَ: " نَضَّرَ اللَّهُ وَجْهَ عَبْدٍ سَمِعَ مَقَالَتِي فَحَمَلَهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرِ فَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، ثَلَاثٌ لَا يَغُلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ [ص: 169] مُسْلِمٍ: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ، وَمُنَاصَحَةُ وُلَاةِ الْأَمْرِ، وَلُزُومُ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ " فَفَرَّقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ نَاقِلِ السُّنَّةِ وَوَاعِيهَا، وَدَلَّ عَلَى فَضْلِ الْوَاعِي بِقَوْلِهِ: «فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرِ فَقِيهٍ» وَبِوُجُوبِ الْفَضْلِ لِأَحَدِهِمَا يَثْبُتُ الْفَضْلُ لِلْآخَرِ مِثَالُ ذَلِكَ: أَنْ تُمَثِّلَ بَيْنَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيِّ، وَبَيْنَ الشَّافِعِيِّ وَعَبْدِ [ص: 170] الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، وَبَيْنَ أَبِي ثَوْرٍ وَابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، فَإِنَّ الْحَقَّ يَقُودُكَ إِلَى أَنْ تَقْضِيَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِالْفَضْلِ، وَهَذَا طَرِيقُ الْإِنْصَافِ لِمَنْ سَلَكَهُ، وَعَلَّمَ الْحَقَّ لِمَنْ أَمَّهُ، وَلَمْ يَتَعَدَّهُ الحديث: 11 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 12 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْدَانَ الْغَزَّاءُ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمِصِّيصِيُّ، ثنا رُوحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ خُلَيْدِ بْنِ دَعْلَجٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا حَبَّذَا كُلُّ عَالِمٍ نَاطِقٌ وَمُسْتَمِعٌ وَاعٍ» الحديث: 12 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 13 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُفَيْرٍ الْأَنْصَارِيُّ، ثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ قُتَيْبَةَ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ إِلَّا لِرَجُلَيْنِ: مُسْتَمِعٌ وَاعٍ أَوْ عَالِمٌ نَاطِقٌ " الحديث: 13 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ الدِّمَشْقِيُّ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عِيسَى بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْحَارِثِ الْمَذْحِجِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «إِنِّي أُحَدِّثُكُمْ بِالْحَدِيثِ، فَلْيُحَدِّثِ الْحَاضِرُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، بِمَدِينَةِ كَازَرُونَ مِنْ فَارِسَ ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ الرَّسْعَنِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَرْثِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ وَدَاعَةَ الْغَافِقِيِّ قَالَ [ص: 172] : كُنْتُ بِجَنْبِ مَالِكِ بْنِ عَتَاهِيَةَ الْغَافِقِيِّ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ إِلَى جَنْبِهِ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَالِكٌ: إِنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا لَغَافِلٌ أَوْ هَالِكٌ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيْنَا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَقَالَ: «عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ، وَسَتَرْجِعُونَ إِلَى أَقْوَامٍ سَيُبَلِّغُونَ الْحَدِيثَ عَنِّي، فَمَنْ عَقِلَ شَيْئًا فَلْيُحَدِّثْ بِهِ، وَمَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأَ بَيْتًا، أَوْ مَقْعَدَهُ فِي جَهَنَّمَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 16 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَهْوَازِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الضَّيْفِ، ثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: ثَنَا زِيَادُ بْنُ سَيَّارٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَزَّةُ بِنْتُ عِيَاضٍ أَنَّهَا سَمِعَتْ جَدَّهَا أَبَا قِرْصَافَةَ، وَاسْمُهُ جَنْدَرَةُ بْنُ خَيْشَنَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حَدِّثُوا عَنِّي مَا تَسْمَعُونَ مِنِّي، وَلَا تَقُولُوا إِلَّا حَقًّا، وَمَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ بُنِيَ لَهُ فِي جَهَنَّمَ بَيْتٌ يُوقَعُ فِيهِ» الحديث: 16 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 17 - حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ سُلَيْمَانَ السُّلَمِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ [ص: 173] قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا مِنْ أَمْرِ دِينِهَا، بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقِيهًا عَالِمًا» الحديث: 17 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 18 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْغَزَّاءُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا مِنْ أَمْرِ دِينِهَا، بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي زُمْرَةِ الْفُقَهَاءِ وَالْعُلَمَاءِ» الحديث: 18 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 19 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ الْعُقَيْلِيُّ، ثَنَا ابْنُ عُلَاثَةَ، ثَنَا خُصَيْفٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا، فِيمَا يَنْفَعُهُمْ فِي أَمْرِ دِينِهِمْ، بُعِثَ يَوْمَ [ص: 174] الْقِيَامَةِ مِنَ الْعُلَمَاءِ، وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ بِأَرْبَعِينَ دَرَجَةً، اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ» الحديث: 19 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 بَابُ فَضْلِ الطَّالِبِ لِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالرَّاغِبِ فِيهَا وَالْمُسْتَنِّ بِهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 20 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، شَيْخٌ يَنْزِلُ وَرَاءَ مَنْزِلِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، ثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ كَانَ إِذَا رَأَى الشَّبَابَ قَالَ: «مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمَرَنَا أَنْ نُحَفِّظَكُمُ الْحَدِيثَ، وَنُوَسِّعَ لَكُمْ فِي الْمَجَالِسِ» الحديث: 20 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 21 - وَحَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا ابْنُ إِشْكَابٍ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ [ص: 176] ، ثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: «مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوصِينَا بِكُمْ» الحديث: 21 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 22 - حَدَّثَنَا أَبِي، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، ثَنَا أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ قَالَ: كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا أَبَا سَعِيدٍ، قَالَ: مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْنَا: وَمَا وَصِيَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَيَأْتِي مِنْ بَعْدِي قَوْمٌ يَسْأَلُونَكُمُ الْحَدِيثَ عَنِّي، فَإِذَا جَاءُوكُمْ فَأَلْطِفُوهُمْ وَحَدِّثُوهُمْ» الحديث: 22 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 23 - حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، ثَنَا ابْنُ الْغَسِيلِ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ مَوْلَى ابْنِ الصَّبَّاحِ الْأَسَدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَاءُوهُ فِي الْعِلْمِ» الحديث: 23 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 24 - حَدَّثَنَا أَبِي، ثَنَا نَهْشَلُ الدَّارِمِيُّ، ثَنَا زُنْبُورٌ الْكُوفِيُّ، ثَنَا رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص: 177] لِأَصْحَابِهِ: «إِنَّهُ سَيَضْرِبُ إِلَيْكُمْ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ، فَرَحِّبُوا وَيَسِّرُوا وَقَارِبُوا» الحديث: 24 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 25 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَنَّامٍ الْكُوفِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ الْأَوْدِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: «مَا شَيْءٌ أَخْوَفُ عِنْدِي مِنَ الْحَدِيثِ، وَلَا شَيْءَ أَفْضَلُ مِنْهُ لِمَنْ أَرَادَ بِهِ مَا عِنْدَ اللَّهِ» الحديث: 25 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 26 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي صَالِحٍ صَاحِبُ التَّفْسِيرِ، ثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ هِشَامٍ، ثَنَا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: كَانَ الْأَعْمَشُ يَقُولُ: «لَا أَعْلَمُ لِلَّهِ قَوْمًا أَفْضَلَ مِنْ قَوْمٍ يَطْلُبُونَ هَذَا الْحَدِيثَ، وَيُحِبُّونَ هَذِهِ السُّنَّةَ، وَكَمْ أَنْتُمْ فِي النَّاسِ وَاللَّهِ لَأَنْتُمْ أَقَلُّ مِنَ الذَّهَبِ» الحديث: 26 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 27 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ التُّسْتَرِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي سُرَيْجٍ الرَّازِيُّ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَزَالُ [ص: 178] طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ» قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: إِنْ لَمْ يَكُونُوا أَصْحَابَ الْحَدِيثِ، فَلَا أَدْرِي مَنْ هُمْ؟ الحديث: 27 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 28 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ قَيْسٍ الصَّفَّارُ، ثَنَا ابْنُ أَبِي الْحُنَيْنِ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي: يَا أَبَةِ أَمَا تَرَى أَصْحَابَ الْحَدِيثِ كَيْفَ تَغَيَّرُوا؟ فَقَالَ: «يَا بُنَيَّ هُمْ عَلَى مَا هُمْ فِيهِ خِيَارُ الْقَبَائِلِ» الحديث: 28 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 29 - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ مُوسَى شِيرَانُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، ثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا أَنَا وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ وَأَبُو نَضْرَةَ وَأَبُو مِجْلَزٍ وَخَالِدُ الْأَبَحُّ نَتَذَاكَرُ الْحَدِيثَ وَالسُّنَّةَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَوْ قَرَأْنَا سُورَةً؟ [ص: 179] فَقَالُوا: «مَا نَرَى أَنَّ قِرَاءَةَ سُورَةٍ أَفْضَلُ مِمَّا نَحْنُ فِيهِ» الحديث: 29 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 30 - حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَصْبَغَ الصَّفَّارُ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، قَالَ: اجْتَمَعَ شُتَيْرُ بْنُ شَكَلٍ وَمَسْرُوقٌ، فَأَتَاهُمَا قَوْمٌ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، فَقَالَ شُتَيْرُ لِمَسْرُوقٍ: «إِنَّ هَؤُلَاءِ جَاءُوا لِيَسْمَعُوا خَيْرًا، فَإِمَّا أَنْ تُحَدِّثَ وَأُصْدِقَكَ، وَإِمَّا أَنْ أُحَدِّثَ وَتَصْدُقَنِي» الحديث: 30 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 31 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ الرَّازِيُّ، نَزِيلُ تُسْتَرَ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ آدَمَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعُتْبِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَصَّافُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: «لَا يَطْلُبُ الْحَدِيثَ مِنَ الرِّجَالِ إِلَّا ذُكْرَانِهَا، وَلَا يَزْهَدُ فِيهِ إِلَّا إِنَاثُهَا» الحديث: 31 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 32 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ فَذَرْبُخْتَ السَّيْرَافِيُّ، نَزِيلُ الْبَصْرَةِ، ثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ الْحُبْحَابِيُّ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ سَلَّامٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ قَالَ: قَالَ لِي الزُّهْرِيُّ: " يَا هُذَلِيُّ، أَيَعْجِبُكَ الْحَدِيثُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ يُعْجِبُ ذُكُورَ الرِّجَالِ، وَيَكْرَهُهُ مُؤَنَّثُوهُمْ " الحديث: 32 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 33 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ بَهَانَ الْعَسْكَرِيُّ، ثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، ثَنَا [ص: 180] يَحْيَى بْنُ أَبِي غَنِيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، ثُمَّ نَظَرَ فِي نَوَاحِيهِ ثُمَّ قَالَ: " عَهْدِي بِهَذَا الْمَسْجِدِ وَإِنَّهُ لِمِثْلِ الرَّوْضَةِ اخْتَرْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتَ، فَقَالَ الْحَكَمُ: فَكَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ زَمَانَنَا هَذَا " الحديث: 33 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 34 - حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ جُبَيْرٍ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثَنَا الْحَجَبِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ الْمَاجِشُونَ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ يَقُولُ: " مَا كُنَّا نَدْعُو الرَّاوِيَةَ إِلَّا رَاوِيَةَ الشَّعْرِ، كُنَّا نَقُولُ لِلَّذِي يَرْوِي الْحَدِيثَ: عَالِمٌ " الحديث: 34 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 35 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ خُرَّزَاذَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُونُسَ الْبَصْرِيُّ، ثَنَا أَبُو غَسَّانَ نَصْرُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّفَاوِيُّ، ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: دَخَلَ الْمَأْمُونُ مِصْرَ فَقَامَ إِلَيْهِ فَرَجُ النُّوبِيُّ أَبُو حَرْمَلَةَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَاكَ أَمْرَ عَدُوِّكَ، وَأَدَانَ لَكَ الْعِرَاقِيِّنَ وَالْحَرَمَيْنِ، وَالشَّامَاتِ وَالْجَزِيرَةَ، وَالثُّغَورَ وَالْعَوَاصِمَ، وَأَنْتَ الْعَالِمُ بِاللَّهِ وَابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَيْلَكَ يَا فَرَجُ أَوْ قَالَ: وَيْحَكَ، قَدْ بَقِيَتْ لِي خُلَّةٌ قَالَ: وَمَا هِيَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: جُلُوسٌ فِي عَسْكَرٍ وَمُسْتَمْلٍ تَحْتِي قَالَ إِبْرَاهِيمُ: الْعَسْكَرُ جُنَاحٌ يَقُولُ: مَنْ ذَكَرْتَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ؟ فَأَقُولُ: حَدَّثَنَا الْحَمَّادَانِ: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ [ص: 181] دِينَارٍ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدِ بْنِ دِرْهَمٍ قَالَا: ثَنَا ثَابِتُ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ عَالَ ابْنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، أَوْ أُخْتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا حَتَّى يَمُتْنَ أَوْ يَمُوتُ عَنْهُنَّ كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ» وَأَوْمَأَ حَمَّادٌ بِإِصُبُعِهِ الْوُسْطَى الحديث: 35 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 بَابُ النِّيَّةِ فِيهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ الْغِفَارِيُّ، ثَنَا حَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: جَاءَ قَوْمٌ إِلَى سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ يَطْلُبُونَ الْحَدِيثَ، فَقَالَ جُلَسَاؤُهُ: وَمَا يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تُحَدِّثَ فَمَا لِهَؤُلَاءِ رَغْبَةٌ وَلَا نِيَّةٌ، فَقَالَ سِمَاكٌ: «قُولُوا خَيْرًا، قَدْ طَلَبْنَا هَذَا الْأَمْرَ لَا نُرِيدُ اللَّهَ بِهِ، فَلَمَّا بَلَغْتُ مِنْهُ حَاجَتِي دَلَّنِي عَلَى مَا يَنْفَعُنِي وَحَجَزَنِي عَمَّا يَضُرُّنِي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ السَّرَّاجُ، ثَنَا جَعْفَرُ الصَّائِغُ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الْفَلَّابِي، ثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: «لَا أَعْلَمُ شَيْئًا مِنَ الْأَعْمَالِ أَفْضَلَ مِنْ طَلَبِ الْعِلْمِ وَالْحَدِيثِ، لِمَنْ حَسُنَتْ فِيهِ نِيَّتُهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ الْفَلَّابِيُّ: وَحَدَّثَنِي أَبُو بَحْرٍ الْبَكْرَاوِيُّ، عَنْ فَتًى كَانَ يَلْزَمُنَا [ص: 183] ، فَمَاتَ قَالَ: فَرَأَيْتُهُ فِي الْمَنَامِ فَسَأَلْتُهُ عَنْ حَالِهِ، قَالَ: " غُفِرَ لِي قُلْتُ: بِأَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: بِطَلَبِ الْحَدِيثِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ بَهَانَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ مَاهَانَ قَالَ: كُنَّا فِي مَجْلِسِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ أَطَلَبْتَ هَذَا الْعِلْمَ يَوْمَ طَلَبْتَهُ لِلَّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهُ سُفْيَانُ، ثُمَّ قَامَ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ قَامَ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ، فَقَالَ سُفْيَانُ: «اللَّهُمَّ لَا، إِنَّمَا طَلَبْنَاهُ تَأَدُّبًا وَتَظَرُّفًا، فَأَبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ لَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 حَدَّثَنِي الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَحْلَجِ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «طَلَبْنَا هَذَا الْأَمْرَ، وَمَا لَنَا فِي كَثِيرٍ مِنْهُ نِيَّةٌ، ثُمَّ حَسَّنَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ النِّيَّةَ بَعْدِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الدِّينُّورِيُّ، ثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْأَشَجُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ حَسَّانَ، يَقُولُ: قِيلَ لِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ: إِنَّ هَؤُلَاءِ يَكْتُبُونَ وَلَيْسَ لَهُمْ نِيَّةٌ فَقَالَ سُفْيَانُ: «طَلِبَتُهُمْ لَهُ نِيَّةٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَازِنِيُّ، ثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقَنَّادُ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ [ص: 184] يَقُولُ: «لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ أَحَدًا يَطْلُبُ الْحَدِيثَ لِلَّهِ، لَصِرْتُ إِلَيْهِ فِي بَيْتِهِ فَحَدَّثْتُهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُهَيْلٍ الْفَقِيهُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَهُوَ فِي مَجْلِسِهِ بَعْدَ الْعَصْرِ، وَحَوْلَهُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ، فَقَالَ لَهُ: يَا شَيْخُ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَنْشُرَ مَا عِنْدَكَ، وَتُحَدِّثُ بِهِ هَؤُلَاءِ؟ فَقَالَ سُفْيَانُ: «لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ الَّذِيَ يَطْلُبُ هَذَا لِلَّهِ، لَكُنْتُ آتِيهِ فِي مَنْزِلِهِ حَتَّى أُحَدِّثَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْغَزَّاءُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ الْحِمْصِيُّ قَالَ: كُنَّا نُوَاظِبُ عَلَى ابْنِ عُيَيْنَةَ، فَقَالَ: " تَتْرُكُونَ الصَّلَاةَ وَالطَّوَافَ وَتَأْتُونِي؟ فَقَالَ بَعْضُنَا: لَعَلَّنَا نَسْمَعُ مِنْكَ بَعْضَ مَا يَنْفَعُنَا اللَّهُ بِهِ فَقَالَ: لَوَدِدْتُ أَنِّي أَرَى مَنْ يَطْلُبُهُ لِلَّهِ فَآتِيهِ وَأُحَدِّثُهُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامًا الدَّسْتُوَائِيَّ يَقُولُ: «وَدِدْتُ أَنَّ الْحَدِيثَ مَاءً فَأَسْقِيكُمُوهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 بَابُ الْقَوْلِ فِي أَوْصَافِ الطَّالِبِ وَالْحَدِّ الَّذِي إِذَا بَلَغَهُ صُلُحَ يَطْلُبُ فِيهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ الْغَزَّاءُ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: «مَا رَأَيْتُ طَالِبًا لِلْعِلْمِ أَصْغَرَ مِنْهُ» يَعْنِينِي، وَسَمِعْتُ مِنْهُ وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا أَبُو مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ، ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: قَالَ لِي الزُّهْرِيُّ: «مَا رَأَيْتُ طَالِبًا لِلْعِلْمِ أَصْغَرَ مِنْكَ» قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: «وَكُنْتُ أَحْفَظُ الْحَدِيثَ قَبْلَ أَنْ أَسْأَلَ الزُّهْرِيَّ عَنْهُ» قَالَ الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ: وُلِدَ ابْنُ عُيَيْنَةَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ عَلَى مَا حَدَّثَنِي بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَذَنِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عِيسَى الطَّبَّاعَ وَمَاتَ الزُّهْرِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ عَلَى مَا حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو عِمْرَانَ عَنْ شَبَابٍ، وَابْنِ الْبُرِّيِّ عَنْ أَبِي حَفْصٍ وَقَدْ أَخْبَرَ ابْنُ عُيَيْنَةَ مِنْ رِوَايَةِ الْجَوْهَرِيِّ، أَنَّهُ كَتَبَ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ، فَصَارَ بَيْنَ ابْتِدَاءِ كَتْبِهِ عَنْهُ إِلَى يَوْمِ تُوُفِّيَ الزُّهْرِيُّ سُنَّتَانِ أَوْ نَحْوُهُمَا، وَاسْتَصْغَرَهُ الزُّهْرِيُّ لِخَمْسَ عَشْرَةَ، وَهِيَ حَدُّ الْبُلُوغِ عِنْدَ مَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ وَأَبِي يُوسُفَ وَمُحَمَّدٍ [ص: 186] وَحَكَى لِي حَاكٍ أَنَّ الْأَوْزَاعِيَّ سُئِلَ عَنِ الْغُلَامِ: يَكْتُبُ الْحَدِيثَ قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ الْحَدَّ الَّذِي تَجْرِي عَلَيْهِ فِيهِ الْأَحْكَامُ؟ فَقَالَ: إِذَا ضَبَطَ الْإِمْلَاءِ جَازَ سَمَاعُهُ، وَإِنْ كَانَ دُونَ الْعَشْرِ، وَاحْتَجَّ بِحَدِيثِ سَبْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ لِسَبْعٍ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرٍ» وَهَذِهِ حِكَايَةٌ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، وَلَا أَعْرِفُ صِحَّتَهَا، إِلَّا أَنَّهَا صَحِيحَةُ الِاعْتِبَارِ، لِأَنَّ الْأَمْرَ بِالصَّلَاةِ وَالضَّرْبِ عَلَيْهَا إِنَّمَا هُوَ عَلَى وَجْهِ الرِّيَاضَةِ، لَا عَلَى وَجْهِ الْوجُوبِ، وَكَذَلِكَ كَتْبُ الْحَدِيثِ إِنَّمَا هُوَ لِلِقَاءِ وَتَحْصِيلِ السَّمَاعِ، وَإِذَا كَانَ هَذَا هَكَذَا، فَلَيْسَ الْمُعْتَبَرُ فِي كَتْبِ الْحَدِيثِ الْبُلُوغَ وَلَا غَيْرَهُ، بَلْ تُعْتَبَرُ فِيهِ الْحَرَكَةُ وَالنَّضَاجَةُ وَالتَّيَقُّظُ وَالضَّبْطُ، وَقَدْ دَلَّ قَوْلُ الزُّهْرِيِّ: «مَا رَأَيْتُ طَالِبًا لِلْعِلْمِ أَصْغَرَ مِنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ» عَلَى أَنَّ طُلَّابَ الْحَدِيثِ عَصْرَ التَّابِعِينَ كَانُوا فِي حُدُودِ الْعِشْرِينَ، وَكَذَلِكَ يُذْكَرُ عَنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَأَخْبَرَنِي عِدَّةٌ مِنْ شُيُوخِنَا أَنَّهُ قِيلَ لِمُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ: كَيْفَ لَمْ تُكْتَبْ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ؟ قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْكُوفَةِ لَا يُخْرِجُونَ أَوْلَادَهُمْ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ صِغَارًا حَتَّى يَسْتَكْمِلُوا عِشْرِينَ سَنَةً وَحَدَّثَنِي مَنْ ذُكِرَ أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيَّ يَقُولُ ذَلِكَ أَيْضًا وَوُلِدَ الْحَضْرَمِيُّ سَنَةَ مِائَتَيْنِ، وَمَاتَ أَبُو نُعَيْمٍ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا طَالِبِ بْنَ نَصْرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ هَارُونَ، يَقُولُ: «أَهْلُ الْبَصْرَةِ يَكْتُبُونَ لِعَشْرِ سِنِينَ، وَأَهْلُ الْكُوفَةِ لِعِشْرِينَ، وَأَهْلُ الشَّامِ لِثَلَاثِينَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 وَقَالَ حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، يَقُولُ: «مَاتَ الْأَعْمَشُ، وَلِأَبِي نُعَيْمٍ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا نُعَيْمُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَحْوَصِ يَقُولُ: «كَانَ الرَّجُلُ يَتَعَبَّدُ عِشْرِينَ سَنَةً، ثُمَّ يَكْتُبُ الْحَدِيثَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ، ثَنَا الْعَبَّاسُ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: «كَانَ الرَّجُلُ يَتَعَبَّدُ عِشْرِينَ سَنَةً، ثُمَّ يَكْتُبُ الْحَدِيثَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ: " يُسْتَحَبُّ كَتْبُ الْحَدِيثِ [ص: 188] مِنَ الْعِشْرِينَ لِأَنَّهَا مُجْتَمِعُ الْعَقْلِ قَالَ: وَأَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ يَشْتَغِلَ دُونَهَا بِحِفْظِ الْقُرْآنِ وَالْفَرَائِضِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 وَسَمِعْتُ بَعْضَ شُيُوخِ الْعِلْمِ يَقُولُ: «الرِّوَايَةُ مِنَ الْعِشْرِينَ، وَالدِّرَايَةُ مِنَ الْأَرْبَعِينَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْغَزَّاءُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْأَزْدِيُّ، عَنْ قَبِيصَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَّ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: «يُثْغِرُ الْغُلَامُ لِسَبْعٍ، وَيَحتَلِمُ لِأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَيَكْمُلُ عَقْلُهُ لِعِشْرِينَ، ثُمَّ هُوَ التَّجَارِبُ» وَقَدْ رُوِيَ نَحْوٌ مِنْ هَذَا عَنْ عَلِيٍّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 وَقَالَ هِشَامُ بْنُ صَالِحٍ فِي رَجُلٍ مِنَ الْأَشْرَافِ: [البحر الطويل] عدَدْنَا لَهُ بِضْعًا وَعِشْرِينَ حِجَّةً ... فَلَمَّا تَوَفَّاهَا اسْتَوَى سَيِّدًا ضَخْمَا" وَسَمِعْتُ مَنْ يُنْشِدُهُ: إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَيُرْوَى: خَمْسًا وَعِشْرِينَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 وَقَالَ الْكُمَيْتُ لِمَخْلَدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ لَمَّا وَلَّاهُ أَبُوهُ خِلَافَتَهُ: [البحر الكامل] [ص: 189] قَادَ الْمُلُوكَ لِخَمْسَ عَشْرَةَ حِجَّةً ... وَلِدَاتُهُ عَنْ ذَاكَ فِي أَشْغَالِ وَقَالَ آخَرُ فِي مَعْنَاهُ: غُلَامٌ مِنْ سَرَاةِ بَنِي لُؤَيٍّ ... مَنَافِيُّ الْأُبُوَّةِ وَالْجُدُودِ جَدِيرٌ عَنْ تَكَامُلِ خَمْسِ عَشْرٍ ... بِإِنْجَازِ الْمَوَاعِدِ وَالْوَعِيدِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْمَضَاءِ الْمِصِّيصِيُّ، ثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَمِعَ مِنْهُ: «كُنْتُ ابْنَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً يَوْمَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: عَرَضَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَلَمْ يُجِزْنِي، ثُمَّ عَرَضَنِي يَوْمَ الْخَنْدَقِ، وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ فَأَجَازَنِي " فَحَدَّثْتُ بِهِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الْحَدَّ مَا بَيْنَ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ، وَكَتَبَ إِلَى عُمَّالِهِ مَا دُونَ ذَلِكَ فِي الْعِيَالِ وَلَوْ كَانَ السَّمَاعُ لَا يَصِحُّ إِلَّا بَعْدَ الْعِشْرِينَ لَسَقَطَتْ رِوَايَةُ كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، سِوَى مَنْ هُوَ فِي عِدَادِ الصَّحَابَةِ، مِمَّنْ حَفِظَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص: 190] ، وَهُوَ صَغِيرٌ، وُلِدَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَقَدْ حَفِظَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ أَوَّلُ مَوْلُودٌ وُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَقَدْ قِيلَ: أَوَّلُ مَوْلُودٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَبَيْنَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ طُهْرٌ وَاحِدٌ، عَلَى مَا حَدَّثَنِي بِهِ أَبِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ طَالُوتَ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ: «مَاتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا خَتِينٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 وَقَالَ هُشَيْمٌ: عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ، وَأَنَا ابْنُ عَشَرَ سِنِينَ» حَدَّثَنَا بِذَلِكَ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا هُشَيْمٌ، وَكَانَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَشَرُ سِنِينَ يَوْمَ تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: " حَفِظَ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ [ص: 191] ، وَقَالَ: حَفِظَ عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ، وَكَذَلِكَ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، وَكَذَلِكَ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، وَثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ الْأَشْهَلَيِّ، هَؤُلَاءِ أَبْنَاءِ ثَمَانِ سِنِينَ، فَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْظَلَةَ الرَّاهِبُ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ وَلَهُ رِوَايَةٌ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُمَيْعٍ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قَالَ أَبُو الطُّفَيْلٍ: «أَدْرَكْتُ ثَمَانِيَ سِنِينَ مِنْ حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوُلِدْتُ عَامَ أُحُدٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا عُثْمَانُ، ثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ مَسْلَمَةَ بْنَ مُخَلَّدٍ قَالَ: «وُلِدْتُ مُقْدِمَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، وَمَاتَ وَأَنَا ابْنُ عَشَرٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 وَقَالَ حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَحْمَدَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْلَمَةَ قَالَ: «قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعِ سِنِينَ، وَمَاتَ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ» قَالَ: وَإِذَا اخْتَلَفَ وَكِيعٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَعَبْدُ الرَّحْمَنِ أَثْبَتُ لِأَنَّهُ أَقْرَبُ عَهْدًا بِالْكِتَابِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْآمُلِيُّ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَعْمَرِيُّ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ سَعِيدٍ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ، ثَنَا هَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْدِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ غَيْلَانَ الْأَسْلَمِيُّ، ثَنَا ضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ: «قَدِّمُوا إِلَيْنَا أَحْدَاثَكُمْ، فَإِنَّهُمْ أَفْرَغُ قُلُوبًا وَأَحْفَظُ لِمَا سَمِعُوا، فَمَنْ أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُتِمَّ ذَلِكَ لَهُ أَتَمَّهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْقَطَّانُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، وَحَدَّثَنَا هَمَّامٌ، ثَنَا طَالُوتُ قَالَا: أنا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ، وَلِابْنِ عَمٍّ لِي وَلِآخَرَ مَعَنَا: «لَا تَسْتَحْقِرُوا أَنْفُسَكُمْ لِحَدَاثَةِ أَسْنَانِكُمْ؛ فَإِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ إِذَا أَعْيَاهُ الْأَمْرُ الْمُعْضَلُ دَعَا الْأَحْدَاثَ، فَاسْتَشَارَهُمْ لِحِدَّةِ عُقُولِهِمْ» وَأَنْشَدَنَا أَصْحَابُنَا الْبَغْدَادِيُّونَ: [البحر الكامل] إِنَّ الْحَدَاثَةَ لَا تَقْصُرُ ... بِالْفَتَى الْمَرْزُوقِ ذِهْنَا لَكِنْ تُذَكِّي قَلْبَهُ ... فَيَفُوقُ أَكْبَرَ مِنْهُ سِنَّا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْفَرَجِ الزُّهْرِيُّ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ مِهْرَانَ أَبُو خَالِدٍ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ الْأَعْمَشِ، وَنَحْنُ حَوْلَهُ نَكْتُبُ الْحَدِيثَ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا هَؤُلَاءِ الصِّبْيَانُ حَوْلَكَ؟ قَالَ: «هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَحْفَظُونَ عَلَيْكَ دِينَكَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، حَدَّثَنِي بَعْضُ [ص: 194] الْبَصْرِيِّينَ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ بِحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَحَوْلَهُ صِبْيَانُ، فَقَالَ: يَا أَبَا سَلَمَةَ مَا هَذَا؟ قَالَ: «هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَحْفَظُونَ عَلَيْكَ أَمْرَ دِينِكَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ رَحْمَةَ الْأَصْبَحِيُّ قَالَ: كُنْتُ أَسْبِقُ إِلَى حَلْقَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ بِلَيْلٍ مَعَ أَقْرَانِي، لَا يَسْبِقُنِي أَحَدٌ، وَيَجِيءُ هُوَ مَعَ الْأَشْيَاخِ، فَقِيلَ لَهُ: قَدْ غَلَبَنَا عَلَيْكَ هَؤُلَاءِ الصِّبْيَانُ فَقَالَ: «هَؤُلَاءِ أَرْجَى عِنْدِي مِنْكُمْ، أَنْتُمْ كَمْ تَعِيشُونَ؟ وَهَؤُلَاءِ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَبْلُغَ بِهِمْ» قَالَ: قَالَ سَعِيدٌ: فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ غَيْرِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ح وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ، ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ الْمَعْنِيَّ قَالَ: كَانَ أَبِي يَقُولُ: «أَيْ بُنَيَّ كُنَّا صِغَارُ قَوْمٍ فَأَصْبَحْنَا كِبَارَهُمْ، وَإِنَّكُمُ الْيَوْمَ صَغَائِرُ قَوْمٍ وَيُوشِكُ أَنْ تَكُونُوا كِبَارَهُمْ، فَمَا خَيْرٌ فِي كَبِيرٍ، وَلَا عِلْمَ لَهُ، فَعَلَيْكُمْ بِالسُّنَّةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ الْأَخْنَسِيِّ [ص: 195] ، ثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ: «أَنَّهُ كَانَ يَجْمَعُ غِلْمَانَ الْمَكَاتِبِ وَيُحَدِّثُهُمْ لِكَيْلَا يَنْسَى حَدِيثَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَهْوَازِيُّ وَيُعْرَفُ بِالشَّعْرَانِيِّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ نَجْدَةَ، بِجَبَلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ: كَانَ ابْنُ أَبِي حُسَيْنٍ الْمَكِّيُّ يُدْنِينِي فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ: نَرَاكَ تُقَدِّمُ هَذَا الْغُلَامَ الشَّامِيَّ، وَتُؤْثِرُهُ عَلَيْنَا، فَقَالَ: " إِنِّي أُؤَمِّلُهُ فَسَأَلُوهُ يَوْمًا عَنْ حَدِيثٍ حَدَّثَ بِهِ عَنْ شَهْرٍ: «إِذَا جَمَعَ الطَّعَامُ أَرْبَعًا فَقَدْ كَمُلَ» فَذَكَرَ الثَّلَاثَةَ وَنَسِيَ الرَّابِعَةَ، فَسَأَلَنِي عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ لِي: كَيْفَ حَدَّثْتُكُمْ؟ فَقُلْتُ: حَدَّثَتْنَا عَنْ شَهْرٍ أَنَّهُ «إِذَا جَمَعَ الطَّعَامُ أَرْبَعًا فَقَدْ كَمُلَ، إِذَا كَانَ أَوَّلُهُ حَلَالًا، وَسُمِّيَ عَلَيْهِ اللَّهُ [ص: 196] حِينَ يُوضَعُ، وَكَثُرَتْ عَلَيْهِ الْأَيْدِي، وَحَمِدَ اللَّهَ حِينَ يَرْفَعُ» فَأَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ، فَقَالَ: كَيْفَ تَرَوْنِي " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 سَمِعْتُ أَبَا إِسْمَاعِيلَ الْأَصْبَهَانِيَّ، يَحْكِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْأَصْبَهَانِيِّ، أَوْ غَيْرِهِ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ عُيَيْنَةَ قَالَ: كُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى الزُّهْرِيِّ، وَأَنَا حَدِيثُ السِّنِّ وَلِي ذُؤَابَتَانِ، فَأَمْلَى يَوْمًا حَدِيثًا عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَسَعِيدٍ، فَلَمَّا فَرَغْنَا جَلَسْنَا نُقَابِلُ، فَاخْتَلَفَ الْقَوْمُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ عَنْ سَعِيدٍ، وَابْنُ شِهَابٍ يَسْمَعُ، فَقَالَ: مَا تَقُولُ أَنْتَ يَا صَبِيُّ؟ فَقُلْتُ: «عَنْ كِلَاهُمَا فَضَمَمْتُ الْكَافَ، فَجَعَلَ يَعْجَبُ مِنْ ضَبْطِي وَيَضْحَكُ مِنْ لَحْنِي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمِسْوَرِ، حَدَّثَنِي عَمِّي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمِسْوَرِ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ: كَمْ سَمِعْتَ مِنَ الزُّهْرِيِّ؟ قَالَ: أَمَّا مَعَ النَّاسِ فَمَا لَا أُحْصِي، وَأَمَّا وَحْدِي فَحَدِيثٌ وَاحِدٌ قُلْتُ: مَا هُوَ؟ قَالَ: دَخَلْتُ يَوْمًا بَابَ بَنِي شَيْبَةَ، فَإِذَا أَنَا بِهِ جَالِسٌ إِلَى عَمُودٍ مِنْ أَسَاطِينِ الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ: هَذَا أَبُو بَكْرٍ، وَلَا أَجِدُهُ أَخْلَى مِنْهُ السَّاعَةَ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، حَدِّثْنِي حَدِيثًا أَوْ حَدِيثَيْنِ، فَقَالَ: سَلْنِي عَمَّا شِئْتَ قُلْتُ: حَدِّثْنِي حَدِيثَ الْمَخْزُومِيَّةَ، الَّتِي قَطَعَ رَسُولُ [ص: 197] اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهَا، قَالَ: فَضَرَبَ وَجْهِي بِالْحَصَا، ثُمَّ قَالَ: قُمْ، لَا أَقَامَكَ اللَّهُ، فَمَا يَزَالُ عَبْدٌ يَقْدِمُ عَلَيْنَا بِمَا نَكْرَهُ قَالَ: فَقُمْتُ مُنْكَسِرًا نَادِمًا، فَجَلَسْتُ قَرِيبًا مِنْهُ، فَمَرَّ رَجُلٌ فِي الْمَسْجِدِ، لِابْنِ شِهَابٍ إِلَيْهِ حَاجَةٌ، فَسَبَّحَ بِهِ فَلَمْ يَسْمَعْ، فَرَمَاهُ بِالْحَصَا، فَلَمْ يَبْلُغْهُ، فَاضْطَرَّ إِلَيَّ، فَقَالَ: قُمْ فَادْعُهُ لِي، فَدَعَوْتُهُ لَهُ، فَأَتَاهُ فَقَضَى حَاجَتَهُ، وَعُدْتُ إِلَى مَجْلِسِي، فَنَظَرَ إِلَيَّ فَدَعَانِي، فَجِئْتُهُ فَقَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ جَمِيعًا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ» هَذَا خَيْرٌ لَكَ مِنَ الَّذِي أَرَدْتَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ، ثَنَا زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ خُزَاعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: كَانَ أَبِي صَيْرَفِيًّا بِالْكُوفَةِ، فَرَكِبَهُ الدَّيْنُ، فَحَمَلَنَا إِلَى مَكَّةَ، فَلَمَّا رُحْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ لِصَلَاةِ الظُّهْرِ، وَصِرْتُ إِلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، إِذَا شَيْخٌ عَلَى حِمَارٍ، فَقَالَ لِي: يَا غُلَامُ أَمْسِكْ عَلَيَّ هَذَا الْحِمَارَ حَتَّى أَدْخُلَ الْمَسْجِدَ فَأَرْكَعَ، فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِفَاعِلٍ أَوْ تُحَدِّثُنِي، قَالَ: وَمَا تَصْنَعُ أَنْتَ بِالْحَدِيثِ؟، وَاسْتَصْغَرَنِي، فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي، فَقَالَ حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 ، فَحَدَّثَنِي بِثَمَانِيَةِ أَحَادِيثٍ، فَأَمْسَكْتُ حِمَارَهُ، وَجَعَلْتُ أَتَحْفَظُ مَا حَدَّثَنِي بِهِ، فَلَمَّا صَلَّى وَخَرَجَ، قَالَ: مَا نَفَعَكَ مَا حَدَّثْتُكَ، حَبَسْتَنِي فَقُلْتُ: حَدَّثْتَنِي بِكَذَا، وَحَدَّثْتَنِي بِكَذَا، فَرَدَدْتُ عَلَيْهِ جَمِيعَ مَا حَدَّثَنِي بِهِ فَقَالَ: بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ، تَعَالَ غَدًا إِلَى الْمَجْلِسِ، فَإِذَا هُوَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ فَهَذَا مَا حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو عِمْرَانَ، عَنْ هَذَا الشَّيْخِ الْمُزَنِيِّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الْجُشَمِيُّ، ثَنَا الْوَلِيدُ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَدِينَةَ فَإِذَا أَنَا يَعْنِي بِرَجُلٍ يَتَهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنٍ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قُلْتُ: مَنِ الَّذِي عَلَى يَمِينِهِ؟ قَالُوا: أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ قُلْتُ: مَنِ الَّذِي عَنْ يَسَارِهِ؟ قَالُوا: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، فَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدِ بْنُ عَلِيٍّ وَكَانَ خَيْرَ مُحَمَّدِي عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَصُرَ بِرَجُلٍ يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ، يُنْقَرُ كَمَا يُنْقَرُ الْغُرَابُ، فَقَالَ: «لَوْ مَاتَ هَذَا لَمَاتَ عَلَى غَيْرِ دِينِ مُحَمَّدٍ» قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَاتَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، بَعْدَ الزُّهْرِيِّ بِسَنَةٍ وَاحِدَةٍ عَلَى مَا أَخْبَرَنِي بِهِ ابْنُ أَبِي حَبِيبٍ الْأَنْصَارِيُّ، ثَنَا بَكْرُ الْخَيَّاطُ، ثَنَا الْوَاقِدِيُّ حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ وَيُمْكِنُ أَنْ رَآهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ بِالْمَدِينَةِ قَبْلَ وُصُولِهِ إِلَى مَكَّةَ، ثُمَّ رَآهُ بِمَكَّةَ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ حَتَّى سَمِعَ مِنْهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 حَدَّثَنَا ابْنُ بَهَانَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الزِّيَادِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: «حَفِظْتُ عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، وَكَانَ أَسَنَّ مِنَ الْحَكَمِ وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ» فَقَدْ دَلَّتْ حِكَايَةُ الزِّيَادِيِّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، أَنَّهُ حَفِظَ وَهُوَ ابْنُ عَشَرٍ أَوْ فِي حُدُودِهِ لِأَنَّ الْحَكَمَ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ عَلَى مَا أَخْبَرَنِي بِهِ أَبُو عِمْرَانَ عَنْ شَبَابٍ وَعَدَّ عَبْدَةَ بْنَ أَبِي لُبَابَةَ فِي طَبَقَتِهِمَا، وَلَمْ يَذْكُرْ لِي وَفَاتَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْجَوَّازُ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: «رَأَيْتُ مُحَارِبَ بْنَ دِثَارٍ يَقْضِي فِي الْمَسْجِدِ، وَرَأَيْتُ حَمَّادَ بْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ أَشْيَبَ لَا يَخْضِبُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 وَحَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ الْخَيَّاطُ قَالَ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، حَدِيثٌ حَدَّثَ بِهِ الْوَلِيدِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ [ص: 200] ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ؟ فَقَالَ سُفْيَانُ: أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَبْلَ أَنْ أَسْمَعَ مِنَ الزُّهْرِيِّ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْهُمْ قَالَتْ: " كَانَ تَنُّورُنَا إِلَى جَنْبِ تَنُّورِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَفِظْتُ مِنْهُ قَافَ مِنْ كَثْرَةِ مَا كَانَ يُرَدِّدُهَا وَقَالَ ابْنُ صَاعِدٍ: هَذِهِ الْمَرْأَةُ هِيَ بِنْتُ حَارِثَةَ بْنُ النُّعْمَانِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثَنَا الْفَرَوِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: دَخَلْتُ أَنَا وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَمَشْيَخَةٌ كَثِيرَةٌ عَلَى ابْنِ شِهَابٍ، فَسَأَلْنَا لِشَابٍّ مِنْهُمْ، عَنْ حَدِيثٍ قَالَ: «تَرَكْتُمُ الْعِلْمَ حَتَّى إِذَا صِرْتُمْ كَالشَّنِّ قَدْ وَهَى طَلَبْتُمُوهُ لَا جِئْتُمْ وَاللَّهِ بِخَيْرٍ أَبَدًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 أَوْصَافُ الطَّالِبِ وَآدَابُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمِصْرِيُّ، ثَنَا مُطَرِّفٌ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: قُلْتُ لِأُمِّي: أَذْهَبُ فَأَكْتُبُ الْعِلْمَ فَقَالَتْ لِي أُمِّي: تَعَالَ فَالْبَسْ ثِيَابَ الْعُلَمَاءِ، ثُمَّ اذْهَبْ فَاكْتُبْ قَالَ: فَأَخَذَتْنِي فَأَلْبَسَتْنِي ثِيَابًا مُشَمَّرَةً، وَوَضَعَتِ الطَّوِيلَةَ عَلَى رَأْسِي وَعَمَّمَتْنِي فَوْقَهَا، ثُمَّ قَالَتِ: اذْهَبِ الْآنَ فَاكْتُبْ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ جُبَيْرٍ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: كُنْتُ عِنْدَ مَعْمَرِ بْنِ كِدَامٍ، فَرَأَى رَجُلًا نَبِيلًا عَلَيْهِ ثِيَابٌ خِيَارٌ فَقَالَ لَهُ مِسْعَرٌ: أَنْتَ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: «لَوْ كُنْتَ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ كُنْتَ مُقَنَّعًا، وَكَانَتْ نَعْلُكَ مَخْصُوفَةً» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَهْوَازِيُّ الْمُقْرِئُ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَخْفَشُ، ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، بِمَكَّةَ، ثَنَا ابْنُ الْأَصْبَهَانِيِّ قَالَ: قِيلَ لِشَرِيكٍ: مَا بَالُ حَدِيثِكَ مُنْتَقَى؟ قَالَ: «لِأَنِّي تَرَكْتُ الْعَصَائِدَ بِالْغَدَوَاتِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ بَكَّارٍ، حَدَّثَهُمْ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو ضَمْرَةَ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ يَحْيَى بْنَ أَبِي كَثِيرٍ، يَقُولُ: «لَا يُدْرَكُ الْعِلْمُ بِالرَّاحَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 حَدَّثَنَا السَّاجِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُدْرِكٍ، حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: «لَا يَطْلُبُ هَذَا الْعِلْمَ مَنْ يَطْلُبُهُ بِالتَّمَلُّكِ وَغِنَى النَّفْسِ فَيَفْلَحُ، وَلَكِنْ مَنْ طَلَبَهُ بِذِلَّةِ النَّفْسِ، وَضِيقِ الْعَيْشِ، وَخَدَمَةِ الْعِلْمِ أَفْلَحَ» [ص: 203] قَالَ السَّاجِيُّ: وَحَدَّثَنَا الرَّبِيعُ أَوْ حُدِّثْتُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ الشَّافِعِيُّ يُجَزِّئُ اللَّيْلَ ثَلَاثَةَ أَثْلَاثٍ: الثُّلُثُ الْأَوَّلُ يَكْتُبُ، وَالثَّانِي يُصَلِّي، وَالْأَخِيرُ يَنَامُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَقِيلٍ الثَّقَفِيُّ يَقُولُ: «إِنَّمَا نَحْفَظُ الْحَدِيثَ، لِأَنَّ أَجْوَافَنَا قَدْ أَقْرَحَهَا الْبَزُّ» قَالَ أَبُو خَالِدٍ: ثُمَّ رَأَيْتُ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ غُلَامًا خِيَارًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 وَحَدَّثَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَلْمٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْعَسْكَرِيُّ، ثَنَا سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ حَفْصَ بْنَ غِيَاثٍ يَقُولُ: أَتَيْتُ الْأَعْمَشَ فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي قَالَ: أَتَحْفَظُ الْقُرْآنَ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: " اذْهَبْ فَاحْفَظِ الْقُرْآنَ، ثُمَّ هَلُمَّ أُحَدِّثُكَ قَالَ: فَذَهَبْتُ فَحَفِظْتُ الْقُرْآنَ، ثُمَّ جِئْتُهُ فَاسْتَقْرَأَنِي، فَقَرَأْتُهُ، فَحَدَّثَنِي " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْمَوْصِلِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ جنادٍ قَالَ: عَرَضْتُ لِابْنِ الْمُبَارَكِ فَقُلْتُ: أَمْلِ عَلَيَّ، فَقَالَ: " أَقْرَأَتَ الْقُرْآنَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: اقْرَأْ فَقَرَأْتُ عُشْرًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 ، فَقَالَ: هَلْ عَلِمْتَ مَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فِيهِ مِنَ الْوقُوفِ وَالِابْتِدَاءِ؟ قُلْتُ: أَبْصَرُ النَّاسِ بِالْوقُوفِ وَالِابْتِدَاءِ فَقَالَ: {مُدْهَامَّتَانِ} [الرحمن: 64] ؟ قُلْتُ: آيَةٌ قَالَ: فَالْأَلْفَاظُ؟ قُلْتُ: عَبْقَرِيُّ وَعَبَاهِرِيُّ، وَرَفْرَفَ، وَرَفَارِفَ، وَسُرِّقَ، وَسَرَقَ قَالَ: فَالْحَدِيثُ سَمِعْتَهُ مِنْ أَحَدٍ غَيْرِي؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: فَحَدِّثْنِي قَالَ: فَحَدَّثْتُهُ فِي الْمَنَاسِكِ بِأَحَادِيثَ، فَقَالَ لِي: أَحْسَنْتَ، ثُمَّ قَالَ: اخْرِجْ أَلْوَاحَكَ فَأَخْرَجْتُ، ثُمَّ قَالَ لِي: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ بَغْدَادَ، قَالَ: قُمْ قَالَ: قُلْتُ: هَلْ رَأَيْتَ إِلَّا خَيْرًا؟ قَالَ: قُمْ قُلْتُ: امْرَأَةُ الْآخَرِ طَالِقٌ ثَلَاثًا إِنْ قُمْتُ، أَوْ تُمْلِ عَلَيَّ وَتُفْتِينِي وَتُغْنِينِي، أَقُولُهَا أَرْبَعًا قَالَ: اكْتُبْ: [البحر الخفيف] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 أَيُّهَا الْقَارِئُ الَّذِي لَبِسَ الصُّو ... فَ وَأَمْسَى يُعَدُّ فِي الزُّهَادِ الْزَمِ الثَّغْرَ وَالتَّوَاضُعَ فِيهِ ... لَيْسَ بَغْدَادُ مَنْزِلَ الْعُبَّادِ إِنَّ بَغْدَادَ لِلْمُلُوكِ مَحِلٌّ ... وَمُنَاخٌ لِلْقَارِئِ الصَّيَّادِ قُلْتُ: مَنِ النَّاسِ؟ قَالَ: الْعُلَمَاءُ قُلْتُ: مَنِ الْمُلُوكُ؟ قَالَ: الزُّهَادُ قُلْتُ: مَنِ الْغَوْغَاءُ؟ قَالَ: هَرْثَمَةُ وَخُزَيْمَةُ بْنُ خَازِمٍ قُلْتُ: مَنِ السُّفْلِ؟ قَالَ: مَنْ بَاعَ دِينَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ" الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَزَّازُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلَائِيِّ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: «تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ، وَتَعَلَّمُوا لِلْعِلْمِ السَّكِينَةَ وَالْحِلْمَ، وَتَوَاضَعُوا لِمَنْ تَتَعَلَّمُونَ مِنْهُ، وَلْيَتَوَاضَعَ لَكُمْ مَنْ عَلَّمَكُمْ» [ص: 206] قَالَ أَيُّوبُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: كَانَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، إِذَا لَقِيَ مَنْ هُوَ فَوْقَهُ فِي الْعِلْمِ، فَهُوَ يَوْمُ غُنَيْمَتِهِ، سَأَلَهُ وَتَعَلَّمَ مِنْهُ، وَإِذَا لَقِيَ مَنْ هُوَ دُونَهُ فِي الْعِلْمِ عَلَّمَهُ، وَتَوَاضَعَ لَهُ، وَإِذَا لَقِيَ مَنْ هُوَ مِثْلَهُ فِي الْعِلْمِ ذَاكَرَهُ وَدَارَسَهُ، وَقَالَ: لَا يَكُونُ إِمَامًا فِي الْعِلْمِ مَنْ أَخَذَ بِالشَّاذِّ مِنَ الْعِلْمِ، وَلَا يَكُونُ إِمَامًا فِي الْعِلْمِ مَنْ رَوَى كُلَّ مَا سَمِعَ، وَلَا يَكُونُ إِمَامًا فِي الْعِلْمِ مَنْ رَوَى عَنْ كُلِّ أَحَدٍ، وَالْحِفْظُ الْإِتْقَانُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْغَزَّاءُ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ» قَالَ إِسْحَاقُ: قَالَ لِي مَالِكٌ: يَنْبَغِي لِطَالِبِ الْعِلْمِ أَنْ يَبْدَأَ بِهَذَا الْقَوْلِ مِنَ الْإِسْنَادِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى، ثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ [ص: 207] اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَسْمَعُونَ، وَيُسْمَعُ مِنْكُمْ، وَيُسْمَعُ مِنَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ مِنْكُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، وَعَبْدَانُ قَالُوا: ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا جَرِيرٌ ح وَحَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ زُهَيْرٍ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَسْمَعُونَ وَيُسْمَعُ مِنْكُمْ، وَيُسْمَعُ مِمَّنْ يَسْمَعُ مِنْكُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا، ثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَثَّامُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ الثَّغْرِيُّ، وَهَذَا لَفْظُهُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ: «مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمَلِكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا وَسَمَّى مِنَ الْخَيْرِ» قَالَ الشَّعْبِيُّ، فَقُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ قَالَ: عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ، وَقُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ فَقَالَ: أَبُو أَيُّوبَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: وَهَذَا أَوَّلُ مَا فُتِّشَ عَنِ الْإِسْنَادِ حَدَّثَنَا مُهَذَّبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَسَارٍ، مِنْ أَهْلِ الْمَوْصِلِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ النَّصِيبِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، مِثْلَهُ، وَقَالَ: كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ رِقَابًا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا أَبُو زِيَادٍ، عَنْ عَاصِمِ الْأَحْوَلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ [ص: 209] : «كَانُوا لَا يَسْأَلُونَ عَنْ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ، حَتَّى وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ فَسُئِلَ عَنْ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ، لَيُنْظَرَ مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ أُخِذَ بِحَدِيثِهِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْبِدْعَةِ تُرِكَ حَدِيثُهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَازِنِيُّ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ شَبْوَيْهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحَسَنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ، يَقُولُ: «لَوْلَا الْإِسْنَادُ لَقَالَ كُلُّ مَنْ شَاءَ كُلَّ مَا شَاءَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: " جَالَسْتُ إِيَاسَ بْنَ مُعَاوِيَةَ فَحَدَّثَنِي بِحَدِيثٍ، قُلْتُ: مَنْ يَذْكُرُ هَذَا؟ فَضَرَبَ لِي مَثَلَ رَجُلٍ مِنَ الْحَرُورِيَّةِ: فَقُلْتُ: إِلَيَّ تَضْرِبُ هَذَا الْمَثَلَ؟ تُرِيدُ أَنْ أَكْنُسَ الطَّرِيقَ بِثَوْبِي، فَلَا أَدَعُ بَعْرَةً وَلَا خُنْفَسَاءَةَ إِلَّا حَمَلْتُهَا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مِهْرَانَ بْنِ الْوَلِيدِ، مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ، كَتَبْنَا عَنْهُ فِي مَجْلِسِ الْحَضْرَمِيِّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بِشْرٍ الرَّقِّيُّ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ [ص: 210] الرَّمْلِيُّ، عَنْ ضَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ مَطَرٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} [الأحقاف: 4] قَالَ: «إِسْنَادَ الْحَدِيثِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ، ثَنَا الْأَصْمَعِيُّ، ثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: قَالَ لِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: " إِذَا حُدِّثْتَ بِحَدِيثٍ، أَنْتَ مِنْهُ فِي ثَبْتٍ، فَخَالَفَكَ إِنْسَانٌ، فَقُلْ: مَنْ حَدَّثَكَ بِذَا؟ فَإِنِّي حُدِّثْتُ بِحَدِيثٍ، فَخَالَفَنِي فِيهِ رَجُلٌ، فَقُلْتُ: هَذَا حَدَّثَنِي بِهِ أَبِي، فَأَنْتَ مَنْ حَدَّثَكَ؟ فَجَفَّ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ الْخَيَّاطُ، مِنْ أَهْلِ رَامَهُرْمُزَ، ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ نَصْرٍ الْمُخَرِّمِيُّ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيُّ، قَالَ: وَجَّهَ الْمَأْمُونُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هَارُونَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ خَمْسِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، وَأَمَرَ أَنْ يَقْسِمَهَا بَيْنَ الْفُقَهَاءِ بِالْبَصْرَةِ، فَكَانَ هِلَالُ بْنُ مُسْلِمٍ يَتَكَلَّمُ عَنْ أَصْحَابِهِ، قَالَ الْأَنْصَارِيُّ: وَكُنْتُ أَنَا أَتَكَلَّمُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 عَنْ أَصْحَابِي، فَقَالَ هِلَالٌ: هِيَ لِي وَلِأَصْحَابِي، وَقُلْتُ أَنَا: بَلْ هِيَ لِي وَلِأَصْحَابِي، فَاخْتَلَفْنَا، فَقُلْتُ لِهِلَالٍ: كَيْفَ تَتَشَهَّدُ؟ فَقَالَ هِلَالٌ: أَوَ مِثْلِي يُسْأَلُ عَنِ التَّشَهُّدِ؟ قُلْتُ: إِنَّمَا عَلَيْكَ الْجَوَّابُ، وَالْجَوَابُ عَنِ الْوَاضِحِ السَّهْلِ أَوْلَى، فَتَشَهَّدَ هِلَالٌ عَلَى حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ لَهُ الْأَنْصَارِيُّ: مَنْ حَدَّثَكَ بِهِ؟ وَمِنْ أَيْنَ ثَبَتَ عِنْدَكَ؟ فَبَقِيَ هِلَالٌ وَلَمْ يُجِبْهُ فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: «تُصَلِّي فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَمْسَ صَلَوَاتٍ، وَتُرَدِّدُ فِيهَا هَذَا الْكَلَامَ، وَأَنْتَ لَا تَدْرِي مَنْ رَوَاهُ عَنْ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَدْ بَاعَدَ اللَّهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْفِقْهِ، فَقَسَمَهَا الْأَنْصَارِيُّ فِي أَصْحَابِهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْيَزِيدِيُّ، ثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ أَسَدٍ النُّوشَجَانِيُّ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ: كَانَ يُقَالُ: «لَا تَقْرَءُوا الْقُرْآنَ عَلَى الْمُصْحَفِيِّينَ، وَلَا تَحْمِلُوا الْعِلْمَ عَنِ الصُّحُفِيِّينَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجُنَيْدِ، ثَنَا حَاتِمُ بْنُ حَاتِمٍ الْجَوْهَرِيُّ، ثَنَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: ذَكَرْتُ لِإِبْرَاهِيمَ شَيْئًا، فَقَالَ: هَذَا وَجَدْتُهُ فِي صَحِيفَةٍ قَالَ يَحْيَى: " كَانُوا يُضَعِّفُونَ مَا يُوجَدُ فِي الْكُتُبِ قَالَ شَاعِرٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يَذْكُرُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِهَا: [البحر المنسرح] لَا تَصِلِ الْحَاءَ فِي الْقِرَاءَةِ بِالْخَاءِ ... وَلَا لَامَهَا إِلَى الْأَلِفِ وَلَا تَضِلُّ الْعُلُومُ عَنْكَ وَلَا ... يَكُونُ إِسْنَادُهَا مِنَ الصُّحُفِ وَقَالَ آخَرُ يَذْكُرُ قَوْمًا لَا رِوَايَةَ لَهُمْ: [البحر البسيط] وَمِنْ بُطُونِ كَرَارِيسٍ رِوَايَتُهُمْ ... لَوْ نَاظَرُوا بَاقِلًا يَوْمًا لَمَا غَلَبُوا وَالْعِلْمُ إِنْ فَاتَهُ إِسْنَادُ مُسْنَدِهِ ... كَالْبَيْتِ لَيْسَ لَهُ سَقْفٌ وَلَا طُنُبُ وَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَنْشَدْنَاهُ قَائِلُهُ: [البحر الطويل] تَوَقَّفْ وَلَا تُقْدِمْ عَلَى الْعِلْمِ حَادِسًا ... فَحَدَسُ الْفَتَى فِي الْعِلْمِ يُبْدِي الْمَعَايِبَا فَلَيْسَ طُلَّابُ الْعِلْمِ بِالْحَدَسِ مُدْرِكًا ... وَلَوْ كَانَ فَهْمُ الْمَرْءِ كَالنَّجْمِ ثَاقِبَا وَلَكِنْ بِتِرْحَالٍ وَحِلٍّ مِنَ الْفَتَى ... وَإِنْضَائِهِ فِي الْحَالَتَيْنِ الرَّكَائِبَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 وَقَضْقَضَةِ الْأَوْجَالِ مِنْهُ ضُلُوعَهُ ... وَخَلْخَلَةِ الْأَهْوَالِ مِنْهُ التَّرَائِبَا وَاصْبَاحِهِ فِي الْمَشْرِقَيْنِ مُشَارِقًا ... لِشَمْسِهِمَا وَالْمَغْرِبَيْنِ مَغَارِبَا" الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 الْقَوْلُ فِي التَّعَالِي وَالتَّنَزُّلِ فِيهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ صَالِحٍ النُّرْسِيُّ، ثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنِي أَبِي، ثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: قَالَ لِي قَتَادَةُ: أَعِنْدَ أَهْلِ الْكُوفَةِ مِثْلُ هَذَا الْحَدِيثِ؟ ثُمَّ حَدَّثَ بِحَدِيثِ يُونُسَ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى فِي التَّشَهُّدِ، قُلْتُ: نَعَمْ، حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فِي التَّشَهُّدِ، فَقَالَ لِي قَتَادَةُ: أَنْتَ مِثْلِي فِي هَذَا الْإِسْنَادِ. قَالَ نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبَا دَاوُدَ فَقَالَ: «شُعْبَةُ أَرْفَعُ إِسْنَادًا مِنْ قَتَادَةَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الشِّرِيكِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَكَّائِيُّ قَالَ سَمِعْتُ حُسَيْنَ بْنَ عَبْدِ الْأَوَّلِ يَقُولُ: قَالَ لِي يَحْيَى بْنُ آدَمَ: أَتَحْفَظُ عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصُّبْرَةِ مِنَ الطَّعَامِ بِالصُّبْرَةِ، لَا يُدْرَى مَا كَيْلُهَا» قُلْتُ: لَا فَقَالَ: وَيْحَكَ قَبِيصَةُ قَالَ: فَذَهَبْتُ فَسَمِعْتُهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ [ص: 215] الْبَكَّائِيُّ: وَحَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيُّ، ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ التَّمَّارُ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّاذَكُونِيَّ يَقُولُ: دَخَلْتُ الْكُوفَةَ نَيِّفًا وَعِشْرِينَ دَخْلَةً، أَكْتُبُ الْحَدِيثَ، فَأَتَيْتُ حَفْصَ بْنَ غِيَاثٍ، فَكَتَبْتُ حَدِيثَهُ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى الْبَصْرَةِ وَصِرْتُ فِي بُنَانَةٍ، لَقِيَنِي ابْنُ أَبِي خَدَّوِيهِ فَقَالَ لِي: يَا سُلَيْمَانُ مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ قُلْتُ: مِنَ الْكُوفَةِ قَالَ: حَدِيثُ مَنْ كَتَبْتَ؟ قُلْتُ: حَدِيثَ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، قَالَ: أَفَكَتَبْتَ عِلْمَهُ كُلَّهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: أَذْهَبَ عَلَيْكَ مِنْهُ شَيْءٌ؟ قُلْتِ: لَا قَالَ: فَكَتَبْتُ عَنْهُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحَّى بِكَبْشٍ فَحِيلٍ كَانَ يَأْكُلُ فِي سَوَادٍ وَيَنْظُرُ فِي سَوَادٍ، وَيَمْشِي فِي سَوَادٍ؟» قُلْتُ: لَا قَالَ: فَأَسْخَنَ اللهُ عَيْنَكَ، أَيْشْ كُنْتَ تَعْمَلُ بِالْكُوفَةِ؟ قَالَ: فَوَضَعْتُ خُرْجِي عِنْدِ النَّرْسِيِّينَ، وَرَجَعْتُ إِلَى الْكُوفَةِ، فَأَتَيْتُ حَفْصًا، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ؟ قُلْتُ: مِنَ الْبَصْرَةِ قَالَ لِمَ رَجَعْتَ؟ قُلْتُ: إِنَّ ابْنَ أَبِي خَدَّوِيهِ ذَاكَرَنِي عَنْكَ بِكَذَا وَكَذَا قَالَ: فَحَدَّثَنِي وَرَجَعْتُ، وَلَمْ تَكُنْ لِي حَاجَةٌ بِالْكُوفَةِ غَيْرُهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْغَزَّاءُ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ رَحْمَةَ الْأَصْبَحِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْخَوْلَانِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ: «اكْشِفِ السِّتْرَ، وَادْخُلْ، لَيْسَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرِي» قَالَ الْقَاضِي: تَخْتَلِفُ مَذَاهِبُ طُلَّابِ الْحَدِيثِ فِي هَذَا، فَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَقْتَصِرُ عَلَى أَنْ يَسْمَعَ الْحَدِيثَ مِنَ الْمُحَدِّثِ، وَهُوَ عَلَى أَنْ يَسْمَعَهُ مِنَ الْمُحَدِّثِ قَادِرٌ، فَتَنْزِعُ نَفْسُهُ إِلَى لِقَاءِ الْأَعْلَى، وَالسَّمَاعِ مِنْهُ بِالْمُشَاهَدَةِ، إِنْ كَانَ دَانِي الدَّارِ، وَبِالرِّحْلَةِ إِلَيْهِ إِذَا كَانَ بَعِيدَ الدَّارِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَشْتَغِلُ بِالرِّحْلَةِ إِذَا حَصَلَ لَهُ الْحَدِيثُ عَمَّنْ يَرْتَضِيهِ، تَنْزِلُ فِي الْحَدِيثِ أَوْ تَعَالَى فِيهِ وَأَهْلُ النَّظَرِ أَيْضًا فِي ذَلِكَ مُخْتَلِفُونَ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: التَّنْزِلُ فِي الْإِسْنَادِ أَفْضَلُ لِأَنَّهُ يَجِبُ عَلَى الرَّاوِي أَنْ يَجْتَهِدَ فِي مَتْنِ الْحَدِيثِ وَتَأْوِيلِهِ، وَفِي النَّاقِلِ وَتَعْدِيلِهِ، وَكُلَّمَا زَادَ الِاجْتِهَادُ زَادَ صَاحِبُهُ ثَوَابًا، وَهَذَا مَذْهَبُ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّ الْخَبَرَ أَقْوَى مِنَ الْقِيَاسِ وَقَالَ آخَرُونَ: التَّعَالِي فِي الْإِسْنَادِ مُسْقِطْ لِبَعْضِ الِاجْتِهَادِ، وَسُقُوطُ الِاجْتِهَادِ فِيمَا أَمْكَنَ أَسْلَمُ قَالَ الْقَاضِي: وَفِي الِاقْتِصَارِ عَلَى التَّنْزِلِ فِي الْإِسْنَادِ إِبْطَالُ الرِّحْلَةِ وَفَضْلِهَا وَقَالَ: وَقَالَ بَعْضُ مُتَأَخِّرِي الْفُقَهَاءِ يَذُمُّ أَهْلَ الرِّحْلَةِ فِي فَصْلٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 مِنْ كَلَامٍ لَهُ: نَبَغُوا فَعَابُوا النَّاظِرِينَ الْمُمَيِّزِينَ وَبَدَّعُوهُمْ، وإِلَى الرّأْيِ وَالْكَلَامِ فَنَسَبُوهُمْ، وَجَعَلُوا الْعِلْمَ الْوَاجِبَ طَلَبَهُ، الدَّوَرَانَ وَالْجَوَلَانَ فِي الْبُلْدَانِ، لِالْتِمَاسِ خَبَرٍ لَا يُفِيدُ طَائِلًا، وَأَثَرٍ لَا يُورَثُ نَفْعًا فَأَسْهَرُوا لَيْلَهُمْ، وَأَظْمَأُوا نَهَارَهُمْ، وَأَتْعَبُوا مَطِيَّهُمْ، وَاغْتَرَبُوا عَنْ بِلَادِهِمْ، وَضَيَّعُوا مَا وَجَبَ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ خُلَفَائِهِمْ، وَعَقُّوا الْآبَاءَ وَالْأُمَّهَاتِ، فَتَعَجَّلُوا الْمَأْثَمَ بِتَضْيِيعِ الْوَاجِبِ وَالْحُقُوقِ، وَحَرَمُوا أَنْفُسَهُمُ التَّلَذُّذَ بِمُعَاشَرَةِ الْأَهْلِ وَالْوَلَدِ، وَطَابَتْ أَنْفُسُهُمْ لَهَا فَحُرِمُوا لَذَّةَ الدُّنْيَا، وَاسْتَوْجَبُوا الْعِقَابَ فِي الْآخِرَةِ، فَهُمْ حَيَارَى كَالْأَنْعَامِ، إِنْ سُئِلُوا عَنْ مَسْأَلَةٍ، قَالُوا: هَلْ حَدَثَتْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى تَقُولَ فِيهَا؟ فَإِنْ قِيلَ لَهُمْ: هِيَ نَازِلَةٌ قَالُوا: مَا نَحْفَظُ فِيهَا شَيْئًا، فَإِنْ سُئِلُوا عَنِ السُّنَنِ، يَقُولُ خَطِيبُهُمْ: مَا تَحْفَظُونَ فِيمَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، وَفِي أَسْلَمَ سَالَمَهَا اللَّهُ وَفِي قَوْلِهِ أَمَّا بَعْدُ وَقَالَ الْمُعَارِضُ لِصَاحِبِ هَذَا الْكَلَامِ: تَهَيَّبُوا كَدَّ الطَّلَبِ وَمُعَالَجَةِ السَّفَرِ، وَبُعِلُوا بِحِفْظِ الْآثَارِ، وَمَعْرِفَةِ الرِّجَالِ، وَاخْتَلَفَ عَلَيْهِمْ طَرَائِقُ الْأَسَانِيدِ، وَوُجُوهُ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ، فَآثَرُوا الدِّعَةَ، وَاسْتَلَذُّوا الرَّاحَةَ، وَعَادُوا مَا جَهِلُوا، وَعَلَى الْمَطَامِعِ تَأَلَّفُوا، وَفِي الْمَآثِمِ وَالْحُطَامِ تَنَافَسُوا، وَتَبَاهُوا فِي الطَّيَالِسِ وَالْقَلَانِسِ، وَلَازَمُوا أَفْنِيَةَ الْمُلُوكِ، وَأَبْوَابَ السَّلَاطِينِ، وَنَصَبُوا الْمَصَايِدَ لِأَمْوَالِ الْأَيْتَامِ، وَالْإِغَارَةِ عَلَى الْوقُوفِ وَالْأَوْسَاخِ وَاقْتَصَرُوا عَلَى ابْتِيَاعِ صُحُفٍ دَرَسُوهَا، وَاسْتَعَدُّوا الشَّغَبَ عَلَيْهَا، فَإِنْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 حَفِظَ أَحَدُهُمْ فِي السُّنَنِ شَيْئًا، فَمِنْ صَحِيفَةٍ مُبْتَاعَةٍ، كَفَاهُ غَيْرُهُ مُؤْنَةَ جَمْعِهِ وَشَرْحِهِ وَتَبْوِيبِهِ، مِنْ غَيْرِ رِوَايَةٍ لَهَا وَلَا دِرَايَةٍ بِوَزْنٍ مِنْ نَقْلِهَا فَإِنْ تَعَلَّقَ بِشَيْءٍ مِنْهَا يَسِيرُ، خَلَطَ الْغَثَّ بِالسَّمِينِ، وَالسَّلِيمِ بِالْجَرِيحِ، ثُمَّ فَخَّمَ مَا لَفَّقَ مِنَ الْمَسَائِلِ مَا شَاءَ، وَإِنَّهَا وَالسُّنَنَ الْمَأْثُورَةِ ضِدَّانِ، فَإِنْ قُلِبَ عَلَيْهِ إِسْنَادُ حَدِيثٍ تَحَيَّرَ فِيهِ تَحَيُّرَ الْمَفْتُونِ، وَصَارَ كَالْحِمَارِ فِي الطَّاحُونِ، وَإِنْ شَاهِدَ الْمُذَاكَرَةَ سَمِعَ مَا لَيْسَ فِي وُسْعِهِ الْجَرَيَانِ فِيهِ، فَلَجَأَ إِلَى الْإِزْرَاءِ بِفُرْسَانِهِ، وَاعْتَصَمَ بِالطَّعْنِ عَلَى الرَّاكِضِينَ فِي مَيْدَانِهِ، وَلَوْ عَرَفَ الطَّاعِنُ عَلَى أَهْلِ الرِّحْلَةِ مِقْدَارَ لَذَّةِ الرَّاحِلِ فِي رِحْلَتِهِ، وَنَشَاطَهُ عِنْدَ فُصُولِهِ مِنْ وَطَنِهِ، وَاسْتِلْذَاذَ جَمِيعِ جَوَارِحِهِ عِنْدَ تَصَرُّفِ لَحَظَاتِهِ فِي الْمَنَاهِلِ وَالْمَنَازِلِ، وَالْبُطْنَانِ وَالظَّوَاهِرُ، وَالنَّظَرُ إِلَى دَسَاكِرِ الْأَقْطَارِ وَغِيَاضِهَا، وَحَدَائِقِهَا وَرِيَاضِهَا، وَتَصَفُّحُ الْوُجُوهِ، وَاسْتِمَاعُ النَّغَمْ، وَمُشَاهَدةُ مَا لَمْ يُرَ مِنْ عَجَائِبِ الْبُلْدَانِ، وَاخْتِلَافِ الْأَلْسِنَةِ وَالْأَلْوَانِ، وَالِاسْتِرَاحَةِ فِي أَفْيَاءِ الْحِيطَانِ، وَظِلَالِ الْغِيطَانِ، وَالْأَكْلُ فِي الْمَسَاجِدِ، وَالشُّرْبُ مِنَ الْأَدْوِيَةِ، وَالنَّوْمُ حَيْثُ يُدْرِكُهُ اللَّيْلُ، وَاسْتِصْحَابُ مَنْ يُحِبُّ فِي ذَاتِ اللَّهِ بِسُقُوطِ الْحِشْمَةِ، وَتَرْكِ التَّصَنُّعِ، وَكُنْهَ مَا يَصِلُ إِلَى قَلْبِهِ مِنَ السُّرُورِ عَنْ ظَفَرِهِ بِبُغْيَتِهِ، وَوُصُولِهِ إِلَى مَقْصَدِهِ، وَهُجُومِهِ عَلَى الْمَجْلِسِ الَّذِي شَمَّرَ لَهُ، وَقَطَعَ الشُّقَّةَ إِلَيْهِ لَعِلْمِ أَنَّ لَذَّاتِ الدُّنْيَا مَجْمُوعَةٌ فِي مَحَاسِنِ تِلْكَ الْمَشَاهِدِ، وَحَلَاوَةِ تِلْكَ الْمَنَاظِرِ، وَاقْتِنَاءِ تِلْكَ الْفَوَائِدِ، الَّتِي هِيَ عِنْدَ أَهْلِهَا أَبْهَى مِنْ زَهْرِ الرَّبِيعِ، وَأَحْلَى مِنْ صَوْتِ الْمَزَامِيرِ، وَأَنْفَسُ مِنْ ذَخَائِرِ الْعِقْيَانِ، مِنْ حَيْثُ حُرِمَهَا هُوَ وَأَشْبَاهُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 بِمُنَازَلَةِ الْخُصُومِ، وَقَصْدِ الْأَبْوَابِ، وَالتَّخَادُمِ لِلْأَغْتَامِ، مَقْصُورُ الْهِمَّةِ عَلَى حُضُورِ مَجْلِسٍ يَتَوَجَّهُ عِنْدَ صَاحِبِهِ، وَمَصْرُوفُ الْخَاطِرِ إِلَى خُطْبَةِ عَمَلٍ يَتَقَلَّبُ فِي أَوْسَاخِهِ، مَحْجُوبًا مَرَّةً وَمُسْتَخِفًّا بِهِ أُخْرَى يَرُوحُ مُتَحَسِّرًا عَلَى الْفَائِتِ، وَيَغْدُو مُغْتَاظًا لِحُظْوَةِ مَنْ يُنَاوِئُهُ عِنْدَ مَنْ يَرْتَجِيهِ، وَلَا يَزَالُ فِي كَدِّ التَّصَنُّعِ وَذُلِّ الْخِدْمَةِ، وَحَسَرَاتِ الْفَائِتِ، حَتَّى تَأْتِيهِ مَنِيَّتُهُ، فَتَخْتَطِفُهُ وَتَحُولُ بَيْنَهُ بَيْنَ مَا يُؤَمِّلُهُ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ وَلَوْلَا عِنَايَةُ الطَّالِبِ بِضَبْطِ الشَّرِيعَةِ وَجَمْعِهَا، وَاسْتِنْبَاطِهَا مِنْ مَعَادِنِهَا لَمْ يَتَصَدَّرْ هُوَ وَأَصْحَابُهُ إِلَى السَّوَارِي، وَلَا عَقَدَ أَهْلِ الْفُتْيَا مَجَالِسَهُمْ فِي الْمَسَائِلِ الَّتِي هِيَ مُبَيِّنَةٌ مِنَ السُّنَنِ الْمَنْقُولَةِ، وَمُسْتَخْرَجَةٌ مِنَ الْآثَارِ الْمَرْوِيَّةٍ، وَقَدْ قُلْنَا فِي فَضْلِ الدِّرَايَةِ إِذَا اقْتَرَنَتْ بِالرِّوَايَةِ، مَا أَغْنَى وَكَفَى، وَلَيْسَ الْعَمَلُ عَلَى تَشْقِيقِ الْخُطَبِ، وَالْبَلَاغَةِ فِي الْكَلَامِ، وَمَنْ عَدَّ كَلَامَهُ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ إِلَّا فِيمَا يَعْنِيهِ، وَلَوْ كَانَ التَّبَالُغُ فِي الْكَلَامِ دَرَكًا، يَبْلُغُ بِهِ مِنْ رَامٍ أَنْ يَضَعَ مِنْ شَيْءٍ أَوْ يَرْفَعَ مِنْهُ، كَانَ مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ صَاحِبَ الْمَوَاقِفِ وَالْأَوْصَافِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 وَقَالَ فِيمَا أَخْبَرَنِي بِهِ مَكِّيُّ بْنُ بُنْدَارٍ الزَّنْجَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَهْدِ اللَّهِ بْنِ دِيزُوَيهِ الْمُقْرِئُ الزَّنْجَانِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبُ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: كَانَ أَبِي يَصِفُ أَهْلَ الْقُرْآنِ، وَأَصْحَابَ الْحَدِيثِ فِي مَجْلِسٍ فَيَقُولُ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمُنْعِمُ الْمَنَّانُ، مُظْهِرُ الْإِسْلَامَ عَلَى كُلِّ الْأَدْيَانِ، وَحَافَظَ الْقُرْآنِ مِنَ الزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ، وَمَانِعَهُ مِنْ مَكَائِدِ الشَّيْطَانِ، وَتَحْرِيفِ أَهْلِ الزَّيْغِ وَالْكُفْرَانِ، وَذَكَرَ كَلَامًا فِي ذِكْرِ الْقُرْآنِ طَوِيلًا، ثُمَّ قَالَ: وَوَكَلَ بِالْآثَارِ الْمُفَسِّرَةِ لِلْقُرْآنِ وَالسُّنَنِ الْقَوِيَّةِ الْأَرْكَانِ، عِصَابَةً مُنْتَخِبَةً، وَفَّقَهُمْ لِطَلَابِهَا وَكِتَابِهَا، وَقَوَّاهُمْ عَلَى رِعَايَتِهَا وَحِرَاسَتِهَا، وَحَبَّبَ إِلَيْهِمْ قِرَاءَتَهَا وَدِرَاسَتَهَا، وَهَوَّنْ عَلَيْهِمُ الدَّأَبَ وَالْكَلَالَ، وَالْحِلَّ وَالتِّرْحَالَ، وَبَذْلَ النَّفْسِ مَعَ الْأَمْوَالِ، وَرُكُوبَ الْمَخُوفِ مِنَ الْأَهْوَالِ، فَهُمْ يَرْحَلُونَ مِنْ بِلَادٍ إِلَى بِلَادٍ، خَائِضِينَ فِي الْعِلْمِ كُلَّ وَادٍ، شُعْثَ الرُّءُوسِ، خُلْقَانَ الثِّيَابِ، خُمُصَ الْبُطُونِ، ذُبُلَ الشِّفَاهِ، شُحْبَ الْأَلْوَانِ، نُحْلَ الْأَبْدَانِ، قَدْ جَعَلُوا لَهُمْ هَمًّا وَاحِدًا، وَرَضُوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 بِالْعِلْمِ دَلِيلًا وَرَائِدًا لَا يَقْطَعُهُمْ عَنْهُ جُوعٌ وَلَا ظَمَأٌ، وَلَا يَمَلُّهُمْ مِنْهُ صَيْفٌ وَلَا شِتَاءٌ، مَائِزِينَ الْأَثَرَ: صَحِيحَهُ مِنْ سَقِيمِهِ، وَقَوِيَّهُ مِنْ ضَعِيفِهِ، بِأَلْبَابٍ حَازِمَةٍ، وَآرَاءٍ ثَاقِبَةٍ، وَقُلُوبٍ لِلْحَقِّ وَاعِيَةٍ، فَأَمِنَتْ تَمْوِيهِ الْمُمَوِّهِينَ، وَاخْتِرَاعَ الْمُلْحِدِينَ، وَافْتِرَاءَ الْكَاذِبِينَ، فَلَوْ رَأَيْتُهُمْ فِي لَيْلِهِمْ، وَقَدِ انْتَصَبُوا لِنَسْخِ مَا سَمِعُوا، وَتَصْحِيحِ مَا جَمَعُوا، هَاجِرِينَ الْفُرُشَ الْوَطِيَّ، وَالْمَضْجَعَ الشَّهِيَّ، قَدْ غَشِيَهُمُ النُّعَاسُ فَأَنَامَهُمْ، وَتَسَاقَطَتْ مِنْ أَكُفِّهِمْ أَقْلَامُهُمْ، فَانْتَبَهُوا مَذْعُورِينَ قَدْ أَوَجَعَ الْكَدُّ أَصْلَابَهُمْ، وَتِيهُ السَّهَرِ أَلْبَابَهُمْ، فَتَمَطُّوا لِيُرِيحُوا الْأَبْدَانَ، وَتَحَوَّلُوا لَيَفْقِدُوا النَّوْمَ مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ، وَدَلَّكُوا بِأَيْدِيهِمْ عُيُونَهُمْ، ثُمَّ عَادُوا إِلَى الْكِتَابَةِ حِرْصًا عَلَيْهَا، وَمَيْلًا بِأَهْوَائِهِمْ إِلَيْهَا لَعَلِمْتَ أَنَّهُمْ حَرَسُ الْإِسْلَامِ وَخُزَّانُ الْمَلِكِ الْعَلَّامِ، فَإِذَا قَضَوْا مِنْ بَعْضِ مَا رَامُوا أَوْطَارَهُمْ، انْصَرَفُوا قَاصِدِينَ دِيَارَهُمْ، فَلَزِمُوا الْمَسَاجِدَ، وَعَمَّرُوا الْمَشَاهِدَ، لَابِسِينَ ثَوْبَ الْخُضُوعِ، مُسَالِمِينَ وَمُسْلِمِينَ، يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا، لَا يُؤْذُونَ جَارًا، وَلَا يُقَارِفُونَ عَارًا، حَتَّى إِذَا زَاغَ زَائِغُ، أَوْ مَرَقَ فِي الدِّينِ مَارِقٌ، خَرَجُوا خُرُوجَ الْأَسَدِ مِنَ الْآجَامِ، يُنَاضِلُونَ عَنْ مَعَالِمِ الْإِسْلَامِ" فِي كَلَامٍ غَيْرِ هَذَا فِي ذِكْرِهِمْ يَطُولُ وَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ الْمُحَدِّثِينَ: [البحر الكامل] وَلَقَدْ غَدَوْتُ عَلَى الْمُحَدِّثِ آنِفًا ... فَإِذَا بِحَضْرَتِهِ ظِبَاءٌ رُتَّعُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 يَتَجَاذَبُونَ الْحِبْرَ مِنْ مَلْمُومَةٍ ... بَيْضَاءَ تَحْمِلُهَا عَلَائِقُ أَرْبَعُ مِنْ خَالِصِ الْبَلُّورِ غُيِّرَ لَوْنُهَا ... فَكَأَنَّهَا سَبَجٌ يَلُوحُ فَيَلْمَعُ فَمَتَى أَمَالُوهَا لِرَشْفٍ رَضَابِهَا ... أَدَاهُ فُوهَا وَهِيَ لَا تَتَمَنَّعُ فَكَأَنَّهَا قَلْبِي يَضِنُّ بِسِرِّهِ ... أَبَدًا وَيَكْتُمُ كُلَّ مَا يُسْتَوْدَعُ يَمْتَاحُهَا مَاضِي الشِّبَاةِ مُذْلِقُ ... يَجْرِي بِمَيْدَانِ الطُّرُوسِ فَيُسْرِعُ فَكَأَنَّهُ وَالْحِبْرُ يَخْضِبُ رَأْسَهُ ... شَيْخٌ لِوَصْلِ خَرِيدَةٍ يَتَصَنَّعُ أَلَا أُلَاحِظُهُ بِعَيْنِ جَلَالَةٍ ... وَبِهِ إِلَى اللَّهِ الصَّحَائِفُ تُرْفَعُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الرَّاسِبِيُّ، ثَنَا بُنْدَارٌ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: «إِنْ كُنْتَ لَأَسِيرُ ثَلَاثًا فِي الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 حَدَّثَنَا الرَّاسِبِيُّ، ثَنَا بُنْدَارٌ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: «أَقَمْتُ بِالْمَدِينَةِ مَا لِي بِهَا حَاجَةٌ إِلَّا رَجُلٌ عِنْدَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ لِأَسْمَعَهُ مِنْهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 حَدَّثَنَا ابْنُ بَهَانَ، ثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، ثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ الْعُكْلِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو مَعْشَرٍ الْكُوفِيُّ: " خَرَجْتُ مِنَ الْكُوفَةِ إِلَيْكَ إِلَى الْبَصْرَةِ فِي حَدِيثٍ بَلَغَنِي عَنْكَ، قَالَ: فَحَدَّثْتُهُ بِهِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 حَدَّثَنَا ابْنُ بَهَانَ، ثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، ثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثَنَا سُنَيْنُ بْنُ فَرْقَدٍ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ الْقَسْمَلِيِّ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ مُخَلَّدٍ: «أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ خَرَجَ إِلَيْهِ إِلَى مِصْرَ فِي حَدِيثٍ بَلَغَهُ عَنْهُ، فَسَأَلَهُ عَنْهُ، فَأَخْبَرَهُ بِهِ، ثُمَّ رَجَعَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 حَدَّثَنَا ابْنُ بَهَانَ، ثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، ثَنَا الْعُكْلِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ، ثَنَا بَعْضُ أَشْيَاخِنَا: " أَنَّ الشَّعْبِيَّ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ فِي ثَلَاثَةِ أَحَادِيثَ ذُكِرَتْ لَهُ، فَقَالَ: لِعَلِيِّ أَلْقَى رَجُلًا لَقِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْغَزَّاءُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَبَلَةَ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: زَعَمَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ الطَّائِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: «لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ أَطْلَبُ لِلْعِلْمِ فِي أُفُقٍ مِنَ الْآفَاقِ مِنْ مَسْرُوقٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 أَبْيَاتُ شِعْرٍ فِي الرِّحْلَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي شُجَاعٍ الْبَلْخِيُّ، فِيمَا اسْتَأْذَنْتُهُ فِي رِوَايَتِهِ عَنْهُ بِالْكُوفَةِ، فَأَذِنَ لِي، وَكَانَ فِيمَا أَمْلَاهُ بِرَامَهُرْمُزَ قَدِيمًا أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الصَّبَّاحِ الْجَرْجَرَائِيَّ، أَخْبَرَهُمْ أَنَّ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ الْحَطِيمُ، قَالَ فِي سُفْيَانِ بْنِ عُيَيْنَةَ وَكَانَ مَعَ هَارُونَ: [البحر البسيط] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 سِيرِي نَجَاءَ وَقَاكِ اللَّهُ مِنْ عَطَبٍ ... حَتَّى تُلَاقِي بَعْدَ الْبَيْتِ سُفْيَانَا شَيْخُ الْأَنَامِ وَمَنْ جَلَّتْ مَنَاقِبُهُ ... لَاقَى الرِّجَالَ وَحَازَ الْعِلْمَ أَزْمَانَا حَوَى الْبَيَانَ وَفَهْمًا عَالِيًا عَجَبَا ... إِذَا يَنُصُّ حَدِيثًا نَصَّ بُرْهَانَا قَدْ زَانَهُ اللَّهُ أَنْ دَانَ الرِّجَالُ لَهُ ... فَقَدْ يَرَاهُ رُوَاةُ الْعِلْمِ رَيْحَانَا تَرَى الْكُهُولَ جَمِيعًا عِنْدَ مَشْهَدِهِ ... مُسْتَنْصِتِينَ وَشِيخَانًا وَشُبَّانَا يَضُمُّ عَمْرًا إِلَى الزُّهْرِيِّ يُسْنِدُهُ ... وَبَعْدَ عُمَرَ إِلَى الزُّهْرِيِّ صَفْوَانَا [ص: 226] وَعَبْدَةَ وَعُبَيْدَ اللَّهِ ضَمَّهُمَا ... وَابْنَ السَّبِيعِيِّ أَيْضًا وَابْنَ جَدْعَانَا فَعَنْهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ يُوسِعُنَا ... عِلْمًا وَحِكَمًا وَتَأْوِيلًا وَتِبْيَانَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَوَّابُ الْأَنْصَارِيُّ، أَنْبَأَ أَبُو الْفَضْلِ الرِّيَاشِيُّ، أَنَّ الْأَصْمَعِيَ قَالَ فِي سُفْيَانِ بْنِ عُيَيْنَةَ يُرْثِيهِ: [البحر البسيط] لِيَبْكِ سُفْيَانَ بَاغِي سُنَّةٍ دُرِسَتْ ... وَمُسْتِبِينُ أَثَارَاتٍ وَآثَارِ وَمُبْتَغِي قُرْبَ إِسْنَادٍ وَمَوْعِظَةً ... وَوَاقِفِيُّونَ مِنْ طَارٍ وَمِنْ سَارِي أَمْسَتْ مَنَازِلُهُ وَحْشًا مُعَطَّلَةً ... مِنْ قَاطِنِينَ وَحُجَّاجٍ وَعُمَّارِ فَالشِّعْبُ شِعْبٌ عَلَى بُعْدِ بَهْجَتِهِ ... قَدْ ظَلَّ مِنْهُ خَلَاءً مُوحِشَ الدَّارِ مَنْ لِلْحَدِيثِ عَنِ الزُّهْرِيِّ يُسْنِدُهُ ... وَلِلْأَحَادِيثَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارِ مَا قَامَ مِنْ بَعْدِهِ، مَنْ قَالَ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ ... فِي أَهْلِ بَدْو أَوْ بِإِحْضَارِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 226 وَقَدْ أُرَاهُ قَرِيبًا مِنْ ثَلَاثِ مِنًى ... قَدْ حَفَّ مَجْلِسَهُ مِنْ كُلِّ أَقْطَارِ بَنُو الْمَحَابِرِ وَالْأَقْلَامِ مُرْهِفَةٌ ... وَسَمَا سِمَاتٍ فَرَاهَا كُلُّ نَجَّارِ وَأَنْشَدَنِي شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ بَابْسِيرَ فِي مَجْلِسِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْبُرِّيِّ، لِرَجُلٍ وَفَدَ إِلَى يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ مِنْ حَرَّانَ فِي شِعْرٍ لَهُ: [البحر البسيط] أَقْبَلْتُ أَهْوِي عَلَى حَيْزُومِ طَاوِيَةٍ ... فِي لُجَّةِ الْيَمِّ لَا أَلْوِي عَلَى سَكَنِ حَتَّى أَتَيْتُ إِمَامَ النَّاسِ كُلِّهِمْ ... فِي الدِّينِ وَالْعِلْمِ وَالْآثَارِ وَالسُّنَنِ أَبْغِي بِهِ اللَّهَ لَا الدُّنْيَا وُزُخْرُفَهَا ... وَمَنْ تَغَنَّى بِدَيْنِ اللَّهِ لَا يَهِنُ [ص: 228] يَا لَذَّةَ الْعَيْشِ لَمَّا قُلْتَ حَدَّثَنَا ... عَوْفٌ وَبِشْرٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ وَالْحَسَنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 الرَّاحِلُونَ الَّذِينَ جَمَعُوا بَيْنَ الْأَقْطَارِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 الطَّبَقَةُ الْأُولَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، جَمَعَ بَيْنَ الْيَمَنِ وَالْعِرَاقِ وَمِصْرَ وَالْجَزِيرَةِ وَالشَّامِ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، جَمَعَ بَيْنَ الْعِرَاقِ، وَخُرَاسَانَ، وَمِصْرَ وَالشَّامِ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، جَمَعَ بَيْنَ الْعِرَاقِ وَالرَّيِّ وَالْجَزِيرَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ أَسَدُ بْنُ مُوسَى، جَمَعَ بَيْنَ الْعِرَاقِ وَمِصْرَ وَالشَّامِ الْمُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، جَمَعَ بَيْنَ الْعِرَاقِ وَمِصْرَ وَالشَّامِ آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسَ، جَمَعَ بَيْنَ الْعِرَاقِ وَالشَّامِ يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، جَمَعَ بَيْنَ الْعِرَاقِ وَالْيَمَنِ وَالشَّامِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 الطَّبَقَةُ الثَّالِثَةُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، جَمَعَ بَيْنَ الْعِرَاقِ وَالْيَمَنِ وَالْجَزِيرَةِ وَالشَّامِ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، جَمَعَ بَيْنَ الْعِرَاقِ وَالْيَمَنِ وَالْجَزِيرَةِ وَالشَّامِ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، جَمَعَ بَيْنَ الْعِرَاقِ وَالْجَزِيرَةِ وَمِصْرَ وَالشَّامِ عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ الْبُرِّيِّ، جَمَعَ بَيْنَ الْعِرَاقِ وَالْيَمَنِ، وَأَحْسِبُهُ دَخَلَ الشَّامَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، جَمَعَ بَيْنَ الْعِرَاقِ وَالْيَمَنِ وَمِصْرَ وَالشَّامِ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى الْخُرَاسَانِيُّ، جَمَعَ بَيْنَ الْعِرَاقِ وَالْيَمَامَةِ وَمِصْرَ وَالشَّامِ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ، جَمَعَ بَيْنَ الْيَمَنِ وَالْعِرَاقِ وَمِصْرَ أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، جَمَعَ بَيْنَ الْعِرَاقِ وَالْجَزِيرَةِ وَالشَّامِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 230 الطَّبَقَةُ الرَّابِعَةُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ، جَمَعَ بَيْنَ الْعِرَاقِ وَمِصْرَ وَالْيَمَنِ وَالشَّامِ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ وَأَبُو حَاتِمٍ، جَمَعَا بَيْنَ الْعِرَاقِ وَالْحِجَازِ وَالْجَزِيرَةِ وَالشَّامِ أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ الْأَصْبَهَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، جَمَعَا بَيْنَ الْعِرَاقِ وَالْيَمَنِ وَمِصْرَ وَالشَّامِ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، جَمَعَ بَيْنَ الْعِرَاقِ وَالْجَزِيرَةِ وَمِصْرَ وَالشَّامِ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، جَمَعَ بَيْنَ الْعِرَاقِ وَالْحِجَازِ وَمِصْرَ وَالشَّامِ [ص: 231] أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، جَمَعَ بَيْنَ الْعِرَاقِ وَمِصْرَ وَالشَّامِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْهَمَذَانِيُّ دِيزِيلُ، جَمَعَ بَيْنَ الْعِرَاقِ وَمِصْرَ وَالشَّامِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 230 الطَّبَقَةُ الْخَامِسَةُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 الَّذِينَ جَمَعُوا بَيْنَ الْأَقْطَارِ مُوسَى بْنُ هَارُونَ، الْمَعْمَرِيُّ، الْفِرْيَابِيُّ، الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَبْدَانُ، الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، مُحَمَّدُ بْنُ خُزَيْمَةَ، ابْنُ صَاعِدَ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ، أَبُو عَرُوبَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ الْحَرَّانِيُّ، ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ، مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرٍ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْجَوْصَاءِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 الَّذِينَ قَصَدُوا نَاحِيَةً وَاحِدَةً لِلِقَاءِ مَنْ بِهَا رَحَلَ ابْنُ شِهَابٍ إِلَى الشَّامِ، إِلَى عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، وَابْنِ مُحَيْرِيزٍ وَابْنِ حَيْوَةَ رَحَلَ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ إِلَى الْمَدِينَةِ لِلِقَاءِ مَنْ بِهَا مِنْ أَوْلَادِ الصَّحَابَةِ رَحَلَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ يَعْنِي إِلَى الْكُوفَةِ، فَلَقِيَ بِهَا عُبَيْدَةَ وَعَلْقَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى رَحَلَ الْأَوْزَاعِيُّ إِلَى يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ بِالْيَمَامَةِ وَدَخَلَ الْبَصْرَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 رَحَلَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ إِلَى الْيَمَنِ، ثُمَّ دَخَلَ الْبَصْرَةَ رَحَلَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ إِلَى الْأَوْزَاعِيِّ بِالشَّامِ رَحَلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ إِلَى مَالِكٍ بِالْمَدِينَةِ، ثُمَّ دَخَلَ الْعِرَاقَ رَحَلَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ إِلَى عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ وَخَصِيفٍ رَحَلَ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ إِلَى الزُّهْرِيِّ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِالشَّامِ رَحَلَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ مِنْ حِمْصَ إِلَى الْعِرَاقِ رَحَلَ مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيَّانِ مِنَ الْجَزِيرَةِ إِلَى الْعِرَاقِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 الرَّاحِلُونَ مِنَ الْبَصْرَةِ إِلَى الْكُوفَةِ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ إِلَى عَلْقَمَةَ وَعُبَيْدَةَ، حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ إِلَى أَبِي الْأَحْوَصِ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ لَقِيَ بِهَا جَمَاعَةً مِنَ التَّابِعِينَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ إِلَى أَبِي وَائِلٍ وَالشَّعْبِيِّ وَالنَّخَعِيِّ وَمُسْلِمٍ الْبَطِينِ شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ وَأَبُو عَوَانَةَ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ إِلَى الْأَعْمَشِ وَأَبِي إِسْحَاقَ وَغَيْرِهِمَا، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ثُمَّ رَحَلَ عَنْهُمَا إِلَى مِصْرَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَسَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، وَمُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ، وَخَالِدُ بْنُ الْحَرْثِ، وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ وَالْحَنَفِيُّونَ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَمْرٍو أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ رَحَلُوا جَمِيعًا إِلَى الْكُوفَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 الرَّاحِلُونَ مِنَ الْكُوفَةِ إِلَى الْبَصْرَةِ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، ثُمَّ رَحَلَ عَنْهَا إِلَى الْيَمَنِ، شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، ثُمَّ رَحَلَ عَنْهَا إِلَى الْمَدِينَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 وَمِنْ أَهْلِ وَاسِطٍ الَّذِينَ رَحَلُوا إِلَى الْبَصْرَةِ هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُزَنِيُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 الرَّاحِلُونَ مِنْ خُرَاسَانَ إِلَى الْعِرَاقِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، وَأَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، وَخَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ، وَأَبُو تُمَيْلَةَ يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 مَنْ لَا يَرَى الرِّحْلَةَ وَالتَّعَالِي فِي الْإِسْنَادِ إِذَا حَصَلَ لَهُ الْحَدِيثُ مَسْمُوعًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّرَّاجُ، أَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، أنا زَائِدَةُ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً، وَكَانَتْ عِنْدِي بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلْتُ رَجُلًا، فَسَأَلَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: «إِذَا رَأَيْتَ الْمَذْيَ، فَتَوَضَّأْ وَاغْسِلْ ذَكَرَكَ، وَإِذَا رَأَيْتَ نَضْحَ الْمَاءِ فَاغْتَسِلْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثَنَا يَحْيَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَبِيدَةَ: سَلْ عَلِيًّا عَنِ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: كُنَّا نُرَاهَا الْفَجْرَ [ص: 235] حَتَّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَ الْأَحْزَابِ: «شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى، صَلَاةِ الْعَصْرِ، مَلَأَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَأَجْوَافَهُمْ نَارًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَهْلٍ الْعَدَوِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْأَزْهَرِ الرَّازِيُّ، ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ثَنَا الْعَقَارُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِيهِ حَدِيثًا فَلَمْ أَحْفَظْهُ، فَمَكَثْتُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَأَمَرْتُ حَسَّانَ بْنَ أَبِي وَجْزَةَ مَوْلًى لِقُرَيْشٍ أَنْ يَسْأَلَهُ لِي، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ سَأَلَهُ، فَقَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا تَوَكَّلَ مَنِ اكْتَوَى أَوِ اسْتَرْقَى» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ رَوَاحَةَ الْعَدَوِيُّ، ثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: «لَيْسَ كُلُّنَا كَانَ يَسْمَعُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ لَنَا ضَيْعَةٌ وَأَشْغَالٌ، وَلَكِنِ النَّاسُ لَمْ يَكُونُوا يَكْذِبُونَ يَوْمَئِذٍ، فَيُحَدِّثُ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: «كُنَّا فِي مَجْلِسِ أَيُّوبَ نَسْمَعُ رَجُلًا يُحَدِّثُنَا عَنْ أَيُّوبَ، فَنَسْمَعُهُ مِنْهُ، وَلَا نَسْأَلُ أَيُّوبَ عَنْهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنَخَّلِ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: قِيلَ لِلثَّوْرِيِّ: " مَا لَكَ لَمْ تَرْحَلْ إِلَى الزُّهْرِيِّ؟ قَالَ: لَمْ تَكُنْ عِنْدِي دَرَاهِمُ، وَلَكِنْ قَدْ كَفَانَا مَعْمَرٌ الزُّهْرِيَّ، وَكَفَانَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَطَاءَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: «لَا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يَطْلُبِ الْإِسْنَادَ» يَعْنِي التَّعَالِي فِيهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ بْنِ عِيسَى، ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ نَصْرٍ الْمُخَرِّمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يَقُولُ: «كَانَ زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ إِذَا حَدَّثَكَ حَدِيثًا، لَمْ يَضُرَّكَ أَلَّا تَسْمَعْهُ مِنَ الَّذِي حَدَّثَ بِهِ عَنْهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا، ثَنَا عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ السَّيَّارِيُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَهُوَ شَاكٍ فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي بِحَدِيثِ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ [ص: 237] فَقَالَ: يَا بُنَيَّ سَأَلْتُ غَيْلَانَ بْنَ جَرِيرٍ وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ، وَلَكِنِّي حَدَّثَنِي أَيُّوبُ، قُلْتُ: حَدَّثَنِي بِهِ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ رِيَاحٍ الْقَيْسِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا، لَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا، وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ فَلَيْسَ مِنْ أُمَّتِي، وَمَنْ خَرَجَ تَحْتَ رَايَةٍ رُعْمَيَّةٍ، لِيُقَاتِلَ لِعَصَبِيَّةٍ أَوْ يَغْضَبُ لِعَصَبِيَّةٍ أَوْ يَنْتَصِرَ لِعَصَبِيَّةٍ، فَقُتِلَ فَقِتْلَتُهُ جَاهِلِيَّةٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 الْقَوْلُ فِي فَضْلِ مَنْ جَمَعَ بَيْنَ الرِّوَايَةِ وَالدِّرَايَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 حَدَّثَنِي صُحَيْبٌ لَنَا كَانَ مَعَنَا يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْهَرَوِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ خُزَيْمَةَ النَّيْسَابُورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هَاشِمٍ الطُّوسِيُّ يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ وَكِيعٍ فَقَالَ: " الْأَعْمَشُ أَحَبُّ إِلَيْكُمْ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَوْ سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ؟ فَقُلْنَا: الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ أَقْرَبُ فَقَالَ: الْأَعْمَشُ شَيْخٌ وَأَبُو وَائِلٍ شَيْخٌ، وَسُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، فَقِيهٌ عَنْ فَقِيهٍ عَنْ فَقِيهٍ عَنْ فَقِيهٍ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَهْلٍ الْعَدَوِيُّ، مِنْ أَهْلِ رَامَهُرْمُزَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْأَزْهَرِ الرَّازِيُّ، ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي: " كَيْفَ تَأْتِي عَلْقَمَةَ، وَتَدَعُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ لِأَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَفْتُونَهُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ بَهَانَ، ثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ [ص: 239] إِدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: قِيلَ لَهُ: أَدْرَكْتَ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ، وَتَرَكْتَهُمْ وَرَجَعْتَ إِلَى هَذَا الْغُلَامِ قَالَ: «أَدْرَكْتُ سَبْعِينَ شَيْخًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَدَارَءُونَ فِي الْأَمْرِ، فَيَرْجِعُونَ إِلَى قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ» وَحَدَّثَنِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْغَزَّاءُ، ثَنَا أَبُو حُمَيْدٍ الْمِصِّيصِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ الْقُدَامِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: قِيلَ لِطَاوُسٍ فَذَكَرَ نَحْوَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْخَثْعَمِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ يَأْذَنُ لِأَهْلِ بَدْرٍ، وَيَأْذَنُ لِي مَعَهُمْ، فَوَجَدَ بَعْضُهُمْ مِنْ ذَلِكَ وَقَالُوا: يَأْذَنُ لِهَذَا الْفَتَى مَعَنَا وَمِنْ أَبْنَائِنَا مَنْ هُوَ مِثْلُهُ؟ قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرُ، فَقَالَ لَهُمْ: " إِنَّهُ مِمَّنْ قَدْ عَلِمْتُمْ أَوْ مِنْ حَيْثُ عَلِمْتُمْ وَقَالَ لَهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ: وَأَذِنَ لِي مَعَهُمْ، ثُمَّ سَأَلَهُمْ عَنْ تَفْسِيرِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، فَقَالُوا: أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ إِذَا فَتَحَ عَلَيْهِ أَنْ يَسْتَغْفِرَ وَأَنْ يَتُوبَ، فَقَالَ عُمَرُ لِي: مَا تَقُولُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؟ قُلْتُ: لَيْسَ كَمَا قَالُوا قَالَ: فَقُلْ قُلْتُ: الْفَتْحُ فَتْحُ مَكَّةَ، أَعْلَمَ اللَّهُ نَبِيَّهَ إِذَا فَتْحَ عَلَيْهِ مَكَّةَ، وَرَأَى النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا أَنْ يُسَبِّحَهَ وَيَسْتَغْفِرَهُ، وَأَعْلَمَهُ مَوْتَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: تَلُومُونَنِي عَلَيْهِ بَعْدَ هَذَا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ التُّسْتَرِيُّ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَوَّاسٍ، حَدَّثَنَا نَوْفَلٌ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ الْمُبَارَكِ، فَحَدَّثَنَا عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ: " أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَأْخُذَ مِنَ الْمُخْتَلِعَةِ كُلَّ مَا أَعْطَاهَا، فَقَالَ رَجُلٌ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَأْخُذَ مِنَ الْمُخْتَلِعَةِ أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَاهَا " فَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: إِنَّ قَيْسًا لَمْ يَكُنْ يُفَرِّقْ بَيْنَ كُلِّ وَأَكْثَرَ، فَاطْلُبْ لِسُفْيَانَ قَرْنًا وَلَنْ تَجِدْ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثَنَا أَبُو حَفْصٍ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلًا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ امْرَأَتِي لَا تَدَعْ يَدَ لَامِسٍ قَالَ: «طَلِّقْهَا» ، قَالَ: إِنَّهَا حَسْنَاءُ، وَإِنِّي أَخْشَى عَلَى نَفْسِي، قَالَ: «أَمْسِكْهَا» قَالَ أَبُو حَفْصٍ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ فَأَنْكَرَهُ، وَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ مُرْسَلٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَكَانَ إِلَى جَنْبِهِ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثَنَا هَارُونُ بْنُ رِئَابٍ وَعَبْدُ الْكَرِيمِ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ أَحَدُهُمَا، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: أَبُو دَاوُدَ لَا يُفَرِّقُ بَيْنَ هَذَيْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْبُخَارِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ، ثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: " أَيْنَ ابْنُ عُيَيْنَةَ مِنَ الثَّوْرِيِّ؟ فَقَالَ: عِنْدَ ابْنِ عُيَيْنَةَ مِنْ مِعْرِفَتِهِ بِالْقُرْآنِ، وَتَفْسِيرِ الْحَدِيثِ، وَغَوصِهِ عَلَى حُرُوفٍ مُتَفَرِّقَةٍ يَجْمَعُهَا مَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَ الثَّوْرِيِّ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ بَهَانَ، ثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، ثَنَا حَفْصٌ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: أَتَيْتُ شُرَيْحًا، فَكُنْتُ أُجَالِسُهُ فِي مَجْلِسِ الْقَضَاءِ، فَاشْتَبَهَ عَلَيْهِ يَوْمًا فِي قَضِيَّةٍ، فَأَرْسَلَ إِلَى عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، فَسَأَلَهُ فَقُلْتُ: «هَاهُنَا مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْ شُرَيْحٍ، فَأَتَيْتُهُ وَتَرَكْتُ شُرَيْحًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ سُهَيْلٍ الْفَقِيهُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ [ص: 242] : سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، وَقَدْ قَالَ لِابْنَيْ أُخْتِهِ، أَبِي بَكْرٍ وَإِسْمَاعِيلَ ابْنَيْ أَبِي أُوَيْسٍ: «أُرَاكُمَا تُحِبَّانِ هَذَا الشَّأْنَ، وَتَطْلُبَانِهِ» يَعْنِي الْحَدِيثَ قَالَا: نَعَمْ قَالَ: «إِنْ أَحْبَبْتُمَا أَنْ تَنْتَفِعَا وَيَنْفَعُ اللَّهُ بِكُمَا، فَأَقِلَّا مِنْهُ، وَتَفَقَّهَا» وَنَزَلَ ابْنُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ مِنْ فَوْقٍ، وَمَعَهُ حَمَامٌ قَدْ غَطَّاهُ قَالَ: فَعَلِمَ مَالِكٌ أَنَّهُ قَدْ فَهِمَهُ النَّاسُ فَقَالَ: «الْأَدَبُ أَدَبُ اللَّهِ، لَا أَدَبَ الْآبَاءِ وَالْأُمَّهَاتِ، وَالْخَيْرُ خَيْرُ اللَّهِ، لَا خَيْرَ الْآبَاءِ وَالْأُمَّهَاتِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَازِنِيُّ، ثَنَا هَارُونُ الْفَرَوِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ يَدْخُلُ وَيَخْرُجُ، وَلَا يَجْلِسُ مَعَنَا عِنْدَ أَبِيهِ، فَكَانَ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهِ أَبُوهُ يَقُولُ: «هَاهْ إِنَّ مِمَّا يُطَيِّبُ نَفْسِي أَنَّ هَذَا الْعِلْمَ لَا يُورَثُ، وَأَنَّ أَحَدًا لَمْ يَخْلُفْ أَبَاهُ فِي مَجْلِسِهِ إِلَّا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْفَرَجِ الزُّهْرِيُّ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَرَجِ الرِّيَاشِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قَرِيبٍ قَالَ: دَخَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، فَرَأَى حِلَقَ الْعِلْمِ وَالذِّكْرَ، فَأَعْجَبَ بِهَا، فَأَشَارَ إِلَى حَلْقَةٍ، فَقَالَ: لِمَنْ هَذِهِ الْحَلْقَةِ؟ فَقِيلَ لِعَطَاءٍ وَنَظَرَ إِلَى أُخْرَى، فَقَالَ: لِمَنْ هَذِهِ؟ فَقِيلَ: لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَنَظَرَ إِلَى أُخْرَى، فَقَالَ: لِمَنْ هَذِهِ؟ فَقِيلَ: لِمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ وَنَظَرَ إِلَى أُخْرَى، فَقَالَ: لِمَنْ هَذِهِ؟ فَقِيلَ: لِمَكْحُولٍ، وَنَظَرَ إِلَى أُخْرَى، فَقَالَ: لِمَنْ هَذِهِ؟ فَقِيلَ: لِمُجَاهِدٍ وَكُلُّ هَؤُلَاءِ مِنْ أَبْنَاءِ الْفُرْسِ الَّذِينَ بِالْيَمَنِ، فَرَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 ، وَبَعَثَ إِلَى حَيَاءِ قُرَيْشٍ فَجَمَعَهُمْ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، كُنَّا فِيمَا قَدْ عَلِمْتُمْ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِهَذَا الدِّينِ، فَحَقَّرْتُمُوهُ حَتَّى غَلَبَكُمْ أَبْنَاءُ الْفُرْسِ، فَلَمْ يَرُدَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلَّا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ فَإِنَّهُ قَالَ: ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ثُمَّ قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: «مَا رَأَيْتُ كَهَذَا الْحَيِّ مِنَ الْفُرْسِ، مُلِكُوا مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ، فَلَمْ يَحْتَاجُوا إِلَيْنَا، وَمَلَكْنَاهَا فَمَا اسْتَغْنَيْنَا عَنْهُمْ سَاعَةً» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، ثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ كَامِلَ بْنَ سَلَمَةَ بْنِ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ قَالَ: قَالَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: " مَنْ سَيِّدُ أَهْلِ فِلَسْطِينَ؟ قَالُوا: رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ قَالَ: فَمَنْ سَيِّدُ أَهْلِ الْأُرْدُنِّ؟ قَالُوا: عُبَادَةُ بْنُ نُسِيِّ قَالَ: فَمَنْ سَيِّدُ أَهْلِ دِمَشْقٍ؟ قَالُوا: يَحْيَى بْنُ يَحْيَى [ص: 244] الْغَسَّانَيُّ قَالَ: فَمَنْ سَيِّدُ أَهْلِ حِمْصَ؟ قَالُوا: عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ قَالَ: فَمَنْ سَيِّدُ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ؟ قَالُوا: عَدِيُّ بْنُ عَدِيٍّ الْكِنْدِيُّ. قَالَ: يَا لَكِنْدَةَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ، أَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، ثَنَا ابْنُ عُلَاثَةَ، ثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ الْبَصْرَةَ، فَاسْتَقْبَلَهُ خَالِدُ بْنُ مِهْرَانَ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي عَنْ سَيِّدِ أَهْلِ هَذَا الْمِصْرِ مَنْ هُوَ؟ قَالَ: الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ قَالَ: أَعَرَبِيُّ أَوْ مَوْلَى؟ [ص: 245] قَالَ: مَوْلَى قَالَ: مَوْلَى لِمَنْ؟ قَالَ: لِلْأَنْصَارِ قَالَ: فَبِمَ سَادَهُمْ؟ فَقَالَ: احْتَاجُوا إِلَيْهِ فِي دِينِهِمْ، وَاسْتَغْنَى هُوَ عَنْ دُنْيَاهُمْ. فَقَالَ الْبَدَوِيُّ: «كَفَى بِهَذَا سُؤْدُدًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْخُرَاسَانِيُّ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْعَابِدِيُّ، ثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ قَيْسِ بْنِ حَفْصٍ الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنِي مَسْعُودُ بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: ابْتَنَى مُعَاوِيَةُ بِالْأَبْطَحِ مَجْلِسًا، فَجَلَسَ عَلَيْهِ وَمَعَهُ ابْنُهُ قَرَظَةُ، فَإِذَا هُوَ بِجَمَاعَةٍ عَلَى رِحَالٍ، وَشَابٌّ مِنْهُمْ قَدْ رَفَعَ عَقِيرَتَهُ يُغَنِّي: [البحر الرمل] بَيْنَمَا يَذْكُرْنَنِي أَبْصَرْنَنِي ... عِنْدَ قَيْدِ الْمَيْلِ يَسْعَى بِي الْأَغَرْ قُلْنَ تَعْرِفْنَ الْفَتَى قُلْنَا نَعَمْ ... قَدْ عَرَفْنَاهُ وَهَلْ يَخْفَى الْقَمَرْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: عُمَرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ قَالَ: خَلُّوا لَهُ الطَّرِيقَ فَلْيَذْهَبْ قَالَ: ثُمَّ إِذَا هُوَ بِجَمَاعَةٍ، وَإِذَا رَجُلٌ يُسْأَلُ يُقَالُ لَهُ: رَمَيْتُ قَبْلَ أَنْ أَحْلِقَ، وَحَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ، لِأَشْيَاءَ أُشْكِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ مَنَاسِكِ الْحَجِّ قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَالْتَفَتَ إِلَى ابْنِهِ قَرَظَةَ، قَالَ: «هَذَا وَأَبِيكَ الشَّرَفُ، هَذَا وَاللَّهِ شَرَفُ الدُّنْيَا وَشَرَفُ الْآخِرَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ الزُّبَيْرَ، حَدَّثَهُمْ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: كَتَبَ بَعْضُ مُلُوكِ بَنِي أُمَيَّةَ إِلَى عَمِّي يَسْأَلُهُ عَنِ الْخُنْثَى: مِنْ أَيْنَ يُورَثُ؟ قَالَ: مِنْ حَيْثُ يَخْرُجُ الْمَاءُ، فَإِنْ خَرَجَ مِنْهُمَا جَمِيعًا فَمِنْ أَيِّهِمَا سَبَقَ. قَالَ مَعْنٌ: فَسَمِعَنِي رَجُلٌ مِمَّنْ يَسْكُنُ بِلَادَ الزُّهْرِيِّ فَقَالَ: أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالَ الشَّاعِرُ لَهُ حِينَ قَضَى بِهَذَا؟ فَقُلْتُ: لَا، وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: قَالَ: [البحر الكامل] وَمُهِمَّةٌ أَعْيَى الْقُضَاةَ قَضَاؤُهَا ... تَذَرُ الْفَقِيهَ يَشُكُّ شَكَّ الْجَاهِلِ عَجَّلْتُ قَبْلَ حَنِيذِهَا بِشِوَائِهَا ... وَقَطَعْتُ مِفْصَلَهَا بِحُكْمٍ فَاصِلِ فَتَرَكْتُهَا بَعْدَ الْعَمَايَةِ سُنَّةً ... لِلْمُقْتَدِينَ وَلِلْإِمَامِ الْعَادِلِ قَالَ الْحِزَامِيُّ: فَسَمِعَنِي الْمُؤَمَّلُ بْنُ طَالُوتَ، فَقَالَ: هَذَا فَائِدُ بْنُ أَقْرَمَ الْبَلَوِيُّ وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ وَهْبٍ يَذْكُرُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ: [البحر الكامل] يَأْبَى الْجَوَابَ فَمَا يُرَاجَعُ هَيْبَةً ... وَالسَّائِلُونَ نَوَاكِسُ الْأَذْقَانِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 هَدْيُ التُّقَى وَعِزُّ سُلْطَانِ الْهُدَى ... فَهُوَ الْعَزِيزُ وَلَيْسَ ذَا سُلْطَانِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ النَّحْوِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْخِصَافُ، حَدَّثَنِي هِلَالُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: كُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى غُنْدَرٍ أَكْتُبُ عَنْهُ، وَكَانَ يَسْتَثْقِلُنِي لِلْمَذْهَبِ فَأَتَيْتُهُ يَوْمًا، وَأَصْحَابُ الْحَدِيثِ عِنْدَهُ، فَلَمَّا رَآنِي أَظْهَرَ اسْتِثْقَالًا، وَأَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِ الْحَدِيثِ يُحَدِّثُهُمْ لِكَرَاهَتِهِ لِي، فَسَلَّمْتُ وَجَلَسْتُ فَقُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، حَدِيثَ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ الْمُرَادِيِّ: أَنْ يَهُودِيَّيْنِ نَظَرَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَالَا إِلَيْهِ، فَقَالَا: نَسْأَلُكَ عَنِ التِّسْعِ الْآيَاتِ الَّتِي جَاءَ بِهَا مُوسَى قَالَ: فَأَخْبَرْهُمَا بِهَا، فَقَالَا لَهُ: نَشْهَدُ أَنَّكَ نَبِيُّ قَالَ: «فَمَا يَمْنَعُكُمَا أَنْ تُسْلِمَا؟» قَالَا: نَخَافُ أَنْ تَقْتُلَنَا يَهُودُ فَقَالَ: نَعَمْ حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، فَأَيُّ شَيْءٍ لِصَاحِبِكَ فِي هَذَا؟ قُلْتُ: إِنَّهُمَا قَالَا: نَشْهَدُ أَنَّكَ نَبِيُّ، ثُمَّ رَجَعَا إِلَى الْيَهُودِيَّةِ، فَلَمْ يَجْعَلْ ذَلِكَ رِدَّةً مِنْهُمَا فَالْتَفَتَ إِلَى أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، فَقَالَ: أَتُحْسِنُونَ أَنْتُمْ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ، فَقَالَ: أُحِبُّ أَنْ تَلْزَمَنِي وَتَبَسَّطَ إِلَيَّ، ثُمَّ قُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ وَتَرَكْتُهُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 حَدَّثَنَا شَيْخُنَا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُهَيْلٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ ذَكَرَهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَأُنْسِيتُ أَنَا اسْمَهُ، وَأَحْسَبُهُ يُوسُفَ بْنَ الصَّاد قَالَ: وَقَفَتِ امْرَأَةٌ عَلَى مَجْلِسٍ فِيهِ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَخَلَفُ بْنُ سَالِمٍ فِي جَمَاعَةٍ يَتَذَاكَرُونَ الْحَدِيثَ، فَسَمِعَتْهُمْ يَقُولُونَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَوَاهُ فُلَانٌ، وَمَا حَدَّثَ بِهِ غَيْرُ فُلَانٍ فَسَأَلَتْهُمُ الْمَرْأَةُ عَنِ الْحَائِضِ تَغْسِلُ الْمَوْتَى، وَكَانَتْ غَاسِلَةً، فَلَمْ يُجِبْهَا أَحَدٌ مِنْهُمْ، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَنْظُرُ إِلَى بَعْضٍ، فَأَقْبَلَ أَبُو ثَوْرٍ فَقِيلَ لَهَا: عَلَيْكِ بِالْمُقْبِلِ، فَالْتَفَتَتْ إِلَيْهِ، وَقَدْ دَنَا مِنْهَا، فَسَأَلَتْهُ فَقَالَ: نَعَمْ تَغْسِلُ الْمَيِّتَ [ص: 250] لِحَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ الْأَحْنَفِ، عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا: «أَمَا إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ» ، وَلِقَوْلِهَا: «كُنْتُ أُفَرِّقُ رَأْسَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَاءِ وَأَنَا حَائِضٌ» قَالَ أَبُو ثَوْرٍ: فَإِذَا فَرَّقَتْ رَأْسَ الْحَيِّ بِالْمَاءِ فَالْمَيِّتُ أَوْلَى بِهِ، فَقَالُوا: نَعَمْ رَوَاهُ فُلَانٌ، وَنَعْرِفُهُ مِنْ طَرِيقِ كَذَا، وَخَاضُوا فِي الطُّرُقِ وَالرِّوَايَاتِ، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: «فَأَيْنَ كُنْتُمْ إِلَى الْآنَ» أَخْبَرَنِي السَّاجِيُّ أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ أَحْمَدَ حَدَّثَهُمْ قَالَ: لَمَّا وَضَعَ أَبُو عُبَيْدٍ كُتُبَ الْفِقْهِ وَالرَّدِّ بَلَغَ ذَلِكَ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ الْكَرَابِيسِيَّ بَعْضُ كُتُبِهِ، فَنَظَرَ فِيهِ، فَإِذَا هُوَ يَحْتَجُّ عَلَيْهِمْ بِحُجَجٍ [ص: 251] لِلشَّافِعِيِّ وَيَحْكِي لَفْظَهُ، وَهُوَ لَا يَذْكُرُ الشَّافِعِيَّ، فَغَضِبَ حُسَيْنٌ وَلَقِيَهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا عُبَيْدٍ، تَقُولُ فِي كُتُبِكَ: قَالَ ابْنُ الْحَسَنِ، وَقَالَ فُلَانٌ، وَتُدْغِمُ ذِكْرَ الشَّافِعِيِّ، وَقَدْ سَرَقْتَ احْتِجَاجَهُ مِنْ كُتُبِهِ، مَا أَنْتَ وَهَلْ تُحْسِنُ أَنْتَ شَيْئًا إِنَّمَا أَنْتَ رَاوِيَةٌ، ثُمَّ سَأَلَهُ عَنْ رَجُلٍ ضَرَبَ صَدْرَ رَجُلٍ، فَكَسَرَ ضِلَعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ، فَأَجَابَهُ بِالْخَطَإِ، فَقَالَ: أَنْتَ لَا تُحْسِنُ مَسْأَلَةً وَاحِدَةً، تَضَعُ الْكُتُبَ فَلَمْ يَقُمْ حَتَّى بَيَّنَ أَمْرَهُ أَخْبَرَنِي أَبِي، أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ نَصْرٍ الْمُخَرِّمِيَّ حَدَّثَهُمْ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ يَقُولُ: قَدِمْتُ الْكُوفَةَ، فَعُنِيتُ بِحَدِيثِ الْأَعْمَشِ فَجَمَعْتُهُ، فَلَمَّا قَدِمْتُ الْبَصْرَةَ لَقِيتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: هَاتِ يَا عَلِيُّ مَا عِنْدَكَ، فَقُلْتُ: مَا أَحَدٌ يُفِيدُنِي عَنِ الْأَعْمَشِ شَيْئًا قَالَ: فَغَضِبَ، فَقَالَ: هَذَا كَلَامُ أَهْلِ الْعِلْمِ وَمَنْ يَضْبِطُ الْعِلْمَ وَمَنْ يُحِيطُ بِهِ؟ مِثْلُكَ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا مَعَكَ شَيْءٌ تَكْتُبُ فِيهِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: اكْتُبْ قُلْتُ: ذَاكِرَانِي فَلَعَلَّهُ عِنْدِي قَالَ: اكْتُبْ، لَسْتُ أُمْلِي عَلَيْكَ إِلَّا مَا لَيْسَ عِنْدَكَ قَالَ: فَأَمْلَى عَلَيَّ ثَلَاثِينَ حَدِيثًا لَمْ أَسْمَعْ مِنْهَا حَدِيثًا ثُمَّ قَالَ: لَا تَعُدْ قُلْتُ: لَا أَعُودُ [ص: 252] قَالَ عَلِيٌّ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ سَنَةٍ جَاءَ سُلَيْمَانُ إِلَى الْبَابِ، فَقَالَ: امْضِ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَتَّى أَفْضَحَهُ الْيَوْمَ فِي الْمَنَاسِكِ، قَالَ عَلِيٌّ: وَكَانَ سُلَيْمَانُ مِنْ أَعْلَمِ أَصْحَابِنَا بِالْحَجِّ، قَالَ فَذَهَبْنَا فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَسَلَّمْنَا وَجَلَسْنَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: هَاتَا مَا عِنْدَكُمَا وَأَظُنُّكَ يَا سُلَيْمَانُ صَاحِبَ الْخُطْبَةِ قَالَ: نَعَمْ، مَا أَحَدٌ يُفِيدُنَا فِي الْحَجِّ شَيْئًا، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا أَقْبَلَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ: يَا سُلَيْمَانُ مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ قَضَى الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا إِلَّا الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ، فَوَقَعَ عَلَى أَهْلِهِ، فَانْدَفَعَ سُلَيْمَانُ فَرَوَى يَتَفَرَّقَانِ حَيْثُ اجْتَمَعَا، وَيَجْتَمِعَانِ حَيْثُ تَفَرَّقَا قَالَ: أرْوِ وَمَتَى يَجْتَمِعَانِ، وَمَتَى يَفْتَرِقَانِ؟ فَسَكَتَ سُلَيْمَانُ، فَقَالَ: اكْتُبْ وَأَقْبَلَ يُلْقِي عَلَيْهِ الْمَسَائِلَ، وَيُمْلِي عَلَيْهِ، حَتَّى كَتَبْنَا ثَلَاثِينَ مَسْأَلَةً فِي كُلِّ مَسْأَلَةٍ يَرْوِي الْحَدِيثَ وَالْحَدِيثَيْنِ، وَيَقُولُ: سَأَلْتُ مَالِكًا، وَسَأَلْتُ سُفْيَانَ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ قَالَ: فَلَمَّا قُمْتُ قَالَ: لَا تَعُدْ ثَانِيًا تَقُولُ مَا قُلْتَ فَقُمْنَا وَخَرَجْنَا قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَيَّ سُلَيْمَانُ، فَقَالَ: إِيشْ خَرَجَ عَلَيْنَا مِنْ صُلْبِ مَهْدِيٍّ هَذَا؟ كَأَنَّهُ كَانَ قَاعِدًا مَعَهُمْ، سَمِعْتُ مَالِكًا وَسُفْيَانَ وَعُبَيْدَ اللَّهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ التُّسْتَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ التِّرْمِذِيُّ، وَقَدْ كَتَبْتُ أَنَا عَنْهُ، وَلَمْ أَسْمَعْ هَذَا مِنْهُ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا عُقْرَ فِي الْإِسْلَامِ» [ص: 253] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ التِّرْمِذِيُّ: فَسَأَلْتُ أَبَا عُبَيْدٍ عَنِ الْعَقْرِ، فَقَالَ: لَا أَدْرِي، ثُمَّ سَأَلُوا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَعْرَابِيِّ عَنْهَا، فَقَالَ: لَا أَدْرِي ثُمَّ سَأَلُوا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَعْرَابِيِّ عَنْهَا، فَقَالَ: لَا أَدْرِي ثُمَّ سَأَلُوا أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ: فَقَالَ: لَا أَدْرِي، فَقِيلَ: سَلُوا أَهْلَهَا فَقَالُوا لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: مَا مَعْنَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا عُقْرَ فِي الْإِسْلَامِ» ؟ فَقَالَ: كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا مَاتَ فِيهِمُ السَّيِّدُ عَقَرُوا عَلَى قَبْرِهِ، فَنَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: «لَا عُقْرَ فِي الْإِسْلَامِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ: فَأَخْبَرْتُ أَبَا عُمَرَ هِلَالَ بْنَ الْعَلَاءِ الرَّقِّيَّ، فَأُعْجِبَ بِقَوْلِ أَحْمَدَ وَأَنْشَدَ: [البحر الكامل] وَإِذَا مَرَرْتَ بِقَبْرِهِ فَاعْقِرْ بِهِ ... كُوَمَ الْهِجَانِ وَكُلَّ طَرَفٍ سَابِحِ ثُمَّ قَالَ لِي: عُقِرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَلَى قَبْرِ رَبِيعَةَ بْنِ مُكْدَمٍ، وَفِي الْإِسْلَامِ عَلَى قَبْرِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْمُهَلَّبِ، عَقَرَ عَلَيْهِ كَعْبُ بْنُ أَبِي سُودٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 252 حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ الْحَرَّانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ النَّبِيلِ يَقُولُ: «الرِّيَاسَةُ فِي الْحَدِيثِ بِلَا دِرَايَةِ رِيَاسَةٌ نَذِلَةٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ الشَّاذَكُونِيَّ يَقُولُ: وَسُئِلَ عَنْ أَحْمَدَ، وَعَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ فَقَالَ: «مَا أَشْبَهُ السُّكَّ بِاللُّكِ» يُرِيدُ فِقْهَ أَحْمَدَ وَعِلْمَهُ بِغَوَامِضِ الْحَدِيثِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ الضَّبِّيُّ قَالَ: اسْتَأْذَنَ شَرِيكٌ عَلَى أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ كَاتِبِ الْمَهْدِيِّ فَدَخَلَ وَعِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَأَهْلِ الْكُوفَةِ، فَقَالَ لِشَرِيكٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، إِنَّ أَصْحَابَنَا قَدِ اخْتَلَفُوا فِي أَمْرٍ، وَقَدْ ضَمِنْتُ عَنْكَ بِأَنْ تَقْضِيَ بَيْنَهُمْ، فَقَالَ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ الِاخْتِلَافُ قَدِيمٌ، وَإِنْ أَعْفَيْتَنِي كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ قَالَ: لَا، إِنَّهُ لَابُدَّ قَالَ: فَفِيمَ اخْتَلَفُوا؟ قَالَ: زَعَمَ أَهْلُ الْكُوفَةِ أَنَّ النَّبِيذَ بِمَنْزِلَةِ الْمَاءِ، وَزَعَمَ الْبَصْرِيُّونَ إِنَّهُ حَرَامٌ كَالْخَمْرِ، فَقَالَ شَرِيكٌ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ: «شَرِبَ نَبِيذًا كَأَشَدِّ النَّبِيذِ وَثَنَا وَجَعَلَ يَذْكُرُ الْحَدِيثَ وَمَا جَاءَ فِيهِ مِنَ الرُّخْصَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 وَأَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، فِيمَا كَتَبَ بِهِ إِلَيْنَا أَنَّ مَنْصُورَ [ص: 256] بْنَ أَبِي مُزَاحِمٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ: سَمِعْتُ شَرِيكَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فِي مَجْلِسِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، وَفِيهِ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَأَبُو مُصْعَبٍ، وَعِنْدَهُ مِنْ أَشْرَافِ النَّاسِ، وَابْنٌ لِأَبِي مُوسَى يُقَالُ لَهُ: أَبُو بِلَالِ بْنُ الْأَشْعَرِيِّ، وَخَالِدُ بْنُ هِلَالٍ الْمَخْزُومِيُّ، فَتَذَاكَرُوا النَّبِيذَ، فَتَحَدَّثُوا فِيهِ، فَتَكَلَّمَ مَنْ حَضَرَ مِنَ الْعِرَاقِيِّينَ، فَرَخَّصُوا فِي النَّبِيذِ، وَذَكَرَ الْحِجَازِيُّونَ التَّشْدِيدَ، فَقَالَ شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «إِنَّا نَأْكُلُ لُحُومَ هَذِهِ الْإِبِلِ، وَلَيْسَ يَقْطَعُهُ فِي بُطُونِنَا إِلَّا النَّبِيذُ الشَّدِيدُ» فَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ: {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ} [ص: 7] فَقَالَ شَرِيكٌ لِلْحَسَنِ: شَغَلَكَ عَنْ هَذَا جُلُوسُكَ عَلَى الطَّنَافِسِ فِي صُدُورِ الْمَجَالِسِ، هَذَا أَمْرٌ لَمْ تَسْهَرْ فِيهِ عَيْنَاكَ، وَلَمْ يَسْمُلْ فِيهِ ثَوْبَاكَ، وَلَمْ تَتَمَزَّقْ فِيهِ خُفَّاكَ، أَصْحَابُ هَذَا يَطْلُبُونَهُ فِي مَظَانِّهِ فَقَالَ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ: فَأَنْتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ كَيْفَ تَقُولُ فِي هَذَا؟ قَالَ: هَيْهَاتَ، أَهْلُ الْحَدِيثِ أَشَدُّ صِيَانَةٍ مِنْ أَنْ يُعَرَّضُوا لِلْتَكْذِيبِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَشْرَبُ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: بَلَغَنَا أَنَّ سُفْيَانَ تَرَكَ النَّبِيذَ، فَقَالَ شَرِيكٌ: أَنَا رَأَيْتُهُ يَشْرَبُ فِي بَيْتِ حَبْرِ أَهْلِ الْكُوفَةِ فِي زَمَانِهِ، مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَالْحَدِيثُ عَلَى لَفْظِ أَبِي يَعْلَى، عَنْ مَنْصُورٍ قَدْ سَبَقَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ نَصْرٍ النَّحْوِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ الْعِجْلِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ الْكِسَائِيَّ عَنْ قَوْلِهِ: «التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ» مَا مَعْنَاهَا؟ فَقَالَ: التَّحِيَّاتُ مِثْلُ الْبَرَكَاتِ قُلْتُ: مَا مَعْنَى الْبَرَكَاتِ؟ فَقَالَ: مَا سَمِعْتُ فِيهَا شَيْئًا" وَسَأَلْتُ عَنْهَا مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ فَقَالَ: هُوَ شَيْءٌ تَعَبَّدَ لِلَّهِ بِهِ عِبَادُهُ فَقَدِمْتُ الْكُوفَةَ فَلَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِدْرِيسَ، فَقُلْتُ: إِنِّي سَأَلْتُ الْكِسَائِيَّ وَمُحَمَّدًا عَنْ قَوْلِهِ: التَّحِيَّاتِ، فَأَجَابَانِي بِكَذَا وَكَذَا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ: إِنَّهُ لَا عِلْمَ لَهُمَا بِالشِّعْرِ، وَبِهَذِهِ الْأَشْيَاءِ التَّحِيَّةُ: الْمُلْكُ وَأَنْشَدَنِي: [ص: 258] [البحر الوافر] أَؤُمُّ بِهَا أَبَا قَابُوسَ حَتَّى ... أُنِيخَ عَلَى تَحِيَّتِهِ بِجُنْدِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 257 حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَسَّانَ الْأَنْمَاطِيُّ، ثَنَا أَبُو هَمَّامٍ الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، ثَنَا مُطَهَّرُ بْنُ الْهَيْثَمِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُقَادُ الْبَعِيرُ بَيْنَ اثْنَيْنِ» قَالَ أَبُو هَمَّامٍ: سَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ الضَّحَّاكَ بْنَ مَخْلَدٍ يَقُولُ: لَا يَرْكَبَانِهِ جَمِيعًا بَلْ يَمْشِيَانِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 258 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سَهْلٍ الْجَوْنِيُّ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سِبَاعِ بْنِ ثَابِتٍ، سَمِعَ مِنْ أُمِّ كُرْزٍ الْكَعْبِيَّةِ، عَنِ [ص: 259] النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «أَقِرُّوا الطَّيْرَ عَلَى مَكِنَاتِهَا» قَالَ يُونُسُ: فَقَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ: مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ، أَنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ كَانَ إِذَا أَرَادَ الْحَاجَةَ أَتَى الطَّيْرَ فِي وَكْرِهَا، فَنَفَرَهَا، فَإِنْ أَخَذَتْ ذَاتَ الْيَمِينِ مَضَى لِحَاجَتِهِ، وَإِنْ أَخَذَتْ ذَاتَ الشِّمَالِ رَجَعَ فَنَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ وَأَمَّا الْحَدِيثُ الْآخَرُ: «لَا تَطْرُقُوا الطَّيْرَ فِي أَوْكَارِهَا» فَإِنَّهُ نَهَى عَنْ صَيْدِهَا لَيْلًا قَالَ الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ: هَكَذَا فِي الْحَدِيثِ: «مَكِنَاتِهَا» وَأَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ يَقُولُونَ: وُكُنَاتِهَا قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: [البحر الطويل] وَقَدِ اغْتَدَى وَالطَّيْرُ فِي وُكُنَاتِهَا وَالْوُكْنَةُ: اسْمٌ لِكُلِّ وَكْرٍ وَعِشٍّ، وَالْوَكْرُ مَوْضِعُ الطَّائِرِ الَّذِي يَبْيَضُ فِيهِ، وَيَفْرَخُ، وَهُوَ الْخُرُوقُ فِي الْحِيطَانِ وَالشَّجَرِ، وَيُقَالُ: وَكَنَ الطَّائِرُ يَكِنُ وُكُونًا إِذَا حَضَنَ عَلَى بَيْضِهِ، وَهَذَا وَنَحْوُهُ مِمَّا لَا يَعْرِفُ مَعْنَاهُ إِلَّا أَهْلُ الْحَدِيثِ كَثِيرٌ [ص: 260] قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا: قُلْتُ لِسُلَيْمَانَ الشَّاذَكُونِيِّ فِي حَدِيثٍ يَذْكُرُ فِيهِ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «ضَرَبَاتُهُ أَبْكَارٌ تَقْصُرُ مَعَهَا الْأَعْمَارُ» ؟ قَالَ: مَعْنَاهُ أَنَّهُ لَا يَحْتَاجُ إِلَى أَكْثَرَ مِنْ ضَرْبَةٍ وَاحِدَةٍ حَتَّى يَقْضِيَ عَلَى الْمَضْرُوبِ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَحَدِيثٌ رَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ: «أَمِيرُ الْقَوْمِ أَقْطَفُهُمْ دَابَّةً» قَالَ مَعْنَاهُ: أَنَّهُ لَهُمْ أَنْ يَسِيرُوا بِسَيْرِهِ، لِأَنَّ الْمَقْطُوفَ، يَتَبَاطَأَ فِي السَّيْرِ لِئَلَّا يُحِيطَ بِهِ الْعَدُوُّ، وَيَعْرِضُ لَهُ السَّبْعُ قَالَ: وَقَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «إِنَّ عَلَى كُلِّ هُدْبَةٍ شَيْطَانًا» قَالَ هَذَا مَثَلٌ فِي الِاجْتِمَاعِ وَالِافْتِرَاقِ، يَقُولُ: اجْتَمِعُوا وَلَا تَفَرَّقُوا، وَكُونُوا سَدًى وَلُحمَةً، فَإِنَّكُمْ إِذَا تَفَرَّقْتُمْ كُنْتُمْ بِمَنْزِلَةِ الْهُدْبِ، كَانَ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ شَيْطَانٌ يَدْعُوهُ إِلَى أَنْوَاعِ الْخِلَافِ، وَإِذَا اجْتَمَعْتُمْ كُنْتُمْ بِمَنْزِلَةِ السَّدَيِّ وَاللُّحْمَةِ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 258 حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ، ثَنَا أَبُو بِلَالٍ الْأَشْعَرِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَبَرَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ: «تَوَّقْهُ وَتَبَقَّهْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 حَدَّثَنَاهُ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْسِيُّ، ثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَيَّارٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: «يَا أَبَا بَكْرٍ تَوَقَّ وَتَبَقَّ» وَهَذَا عَلَى وَجْهِ الدُّعَاءِ، وَتَقْدِيرُهُ: وَقَاكَ اللَّهُ وَأَبْقَاكَ وَأَخْرَجَهُ مَخْرَجَ الْأَمْرِ كَمَا قَالَ لِلْآخَرِ: «عِشْ حَمِيدًا، وَالْبَسْ جَدِيدًا، وَمُتْ شَهِيدًا» ، وَكَمَا قَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ: يَا أَمِينَ اللَّهِ عِشْ أَبَدًا وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ: تَوَقَّ الْمَحَارِمَ لِتَصِلَ إِلَى بَقَاءِ الْأَبَدِ، وَالْهَاءُ عِمَادٌ كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 90] وَأَشْبَاهِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: قَالَ لَنَا حَسْنُونُ بْنُ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ: قَالَ لَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: قَالَ لَنَا ابْنُ وَهْبٍ: قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ» ، لَيْسَ يُرِيدُ فَقْرَ الْقِلَّةِ، إِنَّمَا أَرَادَ فَقْرَ الْقَلْبِ وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ السَّرَّاجُ يَقُولُ: يَزْعُمُونَ أَنَّ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ أَغْمَارٌ، وَحَمَلَةُ أَسْفَارٌ، وَكَيْفَ يَلْحَقُ هَذَا النَّعْتُ قَوْمًا ضَبَطُوا هَذَا الْعِلْمَ، حَتَّى فَرَّقُوا بَيْنَ الْيَاءِ وَالتَّاءِ؟ فَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ رَوُوا حَدِيثَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا كَمَا يَضْرِبُ أَحَدُكُمْ أُصْبُعَهُ فِي الْيَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ» ، فَقَالُوا: تَرْجِعُ بِالتَّاءِ، جَعَلُوا الْفِعْلَ لِلْأُصْبُعِ وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ، وَرَوَى أَهْلُ الْبَصْرَةِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ هَذَا الْحَدِيثَ، فَقَالُوا: يَرْجِعُ بِالْيَاءِ، جَعَلُوا الْفِعْلَ لِلْيَمِّ قَالَ الْقَاضِي: وَضَبَطُوا الْحَرْفَيْنِ يَشْتَرِكَانِ فِي الصُّورَةِ، يُعْجَمُ أَحَدُهُمَا وَلَا يُعْجَمُ الْآخِرُ، كَقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «يُنْضَحُ عَلَى بَوْلِ الصَّبِيِّ» ، بِالْحَاءِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ، وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: «نَضَخَهُ بِالْمَاءِ» ، بِالْخَاءِ، وَالنَّضْخُ بِالْخَاءِ مُعْجَمَةٌ فَوْقَ النَّضْحِ وَأَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، أَنَّ التُّوزِيَّ قَالَ: النَّضْخُ مُجْتَمِعٌ، وَالنَّضْحُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 262 مُتَفَرِّقٌ وَكَذَلِكَ النَّهْشِ وَالنَّهْسِ بِالشِّينِ، وَالسِّينِ، وَالرَّضْخِ وَالرَّضْحِ، وَالْقَبْضِ وَالْقَبْصِ وَحَفَظُوا مَنْ قَالَ: كَيْفَ أَنْتَ إِذَا بَقِيَتَ فِي حُفَالَةٍ مِنَ النَّاسِ؟ بِالْفَاءِ، وَمَنْ قَالَهُ بِالثَّاءِ وَمَنْ رَوَى رَحْمَةً مِهْدَاةً بِكَسْرِ الْمِيمِ مِنَ الْهِدَايَةِ، وَمَنْ رَوَاهُ بِالضَّمِّ مِنَ الْهَدِيَّةِ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُخَاضَرةِ بِالضَّادِ، ووَهِيَ بَيْعُ الْبَقْلِ وَالْكُرَّاثِ قَبْلَ أَنْ يُجَزَّ جَزُّهُ , وَعَنِ الْمُخَاصَرَةِ بِالصَّادِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ، وَرُوِيَ أَيْضًا الِاخْتِصَارُ، وَهُوَ أَنْ يُمْسِكَ الرَّجُلُ يَدَهُ عَلَى خَاصِرَتِهِ فِي الصَّلَاةِ «وَنَهَى عَنِ الْقَزْعِ» بِالْقَافِ وَالزَّايِ الْمُعْجَمَةِ، وَهُوَ أَنْ يَحْلِقَ رَأْسَ الصَّبِيِّ، وَيَتْرُكَ وَسْطَهُ، وَعَنِ الْفَرَعِ بِالْفَاءِ وَالرَّاءِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ، وَهُوَ ذَبَائِحُهُمْ لِآلِهَتِمْ وَعَنِ الْقَرْعِ بِالْقَافِ وَالرَّاءِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ، وَهُوَ الِانْتِبَاذُ فِي الْقَرْعِ، يَعْنِي ظَرْفَ الدُّبَّاءِ وَضَبَطُوا اخْتِلَافَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 263 حَرَكَةِ الْأَسْمَاءِ الْمُتَّفِقَةِ صُوَرُهَا، فَمُيِّزَ عَبِيدَةُ مِنْ عُبَيْدَةَ، وَعُمَارَةُ مِنْ عِمَارَةَ، وَعُبَادَةُ مِنْ عَبَادَةَ، وَحَبَّانُ مِنْ حِبَّانَ، وَسُلَيْمٌ مِنْ سَلِيمٍ، وَمَعْقِلٌ مِنْ مُعَقَّلٍ، وَمُعَمَّرٌ مِنْ مَعْمَرٍ، وَحَبِيبٌ مِنْ حُبَيْبٍ، وَبَشِيرٌ مِنْ بُشَيْرٍ وَتَوَصَّلُوا إِلَى مَعْرِفَةِ الْأَسْمَاءِ وَالْأَلْقَابِ وَالْأَنْسَابِ، فَقَالُوا: فُلَانٌ الْبَدْرِيُّ شَهِدَ بَدْرًا، وَأَبُو مَسْعُودٍ الْبَدْرِيُّ كَانَ يَنْزِلُ مَاءَ بَدْرٍ، وَلَيْسَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَفُلَانٌ الْقَارِئُ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْقَارِيِّ مِنَ الْقَارَةِ، وَهُمْ بَنُو الْهُونُ بْنُ خُزَيْمَةَ وَعُمَيْرٌ مَوْلَى آبِي اللَّحْمَ عَلَى وَزْنِ فَاعِلِ مِنَ الْأَبَاةِ لِأَنَّهُ كَانَ يَأْبَى أَنْ يَأْكُلَ اللَّحْمَ، فَلُقِّبَ بِهِ وَلَيْسَ بِكُنْيَةٍ وَيَزِيدُ الْفَقِيرُ كَانَ يَأْلَمُ فَقَارُ ظَهْرِهِ حَتَّى يَنْحَنِي لَهَا، وَلَيْسَ مِنَ الْفَقْرِ، وَعَمَّارُ الدُّهَنِيُّ مَفْتُوحٌ الْهَاءُ مِنْ بَنِي دَهَنٍ حَيُّ مِنْ بَجِيلَةَ، وَهُمْ أَحْمَسُ بْنُ الْغَوْثِ بْنِ أَنْمَارِ بْنِ أَرَاشِ بن الْغَوْثِ بْنِ نَبَتِ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَإٍ , وَبَجِيلَةُ أُمٌّ، فَنُسِبَ وَلَدُهَا إِلَيْهَا، وَالضَّحَّاكُ الْمِشْرَقِيُّ مَكْسُورُ الْمِيمِ، مَفْتُوحُ الرَّاءِ مَنْسُوبٌ إِلَى مِشْرَقٍ بَطْنٌ مِنْ هَمْدَانَ الَّذِي رَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ الْمِشْرَقِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « الجزء: 1 ¦ الصفحة: 264 ذَكَرَ فِئَةً مُخْتَلِفَةٌ تَخْرُجُ، يَقْتُلُهَا أَقْرَبُ الطَّائِفَتَيْنِ إِلَى الْحَقِّ» ، وَالضَّحَّاكُ هَذَا فَارِسٌ شَرِيفٌ قَاتَلَ مَعَ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ الْقَاضِي: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْبُرِّيِّ يَوْمًا: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، مَنْ هُمْ؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي، قَالَ: الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، وَأَبُو حَمْزَةَ لَوْ قَالَ قَائِلٌ كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكً فَهَذَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْبُرِّيِّ مُفِيدًا عَلَى وَجْهِ الِاخْتِبَارِ، وَلَوْ سَأَلَ سَائِلٌ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ، فَقَالَ: دِينَارٌ أَبُوهُ أَوْ جَدِّهِ أَوْ أَبُو جَدِّهِ، فَأَيُّهُمَا أَجَابَ الْمَسْؤُولُ فَقَدْ أَخْطَأَ، لَأَنَّ دِينَارًا زَوْجُ أُمِّهِ عُرِفَ بِهِ، فَنُسِبَ إِلَيْهِ، وَهُوَ الْحَسَنُ بْنُ وَاصِلٍ وَكَذَلِكَ عَبَّادُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَلْقَمَةَ، وَأَخْضَرُ زَوْجُ أُمِّهِ وَكَذَلِكَ أَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، يَظُنُّ أَكْثَرُ النَّاسِ أَنَّهُ مِنْ وَلَدِ عُطَارِدِ بْنِ حَاجِبِ بْنِ زُرَارَةَ، وَهُوَ أَبُو رَجَاءٍ عِمْرَانُ بْنُ مِلْحَانَ مِنَ الْيَمَنِ، سَبَاهُ بَنُو عُطَارِدِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَبَقِيَ فِيهِمْ وَنُسِبَ إِلَيْهِمْ، وَهُوَ عُطَارِدُ بْنُ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدٍ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 265 فَأَمَّا الْمَعْرُفُونَ بِأَجْدَادَهِمِ الْمَنْسُوبُونَ إِلَيْهِمْ دُونَ آبَائِهِمْ كَابْنِ أَبْجَرَ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَبَنِي أَبِي شَيْبَةَ فَهُمْ كَثِيرُونَ: فَأَمَّا ابْنُ أَبْجَرَ فَإِنَّمَا هُوَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَيَّانَ بْنِ أَبْجَرَ وَابْنُ جُرَيْجٍ إِنَّمَا هُوَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ وَبَنُو أَبِي شَيْبَةَ إِنَّمَا هُمْ بَنُو مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَهُمْ عُثْمَانُ، وَعَبْدُ اللَّهِ وَالْقَاسِمُ، وَاسْمُ أَبِي شَيْبَةَ إِبْرَاهِيمُ وَكَذَلِكَ بَنُو الْمَاجِشُونِ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي عَقِبِهِ الْآخَرُ، فَسُمِّيَ ابْنُ الْمَاجِشُونِ، وَمَاجِشُونُ لَقَبٌ كَانَ جَدُّهُمْ بِهِ يُعْرَفُ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ يَعْقُوبَ بْنَ سُفْيَانَ الْفَسَوِيَّ يَقُولُ: هُمْ مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ انْتَقَلُوا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَكَانَ أَحَدُهُمْ يَلْقَى الْآخَرَ، فَيَقُولُ: شُونِي شُونِي، يُرِيدُ بِذَلِكَ كَيْفَ أَنْتَ فَلُقِّبُوا بِالْمَاجِشُونِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 266 وَمِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّنْ يُعْرَفُ بِجَدِّهِ وَيُنْسَبُ إِلَيْهِ أَحْمَرُ بْنُ جَزْءٍ، وَهُوَ ابْنُ سَوَاءِ بْنِ جَزْءٍ وَحَمَلُ بْنُ النَّابِغَةِ، وَهُوَ حَمَلُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّابِغَةِ هُذَلِيُّ وَمُجَمِّعُ بْنُ جَارِيَةَ، وَهُوَ مُجَمِّعُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 267 ثُمَّ مَنْ يُعْرَفُ بِكُنْيَةِ جَدِّهِ وَيُنْسَبُ إِلَيْهِ ابْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ الْمَكِّيُّ، هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْحُسَيْنِ وَابْنُ أَبِي عَمَّارٍ، وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ وَابْنُ أَبِي لَبِيبَةَ، وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبِيبَةَ وَابْنُ أَبِي ذُبَابٍ، وَهُوَ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ [ص: 268] وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ وَابْنُ أَبِي لَيْلَى، وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ بْنِ أَبِي رُهْمٍ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَاسْمُ أَبِي مُلَيْكَةَ زُهَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 267 ثُمَّ الْمُنْتَسِبُونَ إِلَى أُمَّهَاتِهِمْ فَابْنُ عُلَيَّةَ، وَهُوَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعُلَيَّةُ أُمُّهُ، وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُدْعَى ابْنُ عُلَيَّةَ وَابْنُ عَائِشَةَ، وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ، وَعَائِشَةُ أُمُّهُ، وَهِيَ بِنْتُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 268 وَفِي أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِدَّةٌ يُنْسَبُونَ إِلَى أُمَّهَاتِهِمْ مِنْهُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 268 : شُرَحْبِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَاعِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ كِنْدَةَ، وَأُمُّهُ حَسَنَةُ مَوْلَاةُ مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبٍ الْجُمَحِيِّ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ عَنِ الْجَهْمِ، عَنِ الْجُمَحِيِّ، قَالَ: هُوَ شُرَحْبِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَاعِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ كِنْدَةَ، وَأُمُّهُ حَسَنَةُ مَوْلَاةُ مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبٍ الْجُمَحِيِّ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ عَنِ الْجَهْمِ، عَنِ الْجُمَحِيِّ قَالَ: هُوَ شُرَحْبِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَاعِ، وَحَسَنَةُ أُمُّهُ مِنْ بَطْنِ حِمْيَرٍ، وَكَانَ سُفْيَانُ بْنُ مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ تَزَوَّجَهَا بَعْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَاعِ، وَتَبَنَّى ابْنَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَمِنْهُمْ بَشِيرُ بْنُ الْخَصَاصِيَةِ، هُوَ بَشِيرُ بْنُ مَعْبَدِ بْنِ شَرَاحِيلَ بْنِ سَبْعِ بْنِ ضَبَارِيِّ بْنِ سَدُوسٍ وَالْخَصَاصِيَةُ أُمُّ ضَبَارِيِّ، وَاسْمُهَا كَبْشَةُ وَيُقَالُ مَارِيَةُ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْغَطْرِيفِ مِنَ الْأَزْدِ وَابْنُ أُمُّ مَكْتُومٍ، وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ، وَيُقَالُ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَائِدَةَ، وَأُمُّ مَكْتُومٍ أُمُّهُ، وَهِيَ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُنْكُثَةَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 وَابْنُ بُحَيْنَةَ، وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَالِكٍ، وَبُحَيْنَةُ أُمُّهُ، وَهِيَ بُحَيْنَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَمُعَاذُ بْنُ عَفْرَاءَ، وَهُوَ مُعَاذُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ، أُمُّهُ عَفْرَاءُ بِنْتُ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ وَالْحَارِثُ بْنُ الْبَرْصَاءِ هُوَ الْحَارِثُ بْنُ مَالِكٍ، وَبَرْصَاءُ أُمُّهُ، وَهِيَ بَرْصَاءُ ابْنَةُ رَبِيعَةَ وَيَعْلَى بْنُ مُنْيَةَ، وَهُوَ يَعْلَى بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ مِنْ وَلَدِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَنْظَلَةَ، وَمُنْيَةُ أُمُّهُ، وَهِيَ مُنْيَةُ بِنْتُ غَزْوَانَ أُخْتُ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ مِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ مَنْصُورٍ أَخِي سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 270 الْمَعْرُوفُونَ بِغَيْرِ أَسْمَائِهِمْ إِمَّا بِلَقَبٍ أَوْ بِنَعْتٍ أَوْ مَعْنَى مِنْهُمُ: الْأَحْلَجُ الْكِنْدِيُّ، وَهُوَ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَّانَ بْنِ [ص: 271] حُجْرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَوْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي سَعِيدِ الْأَشَجِّ، بِهَذَا الِاسْمِ وَالنَّسَبِ خَاقَانُ الْأَهْتَمُ، اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرُّ، اسْمُهُ سَلْمَانُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 270 وَمِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّنْ يُعْرَفُ بِلَقَبِهِ أَوْ نَعْتِهِ الْجَارُودُ الْعَبْدِيُّ، وَهُوَ بِشْرُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ شَبَابٌ: الْجَارُودُ لَقَبٌ أَشَجُّ عَبْدُ الْقَيْسِ، وَهُوَ قَيْسُ بْنُ النُّعْمَانِ، وَيُقَالُ اسْمُهُ الْمُنْذِرُ، الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ، اسْمُهُ فِرَاسٌ آبِي اللَّحْمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ مَالِكٍ، وَيُقَالُ اسْمُهُ خَلَفُ بْنُ عَبْدِ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ غِفَارٍ [ص: 272] شُقْرَانُ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْمُهُ بَلْجٌ يَقُولُهُ شَبَابٌ، وَقَالَ أَبُو حَفْصٍ اسْمُهُ صَالِحٌ، سُفَيْنَةُ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْمُهُ صَالِحٌ، يَقُولُهُ شَبَابٌ، وَهُوَ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 271 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ، عَنْ سُفَيْنَةَ قَالَ: «أَعْتَقَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ، وَشَرَطَتْ عَلَيَّ خِدْمَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا عَاشَ» ذُو الْجَوْشَنِ: اسْمُهُ شُرَحْبِيلُ مِنْ بَنِي ضِبَابٍ، وَيُقَالُ: إِنَّ صَدْرَهُ كَانَ نَاتِئًا فَلُقِّبَ ذَا الْجَوْشَنِ وَكَذَلِكَ ذُو الْغُرَّةِ الْجُهَنِيُّ الَّذِي رَوَى، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» اسْمُهُ يَعِيشُ، ذُو الْيَدَيْنِ الَّذِي رَوَى حَدِيثَ السَّهْوِ ذُو الشِّمَالَيْنِ بْنِ عَبْدِ عَمْرٍو، وَقَدْ قِيلَ: إِنَّهُمَا وَاحِدٌ وَمِنَ الْفُقَهَاءِ مَنْ يَأْبَى ذَلِكَ زَعَمُوا أَنَّهُ كَانَ طَوِيلُ الْيَدَيْنِ [ص: 273] ، ذُو مُخْبِرِ ابْنُ أَخِي النَّجَاشِيِّ، وَيُقَالُ: ذُو مِخْمَرٍ الَّذِي رَوَى: «تُصَالِحُونَ الرُّومَ» ، وَذُو اللِّحْيَةِ الْكِلَابِيُّ الَّذِي رَوَى قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَا نَعْمَلُ؟ أَمْرٌ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ أَمْ نَسْتَقْبِلُ؟ قَالَ: «بَلْ أَمْرٌ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ» ، ذُو الْأُصْبَعِ الَّذِي رَوَى، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنِ ابْتُلِينَا بِالْبَقَاءِ بَعْدَكَ فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 272 ثُمَّ الْمُلَقَّبُونَ الْآبَاءُ سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ، اسْمُ الْأَكْوَعِ سِنَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسْلَمِيُّ سَلَمَةُ بْنُ الْمُحَبِّقِ، اسْمُ الْمُحَبِّقِ صَخْرُ بْنُ عُبَيْدٍ مِنْ هُذَيْلٍ عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ هُوَ عُتْبَةُ بْنُ يَرْبُوعَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ مَالِكٍ [ص: 274] حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ اسْمُ الْيَمَانِ حَسَلُ بْنُ جَابِرٍ شَدَّادُ بْنُ الْهَادِ، وَاسْمُ الْهَادِ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ بَنِي لَيْثٍ، قَبِيصَةُ بْنُ هُلْبٍ، اسْمُ هُلْبٍ يَزِيدُ بْنُ قُنَّافَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 273 الْأَسَامِي وَالْكُنَى الْمُشْكَلَةُ الصُّوَرِ الَّتِي يَجْمَعُهَا عَصْرٌ وَاحِدٌ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْقِرَابُ السِّجِسْتَانِيُّ بِمَدِينَةِ سَابُورَ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّرَامِيُّ السِّمْسَارُ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ بِمِصْرَ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ كِتَابًا يَنْظُرُ فِيهِ، أَوْ سَأَلَهُ أَنْ يُحَدِّثَهُ بِأَحَادِيثَ، فَامْتَنَعَ عَلَيْهِ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ آخَرُ فِي ذَلِكَ فَأَجَابَهُ، فَقَالَ لَهُ الْأَوَّلُ: سَأَلْتُكَ فَلَمْ تُجَبْنِي، وَسَأَلَكَ هَذَا فَأَجَبْتَهُ، وَلَيْسَ هَذَا حَقُّ الْعِلْمِ أَوْ نَحْوَهُ مِنَ الْكَلَامِ، قَالَ: فَقَالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: إِنْ كُنْتَ تَعْرِفُ الشَّيْبَانِيَّ مِنَ السَّيْبَانِيِّ، وَأَبَا جَمْرَةَ مِنْ أَبِي حَمْزَةَ، وَكِلَاهُمَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، حَدَّثْنَاكَ وَخَصَصْنَاكَ كَمَا خَصَصْنَا هَذَا قَالَ الْقَاضِي: حَدَّثْتُ بَعْضَ أَصْحَابِنَا بِهَذِهِ الْحِكَايَةِ، فَقَالَ: هَلُمَّ نَتَذَاكَرُ الْأَسْمَاءَ الْمُشْكَلَةِ، فَجَلَسْنَا نَعُدُّهَا، وَكَثُرَتْ، فَاجْتَمَعْنَا عَلَى أَنْ أُشْكِلَهَا مَا تَقَارَبَتْ عُصُورُ أَهْلِهِ، وَاتَّفَقَتْ صُوَرُهَا، وَاخْتَلَفَتْ حُرُوفُهَا وَذَلِكَ مِثْلُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 274 : أَبِي جَمْرَةَ بِالْجِيمِ، هُوَ نَصْرُ بْنُ عِمْرَانَ الضُّبَعِيُّ، وَأَبِي حَمْزَةَ بِالْحَاءِ، هُوَ عِمْرَانُ بْنُ أَبِي عَطَاءٍ الْقَصَّابُ، وَكِلَاهُمَا رَوَيَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَاشْتَرَكَا فِيمَا رَوَى عَنْهُمَا، وَيَرِدَانِ فِي الْحَدِيثِ غَيْرُ مُسَمَّيْنِ قَالَ شَبَابٌ: أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِيُّ ثَابِتُ بْنُ أَبِي صَفِيَّةَ، وَأَبُو حَمْزَةَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كَيْسَانَ وَأَبُو حَمْزَةَ طَلْحَةُ بْنُ يَزِيدَ مَوْلَى قَرَظَةَ بْنِ كَعْبٍ، رَوَى عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَكَذَلِكَ أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ سَعْدُ بْنُ إِيَاسَ، وَأَبُو عَمْرٍو السَّيْبَانِيُّ بِالسِّينِ غَيْرِ مُعْجَمَةِ الَّذِي ابْنُهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيُّ وَشَيْبَانُ مِنْ رَبِيعَةَ، وَسَيْبَانُ مِنَ الْيَمَنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 275 وَأَبُو الْجَوْزَاءِ بِالْجِيمِ وَالزَّايِ، وَأَبُو الْحَوْرَاءِ بِالْحَاءِ وَالرَّاءِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ، وَهُمَا فِي عِدَادِ التَّابِعِينَ، رَوَى أَحَدُهُمَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَالْآخَرُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ بُرَيْدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 276 وَمِنَ الْمُشْكِلِ جُزَيُّ بْنُ بُكَيْرٍ بِالزَّايِ مُعْجَمَةٍ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، رَوَى عَنْ حُذَيْفَةَ، وَجُرَيُّ بْنُ كُلَيْبٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ مِنْ بَنِي سَدُوسٍ بِالرَّاءِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ، وَهُوَ أَيْضًا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ هَذَا قَوْلُ الْبَرْدِيجِيِّ وَجُزَيُّ النَّهْدِيُّ كُوفِيُّ، رَوَى عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَعَايِشُ بْنُ أَنَسٍ بِالْيَاءِ وَالشِّينِ مُعْجَمَةٍ، رَوَى عَنْهُ عَطَاءٌ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَعَايِسُ بْنُ رَبِيعَةَ بِالْيَاءِ وَالسِّينِ، رَوَى عَنْهُ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 276 وَيَافِعُ بْنُ عَامِرٍ الْكَلَاعِيُّ، بِالْيَاءِ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، رَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَنَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، رَوَى عَنْهُ مَالِكٌ وَالنَّاسُ وَحُضَيْنُ بْنُ الْمُنْذِرِ أَبُو سَاسَانَ، بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ، رَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ الدَّانَاجُ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِالصَّادِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ، رَوَى عَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَالنَّاسُ وَدُخَيْنُ بِالْخَاءِ مَنْقُوطَةٍ مِنْ فَوْقٍ، مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، رَوَى عَنْهُ كَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ، وَدُجَيْنُ بِالْجِيمِ، هُوَ ابْنُ ثَابِتٍ أَبُو الْغُصْنِ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، رَوَى عَنْ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ وَحَيَّةُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ بِالْيَاءِ مَنْقُوطَةٌ بِنُقْطَتَيْنِ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَحَبَّةُ بِالْبَاءِ، هُوَ حَبَّةُ بْنُ جُوَيْنٍ الْعُرَنِيُّ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، رَوَى عَنْهُ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَيُقَالُ: جُوَيَّةُ وَهُوَ الْأَصْوَبُ الْعُرَنِيُّ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 277 وَبَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ بِالْحَاءِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ عَلَى مِثَالِ بَعِيرِ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، رَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَبُجَيْرُ بْنُ أَبِي بُجَيْرٍ بِالْجِيمِ، مَضْمُومَةُ الْبَاءُ، رَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ وَوقَاءُ بْنُ إِيَاسَ، بِالْقَافِ مَمْدُودَةٍ مِثْلِ وِعَاءٍ، مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، رَوَى عَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَفَاءٌ مِثْلُ وَرَاءٍ، مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، رَوَى عَنْهُ اللَّيْثِ بْنُ سَعْدٍ وَخُمْيَلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِالْخَاءِ مُعْجَمَةٍ مَضْمُومَةٍ، مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، رَوَى عَنْهُ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ وَجَمِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّجْرَانِيُّ بِالْجِيمِ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَشُعَيْثُ بْنُ مُحْرِزٍ مَنْقُوطَةٌ بِثَلَاثٍ مِنْ فَوْقٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَشُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدَائِنِ وَهُبَيْبُ بْنُ مُغْفِلٍ سَاكِنَةُ الْغَيْنِ مَكْسُورَةُ الْفَاءِ، رَجُلٌ لَهُ رِوَايَةٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ مَفْتُوحَةُ الْغَيْنِ وَالْفَاءِ مُشَّدَدَةٍ الْبِرِنْدِ مِثْلُ الْفِرِنْدِ، أَبُو عَرْعَرَةَ بْنُ الْبِرِنْدِ وَالْبَرِيدُ مِثْلُ الْجَرِيدِ، أَبُو هَاشِمِ بْنُ الْبَرِيدِ كَنِيزٍ بِالنُّونِ وَالزَّايِ، أَبُو بَحْرِ بْنُ كَنِيزٍ، وَكَثِيرُ بِالثَّاءِ، أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ كَثِيرٍ وَنُسَيرُ بِالنُّونِ، نُسَيرُ بْنُ ذُعْلُوقٍ، وَيُسَيرُ بْنُ عُمَيلَةَ، أَخُو الرَّبِيعِ بِالْيَاءِ مِنْ بُجَيلَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 279 الْمُتَّفَقَةُ أَسْمَاؤُهُمْ وَعُصُورُهُمْ وَرُوَاتُهُمْ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالرُّوَاةُ عَنْهُمْ وَمِنَ الْمُشْكَلِ أَيْضًا أَسَامٍ، وَكُنًى مُتَّفِقَةٌ يَجْمَعُهَا عَصْرٌ وَاحِدٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 279 ، تَشْتَرِكُ فِي أَكْثَرَ مَنْ رَوَتْ عَنْهُ وَرَوَى عَنْهَا، وَرُبَّمَا جَمَعَهُمَا بَلَدٌ وَاحِدٌ، تَأْتِي بِهِمَا الْآثَارُ مُفْرَدَةً غَيْرَ مَنْسُوبَةٍ، وَذَلِكَ مِثْلُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ التَّيْمِيُّ، وَرَوَى عَنْهُمَا جَمِيعًا الْأَعْمَشُ وَيَجْمَعُهُمَا عَصْرٌ وَاحِدٌ وَبَلَدٌ وَاحِدٌ، وَاشْتَرَكَا فِي أَكْثَرَ مِنْ رَوَيَا عَنْهُ، وَرَوَى عَنْهُمَا، وَعَتَبَ السُّلْطَانُ عَلَى أَحَدِهِمَا، فَأَمَرَ بِإِزْعَاجِهِ، فَغُولِطَ بِهِ إِلَى الْآخَرِ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ، وَعَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ، رَوَى عَنْهُمْ جَمِيعًا الزُّهْرِيُّ وَغَيْرُهُ، وَرَوُوا عَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، وَهِشَامُ الدَّسْتُوَائِيُّ، رَوَى عَنْهُمَا أَهْلُ عَصْرٍ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَرَوَيَا جَمِيعًا عَنِ الْحَسَنِ، وَمُحَمَّدٍ وَقَتَادَةَ، وَابْنُ حَسَّانَ أَكْبَرُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَأَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، رَوَى عَنِ ابْنِ سَوَّارٍ الْكُوفِيُّونَ: شَرِيكُ وَأَبُو الْأَحْوَصِ وَطَبَقَتُهُمَا، رَوَى عَنِ ابْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْبَصْرِيُّونَ: يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَمُعَاذٌ، وَخَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ وَمَنْ فِي طَبَقِتِهِمْ وَرَوَيَا جَمِيعًا عَنِ الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ شُرَيْحُ الْقَاضِي، وَشُرَيْحُ بْنُ هَانِي، رَوَيَا جَمِيعًا عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَرَوَى عَنْهُمَا النَّخَعِيُّ وَغَيْرُهُ حُمَيْدُ بْنُ قَيْسٍ الْمَكِّيُّ، وَحُمَيْدُ بْنُ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيُّ، يَجْمَعُهُمَا عَصْرٌ وَاحِدٌ، وَاشْتَرَكَا فِيمَنْ رَوَيَا عَنْهُ، وَرَوَى عَنْهُمَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، وَدَاوُدُ بْنُ يَزِيدَ الْأَوْدِيُّ، وَدَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، وَدَاوُدُ بْنُ شَابُورَ، رَوَوْا جَمِيعًا عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَعِكْرِمَةَ وَغَيْرِهِمَا، وَرَوَى عَنْهُمُ الْكُوفِيُّونَ وَالْبَصْرِيُّونَ أَهْلُ عَصْرٍ وَاحِدٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَرَوِيُّ، ثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ [ص: 282] ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، حَدِيثًا عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لَكَ يَا مُخَنَّثُ فَاجْلِدْهُ عِشْرِينَ» هَذَا دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ عَاصِمُ ابْنُ بَهْدَلَةَ، وَعَاصِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلُ، رَوَى عَنْهُمَا الثَّوْرِيُّ وَشُعْبَةُ وَمَنْ دُونَهُمَا: طَبَقَةُ شَرِيكٍ وَأَبِي الْأَحْوَصِ، وَلِعَاصِمٍ الْأَحْوَلِ رِوَايَةٌ عَنْ أَنَسٍ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لِابْنِ بَهْدَلَةَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الْأَيْلِيُّ، رَوَى عَنْهُمَا جَمِيعًا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَاشْتَرَكَا فِي كَثِيرٍ مِمَّنْ رَوَيَا عَنْهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْيَمَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ، ثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، ثَنَا أَبِي، عَنْ يُونُسَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ [ص: 283] أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " مَا أَكَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خِوَانٍ، وَلَا فِي سُكُرُّجَةَ، وَلَا خُبِزَ لَهُ مُرَقَّقٌ قُلْتُ لِقَتَادَةَ: عَلَامَ كَانُوا يَأْكُلُونَ؟ قَالَ: عَلَى السُّفَرِ قَالَ: فَهَذَا يُونُسُ الْإِسْكَافُ مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ، وَمَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ، رَوَى عَنْهُمَا جَمِيعًا شُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ وَمَنْ بَعْدِهِمَا: طَبَقَةُ هُشَيْمٍ، وَرَوَيَا جَمِيعًا، عَنْ إِبْرَاهِيمَ وَالشَّعْبِيِّ وَغَيْرِهِمَا أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وَأَيُّوبُ بْنُ مُوسَى، رَوَيَا جَمِيعًا، عَنْ نَافِعٍ، رَوَى عَنْهُمَا شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ [ص: 284] مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، رَوَى عَنْهُمَا جَمِيعًا أَبُو عَاصِمٍ، وَابْنُ مِغْوَلٍ أَكْبَرُ وَأَقْدَمُ، مَاتَ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ سَنَةَ نَيِّفٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، رَوَيَا عَنْ ثَابِتٍ، وَدَاوُدُ، وَأَيُّوبُ، وَالتَّيْمِيُّ، وَرَوَى عَنْهُمَا أَهْلُ عَصْرِ سَنَةِ ثَلَاثِينَ، وَابْنُ سَلَمَةَ أَكْبَرُ وَأَقْدَمُ مَاتَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ أَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلَّادٍ الرَّامَهُرْمُزِيُّ قَالَ: إِذَا قَالَ عَارِمٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، فَهُوَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَكَذَلِكَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَإِذَا قَالَ: التَّبُوذَكِيُّ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، فَهُوَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَكَذَلِكَ الْحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ وَإِذَا قَالَ عَفَّانُ: ثَنَا حَمَّادٌ أَمْكَنَ أَنْ يَكُونَ أَحَدُهُمَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَمَّادِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَرِيرٍ الْبَلْخِيُّ بِبَلْخٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدِ بْنِ دِرْهَمَ، وَفَضَلُ، حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَلَى حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، كَفَضْلِ الدِّينَارِ عَلَى الدِّرْهَمِ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةٌ» سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، رَوَيَا جَمِيعًا، عَنِ الْأَعْمَشِ وَغَيْرِهِ، وَرَوَى عَنْهُمَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَغَيْرُهُ، وَحَضَرْتُ الْقَاسِمَ الْمُطَرِّزَ فَحَدَّثَنَا عَنْ أَبِي هَمَّامٍ أَوْ غَيْرِهِ، عَنِ الْوَلِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ حَدِيثًا، فَقَالَ لَهُ أَبُو طَالِبِ بْنُ نَصْرٍ: مَنْ [ص: 286] سُفْيَانُ هَذَا؟ فَقَالَ لَهُ الْمُطَرِّزُ: هَذَا الثَّوْرِيُّ فَقَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ: بَلْ هُوَ ابْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: مِنْ أَيْنَ قُلْتَ؟ قَالَ: لِأَنَّ الْوَلِيدَ رَوَى عَنِ الثَّوْرِيِّ أَحَادِيثَ مَعْدُودَةً مَحْفُوظَةً، وَهُوَ مَلِيءٌ بِابْنِ عُيَيْنَةَ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ أَكْبَرُ وَأَقْدَمُ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ أَسْنَدُ وَفِي عَصْرِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُقْبَةَ، وَسُفْيَانُ بْنُ عَامِرٍ وَيَرِدُونَ فِي الْحَدِيثِ مَنْسُوبَيْنِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، رَوَيَا عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَغَيْرِهِمَا، رَوَى عَنْهُمَا أَهْلُ عَصْرِ سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ وَغَيْرِهَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ، اشْتَرَكَا فِي أَكْثَرِ مَنْ رَوَيَا عَنْهُ، وَرُوِي عَنْهُمَا وَفِي عَصْرِهِمَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ [ص: 287] وَذَكَرَ بَعْضُ شُيُوخِنَا أَنَّ الْجُنَيْدَ بْنَ بَهْرَامَ حَدَّثَهُمْ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا شَبِيبُ بْنُ شَيْبَةَ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ فِي جَنَازَةٍ، وَكُنَّا عَلَى بَرَاذِينَ لَنَا هَمَالِيجٌ وَهُوَ عَلَى قَطُوفٍ، فَنَادَانَا قِفُوا، فَوَقَفْنَا، فَقَالَ: كَانَ يُقَالُ: صَاحِبُ الدَّابَّةِ الْقَطُوفِ أَمِيرٌ عَلَى أَصْحَابِ الْهَمَالِيجِ، يَسِيرُونَ بِسَيْرِهِ، وَيَقِفُونَ بِوُقُوفِهِ وَشَبِيبُ بْنُ شَيْبَةَ هَذَا، لَيْسَ بِالْأَهْتَمِ، هَذَا أَبُو جُزَيِّ، وَذَلِكَ أَبُو مَعْمَرٍ شَبِيبُ بْنُ شَيْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَهْتَمُ الْمِنْقَرِيُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 285 الْمُتَّفِقَةُ كُنَاهُمْ وَعُصُورُهُمْ مِنْهُمُ الْمُكَنُّونَ بِأَبِي صَالِحٍ، عِدَّةٌ مِنْهُمُ اشْتَرَكُوا فِي الرِّوَايَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عِشْرُونَ أَوْ نَحْوُهَا مِنْهُمْ: أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ، أَبُو سُهَيْلِ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، وَرَوَى عَنْهُ الْأَعْمَشُ وَالْحَكَمُ وَأَبُو حُصَيْنٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَاسْمُهُ ذَكْوَانُ وَأَبُو صَالِحٍ مَوْلَى عُثْمَانُ، رَوَى عَنْ عُثْمَانَ، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ [ص: 288] وَاسْمُهُ الْحَارِثُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 287 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ دَاوُدَ الصَّوَّافُ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْخُوَارِزْمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْخُوَارِزْمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ آمِنًا مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ» قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: رَوَى عَنْ هَذَا أَبُو عَقِيلٍ زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ وَسَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ يَقُولُ: اسْمُهُ الْحَارِثُ وَأَبُو صَالِحٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ كَامِلُ بْنُ الْعَلَاءِ، وَرَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ الْبَرْدِيجِيُّ: هَذَا اسْمُهُ مِينَاءُ وَأَبُو صَالِحٍ الْأَشْعَرِيُّ يَرْوِي عَنْهُ أَهْلُ الشَّامِ، وَرَوَى هُوَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: لَا يُعْرَفُ اسْمُهُ وَحَكَى الْعَبَّاسُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، أَنَّ هَذَا هُوَ أَبُو صَالِحٍ مَوْلَى عُثْمَانَ، وَقَالَ غَيْرُهُ: هَذَا وَهْمٌ [ص: 289] وَأَبُو صَالِحٍ مَوْلَى الْجُنْدَعِيِّينَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، وَرَوَى هُوَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «لَا سَبْقٌ إِلَّا فِي خُفٍّ أَوْ حَافِرٍ» لَمْ يَذْكُرْهُ عَلِيٌّ فِيمَنْ ذَكَرَ، وَقَالَ غَيْرُهُ: لَا يُعْرَفُ اسْمُهُ وَأَبُو صَالِحٍ مَوْلَى السَّاعِدِيِينَ، رَوَى عَنْهُ هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ، وَرَوَى هُوَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلَمْ يُذْكَرْ لَهُ اسْمٌ وَأَبُو صَالِحٍ الْحَنَفِيُّ، رَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَأَبُو عَوْنٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَرَوَى هُوَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ عَائِشَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ، قَالَ عَلِيٌّ: اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ قَيْسٍ، وَهُوَ أَخُو طَلِيقِ بْنِ قَيْسٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 288 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ، ثَنَا بُنْدَارٌ، وَنَصَرٌ، قَالَا: ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، ثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِي وَلِأَبِي بَكْرٍ: «مَعَ أَحَدِكُمَا جِبْرِيلُ، وَمَعَ الْآخَرِ مِيكَائِيلُ، وَإِسْرَافِيلُ مَلَكٌ عَظِيمٌ يَشْهَدُ الْقِتَالُ وَيَكُونُ فِي الصَّفِّ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 289 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسِ بْنِ كَامِلٍ، ثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ، عَنْ نَافِعِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ: «الْإِمَامُ ضَامِنٌ وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، فَأَرْشَدَ اللَّهُ الْإِمَامَ، وَعَفَا عَنِ الْمُؤَذِّنِ» وَأَبُو صَالِحٍ الْخُوزِيُّ، رَوَى عَنْهُ أَبُو الْمَلِيحِ الْمَدَنِيُّ، وَرَوَى هُوَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 290 قَالَ نَصْرٌ وَبُنْدَارٌ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عِيسَى، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ الْمَدَنِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ الْخُوزِيُّ، وَقَالَ أَبُو مُوسَى، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ الْفَارِسِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْخُوزِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ لَا يَسْأَلِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغْضَبْ عَلَيْهِ» [ص: 291] وَأَبُو صَالِحٍ مَوْلَى بَنِي يَرْبُوعَ، رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ذَكَرَهُ أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَكَى بَعْضُ شُيُوخِنَا عَنْهُ فَهَؤُلَاءِ رَوَوْا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَهُمْ تِسْعَةٌ ثُمَّ أَبُو صَالِحٍ صَاحِبُ التَّفْسِيرِ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ الْكَلْبِيُّ، وَرَوَى عَنْهُ أَيْضًا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَمَنْصُورٌ، وَابْنُ جُحَادَةَ، وَابْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَالسُّدِّيُّ، وَابْنُ أَرْطَأَةَ، وَابْنُ مِغْوَلٍ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَهُوَ أَبُو صَالِحٍ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ، وَاسْمُهُ بَاذَامُ قَالَ شَبَابٌ: بَاذَانُ بِالنُّونِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 290 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسَ بْنِ كَامِلٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي صَالِحٍ فَقَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: «إِنَّ فِيَ الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا سَبْعِينَ عَامًا» فَقَالَ شَقِيقٌ الضَّبِّيُّ: مَا سَمِعْنَا فِي الْجَنَّةِ بِظَعْنٍ وَلَا سَيْرٍ قَالَ: أَفَتُكَذِّبُ أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنْ أُكَذِّبُكَ قَالَ: وَكَانَ أَبُو صَالِحٍ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ وَقَعَ فِي السَّهْمِ لِجَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ، فَبَعَثَ بِهِ إِلَى أُمِّ هَانِئٍ، فَأَعْتَقَتْهُ وَقَالَتْ لِابْنِ عَبَّاسٍ: اكْتُبْ لَهُ عِتْقَهُ فَفَعَلَ [ص: 292] ، وَكَانَتْ تَقُولُ لِأَبِي صَالِحٍ: " تَعَلَّمْ فَإِنَّ النَّاسَ يَسْأَلُونَكَ، وَتَقُولُ: خَرَجَ مِنْ بَيْتِ عِلْمٍ " فَأَمَّا أَبُو صَالِحٍ الْأَعْمَشُ فَإِنَّهُ غَيْرُ هَذَا، وَهُوَ مَوْلَى لِقُرَيْشٍ، قَدِمَ هَا هُنَا، وَأَمَّا أَبُو صَالِحٍ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ وَيَرْوِي هُوَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، هُوَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، قَالَ الْبَرْدِيجِيُّ: هُوَ بَصَرِيُّ وَاسْمُهُ قِيلُويَةُ وَأَبُو صَالِحٍ الزَّيَّاتُ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ الْأَعْمَشُ وَحَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ وَرَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، اسْمُهُ سُمَيْعٌ، عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ يَقُولُهُ وَأَبُو صَالِحٍ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ الْبَصْرِيُّونَ: قَتَادَةُ وَالتَّمِيمِيُّ وَخَالِدٌ وَغَيْرُهُمْ، قَالَ الْبَرْدِيجِيُّ: اسْمُهُ مِيزَانٌ وَأَبُو صَالِحٍ مَوْلَى عُمَرَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ لَا يُعْرَفُ اسْمُهُ وَأَبُو صَالِحٍ مَوْلَى السَّفَّاحِ الَّذِي رَوَى عَنْهُ بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ وَرَوَى عَنْهُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ، رَوَى قَالَ: بِعْتُ بَزًّا إِلَى الْمَوْسِمِ - أَوْ قَالَ: بُرًّا - فَقَالَ: نُعَجِّلُ وَتَضَعُ لَنَا؟ فَسَأَلْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ [ص: 293] فَقَالَ: «لَا تَأْكُلْهُ وَلَا تُؤَكِّلْهُ» قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: هَذَا اسْمُهُ عُبَيْدٌ وَأَبُو صَالِحٍ الْخَوْلَانِيُّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ أَبُو قِلَابَةَ، وَرَوَى هُوَ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ لَا يُعْرَفُ اسْمُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 رَوَى أَبُو الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي قَحْذَمٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْخَوْلَانِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِأَلْفَيْ سَنَةٍ، أَنْزَلَ فِيهِ آيَتَيْنِ خَتَمَ بِهِمَا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، مَنْ قَرَأَهُمَا فِي بَيْتِهِ لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ بَيْتَهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ} [البقرة: 285] وَرَوَاهُ أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتَابًا» فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَأَبُو صَالِحٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ الْبَخْتَرِيُّ سَعِيدُ بْنُ عِمْرَانَ الطَّائِفِيُّ، وَرَوَى هُوَ عَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَأُمِّ كُلْثُومِ بِنْتِ عَلِيٍّ مَجْهُولٌ فَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَدْرَكْنَا مَعْرِفَتَهُمْ مِمَّنْ يَجْمَعُهُمْ عَصْرُ التَّابِعِينَ، وَتَشْكُلُ مَعَارِفُهُمْ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا ضَبَطَهُمْ ضَبْطًا مُسْتَفِيضًا، وَأَحَادِيثُ الْجَمَاعَةِ وَاهِيَةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 الْمُكَنُّونَ بِأَبِي حَازِمٍ قَالَ الْقَاضِي: قَالَ لَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْمُثَنَّى: وَجَدْتُ عَلَى ظَهْرِ كِتَابٍ لِي وَهُوَ مِنْ كَلَامِ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ - وَكَانَ أَصْحَابُنَا يَذْكُرُونَ أَنَّهُ عَنْهُ عَلَّقَ، وَأَبَى الْحَسَنِ أَنْ يُسْنِدَهُ إِلَيْهِ -: أَبُو حَازِمٍ الْأَشْجَعِيُّ، وَاسْمُهُ سَلْمَانُ صَاحِبُ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ شَبَابٌ: أَبُو حَازِمٍ الْأَشْجَعِيُّ هُوَ أَبُو حَازِمٍ الْأَعْرَجُ وَأَبُو حَازِمٍ الْمَدَنِيُّ مَوْلَى الْغِفَارِيِينَ اسْمُهُ دِينَارٌ وَأَبُو حَازِمٍ سَلَمَةُ بْنُ دِينَارٍ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ مَدَنِيُّ، قَالَ شَبَابٌ: أَبُو حَازِمٍ سَلَمَةُ بْنُ دِينَارٍ، وَهُوَ صَاحِبُ الْحِكْمَةِ، وَالرَّاوِي عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ وَيُعْرَفُ بِالْأَفْزَرِ وَأَبُو حَازِمٍ التَّمَّارُ لَا يُعْرَفُ اسْمُهُ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: هُوَ مَوْلَى هُذَيْلٍ، لَا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى عَنْهُ إِلَّا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 294 أَبُو حَازِمٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، رَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، اسْمُهُ نَبْتَلُ، قَالَ عَلِيٌّ: لَمْ أَرَ أَحَدًا رَوَى عَنْهُ غَيْرَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَرَوَى هُوَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثًا وَاحِدًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 الْمُكَنُّونَ أَبَا مَرْيَمَ قَالَ الْقَاضِي: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ الْمُثَنَّى فِيمَا ذُكِرَ أَنَّهُ وَجَدَ عَلَى ظَهْرِ كِتَابِهِ أَنَّ مِنْهُمْ: أَبَا مَرْيَمَ صَاحِبَ عَلِيٍّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ، وَرَوَى هُوَ، عَنْ عَلِيٍّ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَاسْمُهُ قَيْسٌ وَأَبُو مَرْيَمَ، الَّذِي رَوَى عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَرَوَى عَنْهُ أَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ، اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ شَبَابٌ: هُوَ أَبُو مَرْيَمَ الْأَسَدِيُّ وَأَبُو مَرْيَمَ، الَّذِي يَرْوِي عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، هُوَ أَبُو مَرْيَمَ الْبَكْرِيُّ، رَوَى عَنْهُ سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، اسْمُهُ شُيَيْمُ بْنُ ذُيَيْمَ وَأَبُو مَرْيَمَ الْحَنَفِيُّ إِيَاسُ بْنُ صُبَيْحٍ فَهَؤُلَاءِ يَتَوَازُونَ فِي عَصْرٍ وَاحِدٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 الْمُكَنُّونَ أَبَا الْعَنْبَسِ [ص: 296] مِنْهُمْ أَبُو الْعَنْبَسِ صَاحِبُ إِبْرَاهِيمَ، رَوَى عَنْ أَبِيهِ، اسْمُهُ عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ وَأَبُو الْعَنْبَسِ الَّذِي رَوَى عَنْهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، لَا يُعْرَفُ اسْمُهُ وَأَبُو الْعَنْبَسِ صَاحِبُ زَاذَانَ اسْمُهُ سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَكَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ هُوَ أَبُو سَعِيدٍ الَّذِي يُقَالُ لَهُ رَضِيعُ عَائِشَةَ، رَوَى عَنْهُ ابْنُ عَوْنٍ، وَمُجَالِدٌ، وَشُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ وَأَبُو الْعَنْبَسِ الَّذِي رَوَى عَنْهُ، شُعْبَةُ وَإِسْرَائِيلُ وَأَبُو عَوَانَةَ لَا يُعْرَفُ اسْمُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ النُّعْمَانِ الْقَزَّازُ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الْعَنْبَسِ، عَنْ أَبِي الْعَدَبَّسِ، عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص: 297] مُتَوَكِّئًا عَلَى عَصًا، قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: «لَا تَقُومُوا كَمَا تَقُومُ» وَتَآكَلَ مِنْ كِتَابِهِ بَقِيَّةُ الْحَدِيثِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 296 الْمُكَنُّونَ أَبَا بَكْرٍ غَيْرَ مُسَمَّيْنِ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أَحَدُ الْفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ بِالْمَدِينَةِ، اسْمُهُ كُنْيَتُهُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ الْأَنْصَارِيُّ، اسْمُهُ كُنْيَتُهُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي جَهْمِ بْنِ حُذَيْفَةَ، اسْمُهُ كُنْيَتُهُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، اسْمُهُ كُنْيَتُهُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ، اسْمُهُ كُنْيَتُهُ، هَؤُلَاءِ لَا يَكَادُ يُذْكَرُونَ إِلَّا مَنْسُوبِينَ [ص: 298] ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَمِمَّنْ يَتَأَخَّرُ عَنْ عَصْرِ هَؤُلَاءِ: أَبُو بَكْرِ بْنُ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، اسْمُهُ كُنْيَتُهُ، أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ، اسْمُهُ كُنْيَتُهُ، أَبُو بَكْرِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، اسْمُهُ كُنْيَتُهُ، أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، اسْمُهُ كُنْيَتُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا بَيْنَ قَبْرِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 298 الْمُكَنُّونَ أَبَا نَعَامَةَ قَالَ شَبَابٌ: أَبُو نَعَامَةَ الْعَدَوِيُّ عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ وَأَبُو نَعَامَةَ الضَّبِّيُّ شَيْبَةُ بْنُ نَعَامَةَ وَأَبُو نَعَامَةَ السَّعْدِيُّ عَبْدُ رَبِّهِ هَؤُلَاءِ طَبَقَةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 الْمُكَنُّونَ أَبَا غَالِبٍ هُمَا اثْنَانِ: أَحَدُهُمَا رَوَى عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، اسْمُهُ حَزَوَّرُ وَالْآخَرُ رَوَى عَنْ أَنَسٍ، وَلَمْ يُسَمَّ لَنَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ، ثَنَا أَبُو كَامِلٍ، ثَنَا سَلَّامُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ قَالَ: سَأَلَ الْعَلَاءُ بْنُ زِيَادٍ أَنَسًا: كَمْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بُعِثَ قَالَ: " ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ عَاشَ فِي النُّبُوَّةِ عِشْرِينَ سَنَةً أَخْبَرَنِي أَبُو عُبَيْدٍ [ص: 300] الْآجِرِيُّ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ أَبِي غَالِبٍ فَقَالَ: أَبُو غَالِبٍ الْحَجَّامُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 الْمُكَنُّونَ أَبَا الدَّهْمَاءِ هُمَا اثْنَانِ: أَبُو الدَّهْمَاءِ مَالِكُ بْنُ سَهْمٍ وَأَبُو الدَّهْمَاءِ قِرْفَةُ بْنُ بُهَيْسٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 300 الْمُكَنُّونَ أَبَا إِسْحَاقَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَهُوَ الْهَمْدَانِيُّ، وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [ص: 301] وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَاسْمُهُ سُلَيْمَانُ بْنُ مَاهَانَ اشْتَرَكَا فِي ابْنِ أَبِي أَوْفَى، وَرَوَى عَنْهُمَا الثَّوْرِيُّ، وَشُعْبَةُ، وَغَيْرُهُمَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 300 الْمُكَنُّونَ أَبَا الزَّعْرَاءِ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ هَارُونَ الْبَرْدِيجِيَّ يَقُولُ: أَبُو الزَّعْرَاءِ الَّذِي رَوَى عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، وَرَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، اسْمُهُ عَمْرُو بْنُ عَمْرٍو، وَهُوَ ابْنُ أَخِي أَبِي الْأَحْوَصِ، قَالَ: وَأَبُو الزَّعْرَاءِ الَّذِي رَوَى عَنْ مُحِلِّ بْنِ خَلِيفَةَ، رَوَى عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، اسْمُهُ يَحْيَى بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 301 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْخَصِيبِ الْكُوفِيُّ، ثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ [ص: 302] : «لَيْسَ أَحَدٌ يُولَدُ عَالِمًا، وَإِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ» وَأَبُو الزَّعْرَاءِ هُوَ فِي عِدَادِ التَّابِعِينَ، وَرَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَرَوَى عَنْهُ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَاهَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 301 وَمِنَ الْمُشْكِلِ أَيْضًا أَسَامٍ مُفْرَدَةٌ يُغْلَطُ بِهَا إِلَى أَشْكَالِهَا فِي الصُّورَةِ، لِغُمُوضِهَا وَظُهُورِ إِشْكَالِهَا تَعْلَى بْنُ عُبَيْدِ بْنِ تَعْلَى، بِالتَّاءِ مَنْقُوطٌ مِنْ فَوْقِهِ يَشْتَبِهُ بِيَعْلَى إِلَّا أَنَّ يَعْلَى فِي الْأَسَامِي أَكْثَرُ وَأَشْهُرُ عُلْبَةُ بِالْبَاءِ مِثَالُ قُلْبَةُ، وَهُوَ أَبُو ذَوَّادِ بْنُ عُلْبَةَ، يَشْتَبِهُ بِعُلَيَّةَ الْمُنْتَسِبُ إِلَيْهَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عِمَارَةُ بِكَسْرِ الْعَيْنِ أَبُو أُبَيِّ بْنُ عِمَارَةَ، الَّذِي رَوَى حَدِيثَ الْمَسْحِ: «امْسَحْ مَا بَدَا لَكَ» يَشْتَبِهُ بِعُمَارَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 مُحَرَّرٍ مِثْلُ مُكَرَّرٍ، وَهُوَ مُحَرَّرُ بْنُ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَشْتَبِهُ بِمُحَرَّزٍ، إِلَّا أَنَّ مُحَرَّزًا أَشْهُرُ، وَمُجَزَّزٌ الْمُدْلِجِيُّ مُيَسَّرٌ مِثَالُ مُكَرَّرِ بِالسِّينِ، أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ مُيَسَّرٍ، الَّذِي رَوَى حَدِيثَ سُورَةِ الْإِخْلَاصِ، يَشْتَبِهُ بِمُبَشِّرٍ مُنْيَةُ مِثَالُ مُدْيَةَ، يَعْلَى بْنُ مُنْيَةَ، يَشْتَبِهُ بِمُنَبِّهٍ أَبِي وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، وَهَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، وَمُنْيَةُ الَّتِي يُنْسَبُ إِلَيْهَا يَعْلَى هِيَ أُمُّهُ، وَأَبُوهُ أُمَيَّةُ وَمَنْ نَسَبَهُ إِلَى أُمِّهِ، قَالَ: مُنْيَةُ مِثْلُ مُدْيَةَ، وَمَنْ نَسَبَهُ إِلَى أَبِيهِ فَقَالَ: أُمَيَّةُ فَصِيلٌ مِثْلُ بَعِيرٍ، بِالْفَاءِ وَالصَّادِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ، أَبُو الْحَكَمِ بْنُ فَصِيلٍ يَشْتَبِهُ بِفَضِيلٍ خِرْيَتٌ مِثْلُ خِمْيَرٍ، أَبُو الزُّبَيْرِ بْنُ الْخِرْيَتِ يَشْتَبِهُ بِحُرَيْثٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 سِيَابَةُ بِالسِّينِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ، مَكْسُورَةِ السِّينِ، سِيَابَةُ بْنُ عَاصِمٍ، يَشْتَبِهُ بِشَبَابَةَ، إِلَّا أَنَّ شَبَابَةَ أَكْثَرُ فِي الْأَسْمَاءِ زُيَيْدُ بِيَاءَيْنِ تَصْغِيرُ زَيْدٍ، يَشْتَبِهُ بِزَبِيدٍ عَقَّارُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، يَشْتَبِهُ بِغِفَارٍ مُعَمِّرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ يَشْتَبِهُ بِمَعْمَرٍ عُبَادُ يَشْتَبِهُ بِعَبَّادٍ يَسِيرُ يَشْتَبِهُ بِبَشِيرٍ أَبُو حِبَرَةَ، بِالْحَاءِ مَكْسُورَةٍ، وَبِالْبَاءِ مَنْقُوطَةٍ بِوَاحِدَةٍ، هُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ عَلِيٍّ، بَصَرِيُّ وَاسْمُهُ شِيحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، يَشْتَبِهُ بِأَبِي خَيْرَةَ، وَأَبِي خُبْزَةَ الْحَنِيذُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، الَّذِي رَوَى حَدِيثَ أَعْشَى هَمْدَانَ، وَقَوْلُهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَعْدِيًا عَلَى امْرَأَتِهِ: [البحر الرجز] [ص: 305] يَا سَيِّدَ النَّاسِ وَدَيَّانَ الْعَرَبْ يَشْتَبِهُ بِالْجُنَيدِ، وَأَكْثَرُ رُوَاةِ الْحَدِيثِ يُصَحِّفُونَ فِيهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 حَدَّثَنَي أَبِي، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنِ ابْنِ عَائِشَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْحَرِيرِيِّ قَالَ: فَقُلْنَا: هَذَا سَعِيدٌ الْحَرِيرِيُّ قَالَ: كَانَ يَبِيعُ الْجِرَارَ، ثُمَّ صَارَ يَبِيعُ الْحَرِيرَ فَقُلْنَا: هَذَا رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ مِنْ بَنِي جُرَيْرٍ فَقَالَ: «فَعَلَ اللَّهُ بِالْعَرَبِ، مَا أَقْبَحَ أَسْمَاءَهَا» [ص: 306] سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرٍ الشَّعِيرِيَّ يَقُولُ: اطَّلَعْتُ فِي كِتَابِ رَجُلٍ مِمَّنْ زَعَمَ أَنَّهُ جَمَعَ حَدِيثَ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، فَإِذَا قَدْ صَدْرَ بِمَا رَوَى يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ فَقُلْتُ: إِنَّ يُونُسَ لَمْ يَرْوِ عَنِ الزُّهْرِيِّ شَيْئًا، وَإِذَا هُوَ قَدْ غَلَطَ بِيُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، وَظَنَّ أَنَّهُ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُبَيْدٍ، يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ وَافِرُ اللِّحْيَةِ إِلَى الْأَعْمَشِ، فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ مِنْ مَسَائِلِ الصَّلَاةِ يُحَفِظُّهَا الصِّبْيَانَ، فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا الْأَعْمَشُ، فَقَالَ: «انْظُرُوا لِحْيَةً تَحْتَمِلُ حِفْظَ أَرْبَعَةِ آلَافِ حَدِيثٍ، وَمَسْأَلَتُهُ مَسْأَلَةُ الصِّبْيَانِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 306 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يَقُولُ: «إِذَا رَأَيْتُ الرَّجُلَ الْبَهِيَّ لَيْسَ عِنْدَهُ - يَعْنِي حَدِيثًا - اشْتَهَيْتُ أَنْ أَصْفَعَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 306 حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا عَثَّامُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يَقُولُ: " إِذَا رَأَيْتَ الشَّيْخَ، وَلَمْ يَكْتُبِ الْحَدِيثَ فَاصْفَعْهُ، فَإِنَّهُ مِنْ شُيُوخِ الْقَمَرَاءِ قُلْتُ لِابْنِ عُقْبَةَ مَا مَعْنَى شُيُوخِ الْقَمَرَاءِ؟ قَالَ: شُيُوخٌ دَهْرِيُّونَ يَجْتَمِعُونَ فِي لَيَالِي الْقَمَرِ فَيَتَحَدَّثُونَ بِأَيَّامِ الْخُلَفَاءِ، وَلَا يُحْسِنُ أَحَدُهُمْ أَنْ يَتَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 306 حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: كَانَ يَخْتَلِفُ شَيْخٌ مَعَنَا إِلَى مَسْرُوقٍ، وَكَانَ يَسْأَلُهُ عَنِ الشَّيْءِ فَيُخْبِرُهُ، فَلَا يَفْهَمُ، فَقَالَ: " أَتَدْرِي مَا مَثَلُكَ؟ مِثْلُكَ مِثْلُ بَغْلٍ هَرِمٍ حَطِمٍ جَرَبٍ، دُفِعَ إِلَى رَائِضٍ، فَقِيلَ لَهُ: عَلِّمْهُ الْهَمْلَجَةَ " قَالَ الْقَاضِي: فَهَذَا بَابٌ مِنَ الْعِلْمِ جَسِيمٌ، مَقْصُورٌ عِلْمُهُ عَلَى أَهْلِ الْحَدِيثِ الَّذِينَ نَشَؤُوا فِيهِ، وَعَنُوا بِهِ صِغَارًا، فَصَارَ لَهُمْ رِيَاضَةٌ، وَلَا يَلْحَقُ بِهِمْ مَنْ يَتَكَلَّفُهُ عَلَى الْكِبَرِ، وَإِنَّكَ لَتَرَى الْبَهِيَّ مِنَ الرِّجَالِ، الْمُشَارُ إِلَيْهِ فِي فُنُونٍ مِنَ الْعِلْمِ، وَضُرُوبٍ مِنَ الْأَدَبِ، يَتَصَرَّفُ فِي أَيِّهَا شَاءَ بِعِبَارَةٍ، وَبَيَانٍ وَذَكَاءٍ وَلَسِنٍ، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ فِي رُوَاءٍ وَشَيْبَةٍ، وَلِبَاسِ مُرُوَءَةٍ، فَإِذَا انْتَهَى إِلَى إِسْنَادِ حَدِيثٍ تَسْتَولِي الْحِيرَةُ عَلَيْهِ، فَلَا يَدْرِي أَيُّ طَرِيقٍ يَرْكَبُ فِيهِ، فَيُقَدِّمُ وَيُؤَخِّرُ، وَيُصَحِّفُ وَيُحَرِّفُ، وَأَيُّ شَيْءٍ أَقْبَحُ مِنْ شَيْخٍ لَنَا يَتَصَدَّرُ مُنْذُ زَمَانٍ، كَتَبَ بِخَطِّهِ: وَكِيعٌ عَنْ شُقَيْقٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، نَحْوًا مِنْ عِشْرِينَ حَدِيثًا، يَفْتَحُ [ص: 308] الْقَافَ فِيهَا كُلَّهَا، وَيُنْقِطُهَا، وَيُحَلِّقُهَا، وَلَا يَعْرِفُ سُفْيَانَ مِنْ شَقِيقٍ، وَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ عَصْرَيْهِمَا، وَلَا يُمَيِّزُ عَصْرَ وَكِيعٍ مِنْ عَصْرِ كُبَرَاءِ التَّابِعِينَ وَالْمُخَضْرَمَةِ، ثُمَّ هُوَ مَعَ ذَلِكَ إِذَا تَكَلَّمَ أَشَارَ بِإِصْبَعِهِ، وَإِذَا أَفْتَى فِي بَلْوَى أَغْمَضَ تَكَبُّرًا عَيْنَيْهِ، فَهَذَا يُسْتَقْبَحُ مِنْ حَيْثُ اسْتَقْبَحَ تَحَيُّرَ أَبِي خَيْثَمَةَ وَالنَّفَرَ الَّذِينَ اجْتَمَعُوا مَعَهُ عَلَى الْمُذَاكَرَةِ حِينَ سُئِلُوا عَنِ الْحَائِضِ تُغَسِّلُ الْمَوْتَى، وَإِنْ كَانَ مَا حُكِيَ عَنْ أَبِي مُوسَى حَقًّا، وَأَنَّهُ سُئِلَ كَمَا زَعَمُوا عَنْ فَأْرَةٍ وَقَعَتْ فِي بِئْرٍ فَقَالَ: «الْبِئْرُ جُبَارٌ، فَهُوَ أَقْبَحُ مِنْ هَذَا كُلِّهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا جُنَيْدُ بْنُ حَكِيمٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَتَّابٍ، ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: «حَضَرْتُ شُعْبَةَ وَسُئِلَ عَنْ فَأْرَةٍ وَقَعَتْ فِي صِحْنَاةٍ، فَلَمْ يُحْسِنْ يُجِيبُ عَنْهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 308 قَالَ الْقَاضِي: وَلَيْسَ لِلْرَاوِي الْمُجَرَّدِ أَنْ يَتَعَرَّفَ لَمَّا لَا يَكْمُلُ لَهُ، فَإِنَّ تَرْكَهُ مَا لَا يَعْنِيهِ أَوْلَى بِهِ وَأَعْذَرُ لَهُ، وَكَذَلِكَ سَبِيلُ كُلِّ ذِي عِلْمٍ وَكَانَ حَرْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السِّيرْجَانِيُّ، قَدْ أَكْثَرَ مِنَ السَّمَاعِ وَأَغْفَلَ الِاسْتِبْصَارَ، فَعَمِلَ رِسَالَةً سَمَّاهَا «السُّنَّةُ وَالْجَمَاعَةُ» تَعَجْرَفَ فِيهَا، وَاعْتَرَضَ عَلَيْهَا بَعْضُ الْكَتَبَةِ مِنْ أَبْنَاءِ خُرَاسَانَ مِمَّنْ يُتَعَاطَى الْكَلَامَ، وَيُذْكَرُ بِالرِّيَاسَةِ فِيهِ وَالتَّقَدُّمِ، فَصَنَّفَ فِي ثَلْبِ رُوَاةِ الْحَدِيثِ كِتَابًا تَلَفَّظَ فِيهِ مِنْ كَلَامِ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ وَابْنِ الْمَدِينِيِّ، وَمِنْ كِتَابِ «التَّدْلِيسِ» لِلْكَرَابِيسِيِّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 ، وَتَارِيخِ ابْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ، وَالْبُخَارِيِّ، مَا شَنَعَ بِهِ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ شُيُوخِ الْعِلْمِ، خَلَطَ الْغَثَّ بِالسَّمِينِ، وَالْمَوْثُوقَ بِالظَّنِينِ، وَادَّعَى دَعَاوَى لَمْ يُضْبِطْ أَكْثَرَهَا، وَلَا عَرَفَ وُجُودَ التَّصَرُّفِ فِيهَا، وَتَسَاخَفَ فِي حِكَايَاتٍ أَوْرَدَهَا، وَرِوَايَاتٍ أَسْنَدَهَا إِلَى رِجَالٍ لَهُ، مِمَّنْ لَا يُعَدُّ كَلَامُهُ مِنْ عَمَلِهِ، وَلَا لَهُ وَاعِظٌ يَزْجُرُهُ مِنْ نَفْسِهِ، وَلَوْ أَنْصَفَ لَأَيْقَنَ أَنَّ الْغَامِزَ عَلَى حِزْبِهِ أَكْثَرُ، وَالْخِلَافَ الْوَاقِعَ بَيْنَ كُبَرَاءِ أَهْلِ مَقَالَتِهِ أَوْسَعُ، وَمَا يَلْحَقُ بِهِ وَبِهِمْ مِنْ أَنْوَاعِ الشَّنَاعَةِ أَعْظَمُ، وَلَقَادَهُ الْإِنْصَافُ إِلَى أَنْ يَحْكُمَ عَلَى نَفْسِهِ بِمِثْلِ مَا حَكَمَ بِهِ عَلَى خَصْمِهِ، فَإِنَّهُ ذَكَرَ ابْنَ شِهَابٍ الزُّهْرِيَّ، فِيمَنْ ذَكَرَهُ، وَعَيَّرَهُ بِتَقْلِيدِ الْأَعْمَالِ، وَأَنَّهُ عَزَّرَ رَجُلًا فَمَاتَ، وَهُوَ مَعَ هَذَا الْقَوْلِ فِي ابْنِ شِهَابٍ، حَامِلُ سَيْفٍ تَارَةً، وَصَاحِبُ قَلَمٍ أُخْرَى، يَمْضِيَانِ عَلَى غَيْرِ مُرَادَهُ، وَيَعْصِيَانِ اللَّهَ فِي عِبَادِهِ، عَلَى أَنَّ مَا حُكِيَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ نَادِرٌ شَاذُّ، وَأَمْرُهُ حَاضِرٌ مُشَاهَدَةٌ، وَلَوِ اقْتَصَرَ عَلَى مَا بَيَّنَ مِنْ دَلَائِلِ التَّوْحِيدِ، وَعَظَّمَ مِنْ شَأْنِ الْوَعِيدِ، لَكَانَ كَأَحَدِ الْمُتَكَلِّفِينَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ وَلَا يَأْتَمِرُونَ، وَيَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ، وَجَدِيرٌ أَنْ يَعْقِلَ اللِّسَانُ عَنِ الْخَطْلِ، وَيُقْرِنُ الْعِلْمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 310 بِصَالِحِ الْعَمَلِ، مَنْ كَانَ ذَا فَهْمٍ ثَاقِبٍ، وَلِسَانٍ بَيِّنٍ، لِيَكُونَ الْعَمَلُ دَاعِيًا، وَالْعِلْمُ هَادِيًا، وَاللِّسَانُ مُعَبِّرًا، وَلَوْ كَانَ حَرْبٌ مُؤَيِّدًا مَعَهُ الرِّوَايَةَ بِالْفَهْمِ لَأَمْسَكَ مِنْ عَنَانِهِ، وَدَرَى مَا يَخْرُجُ مِنْ لِسَانِهِ، وَلَكِنَّهُ تَرَكَ أُولَاهَا، فَأَمْكَنَ الْقَارَةَ مَنْ رَامَاهَا وَنَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنَا بِالْعِلْمِ، وَلَا يَجْعَلْنَا مِنْ حَمَلَةِ أَسْفَارِهِ، وَالْأَشْقِيَاءِ بِهِ، إِنَّهُ وَاسِعٌ لَطِيفٌ قَرِيبٌ مُجِيبٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 فَصْلٌ آخَرُ مِنَ الدِّرَايَةِ يَقْتَرِنُ بِالرِّوَايَةِ مَقْصُورٌ عِلْمُهَا عَلَى أَهْلِ الْحَدِيثِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا أَبُو عِمْرَانَ، ثَنَا أَبُو عُمَرَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، فَقَامَ إِلَيْهِ خُرَاسَانِيُّ فَقَالَ: " يَا أَبَا سَعِيدٍ حَدِيثٌ رَوَاهُ الْحَسَنُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ ضَحِكَ فِي الصَّلَاةِ فَلْيُعِدِ الْوضُوءَ وَالصَّلَاةَ» ؟ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: هَذَا لَمْ يَرْوِهِ إِلَّا حَفْصَةُ بِنْتُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: مِنْ أَيْنَ قُلْتَ؟ قَالَ: إِذَا أَتَيْتَ الصَّرَّافَ بِدِينَارٍ فَقَالَ لَكَ: هُوَ بَهْرَجٌ، تَقْدِرُ أَنْ تَقُولَ لَهُ: مِنْ أَيْنَ قُلْتَ؟ قُلْتُ: فَفَسَّرَهُ لَنَا، قَالَ: إِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ لَمْ يَرْوِهِ إِلَّا حَفْصَةُ بِنْتُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعَهُ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ مِنْ حَفْصَةَ، وَكَانَ فِي الدَّارِ مَعَهَا، فَحَدَّثَ بِهِ هِشَامٌ الْحَسَنَ، فَحَدَّثَ بِهِ الْحَسَنُ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَمِنْ أَيْنَ سَمِعَهَا الزُّهْرِيُّ؟ قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ بنُ أَرْقَمَ يَخْتَلِفُ إِلَى الْحَسَنِ وَإِلَى الزُّهْرِيِّ، فَسَمِعَهُ مِنَ الْحَسَنِ، فَذَاكَرَ بِهِ الزُّهْرِيَّ، فَقَالَ الزُّهْرِيُّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَالْحُسَيْنُ بْنُ بَهَانَ قَالَا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ غَالِبٍ الْعَطَّارُ، نَا نَصْرُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: كُنَّا بِبَابِ شُعْبَةَ نَتَذَاكَرُ الْحَدِيثَ، فَقُلْتُ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: كُنَّا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَتَنَاوَبُ رِعَايَةَ الْإِبِلِ، فَرُحْتُ ذَاتَ يَوْمٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ، وَحَوْلَهُ أَصْحَابُهُ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوضُوءَ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَاسْتَغْفَرَ اللَّهَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ» ، قَالَ: فَمَا مَلَكْتُ نَفْسِي أَنْ قُلْتُ: بَخٍ بَخٍ قَالَ: فَجَذَبَنِي رَجُلٌ مِنْ خَلْفِي، فَالْتَفَتُّ، فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: يَا ابْنَ عَامِرٍ، الَّذِي قَالَ قَبْلَ أَنْ تَجِئَ أَحْسَنَ قُلْتُ: مَا قَالَ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي؟ قَالَ: قَالَ: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ مِنَ الْجَنَّةِ، مِنْ أَيِّهَا شَاءَ دَخَلَ» قَالَ: فَسَمِعَنِي شُعْبَةُ، فَخَرَجَ إِلَيَّ فَلَطَمَنِي لَطْمَةً، ثُمَّ دَخَلَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ: مَا لَهُ يَبْكِي؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ: لَقَدْ أَسَأْتَ إِلَيْهِ فَقَالَ: أَمَا تَسْمَعُ مَا يُحَدِّثُ عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَأَنَا قُلْتُ لِأَبِي إِسْحَاقَ: أَسَمِعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَطَاءٍ مِنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ؟ قَالَ: لَا وَغَضِبَ وَكَانَ مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ حَاضِرًا فَقَالَ لِي مِسْعَرٌ: أَغْضَبْتَ الشَّيْخَ فَقُلْتُ: مَا لَهُ؟ لَيُصَحِّحَنَّ لِي هَذَا الْحَدِيثَ أَوْ لَأُسْقِطَنَّ حَدِيثَهُ فَقَالَ مِسْعَرٌ: عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ بِمَكَّةَ [ص: 314] فَرَحَلْتُ إِلَيْهِ لَمْ أُرِدِ الْحَجَّ، إِنَّمَا أَرَدْتُ الْحَدِيثَ، فَلَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَطَاءٍ، فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي، فَقَالَ لِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بِالْمَدِينَةِ لَمْ يَحُجَّ الْعَامَ فَدَخَلْتُ الْمَدِينَةَ، فَلَقِيتُ سَعْدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: الْحَدِيثُ مِنْ عِنْدِكُمْ زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ حَدَّثَنِي، فَقُلْتُ: أَيُّ شَيْءٍ، هَذَا الْحَدِيثُ؟ بَيْنَا هُوَ كُوفِيُّ صَارَ مَكِّيًّا، صَارَ مَدَنِيًّا، صَارَ بَصْرِيًّا فَدَخَلْتُ الْبَصْرَةَ، فَلَقِيتُ زِيَادَ بْنَ مِخْرَاقٍ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: لَيْسَ هَذَا مِنْ بَابَتِكَ قُلْتُ: بَلَى قَالَ: لَا تُرِيدُهُ قُلْتُ أُرِيدُهُ قَالَ: شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي عَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ [ص: 315] قَالَ: فَلَمَّا ذَكَرَ لِي شَهْرًا، قُلْتُ: دَمَّرَ عَلِيٌّ هَذَا الْحَدِيثَ، لَوْ صَحَّ لِي هَذَا الْحَدِيثُ، كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَهْلِي وَمِنْ مَالِي وَمِنَ الدُّنْيَا كُلِّهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 313 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ نُمَيْرٍ: اذْهَبْ إِلَى الْهَيْثَمِ الْخَشَّابِ، فَاكْتُبْ عَنْهُ، فَإِنَّهُ قَدْ كَتَبَ فَذَهَبْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَعَطَّلُوا الْأَهْلَ وَالْمَالَ، فَتَعَلَّمُوهَا» ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ: وَمَا فِيهَا مِنَ الْأَجْرِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لَا يَقْرَؤُهَا مُنَافِقٌ أَبَدًا، وَلَا عَبْدٌ فِي قَلْبِهِ شَكٌّ فِي اللَّهِ، وَاللَّهِ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ الْمُقَرَّبِينَ يَقْرَءُونَهَا مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، مَا يَفْتُرُونَ مِنْ قِرَاءَتِهَا، وَمَا مِنْ عَبْدٍ يَقْرَؤُهَا إِلَّا بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ مَلَائِكَةً يَحْفَظُونَهُ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ، وَيَدْعُونَ اللَّهَ لَهُ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 315 قَالَ الْحَضْرَمِيُّ: فَجِئْتُ إِلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نُمَيْرٍ، فَأَلْقَيْتُ هَذَا الْحَدِيثَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: هَذَا قَدْ كَفَانَا مُؤْنَتَهُ فَلَا تَعُدْ إِلَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ رَوَاحَةَ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ: «إِنَّ مِنَ الْحَدِيثِ حَدِيثًا لَهُ ضَوْءٌ كَضَوْءِ النَّهَارِ، وَإِنَّ مِنَ الْحَدِيثِ حَدِيثًا لَهُ ظُلْمَةٌ كَظُلْمَةِ اللَّيْلِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ التُّسْتَرِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَلَّامٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، إِذَا حَدَّثَنَا بِحَدِيثٍ جَيِّدٍ، قَالَ: «هَذَا الْحَدِيثُ كَالْجَوْهَرِ، هَذَا لَمْ يَتَغَيَّرْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 حَدَّثَنَا مُسَبِّحُ بْنُ حَاتِمٍ الْعُكْلِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، شَيْخٌ لَهُ قَدِيمٌ، كَانَ يُكْثِرُ رِوَايَةَ الْحِكَايَاتِ عَنْهُ قَالَ: قِيلَ لِشُعْبَةَ: " مِنْ أَيْنَ تَعْلَمُ أَنَّ الشَّيْخَ يَكْذِبُ؟ قَالَ: إِذَا رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَأْكُلُوا الْقَرْعَةَ حَتَّى تَذْبَحُوهَا، عَلِمْتُ أَنَّهُ يَكْذِبُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ يَقُولُ: جَلَسْتُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خِرَاشٍ وَأَنَا حَدَثٌ [ص: 317] ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَصَبَ الْمَنْجَنِيقَ عَلَى أَهْلِ الطَّائِفِ فَعَلِمْتُ أَنَّهُ كَذَّابٌ، لَكِنْ جَدُّهُ شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ الثِّقَةُ الْمَأْمُونُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ شَاهَانَ السَّابُورِيُّ، ثَنَا أَبُو حَفْصٍ الْفَلَّاسُ قَالَ: " كَانَ حَمَّادٌ الْمَالِكِيُّ كَذَّابًا، وَسَمِعْتُ عَمْرًا الْأَنْمَاطِيَّ، يَقُولُ: أَتَيْتُهُ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أُتِيَ بِسَارِقٍ، فَقَطَعَ يَدَهُ، فَقَالَ لَهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: الْقَدَرُ قَالَ: فَضَرَبَهُ أَرْبَعِينَ سَوْطًا، وَقَالَ: قُطِعَتْ يَدَكَ لِسَرِقَتِكَ، وَضَرَبْتُكَ لِفِرْيَتِكَ عَلَى اللَّهِ. فَقُلْتُ: لَوِ افْتَرَى عَلَى عُمَرَكَمْ كَانَ يَضْرِبُهُ؟ قَالَ: ثَمَانِينَ قُلْتُ: يَفْتَرِي عَلَى اللَّهِ يُضْرَبُ أَرْبَعِينَ، وَيَفْتَرِي عَلَى عُمَرَ يُضْرَبُ ثَمَانِينَ، وَاللَّهِ لَا تُفَارِقُنِي حَتَّى أَسْتَعْدِيَ عَلَيْكَ، فَأَقَرَّ أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْهُ مِنَ الْحَسَنِ، وَحَلَفَ لَا يُحَدِّثُ بِهِ، فَكَتَبْتُ عَلَيْهِ كِتَابًا، وَأَشْهَدْتُ عَلَيْهِ شُهُودًا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السَّابُورِيُّ، ثَنَا أَبُو حَفْصٍ قَالَ: " كَانَ بِالْبَصْرَةِ شَيْخٌ يُقَالُ لَهُ الْمُنْذِرُ بْنُ زِيَادٍ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ سَرِيعٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى يُحَدِّثُ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمَسُّ لِحْيَتَهُ فِي الصَّلَاةِ، فَحَدَّثْتُ بِهِ سَعِيدَ بْنَ أَبِي عَرُوبَةَ فَحَدَّثَ بِهِ سَعِيدٌ أَيُّوبَ، فَقَالَ أَيُّوبُ: سَلْهُ فِي فَرِيضَةٍ أَوْ تَطَوُّعٍ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوِيهِ الْعَسْكَرِيُّ، ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، ثَنَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، ثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: «كُنَّا نَسْمَعُ الْحَدِيثَ، فَنَعْرِضُهُ عَلَى أَصْحَابِنَا كَمَا يَعْرِضُ الدِّرْهَمَ الزَّائِفَ، فَمَا عَرَفُوا مِنْهُ أَخَذْنَا بِهِ، وَمَا أَنْكَرُوا تَرَكْنَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَهْدِيٍّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ بِسْطَامٍ، ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَدَّادُ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ الثَّوْرِيِّ قَالَ: «مَا هَمَّ أَحَدٌ يَكْذِبُ فِي الْحَدِيثِ فَيَسْتُرُ عَلَيْهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 حَدَّثَنَا ابْنُ قَضَاءٍ الْجَوْهَرِيُّ، ثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: «مَنْ هَمَّ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبْدَى اللَّهُ خِزْيَهُ فَكَيْفَ بِمَنْ يَكْذِبْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 319 أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ قَعْنَبَ بْنَ مُحَرَّرٍ، حَدَّثَهُمْ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: " كُنَّا عِنْدَ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ فَجَاءَ السِّمَّرِيُّ فَجَعَلَ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ يَسْأَلُ يَقُولُ: عَمْرٌو عَنِ الْحَسَنِ، وَجِيءَ بِفَاكِهَةٍ فَأَكَلْنَا، فَأَخَذَ إِنْسَانٌ مَدَنِيُّ كُمِّثْرَاةَ وَكَانَتْ يَابِسَةً، فَقَالَ: عَمْرٌو عَنِ الْحَسَنِ: إِنَّ هَذِهِ اجْتُنِيَتْ قَبْلَ أَنْ تُدْرِكَ فَقَالَ السِّمَّرِيُّ: أَرَأَيْتَ عَمْرًا؟ قَالَ: فَقَالَ: لَا أَدْرِي، وَلَكِنْ ظَنَنْتُ أَنَّ كُلَّ مَنْ كَذَبَ، قَالَ: عَمْرٌو عَنِ الْحَسَنِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 319 حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْبُرِّيِّ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الرُّكَيْنِ الْكُلَيْبِيُّ قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: " كُنْتُ إِذَا أَتَيْتُ الْكُوفَةَ سَأَلَنِي الْأَعْمَشُ عَنْ حَدِيثِ قَتَادَةَ، فَقُلْتُ لَهُ يَوْمًا: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ مُعَاذَةَ، عَنِ امْرَأَةٍ قَالَ: اغْرُبِ اغْرُبْ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 319 حَدَّثَنَا زَنْجُويَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ بِمَكَّةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ يَقُولُ: «التَّفَقُّهُ فِي مَعَانِي الْحَدِيثِ نِصْفُ الْعِلْمِ، وَمَعْرِفَةُ الرِّجَالِ نِصْفُ الْعِلْمِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 320 حَدَّثَنِي الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: " ائْتِ جَرِيرَ بْنَ حَازِمٍ، فَقُلْ لَهُ: لَا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَرْوِيَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، فَإِنَّهُ يَكْذِبُ قُلْتُ لِشُعْبَةَ: مَا عَلَامَةُ ذَلِكَ؟ قَالَ: رَوَى عَنِ الْحَكَمِ أَشْيَاءَ لَمْ نَجِدْ لَهَا أَصْلًا، قُلْتُ لِلْحَكَمِ: صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ؟ قَالَ: لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَيْهِمْ وَدَفَنَهُمْ وَقُلْتُ لِلْحَكَمِ: مَا تَقُولُ فِي أَوْلَادِ الزِّنَا قَالَ: يُعْتَقُونَ قُلْتُ: مَنْ ذَكَرَهُ؟ قَالَ: رُوِيَ مِنْ حَدِيثِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ: ثَنَا الْحَكَمُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُمْ يُعْتَقُونَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 320 حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: أَلَا تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا الْمَجْنُونِ جَرِيرُ بْنُ [ص: 321] حَازِمٍ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ أَتَيَانِي يَسْأَلَانِي أَنْ أَسْكُتَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ وَلَا وَاللَّهِ لَا سَكَتُّ عَنْهُ، ثُمَّ لَا وَاللَّهِ لَا سَكَتُّ عَنْهُ وَهَذَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ يُحَدِّثُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنِ الْحَكَمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَا: إِذَا وَضَعْتَ زَكَاتَكَ فِي صِنْفٍ مِنَ الْأَصْنَافِ جَازَ، وَأَنَا وَاللَّهِ سَأَلْتُ: الْحَكَمَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِذَا وَضَعْتَ فِي صِنْفٍ مِنَ الْأَصْنَافِ أَجْزَأَكَ، فَقَتَلَ: عَنْ مَنْ؟ فَقَالَ: عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَهَذَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ يُحَدِّثُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنِ الْحَكَمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّازِ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَلَّى عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ وَغَسَّلَهُمْ، وَأَنَا سَأَلْتُ الْحَكَمَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: يُصَلَّى عَلَيْهِمْ وَلَا يُغَسَّلُونَ، قُلْتُ: عَنْ مَنْ؟ قَالَ: بَلَغَنِي عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَ الْقَاضِي: أَصْلُ هَذِهِ الْحِكَايَةِ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، وَقَدْ خَلَطَ فِيهَا، أَوْ خُلِّطَ عَلَيْهِ فِيهَا، وَالْمُخَرِّمِيُّ أَضْبَطُ مِنْ مَحْمُودِ بْنِ غَيْلَانَ وَقَالَ: مَحْمُودٌ فِيمَا يَحْكِيهِ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ أَنَّ ابْنَ عُمَارَةَ، رَوَى عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ وَدَفَنَهُمْ وَقَالَ الْمُخَرِّمِيُّ فِي رِوَايَتِهِ: صَلَّى عَلَيْهِمْ وَغَسَّلَهُمْ [ص: 322] وَقَالَ مَحْمُودٌ فِي رِوَايَتِهِ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: قُلْتُ لِلْحَكَمِ: أَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ؟ قَالَ: لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ وَقَالَ الْمُخَرِّمِيُّ فِي رِوَايَتِهِ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِلْحَكَمِ أَيُصَلَّى عَلَى الْقَتْلَى؟ قَالَ: يُصَلَّى عَلَيْهِمْ وَلَا يُغَسَّلُونَ وَبَيْنَ الْحِكَايَتَيْنِ تَفَاوُتٌ شَدِيدٌ وَفُرْقَانٌ ظَاهِرٌ وَلَيْسَ يُسْتَدَلُّ عَلَى تَكْذِيبِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ مِنَ الطَّرِيقِ الَّذِي اسْتَدَلَّ بِهِ أَبُو بِسْطَامٍ، لِأَنَّهُ اسْتَفْتَى الْحَكَمَ فِي الْمَسْأَلَتَيْنِ فَأَفْتَاهُ الْحَكَمُ بِمَا عِنْدَهُ، وَهُوَ أَحَدُ فُقَهَاءِ الْكُوفَةِ زَمَنَ حَمَّادٍ، فَلَمَّا قَالَ لَهُ أَبُو بِسْطَامٍ: عَنْ مَنْ؟ أَمْكَنَ أَنْ يَكُونَ يَظُنُّ أَنَّهُ يَقُولُ: مَنِ الَّذِي يَقُولُهُ مِنْ فُقَهَاءِ الْأَمْصَارِ؟ فَقَالَ فِي إِحْدَاهُمَا: هُوَ قَوْلُ إِبْرَاهِيمَ، وَفِي الْأُخْرَى هُوَ قَوْلُ الْحَسَنِ هَذَا فَقِيهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ، وَذَاكَ فَقِيهُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَلَمْ تَقُمِ الرِّوَايَةُ فِيهِمَا مَقَامَ الْحُجَّةِ وَلَيْسَ يَلْزَمُ الْمُفْتِي أَنْ يُفْتِيَ بِجَمِيعِ مَا رَوَى وَلَا يَلْزَمُهُ أَيْضًا أَنْ يَتْرُكَ رِوَايَةً مَا لَا يُفْتِي بِهِ، وَعَلَى هَذَا مَذَاهِبُ جَمِيعِ فُقَهَاءِ الْأَمْصَارِ، هَذَا مَالِكٌ يَرَى الْعَمَلَ بِخِلَافِ كَثِيرٍ مِمَّا يَرْوِي، وَالزُّهْرِيُّ عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ أَثْبَتُ وَأَقْوَى عِنْدَ عُلَمَاءِ أَهْلِ الْحَدِيثِ مِنَ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ [ص: 323] ابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَدْ خَالَفَ مَالِكٌ هَذِهِ الرِّوَايَةَ فِي رَفْعِ الْيَدَيْنِ بَعْدَ أَنْ حَدَّثَ بِهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَهَذَا أَبُو حَنِيفَةَ يَرْوِي حَدِيثَ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَبِي حُبَيْشٍ فِي الْمُسْتَحَاضَةِ، وَيَقُولُ بِخِلَافِهِ، وَقَدْ يُمْكِنُ أَنْ يُحَدِّثَ الْحَكَمُ ابْنَ عُمَارَةَ مِنْ كِتَابِهِ بِمَا لَا يَحْفَظُهُ، وَالْعَمَلُ عِنْدَهُ بِخِلَافِهِ، وَيَسْأَلُهُ شُعْبَةُ فَيُجِيبُ عَلَى مَا يَحْفَظُ وَالْعَمَلُ عَلَيْهِ عِنْدَهُ، وَالْإِنْصَافُ أَوْلَى بِأَهْلِ الْعِلْمِ وَكَانَ أَبُو بِسْطَامٍ سَيِّئُ الرَّأْيِ فِي الْحَسَنِ، وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُمَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 320 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَهْوَازِيُّ الْمُقْرِئُ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَخْفَشُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ، ثَنَا شَبَابٌ قَالَ: قِيلَ لِشُعْبَةَ: إِنَّ الْحَسَنَ بْنَ عُمَارَةَ قَدْ عَقَدَ مَجْلِسًا قَالَ: أَيُّ يَوْمٍ؟ قَالُوا: يَوْمَ الْجُمُعَةِ، قَالَ: «إِنْ كَانَ صَادِقًا فَلْيُحَدِّثْ يَوْمَ السَّبْتِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 حَدَّثَنَا ابْنُ الْبُرِّيِّ، ثَنَا أَبُو حَفْصٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ زِيَادٍ يَقُولُ لِيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ فِي حَدِيثِ سُفْيَانَ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْعَبْسِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، خِتَامُهُ مِسْكٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ خَالَفَهُ أَرْبَعَةٌ قَالَ: مَنْ؟ قَالَ: زَائِدَةُ، وَأَبُو الْأَحْوَصِ، وَإِسْرَائِيلُ، وَشَرِيكٌ، فَقَالَ يَحْيَى: لَوْ كَانَ أَرْبَعَةُ آلَافٍ أَمْثَالَ هَؤُلَاءِ كَانَ سُفْيَانُ أَثْبَتُ مِنْهُمْ [ص: 325] وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ زِيَادٍ يَسْأَلُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ عَنْ هَذَا، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: هَؤُلَاءِ قَدِ اجْتَمَعُوا، وَسُفْيَانُ أَثْبَتُ مِنْهُمْ، وَالْإِنْصَافُ لَا بَأْسَ بِهِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَهْدِيٍّ، ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ أَحَدُنَا إِذَا جَامَعَ فَأَكْسَلَ فَلَمْ يُمْنِ؟ قَالَ: «يَغْسِلُ مَا أَصَابَ الْمَرْأَةَ مِنْهُ وَيَتَوَضَّأُ وَيُصَلِّي» قَالَ: وَكَانَ أَبُو أَيُّوبَ يُفْتِي بِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا يَفْعَلُهُ وَكَانَ عُرْوَةُ يُفْتِي بِهِ وَيَفْعَلُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 325 حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عُمَرَ التُّسْتَرِيُّ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: إِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَبِي حُبَيْشٍ، أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنِّي أَحِيضُ الشَّهْرَ وَالشَّهْرَيْنِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ [ص: 326] ذَلِكَ لَيْسَ بِالْحَيْضِ، إِنَّ ذَلِكَ عِرْقٌ مِنْ دَمِكِ، فَإِذَا أَقْبَلَ الْحَيْضُ فَدَعِي الصَّلَاةَ، وَإِذَا أَدْبَرَ فَاغْتَسِلِي لِطُهْرِكِ، ثُمَّ تَوَضَّئِي لِكُلِّ صَلَاةٍ» قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ أَبَا حَنِيفَةَ يَقُولُ: «لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يُفْتِيَ بِهَذَا الْحَدِيثِ فِي الْمُسْتَحَاضَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 325 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثَنَا أَبِي، ثَنَا الْمُعْتَمِرُ قَالَ: قُلْتُ لِعَاصِمٍ: إِنَّ لَيْثًا، حَدَّثَنِي أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَجْهَرُ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَكَانَ لَيْثٌ يُسِرُّهَا " فَقَالَ: بِئْسَ مَا صَنَعَ، يُحَدِّثُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَجْهَرُ وَيَعْمَدُ هُوَ فَيُسِرُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 326 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ شَيْبَةَ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَطْيَبُ مَا أَكَلَ الرَّجُلُ مِنْ كَسْبِهِ وَوَلَدٌ مِنْ كَسْبِهِ» قَالَ ابْنُ خَلَّادٍ: وَهَذَا لَا يَقُولُ بِهِ إِبْرَاهِيمُ، وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَكَذَلِكَ رَوَى شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ التَّيمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 327 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي حَسَّانَ الْأَنْمَاطِيُّ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، حَدَّثَنِي أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ طَاوُسٍ إِلَى ابْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، فَسَأَلَهُ طَاوُسٌ: عَنْ كِرَاءِ الْأَرْضِ، فَحَدَّثَنَا عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كُنَّا نُعْطِي الْأَرْضَ عَلَى الثُّلُثِ وَالرُّبُعِ، فَنَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ» [ص: 328] فَلَمَّا انْصَرَفَ طَاوُسٌ وَيَدُهُ عَلَى يَدِي، قَالَ: إِنْ كَانَتْ لَكَ أَرْضٌ فَاكْرِهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 327 الْقَوْلُ فِي تَرْجَمَةِ الْمُشْكَلُ الْمَقْصُورُ عِلْمُهُ عَلَى أَصْحَابِ الْحَدِيثِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 تَرْجَمَةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا سُقَيْرُ بْنُ عَدَّاسٍ أَبُو عُرْوَةَ الْمَالِكِيُّ الْبَصْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَنْقَضِي الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلِكُ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي أَوْ قَالَ عِتْرَتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ السُّلَمِيُّ، ثَنَا مُسَدَّدٌ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ وَارْقَ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي دَارِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ آخِرَ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا " [ص: 330] فَالْأَوَّلُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَالثَّانِي يَذْكُرُونَ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ زِيَادٍ الْمُقْرِئُ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ وَارْقَ وَرَتِّلْ " فَذَكَرَ نَحْوَهُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ الرَّقِّيُّ، ثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 تَرْجَمَةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 330 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ الثَّغْرِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَأَى أَحَدًا بِهِ بَلَاءٌ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا [ص: 331] ابْتَلَاكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ كَائِنًا مَنْ كَانَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 330 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ يَحْيَى بْنَ جَعْدَةَ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِفَاعَةَ قَالَ: خَرَجَ عَشْرَةُ رَهْطٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْهُمْ أَبُو رِفَاعَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَآمَنُوا، فَأُوذُوا، فَنَزَلَتِ: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ} [القصص: 52] ، قَبْلَ الْقُرْآنِ: {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ} [القصص: 55] فَأَمَّا الْأَوَّلُ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَهْرَمَانُ آلُ الزُّبَيْرِ، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَيُكْنَى أَبَا يَحْيَى، وَالثَّانِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ الْمَكِّيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 تَرْجَمَةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ، ثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ بِلَالٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَلَّى فِي جَوْفِ الْبَيْتِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الزَّرِيقِيُّ، ثَنَا عَارِمٌ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ دَخَلَ سُوقًا فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ حَسَنَةٍ، وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفَ سَيِّئَةٍ، وَبَنِي لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ " وَرَوَاهُ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ [ص: 333] وَحَدَّثَنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، ثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ فَأَمَّا الْأَوَّلُ فَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ الْمَكِّيُّ، وَالثَّانِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ الَّذِي يُقَالُ لَهُ قَهْرَمَانُ آلُ الزُّبَيْرِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 تَرْجَمَةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَمْتَلِئُ جَهَنَّمُ حَتَّى تَقُولَ كَذَا، وَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَتَقُولُ: قَطِّي قَطِّي " تَعْنِي: حَسْبِي حَسْبِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ، ثَنَا يَزِيدُ [ص: 334] بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ عِمْرَانَ أَبِي الْعَوَّامِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً مِنَ الْخَيْرِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْعَايِدِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ الْمَكِّيُّ، ثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا صَلَاةَ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ، ثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْخَطَّابِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «جُنْدُ اللَّهِ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ، وَبَقَاؤُهُمْ نُورٌ فِي الْإِسْلَامِ، وَفَنَاؤُهُمْ ظُلْمَةٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجَدَ فِي: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ " قَالَ مُوسَى بْنُ هَارُونَ: وَهُوَ عَطَاءُ بْنُ مِينَا فَأَمَّا الْأَوَّلُ فَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ الْمَكِّيُّ، وَالثَّانِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ، وَالثَّالِثُ عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ، وَالرَّابِعُ عَطَاءُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ، وَالْخَامِسُ عَطَاءُ بْنُ مِينَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 تَرْجَمَةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ [ص: 336] سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي دَاوُدُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «رَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي الْعَاصِ زَيْنَبَ بِالنِّكَاحِ الْأَوَّلِ، لَمْ يُجَدِّدْ شَيْئًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «الضِّرَارُ فِي الْوَصِيَّةِ مِنَ الْكَبَائِرِ» فَأَمَّا الْأَوَّلُ دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ الْمَدَنِيُّ، وَالثَّانِي دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ الْقَارِئُ الْبَصْرِيُّ، وَاسْمُ أَبِي هِنْدَ دِينَارٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 336 تَرْجَمَةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 336 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 336 حَدَّثَنِي عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، صَاحِبُ التَّفْسِيرِ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ [ص: 337] ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطَعَ فِي مِجَنٍّ قِيمَتُهُ ثَلَاثَةُ دَرَاهِمَ» فَأَمَّا الْأَوَّلُ: أَيُّوبُ بْنُ أَبِي تَمِيمَةَ، وَالثَّانِي أَيُّوبُ بْنُ مُوسَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 336 تَرْجَمَةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى، ثَنَا مَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ فِي الدُّعَاءِ، وَأَبْخَلُ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَامِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ دُرُسْتٍ، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: «يَا بُنَيَّ» قَالَ عَبْدَانُ: هَذَا أَبُو عُثْمَانَ الْجَعْدُ بْنُ عُثْمَانَ فَأَمَّا الْأَوَّلُ أَبُو عُثْمَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلٍّ النَّهْدِيُّ، وَالثَّانِي أَبُو عُثْمَانَ مَوْلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 تَرْجَمَةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، ثَنَا ابْنُ [ص: 338] لَهِيعَةَ، ثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تُقْطَعُ يَدُ السَّارِقِ إِلَّا فِي ثَمَنِ الْمِجَنِّ فَمَا فَوْقَهُ» قُلْتُ لِعَمْرَةَ: كَمْ قِيمَةُ الْمِجَنِّ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَتْ: أَرْبَعَةُ دَارِهِمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، ثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، ثَنَا الطِّيبُ بْنُ سَلْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَةَ، تَقُولُ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنِ الْوِصَالِ، وَيَأْمُرُ بِتَبْكِيرِ الْفُطُورِ، وَتَأْخِيرِ السُّحُورِ» قَالَ عَبْدَانُ: هَذِهِ عَمْرَةُ الطَّاحِيَّةُ، وَلَيْسَتْ بِعَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زُرَارَةَ قُلْنَا: وَالْأُولَى هِيَ عَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 تَرْجَمَةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثَنَا قُتَيْبَةُ، ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، عَنْ أَبِي شَيْبَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي النُّعْمَانُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ [ص: 339] عَلِيًّا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 حَدَّثَنَا مُوسَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُؤَذِّنُونَ أُمَنَاءُ، فَأَرْشَدَ اللَّهُ الْأَئِمَّةَ، وَغَفَرَ لِلْمُؤَذِّنِينَ» قَالَ مُوسَى بْنُ هَارُونَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَذْكُورُ فِي الْحَدِيثِ الثَّانِي يُلَقَّبُ بِعَبَّادٍ، وَلَيْسَ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّاوِي عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 تَرْجَمَةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عطاء عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْجَارُ أَحَقُّ بِسَقَبِ جَارِهِ إِذَا كَانَ طَرِيقُهُمَا وَاحِدًا، وَيُنْتَظَرُ بِهِ إِذَا كَانَ غَائِبًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 حَدَّثَنَا الْحُلْوَانِيُّ، ثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ، وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى» قُلْنَا: الْأَوَّلُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَالثَّانِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 تَرْجَمَةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْدِيُّ، ثَنَا طَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، ثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ ح وَحَدَّثَنَا الْحُلْوَانِيُّ، ثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعِيَ ابْنٌ لِي فَقَالَ لِي: «ابْنُكَ [ص: 341] هَذَا؟» ، فَقُلْتُ: ابْنِي، أَشْهَدُ بِهِ قَالَ: «لَا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 حَدَّثَنَا الْحُلْوَانِيُّ، ثَنَا سُرَيْجٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبْجَرَ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ عَنْ أَبِي رِمْثَةَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ بِفِنَاءِ دَارِهِ بِهِ لُمْعَةٌ فَقَالَ: «مَا أَنْتَ؟» قُلْتُ: طَبِيبٌ قَالَ: «الطَّبِيبُ اللَّهُ، وَلَكِنْ رَفِيقٌ» قَالَ: وَرَأَى مَعِي ابْنًا لِي فَقَالَ: «ابْنُكَ؟» فَقُلْتُ: نَعَمْ قَالَ سُرَيْجٌ قَالَ مَرْوَانُ: وَأُرَاهُ قَالَ: «لَا يَجْنِي عَلَيْكَ وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 341 تَرْجَمَةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 341 حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ شَبِيبٍ، ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ [ص: 342] عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا تَزَوَّجَ الْحُرَّةَ عَلَى الْأَمَةِ، فَهُوَ طَلَاقُ الْأَمَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 341 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِقَتْلِ الْكِلَابِ إِلَّا كَلْبَ صَيْدٍ أَوْ كَلْبَ مَاشِيَةٍ» قُلْنَا: الْأَوَّلُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ دِينَارٍ، وَالثَّانِي حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرٍو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 342 تَرْجَمَةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 342 حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَازِنِيُّ، ثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنِ اشْتَرَى طَعَامًا فَلَا يَبِعْهُ حَتَّى يَقْبِضَهُ» قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَكُلُّ شَيْءٍ مِثْلُ ذَلِكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 342 حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ اشْتَرَى طَعَامًا فَلَا يَبِعْهُ حَتَّى يَقْبِضَهُ» قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَأَنَا أَرَى كُلَّ شَيْءٍ مِثْلَ ذَلِكَ قُلْنَا: الْأَوَّلُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَالثَّانِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 تَرْجَمَةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْخَثْعَمِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ السُّدِّيُّ، ثَنَا عَلِيٌّ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ إِسْرَائِيلَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ زِيَادٍ الْأَحْمَرُ، ثَنَا عَلِيُّ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا بُرَيْدَةُ أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَلَّمَهُ إِيَّاهُنَّ، ثُمَّ لَمْ يَنْسَهُنَّ أَبَدًا؟» قَالَ: قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: " قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فَقَوِّ فِي رِضَاكَ ضَعْفِي، وَخُذْ إِلَى الْخَيْرِ [ص: 344] بِنَاصِيَتِي، وَاجْعَلِ الْإِسْلَامَ مُنْتَهَى رِضَائِي، اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فَقَوِّنِي وَإِنِّي فَقِيرٌ فَأَغْنِنِي، وَإِنِّي ذَلِيلٌ فَأَعِزَّنِي " قُلْنَا: الْأَوَّلُ عَلَيُّ بْنُ عَابِسٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَالثَّانِي عَلَيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنِ الْعَلَاءِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْخَثْعَمِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ، ثَنَا عَلِيٌّ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَا سُقِيَ سَيْحًا فَفِيهِ الْعُشْرُ، وَمَا سُقِيَ بِالْغَرْبِ فَفِيهِ نِصْفُ الْعُشْرِ» وَهَذَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ وَهَذَا حَدِيثُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 344 تَرْجَمَةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 344 حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، ثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، ثَنَا عَمْرٌو النُّمَيْرِيُّ [ص: 345] ، ثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَوَضَّأَ بَعْدَ الْغُسْلِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 344 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، حَدَّثَنِي ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ أَفْضَلَ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ إِمَامٍ إِنْ قَالَ صَدَقَ، وَإِنْ حَكَمَ عَدَلَ، وَإِنِ اسْتُرْحِمَ رَحِمَ» قَالَ مُوسَى: هَذَا ثَابِتٌ الْأَعْرَجُ، وَهُوَ ثَابِتُ بْنُ عِيَاضٍ، رَوَى عَنْهُ مَالِكٌ وَغَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، وَلَيْسَ هُوَ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ قُلْنَا: الْأَوَّلُ ثَابِتُ بْنُ أَسْلَمَ الْبُنَانِيُّ، وَهَذَا ثَابِتُ بْنُ عِيَاضٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 تَرْجَمَةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ شَبِيبٍ، ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ كَانُوا يَسْتَفْتِحُونَ بِالْحَمْدِ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ مُوسَى شِيرَانُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، ثَنَا حَمَّادٌ [ص: 346] ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرَكَانِيُّ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ يَحْيَى الْأَبَحُّ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْقَطْرِ لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَوْ آخِرُهُ» قُلْنَا: الْأَوَّلُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَالثَّانِي حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَالثَّالِثُ حَمَّادُ بْنُ يَحْيَى، وَهَاهُنَا رَابِعٌ بِإِزَائِهِمْ، وَهُوَ حَمَّادُ بْنُ وَاقِدٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 تَرْجَمَةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْمُخَرِّمِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْحَدَّادُ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ الْمُسْتَمْلِيُّ أَبُو مُسْلِمٍ، ثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ [ص: 347] عُبَيْدٍ - هَكَذَا قَالَ وَوَهِمَ - عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْيَمَانِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ، ثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، ثَنَا أَبِي، عَنْ يُونُسَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «مَا أَكَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خِوَانٍ وَلَا فِي سُكُرُّجَةَ، وَلَا خُبْزَ لَهُ مُرَقَّقٌ» قُلْتُ لِقَتَادَةَ: عَلَامَ كَانُوا يَأْكُلُونَ؟ قَالَ: عَلَى السُّفَرِ قَالَ: وَهَذَا يُونُسُ الْإِسْكَافُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 347 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبِي , ثنا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ طَارِقِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ سَنَةٍ» يَعْنِي يُونُسَ بْنَ يَزِيدَ الْأَيْلِيَّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 347 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَهْدِيٍّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ خِدَاشٍ الْمُهَلَّبِيُّ، ثَنَا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ جَالِسًا فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ فَأَقْبَلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ عَمْرُو: «هَذَا أَحَبُّ أَهْلُ الْأَرْضِ إِلَى أَهْلِ السَّمَاءِ» قُلْنَا: الْأَوَّلُ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَالثَّانِي يُونُسُ الْإِسْكَافُ، وَالثَّالِثُ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الْأَيْلِيُّ، وَالرَّابِعُ يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَيَجْمَعُهُمْ عَصْرٌ وَاحِدٌ، وَالْخَامِسُ يُونُسُ بْنُ الْحَارِثِ الثَّقَفِيُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 348 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الضَّبِّيُّ، ثَنَا غِيَاثُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ الْحَارِثِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ تَسْبِيحَةً غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الْجَنَّةِ» وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرٍ الشَّعِيرِيَّ يَقُولُ: اطَّلَعْتُ فِي كِتَابِ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا مِمَّنْ زَعَمَ أَنَّهُ جَمَعَ حَدِيثَ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، فَإِذَا هُوَ قَدْ صَدَّرَ بِمَا رَوَى يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فَقُلْتُ: إِنَّ يُونُسَ لَمْ يَرْوِ عَنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 348 الزُّهْرِيِّ شَيْئًا، فَإِذَا هُوَ قَدْ غَلَطَ بِيُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، وَظَنَّ أَنَّهُ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ الْقَاضِي: وَكَانَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ مَعَ مَحِلِّهِ مِنَ الْحَدِيثِ وَضَبْطِهِ، جَمَعَ حَدِيثَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، فَأَوْرَدَ فِيهِ حَدِيثًا رَوَاهُ هَانِي بْنُ يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحِلِّهِ وَلِإِحْرَامِهِ وَيَذْكُرُونَ أَنَّ هَذَا لَيْسَ بِابْنِ خُثَيْمٍ، وَإِنَّمَا هُوَ شَيْخٌ بَصَرِيُّ، يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَرَوَى أَبُو خَلِيفَةَ، عَنْ مُسَدَّدٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ إِيَادٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، حَدِيثًا فِي الْغِيبَةِ، فَغَلَطَ فِيهِ، وَظَنَّ أَنَّهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، وَإِنَّمَا هُوَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْقِدَاحُ الْمَكِّيُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 349 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَقَّافُ الْأَنْطَاكِيُّ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ [ص: 350] : قُلْتُ لِشُعْبَةَ: مَنْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَمَرَّ بِلَالٌ، فَسَأَلَهُ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ فَقَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْضِي حَاجَتَهُ، فَنَأْتِيهِ بِالْمَاءِ، فَيَتَوَضَّأُ وَيَمْسَحُ عَلَى الْعِمَامَةِ وَعَلَى الْخُفَّيْنِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 349 الْقَوْلُ فِي الْمُحَدِّثِ وَالْحَدِّ الَّذِي إِذَا بَلَغَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 351 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، بِمَدِينَةِ كَازَرُونَ مِنْ فَارِسَ، ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنِي شُعَيْبُ بْنُ زُرَيْقٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ، يُحَدِّثُ أَنَّ الْحَسَنَ قَالَ لِلْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ: حَدِّثْنَا يَا عَلَاءُ قَالَ: إِنَّا لَمْ نَبْلُغْ ذَلِكَ يَا أَبَا سَعِيدٍ قَالَ الْحَسَنُ: «فَأَيُّنَا يَبْلُغُ ذَلِكَ؟ وَاللَّهِ لَوْلَا مَا اعْتَقَدَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى الْعُلَمَاءِ لَمْ نَنْطِقْ، وَدَّ الشَّيْطَانُ لَوْ يُمَكِّنُونَهُ مِنْ هَذَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 351 حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ حَمِي بْنِ خَلَّادٍ الرَّازِيُّ سَنَةَ تِسْعِينَ قَدِمَ عَلَيْنَا قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ آدَمَ بْنَ أَبِي إِيَاسَ الْعَسْقَلَانِيَّ يَقُولُ: " مَرَرْتُ مَعَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَلَى شَابٍّ يُحَدِّثُ، فَقَالَ سُفْيَانُ: اللَّهُمَّ لَا يَقِلُّ حَيَائِي ثُمَّ مَرَّ عَلَى شَابٍّ يُفْتِي، فَقَالَ: مَا أَمْلَحَ هَذَا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 351 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَهْدِيٍّ، يَنْزِلُ سَفْحَ الْجَبَلِ بِرَامَهُرْمُزْ [ص: 352] ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بِسْطَامٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ يَقُولُ: قِيلَ لِحَمَّادِ بْنُ زَيْدٍ: " إِنَّ خَالِدًا يُحَدِّثُ فَقَالَ: عَجِلَ خَالِدٌ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 351 حَدَّثَنَا أَبِي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَنْبَسِ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ لِسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ: " مَا لَكَ لَا تُحَدِّثُ؟ فَقَالَ: أَمَا وَأَنْتَ حَيُّ فَلَا" قَالَ الْقَاضِي: الَّذِي يَصِحُّ عِنْدِي مِنْ طَرِيقِ الْأَثَرِ وَالنَّظَرِ فِي الْحَدِّ الَّذِي إِذَا بَلَغَهُ النَّاقِلُ حَسُنَ بِهِ أَنْ يُحَدِّثَ، هُوَ أَنْ يَسْتَوْفِيَ الْخَمْسِينَ، لِأَنَّهَا انْتِهَاءُ الْكُهُولَةِ، وَفِيهَا مُجْتَمِعُ الْأَشُدِّ قَالَ سُحَيْمُ بْنُ وَثِيلٍ: [البحر الوافر] أَخُو خَمْسِينَ مُجْتَمِعٌ أَشُدِّي ... وَنَجَذَّنِي مُدَاوَرَةِ الشُّئُونِ وَقَالَ آخَرُ: [البحر البسيط] هَلْ كَهْلُ خَمْسِينَ إِنْ نَابَتْهُ نَائِبَةٌ ... مُسَفَّهٌ رَأْيُهُ فِيهَا وَمَسْبُوتُ [ص: 353] وَلَيْسَ بِمُسْتَنْكَرٍ أَنْ يُحَدِّثَ عِنْدَ اسْتِيفَاءِ الْأَرْبَعِينَ، لِأَنَّهَا حَدُّ الِاسْتِوَاءِ وَمُنْتَهَى الْكَمَالِ، نُبِئَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ، وَفِي الْأَرْبَعِينَ تَتَنَاهَى عَزِيمَةُ الْإِنْسَانِ وَقُوَّتُهُ، وَيَتَوَّفَّرُ عَقْلُهُ، وَيَجُودُ رَأْيُهُ وَقَالَ: فِي الْأَرْبَعِينَ إِذَا مَا عَاشَهَا رَجُلٌ ... مَا أَوْضَحَ الْحَقَّ وَالتِّبْيَانَ لِلرَّجُلِ وَفِي هَذَا الْمَعْنَى شِعْرٌ كَثِيرٌ وَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: «تَمَّتْ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى ابْنِ الْأَرْبَعِينَ، وَمَاتَ فِيهَا» وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ وَقَدْ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً: عِشْتُ نِصْفَ عُمَرِ الْهَرَمِ وَكَانَ لَا يَدْخُلُ دَارَ النَّدْوَةِ إِذَا حَزَبَ أَمْرٌ، إِلَّا ابْنُ أَرْبَعِينَ [ص: 354] وَصَاعِدًا حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو الْحَنَفِيُّ، ثَنَا االرِّيَاشِيُّ، عَنِ ابْنِ سَلَّامٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ فَإِذَا تَنَاهَى الْعُمُرُ بِالْمُحَدِّثِ، فَأَعْجَبَ إِلَيَّ أَنْ يُمْسِكَ فِي الثَّمَانِينَ، فَإِنَّهُ حَدُّ الْهَرَمِ، وَالتَّسْبِيحِ وَالِاسْتِغْفَارِ وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ أَوْلَى بِأَبْنَاءِ الثَّمَانِينَ، فَإِنْ كَانَ عَقْلُهُ ثَابِتًا وَرَأْيُهُ مُجْتَمِعًا، يَعْرِفُ حَدِيثَهُ وَيَقُومُ بِهِ، وَتَحَرَّى أَنْ يُحَدِّثَ احْتِسَابًا رَجَوْتُ لَهُ خَيْرًا، كَالْحَضْرَمِيِّ، وَمُوسَى، وَعَبْدَانَ، وَلَمْ أَرَ بِفَهْمِ أَبِي خَلِيفَةَ، وَضَبْطِهِ نَاسًا مَعَ سِنِّهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 352 حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، بِمَكَّةَ وَعَبَّادَانَ وَبَيْنَ اللِّقَاءَيْنِ أَرْبَعُونَ سَنَةً قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: «مَا سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ فَقَالَ لَا» [ص: 355] قَالَ ابْنُ خَلَّادٍ: فَقَدْ دَلَّ قَوْلُ أَبِي الْوَلِيدِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى أَنَّهُ كَتَبَ عَنْ سُفْيَانَ وَهُوَ ابْنُ نَيِّفٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً؛ لِأَنَّ سُفْيَانَ مَاتَ وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَتِسْعِينَ سَنَةً قَالَ الْقَاضِي: وَقَرَأْتُ فِي بَعْضِ كُتُبِ وَالِدِي، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ نَصْرٍ الْمُخَرِّمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ يَقُولُ: قَدِمَ عَلَيْنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَبَّادَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 354 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَرَاثِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْجَعْدِ، يَقُولُ: «كَتَبْتُ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ قَبْلَ أَنْ أَكْتُبَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَهُوَ بِالْكُوفَةِ، وَهُوَ إِذْ ذَاكَ يَسْتَقِي الْمَاءَ» قَالَ الْبُرَاثِيُّ: فَذَكَرْتُ هَذَا لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْوَكِيعِيِّ قَالَ: كَانَ لِسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ جَمَلٌ يَسْتَقِي عَلَيْهِ الْمَاءَ قَالَ الْقَاضِي: وَهَذَا عِنْدَ عَودِهِ إِلَى الْكُوفَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 لِأَنَّ أَبِي حَدَّثَنِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ الْبَاهِلِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ الْأَعْمَشِ، فَقَالُوا: قَدِمَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ صَاحِبُ الزُّهْرِيِّ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: فَسِرْنَا إِلَيْهِ، وَتَرَكْنَا الْأَعْمَشَ، فَقَالَ الْأَعْمَشُ: سَلُوهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ [ص: 356] دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ {السَّائِحُونَ} [التوبة: 112] فَقَالَ: «الصَّائِمُونَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ يَقُولُ: «قُمْنَا مِنْ مَجْلِسِ الْأَعْمَشِ فَأَتَيْنَا ابْنَ عُيَيْنَةَ، وَسَأَلْنَاهُ عَنِ الْحَدِيثِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 356 حَدَّثَنَا أَبِي ثَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ خَلَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: قَدِمْتُ الْكُوفَةَ فَقَالَ لِي الْأَعْمَشُ: " يَا سُفْيَانُ أَيُّ شَيْءٍ تُحَدِّثُ بِهِ عَنِ الْحِجَازِيِّنِ قُلْتُ: حَدِيثَ وَحَدِيثَ قَالَ: ذَلِكَ لَكَ، قَالَ: فَجَعَلْتُ أُحَدِّثُهُ بِحَدِيثٍ وَيُحَدِّثُنِي بِحَدِيثٍ، فَقَدِمْتُ بَعْدَ ذَلِكَ بِسَنَتَيْنِ الْكُوفَةَ فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا تَقُولُ فِيمَا كُنَّا فِيهِ فَقَالَ: نَفَقَتِ السُّوقُ بَعْدَكَ " قَالَ الْقَاضِي: فَقَدْ حَدَّثَ ابْنُ عُيَيْنَةَ فِي حَيَاةِ الْأَعْمَشِ، وَلَعَلَّهُ دُونَ السِّتِّينَ وَمَاتَ شُعْبَةُ وَلَهُ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً وَحَدَّثَ نَحْوًا مِنْ ثَلَاثِينَ سَنَةٍ وَمَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ شُعْبَةُ وَالْأَعْمَشُ وَالثَّوْرِيُّ وَمَاتَ الْأَوْزَاعِيُّ وَلَهُ سَبْعُونَ سَنَةً، سِوَى مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ وَهُوَ فِي الْخَمْسِينَ أَوْ دُونَهَا، مَاتَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ وَهُوَ ابْنُ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ، وَمَاتَ قَتَادَةُ وَهُوَ ابْنُ نَيِّفٍ وَخَمْسِينَ، وَقَالَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 356 حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ: قَالَ لِي عَمِّي: وُلِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 357 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْغَزَّاءُ، ثَنَا أَبُو حُمَيْدٍ الْمِصِّيصِيُّ، ثَنَا ابْنُ قُدَامَةَ، ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ وَاصِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: «قُتِلَ أَبِي وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 357 الْقَوْلُ فِي السُّؤَالِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 358 حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصُّورِيُّ، وَأَنَا شَاهِدٌ، بِإِنْطَاكَيَةَ، ثَنَا رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 358 حَدَّثَنَا عُمَرُ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ثَنَا الْوَلِيدُ، ثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 358 حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثَنَا مُحَيِّسُ بْنُ تَمِيمٍ أَبُو بَكْرٍ الْأَشْجَعِيُّ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ نَافِعٍ [ص: 359] ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «التَّوَدُّدُ إِلَى النَّاسِ نِصْفُ الْعَقْلِ، وَحَسْنُ السُّؤَالِ نِصْفُ الْعِلْمِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 358 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا صَالِحُ بْنُ زِيَادٍ السُّوسِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَكِيمٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «السُّؤَالُ نِصْفُ الْعِلْمِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ الْبَابْسِيرِيُّ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي كَرِيمٍ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا جَلَسَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْعَالِمِ، فَلْيَسْأَلْهُ تَفَقُّهًا وَلَا يَسْأَلُهُ تَعَنُّتًا، فَإِنَّ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَمْقَتُهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ [ص: 360] ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ، ثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: «التَّوَدُّدُ إِلَى النَّاسِ نِصْفُ الْعَقْلِ، وَحَسْنُ الْمَسْأَلَةِ نِصْفُ الْعِلْمِ، وَاقْتِصَادُكَ فِي مَعِيشَتِكَ يُلْقِي عَنْكَ نِصْفَ الْمَؤُونَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 حَدَّثَنِي الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، ثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الْأَيْلِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: «لِلْعِلْمِ خَزَائِنُ تَفْتَحُهَا الْمَسْأَلَةُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، ثَنَا الْمُهَاجِرُ، أَنَّ أَبَا خَالِدٍ مَوْلَى ثَقِيفٍ قَالَ: كَانَ أَبُو الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ جَارَ بَيْتِي فَكَانَ يَقُولُ: «سَلْنِي وَاكْتُبْ حَدِيثِي قَبْلَ أَنْ تَلْتَمِسَهُ عِنْدَ غَيْرِي فَلَا تَجِدُهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْحَسَنِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثَنَا أَبُو التَّقِيِّ، ثَنَا أَبَانُ بْنُ حَاتِمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: «إِنَّ لِلْعِلْمِ أَقْفِلَةً وَمَفَاتِيحُهَا الْمَسْأَلَةُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ بَهَانَ، ثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: «مَا زَالَ الْحَسَنُ يَبْتَغِي الْحِكْمَةَ حَتَّى نَطَقَ بِهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ الْمَازِنِيُّ، ثَنَا هَارُونُ الْفَرَوِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: " بِمَ فَاقَكُمُ الزُّهْرِيُّ قَالَ: كَانَ يَأْتِي الْمَجَالِسَ مِنْ صُدُورِهَا [ص: 361] ، وَلَا يَأْتِيهَا مِنْ خَلْفِهَا، وَلَا يَبْقَى فِي الْمَجْلِسِ شَابًّا إِلَّا سَاءَلَهُ، وَلَا كَهْلًا إِلَّا سَاءَلَهُ، وَلَا فَتًى إِلَّا سَاءَلَهُ، ثُمَّ يَأْتِي الدَّارَ مِنْ دُورِ الْأَنْصَارِ، فَلَا يَبْقَى فِيهَا شَابًّا إِلَّا سَاءَلَهُ، وَلَا كَهْلًا إِلَّا سَاءَلَهُ، وَلَا فَتًى إِلَّا سَاءَلَهُ، وَلَا عَجُوزًا إِلَّا سَاءَلَهَا، وَلَا كَهْلَةً إِلَّا سَاءَلَهَا، حَتَّى يُحَاوِلُ رَبَّاتِ الْحِجَالِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا عِيسَى بْنُ السَّرِيِّ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: «لَيْسَ أَحَدٌ يَسْأَلُنِي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 361 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ الْبَرْدِيجِيُّ، ثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الشَّامِيُّ، ثَنَا أَبُو تُمَيْلَةَ يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ قَالَ: جَلَسْتُ يَوْمًا إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، فَرَآنِي سَاكِتًا لَا أَسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ: «مَا لَكَ لَا تَسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ» [البحر الخفيف] إِنْ تَعَلَّيْتَ عَنْ سُؤَالِكَ عَبْدَ اللَّهِ ... تَرْجِعْ إِذَنْ بِخُفَّيِّ حُنَيْنِ فَاغْتِتِ الشَّيْخَ بِالسُّؤَالِ تَجِدْهُ ... سِلِسًا يَلْتَقِيكَ بِالرَّاحَتَيْنِ وَإِذَا لَمْ تَصِحْ صِيَاحَ الثَّكَالَى ... رُحْتَ عَنْهُ وَأَنْتَ صِفْرَ الْيَدَيْنِ وَقَالَ بَعْضُ الْمُتَفَقِّهَةِ: [البحر الرجز] تَالَلَّهِ مَا يَبْرُزُ إِلَّا سَابِقَا ... عِلْمًا عَزِيزًا وَبَيَانًا رَائِقَا إِذَا احْتَدَى الْجَلِيلُ وَالدَّقَائِقَا ... كَانَ الْمُصِيبُ سَائِلًا وَنَاطِقَا [ص: 362] قَالَ الْقَاضِي: أَنْشَدَنَا ابْنُ عَرَفَةَ الْأَزْدِيُّ، أَنْشَدَنَا ثَعْلَبٌ، عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ: [البحر الطويل] تَمَامُ الْعَمَى طُولُ السُّكُوتِ وَإِنَّمَا ... شِفَاءُ الْعَمَى يَوْمًا سُؤَالُكَ مَنْ يَدْرِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 361 حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَلَّافُ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ قَالَ: قَدِمَ الْحَسَنُ مَكَّةَ سَنَةَ مِائَةٍ، قَالَ فَحُشِدَ عَلَيْهِ النَّاسُ فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، مَا تَقُولُ فِي الْقَدَرِ؟ قَالَ: «اجْلِسْ لَيْسَ تُحْسِنُ أَنْ تَسْأَلَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، عَنِ التُّوزِيِّ قَالَ: قَالَ كَيْسَانُ لِأَبِي زَيْدٍ: عَلْقَمَةُ بْنُ عَبْدَةَ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ هُوَ أَمْ مِنَ الْمُحَضْرَمَةِ؟ فَقَالَ: «صَحِّحِ الْمَسْأَلَةَ لِيَصِحَّ لَكَ الْجَوَّابُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 بَابُ الْكِتَابِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُهرَيْ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ قَامَ فِي النَّاسِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الْفِيلَ وَسَلَّطَ عَلَيْهَا رَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ، وَإِنَّهَا لَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ كَانَ قَبْلِي، وَإِنَّمَا أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، وَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِأَحَدٍ كَانَ بَعْدِي، لَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلَا يُخْتَلَى شَوْكُهَا، وَلَا تَحِلُّ سَاقِطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ، وَمَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظِيرَيْنِ، إِمَّا أَنْ يُفْتَدَى، وَإِمَّا أَنْ يَقْتُلَ» فَقَالَ الْعَبَّاسُ: إِلَّا الْأَذْخَرَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّا نَجْعَلُهُ فِي قُبُورِنَا وَبُيُوتِنَا، فَقَالَ: «إِلَّا الْأَذْخَرَ» فَقَامَ أَبُو شَاهٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، فَقَالَ: اكْتُبْهُ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اكْتُبُوا لِأَبِي شَاهٍ» قَالَ الْوَلِيدُ: قُلْتُ لِلْأَوْزَاعِيِّ: مَا قَوْلُهُ [ص: 364] : «اكْتُبُوا لِأَبِي شَاهٍ» ؟ قَالَ: هَذِهِ الْخُطْبَةُ الَّتِي سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُقَيِّدُ الْعِلْمَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» ، قُلْتُ: وَمَا تَقْيِيدُهُ؟ قَالَ: «الْكِتَابُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْدِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكْتُبُ مَا أَسْمَعُهُ مِنْكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قُلْتُ: فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا؟ قَالَ: «نَعَمْ، فَإِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: قَعَدْتُ إِلَى الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ: مَرَّةً بِالرِّيِّ وَمَرَّةً لَمْ يَذْكُرِ [ص: 365] الرِّيَّ، فَأَتَاهُ دُوَيْدُ بْنُ طَارِقٍ قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَسْمَعُ مِنْكَ أَشْيَاءَ لَا نَحْفَظُهَا، أَفَلَا نَكْتُبُهَا؟ قَالَ: «بَلَى، فَاكْتُبُوهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْغَزَّاءُ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أبي أُمَيَّةَ الْأَنْطَاكِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذُوَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبِيبٍ النِّيلِيُّ، ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ هَارُونَ الْغَسَّانَيُّ قَالَ: إِنَّ إِسْمَاعِيلَ الْمَكِّيَّ، ثَنَا عَنْ دَاوُدَ بْنِ شَابُورَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَسْمَعُ مِنْكَ الشَّيْءَ أَفَأَكْتُبُهُ؟ قَالَ: «نَعَمْ، فَاكْتُبُهُ» قُلْتُ: إِنَّكَ تَغْضَبُ وَتَرْضَى؟ قَالَ: «إِنِّي لَا أَقُولُ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ إِلَّا حَقًّا» قَالَ عَبْدُ الرَّحِيمِ: وَقَالَ شُعْبَةُ وَحَدَّثْتُهُ بِهِ قَالَ: سَمِعْتُهُ مِنْ دَاوُدَ بْنِ شَابُورَ، كَمَا سَمِعَهُ إِسْمَاعِيلُ، وَلَكِنْ سَمِعْتُ عِلْمًا عَنِ الْحَكَمِ وَحَمَّادٍ، فَمَا كَتَبْتُهُ نَسِيتُهُ، وَمَا لَمْ أَكْتُبْهُ لَمْ أَنْسَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ بَهَانَ، ثَنَا سَهْلُ بنُ عُثْمَانَ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَسْمَعُ مِنْكَ أَشْيَاءً أَفَنَكْتُبُهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ» قُلْتُ: فِي حَالِ الرِّضَا وَالسُّخْطِ؟ قَالَ: «فِي حَالِ الرِّضَا وَالسُّخْطِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 وَحَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، ثَنَا أَبِي الْحُبَابُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَتْ لِي قُرَيْشٌ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَكَلَّمْ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا فَلَا تَكْتُبْ، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «اكْتُبْ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا يَخْرُجُ مِنِّي إِلَّا حَقٌّ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا الْحِمَّانِيُّ، ثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: «مَا آسَى عَلَى شَيْءٍ إِلَّا عَلَى الصَّادِقَةِ، وَالصَّادِقَةُ صَحِيفَةٌ اسْتَأْذَنْتُ فِيهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَكْتُبَ فِيهَا مَا أَسْمَعُ مِنْهُ فَأَذِنَ لِي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَنَّامٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: «مَا يُرَغِّبُنِي فِي الْحَيَاةِ إِلَّا خَصْلَتَانِ؛ الْوَهْطُ، وَالصَّادِقَةُ صَحِيفَةٌ كُنْتُ اسْتَأْذَنْتُ [ص: 367] رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَكْتُبَهَا عَنْهُ فَكَتَبْتُهَا وَهِيَ الصَّادِقَةُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ جُبَيْرٍ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْعَطَّارُ، ثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو صَحِيفَةً، فَذَهَبْتُ أَتَنَاوَلُهَا فَقَالَ: " مَهْ يَا غُلَامَ بَنِي مَحْزُومٍ قُلْتُ: مَا كُنْتُ تَمْنَعُنِي شَيْئًا قَالَ: هَذِهِ الصَّادِقَةُ، فِيهَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ فِيهَا أَحَدٌ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَنَانٍ الْحِمْصِيُّ، ثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كُنَّا إِذَا أَكْثَرْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَلْقَى إِلَيْنَا مِخْلَاةً فَقَالَ: «هَذِهِ أَحَادِيثٌ كَتَبْتُهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الرَّاسِبِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنِي عَمِّي ثُمَامَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: «أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ بَنِيهِ أَنْ يُقَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 368 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجُنَيْدِ بْنِ بَهْرَامَ الْأَرْجَانِيُّ، ثَنَا لُوَيْنٌ، ثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ عَمِّهِ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابِ» قَالَ لُوَيْنٌ: هَذَا الْحَدِيثُ لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُ هَذَا الشَّيْخُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 368 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَخِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: «مَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرُ حَدِيثًا مِنِّي، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ وَأَنَا لَا أَكْتُبُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 368 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَبُو الْخَطَّابِ، ثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «كُنْتُ أَعِي بِقَلْبِي، وَكَانَ هُوَ يَعِي بِقَلْبِهِ وَيَكْتُبُ بِيَدِهِ» يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 369 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ، ثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ رَجُلٍ ذَكَرَهُ سَقَطَ مِنْ كِتَابِي اسْمُهُ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنْ رَافِعٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَسْمَعُ مِنْكَ أَشْيَاءً أَفَنَكْتُبُهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 369 حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَسَّانَ الشَّامِيُّ، ثَنَا ابْنُ الْمُصَفَّى، ثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي ابْنُ ثَوْبَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو مُدْرِكٍ، حَدَّثَنِي عَبَايَةُ بْنُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: مَرَّ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، وَنَحْنُ نَتَحَدَّثُ فَقَالَ: «مَا تَحَدَّثُونَ؟» فَقُلْنَا: مَا سَمِعْنَا مِنْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «تَحَدَّثُوا وَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مِنْ جَهَنَّمَ» وَمَضَى لِحَاجَتِهِ، وَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَقَالَ: «مَا شَأْنُهُمْ لَا يَتَحَدَّثُونَ؟» قَالُوا: لِلَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «إِنِّي لَمْ أُرِدْ ذَلِكَ، إِنَّمَا أَرَدْتُ مَنْ تَعَمَّدَ ذَلِكَ» فَتَحَدَّثْنَا، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَسْمَعُ مِنْكَ أَشْيَاءً أَفَنَكْتُبُهَا؟ قَالَ: «اكْتُبُوا ذَلِكَ وَلَا حَرَجَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 369 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، ثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ مَوْلَى عَمْرٍو، يَعْنِي ابْنَ حُرَيْثٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: «مَنْ يَشْتَرِي عِلْمًا بِدِرْهَمٍ فَذَهَبَ الْحَارِثُ الْأَعْوَرُ فَاشْتَرَى صُحُفًا فَجَاءَ بِهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا يَحْيَى، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ: «مِنْ يَشْتَرِي عِلْمًا بِدِرْهَمٍ فَذَهَبْتُ فَاشْتَرَيْتُ صُحُفًا بِدِرْهَمٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا شَيْبَانُ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ: لَمَّا حَدَّثَ عِتْبَانُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ أَنَسٌ: " فَأَعْجَبَنِي الْحَدِيثُ، وَقُلْتُ لَهُ: أَكْتُبُهُ؟ قَالَ: اكْتُبْهُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا عَوْنُ بْنُ سَلَّامٍ، ثَنَا مِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ قَالَ: «كُنْتُ أَذْهَبُ [ص: 371] أَنَا وَأَبُو جَعْفَرٍ إِلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَمَعَنَا أَلْوَاحٌ صِغَارٌ نَكْتُبُ فِيهَا الْحَدِيثَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، ثَنَا مِنْدَلٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: «كُنْتُ أَكْتُبُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَإِذَا امْتَلَأَتِ الصَّحِيفَةُ أَخَذْتُ نَعْلِي فَكَتَبْتُ فِيهَا حَتَّى تَمْتَلِئَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْدِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ، ثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: «إِنَّ لَنَا كُتُبًا نَتَعَاهَدُهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ: «أَنَّ أَبَا قِلَابَةَ، وَأَبَا الْمَلِيحِ، كَانَا يَكْتُبَانِ الْعِلْمَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَسَدٍ، ثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ الْحِمَّانِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: " كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَطَاءٍ، فَحَدَّثَهُ رَجُلٌ بِحَدِيثٍ فَقَالَ عَطَاءٌ لِابْنِهِ: اكْتُبْهُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 حَدَّثَنَا ابْنُ مَنِيعٍ، ثَنَا ابْنُ زُهَيْرٍ، ثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، ثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: قَالُوا لِقَتَادَةَ: نَكْتُبُ مَا نَسْمَعُ مِنْكَ؟ قَالَ: وَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُكْتُبَ، وَقَدْ أَخْبَرَكَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ أَنَّهُ يَكْتُبُ، فَقَالَ: {عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى} [طه: 52] " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الثَّغْرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا أَبُو زَيْدٍ، ثَنَا سَوَادَةُ بْنُ حَيَّانَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ قَالَ: «مَنْ لَمْ يَكْتُبِ الْعِلْمَ لَمْ يَعُدْ عِلْمُهُ عِلْمًا» حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثَنَا عِمْرَانُ الْمُجَاشِعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ هَاشِمٍ، ثَنَا سَوَادَةُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ أَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ حَمْدَانَ التُّسْتَرِيُّ، ثَنَا لُوَيْنٌ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَحَدَّثْتُهُ بِأَحَادِيثَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَكَتَبَهَا، وَقَالَ: «لَيْسَ عِنْدِي مَالٌ فَأُعْطِيكَ، وَلَكِنْ أَفْرِضُ لَكَ فِي الدِّيوَانِ، فَفَرَضَ لِي أَرْبَعَمِائَةِ دِرْهَمٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ السَّرَّاجُ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، ثَنَا بَحْرُ بْنُ وَهْبٍ، ثَنَا بَقِيَّةُ، ثَنَا عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَنَحْنُ غِلْمَانُ فَقَالَ: «يَا غِلْمَانُ، تَعَالَوُا اكْتُبُوا، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ لَا يُحْسِنُ كَتَبْنَا لَهُ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ قِرْطَاسٌ أَعْطَيْنَاهُ مِنْ عِنْدِنَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 373 حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَنَدِيُّ، ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى يَحْيَى بْنِ الْيَمَانِ فَحَدَّثْتُهُ بِحَدِيثِ لِأَسْتَخْرِجَ مِنْهُ حَدِيثًا فَلَمَّا قُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ: " اكْتُبْ لِي حَدِيثَ كَذَا وَكَذَا قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا نَصْرٍ، أَلَسْتُمْ تَكْرَهُونَ كِتَابَةَ الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: اكْتُبْهُ لِي، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَكْتُبْهُ لِي فَقَدْ ضَيَّعْتَ أَوْ أَخْطَأْتَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 373 وَحَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، ثَنَا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ الْقَسْمَلِيُّ ح، وَثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْقَسْمَلِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ [ص: 374] عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ: «انْظُرُوا مَا كَانَ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاكْتُبُوهُ، فَإِنِّي خِفْتُ دُرُوسَ الْعِلْمِ، وَذَهَابَ الْعُلَمَاءِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 373 حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، ثَنَا مِنْدَلٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: «كُنْتُ أَكْتُبُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَإِذَا امْتَلَأَتِ الصَّحِيفَةُ أَخَذْتُ نَعْلَيَّ فَكُنْتُ أَكْتُبُ فِي ظُهُورِهِمَا حَتَّى تَمْتَلِئَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 حَدَّثَنَا أَبِي، ثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ، ثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: «كُنْتُ أَنَا وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ يُحَدِّثُنَا وَيُكْتَبُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 حَدَّثَنَا أَبِي، ثَنَا ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ: «سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ أَتَمُّ حَدِيثًا مِنْكَ» قَالَ: «إِنَّ سَالِمًا كَانَ يَكْتُبُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: «الْكِتَابُ قَيْدُ الْعِلْمِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 حَدَّثَنَا الْبِرْتِيُّ، ثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: سَمِعْتُ الْمُعْتَمِرَ يَقُولُ: " كَتَبَ إِلَيَّ أَبِي وَأَنَا بِالْكُوفَةِ: أَنْ أَشْتَرِ الصُّحُفَ، وَأَكْتُبُ الْعِلْمَ، فَإِنَّ الْمَالَ يَذْهَبُ وَالْعِلْمَ يَبْقَى " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، ثَنَا ابْنُ يَمَانٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ تَمَامٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الشَّقَرِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «مَا قُيِّدَ الْعِلْمُ بِمِثْلِ الْكِتَابِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَطِيَّةَ الشَّامِيُّ، حَدَّثَنَا الرِّيَاشِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي الزِّنَادِ يُحَدِّثُ عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: " لِأَنْ تَكُونَ كُتُبٌ لِي عِنْدِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا، كُنَّا نَسْمَعُ وَنَقُولُ: «لَا نَتَّخِذُ مَعَ كِتَابِ اللَّهِ كِتَابًا» ، قَدْ وَاللَّهِ اسْتَمَرَّ كِتَابُ اللَّهِ لِمَرِيرِهِ لَا يَخْلِطُهُ شَيْءٌ أَبَدًا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا الْحِمَّانِيُّ، ثَنَا مِنْدَلٌ، عَنْ أَبِي كِبْرَانَ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: «اكْتُبُوا مَا سَمِعْتُمْ مِنِّي، وَلَوْ عَلَى جِدَارٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ بْنِ عِيسَى، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا وَكِيعٌ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُقْبَةَ الْمُرَادِيُّ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: «إِذَا سَمِعْتَ شَيْئًا، فَاكْتُبْهُ وَلَوْ عَلَى الْحَائِطِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ مُوسَى شِيرَانُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ قَالَ: «كُنْتُ سَيِّءَ الْحِفْظِ، فَرَخَّصَ لِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ فِي الْكِتَابِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 حَدَّثَنَا سَهْلٌ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ حَبِيبٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ يَقُولُ: «قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ شَاهَانَ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، ثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ عَمِّهِ عَمْرِو بْنِ أَبِي سُفْيَانَ أَنَّهُ سَمِعَ عمر بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: «قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ التُّسْتَرِيُّ، ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي شَيْبَةَ، يَقُولُ: «مَنْ لَمْ يَكْتُبْ عِشْرِينَ أَلْفَ حَدِيثٍ إِمْلَاءً لَمْ يَعُدْ صَاحِبَ حَدِيثٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 حَدَّثَنَا ابْنُ مَعْدَانَ الْغَزَّاءُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، ثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ عَنْ كِتَابِ الْحَدِيثِ فَقَالَ: «لَوْلَا الْكِتَابُ مَا حَفِظْنَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ، ثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كَانَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَأَنَا مَعَهُمْ وَأَنَا أَصْغَرُ الْقَوْمِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» فَلَمَّا خَرَجَ الْقَوْمُ قُلْتُ لَهُمْ: كَيْفَ تُحَدِّثُونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ سَمِعْتُمْ مَا قَالَ، وَأَنْتُمْ تَنْهَمِكُونَ فِي الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: فَضَحِكُوا، وَقَالُوا: يَا ابْنَ أَخِينَا، إِنَّ كُلَّ مَا سَمِعْنَا مِنْهُ فَهُوَ عِنْدَنَا فِي كِتَابٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 مَنْ كَانَ لَا يَرَى أَنْ يُكْتَبَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: «جَهَدْنَا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْذَنَ لَنَا فِي الْكِتَابِ فَأَبَى» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 حَدَّثَنَا سَهْلٌ، ثَنَا عُقْبَةُ بْنُ سِنَانٍ، ثَنَا غَسَّانُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: قِيلَ لِأَبِي سَعِيدٍ: أَنَكْتُبُ حَدِيثَكُمْ هَذَا؟ قَالَ: «لَا، لِمَ تَجْعَلُونَهُ قُرْآنًا وَلَكِنِ احْفَظُوا كَمَا حَفِظْنَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْغَزَّاءُ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَقُولُ: كُنَّا نَخْتَلِفُ بِالْكُوفَةِ فِي أَشْيَاءَ كَتَبْتُهَا فِي صَحِيفَةٍ، فَأَتَيْتُ ابْنَ عُمَرَ، فَجَعَلْتُ أَقْرَأُ وَأَسْأَلُهُ، وَلَوْ رَآهَا لَكَانَتِ الْفَيْصَلَ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ، ثَنَا أَبُو حُمَيْدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ، ثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يَقُولُ: «مَا كَتَبْتُ سَوْدَاءَ فِي بَيْضَاءَ قَطُّ، وَلَا حَدَّثَنِي رَجُلٌ بِحَدِيثٍ فَأَحْبَبْتُ أَنْ يُعِيدَهُ عَلَيَّ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَوْنٍ فِي زَمَانِهِ يُسَمُّونَهُ سَيِّدُ الْقُرَّاءِ فَقِيلَ لِابْنِ عَوْنٍ إِنَّهُمْ يَكْتُبُونَ عَنْكَ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ: «يَكْتُبُونَ وَأَنَا أَكْرَهُ ذَلِكَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، ثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ: «مَا كَتَبْتُ شَيْئًا قَطُّ» قَالَ شُعْبَةُ: وَقَالَ مَنْصُورٌ: وَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ كَتَبْتُ وَأَنَّ [ص: 381] عَلَيَّ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ ذَهَبَ عَنِّي مِثْلُ عِلْمِي قَالَ شُعْبَةُ: وَقَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، مَا كَتَبْتُ شَيْئًا قَطُّ، قَالَ شُعْبَةُ: وَقَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ مَا كَتَبْتُ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا، فَلَمَّا حَفِظْتُهُ مَحَوْتُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ كِسَاءَ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، ثَنَا قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ: «مَا كَتَبْتُ شَيْئًا قَطُّ» قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: «وَأَنَا مَا كَتَبْتُ شَيْئًا قَطُّ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْغَزَّاءُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَكَمِ الْقَزَّازُ، ثَنَا سَهْلُ بْنُ أَسْلَمَ الْعَدَوِيُّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى قَالَ: " كُنْتُ أَكْتُبُ حَدِيثَ أَبِي، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، تُكْتَبُ حَدِيثِي؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: جِئْ بِهِ، فَأَتَيْتُهُ، فَنَظَرَ فِيهِ فَمَحَاهُ، وَقَالَ: يَا بُنَيَّ احْفَظْ كَمَا حَفِظْتُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 مَنْ كَانَ يَكْتُبُ فَإِذَا حِفْظَهُ مَحَاهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثَنَا الْوَلِيدُ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ الْجُمَحِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا، فَكَتَبْتُهُ فَلَمَّا حَفِظْتُهُ مَحَوْتُهُ قَالَ: «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَكَانَ رِزْقُهُ كَفَافًا، وَصَبَرَ عَلَيْهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا الْحِمَّانِيُّ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: «أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بِكِتَابِ الْحَدِيثِ بَأْسًا، فَإِذَا حَفِظَهُ مَحَاهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ: «أَنَّهُ كَانَ يَسْمَعُ الْحَدِيثَ وَيَكْتُبُهُ، فَإِذَا حَفِظَهُ دَعَا بِمِقْرَاضٍ فَقَرَضَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَهْدِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ الرَّامَهُرْمُزْيَانِ، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْزُوقٍ، ثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ جَدَّتِي أَمَةَ الْمَلَكِ بِنْتِ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ تَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي هِشَامَ بْنَ حَسَّانَ يَقُولُ: «مَا كَتَبْتُ حَدِيثًا قَطُّ إِلَّا حَدِيثَ الْأَعْمَاقِ، فَلَمَّا حَفِظْتُهُ مَحَوْتُهُ» وَحَدَّثَنِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا ابْنُ أَبِي الزَّرَدِ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: «مَا كَتَبْتُ عَنْ مُحَمَّدٍ إِلَّا حَدِيثَ الْأَعْمَاقِ فَلَمَّا حَفِظْتُهُ مَحَوْتُهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ، ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ نَصْرٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: قَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ: «مَا كَتَبْتُ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا، فَلَمَّا حَفِظْتُهُ مَحَوْتُهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ عَنْبَسَةَ الْوَاسِطِيَّ يَقُولُ: " لَمْ يَكُنْ عِنْدَ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ كِتَابٌ، إِنَّمَا كَتَبَ حَدِيثَ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ عَلَى بَابٍ قَالَ: يَعْنِي ثُمَّ مَحَاهُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَهْدِيٍّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ الْأَشَجُّ قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ نَافِعٍ مَوْلَى أَبِي مُوسَى: عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: " كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ مِنَ أَبِي مُوسَى الْحَدِيثَ، قُمْتُ فَكَتَبْتُهُ، فَلَمَّا كَثُرَ قِيَامِي قَالَ: يَا بُنَيَّ، كَثُرَ قِيَامُكَ قُلْتُ: إِنِّي أَكْتُبُ هَذَا الَّذِي أَسْمَعُهُ مِنْكَ قَالَ: فَأْتِ بِهِ قَالَ: فَجِئْتُ بِهِ، فَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ فَقَالَ: نَعَمْ، هَكَذَا سَمِعْتُ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنْ أَخَافُ أَنْ تَزِيدَ فِيهِ وَتُنْقِصَ، فَدَعَا بِإِجَانَةٍ فَصَبَّ فِيهَا مَاءً، ثُمَّ طَرَحَ تِلْكَ الْكُتُبَ فِيهَا فَمَحَاهَا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَنَّامٍ، ثَنَا ابْنُ حَكِيمٍ، ثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْفَرَّاءِ قَالَ: «كَانَ الْأَعْمَشُ يَسْمَعُ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ، ثُمَّ يَجِيءُ فَيَكْتُبُهُ فِي مَنْزِلِهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا الْأَشَجُّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ إِدْرِيسَ يَقُولُ: «مَا كَتَبْتُ عِنْدَ الْأَعْمَشِ، وَلَا عِنْدَ حُصَيْنٍ، وَلَا عِنْدَ لَيْثٍ، وَلَا عِنْدَ أَشْعَثَ، إِنَّمَا كُنْتُ أَحْفَظُ ثُمَّ أَجِيءُ فَأَكْتُبُ فِي الْبَيْتِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدَّوْلَابِيُّ الثِّقَةُ الْمَأْمُونُ، وَاللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ هُشَيْمًا يَقُولُ: «مَا كَتَبْتُ حَدِيثًا قَطُّ فِي مَجْلِسٍ، كُنْتُ أَسْمَعُهُ ثُمَّ أَجِيءُ إِلَى الْبَيْتِ فَأَكْتُبُهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ خَلَفَ بْنَ تَمِيمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ مِنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَشَرَةَ آلَافِ حَدِيثٍ أَوْ نَحْوَهَا، فَكُنْتُ أَسْتَفْهِمْ جَلِيسِي، فَقُلْتُ لِزَائِدَةَ: يَا أَبَا الصَّلْتِ إِنِّي كَتَبْتُ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَشَرَةَ آلَافِ حَدِيثٍ، أَوْ نَحْوًا مِنْ عَشْرَةِ آلَافٍ فَقَالَ: «لَا تُحَدِّثْ مِنْهَا إِلَّا بِمَا حَفِظَ قَلْبُكَ وَسَمِعَتْ أُذُنُكَ، فَأَلْقَيْتُهَا» قَالَ الْقَاضِي: قَدْ ذَكَرْنَا فِي وَجُوبِ الْكِتَابِ مَا وَرَدَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ عَنْ عَلِيٍّ وَعُمَرَ وَجَابِرٍ وَأَنَسٍ وَمَنْ يَلِيهِمْ مِنْ كُبَرَاءِ التَّابِعِينَ كَالْحَسَنِ، وَعَطَاءٍ، وَطَاوُسٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْحَدِيثُ لَا يُضْبَطُ إِلَّا بِالْكِتَابِ ثُمَّ بِالْمُقَابَلَةِ وَالْمُدَارَسَةِ، وَالتَّعَهُّدِ، وَالتَّحَفُّظِ، وَالْمُذَاكَرَةِ، وَالسُّؤَالِ، وَالْفَحْصِ عَنِ النَّاقِلِينَ، وَالتَّفَقُّهِ بِمَا نَقَلُوهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 وَإِنَّمَا كَرِهَ الْكِتَابَ مَنْ كَرِهَ مِنَ الصَّدْرِ الْأَوَّلِ، لِقُرْبِ الْعَهْدِ، وَتَقَارُبِ الْإِسْنَادِ وَلِئَلَّا يَعْتَمِدُهُ الْكَاتِبُ فَيُهْمِلُهُ، أَوْ يَرْغَبُ عَنْ تَحَفُّظِهِ وَالْعَمَلِ بِهِ، فَأَمَّا وَالْوَقْتُ مُتَبَاعِدٌ، وَالْإِسْنَادُ غَيْرُ مُتَقَارِبٌ، وَالطُّرُقُ مُخْتَلِفَةٌ، وَالنَّقَلَةُ مُتَشَابِهُونَ، وَآفَةُ النِّسْيَانِ مُعْتَرِضَةٌ، وَالْوَهْمُ غَيْرُ مَأْمُونٌ، فَإِنَّ تَقْيِيدِ الْعِلْمِ بِالْكِتَابِ أَوْلَى وَأَشْفَى، وَالدَّلِيلُ عَلَى وُجُوبِهِ أَقْوَى، وَحَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ: «حَرَصْنَا أَنْ يَأْذَنَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكِتَابِ فَأَبَى» ، أَحْسِبُ أَنَّهُ كَانَ مَحْفُوظًا فِي أَوَّلِ الْهِجْرَةِ وَحِينَ كَانَ لَا يُؤْمَنُ الِاشْتِغَالُ بِهِ عَنِ الْقُرْآنِ قَالَ الْقَاضِي: قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ أَوْ غَيْرُهُ، وَذَكَرَ الْحِفْظَ، فَقَالَ: يَزْعُمُونَ أَنَّ حَمَّادًا قَلَّتْ كُتُبُهُ، وَأَنَّ هِشَامًا الدَّسْتُوَائِيَّ مَا كَتَبَ شَيْئًا، وَأَنَّ الزُّهْرِيَّ، قَالَ: «مَا خَطَطْتُ سَوْدَاءَ فِي بَيْضَاءَ إِلَّا نَسَبَ قَوْمِي» ، وَمَا كَانَ الزُّهْرِيُّ يَصْنَعُ بِالْكِتَابِ وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ كُبَرَاءِ الصَّحَابَةِ كَثِيرٌ مِنَ التَّابِعِينَ سِوَى مَنْ لَقِيَ مِمَّنْ تَأَخَّرَتْ وَفَاتُهُ مِنْ صَحَابَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَفِظَ عَنْهُ مَا حَفِظَ؟ فَأَلَّا وَعَى نَسَبَ قَوْمِهِ كَمَا وَعَى غَيْرَهُ، وَاسْتَغْنَى عَنْ كَتْبِهِ وَهَكَذَا سَبِيلُ الْحُفَّاظِ الْمُتَقَدِّمِينَ، مِثْلُ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ وَمَنْ بَعْدَهُمْ مَنْ ذُكِرَ أَنَّهُ كَانَ يَحْفَظُ وَلَا يَكْتُبُ، بَلِ الْحَافِظُ ابْنُ رَاهَوَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 ، وَابْنُ وَارَةَ، وَنُظَرَاؤُهُمَا مِمَّنْ هُوَ فِي حُدُودِ سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَمَا بَعْدَهَا، وَعَلَى أَنَّ مَنِ اعْتَمَدَ عَلَى حِفْظِهِ كَثُرَ وَهْمُهُ، وَإِنَّمَا الْحِفْظُ لِلْمُشَاهَدَةِ، وَلِصَاحِبِهِ التَّقَدُّمُ وَالرِّيَاسَةُ عِنْدَ الْمُذَاكَرَةِ، وَلَا خَيْرَ فِي عِلْمٍ يُودَعُ الْكُتُبَ وَيُهْمَلُ كَمَا قَالَ بَعْضُ الْقَوَّالِ: [البحر الرجز] لَا خَيْرَ فِي عِلْمٍ وَعَى الْقِمْطَرِ ... مَا الْعِلْمُ إِلَّا مَا وَعَاهُ الصَّدْرُ وَتَمَثَّلَ الْأَعْمَشُ بِهَذَا الْبَيْتِ أَوْ قَالَهُ: [البحر البسيط] تَسْتَودِعُ الْعِلْمَ قِرْطَاسًا تُضَيِّعُهُ ... وَبِئْسَ مُسْتَوْدَعُ الْعِلْمِ الْقَرَاطِيسُ أَنْشَدَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ هُوَ النَّحْوِيُّ: [البحر الطويل] إِذَا مَا غَدَتْ طَلَّابَةُ الْعِلْمِ مَا لَهَا ... مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا مَا يُدَوَّنُ فِي الْكُتُبِ غَدَوْتُ بِتَشْمِيرٍ وَجَدٍّ عَلَيْهِمْ ... فَمَحْبَرَتِي أُذُنِي وَدَفْتِرُها قَلْبِي وَقَالَ ابْنُ بَشِيرٍ الْأَزْدِيُّ: [البحر المتقارب] أَأَشْهَدُ بِالْجَهْلِ فِي مَجْلِسٍ ... وَعِلْمِي فِي الْكُتُبِ مُسْتَوْدَعُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 إِذَا لَمْ تَكُنْ عَالِمًا وَاعِيًا ... فَجَمْعُكَ لِلْكُتُبِ لَا يَنْفَعُ قَالَ الْقَاضِي: وَإِنَّمَا نَقُولُ: إِنَّ الْأَوْلَى بِالْمُحَدِّثِ وَالْأَحْوَطِ لِكُلِّ رَاو أَنْ يَرْجِعَ عِنْدَ الرِّوَايَةِ إِلَى كِتَابِهِ، لِيَسْلَمَ مِنَ الْوَهْمِ، وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ وَالْمُرْشِدُ لِلصَّوَابِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّهُ كَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ بَعْدَ مَا يَغِيبُ الشَّفَقُ، وَيَزْعُمُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْمَعُ بَيْنَهُمَا» قَالَ يَحْيَى: حَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً بِمَكَّةَ، فَكُنْتُ أَقُولُ: قَبْلَ أَنْ يَغِيبَ الشَّفَقُ ثُمَّ نَظَرْتُ فِي كِتَابِي، فَإِذَا هُوَ بَعْدَ مَا يَغِيبُ الشَّفَقُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْدِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَلَّافُ: حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ حَدِيثًا فِي [ص: 389] الْقُرْآنِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ: " لَيْسَ هُوَ كَمَا حَدَّثْتَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَالَ: وَمَا عِلْمُكَ يَا قَصِيرُ قَالَ: فَسَكَتَ عَنْهُ هُنَيَّةً، ثُمَّ قَامَ إِلَى سُفْيَانَ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَنْتَ مُعَلِّمُنَا وَسَيِّدُنَا، فَإِنْ كُنْتُ أَوْهَمْتُ، فَلَا تُؤَاخِذْنِي، قَالَ: فَسَكَتَ سُفْيَانُ هُنَيَّةً، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: الْحَدِيثُ كَمَا حَدَّثْتَ أَنْتَ وَأَنَا أَوْهَمْتُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْغَزَّاءُ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو: «لَا وَاللَّهِ، لَا أُحَدِّثُكُمُ حَتَّى تَكْتُبُوهُ أَخَافُ أَنْ تَغْلَطُوا عَلَيَّ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، ثَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَفَّانَ يَقُولُ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، حَدِيثَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فِي الْوَصِيَّةِ قَالَ حَمَّادٌ: فَسَأَلْتُ عَنْهُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، فَقَلَبَ مَعْنَاهُ عَمَّا قَالَ قَتَادَةُ، فَقُلْتُ: " إِنَّ قَتَادَةَ حَدَّثَنَا عَنْكَ بِكَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: إِنِّي أَوْهَمْتُ يَوْمَ حَدَّثْتُ بِهِ قَتَادَةَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ غَالِبٍ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى الْعَطَّارُ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ ابْنَ عُلَيَّةَ يَقُولُ: رَوَى عَنِّي شُعْبَةُ حَدِيثًا وَاحِدًا فَأَوْهَمَ فِيهِ، حَدَّثْتُهُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَتَزَعْفَرَ الرَّجُلُ» فَقَالَ شُعْبَةُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ التَّزَعْفُرِ وَكَانَ شُعْبَةُ حَفِظَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ، فَأَنْكَرَ إِسْمَاعِيلُ لَفْظَ التَّزَعْفُرَ؛ لِأَنَّهُ لَفْظُ الْعُمُومِ، وَإِنَّمَا الْمَنْهِيُّ عَنْهُ [ص: 390] الرِّجَالُ، وَأَحْسِبُ شُعْبَةَ قَصَدَ الْمَعْنَى، وَلَمْ يَفْطَنْ لِمَا فَطِنَ لَهُ إِسْمَاعِيلُ، وَشُعْبَةُ شُعْبَةُ وَقَدْ رَوَى الْحَدِيثَ عَنْ شُعْبَةَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْهُنَائِيُّ، فَقَالَ فِيهِ كَمَا قَالَ غَيْرُهُ مِمَّنْ حَدَّثَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 حَدَّثَنَا أَبِي مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ الْبَحْرَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبَّادٍ الْهُنَائِيُّ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَتَزَعْفَرَ الرَّجُلُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 قَالَ الْقَاضِي: وَأَمَّا أَشْيَاخُنَا فَحَدَّثُونَا، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ، مِنْهُمْ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَرَاثِيُّ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ التَّزَعْفُرِ» وَقَدِ اخْتَلَفَتْ أَلْفَاظُ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ أَيْضًا، فَقَالَ شُعْبَةُ: نَهَى عَنِ التَّزَعْفُرِ، وَرَوَى أَكْثَرُ أَصْحَابِهِ عَنْهُ، نَهَى أَنْ يَتَزَعْفَرَ الرَّجُلُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الدِّرْهَمِيُّ، ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُزَعْفِرَ الرَّجُلُ جِلْدَهُ» وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، مِثْلَ مَا قَالَ شُعْبَةُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْدِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ الْأَيْلِيُّ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ التَّزَعْفُرِ» وَرَوَى شُعْبَةُ عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ حَدِيثًا آخَرَ، فَخَالَفَ فِي اللَّفْظِ وَالْإِسْنَادِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ زُهَيْرٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ [ص: 391] الْكَرْمَانِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ شُعْبَةَ ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الِاصْطَخْرِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ دَاوُدَ الْبَجَلِيُّ الْكَرْمَانِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسٍ: أَيُّ دُعَاءٍ كَانَ يَدْعُو بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ» فَلَقِيتُ إِسْمَاعِيلَ: فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْحَدِيثِ فَقَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ قَالَ: سَأَلَ قَتَادَةُ أَنَسًا: أَيُّ دَعْوَةٍ كَانَ أَكْثَرُ مَا يَدْعُو بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: كَانَ أَكْثَرُ دَعْوَةٍ يَدْعُو بِهَا: «اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ» وَإِذَا دَعَا بِدُعَاءٍ دَعَا بِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «الرُّؤْيَا ثَلَاثٌ، الرَّجُلُ يُهِمُّ بِالشَّيْءِ بِالنَّهَارِ، فَيَرَاهُ بِاللَّيْلِ، وَالشَّيْطَانُ، وَالرُّؤْيَا الَّتِي هِيَ الرُّؤْيَا» [ص: 392] فَقِيلَ لِلْأَعْمَشِ: إِنَّمَا حَدَّثَنَا، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: صَدَقْتُمْ أَنْتُمْ أَحْفَظُ مِنِّي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قَزَعَةَ، ثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُبَّمَا يُقْرِنُ شَعْبَانَ وَرَمَضَانَ قَالَ حَسَنٌ: فَلَقِيَنِي فُضَيْلُ بَعْدَ أَيَّامٍ، فَقَالَ: اجْعَلْ مَكَانَ نَافِعٍ طَلْحَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ شَاهَانَ السَّابُورِيُّ، ثَنَا أَبُو حَفْصٍ الْفَلَّاسُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ شُعْبَةَ فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ، فَقَالَ لَهُ شُعْبَةُ: هَاهُنَا يَا أَبَا سَعِيدٍ فَجَلَسَ فَقَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ قَالَ: فَجَعَلَ شُعْبَةُ يَقُولُ: " مُجَاهِدٌ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَامَ الْحَسَنُ فَذَهَبَ، وَدَخَلَ بَحْرُ السِّقَاءِ، فَقَالَ لَهُ شُعْبَةُ: يَا أَبَا الْفَضْلِ، تَحْفَظُ شَيْئًا عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عُمَرَ [ص: 393] بْنِ الْخَطَّابِ؟ قَالَ: نَعَمْ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، ثَنَا شَيْخٌ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ يُكَنَّى أَبَا مُجَاهِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ قَالَ: فَقَالَ شُعْبَةُ: هِيهًا هِيهًا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 حَدَّثَنَا أَبِي، ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، ثَنَا أَبُو عُتْبَةَ اللَّيْثُ بْنُ هَارُونَ الْعُكْلِيُّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ، فَقَالَ وَكِيعٌ: حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُتْبَةَ اللَّيْثُ بْنُ هَارُونَ الْعُكْلِيُّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ، فَقَالَ وَكِيعٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ: «أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي ثَمَانٍ» فَقَالَ نَوْفَلُ بْنُ مُطَهَّرٍ الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَؤُهُ فِي ثَمَانٍ فَقَالَ وَكِيعٌ: لَمْ تَأْتِ بِمِثْلِ سُفْيَانَ فَقَالَ نَوْفَلٌ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ أُبَيِّ فَقَالَ وَكِيعٌ: وَلَا أَيْضًا فَقَالَ نَوْفَلٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ أُبَيِّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 فَقَالَ وَكِيعٌ: دَعُوهُ فَلَمَّا كَانَ بِالْعَشِيِّ، قَالَ وَكِيعٌ: اجْعَلُوهُ عَنْ عُثْمَانَ، أَوْ عَنْ أُبَيِّ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ السَّرِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عُثْمَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 وَحَدَّثَنَا بِهِ يَعْلَى، وَعُبَيْدُ اللَّهِ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَقَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: «إِنَّا لَنَقْرَؤُهُ فِي ثَمَانٍ» إِلَّا أَنَّ يَعْلَى، قَالَ: عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أُبَيِّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَائِذٍ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: «إِذَا حَكَّ أَحَدُكُمْ جَسَدَهُ فَلَا يَمْسَحْهُ بِبُزَاقٍ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بِطَهُورٍ» قُلْتُ: هَذَا عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: مَنْ يَقُولُهُ؟ قُلْتُ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: امْضِهْ قُلْتُ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: امْضِهْ قُلْتُ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 قَالَ: هِشَامٌ؟ قُلْتُ: هِشَامٌ فَأَطْرَقَ سَاعَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَمَكَثْتُ زَمَانًا أَحْمِلُ الْخَطَأَ عَلَى سُفْيَانَ حَتَّى نَظَرْتُ فِي كِتَابٍ عِنْدَ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، قَالَ شُعْبَةُ وَقَالَ حَمَّادٌ مَرَّةً: عَنْ عَمْرِو بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَعَلِمْتُ أَنَّ سُفْيَانَ كَانَ إِذَا حَفِظَ الشَّيْءَ لَا يُبَالِي مَنْ خَالَفَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْغَزَّاءُ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيَّ يَقُولُ: " كَانَ شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ إِذَا اخْتَلَفَا قَالَا: اذْهَبَا بِنَا إِلَى الْمِيزَانِ مِسْعَرٍ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الصَّيْرَفِيُّ، ثَنَا أَبُو عِيسَى الشِّيصُ مُوسَى بْنُ مُوسَى، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: «كَانَ سَعِيدٌ وَأَبُو هِلَالٍ وَشُعْبَةُ إِذَا اخْتَلَفُوا فِي قَتَادَةَ، رَجَعُوا إِلَى هِشَامٍ يَعْنِي الدَّسْتُوَائِيَّ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ بْنِ عِيسَى، يَنْزِلُ جَبَلَ رَامَهُرْمُزَ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ يَحْيَى الْحَسَّانَيُّ، ثَنَا حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ، ثَنَا أَيُّوبُ قَالَ: " اجْتَمَعَ حُفَّاظُ ابْنِ عَبَّاسٍ عَلَى عِكْرِمَةَ، فَأَقْعَدُوهُ، وَفِيهِمْ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَطَاوُسٌ وَجَعَلُوا يَسْأَلُونَهُ عَنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَكُلَّمَا سَأَلُوهُ عَنْ حَدِيثٍ، فَفَرَغَ مِنْهُ جَعَلَ سَعِيدٌ يَضَعُ إِصْبَعَهُ السَّبَّابَةَ عَلَى الْإِبْهَامِ، كَأَنَّهُ يَقُولُ سَوَاءٌ، حَتَّى سُئِلَ عَنْ حَدِيثِ الْحُوتِ، فَقَالَ عِكْرِمَةُ: سَايَرَهُمَا فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ الْمَاءِ، فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: أَشْهَدُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ مَعَهُمَا يَحْمِلَانِهِ فِي مِكْتَلٍ قَالَ أَيُّوبُ: أُرَاهُ كَانَ يَقُولُ الْقَوْلَيْنِ جَمِيعًا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 396 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الرَّامَهُرْمُزِيُّ، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْوَضَّاحِ، ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُجَاعٍ، ثَنَا أَبِي، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَمَّا وُلِدَ إِسْمَاعِيلُ وَتَرَعْرَعَ وَجَدَتْ سَارَةٌ بَعْضَ مَا تَجِدُهُ النِّسَاءُ مِنَ الْغَيْرَةِ، فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ إِسْمَاعِيلَ وَهَاجَرَ حَتَّى أَقْدَمَهُمَا مَكَّةَ، وَذَكَرَ الْقِصَّةَ بِطُولِهَا» قَالَ وَهْبٌ: وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، لَا يَذْكُرُ أُبَيًّا قَالَ وَهْبٌ: فَكُنَّا يَوْمًا عِنْدَ سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ أَنَا وَأَبُو يَحْيَى أَخُو أَبِي يَعْقُوبَ صَاحِبُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 396 السِّلْعَةِ الَّذِي فِي بَنِي ضُبَيْعَةَ، وَكَانَ قَدْ حَفِظَ، وَلَوْ بَقِيَ لَانْتُفِعَ بِهِ، فَذَكَرَ أَبُو يَحْيَى هَذَا الْحَدِيثَ، حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ سَلَّامٌ: إِنَّمَا هُوَ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، ثُمَّ قَالَ لِي: كَيْفَ يَقُولُ أَبُوكَ؟ قُلْتُ: يَقُولُ: عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَلَمْ أَذْكُرِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، رُبَّمَا أَسْقَطَ الرَّجُلُ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنَ الْحُفَّاظِ، إِنَّمَا هُوَ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي حَسَّانَ الْأَنْمَاطِيُّ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، أنا الْوَلِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ: " أَنَّ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ سَأَلَ الزُّهْرِيَّ أَنْ يُمْلِيَ عَلَى بَعْضِ وَلَدِهِ شَيْئًا مِنَ الْحَدِيثِ، فَدَعَا بِكَاتِبٍ، وَأَمْلَى عَلَيْهِ أَرْبَعُمِائَةَ حَدِيثٍ، فَخَرَجَ الزُّهْرِيُّ مِنْ عِنْدِ هِشَامٍ، فَقَالَ: أَيْنَ أَنْتُمْ يَا أَصْحَابَ الْحَدِيثِ، فَحَدَّثَهُمْ بِتِلْكَ الْأَرْبَعِمِائَةٍ، ثُمَّ لَقِيَ هِشَامًا بَعْدَ شَهْرٍ أَوْ نَحْوِهِ، فَقَالَ الزُّهْرِيِّ إِنَّ ذَلِكَ الْكِتَابَ قَدْ ضَاعَ قَالَ: لَا عَلَيْكَ، فَدَعَا بِكَاتِبٍ، فَأَمْلَاهَا عَلَيْهِ، ثُمَّ قَابَلَ هِشَامٌ بِالْكِتَابِ الْأَوَّلِ، فَمَا غَادَرَ حَرْفًا وَاحِدًا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ، ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ نَصْرٍ الْمُخَرِّمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ خَلَفَ بْنَ سَالِمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ بَهْزَ بْنَ أَسَدٍ يَقُولُ: " خَرَجْتُ أَنَا وَعَفَّانُ، وَحَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ، نُرِيدُ الْكُوفَةَ، فَمَرَرْنَا بِوَاسِطٍ، فَدَخَلْنَا عَلَى عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ فَسَأَلْتُهُ، فَحَدَّثَنِي عَنْ مُطَرِّفٍ بِحَدِيثٍ أَخْطَأَ فِيهِ، فَقُلْتُ: أَخْطَأْتَ [ص: 398] قَالَ: وَمَا يُدْرِيكَ؟ قُلْتُ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: وَمَا يَدْرِي ذَلِكَ الْعَبْدُ؟ مَا هَذَا؟ اسْكُتْ ثُمَّ حَدَّثَنَا عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، فَأَخْطَأَ فِيهِ فَقُلْتُ، أَخْطَأْتَ يَا شَيْخُ قَالَ: وَمَا يُدْرِيكَ؟ قُلْتُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: وَمَا يَدْرِي ذَلِكَ الصَّبِيُّ؟ مَا هَذَا؟ اسْكُتْ ثُمَّ حَدَّثَنَا بِحَدِيثٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ أَخْطَأَ فِيهِ، فَقُلْتُ: أَخْطَأْتُ يَا شَيْخُ قَالَ: وَمَا يُدْرِيكَ؟ قُلْتُ: ثَنَا وَهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: نَعَمْ، أَعْرِفُهُ غُلَامًا كَيِّسًا قَالَ: فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ، فَقُلْتُ لِأَصْحَابِنَا: هَذَا الشَّيْخُ لَا يُفْلِحُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ خَلَفَ بْنَ سَالِمٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: " قَدِمْتُ الْكُوفَةَ وَبِهَا ابْنُ عَجْلَانَ، وَبِهَا مَنْ يَطْلُبُ الْحَدِيثَ: مَلِيحُ بْنُ وَكِيعٍ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، وَيُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ السَّمْتِيُّ، فَقُلْنَا: نَأْتِي ابْنَ عَجْلَانَ فَقَالَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ: نَقْلِبُ عَلَى هَذَا الشَّيْخِ حَدِيثَهُ، نَنْظُرُ تَفَهُّمَهُ قَالَ: فَقَلَبُوا فَجَعَلُوا مَا كَانَ عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ وَمَا كَانَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدٍ، ثُمَّ جِئْنَا إِلَيْهِ، لَكِنَّ ابْنَ إِدْرِيسَ تَوَرَّعَ وَجَلَسَ بِالْبَابِ وَقَالَ: لَا أَسْتَحِلُّ وَجَلَسْتُ مَعَهُ وَدَخَلَ حَفْصٌ، وَيُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ، وَمَلِيحٌ، فَسَأَلُوهُ، فَمَرَّ فِيهَا، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ آخِرِ الْكِتَابِ انْتَبَهَ الشَّيْخُ، فَقَالَ: أَعِدِ الْعَرْضَ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا سَأَلْتُمُونِي عَنْ أَبِي فَقَدْ حَدَّثَنِي سَعِيدٌ بِهِ، وَمَا سَأَلْتُمُونِي عَنْ سَعِيدٍ فَقَدْ حَدَّثَنِي بِهِ أَبِي، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى يُوسُفَ بْنِ خَالِدٍ فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ أَرَدْتَ شَيْنِي وَعَيْبِي فَسَلَبَكَ اللَّهُ الْإِسْلَامَ، وَأَقْبَلَ عَلَى حَفْصٍ فَقَالَ: ابْتَلَاكَ اللَّهُ فِي دِينِكَ، وَدُنْيَاكَ، وَأَقْبَلَ عَلَى مَلِيحٍ فَقَالَ: لَا نَفَعَكَ اللَّهُ بِعِلْمِكَ قَالَ يَحْيَى: فَمَاتَ مَلِيحٌ، وَلَمْ يَنْتَفِعْ بِهِ، وَابْتُلُيَ حَفْصٌ فِي بَدَنِهِ بِالْفَالِجِ، وَبِالْقَضَاءِ فِي دِينِهِ، وَلَمْ يَمُتْ يُوسُفُ حَتَّى اتُّهِمَ بِالزَّنْدَقَةِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْغَزَّاءُ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ رَحْمَةَ، عَنِ الْقُرْقُسَانِيِّ قَالَ: كُنْتُ آتِي الْأَوْزَاعِيَّ، فَيُحَدِّثُ بِثَلَاثِينَ حَدِيثًا، فَإِذَا تَفَرَّقَ النَّاسُ عَرَضْتُهَا عَلَيْهِ، فَلَا أُخْطِئُ فِيهَا، فَيَقُولُ الْأَوْزَاعِيُّ: «مَا أَتَانِي أَحْفَظُ مِنْكَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 أَخْبَرَنِي أَبِي، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ، ثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُولُ: «أَمْلَيْتُ بأَصْبَهَانَ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ حَدِيثٍ مِنْ حِفْظِي، لَمْ أَسْأَلْ عَنْ طُرُقٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ جُبَيْرٍ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَائِشِيُّ قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ لِأَبِي عَوَانَةَ: " وَيْحَكَ يَا وَضَّاحُ كِتَابُكَ جَيِّدٌ وَحِفْظُكَ رَدِيءٌ، وَحِفْظُكَ جَيِّدٌ وَكِتَابُكَ رَدِيءٌ، مَعَ مَنْ كُنْتَ تَطْلُبُ الْحَدِيثَ قَالَ: مَعَ مُنْذِرٍ الصَّيْرَفِيِّ قَالَ: هَذَا مُنْذِرٌ صَنَعَ بِكَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 حَدَّثَنَا ابْنُ الْبُرِّيِّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ قَالَا: ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَسْوَأَ حِفْظًا مِنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 حَدَّثَنَا أَبِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ الْبَحْرَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْهُنَائِيُّ، ثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي مَنْصُورٌ قَالَ: «مَا كَتَبْتُ وَلَوَدِدْتُ أَنِّي كَتَبْتُ، وَمَا حَفِظْتُ نِصْفَ مَا سَمِعْتَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 حَدَّثَنَا ابْنُ الْبُرِّيِّ، ثَنَا أَبُو حَفْصٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاذَ بْنَ مُعَاذٍ، يَقُولُ: «رَأَيْتُ الْمَسْعُودِيَّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ يُطَالِعُ بِالْكِتَابِ» يَعْنِي أَنَّهُ تَغَيَّرَ حِفْظَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 حَدَّثَنَا ابْنُ الْجُنَيْدِ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ غَالِبٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «مِنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَعْلَمِ رَجُلٍ أَدْرَكْنَا فِي زَمَانِنَا فَلْيَنْظُرْ إِلَى الْحَسَنِ، فَإِنَّ الَّذِي لَمْ يَرَهُ كَانَ يَشْتَهِي أَنْ يَرَاهُ، وَالَّذِي رَآهُ أَحَبَّ أَنْ يَزْدَادَ مِنْ عِلْمِهِ وَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَوْرَعِ رَجُلٍ أَدْرَكْنَا فِي زَمَانِنَا، فَلْيَنْظُرْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَدَعُ كَثِيرًا مِنَ الْحَلَالِ تَوَرُّعًا، وَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَعْبَدِ رَجُلٍ رَأَيْنَا فِي زَمَانِنَا، فَلْيَنْظُرْ إِلَى ثَابِتِ الْبُنَانِيِّ، فَإِنَّهُ كَانَ فِي الْيَوْمِ الْمَعْمَعَانِيِّ الطَّرَفَيْنِ يَظَلُّ صَائِمًا يُرَاوِحُ بَيْنَ جَبْهَتِهِ وَقَدَمَيْهِ، وَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَحْفَظِ رَجُلٍ أَدْرَكْنَا وَأَحْرَى أَنْ يُؤَدِّيَ الْحَدِيثَ، كَمَا سَمِعَهُ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى قَتَادَةَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، ثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثَنَا الصَّعْقُ بْنُ حَزْنٍ، ثَنَا زَيْدُ أَبُو عَبْدِ الْوَاحِدِ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: «مَا أَتَانِي عِرَاقِيُّ أَحْفَظُ مِنْ قَتَادَةَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ النَّسَائِيُّ، ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ مَطَرٍ قَالَ: «كَانَ قَتَادَةُ إِذَا سَمِعَ الْحَدِيثَ، يَخْتَطِفُهُ اخْتِطَافًا، وَكَانَ إِذَا سَمِعَ الْحَدِيثَ، يَأْخُذُهُ الْعَوِيلُ وَالزَّوِيلُ حَتَّى يَحْفَظَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 الْقَوْلُ فِيمَنْ يُسْتَحَقُّ الْأَخْذُ عَنْهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّقْرِ السُّكَّرِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، ثَنَا مَعْنٌ - وَقَالَ مَرَّةً: مُحَمَّدُ بْنُ صَدَقَةَ الْفَدَكِيُّ - أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: " لَا يُؤْخَذُ الْعِلْمُ عَنْ أَرْبَعَةٍ، وَيُؤْخَذُ مِمَّنْ سِوَى ذَلِكَ: لَا يُؤْخَذُ مِنْ صَاحِبِ هَوًى يَدْعُو النَّاسَ إِلَى هَوَاهُ، وَلَا مِنْ سَفِيهٍ مُعْلِنٌ بِالسَّفَهِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَرْوَى النَّاسِ، وَلَا مِنْ رَجُلٍ يَكْذِبُ فِي أَحَادِيثِ النَّاسِ، وَإِنْ كُنْتَ لَا تَتَّهِمُهُ أَنْ يَكْذِبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا مِنْ رَجُلٍ لَهُ فَضْلٌ وَصَلَاحٌ وَعِبَادَةٌ إِذَا كَانَ لَا يَعْرِفُ مَا يُحَدِّثُ " قَالَ الْحِزَامِيُّ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: مَا أَدْرِي مَا تَقُولُ، غَيْرُ أَنِّي أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: أَدْرَكْتُ بِبَلَدِنَا هَذَا، يَعْنِي الْمَدِينَةَ، مَشْيَخَةً لَهُمْ فَضْلٌ وَصَلَاحٌ وَعِبَادَةٌ، يُحَدِّثُونَ، فَمَا كَتَبْتُ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ حَدِيثًا قَطُّ قُلْتُ: لِمَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: لِأَنَّهُمْ لَمْ [ص: 404] يَكُونُوا يَعْرِفُونَ مَا يُحَدِّثُونَ، قَالَ: وَقَالَ مَالِكٌ: كُنَّا نَزْدَحِمُ عَلَى بَابِ ابْنِ شِهَابٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ أَنَّ الرَّبِيعَ، حَدَّثَهُمْ قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: " وَيَكُونُ الْمُحَدِّثُ عَالِمًا بِالسُّنَّةِ ثِقَةً فِي دِينِهِ , مَعْرُوفًا بِالصِّدْقِ فِي حَدِيثِهِ , عَدْلًا فِيمَا يُحَدِّثُ , عَالِمًا بِمَا يَحْمِلُ مِنْ مَعَانِي الْحَدِيثِ، بَعِيدًا مِنَ الْغَلَطِ، أَوْ يَكُونُ مِمَّنْ يُؤَدِّي الْحَدِيثَ بِحُرُوفِهِ كَمَا سَمِعَهُ، لَا يُحَدِّثُ عَلَى الْمَعْنَى، لِأَنَّهُ إِذَا حَدَّثَ عَلَى الْمَعْنَى وَهُوَ غَيْرُ عَالِمٍ بِمَا يَحْتَمِلُ مَعْنَاهُ، لَا يَدْرِي لَعَلَّهُ يَحْمِلُ الْحَلَالَ عَلَى الْحَرَامِ، فَإِذَا أَدَّاهُ بِحُرُوفِهِ لَمْ يَبْقَ وَجْهٌ يُخَافُ فِيهِ إِحَالَةُ الْحَدِيثِ، وَيَكُونُ حَافِظًا إِنْ حَدَّثَ مِنْ حِفْظِهِ، حَافِظًا لِكِتَابِهِ إِنْ حَدَّثَ مِنْ كِتَابِهِ، يُؤْمَنُ أَنْ يَكُونَ مُدَلِّسًا، يُحَدِّثُ عَمَّنْ لَقِيَ بِمَا لَمْ يَسْمَعْ، أَوْ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمَا يُحَدِّثُ الثِّقَاتُ بِخِلَافِهِ عَنْهُ عَلَيْهِ وَالسَّلَامُ، وَيَكُونُ هَكَذَا فِي حَدِيثِهِ حَتَّى يَنْتَهِي بِالْحَدِيثِ مَوْصُولًا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَنْ عَرَفْنَاهُ دَلَّسَ مَرَّةً، فَقَدْ بَانَ لَنَا عَوَارُهُ فِي رِوَايَتِهِ، وَلَيْسَ تِلْكَ الْعَوْرَةُ كَذِبًا فَنَرُدُّ حَدِيثَهُ، وَلَا بِنَصِيحَةٍ فِي الصِّدْقِ فَنَقْبَلُ مِنْهُ مَا قَبْلِنَا مِنْ أَهْلِ النَّصِيحَةِ فِي الصِّدْقِ، فَنَقُولُ: لَا نَقْبَلُ مِنْ مُدَلِّسٍ حَدِيثًا حَتَّى [ص: 405] يَقُولَ: سَمِعْتُ أَوَ حَدَّثَنِي وَمَنْ كَثُرَ تَخْلِيطُهُ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلُ كِتَابٍ صَحِيحٍ لَمْ نَقْبَلْ حَدِيثَهُ وَنَقْبَلُ الْخَبَرَ الْوَاحِدَ وَنَسْتَعِمُلُهُ، تَلَقَّاهُ الْعَمَلُ أَوْ لَمْ يَتَلٌقَّهُ الْعَمَلُ، وَهُوَ أَهْلٌ لِلْحَدِيثِ " قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ وَالنَّخَعِيُّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ التَّابِعِينَ يَذْهَبُونَ إِلَى أَلَّا يَقْبَلُوا الْحَدِيثَ إِلَّا عَنْ مَنْ عُرِفَ قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَمَا لَقِيتُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يُخَالِفُ هَذَا الْمَذْهَبَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّقْرِ السُّكَّرِيُّ، ثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ بْنَ وَاصِلٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَوْنٍ يَقُولُ: «لَا نَكْتُبُ الْحَدِيثَ إِلَّا مِمَّنْ كَانَ عِنْدَنَا مَعْرُوفًا بِالطَّلَبِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 حَدَّثَنَا السَّاجِيُّ، أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ، أَخْبَرَهُ فِيمَا كُتِبَ إِلَيْهِ عَنِ ابْنِ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ مَرْوَانَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: «لَا غِنًى لِصَاحِبِ الْحَدِيثِ عَنْ صِدْقٍ وَحِفْظٍ وَصِحَّةِ كُتُبٍ [ص: 406] ، فَإِذَا أَخْطَأَتْهُ وَاحِدَةٌ، وَكَانَتْ فِيهِ وَاحِدَةٌ لَمْ تَضُرُّهْ، إِنْ لَمْ يَكُنْ حَفِظَ رَجَعَ إِلَى الصِّدْقِ، وَكُتُبُهُ صَحِيحَةٌ، لَمْ يَضُرَّهُ إِنْ لَمْ يَحْفَظْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 حَدَّثَنَا السَّاجِيُّ، ثَنَا أَبُو مُوسَى قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: «الْمُحَدِّثُونَ ثَلَاثَةٌ؛ رَجُلٌ حَافَظٌ مُتْقِنٌ، فَهَذَا لَا يَخْتَلِفُ فِيهِ، وَآخَرُ يُوهِمُ وَالْغَالِبُ عَلَى حَدِيثِهِ الصِّحَّةُ، فَهَذَا لَا يُتْرَكُ حَدِيثُهُ، وَالْآخَرُ يُوهِمُ وَالْغَالِبُ عَلَى حَدِيثِهِ الْوَهْمُ، فَهَذَا مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيُّ، ثَنَا أَبُو هَارُونَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: «خُذِ الْحَلَالَ وَالْحَرَامَ مِنَ الْمَشْهُورِينَ فِي الْعِلْمِ، وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَمِنَ الْمَشْيَخَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 حَدَّثَنَا السَّاجِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقُ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: " آلَةُ الْحَدِيثِ: الصِّدْقُ، وَالشُّهْرَةُ، وَالطَّلَبُ، وَتَرْكُ الْبِدَعِ، وَاجْتِنَابُ الْكَبَائِرِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 حَدَّثَنَا أَبِي، ثَنَا أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ، ثَنَا الْأَصْمَعِيُّ، ثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " أَدْرَكْتُ بِالْمَدِينَةِ مِائَةً أَوْ قَرِيبًا مِنَ الْمِائَةِ مَا يُؤْخَذُ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَهُمْ ثِقَاتٌ، يُقَالُ: لَيْسَ مِنْ أَهْلِهِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَرَّانِيُّ، ثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى قَالَ: " لَقِيتُ طَاوُسًا فَقُلْتُ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ كَيْتَ وَكَيْتَ فَقَالَ: إِنْ كَانَ مَلِيًّا فَخُذْ عَنْهُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَهْوَازِيُّ، ثَنَا مَعْمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، ثَنَا الْمِنْهَالُ بْنُ بَحْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: «انْظُرُوا عَنْ مَنْ تَكْتُبُونَ، اكْتُبُوا عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَالْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي [ص: 408] آخُذُ لِابْنِ عَوْنٍ كُلَّ يَوْمٍ بِالرِّكَابِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: «قَدِمْتُ الْكُوفَةَ قَبْلَ الْجَمَاجِمِ فَرَأَيْتُ فِيهَا أَرْبَعَةَ آلَافٍ يَطْلُبُونَ الْحَدِيثَ» قَالَ الْقَاضِي: وَقَالَ لَنَا الْحَضْرَمِيُّ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: ثَنَا مِنْجَابٌ ثَنَا شَرِيكٌ وَلَمْ يَذْكُرِ: «الْجَمَاجِمَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ قَالَ: «قَدِمَ دُحَيْمٌ الدِّمَشْقِيُّ بَغْدَادَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ، فَرَأَيْتُ أَبِي وَأَحْمَدَ وَيَحْيَى بْنَ [ص: 409] مَعِينٍ وَأَبَا خَيْثَمَةَ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلَ الصِّبْيَانِ يَكْتُبُونَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْأَسْلَمِيُّ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: «كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا الرَّجُلَ لَنَأْخُذَ عَنْهُ نَظَرْنَا إِلَى صَلَاتِهِ فَإِنْ أَحْسَنَ الصَّلَاةَ أَخَذْنَا عَنْهُ، وَإِنْ أَسَاءَ الصَّلَاةَ لَمْ نَأْخُذْ عَنْهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمِسْوَرِ الزُّهْرِيُّ، ثَنَا عَمِّي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمِسْوَرِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: قِيلَ لِلزُّهْرِيِّ: " مَا لَكَ لَا تَرْوِي عَنِ الْمَوَالِي؟ قَالَ: بَلَى قَدْ رَوَيْتُ عَنْهُمْ، وَلَكِنْ إِذَا كَانَ عِنْدِي أَبْنَاءُ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، لَا أُبَالِي عَلَى أَيِّهِمِ اتَّكَأْتُ، فَمَا لِي لَا أَرْوِي عَنْهُمْ وَلَكِنْ قَدْ رَوَيْتُ عَنْهُمْ، مِنْهُمْ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، وَطَاوُسٌ، وَنَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَأَفْلَحُ مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ، وَنَدَبَةُ مَوْلَاةُ مَيْمُونَةَ، وَحَبِيبٌ مَوْلَى عُرْوَةَ، وَعَطَاءٌ مَوْلَى سِبَاعٍ، وَأَبُو عُبَيْدٍ مَوْلَى ابْنِ الْأَزْهَرِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 حَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ الصَّيْرَفِيُّ، ثَنَا أَبُو عِيسَى الشِّيصُ مُوسَى بْنُ مُوسَى، ثَنَا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: " سَأَلْتُ مَالِكًا عَنْ رَجُلٍ فَقَالَ: رَأَيْتَهُ فِي كُتُبِي؟ قُلْتُ: لَا فَقَالَ: لَوْ كَانَ ثِقَةً رَأَيْتَهُ فِي كُتُبِي " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ دَاوُدَ الصَّوَّافُ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْخُوَارِزْمِيُّ، ثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: قِيلَ لِشُعْبَةَ: " مَتَى يُتْرَكُ حَدِيثُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: إِذَا رَوَى عَنِ الْمَعْرُوفِينَ مَا لَا يَعْرِفُهُ الْمَعْرُوفُونَ فَأَكْثَرَ، وَإِذَا أَكْثَرَ الْغَلَطَ، وَإِذَا اتُّهِمَ بِالْكَذِبِ، وَإِذَا رَوَى حَدِيثَ غَلَطٍ مُجْتَمِعٌ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَتَّهِمْ نَفْسَهُ فَيَتْرُكْهُ طُرِحَ حَدِيثُهُ، وَمَا كَانَ غَيْرُ ذَلِكَ فَارْوِ عَنْهُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 مَنْ رَوَى لَا تَأْخُذُوا الْعِلْمَ إِلَّا عَنْ مَنْ تُجِيزُونَ شَهَادَتَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 411 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ قَالَا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، قَاضِي حَلَبَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَأْخُذُوا الْعِلْمَ إِلَّا عَنْ مَنْ تُجِيزُونَ شَهَادَتَهُ» [ص: 412] قَالَ الْقَاضِي: مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ - إِنْ كَانَ مَحْفُوظًا - أَنَّ سُقُوطَ الشَّهَادَةِ يُوجِبُ سُقُوطَ الْخَبَرِ، فَقَدْ يَكُونُ الشَّاهِدُ عَدْلًا مَرْضِيًّا وَلَا يَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ، وَيَكُونُ الرَّجُلُ تَقِيًّا فَاضِلًا وَلَا يَكُونُ مِنْ أَهْلِ الشَّهَادَةِ، وَلَا الْحَدِيثِ، وَقَدْ حُكِيَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ قَالَ: «إِنَّ فِي جِيرَانِي مَنْ أَرْجُو دَعْوَتَهُ، وَلَوْ شَهِدَ عِنْدِي عَلَى قُبَالَةِ نَعْلٍ مَا قَبِلْتُهَا» وَكَانَ سَوَّارٌ يَقُولُ: عُمْدَةُ الشَّهَادَةِ الصَّلَاحُ، فَقَالَ لَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ: لَيْسَ الصَّلَاحَ عُمْدَتُهَا، هَذَا سَعْدٌ مَوْلَانَا، لَا يُرْتَابُ فِي صَلَاحِهِ، ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ: يَا سَعْدُ، انْظُرِ الرِّيحَ مَا هِيَ، أَشَمْأَلُ هِيَ أَمْ جَنُوبُ؟ فَخَرَجَ ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: هِيَ جَنُوبُ قَدْ خَالَطَهَا شَيْءٌ مِنَ الشِّمَالِ، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: هَذَا كَيْفَ تُنْفِذُ شَهَادَتَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 411 حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ الْغِفَارِيُّ، ثَنَا حَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ، يَعْنِي ابْنَ سَمْعَانَ الْمَخْزُومِيَّ، عَنْ عَطَاءٍ، يَعْنِي ابْنَ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْعَصَبِيَّةُ وَالْقَدَرِيَّةُ وَالرِّوَايَةُ عَنْ غَيْرِ عَدْلٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 412 وَحَدَّثَنَاهُ أَبِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ الْبَحْرَانِيُّ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ [ص: 413] يُونُسَ، ثَنَا سَعِيدُ الْحِمْصِيُّ، عَنْ هَارُونَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلَاكُ أُمَّتِي فِي ثَلَاثٍ: فِي الْعَصَبِيَّةِ وَالْقَدَرِيَّةِ وَالرِّوَايَةِ عَنْ غَيْرِ ثَبْتٍ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 412 مَنْ قَالَ: هُوَ دِينٌ فَانْظُرُوا عَنْ مَنْ تَأْخُذُونَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: «الْعِلْمُ دِينٌ، فَانْظُرْ عَنْ مَنْ تَأْخُذْ دِينَكَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ، ثَنَا مُعَاذٌ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: «الْعِلْمُ دِينٌ، فَانْظُرُوا عَنْ مَنْ تَأْخُذُونَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ، ثَنَا يَحْيَى الْبَابَلْتِيُّ، ثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَقُولُ: «إِنَّ هَذَا دِينُكُمْ، فَانْظُرُوا عَنْ مَنْ تَأْخُذُونَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ السَّرَّاجُ، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الدَّقِيقِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَيْدِيُّ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ [ص: 415] زَيْدٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ فِي مَرَضِهِ فَقَالَ: «اتَّقُوا اللَّهَ يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، وَانْظُرُوا عَنْ مَنْ تَأْخُذُونَ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ، فَإِنَّهَا دِينُكُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْجُرْجَانِيُّ، ثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ الطُّرَسُوسِيُّ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا مُغِيثٌ قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ بْنَ مُزَاحِمٍ يَقُولُ: «إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ، فَانْظُرُوا عَنْ مَنْ تَأْخُذُونَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى، ثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، ثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي صَاعِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ عُقْبَةَ بْنِ نَافِعٍ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ يُوصِي بَنِيهِ بِثَلَاثٍ، يَقُولُ: «يَا بُنَيَّ إِيَّاكُمْ وَالْقَوْلَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَانْظُرُوا عَنْ مَنْ تَأْخُذُونَ مِنْهُ، فَإِنَّهُ دِينٌ، وَإِيَّاكُمْ وَالدَّيْنَ وَإِنْ لَبِسْتُمُ الْعَبَاءَ وَالثَّالِثَةُ أُنْسِيَهَا نَافِعٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُشَمِيُّ، مِنْ وَلَدِ [ص: 416] مَالِكِ بْنِ جُشَمٍ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ هِشَامٍ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ: قَالَ لِي رَجُلٌ مِنَ الْخَوَارِجِ: «إِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ دِينٌ، فَانْظُرُوا عَنْ مَنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ، إِنَّا كُنَّا إِذَا هَوَيْنَا أَمْرًا جَعَلْنَا فِي حَدِيثٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَهْلِ بْنِ سَعِيدٍ الْعَسْكَرِيُّ، ثَنَا نَصْرُ بْنُ دَاوُدَ بْنَ طَوْقٍ، ثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: «إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ هُوَ لَحْمُكَ وَدَمُكَ، وَعَنْهُ تُسْأَلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَانْظُرْ عَنْ مَنْ تَأْخُذُهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 416 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّسْتُوَائِيُّ، ثَنَا حَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، ثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، قَالَ: «إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ، فَانْظُرُوا مَنْ تُودَعُونَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 416 قَالَ: وَحَدَّثَنِي هِشَامُ وَابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: انْظُرُوا عَنْ مَنْ تَأْخُذُونَهُ، قَالَ: فَقَالَ مُجَالِدٌ: «لَا يُؤْخَذُ الدِّينُ إِلَّا عَنْ أَهْلِ الدِّينِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 416 بَابُ مَنْ تَجَوَّزَ فِي الْأَخْذِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَبَانَ الْكَرَابِيسِيُّ قَالَ: قُلْتُ لِيَزِيدَ بْنِ هَارُونَ: يَا أَبَا خَالِدٍ، هَذِهِ الْمَشْيَخَةُ الضُّعَفَاءُ الَّذِينَ تُحَدِّثُ عَنْهُمْ؟ قَالَ: «أَدْرَكْتُ النَّاسَ يَكْتُبُونَ عَنْ كُلٍّ، فَإِذَا وَقَعَتِ الْمُنَاظَرَةُ حَصَّلُوا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خُثَيْمَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرُّزِّيُّ، ثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ قَالَ: «كَانَ قَتَادَةُ لَا يُغَثُّ عَلَيْهِ شَيْءٌ، يَرْوِي عَنْ كُلِّ أَحَدٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا عُثْمَانُ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: قُلْتُ لِلشَّعْبِيِّ: " رَأَيْتَ قَتَادَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، رَأَيْتُهُ، فَرَأَيْتُ دِرْوَازَةَ الْقُمَاشِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيُّ، ثَنَا أَبُو هَارُونَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: «خُذِ [ص: 418] الْحَلَالُ وَالْحَرَامُ مِنَ الْمَشْهُورِينَ فِي الْعِلْمِ، وَمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الْمَشْيَخَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوِيهِ الْعَسْكَرِيُّ، ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: «إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَنَا مَا سَمِعْنَا مِنَ الزُّهْرِيِّ وَمَكْحُولٍ فَأَمَّا مَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ هَكَذَا» يَعْنِي ضَعِيفًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ، ثَنَا أَبُو حَفْصٍ قَالَ: قَالَ لِي يَحْيَى: «لَا تَكْتُبْ عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ لَا يُعْرَفُ، فَإِنَّهُ لَا يُبَالِي عَمَّنْ رَوَى» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْغَزَّاءُ، ثَنَا أَبُو حُمَيْدٍ الْمِصِّيصِيُّ، ثَنَا ابْنُ قُدَامَةَ، ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: «أَنَا الْأَعْوَرُ صَاحِبُنَا وَأَشْهَدُ أَنَّهُ كَانَ كَذَّابًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَكِّيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: قَالَ لِي سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: " تَأْخُذُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، وَهُوَ لَا يُحْسِنُ يُصَلِّي وَتَأْخُذُ عَنْ أَبَانَ بْنِ [ص: 419] أَبِي عَيَّاشٍ، وَإِنَّمَا كَانَ قَتَادَةُ يَرْوِي عَنْ أَنَسٍ مِائَتَيْ حَدِيثٍ، وَهُوَ يَرْوِي أَلْفَيْنِ قَالَ: ثُمَّ ذَهَبَ هُوَ فَأَخَذَ عَنْهُمَا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوِيهِ، ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: «تَعَلَّمْ مَا لَا يُؤْخَذُ بِهِ كَمَا تَتَعَلَّمُ مَا يُؤْخَذُ بِهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْأَسْلَمِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَيٍّ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «خُذِ الْحِكْمَةَ مِمَّنْ سَمِعْتَهُ، فَقَدْ يَتَكَلَّمُ الرَّجُلُ بِالْحِكْمَةِ وَلَيْسَ بِحَكِيمٍ، فَتَكُونُ بِمَنْزِلَةِ الرَّمِيَّةِ مِنْ غَيْرِ رَامٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 بَابٌ فِي الْقِرَاءَةِ عَلَى الْمُحَدِّثِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 حَدَّثَنَا مُهَذَّبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَسَارٍ الْمَوْصِلِيُّ، وَأَصْلُهُ مِنْ رَامَهُرْمُزَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ النَّصِيبِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، وَأَبَا حَنِيفَةَ وَمَالِكًا وَابْنَ جُرَيْجٍ كُلَّ هَؤُلَاءِ سَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ: «لَا بَأْسَ بِهَا يَعْنِي الْقِرَاءَةَ، وَأَنَا لَا أَرَاهُ وَمَا حَدَّثْتُ بِحَدِيثٍ عَنْ أَحَدٍ مِنَ الْفُقَهَاءِ قِرَاءَةً» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، ثَنَا بُنْدَارٌ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا، يَقُولُ: «الْقِرَاءَةُ وَالسَّمَاعُ سَوَاءٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 حَدَّثَنَا مُهَذَّبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ يَقُولُ: زَعَمَ سُفْيَانُ أَنَّ الْقِرَاءَةَ جَائِزَةٌ قِيلَ لَهُ: " كَيْفَ يَقُولُ إِذَا قَرَأَ عَلَيْكَ كِتَابًا فِيهِ أَلْفُ دِرْهَمٍ؟ قَالَ: لَا بَأْسَ أَنْ يَقُولَ: أَشْهَدَنِي، وَسَمِعْتُ أَبَا حَنِيفَةَ يَقُولُهُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَلَّامٍ يَقُولُ: " دَخَلْتُ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَعَلَى بَابِهِ مَنْ يَحْجُبُهُ قَالَ: وَبَيْنَ يَدَيْهِ ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَهُوَ يَقُولُ: حَدَّثَكَ نَافِعٌ، حَدَّثَكَ ابْنُ شِهَابٍ، حَدَّثَكَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ فَيَقُولُ مَالِكٌ: نَعَمْ، نَعَمْ فَلَمَّا فَرَغَ قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، عَوِّضْنِي مِمَّا حَدَّثْتَهُ بِثَلَاثَةِ أَحَادِيثَ تَقْرَؤُهَا عَلَيَّ، قَالَ: أَعِرَاقِيُّ، أَعِرَاقِيُّ؟ أَخْرِجُوهُ عَنِّي " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 حَدَّثَنَا السَّاجِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَهْبِيُّ، حَدَّثَنِي عَمِّي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: قِيلَ لِمَالِكٍ: " مَا قُرِئَ عَلَى الْعَالِمِ يَقُولُ فِيهِ حَدَّثَنَا؟ قَالَ: نَعَمْ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعُقَيْلِيُّ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ، يَقُولُ: «كَانَ سُفْيَانُ وَمَالِكٌ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَمَعْمَرٌ وَالزُّهْرِيُّ وَأَيُّوبُ وَمَنْصُورٌ، لَا يَرَوْنَ بِالْقِرَاءَةِ عَلَى الْعَالِمِ بَأْسًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: قُلْتُ لِمَنْصُورٍ: " إِذَا قَرَأْتُ عَلَيْكَ مَاذَا أَقُولُ؟ قَالَ: قُلْ حَدَّثَنَا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ يُوسُفَ الشَّكْلِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: قُلْتُ لِمَنْصُورٍ: قَرَأْتُ عَلَيْكَ شَيْئًا، فَمَا أَقُولُ فِيهِ؟ فَقَالَ: «إِذَا قَرَأْتَ عَلَى الْمُحَدِّثِ فَعَرَّفْتَهُ، أَلَيْسَ قَدْ حَدَّثَكَ؟» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 422 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ الْغَزَّاءُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ الْمَوْصِلِيُّ، ثَنَا زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ، قَالَ: " سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ فِي الرَّجُلِ يَقْرَأُ عَلَى الْمُحَدِّثِ عَشْرَةَ أَحَادِيثَ أَوْ أَكْثَرَ أَوْ أَقَلَّ أَوْ مَسَائِلَ أَيَقُولُ سَمِعْتُ فُلَانًا؟ قَالَ: نَعَمْ " قُلْتُ فَهَلْ يَسَعُ السَّامِعُ أَنْ يَعْتَرِضَ حَدِيثًا مِنْ وَسَطِهَا فَيَقُولُ: سَأَلْتُ سُفْيَانَ عَنْ كَذَا وَكَذَا، أَوْ قَالَ: كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: «نَعَمْ إِنَّمَا هِيَ بِمَنْزِلَةِ الشَّهَادَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 422 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَزْرَوَيْهِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: " قُلْتُ لِعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ: أَقْرَأُ عَلَيْكَ، فَكَيْفَ أَقُولُ؟ قَالَ: قُلْ: حَدَّثَنَا عَطَاءٌ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 422 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ الْجُمَحِيُّ الْمَكِّيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْجَوَّازُ، ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثَنَا عَاصِمٌ قَالَ: «قَرَأْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ أَحَادِيثَ فَأَجَازَهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 423 حَدَّثَنَا ابْنُ مَعْدَانَ الثَّغْرِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ نَاصِحٍ، ثَنَا الْحِزَامِيُّ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ يَقُولُ: " كَانَ أَبِي يَقُولُ: يُقَالُ الْحَدِيثُ وَالْعَرْضُ سَوَاءٌ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 423 حَدَّثَنَا ابْنُ مَعْدَانَ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمِصِّيصِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ لِخَطَّابِ بْنِ عُمَرَ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: «مَا أُبَالِي سَمِعْتُهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ، أَوْ قَرَأْتُ مَرَّةً وَاحِدَةً، غَيْرَ أَنِّي أُحِبُّ أَنْ يُبَيِّنَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 423 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَطَنٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونُ، قَالَ: حَضَرْتُ مَالِكًا وَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنَ الصُّوفِيَّةِ فَسَأَلَهُ عَنْ ثَلَاثَةِ أَحَادِيثَ يُحَدِّثُهُ بِهَا؟ فَقَالَ مَالِكٌ: اعْرِضْهَا إِنْ كَانَتْ [ص: 424] لَكَ حَاجَةٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، إِنَّ الْعَرْضَ لَا يَجُوزُ عِنْدَنَا فَقَالَ لَهُ مَالِكٌ: فَأَنْتَ أَعْلَمُ، فَأَتَاهُ مِرَارًا كُلَّ ذَلِكَ، يَقُولُ: اعْرِضْهَا إِنْ كَانَتْ لَكَ حَاجَةٌ فَيَقُولُ: الْعَرْضُ لَا يَجُوزُ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ وَثَبَ إِلَيْهِ الصُّوفِيُّ، فَلَزِمَ مُضَرَّبَةً كَانَتْ تَحْتَهُ، ثُمَّ قَالَ: وَرَبِّ هَذَا الْقَبْرِ لَا أَدَعُهَا أَوْ تُحَدِّثَنِي بِثَلَاثَةِ أَحَادِيثَ فَقَالَ مَالِكٌ لِرَجُلٍ مِنْ جُلَسَائِهِ يُكْنَى أَبَا طَلْحَةَ: لَيْتَكَ يَا أَبَا طَلْحَةَ دَخَلْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ هَذَا الرَّجُلِ، فَإِنِّي أَرَى بِهِ لَمَمًا فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: مَا أَرَى بِالرَّجُلِ لَمَمًا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُحَدِّثَهُ بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ الثَّلَاثَةِ فَقَالَ مَالِكٌ: هَاتِ فَقَالَ الصُّوفِيُّ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ فَقَالَ مَالِكٌ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ [ص: 425] وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ قَالَ: فَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ، وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ مُحْرِمًا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 423 قَالَ الصُّوفِيُّ: إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ لَهُ امْرَأَتَانِ، أَرْضَعَتْ إِحْدَاهُمَا غُلَامًا، وَالْأُخْرَى جَارِيَةً، فَقَالَ مَالِكٌ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ لَهُ امْرَأَتَانِ، أَرْضَعَتْ إِحْدَاهُمَا غُلَامًا، وَالْأُخْرَى جَارِيَةً أَيَتَنَاكَحَانِ؟ قَالَ: «لَا، الْفِطَامُ وَاحِدٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 425 قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، إِنَّ ابْنَ عُمَرَ سَمِعَ الْإِقَامَةَ وَهُوَ بِالْبَقِيعِ فَقَالَ مَالِكٌ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّهُ سَمِعَ الْإِقَامَةَ وَهُوَ بِالْبَقِيعِ فَأَسْرَعَ الْمَشْيَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 425 حَدَّثَنَا السَّاجِيُّ، ثَنَا الرَّبِيعُ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: «إِذَا قَرَأَ عَلَيْكَ الْعَالِمُ فَقُلْ حَدَّثَنَا، وَإِذَا قَرَأْتَ عَلَيْهِ فَقُلْ أَخْبَرَنَا» قَالَ الْقَاضِي، فَهَذَا مَا رُوِّينَاهُ عَنْ فُقَهَاءِ الْمَدِينَةِ، وَالْكُوفَةِ فِي الْقِرَاءَةِ عَلَى الْمُحَدِّثِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 425 سَمِعْتُ السَّاجِيَ، يَقُولُ: رُوِيَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا قَرَأْتَ فَقُلْ حَدَّثَنِي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 425 وَحُكِيَ [ص: 426] عَنِ ابْنِ كاسٍ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ أَنَّهُ قَالَ: " قِرَاءَتُكَ عَلَى الْمُحَدِّثِ، وَقِرَاءَةُ الْمُحَدِّثِ عَلَيْكَ سَوَاءٌ، أَلَا تَرَى أَنَّكَ تَقْرَأُ الصَّكَّ عَلَى الْمَشْهُودِ عَلَيْكَ، فَتَقُولُ: أَشْهَدُ عَلَيْهِ بِمَا فِيهِ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ وَيَسَعَكَ أَنْ تَشْهَدَ عَلَيْهِ وَتَقُولُ: أَقَرَّ عِنْدِي، كَمَا تَقُولُ لَوْ قَرَأَ هُوَ عَلَيْكَ الصَّكَّ؟ قَالَ: وَهَذِهِ الْحُجَّةُ فِي كِتَابِ الْإِقْرَارِ أَيْضًا " قَالَ السَّاجِيُّ: أَهْلُ الْحِجَازِ يُرَخِّصُونَ فِي الْقِرَاءَةِ، وَأَهْلُ الْبَصْرَةِ يُغَلِّظُونَ هَذَا رِوَايَةُ السَّاجِيِّ عَنْهُمْ وَقَدْ رُوِّينَا عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ وَهُمَا فِي الصَّدْرِ الْأَوَّلِ مِنْ فُقَهَاءِ الْبَصْرَةِ، تَجْوِيزُهُ أَيْضًا مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 425 قَالَ الْقَاضِي: فَمِنْ ذَلِكَ مَا حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمِصِّيصِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُصَيْنٍ الْوَاسِطيُّ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ [ص: 427] الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا عَوْفٌ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا قَالَ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، إِنِّي رَجُلٌ نَائِي الدَّارِ، وَإِنَّهُ تَبْلُغُنَا عَنْكَ أَحَادِيثَ لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَسْمَعَهَا، فَإِذَا قَرَأْتُهَا عَلَيْكَ وَعَرَفْتَهَا أُحَدِّثُ بِهَا عَنْكَ؟ قَالَ: " نَعَمْ قُلْتُ: وَأَقُولُ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 426 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْغَزَّاءُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُمَيْدٍ الْمَكِّيُّ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ عُبَيْدٍ الدَّارِسِيُّ، ثَنَا صَالِحُ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ: " أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا بِقِرَاءَةِ الْكُتُبِ عَلَى الْعَالِمِ، فَإِذَا أَقَرَّ بِهَا رَوَيْتَهَا عَنْهُ، وَقُلْتَ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ عَنْ فُلَانٍ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْغَزَّاءُ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ: «أَنَّهُ كَانَ يَرَى الْقِرَاءَةَ جَائِزَةً فِي الْعِلْمِ بِمَنْزِلَةِ السَّمَاعِ» قَالَ عَبْدُ الْوَارِثِ: وَقَالَ عَمْرٌو: بَيَانُ ذَلِكَ أَنَّ الرَّجُلَ يَجْتَمِعُ عَلَيْهِ النَفَرُ، تُقْرَأُ عَلَيْهِ الْوَصِيَّةُ وَالْوَثِيقَةُ فَيُقِرُّ بِهَا، وَيَشْهَدُونَ عَلَيْهِ الْجَمَاعَةُ بِهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: " أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ تُقْرَأَ الْكُتُبَ عَلَى الْمُحَدِّثِ، فَإِذَا أَقَرَّ بِهَا قَالَ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ عَنْ فُلَانٍ بِكَذَا وَكَذَا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَازَانِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ شَبْوَيْهِ الْخُرَاسَانِيُّ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلزُّهْرِيِّ: أَقْرَأُ عَلَيْكَ الْحَدِيثَ، فَأَقُولُ حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ؟ قَالَ: فَمَنْ حَدَّثَكَ غَيْرِي؟ " حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْغَزَّاءُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُمَيْدٍ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا حِذْيَمٌ السَّعْدِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، بِمِثْلِ حَدِيثِ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ قَالَ بِشْرٌ: وَهُوَ قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ وَزُفُرٍ وَرُوِيَ أَيْضًا تَجْوِيزُهُ عَنْ عَلِيٍّ وَابْنِ عَبَّاسٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 فَأَمَّا مَا رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ، فَإِنِّي حُدِّثْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ خَلَفٍ، حَدَّثَهُمْ، ثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ نُوحَ بْنَ أَبِي مَرْيَمَ، يَذْكُرُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ قَالَ: " سَأَلْتُ عَلِيًّا عَنِ [ص: 429] الْقِرَاءَةِ عَلَى الْعَالِمِ فَقَالَ: الْقِرَاءَةُ عَلَيْهِ بِمَنْزِلَةِ السَّمَاعِ مِنْهُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 وَأَمَّا ابْنُ عَبَّاسٍ، فَإِنَّ الْحَسَنَ بْنَ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا قَالُ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْجَوَّازُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: «اقْرَؤُوا عَلَيَّ، فَإِنَّ قِرَاءتَكُمْ عَلَيَّ كَقِرَاءَتِي عَلَيْكُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّيْرَفِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: «لَا وَاللَّهِ مَا أَخَذْنَا عَنِ ابْنِ شِهَابٍ إِلَّا قِرَاءَةً، كَانَ يَقْرَأُ لَنَا مَالِكٌ، وَكَانَ جَيِّدُ الْقِرَاءَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْغَزَّاءُ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: قَالَ لِي مُوسَى بْنُ دَاوُدَ: «الْقِرَاءَةُ أَثْبَتُ مِنَ الْحَدِيثِ، وَذَلِكَ أَنَّكَ إِذَا قَرَأْتَ عَلَيَّ شَغَلْتُ نَفْسِي بِالْإِنْصَاتِ لَكَ، وَإِذَا حَدَّثْتُكَ غَفَلْتُ عَنْكَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ أَوْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " وَدِدْتُ أَنَّ جَمِيعَ مَا عِنْدِي - أَوْ قَالَ: مَا كُنْتُ أُبَالِي أَنَّ جَمِيعَ مَا عِنْدِي - مِنَ الْكُتُبِ قِرَاءَةٌ أَوْ عَرْضٌ بِزِيَادَةِ حَدِيثٍ وَاحِدٍ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثَنَا يُوسُفُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ الْأَحْوَلُ [ص: 430] قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، إِذَا حَدَّثَ عَنْ مَالِكٍ يَقُولُ: «عَرَضَ الْحُنَيْنِيُّ يَفْتَخِرُ بِهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 حَدَّثَنَا ابْنُ بَهَانَ، ثَنَا عَبْدَانُ الْوَكِيلُ، ثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنِي عَاصِمٌ قَالَ: " عَرَضْنَا عَلَى عَامِرٍ صَحِيفَةَ كُتِبَتْ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: قَدْ سَمِعْتُ هَذَا كُلَّهُ مِنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي حَسَّانَ، ثَنَا دُحَيْمٌ قَالَ: سَمِعْتُ شُعَيْبَ بْنَ إِسْحَاقَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: أَتَانِي ابْنُ جُرَيْجٍ بِصَحِيفَةٍ فَقَالَ: " يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، هَذِهِ أَحَادِيثُكَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ فَذَهَبَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ الْجُمَحِيُّ، بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْجَوَّازُ، ثَنَا مَرْوَانُ، ثَنَا عَاصِمٌ قَالَ: «قَرَأْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ أَحَادِيثَ فَأَجَازَهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 مَنْ قَالَ بِخِلَافِ ذَلِكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 أَخْبَرَنَا السَّاجِيُّ، أَنَّ الرَّبِيعَ، حَدَّثَهُمْ قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: «إِذَا قَرَأَ عَلَيْكَ فَقُلْ حَدَّثَنَا، وَإِذَا قَرَأْتَ فَقُلْ أَخْبَرَنَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْغَزَّاءُ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ: سَأَلْتُ الْأَوْزَاعِيَّ عَنِ الرَّجُلِ يَقْرَأُ عَلَى الْمُحَدِّثِ أَوِ الْعَالِمِ حَدِيثَهُ، كَيْفَ يَقُولُ فِيهَا؟ أَيَقُولُ فِيهَا حَدَّثَنِي؟ فَقَالَ: «يَقُولُ كَمَا كَانَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثَنَا يُوسُفُ، ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ النَّضِيرِ الشِّيرَازِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قَتَادَةَ يَقُولُ: " كُنْتُ مَعَ الْوَلِيدِ عِنْدَ الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: فَاسْتَقْبَلْتُهُ يَوْمًا وَبِيَدِهِ دَرْجٌ، فَقَالَ لِي: يَا أَبَا قَتَادَةَ، لَوْ [ص: 432] سَبَقْتَ قَلِيلًا كُنْتَ قَدْ أَدْرَكْتَ هَذَا، رَفَعْتُ هَذَا إِلَى الْأَوْزَاعِيِّ، فَنَظَرَ فِيهِ الْبَارِحَةَ، فَأَجَازَهُ لِي الْيَوْمَ فَقُلْتُ: لَوْ حَضَرْتُ ذَا مَا قَبِلْتُهُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ يُوسُفَ الشَّكْلِيُّ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزِيدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قُلْتُ لِلْأَوْزَاعِيِّ: مَا قَرَأْتُهُ عَلَيْكَ، وَمَا أَجَزْتَهُ لِي، مَا أَقُولُ فِيهِمَا؟ فَقَالَ: «مَا أَجَزْتُ لَكَ وَحْدَكَ فَقُلْ فِيهِ خَبَّرَنِي، وَمَا أَجَزْتُهُ لِجَمَاعَةٍ أَنْتَ فِيهِمْ، فَقُلْ فِيهِ خَبَّرَنَا، مَا قَرَأْتَ عَلَيَّ وَحْدَكَ فَقُلْ أَخْبَرَنِي، وَمَا قُرِئَ عَلَيَّ فِي جَمَاعَةٍ أَنْتَ فِيهِمْ فَقُلْ فِيهِ أَخْبَرَنَا، وَمَا قَرَأْتُهُ عَلَيْكَ وَحْدَكَ فَقُلْ فِيهِ حَدَّثَنِي، وَمَا قَرَأْتُهُ عَلَى جَمَاعَةٍ أَنْتَ فِيهِمْ فَقُلْ فِيهِ حَدَّثَنَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 432 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَهْوَازِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْخَالِقِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ: " أَنَّ قَوْمًا قَرَؤُوا عَلَيْهِ كِتَابًا مِنْ حَدِيثِهِ، فَلَمَّا فَرَغُوا قَالُوا: نُحَدِّثُ بِهِ عَنْكَ وَمِنْكَ سَمِعْنَاهُ؟ قَالَ: أَنْتُمْ حَدَّثْتُمُونِي بِهِ مُنْذُ الْيَوْمِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 432 حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْبُرِّيِّ، ثَنَا أَبُو حَفْصٍ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: " سَأَلْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ عَنْ حَدِيثٍ، فَقَالَ: هُوَ عَنْ مَعْمَرٍ قِرَاءَةٌ، وَعَنْ يُونُسَ سَمَاعٌ، فَقُلْتُ: هَاتِ حَدِيثَ مَعْمَرٍ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْغَزَّاءُ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ قَالَ: قَالَ لَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ: كَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ صَدُوقًا، إِذَا قَالَ: حَدَّثَنِي، فَهُوَ سَمَاعٌ، وَإِذَا قَالَ: أَخْبَرَنَا أَوْ أَخْبَرَنِي، فَهُوَ قِرَاءَةٌ، وَإِذَا قَالَ: قَالَ، فَهُوَ شِبْهُ الرِّيحِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ، ثَنَا ابْنُ أَبِي رِزْمَةَ، ثَنَا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَدْرَكَ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسِ فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ، وَمَنْ أَدْرَكَ مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَقَدْ أَدْرَكَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 حَدَّثَنَا أَبِي، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ، ثَنَا النُّفَيْلِيُّ، ثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَقَرَأَ عَبْدُ الْمَلِكِ عَلَى أَبِي الزُّبَيْرِ، وَقَرَأَ أَبُو الزُّبَيْرِ عَلَى جَابِرٍ قَالَ: «كُنَّا نَعْفِي السِّبَالَ إِلَّا فِي الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَهْلٍ الْحَنَّاطُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: «قَرَأْتُ عَلَى جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ فَأَقَرَّ بِهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي مُصْعَبٍ، وَكِتَابُهُ فِي يَدِهِ يَنْظُرُ فِيهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، حَدَّثَكُمْ فُلَانٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ قَالَ: قُلْتُ: لِأَبِي نُعَيْمٍ الْحَلَبِيُّ: " حَدَّثَكُمْ فُلَانٌ فَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: نَعَمْ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الصَّيْرَفِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ ثَوَابٍ، ثَنَا الشَّقِيقِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: عَنْ عَوْفٍ قَالَ: " إِذَا قَرَأْتَ عَلَى الْعَالِمِ فَقُلْتَ: حَدَّثَنِي، فَهِيَ كُذَيْبَةُ " قَالَ: فَسَأَلْتُ أَحْمَدَ: إِلَامَ تَذْهَبُ فِي الْقِرَاءَةِ عَلَى الْعَالِمِ، وَقُلْتُ: أَتَقُولُ حَدَّثَنِي؟ فَقَالَ أَحْمَدُ وَأَنَا أَسْمَعُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ وَسُئِلَ عَنْ هَذَا، فَقَالَ: كَيْفَ قَالَ ذَاكَ الْخُرَاسَانِيُّ؟ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ قَرَأْتُ عَلَى فُلَانٍ، قَالَ أَحْمَدُ: وَإِلَى هَذَا أَذْهِبُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 بَابُ الْقَوْلِ فِي الْإِجَازَةِ وَالْمُنَاوَلَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُمَيْدٍ الْمَكِّيُّ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ عُبَيْدٍ الدَّارِسِيُّ، ثَنَا صَالِحُ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ: " أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَدْفَعَ الْمُحَدِّثُ كِتَابَهُ، وَيَقُولُ: ارْوِ عَنِّي جَمِيعَ مَا فِيهِ، يَسَعُهُ أَنْ يَقُولَ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ عَنْ فُلَانٍ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ، ثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: " أَشْهَدُ عَلَى ابْنِ شِهَابٍ، لَقَدْ كَانَ يُؤْتَى بِالْكُتُبِ مِنْ كُتُبِهِ، فَيُقَالَ لَهُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، هَذِهِ كُتُبُكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ فَيَجْتَزِئُ بِذَلِكَ، وَيَحْمِلُ عَنْهُ مَا قُرِئَ عَلَيْهِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: " كُنْتُ عِنْدَ الزُّهْرِيِّ وَمَعَهُ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فَجَاءَهُ ابْنُ جُرَيْجٍ يُرِيدُ أَنْ يَعْرِضَ عَلَيْهِ كِتَابًا، فَقَالَ: إِنَّ سَعْدًا كَلَّمَنِي فِي ابْنِهِ قَالَ: أَفَأُحَدِّثُ عَنْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ الشَّكْلِيُّ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزِيدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قَالَ لِي الْأَوْزَاعِيُّ: «مَا أَجَزْتُهُ لَكَ وَحْدَكَ فَقُلْ فِيهِ خَبَّرَنِي، وَمَا أَجَزْتُهُ لِجَمَاعَةٍ أَنْتَ فِيهِمْ فَقُلْ فِيهِ خَبَّرَنَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوِيهِ الْعَسْكَرِيُّ، ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قُلْتُ لِلْأَوْزَاعِيِّ فِي الْمُنَاوَلَةِ: أَقُولُ فِيهَا حَدَّثَنَا؟ قَالَ: " إِنْ كُنْتَ حَدَّثْتُكَ فَقُلْ فَقُلْتُ: أَقُولُ فِيهَا أَخْبَرَنَا؟ قَالَ: لَا قُلْتُ: فَكَيْفَ أَقُولُ؟ قَالَ: قُلْ: قَالَ أَبُو عَمْرٍو، وَعنْ أَبِي عَمْرٍو " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوِيهِ، ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَاكُوانَ، ثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ فِي كُتُبِ الْأَمَانَةِ يَعْنِي الْمُنَاوَلَةَ: «يَعْمَلُ بِهِ وَلَا يُحَدِّثُ بِهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنِي صَفْوَانُ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ قَالَ: " دَفَعَ إِلَيَّ الْأَوْزَاعِيُّ كِتَابًا بَعْدَ مَا نَظَرَ فِيهِ، فَقَالَ: ارْوِهْ عَنِّي " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنِي صَفْوَانُ، حَدَّثَنِي عُمَرُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: " دَفَعَ إِلَيَّ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ صَحِيفَةً فَقَالَ: ارْوِهَا عَنِّي " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ إِسْحَاقَ بْنِ بُهْلُولٍ، ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ [ص: 438] إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: سَأَلْتُ مَالِكًا عَنْ أَصَحِّ السَّمَاعِ، فَقَالَ: " قِرَاءَتُكَ عَلَى الْعَالِمِ - أَوْ قَالَ الْمُحَدِّثِ -، ثُمَّ قِرَاءَةُ الْمُحَدِّثِ عَلَيْكَ، ثُمَّ أَنْ يَدْفَعَ إِلَيْكَ كِتَابَهُ، فَيَقُولُ: ارْوِ هَذَا عَنِّي قَالَ: فَقُلْتُ لِمَالِكٍ: أَقْرَأُ عَلَيْكَ وَأَقُولُ حَدَّثَنِي؟ قَالَ: أَوَ لَمْ يَقُلِ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَقْرَأَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَإِنَّمَا قَرَأَ عَلَى أُبَيٍّ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْبُخَارِيُّ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ السَّالِمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أُوَيْسٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: جَاءَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: " يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، اكْتُبْ لِي غَرَرَ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ ابْنِ شِهَابٍ، فَكَتَبَ لَهُ ثَلَاثَةَ قَرَاطِيسٍ، ثُمَّ لَقِيتُهُ بِهَا، فَأَخَذَهَا مِنِّي فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، قَرَأْتَهَا عَلَيْهِ؟ قَالَ: هُوَ كَانَ أَفْقَهُ مِنْ ذَلِكَ، بَلْ أَخَذَهَا عَنِّي وَحَدَّثَ بِهَا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 438 حَدَّثَنَا السَّاجِيُّ، ثَنَا هَارُونُ الْأَيْلِيُّ، أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ لَهِيعَةَ، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ أَوْ قَالَ: قَرَأَ عَلَيَّ، فَلَمَّا فَرَغْتُ قَالَ: ارْفَعْ هَذِهِ الطِّنْفِسَةَ، فَإِذَا أَنَا بِكِتَابٍ، فَقَالَ: انْظُرْ فِيهِ، تَعْرِفُ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ؟ حَدَّثَنِي بِهَا مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ فَأَعْطَيْتُهُ الْكِتَابَ، وَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْحَسَنِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ، ثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: " كَتَبَ إِلَيَّ مَنْصُورٌ بِأَحَادِيثَ، فَقُلْتُ: أَقُولُ حَدَّثَنِي؟ قَالَ: نَعَمْ، إِذَا كَتَبْتُ إِلَيْكَ فَقَدْ حَدَّثْتُكَ قَالَ شُعْبَةُ: فَسَأَلْتُ أَيُّوبَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: صَدَقَ، إِذَا كَتَبَ إِلَيْكَ فَقَدْ حَدَّثَكَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَانِي، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ مَنْصُورٌ وَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةً لَا أَدْرِي زَادَ أَوْ نَقَصَ - إِبْرَاهِيمُ الْقَائِلُ، لَا يَدْرِي عَلْقَمَةُ أَوْ عَبْدُ اللَّهِ زَادَ أَوْ نَقَصَ - فَاسْتَقْبَلَنَا حَزِينًا، فَثَنَى رِجْلَهُ، وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: «لَوْ حَدَثَ فِي الصَّلَاةِ [ص: 440] شَيْءٌ لَأَنْبَأْتُكُمُوهُ، وَلَكِنْ أَنَا بَشَرٌ أَنْسَى كَمَا تَنْسُونَ، فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي، وَأَيُّكُمْ مَا شَكَّ فِي صَلَاتِهِ فَلْيَتَحَرَّ أَقْرَبَ ذَلِكَ لِلصَّوَابِ، فَلْيُتِمَّ عَلَيْهِ، وَلْيُسَلِّمْ ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 حَدَّثَنَا ابْنُ مَنِيعٍ، ثَنَا بُنْدَارٌ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ مَنْصُورٌ وَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ مَوْلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاحِبَ هَذِهِ الْحُجْرَةِ الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ يَقُولُ: «لَا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلَّا مِنْ شَقِيٍّ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 حَدَّثَنَا السَّاجِيُّ، ثَنَا هَارُونُ الْأَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، كَاتَبُ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ،: «أَنَّ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ، كَانَ يُجِيزُ كُتُبَ الْعِلْمِ لِكُلِّ مَنْ سَأَلَهُ ذَلِكَ، وَلَا يَمْنَعُ، وَيَرَاهَا جَائِزَةً وَاسِعَةً لِمَنْ أَخَذَهُ وَحَدَّثَ بِهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 حَدَّثَنَا السَّاجِيُّ، ثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ، ثَنَا أَبُو زَيْدِ بْنُ أَبِي [ص: 441] الْغِمْرِ قَالَ: " اجْتَمَعَ ابْنُ وَهْبٍ وَابْنُ الْقَاسِمِ وَأَشْهَبُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّى إِذَا أَخَذْتُ الْكِتَابَ مِنَ الْمُحَدِّثِ أَنْ أَقُولَ فِيهِ: أَخْبَرَنِي " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ قَالَ: أَتَيْتُ حَيْوَةَ بْنَ شُرَيْحٍ فَسَأَلْتُهُ، فَأَخْرَجَ إِلَيَّ كِتَابًا، قَالَ: " اذْهَبْ فَانْسَخْ هَذَا وَارْوِهْ عَنِّي، قُلْتُ: لَا نَقْبَلُهُ إِلَّا سَمَاعًا، قَالَ: كَذَا أَفْعَلُ بِغَيْرِكَ، فَإِنْ أَرَدْتَهُ، وَإِلَّا فَذَرْهُ قَالَ: فَتَرَكْتُهُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، ثَنَا دُحَيْمٌ، ثَنَا الْوَلِيدُ، ثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: «كَتَبَ إِلَيَّ قَتَادَةُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْجُنَيْدِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَزِيعٍ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَتَبْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ نَسْأَلُهُ [ص: 442] ، عَنِ الرَّضَاعِ، فَكَتَبَ يَذْكُرُ أَنَّ شُرَيْحًا حَدَّثَ أَنَّ عَلِيًّا وَابْنَ مَسْعُودٍ كَانَا يَقُولَانِ: «يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ قَلِيلُهُ وَكَثِيرُهُ» وَكَانَ فِي كِتَابِهِ أَنَّ أَبَا الشَّعْثَاءِ الْمُحَارِبِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّ عَائِشَةَ، حَدَّثَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا تُحَرِّمُ الْخَطْفَةِ وَالْخَطْفَتَانِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّاءَ، ثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا حَجَّاجٌ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا تُقِيمَنَّ الرَّجُلَ ثُمَّ تَقْعُدُ فِي مَقْعَدِهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ، ثَنَا الْبَابِلِيُّ، ثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ قَتَادَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: «أَنَّهُ صَلَّى خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَكَانُوا يَسْتَفْتِحُونَ بِالْحَمْدِ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا يَذْكُرُونَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فِي أَوَّلِ قِرَاءَةٍ، وَلَا آخِرِهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 حَدَّثَنَا أَبِي، ثَنَا يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ، ثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ ابْنُ لَهِيعَةَ يَذْكُرُ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أُمِّ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، فِي الْحَامِلِ تَرَى الدَّمَ، قَالَتْ: «لَا تُصَلِّي» قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ شِهَابٍ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ مِثْلَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يُوسُفَ التِّرْمِذِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ خَالِدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي لَكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، إِنَّ آنِيَتَهُ كَعَدَدِ النُّجُومِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ بَهَانَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ، ثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُجَالِدٌ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ [ص: 444] ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: خَاصَمَ رَجُلٌ مِنَ الْحَضْرَمِيِينَ رَجُلًا مِنَّا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَرْضٍ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْحَضْرَمِيِّ: «شُهُودُكَ عَلَى حَقِّكَ وَإِلَّا حَلِفَ لَكَ» ، قَالَ: إِنَّ الْأَرْضَ أَعْظَمُ مَنْزِلَةً مِنْ أَنْ يَحْلِفَ عَلَيْهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ يَمِينَ الْمُسْلِمِ مِنْ وَرَاءِ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ» فَانْطَلَقَ لِيَحْلِفَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ حَلَفَ كَاذِبًا أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ» ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: أَصْلِحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّعْرَانِيُّ، ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زُرْعَةَ بْنِ رَوْحٍ الرُّعَيْنِيُّ الثِّقَةُ الْمَأْمُونُ، وَمَاتَ سَنَةَ سِتَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، قَالَ: سَأَلْتُ مَرْوَانَ بْنَ مُحَمَّدٍ: أَمَكْحُولٌ سَمِعَ مِنَ عَنْبَسَةِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ؟ فَلَمْ يُنْكِرْ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ، يَقُولُ: كَتَبَ إِلَيَّ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ يَسْأَلُنِي أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْهِ بِحَدِيثِ أُمِّ حَبِيبَةَ فِي مَسِّ الْفَرَجِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: حَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَلَمْ تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ، وَهَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْأَمُلِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ ابْنُ جُرَيْجٍ يُخْبِرُ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ،: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ أَنْ يُجَهِّزَ جَيْشًا، فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى ظَهْرٍ، فَابْتَاعَ بَعِيرًا بِبَعِيرَيْنِ إِلَى الصَّدَقَةِ، فَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» [ص: 446] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشِّيرَازِيُّ يَذْكُرُ أَنَّ جَدَّهُ سَعْدَ بْنَ الصَّلْتِ حَدَّثَهُمْ حَدَّثَنَا السَّاجِيُّ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ [ص: 447] وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي فِيمَا، أَذِنَ لِي فِي رِوَايَتِهِ عَنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ بُهْلُولٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي مُنَاوَلَةٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الصَّيْرَفِيُّ، ثَنَا جُنَيْدُ بْنُ حَكِيمٍ، ثَنَا ابْنُ الْمُصَفَّى، ثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ: «اسْتَهْدَانِي شُعْبَةُ أَحَادِيثَ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 قَالَ الْقَاضِي: وَفِي كِتَابِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى أَظُنُّهُ التَّيمِيَّ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، ثَنَا يَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا وَهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ سُهَيْلٌ: ثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي بَعْدَ الْجُمُعَةِ أَرْبَعًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي بَعْدَ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَيْنِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 حَدَّثَنَا السَّاجِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الزَّعْفَرَانِيَّ يَقُولُ: " كَانَ أَبُو ثَوْرٍ يَحْضُرُ مَعَنَا عِنْدَ الشَّافِعِيِّ، قَدْ سَمِعَ مَعَنَا مِنْهُ الْكُتُبَ قَالَ السَّاجِيُّ: فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْكَرَابِيسِيِّ، فَقَالَ: لَمْ أَرَهْ فِي الْقُدَمَةِ الْأُولَى، وَلَكِنَّهُ لَمَّا [ص: 448] قَدِمَ الشَّافِعِيُّ قَدْمَتَهُ الثَّانِيَةَ لَزِمَهُ شَهْرَيْنِ، وَسَأَلَهُ أَنْ يَعْرِضَ عَلَيْهِ الْكُتُبَ، فَأَجَازَ لَهُ كُتُبَهُ، وَسَأَلَهُ عَنْ بَعْضِهَا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 حَدَّثَنَا السَّاجِيُّ، ثَنَا دَاوُدُ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي حُسَيْنٌ الْكَرَابِيسِيُّ، لَمَّا قَدِمَ الشَّافِعِيُّ قَدْمَتَهُ أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: " أَتَأْذَنُ لِي أَقْرَأُ عَلَيْكَ الْكُتُبَ؟ فَأَبَى، وَقَالَ: خُذْ كُتُبَ الزَّعْفَرَانِيِّ فَانْسَخْهَا، فَقَدْ أَجَزْتُهَا لَكَ فَأَخَذَهَا إِجَازَةً " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 448 حَدَّثَنَا ابْنُ مَنِيعٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ الْخَيَّاطُ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: " مَا رَأَيْتُ مِثْلَ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيَّ، إِنَّمَا كَانَ يَقُولُ: سَأَلْتُ وَسَمِعْتُ وَبَلَغَنِي وَأَوْشِكَ " قَالَ الْقَاضِي: اخْتَلَفَتْ أَلْفَاظُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي الْحِكَايَةِ عَنِ الْكُتُبِ فِي الْإِجَازَاتِ، وَأَحْسَنُهَا مَا حَكَاهُ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنْ زَكَرِيَّاءَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 448 فَإِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْبُرِّيَّ حَدَّثَنِي، ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاذًا يَقُولُ: كَتَبَ إِلَيَّ زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَإِلَى خَالِدِ بْنِ الْحَرْثِ: أَمَا بَعْدُ: فَإِنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ ذَرِيحٍ حَدَّثَنِي، أَنَّ الشَّعْبِيَّ حَدَّثَ أَنَّ عَائِشَةَ كَتَبَتْ إِلَى مُعَاوِيَةَ أَمَا بَعْدُ: «فَإِنَّهُ مَنْ يَعْمَلْ بِمَعَاصِي اللَّهِ يَعُدْ حَامِدُهُ لَهُ مِنَ النَّاسِ ذَامًّا وَالسَّلَامُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 حَدَّثَنَي أَبِي، ثَنَا عَبَّاسُ الدُّورِيُّ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ: مِنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ إِلَى الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدُّورِيِّ قُلْتُ لِأَبِي قُرَّةَ: أَذَكَرَ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى يَوْمًا وَعَلَيْهِ نَمِرَةٌ، فَقَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ: «أَعْطِنِي نَمِرَتُكَ وَخُذْ نَمِرَتِي» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَمِرَتُكَ أَجْوَدُ مِنْ نَمِرَتِي قَالَ: «أَجَلْ وَلَكِنْ فِيهَا خَيْطٌ أَحْمَرُ، فَخَشِيتُ أَنْ أَنْظُرَ إِلَيْهِ فَيَفْتِنَنِي» ؟ فَأَقَرَّ بِهِ أَبُو قُرَّةَ وَقَالَ: نَعَمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الْمُثَنَّى، يَقُولُ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ، يَقُولُ: " كَانَ النَّاسُ يَكْتُبُونَ: مِنْ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ إِلَى فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ، أَمَا بَعْدُ " قَالَ الْقَاضِي: وَقَالَ لِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ [ص: 450] الشِّرِيكِيُّ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ مَنْصُورٍ عَنْ ذَلِكَ - يَعْنِي الْأَخْبَارَ - عَنِ الْمُكَاتَبَةِ، فَقَالَ: أَحَبُّهُ إِلَيَّ أَنْ يَقُولَ: كَتَبَ إِلَيَّ فُلَانٌ، ثَنَا فُلَانٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ رَوَاحَةَ الْعَدَوِيُّ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَسُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ فَجَاءَنَا كِتَابُ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَلْبَسُوا الْحَرِيرَ، أَلَا مَنْ لَبِسَ مِنْهُ شَيْئًا فِي الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ فِي الْآخِرَةِ» قَالَ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ مِنَ الْفُقَهَاءِ: كُلُّ مَنْ رَوَى مِنْ أَخْبَارِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرًا، فَلَمْ يَقُلْ فِيهِ: سَمِعْتُهُ، وَلَا حَدَّثَنَا، وَلَا أَنْبَأَنَا، وَأَخْبَرَنَا، وَلَا لَفْظَةً تُوجِبُ صِحَّةَ الرِّوَايَةِ إِمَّا بِسَمَاعٍ أَوْ غَيْرِهِ مِمَّا يَقُومُ مَقَامَهُ، فَغَيَّرُ وَاجِبٍ أَنْ يُحْكَمَ بِخَبَرِهِ وَإِذَا قَالَ: حَدَّثَنَا، أَوْ أَخْبَرَنَا فُلَانٌ عَنْ فُلَانٍ، وَلَمْ يَقُلْ حَدَّثَنَا فُلَانٌ أَنَّ فُلَانًا حَدَّثَهُ، وَلَا مَا يَقُومُ بِهِ مَقَامَ هَذَا مِنَ الْأَلْفَاظِ، احْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَ فُلَانٍ الَّذِي حَدَّثَهُ وَبَيْنَ فُلَانِ الثَّانِي رَجُلٌ آخَرُ لَمْ يُسَمِّهِ، لِأَنَّهُ لَيْسَ بِمُنْكَرٍ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ: حُدِّثْنَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَذَا وَكَذَا، وَفُلَانٌ حَدَّثَنَا عَنْ مَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ، وَسَوَاءٌ قِيلَ ذَلِكَ فِيمَنْ عَلِمَ أَنَّ الْمُخَاطَبَ لَمْ يَرَهْ أَوْ فِيمَنْ لَمْ يُعْلَمْ ذَلِكَ مِنْهُ، لِأَنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ: عَنْ، إِنَّمَا هُوَ أَنَّ رَدَّ الْحَدِيثِ إِلَيْهِ، وَهَذَا سَائِغٌ فِي اللُّغَةِ [ص: 451] ، مُسْتَعْمَلٌ بَيْنَ النَّاسِ، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الْعِلَّةُ فِي الْمَرَاسِيلِ، وَقَدْ نَظَمَ هَذَا الْمَعْنَى بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ شِعْرًا فَقَالَ: [البحر الخفيف] يَتَأَدَّى إِلَيَّ عَنْكَ مَلِيحٌ ... مِنْ حَدِيثٍ وَبَارِعٍ مِنْ بَيَانِ فَلِهَذَا اشْتَهَتْ حَدِيثَكَ أُذُنَايَ ... وَلَيْسَ الْأَخْبَارُ مِثْلَ الْعِيَانِ بَيْنَ قَوْلِ الْفَقِيهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ... فَرْقٌ وَبَيْنَ عَنْ سُفْيَانَ وَقَالَ غَيْرُهُ مِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ مِمَّنْ يَقُولُ بِالظَّاهِرِ: إِذَا دَفَعَ الْمُحَدِّثُ إِلَى الَّذِي يَسْأَلُهُ أَنْ يُحَدِّثَهُ كِتَابًا، ثُمَّ قَالَ: قَدْ قَرَأْتُهُ وَوَقَفْتُ عَلَى مَا فِيهِ، وَقَدْ حَدَّثَنِي بِجَمِيعِهِ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ عَلَى مَا فِي هَذَا الْكِتَابِ سَوَاءٍ حَرْفًا بِحَرْفٍ، فَإِنَّ لِلْمَقُولِ لَهُ مَا وَصَفْنَا أَنْ يَرْوِيَهُ عَنْهُ، فَيَقُولُ: حَدَّثَنِي أَوْ أَخْبَرَنِي فُلَانٌ أَنَّ فُلَانًا حَدَّثَهُ، وَلَا يَقُولُ حَدَّثَنِي فُلَانٌ أَنَّ فُلَانًا، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَانٌ، ثُمَّ يَسُوقُ الْحَدِيثَ إِلَى آخِرِهِ لِأَنَّ قَوْلَهُ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ أَنَّ فُلَانًا قَالَ حَدَّثَنَا، حِكَايَةً تُوجِبُ سَمَاعَ الْأَلْفَاظِ وَهُوَ لَمْ يَسْمَعِ الْأَلْفَاظَ، وَسَوَاءٌ إِذَا اعْتَرَفَ لَهُ بِمَا وَصَفْنَا أَنْ يَقُولَ لَهُ قَدْ أَجَزْتُ لَهُ أَنْ تَرْوِيَهُ أَوْ لَا يَقُولُ لَهُ ذَلِكَ، لِأَنَّ الْغَرَضَ إِنَّمَا هُوَ سَمَاعُ الْمُخْبَرِ الْإِقْرَارُ مِنَ الْمُخْبِرِ، فَهُوَ إِذَا سَمِعَهُ لَمْ يَحْتَجْ إِلَى أَنْ يَأْذَنَ لَهُ فِي أَنْ يَرْوِيَهُ عَنْهُ، أَلَا تَرَى أَنَّ رَجُلًا لَوْ سَمِعَ مِنْ رَجُلٍ حَدِيثًا، ثُمَّ قَالَ لَهُ الْمُحَدِّثُ: لَا أُجِيزُ لَكَ أَنْ تَرْوِيَهُ عَنِّي كَانَ ذَلِكَ لَغْوًا، وَلِلْسَامِعِ أَنْ يَرْوِيَهُ أَجَازَهُ الْمُحَدِّثُ [ص: 452] لَهُ أَمْ لَمْ يُجِزْهُ فَهَكَذَا أَيْضًا، إِذَا أَخْبَرَ أَنَّهُ قَدْ قَرَأَهُ، وَوَقَفَ عَلَى مَا فِيهِ، وَأَنَّهُ قَدْ سَمِعَهُ مِنْ فُلَانٍ كَمَا فِي الْكِتَابِ لَمْ يَحْتَجْ أَنْ يَقُولَ: ارْوِهْ عَنِّي، وَلَا قَدْ أَجَزْتُهُ لَكَ، وَلَا يَضُرُّهُ أَنْ يَقُولَ: لَا تَرْوِهْ عَنِّي، وَلَا أَنْ يَقُولَ: لَسْتُ أُجِيزُهُ لَكَ، بَلْ رِوَايَتُهُ عَنْهُ فِي كِلْتَا الْحَالَتَيْنِ جَائِزَةٌ وَإِنْ قَالَ الْمُحَدِّثُ: قَدْ أَجَزْتُ لَكَ أَنْ تَرْوِيَ هَذَا الْكِتَابَ عَنِّي، وَلَمْ يَقُلْ لَهُ: فَإِنِّي قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ فُلَانٍ كَمَا فِيهِ، أَوْ عَلَى مَا وَصَفْنَا، أَوْ قَالَ: قَدْ أَجَزْتُ لَكَ أَنْ تَرْوِيَهُ عَنِّي عَنْ فُلَانٍ، وَلَمْ يَزِدْهُ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ شَيْئًا، لَمْ يَنْفَعْهُ ذَلِكَ، إِذْ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ بَيْنَ الْمُحَدِّثِ وَبَيْنَ ذَلِكَ الْفُلَانِ الْمُثْبَتُ اسْمُهُ فِي الْكِتَابِ رَجُلٌ آخَرُ وَهَذَا كَقَوْلِ الْمُحَدِّثِ، حَدَّثَنَا فُلَانٌ عَنْ فُلَانٍ، فَإِنَّهُ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ بَيْنَهُمَا رَجُلٌ وَرَجُلَانِ قَالَ: وَإِذَا كَانَ مُنَاوَلَةَ الْكِتَابِ مَعَ الْإِقْرَارِ بِمَا فِيهِ مُجِيزَةٌ لِرِوَايَتِهِ فَلَيْسَتْ بِنَا حَاجَةٌ إِلَى الْكَلَامِ فِي الْقِرَاءَةِ إِذَا فَهْمِهَا وَاعْتَرَفَ بِمَا قُرِئَ عَلَيْهِ مِنْهَا، لِأَنَّهَا أَوْكَدُ حَالًا مِنَ الْمُنَاوَلَةِ وَأَمَّا الْكِتَابُ مِنَ الْمُحَدِّثِ إِلَى آخِرَ بِأَحَادِيثَ يَذْكُرُ أَنَّهَا أَحَادِيثُهُ سَمِعَهَا مِنْ فُلَانٍ كَمَا رَسَمَهَا فِي الْكِتَابِ، فَإِنَّ الْمُكَاتَبَ لَا يَخْلُو مِنْ أَنْ يَكُونَ عَلَى يَقِينٍ مِنْ أَنَّ الْمُحَدِّثَ كَتَبَ بِهَا إِلَيْهِ، أَوْ يَكُونَ شَاكًّا فِيهِ، فَإِنْ كَانَ شَاكًّا فِيهِ، لَمْ تَجُزْ لَهُ رِوَايَتُهُ عَنْهُ، وَإِنْ كَانَ مُتَيَقِّنًا لَهُ، فَهُوَ وَسَمَاعُهُ الْإِقْرَارَ مِنْهُ سَوَاءٌ، لِأَنَّ الْغَرَضَ مِنَ الْقَوْلِ بِاللِّسَانِ فِيمَا تَقَعُ الْعِبَارَةُ فِيهِ بِاللَّفْظِ إِنَّمَا هُوَ تَعْبِيرُ اللِّسَانِ عَنْ ضميرِ الْقَلْبِ، فَإِذَا وَقَعَتِ الْعِبَارَةُ، عَنِ الضَّمِيرِ بِأَيِّ [ص: 453] سَبَبٍ كَانَ مِنْ أَسْبَابِ الْعِبَارَةِ، إِمَّا بِكِتَابٍ وَإِمَّا بِإِشَارَةٍ، وَإِمَّا بِغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يَقُومُ مَقَامَهُ، كَانَ ذَلِكَ كُلُّهُ سَوَاءً وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ أَقَامَ الْإِشَارَةَ مَقَامَ الْقَوْلِ فِي بَابِ الْعِبَارَةِ: وَهُوَ حَدِيثُ" الرَّجُلِ الَّذِي أَخْبَرَهُ أَنَّ عَلَيْهِ عِتْقَ رَقَبَةٍ، وَأَحْضَرَهُ جَارِيَةً، فَقَالَ: إِنَّهَا أَعْجَمِيَّةٌ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيْنَ رَبُّكِ؟ فَأَشَارَتْ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ: مَنْ أَنَا؟ قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ: اعْتِقْهَا" الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ، حَدَّثَنِي جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا أَنَّ إِسْحَاقَ بْنَ رَاهَوَيْهِ، نَاظَرَ الشَّافِعِيَّ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَاضِرٌ فِي جُلُودِ الْمَيْتَةِ إِذَا دُبِغَتْ فَقَالَ الشَّافِعِيُّ: دِبَاغُهَا طُهُورُهَا فَقَالَ إِسْحَاقُ: مَا الدَّلِيلُ؟ فَقَالَ: حَدِيثُ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِشَاةٍ مَيَّتَةٍ، فَقَالَ: «هَلَّا انْتَفَعْتُمْ بِجِلْدِهَا» فَقَالَ إِسْحَاقُ: حَدِيثُ ابْنُ عُكَيْمٍ كَتَبَ إِلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ: «لَا تَنْتَفِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلَا عَصَبٍ» ، أَشْبَهُ أَنْ يَكُونَ [ص: 454] نَاسِخًا لِحَدِيثِ مَيْمُونَةَ، لِأَنَّهُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ، فَقَالَ الشَّافِعِيُّ: هَذَا كِتَابٌ وَذَاكَ سَمَاعٌ، فَقَالَ إِسْحَاقُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَى كِسْرَى وَقَيْصَرَ، وَكَانَ حُجَّةً عَلَيْهِمْ عِنْدَ اللَّهِ فَسَكَتَ الشَّافِعِيُّ، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ذَهَبَ إِلَى حَدِيثِ ابْنِ عُكَيْمٍ، وَأَفْتَى بِهِ، وَرَجَعَ إِسْحَاقُ إِلَى حَدِيثِ الشَّافِعِيِّ، فَأَفْتَى بِحَدِيثِ مَيْمُونَةَ، وَكَانَ إِسْحَاقُ يُنْكِرُ عَلَى الشَّافِعِيِّ فِي مَسْأَلَةٍ دَارَتْ بَيْنَهُمْ فِي الرَّجُلِ يَشْتَرِي الْجَارِيَةَ الثَّيِّبَ فَيَطَؤُهَا وَيَرَى بِهَا الْعَيْبَ، أَنْ يَرُدَّهَا، وَيَحْتَجُّ أَنَّ الْخَرَاجَ بِالضَّمَانِ [ص: 455] قَالَ دَاوُدُ: فَجَعَلْتُ أَتَعَجَّبُ مِنْ إِسْحَاقَ وَإِنْكَارِهِ عَلَى الشَّافِعِيِّ، وَأَنَّهُ ذَهَبَ عَلَيْهِ هَذَا الْمَوْضِعُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 453 حَدَّثَنِي شِيرَانُ ثَنَا إِسْحَاقُ الشَّهِيدِيُّ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ [ص: 456] ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: قَالَ لِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ: «لَوْ أَنَّ رَجُلًا حَدَّثَنِي عَنْكَ بِحَدِيثٍ مَا بِالَيْتُ أَنْ أَرْوِيَهُ عَنْكَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 455 أَبْيَاتُ شِعْرٍ فِي الْإِجَازَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 حَدَّثَنَا يُوسُفُ مِشْطَاحٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ الْمِقْدَامِ أَبَا الْأَشْعَثِ الْعِجْلِيَّ، يَقُولُ: كَتَبَ إِلَيَّ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ يَسْأَلُونِي إِجَازَةً، فَكَتَبْتُ إِلَيْهِمْ: [البحر الطويل] كِتَابِي هَذَا فَافْهَمُوهُ فَإِنَّهُ ... كِتَابِي إِلَيْكُمْ وَالْكِتَابُ رَسُولُ وَفِيهِ سَمَاعٌ مِنْ رِجَالٍ لَقِيتُهُمْ ... لَهُمْ بَصُرٌ فِي عِلْمِهِمْ وَعُقُولُ فَإِنْ شِئْتُمْ فَارْوُوهُ عَنِّي فَإِنَّكُمْ ... تَقُولُونَ مَا قَدْ قُلْتُهُ وَأَقُولُ أَلَا فَاحْذَرُوا التَّصْحِيفَ فِيهِ فَرُبَّمَا ... تَغَيَّرَ مَعْقُولٌ لَهُ وَمَقُولُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 قَالَ الْقَاضِي: كَتَبَ إِلَيَّ بَعْضُ وَزَرَاءِ الْمُلُوكِ يَسْأَلُنِي إِجَازَةَ كِتَابٍ أَلَّفْتُهُ لِابْنٍ لَهُ، فَكَتَبْتُ الْكِتَابَ لَهُ وَوَقَّعْتُ عَلَيْهِ: [البحر الخفيف] يَا أَبَا الْقَاسِمِ الْكَرِيمِ الْمُحَيَّا ... زَانَكَ اللَّهُ بِالتُّقَى وَالرَّشَادِ وَتَوَلَّاكَ بِالْكِفَايَةِ وَالْعِزِّ ... وَطُولِ الْبَقَاءِ وَالْأَسْعَادِ ارْوِ عَنِّي هَذَا الْكِتَابَ فَقَدْ هَذَّبْتُ ... مَا قَدْ حَوَاهُ مِنْ مُسْتَفَادِ وَشَكَّلْتُ الْحُرُوفَ مِنْهُ فَقَامَتْ ... لَكَ بِالشَّكْلِ فِي نِظَامِ السَّدَادِ جَاءَ مُسْتَلْخَصًا لِسَبْكِ الْمَعَانِي ... كَالدَّنَانِيرِ مِنْ يَدِ النُّقَّادِ نَظْمُ شِعْرٍ وَنَثْرُ قَوْلٍ يَرُوقَانِ ... كُنُوزُ الرِّيَاضِ غِبٌّ الْعِهَادِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 لَا يَعْنِيكَ بِالْهِجَاءِ وَلَا يُشْكَلُ ... فِي الْخَطِّ بَيْنَ صَادٍ وَضَادِ وَكَأَنَّ السُّطُورَ مِنْهُ سِمُوطٌ ... بَلْ عُقُودٌ يَلُحْنَ فِي أَجْيَادِ فَتَحْفَظُ مَا فِيهِ مِنْ مُلَحِ الْآ ... دَابِ وَاضْبُطْ طَرَائِقَ الْإِسْنَادِ وَاحْذَرِ اللَّحْنَ فِي الرِّوَايَةِ وَالتَّحْرِيفِ فِيهَا وَالْكَسْرِ فِي الْإِنْشَادِ وَالْقِيَاسُ الْجَلِيُّ يُوجِدُكَ الْأَخْبَارَ فِي نَشْرِهِ عَلَى الْأَفْرَادِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 458 الْوَصِيَّةُ بِالْكُتُبِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا عَارِمٌ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: " قُلْتُ لِمُحَمَّدٍ: إِنَّ فُلَانًا، أَوْصَى إِلَيَّ بِكُتُبِهِ، أَفَأُحَدِّثُ بِهَا عَنْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ ثُمَّ قَالَ لِي بَعْدَ ذَلِكَ: لَا آمُرُكَ وَلَا أَنْهَاكَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مَرْدَوَيْهِ الضَّرِيرُ، شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ رَامَهُرْمُزَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَابِسٍ الْبَنَّاءُ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ رَامَهُرْمُزَ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ [ص: 460] ، قَالَ: أَوْصَى أَبُو قِلَابَةَ فَقَالَ: «ادْفَعُوا كُتُبِي إِلَى أَيُّوبَ إِنْ كَانَ حَيًّا، وَإِلَّا فَاحْرِقُوهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ هِشَامٍ، ثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: «أَوْصَى إِلَيَّ أَبُو قِلَابَةَ فِي كُتُبِهِ، فَبَعَثْتُ فَجِيءَ بِهَا إِلَيَّ، وَأَنْفَقْتُ بَضْعَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 مَنْ قَالَهُ عَلَى لَفْظِ الشَّهَادَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ بَحْرٍ الْجَوْهَرِيُّ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: شَهِدَ عِنْدِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَأَخْبَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ: أَنَّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي حَائِطٍ بِالْمَدِينَةِ، عَلَى قَفٍّ مُدَلِّيًا رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ فَدَقَّ الْبَابَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» الْحَدِيثَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، ثَنَا مُسَدَّدٌ، عَنْ يَحْيَى التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: «أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَهَى عَنِ الْجَرِّ أَنْ يُنْتَبَذَ فِيهِ، وَعَنِ [ص: 463] الزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ أَنْ يُخْلَطَ بَيْنَهُمَا، وَعَنِ الْبُسْرِ وَالتَّمْرِ أَنْ يُخْلَطَ بَيْنَهُمَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التِّرْمِذِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُسٍ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى وَالِدِي طَاوُسٍ أَنَّهُ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 464 حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا مُخَوَّلٌ، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ح وَحَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْدِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَلَّافُ، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْأَغَرِّ، أَنَّهُ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلِ [ص: 465] يَقُولُ: هَلْ مِنْ مُذْنِبٍ فَيَتُوبُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ " حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، ثَنَا ابْنُ كَثِيرٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعَ الْأَغَرَّ أَبَا مُسْلِمٍ،: أَنَّهُ شَهِدَ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 464 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ أَنَّهُ شَهِدَ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَا جَلَسَ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْ بِهِمُ الْمَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 465 حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ، وَلَيْسَ بِابْنِ عَائِشَةَ، ثَنَا الْأَغْلَبُ بْنُ تَمِيمٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ [ص: 466] الْهَمْدَانِيِّ، عَنِ الْأَغَرِّ، قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " خَمْسٌ مَنْ قَالَهُنَّ صَدَّقَهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ "، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَكَلَّمَ بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ مَرَّةً فِي مَرَضِهِ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 465 حَدَّثَنِي أَبِي وَأَبُو عُمَرَ بْنُ سُهَيْلٍ قَالَا: ثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى سَلْمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى الْمُغِيرَةِ قَالَ: «أَنَّهُ أَخْبَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ بَعْدَ الْحَدَثِ» قَالَ الْقَاضِي: وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَيْهِمَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 467 حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، وَابْنُ كَثِيرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [ص: 468] قَالَ: " أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ قَالَ عَطَاءٌ: أَشْهَدُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَرَجَ يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى، فَصَلَّى، ثُمَّ خَطَبَ، ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ فَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 467 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ، ثَنَا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ، ثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، ثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ حَفْصٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ: «أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ، وَعَنِ الشُّرْبِ فِي الْحَنَاتِمِ، وَعَنِ التَّخَتُّمِ بِالذَّهَبِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 468 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: شَهِدَ عِنْدِي رِجَالٌ مَرْضِيُّونَ فِيهِمْ عُمَرُ، وَأَرْضَاهُمْ عِنْدِي عُمَرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 469 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْأَشْنَانِيُّ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: شَهِدَ عِنْدِي رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ مِنْهُمُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ عَلَى مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: مَرَّ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَحْتَجِمُ لِثَمَانِيَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ فَقَالَ: «أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 469 حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ الْمُقَوِّمُ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ، ثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بَيْعُ الْمُحَفَّلَاتِ خِلَابَةٌ، وَلَا تَحِلُّ الْخِلَابَةُ لِمُسْلِمٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 470 حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ يُوسُفُ بْنُ هَارُونَ بْنِ زِيَادٍ، ثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي لَحَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَرَجْتُ مِنْ نِكَاحٍ وَلَمْ أَخْرُجْ مِنْ سِفَاحٍ، مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَى أَنْ وَلَدَنِي أَبِي ثُمَّ وَلَدَنِي أَبِي وَأُمِّي، لَمْ يُصِبْنِي مِنْ سِفَاحِ الْجَاهِلِيَّةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 470 حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، ثَنَا ابْنُ كَثِيرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، وَمَسْرُوقٍ قَالَا: نَشْهَدُ عَلَى عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: «مَا مِنْ يَوْمٍ كَانَ يَأْتِي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا صَلَّى بَعْدَ الْعَصْرِ رَكْعَتَيْنِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 471 مَنْ قَالَ: سَمِعْتُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 472 حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ السَّدُوسِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، يَقُولُ: «إِنَّكُمْ مُلَاقُوا اللَّهَ حُفَاةً عُرَاةً مُشَاةً غُرْلًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 472 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْغَزَّاءُ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ الْأَنْطَاكِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ حَنْظَلَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ طَاوُسًا يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «لَا تَبِيعُوا الثَّمَرَ حَتَّى يَبْدُو صَلَاحُهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 472 حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّامِيُّ، ثَنَا الْوَلِيدُ، عَنْ [ص: 473] عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْعُلَا قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَرْزَبٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ لَهُ: أَلَمْ أَصَحَّ جِسْمَكَ وَأَرْوِكَ مِنَ الْمَاءِ الْبَارِدِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 472 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَهْدِيٍّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بِسْطَامٍ، ثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخُرَاسَانِيُّ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَيْسَرَةَ الزَّرَّادَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّزَّالَ بْنَ سَبْرَةَ الْهِلَالِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سُرَاقَةَ بْنَ مَالِكٍ الْمُدْلِجِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 473 حَدَّثَنَا أَبِي، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «إِذَا جَاوَزَ الْخِتَانُ الْخِتَانَ، فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ، فَعَلْتُهُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاغْتَسَلْنَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 474 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْبُرِّيِّ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْمُفَضَّلِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ خَالِدًا الْحَذَّاءَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْأَقْمَرِ يَقُولُ: «مَنْ لَمْ يُدْرِكِ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ فَلَا يَعْتَدَّ بِالسُّجُودِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 474 سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ الْجُنَيْدِ بْنِ بَهْرَامَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ خَالِدِ بْنِ خِدَاشٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَلْمَ بْنَ قُتَيْبَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ كُهَيْلٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبَايَةَ بْنَ رِبْعِيِّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} [الفتح: 26] ، قَالَ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 474 حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ بَكْرِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ مُسْلِمٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ زِيَادٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ [ص: 475] أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْحِجْرُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 474 سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ حَكِيمٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ عَبْدِ الْمَجِيدِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، وَذَكَرَ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} [المؤمنون: 50] قَالَ: فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَّامٍ يَقُولُ: «هِيَ دِمَشْقُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 475 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، ثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ الِإسْكَنْدَرَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدًا الرُّعَيْنِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ التُّجِيبِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا رَيْحَانَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «حُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَيْنٍ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَعَلَى عَيْنٍ سَهِرَتْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 475 مَنْ قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَانٌ أَنَّ فُلَانًا حَدَّثَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 476 حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَارِكِيُّ قَالَا: ثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ الْجَعْدِ، ثَنَا قَتَادَةُ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ، حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى فِي الْمُصَرَّاةِ إِذَا اشْتَرَاهَا الرَّجُلُ فَحَلَبَهَا، فَهُوَ بِالْخِيَارِ إِنْ شَاءَ أَمْسَكَ، وَإِنْ شَاءَ رَدَّهَا وَمَعَهَا صَاعًا مِنْ تَمْرٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 476 أَخْبَرَنِي أَبِي، أَنَّ أَبَا دَاوُدَ حَدَّثَهُمْ، ثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ الْمِصْرِيُّ، ثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ، حَدَّثَهُمْ، أَنَّ عُرْوَةَ وَعَمْرَةَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَاهُ أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا زَنَتِ الْأَمَةُ فَأَجْلِدُوهَا، وَإِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ بِيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ» وَالضَّفِيرُ: الْحَبْلُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 476 حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ كَثِيرَ بْنَ فَرْقَدٍ، حَدَّثَهُ، أَنَّ [ص: 477] نَافِعًا حَدَّثَهُمْ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَقَالَ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَلَهُ ثُنْيَاهُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 476 حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الدِّرْهَمِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ مَعْدَانَ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ نُفَيْرٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى عَلَيْهِ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ فَقَالَ: «هَذِهِ لِبْسَةُ الْكُفَّارِ، فَلَا تَلْبَسْهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 477 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي هِلَالٍ، حَدَّثَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيِّ بْنِ السَّائِبِ حَدَّثَهُ، أَنَّ حُصَيْنَ بْنَ مِحْصَنٍ حَدَّثَهُ أَنَّ هَارُونَ بْنَ عَمْرٍو الْخَطْمِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّ خُزَيْمَةَ بْنَ ثَابِتٍ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحِي مِنَ الْحَقِّ، لَا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَدْبَارِهِنَّ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 477 حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ مُوسَى النُجَيْرِمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بُنْدَارٍ [ص: 478] كَرْشِيذَ وَهُمَا مِنْ أَهْلِ رَامَهُرْمُزَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ، قَالَا: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ، ثَنَا مُحْرِزُ بْنُ وَزَرِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ شُعَيْبِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ حُصَيْنِ بْنِ مُشَمِّتِ الْحِمَّانِيُّ، أَنَّ أَبَاهُ وَزَرًا حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَاهُ عِمْرَانَ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَاهُ شُعَيْبًا حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَاهُ عَاصِمًا حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَاهُ حَصِينًا حَدَّثَهُ: «أَنَّهُ وَفْدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَصَدَّقَ إِلَيْهِ مَالَهُ، وَأَقْطَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِيَاهًا عِدَّةً بِالْمُرُوَّتِ، مِنْهَا إِسْنَادُ جُرَادٍ، وَمِنْهَا أُصَيْهِبُ، وَمِنْهَا الْمَاعِزَةُ، وَمِنْهَا الْهَوِيُّ، وَمِنْهَا الثِّمَادُ، وَمِنْهَا السَّدِيرُ، وَشَرَطَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا أَقْطَعَهُ أَلَا يُبَاعُ مَاؤُهُ، وَلَا يُعَقَّرُ مَرْعَاهُ» فَقَالَ زُهَيْرُ بْنُ عَاصِمٍ: [ص: 479] إِنَّ بِلَادِي لَمْ تَكُنْ أَمْلَاسَا ... بِهِنَّ خَطَّ الْقَلَمُ الْأَنْقَاسَا مِنَ النَّبِيِّ حَيْثُ أَعْطَى النَّاسَا ... وَلَمْ يَدَعْ لَبْسًا وَلَا الْتِبَاسَا وَقَالَ أَبُو نُخَيْلَةَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ وَبِالسَّرِيِّ ... وَبِالْكِتَابَيْنِ مِنَ النَّبِيِّ مِنْ حَادِثٍ حَلَّ عَلَى عَادِيِّ [ص: 480] وَحَدَّثَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ السَّرَّاجُ، ثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْقُرَشِيُّ، ثَنَا مُحْرِزٌ، عَنَّ أَبَاهُ وِزْرًا حَدَِّثُهُ، عَنَّ أَبَاهُ عِمْرَانَ حَدَّثَهُ، عَنَّ أَبَاهُ شُعَيْبًا حَدَّثَهُ، عَنَّ أَبَاهُ عَاصِمًا حَدَّثُهُ، عَنَّ أَبَاهُ حَصِينًا حَدَّثَهُ أَنَّهُ، وَفْدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ وَأَبْدَلَ مِنَ الْهَمْزَةِ عَيْنًا فِي جَمِيعِهِ، وَهِيَ لُغَةٌ مَعْرُوفَةٌ، وَهِي الَّتِي يُقَالُ لَهَا عَنْعَنَةُ قَيْسٍ عَلَى وَجْهِ الذَّمِّ لَهَا، قَالَ: وَقَرَأَ قَارِئُهُمْ: «فَعَسَى اللَّهُ عَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ» يُرِيدُ: «أَنْ يَأْتِيَ» وَيُنْشَدُ: [البحر الطويل] فَعَيْنَاكَ عَيْنَاهَا وَثَغْرُكَ ثَغْرُهَا ... وَجِيدُكَ إِلَّا عَنَّهَا غَيْرُ عَاطِلِ يُرِيدُ: أَنَّهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 477 مَنْ قَالَ: أَنْبَأَنِي فُلَانٌ عَنْ فُلَانٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 481 حَدَّثَنِي أَبِي وَابْنُ زُهَيْرٍ قَالَا: ثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ الْمُقَوِّمُ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ، ثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَنْبَأَنِي حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، وَعَتَّابٌ مَوْلَى هُرْمُزَ وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ أَنَّهُمْ سَمِعُوا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 481 حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، وَابْنُ كَثِيرٍ، عَنْ شُعْبَةَ ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَلَّادٍ الْقَطَّانُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، ثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَنْبَأَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ رَجُلًا إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ أَنْ يَقُولَ: " أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ [ص: 482] بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ - قَالَ أَبُو خَلِيفَةَ فِي حَدِيثِهِ: - فَإِنْ مَاتَ مَاتَ عَلَى الْفِطْرَةِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 481 حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الْمُقَوِّمِ، ثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، أَنْبَأَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ أَوْ أَحْسَسْتَ الصُّبْحَ، فَأَوْتِرْ بِرَكْعَةٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 482 حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الْعَبْدِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْعَلَّافُ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: أَنْبَأَنِي مَنْ أَقْرَأَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ مَنْ أَقْرَأَهُ مَنْ أَقْرَأَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ وَلَا يُوثِقُ} [الفجر: 26] وَثَاقَهُ أَحَدٌ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 482 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيُّ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ، ثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَنْبَأَنِي أَبُو حَمْزَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أُبَيٍّ يَقُولُ [ص: 483] : سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: اللَّهُ، قُتِلَ عُثْمَانُ وَأَنَا مَعَهُ قَالَ أَبُو حَمْزَةَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: وَمَا يُدْرِيكَ مَا أَرَادَ؟ إِنَّمَا أَرَادَ عَلَيَّ بِقَوْلِهِ: «اللَّهُ قَتَلَ عُثْمَانَ، وَيَقْتُلُنِي مَعَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 482 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَهْوَازِيُّ وَيُعْرَفُ بِالشَّعْرَانِيِّ، ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الدِّمَشْقِيُّ، ثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَطَاءٍ، فَأَتَاهُ الْأَعْمَشُ فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَنْبَأْتَنَا عَنْ جَابِرٍ قَالَ: " شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَجَّ خَالِصًا قَالَ: قَدْ أَنْبَأْتُكَ، فَدَعْ فَقُلْتُ: تُجِيبُ أَهْلَ الْعِرَاقِ بِمِثْلِ هَذَا؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: " لَوْلَا آيَةٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا حَدَّثْتُ بِشَيْءٍ: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} [البقرة: 159] الْآيَةَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 483 حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا بَدَّلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: «كَفَى بِالرَّجُلِ عِلْمًا أَنْ يَخْشَى اللَّهَ، وَكَفَى بِالرَّجُلِ جَهْلًا أَنْ يَعْجَبَ بِرَأْيِهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 483 حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، ثَنَا أَبِي، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ حَضْرَمَوْتَ، فَأَنْبَأَنِي عَلْقَمَةُ بْنُ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، أَنَّ أَبَاهُ، حَدَّثَهُ،: «أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا قَامَ وَإِذَا قَعَدَ» قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِهِ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: مَا أَدْرِي، لَعَلَّهُ لَمْ يَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطُّ غَيْرَ تِلْكَ الْمَرَّةِ، فَحَفِظَ هُوَ وَلَمْ يَحْفَظْ عَبْدُ اللَّهِ وَأَصْحَابُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 484 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْقَطَّانُ، ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: أَنْبَأَنِي تَمِيمٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ جَرِيرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ يُحْرَمُ الرِّفْقَ يُحْرَمُ الْخَيْرَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 484 حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا أَبُو الشَّعْثَاءِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ عَنْ جُنْدُبِ الْخَيْرِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «حَدُّ السَّاحِرِ ضَرْبَةٌ بِالسَّيْفِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 485 حَدَّثَنَا السَّاجِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: أَنْبَأَنِي حَكِيمُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ الْحَوْتَكِيَّةِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ رَجُلًا بِصِيَامِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 485 مَنْ قَالَ: فُلَانٌ حَدَّثَنَا فَقَدَّمَ الِاسْمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 486 حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، وَابْنُ كَثِيرٍ، قَالَا: ثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَنِي عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ، يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 486 حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، وَالْحَوْضِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ أَسْيُونِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: «كُنَّا إِذَا بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلَقِّنْنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِيمَا اسْتَطَعْتُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 486 حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ: ابْنُ خُثَيْمٍ، حَدَّثَنِي عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ [ص: 487] جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَمْ يَذَرِ الْمُخَابَرَةَ، فَلْيُؤْذَنْ بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 486 حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: مُجَالِدٌ حَدَّثَنِي، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَتَى وَأُمَّتِي جَمِيعٌ يُرِيدُ أَنْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَهُمْ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 487 حَدَّثَنِي هَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْدِيُّ، ثَنَا أَبُو مُوسَى، ثَنَا سَالِمُ بْنُ نُوحٍ قَالَ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ أَخْبَرَنَا، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ يَعُودُهُ، فَإِذَا هُوَ كَأَنَّهُ هَامَةٌ، فَقَالَ لَهُ: " هَلْ سَأَلْتَ رَبَّكَ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَ: نَعَمْ قُلْتُ: اللَّهُمَّ مَا كُنْتَ مُعَاقِبِي فِي الْآخِرَةِ فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، أَلَا قُلْتَ [ص: 488] : اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً قَالَ: فَقَالَهَا الرَّجُلُ فَعُوفِيَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 487 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَهْدِيٍّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بِسْطَامٍ، ثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: شُعْبَةُ ثَنَا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ قَتَلَ أَبَا جَهْلِ فَقَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَصَرَ عَبْدَهُ، وَأَعَزَّ دِينَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 488 حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، ثَنَا عَبَّاسُ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ رَبَاحٌ: أَخْبَرَنَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَشْكٍ قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبًا يَقُولُ: " إِنَّ لِهَذَا الْعِلْمِ طُغْيَانًا كَطُغْيَانِ الْمَاءِ ثُمَّ قَرَأَ: {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ} [الحاقة: 11] " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 488 حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّامِيُّ، ثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ قَالَ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمَلَةَ، ثَنَا قَالَ: «وُلِدَ لِي غُلَامٌ، فَأَوْلَمْتُ عَلَيْهِ، فَدَعَوْتُ أَبَا قِلَابَةَ، فَسَقَيْتُهُ طِلَاءً مِمَّا ذَهَبَ ثُلُثَاهُ وَبَقِيَ ثُلُثُهُ، فَشَرِبَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 488 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، ثَنَا ابْنُ عُلَاثَةَ قَالَ: خُصَيْفٌ حَدَّثَنَا عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نِعْمَ لَهُوُ الْمَرْأَةِ الْمِغْزَلُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 489 مَنْ قَالَ: قَالَ لِي فُلَانٌ، أَخْبَرَنِي فُلَانٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 490 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ جَنَّادٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ لِي ثَابِتٌ الْأَعْرَجُ، أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَزَالُ هَذِهِ الْأُمَّةُ بِخَيْرٍ، مَا إِذَا قَالَتْ صَدَقَتْ وَإِذَا حَكَمَتْ عَدَلَتْ، وَإِذَا اسْتُرْحِمَتْ رَحِمَتْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 490 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْجَوَّازُ، ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو يَزِيدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ وَهْبِ بْنِ خَنْبَشٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 490 مَنْ قَالَ: سَمِعْتُ فُلَانًا يَأْثُرُ عَنْ فُلَانٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 491 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْمُزَّاءُ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ الْمَقْدِسِيُّ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ مَيْمُونٍ، يُحَدِّثُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الزُّبَيْرِ، يَأْثُرُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرُ بِتَعْلِيمِ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ، كَمَا يَأْمُرُ بِتَعْلِيمِ السُّورَةِ مِنَ الْقُرْآنِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَفِتْنَةِ الْمَحْيَا، وَفِتْنَةِ الْمَمَاتِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 491 مَنْ قَالَ: قُلْتُ لِفُلَانٍ: أَحَدَّثَكَ فُلَانٌ؟ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 492 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَهْوَازِيُّ الْجَوَّالُ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْعَانِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ هَاشِمٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْأَشَجِّ، قَالَ: سَأَلْتُ يُوسُفَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْمُنْكَدِرِيَّ، فَقُلْتُ: أَأَخْبَرَكَ أَبُوكَ أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تُوضَعُ النَّوَاصِي إِلَّا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ» ؟ قَالَ: نَعَمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 492 حَدَّثَنَا مُهَذَّبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَوْصِلِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ الْمَرْوَزِيُّ بِحَلَبٍّ قَالَ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: أَكَتَبْتَ عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُعْفَى عَنِ الْأُمِّيِّينَ قَبْلَ أَنْ يُعْفَى عَنِ الْعُلَمَاءِ» ؟ قَالَ: نَعَمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 492 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: قُلْتُ: قُلْتُ لِيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ الزُّبَيْدِيِّ، أَأَخْبَرَكَ بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ حُمَيْدٍ الْمَهْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الْمَالِكِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ [ص: 493] : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا عَدَلَ وَالٍ تَجَرَ فِي رَعِيَّتِهِ أَبَدًا» ؟ فَقَالَ يَزِيدُ: نَعَمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 492 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي نُعَيْمٍ: أَحَدَّثَكُمْ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الرَّقِّيُّ، عَنِ ابْنِ عَقِيلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ: حِينَ وُلِدَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «احْلِقِي رَأْسَهُ، ثُمَّ تَصَدَّقِي بِوَزْنِهِ مِنَ الْوَرِقِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَلَى الْأَوْفَاضِ» ثُمَّ وُلِدَ الْحُسَيْنُ، فَصَنَعَتْ كَذَلِكَ؟ فَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: نَعَمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 493 مَنْ قَالَ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ وَثَبَّتَنِي فِيهِ فُلَانٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 494 حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، ثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحَرِيشِ، ثَنَا رَوْحُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اثْنَا عَشَرَ قَيِّمًا مِنْ قُرَيْشٍ لَا تَضُرُّهُمُ عَدَاوَةُ مَنْ عَادَاهُمْ» فَالْتَفَتَ، فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَأَبِي فِي أُنَاسٍ، فَأَثْبَتُوا لِي الْحَدِيثَ كَمَا سَمِعْتُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 494 حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ، ثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ [ص: 495] يَزِيدَ أَبِي خَالِدٍ الدَّالَانِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ السَّكْسَكِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ آخُذَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْئًا، فَعَلِّمْنِي مَا يُجْزِئُنِي قَالَ: «قُلْ سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ» قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ مِسْعَرٌ سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ السَّكْسَكِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَثَبَّتَنِي فِيهِ غَيْرُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 494 حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْخُشَنِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو بَكْرٍ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، وَثَبَّتَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: " لِمَ لَا تَلْبَسُ الْخَاتَمَ؟ قَالَ: مَا أَنَا بِقَاضٍ وَلَا سُلْطَانٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 495 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ شَاهَانَ، ثَنَا سُهَيْلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجَارُودِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدٌ النَّجَّارُ، وَثَبَّتَنِي فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَبِي قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ، فَخَرَقَ جَيْبًا، فَقَدْ خَرَقَ دِينَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 495 حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ، ثَنَا أَبُو مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، وَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ، قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ، وَثَبَّتَنِي فِي بَعْضِهِ مَعْمَرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كُنْتُ أُقْرِئُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ الْقُرْآنَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ، وَذَكَرَ حَدِيثَ السَّقِيفَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 496 حَدَّثَنَا أَبِي، ثَنَا الْعَبَّاسُ الدُّورِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قَالَ: قَالَ جَرِيرٌ الضَّبِّيُّ: سَمِعْتُ مِنْ أَشْعَثَ وَعَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، فَلَمْ أُفَرِّقْ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ حَتَّى قَدِمَ بَهْرٌ الْبَصْرِيُّ، فَخَلَّصْهُمَا لِي، فَإِنْ شِئْتُمْ فَخُذُوهَا، وَإِنْ شِئْتُمْ فَاتْرُكُوهَا قَالَ جَرِيرٌ: " وَسَمِعْنَا حَدِيثَ الْأَعْمَشِ فَكُنَّا نَرْفَعُهَا، فَإِنْ شِئْتُمْ فَخُذُوهَا، وَإِنْ شِئْتُمْ فَلَا تَأْخُذُوهَا، وَكَانَ إِذَا حَدَّثَ عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: هَذَا الدِّيبَاجُ الْخُسْرُوَانِيُّ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 496 حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ التَّيمِيُّ الْوَرَّاقُ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - قَالَ الزُّهْرِيُّ: حَفِظَهُ لَنَا ابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ -: " إِنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ: {اقْرَأْ} [العلق: 1] " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 496 مَنْ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ فُلَانٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 497 حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْدِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَلَّافُ، ثَنَا نَائِلُ بْنُ نَجِيحٍ، حَدَّثَنِي عَائِذُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْأَنْصَارِيُّ، وَجَدْنَا فِي ذُؤَابَةِ سَيْفِهِ كِتَابًا: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ لِرَبِّكُمْ فِي بَقِيَّةِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٌ فَتَعَرَّضُوا لَهُ، لَعَلَّ دَعْوَةً أَنْ تُوَافِقَ رَحْمَةً يَسْعَدُ بِهَا صَاحِبُهَا سَعَادَةً لَا يَخْسَرُ بَعْدَهَا أَبَدًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 497 أَخْبَرَنِي أَبِي، أَنَّ أَبَا دَاوُدَ، حَدَّثَهُمْ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ السَّرْحِ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ خَالِي، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ حَدِّثْنِي بِأَمْرٍ أَعْتَصِمُ بِهِ قَالَ: «امْلِكْ عَلَيْكَ، وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 497 حَدَّثَنَا ابْنُ زُهَيْرٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مَخْلَدٍ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّهِ، عَنْ سَلَّامٍ أَبِي الْمُنْذِرِ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 498 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَنَّامِ بْنِ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، ثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرْبَعُ كَلِمَاتٍ لَوْ وُزِنَتْ بِكَذَا لَرَجَحَتْ، سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ مُنْتَهَى مَرْضَاتِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ زِنَةَ عَرْشِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 498 حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَسَّانَ وَيُعْرَفُ بِالشَّامِيِّ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمَةَ الْخَبَائِرِيُّ، ثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَائِذٍ، قَالَ: وَجَدْنَا فِي نُسْخَةٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُدْخَلَ عَلَى الْمُغِيبَاتِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 498 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَبْغَضُ ثَلَاثَةً: الْغِنَيَّ الظَّلُومَ، وَالشَّيْخَ الْجَهُولَ، وَالْعَائِلَ الْمَزْهُوَّ الْمُخْتَالَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 499 حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ الْكَحَّالُ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَرْعَرَةَ بْنِ الْبِرِنْدِ، ثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزُورُ الْبَيْتَ كُلَّ لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي مِنًى» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 499 مَنْ قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ فُلَانٍ بِخَطِّهِ عَنْ فُلَانٍ، وَأَخْبَرَنِي فُلَانٌ أَنَّهُ خَطُّ فُلَانٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 500 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسَ بْنِ كَامِلٍ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحَرَّانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ - وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ أَنَّهُ خَطُّ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ -: عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ حَدَّثَنِي جَمِيلٌ النَّجْرَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدُبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِخَمْسٍ يَقُولُ: «قَدْ كَانَ لِي فِيكُمْ أَخِلَّاءُ وَأَصْدِقَاءُ وَإِنِّي أَبْرَأُ إِلَى كُلِّ ذِي خِلَّةٍ مِنْ خُلَّتِهِ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى اتَّخَذَنِي خَلِيلًا كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 500 حَدَّثَنَا [ص: 501] الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ الْوَلِيدِ بْنِ حَمَّادٍ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْأَحْمَسِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَصْلُحُ لِأَحَدٍ يُجْنِبُ فِي الْمَسْجِدِ غَيْرِي وَغَيْرِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 500 حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الْجُشَمِيُّ، ثَنَا كَثِيرُ بْنُ أَبِي جَابِرٍ، ثَنَا رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ ابْنِ حَزْمٍ الَّذِي كَتَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْمَضْمَضَةَ وَالِاسْتِنْشَاقَ مِنَ الْوضُوءِ لَا يُتِمُّ إِلَّا بِهِمَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 501 مَنْ قَالَ: سَأَلْتُ فُلَانًا، فَقَالَ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 502 حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: ذَكَرَ شِبَاكِ لِإِبْرَاهِيمَ فَقَالَ: سَأَلْنَا عَلْقَمَةَ بْنَ قَيْسٍ فَحَدَّثَنَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكُلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ» فَقُلْتُ لَهُ: «وَشَاهِدَيْهِ وَكَاتِبَهُ» ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا نُحَدِّثُ بِمَا سَمِعْنَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 502 مَنْ قَالَ: حَضَرْتُ فُلَانًا، فَقَالَ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 503 حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ سَعِيدٍ الِاسْكَنْدَرَانِيُّ، قَالَ: حَضَرْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَسُئِلَ عَنْ غُسْلِ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 503 حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ دَاوُدَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمُكْتِبُ، مِنْ وَلَدِ سَعِيدِ بْنِ دَعْلَجِ، قَالَ: حَضَرْتُ أَبَا بِلَالٍ الْأَشْعَرِيَّ، وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ الرُّؤْيَا، فَقَالَ: حَدَّثَنِي طُعْمَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْخَضِرَةُ مِنَ الْجَنَّةِ وَالسَّفِينَةُ نَجَاةٌ، وَاللَّبَنُ الْفِطْرَةُ، وَالتَّمْرُ رِزْقٌ، وَالْحِمَارُ حَدٌّ، وَمَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 503 مَنْ قَالَ: ذَكَرَ لَنَا فُلَانٌ عَنْ فُلَانٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 504 حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَنَدِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ زِيَادٍ اللَّحْجِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو قُرَّةَ، قَالَ: ذَكَرَ لَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطَعَ فِي مِجَنٍّ ثَمَنُهُ ثَلَاثَةُ دَرَاهِمَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 504 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ، ثَنَا مَحْفُوظُ بْنُ بَحْرٍ - وَقِيلَ: يَحْيَى الْأَنْطَاكِيُّ - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: ذَكَرَهُ خَالِدُ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 504 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ الْجَمَّالُ، قَالَ: ذَكَرَهُ الْوَلِيدُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَبَحَ عَمَّنِ اعْتَمَرَ مِنْ نِسَائِهِ بَقَرَةً بَيْنَهُنَّ» قَالَ مُوسَى: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ: حَدَّثَكَ الْوَلِيدُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ بِهَذَا الْحَدِيثِ؟ قَالَ: نَعَمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 504 مَنْ قَالَ: زَعَمَ لَنَا فُلَانٌ عَنْ فُلَانٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 505 حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَادَةَ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا يَعْقُوبُ الزُّهْرِيُّ قَالَ: زَعَمَ لِي مُزَاحِمُ بْنُ زُفَرَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ، عَنْ عَائِشَةَ ابْنَةِ سَعْدٍ، قَالَتْ: " مَرَّ مُعَاوِيَةُ عَلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ بَعْدَ الصُّبْحِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَانْصَرَفَ مُعَاوِيَةُ، فَقَالَ لِأَهْلِ الشَّامِ: هَلْ تَدْرُونَ مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا سَعْدٌ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا يَتَكَلَّمُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَقَالَ: مَا كَانَ ذَلِكَ، وَلَكِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُسَلِّمَ عَلَيْهِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 505 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ الْأَنْطَاكِيُّ، ثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَزَعَمَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوتِرُ رَاكِبًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 505 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَزِيرٍ الدِّمَشْقِيُّ، ثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ يَعْقُوبَ الْأَشَجِّ قَالَ: إِنَّ عَوْنَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، كَتَبَ لِي التَّشَهُّدَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَخَذَ بِيَدِي، وَزَعَمَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، أَخَذَ بِيَدِهِ، وَزَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِهِ فَعَلَّمَهُ: «التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ الْمُبَارَكَاتُ لِلَّهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 506 مَنْ قَالَ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ وَرَدَّ ذَلِكَ إِلَى فُلَانٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 507 حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الْعَبْدِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ السَّدُوسِيُّ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ وَاصِلٍ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، وَرَدَّ ذَلِكَ إِلَى أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: «يُصْبِحُ ابْنُ آدَمَ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْهُ صَدَقَةٌ، وَرَفْعُهُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 507 حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا بَقِيَّةُ، ثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَرُدُّ إِلَى مَكْحُولٍ إِلَى جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ أَنَّ رِجَالًا سَأَلُوا النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ: مَا أَرْجَى مَا سَمِعْتَ لَنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ مَاتَ وَهُوَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا، فَقَدْ حَلَّتْ مَغْفِرَتُهُ لَهُ إِنْ شَاءَ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 507 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثَنَا أَبِي، ثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بِشْرٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: فَرَدَّ الْحَدِيثَ حَتَّى رَدَّهُ إِلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: ذُكِرَ الْعَزْلُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «وَمَا ذَاكُمْ؟» قَالُوا: الرَّجُلُ تَكُونُ لَهُ الْمَرْأَةُ ترضعُ فَيُصِيبُ مِنْهَا وَيَكْرَهُ أَنْ تَحْمِلَ مِنْهُ، قَالَ: «مَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوا ذَاكَ، فَإِنَّمَا هُوَ الْقَدَرُ» قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: فَذَكَرْتُهُ لِلْحَسَنِ، فَقَالَ: أَفَلَا يَكْفِيكُمْ وَاللَّهِ لَكَأَنَّ هَذَا زَجْرٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 508 مَنْ قَالَ: دَلَّنِي فُلَانٌ عَلَى مَا دَلَّ عَلَيْهِ فُلَانٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 509 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا أَبِي قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّهِ، ثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: لَقِيتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، فَقَالَ: أَلَا أَدُلُّكَ يَا بُنَيَّ جَعْفَرٍ عَلَى شَيْءٍ دَلَّنِي عَلَيْهِ عَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَدَلَّهُ عَلَيْهِ أَبُو هُرَيْرَةَ، وَدَلَّ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْتُ: بَلَى قَالَ: «لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَإِنَّهَا مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 509 مَنْ قَالَ: سَأَلْتُ فُلَانًا، فَأَلْجَأَ الْحَدِيثَ إِلَى فُلَانٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 510 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَاضِي الْأَهْوَازِ، الَّذِي يُقَالُ لَهُ السَّرَّاجُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، أَنَا رِزَامُ بْنُ سَعِيدٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ جَوَابًا التَّيْمِيَّ عَنِ الْمَذْيِ، فَقَالَ: سَأَلْتُ عَنْهُ أَبَا إِبْرَاهِيمَ يَزِيدَ بْنِ شَرِيكٍ فَأَلْجَأَ الْحَدِيثَ إِلَى عَلِيٍّ وَأَلْجَأَ عَلِيٌّ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: رَآنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ شَحِبْتُ فَقَالَ لِي: «يَا عَلِيُّ، لَقَدْ شَحِبْتَ» قُلْتُ: شَحِبْتُ مِنِ اغْتِسَالِي بِالْمَاءِ، وَأَنَا رَجُلٌ مَذَّاءٌ، فَإِذَا رَأَيْتُ مِنْهُ شَيْئًا اغْتَسَلْتُ مِنْهُ قَالَ: «لَا تَغْتَسِلْ مِنْهُ يَا عَلِيُّ إِلَّا مِنَ الْخَذْفِ، فَإِنْ رَأَيْتَ مِنْهُ شَيْئًا فَلَا تَعُدْ أَنْ تَغْسِلَ ذَكَرَكَ، وَلَا تَغْتَسِلْ إِلَّا مِنَ الْخَذْفِ» يَعْنِي الْمَنِيَّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 510 مَنْ قَالَ: خُذْ عَنِّي كَمَا أَخَذْتُهُ عَنْ فُلَانٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 511 حَدَّثَنَا ابْنُ زُهَيْرٍ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، ثَنَا مَيْمُونُ بْنُ أَبَانَ الْجُشَمِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ لِي أَنَسٌ: خُذْ عَنِّي، فَإِنِّي أَخَذْتُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَمْ تَأْخُذْهُ عَنْ أَوْثَقَ مِنِّي: «صَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ثُمَّ سَلِّمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 511 مَنْ قَالَ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ أَنَّ فُلَانًا حَلَفَ لَهُ أَنَّ فُلَانًا حَدَّثَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 512 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْآمُلِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْمِصْرِيُّ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ حَفْصِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ، حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ كَعْبًا، حَلَفَ لَهُ بِالَّذِي فَلَقَ الْبَحْرَ لِمُوسَى أَنَّ صُهَيْبًا حَدَّثَهُ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَرَ قَرْيَةً أَرَادَ دُخُولَهَا إِلَّا قَالَ حِينَ يَرَاهَا: «اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ، وَمَا أَظْلَلْنَ، وَرَبِّ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ وَمَا أَقْلَلْنَ، وَرَبِّ الرِّيَاحِ وَمَا أَذْرَيْنَ إِنَّا نَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ الْقَرْيَةِ وَخَيْرَ أَهْلِهَا، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ أَهْلِهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 512 حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ بَهَانَ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الشَّيْبَانِيُّ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، ثَنَا وَاللَّهِ أَبُو سَعْدٍ سَعِيدُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى عَلَى الْجَنَازَةِ قَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَأَحْيَائِنَا، وَمَوْتَانَا، وَشَاهِدِنَا، وَغَائِبِنَا، وَذَكَرِنَا , وَأُنْثَانَا، وَصَغِيرِنَا، وَكَبِيرِنَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 512 مَنْ قَالَ: حَدَّثَنِي عِدَّةٌ فِيهِمْ فُلَانٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 513 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْغَزَّاءُ، ثَنَا لَيْثُ بْنُ الْفَرَجِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، ثَنَا عِدَّةٌ فِيهِمْ يَعْقُوبُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَتَوَارَثُ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ شَتَّى» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 513 مَنْ قَالَ: أَرْسَلْتُ إِلَى فُلَانٍ فَحَدَّثَ رَسُولِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 513 حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَنَدِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ زِيَادٍ اللَّحْجِيُّ، ثَنَا أَبُو قُرَّةَ قَالَ: ذَكَرَ ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَرْسَلْتُ إِلَى ابْنِ عَجْلَانَ، فَحَدَّثَ رَسُولِي، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ [ص: 514] ، عَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَّهُ نَهَى عَنِ الْوَشْمِ وَالْوَشْرِ» وَالْوَشْرُ: التَّفَلُّجُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 513 مَنْ قَالَ: حُدِّثْتُ حَدِيثًا رُفِعَ إِلَى فُلَانٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 514 حَدَّثَنَا ابْنُ مَعْدَانَ، حَدَّثَنَا مَحْفُوظُ بْنُ بَحْرٍ الْأَنْطَاكِيُّ، ثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: حُدِّثْتُ حَدِيثًا رُفِعَ إِلَى عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ خَصَى عَبْدَهُ خَصَيْنَاهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 514 مَنْ قَالَ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ عَنْ نَفْسِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 514 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، ثَنَا رَوْحٌ، عَنْ نَفْسِي أَنِّي حَدَّثْتُهُ بِحَدِيثٍ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ هَذَا الدِّينَارَ وَالدِّرْهَمَ أَهْلَكَا مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ وَهُمَا مُهْلِكَاكُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 514 حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ [ص: 515] الرَّافِقِيُّ، بِالرَّافِقَةِ، ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ أَنَسٌ: وَحَدَّثَنِي ابْنِي، عَنِّي، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَلْبَسَ الْخَاتَمَ وَيَجْعَلَ فَصَّهُ مِنْ غَيْرِهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 514 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ هَاشِمٍ الطَّرَازِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ النَّشَائِيُّ، ثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا أَبِي، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ لِي مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ، حَدَّثْتَنِي أَنْتَ يَا حُصَيْنُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ،: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ طَافُوا لِحَجِّهِمْ وَعُمْرَتِهِمْ طَوَافًا وَاحِدًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 515 حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ فَضَالَةَ، ثَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ عَنْبَرٍ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، ثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَّهُ قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ» قَالَ رَبِيعَةُ: ثُمَّ ذَاكَرْتُ سُهَيْلًا هَذَا الْحَدِيثَ فَلَمْ يَحْفَظْهُ، وَكَانَ يَرْوِيهِ بَعْدَ ذَلِكَ سُهَيْلٌ عَنِّي عَنْ نَفْسِهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 516 بَابُ الْقَوْلِ فِي التَّحْدِيثِ وَالْإِخْبَارِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 517 حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الْوَاسِطِيُّ فِي مَجْلِسِ عَبْدَانَ، ثَنَا الْعَبَّاسُ الدُّورِيُّ، ثَنَا قُرَادٌ أَبُو نُوحٍ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: «كُلُّ حَدِيثٍ لَيْسَ فِيهِ حَدَّثَنَا أَوْ أَخْبَرَنَا، فَهُوَ خَلٌّ وَبَقْلٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 517 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ شَبِيبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثَنَا فُلَانٌ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، إِنَّ عَبْدَ الرَّزَّاقِ، مَا كَانَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا، كَانَ يَقُولُ: أَخْبَرَنَا فَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: «حَدَّثَنَا وَأَخْبَرَنَا وَاحِدٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 517 أَخْبَرَنَا السَّاجِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الزَّعْفَرَانِيَّ يَقُولُ: " كَانَ الشَّافِعِيُّ إِذَا حَدَّثَنَا عَنْ مَالِكٍ، يَقُولُ: حَدَّثَنَا، وَرُبَّمَا قَالَ: أَخْبَرَنَا، كَأَنَّهُ عِنْدَهُ وَاحِدٌ " قَالَ الْقَاضِي: أَلْفَاظُ أَهْلِ الْعِلْمِ تَخْتَلِفُ فِي هَذَا، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: أَخْبَرَنَا، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ حَدَّثَنَا وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْمَعُ بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ يُرَدِّدْهُمَا فِي رِوَايَاتِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 517 فَمِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ مِمَّنْ كَانَ يَقُولُ أَخْبَرَنَا، وَلَا يُفَارِقُهُ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَابْنُ جُرَيْجٍ فِي آخَرِينَ، وَبَعْدَهُمُ ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ فِي عَدَدٍ وَهُمَا عِنْدَ فُقَهَاءِ الْكُوفَةِ سَوَاءٌ، وَيَخْرُجُ هَذَا بِدَلَالَةِ قَوْلِهِ فِي قِصَّةِ الْجَسَّاسَةِ: «حَدَّثَنِي تَمِيمٌ الدَّارِيُّ» ، وَقَالَ فِي غَيْرِ حَدِيثٍ: «أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ» ، وَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا نَفَعَنِي اللَّهُ بِمَا شَاءَ مِنْهُ، فَإِذَا حَدَّثَنِي غَيْرُهُ اسْتَحْلَفْتُهُ، وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ. وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ فِي حَدِيثٍ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 518 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ، ثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَخِي قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ: «إِنَّهَا تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ» وَقَدْ يُفَرَّقُ بَيْنَ حَدَّثَنَا وَأَخْبَرَنَا بِأَنْ يُقَالَ: جَاءَنِي زَيْدٌ فَحَدَّثَنِي فَيَكُونُ هَذَا كَلَامًا كَافِيًا قَائِمًا بِنَفْسِهِ، وَفَائِدَتُهُ مَجِيءُ زَيْدٍ إِلَيْكَ وَكَوْنُهُ لِلْحَدِيثِ عِنْدَكَ، فَإِذَا قُلْتَ: جَاءَنِي زَيْدٌ، فَأَخْبَرَنِي لَمْ يَكْتَفِ هَذَا الْكَلَامُ بِنَفْسِهِ، وَكَانَ مُحْتَاجًا إِلَى مُخْبَرٍ عَنْهُ يَتَعَلَّقُ بِهِ، وَيُرْوَى هَذَا الْبَيْتُ بِاللَّفْظَيْنِ جَمِيعًا: [البحر الطويل] وَخَبَّرْتُمَانِي إِنَّمَا الْمَوْتُ بِالْقُرَى ... فَكَيْفَ وَهَاتَا رَمْلَةٌ وَكَثِيبُ وَفَرَّقَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بَيْنَ قَوْلِهِ حَدَّثَنَا وَبَيْنَ قَوْلِهِ أَخْبَرَنَا، فَقَالَ [ص: 520] : إِذَا حَلَفَ الرَّجُلُ، فَقَالَ: أَيُّ غُلَامٍ لِي أَخْبَرَنِي بِكَذَا وَكَذَا، وَأَعْلَمَنِي بِكَذَا وَكَذَا فَهُوَ حُرٌّ وَلَا نِيَّةَ لَهُ، فَأَخْبَرَهُ غُلَامٌ لَهُ بِذَلِكَ بِكِتَابٍ أَوْ كَلَامٍ أَوْ بِرَسُولٍ، فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا يَقُولُ لَكَ كَذَا وَكَذَا، فَإِنَّ الْغُلَامَ يُعْتَقُ، لِأَنَّ هَذَا خَبَرٌ، وَإِنْ أَخْبَرَهُ بَعْدَ ذَلِكَ غُلَامٌ لَهُ عُتِقَ، لِأَنَّهُ قَالَ: أَيُّ غُلَامٍ لِي أَخْبَرَنِي فَهُوُ حُرٌّ وَلَوْ أَخْبَرُوهُ كُلُّهُمْ عُتِقُوا، وَإِنْ كَانَ عَنَى حِينَ حَلَفَ بِالْخَبَرِ كَلَامَ مُشَافَهَةٍ، لَمْ يَعْتِقْ وَاحِدًا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُخْبِرَهُ بِكَلَامٍ يُشَافِهُهُ بِذَلِكَ الْخَبَرِ قَالَ: وَإِذَا قَالَ: أَيُّ غُلَامٍ لِي حَدَّثَنِي، فَهَذَا عَلَى الْمُشَافَهَةِ، لَا يَعْتِقُ أَحَدًا مِنْهُمْ قَالَ: وَإِذَا حَلَفَ الرَّجُلُ لِآخَرَ لَيُخْبِرَنَّهُ بِكَذَا وَكَذَا وَلَا نِيَّةَ لَهُ، فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ بِكِتَابٍ، أَوْ أَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولًا، فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا يُخْبِرُكَ بِكَذَا وَكَذَا كَانَ قَدْ بَرَّ، وَكَانَ هَذَا خَبَرًا وَحَكَى الطَّحَاوِيُّ فِي رَجُلٍ حَلَفَ لَا يُخْبِرُ فُلَانًا بِمَكَانِ [ص: 521] فُلَانٍ، أَوْ بِمَا أَسَرَّ إِلَيْهِ فُلَانٌ، فَأَوْمَأَ بِذَلِكَ رَأْسَهُ، أَوْ قَالَ: تَعَالَ حَتَّى أُخْبِرُكَ بِمَكَانِهِ، فَذَهَبَ بِهِ فَوَقَفَهُ عَلَيْهِ، أَنَّهُ لَا يَحْنَثُ حَتَّى يُخْبِرَهُ بِكِتَابٍ أَوْ بِرِسَالَةٍ، إِلَّا إِنْ نَوَى أَلَّا يُومِئُ لَهُ، فَيَكُونُ عَلَى مَا نَوَى، قَالَ: وَالْإِشَارَةُ مِثْلُ الْخَبَرِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 519 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " لَمَّا قَالَ كَثِيرٌ فِي مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ ابْنِ الْحَنَفِيَّةَ: [البحر الوافر] هُوَ الْمَهْدِيُّ خَبَّرَنَاهُ كَعْبٌ ... عَنِ الْأَحْبَارِ فِي الْحِقَبِ الْخَوَالِي [ص: 522] قِيلَ لَكُثَيِّرٍ: لَقِيتَ كَعْبَ الْأَحْبَارِ؟ فَقَالَ: لَا قِيلَ: لِمَ، فَلِمَ قُلْتَ: أَخْبَرَنَاهُ كَعْبٌ؟ قَالَ: بِالْوَهْمِ" الجزء: 1 ¦ الصفحة: 521 حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، ثَنَا زَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْوَاسِطِيُّ: ثَنَا هُشَيْمٌ، وَوَكِيعٌ، وَيَعْلَى، وَمُحَمَّدٌ ابْنَا عُبَيْدٍ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَبُو أُسَامَةَ " كُلُّهُمْ قَالُوا: حَدَّثَنَا، وَقَالَ يَزِيدُ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرٍ، حَدِيثَ الرُّؤْيَةِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 522 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ، ثَنَا أَبُو حَفْصٍ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى، يَقُولُ: " مَنْ سَمِعَ مِنَ الشَّيْخِ الْحَدِيثَ، فَلَا يُبَالِي أَنْ يَقُولَ: حَدَّثَنَا، وَحَدَّثَنِي، وَأَخْبَرَنَا، وَأَخْبَرَنِي " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 522 حَدَّثَنَا ابْنُ مَنِيعٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: " كُنْتُ أَنْظُرُ إِلَى فَمِّ قَتَادَةَ إِذَا حَدَّثَ، وَكَانَ إِذَا حَدَّثَ بِمَا لَمْ [ص: 523] يَسْمَعْ قَالَ: حَدَّثَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، وَحَدَّثَ أَبُو قِلَابَةَ، وَإِذَا حَدَّثَ بِمَا سَمِعَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَحَدَّثَنَا أَنَسٌ، وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ، وَحَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 522 حَدَّثَنَا ابْنُ مَنِيعٍ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ، ثَنَا عَبَّادٌ قَالَ: قَالَ لَنَا هَمَّامٌ: " كُلُّ شَيْءٍ أَقُولُ لَكُمْ: قَالَ قَتَادَةُ , فَإِنَّمَا سَمِعْتُ مِنْ قَتَادَةَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 523 الْقَوْلُ فِي تَقْوِيمِ اللَّحْنِ بِإِصْلَاحِ الْخَطَأِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 524 حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ، ثَنَا أَبُو مُعَاذٍ مَوْلًى لِقُرَيْشٍ، ثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: «لَا بَأْسَ أَنْ يُقَوَّمَ اللَّحْنُ فِي الْحَدِيثِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 524 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوِيهِ، ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ، يَقُولُ: «أَعْرِبُوا الْحَدِيثَ فَإِنَّ الْقَوْمَ كَانُوا عُرُبًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 524 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَحَدَّثَنِي هِشَامٌ، ثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: «لَا بَأْسَ بِإِصْلَاحِ اللَّحْنِ فِي الْحَدِيثِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 524 حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، ثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، قَالَ: قَالَ لِي عَفَّانُ، قَالَ لَنَا هَمَّامٌ: «مَا سَمِعْتُمْ مِنْ حَدِيثِ قَتَادَةَ [ص: 525] فَأَعْرِبُوهُ، فَإِنَّ قَتَادَةَ كَانَ لَا يَلْحَنُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 524 ثُمَّ قَالَ لَنَا عَفَّانُ: قَالَ لَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: «مَنْ لَحَنَ فِي حَدِيثِي فَلَيْسَ يُحَدِّثُ عَنِّي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 525 حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ مَرَّ بِنَا حَاجًّا، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ الْحُلْوَانِيِّ، قَالَ: «مَا وَجَدْتُمْ فِي كِتَابِي، عَنْ عَفَّانَ لَحْنًا فَعَرِّبُوهُ، فَإِنَّ عَفَّانَ كَانَ لَا يَلْحَنُ» وَقَالَ لَنَا عَفَّانُ: «مَا وَجَدْتُمْ فِي كِتَابِي، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ لَحْنًا فَعَرِّبُوهُ، فَإِنَّ حَمَّادًا كَانَ لَا يَلْحَنُ» وَقَالَ حَمَّادٌ: «مَا وَجَدْتُمْ فِي كِتَابِي عَنْ قَتَادَةَ لَحْنًا فَعَرِّبُوهُ، فَإِنَّ قَتَادَةَ كَانَ لَا يَلْحَنُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 525 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ إِدْرِيسَ قَالَ: قَرَأَ عَلَيَّ دَاوُدُ الطَّائِيُّ، فَلَحَنَ فِي حَرْفٍ فَأَخْبَرْتُ بِهِ الْقَاسِمَ بْنَ مَعْنٍ، فَنَمَاهُ إِلَيْهِ، فَلَقِيَنِي فَقَالَ: «مَا دَعَاكَ إِلَى أَنْ حَكَيْتَ هَذَا الْحَرْفَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 525 حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ السَّرَّاجُ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ الْبَصْرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ الْبَاهِلِيُّ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: " كُنَّا عِنْدَ أَيُّوبَ، فَحَدَّثَنَا فَلَحَنَ، وَعِنْدَهُ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ، فَنَظَرَ إِلَى وَجْهِهِ الْخَلِيلُ، فَقَالَ أَيُّوبُ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 525 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ الضَّبِّيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَلْمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: «إِذَا سَمِعْتَ الْحَدِيثَ فِيهِ اللَّحْنُ وَالْخَطَأُ، فَلَا تُحَدِّثْ إِلَّا بِالصَّوَابِ، إِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَلْحَنُونَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 526 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْغَزَّاءُ، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْمَيْمُونِيُّ، مِنْ وَلَدِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: «رَأَيْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يُغَيِّرُ اللَّحْنَ فِي كِتَابِهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 526 حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ بُهْلُولٍ، قَالَ: " سَأَلْتُ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيَّ عَنِ الرَّجُلِ يَسْمَعُ الْحَدِيثَ مَلْحُونًا أَيُعْرِبُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 526 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ، ثَنَا مَذْكُورُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَفَّانَ بْنَ مُسْلِمٍ قَالَ: «قَدِمْنَا الْكُوفَةَ، فَأَقَمْنَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ، وَمَا رَأَيْنَا بِالْكُوفَةِ لَحْنًا مُجَوَّزًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 526 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ الْأَخْنَسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَعْرَبَ مِنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ يَسْأَلُهُ» [ص: 527] قَالَ الْقَاضِي: أَمَّا تَغْيِيرُ اللَّحْنِ فَوُجُوبِهِ ظَاهَرٌ، لِأَنَّ مِنَ اللَّحْنِ مَا يُزِيلُ الْمَعْنَى وَيُغَيِّرُهُ عَنْ طَرِيقِ حُكْمِهِ، وَكَثِيرٌ مِنْ رُوَاةِ الْحَدِيثِ لَا يَضْبِطُونَ الْإِعْرَابَ وَلَا يُحْسِنُونَهُ، وَرُبَّمَا حَرَّفُوا الْكَلَامَ عَنْ وَجْهِهِ، وَوَضَعُوا الْخِطَابَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ، وَلَيْسَ يَلْزَمُ مَنْ أَخَذَ عَنْ هَذِهِ الطَّائِفَةِ أَنْ يَحْكِيَ أَلْفَاظَهُمْ إِذَا عَرَفَ وَجْهَ الصَّوَابِ، إِذَا كَانَ الْمُرَادُ مِنَ الْحَدِيثِ مَعْلُومًا ظَاهِرًا، وَلَفْظُ الْعَرَبِ بِهِ مَعْرُوفًا فَاشِيًا، أَلَا تَرَى أَنَّ الْمُحَدِّثَ، إِذَا قَالَ: «لَا يَؤُمُّ الْمُسَافِرَ الْمُقِيمُ» فَنَصَبَ الْمُسَافِرَ وَرَفَعَ الْمُقِيمَ، وَكَذَلِكَ: «لَا يَؤُمُّ الْمُقَيَّدَ الْمُطْلَقُ» فَنَصَبَ الْمُقَيَّدَ وَرَفَعَ الْمُطْلَقَ كَانَ قَدْ أَحَالَ وَكُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى عَبْدَانَ يَوْمًا وَهُوَ يُحَدِّثُنَا، وَأَبُو الْعَبَّاسِ سُرَيْجٌ حَاضِرٌ، فَقَالَ عَبْدَانُ: مَنْ دُعِيَ فَلَمْ يَجِبْ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَفَتَحَ الْيَاءَ مِنْ قَوْلِهِ «يُجِبْ» ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ سُرَيْجٍ: إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَقُولَ: يُجِبْ يَعْنِي بِضَمِّ الْيَاءِ فَأَبَى عَبْدَانُ أَنْ يَقُولَ، وَعَجِبَ مِنْ صَوَابِ ابْنِ سُرَيْجٍ، كَمَا عَجِبَ ابْنُ سُرَيْجٍ مِنْ خَطَئِهِ فَهَذَا وَنَحْوُهُ يُزِيلُ الْمَعْنَى، فَلَا يَعْتَدُّ بِأَلْفَاظِ هَذِهِ الطَّائِفَةِ، وَلَا يَلْتَفِتُ إِلَى كَرَاهِيَّتِهِمْ لِلْإِعْرَابِ وَذَمِّهِمْ لِأَهْلِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 526 وَإِنِّي سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ مُوسَى، يَقُولُ: سَمِعْتُ بُنْدَارًا، يَقُولُ: «مَنْ [ص: 528] أَعْرَبَ لَمْ يَنْبَلْ» وَسَمِعْتُ مَنْ يَحْكِي نَحْوًا مِنْ هَذَا، عَنِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَيَذْكُرُونَ، أَنَّ ابْنَ وَارَةَ اسْتَأْذَنَ عَلَى أَبِي كُرَيْبٍ، فَقَالَ: نَحْنُ طُلَّابُ النَّهَارِ، سَهْلُ اللَّيْلِ، صَيَارِفَةُ الْعِلْمِ فَقَالَ أَبُو كُرَيْبٍ: وَاللَّهِ لَا حَدَّثْتُكَ وَأَنَا أَعْرِفُكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 527 وَحَدَّثَنِي ابْنُ الْبُرِّيِّ، ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ، وَسَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ، يَقُولَانِ: قَدِمَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ فَجَعَلَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ، وَقَالَ سَلَمَةُ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: «كُنَّا نُرِيدُ أَنْ نَرُدَّ نَافِعًا عَنِ اللَّحْنِ فَلَا يَرْجِعُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 528 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ، ثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ بَعْضِ الْمَشْيَخَةَ،: " أَنَّ رَجُلًا أَتَى مَنْزِلَ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: أَهَاهُنَا أَبَا عِمْرَانَ؟ فَسَكَتَ إِبْرَاهِيمُ، فَقَالَ: أَهَاهُنَا أَبِي عِمْرَانَ؟ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: قُلِ الثَّالِثَةَ وَادْخُلْ " وَمِنَ اللَّحْنِ مَا يُسْتَقْبَحُ، وَلَا يُزِيلُ الْمَعْنَى، كَقَوْلِ بَعْضِ الْمُحَدِّثِينَ: لَبَّيْكَ بِحَجَّةً وَعُمْرَةً مَعًا بِنَصْبِهِمَا وَمِنْهُ مَا جَاءَتْ بِهِ أَلْفَاظُهُمْ عَلَى غَيْرِ هَيْئَةِ كَلَامِ الْعَرَبِ، كَقَوْلِهِمْ: نَهَى عَنِ الْإِقْرَانِ وَأَحْرَمَهُ الْعَطَاءَ وَأَشْبَاهُ ذَلِكَ [ص: 529] وَمِنْهُ مَا جَاءَ عَلَى وَجْهِ الْحِكَايَةِ، مِثْلُ قَوْلِهِمْ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ {السَّائِحُونَ} [التوبة: 112] ، فَقَالَ: «الصَّائِمُونَ» كَأَنَّ تَقْدِيرُهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ} [التوبة: 112] ، يَحْكِي اللَّفْظَ فِي التَّنْزِيلِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 528 حَدَّثَنَا أَبِي، ثَنَا عَمْرُو بْنُ مَخْلَدٍ التَّيْمِيُّ، ثَنَا عَاصِمُ بْنُ هِلَالٍ الْبَارِقِيُّ، ثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَعَلَّمُوا الزَّهْرَاوَانِ؛ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 529 وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو خَلِيفَةَ، عَلَى هَذَا اللَّفْظِ أَيْضًا قَالَ: ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَافِعًا لِأَصْحَابِهِ، وَعَلَيْكُمْ بِالزَّهْرَاوَانِ: الْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ " وَأَمَّا إِصَابَةُ الْمَعْنَى بِتَغْيِيرِ اللَّفْظِ فَأَهْلُ الْعِلْمِ مِنْ نَقَلَةِ الْأَخْبَارِ يَخْتَلِفُونَ فِيهِ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَرَى اتِّبَاعَ اللَّفْظِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَجَوَّزْ [ص: 530] فِي ذَلِكَ إِذَا أَصَابَ الْمَعْنَى، وَكَذَلِكَ سَبِيلُ التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ، وَالزِّيَادَةُ وَالنُّقْصَانُ، فَإِنَّ مِنْهُمْ مَنْ يَعْتَمِدُ الْمَعْنَى، وَلَا يَعْتَدُّ بِاللَّفْظِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُشَدِّدُ فِي ذَلِكَ وَلَا يُفَارِقُ اللَّفْظَ وَقَدْ دَلَّ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ فِي صِفَةِ الْمُحَدِّثِ مَعَ رِعَايَةِ اتِّبَاعِ اللَّفْظِ عَلَى أَنَّهُ يَسُوغُ لِلْمُحَدِّثِ أَنْ يَأْتِيَ بِالْمَعْنَى دُونَ اللَّفْظِ، إِذَا كَانَ عَالِمًا بِلُغَاتِ الْعَرَبِ وَوُجُوهِ خِطَابِهَا، بَصِيرًا بِالْمَعَانِي وَالْفِقْهِ، عَالِمًا بِمَا يُحِيلُ الْمَعْنَى وَمَا لَا يُحِيلُهُ، فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ بِهَذِهِ الصِّفَةِ جَازَ لَهُ نَقْلُ اللَّفْظِ، فَإِنَّهُ يَحْتَرِزُ بِالْفَهْمِ عَنْ تَغْييرِ الْمَعَانِي وَإِزَالَةِ أَحْكَامِهَا، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ بِهَذِهِ الصِّفَةِ كَانَ أَدَاءُ اللَّفْظِ لَهُ لَازِمًا، وَالْعُدُولُ عَنْ هَيْئَةِ مَا يَسْمَعُهُ عَلَيْهِ مَحْظُورًا، وَإِلَى هَذَا رَأَيْتُ الْفُقَهَاءَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَذْهَبُونَ وَمِنَ الْحُجَّةِ لِمَنْ ذَهَبَ إِلَى هَذَا الْمَذْهَبِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ قَصَّ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ قَصَصًا، كَرَّرَ ذِكْرَ بَعْضِهَا فِي مَوَاضِعَ بِأَلْفَاظٍ مُخْتَلِفَةٍ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ، وَنَقَلَهَا مِنْ أَلْسِنَتِهِمْ إِلَى اللِّسَانِ الْعَرَبِيِّ، وَهُوَ مُخَالِفٌ لَهَا فِي التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ، وَالْحَذْفِ وَالْإِلْغَاءِ، وَالزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَقَدْ حُكِيَتْ هَذِهِ الْحُجَّةَ بِعَيْنِهَا عَنِ الْحَسَنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 529 حَدَّثَنِي بِذَلِكَ أَحْمَدُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عَدِيسَ شَيْخٌ لَنَا، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ مَسْعَدَةَ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ رَامَهُرْمُزَ قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ قَاضِي الْأَهْوَازِ فِي شَيْءٍ جَرَى بَيْنِي وَبَيْنَهُ: " ثَلَاثَةٌ يُشَدِّدُونَ فِي الْحُرُوفِ [ص: 531] ، وَثَلَاثَةٌ يُرَخِّصُونَ فِيهَا، فَمِمَّنْ رَخَّصَ فِيهَا الْحَسَنُ، وَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ: يَحْكِي اللَّهُ تَعَالَى عَنِ الْقُرُونِ السَّالِفَةِ بِغَيْرِ لُغَاتِهَا، أَفَكَذَبَ هُوَ وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ مُتَّكِئًا، فَاسْتَوَى جَالِسًا، ثُمَّ أَخَذَ بِمَجَامِعِ كَفِّهِ، وَقَالَ: مَا أَحْسَنَ هَذَا أَحْسَنَ الْحَسَنُ جِدًّا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 530 وَقَالَ قَتَادَةُ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى: «لَقِيتُ عِدَّةً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاخْتَلَفُوا عَلَيَّ فِي اللَّفْظِ، وَاجْتَمَعُوا فِي الْمَعْنَى» وَمِنَ الْحُجَّةِ لِمَنْ ذَهَبَ إِلَى اتِّبَاعِ اللَّفْظِ، قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَضَّرَ اللَّهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَبَلَّغَهَا كَمَا سَمِعَهَا» أَوْ قَالَ: «فَوَعَاهَا ثُمَّ أَدَّاهَا كَمَا سَمِعَهَا» وَمِنْهُ مَا رُوِيَ عَنْهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَمَرَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ عِنْدَ مَضْجَعِهِ فِي دُعَاءٍ عَلَّمَهُ: «آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ» ، فَقَالَ الرَّجُلُ: وَبِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ» قَالُوا: أَفَلَا تَرَى أَنَّهُ لَمْ يُسَوِّغْ لِمَنْ عَلَّمَهُ الدُّعَاءَ مُخَالَفَةَ اللَّفْظِ، وَقَالَ: «فَأَدَّاهَا كَمَا سَمِعَهَا» فَقِيلَ لَهُمْ: أَمَّا قَوْلُهُ: «فَأَدَّاهَا كَمَا سَمِعَهَا» فَالْمُرَادُ مِنْهُ حُكْمُهَا لَا لَفْظُهَا، لِأَنَّ اللَّفْظَ غَيْرُ مُعْتَبَرٍ بِهِ، وَيَدُلُّكَ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ مِنَ الْخِطَابِ حُكْمُهُ، قَوْلُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 531 : «فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرِ فَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ» وَأَمَّا رَدُّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ الرَّجُلَ مِنْ قَوْلِهِ: «بِرَسُولِكَ» إِلَى قَوْلِهِ: «وَبِنَبِيِّكَ» فَإِنَّ النَّبِيَّ أَمْدَحُ، وَلِكُلِّ نَعْتٍ مِنْ هَذَيْنِ النَّعْتَيْنِ مَوْضِعٌ، أَلَا تَرَى أَنَّ اسْمَ الرَّسُولَ يَقَعُ عَلَى الْكَافَّةِ، وَاسْمُ النَّبِيِّ لَا يَسْتَحِقُّهُ إِلَّا الْأَنْبِيَاءُ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ وَإِنَّمَا فُضِّلَ الْمُرْسَلُونَ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ لِأَنَّهُمْ جَمَعُوا النُّبُوَّةَ وَالرِّسَالَةَ جَمِيعًا، فَلَمَّا قَالَ: «وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ» جَاءَ بِالنَّعْتِ الْأَمْدَحِ وَقَيَّدَهُ بِالرِّسَالَةِ بِقَوْلِهِ: «الَّذِي أَرْسَلْتَ» وَبَيَانٌ آخَرُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ هُوَ الْمُعَلِّمُ لِلرَّجُلِ الدُّعَاءَ، وَإِنَّمَا الْقَوْلُ فِي اتِّبَاعِ اللَّفْظِ، إِذَا كَانَ الْمُتَكَلِّمُ حَاكِيًا لِكَلَامِ غَيْرِهِ، فَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَقَلَ الرَّجُلَ مِنْ قَوْلِهِ: «وَبِرَسُولِكَ» ، إِلَى قَوْلِهِ: «وَبِنَبِيِّكَ» ، لَيَجْمَعَ بَيْنَ النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ، وَمُسْتَقْبَحٌ فِي الْكَلَامِ أَنْ يَقُولَ: هَذَا رَسُولُ عَبْدِ اللَّهِ الَّذِي أَرْسَلَهُ، وَهَذَا قَتِيلُ زَيْدٍ الَّذِي قَتَلَهُ، لِأَنَّكَ تَجْتَزِئُ بِقَوْلِكَ رَسُولَ فُلَانٍ وَقَتِيلَ فُلَانٍ، عَنْ إِعَادَةِ اسْمِ الْمُرْسَلِ وَالْقَاتِلِ، إِذَا كُنْتَ لَا تُفِيدُ بِهِ إِلَّا الْمَعْنَى الْأَوَّلَ، وَإِنَّمَا يُحْسُنُ أَنْ تَقُولَ: هَذَا رَسُولُ عَبْدِ اللَّهِ الَّذِي أَرْسَلَهُ إِلَى عَمْرٍو، وَهَذَا قَتِيلُ زَيْدٍ الَّذِي قَتَلَهُ بِالْأَمْسِ أَوْ فِي وَقْعَةِ كَذَا، وَاللَّهُ وَلِيُّ التَّوْفِيقِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 532 مَنْ قَالَ بِإِصَابَةِ الْمَعْنَى وَلَمْ يَعْتَدَّ بِاللَّفْظِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 533 حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، ثنا زَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، قَالَ: «إِذَا حَدَّثْتُمْ بِالْحَدِيثِ عَلَى الْمَعْنَى فَحَسْبُكُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 533 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ، ثنا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ وَالرَّبِيعِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «إِذَا أَصَبْتَ مَعْنَى الْحَدِيثِ أَجْزَأَكَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 533 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا جَمِيلُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: «كَانَ الْحَسَنُ يُحَدِّثُنِي الْيَوْمَ بِحَدِيثٍ، وَيُعِيدُهُ مِنَ الْغَدِ فَيَزِيدُ فِيهِ وَيُنْقِصُ مِنْهُ، غَيْرَ أَنَّ الْمَعْنَى وَاحِدٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 533 حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا [ص: 534] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي شَيْخٌ لَنَا، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ: " إِنَّا نَسْمَعُ مِنْكَ الْحَدِيثَ، فَلَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَجِيءَ بِهِ كَمَا سَمِعْنَاهُ، قَالَ: أَرَأَيْتَكَ إِذَا سَمِعْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ حَلَالٌ مِنْ حَرَامٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَهَكَذَا كُلُّ مَا نُحَدِّثُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 533 حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، أنا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ وَالشَّعْبِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ يُحَدِّثُونَ مَرَّةً هَكَذَا وَمَرَّةً هَكَذَا، قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: فَذَكَرْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: «أَمَا إِنَّهُمْ لَوْ جَاءُوا بِهِ كَمَا سَمِعُوهُ كَانَ خَيْرًا لَهُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 534 حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ جُبَيْرٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا الْوَاقِدِيُّ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: «رُبَّمَا سَمِعْتُ الْحَدِيثَ عَنْ عَشَرَةٍ، كُلِّهِمْ يَخْتَلِفُ فِي اللَّفْظِ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 534 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَلَمَةَ الْعَطَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الشَّامِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: " لَقِيتُ [ص: 535] مِنْهُمْ مَنْ كَانَ يُحِبُّ أَنْ يُحَدِّثَ الْحَدِيثَ كَمَا سَمِعَ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُبَالِي إِذَا أَصَابَ الْمَعْنَى قَالَ: وَمِنَ الَّذِينَ كَانُوا لَا يُبَالُونَ إِذَا أَصَابُوا الْمَعْنَى الْحَسَنُ، وَعَامِرٌ، وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَالَّذِينَ كَانُوا يُحِبُّونَ أَنْ يُحْدِثُوا كَمَا سَمِعُوا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 534 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُهَيْلٍ، ثنا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَوْنٍ يَقُولُ: " أَدْرَكْتُ ثَلَاثَةً يُرَخِّصُونَ فِي الْحُرُوفِ، وَثَلَاثَةً يُشَدِّدُونَ فِيهَا، فَالَّذِينَ يُرَخِّصُونَ فِيهَا: الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ، وَالشَّعْبِيُّ وَالَّذِينَ يُشَدِّدُونَ: مُحَمَّدٌ، وَرَجَاءٌ، وَالْقَاسِمُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 535 حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا عَلَيُّ بْنُ إِشْكَابٍ، ثنا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: " ثَلَاثَةٌ لَمْ أَرَ مَثَلَهُمْ: الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ بِالْحِجَازِ، وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ بِالشَّامِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ بِالْبَصْرَةِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 535 حَدَّثَنَا ابْنُ مَعْدَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الصُّوفِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: «إِنَّمَا نُحَدِّثُكُمْ بِالْمَعَانِي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 535 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْغَزَّالُ، ثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ، وَقَدْ قَالَ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ، فَقَالَ الْمُسْتَمْلِيُّ: " صَلَاةُ الْغَدَاةِ فَقَالَ يَزِيدُ: صَلَاةُ الْفَجْرِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 536 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ رَحْمَةَ الْأَصْبَحِيُّ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقُرْقُسَانِيُّ يَقُولُ: «أَيشْ تُشَدِّدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِذَا أَصَبْتُمُ الْمَعْنَى فَحَسْبُكُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 536 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَلَمَةَ الْعَطَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الشَّامِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: «مَا سَمِعْتُ مِنَ الْحَسَنِ حَدِيثًا مَرَّتَيْنِ قَطُّ إِلَّا بِلَفْظَتَيْنِ مُخْتَلِفَتَيْنِ وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 536 حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، ثنا أَحْمَدُ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ: «أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا إِذَا حَدَّثَ بِالْحَدِيثِ أَنْ يُصِيبَ الْمَعْنَى» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 536 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُوَيْدٍ الْقُرَشِيُّ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ: ثنا شُعْبَةُ وَأَبُو عَوَانَةَ يَتَقَارَبَانِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ «حَدِيثَ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 536 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ الْأَنْطَاكِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ الْعَبَّاسِ: إِنَّكَ تُحَدِّثُنَا بِالْحَدِيثِ الْيَوْمَ، فَإِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ قَلَبْتُهُ قَالَ: فَقَالَ وَهُوَ غَضْبَانُ: «أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ نَحْفَظَ لَكُمْ مَعَانِيَ الْحَدِيثِ، حَتَّى تَسْأَلُونَا عَنْ سِيَاقَتِهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 537 بَابُ مَنْ قَالَ بِاتِّبَاعِ اللَّفْظِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 538 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثنا هَدِيَّةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى هُوَ السِّينَانَيُّ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنِ الرُّدَيْنِيِّ بْنِ أَبِي مَجَازٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «مَنْ سَمِعَ حَدِيثًا فَحَدَّثَ بِهِ كَمَا سَمِعَ، فَقَدَ سَلِمَ» وَرُوِي نَحْوُهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ سِيرِينَ، وَقَوْلُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَرَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، وَقَدْ تَقَدَّمَتِ الرِّوَايَةُ فِيهِ عَنْهُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 538 حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، ثنا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ مَا سَمِعْتُ مِنْهُ، فَإِذَا أَرَدْتُ أَنْ أُفَارِقَهُ، جِئْتُ بِالْكِتَابِ فَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: أَلَيْسَ هَذَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 538 أَخْبَرَنَا السَّاجِيُّ، أَنَّ الرَّبِيعَ، حَدَّثَهُمْ عَنِ الشَّافِعِيِّ أَنَّهُ قَالَ فِي صِفَةِ الْمُحَدِّثِ قَالَ: «وَيَكُونُ مِمَّنْ يُؤَدِّي الْحَدِيثَ بِحُرُوفِهِ كَمَا سَمِعَهُ، لَا يُحَدِّثُ بِهِ عَلَى الْمَعْنَى، لِأَنَّهُ إِذَا حَدَّثَ بِهِ عَلَى الْمَعْنَى وَهُوَ غَيْرُ عَالِمٍ بِمَا يَحْتَمِلُ مَعْنَاهُ، لَا يَدْرِي لَعَلَّهُ أَنْ يَحْمِلَ الْحَلَالَ عَلَى الْحَرَامِ، وَإِذَا أَدَّاهُ بِحُرُوفِهِ لَمْ يَبْقَ وَجْهٌ تَخَافُ مِنْهُ إِحَالَةَ الْحَدِيثِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 539 حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُهَيْلٍ الْفَقِيهُ، ثنا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: «إِذَا تَعَلَّمْتَ الشَّيْءَ فَتَعَلَّمْهُ لِنَفْسِكَ، فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ ذَهَبَتْ مِنْهُمُ الْأَمَانَةُ» قَالَ: وَكَانَ طَاوُسٌ يَعُدُّ الْحَدِيثَ حَرْفًا حَرْفًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 539 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: " أَتَيْتُ الْقَاسِمَ وَسَأَلْتُهُ عَنْ أَشْيَاءَ، فَقُلْتُ: أَكْتُبُهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ لِابْنِهِ: انْظُرْ فِي كِتَابِهِ، لَا يَزِيدُ عَلَيَّ شَيْئًا قُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، إِنِّي لَوْ أَرَدْتُ أَنْ أَكْذُبَ لَمْ آتِكَ قَالَ: إِنِّي لَمْ أُرِدْ، إِنَّمَا أَرَدْتُ إِنْ أَسْقَطْتَ شَيْئًا يَعُدِّلْهُ لَكَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 539 قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الزَّيَّاتُ يَصِفُ دَفْتَرًا: [البحر الكامل] [ص: 540] وَأَرَى وُشُومًا فِي كِتَابِكَ لَمْ تَدَعْ ... شَكًّا لِمُرْتَابٍ وَلَا لِمُفَكِّرِ نَقْطٌ وَأَشْكَالٌ تَلُوحُ كَأَنَّهَا ... نَدَبُ الْخُدُوشِ تَلُوحُ بَيْنَ الْأَسْطُرِ تُنْبِيكَ عَنْ رَفْعِ الْكَلَامِ وَخَفَضِهِ ... وَالنُّصْبِ فِيهِ بِحَالِهِ وَالْمَصْدَرِ وَتُرِيكَ مَا تُعْنَى بِهِ فَبَعِيدُهُ ... كَقَرِيبِهِ، وَمُقَدَّمٌ كَمُؤَخَّرِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 539 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، ثنا عَثَّامُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ قَالَ: «إِنِّي لَأَسْمَعُ الْحَدِيثَ لَحْنًا، فَأَلْحَنُ اتِّبَاعًا لِمَا سَمِعْتُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 540 الْقَوْلُ فِي التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 541 حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ التُّسْتَرِيُّ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ، ثنا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ يَقُولُ: «لَا بَأْسَ بِالْحَدِيثِ أَنْ تُقَدِّمَ أَوْ تُؤَخِّرَ إِذَا أُصِيبَ الْمَعْنَى» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 541 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثنا حَفْصٌ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْحَسَنِ، وَالشَّعْبِيِّ، وَعُبَيْدَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: «لَا بَأْسَ أَنْ تُقَدِّمَ فِي الْحَدِيثِ وَتُؤَخِّرَ، إِذَا كَانَ صُلْبُ الْحَدِيثِ قَائِمًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 541 حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي عَزَّةَ، ثنا الْبَدِّيُّ زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: «لَا بَأْسَ بِتَقْدِيمِ الْحَدِيثِ وَتَأْخِيرِهِ، إِذَا أَصَبْتَ الْمَعْنَى مَا لَمْ تَزِدْ فِيهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 541 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، ثنا أَبُو يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ الضُّبَعِيَّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: «إِنْ كَانَ الْخَمْسَةُ، أَوِ السِّتَّةُ لَتُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ لَيْسَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا يُقَدِّمُ وَيُؤَخِّرُ، إِلَّا أَنَّ الْمَعْنَى وَاحِدٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 541 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سِرَاجٍ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ لَيْثُ بْنُ عَبْدَةَ الْحَرَّانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ الْخُشَنِيُّ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ الْفِلَسْطِينِيُّ الْكِنَانِيُّ، عَنْ مَنْ، سَمِعَ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ، وَسَأَلُوهُ أَنْ يُحَدِّثَهُمُ حَدِيثًا لَيْسَ فِيهِ وَهْمٌ وَلَا نُقْصَانُ، فَغَضِبَ وَاثِلَةُ وَقَالَ: «الْمَصَاحِفُ تُدِيمُونَ فِيهَا النَّظَرَ بُكْرَةً وَعَشِيًّا، وَأَنْتُمْ تَهِمُونَ وَتَزِيدُونَ وَتُنْقِصُونَ» قَالَ الْوَلِيدُ: وَأَقُولُ حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَغَيْرُهُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ أَنْهَ حَدَّثَهُمْ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ عَنْ وَاثِلَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 542 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَنْبَرٍ الْكِنْدِيُّ، ثنا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ الْحَسَنَ قَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، الرَّجُلُ يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ لَا يَأْلُو فِيهِ، يَزِيدُ وَيَنْقُصُ؟ فَقَالَ: «وَأَيُّنَا يُطِيقُ ذَلِكَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 542 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ، ثنا [ص: 543] قَبِيصَةُ، ثنا سُفْيَانُ، ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْجُنَيْدِ، ثنا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، ثنا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَيْفِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «لِأَنْ أُنْقِصَ مِنَ الْحَدِيثِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَزِيدَ فِيهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 542 حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ رَوَاحَةَ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، ثنا عُمَرُ يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ، ثنا سَيْفٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «أَنْقِصْ مِنَ الْحَدِيثِ مَا شِئْتَ وَلَا تَزِدْ فِيهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 543 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُلَاعِبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَائِشَةَ، يَقُولُ: قَالَ لَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ: «عَلَّمْنَا سُفْيَانُ اخْتِصَارَ الْحَدِيثِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 543 حَدَّثَنَا ابْنُ مَنِيعٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيَّ، يَقُولُ: «إِنِّي لَأُحَدِّثُ الْحَدِيثَ مَا أَتْرُكُ مِنْهُ كَلِمَةً» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 543 بَابُ الْمُعَارَضَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 544 حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: " أَكَتَبْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: عَارَضْتَ؟ قُلْتُ: لَا قَالَ: لَمْ تَكْتُبْ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 544 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَكْرٍ السَّرَّاجُ، ثنا أَبُو هَمَّامٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: " أَكَتَبْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: قَابَلْتَ؟ قُلْتُ: لَا قَالَ: لَمْ تَكْتُبْ يَا بُنَيَّ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 544 حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُودٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْحَرِيشِ , حَدَّثَنَي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيُّ، ثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا أَبَانُ الْعَطَّارُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: «مَنْ كَتَبَ وَلَمْ يُعَارِضْ، كَانَ كَمَنْ خَرَجَ مِنَ الْمَخْرَجِ وَلَمْ يَسْتَنْجِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 544 بَابُ الْمُذَاكَرَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 545 حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، ثنا زَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، عَنْ كَهْمَسٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «تَدَاوَرُوا وَتَذَاكَرُوا هَذَا الْحَدِيثَ، إِنْ لَا تَفْعَلُوا يَدْرُسُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 545 حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ السُّوسِيُّ، ثنا عُقْبَةُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا غَسَّانُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: كَانَ أَبُو سَعِيدٍ يَقُولُ: «تَدَاوَرُوا وَتَذَاكَرُوا، فَإِنَّ الْحَدِيثَ يُذَكِّرُ الْحَدِيثَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 545 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو الْخَطَّابِ الْحَسَّانَيُّ، ثنا مَالِكُ بْنُ سُعَيْرٍ، ح وَحَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا وَكِيعٌ، ح وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَهْلٍ الْعَدَوِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْأَزْهَرِ، ثنا جَرِيرٌ، كُلُّهُمْ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: «تَذَاكَرُوا، فَإِنَّ الْحَدِيثَ يُهَيِّجُ الْحَدِيثَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 546 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثنا عَوْنُ بْنُ سَلَّامٍ، ثنا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: «إِحْيَاءُ الْعِلْمِ الْمُذَاكَرَةُ، وَآفَتُهُ النِّسْيَانُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 546 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ الْغَزَّاءُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: «تَذَاكَرُوا الْحَدِيثَ، فَإِنَّ ذِكْرَهُ حَيَاتُهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 546 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثنا ضِرَارٌ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ أَبِي إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «تَذَاكَرُوا الْحَدِيثَ، فَإِنَّ حَيَاتَهُ مُذَاكَرَتُهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 546 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثنا يَحْيَى، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، وَخَالِدٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: " إِحْيَاءُ الْحَدِيثِ مُذَاكَرَتُهُ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ: رَحِمَكَ اللَّهُ كَمْ مِنْ حَدِيثٍ حَسَنٌ قَدْ ذَكَرْتَنِيهِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 546 حَدَّثَنِي مُهَذَّبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ النَّصِيبِيُّ، ثنا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «إِذَا سَمِعْتُمْ مِنِّي حَدِيثًا، فَتَذَاكَرُوهُ بَيْنَكُمْ، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ وَأَحْرَى أَلَا تَنْسُوهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 547 حَدَّثَنَا ابْنُ زُهَيْرٍ أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا الْحَارِثِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِنَانٍ، ثنا يَعْقُوبُ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «تَذَاكَرُوا الْحَدِيثَ لَا يَتَفَلَّتُ مِنْكُمْ، إِنَّهُ لَيْسَ بِمَنْزِلَةِ الْقُرْآنِ، إِنَّ الْقُرْآنَ مَحْفُوظٌ مَجْمُوعٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 547 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ، ثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ: «تَذَاكَرُوا الْحَدِيثَ، فَإِنَّ الْحَدِيثَ يُهَيِّجُ الْحَدِيثَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 547 وَأَنْشَدَنَا عَزِيزُ بْنُ سِمَاكٍ الْكَرْمَانِيُّ وَكَانَ مِنْ حُفَّاظِ الْحَدِيثِ، لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ: [البحر الكامل] مَا لَذَّتِي إِلَّا رِوَايَةُ مُسْنَدٍ ... قَدْ قَيَّدْتُ بِفَصَاحَةِ الْأَلْفَاظِ وَمَجالِسٌ فِيهَا عَلَيَّ سَكِينَةٌ ... وَمُذَكَرَاتُ مَعَاشِرِ الْحُفَّاظِ نَالُوا الْفَضِيلَةَ وَالْكَرَامةَ وَالنُّهَى ... مِنْ رَبِّهِمْ بِرِعَايَةٍ وَحِفَاظِ [ص: 548] لَاظُوا بِرَبِّ الْعَرْشِ لَمَّا أَيْقَنُوا ... أَنَّ الْجِنَّانَ لِعُصْبَةٍ لُوَّاظِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 547 حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُجَاهِدٍ، ثنا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، يُعَاتِبُ أَصْحَابَ الْأَوْزَاعِيِّ يَقُولُ: «مَا لَكُمْ لَا تَجْتَمِعُونَ، مَا لَكُمْ لَا تَذَاكَرُونَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 548 بَابُ مَنْ كَانَ يَتَهَيَّبُ الرِّوَايَةَ وَيَتَوَقَّاهَا وَيُكْثِرُ التَّشَكُّكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 549 حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، ثنا حَفْصٌ، ثنا الْأَعْمَشُ، ثنا عُمَارَةُ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: " كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَمْكُثُ السَّنَةَ لَا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَتْهُ الرِّعْدَةُ، وَيَقُولُ: أَوْ هَكَذَا أَوْ نَحْوَهُ أَوْ شَبَهَهُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 549 حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْدِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، ح وَحَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو سَعِيدٍ يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: " اخْتَلَفْتُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ سَنَةً، فَمَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَّا أَنَّهُ جَرَى عَلَى لِسَانِهِ يَوْمًا فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَلَاهُ كَرْبٌ حَتَّى جَعَلَ يَعْرَقُ، ثُمَّ قَالَ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ ذَا أَوْ دُونَ ذَا، أَوْ نَحْوَ ذَا " قَالَ أَبِي فِي حَدِيثِهِ: فَنَكَّسَ رَأْسَهُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَرَأَيْتُهُ قَدْ حَلَّ إِزَارَهُ [ص: 550] وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ، وَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ، قَالَ: أَوْ فَوْقَ ذَاكَ، أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَاكَ، أَوْ شَبِيهًا بِذَاكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 549 حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، ثنا ابْنُ أَبِي رَجَاءٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ: " أَنَّهُ كَانَ إِذَا حَدَّثَ قَالَ: أَوْ نَحْوَهُ، أَوْ شَكْلَهُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 550 حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ إِسْرَائِيلَ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، ثنا مُعَاذٌ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: " كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ إِذَا حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفَرَغَ مِنْهُ قَالَ: أَوْ كَمَا قَالَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 550 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى يَقُولُ: كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، فَنَقُولُ لَهُ: حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّا كَبُرْنَا وَنَسِينَا، وَالْحَدِيثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَدِيدٌ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 550 حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَكِّيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ الْمِصْرِيُّ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: قَالَ شُرَحْبِيلُ بْنُ السِّمْطِ لِكَعْبِ بْنِ مُرَّةَ الْبَهْزِيِّ: «حَدِّثْنِي مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاحْذَرْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 550 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: جَالَسْتُ ابْنَ عُمَرَ سَنَةً، فَمَا سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 551 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْغَزَّاءُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ يَحْيَى الْأَشْنَانِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَخْوَفَ مِنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، كَانَ إِذَا ذَكَرَ الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَغَيَّرَ وَجْهُهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 551 حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ شَرِيكٍ، ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَعَطَاءٌ بَعْدَ الْعَصْرِ خَلْفَ الْمَقَامِ، إِذْ جَاءَنَا الْأَعْمَشُ فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَنْبَأْتَنَا عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ: أَهْلَلْنَا بِالْحَجِّ خَالِصًا فَقَالَ عَطَاءٌ: قَدْ أَنْبَأْتُكَ فَدَعْنَا عَنْكَ فَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: فَقُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَتُحَدِّثُ أَهْلَ الْعِرَاقِ بِمِثْلِ هَذَا؟ فَقَالَ عَطَاءٌ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: " لَوْلَا آيَتَانِ أَوْ قَالَ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا حَدَّثْتُ بِشَيْءٍ أَبَدًا: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ} [البقرة: 159] " قَالَ عَطَاءٌ: «لَوْلَا هَذِهِ الْآيَةُ مَا حَدَّثْتُ بِشَيْءٍ أَبَدًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 551 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: قِيلَ لِمِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ: مَا أَكْثَرَ تَشَكُّكَ قَالَ: «تِلْكَ مَحَامَاةٌ عَلَى الْيَقِينِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 552 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ الْأَحْوَلُ قَالَ: سَمِعْتُ مِسْعَرًا يَقُولُ: «أَنَا أَشُكُّ فِي كُلِّ شَيْءٍ، إِلَّا فِي الْإِيمَانِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 552 بَابُ مَنْ كَرِهَ كَثْرَةَ الرِّوَايَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 553 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ قَرَظَةَ بْنِ كَعْبٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: «أَقِلُّوا الرِّوَايَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا شَرِيكُكُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 553 حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْبُرِّيِّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ الْبَرْمَكِيُّ الشَّيْخُ الصَّالِحُ، ثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، حَبَسَ بَعْضَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمُ ابْنُ مَسْعُودٍ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ فَقَالَ: «قَدْ أَكْثَرْتُمُ الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْبُرِّيِّ: يَعْنِي مَنَعَهُمُ الْحَدِيثَ، وَلَمْ يَكُنْ لِعُمَرَ حَبْسٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 553 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ بْنِ عِيسَى، يَنْزِلُ جَبَلَ رَامَهُرْمُزَ ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بِسْطَامٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَظُنُّهُ ابْنَ يُوسُفَ قَالَ: سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ يُحَدِّثُ قَالَ: أَرْسَلَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ: قُلْ لَهُ: " يَقُولُ لَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ: مَا هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَقَدْ أَكْثَرْتَ لَتَنْتَهِيَنَّ أَوْ لَأَلْحَقَنَّكَ بِجِبَالِ دَوْسٍ، وَأْتِ كَعْبًا، فَقُلْ لَهُ: يَقُولُ لَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانُ: مَا هَذَا الْحَدِيثُ؟ قَدْ مَلَأْتَ الدُّنْيَا حَدِيثًا، لَتَنْتَهِيَنَّ أَوْ لَأَلْقِيَنَّكَ بِجِبَالِ الْقِرَدَةِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 554 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثنا سُوَيْدُ بنُ سَعِيدٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ جَدِّهِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: «مَا أَكْثَرَ مَا تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّكَ لَتُحَدِّثُ بِأَشْيَاءَ مَا سَمِعْنَاهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» ، فَقَالَ لَهَا أَبُو هُرَيْرَةَ: «كَانَ يَشْغَلُكِ عَنْهَا الْمَرْآةُ وَالْمُكْحِلَةُ، وَلَمْ يَكُنْ يَشْغَلُنِي عَنْهَا شَيْءٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 555 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثنا حَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْوَرَّاقُ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قِيلَ لِعَائِشَةَ: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: «أَدْنُوهُ مِنِّي» ، فَأَدْنُوهُ فَقَالَتْ: «أَذَكَّرْتَنِي شَيْئًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، كَذَا كَانَ فِي الْأَصْلِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 555 حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، ثنا ضاهرُ بْنُ نُوحٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، حَفِظَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسَ جُرُبِ أَحَادِيثَ، وَقَالَ: «إِنِّي أَخْرَجْتُ مِنْهَا جِرَابَيْنِ، وَلَوْ أَخْرَجْتُ الثَّالِثَ لَرَمَيْتُمُونِي بِالْحِجَارَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 556 حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: «بَسَطْتُ ثَوْبِي عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ جَمَعَ ثَوْبِي فَلَاثَهُ، فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا بَعْدُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 556 حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: «أَنْتَ كُنْتَ أَلْزَمْنَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْفَظْنَا لِحَدِيثِهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 557 حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، ثنا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: «صَحِبْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ سَنَةً، فَمَا سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 557 حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ شَرِيكٍ، ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَبُو ذَبَانَ، وَكَانَ قَدَرِيًّا، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «أَحْصَيْنَا حَدِيثَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا بَضْعَةٌ وَخَمْسُونَ حَدِيثًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 557 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ كَعْبٍ [ص: 558] ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الْحَدِيثِ عَنِّي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 557 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هَارُونِ بْنِ رَوْحٍ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْبَرْدِيجِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ الْمِصْرِيُّ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: «لَيْسَ الْعِلْمُ بِكَثْرَةِ الرِّوَايَةِ، وَلَكِنَّهُ بِجَعْلِهِ اللَّهُ فِي الْقُلُوبِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 558 حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْدِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ السَّدُوسِيُّ، ثنا أَبُو غُصْنٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ شُبْرُمَةَ: «أَقِلَّ الرِّوَايَةَ تَفْقَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 558 حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَازِنِيُّ، ثنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعَيْبٍ الْمَازِنِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ فِقْهٌ مِنْ سُوسِهِ، لَمْ تَنْفَعْهُ كَثْرَةُ الرِّوَايَةِ لِلْحَدِيثِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 558 قَالَ: وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: «إِنَّهُ لَا يَنْفَعُ هَذَا الْعِلْمُ إِلَّا مَنْ كَانَ لَهُ طَبْعٌ فِي الْعِلْمِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 558 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثنا ضِرَارُ بْنُ صُرَدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ الْغِفَارِيُّ، حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ: " أَنَّهُ مَرَّ هُوَ وَرَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو [ص: 559] يُوسُفَ ابْنُ تَمِيمٍ عَلَى رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو يُوسُفَ: إِنَّا نَجِدُ عِنْدَ غَيْرِكَ مِنَ الْحَدِيثِ مَا لَا نَجِدُهُ عِنْدَكَ؟ قَالَ: أَمَا أَنَّ عِنْدِيَ حَدِيثًا كَثِيرًا، وَلَكِنْ هَذَا رَبِيعَةُ بْنُ الْهُدَيْرِ كَانَ يَلْزَمُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ يَذْكُرُ أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ طَلْحَةَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 558 حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُهَيْلٍ الْفَقِيهُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، بِمَكَّةَ، ثنا مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ قَالَ لِابْنَيْ أُخْتِهِ أَبِي بَكْرٍ وَإِسْمَاعِيلَ ابْنَيْ أَبِي أُوَيْسٍ: " أُرَاكُمَا تُحِبَّانِ ذَا الشَّأْنِ، وَتَطْلُبَانِهِ؟ قَالَا: نَعَمْ قَالَ: إِنْ أَحْبَبْتُمَا أَنْ تَنْتَفِعَا بِهِ، وَيَنْفَعُ اللَّهُ بِكُمَا فَأَقِلَّا مِنْهُ وَتَفَقَّهَا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 559 حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا أَبُو تَوْبَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: قَالَ لِي مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: «نَحْنُ إِلَى قَلِيلٍ مِنَ الْأَدَبِ أَحْوَجُ مِنَّا إِلَى كَثِيرٍ مِنَ الْحَدِيثِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 559 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ، ثنا مَذْكُورُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَفَّانَ يَقُولُ وَسَمِعَ قَوْمًا يَقُولُونَ: نَسَخْنَا كُتُبَ فُلَانٍ، وَنَسَخْنَا كُتُبَ فُلَانٍ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «تَرَى هَذَا الضَّرْبَ مِنَ النَّاسِ لَا يُفْلِحُونَ، كُنَّا نَأْتِي هَذَا فَنَسْمَعُ مِنْهُ مَا لَيْسَ عِنْدَ هَذَا، وَنَسْمَعُ مِنْ هَذَا مَا لَيْسَ عِنْدَ هَذَا، فَقَدِمْنَا الْكُوفَةَ، فَأَقَمْنَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ، وَلَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَكْتُبَ مِائَةَ أَلْفِ حَدِيثٍ لَكَتَبْنَا بِهَا، فَمَا كَتَبْنَا إِلَّا قَدْرَ خَمْسِينَ أَلْفِ حَدِيثٍ، وَمَا رَضِينَا مِنْ أَحَدٍ بِالْإِمْلَاءِ إِلَّا شَرِيكًا فَإِنَّهُ أَبَى عَلَيْنَا، وَمَا رَأَيْنَا بِالْكُوفَةِ لَحْنًا مَجُوزًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 559 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثنا عُثْمَانُ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: «قَدِمْتُ الْكُوفَةَ قَبْلَ الْجَمَاجِمِ فَرَأَيْتُ فِيهَا أَرْبَعَةَ آلَافٍ يَطْلُبُونَ الْحَدِيثَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 560 حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ بَهَانَ، ثنا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: «أَتَيْتُ الْكُوفَةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا أَرْبَعَةَ آلَافٍ يَطْلُبُونَ الْحَدِيثَ، وَأَرْبَعَمِائَةٍ قَدْ فَقِهُوا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 560 حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ السُّوسِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيُّ، ثنا هَانِئ بْنُ سِكِّينٍ الْعَبْسِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، وَذُكِرَ عِنْدَهُ كَثْرَةُ الْمُحَدِّثِينَ فَقَالَ: " أَوَلَيْسَ قد يُضْرَبُ مَثَلٌ: إِذَا كَثُرَ الْمَلَّاحُونَ غَرِقَتِ السَّفِينَةُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 560 بَابُ مَنْ كَرِهَ أَنْ يَرْوِيَ أَحْسَنَ مَا عِنْدَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 561 حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ رَوَاحَةَ الْعَدَوِيُّ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، ثنا أَشْهَلُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَقُولُ: «كَانُوا يَكْرَهُونَ إِذَا اجْتَمَعُوا أَنْ يُخْرَجَ الرَّجُلُ أَحْسَنَ حَدِيثِهِ، أَوْ أَحْسَنَ مَا عِنْدَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 561 حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، عَنْ دَاوُدَ الطَّائِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «كَانُوا يَكْرَهُونَ إِذَا اجْتَمَعُوا أَنْ يَخْرُجَ الرَّجُلُ أَحْسَنَ حَدِيثِهِ أَوْ أَحْسَنَ مَا عِنْدَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 561 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ السَّرَّاجُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا الْحَسَنُ [ص: 562] بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا عِيسَى بْنُ الْمُسَيَّبِ الْبَجَلِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ يَقُولُ: «لَا تُحَدِّثِ النَّاسَ بِأَحْسَنَ مَا عِنْدَكَ، فَيَرْفُضُوكَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 561 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الطَّبَرِيُّ، ثنا أَبُو الزِّنْبَاعِ الْمِصْرِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ زُهَيْرَ بْنَ مُعَاوِيَةَ، يَقُولُ لِعِيسَى بْنِ يُونُسَ: " يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يَتَوَقَّى رِوَايَةَ غَرِيبِ الْحَدِيثِ، فَإِنِّي أَعْرِفُ رَجُلًا كَانَ يُصَلِّي فِي الْيَوْمِ مِائَتَيْ رَكْعَةٍ، مَا أَفْسَدَهُ عِنْدَ النَّاسِ إِلَّا رِوَايَتُهُ غَرَائِبَ الْحَدِيثِ، وَلَقَدْ أَخَذْتُ مِنْهُ كِتَابَ زُبَيْدٍ الْأَيَامِيِّ، فَانْطَلَقْتُ بِهِ إِلَى زُبَيْدٍ، فَمَا غَيَّرَ مِنْهُ حَرْفًا، إِلَّا أَنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي أَحَادِيثَ سَمِعَهَا مِنِّي: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ آدَمَ، أَوْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ آدَمَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 562 حَدَّثَنَا جَعْفَرُ الْفِرْيَابِيُّ، ثنا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يُوسُفَ يَقُولُ: «مَنْ تَتَبَّعَ غَرِيبَ الْحَدِيثِ كَذَبَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 562 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمَّارٍ قَالَ: «تَيَمَّمْنَا [ص: 563] مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَنَاكِبِ» قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَضَرْتُ سُفْيَانَ وَسَأَلَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَحَدَّثَ بِهِ، وَقَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ وَحَضَرْتِ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ أَتَى الزُّهْرِيَّ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنَّ النَّاسَ يُنْكِرُونَ عَلَيْكَ حَدِيثَيْنِ تُحَدِّثُ بِهِمَا قَالَ: مَا هُمَا؟ قَالَ: أَحَدُهُمَا: «تَيَمَّمْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَنَاكِبِ» فَقَالَ: حَدَّثَنَاهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 562 حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ سُهَيْلٍ، ثنا زَيْدُ بْنُ أَخْرَمَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ قَالَ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: " يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ حَدِيثَ مَجُوسِ هَجَرٍ؟ قَالَ [ص: 564] : فَنَظَرَ إِلَيَّ، ثُمَّ أَعْرَضَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ حَدِيثَ مَجُوسِ هَجَرٍ؟ قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيَّ، ثُمَّ أَعْرَضَ عَنِّي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ إِلَى جَنْبِهِ، فَحَدَّثَنِي بِهِ، وَكَانَ إِذَا كَانَ الْحَدِيثُ حَسَنًا لَمْ يَكَدْ يُحَدِّثْ بِهِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 563 حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُودٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا ابْنُ شَبَّةَ، ثنا سُلَيْمَانُ صَاحِبُ الْبَصْرِيِّ، ثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: جَاءَنِي يَحْيَى الْأَصْفَرُ فَقَالَ: أَخْرِجْ لِي كِتَابَ الْأَشْعَثِ لِعَلِّي أَجِدُ فِيهِ شَيْئًا غَرِيبًا فَقُلْتُ: «لَوْ كَانَ فِيهِ شَيْءٌ غَرِيبٌ لَمَحَوْتُهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 564 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحُسَيْنُ الْفَارِسِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ، يَقُولُ: " لَوْلَا أَنْ تَصْنَعُوا بِي مَا صُنِعَ بِالْحَسَنِ، لَحَدَّثْتُكُمْ بِأَحَادِيثَ مُوَنَّقَةٍ، قَالَ: مَنَعُوهُ الْقَائِلَةَ، مَنَعُوهُ الْقَائِلَةَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 564 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ الْمَازِنِيُّ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «كَانُوا يَكْرَهُونَ غَرِيبَ الْحَدِيثِ وَالْكَلَامَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 565 بَابُ مَنِ اسْتَثْقَلَ إِعَادَةَ الْحَدِيثِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 566 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ اللَّهُ، فَارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ» قَالُوا: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَعِدْهُ فَقَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: «إِعَادَةُ الْحَدِيثِ أَشَدُّ مِنْ نَقْلِ الصَّخْرِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 566 حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ يَقُولُ: «رَدُّ الْحَدِيثِ أَشَدُّ مِنْ نَقْلِ الْحِجَارَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 567 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: «تَكْرِيرُهُ أَشَدُّ مِنْ نَقْلِ الْحَجَرِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 567 قَالَ أَحْمَدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْحُرَيْسِ: ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: «تَكْرِيرُ الْحَدِيثِ يَذْهَبُ بِنُورِهِ» حَدَّثَنَا ابْنُ مَنِيعٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَزَادَ فِيهِ: وَمَا قُلْتُ لِأَحَدٍ قَطُّ أعِدْ عَلَيَّ وَحَدَّثَنَاهُ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا حَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 567 حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ثنا أَيُّوبُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، ذَاتَ يَوْمٍ حَدِيثًا، فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: أَعِدْهُ، قَالَ: «إِنِّي مَا كُلُّ سَاعَةٍ أَحْلِبُ فَأَشْرَبُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 567 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْجُنَيْدِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا السَّائِبِ سَلْمَ بْنَ جُنَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ حَفْصَ بْنَ غِيَاثٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشُ يَقُولُ: «رَدَدْتُمُوهُ عَلَيَّ حَتَّى صَارَ فِي فَمِي أَمَرَّ مِنَ الْعَلْقَمِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 568 حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَازِنِيُّ، ثنا هَارُونُ الْعَدَوِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: " قَدْ رَوَيْتُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَرْبَعِينَ حَدِيثًا فِي مَجْلِسٍ، ثُمَّ شَكَكْتُ فِي إِسْنَادِ حَدِيثٍ، فَجِئْتُهُ أَسْتَثْبِتُهُ، فَضَجِرَ عَلَيَّ، وَقَالَ: مَا هَكَذَا كُنَّا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 568 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ بْنِ بَسَّامٍ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ثنا الْحَسَنُ الْجَفْرِيُّ قَالَ: " فِي حِكْمَةِ آلِ دَاوُدَ: لَا يُعَادُ الْحَدِيثُ مَرَّتَيْنِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 568 مَنِ اخْتَصَّ بِالْحَدِيثِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 568 حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَازِنِيُّ، ثنا أَبُو حَفْصٍ الْفَلَّاسُ، قَالَ [ص: 569] : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: «كَانَ شُعْبَةُ الْحَافِظُ يَحْلِفُ لَا يُحَدِّثُ، فَيَسْتَثْنِي مُعَاذًا وَخَالِدًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 568 حَدَّثَنَا مُهَذَّبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ النَّصِيبِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ، يَقُولُ: " رُبَّمَا رَأَيْتُ سُفْيَانَ يَجْذِبُ الرَّجُلَ مِنْ وَسَطِ الْحَلْقَةِ، فَيُحَدِّثُهُ بِعِشْرِينَ حَدِيثًا، وَالنَّاسُ قُعُودٌ قَالُوا: لَعَلَّهُ كَانَ ضَعِيفًا؟ قَالَ: لَا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 569 حَدَّثَنَا مُهَذَّبٌ، ثنا إِسْحَاقُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ يَقُولُ: " رَأَيْتُ سُفْيَانَ وَشُعْبَةَ وَابْنَ عَوْنٍ وَمَالِكًا وَابْنَ جُرَيْجٍ يَدْعُو أَحَدُهُمُ الرَّجُلَ فَيُحَدِّثُهُ بِأَرْبَعِ مِائَةِ حَدِيثٍ أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ، وَيَدَعُ أَصْحَابَهُ، وَرَأَيْتُ شُعْبَةَ يَتْبَعُهُ اثْنَانِ، فَدَعَا أَحَدُهُمَا، وَقَالَ لِلْآخَرِ: لَا تَجِيءْ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 569 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْغَزَّاءُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ لِمِسْعَرٍ: " تُحَدِّثُ وَاحِدًا وَتَدَعُ آخَرَ؟ قَالَ: يَخِفُّ عَلَيَّ أَنْ أُحَدِّثَ وَاحِدًا وَأَدَعُ آخَرَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 569 قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ: " مَعَ مَنْ كُنْتَ تَدْخُلُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: مَعَ عَطَاءٍ وَالْعَامَّةِ قُلْتُ لِطَاوُسٍ: مَعَ مَنْ كُنْتَ تَدْخُلُ؟ قَالَ: مَعَ الْخَاصَّةِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 569 حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَطَنٍ، ثنا أَبُو زَيْدٍ عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، قَالَ [ص: 570] : قَالَ لِي أَبُو عَاصِمٍ: «أَمَا تَرَى لِي فِيكُمْ خَصَائِصَ أُحِبُّ أَنْ أُوثِرَهُمُ؟ بَلَى وَاللَّهِ، وَلَوْ فَعَلْتَهُ لَكَانَ لِي قُدْوَةً، كُنَّا نَكُونُ عَلَى بَابِ ابْنِ عَوْنٍ، فَيَأْتِيهِ ابْنَانِ لِسَلَمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، فَيُحَدِّثُهُمَا وَنَحْنُ بِالْبَابِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 569 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ التُّسْتَرِيُّ وَيُعْرَفُ بِالدُّسْتُوَائِيِّ ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحَارِثِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُسَامَةَ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ حَدِيثٍ، وَقَالَ: أَنَا غَرِيبٌ فَقَالَ: «أَهْلُ بَلَدِي حَقُّهُمْ أَوْجَبُ عَلَيَّ مِنْكَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 570 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا أَبُو قِلَابَةَ الرَّقَاشِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ، وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَاصِمٍ، أَنَا غَرِيبٌ، فَحَدِّثْنِي قَالَ: " أَهْلُ مِصْرِي وَاللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْكَ ثُمَّ قَالَ: أَلَا تَدْرِي مَا كَانَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ يَقُولُ إِذَا قَالَ لَهُ الرَّجُلُ: أَنَا غَرِيبٌ؟ كَانَ يَقُولُ: أَهْلُ مِصْرِي وَاللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْكَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 571 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجُنَيْدِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، ثنا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: «لَا تُحَدِّثْ بِالْحَدِيثِ مَنْ لَا يَعْرِفُهُ، يَضُرُّهُ وَلَا يَنْفَعُهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 571 وَضْعُهُ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 571 حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ الْكَاغِدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: «إِنَّ لِلْحَدِيثِ آفَةً، وَنَكِدًا وَهُجْنَةً، فَآفَتُهُ نِسْيَانُهُ، وَنَكِدُهُ الْكَذِبُ، وَهُجْنَتُهُ نَشْرُهُ عِنْدَ غَيْرِ أَهْلِهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 571 حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ بَهَانَ، ثنا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: «آفَةُ الْحَدِيثِ النِّسْيَانُ، وَإِضَاعَتُهُ أَنْ تُحَدِّثَ بِهِ غَيْرَ أَهْلِهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 572 حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ الْغَزَّالُ، ثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا مُجَالِدٌ، حَدَّثَنِي الشَّعْبِيُّ بِحَدِيثِ الْحِمَارِ الَّذِي عَاشَ بَعْدَمَا مَاتَ، فَرَوَيْتُهُ عَنْهُ، فَأَتَاهُ قَوْمٌ فَسَأَلُوهُ عَنْهُ، فَقَالَ: مَا حَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَطُّ فَأَتَونِي، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أَوَ مَا حَدَّثْتَنِي؟ فَقَالَ: «أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثِ الْحُكَمَاءِ، وَتُحَدِّثُ بِهِ السُّفَهَاءَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 572 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّلْحِيُّ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ شُعْبَةَ، ح، وَحَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزِّيَادِيُّ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ [ص: 573] ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ: «إِنَّ لِكُلِّ مَقَامٍ مَقَالًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 572 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ سَلَّامٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ شِمْرٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: «يَا جَابِرُ، لَا تَنْشُرِ الدُّرَّ بَيْنَ أُرْجُلِ الْخَنَازِيرِ، فَإِنَّهُمْ لَا يَصْنَعُونَ بِهِ شَيْئًا» وَذَلِكَ نَشْرُ الْعِلْمِ عِنْدَ مَنْ لَيْسَ لَهُ بِأَهْلٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 573 حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الْكَاغِدِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَا: ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، ثنا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، يَقُولُ: «انْظُرُوا إِلَى هَذِهِ الدَّنَانِيرِ، لَا تَلْقُوهَا عَلَى الْكَنَايِسِ» يَعْنِي الْحَدِيثَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 573 حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ، قَالَا: ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، ثنا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، يَقُولُ: «لَا تَنْثُرُوا اللُّؤْلُؤَ عَلَى أَظْلَافِ الْخَنَازِيرِ» يَعْنِي الْحَدِيثَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 573 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الدِّينُّورِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، ثنا يَحْيَى، ثنا شُعْبَةُ قَالَ: " رَأَنِي الْأَعْمَشُ أُحَدِّثُ قَوْمًا فَقَالَ: وَيْحَكَ - أَوْ وَيْلَكَ - يَا شُعْبَةُ، تُعَلِّقُ الدُّرَّ فِي أَعْنَاقِ الْخَنَازِيرِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 573 أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَسَّانَ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ، ثنا ابْنُ عَبَّاسٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبَّادٍ الْأَزْدِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمَّادٍ الْكِنْدِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «أَكْثِرُوا الْعِلْمَ، وَلَا تَضَعُوهُ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ، كَقَاذِفِ اللُّؤْلُؤِ إِلَى الْخَنَازِيرِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 574 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، وَغَيْرُهُ، قَالَا: ثنا الرَّبِيعُ بْنُ تَغْلِبٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي الْعَيْزَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَطْرَحُوا الدُّرَّ فِي أَفْوَاهِ الْكِلَابِ» يَعْنِي: الْفِقْهَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 574 حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّحَافُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ، ثنا أَبُو خَالِدٍ قَالَ: " سُئِلَ الْأَعْمَشُ عَنْ حَدِيثٍ، فَقَالَ لِأَبِي الْمُخْتَارِ: تَرَى أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ؟ قَالَ: فَغَمَّضَ عَيْنَيْهِ، وَقَالَ: لَا يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، مَا أَرَى أَحَدًا، قَالَ: فَحَدَّثَ بِهِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 574 حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ سُهَيْلٍ، ثنا الْعَبَّاسُ التَّرْقُفِيُّ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْمُهَلَّبِ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: " كَانَ زَائِدَةُ لَا يُحَدِّثُ أَحَدًا حَتَّى يَمْتَحِنُهُ، فَإِنْ كَانَ غَرِيبًا، قَالَ لَهُ: مَنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ فَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ قَالَ: أَيْنَ مُصَلَّاكَ؟ وَيَسْأَلُ كَمَا يَسْأَلُ الْقَاضِي عَنِ الْبَيِّنَةِ، فَإِذَا قَالَ لَهُ سَأَلَ عَنْهُ، فَإِنْ كَانَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ قَالَ [ص: 575] : لَا تَعُودَنَّ إِلَى هَذَا الْمَجْلِسِ، فَإِنْ بَلَغَهُ عَنْهُ خَيْرًا أَدْنَاهُ وَحَدَّثَهُ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا الصَّلْتِ، لِمَ تَفْعَلْ هَذَا؟ قَالَ: أَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ الْعِلْمُ عِنْدَهُمْ، فَيَصِيرُوا أَئِمَّةً يُحْتَاجُ إِلَيْهِمْ، فَيُبَدِّلُوا كَيْفَ شَاءُوا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 574 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَنْصَارِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ شُمَيْرٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ هُرْمُزٍ، قَالَ: «لَا تُحَدِّثْ بِالْحِكْمَةِ السُّفَهَاءَ فَيُكَذِّبُوكَ، وَلَا تُحَدِّثْ بِالْبَاطِلِ الْحُكَمَاءَ فَيَمْقَتُوكَ، وَلَا تَمْنَعِ الْعِلْمَ أَهْلَهُ فَتَأْثَمْ، وَلَا تَضَعْهُ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ فَتُجَهَّلَ، إِنَّ عَلَيْكَ فِي عِلْمِكَ حَقًّا، كَمَا إِنَّ عَلَيْكَ فِي مَالِكَ حَقًّا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 575 حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، ثنا الْفَضْلُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَهْوَازِيُّ، ثنا نَصْرُ بْنُ قُدَيْدٍ أَبُو صَفْوَانَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الصَّوَّافُ، ثنا أَرْطَأَةُ بْنُ أَبِي أَرْطَأَةَ، قَالَ: " رَأَيْتُ عِكْرِمَةَ مَعَ رَهْطٍ، فِيهِمْ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، فَقَالُوا: إِنَّ لِلْعِلْمِ ثَمَنًا، فَلَا تُعْطُوهُ حَتَّى تَأْخُذُوا ثَمَنَهُ، قَالُوا: وَمَا ثَمَنُهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: أَنْ تَضَعُوهُ عِنْدَ مَنْ يُحْسِنُ حَمْلَهُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 575 حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَنَدِيُّ، ثنا صَامِتُ بْنُ مُعَاذٍ الْجَنَدِيُّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عُيَيْنَةَ، فَأَضْجَرَهُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ وَآذُوهُ، فَقَالَ: " قُومُوا عَنِّي، أُحَدِّثُكُمْ وَتُؤْذُونِي وَتَسْمَعُونِي فَقَامُوا، حَتَّى كَانُوا [ص: 576] بِالْقُرْبِ مِنْهُ، فَقَالَ: أَلَا تَرَى هَذِهِ الْوُجُوهَ؟ هَلْ تَرَى فِيهَا مِنَ الْخَيْرِ شَيْئًا؟ أَحَدُهُمْ يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ عَوْنًا لِلسُّلْطَانِ، ثُمَّ تَأَوَّهُ فَقَالَ: وَدِدْتُ أَنِّي وَجَدْتُ لِهَذَا الْعِلْمِ أَهْلًا، فَأُكْثِرُ عَلَيْهِمْ مِنْهُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 575 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْغَزَّالُ، ثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ، فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثٍ، فَقَالَ: " لَحْسُ السَّمَاءِ قَبْلَ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ: هُوَ حَدِيثٌ وَاحِدٌ، فَقَالَ: الْمَوْتُ دُونَ ذَلِكَ قَالَ: إِنَّمَا هُوَ حَدِيثٌ خَطَأٌ، قَالَ: الْمَوْتُ الْأَحْمَرُ فِي الْجَوَالِقَاتِ السُّودِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 576 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَنْصَارِيُّ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، قَالَ: كَانَ عِيسَى يَقُولُ: «نَحْنُ كَالطَّبِيبِ الْعَلِيمِ، يَضَعُ دَوَاءَهُ حَيْثُ يَنْفَعُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 576 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثنا ضِرَارُ بْنُ صُرَدٍ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: «مَا حَدَّثَ مُحَدِّثٌ قَوْمًا حَدِيثًا لَا تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ إِلَّا كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 577 الْمُنَافَسَةُ فِيهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 577 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَذَنِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَيَّاشٍ، يَقُولُ: قَدِمْتُ الْكُوفَةَ، فَلَمَّا أَنْ كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ خَرَجْتُ فِي وَقْتٍ حَارٍّ، فَإِذَا أَنَا بِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ مُقَنِّعٌ رَأْسَهُ قَدْ دَخَلَ دَرْبًا، فَتَبِعْتُهُ، فَلَمَّا أَنْ أَمْعَنْ فِي الدَّرْبِ الْتَفَتَ، قَالَ: وَتَنَحَّيْتُ فَلَمْ يَرَنِي، قَالَ: فَأَتَى بَابًا فَدَخَلَ، فَإِذَا هُوَ قَدْ وَقَعَ عَلَى شَيْخٍ، فَكَتَبَ عَنْهُ، وَكَتَبْتُ مَعَهُ، فَلَمَّا قُمْنَا قَالَ لِي: «يَا إِسْمَاعِيلُ اذْهَبِ الْآنَ، فَلَا تَدَعْ حَائِكًا بِالْكُوفَةِ إِلَّا أَفَدْتَهُ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 577 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَذَنِيُّ، ثنا ابْنُ عِيسَى، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، قَالَ: " مَرَرْتُ بِشُعْبَةَ وَمَعَهُ رَجُلٌ لَهُ ضَفِيرَتَانِ [ص: 578] ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا يَا أَبَا بِسْطَامٍ؟ قَالَ: شَاعِرٌ فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ هَذَا؟ قَالَ: هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي مَرَرْتُ بِهِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 577 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْغَزَّالُ، ثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، قَالَ: أَمْلَى عَلَيَّ أَبُو أُسَامَةَ حَدِيثًا قَالَ: «لَا تُحَدِّثْ بِهِ مَا دُمْتَ حَيًّا، فَإِنِّي أَغَارُ عَلَيْهِ كَمَا يُغَارُ عَلَى الْمَرْأَةِ الْحَسْنَاءِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 578 حَدَّثَنَا ابْنُ بَهَانَ، ثنا عِيسَى بْنُ أَبِي حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ، يَقُولُ: كُنَّا فِي مَجْلِسِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، فَحَدَّثَ بِحَدِيثٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَجُلٌ: مَا أَحْسَنَهُ، فَقَالَ سُفْيَانُ: " أَتَقُولُ لِحَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَحْسَنَهُ؟ أَلَا قُلْتَ: هُوَ أَحْسَنُ مِنَ الْجَوْهَرِ أَحْسَنُ مِنَ الدُّرِّ، أَحْسَنُ مِنَ الْيَاقُوتِ، أَحْسَنُ مِنَ الدُّنْيَا كُلِّهَا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 578 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ السَّرَّاجُ، ثنا أَبُو حَمْزَةَ الْأَنْسِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ: «كُنْتُ آتِي الْأَعْمَشَ مِنْ فَرْسَخٍ، وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ فِي مَجْلِسٍ قَطُّ أَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ، إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 579 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ الرَّازِيُّ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَرْثِ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا عَبْدَانُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا أَبِي قَالَ: قَالَ لِي شُعْبَةُ هَكَذَا فِي النُّسْخَةِ: أَيُّ شَيْءٍ حَمَلْتَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؟ قُلْتُ: حَدِيثًا عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا تَوَضَّأْتَ فَخَلِّلِ الْأَصَابِعَ وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا» فَقَالَ شُعْبَةُ: أُوَّهْ، دَمَغْتَنِي، لَوْ جِئْتَنِي بِغَيْرِ سُفْيَانَ لَقُلْتُ فِيهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 579 حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ رُوحَانَ، وَكَانَ عَلَى الْمَظَالِمِ بِالْأَهْوَازِ سَنَةَ إِحْدَى [ص: 580] وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَهْدِيٍّ وَغَيْرُهُمَا، قَالُوا: ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: " سُئِلَ الْأَعْمَشُ عَنْ حَدِيثٍ فَامْتَنَعَ أَنْ يُحَدِّثَ بِهِ، فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى اسْتَخْرَجُوهُ مِنْهُ، فَلَمَّا حَدَّثَ بِهِ ضَرَبَ مَثَلًا فَقَالَ: جَاءَ قَفَّافٌ إِلَى صَيْرَفِيِّ بِدَرَاهِمَ يُرِيَهُ إِيَّاهَا، فَوَزَنَهَا، فَوَجَدَهَا تَنْقُصُ سَبْعِينَ دِرْهَمًا، فَأَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر الوافر] عَجِبْتُ عَجِيبَةً مِنْ ذِئْبِ سَوْءٍ ... أَصَابَ فَرِيسَةً مِنْ لَيْثِ غَابِ فَقَفَّ بِكَفِّهِ سَبْعِينَ مِنْهَا ... تَنَقَّاهَا مِنَ السُّودِ الصِّلَابِ فَإِنْ أُخْدَعْ فَقَدْ يُخْدَعْ وَيُؤْخَذْ ... عَتِيقُ الطَّيْرِ فِي جَوِّ السَّحَابِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 579 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ الذِّمِّيُّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَلْخٍ، فَجَعَلَ يَكْتُبُ فَسَمِعَ سُفْيَانَ وَقْعَ الْمَيْلِ عَلَى اللَّوْحِ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ، فَأَخَذَ لَوْحَهُ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ حَدِيثِهِ، وَأَرَادَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ قَالَ: يَا بَلْخِيُّ، أَتَدْرِي مَا مَثَلِي وَمَثَلُكَ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ [ص: 581] دِينَارٍ، سَمِعَ أَبَا فَاخِتَةَ سَعِيدَ بْنَ عِلَاقَةَ، حَدَّثَنِي جَارٌ لِي قَالَ: أَتَيْتُ عَلِيًّا بِأَسِيرٍ يَوْمَ صِفِّينَ، فَقَالَ: لَا تَقْتُلْنِي صَبْرًا، إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَقَالَ لِلَّذِي جَاءَ بِهِ: " خُذْ سِلَاحَهُ - قَالَ سُفْيَانُ: لَمْ يَنْفِلْهُ إِيَّاهُ، إِنَّهُ لَا يَحِلُّ نَفْلُ مَالِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ - وَلَكِنْ خُذْ سِلَاحَهُ لَا يُقَاتِلْنَا بِهِ مَرَّةً أُخْرَى، حَتَّى تَنْقَطِعَ الْحَرْبُ فِيمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ " وَقَدْ أَخَذْتُ سِلَاحَكَ - يَعْنِي أَلْوَاحَكَ - وَقَدْ رَدَدْتُهُ عَلَيْكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 580 حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ جُبَيْرٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمُؤَدِّبُ، ثنا عَفَّانُ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ شُعْبَةَ، وَكَانَ قَاعِدًا فِي الْمِحْرَابِ، فَتَحَوَّلَ إِلَى مَوْضِعِ الْمَنَارَةِ، فَقَالُوا لَهُ: حَدِّثْنَا فَسَمِعَ وَقْعَ الْأَقْلَامِ، فَقَالَ: لَئِنْ كَتَبْتُمْ لَا أُحَدِّثُكُمُ، ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: " نَفَخَ رَجُلٌ زِقًّا وَأَوْكَأَهُ وَرَكِبَ الْبَحْرَ فَجَعَلَ الْوِكَاءُ يَسْتَرْخِي، وَجَعَلَ الرَّجُلُ يَسْتَغِيثُ فَقَالَ الزِّقُّ: يَدُكَ أَوْكَتْ، وَفُوكَ نَفَخَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 581 حَدَّثَنِي مُهَذَّبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ النَّصِيبِيُّ، ثنا قَبِيصَةُ، قَالَ: سَأَلْتُ مَالِكَ بْنَ مِغْوَلٍ عَنْ حَدِيثٍ، فَقَالَ: " إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا قَالَ: وَأَمَّا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ فَكَانَ لِأَنْ يَقْلَعَ ضِرْسَهُ - أَوْ كَمَا قَالَ - أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يُحَدِّثَ بِحَدِيثٍ قَالَ: وَمَا رَأَيْتُ عِنْدَهُ عَشَرَةً قَطُّ، كَانُوا سِتَّةً سَبْعَةً " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 582 حَدَّثَنَا ابْنُ الْبُرِّيِّ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُضَرَ، ثنا أَبُو زَيْدٍ سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ حَدِيثٍ، فَأَكْثَرَ عَلَيْهِ فَانْتَهَرَهُ، وَقَالَ: «حَتَّى مَتَى تَلْزَمُنِي كَمَا لَزِمَنِي هَذَا الْقَيْسِيُّ؟ وَأَشَارَ إِلَى رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 582 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا الْأَشَجُّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَسْوَدِ الْحَارِثِيُّ، قَالَ: " كَانَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ يُقِيمُ عَلَى رُءُوسِنَا غُلَامًا أَسْوَدَ، فَيَقُولُ: كُلُّ مَنْ رَأَيْتُهُ يَكْتُبُ، فَجُرَّ بِرِجْلِهِ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: سَوْأَةً لَكَ يَا أَبَا أَرْطَأَةَ، يَأْتِيكَ نُظَرَاؤُكَ، وَأَبْنَاءُ نُظَرَائِكَ مِنْ أَبْنَاءِ الْقَبَائِلِ، ثُمَّ تَأْمُرُ هَذَا الْأَسْوَدَ بِمَا تَأْمُرُهُ قَالَ: فَلَمْ يَكُنْ يَأْمُرُهُ بَعْدُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 582 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: كَانَ الْأَعْمَشُ إِذَا حَدَّثَ بِثَلَاثَةِ أَحَادِيثَ قَالَ: " قَدْ جَاءَكُمُ السَّيْلُ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَأَنَا الْيَوْمُ مِثْلُ الْأَعْمَشِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 583 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بِسْطَامٍ، ثنا عَفَّانُ، ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، قَالَ: " كُنَّا نَأْتِي أَبَا قِلَابَةَ، فَإِذَا حَدَّثَنَا بِثَلَاثَةِ أَحَادِيثَ قَالَ: قَدْ أَكْثَرْتُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 583 سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الْمُثَنَّى يَقُولُ: «كَانَ أَبُو الْوَلِيدِ يُحَدِّثُنَا بِثَلَاثَةِ أَحَادِيثَ إِذَا صِرْنَا إِلَيْهِ، لَا يَزِيدُنَا عَلَى ثَلَاثَةٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 583 مَنْ كَرِهَ أَنْ يُحَدِّثَ حَتَّى يَنْوِيَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 584 حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، ثنا هُشَيْمُ بْنُ أَبِي سَاسَانَ الْكُوفِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: قُلْتُ لِحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ: حَدِّثْنَا فَقَالَ: «حَتَّى تَحْضُرَ النِّيَّةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 584 حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثنا هَارُونُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ لَيْثٍ، قَالَ: كُنَّا نَخْتَلِفُ إِلَى طَاوُسٍ، فَنَسْكُتْ عَنْهُ، فَيُحَدِّثُنَا، وَنَسْأَلُهُ، فَلَا يُحَدِّثُنَا، فَقُلْتُ لَهُ ذَاتَ يَوْمٍ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نَسْأَلُكَ فَلَا تُحَدَّثُنَا، وَنَسْكُتُ عَنْكَ فَتَبْدَأُنَا؟ قَالَ: «تَسْأَلُونِي، فَلَا تَحْضُرُنِي فِيهِ نِيَّةٌ، أَفَتَأْمُرُونِي أَنْ أُمْلِي عَلَى كَاتِبَيَّ شَيْئًا بِلَا نِيَّةٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 584 مَنْ كَرِهَ أَنْ يُحَدِّثَ عَلَى غَيْرِ قَرَارٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 584 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ رَوَاحَةَ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ هَارُونَ، ثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: «لَا تَسْتَكْرِهُوا [ص: 585] أَحَدًا عَلَى حَدِيثٍ، فَإِنِّي سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَقَدِ اسْتُكْرِهَ عَلَى حَدِيثٍ فَحَدَّثَ بِهِ عَلَى غَيْرِ مَا أَرَادَ جَابِرُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 584 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، ثنا الْأَشَجُّ، ثنا عُمَرُ، حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ ابْنَ سِيرِينَ يَقُولُ: كَانَ يُقَالُ: «لَا تُفْسِدُوا الْحَدِيثَ، فَإِنَّ فَسَادَ الْحَدِيثِ أَنْ يُحَدِّثَ الرَّجُلُ بِالْحَدِيثِ وَهُوَ عَلَى غَيْرِ قَرَارٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 585 حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ حَبِيبٍ، وَأَبُو دَاوُدَ، كِلَاهُمَا عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: «إِذَا حَدَّثْتَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا فَازْدَهِرْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 585 مَنْ كَرِهَ أَنْ يُحَدِّثَ حَتَّى يَتَطَهَّرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 585 حَدَّثَنَا زَنْجُوَيْهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، بِمَكَّةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عِيسَى الْهِلَالِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْأَعْيُنُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: " كَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ يُحَدِّثَ، تَوَضَّأَ وَضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، وَلَبِسَ أَحْسَنَ ثِيَابِهِ، وَلَبِسَ قَلَنْسُوَةَ، وَمَشَطَ لِحْيَتَهُ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: أُوَقِّرُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 585 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْأَبْزَارِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ [ص: 586] الْقَاسِمِ، صَاحِبُ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الرَّبِيعِ، يَقُولُ: كُنَّا عَلَى بَابِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فَخَرَجَ مُنَادٍ فَنَادَى: لِيَدْخُلَ أَهْلُ الْحِجَازِ فَمَا دَخَلَ إِلَّا أَهْلُ الْحِجَازِ، ثُمَّ خَرَجَ فَنَادَى: لِيَدْخُلْ أَهْلُ الشَّامِ، فَمَا دَخَلَ إِلَّا أَهْلُ الشَّامِ، ثُمَّ خَرَجَ فَنَادَى: لِيَدْخُلْ أَهْلُ الْعِرَاقِ، فَكُنَّا آخِرُ مَنْ دَخَلَ، وَكَانَ فِينَا حَمَّادُ بْنُ أَبِي حَنِيفَةَ، فَلَمَّا دَخَلَ قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، وَإِذَا مَالِكُ جَالِسٌ عَلَى الْفُرُشِ وَالْخَدَمُ قِيَامٌ بِأَيْدِيهِمُ الْمَقَارِعُ، فَأَوْمَأَ النَّاسُ إِلَيْهِ بِأَيْدِيهِمِ اسْكُتْ، فَقَالَ: وَيْحَكُمْ أَفِي الصَّلَاةِ نَحْنُ فَلَا نَتَكَلَّمُ قَالَ: فَسَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: " اسْتَخِيرِ اللَّهَ، اسْتَخِيرِ اللَّهَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، فَحَدَّثَنَا بِعِشْرِينَ حَدِيثًا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 585 حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَمُرَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ الرَّبِيعِ الْعُصْفُرِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: «كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يُحَدِّثُوا وَهُمْ عَلَى غَيْرِ وَضُوءٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 586 حَدَّثَنَا ابْنُ مَنِيعٍ، ثنا ابْنُ زَنْجُوِيهِ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: «لَقَدْ كَانَ يُسْتَحَبُّ أَلَا تُقْرَأَ الْأَحَادِيثُ الَّتِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا عَلَى طَهُورٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 586 مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ الْمُحَدِّثُ عِنْدَ فَرَاغِهِ مِنَ الْحَدِيثِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 586 حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ مُوسَى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّبَّاحِ الْعَطَّارُ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ، ثنا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: " كَانَ الْحَسَنِ [ص: 587] يُظْهِرُ عِنْدَ السَّكْتَةِ، يَعْنِي إِذَا سَكَتَ عَنِ الْحَدِيثِ، فَيَكُونُ هِجِّيرَاهُ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ، وَكَانَ هِجِّيرَا مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ إِذَا سَكَتَ عَنِ الْحَدِيثِ أَنْ يَقُولَ: اللَّهُمَّ لَكَ الشُّكْرُ، وَكَانَ الضَّحَّاكُ يَقُولُ: عِنْدَ سُكُوتِهِ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ يَعْنِي إِذَا سَكَتَ عَنِ الْحَدِيثِ وَكَانَ هِجِّيرَا قَتَادَةَ إِذَا سَكَتَ أَنْ يَقُولَ: أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 586 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَكَّارٍ الْقَيْسِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، ثنا قُرَّةُ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ إِذَا حَدَّثَ فَسَكَتَ عَنِ الْحَدِيثِ، يَقُولُ: «اللَّهُمَّ لَكَ الشُّكْرُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 587 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْدَانَ الثَّغْرِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا حُسَيْنُ الْجُعْفِيُّ، قَالَ: ذَكَرَ طُعْمَةُ بْنُ غَيْلَانَ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُفَارِقَ أَصْحَابَهُ قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيمَا نَقَلْتَنَا إِلَيْهِ مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ وَمَالٍ وَأَهْلٍ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا نِعْمَةً مَشْكُورَةً مَشْهُورَةً مُبَلِّغَةً إِلَى رِضْوَانِكَ وَالْجَنَّةِ، وَاجْعَلْهُ مَتَاعَ إِيمَانٍ وَزَادَ إِيمَانٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 587 إِسْمَاعُ الْأَصَمِّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 588 حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي صَالِحٍ الْهَمَذَانِيُّ، ثنا زَيْدُ بْنُ أَبِي زَيْدٍ الْهَمَذَانِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: " أَتَى رَجُلٌ الْأَعْمَشَ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُ، فَقَالَ الرَّجُلُ: زِدْنِي فِي السَّمَاعِ فإِنَّى أَصَمُّ قَالَ: لَيْسَ ذَاكَ لَكَ، فَقَالَ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَوَّلُ طَالِعٍ، فَطَلَعَ رَقَبَةُ بْنُ مَصْقَلَةَ، فَأَخْبَرَاهُ الْقِصَّةَ، فَقَالَ لِلْأَعْمَشِ: عَلَيْكَ أَنْ تَزِيدَهُ قَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ: لِأَنَّكَ تَقْدِرُ أَنْ تَزِيدَ فِي صَوْتِكَ، وَهُوَ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ فِي سَمْعِهِ فَقَالَ الْأَعْمَشُ: صَدَقْتَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 588 مَنْعُ السَّمَاعِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 589 حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ التُّسْتَرِيُّ، ثنا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، قَالَ: " ادَّعَى رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ بِالْكُوفَةِ سَمَاعًا مَنَعَهُ إِيَّاهُ، فَتْحَاكَمَا إِلَى حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ وَكَانَ عَلَى قَضَاءِ الْكُوفَةِ، فَقَالَ حَفْصٌ لِصَاحِبِ الْكِتَابِ: أَخْرِجْ إِلَيْنَا كُتُبَكَ، فَمَا كَانَ مِنْ سَمَاعِ هَذَا الرَّجُلِ بِخَطِّ يَدِكَ أَلْزَمْنَاكَ، وَمَا كَانَ بِخَطِّهِ أَعْفَيْنَاكَ مِنْهُ فَقِيلَ لِأَبِي زُرْعَةَ مِمَّنْ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: مِنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى الْأَنْصَارِيِّ " قَالَ الْقَاضِي: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيَّ عَنْ هَذَا، فَقَالَ: لَا يَجِيءُ فِي هَذَا الْبَابِ حُكْمٌ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا، لِأَنَّ خَطَّ صَاحِبِ الْكِتَابِ دَالٌ عَلَى رِضَاهُ بِاسْتِمَاعِ صَاحِبِهِ مِنْهُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 589 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْعَسْكَرِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ [ص: 590] : «كَانَ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ إِذَا اسْتُعْدِيَ عِنْدَهُ أَنَّ فُلَانًا حَبَسَ عَنْ فُلَانٍ سَمَاعَهُ، تَقَدَّمَ إِلَى صَاحِبِ الرُّبُعِ، فَحَبَسَهُ، وَكَانَ يَبْعَثُ بِخَاتَمِهِ إِلَيْهِ، وَهُوَ الْعَلَامَةُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 589 مَنْ قَالَ: مِثْلَهُ وَنَحْوَهُ، وَمَنْ كَرِهَهُمَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 590 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ، ثنا أَبُو الْخَصِيبِ، أَحْمَدُ بْنُ الْمُسْتَنِيرُ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ كَعْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: «مِثْلَهُ وَنَحْوَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 590 وَقَالَ شُعْبَةُ: «مِثْلَهُ وَنَحْوَهُ، لَيْسَ بِشَيْءٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 590 مَنْ قَالَ: حَدِّثْ مَا نَشِطَ السَّامِعُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 591 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا ابْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: «حَدِّثِ الْقَوْمَ مَا حَدَّقُوكَ بِأَبْصَارِهِمْ، فَإِذَا غَضُّوا فَأَمْسِكْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 591 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا يُوسُفُ، ثنا حَجَّاجٌ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: «لَا تَنْشُرْ بُرَّكَ عِنْدَ مَنْ لَا يَشْتَهِيهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 591 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا يُوسُفُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُبَارَكِ التَّمَّارُ الْحَلَبِيُّ، وَكَانَ شَيْخَ صِدْقٍ، ثنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، قَالَ: «لَا تُطْعِمْ طَعَامَكَ مَنْ لَا يَشْتَهِيهِ» قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: يَعْنِي الْحَدِيثَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 591 حَدَّثَنَا الْخَطَّابُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْخَطَّابِ الْعَسْكَرِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سَلَّامٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: قَالَ قَتَادَةُ: «إِذَا حَدَّثْتَ لَيْلًا فَاخْفِضْ مِنْ صَوْتِكَ، وَأَبْصِرْ مَنْ حَوْلَكَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 591 مَنْ قَالَ: حَدِّثْنِي حَتَّى أُحَدِّثَكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 592 حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحَرِيشِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنُ مَعْبَدٍ، ثنا حَفْصُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْبَجَلِيِّ، قَالَ: الْتَقَى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَكَعْبُ الْأَحْبَارِ، فَقَالَ كَعْبٌ: يَا عَلِيُّ، أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الْمُنْجِيَاتِ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي الْمُوبِقَاتِ فَقَالَ كَعْبٌ لِعَلِيٍّ: حَدِّثْنِي بِالْمُوبِقَاتِ، حَتَّى أُحَدِّثَكَ بِالْمُنْجِيَاتِ فَقَالَ عَلِيٌّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْمُوبِقَاتُ: تَرْكُ السُّنَّةِ، وَنَكْثُ الْبَيْعَةِ، وَفِرَاقُ الْجَمَاعَةِ " فَقَالَ كَعْبٌ لِعَلِيٍّ: " الْمُنْجِيَاتُ: كَفُّ لِسَانِكَ، وَجُلُوسٌ فِي بَيْتِكَ، وَبُكَاؤُكَ عَلَى خَطِيئَتِكَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 592 حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَاصِمٍ، فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْفَدَّانِيُّ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ الْعَرْجِيُّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، فَقَالَ لِي: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَالَ: أَتَعْرِفُ رَجُلًا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ [ص: 593] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اثْنَانِ فَمَا فَوْقَهُمَا جَمَاعَةٌ؟» قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: مَنْ هَذَا الرَّجُلُ؟ قُلْتُ: أَنَا قَالَ: حَدِّثْنِي حَتَّى أُحَدِّثَكَ حَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو مُسْلِمٍ الْوَاقِدِيُّ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَلِكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 592 حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا أَبُو عُمَرَ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: قَدِمْتُ الْكُوفَةَ فَقَالَ لِي الْأَعْمَشُ: " يَا سُفْيَانُ، أَيُّ شَيْءٍ تُحَدِّثُ بِهِ عَنِ الْحِجَازِيِّينَ؟ قُلْتُ: حَدِيثٌ وَحَدِيثٌ قَالَ: ذَاكَ لَكَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 593 حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: " كَانَ قَتَادَةُ إِذَا رَآنِي يَسْأَلُنِي عَنِ الشِّعْرِ، فَأَقُولُ: أُنْشِدُكَ بَيْتًا، وَتُحَدِّثُنِي بِحَدِيثٍ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 593 الْإِبَانَةُ عَنْ ضِعْفِ الْمُحَدِّثِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 593 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْبُرِّيِّ، ثنا أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: سَأَلْتُ سُفْيَانَ [ص: 594] الثَّوْرِيَّ وَشُعْبَةَ وَمَالِكَ بْنَ أَنَسٍ وَسُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ عَنِ الرَّجُلِ وَاهِي الْحَدِيثِ، فَأُسْأَلُ عَنْهُ؟ فَاجْمَعُوا أَنْ أَقُولَ: لَيْسَ هُوَ ثَبْتًا وَأَنْ أُبَيِّنَ أَمْرَهُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 593 وَحَدَّثَنَا بِهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا عُثْمَانُ، ثنا عَفَّانُ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: قُلْتُ لِشُعْبَةَ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ: " الرَّجُلُ يَكُونُ كَثِيرُ الْغَلَطِ فِي الْحَدِيثِ، أُبَيِّنُ أَمْرَهُ؟ قَالُوا: بَيِّنْ أَمْرَهُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 594 حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَازِنِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ شَبُّوُيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، يَذْكُرُ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: " إِنَّ عَبَّادَ بْنَ كَثِيرٍ، يَغْلَطُ فِي الْحَدِيثِ، فَأَذْكُرُهُ لِلنَّاسِ؟ قَالَ: نَعَمْ، اذْكُرْهُ قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: فَانْتَهَيْتُ إِلَى شُعْبَةَ، وَهُوَ يَقُولُ: مَا يَسُرُّنِي أَنْ أَرْوِيَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ، وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا مِنَ الدُّنْيَا فَذَكَرْتُ بِهِ قَوْلَ سُفْيَانَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 594 حَدَّثَنَا ابْنُ الْبُرِّيِّ، ثنا أَبُو حَفْصٍ، ثنا عَفَّانُ قَالَ: " كُنْتُ عِنْدَ إِسْمَاعِيلَ ابْنِ عُلَيَّةَ، فَحَدَّثَ رَجُلٌ عَنْ رَجُلٍ بِحَدِيثٍ، فَقَالَ: لَا تُحَدِّثْ عَنْ هَذَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ بِثَبْتٍ قَالَ: اغْتَبْتَهُ فَقَالَ إِسْمَاعِيلُ: مَا أغْتَابَهُ، وَلَكِنَّهُ حُكْمٌ أَنَّهُ لَيْسَ بِثَبْتٍ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 594 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا ابْنُ أَبِي الزَّرَدِ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: " كُنْتُ إِذَا حَدَّثْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: هَاتِ، ذَاكَ رَجُلٌ صَالِحٌ، وَإِذَا حَدَّثْتُهُ عَنْ سَلَّامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ، قَالَ: هَاتِ، ذَاكَ رَجُلٌ عَاقِلٌ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 595 حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، ثنا دُحَيْمٌ، ثنا أَبُو مُسْهِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُزَاحِمًا، يَقُولُ: " قُلْتُ لِشُعْبَةَ: مَا تَقُولُ فِي أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ؟ قَالَ: تَدَعُنِي أَوْ أَقِيءُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 595 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، ثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ قَيْسٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ حَبِيبَ بْنَ أَبِي ثَابِتٍ، يَقُولُ: «كُنَّا نُسَمِّيهِ الدَّرْوَزَنَ، لِأَبِي صَالِحٍ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 595 حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَازِنِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ شَبُّوُيَةَ، ثنا أَبِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: " سُئِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ عُمَرَ بْنِ صُبْحٍ الشَّامِيِّ، هَلْ فِيهِ شَيْءٌ؟ فَقَالَ: فِيهِ ثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 596 أَخْبَرَنَا السَّاجِيُّ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مَرْدَكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَرْمَلَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: «حَرَامُ بْنُ عُثْمَانَ حَدِيثُهُ حَرَامٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 596 حَدَّثَنَا السَّاجِيُّ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ وَزِيرٍ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: «كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الْكَذِبِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 596 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا عُثْمَانُ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: قُلْتُ لِشُعْبَةَ: أُخْبِرْتُ عَنْ سَلْمٍ الْعَلَوِيِّ أَنَّهُ رَأَى أَبَانَ بْنَ أَبِي عَيَّاشٍ يَكْتُبُ عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَقَالَ: «سَلْمٌ الَّذِي كَانَ يَرَى الْهِلَالَ قَبْلَ النَّاسِ بِلَيْلَتَيْنِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 596 وَقَالَ حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عُثْمَانُ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: قُلْتُ لِشُعْبَةَ: أَكَانَ مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ عِنْدَكَ ثِقَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: فَإِنَّهُ أَخْبَرَنِي عَنْ سَلْمٍ الْعَدَوِيِّ أَنَّهُ رَأَى أَبَانَ يَكْتُبُ عِنْدَ أَنَسٍ، فَقَالَ: «سَلْمٌ الَّذِي كَانَ يَرَى الْهِلَالَ قَبْلَ النَّاسِ بِلَيْلَةٍ» وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ شُعْبَةُ أَنَّ سِلِمًا كَانَ يَزْعُمُ أَنَّهُ يَرَى الْقَمَرَ كَيْفَ يُسَايِرُ الشَّمْسَ، وَأَنَّ الْقَمَرَ لَيْسَ يَحْتَجِبُ عَنْهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 597 وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الزِّئْبَقِيَّ، يَذْكُرُ عَنْ أَبِيهِ أَوْ غَيْرِهِ، عَنِ الْبَصْرِيِّينَ قَالَ: كَانَ سَلْمٌ الْعَلَوِيُّ قَدْ خُصَّ بِشَيْئَيْنِ؛ بِحَدَّةِ النَّظَرِ، وَسُرْعَةِ الْقِرَاءَةِ، وَكَانَ يَقُولُ: لَيْسَ تَخْفَى عَلَيَّ الْكَوَاكِبُ الْمُضِيئَةُ بِالنَّهَارِ، وَيُشِيرُ لَنَا إِلَى مَوَاضِعِهَا، فَيَقُولُ لَنَا: ذَاكَ زُحَلٌ، وَذَاكَ الْمُشْتَرِي، وَذَاكَ الزُّهْرَةُ، وَذَاكَ كَذَا وَذَاكَ كَذَا " وَحُكِيَ عَنْهُ أَشْيَاءُ غَيْرِ ذَلِكَ عَجِيبَةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 597 حَدَّثَنَا ابْنُ الْبُرِّيِّ، ثنا أَبُو حَفْصٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِنَا يَقُولُ لِيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: أَتَحْفَظُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ: " أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ، اشْتَرَى أَرْضًا مِنْ أَرَاضِي السَّوَادِ، وَأَشْهَدَنِي عَلَيْهَا؟ فَقَالَ يَحْيَى: عَنْ مَنْ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ دَاوُدَ قَالَ: عَنْ مَنْ؟ قَالَ: عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ الصَّبَّاحِ مِنْ وَلَدِ الْأَشْعَثِ بْنِ [ص: 598] قَيْسٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: اشْتَرَى مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ أَرْضًا مِنْ أَرَاضِي السَّوَادِ، وَأَشْهَدَنِي، فَأَرْسَلَ إِلَى الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَأَبَى أَنْ يَشْهَدَ، فَقَالَ مُوسَى: فَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى أَبِيكَ - يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ - أَنَّهُ اشْتَرَى أَرْضًا مِنْ أَرَاضِي السَّوَادِ وَأَشْهَدَنِي عَلَيْهَا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 597 فِي الَّذِي يَسْمَعُ وَلَا يَرَى وَجْهَ الْمُحَدِّثِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 599 حَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا عَبَّاسُ الدُّورِيُّ، ثنا قُرَادٌ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يَقُولُ: «إِذَا سَمِعْتَ مِنَ الْمُحَدِّثِ، وَلَمْ تَرَ وَجْهَهُ فَلَا تَرْوِ عَنْهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 599 فِي سُقُوطِ بَعْضِ السَّمَاعِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 599 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَهْوَازِيُّ وَيُعْرَفُ بِالشَّعْرَانِيِّ، ثنا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا دُحَيْمٌ قَالَ: قِيلَ لِشُعْيِبِ بْنِ إِسْحَاقَ: " الَّذِي يَسْقُطُ عَنِ الرَّجُلِ مِنَ الْحَدِيثِ؟ قَالَ: إِذَا حَضَرَ الْمَجْلِسَ أَجْزَأَهُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 599 فِي الْجَمَاعَةِ يَسْأَلُ أَحَدُهُمْ وَهُمْ يَسْمَعُونَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 599 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ الْغَزَّاءُ [ص: 600] ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، فِي الْقَوْمِ يَكُونُونَ جَمِيعًا، فَيَأْتُونَ الرَّجُلَ، وَمَعَهُمْ حَدِيثٌ مِنْ حَدِيثِهِ، وَيَكُونُ الْكِتَابُ مَعَ بَعْضِهِمْ، وَهُوَ عِنْدَهُمْ ثِقَةٌ، وَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَنْظُرُوا فِيهِ جَمِيعًا، هَلْ يَدْخُلْ عَلَيْهِمْ أَنْ يُصَدِّقُوا صَاحِبَهُمْ فِي مَسَائِلِهِ؟ قَالَ: «لَا، إِنَّمَا هُوَ بِمَنْزِلَةِ الشَّهَادَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 599 حَدَّثَنِي أَحْمَدُ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا ابْنُ الطَّبَّاعِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَفْصٍ، يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، فَذَهَبَ إِنْسَانٌ يُعِيدُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: «لِيَسْتَفْهِمْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 600 حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ نُوحٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعِجْلِيُّ، حَدَّثَنَا قُطْبَةُ بْنُ الْعَلَاءِ الْغَنَوِيُّ، عَنْ أَبِيهِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمِنْهَالِ، قَالَ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ: «اذْهَبْ بِنَا إِلَى رَجُلٍ لَهُ فَضْلٌ، فَلَعَلَّكَ أَنْ تَكُونَ أَحْفَظَ لِمَا نَسْمَعُ مِنِّي فَخَرَجَ بِنَا إِلَى عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 600 مَنْ شَدَّدَ فِي ذَلِكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 601 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْغَزَّاءُ، ثنا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، قَالَ: " كَتَبْتُ مِنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَشَرَةَ آلَافِ حَدِيثٍ أَوْ نَحْوَهَا، فَكُنْتُ أَسْتَفْهِمُ جَلِيسِي، فَقُلْتُ لِزَائِدَةَ: يَا أَبَا الصَّلْتِ، إِنِّي كَتَبْتُ عَنْ سُفْيَانَ عَشَرَةَ آلَافِ حَدِيثٍ أَوْ نَحْوَهَا فَقَالَ لِي: «لَا تُحَدِّثْ مِنْهَا إِلَّا بِمَا تَحْفَظُ بِقَلْبِكَ، وَتَسْمَعُ أُذُنُكَ» قَالَ: فَأَلْقَيْتُهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 601 الْإِمْلَاءُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 601 حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُهَيْلٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشِيرِ بْنِ أَبِي جَوَالِقَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ صُبَيْحٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَدِيمٍ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عِنْدَهُ، فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُمْلِي وَعَلِيٌّ يَكْتُبُ، حَتَّى مَلَأَ بَطْنَ الْأَدِيمِ وَظَهْرَهُ وَأَكَارِعَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 601 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبَانَ الْقُرَشِيُّ، ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَتَيْتُ نَافِعًا، فَطَرَحَ جَوْنَتَهُ وَأَمْلَى عَلَيَّ فِي أَلْوَاحِي قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا تَبَايَعَ الْمُتَبَايِعَانِ فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِالْخِيَارِ مِنْ بَيْعَتِهِ مَا لَمْ يَفْتَرِقَا أَوْ يَكُونُ بَيْعُهُمَا عَنْ خِيَارٍ، فَإِذَا كَانَ عَنْ خِيَارٍ فَقَدْ وَجَبَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 602 حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الدِّينُّوريُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، ثنا يَحْيَى، قَالَ: «سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ بْنَ عَمَّارٍ، يُمْلِي حَدِيثَ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ الطَّوِيلَ فِي مَرْحَبِ عَلَى الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِيعِ، فَلَمْ يَكُنْ مَعِي شَيْءٌ أَكْتُبُ فِيهِ، فَحَمَلْتُهُ عَنْ بِشْرِ بْنِ السَّرِيِّ، كَتَبَهُ لِي، ثُمَّ أَمْلَاهُ عَلَيَّ وَعَلَى مُحَمَّدٍ ابْنِي» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 602 حَدَّثَنِي ابْنُ الْغَزَّاءِ، ثنا مَذْكُورُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَفَّانَ يَقُولُ: «مَا رَضِينَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِالْإِمْلَاءِ إِلَّا شَرِيكًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 602 الِاسْتِمْلَاءُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 603 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَطِيَّةَ، نَزَلَ رَامَهُرْمُزَ ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَرَجِ الرِّيَاشِيُّ، قَالَ: «كَانَ يَحْيَى بْنُ رَاشِدٍ يَسْتَمْلِي لِأَبِي عَاصِمٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 603 عَقْدُ الْمَجَالِسِ فِي الْمَسَاجِدِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 603 حَدَّثَنَا ابْنُ الْبُرِّيِّ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ، ثنا النَّضْرُ، ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ كِتَابَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: «أَمَّا بَعْدُ فَآمُرُ أَهْلَ الْعِلْمِ أَنْ يَنْشُرُوا الْعِلْمَ فِي مَسَاجِدِهِمْ، فَإِنَّ السُّنَّةَ كَانَتْ قَدْ أُمِيتَتْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 603 السَّرْدُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 603 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ، ثنا عَبْدَةُ الصَّفَّارُ، ثنا أَبُو دَاوُدَ [ص: 604] ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي إِسْحَاقَ: " كَيْفَ كَانَ أَبُو الْأَحْوَصِ يُحَدِّثُكُمْ؟ قَالَ: كَانَ يَسْرُدُهَا عَلَيْنَا فِي الْمَسْجِدِ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 603 حَدَّثَنَا ابْنُ الْبُرِّيِّ، ثنا أَبُو حَفْصٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي إِسْحَاقَ: " كَيْفَ كَانَ أَبُو الْأَحْوَصِ يُحَدِّثُكُمْ؟ قَالَ: كَانَ يَسْكُبُهَا عَلَيْنَا فِي الْمَسَاجِدِ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 604 الِانْتِخَابُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 604 أَخْبَرَنِي أَبِي، أَنَّ الْقَاسِمَ بْنِ نَصْرٍ، حَدَّثَهُمْ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ، وَذَكَرَ أَهْلَ الْكُوفَةِ، فَقَالَ: «لَيْسَ فِيهِمْ مَنْ يُحْسِنُ، هَذَا ابْنُ أَبِي لِيَلِيَ عِنْدَهُمْ، مَا حَدَّثُونَا عَنْهُ بِشَيْءٍ فِيهِ خَيْرٌ، قَدِمَ عَلَيْهِ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ مِنْ عِنْدِنَا قَدْمَةً، فَجَاءَ عَنْهُ بِكُلِّ شَيْءٍ حَسَنٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 604 التَّلْقِينُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 604 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ التُّسْتَرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْجَوَّازُ، قَالَ: قِيلَ لِسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ: " هَذِهِ الْأَحَادِيثُ كَيْفَ سَمِعْتَهَا مِنْ أَبِي الزِّنَادِ؟ قَالَ: كُنْتِ أَسْأَلُهُ حَدِيثًا حَدِيثًا، فَيَقُولُ: أَخْبَرَنِي الْأَعْرَجُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 604 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَبُو مُوسَى، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَخَلْفَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَخَلْفَ عُثْمَانَ، فَلَمْ يَكُونُوا يَسْتَفْتِحُونَ الْقِرَاءَةَ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» قَالَ شُعْبَةُ: قُلْتُ لِقَتَادَةَ: أَسَمِعْتَ مِنَ أَنَسٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، نَحْنُ سَأَلْنَاهُ عَنْهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 605 نَقْلُ السَّمَاعِ مِنَ الْكُتُبِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 605 حَدَّثَنَا ابْنُ الْبُرِّيِّ، ثنا أَبُو حَفْصٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُولُ: «كُنَّا نَأْتِي ابْنَ عَوْنٍ أَنَا وَمُعَاذٌ وَخَالِدٌ، فَيَخْرُجُ إِلَيْنَا، فَيَقْعُدُ مُعَاذٌ وَخَالِدٌ فَيُكْتَبَانِ، وَأَرْجِعُ فَأَكْتُبُهَا فِي الْبَيْتِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 605 نَقْلُ السَّمَاعِ مِنَ الْحِفْظِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 605 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَهْدِيٍّ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ إِدْرِيسَ يَقُولُ: «مَا كَتَبْتُ عِنْدَ الْأَعْمَشِ، وَلَا عِنْدَ حُصَيْنٍ، وَلَا عِنْدَ لَيْثٍ، وَلَا عِنْدَ أَشْعَثَ، إِنَّمَا كُنْتُ أَحْفَظُهَا، ثُمَّ أَجِيءُ فَأَكْتُبُهَا فِي الْبَيْتِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 605 881 - قَالَ حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، أنا شَرِيكٌ، عَنْ [ص: 606] طَارِقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: «كُنْتُ أَسْمَعُ مِنَ ابْنِ عُمَرَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ الْحَدِيثَ بِاللَّيْلِ، فَأَكْتُبُهُ فِي وَاسِطَةِ رَحْلِي، حَتَّى أُصْبِحَ، فَأَنْسَخَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 605 الدَّائِرَةُ بَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 606 882 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَطِيَّةَ الشَّامِيُّ، ثنا أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْأَصْمَعِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: فِي كِتَابِ أَبِي: هَذَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الْأَعْرَجِ قَالَ: " فَكُلَّمَا انْقَضَى حَدِيثٌ أَدَارَ دَارَةً، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا كُلُّ الْكِتَابِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 606 الْحَكُّ وَالضَّرْبُ 883 - قَالَ أَصْحَابُنَا: الْحَكُّ تُهْمَةٌ، وَأَجْوَدُ الضَّرْبِ أَلَّا يَطْمِسَ الْمَضْرُوبَ عَلَيْهِ، بَلْ يَخُطُّ مِنْ فَوْقِهِ خَطًّا جَيِّدًا بَيِّنًا، يَدُلُّ عَلَى إِبْطَالِهِ، وَيُقْرَأُ مِنْ تَحْتِهِ مَا خَطَّ عَلَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 606 التَّخْرِيجُ عَلَى الْحَوَاشِي 884 - أَجْوَدُهُ أَنْ يُخَرِّجَ مِنْ مَوْضِعِهِ حَتَّى يَلْحَقَ بِهِ طَرَفُ الْحَرْفِ [ص: 607] الْمُبْتَدَأُ بِهِ مِنَ الْكَلِمَةِ السَّاقِطَةِ فِي الْحَاشِيَةِ، وَيُكْتَبُ فِي الطَّرْفِ الثَّانِي حَرْفٌ وَاحِدٌ مِمَّا يَتَّصِلُ بِهِ فِي الدَّفْتَرِ، لِيَدُلُّ أَنَّ الْكَلَامَ قَدِ انْتَظَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 606 الْحَرْفُ الْمُكَرَّرُ 885 - قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا: إِذَا كَتَبَ حَرْفًا وَاحِدًا وَكَلِمَةً وَاحِدَةً مَرَّتَيْنِ، فَأَوْلَاهُمَا بِأَنْ يُبْطِلَ الثَّانِي، لِأَنَّ الْأَوَّلَ كُتِبَ عَلَى صَوَابٍ، وَالثَّانِي كُتِبَ عَلَى الْخَطَإِ، فَالْخَطَأُ أَوْلَى بِالْإِبْطَالِ وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّمَا الْكِتَابُ عَلَامَةٌ لِمَا يُقْرَأُ، فَأَوْلَى الْحَرْفَيْنِ بِالْإِبْقَاءِ أَدَلُّهُمَا عَلَيْهِ، وَأَجْوَدُهُمَا صُورَةً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 607 النَّقْطُ وَالشَّكْلُ 886 - قَالَ أَصْحَابُنَا: أَمَّا النَّقْطُ، فَلَا بُدَّ مِنْهُ لِأَنَّكَ لَا تَضْبُطِ الْأَسَامِيَ الْمُشْكَلَةَ إِلَّا بِهِ، وَمِنْ ذَلِكَ مَا قَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ بَعْضِهِ وَقَالُوا: إِنَّمَا يُشْكَلُ مَا يُشْكِلُ، وَلَا حَاجَةَ إِلَى الشَّكْلِ مَعَ عَدَمِ الْإِشْكَالِ وَقَالَ آخَرُونَ: الْأَوْلَى أَنْ يُشْكَلَ الْجَمِيعَ، وَكَانَ عَفَّانُ وَحَبَّانُ مِنْ أَهْلِ الشَّكْلِ وَالتَّقْيِيدِ الحديث: 886 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 608 887 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّطْنِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي سَعْدٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلِ الرَّسْعَنِيُّ، قَالَ: قَالَ بَقِيَّةُ: قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: «الْعَجْمُ نُورُ الْكِتَابِ» هَكَذَا لَفْظُ الْحَدِيثِ، وَالصَّوَابُ: الْإِعْجَامُ أَعْجَمْتُ الْكِتَابَ، فَهُوَ مُعْجَمٌ لَا غَيْرُهُ، وَهُوَ النَّقْطُ، أَنْ [ص: 609] تَبَيَّنَ التَّاءَ مِنَ الْيَاءِ، وَالْحَاءَ مِنَ الْخَاءِ، وَالشَّكْلُ تَقْيِيدِ الْإِعْرَابِ الحديث: 887 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 608 888 - وَحَدَّثَنِي الضَّبِّيُّ، ثنا أَبُو يَعْلَى الْمِنْقَرِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الْأَوْزَاعِيَّ قَالَ: «تَعْجُيمُ الْكِتَابِ نُورُهُ» الحديث: 888 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 609 التَّبْوِيبُ فِي التَّصْنِيفِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 609 889 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْعَسْكَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، قَالَ: قِيلَ لِوَكِيعٍ: " أَنْتَ تَطْلُبُ الْآخِرَةَ تُصَنِّفُ الْأَبْوَابَ، فَتَقُولُ: بَابُ كَذَا، وَبَابُ كَذَا فَقَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: " بَابٌ مِنَ الطَّلَاقِ جَسِيمٌ: إِذَا اعْتَدَّتِ الْمَرْأَةُ وَرِثَتْ " الحديث: 889 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 609 890 - حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا سَعْدَانُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى التَّيْمِيُّ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: " بَابٌ مِنَ الْفِقْهِ جَسِيمٌ: إِذَا اعْتَدَّتِ الْمَرْأَةُ وَرِثَتْ " الحديث: 890 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 609 الْجَمْعُ بَيْنَ الرُّوَاةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 610 891 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ قَالَ هَارُونُ: ثنا رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَقَالَ مَنْصُورٌ: ثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ كِلَاهُمَا عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ، وَلَفْظُ الْحَدِيثِ لِمَنْصُورٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ بَلَدٍ إِلَّا سَيَدْخُلُهُ الدَّجَّالُ، إِلَّا الْحَرَمَيْنِ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ» هَذَا لَفْظٌ يَتَفَرَّدُ بِهِ مُوسَى بْنُ هَارُونَ، فَأَمَّا سَائِرُ مَنْ لَقِينَاهُ مِنْ نُظَرَائِهِ فِي الْفَهْمِ، فَلَا يَجْمَعُونَ بَيْنَ الرَّاوِيَيْنِ إِذَا اخْتَلَفَ مَنْ رَوَيَا عَنْهُ، بَلْ يَقُولُونَ بِخِلَافِ ذَلِكَ، وَمِثَالُهُ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثَنَا رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ، ح وَحَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ كِلَاهُمَا عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، وَرُبَّمَا لَمْ يَقُولُوا كِلَاهُمَا، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: حَدَّثَنَا هَارُونُ، ثَنَا رَوَّادٌ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، ح وَحَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، ثَنَا يَحْيَى عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ الحديث: 891 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 610 الْمُصَنِّفُونَ مِنْ رُوَاةِ الْفِقْهِ فِي الْأَمْصَارِ 892 - أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ وَبَوَّبَ فِيمَا أَعْلَمُ الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ بِالْبَصْرَةِ، ثُمَّ سَعِيدُ بْنُ عَرُوبَةَ بِهَا، وَخَالِدُ بْنُ جَمِيلٍ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْعَبْدُ، وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ بِالْيَمَنِ، وَابْنُ [ص: 612] جُرَيْجٍ بِمَكَّةَ، ثُمَّ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ بِالْكُوفَةِ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بِالْبَصْرَةِ، وَصَنَّفَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ بِمَكَّةَ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ بِالشَّامِ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بِالرِّيِّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ بِمَرْوَ وَخُرَاسَانِ، وَهُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ بِوَاسِطٍ [ص: 613] ، وَصَنَّفَ فِي هَذَا الْعَصْرِ بِالْكُوفَةِ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَابْنُ فُضَيْلٍ، وَوَكِيعٌ، ثُمَّ صَنَّفَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بِالْيَمَنِ، وَأَبُو قُرَّةَ مُوسَى بْنُ طَارِقٍ [ص: 614] ، وَتَفَرَّدَ بِالْكُوفَةِ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِتَكْثِيرِ الْأَبْوَابِ وَجَوْدَةِ التَّرْتِيبِ، وَحُسْنِ التَّأْلِيفِ، 893 - وَسَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّ الْمُصَنِّفِينَ ثَلَاثَةٌ، فَذَكَرَ أَبَا عُبَيْدِ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ، وَابْنَ أَبِي شَيْبَةَ، وَذَكَرَ عَمْرَو بْنَ بَحْرٍ فِي مَعْنَاهُ، 894 - وَذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ أَصْحَابَ التَّصْنِيفِ بَعْدَ أَنْ قَالَ: نَظَرْتُ فَإِذَا الْإِسْنَادُ يَدُورُ عَلَى سِتَّةٍ [ص: 615] : فَلِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ابْنُ شِهَابٍ وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ، وَيُكْنَى أَبَا بَكْرٍ، مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَلِأَهْلِ مَكَّةَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ مَوْلَى بَنِي جُمَحٍ، وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَلِأَهْلِ الْبَصْرَةِ قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ السَّدُوسِيُّ، وَكُنْيَتُهُ أَبُو الْخَطَّابِ، مَاتَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَيُكْنَى أَبَا نَصْرٍ، مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ بِالْيَمَامَةِ وَلِأَهْلِ الْكُوفَةِ أَبُو إِسْحَاقَ، وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّبِيعِيُّ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ الْأَعْمَشُ مَوْلَى بَنِي كَاهِلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ جَمِيلًا، [ص: 616] 895 - قَالَ عَلِيٌّ: ثُمَّ صَارَ عِلْمُ هَؤُلَاءِ السِّتَّةِ إِلَى أَصْحَابِ الْأَصْنَافِ: فَمِمَّنْ صَنَّفَ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ: مَالِكُ بْنُ أَنَسِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الْأَصْبَحِيُّ، وَعِدَادُهُ فِي بَنِي تَمِيمٍ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَسَمِعَ مِنَ ابْنِ شِهَابٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ مَوْلَى بَنِي مَخْرَمَةَ، يُكْنَى أَبَا بَكْرٍ، مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَسَمِعَ مِنَ ابْنِ شِهَابٍ، وَالْأَعْمَشِ وَمِنْ أَهْلِ مَكَّةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنُ جُرَيْجٍ مَوْلَى لِقُرَيْشٍ، وَيُكْنِي أَبَا الْوَلِيدِ، مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ مُزَاحِمٍ أَخِي الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ الْهِلَالِيِّ، وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ، مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، وَلَقِيَ ابْنَ شِهَابٍ، وَعَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، وَأَبَا إِسْحَاقَ، وَالْأَعْمَشَ [ص: 617] ، وَمِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ مَوْلَى لِبَنِي عَدِيِّ بْنِ يَشْكُرَ، وَهُوَ سَعِيدُ بْنُ مِهْرَانَ وَيُكْنَى أَبَا النَّضْرِ، وَمَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ أَوْ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَحْسِبُهُ مَوْلَى لِبَنِي سُلَيْمٍ، وَيُكْنَى أَبَا سَلَمَةَ، وَمَاتَ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَأَبُو عَوَانَةَ وَاسْمُهُ الْوَضَّاحُ مَوْلَى يَزِيدَ بْنِ عَطَاءٍ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ أَبُو بِسْطَامٍ مَوْلَى الْأَشَاقِرِ، مَاتَ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، وَيُكْنَى أَبَا عُرْوَةَ مَوْلَى لِحُدَّانَ، وَمَاتَ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَسَمِعَ مِنَ الزُّهْرِيِّ، وَمِنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَمِنْ قَتَادَةَ، وَمِنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَمِنْ أَبِي إِسْحَاقَ [ص: 618] وَمِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَمَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَمِنْ أَهْلِ الشَّامِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيُّ، وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو، مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَمِنْ أَهْلِ وَاسِطٍ: هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ مَوْلَى بَنِي سُلَيْمٍ، وَيُكْنَى أَبَا مُعَاوِيَةَ، مَاتَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ 896 - قَالَ عَلِيٌّ: ثُمَّ انْتَهَى عِلْمُ هَؤُلَاءِ السِّتَّةِ: وَعِلْمُ الِاثْنَيْ عَشَرَ إِلَى سِتَّةِ نَفَرٍ: إِلَى يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ، وَيُكْنَى أَبَا سَعِيدٍ مَوْلَى لِبَنِي تَمِيمٍ، وَمَاتَ [ص: 619] سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، وَيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَيُكْنَى أَبَا سَعِيدٍ مَوْلًى لِهَمَدَانَ، مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَوَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ بْنِ مَلِيحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ فَرَسٍ، وَيُكْنَى أَبَا سُفْيَانَ، مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَهُوَ حَنْظَلِيُّ مَوْلًى لِبَنِي حَنْظَلَةَ، وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ بِهِيتَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْأَسَدِيِّ، وَيُكْنَى أَبَا سَعِيدٍ، وَمَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ [ص: 620] ، وَيَحْيَى بْنِ آدَمَ، وَيُكْنَى أَبَا زَكَرِيَّاءَ، وَهُوَ مَوْلَى خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَيْدٍ - بِالظَّنِّ مِنْ عَلِيٍّ -، وَمَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، 897 - قَالَ غَيْرُ عَلِيٍّ مِمَّنْ هُوَ مِنْ أَهْلِ الدِّرَايَةِ بِهَذَا الْعِلْمِ: ثُمَّ صَارَ عِلْمُ هَؤُلَاءِ كُلِّهِمْ إِلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ، وَلَمْ يَنْتَفِعِ النَّاسُ بِهِ، وَهُوَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قَالَ: وَمَا بَدَّدَ فِي الْإِسْلَامِ أَحَدٌ حَدِيثَهُ فِي الْأَمْصَارِ تَبْدِيدَ الثَّوْرِيِّ، فَإِنَّهُ حَدَّثَ بِالْبَصْرَةِ مَا لَمْ يُحَدِّثْ بِالْكُوفَةِ، وَحَدَّثَ بِالشَّامِ مَا لَمْ يُحَدِّثْ بِالْعِرَاقِ وَحَدَّثَ بِالْعِرَاقِ، وَحَدَّثَ بِالْيَمَنِ مَا لَمْ يُحَدِّثْ بِالْعِرَاقِ وَلَا بِالشَّامِ، وَحَدَّثَ بِالرِّيِّ مَا لَمْ يُحَدِّثْ بِغَيْرِهِمَا مِنَ الْأَمْصَارِ، قَالَ: وَمَا جَمَعَ أَحَدٌ عِلْمَ الْأَقْطَارِ فِي الرِّوَايَةِ عَنْهُمْ كَمَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ، فَإِنَّهُ رَوَى عَنِ السِّتَّةِ الَّذِينَ دَارَ عَلَيْهِمُ الْحَدِيثُ فِي الصَّدْرِ الْأَوَّلِ، وَهُمُ الزُّهْرِيِّ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ بِالْحِجَازِ، وَالسَّبِيعِيُّ وَالْأَعْمَشُ بِالْكُوفَةِ، وَقَتَادَةُ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ بِالْبَصْرَةِ، [ص: 621] 898 - وَقَالَ ابْنُ عُقْدَةَ: لَيْسَ فِي الْإِسْلَامِ أَسْنَدُ مِنْ رَجُلَيْنِ: عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَلُوَيْنٌ، لِأَنَّهُمَا جَمَعَا شُيُوخَ الْأَمْصَارِ الْعَالِيَةِ، وَعَمَّرَا، وَاسْمُ لُوَيْنٍ: مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ، سُمِّيَ لُوَيْنًا لِأَنَّهُ كَانَ صَاحِبَ رَقِيقٍ بِالْمَصِّيصَةِ، فَكَانَ يَقُولُ: عِنْدِي جَارِيَةٌ لَهَا لُوَيْنٌ الحديث: 892 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 611 899 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَرَاثِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ: «كَانَ لِي حِينَ وَلِيَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ الْخِلَافَةَ سَنَةٌ وَنِصْفٌ» قَالَ الْبَرَاثِيُّ: وَلِيَ أَبُو جَعْفَرٍ الْخِلَافَةَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، فَنَظَرْنَا فِيهَا، فَكَانَ عَلَى مَا قَالَ مِنْ مَوْلِدِ عَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ، فَكَانَ عُمْرُهُ سِتًّا وَتِسْعِينَ سَنَةً الحديث: 899 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 622 قَالَ: وَسَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: «لَقِيتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، وَمَالِكَ بْنَ مِغْوَلٍ قَبْلَ مَوْتِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ، وَكَتَبْتُ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ قَبْلَ أَنْ أَكْتُبَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ» 900 - قَالَ ابْنُ عُقْدَةَ: وَلَيْسَ فِي الْإِسْلَامِ أَكْثَرُ حَدِيثًا خُرُوجًا إِلَى النَّاسِ مِنْ رَجُلَيْنِ، وَلَمْ يَرْحَلَا يَعْنِي كَثِيرًا، وَهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الْمِصْرِيُّ بِمِصْرَ، وَبَعْدَهُ أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ بِالْكُوفَةِ، وَكَتَبَ أَبُو كُرَيْبٍ عَنْ رُشْدِ بْنِ سَعْدٍ بِمَكَّةَ [ص: 623] 901 - وَأَقُولُ: لَا يُعْرَفُ فِي الْإِسْلَامِ مُحَدِّثٌ وَازَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيَّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ مَنِيعٍ فِي قِدَمِ السَّمَاعِ، فَإِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلَاثِمِائَةٍ الحديث: 900 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 622 سَمِعْنَاهُ يَقُولُ: «حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّالْقَانِيُّ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 623 902 - وَسَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ شُعْبَةَ يَقُولُ: " سَمِعْتُ عَاصِمًا، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، يَقُولُ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ قَالَ: وَلَا أَحْفَظُ وَرَاءَ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ " 903 - وَلَا يُعْرَفُ فِي الْإِسْلَامِ رَجُلٌ حَدَّثَ بَعْدَ اسْتِيفَاءِ مِائَةِ سَنَةٍ إِلَّا أَبُو إِسْحَاقَ الْهُجَيْمِيُّ الْبَصْرِيُّ [ص: 624] 904 - وَلَا يُعْرَفُ أُخْوَةٌ مِنَ الْفُقَهَاءِ رَوَى بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ، سِوَى وَلَدِ سِيرِينَ: الحديث: 902 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 623 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَهْوَازِيُّ، وَيُعْرَفُ بِأَبِي بَكْرٍ الشَّعْرَانِيِّ الْجَوَّالِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ خُرَّزَاذَ، ثنا هَدِيَّةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَخِيهِ يَحْيَى بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَخِيهِ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَبَّيْكَ حَجًّا حَقًّا، تعَبِّدًا وَرِقًّا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 624