الكتاب: النصيحة للراعي والرعية للتبريزي المؤلف: أَبُو الخَيْرِ بَدَلُ بنُ أَبِي المُعَمَّرِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ التِّبْرِيْزِيُّ (المتوفى: 636هـ) حققه وعلق عليه: أبو الزهراء عبيد الله الأثري الناشر: دار الصحابة للتراث، طنطا - مصر الطبعة: الأولى، 1411 هـ - 1991 م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] ---------- النصيحة للراعي والرعية للتبريزي التبريزي، أبو الخير الكتاب: النصيحة للراعي والرعية للتبريزي المؤلف: أَبُو الخَيْرِ بَدَلُ بنُ أَبِي المُعَمَّرِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ التِّبْرِيْزِيُّ (المتوفى: 636هـ) حققه وعلق عليه: أبو الزهراء عبيد الله الأثري الناشر: دار الصحابة للتراث، طنطا - مصر الطبعة: الأولى، 1411 هـ - 1991 م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، الرحيم لمن أطاعه؛ المنتقم ممن عصاه. وعد على طاعته حسن ثوابه؛ وأوعد على معصيته سوء عذابه. وبعد ... . فإن الدنيا مزرعة الآخرة؛ فيجب على العاقل أن يطلب نعيم الآخرة الذي لا يزول ولا يحول. وتحصيل ذلك النعيم منوط بامتثال أمر الشارع والانزجار على نهيه. وقد خص الله الإنسان بالمنقبة التي كرمه بها على كثير من المخلوقات. وإنما يحوز هذه الفضيلة؛ بالصفات الحميدة التي ركبت فيه؛ وندب إليها، واستعماله إياها. وليس يتهيأ له بقاء مدة العالم إلا بالحرث والنسل اللذين جعلا سببا للعمارات في دار الدنيا؛ ولا يمكن قوام الحرث والنسل مع العيش الرفه إلا بالصناعات المختلفة ولزمة الحاجة إلى أن ينفرد كل طائفة منهم بنوع من أنواعها؛ فتنتظم بذلك معايشهم. فصار كل واحد منهم خادما أو مخدوما، فتم على الكل بذلك النعمة، وكان بينهم بون بعيد؛ وتفاضل كثير وقد ركب في أصل بنيتهم، وأساس جبلتهم قوى شهوانية ينزعون بها إلى المشتهيات من أصناف الملاذ، حتى يتناولوا من حيث يجدوا السبيل إليها، وتغلبوا بجهدهم مبلغ قوتهم عليها؛ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 فحملهم الله تعالى على نهج العدل؛ وأنزل عليهم أمره ونهيه؛ وبين لهم حلاله وحرامه؛ وندبهم إلى الإنصاف في المعاملات وما يتعاطونه من البياعات، لتكون حجته لهم لازمة أدلة الخلق والأمر؛ فيمتحنهم بما يبلو أخبارهم؛ ويكشف عن عقائدهم وأسرارهم فيكونوا مستوجبين بما يظهر منهم الثواب والعقاب. وإن الله لم يخل زمنا من الأزمان من نبي يرشد الخلق إلى الحق ويؤدبهم. وحين ختم الله النبوة والرسالة بخاتم النبيين وسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم؛ استخلف في أمته الأمراء الراشدين، والولاة المهتدين، ليقوموا بنصرة الدين؛ وليعدلوا بين الخلق أجمعين، ويحملوهم على الصراط المستقيم؛ فإن بالعدل يحسن الزمان، وتخصب البلاد وتأمن السبل ويطيب العيش، وتنتظم أسباب الحياة. والعدل من أفضل الفضائل، وأجلها قدرا وأشرفها خطرًا وأعلاها رتبة؛ وأرفعها درجة؛ وأسماها منزلة. باستعماله يحصل رضا الخالق ومحبة المخلوقين؛ والسعادة في دار الأبد؛ والفوز بالنعيم السرمد، فألفت جزءا يشتمل على أحاديث مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم من بعض مسموعاتي، على سبيل الاختصار، دون التطويل والإكثار، مما لا يستغني عنها الأمير والمأمور؛ والراعي والرعية. والله ولي التوفيق للصواب؛ والهداية إلى سبيل الرشاد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 (1) : باب ذكر العدل بالقسط؛ وثواب العادلين أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد بن منصور النيسابوري، وأبو الحسن عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن الحسن الجرجاني، قالا: أنبا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي، قال: أنبا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، قال: أنبا أبو العباس عبد الصمد بن عبد الله الهروي، قال: أنبا أبو يزيد حاتم بن محبون، قال: أنبا الحسين بن الحسن المروزي، قال: أنبا عبد الله بن المبارك، سهل بن عمر، قال: أنبا أبو إسحاق إبراهيم بن حرب العسكري، قال: أنبا مسدد، قال: أنبا يحيى بن سعيد، قال: أنبا ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أمير عشرة إلا جيء به يوم القيامة مغلولاً؛ فإما أن يفكه العدل أو يوبقه الجور» هذا حديث حسن مشهور. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد، قال: أنبا أبو القاسم الشحامي، وأبو الحسن علي بن أبي عبد الله الخبائري، قال: أنبا أبو الحسن أحمد بن عبد الرحيم بن أحمد الإسماعيلي، قال: أنبا أبو الحسين محمد بن محمد بن حامد القطان، قال: أنبا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن دينار، قال: أنبا أبو يحيى زكريا بن يحيى البزاز، أنبا محمد بن يحيى، أنبا جعفر بن عون، قال: أنبا مسعر، عن الربيع، قال: سمعت أبا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 عبيد يقول: «الحكم العادل يسكن الأصوات عن الله؛ وإن الحكم الجائر تكثر منه الشكاية» «هو غريب» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 أخبرنا عبد الرحيم بن عبد الرحمن أبو الحسن، قال: أنبا زاهر بن طاهر، قال: أنبا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزوري، قال: أنبا أبو بكر بن مهران، قال: أنبا محمد بن حمدون بن خالد بن يزيد إملاء، أنبا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، قال: أنبا أسد بن موسى، قال: أنبا حماد بن سلمة، قال: أنبا أبو عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أربعة يبغضهم الله: البياع الحلاف، والفقير المختال، والشيخ الزاني؛ والإمام الجائر «هذا حديث حسن أخرجه النسائي في» سننه " من حديث حماد بن سلمة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد، قال: أنبا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد، قال: أنبا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أنبا أبو سعد الماليني، قال: أنبا أحمد بن عدي، أنبا محمد بن الحسن بن قتيبة، أنبا محمد بن علي بن عم رواد، قال: أنبا بشر بن بكر، أنبا سعيد بن سنان، عن أبي زاهرية، عن كثير بن مرة، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن السلطان ظل الله في الأرض يأوي إليه كل مظلوم من عباده، فإذا عدل كان له الأجر وعلى الرعية الشكر، وإذا جار كان عليه الأصر وعلى الرعية الصبر؛ وإذا جارت الولاة قحطت السماء، وإذا منعت الزكاة هلكت المواشي، وإذا ظهر الزنا ظهر الفقر والمسكنة، وإذا أخفرت الذمة أديلت الكفار» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن عمر بن أحمد النيسابوري، قال: أنبا أبو القاسم زاهر بن طاهر، وأبو الحسن علي بن أبي عبد الله، قالا: أنبا أبو الحسن أحمد بن عبد الرحيم الإسماعيلي، قال: أنبا أبو الحسين محمد بن القطان، قال: أنبا محمد بن عبد الله بن دينار، قال: أنبا زكريا بن يحيى البزاز، قال: أنبا محمد بن الحسين، قال: أنبا حماد بن سلمة، قال: أنبا أحمد بن نوح، عن خلف بن تميم، عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر قال: سمعت أبي ذكره، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: «الأرض تتزين في أعين الناس إذا كان عليه إمام عادل، وتقبح في أعين الناس إذا كان عليها إمام جائر، وإنما تزكو في زمان الإمام العادل ما لا تزكو في زمان الإمام الجائر» . أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن علي بن المسلم اللخمي، قال: أنبا أبو الحسن علي بن أحمد الغساني، قال: أنبا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد، قال: أنبا جدي محمد بن أبي الحديد، قال: أنبا أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي، قال: أنبا إسماعيل بن أحمد بن معاوية بن بكر الباهلي، عن أبيه، عن عبد الملك بن قريب الأصمعي قال: سمعت أعرابيا يقول وقد ذكر جور عامل من العمال: والله لئن عزوا بالظلم في الدنيا ليذلن بالعدل في الآخرة، ولبقليل فان من كثير باق رضوا، وإنما يكون العدم يوم يكون الندم. ا. هـ ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 (2) : باب ذكر غش الرعية وترك نصحهم والاحتجاب عنهم وعن قضاء حوائجهم أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي زيد الكراني، قال: أنبا أبو منصور محمود بن إسماعيل الصيرفي، قال: أنبا أبو الحسين أحمد بن محمد بن فاذشاه، قال: أنبا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، قال: أنبا محمد بن عبدوس بن كامل، وموسى بن هارون، قالا: أنبا علي بن الجعد، قال: أنبا أبو الأشهب، عن الحسن قال: عاد عبيد الله بن زياد، معقل بن يسار في مرضه الذي قبض فيه، فقال معقل: إني محدثك بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لو علمت أن لي حياة ما حدثتك به، سمعته يقول: «ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت غاشا لرعيته الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 إلا حرم الله عليه الجنة» . هذا حديث متفق على صحته أخرجه البخاري ومسلم في «صحيحيهما» من حديث أبي الأشهب جعفر بن حيان. أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصير الصيدلاني، قال أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله، قالت: أنبا أبو بكر بن زيد، قال: أنبا أبو القاسم الطبراني، قال: أنبا محمد بن محمد الجذوعي، أنبا عقبة بن مكرم، قال: أنبا يعقوب بن إسحاق الحضرمي، أنبا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 سوادة بن أبي الأسود، عن أبيه، عن معقل بن يسار، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أمير يلي أمر المسلمين ثم لا يجهد لهم وينصح إلا لم يدخل معهم الجنة» . هذا حديث صحيح أخرجه مسلم عن عقبة بن مكرم. أخبرنا أبو عبد الله بن محمد بن أبي زيد الخباز، قال: أنبا محمود بن إسماعيل الصيرفي، قال: أنبا أبو الحسين بن فاذشاه، قال: أنبا أبو القاسم سليمان بن أحمد، قال: أنبا عبدان بن أحمد، قال: أنبا شيبان بن فروخ، قال: أنبا جرير بن حازم، قال: أنبا الحسن قال: دخل عائذ بن عمرو على زياد فلم يسلم عليه بالإمارة، فقال عائذ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من شر الرعاة الخطبة، اتق أن تكون منهم» . فقال له زياد: اجلس. فإنما أنت من نخالة أصحاب محمد. فقال له عايذ: وكانت فيهم نخالة؟!؟ إنما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم. هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في «صحيحه» عن شيبان بن فروخ إلا أنه قال: دخل على ابن زياد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد الأصبهاني، قال: أنبا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، أنبا أبو بكر محمد بن علي بن إبراهيم بن مصعب، قال: أنبا أبو جعفر أحمد بن جعفر بن أحمد بن معبد، قال: أنبا أحمد بن مهدي، قال: أنبا داود بن رشيد، قال: أنبا الوليد بن مسلم، عن يزيد بن أبي مريم، عن القاسم بن مخيمرة، عن رجل من فلسطين يكنى أبا مريم أنه قدم على معاوية بن أبي سفيان فقال له معاوية: ما أنعمنا بك يا أبا مريم؟ قال: حديث سمعته رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من ولاه الله من أمر المسلمين شيئا فاحتجب عن حاجتهم وخلتهم وفاقتهم؛ احتجب الله عز وجل يوم القيامة دون حاجته وخلته وفاقته» . هذا حديث حسن صحيح أخرجه أبو داود السجستاني، وأبو عيسى الترمذي في كتابيهما من حديث يزيد بن أبي مريم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي زيد الأصبهاني، قال: أنبا محمود بن إسماعيل الصيرفي، قال: أنبا أبو الحسين أحمد بن محمد، أنبا أبو القاسم سليمان بن أحمد، قال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 أنبا علي بن عبد العزيز، قال: أنبا عارم أبو النعمان، قال: أنبا سعيد بن زيد، عن علي بن الحكم البناني، أنبا أبو الحسن الشامي، عن عمرو بن مرة، وكانت له صحبة مع النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لمعاوية بن أبي سفيان: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أيما وال أو قاض أغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلة والمسكنة أغلق الله أبواب السموات دون حاجته وخلته ومسكنته» هذا حديث حسن أخرجه أبو عيسى الترمذي في «سننه» من حديث علي بن الحكم البناني. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن القاسم الصيدلاني، قال أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية، قالت: أنبا أبو بكر بن بريذة، قال: أنبا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، قال: أبنا عبدان بن أحمد، قال: أنبا خلاد بن أسلم، قال: أنبا حنيفة بن مرزوق، قال: أنبا شريك، عن أبي حصين، عن أبي خالد الوالبي، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ولي من أمر المسلمين شيئا فاحتجب عن ضعفة المسلمين احتجب الله عنه يوم القيامة» . " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 (3) : باب ذكر الرفق بالرعية وتحريم ظلمهم وتعذيبهم وأنه مسئول عنهم أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر، قال: أنبا أبو علي الحسن بن أحمد، أنبا أبو نعيم الحافظ، قال: أنبا أبو الشيخ عبد الله بن جعفر الحافظ، قال: أنبا أبو بشر ويعرف بسمويه، أنبا موسى بن إسماعيل، قال: حدثني جرير بن حازم، عن حرملة المصري، عن عبد الرحمن بن شماسة المهري أنه سمع عائشة تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم من ولي من أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به، ومن شق عليهم فشق عليه. هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في» صحيحه «والنسائي في» سننه " من حديث حرملة المصري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد، قال: أنبا أبو القاسم زاهر بن طاهر، قال: أنبا أبو بكر البيهقي، قال: أنبا أبو علي بن شاذان، قال: أنبا عبد الله بن جعفر، أنبا يعقوب بن سفيان، قال: أنبا محمد بن يحيى بن قيس الجزري، قال: أنبا حسين بن العلاء، عن سهل بن شعيب، عن رجل من بني أزد، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أشهد أنه على الوالي من بعدي لما رق على جماعة المسلمين رحم صغيرهم، وأجل كبيرهم، وأعطى عمالهم، لا يضر بهم فيذلهم، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 ولا يحمدهم فيقطع نسلهم، ولا يغلق بابه دونهم فيأكل قويهم ضعيفهم، ولا يجعل المال دولة بين الأغنياء، ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد حشر. أخبرنا أبو مسلم المؤيد، عن عبد الرحيم بن الأخوة، قال: أنبا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال، قال: أنبا أبو القاسم إبراهيم بن منصور بن محمد، قال: أنبا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري، قال: أنبا أبو يعلى الموصلي، قال: أنبا أبو الربيع، قال: أنبا الأغلب بن تميم، عن المعلى بن زياد، عن معاوية بن قرة، عن معقل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صنفان من أمتي لا تنالهم شفاعتي: سلطان غشوم؛ وغال في الدين " هذا حديث مشهور. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 أخبرنا أبو الفتوح محمد بن عمر بن علي الطوسي، قال: أنبا أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن الجرجاني، قال: أنبا أبو سعيد عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن، قال: أنبا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى، قال: أنبا إبراهيم بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 يوسف الهسنجاني، قال: أنبا عبد السلام بن عبد الحميد الحراني، قال: أنبا العلاء بن سليمان الرقى، عن الجليل بن مرة، عن أبي غالب، عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي: إمام غشوم، وغال في الدين ". أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد، قال: أنبا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، قال: أنبا أبو نعيم الحافظ، قال: أنبا أبو علي محمد بن عبد الله العسكري، قال: أنبا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن موسى، قال: أنبا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: أنبا يزيد بن هارون، قال: أنبا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عامر العقيلي، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عرض علي أول ثلاثة من أمتي يدخلون الجنة وأول ثلاثة يدخلون النار، فأما أول ثلاثة من أمتي: فالشهيد، وعبد مملوك لم يشغله رق الدنيا عن طاعة ربه؛ وفقير متعفف ذو عيال. وأول ثلاثة يدخلون النار: فأمير مسلط، وذو ثروة من مال لا يؤدي حق الله في ماله، وفقير فخور ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد، قال: أنبا أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم، قال: أنبا أبو نصر محمد بن الفضل بن محمد بن يونس، قال: أنبا أبو القاسم عبد الله بن أحمد، قال: أنبا الحسن بن سفيان، قال: أنبا قتيبة بن سعيد، قال: ثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، عن عمرة، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ستة لعنتهم لعنهم الله وكل نبي مجاب: الزائد في كتاب الله، والمكذب بقدر الله، والمتسلط بالجبروت ليذل بذلك من أعز الله وليعز من أذل الله، والمستحل لحرم الله، والمستحل من عترتي حرم الله، والتارك لسنتي " هذا حديث حسن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب، أنبا أبو صالح عبد الصمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن العباس، أنبا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز، قال: أنبا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، قال: أنبا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار، قال: ثنا محمد بن عثمان بن كرامة، قال: ثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عروة، قال: مر هشام بن حكيم بن حزام على أناس من الأنباط قد أقيموا في الشمس فقال: ما شأنهم؟ قالوا: حبسوا في الجزية، فقال هشام: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا» . هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في «صحيحه» ، وأبو داود السجستاني، وأبو عبد الرحمن النسائي في «سننهما» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 أخبرنا أبو الفتوح محمد بن عمر بن علي الطوسي، وأبو عمر عثمان بن محمد بن أبي سعيد الدمشقي، قالا: أنبا أبو بكر عبد الرحمن بن عبد الله الحيري، قال: أنبا أبو جعفر عمر بن سعيد بن محمد، قال: أنبا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبدوس الحيري، قال: أنبا أبو الحسن علي بن أحمد المحفوظي، قال: ثنا عبد الله بن هشام، ثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن عمر، قال: أخبرني نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته؛ فالأمير الذي على الناس راع عليهم ومسئول عنهم؛ وامرأة الرجل راعية على بيت بعلها وولدها وهي مسئولة عنهم، وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسئول عنه؛ ألا وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته» . هذا حديث متفق على صحته؛ أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود وأبو عبد الرحمن النسائي في كتبهم ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 (4) : باب ذكر الحرص على طلب الإمارة وما في عاقبتها من الندامة والملامة أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد، قال: أنبا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز، قال: أنبا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن محمد بن المأمون، قال: أنبا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدراقطني، قال: أنبا الحسين بن إسماعيل، وعمر بن أحمد بن علي، قالا: ثنا محمد بن عثمان بن كرامة، ثنا أبو أسامة، قال: ثنا بريد بن عبد الله، عن جده أبي بردة، عن أبي موسى، قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم أنا ورجلان من بني عمي؛ فقال أحد الرجلين: يا رسول الله، أمرنا على بعض ما ولاك الله؛ وقال الآخر مثل ذلك؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ": إنا والله لا نؤتي هذا العمل أحدا سأله، ولا أحدا حرص عليه ". صحيح، أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود وأبو عبد الرحمن في كتبهم من حديث أبي موسى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي زيد الأصبهاني، قال: أنبا محمود بن إسماعيل، أنبا أبو الحسين أحمد بن محمد، قال: أنبا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب، قال: ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا حجاج بن منهال، قال: ثنا جرير بن حازم، عن الحسن، عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسأل الإمارة، فإنك إن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها وإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها، وإذا حلفت على يمين فرأيت خيرا منها فكفر عن يمينك وائت الذي هو خير» . هذا حديث متفق على صحته، أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود السجستاني وأبو عيسى الترمذي وأبو عبد الرحمن النسائي في كتبهم من حديث عبد الرحمن بن سمرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 أخبرنا أبو الفتوح محمد بن عمر بن علي الطوسي؛ وأبو عبد الله محمد بن طاهر بن زاهر، قالا: أنبا أبو بكر عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن، عن عبيد الله بن عمر، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه، ورجل كان قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله؛ ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما صنعت يمينه «. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 هذا حديث صحيح متفق على صحته، أخرجه البخاري ومسلم وأبو عيسى الترمذي وأبو عبد الرحمن النسائي في كتبهم من حديث خبيب» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 أخبرنا أبو مسلم المؤيد بن عبد الرحمن بن أحمد، قال: أنبا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الأديب، قال: أنبا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، قال: أنبا أبو بكر بن المقري، قال: أنبا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى، قال: ثنا زهير، قال: ثنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن أوس، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن المقسطون عند الله على منابر من نور على يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا» . هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه، والنسائي في سننه من حديث سفيان بن عيينة. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي زيد الأصبهاني، قال: أنبا أبو منصور محمود بن إسماعيل الصيرفي، قال: أنبا أبو الحسين بن فاذشاه، قال: أنبا أبو القاسم سليمان بن أحمد، قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، قال: أنبا عبد الرزاق، قال: أنبا معمر، عن قتادة، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 عن مطرف بن عبد الله الشخير، عن عياض بن حمار المجاشعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا، وإنه قال: «إن كل ما نحلته عبادي فهو لهم حلال، وإني خلفت عبادي حنفاء كلهم، فأتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم فحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا» وإن الله عز وجل نظر إلى أهل الأرض فمقتهم: عربهم وعجمهم، إلا بقايا من أهل الكتاب، وإن الله عز وجل أمرني أن أحرق قريشا، فقلت: يا رب إنهم إذا يثلغوا رأسي حتى يدعوه فيعرض له إن شاء تقدم وإن شاء تأخر فيتركه مخافة الله عز وجل، فلذلك الرجل المحكم في نفسه «هذا أثر موقوف» . أخبرنا أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله، قال: أنبا أبو القاسم بن السمرقندي، قال: أنبا أبو الحسين بن محمد البزاز، قال: أنبا أبو سعيد إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم من لفظه، قال: ثنا عبد الباقي بن قانع، قال: ثنا محمد بن غالب، قال: أنبا عبد الصمد بن النعمان، قال: ثنا محمد بن الفضل، عن سالم الأفطس، عن عمر بن عبد العزيز، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل يحب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 الشاب الذي ينقضي شبابه في عبادة الله عز وجل، والإمام المقسط أجره كأجر من يقوم ستين عاما» . محمد بن الفضل يرمى بالكذب. أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود الثقفي، أنبا جدي لأمي أبو القاسم إسماعيل بن محمد الحافظ، قال: أنبا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله الهمداني، قال: أنبا عبد الله الحسين بن محمد بن منجويه، قال: ثنا محمد بن الحسن بن كوثر، قال: ثنا محمد بن غالب بن حرب، قال: ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى، قال: ثنا سليمان بن رجاء، قال: قال عبد العزيز بن مسلم، عن أبي البلدي، عن أبي رجاء العطاردي، قال: سمعت أبا بكر الصديق وهو على المنبر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الوالي العادل المتواضع ظل الله عز وجل ورمحه في أرضه، فمن نصحه في نفسه وفي عباد الله حشره الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ومن غشه في نفسه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 وفي عباد الله خذله الله يوم القيامة؛ ويرفع للوالي العادل المتواضع في كل يوم وليلة عمل ستين صديقا كلهم عابد مجتهد في نفسه» . في إسناده مجهول؛ وهو حديث غريب ". أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن علي الخرقي، قال: أنبا أبو الحسن علي بن أحمد بن قيس، قال: أنبا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد، قال: أنبا جدي أبو بكر محمد بن أبو الحديد، قال: أنبا أبو بكر الخرائطي، قال: أنبا العباس بن عبد الله الترقفي، قال: ثنا خلف بن تميم، قال: ثنا أبو عبد الرحمن البجلي، قال: أنبا إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر، عن أبيه، عن مجاهد، عن عبد الله بن عباس: أن ملكا من الملوك خرج يسير في مملكته وهو مستخف من الناس فنزل على رجل له بقرة، فراحت عليه تلك البقرة فحلبت فإذا حلابها مقدار ثمانين بقرة؛ قال: فأعجب الملك بها وقال: ما صلحت هذه إلا أن يكون لي، فإذا صارت إلى موضعي بعثت إليها فأخذتها، قال: وأقام إلى الغد فغدت البقرة إلى مرعاها، ثم راحت فحلبت فإذا حلابها قد نقص على النصف وجاء حلاب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 خمس عشرة بقرة، قال: فدعا الملك ربها فقال له: هل رعت في غير مرعاها بالأمس؟ أو شربت في غير مشربها بالأمس؟ فقال: ما رعت في غير مرعاها بالأمس، قال: ما بال لبنها قد نقص؟ قال: يشبه أن يكون الملك قد هم بأخذها، فقال له الملك: وأنت من أين يعرفك الملك؟ فقال له: هو كما أقول لك، فإن الملك إذا ظلم أو هم بظلم ذهبت البركة أو قال: ارتفعت البركة قال: فعاهد الملك ربه في نفسه أن لا يأخذها ولا تكون له في ملك أبدا، قال: وأقام إلى الغد، ثم غدت البقرة إلى مرعاها وراحت، فحلبت، فإذا حلابها قد عاد إلى ما كان، قال: فدعا صاحبها فقال: هل رعت بقرتك في غير مرعاها بالأمس أو شربت في غير مشربها بالأمس؟ قال: ما رعت في غير مرعاها بالأمس ولا شربت في غير مشربها بالأمس قال: فما بال لبنها قد عاد؟ قال: يشبه أن يكون الملك قد هم بالعدل، قال: فاعتبر الملك، وقال: لا جرم، لأعدلن على أفضل من ذلك، أو نحو هذا حديث موقوف حسن. أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر النيسابوري، قال: أنبا عبد الجبار بن محمد بن أحمد الخواري، قال: أنبا أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي، قال: أنبا عمرو بن محمد بن أحمد بن جعفر، قال: أنبا جدي، قال: أنبا محمد بن إسحاق السراج، قال: ثنا قتيبة بن سعيد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن الشعبي قال: جاء شتير، ومسروق، فقال شتير: إما أن تحدث ما سمعت من عبد الله فأصدقك، وإما أن أحدث، فصدقني؛ فقال مسروق: لا، بل حدث فأصدقك قال: سمعت عبد الله يقول: " إن أجمع آية في القرآن لخير أو لشر، آية في النحل {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ} [النحل: 90] قال مسروق: صدقت. هذا إسناد صحيح أخرجه الحاكم في صحيحه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 أخبرنا عبد الله بن عمر بن الصفار، قال: أنبا أبو القاسم الفضل بن محمد بن أحمد، قال: أنبا أبو سعيد فضل الله بن أبي الخير بن إبراهيم، قال: أنبا أبو علي زاهر بي أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، قال: أنبا محمد بن الحسين بن كيسان، قال: أنبا أبو حذيفة، قال: أنبا سفيان هو الثوري، قال: أنبا أبو موسى هو اليماني، عن وهب يعني ابن منبه، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سكن البادية جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى السلطان افتتن» . هذا حديث حسن أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي في كتبهم من حديث سفيان الثوري ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 أخبرنا أبو مسلم المؤيد بن عبد الرحيم بن أحمد بن الأخوة، قال: أنبا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك، قال: أنبا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، قال: أنبا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري، قال: أنبا أبو يعلى أحمد بن علي، قال: أنبا أحمد بن حاتم الطويل، قال: أنبا حاتم بن إسماعيل، عن الحسين بن الحكم النخعي، عن عدي بن ثابت، عن شيخ من الأنصار، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من بدا جفا؛ ومن اتبع الصيد غفل؛ ومن غشى أبواب السلاطين افتتن، وما ازداد عبد من السلطان قربا إلا ازداد من الله بعدا» أخرجه أبو داود السجستاني في كتابه من حديث أبي هريرة. أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن القاسم الصيدلاني، قال: أنبا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن إجازة، قال: أنبا أبو نعيم أحمد بن عبد الله، قال: أنبا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، قال: ثنا أحمد بن المعلى الدمشقي، قال: ثنا هشام بن عمار، قال: ثنا يحيى بن عبد الرحمن أبو شيبة الكندي، عن عبيد الله بن المغيرة بن أبي بردة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن ناسا من أمتي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 سيتفقهون في الدين، ويقرءون القرآن ويقولون نأتي الأمراء فنصيب من دنياهم وتعزلهم بديننا؛ ولا يكون ذلك كما لا يجتنى من القتاد إلا الشوك؛ كذلك لا يجتنى من قربهم إلا الخطايا» . أخرجه ابن ماجه القزويني في «سننه» من حديث يحيى بن عبد الرحمن ". أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد، قال: أنبا أبو القاسم زاهر بن طاهر، قال: أنبا أبو بكر البيهقي، قال: أنبا أبو عبد الله الحافظ، قال: أنبا أبو عبد الله الصنعاني، قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبا عبد الرزاق، قال: أنبا معمر، عن أبي إسحاق، عن عمارة بن عبد، عن حذيفة، قال: إياكم ومواقف الفتن. قيل: وما مواقف الفتن يا أبا عبد الله، قال: أبواب الأمراء؛ يدخل أحدكم على الأمير فيصدقه بالكذب؛ ويقول له ما ليس فيه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 يزيد، قال: ثنا العمري، قال: ثنا إسماعيل بن عياش، عن سعيد بن غنيم، أنه قال، قال كعب الأحبار: السلطان ظل الله في الأرض؛ فإذا عمل بطاعة الله كان له الأجر وعليكم الشكر؛ وإذا عمل بمعصية الله كان عليه الوزر وعليكم الصبر؛ ولا يحملك حبه على أن تدخل في معصية الله، ولا بغضه على أن تخرج من طاعة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 (5) : باب ذكر الطاعة لمن ولاه الله الأمر، والحث على الوفاء ببيعته وامتثال أمره واجتناب معصيته ما لم يأمر بمعصية الله أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر، قال: أخبرتنا فاطمة الجوزدانية، قالت: أنبا أبي بكر بن ريذة، قال: أنبا أبو القاسم الطبراني، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا شعبة، عن يحيى بن الحصين، عن جدته قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «اسمعوا وأطيعوا وإن أمر عليكم عبد يقودكم بكتاب الله» . هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه القزويني في كتبهم ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر بن الصفار، قال: أنبا أبو القاسم زاهر بن طاهر، قال: أنبا أبو بكر أحمد بن الحسين، قال: أنبا أبو عبد الله الحافظ، أنبا أحمد بن جعفر القطيعي، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، ثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، قال: حدثني أبو التياح، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم حبشي كأن رأسه زبيبة» . هذا حديث صحيح أخرجه البخاري في صحيحه. أخبرنا أبو المكارم إبراهيم بن علي بن أحمد المغيثي، وأبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد النيسابوري، وأبو الحسن عبد الرحيم بن عبد الرحمن الجرجاني، قالوا: أنبا أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر السيدي، قال: أنبا أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري، قال: أنبا أبو علي زاهر بن أحمد الفقيه، قال: أنبا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، قال: أنبا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، قال: أنبا مالك بن أنس، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 أنه قال: كنا إذا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة يقول: «فيما استطعتم» . هذا حديث متفق على صحته، أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي في كتبهم. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي الشيرازي، قال: أنبا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الخواري، قال: أنبا عبد الرحمن بن علي التاجر، قال: أنبا أبو الحسن أحمد بن موسى بن القاسم، قال: أنبا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد، قال: أنبا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر، عن مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد، قال أخبرني عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، أن أباه أخبره، عن عبادة بن الصامت قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر؛ والمنشط الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 والمكره، وأن لا ينازع الأمر أهله، وأن نقول أو نقوم بالحق حيث ما كنا لا نخاف في الله لومة لائم ". هذا حديث صحيح متفق على صحته؛ أخرجه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه القزويني في كتبهم. أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي، وأبو الحسن عبد الرحيم بن عبد الرحمن السعدي، وأبو مسلم المؤيد بن عبد الرحيم بن الأخوة، قالوا: أنبا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي، قال: أنبا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزوري، قال: أنبا أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر البحيري، قال: أنبا محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي، قال: ثنا قتيبة بن سعيد، قال: ثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة أن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «عليك السمع والطاعة في منشطك ومكرهك، وعسرك ويسرك؛ وأثرة عليك» . هذا حديث صحيح أخرجه مسلم والنسائي في كتابيهما. أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر، قال: أنبا أبو القاسم الشحامي، قال: أنبا أبو بكر البيهقي، قال: أنبا أبو الحسين بن بشران، قال: أنبا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري، قال: ثنا محمد بن إسماعيل، قال: ثنا شبابة بن سوار، قال: ثنا شعبة، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، قال: أوصاني النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث: أن أسمع وأطيع ولو لعبد مجدع الأطراف؛ وإذا صنعت مرقة أن أكثر ماءها، ثم أنظر إلى أهل بيت قريب من جيراني فأصبهم منه بمعروف «. هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في» صحيحه ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 أخبرنا أبو عبد الله بن محمد بن معمر بن عبد الواحد، أنبا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي، قال: أنبا أبو أحمد عبد الواحد بن أحمد، قال: أنبا أبو أحمد عبيد الله بن يعقوب بن إسحاق، أنبا جدي إسحاق، أنبا أحمد بن منيع، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا كهمس بن الحسن، عن أبي السليل، عن أبي ذر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو عليّ {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا {2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2-3] حتى فرغ من الآية، فجعل يتلوها علي ويرددها حتى نعس؛ ثم قال لي: " يا أبا ذر كيف تصنع إن أخرجت من المدينة؟ قال: قلت: إلى السعة والدعة إلى مكة فأكون حمامة بين حمام مكة، قال: كيف تصنع إن أخرجت منها؟! قلت: إلى السعة والدعة إلى الشام والأرض المقدسة؛ قال: فكيف تصنع إن أخرجت من الشام؟ قال قلت: إذا والذي بعثك بالحق أضع سيفي على عاتقي؛ قال: وخير من ذاك، تسمع وتطيع وإن كان عبدا حبشيا «. أخرجه ابن ماجه القزويني في» سننه بمعناه ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد، أنبا أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم القشيري، قال: أنبا أبو حفص بن مسرور الزاهد، قال: أنبا أبو عمرو بن حمدان، قال: أنبا أبو بكر محمد بن هارون بن حميد التاجر، قال: أنبا عبد الله بن موسى بن شيبة، قال: ثنا إبراهيم، عن خالد بن معدان، عن العرباض بن سارية ـ وكان من أهل الصفة ـ قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فوعظ الناس، ورغبهم وحذرهم، وقال ما شاء الله أن يقول، ثم قال: «اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا؛ وأطيعوا من ولى الله أمركم، ولا تنازعوا الأمر أهله ولو كان عبدا أسود أجدع، وعليكم من سنة نبيكم وسنة الخلفاء الراشدين المهديين وعضوا عليها بالنواجذ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه في كتبهم بمعناه من حديث العرباض بن سارية. أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد، أنبا أبو القاسم زاهر بن طاهر، قال: أنبا أبو بكر البيهقي، قال: أنبا أبو الحسين بن بشران، قال: أنبا أبو جعفر الأرزي، قال: ثنا محمد بن إسماعيل السلمي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثنا معاوية بن صالح، عن أبي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 يحيى سليم بن عامر أنه سمع أبا أمامة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع وهو على الجدعاء وقد جعل رجليه غرزي الركاب يتطاول ليسمع الناس فقال: " ألا تسمعوا يطول في صوته قال: فقال قائل من طوائف الناس: بما تعهد إلينا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعبدوا ربكم؛ وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم؛ وأطيعوا إذا أمركم تدخلوا جنة ربكم» . قال أبو يحيى: قلت: يا أبا أمامة، مثل من أنت يومئذ؟ قال: أنا يومئذ ابن ثلاثين سنة أزاحم البعير حتى أزحزحه قدما إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال أبو بكر البيهقي: والأصل في هذا أن طاعة الله تعالى لما كانت واجبة كانت طاعة من يملكهم شيئا من أمور عباده واجبة وهم الرسل صلوات الله عليهم؛ وإذا وجبت طاعة الرسول لهذا المعنى وجبت طاعة من يملكه الرسول شيئا مما ملكه الله تعالى بأي اسم دعي، فقيل له: خليفة، أو أمير، أو قاض، أو مصدق، أو من كان، وأي واحد من هؤلاء وجبت طاعته كان عامله أو من يملكه مثله، لقيام كل واحد من هؤلاء فيما صار إليه من الأمر منزلة الذي فوقه إلى أن ينتهي الأمر إلى من له الخلق والأمر، وليس فوقه أحد، وهو رب العالمين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر، قال: أنبا أبو القاسم الفضل بن محمد بن أحمد الأبيوردي، قال: أنبا أبو سعيد: فضل الله بن أبي الخير أحمد بن إبراهيم، قال: أنبا أبو علي زاهر بن أحمد، قال: ثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، قال: ثنا لوين وهو محمد بن سليمان المصيصي، قال: ثنا حماد بن زيد، عن غيلان بن جرير، عن زياد بن رياح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من خرج من الطاعة وفارق الجماعة مات ميتة جاهلية» . هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في «صحيحه» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن أبي سهلة الهروي، وأبو الحسن عبد الرحيم بن عبد الرحمن الجرجاني، قالا: أنبا أبو القاسم زاهر بن طاهر، قال: أنبا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجرودي، قال: أنبا أبو محمد الحسين بن أحمد بن علي بن خزيمة، قال: أنبا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، قال: ثنا أحمد بن عبده الضبي، قال: أنبا حماد بن زيد، عن الجعد أبي عثمان، قال: ثنا أبو رجاء، قال: سمعت ابن عباس يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر؛ فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت إلا مات ميتة جاهلية» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 هذا حديث صحيح متفق على صحته، أخرجه البخاري ومسلم في «صحيحهما» . أخبرنا أبو عبد الله محمد بن معمر بن عبد الواحد، قال: أنبا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، قال: أنبا أبو أحمد عبد الواحد بن أحمد، قال: أنبا أبو أحمد عبد الله بن يعقوب بن إسحاق، قال: أنبا جدي إسحاق، قال: أنبا أحمد بن منيع، قال: ثنا علي بن عاصم، عن مطرف، عن أبي الجهم، عن خالد بن وهبان، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من فارق الجماعة شبرا فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه» . هذا حديث حسن صحيح أخرجه أبو داود في «سننه» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي زيد الكراني، قال: أنبا محمود بن إسماعيل، قال: أنبا أبو الحسين بن فاذشاه، قال: أنبا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، قال: ثنا معاذ بن المثنى، ثنا يحيى بن معين، ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن سماك بن حرب، عن علقمة بن وائل، عن أبيه قال: سأل سلمة بن بريد النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقه ويمنعونا حقنا فما تأمرنا؟ فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه، ثم سأله في الثانية أو الثالثة؛ فقال: «اسمعوا وأطيعوا، فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم» . أخرجه مسلم والترمذي في كتابيهما من حديث وائل بن حجر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 أخبرنا أبو الحسن عبد الرحيم بن عبد الرحمن الجرجاني، وأبو شجاع رضوان بن محمد بن محفوظ، وأبو مسلم المؤيد بن عبد الرحيم بن البغدادي، قالوا: أنبا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي، قال: أنبا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجرودي، قال: أنبا أبو عمرو بن حمدان، قال: أنبا أبو يعلى الموصلي، قال: ثنا أبو خيثمة، قال: ثنا هشام بن عبد الملك، قال: ثنا شعبة، عن سليمان، عن أبي وائل، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة يقال: هذه غدرة فلان ". هذا حديث متفق عليه، أخرجه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه في كتبهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 أخبرنا أبو الحسن عبد الرحيم بن عبد الرحمن الجرجاني، قال: أنبا سهل بن إبراهيم، ومحمد بن هبة الله الحسني، قالا: أنبا أبو حفص عمر بن أحمد بن مسرور، ثنا الحاكم أبو أحمد الحافظ، قال: أخبرني صالح بن محمد بن يوسف الهروي ببغداد، حدثنا أبو حذافة يعني أحمد بن إسماعيل، قال: ثنا مالك بن أنس، عن عبد الله بن دينار أنه، سمع ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة يقال: هذه غدرة فلان ". هذا حديث متفق على صحته، أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي في كتبهم من حديث عبد الله بن دينار. أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد، قال: أنبا أبو القاسم زاهر بن طاهر، وأبو الحسن علي بن أبي عبد الله الجنايدي، قالا: أنبا أبو الحسن أحمد بن عبد الرحيم، قال: أنبا أبو الحسين محمد بن محمد القطان، قال: ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن دينار، قال: أنبا أبو يحيى زكريا بن يحيى البزاز، قال: ثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا أبو الربيع الزهراني، قال: ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، قال: لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده وقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة، وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيعة الله ورسوله، ولا أعلم غدرا أعظم من أن يبايع رجلا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 على بيعة الله ورسوله ثم ينصب له القتال؛ إني لا أعلم أحدا منكم خلعة ولا تابع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل فيما بيني وبينه» . هذا حديث صحيح أخرجه البخاري ومسلم من حديث نافع. أخبرنا أبو الحسن المؤيدي بن محمد بن علي الطوسي، قال: أنبا أبو سعد محمد بن أبي بكر جامع، قال: أنبا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الواحدي، قال: أنبا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني، قال: أنبا أبو بكر محمد بن الحسين بن الحسن القطان، قال: أنبا أحمد بن يوسف السلمي، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: ثنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال: قال رسول الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 الله صلى الله عليه وسلم: «من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع الأمير فقد أطاعني ومن عصى الأمير فقد عصاني» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 هذا حديث متفق على صحته، أخرجه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه القزويني في كتبهم. أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي، وأبو شجاع رضوان بن محمد بن محفوظ، وأبو الحسن عبد الرحيم بن عبد الرحمن، وأبو مسلم المؤيد بن عبد الرحيم بن أحمد بن البغدادي، قالوا: أنبا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد، قال: أنبا أبو سعد بن محمد بن عبد الرحمن الأديب، قال: أنبا أبو عمرو بن حمدان قال: أنبا أبو يعلى الموصلي، قال: ثنا عبيد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وزهير بن حرب، قالوا: أنبا وكيع، عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن علي، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية واستعمل عليهم رجلا من الأنصار، فأمرهم أن يستمعوا له ويطيعوا فأغضبوه في شيء فقال: اجمعوا لي حطبا؛ فجمعوا له؛ ثم قال: أوقدوا، فأوقدوا، ثم قال: ألم يأمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسمعوا لي وتطيعوا؟ قالوا: نعم؛ قال: فادخلوا، فنظر بعضهم إلى بعض وقالوا: إنما فررنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النار فكانوا كذلك؛ فسكن غضبه، وطفئت النار. فلما رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 فقال: لو دخلوها ما خرجوا منها أبدا، إنما الطاعة في المعروف ". هذا حديث متفق على صحته، أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي في كتبهم من حديث علي بن أبي طالب. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن معمر بن عبد الواحد بن الفاخر، قال: أنبا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي، قال: أنبا أبو أحمد عبد الواحد بن أحمد، قال: أنبا أبو أحمد عبيد الله بن يعقوب بن إسحاق، قال: أنبا جدي إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبا أحمد بن منيع، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أنبا محمد بن عمرو، عن عمر بن الحكم بن ثوبان: أن أبا سعيد الخدري قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علقمة بن مجزر على بعث أنا فيهم؛ فخرجنا حتى إذا كنا على رأس غزاتنا أو في بعض الطريق استأذنه طائفة فأذن لهم وأمر عليهم عبد الله بن حذافة وكان من أصحاب بدر وكانت فيه دعابة فكنت فيمن رجع معه، فبينا نحن في بعض الطريق نزلنا منزلا، فأوقد القوم نارا يصطلون عليها أو يصنعون عليها صنيعا لهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 إذ قال لهم عبد الله: أليس لي عليكم السمع والطاعة؟ قالوا: بلى، قال: فما أنا بآمركم بشيء إلا فعلتموه؟ قالوا: بلى، قال: فإني أعزم عليكم بحقي وطاعتي لما تواثبتم في هذه النار فقام ناس فتحجزوا حتى إذا ظن أنهم واثبون فيها قال: أمسكوا عليكم أنفسكم فإنما كنت أضحك معكم؛ فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكروا ذلك له؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أمركم منهم بمعصية فلا تطيعوه» . هذا حديث حسن، أخرجه أبو عبد الله بن ماجه في «سننه» من حديث أبي سعيد الخدري. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي زيد الأصبهاني، قال: أنبا أبو منصور محمود بن إسماعيل الصيرفي، قال: أنبا أبو الحسين أحمد بن محمد، قال: أنبا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب، قال: ثنا محمد بن محمد التمار، قال: ثنا محمد بن كثير، قال: ثنا سفيان، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة، عن عبد الله بن عمرو، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فمنا من ينتضل ومنا من هو في مجشره ومنا من يصلح خباءه، فنودي: الصلاة جامعة، فاجتمعنا فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب: " إن لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا الله عليه أن يدل أمته عن ما يعلم أنه خير لهم، وينذرهم ما يعلم أنه شر لهم؛ وإن هذه الأمة جعلت عافيتها في أولها، وسيصب في آخرها بلاء وتردف الفتن بعضها بعضا؛ فتجيء فتنة فيقول: هذه مهلكتي، ثم تنكشف ثم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 تجيء، فيقول: هذه مهلكتي؛ تنكشف؛ فمن أحب منكم أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر فليأتي إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه، ومن بايع إماما وأعطاه منفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع ". قلت: هذا ابن عمك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا ونهريق دماءنا، وقد قال الله تعالى {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} [النساء: 29] قال: فسكت ساعة، ثم قال: أطعه في طاعة الله واعصه في معصية الله ". هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم والنسائي وابن ماجه القزويني في كتبهم من حديث الأعمش. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 أخبرنا أبو الحسن عبد الرحيم بن عبد الرحمن الجرجاني، قال: أنبا أبو القاسم زاهر بن طاهر، وأخوه أبو بكر وجيه، قالا: أنبا أبو الحسن أحمد بن عبد الرحيم الإسماعيلي، قال: أنبا أبو زكريا يحيى بن زكريا بن حرب، قال: أنبا أبو حاتم مكي بن عبدان، قال: أنبا أبو عبد الرحمن عبد الله بن هاشم، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «السمع والطاعة على المرء فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية؛ فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة» . هذا حديث متفق على صحته، أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه في كتبهم. أخبرنا أبو جعفر الصيدلاني، قال: أنبا أبو علي الحداد، قال: أنبا أبو نعيم الحافظ، قال: أنبا علي بن هارون السمسار الحربي، قال: ثنا يوسف بن يعقوب القاضي، قال: ثنا نصر بن علي، قال: حدثني أبي، قال: ثنا محمد بن طلحة، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن سويد بن غفلة قال: أخذ عمر بن الخطاب بيدي فقال: إنك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 يا أبا أمية إن تخلف بعدي فأطع الأمير وإن كان عبدا مجدعا، إن ظلمك فاصبر؛ وإن ضربك فاصبر؛ وإن أمرك بنقص دينك فقل: سمع وطاعة دمى دون ديني «. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 (6) : باب ذكر النصيحة للأمراء وإكرام محلهم» وتوقير رتبتهم وتعظيم منزلتهم أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد، قال: أنبا زاهر بن طاهر، قال: أنبا أبو بكر البيهقي، قال: أنبا أبو سهل أحمد بن محمد بن إبراهيم المهراني، قال: أنبا أبو بكر أحمد بن سلمان، قال: قرئ على الحارث بن محمد وأنا أسمع، قال: ثنا علي بن عاصم، قال: ثنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا؛ يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا؛ وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم، ويسخط لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم في «صحيحه» من حديث سهيل. أخبرنا أبو الحسن عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن الحسن الشعري، قال: أنبا سهل بن إبراهيم السبعي، ومحمد بن هبة الله الحسني، قالا: أنبا أبو حفص بن مسرور، قال: أنبا أبو عمر بن حمدان قال: أنبا الحسن بن سفيان، قال: ثنا سعيد بن يزيد الفراء، قال: أخبرنا إبراهيم بن طهمان، عن سهيل بن أبي صالح، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن تميم الداري أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الدين النصيحة، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: الله، ولكتابه ولرسوله ولأئمة المؤمنين أو قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ". هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم وأبو داود في النسائي في كتبهم من حديث سهيل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر بن عبد الواحد، قال: أنبا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي، قال: أنبا جدي أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، قال: أنبا أبو بكر محمد بن الحسين بن فورك، قال: أنبا عبد الله بن جعفر، قال: أنبا يونس بن حبيب، قال: أنبا أبو داود الطيالسي، قال: ثنا شعبة، عن عمر بن سليمان، عن عبد الرحمن بن أبان، عن زيد بن ثابت، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " نضر الله امرءا سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره؛ فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه، ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله؛ ومناصحة ولاة الأمر؛ ولزوم الجماعة؛ فإن دعوتهم تحيط من ورائهم «. هذا حديث حسن صحيح، أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي من حديث زيد بن ثابت» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد، قال: أنبا زاهر بن طاهر، قال: أنبا أبو بكر البيهقي، قال: أنبا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن بالويه المزكى، قال: أخبرنا أبو بكر بن جعفر بن حمدان القطيعي، قال: ثنا محمد بن يونس القرشي، قال: ثنا ابن إسحاق الحضرمي، قال: ثنا عقبة بن عبد الله الرفاعي، قال: ثنا قتادة، عن أنس بن مالك قال: «السلطان ظل الله في الأرض فمن غشه ضل، ومن نصحه اهتدى» . أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي زيد الأصبهاني، قال: أنبا أبو منصور محمود بن إسماعيل، قال: أنبا أبو الحسين أحمد بن محمد بن فاذشاه، قال: أنبا أبو القاسم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 سليمان بن أحمد الطبراني، قال: ثنا سعيد بن عبد الرحمن التستري، قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم الصواف، قال: ثنا عبد الله بن حمران، قال: ثنا عوف، عن زياد بن مخراق، عن أبي كنانة، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي ولا الجافي عنه؛ وذو السلطان المقسط» . هذا حديث حسن أخرجه أبو داود في سننه من هذا الطريق من حديث أبي موسى الأشعري. أخبرنا أبو الحسن عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن الحسن، قال: أنبا أبو منصور سهل بن جامع بن أحمد، قال: أخبرنا أبو سعد الكنجرودي، قال: أنبا الحاكم أبو أحمد، قال: أنبا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الواسطي، قال: ثنا هشام بن عمار، قال: ثنا عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون، قال: ثنا محمد بن صالح المديني، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من إكرام الله إكرام ذي الشيبة المسلم، والإمام العادل؛ وحامل القرآن لا يغلو فيه ولا يجفوا عنه» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 أخبرنا أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن، وأبو محمد عبد الرحمن بن علي اللخمي، قالا: أنبا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي، قال: أنبا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد، قال: أنبا جدي محمد بن أبي الحديد، قال: أنبا محمد بن جعفر الخرائطي، قال: ثنا نصر بن داود الصغاني، قال: ثنا أبو عبيد القاسم، قال: ثنا أبو معاوية الضرير، عن حجاج بن أرطأة، عن سليمان بن سحيم، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من تعظيم الله تبارك وتعالى: أكرام ثلاثة: الإمام المقسط وذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه ". هكذا روي مرسلا من هذا الطريق. أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد، قال: أنبا زاهر بن طاهر، قال: أنبا أبو بكر البيهقي، قال: أنبا علي بن محمد المقري، قال: أنبا الحسن بن محمد بن إسحاق، ثنا يوسف بن يعقوب، ثنا محمد بن أبي بكر، ثنا مسلم بن سعيد الخولاني، قال: ثنا حميد بن مهران، عن سعد بن أوس، عن زياد بن كسيب قال: شهدت أبا بكرة يوم جمعة، وذلك قبل أن يبنى المسجد وهو يومئذ قصب؛ وعلى الناس عبد الله بن عامر، فخرج على الناس وعليه قميص مرقق وبردان، مرجل رأسه، فقال أبو بكرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «السلطان ظل الله في الأرض، فمن أكرمه أكرمه الله، ومن أهانه أهانه الله» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 هذا حديث حسن، أخرجه أبو عيسى الترمذي في «جامعه» . أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد، وأبو الحسن عبد الرحيم بن عبد الرحمن الجرجاني، قالا: أنبا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، قال: أنبا أبو عثمان الصابوني، قال: أنبا أبو إبراهيم إسماعيل بن محمد بن إبراهيم الواعظ، قال: أنبا أبو بكر القطيعي، قال: ثنا إسحاق بن الحسن، ثنا علي بن أبي هاشم، ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان، عن المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يوسع المجالس إلا لثلاثة: لذي سن لسنه، ولذي علم لعلمه، ولذي سلطان لسلطانه ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر، قال: أنبا أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم، قال: أنبا أبو عثمان سعيد بن محمد البحيري، قال: أنبا أبو عمر بن حمدان، قال: أنبا الحسن بن سفيان، ثنا قتيبة بن سعيد، قال: ثنا ابن لهيعة، عن الحرث بن يزيد، عن علي بن رباح، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن معاذ بن جبل قال: " عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في خمس: من فعل منهن واحدة كان ضامنا على الله، من عاد مريضا، أو خرج مع جنازة؛ أو خرج غازيا في سبيل الله، أو دخل على إمامه يريد تعزيره وتوقيره؛ أو قعد في بيته فسلم الناس منه وسلم ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 أخبرنا أبو حامد يحيى بن محمد بن يحيى النيسابوري، وأبو بكر أحمد بن عبد الوهاب بن الحسن الكرماني، قالا أخبرنا أبو سعد عبد الوهاب بن الحسن الكرماني، قال أخبرنا أبو نصر عبد الله بن الحسين بن هارون، وأبو صالح عبد الملك بن محمد بن يحيى بن يحيى الكاتب، قالا أنبا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، قال: أنبا أبو علي محمد بن أحمد الميداني، قال: أنبا أبو عبد الله محمد بن يحيى الذهلي، قال: ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه قال: " من السنة أن يوقر أربعة: العالم، وذو الشيبة؛ والسلطان، والوالد ". أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد المعروف بابن الصفار، قال: أنبا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي، قال: أنبا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن، قال: ثنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: ثنا محمد بن العباس الضبي، قال: ثنا محمد بن أبي علي، قال: ثنا الفضل بن محمد بن نعيم، قال: سمعت علي بن حجر، يقول: سمعت أبا حاتم الفرهيحي يقول: سمعت فضالة النسوي، يقول: سمعت ابن المبارك، يقول: حق على العاقل أن لا يستخف بثلاثة: العلماء؛ والسلطان، والإخوان؛ فإنه من استخف بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخف بالسلطان ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 (7) : باب ذكر العمال والوزراء والشفعاء والأمناء أخبرنا أبو طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر القرشي، قال: أنبا أبو محمد هبة الله الأكفاني، قال: أنبا أبو الحسن عبد الدائم بن الحسن بن عبيد الله القطان، قال: أنبا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسين بن الوليد الكلابي، قال: أنبا أبو العباس عبد الله بن عتاب، قال: ثنا أحمد بن عبد الله بن أبي الحواري، قال: ثنا أبو معاوية محمد بن حازم الضرير، قال: ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي حميد الساعدي، قال: استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من الأزد يقال له: ابن اللتبية على صدقات بني سليم، فلما جاء قال: هذا لكم، وهذه هدية أهديت لي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا جلست في بيت أبيك لتأتيك هديتك؟ ثم حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فإني أستعمل رجالا منكم على أمور مما ولاني الله عز وجل، فيقول أحدكم: هذا الذي أهدي لي، وهذا الذي لكم، أفلا يجلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هدية؛ والذي نفسي بيده: لا يأخذ أحد منكم شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله، ولا أعرفن ما جاء الله دجل يحمل بعيرا له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر ثم رفع يده فقال: ألا هل بلغت؟ ". هذا حديث متفق على صحته، أخرجه الأئمة في كتبهم من حديث عروة بن الزبير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 (7) : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي زيد، قال: أنبا أحمد بن محمد بن فاذشاه، قال: أنبا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، قال: ثنا عبيد بن غنام، قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، أنبا وكيع بن الجراح، قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عدي بن عميرة الكندي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من استعملناه منكم على عمل فغلتا مخيطا، فما فوقه، كان غلا يأتي به يوم القيامة؛ فقام إليه رجل أسود من الأزد كأني أنظر إليه فقال: يا رسول الله أقل عني عملك، قال: ومالك؟ فقال: سمعتك تقول: كذا، وكذا، قال: وأنا أقوله الآن من استعملناه منكم على عمل فليجئ بقليله وكثيره، فما أوتي منه أخذ، وما نهي عنه انتهى ". هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم وأبو داود في كتابيهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن القاسم بن الفضل، قال: أنبا أبو علي الحداد، قال: أنبا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، قال: أنبا أبو علي الصواف، قال: أنبا أبو علي بشر بن موسى، قال: أنبا أبو بكر الحميدي، قال: ثنا سفيان، قال: ثنا ابن طاوس، عن أبيه قال: استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم عبادة بن الصامت على الصدقة، ثم قال له: «اتق الله يا أبا الوليد؛ أن تأتي يوم القيامة ببعير تحمله على رقبتك له رغاء؛ أو بقرة لها خوار؛ أو شاة لها ثواج» ، فقال: يا رسول الله، وإن ذا لكذا؟ قال: نعم، قال عبادة: والذي بعثك بالحق لا أعمل على اثنين أبدا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 أخبرنا أبو مسلم المؤيد بن عبد الرحيم بن أحمد، وأبو الحسين عبد الرحيم بن عبد الرحمن الشعري، قالا: أنبا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد، قال: أنبا أبو يعلى الصابوني، قال: أنبا أبو سعيد محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمود الإسفزاري، قال: أنبا أبو يزيد حاتم بن محبوب السامي، قال: ثنا سلمة بن شبيب، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أنبا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين: أن عمر بن الخطاب استعمل أبا هريرة على البحرين؛ فقدم بعشرة آلاف، فقال له عمر: " استأثرت بهذه الأموال يا عدو الله وعدو كتابه فقال أبو هريرة: لست عدو الله ولا عدو كتابه ولكني عدو من عاداهما قال: فمن أين هي لك؟ قال: خيل نتجت؛ وغلة رقيق لي؛ وأعطية تتابعت علي. فنظروا؛ فوجدوه كما قال. فلما كان بعد ذلك؛ دعاه عمر ليستعمله فأبى أن يعمل له؛ فقال: تكره العمل وقد طلب العمل من كان خيرا منك؟ طلبه يوسف عليه الصلاة والسلام، فقال: إن يوسف نبي ابن نبي، وأنا أبو هريرة بن أميمة، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 وأخشى ثلاثا واثنتين، قال عمر: فهلا قلت خمسا؟ قال: أخشى أن أقول بغير علم، وأقضي بغير حكم، أو يضرب ظهري، وينزع مالي، ويشتم عرضي ". أخبرنا عبد الرحيم بن عبد الرحمن الجرجاني، قال: ثنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد، قال: أنبا إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني، أنبا أبو حاتم بن محمد بن يعقوب، أنبا أبو عبد الله محمد بن إسحاق القرشي، قال: ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، قال: ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي أبو أيوب، قال: ثنا الوليد بن مسلم، قال: ثنا زهير بن محمد، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أراد الله بالأمير خيرا جعل له وزير صدق، إن نسي ذكره؛ وإن ذكر أعانه؛ وإذا أراد الله به غير ذلك، جعل له وزير سوء إن نسي لم يذكره، وإذا ذكر لم يعنه» . هذا حديث حسن، أخرجه أبو داود في سننه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر بن الصفار، قال: أنبا زاهر بن طاهر، قال: أنبا أبو بكر البيهقي، قال: ثنا أبو نصر أحمد بن مكرم بن أحمد بن سعيد الفراء البخاري قدم علينا حاجا، قال: أنبا أبو بكر محمد بن عبد الله بن نصر الأودي الشافعي، قال سمعت أحمد بن أبي الحسن، قال سمعت أحمد بن أبي الحسن قال: سمعت محمد بن عبد الله النيسابوري يقول سمعت أبا بكر أحمد بن المنذر يذكر أن علي بن ... بن الجراح قال: سألت بعض أولاد بني أمية: ما سبب زوال دولتكم؟ قال: خصال أربع، أولها: أن وزراءنا كتموا عنا ما كان يجب إظهاره لنا؛ والثاني: أن جباة خراجنا ظلموا الناس فانجلوا عن أوطانهم فخربت بيوت أموالنا؛ والثالثة: انقطعت الأرزاق عن الجند فتركوا طاعتنا؛ والرابعة: يئسوا من إنصافنا فاستراحوا إلى غيرنا؛ فبذلك زالت دولتنا ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد، قال: أنبا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد، قال: أنبا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن محمد، قال: أنبا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدارقطني، قال: ثنا أحمد بن علي بن العلاء، قال: ثنا يوسف بن موسى، قال: ثنا وكيع بن الجراح، وأبو أسامة واللفظ لوكيع، قالا: ثنا بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه رجل وربما قال: جاءه السائل أو صاحب الحاجة قال: اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 هذا حديث صحيح، أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي من حديث أبي موسى الأشعري. أخبرنا أبو الفضل إسماعيل بن إبراهيم الجنزوري، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي، وأبو الفرج بن زرعة، قالا: أنبا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء، قال: أنبا أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله، قال: أنبا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة، قال: أنبا العباس بن الوليد، قال: أخبرني أبي، قال: حدثني عبد الوهاب بن هشام بن الغاز، عن أبيه، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من كان وصله لأخيه المسلم إلى ذي سلطان في منفعته بر تيسير عسير؛ أعين على إجازة الصراط يوم دحض الأقدام» . أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد بن الصفار، قال: أنبا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، قال: أنبا أبو سعيد الخشاب، قال: أنبا أبو بكر الجوزقي، قال: أنبا أبو العباس الدغولي، قال: ثنا أبو جعفر محمد بن عبد الكريم العبدي، قال: ثنا أبو وهب عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي، قال حدثني محمد بن ذكوان الأزدي، عن رجاء بن حيوة قال: كنت واقفا على باب سليمان إذ أتاني رجل لم أره قبل ولا بعد، فقال: يا رجاء، إنك قد ابتليت بهذا الرجل وابتلي بك وفي قربة الرتع يا رجاء؛ فعليك بالمعروف وعون الضعيف، يا رجاء إنه من كانت له الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 منزلة من سلطان فرفع حاجة ضعيف لا يستطيع رفعها لقي الله يوم يلقاه وقد سدد قدميه للحساب بين يديه ". أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي، قال: أنبا والدي، قال: أنبا أبو محمد الصيريفيني، قال: أنبا أبو القاسم بن حباية، قال: أنبا أبو القاسم البغوي، قال: ثنا علي بن الجعد، قال: ثنا شعبة، عن أبي عمران عبد الملك بن حبيب قال: كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى: إنه لمنزل للناس وجوه يرفعون حوائج الناس؛ فأكرم وجوه الناس فبحسب المسلم الضعيف من العدل أن ينصف في الحكم والقسمة ". أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد، قال: أنبا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، قال: أنبا أبو سعيد الخشاب، أنبا أبو بكر الجوزقي، قال: أنبا أبو العباس الدغولي، قال سمعت محمد بن داود يقول: ثنا قبيصة، قال: ثنا سلام بن مسكين، عن الحسن قال: «الشفاعة يجرى أجرها ما جرت منفعتها» . أخبرنا أبو مسلم المؤيد بن عبد الرحيم بن أحمد بن الأخوة، قال: أنبا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال، قال: أنبا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، قال: أنبا أبو بكر محمد بن إبراهيم، قال: أنبا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى، قال: ثنا الحسن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 بن حماد، قال: ثنا أبو أسامة، قال: ثنا بريد بن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الخازن المسلم الأمين الذي ينفذ وربما قال: يعطي ما أمر به، فيعطيه كاملا مؤخرا طيبة بها نفسه فيدفعه إلى الذي أمر له به أحد المتصدقين ". هذا حديث صحيح، أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي في كتبهم من حديث أبي موسى الأشعري. أخبرنا أبو الفتوح محمد بن عمر بن علي الطوسي، وأبو الحسن عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن الحسن الجرجاني قالا: أنبا أبو بكر وجيه بن طاهر قال: أنبا أحمد بن عبد بن عبد الرحيم الإسماعيلي، وأبو نصر بن موسى، قالا: أنبا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى المزكى، قال: أنبا أبو حاتم مكي بن عبدان بن مكي التميمي، قال: أنبا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر، قال: ثنا عبد الله بن ميمون القداح، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الخازن الأمين إذا أعطى ما أمر به أحد المتصدقين» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 (8) : باب ذكر ما يسخط الرب من القول في مجالسهم، والتلفظ بما يجب من الحديث في محافلهم أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد، وأبو القاسم عبد الواحد بن القاسم الصيدلانيان، قالا: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية، قالت: أنبا أبو بكر بن زيدة، قال: أنبا أبو القاسم الطبراني، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: ثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، عن غالب بن نجيح، عن أيوب بن عائذ الطائي، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن كعب بن عجرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أعيذك بالله يا كعب بن عجرة من أمراء يكونون بعدنا، فمن غشى أبوابهم فصدقهم في كذبهم وأعانهم على جورهم فليس مني ولست منه، ومن غشى أبوابهم أو لم يغش فلم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على جورهم فهو مني وأنا منه، وسيرد علي الحوض. يا كعب بن عجرة: الصلاة برهان، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، والصوم جنة حصينة، يا كعب: إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت، يا كعب: إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به «. هذا حديث حسن، أخرجه أبو عيسى الترمذي في» جامعه ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 أخبرنا أبو عبد الله محمد بن معمر بن عبد الواحد، قال: أنبا أبو الفرج بن سعيد بن أبي الرجاء، قال: أنبا أبو أحمد عبد الواحد بن محمد، قال: أنبا أبو أحمد عبيد الله بن يعقوب، قال: أنبا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبا أحمد بن منيع، قال: حدثنا معاوية بن عمر، وقال: ثنا زهير، عن العلاء بن المسيب، عن إبراهيم بن قعيس، عن نافع، عن ابن عمر قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن تسعة نفر؛ أربعة من العرب؛ وخمسة من الموالي؛ فقال: «اسمعوا؛ هل سمعتم؟ إنه سيكون أمراء بعدي؛ فمن أعانهم على ظلمهم؛ وصدقهم بكذبهم؛ وغشى أبوابهم؛ فليس مني الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 ولست منه ولن يرد علي الحوض؛ ومن لم يعنهم على ظلمهم؛ ولم يصدقهم بكذبهم؛ ولم يغش أبوابهم، فهو مني وأنا منه وسيرد على الحوض» . أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد الصيدلاني، قال: أنبا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، أنبا أبو نعيم الحافظ، قال: أنبا أبو محمد عبد الله بن جعفر، قال: أنبا أبو بشر إسماعيل بن عبد الله، قال: ثنا ميسور بن بكر بن عبد الخالق، قال: ثنا سهل بن مسلم، عن يونس، عن حميد بن هلال، عن ربعي، عن حذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يكون أمراء يكذبون ويظلمون فمن صدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فليس مني ولست منه ولا يرد على الحوض؛ ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم، فهو مني وأنا منه ويرد علي الحوض» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد بن منصور، قال: أنبا أبو القاسم زاهر بن طاهر، قال: أنبا أبو بكر أحمد بن الحسين، قال: أنبا أبو عبد الله الحافظ، قال: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: ثنا العباس بن محمد الدوري، قال: ثنا عبد الله بن بكر السهمي، قال: ثنا حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك بن حرب، أن عبد الله بن خباب أخبرهم، قال: أخبرني خباب: أنه كان قاعدا على باب النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: فخرج ونحن قعود؛ فقال: " اسمعوا؛ قلنا: سمعنا يا رسول الله قال: إنه سيكون أمراء من بعدي فلا تصدقوهم بكذبهم، ولا تعينوهم على ظلمهم فإنه من صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فلن يرد علي الحوض ". أخبرنا أبو بكر منصور بن عبد المنعم بن عبد الله بن محمد الفراوي، وأبو الفتوح محمد بن عمر بن علي الطوسي، قالا: أنبا وجيه بن طاهر بن محمد، قال: أنبا أبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري، أنبا أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي، قال: أنبا مكي بن عبدان، قال: ثنا محمد بن سعيد، قال: ثنا أحمد بن أسد، قال: ثنا زيد بن يحيى، قال: ثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن، عن عبد الرحمن بن سمرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أعاذك الله من أمراء يكونون بعدي؛ قال: من هم يا رسول الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 الله؟ قال: من دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على جورهم فليس مني وليس يرد على الحوض، يا عبد الرحمن: الصيام جنة، والصلاة برهان؛ يا عبد الرحمن: إن الله حرم أن يدخل الجنة لحم نبت من سحت ". أخبرنا أبو الفضل منصور بن علي الطبري، وأبو الحسن عبد الرحيم بن عبد الرحمن الجرجاني، قالا: أنبا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي، قال: أنبا أبو سعد الكنجرودي، قال: أنبا أبو عمرو بن حمدان، قال أنبا أبو يعلى الموصلي، قال: ثنا زهير، قال: ثنا سعيد بن عامر، عن شعبة، عن قتادة، عن سليمان بن أبي سليمان، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يكون أمراء يغشاهم غواش من الناس أو قال: حواش قال شعبة: أحسبه قال: فيظلمون ويكذبون، فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولا أنا منه؛ ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه ". أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد بن منصور، قال: أنبا أبو عبد الله الفراوي، قال: أنبا أبو سعيد الخشاب، أنبا أبو بكر الجوزقي، قال: أنبا أبو العباس الدغولي، قال: ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة، قال: ثنا أحمد بن محمد الأزرقي قال: قال: ثنا عبد الله بن عبد العزيز الليثي، قال: حدثني أبو سهيل بن مالك، عن علقمة بن وقاص، قال: رحت إلى الجمعة؛ فناداني بلال بن الحرث فوقفت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 له، فقال: يا علقمة بن وقاص، إنك أصبحت اليوم وجها من وجوه المهاجرين وإنك تدخل على هذا السلطان يعني مروان وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يكون أمراء، فمن صدقهم بكذبهم فليس مني، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة يرضي بها السلطان يهوي بها أبعد من السماء» . أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي، قال: أنبا جدي لأمي أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل، قال: أنبا أبو طاهر واضح بن محمد المديني، قال: أنبا أبو الحسن بن عبد كويه، قال: أنبا أبو بكر بن سياه العسال، قال: ثنا أبو يحيى بن سلم الرازي، ثنا يحيى بن طلحة، ثنا القاسم بن زكريا بن دينار، ثنا عبد الرحمن بن مصعب، قال: ثنا إسرائيل، عن محمد بن جحادة، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أي الجهاد أفضل؟! قال: كلمة عدل عند سلطان جائر ". هذا حديث حسن، أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه القزويني في كتبهم من حديث عطية عن أبي سعيد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي بن عبيد الله، قال: أنبا أبي، قال: أنبا أبو محمد الصيرفيني، قال: أنبا أبو القاسم بن حبابة، قال: أنبا أبو القاسم البغوي، قال: ثنا علي بن الجعد، قال أخبرني حماد، عن أبي غالب، عن أبي أمامة: أن رجلا قال: يا رسول الله، أي الجهاد أفضل؟ ورسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي الجمرة الأولى، فأعرض عنه، ثم قال له عند الجمرة الوسطى، فأعرض عنه، فلما رمى جمرة العقبة ووضع رجله في الغرز قال: «أين السائل» ؟ قال: أنا ذا يا رسول الله، قال: " أفضل الجهاد: كلمة حق عند سلطان جائر ". أخرجه أبو عبد الله بن ماجه القزويني في كتابه. أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد، قال: أنبا أبو القاسم زاهر بن طاهر، وأبو الحسن علي بن أبي عبد الله، قالا أنبا أبو الحسن أحمد بن عبد الرحيم الإسماعيلي، قال: أنبا أبو الحسين محمد بن محمد القطان، قال: أنبا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن دينار، قال: ثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى البزاز، قال: ثنا محمد بن يحيى، قال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 ثنا كثير بن هشام، قال: ثنا جعفر، قال: سمعت ميمون بن مهران يقول: «ما من صدقة أفضل من كلمة حق عند سلطان جائر» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 أخبرنا أبو مسلم المؤيد بن عبد الرحيم بن أحمد بن الأخوة، قال: أنبا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال، أنبا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، قال: أنبا أبو بكر المقري، قال: أنبا أبو يعلى الموصلي، قال: ثنا خليفة بن خياط، قال: ثنا أبو عامر العقدي، قال: ثنا هشام بن سعد، عن محمد بن عقبة، عن معاوية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يكون أمراء يقولون ولا يرد عليهم، يتهافتون في النار يتبع بعضهم بعضا» . أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي زيد بن حمد الأصبهاني، أنبا أبو منصور محمود بن إسماعيل الصيرفي، أنبا أبو الحسين أحمد بن محمد بن فاذشاه، قال: أنبا أبو القاسم سليمان بن أحمد، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: ثنا سويد بن سعيد، قال: ثنا ضمام بن إسماعيل، قال: سمعت أبا قابيل يخبر، عن معاوية بن أبي سفيان أنه صعد المنبر يوم الجمعة فقال عند خطبته: إنما المال مالنا، والفيء فيئنا، فمن شئنا شيئا ومن شئنا شيئا منعنا فلم يجبه أحد، فلما كانت الجمعة الثانية قال مثل ذلك فلم يجبه أحد، فلما كانت الجمعة الثالثة قال مثل مقالته، فقام إليه رجل ممن حضر المسجد فقال: كلا؛ إن المال والفيء فيئنا من حال بيننا وبينه حاكمناه إلى الله بأسيافنا؛ فنزل معاوية فأرسل إلى الرجل فقال القوم: هلك الرجل! ثم دخل الناس فوجدوا الرجل معه على السرير، فقال معاوية للناس: إن هذا أحياني أحياه الله، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 " وسيكون أئمة من بعدي يقولون لا يرد عليهم قولهم، يتقاحمون في النار كما يتقاحم القردة وإني تكلمت أول جمعة فلم يرد علي أحد؛ فخشيت أن أكون منهم ثم تكلمت بكلمة الجمعة الثانية فلم يرد علي أحد، فقلت في نفسي أي شيء القوم؟! ثم تكلمت بكلمة الجمعة الثالثة فقام هذا الرجل فرد علي، فأحياني أحياه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 أخبرنا أبو منصور المبارك بن فارس الماوردي وغيره، قالوا: أنبا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، قال: أنبا إبراهيم بن عمر، أنبا عبد الله بن إبراهيم، قال: أنبا إبراهيم بن عبد الله، قال: أنبا محمد بن عبد الله الأنصاري؛ وأبو عاصم، قالا: ثنا بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ويل للذي يحدث الناس فيكذب ليضحك به القوم؛ ويل له، ويل له» . أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي في كتبهم. أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي، قال: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية، قالت أنبا أبو بكر محمد بن عبد الله بن زيدة، قال: أنبا أبو القاسم الطبراني، قال: أنبا إدريس بن جعفر، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أنبا محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبيه، عن جده، عن بلال بن الحرث المزني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه؛ وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يرى أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه» . هذا حديث حسن صحيح، أخرجه الترمذي وابن ماجه القزويني في كتابيهما. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن علي المسلم، وأبو محمد الواحد بن ناصر الأسدي، قالا: أنبا أبو محمد بن طاوس، قال: أنبا أبو الحسين عاصم بن الحسن بن علي بن عاصم، قال: أنبا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، قال: أنبا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن إسحاق الجوهري، قال: ثنا إبراهيم بن مرزوق، قال: ثنا سعيد بن عامر الضبي، قال: ثنا محمد بن عمرو، عن أبيه، عن جده علقمة بن وقاص قال: كان رجل بطال وكان يدخل على الأمراء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 فيضحكهم؛ فقال له علقمة بن وقاص: ويحك يا فلان إنك تدخل على الأمراء فتضحكهم، وإني سمعت بلال بن الحرث المزني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيرضى الله بها عنه إلى يوم يلقاه، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيسخط الله بها عليه إلى يوم يلقاه» . أخبرنا يحيى بن أبي الرجاء محمود بن أبي طاهر الأصبهاني، قال: أنبا جدي لأمي أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل، قال: أنبا أحمد بن مردويه، قال: حدثنا أبو الفضل بن محمد بن هارون، قال: ثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا عبد الله بن الحسن الحربي، قال: ثنا جدي أحمد بن أبي شعيب، قال: ثنا موسى بن أعين، عن سفيان، عن محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي، عن أبيه، عن جده، أن بلال بن الحرث المزني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبنيه: إذا حضرتم عند ذي سلطان فأحسنوا المحضر؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه؛ وإن الرجل ليتكلم بكلمة من سخط الله، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد الصيدلاني، وأبو الفرج يحيى بن محمود الثقفي الأصبهانيان، قالا: أنبا أبو علي الحسين بن أحمد بن الحسن، قال: أنبا أبو نعيم أحمد بن عبد الله، قال: أنبا أبو الشيخ، قال: أنبا أبو مسعود أحمد بن الفرات، قال: أنبا يعلى بن عبيد، ثنا أبو حيان التيمي، عن إياس بن بكير، عن شبرمة بن الطفيل، عن عبد الله هو ابن مسعود، قال: «إن الرجل ليدخل على ذي سلطان ومعه دينه، فيخرج وما معه من دينه شيء؛ يرضيه بما يسخط الله فيه» . أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد، قال: أنبا أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر، قال: أنبا جدي عمر بن محمد بن الحسين، قال: أنبا أبو محمد عبد الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 بن يوسف الأصبهاني، قال: أنبا أبو إسحاق إبراهيم بن فراس المالكي بمكة، قال: أنبا علي بن عبد العزيز، قال: أنبا أبو عبيد، قال: ثنا علي بن عاصم، عن أبي علي الرجى، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقفن عند رجل يقتل مظلوما؛ فإن اللعنة تنزل على من حضره حين لم يدفعوا عنه، ولا تقفن عند رجل يضرب مظلوما، فإن اللعنة تنزل على من حضره» قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا ينبغي لامرئ يشهد مقاما فيه مقال حق ألا يتكلم به، فإنه لن يقدم أجله، ولن يحرمه رزقا هو له» . أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن علي الخرقي، قال: ثنا أبو الحسن علي بن أحمد الغساني، قال: أنبا أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد، قال: أنبا جدي محمد بن أبي الحديد، قال: أنبا محمد بن جعفر الخرائطي، قال: ثنا الحسن بن علي العنبري، قال: ثنا الحسن بن قزعة، قال: ثنا مسلمة علقمة، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي قال: قلت لابن عمر: «إنا ندخل على أمرائنا فنمدحهم، فإذا خرجنا قلنا لهم خلاف ذلك» فقال: «كنا نعد هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، نفاقا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد، قال: أنبا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، وأبو الحسن علي بن أبي عبد الله الجنابذي، قالا: أنبا أبو الحسن أحمد بن عبد الرحيم، قال: أنبا أبو الحسين محمد بن محمد القطان، قال: أنبا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن دينار، ثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى، ثنا محمد بن يحيى الذهلي، ثنا محمد بن عبيد الطنافسي، ثنا عاصم بن محمد قال: سمعت أبي يقول: دخلت على عبد الله بن عمر فقلت: يا أبا عبد الرحمن ندخل على السلطان فنتكلم بالكلام؛ فإذا خرجنا تكلمنا بخلافه قال: كنا نعد هذا النفاق «. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 أخبرنا البخاري في» صحيحه " في الأحكام، عن أبي نعيم، عن عاصم بن محمد، عن أبيه قال: قال أناس لابن عمر: إنا ندخل على سلطاننا ". أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد بن منصور النيسابوري، قال: أنبا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، وأبو الحسن علي بن أبي عبد الله الجنابذي، قالا: أنبا أبو الحسن أحمد بن عبد الرحيم الإسماعيلي، قال: أنبا أبو الحسين محمد بن محمد بن حامد القطان، قال: أنبا أبو عبد الله بن دينار، قال: أنبا أبو يحيى زكريا بن يحيى البزاز، قال: ثنا بندار محمد بن بشار، قال: ثنا معاذ، قال: ثنا ابن عون، عن الحسن قال: كانوا عند معاوية، وعنده الأحنف بن قيس، قال: فتكلموا، والأحنف ساكت؛ فقال له معاوية يا أبا مالك ألا تتكلم؟ قال: أخاف الله إن كذبت؛ وأخافكم إن صدقت "! . أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن القاسم بن الفضل، قال: أنبا أبو علي الحداد إجازة، قال: ثنا أبو نعيم الحافظ، قال: أنبا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، قال: أنبا أبو علي بشر بن موسى، قال: أنبا أبو بكر الحميدي، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم بن يزيد النخعي، عن همام بن الحرث قال: كنا عند حذيفة، فمر بنا رجل؛ فقيل لحذيفة: إن هذا الرجل يبلغ الأمراء الحديث؛ فقال حذيفة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يدخل الجنة قتات» قال سفيان: والقتات: النمام «. أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود السجستاني وأبو عيسى الترمذي في كتبهم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن علي بن المسلم الخرقي، قال: أنبا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور بن قيس، قال: أنبا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن أبي الحديد، قال: أنبا جدي أبو بكر محمد بن أبي الحديد، قال: أنبا أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي، قال: ثنا أبو بكر أحمد بن منصور الرمادي، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أنبا معمر، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحرث، عن أبيه قال: سمعت أسقفا من أهل نجران يكلم عمر بن الخطاب يقول: يا أمير المؤمنين احذر قاتل الثلاثة! قال: ويلك! من قاتل الثلاثة؟ قال: الرجل يأتي الإمام بالحديث الكذب، فيقتل الإمام ذلك الرجل بحديث هذا الكذاب، فيكون قد قتل نفسه؛ وصاحبه؛ وإمامه ". أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد بن الصفار، قال: أنبا زاهر بن طاهر، قال: أنبا أبو بكر البيهقي، قال: أنبا أبو بكر الفارسي، قال: أنبا أبو إسحاق الأصبهاني، قال: أنبا أبو أحمد بن فارس، قال: قال محمد بن المثنى، ثنا مرحوم، سمع الأعرابي وهو سهل بن أبي الوليد مولى لقريش: سمع ابن أبي بردة، عن أبيه، عن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يسعى على الناس إلا ولد بغي أو فيه عرق منه» . حديث صحيح رواه البخاري خارج «الصحيح» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر بن الصفار، أنبا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، قال: أنبا أبو سعيد الخشاب، قال أخبرنا أبو بكر الجوزقي، قال: أنبا أبو العباس الدغولي، قال: ثنا محمد بن عبيد الخزار الكوفي، قال: ثنا أبو أسامة، قال: ثنا مجالد، عن الشعبي، عن عبد الله بن عباس، قال: قال لي العباس بن عبد المطلب " إن أمير المؤمنين عمر يخلو بك ويستشيرك مع أناس من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فاحفظ عني ثلاثا: لا يجربن عليك كذبا؛ ولا تفشين له سرا، ولا تغتابن عنده أحدا " قال: قلت: يا عباس، كل واحدة خير من ألف، قال كل واحدة خير من عشرة آلاف ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 (9) : باب ذكر ترك الدنو من أبواب السلاطين خوف الافتتان في الدين والأموال والدماء أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن القاسم بن الفضل بن أبي علي الحسن الحداد إذنا، قال: ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، قال: (بعد «قال» مرسوم بالمخطوطة سهم يشير إلى لفظة «سقط» ؛ ثم استأنف من جديد فقال:) أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد بن منصور، قال: أنبا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، قال: أنبا أبو سعيد محمد بن علي الخشاب، قال: أنبا أبو بكر الجوزقي، قال: أنبا أبو العباس الدغولي، قال: ثنا محمد بن المهلب، قال: ثنا يعلى بن عبيد، قال: ثنا الحسن بن الحكم النخعي، قال: قال عدي بن ثابت " ثلاث فاجتنبها: لا تجالس ذا هوى مفرط يمرض قلبك، ولا تخلون مع امرأة شابة غير ذات حرمة، وإياك وأبواب الملوك فإنها مبارك الفتن ". أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر، قال: أنبا زاهر بن طاهر، قال: أنبا أبو بكر البيهقي، قال: أنبا علي بن أحمد بن عبدان، قال: أنبا أحمد بن عبيد، قال: أنبا محمد بن العباس المؤدب، قال: ثنا عفان، ثنا وهيب، ثنا يونس، عن الحسن قال: قال ابن مسعود: «إن على أبواب السلاطين فتنا كمبارك الإبل؛ لا تصيبوا من دنياهم شيئا، إلا أصابوا من دينكم مثله» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 أخبرنا أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن، قال أنبأنا أبو مسعود بن أبي الوفا الأصبهاني، قال: أنبا أبو علي الحسن بن علي المقرئ، قال: أنبا الحافظ أحمد بن عبد الله الأصبهاني، قال: أنبا أبو عمر بن حمدان، قال: أنبا الحسن بن سفيان، قال: ثنا إبراهيم بن أبي الحواري، قال: ثنا الوليد بن مسلم، قال: ثنا عنبسة بن عبد الرحمن القرشي، عن عبد الله بن أبي الأسود الأصبهاني، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتقوا أبواب السلطان وحواشيها، فإن أقرب الناس من أبواب السلطان وحواشيها أبعدهم من الله، ومن آثر سلطانا على الله جعل الله الفتنة في قلبه، ظاهره وباطنه، وأذهب عنه الورع، وتركه حيران» . هذا حديث غريب؛ وإسناده ضعيف ". أخبرنا أبو الفتوح محمد بن عمر بن علي، قال: أنبا أبو حامد علي بن أحمد بن أبي حامد النيسابوري، قال: أنبا الحاكم أبو الحسن أحمد بن عبد الرحيم الإسماعيلي، قال: أنبا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي، قال: أنبا أبو ظهير عبد الله بن فارس بن محمد، قال: ثنا نصر بن علي الصيدلاني، قال: ثنا إبراهيم بن الجنيد، قال: ثنا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 عبد الله بن علي، قال: ثنا خليد بن دعلج، عن محمد بن واسع، قال «لقضم القضب، وسف التراب، خير من الدنو من السلطان» . أخبرنا أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن الخضر القرشي، قال: أنبا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، قال: أنبا أبو منصور أحمد بن محمد بن سعيد، وأبو الفرج سهل بن بشر بن أحمد الإسفراييني، قالا أنبا أبو طاهر محمد بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 الحسن بن محمد بن سعدون، قال: أنبا أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن مزدك، قال: ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، قال: ثنا عمار بن خالد الواسطي، قال: قال الحكم بن سنان: حدثني أيوب السختياني، قال: قال لي أبو قلابة: " يا أيوب، احفظ عني ثلاث خصال: إياك وأبواب السلطان؛ وإياك ومجالسة أهل الأهواء؛ والزم سوقك فإن الغنى من العافية ". أخبرنا أبو الحسن عبد الرحيم بن عبد الرحمن، قال: أنبا أبو القاسم سهل بن إبراهيم السبعي، قال: ثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد المقري، قال: أنبا أبو الحسن بن أبي إسحاق، قال: أنبا عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي، قال: ثنا علي بن سعيد النسوي، قال: ثنا أحمد بن حنبل، قال: ثنا معمر بن سليمان الرقي، عن فرات بن سلمان، عن ميمون بن مهران قال: " ثلاثة لا تبلون نفسك بهن: لا تدخل على سلطان وإن قلت: آمره بطاعة الله؛ ولا تدخل على امرأة وإن قلت: أعلمها كتاب الله، ولا تصغين سمعك لذي هوى، فإنك لا تدري ما تعلق بقلبك منه ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي، قال: أنبا أبي، قال: أنبا أبو محمد الصريفيني، قال: أنبا أبو القاسم بن حبابة، قال: أنبا أبو القاسم البغوي، قال حدثني علي بن سهل البزاز، قال: ثنا عفان، قال حدثني أبو سلمة، قال: قال لي حماد بن سلمة: «إن دعاك الأمير يقرأ عليك سورة من القرآن فلا تأته» . أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر، قال: أنبا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، قال: أنبا أبو بكر البيهقي، قال: أنبا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل، قال: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: ثنا الحسن بن علي بن عفان، قال: ثنا أبو أسامة، عن عيسى وهو ابن سنان قال سمعت وهيا يقول لعطاء: إياك وأبواب السلطان فإن على أبواب السلطان فتنا كمبارك الإبل، لا تصيب من دنياهم إلا أصابوا من دنياك مثله. ثم قال: يا عطاء إن كان يكفيك ما يغنيك؛ وكل عيشك يكفيك؛ وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس شيء يشبعك؛ إنما بطنك بحر من البحور، أو واد من الأودية لا يسعه إلا التراب ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 أخبرنا الحافظ أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن، قال: أنباني أبو القاسم بن السمرقندي، قال: أنبا أبو بكر محمد بن الحسين بن الفضل، قال: أنبا عبد الله بن جعفر البحوري، قال: ثنا يعقوب بن سفيان، قال: ثنا ابن نمير يعني محمد بن عبد الله، قال: ثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن مالك بن الحرث قال: قيل لعلقمة: ألا تدخل على السلطان فتنتفع؟ قال: إني لا أصيب من دنياهم شيئا إلا أصابوا من ديني مثله ". أخبرنا عبد الله بن عمر، قال: أنبا زاهر بن طاهر، قال: أنبا أحمد بن الحسين، قال: أنبا أبو عبد الله الحافظ، قال: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: ثنا محمد بن إسحاق الصغاني، قال: ثنا يعلى بن عبيد، حدثني موسى الجهني، عن قيس بن يزيد، حدثتني مولاتي سدرة: أن جدك سلمة بن قيس حدث قال: لقيت أبا ذر فقال: يا سلمة بن قيس: ثلاثا فاجتنبها: لا تجمع بين الضرة فإنك لن تعدل ولو حرصت، ولا تعمل على الصدقة فإن صاحب الصدقة زائد أو ناقص، ولا تغش ذا سلطان، فإنك لا تصيب من دنياهم إلا أصابوا من دينك أفضل منه ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 أخبرنا أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن، قال أنبأني أبو عبد الله الفراوي، أنبا سعيد بن محمد الصوفي، أنبا محمد بن عبد الله بن حمدون، أنبا محمد بن أحمد بن دلويه، قال: ثنا محمد بن يزيد السلمي، قال: ثنا إبراهيم بن أشعث، قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: «كنا نتعلم اجتناب الأمراء وأبوابهم كما نتعلم السورة من القرآن» . أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد، أنبا محمد بن الفضل بن أحمد الصاعدي، قال: أنبا أبو بكر الجوزقي، قال: أنبا أبو العباس الدغولي، قال: سمعت علي بن الحسن يذكر عن إبراهيم بن الأشعث، قال: وسمعته من الفضيل إذا ذكر عنده الرجل الذي يخالط السلطان أو يلي أمرا من أعمالهم والثناء عليهم حسن قال: " أخاف أن يقال في يوم القيامة، في ذلك الجمع الأعظم: أين فلان ابن فلان وأتباعه وأعوانه؟ ، فيقوم معهم ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد بن الصفار، قال: أنبا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، قال: أنبا أبو بكر البيهقي، قال: أنشدنا الأستاذ أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب في تفسيره، قال أنشدني أبي: إن الملوك بلاء حيث ما حلوا ... فلا يكن لك في أكنافهم ظل ماذا تؤمل من قوم إذا غضبوا ... كادوا عليك وإن أرضيتهم ملوا فإن مدحتهم خالوك تخدعهم ... واستثقلوك كما يستثقل الكل فاستغن بالله عن أبوابهم أبدا ... إن الوقوف على أبوابهم ذل وصلى الله على محمد وآله أجمعين. تم الكتاب بعون الله وحسن توفيقه على يد العبد الضعيف، الراجي إلى رحمة الله تعالى: محمود بن أحمد بن يوسف بن أحمد الجاحي في الحادي عشر من شهر الله المبارك رمضان سنة إحدى وعشرين وستة مائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136