الكتاب: الجزء المتمم لطبقات ابن سعد [الطبقة الرابعة من الصحابة ممن أسلم عند فتح مكة وما بعد ذلك] المؤلف: أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع الهاشمي بالولاء، البصري، البغدادي المعروف بابن سعد (المتوفى: 230هـ) تحقيق ودراسة: الدكتور/ عبد العزيز عبد الله السلومي الناشر: مكتبة الصديق - الطائف، المملكة العربية السعودية عام النشر: 1416 هـ عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وهو ضمن خدمة التخريج] ---------- الطبقات الكبرى - متمم الصحابة - الطبقة الرابعة ابن سعد الكتاب: الجزء المتمم لطبقات ابن سعد [الطبقة الرابعة من الصحابة ممن أسلم عند فتح مكة وما بعد ذلك] المؤلف: أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع الهاشمي بالولاء، البصري، البغدادي المعروف بابن سعد (المتوفى: 230هـ) تحقيق ودراسة: الدكتور/ عبد العزيز عبد الله السلومي الناشر: مكتبة الصديق - الطائف، المملكة العربية السعودية عام النشر: 1416 هـ عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وهو ضمن خدمة التخريج] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الطَّبَقَةُ الرَّابِعَةُ مِمَّنْ أّسْلَمَ عِنْدَ فَتْحِ مَكَّةَ وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَاسْمُ أَبِي سُفْيَانَ صَخْرٌ، وَأُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ حَزْنِ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ الْهَزْمِ بْنِ رُوَيْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ قَيْسِ عَيْلَانَ فَوَلَدَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ حَنْظَلَةَ، قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ كَافِرًا وَلَا عَقِبَ لَهُ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 وَأُمَّ حَبِيبَةَ تَزَوَّجَهَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشِ بْنِ رِئَابٍ الْأَسَدِيُّ حَلِيفُ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ حَبِيبَةَ، ثُمَّ تُوُفِّيَ عُبَيْدُ اللَّهِ مُرْتَدًّا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، فَتَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّ حَبِيبَةَ وَهِيَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، زَوَّجَهَا إِيَّاهُ النَّجَاشِيُّ. وَأُمَيْمَةَ وَهِيَ أُمُّ حَبِيبٍ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ، تَزَوَّجَهَا حُوَيْطِبُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى بْن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 ِ أَبِي قَيْسٍ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، فَوَلَدَتْ لَهُ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حُوَيْطِبٍ. ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ صَفْوَانَ. وَأُمُّهُمْ جَمِيعًا صَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ. وَمُعَاوِيَةَ، وَعُتْبَةَ، وَجُوَيْرِيَةَ، تَزَوَّجَهَا السَّائِبُ بْنُ أَبِي حُبَيْشِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ الْأَصْغَرِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ. وَأُمَّ الْحَكَمِ تَزَوَّجَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حُطَيْطٍ مِنْ بَنِي ثَقِيفٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الَّذِي يُدْعَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 ابْنَ أُمِّ الْحَكَمِ، وَأُمُّهُمْ جَمِيعًا هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ. وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ نَوْفَلِ بْنِ خَلَفِ بْنِ قَوَالَةَ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ فِرَاسِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ. وَمُحَمَّدًا وَعَنْبَسَةَ، وَأُمُّهُمَا عَاتِكَةُ بِنْتُ أَبِي أُزَيْهِرِ بْنِ أُنَيْسِ بْنِ الْحَيْسَقِ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الْغِطْرِيفِ مِنَ الْأَزْدِ. وَعَمْرًا أُسِرَ يَوْمَ بَدْرٍ، وَعُمَرَ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 وَصَخْرَةَ تَزَوَّجَهَا سَعِيدُ بْنُ الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ الثَّقَفِيُّ فَوَلَدَتْ لَهُ. وَهِنْدَ تَزَوَّجَهَا الْحَارِثُ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ، الَّذِي اصْطَلَحَ عَلَيْهِ أَهْلُ الْبَصْرَةِ أَيَّامَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ. وَأُمُّهُمْ جَمِيعًا صَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ. [ص: 71] وَمَيْمُونَةَ، تَزَوَّجَهَا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ مُعَتِّبٍ الثَّقَفِيُّ، فَوَلَدَتْ لَهُ. ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ الثَّقَفِيُّ، وَأُمُّهَا لُبَابَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْس وَرَمْلَةَ تَزَوَّجَهَا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدًا، ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، ٍ [ص: 72] فَقُتِلَ عَنْهَا، وَأُمُّهَا أُمَامَةُ بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ وَهْبِ بْنِ الْأَشْيَمِ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ قَالَ: وَيَقُولُونَ: وَزِيَادًا، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 1 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ [ص: 73] الْعَنَزِيُّ، عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ قَالَ: «أَوَّلُ مَنْ كَتَبَ بِالْعَرَبِيَّةِ حَرْبُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ أَبُو أَبِي سُفْيَانَ» . قَالَ: قِيلَ لَهُ: مِمَّنْ تَعَلَّمَ؟ قَالَ: «مِنْ أَهْلِ الْحِيرَةِ» . قِيلَ لَهُ: مِمَّنْ تَعَلَّمَ أَهْلُ الْحِيرَةِ؟ قَالَ: «مِنْ أَهْلِ الْأَنْبَارِ» 2 - قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَمْ يَزَلْ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ عَلَى الشِّرْكِ حَتَّى أَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَهُوَ كَانَ فِي عِيرِ قُرَيْشٍ الَّتِي أَقْبَلَتْ مِنَ الشَّامِ، وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْتَرِضُ لَهَا حَتَّى وَرَدَ بَدْرًا، وَسَلْسَلَ أَبُو سُفْيَانَ بِالْعِيرِ وَبَعَثَ إِلَى قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ [ص: 74] يُخْبِرُهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ خَرَجَ يَعْتَرِضُ لِعِيرِهِمْ وَيَأْمُرُهُمْ أَنْ يَنْفِرُوا إِلَيْهِ، فَنَفَرُوا وَخَرَجُوا حَتَّى لَقُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَدْرٍ وَنَجَا أَبُو سُفْيَانَ بِالْعِيرِ، وَلَمْ يَخْرُجْ مَعَ قُرَيْشٍ أَحَدٌ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ وَلَا مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ. فَقَالَ لَهُمْ أَبُو سُفْيَانَ: «لَا فِي الْعِيرِ وَلَا فِي النَّفِيرِ» . فَهُوَ أَوَّلُ مَنْ قَالَ هَذِهِ الْكَلِمَةَ، وَهُوَ كَانَ عَلَى رَأْسِ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَهُوَ كَانَ رَأْسَ الْأَحْزَابِ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، وَقَبْلَ ذَلِكَ مَا وَاعَدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ أَنْ يَلْتَقُوا بِبَدْرٍ الْمَوْعِدَ عَلَى رَأْسِ الْحَوْلِ فَوَافَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمُسْلِمِينَ، وَلَمْ يُوَافِ أَبُو سُفْيَانَ وَلَا أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَلَمْ يَزَلْ أَبُو سُفْيَانَ بَعْدَ انْصِرَافِهِ عَنِ الْخَنْدَقِ بِمَكَّةَ لَمْ يَلْقَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَمْعٍ إِلَى أَنْ فَتْحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ فَأَسْلَمَ أَبُو سُفْيَانَ، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ [ص: 75] يُسْلِمَ بِمَالٍ يَقْسِمُهُ فِي قُرَيْشٍ لَمَّا بُلِّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حَاجَتِهِمْ الحديث: 1 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 3 - قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُونُسَ الْأَزْرَقِ، وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ وَأُنَاسٍ مِنْ قُرَيْشٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بِشَيْءٍ، فَقَبِلَ بَعْضُهُمْ وَرَدَّ بَعْضٌ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: أَنَا أَقْبَلُ مِمَّنْ رَدَّ. قَالَ: ثُمَّ بَعَثَ أَبُو سُفْيَانَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسِلَاحٍ [ص: 76] وَأَشْيَاءَ فَقَبِلَ مِنْهُ " الحديث: 3 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 4 - قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّوَاسِيُّ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْدَى إِلَى أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ تَمْرَ عَجْوَةٍ وَكَتَبَ إِلَيْهِ [ص: 77] يَسْتَهْدِيهِ أُدُمًا قَالَ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ فِي حَدِيثِهِ، عَنْ أَبِيهِ: مَعَ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ. قَالَ: فَقَدِمَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ فَنَزَلَ عَلَى إِحْدَى امْرَأَتَيْ أَبِي سُفْيَانَ، فَلَمَّا أَصْبَحَتْ قُرَيْشٌ عَدَوْا عَلَيْهِ فَأَخَذُوهُ، فَقَالَ: يَا فُلَانَةُ، أَؤُوخَذُ مِنْ بَيْتِكِ وَدَارِكِ؟ أَمَا وَاللَّهِ لَوْ كُنْتُ نَزَلْتُ عَلَى فُلَانَةَ لَمَنَعَتْنِي؟، فَأَحْفَظَهَا. فَقَامَتْ دُونَهُ وَقَالَتْ لِأَبِي سُفْيَانَ: لَتَمْنَعَنَّ ضَيْفِي , فَمَنَعَهُ، وَقَبِلَ أَبُو سُفْيَانَ هَدِيَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهْدَى إِلَيْهِ أَدَمًا الحديث: 4 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 5 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ} [الأنفال: 36] قَالَ: «نَزَلَتْ فِي أَبِي سُفْيَانَ» الحديث: 5 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 6 - قَالَ أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبْزَى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ} [آل عمران: 173] . قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: قَالَ الْقَوْمُ: إِنْ لَقِيتُمْ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ فَأَخْبَرُوهُمْ أَنَّا قَدْ جَمَعْنَا لَهُمْ جُمُوعًا. فَأَخْبَرُوهُمْ، فَقَالُوا: «حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ» الحديث: 6 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 7 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: سَمِعْت [ص: 80] ُ يَعْقُوبَ بْنَ عُتْبَةَ، يُخْبِرُ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " لَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ الظَّهْرَانِ قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: وَاصَبَاحَ قُرَيْشٍ إِنْ دَخَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْوَةً. قَالَ الْعَبَّاسُ: فَأَخَذْتُ بَغْلَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّهْبَاءَ فَرَكِبْتُهَا، وَقُلْتُ: أَلْتَمِسُ حَطَّابًا أَوْ إِنْسَانًا أَبْعَثُهُ إِلَى قُرَيْشٍ. قَالَ: فَوَاللَّهِ إِنِّي فِي الْأَرَاكِ إِذَا أَنَا بِأَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ، فَقُلْتُ: أَبَا حَنْظَلَةَ؟ قَالَ: يَا لَبَّيْكَ أَبَا الْفَضْلِ وَعَرَفَ صَوْتِي، [ص: 81] فَقَالَ: مَا لَكَ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، قُلْتُ: وَيْلَكَ، هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عَشَرَةِ آلَافٍ، فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي مَا تَأْمُرُنِي؟ هَلْ مِنْ حِيلَةٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، تَرْكَبُ عَجُزَ هَذِهِ الْبَغْلَةِ فَأَذْهَبُ بِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَإِنَّهُ إِنْ ظُفِرَ بِكَ دُونَهُ قُتِلْتَ قَالَ: وَأَنَا وَاللَّهِ أَرَى ذَلِكَ. ثُمَّ رَكِبَ خَلْفِي وَتَوَجَّهْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَآهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَعَرَفَهُ وَأَرَادَ قَتْلَهُ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَبُو سُفْيَانَ أُخِذَ بِلَا عَهْدٍ وَلَا عَقْدٍ. قَالَ: فَقُلْتُ: إِنِّي قَدْ أَجَرْتُهُ. وَجَرَى بَيْنَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي ذَلِكَ كَلَامٌ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَيْحَكَ يَا أَبَا سُفْيَانَ، أَلَمْ يَأْنِ لَكَ أَنْ تَعْلَمَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟» قَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَا أَحْلَمَكَ وَأَكْرَمَكَ وَأَعْظَمَ عَفْوَكَ، قَدْ كَادَ يَقَعُ فِي نَفْسِي أَنْ لَوْ كَانَ مَعَ اللَّهِ إِلَهٌ لَقَدْ أَغْنَى شَيْئًا بَعْدُ. قَالَ: «يَا أَبَا سُفْيَانَ، أَلَمْ يَأْنِ لَكَ أَنْ تَعْلَمَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟» . قَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَا أَحْلَمَكَ وَأَكْرَمَكَ وَأَعْظَمَ عَفْوَكَ، أَمَّا هَذِهِ فَوَاللَّهِ إِنَّ فِي النَّفْسِ مِنْهَا لَشَيْئًا بَعْدُ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: وَيْحَكَ، اشْهَدْ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ وَاللَّهِ أَنْ تُقْتَلَ. قَالَ: فَشَهِدَ شَهَادَةَ الْحَقِّ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَدْ عَرَفْتَ أَبَا سُفْيَانَ وَحُبَّهُ الشَّرَفَ وَالْفَخْرَ، فَاجْعَلْ لَهُ شَيْئًا. قَالَ: «نَعَمْ، مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ أَغْلَقَ دَارَهُ فَهُوَ آمِنٌ» الحديث: 7 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 8 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ [ص: 82] ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: «مَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ» قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: «وَمَنْ أَلْقَى السِّلَاحَ فَهُوَ آمِنٌ» الحديث: 8 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 9 - قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: «مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ دَخَلَ دَارَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ دَخَلَ دَارَ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ» الحديث: 9 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 10 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: [ص: 84] حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ قَالَ: إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ» ؛ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أُوذِيَ وَهُوَ بِمَكَّةَ فَدَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ أَمِنَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: «مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَقَدْ أَمِنَ» الحديث: 10 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 11 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي [ص: 85] إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ: أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ، بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ كَانَ جَالِسًا فَقَالَ فِي نَفْسِهِ: لَوْ جَمَعْتُ لِمُحَمَّدٍ جَمْعًا. قَالَ: إِنَّهُ لَيُحَدِّثُ نَفْسَهُ إِذْ ضَرَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ كَتِفَيْهِ وَقَالَ: «إِذًا أَخْزَاكَ اللَّهُ» . قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ فِإِذَا النَّّبِيُّ صَلَّى اللَّّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِهِ فَقَالَ: «مَا أَيْقَنْتُ أَنَّكَ نَبِيٌّ حَتَّى السَّاعَةَ، إِنْ كُنْتُ لَأُحَدِّثُ نَفْسِي بِذَلِكَ» الحديث: 11 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 12 - قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ قَالَ: لَمَّا رَأَى أَبُو سُفْيَانَ النَّاسَ [ص: 86] يَطَئُونَ عَقِبَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَسَدَهُ، فَقَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَفْسِهِ: لَوْ عَاوَدْتُ هَذَا الرَّجُلَ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى ضَرَبَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِهِ ثُمَّ قَالَ: «إِذًا يُخْزِيكَ اللَّهُ إِذًا يُخْزِيكَ اللَّهُ» . فَقَالَ: أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ وَأَسْتَغْفِرُهُ، وَاللَّهِ مَا تَفَوَّهْتُ بِهِ، مَا هُوَ إِلَّا شَيْءٌ حَدَّثْتُ بِهِ نَفْسِي الحديث: 12 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 13 - قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ الْمَكِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا [ص: 87] عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُلْتَحِفًا بِثَوْبٍ مِنْ بَعْضِ بُيُوتِ نِسَائِهِ وَأَبُو سُفْيَانَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: مَا أَدْرِي بِمَ يَغْلِبُنَا مُحَمَّدٌ؟، فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى ضَرَبَ فِي ظَهْرِهِ وَقَالَ: «بِاللَّهِ يَغْلِبُكَ» . قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: «أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ» 14 - قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ أَبُو سُفْيَانَ الطَّائِفَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرُمِيَ يَوْمَئِذٍ فَذَهَبَتْ إِحْدَى عَيْنَيْهِ، وَشَهِدَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وَأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً وَزَنَهَا لَهُ بِلَالٌ، فَلَمَّا أَعْطَاهُ وَأَعْطَى ابْنَيْهِ يَزِيدَ وَمُعَاوِيَةَ قَالَ لَهُ أَبُو سُفْيَانَ: وَاللَّهِ إِنَّكَ لَكَرِيمٌ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، لَقَدْ حَارَبْتُكَ فَنِعْمَ الْمُحَارِبُ كُنْتَ، ثُمَّ سَالَمْتُكَ فَنِعْمَ الْمُسَالِمُ أَنْتَ، فَجَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا الحديث: 13 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 15 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فِي خِلَافَتِهِ يَقُولُ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ عَامِلُهُ عَلَى نَجْرَانَ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَصْحَابُنَا يُنْكِرُونَ هَذَا وَيَقُولُونَ: كَانَ أَبُو سُفْيَانَ حِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاضِرًا بِمَكَّةَ، وَكَانَ عَامِلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَجْرَانَ عَمْرَو بْنَ حَزْمٍ الحديث: 15 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 16 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ، وَحُمَيْدٌ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ امْرَأَتِي تُعْطِي مِنْ مَالِي بِغَيْرِ إِذْنِي. قَالَ: «أَنْتُمَا شَرِيكَانِ فِي الْأَجْرِ» . قَالَ: فَإِنْ أَبَيْتُ وَكَرِهْتُ؟ . قَالَ: «فَإِنَّ لَهَا مَا احْتَسَبَتْ وَلَكَ مَا بَخِلْتَ بِهِ» الحديث: 16 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 17 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ سَلْمَانَ، وَصُهَيْبًا، وَبِلَالًا، كَانُوا قُعُودًا فَمَرَّ عَلَيْهِمْ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالُوا: «مَا أَخَذَتْ سُيُوفُ اللَّهِ مِنْ عُنُقِ عَدُوِّ اللَّهِ مَأْخَذَهَا بَعْدُ» فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: أَتَقُولُونَ هَذَا لِشَيْخِ قُرَيْشٍ وَسَيِّدِهَا الحديث: 17 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 18 - قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، [ص: 91] عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَمَدَتِ الْأَصْوَاتُ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ وَالْمُسْلِمُونَ يُقَاتِلُونَ الرُّومَ، إِلَّا صَوْتَ رَجُلٍ يَقُولُ: «يَا نَصْرَ اللَّهِ اقْتَرِبْ، يَا نَصْرَ اللَّهِ اقْتَرِبْ» ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي أَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ تَحْتَ رَايَةِ ابْنِهِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، [ص: 92] 19 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَزَادَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ الْمَدَنِيُّ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: وَكَانَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ عَلَى رُبُعٍ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ عَلَى رُبُعٍ، وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عَلَى رُبُعٍ، وَشُرَحْبِيلُ ابْنُ حَسَنَةَ عَلَى رُبُعٍ، وَلَمْ يَكُنْ عَلَيْهِمْ أَمِيرٌ يَوْمَئِذٍ الحديث: 18 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 20 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ بْنِ نُقَيْدٍ قَالَ: " حَضَرْتُ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ الْمَعْرَكَةَ فَلَا أَسْمَعُ لِلنَّاسِ كَلِمَةً وَلَا صَوْتًا إِلَّا نَقْفَ الْحَدِيدِ بَعْضَهُ بَعْضًا، إِلَّا أَنِّي قَدْ [ص: 93] سَمِعْتُ صَائِحًا يَقُولُ: «يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ اللَّهِ أبْلُوا فِيهِ بَلَاءً حَسَنًا. وَإِذَا هُوَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ تَحْتَ رَايَةِ ابْنِهِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ» الحديث: 20 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 21 - قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ نَضْلَةَ، أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ، قَامَ عَلَى رَدْمِ الْحَذَّائِينَ ثُمَّ ضَرَبَ بِرِجْلِهِ وَقَالَ: سَنَامُ الْأَرْضِ إِنَّ لَهَا سَنَامًا، يَزْعُمُ ابْن [ص: 94] ُ فَرْقَدٍ أَنِّي لَا أَعْرِفُ حَقِّي مِنْ حَقِّهِ، لِي بَيَاضُ الْمَرْوَةِ وَلَهُ سَوَادُهَا، وَلِي مَا بَيْنَ مَقَامِي هَذَا إِلَى تَجْنَى سَاحَةِ الطَّائِفِ. فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ: «إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ لَقَدِيمُ الظُّلْمِ، لَيْسَ لِأَحَدٍ حَقٌّ مِنَ الْأَرْضِ إِلَّا مَا أَحَاطَتْ عَلَيْهِ جُدْرَانُهُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَقَالَ غَيْرُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيِّ: وَقَدِمَ [ص: 95] عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَكَّةَ فَوَقَفَ عَلَى الرَّدْمِ، فَقَالَ لَهُ أَهْلُ مَكَّةَ: إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ قَدْ سَدَّ عَلَيْنَا مَجْرَى السَّيْلِ بِأَحْجَارٍ وَضَعَهَا هُنَاكَ. فَقَالَ: عَلَيَّ بِأَبِي سُفْيَانَ. فَجَاءَ، فَقَالَ: لَا أَبْرَحُ حَتَّى تَنْقُلَ هَذِهِ الْحِجَارَةَ حَجَرًا حَجَرًا بِنَفْسِكَ. فَجَعَلَ يَنْقُلُهَا. فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ ذَلِكَ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ عُمَرَ يَأْمُرُ أَبَا سُفْيَانَ بِبَطْنِ مَكَّةَ فَيُطِيعُهُ الحديث: 21 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 22 - قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَنٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ زَمْعَةَ، أَوِ ابْنَ زَمْعَةَ قَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَقْطِعْنِي خَيْفَ الْأَرِينِ أَمْلَؤُهُ عَجْوَةً. قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا سُفْيَانَ فَقَالَ: «دَعُوهُ فَلْيَمْلَأْهُ عَجْوَةً ثُمَّ لِيَنْظُرْ أَيُّنَا يَأْكُلُ جَنَاهُ» . قَالَ: فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ تَرَكَهُ حَتَّى كَانَ مُعَاوِيَةُ فَهُوَ الَّذِي مَلَأَهُ عَجْوَةً وَجَعَلَ لَهُ عَيْنًا. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَدْرَكْتُ أَنَا [ص: 96] الْعَجْوَةَ فِيهِ الحديث: 22 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 23 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، «أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ، دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بَعْدَ مَا عَمِيَ وَغُلَامُهُ يَقُودُهُ» 24 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: نَزَلَ أَبُو سُفْيَانَ الْمَدِينَةَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ وَمَاتَ بِهَا [ص: 97] سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَهُوَ يَوْمَ مَاتَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً الحديث: 23 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ ابْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ نَوْفَلِ بْنِ خَلَفِ بْنِ قَوَالَةَ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ فِرَاسِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَأَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُنَيْنًا وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وَأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً وَزَنَهَا لَهُ بِلَالٌ، وَلَمْ يَزَلْ يُذْكَرُ بِخَيْرٍ، وَعَقَدَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ مَعَ أُمَرَاءِ الْجُيُوشِ عَلَى الشَّامِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 25 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا عَقَدَ أَبُو بَكْرٍ لِلْأُمَرَاءِ عَلَى الشَّامِ كُنْتُ فِي جَيْشِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، فَصَلَّى بِنَا الصُّبْحَ بِذِي الْمَرْوَةِ وَهُوَ عَلَى الْجُيُوشِ كُلِّهَا، فَوَاللَّهِ إِنَّا لَعِنْدَهُ إِذْ أَتَاهُ آتٍ فَقَالَ: قَدِمَ يَزِيدُ بْنُ [ص: 100] أَبِي سُفْيَانَ، فَقَالَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ: هَذَا عَمَلُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، كَلَّمَ أَبَا بَكْرِ فِي عَزْلِي وَوَلَّى يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ ثُمَّ عُزِمَ لِي عَلَى الصَّمْتِ. قَالَ: فَتَحَوَّلْنَا إِلَى يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَصَارَ خَالِدٌ كَرَجُلٍ مِنْهُمْ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هَذَا أَثْبَتُ عِنْدَنَا مِمَّا رُوِيَ فِي عَزْلِ خَالِدٍ وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ الحديث: 25 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 26 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا عَقَدَ أَبُو بَكْرٍ لِيَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: " يَا يَزِيدُ: إِنَّكَ شَابٌّ تُذْكَرُ بِخَيْرٍ قَدْ رُئِيَ مِنْكَ، وَذَلِكَ شَيْءٌ خَلَوْتَ بِهِ فِي نَفْسِكَ، وَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَبْلُوَكَ وَأَسْتَخْرِجَكَ مِنْ أَهْلِكَ فَأَنْظُرَ كَيْفَ أَنْتَ وَكَيْفَ وِلَايَتُكَ وَأَخْبُرَكَ، فَإِنْ أَحْسَنْتَ زِدْتُكَ، وَإِنْ أَسَأْتَ عَزَلْتُكَ، وَقَدْ وَلَّيْتُكَ عَمَلَ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ ". ثُمَّ أَوْصَاهُ بِمَا أَوْصَاهُ بِمَا يَعْمَلُ بِهِ فِي وَجْهِهِ وَقَالَ لَهُ: أُوصِيكَ بِأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ خَيْرًا، فَقَدْ عَرَفْت [ص: 101] َ مَكَانَهُ مِنَ الْإِسْلَامِ، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ» فَاعْرِفْ لَهُ فَضْلَهُ وَسَابِقَتَهُ، وَانْظُرْ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ فَقَدْ عَرَفْتَ مَشَاهِدَهُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَأْتِي أَمَامَ الْعُلَمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِرَتْوَةٍ» . فَلَا تَقْطَعْ أَمْرًا دُونَهُمَا؛ فَإِنَّهُمَا لَنْ يَأْلُوَانِكَ خَيْرًا، فَقَالَ يَزِيدُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْصِهِمَا بِي كَمَا أَوْصَيْتَنِي بِهِمَا فَأَنَا إِلَيْهِمَا أَحْوَجُ مِنْهُمَا إِلَيَّ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَنْ أَدَعَ أَنْ أَوصِيهُمَا بِكَ. فَقَالَ يَزِيدُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، وَجَزَاكَ عَنِ الْإِسْلَامِ خَيْرًا الحديث: 26 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 27 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَكِيمِ [ص: 102] بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: لَمَّا بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ أُمَرَاءَهُ إِلَى الشَّامِ: يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، وَعَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، وَشُرَحْبِيلَ بْنَ حَسَنَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ عَلَى النَّاسِ، وَكَانَ يُصَلِّي بِهِمْ فِي مُعَسْكَرِهِمْ بِالْجُرْفِ. وَقَالَ: «إِنِ اجْتَمَعْتُمْ فِي كَيْدٍ فَيَزِيدُ عَلَى النَّاسِ، وَإِنْ تَفَرَّقْتُمْ فَمَنْ كَانَتِ الْوَقْعَةُ مِمَّا يَلِي مُعَسْكَرَهُ فَهُوَ عَلَى أَصْحَابِهِ» الحديث: 27 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 28 - قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعْدٍ «أَنَّ أَبَا بَكْرٍ شَيَّعَ يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الشَّامِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: [ص: 103] تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَالشَّامُ عَلَى أَرْبَعَةِ أُمَرَاءَ: عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَشُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ، فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ عَزَلَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ وَوَلَّى أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ، وَعَزَلَ شُرَحْبِيلَ بْنَ حَسَنَةَ وَتَفَرَّقَ جُنْدُهُ فِي الْأَجْنَادِ، وَوَلَّى يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ دِمَشْقَ، فَلَمْ يَزَلْ وَالِيًا حَتَّى مَاتَ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسٍ بِالشَّامِ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ الحديث: 28 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَوَلَدَ مُعَاوِيَةُ يَزِيدَ، وَأُمُّهُ مَيْسُونُ بِنْتُ بَحْدَلِ بْنِ أَنْيَفَ بْنِ دُلْجَةَ بْنِ قُنَافَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ جَنَابِ بْنِ ذُهْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُذْرَةَ بْنِ زَيْدِ اللَّاتِ بْنِ رُفَيْدَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ كَلْبٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ وَهُوَ مِبْقَثٌ دَرَجٌ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ. وَهِنْدَ تَزَوَّجَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ كَرِيزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَأُمُّهُمْ فَاخِتَةُ بِنْتُ قَرَظَةَ بْنِ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَرَمْلَةَ تَزَوَّجَهَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَوَلَدَتْ لَهُ خَالِدًا وَعُثْمَانَ، وَأُمُّهَا كَنُودُ بِنْتُ قَرَظَةَ بْنِ عَبْدِ عَمْرٍو، وَصَفِيَّةَ تَزَوَّجَهَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 29 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْسِيِّ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ: لَمَّا كَانَ عَامُ الْحُدَيْبِيَةِ َصَدَّتْ قُرَيْشٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْبَيْتِ وَدَافَعُوهُ بِالرَّاحِ وَكَتَبُوا بَيْنَهُمُ الْقَضِيَّةَ، وَقَعَ الْإِسْلَامُ فِي قَلْبِي، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأُمِّي هِنْدَ بِنْتِ عُتْبَةَ فَقَالَتْ: إِيَّاكَ أَنْ تُخَالِفَ أَبَاكَ، أَوْ أَنْ تَقْطَعَ أَمْرًا دُونَهُ فَيَقْطَعَ عَنْكَ الْقُوتَ، فَكَانَ أَبِي يَوْمَئِذٍ غَائِبًا فِي سُوقِ حُبَاشَةَ قَالَ: فَأَسْلَمْتُ وَأَخْفَيْتُ إِسْلَامِي، فَوَاللَّهِ لَقَدْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ َإِنِّي مُصَدِّقٌ بِهِ، وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ أَكْتُمُهُ مِنْ أَبِي سُفْيَانَ، وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ عَامَ عُمْرَةِ الْقَضِيَّةِ وَأَنَا مُسْلِمٌ مُصَدِّقٌ بِهِ، وَعَلِمَ أَبُو سُفْيَانَ بِإِسْلَامِي فَقَالَ لِي يَوْمًا: لَكِنْ أَخُوكَ خَيْرٌ مِنْكَ، فَهُوَ عَلَى دِينِي، قُلْتُ: لَمْ آلُ نَفْسِي خَيْرًا. وَقَالَ: فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ فَأَظْهَرْتُ إِسْلَامِي وَلَقِيتُهُ فَرَحَّبَ بِي وَكَتَبْتُ لَهُ. [ص: 107] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُنَيْنًا، وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وَأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً وَزَنَهَا لَهُ بِلَالٌ الحديث: 29 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 30 - قَالَ: أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ الْأَغَرِّ الْمَكِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَتْ إِدَاوَةٌ يَحْمِلُهَا أَبُو هُرَيْرَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاشْتَكَى أَبُو هُرَيْرَةَ فَحَمَلَهَا مُعَاوِيَةُ، فَبَيْنَمَا هُوَ يُوَضِّئُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: " يَا مُعَاوِيَةُ: إِنْ وُلِّيتَ مِنْ أُمُورِ الْمُؤْمِنِينَ شَيْئًا فَاتَّقِ اللَّهَ وَاعْدِلْ ". فَمَا زِلْتُ أَظُنُّ أَنِّي مُبْتَلًى [ص: 108] حَتَّى وُلِّيتُ، لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحديث: 30 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 31 - قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَبْلَةُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ مُخَلَّدٍ، قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ: قَالَ أَبُو هِلَالٍ: أَوْ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ مُخَلَّدٍ، وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: أَوْ حَدَّثَهُ مَسْلَمَةُ، عَنْ رَجُلٍ: أَنَّهُ رَأَى مُعَاوِيَةَ يَأْكُلُ فَقَالَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: إِنَّ ابْنَ عَمِّكَ هَذَا لَخَضِبٌ، ثُمَّ قَالَ: أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ هَذَا، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ [ص: 109] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ، وَمَكِّنْ لَهُ فِي الْبِلَادِ، وَقِهِ الْعَذَابَ» الحديث: 31 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 32 - قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ عِيسَى بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ فَسَمِعَ الْمُؤَذِّنَ يُؤَذِّنُ فَقَالَ مِثْلَ قَوْلِهِ حَتَّى بَلَغَ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، فَقَالَ: «لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ» ، ثُمَّ قَالَ: «هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ» الحديث: 32 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 33 - قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: " كَانَ مُعَاوِيَةُ لَا يَكَادُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا. قَالَ: وَكَانَ لَا يَكَادُ يَدَعُ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ أَنْ يَقُولَهُنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى الْمِنْبَرِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَأَنَّ هَذَا الْمَالَ حُلْوٌ خَضِرٌ، مَنْ يَأْخُذْهُ بِحَقِّهِ يُبَارَكْ [ص: 111] لَهُ فِيهِ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّمَادُحَ؛ فَإِنَّهُ الذَّبْحُ» الحديث: 33 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 34 - قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يُقَالُ لَهُ جَرَادٌ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ» الحديث: 34 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 35 - قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلْقَمَةُ بْنُ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: قَدِمَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ الْمَدِينَةَ فَأَرْسَلَ إِلَى عَائِشَةَ أَنْ «أَرْسِلِي إِلَيَّ بِأَنْبِجَانِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَعَرِهِ» ، فَأَرْسَلَتْ بِهِ مَعِي أَحْمِلُهُ حَتَّى دَخَلْتُ بِهِ عَلَيْهِ، فَأَخَذَ الْأَنْبِجَانِيَّةَ فَلَبِسَهَا، وَأَخَذَ شَعَرَهُ فَدَعَا بِمَاءٍ فَغَسَلَهُ فَشَرِبَهُ وَأَفَاضَ عَلَى جِلْدِهِ الحديث: 35 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 36 - قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ، وَالْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ الْأَغَرِّ الْمَكِّيَّانِ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: دَخَلَ مُعَاوِيَةُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ خَضْرَاءُ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عُمَرُ وَثَبَ إِلَيْهِ وَمَعَهُ الدِّرَّةُ فَجَعَلَ ضَرْبًا لِمُعَاوِيَةَ، وَمُعَاوِيَةُ يَقُولُ: اللَّهَ اللَّهَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فِيمَ فِيمَ؟ قَالَ: فَلَمْ يُكَلِّمْهُ حَتَّى رَجَعَ فَجَلَسَ فِي مَجْلِسِهِ، فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ: لِمَ ضَرَبْتَ الْفَتَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ مَا فِي قَوْمِكَ مِثْلَهُ، فَقَالَ: «وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ إِلَّا خَيْرًا، وَمَا بَلَغَنِي إِلَّا خَيْرًا وَلَكِنِّي رَأَيْتُهُ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَضَعَ مِنْهُ» الحديث: 36 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 37 - قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ، وَالْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ الْأَغَرِّ، [ص: 114] قَالَا: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ، دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَعَزَّاهُ عُمَرُ بِابْنِهِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. قَالَ: " آجَرَكَ اللَّهُ فِي ابْنِكَ يَا أَبَا سُفْيَانَ، فَقَالَ: أَيُّ بَنِيِّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: «يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ» . قَالَ: فَمَنْ بَعَثْتَ عَلَى عَمَلِهِ؟ قَالَ: مُعَاوِيَةَ أَخَاهُ. وَقَالَ عُمَرُ: «إِنَّهُ لَا يَحِلُّ لَنَا أَنْ نَنْزِعَ مُصْلِحًا» الحديث: 37 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 38 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ «أَنَّ مُعَاوِيَةَ، عَمِلَ سَنَتَيْنِ مَا يَخْرِمُ عَمَلَ عُمَرَ، ثُمَّ إِنَّهُ بَعُدَ» الحديث: 38 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 39 - قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنَ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: " كَانَ الْحَادِي يَحْدُو بِعُثْمَانَ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الرجز] إِنَّ الْأَمِيرَ بَعْدَهُ عَلِيُّ ... وَفِي الزُّبَيْرِ خَلَفٌ رَضِيُّ قَالَ: فَقَالَ كَعْبٌ: لَا، بَلْ هُوَ صَاحِبُ الْبَغْلَةِ الشَّهْبَاءِ. قَالَ: يَعْنِي مُعَاوِيَةَ. [ص: 116] قَالَ: فَأُتِيَ مُعَاوِيَةُ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ كَعْبًا يَقُولُ كَذَا وَكَذَا، فَأَتَى كَعْبًا فَقَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ، وَأَنَّى يَكُونُ هَذَا وَهَا هُنَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ عَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ؟ قَالَ: أَنْتَ صَاحِبُهَا " الحديث: 39 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 40 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقُرْقُسَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ثَابِتٍ، مَوْلَى سُفْيَانَ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ، يَقُولُ: «إِنِّي وَاللَّهِ لَسْتُ بِخَيْرِكُمْ، وَإِنَّ فِيكُمْ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَغَيْرَهُمَا مِنَ [ص: 117] الْأَفَاضِلِ، وَلَكِنِّي عَسَيْتُ أَنْ أَكُونَ أَنْكَاكُمْ فِي عَدُوِّكُمْ، وَأَنْفَعَكُمْ لَكُمْ وِلَايَةً، وَأَحْسَنَكُمْ خَلْقًا» الحديث: 40 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 41 - قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: خَطَبَنَا مُعَاوِيَةُ بِالنَّخِيلَةِ فَقَالَ: «يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، أَتَرَوْنَ أَنِّي إِنَّمَا قَاتَلْتُكُمْ [ص: 118] لِأَنَّكُمْ لَا تُصَلُّونَ؟ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكُمْ تُصَلُّونَ أَوْ أَنَّكُمْ لَا تَغْتَسِلُونَ مِنَ الْجَنَابَةِ؟ وَلَكِنْ إِنَّمَا قَاتَلْتُكُمْ لِأَتَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ، فَقَدْ أَمَّرَنِيَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ» الحديث: 41 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 42 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى أَنَّ مُعَاوِيَةَ، خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّا نَحْنُ أَحَقُّ بِهَذَا الْأَمْرِ، نَحْنُ شَجَرَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبْيَضَتُهُ الَّتِي انْفَلَقَتْ عَنْهُ، وَنَحْنُ وَنَحْنُ» فَقَالَ صَعْصَعَةُ: فَأَيْنَ بَنُو هَاشِمٍ مِنْكُمْ؟ قَالَ: «نَحْنُ أَسْوَسُ مِنْهُمْ، وَهُمْ خَيْرٌ مِنَّا» . [ص: 119] قَالَ: أُمِرْنَا بِالطَّاعَةِ، الطَّاعَةَ. وَقَالَ فِيهَا: «أَنَا لَكُمُ جُنَّةٌ» . قَالَ: فَقَالَ صَعْصَعَةُ: فَإِذَا احْتَرَقَتِ الْجُنَّةُ فَكَيْفَ نَصْنَعُ؟ . قَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ: هَا إِنَّ هَذَا تُرَابِي ". فَقَالَ: «إِنِّي تُرَابِيٌّ، خُلِقْتُ مِنَ التُّرَابِ وَإِلَى التُّرَابِ أَصِيرُ» الحديث: 42 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 43 - قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: قَالَ كَعْبٌ: «لَنْ يَمْلِكَ أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ مَا مَلَكَ مُعَاوِيَةُ» الحديث: 43 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 44 - قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ الْحَارِثِ قَالَ: لَمَّا رَجَعَ عَلِيٌّ مِنْ صِفِّينَ عَلِمَ أَنَّهُ لَا يَمْلِكُ، فَتَكَلَّمَ بِأَشْيَاءَ لَمْ يَكُنْ يَتَكَلَّمُ بِهَا قَبْلَ ذَاكَ، وَقَالَ أَشْيَاءَ لَمْ يَكُنْ يَقُولُهَا قَبْلَ ذَاكَ، فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، لَا تَكْرَهُوا إِمَارَةَ مُعَاوِيَةَ، فَوَاللَّهِ لَوْ قَدْ فَقَدْتُمُوهُ لَقَدْ رَأَيْتُمْ الرُّؤوسَ تَنْدُرُ مِنْ كَوَاهِلِهَا كَالْحَنْظَلِ» الحديث: 44 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 45 - قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنِا مُوسَى بْنُ قَيْسٍ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ رُمَّانَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ: «إِنْ كَانَ يُقَاتِلُ عَلَى الْأَمْرِ إِلَّا مِنْ أَجْلِ دَمِ عُثْمَانَ» الحديث: 45 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 46 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: «مَا رَأَيْتُ رَجُلًا كَانَ أَخْلَقَ لِلْمُلْكِ مِنْ مُعَاوِيَةَ، إِنْ كَانَ النَّاسُ لَيَرِدُونَ مِنْهُ عَلَى أَرْجَاءِ وَادٍ رَحْبٍ، وَلَمْ يَكُنْ بِالضَّيِّقِ الْحَصَصِ [ص: 122] الْحَصِرِ الْمُتَعَصِّبِ» يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ الحديث: 46 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 47 - قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي [ص: 123] إِسْحَاقَ قَالَ: «كَانَ مُعَاوِيَةُ وَكَانَ وَكَانَ، وَمَا رَأَيْنَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ» . قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا ذَكَرَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ " الحديث: 47 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 48 - قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ قَدِمَ وَافِدًا عَلَى مُعَاوِيَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَضَى حَاجَتَهُ ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ: " يَا مِسْوَرُ: مَا فَعَلَ [ص: 124] طَعْنُكَ عَلَى الْأُمَّةِ؟ " قَالَ الْمِسْوَرُ: «دَعْنَا مِنْ هَذَا وَأَحْسِنْ فِيمَا قَدِمْنَا لَهُ» . قَالَ مُعَاوِيَةُ: «لَا أَدَعُكَ حَتَّى تَكَلَّمَ بِذَاتِ نَفْسِكَ وَالَّذِي تَعِيبُ عَلَيَّ» قَالَ الْمِسْوَرُ: «فَلَمْ أَدَعْ شَيْئًا أَعِيبُهُ عَلَيْهِ إِلَّا بَيَّنْتُهُ» ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: «لَا أَبْرَأُ مِنَ الذَّنْبِ، فَهَلْ تَعُدُّ لَنَا يَا مِسْوَرُ مِمَّا نَلِي مِنَ الْإِصْلَاحِ فِي أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا، فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، أَمْ تَعُدُّ الذُّنُوبَ وَتَتْرُكُ الْإِحْسَانَ» قَالَ الْمِسْوَرُ: «لَا وَاللَّهِ مَا نَذْكُرُ إِلَّا مَا نَرَى مِنْ هَذِهِ الذُّنُوبِ» . قَالَ مُعَاوِيَةُ: «فَإِنَّا نَعْتَرِفُ بِكُلِّ ذَنْبٍ أَذْنَبْنَاهُ، فَهَلْ لَكَ يَا مِسْوَرُ ذُنُوبٌ فِي خَاصَّتِكَ تَخْشَى أَنْ تُهْلِكَكَ إِنْ لَمْ يَغْفِرْهَا اللَّهُ لَكَ؟» قَالَ الْمِسْوَرُ: «نَعَمْ» . قَالَ مُعَاوِيَةُ: «فَمَا يَجْعَلُكَ بِأَحَقَّ بِرَجَاءِ الْمَغْفِرَةِ مِنِّي؟ فَوَاللَّهِ لَمَا أَلِي مِنَ الْإِصْلَاحِ أَكْثَرُ مِمَّا تَلِي، وَلَكِنِّي وَاللَّهِ» لَا أُخَيَّرُ بَيْنَ أَمْرَيْنِ مِنَ اللَّهِ وَغَيْرِهِ إِلَّا اخْتَرْتُ اللَّهَ عَلَى مَا سِوَاهُ، وَإِنِّي لَعَلَى دِينٍ يُقْبَلُ فِيهِ الْعَمَلُ وَيُجْزَى فِيهِ بِالْحَسَنَاتِ وَيُجْزَى فِيهِ بِالذُّنُوبِ إِلَّا أَنْ يَعْفَوَ اللَّهُ عَنْهَا، وَإِنِّي لَأَحْتَسِبُ كُلَّ حَسَنَةٍ عَمِلْتُهَا [ص: 125] بِأَضْعَافِهَا مِنَ الْأَجْرِ، وَإِنِّي لَأَلِي أُمُورًا عِظَامًا لَا أَحْصِيهَا، وَلَا يُحْصِيهَا مَنْ عَمِلَ لِلَّهِ بِهَا فِي الدُّنْيَا: إِقَامَةَ الصَّلَوَاتِ لِلْمُسْلِمِينَ، وَالْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالْحُكْمَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ، وَالْأُمُورَ الَّتِي لَسْتُ أُحْصِيهَا وَإِنْ عَدَدْتُهَا، فَتَفَكَّرْ فِي ذَلِكَ ". قَالَ الْمِسْوَرُ: «فَعَرَفْتُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ قَدْ خَصَمَنِي حِينَ ذَكَرَ مَا قَالَ» . قَالَ عُرْوَةُ: «فَلَمْ أَسْمَعِ الْمِسْوَرَ بَعْدُ يَذْكُرُ مُعَاوِيَةَ إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ» الحديث: 48 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 49 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: أُتِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقِيلَ لَهُ: هَلْ لَكَ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مُعَاوِيَةَ، أَوْتَرَ قَبْلُ بِرَكْعَةٍ. فَقَالَ: «أَحْسَنَ، إِنَّهُ فَقِيهٌ» الحديث: 49 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 50 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ مُعَاوِيَةَ لَمْ يُوتِرْ حَتَّى أَصْبَحَ فَأَوْتَرَ بِرَكْعَةٍ. فَقَالَ: «إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَالِمٌ» الحديث: 50 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 51 - قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ كُرَيْبٍ قَالَ: رَأَيْتُ مُعَاوِيَةَ صَلَّى الْعِشَاءَ، ثُمَّ صَلَّى بَعْدَهَا رَكْعَةً. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: «أَصَابَ» الحديث: 51 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 52 - قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، [ص: 127] عَنِ ابْنِ حَلْبَسٍ قَالَ: خَطَبَنَا مُعَاوِيَةُ بِدِمَشْقَ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اعْقِلُوا عَنِّي فَإِنَّكُمْ لَا تَجِدُونَ بَعْدِي أَحَدًا أَعْلَمَ بِأَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنِّي، أَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ وَصُفُوفَكُمْ [ص: 128] فِي الصَّلَاةِ قَبْلَ أَنْ يُخَالِفَ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ، وَخُذُوا عَلَى أَيْدِي سُفَهَائِكُمْ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّطَهُمُ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَيَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ، وَتَصَدَّقُوا، وَلَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ إِنِّي مُقِلٌّ، فَإِنَّ صَدَقَةَ الْمُقِلِّ أَفْضَلُ مِنْ صَدَقَةِ الْغَنِيِّ، وَإِيَّاكُمْ وَإِيَّايَ وَرَمْيَ الْمُحْصَنَاتِ، فَوَاللَّهِ لَوْ رَمَى رَجُلٌ مُحْصَنَةً كَانَتْ فِي زَمَنِ نُوحٍ لَسَأَلَهُ عَنْهَا، وَلَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ سَمِعْتُ وَبَلَغَنِي» الحديث: 52 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 53 - قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، كَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَبَدَأَ بِهِ، وَكَتَبَ «لِعَبْدِ اللَّهِ مُعَاوِيَةَ» الحديث: 53 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 54 - قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: «لَا حِلْمَ إِلَّا التَّجْرِبَةُ» الحديث: 54 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 55 - قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: " مَرِضَ مُعَاوِيَةُ مَرَضًا شَدِيدًا فَحَسَرَ عَنْ ذِرَاعَيْهِ كَأَنَّهُمَا عَسِيبَا نَخْلٍ، فَقَالَ: «مَا الدُّنْيَا إِلَّا كَمَا قَدْ ذُقْنَا وَجَرَّبْنَا، وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي لَا أَعْبُرُ فِيكُمْ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ حَتَّى [ص: 130] أَلْحَقَ بِاللَّهِ تَعَالَى» . فَقَالَ جُلَسَاؤُهُ: «بِرَحْمَةِ اللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ» ، فَقَالَ: «مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقْضِيَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ قَضَاءً، إِنَّهُ قَدْ عَلِمَ أَنِّي لَمْ آلُ، وَمَا كَرِهَ اللَّهُ غَيْرَهُ» الحديث: 55 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 56 - قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ: «خَطَبَنَا مُعَاوِيَةُ وَعَلَيْهِ بُرْدٌ أَخْضَرُ» [ص: 131] 57 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَيْفٍ قَالَ: نَظَرَ أَبُو سُفْيَانَ يَوْمًا إِلَى مُعَاوِيَةَ وَهُوَ غُلَامٌ فَقَالَ لِهِنْدَ: إِنَّ ابْنِي هَذَا لَعَظِيمُ الرَّأْسِ، وَإِنَّهُ لَخَلِيقٌ أَنْ يَسُودَ قَوْمَهُ. فَقَالَتْ هِنْدُ: قَوْمَهُ فَقَطْ؟ ثَكِلْتُهُ إِنْ لَمْ يَسُدِ الْعَرَبَ قَاطِبَةً وَكَانَتْ هِنْدُ تَحْمِلُ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ صَغِيرٌ وَتَقُولُ: [البحر الرجز] إِنَّ بُنَيَّ مُعْرِقٌ كَرِيمْ ... مُحَبَّبٌ فِي أَهْلِهِ حَلِيمْ لَيْسَ بِفَحَّاشٍ وَلَا لَئِيمْ ... وَلَا بِطُحْرُورٍ وَلَا شَئُومْ صَخْرُ بَنِي فِهْرٍ بِهِ زَعِيمْ ... لَا يُخْلِفُ الظَّنَّ وَلَا يَخِيمْ قَالَ: فَلَمَّا وَلَّى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ مَا وَلَّاهُ مِنَ الشَّامِ خَرَجَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ لِهِنْدَ: كَيْفَ رَأَيْتِ؟ صَارَ ابْنُكِ تَابِعًا لِابْنِي فَقَالَتْ: إِن [ص: 132] ِ اضْطَرَبَ حَبْلُ الْعَرَبِ فَسَتَعْلَمْ أَيْنَ يَقَعُ ابْنُكَ مِمَّا يَكُونُ فِيهِ ابْنِي الحديث: 56 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 58 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: " تُوُفِّيَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بِدِمَشْقَ، فَكُتِبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِنَعْيِهِ، فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ، فَإِذَا هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ امْرَأَتُهُ تَهْنِي أَهْبَةً لَهَا فِي الْمَنِيئَةِ، فَقَالَ: أَيْنَ أَبُو سُفْيَانَ؟ فَقَالَتْ هِنْدُ: هَا هُوَ ذَا، وَكَانَ نَاحِيَةً مِنَ الْبَيْتِ، فَقَالَ: احْتَسِبَا وَاصْبِرَا. قَالَا: مَنْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ. فَقَالَا: مَنِ اسْتَعْمَلْتَ عَلَى عَمَلِهِ؟ قَالَ: مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ " قَالَا: وَصَلَتْكَ رَحِمٌ، وَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ". قَالَ الزُّهْرِيُّ: " إِنَّمَا وَلَّاهُ عَمَلَ يَزِيدَ وَلَمْ يُفْرِدُ لَهُ الشَّامَ، حَتَّى كَانَ عُثْمَانُ فَأَفْرَدَ لَهُ الشَّامَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هَذَا الْأَمْرُ الْمُجْتَمَعُ عَلَيْهِ عِنْدَنَا، لَا اخْتِلَافَ فِيهِ الحديث: 58 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 59 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى لَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ «أَنَّ عُمَرَ أَفْرَدَ مُعَاوِيَةَ بِالشَّامِ وَرَزَقَهُ ثَمَانِينَ دِينَارًا فِي كُلِّ شَهْرٍ» . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَالْأَوَّلُ أَثْبَتُ الحديث: 59 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 60 - قَالَ ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ: وَقَدْ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ " أَنَّ عُمَرَ اسْتَعْمَلَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ عَلَى عَمَلِ أَخِيهِ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ: " إِنِّي [ص: 134] قَدْ وَلَّيْتُكَ عَمَلَ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الَّذِي كَانَ يَلِي. فِي كِتَابٍ طَوِيلٍ أَمَرَهُ فِيهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَمَا يَعْمَلُ بِهِ فِي عَمَلِهِ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ جَوَابَ كِتَابِهِ. فَلَمْ يَزَلْ مُعَاوِيَةُ وَالِيًا لِعُمَرَ حَتَّى قُتِلَ عُمَرُ وَاسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، فَأَقَرَّهُ عَلَى عَمَلِهِ وَأَفْرَدَهُ بِوِلَايَةِ الشَّامِ جَمِيعًا، فَاسْتَقْضَى فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدِ بْنِ نَافِذٍ الْأَنْصَارِيَّ. وَشَخَصَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ إِلَى مُعَاوِيَةَ بِالشَّامِ وَمَعَهُ ابْنَاهُ عُتْبَةُ وَعَنْبَسَةُ، فَكَتَبَتْ هِنْدُ إِلَى مُعَاوِيَةَ: قَدْ قَدِمَ عَلَيْكَ أَبُوكَ وَأَخَوَاكَ، فَاحْمِلْ أَبَاكَ عَلَى فَرَسٍ وَأَعْطِهِ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، وَاحْمِلْ عُتْبَةَ عَلَى بَغْلٍ وَأَعْطِهِ أَلْفَيْ دِرْهَمٍ، وَاحْمِلْ عَنْبَسَةَ عَلَى حِمَارٍ وَأَعْطِهِ أَلْفَ دِرْهَمٍ، فَفَعَلَ مُعَاوِيَةُ ذَلِكَ. فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: أَشْهَدُ بِاللَّهِ أَنَّ هَذَا لَعَنْ رَأَيِ هِنْدَ. فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ كَتَبَتْ نَائِلَةُ بِنْتُ الْفُرَافِصَةِ إِلَى مُعَاوِيَةَ كِتَابًا تَصِفُ فِيهِ كَيْفَ دُخِلَ عَلَى عُثْمَانَ وَكَيْفَ قُتِلَ، وَبَعَثَتْ إِلَيْهِ بِقَمِيصِهِ الَّذِي قُتِلَ وَهُوَ عَلَيْهِ فِيهِ دَمُهُ. فَقَرَأَ مُعَاوِيَةُ الْكِتَابَ عَلَى أَهْلِ الشَّامِ، وَأَمَرَ بِقَمِيصِ عُثْمَانَ فَطِيفَ بِهِ فِي أَجْنَادِ الشَّامِ، وَنُعِيَ إِلَيْهِمْ عُثْمَانُ، وَأَخْبَرَهُمْ بِمَا أُتِيَ إِلَيْهِ وَاسْتُحِلَّ مِنْ حُرْمَتِهِ، وَحَرَّضَهُمْ عَلَى الطَّلَبِ بِدَمِ عُثْمَانَ، فَبَايَعُوهُ عَلَى الطَّلَبِ بِدَمِ عُثْمَانَ. وَبُويِعَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ: اكْتُبْ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَأَقِرَّهُ عَلَى عَمَلِهِ وَلَا تُحَرِّكْهُ، وَأَطْمِعْهُ، فَإِنَّهُ سَيَطْمَعُ وَيَكْفِيكَ نَفْسَهُ [ص: 135] وَنَاحِيَتَهُ، فَإِذَا بَايَعَ النَّاسُ لَكَ أَقْرَرْتَهُ أَوْ عَزَلْتَهُ. قَالَ: فَإِنَّهُ لَا يَرْضَى حَتَّى أُعْطِيَهُ عَهْدَ اللَّهِ وَمِيثَاقَهُ أَنْ لَا أَعْزِلَهُ. فَقَالَا: لَا تُعْطِهِ عَهْدًا وَلَا مِيثَاقًا. فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاوِيَةُ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَلِي لَهُ شَيْئًا أَبَدًا، وَلَا أُبَايِعُهُ، وَلَا أَقْدَمُ عَلَيْهِ. وَأَظْهَرَ بِالشَّامِ أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ قَادِمٌ عَلَيْهِمْ وَأَنَّهُ يُبَايِعُ لَهُ. فَلَمَّا بَلَغَهُ خُرُوجُ الزُّبَيْرِ وَطَلْحَةَ إِلَى الْجَمَلِ أَمْسَكَ عَنْ ذِكْرِهِ، فَلَمَّا بَلَغَهُ قَتْلَ الزُّبَيْرِ قَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَمَا إِنَّهُ لَوْ قَدِمَ عَلَيْنَا لَبَايَعْنَا لَهُ، وَكَانَ أَهْلًا أَنْ نُقَدِّمَهُ لَهَا. فَلَمَّا انْصَرَفَ عَلِيٌّ مِنَ الْبَصْرَةِ أَرْسَلَ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَكَلَّمَهُ وَعَظَّمَ عَلَيْهِ أَمْرَ عَلِيٍّ وَسَابِقَتَهُ فِي الْإِسْلَامِ وَمَكَانَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاجْتِمَاعَ النَّاسِ عَلَيْهِ. وَأَرَادَهُ عَلَى الدُّخُولِ فِي طَاعَتِهِ وَالْبَيْعَةِ لَهُ فَأَبَى، وَجَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ جَرِيرٍ كَلَامٌ كَثِيرٌ، فَانْصَرَفَ جَرِيرٌ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ، فَذَلِكَ حِينَ أَجْمَعَ عَلَى الْخُرُوجِ إِلَى صِفِّينَ وَبَعَثَ مُعَاوِيَةُ أَبَا مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيَّ إِلَى عَلِيٍّ بِأَشْيَاءَ يَطْلُبُهَا مِنْهُ، وَيَسْأَلُهُ أَنْ يَدْفَعَ إِلَيْهِ قَتَلَةَ عُثْمَانَ حَتَّى يَقْتُلَهُمْ بِهِ، فَإِنَّهُ إِنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ أَنْهَجَ لِلْقَوْمِ، يَعْنِي أَهْلَ الشَّامِ، بَصَائِرَهُمْ لِقِتَالِهِ. فَأَبَى عَلِيٌّ أَنْ يَفْعَلَ، فَرَجَعَ أَبُو مُسْلِمٍ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَأَخْبَرَهُ بِمَا رَأَى مِنْ عَلِيٍّ وَأَصْحَابِهِ، وَجَرَتْ بَيْنَ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ كُتُبٌ وَرَسَائِلُ كَثِيرَةٌ. ثُمَّ أَجْمَعَ عَلِيٌّ عَلَى الْخُرُوجِ مِنَ الْكُوفَةِ يُرِيدُ مُعَاوِيَةَ بِالشَّامِ، وَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاوِيَة [ص: 136] َ فَخَرَجَ فِي أَهْلِ الشَّامِ يُرِيدُ عَلِيًّا، فَالْتَقَوْا بصفين لِسَبْعِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ، فَلَمَّا كَانَ هِلَالُ صَفَرٍ نَشَبَتِ الْحَرْبُ بَيْنَهُمْ فَاقْتَتَلُوا أَيَّامَ صِفِّينَ قِتَالًا شَدِيدًا حَتَّى هَرَّ النَّاسُ الْقِتَالَ وَكَرِهُوا الْحَرْبَ، فَرَفَعَ أَهْلُ الشَّامِ الْمَصَاحِفَ وَقَالُوا: نَدْعُوكُمْ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَالْحُكْمِ بِمَا فِيهِ. وَكَانَ ذَلِكَ مَكِيدَةً مِنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَاصْطَلَحُوا وَكَتَبُوا بَيْنَهُمْ كِتَابًا عَلَى أَنْ يُوَافُوا رَأْسَ الْحَوْلِ أَذْرُحَ، وَيُحَكِّمُوا حَكَمَيْنِ يَنْظُرَانِ فِي أَمْرٍ، فَيَرْضَوْنَ بِحُكْمِهِمَا، فَحَكَّمَ عَلِيُّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ، وَحَكَّمَ مُعَاوِيَةُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ. وَتَفَرَّقَ النَّاسُ، فَرَجَعَ عَلِيٌّ إِلَى الْكُوفَةِ بِالِاخْتِلَافِ وَالدَّغَلِ، وَاخْتَلَفَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ الْخَوَارِجُ مِنْ أَصْحَابِهِ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ وَأَنْكَرُوا تَحْكِيمَهُ وَقَالُوا: لَا حَكَمَ إِلَّا اللَّهُ. وَرَجَعَ مُعَاوِيَةُ إِلَى الشَّامِ بِالْأُلْفَةِ وَاجْتِمَاعِ الْكَلِمَةِ عَلَيْهِ. وَوَافَى الْحَكَمَانِ بَعْدَ الْحَوْلِ بِأَذْرُحَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ، وَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِمَا، فَكَانَ بَيْنَهُمَا كَلَامٌ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ فِي السِّرِّ ثُمَّ خَالَفَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فِي الْعَلَانِيَةِ، فَقَدَّمَ أَبَا مُوسَى فَتَكَلَّمَ وَخَلَعَ عَلِيًّا وَمُعَاوِيَةَ، ثُمَّ تَكَلَّمَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَخَلَعَ عَلِيًّا وَأَقَرَّ مُعَاوِيَةَ، فَتَفَرَّقَ الْحَكَمَانِ وَمَنْ كَانَ اجْتَمَعَ إِلَيْهِمَا، وَبَايَعَ أَهْلُ الشَّامِ [ص: 137] مُعَاوِيَةَ بِالْخِلَافَةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ. وَبَعَثَ مُعَاوِيَةُ عَلَى الْحَجِّ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ يَزِيدَ بْنِ شَجَرَةِ الرَّهَاويَّ، وَبَعَثَ [ص: 138] عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فِي هَذِهِ السَّنَةِ عَلَى الْمَوْسِمِ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ الْعَبَّاسِ، فَاجْتَمَعَا بِمَكَّةَ وَسَأَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ أَنْ يُسَلِّمَ إِلَيْهِ، فَأَبَيَا جَمِيعًا وَاصْطَلَحَا عَلَى أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ وَيَحُجَّ بِهِمْ تِلْكَ السَّنَةَ شَيْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَبْدَرِيُّ، فَحَجَّ بِالنَّاسِ تِلْكَ السَّنَةَ. وَكَانَ مُعَاوِيَةُ يَبْعَثُ الْغَارَاتِ فَيَقْتُلُونَ مَنْ كَانَ فِي طَاعَةِ عَلِيٍّ وَمَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ عُثْمَانَ، فَبَعَثَ بُسْرَ بْنَ أَرْطَأَةَ الْعَامِرِيَّ إِلَى الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ وَالْيَمَنِ يَسْتَعْرِضُ النَّاسَ، فَقُتِلَ بِالْيَمَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَقُثَمُ ابْنَيْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ. ثُمَّ قُتِلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ، فَحَجَّ بِالنَّاسِ تِلْكَ السَّنَةَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ بِكِتَابٍ افْتَعَلَهُ مِنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، [ص: 139] وَصَالَحَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، وَسَلَّمَ لَهُ الْأَمْرَ، وَبَايَعَه النَّاسُ جَمِيعًا فَسُمِّيَ عَامَ الْجَمَاعَةِ. وَاسْتَعْمَلَ مُعَاوِيَةُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ تِلْكَ السَّنَةَ عَلَى الْكُوفَةِ، عَلَى صَلَاتِهَا وَحَرْبِهَا، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْخَرَاجِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بْرِزَاحٍ مَوْلَاهُ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْبَصْرَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ كَرِيزٍ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْمَدِينَةِ أَخَاهُ عُتْبَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ ثُمَّ عَزَلَهُ، وَاسْتَعْمَلَ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ، وَاسْتَعْمَلَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَلَى مِصْرَ، وَأَقَرَّ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ عَلَى قَضَائِهِ بِالشَّامِ، وَكَانَ يُوَلِّي الْحَجَّ كَلَّ سَنَةٍ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَيُوَلِّي الْمَصَائِفَ وَالْمَشَاتِي بِأَرْضِ الرُّومِ كُلَّ سَنَةٍ رَجُلًا. وَحَجَّ مُعَاوِيَةُ بِالنَّاسِ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمَرَّ بِالْمَدِينَةِ، وَوَلَّى يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ الْمَوْسِمَ فَحَجَّ بِالنَّاسِ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ. ثُمَّ اعْتَمَرَ مُعَاوِيَةُ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ، وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ مَا كَانَ مِنَ الْكَلَامِ فِي الْبَيْعَةِ لِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَقَالَ: إِنِّي أَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ فَلَا تَرُدُّوا عَلَيَّ [ص: 140] شَيْئًا فَأَقْتُلَكُمْ. فَخَطَبَ النَّاسَ، فَأَظْهَرَ أَنَّهُمْ قَدْ بَايَعُوا، وَسَكَتَ الْقَوْمُ فَلَمْ يُقِرُّوا وَلَمْ يُنْكِرُوا خَوْفًا مِنْهُ، وَرَحَلَ مُعَاوِيَةُ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى هَذَا، وَادَّعَى مُعَاوِيَةُ زِيَادَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، فَوَلَّاهُ الْكُوفَةَ بَعْدَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ فِي حُجْرِ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ وَأَصْحَابِهِ، وَحَمَلَهُمْ إِلَيْهِ، فَقَتَلَهُمْ مُعَاوِيَةُ بِالشَّامِ بِمَرْجِ عَذْرَاءَ. ثُمَّ ضَمَّ مُعَاوِيَةُ الْبَصْرَةَ إِلَى زِيَادٍ، ثُمَّ مَاتَ زِيَادٌ، فَوَلَّى مُعَاوِيَةُ الْكُوفَةَ وَالْبَصْرَةَ ابْنَهُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ الحديث: 60 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 61 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ مُحَارِبٍ قَالَ: " مَرِضَ مُعَاوِيَةُ [ص: 141] فَأَرْجَفَ بِهِ مَصْقَلَةُ بْنُ هُبَيْرَةَ وَسَاعَدَهُ قَوْمٌ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ تَمَاثَلَ مُعَاوِيَةُ وَهُمْ يُرْجِفُونَ بِهِ، فَحَمَلَ زِيَادٌ مَصْقَلَةَ إِلَى مُعَاوِيَةَ وَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَنَّ مَصْقَلَةَ كَانَ يَجْمَعُ مُرَّاقَ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَيُرْجِفُونَ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَقَدْ حَمَلْتُهُ إِلَيْكَ لِيَرَى عَافِيَةَ اللَّهِ إِيَّاكَ. فَقَدِمَ مَصْقَلَةُ وَجَلَسَ مُعَاوِيَةُ لِلنَّاسِ، فَلَمَّا دَخَلَ مَصْقَلَةُ قَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: ادْنُ. فَدَنَا فَأَخَذَ بِيَدِهِ وَجَبَذَهُ فَسَقَطَ مَصْقَلَةُ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: [البحر الكامل] أَبْقِ الْحَوَادِثَ مِنْ خَلِيلِكَ ... مِثْلَ جَنْدَلَةِ الْمَرَاجِمْ قَدْ رَامَنِي الْأَقْوَامُ قَبْلَكَ ... فَامْتَنَعْتُ مِنَ الْمَظَالِمْ وَقَالَ مَصْقَلَةُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ أَبْقَى اللَّهُ مِنْكَ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ حِلْمًا وَكَلَأً وَمَرْعًى لِأَوْلِيَائِكَ، وَسُمًّا نَاقِعًا لِعَدُوِّكَ، فَمَنْ يَرُومُكَ؟ كَانَتِ الْجَاهِلِيَّةُ وَأَبُوكَ سَيِّدُ الْمُشْرِكِينَ، وَأَصْبَحَ النَّاسُ مُسْلِمِينَ وَأَنْتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ. وَأَقَامَ مَصْقَلَةُ فَوَصَلَهُ مُعَاوِيَةُ وَأَذِنَ لَهُ فِي الِانْصِرَافِ إِلَى الْكُوفَةِ، فَقِيلَ لَهُ: كَيْفَ تَرَكْتَ مُعَاوِيَةَ؟ قَالَ: زَعَمْتُمْ فَرَاغَ يَدِي غَمْزَةً كَادَ يَحْطِمُهَا وَجَبَذَنِي جَبْذَةً كَادَ يَكْسِرُ مِنِّي عُضْوًا " الحديث: 61 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 62 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ قَالَ: [ص: 142] خَطَبَ مُعَاوِيَةُ النَّاسَ فَقَالَ: " إِنِّي مِنْ زَرْعٍ قَدِ اسْتُحْصِدَ، وَقَدْ طَالَتْ إِمْرَتِي عَلَيْكُمْ حَتَّى مَلِلْتُكُمْ وَمَلِلْتُمُونِي، وَتَمَنَّيْتُ فِرَاقَكُمْ وَتَمَنَّيْتُمْ فِرَاقِي، وَلَا يَأْتِيَكُمْ بَعْدِي خَيْرٌ مِنِّي، كَمَا أَنَّ مَنَ كَانَ قَبْلِي خَيْرٌ مِنِّي، وَقَدْ قِيلَ: مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ. اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ أَحْبَبْتُ لِقَاءَكَ فَأَحْبِبْ لِقَائِي " الحديث: 62 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 63 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ [ص: 143] الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ حَكِيمِ بن حكيم بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ حِينَ حُضِرَ دَعَا ابْنَهُ يَزِيدَ فَأَوْصَاهُ بِتَقْوَى اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: " إِنِّي قَدْ أَحْكَمْتُ هَذَا الْأَمْرَ، فَعَلَيْكَ بِالْجِدِّ فِي أَمْرِكَ وَالرِّفْقِ بِالنَّاسِ، فَإِنَّكَ إِذَا رَفَقْتَ بِهِمْ أَخَذْتَ ثَمَرَةَ قُلُوبِهِمْ مَا لَمْ يَكُنْ رِفْقُكَ ضَعْفًا تَرْكَبُ فَيُجْتَرَئُ عَلَيْكَ. وَقَدْ خَلَّفْتُ بَعْدِي ثَلَاثَةً هُمْ أَخْوَفُ مَنْ أَخَافُ عَلَيْكَ أَنْ يُسَفَّهَ عَلَيْكَ مَا فِي يَدَيْكَ: حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ ابْنِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى النَّاسِ، فَصِلْ رَحِمَهُ، وَارْفُقْ بِهِ يَصْلُحْ لَكَ أَمْرُهُ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، لَا هُوَ رَطْبٌ فَتَعْصِرُهُ وَلَا يَابِسًا فَتَكْسِرُهُ، فَارْفُقْ بِهِ وَصِلْ رَحِمَهُ يَصْلُحْ لَكَ أَمْرُهُ. وَعَمْرَو بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، هُوَ أَطْوَعُ النَّاسِ عِنْدَ أَهْلِ الشَّامِ، فَارْفُقْ بِهِ وَأَكْرِمْهُ يَصْلُحْ لَكَ أَمْرُهُ. الْزَمْ عَهْدِي وَوَصِيَّتِي وَلَا تُلْقِ هَذَا الْكَلَامَ مِنْكَ بِظَهْرٍ " الحديث: 63 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 64 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ لِيَزِيدَ وَهُوَ يُوصِيهِ عِنْدَ الْمَوْتِ: " يَا يَزِيدُ: [ص: 144] اتَّقِ اللَّهَ، فَقَدْ وَطَّيْتُ لَكَ هَذَا الْأَمْرَ، وَوُلِّيتُ مِنْ ذَلِكَ مَا وُلِّيتُ، فَإِنْ يَكُ خَيْرًا فَأَنَا أَسْعَدُ بِهِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ شَقِيتُ بِهِ، فَارْفُقْ بِالنَّاسِ، وَأَغْضِ عَمَّا بَلَغَكَ مِنْ قَوْلٍ تُؤْذَى بِهِ وَتُنْتَقَصُ بِهِ، وَطَأْ عَلَيْهِ يَهْنِكَ عَيْشُكَ وَتُصْلَحْ لَكَ رَعِيَّتُكَ. وَإِيَّاكَ وَالْمُنَاقَشَةَ وَحَمْلَ الْغَضَبِ؛ فَإِنَّكَ تُهْلِكُ نَفْسَكَ وَرَعِيَّتَكَ، وَإِيَّاكَ وَجُبَّةَ أَهْلِ الشَّرَفِ وَاسْتِهَانَتَهُمْ وَالتَّكَبُّرَ عَلَيْهِمْ، لِنْ لَهُمْ لِينًا لَا يَرَوْنَ مِنْكَ ضَعْفًا وَلَا خَوَرًا، وَأَوْطِئْهُمْ فُرُشَكَ وَقَرِّبْهُمْ فَإِنَّهُ يُعْلَمُ لَكَ حَقُّكَ، وَلَا تُهِنْهُمْ وَتَسْتَخِفَّ بِحَقِّهِمْ فَيُهِينُونَكَ وَيَسْتَخِفُّونَ بِحَقِّكَ وَيَقُولُونَ فِيكَ. فَإِذَا أَرَدْتَ أَمْرًا فَادْعُ أَهْلَ السِّنِّ وَالتَّجْرِبَةِ مِنْ أَهْلِ صَنَائِعِي وَالِانْقِطَاعِ إِلَيَّ، فَشَاوِرْهُمْ ثُمَّ لَا تُخَالِفْهُمْ، وَإِيَّاكَ وَالِاسْتِبْدَادَ بِرَأْيِكَ، فَإِنَّ الرَّأْيَ لَيْسَ فِي صَدْرٍ وَاحِدٍ. اصْدُقْ مَنْ أَشَارَ عَلَيْكَ حَتَّى يُجِيبَكَ عَلَى مَا يَعْرِفُ، ثُمَّ أَطِعْهُ فِيمَا أَشَارَ بِهِ، وَاخْزُنْ ذَلِكَ عَنْ نِسَائِكَ وَخَدَمِكَ. وَشَمِّرْ إِزَارَكَ، وَتَعَاهَدْ جُنْدَكَ، وَأَصْلِحْ نَفْسَكَ يَصْلُحْ لَكَ النَّاسُ، لَا تَدَعْ لَهُمْ فِيكَ مَقَالًا، فَإِنَّ النَّاسَ سِرَاعٌ إِلَى الشَّرِّ، وَاحْضُرِ الصَّلَاةَ، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ مَا أُوصِيكَ بِهِ عُرِفَ لَكَ حَقُّكَ، وَعَظُمْتَ مَعَ مَمْلَكَتِكَ. وَشَرِّفْ أَهْلَ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ، فَإِنَّهُمْ أَصْلُكَ وَعَشِيرَتُكَ وَنَسَبُكَ، وَشَرِّفْ أَهْلَ الشَّامِ، فَإِنَّهُمْ أَنْصَارُكَ وَحُمَاتُكَ وَجُنْدُكَ الَّذِينَ تَصُولُ بِهِمْ أَهْلُ طَاعَةٍ. وَاكْتُبْ إِلَى أَهْلِ الْأَمْصَارِ بِكِتَابٍ تَعِدُهُمْ مِنْكَ الْمَعْرُوفَ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَبْسُطُ آمَالَهُمْ، وَوَفِّدْ عَلَيْكَ مِنَ الْكُوَرِ كُلِّهَا فَأَحْسِنْ إِلَيْهِمْ وَأَكْرِمْهُمْ فَإِنَّهُمْ لَمِنْ وَرَائِهِمْ، وَلَا [ص: 145] تَسْمَعَنَّ قَوْلَ قَارِفٍ وَلَا مَاحِلٍ، فَإِنِّي رَأَيْتُهُمْ وُزَرَاءَ سَوْءٍ " الحديث: 64 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 65 - قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ ثَعْلَبَةَ، يَقُولُ: جَاءَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ فِي مَرِضِ مُعَاوِيَةَ فَوَجَدَ عَمَّهُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ قَاعِدًا عَلَى الْبَابِ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَأَدْخَلَهُ قَالَ: فَاطَّلَعَ فِي وَجْهِ مُعَاوِيَةَ وَقَدْ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: [البحر المنسرح] لَوْ أَنَّ حَيًّا يَفُوتَ فَاتَ ... أَبُو حَيَّانَ لَا عَاجِزٌ وَلَا وَكِلُ الْحَوَّلُ الْقُلَّبُ الْأَرِيبُ وَهَلْ ... يُدْفَعُ وَقْتَ الْمَنِيَّةِ الْحِيَلُ قَالَ: فَفَتَحَ مُعَاوِيَةُ عَيْنَيْهِ وَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ تَقُولُ يَا يَزِيدُ؟ قَالَ: خَيْرًا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَنَا مُقْبِلٌ عَلَى عَمِّي أُحَدِّثُهُ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: " نَعَمْ: لَوْ أَنَّ حَيًّا يَفُوتُ فَاتَ أَبُو ... حَيَّانَ لَا عَاجِزٌ وَلَا وَكِلُ الْحَوَّلُ الْقَلَّبُ الْأَرِيبُ وَهَلْ ... يُدْفَعُ وَقْتَ الْمَنِيَّةِ الْحِيَلُ «إِنَّ أَخْوَفُ مَا أَخَافُ عَلَيَّ شَيْئًا عَمِلْتُهُ فِي أَمْرِكَ، وَشَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا قَلَّمَ أَظْفَارَهُ وَأَخَذَ مِنْ شَعْرِهِ، فَجَمَعْتُ ذَلِكَ فَهُوَ عِنْدِي، فَإِذَا أَنَا مُتُّ فَاحْشُوا بِهِ فَمِي [ص: 146] وَأَنْفِي، فَإِنْ نَفَعَ شَيْءٌ نَفَعَ» أَوْ كَمَا قَالَ الحديث: 65 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 66 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَيُّوبَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، وَعَلِيِّ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ قَالَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: كُنْتُ أُوَضِّئُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي: «أَلَا أَكْسُوكَ قَمِيصًا» . قُلْتُ: بَلَى، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي. فَنَزَعَ قَمِيصًا كَانَ عَلَيْهِ فَكَسَانِيهِ فَلَبِسْتُهُ لِبْسَةً ثُمَّ رَفَعْتُهُ، وَقَلَّمَ أَظْفَارَهُ فَأَخَذْتُ الْقِلَامَةُ فَجَعَلْتُهَا فِي قَارُورَةٍ، فَإِذَا مُتُّ فَاجْعَلُوا قَمِيصَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم [ص: 147] َ يَلِي جِلْدِي، وَقَطِّعُوا تِلْكَ الْقِلَامَةَ وَاسْحَقُوهَا وَاجْعَلُوهَا فِي عَيْنَيَّ، فَعَسَى " الحديث: 66 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 67 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي طَيْبَةَ الْجُمَانِيِّ، عَنْ شَبَّةَ بْنِ عِقَالٍ قَالَ: " أُغْمِيَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَتِ ابْنَتُهُ رَمْلَةُ، أَوِ امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِهِ مُتَمَثِّلَةً شِعْرًا لِلْأَشْهَبِ بْنِ رُمَيْلَةَ النَّهْشَلِيِّ يَمْدَحُ الْقَبَّاعَ وَهُوَ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيُّ: [البحر الطويل] إِنْ مَاتَ مَاتَ الْجُودُ وَانْقَطَعَ النَّدَى ... مِنَ النَّاسِ إِلَّا مِنْ قَلِيلٍ مُصَرَّدِ وَرَدَتْ أَكُفُّ السَّائِلِينَ وَأَمْسَكُوا ... مِنَ الدِّينِ وَالدُّنْيَا بِخَلْفٍ مُجَدَّدِ " الحديث: 67 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 68 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَكَمِ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ: «أَنَّ مُعَاوِيَةَ لَمَّا احْتُضِرَ أَوصَى بِنِصْفِ مَالِهِ أَنْ يُرَدَّ إِلَى بَيْتِ الْمَالِ، كَأَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يُطَيَّبَ لَهُ؛ لِأَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَاسَمَ عُمَّالَهُ» الحديث: 68 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 69 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مُعَاوِيَةَ حِينَ أَصَابَتْهُ قَرْحَتُهُ فَقَالَ: «هَلُمَّ ابْنَ أَخِي، تَحَوَّلْ فَانْظُرْ» فَتَحَوَّلْتُ فَنَظَرْتُ فَإِذَا هِيَ قَدْ سَبِرَتْ " الحديث: 69 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 70 - أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ مُعَاوِيَةُ وَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنَّهُ بِالْمَوْتِ قَالَ لِأَهْلِهِ: " احْشُوا عَيْنَيَّ إِثْمِدًا، وَأَوْسِعُوا رَأْسِي دُهْنًا. فَفَعَلُوا وَبَرَّقُوا وَجْهَهُ بِالدُّهْنِ، ثُمَّ مُهِّدَ لَهُ فَجَلَسَ، ثُمَّ قَالَ: ائْذَنُوا لِلنَّاسِ فَلْيُسَلِّمُوا قِيَامًا وَلَا يَجْلِسْ أَحَدٌ "، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَدْخُلُ فَيُسَلِّمُ قَائِمًا فَيَرَاهُ مُتَكَحِّلًا مُدَّهِنًا فَيَقُولُ: يَقُولُ النَّاسُ: هُوَ لِمَا بِهِ، وَهُوَ أَصَحُّ النَّاسِ. فَلَمَّا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ قَالَ مُعَاوِيَةُ: [البحر الكامل] وَتَجَلُّدِي لِلشَّامِتِينَ أُرِيهِمُ ... أَنِّي لِرَيْبِ الدَّهْرِ لَا أَتَضَعْضَعُ وَإِذَا الْمَنِيَّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفَارَهَا ... أَلْفَيْتَ كُلَّ تَمِيمَةٍ لَا تَنْفَعُ قَالَ: «وَكَانَ بِهِ النَّقَّابَةُ فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ» الحديث: 70 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 71 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، وَعَنْ غَيْرِهِ، قَالُوا: لَمَّا مَاتَ مُعَاوِيَةُ أُخْرِجَتْ أَكْفَانُهُ فَوُضِعَتْ عَلَى الْمِنْبَرِ، ثُمَّ قَامَ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ الْفِهْرِيُّ خَطِيبًا، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مُعَاوِيَةَ [ص: 152] كَانَ جَدَّ الْعَرَبِ وَعَوْدَ الْعَرَبِ، وَحَدًّا قَطَعَ اللَّهُ بِهِ الْفِتْنَةَ، وَمَلَّكَهُ عَلَى الْعِبَادِ، وَسَيَّرَ جُنُودَهُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، وَبَسَطَ بِهِ الدُّنْيَا، وَكَانَ عَبْدًا مِنْ عَبِيدِ اللَّهِ دَعَاهُ اللَّهُ فَأَجَابَهُ، فَقَدْ قَضَى نَحْبَهُ، رَحْمَةُ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَهَذِهِ أَكْفَانُهُ، فَنَحْنُ مُدْرِجُوهُ فِيهَا، وَمُدْخِلُوهُ قَبْرَهُ، وَمُخَلُّوهُ وَعَمَلَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ رَحِمَهُ، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، ثُمَّ هُوَ الْهَرْجُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَمَنْ أَرَادَ حُضُورَهُ بَعْدَ الظُّهْرِ فَلْيَحْضُرْهُ، فَإِنَّا رَائِحُونَ بِهِ. وَصَلَّى عَلَيْهِ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ الْفِهْرِيُّ. قَالَ: وَكَانَ يَزِيدُ غَائِبًا حِينَ مَاتَ بَحُوَّارِينَ، فَلَمَّا ثَقُلَ مُعَاوِيَةُ أَرْسَلَ إِلَيْهِ الضَّحَّاكُ فَقَدِمَ وَقَدْ مَاتَ مُعَاوِيَةُ وَدُفِنَ، فَلَمْ يَأْتِ مَنْزِلَهُ حَتَّى أَتَى قَبْرَهُ، فَصَلَّى عَلَيْهِ وَدَعَا لَهُ ثُمَّ أَتَى مَنْزِلَهُ فَقَالَ: [البحر البسيط] جَاءَ الْبَرِيدُ بِقِرْطَاسٍ يَخُبُّ بِهِ فَأَوْجَسَ الْقَلْبُ مِنْ قِرْطَاسِهِ فَزِعَا قُلْنَا لَكَ الْوَيْلُ مَاذَا فِي صَحِيفَتِكُمْ قَالَ: الْخَلِيفَةُ أَمْسَى مُثْبَتًا وَجِعَا فَمَادَتِ الْأَرْضُ أَوْ كَادَتْ تَمِيدُ بِنَا كَأَنَّ أَغْبَرَ مِنْ أَرْكَانِهَا انْقَطَعَا [ص: 153] لَمَّا انْتَهَيْنَا وَبَابُ الدَّارِ مُنْصَفِقٌ لِصَوْتِ رَمْلَةَ رِيعَ الْقَلْبُ فَانْصَدَعَا مَنْ لَا تَزَلْ نَفْسُهُ تُوفِي عَلَى شَرَفٍ تُوشِكْ مَقَادِيرُ تِلْكَ النَّفْسِ أَنْ تَقَعَا أَوْدَى ابْنُ هِنْدٍ وَأَوْدَى الْمَجْدُ يَتْبَعُهُ كَانَا يَكُونَا جَمِيعًا قَاطِنِينَ مَعَا أَغَرُّ أَبْلَجُ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِهِ لَوْ قَارَعَ النَّاسَ عَنْ أَحْلَامِهِمْ قَرَعَا وَمَا أُبَالِي إِذَا أَدْرَكْتُ مُهْجَتَهُ مَنْ مَاتَ مِنْهُنَّ بِالْبَيْدَاءِ أَوْ ظَلَعَا ثُمَّ خَطَبَ يَزِيدُ النَّاسَ فَقَالَ: إِنَّ مُعَاوِيَةَ كَانَ عَبْدًا مِنْ عَبِيدِ اللَّهِ، أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَبَضَهُ إِلَيْهِ، وَهُوَ خَيْرٌ مِمَّنْ بَعْدَهُ، وَدُونَ مَنْ فَوْقَهُ، وَلَا أُزَكِّيهِ عَلَى اللَّهِ، هُوَ أَعْلَمُ بِهِ، إِنْ عَفَا عَنْهُ فَبِرَحْمَتِهِ، وَإِنْ عَاقَبَهُ فَبِذَنْبِهِ، وَقَدْ وُلِّيتُ الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ، وَلَسْتُ آسَى عَلَى طَلَبٍ، وَلَا أَعْتَذِرُ مِنْ تَفْرِيطٍ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ شَيْئًا كَانَ. اذْكُرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفِرُوهُ. فَقَالَ أَبُو الْوَرْدَِ الْعَنْبَرِيُّ يَرْثِي مُعَاوِيَةَ: [البحر الوافر] أَلَا أَنْعِي مُعَاوِيَةَ بْنَ حَرْبٍ ... نَعَاهُ الْحِلُّ لِلشَّهْرِ الْحَرَامِ نَعَاهُ النَّاعِيَات بِكُلِّ فَجٍّ ... خَوَاضِعُ فِي الْأَزِمَّةِ كَالسِّهَامِ فَهَاتِيكَ النُّجُومُ وَهُنَّ خُرْسٌ ... يَنُحْنَ عَلَى مُعَاوِيَةَ الشِّئَامِ وَقَالَ أَيْمَنُ بْنُ خُرَيْمٍ: [البحر الوافر] رَمَى الْحَدَثَانِ نِسْوَةَ آلِ حَرْبٍ ... بِمِقْدَارٍ سَمِدْنَ لَهُ سُمُودَا [ص: 154] فَرَدَّ شُعُورَهُنَّ السُّودَ بِيضًا ... وَرَدَّ وُجُوهَهُنَّ الْبِيضَ سُودَا فَإِنَّكَ لَوْ شَهِدْتَ بُكَاءَ هِنْدٍ ... وَرَمْلَةَ إِذْ يُصَفِّعْنَ الْخُدُودَا بَكَيْتَ بُكَاءَ مُعْوِلَةٍ قَرِيحٍ ... أَصَابَ الدَّهْرُ وَاحِدَهَا الْفَقِيدَا الحديث: 71 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 72 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ دِينَارِ السَّعْدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «تُوُفِّيَ مُعَاوِيَةُ لَيْلَةَ الْخَمِيسِ لِلنِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ سِتِّينَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً» الحديث: 72 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 73 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ قَالَ: دَخَلَ عَلِيُّ بْن [ص: 155] ُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فِي يَوْمٍ بَارِدٍ وَبَيْنَ يَدَيْهِ وَقُودٌ قَدْ أُلْقِيَ عَلَيْهِ عُودٌ وَقَدْ دَخَنَ، فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: هَاهُنَا إِلَيَّ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ. فَأَجْلَسَهُ مَعَهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ: احْمَدِ اللَّهَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِيمَا أَنْتَ فِيهِ مِنَ الْإِدْفَاءِ، وَالنَّاسُ فِيمَا هُمْ فِيهِ مِنْ شِدَّةِ الْبَرْدِ. فَقَالَ: " يَا أَبَا مُحَمَّدٍ: أَبْعَدَ ابْنِ هِنْدٍ بِالشَّامِ أَرْبَعِينَ سَنَةً أَمِيرًا وخليفةً أَمْسَى تَهْتَزُّ عَلَى قَبْرِهِ يَنْبُوتَةٌ. ثُمَّ دَعَا بِالْغَدَاءِ فَتَغَدَّيَا جَمِيعًا. قَالَ: وَكَانَتْ خِلَافَةُ مُعَاوِيَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ وَسَبْعَةً وَعِشْرِينَ يَوْمًا " الحديث: 73 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 عَتَّابُ بْنُ أَسِيدٍ بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ أَرْوَى بِنْتُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، فَوَلَدَ عَتَّابُ بْنُ أَسِيدٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَعَتَّابًا، وَأُمُّهُمَا جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ أَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 الْمُغِيرَةِ، وَأَسْلَمَ عَتَّابُ بْنُ أَسِيدٍ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَغَدَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى حُنَيْنٍ يَوْمَ السَّبْتِ لَسْتِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى مَكَّةَ عَتَّابَ بْنَ أَسِيدٍ يُصَلِّي بِهِمْ، وَخَلَّفَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ وَأَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ يُعَلِّمَانِ النَّاسَ السُّنَنَ وَالتَّفَقُّهَ فِي الدِّينِ، وَقَالَ لِعَتَّابٍ: «أَتَدْرِي عَلَى مَا اسْتَعْمَلْتُكَ؟» . قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «اسْتَعْمَلْتُكَ عَلَى أَهْلِ اللَّهِ» . فَأَقَامَ عَتَّابٌ لِلنَّاسِ الْحَجَّ تِلْكَ السَّنَةِ، [ص: 158] وَهِيَ سَنَةُ ثَمَانٍ، بِغَيْرِ تَأْمِيرٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهُ عَلَى الْحَجِّ، وَلَكِنَّهُ كَانَ أَمِيرَ مَكَّةَ، وَحَجَّ نَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ عَلَى مُدَّتِهِمْ. وَقَدْ سَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى الْحَجِّ تِلْكَ السَّنَةَ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 74 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فِي خِلَافَتِهِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ قَالَا: «قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَتَّابُ بْنُ أَسِيدٍ عَامِلُهُ عَلَى مَكَّةَ، كَانَ وَلَّاهُ يَوْمَ الْفَتْحِ، فَلَمْ يَزَلْ عَلَيْهَا حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» الحديث: 74 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 75 - قَالَ: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ الشَّيْبَانِيُّ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ، عَنْ مَوْلًى لَهُمْ أُرَاهُ ابْنَ كَيْسَانَ قَالَ: [ص: 160] قَالَ عَتَّابُ بْنُ أَسِيدٍ: «مَا أَصَبْتُ مُنْذُ وُلِّيتُ عَمَلِي هَذَا إِلَّا ثَوْبَيْنِ مُعَقَّدَيْنِ كَسَوْتُهُمَا مَوْلَايَ كَيْسَانَ» الحديث: 75 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 وَأَخُوهُ خَالِدُ بْنُ أُسَيْدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَأُمُّهُ أَرْوَى بِنْتُ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، فَوَلَدَ خَالِدُ بْنُ أُسَيْدٍ عَبْدَ اللَّهِ وَأَبَا عُثْمَانَ وَأُمَيَّةَ وَأُمَّ الْقَاسِمِ، وَأُمُّهُمْ رَيْطَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُزَاعِيِّ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حُطَيْطِ بْنِ جُشَمَ بْنِ ثَقِيفٍ، أَسْلَمَ خَالِدُ بْنُ أُسَيْدٍ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَلَهُ بَقِيَّةٌ وَعَقِبٌ بِمَكَّةَ وَالْبَصْرَةِ، وَكَانَ فِي خَالِدٍ [ص: 162] تِيهٌ شَدِيدٌ، فَلَمَّا أَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ نَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ زِدْهُ تِيهًا» قَالَ: فَإِنَّ ذَلِكَ لَفِي وَلَدِهِ إِلَى الْيَوْمِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ رُقَيَّةَ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَخْزُومٍ، فَوَلَدَ الْحَكَمُ عُثْمَانَ الْأَكْبَرَ وَالْحَارِثَ وَمَرْوَانَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَصَالِحًا وَأُمَّ الْبَنِينَ وَزَيْنَبَ الْكُبْرَى، وَأُمُّهُمْ أُمُّ عُثْمَانَ وَهِيَ أُمَيَّةُ بِنْتُ عَلْقَمَةَ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُحَرِّثِ بْنِ خَمَلِ بْنِ شِقِّ بْنِ رَقَبَةَ بْنِ مُخَدَّجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ وَعُثْمَانَ الْأَصْغَرَ، وَأَبَانَ، وَيَحْيَى، وَحَبِيبًا، وَعَمْرًا دَرَجَ، وَأُمّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 َ يَحْيَى، وَزَيْنَبَ الصُّغْرَى، وَأُمَّ شَيْبَةَ، وَأُمَّ عُثْمَانَ، وَأُمُّهُمْ مُلَيْكَةُ بِنْتُ أَوَفَى بْنِ خَارِجَةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ نَشْبَةَ بْنِ غَيْظِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ سَعْدِ بْنِ ذُبْيَانَ وَعَمْرًا وَأَوْسًا وَالنُّعْمَانَ دَرَجُوا، وَأُمَّ أَبَانٍ وَأُمَامَةَ وَأُمَّ عَمْرٍو، وَأُمُّهُمْ أُمُّ النُّعْمَانِ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ أَنَسِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ عَمْرِو بْنِ وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ يَسَارِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حُطَيْطِ بْنِ جُشَمَ بْنِ قَسِّيٍّ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ قُتِلَ مَعَ حُبَيْشِ بْنِ دُلَجَةَ وَكَانَ مَعَهُ يَوْمَئِذٍ، وَالْحَارِثَ الْأَصْغَرَ، وَالْحَكَمَ دَرَجَ، وَعَبْدَ اللَّهِ دَرَجَ، وَأُمَّ الْحَكَمِ، وَأُمُّهُمُ ابْنَةُ مُنَبِّهِ بْنِ شُبَيْلِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ عَتَّابِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبٍ مِنْ ثَقِيفٍ وَيُوسُفَ دَرَجَ، وَأُمُّهُ النُّعَيْتَةُ بِنْتُ أَبِي هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَخَالِدًا، وَأَمَةَ الرَّحْمَنِ، وَأُمَّ مُسْلِمٍ لِأُمِّ وَلَدٍ. وَأَسْلَمَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَمَاتَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَلَمْ يَزَلْ بِمَكَّةَ حَتَّى كَانَتْ خِلَافَةُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ الْمَدِينَةَ [ص: 166] فَمَاتَ بِهَا، وَهُوَ أَبُو مَرْوَانَ بْنُ الْحَكَمِ، وَعَمُّ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ أَرْوَى بِنْتُ كَرِيزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَاسْمُ أَبِي مُعَيْطٍ أَبَانُ، وَأُمُّهُ آمِنَةُ بِنْتُ أَبَانِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 وَأُمُّ عُقْبَةَ سَالِمَةُ بِنْتُ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْأَوْقَصِ مِنْ بَنِي سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ. وَقُتِلَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ يَوْمَ بَدْرٍ صَبْرًا. فَوَلَدَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ عُثْمَانَ، وَهُوَ أَكْبَرُ وَلَدِهِ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ وَعَمْرًا وَخَالِدًا وَأُمُّهُمَا أَرْوَى بِنْتُ أَبِي عَقِيلِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُعَتِّبٍ الثَّقَفِيِّ. وَعُثْمَانَ الْأَصْغَرَ، وَأُمُّهُ بِنْتُ عَاصِمِ بْنِ خَلِيفَةَ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ صَبَاحِ بْنِ طَرِيفِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ أَدٍّ وَأَبَانَ لِأُمِّ وَلَدٍ. وَعَاصِمًا، وَمُحَمَّدًا، وَأُمَّ عَوْنٍ، وَأُمَّ كُلْثُومٍ، وَأُمَّ الْوَلِيدِ وَأُمُّهُمْ سَبِيَّةٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ. وَيَعْلَى، وَعَمْرًا، وَخَالِدًا الْأَصْغَرَ دَرَجَ، وَالْحَارِثَ الدَّعِيَّ الشَّاعِرَ، لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى، وَسَالِمَةَ وَأُمُّهَا مِنْ آلِ كِسْرَى. وَكَانَ الْوَلِيدُ يُكَنَّى أَبَا وَهْبٍ، وَأَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ، وَكَانُوا قَدْ أَسْلَمُوا وَبَنَوُا الْمَسَاجِدَ بِسَاحَاتِهِمْ، فَلَمَّا سَمِعُوا بِهِ خَرَجَ مِنْهُمْ عِشْرُونَ رَاكِبًا يَتَلَقَّوْنَهُ فَرَحًا بِهِ، فَلَمَّا رَآهُمْ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ لَمَّا رَأَوْهُ لَقُوهُ بِالسِّلَاحِ وَمَنَعُوا الصَّدَقَةَ، فَهَمَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِمْ بَعْثًا، وَبَلَغَهُمْ ذَلِكَ فَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: سَلْهُ هَلْ نَاطَقَنَا أَوْ كَلَّمَنَا حَتَّى رَجَعَ؟ وَنَحْنُ قَوْمٌ مُؤْمِنُونَ. وَنَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُكَلِّمُهُمْ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: 6] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ. وَوَلَّاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ صَدَقَاتِ بَنِي تَغْلِبَ، وَوَلَّاهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ الْكُوفَةَ بَعْدَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، ثُمَّ عَزَلَهُ عَنْهَا، فَلَمْ يَزَلْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 بِالْمَدِينَةِ حَتَّى بُويِعَ عَلِيٌّ فَخَرَجَ إِلَى الرَّقَّةِ فَنَزَلَهَا، وَاعْتَزَلَ عَلِيًّا وَمُعَاوِيَةَ فَلَمْ يَكُنْ مَعَ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَتَّى مَاتَ بِالرَّقَّةِ، وَقَبْرُهُ بِعَيْنِ الرُّومِيَّةِ عَلَى خَمْسَةِ عَشَرَ مِيلًا مِنَ الرَّقَّةِ، وَكَانَتْ ضَيْعَةٌ لَهُ فَمَاتَ بِهَا، وَوَلَدُهُ بِالرَّقَّةِ إِلَى الْيَوْمِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 76 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا أَشْرَفَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ [ص: 171] عَلَى الرَّقَّةِ فَرَأَى طِيبَهَا فَقَالَ: «فِيكِ وَاللَّهِ الْمَمَاتُ، وَمِنْكِ الْمَحْشَرُ. فَمَاتَ بِهَا، وَقَبْرُهُ عَلَى الْبَلِيخِ» الحديث: 76 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 عُمَارَةُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، وَأُمُّهُ أَرْوَى بِنْتُ كَرِيزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَأُمُّهَا الْبَيْضَاءُ وَهِيَ أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ. فَوَلَدَ عُمَارَةُ مُحَمَّدًا وَبِهِ كَانَ يُكَنَّى وَهُوَ بِكْرَهُ، وَأُمُّهُ تَمْلِكُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ شَقِيٍّ مِنْ حَضْرَمَوْتَ، وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ. وَعُثْمَانَ بْنَ عُمَارَةَ، وَأُمَّ نَافِعٍ، وَأُمُّهُمَا مَرِيجٌ بِنْتُ هَانِئِ بْنِ قَبِيصَةَ بْنِ هَانِئِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ ذُهْلِ بْنِ شَيْبَانَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَارَةَ، وَأُمَّ أَيُّوبَ، وَأُمَّ الْوَلِيدِ، وَأُمُّهُمْ أَسْمَاءُ بِنْتُ وَائِلِ بْنِ حُجْرِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقِ بْنِ وَائِلِ بْنِ ضَمْعَجِ بْنِ وَائِلِ بْنِ رَبِيعَةَ الْحَضْرَمِيِّ. وَأَبَانَ بْنَ عُمَارَةَ، وَمُعَاوِيَةَ دَرَجَ، وَالْوَلِيدَ الْأَكْبَرَ، وَأُمُّهُمْ أَمَةُ بِنْتُ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْحَضْرَمِيِّ. وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَارَةَ لِأُمِّ وَلَدٍ. وَمُدْرِكَ بْنَ عُمَارَةَ، وَلَاحِقَ دَرَجَ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ الْقَعْقَاعِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نَجَبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ الْفَزَارِيِّ. وَعُمَرَ بْنَ عُمَارَةَ وَعَمْرًا وَنَافِعًا لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ. وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عُمَارَةَ، وَأُمُّهُ تَمِيمَةُ بِنْتُ بُسْرِ بْنِ رِئَابٍ الْأَسَدِيِّ. وَعِيسَى بْنَ عُمَارَةَ وَالْوَلِيدَ الْأَصْغَرَ وَأُمَّ كُلْثُومٍ وَأُمَّ جَمِيلٍ لِأُمِّ وَلَدٍ. وَأَسْلَمَ عُمَارَةُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَنَزَلَ الْكُوفَةَ، وَوَلَدُهُ بِهَا. مِنْ وَلَدِهِ مُدْرِكُ بْنُ عُمَارَةَ رَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 خَالِدُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَأُمُّهُ أَرْوَى بِنْتُ كَرِيزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ. فَوَلَدَ خَالِدُ بْنُ عُقْبَةَ مُصْعَبًا لِأُمِّ وَلَدٍ. وَمُحَمَّدًا لِأُمِّ وَلَدٍ. وَإِسْمَاعِيلَ قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ، وَعُمَارَةَ وَسَعِيدًا وَأُمُّهُمْ زَيْنَبُ بِنْتُ عَبَّادٍ مِنْ يَهْرَا. وَالْفُضَيْلَ وَالْأَحْوَصَ وَيَعْقُوبَ، وَأُمَّ عُثْمَانَ وَأُمَّ كُلْثُومٍ، وَأُمُّهُمْ حُكَيْمَةُ بِنْتُ ضَبِيسِ بْنِ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ يَسَارِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حُطَيْطٍ مِنْ ثَقِيفٍ وَيَحْيَى بْنَ خَالِدٍ، وَأُمُّهُ بِنْتُ ذِي الْبَرْدَيْنِ الْهِلَالِيِّ. وَعِيسَى بْنَ خَالِدٍ، وَأُمُّهُ بِنْتُ حَسَّانَ بْنِ شَرِيكِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جُوَيَّةَ الْفَزَارِيِّ. وَأُجَيْحَ بْنَ خَالِدٍ وَمَرْيَمَ، وَأُمُّهُمَا تُمَاضِرُ بِنْتُ الْأَصْبَغِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حِصْنٍ الْكَلْبِيِّ، وَأَخُوهَا لِأُمِّهَمَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ، وَأُمَّ يَحْيَى بِنْتَ خَالِدٍ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 وَأَسْلَمَ خَالِدُ بْنُ عُقْبَةَ يَوْمِ فَتْحِ مَكَّةَ. وَكَانَ مِنْ سَرَوَاتِهِمْ وَخِيَارِهِمْ، وَهُوَ الَّذِي شَهِدَ جَنَازَةَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ بِنْتُ أَبِي الْقُرْعَةِ وَهُوَ حَارِثَةُ بْنُ قَيْسِ بْنِ أَعْيَا بْنِ مَالِكِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ فِرَاسِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ، فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ عَبْدَ اللَّهِ وَعُبَيْدَ اللَّهِ وَعُثْمَانَ وَمُحَمَّدًا وَعَبْدَ الْمَلِكِ وَشُعَيْبًا، وَأُمُّهُمْ هِنْدُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 77 - قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا نَاصِحُ بْنُ الْعَلَاءِ الْقُرَشِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ كَانَ يُكَنَّى أَبَا سَعِيدٍ «وَقَدْ رَآهُ عَمَّارٌ وَسَمِعَ مِنْهُ وَأَسْلَمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، [ص: 178] وَقَدْ رَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» الحديث: 77 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 عَامِرُ بْنُ كَرِيزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ الْبَيْضَاءُ وَهِيَ أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. فَوَلَدَ عَامِرُ بْنُ كَرِيزٍ عَبْدَ اللَّهِ، وَأُمَّ رَافِعٍ، وَأُمُّهُمَا دَجَاجَةُ بِنْتُ أَسْمَاءَ بْنِ الصَّلْبِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ حَرَامِ بْنِ سِمَاكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ بَهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَأَبَا الصُّهْبَاءِ بْنِ عَامِرٍ لِأُمِّ وَلَدٍ. وَأَسْلَمَ عَامِرُ بْنُ كَرِيزٍ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَبَقِيَ إِلَى خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، وَقَدِمَ عَلَى ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْبَصْرَةَ وَهُوَ وَالِيهَا لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَعَقِبُ عَامِرٍ بِالْبَصْرَةِ وَبِالشَّامِ كَثِيرٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 أَبُو هَاشِمِ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ خَنَاسُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ الْمُضَرِّبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُجَيْرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لَوِيٍّ، وَأَخَوَاهُ لِأُمِّهِ مُصْعَبٌ وَأَبُو عَزِيزٍ ابْنَا عُمَيْرِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ. فَوَلَدَ أَبُو هَاشِمِ بْنُ عُتْبَةَ عَبْدَ اللَّهِ، وَأُمُّهُ بِنْتُ شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ. وَسَالِمًا لِأُمِّ وَلَدٍ. وَالنُّعْمَانَ وَرَبِيعَةَ، وَأُمَّ هَاشِمٍ، وَهِيَ حَبَّةُ، وَلَدَتْ لِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ [ص: 181] بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَأُمُّهُمْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الشَّنَبَّقِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ قَمِيرِ بْنِ رَابِيَةَ مِنْ خَثْعَمٍ. وَعَاتِكَةَ وَأُخْتًا لَهَا، وَأُمُّهُمَا مِنْ بَنِي ذَكْوَانَ. وَأَسْلَمَ أَبُو هَاشِمٍ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَخَرَجَ إِلَى الشَّامِ فَنَزَلَهَا إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 78 - قَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ دِهْقَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي خَالِدٌ سَبَلَانُ عَنْ كُهَيْلِ بْنِ حَرْمَلَةَ النَّمَرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ أَقْبَلَ [ص: 182] حَتَّى نَزَلَ بِدِمَشْقَ عَلَى أَبِي كُلْثُومٍ الدَّوْسِيِّ، فَتَذَاكَرُوا الصَّلَاةَ الْوُسْطَى فَقَالَ: اخْتَلَفْنَا كَمَا اخْتَلَفْتُمْ وَنَحْنُ بِفِنَاءِ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِينَا الرَّجُلُ الصَّالِحُ أَبُو هَاشِمِ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ فَقَالَ: أَنَا أَعْلَمُ لَكُمْ ذَلِكَ. فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ جَرِيئًا عَلَيْهِ، فَاسْتَأْذَنَ فَدَخَلَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا فَأَخْبَرَنَا أَنَّهَا صَلَاةُ الْعَصْرِ " الحديث: 78 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 وَمِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 قَيْسُ بْنُ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبْعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُنَادَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَنَزَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نِزَارٍ. وَكَانَ لِقَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ مِنَ الْوَلَدِ: عَبْدُ اللَّهِ، وَمُحَمَّدٌ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ، وَجَمَالُ، امْرَأَةٌ، وَأُمُّ سَلَمَةَ، وَحُمَيْدَةُ وَأُمُّهُمْ دُرَّةُ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ، وَأَمَةُ اللَّهِ بِنْتُ قَيْسٍ، وَأُمُّهَا أُمُّ الْحَكَمِ، وَاسْمُهَا: وَحَرَةُ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعِ [ص: 184] بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ. وَأَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَيْسَ بْنَ مَخْرَمَةَ بِخَيْبَرَ خَمْسِينَ وَسْقًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 الصَّلْتُ بْنُ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ هُبَيْرَةُ بِنْتُ مَعْمَرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرٍ مِنْ بَنِي بَيَاضَةَ. وَكَانَ لِلصَّلْتِ بْنِ مَخْرَمَةَ مِنَ الْوَلَدِ: جُهَيْمُ بْنُ الصَّلْتِ وَهُوَ الَّذِي رَأَى الرُّؤْيَا يَوْمَ بَدْرٍ، وَحَكِيمٌ، وَعَمْرٌو، وَعَاتِكَةُ، وَأُمُّهُمْ فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ شُرَحْبِيلَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ، وَكَمِيمُ بْنُ الصَّلْتِ وَأُمُّهُ رُهَيْمَةُ لَمْ تُنْسَبْ لَنَا. وَأَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلْتَ بْنَ مَخْرَمَةَ مَعَ ابْنَيْهِ بِخَيْبَرَ مِائَةَ وَسْقٍ، لِلصَّلْتِ مِنْهَا أَرْبَعُونَ وَسْقًا. وَأَسْلَمَ الصَّلْتُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ دُرَّةُ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعٍ، أَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 79 - قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانِ الْكُوفِيُّ الْوَرَّاقُ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ قَالَ: قُلْتُ: [ص: 187] لَأَرْمُقَنَّ صَلَاةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: " فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ حَتَّى صَلَّى ثَلَاثَ [ص: 188] عَشْرَةَ بِوَاحِدَةٍ أَوْتَرَ بِهَا. قَالَ: كُلُّ اثْنَتَيْنِ صَلَّاهُمَا أَقْصَرَ مِنَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، صَنَعَ ذَلِكَ حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ، وَاضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ " الحديث: 79 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 جُهَيْمُ بْنُ الصَّلْتِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ سُكَيْنَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ مُعْرِضِ بْنِ جُشَمَ بْنِ وَدَمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ. أَسْلَمَ بَعْدَ الْفَتْحِ، وَلَا أَعْلَمُ لَهُ رِوَايَةً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 مَخْرَمَةُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، أَطْعَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ أَرْبَعِينَ وَسْقًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 رُكَانَةُ بْنُ عَبْدِ يَزِيدَ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ الْعَجِلَةُ بِنْتُ الْعَجْلَانِ بْنِ الْبَيَّاعِ مِنْ بَنِي لَيْثٍ. فَوَلَدَ رُكَانَةُ يَزِيدَ، وَمَعْبَدًا، وَشَدَّادًا، وَنَافِعًا، وَأُمَّ كُلْثُومٍ، وَزَيْنَبَ، وَأُمُّهُمْ قُرَيْبَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَجْلَانَ بْنِ الْبَيَّاعِ. وَالْفَضْلَ وَعَلِيًّا وَخَالِدًا لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى. وَرُكَانَةُ الَّذِي صَارَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَرَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. [ص: 191] وَأَسْلَمَ فِي الْفَتْحِ، وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَنَزَلَهَا إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَوَلَدُهُ بِالْمَدِينَةِ، وَمَنَازِلُهُمْ فِي دَارِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِالْبَقِيعِ. وَأَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُكَانَةَ حِينَ أَسْلَمَ بِخَيْبَرَ خَمْسِينَ وَسْقًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 عُجَيْرُ بْنُ عَبْدِ يَزِيدَ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَأُمُّهُ الْعَجِلَةُ بِنْتُ الْعَجْلَانِ بْنِ الْبَيَّاعِ مِنْ بَنِي لَيْثٍ. وَكَانَ لِعُجَيْرٍ مِنَ الْوَلَدِ: نَافِعٌ، وَأَزْهَرُ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَزَيْنَبُ، وَأُمُّ كُلْثُومٍ، وَأُمُّ أَسْعَدَ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ زَاهِرٍ، وَاسْمُهَا زَيْنَبُ بِنْتُ عُوَيْمِرِ بْنِ مَخْلَدَةَ بْنِ سَعِيدَةَ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ جَعْثَمَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَلِيحٍ مِنْ خُزَاعَةَ. وَأَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُجَيْرًا بِخَيْبَرَ ثَلَاثِينَ وَسْقًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 أَبُو نَبْقَةَ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلْقَمَةَ بْنِ الْحَارِثِ وَهُوَ غَبْشَانُ بْنُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ بُوَيِّ بْنِ مَلْكَانَ بْنِ أَفْصَى مِنْ خُزَاعَةَ. وَكَانَ لِأَبِي نَبْقَةَ مِنَ الْوَلَدِ: الْعَلَاءُ وَهُذَيْمٌ قُتِلَا يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدَيْنِ وَلَا عَقِبَ لَهُمَا، وَالصَّعْبَةُ وَأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ، وَأُمُّهُمْ حَيَّةُ وَهِيَ أُمُّ هُذَيْمٍ بِنْتُ عَبْدِ يَزِيدَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ، وَأُمُّهَا الْعَجِلَةُ بِنْتُ الْعَجْلَانِ بْنِ الْبَيَّاعِ، وَاسْمُهُ عَبْدُ شَمْسِ بْنُ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ نَاشِبِ بْنِ غَيْرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ لَيْثٍ. وَأَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا نَبْقَةَ خَمْسِينَ وَسْقًا بِخَيْبَرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 وَمِنْ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 عَدِيُّ الْأَكْبَرُ بْنِ الْخِيَارِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ أُمُّ إِيَاسَ بِنْتُ عَبْدِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، أَوْ بِنْتُ أُمَيَّةَ الْأَصْغَرِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ، وَعَمَّاهُ مُطْعِمٌ وَطُعَيْمَةُ ابْنَا عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ. فَوَلَدَ عَدِيُّ بْنُ الْخِيَارِ عِيَاضًا، وَأُمُّهُ أُثَاثَةُ وَاسْمُهَا هِنْدُ بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ [ص: 195] شَمْسٍ، وَهِيَ خَالَةُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ. وَعَبْدَ اللَّهِ وَعُبَيْدَ اللَّهِ وَعَبْدَةَ وَعُبَيْدَةَ وَدُرَّةَ وَأَمَةَ وَمَيْمُونَةَ وَأُخْرَى، وَأُمُّهُمْ أُمُّ قِتَالٍ بِنْتُ أُسَيْدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ. وَجُبَيْرًا، وَأُمُّهُ طَيْبَةُ بِنْتُ خَطِيبِ بْنِ حَطْمٍ مِنْ حِمْيَرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ خَدِيجَةُ أَوْ أُمَامَةُ بِنْتُ عِيَاضِ بْنِ رَافِعِ بْنِ أَوْسِ بْنِ فَلْجَةَ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَلِيحٍ مِنْ خُزَاعَةَ، وَأَخُوهُ أَبُو حُسَيْنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَامِرٍ، وَأُمُّهُ أُمَامَةُ بِنْتُ خَلِيفَةَ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ مِنْ سَبْيِ الْعَرَبِ. فَوَلَدَ عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ مُحَمَّدًا وَعَبَّاسًا وَأُمَّ عِيسَى، وَأُمُّهُمْ أُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ زِرِّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ، وَيُقَالُ: [ص: 197] أُمُّهُمُ ابْنَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ مُرَّةَ، وَيُقَالُ: أُمُّهُمُ ابْنَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ. وَعِيسَى وَيَعْقُوبَ لِأَمَةٍ مُوَلَّدَةٍ اسْمُهَا بَنَانَةُ. وَأُمَّ حُمَيْدٍ وَأُمُّهَا أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ. وَأَسْلَمَ عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 80 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ الْحَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنِي صَاحِبٌ لِي وَأَنَا لِحَدِيثِ صَاحِبِي أَحْفَظُ قَالَ: تَزَوَّجْتُ أُمَّ يَحْيَى بِنْتَ أَبِي إِهَابٍ قَالَ: [ص: 198] فَدَخَلَتْ عَلَيْنَا امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ، فَزَعَمَتْ أَنَّهَا أَرْضَعَتْنَا جَمِيعًا. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَقُلْتُ: إِنَّهَا كَاذِبَةٌ، فَقَالَ: «وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا كَاذِبَةٌ وَقَدْ قَالَتْ مَا قَالَتْ، دَعْهَا عَنْكَ» الحديث: 80 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 أَبُو سِرْوَعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 حُجَيْرُ بْنُ أَبِي إِهَابٍ بْنِ عَزِيزِ بْنِ قَيْسِ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَارِمٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ حُلَفَاءِ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّ حُجَيْرِ بْنِ أَبِي إِهَابٍ أُمُّ حُجَيْرٍ بِنْتُ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَخْزُومٍ، وَأُمُّهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ مَخْرَبَةَ بِنْتِ جَنْدَلِ مِنْ أَبْيَنَ بْنِ نَهْشَلِ بْنِ دَارِمٍ أُمُّ أَبِي جَهْلٍ وَالْحَارِثِ ابْنَيْ هِشَامٍ، وَأُمُّ عَيَّاشٍ وَعَبْدِ اللَّهِ ابْنَيْ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 الْمُغِيرَةِ. وَأُمُّ أَبِي إِهَابِ بْنِ عَزِيزٍ: فَاخِتَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ. وَإِخْوَةُ أَبِي إِهَابٍ لِأُمِّهِ: عَبْدُ اللَّهِ، وَكَانَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأَبُو جَنْدَلٍ، وَعِنَبَةُ، وَأُمُّ كُلْثُومٍ بَنُو سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وَدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 أَسْلَمَ حُجَيْرُ بْنُ أَبِي إِهَابٍ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَانَ الْمُنْذِرُ بْنُ الْمُنْذِرِ أَبُو النُّعْمَانِ قَدْ بَعَثَ بِابْنٍ لَهُ إِلَى زُرَارَةَ بْنِ عُدُسٍ لِيَنْشَأَ فِيهِمْ وَيَأْخُذَ مِنْ أَلْسِتَنِهِمْ وَأَخْلَاقِ بَادِيَتِهِمْ، فَكَانَ فِيهِمْ زَمَانًا، ثُمَّ وَثَبَ عَلَى نَاقَةٍ لِسُوَيْدِ بْنِ رَبِيعَةَ فَانْتَحَرَهَا وَجَعَلَ يَأْكُلُهَا وَيَطْعَمُهَا، فَجَاءَ سُوَيْدٌ فَأُخْبِرَ بِخَبَرِ نَاقَتِهِ، فَأَقْبَلَ إِلَى ابْنِ الْمَلِكِ فَرَمَاهُ فَقَتَلَهُ، فَعَلِمَ أَنَّهُ لَا مَقَامَ لَهُ بِتِلْكَ الْبِلَادِ فَخَرَجَ هَارِبًا حَتَّى أَتَى مَكَّةَ فَأَقَامَ بِهَا، وَحَالَفَ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَوَلَدَ بِمَكَّةَ أَوْلَادًا تَزَوَّجُوا فِي قُرَيْشٍ وَزَوَّجُوهُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 يَعْلَى بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ، وَأُمُّهُ مُنْيَةُ بِنْتُ جَابِرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ تسبب بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَازِنِ بْنِ مَنْصُورٍ، وَهِيَ عَمَّةُ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ بْن [ص: 203] ِ جَابِرٍ، وَعُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ وَيَعْلَى بْنُ أُمَيَّةَ حُلَفَاءُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَبَنُو زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَنْظَلَةَ مِنْ بَنِي الْعَدَوِيَّةِ بِهَا يَعْرِفُونَ، وَهِيَ الْحَرَامُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ بْنِ تَمِيمِ بْنِ الدُّوَلِ بْنِ جَلِّ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ، وَهِيَ أُمُّ زَيْدِ بْنِ مَالِكٍ. وَأَسْلَمَ يَعْلَى بْنُ أُمَيَّةَ وَأَبُوهُ وَأَخُوهُ وَأُخْتُهُ نَفِيسَةُ بِنْتُ مُنْيَةَ عَامَ الْفَتْحِ. وَشَهِدَ يَعْلَى الطَّائِفَ وَحُنَيْنٍ وَتَبُوكَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَوَى عَنْهُ [ص: 204] أَحَادِيثَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 81 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُغِيثٍ قَالَ: «كَانَ يَعْلَى بْنُ مُنْيَةَ التَّمِيمِيُّ حَلِيفَ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَكَانَ عَامِلًا لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عَلَى الْجُنْدِ، [ص: 205] فَوَافَى يَعْلَى بْنُ أُمَيَّةَ التَّمِيمِيُّ الْحَجَّ ذَلِكَ الْعَامَ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ» الحديث: 81 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 82 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِي عُمَرَ، وَذَكْوَانَ قَالَ: " أَوَّلُ مَنْ جَاءَ أَهْلَ مَكَّةَ بِقَتْلِ عُثْمَانَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ يُقَالُ لَهُ الْأَخْضَرُ، قَدِمَ مَكَّةَ فَقَالَ: إِنَّ عُثْمَانَ قَتَلَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا مِنَ الْقُرَّاءِ. وَكَتَمَهُمْ قَتْلَ عُثْمَانَ مَخَافَةً عَلَى مَالٍ لَهُ كَانَ دَيْنًا عَلَى النَّاسِ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لَا آجَدُ لِهَذَا الطَّاغِيَةِ. فَقُلْتُ: احْفَظِي لِسَانَكِ لَعَلَّ هَذَا بَاطِلٌ، فَلَمَّا اقْتَضَى الْأَخْضَرُ دَيْنَهُ خَرَجَ وَخَرَجَ مَعَهُ يَعْلَى بْنُ مُنْيَةَ، حَتَّى إِذَا كَانَا بِالْبَطْحَاءِ أَخْبَرَهُ بِقَتْلِ عُثْمَانَ، فَرَجَعَ يَعْلَى فَأَخْبَرَ أَهْلَ مَكَّةَ، وَصَارَ الْأَخْضَرُ مَثَلًا بِمَكَّةَ، أَنْتَ أَكْذَبُ مِنَ الْأَخْضَرِ، فَلَمْ يُدْرَكْ وَلَمْ يُدْرَ مَنْ هُوَ حَتَّى السَّاعَةَ، وَرَأَوْا أَنَّهُ شَيْطَانٌ " الحديث: 82 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 83 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: " جَاءَ يَعْلَى بْنُ أُمَيَّةَ إِلَى عَائِشَةَ فَقَالَ: قَدْ قُتِلَ خَلِيفَتُكِ الَّذِي كُنْتِ تُحَرِّضِينَ عَلَى قَتْلِهِ. قَالَتْ: بَرِئْتُ إِلَى اللَّهِ مِمَّنْ قَتَلَهُ " قَالَ: الْآنَ ثُمَّ قَالَ: أَظْهِرِي الْبَرَاءَةَ مِمَّنْ قَتَلَهُ، فَخَرَجَتْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَجَعَلَتْ تَبَرَّأُ مِمَّنْ قَتَلَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الحديث: 83 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 84 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُغِيثٍ قَالَ: " لَمَّا بَلَغَ يَعْلَى بْنَ أُمَيَّةَ قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ وَمَا دَعَا إِلَيْهِ مِنْ جِهَازِ مَنْ خَرَجَ يَطْلُبُ بِدَمِ عُثْمَانَ، خَرَجَ يَعْلَى مِنْ دَارِهِ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ خَرَجَ يَطْلُبُ بِدَمِ عُثْمَانَ فَعَلَيَّ جِهَازُهُ، وَلَمَّا بَلَغَ عَلِيًّا مَا قَالَ يَعْلَى وَابْنُ أَبِي رَبِيعَةَ عَرَفَ أَنَّ عِنْدَهُمَا مَالًا مِنْ مَالِ اللَّهِ كَثِيرًا فَقَالَ: لَئِنْ ظَفِرْتُ بِابْنِ أَبِي رَبِيعَةَ وَبِيَعْلَى بْنِ مُنْيَةَ لَأَجْعَلَنَّ أَمْوَالَهُمَا فِي مَالِ اللَّهِ " الحديث: 84 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 85 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «قَدِمَ يَعْلَى بْنُ أُمَيَّةَ بِأَرْبَعِمِائَةِ أَلْف [ص: 209] ٍ فَأَنْفَقَهَا فِي جِهَازِهِمْ إِلَى الْبَصْرَةِ» الحديث: 85 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 86 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: «أَنَاخَ يَعْلَى بْنُ مُنْيَةَ بِالْحَجُونِ سَبْعِينَ بَعِيرًا يَحْمِلُ عَلَيْهَا فِي طَلَبِ دَمِ عُثْمَانَ، وَهُوَ حَمَلَ عَائِشَةَ عَلَى جَمَلِهِ عَسْكَرٍ» الحديث: 86 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 87 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُسَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ مُنْيَةَ، وَهُوَ مُشْتَمِلٌ الضَّبَعِيَّةَ يَقُولُ: " هَذِهِ عَشَرَةُ آلَافِ دِينَارٍ، وَهِيَ عَيْنُ مَالِي، أُقَوِّي بِهَا مَنْ طَلَبَ بِدَمِ عُثْمَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ. قَالَ: فَجَعَلَ يُعْطِي النَّاسَ، وَاشْتَرَى أَرْبَعمِائَةَ بَعِيرٍ فَأَنَاخَهَا بِالْبَطْحَاءِ حَمَلَ عَلَيْهَا. فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا فَقَالَ: «مِنْ أَيْنَ لَهُ عَشَرَةُ آلَافِ دِينَارٍ؟ سَرَقَ الْيَمَنَ ثُمَّ جَاءَ بِهَا، وَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرْتُ عَلَيْهِ لَآخُذَنَّ مَا أَقَرَّ بِهِ» ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجَمَلِ وَانْكَشَفَ النَّاسُ هَرَبَ يَعْلَى " الحديث: 87 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 88 - قَالَ أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُؤَدِّبِ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، [ص: 211] عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ يَعْلَى بْنِ مُنْيَةَ، أَنَّ أَبَاهُ، [ص: 212] أَخْبَرَهُ أَنْ يَعْلَى قَالَ: جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَبِي أُمَيَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ فَقُلْتُ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَايِعْ أَبِي عَلَى الْهِجْرَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَلْ أُبَايِعُهُ عَلَى الْجِهَادِ؛ فَقَدِ انْقَطَعَتِ الْهِجْرَةُ» الحديث: 88 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 وَمِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 حَكِيمُ بْنُ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ زُهَيْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 89 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُنْذِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ حِزَامٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ، مَوْلَى الزُّبَيْرِ قَالَ: سَمِعْتُ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ، يَقُولُ: «وُلِدْتُ قَبْلَ قَدُومِ أَصْحَابِ الْفِيلِ بِثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَأَنَا أَعْقِلُ حِينَ أَرَادَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ أَنْ يَذْبَحَ ابْنَهُ عَبْدَ اللَّهِ حِينَ وَقَعَ نَذْرُهُ، وَذَلِكَ قَبْلَ مَوْلِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسِ سِنِينَ» [ص: 215] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ مَعَ أَبِيهِ الْفِجَارَ، وَقُتِلَ أَبُوهُ حِزَامُ بْنُ خُوَيْلِدٍ فِي الْفِجَارِ الْآخَرِ. وَكَانَ حَكِيمٌ يُكَنَّى أَبَا خَالِدٍ، وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ: عَبْدُ اللَّهِ، وَيَحْيَى، وَخَالِدٌ، وَهِشَامٌ، وَأُمُّ شَيْبَةَ، وَأُمُّهُمْ زَيْنَبُ بِنْتُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وَيُقَالُ بَلْ أُمُّ هِشَامِ بْنِ حَكِيمٍ مُلَيْكَةُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ سَعْدٍ، مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، وَقَدْ أَدْرَكَ وَلَدُ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ [ص: 216] كُلُّهُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَسْلَمُوا يَوْمَ الْفَتْحِ، وَصَحِبُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحديث: 89 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 90 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: " كَانَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ رَجُلًا تَاجِرًا لَا يَدَعُ سُوقًا بِمَكَّةَ وَلَا تِهَامَةَ إِلَّا حَضَرَهَا، وَكَانَ يَقُولُ: كَانَ بِتِهَامَةَ أَسْوَاقٌ، أَعْظَمُهَا سُوقُ حُبَاشَةَ، وَهِيَ عَلَى ثَمَانِي مَرَاحِلَ مِنْ مَكَّةَ طَرِيقُ الْجَنَدِ، فَكُنْتُ أَحْضُرُهَا، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَضَرَهَا، فَاشْتَرَيْتُ بِهَا بَزًّا، فَقَدِمْتُ بِهِ مَكَّةَ، فَذَاكَ حِينَ أَرْسَلَتْ خَدِيجَةُ إِلَى [ص: 217] رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَدْعُوهُ إِلَى أَنْ يَخْرُجَ لَهَا إِلَى سُوقِ حُبَاشَةَ، وَبَعَثَتْ مَعَهُ غُلَامَهَا مَيْسَرَةَ، فَخَرَجَا، فَابْتَاعَا بَزًّا مِنْ بَزِّ الْجَنَدِ وَغَيْرَهُ وَمِمَّا فِيهَا مِنَ التِّجَارَةِ، فَرَجَعَا بِهِ إِلَى مَكَّةَ فَرَبِحَا فِيهَا رِبْحًا حَسَنًا، وَكَانَتْ سُوقٌ تَقُومُ كُلَّ سَنَةٍ فِي رَجَبٍ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ " الحديث: 90 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 91 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَحْمُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَغَيْرِهِ قَالُوا: بَكَى حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ يَوْمًا، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَةِ؟ قَالَ: خِصَالٌ كُلُّهَا أَبْكَانِي، أَمَّا أَوَّلُهَا: فَبُطْءُ إِسْلَامِي حَتَّى سُبِقْتُ فِي مَوَاطِنَ كُلُّهَا صَالِحَةٌ، وَنَجَوْتُ يَوْمَ بَدْرٍ وَيَوْمَ أُحُدٍ، فَقُلْتُ: لَا أَخْرُجُ أَبَدًا مِنْ مَكَّةَ، وَلَا أَوْضَعُ مَعَ قُرَيْشٍ [ص: 218] مَا بَقِيتُ، فَأَقَمْتُ بِمَكَّةَ، وَيَأْبَى اللَّهُ أَنْ يْشَرَحَ قَلْبِي بِالْإِسْلَامِ، وَذَلِكَ أَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَقَايَا مِنْ قُرَيْشٍ لَهُمْ أَسْنَانٌ، مُتَمَسِّكِينَ بِمَا هُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَقْتَدِي بِهِمْ، وَيَا لَيْتَ أَنِّي لَمْ أَقْتَدِ بِهِمْ، فَمَا أَهْلَكَنَا إِلَّا الِاقْتِدَاءُ بِآبَائِنَا وَكُبَرَائِنَا، فَلَمَّا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ جَعَلْتُ أُفَكِّرُ، وَأَتَانِي أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، فَقَالَ: أَبَا خَالِدٍ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَى أَنْ يَأْتِيَنَا مُحَمَّدٌ فِي جُمُوعِ يَثْرِبَ، فَهَلْ أَنْتَ تَابِعِي إِلَى سَرِفَ نَسْتَرْوِحُ الْخَبَرَ؟، قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَخَرَجْنَا نَتَحَدَّثُ وَنَحْنُ مُشَاةٌ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ إِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّهْمِ مِنَ النَّاسِ، فَلَقِيَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَبَا سُفْيَانَ فَذَهَبَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَجَعْتُ إِلَى مَكَّةَ فَدَخَلْتُ بَيْتِي فَأَغْلَقْتُهُ عَلَيَّ، وَطَوَيْتُ مَا رَأَيْتُ، وَقُلْتُ: لَا أُخْبِرُ قُرَيْشًا بِذَلِكَ، وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ فَأَمَّنَ النَّاسَ، فَجِئْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ بِالْبَطْحَاءِ فَأَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُهُ وَشَهِدْتُ أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ حَقٌّ، وَخَرَجْتُ مَعَهُ إِلَى حُنَيْنٍ فَأَعْطَى رِجَالًا مِنَ الْغَنَائِمِ أَمْوَالًا، وَسَأَلْتُهُ يَوْمَئِذٍ فَأَلْحَفْتُ الْمَسْأَلَةَ " الحديث: 91 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 92 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ [ص: 219] ابْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحُنَيْنٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ فَأَعْطَانِيهَا، ثُمَّ سَأَلْتُهُ مِائَةً فَأَعْطَانِيهَا، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا حَكِيمُ، إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، وَكَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ» . قَالَ: فَكَانَ حَكِيمٌ يَقُولُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَرْزَأُ أَحَدًا بَعْدَكَ شَيْئًا حَتَّى أُفَارِقَ الدُّنْيَا. فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ يَدْعُو حَكِيمًا لِيُعْطِيَهُ فَيَأْبَى يَقْبَلُ مِنْهُ شَيْئًا، وَكَانَ عُمَرُ يَدْعُو حَكِيمًا إِلَى عَطَائِهِ فَيَأْبَى يَأْخُذُهُ، فَيَقُولُ عُمَرُ: أَيُّهَا النَّاسُ، أُشْهِدُكُمْ عَلَى حَكِيمٍ أَنِّي أَدْعُوهُ إِلَى عَطَائِهِ فَيَأْبَى يَأْخُذُهُ. فَلَمْ يَرْزَأْ حَكِيمٌ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ شَيْئًا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تُوُفِّيَ " الحديث: 92 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 93 - قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَالٍ، فَأَتَى رَجُلٌ فَسَأَلَهُ، فَحَثَا لَهُ، ثُمَّ قَالَ: «أَزِيدُكَ؟» . فَقَالَ: نَعَمْ. فَحَثَا لَهُ، ثُمَّ قَالَ: «أَزِيدُكَ؟» . فَقَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَحَثَا لَهُ. ثُمَّ قَالَ: «أَزِيدُكَ؟» . فَقَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَحَثَا لَهُ. ثُمَّ قَالَ: «أَبْقِ لِمَنْ بَعْدَكَ» . قَالَ: ثُمَّ أَتَاهُ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ فَأَرَادَ أَنْ يَحْثِيَ لَهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْذُهُ خَيْرٌ أَمْ تَرْكُهُ؟ قَالَ: «لَا، بَلْ تَرْكُهُ» . قَالَ: فَتَرَكَهُ، ثُمَّ قَالَ: [ص: 221] وَاللَّهِ لَا أَقْبَلُ عَطِيَّةَ أَحَدٍ بَعْدَكَ الحديث: 93 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 94 - أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ حِزَامٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، أَنَّهُ أَعَانَ بِفَرَسَيْنِ يَوْمَ حُنَيْنٍ فَأُصِيبَا، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ فَرْسَيَّ أُصِيبَا، فَعِضْنِي , فَأَعْطَاهُ، ثُمَّ اسْتَزَادَهُ فَزَادَهُ , ثُمَّ اسْتَزَادَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ، [ص: 222] إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنْ سَأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ، وَالسَّائِلُ فِيهَا كَالْآكِلِ وَلَا يَشْبَعُ» الحديث: 94 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 95 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ، أَعْتَقَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِائَةَ رَقَبَةٍ وَحَمَلَ عَلَى مِائِةِ بَعِيرٍ. قَالَ: ثُمَّ أَعْتَقَ فِي الْإِسْلَامِ مِائَةَ رَقَبَةٍ وَحَمَلَ عَلَى مِائَةِ بَعِيرٍ، ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ شَيْئًا كُنْتُ فَعَلْتُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَتَحَنَّثُ بِهِ، هَلْ لِي فِيهِ مِنْ أَجْرٍ؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَسْلَمْتَ عَلَى مَا سَلَفَ لَكَ مِنْ خَيْرٍ» الحديث: 95 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 96 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ أُمُورًا كُنْتُ أَتَحَنَّثُ بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، هَلْ لِي مِنْهَا مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَ: «أَسْلَمْتَ عَلَى مَا أَسْلَفْتَ مِنْ خَيْرٍ» . قَالَ: وَالتَّحَنُّثُ: التَّعَبُّدُ " الحديث: 96 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 97 - قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ أُمُورًا كُنْتُ أَتَحَنَّثُ بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ صَدَقَةٍ، أَوْ عَتَاقَةٍ، أَوْ صِلَةِ رَحِمٍ، أَفِيهَا أَجْرٌ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَسْلَمْتَ عَلَى مَا قَدْ أَسْلَفْتَ مِنْ خَيْرٍ» الحديث: 97 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 98 - قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا: سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ شَيْخٍ، [ص: 225] مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ بِدِينَارٍ يَبْتَاعُ لَهُ بِهِ أُضْحِيَّةً، فَمَرَّ بِهَا فَبَاعَهَا بِدِينَارَيْنِ، فَابْتَاعَ لَهُ أُضْحِيَّةً بِدِينَارٍ، فَأَتَى بِهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَصَدَّقَ بِدِينَارٍ، وَدَعَا لَهُ أَنْ يُبَارَكَ لَهُ فِي تِجَارَتِهِ " الحديث: 98 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 99 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ أَهْلِهِ، قَالُوا: قَالَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ: " كُنْتُ أُعَالِجُ الْبَزَّ وَالْبُرَّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكُنْتُ رَجُلًا تَاجِرًا أَخْرُجُ إِلَى الْيَمَنِ وَإِلَى الشَّامِ فِي الرِّحْلَتَيْنِ، فَكُنْتُ أَرْبَحُ أَرْبَاحًا كَثِيرَةً، فَإِذَا رَبِحْتُ عُدْتُ عَلَى فُقَرَاءِ قَوْمِي وَنَحْنُ لَا نَعْبُدُ شَيْئًا، أُرِيدُ بِذَلِكَ ثَرَاءَ الْأَمْوَالِ وَالْمَحَبَّةَ فِي الْعَشِيرَةِ، وَكُنْتُ أَحْضُرُ الْأَسْوَاقَ، وَكَانَتْ لَنَا ثَلَاثَةُ أَسْوَاقٍ: سُوقٌ بِعُكَاظٍ يَقُومُ صُبَيْحَ لَيْلَةِ [ص: 226] هِلَالِ ذِي الْقَعْدَةِ عِشْرِينَ يَوْمًا وَيَحْضُرُهَا الْعَرَبُ، وَبِهَا ابْتَعْتُ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ لِعَمَّتِي خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ، فَأَخَذْتُهُ بِسِتِّمِائَةِ دِرْهَمٍ، فَلَمَّا تَزَوَّجَ [ص: 227] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدِيجَةَ سَأَلَهَا زَيْدًا فَوَهَبَتْهُ لَهُ، فَأَعْتَقَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِهَا ابْتَعْتُ حُلَّةَ ذِي يَزَنَ فَكَسَوْتُهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ أَجْمَلَ وَلَا أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تِلْكَ الْحُلَّةِ. وَيُقَالُ إِنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ قَدِمَ بِالْحُلَّةِ فِي هُدْنَةِ الْحُدَيْبِيَةِ وَهُوَ يُرِيدُ الشَّامَ فِي عِيرٍ، فَأَرْسَلَ بِالْحُلَّةِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْبَلَهَا وَقَالَ: «لَا أَقْبَلُ هَدِيَّةَ مُشْرِكٍ» . قَالَ حَكِيمٌ: فَجَزِعْتُ جَزَعًا شَدِيدًا حَيْثُ رَدَّ هَدِيَّتِي، فَخَرَجْتُ فَبِعْتُهَا بِسُوقِ النَّبَطِ مِنْ أَوَّلِ سَائِمٍ سَامَنِي، وَدَسَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهَا زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ فَاشْتَرَاهَا، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْبَسُهَا بَعْدَهُ. قَالَ: وَكَانَ سُوقُ مَجَنَّةَ يَقُومُ عَشَرَةَ أَيَّامٍ حَتَّى إِذَا رَأَيْنَا هِلَالَ ذِي الْحِجَّة [ص: 228] ِ انْصَرَفْنَا إِلَى سُوقِ ذِي الْمَجَازِ فَتَقُومُ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ، وَكُلُّ هَذِهِ الْأَسْوَاقِ أَلْقَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَوَاسِمِ يَسْتَعْرِضُ الْقَبَائِلَ قَبِيلَةً قَبِيلَةً، يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ، فَلَا أَرَى أَحَدًا يَسْتَجِيبُ لَهُ، وَأُسْرَتُهُ أَشَدُّ الْقَبَائِلِ عَلَيْهِ، حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ لَهُ قَوْمًا أَرَادَ بِهِمْ كَرَامَتَهُ، هَذَا الْحَيَّ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَبَايَعُوهُ وَصَدَّقُوا بِهِ، وَآمَنُوا بِهِ، وَبَذَلُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ لَهُ، فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ دَارَ هِجْرَةٍ وَمَلْجَأً، وَسَبَقَ مَنْ سَبَقَ إِلَيْهِ، فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَكْرَمَ مُحَمَّدًا بِالنُّبُوَّةِ وَرَزَقَهُ اللَّهُ دَارَ هِجْرَةٍ. فَحَجَّ مُعَاوِيَةُ فَسَامَنِي بِدَارِي بِمَكَّةَ، فَبِعْتُهَا مِنْهُ بِأَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، فَبَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: مَا يَدْرِي هَذَا الشَّيْخُ مَا بَاعَ، لَيَرُدَّنَّ عَلَيْهِ بَيْعَهُ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا ابْتَعْتُهَا إِلَّا بَزِقٍّ مِنْ خَمْرٍ، وَلَقَدْ وَصَلْتُ الرَّحِمَ، وَحَمَلْتُ الْكَلَّ، وَأُعْطِيتُ فِي السَّبِيلِ. [ص: 229] وَكَانَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ يَشْتَرِي الظَّهْرَ وَالْأَدَاةَ وَالزَّادَ ثُمَّ لَا يَجِيئُهُ أَحَدٌ يَسْتَحْمِلُهُ فِي السَّبِيلِ إِلَّا حَمَلَهُ. قَالَ: فَبَيْنَمَا هُمْ يَوْمًا فِي الْمَسْجِدِ جُلُوسًا إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ يَطْلُبُ حِمْلَانًا يُرِيدُ الْجِهَادَ قَالَ: فَدُلَّ عَلَى حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ فَجَلَسَ إِلَيْهِ فَقَالَ: إِنِّي رَجُلٌ بَعِيدُ الشُّقَّةِ، وَقَدْ أَرَدْتُ الْجِهَادَ فَدُلِلْتُ عَلَيْكَ لِتَحْمِلَ رِجْلَيَّ وَتُعِينَنِي عَلَى ضَعْفِي. قَالَ: اجْلِسْ، فَلَمَّا أَمْكَنَتْهُ الشَّمْسُ وَارْتَفَعَتْ رَكَعَ رَكَعَاتٍ ثُمَّ انْصَرَفَ، وَأَوْمَأَ إِلَى الْيَمَانِيِّ. قَالَ: فَتَبِعْتُهُ فَجَعَلَ كُلَّمَا مَرَّ بِصُوفَةٍ أَوْ خِرْقَةٍ أَوْ شَمْلَةٍ نَفَضَهَا وَأَخَذَهَا، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا زَادَ الَّذِي دَلَّنِي عَلَى هَذَا أَنْ لَعِبَ بِي، أَيُّ شَيْءٍ عِنْدَ هَذَا مِنَ الْخَيْرِ بَعْدَ مَا أَرَى؟ قَالَ: فَدَخَلَ دَارَهُ فَأَلْقَى الصُّوفَةَ مَعَ الصُّوفِ، وَالْخِرْقَةَ مَعَ الْخِرَقِ، وَالشَّمْلَةَ مَعَ الشِّمَالِ، ثُمَّ قَالَ لِغُلَامٍ لَهُ: هَاتِ بَعِيرًا ذَلُولًا مُوَقَّعًا. قَالَ: فَأُتِيَ بِهِ ذَلُولًا مُوَقَّعًا سَنَتَيْنِ، ثُمَّ دَعَا بِجِهَازٍ فَشَدَّهُ عَلَى الْبَعِيرِ، ثُمَّ دَعَا بِخِطَامٍ فَخُطِمَ، ثُمَّ قَالَ: هَلُمَّ جَوَالِقَيْنِ. قَالَ: فَأُتِيَ بِجَوَالِقَيْنِ، فَأَمَرَ فَجُعِلَ فِيهِمَا دَقِيقٌ وَسَوِيقٌ وَعُكَّةٌ مِنْ زَيْتٍ، وَقَالَ انْظُرْ مِلْحًا وَجِرَابًا مِنْ تَمْرٍ. حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ شَيْءٌ مِمَّا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ مُسَافِرٌ إِلَّا هَيَّأَهُ، [ص: 230] أَعْطَانِيهِ وَكَسَانِي، ثُمَّ دَعَا بِخَمْسَةِ دَنَانِيرَ فَدَفَعَهَا إِلَيَّ فَقَالَ: هَذِهِ لِلطَّرِيقِ. قَالَ: فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ وَكَانَ هَذَا فِعْلَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ. وَكَانَ مُعَاوِيَةُ عَامَ حَجَّ مَرَّ بِهِ، وَهُوَ ابْنُ مِائَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ بِلَقُوحٍ يَشْرَبُ مِنْ لَبَنِهَا، وَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ سَأَلُهُ أَيُّ الطَّعَامِ تَأْكُلُ؟ فَقَالَ: أَمَّا مَضْغٌ فَلَا مَضَغَ فِي. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ بِاللَّقُوحِ، وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ بِصِلَةٍ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا وَقَالَ: لَمْ آخُذْ مِنْ أَحَدٍ قَطُّ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا، قَدْ دَعَانِي أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ إِلَى حَقِّي فَأَبَيْتُ أَنْ آخُذَهُ، وَذَلِكَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، مَنْ أَخَذَهَا بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهَا، وَمَنْ أَخَذَهَا بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ» . فَقُلْتُ يَوْمَئِذٍ: لَا أَرْزَأُ أَحَدًا بَعْدَكَ شَيْئًا أَبَدًا. قَالَ: وَكُنْتُ رَجُلًا مَجْدُودًا فِي التِّجَارَةِ، مَا بِعْتُ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا رَبِحْتُ فِيهِ، وَلَقَدْ كَانَتْ قُرَيْشٌ تَبْعَثُ بِالْأَمْوَالِ وَأَبْعَثُ بِمَالِي، فَرُبَّمَا دَعَانِي بَعْضُهُمْ أَنْ يُخَالِطَنِي بِنَفَقَتِهِ، يُرِيدُ بِذَلِكَ الْجَدَّ فِي مَالِي، وَذَلِكَ أَنِّي كُلَّمَا رَبِحْتُ تَحَنَّثْتُ بِهِ أَوْ بِعَامَّتِهِ؛ أُرِيدُ بِهِ ثَرَاءِ الْمَالِ وَالْمَحَبَّةَ فِي الْعَشِيرَةِ " الحديث: 99 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 100 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ [ص: 231] أَبِيهِ قَالَ: قِيلَ لِحَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ: مَا الْمَالُ يَا أَبَا خَالِدٍ؟ قَالَ: «قِلَّةُ الْعِيَالِ» الحديث: 100 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 230 101 - أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكْيَنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ: اسْقُونِي مَاءً. قَالُوا: قَدْ شَرِبْتَ الْيَوْمَ مَرَّةً قَالَ: فَلَا " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَقَدِمَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ الْمَدِينَةَ وَنَزَلَهَا وَبَنَى بِهَا دَارًا عِنْدَ بَلَاطِ الْفَاكِهَةِ عِنْدَ زُقَاقِ الصَّوَّاغِينَ، وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ فِي خِلَافَةِ [ص: 232] مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَهُوَ ابْنُ مِائَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً الحديث: 101 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 خَالِدُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. فَوَلَدَ خَالِدُ بْنُ حَكِيمٍ عَبْدَ اللَّهِ وَجُوَيْرِيَةَ وَحِكْمَةَ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ الْحَسَنِ بِنْتُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى. وَأَسْلَمَ خَالِدُ بْنُ حَكِيمٍ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَوَى عَنْهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 102 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي نَجِيحٍ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، مَرَّ بِأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ [ص: 234] الْجَرَّاحِ وَهُوَ يُعَذِّبُ نَاسًا فِي الْجِزْيَةِ فِي الشَّمْسِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا» . فَقَالَ: «اذْهَبْ فَخَلِّ سَبِيلَهُمْ» الحديث: 102 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 هِشَامُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدٍ، وَيُقَالُ: بَلْ أُمُّهُ مُلَيْكَةُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ سَعْدٍ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، فَوَلَدَ هِشَامُ بْنُ حَكِيمٍ عُثْمَانَ، وَأُمُّهُ أُمُّ نَهْشَلٍ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وَأَسْلَمَ هِشَامُ بْنُ حَكِيمٍ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، [ص: 236] وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَوَى عَنْهُ، وَكَانَ رَجُلًا صَلِيبًا مَهِيبًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 103 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: كَانَ هِشَامُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ فِي رِجَالٍ مَعَهُ. [ص: 237] وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا بَلَغَهُ الشَّيْءُ يَقُولُ: «أَمَا مَا عِشْتُ أَنَا وَهِشَامٌ، فَلَا يَكُونُ هَذَا» الحديث: 103 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَكِيمِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَكِيمٍ عُثْمَانَ وَآخَرَ لَمْ يُسَمَّ لَنَا، وَأُمَّ شَيْبَةَ، وَأُمُّهُمْ سَارَّةُ بِنْتُ الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ عَوْفِ بْنِ كَعْبِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلَابٍ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ. وَأَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَكِيمٍ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 يَحْيَى بْنُ حَكِيمِ بْنِ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدٍ. وَأَسْلَمَ يَحْيَى يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 الْأَسْوَدُ بْنُ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ وَاسْمُهُ الْعَاصُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ أُمَيَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. فَوَلَدَ الْأَسْوَدُ بْنُ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَأُمُّهُ الْحَلَالُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ جَابِرِ بْنِ شُجْنَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَعِينٍ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَسَعِيدًا لِأُمِّ وَلَدٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ لِأُمِّ وَلَدٍ، وَفَاخِتَةَ، وَأُمُّهَا أُمُّ شَيْبَةَ بِنْتُ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، وَخَالِدَةَ، وَأُمُّهَا امْرَأَةٌ مِنْ كَلْبِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لَيْثٍ، وَهِنْدَ، وَأُمُّهَا عَمِيرَةُ الْخَوْلَانِيَّةُ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 وَأَسْلَمَ الْأَسْوَدُ بْنُ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَأَمَّا أَبُوهُ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ فَشَهِدَ بَدْرًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَقِيَ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ فَلَا يَقْتُلْهُ» ، فَلَقِيَهُ مَنْ لَمْ يَسْمَعْ قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَتَلَهُ، وَاخْتَلَفُوا فِيمَنْ قَتَلَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 104 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ [ص: 242] غَزِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ قَالَ: " قَتَلَهُ الْمُجَذَّرُ بْنُ زِيَادٍ وَقَالَ فِي ذَلِكَ شِعْرًا: بَشِّرْ بِيُتْمٍ إِنْ لَقِيتَ الْبَخْتَرِي ... وَبَشِّرَنَّ بِمِثْلِهَا عَنِّي بَنِي أَنَا الَّذِي أَزْعُمُ أَصْلِي مِنْ بَلِي ... أَطْعَنُ بِالْحَرْبَةِ حَتَّى تَنْثَنِي أَلَا تَرَى مُجَذَّرًا يَفْرِي الْفَرِي " الحديث: 104 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 105 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَحَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ،. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ غَزِيَّةَ بْنِ عَمْرٍو، قَالَا: «قَتَلَهُ أَبُو دَاوُدَ الْمَازِنِيُّ» الحديث: 105 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 106 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَحَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ [ص: 244] مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «قَتَلَهُ أَبُو الْيَسَرِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأُمُّ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ أَرْوَى بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ الحديث: 106 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 يَزِيدُ بْنُ زَمْعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ قُرَيْبَةُ الْكُبْرَى بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ. وَأَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطَّائِفَ وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 جَنَحَ بِهِ فَرَسُهُ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ الْجَنَاحُ، إِلَى حِصْنِ الطَّائِفِ، فَأَخَذُوهُ فَقَتَلُوهُ. وَيُقَالُ: بَلْ قَالَ لَهُمْ: أَمِّنُونِي حَتَّى أُكَلِّمَكُمْ، فَأَمَّنُوهُ، ثُمَّ رَمَوْهُ بِالنَّبْلِ حَتَّى قَتَلُوهُ. وَكَانَ أَبُوهُ زَمْعَةُ بْنُ الْأَسْوَدِ، وَأَخُوهُ الْحَارِثُ بْنُ زَمْعَةَ، وَعَمُّهُ عَقِيلُ بْنُ الْأَسْوَدِ شَهِدُوا بَدْرًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ فَقُتِلُوا يَوْمَئِذٍ. أَمَّا زَمْعَةُ فَقَتَلَهُ أَبُو دُجَانَةَ، وَيُقَالُ بَلْ قَتَلَهُ ثَابِتُ بْنُ الْجِذْعِ، وَأَمَّا الْحَارِثُ بْنُ زَمْعَةَ فَقَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَّا عَقِيلُ بْنُ الْأَسْوَدِ فَقَتَلَهُ حَمْزَةُ وَعَلِيٌّ شُرَكَاءَ فِيهِ، وَكَانَ أَبُو مَعْشَرٍ يَقُولُ: قَتَلَهُ عَلِيٌّ وَحْدَهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأُمُّ زَمْعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ أَرْوَى بِنْتُ حُذَيْفَةَ بْنِ مُهَشَّمِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَهْمٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 هَبَّارُ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ فَاخِتَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ قُرْطِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ قَشِيرِ بْنِ كَعْبٍ، وَأَخَوَاهُ لِأُمِّهِ هُبَيْرَةُ وَحَزَنٌ ابْنَا أَبِي وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَايِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ. فَوَلَدَ هَبَّارُ بْنُ الْأَسْوَدِ هَانِيًا وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَسَعْدًا وَسَعِيدًا وَفَاخِتَةَ، وَأُمُّهُمْ أَمَةُ اللَّهِ وَهِيَ هِنْدُ بِنْتُ أَبِي أُزَيْهِرِ بْنِ ثَوَابِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ ضَبِيسِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الضَّمْرِيِّ الْفَاكِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ، وَالْأَسْوَدَ بْنَ هَبَّارٍ وَإِسْحَاقَ لِامْرَأَةٍ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، وَعَلِيًّا وَإِسْمَاعِيلَ، وَأُمُّهُمَا عَائِشَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ حَزْنِ بْنِ عَامِرِ بْنِ هُرَيْمَةَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ النَّابِغَةِ بْنِ عُتَيِّ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَائِلَةَ بْنِ دَنْمَانِ بْنِ نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَالزُّبَيْرَ وَفَاخِتَةَ وَأُمُّهُمَا مِنْ لِهْبٍ مِنَ الْأَزْدِ، وَأَبَا بَكْرٍ لِأُمِّ وَلَدٍ، وَأُمَّ حَكِيمٍ وَأُمُّهَا مِنْ بَنِي لَيْثٍ. وَكَانَ هَبَّارُ بْنُ الْأَسْوَدِ يَقُولُ: لَمَّا ظَهَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَعَا إِلَى اللَّهِ كُنْتُ فِيمَنْ عَادَاهُ وَنَصَبَ لَهُ وَآذَاهُ، وَلَا تَسِيرُ قُرَيْشٌ مَسِيرًا لِعَدَاوَةِ مُحَمَّدٍ وَقِتَالِهِ إِلَّا كُنْتُ مَعَهُمْ، وَكُنْتُ مَعَ ذَلِكَ قَدْ وَتَرَنِي مُحَمَّدٌ، قَتَلَ أَخَوَيَّ زَمْعَةَ وعَقِيلًا ابْنَيِ الْأَسْوَدِ، وَابْنَ أَخِي الْحَارِثَ بْنَ زَمْعَةَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَكُنْتُ أَقُولُ: لَوْ أَسْلَمَتْ قُرَيْشٌ كُلُّهَا لَمْ أُسْلِمْ. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ إِلَى زَيْنَبَ ابْنَتَهُ مَنْ يَقْدُمُ بِهَا مِنْ مَكَّةَ، فَعَرَضَ لَهَا نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ فِيهِمْ هَبَّارٌ، فَنَخَسَ بِهَا وَقَرَعَ ظَهْرَهَا بِالرُّمْحِ، وَكَانَتْ حَامِلًا فَأَسْقَطَتْ، فَرُدَّتْ إِلَى بُيُوتِ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، فَكَانَ هَبَّارُ بْنُ الْأَسْوَدِ عَظِيمَ الْجُرْمِ فِي الْإِسْلَامِ، فَأَهْدَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَمَهُ، فَكَانَ كُلَّمَا بَعَثَ سَرِيَّةً أَوْصَاهُمْ بِهَبَّارٍ قَالَ: «إِنْ ظَفِرْتُمْ بِهِ فَاجْعَلُوهُ بَيْنَ حِزْمَتَيْنِ مِنْ حَطَبٍ وَحَرِّقُوهُ بِالنَّارِ» . ثُمَّ يَقُولُ بَعْدُ: «إِنَّمَا يُعَذِّبُ بِالنَّارِ رَبُّ النَّارِ، إِنْ ظَفِرْتُمْ بِهِ فَاقْطَعُوا يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ ثُمَّ اقْتُلُوهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 107 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي وَاقِدُ بْنُ أَبِي يَاسِرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ هَبَّارًا قَطُّ إِلَّا تَغَيَّظَ عَلَيْهِ، وَلَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ سَرِيَّةً قَطُّ إِلَّا قَالَ: «إِنْ ظَفِرْتُمْ بِهَبَّارٍ فَاقْطَعُوا يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ ثُمَّ اضْرِبُوا عُنُقَهُ» . فَوَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَطْلُبُهُ وَأُسَائِلُ عَنْهُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ لَوْ ظَفِرْتُ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ إَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَتَلْتُهُ، ثُمَّ طَلَعَ عَلَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا عِنْدَهُ جَالِسٌ فَجَعَلَ يَتَعَذَّرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَقُولُ: سُبَّ يَا مُحَمَّدُ مَنْ سَبَّكَ، وَآذِ مَنْ آذَاكَ، فَقَدْ كُنْتُ مَوْضِعًا فِي سَبِّكَ وَأَذَاكَ، وَكُنْتُ مَخْذُولًا، وَقَدْ بَصَّرَنِيَ اللَّهُ وَهَدَانِي لِلْإِسْلَامِ. قَالَ الزُّبَيْرُ: فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّهُ لَيُطَأْطِئُ رَأْسَهُ اسْتِحْيَاءً مِنْهُ مِمَّا يَتَعَذَّرُ هَبَّارٌ، وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «قَدْ عَفَوْتُ عَنْكَ، وَالْإِسْلَامُ يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ» . وَكَانَ لَسِنًا فَكَانَ يُسَبُّ بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى يُبْلَغَ مِنْهُ فَلَا يَنْتَصِفُ مِنْ أَحَدٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِلْمُهُ وَمَا يُحْمَلُ عَلَيْهِ مِنَ الْأَذَى فَقَالَ: «يَا هَبَّارُ، سُبَّ مَنْ سَبَّكَ» الحديث: 107 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 108 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ [ص: 250] مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسْجِدِهِ مُنْصَرَفَهُ مِنَ الْجِعْرَانَةِ، فَطَلَعَ هَبَّارُ بْنُ الْأَسْوَدِ مِنْ بَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا نَظَرَ الْقَوْمُ إِلَيْهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَبَّارُ بْنُ الْأَسْوَدِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَدْ رَأَيْتُهُ» . فَأَرَادَ بَعْضُ الْقَوْمِ الْقِيَامَ إِلَيْهِ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِ اجْلِسْ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ هَبَّارٌ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَلَقَدْ هَرَبْتُ مِنْكَ فِي الْبِلَادِ، وَأَرَدْتُ اللُّحُوقَ بِالْأَعَاجِمِ، ثُمَّ ذَكَرْتُكَ وَعَائِذَتَكَ وَفَضْلَكَ وَبِرَّكَ وَصَفْحَكَ عَمَّنْ جَهِلَ عَلَيْكَ، وَكُنَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَهْلَ شِرْكٍ، فَهَدَانَا اللَّهُ بِكَ [ص: 251] وَتَنَقَّذَنَا بِكَ مِنَ الْهَلَكَةِ، فَاصْفَحْ عَنْ جَهْلِي وَعَمَّا كَانَ يَبْلُغُكَ عَنِّي، فَإِنِّي مُقِرٌّ بِسَوْأَتِي، مُعْتَرِفٌ بِذَنْبِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَقَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ بِكَ حَيْثُ هَدَاكَ لِلْإِسْلَامٍ، وَالْإِسْلَامُ يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَخَرَجَتْ سَلْمَى مَوْلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: لَا أَنْعَمَ اللَّهُ بِكَ عَيْنًا، أَنْتَ الَّذِي فَعَلْتَ وَفَعَلْتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْإِسْلَامَ مَحَا ذَلِكَ» . وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ سَبِّهِ وَالتَّعَرُّضِ لَهُ " الحديث: 108 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 109 - قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، أَنَّ هَبَّارَ بْنَ الْأَسْوَدِ، وَكَانَ امْرَءًا كَافِرًا، تَنَاوَلَ زَيْنَبَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَعْنَةٍ فَأَسْقَطَتْ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً فَقَالَ: «إِنْ أَخَذْتُمُوهُ فَاجْعَلُوهُ بَيْنَ حِزْمَتَيْنِ مِنْ حَطَبٍ، ثُمَّ أَلْقُوا فِيهَا النَّارَ» . ثُمَّ [ص: 252] قَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ، لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يُعَذِّبَ بِعَذَابِ اللَّهِ، إِنْ أَخَذْتُمُوهُ فَاقْطَعُوا يَدَهُ، ثُمَّ اقْطَعُوا رِجْلَهُ، ثُمَّ اقْطَعُوا يَدَهُ، ثُمَّ اقْطَعُوا رِجْلَهُ» . فَلَمْ تُصِبْهُ السَّرِيَّةُ وَأَصَابَهُ الْإِسْلَامُ، فَهَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَكَانَ رَجُلًا سَبَّابًا، فَأُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهُ: هُوَ ذَا هَبَّارٌ، يُسَبُّ وَلَا يَسُبُّ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي حَتَّى قَامَ عَلَيْهِ فَقَالَ: سُبَّ مَنْ سَبَّكَ، سُبَّ مَنْ سَبَّكَ الحديث: 109 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 السَّايِبُ بْنُ أَبِي حُبَيْشِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ الْفَاكِهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، فَوَلَدَ السَّايِبُ بْنُ أَبِي حُبَيْشٍ عَبْدَ اللَّهِ وَرُقَيَّةَ، وَأُمُّهُمَا عَاتِكَةُ بِنْتُ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. وَأَسْلَمَ السَّايِبُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَكَانَتْ لَهُ سِنٌّ عَالِيَةٌ، وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ فَبَنَى بِهَا دَارًا كَبِيرَةً، وَأَطْعَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ ثَلَاثِينَ وَسْقًا. وَلَا نَعْلَمُهُ رَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا، وَقَدْ رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 وَمِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 شَيْبَةُ الْحَاجِبُ بْنِ عُثْمَانَ، وَهُوَ الْأَوْقَصُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ عُمَيْرِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ. فَوَلَدَ شَيْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ عَبْدَ اللَّهِ الْأَكْبَرَ وَجُبَيْرًا وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ الْأَكْبَرَ، وَأُمَّ حُجَيْرٍ وَهِيَ صَفِيَّةُ لَهَا بَنُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ عُثْمَانَ، وَهِيَ بَرَّةُ بِنْتُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ قَايِفِ بْنِ الْأَوْقَصِ السُّلَمِيِّ. وَعَبْدَ اللَّهِ الْأَصْغَرَ، وَهُوَ الْأَعْجَمُ، وَهُوَ الَّذِي ضُرِبَ فِي سَبَبِهِ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. وَعَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ شَيْبَةَ وَأُمُّهُمَا لُبْنَى بِنْتُ شَدَّادِ بْنِ قَيْسِ بْنِ الْأَوْبَرِ بْنِ أَبَانَ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ دَرَّاعٍ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ. وَعُثْمَانَ وَعَبْدَ اللَّهِ، وَهُوَ الْعَنْقَرِيُّ، وَأُمُّهُمَا ابْنَةُ السَّايِبِ بْنِ أَبِي السَّايِبِ بْنِ عَايِذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَخْزُومٍ. وَعَبْدَ الْكَرِيمِ وَالْوَلِيدَ لِأُمِّ وَلَدٍ، وَعَبْدَ رَبِّهِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ الْأَصْغَرَ، وَأُمُّهُمَا ابْنَةُ أَبِي فَرْوَةَ بْنِ الْحَجْنِ بْنِ الْمُرَقِّعِ الْأَزْدِيِّ مِنْ غَامِدٍ، وَمُصْعَبَ بْنَ شَيْبَةَ وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهُ، وَيُقَالُ: بَلْ أُمُّ صَفِيَّةَ بِنْتُ شَيْبَةَ، رَيْطَةُ بِنْتُ عَرْفَجَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَرِبِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ شُجْنَةَ السَّعْدِيِّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 110 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُبَيْدٍ،. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَحَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ [ص: 257] عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَجَبِيِّ، عَنْ أُمِّهِ، وَغَيْرِهَا، وَعِمَادُ الْحَدِيثِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ قَالُوا: كَانَ شَيْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ رَجُلًا صَالِحًا لَهُ فَضْلٌ، وَكَانَ يُحَدِّثُ عَنْ إِسْلَامِهِ وَمَا أَرَادَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْخَيْرِ وَيَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَعْجَبَ مِمَّا كُنَّا فِيهِ مِنْ لُزُومِ مَا مَضَى عَلَيْهِ آبَاؤُنَا مِنَ الضَّلَالَاتِ. ثُمَّ يَقُولُ: " لَمَّا كَانَ عَامُ الْفَتْحِ وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ عَنْوَةً، قُلْتُ: أَسِيرُ مَعَ قُرَيْشٍ إِلَى هَوَازِنَ بِحُنَيْنٍ، فَعَسَى إِنِ اخْتَلَطُوا أَنْ أُصِيبَ مِنْ مُحَمَّدٍ غِرَّةً فَأَثْأَرَ مِنْهُ فَأَكُونَ أَنَا الَّذِي قُمْتُ بِثَأْرِ قُرَيْشٍ كُلِّهَا. وَأَقُولُ: لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ أَحَدٌ إِلَّا اتَّبَعَ مُحَمَّدًا مَا تَبِعْتُهُ. فَكُنْتُ مُرْصِدًا لِمَا خَرَجْتُ لَهُ، لَا يَزْدَادُ الْأَمْرُ فِي نَفْسِي إِلَّا قُوَّةً، فَلَمَّا اخْتَلَطَ النَّاسُ اقْتَحَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَغْلَتِهِ، وَأَصْلَتُّ السَّيْفَ فَدَنَوْتُ أُرِيدُ مَا أُرِيدُ مِنْهُ، وَرَفَعْتُ سَيْفِي حَتَّى كِدْتُ أُسَوِّدُهُ، فَرُفِعَ لِي شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ كَالْبَرْقِ كَادَ يَمْحَشُنِي، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى بَصَرِي خَوْفًا عَلَيْهِ، وَالْتَفَتَ إِلَيَّ [ص: 258] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَادَى: «يَا شَيْبُ، ادْنُ مِنِّي» . فَدَنَوْتُ فَمَسَحَ صَدْرِي ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنَ الشَّيْطَانِ» . قَالَ: فَوَاللَّهِ لَهُوَ كَانَ سَاعَتَئِذٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ سَمْعِي وَبَصَرِي وَنَفْسِي، وَأَذْهَبَ اللَّهُ مَا كَانَ بِي. ثُمَّ قَالَ: «ادْنُ فَقَاتِلْ» . فَتَقَدَّمْتُ أَمَامَهُ أَضْرِبُ بِسَيْفِي، اللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّ أَنْ أَقِيَهُ بِنَفْسِي كُلَّ شَيْءٍ، وَلَوْ لَقِيتُ تِلْكَ السَّاعَةَ أَبِي لَوْ كَانَ حَيًّا لَأَوْقَعْتُ بِهِ السَّيْفَ، فَجَعَلْتُ أَلْزَمُهُ فِيمَنْ لَزِمَهُ حَتَّى تَرَاجَعَ الْمُسْلِمُونَ فَكَرُّوا كَرَّةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ، وَقَرَّبْتُ بَغْلَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَوَى عَلَيْهَا، فَخَرَجَ فِي أَثَرِهِمْ حَتَّى تَفَرَّقُوا فِي كُلِّ وَجْهٍ، وَرَجَعَ إِلَى مُعَسْكَرِهِ فَدَخَلَ خِبَاءَهُ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، مَا دَخَلَ عَلَيْهِ غَيْرِي، حُبًّا لِرُؤْيَةِ وَجْهِهِ وَسُرُورًا بِهِ، فَقَالَ: «يَا شَيْبُ، الَّذِي أَرَادَ بِكَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا أَرَدْتَ بِنَفْسِكَ» . ثُمَّ حَدَّثَنِي بِكُلِّ مَا أَضْمَرْتُ فِي نَفْسِي مِمَّا لَمْ أَكُنْ أَذْكُرُهُ لِأَحَدٍ قَطُّ. قَالَ: فَقُلْتُ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قُلْتُ: اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: «غَفَرَ اللَّهُ لَكَ» الحديث: 110 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 111 - قَالَ: أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ: دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ شَيْبَةَ بْنَ عُثْمَانَ فَأَعْطَاهُ الْمِفْتَاحَ وَقَالَ لَهُ: «دُونَكَ هَذَا، فَأَنْتَ أَمِينُ اللَّهِ عَلَى بَيْتِهِ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ فَقَالَ: هَذَا وَهْمٌ، إِنَّمَا أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِفْتَاحَ عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَشَيْبَةُ بْنُ عُثْمَان [ص: 259] َ يَوْمَئِذٍ لَمْ يُسْلِمْ، وَإِنَّمَا أَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ بِحُنَيْنٍ، وَلَمْ يَزَلْ عُثْمَانُ يَلِي فَتْحَ الْبَيْتِ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ، فَدُفِعَ ذَلِكَ إِلَى شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ وَهُوَ ابْنُ عَمِّهِ، فَبَقِيَتِ الْحِجَابَةُ فِي وَلَدِ شَيْبَةَ، وَخَرَجَ شَيْبَةُ مَعَ قُرَيْشٍ إِلَى هَوَازِنَ بِحُنَيْنٍ فَأَسْلَمَ هُنَاكَ، وَهُوَ أَبُو صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، وَبَقِيَ شَيْبَةُ حَتَّى أَدْرَكَ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ الحديث: 111 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 258 النَّضِيرُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ كَلَدَةَ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ، وَيُكَنَّى أَبَا الْحَارِثِ، وَأُمُّهُ ابْنَةُ الْحَارِثِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ، وَهُوَ أَخُو النَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ الَّذِي قَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَوْمَ بَدْرٍ بِالصَّفْرَاءِ صَبْرًا بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَوَلَدَ النَّضِيرُ عَطَاءً وَنَافِعًا وَالْمُرْتَفِعَ وَأُمُّهُمُ ابْنَةُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ، وَعَاتِكَةَ، وَأُمُّهَا ابْنَةُ أَبِي الْعَدَّاءِ، فَوَلَدَ الْمُرْتَفِعُ بْنُ النَّضِيرِ مُحَمَّدًا وَهُوَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ [ص: 262] ابْنُ جُرَيْجٍ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُمَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 112 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ الْعَبْدَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ النَّضِيرُ بْنُ الْحَارِثِ مِنْ أَجْمَلِ النَاسِ، فَكَانَ يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَهِ الَّذِي أَكْرَمَنَا بِالْإِسْلَامِ وَمَنَّ عَلَيْنَا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ نَمُتْ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ الْآبَاءُ وَقُتِلَ عَلَيْهِ الْإِخْوَةُ وَبَنُو الْعَمِّ، لَمْ يَكُنْ بَطِئَ مِنْ قُرَيْشٍ أَعْدَى لِمُحَمَّدٍ مِنَّا قَصْرَةً، فَكُنْتُ أَوْضَعُ مَعَ قُرَيْشٍ فِي كُلِّ وَجْهٍ حَتَّى كَانَ عَامُ الْفَتْحِ، ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حُنَيْنٍ فَخَرَجْتُ مَعَ قَوْمِي مِنْ قُرَيْشٍ وَهُمْ عَلَى دِينِهِمْ بَعْدُ، وَنَحْنُ [ص: 263] نُرِيدُ إِنْ كَانَتْ دَبِرَةً عَلَى مُحَمَّدٍ أَنْ نُعِينَ عَلَيْهِ فَلَمْ يُمْكِنَّا ذَلِكَ، فَلَمَّا صَارَ بِالْجِعْرَانَةِ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَعَلَى مَا أَنَا عَلَيْهِ إِنْ شَعَرْتُ إِلَّا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَقَّانِي كِفَّةً كِفَّةً فَقَالَ: «النَّضِيرُ» ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ قَالَ: «هَذَا خَيْرٌ مِمَّا أَرَدْتَ يَوْمَ حُنَيْنٍ مِمَّا حَالَ اللَّهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ» . قَالَ: فَأَقْبَلْتُ إِلَيْهِ مُسْرِعًا، فَقَالَ: «قَدْ أَنَى لَكَ أَنْ تُبْصِرَ مَا أَنْتَ فِيهِ مَوْضِعٌ» . قُلْتُ: قَدْ أُرَى أَنَّهُ لَوْ كَانَ مَعَ اللَّهِ غَيْرُهُ لَقَدْ أَغْنَى شَيْئًا، وَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ زِدْهُ ثَبَاتًا» . قَالَ النَّضِيرُ: فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ، لَكَانَ قَلْبِي حَجَرًا ثَبَاتًا فِي الدِّينِ وَبَصِيرَةً فِي الْحَقِّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَاكَ» . فَقَالَ النَّضِيرُ: فَوَاللَّهِ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى أَحَدٍ نِعْمَةً أَفْضَلَ مِمَّا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيَّ، حَيْثُ لَمْ أَمُتْ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ قَوْمِي. قَالَ: ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى مَنْزِلِهِ وَنَحْنُ مَعَهُ، فَلَمَّا رَحَلَ رَجَعْتُ إِلَى مَنْزِلِي فَمَا شَعَرْتُ إِلَّا بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي الدُّئِلِ يَقُولُ: يَا أَبَا الْحَارِثِ، قُلْتُ: مَا تَشَاءُ؟ قَالَ: قَدْ أَمَرَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِائَةِ بَعِيرٍ، فَأَجِزْنِي مِنْهَا؛ فَإِنِّي عَلَى دِينِ مُحَمَّدٍ. قَالَ النَّضِيرُ: فَأَرَدْتُ أَنْ لَا آخُذَهَا وَقُلْتُ: مَا هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا تَأَلُّفًا لِي، مَا أُرِيدُ أَرْتَشِي عَلَى الْإِسْلَامِ. ثُمَّ قُلْتُ: وَاللَّهِ مَا طَلَبْتُهَا وَلَا سَأَلْتُهَا، وَهِيَ عَطِيَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَبَضْتُهَا فَأَعْطَيْتُ الدُّئِلِيَّ مِنْهَا عَشْرًا. ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسْتُ مَعَهُ فِي مَجْلِسِهِ، وَسَأَلْتُهُ عَنْ فَرْضِ الصَّلَوَاتِ وَمَوَاقِيتِهَا وَعَنْ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ، ثُمَّ قُلْتُ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، وَاللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، فَأَرْشِدْنِي أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: «الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالنَّفَقَةُ فِيهِ» . وَهَاجَرَ النَّضِيرُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى خَرَجَ إِلَى الشَّامِ غَازِيًا فَحَضَرَ [ص: 264] الْيَرْمُوكَ وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ " الحديث: 112 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 262 أَبُو السَّنَابِلِ بْنُ بَعْكَكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ السَّبَّاقِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ عَمْرَةُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو مِنْ بَنِي عُذْرَةَ، فَوَلَدَ أَبُو السَّنَابِلِ بْنُ بَعْكَكٍ مُسْلِمًا، وَأُمُّهُ أُمُّ حُمَيْدٍ بِنْتُ بُجَيْرِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ السَّبَّاقِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ. وَأَسْلَمَ أَبُو السَّنَابِلِ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَهُوَ الَّذِي خَطَبَ سُبَيْعَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ الْأَسْلَمِيَّةَ [ص: 266] بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا سَعْدِ بْنِ خَوَلَةَ، وَبَقِيَ أَبُو السَّنَابِلِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَانًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 265 يَزِيدُ بْنُ أَوْسٍ حَلِيفٌ لِبَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ أَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 266 هِنْدُ بْنُ أَبِي هَالَةَ وَاسْمُ أَبِي هَالَةَ هِنْدُ بْنُ النَّبَّاشِ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ وَقْدَانَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ عَوِيِّ بْنِ جَرْوَةَ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ. قَدِمَ أَبُو هَالَةَ هُوَ وَأَخُوهُ عَوْفٌ وَأُنَيْسٌ فَحَالَفُوا بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ وَأَقَامُوا مَعَهُمْ بِمَكَّةَ، وَتَزَوَّجَ أَبُو هَالَةَ خَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى [ص: 268] بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ هِنْدَ وَهَالَةَ، رَجُلَيْنِ، فَمَاتَ هَالَةُ، وَأَدْرَكَ هِنْدُ الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمَ، وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يُحَدِّثُ عَنْهُ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي خَالِي هِنْدُ بْنُ أَبِي هَالَةَ. وَحَكَى عَنْهُ حَدِيثًا طَوِيلًا فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 267 وَمِنْ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 مَخْرَمَةُ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ، وَأُمُّهُ رُقَيْقَةُ بِنْتُ أَبِي صَيْفِيِّ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، فَوَلَدَ مَخْرَمَةُ صَفْوَانَ، وَبِهِ كَانَ يُكَنَّى وَهُوَ الْأَكْبَرُ، وَالصَّلْتَ الْأَكْبَرَ وَالْمِسْوَرَ وَأُمُّ صَفْوَانَ وَأُمُّهُمْ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ أُخْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ، وَأُمُّهُا الشِّفَاءُ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ وَهِيَ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ أَيْضًا. وَالصَّلْتَ الْأَصْغَرَ وَالْعَطَّافَ الْأَكْبَرَ وَالْعَطَّافَ الْأَصْغَرَ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى، وَمُحَمَّدًا وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهُ. وَأَسْلَمَ مَخْرَمَةُ بْنُ نَوْفَلٍ عِنْدَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَكَانَ عَالِمًا بِنَسَبِ قُرَيْشٍ وَأَحَادِيثِهَا، وَكَانَتْ لَهُ مَعْرِفَةٌ بِأَنْصَابِ الْحَرَمِ، فَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَبْعَثُهُ هُوَ وَسَعِيدَ بْنَ يَرْبُوعٍ أَبُو هُودٍ وَحُوَيْطِبَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى، وَأَزْهَرَ بْنَ عَبْدِ عَوْفٍ فَيُجَدِّدُونَ أَنْصَابَ الْحَرَمِ لِعِلْمِهِمْ بِهَا، وَكَانُوا يُبْدُونَ فِي بَوَادِيهَا، ثُمَّ بَعَثَهُمْ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ حِينَ [ص: 271] وَلِيَ الْخِلَافَةَ فَجَدَّدُوا أَنْصَابَ الْحَرَمِ إِلَّا سَعِيدَ بْنَ يَرْبُوعٍ فَإِنَّ بَصَرَهُ كَانَ قَدْ ذَهَبَ فَلَمْ يُرْسِلْهُ مَعَهُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 270 113 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ذَهَبَ بَصُرُ مَخْرَمَةَ بْنِ نَوْفَلٍ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ فِيمَنْ يُجَدِّدُ أَنْصَابَ الْحَرَمِ مَعْرِفَةً بِهَا " الحديث: 113 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 271 114 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ [ص: 272] عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: كَانَ صَفْوَانُ بْنُ مَخْرَمَةَ بِكْرُ مَخْرَمَةَ وَوُلِدَ لَهُ وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَكَانَ مَعَ أَصْحَابِ الْجَمِيلَةِ الَّذِينَ طَرَقَهُمُ الطَّاعُونُ بِعَنَازَةَ فَنَجَا صَفْوَانُ فِيمَنْ نَجَا، ثُمَّ تُوُفِّيَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: شَهِدَ مَخْرَمَةُ بْنُ نَوْفَلٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ وَأَعْطَاهُ مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ خَمْسِينَ بَعِيرًا، وَرَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ يُنْكِرُ أَنْ يَكُونَ مَخْرَمَةُ أَخَذَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا وَقَالَ: مَا سَمِعْتُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِي يَذْكُرُ ذَلِكَ الحديث: 114 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 271 115 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ بَكْرٍ بِنْتُ الْمِسْوَرِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسَمَ قَسْمًا فَأَخْطَأَ ذَلِكَ مَخْرَمَةَ، فَقَالَ لَهُ مَخْرَمَةُ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ، مَا كُنْتُ أَرَى أَنْ تَقْسِمَ فِي قُرَيْشٍ قَسْمًا فَيُخْطِئُنِي. قَالَ: «فَإِنِّي فَاعِلٌ يَا خَالِ إِذَا جَاءَنِي شَيْءٌ» . قَالَ: فَمَا لَبِثْتُ أَنْ جَاءَهُ قَبَاءٌ مِنْ دِيبَاجٍ أَوْ حَرِيرٍ مَزْرُورٍ بِالذَّهَبِ، فَوَضَعَهُ بِينَ يَدَيْهِ فَجَعَلَ كُلَّمَا جَاءَهُ إِنْسَانٌ يَخْشَى أَنْ يَسْأَلَهُ قَالَ: «هَذَا لِخَالِي مَخْرَمَةَ» حَتَّى جَاءَ مَخْرَمَةُ فَأَعْطَاهُ " الحديث: 115 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 273 116 - قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي [ص: 274] مُلَيْكَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُهْدِيَتْ لَهُ أَقْبِيَةٌ مِنْ دِيبَاجٍ مَزْرُورَةٌ بِالذَّهَبِ، فَقَسَمَهَا فِي أَصْحَابِهِ، وَعَزَلَ مِنْهَا وَاحِدًا لِمَخْرَمَةَ، فَلَمَّا جَاءَهُ قَالَ: " خَبَّأْتُ لَكَ هَذَا، وَكَانَ فِي خُلُقِهِ شَيْءٌ الحديث: 116 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 273 117 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: جِيءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَقْبِيَةٍ مِنْ دِيبَاجٍ مَزْرُورَةٍ بِالذَّهَبِ، فَقَسَمَهَا بَيْنَ أَصْحَابِهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ مَخْرَمَةَ بْنَ نَوْفَلٍ فَجَاءَ بِابْنِهِ مَعَهُ يَسُوقُهُ، فَقَالَ: ادْخُلِ ادْعُهُ لِي. فَسَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلَامَهُ فَخَرَجَ بِقَبَاءٍ مِنْهَا مُسْتَقْبِلَهُ بِازْرَارَةٍ فَقَالَ: «يَا أَبَا الْمِسْوَرِ، خَبَّأْتُ هَذَا لَكَ، خَبَّأْتُ هَذَا لَكَ» [ص: 275] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَمَاتَ مَخْرَمَةُ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَكَانَ يَوْمَ مَاتَ ابْنَ مِائَةٍ وَخَمْسَ عَشْرَةَ الحديث: 117 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 274 أَزْهَرُ بْنُ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ، وَأُمُّهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ ضَبِيسِ بْنِ جَابِرٍ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، فَوَلَدَ أَزْهَرُ بْنُ عَبْدِ عَوْفٍ الْمُطَّلِبَ وَطُلَيْبًا وَكَانَا مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ وَبِهَا مَاتَا جَمِيعًا قَبْلَ الْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَزْهَرَ وَسُلَيْمَانَ وَخَدِيجَةَ الْكُبْرَى، وَأُمُّهُمُ الْبُكَيْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ يَزِيدَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَعَبْدَ اللَّهِ وَخَدِيجَةَ الصُّغْرَى وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهُمَا. وَأَسْلَمَ أَزْهَرُ بْنُ عَبْدِ عَوْفٍ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَبْعَثُهُ فَيُجَدِّدَ أَنْصَابَ الْحَرَمِ هُوَ وَمَخْرَمَةَ بْنَ نَوْفَلٍ وَسَعِيدَ بْنَ يَرْبُوعٍ وَحُوَيْطِبَ بْنَ عَبْدِ [ص: 277] الْعُزَّى، ثُمَّ بَعَثَهُمْ عُثْمَانُ حِينَ وَلِيَ الْخِلَافَةَ فَجَدَّدَا أَنْصَابَ الْحَرَمِ أَيْضًا إِلَّا سَعِيدَ بْنَ يَرْبُوعٍ فَإِنَّ بَصَرَهُ كَانَ قَدْ ذَهَبَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 276 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ، وَأُمُّهُ ابْنَةُ مِقْيَسِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ، وَهُوَ أَخُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ لِأَبِيهِ، وَأَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ وَبِهَا مَاتَ، فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ طَلْحَةَ الْجُودِ، وَهُوَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ، وَأَبَا عُبَيْدَةَ وَعُمَرَ وَأُمَّ إِبْرَاهِيمَ وَأُمَّ عُثْمَانَ، وَأُمُّهُمْ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَأُمُّهُ ابْنَةُ أَبِي وَجْرَةَ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَأُمَّ الْفَضْلِ، وَأُمُّهَا أُمَيْمَةُ بِنْتُ الْأَسْوَدِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَأُمَّ مُوسَى، وَأُمُّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ [ص: 279] نَقِيدَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ مُؤَمَّلٍ مِنْ خُزَاعَةَ، وَأُمَّ الْعَبَّاسِ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ تَزَوَّجَهَا هَاشِمُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ الْأَعْوَرُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 حَمْنَنُ بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ، وَأُمُّهُ أُمُّ مِقْيَسِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ. أَسْلَمَ عَامَ الْفَتْحِ، وَعَاشَ مِائَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً، سِتِّينَ سَنَةً فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَسِتِّينَ سَنَةً فِي الْإِسْلَامِ، وَلَمْ يُهَاجِرْ وَلَمْ يَدْخُلِ الْمَدِينَةَ قَطُّ حَتَّى مَاتَ، وَمَاتَ أَيَّامَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَوْصَى إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَمَاتَ بِمَكَّةَ، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ لَهُ الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] فَيَا عَجَبًا إِذَا لَمْ تُنَقِّي عُيُونَهَا ... نِسَاءُ بَنِي عَوْفٍ وَقَدْ مَاتَ حَمْنَنُ وَكَانَ لَهُ إِخْوَةٌ: لَأْيٌ وَقُرَيْطٌ وَزُهَيْرٌ وَأَبُو عَمْرٍو بَنُو عَوْفٍ، وَلَمْ يُذْكَرُوا لَنَا فِي شَيْءٍ. فَوَلَدَ حَمْنَنٌ عِيَاضًا، وَأُمُّهُ أُمُّ جُعَيْلٍ أَوْ أُمُّ حَبِيبٍ بِنْتُ أَبِي الْأَخْنَسِ بْنِ حُذَافَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيٍّ السَّهْمِيَّةُ، وَالْمُعْتَمِرَ وَعِيَاضًا الْأَصْغَرَ وَأُمُّهُمَا الدُّؤُلِيَّةُ، وَمِنْ وَلَدِ حَمْنَنٍ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ عِيَاضِ بْنِ حَمْنَنٍ الَّذِي كَانَ فِي الصَّحَابَةِ أَيَّامَ هَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَرْقَمِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ. وَأُمُّهُ أُمَيْمَةُ بِنْتُ حَرْبِ بْنِ أَبِي هَمْهَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَامِرَةَ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ. فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَرْقَمِ عَمْرًا، وَأُمُّهُ خَالِدَةُ بِنْتُ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ، وَزَيْنَبَ، وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ سَوْدَاءُ. وَأَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَرْقَمِ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَأَطْعَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ خَمْسِينَ وَسْقًا، وَكَانَ يَكْتُبُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِأَبِي بَكْرٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 118 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيِسَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُتِبَ إِلَيْهِ كِتَابٌ فَقَالَ: «مَنْ يُجِيبُ؟» . فَقَالَ ابْنُ الْأَرْقَمِ: أَنَا. فَأَجَابَ عَنْهُ، ثُمَّ أُتِيَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْجَبَهُ وَأَنْفَذَهُ، فَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يُعْجِبُهُ ذَلِكَ وَيَقُولُ: أَصَابَ مَا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ فِي قَلْبِهِ حَتَّى لَمَّا وَلِيَ عُمَرُ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ، وَقَالَ عُمَرُ: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَخْشَى لِلَّهِ مِنْهُ» الحديث: 118 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 119 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أُمِّ بَكْرٍ بِنْتِ الْمِسْوَرِ، عَنْ أَبِيهَا قَالَ: وَلَّى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَيْتَ مَالِ الْمُسْلِمِينَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْأَرْقَمِ الزُّهْرِيَّ، وَكَانَ عُمَرُ يَسْتَسْلِفُ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ، فَإِذَا خَرَجَ الْعَطَاءُ جَاءَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَرْقَمِ فَيَتَقَاضَاهُ فَيَقْضَيَهُ، فَلَمَّا وَلِيَ عُثْمَانُ أَقَرَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْأَرْقَمِ عَلَى بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ، فَكَانَ يَسْتَسْلِفُ مِنْهُ ثُمَّ يَقْضِيهِ كَالَّذِي كَانَ يَصْنَعُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، ثُمَّ اجْتَمَعَ عِنْدَ عُثْمَانَ مَالٌ كَثِيرٌ، وَحَضَرَ خُرُوجُ الْعَطَاءِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَرْقَمِ: أَدِّ الْمَالَ الَّذِي اسْتَسْلَفْتَ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: مَا أَنْتَ وَذَاكَ إِنَّمَا أَنْتَ خَازِنِي. فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَرْقَمِ حَتَّى وَقَفَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَصَاحَ: يَا نَاسُ فَاجْتَمَعُوا. فَأَخْبَرَهُمْ بِمَا قَالَ عُثْمَانُ، وَقَالَ: «هَذِهِ مَفَاتِيحُ بَيْتِ مَالِكُمْ» الحديث: 119 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 284 120 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَرْقَمِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، بِمَا قَالَ لَهُ عُثْمَانُ، فَخَرَجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَدَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ فَقَالَ: «لَئِنْ كَانَ الْمَالُ لَكَ إِنَّ فِي عَبِيدِكَ لَمَنْ كَانَ يَخْزُنُ لَكَ، وَإِنْ كَانَ الْمَالُ لِلْمُسْلِمِينَ فَإِنَّمَا عَبْدُ اللَّهِ خَازِنُ الْمُسْلِمِينَ وَأَمِينُهُمْ» ، ثُمَّ خَرَجَ مُغْضَبًا وَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ: ارْدُدْ إِلَى النَّاسِ مَفَاتِيحَهُمْ، فَلَمَّا صَلَّى النَّاسُ الْعَصْرَ نَادَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَرْقَمِ: أَيُّهَا النَّاسُ، هَذَا مِفْتَاحُ بَيْتِ مَالِكُمْ. وَعَلَّقَهُ بِرُمَّانَةِ الْمِنْبَرِ، وَانْصَرَفَ إِلَى بَيْتِهِ. فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ يَسْأَلُهُ أَنْ يُكَلِّمَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْأَرْقَمِ أَنْ يَقْبَلَ الْمِفْتَاحَ، وَأَمَرَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ بِمَالٍ، فَأَبَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ، وَأَبِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَرْقَمِ أَنْ يَقْبَلَ ذَلِكَ الْمَالَ، فَمَكَثَ الْمِفْتَاحُ مُعَلَّقًا بِرُمَّانَةِ الْمِنْبَرِ حَتَّى صَلَّى عُثْمَانُ الْعِشَاءَ، فَأَمَرَ زَيْدَ بْنَ [ص: 286] ثَابِتٍ أَنْ يَجْلِسَ عِنْدَ الْمِفْتَاحِ وَيَرْقُبَهُ أَلَّا يَصِلَ إِلَيْهِ أَحَدٌ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ وَتَفَرَّقَ النَّاسُ إِلَى بُيُوتِهِمُ انْقَلَبَ بِهِ زَيْدٌ إِلَى بَيْتِهِ " الحديث: 120 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 285 121 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: «لَمَّا رَدَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَرْقَمِ الْمِفْتَاحَ اسْتَخْزَنَ عُثْمَانُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ» الحديث: 121 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 287 هَاشِمُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ، وَأُمُّهُ ابْنَةُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ جَابِرِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ حَلِيفُهُمْ، فَوَلَدَ هَاشِمُ بْنُ عُتْبَةَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَعَبْدَ اللَّهِ وَعَبْدَ الْمَلِكِ، وَأُمُّهُمْ أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ شَخِيرَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ عُلَاثَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْأَوْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ النَّمِرِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ نَضْرِ بْنِ زَهْرَانَ مِنَ الْأَزْدِ، وَإِسْحَاقَ وَأُمَّ الْحَكَمِ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ إِسْحَاقَ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَبَشِيرًا وَأُمُّهُ السَّيِّدَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ حَسَّانَ بْنِ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ مَرْثَدِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ مَرْثَدٍ، وَهَاشِمَ بْنَ هَاشِمٍ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 287 وَأَسْلَمَ هَاشِمُ بْنُ عُتْبَةَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَهُوَ الْمِرْقَالُ قَالَ: وَكَانَ أَعْوَرَ، فُقِئَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ، وَشَهِدَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ: [البحر الرجز] أَعْوَرُ يَبْغِي أَهْلَهُ مَحِلَّا ... قَدْ عَالَجَ الْحَيَاةَ حَتَّى مَلَّا لَا بُدَّ أَنْ يَفِلَّ أَوْ يُفَلَّا ... قَالَ: فَقُتِلَ يَوْمَ صِفِّينَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 288 نَافِعُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ زُهْرَةَ، وَأُمُّهُ ابْنَةُ خَالِدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ جَابِرِ بْنِ تَيْمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ حَلِيفُهُمْ، فَوَلَدَ نَافِعُ بْنُ عُتْبَةَ هَاشِمًا وَمَالِكًا وَهِنْدَ، وَأُمُّهُمْ لِيَلِيَ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ حَلِيفُهُمْ، وَعُرْوَةَ وَأُمُّهُ أُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ أَكَّالِ الْبَعْرِ، وَهُوَ عَمْرُو بْنُ الْمُصَابِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَامِرٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلَابٍ، وَمُحَمَّدًا وَأُمُّهُ ابْنَةُ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ نُبَيْشَةَ بْنِ حَبِيبٍ مِنْ بَنِي عُصَيَّةَ بْنِ مَالِكٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، وَعِمْرَانَ لِأُمِّ وَلَدٍ. [ص: 290] وَكَانَ نَافِعُ بْنُ عُتْبَةَ كَبِيرًا شَهِدَ أُحُدًا مَعَ أَبِيهِ مُشْرِكًا ثُمَّ أَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَلَهُ يَقُولُ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ. . .، وَقَدْ رَوَى نَافِعٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَادِيثَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 289 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الزُّهْرِيُّ أَسْلَمَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَأَطْعَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَابْنَيْهِ بِخَيْبَرَ تِسْعِينَ وَسْقًا، لَهُ خَمْسِينَ وَسْقًا وَلِابْنَيْهِ أَرْبَعِينَ وَسْقًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 الْعَلَاءُ بْنُ جَارِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ غَيْرَةَ بْنِ ثَقِيفٍ حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ، أَسْلَمَ يَوْمِ فَتْحِ مَكَّةَ، وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُنَيْنًا، وَأَعْطَاهُ مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ خَمْسِينَ بَعِيرًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 أُسَيْدُ بْنُ جَارِيَةَ الثَّقَفِيُّ حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ، أَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُنَيْنًا، وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 حُيَيُّ بْنُ جَارِيَةَ الثَّقَفِيُّ حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ، أَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ شَهِيدًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 الْأَخْنَسُ بْنُ شَرِيقٍ وَاسْمُهُ أُبَيُّ بْنُ شَرِيقِ بْنِ عَمْرِو بْنِ وَهْبِ بْنِ عِلَاجٍ، وَاسْمُهُ عُمَيْرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ غَيْرَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ ثَقِيفٍ حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ، وَكَانَ اسْمُهُ أُبَيًّا. فَلَمَّا أَشَارَ عَلَى بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ بِالرُّجُوعِ إِلَى مَكَّةَ حِينَ تَوَجَّهُوا بِالنَّفِيرِ إِلَى بَدْرٍ لِيَمْنَعُوا الْعِيرَ فَقَبِلُوا مِنْهُ فَرَجَعُوا، فَقِيلَ خَنَسَ بِهِمْ، فَسُمِّيَ الْأَخْنَسَ يَوْمَئِذٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 122 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ: سُئِلَ عَامِرٌ عَنِ الزَّنِيمِ، قَالَ: «هُوَ الرَّجُلُ يَكُونُ لَهُ الزَّنَمَةُ مِنَ الشَّرِّ يُعْرَفُ بِهَا، وَهُوَ رَجُلٌ [ص: 294] مِنْ ثَقِيفٍ يُقَالُ لَهُ الْأَخْنَسُ بْنُ شَرِيقٍ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَسْلَمَ الْأَخْنَسُ بْنُ شَرِيقٍ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُنَيْنًا، وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ، تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَلَمْ يُحْفَظْ عَنْهُ شَيْءٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحديث: 122 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 وَابْنُهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ الْأَخْنَسِ وَأُمُّهُ خَالِدَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ عَمَّةُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، وَكَانَ الْمُغِيرَةُ مَعَ عُثْمَانَ فِي الدَّارِ وَكَانَ يُشَبَّهُ بِعُثْمَانَ فخَرَجَ عَلَى أَهْلِ مِصْرَ وَمَنْ كَانَ يَحْصُرُ عُثْمَانَ فَظُنُّوا أَنَّهُ عُثْمَانَ فَحَمَلُوا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ، وَلِلْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ الْيَوْمَ بَقِيَّةٌ وَعَقِبٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 وَمِنْ بَنِي مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 296 أَبُو قُحَافَةَ وَاسْمُهُ عُثْمَانُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَأُمُّهُ قَيْلَةُ بِنْتُ أَدَاةَ بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ زَرَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، فَوَلَدَ أَبُو قُحَافَةَ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ وَعَبْدَ اللَّهِ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ الْخَيْرِ بِنْتُ صَخْرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَعْبٍ، وَأُمَّ فَرْوَةَ تَزَوَّجَهَا الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ [ص: 297] الْكِنْدِيُّ فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدًا وَإِسْحَاقَ وَإِسْمَاعِيلَ، وَحَبَانَةَ وَقُرَيْبَةَ بِنْتَ الْأَشْعَثِ، وَأُمَّ عَامِرٍ بِنْتَ أَبِي قُحَافَةَ وَاسْمُهَا ضَعِيفَةُ، لَهَا هِنْدُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَقُرَيْبَةَ بِنْتَ أَبِي قُحَافَةَ، وَتَزَوَّجَهَا قَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَلَمْ تَلِدْ، وَأُمُّهُمْ جَمِيعًا هِنْدُ بِنْتُ نُقَيْدِ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهَا أُمُّ فَرْوَةَ بِنْتُ أَبِي جُنْدُبِ بْنِ رَوَاحَةَ مِنْ هُذَيْلٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 296 123 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: [ص: 298] حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: لَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ وَاطْمَأَنَّ وَجَلَسَ فِي الْمَسْجِدِ أَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ بِأَبِي قُحَافَةَ، [ص: 299] فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ، أَلَا تَرَكْتَ الشَّيْخَ حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّذِي أَمْشِي إِلَيْهِ؟» . قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هُوَ أَحَقُّ أَنْ يَمْشِيَ إِلَيْكَ مِنْ أَنْ تَمْشِيَ إِلَيْهِ. فَأَجْلَسَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى قَلْبِهِ، وَقَالَ: «يَا أَبَا قُحَافَةَ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ» . قَالَ: فَأَسْلَمَ وَشَهِدَ بِشَهَادَةِ الْحَقِّ. قَالَ: وَأُدْخِلَ عَلَيْهِ وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ كَأَنَّهُ ثَغَامَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غَيِّرُوا هَذَا الشَّيْبَ، وَجَنِّبُوهُ السَّوَادَ» الحديث: 123 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 124 - قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُلَاثَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ مَكَّةُ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ [ص: 300] بِأَبِيهِ يَحْمِلُهُ حَتَّى بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا كُنْتَ تَرَكْتَ الشَّيْخَ فِي مَنْزِلِهِ حَتَّى نَكُونَ نَحْنُ الَّذِي نَأْتِيهِ؟» . وَكَأَنَّ رَأْسَهُ ثَغَامَةٌ، فَقَالَ: «غَيِّرْ هَذَا الْبَيَاضَ وَجَنِّبْهُ السَّوَادَ» الحديث: 124 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 125 - قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جِيءَ بِأَبِي قُحَافَةَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَكَأَنَّ رَأْسَهُ ثَغَامَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اذْهَبُوا بِهِ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ فَلْيُغَيِّرْنَهُ، وَجَنِّبُوهُ السَّوَادَ» الحديث: 125 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 301 126 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي [ص: 302] عَزَّةَ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَبِي قُحَافَةَ فَقَالُوا: إِنَّهُ قَدْ أَسْلَمَ، أَشْعَثَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غَيِّرُوا رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ، وَخَالِفُوا الْيَهُودَ» ، قَالُوا: بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ» الحديث: 126 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 301 127 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: أُتِيَ بِأَبِي قُحَافَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَأَنَّ رَأْسَهُ ثَغَامَةٌ، فَبَايَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: «غَيِّرُوا رَأْسَ الشَّيْخِ بِالْحِنَّاءِ» الحديث: 127 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 128 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، أَتَى بِأَبِي قُحَافَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ فَأَسْلَمَ عِنْدَهُ، فَقَالَ: «غَيِّرُوهُ بِحِنَّاءٍ يَعْنِي رَأْسَهُ» الحديث: 128 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 129 - قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أُتِيَ بِأَبِي قُحَافَةَ، أَوْ جَاءَ عَامَ الْفَتْحِ وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ مِثْلُ الثَّغَامِ، أَوِ الثَّغَامَةِ قَالَ: فَأُمِرَ بِهِ إِلَى نِسَائِهِ، فَقَالَ: غَيِّرُوا هَذَا الشَّيْبَ. قُلْتُ لِأَبِي الزُّبَيْرِ: أَقَالَ: جَنِّبُوهُ السَّوَادَ؟ قَالَ: لَا " الحديث: 129 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 130 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَنِيفَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَأَنَّمَا أَنْظُرُ إِلَى لِحْيَةِ أَبِي قُحَافَةَ كَأَنَّهَا ضِرَامُ [ص: 306] عَرْفَجٍ " قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: مَاتَ أَبُو قُحَافَةَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَكَانَ يَوْمَ مَاتَ ابْنَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً الحديث: 130 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 الْمُهَاجِرُ بْنُ قُنْفُذِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ جُدْعَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ، وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ مَسْرُوقٍ مِنْ بَنِي غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ، وَاسْمُ الْمُهَاجِرِ عَمْرٌو، وَاسْمُ قُنْفُذٍ خَلَفٌ، فَوَلَدَ الْمُهَاجِرُ مُحَمَّدًا، وَزَيْدًا، وَمُعَاذًا، وَعُمَرَ لَا بَقِيَّةَ لَهُ، وَحَمْزَةَ، وَزَيْنَبَ، وَأُمُّهُمْ زَبِينَةُ بِنْتُ بُعَاجِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ زِيَادٍ. وَأَسْلَمَ الْمُهَاجِرُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 131 - قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْحُصَيْنِ أَبِي سَاسَانَ الرَّقَاشِيِّ، عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، فَلَمَّا تَوَضَّأَ قَالَ: «إِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرُدَّ عَلَيْكَ إِلَّا أَنِّي كُنْتُ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ» الحديث: 131 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 308 132 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَبُولُ، أَوْ قَدْ بَالَ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ حَتَّى تَوَضَّأَ، ثُمَّ رَدَّ عَلَيَّ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَ زَيْدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ قَدْ أَدْرَكَ عُمَرَ وَرَوَى عَنْهُ، وَقَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ عُمَرَ الْجُمُعَةَ وَإِنَّا لَنَتَمَادَى فِي فَيِّ الْغَدَاةِ وَفَرَضَ مُعَاوِيَةُ بْن [ص: 310] ُ أَبِي سُفْيَانَ لِمُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ فِي الْمُحْتَلِمَةِ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ، وَلَهُمْ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى بُطْحَانَ الحديث: 132 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 133 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ [ص: 311] زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ جَدِّهِ، «أَنَّ عَطَاءَهُ كَانَ زَمَنَ عُثْمَانَ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، وَأَنَّ عُثْمَانَ فَرَضَ لِلنَّاسِ لِمِثْلِهِ هَكَذَا» الحديث: 133 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 310 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاذِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ، وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ عُرْوَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ رَبَاحِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ نَهِيكِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَامِرٍ، وَكَانَ يُقَالُ لِجَدِّهِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبٍ شَارِبُ الذَّهَبِ، لِكَثْرَةِ إِنْفَاقِهِ وَإِطْعَامِهِ، فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاذٍ مُعَاذًا، وَأُمُّهُ مِنْ بَنِي جَذِيمَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 134 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو مَعْمَرٍ الْمِنْقَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ [ص: 313] بْنُ سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي العَنْبَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ قَيْسٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاذٍ التَّيْمِيِّ قَالَ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ بِمِنًى» قَالَ: فَفُتِحَتْ أَسْمَاعُنَا، حَتَّى إِنْ كُنَّا لَنَسْمَعُ مَا يَقُولُ وَنَحْنُ فِي مَنَازِلِنَا قَالَ: فَطَفِقَ يُعَلِّمُهُمْ مَنَاسِكَهُمْ حَتَّى بَلَغَ الْجِمَارَ، فَقَالَ: «بِحَصَى الْخَذْفِ» ، وَوَضَعَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَتَيْنِ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى، ثُمَّ أَمَرَ الْمُهَاجِرِينَ أَنْ يَنْزِلُوا فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ، وَأَمَرَ الْأَنْصَارَ أَنْ يَنْزِلُوا وَرَاءَ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ نَزَلَ النَّاسُ بَعْدُ " الحديث: 134 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 135 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ مِنْ بَنِي تَيْمٍ يُقَالُ لَهُ مُعَاذٌ أَوِ ابْنُ مُعَاذٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى، وَنَزَلَ النَّاسُ، فَقَالَ: «يَنْزِلُ الْمُهَاجِرُونَ هَا هُنَا، وَيَنْزِلُ الْأَنْصَارُ هَا هُنَا» . قَالَ: وَعَلَّمَنَا مَنَاسِكَنَا، فَفَتَحَ اللَّهُ أَسْمَاعَنَا حَتَّى إِنَّا لَنَسْمَعُ كَلَامَهُ وَنَحْنُ فِي رِحَالِنَا، فَكَانَ فِيمَا قَالَ أَنْ قَالَ: «ارْمُوا الْجَمْرَةَ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ» الحديث: 135 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 314 عَتَّابُ بْنُ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسِ بْنِ خَالِدِ بْنِ مُدْلِجِ بْنِ أَبِي الْحَشْرِ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ، وَأُمُّهُ عَمْرَةُ بِنْتُ رِيَاحٍ مِنَ الْأَزْدِ، أَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 315 وَمِنْ بَنِي مَخْزُومِ بْنِ يَقْظَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 الْحَارِثُ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَخْزُومٍ، وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ مَخْرَبَةَ بْنِ جَنْدَلِ بْنِ أَبِيرِ بْنِ نَْشهَلِ بْنِ دَارِمٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَوَلَدَ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ، عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَأُمَّ حَكِيمٍ، تَزَوَّجَهَا عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 الْمُغِيرَةِ، ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَحْمَةُ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَوَلَدَتْ لَهُ فَاطِمَةَ، وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَأَبَا سَعِيدٍ وَفَاطِمَةَ، وَأُمُّهُمَا ابْنَةُ ضَمْرَةَ بْنِ ضَمْرَةَ بْنِ جَابِرِ بْنِ قَطَنِ بْنِ نَهْشَلِ بْنِ دَارِمٍ وَقَرِيبَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، تَزَوَّجَهَا الْحَارِثُ بْنُ مُعَاذٍ أَخُو سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ الْأَنْصَارِيِّ، وَدُرَّةَ بِنْتَ الْحَارِثِ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وَحَنْتَمَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ، تَزَوَّجَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أُمَيَّةَ التَّيْمِيُّ فَوَلَدَتْ لَهُ فَاخِتَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 136 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَلِيطُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِكْرِمَةَ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ دَخَلَ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ عَلَى أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ فَاسْتَجَارَا بِهَا، وَقَالَا: نَحْنُ فِي جِوَارِكِ، فَأَجَارَتْهُمَا. فَدَخَلَ عَلَيْهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَنَظَرَ إِلَيْهِمَا فَشَهَرَ عَلَيْهِمَا السَّيْفَ، قَالَتْ: فَأَلْقَيْتُ عَلَيْهِمَا فَاعْتَنَقْتُهُ وَقُلْتُ: تَصْنَعُ هَذَا بِي مِنْ بَيْنِ النَّاسِ، لَتَبْدَأَنَّ بِي قَبْلَهُمَا. قَالَ: تُجِيرِينَ الْمُشْرِكِينَ؟ فَخَرَجَ وَلَمْ يَكَدْ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لَقِيتُ مِنَ ابْنِ أُمِّي عَلِيٍّ، مَا كِدْتُ أَفْلِتُ مِنْهُ، أَجَرْتُ حَمْوَيْنِ لِي مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَتَفَلَّتَ عَلَيْهِمَا لِيَقْتُلَهُمَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا كَانَ ذَلِكَ لَهُ، قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ، وَأَمَّنَّا مَنْ أَمَّنْتِ» . فَرَجَعَتْ إِلَيْهِمَا فَأَخْبَرَتْهُمَا فَانْصَرَفَا إِلَى مَنَازِلِهِمَا. فَقِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ جَالِسَانِ فِي نَادِيهِمَا مُتَفَضِّلَانِ فِي الْمَلَأِ الْمُزَعْفَرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا سَبِيلَ إِلَيْهِمَا، قَدْ [ص: 319] أَمَّنَّاهُمَا» . قَالَ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ: وَجَعَلْتُ أَسْتَحِي أَنْ يَرَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَذْكُرُ رُؤْيَتَهُ إِيَّايَ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ مُوضِعًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ، ثُمَّ أَذْكُرُ بِرَّهُ وَرَحْمَتَهُ وَصِلَتَهُ، فَأَلْقَاهُ وَهُوَ دَاخِلٌ الْمَسْجِدَ، فَتَلَقَّانِي بِالْبِشْرِ وَوَقَفَ حَتَّى جِئْتُهُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَشَهِدْتُ شَهَادَةَ الْحَقِّ، فَقَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَاكَ، مَا كَانَ مِثْلَكَ يَجْهَلُ الْإِسْلَامَ» . قَالَ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ: فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مِثْلَ الْإِسْلَامِ جُهِلَ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَشَهِدَ الْحَارِثُ بْنُ [ص: 320] هِشَامٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُنَيْنًا، وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ الحديث: 136 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 137 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، يُحَدِّثُ أَبِي عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ فِي حَجَّتِهِ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَهُوَ يَقُولُ: «وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ إِلَيَّ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ» . قَالَ: فَقُلْتُ وَلَمْ أَنْثَنِ: يَا لَيْتَنَا لَمْ نَفْعَلْ، فَارْجِعْ إِلَيْهَا فَإِنَّهَا مَنْبَتُكَ وَمَوْلِدُكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَخْرَجْتَنِي مِنْ أَحَبِّ أَرْضِك [ص: 321] َ إِلَيَّ فَأَنْزِلْنِي أَحَبَّ أَرْضِكَ إِلَيْكَ، فَأَنْزَلَنِيَ الْمَدِينَةَ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَالَ أَصْحَابُنَا: وَلَمْ يَزَلِ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ مُقِيمًا بِمَكَّةَ بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ غَيْرُ مَغْمُوصٍ عَلَيْهِ فِي إِسْلَامِهِ، فَلَمَّا جَاءَ كِتَابُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ يَسْتَنْفِرُ الْمُسْلِمِينَ إِلَى غَزْوِة الرُّومِ، قَدِمَ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ وَعِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ الْمَدِينَةَ، فَأَتَاهُمْ فِي مَنَازِلِهِمْ، فَرَحَّبَ بِهِمْ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ وَسُرَّ بِمَكَانِهِمْ، ثُمَّ خَرَجُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ غُزَاةً إِلَى الشَّامِ، فَشَهِدَ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ فِحْلَ وَأَجْنَادَيْنِ وَمَاتَ بِالشَّامِ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ، فَتَزَوَّجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ابْنَتَهُ أُمَّ حَكِيمٍ بِنْتَ [ص: 322] الْحَارِثِ، وَهِيَ أُخْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، فَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ رَبِيبًا خَيْرًا مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ مِنْ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ وَالْمَنْظُورَ إِلَيْهِ، وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ رَبَّةٌ، يَعْنِي كَبِيرَةً كَثِيرَةَ الْأَهْلِ الحديث: 137 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 320 عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَخْزُومٍ، وَأُمُّهُ أُمُّ مُجَالِدٍ بِنْتُ يَرْبُوعٍ مِنْ بَنِي هِلَالِ بْنِ عَامِرٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 138 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ، مَوْلَى الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: لَمَّا [ص: 324] كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ هَرَبَ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ إِلَى الْيَمَنِ، وَخَافَ أَنْ يَقْتُلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتِ امْرَأَتُهُ أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ امْرَأَةً لَهَا عَقْلٌ، وَكَانَتْ قَدِ اتَّبَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنَّ ابْنَ عَمِّي عِكْرِمَةَ قَدْ هَرَبَ مِنْكَ إِلَى الْيَمَنِ وَخَافَ أَنْ تَقْتُلَهُ فَأَمِّنْهُ قَالَ: «قَدْ أَمَّنْتُهُ بِأَمَانِ اللَّهِ، فَمَنْ لَقِيَهُ فَلَا يَعْرِضْ لَهُ» . فَخَرَجَتْ فِي طَلَبِهِ فَأَدْرَكَتْهُ فِي سَاحِلٍ مِنْ سَوَاحِلِ تِهَامَةَ، وَقَدْ رَكِبَ الْبَحْرَ، فَجَعَلَتْ تَلُوحُ إِلَيْهِ وَتَقُولُ: يَا ابْنَ عَمِّي، جِئْتُكَ مِنْ عِنْدِ أَوْصَلِ النَّاسِ وَأَبَرِّ النَّاسِ وَأَخْيَرِ النَّاسِ، فَلَا تُهْلِكْ نَفْسَكَ، وَقَدِ اسْتَأْمَنْتُ لَكَ مِنْهُ فَأَمَّنَكَ، فَقَالَ: أَنْتِ فَعَلْتِ ذَلِكَ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، أَنَا كَلَّمْتُهُ فَأَمَّنَكَ. فَرَجَعَ مَعَهَا. فَلَمَّا دَنَا مِنْ مَكَّةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: «يَأْتِيَكُمْ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ مُؤْمِنًا مُهَاجِرًا، فَلَا تَسُبُّوا أَبَاهُ فَإِنَّ سَبَّ الْمَيِّتِ يُؤْذِي الْحَيَّ وَلَا يَبْلُغُ الْمَيِّتَ» . قَالَ: فَقَدِمَ عِكْرِمَةُ فَانْتَهَى إِلَى بَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزَوْجَتُهُ مَعَهُ مُنْتَقِبَةٌ. قَالَ: [ص: 325] فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَتْ فَأَخْبَرَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُدُومِ عِكْرِمَةَ فَاسْتَبْشَرَ وَوَثَبَ قَائِمًا عَلَى رِجْلَيْهِ، وَمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِدَاءٌ فَرَحًا بِعِكْرِمَةَ، وَقَالَ: «أَدْخِلِيهِ» ، فَدَخَلَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ هَذِهِ أَخْبَرَتْنِي أَنَّكَ أَمَّنْتَنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَدَقَتْ فَأَنْتَ آمِنٌ» . قَالَ عِكْرِمَةُ: فَقُلْتُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّكَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَقُلْتُ: أَنْتَ أَبَرُّ النَّاسِ، وَأَصْدَقُ النَّاسِ، وَأَوْفَى النَّاسِ، أَقُولُ ذَلِكَ وَإِنِّي لَمُطَأْطِئُ الرَّأْسِ اسْتِحْيَاءً مِنْهُ، ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَغْفِرْ لِي كُلَّ عَدَاوَةٍ عَادَيْتُكَهَا أَوْ مَرْكَبٍ أَوْضَعْتُ فِيهِ أُرِيدُ بِهِ إِظْهَارَ الشِّرْكِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعِكْرِمَةَ كُلَّ عَدَاوَةٍ عَادَانِيهَا، أَوْ مَنْطِقٍ تَكَلَّمَ بِهِ، أَوْ مَرْكَبٍ أَوْضَعَ فِيهِ يُرِيدُ أَنْ يُصَدَّ عَنْ سَبِيلِكِ» . فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مُرْنِي بِخَيْرِ مَا تَعْلَمُ فَأَعْلَمَهُ قَالَ: " قُلْ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَجَاهِدْ فِي سَبِيلِهِ "، ثُمَّ قَالَ عِكْرِمَةُ: أَمَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا أَدَعُ نَفَقَةً كُنْتُ أُنْفِقُهَا فِي صَدٍّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا أَنْفَقْتُ ضِعْفَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَلَا قِتَالًا كُنْتُ أُقَاتِلُ فِي صَدٍّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا أَبْلَيْتُ ضِعْفَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. ثُمَّ اجْتَهَدَ فِي الْقِتَالِ حَتَّى قُتِلَ شَهِيدًا يَوْمَ أَجْنَادَيْنِ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَقَدْ كَانَ [ص: 326] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعْمَلَهُ عَامَ الْحَجِّ عَلَى هَوَازِنَ يُصَدِّقُهَا، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِكْرِمَةُ يَوْمَئِذٍ بِتَبَالَةَ " الحديث: 138 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 139 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ أُمَّ حَكَيمٍ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، كَانَتْ تَحْتَ عِكْرِمَةَ بْنِ أَبِي جَهْلٍ، فَأَسْلَمَتْ يَوْمَ الْفَتْحِ بِمَكَّةَ، وَهَرَبَ زَوْجُهَا عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ مِنَ الْإِسْلَامِ حَتَّى قَدِمَ الْيَمَنَ، فَارْتَحَلَتْ أُمُّ حَكِيمٍ حَتَّى قَدِمَتْ عَلَى زَوْجِهَا بِالْيَمَنِ، وَدَعَتْهُ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَأَسْلَمَ وَقَدِمَ [ص: 327] عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَثَبَ إِلَيْهِ فَرِحًا وَمَا عَلَيْهِ رِدَاءٌ حَتَّى بَايَعَهُ، فَثَبَتَا عَلَى نِكَاحِهِمَا ذَلِكَ " الحديث: 139 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 326 140 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ رَكِبَ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ الْبَحْرَ هَارِبًا، فَخَبَّ بِهِمُ الْبَحْرُ فَجَعَلْتِ الصَّرَارِي يَدْعُونَ اللَّهَ وَيُوَحِّدُونَهُ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا مَكَانٌ لَا يَنْفَعُ فِيهِ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ: فَهَذَا إِلَهُ مُحَمَّدٍ الَّذِي يَدْعُونَا إِلَيْهِ، فَارْجِعُوا بِنَا، فَرَجَعَ فَأَسْلَمَ، وَكَانَتِ امْرَأَتُهُ أَسْلَمَتْ قَبْلَهُ فَكَانَا عَلَى نِكَاحِهِمَا " الحديث: 140 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 327 141 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ أَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ أَبِي جَهْلٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ جِئْتُهُ: «مَرْحَبًا بِالرَّاكِبِ الْمُهَاجِرِ، مَرْحَبًا بِالرَّاكبِ الْمُهَاجِرِ» . قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا أَدَعُ نَفَقَةً أَنْفَقْتُهَا عَلَيْكَ إِلَّا أَنْفَقْتُ مِثْلَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ " الحديث: 141 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 328 142 - قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى الْمَخْزُومِيِّ قَالَ: قَالَ شَيْخٌ لَنَا: لَمَّا قَدِمَ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدِينَةَ جَعَلَ النَّاسُ يَتَنَاذَرُونَ: هَذَا ابْنُ أَبِي جَهْلٍ، هَذَا ابْنُ أَبِي جَهْلٍ، فَانْطَلَقَ مُؤَايِلًا حَتَّى دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَقَالَتْ لَهُ أُمُّ سَلَمَةَ: مَا لَكَ؟ وَمَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: مَا شَأْنِي؟ لَا أَخْرُجُ فِي طَرِيقٍ وَلَا سُوقٍ إِلَّا تَنَاذَرُونِي: هَذَا ابْنُ أَبِي جَهْلٍ، هَذَا ابْنُ أَبِي جَهْلٍ. قَالَ: وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خِلَالِ ذَلِكَ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ أُمُّ سَلَمَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَقَالَتِهِ: «مَا بَالُ أَقْوَامٍ يُؤْذُونَ الْأَحْيَاءَ بِشَتْمِ الْأَمْوَاتِ، أَلَا لَا تُؤْذُوا الْأَحْيَاءَ بِشَتْمِ الْأَمْوَاتِ» الحديث: 142 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 143 - قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْن [ص: 330] ُ زَيْدٍ: عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ عِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ كَانَ إِذَا اجْتَهَدَ فِي الْيَمِينِ قَالَ: لَا وَالَّذِي نَجَّانِي يَوْمَ بَدْرٍ " الحديث: 143 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 144 - قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ عِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ، كَانَ يَضَعُ الْمُصْحَفَ عَلَى وَجْهِهِ وَيَقُولُ: «كِتَابُ رَبِّي، كِتَابُ رَبِّي» الحديث: 144 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 330 145 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو يُونُسَ الْقُشَيْرِيُّ [ص: 331] قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ، وَعِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، أُثْبِتُوا يَوْمَ الْيَرْمُوكِ، فَدَعَا الْحَارِثُ بِمَاءٍ يَشْرَبُهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ عِكْرِمَةُ، فَقَالَ الْحَارِثُ: «ادْفَعُوهُ إِلَى عِكْرِمَةَ» ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ عَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ، فَقَالَ عِكْرِمَةُ: «ادْفَعُوهُ إِلَى عَيَّاشٍ» ، فَمَا وَصَلَ إِلَى عَيَّاشٍ وَلَا إِلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ حَتَّى مَاتُوا وَمَا ذَاقُوهُ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ فَأَنْكَرَهُ وَقَالَ: هَذَا وَهْمٌ، رِوَايِتُنَا عَنْ أَصْحَابِنَا جَمِيعًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالسِّيرَةِ أَنَّ عِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي [ص: 332] جَهْلٍ قُتِلَ يَوْمَ أَجْنَادَيْنِ شَهِيدًا فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَلَا خِلَافَ بَيْنَهُمْ فِي ذَلِكَ، وَأَمَّا عَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ فَمَاتَ بِمَكَّةَ، وَأَمَّا الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ فَمَاتَ بِالشَّامِ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ، وَلَيْسَ لِعِكْرِمَةَ بْنِ أَبِي جَهْلٍ عَقِبٌ الحديث: 145 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 330 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَخْزُومٍ، وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ مَخْرَبَةَ بْنِ جَنْدَلِ بْنِ أُبَيْرِ بْنِ نَهْشَلِ بْنِ دَارِمٍ، وَهِيَ أُمُّ أَبِي جَهْلٍ وَالْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَأُمُّهُ لِيَلِيَ بِنْتُ عُطَارِدِ بْنِ حَاجِبِ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَارِمٍ، وَعُمَرَ هُوَ الشَّاعِرُ لِأُمِّ وَلَدٍ، [ص: 334] وَالْحَارِثَ لِأُمِّ وَلَدٍ، وَعَمْرَةَ وَأُمَّ حَكِيمٍ، وَأُمُّهُمَا رَيْحَانَةُ بِنْتُ أَبْرَهَةَ بْنِ الصَّبَّاحِ، وَفَاطِمَةَ وَأُمَّ الْجُلَاسِ لِأُمٍّ لَمْ تُسَمَّ لَنَا. وَأَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَكَانَ اسْمُهُ بَحِيرًا، فَلَمَّا أَسْلَمَ سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 146 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ [ص: 335] الْفَتْحِ فَاسْتَسْلَفَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَأَعْطَاهُ، فَلَمَّا فَتْحَ اللَّهُ عَلَيْهِ هَوَازِنَ وَغَنَّمَهُ أَمْوَالَهُمْ رَدَّهَا، وَقَالَ: «إِنَّمَا جَزَاءُ السَّلَفِ الْحَمْدُ وَالْأَدَاءُ» ، وَقَالَ: «بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي مَالِكَ وَوَلَدِكَ» الحديث: 146 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 147 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ [ص: 336] قَالَ: " لَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَعُمَارَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ مَا كَانَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَصَنَعَ النَّجَاشِيُّ بِعُمَارَةَ مَا صَنَعَ، وَأَمَرَ السَّوَاحِرَ فَنَفَخْنَ فِي إِحْلِيلِهِ فَخَرَجَ بِهَا هَارِبًا مَعَ الْوَحْشِ، فَلَمْ يَزَلْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ حَتَّى كَانَتْ خِلَافَةُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ، وَكَانَ اسْمُهُ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ بَحِيرًا، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَسْلَمَ عَبْدَ اللَّهِ، فَرَصَدَهُ عَلَى مَاءٍ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ كَانَ يَرِدُهُ مَعَ الْوَحْشِ، فَأَقْبَلَ فِي حُمُرِ مِنْ حُمُرِ الْوَحْشِ لِيَرِدَ مَعَهَا، فَلَمَّا وَجَدَ رِيحَ الْإِنْسِ هَرَبَ، حَتَّى إِذَا أَجْهَدَهُ الْعَطَشُ وَرَدَ فَشَرِبَ حَتَّى تَمَلَّأَ، وَخَرَجُوا فِي طَلَبِهِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ: فَسَبَقْتُ فَالْتَزَمْتُهُ، فَجَعَلَ يَقُولُ: يَا بَحِيرُ يَا بَحِيرُ أَرْسِلْنِي، إِنِّي أَمُوتُ إِنْ [ص: 337] أَمْسَكُونِي. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «وَضَبَطْتُهُ فِي يَدِي فَمَاتَ مَكَانَهُ، فَوَارَيْتُهُ ثُمَّ انْصَرَفْتُ، وَكَانَ شَعْرُهُ قَدْ غَطَّى كُلَّ شَيْءٍ مِنْهُ» الحديث: 147 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 148 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، عَنْ رُبَيِّعَ بِنْتِ مُعَوِّذٍ، قَالَتْ: «كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَدِ اسْتَعْمَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ عَلَى الْيَمَنِ، فَكَانَ يَبْعَثُ إِلَى أُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ مَخْرَبَةَ وَهِيَ أُمُّ أَبِي جَهْلٍ بِعِطْرٍ مِنَ الْيَمَنِ، فَكَانَتْ تَبِيعُهُ إِلَى الْأُعْطِيَةِ فَكُنَّا نَشْتَرِي مِنْهَا» الحديث: 148 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 149 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، وَأَبِي جَعْفَرٍ قَالَا: قَالَ عُمَرُ لِأَهْلِ الشُّورَى: «إِنِ اخْتَلَفْتُمْ دَخَلَ عَلَيْكُمْ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ مِنَ الشَّامِ، وَبَعْدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ مِنَ الْيَمَنِ، فَلَا يَرَيَانِ لَكُمْ فَضْلًا إِلَّا بِسَابِقَتِكُمْ» الحديث: 149 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 150 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ قَالَ: قَالَ لَهُمْ عُمَرُ: «إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا يَصْلُحُ لِلطُّلَقَاءِ، وَلَا لَأَبْنَاءِ الطُّلَقَاءِ، فَإِنِ اخْتَلَفْتُمْ فَلَا تَظُنُّوا أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ عَنْكُمْ غَافِلًا» الحديث: 150 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 151 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ [ص: 340] قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ: أَدْخِلُونِي مَعَكُمْ فِي الشُّورَى؛ فَإِنِّي لَا أَنْفَسُ عَلَى أَحَدٍ خَيْرًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ، وَلَا يَعْدِمُكُمْ مِنِّي رَأْيٌ. قَالَ: فَقَالُوا: لَا تَدْخُلْ مَعَنَا. قَالَ: فَاسْمَعُوا مِنِّي، قَالُوا: قُلْ مَا شِئْتَ قَالَ: «إِنْ بَايَعْتُمْ لِعَلِيٍّ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا، وَإِنْ بَايَعْتُمْ لِعُثْمَانَ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا، وَاللَّهِ مَا يَتَشَابَهَانِ، فَاتَّقِ اللَّهَ يَا ابْنَ عَوْفٍ» الحديث: 151 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 152 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ عَامِلًا لِعُثْمَانَ عَلَى صَنْعَاءَ، فَلَمَّا بَلَغَهُ حَصْرُ عُثْمَانَ أَقْبَلَ سَرِيعًا لِيَنْصُرَهُ، فَلَقِيَهُ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ، وَصَفْوَانُ عَلَى فَرَسٍ عَرَبِيٍّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ عَلَى بَغْلَةٍ، فَدَنَا مِنْهَا الْفَرَسُ فَجَاءَتْ فَطَرَحَتِ ابْنَ أَبِي رَبِيعَةَ فَكُسِرَ فَخِذُهُ، فَقَدِمَ مَكَّةَ بَعْدَ الصَّدْرِ، وَعَائِشَةُ يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ تَدْعُو إِلَى الْخُرُوجِ تَطْلُبُ بِدَمِ عُثْمَانَ، فَأَمَرَ بِسَرِيرٍ فَوُضِعَ لَهُ فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ حُمِلَ فَوُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ، فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ خَرَجَ فِي طَلَبِ دَمِ عُثْمَانَ فَعَلَيَّ جِهَازُهُ» فَجَهَّزَ نَاسًا كَثِيرًا وَحَمَلَهُمْ وَلَمْ يَسْتَطِعِ الْخُرُوجَ إِلَى الْجَمَلِ لِمَا كَانَ بِرِجْلِهِ " الحديث: 152 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 153 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّايِبِ قَالَ: «رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ عَلَى سَرِيرِهِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ يَحُضُّ النَّاسَ عَلَى الْخُرُوجِ فِي طَلَبِ دَمِ عُثْمَانَ، يَحْمِلُ مَنْ جَاءَهُ» الحديث: 153 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَخْزُومٍ، وَأُمُّهُ قُلَّةُ بِنْتُ جَحْشِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ ضِبَابِ بْنِ حُجَيْرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. فَوَلَدَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ شَمْسٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَأُمُّهُ فَاخِتَةُ بِنْتُ عَدِيِّ بْنِ قَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ. وَقَيْسَ بْنَ الْوَلِيدِ لِأُمِّ وَلَدٍ، وَبَقِيَّتُهُمْ بِالْعِرَاقِ، فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْوَلِيدِ عَبْدَ اللَّهِ الْأَزْرَقَ، وَلِيَ الْيَمَنَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَسْلَمَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ شَمْسٍ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 341 الْمُهَاجِرُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَأَمُّهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَعْيَا بْنِ مَالِكِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ فِرَاسِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ، وَهُوَ أَخُو أُمِّ سَلَمَةَ بِنْتِ أَبِي أُمَيَّةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِيهَا وَأُمِّهَا، وَكَانَ اسْمُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ سُهَيْلًا، وَهُوَ زَادُ الرَّكْبِ، كَانَ إِذَا سَافَرَ أَنْفَقَ عَلَى أَصْحَابِهِ وَأَهْلِ رُفْقَتِهِ فِي سَفَرِهِمْ ذَلِكَ مِنْ عِنْدِهِ، فَسُمِّيَ بِذَلِكَ: زَادُ الرَّكْبِ. [ص: 343] فَوَلَدَ الْمُهَاجِرُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ عُبَيْدَ اللَّهِ، وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 342 154 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ قَالَ: " كَانَ الْمُهَاجِرُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ قَدْ وَجَدَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَلَّمَ أُمَّ سَلَمَةَ، فَقَالَ: كَلِّمِي لِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهَذَا يَوْمُهُ [ص: 344] عِنْدَكِ. فَأَدْخَلَتْهُ فِي بَيْتٍ. فَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَرُعْهُ إِلَّا مُهَاجِرٌ آخِذٌ بِحِقْوَيْهِ مِنْ خَلْفِهِ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: ارْضَ عَنْهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ. فَرَضِيَ عَنْهُ وَوَلَّاهُ صَنْعَاءَ، فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ، فَبَلَغَهُ أَنَّ الْعَنَسِيَّ قَدْ خَرَجَ بِصَنْعَاءَ، فَرَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَلَّاهُ أَبُو بَكْرٍ صَنْعَاءَ، فَمَضَى فِي وِلَايَتِهِ، قَالَ: فَقُلْتُ لِابْنِ أَبِي سَبْرَةَ: فَإِنَّ رِوَايَتَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ عَامِلًا، فَتُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِصَنْعَاءَ، فَقَالَ: هَكَذَا أَخْبَرَنِيَ الْمُهَاجِرُ بْنُ مِسْمَارٍ الحديث: 154 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 155 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مُنَاحٍ قَالَ: «تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُهَاجِرُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ عَامِلُهُ عَلَى صَنْعَاءَ» الحديث: 155 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 344 خَالِدُ بْنُ الْعَاصِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَأُمُّهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، فَوَلَدَ خَالِدٌ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَعُمَرَ وَعَبْدَ اللَّهِ وَالْوَلِيدَ وَحَفْصَةَ، وَأُمُّهُمْ ضُبَاعَةُ بِنْتُ الْكَهْفِ بْنِ عَامِرِ بْنِ قُرْطِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ قُشَيْرٍ، وَالْحَارِثَ وَالْمُغِيرَةَ وَإِسْمَاعِيلَ وَمُحَمَّدًا وَصَخْرًا وَعَاتِكَةَ، وَأُمُّهُمْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَأُمُّهُ ابْنَةُ كُلَيْبِ بْنِ حَزْنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ خَفَاجَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَقِيلٍ، أَسْلَمَ خَالِدُ بْنُ الْعَاصِ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَأَقَامَ بِمَكَّةَ وَلَمْ يُهَاجِرْ، وَلَهُ عَقِبٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 السَّائِبُ بْنُ أَبِي السَّائِبِ وَاسْمُهُ صَيْفِيُّ بْنُ عَائِذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَأُمُّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ. فَوَلَدَ السَّائِبُ عَبْدَ اللَّهِ، صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَوَى عَنْهُ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ، قُتِلَ يَوْمَ الْجَمَلِ، وَعَوْذَ اللَّهِ وَأَوْسًا، وَأُمُّهُمْ رَمْلَةُ بِنْتُ عُرْوَةَ ذِي الْبَرْدَيْنِ وَهُوَ رَبِيعَةُ بْنُ رِيَاحِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَعَطَاءً وَأُمُّهُ أُمُّ الْحَارِثِ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ هُبَيْرَةَ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، وَحُمَيْدَةَ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ الْأَسْوَدِ بْنِ خَلَفِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ مِنْ خُزَاعَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 156 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثيَمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ،: أَنَّهُ كَانَ يُشَارِكُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ فِي التِّجَارَةِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ جَاءَ، فَقَالَ: [ص: 348] «مَرْحَبًا بِأَخِي وَشَرِيكِي، لَا يُدَارِي وَلَا يُمَارِي، يَا سَائِبُ، قَدْ كُنْتَ تَعْمَلُ أَعْمَالًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَا تُقْبَلُ مِنْكَ - وَكَانَ ذَا سَلَفٍ وَصِلَةٍ - وَهِيَ الْيَوْمَ تُقْبَلُ مِنْكَ» الحديث: 156 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 347 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ بْنِ عَائِذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَأُمُّهُ رَمْلَةُ بِنْتُ عُرْوَةَ ذِي الْبَرْدَيْنِ، وَهُوَ رَبِيعَةُ بْنُ رَبَاحِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ. فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأُمَّ الْحَكَمِ، وَأُمُّهُمَا أُنَيْسَةُ بِنْتُ أُبَيِّ بْنِ خَلَفِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ، وَمُوسَى وَأُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ مَرْوَانَ بْنِ قَيْسٍ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَأُمُّهُ حَيَّةُ بِنْتُ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ بْنِ صُبَيْرَةَ، وَأُمَّ نَافِعٍ وَأُمَّ عَبْدِ اللَّهِ، وَأُمُّهُمَا جُلْذِيَّةُ بِنْتُ أَبِي إِهَابِ بْنِ عَزِيزِ بْنِ قَيْسٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ. وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 349 157 - قَالَ: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ الشَّيْبَانِيُّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ، مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ إِذْ جَاءَ رَسُولُ ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: أَرِنَا يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَيْنَ مُصَلَّى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِ الْكَعْبَةِ. قَالَ: فَقَامَ وَقُمْنَا مَعَهُ، فَقَامَ عِنْدَ الشُّقَّةِ الثَّالِثَةِ مِمَّا يَلِي الْحِجْرَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنْتَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي هَا هُنَا؟ " الحديث: 157 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 350 158 - قَالَ: أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ، يَعْنِي الْيَمَانِيَّ وَالْأَسْوَدَ: «رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةَ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ» الحديث: 158 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 351 159 - قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَوْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ سُورَةَ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى بَلَغَ ذِكْرَ عِيسَى وَأُمِّهِ فَأَخَذَتْهُ شَرْقَةٌ فَرَكَعَ " الحديث: 159 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 352 160 - قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُرَّةَ الْمَكِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَمَرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ السَّايِبِ الْمَخْزُومِيَّ حِينَ جَمَعَ النَّاسَ فِي رَمَضَانَ أَنْ يَقُومَ بِأَهْلِ مَكَّةَ، فَكَانَ يُصَلِّي وَرَاءَ الْمَقَامِ مُسْتَأْخِرًا عَنِ الْمَقَامِ، وَيُصَلِّي بِصَلَاتِهِ مَنْ شَاءَ، وَمَنْ شَاءَ أَنْ يَطُوفَ طَافَ، وَمَنْ شَاءَ أَنْ يُصَلِّيَ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ صَلَّى، فَكَانَ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى مَاتَ فِي زَمَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ. قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: فَجِئْتُ أَسْمَاءَ فَكَلَّمْتُهَا فِي أَنْ تُكَلِّمَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ أَنْ يَأْمُرَنِي أَنْ أَقُومَ بِالنَّاسِ، فَقَالَتْ: ذَلِكَ لَهُ. فَقَالَ: تَرَيْنَهُ يُطِيقُ ذَلِكَ؟ قَالَتْ: قَدْ طَلَبَهُ. فَأَمَرَنِي فَقُمْتُ بِالنَّاسِ حَتَّى قَدِمَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَالَ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَجْمَعَ [ص: 354] النَّاسَ عَلَى إِمَامٍ وَاحِدٍ. فَقُلْتُ: سُنَّةٌ قَدْ كَانَتْ قَبْلِي. فَتَرَكْتُهُمْ، وَكَانَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ يَقُومُ بِالنَّاسِ حَتَّى أُصِيبَ فِي بَصَرِهِ فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ نَافِعٌ: بَلَغَنِي أَنَّ قِيَامَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عِشْرِينَ رَكْعَةً، عِشْرِينَ رَكْعَةً الحديث: 160 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 353 161 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ لَمَّا فَرَغَ مِنْ قَبْرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ وَقَامَ النَّاسُ عَنْهُ قَامَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَوَقَفَ عَلَيْهِ، فَدَعَا لَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ " الحديث: 161 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 354 قَيْسُ بْنُ السَّايِبِ بْنِ عُوَيْمِرِ بْنِ عَايِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَأُمُّهُ رَيْطَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ. فَوَلَدَ قَيْسُ بْنُ السَّايِبِ دَاوُدَ لِأُمِّ وَلَدٍ، وَعَبْدَ رَبِّهِ الْأَكْبَرَ وَأُمُّهُ دَجَاجَةُ بِنْتُ أَسْمَاءَ بْنِ الصَّلْتِ السُّلَمِيَّةُ، وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ كَرِيزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيُّ. وَعِيسَى بْنَ قَيْسٍ وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ جُذَيْمِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عُرَيْجِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 بْنِ سَعْدِ بْنِ جُمَحَ، وَأُمَّ أَيُّوبَ وَأُمَّ عَبْدِ اللَّهِ، وَأُمُّهُمَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ جُذَيْمٍ، وَعَبْدَ رَبِّهِ الْأَصْغَرَ وَأُمُّهُ مِنْ دَوْسٍ، وَسَعِيدًا لِأُمِّ وَلَدٍ، وَفَاطِمَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ حَبِيبٍ بِنْتُ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ الْجُمَحِيِّ، وَمَيْمُونَةَ وَأُمُّهَا رُقَيْقَةُ بِنْتُ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ أُخْتُ وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، أَسْلَمَ قَيْسٌ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَهُوَ مَوْلَى مُجَاهِدٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 356 162 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عِمْرَانَ، [ص: 357] عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " هَذِهِ الْآيَةُ نَزَلَتْ فِي مَوْلَايَ قَيْسِ بْنِ السَّايِبِ: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامَ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184] فَأَفْطَرَ وَأَطْعَمَ كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِينًا " الحديث: 162 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 356 هَبَّارُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَخْزُومٍ، وَأُمُّهُ ابْنَةُ عَبْدِ بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، قُتِلَ يَوْمَ مُؤْتَةَ شَهِيدًا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَتْ مُؤْتَةُ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، فَهَذَا قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ بِخَمْسَةِ أَشْهُرٍ، وَقَدْ أَسْلَمَ هَبَّارٌ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى مُؤْتَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 358 وَأَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَأُمُّهُ ابْنَةُ عَبْدِ بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، قُتِلَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ شَهِيدًا فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَذَلِكَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 سَعِيدُ بْنُ يَرْبُوعِ بْنِ عَنْكَثَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَخْزُومٍ، وَأُمُّهُ لُبْنَى بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ رِيَابِ بْنِ سَهْمٍ، فَوَلَدَ سَعِيدُ بْنُ يَرْبُوعٍ الْحَكَمَ، وَبِهِ كَانَ يُكَنَّى، وَرَيْطَةَ وَهِنْدَ وَأُمَّ حَبِيبٍ وَآمِنَةَ، وَأُمُّهُمْ هِنْدُ بِنْتُ أَبِي الْمُطَاعِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ، وَعُبَيْدًا [ص: 361] وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَعَبْدَ اللَّهِ وَعِيَاضًا وَعَطَاءً وَعَوْنًا، وَأُمُّهُمْ أُمُّ عُبَيْدٍ وَهِيَ أَرْوَى بِنْتُ عَرَكَى بْنِ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَكٍّ مِنْ بَنِي عِمْرَانَ. وَأَسْلَمَ سَعِيدُ بْنُ يَرْبُوعٍ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُنَيْنًا، وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ خَمْسِينَ بَعِيرًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 163 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ [ص: 362] عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ سَعِيدُ بْنُ يَرْبُوعٍ فِيمَنْ يُجَدِّدُ أَنْصَابَ الْحَرَمِ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَعْرِفَةً بِهَا حَتَّى ذَهَبَ بَصَرُهُ فِي آخِرِ خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ» الحديث: 163 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 361 164 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ يَقُولُ: جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ سَعِيدَ بْنَ يَرْبُوعٍ إِلَى مَنْزِلِهِ فَعَزَّاهُ بِذَهَابِ بَصَرِهِ وَقَالَ: " لَا تَدَعُ الْجُمُعَةَ وَلَا الصَّلَاةَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: لَيْسَ لِي قَائِدٌ. قَالَ: فَنَحْنُ نَبْعَثُ إِلَيْكَ بِقَائِدٍ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِغُلَامٍ مِنَ السَّبْيِ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: تُوُفِّيَ سَعِيدُ بْنُ يَرْبُوعٍ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ [ص: 363] فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَكَانَ يَوْمَ تُوُفِّيَ ابْنَ مِائَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَكَانَ لَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ طَرَفِ بَنِي كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ خُزَاعَةَ الحديث: 164 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 حَزْنُ بْنُ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَايِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَأُمُّهُ فَاخِتَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ قُرْطِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ قُشَيْرِ بْنِ كَعْبٍ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ. فَوَلَدَ حَزْنٌ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَالْمُسَيِّبَ أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالسَّايِبَ وَأَبَا سَعِيدٍ وَأُمُّهُمَا أُمُّ الْحَارِثِ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ، وَأُمُّهَا أُمُّ حَبِيبٍ بِنْتُ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ أُخْتُ أَبِي أُحَيْحَةَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، وَحَكِيمَ بْنَ حَزْنٍ قُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا، وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ السَّايِبِ بْنِ عُوَيْمِرِ بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَأَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 165 - قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ الْمَكِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنٌ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ حَزْنٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا اسْمُكَ؟» . قَالَ: قُلْتُ: حَزْنٌ، قَالَ: «بَلِ اسْمُكَ سَهْلٌ» . قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَعْدَ كِبَرِ السِّنِّ أُغَيِّرُ اسْمِي؟ . قَالَ: فَلَمْ تَزَلْ فِينَا حُزُونَةٌ بَعْدُ " الحديث: 165 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 166 - قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ بِشْرٍ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ [ص: 366] قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ قَالَ: " بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جَدِّي حَزْنِ بْنِ أَبِي وَهْبٍ فَقَالَ: «أَنْتَ سَهْلٌ» . فَقَالَ: إِنَّمَا السُّهُولَةُ لِلْحِمَارِ. قَالَ: وَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ قَالَ: «فَنَحْنُ وَاللَّهِ نَعْرِفُ تِلْكَ الْحُزُونَةَ فِينَا» الحديث: 166 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 الْمُسَيِّبُ بْنُ حَزْنِ بْنِ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَايِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَأُمُّهُ أُمُّ الْحَارِثِ بِنْتُ شُعْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ، وَأُمُّهَا أُمُّ حَبِيبٍ بِنْتُ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ. فَوَلَدَ الْمُسَيِّبُ بْنُ حَزْنٍ سَعِيدًا الْفَقِيهَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ دَرَجَ، وَعَمْرًا وَأَبَا بَكْرٍ وَمُحَمَّدًا وَالسَّائِبَ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْأَوْقَصِ، وأُمُّهَا: رَيْطَةُ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ عَنْكَثَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَخْزُومٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 167 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ طَارِقٍ، [ص: 368] عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا فِي الْحُدَيْبِيَةِ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ صَدَّهُ الْمُشْرِكُونَ فَأَنْشَيْنَاهَا، يَعْنِي قَضَيْنَاهَا [ص: 369] " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَا نَعْرِفُ هَذَا عِنْدَنَا، وَإِنَّمَا أَسْلَمَ الْمُسَيِّبُ بْنُ حَزْنٍ مَعَ أَبِيهِ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ الحديث: 167 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 حَكِيمُ بْنُ حَزْنِ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَايِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ السَّايِبِ بْنِ عُوَيْمِرِ بْنِ عَايِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ، أَسْلَمَ مَعَ أَبِيهِ وَأَخِيهِ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 عُثْمَانُ بْنُ وَهْبٍ مِنْ بَنِي مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ، أَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ خَمْسِينَ بَعِيرًا، وَلَمْ نَجِدْ نَسَبَهُ فِي نَسَبِ بَنِي مَخْزُومٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 وَمِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 مُطِيعُ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُوَيْجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَأُمُّهُ الْعَجْمَاءُ وَهِيَ أُنَيْسَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عَفِيفِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ حَبَشِيَّةَ مِنْ خُزَاعَةَ، وَأُمُّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ، وَكَانَ اسْمُ مُطِيعٍ الْعَاصَ، وَأَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُطِيعًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 168 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، [ص: 372] عَنْ عَامِرٍ قَالَ: «لَمْ يُدْرِكْ أَحَدٌ مِنْ عُصَاةِ قُرَيْشٍ غَيْرَ مُطِيعٍ، كَانَ اسْمُهُ الْعَاصَ فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُطِيعًا» فَوَلَدَ مُطِيعُ بْنُ الْأَسْوَدِ هِشَامًا، وَسُلَيْمَانَ، قُتِلَ يَوْمَ الْجَمَلِ، وَعَبْدَ اللَّهِ وَعَائِشَةَ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ هِشَامٍ وَهِيَ آمِنَةُ بِنْتُ أَبِي الْخِيَارِ وَاسْمُهُ عَبْدُ يَالَيْلَ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ غَامِرَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ كَعْبِ بْنِ [ص: 373] عَامِرِ بْنِ لَيْثٍ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَمُسْلِمًا وَمَرْيَمَ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ مُعَاوِيَةَ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ صَخْرِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ نُفَاثَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الدُّئِلِ بْنِ بَكْرٍ، وَالزُّبَيْرَ وَأُمُّهُ الْحَلَالُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ جَابِرِ بْنِ شُجْنَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَصْرِ بْنِ قُعَيْنٍ، وَفَاطِمَةَ وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي عَوْفِ بْنِ صَبِرَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ وَحَفْصَةُ، وَأُمُّهَا ابْنَةُ مُطِيعِ بْنِ ذِي اللِّحْيَةِ، وَهُوَ شُرَيْحُ بْنُ عَامِرٍ مِنْ بَنِي كِلَابٍ. قَالَ: وَمَاتَ مُطِيعُ بْنُ الْأَسْوَدِ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَمَنَازِلُ آلِ مُطِيعٍ بِوَدَّانَ، وَلَهُمْ بِهَا أَمْوَالٌ الحديث: 168 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 أَبُو جَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ بْنِ غَانِمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُوَيْجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَأُمُّهُ بَشِيرَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَدَاةَ بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَوَلَدَ أَبُو جَهْمٍ عَبْدَ اللَّهِ الْأَكْبَرَ قُتِلَ يَوْمَ أَجْنَادَيْنِ شَهِيدًا، وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ جَرْوَلِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ ضَبِيسِ بْنِ رِيَاحِ بْنِ حِزَامٍ، وَمُحَمَّدًا وَمَرْيَمَ، وَأُمُّهُمَا خَوْلَةُ بِنْتُ الْقَعْقَاعِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَارِمٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ وَحُمَيْدًا وَسُعْدَى، وَأُمُّهُمَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 حَبِيبَةُ بِنْتُ الْجُنَيْدِ بْنِ الْجُمَانَةِ بْنِ قَيْسِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ رَوَاحَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مَازِنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قَطِيعَةَ بْنِ عِيسَى بْنِ بِغَيضٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ الْأَصْغَرَ وَسَلْمَانَ وَأُمَّ سَلَمَةَ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ وَهِيَ زُجَاجَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ جَرَّةَ بْنِ النُّعْمَانِ، أَخِيذَةٌ مِنْ غَسَّانَ مِنْ سَبْيِ الْعَرَبِ، وَحَبِيبَةَ وَأُمُّهَا أُمُّ بَكْرَةَ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَزْءِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ جَذِيمَةَ، وَأُمَّ عُبَيْدٍ وَزَيْنَبَ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ، وَصَخْرًا، وَصُخَيْرَةَ، وَأُمَّ سَلَمَةَ، وَأُمُّهُمْ مَرْيَمُ بِنْتُ الْأَسْوَدِ، مِنْ سَلِيحٍ مِنْ سَبْيِ الْعَرَبِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَزَيْنَبَ، وَأُمُّهُمَا امْرَأَةٌ مِنْ يَحْصَبَ مِنْ سَبْيِ الْعَرَبِ. قَالَ: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 وَكَانَ اسْمُ أَبِي جَهْمٍ عُبَيْدًا. وَأَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ ذَلِكَ فَابْتَنَى بِهَا دَارًا، وَكَانَ شَدِيدَ الْعَارِضَةِ، فَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَدْ أَشْرَفَ عَلَيْهِ وَأَخَافَهُ حَتَّى كَفَّ مِنْ غَرْبِ لِسَانِهِ عَلَى النَّاسِ، فَلَمَّا مَاتَ عُمَرُ سُرَّ بِمَوْتِهِ. قَالَ: وَجَعَلَ يَوْمَئِذٍ يَخْتَبِشُ فِي بَيْتِهِ، وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَيُقَالُ: بَقِيَ أَبُو جَهْمٍ إِلَى فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَفِيهَا مَاتَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَهْمِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ غَانِمِ بْنِ عَامِرٍ، وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ جَرْوَلِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَبِيعَةَ، أَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ مَعَ أَبِيهِ، وَخَرَجَ إِلَى الشَّامِ غَازِيًا فَقُتِلَ يَوْمَ أَجْنَادَيْنِ شَهِيدًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 أَبُو حَثْمَةَ بْنُ حُذَيْفَةَ بْنِ غَانِمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُوَيْجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَأُمُّهُ أُمُّ مُوَرِّقٍ وَهِيَ عَبْلَةُ بِنْتُ نُقَيْدِ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ. فَوَلَدَ أَبُو حَثْمَةَ سُلَيْمَانَ، وَأُمُّهُ الشِّفَاءُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ خَلَفِ بْنِ صُدَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَجُدَيْرَ بْنَ أَبِي حَثْمَةَ لَا بَقِيَّةَ لَهُ إِلَّا النِّسَاءُ، وَلَيْلَى وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ مِنْ تَنُوخَ مِنْ سَبْيِ الْعَرَبِ، وَكَانَتِ الشِّفَاءُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ أُمُّ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ، [ص: 380] وَلَهَا دَارٌ بِالْمَدِينَةِ فِي الْحَكَّاكِينَ، وَيُقَالُ إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ اسْتَعْمَلَهَا عَلَى السُّوقِ، وَوَلَدُهَا يُنْكِرُونَ ذَلِكَ وَيَغْضَبُونَ مِنْهُ. وَأَسْلَمَ أَبُو حَثْمَةَ بْنُ حُذَيْفَةَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ بُجْرَةَ بْنِ خَلَفِ بْنِ صُرَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَمْرًا، وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهُ وَلَا أُمُّ أَبِيهِ. وَأَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 وَمِنْ بَنِي سَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 أَبُو وَدَاعَةَ وَاسْمُهُ الْحَارِثُ بْنُ صُبَيْرَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمِ بْنِ عَمْرٍو، وَأُمُّهُ خَالِدَةُ بِنْتُ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ فَوَلَدَ أَبُو وَدَاعَةَ الْمُطَّلِبَ وَأَبَا سُفْيَانَ وَالرَّبْعَةَ وَأُمَّ حَكِيمٍ وَأُمَّ حَبِيبٍ، وَأُمُّهُمْ أَرْوَى بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَكَانَ أَبُو وَدَاعَةَ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ فَأُسِرَ فِيمَنْ أُسِرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لَهُ بِمَكَّةَ ابْنًا كَيِّسًا لَهُ مَالٌ، وَهُوَ مُغْلٍ فِدَاءَهُ» فَخَرَجَ الْمُطَّلِبُ بْنُ أَبِي وَدَاعَةَ مِنْ مَكَّةَ فَسَارَ إِلَى الْمَدِينَةِ أَرْبَعَ لَيَالٍ فَافْتَدَى أَبَاهُ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ، وَكَانَ أَبُو وَدَاعَةَ أَوَّلَ مَنِ افْتُدِيَ مِنَ الْأَسْرَى، [ص: 382] فَتَأَسَّتْ بِهِ قُرَيْشٌ فِي أَسْرَاهُمْ. وَأَسْلَمَ أَبُو وَدَاعَةَ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَبَقِيَ إِلَى خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 169 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَنْ لَهُ عِلْمٌ بِمَوْضِعِ الْمَقَامِ حَيْثُ كَانَ؟، فَقَالَ أَبُو وَدَاعَةَ بْنُ صُبَيْرَةَ السَّهْمِيُّ: عِنْدِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدَّرْتُهُ إِلَى الْبَابِ وَقَدَّرْتُهُ إِلَى رُكْنِ [ص: 383] الْحِجْرِ، وَقَدَّرْتُهُ إِلَى الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ، وَقَدَّرْتُهُ إِلَى زَمْزَمَ، فَقَالَ عُمَرُ: هَاتِهِ، فَأَخَذَهُ عُمَرُ فَرَدَّهُ عَلَى مَوْضِعِهِ الْيَوْمَ لِلْمِقْدَارِ الَّذِي جَاءَ بِهِ أَبُو وَدَاعَةَ " قَالَ: وَكَانَ أَبُو وَدَاعَةَ قَدْ عَرَفَ وَزْنَ الدِّينَارِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ قِيرَاطًا إِلَّا حَبَّةً بِالشَّامِيِّ، فَكَانَ عِنْدَ الْمُطَّلِبِ بْنِ السَّايِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ. حَكَاهُ عَنْهُ إِسْحَاقُ بْنُ حَازِمٍ، وَحَكَاهُ عَنْ إِسْحَاقَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ الحديث: 169 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 الْمُطَّلِبُ بْنُ أَبِي وَدَاعَةَ اسْمُهُ الْحَارِثُ بْنُ صُبَيْرَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَأُمُّهُ أَرْوَى بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، فَوَلَدَ الْمُطَّلِبُ بْنُ أَبِي وَدَاعَةَ الْحَارِثَ وَهُوَ أَبُو شَيْخِ، وَأُمَّ عَمْرٍو الْبَكْرِيِّ لَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِشَامٍ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَإِبْرَاهِيمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 وَحَوْشَبًا وَجَعْفَرًا وَعَبْدَ اللَّهِ وَحَمْزَةَ وَالْمُطَّلِبَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَكَثِيرًا وَأُمَّ عَمْرٍو الصُّغْرَى، وَلَدَتْ لِلْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَلِعُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ التَّيْمِيِّ، وَأُمَّ حَكِيمٍ وَلَدَتْ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الشَّاعِرِ، [ص: 386] وَأُمَّ كَبِيرٍ وَلَدَتْ لِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَحَبِيبَةَ وَلَدَتْ لِلسَّايِبِ بْنِ أَبِي السَّايِبِ وَلِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ، وَأُمُّهُمْ حَبِيبَةُ بِنْتُ نَبِيهِ بْنِ الْحَجَّاجِ، وَعِيَاضًا وَأُمُّهُ قِبْطِيَّةً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 170 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: كَانَ أَبُو وَدَاعَةَ بْنُ صُبَيْرَةَ فِيمَنْ أُسِرَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لَهُ بِمَكَّةَ ابْنًا كَيِّسًا لَهُ مَالٌ، وَهُوَ مُغْلٍ فِدَاءَهُ» . وَرَأَتْ قُرَيْشٌ بِمَكَّةَ ابْنَهُ الْمُطَّلِبَ يَتَجَهَّزُ يَخْرُجُ إِلَى أَبِيهِ يَفْدِيهِ فَقَالُوا: لَا تَعْجَلْ، فَإِنَّا نَخَافُ أَنْ تُفْسِدَ عَلَيْنَا فِي أُسَارَانَا، وَيَرَى مُحَمَّدٌ تَهَالُكَنَا فَيُغْلِيَ عَلَيْنَا الْفِدْيَةَ، فَإِنْ [ص: 387] كُنْتَ تَجِدُ فَإِنَّ كُلَّ قَوْمِكَ لَا يَجِدُونَ مِنَ السَّعَةِ مَا تَجِدُ. فَقَالَ: لَا أَخْرُجُ حَتَّى تَخْرُجُوا. فَلَمَّا غَفَلُوا خَرَجَ مِنَ اللَّيْلِ مُنْسَرِقًا عَلَى رِجْلَيْهِ، فَسَارَ أَرْبَعَ لَيَالٍ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَافْتَدَى أَبَاهُ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ، فَلَامَتْهُ فِي ذَلِكَ قُرَيْشٌ، فَقَالَ: مَا كُنْتُ لِأَتْرُكَ أَبِي أَسِيرًا فِي أَيْدِي الْقَوْمِ وَأَنْتُمْ مُتَضَجِّعُونَ. فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ: إِنَّ هَذَا غُلَامٌ حَدَثٌ مُعْجَبٌ بِرَأْيِهِ، وَهُوَ مُفْسِدٌ عَلَيْكُمْ، إِنِّي وَاللَّهِ غَيْرُ مُفْتَدٍ عَمْرَو بْنَ أَبِي سُفْيَانَ وَلَوْ مَكَثَ سَنَةً أَوْ يُرْسِلَهُ مُحَمَّدٌ، وَاللَّهِ مَا أَنَا بِأَعْوَزِكُمْ، وَلَكِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُدْخِلَ عَلَيْكُمْ مَا يَشُقُّ عَلَيْكُمْ، فَيَكُونَ عَمْرٌو كَأُسْوَتِكُمْ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: ثُمَّ أَسْلَمَ الْمُطَّلِبُ بْنُ أَبِي وَدَاعَةَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، ثُمَّ نَزَلَ بَعْدَ ذَلِكَ الْمَدِينَةَ وَلَهُ بِهَا دَارٌ، وَقَدْ كَانَ بَقِيَ دَهْرًا ثُمَّ تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ وَلَهُ عَقِبٌ، [ص: 388] وَقَدْ رَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَادِيثَ الحديث: 170 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 قَيْسُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ، وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ، وَجَدْنَا اسْمَهُ هَكَذَا فِيمَنْ أَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُنَيْنًا، وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ. وَهَذَا غَلَطٌ فِي اسْمِهِ مِنَ الرُّوَاةِ، وَلَعَلَّهُمْ أَرَادُوا بَعْضَ وَلَدِ وَلَدِهِ لِأَنَّ قَيْسَ بْنَ عَدِيٍّ قَدِيمٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَلَمْ يُدْرِكْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، [ص: 390] وَأَدْرَكَهُ ابْنُهُ الْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ وَهُوَ ابْنُ الْغَيْطَلَةِ بِنْتِ مَالِكٍ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ، وَكَانَ الْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ مِنَ الْمُسْتَهْزِئِينَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَغَزَوْا مَعَهُ، وَقَدْ هَاجَرَ عَامَّتُهُمْ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَقَدْ سَمَّيْنَاهُمْ وَبَيَّنَا أَمَرَهُمْ وَمَشَاهِدَهُمْ فِي مَوَاضِعِهِمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزِّبَعْرَيِّ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ، وَأُمُّهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزِّبَعْرَيِّ هُوَ الشَّاعِرُ الَّذِي كَانَ يَهْجُو أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُحَرِّضُ الْمُشْرِكِينَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فِي شَعْرِهِ وَيُهَاجِي حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ وَغَيْرَهُ مِنَ الشُّعَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ، وَيَسِيرُ مَعَ قُرَيْشٍ حَيْثُ سَارَتْ لِحَرْبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَابْنُ أُخْتِهِ مِقْيَسُ بْنُ صُبَابَةَ اللَّيْثِيُّ الَّذِي قُتِلَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ مُرْتَدًّا كَافِرًا، وَأُمُّهُ رَيْطَةُ بِنْتُ الزِّبَعْرَيِّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 171 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ [ص: 392] بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ هَرَبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزِّبَعْرَيِّ وَهُبَيْرَةُ بْنُ وَهْبٍ الْمَخْزُومِيُّ، وَهُبَيْرَةُ يَوْمَئِذٍ زَوْجُ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، حَتَّى انْتَهَيَا جَمِيعًا إِلَى نَجْرَانَ، فَلَمْ يَأْمَنَا مِنَ الْخَوْفِ حَتَّى دَخَلَا حِصْنَ نَجْرَانَ، فَقِيلَ لَهُمَا: مَا وَرَاءَكُمَا؟ فَقَالَا: أَمَّا قُرَيْشٌ فَقَدْ قُتِلَتْ، وَدَخَلَ مُحَمَّدٌ مَكَّةَ، وَنَحْنُ نُرَى أَنَّ مُحَمَّدًا سَائِرٌ إِلَى حِصْنِكُمْ هَذَا. فَجَعَلَتْ بِلْحَارِثُ بْنُ كَعْبٍ يُصْلِحُونَ مَا رَثَّ مِنْ حِصْنِهِمْ وَجَمَعُوا فَاشِيَتَهُمْ، فَأَرْسَلَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ أَبْيَاتًا يُرِيدُ بِهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزِّبَعْرَيِّ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: أَنْشَدَنِيهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ: [البحر الكامل] لَا تَعْدِمَنَّ رَجُلًا أَحْلَكَ بُغْضُهُ ... نَجْرَانَ فِي عَيْشٍ أَجَدَّ لَئِيمِ بَلِيَتْ قَنَاتُكَ فِي الْحُرُوفِ فَأُلْفِيَتْ ... خَمَّانَةً جَوْفَاءَ ذَاتَ وَصُوِمِ [ص: 393] غَضِبَ الْإِلَهُ عَلَى الزِّبَعْرَيِّ وَابْنِهِ ... وَعَذَابُ سُوءٍ فِي الْحَيَاةِ مُقِيمِ فَلَمَّا بَلَغَ ابْنَ الزِّبَعْرَيِّ شِعْرُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ هَذَا تَهَيَّأَ لِلْخُرُوجِ، فَقَالَ لَهُ هُبَيْرَةُ بْنُ أَبِي وَهْبٍ: أَيْنَ تُرِيدُ ابْنَ عَمِّ؟ قَالَ: أَرَدْتُ مُحَمَّدًا. قَالَ: تُرِيدُ أَنْ تَتَّبِعَهُ؟ قَالَ: إِي وَاللَّهِ. قَالَ: يَقُولُ هُبَيْرَةُ: يَا لَيْتَ أَنِّي كُنْتُ رَافَقْتُ غَيْرَكَ، وَاللَّهِ مَا ظَنَنْتُ أَنَّكَ تَتَّبِعُ مُحَمَّدًا أَبَدًا. قَالَ ابْنُ الزِّبَعْرَيِّ: فَهُوَ ذَاكَ، فَعَلَى أَيِّ شَيْءٍ نُقِيمُ مَعَ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ وَأَتْرُكُ ابْنَ عَمِّي وَخَيْرَ النَّاسِ وَأَبَرَّ النَّاسِ، وَمَعَ قَوْمِي وَدَارِي أَحَبُّ إِلَيَّ. فَانْحَدَرَ ابْنُ الزِّبَعْرَيِّ حَتَّى جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «هَذَا ابْنُ الزِّبَعْرَيِّ وَمَعَهُ وَجْهٌ فِيهِ نُورُ الْإِسْلَامِ» . فَلَمَّا وَقَفَ عَلَيْهِ قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيْ رَسُولَ اللَّهِ، شَهِدْتُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّكَ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانِي لِلْإِسْلَامِ، فَقَدْ عَادَيْتُكَ وَأَجْلَبْتُ عَلَيْكَ، وَرَكِبْتُ الْفَرَسَ وَالْبَعِيرَ وَمَشَيْتُ عَلَى قَدَمَيَّ فِي عَدَاوَتِكَ، ثُمَّ هَرُبْتُ مِنْكَ إِلَى نَجْرَانَ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ لَا أَقْرَبَ الْإِسْلَامَ أَبَدًا، ثُمَّ أَرَادَنِيَ اللَّهُ مِنْهُ بِخَيْرٍ فَأَلْقَاهُ فِي قَلْبِي وَحَبَّبَهُ إِلَيَّ، فَذَكَرْتُ مَا كُنْتُ فِيهِ مِنَ الضَّلَالَةِ وَاتِّبَاعِ مَا لَا يَنْفَعُ ذَا عَقْلٍ مِنْ حَجَرٍ يُعْبَدُ وَيُذْبَحُ لَهُ، لَا يَدْرِي مَنْ عَبَدَهُ وَلَا مَنْ لَا يَعْبُدُهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَاكَ لِلْإِسْلَامِ، أَحْمَدُ اللَّهَ أَنَّ الْإِسْلَامَ يَحُتُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ» . [ص: 394] قَالَ: وَأَقَامَ هُبَيْرَةُ بْنُ أَبِي وَهْبٍ بِنَجْرَانَ مُشْرِكًا حَتَّى مَاتَ بِهَا، وَأَسْلَمَتِ امْرَأَتُهُ أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ يَوْمَ الْفَتْحِ " الحديث: 171 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 وَمِنْ بَنِي جُمَحَ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ، وَأُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ، فَوَلَدَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ عَمْرًا، وَعَبْدَ اللَّهِ الْأَكْبَرَ وَهُوَ الطَّوِيلُ قُتِلَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ يَوْمَ قُتِلَ، وَهِشَامًا الْأَكْبَرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 وَآمِنَةَ وَأُمَّ حَبِيبٍ وَلَدَتْ لِقَيْسِ بْنِ السَّايِبِ بْنِ عُوَيْمِرِ بْنِ عَايِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَأُمُّهُمْ بَرْزَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ الثَّقَفِيِّ، وَأُمُّهَا أَمَةُ بِنْتُ خَلَفِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ، وَعَبْدَ اللَّهِ الْأَصْغَرَ بْنَ صَفْوَانَ، وَصَفْوَانَ بْنَ صَفْوَانَ، وَعَمْرًا الْأَصْغَرَ، وَأُمُّهُمُ الْبَغُومُ بِنْتُ الْمُعَذِّلِ وَهُوَ خَالِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَبَّانَ بْنِ عَبْدِ يَالِيلَ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ الْأَكْبَرَ وَخَالِدًا وَخَالِدَةَ، وَأُمُّهُمْ بَرْزَةُ بِنْتُ أَبِي السُّخَيْلَةِ مِنْ بَنِي فِرَاسِ بْنِ غُنَيْمٍ مِنْ كِنَانَةَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ الْأَصْغَرَ وَأُمُّهُ بِنْتٌ لِأَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَأُمُّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَأُمُّهَا صَفِيَّةُ بِنْت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 396 ُ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَوَهْبًا وَبِهِ كَانَ يُكَنَّى، وَحَكِيمًا وَهِشَامًا الْأَصْغَرَ وَالْحَكَمَ وَأَبَا الْحَكَمِ وَأُمَّ الْحَكَمِ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَهْبٍ بِنْتُ أَبِي أُمَيْمَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 172 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ نِسَاءً كُنَّ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسْلِمْنَ بِأَرْضِهِنَّ غَيْرَ مُهَاجِرَاتٍ وَأَزْوَاجُهُنَّ حِينَ أَسْلَمْنَ كُفَّارٌ، مِنْهُنَّ ابْنَةُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَكَانَتْ تَحْتَ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، فَأَسْلَمَتْ يَوْمَ الْفَتْحِ وَهَرَبَ زَوْجُهَا صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ مِنَ الْإِسْلَامِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ [ص: 398] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَ عَمِّهِ وَهْبَ بْنِ عُمَيْرٍ بِرِدَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَانًا لِصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، وَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِ، فَإِنْ رَضِيَ أَمْرًا وَإِلَّا سَيَّرَهُ شَهْرَيْنِ، فَلَمَّا قَدِمَ صَفْوَانُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرِدَائِهِ نَادَاهُ عَلَى رُؤُوسِ النَّاسِ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ هَذَا وَهْبَ بْنَ عُمَيْرٍ جَاءَنِي بِرِدَائِكَ، يَزْعُمُ أَنَّكَ دَعَوْتَنِي إِلَى الْقُدُومِ عَلَيْكَ، فَإِنْ رَضِيتُ أَمْرًا وَإِلَّا سَيَّرْتَنِي شَهْرَيْنِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «انْزِلْ أَبَا وَهْبٍ» . قَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا أَنْزِلُ حَتَّى تُبَيِّنَ لِي. فَقَالَ: «بَلْ لَكَ تَسِيرُ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ» . فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ هَوَازِنَ بِحُنَيْنٍ فَأَرْسَلَ إِلَى صَفْوَانَ يَسْتَعِيرُهُ أَدَاةً وَسِلَاحًا كَانَ عِنْدَهُ قَالَ صَفْوَانُ: طَوْعًا أَوْ كَرْهًا؟ قَالَ: بَلْ طَوْعًا «. فَأَعَارَهُ السِّلَاحَ وَالْأَدَاةَ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهُ، وَخَرَجَ صَفْوَانُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ كَافِرٌ، فَشَهِدَ حُنَيْنًا وَالطَّائِفَ وَهُوَ كَافِرٌ وَامْرَأَتُهُ مُسْلِمَةٌ، فَلَمْ [ص: 399] يُفَرِّقْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ حَتَّى أَسْلَمَ صَفْوَانُ، وَاسْتَقَرَّتِ امْرَأَتُهُ عِنْدَهُ بِذَلِكَ النِّكَاحِ» الحديث: 172 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 173 - قَالَ مَعْنٌ: قَالَ مَالِكٌ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: «وَكَانَ بَيْنَ إِسْلَامِ صَفْوَانَ وَإِسْلَامِ امْرَأَتِهِ نَحْوًا مِنْ شَهْرٍ» الحديث: 173 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 174 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ، مَوْلَى الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ هَرَبَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ حَتَّى أَتَى الشُّعَيْبَةَ، فَقَالَ عُمَيْرُ بْنُ وَهْب [ص: 400] ٍ الْجُمَحِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَيِّدُ قَوْمِي خَرَجَ هَارِبًا لِيَقْذِفَ نَفْسَهُ فِي الْبَحْرِ، وَخَافَ أَلَّا تُؤَمِّنَهُ، فَأَمِّنْهُ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي. فَقَالَ: «قَدْ أَمَّنْتُهُ» . فَخَرَجَ عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ فِي إِثْرِهِ فَأَدْرَكَهُ فَقَالَ: جِئْتُكَ مِنْ عِنْدِ أَبَرِّ النَّاسِ وَأَوْصَلِ النَّاسِ، وَقَدْ أَمَّنَكَ. قَالَ: لَا وَاللَّهِ حَتَّى تَأْتِيَنِي مِنْهُ بِعَلَامَةٍ أَعْرِفُهَا. فَرَجَعَ عُمَيْرٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ. فَقَالَ: «خُذْ عِمَامَتِي» . وَهُوَ الْبُرْدُ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ مُعْتَجِرًا بِهِ، بُرْدُ حِبَرَةَ، فَخَرَجَ عُمَيْرٌ فِي طَلَبِهِ ثَانِيَةً، فَأَعْطَاهُ الْبُرْدَ مَعْرِفَةً. فَرَجَعَ مَعَهُ، فَانْتَهَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ الْعَصْرَ، فَلَمَّا سَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاحَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ: يَا [ص: 401] مُحَمَّدُ، إِنَّ عُمَيْرَ بْنَ وَهْبٍ جَاءَنِي بِبُرْدِكَ وَزَعَمَ أَنَّكَ دَعَوْتَنِي إِلَى الْقُدُومِ عَلَيْكَ، فَإِنْ رَضِيتُ أَمْرًا وَإِلَّا سَيَّرْتَنِي شَهْرَيْنِ. قَالَ: «انْزِلْ أَبَا وَهْبٍ» . قَالَ: لَا وَاللَّهِ حَتَّى تُبَيِّنَ لِي. قَالَ: «لَكَ تسْيِيرُ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ» . فَنَزَلَ صَفْوَانُ، وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ هَوَازِنَ وَخَرَجَ مَعَهُ صَفْوَانُ وَاسْتَعَارَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِلَاحًا فَأَعَارَهُ مِائَةَ دِرْعٍ بِأَدَاتِهَا، وَشَهِدَ مَعَهُ حُنَيْنًا وَالطَّائِفَ وَهُوَ كَافِرٌ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْجِعْرَانَةِ فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسِيرُ فِي الْغَنَائِمِ يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَمَعَهُ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ، فَجَعَلَ صَفْوَانُ يَنْظُرُ إِلَى شِعْبٍ مُلِئَ: نَعَمٌ وَشَاءٌ وَرِعَاءٌ فَأَدَامَ النَّظَرَ إِلَيْهِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمُقُهُ فَقَالَ: «أَبَا وَهْبٍ، يُعْجِبُكَ هَذَا الشِّعْبُ؟» . قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: هُوَ لَكَ وَمَا فِيهِ. فَقَالَ صَفْوَانُ عِنْدَ ذَلِكَ: مَا طَابَتْ نَفْسُ أَحَدٍ بِمِثْلِ هَذَا إِلَّا نَفْسَ نَبِيٍّ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَسْلَمَ مَكَانَهُ، وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْضًا مَعَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ خَمْسِينَ بَعِيرًا الحديث: 174 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 175 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: [ص: 402] حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ: «لَقَدْ أَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَبْغَضِ النَّاسِ إِلَيَّ، فَمَا زَالَ يُعْطِينِي حَتَّى إِنَّهُ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ» الحديث: 175 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 176 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ الْهُذَلِيِّ قَالَ: «اسْتَقْرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بِمَكَّةَ خَمْسِينَ أَلْفًا فَأَقْرَضَهُ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَمْ يَزَلْ صَفْوَانُ صَحِيحَ الْإِسْلَامِ، وَلَمْ يَبْلُغْنَا أَنَّهُ غَزَا مَعَ [ص: 403] رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا وَلَا بَعْدَهُ، وَلَمْ يَزَلْ مُقِيمًا بِمَكَّةَ إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَقَدْ رَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَادِيثَ الحديث: 176 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 177 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ [ص: 404] أَبِيهِ قَالَ: اصْطَفَّ سَبْعَةٌ، أَرْبَعَةٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَثَلَاثَةٌ فِي الْإِسْلَامِ، يَطْعَمُونَ الطَّعَامَ وَيُنَادُونَ إِلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ، فَأَمَّا مَنْ كَانَ فِي الْإِسْلَامِ فَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ، وَفِي الْجَاهِلِيَّةِ ابْنُ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ " الحديث: 177 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 178 - قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُسٍ، عَن [ص: 405] ْ أَبِيهِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: «إِنَّ الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا مَنْ هَاجَرَ» قَالَ: قُلْتُ: لَا أَدْخُلُ مَنْزِلِي حَتَّى أَتِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْأَلَهُ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: «إِنَّ الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا مَنْ هَاجَرَ» . فَقَالَ: «لَا هِجْرَةَ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، فَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا» الحديث: 178 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 أَبُو مَحْذُورَةَ وَاسْمُهُ أَوْسُ بْنُ مِعْيَرِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ جُمَحَ، وَأُمُّهُ مِنْ خُزَاعَةَ وَكَانَ لَهُ أَخٌ مِنْ أُمِّهِ وَأَبِيهِ يُقَالُ لَهُ أُنَيْسٌ قُتِلَ يوْمَ بَدْرٍ كَافِرًا، وَسَمِعْتُ مَنْ يَنْسِبُ أَبَا مَحْذُورَةَ فَيَقُولُ: اسْمُهُ سَمُرَةُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ وَهْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ [ص: 407] جُمَحَ، وَكَانَ لَهُ أَخٌ مِنْ أَبِيهِ اسْمُهُ أَوْسٌ. فَوَلَدَ أَبُو مَحْذُورَةَ عَبْدَ الْمَلِكِ لِأُمِّ وَلَدٍ، وَحُدْيَرًا وَأُمُّهُ يَمَانِيَةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 179 - قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ السَّايِبِ، عَنْ أُمِّ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ، عَنْ أَبِي مَحْذُورَةَ قَالَ: لَمَّا رَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص: 408] مِنْ حُنَيْنٍ خَرَجْتُ عَاشِرَ عَشَرَةٍ مِنْ مَكَّةَ نَطْلُبُهُمْ، فَسَمِعْتُهُمْ يُؤَذِّنُونَ لِلصَّلَاةِ، فَقُمْنَا نُؤَذِّنُ نَسْتَهْزِئُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَقَدْ سَمِعْتُ فِيَ هَؤُلَاءِ تَأْذِينَ إِنْسَانٍ حَسَنِ الصَّوْتِ» . فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا فَأَذَّنَّا رَجُلًا رَجُلًا، فَكُنْتُ آخِرَهُمْ. فَقَالَ حِينَ أَذَّنْتُ: «تَعَالَ» . فَأَجْلَسَنِي بَيْنَ يَدَيْهِ، فَمَسَحَ عَلَى نَاصِيَتِي، وَبَارَكَ عَلَيَّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: «اذْهَبْ فَأَذِّنْ عِنْدَ الْبَيْتِ الْحَرَامِ» . قُلْتُ: كَيْفَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَعَلَّمَنِي الْأُولَى كَمَا تُؤَذِّنُونَ بِهَا: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، فِي الْأُولَى مِنَ الصُّبْحِ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ: وَعَلَّمَنِي الْإِقَامَةُ مَرَّتَيْنِ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ رَوْحٌ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ هَذَا الْخَبَرَ كُلَّهُ عَنْ أُمِّ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ [ص: 409] أَبِي مَحْذُورَةَ أَنَّهَا سَمِعَتْ ذَلِكَ مِنْ أَبِي مَحْذُورَةَ " الحديث: 179 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 180 - قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَيْرِيزٍ، أَخْبَرَهُ، وَكَانَ، يَتِيمًا فِي حِجْرِ أَبِي مَحْذُورَةَ بْنِ مِعْيَرٍ حِينَ جَهَّزَهُ إِلَى الشَّامِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي مَحْذُورَةَ: أَيْ عَمِّ، إِنِّي خَارِجٌ إِلَى الشَّامِ وَأَخْشَى أَنْ أُسْأَلَ عَنْ تَأْذِينِكَ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّ أَبَا مَحْذُورَةَ قَالَ لَهُ: نَعَمْ، خَرَجْتُ فِي نَفَرٍ فَكُنَّا بِبَعْضِ طَرِيقِ حُنَيْنٍ مَقْفَلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حُنَيْنٍ، فَلَقِيَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، فَأَذَّنَ مُؤَذِّنُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّلَاةِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعْنَا صَوْتَ الْمُؤَذِّنِ وَنَحْنُ مُتَنَكِّبُونَ فَصَرَخْنَا نَحْكِيهِ وَنَسْتَهْزِئُ [ص: 410] بِهِ، فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّوْتَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا، إِلَى أَنْ وَقَفْنَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّكُمُ الَّذِي سَمِعْتُ صَوْتَهُ قَدِ ارْتَفَعَ؟» . فَأَشَارَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ إِلَيَّ، وَصَدَقُوا، فَأَرْسَلَ كُلُّهُمْ وَحَبَسَنِي، فَقَالَ: «قُمْ فَأَذِّنْ بِالصَّلَاةِ» . فَقُمْتُ وَمَا شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا مِمَّا يَأْمُرُنِي بِهِ، فَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَلْقَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَّأْذِينَ هُوَ نَفْسُهُ. فَقَالَ: " قُلِ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. ثُمَّ قَالَ: ارْجِعْ فَامْدُدْ مِنْ صَوْتَكَ، ثُمَّ قُلْ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " ثُمَّ دَعَانِي حِينَ قَضَيْتُ التَّأْذِينَ، فَأَعْطَانِي صُرَّةً فِيهَا شَيْءٌ مِنْ فِضَّةٍ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى نَاصِيَةِ أَبِي مَحْذُورَةَ، ثُمَّ أَمَرَّهَا عَلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، ثُمَّ عَلَى كَبِدِهِ، ثُمَّ بَلَغَتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى سَوْءَةِ أَبِي مَحْذُورَةَ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ وَبَارَكَ عَلَيْكَ» . فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مُرْنِي بِالتَّأْذِينِ بِمَكَّةَ، فَقَالَ: «قَدْ أَمَرْتُكَ بِهِ» . وَذَهَبَ كُلُّ شَيْءٍ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ كَرَاهِيَةٍ، وَعَادَ ذَلِكَ كُلُّهُ مَحَبَّةً لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَدِمْتُ عَلَى عَتَّابِ بْنِ أَسِيدٍ عَامِلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ فَأَذَّنْتُ مَعَهُ بِالصَّلَاةِ عَنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. [ص: 411] وَأَخْبَرَنِي ذَلِكَ مَنْ أَدْرَكْتُ مِنْ أَهْلِي عَمَّنْ أَدْرَكَ أَبَا مَحْذُورَةَ عَلَى نَحْوِ مَا أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَيْرِيزٍ " الحديث: 180 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 181 - قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرٌ الْأَحْوَلُ، أَنَّ مَكْحُولًا، حَدَّثَهُ أَنَّ ابْنَ مُحَيْرِيزٍ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا مَحْذُورَةَ [ص: 412] حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ نَحْوًا مِنْ عِشْرِينَ رَجُلًا فَأَذَّنُوا، فَأَعْجَبَهُ صَوْتُ أَبِي مَحْذُورَةَ، فَعَلَّمَهُ الْأَذَانَ تِسْعَ عَشْرَةَ كَلِمَةً، وَالْإِقَامَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ كَلِمَةً: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " قَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ فِي حَدِيثِهِ: «وَالْإِقَامَةُ مَثْنَى مَثْنَى» وَقَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: «وَالْإِقَامَةُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، حَيَّ عَلَى [ص: 413] الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» الحديث: 181 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 411 182 - قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مْحَذُورَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ أَبُو مَحْذُورَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي سُنَّةَ الْأَذَانِ، فَمَسَحَ نَاصِيَتَهُ قَالَ: " تَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، تَرْفَعُ بِهَا صَوْتَكَ، ثُمَّ تَقُولُ: أَشْهَدُ [ص: 414] أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، تَخْفِضُ بِهَا صَوْتَكَ، ثُمَّ تَرْفَعُ صَوْتَكَ بِالشَّهَادَةِ، بَعْدَ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، إِنْ كَانَتْ صَلَاةُ الْفَجْرِ تَقُولُ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " الحديث: 182 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 413 183 - قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُ أَنْ يُؤَذِّنَ، فَكَانَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ سِتًّا، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ خَمْسًا " الحديث: 183 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 184 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَزْدِيِّ قَالَ: " سَمِعْتُ أَبَا مَحْذُورَةَ، يُؤَذِّنُ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، مِرَارًا " الحديث: 184 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 185 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَحْذُورَةَ يُؤَذِّنُ، فَكَانَ آخِرُ أَذَانِهِ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَه [ص: 416] َ إِلَّا اللَّهُ " الحديث: 185 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 186 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَسَدِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: " كَانَ آخِرُ أَذَانِ أَبِي مَحْذُورَةَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ " الحديث: 186 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 416 187 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي جَدِّي قَالَ: قَالَ أَبُو مَحْذُورَةَ: " مَسَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَاصِيَتِي حَتَّى بَلَغَ صَدْرِي، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهِ» . قَالَ إِبْرَاهِيمُ: فَأَخْبَرَنِي جَدِّي قَالَ: مَا حَلَقَ أَبُو مَحْذُورَةَ نَاصِيَةً حَتَّى مَاتَ. وَقَالَ: لَا أَحْلِقُ شَيْئًا مَسَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الحديث: 187 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 188 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْعَبْدِيُّ قَالَ: [ص: 418] حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَيُّ الْخَلْقِ أَوَّلُ دُخُولًا الْجَنَّةَ. قَالَ: «الْأَنْبِيَاءُ» . قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: الشُّهَدَاءُ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قَالَ: ثُمَّ مُؤَذِّنُ الْكَعْبَةَ قَالَ: ثُمَّ مَنْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قَالَ: «مُؤَذِّنُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ» . قَالَ: ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ . قَالَ: «ثُمَّ مُؤَذِّنُ مَسْجِدِي هَذَا» . قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: سَائِرُ الْمُؤَذِّنِينَ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ " الحديث: 188 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 189 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى أَبَا مَحْذُورَةَ الْأَذَانَ، فَقَدِمَ عُمَرُ قَدْمَةً مَكَّةَ فَنَزَلَ دَارَ الدَّوْمَةِ، فَأَذَّنَ أَبُو مَحْذُورَةَ، ثُمَّ أَتَاهُ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا أَبَا مَحْذُورَةَ، مَا أَنْدَى صَوْتَكَ، أَمَا تَخْشَى أَنْ تَنْشَقَّ مُرَيْطَاكَ مِنْ شِدَّةِ صَوْتَكِ؟ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدِمْتَ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُسْمِعَكَ صَوْتِي. فَقَالَ: يَا أَبَا مَحْذُورَةَ، إِنَّكَ بِأَرْضٍ شَدِيدَةِ الْحَرِّ، فَأَبْرِدْ عَنِ الصَّلَاةِ، ثُمَّ أَبْرِدْ عَنْهَا، ثُمَّ أَبْرِدْ عَنْهَا، ثُمَّ أَذِّنْ، ثُمَّ أَقِمْ، تَجِدْنِي عِنْدَكَ " الحديث: 189 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 190 - قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ عُمَرَ قَالَ لِأَبِي مَحْذُورَةَ: «إِنَّكَ بِأْرَضٍ حَارَّةٍ فَأَبْرِدْ، ثُمَّ أَبْرِدْ، ثُمَّ أَبْرِدْ، ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَقَدْ بَلَغْتُكَ» الحديث: 190 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 191 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي، عَنْ أَبِيهِ،: أَنَّ عُمَرَ قَالَ لَهُ: يَا أَبَا مَحْذُورَةَ، «إِنَّكَ بِأَرْضٍ حَارَّةٍ، وَمَسْجِدٍ ضَاحٍ، فَأَبْرِدْ، ثُمَّ أَبْرِدْ، ثُمَّ أَذِّنْ وَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ، وَأَقِمِ الصَّلَاةَ، آتِيكَ لَا تَأْتِينِي» الحديث: 191 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 192 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي، عَنْ أَبِي مَحْذُورَةَ، أَنَّ عُمَرَ قَالَ لَهُ حِينَ سَمِعَ نِدَاهُ: " أَمَا تَخْشَى عَلَى مُرَيْطَائِكَ؟ قَالَ: إِنِّي تَجَشَّمْتُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ جَدِّي: وَكَانَ أَبُو مَحْذُورَةَ جَهِيرَ الصَّوْتِ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ: مُرَيْطَاهُ: أُنْثَوَيْهِ " الحديث: 192 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 193 - قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْأَزْدِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا مَحْذُورَةَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ يَحْيَى: يَا عَبْدَ اللَّهِ، وَقَالَ يَعْقُوبُ: «يَا حُجَّاجَ بَيْتِ اللَّهِ، كَبِّرُوا وَهَلِّلُوا» فَكَانَ النَّاسُ إِذَا سَمِعُوا صَوْتَ أَبِي مَحْذُورَةَ كَبَّرُوا وَهَلَّلُوا [ص: 422] " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَكَانَ أَبُو مَحْذُورَةَ مُؤَذِّنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بِمَكَّةَ، إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَبَقِيَ الْأَذَانُ فِي وَلَدِهِ وَوَلَدِ وَلَدِهِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْيَوْم [ص: 423] ِ الحديث: 193 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 كَلَدَةُ بْنُ الْحَنْبَلِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هُوَ أَخُو صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ الْجُمَحِيِّ لِأُمِّهِ، وَهُوَ أَسْوَدُ مِنْ سُودَانِ مَكَّةَ. وَقَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ: أُمُّ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ: صَفِيَّةُ بِنْتُ مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ، وَلَيْسَ كَلَدَةُ بِأَخِيهِ، وَلَكِنَّهُ ابْنُ أُخْتِهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ , لَهَا كَلَدَةُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنَا الْحَنْبَلِ بْنِ الْمَلِيكِ، وَهُمَا مِنَ الْعَرَبِ مِنَ الْيَمَنِ مِمَّنْ سَقَطَ إِلَى مَكَّةَ، وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا قَبِيلَتُهُمَا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: قَوْلُ الْوَاقِدِيِّ: إِنَّهُ أَخُو صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ أَصْوَبُ، وَهُوَ قَوْلُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ. وَكَانَ كَلَدَةُ مُتَّصِلًا بِصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بِهَذِهِ الْقَرَابَةِ، يَخْدُمُهُ وَلَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 423 يُفَارِقُهُ فِي سَفَرٍ وَلَا حَضَرٍ , وَلَمْ يَزَلْ عَلَى دِينِ قُرَيْشٍ حَتَّى كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ، وَخَرَجَ مَعَ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ حِينَ خَرَجَ صَفْوَانُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حُنَيْنٍ، وَهُمَا عَلَى الشِّرْكِ بَعْدُ. فَلَمَّا كَانَتْ وَقْعَةُ هَوَازِنَ وَانْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ، تَكَلَّمَ قَوْمٌ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ مِنَ الْكُفْرِ وَالضِّغْنِ وَالْغِشِّ، فَصَرَخَ كَلَدَةُ بْنُ الْحَنْبَلِ: أَلَا بَطَلَ السِّحْرُ الْيَوْمَ. فَقَالَ لَهُ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ: اسْكُتْ، فَضَّ اللَّهُ فَاكَ، وَاللَّهِ لَأَنْ يَرُبَّنِي رَبٌّ مِنْ قُرَيْشٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَرُبَّنِي رَبٌّ مِنْ هَوَازِنَ. ثُمَّ أَسْلَمَ كَلَدَةُ بَعْدَ ذَلِكَ بِإِسْلَامِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، وَلَمْ يَزَلْ بِمَكَّةَ مُقِيمًا، وَقَدْ رَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 424 194 - أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو [ص: 425] بْنُ أَبِي سُفْيَانَ , أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ بَعَثَهُ فِي الْفَتْحِ بِلَبَاءٍ وَجِدَاءٍ وَضَغَابِيسَ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , بِأَعْلَى الْوَادِي. قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَلَمْ أُسَلِّمْ وَلَمْ أَسْتَأْذِنْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ارْجِعْ فَقُلِ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، أَأَدْخُلُ؟» بَعْدَ مَا أَسْلَمَ صَفْوَانُ: " قَالَ عَمْرٌو: وَأَخْبَرَنِي هَذَا الْخَبَرَ أُمَيَّةُ بْنُ صَفْوَانَ، وَلَمْ يَقُلْ: سَمِعْتُهُ مِنْ كَلَدَة الحديث: 194 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 424 وَمِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 426 سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَيُكْنَى أَبَا يَزِيدَ، وَأُمُّهُ حُبَّى بِنْتُ قَيْسِ بْنِ ضُبَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَيَّانَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَلِيحِ بْنِ عَمْرٍو , مِنْ خُزَاعَةَ. فَوَلَدَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو: عَبْدَ اللَّهِ، وَكَانَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 426 الْأَوَّلِينَ، وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَأَبَا جَنْدَلٍ، لَا بَقِيَّةَ لَهُ، وَقَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعُتْبَةَ، وَأُمَّ كُلْثُومٍ، وَلَدَتْ لِأَبِي سَبْرَةَ بْنِ أَبِي رُهْمِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى الْعَامِرِيِّ، وَأُمُّهُمْ فَاخِتَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَهِنْدَ , وَلَدَتْ لِحَفْصِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 بْنِ عَبْدِ بْنِ زَمْعَةَ، ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا عُثْمَانُ بْنُ عَتَّابِ بْنِ أَسِيدٍ بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ، ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزِ بْنِ رَبِيعَةَ , فَوَلَدَتْ لَهُ، ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأُمُّهَا الْحَنْفَاءُ بِنْتُ أَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَسَهْلَةَ بِنْتَ سُهَيْلٍ , لَهَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَلَهَا سَلِيطُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا شَمَّاخُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ قَانِفِ بْنِ الْأَوْقَصِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ فَالِجِ بْنِ ذَكْوَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ فَوَلَدَتْ لَهُ، وَلَهَا أَيْضًا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو مِنْ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ وَرُؤَسَائِهِمْ وَالْمَنْظُورِ إِلَيْهِ مِنْهُمْ، وَشَهِدَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ بَدْرًا فَأُسِرَ , أَسَرَهُ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُمِ فَقَالَ: أَسَرْتُ سُهَيْلًا فَلَمْ أَبْتَغِي ... بِهِ غَيْرَهُ مِنْ جَمِيعِ الْأُمَمْ وَخِنْدِفُ تَعْلَمُ أَنَّ الْفَتَى ... سُهَيْلًا فَتَاهَا إِذَا تَصْطَلِمْ ضَرَبْتُ بِذِي الشِّفْرِ حَتَّى انْحَنَى ... وَأَكْرَهْتُ نَفْسِي عَلَى الْأَعْلَمْ وَيُرْوَى: عَلَى ذِي الْعَلَمْ , وَهُوَ أَجْوَدُ. قَالَ: وَكَانَ سُهَيْلٌ أَعْلَمُ الشَّفَةِ، وَكَانَ سُهَيْلٌ مَعَ مَالِكِ بْنِ الدُّخْشُمِ، فَلَمَّا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 كَانُوا بِشَنُوكَةَ وَهِيَ فِيمَا بَيْنَ السَّيَّالَةِ وَمَلَلٍ، قَالَ سُهَيْلٌ لِمَالِكٍ: خَلِّ سَبِيلِي لِلْغَائِطِ، فَقَامَ مَعَهُ مَالِكٌ، فَقَالَ سُهَيْلٌ: إِنِّي أَحْتَشِمُ فَاسْتَأْخِرْ عَنِّي، فَاسْتَأْخَرَ عَنْهُ، وَمَضَى سُهَيْلٌ عَلَى وَجْهِهِ وَانْتَزَعَ يَدَهُ مِنَ الْقِرَانِ، فَلَمَّا أَبْطَأَ عَلَى مَالِكٍ؛ أَقْبَلَ فَصَاحَ فِي النَّاسِ، فَخَرَجُوا فِي طَلَبِهِ. وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فِي طَلَبِهِ وَقَالَ: «مَنْ وَجَدَهُ فَلْيَقْتُلْهُ» . فَوَجَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفْسُهُ بَيْنَ سَمُرَاتٍ، فَأَمَرَ بِهِ فَرُبِطَتْ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ، ثُمَّ قَرَنَهُ إِلَى رَاحِلَتِهِ فَلَمْ يَرْكَبْ خُطْوَةً حَتَّى وَرَدَ الْمَدِينَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 195 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ حَازِمٍ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ [ص: 431] بْنِ مُقْسِمٍ , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَاحِلَتِهِ الْقَصْوَاءِ، فَأَجْلَسَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَسُهَيْلٌ مَجْنُوبٌ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ أُسَامَةُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَبُو يَزِيدَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَعَمْ، هَذَا الَّذِي كَانَ يُطْعِمُ بِمَكَّةَ الْخُبْزَ» الحديث: 195 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 196 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ , وَقَدِمَ بِالْأَسْرَى [ص: 432] , وَسَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ عِنْدَ آلِ عَفْرَاءَ فِي مَنَاحَتِهِمْ عَلَى عَوْفٍ وَمُعَوِّذٍ , وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُضْرَبَ الْحِجَابُ، فَقَالَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ: فَأُتِينَا فَقِيلَ لَنَا: هَؤُلَاءِ الْأَسْرَى قَدْ أُتِيَ بِهِمْ. فَخَرَجْتُ إِلَى بَيْتِي وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ , وَإِذَا أَبُو يَزِيدَ مَجْمُوعَةٌ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ , فَوَاللَّهِ مَا مَلَكْتُ حِينَ رَأَيْتُهُ مَجْمُوعَةً يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ أَنْ قُلْتُ: أَبَا يَزِيدَ، أَعْطَيْتُمْ بِأَيْدِيكُمْ، أَلَا مُتُّمْ كِرَامًا؟ فَوَاللَّهِ مَا رَاعَنِي إِلَّا قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْبَيْتِ: «أَيَا سَوْدَةُ، أَعَلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ» ؟، قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، إِنْ مَلَكْتُ حِينَ رَأَيْتُ أَبَا يَزِيدَ مَجْمُوعَةً يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ أَنْ قُلْتُ مَا قُلْتُ " الحديث: 196 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 197 - أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: لَمَّا أُسِرَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، انْزِعْ ثَنِيَّتَهُ؛ يُدْلَعْ لِسَانُهُ؛ فَلَا يَقُومُ عَلَيْكَ خَطِيبًا أَبَدًا، وَكَانَ سُهَيْلٌ أَعْلَمُ مِنْ شَفَتِهِ [ص: 433] السُّفْلَى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا أُمَثِّلُ فَيُمَثِّلُ اللَّهُ بِي , وَإِنْ كُنْتُ نَبِيًّا» قَالَ: وَزَادَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: «وَلَعَلَّهُ يَقُومُ مَقَامًا لَا نَكْرَهُهُ» , وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: ذُو الْأَنْيَابِ. قَالَ: فَقَامَ سُهَيْلٌ بِمَكَّةَ حِينَ جَاءَتْهُ وَفَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخُطْبَةِ أَبِي بَكْرٍ كَأَنَّهُ كَانَ سَمِعَهَا، فَقَالَ عُمَرُ حِينَ بَلَغَهُ كَلَامُ سُهَيْلٍ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولَ اللَّهِ , يُرِيدُ حَيْثُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَعَلَّهُ يَقُومُ يَوْمًا مَقَامًا لَا نَكْرَهُهُ» . قَالَ: وَقَدِمَ فِي فِدَاءِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو مِكْرَزُ بْنُ حَفْصِ بْنِ الْأَخْيَفِ، فَانْتَهَى إِلَى رِضَاهُمْ فِيهِ أَرْفَعَ الْفِدَاءِ أَرْبَعَةُ آلَافٍ، فَقَالُوا: هَاتِ مَالَنَا , فَقَالَ: نَعَمْ، اجْعَلُوا رَجُلًا مَكَانَ رَجُلٍ، وَخَلُّوا سَبِيلَهُ، يَعْنِي خُذُونِي مَكَانَهُ رَهْنًا حَتَّى يُرْسِلَ إِلَيْكُمْ بِفِدَائِهِ، فَخَلُّوا سَبِيلَ سُهَيْلٍ، وَحَبَسُوا مِكْرَزَ بْنَ حَفْصٍ فَبَعَثَ سُهَيْلٌ بِالْمَالِ مَكَانَهُ مِنْ مَكَّةَ. وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو هُوَ الَّذِي خَرَجَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحُدَيْبِيَةِ، فَكَلَّمَهُ عَنْ قُرَيْشٍ بِمَا كَلَّمَهُ بِهِ مِنْ إِبَائِهِمْ أَنْ يَدْخُلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ عَامَهُ ذَلِكَ، وَاصْطَلَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسُهَيْلٌ عَلَى الْقَضِيَّةِ الَّتِي كَتَبُوهَا بَيْنَهُمْ، عَلَى أَنْ يَرْجِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَهُ ذَلِكَ , وَلَا يَدْخُلُ مَكَّةَ عَامَهُ ذَلِكَ، وَلَا يَدْخُلُ مَكَّةَ وَيَرْجِعُ قَابِلَ فَيَدْخُلُهَا مُعْتَمِرًا بِسِلَاحِ الْمُسَافِرِ، السُّيُوفُ فِي الْقِرَبِ، وَعَلَى الْهُدْنَةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَهُمْ، [ص: 434] فَرَضِيَتْ قُرَيْشٌ بِمَا صَنَعَ سُهَيْلٌ، وَأَقَامَ سُهَيْلٌ عَلَى دِينِ قَوْمِهِ حَتَّى كَانَ فَتْحُ مَكَّةَ الحديث: 197 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 432 198 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو: " لَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ اقْتَحَمْتُ بَيْتِي، وَغَلَّقْتُ عَلَيَّ بَابِي، وَأَرْسَلْتُ إِلَى ابْنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُهَيْلٍ: أَنِ اطْلُبْ لِي جِوَارًا مِنْ مُحَمَّدٍ , فَإِنِّي لَا آمَنُ أَنْ أُقْتَلَ. فَذَهَبَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَبِي تُؤَمِّنُهُ؟ قَالَ: «نَعَمْ، هُوَ آمِنٌ بِأَمَانِ اللَّهِ فَلْيَظْهَرْ» . ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَنْ حَوْلَهُ: «مَنْ لَقِيَ سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو فَلَا يَشُدُّ النَّظَرَ إِلَيْهِ، فَلَعَمْرِي , إِنَّ سُهَيْلًا لَهُ عَقْلٌ وَشَرَفٌ، وَمَا مِثْلُ سُهَيْلٍ جَهِلَ الْإِسْلَامَ» . فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُهَيْلٍ إِلَى أَبِيهِ فَخَبَّرَهُ بِمَقَالَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ سُهَيْلٌ: كَانَ وَاللَّهِ بَرًّا صَغِيرًا وَكَبِيرًا. فَكَانَ سُهَيْلٌ يُقْبِلُ وَيُدْبِرُ آمِنًا، وَخَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى شِرْكِهِ، حَتَّى أَسْلَمَ بِالْجِعْرَانَةِ، فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ " الحديث: 198 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 199 - أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ , عَنْ [ص: 435] عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَيْصِنٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ قَالَا: " كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو: أَنِ «اهْدِ لَنَا مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ وَلَا تَتْرُكَنَّهُ» ، قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ بِمَزَادَتَيْنِ مَمْلُوئَتَيْنِ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ ". قَالَ ابْنُ أَبِي حُسَيْنٍ: وَجَعَلَ عَلَيْهَا كَرًّا غُوطِيًّا الحديث: 199 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 200 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي فَرْوَةُ بْنُ زُبَيْدِ بْنِ طُوسَا قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْحُمُرِ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: نَظَرْتُ إِلَى سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو يَوْمَ جَاءَ نَعْيُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَكَّةَ وَقَدْ تَقَلَّدَ السَّيْفَ، ثُمَّ قَالَ: فَخَطَبَنَا بِخُطْبَةِ أَبِي بَكْرٍ الَّتِي خَطَبَ بِالْمَدِينَةِ , كَأَنَّهُ سَمِعَهَا , فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ , مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ , وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيُّ لَا يَمُوتُ، وَقَدْ نَعَى اللَّهُ نَبِيَّكُمْ إِلَيْكُمْ وَهُوَ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ , وَنَعَاكُمْ إِلَى أَنْفُسِكُمْ، فَهُوَ الْمَوْتُ حَتَّى لَا يَبْقَى أَحَدٌ. أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ قَالَ: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30] ثُمَّ قَالَ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ، أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} [آل عمران: 144] وَقَالَ: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ [ص: 437] الْمَوْتِ} [الأنبياء: 35] ثُمَّ تَلَا: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88] فَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْتَصِمُوا بِدِينِكُمْ، وَتَوَكَّلُوا عَلَى رَبِّكُمْ، فَإِنَّ دِينَ اللَّهِ قَائِمٌ، وَكَلِمَةُ اللَّهِ تَامَّةٌ، وَإِنَّ اللَّهَ نَاصِرٌ مَنْ نَصَرَهُ، وَمُعِزٌّ دِينَهُ، وَقَدْ جَمْعَكُمُ اللَّهُ عَلَى خَيْرِكُمْ ". فَلَمَّا بَلَغَ عُمَرَ كَلَامُ سُهَيْلٍ بِمَكَّةَ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّ مَا جَاءَ بِهِ حَقٌّ. هَذَا هُوَ الْمَقَامُ الَّذِي عَنَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ لِي: «يَقُومُ مَقَامًا لَا نَكْرَهُهُ» الحديث: 200 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 201 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ قَمَاذِينَ قَالَ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ كُبَرَاءِ قُرَيْشٍ الَّذِينَ تَأَخَّرَ إِسْلَامُهُمْ فَأَسْلَمُوا يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ أَكْثَرَ صَلَاةً وَلَا صَوْمًا وَلَا صَدَقَةً وَلَا أَقْبَلَ عَلَى مَا يَعْنِيهِ مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ مِنْ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، حَتَّى أَنْ كَانَ [ص: 438] لَقَدْ شَحَبَ وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَكَانَ كَثِيرَ الْبُكَاءِ رَقِيقًا عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ. لَقَدْ رُئِيَ يَخْتَلِفُ إِلَى مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ يُقْرِئُهُ الْقُرْآنَ وَهُوَ بِمَكَّةَ، حَتَّى خَرَجَ مُعَاذٌ مِنْ مَكَّةَ، وَحَتَّى قَالَ لَهُ ضِرَارُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا أَبَا زَيْدٍ: تَخْتَلِفُ إِلَى هَذَا الْخَزْرَجِيِّ يُقْرِئُكَ الْقُرْآنَ؟ , أَلَا يَكُونُ اخْتِلَافُكَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ قَوْمِكَ مِنْ قُرَيْشٍ؟ فَقَالَ: يَا ضِرَارُ هَذَا الَّذِي صَنَعَ بِنَا مَا صَنَعَ حَتَّى سَبَقَنَا كُلَّ السَّبْقِ، إِنِّي لَعَمْرِي أَخْتَلِفُ إِلَيْهِ، فَقَدْ وَضَعَ الْإِسْلَامُ أَمَرَ الْجَاهِلِيَّةِ، وَرَفَعَ اللَّهُ أَقْوَامًا بِالْإِسْلَامِ كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَا يُذْكَرُونَ، فَلَيْتَنَا كُنَّا مَعَ أُولَئِكَ فَتَقَدَّمْنَا، وَإِنِّي لَأَذْكُرُ مَا قَسَمَ اللَّهُ لِي فِي تَقَدُّمِ إِسْلَامِ أَهْلِ بَيْتِي، الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَمَوْلَايَ عُمَيْرِ بْنِ عَوْفٍ فَأُسَرُّ بِهِ وَأَحْمَدُ اللَّهَ عَلَيْهِ، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللَّهُ نَفَعَنِي بِدُعَائِهِمْ أَلَّا أَكُونَ مُتُّ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ نُظَرَائِي وَقُتِلُوا. وَقَدْ شَهِدْتُ مَوَاطِنَ، كُلُّهَا أَنَا فِيهَا مُعَانِدٌ لِلْحَقِّ: يَوْمَ بَدْرٍ , وَيَوْمَ أُحُدٍ , وَالْخَنْدَقَ، وَأَنَا وُلِّيتُ أَمْرَ الْكِتَابِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ، يَا ضِرَارُ، إِنِّي لَأَذْكُرُ مُرَاجَعَتِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ وَمَا كُنْتُ أَلِطُّ بِهِ مِنَ الْبَاطِلِ؛ فَأَسْتَحْيِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بِمَكَّةَ وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ، وَلَكِنَّ مَا كَانَ فِينَا مِنَ الشِّرْكِ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ، وَانْظُرْ إِلَى ابْنِي عَبْدِ اللَّهِ وَمَوْلَايَ عُمَيْرِ بْنِ عَوْفٍ , قَدْ فَرَّا مِنِّي فَصَارَا فِي حَيِّزِ مُحَمَّدٍ، وَمَا عُمِّيَ عَلَيَّ يَوْمَئِذٍ مِنَ الْحَقِّ لِمَا أَنَا فِيهِ مِنَ الْجَهَالَةِ، وَمَا أَرَادَ بِهِمَا اللَّهُ بِهِ مِنَ الْخَيْرِ، ثُمَّ قُتِلَ ابْنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُهَيْلٍ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا. [ص: 439] عَزَّانِي بِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الشَّهِيدَ لَيَشْفَعُ لِسَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ» . فَأَنَا أَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ يَشْفَعُ لَهُ الحديث: 201 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 202 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ زِيَادِ بْنِ مِينَاءَ، عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ أَبِي فَضَالَةَ الْأَنْصَارِيِّ , وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، قَالَ: " اصْطَحَبْتُ أَنَا وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو إِلَى الشَّامِ لَيَالِيَ أَغْزَانَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، فَسَمِعْتُ سُهَيْلًا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَقَامُ أَحَدِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ سَاعَةً خَيْرٌ مِنْ عَمَلِهِ عُمْرَهُ فِي أَهْلِهِ» ، فَقَالَ سُهَيْلٌ: وَأَنَا أُرَابِطُ حَتَّى أَمُوتَ وَلَا أَرْجِعُ إِلَى [ص: 440] مَكَّةَ أَبَدًا، فَلَمْ يَزَلْ بِالشَّامِ حَتَّى مَاتَ بِهَا فِي طَاعُونِ عَمَوَاسٍ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ , فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " الحديث: 202 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 سَهْلُ بْنُ عَمْرٍو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنَ لُؤَيٍّ، وَأُمُّهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ زُهَيْرِ بْنِ عَبْدِ أَسْعَدَ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، فَوَلَدَ سَهْلُ بْنُ عُمَرَ: عَمْرًا، وَعَبْدَ اللَّهِ، لَا بَقِيَّةَ لَهُمَا، وَأُمُّهُمَا ظَبْيَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. وَأَسْلَمَ سَهْلُ بْنُ عَمْرٍو يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ مَعَ أَخِيهِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، وَقَدِمَ سَهْلُ بْنُ عَمْرٍو بَعْدَ ذَلِكَ الْمَدِينَةَ , فَنَزَلَهَا وَلَهُ بِهَا دَارٌ، وَبَقِيَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَهْرًا طَوِيلًا، ثُمَّ تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 حُوَيْطِبُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ عَلْقَمَةَ بْنِ غَزْوَانَ بْنِ يَرْبُوعَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. فَوَلَدَ حُوَيْطِبُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى: أَبَا سُفْيَانَ، وَأُمُّهُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَأَبَا الْحَكَمِ، وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ زَمْعَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ , مِنْ بَنِي [ص: 443] عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَأُمُّهُ أُنَيْسَةُ بِنْتُ حَفْصِ بْنِ الْأَحْنَفِ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 203 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْأَشْهَلِيُّ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ حُوَيْطِبُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى الْعَامِرِيُّ قَدْ بَلَغَ عِشْرِينَ وَمِائَةَ سَنَةٍ: سِتِّينَ سَنَةً فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَسِتِّينَ فِي الْإِسْلَامِ، فَلَمَّا وَلِيَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ الْمَدِينَةَ فِي عَامِهِ الْأَوَّلِ دَخَلَ عَلَيْهِ حُوَيْطِبُ مَعَ مَشْيَخَةٍ جُلَّةٍ: حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ , وَمَخْرَمَةُ بْنُ نَوْفَلٍ، فَتَحَدَّثُوا عِنْدَهُ ثُمَّ تَفَرَّقُوا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ حُوَيْطِبٌ يَوْمًا بَعْدَ ذَلِكَ فَتَحَدَّثَ عِنْدَهُ. فَقَالَ مَرْوَانُ: مَا سِنُّكَ؟ , فَأَخْبَرَهُ , فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ: تَأَخَّرَ إِسْلَامُكَ أَيُّهَا الشَّيْخُ حَتَّى سَبَقَكَ الْأَحْدَاثُ، فَقَالَ حُوَيْطِبٌ: اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ، وَاللَّهِ لَقَدْ هَمَمْتُ بِالْإِسْلَامِ غَيْرَ مَرَّةٍ كُلُّ ذَلِكَ يَعُوقُنِي أَبُوكَ وَيَنْهَانِي، وَيَقُولُ: تَضَعُ شَرَفَكَ، وَتَدَعُ دِينَ آبَائِكَ لِدِينٍ مُحْدَثٍ، وَتَصِيرُ تَابِعًا؟ قَالَ: فَأَسْكَتَ وَاللَّهِ مَرْوَانَ، وَنَدِمَ عَلَى مَا كَانَ قَالَ لَهُ، ثُمَّ قَالَ حُوَيْطِبٌ: أَمَا كَانَ أَخْبَرَكَ عُثْمَانُ , رَحِمَهُ اللَّهُ , مَا كَانَ لَقِيَ مِنْ أَبِيكَ حِينَ أَسْلَمَ؟ فَازْدَادَ مَرْوَانُ غَمًّا. ثُمَّ قَالَ حُوَيْطِبٌ: مَا كَانَ فِي قُرَيْشٍ أَحَدٌ مِنْ كُبَرَائِهَا الَّذِينَ عَلَى [ص: 444] دِينِ قَوْمِهِمْ إِلَى أَنْ فُتِحَتْ مَكَّةُ كَانَ أَكْرَهَ لِمَا هُوَ عَلَيْهِ مِنِّي، وَلَكِنِ الْمَقَادِيرُ، وَلَقَدْ شَهِدْتُ بَدْرًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ فَرَأَيْتُ عِبَرًا، رَأَيْتُ الْمَلَائِكَةَ تَقْتُلُ وَتَأْسِرُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ , فَقُلْتُ: هَذَا رَجُلٌ مَمْنُوعٌ، وَلَمْ أَذْكُرْ مَا رَأَيْتُ، فَانْهَزَمْنَا رَاجِعِينَ إِلَى مَكَّةَ، فَأَقَمْنَا بِمَكَّةَ وَقُرَيْشٌ تُسْلِمُ رَجُلًا رَجُلًا، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْحُدَيْبِيَةِ حَضَرْتُ وَشَهِدْتُ الصُّلْحَ وَمَشَيْتُ فِيهِ حَتَّى تَمَّ، وَكُلُّ ذَلِكَ أُرِيدُ الْإِسْلَامَ، وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا مَا يُرِيدُ، فَلَمَّا كَتَبْنَا صُلْحَ الْحُدَيْبِيَةِ , كُنْتُ أَنَا أَحَدَ شُهُودِهِ، وَقُلْتُ: لَا تَرَى قُرَيْشٌ مِنْ مُحَمَّدٍ إِلَّا مَا يَسُوؤُهَا , قَدْ رَضِيتُ أَنْ دَافَعْتُهُ بِالرَّاحِ. وَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عُمْرَةِ الْقَضِيَّةِ وَخَرَجَتْ قُرَيْشٌ عَنْ مَكَّةَ، كُنْتُ فِيمَنْ تَخَلَّفَ بِمَكَّةَ أَنَا وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو , لِأَنْ يَخْرُجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَضَى الْوَقْتُ وَهُوَ ثَلَاثٌ، فَلَمَّا انْقَضَتِ الثَّلَاثُ أَقْبَلْتُ أَنَا وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فَقُلْتُ: قَدْ مَضَى شَرْطُكَ , فَاخْرُجْ مِنْ بَلَدِنَا، فَصَاحَ: «يَا بِلَالُ، لَا تَغِيبُ الشَّمْسُ وَأَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِمَكَّةَ مِمَّنْ قَدِمَ مَعَنَا» الحديث: 203 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 204 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَحْمُودٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ , عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَهْمٍ قَالَا: قَالَ حُوَيْطِبُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى: لَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ [ص: 445] عَامَ الْفَتْحِ خِفْتُ خَوْفًا شَدِيدًا، فَخَرَجْتُ مِنْ بَيْتِي وَفَرَّقْتُ عِيَالِي فِي مَوَاضِعَ يَأْمَنُونَ فِيهَا، ثُمَّ انْتَهَيْتُ إِلَى حَائِطِ عَوْفٍ فَكُنْتُ فِيهِ، فَإِذَا أَنَا بِأَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ , وَكَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ خُلَّةٌ، وَالْخُلَّةُ أَبَدًا نَافِعَةٌ , فَلَمَّا رَأَيْتُهُ هَرَبْتُ مِنْهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ، قَالَ: مَالَكَ؟ قُلْتُ: الْخَوْفُ، قَالَ: لَا خَوْفَ عَلَيْكَ، تَعَالَ أَنْتَ آمِنٌ بِأَمَانِ اللَّهِ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ وَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ , فَقَالَ لِيَ: اذْهَبْ إِلَى مَنْزِلِكَ، قَالَ: فَقُلْتُ: وَهَلْ لِي سَبِيلٌ إِلَى مَنْزِلِي , وَاللَّهِ مَا أَرَانِي أَصِلُ إِلَى بَيْتِي حَيًّا حَتَّى أُلْقَى فَأُقْتَلَ , أَوْ يُدْخَلَ عَلَيَّ مَنْزِلِي فَأُقْتَلَ، وَإِنَّ عِيَالِي لَفِي مَوَاضِعَ شَتَّى. قَالَ: فَاجْمَعْ عِيَالَكَ مَعَكَ فِي مَوْضِعٍ , وَأَنَا أَبْلُغُ مَعَكَ مَنْزِلَكَ. فَبَلَغَ مَعِي مَنْزِلِي وَجَعَلَ يُنَادِي عَلَى بَابِي: أَنَّ حُوَيْطِبَ آمِنٌ فَلَا يُهَجْ. ثُمَّ انْصَرَفَ أَبُو ذَرٍّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: «أَوَلَيْسَ قَدْ أَمَّنَّا النَّاسَ كُلَّهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرْتُ بِقَتْلِهِ» ؟ قَالَ: فَاطْمَأْنَنْتُ، وَرَدَدْتُ عِيَالِي إِلَى مَوَاضِعِهِمْ وَعَادَ إِلَيَّ أَبُو ذَرٍّ فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، حَتَّى مَتَى وَإِلَى مَتَى، قَدْ سُبِقْتَ فِي الْمَوَاطِنِ كُلِّهَا , وَفَاتَكَ خَيْرٌ كَثِيرٌ , وَبَقِيَ خَيْرٌ كَثِيرٌ , فَأْتِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلِمْ تَسْلَمْ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَرُّ النَّاسِ، وَأَوْصَلُ النَّاسِ، وَأَحْلَمُ النَّاسِ، شَرَفُهُ شَرَفُكَ , وَعِزُّهُ عِزُّكَ، قَالَ: قُلْتُ: فَأَنَا أَخْرُجُ مَعَكَ فَآتِيهِ. قَالَ: فَخَرَجْتُ مَعَهُ حَتَّى أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَطْحَاءِ، وَعِنْدَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ , فَوَقَفْتُ عَلَى رَأْسِهِ، وَقَدْ سَأَلْتُ أَبَا ذَرٍّ: كَيْفَ يُقَالُ لَهُ إِذَا سُلِّمَ عَلَيْهِ؟ قَالَ: قُلِ: السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَقُلْتُهَا، فَقَالَ: «وَعَلَيْكَ السَّلَامُ , أَحُوَيْطِبٌ؟» . قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَاكَ» ، قَالَ: وَسُرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِسْلَامِي، وَاسْتَقْرَضَنِي مَالًا فَأَقْرَضْتُهُ أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، وَشَهِدْتُ مَعَهُ حُنَيْنًا وَالطَّائِفَ، وَأَعْطَانِي مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ مِائَةَ بَعِيرٍ ". [ص: 446] ثُمَّ قَدِمَ حُوَيْطِبُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى بَعْدَ ذَلِكَ الْمَدِينَةَ , فَنَزَلَهَا وَلَهُ بِهَا دَارٌ بِالْبَلَاطِ عِنْدَ أَصْحَابِ الْمَصَاحِفِ الحديث: 204 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 205 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " بَاعَ حُوَيْطِبٌ دَارَهُ بِمَكَّةَ مِنْ مُعَاوِيَةَ بِأَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ؟ قَالَ: وَمَا أَرْبَعُونَ أَلْفُ دِينَارٍ لِرَجُلٍ عِنْدَهُ خَمْسَةٌ مِنَ الْعِيَالِ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ: هُوَ وَاللَّهِ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهِمُ الْقُوتُ فِي كُلِّ شَهْرٍ " وَمَاتَ حُوَيْطِبُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ، فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , وَكَانَ لَهُ يَوْمَ مَاتَ مِائَةٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً الحديث: 205 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَأُمُّهُ مَهَانَةُ بِنْتُ جَابِرٍ , مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ، فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ: مُحَمَّدًا , وَأُمُّهُ بِنْتُ حَمْزَةَ بْنِ السَّرْحِ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ، وَعِيَاضًا , لِأُمِّ وَلَدٍ، وَأُمَّ كُلْثُومٍ , وَأُمُّهَا مِنْ حِمْيَرَ، وَرَمْلَةَ , وَأُمُّهَا أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأُمَّ جَمِيلٍ، وَدَعْدَ، وَأُمَّ الْفَضْلِ، وَأُمَّ عَمْرٍو، لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 قَالُوا: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ قَدْ أَسْلَمَ قَدِيمًا، وَكَانَ يَكْتُبُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْيَ، فَرُبَّمَا أَمْلَى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 181] فَكَتَبَ «عَلِيمٌ حَكِيمٌ» فَيَقْرَأُهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُ: «كَذَلِكَ اللَّهُ» . وَيُقِرُّهُ. فَافْتُتِنَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ وَقَالَ: مَا يَدْرِي مُحَمَّدٌ مَا يَقُولُ، إِنِّي لَأَكْتُبُ لَهُ مَا شِئْتُ، هَذَا الَّذِي كَتَبْتُ يُوحَى إِلَيَّ كَمَا يُوحَى إِلَى مُحَمَّدٍ. وَخَرَجَ هَارِبًا مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ مُرْتَدًا، فَأَهْدَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَمَهُ يَوْمَ الْفَتْحِ. فَجَاءَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَكَانَ أَخَاهُ فِي الرَّضَاعَةِ، فَقَالَ: " يَا أَخِي، إِنِّي وَاللَّهِ قَدِ اخْتَرْتُكَ عَلَى غَيْرِكَ، فَاحْبِسْنِي هَاهُنَا، وَاذْهَبْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلِّمْهُ فِيَّ، فَإِنَّ مُحَمَّدًا إِنْ رَآنِي ضَرَبَ الَّذِي فِيهِ عَيْنَايَ، إِنَّ جُرْمِي أَعْظَمُ الْجُرْمِ، وَقَدْ جِئْتُكَ تَائِبًا. فَقَالَ عُثْمَانُ: بَلِ اذْهَبْ مَعِي. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَاللَّهِ لَئِنْ رَآنِي لَيَضْرِبَنَّ عُنُقِي وَلَا يُنَاظِرُنِي، قَدْ أَهْدَرَ دَمِي، وَأَصْحَابُهُ يَطْلُبُونَنِي فِي كُلِّ مَوْضِعٍ. فَقَالَ عُثْمَانُ: انْطَلِقْ مَعِي، فَلَا يَقْتُلُكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. فَلَمْ يُرَعْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا بِعُثْمَانَ آخِذٌ بِيَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ وَاقِفَيْنِ بَيْنَ يَدَيْهِ. فَأَقْبَلَ عُثْمَانُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمَّهُ كَانَتْ تَحْمِلُنِي وَتُمْشِيهِ، وَكَانَتْ تُرْضِعُنِي وَتَفْطِمُهُ، وَكَانَتْ تُلْطِفُنِي وَتَتْرُكُهُ، فَهَبْهُ لِي. فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَعَلَ عُثْمَانُ كُلَّمَا أَعْرَضَ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَجْهِهِ اسْتَقْبَلَهُ، فَيُعِيدُ عَلَيْهِ هَذَا الْكَلَامَ، وَإِنَّمَا أَعْرَضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِرَادَةَ أَنْ يَقُومَ رَجُلٌ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ لِأَنَّهُ لَمْ يُؤَمِّنْهُ، فَلَمَّا رَأَى أَنَّ لَا يَقُومُ أَحَدٌ، وَعُثْمَانُ قَدْ أَكَبَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ رَأْسَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تُبَايِعُهُ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَعَمْ» , ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: " مَا مَنَعَكُمْ أَنْ يَقُومَ رَجُلٌ مِنْكُمْ إِلَى هَذَا الْكَلْبِ فَيَقْتُلُهُ، أَوْ قَالَ: «الْفَاسِقِ» ؟ . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 448 فَقَالَ عَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ: أَلَا أَوْمَأْتَ إِلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، إِنِّي لَأَتْبَعُ طَرْفَكَ فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ، رَجَاءَ أَنْ تُشِيرَ إِلَيَّ فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ. وَيُقَالُ: قَالَ: هَذَا أَبُو الْيَسَرِ، وَيُقَالُ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَلَعَلَّهُمْ قَالُوهُ جَمِيعًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي لَا أَقْتُلُ بِالْإِشَارَةِ» , وَقَائِلٌ يَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَئِذٍ: «إِنَّ النَّبِيَّ لَا تَكُونُ لَهُ خَائِنَةُ الْأَعْيُنِ» , فَبَايَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْإِسْلَامِ. وَجَعَلَ عَبْدُ اللَّهِ بَعْدَ ذَلِكَ كُلَّمَا رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفِرُّ مِنْهُ، فَقَالَ عُثْمَانُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، لَوْ تَرَى ابْنَ أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ يَفِرُّ مِنْكَ كُلَّمَا رَآكَ. فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: «أَوَلَمْ أُبَايِعْهُ وَأُؤَمِّنْهُ» فَقَالَ: بَلَى , أَيْ رَسُولَ اللَّهِ، وَلَكِنَّهُ يَتَذَكَّرُ عَظِيمَ جُرْمِهِ فِي الْإِسْلَامِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْإِسْلَامُ يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ» , فَرَجَعَ عُثْمَانُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ فَأَخْبَرَهُ، فَكَانَ يَأْتِي فَيُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ النَّاسِ بَعْدَ ذَلِكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 206 - قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عَامِلًا لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عَلَى مِصْرَ , فَعَزَلَهُ عَنِ الْخَرَاجِ , وَأَقَرَّهُ عَلَى الصَّلَاةِ وَالْجُنْدِ، وَاسْتَعْمَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ عَلَى الْخَرَاجِ، فَتَبَاغَيَا، فَكَتَبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ إِلَى عُثْمَانَ: أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ كَسَرَ عَلَيَّ الْخَرَاجَ، وَكَتَبَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ إِلَى عُثْمَانَ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدٍ كَسَرَ عَلَيَّ مَكِيدَةَ الْحَرْبِ، فَكَتَبَ عُثْمَانُ إِلَى عَمْرٍو: أَنِ انْصَرِفْ. فَعَزَلَهُ، وَوَلَّى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدٍ الْجُنْدَ وَالصَّلَاةَ مَعَ الْخَرَاجِ بِمِصْرَ " الحديث: 206 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 207 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ , عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " لَمَّا عَزَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَنِ الْخَرَاجِ بِمِصْرَ، وَوَلَّى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدٍ، كَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ: «أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ رَأَيْتَ مَا صَنَعْتُ بِكَ، عَزَلْتُ عَنْكَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَاسْتَعْمَلْتُكَ، فَإِذَا جَاءَكَ كِتَابِي هَذَا فَاحْشُدْ فِي الْخَرَاجِ، وَإِيَّاكَ فِي حَشْدِكَ أَنْ تَظْلِمَ مُسْلِمًا أَوْ مُعَاهَدًا» . قَالَ: فَبَعَثَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ بِمَالٍ قَدْ حَشَدَ فِيهِ، فَلَمَّا وُضِعَ بَيْنَ يَدَيْ عُثْمَانَ قَالَ: عَلَيَّ بِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَأُتِيَ بِهِ مُسْرِعًا، فَقَالَ: مَا تَشَاءُ؟ فَقَالَ عُثْمَانُ: يَا عَمْرُو , أَرَى تِلْكَ اللِّقَاحَ قَدْ دَرَّتْ بَعْدَكَ. فَقَالَ عَمْرٌو: إِنَّمَا دَرَّتْ بِهَلَاكِ فِصَالِهَا، وَأَنَّهَا قَدْ هَزَلَتْ. قَالَ: فَسَكَتَ عُثْمَانُ رَحِمَهُ اللَّهُ " الحديث: 207 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 هِشَامُ بْنُ عَمْرٍو بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَكَانَ يُقَالُ لِحَبِيبِ بْنِ جَذِيمَةَ شَحَّامٌ، وَأُمُّ هِشَامِ بْنِ عَمْرٍو: زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَرْحِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَهِيَ عَمَّةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 453 208 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: " كَانَ هِشَامُ بْنُ عَمْرٍو الْعَامِرِيُّ أَوْصَلَ قُرَيْشٍ لِبَنِي هَاشِمٍ حِينَ حُصِرُوا فِي الشِّعْبِ، أَدْخَلَ عَلَيْهِمْ فِي لَيْلَةٍ ثَلَاثَةَ أَحْمَالٍ طَعَامًا، فَعَلِمَتْ بِذَلِكَ قُرَيْشٌ، فَمَشَوْا إِلَيْهِ حِينَ أَصْبَحَ، فَكَلَّمُوهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنِّي غَيْرُ عَائِدٍ لِشَيْءٍ خَالَفَكُمْ، فَانْصَرَفُوا عَنْهُ، ثُمَّ عَادَ الثَّانِيَةَ فَأَدْخَلَ عَلَيْهِمْ لَيْلًا حِمْلًا أَوْ حِمْلَيْنِ؛ فَغَالَظَتْهُ قُرَيْشٌ وَهَمُّوا بِهِ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ: دَعُوهُ، رَجُلٌ وَصَلَ أَهْلَ رَحِمِهِ، أَمَا أَنِّي أَحْلِفُ بِاللَّهِ، لَوْ فَعَلْنَا مِثْلَ مَا فَعَلَ كَانَ أَحْسَنَ بِنَا، أَوْ أَحْرَى تَرَكْنَاهُمْ يَشْتَرُونَ بِأَمْوَالِهِمْ، أَمَا أَنِّي قَدْ كُنْتُ كَارِهًا لِمَا صَنَعَتْ قُرَيْشٌ بِهِمْ , قَدْ تَكُونُ الْعَدَاوَةُ بِأَجْمَلَ مِنْ هَذَا، فَأَسْكَتَ الْقَوْمُ وَتَفَرَّقُوا ". قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَمْ يَزَلْ هِشَامٌ ذَا إِيدَاعٍ وَكَفٍّ عَنْ أَذَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَلَمْ يَزَلْ عَلَى دِينِ قَوْمِهِ حَتَّى كَانَ فَتْحُ مَكَّةَ , فَأَسْلَمَ يَوْمَئِذٍ، وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُنَيْنًا، وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ خَمْسِينَ بَعِيرًا الحديث: 208 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 453 رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي خَرَشَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَأُمُّهُ: ابْنَةُ رَبِيعَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ , وَهُوَ ابْنُ أَخِي هِشَامِ بْنِ عَمْرٍو، وَأَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ , فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 454 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّعْدِيِّ وَاسْمُ السَّعْدِيِّ: عَمْرُو بْنُ وَقْدَانَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَأُمُّ السَّعْدِيِّ: عَقِيلَةُ بِنْتُ غَانِمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُوَيْجِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّعْدِيِّ: ابْنَةُ الْحَجَّاجِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَهْمٍ، وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ عَمِيلَةَ بْنِ السَّبَّاقِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 455 عَلِيُّ وَيُقَالُ: أَبُو عَلِيٍّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ رَحَضَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَوَاحَةَ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَكَانَتْ لِعَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ابْنَةٌ يُقَالُ لَهَا: فَاطِمَةُ بِنْتُ عَلِيٍّ , تَزَوَّجَهَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ بْنِ أَخْبَانَ بْنِ ضَبَابَ بْنِ حُجَيْرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَمْرًا وَهَارُونَ، وَأُمُّ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَلِيٍّ هِنْدُ بِنْتُ جَابِرٍ مِنْ بَنِي هِلَالِ بْنِ رَبِيعَةَ مِنَ الْيَمَنِ. وَأَسْلَمَ عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَشْنُوِّ بْنِ عَبْدِ بْنِ وَقْدَانَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، أُمُّهُ أُمُّ حَاطِبٍ بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَشْنُوٍّ: مُسْلِمًا , وَعَائِشَةَ , وَأُمَّ يَحْيَى , وَمَرْيَمَ , لَهَا بَنُو أَبِي الْحَكَمِ بْنِ حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسٍ الْعَامِرِيِّ، وَأُمُّهُمْ أُمَيْمَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرٍ , أُخْتُ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ. وَشَهِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَشْنُوٍّ مَعَ الْمُشْرِكِينَ بَدْرًا فَأُسِرَ يَوْمَئِذٍ، أَسَرَهُ النُّعْمَانُ بْنُ مَالِكٍ، ثُمَّ أَسْلَمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَشْنُوٍّ بَعْدَ ذَلِكَ، وَكَانَ اسْمُهُ عَبْدُ الْعُزَّى فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَأُمُّهُ: عَاتِكَةُ بِنْتُ الْأَحْنَفِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَهُوَ أَخُو سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ , زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِيهَا، فَوَلَدَ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ: حَفْصًا وَعَمْرًا وَعَبْدَ اللَّهِ، وَأُمُّهُ وَلَدَتْ لِعُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَأُمُّهُمْ: أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ وَقْدَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 458 وَمِنْ بَنِي فِهْرِ بْنِ مَالِكٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 ضِرَارُ بْنُ الْخَطَّابِ بْنُ مِرْدَاسَ بْنِ كَبِيرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ شَيْبَانَ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ، وَأُمُّهُ: أُمُّ ضِرَارِ بْنِ عَمْرٍو , وَاسْمُهَا هِنْدُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ جَحْوَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ شَيْبَانَ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ، وَجَدُّهُ عَمْرُو بْنُ حَبِيبٍ، وَهُوَ آكِلُ السَّقْبِ، وَذَاكَ أَنَّهُ أَغَارَ عَلَى بَنِي بَكْرٍ وَلَهُمْ سَقْبٌ يَعْبُدُونَهُ فَأَخَذَ السَّقْبَ فَأَكَلَهُ , وَكَانَ عَمُّهُ حَفْصُ بْنُ مِرْدَاسٍ شَرِيفًا، وَكَانَ ضِرَارُ بْنُ الْخَطَّابِ فَارِسَ قُرَيْشٍ وَشَاعِرَهُمْ، وَحَضَرَ مَعَهُمُ الْمَشَاهِدَ كُلَّهَا , فَكَانَ يُقَاتِلُ أَشَدَّ الْقِتَالِ وَيُحَرِّضُ الْمُشْرِكِينَ بِشِعْرِهِ، وَهُوَ قَتَلَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 عَمْرَو بْنَ مُعَاذٍ أَخَا سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ يَوْمَ أُحُدٍ، وَقَالَ حِينَ قَتَلَهُ: لَا تَعْدَمَنَّ رَجُلًا زَوَّجَكَ مِنَ الْحُورِ الْعَيْنِ. وَكَانَ يَقُولُ: زَوَّجْتُ عَشْرَةً مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ. وَأَدْرَكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ , فَضَرَبَهُ بِالْقَنَاةِ ثُمَّ رَفَعَهَا عَنْهُ , فَقَالَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، إِنَّهَا نِعْمَةٌ مَشْكُورَةٌ , وَاللَّهِ مَا كُنْتُ لِأَقْتُلَكَ. وَهُوَ الَّذِي نَظَرَ يَوْمَ أُحُدٍ إِلَى خَلَاءِ الْجَبَلِ مِنَ الرُّمَاةِ فَأَعْلَمَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، فَكَرَّا جَمِيعًا بِمَنْ مَعَهُمَا حَتَّى قَتَلُوا مَنْ بَقِيَ مِنَ الرُّمَاةِ عَلَى الْجَبَلِ، ثُمَّ دَخَلُوا عَسْكَرَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ وَرَائِهِمْ. وَكَانَ لَهُ ذِكْرٌ فِي الْخَنْدَقِ وَحَرَكَةٌ، يُطِيفُ بِالْجَبَلِ، يُرِيدُ أَنْ يَعْبُرَ بِمَنْ مَعَهُ، فَمَنَعَهُ الْمُسْلِمُونَ مِنْ ذَلِكَ. وَلَقَدْ وَاقَفَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لَيْلَةً عَلَى الْخَنْدَقِ وَمَعَ ضِرَارٍ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ فِي خَيْلٍ مِنْ خَيْلِ غَطَفَانَ عِنْدَ جَبَلِ بَنِي عُبَيْدٍ، وَالْمُسْلِمُونَ يُرَامُونَهُمْ بِالْحِجَارَةِ وَالنَّبْلِ، حَتَّى رَجَعُوا مَغْلُولِينَ قَدْ كَثُرَتْ فِيهِمُ الْجِرَاحَةُ. ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَنَّ عَلَيْهِ بِالْإِسْلَامِ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 وَكَانَ يَذْكُرُ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ مُشَاهَدَتِهِ الْقِتَالَ وَمُبَاشَرَتِهِ ذَلِكَ، وَيَتَرَحَّمُ عَلَى الْأَنْصَارِ وَيَذْكُرُ بَلَاءَهُمْ وَمَوَاقِفَهُمْ وَبَذْلَهُمْ أَنْفُسَهُمْ لِلَّهِ فِي تِلْكَ الْمَوَاطِنِ الصَّالِحَةِ. وَكَانَ يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَكْرَمَنَا بِالْإِسْلَامِ وَمَنَّ عَلَيْنَا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 رَبَاحُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْمُعْتَرِفِ , وَاسْمُهُ أُهَيْبُ بْنُ جَحْوَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ شَيْبَانَ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ , وَأُمُّهُ: الرُّوَاعُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُرْشُبَ مِنْ بَنِي جَذِيمَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ، وَجَدُّهُ عَمْرُو بْنُ حَبِيبٍ وَهُوَ آكِلُ السَّقْبِ، فَوَلَدَ رَبَاحُ: حَسَّانَ , وَبِهِ كَانَ يُكْنَى، وُلِدَ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَعَاتِكَةَ , وَأُمَّ حَكِيمٍ، وَأُمُّهُمْ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ مَهَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ ضَابِئِ بْنِ الْمُخْتَرِشِ بْنِ حَلِيلِ بْنِ حَبَشِيَّةَ مِنْ خُزَاعَةَ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ , وَالْحَكَمَ , وَسَعِيدًا، وَأُمُّهُمْ: سُخَيْلَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُجَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ بَنِي ضَاطِرَ بْنِ حَبَشِيَّةَ بْنِ سَلُولٍ , مِنْ خُزَاعَةَ، وَعُبَيْدَةَ , وَعَمْرًا، وَصَخْرَةَ، وَأُمُّهُمْ: سَلْمَى بِنْتُ عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُوَيْرِيَةَ , مِنْ بَنِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 الْوَحِيدِ، وَعَبْدَ الْمَلِكِ , وَأُمُّهُ: زَيْنَبُ بِنْتُ مَقِيسِ بْنِ ضَبَابَةَ بْنِ مُسَافِرٍ , مِنْ بَنِي لَيْثٍ مِنْ كَلْبٍ، وَمَالِكًا وَأُمَّ الْأَسْوَدِ , وَأُمَّهُمَا: أُمُّ حُرَيْثٍ، وَهِيَ زَيْنَبُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ أُنَيْسِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ، وَعَاصِمًا وَالضَّحَّاكَ وَمُحَمَّدًا، وَأُمُّهُمْ: مُعَاذَةُ بِنْتُ عَاصِمٍ مِنْ بَنِي نُعَيْمِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ خِرَاشٍ، وَكَبِيرًا , وَنَافِعًا , وَكُلْثُومَ , وَزَائِدَةَ , وَعَبَّاسًا , وَسُلَيْمَانَ , وَكَثِيرَةَ , وَأُمَّ عَمْرٍو , وَأُمَّ سَعِيدٍ , وَرَيْطَةَ , وَحَكِيمَةَ , وَأُمَّ مُسْلِمٍ , لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ. قَالَ: وَكَانَ رَبَاحُ شَرِيكًا لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي التِّجَارَةِ، وَأَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَلَمْ نَسْمَعْ بِشَهَادَةٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 463 209 - أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: قَالَ السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ: " بَيْنَا نَحْنُ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَاعْتَزَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الطَّرِيقَ , ثُمَّ قَالَ لِرَبَاحِ بْنِ الْمُغْتَرِفِ: غَنِّنَا يَا أَبَا حَسَّانَ. وَكَانَ يُحْسِنُ النَّصْبَ , فَبَيْنَا [ص: 464] رَبَاحٌ يُغَنِّيهِمْ، أَدْرَكَهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي خِلَافَتِهِ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: نَلْهُو وَنُقَصِّرُ عَنَّا اللَّيْلَ. قَالَ: فَإِنْ كُنْتَ آخِذًا فَعَلَيْكَ بِشِعْرِ ضِرَارِ بْنِ الْخَطَّابِ , رَجُلٌ مِنْ بَنِي مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ " الحديث: 209 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 463 نَهْشَلُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ شَيْبَانَ بْنِ قَارِبِ بْنِ فِهْرٍ، وَأُمُّهُ: رَيْطَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَعْرَجِ بْنِ جَلِيلَةَ , مِنْ هُذَيْلٍ، فَوَلَدَ نَهْشَلُ بْنُ عَمْرٍو: عَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَعَبْدَ اللَّهِ , وَنَضْلَةَ , وَقَطَنًا , وَصَالِحًا , قُتِلُوا يَوْمَ الْحَرَّةِ، وَأُمُّهُمْ: بِنْتُ كَثِيرِ بْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ قُرْطٍ , مِنْ بَنِي نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَأَبَا بَكْرٍ , وَضِرَارًا , وَمُحَمَّدًا , وَنَهْشَلًا , وَحُمَيْدَةَ، وَأُمُّهُمْ: أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ مُسَافِعِ بْنِ أَنَسِ بْنِ عَبْدَةَ بْنِ جَابِرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ ضِبَابِ بْنِ حُجَيْرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 465 عُقْبَةُ بْنُ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ قَيْسِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ عَامِرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ الظَّرِبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، وَأُمُّهُ مِنْ لَخْمٍ، وَأَبُوهُ نَافِعُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ , الَّذِي كَانَ مَعَ هَبَّارِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ يَوْمَ نُخِسَ بِزَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَلَدَ عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ: عِيَاضًا , وَأَبَا عُبَيْدَةَ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ , وَعَمْرًا , لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ، وَأَمَةَ اللَّهِ , وَأُمَّ نَافِعٍ، وَأُمُّهُمَا: بِنْتُ عَمِيرَةَ بْنِ مَوْهَبَةَ مِنْ بَنِي سَهْمِ بْنِ عَمْرٍو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 466 210 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ , عَنْ يَزِيدَ بْن [ص: 467] ِ أَبِي حَبِيبٍ , عَنْ أَبِي الْخَيْرِ قَالَ: لَمَّا فَتَحَ الْمُسْلِمُونَ مِصْرَ , بَعَثَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ إِلَى الْقُرَى حَوْلَهَا الْخَيْلَ تَطَأُهُمْ، فَبَعَثَ عُقْبَةَ بْنَ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ، وَكَانَ نَافِعُ أَخَا الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ لِأُمِّهِ، فَدَخَلَتْ خُيُولُهُمْ أَرْضَ النُّوبَةِ غُزَاةً، غَزْوًا كَصَوَائِفِ الرُّومِ، فَلَقِيَ الْمُسْلِمُونَ مِنَ النُّوبَةِ قِتَالًا شَدِيدًا، لَقَدْ لَاقُوهُمْ أَوَّلَ يَوْمٍ فَرَشَقُوهُمْ بِالنَّبْلِ، فَلَقَدْ جُرِحَ مِنْهُمْ عَامَّتُهُمْ، وَانْصَرَفُوا بِجِرَاحَاتٍ كَثِيرَةٍ وَحِدَق [ص: 468] ٍ مُفَقَّأَةٍ، سَمَّوْهُمْ يَوْمَئِذٍ: رُمَاةَ الْحِدَقِ، فَلَمْ يَزَالُوا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى وَلِيَ مِصْرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، وَلَّاهُ عُثْمَانُ , فَسَأَلُوهُ الصُّلْحَ وَالْمُوَادَعَةَ، فَأَجَابَهُمْ إِلَى ذَلِكَ، وَاصْطَلَحُوا عَلَى غَيْرِ جِزْيَةٍ، عَلَى هَدِيَّةٍ لِثَلَاثِمِائَةِ رَأْسٍ فِي كُلِّ سَنَةٍ , وَيُهْدِي إِلَيْهِمُ الْمُسْلِمُونَ طَعَامًا مِثْلَ ذَلِكَ ". قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَتَبَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يُخْبِرُهُ أَنَّهُ قَدْ وَلَّى عُقْبَةَ بْنِ نَافِعٍ الْفِهْرِيَّ، وَأَنَّهُ بَلَغَ زُوَيْلَةَ , وَأَنَّ مَا بَيْنَ زُوَيْلَةَ وَبَرْقَةَ سِلْمٌ، كُلُّهُمْ، قَدْ أَطَاعَ مُسْلِمُهُمْ بِالصَّدَقَةِ وَمُعَاهَدُهُمْ بِالْجِزْيَةِ، وَبَلَغَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ طَرَابُلْسَ فَفَتَحَهَا، فَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ: أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَ إِفْرِيقِيَّةَ تِسْعَةَ أَيَّامٍ، فَإِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَأْذَنَ لِلْمُسْلِمِينَ فِي دُخُولِهَا فَعَلَ، فَإِنَّ الْمُسْلِمِينَ قَدِ اجْتَرَءُوا عَلَيْهِمْ وَعَلَى بِلَادِهِمْ وَعَرَفُوا قِتَالَهُمْ , وَلَيْسَ عَدُوًّا كُلُّ شَوْكَةٍ مِنْهُمْ، وَإِفْرِيقِيَّةُ عَيْنُ مَالِ الْمَغْرِبِ، فَيُوَسِّعُ اللَّهُ بِمَا فِيهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: وَلَوْ فُتِحَتْ إِفْرِيقِيَّةُ مَا قَامَتْ بِوَالٍ مُقْتَصِدٍ لَا جُنْدَ مَعَهُ، ثُمَّ لَا آمَنُ أَنْ يَقْتُلُوهُ، فَإِنْ شَحَنْتَهَا بِالرِّجَالِ كَلِفْتَ حَمْلَ مَالِ مِصْرَ أَوْ عَامَّتِهِ إِلَيْهَا، لَا أُدْخِلُهَا جُنْدًا لِلْمُسْلِمِينَ أَبَدًا، وَسَيَرَى الْوَالِي بَعْدِي رَأْيَهُ «. فَلَمَّا وَلِيَ عُثْمَانُ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَغْزَا النَّاسَ إِفْرِيقِيَّةَ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَلْحَقُوا بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ [ص: 469] سَعْدٍ، وَأَمَرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدٍ أَنْ يَسِيرَ بِمَنْ مَعَهُ وَمَنْ أَمَدَّهُ بِهِمْ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِلَى إِفْرِيقِيَّةَ , فَخَرَجَ بِالنَّاسِ حَتَّى نَزَلَ بِقُرْبِهَا، فَصَالَحَهُ بَطْرِيقُهَا عَلَى صُلْحٍ يُخْرِجُهُ لَهُ، فَقَبِلَ ذَلِكَ مِنْهُ. فَلَمَّا وَلِيَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَجَّهَ عُقْبَةَ بْنَ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ الْفِهْرِيَّ إِلَى إِفْرِيقِيَّةَ غَازِيًا فِي عَشْرَةِ آلَافٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَافْتَتَحَهَا , وَاخْتَطَّ قَيْرَوَانَهَا، وَقَدْ كَانَ مَوْضِعَهُ غَيْضَةٌ لَا تُرَامُ مِنَ السِّبَاعِ وَالْحَيَّاتِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الدَّوَابِّ، فَدَعَا اللَّهَ عَلَيْهَا، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا شَيْءٌ مِمَّا كَانَ فِيهَا مِنَ السِّبَاعِ وَغَيْرِ ذَلِكَ إِلَّا خَرَجَ مِنْهَا هَارِبًا بِإِذْنِ اللَّهِ , حَتَّى أَنْ كَانَتِ السِّبَاعُ وَغَيْرُهَا لتَحْمِلُ أَوْلَادَهَا» الحديث: 210 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 466 211 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ , عَنْ [ص: 470] أَبِيهِ قَالَ: " نَادَى عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ: " إِنَّا نَازِلُونَ، فَاظْعَنُوا. قَالَ: فَرُئِينَ يَخْرُجْنَ مِنْ حُجُرَتِهِنَّ هَوَارِبَ ". قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَقُلْتُ لِمُوسَى بْنِ عَلِيٍّ: إِنَّهُ يُقَالُ: إِنَّ بِإِفْرِيقِيَّةَ عَقَارِبَ تَقْتُلُ. قَالَ: بِنَاحِيَةٍ مِنْهَا، قَلَّ مَا لَدَغَتْ إِنْسَانًا إِلَّا خِيفَ عَلَيْهِ مِنْهَا، وَرُبَّمَا عَافَاهُ اللَّهُ. قُلْتُ لِمُوسَى: أَرَأَيْتَ بِنَاءَ أَفْرِيقِيَّةَ الْيَوْمَ، هَذَا الْوَاصِلَ الْمُجْتَمِعَ، مَنْ أَوَّلُ مَنْ بَنَاهُ حَتَّى بُنِيَ إِلَيْهِ. قَالَ: أَوَّلُ مَنِ ابْتَنَى بِهَا عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ الدُّورَ وَالْمَسَاكِنَ وَأَقَامَ بِهَا الحديث: 211 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 469 212 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ الْمُعَافِرِيُّ , عَنْ [ص: 471] يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ وَيُكْنَى أَبَا رَجَاءٍ مَوْلَى بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ جُنْدِ مِصْرَ قَالَ: " قَدِمْنَا مَعَ عُقْبَةَ بْنِ نَافِعٍ إِفْرِيقِيَّةَ، وَهُوَ أَوَّلُ النَّاسِ اخْتَطَّهَا وَقَطَّعَهَا لِلنَّاسِ مَسَاكِنَ وَدُورًا , وَبَنَى مَسْجِدَهَا، وَأَقَمْنَا مَعَهُ حَتَّى عُزِلَ عَنْهَا، وَهُوَ خَيْرُ وَالٍ وَخَيْرُ أَمِيرٍ، وَوَلَّى مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ حِينَ عَزَلَ عُقْبَةَ بْنَ نَافِعٍ , مَسْلَمَةَ بْنَ مَخْلَدٍ الْأَنْصَارِيَّ، وَلَّاهُ مِصْرَ وَأَفْرِيقِيَّةَ , وَعَزَلَ مُعَاوِيَةُ ابْنَ خَدِيجٍ الْكِنْدِيَّ عَنْ مِصْرَ، فَوَجَّهَ مَسْلَمَةُ بْنُ مَخْلَدٍ إِلَى إِفْرِيقِيَّةَ دِينَارًا أَبَا الْمُهَاجِرِ، مَوْلًى لَهُ، وَعَزَلَ عُقْبَةَ بْنَ نَافِعٍ، [ص: 472] فَقِيلَ لِمَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ: لَوْ أَقْرَرْتَ عُقْبَةَ بْنَ نَافِعٍ عَلَيْهَا، فَإِنَّ لَهُ جُرْأَةً وَفَضْلًا، وَهُوَ الَّذِي اخْتَطَّهَا وَبَنَى مَسْجِدَهَا. فَقَالَ مَسْلَمَةُ: إِنَّ أَبَا الْمُهَاجِرِ كَمَا تَرَى، إِنَّمَا هُوَ كَأَحَدِنَا، صَبَرَ عَلَيْنَا فِي غَيْرِ وِلَايَةٍ وَلَا كَبِيرِ نَيْلٍ، فَنَحْنُ نُحِبُّ أَنْ نُكَافِئَهُ وَنَصْطَنِعَهُ، فَوَجَّهَهُ إِلَى أَفْرِيقِيَّةَ. فَلَمَّا قَدِمَ دِينَارٌ أَبُو الْمُهَاجِرِ إِفْرِيقِيَّةَ كَرِهَ أَنْ يَنْزِلَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي اخْتَطَّ عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ، فَمَضَى حَتَّى خَلْفَهُ بِمِيلَيْنِ، ثُمَّ نَزَلَ مَوْضِعًا يُقَالُ لَهُ أيت كروان فَابْتَنَاهُ وَنَزَلَهُ، وَخَرَجَ عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ مُنْصَرِفًا إِلَى الْمَشْرِقِ حَنِقًا عَلَى أَبِي الْمُهَاجِرِ، وَكَانَ أَسَاءَ عَزْلَهُ، فَدَعَا اللَّهَ أَنْ يُمَكِّنَهُ مِنْهُ، وَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا الْمُهَاجِرِ فَلَمْ يَزَلْ خَائِفًا مِنْهُ مُذْ بَلَغَتْهُ دَعْوَتُهُ عَلَيْهِ. فَقَدِمَ عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ , فَقَالَ: اللَّهِ، إِنِّي فَتَحْتُ الْبِلَادَ وَدَانَتْ لِي , وَبَنَيْتُ الْمَنَازِلَ , وَبَنَيْتُ مَسْجِدَ الْجَمَاعَةِ , وَسَكَّنْتُ الرِّحَالَ , ثُمَّ أَرْسَلْتَ عَبْدَ الْأَنْصَارِ فَأَسَاءَ عَزْلِي. فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ، وَقَالَ: قَدْ عَرَفْتَ مَكَانَ مَسْلَمَةَ مِنَ الْإِمَامِ الْمَظْلُومِ , رَحِمَهُ اللَّهُ , وَتَقْدِيمَهُ إِيَّاهُ عَلَى مَنْ سِوَاهُ، ثُمَّ قِيَامَهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِدَمِهِ، وَبَذْلِ مُهْجَةِ نَفْسِهِ مُحْتَسِبًا صَابِرًا مَعَ مَنْ أَطَاعَهُ مِنْ قَوْمِهِ وَمَوَالِيهِ، وَقَدْ رَدَدْتُكَ عَلَى عَمَلِكَ وَالِيًا " الحديث: 212 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 470 213 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي [ص: 473] سَبْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي صَعْصَعَةَ قَالَ: لَمَّا وَلَّى مَسْلَمَةُ بْنُ مُخَلَّدٍ أَبَا الْمُهَاجِرِ إِفْرِيقِيَّةَ، أَوْصَاهُ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَأَنْ يَسِيرَ بِسِيرَةٍ حَسَنَةٍ، وَأَنْ يَعْزِلَ صَاحِبَهُ أَحْسَنَ الْعَزْلِ , فَإِنَّ أَهْلَ بَلَدِهِ يُحْسِنُونَ الْقَوْلَ فِيهِ. فَخَالَفَهُ أَبُو الْمُهَاجِرِ فَأَسَاءَ عَزْلَهُ، فَمَرَّ عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ عَلَى مَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ، فَرَكِبَ إِلَيْهِ مَسْلَمَةُ يُقْسِمُ لَهُ بِاللَّهِ لَقَدْ خَالَفَهُ مَا صَنَعَ , وَلَقَدْ أَوْصَيْتُهُ بِكَ خَاصَّةً. وَلَمْ يُوَلِّهِ مُعَاوِيَةُ , وَلَكِنَّهُ أَقَامَ حَتَّى مَاتَ مُعَاوِيَةُ فَوَلَّاهُ يَزِيدُ بَعْدَ ذَلِكَ " الحديث: 213 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 472 214 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «قَدِمَ عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ عَلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بَعْدَ مَوْتِ مُعَاوِيَةَ، فَرَدَّهُ وَالِيًا عَلَى إِفْرِيقِيَّةَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ، فَخَرَجَ عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ سَرِيعًا بِحُنْقِهِ عَلَى أَبِي الْمُهَاجِرِ، حَتَّى قَدِمَ إِفْرِيقِيَّةَ، فَأَوْثَقَ أَبَا الْمُهَاجِرِ فِي وَثَاقٍ شَدِيدٍ وَأَسَاءَ عَزْلَهُ. ثُمَّ غَزَا بِأَبِي الْمُهَاجِرِ إِلَى السُّوسِ الْأَدْنَى، وَهُوَ فِي حَدِيدٍ، وَهُوَ خَلْفَ طَنْجَةَ فِيمَا بَيْن قَيْلَةَ مَدِينَتَهَا الَّتِي تُسَمَّى وَلِيلَةَ وَالْمَغْرِبُ، وَأَهْلُ السُّوسِ إِذْ ذَاك [ص: 474] َ أَيْلِيَةٌ , وَجَوَّلَ فِي بِلَادِهِمْ لَا يَعْرِضُ لَهُ أَحَدٌ وَلَا يُقَاتِلُهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ رَاجِعًا إِلَى إِفْرِيقِيَّةَ، فَلَمَّا دَنَا مِنْ ثَغْرِهَا أَمَرَ أَصْحَابَهُ وَأَذِنَ لَهُمْ فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ , وَبَقِيَ فِي عُدَّةٍ قَلِيلَةٍ، فَأَخَذَ تَهُودَةَ , وَهِيَ ثَغْرٌ مِنْ ثُغُورِ إِفْرِيقِيَّةَ , وَتَيَاسُرًا عَنْ طَبِنَةَ ثَغْرُ الزَّابِ , فِيمَا بَيْنَ طَبِنَةَ وَالْمَشْرِقِ، وَتَهُودَةُ مِنْ مُدُنِ قَيْرُوَانَ إِفْرِيقِيَّةَ عَلَى مَسِيرَةِ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ. فَلَمَّا انْتَهَى عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ إِلَى تَهُودَةَ، عَرَضَ لَهُ كُسَيْلَةُ بْنُ لَمْزَمٍ الْأَوْرَبِيُّ فِي جَمْعٍ كَثِيرٍ مِنَ الْبَرْبَرِ وَالرُّومِ، وَكَانَ قَدْ بَلَغَهُ افْتِرَاقُ النَّاسِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ نَافِعٍ , وَقِلَّةَ مَنْ مَعَهُ وَجَمَعَ لِذَلِكَ جَمْعًا فَالْتَقَوْا، فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا، فَقُتِلَ عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ شَهِيدًا , رَحِمَهُ اللَّهُ , وَقُتِلَ مَنْ كَانَ مَعَهُ، وَقُتِلَ أَبُو الْمُهَاجِرِ وَهُوَ مُوثَقٌ فِي الْحَدِيدِ، وَاشْتَعَلَتْ إِفْرِيقِيَّةُ حَرْبًا» . ثُمَّ سَارَ كُسَيْلَةُ وَمَنْ مَعَهُ حَتَّى نَزَلُوا أُقْوَانِيَّةَ، أَيِ الْقَيْرَوَانَ، الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ اخْتَطَّ، فَأَقَامَ بِهَا وَمَنْ مَعَهُ، وَقَهَرَ مَنْ قَرُبَ مِنْهُ , بَابَ قَابِسٍ وَمَا يَلِيهِ، وَجَعَلَ يَبْعَثُ أَصْحَابَهُ فِي كُلِّ وَجْهٍ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ ثَلَاثَ سِنِينَ وَثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ ". انْقَضَتْ قِصَّةُ بَنِي فِهْرٍ الحديث: 214 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 473 وَحْشِيُّ بْنُ حَرْبٍ وَكَانَ أَسْوَدُ مِنْ سُودَانِ مَكَّةَ عَبْدًا لِابْنَةِ الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَيُقَالُ: بَلْ كَانَ عَبْدًا لِجُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَلَمْ يَبْلُغْنَا أَنَّهُ شَهِدَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ بَدْرًا، وَلَكِنَّهُ خَرَجَ مَعَهُمْ إِلَى أُحُدٍ , فَقَالَتْ لَهُ ابْنَةُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَامِرٍ: إِنَّ أَبِي قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَإِنْ أَنْتَ قَتَلْتَ أَحَدَ الثَّلَاثَةِ؛ فَأَنْتَ حُرٌّ، إِنْ قَتَلْتَ مُحَمَّدًا أَوْ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَوْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ , الجزء: 1 ¦ الصفحة: 475 فَإِنِّي لَا أَرَى فِي الْقَوْمِ كُفْؤًا لِأَبِي غَيْرَهُمْ، فَقَالَ وَحْشِيُّ: أَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنِّي قَدْ عَرَفْتُ أَنِّي لَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ، وَأَنَّ أَصْحَابَهُ لَنْ يُسْلِمُوهُ، وَأَمَّا حَمْزَةُ فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَوْ وَجَدْتُهُ نَائِمًا مَا أَيْقَظْتُهُ مِنْ هَيْبَتِهِ، وَأَمَّا عَلِيٌّ فَقَدْ كُنْتُ أَلْتَمِسُهُ. قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا فِي النَّاسِ أَلْتَمِسُ عَلِيًّا، إِلَى أَنْ طَلَعَ عَلَيَّ , فَطَلَعَ رَجُلٌ حَذِرٌ مَرِسٌ كَثِيرُ الِالْتِفَاتِ، قَالَ: فَقُلْتُ: مَا هَذَا صَاحِبِي الَّذِي أَلْتَمِسُ، إِذْ رَأَيْتُ حَمْزَةَ يَفْرِي النَّاسَ فَرْيًا، فَكَمَنْتُ لَهُ صَخْرَةً وَهُوَ مُكَبِّسٌ لَهُ كَتِيتٌ، فَاعْتَرَضَ لَهُ سِبَاعُ بْنُ أَنْمَارٍ , وَكَانَتْ أُمُّهُ خَتَّانَةٌ بِمَكَّةَ , مَوْلَاةُ شَرِيقِ بْنِ عِلَاجِ بْنِ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ الثَّقَفِيِّ، وَكَانَ سِبَاعٌ يُكْنَى أَبَا نِيَارٍ، فَقَالَ: وَأَنْتَ أَيْضًا يَا ابْنَ مُقَطَّعَةَ الْبُظُورِ مِمَّنْ يُكْثِرُ عَلَيْنَا، هَلُمَّ إِلَيَّ، فَاحْتَمَلَهُ حَتَّى إِذَا بَرَقَتْ قَدَمَاهُ , رَمَى بِهِ، فَبَرَكَ عَلَيْهِ فَشَحَطَهُ شَحْطَ الشَّاةِ. ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَيَّ مُكَبِّسًا حِينَ رَآنِي فَلَمَّا بَلَغَ الْمَسِيلَ وَطِئَ عَلَى جُرُفٍ فَزَلَّتْ قَدَمُهُ، فَهَزَزْتُ حَرْبَتِي حَتَّى رَضِيتُ مِنْهَا، فَأَضْرِبَ بِهَا فِي خَاصِرَتِهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ مَثَانَتِهِ، وَكَرَّ عَلَيْهِ طَائِفَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَأَسْمَعُهُمْ يَقُولُونَ: أَبَا عُمَارَةَ، فَلَا يُجِيبُ، فَقُلْتُ: قَدْ وَاللَّهِ مَاتَ الرَّجُلُ، وَذَكَرْتُ وَجْدَ هِنْدَ عَلَى أَبِيهَا وَعَمِّهَا وَأَخِيهَا، وَتَكَشَّفَ عَنْهُ أَصْحَابُهُ حِينَ أَيْقَنُوا بِمَوْتِهِ , وَلَا يَرَوْنِي , فَأَكِرُّ عَلَيْهِ , فَشَقَقْتُ بَطْنَهُ , فَأَخْرَجْتُ كَبِدَهُ , فَجِئْتُ بِهَا إِلَى هِنْدٍ بِنْتِ عُتْبَةَ، فَقُلْتُ: مَاذَا لِي إِنْ قَتَلْتُ قَاتِلَ أَبِيكِ؟ قَالَتْ: سَلَبِي، فَقُلْتُ: هَذِهِ كَبِدُ حَمْزَةَ، فَأَخَذَتْهَا فَمَضَغَتْهَا ثُمَّ لَفِظَتْهَا، فَلَا أَدْرِي لَمْ تُسِغْهَا أَوْ قَذَرَتْهَا، فَنَزَعَتْ ثِيَابَهَا وُحُلِيَّهَا فَأَعْطَتْنِيهِ، ثُمَّ قَالَتْ: إِذَا جِئْتَ مَكَّةَ فَلَكَ عَشْرَةُ دَنَانِيرٍ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 476 ثُمَّ قَالَتْ: أَرِنِي مَصْرَعَهُ، فَأَرَيْتُهَا مَصْرَعَهُ، فَقَطَعَتْ مَذَاكِيرَهُ، وَجَدَعَتْ أَنْفَهُ، وَقَطَعَتْ أُذُنَيْهِ، ثُمَّ جَعَلَتْ مِنْهُ مَسْكَتَيْنِ، وَمَعْضَدَتَيْنِ، وَخَدْمَتَيْنِ، حَتَّى قَدِمَتْ بِذَلِكَ مَكَّةَ وَقَدِمَتْ بِكَبِدِهِ مَعَهَا. وَشَهِدَ وَحْشِيٌّ أَيْضًا الْخَنْدَقَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَتَلَ الطُّفَيْلَ بْنَ النُّعْمَانِ الْأَنْصَارِيَّ , ثُمَّ أَحَدَ بَنِي سَلَمَةَ، فَكَانَ يَقُولُ بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَ: أَكْرَمَ اللَّهُ بِحَرْبَتِي حَمْزَةَ وَطُفَيْلًا وَلَمْ يُهِنِّي بِأَيْدِيهِمَا. يَعْنِي يَقْتُلَانِي مُشْرِكًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 477 215 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي [ص: 478] سَبْرَةَ , عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ بِقَتْلِ وَحْشِيٍّ مَعَ النَّفْرِ الَّذِي أَمَرَ بِقَتْلِهِمْ، وَلَمْ يَكُنِ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَحَدٍ أَحْرَصَ مِنْهُمْ عَلَى وَحْشِيٍّ، فَهَرَبَ وَحْشِيٌّ إِلَى الطَّائِفِ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا مُقِيمًا حَتَّى قَدِمَ فِي وَفْدِ الطَّائِفِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. فَقَالَ: «وَحْشِيٌّ» ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «اجْلِسْ حَدِّثْنِي كَيْفَ قَتَلْتَ حَمْزَةَ» . فَأَخْبَرَهُ , فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غَيِّبْ عَنِّي وَجْهَكَ» قَالَ وَحْشِيٌّ: فَكُنْتُ إِذَا رَأَيْتُهُ تَوَارَيْتُ عَنْهُ، ثُمَّ خَرَجَ النَّاسُ إِلَى مُسَيْلِمَةَ فَخَرَجْتُ مَعَهُمْ فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ، فَزَرَقْتُهُ بِالْحَرْبَةِ، وَضَرَبَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَرَبُّكَ أَعْلَمُ أَيُّنَا قَتَلَهُ، إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ امْرَأَةً مِنْ فَوْقِ الدَّيْرِ تَقُولُ: قَتَلَهُ الْعَبْدُ الْحَبَشِيُّ ". قَالَ: وَقَالَ غَيْرُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ: فَكَانَ وَحْشِيُّ يَقُولُ: قَتَلْتُ خَيْرَ النَّاسِ، وَقَتَلْتُ شَرَّ النَّاسِ. يَعْنِي حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَمُسَيْلَمَةَ الْكَذَّابَ الحديث: 215 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 477 216 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَن [ص: 479] ِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ امْرَأَةً تَقُولُ عَلَى الدَّيْرِ: «قَتَلَهُ الْعَبْدُ الْحَبَشِيُّ» الحديث: 216 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 478 217 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَائِذُ بْنُ يَحْيَى , عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ قَالَ: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا يَشُكُّ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ ضَرَبَهُ , وَزَرَقَهُ وَحْشِيٌّ، فَقَتَلَاهُ جَمِيعًا» . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: ثُمَّ إِنَّ وَحْشِيًّا بَعْدَ ذَلِكَ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ حِينَ خَرَجَ الْمُسْلِمُونَ، فَلَمْ يَزَلْ مَعَهُمْ فِي تِلْكَ الْمَوَاضِعِ وَالْمَشَاهِدِ حَتَّى فُتِحَتْ حِمْصُ فَنَزَلَهَا، [ص: 480] وَدَفَعَ فِي الْخَمْرِ يَشْرَبُهَا، وَلَبِسَ الْمُعَصْفَرَ الْمَصْقُولَ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ ضُرِبَ فِي الْخَمْرِ بِالشَّامِ، وَأَوَّلَ مَنْ لَبِسَ الْمُعَصْفَرَاتِ بِالشَّامِ، وَلَيْسَ بَيْنَهُمْ فِي ذَلِكَ اخْتِلَافٌ، وَلَهُ بَقِيَّةٌ وَعَقِبٌ بِالشَّامِ، وَقَدْ رَوَى الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ وَحْشِيِّ بْنِ حَرْبِ بْنِ وَحْشِيٍّ أَحَادِيثَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ الحديث: 217 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 479 218 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ قَالَ: غَزَوْنَا الشَّامَ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَمَرَرْنَا بِحِمْصَ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَقُلْنَا: وَحْشِيٌّ , فَقَالُوا: لَا تَقْدِرُونَ عَلَيْهِ، هُوَ الْآنَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ حَتَّى يُصْبِحَ، فَبِتْنَا مِنْ أَجْلِهِ وَإِنَّا لَثَمَانُونَ رَجُلًا، فَلَمَّا صَلَّيْنَا الصُّبْحَ جِئْنَا إِلَى مَنْزِلِهِ، فَإِذَا شَيْخٌ كَبِيرٌ قَدْ طُرِحَتْ لَهُ زِرْبِيَّةٌ قَدْرَ مَجْلِسِهِ، فَقُلْنَا: أَخْبِرْنَا عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ وَقَتْلِ مُسَيْلِمَةَ , فَكَرِهَ ذَلِكَ وَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَقُلْنَا: مَا بِتْنَا هَذِهِ اللَّيْلَةَ إِلَّا مِنْ أَجَلِكَ. [ص: 482] قَالَ: إِنِّي كُنْتُ عَبْدًا لِمُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ , فَوَرِثَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ، فَلَمَّا خَرَجَ النَّاسُ إِلَى أُحُدٍ , دَعَانِي فَقَالَ: قَدْ رَأَيْتَ مَقْتَلَ طُعَيْمَةَ بْنَ عَدِيٍّ، قَتَلَهُ حَمْزَةُ يَوْمَ بَدْرٍ، فَلَمْ تَزَلْ نِسَاؤُنَا فِي حُزْنٍ شَدِيدٍ إِلَى يَوْمِي هَذَا، فَإِنْ قَتَلْتَ حَمْزَةَ فَأَنْتَ حُرٌّ. قَالَ: فَخَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ وَلِي مَزَارِيقُ، وَكُنْتُ أَمُرُّ بِهِنْدَ بِنْتِ عُتْبَةَ فَتَقُولُ: إِيهًا أَبَا دَسِمَةَ , اشْفِ وَاشْتَفِ، فَلَمَّا وَرَدْنَا أُحُدًا نَظَرْتُ إِلَى حَمْزَةَ يَقْدُمُ النَّاسَ يَهُذُّهُمْ هَذًا , فَرَآنِي وَأَنَا قَدْ كَمُنْتُ تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَأَقْبَلَ نَحْوِي، وَيَعْتَرِضُ لَهُ سِبَاعٌ الْخُزَاعِيُّ , فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ: وَأَنْتَ أَيْضًا يَا ابْنَ مُقَطَّعَةَ الْبُظُورِ مِمَّنْ يُكْثِرُ عَلَيْنَا، هَلُمَّ إِلَيَّ. قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَيْهِ حَمْزَةُ , رَحِمَهُ اللَّهُ، فَاحْتَمَلَهُ، حَتَّى رَأَيْتُ بُرْقَانَ رِجْلَيْهِ ثُمَّ ضَرَبَ بِهِ الْأَرْضَ ثُمَّ قَتَلَهُ، وَأَقْبَلَ نَحْوِي سَرِيعًا حَتَّى يَعْتَرِضَ لَهُ جُرُفٌ فَيَقَعُ، وَأَزْرِقُهُ بِمِزْرَاقِي فَيَقَعُ فِي الثَّنَةِ، وَالثَّنَةُ أَسْفَلُ مِنَ السُّرَّةِ، حَتَّى خَرَجَ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ فَقَتَلْتُهُ، وَأَمُرُّ بِهِنْدَ بِنْتِ عُتْبَةَ فَأَخْبَرْتُهَا، فَأَعْطَتْنِي حُلِيَّهَا وَثِيَابَهَا، وَكَانَ فِي سَاقَيْهَا خَدْمَتَانِ مِنْ جَزْعِ ظَفَارٍ، وَمَسْكَتَانِ مِن [ص: 483] ْ وَرِقٍ، وَخَوَاتِمَ وَرِقٍ , وَكُنَّ فِي أَصَابِعِ رِجْلَيْهَا، فَأَعْطَتْنِي ذَلِكَ كُلَّهُ. وَأَمَّا مُسَيْلِمَةُ فَإِنَّا دَخَلْنَا حَدِيقَةَ الْمَوْتِ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ زَرَقْتُهُ بِالْمِزْرَاقِ، وَضَرَبَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بِالسَّيْفِ، فَرَبُّكَ أَعْلَمُ أَيُّنَا قَتَلَهُ، إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ امْرَأَةً تَصِيحُ فَوْقَ الدَّيْرِ تَقُولُ: قَتَلَهُ الْعَبْدُ الْحَبَشِيُّ، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ: فَقُلْتُ: تَعْرِفُنِي؟ قَالَ: فَأَكَرَّ بَصَرَهُ عَلَيَّ، يَقُولُ: حَمَلَهُ عَلَى النَّظَرِ، فَقَالَ ابْنُ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ: وَلِعَاتِكَةَ بِنْتِ أَبِي الْعِيصِ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا لِي بِكَ عَهْدٌ بَعْدَ إِذْ رَفَعَتْكَ أُمُّكَ فِي مَحَفَّتِهَا الَّتِي تُرْضِعُكَ فِيهَا، وَنَظَرَتْ إِلَى بُرْقَانِ قَدَمَيْكَ حَتَّى كَانَ الْآنَ " الحديث: 218 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 481 وَمِمَّنْ أَسْلَمَ مِنْ سَائِرِ قَبَائِلِ الْعَرَبِ وَرَجَعَ إِلَى بِلَادِ قَوْمِهِ مِنْهُمْ: مِنْ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 484 سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جَعْشُمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُدْلِجِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 484 219 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ [ص: 485] عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْشُمٍ , عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ جَعْشُمٍ قَالَ: جَاءَ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ يَجْعَلُونَ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ دِيَةَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِمَنْ قَتَلَهُمَا أَوْ أَسَرَهُمَا، يَعْنِي حِينَ خَرَجَا إِلَى الْهِجْرَةِ، قَالَ سُرَاقَةُ: فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ قَوْمِي مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْهُمْ حَتَّى قَامَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: يَا سُرَاقُ , إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ آنِفًا أَسْوِدَةً بِالسَّاحِلِ، أَرَاهَا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ، قَالَ سُرَاقَةُ: فَعَرَفْتُ أَنَّهُمْ هُمْ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِهِمْ، وَلَكِنْ رَأَيْتَ فُلَانًا، وَفُلَانًا، وَفُلَانًا، انْطَلَقُوا بُغْيَانًا. قَالَ: ثُمَّ تَلَبَّثْتُ فِي الْمَجْلِسِ سَاعَةً، ثُمَّ قُمْتُ فَدَخَلْتُ بَيْتِي، وَأَمَرْتُ جَارِيَتِي أَنْ تَخْرُجَ إِلَى فَرَسِي , وَهِيَ مِنْ وَرَاءِ أَكَمَةٍ تَحْبِسُهَا عَلَيَّ، وَأَخَذْتُ رُمْحِي، فَخَرَجْتُ بِهِ مِنْ ظَهْرِ الْبَيْتِ , فَحَطَطْتُ بِزُجِّهِ الْأَرْضَ , وَخَفَضْتُ عَالِيَةَ الرُّمْحِ , حَتَّى أَتَيْتُ فَرَسِي فَرَكِبْتُهَا , فَرَفَعْتُهَا تُقَرِّبُ بِي حَتَّى رَأَيْتُ أَسْوِدَتَهُمْ , فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُمْ بِحَيْثُ يُسْمِعُهُمُ الصَّوْتُ عَثَرَتْ فَرَسِي فَخَرَرْتُ عَنْهَا، فَأَهْوَيْتُ إِلَى كِنَانَتِي فَاسْتَخْرَجْتُ الْأَزْلَامَ [ص: 486] فَاسْتَقْسَمْتُ بِهَا: أَضُرُّهُمْ أَمْ لَا، فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ: أَنْ لَا أَضُرَّهُمْ. فَعَصَيْتُ الْأَزْلَامَ، فَرَكِبْتُ فَرَسِي تُقَرِّبُ بِي، حَتَّى إِذَا دَنَوْتُ مِنَ الْقَوْمِ عَثَرَتْ بِي، فَقُمْتُ فَأَهْوَيْتُ بِيَدِي إِلَى كِنَانَتِي فَاسْتَخْرَجْتُ الْأَزْلَامَ فَاسْتَقْسَمْتُ بِهَا، فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ: أَنْ لَا أَضُرَّهُمْ، فَرَكِبْتُ فَرَسِي فَرَفَعْتُهَا تُقَرِّبُ بِي، حَتَّى سَمِعْتُ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ لَا يَلْتَفِتُ وَأَبُو بَكْرٍ يُكْثِرُ الِالْتِفَاتَ، فَسَاخَتْ يَدَا فَرَسِي فِي الْأَرْضِ حَتَّى بَلَغَتَا الرُّكْبَتَيْنِ، فَخَرَرْتُ عَنْهَا ثُمَّ زَجَرْتُهَا فَنَهَضَتْ، وَلَمْ تَكَدْ تُخْرِجُ يَدَهَا، فَلَمَّا اسْتَوَتْ قَائِمَةً , إِذَا لِأَثَرِ يَدَيْهَا عَنَانٌ سَاطِعٌ فِي السَّمَاءِ مِثْلَ الدُّخَانِ، فَاسْتَقْسَمْتُ بِالْأَزْلَامِ فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ: أَنْ لَا أَضُرَّهُمَا، فَنَادَيْتُهُمَا بِالْأَمَانِ، فَوَقَفَا لِي، فَرَكِبْتُ فَرَسِي حَتَّى جِئْتُهُمْ , فَوَقَعَ فِي نَفْسِي حِينَ لَقِيتُ مَا لَقِيتُ مِنَ الْحَبْسِ عَنْهُمْ أَنَّهُ سَيَظْهَرُ أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقُلْتُ لَهُمَا: إِنَّ قَوْمَكُمَا قَدْ جَعَلُوا فِيكُمَا الدِّيَةَ، وَأَخْبَرْتُهُمْ مِنْ أَخْبَارِ سَفَرِهِمْ، وَمَا يُرِيدُ النَّاسُ بِهِمْ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِمُ الزَّادَ وَالْمَتَاعَ، فَلَمْ يُرْزُونِي شَيْئًا , وَلَمْ يَسْأَلُونِي، إِلَّا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اخْفِ عَنَّا» , فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَكْتُبَ لِي كِتَابًا مُوَادَعَةً آمَنُ بِهِ، فَأَمَرَ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ أَنْ يَكْتُبَ لِي فِي رُقْعَةِ أَدِيمٍ، ثُمَّ مَضَى، فَوَاللَّهِ مَا ذَكَرْتُ مِنْ أَمْرِهِ حَرْفًا حَتَّى أَعَزَّهُ اللَّهُ وَأَظْهَرَهُ. فَلَمَّا كَانَ بَيْنَ الطَّائِفِ وَالْجِعْرَانَةِ لَقِيتُهُ , فَتَخَلَّصْتُ إِلَيْهِ فَوَقَفْتُ فِي مِقْنَبٍ مِنْ خَيْلِ الْأَنْصَارِ، فَجَعَلُوا يَقْرَعُونِي بِالرِّمَاحِ وَيَقُولُونَ: إِلَيْكَ إِلَيْكَ , مَا أَنْتَ وَمَا تُرِيدُ، وَأَنْكَرُونِي، حَتَّى إِذَا دَنَوْتُ وَعَرَفْتُ أَنَّهُ يَسْمَعُ , أَخَذْتُ الْكِتَابَ الَّذِي كَتَبَهُ فَجَعَلْتُهُ بَيْنَ أُصْبُعَيَّ , ثُمَّ رَفَعْتُ يَدِي إِلَيْهِ وَنَادَيْتُ: أَنَا سُرَاقَةُ بْنُ جَعْشُمٍ وَهَذَا كِتَابِي، [ص: 487] فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذَا يَوْمُ وَفَاءٍ وَبَرٍّ، أَدْنُوهُ» , فَأُدْنِيتُ إِلَيْهِ , فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى سَاقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَرْزِهِ كَأَنَّهَا جُمَّارَةٌ، فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَيْهِ أَسْلَمْتُ , وَسُقْتُ إِلَيْهِ الصَّدَقَةَ، فَمَا ذَكَرْتُ شَيْئًا أَسْأَلُهُ عَنْهُ إِلَّا أَنِّي قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ الضَّالَّةَ مِنَ الْإِبِلِ تَغْشَى حِيَاضِي وَقَدْ مَلَأْتُهَا لِإِبِلِي , هَلْ لِي مِنْ أَجْرٍ أَسْقِيهَا؟، فَقَالَ: «نَعَمْ، فِي كُلِّ كَبِدٍ حَرَّى أَجْرًا» . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَفِي حَدِيثِ غَيْرِ مَعْمَرٍ قَالَ: فَرَجَعَ سُرَاقَةُ فَوَجَدَ النَّاسَ يَلْتَمِسُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «ارْجِعُوا، فَقَدِ اسْتَبْرَأْتُ لَكُمْ، مَا هَاهُنَا، قَدْ عَرَفْتُمْ بَصَرِي بِالْأَثَرِ، فَرَجَعُوا عَنْهُ» الحديث: 219 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 484 جُلَيْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مُحَارِبِ بْنِ الضَّحِيَّانَ بْنِ نَاشِبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ، شَهِدَ حُنَيْنًا وَالطَّائِفَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقُتِلَ يَوْمَ الطَّائِفِ شَهِيدًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 488 الْحَارِثُ بْنُ الْبَرْصَاءِ وَهُوَ الْحَارِثُ بْنُ مَالِكِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَوْدِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ شَجْعِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ، وَالْبَرْصَاءُ هِيَ أُمُّ أَبِيهِ , وَهِيَ رَيْطَةُ بِنْتُ رَبِيعَةَ بْنِ رَبَاحِ بْنِ ذِي الْبَرْدَيْنِ مِنْ بَنِي هِلَالِ بْنِ عَامِرٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 489 220 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ فِرَاسٍ , عَنْ عِرَاكِ [ص: 490] بْنِ مَالِكٍ , عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْبَرْصَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَ الْفَتْحِ: «لَا تُغْزَا قُرَيْشٌ بَعْدَ هَذَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» . يَعْنِي: عَلَى كُفْرٍ الحديث: 220 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 489 ضُمَيْرَةُ بْنُ سَعْدٍ [ص: 492] الضَّمْرِيُّ وَأَبُوهُ شَهِدَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةَ حُنَيْنٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 491 221 - أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ ضُمَيْرَةَ بْنِ سَعْدٍ الضَّمْرِيَّ , يُحَدِّثُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ , عَنْ أَبِيهِ , وَعَنْ جَدِّهِ قَالَ: «وَقَدْ كَانَا شَهِدَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةَ حُنَيْنٍ» الحديث: 221 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 493 أَنَسُ بْنُ زُنَيْمِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرِ بْنِ مَحْمِيَةَ بْنِ عَبْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الدِّئْلِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 493 222 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي حِزَامُ بْنُ هِشَامِ بْنِ خَالِدٍ الْكَعْبِيُّ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " لَمَّا قَدِمَ رَكْبُ خُزَاعَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَنْصِرُونَهُ، فَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ كَلَامِهِمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَنَسَ بْنَ زُنَيْمٍ الدِّئْلِيَّ قَدْ هَجَاكَ، فَنَذَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَمَهُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ أَسْلَمَ أَنَسٌ، وَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْتَذِرُ إِلَيْهِ مِمَّا بَلَغَهُ , وَكَلَّمَهُ فِيهِ نَوْفَلُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الدِّئْلِيُّ، وَقَالَ: أَنْتَ أَوْلَى النَّاسِ بِالْعَفْوِ، وَمَنْ مِنَّا لَمْ يُؤْذِكَ وَلَمْ يُعَادِكَ وَنَحْنُ فِي جَاهِلِيَّةٍ، لَا نَدْرِي مَا نَأْخُذُ وَمَا نَدَعُ، [ص: 494] حَتَّى هَدَانَا اللَّهُ بِكَ، وَأَنْقَذَنَا مِنَ الْهَلَكَةِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَدْ عَفَوْتُ عَنْهُ» . فَقَالَ نَوْفَلُ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي. وَقَالَ أَنَسُ بْنُ زُنَيْمٍ يَعْتَذِرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا بَلَغَهُ: [البحر الطويل] أَنْتَ الَّذِي تَهْدِي مَعْدَ بِأَمْرِهِ ... بَلِ اللَّهُ يَهْدِيهَا وَقَالَ لَكَ: اشْهَدِ فَمَا حَمَلَتْ مِنْ نَاقَةٍ فَوْقَ رَحْلِهَا ... أَبَرَّ وَأَوْفَى ذِمَّةً مِنْ مُحَمَّدِ أَحَثُّ عَلَى خَيْرٍ وَأَوْسَعُ نَائِلًا ... إِذَا رَاحَ يَهْتَزُّ اهْتِزَازَ الْمُهَنَّدِ وَأَكْسَى لِبَرْدِ الْحَالِ قَبْلَ اجْتِدَابِهِ ... وَأَعْطَى بِرَأْسِ السَّابِقِ الْمُتَجَرِّدِ تَعْلَمْ رَسُولَ اللَّهِ أَنَّكَ مُدْرِكِي ... وَأَنَّ وَعِيدًا مِنْكَ كَالْأَخْذِ بِالْيَدِ تَعْلَمْ رَسُولَ اللَّهِ أَنَّكَ قَادِرٌ ... عَلَى كُلِّ سَاكِنٍ مِنْ تَهَامٍ وَمُنْجِدِ وَنُبِّي رَسُولُ اللَّهِ أَنْ قَدْ هَجَوْتُهُ ... فَلَا رَفَعَتْ سَوْطِي إِلَيَّ إِذًا يَدِي سِوَى أَنِّي قَدْ قُلْتُ يَا وَيْحَ فِتْيَةٍ ... أُصِيبُوا بِنَحْسٍ يَوْمَ طَلْقٍ وَأَسْعَدِ أَصَابَهُمُ مَنْ لَمْ يَكُنْ لِدِمَائِهِمْ ... كِفَاءً فَعَزَّتْ عَبْرَتِي وَتَلَدُّدِي ذُؤَيْبًا وَكُلْثُومًا وَسُلْمَى تَتَابَعُوا ... جَمِيعًا فَإِلَّا تَدْمَعِ الْعَيْنُ أَكْمَدِ عَلَى أَنَّ سُلْمَى لَيْسَ فِيهِمْ كَمِثْلِهِ ... وَإِخْوَتِهِ أَوْ هَلْ مُلُوكٌ كَأَعَبُدِ فَإِنِّيَ لَا عِرْضًا خَرَقْتُ وَلَا دَمًا ... هَرَقْتُ فَفَكِّرْ عَالِمَ الْحَقِّ وَاقْصِدِ الحديث: 222 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 493 وَأَخُوهُ سَارِيَةُ بْنُ زُنَيْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , كَانَ خَلِيعًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ أَشَدَّ النَّاسِ حَضَرًا عَلَى رِجْلَيْهِ، ثُمَّ أَسْلَمَ فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 495 223 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , عَنْ [ص: 496] أَبِيهِ , وَأَبُو سُلَيْمَانَ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدٍ قَالَا: خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى الصَّلَاةِ , فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ ثُمَّ صَاحَ: يَا سَارِيَةَ بْنَ زُنَيْمٍ , الْجَبَلَ، يَا سَارِيَةَ بْنَ زُنَيْمٍ , الْجَبَلَ، ظَلَمَ مَنِ اسْتَرْعَى الذِّئْبَ الْغَنَمَ، قَالَ: ثُمَّ خَطَبَ حَتَّى فَرَغَ. فَجَاءَ كِتَابُ سَارِيَةَ بْنِ زُنَيْمٍ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: أَنَّ اللَّهَ فَتْحَ عَلَيْنَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِسَاعَةِ كَذَا وَكَذَا , لِتِلْكَ السَّاعَةِ الَّتِي خَرَجَ فِيهَا عُمَرُ فَتَكَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ، قَالَ سَارِيَةُ: وَسَمِعْتُ صَوْتًا، يَا سَارِيَةَ بْنَ زُنَيْمٍ , الْجَبَلَ، يَا سَارِيَةَ بْنَ زُنَيْمٍ , الْجَبَلَ، ظَلَمَ مَنِ اسْتَرْعَى الذِّئْبَ الْغَنَمَ، فَعَلَوْتُ بِأَصْحَابِي الْجَبَلَ , وَنَحْنُ قَبْلَ ذَلِكَ فِي بَطْنِ وَادٍ , وَنَحْنُ مُحَاصِرُو الْعَدُوِّ , فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْنَا، فَقِيلَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: مَا ذَلِكَ الْكَلَامُ؟ قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَلْقَيْتُ لَهُ بَالًا، شَيْءٌ أَتَى عَلَى لِسَانِي " الحديث: 223 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 495 224 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ , عَنْ نَافِعٍ [ص: 497] مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ عَلَى الْمِنْبَرِ: " يَا سَارِيَةَ بْنَ زُنَيْمٍ , الْجَبَلَ، فَلَمْ يَدْرِ النَّاسُ أَيَّ شَيْءٍ يَقُولُ حَتَّى قَدِمَ سَارِيَةُ الْمَدِينَةَ عَلَى عُمَرَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، كُنَّا مُحَاصِرِي الْعَدُوِّ , فَكُنَّا نُقِيمُ الْأَيَّامَ لَا يَخْرُجُ عَلَيْنَا مِنْهُمْ أَحَدٌ، نَحْنُ فِي خَفَضٍ مِنَ الْأَرْضِ وَهُمْ فِي حِصْنٍ عَالٍ، فَسَمِعْتُ صَائِحًا يُنَادِي بِكَذَا وَكَذَا: يَا سَارِيَةَ بْنَ زُنَيْمٍ , الْجَبَلَ، قَالَ: فَعَلَوْتُ بِأَصْحَابِي الْجَبَلَ، فَمَا كَانَتْ إِلَّا سَاعَةً حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْنَا " الحديث: 224 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 496 أَبُو عَقْرَبِ بْنُ خُوَيْلِدِ بْنُ خَالِدِ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حِمَاسِ بْنِ عُرَيْجِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ، وَهُمْ بَيْتُ بَنِي عُوَيْجٍ. أَسْلَمَ أَبُو عَقْرَبِ بْنُ خُوَيْلِدٍ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَابْنُهُ عَمْرُو بْنُ أَبِي عَقْرَبِ بْنِ خُوَيْلِدٍ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْضًا وَرَآهُ وَرَوَى عَنْهُ , وَهُوَ أَبُو أَبِي نَوْفَلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَقْرَبٍ، وَاسْمُ أَبِي نَوْفَلٍ: مُعَاوِيَةُ [ص: 499] قَالَ: أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَهُوَ ابْنُ ابْنَةِ أَبِي نَوْفَلٍ، وَكَانَ آلُ أَبِي عَقْرَبٍ قَدْ سَكَنُوا الْمَدِينَةَ ثُمَّ انْتَقَلُوا إِلَى الْبَصْرَةِ فَنَزَلُوهَا بَعْدُ، وَلَهُمْ بِهَا بَقِيَّةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 498 أَبُو النَّمِرِ الْكِنَانِيُّ وَهُوَ جَدُّ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي النَّمِرِ الْمُجَدِّفِ الْمَدِينِيِّ، شَهِدَ أَبُو نَمِرٍ أُحُدًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ، وَقَالَ: رَمَيْتُ يَوْمَئِذٍ بِخَمْسِينَ مَرْمَاةٍ فَأَصَبْتُ مِنْهَا بَأْسَهُمٍ، وَإِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّ أَصْحَابَهُ لَمُحْدِقُونَ بِهِ، وَإِنَّ النَّبْلَ لَتَمُرُّ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَتَقْصُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَخْرُجُ مِنْ وَرَائِهِ. ثُمَّ هَدَاهُ اللَّهُ إِلَى الْإِسْلَامِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 500 وَمِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 501 طُلَيْحَةُ بْنُ خُوَيْلِدِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ الْأَشْتَرِ بْنِ جَحْوَانَ بْنِ فَقْعَسِ بْنِ طَرِيفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ قُعَيْنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ، وَكَانَ طُلَيْحَةُ يُعَدُّ بِأَلْفِ فَارِسٍ لِشِدَّتِهِ وَشَجَاعَتِهِ وَبَصَرِهِ بِالْحَرْبِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 501 225 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ [ص: 502] كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: قَدِمَ نَفَرٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ وَافِدِينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَنَةَ تِسْعٍ , وَفِيهِمْ طُلَيْحَةُ بْنُ خُوَيْلِدٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ مَعَ أَصْحَابِهِ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ، وَقَالَ مُتَكَلِّمُهُمْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّكَ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَجِئْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَمْ تَبْعَثْ إِلَيْنَا بَعْثًا , وَنَحْنُ لِمَنْ وَرَاءَنَا سِلْمٌ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا، قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ، بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الحجرات: 17] " قَالُوا: فَلَمَّا ارْتَدَّتِ الْعَرَبُ ارْتَدَّ طُلَيْحَةُ وَأَخُوهُ سَلَمَةُ بِبَنِي أَسَدٍ فِيمَنِ ارْتَدَّ مِنْ أَهْلِ الضَّاحِيَةِ، وَادَّعَى طُلَيْحَةُ النُّبُوَّةَ، فَلَقِيَهُمْ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِبَزَاخَةَ، فَأَوْقَعَ بِهِمْ، وَهَرَبَ طُلَيْحَةُ حَتَّى قَدِمَ الشَّامَ، فَأَقَامَ عِنْدَ آلِ جَفْنَةَ الْغَسَّانِيِّينَ حَتَّى تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ خَرَجَ مُحْرِمًا بِالْحَجِّ، فَقَدِمَ مَكَّةَ، فَلَمَّا رَآهُ عُمَرُ قَالَ: يَا طُلَيْحَةُ , لَا أُحِبُّكَ بَعْدَ قَتْلِ [ص: 503] الرَّجُلَيْنِ الصَّالِحِينَ: عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ، وَثَابِتِ بْنِ أَقْرَمَ. وَكَانَا طَلِيعَتَيْنِ لِخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فَلَقِيَهُمَا طُلَيْحَةُ وَسَلَمَةُ ابْنَا خُوَيْلِدٍ فَقَتَلَاهُمَا، فَقَالَ طُلَيْحَةُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، رَجُلَيْنِ أَكْرَمَهُمَا اللَّهُ بِيَدِي، وَلَمْ يُهِنِّي بِأَيْدِيهِمَا، وَمَا كُلُّ الْبُيُوتِ بُنِيَتْ عَلَى الْمَحَبَّةِ، وَلَكِنْ صَفْحَةٌ جَمِيلَةٌ , فَإِنَّ النَّاسَ يَتَصَافَحُونَ عَلَى الشَّنَآنِ. وَأَسْلَمَ طُلَيْحَةُ إِسْلَامًا صَحِيحًا وَلَمْ يُغْمَصْ عَلَيْهِ فِي إِسْلَامِهِ، وَشَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ، وَنَهَاوَنْدَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ، وَكَتَبَ عُمَرُ: أَنْ شَاوِرُوا طُلَيْحَةَ فِي حَرْبِكُمْ، وَلَا تُوَلُّوهُ شَيْئًا الحديث: 225 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 501 وَابِصَةُ بْنُ مَعْبَدٍ الْأَسَدِيُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 504 226 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: «قَدِمَ عَشْرَةُ رَهْطٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ فِيهِمْ وَابِصَةُ بْنُ مَعْبَدٍ الْأَسَدِيُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمُوا، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ» . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَصَحِبَ وَابِصَةُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَوَى عَنْهُ: أَنَّهُ صَلَّى خَلْفَ الصُّفُوفِ وَحْدَهُ، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُعِيدَ. وَكَانَ مِمَّنْ أَسْلَمَ وَرَجَعَ [ص: 505] إِلَى بِلَادِ قَوْمِهِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْجَزِيرَةِ، فَنَزَلَهَا إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا وَلَهُ بِهَا بَقِيَّةٌ وَعَقِبٌ. مِنْ وَلَدِهِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَخْرٍ قَاضِي أَهْلِ الرَّقَّةِ أَيَّامَ هَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الحديث: 226 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 504 حَضْرَمِيُّ بْنُ عَامِرِ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ مُوَيْلَةَ بْنِ هَمَّامِ بْنِ ضَبِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ وَمَالِكُ بْنُ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ هُوَ الزِّنْيَةُ وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ أُمَّهُ سَلْمَى بِنْتُ مَالِكِ بْنِ غُنَيْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدٍ جَعَلَتْ تُرْقِصُهُ وَتَقُولُ: بِيبِي زِنْيَتِي فُدِيتَ أَنَا زِنْيَتِي , فَسُمِّيَ الزِّنْيَةَ. فَوَفَدَ حَضْرَمِيُّ بْنُ عَامِرٍ فِي نَاسٍ مِنْهُمْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَنْ أَنْتُمْ؟» , قَالُوا: مِنْ بَنِي أَسَدٍ. قَالَ: «أَيُّ بَنِي أَسَدٍ» , قَالُوا: بَنِي الزِّنْيَةِ. قَالَ: «فَأَنْتُمْ بَنِي الرِّشْدَةِ» . قَالُوا: لَا نَكُونُ مِثْلَ بَنِي مُحَوَّلَةَ رَغِبُوا عَنِ اسْمِ أَبِيهِمْ. وَبَنُو مُحَوَّلَةَ هُمْ بَنُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفَانَ، وَفَدُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَنْ أَنْتُمْ» ؟ , قَالُوا: مِنْ بَنِي عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ غَطَفَانَ. قَالَ: «أَنْتُمْ بَنُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفَانَ» , فَرَضُوا بِهَا فَسُمُّوا بَنُو مُحَوَّلَةَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَضْرَمِيٍّ: «أَتَقْرَأُ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ؟» قَالَ: فَقَرَأَ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى} [الأعلى: 2] , وَالَّذِي امْتَنَّ عَلَى الْحُبْلَى , فَأَخْرَجَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 506 مِنْهَا نَسَمَةً تَسْعَى , بَيْنَ شِغَافٍ وَحَشَى. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَزِيدَنَّ فِيهَا؛ فَإِنَّهَا شَافِيَةٌ كَافِيَةٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 507 227 - أَخْبَرَنَا بِهَذَا كُلِّهِ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَ حَضْرَمِيُّ بْنُ عَامِرٍ شَاعِرًا، وَفِيهِ يَقُولُ زَيْدُ الْخَيْلِ الطَّائِيُّ: فَلَوْ كَانَ جَارِي حَضْرَمِيُّ لَأَصْبَحَتْ ... قَبَائِلُ خَيْلٍ تَحْمِلُ الْبَيْضَ وَالْأَسَلَ الحديث: 227 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 507 الْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ الْأَسَدِيُّ الَّذِي أَسْلَمَ وَعِنْدَهُ تِسْعُ نِسْوَةٍ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَخْتَارَ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا، وَهُوَ جَدُّ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ الْأَسَدِيِّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 508 ضِرَارُ بْنُ الْأَزْوَرِ وَاسْمُ الْأَزْوَرِ: مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدٍ، وَكَانَ ضِرَارٌ فَارِسًا شَاعِرًا، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ حِينَ أَسْلَمَ: [البحر المتقارب] خَلَعْتُ الْقِدَاحَ وَعَزْفَ الْقِيَانِ ... وَالْخَمْرَ تَصْلِيَةً وَابْتِهَالَا وَكَرَى الْمُحَبَّرِ فِي غَمْرَةٍ ... وَجُهْدِي عَلَى الْمُشْرِكِينَ الْقِتَالَا وَقَالَتْ جَمِيلَةُ: بَدَّدْتَنَا ... وَطَرَّحْتَ أَهْلَكَ شَتَّى شَلَالَا فَيَارَبِّ لَا أُغْبَنَنْ صَفْقَتِي ... وَقَدْ بِعْتُ أَهْلِي وَمَالِي بَدَالَا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 509 وَهُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَ اللُّقُوحِ: «دَعْ دَوَاعِيَ اللَّبَنِ» . وَكَانَ شَهِدَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ فَقَاتَلَ أَشَدَّ الْقِتَالِ حَتَّى قُطِعَتْ سَاقَاهُ جَمِيعًا، فَجَعَلَ يَحْبُوا وَيُقَاتِلُ وَتَطَأُهُ الْخَيْلُ حَتَّى غَلَبَهُ الْمَوْتُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: مَكَثَ ضِرَارُ بِالْيَمَامَةِ مَجْرُوحًا، فَقَبْلَ أَنْ يَرْحَلَ خَالِدٌ بِيَوْمٍ مَاتَ ضِرَارٌ، وَقَدْ قَالَ قَصِيدَتَهُ الَّتِي عَلَى الْمِيمِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا أَثْبَتُ عِنْدَنَا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 510 خُرَيْمُ بْنُ فَاتِكٍ وَالْفَاتِكُ جَدُّ جَدِّهِ، وَهُوَ خُرَيْمُ بْنُ الْأَخْرَمِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْفَاتِكِ , وَهُوَ الْقَلِيبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَخُرَيْمٌ هُوَ أَبُو أَيْمَنَ بْنِ خُرَيْمٍ الشَّاعِرِ. وَكَانَ الشَّعْبِيُّ يَرْوِي عَنْ أَيْمَنَ بْنِ خُرَيْمٍ، قَالَ: إِنَّ أَبِي وَعَمِّي شَهِدَا بَدْرًا وَعَهِدَا إِلَيَّ أَنْ لَا أُقَاتِلَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا مِمَّا لَا يُعْرَفُ عِنْدَنَا وَلَا [ص: 512] عِنْدَ أَحَدٍ مِمَّنْ لَهُ عِلْمٌ بِالسِّيرَةِ أَنَّهُمَا شَهِدَا بَدْرًا، وَلَا أُحُدًا، وَلَا الْخَنْدَقَ، وَإِنَّمَا أَسْلَمَا حِينَ أَسْلَمَتْ بَنُو أَسَدٍ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَتَحَوَّلَا إِلَى الْكُوفَةِ فَنَزَلَاهَا بَعْدَ ذَلِكَ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 511 228 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ , عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ , عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ , عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ , أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَا خُرَيْمُ، لَوْلَا خَلَّتَانِ فِيكَ كُنْتَ أَنْتَ الرَّجُلَ» قَالَ: مَا هُمَا بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، [ص: 513] تَكْفِينِي وَاحِدَةٌ. قَالَ: «تُوفِي شَعْرَكَ، وَتُسْبِلُ إِزَارَكَ» . قَالَ: فَجَزَّ شَعْرَهُ وَرَفَعَ إِزَارَهُ " وَأَخُوهُ سَبْرَةُ بْنُ فَاتِكٍ الْأَسَدِيُّ الحديث: 228 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 512 عَمْرُو بْنُ شَاسِ بْنِ أَبِي بَلِيٍّ، وَاسْمُهُ عُبَيْدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ ذُوَيْبَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدٍ وَكَانَ شَاعِرًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 514 229 - أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْعُودُ بْنُ [ص: 515] سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مَعْقِلٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِيَارٍ الْأَسْلَمِيِّ , عَنْ عَمْرٍو بْنِ شَاسٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَدْ آذَيْتَنِي» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أُحِبُّ أَنْ أُوذِيَكَ، قَالَ: «مَنْ آذَى عَلِيًّا فَقَدْ آذَانِي» الحديث: 229 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 514 وَمِنْ هُذَيْلِ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 516 حَمَلُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّابِغَةِ الْهُذَلِيُّ، أَسْلَمَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَادِ قَوْمِهِ ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى الْبَصْرَةِ فَنَزَلَهَا وَابْتَنَى بِهَا دَارًا فِي هُذَيْلٍ، ثُمَّ صَارَتْ دَارُهُ لِعُمَرَ بْنِ مِهْرَانَ الْكَاتِبِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 516 وَمِنْ بَنِي تَمِيمِ بْنِ أُدِّ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 517 قَيْسُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ سِنَانِ بْنِ خَالِدِ بْنِ مِنْقَرِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مُقَاعِسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ، وَكَانَ قَيْسُ قَدْ حَرَّمَ الْخَمْرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ شَرِبَ فَسَكِرَ فَعَبَثَ بِذِي مَحْرَمٍ مِنْهُ , فَهَرَبَتْ مِنْهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قِيلَ لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: [البحر الوافر] رَأَيْتُ الْخَمْرَ مَصْلَحَةً وَفِيهَا ... مَنَاقِبُ تَفْضَحُ الرَّجُلَ الْكَرِيمَا فَلَا وَاللَّهِ أَشْرَبُهَا حَيَاتِي ... وَلَا أَشْفِي بِهَا أَبَدًا سَقِيمَا قَالَ: ثُمَّ وَفْدَ قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَفْدِ بَنِي تَمِيمٍ فَأَسْلَمَ، فَقَال [ص: 518] َ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذَا سَيِّدُ أَهْلِ الْوَبَرِ» , وَكَانَ سَيِّدَا جَوَادًا، وَهُوَ الَّذِي قِيلَ فِيهِ لَمَّا مَاتَ: [البحر الطويل] فَمَا كَانَ قَيْسٌ هُلْكُهُ هُلْكُ وَاحِدٍ ... وَلَكِنَّهُ بُنْيَانُ قَوْمٍ تَهَدَّمَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 517 230 - أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنِ الْأَغَرِّ الْمِنْقَرِيِّ , عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ الْحُصَيْنِ , عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ: «أَنَّهُ أَسْلَمَ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَهُ أَنْ يَغْتَسِلَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ» الحديث: 230 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 518 231 - أَخْبَرَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي الثَّوْرِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَسْلَمُ , عَنْ رَجُلٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِقَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ: «هَذَا سَيِّدُ أَهْلِ الْوَبَرِ» الحديث: 231 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 519 232 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ , عَنْ قَتَادَةَ , [ص: 520] عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ: أَوْصَى قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ بَنِيهِ عِنْدَ الْمَوْتِ: «يَا بَنِيَّ، سَوِّدُوا عَلَيْكُمْ أَكْبَرَكُمْ؛ فَإِنَّ الْقَوْمَ إِذَا سَوَّدُوا أَكْبَرَهُمْ خَلَفُوا آبَاءَهُمْ، وَإِذَا سَوَّدُوا أَصْغَرَهُمْ أَزْرَى بِهِمْ عِنْدَ أَكْفَائِهِمْ، وَعَلَيْكُمْ بِالْمَالِ وَاصْطِنَاعِهِ؛ فَإِنَّهُ مَأْبُهَةٌ لِلْكَرِيمِ , وَيُسْتَغْنَى بِهِ عَنِ اللَّئِيمِ، وَإِيَّاكُمْ وَمَسْأَلَةَ النَّاسِ , فَإِنَّهَا مِنْ آخِرِ مَكْسَبَةِ الرَّجُلِ، وَلَا [ص: 521] تَنُوحُوا عَلَيَّ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَنُوحُوا عَلَيْهِ، وَلَا تَدْفِنُونِي حَيْثُ تَشْعُرُ بِي بَكْرُ بْنُ وَائِلٍ , فَإِنِّي كُنْتُ أُغَاوِلُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ» الحديث: 232 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 519 عَمْرُو بْنُ الْأَهْتَمِ بْنِ سُمَيِّ بْنِ سِنَانِ بْنِ خَالِدِ بْنِ مِنْقَرِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مُقَاعِسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ، وَكَانَ فِي وَفْدِ بَنِي تَمِيمٍ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ أَصْغَرَهُمْ، وَكَانَ يَكُونُ فِي رِحَالِهِمْ، فَأَجَازَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَفْدَ وَقَالَ: «هَلْ بَقِيَ مِنْكُمْ أَحَدٌ؟» , قَالُوا: غُلَامٌ فِي الرَّحْلِ، وَقَالَ قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ: إِنَّهُ غُلَامٌ لَا شَرَفَ لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَإِنْ كَانَ، فَإِنَّهُ وَافِدٌ وَلَهُ حَقٌّ، فَأَرْسِلُوهُ حَتَّى نُجِيزَهُ» , فَبَلَغَ عَمْرَو بْنَ الْأَهْتَمِ قَوْلُ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ، فَقَالَ: [البحر البسيط] ظَلَلْتَ مُفْتَرِشًا هِلْبَاكَ تَشْتُمُنِي ... عِنْدَ الرَّسُولِ فَلَمْ تُصَدَّقْ وَلَمْ تُصِبِ أَنِّي وَسُؤْدُدُنَا عَوْدٌ وَسُؤْدُدُكُمْ ... مُخَلَّفٌ بِمَكَانِ الْعَجَبِ وَالذَّنَبِ إِنْ تُبْغِضُونَا فَإِنَّ الرُّومَ أَصْلُكُمُ ... وَالرُّومُ لَا تَمْلِكُ الْبَغْضَاءَ لِلْعَرَبِ قَالَ: وَكَانَ عَمْرُو بْنُ الْأَهْتَمِ شَاعِرًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 522 233 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ , عَنْ شَيْخٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ امْرَأَةًَ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ قَالَتْ: " أَنَا أَنْظُرُ إِلَى وَفْدِ بَنِي تَمِيمٍ يَوْمَئِذٍ يَأْخُذُونَ جَوَائِزَهُمْ عِنْدَ بِلَالٍ , اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا لِكُلِّ وَاحِدٍ، قَالَتْ: وَرَأَيْتُ غُلَامًا أَعْطَاهُ يَوْمَئِذٍ، وَهُوَ أَصْغَرُهُمْ، خَمْسَ أَوَاقٍ , تَعْنِي عَمْرَو بْنَ الْأَهْتَمِ " الحديث: 233 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 523 عَطَارِدُ بْنُ حَاجِبِ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَارِمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ، وَكَانَ فِي وَفْدِ بَنِي تَمِيمٍ , قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدَّمُوهُ فَخَطَبَ وَفَخَرَ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَابِتَ بْنَ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ فَأَجَابَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 524 الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسِ بْنِ عِقَالِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ مُجَاشِعِ بْنِ دَارِمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ، وَكَانَ فِي وَفْدِ بَنِي تَمِيمٍ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ يَوْمَئِذٍ حِينَ قَصَّرَ بِهِ فِي الْعَطِيَّةِ: [البحر المتقارب] أَتَجْعَلُ نَهْبِي وَنَهْبَ الْعُبَيْدِ ... بَيْنَ عُيَيْنَةَ وَالْأَقْرَعِ وَمَا كَانَ بَدْرٌ وَلَا حَابِسٌ ... يَفُوقَانِ مِرْدَاسَ فِي الْمَجْمَعِ وَمَا كُنْتُ دُونَ امْرِئٍ مِنْهُمَا ... وَمَنْ تَضَعُ الْيَوْمَ لَمْ يُرْفَعِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 525 صَعْصَعَةُ بْنُ نَاجِيَةَ بْنِ عِقَالِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ مُجَاشِعِ بْنِ دَارِمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ، وَفَدَ صَعْصَعَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ. مِنْ وَلَدِهِ: الْفَرَزْدَقُ الشَّاعِرُ ابْنُ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَمِنْ وَلَدِهِ أَيْضًا: عِقَالُ بْنُ شَبَّةَ بْنِ عِقَالِ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ نَاجِيَةَ الْخَطِيبُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 526 عِيَاضُ بْنُ حِمَارِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ مُجَاشِعِ بْنِ دَارِمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ وَمَعَهُ نَجِيبَةٌ يُهْدِيهَا لَهُ، فَقَالَ: «أَأَسْلَمْتَ» ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ نَهَانَا أَنْ نَقْبَلَ زَبَدَ الْمُشْرِكِينَ» . [ص: 528] قَالَ: فَأَسْلَمَ، فَقَبِلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ. فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، الرَّجُلُ مِنْ قَوْمِي أَسْفَلَ مِنِّي يَشْتُمُنِي فَأَنْتِصِرُ مِنْهُ؟، فَقَالَ: «الْمُسْتَبَّانِ شَيْطَانَانِ يَتَكَاذَبَانِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 527 رَبَاحُ بْنُ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي مُجَاشِعِ بْنِ دَارِمٍ، وَكَانَ فِي وَفْدِ بَنِي تَمِيمٍ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمُوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 529 نُعَيْمُ بْنُ سَعْدٍ التَّمِيمِيُّ وَكَانَ مِنْ وَفْدِ بَنِي تَمِيمٍ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمُوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 530 الزِّبْرِقَانُ بْنُ بَدْرِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ بَهْدَلَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ، وَكَانَ اسْمُ الزِّبْرِقَانِ حُصَيْنًا , وَكَانَ شَاعِرًا جَمِيلًا، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: قَمَرُ نَجْدٍ، وَكَانَ فِي وَفْدِ بَنِي تَمِيمٍ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قَدَّمُوا عَطَارِدَ بْنَ حَاجِبٍ فَخَطَبَ، أَمَرُوا الزِّبْرِقَانَ بْنَ بَدْرٍ فَقَامَ فَأَنْشَدَ شِعْرًا قَالَهُ يَفْخَرُ فِيهِ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 531 فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ فَأَجَابَهُ بِشِعْرٍ مِثْلِهِ. وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوُضِعَ لِحَسَّانَ مِنْبَرٌ فِي الْمَسْجِدِ يُنْشِدُ عَلَيْهِ وَقَالَ يَوْمَئِذٍ: «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيُؤَيِّدُ حَسَّانَ بِرُوحِ الْقُدُسِ مَا نَافَحَ عَنْ نَبِيِّهِ» ، وَسَرَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ وَالْمُسْلِمِينَ مَقَامُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ وَخُطْبَتُهُ وَشِعْرُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ. وَخَلَا الْوَفْدُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ فَقَالَ قَائِلُهُمْ: تَعْلَمُنَّ وَاللَّهِ أَنَّ هَذَا الرَّجُلَ مُؤَيَّدٌ مَصْنُوعٌ لَهُ، لَخَطِيبُهُمْ أَخْطَبُ مِنْ خَطِيبِنَا , وَلَشَاعِرُهُمْ أَشْعَرُ مِنْ شَاعِرِنَا، وَلَهُمْ أَحْلَمُ مِنَّا. وَاسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزِّبْرِقَانَ بْنَ بَدْرٍ عَلَى صَدَقَةِ قَوْمِهِ بَنِي سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ. فَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَيْهَا، وَارْتَدَّتِ الْعَرَبُ وَمَنَعُوا الصَّدَقَةَ وَثَبَتَ الزِّبْرِقَانُ بْنُ بَدْرٍ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَأَخَذَ الصَّدَقَةَ مِنْ قَوْمِهِ، فَأَدَّاهَا إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 532 مَالِكُ بْنُ نُوَيْرَةَ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ شَدَّادِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعَ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 533 234 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ جَبِيرَةَ , عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ: «لَمَّا صَدَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْحَجِّ سَنَةَ عَشْرٍ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَلَمَّا رَأَى هِلَالَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ بَعَثَ الْمُصَّدِّقِينَ فِي الْعَرَبِ، فَبَعَثَ مَالِكَ بْنَ نُوَيْرَةَ عَلَى صَدَقَةِ بَنِي يَرْبُوعَ، وَكَانَ قَدْ أَسْلَمَ، وَكَانَ شَاعِرًا» الحديث: 234 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 533 235 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ , عَنْ أُمِّهِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: " كُنَّا مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ حِينَ خَرَجَ إِلَى أَهْلِ الرِّدَّةِ، فَلَمَّا نَزَلَ بِالْبِطَاحِ ادُّعِيَ أَنَّ مَالِكَ بْنَ نُوَيْرَةَ ارْتَدَّ، وَاحْتَجَّ عَلَيْهِ بِكَلَامٍ [ص: 535] بَلَغَهُ عَنْهُ , فَأَنْكَرَ مَالِكٌ ذَلِكَ، وَقَالَ: أَنَا عَلَى الْإِسْلَامِ، مَا غَيَّرْتُ وَلَا بَدَّلْتُ. وَشَهِدَ لَهُ أَبُو قَتَادَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , فَقَدَّمَهُ خَالِدٌ وَأَمَرَ ضِرَارَ بْنَ الْأَزْوَرِ الْأَسَدِيَّ فَضَرَبَ عُنُقَهُ، وَأَمَرَ بِرَأْسِ مَالِكٍ فَجُعِلَ أَثَافِيًا لِقِدْرٍ، وَكَانَ مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ شَعْرًا وَإِنَّ رَأْسَهُ لَيُدَخِّنُ , وَمَا خَلَصَتِ النَّارُ إِلَى شِوَائِهِ، وَقَبَضَ خَالِدٌ امْرَأَتَهُ أُمَّ مُتَمِّمٍ فَتَزَوَّجَهَا " الحديث: 235 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 534 236 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنِ ابْنِ [ص: 536] عَوْنٍ قَالَ: " بَلَغَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَتْلُهُ مَالِكَ بْنَ نُوَيْرَةَ وَتَزَوُّجُهُ امْرَأَتَهُ , فَقَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: إِنَّهُ قَدْ زَنَى، فَارْجُمْهُ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا كُنْتُ لِأَرْجُمَهُ , تَأَوَّلَ فَأَخْطَأَ. قَالَ: فَإِنَّهُ قَدْ قَتَلَ مُسْلِمًا، فَاقْتُلْهُ. قَالَ: مَا كُنْتُ لِأَقْتُلَهُ بِهِ، تَأَوَّلَ فَأَخْطَأَ. قَالَ: فَاعْزِلْهُ، قَالَ: مَا كُنْتُ لِأُشِيمَ سَيْفًا سَلَّهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا ". وَكَانَ مَالِكُ بْنُ نُوَيْرَةَ يُسَمَّى الْجَفُولَ الحديث: 236 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 535 237 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِمُتَمِّمِ بْنِ نُوَيْرَةَ: " مَا بَلَغَ حُزْنُكَ عَلَى أَخِيكَ؟ قَالَ: [ص: 537] لَقَدْ مَكَثْتُ سَنَةً لَا أَنَامُ بِلَيْلٍ حَتَّى أُصْبِحَ، وَمَا رَأَيْتُ نَارًا رُفِعَتْ بِلَيْلٍ إِلَّا ظَنَنْتُ أَنَّ نَفْسِي سَتَخْرُجُ، أَذْكُرُ بِهَا نَارًا، أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ بِالنَّارِ فَتُوقَدُ حَتَّى يُصْبِحَ، مَخَافَةَ أَنْ يَبِيتَ ضَيْفُهُ قَرِيبًا مِنْهُ، فَحَتَّى يَرَى النَّارَ يَأْوِي إِلَيْهَا، وَلَهُوَ بِالضَّيْفِ يَأْتِي مُجْتَهِدًا أَسَرَّ مِنَ الْقَوْمِ يَقْدُمُ عَلَيْهِمُ الْقَادِمُ لَهُمْ مِنَ السَّفَرِ الْبَعِيدِ. فَقَالَ عُمَرُ: أَكْرِمْ بِهِ " الحديث: 237 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 536 238 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ يَوْمًا لِمُتَمِّمِ بْنِ نُوَيْرَةَ: " خَبِّرْنَا عَنْ أَخِيكَ، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَقَدْ أُسِرْتُ مَرَّةً فِي حَيٍّ مِنَ الْعَرَبِ، فَأُخْبِرَ أَخِي، فَأَقْبَلَ إِلَيَّ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ طَلَعَ عَلَى الْخَاصِرِ فَمَا أَحَدٌ كَانَ قَاعِدًا إِلَّا قَامَ عَلَى رِجْلَيْهِ، وَلَا بَقِيَتِ امْرَأَةٌ إِلَّا تَطَلَّعَتْ مِنْ خِلَالِ الْبُيُوتِ، فَمَا نَزَلَ عَنْ جَمَلِهِ حَتَّى لَقُوهُ بِي فِي رُمَّتِي , فَحَلَّنِي هُوَ، فَقَالَ عُمَرُ: «إِنَّ هَذَا لَهُوَ الشُّرَفُ» الحديث: 238 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 537 239 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي [ص: 538] سَبْرَةَ , عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: قَالَ مُتَمِّمُ بْنُ نُوَيْرَةَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: " أَغَارَ حَيُّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ عَلَى حَيِّ مَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ وَلَيْسَ هُوَ فِي الْحَاضِرِ، فَخَرَجَ فِي آثَارِهِمْ عَلَى جَمَلٍ ثِقَالٍ يَسُوقُهُ مَرَّةً وَيَرْكَبُهُ أُخْرَى حَتَّى أَدْرَكَهُمْ عَلَى مَسِيرَةِ ثَلَاثٍ وَهُمْ آمِنُونَ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَوْهُ فَأَرْسَلُوا مَا فِي أَيْدِيهِمْ مِنَ الْأَسْرَى وَالنَّعَمِ وَهَرَبُوا، فَأَدْرَكَهُمْ مَالِكٌ , فَاسْتَأْسَرُوا جَمِيعًا حَتَّى كَتَّفَهُمْ وَكَرَبَهُمْ إِلَى بِلَادِهِ مُكَتَّفِينَ، فَقَالَ عُمَرُ: «قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ سَخَاءَهُ وَشَجَاعَتَهُ، وَلَمْ نَعْلَمْ بِكُلِّ مَا تَذْكُرُ» الحديث: 239 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 537 240 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَوْمًا لِمُتَمِّمِ بْنِ نُوَيْرَةَ: «حَدِّثْنَا عَنْ أَخْبَارِ أَخِيكَ بِبَعْضِ خِصَالِهِ» . فَقَالَ مُتَمِّمٌ: فِي أَيِّهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ عُمَرُ: «هَلْ كَانَتْ لَهُ شَجَاعَةٌ مَعَ السَّخَاءِ؟» قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَقَدْ كَانَ يَكُونُ فِي اللَّيْلَةِ الْقَرَّةِ [ص: 539] عَلَيْهِ الْبُرْدَةُ الْفَلِتَةُ، عَلَى الْجَمَلِ الثِّقَالِ، يَحْمِلُ الْمَزَادَةَ الْوَافِرَةَ، يَقُودُ الْفَرَسَ الْجَرُونَ، فَيُصْبِحُ فِي مَغَارِ الْخَيْلِ. فَقَالَ عُمَرُ: وَأَبِيكَ إِنَّ هَذَا لَجَلَدٌ وَإِقْدَامٌ ". قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَرَثَا مُتَمِّمُ بْنُ نُوَيْرَةَ أَخَاهُ مَالِكًا بِشِعْرٍ كَثِيرٍ، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ: [البحر الطويل] وَكُنَّا كَنَدْمَانَيْ جَذِيمَةَ حِقْبَةً ... مِنَ الدَّهْرِ حَتَّى قِيلَ لَنْ تَتَصَدَّعَا فَلَمَّا تَفَرَّقْنَا كَأَنِّي وَمَالِكًا ... لِطُولِ اجْتِمَاعٍ لَمْ نَبِتْ لَيْلَةً مَعَا فِي قَصِيدَةٍ طَوِيلَةٍ يَصِفُهُ فِيهَا الحديث: 240 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 538 241 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَحَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِمُتَمِّمٍ: «لَقَدْ قُلْتَ فِي أَخِيكَ وَذَكَرْتَ خِصَالًا , قَلَّ مَا تَكُونُ فِي الرِّجَالِ» . فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا كَذَبْتُ فِي حَرْفٍ وَاحِدٍ، [ص: 540] إِلَّا أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ خَصْلَةً وَاحِدَةً قَدْ قُلْتُهَا. قَالَ: مَا هِيَ؟ قَالَ: قُلْتُ: [البحر الطويل] غَيْرَ مِبْطَانِ الْعَشِيَّاتِ أَرْوَعَا ... وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ قَدْ كَانَ لَهُ بُطَيْنٌ حَادِرٌ. فَقَالَ عُمَرُ: «وَأَبِيكَ إِنَّ هَذِهِ لَخَصْلَةٌ يَسِيرَةٌ فِيمَا يَقُولُ الشُّعَرَاءُ» الحديث: 241 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 539 242 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَاجِشُونُ، قَالَا: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَا أَشَدَّ مَا لَقِيتَ عَلَى أَخِيكَ مِنَ الْحُزْنِ؟ قَالَ: كَانَتْ عَيْنِي هَذِهِ قَدْ ذَهَبَتْ , وَأَشَارَ إِلَيْهَا، فَبَكَيْتُ بِالصَّحِيحَةِ، فَأَكْثَرْتُ الْبُكَاءَ حَتَّى أَسْعَدَتْهَا الْعَيْنُ الذَّاهِبَةُ وَجَرَتْ بِالدَّمْعِ. فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ هَذَا لَحُزْنٌ شَدِيدٌ، مَا يَحْزَنُ هَكَذَا أَحَدٌ عَلَى [ص: 541] هَالِكِهِ. ثُمَّ قَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ زَيْدَ بْنَ الْخَطَّابِ، لَوْ كُنْتُ أَقْدِرُ عَلَى أَنْ أَقُولَ الشَّعْرَ لَبَكَيْتُهُ كَمَا بَكَيْتَ أَخَاكَ. قَالَ مُتَمِّمٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ قُتِلَ أَخِي يَوْمَ الْيَمَامَةِ كَمَا قُتِلَ أَخُوكَ مَا بَكَيْتُهُ أَبَدًا. فَأُصْبِرَ عُمَرُ وَتَعَزَّى عَنْ أَخِيهِ , وَقَدْ كَانَ حَزِنَ عَلَيْهِ حُزْنًا شَدِيدًا " وَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ: إِنَّ الصَّبَا لَتَهُبُّ فَتَأْتِينِي بِرِيحِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ. 243 - قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ: قُلْتُ لِابْنِ أَبِي عَوْنٍ: مَا كَانَ عُمَرُ يَقُولُ الشَّعْرَ؟ قَالَ: لَا، وَلَا بَيْتًا وَاحِدًا. الحديث: 242 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 540 حَبِيبُ بْنُ خِرَاشِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ خِرَاشِ بْنِ الصَّامِتِ بْنِ الْكَبَّاسِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعَ بْنِ حَنْظَلَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 542 244 - قَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَ حَبِيبُ بْنُ خِرَاشٍ حَلِيفًا لِبَنِي سَلَمَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَلَهُ صُحْبَةٌ قَدِيمَةٌ، وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَشَاهِدَ كَثِيرَةً، وَمَعَهُ مَوْلًى لَهُ , يُقَالُ لَهُ: الصَّامِتُ " الحديث: 244 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 542 أَسْوَدُ بْنُ عَبْسِ بْنِ أَسْمَاءَ بْنِ رَبَاحِ بْنِ عَوَّذَ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: أَتَيْتُكَ أَتَقَرَّبُ. فَسُمِّيَ الْمُتَقَرِّبُ، وَهَذَا فِي رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِيهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 543 سَلْمَى بْنُ الْقَيْنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ بَكْرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ، وَبَنُو زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَنْظَلَةَ مِنْ بَنِي الْعَدَوِيَّةِ، بِهَا يُعْرَفُونَ، وَصَحِبَ سَلْمَى بْنُ الْقَيْنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِيهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 544 وَرْدَانُ، وَحَيْدَةُ ابْنَا مَخْرَمِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ قُرْطِ بْنِ جَنَابِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَهْمَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ الْعَنْبَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 545 245 - أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ , عَنْ أَبِيهِ , «أَنَّهُمَا وَفَدَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَا وَدَعَا لَهُمَا» الحديث: 245 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 545 حَنْظَلَةُ بْنُ الرَّبِيعِ الْكَاتِبُ أَحَدُ بَنِي أُسَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَتَبَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً كِتَابًا، فَسُمِّيَ بِذَلِكَ: الْكَاتِبَ , وَكَانَتِ الْكِتَابَةُ فِي الْعَرَبِ قَلِيلَةٌ. وَأَخُوهُ رَبَاحُ بْنُ الرَّبِيعِ، أَسْلَمَ وَرَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْضًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 546 الْمُنَقَّعُ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ شِبْلِ بْنِ حَيَّانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 547 246 - أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ هَارُونَ الْبُرْجُمِيُّ [ص: 548] قَالَ: أَخْبَرَنَا عِصْمَةُ بْنُ بَشِيرٍ الْبُرْجُمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْفَزِعُ قَالَ سَيْفٌ: أَظُنُّهُ قَدْ شَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ , عَنِ الْمُنَقَّعِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَدَقَةِ إِبِلِنَا فَقُلْتُ: هَذِهِ صَدَقَةُ إِبِلِنَا، فَأَمَرَ بِهَا فَقُبِضَتْ، فَقُلْتُ: إِنَّ فِيهَا نَاقَتَيْنِ هَدِيَّةً لَكَ، فَعُزِلَتِ الْهَدِيَّةُ عَنِ الصَّدَقَةِ ". فَمَكَثْتُ أَيَّامًا وَخَاضَ النَّاسُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاعِثٌ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى رَقِيقِ مِصْرَ , أَوْ قَالَ مُضَرَ , فَمُصَدِّقُهُمْ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ إِنَّ لَنَا وَمَا عِنْدَ أَهْلِنَا مِنْ مَالٍ، فَلَأَصَّدَّقَنَّهُمْ هَاهُنَا قَبْلَ أَنْ أَقْدُمَ عَلَيْهِمْ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ وَمَعَهُ أَسْوَدُ قَدْ حَاذَى رَأْسَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ أَطْوَلَ مِنْهُ، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ كَأَنَّهُ أَهْوَى إِلَيَّ، فَكَفَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ النَّاسَ قَدْ خَاضُوا فِي كَذَا وَكَذَا، فَرَفَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى بَيَاضِ إِبْطَيْهِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ لَا أُحِلُّ لَهُمْ أَنْ يَكْذِبُوا عَلَيَّ، اللَّهُمَّ لَا أُحِلُّ لَهُمْ أَنْ يَكْذِبُوا عَلَيَّ» . قَالَ الْمُنَقَّعُ: فَلَمْ أُحَدِّثْ بِحَدِيثٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا حَدِيثًا نَطَقَ بِهِ كِتَابٌ أَوْ جَرَتْ بِهِ سُنَّةٌ، يُكْذَبُ عَلَيْهِ فِي حَيَاتِهِ فَكَيْفَ بَعْدَ مَوْتِهِ. قَالَ أَبُو غَسَّانَ: الْمُنَقَّعُ , رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، قَدْ نَسَبَهُ لِي رَجُلٌ مِنْهُمْ، قَالُوا: وَشَهِدَ الْمُنَقَّعُ الْقَادِسِيَّةَ ثُمَّ قَدِمَ الْبَصْرَةَ وَاخْتَطَّ بِهَا، وَكَانَ لَهُ فَرَسٌ يُقَالُ لَهُ: جَنَاحٌ , شَهِدَ عَلَيْهِ الْقَادِسِيَّةَ فَقَالَ: لَمَّا رَأَيْتُ الْخَيْلَ ذَيْلٌ بَيْنَهَا ... طِعَانٌ وَنَشَّابٌ قَصَرْتُ جَنَاحَا فَطَاعَنْتُ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ نَصَرَهُ ... وَوَدَّ جَنَاحٌ لَوْ قَضَى فَاسْتَرَاحَا كَأَنَّ سُيُوفَ الْهِنْدِ فَوْقَ جَبِينِهِ ... مَخَارِيقُ بَرْقٍ فِي تِهَامَةَ لَاحَا الحديث: 246 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 547 وَمِنْ بَنِي ضَبَّةَ بْنِ أُدِّ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 549 عَبْدُ الْحَارِثِ بْنُ زَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ صَبَاحِ بْنِ طَرِيفِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ أُدٍّ، وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ. هَذَا فِي رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِيهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 549 وَمِنْ قَيْسِ غَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ بْنِ ذُبْيَانَ بْنِ بَغِيضِ بْنِ رَيْثِ بْنِ غَطَفَانَ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 550 عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جُوَيَّةَ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ فَزَارَةَ، وَاسْمُ فَزَارَةَ: عَمْرٌو , وَكَانَ ضَرَبَهُ أَخٌ لَهُ فَفَزَرَهُ فَسُمِّيَ فَزَارَةَ، وَكَانَ اسْمُ عُيَيْنَةَ: حُذَيْفَةُ، فَأَصَابَتْهُ لَقْوَةٌ فَجَحَظَتْ عَيْنَاهُ، فَسُمِّيَ: عُيَيْنَةَ، وَكَانَ يُكْنَى أَبَا مَالِكٍ، وَكَانَ جَدُّهُ حُذَيْفَةُ بْنُ بَدْرٍ يُقَالُ لَهُ: رَبُّ مَعْدٍ، وَجَدُّ جَدِّهِ زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو وَهُوَ ابْنُ اللَّقِيطَةِ، وَذَاكَ أَنَّ بَنِي فَزَارَةَ انْتَجَعُوا مَرَّةً وَأُمُّهُ صَبِيَّةٌ فَسَقَطَتْ، فَالْتَقَطَهَا قَوْمٌ فَرَدُّوهَا [ص: 551] عَلَيْهِمْ فَسُمِّيَتِ: اللَّقِيطَةُ , وَنُسِبَ وَلَدُهَا إِلَيْهَا بِهَذَا فَقِيلَ: بَنُو اللَّقِيطَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 550 247 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " أَجْدَبَتْ بِلَادُ آلِ بَدْرِ بْنِ عَمْرٍو حَتَّى مَا بَقَتْ مِنْ مَالِهِمْ إِلَّا الشَّرِيدَ , وَذُكِرَتْ لَهُ سَحَابَةٌ وَقَعَتْ بِتَغْلَمِينَ إِلَى بَطْنِ نَخْلٍ، فَسَارَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ فِي آلِ بَدْرٍ نَحْوًا مِنْ مِائَةِ بَيْتٍ حَتَّى أَشْرَفَ عَلَى بَطْنِ نَخْلٍ، ثُمَّ هَابَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ، فَوَرَدَ الْمَدِينَةَ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَاهُ إِلَى الْإِسْلَامِ فَلَمْ يَبْعُدْ وَلَمْ يَدْخُلْ فِيهِ، وَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَدْنُوَ مِنْ جِوَارِكَ، فَوَادِعْنِي، فَوَادَعَهُ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ لَا يُغِيرُ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ، وَلَا يُغِيرُ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ. فَلَمَّا انْقَضَتِ الْمُدَّةُ انْصَرَفَ عُيَيْنَةُ وَقَوْمُهُ إِلَى بِلَادِهِمْ , قَدْ أَسْمَنُوا وَأَلْبَنُوا، وَسَمُنَ الْحَافِرُ مِنَ الصِّلِّيَانِ، وَأَعْجَبَهُمْ مِرْآةُ [ص: 552] الْبَلَدِ، فَأَغَارَ عُيَيْنَةُ بِذَلِكَ الْحَافِرِ عَلَى لِقَاحِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي كَانَتْ بِالْغَابَةِ، فَقَالَ لَهُ الْحَارِثُ بْنُ عَوْفٍ: مَا جَزَيْتَ مُحَمَّدًا أَسْمَنْتَ فِي بِلَادِهِ، ثُمَّ غَزَوْتَهُ، قَالَ: هُوَ مَا تَرَى " الحديث: 247 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 551 248 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ سَلَمَةَ [ص: 553] بْنِ الْأَكْوَعِ , عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «أَغَارَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ فِي أَرْبَعِينَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِهِ وَهِيَ بِالْغَابَةِ عِشْرُونَ لَقِحَةً، وَاسْتَاقَهَا، وَقَتَلَ ابْنًا لِأَبِي ذَرٍّ كَانَ فِيهَا، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ بِالْغَابَةِ، عِشْرُونَ لَقِحَةً، وَاسْتَاقَهَا، وَقَتَلَ ابْنًا لِأَبِي ذَرٍّ كَانَ فِيهَا، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَلَبِهِمْ وَخَرَجَ مَعَهُ الْمُسْلِمُونَ , حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى ذِي قَرَدٍ , فَاسْتَنْقَذُوا عَشْرَ لِقَاحٍ , وَأَفْلَتَ الْقَوْمُ بِمَا بَقِيَ وَهِيَ عَشْرٌ , وَقَتَلُوا حَبِيبَ بْنَ عُيَيْنَةَ، وَمَسْعَدَةَ بْنَ حِكْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ , وَقَرَفَةَ بْنَ مَالِكِ بْنِ حُذَيْفَةَ , وَأَوْثَارَ , وَعَمْرَو بْنَ أَوْثَارٍ» الحديث: 248 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 552 249 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: " كَانَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ أَحَدَ رُؤُوسِ غَطَفَانَ مَعَ الْأَحْزَابِ الَّذِينَ سَارُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ قُرَيْشٍ إِلَى الْخَنْدَقِ، فَلَمَّا حُصِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ وَخَلَصَ إِلَيْهِمُ الْكَرْبُ , أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ وَالْحَارِثِ بْنِ عَوْفٍ: «أَرَأَيْتَ إِنْ جَعَلْتُ لَكُمْ ثُلُثَ تَمْرِ الْمَدِينَةِ، أَتَرْجِعَانِ بِمَنْ مَعَكُمَا وَتُخَذِّلَانِ بَيْنَ الْأَعْرَابِ؟» , فَرَضِيَا بِذَلِكَ، وَحَضَرُوا وَحَضَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَحْضَرُوا الدَّوَاةَ وَالصَّحِيفَةَ , فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَكْتُبَ الصُّلْحَ بَيْنَهُمْ , فَجَاءَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ , وَعُيَيْنَةُ مَادًّا [ص: 555] رِجْلَيْهِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلِمَ مَا يُرِيدُونَ، فَقَالَ: يَا عَيْنَ الْهَجْرَسِ، اقْبِضْ رِجْلَيْكَ , أَتُمِدُّهَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَاللَّهِ لَوْلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأَنْفَذْتُ حُضْنَيْكَ بِالرُّمْحِ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنْ كَانَ أَمْرٌ مِنَ السَّمَاءِ فَامْضِ لَهُ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ فَوَاللَّهِ مَا نُعْطِيهِمْ إِلَّا السَّيْفَ، مَتَى طَمِعْتُمْ بِهَذَا مِنَّا؟ وَاللَّهِ إِنْ كَانُوا لَيَأْكُلُوا الْعِلْهِزَ مِنَ الْجَهْدِ، فَمَا يَطْمَعُونَ بِهَذَا مِنَّا أَنْ يَأْخُذُوا تَمْرَةً إِلَّا بِشِرَاءٍ أَوْ قِرًى، فَحِينَ أَتَانَا اللَّهُ بِكَ وَأَكْرَمَنَا بِكَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ لَا نُعْطِيهِمْ أَبَدًا إِلَّا السَّيْفَ. وَقَالَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ , وَسَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «شُقَّ [ص: 556] الْكِتَابَ» , فَتَفَلَ فِيهِ سَعْدٌ ثُمَّ شَقَّهُ. فَقَالَ عُيَيْنَةُ: أَمَا وَاللَّهِ الَّذِي تَرَكْتُمْ خَيْرٌ لَكُمْ مِنَ الْحِنْطَةِ الَّتِي أَخَذْتُمْ، وَمَا لَكُمْ بِالْقَوْمِ طَاقَةٌ. فَقَالَ عَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ: يَا عُيَيْنَةُ، أَبِالسَّيْفِ تُخَوِّفُنَا؟ سَتَعْلَمُ أَيُّنَا أَجْزَعُ، وَاللَّهِ لَوْلَا مَكَانُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا وَصَلْتُمْ إِلَى قَوْمِكُمْ. فَرَجَعَ عُيَيْنَةُ وَالْحَارِثُ , وَهُمَا يَقُولَانِ: وَاللَّهِ مَا نَرَى أَنْ نُدْرِكَ مِنْهُمْ شَيْئًا. فَلَمَّا أَتَيَا مَنْزِلَهُمَا جَاءَتْهُمَا غَطَفَانُ فَقَالُوا: مَا وَرَاءَكُمْ؟ قَالُوا: لَمْ يَتِمَّ لَنَا الْأَمْرُ، رَأَيْنَا قَوْمًا عَلَى بَصِيرَةٍ وَبَذْلِ أَنْفُسِهِمْ دُونَ صَاحِبِهِمْ ". قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَلَمَّا انْكَشَفَ الْأَحْزَابُ انْكَشَفَ عُيَيْنَةُ فِي قَوْمِهِ إِلَى بِلَادِهِ , ثُمَّ أَسْلَمَ قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ بِيَسِيرٍ، فَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَهُوَ بَيْنَ عُيَيْنَةَ وَالْأَقْرَعِ " الحديث: 249 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 554 250 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُلَيْمٍ , عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ [ص: 557] خُبَيْبٍ قَالَ: " أَقْبَلَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ إِلَى الْمَدِينَةِ قَبْلَ إِسْلَامِهِ، فَتَلَقَّاهُ رَكْبٌ خَارِجِينَ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: أَخْبِرُونِي عَنْ هَذَا الرَّجُلِ , قَالُوا: النَّاسُ فِيهِ ثَلَاثَةٌ، رَجُلٌ أَسْلَمَ فَهُوَ مَعَهُ يُقَاتِلُ قُرَيْشًا وَالْعَرَبَ، وَرَجُلٌ لَمْ يُسْلِمْ فَهُوَ يُقَاتِلُهُ، فَبَيْنَهُمُ التَّذَابُحُ، وَرَجُلٌ يُظْهِرُ لَهُ الْإِسْلَامَ وَيُظْهِرُ لِقُرَيْشٍ أَنَّهُ مَعَهُمْ، قَالَ: مَا يُسَمَّى هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ، قَالُوا: يُسَمَّوْنَ الْمُنَافِقِينَ، قَالَ: مَا فِي مَا وَصَفْتُمْ أَحْزَمَ مِنْ هَؤُلَاءِ، اشْهَدُوا أَنِّي مِنْهُمْ ". قَالَ: وَشَهِدَ عُيَيْنَةُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطَّائِفَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ائْذَنْ لِي حَتَّى آتِيَ حِصْنَ الطَّائِفِ فَأُكَلِّمَهُمْ. فَأَذِنَ لَهُ , فَجَاءَهُمْ، فَقَالَ: أَدْنُو مِنْكُمْ وَأَنَا آمِنٌ؟ , قَالُوا: نَعَمْ. وَعَرَفَهُ أَبُو مِحْجَنٍ فَقَالَ: أَدْنُوهُ. قَالَ: فَدَنَا فَدَخَلَ عَلَيْهِمُ الْحِصْنَ، فَقَالَ: فِدَاكُمْ أَبِي وَأُمِّي، لَقَدْ سَرَّنِي مَا رَأَيْتُ مِنْكُمْ، وَاللَّهِ إِنْ فِي الْعَرَبِ أَحَدٌ غَيْرُكُمْ، [ص: 558] وَمَا لَاقَى مُحَمَّدٌ مِثْلَكُمْ قَطُّ، وَلَقَدْ مُلَّ الْمَقَامُ، فَاثْبُتُوا فِي حِصْنِكُمْ، فَإِنَّ حِصْنَكُمْ حَصِينٌ وَسِلَاحَكُمْ كَثِيرٌ، وَنَبْلَكُمْ حَاضِرَةٌ، وَطَعَامَكُمْ كَثِيرٌ، وَمَاءَكُمْ وَاتِنٌ، لَا تَخَافُونَ قَطْعَهُ. فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ ثَقِيفٌ لِأَبِي مِحْجَنٍ: فَإِنَّا كَرِهْنَا دُخُولَهُ عَلَيْنَا وَخَشِينَا أَنْ يُخْبِرَ مُحَمَّدًا بِخَلَلٍ إِنْ رَآهُ مِنَّا، أَوْ فِي حِصْنِنَا. فَقَالَ أَبُو مِحْجَنٍ: أَنَا كُنْتُ أَعْرَفُ بِهِ , لَيْسَ مِنَّا أَحَدٌ أَشَدُّ عَلَى مُحَمَّدٍ مِنْهُ وَإِنْ كَانَ مَعَهُ ". فَلَمَّا رَجَعَ عُيَيْنَةُ إِلَى النَّبِيِّ قَالَ لَهُ: «مَا قُلْتَ لَهُمْ؟» قَالَ: قُلْتُ: ادْخُلُوا فِي الْإِسْلَامِ، فَوَاللَّهِ لَا يَبْرَحُ مُحَمَّدٌ عُقْرَ دَارِكُمْ حَتَّى تَنْزِلُوا فَخُذُوا لِأَنْفُسِكُمْ أَمَانًا، قَدْ نَزَلَ بِسَاحَةِ أَهْلِ الْحُصُونِ قَبْلَكُمْ: قَيْنُقَاعَ وَالنَّضِيرِ وَقُرَيْظَةَ وَخَيْبَرَ , أَهْلُ الْحَلْقَةِ وَالْعُدَّةِ وَالْأَطَامِ. فَخَذَّلْتُهُمْ مَا اسْتَطَعْتُ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاكِتٌ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ حَدِيثِهِ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَذَبْتَ، قُلْتَ لَهُمْ كَذَا وَكَذَا، لِلَّذِي قَالَ» ، قَالَ: فَقَالَ عُيَيْنَةُ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَعْنِي أُقَدِّمُهُ فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنِّي أَقْتُلُ أَصْحَابِي» , وَيُقَالُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ أَغْلَظَ لَهُ يَوْمَئِذٍ وَقَالَ لَهُ: وَيْحَكَ يَا عُيَيْنَةُ، إِنَّمَا أَنْتَ أَبَدًا مَوْضِعٌ فِي الْبَاطِلِ , كَمْ لَنَا مِنْكَ مِنْ يَوْمٍ: يَوْمِ الْخَنْدَقِ، وَيَوْمِ بَنِي قُرَيْظَةَ، وَالنَّضِيرِ، وَخَيْبَرَ , تَجَلَّبْتَ وَتُقَاتِلُنَا بِسَيْفِكَ , ثُمَّ أَسْلَمْتَ، زَعَمْتَ، فَتُحَرِّضَ عَلَيْنَا عَدُوَّنَا. فَقَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ يَا أَبَا بَكْرٍ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ وَلَا أَعُودُ أَبَدًا. فَلَمَّا أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَرَ فَأَذَّنَ النَّاسَ بِالرَّحِيلِ , وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّا قَافِلُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» , فَلَمَّا اسْتَقَلَّ النَّاسُ لِوَجْهِهِمْ نَادَى سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عِلَاجٍ الثَّقَفِيُّ، فَقَالَ: أَلَا إِنَّ الْحَيَّ مُقِيمٌ، قَالَ: وَيَقُولُ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ: [ص: 559] أَجَلْ وَاللَّهِ مَجْدٌ كِرَامٌ. فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: قَاتَلَكَ اللَّهُ، تَمْدَحُ قَوْمًا مُشْرِكِينَ بِالِامْتِنَاعِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ جِئْتَ تَنْصُرُهُ؟، فَقَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا جِئْتُ مَعَكُمْ أُقَاتِلُ ثَقِيفًا، وَلَكِنِّي أَرَدْتُ إِنِ افْتَتَحَ مُحَمَّدٌ الطَّائِفَ , أَصَبْتُ جَارِيَةً مِنْ ثَقِيفٍ فَأَتَّطِيَهَا , لَعَلَّهَا تَلِدُ لِي غُلَامًا، فَإِنَّ ثَقِيفًا قَوْمٌ مَنَاكِيرٌ، فَأَخْبَرَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَقَالَتِهِ، فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: «هَذَا الْحَمِقُ الْمُطَاعُ» . وَلَمَّا قَدِمَ وَفْدُ هَوَازِنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمُ السَّبْيَ، كَانَ عُيَيْنَةُ قَدْ أَخَذَ رَأْسًا مِنْهُمْ، نَظَرَ إِلَى عَجُوزٍ كَبِيرَةٍ فَقَالَ: هَذِهِ أُمُّ الْحَيِّ، لَعَلَّهُمْ أَنْ يُغْلُوا بِفِدَائِهَا، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ لَهَا فِي الْحَيِّ نَسَبٌ، فَجَاءَ ابْنُهَا إِلَى عُيَيْنَةَ فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي مِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ؟ قَالَ: لَا. فَرَجَعَ عَنْهُ فَتَرَكَهُ سَاعَةً، وَجَعَلَتِ الْعَجُوزُ تَقُولُ لِابْنِهَا: مَا أَرَبُكَ فِيَّ بَعْدَ مِائَةِ نَاقَةٍ؟ اتْرُكْهُ، فَمَا أَسْرَعَ مَا يَتْرُكُنِي بِغَيْرِ فِدَاءٍ. فَلَمَّا سَمِعَهَا عُيَيْنَةُ قَالَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ خُدْعَةً، وَاللَّهِ مَا أَنَا مِنْ هَذِهِ الْعَجُوزِ إِلَّا فِي غُرُورٍ، لَا جَرَمَ وَاللَّهِ لَأُبَاعِدَنَّ أَثَرَكِ مِنِّي. قَالَ: ثُمَّ مَرَّ بِهِ ابْنُهَا , فَقَالَ عُيَيْنَةُ: هَلْ لَكَ فِيمَا دَعَوْتَنِي إِلَيْهِ. فَقَالَ: لَا أَزِيدُكَ عَلَى خَمْسِينَ. فَقَالَ عُيَيْنَةُ: لَا أَفْعَلُ , ثُمَّ لَبِثَ سَاعَةً فَمَرَّ بِهِ وَهُوَ مُعْرِضٌ عَنْهُ , فَقَالَ لَهُ عُيَيْنَةُ: هَلْ لَكَ فِي الَّذِي بَذَلْتَ لِي؟ قَالَ لَهُ الْفَتَى: لَا أَزِيدُكَ عَلَى خَمْسٍ وَعِشْرِينَ فَرِيضَةٍ. قَالَ عُيَيْنَةُ: وَاللَّهِ لَا أَفْعَلُ , فَلَمَّا تَخَوَّفَ عُيَيْنَةُ أَنْ يَتَفَرَّقَ النَّاسُ وَيَرْتِحِلُوا قَالَ: هَلْ لَكَ إِلَى مَا دَعَوْتَنِي إِلَيْهِ؟ قَالَ الْفَتَى: هَلْ لَكَ فِي عَشْرِ فَرَائِضَ؟ قَالَ: لَا أَفْعَلُ. فَلَمَّا رَحَلَ النَّاسُ نَادَاهُ عُيَيْنَةُ: هَلْ لَكَ إِلَى مَا دَعَوْتَنِي إِلَيْهِ إِنْ شِئْتَ؟ قَالَ الْفَتَى: أَرْسِلْهَا وَأَحْمَدُكَ. قَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا لِي حَاجَةٌ بِحَمْدِكَ. فَأَقْبَلَ عُيَيْنَةُ عَلَى نَفْسِهِ لَائِمًا لَهَا يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ امْرَءًا أَنْكَدَ، قَالَ الْفَتَى: [ص: 560] أَنْتَ صَنَعْتَ هَذَا بِنَفْسِكَ، عَمَدْتَ إِلَى عَجُوزٍ كَبِيرَةٍ، وَاللَّهِ مَا ثَدْيُهَا بِنَاهِدٍ , وَلَا بَطْنُهَا بِوَالِدٍ، , وَلَا فُوهَا بِبَارِدٍ , وَلَا صَاحِبُهَا بِوَاجِدٍ، فَأَخَذْتَهَا مِنْ بَيْنِ مَنْ تَرَى؟ . فَقَالَ لَهُ عُيَيْنَةُ: خُذْهَا، لَا بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهَا. قَالَ: يَقُولُ الْفَتَى: يَا عُيَيْنَةُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ كَسَا السَّبْيَ فَأَخْطَأَهَا مِنْ بَيْنِهِمُ الْكِسْوَةَ، فَهَلْ أَنْتَ كَاسِيهَا ثَوْبًا؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ، مَا لَهَا ذَاكَ عِنْدِي. قَالَ: لَا تَفْعَلُ. فَمَا فَارَقَهُ حَتَّى أَخَذَ مِنْهُ شَمْلَ ثَوْبٍ، ثُمَّ وَلَّى الْفَتَى وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّكَ لَغَيْرُ بَصِيرٍ بِالْفُرَصِ. وَشَكَا عُيَيْنَةُ إِلَى الْأَقْرَعِ مَا لَقِيَ، فَقَالَ لَهُ الْأَقْرَعُ: إِنَّكَ وَاللَّهِ مَا أَخَذْتَهَا بِكْرًا غَرِيرَةً , وَلَا نَصَفًا وَثِيرَةً , وَلَا عَجُوزًا مَيِّلَةً، عَمَدْتَ إِلَى أَحْوَجِ شَيْخٍ فِي هَوَازِنَ فَسَبَيْتَ امْرَأَتَهُ. قَالَ عُيَيْنَةُ: هُوَ ذَاكَ. قَالَ: وَأَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ. وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً فِي خَمْسِينَ رَجُلًا مِنَ الْعَرَبِ لَيْسَ فِيهِمْ مُهَاجِرِيُّ وَلَا أَنْصَارِيُّ إِلَى بَنِي تَمِيمٍ، فَوَجَدَهُمْ قَدْ عَدَلُوا مِنَ السُّقْيَا يَؤُمُّونَ أَرْضَ بَنِي سُلَيْمٍ فِي صَحْرَاءَ قَدْ حَلُّوا وَسَرَّحُوا مَوَاشِيَهُمْ , وَالْبُيُوتُ خَلُوفٌ لَيْسَ فِيهَا أَحَدٌ إِلَّا النَّاسُ، فَلَمَّا رَأَوُا الْجَمْعَ وَلَّوْا، فَأَغَارَ عَلَيْهِمْ وَأَخَذَ مِنْهُمْ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا وَإِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً وَثَلَاثِينَ صَبِيًّا، فَجَلَبَهُمْ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَأَمَرَ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحُبِسُوا فِي دَارِ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، فَقَدِمَ فِيهِمْ عَشْرَةٌ مِنْ رُؤَسَائِهِمْ وَفْدًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمُ الْقُرْآنَ {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [الحجرات: 4] [ص: 561] وَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَسْرَى وَالسَّبْيَ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْوَفْدِ بِجَوَائِزَ الحديث: 250 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 556 251 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا عِنْدَهُ، فَقَالَ عُيَيْنَةُ: مَنْ هَذِهِ الْحُمَيْرَاءُ يَا مُحَمَّدٌ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذِهِ عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ» , فَقَالَ: أَلَا أَنْزِلُ لَكَ عَنْ أَحْسَنِ النَّاسِ، عَنِ ابْنَةِ جَمْرَةٍ فَتَنْكِحُهَا؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا» قَالَتْ: فَلَمَّا خَرَجَ قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذَا الْحَمِقُ الْمُطَاعُ» قَالُوا: وَكَانَ عُيَيْنَةُ قَدِ ارْتَدَّ حِينَ ارْتَدَّتِ الْعَرَبُ، وَلَحِقَ بِطُلَيْحَةَ بْنِ خُوَيْلِدٍ حِينَ تَنَبَّأَ، فَآمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ عَلَى مَا ادَّعَى مِنَ النُّبُوَّةِ، فَلَمَّا هُزِمَ طُلَيْحَةُ وَهَرَبَ أَخَذَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ , فَبَعَثَ بِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فِي وَثَاقٍ فَقَدِمَ بِهِ الْمَدِينَةَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَنَظَرْتُ إِلَى عُيَيْنَةَ مَجْمُوعَةً يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ بِحَبْلٍ يَنْخُسُهُ غِلْمَانُ الْمَدِينَةِ [ص: 562] بِالْجَرِيدِ، وَيَضْرِبُونَهُ، وَيَقُولُونَ: أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ، كَفَرْتَ بِاللَّهِ بَعْدَ إِيمَانِكَ، فَيَقُولُ: وَاللَّهِ مَا كُنْتُ آمَنْتُ. وَوَقَفَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ: خِبْتَ وَخَسِرْتَ , إِنَّكَ لِمَوْضِعٌ فِي الْبَاطِلِ قَدِيمًا، فَقَالَ عُيَيْنَةُ: أَقْصِرْ أَيُّهَا الرَّجُلُ، فَلَوْلَا مَا أَنَا فِيهِ لَمْ تُكَلِّمْنِي بِمَا تُكَلِّمُنِي بِهِ، فَانْصَرَفَ عَنْهُ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَلَمَّا كَلَّمَهُ أَبُو بَكْرٍ رَجَعَ إِلَى الْإِسْلَامِ فَقَبِلَ مِنْهُ وَعَفَا عَنْهُ وَكَتَبَ لَهُ أَمَانًا الحديث: 251 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 561 252 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ عَامِرِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ عُيَيْنَةُ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، احْتَرِسْ، أَوْ أَخْرِجِ الْعَجَمَ مِنَ الْمَدِينَةِ؛ فَإِنِّي لَا آمَنُ أَنْ يَطْعَنَكَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ. وَوَضَعَ يَدَهُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي طَعَنَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ، فَلَمَّا طُعِنَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَا فَعَلَ عُيَيْنَةُ؟ قَالُوا: بِالْهَجَمِ أَوْ بِالْحَاجِرِ. فَقَالَ: إِنَّ هُنَاكَ لَرَأْيًا " الحديث: 252 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 562 253 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَائِدٍ قَالَ: " كَانَتْ أُمُّ [ص: 563] الْبَنِينَ بِنْتُ عُيَيْنَةَ عِنْدَ عُثْمَانَ , فَدَخَلَ عُيَيْنَةُ عَلَى عُثْمَانَ بِغَيْرِ إِذْنٍ , فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: تَدْخُلُ عَلَيَّ بِغَيْرِ إِذْنٍ , فَقَالَ: مَا كُنْتُ أَرَى أَنِّي أُحْجَبُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ مُضَرَ أَوْ أَسْتَأْذِنَ عَلَيْهِ، فَقَالَ عُثْمَانُ: إِذًا فَأَصِبْ مِنَ الْعَشَاءِ، قَالَ: أَنَا صَائِمٌ، قَالَ: تَصُومُ اللَّيْلَ قَالَ: إِنِّي مَيَّلْتُ بَيْنَ صَوْمِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، فَوَجَدْتُ صَوْمَ اللَّيْلِ أَيْسَرَ عَلَيَّ " الحديث: 253 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 562 254 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ , عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: " عَاتَبَ [ص: 564] عُثْمَانُ عُيَيْنَةَ , فَقَالَ: أَلَمْ أَفْعَلْ، أَلَمْ أَفْعَلْ، وَكُنْتَ تَأْتِي عُمَرَ وَلَا تَأْتِينَا؟ فَقَالَ: كَانَ عُمَرُ خَيْرًا لَنَا مِنْكَ، أَعْطَانَا فَأَغْنَانَا، وَأَخْشَانَا فَأَتْقَانَا ". قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ: وَكَانَ عُيَيْنَةُ شَرِيفًا، رُبْعٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَخُمْسٌ فِي الْإِسْلَامِ، وَعَمِيَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ الحديث: 254 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 563 خَارِجَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جُوَيَّةَ بْنِ لُوذَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ فَزَارَةَ، وَهُوَ أَبُو أَسْمَاءَ بْنُ خَارِجَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 565 255 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ , عَنْ أَبِي وَجْزَةَ قَالَ: لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ تَبُوكَ سَنَةَ تِسْعٍ , قَدِمَ عَلَيْهِ وَفْدُ بَنِي فَزَارَةَ فَأَسْلَمُوا , وَكَانَ فِيهِمْ خَارِجَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ " الحديث: 255 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 565 الْحُرُّ بْنُ قَيْسِ بْنِ حُصَيْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ، وَهُوَ أَبُو خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 566 256 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ , عَنْ أَبِي وَجْزَةَ قَالَ: «لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ تَبُوكَ , قَدِمَ عَلَيْهِ وَفْدُ بَنِي فَزَارَةَ بِضْعَةُ عَشَرَ رَجُلًا فِيهِمُ الْحُرُّ بْنُ قَيْسِ بْنِ حِصْنٍ، وَكَانَ أَصْغَرَهُمْ، فَنَزَلُوا فِي دَارِ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ , وَجَاءُوا عَلَى رِكَابٍ عِجَافٍ وَهُمْ مُسْنِتُونَ، وَجَاءُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقِرِّينَ بِالْإِسْلَامِ» الحديث: 256 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 566 كَثِيرُ بْنُ زِيَادِ بْنِ شَاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ رَبَاحِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَوْنِ بْنِ هِلَالِ بْنِ شَمْخِ بْنِ فَزَارَةَ , صَحِبَ النَّبِيَّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَهِدَ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ فِي رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 567 وَمِنْ بَنِي عَبْسِ بْنِ بَغِيضِ بْنِ رَيْثِ بْنِ غَطَفَانَ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ غَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 568 مَيْسَرَةُ بْنُ مَسْرُوقٍ الْعَبْسِيُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 568 257 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَابِصَةَ الْعَبْسِيُّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " جَاءَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى، فَوَقَفَ عَلَيْنَا يَدْعُونَا إِلَى الْإِسْلَامِ فَلَمْ يَسْتَجِبْ لَهُ مِنَّا أَحَدٌ، فَقَالَ مَيْسَرَةُ بْنُ مَسْرُوقٍ: مَا أَحْسَنَ كَلَامَكَ وَأَنْوَرَهُ، وَلَكِنَّ قَوْمِي يُخَالِفُونِي، وَإِنَّمَا الرَّجُلُ بِقَوْمِهِ، فَلَمَّا حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ لَقِيَهُ مَيْسَرَةُ بْنُ مَسْرُوقٍ , فَعَرَفَهُ , فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا زِلْتُ حَرِيصًا عَلَى اتِّبَاعِكَ مُنْذُ أَنَخْتَ بِنَا، حَتَّى كَانَ مَا كَانَ، وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا مَا تَرَى مِنْ تَأَخُّرِ إِسْلَامِي، فَأَسْلَمَ فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ، وَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي تَنَقَّذَنِي مِنَ النَّارِ. وَكَانَ لَهُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ مَكَانٌ " الحديث: 257 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 568 258 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ [ص: 569] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَيْسَرَةُ بْنُ مَسْرُوقٍ الْعَبْسِيُّ قَالَ: " قَدِمْتُ بِصَدَقَةِ قَوْمِي طَائِعِينَ، وَنَحْنُ عَلَى الْإِسْلَامِ لَمْ نُبَدِّلْ، وَمَا بُعِثَ عَلَيْنَا أَحَدٌ , حَتَّى أَدْخَلْتُهَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، فَجَزَانِي وَقَوْمِي خَيْرًا، وَعَقَدَ لَنَا لِوَاءً , فَقَالَ: سِيرُوا مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى أَهْلِ الرِّدَّةِ، وَأَوْصَى بِنَا خَالِدًا، فَكُنَّا إِذَا زَحَفَتِ الزُّحُوفُ؛ نَأْخُذُ اللِّوَاءَ؛ فَنُقَاتِلُ بِهِ بِأَبَانِينَ وَالْيَمَامَةِ، وَمَعَ خَالِدٍ بِالشَّامِ، لَقَدْ نَظَرَ إِلَيَّ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ فَصَاحَ بِأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ: ادْفَعْ رَايَتَكَ إِلَى مَيْسَرَةَ بْنِ مَسْرُوقٍ، فَفَعَلَ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيَّ " الحديث: 258 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 568 259 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَنِيُّ , [ص: 570] عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُبَيْدٍ السَّعْدِيِّ أَبِي وَجْزَةَ قَالَ: " مَرَّ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالنَّاسِ فِي مُعَسْكَرِهِمْ بِالْجُرْفِ , يَنْسِبُ الْقَبَائِلَ، حَتَّى مَرَّ بِبَنِي فَزَارَةَ , فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكُمْ، فَقَالُوا: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ , نَحْنُ أَحْلَاسُ الْخَيْلِ، وَقَدْ قُدْنَا الْخُيُولَ مَعَنَا، فَقَالَ: بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمْ، قَالُوا: فَاجْعَلِ اللِّوَاءَ الْأَكْبَرَ مَعَنَا، فَقَالَ: لَا أُغَيِّرُهُ عَنْ مَوْضِعِهِ، هُوَ فِي بَنِي عَبْسٍ، فَقَالَ الْفَزَارِيُّ: أَتُقَدِّمُ عَلَيَّ مَنْ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: اسْكُتْ يَا لُكَعُ، هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ , أَقْدَمُ إِسْلَامًا , وَلَمْ يَرْجِعْ مِنْهُمْ رَجُلٌ , وَقَدْ رَجَعْتَ وَقَوْمُكَ عَنِ الْإِسْلَامِ. فَقَالَ الْعَبْسِيُّ وَهُوَ مَيْسَرَةُ بْنُ مَسْرُوقٍ: أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ: اسْكُتْ , فَقَدْ كُفِيتَ " الحديث: 259 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 569 قُرَّةُ بْنُ حُصَيْنِ بْنِ فَضَالَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ رَوَاحَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مَازِنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قَطِيعَةَ بْنِ عَبْسٍ , وَاجْتَمَعَتْ غَطَفَانُ عَلَى زُهَيْرِ بْنِ جَذِيمَةَ، وَالْحَارِثُ بْنُ زُهَيْرٍ قَتَلَتْهُ كَلْبٌ يَوْمَ عُرَاعِرَ، وَقُرَّةُ بْنُ حُصَيْنٍ أَحَدُ التِّسْعَةِ النَّفْرِ الْعَبْسِيِّينَ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمُوا وَصَحِبُوهُ، وَبَعَثَ النَّبِيُّ قُرَّةَ بْنَ حُصَيْنٍ إِلَى بَنِي هِلَالِ بْنِ عَامِرٍ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ , فَقَتَلُوهُ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مِثْلُهُ مِثْلُ صَاحِبِ يَاسِينَ» , هَذَا كُلُّهُ فِي رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ [ص: 572] الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِيهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 571 أَبُو حِصْنِ بْنُ لُقْمَانَ بْنِ سَنَّةَ بْنِ مُعَيْطِ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَالِبِ بْنِ قَطِيعَةَ بْنِ عَبْسٍ، وَهُوَ أَحَدُ التِّسْعَةِ الَّذِينَ وَفَدُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 573 260 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْسٍ الدِّئَلِيُّ , عَنْ عُرْوَةَ بْنِ أُذَيْنَةَ اللَّيْثِيِّ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ عَبْسٍ , وَهُمْ تِسْعَةٌ فَنَزَلُوا دَارَ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، فَأُخْبِرَ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ بِضِيَافَةٍ وَحَبَاهُمْ، ثُمَّ رَاحُوا إِلَى الْمَسْجِدِ فَجَلَسُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَاحُوا وَغَدَوْا، فَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ عِيرًا لِقُرَيْشٍ أَقْبَلَتْ مِنَ الشَّامِ، فَبَعَثَهُمْ فِي سَرِيَّةٍ وَعَقَدَ لَهُمْ لِوَاءً، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَقْتَسِمُ غَنِيمَةً أَصَبْنَاهَا وَنَحْنُ تِسْعَةٌ؟ فَقَالَ: «أَنَا عَاشِرُكُمْ» , وَجَعَلَ شِعَارَهُمْ عَشَرَةً، قَالَ: وَجَعَلَتِ الْوُلَاةُ اللِّوَاءَ الْأَعْظَمَ لِوَاءَ الْجَمَاعَةِ , وَالْإِمَامِ لِبَنِي عَبْسٍ لَيْسَتْ لَهُمْ رَايَةٌ " الحديث: 260 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 573 261 - أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ تِسْعَةُ نَفَرٍ [ص: 574] مِنْ بَنِي عَبْسٍ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أَبْغُونِي عَاشِرًا أَعْقِدْ لَكُمْ» ، فَأَدْخَلُوا طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيَّ مَعَهُمْ، فَعَقَدَ لَهُمْ وَجَعَلَ شِعَارَهُمْ عَشَرَةً , فَحَتَّى الْيَوْمِ شِعَارُ بَنِي عَبْسٍ عَشَرَةٌ " الحديث: 261 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 573 262 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَابِصَةَ الْعَبْسِيُّ , عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِعَارَ بَنِي عَبْسٍ عَشَرَةً، وَأَوْصَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ أُمَرَاءَ الْمُسْلِمِينَ بِالشَّامِ: إِذَا حَضَرَتْ بَنُو عَبْسٍ وَلُحِمَ الْأَمْرُ دُفِعَ إِلَيْهِمُ اللِّوَاءُ الْأَعْظَمُ " الحديث: 262 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 574 263 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ، [ص: 575] سَمِعَ عَطِيَّةَ بْنَ قَيْسٍ قَالَ: «كَانَ إِذَا حَضَرَ الْقِتَالُ تَجِيءُ بَنُو عَبْسٍ حَتَّى يَأْخُذُوا اللِّوَاءَ، لَا يُنَازِعُهُمْ فِيهِ أَحَدٌ» الحديث: 263 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 574 سِبَاعُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ قُنْزُعَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَالِبِ بْنِ قَطِيعَةَ بْنِ عَبْسٍ، وَهُوَ أَحَدُ التِّسْعَةِ الَّذِينَ وَفَدُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 576 هِدْمُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ بِجَادِ بْنِ عَبْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَالِبِ بْنِ قَطِيعَةَ بْنِ عَبْسٍ، وَهُوَ أَحَدُ التِّسْعَةِ الَّذِينَ وَفَدُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 576 بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ سَرِيعِ بْنِ بَجَادِ بْنِ عَبْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَالِبِ بْنِ قَطِيعَةَ بْنِ عَبْسٍ [ص: 577] , وَهُوَ أَحَدُ التِّسْعَةِ الَّذِينَ وَفَدُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 576 قَنَانُ بْنُ دَارِمِ بْنِ أَفْلَتَ بْنِ نَاشِبِ بْنِ هِدْمِ بْنِ عَوَّذَ بْنِ غَالِبِ بْنِ قَطِيعَةَ بْنِ عَبْسٍ، وَهُوَ أَحَدُ التِّسْعَةِ الَّذِينَ وَفَدُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فِي وَقَائِعِهِ بِالشَّامِ فَأَبْلَى فِيهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 577 وَمِنْ بَنِي سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ غَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 578 مُجَاشِعُ بْنُ مَسْعُودٍ مِنْ بَنِي يَرْبُوعَ بْنِ سِمَاكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 578 264 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ [ص: 579] الْفُضَيْلِ , عَنْ عَاصِمٍ , عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ مُجَاشِعِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: " أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَأَخِي لِنُبَايِعَهُ عَلَى الْهِجْرَةِ، فَقَالَ: «إِنَّ الْهِجْرَةَ قَدْ مَضَتْ» , فَقُلْنَا: عَلَامَ نُبَايِعُكَ؟ فَقَالَ: «عَلَى الْإِسْلَامِ وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» ، قَالَ: فَبَايَعْنَاهُ، قَالَ: ثُمَّ لَقِيتُ أَخَاهُ , فَقَالَ: صَدَقَكَ مُجَاشِعٌ الحديث: 264 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 578 وَأَخُوهُ مُجَالِدُ بْنُ مَسْعُودٍ السُّلَمِيُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 580 265 - أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ , عَنْ أَبِي عُثْمَانَ , عَنْ مُجَاشِعِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا مُجَالِدُ بْنُ مَسْعُودٍ، فَبَايِعْهُ عَلَى الْهِجْرَةِ , فَقَالَ: «لَا هِجْرَةَ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَلَكِنْ أُبَايِعُهُ عَلَى الْإِسْلَامِ» الحديث: 265 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 580 266 - أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ , عَنْ يُونُسَ , عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ فِي مُجَالِدِ بْنِ مَسْعُودٍ قَزَلٌ، وَالْقَزَلُ: الْعَرَجُ الْخَفِيفُ " الحديث: 266 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 581 عَبَّادُ بْنُ شَيْبَانَ بْنِ جَابِرِ بْنِ سَالِمِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ عَبْسِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ , وَهُوَ حَلِيفُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 581 مُعَاوِيَةُ بْنُ الْحَكَمِ السُّلَمِيُّ، وَأَخُوهُ عُمَرُ بْنُ الْحَكَمِ السُّلَمِيُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 582 267 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ , عَنْ هِلَالِ بْنِ أُسَامَةَ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ قَالَ: «نَذَرَتْ أُمِّي بَدَنَةً تَنْحَرُهَا عِنْدَ الْبَيْتِ، فَجَلَّلَتْهَا بِشُقَّتَيْنِ مِنْ شَعْرٍ وَوَبَرٍ , فَنَحَرَتِ الْبَدَنَةَ , [ص: 583] وَسَتَرَتِ الْكَعْبَةَ بِالشُّقَّتَيْنِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ لَمْ يُهَاجِرْ، فَأَنْظُرُ يَوْمَئِذٍ إِلَى الْبَيْتِ وَعَلَيْهِ كِسًا شَتَّى مِنْ وَصَائِلَ وَأَنْطَاعٍ وَكُرَارٍ وَخَزٍّ وَنَمَطٍ عِرَاقِيٍّ، كُلُّ هَذَا قَدْ رَأَيْتُهُ عَلَيْهَا» الحديث: 267 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 582 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الرَّبِيعِ الظَّفَرِيُّ بَطْنٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 584 268 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ , عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ خَشَّافٍ السُّلَمِيَّةِ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الرَّبِيعِ الظَّفَرِيِّ قَالَ: وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، قَالَ: " بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَشْجَعَ تُؤْخَذُ صَدَقَتُهُ، فَجَاءَهُ الرَّسُولُ فَرَدَّهُ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اذْهَبْ إِلَيْهِ فَإِنْ لَمْ يُعْطِ صَدَقَتَهُ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ» . قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: فَقُلْتُ لِحَكِيمِ بْنِ حَكِيمٍ: مَا أَرَى أَبَا بَكْرٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَاتَلَ أَهْلَ الرِّدَّةِ إِلَّا عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: أَجَلْ الحديث: 268 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 584 زَيْدُ بْنُ كَعْبٍ الْبَهْزِيُّ وَبَهْزٌ بَطْنٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 585 قَدْرُ بْنُ عَمَّارٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ يَقْظَةَ بْنِ عُصَيَّةَ بْنِ خُفَافِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ، فِي رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 585 وَمِنْ بَنِي كِلَابِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ غَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 586 عَلْقَمَةُ بْنُ عُلَاثَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْأَحْوَصِ، وَاسْمُهُ رَبِيعَةُ، وَكَانَ أَرْمَصَ، صَغِيرَ الْعَيْنَيْنِ , فَسُمِّيَ الْأَحْوَصَ، ابْنُ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ، وَهُوَ الَّذِي نَافَرَ عَامِرَ بْنَ الطُّفَيْلِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، ثُمَّ وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خُزَاعَةَ يُبَشِّرُهُمْ بِإِسْلَامِهِ، فَقَالَ: «أَسْلَمَ عَلْقَمَةُ بْنُ عُلَاثَةَ وَابْنَا هَوْذَةَ وَبَايَعَا , وَأَخَذَا لِمَنْ وَرَاءَهُمَا مِنْ قَوْمِهِمَا» . وَاسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلْقَمَةَ بْنَ عُلَاثَةَ عَلَى حَوْرَانَ فَمَاتَ بِهَا. وَلَهُ يَقُولُ الْحُطَيْئَةُ، وَخَرَجَ إِلَيْهِ فَمَاتَ عَلْقَمَةُ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهِ الْحُطَيْئَةُ، وَأَوْصَى لِلْحُطَيْئَةِ بِسَهْمٍ كَبَعْضِ وَلَدِهِ، فَقَالَ الْحُطَيْئَةُ: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 586 [البحر الطويل] فَمَا كَانَ بَيْنِي لَوْ لَقِيتُكَ سَالِمًا ... وَبَيْنَ الْغِنَى إِلَّا لَيَالٍ قَلَائِلُ لَعَمْرِي لَنِعْمَ الْمَرْءُ كَانَ ابْنُ جَعْفَرٍ ... بِحَوْرَانَ أَمْسَى أَعْلَقَتْهُ الْحَبَائِلُ وَأُمُّ عَلْقَمَةَ بْنِ عُلَاثَةَ: لَيْلَى بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جُشَمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ النَّخَعِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 587 جَبَّارُ بْنُ سَلْمَى بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ، وَهُوَ الَّذِي طَعَنَ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ , فَقَالَ: فُزْتُ وَاللَّهِ، وَأَخَذَ مِنْ رُمْحِهِ , فَسَأَلَ جَبَّارُ بْنُ سَلْمَى: مَا قَوْلُهُ: فُزْتُ وَاللَّهِ؟ قَالُوا: الْجَنَّةَ , فَلَمْ تَزَلْ تِلْكَ الْكَلِمَةُ فِي نَفْسِهِ حَتَّى أَسْلَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 588 269 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ شَيْبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ [ص: 589] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ , عَنْ خَارِجَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: " قَدِمَ جَبَّارُ بْنُ سَلْمَى فِي وَفْدِ بَنِي كِلَابٍ سَنَةَ تِسْعٍ , فَنَزَلَ مَعَهُمْ دَارَ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ خَلَّةٌ، فَأَتَاهُمْ كَعْبٌ فَرَحَّبَ بِهِمْ، وَأَهْدَى لِجَبَّارٍ وَأَكْرَمَهُ , وَقَالَ لَهُمْ كَعْبٌ: انْطَلِقُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجُوا مَعَهُ فَدَخَلُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ سَلَامَ الْإِسْلَامِ، وَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الضَّحَّاكَ بْنَ سُفْيَانَ سَارَ فِينَا بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّتِكَ الَّتِي أَمَرْتَهُ , وَإِنَّهُ دَعَانَا إِلَى اللَّهِ فَاسْتَجَبْنَا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ , وَإِنَّهُ أَخَذَ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِنَا فَرَدَّهَا فِي فُقَرَائِنَا " الحديث: 269 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 588 الضَّحَّاكُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ عَوْفِ بْنِ كَعْبِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ , وَهُوَ عُبَيْدُ بْنُ كِلَابِ بْنِ رَبِيعَةَ، أَسْلَمَ وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَنِي كِلَابٍ يُصَدِّقُهُمْ، وَبَعَثَهُ سَرِيَّةً إِلَى الْقُرْطَا مِنْ بَنِي كِلَابٍ , يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَدَعَاهُمْ فَأَبَوْا، فَقَاتَلَهُمْ، وَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالضَّحَّاكُ بْنُ سُفْيَانَ عَامِلُهُ عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي كِلَابٍ , وَكَانَ يَسْكُنُ ضَرِيَّةَ وَمَا وَالَاهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 590 الْأَصْيَدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ قُرْطِ بْنِ عَبْدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَهُوَ عُبَيْدُ بْنُ كِلَابِ بْنِ رَبِيعَةَ، أَسْلَمَ وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ إِلَى الْقُرْطَا يَدْعُونَهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَدَعَوْهُمْ فَأَبَوْا، فَقَاتَلُوهُمْ فَهَزَمُوهُمْ، فَلَحِقَ الْأَصْيَدُ أَبَاهُ سَلَمَةَ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ فِي غَدِيرٍ بِالزُّجِّ زُجِّ لَاوَةَ، بِنَاحِيَةِ ضَرِيَّةَ، فَدَعَاهُ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَعْطَاهُ الْأَمَانَ فَسَبَّهُ وَسَبَّ دِينَهُ، فَضَرَبَ الْأَصْيَدُ عُرْقُوبَيْ فَرَسِهِ، فَلَمَّا وَقَعَ عَلَى عُرْقُوبَيْهِ ارْتَكَزَ سَلَمَةُ عَلَى رُمْحِهِ فِي الْمَاءِ ثُمَّ اسْتَمْسَكَ بِهِ حَتَّى جَاءَهُ أَحَدُهُمْ فَقَتَلَهُ، وَلَمْ يَقْتُلْهُ ابْنُهُ، وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 591 لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ الشَّاعِرُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 592 270 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ شَيْبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ , عَنْ خَارِجَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: «قَدِمَ وَفْدُ بَنِي كِلَابٍ، وَهُمْ ثَلَاثَةُ عَشَرَ رَجُلًا، عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ، وَفِيهِمْ لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ، فَنَزَلُوا فِي دَارِ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، ثُمَّ جَاءُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ سَلَّامَ الْإِسْلَامِ وَأَسْلَمُوا، وَرَجَعُوا إِلَى بِلَادِ قَوْمِهِمْ» الحديث: 270 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 592 271 - أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ , عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: [ص: 593] كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَهُوَ عَامِلُهُ عَلَى الْكُوفَةِ: أَنِ ادْعُ مَنْ قِبَلَكَ مِنَ الشُّعَرَاءِ , فَاسْتَنْشِدْهُمْ مَا قَالُوا مِنَ الشِّعْرِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ , ثُمَّ اكْتُبْ بِذَلِكَ إِلَيَّ. فَدَعَاهُمُ الْمُغِيرَةُ، فَقَالَ لِلَبِيدِ بْنِ رَبِيعَةَ: أَنْشِدْنِي مَا قُلْتَ مِنَ الشِّعْرِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ، قَالَ: قَدْ أَبْدَلَنِي اللَّهُ بِذَلِكَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ، وَقَالَ لِلْأَغْلَبِ الْعِجْلِيِّ: أَنْشِدْنِي، فَقَالَ: أَرَجَزًا تُرِيدُ أَمْ قَصِيدَا لَقَدْ سَأَلْتَ هَيِّنًا مَوْجُودَا قَالَ: فَكَتَبَ بِذَلِكَ الْمُغِيرَةُ إِلَى عُمَرَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: أَنِ انْقُصِ الْأَغْلَبَ خَمْسَ مِائَةٍ [ص: 594] مِنْ عَطَائِهِ وَزِدْهَا فِي عَطَاءِ لَبِيدٍ، فَرَحَلَ إِلَيْهِ الْأَغْلَبُ، فَقَالَ: أَتُنْقِصُنِي أَنْ أَطَعْتُكَ؟ قَالَ: فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى الْمُغِيرَةِ: أَنْ رُدَّ عَلَى الْأَغْلَبِ الْخَمْسَ مِائَةٍ الَّتِي نَقَصْتَهُ، وَأَقْرِرْهَا زِيَادَةً فِي عَطَاءِ لَبِيدِ بْنِ رَبِيعَةَ " الحديث: 271 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 592 272 - أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: «مَاتَ لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ لَيْلَةَ نَزَلَ مُعَاوِيَةُ النُّخَيْلَةَ لِمُصَالَحَةِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ» . قَالَ هِشَامٌ: وَكَانَ لِلَبِيدٍ بِالْكُوفَةِ بَنُونَ فَرَجَعُوا كُلُّهُمْ إِلَى الْبَادِيَةِ أَعْرَابًا، وَكَانَ لَبِيدُ قَدْ هَاجَرَ إِلَى الْكُوفَةِ فَنَزَلَهَا وَمَاتَ بِهَا فَدُفِنَ فِي صَحْرَاءِ بَنِي جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ، وَكَانَ النَّاسُ يُدْفَنُونَ فِي صَحَارِيهِمْ الحديث: 272 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 594 273 - أَخْبَرَنَا هِشَامٌ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ قَالَ: " جَعَلَ لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ يَهْذِي [ص: 595] عِنْدَ مَوْتِهِ فَأَهْتَرَ بِهَذَا، يَقُولُ: «أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ أَعْلِنُوا الْجَمَلَ» ، يُرَدِّدُ ذَلِكَ " الحديث: 273 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 594 274 - أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ , عَنْ أَشْيَاخِهِ قَالَ: " لَمَّا حَضَرَ لَبِيدًا الْمَوْتُ دَخَلَ عَلَيْهِ أَشْيَاخُ بَنِي جَعْفَرٍ وَشُبَّانُهُمْ , فَقَالَ: نُوحُوا عَلَيَّ حَتَّى أَسْمَعَ , فَقَالَ شَابٌّ مِنْهُمْ: [البحر الطويل] لِتَبْكِ لَبِيدًا كُلُّ قِدْرٍ وَجَفْنَةٍ ... وَتَبْكِ الصَّبَا مَنْ بَادَ وَهْوَ حَمِيدُ قَالَ: أَحْسَنْتَ يَا ابْنَ أَخِي، فَزِدْنِي قَالَ: مَا عِنْدِي غَيْرَ هَذَا الْبَيْتِ، قَالَ لَبِيدٌ: «أَسْرَعَ مَا أَكْدَيْتَ» الحديث: 274 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 595 قُدَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ الْكِلَابِيُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 596 275 - أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَا: حَدَّثَنَا أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ قَالَ سَمِعْتُ قُدَامَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْكِلَابِيَّ , يَقُولُ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمِي جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ عَلَى نَاقَةٍ صَهْبَاءَ , لَا ضَرْبَ، وَلَا طَرْدَ، وَلَا إِلَيْكَ إِلَيْكَ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: أَسْلَمَ قُدَامَةُ فِي بِلَادِ قَوْمِهِ وَلَمْ يُهَاجِرْ , وَكَانَ يَسْكُنُ نَجْدًا , [ص: 597] وَلَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ , فَرَآهُ وَرَوَى عَنْهُ هَذَا الْحَدِيثَ " الحديث: 275 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 596 الْعَاصُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ كَعْبِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلَابِ بْنِ رَبِيعَةَ , وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُطِيعًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 597 ذُو الْجَوْشَنِ الضِّبَابِيُّ وَاسْمُهُ شُرَحْبِيلُ بْنُ الْأَعْوَدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُعَاوِيَةَ , وَهُوَ الضِّبَابُ بْنُ كِلَابِ بْنِ رَبِيعَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 598 276 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ [ص: 599] عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ ذِي الْجَوْشَنِ الضَّبَابِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ أَنْ فَرَغَ مِنْ بَدْرٍ فَقُلْتُ: إِنِّي أَتَيْتُكَ بِابْنِ الْقَرْحَاءِ - يَعْنِي فَرَسَهُ - فَخُذْهُ، - وَكَانَ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكًا - فَقَالَ: لَهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ أَقْضِيَكَ بِهِ الْمُخْتَارَ مِنْ دُرُوعِ بَدْرٍ فَعَلْتُ "، فَقُلْتُ: مَا كُنْتُ لِأَقْضِيَكَ الْيَوْمَ فَرَسًا بِدِرْعٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ وَتَحَوَّلَ إِلَى الْكُوفَةِ فَنَزَلَهَا، وَهُوَ أَبُو شِمْرِ بْنُ ذِي الْجَوْشَنِ الَّذِي شَهِدَ قَتْلَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَكَانَ شِمْرٌ يُكَنَّى أَبا السَّابِعَةِ الحديث: 276 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 598 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُلَيْمٍ , عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ خُبَيْبٍ قَالَ: " أَقْبَلَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ إِلَى الْمَدِينَةِ قَبْلَ إِسْلَامِهِ، فَتَلَقَّاهُ رَكْبٌ خَارِجِينَ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: أَخْبِرُونِي عَنْ هَذَا الرَّجُلِ , قَالُوا: النَّاسُ فِيهِ ثَلَاثَةٌ، رَجُلٌ أَسْلَمَ فَهُوَ مَعَهُ يُقَاتِلُ قُرَيْشًا وَالْعَرَبَ، وَرَجُلٌ لَمْ يُسْلِمْ فَهُوَ يُقَاتِلُهُ، فَبَيْنَهُمُ التَّذَابُحُ، وَرَجُلٌ يُظْهِرُ لَهُ الْإِسْلَامَ وَيُظْهِرُ لِقُرَيْشٍ أَنَّهُ مَعَهُمْ، قَالَ: مَا يُسَمَّى هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ، قَالُوا: يُسَمَّوْنَ الْمُنَافِقِينَ، قَالَ: مَا فِي مَا وَصَفْتُمْ أَحْزَمَ مِنْ هَؤُلَاءِ، اشْهَدُوا أَنِّي مِنْهُمْ ". قَالَ: وَشَهِدَ عُيَيْنَةُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطَّائِفَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ائْذَنْ لِي حَتَّى آتِيَ حِصْنَ الطَّائِفِ فَأُكَلِّمَهُمْ. فَأَذِنَ لَهُ , فَجَاءَهُمْ، فَقَالَ: أَدْنُو مِنْكُمْ وَأَنَا آمِنٌ؟ , قَالُوا: نَعَمْ. وَعَرَفَهُ أَبُو مِحْجَنٍ فَقَالَ: أَدْنُوهُ. قَالَ: فَدَنَا فَدَخَلَ عَلَيْهِمُ الْحِصْنَ، فَقَالَ: فِدَاكُمْ أَبِي وَأُمِّي، لَقَدْ سَرَّنِي مَا رَأَيْتُ مِنْكُمْ، وَاللَّهِ إِنْ فِي الْعَرَبِ أَحَدٌ غَيْرُكُمْ، وَمَا لَاقَى مُحَمَّدٌ مِثْلَكُمْ قَطُّ، وَلَقَدْ مُلَّ الْمَقَامُ، فَاثْبُتُوا فِي حِصْنِكُمْ، فَإِنَّ حِصْنَكُمْ حَصِينٌ وَسِلَاحَكُمْ كَثِيرٌ، وَنَبْلَكُمْ حَاضِرَةٌ، وَطَعَامَكُمْ كَثِيرٌ، وَمَاءَكُمْ وَاتِنٌ، لَا تَخَافُونَ قَطْعَهُ. فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ ثَقِيفٌ لِأَبِي مِحْجَنٍ: فَإِنَّا كَرِهْنَا دُخُولَهُ عَلَيْنَا وَخَشِينَا أَنْ يُخْبِرَ مُحَمَّدًا بِخَلَلٍ إِنْ رَآهُ مِنَّا، أَوْ فِي حِصْنِنَا. فَقَالَ أَبُو مِحْجَنٍ: أَنَا كُنْتُ أَعْرَفُ بِهِ , لَيْسَ مِنَّا أَحَدٌ أَشَدُّ عَلَى مُحَمَّدٍ مِنْهُ وَإِنْ كَانَ مَعَهُ ". فَلَمَّا رَجَعَ عُيَيْنَةُ إِلَى النَّبِيِّ قَالَ لَهُ: «مَا قُلْتَ لَهُمْ؟» قَالَ: قُلْتُ: ادْخُلُوا فِي الْإِسْلَامِ، فَوَاللَّهِ لَا يَبْرَحُ مُحَمَّدٌ عُقْرَ دَارِكُمْ حَتَّى تَنْزِلُوا فَخُذُوا لِأَنْفُسِكُمْ أَمَانًا، قَدْ نَزَلَ بِسَاحَةِ أَهْلِ الْحُصُونِ قَبْلَكُمْ: قَيْنُقَاعَ وَالنَّضِيرِ وَقُرَيْظَةَ وَخَيْبَرَ , أَهْلُ الْحَلْقَةِ وَالْعُدَّةِ وَالْأَطَامِ. فَخَذَّلْتُهُمْ مَا اسْتَطَعْتُ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاكِتٌ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ حَدِيثِهِ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَذَبْتَ، قُلْتَ لَهُمْ كَذَا وَكَذَا، لِلَّذِي قَالَ» ، قَالَ: فَقَالَ عُيَيْنَةُ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَعْنِي أُقَدِّمُهُ فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنِّي أَقْتُلُ أَصْحَابِي» , وَيُقَالُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ أَغْلَظَ لَهُ يَوْمَئِذٍ وَقَالَ لَهُ: وَيْحَكَ يَا عُيَيْنَةُ، إِنَّمَا أَنْتَ أَبَدًا مَوْضِعٌ فِي الْبَاطِلِ , كَمْ لَنَا مِنْكَ مِنْ يَوْمٍ: يَوْمِ الْخَنْدَقِ، وَيَوْمِ بَنِي قُرَيْظَةَ، وَالنَّضِيرِ، وَخَيْبَرَ , تَجَلَّبْتَ وَتُقَاتِلُنَا بِسَيْفِكَ , ثُمَّ أَسْلَمْتَ، زَعَمْتَ، فَتُحَرِّضَ عَلَيْنَا عَدُوَّنَا. فَقَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ يَا أَبَا بَكْرٍ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ وَلَا أَعُودُ أَبَدًا. فَلَمَّا أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَرَ فَأَذَّنَ النَّاسَ بِالرَّحِيلِ , وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّا قَافِلُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» , فَلَمَّا اسْتَقَلَّ النَّاسُ لِوَجْهِهِمْ نَادَى سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عِلَاجٍ الثَّقَفِيُّ، فَقَالَ: أَلَا إِنَّ الْحَيَّ مُقِيمٌ، قَالَ: وَيَقُولُ عُيَيْنَةُ بْنُ حُصَيْنٍ: أَجَلْ وَاللَّهِ مَجْدٌ كِرَامٌ. فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: قَاتَلَكَ اللَّهُ، تَمْدَحُ قَوْمًا مُشْرِكِينَ بِالِامْتِنَاعِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ جِئْتَ تَنْصُرُهُ؟ , فَقَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا جِئْتُ مَعَكُمْ أُقَاتِلُ ثَقِيفًا، وَلَكِنِّي أَرَدْتُ إِنِ افْتَتَحَ مُحَمَّدٌ الطَّائِفَ , أَصَبْتُ جَارِيَةً مِنْ ثَقِيفٍ فَأَتَّطِيَهَا , لَعَلَّهَا تَلِدُ لِي غُلَامًا، فَإِنَّ ثَقِيفًا قَوْمٌ مَنَاكِيرٌ، فَأَخْبَرَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ النَّبِيَّ بِمَقَالَتِهِ، فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: «هَذَا الْحَمِقُ الْمُطَاعُ» . وَلَمَّا قَدِمَ وَفْدُ هَوَازِنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمُ السَّبْيَ، كَانَ عُيَيْنَةُ قَدْ أَخَذَ رَأْسًا مِنْهُمْ، نَظَرَ إِلَى عَجُوزٍ كَبِيرَةٍ فَقَالَ: هَذِهِ أُمُّ الْحَيِّ، لَعَلَّهُمْ أَنْ يُغْلُوا بِفِدَائِهَا، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ لَهَا فِي الْحَيِّ نَسَبٌ، فَجَاءَ ابْنُهَا إِلَى عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي مِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ؟ قَالَ: لَا. فَرَجَعَ عَنْهُ فَتَرَكَهُ سَاعَةً، وَجَعَلَتِ الْعَجُوزُ تَقُولُ لِابْنِهَا: مَا أَرَبُكَ فِيَّ بَعْدَ مِائَةِ نَاقَةٍ؟ اتْرُكْهُ، فَمَا أَسْرَعَ مَا يَتْرُكُنِي بِغَيْرِ فِدَاءٍ. فَلَمَّا سَمِعَهَا عُيَيْنَةُ قَالَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ خُدْعَةً، وَاللَّهِ مَا أَنَا مِنْ هَذِهِ الْعَجُوزِ إِلَّا فِي غُرُورٍ، لَا جَرَمَ وَاللَّهِ لَأُبَاعِدَنَّ أَثَرَكِ مِنِّي. قَالَ: ثُمَّ مَرَّ بِهِ ابْنُهَا , فَقَالَ عُيَيْنَةُ: هَلْ لَكَ فِيمَا دَعَوْتَنِي إِلَيْهِ. فَقَالَ: لَا أَزِيدُكَ عَلَى خَمْسِينَ. فَقَالَ عُيَيْنَةُ: لَا أَفْعَلُ , ثُمَّ لَبِثَ سَاعَةً فَمَرَّ بِهِ وَهُوَ مُعْرِضٌ عَنْهُ , فَقَالَ لَهُ عُيَيْنَةُ: هَلْ لَكَ فِي الَّذِي بَذَلْتَ لِي؟ قَالَ لَهُ الْفَتَى: لَا أَزِيدُكَ عَلَى خَمْسٍ وَعِشْرِينَ فَرِيضَةٍ. قَالَ عُيَيْنَةُ: وَاللَّهِ لَا أَفْعَلُ , فَلَمَّا تَخَوَّفَ عُيَيْنَةُ أَنْ يَتَفَرَّقَ النَّاسُ وَيَرْتِحِلُوا قَالَ: هَلْ لَكَ إِلَى مَا دَعَوْتَنِي إِلَيْهِ؟ قَالَ الْفَتَى: هَلْ لَكَ فِي عَشْرِ فَرَائِضَ؟ قَالَ: لَا أَفْعَلُ. فَلَمَّا رَحَلَ النَّاسُ نَادَاهُ عُيَيْنَةُ: هَلْ لَكَ إِلَى مَا دَعَوْتَنِي إِلَيْهِ إِنْ شِئْتَ؟ قَالَ الْفَتَى: أَرْسِلْهَا وَأَحْمَدُكَ. قَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا لِي حَاجَةٌ بِحَمْدِكَ. فَأَقْبَلَ عُيَيْنَةُ عَلَى نَفْسِهِ لَائِمًا لَهَا يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ امْرَءًا أَنْكَدَ، قَالَ الْفَتَى: أَنْتَ صَنَعْتَ هَذَا بِنَفْسِكَ، عَمَدْتَ إِلَى عَجُوزٍ كَبِيرَةٍ، وَاللَّهِ مَا ثَدْيُهَا بِنَاهِدٍ , وَلَا بَطْنُهَا بِوَالِدٍ، , وَلَا فُوهَا بِبَارِدٍ , وَلَا صَاحِبُهَا بِوَاجِدٍ، فَأَخَذْتَهَا مِنْ بَيْنِ مَنْ تَرَى. فَقَالَ لَهُ عُيَيْنَةُ: خُذْهَا، لَا بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهَا. قَالَ: يَقُولُ الْفَتَى: يَا عُيَيْنَةُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ كَسَا السَّبْيَ فَأَخْطَأَهَا مِنْ بَيْنِهِمُ الْكِسْوَةَ، فَهَلْ أَنْتَ كَاسِيهَا ثَوْبًا؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ، مَا لَهَا ذَاكَ عِنْدِي. قَالَ: لَا تَفْعَلُ. فَمَا فَارَقَهُ حَتَّى أَخَذَ مِنْهُ شَمْلَ ثَوْبٍ، ثُمَّ وَلَّى الْفَتَى وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّكَ لَغَيْرُ بَصِيرٍ بِالْفُرَصِ. وَشَكَا عُيَيْنَةُ إِلَى الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ مَا لَقِيَ، فَقَالَ لَهُ الْأَقْرَعُ: إِنَّكَ وَاللَّهِ مَا أَخَذْتَهَا بِكْرًا غَرِيرَةً , وَلَا نَصَفًا وَثِيرَةً , وَلَا عَجُوزًا مَيِّلَةً، عَمَدْتَ إِلَى أَحْوَجِ شَيْخٍ فِي هَوَازِنَ فَسَبَيْتَ امْرَأَتَهُ. قَالَ عُيَيْنَةُ: هُوَ ذَاكَ. قَالَ: وَأَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ. وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً فِي خَمْسِينَ رَجُلًا مِنَ الْعَرَبِ لَيْسَ فِيهِمْ مُهَاجِرِيُّ وَلَا أَنْصَارِيُّ إِلَى بَنِي تَمِيمٍ، فَوَجَدَهُمْ قَدْ عَدَلُوا مِنَ السُّقْيَا يَؤُمُّونَ أَرْضَ بَنِي سُلَيْمٍ فِي صَحْرَاءَ قَدْ حَلُّوا وَسَرَّحُوا مَوَاشِيَهُمْ , وَالْبُيُوتُ خَلُوفٌ لَيْسَ فِيهَا أَحَدٌ إِلَّا النَّاسُ، فَلَمَّا رَأَوُا الْجَمْعَ وَلَّوْا، فَأَغَارَ عَلَيْهِمْ وَأَخَذَ مِنْهُمْ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا وَإِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً وَثَلَاثِينَ صَبِيًّا، فَجَلَبَهُمْ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَأَمَرَ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحُبِسُوا فِي دَارِ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، فَقَدِمَ فِيهِمْ عَشْرَةٌ مِنْ رُؤَسَائِهِمْ وَفْدًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمُ الْقُرْآنَ {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [الحجرات: 4] وَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَسْرَى وَالسَّبْيَ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْوَفْدِ بِجَائِزَةٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 599 277 - قَالَ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو [ص: 600] إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ قَالَ: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذُو الْجَوْشَنِ الْكِلَابِيُّ , وَأَهْدَى إِلَيْهِ فَرَسًا , وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ، فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ سَلَّمَ , أَنْ يَقْبَلَهُ مِنْهُ , وَقَالَ: «إِنْ شِئْتَ بِعْتَنِيهِ بِالْمُتَخَيَّرَاتِ مِنْ أَدْرَاعِ بَدْرٍ» , ثُمَّ قَالَ لَهُ: «يَا ذَا الْجَوْشَنِ , هَلْ لَكَ أَنْ تَكُونَ مِنْ أَوَائِلِ هَذَا الْأَمْرِ؟» قَالَ: لَا، قَالَ: «فَمَا يَمْنَعُكَ مِنْهُ؟» قَالَ: رَأَيْتُ قَوْمَكَ كَذَّبُوكَ، وَأَخْرَجُوكَ، وَقَاتَلُوكَ , فَأَنْظُرُ , فَإِنْ ظَهَرْتَ عَلَيْهِمْ آمَنْتُ بِكَ , وَإِنْ ظَهَرُوا عَلَيْكَ لَمْ أَتَّبِعْكَ , فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا ذَا الْجَوْشَنِ لَعَلَّكَ إِنْ بَقِيتَ قَرِيبًا أَنْ تَرَى ظُهُورِي عَلَيْهِمْ» . قَالَ: فَوَاللَّهِ إِنِّي لَبِضَرِيَّةَ إِذْ قَدِمَ عَلَيْنَا رَاكِبٌ مِنْ قِبَلِ مَكَّةَ , فَقُلْنَا: مَا الْخَبَرُ؟ قَالَ: ظَهْرَ مُحَمَّدٌ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ قَالَ: فَكَانَ ذُو الْجَوْشَنِ يَتَوَجَّعُ عَلَى تَرْكِهِ الْإِسْلَامَ حِينَ دَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الحديث: 277 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 599 278 - أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ الْخَطَّابِ النَّهْدِيُّ , أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا إِسْحَاقَ , يَقُولُ: " كَانَ أَبُو شِمْرِ بْنُ ذِي الْجَوْشَنِ لَا يَكَادُ يُصَلِّي مَعَنَا فَيَجِيءُ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَيُصَلِّي , ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، فَإِنِّي كَرِيمٌ لَمْ تَلِدْنِي اللِّئَامُ. قَالَ: فَقُلْتُ: إِنَّكَ لَسَيِّئُ الرَّأْيِ يَوْمَ تُسَارِعُ إِلَى قَتْلِ ابْنِ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: دَعْنَا مِنْكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ، فَلَوْ كَانَ كَمَا تَقُولُ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ لَكُنَّا شَرًّا مِنَ الْحُمُرِ السَّقَّاءَاتِ " الحديث: 278 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 600 عَمْرُو بْنُ مَالِكِ بْنِ قَيْسِ بْنِ بُجَيْدِ بْنِ رَوَاسٍ , وَاسْمُهُ الْحَارِثُ بْنُ كِلَابِ بْنِ رَبِيعَةَ , وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ , وَفَى رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِيهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 601 وَمِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 602 خَالِدٌ وَحَرْمَلَةُ ابْنَا هَوْذَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، الْوَافِدَانِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَا، وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خُزَاعَةَ يُبَشِّرُهُمْ بِإِسْلَامِهِمَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 602 279 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ [ص: 603] الْكَعْبِيُّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ قَالَ: " كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خُزَاعَةَ: " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى بُدَيْلٍ وَبُشْرٍ , سَرْوَاتِ بَنِي عَمْرٍو، سَلَامٌ عَلَيْكُمْ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكُمُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي لَمْ آثَمْ مَا لَكُمْ، وَلَمْ أَضَعْ فِي جَنْبِكُمْ، وَإِنَّ أَكْرَمَ أَهْلِ تِهَامَةَ عَلَيَّ أَنْتُمْ , وَأَقْرَبَهُ رَحِمًا وَمَنْ تَبِعَكُمْ مِنَ الْمُطَيِّبِينَ، وَإِنِّي قَدْ أَخَذْتُ لِمَنْ هَاجَرَ مِنْكُمْ مِثْلَ مَا أَخَذْتُ [ص: 604] لِنَفْسِي، وَلَوْ هَاجَرَ بِأَرْضِهِ غَيْرُ سَاكِنِ مَكَّةَ إِلَّا مُعْتَمِرًا أَوْ حَاجًّا، وَإِنِّي لَمْ أَضَعْ فَيْئَكُمْ إِذْ سَلِمْتُ , وَأَنَّكُمْ غَيْرُ خَائِفِينَ مِنْ قِبَلِي وَلَا مَحْصُورِينَ، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّهُ قَدْ أَسْلَمَ عَلْقَمَةُ بْنُ عُلَاثَةَ وَابْنَا هَوْذَةَ، وَبَايَعَا، وَهَاجَرَا، وَأَخَذَا لِمَنْ تَبِعَهُمَا مِنْ عِكْرِمَةَ مِثْلَ مَا أَخَذَا لِأَنْفُسِهِمَا، وَأِنَّ بَعْضَنَا مِنْ بَعْضٍ فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ، وَإِنَّنِي وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُكُمْ، وَلِيُحَيِّيكُمْ رَبُّكُمْ ". 280 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُدَيْلٍ الْكَعْبِيُّ , عَنْ [ص: 605] أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ , مِثْلَ ذَلِكَ. قَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّايِبِ: وَكَانَ خَالِدُ بْنُ هَوْذَةَ قَتَلَ أَبَا عَقِيلٍ الثَّقَفِيَّ جَدَّ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ الحديث: 279 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 602 الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ هَوْذَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ , وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَقْطَعَهُ مِيَاهًا كَانَتْ لِبَنِي عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 606 281 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْمِنْهَالُ بْنُ بَحْرٍ الْقُشَيْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ الزِّيَادِيُّ قَالَ: " لَمَّا كَانَ زَمَنُ يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ , خَرَجْتُ أَنَا وَبَحْرُ بْنُ أَبِي [ص: 607] نَصْرٍ إِلَى مَكَّةَ، فَمَرَرْنَا بِمَاءٍ يُقَالُ لَهُ: الرُّخَيْخُ. قَالَ: فَقَالُوا لَنَا: هَاهُنَا رَجُلٌ قَدْ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَأَتَيْنَا شَيْخًا كَبِيرًا، قُلْنَا: رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَكَتَبَ لِي بِهَذَا الْمَاءِ , وَأَخْرَجَ لَنَا جِلْدَةً فِيهَا كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: قُلْنَا: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: قُلْنَا: فَمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " كُنْتُ تَحْتَ نَاقَتِهِ يَوْمَ عَرَفَةَ وَهِيَ تَقْصَعُ بِجَرَّتِهَا، فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ وَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟» قَالَ: قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " أَلَيْسَ هَذَا شَهْرٌ حَرَامٌ، وَبَلَدٌ حَرَامٌ، وَيَوْمٌ حَرَامٌ؟ قَالَ: قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «أَلَا إِنَّ دِمَاءَكُمْ، وَأَمْوَالَكُمْ، وَأَعْرَاضَكُمْ، عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا , فِي شَهْرِكُمْ هَذَا , فِي بَلَدِكُمْ هَذَا , إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ. اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟ اللَّهُمَّ اشْهَدْ» الحديث: 281 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 606 282 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ أَبُو عَمْرٍو قَالَ: " أَتَيْنَا [ص: 608] الرُّخَيْخَ , فَدَخَلْنَا عَلَى رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ , يُقَالُ لَهُ الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ هَوْذَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ رَبِيعَةَ , فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ , فَرَدَّ عَلَيْنَا السَّلَامَ، وَقَالَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ فَقُلْنَا: أَهْلُ الْبَصْرَةِ , فَقَالَ: فَمَا فَعَلَ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ؟ قَالَ: قُلْنَا: هَا هُوَ ذَاكَ يَدْعُو النَّاسَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ. فَقَالَ: وَفِيمَ هُوَ وَذَاكَ؟ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ يَقُولُهَا. قَالَ: فَقُلْنَا: فَمَا تَأْمُرُنَا، نَكُونُ مَعَ هَؤُلَاءِ أَوْ مَعَ هَؤُلَاءِ أَوْ نَقْعُدُ فِي بُيُوتِنَا؟ فَقَالَ: إِنْ تَقْعُدُوا تُفْلِحُوا وَتَرْشُدُوا , ثَلَاثًا يَقُولُهَا، ثُمَّ قَالَ: " حَجَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا فِي الرِّكَابَيْنِ يُنَادِي يَوْمَ عَرَفَةَ: «أَلَا إِنَّ دِمَاءَكُمْ، وَأَمْوَالَكُمْ، عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَهُ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟» قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «اللَّهُمَّ اشْهَدْ» ، ثَلَاثًا يَقُولُهَا الحديث: 282 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 607 ثَرْوَانُ بْنُ فَزَارَةَ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ بْنِ زُهَيْرٍ الصَّتْمُ يَعْنِي التَّامَّ ابْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ: إِلَيْكَ رَسُولَ اللَّهِ خَبَّتْ مَطِيَّتِي ... مَسَافَةَ أَرْبَاعٍ تَرُوحُ وَتَغْتَدِي هَذَا فِي رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِيهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 609 وَمِنْ بَنِي الْبَكَّاءِ وَهُوَ رَبِيعَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 610 مُعَاوِيَةُ بْنُ ثَوْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الْبَكَّاءِ، وَأُمُّهُ ضُبَاعَةُ بِنْتُ عَدِيٍّ , مِنْ خَثْعَمٍ ثُمَّ مِنْ بَنِي حَامٍ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ وَمَعَهُ ابْنُهُ بِشْرٌ، فَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَسَحَ رَأْسَهُ، وَأَعْطَاهُ أَعْنُزًا عُفْرًا، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَوْرٍ فِي أَبِيهِ حِينَ وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَأَبِي الَّذِي مَسَحَ الرَّسُولُ بِرَأْسِهِ ... وَدَعَا لَهُ بِالْخَيْرِ وَالْبَرَكَاتِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 610 الْفُجَيْعُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنْدُعِ بْنِ الْبَكَّاءِ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ وَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا وَهُوَ عِنْدَهُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 611 بِشْرُ بْنُ الْفُجَيْعِ الْبَكَّائِيُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 611 وَمِنْ بَنِي عَقِيلِ بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 612 لَقِيطُ بْنُ عَامِرِ بْنِ الْمُنْتَفِقِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَهُوَ وَافِدُ بَنِي الْمُنْتَفِقِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ، وَلَهُ حَدِيثٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 612 لَقِيطُ بْنُ صَبِرَةَ الْعُقَيْلِيُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 613 283 - أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ كَثِيرٍ , عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ لِي [ص: 614] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «إِذَا اسْتَنْشَقْتَ فَأَبْلِغْ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا، وَلَا تَضْرِبْ ظَعِينَتَكَ ضَرْبَكَ أُمَيَّتَكَ» الحديث: 283 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 613 وَمِنْ بَنِي الْجَرِيشِ بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 615 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الشِّخِّيرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ وَقْدَانَ بْنِ الْجَرِيشِ , وَقَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ أَبُو مُطَرِّفِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 615 وَمِنْ بَنِي جَعْدَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 616 نَابِغَةُ بْنُ جَعْدَةَ الشَّاعِرُ، وَاسْمُهُ قَيْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُدُسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ جَعْدَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 616 284 - أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ بْنِ قَطَنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتَيٍّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ لِلنَّابِغَةِ نَابِغَةُ بَنِي جَعْدَةَ: «أَنْشِدْنَا مِمَّا عَفَا اللَّهُ عَنْهُ» ، فَأَسْمَعَهُ كَلِمَةً، قَالَ: وَإِنَّكَ لَقَائِلُهَا؟ قَالَ: نَعَمْ " قَالَ: وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الْقَصِيدَةَ كَلِمَةً الحديث: 284 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 616 وَمِنْ بَنِي قُشَيْرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 617 قُرَّةُ بْنُ هُبَيْرَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَلَمَةِ الْخَيْرِ بْنِ قُشَيْرٍ، وَهُوَ الَّذِي قَتَلَ عِمْرَانَ بْنَ مُرَّةَ الشَّيْبَانِيَّ , وَلَهُ يَقُولُ الْجَعْدِيُّ: [البحر الطويل] جَزَى اللَّهُ عَنَّا رَهْطَ قُرَّةَ نُصْرَةً ... وَقُرَّةُ إِذْ بَعْضَ الْفِعَالِ مُزَلِّجُ تَدَارَكَ عِمْرَانُ بْنُ مُرَّةَ رَكْضَهُمْ ... بِقَادَةِ أَهْوَى وَالْخَوَالِجُ تُخْلَجُ وَقُرَّةُ الَّذِي وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَكْرَمَهُ، وَكَسَاهُ، وَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى صَدَقَاتِ قَوْمِهِ، وَانْصَرَفَ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الطويل] حَبَاهَا رَسُولُ اللَّهِ إِذْ نَزَلَتْ بِهِ ... وَأَمْكَنَهَا مِنْ نَائِلٍ غَيْرِ مُنْفَدِ فَأَضْحَتْ بِرَوْضِ الْحَضْرِ وَهْيَ حَثِيثَةٌ ... وَقَدْ أَنْجَحَتْ حَاجَاتِهَا مِنْ مُحَمَّدِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 617 285 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بنُ عُثْمَانَ , عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَالِبِيِّ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: " كَانَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عَامِلًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عُمَانَ، فَلَمَّا بَلَغَهُ وَفَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ فَنَزَلَ أَرْضَ بَنِي عَامِرٍ عَلَى قُرَّةَ بْنِ هُبَيْرَةَ الْقُشَيْرِيِّ , فَأَحْسَنَ مَنْزِلَهُ وَضَيَّفَهُ، ثُمَّ إِنَّ قُرَّةَ قَالَ لَهُ حِينَ أَرَادَ أَنْ يَرْكَبَ: إِنَّ لَكَ عِنْدِي نَصِيحَةً، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَهَا. قَالَ: مَا هِيَ؟ قَالَ قُرَّةُ: إِنَّ صَاحِبَكُمْ قَدْ تُوُفِّيَ، قَالَ عَمْرٌو: وَصَاحِبُنَا هُوَ، لَا أُمَّ لَكَ، دُونَكَ؟ قَالَ: وَإِنَّكُمْ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ كُنْتُمْ فِي حَرَمِكُمْ تَأْمَنُونَ فِيهِ، وَيَأْتِيكُمُ النَّاسُ , ثُمَّ خَرَجَ مِنْكُمْ رَجُلٌ يَقُولُ: مَا سَمِعْتَ، فَلَمَّا بَلَغَنَا ذَلِكَ لَمْ نَكْرَهْهُ، وَقُلْنَا: رَجُلٌ مِنْ مُضَرَ يَسُوقُ النَّاسَ، وَقَدْ تُوُفِّيَ، وَالنَّاسُ إِلَيْكُمْ سِرَاعٌ، فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مُطِيعِينَكُمْ شَيْئًا، فَالْحَقُوا بِحَرَمِكُمْ [ص: 619] تَأْمَنُوا، فَإِنْ كُنْتَ غَيْرَ فَاعِلٍ؛ فَعِدْنِي حَيْثُ شِئْتَ آتِكَ، فَوَقَعَ بِهِ عَمْرٌو , وَقَالَ: إِنِّي أَرُدُّ عَلَيْكَ نَصِيحَتَكَ، فَأَيَّ الْعَرَبِ تُوعِدُنَا بِهِ؟ فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ، لَأُوطِئَنَّ عَلَيْكَ الْخَيْلَ , وَمَوْعِدُكَ حِفْشُ أُمِّكَ. قَالَ قُرَّةُ: إِنِّي لَمْ أُرِدْ هَذَا، وَنَدِمَ عَلَى مَقَالَتِهِ , وَخَرَجَ فِي مِائَةٍ مِنْ قَوْمِهِ خُفَرَاءَ لَهُ " الحديث: 285 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 618 286 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي هَاشِمُ بْنُ عَاصِمٍ , عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَهْمٍ قَالَ: " لَمَّا قَدِمَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ الْمَدِينَةَ أَخْبَرَ أَبَا بَكْرٍ , بِمَا كَانَ فِي وَجْهِهِ، وَبِمَقَالَةِ قُرَّةَ بْنِ هُبَيْرَةَ، وَأَتَى عَمْرٌو خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ حِينَ بَعَثَهُ أَبُو بَكْرٍ إِلَى أَهْلِ الرِّدَّةِ فَجَعَلَ يَقُولُ لَهُ: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ، لَا يَفْلِتَنَّ مِنْكَ قُرَّةُ بْنُ هُبَيْرَةَ " الحديث: 286 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 619 287 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , [ص: 620] عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " لَمَّا اجْتَمَعَتْ بَنُو عَامِرٍ عِنْدَ خَالِدٍ , جَعَلَ يَعْقِدُ عَلَيْهِمُ الْأَيْمَانَ: عَلَيْكُمْ عَهْدُ اللَّهِ وَمِيثَاقُهُ، لَتُؤْمِنُنَّ بِاللَّهِ، وَبِرَسُولِهِ، وَلَتُقِيمُنَّ الصَّلَاةَ، وَلَتُؤْتُنَّ الزَّكَاةَ، تُبَايِعُونَ عَلَى ذَلِكَ أَبْنَاءَكُمْ، وَنِسَاءَكُمْ، آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، قَالُوا: نَعَمْ. حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ بَيْعَتِهِمْ , أَوْثَقَ قُرَّةَ بْنَ هُبَيْرَةَ , وَبَعَثَ بِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ , إِلَى أَبِي بَكْرٍ ". فَقَالَ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا كَفَرْتُ، فَاسْأَلْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، فَإِنَّ لِي عِنْدَهُ شَهَادَةٌ، لَيَالِيَ أَقْبَلَ مِنْ عُمَانَ خَرَجْتُ فِي مِائَةٍ مِنْ قَوْمِي خُفَرَاءَ لَهُ، وَقَبْلَ ذَلِكَ، أَمَا أَكْرَمْتُ مَنْزِلَهُ وَنَحَرْتُ لَهُ؟ فَسَأَلَ أَبُو بَكْرٍ عَمْرًا، فَقَالَ: نَزَلْتُ بِهِ فَلَمْ أَرَ لِضَيْفٍ خَيْرًا مِنْهُ، لَمْ يَتْرُكْ , وَخَرَجَ مَعِي فِي قَوْمِهِ خُفَرَاءَ، ثُمَّ ذَكَرَ عَمْرٌو مَا قَالَ قُرَّةُ , فَقَالَ قُرَّةُ: انْزِعْ يَا عَمْرُو. فَقَالَ عَمْرٌو: لَوْ نَزَعْتَ نَزَعْتُ. فَلَمْ يُعَاقِبْهُ أَبُو بَكْرٍ وَعَفَا عَنْهُ وَكَتَبَ لَهُ أَمَانًا " الحديث: 287 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 619 مُعَاوِيَةُ بْنُ حَيْدَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُشَيْرِ بْنِ كَعْبٍ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ، وَصَحِبَهُ , وَسَأَلَهُ عَنْ أَشْيَاءَ، وَرَوَى عَنْهُ أَحَادِيثَ، وَهُوَ جَدُّ بَهْزِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ. قَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيُّ: أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّهُ أَدْرَكَهُ بِخُرَاسَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 621 وَمِنْ بَنِي هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 622 قَبِيصَةُ بْنُ الْمُخَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ نَهِيكِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَامِرٍ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ وَرَوَى عَنْهُ، وَمِنْ وَلَدِهِ قَطَنُ بْنُ قَبِيصَةَ , كَانَ شَرِيفًا وَوَلِيَ سِجِسْتَانَ. وَلَهُ يَقُولُ الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] كَمْ مِنْ أَمِيرٍ قَدْ أَصَبْتَ خِبَاءَهُ ... وَآخِرُ حَظِّي مِنْ إِمَارَتِهِ حَزَنْ فَهَلْ قَطَنٌ إِلَّا كَمَنْ كَانَ قَبْلَهُ ... فَصَبْرًا عَلَى مَا جَاءَ يَوْمًا بِهِ قَطَنْ [ص: 623] وَلِقَطَنٍ يَقُولُ زِيَادٌ الْأَعْجَمُ: [البحر الطويل] أَمِنْ قَطَنٍ جَالَتْ فَقُلْتُ لَهَا قَرِي ... أَلَمْ تَعْلَمِي مَاذَا تُجِنُّ الصَّفَائِحُ تُجِنُّ أَبَا بِشْرٍ جَوَادًا بِمَالِهِ ... إِذَا ضَنَّ بِالْمَالِ النُّفُوسُ الشَّحَائِحُ مِنْ وَلَدِهِ: مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبِ بْنِ قَطَنِ بْنِ قَبِيصَةَ، وَلِيَ شُرَطَ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ عَلَى مَدِينَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَلِيَ شُرَطَ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَى الْبَصْرَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 622 وَمِنْ بَنِي نُمَيْرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 624 قَيْسُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ جَعْوَنَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ وَمَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَيْهِ وَعَلَى أَصْحَابِهِ» ، وَلَهُ يَقُولُ الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] إِلَيْكَ ابْنَ خَيْرِ النَّاسِ قَيْسَ بْنَ عَاصِمٍ ... جَشُمَتْ مِنَ الْأَمْرِ الْعَظِيمِ الْمَجَاشِمَا هَذَا فِي رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِيهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 624 وَمِنْ بَنِي سُوَاةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 625 سَمُرَةُ بْنُ جُنَادَةَ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ حُجَيْرِ بْنِ رِئَابِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ سُوَاةِ بْنِ عَامِرٍ، صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الشَّمْسِ فَقَالَ: «تَحَوَّلْ إِلَى الظِّلِّ فَإِنَّهُ مُبَارَكٌ» , وَحَالَفَ سَمُرَةَ بْنُ جُنَادَةَ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ، وَنَزَلَ الْكُوفَةَ وَلَهُ بِهَا عَقِبٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 625 وَابْنُهُ جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ بْنِ جُنَادَةَ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ: خَالِدٌ , وَطَلْحَةُ , وَسَلْمٌ، وَنَزَلَ جَابِرٌ أَيْضًا الْكُوفَةَ , وَابْتَنَى بِهَا دَارًا فِي بَنِي سُوَاةِ بْنِ عَامِرٍ، وَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فِي وِلَايَةِ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ، وَقَدْ رَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَادِيثَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 626 وَمِنْ بَنِي سَلُولٍ , وَهُمْ بَنُو مُرَّةَ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ، وَأُمُّهُمْ سَلُولُ بِنْتُ ذُهْلِ بْنِ شَيْبَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ، بِهَا يُعْرَفُونَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 627 حُبْشِيُّ بْنُ جُنَادَةَ بْنِ نَصْرِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَيْطِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَنْدَلِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ صَعْصَعَةَ، صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَهِدَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَشَاهِدَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 627 قَرِدَةُ بْنُ نُفَاثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَوَابَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ تَمِيمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ بْنِ صَعْصَعَةَ، عَمَّرَ وَطَالَ عُمْرُهُ، وَوَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ: [البحر البسيط] بَانَ الشَّبَابُ فَلَمْ أَحْفِلْ بِهِ بَالًا ... وَأَقْبَلَ الشَّيْبُ وَالْإِسْلَامُ إِقْبَالَا وَقَدْ أَرْوَى نَدِيمِي مِنْ مُشَعْشَعَةٍ ... وَقَدْ أَقْلَبَ أَوْدَاكًا وَأَكْفَالَا فَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِذْ لَمْ يَأْتِنِي أَجَلِي ... حَتَّى لَبِسْتُ مِنَ الْإِسْلَامِ سِرْبَالَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 628 نَهِيكُ بْنُ قُصَيِّ بْنِ عَوْفِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ نَهْمِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ تَمِيمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ، هَذَا فِي رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 628 وَمِنْ بَنِي نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 629 مَالِكُ بْنُ عَوْفِ بْنِ سَعْدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ يَرْبُوعَ بْنِ وَائِلَةَ بْنِ دُهْمَانَ بْنِ نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ. وَهُوَ الَّذِي قَادَ هَوَازِنَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَلَمَّا انْهَزَمُوا هَرَبَ مَالِكٌ , فَلَحِقَ بِالطَّائِفِ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَبْسِ أَهْلِهِ بِمَكَّةَ عِنْدَ عَمَّتِهِمْ أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتِ أَبِي أُمَيَّةَ، فَلَمَّا قَدِمَ وَفْدُ هَوَازِنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَهُمْ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَوْفٍ، وَقَالَ: «أَخْبِرُوهُ أَنَّهُ إِنْ أَتَانِي مُسْلِمًا رَدَدْتُ إِلَيْهِ أَهْلَهُ، وَمَالَهُ، وَأَعْطَيْتُهُ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ» ، فَلَمَّا بَلَغَ مَالِكًا هَذَا الْخَبَرُ , خَرَجَ مِنَ الطَّائِفِ سِرًّا مِنْ ثَقِيفٍ , فَلَحِقَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُدْرِكُهُ وَقَدْ رَكِبَ مِنَ الْجِعْرَانَةِ فَأَسْلَمَ، فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ، فَرَدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ، وَأَعْطَاهُ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ، وَيُقَالُ: لَحِقَهُ بِمَكَّةَ. وَاسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَنْ أَسْلَمَ مِنْ قَوْمِهِ، وَمِنْ تِلْكَ الْقَبَائِلِ مِنْ هَوَازِنَ وَغَيْرِهِمْ، فَكَانَ قَدْ ضَوَى إِلَيْهِ قَوْمٌ مُسْلِمُونَ، وَاعْتَقَدَ لِوَاءً , فَكَانَ يُقَاتِلُ بِمَنْ مَعَهُ كُلَّ مَنْ كَانَ عَلَى الشِّرْكِ، وَيُغِيرُ بِهِمْ عَلَى ثَقِيفٍ فَيُقَاتِلُهُمْ، وَلَا يَخْرُجُ لِثَقِيفٍ سَرْحٌ إِلَّا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 629 أَغَارَ عَلَيْهِ، وَيَبْعَثُ الْخُمُسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَقَدْ أَغَارَ عَلَى سَرْحٍ لِأَهْلِ الطَّائِفِ فَاسْتَاقَ لَهُمْ أَلْفَ شَاةٍ فِي غَدَاةٍ وَاحِدَةٍ , فَبَعَثَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ فِي ذَلِكَ أَبُو مِحْجَنِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ الثَّقَفِيُّ: هَابَتِ الْأَعْدَاءُ جَانِبَنَا ... ثُمَّ تَغْزُونَا بَنُو سَلْمَهْ وَأَتَانَا مَالِكٌ بِهِمْ ... نَاقِضًا لِلْعَهْدِ وَالْحُرْمَهْ وَأَتَوْنَا فِي مَنَازِلِنَا ... وَلَقَدْ كُنَّا أُولِي نِقْمَهْ وَقَالَ مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ: [البحر الكامل] مَا إِنْ رَأَيْتُ وَلَا سَمِعْتُ بِهِ ... فِي النَّاسِ كُلِّهِمُ بِمِثْلِ مُحَمَّدِ أَوْفَى وَأَعْطَى لِلْجَزِيلِ إِذَا اجْتَدَى ... وَمَتَى تَشَا يُخْبِرْكَ مَا بِكَ فِي غَدِ وَإِذَا الْكَتِيبَةُ عَرَّدَتْ أَنْيَابَهَا ... بِالْمَشْرَفِيِّ وَضَرْبِ كُلِّ مُهَنَّدِ فَكَأَنَّهُ لَيْثٌ عَلَى أَشْبَالِهِ ... وَسْطَ الْمَبَاءَةِ خَادِرٌ فِي مَرْصَدِ هَذَا كُلُّهُ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 630 زُفَرُ بْنُ حَرْثَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَرْثَانَ بْنِ ذَكْوَانَ بْنِ كُلْفَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فِي رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِيهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 630 وَمِنْ بَنِي جُشَمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 631 مَالِكُ بْنُ عَوْفِ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ خَدِيجِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ حَدِيدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُصَيْمَةَ بْنِ جُشَمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ، أَسْلَمَ وَسَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَوَى عَنْهُ، وَهُوَ أَبُو أَبِي الْأَحْوَصِ الْجُشَمِيِّ صَاحِبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , وَاسْمُ أَبِي الْأَحْوَصِ عَوْفٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 631 وَمِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 632 زُهَيْرُ بْنُ غَزِيَّةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَنْزِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ، صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَنُو عَنْزٍ بَطْنٌ عِدَادُهُمْ مَعَ بَنِي رُوَاسِ بْنِ كِلَابٍ , وَمَسْجِدُهُمْ وَاحِدٌ، وَلَيْسَتْ لَهُمْ بَادِيَةٌ، كُلُّهُمْ بِالْكُوفَةِ وَهُمْ قَلِيلٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 632 وَمِنْ بَنِي مُحَارِبِ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 633 عَائِذُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ جَابِرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ بَغِيضِ بْنِ شَكْمِ بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ زَيْدِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عُمَيْرَةَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ جِسْرِ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ خَصَفَةَ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ وَلَدِهِ: لَقِيطُ بْنُ بُكَيْرِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَائِذِ بْنِ سَعِيدٍ، وَكَانَ عَالِمًا بِأَيَّامِ النَّاسِ صَدُوقًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 633 رَزِينُ بْنُ مَالِكِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ زَيْدِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عُمَيْرَةَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ جِسْرِ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ خَصَفَةَ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 633 وَمِنْ بَنِي مُرَّةَ بْنِ نُشْبَةَ بْنِ غَيْظِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ سَعْدِ بْنِ ذُبْيَانَ بْنِ بَغِيضِ بْنِ رَيْثِ بْنِ غَطَفَانَ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 634 الْحَارِثُ بْنُ عَوْفِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ نُشْبَةَ بْنِ غَيْظِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ عَوْفٍ، وَهُوَ صَاحِبُ الْحَمَالَةِ فِي حَرْبِ دَاحِسَ، وَكَانَ أَحَدَ الرُّؤُوسِ فِي يَوْمِ الْأَحْزَابِ، ثُمَّ أَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 634 288 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُرِّيُّ , عَنْ أَشْيَاخِهِمْ , قَالُوا: " قَدِمَ وَفْدُ بَنِي مُرَّةَ , ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا , رَأْسُهُمُ الْحَارِثُ بْنُ عَوْفٍ , وَذَلِكَ مُنْصَرَفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ تَبُوكَ سَنَةَ تِسْعٍ، فَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ عَوْفٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا قَوْمُكَ وَعَشِيرَتُكَ، نَحْنُ قَوْمٌ مِنْ بَنِي لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ. فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ جَعَلَ يُسَائِلُهُ عَنْ قَوْمِهِ وَبِلَادِهِ، ثُمَّ أَجَازَ الْوَفْدَ بِعَشْرَةِ أَوَاقٍ، عَشْرَةِ أَوَاقٍ , وَفَضَّلَ الْحَارِثَ بْنَ عَوْفٍ , أَعْطَاهُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً، وَرَجَعُوا إِلَى بِلَادِهِمْ " الحديث: 288 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 634 وَمِنْ بَاهِلَةَ: وَهُمْ وَلَدُ مَعْنٍ وَسَعْدِ مَنَاةَ ابْنَيْ مَالِكِ بْنِ أَعْصُرَ وَهُوَ مُنَبِّهُ بْنُ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ، وَأُمُّهُمْ: بَاهِلَةُ بِنْتُ صَعْبِ بْنِ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ مِنْ مَذْحِجٍ، بِهَا يُعْرَفُونَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 635 أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ وَاسْمُهُ صُدَيُّ بْنُ عَجْلَانَ، مِنْ بَنِي سَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ قُتَيْبَةَ بْنِ مَعْنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَعْصُرَ، صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَمِعَ مِنْهُ وَرَوَى عَنْهُ، وَتَحَوَّلَ إِلَى الشَّامِ فَنَزَلَهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 635 وَمِنْ غَنِيِّ بْنِ أَعْصُرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 636 مِرْدَاسُ بْنُ مُوَيْلِكِ بْنِ وَاقِدِ بْنِ رِيَاحِ بْنِ يَرْبُوعَ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ كَعْبِ بْنِ جُلَّانَ بْنِ غَنْمِ بْنِ غَنِيِّ بْنِ أَعْصُرَ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهْدَى لَهُ فَرَسًا، وَأَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. مِنْ وَلَدِهِ: حَمْزَةُ بْنُ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , كَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِغَنِيٍّ وَبَاهِلَةَ، وَقَدْ لَقِيَهُ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 636 وَمِنْ سَائِرِ قَبَائِلِ الْيَمَنِ ثُمَّ مِنْ طَيِّئِ بْنِ أُدَدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ عَرِيبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ، وَإِلَى قَحْطَانَ جِمَاعُ الْيَمَنِ، وَأُمُّ طَيِّئٍ: دَلَّةُ بِنْتُ ذِي مَنْجِشَانَ بْنِ كِلَّةَ بْنِ رَدْمَانَ , مِنْ حِمْيَرَ، وَلَدَتْهَا أُمُّهَا عَلَى أَكَمَةٍ يُقَالُ لَهَا: مَذْحِجَ , فَسُمِّيَتْ: دَلَّةَ مَذْحِجٍ , بِتِلْكَ الْأَكَمَةِ , فَوَلَدُهَا كُلُّهُمْ يُقَالُ لَهُمْ بَنُو مَذْحِجٍ , وَاسْمُ طَيِّئٍ جُلْهُمَةُ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ طَيِّئًا لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ طَوَى الْمَنَاهِلَ , وَيُقَالُ أَوَّلُ مَنْ طَوَى بِئْرًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 637 زَيْدُ الْخَيْلِ بْنُ مُهَلْهِلِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُنْهِبِ بْنِ عَبْدِ رِضَاءِ بْنِ الْمُخْتَلِسِ بْنِ ثَوْبِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَائِلِ بْنِ أَسْوَدَانَ , وَهُوَ نَبْهَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْغَوْثِ بْنِ طَيِّئٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 637 289 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ أَبِي عُمَيْرٍ الطَّائِيِّ , وَكَانَ يَتِيمًا لِلزُّهْرِيِّ، قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ طَيِّئٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص: 638] خَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلًا، رَأْسُهُمْ وَسَيِّدُهُمْ زَيْدُ الْخَيْلِ، فَعَرَضَ عَلَيْهِمُ الْإِسْلَامَ؛ فَأَسْلَمُوا ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا ذُكِرَ لِي رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا رَأَيْتُهُ دُونَ مَا ذُكِرَ لِي , إِلَّا مَا كَانَ مِنْ زَيْدٍ , فَإِنَّهُ لَمْ يُبْلَغْ كُلَّ مَا فِيهِ» ، ثُمَّ سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْدُ الْخَيْرِ، وَقَطَعَ لَهُ فَيْدَ وَأَرَضِينَ , وَكَتَبَ لَهُ بِذَلِكَ كِتَابًا ". وَكَانَ مِنْ قَوْلِ زَيْدٍ , يَوْمَ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَيَّدَنَا بِكَ، وَعَصَمَ لَنَا دِينَنَا بِكَ، فَمَا رَأَيْتُ أَخْلَاقًا أَحْسَنَ مِنْ أَخْلَاقٍ تَدْعُو إِلَيْهَا، وَقَدْ كُنْتُ أَعْجَبُ لِعُقُولِنَا، وَاتِّبَاعِنَا حَجَرًا نَعْبُدُهُ، يَسْقُطُ مِنَّا فَنَظَلُّ نَطْلُبُهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَزِيَادَةٌ أَيْضًا» يَعْنِي بِذَلِكَ: الْإِيمَانُ أَيْضًا أَكْثَرُ. فَلَمَّا خَرَجَ زَيْدٌ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمَدِينَةُ وَبِيَّةٌ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ يَنْجُ زَيْدٌ مِنْ أُمِّ مِلْدَمٍ» . قَالَ: فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى بَلَدِهِ مَوْضِعَ يُقَالُ لَهُ: الْفَرْدَةُ , مَاتَ هُنَاكَ، رَحِمَهُ اللَّهُ، فَعَمَدَتِ امْرَأَتُهُ إِلَى كُلِّ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَهُ لَهُ فَخَرَّقَتْهُ " الحديث: 289 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 637 290 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجَازَ وَفْدَ طَيِّئٍ بِخَمْسِ أَوَاقٍ فِضَّةً، وَأَعْطَى زَيْدَ الْخَيْرِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا، وَهِيَ كَانَتْ أَرْفَعَ مَا يُجِيزُ بِهِ» . أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ يُقَالُ لِبَطْنِ زَيْدِ الْخَيْلِ الَّذِي هُوَ مِنْهُ: بَنُو الْمُخْتَلِسِ، وَكَانَ لِزَيْدٍ مِنَ الْوَلَدِ: مِكْنَفُ بْنُ زَيْدِ الْخَيْلِ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى، وَقَدْ أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَهِدَ قِتَالَ أَهْلِ الرِّدَّةِ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَكَانَ لَهُ بَلَاءٌ، وَحُرَيْثُ بْنُ زَيْدِ الْخَيْلِ كَانَ فَارِسًا، وَقَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَهِدَ الرِّدَّةَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَكَانَ شَاعِرًا، وَعُرْوَةُ بْنُ [ص: 640] زَيْدٍ شَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ، وَقُسَّ النَّاطِقِ , وَيَوْمَ مِهْرَانَ , فَأَبْلَى , وَقَالَ فِي ذَلِكَ شِعْرًا، وَكَانَ زَيْدُ الْخَيْلِ شَاعِرًا الحديث: 290 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 639 عَدِيُّ بْنُ حَاتِمِ الْجَوَادُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْحَشْرَجِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أَخْزَمَ بْنِ أَبِي أَخْزَمَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ جَرْوَلِ بْنِ ثُعَلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْغَوْثِ بْنِ طَيِّئٍ، وَأُمُّهُ: النَّوَارُ بِنْتُ ثُرْمُلَةَ بْنِ تَرْعُلَ بْنِ جُشَمِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ بْنِ جُدَيِّ بْنِ تَدُولَ بْنِ بُجْنِزِ بْنِ عَتُودِ بْنِ عَنِينِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ ثُعَلٍ، وَكَانَ حَاتِمُ طَيِّئٍ مِنْ أَجْوَدِ الْعَرَبِ، وَيُكْنَى أَبَا سَفَّانَةَ بِابْنَتِهِ، وَكَانَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ يُكْنَى أَبَا طَرِيفٍ، وَكَانَ لِعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ إِخْوَةٌ مِنْ أُمِّهِ أَشْرَافٌ يُقَالُ لَهُمْ: لَامٌ، وَحُلَيْسٌ، وَمِلْحَانُ، وَفُسْقُسُ، هَلَكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، بَنُو [ص: 642] رَبَارَ بْنِ غُطَيْفِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْحَشْرَجِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أَخْزَمَ بْنِ أَبِي أَخْزَمَ، وَشَهِدَ مِلْحَانُ صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ، وَاسْتَخْلَفَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لَامَ بْنَ رَبَارَ عَلَى الْمَدَائِنِ حِينَ سَارَ إِلَى صِفِّينَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 641 291 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ أَبِي عُمَيْرٍ الطَّائِيِّ قَالَ: " كَانَ مِنْ خَبَرِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ وَإِسْلَامِهِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " مَا كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ أَشَدَّ كَرَاهَةً مِنِّي لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُنْتُ أَمِيرًا شَرِيفًا قَدْ سُدْتُ قَوْمِي، فَقُلْتُ: إِنِ اتَّبَعْتُهُ كُنْتُ ذَنَبًا، وَكُنْتُ نَصْرَانِيًّا أَرَى أَنِّي عَلَى دِينٍ , وَكُنْتُ أَسِيرُ عَلَى قَوْمِي بِالْمِرْبَاعِ، فَكُنْتُ مَلِكًا لِمَا يَصْنَعُ بِي قَوْمِي، وَمَا يَصْنَعُ بِي أَهْلُ دِينِي، فَلَمَّا سَمِعْتُ بِمُحَمَّدٍ كَرِهْتُهُ، وَقُلْتُ لِغُلَامٍ لِي، وَكَانَ عَرَبِيًّا رَاعِيًا لِإِبِلِي: أَعِدَّ لِي مِنْ إِبِلِي أَجْمَالًا ذُلُلًا سِمَانًا , احْبِسْهَا قَرِيبًا مِنِّي , لَا تَغْرُبْ بِهَا عَنِّي، فَإِذَا سَمِعْتَ بِجَيْشِ مُحَمَّدٍ قَدْ وَطِئَ هَذِهِ الْبِلَادَ فَآذِنِّي؛ فَإِنِّي أَرَى خَيْلَهُ قَدْ وَطِئَتْ بِلَادَ الْعَرَبِ كُلَّهَا. وَيُقَالُ: كَانَ لَهُ عَيْنٌ بِالْمَدِينَةِ فَلَمَّا سَمِعَ بِحَرَكَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ حَذَّرَهُ، قَالَ: فَلَبِثْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ. [ص: 643] فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ غَدَاةٍ جَاءَنِي غُلَامٌ فَقَالَ: يَا عَدِيُّ، مَا كُنْتَ صَانِعًا إِذَا غَشِيَتْكَ خَيْلُ مُحَمَّدٍ فَاصْنَعْهُ الْآنَ؛ فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَايَاتٍ فَسَأَلْتُ عَنْهَا، فَقَالُوا: هَذِهِ جُيُوشُ مُحَمَّدٍ. قُلْتُ: قَرِّبْ لِي أَجْمَالِي، فَقَرَّبَهَا، فَاحْتَمَلْتُ بِأَهْلِي وَوَلَدِي , ثُمَّ قُلْتُ: أَلْحَقُ بِأَهْلِ دِينِي مِنَ النَّصَارَى بِالشَّامِ، فَسَلَكْتُ الْجَوْشِيَّةَ مِنْ صَحْرَاءِ إِهَالَةَ , وَخَلَّفْتُ ابْنَةَ حَاتِمٍ فِي الْحَاضِرِ. فَلَمَّا قَدِمْنَا الشَّامَ أَقَمْتُ بِهَا، وَتَخَالَفَنِي خَيْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْفُلْسِ يَهْدِمُهُ وَيَشِنُّ الْغَارَاتِ، فَخَرَجَ فِي مِائَتَيْ رَجُلٍ , فَشَنُّوا الْغَارَةَ عَلَى مَحِلَّةِ آلِ حَاتِمٍ فِي الْفَجْرِ , فَأَصَابُوا نِسَاءً وَأَطْفَالًا وَشَاءً، وَلَمْ يُصِيبُوا مِنَ الرِّجَالِ أَحَدًا، وَأَصَابُوا ابْنَةَ حَاتِمٍ فِيمَنْ أَصَابُوا، فَقُدِمَ بِهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَبَايَا مِنْ طَيء، وَقَدْ بَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَرَبِي إِلَى الشَّامِ، فَجُعِلَتِ ابْنَةُ حَاتِمٍ فِي حُضَيْرَةٍ بِبَابِ الْمَسْجِدِ كُنَّ النِّسَاءُ يُحْبَسْنَ فِيهَا، فَمَرَّ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَتْ إِلَيْهِ، وَكَانَتِ امْرَأَةً جَمِيلَةً جَزْلَةً , فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَ الْوَالِدُ، وَغَابَ الْوَافِدُ , فَامْنُنْ عَلَيَّ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكَ. قَالَ: «مَنْ وَافِدُكِ؟» قَالَتْ: عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ. قَالَ: «الْفَارُّ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ» قَالَتْ: [ص: 644] وَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَرَكَنِي، حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ مَرَّ بِي , فَقُلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ، وَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ، حَتَّى إِذَا كَانَ بَعْدَ الْغَدِ , مَرَّ بِي وَقَدْ يَئِسْتُ فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، فَأَشَارَ إلَيَّ رَجُلٌ خَلْفَهُ: أَنْ قُومِي فَكَلِّمِيهِ، قَالَتْ: فَقُمْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَ الْوَالِدُ، وَغَابَ الْوَافِدُ، فَامْنُنْ عَلَيَّ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَإِنِّي قَدْ فَعَلْتُ، وَلَا تَعْجَلِي بِخُرُوجٍ حَتَّى تَجِدِي مِنْ قَوْمِكِ مَنْ يَكُونُ لَكِ ثِقَةً , حَتَّى يُبْلِغَكِ إِلَى بِلَادِكِ , ثُمَّ آذِنِينِي» قَالَتْ: وَسَأَلْتُ عَنِ الرَّجُلِ الَّذِي أَشَارَ إِلَيَّ أَنْ كَلِّمِيهِ، فَقِيلَ لِي: هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أَمَا تَعْرِفِينَهُ؟ هُوَ الَّذِي سَبَاكِ. قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ سُبِيتُ أَلْقَيْتُ الْبُرْقُعَ عَلَى وَجْهِي، فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا حَتَّى دَخَلْتُ الْمَدِينَةَ، قَالَتْ: وَأَقَمْتُ حَتَّى قَدِمَ رَكْبٌ مِنْ قُضَاعَةَ، قَالَتْ: وَإِنَّمَا أُرِيدُ أَنْ آتِيَ أَخِي بِالشَّامِ، فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: قَدْ جَاءَنِي مِنْ قَوْمِي مَنْ لِي ثِقَةٌ وَبَلَاغٌ، قَالَتْ: فَكَسَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَمَلَنِي وَأَعْطَانِي نَفَقَةً، وَخَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ الشَّامَ. قَالَ عَدِيُّ: فَوَاللَّهِ إِنِّي لَقَاعِدٌ فِي أَهْلِي، إِذْ نَظَرْتُ إِلَى ظَعِينَةٍ تُصَوِّبُ إِلَيَّ، تَؤُمُّنَّا , فَقُلْتُ: ابْنَةُ حَاتِمٍ، قَالَ: فَإِذَا هِيَ هِيَ، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَتْ عَلَيَّ انْسَحَلَتْ تَقُولُ: الْقَاطِعُ، الظَّالِمُ، احْتَمَلْتَ بِأَهْلِكِ وَوَلَدِكَ وَتَرَكْتَ بَقِيَّةَ وَالِدِكَ. قَالَ: قُلْتُ: يَا أُخَيَّةُ، لَا تَقُولِي إِلَّا خَيْرًا , فَوَاللَّهِ مَالِي مِنْ عُذْرٍ، قَدْ صَنَعْتُ مَا ذَكَرْتِ، قَالَ: ثُمَّ نَزَلَتْ فَأَقَامَتْ عِنْدِي , فَقُلْتُ لَهَا: مَا تَرَيْنَ فِي أَمَرِ هَذَا الرَّجُلِ؟ وَكَانَتِ امْرَأَةً حَازِمَةً، قَالَتْ: أَرَى وَاللَّهِ أَنْ تَلْحَقَ بِهِ سَرِيعًا، فَإِنْ يَكُنِ الرَّجُلُ نَبِيًّا فَالسَّبْقُ إِلَيْهِ أَفْضَلُ، وَإِنْ يَكُنْ مَلِكًا فَلَنْ تَذِلَّ فِي عِزِّ الْيَمَنِ، وَأَنْتَ أَنْتَ , وَأَبُوكَ أَبُوكَ، مَعَ أَنِّي نُبِّئْتُ أَنَّ عِلْيَةَ أَصْحَابِهِ قَوْمُكَ , الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ. [ص: 645] قَالَ: فَخَرَجْتُ حَتَّى أَقْدُمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي مَسْجِدِهِ، فَسَلَّمْتُ، فَقَالَ: «مَنِ الرَّجُلُ؟» , فَقُلْتُ: عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ. قَالَ: فَانْطَلَقَ بِي إِلَى بَيْتِهِ، إِذْ لَقِيَتْهُ امْرَأَةٌ ضَعِيفَةٌ كَبِيرَةٌ فَاسْتَوْقَفَتْهُ، فَوَقَفَ لَهَا طَوِيلًا تُكَلِّمُهُ فِي حَاجَتِهَا، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: وَاللَّهِ مَا هَذَا بِمَلِكٍ، إِنَّ لِلْمَلِكِ لَحَالًا غَيْرَ هَذَا. ثُمَّ مَضَى حَتَّى إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ تَنَاوَلَ وِسَادَةً مِنْ أَدَمٍ مَحْشُوَّةً لِيفًا , فَقَدَّمَهَا إِلَيَّ , فَقَالَ: اجْلِسْ عَلَى هَذِهِ. فَقُلْتُ: لَا، بَلْ أَنْتَ فَاجْلِسْ عَلَيْهَا. فَوَقَعَ فِي قَلْبِي أَنَّهُ بَرِيءٌ مِنْ أَنْ يَكُونَ مَلِكًا، فَجَلَسَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَأَى فِي عُنُقِي وَثَنًا مِنْ ذَهَبٍ، فَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة: 31] فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَهُمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَيْسَ كَانُوا إِذَا أَحَلُّوا لَهُمْ شَيْئًا اسْتَحَلُّوهُ، وَإِذَا حَرَّمُوا عَلَيْهِمْ شَيْئًا حَرَّمُوهُ» ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: «فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ» . قَالَ: " إِيهًا يَا عَدِيُّ، أَلَمْ تَكُنْ رَكُوسِيًّا؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: «أَوَلَمْ تَكُنْ تَسِيرُ فِي قَوْمِكَ بِالْمِرْبَاعِ؟» قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: «فَإِنَّ ذَلِكَ لَمْ يَحِلَّ لَكَ فِي دِينِكَ» قَالَ: قُلْتُ: أَجَلْ وَاللَّهِ، قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّهُ نَبِيُّ مُرْسَلٌ يَعْرِفُ مَا نَجْهَلُ. ثُمَّ قَالَ: «لَعَلَّكَ يَا عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ إِنَّمَا يَمْنَعُكَ مِنَ الدُّخُولِ فِي هَذَا الدِّينِ مَا تَرَى مِنْ حَاجَتِهِمْ، فَوَاللَّهِ لَيُوشِكَنَّ الْمَالُ يَفِيضُ فِيهِمْ حَتَّى لَا يُوجَدُ مَنْ يَأْخُذُهُ، وَلَعَلَّهُ إِنَّمَا يَمْنَعُكُ مَا تَرَى مِنْ كَثْرَةِ عَدُوِّهِمْ وَقِلَّةِ عَدَدِهِمْ، فَوَاللَّهِ لَيُوشِكَنَّ يُسْمَعُ بِالْمَرْأَةِ تَخْرُجُ مِنَ الْقَادِسِيَّةِ عَلَى بَعِيرٍ حَتَّى تَزُورَ هَذَا الْبَيْتَ لَا تَخَافُ، وَلَعَلَّكَ إِنَّمَا يَمْنَعُكَ مِنَ الدُّخُولِ فِيهِ أَنَّ الْمُلْكَ وَالسُّلْطَانَ فِي غَيْرِهِمْ، وَأَيْمُ اللَّهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يُسْمَعَ بِالْقُصُورِ الْبِيضِ مِنْ أَرْضِ بَابِلَ قَدْ فُتِحَتْ عَلَيْهِمْ» . فَقَالَ عَدِيُّ: فَأَسْلَمْتُ، فَكَانَ عَدِيُّ يَقُولُ: قَدْ مَضَتِ اثْنَتَانِ وَبَقِيَتْ وَاحِدَةٌ: لَيَفِيضَنَّ الْمَالُ حَتَّى لَا يُوجَدُ مَنْ يَأْخُذُهُ " الحديث: 291 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 642 292 - أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: قَالَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ. 293 - قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ , عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ , [ص: 647] 294 - قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ , وَهِشَامٌ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ , عَنْ رَجُلٍ , وَقَالَ هِشَامٌ: عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، هُوَ الَّذِي قَالَ: كُنْتُ أَسْأَلُ النَّاسَ عَنْ حَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ وَهُوَ إِلَى جَنْبِي لَا أَسْأَلُهُ , فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ. 295 - قَالَ: وَأَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ , عَنْ رَجُلٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْكَ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا جَمِيعًا عَلَى حَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، وَدَخَلَ [ص: 648] حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ. قَالَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ: لَمَّا بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَرِهْتُهُ كَأَشَدِّ مَا كَرِهْتُ شَيْئًا قَطُّ، فَانْطَلَقْتُ فَخَرَجْتُ هَارِبًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ، حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِأَقْصَى أَرْضِ الْعَرَبِ مِمَّا يَلِي الرُّومَ، قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ: فَقَدِمْتُ عَلَى قَيْصَرَ فَكَرِهْتُ مَكَانِي الْآخَرَ كَمَا كَرِهْتُ مَكَانِي الْأَوَّلَ، قَالَ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ، فَوَاللَّهِ لَوْ أَتَيْتُهُ فَطَالَعْتُهُ فَنَظَرْتُ، فَإِنْ كَانَ مَا يَقُولُ حَقًّا اتَّبَعْتُهُ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ لَمْ يَضُرُّنِي شَيْئًا. قَالَ: فَرَجَعْتُ عَوْدِي عَلَى بَدْئِي , وَرَدْتُ الْمَدِينَةَ، فَلَمَّا دَخَلْتُهَا اسْتَشْرَفَنِي النَّاسُ وَقَالُوا: جَاءَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ، إِمَّا قَالَ: فِي الْمَسْجِدِ , وَإِمَّا قَالَ: عِنْدَ الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ» ، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي مِنْ دِينٍ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنِّي عَلَى دِينٍ. قَالَ: فَقَالَ: «يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ» ، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي مِنْ دِينٍ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ» ، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي مِنْ دِينٍ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا أَعْلَمُ بِدِينِكَ مِنْكَ» قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ أَعْلَمُ بِدِينِي مِنِّي؟ , مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، قَالَ: «أَنَا أَعْلَمُ بِدِينِكَ مِنْكَ» . [ص: 649] ثُمَّ قَالَ: «أَلَسْتَ بِرَأْسِ قَوْمِكَ؟» قَالَ: قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: «أَلَسْتَ رَكُوسِيًّا؟» قَالَ: «لِصِنْفٍ مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ؟» ، قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: «أَلَسْتَ تَأْخُذُ الْمِرْبَاعَ؟» قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: «فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَحِلُّ لَكَ فِي دِينِكَ» . قَالَ: وَصَدَقَ وَاللَّهِ، فَتَضَعْضَعْتُ لِذَلِكَ وَوَضَعْتُ مِنِّي. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، فَإِنِّي قَدْ أَظُنُّ» , أَوْ قَدْ أَرَى أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُسْلِمَ خَصَاصَةٌ تَرَاهَا بِمَنْ حَوْلِي، وَأَنَّكَ تَرَى النَّاسَ عَلَيْنَا أَلْبًا وَاحِدًا» . وَقَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ: وَقَدْ رَمَتْهُمُ الْعَرَبُ، وَتَقُولُ إِنَّمَا تَبِعَهُ ضَعْفَةُ النَّاسِ وَمَنْ لَا قُوَّةَ لَهُ، هَلْ رَأَيْتَ الْحِيرَةَ؟ ". قَالَ: قُلْتُ: لَمْ أَرَهَا وَقَدْ عَلِمْتُ مَكَانَهَا، قَالَ: «لَتُوشِكَنَّ الظَّعِينَةُ مِنْ ظَعَائِنِ الْمُسْلِمِينَ أَنْ تَرْتَحِلَ مِنْهَا بِغَيْرِ جِوَارٍ حَتَّى تَطُوفَ بِالْبَيْتِ، وَلَتُفْتَحَنَّ عَلَيْنَا كُنُوزُ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ» ، قَالَ: قُلْتُ: كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ؟ قَالَ: «كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ،» قَالَ: قُلْتُ: كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ؟ قَالَ: «كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ» ، قَالَ: قُلْتُ: كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ؟ ثَلَاثًا. «وَلَيَفِيضَنَّ الْمَالُ حَتَّى يُهِمَّ الرَّجُلَ أَنْ يَجِدَ مَنْ يَقْبَلُ مِنْهُ مَالَهُ صَدَقَةً فَلَا يَجِدُهُ» . قَالَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ: قَدْ رَأَيْتُ اثْنَتَيْنِ، أَنَا سِرْتُ بِالظَّعِينَةِ مِنَ الْحِيرَةِ إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ فِي غَيْرِ جِوَارٍ، يَعْنِي أَنَّهُ حَجَّ بِأَهْلِهِ، قَالَ: وَكُنْتُ فِي أَوَّلِ خَيْلٍ أَغَارَتْ عَلَى الْمَدَائِنِ، قَالَ: وَأَحْلِفُ بِاللَّهِ لَتَجِيئَنَّ الثَّالِثَةُ كَمَا كَانَتْ هَاتَانِ، إِنَّهُ لَحَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّايَ حَدَّثَنِيهِ " الحديث: 292 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 646 296 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ , عَنْ سِمَاكِ بْنِ [ص: 650] حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُرِّيَّ بْنَ قَطَرِيٍّ يُحَدِّثُ، أَنَّهُ سَمِعَ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبِي كَانَ يَصِلُ الرَّحِمَ، وَذَكَرَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَبَاكَ أَرَادَ أَمْرًا فَأَدْرَكَهُ» الحديث: 296 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 649 297 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ , عَنْ مُجَالِدٍ , عَنْ عَامِرٍ , عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصِّيَامَ فَقَالَ: «إِذَا صُمْتَ فَصُمْ ثَلَاثِينَ يَوْمًا، إِلَّا أَنْ تَرَى الْهِلَالَ قَبْلَ ذَلِكَ» الحديث: 297 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 650 298 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ الطَّائِيِّ قَالَ: «كَانَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ قَدْ هَرَبَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الشَّامِ , ثُمَّ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ نَصْرَانِيٌّ فَأَسْلَمَ» الحديث: 298 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 651 299 - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَرْوَانَ , عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ , عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ , أَنَّهُ جَاءَ وَفِي عُنُقِهِ وَثَنٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ [ص: 652] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا} [التوبة: 31] , فَقَالَ عَدِيُّ: وَاللَّهِ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَيْسَ إِذَا أَحَلُّوا لَهُمْ شَيْئًا اسْتَحَلُّوهُ، وَإِذَا حَرَّمُوا عَلَيْهِمْ شَيْئًا حَرَّمُوهُ؟» , فَقَالَ عَدِيُّ: بَلَى. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ» الحديث: 299 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 651 300 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: دَخَلَ يَوْمَئِذٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ وَتَحْتَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ، فَطَرَحَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: «اجْلِسْ» الحديث: 300 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 652 301 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ جَبِيرَةَ , عَنِ الْحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ: «لَمَّا صَدَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ [ص: 653] الْحَجِّ سَنَةَ عَشْرٍ , قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَأَقَامَ حَتَّى رَأَى الْهِلَالَ الْمُحَرَّمَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ، فَبَعَثَ الْمُصَدِّقِينَ فِي الْعَرَبِ، عَلَى أَسَدٍ وَطَيِّئٍ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ» الحديث: 301 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 652 302 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ , عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَمَّا كَانَتِ الرِّدَّةُ قَالَ الْقَوْمُ لِعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، أَمْسِكْ مَا فِي يَدَيْكَ مِنَ الصَّدَقَةِ , فَإِنَّكَ إِنْ تَفْعَلْ تَسُدِ الْحَلِيفَيْنِ، فَقَالَ: «مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ حَتَّى أَدْفَعَهُ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ، فَجَاءَ بِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ حَتَّى دَفَعَهُ إِلَيْهِ» . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى الْأَوَّلِ، قَالَ: " وَكَانَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ أَحْزَمَ رَأَيًا، وَأَفْضَلَ رَغْبَةً فِي الْإِسْلَامِ رَغْبَةً مِمَّنْ كَانَ فَرَّقَ الصَّدَقَةَ فِي قَوْمِهِ، لَا تَعْجَلُوا فَإِنَّهُ إِنْ يَقُمْ بِهَذَا الْأَمْرِ قَائِمٌ أَلْفَاكُمْ وَلَمْ تُفَرِّقُوا الصَّدَقَةَ، وَإِنْ كَانَ الَّذِي تَظُنُّونَ فَلَعَمْرِي إِنَّ أَمْوَالَكُمْ بِأَيْدِيكُمْ لَا يَغْلِبُكُمْ عَلَيْهَا أَحَدٌ، فَسَكَّتَهُمْ بِذَلِكَ، وَأَمَرَ ابْنَهُ أَنْ يُسَرِّحَ نَعَمَ الصَّدَقَةِ , فَإِذَا كَانَ الْمَسَاءُ رَوَّحَهَا، وَإِنَّهُ جَاءَ بِهَا لَيْلَةً عِشَاءً , فَضَرَبَهُ وَقَالَ: أَلَا عَجَّلْتَ بِهَا، ثُمَّ أَرَاحَهَا اللَّيْلَةَ الثَّانِيَةَ فَوْقَ ذَلِكَ قَلِيلًا , فَجَعَلَ يَضْرِبُهُ وَيُكَلِّمُونَهُ فِيهِ. فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ قَالَ: يَا بُنَيَّ، إِذَا سَرَّحْتَهَا فَصَحِّ فِي أَدْبَارِهَا، وَأُمَّ بِهَا الْمَدِينَةَ , فَإِنْ لَقِيَكَ لَاقٍ مِنْ قَوْمِكَ أَوْ مِنْ غَيْرِهِمْ، فَقُلْ: أُرِيدُ الْكَلَأَ، تَعَذَّرَ عَلَيْنَا مَا حَوْلَنَا، فَلَمَّا جَاءَ الْوَقْتُ الَّذِي كَانَ يَرُوحُ فِيهِ لَمْ يَأْتِ الْغُلَامُ , فَجَعَلَ أَبُوهُ يَتَوَقَّعُهُ وَيَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: الْعَجَبُ لِحَبْسِ ابْنِي. فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ: نَخْرُجُ يَا أَبَا طَرِيفٍ فَنَتْبَعُهُ؟ , فَيَقُولُ: لَا وَاللَّهِ. فَلَمَّا أَصْبَحَ تَهَيَّأَ لِيَغْدُوَ , فَقَالَ قَوْمُهُ: نَغْدُوا مَعَكَ. فَقَالَ: لَا يَغْدُوَنَّ مَعِي مِنْكُمْ [ص: 654] أَحَدٌ، إِنَّكُمْ إِنْ رَأَيْتُمُوهُ حُلْتُمْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَنْ أَضْرِبَهُ، وَقَدْ عَصَى أَمْرِي كَمَا تَرَوْنَ. أَقُولُ لَهُ: تَرَوَّحْ لِسَفَرٍ قَلِيلَةٍ يَأْتِي بِهَا عَتَمَةً وَلَيْلَةً يَعْزُبُ بِهَا فَخَرَجَ عَلَى بَعِيرٍ لَهُ سَرِيعًا حَتَّى لَحِقَ ابْنَهُ، ثُمَّ حَدَرَ النَّعَمَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَلَمَّا كَانَ بِبَطْنِ قَنَاةٍ لَقِيَتْهُ خَيْلٌ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , عَلَيْهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَيُقَالُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَهُوَ أَثْبَتُ عِنْدَنَا، فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَيْهِ ابْتَدَرُوهُ فَأَخَذُوهُ وَمَا كَانَ مَعَهُ، وَقَالُوا لَهُ: أَيْنَ الْفَوَارِسُ الَّذِينَ كَانُوا مَعَكَ؟ فَقَالَ: مَا مَعِي أَحَدٌ، فَقَالُوا: بَلَى، لَقَدْ كَانَ مَعَكَ فَوَارِسٌ، فَلَمَّا رَأَوْنَا تَغَيَّبُوا. فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ، أَوْ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: خَلُّوا عَنْهُ، فَمَا كَذَبَ وَلَا كَذَبْتُمْ، أَعْوَانُ اللَّهِ كَانُوا مَعَهُ وَلَمْ يَرَهُمْ. فَكَانَتْ أَوَّلَ صَدَقَةٍ قَدِمَ بِهَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَدِمَ عَلَيْهِ بِثَمَانِمِائَةِ بَعِيرٍ " الحديث: 302 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 653 303 - أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: " لَمَّا ارْتَدَّ النَّاسُ عَلَى عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ، جَمَعَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ قَوْمَهُ فَقَالَ لَهُمْ: «هَلْ لَكُمْ إِلَى أَنْ تَجْمَعُوا صَدَقَةَ أَمْوَالِكُمْ فَآتِيَ بِهَا هَذَا الرَّجُلَ، فَإِنْ ظَفِرَ كُنْتُمْ قَدْ أَخَذْتُمْ بِنَصِيبِكُمْ مِنْهُ، وَإِنْ لَمْ يَظْفَرْ فَأَنَا ضَامِنٌ لَهَا أَرَدُّهَا عَلَيْكُمْ؟ , فَفَعَلُوا، فَأَتَى بِهَا أَبَا بَكْرٍ» الحديث: 303 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 654 304 - أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ , عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ قَالَ: " لَمَّا كَانَ زَمَنُ عُمَرَ، قَدِمَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ عَلَى عُمَرَ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ كَأَنَّهُ رَأَى مِنْهُ شَيْئًا، يَعْنِي جَفَاءً , فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَمَا تَعْرِفُنِي؟ , فَقَالَ: بَلَى وَاللَّهِ أَعْرِفُكَ، أَكْرَمَكَ اللَّهُ بِأَحْسَنِ الْمَعْرِفَةِ، أَعْرِفُكَ وَاللَّهِ؛ أَسْلَمْتَ إِذْ كَفَرُوا، وَعَرَفْتَ إِذْ أَنْكَرُوا، وَوَفَّيْتَ إِذْ غَدَرُوا، وَأَقْبَلْتَ إِذْ أَدْبَرُوا. فَقَالَ: حَسْبِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، حَسْبِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، حَسْبِي ". رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: " وَلَمَّا أَسْلَمَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ أَرَادَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى بِلَادِهِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَذَّرُ مِنَ الزَّادِ، وَيَقُولُ: «مَا أَصْبَحَ عِنْدَ آلِ مُحَمَّدٍ شَفَةٌ مِنْ طَعَامٍ، وَلَكِنَّكَ تَرْجِعُ وَيَكُونُ خَيْرًا» ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ أَعْطَاهُ ثَلَاثِينَ فَرِيضَةً. فَقَالَ عَدِيٌّ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْتَ إِلَيْهَا الْيَوْمَ أَحْوَجُ، وَأَنَا عَنْهَا غَنِيُّ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: خُذْهَا أَيُّهَا الرَّجُلُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَذَّرُ إِلَيْكَ وَيَقُولُ: «وَلَكِنْ تَرْجِعُ وَيَكُونُ خَيْرًا» ، فَقَدْ رَجَعْتَ وَجَاءَ اللَّهُ بِالْخَيْرِ، فَأَنَا مُنْفِذٌ مَا وَعَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَيَاتِهِ، فَأَنْفَذَهَا، فَقَالَ عَدِيٌّ: آخُذُهُ الْآنَ، فَهِيَ عَطِيَّةٌ مِنْ [ص: 656] رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ، فَذَاكَ. قَالَ: وَسَارَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى أَهْلِ الرِّدَّةِ، وَقَدِ انْضَمَّ إِلَى عَدِيٍّ مِنْ طَيِّئٍ أَلْفُ رَجُلٍ، وَكَانَتْ جَدِيلَةُ مُعْتَرِضَةً عَنِ الْإِسْلَامِ، وَهُمْ بَطْنٌ مِنْ طَيِّئٍ، وَكَانَ عَدِيٌّ مِنَ الْغَوْثِ، فَلَمَّا هَمَّتْ جَدِيلَةُ أَنْ تَرْتَدَّ وَنَزَلَتْ نَاحِيَةً، جَاءَهُمْ مِكْنَفُ بْنُ زَيْدِ الْخَيْلِ الطَّائِيُّ، فَقَالَ: أَتُرِيدُونَ أَنْ تَكُونُوا سِيَةً عَلَى قَوْمِكُمْ، لَمْ يَرْجِعْ رَجُلٌ وَاحِدٌ مِنْ طَيِّئٍ , وَهَذَا أَبُو طَرِيفٍ مَعَهُ أَلْفٌ مِنْ طَيِّئٍ؟ فَكَسَرَهُمْ. فَلَمَّا نَزَلَ بُزَاخَةَ قَالَ لِعَدِيٍّ: يَا أَبَا طَرِيفٍ، أَلَا نَسِيرُ إِلَى جَدِيلَةَ؟ فَقَالَ: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ، لَا تَفْعَلْ، أُقَاتِلُ مَعَكَ بِيَدَيْنِ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ بِيَدٍ وَاحِدَةٍ؟ فَقَالَ خَالِدٌ: بَلْ بِيَدَيْنِ. فَقَالَ عَدِيٌّ: فَإِنَّ جَدِيلَةَ إِحْدَى يَدَيَّ. فَكَفَّ خَالِدٌ عَنْهُمْ، فَجَاءَهُمْ عَدِيٌّ , فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمُوا، فَسَارَ بِهِمْ إِلَى خَالِدٍ، فَلَمَّا رَآهُمْ خَالِدٌ فَزِعَ، وَظَنَّ أَنَّهُمْ أَتَوُا الْقِتَالَ، فَصَاحَ فِي أَصْحَابِهِ بِالسِّلَاحِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّمَا هِيَ جَدِيلَةٌ أَتَتْ تُقَاتِلُ مَعَكَ , فَلَمَّا جَاءُوا حَلُّوا نَاحِيَةً، وَجَاءَهُمْ خَالِدٌ فَرَحَّبَ بِهِمْ، وَاعْتَذَرُوا إِلَيْهِ مِنَ اعْتِزَالِهِمْ، وَقَالُوا: نَحْنُ لَكَ بِحَيْثُ أَحْبَبْتَ. فَجَزَاهُمْ خَيْرًا، فَلَمْ يَرْتَدَّ مِنْ طَيِّئٍ رَجُلٌ وَاحِدٌ. فَسَارَ خَالِدٌ عَلَى تَعْبِئَتِهِ. فَقَالَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ: اجْعَلْ قَوْمِي مُقَدِّمَةَ أَصْحَابِكَ , فَقَالَ: " أَبَا طَرِيفٍ، الْأَمْرُ قَدِ اقْتَرَبَ وَلَحُمَ، وَأَنَا أَخَافُ إِنْ تَقَدَّمَ قَوْمُكَ وَلَحَمَهُمُ الْقِتَالُ انْكَشَفُوا فَانْكَشَفَ مَنْ مَعَنَا، وَلَكِنْ دَعْنِي أُقَدِّمُ قَوْمًا صُبُرًا لَهُمْ سَوَابِقُ وَثَبَاتٌ , فَقَالَ عَدِيٌّ: فَالرَّأْيَ رَأَيْتَ. فَقَدَّمَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارَ، قَالَ: فَلَمَّا أَبَى طُلَيْحَةُ أَنْ يُقِرَّ بِمَا دَعَا إِلَيْهِ , انْصَرَفَ خَالِدٌ إِلَى مُعَسْكَرِهِ وَاسْتَعْمَلَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ عَلَى حَرَسِهِ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ، وَمِكْنَفَ بْنَ زَيْدِ الْخَيْلِ، وَكَانَ لَهُمَا صِدْقُ نِيَّةٍ وَدِينٌ، فَبَاتَا يَحْرُسَانِ فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَلَمَّا كَانَ فِي السَّحَرِ نَهَضَ خَالِدٌ فَعَبَى أَصْحَابَهُ، وَوَضَعَ أَلْوِيَتَهُ مَوَاضِعَهَا، فَدَفَعَ لِوَاءَهُ الْأَعْظَمَ إِلَى زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، فَتَقَدَّمَ بِهِ، وَتَقَدَّمَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ بِلِوَاءِ الْأَنْصَارِ، وَطَلَبَتْ طَيِّئٌ لِوَاءً يُعْقَدُ لَهَا، فَعَقَدْ خَالِدٌ لِوَاءً وَدَفَعَهُ إِلَى عَدِيِّ بْنِ [ص: 657] حَاتِمٍ , وَجَعَلَ مَيْمَنَةً وَمَيْسَرَةً " الحديث: 304 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 655 305 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى بَنِي أُسَيْدٍ، عَنْ نَائِلٍ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَكَانَ حَاجِبَهُ قَالَ: جَاءَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ إِلَى بَابِ عُثْمَانَ وَأَنَا عَلَيْهِ , فَنَحَّيْتُهُ عَنْهُ، فَلَمَّا خَرَجَ عُثْمَانُ إِلَى الظُّهْرِ عَرَضَ لَهُ عَدِيُّ، فَلَمَّا رَآهُ عُثْمَانُ رَحَّبَ بِهِ وَانْبَسَطَ إِلَيْهِ، فَقَالَ عَدِيُّ: انْتَهَيْتُ إِلَى بَابِكَ وَقَدْ عَمَّ إِذْنُكَ النَّاسَ فَحَجَبَنِي عَنْكَ , فَالْتَفَتَ إِلَيَّ عُثْمَانُ فَانْتَهَرَنِي، وَقَالَ: لَا تَحْجُبْهُ، وَاجْعَلْهُ أَوَّلَ مِنْ تُدْخِلْهُ، فَلَعَمْرِي إِنَّا لَنَعْرِفُ حَقَّهُ وَفَضْلَهُ وَرَأْيَ الْخَلِيفَتَيْنِ فِيهِ وَفِي قَوْمِهِ، فَقَدْ جَاءَنَا بِالصَّدَقَةِ يَسُوقُهَا وَالْبِلَادُ تَضْطَرِمُ كَأَنَّهَا شُعْلَةُ النَّارِ مِنْ أَهْلِ الرِّدَّةِ، فَحَمَدَهُ الْمُسْلِمُونَ عَلَى مَا رَأَوْا مِنْهُ " الحديث: 305 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 657 306 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ قَالَ: " حَضَرَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ الدَّارَ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ , فَلَمَّا خَرَجَ النَّاسُ يَقُولُونَ: قُتِلَ عُثْمَانُ، قُتِلَ عُثْمَانُ، قَالَ عَدِيٌّ: " لَا تُحْبَقُ فِي قَتْلِهِ عَنَاقٌ حَوْلِيَّةٌ. فَلَمَّا [ص: 658] كَانَ يَوْمَ الْجَمَلِ فُقِئَتْ عَيْنُهُ، وَقُتِلَ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ مَعَ عَلِيٍّ، وَقُتِلَ ابْنُهُ الْآخَرُ مَعَ الْخَوَارِجِ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا طَرِيفٍ، هَلْ حُبِقَتْ فِي قَتْلِ عُثْمَانَ عَنَاقٌ حَوْلِيَّةٌ؟ , فَقَالَ: «بَلَى وَرَبِّكَ، وَالتَّيْسُ الْأَعْظَمُ» . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ وَهِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ: وَشَهِدَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ الْقَادِسِيَّةَ، وَيَوْمَ مِهْرَانَ، وَقُسَّ النَّاطِفِ، وَالنُّخَيْلَةَ، وَمَعَهُ اللِّوَاءُ، وَشَهِدَ الْجَمَلَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَفُقِئَتْ عَيْنُهُ يَوْمَئِذٍ، وَقُتِلَ ابْنُهُ، وَشَهِدَ صِفِّينَ، وَالنَّهْرَوَانَ مَعَ عَلِيٍّ. وَمَاتَ فِي زَمَنِ الْمُخْتَارِ بِالْكُوفَةِ وَهُوَ ابْنُ مِائَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً الحديث: 306 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 657 307 - أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: «رَأَيْتُ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ , رَجُلًا طَوِيلًا، أَعْوَرَ، حَسَنَ الْوَجْهِ، يُصَلِّي فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ , يَسْجُدُ عَلَى جِدَارٍ قَدْرَ ارْتِفَاعِهِ مِنَ الْأَرْضِ ذِرَاعٌ» الحديث: 307 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 659 308 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ [ص: 660] شَيْبَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ «يَفُتُّ خُبْزًا لِلنَّمْلِ» . وَأَخْبَرَنِي مَنْ، سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ شَيْبَانَ , يَذْكُرُهُ عَنْ أَبِي سَوْرَةَ السِّنْبِسِيِّ , عَنْ عَدِيٍّ , وَزَادَ فِيهِ: «إِنَّهُنَّ جَارَاتٌ، وَلَهُنَّ حَقٌّ» الحديث: 308 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 659 عُرْوَةُ بْنُ مُضَرِّسِ بْنِ أَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ لَامٍ - وَإِلَيْهِ الْبَيْتُ - ابْنِ عَمْرِو بْنِ طَرِيفِ بْنِ ثُمَامَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُدْعَانَ بْنِ ذُهْلِ بْنِ ذُومَانَ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ فِطْرَةَ بْنِ طَيِّئٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 661 309 - أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ , عَنِ الشَّعْبِيِّ , عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُضَرِّسٍ الطَّائِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الْمَوْقِفِ بِجَمْعٍ , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جِئْتُ مِنْ جَبَلَيْ طَيِّئٍ، أَكْلَلْتُ رَاحِلَتِي، وَأَتْعَبْتُ [ص: 662] مَطِيَّتِي، وَاللَّهِ مَا بَقِيَ مِنْ جَبَلٍ إِلَّا وَقَدْ وَقَفْتُ عَلَيْهِ، فَهَلْ لِي مِنْ حَجٍّ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى مَعَنَا هَذِهِ الصَّلَاةَ، وَقَدْ كَانَ أَتَى عَرَفَاتَ قَبْلَ ذَلِكَ لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَقَدْ أَتَمَّ حَجَّهُ، وَقَضَى تَفَثَهُ» الحديث: 309 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 661 310 - أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ عُرْوَةُ بْنُ مُضَرِّسٍ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ حِينَ بَعَثَهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ إِلَى أَهْلِ الرِّدَّةِ، فَلَمَّا ظَفِرَ خَالِدٌ بِعُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ وَأَسَرَهُ يَوْمَ الْبِطَاحِ مُرْتَدًّا , بَعَثَ بِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ مَعَ عُرْوَةَ بْنِ مُضَرِّسٍ» الحديث: 310 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 662 الْهُلْبُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ قُنَافَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أَخْزَمَ بْنِ أَبِي أَخْزَمَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ جَرْوَلِ بْنِ ثُعْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْغَوْثِ بْنِ طَيِّئٍ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ أَقْرَعٌ، فَمَسَحَ رَأْسَهُ فَنَبَتَ شَعْرُهُ، فَسُمِّيَ الْهُلْبَ، وَفِيهِ شِعْرٌ، قَالَ عُوَيْجُ بْنُ ضُرَيْسٍ النَّبْهَانِيُّ: [البحر الرجز] أَنَا عُوَيْجٌ وَمَعِي سَيْفُ الْهُلُبْ ... أَنَا الَّذِي أَشْجَعُ مِنْ مَعْدِي كَرِبْ يُرِيدُ عَمْرَو بْنَ مَعْدِي كَرِبَ. هَذَا كُلُّهُ فِي رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِيهِ. وَهُوَ أَبُو قَبِيصَةَ بْنُ الْهُلْبِ الَّذِي يُرْوَى عَنْهُ الْحَدِيثُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 663 عَمْرُو بْنُ الْمَسِيحِ بْنِ كَعْبِ بْنِ طَرِيفِ بْنِ عَصْرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ ثَوْبِ بْنِ مَعْنِ بْنِ عَتُودِ بْنِ عَنِينِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ ثُعْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْغَوْثِ بْنِ طَيِّئٍ، كَانَ أَرْمَى الْعَرَبِ، وَلَهُ يَقُولُ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ حَجَرٍ الشَّاعِرُ: [البحر الرمل] رُبَّ رَامٍ مِنْ بَنِي ثُعْلٍ ... مُخْرِجٌ كَفَّيْهِ مِنْ سُتْرِهْ وَقَالَ وَبَرَةُ بْنُ جَحْدَرٍ الْمَعْنِيُّ مِنْ بَنِي دَغْشٍ: [البحر الكامل] زَعَبَ الْغُرَابُ وَلَيْتَهُ لَمْ يَزْعَبِ ... بِالْبَيْنِ مِنْ سَلْمَى وَأُمِّ الْحَوْشَبِ لَيْتَ الْغُرَابَ رَمَى حَمَاطَةَ قَلْبِهِ ... عَمْرٌو بِأَسْهُمِهِ الَّتِي لَمْ تُلْغَبِ [ص: 665] وَعَاشَ عَمْرُو بْنُ الْمَسِيحِ خَمْسِينَ وَمِائَةَ سَنَةٍ، ثُمَّ أَدْرَكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَفَدَ إِلَيْهِ وَأَسْلَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 664 قَيْسُ بْنُ جَحْدَرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ رَضِيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ جَرْوَلِ بْنِ ثُعْلِ بْنِ طَيِّئٍ، وَفَدَ عَلَى [ص: 666] النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ، وَمِنْ وَلَدِهِ الطِّرِّمَاحُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ حُكْمِ بْنِ نَفَرِ بْنِ قَيْسِ بْنِ جَحْدَرٍ الشَّاعِرُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 665 مَالِكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَيْبَرِيِّ بْنِ أَفْلَتَ بْنِ سِلْسِلَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سِلْسِلَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ ثَوْبِ بْنِ مَعْنِ بْنِ عَتُودِ بْنِ عَنِينِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ ثُعْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْغَوْثِ بْنِ طَيِّئٍ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ، وَكَانَ ابْنَاهُ مَرْوَانُ وَإِيَاسُ ابْنَا مَالِكٍ شَاعِرَيْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 666 الْوَلِيدُ بْنُ جَابِرِ بْنِ ظَالِمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَتَّابِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ بْنِ جُدَيِّ بْنِ تَدُولَ بْنِ حِتْرِ بْنِ عَتُودِ بْنِ عَنِينِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ ثُعْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْغَوْثِ بْنِ طَيِّئٍ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ، وَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا، فَهُوَ عِنْدَهُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 666 قُصَلِيُّ بْنُ ظَالِمِ [ص: 667] بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ جَرِيرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمَرِ بْنِ مَحْضَبِ بْنِ حَزْمَرِ بْنِ لَبِيدِ بْنِ سِنْبِسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَرْوَلِ بْنِ ثُعْلِ بْنِ الْغَوْثِ بْنِ طَيِّئٍ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 666 الرَّبِيسُ بْنُ عَامِرِ بْنِ حِصْنِ بْنِ خَرَشَةَ بْنِ حَيَّةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ أَمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ جَرْوَلِ بْنِ ثُعْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْغَوْثِ بْنِ طَيِّئٍ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 667 قَبِيصَةُ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ عَامِرِ جُوَيْنِ بْنِ عَبْدِ رَضِيِّ بْنِ قُمْرَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ [ص: 668] حَيَّانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ , وَهُوَ جَرْمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْغَوْثِ بْنِ طَيِّئٍ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 667 أَسْلَمُ الْأَسْوَدُ وَكَانَ غُلَامًا لِرَجُلٍ مِنْ نَبْهَانَ مِنْ طَيِّئٍ، وَكَانَتْ طَيِّئٌ قَدْ بَعَثَتْهُ رَبِيئَةً لَهُمْ لِيُنْذِرَهُمْ جَيْشًا أَتَاهُمْ، فَلَمَّا وَرَدَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِلَادَ طَيِّئٍ وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِهَدْمِ الْفُلْسِ، صَنَمِ طَيِّئٍ، أَخَذُوا أَسْلَمَ الْعَبْدَ الْأَسْوَدَ فَأَوْثَقُوهُ رِبَاطًا وَخَوَّفُوهُ بِالْقَتْلِ، حَتَّى دَلَّهُمْ عَلَى مَحَالِّ الْقَوْمِ، ثُمَّ أَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَبَقِيَ حَتَّى كَانَتِ الرِّدَّةُ، وَشَهِدَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فَأَبْلَى يَوْمَئِذٍ بَلَاءً حَسَنًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 668 وَمِنْ كِنْدَةَ وَهُوَ كِنْدِيٌّ وَاسْمُهُ ثَوْرُ بْنُ عَقِيرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ أُدَدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ عَرِيبِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَأِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 669 الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ وَهُوَ الْأَشَجُّ بْنُ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَبَلَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَكْرَمِينَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ مُرْتَعِ بْنِ كِنْدَةَ وَهُوَ ثَوْرُ بْنُ عُفَيْرٍ، وَأُمُّهُ كَبْشَةُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 669 امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَمْرٍو الْمَقْصُورِ بْنِ حُجْرٍ، آكِلُ الْمُرَارِ، بْنِ عَمْرِو بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَارِثِ الْأَكْبَرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ مُرْتَعِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ كِنْدَةَ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ: كِنْدَةَ؛ لِأَنَّهُ كَنَدَ أَبَاهُ النِّعْمَةَ: كَفَرَهُ، وَكَانَ اسْمُ الْأَشْعَثِ مَعْدِي كَرِبَ وَكَانَ أَبَدًا أَشْعَثَ الرَّأْسِ، فَسُمِّيَ الْأَشْعَثَ. فَوَلَدَ الْأَشْعَثُ النُّعْمَانَ، بُشِّرَ بِهِ وَهُوَ عِنْدَ النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَجَفْنَةٌ مِنْ ثَرِيدٍ أُطْعِمُهَا قَوْمِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ، فَهَلَكَ صَغِيرًا، وَأُمُّهُ: أُمَيَّةُ بِنْتُ جَمْدِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ وُلَيْعَةَ بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُجْرِ الْقَرَدِ بْنِ الْحَارِثِ الْوَلَّادَةِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَارِثِ الْأَكْبَرِ، ثُمَّ خَلَفَ عَلَى أُمَيَّةَ بِنْتِ جَمْدٍ بَعْدَ الْأَشْعَثِ , حُجْرُ بْنُ عَدِيٍّ الْأَدْبَرُ فَقُتِلَ عَنْهَا، وَمُحَمَّدَ بْنَ الْأَشْعَثِ , وَإِسْحَاقَ , وَإِسْمَاعِيلَ , وَجَبَانَةَ , وَقُرَيْبَةَ , وَأُمُّهُمْ: أُمُّ فَرْوَةَ بِنْتِ أَبِي قُحَافَةَ أُخْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَقَيْسَ بْنَ الْأَشْعَثِ أَخَذَ قَطِيفَةَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ يَوْمَ قُتِلَ، فَكَانَ يُقَالُ لَهُ: قَيْسُ قَطِيفَةَ، وَأُمُّهُ: مُلَيْكَةُ بِنْتُ زُرَارَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَدَّاءِ بْنِ النَّخَعِ فِي بَيْتِ النَّخَعِ تَزَوَّجَهَا الْأَشْعَثُ عَلَى حُكْمِهَا، فَالْوَلَدُ لِمُحَمَّدٍ وَإِسْحَاقَ وَإِسْمَاعِيلَ بَنِي الْأَشْعَثِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 670 فَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ الْأَشْعَثِ فَوَلَدَ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ ذَكَرًا. وَوَفَدَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَبْعِينَ رَجُلًا مِنْ كِنْدَةَ، وَكُلُّ اسْمٍ فِي كِنْدَةَ وَفَدَ فَوِفَادَتُهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، وَقَدْ كَتَبْنَا كُلَّ مَنْ قَدَرْنَا عَلَيْهِ مِنْهُمْ. هَذَا كُلُّهُ فِي رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 671 311 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ , عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَدِمَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بِضْعَةِ عَشَرَ رَاكِبًا مِنْ كِنْدَةَ، فَدَخَلُوا عَلَى [ص: 672] النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسْجِدَهُ، قَدْ رَجَّلُوا جُمَمَهُمْ، وَاكْتَحَلُوا، وَعَلَيْهِمْ جِبَابٌ مِنَ الْحِبَرَاتِ قَدْ كَفَوْهَا بِالْحَرِيرِ، وَعَلَيْهِمُ الدِّيبَاجُ ظَاهِرًا مُخَرَّصًا بِالذَّهَبِ، فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلَمْ تُسْلِمُوا» , قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «فَمَا بَالُ هَذَا الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ عَلَيْكُمْ؟» فَأَلْقُوهُ وَجَعَلُوا يَشُقُّونَ مِنْهُ مَا كَانَ مَكْفُوفًا بِالْحَرِيرِ فَأَلْقَوْهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ الْأَشْعَثُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَحْنُ بَنُو آكِلِ الْمُرَارِ. وَكَانُوا نَزَلُوا فِي دَارِ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، وَكَانَتْ ضِيَافَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَجْرِي عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَرْجِعُوا إِلَى بِلَادِهِمْ أَمَرَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجَوَائِزَ , فَأُجِيزُوا بِهَا كَمَا كَانَ يُجِيزُ الْوَفْدَ " الحديث: 311 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 671 312 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ , عَنْ مِحْجَنِ بْنِ وَهْبٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجَازَهُمْ بِعَشْرِ أَوَاقٍ، عَشْرِ أَوَاقٍ، وَأَعْطَى الْأَشْعَثَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً، وَرَجَعَ إِلَى بِلَادِهِ» الحديث: 312 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 672 313 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ , عَنْ عُمَارَةَ [ص: 673] بْنِ عُمَيْرٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ , فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ: «أَنَّ الْأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ كَانَ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ» الحديث: 313 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 672 314 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ , عَنْ زُرْعَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِ اسْتَعْمَلَ زِيَادَ بْنَ لَبِيدٍ [ص: 674] عَلَى حَضْرَمَوْتَ وَقَالَ لَهُ: «سِرْ مَعَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ، يَعْنِي وَفْدَ كِنْدَةَ، فَقَدِ اسْتَعْمَلْتُكَ عَلَيْهِمْ» . فَسَارَ زِيَادٌ مَعَهُمْ عَامِلًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَضْرَمَوْتَ عَلَى صَدَقَاتِهَا، الثِّمَارِ، وَالْخُفِّ، وَالْمَاشِيَةِ، وَالْكُرَاعِ، وَالْعُشُورِ، فَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا , فَكَانَ لَا يَعْدُوهُ إِلَى غَيْرِهِ وَلَا يَقْصُرُ دُونَهُ ". فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ، كَتَبَ إِلَى زِيَادٍ يُقِرُّهُ عَلَى عَمَلِهُ، وَيَأْمُرُهُ أَنْ يُتَابِعَ مَنْ قِبَلَهُ، وَمَنْ أَبَى وَطِئَهُ بِالسَّيْفِ، وَيَسْتَعِينُ بِمَنْ أَقْبَلَ عَلَى مَنْ أَدْبَرَ، وَبَعَثَ بِكِتَابِهِ إِلَيْهِ مَعَ أَبِي هِنْدٍ الْبَيَاضِيِّ. فَلَمَّا أَصْبَحَ زِيَادٌ , غَدَا فَنَعَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّاسِ وَأَخَذَهُمْ بِالْبَيْعَةِ لِأَبِي بَكْرٍ وَبِالصَّدَقَةِ، فَامْتَنَعَ قَوْمٌ مِنْ أَنْ يُعْطُوا الصَّدَقَةَ، وَقَالَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ: إِذَا اجْتَمَعَ [ص: 675] النَّاسُ فَمَا أَنَا إِلَّا كَأَحَدِهِمْ. وَنَكَصَ عَنِ التَّقَدُّمِ إِلَى الْبَيْعَةِ. فَقَالَ لَهُ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ عَابِسٍ الْكِنْدِيُّ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا أَشْعَثُ، وَوِفَادَتَكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِسْلَامَكَ أَنْ تَنْقُضَهُ الْيَوْمَ، وَاللَّهِ لَيَقُومَنَّ بِهَذَا مِنْ بَعْدِهِ مَنْ يَقْتُلُ مَنْ خَالَفَهُ، فَإِيَّاكَ إِيَّاكَ، وَأَبْقِ عَلَى نَفْسِكَ، فَإِنَّكَ إِنْ تَقَدَّمْتَ تَقَدَّمَ النَّاسُ مَعَكَ، وَإِنْ تَأَخَّرْتَ افْتَرَقُوا وَاخْتَلَفُوا. فَأَبَى الْأَشْعَثُ وَقَالَ: قَدْ رَجَعَتِ الْعَرَبُ إِلَى مَا كَانَتِ الْآبَاءُ تَعْبُدُ، وَنَحْنُ أَقْصَى الْعَرَبِ دَارًا مِنْ أَبِي بَكْرٍ، أَيَبْعَثُ إِلَيْنَا أَبُو بَكْرٍ الْجُيُوشَ؟ فَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: إِي وَاللَّهِ، وَأُخْرَى , لَا يَدَعُكَ عَامِلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرْجِعُ إِلَى الْكُفْرِ. فَقَالَ الْأَشْعَثُ: مَنْ؟ قَالَ: زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ. فَتَضَاحَكَ وَقَالَ: أَمَا يَرْضَى زِيَادٌ أَنْ أُجِيرَهُ؟ , فَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: سَتَرَى، ثُمَّ قَامَ الْأَشْعَثُ فَخَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ إِلَى مَنْزِلِهِ، وَقَدْ أَظْهَرَ مَا أَظْهَرَ مِنَ الْكَلَامِ الْقَبِيحِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْطِقَ بِالرِّدَّةِ وَوَقَفَ يَتَرَبَّصُ، وَقَالَ: نَقِفُ أَمْوَالَنَا بِأَيْدِينَا، وَلَا نَدْفَعُهَا، وَنَكُونُ مِنْ آخِرِ النَّاسِ. قَالَ: وَبَايَعَ زِيَادٌ لِأَبِي بَكْرٍ بَعْدَ الظُّهْرِ إِلَى أَنْ قَامَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ الْعَصْرَ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى بَيْتِهِ، ثُمَّ غَدَا عَلَى الصَّدَقَةِ مِنَ الْغَدِ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ قَبْلَ ذَلِكَ، وَهُوَ أَقْوَى مَا كَانَ نَفْسًا وَأَشَدُّهُ لِسَانًا، فَمَنَعَهُ حَارِثَةُ بْنُ سُرَاقَةَ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيُّ أَنْ يُصَدِّقَ غُلَامًا مِنْهُمْ، وَقَامَ فَحَلَّ عِقَالَ الْبَكَرَةِ الَّتِي أُخِذَتْ فِي الصَّدَقَةِ، وَجَعَلَ يَقُولُ: مَلْمَعٌ كَمَا يَلْمَعُ الثَّوْبُ ... يَمْنَعُهَا شَيْخٌ بِخَدَّيْهِ الشَّيْبُ مَاضٍ عَلَى الرَّيْبِ إِذَا كَانَ الرَّيْبُ [ص: 676] فَنَهَضَ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ وَصَاحَ بِأَصْحَابِهِ الْمُسْلِمِينَ، وَدَعَاهُمْ إِلَى النُّصْرَةِ لِلَّهِ وَكِتَابِهِ، فَانْحَازَتْ طَائِفَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى زِيَادٍ، وَجَعَلَ مَنِ ارْتَدَّ يَنْحَازُ إِلَى حَارِثَةَ، فَكَانَ زِيَادٌ يُقَاتِلُهُمُ النَّهَارَ إِلَى اللَّيْلِ، فَقَاتَلَهُمْ أَيَّامًا كَثِيرَةً. وَضَوَى إِلَى الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ بَشَرٌ كَثِيرٌ، فَتَحَصَّنَ بِمَنْ مَعَهُ مِمَّنْ هُوَ عَلَى مِثْلِ رَأْيِهِ فِي النَّجِيرِ، فَحَاصَرَهُمْ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ وَقَذَفَ اللَّهُ الرُّعْبَ فِي أَفْئِدَتِهِمْ وَجَهَدَهُمُ الْحِصَارُ، فَقَالَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ: إِلَى مَتَى نُقِيمُ بِهَذَا الْحِصْنِ، قَدْ غُرِثْنَا فِيهِ وَغُرِثَ عِيَالُنَا، وَهَذِهِ الْبُعُوثُ تَقْدُمُ عَلَيْكُمْ مَا لَا قِبَلَ لَنَا بِهِ، وَاللَّهِ لَلْمَوْتُ بِالسَّيْفِ أَحْسَنُ مِنَ الْمَوْتِ بِالْجُوعِ , وَيُؤْخَذُ بِرَقَبَةِ الرَّجُلِ فَمَا يَصْنَعُ بِالذُّرِّيَّةِ , قَالُوا: وَهَلْ لَنَا قُوَّةٌ بِالْقَوْمِ؟ ارْتَئِي لَنَا فَأَنْتَ سَيِّدُنَا. قَالَ: أَنْزِلُ فَآخُذُ لَكُمْ أَمَانًا تَأْمَنُونَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَدْخُلَ عَلَيْكُمْ هَذِهِ الْأَمْدَادُ مَالَا قِبَلَ لَنَا بِهِ وَلَا يَدَانِ. قَالَ: فَجَعَلَ أَهْلُ الْحِصْنِ يَقُولُونَ لِلْأَشْعَثِ: افْعَلْ، فَخُذْ لَنَا الْأَمَانَ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ أَحْرَى أَنْ يَقْدِرَ عَلَى مَا قَبِلَ زِيَادٌ مِنْكَ. فَأَرْسَلَ الْأَشْعَثُ إِلَى زِيَادٍ: أَنْزِلُ فَأُكَلِّمُكَ وَأَنَا آمِنٌ؟ قَالَ زِيَادٌ: نَعَمْ. فَنَزَلَ الْأَشْعَثُ مِنَ النَّجِيرِ فَخَلَا بِزِيَادٍ , فَقَالَ: يَا ابْنَ عَمِّ , قَدْ كَانَ هَذَا الْأَمْرُ وَلَمْ يُبَارَكْ لَنَا فِيهِ، وَلِي قَرَابَةٌ وَرَحِمٌ، وَإِنْ وَكَّلْتَنِي إِلَى صَاحِبِكَ قَتَلَنِي , يَعْنِي الْمُهَاجِرَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ يَكْرَهُ قَتْلَ مِثْلِي، وَقَدْ جَاءَكَ كِتَابُ أَبِي بَكْرٍ يَنْهَاكَ عَنْ قَتْلِ الْمُلُوكِ مِنْ كِنْدَةَ، فَأَنَا أَحَدُهُمْ، وَإِنَّمَا أَطْلُبُ مِنْكَ الْأَمَانَ عَلَيَّ. فَقَالَ زِيَادٌ: لَا أُؤَمِّنُكَ أَبَدًا عَلَى دَمِكَ، وَأَنْتَ كُنْتَ رَأْسَ الرِّدَّةِ، وَالَّذِي نَقَضَ عَلَيْنَا كِنْدَةَ , فَقَالَ: أَيُّهَا الرَّجُلُ، دَعْ عَنْكَ مَا مَضَى، وَاسْتَقْبِلِ الْأُمُورَ إِذَا أَقْبَلَتْ عَلَيْكَ، [ص: 677] فَتُؤَمِّنُنِي عَلَى دَمِي وَأَهْلِي وَمَالِي , حَتَّى أَقْدُمَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَيَرَى فِيَّ رَأْيَهُ , فَقَالَ زِيَادٌ: وَمَاذَا؟ قَالَ: وَأَفْتَحُ لَكَ النَّجِيرَ، فَأَمَّنَهُ زِيَادٌ عَلَى أَهْلِهِ وَدَمِهِ وَمَالِهِ، وَعَلَى أَنْ يَقْدُمَ بِهِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَيَرَى فِيهِ رَأْيَهُ وَيَفْتَحَ لَهُ النَّجِيرَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَهَذَا أَثْبَتُ عِنْدَ أَصْحَابِنَا مِنْ غَيْرِهِ الحديث: 314 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 673 315 - وَقَدْ حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ عُتْبَةَ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ أَبِي مُعَتِّبٍ قَالَ: " كُنْتُ فِيمَنْ حَضَرَ أَهْلَ النَّجِيرِ، فَصَالَحَ الْأَشْعَثُ زِيَادًا عَلَى أَنْ يُؤَمِّنَ مِنْ أَهْلِ النَّجِيرِ سَبْعِينَ رَجُلًا، وَنَزَلَ مَعَهُمُ الْأَشْعَثُ فَكَانُوا أَحَدًا وَسَبْعِينَ، فَقَالَ لَهُ زِيَادٌ: أَقْتُلُكَ، لَمْ يَكُنْ لَكَ أَمَانٌ؟، فَقَالَ الْأَشْعَثُ: تُؤَمِّنِّي عَلَى أَنْ أَقْدُمَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَيَرَى فِيَّ رَأْيَهُ، فَأَمَّنَهُ عَلَى ذَلِكَ " الحديث: 315 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 677 316 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ , عَنْ عَمِّهِ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ: " أَمَّنَ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ الْأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ بِهِ وَبِأَهْلِهِ وَمَالِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَيَحْكُمَ فِيهِ بِمَا يَرَى، وَفَتَحَ لَهُ النَّجِيرَ , فَأَخْرَجُوا الْمُقَاتِلَةَ وَهُمْ كَثِيرٌ، فَعَمَدَ زِيَادٌ إِلَى أَشْرَافِهِمْ , سَبْعمِائَةِ رَجُلٍ فَضَرَبَ أَعْنَاقَهُمْ عَلَى دَمٍ وَاحِدٍ، وَلَامَ الْقَوْمُ الْأَشْعَثَ فَقَالُوا لِزِيَادٍ: غَدَرَ بِنَا الْأَشْعَثُ فَأَخَذَ الْأَمَانَ لِنَفْسِهِ وَمَالِهِ وَأَهْلِهِ , وَلَمْ يَأْخُذْهُ لَنَا جَمِيعًا فَنَزَلْنَا وَنَحْنُ آمِنُونَ فَقُتِلْنَا. فَقَالَ زِيَادٌ: مَا أَمَّنْتُكُمْ، قَالُوا: قَدْ صَدَقْتَ، خَدَعَنَا الْأَشْعَثُ " الحديث: 316 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 678 317 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي [ص: 679] حَبِيبَةَ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ: «بَعَثَ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ بِالسَّبْيِ مَعَ نَهِيكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ خَزْمَةَ الْأَشْهَلِيِّ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، وَبَعَثَ مَعَهُ بِثَمَانِينَ مِنْ بَنِي قَتِيرَةَ، وَبَعَثَ بِالْأَشْعَثِ مَعَهُمْ فِي وَثَاقٍ» الحديث: 317 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 678 318 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ بْنِ نُفَيْدٍ قَالَ: " رَأَيْتُ الْأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ يَوْمَ قُدِمَ بِهِ الْمَدِينَةَ فِي حَدِيدٍ مَجْمُوعَةً يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ، بَعَثَ بِهِ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ وَالْمُهَاجِرُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّا لَمْ نُؤَمِّنْهُ إِلَّا عَلَى حُكْمِكَ، وَقَدْ بَعَثْنَا بِهِ فِي وَثَاقٍ، وَبِأَهْلِهِ، وَمَالِهِ [ص: 680] الَّذِي خَفَّ حَمْلُهُ , فَتَرَى فِي ذَلِكَ رَأْيَكَ، قَالَ: وَنَزَلَ نَهِيكُ بْنُ أَوْسٍ بِالسَّبْيِ فِي دَارِ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، وَمَعَهُمُ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ، فَجَعَلَ يَقُولُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ , مَا كَفَرْتُ بَعْدَ إِسْلَامِي، وَلَكِنِّي شَحَحْتُ عَلَى مَالِي. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَلَسْتَ الَّذِي تَقُولُ قَدْ رَجَعَتِ الْعَرَبُ إِلَى مَا كَانَتْ تَعْبُدُ الْآبَاءُ، وَأَبُو بَكْرٍ يَبْعَثُ إِلَيْنَا الْجُيُوشَ وَنَحْنُ أَقْصَى الْعَرَبِ دَارًا، فَرَدَّ عَلَيْكَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ فَقَالَ لَكَ: لَا يَدَعُكَ عَامِلُهُ تَرْجِعُ إِلَى الْكُفْرِ , فَقُلْتَ: مَنْ؟ فَقَالَ: زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ، فَتَضَاحَكْتَ، فَكَيْفَ وَجَدْتَ زِيَادًا، أَأَذْكَرَتْ بِهِ أُمُّهُ؟ فَقَالَ الْأَشْعَثُ: نَعَمْ، كُلَّ الْإِذْكَارِ. ثُمَّ قَالَ الْأَشْعَثُ: أَيُّهَا الرَّجُلُ، أَطْلِقْ إِسَارِي، وَاسْتَبْقِنِي لِحَرْبِكَ، وَزَوِّجْنِي أُخْتَكَ أُمَّ فَرْوَةَ بِنْتِ أَبِي قُحَافَةَ، فَإِنِّي قَدْ تُبْتُ مِمَّا صَنَعْتُ، وَرَجَعْتُ إِلَى مَا خَرَجْتُ مِنْهُ مِنْ مَنْعِيَ الزَّكَاةَ، فَزَوَّجَهُ أَبُو بَكْرٍ أُمَّ فَرْوَةَ بِنْتَ أَبِي قُحَافَةَ، فَكَانَ بِالْمَدِينَةِ مُقِيمًا حَتَّى كَانَتْ وِلَايَةُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَنَدَبَ النَّاسَ إِلَى فَتْحِ الْعِرَاقِ، فَخَرَجَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ مَعَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ , وَشَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ , وَالْمَدَائِنَ , وَجَلُولَاءَ , وَنَهَاوَنْدَ، وَاخْتَطَّ الْكُوفَةَ حِينَ اخْتَطَّهَا الْمُسْلِمُونَ، وَبَنَى بِهَا دَارًا فِي كِنْدَةَ وَنَزَلَهَا إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا، وَوَلَدُهُ بِهَا إِلَى الْيَوْمِ " الحديث: 318 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 679 319 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , [ص: 681] عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " تِلْكَ السَّنَةُ الَّتِي قَدِمَ الْأَشْعَثُ فِيهَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ اشْتَرَانِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَهِيَ سَنَةُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، فَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ فِي الْحَدِيدِ يُكَلِّمُ أَبَا بَكْرٍ، وَأَبُو بَكْرٍ يَقُولُ: فَعَلْتَ وَفَعَلْتَ، حَتَّى كَانَ آخِرَ ذَلِكَ أَسْمَعُ الْأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ يَقُولُ: اسْتَبْقِنِي لِحَرْبِكَ، وَزَوِّجْنِي أُخْتَكَ، فَفَعَلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَزَوَّجَهُ أُخْتَهُ أُمَّ فَرْوَةَ " الحديث: 319 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 680 320 - قال محمد بن سعد: أُخْبِرْتُ، عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْحِمْصِيِّ , عَنْ صَفْوَانَ بْنِ [ص: 682] عَمْرِو , عَنْ أَبِي الصَّلْتِ سُلَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: " شَهِدْتُ صِفِّينَ , وَرَأَيْتُ الْأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ الْكِنْدِيَّ , وَإِذَا هُوَ رَجُلٌ أَصْلَعٌ لَيْسَ فِي رَأْسِهِ إِلَّا شُعَيْرَاتٌ , وَهُوَ يَقُولُ: أَيْنَ مُعَاوِيَةُ؟ فَقِيلَ: هُوَ ذَا هُوَ , فَقَالَ: اللَّهَ اللَّهَ يَا مُعَاوِيَةُ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، هَبُوا أَنَّكُمْ قَدْ قَتَلْتُمْ أَهْلَ الْعِرَاقِ، فَمَنْ لِلثُّغُورِ وَالذَّرَارِيِّ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [الحجرات: 9] , إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَلَمْ يَلْبَثُوا بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى كَانَ الصُّلْحُ بَيْنَهُمْ، وَانْصَرَفَ مُعَاوِيَةُ بِأَهْلِ الشَّامِ إِلَى الشَّامِ، وَعَلِيٌّ بِأَهْلِ الْعِرَاقِ إِلَى الْعِرَاقِ " قَالَ: وَقَالَ غَيْرُ أَبِي الْيَمَانِ: وَشَهِدَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ تَحْكِيمَ الْحَكَمَيْنِ , فَأَرَادَ عَلِيٌّ أَنْ يُحَكِّمَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَأَبَى الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ، وَقَالَ: وَاللَّهِ لَا يَحْكُمُ فِيهَا مُضَرِيَّانِ أَبَدًا حَتَّى يَكُونَ أَحَدُهُمَا يَمَانِيًّا. فَحَكَّمَ عَلِيٌّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ، وَكَانَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ أَحَدَ شُهُودِ كِتَابِ الْحُكُومَةِ " الحديث: 320 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 681 321 - أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ , يَذْكُرُ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ: أَنَّ الْأَشْعَثَ: " كَانَ [ص: 683] عَامِلًا عَلَى أَذْرَبِيجَانَ، اسْتَعْمَلَهُ عُثْمَانُ، وَأَنَّهُ أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ فَأَعْطَاهُ أَلْفَيْنِ، فَشَكَاهُ، فَلَمَّا قَدِمَ الْأَشْعَثُ أَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: إِنَّمَا اسْتَوْدَعْتُكَ الْمَالَ، قَالَ: إِنَّمَا أَعْطَيْتَنِيهِ صِلَةً، فَحَمِيَ الْأَشْعَثُ فَحَلَفَ، فَكَفَّرَ يَمِينَهُ بِخَمْسَةِ عَشَرَ أَلْفًا " الحديث: 321 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 682 322 - أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فُرَاتُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ , عَنْ مَيْمُونِ [ص: 684] بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: " أَوَّلُ مَنْ مَشَتْ مَعَهُ الرِّجَالُ وَهُوَ رَاكِبٌ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ، وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ إِذَا رَأَوُا الدِّهْقَانَ رَاكِبًا قَالُوا: «قَاتَلَهُ اللَّهُ جَبَّارًا» الحديث: 322 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 683 323 - أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ , عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: " لَمَّا مَاتَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ وَكَانَتِ ابْنَتُهُ تَحْتَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ [ص: 685] الْحَسَنُ: «إِذَا غَسَّلْتُمُوهُ فَلَا تُهَيِّجُوهُ حَتَّى تُؤْذِنُونِي، فَآذَنُوهُ فَجَاءَ فَوَضَّأَهُ بِالْحَنُوطِ وُضُوءًا» الحديث: 323 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 684 وَأَخُوهُ سَيْفُ بْنُ قَيْسٍ وَأُمُّهُ البثجا قَيْنَةٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ، وَفَدَ مَعَ الْأَشْعَثِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُؤَذِّنَ لَهُمْ، فَلَمْ يَزَلْ يُؤَذِّنُ لَهُمْ حَتَّى مَاتَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 685 أَخُوهُمَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ قَيْسٍ وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ الْأَشْعَثِ فَأَسْلَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 685 شُرَحْبِيلُ بْنُ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَبَلَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَكْرَمِينَ، وَهُوَ عَمُّ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، وَكَانَ اسْمُ شُرَحْبِيلَ عَفِيفًا، وَوَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ، وَكَانَ فِي أَلْفَيْنِ وَخَمْسِمِائَةٍ مِنَ الْعَطَاءِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 686 هَانِئُ بْنُ حُجْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَبَلَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَكْرَمِينَ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 686 شُرَحْبِيلُ بْنُ السِّمْطِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ جَبَلَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَكْرَمِينَ، جَاهِلِيٌّ إِسْلَامِيٌّ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ شَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ، وَوَلِيَ حِمْصَ , وَهُوَ الَّذِي افْتَتَحَهَا وَقَسَّمَهَا مَنَازِلَ، مِنْ وَلَدِهِ: السِّمْطُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ شُرَحْبِيلَ، كَانَ خَرَجَ عَلَى مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ فَظَفِرَ بِهِ مَرْوَانُ فَصَلَبَهُ. وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السِّمْطِ كَانَ مِنْ أَشْرَافِ أَهْلِ الشَّامِ، فَقَتَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْخَرَشِيُّ أَيَّامَ وَلِيَ حِمْصَ لِمُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَقَتْلَ مَعَهُ ابْنَيْنِ لَهُ: أَحْمَدَ وَأَبَا الْأَسْوَدِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 687 الْحَارِثُ بْنُ هَانِئِ بْنِ أَبِي شِمْرِ بْنِ جَبَلَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَكْرَمِينَ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَهِدَ يَوْمَ سَابَاطَ , فَاسْتَلْحَمَ يَوْمَئِذٍ , فَنَادَى حُجْرَ بْنَ عَدِيٍّ: يَا حُكْرُ، يَا حُكْرُ، بِلُغَةِ أَهْلِ الْيَمَنِ، فَعَطَفَ عَلَيْهِ حُجْرُ بْنُ عَدِيٍّ فَاسْتَنْقَذَهُ، وَكَانَ فِي أَلْفَيْنِ وَخَمْسِمِائَةٍ مِنَ الْعَطَاءِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 688 حُجْرُ الْخَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ الْأَدْبَرُ، وَإِنَّمَا طُعِنَ مُوَلِّيًا فَسُمِّيَ: الْأَدْبَرَ بْنِ جَبَلَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَكْرَمِينَ جَاهِلِيٌّ إِسْلَامِيٌّ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ وَهُوَ الَّذِي افْتَتَحَ مَرْجَ عَذْرَاءَ، وَشَهِدَ الْجَمَلَ وَصِفِّينَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَكَانَ فِي أَلْفَيْنِ وَخَمْسِمِائَةٍ مِنَ الْعَطَاءِ. وَقَتَلَهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَأَصْحَابُهُ [ص: 690] بِمَرْجِ عَذْرَاءَ، وَابْنَاهُ: عُبَيْدُ اللَّهِ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنَا حُجْرِ بْنِ عَدِيٍّ قَتَلَهُمَا مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ صَبْرًا، وَكَانَا يَتَشَيَّعَانِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 689 شُرَيْحٌ وَهُوَ الْمُكَدِّدُ بْنُ مُرَّةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ حُجْرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَكْرَمِينَ , وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ، وَكَانَ جَوَادًا وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْمُكَدِّدَ لِقَوْلِهِ: [البحر الطويل] سَلُونِي وَكِدُّونِي فَإِنِّي لَبَاذِلٌ ... لَكُمْ مَا حَوَتْ كَفَّايَ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ وَكَانَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ اسْتَخْلَفَهُ عَلَى أَذْرَبِيجَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 690 حُجْرُ الشَّرِّ بْنِ يَزِيدَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ حُجْرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَكْرَمِينَ، كَانَ شَرِيفًا، وَقَدْ وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ حُجْرَ الشَّرِّ؛ لِأَنَّ حُجْرَ بْنَ الْأَدْبَرِ كَانَ يُسَمَّى حُجْرَ الْخَيْرِ , فَأَرَادُوا أَنْ يَفْصِلُوا بَيْنَهُمَا , وَكَانَ أَيْضًا شِرِّيرًا، وَكَانَ أَحَدَ الشُّهُودِ يَوْمَ الْحَكَمَيْنِ مَعَ عَلِيٍّ، وَوَلَّاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أَرْمِينِيَّةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 691 عَدِيُّ بْنُ هَمَّامِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ حُجْرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَكْرَمِينَ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ ابْنُهُ عَائِذُ بْنُ عَدِيٍّ شَرِيفًا، وَهُوَ الَّذِي لَطَمَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ , فَلَمْ تَغْضَبْ لَهُ كِنْدَةُ وَغَضِبَ لَهُ هَمْدَانُ، فَقَالَ أَعْشَى هَمْدَانَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: نَحْنُ حَمَيْنَاكَ وَمَا تَحْتَمِي ... فِي الرَّوْعِ مِنْ مَثْنَى وَلَا وَاحِدِ نَحْنُ انْتَصَرْنَا لَكَ مِنْ عَائِذٍ ... وَيَوْمَ نَجَّيْنَاكَ مِنْ خَالِدِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 692 يَزِيدُ بْنُ كَبَسِ بْنِ هَانِئِ وَهُوَ الْمُطَّلِعُ، جَاهِلِيٌّ، كَانَ يُغِيرُ , فَيُقَالُ: اطَّلَعَ بَنِي فُلَانٍ فَسُمِّيَ: الْمُطَّلِعَ بْنِ حُجْرِ بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَكْرَمِينَ، وَكَانَ يَزِيدُ بْنُ كَبَسِ قَدْ وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَانَ أَبُوهُ كَبَسُ بْنُ هَانِئٍ قُتِلَ، وَكَانَ سَبَبُ قَتْلِهِ أَنَّ الْأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ حِينَ قُتِلَ أَبُوهُ خَرَجَ يَطْلُبُ بِثَأْرِهِ، وَقَتَلْتَهُ مُرَادٌ، وَكَانَ خُرُوجُهُمْ مُتَسَانِدِينَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَلْوِيَةٍ، كَبْسُ بْنُ هَانِئٍ عَلَى لِوَاءٍ، وَالْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ عَلَى لِوَاءٍ، وَالْقَشْعَمُ أَبُو جَبْرِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الْأَرْقَمِ عَلَى لِوَاءٍ، فَلَقُوا بَنِي الْعَقْلِ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ، فَقُتِلَ كَبَسُ، وَالْقَشْعَمُ، وَبَنُو فَرْوَةَ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ الْأَرْقَمِ، وَأُسِرَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ. وَكَانَ الْأَشْعَثُ قَالَ: إِذَا أَخْطَأْتُ مُرَادًا لَمْ أُبَالِ عَلَى أَيِّ أَفْنَادِ مَذْحِجٍ وَقَعْتُ، فَوَقَعَ عَلَى بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ، فَأُسِرَ الْأَشْعَثُ , فَفُدِيَ بِثَلَاثَةِ آلَافِ بَعِيرٍ، وَلَمْ يُفْدَ بِهَا عَرَبِيُّ غَيْرُهُ، فَقَالَ فِيهِ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ الزُّبَيْدِيُّ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ: [البحر الوافر] أَتَانَا ثَائِرًا بِأَبِيهِ قَيْسٌ ... فَأَهْلَكَ جَيْشَ ذَلِكُمُ السِّمَّغْدِ وَكَانَ فِدَاؤُهُ أَلْفَا قَلُوصٍ ... وَأَلْفًا مِنْ طَرِيفَاتٍ وَتَلْدِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 693 وَقَالَتِ النَّائِحَةُ: بَعْدَ كَبْسِ بْنِ هَانِئٍ وَبَنِي ... فَرْوَةَ وَالْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ أَسِيرَا وَأَبِي الْجَبْرِ قَشْعَمَ غَادَرُوهُ ... حَيْثُ أَضْحَتْ جِيَادُهُمُ صُخُورَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 694 هَانِئُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ جَبَلَةَ بْنِ حُجْرِ بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَكْرَمِينَ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ. مِنْ وَلَدِهِ قُمَامُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ هَانِئِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَبَلَةَ بْنِ حُجْرِ بْنِ شُرَحْبِيلَ الَّتِي يُقَالُ لِدَارِهَا بِالْكُوفَةِ دَارُ قُمَامٍ، وَهِيَ عِنْدَ دَارِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، وَكَانَتْ بِنْتُ قُمَامٍ عِنْدَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْأَشْعَثِ فَوَلَدَتْ لَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 694 مَعْدِي كَرِبَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ لُحَيِّ بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَكْرَمِينَ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 694 عَدِيُّ بْنُ عَمِيرَةَ بْنِ فَرْوَةَ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ الْأَرْقَمِ بْنِ نُعْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ وَهْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَكْرَمِينَ، وَبَنُو الْأَرْقَمِ بَطْنٌ، لَهُمْ مَسْجِدٌ بِالْكُوفَةِ، وَلَمَّا قَدِمَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْكُوفَةَ جَعَلَ أَصْحَابُهُ يَتَنَاوَلُونَ عُثْمَانَ، فَقَالَ بَنُو الْأَرْقَمِ: لَا نُقِيمُ بِبَلَدٍ يُشْتَمُ فِيهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، فَخَرَجُوا إِلَى الْجَزِيرَةِ، إِلَى الرَّهَا، وَخَرَجَ مَعَهُمْ مَنْ وُلِّدُوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 695 مِنْ كِنْدَةَ، فَخَرَجَ بَنُو أَحْمَرَ بْنِ عَمْرٍو، وَبَعْضُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ عَدِيٍّ، وَبَنُو الْأَخْرَمِ مِنْ بَنِي حُجْرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ رَبِيعَةَ، فَقَدِمُوا عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَحَمِدَ اللَّهَ مُعَاوِيَةُ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَهْلَ الشَّامِ، هَذَا حَيٌّ عَظِيمٌ مِنْ كِنْدَةَ، قَدِمُوا عَلَيَّ نَاقِمِينَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَكَانَ إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِ أَهْلُ الْعِرَاقِ أَنْزَلَهُمُ الْجَزِيرَةَ مَخَافَةَ أَنْ يُفْسِدُوا أَهْلَ الشَّامِ، فَأَنْزَلَهُمْ نَصِيبِينَ وَأَقْطَعَهُمْ قَطَائِعَ، ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِمْ إِنِّي أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ عَقَارِبَ نَصِيبِينَ، فَأَنْزَلَهُمُ الرَّهَا وَأَقْطَعَهُمْ بِهَا قَطَائِعَ، وَشَهِدُوا صِفِّينَ مَعَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 696 مُعَاوِيَةَ، فَضَرَبَ عَدِيَّ بْنَ عَمِيرَةَ بْنِ فَرْوَةَ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ الْأَرْقَمِ عَلَى يَدِهِ يَوْمَئِذٍ. وَكَانَ آخِرُ مَنْ خَرَجَ إِلَيْهِمْ مِنَ الْكُوفَةِ الْعَرْسُ بْنُ قَيْسِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْأَرْقَمِ، فَوَلِيَ وِلَايَاتٍ، وَوَلِيَ الْجَزِيرَةَ، وَعَدِيُّ بْنُ عَدِيِّ بْنِ عَمِيرَةَ وَكَانَ نَاسِكًا فَقِيهًا وَهُوَ صَاحِبُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَوَلِيَ الْجَزِيرَةَ وَأَرْمِينِيَّةَ وَأَذْرَبِيجَانَ لِسُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 697 عَلَسُ وَسَلَمَةُ ابْنَا الْأَسْوَدِ بْنِ شَجَرَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ وَهْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَكْرَمِينَ، وَبَنُو شَجَرَةَ بَطْنٌ، لَهُمْ مَسْجِدٌ بِالْكُوفَةِ، وَفَدَ عَلَسُ وَسَلَمَةُ ابْنَا الْأَسْوَدِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 698 أَبُو لِينَةَ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي كَرِبِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ شَجَرَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ وَهْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَكْرَمِينَ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 698 مَعْدَانُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي الْخَيْرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَكْرَمِينَ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 698 سَلَمَةُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ حُجْرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَكْرَمِينَ يُكْنَى أَبَا قُرَّةَ، وَكَانَ لَهُ شَرَفٌ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 699 وَابْنُهُ عَمْرُو بْنُ أَبِي قُرَّةَ وَلِيَ الْقَضَاءَ بِالْكُوفَةِ، قَالَ هِشَامٌ: وَوَلِيَ الْقَضَاءَ بِالْكُوفَةِ مِنْ كِنْدَةَ أَرْبَعَةٌ: جَبْرُ بْنُ الْقَشْعَمِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْأَرْقَمِ، ثُمَّ شُرَيْحُ بْنُ الْحَارِثِ الرَّائِشِيُّ، ثُمَّ عَمْرُو بْنُ [ص: 700] أَبِي قُرَّةَ الْحُجْرِيُّ، ثُمَّ حُسَيْنُ بْنُ حَسَنِ الْحُجْرِيُّ، لِخَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيِّ، وَوَلِيَ خَاتَمَ خَالِدٍ أَيْضًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 699 جَبَلَةُ بْنُ أَبِي كَرِبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ حُجْرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَكْرَمِينَ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ، وَكَانَ فِي أَلْفَيْنِ وَخَمْسِمِائَةٍ مِنَ الْعَطَاءِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 700 الْمُنْذِرُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ حُجْرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَكْرَمِينَ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 700 الْأَسْوَدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ حُجْرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَكْرَمِينَ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ وَمَعَهُ ابْنُهُ يَزِيدُ، وَهُوَ غُلَامٌ يَوْمَئِذٍ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْأَسْوَدِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 701 جَبَلَةُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ حُجْرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْأَكْرَمِينَ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 701 سَمُرَةَ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ الْمُجَرِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي كَرِبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَكْرَمِينَ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَلَمَةُ الْمُجَرِّ بَطْنٌ، لَهُمْ مَسْجِدٌ بِالْكُوفَةِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ: الْمُجَرَّ , لِأَنَّهُ طُعِنَ فَأُجِرَّ الرُّمْحُ: أَيْ تُرِكَ الرُّمْحُ فِيهِ، وَلَمْ يَبْقَ بِالْكُوفَةِ مِنْ بَنِي الْمُجَرِّ أَحَدٌ، وَلَهُمْ بَقِيَّةٌ بِالشَّامِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 701 الْحَارِثُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ شَيْبَانَ بْنِ الْعَاتِكِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَكْرَمِينَ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 702 سَعِيدُ بْنُ شَرَاحِيلَ بْنِ قَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ شَيْبَانَ بْنِ الْعَاتِكِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَكْرَمِينَ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ مَعَهُ فِي الْوَفْدِ ابْنُ أَخِيهِ مَعْرُوفُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَرَاحِيلَ، فَارْتَدَّ وَقُتِلَ يَوْمَ النَّجِيرِ مُرْتَدًّا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 702 أَمَانَاةُ بْنُ قَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ شَيْبَانَ بْنِ الْعَاتِكِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَكْرَمِينَ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ وَقَدْ كَانَ عَاشَ دَهْرًا، وَلَهُ يَقُولُ عَوَضَةُ مِنْ بَنِي يَدًا الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] أَلَا لَيْتَنِي عُمِّرْتُ يَا أُمَّ خَالِدٍ ... كَعُمْرِ أَمَانَاةِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَيْبَانِ لَقَدْ عَاشَ حَتَّى قِيلَ لَيْسَ بِمَيِّتٍ ... وَأَفْنَى فِئَامًا مِنْ كُهُولٍ وَشُبَّانِ [ص: 703] فَحَلَّتْ بِهِ مِنْ بَعْدِ حِرْشٍ وَحِقْبَةٍ ... دُوَيْهِيَّةٌ حَلَّتْ بِنَصْرِ بْنِ دُهْمَانِ فَأَضَحَى كَأَنْ لَمْ يُغْنَ مِنَ النَّاسِ سَاعَةً ... رَهِينَ ضَرِيحٍ فِي سَبَائِبِ كَتَّانِ وَكَانَ مَعَ أَمَانَاةَ فِي الْوَفْدِ , ابْنُهُ يَزِيدُ بْنُ أَمَانَاةَ , فَأَسْلَمَ ثُمَّ ارْتَدَّ، فَقُتِلَ يَوْمَ النَّجِيرِ مُرْتَدًّا. هَذَا كُلُّهُ فِي رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 702 الْحَارِثُ بْنُ فَرْوَةَ بْنِ الشَّيْطَانِ بْنِ خَدِيجِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَوْرٍ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ. قَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ: وَإِنَّمَا تُسَمِّي الْعَرَبُ الشَّيْطَانَ لِجَمَالِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 703 مَعْدِي كَرِبَ بْنِ شَرَاحِيلَ بْنِ الشَّيْطَانِ بْنِ خَدِيجِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 704 إِيَاسُ بْنُ شَرَاحِيلَ بْنِ قَيْسِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الذَّائِدِ بْنِ بَكْرِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ: الذَّائِدَ بِقَوْلِهِ: [البحر الرجز] أَذُودُ الْقَوَافِيَ عَنِّي ذِيَادَا ... ذِيَادَ غُلَامٍ جَرِيءٍ حَرَادَا فَلَمَّا كَثُرْنَ وَأَعْيَيْنَنِي ... تَنَقَّيْتُ مِنْهُنَّ عَشْرًا جِيَادًا فَأَعْزِلُ مَرْجَانَهَا جَانِبًا ... وَآخُذُ مِنْ دُرِّهَا الْمُسْتَجَادَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 704 قَيْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ وَهْبِ بْنِ بُكَيْرِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 704 أَبُو الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ شَرِيفًا. وَأَخُوهُ حُجْرُ بْنُ يَزِيدَ صَاحِبُ مِرْبَاعِ بَنِي هِنْدَ نَيِّفًا وَثَلَاثِينَ سَنَةً، وَيُقَالُ لِبَنِي مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ: بَنُو هِنْدَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 705 شِهَابُ بْنُ أَسْمَاءَ بْنِ مُرِّ بْنِ شِهَابِ بْنِ أَبِي شِمْرِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 705 حُجْرٌ وَيَزِيدُ وَعُلَسٌ بَنُو النُّعْمَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَرْفَجَةَ بْنِ الْعَاتِكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ ذُهْلِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَارِثِ الْأَكْبَرِ، وَفَدُوا جَمِيعًا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمُوا، وَكَانَ الصَّلْتُ بْنُ حُجْرِ بْنِ النُّعْمَانِ فِي أَلْفَيْنِ وَخَمْسِمِائَةٍ مِنَ الْعَطَاءِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 706 النُّعْمَانُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَمْرٍو الْمَقْصُورِ بْنِ حُجْرٍ، وَهُوَ آكِلُ الْمُرَارِ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَارِثِ الْأَكْبَرِ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [ص: 707] وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ ذُو النُّمْرُقِ وَهُوَ خَالُ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 706 الْمَرْزُبَانِ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَمْرٍو الْمَقْصُورِ بْنِ حُجْرٍ آكِلُ الْمُرَارِ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأسْلَمَ، وَخُطَّتُهُمْ بِالْكُوفَةِ مَعَ بَنِي جَبَلَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 707 مَعْدَانُ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ ثُمَامَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الْوِلَادَةِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَارِثِ الْأَكْبَرِ، وَكَانَ يُقَالُ لِمَعْدَانَ: الْجِفْشِيشُ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَسْتَ مِنَّا؟ فَسَكَتَ , مَرَّتَيْنِ , ثُمَّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 707 قَالَ فِي الثَّالِثَةِ: «أَلَا لَا نَقْفُوا أُمَّنَا، وَلَا نَنْتَفِي مِنْ أَبِينَا، نَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ؟» . فَقَالَ الْأَشْعَثُ: فَضَّ اللَّهُ فَاكَ، أَلَا سَكَتَّ. وَالْجِفْشِيشُ الْقَائِلُ فِي رِوَايَةِ كِنْدَةَ: [البحر الطويل] أَطَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ إِذْ كَانَ صَادِقًا ... فَيَا عَجَبًا مَا قَالَ مِلْكُ أَبِي بَكْرٍ أَيُورِثُهَا بَكْرًا إِذَا كَانَ بَعْدَهُ ... فَتِلْكَ إِذًا وَاللَّهِ قَاصِمَةُ الظَّهْرِ هَذَا فِي رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ، وَأَمَّا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ فَإِنَّ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ لِحَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيِّ الَّذِي مَنَعَ زِيَادَ بْنَ لَبِيدٍ مِنَ الصَّدَقَةِ وَانْحَازَ بِمَنِ ارْتَدَّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 708 يَزِيدُ ابْنُ أُخْتِ النَّمِرِ وَهُوَ يَزِيدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ ثُمَامَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الْوِلَادَةِ، وَهُوَ ابْنُ أُخْتِ النَّمِرِ , لَا يُعْرَفُونَ إِلَّا بِذَلِكَ، وَالنَّمِرُ حَضْرَمِيٌّ، وَكَانَ أَبُوهُ سَعِيدُ بْنُ ثُمَامَةَ حَلِيفَ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، حَلِيفٌ جَاهِلِيٌّ قَدِيمٌ ثَبْتٌ، وَابْنُهُ السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ , رَأَى النَّبِيَّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَسْلَمَ يَزِيدُ ابْنُ أُخْتِ النَّمِرِ فِي الْفَتْحِ، وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَمِعَ مِنْهُ، وَأَوَّلُ مَنْ حَرَّكَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حِينَ وَلَّاهُ السُّوقَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 709 324 - أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَا: [ص: 710] حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا يَأْخُذَنَّ أَحَدُكُمْ مَتَاعَ أَخِيهِ لَاعِبًا وَلَا جِدًّا، وَإِذَا أَخَذَ [ص: 711] أَحَدُكُمْ عَصَا أَخِيهِ فَلْيَرُدَّهَا إِلَيْهِ» الحديث: 324 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 709 325 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ أَبِيهِ , أَنَّ عُمَرَ «أَمَرَهُ أَنْ يَكْفِيَهُ صِغَارَ الْأُمُورِ، الدِّرْهَمَ وَنَحْوَهُ» الحديث: 325 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 711 326 - أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: " مَا اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاضِيًا، وَلَا أَبُو بَكْرٍ، وَلَا عُمَرُ، حَتَّى كَانَ وَسَطًا مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ , فَقَالَ لِيَزِيدَ بْنِ أُخْتِ النَّمِرِ: اكْفِنِي فِي الْأُمُورِ , يَعْنِي: صِغَارَهَا " الحديث: 326 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 711 امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنِ عَابِسِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَارِثِ الْأَكْبَرِ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ فِيمَنْ ثَبَتَ عَلَى الْإِسْلَامِ وَلَمْ يَرْتَدَّ، وَكَانَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ عَابِسٍ شَاعِرًا. وَقَالَ لِلْأَشْعَثِ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا أَشْعَثُ، وَوِفَادَتَكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِسْلَامَكَ، أَنْ تَنْقُضَهُ الْيَوْمَ، وَاللَّهِ لَيَقُومَنَّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْ بَعْدِهِ مَنْ يَقْتُلُ مَنْ خَالَفَهُ، فَإِيَّاكَ إِيَّاكَ , أَبْقِ عَلَى نَفْسِكَ، فَإِنَّكَ إِنْ تَقَدَّمْتَ تَقَدَّمَ النَّاسُ مَعَكَ، وَإِنْ تَأَخَّرْتَ افْتَرَقُوا وَاخْتَلَفُوا. فَأَبَى الْأَشْعَثُ وَقَالَ: قَدْ رَجَعَتِ الْعَرَبُ إِلَى مَا كَانَتِ الْآبَاءُ تَعْبُدُ. فَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: سَتَرَى، وَأُخْرَى: لَا يَدَعُكَ عَامِلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرْجِعُ إِلَى الْكُفْرِ، يَعْنِي: زِيَادَ بْنَ لَبِيدٍ. فَلَمَّا قُدِمَ بِالْأَشْعَثِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ قَالَ لَهُ: أَلَسْتَ الَّذِي تَقُولُ: قَدْ رَجَعَتِ الْعَرَبُ إِلَى مَا كَانَتِ الْآبَاءُ تَعْبُدُ وَتَكَلَّمْتَ بِمَا تَكَلَّمْتَ بِهِ؟ فَرَدَّ عَلَيْكَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 712 يَعْنِي: امْرَأَ الْقَيْسِ بْنَ عَابِسٍ، فَقَالَ لَكَ: لَا يَدَعُكَ عَامِلُهُ تَرْجِعُ إِلَى الْكُفْرِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 713 الْمِقْدَامُ بْنُ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ عَمْرِو بْنِ يَزِيدَ بْنِ شَيْبَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ سَرِيعٍ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 713 وَمِنْ جُذَامٍ: وَهُوَ عَمْرُو بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ أُدَدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ عَرِيبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَأِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 714 قَيْسُ بْنُ زَيْدِ بْنِ جَبَا بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ ذُبْيَانَ بْنِ عَوْفِ بْنِ أَنْمَارِ بْنِ زِنْبَاعِ بْنِ مَازِنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَقْصَى بْنِ سَعْدِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُذَامٍ، وَاسْمُ جُذَامٍ: عَمْرٌو، وَإِنَّمَا سُمِّيَ: جُذَامًا؛ لِأَنَّهُ جُذِمَتْ إِصْبَعٌ مِنْ أَصَابِعِهِ، وَكَانَ قَيْسُ بْنُ زَيْدٍ سَيِّدًا، وَوَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ، وَعَقَدَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَنِي سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَقْصَى، وَابْنُهُ نَاتِلُ بْنُ قَيْسٍ وَكَانَ سَيِّدَ جُذَامٍ بِالشَّامِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 714 عَدِيُّ الْجُذَامِيُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 715 327 - أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ , عَنْ عَدِيٍّ الْجُذَامِيِّ: أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَانَتْ لِيَ امْرَأَتَانِ اقْتَتَلَتَا، فَرَمَيْتُ إِحْدَاهُمَا، فَرُمِيَ فِي جِنَازَتِهَا فَمَاتَتْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اعْقِلْهَا وَلَا تَرِثْهَا» قَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ جَدْعَاءَ وَهُوَ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، [ص: 716] تَعَلَّمُوا، فَإِنَّمَا الْأَيْدِي ثَلَاثَةٌ: فَيَدُ اللَّهِ الْعُلْيَا، وَيَدُ الْمُعْطِي الْوُسْطَى، وَيَدُ الْمُعْطَى السُّفْلَى، فَتَغَنُّوا وَلَوْ بِحَزْمِ الْحَطَبِ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ " الحديث: 327 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 715 وَمِنْ لَخْمٍ وَهُوَ مَالِكُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ أُدَدِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ عَرِيبٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 717 تَمِيمُ بْنُ أَوْسِ الدَّارِيُّ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ سُودِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ دِرَاعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الدَّارِ بْنِ هَانِئِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ نُمَارَةَ بْنِ لَخْمٍ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ، وَمَعَهُ أَخُوهُ نُعَيْمُ بْنُ أَوْسٍ، وَعَدُّهُ مِنَ الدَّارِيِّينَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 717 328 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيُّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: " قَدِمَ وَفْدُ الدَّارِيِّينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْصَرَفَهُ مِنْ تَبُوكَ سَنَةَ تِسْعٍ، وَهُمْ عَشْرَةٌ: هَانِئُ بْنُ حَبِيبٍ، وَالْفَاكِهُ بْنُ النُّعْمَانِ، وَجَبَلَةُ بْنُ مَالِكٍ، وَأَبُو هِنْدِ بْنُ بُرٍّ، وَأَخُوهُ الطَّيِّبُ بْنُ بُرٍّ، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ، وَتَمِيمُ بْنُ أَوْسٍ، وَنُعَيْمُ بْنُ أَوْسٍ، وَيَزِيدُ بْنُ قَيْسٍ، وَعَزَّةُ بْنُ مَالِكٍ، سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَأَخُوهُ مُرَّةُ بْنُ مَالِكٍ، وَهُوَ مِنْ لَخْمٍ ". وَأَهْدَى هَانِئٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاوِيَةً مِنْ خَمْرٍ، وَأَفْرَاسًا، وَقِبَاءً مُخَرَّصًا بِالذَّهَبِ، [ص: 719] يَعْنِي مَنْسُوجًا بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَّا الْخَمْرُ فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ شُرْبَهَا» قَالَ: أَفَأَبِيعُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «إِنَّ الَّذِي حَرَّمَ شُرْبَهَا حَرَّمَ بَيْعَهَا» , فَانْطَلَقَ بِهَا فَأَهْرَاقَهَا فِي بَقِيعِ الْخَبْجَبَةِ. وَقَبِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَفْرَاسَ، وَقَبِلَ الْقِبَاءَ الْمُخَرَّصَ بِالذَّهَبِ، فَأَعْطَاهُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَصْنَعُ بِهِ وَهُوَ دِيبَاجٌ مَنْسُوجٌ بِالذَّهَبِ؟ قَالَ: «تَنْزِعُ الذَّهَبَ فَتُحَلِّيهِ نِسَاءَكَ أَوْ تَسْتَنْفِقُهُ، وَتَبِيعُ الدِّيبَاجَ فَتَأْخُذُ ثَمَنَهُ، فَبَاعَهُ الْعَبَّاسُ مِنْ رَجُلٍ مِنْ يَهُودَ بِثَمَانِيَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَأَقَامَ الْوَفْدُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَوْصَى لَهُمْ بِجَادٍّ مِائَةَ وَسْقٍ» الحديث: 328 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 718 329 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ , عَنْ خَالِدِ بْنِ [ص: 720] سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ: كُنْتُ بِالشَّامِ حِينَ بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجْتُ إِلَى بَعْضِ حَاجَتِي , فَأَدْرَكَنِي اللَّيْلُ , فَقُلْتُ: أَنَامُ فِي جِوَارِ غِطَمِّ هَذَا الْوَادِي اللَّيْلَةَ. فَلَمَّا أَخَذْتُ مَضْجَعِي إِذَا مُنَادٍ يُنَادِي لَا أَرَاهُ: عُذْ بِاللَّهِ , فَإِنَّ الْجِنَّ لَا تُجِيرُ أَحَدًا عَلَى اللَّهِ , فَقُلْتُ: ايْمُ اللَّهِ تَقُولُ؟ فَقَالَ: قَدْ خَرَجَ رَسُولُ الْأُمِّيِّينَ، رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَلَّيْنَا خَلْفَهُ بِالْحَجُونِ، وَأَسْلَمْنَا وَاتَّبَعْنَاهُ، وَذَهَبَ كَيَدُ الْجِنِّ، وَرُمِيَتْ بِالشُّهُبِ، فَانْطَلِقْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَأَسْلِمْ. فَلَمَّا أَصْبَحْتُ مَضَيْتُ إِلَى دَيْرِ أَيُّوبَ، فَسَأَلْتُ رَاهِبًا بِهِ وَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ فَقَالَ: قَدْ صَدَقُوا، تَجِدُهُ يَخْرُجُ مِنَ الْحَرَمِ، وَمُهَاجِرُهُ الْحَرَمُ، وَهُوَ خَيْرُ الْأَنْبِيَاءِ، فَلَا تُسْبَقْ إِلَيْهِ. قَالَ تَمِيمٌ: فَتَكَلَّفْتُ الشُّخُوصَ حَتَّى جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمْتُ " الحديث: 329 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 719 330 - أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ [ص: 721] بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ مَوْلَى ابْنِ جُدْعَانَ، وَهُوَ ابْنُ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ الْمُحَدِّثِ، عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِتَمِيمِ بْنِ أَوْسٍ الدَّارِيِّ: «أَنَّ عَيْنُونَ قَرْيَتَهَا كُلَّهَا، وَسَهَلْهَا، وَجَبَلَهَا، وَمَاءَهَا، وَحَرْثَهَا، وَكَرُومَهَا، وَأَنْبَاطَهَا، وَثَمَرَهَا، لَهُ وَلِعَقِبِهِ مِنْ بَعْدِهِ، لَا يُحَاقُهُ فِيهَا أَحَدٌ، وَلَا يَدْخُلُهُ عَلَيْهِمْ بِظُلْمٍ، فَمَنْ أَرَادَ ظُلْمَهُمْ أَوْ أَخْذَهُ مِنْهُمْ، فَإِنَّ عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» ، وَكَتَبَ عَلِيٌّ. [ص: 722] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَيْسَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالشَّامِ قَطِيعَةٌ غَيْرُ حَبْرَى وَبَيْتِ عَيْنُونَ، أَقْطَعَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَمِيمًا وَنُعَيْمًا ابْنَيْ أَوْسٍ، وَغَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَوَى عَنْهُ، وَلَمْ يَزَلْ بِالْمَدِينَةِ حَتَّى تَحَوَّلَ إِلَى الشَّامِ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَكَانَ تَمِيمٌ يُكْنَى أَبَا رُقَيَّةَ الحديث: 330 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 720 331 - أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ , عَنِ ابْنِ عَوْنٍ , عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: «كَانَ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ يَلْبِسُونَ لِبَاسًا مُرْتَفِعًا، وَقَدِ اشْتَرَى تَمِيمٌ الدَّارِيُّ حُلَّةً بِأَلْفٍ، وَلَكِنَّهُ كَانَ يُصَلِّي فِيهَا» الحديث: 331 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 722 332 - أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ , عَنْ [ص: 723] قَتَادَةَ , أَنَّ ابْنَ سِيرِينَ أَخْبَرَهُ: «أَنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ اشْتَرَى رِدَاءً بِأَلْفٍ، فَكَانَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ فِيهِ» الحديث: 332 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 722 333 - أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ , وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ عَفَّانُ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ , عَنْ مُحَمَّدٍ , وَقَالَ عَارِمٌ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ , وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانَ , عَنْ مُحَمَّدٍ: أَنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ اشْتَرَى حُلَّةً بِأَلْفٍ، فَكَانَ يَقُومُ فِيهَا بِاللَّيْلِ إِلَى صَلَاتِهِ ". قَالُوا لِحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ: أَلْفَ دِرْهَمٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَكِنَّهُ لَيْسَ فِي الْحَدِيثِ الحديث: 333 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 723 334 - أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ ثَابِتٍ: «أَنَّ [ص: 724] تَمِيمًا الدَّارِيَّ كَانَتْ لَهُ حُلَّةٌ قَدِ ابْتَاعَهَا بِأَلْفِ دِرْهَمٍ، كَانَ يَلْبِسُهَا فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي يُرْجَى فِيهَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ» الحديث: 334 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 723 335 - أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ قَالَ: «كَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ» الحديث: 335 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 724 336 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ , عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: «كَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي سَبْعِ لَيَالٍ» الحديث: 336 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 725 337 - أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , وَشَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ , عَنْ أَبِي الضُّحَى , عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَالَ لِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ: [ص: 726] " هَذَا مَقَامُ أَخِيكَ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، صَلَّى لَيْلَةً حَتَّى أَصْبَحَ أَوْ كَرَبَ أَنْ يُصْبِحَ، يَقْرَأُ آيَةً وَيُرَدِّدُهَا وَيَبْكِي: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [الجاثية: 21] " الحديث: 337 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 725 338 - أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا [ص: 727] يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِتَمِيمٍ الدَّارِيِّ: مَا صَلَاتُكَ بِاللَّيْلِ؟ فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا , ثُمَّ قَالَ: «وَاللَّهِ لَرَكْعَةٌ أُصَلِّيهَا فِي جَوْفِ اللَّيْلِ فِي بَيْتِ سِرٍّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُصَلِّيَ اللَّيْلَ كُلَّهُ , ثُمَّ أَقُصُّ عَلَى النَّاسِ» , فَغَضِبَ الرَّجُلُ , فَقَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ بِكُمْ يَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ، إِنْ سَأَلْنَاكُمْ عَنَّفْتُمُونَا، وَإِنْ لَمْ نَسْأَلْكُمْ جَفَيْتُمُونَا، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ تَمِيمٌ , فَقَالَ: «أَرَأَيْتَكَ لَوْ كُنْتَ مُؤْمِنًا قَوِيًّا، وَأَنَا مُؤْمِنٌ ضَعِيفٌ، أَشَاطِيَّ أَنْتَ عَلَى مَا أَعْطَانِي اللَّهُ فَتَقْطَعَنِي؟ أَرَأَيْتَ لَوْ كُنْتُ مُؤْمِنًا قَوِيًّا وَأَنْتَ مُؤْمِنٌ ضَعِيفٌ، أَشَاطُّكَ أَنَا عَلَى مَا أَعْطَاكَ اللَّهُ وَأَقْطَعَكَ؟ وَلَكِنْ خُذْ مِنْ دِينِكِ لِنَفْسِكَ، وَمِنْ نَفْسِكَ لِدِينِكَ، حَتَّى تَسْتَقِيمَ عَلَى عِبَادَةٍ تُطِيقُهَا» الحديث: 338 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 726 339 - أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " زَارَتْنَا عَمْرَةُ فَبَاتَتْ عِنْدَنَا، فَقُمْتُ مِنَ اللَّيْلِ، فَلَمْ أَرْفَعْ [ص: 728] صَوْتِي بِالْقِرَاءَةِ، فَقَالَتْ: يَا ابْنَ أَخِي، مَا مَنَعَكَ أَنْ تَرْفَعَ صَوْتَكَ بِالْقِرَاءَةِ؟ فَمَا كَانَ يُوقِظُنَا إِلَّا صَوْتُ مُعَاذٍ الْقَارِئِ وَتَمِيمٌ الدَّارِيُّ ". قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْقِرَاءَةِ الحديث: 339 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 727 340 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى , عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ [ص: 729] يَزِيدَ بْنِ مَسْرُوقٍ قَالَ: «كَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ فِي الْبَحْرِ غَازِيًا، فَكَانَ يُرْسِلُ إِلَى مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ أَنْ يُرْسِلَ إِلَيْهِ بِالْأَسَارَى مِنَ الرُّومِ فَيَتَصَدَّقَ عَلَيْهِمْ» الحديث: 340 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 728 يَزِيدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ خَارِجِ بْنِ سُودِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ ذِرَاعِ بْنِ الدَّارِ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ، فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَهِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 730 هَانِئُ بْنُ حَبِيبٍ الدَّارِيُّ قَالَ: هَكَذَا وَجَدْنَاهُ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، فِي وَفْدِ الدَّارِيِّينَ، وَأَنَّهُ أَهْدَى لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَبِلَ هَدِيَّتَهُ مَا خَلَا الْخَمْرَ، قَالَ: وَلَمْ نَجِدْ ذِكْرَهُ وَلَا نَسَبَهُ فِي رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 731 أَبُو هِنْدَ بْنُ بُرٍّ هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِي رِوَايَتِهِ، وَقَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ: هُوَ أَبُو هِنْدَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَزِينِ بْنِ عُمَيْتِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ ذِرَاعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الدَّارِ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 731 وَأَخُوهُ الطَّيِّبُ بْنُ بُرٍّ هَكَذَا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَقَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ: هُوَ الطَّيِّبُ [ص: 732] بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَزِينِ بْنِ عُمَيْتِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ ذِرَاعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الدَّارِ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ، وَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 731 مَرْوَانُ بْنُ مَالِكِ بْنِ سُودِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ ذِرَاعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الدَّارِ , وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ، وَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ. هَكَذَا قَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 732 وَأَخُوهُ وَهْبُ بْنُ مَالِكِ بْنِ سُودِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ ذِرَاعٍ , وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ، هَكَذَا قَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فَقَالَ فِي رِوَايَتِهِ: فِي وَفْدِ الدَّارِيِّينَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 733 عَزَّةُ بْنُ مَالِكٍ وَأَخُوهُ مُرَّةُ بْنُ مَالِكٍ، وَفَدَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 733 الْفَاكِهُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ صَفَّارَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ ذِرَاعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الدَّارِ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ هَكَذَا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَأَمَّا فِي رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ [ص: 734] فَقَالَ: الَّذِي وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ رِفَاعَةُ بْنُ الْفَاكِهِ بْنِ النُّعْمَانِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 733 جَبَلَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جَبَلَةَ بْنِ صَفَّارَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ ذِرَاعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الدَّارِ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ، فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَهِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ، إِلَّا أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ قَالَ: جَبَلَةُ بْنُ مَالِكٍ. وَنَسَبَهُ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ إِلَى الدَّارِ عَلَى هَذَا النَّسَبِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 734 وَمِنْ مُرَادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أُدَدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ عَرِيبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَأِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ وَاسْمُ مُرَادٍ: يُحَابِرُ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ مُرَادًا؛ لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ تَمَرَّدَ مِنَ الْيَمَنِ، وَأُمُّهُ: سَلْمَى بِنْتُ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ أُخْتُ سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 735 فَرْوَةُ بْنُ الْمُسَيْكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الذُّؤَيْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ مُنْيَةَ بْنِ غُطَيْفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَاجِيَةَ بْنِ مُرَادٍ، وَكَانَ يُقَالُ لِبَنِي غُطَيْفٍ: قُرَيْشُ مُرَادٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 735 341 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ , عَنْ [ص: 736] مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: " قَدِمَ فَرْوَةُ بْنُ مُسَيْكٍ الْمُرَادِيُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُفَارِقًا لِمُلُوكِ كِنْدَةَ وَمُتَابِعًا لِلنَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ رَجُلًا لَهُ شَرَفٌ، فَأَنْزَلَهُ ابْنُ عُبَادَةَ عَلَيْهِ، ثُمَّ غَدَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا لِمَنْ وَرَائِي مِنْ قَوْمِي. قَالَ: «أَيْنَ نَزَلْتَ يَا فَرْوَةُ؟» قَالَ: عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ. قَالَ: «بَارَكَ اللَّهُ عَلَى سَعْدٍ» . وَكَانَ يَحْضُرُ مَجْلِسَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّمَا جَلَسَ، وَيَتَعَلَّمُ الْقُرْآنَ وَفَرَائِضَ الْإِسْلَامِ وَشَرَائِعَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا: «يَا فَرْوَةُ، هَلْ سَاءَكَ مَا أَصَابَ قَوْمَكَ يَوْمَ الرَّدْمِ؟» , فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ ذَا يُصِيبُ قَوْمَهْ مَا أَصَابَ قَوْمِي يَوْمَ الرَّدْمِ إِلَّا سَاءَهُ ذَلِكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَا إِنَّ ذَلِكَ لَمْ يَزِدْ قَوْمَكَ فِي الْإِسْلَامِ إِلَّا [ص: 737] خَيْرًا» . وَكَانَ بَيْنَ مُرَادٍ وَهَمْدَانَ وَقْعَةٌ، أَصَابَتْ هَمْدَانُ مِنْ مُرَادٍ مَا أَرَادُوا حَتَّى أَثْخَنُوهُمْ فِي يَوْمِ الرَّدْمِ، وَكَانَ الَّذِي قَادَ هَمْدَانَ إِلَى مُرَادٍ , الْأَجْدَعُ بْنُ مَالِكٍ، فَفَضَحَهُمْ يَوْمَئِذٍ، وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ فَرْوَةُ بْنُ مُسَيْكٍ: [البحر الوافر] إِنْ نُغْلَبْ فَغَلَّابُونَ قُدْمًا ... وَإِنْ نُهْزَمْ فَغَيْرُ مُهَزَّمِينَا وَمَا أَنْ طِبْنَا جُبْنًا وَلَكِنْ ... مَنَايَانَا وَطُعْمَةُ آخَرِينَا كَذَاكَ الدَّهْرُ دَوْلَتُهُ سِجَالٌ ... تَكِرُّ صُرُوفُهُ حِينًا فَحِينَا قَالَ: فَأَقَامَ فَرْوَةُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَقَامَ، ثُمَّ اسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مُرَادٍ وَزُبَيْدٍ وَمَذْحِجٍ كُلِّهَا، وَكَتَبَ مُعَهُ كِتَابًا إِلَى الْأَبْنَاءِ بِالْيَمَنِ يَدْعُوهُمْ إِلَى خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ عَلَى الصَّدَقَاتِ، وَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا فِيهِ فَرَائِضُ الصَّدَقَةِ، فَلَمْ يَزَلْ خَالِدٌ عَلَى الصَّدَقَةِ مَعَ فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ، وَكَانَ فَرْوَةُ يَسِيرُ فِيهِمْ بِوِلَايَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحديث: 341 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 735 342 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ , عَنْ مِحْجَنِ بْنِ وَهْبٍ الْخُزَاعِيِّ , عَنْ قَوْمِهِ , قَالُوا: «أَجَازَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرْوَةَ بْنَ مُسَيْكٍ بِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً، وَحَمَلَهُ عَلَى بَعِيرٍ نَجِيبٍ، وَأَعْطَاهُ حُلَّةً مِنْ نَسْجِ عُمَانَ» . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَاسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَرْوَةَ بْنَ مُسَيْكٍ أَيْضًا عَلَى صَدَقَاتِ مَذْحِجٍ الحديث: 342 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 738 قَيْسُ بْنُ الْمَكْشُوحِ وَاسْمُ الْمَكْشُوحِ: هُبَيْرَةُ بْنُ عَبْدِ يَغُوثَ بْنِ الْغُزَيْلِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ بَدَّاءَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عُوثِيَانَ بْنِ زَاهِرِ بْنِ مُرَادٍ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ أَبُوهُ: الْمَكْشُوحَ , لِأَنَّهُ كُشِحَ بِالنَّارِ , أَيْ كُوِيَ عَلَى كَشْحِهِ، وَكَانَ سَيِّدَ مُرَادٍ , وَابْنُهُ قَيْسٌ كَانَ فَارِسَ مَذْحِجٍ، وَهُوَ الَّذِي قَتَلَ الْأَسْوَدَ الْعَنْسِيَّ الَّذِي تَنَبَّأَ، فَسَمَّتْهُ مُضَرُ: قَيْسَ غُدَرَ، فَقَالَ: لَسْتُ غُدَرَ، وَلَكِنِّي حَتْفُ مُضَرَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 739 343 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ , عَنْ [ص: 740] مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ لِقَيْسِ بْنِ مَكْشُوحٍ الْمُرَادِيِّ حِينَ انْتَهَى إِلَيْهِمْ أَمَرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا قَيْسُ، أَنْتَ سَيِّدُ قَوْمِكَ الْيَوْمَ، وَقَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدٌ , قَدْ خَرَجَ بِالْحِجَازِ، يَقُولُ: إِنَّهُ نَبِيٌّ، فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَيْهِ حَتَّى نَعْلَمَ عِلْمَهُ، فَإِنْ كَانَ نَبِيًّا , كَمَا يَقُولُ , فَإِنَّهُ لَمْ يَخْفَ عَلَيْنَا، إِذَا لَقِينَاهُ اتَّبَعْنَاهُ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ، عَلِمْنَا عِلْمَهُ , فَإِنَّهُ إِنْ سَبَقَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِكَ سَادَنَا وَتَرَأَّسَ عَلَيْنَا وَكُنَّا لَهُ أَذْنَابًا، فَأَبَى عَلَيْهِ قَيْسٌ , وَسَفَّهَ رَأْيَهُ. فَرَكِبَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ فِي عَشْرَةٍ مِنْ قَوْمِهِ , حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَأَسْلَمَ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى بِلَادِهِ، فَلَمَّا بَلَغَ قَيْسَ بْنَ مَكْشُوحٍ خُرُوجُ عَمْرٍو، أَوْعَدَ عَمْرًا وَتَحَطَّمَ عَلَيْهِ , وَقَالَ: خَالَفَنِي وَتَرَكَ رَأْيِي، فَقَالَ عَمْرٌو فِي ذَلِكَ شِعْرًا: [البحر الهزج] أَمَرْتُكَ يَوْمَ ذِي صَنْعَا ... ءَ أَمْرًا بَادِيًا رُشْدُهْ أَمَرْتُكَ بِاتِّقَاءِ اللَّـ ... ـهِ وَالْمَعْرُوفِ تَأْتَقِدُهْ خَرَجْتَ مِنَ الْمَنِيِّ مِثْلَ ... الْحَمِيرِ عَارُهُ وَقْدُهْ وَجَعَلَ عَمْرٌو يَقُولُ: قَدْ خَبَّرْتُكَ يَا قَيْسُ أَنَّكَ سَتَكُونُ ذَنَبًا تَابِعًا لِفَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ , وَجَعَلَ فَرْوَةُ يَطْلُبُ قَيْسَ بْنَ مَكْشُوحٍ كُلَّ الطَّلَبِ , حَتَّى هَرَبَ مِنْ بِلَادِهِ , وَأَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ. وَلَمَّا ظَهْرَ الْعَنْسِيُّ خَافَهُ قَيْسٌ عَلَى نَفْسِهِ، فَجَعَلَ يَأْتِيهِ وَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ وَيَرْصُدُ لَهُ فِي [ص: 741] نَفْسِهِ مَا يُرِيدُ , وَلَا يَبُوحُ بِهِ إِلَى أَحَدٍ، حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ وَقَدْ دَقَّ فَيْرُوزُ بْنُ الدَّيْلَمِيِّ عُنُقَهُ، وَجَعَلَ وَجْهَهُ فِي قَفَاهُ، وَقَتَلَهُ، فَحَزَّ قَيْسٌ رَأْسَهُ وَرَمَى بِهِ إِلَى أَصْحَابِهِ، ثُمَّ خَافَ مِنْ قَوْمِ الْعَنْسِيِّ، فَعَدَا عَلَى دَاذَوَيْهِ فَقَتَلَهُ لِيُرْضِيَهُمْ بِذَلِكَ، وَكَانَ دَاذَوَيْهِ فِيمَنْ حَضَرَ قَتْلَ الْعَنْسِيِّ أَيْضًا. فَكَتَبَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى الْمُهَاجِرِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ: أَنِ ابْعَثْ إِلَيَّ بِقَيْسٍ فِي وَثَاقٍ. فَبَعَثَ بِهِ إِلَيْهِ , فَكَلَّمَهُ عُمَرُ فِي قَتْلِهِ , وَقَالَ: اقْتُلْهُ بِالرَّجُلِ الصَّالِحِ، يَعْنِي دَاذَوَيْهِ، فَإِنَّ هَذَا لِصٌّ عَادٍ، فَجَعَلَ قَيْسٌ يَحْلِفُ مَا قَتَلَهُ، فَأَحْلَفَهُ أَبُو بَكْرٍ خَمْسِينَ يَمِينًا عِنْدَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَتَلَهُ وَلَا عَلِمَ لَهُ قَاتِلًا، ثُمَّ عَفَا عَنْهُ. فَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ: لَوْلَا مَا كَانَ مِنْ عَفْوِ أَبِي بَكْرٍ عَنْهُ لَقَتَلْتُكَ بِدَاذَوَيْهِ، فَيَقُولُ قَيْسٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَشْعَرْتَنِي، مَا يَسْمَعُ هَذَا مِنْكَ أَحَدٌ إِلَّا اجْتَرَأَ عَلَيَّ وَأَنَا بَرِيءٌ مِنْ قَتْلِهِ. فَكَانَ عُمَرُ يَكُفُّ بَعْدُ عَنْ ذِكْرِهِ، وَيَأْمُرُ إِذَا بَعَثَهُ فِي الْجُيُوشِ: أَنْ يُشَاوَرَ وَلَا يُجْعَلُ إِلَيْهِ عَقْدُ أَمْرٍ، وَيَقُولُ: إِنَّ لَهُ عِلْمًا بِالْحَرْبِ، وَهُوَ غَيْرُ مَأْمُونٍ ". فَهَذَا حَدِيثُهُ الحديث: 343 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 739 صَفْوَانُ بْنُ عَسَّالٍ مِنْ بَنِي الرَّبْضِ بْنِ زَاهِرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَوْثَبَانَ بْنِ زَاهِرِ بْنِ مُرَادٍ، وَعِدَادُهُ فِي جَمَلٍ، أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 742 344 - أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ: حَدَّثَنَا [ص: 743] عَاصِمٌ , عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: لَقِيتُ صَفْوَانَ بْنَ عَسَّالٍ الْمُرَادِيَّ , فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَغَزَوْتُ مَعَهُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ غَزْوَةً " الحديث: 344 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 742 وَمِنْ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أُدَدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ عَرِيبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَأِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ. وَإِنَّمَا سُمِّيَ: سَعْدَ الْعَشِيرَةِ , لِأَنَّهُ طَالَ عُمْرُهُ , وَكَثُرَ وَلَدُهُ، فَكَانَ وَلَدُهُ وَوَلَدُ وَلَدِهِ ثَلَاثَمِائَةِ رَجُلٍ، فَكَانَ يَرْكَبُ فِيهِمْ، فَيُقَالُ: مَنْ هَؤُلَاءِ مَعَكَ يَا سَعْدُ؟ , فَيَقُولُ: عَشِيرَتِي. مَخَافَةَ الْعَيْنِ عَلَيْهِمْ , وَأُمُّ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ: سَلْمَى بِنْتُ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ مِنْ مُضَرَ , ثُمَّ مِنْ جُعْفِيِّ بْنِ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 745 ابْنَا مُلَيْكَةَ الْجُعْفِيَّانِ الْوَافِدَانِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُمَا قَيْسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ بْنِ الشَّيْطَانِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْأَصْهَبِ، وَاسْمُهُ: عَوْفُ بْنُ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ذُهْلِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ جُعْفِيٍّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 745 وَسَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مَشْجَعَةَ بْنِ الْمُجَمِّعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ حَرِيمِ بْنِ جُعْفِيٍّ، وَأُمَّهُمَا: مُلَيْكَةُ بِنْتُ الْحُلْوِ بْنِ مَالِكِ بْنِ بَنِي حَرِيمِ بْنِ جُعْفِيٍّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 745 345 - أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ , عَنْ أَبِيهِ , وَعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ قَيْسٍ الْجُعْفِيِّ قَالَا: كَانَتْ جُعْفِيٌّ يُحَرِّمُونَ الْقَلْبَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَوَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَانِ مِنْهُمْ قَيْسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ , مِنْ بَنِي مَرْوَانَ بْنِ جُعْفِيٍّ، وَسَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ , مِنْ مَشْجَعَةَ بْنِ مُجَمِّعٍ , مِنْ بَنِي الْحَرِيمِ بْنِ جُعْفِيٍّ، وَهُمَا أَخَوَانِ لِأُمٍّ، وَأُمُّهُمَا مُلَيْكَةُ بِنْتُ الْحُلْوِ بْنِ مَالِكٍ , مِنْ بَنِي حَرِيمِ بْنِ جُعْفِيٍّ، فَأَسْلَمَا، فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَلَغَنِي أَنَّكُمْ لَا تَأْكُلُونَ الْقَلْبَ» قَالَا: نَعَمْ. قَالَ: «فَإِنَّهُ لَا يَكْمُلُ إِسْلَامُكُمَا إِلَّا بِأَكْلِهِ» , وَدَعَا لَهُمَا بِقَلْبٍ فَشُوِيَ، ثُمَّ نَاوَلَهُ يَزِيدَ بْنَ سَلَمَةَ فَلَمَّا أَخَذَهُ أَرْعَدَتْ يَدُهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلْهُ» , فَأَكَلَهُ , وَقَالَ: [البحر الوافر] عَلَى أَنِّي أَكَلْتُ الْقَلْبَ كَرْهًا ... وَتَرْعَدُ حِينَ مَسَّتْهُ بَنَانِي [ص: 746] قَالَ: وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقَيْسِ بْنِ سَلَمَةَ كِتَابًا نُسْخَتُهُ: " مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِقَيْسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ، إِنِّي اسْتَعْمَلْتُكَ عَلَى مَرَّانَ، وَمَوَالِيهَا، وَحَرِيمَ وَمَوَالِيهَا، وَالْكِلَابِ وَمَوَالِيهَا، مَنْ أَقَامَ مِنْهُمُ الصَّلَاةَ , وَآتَى الزَّكَاةَ , وَصَدَّقَ مَالَهُ وَصَفَّاهُ، قَالَ: وَالْكِلَابُ: أَوَدٌ وَزُبَيْدٌ، وَحَرِيمٌ: سَعْدُ الْعَشِيرَةِ وَزَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ، وَعَائِذُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ، وَبَنُو صَلَاةٍ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمَّنَا مُلَيْكَةُ بِنْتُ الْحُلْوِ كَانَتْ تَفُكُّ الْعَانِيَ، وَتُطْعِمُ الْبَائِسَ، وَتَرْحَمُ الْفَقِيرَ، وَإنَّهَا مَاتَتْ , وَقَدْ وَأَدَتْ بُنَيَّةً لَهَا صَغِيرَةً، فَمَا حَالُهَا؟ فَقَالَ: «الْوَائِدَةُ وَالْمَوْءُودَةُ فِي النَّارِ» , فَقَامَا مُغْضَبَيْنِ، فَقَالَ: «إِلَيَّ فَارْجِعَا» , فَقَالَ: «أُمِّي مَعَ أُمِّكُمَا» , فَأَبَيَا وَمَضَيَا وَهُمَا يَقُولَانِ: وَاللَّهِ إِنَّ رَجُلًا أَطْعَمَنَا الْقَلْبَ، وَزَعَمَ أَنَّ أَمَّنَا فِي النَّارِ لَأَهْلٌ أَلَّا يُتَّبَعَ , وَذَهَبَا فَلَمَّا كَانَا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ لَقِيَا رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ إِبِلٌ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ فَأَوْثَقَاهُ وَأَطْرَدَا الْإِبِلَ , فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَعَنَهُمَا فِيمَنْ كَانَ يَلْعَنُ فِي قَوْلِهِ: «لَعَنَ اللَّهُ رِعْلًا وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَلِحْيَانَ وَابْنَيْ مُلَيْكَةَ مِنْ حَرِيمٍ وَمُرَّانَ» الحديث: 345 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 745 أَبُو سَبْرَةَ وَاسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الذُّؤَيْبِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ ذُهْلِ بْنِ مَرَّانَ بْنِ جُعْفِيٍّ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ ابْنَاهُ سَبْرَةَ، وَعَزِيزٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَزِيزٍ: «مَا اسْمُكَ؟» . قَالَ: عَزِيزٌ. قَالَ: «لَا عَزِيزَ إِلَّا اللَّهُ , أَنْتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ» , فَأَسْلَمُوا، وَقَالَ لَهُ أَبُو سَبْرَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ بِظَهْرِ كَفِّي سِلْعَةٌ قَدْ مَنَعْتَنِي مِنْ خِطَامِ رَاحِلَتِي. فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحٍ فَجَعَلَ يَضْرِبُ بِهِ عَلَى السِّلْعَةِ وَيَمْسَحُهَا فَذَهَبَتْ، وَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَابْنَيْهِ , وَقَالَ أَبُو سَبْرَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقْطِعْنِي وَادِيَ قَوْمِي بِالْيَمَنِ. وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: جُرْدَانُ , فَفَعَلَ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 747 وَكَانَ أَبُو سَبْرَةَ فِي أَلْفَيْنِ وَخَمْسِمِائَةٍ مِنَ الْعَطَاءِ، وَوَلَّى الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي سَبْرَةَ أَصْبَهَانَ، وَهُوَ أَبُو خَيْثَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفَقِيهُ صَاحِبُ الْأَعْمَشِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 748 346 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ [ص: 749] خَيْثَمَةَ قَالَ: قَدِمَ جَدِّي أَبُو سَبْرَةَ الْمَدِينَةَ فَوَلَدَ أَبِي، فَسَمَّاهُ عَزِيزًا، فَذَكَرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «بَلْ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ» الحديث: 346 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 748 347 - أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ خَيْثَمَةَ , يَقُولُ: لَمَّا وُلِدَ أَبِي سَمَّاهُ جَدِّي عَزِيزًا، فَأَتَى جَدِّيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ: «سَمِّهِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ» الحديث: 347 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 749 وَمِنْ عَايِذِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 750 عُبَيْدَةُ بْنُ هَبَّارٍ مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ بْنِ مَاقَانَ , وَاسْمُهُ أَوْسُ بْنُ عَائِذِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 750 وَمِنْ بَنِي زُبَيْدٍ الصَّغِيرِ وَهُوَ مُنَبِّهُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ مَازِنِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مُنَبِّهٍ وَهُوَ زُبَيْدٌ الْأَكْبَرُ وَهُوَ جِمَاعُ زُبَيْدِ بْنِ صَعْبِ بْنِ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ زُبَيْدٌ الصَّغِيرُ زُبَيْدًا، لِأَنَّهُ لَمَّا كَثُرَتْ عُمُومَتُهُ وَبَنُو عَمِّهِ قَالَ: مَنْ يُزْبِدُنِي نُصْرَةً، يَعْنِي يُعْطِينِي نُصْرَةً، عَلَى بَنِي أَوَدٍ، فَأَجَابُوهُ، فَسُمُّوا كُلُّهُمْ: زُبَيْدًا , مَا بَيْنَ زُبَيْدٍ الْأَصْغَرِ إِلَى زُبَيْدٍ الْأَكْبَرِ، وَهُوَ مُنَبِّهُ بْنُ صَعْبِ بْنِ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ، وَأَخُوهُ زُبَيْدٌ الْأَصْغَرُ، وَعُمُومَتُهُ إِلَى مُنَبِّهٍ الْأَكْبَرِ كُلُّهُمْ يُقَالُ لَهُمْ: زُبَيْدٌ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 751 عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُصْمِ بْنِ زُبَيْدٍ الْأَصْغَرِ، وَكَانَ عَمْرٌو فَارِسَ الْعَرَبِ وَيُكْنَى أَبَا ثَوْرٍ، وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 751 348 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ , عَنْ [ص: 752] مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَدِمَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ فِي عَشْرَةٍ مِنْ زُبَيْدٍ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ عَمْرٌو قَدْ قَالَ لِقَيْسِ بْنِ مَكْشُوحٍ الْمُرَادِيِّ حِينَ انْتَهَى إِلَيْهِمْ أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا قَيْسُ، إِنَّكَ سَيِّدُ قَوْمِكَ الْيَوْمَ، وَقَدْ ذُكِرَ لَنَا: أَنَّ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدٌ قَدْ خَرَجَ بِالْحِجَازِ، يَقُولُ إِنَّهُ نَبِيٌّ، فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَيْهِ حَتَّى نَعْلَمَ عِلْمَهُ , فَإِنْ كَانَ نَبِيًّا كَمَا يَقُولُ , فَإِنَّهُ لَنْ يَخْفَى عَلَيْنَا، إِذَا لَقِينَاهُ اتَّبَعْنَاهُ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ عَلِمْنَا عِلْمَهُ، فَإِنَّهُ إِنْ يَسْبِقْ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِكَ سَادَنَا , وَتَرَأَّسَ عَلَيْنَا , وَكُنَّا لَهُ أَذْنَابًا. فَأَبَى عَلَيْهِ قَيْسٌ , وَسَفَّهَ رَأْيَهُ ". فَرَكِبَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَقَالَ حِينَ دَخَلَهَا وَهُوَ آخِذٌ بِزِمَامِ رَاحِلَتِهِ: مَنْ سَيِّدُ أَهْلِ هَذِهِ الْبُحَيْرَةِ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ؟ فَقِيلَ لَهُ: سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، فَأَقْبَلَ يَقُودُ رَاحِلَتَهُ حَتَّى أَنَاخَ بِبَابِهِ، فَقِيلَ لِسَعْدٍ: عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ سَعْدٌ , فَرَحَّبَ بِهِ، وَأَمَرَ بِرَحْلِهِ فَحُطَّ، وَأَكْرَمَهُ وَحَبَاهُ، ثُمَّ رَاحَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ وَأَقَامَ أَيَّامًا، وَأَجَازَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا يُجِيزُ الْوَفْدَ، وَانْصَرَفَ رَاجِعًا إِلَى بِلَادِهِ. وَأَقَامَ عَمْرٌو مَعَ زُبَيْدٍ قَوْمِهِ , وَعَلَيْهِمْ فَرْوَةُ بْنُ مُسَيْكٍ سَامِعًا مُطِيعًا , إِذَا أَرَادَ أَنْ يَغْزُو أَطَاعَهُ، وَكَانَ فَرْوَةُ يُصِيبُ كُلَّ مَنْ خَالَفَهُ، فَلَمَّا بَلَغَ قَيْسَ بْنَ مَكْشُوحٍ خُرُوجُ عَمْرِو بْنِ مَعْدِي كَرِبَ , أَوْعَدَ عَمْرًا وَتَحَطَّمَ عَلَيْهِ: خَالَفَنِي وَتَرَكَ رَأْيِي، وَقَالَ عَمْرٌو فِي ذَلِكَ شِعْرًا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ سَمِعْتُهَا مِنْ مَشْيَخَتِنَا: [ص: 753] [البحر الهزج] أَمَرْتُكَ يَوْمَ ذِي صَنْعَا ... ءَ أَمْرًا بَادِيًا رُشْدُهْ أَمَرْتُكَ بِاتِّقَاءِ اللَّـ ... ـهِ وَالْمَعْرُوفِ تَأْتَقِدُهْ خَرَجْتَ مِنَ الْمَنِيِّ مِثْلَ ... الْحَمِيرِ عَارُهُ وَقْدُهْ وَجَعَلَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ يَقُولُ: قَدْ خَبَّرْتُكَ يَا قَيْسُ بْنَ مَكْشُوحٍ: إِنَّكَ يَا قَيْسٌ سَتَكُونُ ذَنَبًا تَابِعًا لِفَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ، وَجَعَلَ فَرْوَةُ يَطْلُبُ قَيْسَ بْنَ مَكْشُوحٍ كُلَّ الطَّلَبِ حَتَّى فَرَّ مِنْ بِلَادِهِ. فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَبَتَ فَرْوَةُ بْنُ مُسَيْكٍ عَلَى الْإِسْلَامِ، يُغِيرُ عَلَى مَنْ خَالَفَهُ بِمَنْ أَطَاعَهُ، وَارْتَدَّ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ حِينَ ارْتَدَّ وَهِيَ ثَبْتٌ: وَجَدْنَا مُلْكَ فَرْوَةَ شَرَّ مُلْكٍ ... حِمَارٌ سَافَ مِنْخَرَهُ بِعُذْرِ وَكُنْتَ إِذَا رَأَيْتَ أَبَا عُمَيْرٍ ... تَرَى الْحُوَلَاءَ مِنْ خُبْثٍ وَغَدْرِ وَجَعَلَ فَرْوَةُ بْنُ مُسَيْكٍ يَطْلُبُ مَنِ ارْتَدَّ عَنِ الْإِسْلَامِ وَيُقَاتِلُهُ الحديث: 348 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 751 349 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ [ص: 754] بْنِ نَوْفَلٍ , أَنَّ عَمْرَو بْنَ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ: «كَانَتْ خَيْلُ الْمُسْلِمِينَ تَنْفِرُ مِنَ الْفِيَلَةِ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ وَخَيْلُ الْفُرْسِ لَا تَنْفِرُ، فَأَمَرْتُ رَجُلًا فَتَرَّسَ عَنِّي، ثُمَّ دَنَوْتُ مِنَ الْفِيلِ وَضَرَبْتُ خَيْطَمَهُ فَقَطَعْتُهُ، فَنَفَرَ وَنَفَرَتِ الْفِيَلَةُ فَحَطَّمَتِ الْعَسْكَرَ، وَأَلَحَّ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِمْ حَتَّى انْهَزَمُوا» الحديث: 349 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 753 350 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ , عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ: «أَلْزِمُوا خَرَاطِيمَ الْفِيَلَةِ السُّيُوفَ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لَهَا مَقْتَلٌ إِلَّا خُرْطُومَهَا» الحديث: 350 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 754 351 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ مُوسَى بْنِ [ص: 755] عُقْبَةَ , عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ مَوْلَى الزُّبَيْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا نِيَارُ بْنُ مُكْرَمٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: " شَهِدْتُ الْقَادِسِيَّةَ، فَرَأَيْنَا يَوْمًا اشْتَدَّ فِيهِ الْقِتَالُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْفُرْسِ، وَرَأَيْتُ رَجُلًا يَفْعَلُ بِالْعَدُوِّ يَوْمَئِذٍ الْأَفَاعِيلَ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا، جَزَاهُ اللَّهُ خَيْرًا؟ قِيلَ: عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ " الحديث: 351 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 754 352 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ , عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: شَهِدْتُ الْقَادِسِيَّةَ، فَسَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَعْدِي كَرِبَ وَهُوَ يَمْشِي بَيْنَ الصَّفَّيْنِ وَهُوَ يَقُولُ: «يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، كُونُوا أُسُودًا، أَسَدٌ أَغْنَى شَاتَهُ، إِنَّمَا الْفَارِسِيُّ تَيْسٌ بَعْدَ أَنْ يَضَعَ نَيْزَكَهُ، وَأَسْوَارُهُمْ لَا تَقَعُ لَهُ نُشَّابَةٌ» ، فَقُلْنَا لَهُ: احْذَرْ أَبَا ثَوْرٍ , فَرَمَاهُ الْأَسْوَارَ فَمَا أَخْطَأَ قَوْسُهُ، وَشَدَّ عَلَيْهِ عَمْرٌو فَأَخَذَهُ وَسَقَطَا إِلَى الْأَرْضِ جَمِيعًا فَتَكَشَّفَ عَنْهُمَا وَإِنَّ عَمْرًا لَعَلَى صَدْرَهُ يَذْبَحُهُ وَأَنَا أَنْظُرُ، وَأَخَذَ سَلْبَهُ: سِوَارَيْنِ وَمِنْطَقَةً وَيَلْمَقَ دِيبَاجٍ " الحديث: 352 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 755 353 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ عِيسَى الْحَنَّاطِ قَالَ: " أُتِيَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ بِفَرَسٍ فَهَزَّهُ، فَقَالَ: هَذَا ضَعِيفٌ، ثُمَّ أُتِيَ بِآخَرَ فَأَخَذَ مَعْرَفَتَهُ فَهَزَّهُ فَقَالَ: هَذَا ضَعِيفٌ، ثُمَّ أُتِيَ بِآخَرَ , فَأَخَذَ مَعْرَفَتَهُ فَهَزَّهُ فَقَالَ: هَذَا ضَعِيفٌ، ثُمَّ أُتِيَ بِآخَرَ , فَأَخَذَ مَعْرَفَتَهُ فَهَزَّهُ فَرَكَضَهُ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: «إِنِّي حَامِلٌ فَعَابِرٌ الْجِسْرَ، فَإِنْ أَسْرَعْتُمْ أَدْرَكْتُمُونِي وَقَدْ عُقِرَ بِيَ الْقَوْمُ وَوَجَدْتُمُونِي قَائِمًا بَيْنَهُمْ، وَإِنْ أَبْطَأْتُمْ عَنِّي وَجَدْتُمُونِي قَتِيلًا بَيْنَهُمْ قَدْ قُتِلْتُ وَجُرِّدْتُ» ، فَحَمَلَ عَمْرٌو فَوَجَدْنَاهُ قَائِمًا قَدْ عُقِرَ بِهِ عَلَى مَا وَصَفَ " الحديث: 353 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 756 354 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: لَمَّا وَلَّى عُمَرُ النُّعْمَانَ بْنَ مُقَرِّنٍ عَلَى النَّاسِ يَوْمَ نَهَاوَنْدَ , كَتَبَ إِلَيْهِ: «أَنَّ فِي جُنْدِكَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ، وَطُلَيْحَةُ بْنُ خُوَيْلِدٍ الْأَسَدِيُّ، فَأَحْضِرْهُمَا وَشَاوِرْهُمَا فِي الْحَرْبِ» الحديث: 354 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 756 355 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ مِسْمَارٍ , عَنْ زِيَادٍ مَوْلَى سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا , يَقُولُ، وَبَلَغَهُ أَنَّ عَمْرَو بْنَ مَعْدِي كَرِبَ وَقَعَ فِي الْخَمْرِ وَأَنَّهُ قَدْ دُلِهَ، فَقَالَ: «لَقَدْ كَانَ لَهُ مَوْطِنٌ صَالِحٌ، لَقَدْ كَانَ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ عَظِيمَ الْغَنَاءِ، شَدِيدَ النِّكَايَةِ لِلْعَدُوٍّ» فَقِيلَ لَهُ: قَيْسُ بْنُ مَكْشُوحٍ، قَالَ: «كَانَ هَذَا أَبْذَلُ لِنَفْسِهِ مِنْ قَيْسٍ وَإِنَّ قَيْسًا لَشُجَاعٌ» الحديث: 355 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 757 356 - أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ , عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: " كَانَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ يَمُرُّ عَلَيْنَا يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ وَنَحْنُ صُفُوفٌ , [ص: 758] فَيَقُولُ: «يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ، كُونُوا أُسْدًا، أَسَدٌ أَغْنَى شَاتَهُ، فَإِنَّمَا الْفَارِسِيُّ تَيْسٌ بَعْدَ أَنْ يُلْقِي نَيْزَكَهُ» الحديث: 356 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 757 357 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ , عَنْ قَيْسٍ قَالَ: " شَهِدْتُ الْأَشْعَثَ وَعَمْرَو بْنَ مَعْدِي كَرِبَ وَقَعَ بَيْنَهُمَا كَلَامٌ فِي الْمَسْجِدِ قَالَ: فَقَالَ لَهُ الْأَشْعَثُ: «وَاللَّهِ لَئِنْ جِئْتُكَ لَأَضْرِطَنَّكَ» ، فَقَالَ لَهُ أَبُو ثَوْرٍ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ: «كَلَّا وَاللَّهِ، إِنَّهَا الْعَرُومُ مُقْرِعَةٌ» الحديث: 357 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 758 358 - أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي , [ص: 759] عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ , عَنْ أَبِي طَوْقٍ , عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ الْقَعْقَاعِ , أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَعْدِي كَرِبَ يَقُولُ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ إِنْ كُنَّا مِنْهُ قَرِيبٌ إِذْ حَجَجْنَا، نَقُولُ: [البحر الرجز] لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ تَعْظِيمٌ لَكَ عُذْرَا ... هَذِهِ زَبِيدٌ قَدْ أَتَتْكَ قَصْرَا تَقْطَعُ مِنْ بَيْنِ عِضَاهٍ سُمْرَا ... تَغْدُو بِهَا مُضَمَّرَاتٍ شَذَرَا يَقْطَعْنَ خَبْتًا وَجِبَالًا عُسْرَا ... قَدْ تَرَكُوا الْأَوْثَانَ خُلْوًا صِفْرَا فَنَحْنُ الْيَوْمَ نَقُولُ كَمَا عَلَّمَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا ثَوْرٍ , وَكَيْفَ عَلَّمَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ» ، وَكُنَّا نَمْنَعُ النَّاسَ أَنْ يَقِفُوا بِعَرَفَاتٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ , فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُخَلِّيَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ بَطْنِ عَرَفَةَ، وَإِنَّمَا كَانَ مَوْقِفُهُمْ بِبَطْنِ مُحَسِّرٍ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ , فَرَقًا أَنْ نَتَخَطَّفَهُمْ , وَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا هُمْ إِذَا أَسْلَمُوا إِخْوَانُكُمْ» الحديث: 358 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 758 وَمِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عِلَّةَ بْنِ جَلْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أُدَدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ عَرِيبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ شَبَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 760 عَبْدُ الْحَجَرِ بْنُ عَبْدِ الْمَدَانِ، وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ الدَّيَّانِ، وَاسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ قَطَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ وَفْدِ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ، فَقَالَ: «مَنْ أَنْتَ؟» قَالَ: أَنَا عَبْدُ الْحَجَرِ، قَالَ: «أَنْتَ عَبْدُ اللَّهِ» ، وَأَسْلَمَ وَلَمْ يَزَلْ بِالْيَمَنِ سَيِّدًا شَرِيفًا حَتَّى قَتَلَهُ بُسْرُ بْنُ أَبِي أَرْطَأَةَ الْعَامِرِيُّ وَقَتْلَ ابْنَهُ مَالِكًا لَيَالِيَ أَتَى الْيَمَنَ فَقَتَلَ مَنْ أَشْرَفَ لَهُ، وَقَتَلَ ابْنَيْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَتْ عَائِشَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْحَجَرِ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 760 عَبْدِ الْمَدَانِ عِنْدَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، فَوَلَدَتْ لَهُ الْعَبَّاسَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ. وَمِنْ وَلَدِ عَبْدِ الْحَجَرِ أَيْضًا: بَنُو الرَّبِيعِ، وَزِيَادٌ، وَيَزِيدُ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ عَبْدُ الْحَجَرِ بْنُ عَبْدِ الْمَدَانِ، وَرَيْطَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمَدَانِ وَهِيَ أُمُّ أَبِي الْعَبَّاسِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، الْقَائِمِ بِدَعْوَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ، وَوَلِيَ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَدِينَةَ، وَمَكَّةَ لِأَبِي الْعَبَّاسِ وَأَبِي جَعْفَرٍ، وَأَمَّا يَزِيدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَمِنْ وَلَدِهِ: السَّمْرَا بْنُ يَزِيدَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 761 يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَدَانِ بْنِ الدَّيَّانِ بْنِ قَطَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّايِبِ الْكَلْبِيُّ، وَالدَّيَّانُ: الْحَاكِمُ. قَالَ: وَسَمِعْتُ بَعْضَهُمْ، يَقُولُ: إِنَّمَا سُمِّيَ الدَّيَّانَ , لِأَنَّهُ قَالَ الْيَوْمَ دِينٌ , وَغَدًا دِينٌ , وَدِينُ اللَّهِ خَيْرُ دِينٍ. وَوَفَدَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَدَانِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ وَفْدِ بَنِي الْحَارِثِ وَأَسْلَمَ. وَقَدْ قَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ يَزِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَدَانِ لَمْ يُدْرِكِ الْوِفَادَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّهُ مَاتَ قَبْلَ ذَلِكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 762 قَيْسُ بْنُ الْحُصَيْنِ ذِي الْغُصَّةِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِغُصَّةٍ كَانَتْ فِي حَلْقِهِ، بْنِ يَزِيدَ بْنِ شَدَّادِ بْنِ قَنَانِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص: 763] وَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا عَلَى قَوْمِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 762 هَانِئُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ نَهِيكِ بْنِ دُرَيْدِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ الضِّبَابِ وَهُوَ سَلَمَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 763 359 - أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ , عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ [ص: 764] شُرَيْحٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ هَانِئِ بْنِ يَزِيدَ: أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَفْدِ بَنِي الْحَارِثِ، قَالَ: وَكَانَ يُكْنَى أَبَا الْحَكَمِ، قَالَ: فَأَخَذُوا يُكَنُّونَهُ بِأَبِي الْحَكَمِ، فَقَالَ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِمَ يُكَنِّيكَ هَؤُلَاءِ أَبَا الْحَكَمِ؟» قَالَ: لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ بَيْنَهُمْ أَمْرُ تَشَاجُرٍ، أَتَوْنِي فَحَكَمْتُ بَيْنَهُمْ. فَقَالَ: «لَكَ وَلَدٌ؟» , قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: «فَأَيُّهُمْ أَكْبَرُ؟» , قُلْتُ: شُرَيْحٌ، قَالَ: «فَأَنْتَ أَبُو شُرَيْحٍ» . قَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ: وَهُوَ أَبُو شُرَيْحِ بْنُ هَانِئٍ، وَيُكْنَى شُرَيْحٌ: أَبَا الْمِقْدَامِ، وَشَهِدَ الْمَشَاهِدَ كُلَّهَا وَطَالَ عُمْرُهُ، وَقُتِلَ شُرَيْحٌ بِسِجِسْتَانَ زَمَنَ الْحَجَّاجِ، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ وَهُوَ يَرْتَجِزُ: [البحر الرجز] أَصْبَحْتُ ذَا بَثٍّ أُقَاسِي الْكِبَرَا ... قَدْ عِشْتُ بَيْنَ الْمُشْرِكِينَ أَعْصُرَا ثَمَّتَ أَدْرَكْتُ النَّبِيَّ الْمُنْذِرَا ... وَبَعْدَهُ صِدِّيقَهُ وَعُمَرَا [ص: 765] وَيَوْمَ مِهْرَانَ وَيَوْمَ تُسْتَرَا ... وَبَاجَمِيرَاوَاتِ وَالْمُشَقَّرَا هَيْهَاتَ مَا أَطْوَلَ هَذَا عُمُرَا الحديث: 359 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 763 يَزِيدُ بْنُ الْمُحَجَّلِ وَاسْمُهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ حَزْنِ بْنِ مَوَالَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ , وَقَدْ رَأَسَ أَبُوهُ الْمُحَجَّلُ، وَكَانَ بِهِ بَيَاضٌ فَسُمِّيَ: الْمُحَجَّلَ، وَأُمُّهُ نُسَيْبَةُ بِنْتُ مُعَاوِيَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ ظَالِمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَفَدَ يَزِيدُ بْنُ الْمُحَجَّلِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَلَمْ يَنْسِبْهُ لَنَا، وَنَسَبَهُ هَذَا النَّسَبَ وَهَذِهِ الْقِصَّةَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 765 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قُرَادٍ الْحَارِثِيُّ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَ فِيمَنْ وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ وَفْدِ بَنِي الْحَارِثِ. وَلَمْ يَذْكُرْهُ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 766 شَدَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَنَانِيُّ ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِي وَفْدِ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 766 عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيُّ ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِي وَفْدِ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ وَلَمْ يَذْكُرْهُ غَيْرُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 766 وَمِنَ النَّخَعِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عِلَّةَ بْنِ جَلْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أُدَدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ عَرِيبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَأِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 767 زُرَارَةُ بْنُ قَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَدَّاءِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَوْفِ بْنِ جُشَمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّخَعِ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَفْدِ النَّخَعِ، وَهُمْ مِائَتَا رَجُلٍ، وَكَانُوا آخِرَ وَفْدٍ قَدِمُوا مِنَ الْيَمَنِ، فَقَدِمُوا لِلنِّصْفِ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ، فَنَزَلُوا فِي دَارِ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، ثُمَّ جَاءُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقِرِّينَ بِالْإِسْلَامِ قَدْ بَايَعُوا مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ بِالْيَمَنِ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ: زُرَارَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَأَيْتُ فِيَ سَفَرِي هَذَا عَجَبًا قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمَا رَأَيْتَ؟» قَالَ: رَأَيْتُ أَتَانًا تَرَكْتُهَا فِي الْيَمَنِ كَأَنَّهَا وَلَدَتْ جَدْيًا أَسْفَعَ أَحْوَى. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ تَرَكْتَ أَمَةً لَكَ مُصِرَّةٌ عَلَى حَمْلٍ» قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَرَكْتُ أَمَةً لِي قَدْ حَمَلَتْ، قَالَ: «فَإِنَّهَا قَدْ وَلَدَتْ غُلَامًا وَهُوَ ابْنُكَ» . قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا بَالُهُ أَسْفَعَ أَحْوَى. قَالَ: «ادْنُ مِنِّي» . فَدَنَا مِنْهُ فَقَالَ: «هَلْ بِكَ مِنْ بَرَصٍ تَكْتُمُهُ؟» قَالَ: نَعَمْ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 767 مَا عَلِمَ بِهِ أَحَدٌ، وَلَا اطَّلَعَ عَلَيْهِ غَيْرُكَ. قَالَ: «فَهُوَ ذَاكَ» . قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَرَأَيْتُ النُّعْمَانَ بْنَ الْمُنْذِرِ عَلَيْهِ قُرْطَانِ وَدُمْلُجَانِ وَمَسْكَتَانِ. قَالَ: «ذَلِكَ مُلْكُ الْعَرَبِ رَجَعَ إِلَى أَحْسَنِ زِيِّهِ وَبَهْجَتِهِ» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَرَأَيْتُ عَجُوزًا شَمْطَاءَ خَرَجَتْ مِنَ الْأَرْضِ. قَالَ: «تِلْكَ بَقِيَّةُ الدُّنْيَا» . قَالَ: وَرَأَيْتُ نَارًا خَرَجَتْ مِنَ الْأَرْضِ فَحَالَتْ بَيْنِي وَبَيْنَ ابْنٍ لِي يُقَالُ لَهُ عَمْرٌو، وَهِيَ تَقُولُ: لَظَى لَظَى، بَصِيرٌ وَأَعْمَى، أَطْعِمُونِي آكُلُكُمْ، أَهْلَكُمْ وَمَالَكُمْ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تِلْكَ فِتْنَةٌ تَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْفِتْنَةُ؟ قَالَ: «يَقْتُلُ النَّاسُ إِمَامَهُمْ، وَيَشْتَجِرُونَ اشْتِجَارَ أَطْبَاقِ الرَّأْسِ» ، وَخَالَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، «يَحْسِبُ الْمُسِيءُ فِيهَا أَنَّهُ مُحْسِنٌ، وَيَكُونُ دَمُ الْمُؤْمِنِ عِنْدَ الْمُؤْمِنِ أَحَلُّ مِنْ شُرْبِ الْمَاءِ، إِنْ مَاتَ ابْنُكَ أَدْرَكْتَ الْفِتْنَةَ , وَإِنْ مُتَّ أَنْتَ أَدْرَكَهَا ابْنُكَ» , فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ لَا أُدْرِكَهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ لَا يُدْرِكُهَا» . فَمَاتَ وَبَقِيَ ابْنُهُ عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، فَكَانَ أَوَّلَ خَلْقِ اللَّهِ خَلَعَ عُثْمَانَ بِالْكُوفَةِ وَبَايَعَ عَلِيًّا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 768 أَرْطَأَةُ بْنُ كَعْبِ بْنِ كَعْبِ بْنِ شَرَاحِيلَ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّخَعِ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ، وَعَقَدَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِوَاءًا شَهِدَ بِهِ الْقَادِسِيَّةَ , فَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ، فَأَخَذَ اللِّوَاءَ أَخُوهُ دُرَيْدُ بْنُ كَعْبٍ فَقُتِلَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 769 الْأَرْقَمُ وَاسْمُهُ جُهَيْشُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ بِشْرِ بْنِ يَاسِرِ بْنِ جُشَمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ النَّخَعِ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 769 وَمِنْ بَنِي رَهَا بْنِ مُنَبِّهِ بْنِ حَرْبِ بْنِ عِلَّةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أُدَدٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 770 عَمْرُو بْنُ سُبَيْعٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمِ بْنِ رَهَا بْنِ مُنَبِّهِ بْنِ حَرْبٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 770 وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَفْدِ الرَّهَاوِيِّينَ، وَكَانُوا خَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلًا، وَكَانَ قُدُومُهُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَنَةَ عَشْرٍ , فَأَسْلَمُوا، وَأَجَازَهُمْ كَمَا كَانَ يُجِيزُ الْوَفْدَ، وَتَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَالْفَرَائِضَ وَرَجَعُوا إِلَى بِلَادِهِمْ، ثُمَّ قَدِمَ مِنْهُمْ نَفَرٌ فَحَجُّوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمَدِينَةِ، وَأَقَامُوا حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَوْصَى لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ مَوْتِهِ بِجَادٍ مِائَةَ وَسْقٍ بِخَيْبَرَ فِي الْكَتِيبَةِ جَارِيَةٌ عَلَيْهِمْ، وَكَتَبَ لَهُمْ بِهَا كِتَابًا، ثُمَّ خَرَجُوا فِي جَيْشِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ إِلَى الشَّامِ. [ص: 771] 360 - هَذَا كُلُّهُ حَدَّثَنَا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ اللَّيْثِيِّ , عَنْ زَيْدِ بْنِ طَلْحَةَ التَّيْمِيِّ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: ثُمَّ بَاعَ الرَّهَاوِيُّونَ مَا أَوْصَى لَهُمْ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ هَذَا الْجَادِ بِخَيْبَرَ، فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ [ص: 772] . الحديث: 360 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 770 مَالِكُ بْنُ مُرَارَةَ مِنْ بَنِي سُهَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَهَا، بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ وَكَتَبَ مَعَهُ إِلَى عِدَّةٍ مِنْهُمْ سَمَّاهُمْ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَجْمَعُوا الصَّدَقَةَ وَالْجِزْيَةَ فَيَدْفَعُوهَا إِلَى مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَمَالِكِ بْنِ مُرَارَةَ، وَأَمَرَهُمْ بِهِمَا خَيْرًا، وَكَانَ مَالِكُ بْنُ مُرَارَةَ رَسُولُ أَهْلِ الْيَمَنِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِسْلَامِهِمْ وَطَاعَتِهِمْ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَّ مَالِكَ بْنَ مُرَارَةَ قَدْ بَلَغَ الْخَبَرَ وَحَفِظَ الْغَيْبَ» . قَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ: وَلَيْسَ بِالْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ رَهَاوِيُّ وَلَا عَنْسِيُّ، وَهُمْ بِالْيَمَنِ وَالشَّامِ كَثِيرٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 772 وَمِنْ صُدَا وَهُوَ يَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ حَرْبِ بْنِ عِلَّةَ بْنِ جَلْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أُدَدٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 773 زِيَادُ بْنُ الْحَارِثِ الصُّدَائِيُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 773 361 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ , عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ , عَنْ زِيَادِ بْنِ [ص: 774] الْحَارِثِ الصُّدَائِيِّ قَالَ: أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبْعَثَ إِلَى قَوْمِي جَيْشًا، فَقَدُمْتُ عَلَيْهِ , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَلَغَنِي أَنَّكَ تَبْعَثُ إِلَى قَوْمِي جَيْشًا، وَارْدُدِ الْجَيْشَ، فَأَنَا لَكَ بِقَوْمِي وَإِسْلَامِهِمْ. فَرَدَّهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: وَكَتَبْتُ إِلَيْهِمْ كِتَابًا، فَجَاءَ وَفْدُهُمْ بِإِسْلَامِهِمْ، قَالَ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَخَا صُدَاءٍ، إِنَّكَ لَمُطَاعٌ فِي قَوْمِكَ» . قَالَ: قُلْتُ: بَلِ اللَّهُ هَدَاهُمْ وَمَنَّ اللَّهُ وَمَنَّ رَسُولُهُ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اكْتُبْ لِي كِتَابًا، أَمِّرْنِي عَلَى قَوْمِي. قَالَ: فَفَعَلَ، وَكَتَبَ لِي كِتَابًا. قَالَ: وَسَأَلْتُهُ أَنْ يُعْطِيَنِي مِنْ صَدَقَةِ قَوْمِي وَيُكْتَبَ لِي بِذَلِكَ، فَفَعَلَ وَكَتَبَ لِي. فَبَيْنَا أَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ قَوْمٌ يَشْكُونَ عَامِلَهُمْ، ثُمَّ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخَذَنَا بِشَيْءٍ كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا خَيْرَ لِلْمُؤْمِنِينَ فِي الْإِمَارَةِ ". ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطِنِي مِنَ الصَّدَقَةِ. فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَكِلْ قَسْمَهَا إِلَى مَلَكٍ مُقَرَّبٍ، وَلَا نَبِيٍّ مُرْسَلٍ، حَتَّى جَزَّأَهَا عَلَى ثَمَانِيَةِ أَجْزَاءٍ، فَإِنْ كُنْتَ جُزْءًا مِنْهَا أَعْطَيْتُكَ، وَإِنْ كُنْتَ غَنِيًّا عَنْهَا فَإِنَّمَا هِيَ صُدَاعٌ فِي الرَّأْسِ، وَدَاءٌ فِي الْبَطْنِ» ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اقْبَلْ مِنِّي كِتَابَيْكَ، فَقَالَ: «مَالَكَ؟» فَقُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُكَ تَقُولُ مَا [ص: 775] قُلْتَ فِي الْإِمَارَةِ، وَسَمِعْتُكَ تَقُولُ مَا قُلْتَ فِي الصَّدَقَةِ، قَالَ: «فَأَنَا أَقُولُ الْآنَ، فَإِنْ شِئْتَ فَاقْبَلْ، وَإِنْ شِئْتَ فَدَعْ» وَزَادَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ: قَالَ: فَقَبِلَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَعْنِي الْكِتَابَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: «دُلَّنِي عَلَى رَجُلٍ مِنْ قَوْمِكَ أَسْتَعْمِلْهُ» فَدَلَلْتُهُ عَلَى رَجُلٍ مِنْ قَوْمِي اسْتَعْمَلَهُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لَنَا بِئْرًا إِذَا كَانَ الشِّتَاءُ كَفَانَا مَاؤُهَا، وَإِذَا كَانَ الصَّيْفُ قَلَّ عَلَيْنَا فَتَفَرَّقْنَا عَلَى الْمِيَاهِ، وَالْإِسْلَامُ الْيَوْمَ فِينَا قَلِيلٌ , وَنَحْنُ نَخَافُ، فَادْعُ اللَّهَ لَنَا فِي بِئْرِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَاوِلْنِي سَبْعَ حَصَيَاتٍ» , فَفَرَكَهُنَّ بِيَدِهِ ثُمَّ دَفَعَهُنَّ إِلَيَّ ثُمَّ قَالَ: «إِذَا انْتَهَيْتَ إِلَيْهَا فَأَلْقِ حَصَاةً حَصَاةً وَسَمِّ اللَّهَ» قَالَ: فَفَعَلْتُ، فَمَا أَدْرَكْنَا لَهَا قَعْرًا حَتَّى السَّاعَةِ. قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَاعْتَشَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاعْتَشَيْتُ مَعَهُ، يَعْنِي سَارَا أَوَّلَ اللَّيْلِ، وَكُنْتُ رَجُلًا قَوِيًّا، فَجَعَلَ أَصْحَابُهُ يَتَفَرَّقُونَ عَنْهُ وَلَزِمْتُ غَرْزَهُ، فَلَمَّا كَانَ فِي السَّحَرِ قَالَ: «أَذِّنْ يَا أَخَا صُدَاءٍ» قَالَ: فَأَذَّنْتُ عَلَى رَاحِلَتِي. ثُمَّ سِرْنَا حَتَّى نَزَلَ فَذَهَبَ لِحَاجَةٍ، ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: «يَا أَخَا صُدَاءٍ، هَلْ مَعَكَ مَاءٌ؟» قَالَ: قُلْتُ: مَعِي شَيْءٌ فِي إِدَاوَتِي، قَالَ: فَقَالَ: «هَاتِهِ» , فَجِئْتُ بِهِ فَقَالَ: «صُبَّ» قَالَ: فَصَبَبْتُ مَا فِي الْإِدَاوَةِ فِي الْقَعْبِ. قَالَ: وَجَعَلَ أَصْحَابُهُ يَتَلَاحَقُونَ. قَالَ: ثُمَّ وَضَعَ كَفَّهُ عَلَى الْإِنَاءِ، فرَأَيْتُ بَيْنَ كُلِّ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِهِ عَيْنًا تَفُورُ , ثُمَّ قَالَ: «يَا أَخَا صُدَاءٍ، لَوْلَا أَنِّي أَسْتَحِي مِنْ رَبِّي لَسَقَيْنَا وَاسْتَقَيْنَا» قَالَ: ثُمَّ تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَذِّنْ فِي أَصْحَابِي: مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ بِالْوَضُوءِ فَلْيَرِدْ " قَالَ: فَوَرَدُوا مِنْ آخِرِهِمْ، ثُمَّ جَاءَ بِلَالٌ يُقِيمُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَخَا صُدَاءٍ قَدْ أَذَّنَ، وَمَنْ أَذَّنَ فَهُوَ يُقِيِمُ» قَالَ: فَأَقَمْتُ، ثُمَّ تَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى بِنَا " الحديث: 361 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 773 وَمِنَ الْأَزْدِ بْنِ الْغَوْثِ بْنِ نَبْتِ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَأِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ ثُمَّ مِنْ خُزَاعَةَ وَهُمْ بَنُو كَعْبٍ وَمُلَيْحٍ وَعَدِيٍّ، بَنِي عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو مُزَيْقِيَا بْنِ عَامِرٍ مَاءِ السَّمَاءِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْغَطْرِيفِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَازِنِ بْنِ الْأَزْدِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 776 كُرْزُ بْنُ عَلْقَمَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ خُرَيْبَةَ بْنِ عَبْدِ نَهْمِ بْنِ حَلِيلِ بْنِ حَبَشِيَّةَ بْنِ سَلُولِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو، وَهُوَ الَّذِي قَفَّا أَثَرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ حِينَ خَرَجَا مِنْ مَكَّةَ يُرِيدَانِ الْمَدِينَةَ، فَانْتَهَى إِلَى بَابِ الْغَارِ الَّذِي هُمَا فِيهِ، فَقَالَ: هَا هُنَا انْقَطَعَ الْأَثَرُ. فَرَأَوْا عَلَى بَابِ الْغَارِ نَسْجَ الْعَنْكَبُوتِ فَانْصَرَفُوا، وَنَظَرَ كُرْزٌ إِلَى قَدَمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: هَذِهِ الْقَدَمُ مِنْ تِلْكَ الْقَدَمِ، الَّتِي فِي الْمَقَامِ، يَعْنِي قَدَمَ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَأَسْلَمَ كُرْزٌ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، كَانَ كُرْزٌ قَدْ عَمَّرَ عُمْرًا طَوِيلًا، وَكَانَ بَعْضُ أَعْلَامِ الْحَرَمِ قَدْ عُمِّيَ عَلَى النَّاسِ، فَكَتَبَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ يُخْبِرُهُ بِذَلِكَ، فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَيْهِ: إِنْ كَانَ كُرْزُ بْنُ عَلْقَمَةَ حَيًّا، فَلْيُوقِفْكُمْ عَلَى مَعَالِمِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 776 الْحَرَمِ. فَفَعَلَ، فَهُوَ الَّذِي وَضَعَ مَعَالِمَ الْحَرَمِ فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَهُوَ عَلَى ذَلِكَ إِلَى السَّاعَةِ. أَخْبَرَنَا بِهَذَا كُلُّهُ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 777 يَزِيدُ بْنُ ضَمْرَةَ بْنِ الْعِيصِ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ بَدَّاءَ بْنِ غَاضِرَةَ بْنِ حَبَشِيَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو، وَشَهِدَ حُنَيْنًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص: 778] فِي رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 777 حَلْبَةُ بْنُ جُنَادَةَ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُرْفُطَةَ بْنِ النَّاقِدِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ تَيْمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو، بَايَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 778 عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ بْنِ الْكَاهِنِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْقَيْنِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو , بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، وَصَحِبَهُ بَعْدَ ذَلِكَ، ثُمَّ كَانَ أَحَدَ الرُّءُوسِ الَّذِينَ سَارُوا إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَشَهِدَ الْمَشَاهِدَ بَعْدَ ذَلِكَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، ثُمَّ قُتِلَ بِالْجَزِيرَةِ، قَتَلَهُ ابْنُ أُمِّ الْحَكَمِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 778 362 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: «أَوَّلُ رَأْسٍ حُمِلَ فِي الْإِسْلَامِ رَأْسُ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ» الحديث: 362 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 779 الْحَيْسُمَانُ بْنُ إِيَاسَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَمَانِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرٍو، وَكَانَ شَرِيفًا فِي قَوْمِهِ، وَهُوَ الَّذِي جَاءَ بِقَتْلِ أَهْلِ بَدْرٍ إِلَى مَكَّةَ، وَكَانَ يَوْمَئِذٍ مَعَ الْمُشْرِكِينَ، ثُمَّ أَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 779 نَافِعُ بْنُ عَبْدِ الْحَارِثِ بْنِ حُبَالَةَ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ الْحَارِثِ وَهُوَ غَبْشَانُ بْنُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ عَمْرِو بْنِ بُوَيِّ بْنِ مَلْكَانَ بْنِ أَفْصَى بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ، وَلِيَ مَكَّةَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 780 بِشْرُ بْنُ سُحَيْمٍ الْخُزَاعِيُّ أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَوَى عَنْهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 781 حَارِثَةُ بْنُ وَهْبٍ الْخُزَاعِيُّ أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَوَى عَنْهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 781 أَبُو عَمْرِو بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ الْخُزَاعِيُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 782 363 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , وَمَعْمَرٌ , عَنِ [ص: 783] الزُّهْرِيِّ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ , عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَ الْفَتْحِ وَهُوَ بِالْحَزْوَرَةِ: «وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ وَأَحَبُّهُ إِلَيَّ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ» الحديث: 363 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 782 وَمِنْ بَارِقٍ وَاسْمُهُ سَعْدُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو مُزَيْقِيَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 784 أَبُو عَزِيزٍ وَاسْمُهُ أَبْيَضُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَوْفِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ بَارِقٍ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 784 عُرْوَةُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ الْبَارِقِيُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 785 364 - أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ , عَنْ أَشْعَثَ , عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: «كَانَ عَلَى قَضَاءِ الْكُوفَةِ قَبْلَ شُرَيْحٍ , عُرْوَةُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، وَسَلْمَانُ بْنُ رَبِيعَةَ» . [ص: 786] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَفِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ: «وَكَانَ عُرْوَةُ مُرَابِطًا بِبَرَازِ الرَّوْزِ، وَكَانَ لَهُ فِيهَا أَفْرَاسٌ، مِنْهَا فَرَسٌ أُخِذَ بِعِشْرِينَ أَلْفِ دِرْهَمٍ» الحديث: 364 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 785 365 - أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ قَالَ: «رَأَيْتُ عِنْدَ عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ نَحْوًا مِنْ سَبْعِينَ فَرَسًا» الحديث: 365 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 786 وَمِنْ غَامِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَصْرِ بْنِ الْأَزْدِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ غَامِدًا , لِأَنَّهُ كَانَ بَيْنَ قَوْمِهِ شَيْءٌ فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ، وَتَغَمَّدَ كُلَّ مَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ، وَقَالَ: [البحر الطويل] إِنِّي تَحَمَّلْتُ التَّأَنِّي مِنْ عَشِيرَتِي ... فَأَسْمَانِي الْعِيلُ الْحَضُورِيُّ غَامِدَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 787 مِخْنَفُ بْنُ سُلَيْمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَوْفِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ ذُهْلِ بْنِ مَازِنِ بْنِ ذُبْيَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ [ص: 788] الدُّؤْلِ بْنِ سَعْدِ مَنَاةَ بْنِ غَامِدٍ، أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بَيْتُ الْأَزْدِ بِالْكُوفَةِ، وَكَانَ لَهُ إِخْوَةٌ ثَلَاثَةٌ يُقَالُ لِأَحَدِهِمْ: عَبْدُ شَمْسٍ قُتِلَ يَوْمَ النُّخَيْلَةِ، وَالصَّقْعَبُ قُتِلَ يَوْمَ الْجَمَلِ، وَعَبْدُ اللَّهِ يَوْمَ الْجَمَلِ، وَكَانَ مِنْ وَلَدِ مِخْنَفِ بْنِ سُلَيْمٍ: أَبُو مِخْنَفٍ لُوطُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعْدِ بْنِ مِخْنَفِ بْنِ سُلَيْمٍ الَّذِي يُرْوَى عَنْهُ أَحَادِيثُ النَّاسِ وَأَيَّامُهُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 787 أَبُو ظَبْيَانَ الْأَعْرَجُ وَاسْمُهُ عَبْدُ شَمْسِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ كَبِيرِ بْنِ جُشَمِ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ذُهْلِ بْنِ مَازِنِ بْنِ ذُبْيَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الدُّؤَلِ بْنِ سَعْدِ مَنَاةَ بْنِ غَامِدٍ، وَفَدَ عَلَى [ص: 789] النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ، وَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا، وَهُوَ صَاحِبُ رَايَتِهِمْ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ، وَابْنُهُ طَارِقُ بْنُ أَبِي ظَبْيَانَ كَانَ مِنْ أَشْرَافِهِمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 788 الْحَجَنُ بْنُ الْمُرَقَّعِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ بْنِ مَازِنِ بْنِ ذُبْيَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْدُؤَلِ بْنِ سَعْدِ مَنَاةَ بْنِ غَامِدٍ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَسْلَمَ، [ص: 790] وَهُمْ أَشْرَافٌ بِالسَّرَاةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 789 عَبْدُ شَمْسِ بْنُ عَفِيفِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ فَرِّ بْنِ مَازِنِ بْنِ كَبِيرِ بْنِ الدُّؤَلِ بْنِ سَعْدِ مَنَاةَ بْنِ غَامِدٍ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 790 وَمِنْ سَائِرِ قَبَائِلِ الْأَزْدِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 790 صُرَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْدِيُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 790 366 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ , عَنْ مُنِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْدِيِّ قَالَ: «قَدِمَ صُرَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْدِيُّ فِي بِضْعَةِ عَشَرَ مِنْ قَوْمِهِ، فَنَزَلُوا عَلَى فَرْوَةَ بْنِ عَمْرٍو الْبَيَاضِيُّ، فَحَبَاهُمْ وَأَكْرَمَهُمْ وَأَقَامُوا عِنْدَهُ عَشْرَةَ أَيَّامٍ، وَكَانَ صُرَدُ أَفْضَلَهُمْ وَكَانَ يَحْضُرُ مَجْلِسَ النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأُعْجِبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ، فَأَمَّرَهُ عَلَى مَنْ أَسْلَمَ مِنْ قَوْمِهِ أَنْ يُجَاهِدَ بِمَنْ أَسْلَمَ مَنْ يَلِيهِ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ مِنْ قَبَائِلِ الْيَمَنِ، وَأَوْصَاهُ بِالنَّفَرِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ خَيْرًا، فَخَرَجَ يَسِيرُ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص: 791] حَتَّى نَزَلَ جُرَشَ، وَهِيَ يَوْمَئِذٍ مَدِينَةٌ مُغْلَقَةٌ حَصِينَةٌ، وَبِهَا قَبَائِلُ مِنْ قَبَائِلِ الْيَمَنِ قَدْ تَحَصَّنُوا فِيهَا، فَدَعَاهُمْ صُرَدُ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَمَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ خَلَّى سَبِيلَهُ وَخَلَطَهُ بِنَفْسِهِ، وَمَنْ أَبَى ضَرَبَ عُنُقَهُ، ثُمَّ نَاهَضَهُمْ وَقَاتَلَهُمْ قِتَالًا شَدِيدًا فَظَفِرَ بِهِمْ، فَقَتَلَهُمْ نَهَارًا طَوِيلًا» الحديث: 366 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 790 367 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ , عَنْ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مُنَاخٍ قَالَ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَامِلُهُ عَلَى جُرَشٍ صُرَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْدِيُّ، ثُمَّ لَمْ تَزَلْ جُرَشُ مَنْزِلَ صُرَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى أَنْ مَاتَ " الحديث: 367 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 791 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ اللُّتْبِيَّةِ الْأَزْدِيُّ أَسْلَمَ فَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَنِي ذُبْيَانَ يُصَدِّقْهُمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 791 سُفْيَانُ بْنُ أَبِي زُهَيْرٍ وَيُقَالُ لَهُ ابْنُ أَبِي الْقَرَدِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 792 368 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ يَزِيدَ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ , عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي الْقِرْدِ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَلَغَ لِهَابَ الْحَرَّةِ فَقَالَ: «يُوشِكُ الْبِنَاءُ أَنْ يَبْلُغَ هَا هُنَا، وَيُوشِكُ الشَّامُ أَنْ [ص: 793] يُفْتَحَ فَيَأْتِي رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَيُعْجِبُهُمْ مَكَانُهُ فَيَسْتَنْفِرُونَ جَوَامَهُمْ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ دَعَا لِأَهْلِ مَكَّةَ، وَإِنِّي أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُبَارِكَ لَنَا فِي مُدِّنَا، وَصَاعِنَا، مِثْلَ مَا بَارَكَ لِأَهْلِ مَكَّةَ» الحديث: 368 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 792 وَمِنْ بَجِيلَةَ وَهُمْ بَنُو أَنْمَارِ بْنِ أَرَاشِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْغَوْثِ بْنِ لَيْثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَأٍ، وَأُمُّهُمْ: بَجِيلَةُ بِنْتُ صَعْبِ بْنِ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ , بِهَا يُعْرَفُونَ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 794 جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُوَيْفِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ حَرْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَعْدِ بْنِ نَذِيرِ بْنِ قَسْرِ بْنِ عَبْقَرِ بْنِ أَنْمَارٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 794 369 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ أَبِيهِ [ص: 795] قَالَ: قَدِمَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ الْمَدِينَةَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ عَشْرٍ، فَنَزَلَ عَلَى فَرْوَةَ بْنِ عَمْرٍو الْبَيَاضِيِّ، ثُمَّ جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَمَعَهُ قَوْمُهُ، فَسَاءَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّا وَرَاءَهُ، فَقَالَ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ أَظْهَرَ اللَّهُ الْإِسْلَامَ، وَهَدَّمَتِ الْقَبَائِلُ أَصْنَامَهَا الَّتِي كَانَتْ تَعْبُدُ، وَأَظْهَرَتِ الْأَذَانَ فِي مَسَاجِدِهِمْ وَسَاحَاتِهِمْ» الحديث: 369 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 794 370 - أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَا: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي [ص: 796] إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ شُبَيْلِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " لَمَّا دَنَوْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ أَنَخْتُ رَاحِلَتِي ثُمَّ حَلَلْتُ عَيْبَتِي وَلَبِسْتُ حُلَّتِي، فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَمَانِي النَّاسُ بِالْحِدَقِ، فَقُلْتُ لِجَلِيسِي: هَلْ ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَمْرِي شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، ذَكَرَكَ فَأَحْسَنَ الذِّكْرَ، بَيْنَا هُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ آنِفًا إِذْ عَرَضَ لَهُ فِي خُطْبَتِهِ، فَقَالَ: «إِنَّهُ سَيَدْخُلُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ، أَوْ مِنْ هَذَا الْبَابِ، الْآنَ مِنْ خَيْرِ ذِي يَمَنٍ، أَلَا وَإِنَّ عَلَى وَجْهِهِ مَسْحَةُ مَلَكٍ» . قَالَ جَرِيرُ: فَحَمِدْتُ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى مَا أَبْلَانِي الحديث: 370 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 795 371 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ مِنْ خَيْرِ ذِي يَمَنٍ، عَلَيْهِ مَسْحَةُ مَلَكٍ» . فَإِذَا جَرِيرٌ قَدْ طَلَعَ الحديث: 371 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 797 372 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ قَالَ: [ص: 798] أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ , عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَطْلُعُ مِنْ هَذَا الْوَادِي أَوِ الْفَجِّ مِنْ خَيْرِ ذِي يَمَنٍ، بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَسْحَةُ مَلَكٍ» , فَطَلَعَ جَرِيرٌ " الحديث: 372 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 797 373 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي وَائِلٍ , عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَايِعْنِي وَاشْتَرِطْ عَلَيَّ، فَأَنْتَ أَعْلَمُ، فَبَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعْتُهُ، فَقَالَ: «لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَنْصَحُ الْمُسْلِمَ، وَتُفَارِقُ الْمُشْرِكَ» الحديث: 373 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 798 374 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ , عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَاشْتَرَطَ عَلَيَّ النُّصْحَ لِلْمُسْلِمِينَ، فَأَنَا لَهُمْ نَاصِحٌ أَجْمَعِينَ» الحديث: 374 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 799 375 - أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ , عَنْ أَبِي وَائِلٍ , عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اشْتَرِطْ عَلَيَّ. قَالَ: «تَعْبُدُ اللَّهَ، وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُصَلِّي الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، [ص: 800] وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَنْصَحُ الْمُسْلِمَ، وَتَبْرَأُ مِنَ الْكَافِرِ» الحديث: 375 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 799 376 - أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَسَدِيُّ , عَنْ يُونُسَ يَعْنِي أَبَا عُبَيْدٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، قَالَ جَرِيرٌ: " بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَأَنْ أَنْصَحَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ. فَكَانَ إِذَا اشْتَرَى الشَّيْءَ فَكَانَ أَعْجَبُ إِلَيْهِ مِنْ ثَمَنِهِ قَالَ لِصَاحِبِهِ: تَعْلَمَنَّ وَاللَّهِ أَنَّ مَا أَخَذْنَا مِنْكَ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِمَّا أَعْطَيْنَاكَ، كَأَنَّهُ يُرِيدُ الْوَفَاءَ بِذَلِكَ " الحديث: 376 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 800 377 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ , عَنْ قَيْسٍ , عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ» الحديث: 377 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 801 378 - أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ , عَنْ [ص: 802] زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ , عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُبَايِعُكَ عَلَى الْإِسْلَامِ. قَالَ: «وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ» الحديث: 378 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 801 379 - أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ , عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى النُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَنَاصِحٌ لَكُمْ أَجْمَعِينَ» الحديث: 379 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 802 380 - أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ , وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَا: حَدَّثَنَا [ص: 803] الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ سَلْمِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَرِيرٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى النُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ» الحديث: 380 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 802 381 - أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ , عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ , عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ جَرِيرٌ إِذَا أَقَامَ سِلْعَةً، بَصَّرَ عُيُوبَهَا، ثُمَّ خَيَّرَهُ , ثُمَّ قَالَ: «إِنْ شِئْتَ فَخُذْ» وَإِنْ شِئْتَ [ص: 804] فَاتْرُكْ ". فَقِيلَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، إِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ هَذَا لَمْ يَنْفُذْ لَكَ بَيْعٌ. قَالَ: «إِنَّا بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى النَّصِيحَةِ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ» الحديث: 381 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 803 382 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ , عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ , عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: " بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاشْتَرَطَ عَلَيَّ النُّصْحَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ الحديث: 382 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 804 383 - أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ , عَنْ قَيْسٍ , عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: «مَا حَجَبَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَا رَآنِي قَطُّ إِلَّا تَبَسَّمَ» الحديث: 383 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 805 384 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ جَرِيرٌ إِلَى الْمَدِينَةِ وَأَسْلَمَ، مَكَثَ أَيَّامًا يَغْدُوا وَيَرُوحُ فِي أَصْحَابِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيُسَلِّمُونَ ثُمَّ يَقُومُونَ، حَتَّى يُشِيرَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنِ [ص: 806] اجْلِسُوا، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا لِجَرِيرٍ: «مَا فَعَلَ ذُو الْخَلَصَةِ؟» قَالَ: هُوَ عَلَى حَالِهِ، قَالَ: «قَدْ بَقِيَ، وَاللَّهُ مُرِيحٌ مِنْهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» . ثُمَّ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَرِيرًا إِلَى هَدْمِ ذِي الْخَلَصَةِ، وَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً، فَخَرَجَ فِي قَوْمِهِ وَهُمْ زُهَاءَ مِائَتَيْنِ، فَمَا أَطَالَ الْغِيبَةَ حَتَّى رَجَعَ، فَقَالَ: «هَدَمْتَهُ؟» , فَقَالَ: نَعَمْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، وَأَخَذْتُ مَا عَلَيْهِ، وَأَحْرَقْتُهُ بِالنَّارِ، فَتَرَكْتُهُ كَمَا يَسُوءُ مَنْ يَهْوَى هَوَاهُ، وَمَا صَدَّنَا عَنْهُ أَحَدٌ، وَذَلِكَ أَنَّا لَمَّا أَشْرَفْنَا عَلَيْهِ أَصْلَتْنَا السُّيُوفَ، فَمَا ذَبَّنَا أَحَدٌ وَلَا حَالَ دُونَهُ " الحديث: 384 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 805 385 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: قَالَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَجُلٍ مِنْ وَلَدِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ مِنْ أَبِي وَغَيْرِهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمًا لِجَرِيرٍ: «يَا جَرِيرُ، أَلَا تُرِيحُنِي مِنْ ذِي الْخَلَصَةِ؟» . قُلْتُ: بَلَى وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَهُوَ مِمَّا كُنْتُ أُحِبُّ , وَأَتَمَنَّى أَنْ لَا يَهْدِمَهُ غَيْرِي. قَالَ: «فَاخْرُجْ إِلَيْهِ فِي قَوْمِكَ حَتَّى تَهْدِمَهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» . قَالَ جَرِيرٌ: فَذَكَرْتُ بُعْدَ الْبَلَدِ، وَإِنْ خَرَجْتُ عَلَى الْإِبِلِ أَبْطَأْتُ، قُلْتُ: لَيْسَ يُشْبِهُ [ص: 807] جَرَايِدَ النَّخْلِ، وَكُنْتُ لَا فُرُوسَةَ لِي، قَدْ خَبَرْتُ نَفْسِي، مَا رَكِبْتُ فَرَسًا إِلَّا صَرَعَنِي فَأَكُونُ مِنْهُ ضَمِنًا، فَتَرَكْتُ رُكُوبَ الْخَيْلِ حَتَّى كَانَ الْحَيُّ يُمَازِحُونِي بِذَلِكَ وَيَقُولُونَ: ارْكَبِ الْحِمَارَ وَالْبَعِيرَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَضَرَبَ فِي صَدْرِي حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ أَصَابِعِهِ فِي صَدْرِي، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ، وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا» . قَالَ جَرِيرٌ: فَقُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ، وَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ، وَلَكَأَنِّي غَيْرُ الَّذِي كُنْتُ أَعْرِفُ مِنْ نَفْسِي، عَمَدْتُ إِلَى فَرَسٍ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِي شَمُوسٍ فَرَكِبْتُهُ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ عَلَيْهِ أَشُورُهُ، فَدَلَّ تَحْتِي حَتَّى كَأَنَّهُ شَاةٌ، فَحَمِدْتُ اللَّهَ، وَنَفَرْتُ فِي خَمْسِينَ وَمِائَةِ رَجُلٍ مِنْ أَحْمَسَ، وَكَانُوا أَصْحَابَ خَيْلٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، إِنَّمَا يُغَيرُونَ عَلَيْهَا وَيُغَارُ عَلَيْهِمْ، فَقَلَّ مَا أُصِيبَ لَهُمْ نَهْبٌ إِلَّا تَخَلَّصُوهُ لِنَجَابَةِ خَيْلِهِمْ وَفُرُوسِيَّتِهِمْ، وَقَلَّ مَا أَصَابُوا نَهْبًا فَأُدْرِكُوا حَتَّى يَدْخُلُوا مَأْمَنَهُمْ. قَالَ جَرِيرٌ: فَانْتَهَيْتُ إِلَى ذِي الْخَلَصَةِ , فَإِذَا قَوْمٌ مُمْسِكُونَ بِالشِّرْكِ، يَقُولُونَ: أَنْتُمْ تَقْدُرُونَ عَلَيْهَا؟ قَالَ: فَقُلْتُ: سَتَرَوْنَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. فَأَتَنَاوَلُ قَبَسًا مِنْ نَارٍ، وَصِحْتُ بِأَصْحَابِي يَحْمِلُونَ الْحَشِيشَ الْيَابِسَ وَهُوَ حَوْلَنَا رُكَامٌ، ثُمَّ أَضْرَمْتُهُ عَلَيْهِ حَتَّى صَارَ الصَّنَمُ مُجَرَّدًا مِنْ كُلِّ مَا كَانَ عَلَيْهِ مِثْلَ الْجَمَلِ الْجَرِبِ قَدْ هُنِئَ بِالْقَطِرَانِ. [ص: 808] قَالَ: وَبَعَثْتُ بَشِيرًا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهُ: أَبُو أَرْطَأَةَ , وَاسْمُهُ حُسَيْنُ بْنُ رَبِيعَةَ , فَقُلْتُ لَهُ: أَحِدَّ السَّيْرَ حَتَّى تَقَدُمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتُخْبِرَهُ بِهَدْمِهَا، قَالَ: فَرَكِبَ فَأَغَذَّ السَّيْرَ حَتَّى قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ يُخْبِرُهُ , وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَفَهَدَمْتُمُوهَا» ؟ , فَجَعَلَ يَقُولُ: نَعَمْ , وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا جِئْتُكَ حَتَّى تَرَكْتُهَا كَأَنَّهَا جَمَلٌ أَجْرَبٌ " الحديث: 385 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 806 386 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ , عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَرَّكَ يَوْمَئِذٍ عَلَى خَيْلِ أَحْمَسَ وَرِجَالِهَا، يَعْنِي حَيْثُ قَدِمَ مِنْ هَدْمِ ذِي الْخَصَلَةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ» الحديث: 386 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 808 387 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ دِينَارٍ , عَنْ أَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ قَالَ: «خَرَجَ جَرِيرٌ فِي جَرِيدَةِ خَيْلٍ، فَسَلَكَ بَطْنَ قَنَاةٍ، ثُمَّ سَلَكَ عَلَى صُفَيْنَةَ وَحَاذَةَ، ثُمَّ أَخَذَ عَلَى الْفَلْقِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى ذِي الْخَلَصَةِ فَهَدَمَهَا، ثُمَّ بَعَثَ الْبَشِيرَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَطَاعَ لَهُ مَنْ هُنَاكَ , وَأَسْلَمُوا وَأَقَرُّوا بِالْإِسْلَامِ، ثُمَّ أَقْبَلَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِبَطْنِ مُسْجَلٍ هَجَمَ عَلَى صَرْمٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ , فَأَغَارَ عَلَيْهِمْ، وَجَدَ الرِّجَالَ خُلُوفًا فَأَخَذَ مَا ظَهْرَ لَهُ وَمَا خَفَّ، ثُمَّ رَجَعَ وَهُوَ عَلَى جَرَائِدِ الْخَيْلِ حَتَّى قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ» الحديث: 387 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 809 388 - أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ , وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ , وَيَعْلَى [ص: 810] بْنُ عُبَيْدٍ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ , عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ , عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: «أَلَا تُرِيحُنِي مِنْ ذِي الْخَلَصَةِ؟» . بَيْتٌ لِخَثْعَمٍ كَانَ يُعْبَدُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُسَمَّى كَعْبَةَ الْيَمَانِيَةِ قَالَ وَكِيعٌ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ فِي حَدِيثَيْهِمَا: «فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ فِي خَمْسِينَ وَمِائَةِ رَاكِبٍ» ، وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: «فَنَفَرْتُ فِي تِسْعِينَ وَمِائَةِ فَارِسٍ مِنْ أَحْمَسَ وَكَانُوا أَصْحَابَ خَيْلٍ» . وَقَالُوا جَمِيعًا فِي الْحَدِيثِ: " فَحَرَّقْنَاهُ حَتَّى تَرَكْنَاهُ كَالْجَمَلِ الْأَجْرَبِ، قَالَ: ثُمَّ بَعَثَ جَرِيرٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ: أَبُو أَرْطَاةَ , فَبَشَّرَهُ بِذَلِكَ، فَلَمَّا جَاءَهُ، قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَتَيْتُكَ حَتَّى صَارَ كَالْجَمَلِ الْأَجْرَبِ، قَالَ: فَبَرَّكَ عَلَى أَحْمَسَ عَلَى خَيْلِهَا وَرِجَالِهَا خَمْسَ مَرَّاتٍ. [ص: 811] قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَجُلٌ لَا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ. قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِي حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَهَا، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ، وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا» قَالَ يَزِيدُ: مُهْتَدِيًا " الحديث: 388 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 809 389 - أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ , عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: " بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَرِيرًا إِلَى الْيَمَنِ وَفِيهَا رَجُلٌ يَضْرِبُ بِالْأَزْلَامِ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: هَذَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ إِلَيْكَ، لَئِنْ أَخَذَكَ لَيَقْتُلَنَّكَ، قَالَ: فَبَيْنَا جَرِيرٌ يَسِيرُ إِذْ وَقَفَ عَلَى رَأْسِهِ , فَقَالَ: وَاللَّهِ لَتُكَسِّرَنَّهُنَّ [ص: 812] وَتَشْهَدَ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ , أَوْ لَأَقْتُلَنَّكَ. قَالَ: فَكَسَّرَهُنَّ وَشَهِدَ " الحديث: 389 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 811 390 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ , وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَيْسٌ قَالَ: " شَهِدْتُ الْأَشْعَثَ وَجَرِيرًا حَضَرَا جِنَازَةً، فَقَدَّمَ الْأَشْعَثُ جَرِيرًا، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى النَّاسِ , فَقَالَ: «إِنِّي ارْتَدَدْتُ، وَإِنَّهُ لَمْ يَرْتَدَّ» الحديث: 390 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 812 391 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسًا , يَقُولُ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ , يَقُولُ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ: [ص: 813] " أَيْ قَوْمِ، إِلَيَّ إِلَيَّ، أَنَا جَرِيرٌ. قَالَ قَيْسٌ: وَكُنَّا يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ رُبْعَ النَّاسِ، وَسَاقَ الْمُشْرِكُونَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ فِيلًا فَوَجَّهُوا إِلَيْنَا مِنْهَا سِتَّةَ عَشَرَ، وَإِلَى النَّاسِ فِيلَيْنِ " الحديث: 391 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 812 392 - أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ , عَنْ مُغِيرَةَ , عَنِ الشَّعْبِيِّ: أَنَّ عُمَرَ كَانَ فِي بَيْتٍ وَمَعَهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَوَجَدَ عُمَرُ رِيحًا , فَقَالَ: عَزَمْتُ عَلَى صَاحِبِ هَذِهِ الرِّيحِ لَمَّا قَامَ فَتَوَضَّأَ، فَقَالَ جَرِيرٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَوَيَتَوَضَّأُ الْقَوْمُ جَمِيعًا؟، فَقَالَ عُمَرُ: «رَحِمَكَ اللَّهُ، نِعْمَ السَّيِّدُ كُنْتَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَنِعْمَ السَّيِّدُ أَنْتَ فِي الْإِسْلَامِ» الحديث: 392 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 813 393 - أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي [ص: 814] إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَرِيرٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " بَعَثَ إِلَيَّ عَلِيٌّ ابْنَ عَبَّاسٍ وَالْأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ، قَالَ: فَأَتَيَانِي وَأَنَا بِقَرْقِيسِيَا , فَقَالَا: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ، وَيُخْبِرُكَ أَنَّهُ نِعْمَ مَا أَرَاكَ اللَّهُ مِنْ مُفَارَقَتِكَ مُعَاوِيَةَ، وَإِنِّي أُنْزِلُكَ مَنْزِلَةَ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي أَنْزَلَكَهَا، فَقَالَ لَهُمَا جَرِيرٌ: إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَنِي إِلَى الْيَمَنِ أُقَاتِلُهُمْ وَأَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ , فَإِذَا قَالُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؛ حُرِّمَتْ أَمْوَالُهُمْ وَدِمَاؤُهُمْ، وَلَا أُقَاتِلُ رَجُلًا يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَبَدًا، فَرَجَعَا عَلَى ذَلِكَ " الحديث: 393 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 813 394 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ , عَنْ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ جَرِيرٌ فِيمَا يَعِظُ قَوْمَهُ: «وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ بَنَيْتُ فِيهَا شَيْئًا قَطُّ» الحديث: 394 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 814 395 - أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ , وَهِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَرِيرٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: «إِنَّ جَرِيرًا يُوسُفُ هَذِهِ الْأُمَّةِ» ، يَعْنِي حُسْنَهُ ". زَادَ هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: «وَكَانَ يَمُرُّ وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُوَرَّدَانِ وَمُمَشَّقَانِ، وَكَانَ يَخْضِبُ لِحْيَتَهُ بِالزَّعْفَرَانِ مِنَ اللَّيْلِ فَيَخْرُجُ مِثْلَ لَوْنِ التِّبْنِ» الحديث: 395 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 815 396 - أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ [ص: 816] عُمَيْرٍ: «ذَكَرَ أَنَّهُ رَأَى جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَصْفَرَ اللِّحْيَةِ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَصَّرَانِ، فَسَأَلْتُ عَنْ خِضَابِ لِحْيَتِهِ فَذَكَرُوا أَنَّهُ يَخْضِبُهَا بِوَرْسٍ وَزَعْفَرَانٍ ثُمَّ يَغْسِلُهَا بَعْدُ فَتَكُونُ عَلَى مِثْلِ لَوْنِ التِّبْنِ» الحديث: 396 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 815 397 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: «رَأَيْتُ جَرِيرًا يَخْضِبُ لِحْيَتَهُ بِالصُّفْرَةِ» الحديث: 397 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 816 398 - أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «أُعْطِيَ يُوسُفُ وَأُمُّهُ ثُلُثَ الْحُسْنِ» الحديث: 398 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 817 399 - أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: ضُرِبَ بَعْثٌ عَلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: إِنِّي [ص: 818] قَدْ وَضَعْتُ الْجُعَلَ عَنْكَ وَعَنْ وَلَدِكَ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ جَرِيرٌ: «إِنِّي بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَأَخَذَ بِيَدِي يَشْتَرِطُ عَلَيَّ النُّصْحَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ، فَإِنْ تَنْشَطْ لِهَذَا الْبَعْثِ تَخْرُجْ فِيهِ، وَإِلَّا أَعْطَيْنَا مِنْ أَمْوَالِنَا مَا يَتَقَوَّى بِهِ الْمُنْطَلِقُ» الحديث: 399 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 817 400 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ لَا يَرَى الصَّحَابَةَ إِلَّا مَنْ أَقَامَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَنَةً أَوْ سَنَتَيْنِ، أَوْ غَزَا مَعَهُ غَزْوَةً أَوْ غَزْوَتَيْنِ ". [ص: 819] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَرَأَيْتُ أَهْلَ الْعِلْمِ يَقُولُونَ غَيْرَ ذَلِكَ، وَيَذْكُرُونَ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَإِسْلَامَهُ قَبْلَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسَةِ أَشْهُرٍ أَوْ نَحْوِهَا، وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً إِلَى ذِي الْخَلَصَةِ فَهَدَمَهَا، وَوَافَى مَعَهُ حَجَّةَ الْوَدَاعِ، وَرَوَى عَنْهُ أَحَادِيثَ، وَصَحِبَهُ إِلَى أَنْ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالُوا: كُلُّ مَنْ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَدْرَكَ الْحُلُمَ فَأَسْلَمَ وَعَقَلَ أَمْرَ الدِّينِ وَرَضِيَهُ , فَهُوَ عِنْدَنَا مِمَّنْ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَوْ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، وَلَكِنَّ أَصْحَابَهُ عَلَى مَنَازِلِهِمْ وَطَبَقَاتِهِمْ وَتَقَدُّمِهِمْ فِي الْإِسْلَامِ، فَيُوصَفُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بِمَا أَدْرَكَ مِنْ أَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِمَا سَمِعَ مِنْهُ، فَيَرْجِعُ ذَلِكَ إِلَى صُحْبَتِهِ عَلَى قَدْرِ مَنَازِلِهِمْ مِنْ ذَلِكَ الحديث: 400 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 818 401 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ , عَنْ جَابِرٍ , عَنْ عَامِرٍ , عَنِ [ص: 820] الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: كَتَبَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ , وَهُوَ بِالْيَمَامَةِ يَأْمُرُهُ أَنْ يَسِيرَ إِلَى الْعِرَاقِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ خَالِدٌ: " إِنَّ مَعِيَ قَوْمًا قَدْ رَقُّوا، وَكَانَ فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَعْلَمْتُكَ مِنَ الْقَتْلِ وَالْجِرَاحِ , فَأَمِدَّنِي بِجُنْدٍ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، هَذَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ , فَأَمِدَّهُ بِهِ فِي قَوْمِهِ. فَأَمَدَّهُ أَبُو بَكْرٍ وَخَرَجَ فِي أَرْبَعمِائَةٍ مِنْ قَوْمِهِ، حَتَّى إِذَا كَانُوا قَرِيبًا مِنَ الْيَمَامَةِ لَقِيَهُمْ مَسِيرُ خَالِدٍ مِنَ الْيَمَامَةِ إِلَى الْحِيرَةِ، فَعَارَضَهُ جَرِيرٌ، فَأَدْرَكَهُ حِينَ نَزَلَ عَلَى الْمَاءِ، فَنَزَلَ مَعَهُ. قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ جَرِيرٌ مَعَ خَالِدٍ مُقَامَهُ بِأَرْضِ الْعِرَاقِ حَتَّى خَرَجَ خَالِدٌ إِلَى الشَّامِ، وَبَعَثَ خَالِدٌ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ مُقِيمٌ بِالْحِيرَةِ إِلَى قَرْيَةٍ بِالسَّوَادِ يُقَالُ لَهَا: بَانِقْيَا، فَلَمَّا اقْتَحَمَ الْفُرَاتَ لِلْعُبُورِ , نَادَاهُ دِهْقَانُهَا صَلُوبًا: لَا تَعْبُرْ , أَنَا أَعْبُرُ إِلَيْكَ. فَعَبَرَ إِلَيْهِ فَأَعْطَاهُ الْجِزْيَةَ، صَالَحَهُ عَلَى أَلْفِ دِرْهَمٍ وَطَيْلُسَانٍ، ثُمَّ شَهِدَ جَرِيرٌ يَوْمَ جِسْرِ أَبِي عُبَيْدٍ، فَلَمَّا قُتِلَ أَبُو عُبَيْدٍ وَأَهْلُ الْجِسْرِ نَجَا الْمُثَنَّى بْنُ حَارِثَةَ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [ص: 821] بِمَنْ بَقِيَ مِنَ النَّاسِ " الحديث: 401 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 819 402 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ , وَمَعْمَرٌ مَوْلَى ابْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: لَمَّا انْتَهَى إِلَى عُمَرَ مُصَابُ أَهْلِ الْجِسْرِ , وَقَدِمَ عَلَيْهِ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مِنَ اَللَّيْسِ فِي رَكْبٍ مِنْ بَجِيلَةَ، فَكَلَّمَهُمْ عُمَرُ، فَقَالَ: «إِنَّكُمْ قَدْ عَلِمْتُمْ مَا كَانَ مِنَ الْمُصِيبَةِ فَاخْرُجُوا إِلَيْهِمْ» . فَقَالَ جَرِيرٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَوْمِي لَهُمْ عَدَدٌ كَثِيرٌ، وَهُمْ مُتَفَرِّقُونَ فِي الْعَرَبِ. فَقَالَ: «فَاخْرُجُوا وَأَنَا أَخْرُجُ مَعَكُمْ، مَنْ كَانَ مِنْكُمْ فِي قَبَائِلِ الْعَرَبِ فَأَخْرِجُوا مِنَ الْقَبَائِلِ» . وَقَالَ لَهُ جَرِيرٌ: اجْعَلْ لِي مِنَ السَّوَادِ جُعْلًا إِنْ ظَفِرْتُ بِهِ. فَجَعَلَ لَهُ رُبُعَ السَّوَادِ بَعْدَ الْخُمُسِ، فَانْتَدَبَ مَعَهُ أَرْبَعَةَ آلَافٍ مِنْ بَجِيلَةَ وَالنَّخَعِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَفْنَاءِ الْعَرَبِ وَذَلِكَ فِي سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ. وَأَقْبَلَ جَرِيرٌ حَتَّى بَلَغَ الْكُوفَةَ، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْمُثَنَّى بْنِ حَارِثَةَ الشَّيْبَانِيَّ كَتَبَ إِلَيْهِ: أَنْ أَقْبِلْ إِلَيَّ، فَإِنَّمَا أَنْتَ مَدَدٌ لِي. فَكَتَبَ إِلَيْهِ جَرِيرٌ: إِنِّي لَسْتُ بِفَاعِلٍ، إِلَّا أَنْ [ص: 822] يَأْمُرَنِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَنْتَ أَمِيرٌ وَأَنَا أَمِيرٌ. فَسَارَ جَرِيرٌ، وَقَدْ بَعَثَ مَلِكُ الْفُرْسِ قَائِدَهُ مِهْرَانَ فِي جَمْعٍ مِنْ فَارِسَ لِقِتَالِ الْمُسْلِمِينَ، فَأَقْبَلَ حَتَّى قَطَعَ الْفُرَاتَ إِلَى جَرِيرٍ، فَالْتَقَوْا بِالنُّخَيْلَةِ , فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا، فَبَارَزَ مِهْرَانُ جَرِيرًا، فَقَتَلَهُ جَرِيرٌ، وَأَخَذَ سَلَبَهُ وَقُلُنْسُوَةً كَانَتْ عَلَيْهِ. وَانْهَزَمَتِ الْفُرْسُ حَتَّى جَاءُوا الْمَدَائِنَ، وَفَتَحَ جَرِيرٌ بَعْضَ السَّوَادِ، وَسَارَ جَرِيرٌ حَتَّى لَقِيَ الْحَاجِبَ بِقُسِّ النَّاطِفِ فَقَاتَلَهُ فَهَزَمَهُ، وَاجْتَمَعَتِ الْأَعَاجِمُ، وَبَعَثُوا إِلَى الْكُورِ فَاجْتَمَعُوا إِلَى الْمَدَائِنِ فَاسْتُعْمِلَ عَلَيْهِمْ رُسْتُمُ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ جَرِيرًا وَأَنَّهُ لَا يَدَانِ لَهُ بِهِمْ، كَتَبَ إِلَى عُمَرَ يُخْبِرُهُ بِجَمْعِهِمْ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: جَاءَكَ مَا لَا يَدَانِ لَكَ بِهِ، فَالْحَقْ بِالْمُثَنَّى بْنِ حَارِثَةَ، وَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى الْمُثَنَّى بْنِ حَارِثَةَ: أَنِ انْضَمَّ إِلَى جَرِيرٍ، وَأَقْبَلَ أَنَسُ بْنُ مُدْرِكٍ الْخَثْعَمِيُّ فِي خَمْسِمِائَةٍ مِنْ حَيِّهِ فَنَزَلُوا مَعَ جَرِيرٍ النُّخَيْلَةَ. وَأَقْبَلَ رُسْتُمُ وَكَانَ مُنَجِّمًا، وَكَانَ يَرَى أَنَّ الْعَرَبَ قَاتِلُوهُ وَمَنْ مَعَهُ إِنْ قَاتَلَهُمْ، وَكَانَ يُرِيدُ أَنْ يَنْفِيَهُمْ وَلَا يُقَاتِلَهُمْ، فَلَمَّا دَنَا مِنْ جَرِيرٍ شَخَصَ إِلَى الْقَادِسِيَّةِ، وَخَنْدَقَ جَرِيرٌ عَلَيْهِ وَجَعَلَ يُطَاوِلُهُ، حَتَّى بَعَثَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، فَقَدِمَ فِيمَنْ مَعَهُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَالشَّامِ، فَشَخَصَ إِلَيْهِ جَرِيرٌ فَلَقِيَهُ " الحديث: 402 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 821 403 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ , عَنْ مُجَالِدٍ , عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: «بَعَثَ عُمَرُ سَعْدًا فِي أَرْبَعَةِ آلَافٍ، وَأَمَرَهُ فِي عَهْدِهِ أَنْ لَا يَدْنُوا مِنَ [ص: 823] الْعَدُوِّ حَتَّى يَأْتِيَهُ أَمْرُهُ، وَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَالْمُثَنَّى بْنِ حَارِثَةَ أَنْ يَجْتَمِعَا إِلَى سَعْدٍ» الحديث: 403 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 822 404 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ , عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: " بَعَثَ عُمَرُ مَعَ سَعْدٍ سِتَّةَ آلَافٍ، وَكَتَبَ إِلَى الْمُثَنَّى وَجَرِيرٍ: «إِنِّي لَمْ أَكُنْ لِأَسْتَعْمِلَ أَحَدًا مِنْكُمَا عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، فَاجْتَمِعَا إِلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ , فَهُوَ عَامِلِي عَلَيْكُمَا وَعَلَى جُنْدِكُمَا» ، فَسَارَ الْمُثَنَّى وَجَرِيرٌ حَتَّى قَدِمَا عَلَيْهِ بِشَرَافٍ " الحديث: 404 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 823 405 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ مَوْلَى ابْنِ قُسَيْطٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ الْمَكِّيِّ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى سَعْدٍ: «أَنْ سَبِّعِ الْقَبَائِلَ عِنْدَكَ أَسْبَاعًا، وَاجْعَلْ عَلَى كُلِّ سُبْعٍ رَجُلًا، فَكَانَ أَوَّلُ سُبْعٍ بَجِيلَةَ وَحْدَهَا، عَلَيْهِمْ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ» الحديث: 405 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 823 406 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ مُوسَى , عَنْ مَيْسَرَةَ , عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كُرَيْزٍ قَالَ: سَمِعْتُ عِدَّةً مِنْ قَوْمِي يَقُولُونَ: «كَانَ سَعْدٌ يَبْعَثُ الطَّلَائِعَ فِي الْوَجْهِ الَّذِي يُرِيدُ؛ فَيَأْتُونَهُ بِالْخَبَرِ , وَذَلِكَ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ إِلَيْهِ، فَبَعَثَ لَيْلَةً مِنَ الْعُذَيْبِ طَلِيعَةً عَلَيْهِمْ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَهُمْ خَمْسِمِائَةٍ قَبْلَ السَّيْلَحِينِ، فَوَجَدَ بِهَا جَمَاعَةً مِنَ النَّاسِ مَعَهُمُ الشَّمْعُ وَالصُّنُوجُ وَالطُّبُولُ [ص: 825] وَالْمَزَامِيرُ وَالْخُمُورُ، فَإِذَا بِنْتُ الْآزَاذِيَةِ تُهْدَى إِلَى مَلِكِ الصِّينِ، فَحَمَلُوا عَلَيْهَا فَأَخَذُوهَا وَمَا مَعَهَا، وَأَسَرُوا مِنْهُمْ أَسَارَى، فَأَتَوْا بِذَلِكَ إِلَى سَعْدٍ بِالْعُذَيْبِ، فَكَانَتْ أَوَّلَ غَنِيمَةٍ أُصِيبَتْ مِنَ الْفُرْسِ» الحديث: 406 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 824 407 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ , عَنْ مُجَالِدٍ , عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: «اسْتَعْمَلَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ عَلَى النَّاسِ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ خَالِدَ بْنَ عُرْفُطَةَ، وَعَلَى مَيْمَنَتِهِ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيَّ، وَعَلَى مَيْسَرَتِهِ قَيْسَ بْنَ مَكْشُوحٍ» الحديث: 407 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 825 408 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَا: لَمَّا فَتْحَ اللَّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ قَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: « [البحر الرجز] أَنَا جَرِيرٌ كُنْيَتِي أَبُو عَمْرِو ... قَدْ فَتْحَ اللَّهُ وَسَعْدٌ فِي الْقَصْرِ» . هَكَذَا كُنْيَتُهُ، فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ الحديث: 408 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 826 409 - أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ , وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ شَيْبَانَ , عَنْ زِيَادٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّهُ كَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ» الحديث: 409 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 826 410 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ جَرِيرِ [ص: 827] بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ جَرِيرٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لَهُ، وَالنَّاسُ يَتَحَامَوْنَ الْعِرَاقَ وَقِتَالَ الْأَعَاجِمِ: «سِرْ بِقَوْمِكَ، فَمَا غَلَبْتَ غَدًا عَلَيْهِ فَلَكَ رُبُعُهُ» ، فَلَمَّا جُمِعَتِ الْغَنَائِمُ، غَنَائِمُ جَلُولَاءَ، ادَّعَى جَرِيرٌ أَنَّ لَهُ رُبُعَ ذَلِكَ، فَكَتَبَ سَعْدٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، بِذَلِكَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: صَدَقَ جَرِيرٌ، قَدْ قُلْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَإِنْ شَاءَ أَنْ يَكُونَ قَاتَلَ هُوَ وَقَوْمُهُ عَلَى جُعْلٍ فَأَعْطُوهُ جُعْلَهُ، وَإِنْ يَكُنْ إِنَّمَا قَاتَلَ لِلَّهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلِدِينِهِ، وَحَسَبِهِ , فَهُوَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، لَهُ مَا لَهُمْ، وَعَلَيْهِ مَا عَلَيْهِمْ. وَكَتَبَ عُمَرُ بِذَلِكَ إِلَى سَعْدٍ، فَلَمَّا قَدِمَ الْكِتَابُ عَلَى سَعْدٍ دَعَا جَرِيرًا فَأَخْبَرَهُ مَا كَتَبَ بِهِ إِلَيْهِ عُمَرُ، فَقَالَ جَرِيرٌ: «صَدَقَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، لَا حَاجَةَ لِي بِهِ، بَلْ أَنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، لِي مَا لَهُمْ، وَعَلَيَّ مَا عَلَيْهِمْ» الحديث: 410 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 826 411 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ [ص: 828] بْنِ أَبِي خَالِدٍ , عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: " كَانَ عُمَرُ قَدْ جَعَلَ لِبَجِيلَةَ رُبُعَ السَّوَادِ ثَلَاثَ سِنِينَ، فَدَخَلَ جَرِيرٌ عَلَى عُمَرَ، فَقَالَ: «يَا جَرِيرُ، لَوْلَا أَنِّي قَاسِمٌ مَسْئُولٌ؛ لَكُنْتُ عَلَى مَا جَعَلْتُهُ لَكَ» . فَرَدَّهُ جَرِيرٌ وَأَجَازَهُ عُمَرُ بِثَمَانِينَ دِينَارًا " الحديث: 411 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 827 412 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ , عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: " أَرْسَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ يُعْلِمُهُ حَالَهُ وَمَا يُرِيدُ وَيُكَلِّمُهُ، فَخَرَجَ حَتَّى قَدِمَ الشَّامَ فَنَزَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، ثُمَّ قَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، يَا مُعَاوِيَةُ، فَإِنَّهُ قَدِ اجْتَمَعَ لِابْنِ عَمِّكَ الْحَرَمَانِ، وَالنَّاسُ لَهُمَا تَبَعٌ، مَعَ أَنَّ مَعَهُ أَهْلَ الْبَصْرَةِ وَأَهْلَ الْكُوفَةِ وَأَهْلَ مِصْرَ وَأَهْلَ الْيَمَنِ قَدْ بَايَعُوا، فَبَايِعِ ابْنَ عَمِّكَ وَلَا تُخَالِفْ , وَلَا تَعْنِدْ عَلَى الْحَقِّ , وَمَا أَنْتَ فِيمَنْ أَنْتَ فِيهِ، فَلَا تَلْفِفْ عَلَى أَصْحَابِكَ وَاصْدُقْهُمْ، وَأَجْلِ لَهُمُ الْأَمْرَ , وَنَاصِحْهُمْ فِي الْحَقِّ وَالدِّينِ، وَهُوَ مُعْطِيكَ الشَّامَ وَمِصْرَ تَكُونُ عَلَيْهِمَا مَا دُمْتَ حَيًّا، [ص: 829] عَلَى أَنْ تَعْمَلَ بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَامُهُ ". وَكَانَ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ يَوْمَئِذٍ وُجُوهُ أَهْلِ الشَّامِ: ذُو الْكَلَاعِ، وَشُرَحْبِيلُ بْنُ السِّمْطِ، وَأَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ، وَمَسْرُوقٌ الْعَكِّيُّ، فَتَكَلَّمُوا بِكَلَامٍ شَدِيدٍ، وَرَدُّوا أَشَدَّ الرَّدِّ، وَتَهَدَّدُوا مُعَاوِيَةَ أَشَدَّ التَّهْدُدِ إِنْ هُوَ أَجَابَ إِلَى هَذَا الْقَوْلِ وَتَرَكَ الطَّلَبَ بِدَمِ عُثْمَانَ , فَقَالَ جَرِيرٌ: اللَّهَ اللَّهَ فِي حَقْنِ دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ، وَلَمِّ شَعْثِهِمْ، وَجَمْعِ أَمْرِ الْأُمَّةِ، فَإِنَّ الْأَمْرَ قَدْ تَقَارَبَ وَصَلُحَ. قَالُوا: لَا نُرِيدُ هَذَا الصُّلْحَ حَتَّى نُقَاتِلَ قَتَلَةَ عُثْمَانَ، فَنَحْنُ وُلَاتُهُ وَالْقَائِمُونَ بِدَمِهِ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: عَلَى رِسْلِكُمْ , أَنَا مَعَكُمْ عَلَى مَا تُرِيدُونَ وَتَقُولُونَ مَا بَقِيَتْ أَرْوَاحُنَا. فَجَزَاهُ الْقَوْمُ خَيْرًا وَكَفُّوا عَنْهُ. وَخَرَجَ جَرِيرٌ حَتَّى قَدِمَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , فَقَالَ: مَا وَرَاءَكَ؟ قَالَ: الشَّرُّ. أَمَّا [ص: 830] مُعَاوِيَةُ فَهُوَ يَرْضَى بِمَا يُعْطَى، وَلَكِنَّهُ مَعَ قَوْمٍ لَا أَمْرَ لَهُ مَعَهُمْ، كُلُّهُمْ يَقُومُ بِدَمِ عُثْمَانَ وَهُمْ مِائَةُ أَلْفٍ، وَالْقَوْمُ مُقَاتِلُوكَ. فَقَالَ الْأَشْتَرُ: يَا أَخَا بَجِيلَةَ، إِنَّ عُثْمَانَ اشْتَرَى دِينَكَ وَدِينَ قَوْمِكَ بِهَمَذَانَ، فَقَالَ جَرِيرٌ: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ نَاصَحْتُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَجِئْتُكَ بِالصِّدْقِ. فَلَمْ يَزَلِ الْأَشْتَرُ يَحْمِلُ عَلَى جَرِيرٍ عِنْدَ عَلِيٍّ حَتَّى خَافَهُ، فَهَرَبَ جَرِيرٌ وَكَاتَبَ مُعَاوِيَةَ، فَسَارَ عَلِيٌّ إِلَى دَارِ جَرِيرٍ , فَشَعَثَ مِنْهَا حَتَّى كَلَّمَهُ أَبُو مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيُّ " الحديث: 412 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 828 413 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ جَرِيرِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " لَمْ يَكُنْ عَلِيٌّ بِصَاحِبِ حَرْبٍ وَلَا قِتَالٍ وَلَا سِيَاسَةٍ، بَعَثَ جَرِيرًا إِلَى مُعَاوِيَةَ يُعْطِيهِ مِصْرَ وَالشَّامَ عَلَى أَنْ يَعْمَلَ بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ عَلَيْهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ وَيُبَايِعَ لِعَلِيٍّ، فَفَعَلَ، فَأَبَى أَصْحَابُهُ ذَلِكَ وَقَالُوا: لَا نَفْعَلُ أَبَدًا. فَرَجَعَ جَرِيرٌ إِلَى عَلِيٍّ يُخْبِرُهُ. قَالَ: يَقُولُ الْأَشْتَرُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، غَشَّكَ، مَالَأَ عَدُوَّكَ وَكَذَبَ، فَخَافَ عَلَى نَفْسِهِ فَخَرَجَ هَارِبًا، حَتَّى سَارَ عَلِيٌّ إِلَى دَارِنَا يَهْدِمَهَا، حَتَّى خَرَجْنَا إِلَيْهِ، فَنَاشَدْنَاهُ اللَّهَ، وَقُلْنَا: دَارٌ مُشْتَرَكَةٌ لِأَيْتَامٍ , فَتَرَكَهَا " الحديث: 413 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 830 414 - أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ قَالَ: [ص: 831] حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَرِيرٍ , عَنْ أَبِيهِ: قَالَ أَبِي: «بَعَثَ إِلَيَّ» . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَلَمْ يَزَلْ جَرِيرٌ مُعْتَزِلًا لِعَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ بِالْجَزِيرَةِ وَنَوَاحِيهَا حَتَّى تُوُفِّيَ بِالشَّرَاةِ فِي وِلَايَةِ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ عَلَى الْكُوفَةِ، وَكَانَتْ وِلَايَتُهُ سَنَتَيْنِ وَنِصْفٍ , بَعْدَ زِيَادِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الحديث: 414 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 830 عَبْدُ شَمْسِ بْنُ أَبِي عَوْفِ بْنِ عُوَيْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ذُبْيَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ يَشْكُرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَعْدِ بْنِ نَذِيرِ بْنِ قَسْرِ بْنِ عَبْقَرِ بْنِ أَنْمَارٍ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ , وَسَمَّاهُ: عَبْدَ اللَّهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 832 يَزِيدُ بْنُ أَسَدِ بْنِ كُرْزِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ غَمْغَمَةَ بْنِ جَرِيرِ بْنِ شُقِّ الْكَاهِنِ بْنِ صَعْبِ بْنِ يَشْكُرَ بْنِ رُهْمِ بْنِ أَفْرَكِ بْنِ نَذِيرِ بْنِ قَسْرِ بْنِ عَبْقَرِ بْنِ أَنْمَارٍ. وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ، وَلَمْ يَكُنْ مِمَّنِ اخْتَطَّ بِالْكُوفَةِ وَلَا نَزَلَهَا، وَنَزَلَ الشَّامَ، مِنْ وَلَدِهِ: خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ , وَلِيَ مَكَّةَ لِلْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَوَلِيَ الْعِرَاقَ لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَأَخُوهُ أَسَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَلِيَ خُرَاسَانَ لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَأَخُوهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَلِيَ الْمَوْصِلَ وَكَانَ فِي صَحَابَةِ أَبِي جَعْفَرٍ، وَلَمَّا وَلِيَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِرَاقَ اشْتَرَى بِالْكُوفَةِ خُطَطًا وَابْتَنَى بِهَا دُورًا، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 833 وَلَهُ بِهَا عَقِبٌ وَعَدَدٌ كَثِيرٌ. وَقَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ: وَلَمْ يُولَدْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ إِلَّا وُلِدَ إِلَى يَزِيدَ بْنِ أَسَدٍ وَاحِدٌ يُولَدُ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 834 مُدْرِكُ بْنُ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ جُشَمِ بْنِ نَقِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ لُؤَيِّ بْنِ رُهْمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَحْمَسَ بْنِ الْغَوْثِ بْنِ أَنْمَارٍ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 834 أَبُو حَازِمٍ وَاسْمُهُ عَوْفُ بْنُ عَبْدِ الْحَارِثِ بْنِ عَوْفِ بْنِ جُشَيْشِ بْنِ هِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ كَلْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ لُؤَيِّ بْنِ رُهْمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَحْمَسَ بْنِ الْغَوْثِ بْنِ أَنْمَارٍ، وَهُوَ أَبُو قَيْسِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ , قُتِلَ يَوْمَ صِفِّينَ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الشَّمْسِ فَقَالَ لَهُ: «تَحَوَّلْ إِلَى الظِّلِّ؛ فَإِنَّهُ مُبَارَكٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 835 أَبُو طَارِقٍ وَاسْمُهُ رَبِيعَةُ بْنُ خُوَيْلِدِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَائِذِ بْنِ كَلْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ لُؤَيِّ بْنِ رُهْمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَحْمَسَ بْنِ الْغَوْثِ بْنِ أَنْمَارٍ , وَكَانَ شَرِيفًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 836 أَبُو أَرْطَأَةَ وَاسْمُهُ رَبِيعَةُ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ أَحْمَسَ بْنِ الْغَوْثِ، وَهُوَ رَسُولُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَدْمِ ذِي الْخَلَصَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 836 صَخْرُ بْنُ الْعَيْلَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَحْمَسَ بْنِ الْعَوْفِ بْنِ أَنْمَارٍ، إِلَيْهِ الْبَيْتُ، وَيُكْنَى صَخْرٌ: أَبَا حَازِمٍ، وَرَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَادِيثَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 837 415 - أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ , وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ , عَنْ صَخْرِ بْنِ الْعَيْلَةِ قَالَ: " أَخَذْتُ عَمَّةَ الْمُغِيرَةِ بْنِ [ص: 838] شُعْبَةَ فَقَدِمْتُ بِهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَجَاءَ الْمُغِيرَةُ فَسَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّتَهُ، وَأَخْبَرَهُ أَنَّهَا عِنْدِي، فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَا صَخْرُ، إِنَّ الْقَوْمَ إِذَا أَسْلَمُوا أَحْرَزُوا أَمْوَالَهُمْ وَدِمَاءَهُمْ، فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ» . فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَانِي مَاءً لِبَنِي سُلَيْمٍ، قَالَ: فَأَتَوْا نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلُوهُ الْمَالَ، قَالَ: فَدَعَانِي نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَا صَخْرُ، إِنَّ الْقَوْمَ إِذَا أَسْلَمُوا أَحْرَزُوا أَمْوَالَهُمْ، فَادْفَعْهُ إِلَيْهِمْ» فَدَفَعْتُهُ إِلَيْهِمْ الحديث: 415 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 837 شِبْلُ بْنُ مَعْبَدِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَحْمَسَ بْنِ الْغَوْثِ بْنِ أَنْمَارٍ، وَهُوَ فِيمَنْ شَهِدَ عَلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 838 جَابِرُ بْنُ أَبِي طَارِقٍ الْأَحْمَسِيُّ وَهُوَ أَبُو حَكِيمِ بْنُ جَابِرٍ، صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَوَى عَنْهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 839 أَبُو كَاهِلٍ الْأَحْمَسِيُّ، وَاسْمُهُ قَيْسُ بْنُ عَائِذٍ، صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَوَى عَنْهُ. قَالَ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ عَلَى نَاقَةٍ، وَحَبَشِيُّ مُمْسِكٌ بِخِطَامِهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 839 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْسَجَةَ الْعُرَنِيُّ مِنْ بَجِيلَةَ، وَهُوَ كَانَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكِتَابِهِ إِلَى بَنِي حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ قُرَيْطٍ , يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَأَخَذُوا الصَّحِيفَةَ فَغَسَلُوهَا وَرَقَعُوا بِهَا أَسْفَلَ دَلْوِهِمْ، وَأَبَوْا أَنْ يُجِيبُوا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا لَهُمْ أَذْهَبَ اللَّهُ عُقُولَهُمْ» . قَالَ: فَهُمْ أَهْلُ رِعْدَةٍ وَسَفَهٍ وَكَلَامٍ مُخْتَلَطٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 840 جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُفْيَانَ الْبَجَلِيُّ وَهُوَ الْعَلَقِيُّ، وَبَعْضُهُمْ يَنْسِبُهُ إِلَى أَبِيهِ، وَبَعْضُهُمْ يَنْسِبُهُ إِلَى جَدِّهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 840 وَمِنْ خَثْعَمٍ وَهُوَ أَفْتَلُ بْنُ أَنْمَارِ بْنِ أَرَاسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْغَوْثِ أَخُو بَجِيلَةَ لِأَبِيهِمْ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ: خَثْعَمًا , بِجَمَلٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ: خَثْعَمٌ، كَانَ يُقَالُ: احْتَمَلَ آلُ خَثْعَمٍ وَنَزَلَ آلُ خَثْعَمٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 841 أَنَسُ بْنُ مُدْرِكِ بْنِ كُعَيْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْعَتِيكِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ تَيْمِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرِ بْنِ أَكْلُبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عِفْرِسِ بْنِ جِلْفِ بْنِ أَفْتَلَ , وَهُوَ خَثْعَمُ بْنُ أَنْمَارٍ، وَيُكْنَى أَنَسٌ: أَبَا سُفْيَانَ، وَكَانَ شَاعِرًا، وَقَدْ رَأَسَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 841 دُكَيْنُ بْنُ سَعْدٍ وَقَالَ بَعْضُهُمُ: ابْنُ سَعِيدٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 841 حُصَيْنُ بْنُ عَوْفٍ الْخَثْعَمِيُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 842 416 - أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَوْفٍ الْخَثْعَمِيُّ , أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَبِي كَبِيرٌ ضَعِيفٌ، وَقَدْ عَلِمَ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ، وَلَا يَسْتَمْسِكُ عَلَى بَعِيرٍ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟ ‍‍‍‍ قَالَ: «أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ عَلَى أَبِيكَ دَيْنٌ، أَكُنْتَ قَاضِيهِ عَنْهُ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَدَيْنُ اللَّهِ أَحَقُّ» . قَالَ: فَحَجَّ عَنْهُ ابْنُهُ وَهُوَ حَيٌّ الحديث: 416 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 842 417 - أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كُرَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حُصَيْنُ بْنُ عَوْفٍ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ أَبِي مَاتَ وَلَمْ يَحُجَّ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟ قَالَ: «نَعَمْ» الحديث: 417 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 843 وَمِنْ هَمْدَانَ وَهُوَ أَوْسِلَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَوْسِلَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْخِيَارِ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَأِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 844 ضِمَامُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَوَابَةَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَارِفِ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِيرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَاشِدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ خَيْرَانَ بْنِ نَوْفِ بْنِ هَمْدَانَ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَهُمْ بَقِيَّةٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 844 عَمْرٌو وَمَالِكٌ ابْنَا أَيْفَعَ بْنِ كَرِبِ بْنِ زَيْنَبَ بْنِ شَرَاحِيلَ بْنِ نَاعِطٍ وَهُوَ رَبِيعَةُ بْنُ مَرْثَدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَاشِدِ بْنِ جُشَيْمِ بْنِ خَيْرَانَ بْنِ نَوْفِ بْنِ هَمْدَانَ، وَفَدَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَا وَمَعَهُمَا ابْنُ أَخِيهِمَا مَالِكُ بْنُ حُمْرَةَ بْنِ أَيْفَعَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 844 عُمَيْرُ ذُو مِرَّانَ الْقَيْلِ بْنُ أَفْلَحَ بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ رَبِيعَةَ وَهُوَ نَاعِطُ بْنُ مَرْثَدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَاشِدِ بْنِ خَيْرَانَ بْنِ نَوْفِ بْنِ هَمْدَانَ، وَهُوَ الَّذِي كَتَبَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ، وَابْنُهُ يَزِيدُ بْنُ عُمَيْرٍ الْمَقْتُولُ يَوْمَ جَبَّانَةِ السَّبِيعِ، قَتَلَهُ الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُجَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَتَلَهُ شَبِيبٌ الْخَارِجِيُّ، وَابْنُهُ الْمُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ الْفَقِيهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 845 418 - أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: " كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جَدِّي، وَهَذَا كِتَابُهُ عِنْدَنَا: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " الحديث: 418 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 846 قَيْسُ بْنُ مَالِكِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ لَايِ بْنِ سَلْمَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ الْهَجِنُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ أَرْحَبَ بْنِ دُعَامِ بْنِ مَالِكِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ الصَّعْبِ بْنِ دُومَانَ بْنِ بُكَيْلِ بْنِ جَثْمِ بْنِ خَيْرَانَ بْنِ نَوْفِ بْنِ هَمْدَانَ، وَقَيْسُ بْنُ مَالِكٍ أَبُو نَمَطٍ، وَيُقَالُ: أَنَّ نَمَطَ بْنَ قَيْسٍ هُوَ الْوَافِدُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 846 عَامِرُ بْنُ شَهْرٍ الْهَمْدَانِيُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 847 419 - أُخْبِرْتُ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ , عَنْ مُجَالِدٍ , عَنِ الشَّعْبِيِّ , عَنْ عَامِرِ بْنِ شَهْرٍ قَالَ: كَانَتْ هَمْدَانُ قَدْ تَحَصَّنَتْ فِي جَبَلِ الْحَقْلِ مِنَ الْحُبَيْشِ، قَدْ مَنَعَهُمُ اللَّهُ بِهِ، حَتَّى جَاءَتْ هَمْدَانُ أَهْلَ فَارِسٍ، فَلَمْ يَزَالُوا لَهُمْ مُحَارِبِينَ حَتَّى هَرَّ الْقَوْمُ الْحَرْبَ وَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمْرُ، وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ لِي هَمْدَانُ: يَا عَامِرَ بْنَ شَهْرٍ، إِنَّكَ قَدْ كُنْتَ نَدِيمًا لِلْمُلُوكِ مُنْذُ كُنْتَ، فَهَلْ أَنْتَ آتٍ هَذَا الرَّجُلَ وَمُرْتَادٌ لَنَا، فَإِنْ رَضِيتَ لَنَا شَيْئًا قَبِلْنَاهُ، وَإِنْ كَرِهْتَ لَنَا شَيْئًا كَرِهْنَاهُ؟ , قُلْتُ: نَعَمْ. فَجِئْتُ حَتَّى قَدِمْتُ [ص: 848] عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ , فَجَلَسْتُ عِنْدَهُ , فَجَاءَ رَهْطٌ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْصِنَا. قَالَ: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَأَنْ تَسْمَعُوا مِنْ قَوْلِ قُرَيْشٍ، وَتَدَعُوا فِعْلَهُمْ» . فَاجْتَزَأْتُ بِذَلِكَ، ثُمَّ بَدَا لِي أَنْ لَا أَرْجِعَ إِلَى قَوْمِي حَتَّى أَمُرَّ بِالنَّجَاشِيِّ، وَكَانَ لِي صَدِيقًا، فَمَرَرْتُ بِهِ، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ عِنْدَهُ إِذْ مَرَّ بِهِ ابْنٌ لَهُ صَغِيرٌ فَاسْتَقْرَأَهُ لَوْحًا مَعَهُ، فَقَرَأَهُ الْغُلَامُ، فَضَحِكْتُ، فَقَالَ النَّجَاشِيُّ: مِمَّ ضَحِكْتَ؟ , قُلْتُ: مِمَّا قَرَأَ هَذَا الْغُلَامُ قَبْلُ، قَالَ: فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مِمَّا أُنْزِلَ عَلَى لِسَانِ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ: أَنَّ اللَّعْنَةَ تَكُونُ فِي الْأَرْضِ إِذَا كَانَتْ أُمَرَاءَهَا الصِّبْيَانُ. قَالَ: فَرَجَعْتُ، وَقَدْ سَمِعْتُ هَذِهِ الْكَلِمَةَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهَذَا مِنَ النَّجَاشِيِّ. وَأَسْلَمَ قَوْمِي وَنَزَلُوا إِلَى السَّهْلِ، وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الْكِتَابَ إِلَى عُمَيْرِ ذِي مَرَّانَ. قَالَ: وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَالِكَ بْنَ مُرَارَةَ الرَّهَاوِيَّ إِلَى الْيَمَنِ جَمِيعًا، فَأَسْلَمَ عَكٌّ ذُو خَيْوَانَ، فَقِيلَ لِعَكٍّ: انْطَلِقْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخُذْ مِنْهُ الْأَمَانَ عَلَى قَرْيَتِكَ وَمَالِكَ، وَكَانَتْ لَهُ قَرْيَةٌ فِيهَا رَقِيقٌ وَمَالٌ، فَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ مَالِكَ بْنَ مُرَارَةَ الرَّهَاوِيَّ قَدِمَ عَلَيْنَا يَدْعُو إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمْنَا، وَلِي أَرْضٌ فِيهَا رَقِيقٌ وَمَالٌ , فَاكْتُبْ لِي كِتَابًا، فَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِعَكِّ ذِي خَيْوَانَ، إِنْ كَانَ صَادِقًا فِي أَرْضِهِ، وَمَالِهِ، وَرَقِيقِهِ، فَلَهُ أَمَانُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ» . وَكَتَبَ خَالِدُ بْنُ سَعْدٍ الحديث: 419 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 847 وَمِنْ قُضَاعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِمْيَرَ بْنِ سَبَأِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ ثُمَّ مِنْ بَنِي كَلْبِ بْنِ وَبَرِ بْنِ تَغْلِبَ بْنِ حُلْوَانَ بْنِ عِمْرَانَ بنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 849 الدُّومِيُّ بْنُ قَيْسٍ مِنْ بَنِي الْخَزْرَجِ بْنِ زَيْدِ اللَّاتِ بْنِ رُفَيْدَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ كَلْبٍ، وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ، وَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً عَلَى مَنْ بَايَعَهُ مِنْ كَلْبٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 849 حَارِثَةُ بْنُ قَطَنِ بْنِ زَابِر ِ بْنِ حِصْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَلِيمِ بْنِ جَنَابِ بْنِ هُبَلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُذْرَةَ بْنِ زَيْدِ اللَّاتِ بْنِ رُفَيْدَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ كَلْبٍ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 849 حَمَلُ بْنُ سَعْدَانَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَلِيمِ بْنِ هُبَلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُذْرَةَ بْنِ زَيْدِ اللَّاتِ بْنِ رُفَيْدَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ كَلْبٍ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ وَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 850 جَهْبَلُ بْنُ سَيْفٍ مِنْ بَنِي الْجُلَاحِ، وَاسْمُهُ عَامِرُ بْنُ عَوْفِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُذْرَةَ بْنِ زَيْدِ اللَّاتِ بْنِ رُفَيْدَةَ، وَهُوَ الَّذِي ذَهَبَ بِوَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ فَنَقَلَهُ لَهُمْ، وَلَهُ يَقُولُ امْرُؤُ الْقَيْسِ الْكِنْدِيُّ: [البحر الطويل] سَمِعْتُ النَّعَايَا يَوْمَ أَعْلَنَ جَهْبَلٌ ... بِنَعْيِ أَحْمَدَ النَّبِيِّ الْمُهْتَدِي وَجَهْبَلٌ الَّذِي يَقُولُ: [البحر الوافر] أَنَا الْكَلْبِيُّ لَسْتُ بِحَضْرَمِيٍّ ... وَلَكِنِّي أَبَحْتُ بِهَا دَيَارَا وَجَهْبَلٌ وَأَهْلُ بَيْتِهِ مِنْ كَلْبٍ , يَسْكُنُونَ حَضْرَمَوْتَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 850 عَبْدُ عَمْرٍو وَاسْمُهُ بَكْرُ بْنُ جَبَلَةَ بْنِ وَائِلِ بْنِ قَيْسِ بْنِ بَكْرِ بْنِ رَبِيعَةَ الْجُلَاحِ بْنِ عَوْفِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُذْرَةَ بْنِ زَيْدِ اللَّاتِ بْنِ رُفَيْدَةَ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ. مِنْ وَلَدِهِ سَعِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ بَجْلَةَ , صَاحِبُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَأَخُوهُ النُّعْمَانُ بْنُ جَبَلَةَ قَدْ رَأَسَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَمَدَحَهُ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ وَهُوَ الَّذِي أَسَرَ بِشْرَ بْنَ أَبِي خَازِمٍ , فَأَهْدَاهُ إِلَى أَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ لَاءٍ الطَّائِيِّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 851 وَمِنْ بُلْقِينَ وَهُوَ النُّعْمَانُ، وَحَضَنَهُ عَبْدٌ يُقَالُ لَهُ: الْقَيْنُ فَغَلَبَ عَلَيْهِ، وَهُوَ ابْنُ جِسْرِ بْنِ شَيْعِ اللَّهِ بْنِ وَبَرَةَ بْنِ تَغْلِبَ بْنِ حُلْوَانَ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 852 الْمُسْتَوْرِدُ بْنُ الْمِنْهَالِ بْنِ قُنْفُذِ بْنِ عُصَيَّةَ بْنِ هُصَيْصِ بْنِ حُتَيِّ بْنِ وَائِلِ بْنِ جُشَمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ، صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 852 وَمِنْ جَرْمِ بْنِ رَبَّانَ وَهُوَ عَلَّافُ بْنُ حُلْوَانَ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 853 هَوْذَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبَاحِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ الْهَوْنِ بْنِ أَعْجَبَ بْنِ قُدَامَةَ بْنِ جَرْمٍ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 853 الْأَسْقَعُ بْنُ شُرَيْحِ بْنِ صُرَيْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ الْهَوْنِ بْنِ أَعْجَبَ بْنِ قُدَامَةَ بْنِ جَرْمٍ، وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 853 أَسْمَاءُ بْنُ رِيَابِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَلَى وَهُوَ الْحَارِثُ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ عُذْرَةَ بْنِ عَدِيِّ [ص: 854] شُمَيْسِ بْنِ طَرُودِ بْنِ قُدَامَةَ بْنِ جَرْمٍ، وَهُوَ الَّذِي خَاصَمَ بَنِي عَقِيلٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعَقِيقِ فَقَضَى بِهِ لِجَرْمٍ، فَهَذَا عَقِيقٌ فِي أَرْضِ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ وَلَيْسَ هُوَ الَّذِي بِالْمَدِينَةِ، وَقَالَ أَسْمَاءُ: [البحر الطويل] وَإِنِّي أَخُو جَرْمٍ كَمَا قَدْ عَلِمْتُمُ ... إِذَا اجْتَمَعَتْ عِنْدَ النَّبِيِّ الْمُجَامِعُ فَإِنْ أَنْتُمُ لَمْ تَقْنَعُوا بِقَضَائِهِ ... فَإِنِّي بِمَا قَالَ النَّبِيُّ لَقَانِعُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 853 الْفَلَتَانِ بْنُ عَاصِمٍ الْجَرْمِيُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 854 وَمِنْ مَهْرَةَ بْنِ حَيْدَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 855 زُهَيْرُ بْنُ قِرْضِمِ بْنِ الْعُجَيْلِ بْنِ ثِقَاتِ بْنِ قَمُومِيِّ بْنِ نقلل بْنِ العيدي بْنِ ندغي بْنِ مَهْرَةَ الْوَافِدُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 855 وَمِنْ بَنِي عُذْرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ سُعُودِ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 856 زَمْلُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَنْزِ بْنِ خُشَافِ بْنِ خَدِيجِ بْنِ وَاثِلَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ هِنْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ عَبْدِ بْنِ كَبِيرِ بْنِ عُذْرَةَ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا، وَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً، وَشَهِدَ بِلِوَائِهِ ذَلِكَ يَوْمَ صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ. مِنْ وَلَدِهِ مُدْلِجُ بْنُ الْمِقْدَادِ بْنِ زَمْلٍ وَكَانَ شَرِيفًا بِالشَّامِ، وَكَانَتْ عِنْدَهُ أَمِينَةُ أُخْتُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيِّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 856 جَمْرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ هَوْذَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سِنَانِ بْنِ الْبَيَّاعِ بْنِ دُلَيْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ حَزَّازِ بْنِ كَاهِلِ بْنِ عُذْرَةَ، كَانَ سَيِّدَ بَنِي عُذْرَةَ، وَهُوَ أَوَّلُ أَهْلِ الْحِجَازِ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَدَقَةِ بَنِي عُذْرَةَ، فَأَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمْيَةَ سَوْطِهِ وَحُضْرَ فَرَسِهِ , مِنْ وَادِي الْقُرَى، وَاتَّخَذَهَا مَنْزِلًا حَتَّى مَاتَ، وَآلُ جَمْرَةَ بِوَادِي الْقُرَى كَثِيرٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 857 420 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِسْطَاسٍ , [ص: 858] عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ الْعُذْرِيِّ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابٍ عَنْ آبَائِي , قَالُوا: وَفَدْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَفَرَ سَنَةَ تِسْعٍ، فَقَدِمَ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا مِنْهُمْ: جَمْرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ وَسُلَيْمٌ وَسَعْدٌ ابْنَا مَالِكٍ، وَمَالِكُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، فَنَزَلُوا فِي دَارِ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ النَّجَّارِيَّةِ، ثُمَّ جَاءُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ بِسَلَامٍ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ الْقَوْمُ؟» قَالَ مُتَكَلِّمُهُمْ: مَنْ لَا تُنْكَرُ، نَحْنُ بَنُو عُذْرَةَ إِخْوَةُ بَنِي عَامِرٍ، وَنَحْنُ الَّذِينَ عَضَّدُوا قُصَيًّا , وَأَزَاحُوا مِنْ بَطْنِ مَكَّةَ خُزَاعَةَ وَبَنِي بَكْرٍ، وَلَنَا قَرَابَاتٌ وَأَرْحَامٌ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَرْحَبًا بِكُمْ وَأَهْلًا، مَا أَعْرَفَنِي بِكُمْ، فَمَا مَنَعَكُمْ مِنْ تَحِيَّةِ الْإِسْلَامِ؟ , قَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، كُنَّا عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ آبَاؤُنَا، فَقَدِمْنَا مُرْتَادِينَ لِأَنْفُسِنَا وَلِمَنْ خَلْفَنَا، فَإِلَى مَا تَدْعُو؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنْ تَشْهَدُوا أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً» , فَقَالَ الْمُتَكَلِّمُ: فَمَا وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الْفَرَائِضِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ» ، ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ بِشَرَائِعِ الْإِسْلَامِ، وَسَأَلُوهُ عَنْ أَشْيَاءَ فَأَخْبَرَهُمْ بِهَا، وَسَأَلُوهُ عَنْ أَشْيَاءَ فَنَهَاهُمْ عَنْهَا، ثُمَّ أَقَامُوا أَيَّامًا , ثُمَّ انْصَرَفُوا إِلَى أَهْلِهِمْ، وَأَمَرَ لَهُمْ بِجَوَائِزَ كَمَا كَانَ يُجَازِ الْوَفْدَ، وَكَسَا أَحَدَهُمْ بُرْدًا " الحديث: 420 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 857 328 - أَبُو خُزَامَةَ الْعُذْرِيُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 859 وَمِنْ بَنِي سَلَامَانَ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ سُودِ بْنِ أَسْلَمَ: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 860 حَبِيبُ بْنُ عَمْرٍو السَّلَامَانِيُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 860 421 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كُتُبِ أَبِي، أَنَّ حَبِيبَ بْنَ عَمْرٍو السَّلَامَانِيَّ كَانَ يُحَدِّثُ، قَالَ: قَدِمْنَا وَفْدَ سَلَامَانَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ عَشْرٍ، وَنَحْنُ سَبْعَةُ نَفَرٍ، لِنُبَايِعَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ وَعَلَى مَنْ وَرَاءَنَا مِنْ قَوْمِنَا، فَأَسْلَمْنَا وَبَايَعْنَاهُ، وَجَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ , قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ؟ قَالَ «الصَّلَاةُ فِي وَقْتِهَا» , قُلْتُ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ لِي أَجْرٌ فِي الْحَوْضِ أَلُوطُهُ لِإِبِلِي فَتُرْوَى هُمْلُ الْإِبِلِ؟ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَعَمْ، فِي كُلِّ كَبِدٍ حَرَّى أَجْرٌ» , وَسَأَلْتُهُ عَنْ غَيْرِ ذَلِكَ. قَالَ: فَأَقَمْنَا ثَلَاثًا وَضِيَافَتُهُ تَجْرِي عَلَيْنَا، ثُمَّ جِئْنَا فَوَدَّعْنَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ لَنَا بِجَوَائِزَ، فَأَعْطَانَا خَمْسَ أَوَاقٍ كُلَّ رَجُلٍ مِنَّا، وَتَعَذَّرَ إِلَيْنَا بِلَالٌ وَقَالَ: لَيْسَ عِنْدَنَا الْيَوْمَ مَالٌ، قَالَ: فَقُلْنَا: مَا أَكْثَرَ هَذَا وَأَطْيَبَهُ، ثُمَّ رَحَلْنَا إِلَى بِلَادِنَا " الحديث: 421 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 860 وَمِنْ سَعْدِ هُذَيْمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ سُودِ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ وَإِنَّمَا قِيلَ لَهُ سَعْدُ هُذَيْمٍ , لِأَنَّهُ حَضَنَهُ عَبْدٌ حَبَشِيِّ يُقَالُ لَهُ: هُذَيْمٌ , فَغَلَبَ عَلَيْهِ، وَسَعْدُ هُوَ أَبُو عُذْرَةَ وَسَلَامَانَ: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 861 أَبُو أَبِي النُّعْمَانِ مِنْ سَعْدِ هُذَيْمٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 861 422 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ , عَنْ أَبِي عُمَيْرٍ الطَّائِيِّ , عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَافِدًا فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِي، يَعْنِي: سَعْدَ هُذَيْمٍ، وَقَدْ أَوْطَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَلَبَةً , وَأَدَاخَ الْعَرَبَ، فَأَسْلَمْنَا وَبَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَيْدِينَا، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا أَصْحَابُ قَنْصٍ وَصَيْدٍ، وَلَنَا كِلَابٌ ضَوَارِي، وَكِلَابٌ غَيْرُ ضَوَارِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ الْمُعَلَّمَ، وَذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ فَقَتَلَ، فَكُلْ» , قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنْ أَكَلَ آكُلْ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَلَمَّا أَرَدْنَا الِانْصِرَافَ أَمَرَ بِلَالًا فَأَجَازَنَا بِأَوَاقٍ مِنْ فِضَّةٍ , لِكُلِّ رَجُلٍ مِنَّا، فَرَجَعْنَا إِلَى قَوْمِنَا، فَرَزَقَهُمُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْإِسْلَامَ " الحديث: 422 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 861 وَمِمَّنْ وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَوَى عَنْهُ وَلَمْ يُعْرَفْ نَسَبُهُ: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 862 أَبْيَضُ بْنُ حَمَّالٍ مِنْ أَهْلِ مَأْرِبٍ قَالَ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ: هُوَ مِنَ الْأَزْدِ مِمَّنْ كَانَ أَقَامَ بِمَأْرِبٍ مِنْ وَلَدِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ. وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، وَيُقَالُ: بَلْ لَقِيَهُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ بِمَكَّةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 862 323 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: [ص: 863] حَدَّثَنِي عَمِّي ثَابِتُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ أَبْيَضَ بْنِ حَمَّالٍ: «أَنَّهُ وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ، وَأَسْلَمَ عَلَى ثَلَاثَةِ إِخْوَةٍ مِنْ كِنْدَةَ , كَانُوا عَبِيدًا لَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ , وَصَالَحَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سَبْعِينَ حُلَّةً، وَاسْتَقْطَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِلْحَ، مِلْحَ شَذَا بِمَأْرِبَ , فَقَطَعَهُ لَهُ، ثُمَّ اسْتَقَالَهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقَالَهُ، فَقَطَعَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْضًا وَغَيْلًا بِالْجَوْفِ , جَوْفِ مُرَادٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 862 424 - أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ قَيْسٍ الْمَأْرَبِيُّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ , عَنْ سُمَيِّ بْنِ قَيْسٍ , عَنْ شُمَيْرٍ , عَنْ أَبْيَضَ بْنِ حَمَّالٍ ,: " أَنَّهُ وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَقْطَعَهُ الْمِلْحَ فَأَقْطَعَهُ إِيَّاهُ، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ رَجُلٌ: يَا [ص: 865] رَسُولَ اللَّهِ، أَتَدْرِي مَا أَقْطَعْتَهُ؟ إِنَّمَا أَقْطَعْتَهُ الْمَاءَ الْعَذَّ، فَرَجَعَ فِيهِ. قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا يُحْمَى مِنَ الْأَرَاكِ؟ قَالَ: «مَا لَمْ تَنَلْهُ أَخْفَافُ الْإِبِلِ» الحديث: 424 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 864 425 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي ثَابِتُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ أَبْيَضَ بْنِ حَمَّالٍ: " أَنَّهُ كَانَ بِوَجْهِهِ حَزَازَةٌ، قَالَ: يَعْنِي الْقُوبَاءَ , قَدِ الْتَمَعَتْ وَجْهَهُ، فَدَعَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَحَ وَجْهَهُ، فَلَمْ يُمَسَّ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَمِنْهَا أَثَرٌ " الحديث: 425 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 865 فَيْرُوزُ بْنُ الدَّيْلَمِيِّ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَهُوَ مِنْ أَبْنَاءِ أَهْلِ فَارِسَ الَّذِينَ بَعَثَهُمْ كِسْرَى إِلَى الْيَمَنِ , فَنَفَوُا الْحُبَاشَةَ مِنْهَا وَغَلَبُوا عَلَيْهَا. قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ: ثُمَّ انْتَسَبُوا إِلَى بَنِي ضَبَّةَ , وَقَالُوا: أَصَابَنَا سَبًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ. وَفَيْرُوزُ هُوَ الَّذِي قَتَلَ الْأَسْوَدَ الْعَنْسِيَّ الَّذِي كَانَ تَنَبَّأَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَتَلَهُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَيْرُوزُ الدَّيْلَمِيُّ» ، وَقَدْ وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَوَى عَنْهُ [ص: 867] أَحَادِيثَ مِنْهَا حَدِيثٌ فِي الْقَدَرِ، وَبَعْضُهُمْ يَرْوِي عَنْهُ فَيَقُولُ: حَدَّثَنِي الدَّيْلَمِيُّ الْحِمْيَرِيُّ، وَيَقُولُ بَعْضُهُمْ: عَنِ الدَّيْلَمِ، وَهَذَا كُلُّهُ وَاحِدٌ , إِنَّمَا هُوَ فَيْرُوزُ بْنُ الدَّيْلَمِيِّ، وَالَّذِي يُبَيِّنُ ذَلِكَ: الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ، فَاخْتَلَفُوا فِي اسْمِهِ عَلَى مَا ذَكَرْنَا وَالْحَدِيثُ وَاحِدٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 866 426 - أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ , عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ , عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيُّ , عَنْ الدَّيْلَمِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا بِأَرْضٍ بَارِدَةٍ، وَإِنَّا نَسْتَعِينُ بِشَرَابٍ مِنَ الْقَمْحِ. قَالَ: «أَيُسْكِرُ؟» , قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «فَلَا تَشْرَبُوهُ» ، ثُمَّ أَعَادَهُ، فقَالَ: «أَيُسْكِرُ؟» , قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «فَلَا تَشْرَبُوهُ» ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّهُمْ لَا يَصْبِرُونَ عَنْهُ، قَالَ: «فَإِنْ لَمْ يَصْبِرُوا عَنْهُ فَاقْتُلْهُمْ» . 427 - وَأَخْبَرَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَيْضًا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ [ص: 868] إِسْحَاقَ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ , عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ دَيْلَمٍ الْحِمْيَرِيِّ. قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي وَهْبٍ الْجَيْشَانِيِّ , عَنْ أَبِي خِرَاشٍ , عَنِ الدَّيْلَمِيِّ الْحِمْيَرِيِّ. وَتَمَامُ الْحَدِيثِ فِي بَعْضِ الْمَغَازِي قَالَ: وَإِنَّمَا قِيلَ لَهُ: الْحِمْيَرِيُّ , لِنُزُولِهِ فِي حِمْيَرَ وَمُحَالَفَتِهِ إِيَّاهُمْ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَمَاتَ فَيْرُوزُ بْنُ الدَّيْلَمِيِّ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الحديث: 426 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 867 إِبْرَاهِيمُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 869 428 - أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ مَوْلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَطَاءِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِلنَّاسِ بِمِنًى: «قَابِلُوا النِّعَالَ» الحديث: 428 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 869 حُمَمَةُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 870 429 - أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِيِّ , عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُقَالُ لَهُ حُمَمَةُ , مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَرَجَ إِلَى أَصْبَهَانَ غَازِيًا، قَالَ: وَفُتِحَتْ أَصْبَهَانُ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ رَحِمَهُ اللَّهُ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّ حُمَمَةَ يَزْعُمُ أَنَّهُ يُحِبُّ لِقَاءَكَ، فَإِنْ كَانَ حُمَمَةُ صَادِقًا فَاعْزِمْ لَهُ بِصِدْقِهِ، وَإِنْ كَانَ كَاذِبًا فَاعْزِمْ لَهُ عَلَيْهِ وَإِنْ كَرِهَ، اللَّهُمَّ لَا تُرَدَّ حُمَمَةَ [ص: 871] مِنْ سَفَرِهِ هَذَا. قَالَ: فَأَخَذَهُ الْمَوْتُ فَمَاتَ بِأَصْبَهَانَ. قَالَ: فَقَامَ أَبُو مُوسَى فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّا وَاللَّهِ مَا سَمِعْنَا فِيمَا سَمِعْنَا مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا بَلَغَ عِلْمُنَا إِلَّا أَنَّ حُمَمَةَ شَهِيدٌ " الحديث: 429 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 870