الكتاب: المعارف المؤلف: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276هـ) تحقيق: ثروت عكاشة الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة الطبعة: الثانية، 1992 م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] ---------- المعارف الدِّينَوري، ابن قتيبة الكتاب: المعارف المؤلف: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276هـ) تحقيق: ثروت عكاشة الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة الطبعة: الثانية، 1992 م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] [ مقدمة ] بسم الله الرّحمن الرّحيم مقدمة الطبعة الثانية 1 لقد كان هذا الكتاب- كما قلت قبل في مقدمة الطبعة الأولى- ثمرة من ثمار كثيرة لابن قتيبة الدينَوَريّ أبى محمد عبد الله بن مسلم، وكانت تلك الثمار كلها تحمل طابع ذلك العصر الّذي عاش فيه ابن قتيبة، وهو الميل إلى التأليف الجامع لموضوعات مختلفة، ثم الاستطراد في كل موضوع، وكان مرد هذا لا شك إلى اتساع النقل إلى العربية، فلقد ترجمت في ذلك العصر، الّذي أظل ابن قتيبة، كثرة من الكتب عن اللغات الأخرى التي كان لها أثرها لا شك في ظهور مناهج جديدة في التأليف، كان منها هذا المنهج الجامع الّذي انتهجه ابن قتيبة كما انتهجه غيره من مؤلفي ذلك العصر، كالجاحظ، وابن عبد ربه. وكما تأثر كتّاب ذلك العصر بهذا تأثروا بشيء مثله، ولكنه كان له مظهر آخر، فلقد كان ذلك العصر عصر إرهاب وفوضى خرج الأمر فيه من يد الخلفاء إلى يد الموالي الأتراك، وأصبح هؤلاء الموالي هم الحاكمين حقّا، ولم تعد أمور الناس تجرى على طمأنينة وأمن، بل عاشوا حياة يسودها الفزع والخوف، الظّفر فيها لمن غلب. فلقد أصبح هؤلاء الأتراك حربا على الخلفاء، وهم الذين استجلبوا ليكونوا درعا لهم، فإذا هم يقتلون منهم من لم يستجب لما يطمعون فيه، وما كان طمعهم هذا لينتهي عند غاية، فلقد أخذوا يقتلون من غير الخلفاء من يحسون فيه الميل إليهم أو الوقوف إلى جانبهم. وأول ما كان لهم من عدوان منكر كان ذلك العدوان الّذي راح ضحيته الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 1 المتوكل العباسي سنة 247 هـ، وكان ابن قتيبة عندها قد جاوز الثلاثين بقليل، ثم إذا هو يعيش بعد هذا ليشهد هذه الفوضى تمتد وتستفحل ويرى بعينيه مقتل المستعين باللَّه سنة 252 هـ، ثم مقتل المعتز باللَّه سنة 255 هـ على أبشع صورة يدبرها قاتل لمقتول، فلقد دخل عليه الأتراك فأوسعوه ضربا وأحرقوا ثيابه ثم جروه برجليه إلى صحن الدار في العراء حيث الشمس المحرقة، وتركوه ملقى على الأرض يرفع رجلا ويضع أخرى من شدة أذى الحر. ومن بعد مصرع المعتز كان مصرع المهتدي باللَّه سنة 256 هـ على يد الأتراك، ولقد شهده ابن قتيبة أيضا كما شهده غيره مما سبق. وكما كانت حياة الخلفاء كانت حياة الناس، وكما عاش الخلفاء على رهب وفزع عاش الناس على خوف وحذر لا يملكون أن يقولوا ولا أن يفصحوا، وكانت هذه الحياة الرهيبة المسكتة للألسن لها هذا الأثر الثاني الّذي أرادته، ولكنه كان أثرا ذا مظهر آخر كما قلت، مظهر يطوى تحته الخشية والتحرز، فلم يعد الشعراء يملكون النفوس الجريئة والعواطف المنطلقة، ولم يعد الكتّاب يملكون الأقلام المتحررة، من أجل ذلك خمدت في الشعر جذوته، ومن أجل ذلك التزم الكتّاب جانب الخشية والحذر. وقد لا نلمس ذلك واضحا مع جامعى الأخبار الأدبية، ولكنا نكاد نلمسه جليّا مع المؤرخين حين يتناولون تلك الحقبة التي عاشوها بالحديث عنها، فنرى ابن قتيبة، وهو الّذي عاش مع تلك الأحداث وأحس ألمها ومضاضتها، حين يترجم للمتوكل، ثم للمستعين باللَّه ثم للمعتز ثم للمهتدى، يوجز أخبارهم إيجازا غريبا فتكاد الترجمة لا تزيدا على السطر أو السطرين، ولا يعنينا فيها هذا الإيجاز وإنما يعنينا فيها ذلك الحديث العابر الفاتر الّذي يخلو من أية إشارة إلى ما كان، فهو لا يزيد في وصف مقتل كل منهم على كلمته المألوفة: «وقتل في سنة ... » وهذا الّذي خطه ابن قتيبة لنفسه خط مثله ابن حبيب لنفسه ولم يزد هو الآخر شيئا. هذا هو المظهر الّذي نعنيه، والّذي كان أثرا من آثار ذلك الإرهاب. والطريف أن ابن حبيب، وابن قتيبة من بعده، حين وجدا أنهما مضطران لهذا فيما وقع الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 2 بين أيديهم وتحت أعينهم عالجوا ما قبل هذا مما لم يقع بين أيديهم وتحت أعينهم على الوتيرة نفسها حتى لا يقال إنهم أفاضوا في ناحية وأوجزوا في ناحية، وجعلوا الإيجاز في سوق الأحداث التاريخية كلها طابعهم العام حتى لا يؤخذ عليهم شيء. وهكذا كان ابن قتيبة في كتابه «المعارف» معبرا عن بيئته أصدق تعبير، عبر عنها في هذا المظهر الجامع حين فشت الكتب المترجمة تحمل مناهج جديدة، وعبّر عنها في ذلك التحرز حين كانت الخشية واجبة. وما ندري هل نلوم ابن قتيبة على وقوفه خائفا حذرا لا يملك الشجاعة في أن يعبر عما تحت حسه، ولا أن يطلق لقلمه العنان يصف ما يحدث بين يديه، أم نلتمس له فيها عذرا؟ وما ننكر أن ابن قتيبة كان حريصا على شيئين: حريصا على حياته، ثم حريصا على ألا يترك الناس من بعده يعيبون عليه خوفه وحذره. ولقد حقق لحرصه الأول ما أوحى به فأوجز هذا الإيجاز المخل، ثم حقق لحرصه الثاني ما يمليه عليه فجعل الإيجاز طابع الكتاب كله حتى لا يؤخذ عليه شيء. ولقد ظن بهذا الّذي فعل أنه نجا من اللوم، ولكنه قد فاته أن المؤرخ الّذي يسلك مثل هذا المسلك قل أن يفلت من تبعة ما فرط فيه، وإنا إن غفرنا له إيجازه فيما لم يشاهد، بحجة أن غيره سبقه إلى الكتابة فيه وأفاض، وأنه ليس عنده ما يزيد عليه، فبعيد أن نغفر له إيجازه فيما شاهد ووقع بين يديه، وكان هو أحد رواته الذين يعتمد عليهم في ذلك، مهما تكن الأحوال، ومهما تكن العواقب، وما بالعسير على الكاتب أن يحتال شيئا في سرد ما يحب فيبلغ الأمان الّذي يريد، دون أن يفرط في الواجب أو يحيد. ولكنا لا ندري على أية صورة كان ذلك الإرهاب، ولا على أية صورة كان موقف الناس منه، غير أنا نكاد ننتهي إلى أنه كان ملجما للألسنة كما قلنا، وأن كتاب المعارف كان صورة حقة لذلك في شقه التاريخي لا في شقه الأدبي، فهو إلى جانب ما فيه من إفاضة في المعرفة، جاء يمثل تلك الظاهرة الأخرى خير تمثيل، فأوجز الإيجاز كله، لذا كانت التفاتتى إليه، ولذا فكرت في نشره. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 3 2 ومنذ نحو من أعوام ثمانية قدمت للمكتبة العربية هذا الكتاب «المعارف لابن قتيبة» في صورة محققة مدروسة، وكنت مسبوقا فيها بطبعتين. إحداهما في جوتنجن (سبتمبر سنة 1850 م) بعناية المستشرق «أ. ف وستنفيلد» والثانية في القاهرة (سنة 1934 م) . وكانت هاتان الطبعتان ينقصهما الكثير من مقومات التحقيق الحق، على الرغم مما بذل فيهما من جهد، إذ كانت ثمة مخطوطات لم يرجع إليها، كما كانتا تفتقران إلى مقدمة دارسة، وشروح مبينة، وتعقيبات موضحة، ثم فهارس جامعة شاملة. ولكن من الحق أن أذكر أن طبعة «جوتنجن» كانت أقرب الطبعتين إلى الكمال، بما التزمته من الرجوع إلى ما اعتمدت عليه من مخطوطات، وبما أضافته من كلمة قصيرة شارحة، وفهارس تعرض الرءوس لا الفروع. وكان هذا كله الّذي أحسست أن الكتاب ينقصه ليخرج في طبعة تتفق وقدره، مما حفزنى على الأخذ في تحقيقه لأستوفى ما لم يكن قد استوفى. وأظننى قد وفيت ذلك كله في طبعتى التي قدمتها للمكتبة العربية، فلم أترك مخطوطا لم أرجع إليه، ويسرت ما أمكنى التيسير على القارئ بعرض المقابلات وسرد الشروح والتعقيبات، وختمت الكتاب بفهارس بلغت أبوابها اثنى عشر بابا، تنتظمها صفحات تربى على المائة والخمسين، هذا إلى التقديم الوافي الّذي تناولت فيه البيئة التي نشأ فيها ابن قتيبة ومهدت لظهوره، ثم الحديث عن حياته الخاصة والعامة، ثم الحديث عن مؤلفاته، ثم الحديث عن هذا الكتاب- أعنى المعارف- وملابساته وما سبقه من نوعه وما لحقه، وما أفادته المكتبة العربية منه. ورأيت أن أفصل هناك بين الحواشي التي للمقابلات، وبين الحواشي التي للشروح والتعقيبات، فجعلت لهذه أرقامها المستقلة ولتلك أرقامها المستقلة، ثم فصلت بينهما فصلا يرفع اللبس، فجعلت أرقام الأولى بالإفرنجية وأرقام الثانية بالعربية. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 4 وذلك منهج رأيته ألزم للمحقق أن يأخذ به نفسه فيقدم النص خالصا بمقابلاته ومخالفاته ويجعل الشروح والتعقيبات في إثر ذلك مستقلة كما فعلت، ولقد رأيت المستشرقين يكتفون بإثبات المقابلات ولا يضيفون إليها شروحا وتعقيبات. ورأيت المنهج الشائع في الشرق المزج بين العملين، أي بين إثبات المقابلات وبين الشروح والتعليقات دون فصل بينهما. وما من شك في أن الأمرين مطلوبان، فنحن بإثبات المقابلات ملزمون، ثم نحن- أصحاب هذا التراث- نحس بعد هذا حاجة القارئ إلى تيسير وتوجيه وتبيين، من أجل ذلك جاوزنا الشق الّذي التزمه المستشرقون وأضفنا إليه تلك الزيادات الشارحة، ولكن ذلك يجب أن يكون على تلك الحال التي التزمتها من فصل بين الأمرين، حتى نجعل النص خالصا كما قلت والشروح بمعزل عن ذلك. وكنت في مقدمتي التي قدمت بها للكتاب في طبعته الأولى مسبوقا بمقدمات جاءت حول كتب لابن قتيبة طبعت طبعات محققة- مثل عيون الأخبار، ومشكل القرآن، والميسر والقداح- تضمنت تراجم لابن قتيبة. وأشق ما يحسه الآخذ في الترجمة لمؤلف كتاب أن يجد نفسه مسبوقا إلى ذلك بتراجم لمعاصرين نهضوا بمثل ما ينهض به لهذا المؤلف في كتب أخرى له، إذ عليه عند ذلك أن يمعن في البحث ويستقصى بعد ما استقصوا، وفرق بين أن تواجه العمل لم يسبقك إليه غيرك فتجد السبل كلها في يديك وتجد نفسك بين يدي مادة لم تمتد إليها يد فتشكل فيها حيث تشاء، وبين أن تواجه عملا قد سبقك إليه غيرك فتجد مادته قد استنفدت استقراء، وتجد أن عليك أن تنقب وتمعن في التنقيب لعل ثمة شيئا فات من سبقوك، كما تجد أن عليك أن تنظر في أعمالهم نظرة شاملة فاحصة لعل ثمة أمرا لا يستقيم لرأيك. وهكذا كان لزاما عليّ، وأنا أترجم لابن قتيبة، أن أحمل هذا العبء في الاستقصاء، وأظننى قد وفيت الأمر حقه، وقدمت مقدمة فيها هذا الشمول الّذي أردته، وفيها هذا الاستقصاء الّذي وفقت إليه، وفيها هذا التعقب لمن سبقوني. ولقد كان من أهم ما عرضت له في مقدمتي وأفضت فيه، ذاك الّذي أثير قديما- ولا يزال يثار- حول ما بين هذا الكتاب «المعارف» ، وبين كتاب «المحبر» لابن الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 5 حبيب، من صلة، يغالى بعضهم فيها فيجعل ابن قتيبة عالة على ابن حبيب في كتابه «المحبر» لا يكاد يكون له في كتابه «المعارف» غير شيء من تحوير، وشيء من تشكيل، وشيء من إضافات تاريخية، تشمل تلك السنين المعدودة التي عاشها ابن قتيبة بعد ابن حبيب، والتي بلغت ثلث قرن تنقص عنه قليلا، فلقد كانت وفاة ابن حبيب سنة 245 هـ، وكانت وفاة ابن قتيبة سنة 276 هـ. أجل لقد ضمنت مقدمتي تفصيلا اتسعت له صفحات ثمان (63- 70) أثبتّ فيه ما لابن قتيبة في هذه القضية وما عليه، وناقشت ما جرى على ألسنة القدماء تلميحا أو تصريحا حول هذه الدعوى. ولقد استقصيت في ذلك ما وسعني الاستقصاء، وكما عرضت للآراء بالحجة العقلية عرضت لها بالحجة النقلية، فوازنت بين نصوص من الكتابين- أعنى المعارف والمحبر- جاءت حول غرض واحد، كما وازنت بين أسلوب هذا وأسلوب ذاك، ونهج هذا ونهج ذاك، لأنتهى إلى ذلك الرأى القاطع الّذي انتهيت إليه. 3 ولكن الشيء الّذي لم أكن أملك حجته عن مشاهدة واستقراء، حين أخرجت طبعتى الأولى من كتاب «المعارف» ، هو الموازنة بين كتاب «المعارف» وكتاب آخر لابن حبيب هو «المنمق» ، لذا سقت هناك عنه كلمة عابرة. ولقد كان هذا الحكم الّذي سقته حينذاك أن هذا الكتاب- أعنى المنمق- يضم أبواب المحبر أو أكثرها- مقدمة الطبعة الأولى: 69- معتمدا في حكمي هذا على كلمة الختام التي عقب بها الأستاذ الفاضل «محمد حميد الله» على كتاب «المحبر» . ولم يكن كتاب «المنمق» بين يدي، كما لم يكن ثمة نص آخر يكشف شيئا عن أبواب كتاب «المنمق» ومحتوياته ومنهجه، نعم، لم يكن بين يدي عن كتاب المنمق- غير ما ذكره الأستاذ «محمد حميد الله» ، هذا إذا استثنينا قلة من مراجع لم تذكر عن الكتاب غير اسمه مع تخليط في موضوعة فقد ذكر الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 6 ياقوت في كتابه «إرشاد الأريب» ، وهو يترجم لابن حبيب نقلا عن ابن النديم، أن له كتاب الأمثال على «أفعل» ، ويسمى: المنمق. وهكذا نرى ياقوت قد جعل كتاب «المنمق» في الأمثال التي على «أفعل» ، ثم نراه بعد هذا يعزو هذا الّذي ذكره إلى ابن النديم. والغريب أن ابن النديم لم يذكر هذا أو قريبا منه، فهو يقول في كتابه «الفهرست» ، وهو يذكر كتب ابن حبيب التي بلغت على عدّه خمسة وثلاثين كتابا، وله- يعنى ابن حبيب- من الكتب كتاب الأمثال على «أفعل» . ولم تجئ في الكتاب- أعنى الفهرست- تلك الزيادة التي زادها ابن حبيب عنه من تسمية ذاك الكتاب باسم «المنمق» ، وما ندري أذلك من السقط الّذي منى به كتاب الفهرست، أم هي سقطة من سقطات ياقوت. ثم نقع في كتاب «التكملة» للصغانى، وفي ذلك التذييل الّذي ذيل به كتابه والّذي يذكر فيه الصغاني الكتب التي رجع إليها وأفاد منها، والتي قاربت الألف فيما يقول، فنجده قد ذكر من بينها لابن حبيب تسعة كتب منها «المنمق» . واصطفاء الصغاني لكتاب «المنمق» وجعله من مراجعة في معجمه اللغوي يلفتنا إلى أن الكتاب- أعنى المنمق- فيه شيء من مادة معينة كالشعر الاستشهادى أو أسماء القبائل والأعلام، وهذا وذاك لا شك مما كانت لابن حبيب فيه جولات، غير أن هذا الحكم لم يكن سوى ظن، ولم يكن الظن ليلقى ضوءا يجلو ما في كتاب «المنمق» وإن كان يحدد موضوع الكتاب تحديدا يقرّبنا من موضوعة شيئا. وهكذا لم يكن لي كما يرى القارئ غير ما ساقه الأستاذ «محمد حميد الله» عن كتاب «المنمق» ، لا سيما وهو يحدث عن معاينة، وغير تلك الاستنباطات التي استقيتها من تلك المراجع القليلة. فهو يقول في كلمة الختام (المحبر 504) : «وكتاب المنمق هذا كتاب في نفس موضوع كتاب المحبر» . ثم يقول في (ص 511) وهو يتكلم عن كتاب المحبر: «وأنا أظن أنه ألفه بعد كتابه المنمق، وموضوعهما واحد وفصول عديدة منهما مشتركة اللفظ والمعنى» . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 7 يقول هذا وذاك الأستاذ «محمد حميد الله» بعد أن وقعت له نسخة من «المنمق» نقلت عن النسخة الأم التي كانت ملك السيد «ناصر حسين» ببلدة «لكهنو» في الهند، فهو يقول: «ومن مفاخر بلادي وحسن حظي أنى حصلت على نسخة هذا الكتاب في أثناء طباعة المحبر فأضفت إليه بعض الفوائد المأخوذة من «المنمق، وسيراها القارئ في الحواشي والتعليقات» . إلى هنا لا يملك القارئ لكلمات الأستاذ «حميد الله» إلا أن يطمئن شيئا إلى أنه ثمة تشابه بين الكتابين المحبر والمنمق، وإلى أن هذا التشابه من القوة بمكان. وحين انتهيت من تقصى المقابلات التي عرضها الأستاذ «حميد الله» تساءلت: أين ذلك الاتفاق الكبير بين الكتابين؟ وهل هذه المقابلات هي كل ما بين الكتابين من مخالفات؟ وأن ما بعد ذلك مما لم تثبت فيه مقابلات ماض على وتيرة واحدة لا خلاف فيه بين الكتابين. كان هذا ما ظننته، وكان هذا ما أوحت به كلمة الأستاذ «حميد الله» عن الكتابين. وعلى هذا جاءت كلمتي في مقدمتي للطبعة الأولى من كتاب «المعارف» فلقد كنت فيها أسير هذه المعلومات التي أفدتها من كلمة الختام تلك. ولكنى بقيت أرقب الحصول على نسخة من كتاب «المنمق» ، وكنت أعرف أن الكتاب مخطوط وأنه ليس ثمة منه غير مخطوطة فريدة. وتمضى الأيام فإذا كتاب «المنمق» يصادف من يلتفت إليه ليحققه وينشره على الناس مطبوعا، وإذا هو يخرج إلى الناس في صورة طيبة بعناية أستاذ كريم هو الأستاذ «خورشيد أحمد فارق» أستاذ اللغة العربية بجامعة دلهى. وعلى الرغم من أنه طبع سنة 1964 م، غير أنه لم يقع لي إلا منذ حين قليل وأنا أعد لهذه الطبعة الثانية من كتاب «المعارف» ، وكان لا بد لي من نظرة فيه فاحصة، فإذا الكتاب يحمل عنوانه كاملا «كتاب المنمق في أخبار قريش» ، وإذا أبوابه كلها حول هذا العنوان لا تبعد منها في قليل ولا كثير، وإذا الكتاب نهج آخر غير نهج «المعارف» وغير نهج «المحبر» . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 8 وكان لا بد بعد أن وقع لي كتاب «المنمق» وأصبحت أملك الموازنة عن معاينة كما ملكها الأستاذ «حميد الله» من قبل عن معاينة، أن أعارض نصّا بنص، أعنى نص المحبر بنص المنمق، فإذا هذه الموازنة تكشف لي في أماكنها السبعة عن اتفاق ليس على الصورة التي صورها الأستاذ «حميد الله» ، وإليك هذه النصوص السبعة كما هي في «المحبر» وكما هي في «المنمق» : أولها: (المحبر ص 137) عند الكلام على «أزواد الركب» ، فالنص في «المحبر» : أزواد الركب، الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزّى، ومسافر بن أبى عمرو بن أمية، وأبو أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وزمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد» . والنص في «المنمق» (ص 460- 461 المطبوعة) : أزواد الركب من قريش. وكانوا إذا سافروا لم يختبز معهم أحد ولم يطبخ، وهم: الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي، ومسافر بن أبى عمرو بن أمية بن عبد شمس، وأبو أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر ابن مخزوم، وزمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد» . وثانيها: عند سوق أبيات للحزين الكناني (المحبر ص 152) وهي: فإن تك يا طلح أعطيتنى ... عذافرة تستخف الضفارا «1» فما كان نفعك لي مرة ... ولا مرتين ولكن مرارا أبوك الّذي صدّق المصطفى ... وسار مع المصطفى حيث سارا وأمك بيضاء تيميّة ... إذا عدّد الناس كانت نضارا ففي البيت الأخير منها «كانت نضارا» وأضاف الأستاذ «حميد الله» : «وفي المنمق لابن حبيب (ص 307) «كانوا نصارا» ، وهو يعنى ما جاء في النسخة المخطوطة. وحين رجعنا إلى النسخة المطبوعة من المنمق (ص 479) وجدنا أنه ليس الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 9 ثمة خلاف، وأن الروايتين لا تختلفان، وأن السيد محقق الكتاب «خورشيد أحمد فارق» لم يشر إلى شيء مما أشار إليه السيد «حميد الله» . ولعله وقع عليه ولكنه لم يجد ما يستحق الإثبات، إذ ليس هذا موضع خلاف، إلا إذا سبق إلى الظن أن الكلمة تدل على من كانوا غير مسلمين، وفي هذه كان لا بد أن ترسم «نصارى» بالياء. وثالثها: عند الكلام على المستهزءين من قريش فالنص في المحبر (ص 158) : «المستهزءون من قريش وماتوا ميتات مختلفات كفارا، منهم: العاصي بن وائل السهمي، والحارث بن قيس بن عدي الكلبي، وهو صاحب الأوثان، وكان إذا مر بحجر أحسن من الّذي عنده أخذه وألقى الّذي عنده، وفيه نزلت (أَفَرَأَيْتَ من اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ) 45: 23 «1» . والأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى. والوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، والأسود بن عبد يغوث ابن وهب بن عبد مناف بن زهرة» . إلى هنا ينتهى نص «المحبر» ، وهو كذلك في «المنمق» ليس فيه غير خلاف واحد في اسم، الحارث بن قيس بن عدي، فقد جعله «المحبر» من «كلب» فقال «الكلبي» وجعله «المنمق» من «سهم» ، فقال «السهمي» . وأما ما بعد هذا فقد ساق «المنمق» زيادة طويلة، وهي تقع في النسخة المطبوعة (484- 487) : «فأما سبب موتهم فإن العاصي بن وائل خرج في يوم مطير على راحلته ومعه ابنان له يتنزه ويتغذى، فنزل شعبا من تلك الشعاب، فلما وضع قدمه على الأرض صاح، فطافوا فلم يروا شيئا، فانتفخت رجله حتى صارت مثل عنق البعير، فمات من لدغة الأرض. وأما الحارث بن قيس فإنه أكل حوتا مالحا فأخذه العطش فلم يزل يشرب الماء حتى انقد «2» ، فمات وهو يقول: قتلني رب محمد. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 10 وأما الأسود بن المطلب فكان له ابن بارّ به يقال له زمعة، وكان متجره إلى الشام، فكان إذا خرج من عند أبيه في سفر قال: أسير كذا وكذا، أو آتى البلد يوم كذا وكذا. ثم أخرج يوم كذا وكذا، فلا يخرم مما يقول شيئا، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم قد دعا عليه أن يعمى الله بصره ويثكله ولده، فخرج في ذلك اليوم الّذي وعده فيه ابنه زمعة القدوم، ومعه غلام له، فأتاه جبريل عليه السلام، وهو قاعد في ظل شجرة، فجعل يضرب رأسه وجبهته بورقة خضراء فذهب بصره، ويضرب وجهه بالشوك، فاستغاث غلامه، فقال: ما أرى أحدا يصنع بك شيئا إلا نفسك، فأعمى الله بصره وأثكله ولده. وأما الوليد فمر عليه رجل من خزاعة وعنده نبل قد راشها «1» ، فتعلق به سهم. وقد تقدم ذكر قصة الوليد وموته في الكتاب «2» . وأما الأسود بن عبد يغوث فخرج من عند أهله فأصابته السموم فاسود، فأتى أهله فلم يعرفوه وأغلقوا دونه، فمات وهو يقول: قتلني رب محمد. وحكى إبراهيم بن سعد أن جبريل عليه السلام: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالبيت، فمر الأسود بن المطلب فرمى وجهه بورقة خضراء فعمى، ومر به الأسود بن عبد يغوث الزهري فأشار إلى بطنه فاستسقى ومات حبنا «3» ، ومر الوليد فأشار إلى أثر جرح في أسفل كعبه كان أصابه قبل ذلك بسنين وهو يجر إبله، فمر برجل من خزاعة فتعلق سهم من نبله بإزاره فخدشه خدشا وليس بشيء، فلما أشار إليه جبريل عليه السلام انتفض ذلك الخدش فقتله. ومر به العاصي بن وائل فأشار إلى أخمص رجله فخرج على حمار له، وهو يريد الطائف، فربض به حماره على شبرقة «4» ، فدخلت في أخمصه منها شوكة فقتلته. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 11 ورابعها: حول كلمة في بيتين للحارث بن حنش السلمي يقولهما لهاشم، وكان أخاه لأمه، ساقهما المحبر (ص 162) فقال: إن أخى هاشما ليس أخا واحد ... والله ما هاشم بناقص كاسد والخير في ثوبه في حفرة اللاحد ... الآخذ الألف والوافد للقاعد وكذا البيتان في المنمق (ص 34) غير خلاف واحد في كلمة «الألف» فهي في المنمق «الإيلاف» وقد صوبها محقق «المنمق» عن «المحبر» . وخامسها: في أبيات ثلاثة لمطرود بن كعب الخزاعي ساقها المحبر (ص 163) وهي: مات النّدى بالشام يوم ثوى كما ... أودى بغزة هاشم لا يبعد لا يبعدن «1» ربّ الفناء نعوده ... عود السقيم يجود بين العود فجفانه رذم «2» لمن ينتابه ... والنصر منه باللسان وباليد وساقها المنمق (ص 34) كما هي لم يخالف إلا في صدر البيت الأول، فقد رواه: مات النّدى بالشام لما أن ثوى ولم يشر إلى هذا السيد «حميد الله» . وسادسها: حول شعر لمطرود أيضا. فقد ساق المحبر له (ص 163- 164) أبياتا أربعة، وهي «3» : إن المغيرات وأبناءهم ... لخير آباء وأمّات للبيض فيض كلهم سيد ... أبناء سادات لسادات قبر بردمان وقبر بسلمان ... وقبر عند غزّات وميت مات قريبا لدى ... الحجون من شرق الثنيّات وقد رواها «المنمق» أيضا (ص 36- 37) مع اختلاف في بعض الألفاظ وزيادة أبيات ثلاثة بعد البيت الرابع، وهذه هي كما وردت في «المنمق» : الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 12 إن المغيرات وأبناءهم ... لخير أحياء وأموات أربعة كلهم سيد ... أبناء سادات لسادات أخلصهم عبد مناف فهم ... من لوم من لام بمنجاة قبر بسلمان وقبر بردمان ... وقبر عند غزات «1» وميت مات قريبا لدى ... الحجون من شرق البنيات «2» يا ليلة هيجت ليلاتى ... إحدى ليالي القسيات «3» هيجت لي أحزان ما قد مضى ... لما تذكرت المنيات لما تذكرت منافا بنى ... عبد مناف بت «4» حاجاتي وسابعها: عند الكلام على أبناء الحبشيات. فقد ساقهم المحبر (ص 306- 309) وساقهم المنمق (503- 505) وبينهما خلاف كبير، وها هما النصان: نص المحبر: أبناء الحبشيات: نضلة بن هاشم بن عبد مناف، نفيل بن عبد العزى ابن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب. عمرو بن ربيعة ابن الحارث بن حبيب بن جذيمة، من بنى عامر بن لؤيّ. وأمهم صهال حبشية كانت لهاشم بن عبد مناف. الخطاب بن نفيل، وأمه حية، كانت لجابر بن أبى حبيب الفهميّ. وذكروا أن ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري عير عمر بن الخطاب فقال له: يا بن السوداء، فأنزل الله تبارك وتعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ من قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ 49: 11 «5» . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 13 عمرو بن العاص بن وائل السهمي، معمر بن عثمان التيمي. الحارث ابن عبد الله بن أبى ربيعة المخزومي، وأمه سيحاء حبشية نصرانية، عثمان ابن الحويرث بن أسد بن عبد العزى بن قصي. صفوان بن أمية بن خلف الجمحيّ، هشام بن عقبة بن أبى معيط مالك بن عبيد الله بن عثمان الأموي. عمير بن جدعان التيمي. أبو مليكة بن عبد الله بن جدعان التيمي. عبد الله بن أبى مليكة بن عبد الله بن جدعان. عبيد الله بن عبد الله ابن أبى مليكة. المهاجر بن قنفذ بن عمرو بن جدعان. عبيد الله بن عبد الله بن معمر بن عثمان التيمي. مسافع بن عياض بن صخر بن كعب التيمي. قرظة بن عبد عمرو بن نوفل. أبو فاختة بنت قرظة، زوج معاوية ابن أبى سفيان. السباق بن عبد الدار بن قصي. عبد الله بن قيس بن عبد الله بن الزبير بن العوام. سمرة بن حبيب بن عبد شمس. عبد الله ابن مسافع بن طلحة، من بنى عبد الدار، عبد الله بن زمعة، أخو بنى عامر بن لؤيّ. أسامة بن زيد بن حارثة، مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلم. عمرو بن هصيص بن لؤيّ، وأمه قسامة. عبد الأعلى بن عبد الله ابن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، يزيد بن كيسان الضمريّ، أمه حبشية. كردوس بن السفاح التغلبي، عنترة بن شداد بن معاوية العبسيّ، أمه زبيبة. السليك بن يثربى السعدي، أمه السلكة. خفاف بن عمير، وأمه ندبة، بها يعرف. عبد الله بن خازم السلمي، وأمه عجلي. عمير بن الحباب السلمي، أمه الصمعاء. همام بن مطرف التغلبي. يعلى بن الوليد بن عقبة بن أبى معيط، وله يقول الشاعر: كأن على مفارق رأس يعلى ... خنافس موتت زمن البطاح على اسم الله ثم لدى غلاما ... فسميه بأفلح أو رباح شعبة بن هاني بن قبيصة الشيباني، سعيد بن عمرو الحرشيّ، أسيد بن علاج الثقفي، عبد الله بن سبإ، صاحب السبئية، المتلمس، الضبعي الشاعر أمه يقال لها سحمة، زياد بن عوف بن حارثة بن قتيرة، من السكون، كان فارسا وأمه هندابة. محمد بن على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 14 ابن الحسين بن على. على بن محمد بن على بن موسى. موسى بن محمد ابن على بن موسى. جعفر بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن على عبد الله بن حمزة بن موسى بن جعفر بن إسحاق بن موسى بن جعفر. درج. إبراهيم بن حسن بن حسن. محمد وجعفر، أبناء إبراهيم بن حسن. سليمان بن حسن، عقيلي، محمد بن داود بن محمد بن سليمان، حسنى. أحمد بن العباس بن الحسن بن عبيد الله من بنى العباس بن على بن أبى طالب. أحمد بن أبى عبد الملك بن أبى مروان بن أبى عفان، من ولد عثمان ابن عفان. العباس بن محمد بن عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام. العباس ابن المعتصم. محمد بن عبد الله بن إسحاق المهدي، الملقب بنفاطة. ابن لهبة الله بن إبراهيم بن المهدي. أمه رمار. أحمد بن محمد بن صالح المخزومي. الأخنس، وهو ... الأرقم وهو ... «1» ! ونص المنمق: أبناء الحبشيات من قريش نضلة بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، أمه صهال، ونفيل بن عبد العزى العدوي، أمه صهال أيضا، وعمرو بن ربيعة بن حبيب، من بنى عامر بن لؤيّ أمه أيضا صهال هذه، والخطاب بن نفيل العدوي، أمه حية. والحارث ابن عبد الله بن أبى ربيعة المخزومي، أمه سبحاء، وعثمان بن الحويرث بن أسد ابن عبد العزى، وصفوان بن أمية بن خلف الجمحيّ. وهشام بن عقبة ابن أبى معيط، ومالك بن عبيد الله بن عثمان الأموي، وعمير بن جدعان التيمي والعباس بن على بن أبى طالب، عليهما السلام. وأحمد بن أبى عبد الملك ابن أبى مروان بن أبى عفان، من ولد عثمان بن عفان رضى الله عنه، وأحمد بن محمد بن صالح المخزومي، والأرقمي ولم يعرف اسمه، والعباس بن المعتصم، وهبة الله بن إبراهيم بن المهدي، ومحمد بن عبد الله بن إسحاق الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 15 ابن المهدي، الملقب بنفاطة. والعباس بن محمد بن عبد الوهاب بن إبراهيم ابن محمد بن على بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب. هذه هي المواضع السبعة التي وجدنا فيها مقابلات بين «المنمق» و «المحبر» هذا إذا استثنينا موضعين آخرين مكانهما من «المحبر» (ص 166، 196) ومكانهما من «المنمق» (ص 42، 193) أولهما: عن استكمال كلمة جاءت مطموسة في «المحبر» ، وثانيهما: عن إشارة إلى كلمة جاءت محرفة في «المنمق» ، وهي «أوارة» فقد قرأها الأستاذ «حميد الله» : «أراره» براءين، وإلى ذلك أشار ولم يشر إلى ذلك محقق «المنمق» . 4 وأرى بعد هذا أنه من الخير أن أثبت هنا ثبت موضوعات «المحبر» ، وثبت موضوعات «المنمق» ، حتى أضع بين يدي القارئ موضوعات هذا وموضوعات ذاك، لا سيما أن الكتابين عزيزا المنال، وأنه ليس ثمة منهما نسخ موفورة، ولكي نتبين معا ما بين الكتابين من اتفاق أو اختلاف في وضوح وجلاء. وهذا هو ثبت «المحبر» : ثبت المحبر المدد التي بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام- أعمار الأنبياء- ذكر تاريخ العرب- مولد النبي صلّى الله عليه وسلم- تسمية من أقام الحج- أسماء الخلفاء الراشدين- الخلفاء الأمويون- الخلفاء العباسيون- أبناء القرشيات من الخلفاء- أبناء العربيات من الخلفاء- أبناء أمهات الأولاد من الخلفاء- المشبهون بالنبيّ صلّى الله عليه وسلم- العواتك اللواتي ولدن رسول الله- الفواطم اللاتي ولدنه- بنات رسول الله وأصهاره وأصهار الخلفاء وغيرهم- أصهار أبى بكر وعمر وعثمان وعلى والحسن رضى الله عنهم- أصهار الخلفاء من بنى أمية وعبد الله بن الزبير- أصهار الخلفاء العباسيين- أصهار عبد المطلب وأعيان ولده الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 16 - أصهار أصحاب الشورى- ذكر مؤاخاة النبي بين أصحابه المهاجرين قبل الهجرة- المؤاخاة بعد الهجرة- رسل النبي إلى الملوك والأشراف- أزواج رسول الله صلّى الله عليه وسلم- أسلاف رسول الله صلّى الله عليه وسلم- غزوات النبي صلّى الله عليه وسلم- ذكر سرايا رسول الله وجيوشه- أمراء رسول الله- موالي رسول الله- قصة أبى كبشة- المسمون بمحمد- من خلق مختونا من الأنبياء- حكام العرب- أزواد الركب- أجواد الجاهلية- أجواد الإسلام- النسأة- المؤذون من قريش- المستهزءون من قريش- المقتسمون- زنادقة قريش- المطعمون لحرب بدر- أصحاب الإيلاف أي العهود- أشراف قريش- قبائل المطيبين من قريش- قبائل الأحلاف من قريش وهم لعقة الدم- قبائل حلف الفضول- قبائل قريش البطاح- قبائل قريش الظواهر- رؤساء حرب الفجار- أسماء الذين رفضوا عبادة الأوثان قبل مبعث النبي- تسمية من كان يدخل على صفية من البدريين محرما لها- الندماء من قريش- قبائل الحمس من العرب- قبائل الحلة من العرب- قبائل الطلس- أئمة العرب بعد عامر بن الظرب- أسماء من أعتقه أبو بكر ممن كان يعذب في الله- دهاة العرب- النسوة المتمنيات موت رسول الله صلّى الله عليه وسلم- أعرق العرب في القتل- من رأى من ولده وولد ولده مائة إنسان- أدلاء العرب- فتاك الجاهلية- فتاك الإسلام- المتعممون بمكة مخافة النساء على أنفسهم من جمالهم- من كان يركب الفرس فتخط إبهاماه في الأرض- رضفات العرب- جمرات العرب وجماجم العرب وأثافى العرب- الضبيعات والربائع والأقارع- فصحاء الإسلام- ما وافق حكم الجاهلية حكم الإسلام- من حرم في الجاهلية الخمر والسكر والأزلام- للعرب ست مناقب قبل الإسلام- رجل تزوج إليه أربعة خلفاء- خليفة سلم عليه عمه وعم أبيه وعم جده- أعرق العرب في العدر- الجرارون من مضر- الجرارون من ربيعة- الجرارون من قضاعة- الجرارون من اليمن- ذوو الآكال من وائل- من اجتمعت عليه هوازن جميعها- من اجتمعت له رئاسة قبيلة من قبائل العرب- القبائل التي لا يزيد عددها- التعدد في النسب- أسماء الحجاب من حجب على رسول الله والخلفاء بعده- من فقئت عينه من الأشراف في الحرب الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 17 - أول من ولده هاشميان وأول من ولدته ثلاث هاشميات- رجلان كان عماهما وخالاهما خليفتين- من أقام المواسم من العرب- أسواق العرب المشهورة في الجاهلية- أسماء نقباء رسول الله- رجل تزوج أربع نسوة تسمى كل واحدة منهن عاتكة- أول من سمى من أبناء المهاجرين محمدا- من سمى من بنى الأنصار محمدا- أول مولود بعد الهجرة من قريش ومن الأنصار- أسماء السعود البدريين من المهاجرين والأنصار- من شهد بدرا ممن اسمه عبد الله من المهاجرين والأنصار- تسمية البكاءين- تسمية الذين قتلوا كعب بن الأشرف- الذين قتلوا ابن أبى الحقيق- الّذي قتل العصماء بنت مروان- الذين تولوا يوم التقى الجمعان من قريش ومن الأنصار- الذين تخلفوا عن تبوك- عين رسول الله على أهل بدر وغيرهم- تسمية الجماع للقرآن على عهد رسول الله- تسمية بشراء النبي- تسمية من شهد بدرا من الموالي من المهاجرين والأنصار- رجل تزوج رسول الله عمته وخالته- من كان يرى المتعة من أصحاب النبي- تسمية من شهد مع على الجمل وصفين من أصحاب رسول الله- من شهد صفين مع معاوية منهم- أشراف العميان- البرص من الأشراف- العوران من الأشراف- الحولان من الأشراف والفقم والعرجان والكواسجة الشط منهم- أبناء النصرانيات- أبناء الحبشيات- سنن الجاهلية فبقي الإسلام بعضها- تلبيات الحج في الجاهلية لقبائل شتى- أصنام العرب- أوابد العرب- الميسر- القسامة- تسمية أشراف مكاتبى البصرة والكوفة- الوافون من العرب- الطلحات المعدودون في الجود- أسماء أصحاب الكهف- أسماء من جاء الإسلام وعند الرجل منهم عشر نسوة- أسماء التسعة الرهط المفسدين من قوم صالح- من صلّى بالناس في حصار عثمان- أسماء ملوك الحيرة اللخميين وغيرهم- تسمية من جمع ملك فارس- تسمية ملوك حمير- ملوك كندة- سبب ملك غسان- أصحاب شرط الخلفاء- أسماء أشراف الكتاب- الحمقى المنجبون- حمقى النساء- سبب تبلبل الألسن- أسماء ولد إسماعيل وإسحاق ويعقوب- السحرة- أسماء ولد مدين بن إبراهيم- نسب مريم بنت عمران- نسب دانيال- أسماء الذين نزل فيهم وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا 2: 14 (الآية) - أسماء أشياء ذكرها الله في كتابه- أسماء من الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 18 ملك الأرض كلها من الجن والإنس- بنو إبراهيم- قبائل العاربة- أسماء ولد إبليس لعنه الله- الوافيات لأزواجهن اللواتي لم يتزوجن بعدهم- النسوة اللواتي كان أمرهن إليهن في القيام والطلاق لشرفهن- امرأة شهد أبوها وجدها وزوجها بدرا- امرأة شهد لها مع رسول الله سبعة بنين- امرأة شهد أخواها وغيرهما بدرا- امرأة شهد أبوها وعمها بدرا- امرأة استشهد أخوها وخالها وزوجها يوم أحد- امرأة شهد لها أربعة أزواج وأخوها بدرا- امرأة شهد لها زوجان وابنها وابن أخيها بدرا- امرأة أولدها رسول الله وأبو بكر وعمر وعثمان وعلى وطلحة والزبير- امرأة قتل أخوها وابنها وزوجها بأحد- امرأة تعد اثنى عشر خليفة كلهم لها محرم- امرأة تعد تسعة من الخلفاء كلهم لها محرم- امرأة تعد عشرة من الخلفاء كلهم لها محرم- أسماء النسوة المبايعات رسول الله- النسوة اللاتي لحقن بالمشركين فأعطى رسول الله أزواجهن مهورهن- الوافيات من النساء- أسماء من تزوج ثلاثة أزواج فصاعدا من النساء- المنجبات من النساء- ولد ربيعة أربع نسوة وقد ربع أخوهن وأبوهن وزوجهن وابنهن- أسماء نقباء بنى إسرائيل- أسماء الحواريين- أسماء نقباء بنى العباس- النماردة- الفراعنة- أسماء المفسدين في الأرض- أسماء المنافقين- من شرب الخمر صرفا- أسماء المؤلفة قلوبهم- أسماء حواريي رسول الله- أشراف المعلمين وفقهاؤهم- أسماء المصلبين من الأشراف- من نصب رأسه من الأشراف- الفرارون. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 19 ثبت المنمق فضائل العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه- حديث الإيلاف- قصة زهرة وأمية- أمر المطيبين- ذكر حلف الفضول- حديث الغزال غزال الكعبة- حديث الفيل- حلف عدي وبنى سهم- حديث قصي بن كلاب وجمعه قريشا وإدخالهم الأبطح- حديث الأركاح- حلف خزاعة لعبد المطلب- منافرة عبد المطلب وحرب بن أمية- منافرة عبد المطلب وثقيف- منافرة هاشم ابن عبد مناف وأمية بن عبد شمس- منافرة عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم والحارث بن أسد بن عبد العزى- منافرة مالك بن عميلة وعميرة بن هاجر الخزاعي منافرة بنى مخزوم وبنى أمية- منافرة بنى قصي وبنى مخزوم- منافرة بنى لؤيّ ابن غالب- منافرة عتبة بن ربيعة والفاكه بن المغيرة المخزومي- حديث بنى سهم في قتلهم الحيات- حديث بغى بنى السباق على أهل مكة- حديث خضاب عبد المطلب بالوسمة- ذكر ما كان بين قريش وكنانة يوم ذات نكيف- حديث يوم المشلل- يوم بدر- حديث يوم فخ- وقعة محارب بن فهر وبنى ضمرة- حديث القسامة- حديث ابتداع قريش التحمس- قصة أسد شنوءة وبنى عدي عن الواقدي وهو يوم نخلة- قصة عمر بن الخطاب مع عمارة بن الوليد عن الواقدي- حديث ابن لحفص بن الأخيف عن الواقدي- حديث يوم شهورة- حديث القرية عن الكلبي- حديث بغى بنى السبيعة عن الكلبي- حديث الفاكه عن الواقدي- حديث قيس بن نشبة وجواره للعباس بن عبد المطلب- حديث رقيقة- حديث الصائح على بن قيس- قصة أصل مال عبد الله بن جدعان- حديث نعى عبد الله بن جدعان- قصة ركانة- حديث من ترك عبادة الأصنام من قريش- قصة عثمان بن الحويرث مع قيصر عن هشام وأبى عمرو الشيباني وغيرهما- قصة أيام الفجار وهي متصلة بأحاديث قريش وذكر ما هاج الفجار الأول عن أبى البختري- ذكر ما هاج الفجار الثاني وهو فجار الفخر ويروى فجار الرجل- ذكر ما هاج الفجار الثالث- ذكر ما هاج الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 20 الفجار الرابع وهو فجار البراض- باقي الفجار الرابع عن أبى عبيدة- يوم العبلاء- يوم شرب- ذكر حلف الفضول عن حبيب عن أبى البختري- أمر المطيبين والأحلاف رواية ابن الكلبي- حديث موت الوليد بن المغيرة ووصيته- حديث قتل أبى أزيهر الدوسيّ- حديث يوم الغميصاء- حديث سهيل بن عمرو في الردة- حديث النبي صلّى الله عليه وسلم وأبى لهب- حديث الرحلتين- سبب تزوج عبد المطلب في بنى زهرة وتزويجه عبد الله ابنه أيضا في بنى زهرة- حديث نصرة طليب النبي صلّى الله عليه وسلم- قصة هشام بن المغيرة وضباعة- حديث النسأة من كنانة- حلف قريش الأحابيش- ذكر ما جاء في أحلاف قريش وثقيف ودوس- حلف ابني علاج- حلف حارثة بن الأوقص عن ابن أبى ثابت- حلف جحش بن رئاب- حلف قارظ- حلف بنى شيبان المسلمين- حلف آل سويد- حلف مرثد بن أبى مرثد الغنوي- حلف بنى نسيب بن الحارث- حلف آل عاصم وآل سباع- حلف آل عبد الله بن مسعود الهذلي- حلف آل صعير بن عذرة- حلف عمرو بن الأعظم- حلف أبى أسامة- حلف النباش بن زرارة- حلف مسعود بن عمرو- من دخل من قريش في الإسلام بغير حلف إلا بصهر أو بصداقة أو برحم أو بجوار أو ولاء- ومن أولئك في بنى نوفل بن عبد مناف- ومنهم حلف آل سيحان المحاربي من جسر- ومن أولئك في بنى الحارث بن عبد المطلب- ومن أولئك من بنى عبد الدار بن قصي- ومن أولئك في بنى أسد بن عبد العزى بن قصي- ومن أولئك في بنى زهرة بن كلاب- ومن أولئك في بنى تيم- ومن أولئك في بنى مخزوم- ومن أولئك في بنى عدي بن كعب- ومن أولئك في بنى جمح- ومن أولئك في بنى سهم ولم يكن لهم حلف في الجاهلية- ومن ذلك حلف بنى الحارث بن فهر وعبد مناف- ومن ذلك حلف الأوس وقريش ولم يتم- ومن ذلك حلف مرداس بن أبى عامر وحرب بن أمية- ومن ذلك حلف بنى عامر بن لؤيّ وعدي بن عمرو- ما جاء في حلف المطيبين والأحلاف في رواية ابن أبى ثابت- وما جاء في حلف الفضول رواية بن أبى ثابت قصة- من كان يلي حجابة البيت وكيف كان سببها حتى وصلت إلى قريش- سبب إسلام خالد وعمرو، ابني سعيد- حروب بنى عدي بن كعب الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 21 ابن لؤيّ في الإسلام- نسب شرحبيل بن حسنة في قريش- قصة الأصنام بمكة- رئاسات قريش- حديث الزبير والأعرابي- ما كان في قريش من الرؤيا الصادقة ومنها رؤيا عبد المطلب في حفر زمزم- رؤيا أم حكيم وهي البيضاء بنت عبد المطلب- رؤيا آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة- سبب إسلام حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه- ومن حديث بنى هشام- ومن أخبارهم أيضا- حديث دار الندوة- تزفين قريش أولادهم- حديث الصائح في الليل بمرثية هشام- حديث يوم ذي ضال وهو يوم القصيبة- قدوم أوس بن حجر مكة ونزوله على أبى جهل- حلف جحش بن رئاب أمية ومصاهرته عبد المطلب- حديث مجلس القلادة- مقتل عبد الرحمن بن خالد بن الوليد وعلته- حلف المقداد بن الأسود بن عبد يغوث- الندماء من قريش- الحكام من قريش- أزواد الركب من قريش- حديث مسافر وهند- أجواد قريش- حكام المفاخرات والمنافرات من قريش- المؤذون لرسول الله صلّى الله عليه وسلم- المستهزءون من قريش الذين ماتوا كفارا بميتات مختلفة- زنادقة قريش- المطعمون من قريش بجرب- الحمقى من قريش وأخبارهم ومن أنجب منهم ومن لم ينجب- أسماء من حد من قريش- كذابو قريش- أبناء الحبشيات من قريش- أبناء السنديات- أبناء النبطيات من قريش- أبناء اليهوديات من قريش- أبناء النصرانيات من قريش- الكواسجة الثط من قريش- العميان من قريش- العوران من قريش- الحولان من قريش- الفقم من قريش- العرجان من قريش- أسماء خيل قريش- سيوف قريش- فرسان قريش- أسماء من قطعت قريش يده من قريش في السرقة- بيوتات قريش- من حرم السكر والخمر والأزلام في الجاهلية من قريش- المؤلفة قلوبهم من قريش- حواريو رسول الله صلّى الله عليه وسلم من قريش- الموصوفون بالجمال من قريش- المشبهون برسول الله صلّى الله عليه وسلم من قريش- أول من كان بين هاشميين- أول رجل ولدته ثلاث هاشميات- من كان خاله وعمه خليفة- امرأة من قريش شهد أبوها وجدها وزوجها بدرا- وفادة قريش إلى سيف بن ذي يزن وفيهم أشرافهم. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 22 5 وبعد، فهذان هما ثبتا «المحبر» و «المنمق» ، يسردان لنا الموضوعات سردا، وها نحن أولاء نرى أن الاتفاق بينهما في هذا القدر القليل الّذي أشرت إليه والّذي لا يعدو صفحات، وأن ما بعد هذا فالأبواب مختلفة وأنه ليس ثمة اتفاق بينهما. ونحن بعد هذا نملك ثبت المعارف، وهو قريب هنا بين يدينا، وإن نظرة شاملة في هذه الأثبات الثلاثة تقفنا على مناهج هذه الكتب: «المحبر» و «المنمق» والمعارف، وتكشف لنا عما فيها، وتعطينا البرهان القاطع والحجة البينة. فالمحبر والمعارف كما ترى موسوعتان تاريخيتان تمضيان كما تمضى الموسوعات التاريخية في تسلسل واتساق معين، من أجل هذا جاء هذا الشك في صلة الكتابين- أعنى المحبر والمعارف- وأن ثانيهما أخذ من أولهما، ولكن كتاب المنمق يتناول جزئية من جزئيات الكتابين، وهو يتناولها في تفصيل كثير، لأنه فرغ لها. من أجل هذا جاء هذا الاتفاق بينه وبين المحبر وبينه وبين المعارف في هذه الجزئية وحدها، لم يشاركهما في غيرها، فما عرض حول هذه الجزئية في «المحبر» لا شك جاء مفصلا في «المنمق» ، إذ أن الموضوع الّذي أفرد له «ابن حبيب» كتابه «المنمق» كان غرضا مقصودا بعينه، فاحتاج إلى هذا التفصيل، ولم يكن كذلك في كتاب «المحبر» لهذا أوجز، ومن أجل هذا الاتفاق الّذي لم يكن يعرف مداه أثير هذا الشك عن صلة كتاب المعارف بكتاب المنمق، بعد أن أثير مثله عن كتاب المحبر، غير أن هذه الصلة الثانية كنا نملك أدله الموازنة فيها وأسباب الحكم، وكانت الصلة الأولى ظنّا عامّا قبل أن يعثر على نسخة من المنمق، ثم كانت ظنّا خاصّا حين عثر على نسخة من هذا الكتاب وحين قدمها لنا الأستاذ «حميد الله» في كلمة الختام التي ختم بها عمله في كتاب المحبر، ثم كانت كلمة فاصلة حين ملكنا كتاب المنمق واستوعبنا ما فيه. ولقد بدا واضحا أن الاتفاق بين الكتابين ليس كبيرا، كما أوحت بذلك كلمة الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 23 الختام لحميد الله، وأنه ليس غير شيء قليل لا يعدو صفحات محدودة قد لا تجاوز الخمسين، وأن هذه المقابلات التي أثبتها الأستاذ «حميد الله» لم تكن بعضا وإنما كانت كلا. بعد هذا أكاد أكون قد أنهيت كلمتي عما يثار عن «المعارف» وصلته بالكتابين اللذين لابن حبيب، وهما: المحبر والمنمق، وقد قلت كلمتي في تفصيل في مقدمة الطبعة الأولى للمعارف عن الأول وهو «المحبر» وكان لا بد من أن أسوق كلمة مفصلة عن «المنمق» بعد أن وجدت الأسباب بين يدي، وعذرى قبل عند طبعي كتاب «المعارف» طبعته الأولى أنى لم تقع لي نسخة من كتاب المنمق، وأن اعتمادي كان على كلمة الأستاذ «حميد الله» . وحين وقعت لي نسخة من كتاب «المنمق» كان لا بد من دراسة وافية له كالتي سبقت من كتاب «المحبر» لأنتهى منها إلى مثل الحكم الّذي انتهيت إليه مع كتاب «المحبر» . والآن لعلى أكون قد قضيت في تلك القضية بما لا يدع مجالا بعد لشك يثار ورددت الأمر إلى حيث يجب أن يرد إليه، وأن كتاب «المعارف» هو لابن قتيبة خالصا لم يأخذ فيه عن «المحبر» كما لم يأخذ فيه عن «المنمق» ، ولن يضير ابن قتيبة أن يكون قد شارك من سبقوه أو عاصروه في موضوعات بعينها فما أكثر ما نجد من مشاركة بين المؤلفين السابقين لا سيما حين يتناولون أغراضا مشتركة كتلك التي كانوا كثيرا ما يتناولونها وكثيرا ما يتحدثون فيها حديثا يكاد يكون واحدا، لأنهم كانوا جميعا شبه نقلة عن معين واحد، ليس لهم إلّا تلوين يختلف اختلافا يسيرا، وما عاب هذا جهودهم المشكورة، ولا نقصهم حقهم فيها. 6 وبعد: فلقد كان المطبوع من هذا الكتاب في طبعته الأولى ألفا، وكان هذا لظروف ترجع إلى القصد، فكان شيوعه محدودا، وبقيت تلك الطبعة مقصورة على أعداد لا تعدوها، لذا كنت حريصا على أن أعيد طبعه، وأن أضم إلى طبعته الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 24 الأولى طبعة ثانية، وإذ لم يكن ثمة ما أضيفه على طبعتى الأولى من مزيد فقد جاءت هذه الطبعة الثانية صورة من الطبعة الأولى، لا تزيد عليها إلا هذه الكلمة التي جعلتها مقدمة للطبعة الثانية، والتي قصدت أن أشير فيها خاصة إلى «المنمق» لابن حبيب، وما يساورنى فيه، ثم بتصويب ما جاء في الطبعة الأولى من أخطاء. لهذا سوف يجد القارئ هذه الطبعة الثانية صورة من الطبعة الأولى، تزيد عليها غير هذه تلك التصويبات لتطالعه خالية مما وقع في الطبعة الأولى من أخطاء مطبعية. وها أنا ذا أرجو بهذه الطبعة الثانية من كتاب المعارف أن أكون قد يسرت اقتناءه لمن فاتهم اقتناؤه في طبعته الأولى، لكي نجتمع جميعا على الإفادة من كتاب هو من أجل ما عمرت به المكتبة العربية. وإني لسعيد هنا بهذا الجهد المتواضع سعادتي هناك بذلك الجهد الشاق، إذ كلاهما مبعثه الحرص على إحياء تراثنا والانتفاع به ذو القعدة سنة 1388 فبراير سنة 1969 د. ثروت عكاشة الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 25 مقدمة التحقيق الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 26 بسم الله الرّحمن الرّحيم مقدمة التحقيق وتنتظم دراسات عن: عصر المؤلف- حياة المؤلف- كتاب المعارف (1) عصر المؤلف: بغداد: لم تكن «بغداد» - قبل أن أخذ أبو جعفر المنصور في تأسيسها- مدينة ملحوظة. بل كل ما نعرفه عنها أنها كانت أيام الأكاسرة والأعاجم قرية من قرى «بادُورَيا» «1» . وعلى حين كانت «المدائن» - وهي قصبة الملك إذ ذاك- تزهى بإيوان كسرى، وتفيض أُبهة وجلالا، لم تنضم «بغداد» إلا على دير كان على مصب «الصّراة» «2» عرف باسم: الدّير العتيق. ولم يكن حظ «بغداد» في الأيام الأولى للعرب خيرا منها أيام الأعاجم. فلقد اتجه العرب إلى غير «بغداد» من مدن «العراق، يختطونها ويعمرونها، فاختط سعد بن أبى وقاص «الكوفة» سنة سبع عشرة من الهجرة، وكان عندها عامل «عمر بن الخطاب» «3» . واختط عتبة بن غزوان المازني «البصرة» في السنة نفسها. وكان هو الآخر عاملا لعمر بن الخطاب «4» . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 27 وجاءت الدولة الأموية وعلى رأسها «معاوية بن أبى سفيان» . وكان «معاوية» قبل أن يكتب له هذا النصر عاملا لعمر بن الخطاب على الشام، ثم لعثمان بن عفان عشرين عاما، وكان ينزل هو وأهله دمشق. فما إن غلب على الأمر وأصبح السلطان إليه حتى جعل «دمشق» مقرّ سلطانه، يلتفّ حوله آله وأنصاره وأشياعه. ونهضت «دمشق» وأصبحت محطّ رحال العلماء، ومعترك الرأى، ومقصد ذوى الجاه، وأخذ شأنها يعلو والحضارة فيها تزدهر. وعاشت على ذلك حقبة، اتصلت أعوامها باتصال أعوام الدولة الأموية. ولما أفضت الخلافة إلى بنى العباس مالوا عن الشام إلى العراق، يميل بهم عن الأولى أنها معقل الأمويين ومجتمع أنصارهم، ويميل بهم إلى الثانية أنها مهد دعوتهم ومكان شيعتهم. وما يكاد «أبو العباس السفّاح عبد الله بن محمد بن على» يلي خلافة الهاشميين سنة 132 هـ حتى يقصد قصد «العراق» وينزل «الكوفة» ثم يتحول عن «الكوفة» إلى «الأنبار» ويأخذ في بناء مدينة على شاطئ الفرات يسميها: الهاشمية «1» . ويموت أبو العباس السفاح، ويجيء في إثره أبو جعفر المنصور، يلي من أمر الهاشميين ما وليه أبو العبّاس من قبله، فيختار موضعا بين «الكوفة» «والحيرة» يبنى فيه مدينة، يُسميها هو الآخر: الهاشمية. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 28 وتثور الرّاونديّة «1» بأبي جعفر المنصور في مدينته «الهاشمية» فيكره سُكناها- وإلى جانب «الهاشمية» : «الكوفة» - وهو لا يأمن أهلها على نفسه، فيخرج يرتاد له موضعا يتخذه مقاما له ولجنده، فينحدر إلى «جرجرايا» ، ثم يصير إلى «بغداد» ويتركها ويمضى إلى «الموصل» ثم يعود إليها ثانية «2» . ويسأل «أبو جعفر» عن اسمها فيخبر به، فيقول: هذه والله المدينة التي أعلمنى بها أبى «محمد بن عليّ» أنّى أبنيها وأنزلها وينزلها ولدى من بعدي «3» . وقيل إن متطببا نصرانيّا «بالمدائن» هو الّذي أنهى إلى «المنصور» - وقد علم السبب في خروجه- أن رجلا يدعى مقلاصا، «4» يبنى مدينة بين «دجلة» و «الصّراة» ، فيقول المنصور: إني والله كنت أدعى مقلاصا وأنا صبىّ، ثم زال عنى «5» . ويقال: إن أبا جعفر لما عاد إليها من الموصل قال: هذا موضع معسكر صالح، هذه «دجلة» ، ليس بيننا وبين «الصين» شيء، يأتينا فيها كل ما في البحر، تأتينا الميرة من الجزيرة وأرمينية وما حول ذلك. وهذا «الفرات» ، يجيء فيه كل شيء من الشام والرّقة وما حول ذلك. فنزل وضرب عسكره على الصراة واختط المدينة «6» . وفرغ أبو جعفر المنصور من بنائها سنة 146 من الهجرة، ونزلها مع جنده وسماها: مدينة السلام «7» . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 29 والحديث طويل عن بناء أبى جعفر لبغداد، وما أعدّ لذلك، وما أنفق فيه، والحال التي أنشأها عليها، ورسمها لها، ساقه ياقوت في: معجم البلدان، واليعقوبي في كتابه: البلدان، والطبري في تاريخه، وابن الأثير في كتابه: الكامل، وابن الخطيب في كتابه: تاريخ بغداد، والاصطخرى، وابن حوقل، والمقدسي، والبلاذري، وابن جبير، وابن بطوطة، ثم عليّ ظريف الأعظمي في كتابه: «مختصر تاريخ بغداد القديم والحديث» «1» ، وكارل بروكلمان في كتابه: تاريخ الشعوب الإسلامية «2» ، والخضرى في كتابه: تاريخ الأمم الإسلامية «3» . وتبقى «بغداد» مقام الخلفاء العبّاسيين حتى أيام المعتصم باللَّه محمد بن هارون الرشيد (218 هـ- 227 هـ) ويكثر المعتصم من الجند الأتراك حين يسوء ظنّه بالعرب من حوله، وتضيق «بغداد» ذرعا بهؤلاء الجند، ويرى «المعتصم» أن لا غنى له عنهم، ولا مقام له ببغداد بهم، فيخرج بهم من «بغداد» إلى «سرّ من رأى» التي ابتناها وجعلها دارا للخلافة، وكان ذلك سنة 221 هـ «4» . ويثور الجند الأتراك بالخليفة المهتدي باللَّه ويقتلونه، ويلتفون حول «المعتمد على الله العباس بن أحمد» ويقيمونه خليفة (256 هـ- 279 هـ) . وقبل وفاة «المعتمد» بعام- أي سنة 278 هـ- يعود إلى «بغداد» ويجعلها دارا للخلافة كما كانت من قبل. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 30 الخلفاء والنهضة العلمية والأدبية: وما إن نزل المنصور «بغداد» بعد أن ابتناها منتقلا عن «الهاشمية» إليها، حتى نقل إليها خزائنه ودواوينه، وفرغ لنشر العلوم، واستدعى إليه المترجمين. فقدم عليه عام ست وخمسين ومائة رجل من الهند، عالم بحساب النجوم، بكتاب مؤلف في ذلك، فيأمر «المنصور» بترجمته إلى العربية. ومن قبل ذلك ترجم ابن المقفع (106 هـ- 142 هـ) له كتب أرسطاطاليس في المنطق، وكتاب كليلة ودمنة «1» . وقرّب إليه علماء الفقه والحديث، وحسبه أنّ عهده أظلّ منهم أمثال أبى حنيفة النعمان بن ثابت (80 هـ- 150 هـ) صاحب التآليف النافعة «2» . هذا إلى ما عرف عن «المنصور» من أنه كانت له مدوّنات علمية، وكان شديد الولع بها والحرص عليها، ويقال أنه أوصى بها ابنه «المهدي» عند وفاته «3» . ثم لقد كان «المنصور» من أحسن رواة الحديث، وله ذوق في الشعر، يقوى به على نقد الشعراء، ومعرفة جيد القول من رديئه، والمنحول والمسروق «4» ويروى أبو الفرج الأصبهاني أن المنصور لما مات ابنه جعفر، وانصرف إلى قصره بعد دفنه، قال للربيع وزيره: انظر من في أهلي ينشدنى: أمن المنون وريبها لتوجع الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 31 حتى أتسلّى بها عن مصيبتي. «فطلب» الربيع ذلك في بنى هاشم، فلم يجد من يستطيعه. فقال المنصور: والله لمصيبتى بأهل بيتي ألّا يكون فيهم واحد يحفظ هذا لقلة رغبتهم في الأدب، أعظم وأشد عليّ من مصيبتي بابني «1» . وهكذا أسس «المنصور» لحياة علمية أدبية في «بغداد» ، وكان أوّل من أنشأ بها مدارس للطب والعلوم الدينية، أنفق في سبيلها أموالا طائلة «2» . وحسبه أنه لم ينس، وهو يقطع القطائع في بغداد، أن يقطع الشعراء والكتاب، فأقطع أبا دلامة زند بن الجون الشاعر (160 هـ) كما أقطع ابن أبى سعلى الشاعر، وكذلك أقطع عمارة بن حمزة الكاتب (180 هـ) «3» . وعلى هذه الحال التي بدأ بها «أبو جعفر» سارت الحياة في «بغداد» ، لم يتخلف عنها ابنه «المهدىّ» ، فقد كان هو الآخر نقادة للشعر «4» أديبا. وفي أيامه وضع له وزيره «أبو عبيد الله معاوية بن يسار» كتاب الخراج، ذكر فيه أحكامه الشرعية ودقائقه وقواعده. وهو أوّل من صنف كتابا في الخراج، وتبعه الناس بعد ذلك فصنفوا في هذا الفن «5» . وألف له «المفضل الضبيّ» المفضليات. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 32 وفي حجر «المهدي» نشأ ابنه «إبراهيم» أديبا شاعرا موسيقيا. ولقد شارك في التأليف، فألف كتابا في الأدب سماه «أدب إبراهيم» ، وكتابا في الطبخ، وآخر في الطب، وكتابا في الغناء. إلا أنها كلها لعبت بها يد الزمان فضاعت فيما ضاع «1» . وتنتقل الأمور إلى الرشيد (171 هـ- 193 هـ) ولم يكن دون سابقيه رغبة في العلم، وحبا للعلماء، وولوعا بالأدب. ولقد حكى عنه أنه كان يحفظ شعر ذي الرمة «2» . ولقد أفسح للعلماء والحكماء والأدباء، وبذل الكثير من المال لنشر العلوم والفنون، وبلغت «بغداد» في أيامه مكانة لم تظفر بها مدينة في ذلك العهد. وأصبحت مهد الحضارة، ومركزّا للفنون والآداب، وزخرت بالأدباء والشعراء والعلماء والحكماء. وأنشئت فيها المراصد والمكتبات والبيمارستانات والمدارس. وإليه يعزى تأسيس بيت الحكمة، الّذي جمع له من الكتب شيئا كثيرا، وكان مجتمع المتصلين بالعلم، والمشتغلين بالفن، والراغبين في الأدب «3» . ويلي الخلافة «الأمين» (193 هـ- 198 هـ) فتُشغل «بغداد» شيئا بالفتنة التي ثارت بينه وبين أخيه «المأمون» . ولكن الزمن لا يمتد بتلك الفتنة كثيرا حتى يمضى «الأمين» مقتولا، ويقبض المأمون (198 هـ- 218 هـ) على زمام الأمر، ويعود إلى «بغداد» نشاطها العلمي والأدبي. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 33 ويتجه «المأمون» إلى بيت الحكمة الّذي أسسه أبوه «الرشيد» فيفرد فيه لكل عالم ركنا، فتزدحم جنبات هذا البيت بالعلماء والفلاسفة والمترجمين والمؤلفين وأئمة اللغة ورجال الأدب «1» . ففي عهده بدأ أبو يوسف يعقوب الكندي، فيلسوف العرب، نشاطه الفكرى الّذي لم يقف عند التعريف بالفلسفة الأرسطوطاليسية والأفلاطونية عن طريق الترجمة والاقتباس، بل عدا ذلك إلى دراسات في التاريخ الطبيعي وعلم الظواهر الجوّية. وفي عهده ترجم «الحجاج بن يوسف بن مطر» مصنفات «إقليدس» ، وكتاب بطليموس، المعروف بالمجسطى. وفي أيامه وضع «محمد الخوارزمي» أوّل كتاب مستقل في الجبر «2» . ولم تفقد «بغداد» حظها العلمي والأدبي في الأيام الأولى من حياة «المعتصم» (218 هـ- 227 هـ) . ولكنه ما كاد ينتقل عنها في سنة 221 هـ إلى مدينته الجديدة «سرمن رأى» حتى بدأت الحياة العلمية والأدبية في «بغداد» تخبو قليلا. وبقيت على ذلك فترة امتدّت إلى أواخر أيام الخليفة «المعتمد على الله» حتى إذا ما عاد إليها سنة (279 هـ) دبت فيها الحياة مرة ثانية، وعاد إليها نشاطها. مظاهر الحياة الأدبية والعلمية ببغداد: وهكذا مهّد الخلفاء لحياة زاهية، انتعش فيها الأدب، وانتعشت العلوم والفنون، وشارك في هذا وذاك جم غفير زخرت بهم «بغداد» . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 34 ويسجل لها التاريخ في المائة العام الأولى من تأسيسها صور هذا النشاط، فترى أن ذلك القرن عاش فيه من الشعراء جملة، كان لهم الشعر الحي الخالد، منهم: (1) مطيع بن إياس- الّذي انقطع إلى جعفر بن أبى جعفر المنصور «1» . (2) أبو دلامة زند بن الجون (161 هـ) الّذي انقطع إلى أبى العباس السفاح، والمنصور، والمهدي «2» . (3) حماد عجرد (161 هـ) - وقد وفد على بغداد أيام المهدي «3» . (4) بشار بن برد (167 هـ) - وقد نشأ في البصرة، ثم قدم «بغداد» بعد أن بناها المنصور «4» . (5) صالح بن عبد القدّوس (167 هـ) - نشأ بالبصرة ووفد على الرشيد ببغداد «5» . (6) السيد الحميري (173 هـ) نشأ بالبصرة ووفد على الرشيد ببغداد «6» . (7) مروان بن أبى حفصة (181 هـ) قدم بغداد ومدح المهدىّ ثم الرشيد «7» . (8) سلم الخاسر (186 هـ) وكان مدّاحا للبرامكة «8» . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 35 (9) منصور النمري- وكان موصولا بالرشيد «1» . (10) أبان بن عبد الحميد- وهو الّذي نظم كتاب كليلة ودمنة شعرا. وكان موصولا بالبرامكة «2» . (11) العباس بن الأحنف (192 هـ) - سكن بغداد إلى أن توفى «3» . (12) أبو الشّيص محمد بن رزين (196 هـ) - وكان معاصرا لأبى نواس «4» . (13) أبو نواس الحسن بن هانئ (198 هـ) - ولد في الأهواز، ونشأ بالبصرة، ثم انتقل إلى الكوفة ثم إلى بغداد «5» . (14) ابن مناذر محمد (198 هـ) - من شعراء البرامكة، واتصل بالرشيد «6» . (15) الرقاشيّ الفضل بن عبد الصمد (200 هـ) - من أهل البصرة، وانقطع إلى البرامكة «7» . (16) أشجع السلمي- اتصل بالبرامكة، ثم اتصل بالرشيد «8» . (17) ربيعة الرقى بن ثابت الأنصاري- اتصل بالمهديّ، والرشيد «9» . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 36 (18) مسلم بن الوليد (209 هـ) - اتصل بالبرامكة، ثم المأمون «1» . (19) أبو العتاهية إسماعيل بن القاسم (211 هـ) - نشأ بالكوفة، ثم وفد على بغداد أوّل خلافة المهدي «2» . (20) العكوّك عليّ بن جبلة (213 هـ) - من أهل بغداد، بها ولد ونشأ «3» . (21) كلثوم بن عمرو العتابى (220 هـ) - اتصل بالرشيد «4» . هذا ركن من أركان الحياة الأدبية في «بغداد» ، يصوّر الناحية الشعرية وما اتسعت له من شعراء، وما امتلأت به من شعر. وكان إلى جانب الشعراء: الرّواة، والأخباريون، والنسابة، يفيضون على الناس من علوم السلف وأخبارهم ما يزيد في ثقافتهم، ويصلهم بتراثهم، نسوق لك منهم: (1) أبا عبيدة معمر بن المثنى (209 هـ) - نشأ بالبصرة، ووفد على الخلفاء ببغداد. ذكر له ابن النديم في كتابه «الفهرست» مائة مؤلف وخمسة في موضوعات شتى، في: القرآن، واللغة، والأمثال، والفتوح، والأنساب والمثالب، وبيوتات العرب، وأيامهم، والتراجم. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 37 ولم يصلنا من هذه كلها إلا كتابه: نقائض جرير والفرزدق «1» . (2) الأصمعي عبد الملك بن قريب (214 هـ) - نشأ في البصرة. وقدم بغداد في أيام الرشيد. ثم عاد عنها إلى البصرة لما ولى المأمون. ذكر له ابن النديم في كتابه «الفهرست» نيفا وأربعين كتابا في موضوعات مختلفة، ذهب معظمها. ومما بقي له: (أ) الأصمعيات. مجموعة مختارة من الشعراء. (ب) رجز العجاج. (ج) أسماء الوحوش. (د) كتاب الإبل. (هـ) كتاب خلق الإنسان. (و) كتاب الخيل. (ز) كتاب الشاء. (ح) كتاب الدارات. (ط) كتاب الفرق. (ى) كتاب النبات والشجر. (ك) كتاب النخل والكروم. (ل) كتاب الغريب «2» . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 38 (3) أبا زيد سعيد بن أوس الأنصاري (215 هـ) - نشأ بالبصرة، وقدم بغداد حين قيام المهدي. ومن كتبه التي بقيت لنا: (أ) كتاب النوادر في اللغة. (ب) كتاب المطر. (ج) كتاب اللبن «1» . (4) أبا عبيد القاسم بن سلام (223 هـ) - عاصر المأمون، وكان منقطعا إلى عبد الله بن طاهر. ذكر له ابن النديم بضعة وعشرين كتابا، لم يصلنا منها إلا: (أ) كتاب غريب الحديث. (ب) كتاب غريب المصنف. (ج) كتاب الأمثال. (د) كتاب فضائل القرآن. (هـ) كتاب المواعظ «2» . وغير هؤلاء الرّواة رواة آخرون غلبت عليهم رواية الشعر، فكانوا حفظته، وإليهم كان المرجع فيه، نذكر منهم: (1) حمادا الرواية (156 هـ) - نشأ في الكوفة، وقدم على المنصور بغداد، وهو الّذي جمع المعلقات التي بين أيدينا، وجمع أشعار أكثر القبائل، وجمع الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 39 شعر كل قبيلة أو شاعر في كتاب. ولكنها ضاعت كلها، ولم يذكر صاحب الفهرست منها شيئا «1» . (2) المفضل بن محمد الضبيّ (168 هـ) - وفد على المهدي فقرّبه، وجمع له الأشعار المختارة التي سماها: المفضليات. وله غير «المفضليات» كتاب الأمثال «2» . (3) أبا عمرو الشيباني إسحاق بن مرار (206 هـ) - وقد جمع أشعار نيف وثمانين قبيلة. وله مؤلفات في: الخيل، والحديث، والنوادر، وخلق الإنسان، والحروف. ذكرها صاحب الفهرست. ولم يصلنا منها إلا كتاب الجيم، في اللغة «3» . (4) محمد بن سلام الجمحيّ (232 هـ) - صاحب كتاب طبقات الشعراء الجاهليين والإسلاميين «4» . وكما ظفرت «بغداد» بالشعراء ورواة الأشعار ظفرت أيضا بطائفة من علماء النحو أثاروا فيها الرأى، ورسموا للنحو رسومه، وبينوا مناهجه، منهم: الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 40 (1) سيبويه عمرو بن عثمان (183 هـ) - نشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد، واتصل بالرشيد ونال جوائزه. والناس يعدون «كتاب سيبويه» من الأصول في النحو «1» . (2) الكسائي عليّ بن حمزة (189 هـ) - استقدمه الخلفاء العباسيون إلى بغداد ليعلم أبناءهم. وقدمه البرامكة ورفعوا شأنه. وقد ألف الكسائي كتبا عدة في: النحو، والقراءات، والنوادر. لم يصلنا منها إلا رسالة له في لحن العامة «2» . (3) الفرّاء أبو زكريا يحيى بن زياد (207 هـ) - حظي عند «المأمون» وعهد إليه بتعليم ابنيه النحو. وله مؤلفات عدة في النحو واللغة، ولم يصلنا منها إلا: (أ) كتاب معاني القرآن. (ب) كتاب المذكر والمؤنث «3» . (4) ابن السكيت أبو يوسف يعقوب بن إسحاق (244 هـ) - وكان يؤدّب ولد جعفر المتوكل. وقد خلف بضعة وعشرين مؤلفا في: النحو، واللغة، والمنطق. ذكرها صاحب الفهرست، لا نعرف منها إلا: الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 41 (أ) كتاب إصلاح المنطق. (ب) كتاب تهذيب الألفاظ «1» . وإلى جانب الشعراء، ورواة الشعر، وعلماء النحو، كان في «بغداد» صفوة من رجال اللغة نهضوا بعبء المعاجم في أوّل عهدها، منهم: (1) الخليل بن أحمد (180 هـ) - نشأ في البصرة غير بعيد عن بغداد. وهو أوّل من ضبط اللغة وأخرج علم العروض إلى الوجود، ومن كتبه: (أ) كتاب العين- معجم مرتب على مخارج الحروف. (ب) كتاب في معنى الحروف. وقد ذكر له ابن النديم من المؤلفات: كتاب النغم، وكتاب العروض، وكتاب الشواهد، وكتاب النقط والشكل، وكتاب الإيقاع. غير أن هذا كله قد ضاع «2» . (2) مؤرج بن عمر السّدوسى (195 هـ) - صحب المأمون. وله من المؤلفات: كتاب الأنواء، وكتاب غريب القرآن، وكتاب جماهير القبائل، وكتاب المعاني. وكتب أخرى غيرها، لم يصلنا منها شيء «3» الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 42 (3) النضر بن شميل (203 هـ) - وقد اتصل بالمأمون. وله كتب عدة ذكرها ابن النديم. ولم يصلنا منها إلا كتاب: غريب الحديث «1» . (4) قطرب أبو على محمد بن المستنير (206 هـ) - نشأ بالبصرة، ولم تنقطع صلته ببغداد. وله مؤلفات منها: (أ) كتاب الأضداد. (ب) ما خالف فيه الإنسان البهيمة. (ج) الأزمنة. (د) مثلث قطرب «2» . (5) ابن الأعرابي أبو عبد الله محمود بن زياد (231 هـ) . له من الكتب الباقية إلى اليوم: (أ) كتاب أسماء البقر وصفاتها. (ب) كتاب أسماء الخيل وأنسابها «3» . وتنشط الكتابة بنشاط الحياة في بغداد، ويتجمع لها كتّاب منشئون، منهم: الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 43 (1) طاهر بن الحسين (217 هـ) - وكان متصلا بالمأمون «1» . (2) أحمد بن يوسف (213 هـ) - كاتب المأمون. (3) عمرو بن مسعدة (217 هـ) - وكان مختصا بالبرامكة «2» . (4) حميد بن مهران- كاتب البرامكة. وإلى جانب الكتّاب المنشئين كان هناك كتاب مؤلفون، نذكر منهم: (1) عبد الله بن المقفع (143 هـ) - وكان مختصا بالمنصور. وله من الكتب: كتاب كليلة ودمنة- الأدب الصغير- الدرّة اليتيمة (الأدب الكبير) - رسالة في الأخلاق. وله كتب أخرى نقلها عن الفارسية، منها: كتاب التاج في سيرة أنوشروان- كتاب سيرة ملوك العجم- وقد نقل عنه ابن قتيبة في كتابه: عيون الأخبار «3» . (2) سهل بن هارون (173 هـ) - أقام في «بغداد» يخدم المأمون. وقد تولى له رياسة خزانة بيت الحكمة. وله من الكتب: ديوان الرسائل- والإخوان- والمسائل- وغيرها «4» . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 44 (3) على بن عبيد الريحاني- وكان مختصا بالمأمون. وقد ذكر له ابن النديم نحوا من خمسين مؤلفا، ضاعت كلها «1» . ولم تنس «بغداد» نصيبها من الموسيقى والغناء. فلقد شاركت فيها مشاركة جدّية على نحو مشاركتها في العلوم، وانبرى لهذه نفر من رجالها يضعون فيها المؤلفات، منهم: (1) يحيى بن أبى منصور، وقد ألف كتابا في الأغاني على الحروف، وآخر في العود والملاهي، إلا أنهما ضاعا فيما ضاع «2» . (2) إسحاق بن إبراهيم الموصلي (235 هـ) - وقد نادم الرشيد والمأمون والواثق. ومن مصنفاته: كتاب في الأغاني- أخبار عزة الميلاء- أغانى معبد- الاختيار من الأغاني- الرقص والزفن- النغم والإيقاع- قيان الحجاز، وغيرها «3» . (3) إبراهيم بن المهدي (224 هـ) - وكان قد طمع في الخلافة، فلما استتب الأمر لأخيه المأمون انصرف هو إلى الغناء «4» . وفي ظل الخلافة البغدادية الأولى ضبط الفقه ودوّنت أحكامه، نذكر من أئمته: الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 45 (1) أبا حنيفة النعمان (150 هـ) - نشأ بالكوفة، واتصل بأبي جعفر المنصور. ومن مؤلفاته الباقية: الفقه الأكبر- مسند أبى حنيفة- المخارج في الحيل «1» . (2) أبا يوسف يعقوب بن إبراهيم (182 هـ) - تولى قضاء «بغداد» للمهدي والرشيد. ومن مؤلفاته الباقية: كتاب الخراج «2» . (3) محمد بن الحسن الشيباني (189 هـ) - نشأ بالكوفة، واتصل بالرشيد، وألف كتبا كثيرة في الفقه وغيره، منها: كتاب المبسوط- كتاب الزيادات- الجامع الكبير- الجامع الصغير «3» . (4) أحمد بن حنبل (241 هـ) - ولد في بغداد وبها نشأ. ومن مؤلفاته: المسند في الحديث- السنة موصل المعتقد إلى الجنة- كتاب الزهد «4» . واشتغل بالحديث في هذا العصر جماعة كبيرة، منهم ببغداد: (1) ابن جريح (149 هـ) . (2) الواقدي (207 هـ) . كما كان منهم نفر قريبون من بغداد، منهم: (1) سفيان الثوري (161 هـ) . (2) زياد البكائي (183 هـ) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 46 (3) ابن عياش (193 هـ) . (4) عبد الله بن مسلمة (221 هـ) . وفي ظل الخلافة البغدادية الأولى بدأ التاريخ يأخذ مظهرة الحق، ويفرغ له نفر من المؤرّخين، منهم: (1) محمد بن إسحاق (151 هـ) - اتصل بالمنصور. ومات ببغداد. وكان عالما بالمغازى والسير. وله: كتاب السيرة «1» . (2) هشام بن محمد بن السائب الكلبي (206 هـ) - نشأ بالكوفة، وكان موصولا بالحياة في بغداد. وقد عدّوا له نيفا ومائة وخمسين كتابا، منها: جمهرة الأنساب- الأصنام- بيوتات قريش- الكنى- بيوتات اليمن- تاريخ أجناد الخلفاء- تسمية من بالحجاز من أجناد العرب «2» . (3) الواقدي محمد بن عمر (217 هـ) - قربه المأمون وولاه القضاء بشرقى بغداد. وقد ذكر ابن النديم له نحوا من ثمانية وعشرين كتابا، بين أيدينا منها: (أ) كتاب المغازي. (ب) كتاب فتوح الشام. (ج) فتح إفريقيا. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 47 (د) كتاب فتح مصر والإسكندرية «1» . (4) ابن سعد محمد (230 هـ) - ولد في البصرة، وسكن بغداد ومات بها. وله: كتاب الطبقات الكبرى «2» . هذا إجمال للبيئة التي تلقت صاحب كتابنا «المعارف» أبا محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة (213 هـ- 276 هـ) تصف شيئا يسبق مولده، وشيئا يصاحبه في صباه حتى شب. وهو حين جاوز مرتبة التحصيل، وأصبح بعد من الشيوخ، كان إلى جواره في «بغداد» ، وقريبا من «بغداد» ، أمثال هؤلاء الذين مرّ بك حديثهم، فلقد عاصر من الشعراء: (1) دعبلا الخزاعي (246 هـ) - نشأ بالكوفة، ودخل إلى بغداد أيام الرشيد «3» . (2) الحسين بن الضحاك (250 هـ) - اتصل بالأمين ثم المأمون «4» . (3) ابن الرومي أبا الحسن على بن العباس (283 هـ) - وكان من موالي العباس. ولد في بغداد وبها توفى. (4) البحتري أبا عباد، الوليد بن عبيد (284 هـ) . وقد أقام ببغداد دهرا طويلا. (5) ابن المعتز أبا العباس عبد الله. (6) فضل، جارية المتوكل العباسي. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 48 كما عاصر من الكتاب. الجاحظ أبا عثمان عمرو بن بحر (255 هـ) . ومن مؤلفاته: الحيوان- المحاسن والأضداد- الرسائل- البيان والتبيين- البخلاء. ومن الرواة الأدباء: السكرى أبا سعيد الحسن بن الحسين (275 هـ) . الّذي جمع ما بين أيدينا من أشعار الجاهليين وصدر الإسلام إلى أيامه. ومن النحاة: أبا العباس المازني (249 هـ) - وأبا العباس ثعلب (291 هـ) . ومن اللغويين: المفضل بن سلمة الضبيّ (250 هـ) - وأبا عمرو الهروي (255 هـ) - وأبا حاتم السجستاني (255 هـ) - وأبا العباس المبرد (285 هـ) . ومن المؤرّخين: محمد بن حبيب مولى بنى العباس (245 هـ) - والزبير بن بكار (256 هـ) - الّذي وفد على «بغداد» مرات، آخرها سنة 253 هـ- وعمر بن شبة (262 هـ) - واليعقوبي أحمد بن أبى يعقوب (278 هـ) - والبلاذري أبا جعفر أحمد بن يحيى (279 هـ) . «1» الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 49 وابن طيفور أحمد بن طاهر (280 هـ) - وأبا حنيفة الدينَوَريّ (282 هـ) . ومن الجغرافيين: ابن خرداذبه عبيد الله بن أحمد (280 هـ) - وابن الفقيه أحمد بن محمد (280 هـ) . ومن علماء الكلام: أبا الهذيل محمد بن الهذيل العلاف (232 هـ) . ومن علماء الحديث: البخاري محمد بن إسماعيل (256 هـ) - وابن ماجة محمد بن يزيد (273 هـ) - وأبا داود السجستاني (275 هـ) . ومن الفلاسفة والمنطقيين: ابن ماسويه يوحنا (253 هـ) . وهناك غير هؤلاء ممن عاصرهم المؤلف، ولكنها كانت معاصرة قصيرة الأمد، أدرك هو منها قليلا، وامتدّت بهم السن كثيرا، منهم: الرازيّ (320 هـ) - والطبري (310 هـ) - وابن دريد (321 هـ) - والزجاج (311) . ولكنهم كانوا ممن عمروا تلك البيئة وأيقظوها، ووقع المؤلف على مالهم، وإن لم يدركه كله. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 50 إجمال عن الحياة العلمية: لقد رأيت كيف حفلت هذه الفترة الصغيرة، التي لا تزيد عن قرن إلا بقليل، بتلك الكثرة من العلماء على مختلف ألوانهم. يعزو الدارسون ذلك إلى أن من ولى خلافة «بغداد» في تلك الفترة كانوا من الخلفاء العلماء، فرغبوا في العلم وأحسنوا وفادة أهله وشجعوهم عليه، فانتعشت بغداد بمن فيها وبمن وفد إليها، وأصبحت ميدانا لحركة علمية فكرية واسعة. ويكتب لهذه الحركة: أن تبلغ أوجها على يدي المأمون، ويكون المأمون نفسه على رأس تلك الحركة عالما يشارك العلماء الرأى، ويأخذ معهم في الحديث. ويسود العصر لون من التسامح الفكرى يشجع العلماء والمفكرون في ظله على القول، فكان لذلك أثره الكبير في ظهور الفرق الكلامية، واحتدام الجدل بينها. ولقد كان أكثر الخلفاء تسامحا المأمون «1» . فظهر في هذا العصر نفر من جلة العلماء ورءوس المتكلمين أوغلوا في البحث معتمدين على العقل، مخالفين بما يقولون ما عليه علماء المسلمين. ونشأ هذا الخلاف أوّل ما نشأ في البصرة، ثم عداها إلى بغداد، حمل لواءه واصل بن عطاء، ثم عمرو بن عبيد- الّذي قرّبه المنصور إليه- ثم أبو الهذيل العلاف، والنظام، والمريسي بشر بن غياث، والجاحظ، وثمامة بن أشرس، من شيوخ الاعتزال. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 51 ومضى الخلاف بين المعتزلة وأهل السنة يتسع، حتى توّج أخيرا بتلك المشكلة التي مال فيها المأمون إلى رأى المعتزلة- وهي مشكلة خلق القرآن- تلك المشكلة التي شغلت المأمون أكثر مما شغلت المتكلمين، وعنّي بها المأمون نفسه كما عنّي بها المسلمين، ووقف يناصب العداء كل من خالفه، ويسومه سوء العذاب «1» . ومن بعد «المأمون» يجيء «المعتصم» ، فيتورّط فيما تورط فيه أخوه «المأمون» ، ويجيء «الواثق» فيمضى فيما مضى فيه أبوه «المعتصم» وعمه «المأمون» . واستمرت هذه المحنة حتى ملها الواثق، وودّ لو وجد لنفسه منها مخرجا، حتى إذا ما جاء المتوكل (247 هـ) أمر بأن يخلّى بين الناس وبين ما يرون. وإلى جانب هاتين المدرستين الكلاميتين- مدرسة المعتزلة ومدرسة أهل السنة اللتين قسمتا الناس فئتين- كانت تقوم مدرستان أخريان، لا في علم الكلام، ولكن في شيء آخر أهون، لا يثير خلافا، لا يجر أذى في الأنفس ولا ضررا للأبدان، هما مدرسة البصرة ومدرسة الكوفة، اللتان اشتغلتا بالنحو. وكان لكل مدرسة من هاتين المدرستين رأيها في النحو، ولكل رأى أتباعه وأشياعه. وكانت مدرسة البصرة هي المدرسة الأولى، وعلى رأسها: أبو الأسود، وابن أبى إسحاق الحضرميّ، وعيسى بن عمر الثقفي، وهارون بن موسى. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 52 ثم جاء الكوفيون من بعدهم فقلدوهم في شيء وخالفوهم في شيء، وقامت المناظرة بين البلدين، وصار لكل منهما مذهب. وعلى الرغم من تقدم مدرسة البصرة وسبقها، فقد ظهرت عليها مدرسة الكوفة، وذلك لمناصرة خلفاء بغداد لهم، وتفضيل أساتذة هذه المدرسة الكوفية على أساتذة تلك المدرسة البصرية، فلقد اختار هؤلاء الخلفاء لأولادهم: الكسائي، والفراء، والمفضل الضبيّ، والشرقي بن القطامي وكلهم من المدرسة الكوفية. ولقد رأينا المأمون يتحامل على سيبويه في المناظرة التي عقدها بينه وبين الكسائي «1» . هذا إلى أنه لما عمرت «بغداد» توافد الناس إليها من كل حدب وصوب، فريق يطلب الكسب، وفريق تستهويه الحياة العلمية والفكرية، وفريق يطلب حياة الترف فإذا «بغداد» معترك يشارك فيه إلى جانب العربيّ: الفارسي، والرومي، والنّبطى، والتركي، والصيني، والهندي، والبربري، والزنجي. وفيهم: المسلم، والنصراني، واليهودي، والصابئي، والسامري، والمجوسي، والبوذى، وغيرهم. وهؤلاء لا شك قد حملوا إلى «بغداد» ألوانا من الفكر والثقافة، سرعان ما انتفعت بها «بغداد» وأثرت فيها. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 53 وصحبت هذا رغبة الخلفاء في نقل العلوم والفنون إلى اللغة العربية، فبدأ «المنصور» يعتنى بنقل كتب النجوم والطب، ويجيء «الرشيد» فينقل في أيامه كتاب المجسطي. ثم يظل عصر «المأمون» فتتسع حركة النقل في أيامه. وكان أكثر هؤلاء النقلة من السريان النساطرة، لأنهم كانوا أقدر على الترجمة من اليونانية، وكان أشهرهم: آل بختيشوع، وآل حنين، وقسطا بن لوقا، وغيرهم. وكان أشهر النقلة من الفارسية إلى العربية: ابن المقفع، والفضل بن نوبخت، وموسى ويوسف: ابنا خالد، وكثير غيرهم «1» . ومن الذين نقلوا عن اللغة السنسكريتية (الهندية) : منكة الهندي، وابن دهن. ومن الذين نقلوا عن اللغة النبطية (الكلدانية) : ابن وحشية، نقل كتبا كثيرة. أهمها: كتاب الفلاحة النبطية. ولقد بلغ عدد الكتب التي نقلت في تلك الحقبة القصيرة بضع مئات. هذا هو العصر الّذي أقبل عليه ابن قتيبة والّذي شارك فيه: عصر نزاع ديني. وعصر نزاع نحوي، وعصر علوم مختلفة وثقافات متعددة. وكان بعيدا أن يعيش رجل مثل «ابن قتيبة» بمعزل عن هذا وذاك، بل كان لا بدّ أن يتأثر به وينغمس فيه. ولكنّا قبل أن نصل الحديث بابن قتيبة نحب أن نمهد له بشيء عنه. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 54 (2) حياة المؤلف ابن قتيبة «1» نسبه: هو أبو محمد عبد الله- على هذا المراجع كلها، وتأبى دائرة المعارف الإسلامية إلا أن تسميه: أبا عبد الله محمد بن مسلم بن قتيبة المروزي. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 55 أما أبوه «مسلم» فقد عرّفنا به أبو عبد الله، وأنه كان من أهل العلم والحديث، وإن لم يبلغ في ذلك مبلغ ابنه، أو مبلغ من يسجل له اسم، لهذا لم نجد كتابا من كتب المراجع ذكر اسمه. ولو أن رجلنا «أبا محمد» سكت هو الآخر ولم يذكر اسمه، في أكثر من موضع من هذا الكتاب «المعارف» ، وفي كتابه «عيون الأخبار» حيث يقول: حدّثنى أبى «1» ، لما عرفنا هذا القليل عنه. ويزيد، «البغدادي» تعريفا بأبيه «مسلم» فيقول: وقيل: إن أباه مروزى- يعنى أنه كان من أهل مرو. وأما جده «قتيبة» فقد اختلفوا في اشتقاق اسمه: فقالوا، هو تصغير «قتبة» بالكسر، واحدة الأقتاب، وهي الأمعاء، والنّسبة إليه: قتيبى. وقال الزبيدي: وفي التهذيب: ذهب الليث أن قتيبة مأخوذ من القتب، ثم نقل عن الأمير المجاهد قتيبة بن مسلم- رحمه الله- أنه فسر اسمه بمعنى: إكاف. ثم قال الزبيدي: وهذا يوافق ما قاله الليث. مولده ووفاته: ولا خلاف بين الذين ترجموا لأبى محمد في السنة التي ولد فيها- وهي سنة 213 هـ- وإن كان منهم نفر قد سكتوا عنها، كالبغدادى، لا يذكرون معها شهرا- كما يفعلون في الكثير، وكما فعلوا حين أرّخوا وفاته. علة ذلك أنهم التقوا به حين ذاع اسمه، فحرصوا على جمع ماله، ولم يلتفتوا إليه حين دخل عليهم الدنيا، لأنه لم يكن مقدورا. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 56 ولكنا لا ندري: لم فات المؤرخين أن يأخذوا ذلك عن لسان «أبى محمد» حين فاتهم أن يأخذوه عن لسان غيره، ولقد كان بينهم ملء العين والسمع. والمؤرخون حين لا يذكرون الشهر الّذي ولد فيه، ويسكتون عنه، يختلفون على أنفسهم حين يذكرون البلد الّذي ولد فيه. فيذهب ابن النديم، وابن الأثير، وابن الأنباري: إلى أنه ولد في الكوفة. لا ندري هل تابع ابن الأنباري (577 هـ) ابن النديم (328 هـ) فيها، حين سبقه بها، ثم قفّى على أثرهما ابن الأثير (606 هـ) ، أو انفرد كل بطريقة؟. وهناك غير هؤلاء من المؤرخين الذين ذكرناهم من يذكرون أن مولده كان ببغداد، وأسبقهم بهذه الرواية البغدادي (462 هـ) ثم السمعاني (562 هـ) ، ومن بعدهما القفطي (606 هـ) لا يناقشون رواية غيرهم ممن سبقوهم، بل لا تحس أنهم كانوا على علم بها، وأنهم كان لهم طريقهم الخاص. وجلّ أن هذه الإقامة في «بغداد» قد تكون هي التي أوحت إلى من قالوا بأن مولده بها أن يقولوه، وجلىّ أن من قالوا بأن مولده الكوفة، وهم يعلمون إقامته ببغداد، كانوا بمعزل عن هذا الإيحاء، وملكوا شيئا خرجوا به عما يكاد يكون متفقا عليه، يساندهم على ذلك أن أباه ليس بغداديا، وأن الأسرة كانت غريبة على بغداد. وكما كان الاختلاف في البلد الّذي ولد فيه ابن قتيبة، كان الاختلاف في السنة التي مات فيها. يروى ابن الأنباري (328 هـ) عن ابن المنادي، عن أبى القاسم إبراهيم بن محمد ابن أيوب بن بشير الصائغ: أن ابن قتيبة أكل هريسة، فأصاب حرارة، فصاح الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 57 صيحة شديدة، ثم أغمى عليه إلى وقت صلاة الظهر، ثم اضطرب ساعة ثم هدأ. فما زال يتشهد إلى وقت السحر ثم مات. وذلك أول ليلة من رجب سنة ست وسبعين ومائتين. ويتابع ابن الأنباري على هذا جملة من المؤرخين. ويروى الخطيب البغدادي (463 هـ) يقول: قرأت على الحسن بن أبى بكر، عن أحمد بن كامل القاضي، قال: ومات عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينَوَريّ في ذي القعدة سنة سبعين ومائتين. والخطيب البغدادي الّذي ذكر هذا الخبر بسنده، يذكر بعده الخبر الأول الّذي ساقه ابن الأنباري بسنده، ولكنه لا يرجح خبرا على خبر. ويجيء ابن خلكان (681 هـ) فيزيد على هاتين الروايتين رواية فيقول: توفى في ذي القعدة سنة سبعين، وقيل: سنة إحدى وسبعين. وقيل: أول ليلة من رجب سنة ست وسبعين ومائتين. ثم يزيد حاكما: والأخيرة أصح الأقوال. ولكنّا نملك دليلا يزكى ابن خلكان في ترجيحه: وهو أن قاسم بن أصبغ الأندلسى (247- 340 هـ) وهو ممن أخذ عن ابن قتيبة ببغداد، كانت رحلته إلى المشرق سنة 274 هـ. ولكن مؤرخا متأخرا، وهو: الألوسي نعمان بن محمود بن عبد الله (1317 هـ) يقول في كتابه: جلاء العينين في محاكمة الأحمدين (ص 236) : «وقال أبو محمد عبد الله بن قتيبة المتوفى سنة 261 هـ» . ولا ندري دليل الألوسي على ما قال، وأغلب الظن أنها زلة طباعة. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 58 نسبته الى الدينور: والدينور- كما تعلم- مدينة من أعمال الجبل. قرب قرميسين، وبينها وبين همذان نيف وعشرون فرسخا. وكان أبو محمد خرج إليها ليلى فيها القضاء، وأقام بها مدة فنسب إليها، ولكن لمن ولى أبو محمد القضاء؟ نعرف أن أبا محمد كان موصولا بالوزير: أبى الحسن عبيد الله بن يحيى بن خاقان (263 هـ) ، وأنه صنف له كتابه «أدب الكاتب» ، وذكر هذا الوزير في الخطبة وأثنى عليه، إذ يقول: «فالحمد للَّه الّذي أعان الوزير أبا الحسن أيده الله» . ويقول أبو القاسم الزجاجي، وهو يشرح خطبة «أدب الكاتب» : «يعنى: الخاقانيّ، وهو عبيد الله بن يحيى الخاقانيّ، لأنه عمل له هذا الكتاب فأحسن صلته واصطنعه وصرفه» . ويقول ابن السيد البطليوسي في «الاقتضاب» : «يعنى عبيد الله بن يحيى ابن خاقان. وكان وزير المتوكل، حتى صرفه في بعض أعماله» . وقول «ابن السيد» يدلنا على أن اصطناع الخاقانيّ لابن قتيبة كان وهو وزير المتوكل إلى سنة (237 هـ) ، ولم يكن وهو وزير المعتمد، من سنة (256 هـ) إلى سنة (279 هـ.) ولم يكن هذا الاصطناع الّذي حباه به الخاقانيّ إلا ولاية قضاء الدينور. وقد بويع المتوكل بالخلافة سنة (232 هـ) ، وكان مقتله سنة (247 هـ) . وبين هاتين السنتين كانت ولاية «ابن قتيبة» لقضاء الدينور. لا نعرف في أية سنة بدأت، ولكنا نميل إلى أنها بقيت ببقاء الخاقانيّ في الوزارة، أي إلى سنة (247 هـ) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 59 وبعدها عاد «ابن قتيبة» إلى بغداد كما كان. وبهذه الإقامة في «الدينور» نسب ابن قتيبة إليها فقيل: الدّينورى. نشأته وشيوخه: وفي «بغداد» نشأ، يستوي في ذلك أن يكون مولده بها أو بالكوفة، فإن كانت الأولى فليس ما يدفعها، وإن كانت الثانية فما نظنه أبعد عن بغداد كثيرا، وأنه لا شك كان بها وهو في سن التلقي. فسيمرّ بك أنه حدث عن «اللحياني» وهو في الثامنة عشرة من عمره. يدلك على ذلك قول البغدادي: «وسكن بغداد وحدث بها عن ... » . ثم ذكر شيوخه. ولم يذكر له شيوخا ربط الحديث عنهم بغير بغداد. وشيوخ ابن قتيبة الذين نريد أن نعرّفك بهم، والذين ورد ذكرهم في المراجع المختلفة، هم: (1) والده: مسلم بن قتيبة، كما قدمنا، يحدث عنه مرات في كتابيه: عيون الأخبار «1» ، والمعارف. (2) أحمد بن سعيد اللحياني، صاحب أبى عبيد القاسم بن سلام. قرأ عليه: كتاب الأموال، وكتاب غريب الحديث لأبى عبيد في سنة (231 هـ) . ومعنى هذا أن عمر «ابن قتيبة» كان عندها ثمانية عشر عاما. (3) أبو عبد الله محمد بن سلام الجمحيّ (231 هـ) صاحب طبقات الشعراء. (4) ابن راهويه أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم (238 هـ) وهو من أئمة الفقه والحديث. صحب الشافعيّ وناظره، وروى عنه: البخاري، ومسلم، الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 60 وأبو داود، والترمذي، والنسائي. وفيه يقول أحمد بن خليل: «لا أعرف لإسحاق نظيرا» . (5) حرملة بن يحيى التجيبي (243 هـ) صاحب الشافعيّ. (6) يحيى بن أكثم القاضي (242 هـ) . ويقال: إن ابن قتيبة أخذ عنه بمكة. ولعل ذلك كان في حجة له. (7) المروزي أبو عبد الله الحسن بن الحسين بن حرب السلمي (246 هـ) . (8) دعبل بن على الخزاعي، الشاعر (246 هـ) . (9) أبو عبد الله محمد بن محمد بن مرزوق بن بكير بن البهلول الباهلي البصري (248 هـ) . (10) الزيادي أبو إسحاق إبراهيم بن سفيان (249 هـ) تلميذ: سيبويه، والأصمعي، وأبى عبيدة. (11) أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني (248 هـ- أو 255 هـ) . قال الأزهري في مقدمة التهذيب (ص 11) : وقد جالسه: شمر، وعبد الله بن مسلم بن قتيبة، ووثقاه. (12) محمد بن زياد بن عبيد الله بن زياد بن الربيع الزيادي البصري (252 هـ) . (13) أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن محمد الصواف الباهلي البصري (253 هـ) . (14) أبو عبد الله محمد بن يحيى بن أبى حزم القطعي البصري (253 هـ) . (15) أبو الخطاب زياد بن يحيى بن زياد الحسانى البصري (254 هـ) . (16) شبابة بن سوار (254 هـ) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 61 (17) أبو عثمان الجاحظ (254 هـ) . وفي ذلك يقول ابن قتيبة في كتابه «عيون الأخبار» : «وفيما أجاز لنا عمرو بن بحر من كتبه. قال «1» ... » . (18) أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد البصري (257 هـ) . (19) أبو طالب زيد بن أخزم الطائي البصري (257 هـ) . (20) أبو الفضل العباس بن الفرج الرياشي، تلميذ الأصمعي (257 هـ) . (21) أبو سهل الصفار عبدة بن عبد الله الخزاعي (258 هـ) . (22) عبد الرحمن بن بشر بن الحكم بن حبيب بن مهران العبديّ (260 هـ) . (23) أبو بكر محمد بن خالد بن خداش بن عجلان المهلبي. (24) أبو سعيد أحمد بن خالد الضرير. قال الأزهري في مقدمة التهذيب (ص 11) : «وقدم عليه ابن قتيبة فأخذ عنه» . (25) عبد الرحمن بن عبد الله بن قريب، ابن أخى الأصمعي. (26) محمد بن عبيد بن عبد الملك الأسدي، أبو عبد الله الهمدانيّ. تلاميذه: وممن جلسوا إلى ابن قتيبة يأخذون العلم عنه: (1) ابنه أحمد. ويترجم له عياض في كتابه «المدارك» فيقول: أبو جعفر ابن قتيبة، هو أحمد بن عبد الله بن مسلم الدينَوَريّ البغدادي النشأة، كان مالكي المذهب من أهل العلم والحفظ لكتب أبيه، وكان يحفظها كما يحفظ القرآن. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 62 ويرد فيها من حفظه النقطة والشكلة، وما معه نسخة. كان أبوه محمد حفّظه إياها في اللوح، وعدّتها أحد وعشرون مصنفا، وهي: كتاب المشكل، معاني القرآن، غريب الحديث، عيون الأخبار، مختلف الحديث، التفسير، الفقه، المعارف، أعلام النبوّة، العرب والعجم، الأنواء، طبقات الشعراء، معاني الشعر، إصلاح الغلط، أدب الكاتب، الأبنية، النحو، المسائل، القراءات. سمع منه خلق عظيم ... ولى قضاء مصر سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة ... وتوفى في ربيع الأوّل سنة اثنتين وعشرين بمصر بعد صرفه. وكانت ولايته القضاء بمصر ثلاثة أشهر. وقد قرأ على أبى جعفر أحمد أبو على القالي (356 هـ) كتاب عيون الأخبار، وكتاب أدب الكاتب. كما قرأ عليه الآمدي أبو القاسم (370 هـ) كتب أبيه كلها. كما قرأ على أبى جعفر أحمد أيضا: أبو الفتح محمد بن جعفر المراغي، وأبو القاسم عبد الرحمن الزجاجي، شارح خطبة أدب الكاتب. ويذكر البغدادي في كتابه «تاريخ بغداد» «1» ابنا لأبى جعفر أحمد، اسمه: عبد الواحد، فيقول: يكنى عبد الواحد: أبا أحمد. ذكر أنه ولد ببغداد في سنة سبعين ومائتين. وانتقل إلى مصر فسكنها وروى بها عن أبيه، عن جدّه، كتبه. (2) أحمد بن مروان المالكي (298 هـ) . ومما رواه عن ابن قتيبة: كتاب: تأويل مختلف الحديث. وقد انتهى إلينا بروايته. (3) أبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان (309 هـ) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 63 (4) أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن أيوب بن بشير الصائغ (313 هـ) . وقد روى عن ابن قتيبة كل مصنفاته. (5) أبو محمد عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عيسى السكرى (323 هـ) . وقد سمع عنه: غريب الحديث، وإصلاح الغلط سنة (268 هـ) . وقد انتهى إلينا بروايته عنه كتاب: المسائل والأجوبة، وإصلاح الغلط. (6) أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عبد الله بن بكير التميمي (334 هـ) . (7) الهيثم بن كليب الشاشي (335 هـ) وقد أخذ عنه الأدب خاصة. (8) قاسم بن أصبغ الأندلسى (340 هـ) الّذي كانت رحلته إلى المشرق (سنة 274 هـ) . وقد قرأ عليه: المعارف، وشرح غريب الحديث. (9) عبد الله بن جعفر بن درستويه الفسوي (335 هـ) . وقد انتهى إلينا من روايته عنه: كتاب الأشربة. (10) أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن جعفر بن محمد الأزدي (348 هـ) . (11) أبو بكر أحمد بن الحسين بن إبراهيم الدينَوَريّ. وقد قرأ عليه: تأويل مختلف الحديث. (12) أبو عبد الله بن أبى الأسود (343 هـ) . (13) أبو اليسر إبراهيم بن أحمد الشيباني البغدادي (298 هـ) . مؤلفاته: وبعد الحديث عن شيوخ ابن قتيبة وعن تلاميذه- وهم كما رأيت كثرة هنا وهناك، مما يدلك على رغبة منه في الأخذ عن غيره، ورغبة إليه في الأخذ عنه- الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 64 ننتقل بك إلى الحديث عن مؤلفاته، وسوف نرجئ الحديث عن كتابه «المعارف» لنفرده وحده بكلمة خاصة، بعد الفراغ من الحديث عن «ابن قتيبة» . (1) غريب القرآن: هكذا ذكره ابن خلكان، والخطيب، والداوديّ، والسيوطي، وابن كثير، وابن الأنباري، والقفطي، وابن العماد الحنبلي، وحاجي خليفة. ومنه نسخة في الخزانة الظاهرية بدمشق. رقمها 33 لغة. غير أن المحلة السلفية «1» عرضت لوصف نسخة أخرى منه في مكتبة المرحوم الشيخ عثمان القارئ بالطائف، وهي تحمل مع العنوان السالف زيادة، وهو فيها «كتاب غريب تفسير القرآن» . والعنوان الأوّل بنهج المؤلف في وضع أسماء كتبه أوفق وأنسب. فمن قبل «غريب القرآن» ألّف كتابه «مشكل القرآن» «2» والعنوانان يكاد أولهما يملى الآخر. هذا إلى أن ابن قتيبة يقول في كتابه: مشكل القرآن (ص 25) : وأفردت للغريب كتابا كي لا يطول هذا الكتاب- يعنى: مشكل القرآن. فهو بهذه العبارة قد سمى كتابه بما لا يحتمل تلك الزيادة التي تحملها نسخة الطائف. غير أن «ابن قتيبة» يعود فيقول في مقدمته لكتابه «غريب القرآن» : «ثم نبتدئ في تفسير غريب القرآن دون تأويل مشكله، إذ كنا قد أفردنا للمشكل كتابا جامعا كافيا بحمد الله» «3» . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 65 ويقول ابن قتيبة في كتابه «الأنواء» : وهذا قد بينت فساده في كتابي المؤلف في تأويل مشكل القرآن «1» » . فيحمل هذا بعض المتصلين بأعمال «ابن قتيبة» على أن يضيف إلى اسمى الكتابين هاتين الزيادتين. ومخطوطة «المشكل» تحمل في صفحتها الأولى هذه العبارة: «الجزء الأوّل من مشكل القرآن» وتحمل في صفحتها الأخيرة هذه العبارة: «ثم كتاب مشكل القرآن» . ولم يحمل كتاب «غريب القرآن» المطبوع صفحات مصدرة من مخطوطتيه، تدلنا على ما دلتنا عليه الصفحات المخطوطة من كتاب «مشكل القرآن» . (2) مشكل القرآن: وهذا الكتاب كما قدّمت لك، طبعته كما طبعت ما قبله دار إحياء الكتب العربية، بتحقيق الأستاذ سيد صقر. وقد جمع بين هذين الكتابين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن مطرف الكناني (354 هـ) في كتاب أسماه: «القرطين» ينقص منها ويزيد. وغير هذا فلأبي القاسم العكبريّ عبد الله بن محمد (516 هـ) كتاب حول كتاب «مشكل القرآن» «أسماه: الانتصار لحمزة فيما نسبه إليه ابن قتيبة في مشكل القرآن» ذكره صاحب كشف الظنون. واسم كتاب العكبريّ- كما ترى- يوحى بأن ثمّ مآخذ يحصيها «العكبريّ» على ابن قتيبة، وأن هذه المآخذ تشين ابن قتيبة في ادعائه على «حمزة» أشياء. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 66 (3) معاني القرآن: ذكره السيوطي في: «البغية» والداوديّ في «طبقات المفسرين» وعياض في ترجمة ابنه «أحمد» . أعنى: أبا جعفر أحمد بن عبد الله بن قتيبة، وقال: قرأه عليه قاسم بن أصبغ (350 هـ) . وأكاد أشك أن هذا كتاب جديد، وأنه شيء آخر غير كتابيه السابقين- مشكل القرآن، وغريبه- ويكاد يكون هو «غريب القرآن» فالغريب كشف عن المعاني والمعاني إيضاح للغريب، والغرض من الاسمين واحد. فبعيد أن يكون معهما كتابان. (4) القراءات: ذكره ابن النديم في «الفهرست» ، كما ذكره المؤلف في كتابه «مشكل القرآن» (ص 45) حيث يقول: «وستراه كله في كتابنا المؤلف في وجوه القراءات» . ولا ندري هل الكلمة الأولى المزيدة على لسان ابن قتيبة جزء من العنوان، أم هي لون من ألوان التفسير لموضوع الكتاب؟ (5) إعراب القراءات: هكذا سماه ابن خلكان، والقفطي. ويذكره ابن النديم، والسيوطي، والداوديّ باسم «إعراب القرآن» . وتكاد نرجح ما ذهب إليه ابن النديم، والسيوطي، والداوديّ. فلو أن «ابن قتيبة» أراد ما ذكره ابن خلكان، والقفطي، لا تسع له كتابه السابق «القراءات» أو «وجوه القراءات» . (6) الرد على القائل بخلق القرآن: ذكره السيوطي في «البغية» ، والداوديّ في «طبقات المفسرين» . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 67 (7) آداب القراءة. ذكره صاحب كشف الظنون، ولا ندري أين وقع عليه. (8) غريب الحديث: ذكره ابن النديم، وابن خلكان، والخطيب، والداوديّ، والسيوطي، وابن كثير، وابن الأنباري، والقفطي، وابن العماد. ومن الكتاب قطعة تنتظم الثلث الأول والثلث الأخير. تحتفظ بها الخزانة الظاهرية بدمشق «1» . يقول صاحب كشف الظنون: «حذا فيه حذو أبى عبيد القاسم بن سلام، فجاء كتاب ابن قتيبة مثل كتابه أو أكبر. وقال في مقدمته: أرجو ألا يكون بقي بعد هذين الكتابين من غريب الحديث ما يكون لأحد فيه مقال» . (9) إصلاح غلط أبى عبيدة: ذكره بهذا الاسم: الداوديّ، والسيوطي. وذكره ابن النديم باسم: إصلاح غلط أبى عبيد في غريب الحديث. وذكره ابن خلكان، والقفطي، وصاحب طبقات فقهاء السادة الحنفية، وابن العماد باسم: إصلاح الغلط. وقد ذكر حاجي خليفة أن عليه شرحا لأبى المظفر محمد بن آدم بن كمال الهروي (414 هـ) . وقد استدرك فيه ابن قتيبة على أبى عبيدة في نيف وخمسين موضعا. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 68 (10) مشكل الحديث: ذكره ابن خلكان، والخطيب، والسمعاني، وابن الأنباري، والقفطي، وصاحب طبقات فقهاء السادة الحنفية، وابن العماد. ويذكر ابن النديم كتابا لابن قتيبة باسم «المشكل» . ولا ندري أهو: مشكل الحديث هذا، أم هو مشكل القرآن؟ وأغلب الظن أن ابن قتيبة إذا ذكر «المشكل» ولم يضف إليه أراد: مشكل القرآن. ثم يستطرد ابن النديم ويذكر كتابين آخرين في هذا الغرض وهما. (1) مختلف الحديث. (2) اختلاف تأويل الحديث. ويذكره الداوديّ، والسيوطي، باسم: مختلف الحديث. ويورده حاجي خليفة باسم: اختلاف الحديث، وباسم: كتاب المناقضة. وبدار الكتب المصرية نسخة منه «1» باسم: الرد على من قال بتناقض الحديث. ويسميها مفهرس دار الكتب باسم: المشتبه من الحديث والقرآن، وذكر الأحاديث التي قيل بتناقضها. ويذكره «جرجى زيدان» في تاريخ الآداب العربية «2» باسم: المشتبه من الحديث والقرآن. وقد ظهر هذا الكتاب مطبوعا بالقاهرة (1326 هـ) . باسم: تأويل مختلف الحديث. وظاهر أن هذه الأسماء كلها لكتاب واحد. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 69 (11) المسائل والأجوبة: ذكره الداوديّ، والسيوطي، بهذا الاسم. وذكره ابن النديم، وابن خلكان، والقفطي، وصاحب طبقات فقهاء السادة الحنفية، باسم: المسائل والجوابات. ومنه نسخة بدار الكتب المصرية «1» ، وعنوانها: كتاب المسائل. وقد طبع في مصر (1349 هـ) يحمل عنوانا: المسائل والأجوبة في الحديث واللغة. ولعل هذه الإضافة اجتهاد من الناشر، إذ موضوع الكتاب أسئلة وجهت إلى ابن قتيبة في الحديث واللغة فأجاب عنها. (12) دلائل النبوّة: ذكره ابن النديم، والداوديّ، والسيوطي، وحاجي خليفة، بهذا الاسم. وذكره ابن الأنباري باسم: دلائل النبوّة من الكتب المنزلة على الأنبياء عليهم السلام. ويسميه القاضي عياض في «المدارك» : أعلام النبوّة. وبالخزانة التيمورية بالقاهرة كتاب لابن قتيبة باسم: معجزات النبي صلى الله عليه وسلم. وبهذا الاسم ذكره أبو الطيب اللغوي في كتابه «مراتب النحويين» . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 70 (13) جامع الفقه: ذكره ابن النديم في «الفهرست» . وذكره القفطي باسم: كتاب الفقه. ويذكر ابن النديم، وابن خلكان، والقفطي، وصاحب طبقات فقهاء السادة الحنفية، وحاجي خليفة، كتابا له آخر في هذا الموضوع باسم «كتاب التفقيه» . ويقول عنه ابن النديم: رأيت منه ثلاثة أجزاء نحو ستمائة ورقة، وكانت تنقص على التقريب جزءين. وسألت عن هذا الكتاب جماعة من أهل الخط فزعموا أنه موجود. وهو أكبر من كتب البندنيجي وأحسن منها. وظاهر أن الاسمين لكتاب واحد. (14) كتاب الأشربة: ذكره ابن النديم، وابن خلكان، والقفطي، وصاحب طبقات فقهاء السادة الحنفية، وابن العماد، وحاجي خليفة. وأشار إليه المؤلف في كتابه الميسر والقداح «1» . ونقل عنه ابن عبد ربه في كتابه «العقد الفريد» «2» في أكثر موضع. ونشر أكثره المستشرق أرثوركى في مجلة «المقتبس» «3» . وقد طبع الكتاب بتحقيق محمد كردعلي سنة (1947 م) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 71 (15) الرد على المشبهة: ذكره ابن النديم، والداوديّ، والسيوطي، والقفطي. وظاهر أنه هو هذا الكتاب الّذي طبع في مطبعة السعادة سنة (1349 هـ) بتحقيق المرحوم الشيخ محمد زاهد الكوثري، باسم: كتاب الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة. (16) أدب الكاتب: ذكره ابن النديم، وابن خلكان، والسمعاني، والطيب في «قلادة النحر» ، وابن كثير، والقفطي، وابن العماد الحنبلي، بهذا الاسم. وذكره الخطيب، وابن الأنباري، باسم: أدب الكتاب. ويزكى هذه التسمية اسم الشرح الّذي وضعه ابن السيد البطليوسي (421 هـ) عليه وسماه: الاقتضاب في شرح أدب الكتاب. وقد تعرّض له بالشرح غير «ابن السيد» كثيرون، منهم: الجواليقيّ (539 هـ) ، والجذامي (8 ص 5 هـ) ، وإسحاق بن إبراهيم الفارابيّ (350 هـ) . كما شرح بعضهم خطبته. مثل: الزجاجي (350 هـ) ، وابن فاخر النحويّ (338 هـ) . وقد طبع الكتاب مرات في مصر وغير مصر. (17) عيون الشعر: ذكره ابن النديم. وقال: إنه يحتوي على عشرة كتب، وذكر سبعة منها، وهي: كتاب المراتب- كتاب القلائد- كتاب المحاسن- كتاب المشاهد- كتاب الشواهد- كتاب الجواهر- كتاب المراكب. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 72 ثم ذكر ابن النديم كتابا آخر لابن قتيبة أسماه: المراتب والمناقب من عيون الشعر. وظاهر أنه كتاب من هذا الكتاب «عيون الشعر» . (18) كتاب المعاني الكبير: ذكره ابن النديم باسم: معاني الشعر الكبير. وذكر أنه يحتوي على اثنى عشر كتابا، وهي: (1) كتاب الفرس- ستة عشر بابا. (2) كتاب الإبل- ستة عشر بابا. (3) كتاب الحرب- عشرة أبواب. (4) كتاب القدور- عشرون بابا. (5) كتاب الديار- عشرة أبواب. (6) كتاب الرياح- أحد وثلاثون بابا. (7) كتاب السباع والوحوش- سبعة عشر بابا. (8) كتاب الهوام- أربعة عشر بابا. (9) كتاب الإيمان والدواهي- سبعة أبواب. (10) كتاب النساء والغزل- باب واحد. (11) كتاب الشيب والكبر- ثمانية أبواب. (12) كتاب تصحيف العلماء- باب واحد. وقد أشار إليه ابن قتيبة في كتابه «عيون الأخبار» «1» ، حيث يقول: وقد فسرت هذا الشعر في كتابي المؤلف في أبيات المعاني في خلق الفرس. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 73 وما أشار إليه موجود في المعاني «1» . وفي خزانة أياصوفيا الجزء الأوّل من كتاب باسم: المعاني لابن قتيبة وهذا الجزء في الخيل «2» . وفي خزانة المكتب الهندسي بلندن الجزء الثاني منه، وأوّله: باب الذباب. وقد طبع ما وجد من هذا الكتاب في الهند (سنة 1368 هـ) في ثلاثة مجلدات. والكتاب الثاني عشر من كتاب المعاني، وهو «تصحيف العلماء» لا يزال مفقودا. وقد ألّف ابن المرزبان عبد الله بن جعفر بن درستويه (347 هـ) في الرد عليه كتابا أسماه: الرد على ابن قتيبة في تصحيف العلماء. (19) ديوان الكتاب: ذكره ابن النديم، والسيوطي، وحاجي خليفة. وأظن أنه كتاب من أحد كتابين: المعاني، أو عيون الشعر، فعنوانه لا يوحى بأنه شيء مستقل- بل هو باب من كتاب. (20) تقويم اللسان: ذكره حاجي خليفة. وذكرته دار الكتب المصرية في فهرسها على أنه الجزء الثاني من كتاب بهذا الاسم لابن قتيبة «3» . وليس إلا كتابا من كتاب أدب الكاتب، الّذي ينتظم أربعة كتب: كتاب المعرفة- كتاب تقويم اليد- كتاب تقويم اللسان- كتاب الأبنية. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 74 (21) خلق الإنسان: ذكره- ابن النديم، والداوديّ، والسيوطي، وحاجي خليفة. (22) كتاب الخيل: ذكره ابن النديم، وابن خلكان، والداوديّ، والسيوطي، والقفطي، وصاحب طبقات فقهاء السادة الحنفية، بهذا الاسم. وذكره حاجي خليفة باسم: كتاب الحيل، بالحاء المهملة والياء المثناة. (23) كتاب الأنواء: ذكره ابن النديم، وابن خلكان، والداوديّ، والسيوطي، والسمعاني، والقفطي، وصاحب طبقات فقهاء السادة الحنفية، وحاجي خليفة. وذكره ابن قتيبة في كتابه «المعاني» «1» ومنه مخطوطة بالخزانة الزكية. (24) جامع النحو الكبير: ذكره ابن النديم «والداوديّ» ، والسيوطىّ، والقفطىّ، وحاجي خليفة. (25) جامع النحو الصغير: ذكره ابن النديم، والداوديّ، والسيوطىّ، والقفطىّ، وحاجي خليفة. (26) الميسر والقداح: ذكره ابن النديم، وابن خلكان، والقفطي، وصاحب طبقات فقهاء السادة الحنفية، وحاجي خليفة. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 75 وذكره المؤلف في كتابه «الأنواء» «1» حيث يقول: «وقد بينت هذا في كتاب الميسر» . وقد طبع هذا الكتاب بالمطبعة السلفية سنة 1342 هـ بتحقيق الأستاذ محب الدين الخطيب. (27) فضل العرب على العجم: ذكره ابن قتيبة في كتابه «عيون الأخبار» حيث يقول: «وقد أفردت للشعراء كتابا، وللشعر بابا طويلا في كتاب العرب «2» » . ونقل عنه ابن عبد ربه في «العقد الفريد» «3» . ونشرت قطعة منه في «رسائل البلغاء» «4» . ونشر بعضه في «مجلة المقتبس» «5» . وبدار الكتب المصرية نسخة منه في جزءين تنقص من الأوّل ورقات، كتب في أوّل الجزء الثاني منها: «فضل العرب على العجم» ، كما كتب في ختام الجزء الأوّل منها: «تم كتاب العرب وعلومها» . ولعل ضياع الصفحة الأولى منه مما جرّ إلى هذا الاضطراب في اسم الكتاب، فسمى مرّة: «فضل العرب على العجم» ، وأخرى: «فضل العرب والتنبيه على علومها» ، وثالثة: «كتاب العرب وعلومها» . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 76 ولا يبعد أن يكون كتاب «التسوية بين العرب والعجم» ، الّذي ذكره ابن النديم، والقفطي، على أنه كتاب آخر، هو هذا الكتاب باسم جديد. (28) عيون الأخبار: ذكره ابن النديم، وابن خلكان، والخطيب البغداديّ، والسمعانيّ، وابن كثير، وابن الأنباري، والقفطي، وصاحب طبقات فقهاء السادة الحنفية، وابن العماد. وقد طبعته دار الكتب المصرية سنة (1343 هـ) . (29) طبقات الشعراء: ذكره ابن خلكان، والداوديّ، والسيوطىّ، والقفطي، وابن العماد، بهذا الاسم. وذكره «ابن النديم» باسم: «الشعر والشعراء» . وقد طبع الكتاب للمرّة الأولى في ليدن سنة (1875 م) ، ثم أعيد طبعه فيها سنة (1904 م) ، ثم طبع للمرّة الأخيرة في مصر بتحقيق المرحوم الأستاذ أحمد محمد شاكر سنة (1366 هـ) . (30) الحكاية والمحكي: ذكره ابن النديم. (31) فرائد الدرّ: ذكره ابن النديم. (32) حكم الأمثال: ذكره ابن النديم. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 77 (33) آداب العشرة: ذكره ابن النديم. (34) كتاب العلم: ذكره ابن النديم، والقفطىّ، بهذا الاسم. وقال ابن النديم: إنه في نحو خمسين ورقة. ثم ذكره الداوديّ، والسيوطىّ، باسم: «كتاب القلم» . (35) تعبير الرؤيا: ذكره ابن النديم، وأبو الطيب اللغويّ، بهذا الاسم. وذكره ابن قتيبة في مقدّمة «عيون الأخبار» باسم: «تأويل الرؤيا» . (36) الجوابات الحاضرة: ذكره الداوديّ، والسيوطىّ، وحاجي خليفة. (37) الجراثيم: لم يذكره أحد لابن قتيبة. وفي الخزانة الظاهرية بدمشق منه نسخة منسوبة إلى ابن قتيبة «1» ، غير أن هذا الأمر يحتاج إلى شيء من الدرس. وإنهم ليعدّون لابن قتيبة أسماء لكتب أخرى، وأكثر الظنّ أنها ليست كتبا مستقلة، بل إنها أبواب من كتب، نحو هذا الّذي يذكرونه له من أن له، كتابا الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 78 اسمه «استماع الغناء بالألحان» ، معتمدين على ما ذكره حاجي خليفة في حرف السين حيث يقول: «والعلماء اختلفوا في استماع الغناء بالألحان، وهي مسألة طويلة الذيل، خصها كثير من المتقدّمين بالتصنيف، كالقاضي أبى الطيب، والعلامة أبى محمد بن قتيبة. فما نشك في أن ابن قتيبة كتب في هذا الموضوع، ولكن الّذي نشك فيه أن يكون له كتاب بهذا الاسم. وقد أشرنا قبل إلى شيء من هذا التكرار، مثل كتاب «الفرس» الّذي ذكره القفطىّ، وهو من معاني الشعر، وكتاب «تقويم اللسان» الّذي ذكره حاجي خليفة وهو من «أدب الكاتب» ، وكتاب «المراتب والمناقب» الّذي ذكره ابن النديم وهو من «عيون الشعر» ، وكتاب «الأبنية» الّذي ذكره القاضي عياض، وهو من «أدب الكاتب» . ولعل الدافع الّذي دفع هؤلاء إلى هذا التوسع في الجمع شيء من الجهل بمحتويات كتب ابن قتيبة، وذلك لأنهم عرفوا أكثرها بالسماع. وشيء آخر، هو ما قرءوه وسمعوه من بعض المؤرّخين، مثل صاحب «التحديث بمناقب أهل الحديث» حين يذكر أن كتب ابن قتيبة زهاء ثلاثمائة كتاب، فيدفعهم هذا إلى التصيد والتحايل. وما أشك في أن الّذي قصد إليه صاحب «التحديث» هو هذه الأبواب التي احتوت عليها كتب ابن قتيبة، يعدّ كل باب كتابا، وإلا اتهمناه بما نبرئ منه كل متصل بالعلم والتأليف. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 79 وما أميلنا إلى أن نأخذ بما سبق في «المدارك» ، حين تحدّث عن أبى جعفر أحمد، وأنه كان يحفظ مصنفات أبيه، وعدّتها أحد وعشرون مصنفا، وما هذا العدد بقليل على عالم من العلماء، عمر مثل ما عمر ابن قتيبة، لا سيما والمؤلفات من المؤلفات ذات الأجزاء. بقي بعد هذا كتاب شاعت نسبته إلى ابن قتيبة، وليس له، وهو: كتاب الإمامة والسياسة. والأدلة على بطلان نسبة هذا الكتاب إلى ابن قتيبة كثيرة، منها: (1) أن الذين ترجموا لابن قتيبة لم يذكروا هذا الكتاب بين ما ذكروه له. اللَّهمّ إلا القاضي أبا عبد الله التوزي المعروف بابن الشباط. فقد نقل عنه في الفصل الثاني من الباب الرابع والثلاثين من كتابه «صلة السمط» . (2) أن الكتاب يذكر أن مؤلفه كان بدمشق، وابن قتيبة لم يخرج من بغداد إلا إلى الدينور. (3) أن الكتاب يروى عن أبى ليلى، وأبو ليلى كان قاضيا بالكوفة سنة (148 هـ) أي قبل مولد ابن قتيبة بخمس وستين سنة. (4) أن المؤلف نقل خبر فتح الأندلس عن امرأة شهدته. وفتح الأندلس كان قبل مولد ابن قتيبة بنحو مائة وعشرين سنة. (5) أن مؤلف الكتاب يذكر فتح موسى بن نصير لمراكش، مع أن هذه المدينة شيدها يوسف بن تاشفين سلطان المرابطين سنة 455 هـ، وابن قتيبة توفى سنة (276 هـ) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 80 كما نسبت إليه أيضا وصية إلى ولده، نشرها الدكتور إسحاق موسى الحسيني في مجلة الجامعة الأمريكية ببيروت، عن مجموعة خطية محفوظة بمكتبة تلك الجامعة. وإن أسلوبها ليكاد يوحى بأنها لغير ابن قتيبة. وما من شك في أن النظر في كتب ابن قتيبة، واستقصائها ثم استصفائها، لموضوع جدير بأن يفرد له بحث مستقل، وما هو بالقليل. غير أن الّذي يعنينا بما سقناه من مؤلفات ابن قتيبة هو أن ندلل لك، على أن تلك البيئة التي بسطنا لك أمرها، شغلت ابن قتيبة بها ولم يكد يفلته ركن لم يشارك فيه. شارك في محنة خلق القرآن وكان له فيها رأى، وشارك في فتنة المشبهة والمجسمة، وكان له فيها رأى وشارك في الخلاف النحويّ بين البصرة والكوفة، وجعل بينهما مدرسة ثالثة في بغداد، وكان هو زعيمها وشارك في تفضيل العرب على العجم، حين رأى الشعوبية تزداد وتنتشر. ورأى العصر عصر إلمام ومشاركة في كل العلوم فكان إماما من هؤلاء الأئمة المشاركين. ولكنّا قبل أن نمضي إلى كتاب «المعارف» نفرده بكلمة مستقلة، نسوق إليك جملة من رأى العلماء عن ابن قتيبة. أما عن عقيدته فقد وثقه فيها قوم واتهمه فيها آخرون، يجعله «ابن تيمية» لأهل السنّة مثل الجاحظ لأهل المعتزلة «1» . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 81 ويقول فيه الحافظ السلفي (576 هـ) : «كان ابن قتيبة من الثقات وأهل السنّة» . ويقول الخطيب البغدادي: «وكان- يعنى ابن قتيبة- ثقة دينا فاضلا» . ويقول ابن حزم أبو محمد على بن أحمد بن سعيد (456 هـ) : «كان ابن قتيبة ثقة في دينه وعلمه» . ويقول الحافظ الذهبي في «ميزان الاعتدال» : «أبو محمد صاحب التصانيف، صدوق قليل الرواية. ويقول في «تذكرة الحفاظ» : «ابن قتيبة من أوعية العلم، لكنه قليل العمل في الحديث» . ويقول ابن الجوزي: «كان عالما فاضلا» . ويقول ابن خلكان: «كان فاضلا ثقة» . ويقول مسلم بن قاسم: «كان ابن قتيبة صدوقا من أهل السنّة» . وغير هؤلاء من العلماء يتهمونه ويقولون فيه غير ما يقول هؤلاء. يقول الدار قطنى أبو الحسن على بن عمر بن أحمد بن مهدي (385 هـ) : «كان ابن قتيبة يميل إلى التشبيه، منحرفا عن العترة، وكلامه يدل عليه» . ويقول البيهقي أبو بكر أحمد بن الحسين (458 هـ) : «كان ابن قتيبة يرى رأى الكرامية. وليس بين المشبهة والكرامية كبير فرق. فالكرامية هم أتباع محمد بن كرام. وكان يذهب إلى التجسيم والتشبيه، وينعى على «عليّ» صبره على ما جرى لعثمان» . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 82 ولقد نسي هؤلاء أن هذا المتهم بالتشبيه له كتاب في الرد على المشبهة، وأن له في هذا الكتاب عبارات تدل على ميله إلى «على» وآله «1» ، ونسوا أيضا أن له كتابا في تفضيل العرب. ولكن كيف لهؤلاء المتهمين يتهمونه دون دليل؟ في الحق إن لابن قتيبة من الكلام في كتبه ما يثير شيئا من الريبة، اقرأ له قوله في كتابه «مشكل القرآن» «2» : «وكان أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم ورضى عنهم، وهم مصابيح الأرض، وقادة الأنام ومنتهى العلم، إنما يقرأ الرجل فيهم السورتين والثلاث والأربع، والبعض والشطر من القرآن، إلا نفرا منهم وفقهم الله لجمعه وسهل عليهم حفظه. قال الشعبي: توفى أبو بكر وعمر وعلى رحمهم الله ولم يجمعوا القرآن. وقال: لم يختمه أحد من الخلفاء غير عثمان. وروى عن شريك عن إسماعيل بن أبى خالد أنه قال: سمعت الشعبي يحلف باللَّه عز وجل: لقد دخل «عليّ» حفرته وما حفظ القرآن» . نظن أن هذا من كلام ابن قتيبة هو الّذي أثار تلك الثائرة حوله، فانبرى له من انبرى يتهمونه. اسمع لأبى الحسين أحمد بن فارس (395 هـ) يقول في كتابه «الصاحبى» «3» تعقيبا على هذا الّذي ذكره ابن قتيبة: «وابن قتيبة يطلق إطلاقات منكرة، ويروى أشياء مشنعة، كالذي رواه عن الشعبي أن أبا بكر وعمر وعليّا توفوا ولم يجمعوا القرآن، وأن عليا دخل حفرته وما حفظ القرآن. وهذا كلام شنع جدا» . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 83 وابن قتيبة الّذي ينقل هذا راويا، يذكر غيره مدافعا عن أهل البيت، مما يعبر عن رأيه ومعتقده، وفرق بين أن يزل العالم وهو يروى لينصف التاريخ، وبين أن يزل وهو يفصح عما يعتقد. فابن قتيبة إن زلّ راويا فلم يزل معتقدا. اسمع إليه وهو يقول في كتابه «الرد على الجهمية» «1» : «وجعلوا ابنه الحسين عليه السلام خارجيّا شاقّا لعصا المسلمين حلال الدم. وسوّوا بينه في الفضل وبين أهل الشورى ... فإن قال قائل ... : أخو رسول الله صلّى الله عليه وسلم على. وأبو سبطيه الحسن والحسين وأصحاب الكساء: عليّ وفاطمة والحسن والحسين. تمعرت الوجوه وتنكرت العيون» . فهذا القول مما ينصف ابن قتيبة لا شك، وليس في الأولى عليه حرج. وأما عن علمه، فلم يعدم «ابن قتيبة» فيه الطاعن إلى جانب المنصف: أما عن الذين أنصفوه هنا، فيكادون يكونون هم الذين أنصفوه هناك، عند الحديث عن معتقده، وتكاد تكون كلماتهم هناك هي كلماتهم هنا. وأما عن الذين اتهموه في علمه، فإنا نجدهم نفرا آخرين، ولعل أقدم من أنكر على ابن قتيبة علمه، هو ابن الأنباري (238 هـ) . نجد ذلك على لسان ابن تيمية حين يقول «2» : «وابن الأنباري من أكثر الناس كلاما في معاني الآي المتشابهات، يذكر فيها من الأقوال ما لم ينقل عن أحد من السلف، ويحتج لما يقوله في القرآن بالشاذ من اللغة» . وقصده بذلك الإنكار على ابن قتيبة. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 84 ومن بعد ابن الأنباري: أبو الطيب (351 هـ) ، إذ يقول في كتابه مراتب النحويين «1» : «وكان أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينَوَريّ أخذ عن أبى حاتم والرياشي وعبد الرحمن بن أخى الأصمعي. وقد أخذ ابن دريد عن هؤلاء كلهم وعن الأشنانداني، إلا أن ابن قتيبة خلط عليه بحكايات عن الكوفيين لم يكن أخذها عن ثقات. وكان يشرع في أشياء لا يقوم بها، نحو تعرضه لتأليف كتابه في النحو، وكتابه في تعبير الرؤيا، وكتابه في معجزات النبي صلّى الله عليه وسلم وعلى آله، وعيون الأخبار، والمعارف، والشعراء، ونحو ذلك مما أزرى به عند العلماء وإن كان نفق بها عند العامة ومن لا بصيرة له» . وغير ابن الأنباري وأبى الطيب نجد: الحاكم أبا عبد الله محمد النيسابورىّ (405 هـ) الّذي يقول: «أجمعت الأمة على أن القتيبي كذاب» . كما نجد «ابن تغريبردى» «2» يروى (874 هـ) «وكان ابن قتيبة خبيث اللسان يقع في حق كبار العلماء» . وكلام الذين تنقصوا ابن قتيبة كله لا يخرج عن هذين الشقين، شق فيه المآخذ العلمية، وشق معه السب والتشهير. وما نشك في أن هذه الرغبة الطامحة من ابن قتيبة، التي دفعته إلى أن ينزل في ميادين مختلفة، حمّلته تبعات لم يستطع أن ينهض بها كلها على سواء، وربما اضطرته إلى شيء من الجمع الّذي يفقد الإنسان معه التحري والتثبت، وهذا مما مكن لخصوم الشق الثاني من أن يتهموه بالكذب ونحوه. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 85 3- كتاب المعارف هذا كتاب من كتب ابن قتيبة المعروفة، ذكرته له جمهرة كبيرة من المؤرخين الذين ترجموا له، وما في نهج المترجمين أن يذكروا الكتب كلها، وإنما هم يقفون عند ما يصلهم علمه، أو يقفون له على أثر. وفي إجماع جملة منهم على شيء دليل على ذيوعه، ثم دليل على قدر هذا الشيء، إن صح هذا الظن. وكتاب «المعارف» هذا: ذكره له ابن النديم (385 هـ) في «الفهرست» والخطيب البغدادي (463 هـ) في كتابه «تاريخ بغداد» ، والسمعاني (562 هـ) في كتابه «الأنساب» ، وابن الأنباري (577 هـ) في كتابه «نزهة الألباء» ، والقفطي (646 هـ) في كتابه «إنباه الرواة» ، وابن خلكان (681 هـ) في كتابه «وفيات الأعيان» ، وابن كثير (774 هـ) في كتابه «البداية والنهاية» ، وصاحب طبقات فقهاء السادة الحنفية، والطيب (592 هـ) في كتابه «قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر» ، وابن العماد (1032 هـ) في كتابه «شذرات الذهب» ، وحاجي خليفة في كتابه «كشف الظنون» . كلهم مجمع على أن اسمه «المعارف» . يزيد عليهم حاجي خليفة فيقول: «المعارف في التاريخ» ولهذه الزيادة صدى، فقديما نسب بعض الناس إلى ابن قتيبة كتابا في التاريخ. يقول المسعودي «1» ، وينقل عنه هذا حاجي خليفة وهو يتحدث عن تاريخ لأبى حنيفة الدينَوَريّ 282 هـ «2» . «قال المسعودي: هو كبير، أخذ ابن قتيبة ما ذكر وجعله عن نفسه» . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 86 وجاء فهرست الخزانة الظاهرية بدمشق يؤكد هذا، فقد ذكر (برقم 80 تاريخ) كتابا باسم: تاريخ ابن قتيبة. وظل الناس في شك من هذا حتى أتيحت فرصة للأستاذ إسحاق الحسيني، وهو يضع بحثه، أن يرى النسخة ويدرسها، فيتضح له أنها كتاب المعارف نفسه «1» . ولعل سابقا قرأها فعرف أنها شيء في التاريخ، وأنها لابن قتيبة، فعنونها بهذا الاسم. ولعل ابن قتيبة أوّل من سمى كتابا بهذا الاسم- أعنى: المعارف- فما بعلمه لمتقدم سبق ابن قتيبة، ولكنا نعلمه لمتأخرين جاءوا بعده، فأبو الفتح ناصر بن محمد (444 هـ) له كتاب بهذا الاسم، وللغزالى أبى حامد محمد بن محمد (505 هـ) كتاب: المعارف الفعلية، ولمحمد بن عبد الملك الهمدانيّ (521 هـ) أيضا كتاب: المعارف في التاريخ «2» ، ولأبى الغنائم سعيد بن سليمان الكوفي (616 هـ) كتاب اسمه: معارف القلوب بذكر كشف الغيوب. وللإمام النقشبندى أحمد بن عبد الأحد (1034 هـ) كتاب اسمه: المعارف الدينية. والقصد من هذه التسمية ألوان مختلفة من المعرفة، وضمها بعضها إلى بعض، قد تتسق ويصل بعضها ببعض رابط ما، وقد تختلف وحسبها أن اسم المعارف يجمعها. غير أن ابن قتيبة، وإن كان السابق في ابتداع هذا الاسم وجعله عنوانا للكتاب، فقد كان مسبوقا في هذا اللون من التأليف، فلوكيع القاضي محمد بن خلف كتاب الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 87 الشريف، يجرى «المعارف» لابن قتيبة مجراه «1» . ووكيع من شيوخ ابن قتيبة، حدث عنه وروى في كتابه «عيون الأخبار» في أكثر من موضع: «2» ولمحمد بن حبيب البغدادي (245 هـ) كتاب اسمه: المحبّر، يكاد تتفق كثرة من أبوابه مع أبواب كتاب «المعارف» وإن اختلفا في السرد. حتى لقد قيل: إن ابن قتيبة نقل كتابه «المعارف» منه. ففي مقدمة «الفاخر» للمفضل ابن سلمة: «عن أحمد بن عبيد الله بن أحمد قال: أملى علينا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي رحمه الله هذا الكتاب. وكان سبب إملائه إياه علينا أن رجلا ممن كان يحضر مجلسه، يحضر مجلس أبى بكر محمد بن القاسم الأنباري. رحمه الله. فرأى يوما في يده كتابا، فأخذه يقرؤه، فوجده مجلدا من كتاب الزاهر «3» ، فقال: هذا منقول من كتاب الفاخر للمفضل بن سلمة، كما نقل أبو محمد بن قتيبة كتابه المعارف من كتاب المحبر لابن حبيب» . ونجد مؤلفا معاصرا- هو ابن رسته أبو على أحمد بن عمر- قد ضمن كتابه «الأعلاق النفيسة» جملة من الأبواب التي انتظمها كتاب «المعارف» ، فتحدّث عن: الأوائل، والأشراف، وأهل العاهات، وأسماء المعلمين، ومن توالوا في نسق واحد. يكاد يكون المكتوب هنا هو المكتوب هناك، مع اتفاق في المنقول عنهم. وكما حاكى ابن قتيبة غيره ونقل عنه- إن صح هذا- حوكى ابن قتيبة في كتابه «المعارف» واحتذى حذوه. فابن الجوزي (597 هـ) كان في كتابه «تلقيح فهوم الأثرة في التاريخ والسيرة» مصطنعا نهج ابن قتيبة في كتابه «المعارف» وجاريا فيه على أسلوبه. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 88 يقول حاجي خليفة «1» ، وهو يعرّف بهذا الكتاب- أعنى كتاب تلقيح فهوم الأثرة- وهو كتاب على أسلوب المعارف لابن قتيبة. تاريخ تأليف الكتاب: ونكاد نفيد من هذه الظنون حول كتاب «المعارف» - من أن ابن قتيبة فيه ناقل عن ابن حبيب (245 هـ) وأبى حنيفة الدينَوَريّ (282 هـ) - أن الكتاب ألفه ابن قتيبة بأخرة، وابن قتيبة وهو يؤرخ للخلفاء انتهى إلى ولاية المعتمد على الله محمد بن جعفر (256 هـ) ووقف عندها ولم يزد. ولو أن المعتمد كان قصير الأجل. وأدركته منيته وابن قتيبة حىّ، لسجل هذا ابن قتيبة، وأفدنا من هذا- لو كان وقع- شيئا جديدا يحدد انتهاء ابن قتيبة منه على وجه التقريب. ولو أن ابن قتيبة أهدى هذا الكتاب، كما أهدى أدب الكاتب لأبى الحسن عبيد الله بن يحيى بن خاقان، لأفدنا منه: متى بدأ ابن قتيبة به. ولكنا نرى «الموفق» يشخص ابن قتيبة إلى بغداد سنة ست وستين ومائتين، فيقرأ عليه هذا الكتاب- أعنى المعارف- ثم يجيزه بعشرة آلاف دينار «2» . وأنت تعرف أن الموفق باللَّه طلحة بن المتوكل على الله جعفر بن المعتصم لم يل الخلافة اسما، ولكنه وليها عملا، فلقد عاش إلى جانب أخيه المعتمد على الله، منذ ولى الخلافة سنة 256 هـ، يدير هو شئون الخلافة ويسوس الأمور عن أخيه، الّذي لم يكن له من الأمر شيء. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 89 إذن فأبن قتيبة، حين قصد «الموفق» مستجيبا لدعوته، كان قد فرغ من الكتاب، وكان الكتاب قد أخذ مكانه في سوق التأليف، شاع اسمه وعرف قدره. وأغلب الظن أن ظهوره وشيوع اسمه لم يكن قبل هذا التاريخ بكثير. فما نظن «الموفق» أبطأ كثيرا، وما نظنه فاته أن يدعو إليه ابن قتيبة بعد ظهور الكتاب بأمد طويل. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 90 ونكاد نجزم أن هذا العام- نعنى عام 266 هـ- كان العام الّذي نفض ابن قتيبة يده من الكتاب، وأخذ يقرؤه على الناس ويقرؤه الناس عليه. فالمعروف عن الموفق أنه كان أديبا عالما بالأنساب، والمعروف عنه أنه كان الخليفة الفعلى على حين كان المعتمد الخليفة الاسمى، والمعروف أن الخلفاء كانوا أسبق الناس إلى تلقى هذه الكتب الجديدة وتلقى أصحابها. نخلص من هذا إلى أن ابن قتيبة لم يكن قد وضع كتابه، أو لم يكن بدأ ينتهى منه، عند ما تولى المعتمد الخلافة سنة 256 هـ. وأن ذلك امتد به أعواما بعد ولاية المعتمد، وأنه انتهى من كتابه عام ست وستين ومائتين، وما كاد يفرغ منه حتى دعاه إليه «الموفق» ينتفع بما فيه. غير أنّا أخيرا نجد شيئا يلفتنا في كتاب «المحبر» ، وهو أن ابن حبيب حين أرّخ للخلفاء انتهى إلى المعتضد. و «المعتضد» ولى سنة تسع وسبعين ومائتين. ونجد في نهاية هذا: «قال أبو سعيد السكرى: أخبرنى محمد بن سعيد بذلك كله» . والسكرى الّذي روى الكتاب عن ابن حبيب مات سنة 275 هـ. وإنا نثير هذه لأنّا نجد مثلها في كتاب «المعارف» ، فعلى حين يذكر ابن قتيبة في مقدمته أنه سينتهي إلى المستعين باللَّه، حيث يقول: «ثم الخلفاء، من لدن معاوية بن أبى سفيان إلى أحمد بن محمد بن المعتصم المستعين باللَّه» «1» . نجد في الكتاب بعد ذلك- عند ذكر الخلفاء- ذكر الثلاثة بعد المستعين باللَّه، وهم: المعتز باللَّه، ومحمد المهتدي، والمعتمد على الله. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 91 تنتهي الزيادة في «المعارف» إلى المعتمد. وتنتهي الزيادة في «المحبر» إلى المعتضد، بزيادة خليفة على ما في «المعارف» . فهذا اتفاق أو شبه اتفاق اجتمع الكتابان عليه. وهو في الأوّل ليس من وضع ابن حبيب، ولكنه في الثانية قد يكون من وضع ابن قتيبة، وقد يكون من وضع غيره. فإذا كان هذا من وضع ابن قتيبة انتهينا إلى رأى جديد يلقى ضوءا على وضع الكتاب، وهو أن ابن قتيبة وضع كتابه أيام المستعين (248 هـ- 252 هـ) . وبقي الكتاب بين يدي ابن قتيبة حتى أدرك به أيام: المعتز، فالمهتدى، فالمعتمد على الله (256 هـ) ثم مات ابن قتيبة وترك المعتمد على الله في الحكم، فقد كانت وفاة [؟] المعتمد على الله سنة 279 هـ. وكانت وفاة ابن قتيبة سنة 276 هـ. [؟] كان من وضع غيره كان الكتاب مفروغا منه أيام المستعين [؟] (248 هـ- 252 هـ) ويكون لنا مع الموفق رأى آخر. وهو، وإن لم نعرف ميلاده [؟] على التحديد، فهي على التقريب حوالي سنة 232 هـ، لأنه كان أصغر من أخيه المعتمد، الّذي كان ميلاده سنة 229 هـ. وهو في تلك الفترة- أي أيام المستعين- كان حدثا، ثم لم يكن ذا جاه، وهو لم يبلغ هذا الجاه إلا أيام أخيه الموفق. وحين بلغه استطاع أن يدعو إليه ابن قتيبة، ويقرأ عليه كتاب «المعارف» . ولكن لم اختار الموفق هذا الكتاب دون غيره، وهو ليس جديدا، ولابن قتيبة غيره؟ والجواب على هذا يسير: فلقد كان «الموفق» معنيا بالأنساب، والكتاب جانب كبير منه في الأنساب. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 92 ثم لم أبطأ الموفق عشر سنين، فقد كان شريكا لأخيه في الحكم منذ ولى- أي سنة 256 هـ؟ وعلى هذه لا نملك غير أن نقول- إن كان لا بد أن نقول- إنه قضاها في الحرب ضد الطامعين في أخيه «1» . كتاب المعارف وكتاب المحبر: وما نملك «كتاب الشريف» لوكيع، الّذي أشار إليه ابن النديم، كما لا نملك تاريخ أبى حنيفة، الّذي أشار إليه المسعودي، ولكنّا نملك كتاب «المحبر» لابن حبيب، الّذي يقال إن ابن قتيبة نقل منه. ونحب أن نضم إلى هذا شيئا آخر، وهو أن ابن حبيب كان له قبل المحبر كتاب اسمه «المنمق» يكاد يضم أبواب «المحبر» أو أكثرها «2» . نقول هذا لنضع بين يديك كتابين في غرض واحد تقريبا، يتفق وغرض ابن قتيبة في كتابه «المعارف» يصح أن يكون النقل منهما معا، أو النقل من أحدهما مع الاستئناس بالآخر. والآن فلننظر بين نهج ونهج، نهج «المحبر» ونهج «المعارف» . فالمحبر يحدث عن: 1- المدد التي بين الأنبياء عليهم السلام. 2- أعمار الأنبياء. 3- ذكر تاريخ العرب. 4- مولد النبي صلّى الله عليه وسلم. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 93 5- تسمية من أقام الحج. 6- أسماء الخلفاء الراشدين. 7- أسماء الخلفاء الأمويين. 8- أسماء الخلفاء العباسيين ... إلخ. وهكذا كتاب «المعارف» يحدث عن هذا كله مع تلوين في العناوين ومخالفة في الترتيب. ولكن قد يقال: هذا تاريخ لم يملكه ابن حبيب وإنما جمعه، وكما جمعه ابن حبيب جمعه ابن قتيبة. ولكن يقال: ما بال ابن قتيبة لم يخالف «ابن حبيب» فيقصد قصدا آخر، ويسوق مادته مساقا جديدا؟. من الإنصاف لابن قتيبة أن تذكر أنه لم يسق الموضوعات سوق ابن حبيب بدءا وانتهاء وطريقة، ولكنه خالف في الكثير، وهو يسوق الحوادث فضم حيث فرّق ابن حبيب، وأوجز حيث أطال ابن حبيب، ثم كان له بعد هذا وذاك نهج في المساق يجمع ما عند ابن حبيب في المحبر، ولكنه يجرى على نسق آخر. ثم من الإنصاف لابن حبيب أن نذكر أن ابن قتيبة يكاد يكون قد جعل «المحبر» معتمده في الكثير من نقله. ومن الإنصاف لابن قتيبة أن نذكر أنه في هذا القليل الّذي ترك فيه «المحبر» نقل نقولا ليست في «المحبر» . ومن الإنصاف لابن قتيبة أن نذكر أنه حدّث في كتابه «المعارف» عن شيوخ له ذكر أسماءهم، يعزو لهم ما يروى عنهم. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 94 كتاب المعارف: وبعد فكتاب المعارف موسوعة لتصف بالتنسيق، مختارة أحسن الاختيار، مبوّبة أجمل التبويب. تذكر الأنساب المتشعبة المتفرعة في إيجاز مستوعب، وتلخص التاريخ تلخيصا من غير إخلال، وتسوق الطرف والملح والنوادر على نهج محبب شائق، لا يفلت منها شيء ذو خطر دون أن تشير إليه وتفصله، مع إشارة إلى بعض المراجع فيها قصد، وكنا نحب أن يكون فيها إسراف. وهذا مما يعاب على ابن قتيبة وغيره من المؤرخين، يذكرون الخبر بسنده، ويحرصون على هذا السند، ولو كان حرصهم على ذكر المراجع مقرونا بهذا الحرص لأدّت أمثال هذه الموسوعات نفعها على وجه أوسع وأعم. ولكن لكل عصر أسلوب، وهكذا كان أسلوب المتقدمين، ومنهم ابن قتيبة. وقد جمعت هذه الموسوعة- أعنى كتاب المعارف- كل ما يعنى الناس أن يعرفوه عن أسلافهم من أخبار، وما ينقل لهم من حديث. والكتاب لا شك لون من ألوان الثقافات في ذلك العصر، يدلك بما فيه على ما كان يحرص الناس أن يعرفوه. وهو لا يزال مرجعا ذا بال يعتمد عليه ويرجع إليه، يسعف حين تعوز المطوّلات، ويغنى حين لا يحتاج إلى تفصيل. وقد جمعه ابن قتيبة للناس فأحسن جمعه، وإن كان فاته- وهو الّذي ألّف في الشعر كتابه الجامع: الشعر والشعراء- أن يذكر أسماء الشعراء مع ما يروى لهم الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 95 من شعر، فتراه في بعض المواطن يذكر الشعر دون أن ينسبه إلى صاحبه، ومنه الشعر المشهور المعروف، كأن يذكر بيتا لحسّان ويقول: قال آخر: ويذكر لغير حسان أبياتا ولا يعزوها لأصحابها. ترى هل نتهم ابن قتيبة كما اتهمه غيرنا فنقول: إنه عدا على كتب غيره فالتهمها وكتب ما كتبوا؟. أو نقول: إنه لم يعنّ نفسه بشيء من الاستقصاء، حين لا يعوز إلا خفيف الاستقصاء. ولكنا نغتفر له هذه وأمثالها مع زحمة التأليف وكثرة التصنيف، وإن كان ما نعتذر به له يملى غيره، فالعلم الواسع يصحّح بعضه بعضا، ويفسر ظاهره غامضه. وبعد. ترى ما اسم الكتاب؟. يكاد يكون إجماعا بين المؤرخين لابن قتيبة والذاكرى كتبه أن اسم الكتاب «المعارف» معرّفا. وعلى هذه النسخ الخطية كلها لا نستثنى منها إلا المخطوطة التي رمزنا إليها بالحرف (هـ) فتذكره دون تعريف فتقول «معارف ابن قتيبة» «1» . ثم يكاد إجماعا بين هؤلاء المؤرخين حين يذكرون الكتاب كلمة مفردة لا يزيدون عليها شيئا، لا نستئنى منهم إلا حاجي خليفة حين يقول: المعارف في التاريخ. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 96 وعلى هذا الإجماع جميع المخطوطات التي بين أيدينا لا نستثنى منها إلا المخطوطة التي رمزنا إليها بالحرف (و) فتقول: كتاب المعارف في أخبار العرب وأنسابهم «1» . ولو عدنا إلى كتب ابن قتيبة نستقرئ أسماءها نجد أنها كلها لا تحمل زيادات مفسرة أو شارحة. وهذا ما يجعلنا نميل إلى أن هذه الزيادة أو تلك جاءت من وضع واضع، إما تأثرا برأي من قال إن ابن قتيبة حذا حذو أبى حنيفة في تاريخه، ومن هنا جاءت زيادة حاجي خليفة وإما تأثرا بالأبواب الأولى من الكتاب، فجاءت إضافة تلك الخطية. ولكنا لا نخلص من هذا حتى نواجه شيئا جديدا، فنجد المخطوطة التي رمزنا إليها بالحرف (ل) تحمل هذا العنوان «كتاب عوارف المعارف» «2» . ولا نعرف كتابا بهذا الاسم إلا للسّهروردى أبى حفص عمر (632 هـ) . وكأن قارئا للنسخة ذكر اسمه في هذه الصفحة الأخيرة وهو- أحمد بن عمر ابن أبى بكر- وكان ذلك سنة (743 هـ) - لفته هذا العنوان، وذكر أنه للسهروردي، ورجع إلى ابن خلكان (681 هـ) يتلمس ترجمته، فإذا هو يقع على ترجمة لسهروردي آخر، فيورد منها شيئا نقلا عن ابن خلكان، ويختمها بهذه العبارة: «وليس هو صاحب عوارف المعارف وإنما هو غيره» . فهذا النقل يفيدنا شيئا لا شك، هو ما ذكرناه من تقبّل هذا القارئ اسم الكتاب على غير يقين وتثبت، ولكنه لم يقض فيه برأي، وترك ما نقل للقارئين بعده يصور لهم تردده، ويترك لهم بقية الحكم. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 97 والظريف أن هذه الخطية التي حملت هذا العنوان الجديد تختم الكتاب بهذه العبارة: «تم كتاب المعارف بحمد الله ... إلخ» «1» . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 98 ولقد كان الفراغ من كتابة هذه النسخة سنة عشر وسبعمائة. وكانت قراءة هذا القارئ- الّذي هو أحمد بن عمر- سنة (743 هـ) كما قدمنا، أي كان بين نسخها وقراءته لها نحو من ثلاثين عاما. وعبارات التمليك التي على الصفحة الأولى التي بها العنوان هي بين سنتي (999 هـ) وسنة (1023 هـ) . ترى هل دسّت الصفحة الأولى على الكتاب، ويكاد خطها بما فيه من مغايرة قليلة يملى شيئا من هذا؟ ولكن تلك الزيادة التي زادها هذا القارئ بخطه، والتي تتصل بعنوان الكتاب، تدفع هذا وتجعل الصفحة الأولى من الكتاب ومن تلك المخطوطة منذ نشأتها. إذن فالكتاب كان يحمل اسما آخر، وأن هذا الاسم يرجع إلى أوائل القرن الثامن الهجريّ. أي بعد وفاة المؤلف بنحو من أربعمائة سنة. ولكنّا لا نملك دليلا على أنها سبقت تسمية «السهروردي» وإلا لتغير موقفنا من اسم الكتاب، وكان لهذه التسمية الجديدة وضع آخر. ونكاد نميل إلى أن هذه التسمية جاءت متأخرة أي بعد «السهروردي» وكانت تسمية «السهروردي» جديدة قد شاعت، وتسمية ابن قتيبة قديمة قد اختفت، وكان بين التسميتين نوع من المشاركة، فغلبت تسمية السهروردي. وكانت النسخة لا تحمل عنوانا فحملها الكاتب هذا العنوان من عنده، ولم يفطن لما جاء في ختامها من التسمية الصحيحة، وكانت هذه التسمية الجديدة. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 99 حول تحقيق الكتاب: وقد طبع هذا الكتاب طبعتين الأولى في «جوتنجن» سبتمبر سنة (1850 م) بعناية المستشرق «إف وستنفيلد» والثانية في القاهرة سنة (1353 هـ- 1934 م) فرغ لقراءتها الأستاذ محمد الصاوى، وقد انتهى إلى الثلث الأول، ثم مضى الأستاذ عثمان خليل يقرأ ما بقي. وقد أشار الأستاذ وستنفيلد في مقدمته الألمانية القصيرة التي صدر بها الكتاب إلى النسخ التي رجع إليها، فإذا أهمها ثلاث، نسخة في قينا، وأخرى في جوتا، وثالثة في ليدن. واجتزأ وستنفيلد بثبت يقع في نحو الصفحتين جعله مع الفهرست البدائى، أثبت فيه الخلاف بين هذه الأصول. وعلى الرغم من الجهد المشكور الّذي حمله الأستاذ وستنفيلد في تحقيق الكتاب فإنه جاء ينقصه أشياء كثيرة. هذا إلى أن الكتاب كانت لا تزال له أصول أخرى خطية، تزيد فيه وتصحح مواضع منه، لم يرجع إليها الأستاذ. وقد رجع الأستاذان «الصاوى، وعثمان خليل» إلى طبعة الأستاذ وستنفيلد معتمدين عليها، وعلى نسخة خطية في دار الكتب المصرية. ذكراها دون أن يعرفا بها. وما قدّما للكتاب بشيء، وإن كان قد ذيلاه بفهرست يضم موضوعاته. وتكاد تكون هذه الطبعة صورة من طبعة وستنفيلد، إلا في القليل الّذي اعتمد فيه الأستاذان على اجتهادهما. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 100 الأصول الخطية للكتاب: وقد جهدت في أن أجمع لهذا الكتاب أصوله الخطية ما وسعني الجهد، لا أستثنى تلك المخطوطات التي اعتمد عليها وستنفيلد، فإذا بين يدي منها: 1: ب- خطية كتبها يوحنا بن يوسف بمدينة مرسيليا نقلا عن أصل آخر لم يذكره إلا أنه قال: «المتضرع إلى من يقرأ هذا الكتاب، وإلى من يطلع على ما يحويه من الخطأ ألا ينسب إليه ما يجده من الغلط والتحريف، لأن جميع ذلك موجود في الأصل المنقول. والظاهر أن كاتبه جاهل قليل العلم فالتزم محرر الأحرف أن ينقل مما وجد ويثبت مما عاين، لأنه ما وقع على نسخة ثانية» «1» . فهو قد كفانا بكلمته هذه أن يدل على ما في النسخة من خطأ وتحريف. غير أنه فاته أن يشير إلى شيء آخر له خطره، دخل على النسخة فأضعف الثقة بها. ففي النسخة نقول من كتب أخرى مختلفة متأخرة، كانت لا شك أولا أشبه شيء بالتّحشية والتعليق، فإذا هي على مر الأيام تكون في متن الكتاب. ففي الكتاب نقول عن ابن الجوزي، والنووي، والبلوى، وابن سيد الناس، ونقول عن غيره من المتأخرين أشرنا إليها في أماكنها من الكتاب. دست على الكتاب على أنها منه. ولهذا كانت جناية هذه النسخة على كتاب «المعارف» كبيرة، فقد دست عليه هذا وغيره من عناوين مصطنعة، وأدعية، واستطرادات تحتاج إلى رويّة وبصر لتمييزها. والمخطوطة متأخرة النسخ فقد كتبت في سنة 1265 هـ بخط بين النسخ والرقعة، وهو واضح في جملته، وهي من مخطوطات المكتبة الأهلية بباريس، ورقمها 1465 «2» الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 101 2: ط- وهي من مخطوطات المكتبة الأهلية بباريس، رقمها (4833) . وهي نسخة رديئة الخط، مليئة بالحواشي والتعليقات، مهملة التاريخ، مجهولة الكاتب. وهي من غير شك الأصل الّذي نقل منه «يوحنا بن يوسف» كاتب النسخة الأولى التي رمزنا إليها بالحرف «ب» . فهذه أصل والنسخة الأولى فرع. ليس بينهما من فروق جوهرية، ولكنا نجد هنا كلمات غمضت على الناسخ، فلم يستطع قراءتها ووجهها كما رأى. ومن هنا جاءت الخلافات بين النسختين «1» . 3: ق- وهي إحدى مخطوطتى دار الكتب المصرية، ورقمها 3 تاريخ، من وقف المرحوم محمد بن محمود بن التلاميذ الشنقيطى. مكتوبة بالخط النسخ القريب من التجويد، واضحة الحروف، ناطقة الكلمات، تكاد تكون أصح أصل وأسلمه. على هامشها بعض التصحيحات، ولعلها من تصحيحات الواقف، وبأوّلها هذه العبارة: «وقد حرر هذه النسخة المباركة من خط ابن المصنف رحمهما الله تعالى» «2» . وبآخرها ما يفيد أن نسخها تم سنة (1160) على يد كاتبها أحمد بن يونس «3» . 4: ل- وهي من مخطوطات المتحف البريطاني بلندن. وهي النسخة التي عرفناها من قبل، على أنها تحمل عنوانا مخالفا لإجماع النسخ. وقد أشرنا إلى أنها قديمة خطها لا بأس به. وهي تحمل في حواشيها كثيرا من الحواشي التي جاءت في: ب، ط «4» . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 102 وهي في يقيني عن أصل مخالف، يقرب من الأصل الّذي أخذت عنه «ب» ، «ط» في شيء، كما يقرب من الأصل الّذي أخذت عنه «ق» ، «م» في شيء آخر. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 103 فهي مع الأولى تتفق مع الأصلين في بعض الحواشي المنقولة ومع الثانية تتفق في الكلمات وتوجيهها. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 104 5: م- وهي النسخة الثانية لدار الكتب المصرية، ورقمها 429 تاريخ. وكانت في الأصل من وقف المدرسة الصديقية بحلب، وهي نسخة سقيمة الخط، بها طمس كثير، غير منتظمة الورق، كتبت في غير اتساق ولا عناية. وهي على الرغم من هذا سليمة خالية من الحشو. وأكاد أعد هذه النسخة فرع من نسخة الشنقيطى، فالاتفاق بينهما واضح، ولا فرق بينهما إلا فيما تخالف فيه نسخة نسخة وهي تنقل عنها. وهذه النسخة تحمل في صفحتها الأولى عبارة منقولة عن كتاب «جلاء العينين في محاكمة الأحمدين» يعنى: ابن تيمية وابن حجر. لمؤلفه الآلوسي نعمان بن محمود بن عبد الله (1317 هـ) مما يدل على تأخر كتابتها عن سابقتها «1» . 6: هـ- وهي نسخة ليدن، وهي واحدة من النسخ التي اعتمد عليها وستنفيلد، كتبت في أوائل القرن الحادي عشر الهجريّ، بقلم عبد القادر بن عبد الرحمن، وكان الفراغ منها في آخر شهر صفر من شهور سنة 1107 هـ «2» . 7: و نسخة فينا، وهي واحدة من النسخ التي اعتمد عليها وستنفيلد أيضا. وهذه النسخة والسابقة تقربان كثيرا من النسختين القاهريتين مما يدل على أنهما جميعا من أصل واحد «3» . وإليك شجرة تقريبية تبين صلة هذه النسخ بعضها ببعض «4» . .. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 105 وبعد: فلقد كان الخلاف بين هذه النسخ بعيدا يحتاج إلى الرجوع إليها جملة مع كل كلمة- ولقد كانت النسخة المصرية الشنقيطية (ق) هي أقربها دائما إلى الصواب- كما قدمنا- تجد ذلك في إشارات كثيرة، كما كانت أبعدها من الحشو، وتخففا من الزيادات والعناوين الدخيلة المضطربة. وما نشك أن الكتاب تعرّض لكثير من الفساد، نسخه الخطية ونسخه المطبوعة، وكان استخلاص هذا منه واستصفاؤه وتحريره شيئا يحتاج إلى الرجوع إلى الأصول، ثم إلى مراجع كثيرة. وكان لا بد من شرح وتعليق يجلو كثيرا من مبهمات الكتاب ومشكلاته، كما كان أن لا بد من تعريف برجال السند لنستوثق من اتصال السند وأنه غير منقطع، وأنه لا تدليس فيه. كما كان التعريف بغير رجال السند واجبا للتثبت منهم، ولتخليص أسمائهم من تحريف وقع فيها. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 106 وقد خلّصت الكتاب من تلك الزيادات، التي قطعت بأنها دخيلة، وجعلتها في هامشه. وأما غيرها التي لم أقطع فيها برأي، وكانت تحتمل رأيين، فتركتها كما هي، مع الإشارة إلى ذلك. ولم أهمل جهد «وستنفيلد» كما لم أهمل جهد الأستاذين: الصاوى وعثمان خليل. فلم يفتنى الاستئناس بالكتابين المطبوعين. وقد جعلت نسخة وستنفيلد أصلا من الأصول رمزت إلى صفحاتها، وأغفلت الإشارة إلى الخلافات التي فيها، إذ كانت بين يدي الخطيات التي اعتمد عليها. حتى إذا ما انتهيت من الكتاب معارضة ومراجعة وتحقيقا وتصويبا، توّجت هذا كله بفهرست جامع شامل ينتظم: 1- فهرس الموضوعات 2- فهرس رجال السند 3- فهرس الشعراء 4- فهرس الأعلام 5- فهرس القبائل 6- فهرس الأماكن 7- فهرس الأيام 8- فهرس القوافي 9- فهرس أنصاف الأبيات 10- فهرس الأمثال 11- فهرس الآيات القرآنية 12- فهرس الكتب وإني لأرجو بعد هذا كله أن أكون قد وفقت إلى ما أرجو من إخراج كتاب المعارف في صورة سليمة صحيحة. دكتور ثروت عكاشة الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 107 بسم الله الرّحمن الرّحيم [ تعقيب ] وبعد، فقد كانت لي ثمّة كلمة تتصل بالكتاب وصاحبه، جاء في المقدّمة منها شيء، وجاء فيها شيء لم تضمه المقدّمة، وهي بهذا الّذي جاء وذاك الّذي لم يجئ سيقت مساقا آخر يخالف هذا المساق الّذي قدّمت به للكتاب فلقد كانت تلك دراسة تاريخية عامة، وهذه دراسة تاريخية موضوعية تتناول الأولى البيئة في كل مظاهرها الثقافية، وتتناول هذه البيئة في مظهر واحد من تلك المظاهر، وهو الّذي يتصل بنهج كتاب «المعارف» وأمثاله. وعلى حين لم تتناول الأولى جهد «ابن قتيبة» في مؤلفه هذا «المعارف» في شيء من التفصيل الناقد، تناولت هذه عمل «ابن قتيبة» في هذا التفصيل الناقد ثم لقد خلت الأولى من التعريف بمخطوطات حصلت عليها متأخرا، وضمّت هذه التعريف بتلك المخطوطات. وهي بعد هذا كلمة قدّمت بها لعملي كله بين يدي اللجنة التي ناقشتنى رسالة الدكتوراه، أجملت وأضافت، ولخصت وأسهبت. وقد رأيتها تتم عملا فلم أشأ أن أحرم هذا العمل من ضمها إليه، ورأيتها تضيف شيئا، فلم أشأ أن أحبسه عن القارئ ليشاركنى الرأى فيه. وأنا على هذا لم أثبت ما كان منها تكرارا صريحا، واجتزأت بما كان منها جديدا أو يمهّد لجديد. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 108 ومن الوفاء للعمل أن نطالع به الناس كاملا يستوعب كل ما كان حوله ما سبقه وما عاصره، وما جاء في إثر هذا وذاك، فكل عمل قطعة من التاريخ، وما أحوج التاريخ أن تجتمع له تلك القطع كاملة غير منقوصة. وإليك هذه الكلمة مع هذا الإيجاز وتلك الإضافة. (1) إن حاجة المكتبة العربية إلى الكتب الجامعة لألوان المعرفة، أشبه شيء بدوائر المعارف الميسّرة، لا تزال حاجة قائمة. وقد أحسّ السلف هذا فكان لهم في هذا الميدان جهد موزّع جاء في الأكثر على صور جزئية، وفي القليل على صور دوائر معارف. فكان لهم من تلك الصور الخاصة كتبهم التي أفردوها للرجالات: أ- كان لهم في الشعر: (1) طبقات الشعراء لمحمد بن سلام (232 هـ) . (2) الشعر والشعراء لابن قتيبة. صاحب كتابنا هذا (276 هـ) . (3) طبقات الشعراء لابن المعتز (296 هـ) . (4) معجم الشعراء للمرزباني (384 هـ) . ب- وكان لهم كتب جمعوا فيها الأدباء عامة مثل: (1) يتيمة الدهر للثعالبي (429 هـ) . (2) دمية القصر للباخرزى (467 هـ) . (3) نزهة الألباء بطبقات الأدبا (557 هـ) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 109 (4) خريدة القصر للعماد الأصفهاني (597 هـ) . (5) إرشاد الأريب لياقوت (626 هـ) . ح- وكتبهم التي خصوها بالأعيان يجمعون فيها الأدباء والشعراء وغيرهم ممن كان لهم شهرة وصيت، مثل: (1) وفيات الأعيان لابن خلكان (681 هـ) . (2) فوات الوفيات لابن شاكر (724 هـ) . (3) أعيان العصر للصفدى (764 هـ) . د- وكتبهم التي أفردوها لطبقات الصحابة مثل: (1) الطبقات الكبرى لابن سعد (230 هـ) . (2) الاستيعاب لابن عبد البر (463 هـ) . (3) أسد الغابة لابن الأثير (630 هـ) . (4) الإصابة لابن حجر (852 هـ) . هـ- وكتبهم التي ضمنوها تراجم القرّاء والفقهاء مثل: (1) طبقات الفقهاء للشيرازى (476 هـ) . (2) طبقات القرّاء المشهورين للذهبى (748 هـ) . (3) طبقات القرّاء لابن الجزري (833 هـ) . و وكتبهم التي خصوها بطبقات المفسرين مثل: (1) طبقات المفسرين للسيوطي (911 هـ) . (2) طبقات المفسرين للداوديّ (حوالي 945 هـ) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 110 ز- وكتبهم التي خصوها بطبقات الأولياء، مثل: (1) حلية الأولياء لأبى نعيم الأصبهاني (430 هـ) . (2) الأنوار القدسية للشرنوبى (994 هـ) . ح- وكتبهم التي خصوها بالنحاة، مثل: (1) إنباه الرواة للقفطى (646 هـ) . (2) بغية الوعاة للسيوطي (911 هـ) . ط- وكتبهم التي أفردوها للحكماء والأطباء، مثل: (1) إخبار العلماء بأخبار الحكماء للقفطى (646 هـ) . (2) عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبى أصيبعة (668 هـ) . ى- ثم كتبهم في طبقات رجال المذاهب، مثل: (1) طبقات المالكية للقاضي عياض (544 هـ) . (2) طبقات الشافعية الكبرى لعبد الوهاب السبكى (771 هـ) . (3) الجواهر المضية في طبقات الحنفية لابن أبى ألوفا القرشي (775 هـ) . (4) طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي (795 هـ) . وعلى هذا النحو في تلك الصور الخاصة ألفوا ما تكاد تتميز عندهم طبقة ويجمعها طابع واحد أو قريب من أن يكون طابعا واحدا، حتى يخصوها بكتاب أو أكثر. ولكنهم أحسوا وهم يصدرون في تلك الناحية التي وفّوها الوفاء كله أن عليهم واجبا آخر لا يقل عن هذا شأنا، أحسوه في أنفسهم وأحسوه في أنفس الناس الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 111 من حولهم، وأنهم لا بدّ لهم وللناس من كتب جامعة تجمع تلك المعارف المتفرقة المبعثرة، فجدّوا يجمعون ما يستطيعون جمعه في كتيبات تمليها عليهم حاجاتهم التي أحسوها، وموضوعاتهم التي تعنيهم وتعنى البيئة من حولهم. فكان لهم في هذا الميدان العام: (1) المحبر لابن حبيب (245 هـ) . (2) - المعارف- وهو كتابنا هذا. (3) لطائف المعارف للثعالبي (383 هـ) . (4) مفاتيح العلوم للخوارزمي (383 هـ) . (5) ألف باء للبلوى (605 هـ) . (6) التعريفات للجرجانى (816 هـ) . ولكن جهدهم في هذا الميدان العام كان لا شك جهدا مقصورا، لم يجمع ألوان المعرفة كلها، ولم يستقم ليكون أشبه بدوائر المعارف بمعناها الصحيح إلا أنه على الرغم من هذا كان جهدا سدّ فراغا وأفاد شيئا ما. وقد أحس الخلف بنقص هذا المجهود، وحاولوا أن يستدركوا ما فات السلف، فتهيئوا لهذا العمل يحاولون أن يكملوا النقص على قدر ما يستطيعون، فكان لهم في ذلك كتب، مثل: (1) المفردات لابن البيطار (646 هـ) . (2) كشاف اصطلاح الفنون للتهانوي (القرن الثاني عشر الهجريّ) . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 112 وجاء في إثر هؤلاء رجال من المدرسة الحديثة يريدون أن يسدّوا الفراغ كله، فجدّوا في إخراج دوائر معارف جامعة، ولكنه كان مجهودا فرديا وكان العبء عليهم كثيرا، فوفقوا بعض الشيء، وكان لنا من هذه الدوائر: (1) دائرة المعارف للبستانى (القرن الثاني عشر) . (2) دائرة المعارف لوجدى (القرن الثالث عشر) . وهكذا نرى أن المكتبة العربية كانت غنية بتلك الكتب الخاصة، فقيرة من تلك الكتب العامة، على الرغم من قيمة تلك الكتب العامة ونفعها لأبناء الأجيال المتعاقبة التي عاشت عليها. ومن سوء حظ المكتبة العربية أن هذه الكتب العامة لم يكتب لبعضها الظهور إلا في وقت متأخر. فقد طبع كتاب «المحبر» لابن حبيب سنة 1942 م بعناية مستشرقة ألمانية هي الآنسة «الزالشتن اشتيتر» . ومن قبله طبع كتاب «المعارف» بعناية المستشرق وستنفلد سنة 1850 م، كذلك طبع الكتاب «التعريفات» للجرجانى في باريس سنة 1845 م، كما طبع كتاب «مفاتيح العلوم» للخوارزمي في ليدن سنة 1895 م. وكانت هذه الطبعات الأوربية من الندرة بمكان في الأسواق الشرقية، مما لفت بعض الناشرين إلى إعادة طبع بعضها، فطبع كتاب «المعارف» في مصر كما طبع كتاب «التعريفات» «وكتاب مفاتيح العلوم» ، ولكنها طبعات للأسف لا تعين قارئا على القراءة فيها. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 113 وكان كتابا المحبر والمعارف عندي هما أغنى هذه الكتب بالمواد. وكان أوّلهما حديث عهد بالطبع، وكان ثانيهما قد مضى على إخراجه ما يربى على قرن. وكان أن توفّرت لدى منه نسخ خطية أخرى فاتت الزميل الكريم الراحل «وستنفلد» الّذي عنّي نفسه بإخراجه. وكانت هذه النسخ تستدرك كثيرا، وتشير إلى خلاف كثير. من أجل هذا كله خصصت هذا الكتاب- أعنى كتاب «المعارف» - بجهدي، وفرغت أجمع له أصوله الخطية ما وسعني الجهد، لأخرجه في صورة جلية واضحة. (2) وفي ظل ذلك الإحساس العام الّذي أشرت إليه اتجه «ابن قتيبة» لتأليف هذا الكتاب يريد أن يجمع للناس تلك المعارف المختلفة التي يعنيهم أن يعرفوها، ويعنيهم أن يجدوها مجموعة في كتاب واحد. وما نأخذ على «ابن قتيبة» أنه جمع شيئا وأهمل شيئا، بل علينا أن نناقشه ناظرين إلى حاجة العصر الّذي كان يعيش فيه. فحاجة العصر الّذي كان يعيش فيه «ابن قتيبة» كانت تملى عليه أن يكون بين الناس مثل هذا الكتاب الجامع، الّذي يمكّن الكاتب من أن تتوفر له حصيلة علمية تاريخية أدبية، مجموعة مبوّبة. وإن الشعور الّذي أملى على «ابن قتيبة» أن يؤلف كتابه «أدب الكاتب» ليبصّر الكاتب بما هو في حاجة إليه وما يجب عليه، هو الشعور الّذي أملى على «ابن قتيبة» أن يؤلف كتابه «المعارف» ليجمع بين يدي الكاتب ما يحتاجه من معرفة، بعد ما جمع له ما يحتاج إليه من تقويم اللسان، وبعد أن بصّره بشئون الكتابة. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 114 (1) فلا بدّ للكاتب من أن يلمّ بالتأريخ إلمامة سريعة. (2) ولا بدّ للكاتب من أن يلم بالأنساب العامة مختصرة، حتى لا يفوته من ذلك شيء، وحتى لا يخلط بين قبيلة وقبيلة. (3) ولا بدّ للكاتب من أن يعرف جملة من مشهوري الأدباء والعلماء. (4) ولا بدّ للكاتب من أن يعرف أخبارا منسقة يجتمع أصحابها تحت نسق، تكون أشبه شيء بالطّرف بين يديه. (5) ولا بدّ للكاتب من أن يعرف أخبار الأمم التي اتصلت بالعرب حتى لا يجهل شيئا من ذلك. وفي هذه العجالة المختصرة قدم «ابن قتيبة» كتابه «المعارف» يريد أن يبصّر الناس بشيء لا يسعهم جهله. (3) ولكنا لا نشك في أن «ابن قتيبة» كان في كتابه هذا عجلا كل العجلة لهذا جاء هذا الكتاب مختصرا. كما أعجلته هذه العجلة عن أن يتلبث قليلا مع ما يروى، إلا حين يشرح كلمة لغوية أو يضيف شيئا بهذا الشرح اللغوي. أ- فهو حين عرض للذبيح مثلا (ص 37) : (1) لم يكلف نفسه عناء الاستقصاء في مسألة كهذه، حولها كلام كثير ومعها رأى لجمهرة المسلمين مدلل عليه مقرّب بالبراهين، وهي مسألة لا يكتفى فيها بسوق النتيجة على هذا الوجه من الاقتصار الّذي انتهجه «ابن قتيبة» . لم يناقش الخلاف بين التوراة والقرآن ولم يرجح أحد الرأيين على الآخر، وإنما عرض الرأى مع الخلاف فيه، دون أن يقول شيئا! الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 115 (2) ثم هو قد أورد ما أورده غيره، نقلا عن تلك الإسرائيليات بما فيها من تخليط. (3) وعذر «ابن قتيبة» عذر غيره من المؤرخين الذين اعتمدوا النسخة العربية من التوراة دون الرجوع إلى النسخ الأخرى منها المترجمة إلى العبرية واليونانية مثلا «1» . ب- ثم هو حين عرض لآدم (ص 14- 18) : (1) تورط في ذكر المكان الّذي نزل عليه. (2) ووصفه بأنه كان أمرد وإنما نبتت اللحى لأبنائه من بعده. ح- ثم هو حين عرض للحديث عن الأنبياء: (1) لم يتخلص من تلك الصفات الجسمية التي وصفهم بها من غير مستند. (2) وأورد الكلام عن أعمارهم، والأدلة العقلية كلها تردّ ما أورد. ولكنا إن عذرنا «ابن قتيبة» وعذرنا معه المؤرخين على هذا، فلا نعذرهم على استماعهم للرواة ينقلون عنهم كل شيء من غير تحرّ همّهم أن يجمعوا، وهمّهم أن يشوّقوا، وهمّهم ألا يقال عنهم إنهم جهلوا شيئا أو سكتوا عن شيء. غير أنا نعتقد أن هذا الّذي كتبه «ابن قتيبة» نقلا عن غيره كان شيئا لا بدّ منه، فلقد كان هذا غاية ما وصل إليه العلم حينئذاك، حين لم يصل إلى ما وصل إليه اليوم. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 116 وكان من الخير للناس أن يعيشوا على شيء فيه الحق والباطل من أن يعيشوا على لا شيء. وإذا جاوزنا هذا القدر الغامض، الّذي كان من الصعب على «ابن قتيبة» أن يسوق فيه غير ما ساق، نجد «ابن قتيبة» قد عرض لأشياء أخرى كانت كل وسائلها بين يديه ولا عذر له فيها إن قصر. وإنا إن وقفنا مع «ابن قتيبة» في هذا الّذي أورده من ذلك، ومعه مراجعة، لا نأخذ عليه إلا أنه كان مختصرا اختصارا يكاد يكون معيبا: (1) فنجده حين أورد بابه في الأنساب لم يورد من ذلك إلا ما يعد رءوسا لموضوعات. (2) ونجده لم يذكر تحت رءوس الموضوعات هذه إلا القليل المشهور. وكان هذا نهجه بعد ذلك فيما أورد من أبواب أخرى، يلجأ إلى هذا الاختصار الشديد الّذي لا يفيد كثيرا. ولعل «ابن قتيبة» قصد إلى هذا قصدا، وألزم نفسه بأن يضع معجما- إن صح هذا التعبير- في «المعارف» . فهو يقول في مقدّمته: «وقلّ مجلس عقد على خبرة، أو أسس لرشد، أو سلك في سبيل المروءة، إلا وقد يجرى فيه سبب من أسباب المعارف..: إما ذكر نبي أو ذكر ملك أو عالم أو نسب أو سلف أو زمان أو يوم من أيام العرب، فيحتاج من حضر إلى أن يعرف عين القصد» . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 117 وهكذا يكشف عما قصد إليه «ابن قتيبة» ، فلقد قصد إلى أن يسوق رءوس الموضوعات ولا يعنيه التفصيل. ولئن صح هذا فلا تثريب على «ابن قتيبة» في اختصاره، ولا تثريب عليه في أنه لم يطل. (4) لقد كان «ابن قتيبة» - شأنه شأن الرواة والمؤلفين القدامى- ينقل ما ينقل راويا عن الرواة. وكان هذا نهجه في سائر الكتاب غير بابه الأوّل «مبتدأ الخلق» . (1) فهو في هذا الباب الأوّل اعتمد على الإسرائيليات كثيرا، يصرح بنقله عن التوراة حينا ولا ينقل عنها بنصها، ويصرح بنقله عن «وهب بن منبه» حينا آخر. (2) وما عاصر «ابن قتيبة» «وهب بن منبه» ولا أخذ عنه. ف «وهب» كانت وفاته سنة 110 هجرية، أي قبل ميلاد «ابن قتيبة» بنحو من قرن تقريبا. (3) ولقد نقل غير «ابن قتيبة» عن «وهب» كالطبرى بمثل هذا السند المنقطع، كثيرا من الأخبار التي نقلها «ابن قتيبة» من هذه الإسرائيليات، فإلى «وهب» يعزى الكثير منها، كما عزى إلى «كعب الأحبار» . (4) وكما لم يعن المؤرّخون القدامى بتحليل هذه الإسرائيليات، وإنما اكتفوا بروايتها، فحسب، كذلك فعل «ابن قتيبة» هو الآخر، وكان في استطاعتهم أن يجرّدوا هذه الإسرائيليات مما ينافي العقل ويأباه المنطق. ولقد كان بين يدي المؤرّخين المسلمين- ومنهم «ابن قتيبة» - القرآن الكريم يريحهم من كثير مما أوردوا، لو التزموا ما أورد القرآن من سيرة الأنبياء، ولم يكلفوا أنفسهم العناء في رواية غيره. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 118 وإذا جاوزنا هذا الباب الأول إلى غيره من الأبواب الأخرى رأينا «ابن قتيبة» لا يذكر مرجعا، فهو لم يقل: من أين أخذ حديثه عن أنساب العرب! لا يذكر هناك شيخا أخذ عنه ولا مرجعا رجع إليه. حتى إذا ما جاوز ذلك إلى الحديث عن النبي صلّى الله عليه وسلم استقامت لنا خطة «ابن قتيبة» . (1) فهو يصرح باسم «ابن إسحاق» أول من ألف في السيرة، المتوفى سنة 152 هـ. (2) كما يصرح باسم «الواقدي» صاحب المغازي المتوفى سنة 207 هـ. وبذلك نستطيع أن نجزم بأن «ابن قتيبة» اعتمد في هذا الباب على كتابين، الأول لابن إسحاق في السيرة، والثاني للواقدي في المغازي. وإذا ما جاوزنا ما نقله عن التوراة وما نقله عن ابن إسحاق والواقدي رأينا «ابن قتيبة» : (1) يقف أحيانا موقف الراويّ بالسند متصلا، وهو الراويّ الأخير فيه. (2) وأحيانا يسوق السند متصلا دون أن يكون هو موصولا به. وهو على تلك الحال الثانية يفيدنا أحد شيئين: (1) إما أنه عثر على هذا الخبر بسنده في مرجع ما فنقل الخبر بسنده ولم يشر إلى المرجع. (2) وإما أن هذه الأخبار- وهي في عهدها الأول عهد الرواية- كانت ملكا لأن يستغلها كل مؤرخ، فاستغلها «ابن قتيبة» ، وهو واحد من هؤلاء المؤرخين القدامى، لا يعنيه أن يسبقه واحد بتدوينه. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 119 وإنا إذا ذكرنا أننا بين يدي كتاب قديم، فنحن لا نطمع في أكثر مما فعله «ابن قتيبة» . (5) وقد جهدت أن أجمع لهذا الكتاب أصوله الخطية ما وسعني الجهد، لا أستثنى تلك المخطوطات التي اعتمد عليها «وستنفلد» ، فإذا بين يدي منها سبع مخطوطات. وقد عرّفت بها. ثم لم ألبث بعد أن فرغت من الكتاب أن وقع لي منها ثلاث، وهي: (1) نسخة رضا رامبور، برقم 3528 (الهند) . وهي 182 ورقة 25 سطرا 175 × 26 سم. وتاريخ نسخها سنة 500 هـ. والأوراق الأخيرة بخط نسخ قريب من التجويد. والنسخة كاملة النقط، بها ضبط قليل يكاد يكون كله على ما غمض من الحروف. وبها طمس كثير ذهب ببعض الأسطر وطغى على جزء من الصفحات، كما طغى على معظم صفحات أخرى. وهي ناقصة من أوّلها. وسائر النسخة بخط بين المشرقي والمغربي غير مجوّد مع عناوين بالخط الكوفي القريب إلى التجويد. وهي قريبة الشبه بالمخطوطة (ق) التي عثرنا عليها في دار الكتب المصرية. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 120 (2) نسخة الأحمدية- جامع الزيتونة برقم 5017 (تونس) . وهي في 135 ورقة 17 × 23 سم. 24 سطرا. وتاريخ نسخها سنة 600 هـ. والنسخة بخط أقرب إلى الكوفي، وإن لم يجر على قواعده كلها، مشكولة شكلا يكاد يكون تاما. وعلى هامشها بعض تعليقات تشير إلى مراجعتها على نسخة أخرى. ويضطرب العنوان في صفحتها الأولى فيكتب مرة باسم «عوارف المعارف» ثم يضرب عليه ويكتب بدله بخط آخر «كتاب المعارف» . وهذا العنوان الجديد يبدو أنه هو خط مراجع النسخة ومعارضها. وتكاد تنفق هذه النسخة مع نسخة (ل) التي عثرنا عليها في المتحف البريطاني، فهما تحملان عنوانا واحدا، وتكاد تكون الأخطاء هي الأخطاء. (3) نسخة مكتبة الفاتح باستانبول رقم 444. وهي في 117 ورقة 13 × 18 سم. 20 سطرا. وهي مكتوبة بخط نسخ قديم، ناقصة من أولها. وأوّل ما فيها الكلام على معاوية بن يزيد بن معاوية. ويبدو أن هذا المخطوط يرجع أصله إلى مصدر آخر، إذ لا تشابه بين نهجه وبين نهج المخطوطات التي بين أيدينا. وبهذا المخطوط كثير من الأخطاء التي نظن أن المرجع فيها إلى الناسخ. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 121 وأرانى وإن فاتنى الرجوع إلى هذه الأصول الثلاثة أولا، قد رجعت إليها آخرا، ولم آسف على هذا الّذي فاتنى كثيرا لأني لم أجد خلافا يغير شيئا، وإن كنت قد أسفت حين فاتنى أن أضم إلى وجوه الخلاف التي بالهامش نسخا أخرى تحمله. ولكنى قد حرصت أن أعرّف بتلك النسخ الثلاث، وأن أكبّر منها بعض اللوحات لأضمها هنا إلى المقدّمة قبل إصدار الكتاب. (6) وبعد. فها هو ذا أثر من آثار «ابن قتيبة» الأديب العالم المؤرخ. (أ) أما عن أدبه فحسبنا جميعا كتابه «أدب الكاتب» وخطبته الطويلة التي صدّر بها الكتاب. وحسبنا تلك الشهادة التي شهد بها عالم جليل، هو ابن خلدون حيث يقول: «وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن- يعنى الأدب- وأركانه أربعة دواوين، وهي: (1) أدب الكاتب لابن قتيبة. (2) الكامل للمبرد (285 هـ) . (3) البيان والتبيين للجاحظ (245 هـ) . (4) النوادر لأبى على القالي (356 هـ) » . وحسبنا ما جمعه «ابن قتيبة» من كتب في الأدب مثل «عيون الأخبار» و «الشعر والشعراء» . واختيار المرء قطعة من عقله وذوقه، كما يقولون. الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 122 (ب) وأما عن علمه فحسبه كتبه في الحديث والقرآن وغيرها من كتب في الأشربة والميسر والقداح. (ج) وأما عنه مؤرخا، فحسبه هذا الكتاب «المعارف» . الجزء: المقدمة ¦ الصفحة: 123 [مقدمة المؤلف] بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد للَّه رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم [1] . قال أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة: [2] هذا كتاب جمعت فيه من المعارف ما يحق على من أنعم عليه بشرف المنزلة، وأخرج بالتأدّب عن طبقة الحشوة [3] «1» ، وفضّل بالعلم والبيان على العامة، أن يأخذ نفسه بتعلمه [4] ، ويروضها على تحفّظه إذ كان لا يستغنى عنه في مجالس الملوك إن جالسهم، ومحافل الأشراف إن عاشرهم، وحلق أهل العلم إن ذاكرهم فإنه قلّ مجلس عقد على خبرة، أو أسس لرشد، أو سلك فيه سبيل المروءة، إلا وقد يجرى فيه سبب من أسباب المعارف: إمّا في ذكر نبيّ، أو ذكر ملك أو عالم، أو نسب أو سلف أو زمان، أو يوم من أيام العرب فيحتاج من حضر [5] إلى أن يعرف عين القصة [6] ، ومحل القبيلة، وزمان الملك، وحال الرّجل المذكور، وسبب المثل المشهور.   [1] ب، ط: «وصلّى الله على محمد وآله وسلم» - م: «الحمد للَّه وسلام على عباده الذين اصطفى» - ل: «رب أعنى ويسر، والحمد للَّه أولا وآخرا، وصلى الله على رسوله محمد النبيّ وآله وسلم تسليما كثيرا طيبا» - ق: «بسم الله الرحمن الرحيم. قال أبو محمد» . [2] ب، ط: «قال الشيخ الإمام أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة القتيبي الدينَوَريّ الكاتب» . وهي كذلك في «ل» تسقط منها كلمة «القتيبي» - و: «قال أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الكاتب» . [3] ب، ل: «الحشو» - ق: «الحشوية» . [4] ط، ل: «بتعلمها» . [5] ب: «على من حضر» . [6] ب، ط، ل: «الفصيلة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 1 فإنّي رأيت كثيرا من الأشراف من يجهل نسبه، ومن ذوى الأحساب من لم [1] يعرف سلفه، ومن قريش من لا يعلم من أين تمسّه [2] القربى من رسول الله صلّى الله عليه وسلم [وأهله] [3] ، أو الرّحم [4] بالأعلام من صحابته. ورأيت من أبناء ملوك [5] العجم من لا يعرف حال أبيه وزمانه، ورأيت من ينتمى إلى الفصيلة وهو لا يدرى من أي العمائر «1» هي، وإلى البطن وهو لا يدرى من أي القبائل هو ورأيت من رغب [6] بنفسه عن نسب دقّ فانتمى [7] إلى رجل لم يعقب، كرجل رأيته [8] ينتمى [9] إلى أبى ذرّ الغفاريّ، ولا عقب لأبى ذرّ وآخر ينتمى إلى حسّان بن ثابت، وقد انقرض عقب حسّان، وكآخر دخل على المأمون فكلّمه بكلام أعجبه [10] ، فسأله عن نسبه [11] ، فقال: من طيِّئ، من ولد عدىّ بن حاتم «2» . فقال له المأمون [12] : ألصلبه [13] ؟ قال: نعم./ 4/ فقال: هيهات! أضللت! إنّ أبا طريف [14] لم يعقب. فكان سقوطه بجهله حال الرجل الّذي اختاره لدعوته أقبح من سقوطه بالنسب الّذي رغب عنه [15] .   [1] ط، ل: «من لا يعرف» . [2] ب: «لا يعلم أين تمسه» . [3] تكملة من ب. [4] ل: «والرحم» . [5] ل: «الملوك» . [6] ب، ط، ل: «يرغب» . [7] ط، و: «فانتهى» . [8] ب: «آخر» . [9] ل، و: «ينتسب» . [10] ل: «وأعجبه كلامه» . [11] ب: «نفسه» . [12] ب: «فقال المأمون» . [13] و: «لصلبه» . [14] ب، ط: «أبا عدي» . [15] ب: «فصار الرّجل بجهله بالنسب الّذي رغب عنه مسقوط في عين الخليفة» - ط: «فصار سقوطه بالنسب الّذي رغب عنه» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 2 وقد يكون الرّجل متبوعا في الأدب قد سمق [1] فيه، وأخذ بالحظ الأوفى [2] منه، إلا أنه أغفل شيئا من الحليل [3] كان أولى به [4] من بعض ما حفظ [5] ، فلحقته [6] فيه النّقيصة، وترجع عليه منه [7] الهجنة، كطالب غوامض الفقه، وقد أغفل أبواب الصلوات [8] والفرائض، وكطالب [9] طرق [10] الحديث «1» ، وقد أغفل متونها ومعانيها، وكطالب علل النّحو وتصاريفه، وهو يلحن في رقعة إن كتبها، [11] أو بيت [12] شعر ينشده. وكتابي هذا يشتمل على فنون كثيرة من المعارف: أوّلها: مبتدأ الخلق، وقصص الأنبياء [عليهم الصلاة والسلام] ، [13] وأزمانهم وحلّاهم «2» وأعمارهم وأعقابهم وافتراق ذراريهم، ونزولهم في مشارق الأرض ومغاربها، وأسياف البحار والفلوات والرّمال، إلى أن بلغت زمن المسيح [عيسى عليه السلام] [14] والفترة «3» بعده.   [1] ب، ط، ل: «سبق» . [2] ب، ط، ل: «الأوفر» . [3] ب، ط، ل: «الحلال» . [4] ساقطة من ب. [5] ب، ط، ل: «حفظه» . [6] ب، ط: «فلحقه» - و: «فيلحقه» . [7] ب، ط، ل: «فنه» . [8] ب، ط، ل: «الصلاة» . [9] و: «وطالب» . [10] ل: «طريق» . [11] ب، ط: «رقعة كتبها» . [12] و: «وبيت» . [13] تكملة من ب، ل. [14] التكملة من ل. وفي ب، ط: «المسيح عليه الصلاة والسلام» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 3 ووصلت ذلك بذكر أنساب العرب مختصرا لذلك، [1] ومقتصرا على العمائر ومشهور البطون. ثم أتبعته أخبار رسول الله صلّى الله عليه وسلم في نسبه. [2] وذكر عمومته وعمّاته وخالاته وجدّاته لأبيه وأمه، وأظآره «1» [3] وأزواجه وأولاده ومواليه، وأحواله في مبعثه ومغازيه، إلى أن قبض صلّى الله عليه وسلم. وأخبار العشرة «2» [4] من المهاجرين- رحمهم الله، [5] ثم الصحابة المشهورين، ثم الخلفاء من لدن معاوية بن أبى سفيان إلى أحمد بن محمد بن المعتصم المستعين باللَّه، «3» [6] والمشهورين [7] من صحابة السلطان والخارجين عليهم من الخوارج، ثم التابعين، ومن [8] بعدهم من حملة الحديث وأصحاب الرأى، ومن عرف منهم بالرّفض [9] والتشيّع والإرجاء والقدر، وأصحاب القراءات من أهل الحجاز ومكة والعراقين [10] والشام، والنسّابين وأصحاب الأخبار، ورواة الشعر والغريب والنحو، والمعلّمين، والمتهاجرين «4» من الصحابة والتابعين، وأوّل من أحدث شيئا بقي على مرور الأيام.   [1] و: «ذلك» . [2] ب، ط، ل: «وسلم وآله» . [3] ب، ط، ل: «وأصهاره» . [4] ب، ط، د: «والمهاجرين» . [5] ب، ط، ل: «رضى الله عنهم» . [6] ب، ط، ل: «أحمد المستعين باللَّه» . [7] و: «المشهور» . [8] ب، ط، ل: «من» بدون واو. [9] و: «الترفض» . [10] و: «العراق» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 4 وذكرت المساجد المشهورة، كالكعبة وبيت المقدس ومسجد المدينة ومسجد البصرة ومسجد الكوفة ومسجد دمشق، ومتى ابتنيت، وعلى/ 5/ يدي [1] من أسّست. ودللت [2] على جزيرة العرب وحدود السواد والجزيرة بين دجلة والفرات، وحدود نجد والحجاز وتهامة [3] . وأخبرت عن الفتوح، ما كان منها عنوة وما كان منها عن صلح، ومن جمع له العراقان. وعن فرق ما بين المهاجرين الأوّلين والمهاجرين الآخرين. وعن المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام. وعن سبب إضعاف الصدقة [4] على نصارى بنى تغلب. وعن أديان العرب في الجاهلية. وعن صناعات الأشراف في الجاهلية. وعن أهل العاهات الذين كثرت فيهم، كالبرص والعرج والصّم والجدع والجذمى والحصر «1» والزّرق والفقم «2» والكواسج والصّلع والبخر والعور والمكافيف. وعن أشياء تتابعت في نسق واحد ليس لها مثيل [5] . وعن الطّوال المفرطى الطّول، وعن القصار المفرطى القصر.   [1] و: «بد» . [2] ب: «وذلك» . [3] ب: «والتهامة» . [4] ب: «الصدق» . [5] و: «مثل» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 5 [ومن حملت به أمّه فوق وقت الحمل، ومن قصرت به أمّه عن وقت الحمل] [1] وعن المنسوبين إلى غير عشائرهم وآبائهم. وعن المسمّين بكناهم. وعن ذكر الطّواعين وأوقاتها. وعن الأيام المشهورة، مثل: يوم ذي قار، والفجارين، وحلف الفضول، وحلف المطيبين، وحرب بكر وتغلب، وحرب داحس والغبراء [2] . وعن قصص قوم جرى المثل بأسمائهم، مثل: قوس حاجب، [وحمق] [3] باقل، وقرطي مارية، وخريم الناعم، وحجّام ساباط، وشقائق النعمان بن المنذر، وحديث خرافة، وبرجان اللص، وسحبان وائل، وطفيل الّذي ينسب إليه الطّفيليون، وكنز النّطف [4] ، وندامة الكسعيّ، ومواعيد عرقوب، وخفّى حنين، وعطر منشم، وأشباه ذلك. وأخبرت عن ملوك الحيرة، والرّدافة «1» ، وملوك اليمن، وعن ملوك فارس وغيرهم، ملكا ملكا، وعددهم ومددهم، وجملة من سيرهم. وكان غرضي في جميع ما اقتصصت الإيجاز والتّخفيف، والقصد للمشهور [5] من الأنباء دون المغمور، [6] ولما يجرى له سبب على ألسنة الناس دون ما لا يجرى له سبب. ولو قصدت الاستقصاء لطال الكتاب حتى يعجز عن نسخه فضلا عن   [1] التكملة من ب، ط. [2] ب: «وحرب الغبراء» . [3] تكملة من ل. وهي في ب، ط: «حمزة» . [4] ب: «النفط» . [5] و: «المشهور» . [6] و: «الغمور» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 6 حفظه، ولاختلط الخفىّ بالجليّ، فمجّته الآذان وملّته النفوس. والنفس إلى ما تعلم منه سببا أكثر تطلّعا [1] . وأشدّ استشرافا، وهو بها ألصق ولها ألزم. وقد شرطت عليك تعلّم ما في هذا الكتاب وتعرّفه، ولو أطلته وذكرت ما بك عنه الغناء [2] أكثر دهرك أتعبتك/ 6/ وكددتك، وأحوجتك إلى أن تلتقط منه شيئا للمعرفة والحفظ وتترك شيئا، فكفيتك ذلك، واحتطت لك فيه بأبلغ الاحتياط، وعايرت [3] على نظري بنظر الحفّاظ من إخواننا والنّساب. وأرجو أن أكون قد بلغت لك منه منية [4] النفس، وثلج الفؤاد، ولنفسي ما أمّلت في تبصيرك وإرشادك من توفيق الله وحسن الثواب [5] .   [1] ب: «تكلفا» . [2] ب، ط، ل: «الغنى» . [3] ب، ط، ل: «وغايرت» . [4] و: «همة» . [5] ب، ط، ل: «ثوابه» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 7 مبتدأ الخلق قال أبو محمد: [1] قرأت في التوراة في أوّل سفر من أسفارها أنّ أوّل ما خلق الله تعالى [2] من خليقته [3] السماء والأرض. كانت الأرض خربة خاوية، وكانت الظّلمة على الغمر [4] ، وكانت ريح الله [5] [تبارك وتعالى] [6] ترفّ على وجه الماء. فقال الله: ليكن النّور، فكان النور [7] . فرآه الله حسنا، فميّزه من الظّلمة وسمّاه نهارا، وسمّى الظّلمة ليلا. فكان مساء وكان صباح [8] يوم الأحد. وقال الله عزّ وجلّ: ليكن سقف وسط الماء، فليحل بين الماء والماء. فكان سقف. وميّز بين الماء الّذي هو أسفل وبين الماء الّذي هو أعلى، فسمّى الله ذلك السقف الأعلى سماء. فكان مساء وكان صباح يوم الاثنين. «1» وحدّثنا أبو الخطّاب زياد بن يحيى، قال: حدّثنا مالك بن سعير [9] ، قال: حدّثنا إسماعيل بن أبى خالد، عن أبى صالح: «2»   [1] م: «قال» والعبارة كلها ساقطة من: ق. [2] ساقطة من: ق. [3] ل: «خلقه» . [4] ط، م، و: «الغمرة» . [5] ب، ل: «ريح» . [6] التكملة من و. [7] م، و: «نور» - ب، ن، ط: «نورا» . [8] ق، م، و: «إصباح» . [9] ب: «سوير» - ط: «سعيد» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 9 في قول الله عز وجل: وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ 52: 6 «1» قال: كان عليّ رضى الله عنه يقول: هو بحر تحت العرش. وهذا شبيه بما ذكر في التّوراة من أن السماء بين ماءين. وعاد الخبر إلى التوراة: وقال الله عزّ وجلّ: ليجتمع الماء كلّه الّذي تحت السماء إلى مكان واحد فلير اليبس. فكان ذلك كذلك. فدعا الله اليبس الأرض، وسمّى ما اجتمع من المياه البحور. ثم قال الله عزّ وجلّ: لتخرج الأرض زهرة العشب والشجر بالحمل كلّا [1] ليبوسته، [2] وأخرجت الأرض ذلك فرآه الله حسنا. فكان مساء وكان صباح [3] يوم الثلاثاء. وقال الله عز وجل: ليكن نوران في سقف السماء ليميّزا بين الليل والنهار، وليكونا آيات [4] للأيام والسنين. فكان نوران: الأكبر لسلطان [5] النهار، والأصغر لسلطان [6] الليل. فرآه الله حسنا. فكان مساء وكان صباح يوم الأربعاء. وقال الله عز وجل: ليحرّك الماء كلّ نفس حية، وليطر الطير على الأرض في جوّ السقف. وخلق الله عز وجل/ 7/ تنانين عظاما، [7] وحرّك الماء كلّ نفس حية لجنسها، وكلّ طائر لجنسه. فرأى الله ذلك حسنا فبرّكهنّ [8] وقال: أثمروا وأكثروا. وكان مساء وكان صاح يوم الخميس [3] .   [1] ق، م،: «ذات الحل» - و: «ذا الحمل» . [2] ط، و: «لسوسه» . [3] ق، م، و: «إصباح» . [4] ط: «آية» . [5] ب: «الأكبر شمس لسلطان» - ط، ل: «الأكبر الشمس لسلطان» . [6] م، و: «والأصغر والنجوم لسلطان» - ب، ط، ل: «والقمر والنجوم لسلطان» . [7] ب: «ولتخرجن المياه دبابا وأنفس حية وكل طائر على الأرض في جو السماء» . [8] ل: «فتركهن» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 10 ثم قال الله عز وجل: نخلق بشرا بصورتنا. فخلق آدم من أدمة الأرض ونفخ في وجهه نسمة الحياة. وقال: إن آدم لا يصلح أن يكون وحده، ولكن أصنع له عونا مثله، فألقى عليه السّبات، فأخذ أحد أضلاعه ولأمها «1» ، [1] وسمى الضّلع التي أخذ: امرأة، لأنها من المرء أخذت. فقرّبها إلى آدم. فقال آدم: عظم من عظامي، ولحم من لحمى! ومن أجل ذلك يترك الرّجل أباه وأمّه ويتبع زوجته، ويكونان كلاهما جسما واحدا. وتركهما الله عز وجل وقال: أثمروا وأكثروا واملئوا الأرض، وتسلّطوا على أنوان [2] البحار وطير السماء والأنعام والدواب وعشب الأرض وشجرها وثمرها. ورأى كلّ ما خلق فإذا هو حسن جدا. وكان مساء وكان صباح [3] يوم الجمعة. وكمل كل أعمال الله عز وجل [4] التي عمل. ثمّ استراح في اليوم السابع من خليقته، وبرّكه [5] وطهّره وقدّسه. [قال أبو محمد] : الاستراحة: الإتمام والفراغ من الأمر، وهو قوله: سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ 55: 31 «2» معناه: سنقصد لكم، لأنه عز وجل لا يشغله شأن عن شأن] [6] .   [1] ب: «وملأ موضعها لحما» . والّذي في التوراة. سفر التكوين، الإصحاح الثاني الآية 11: «وملأ مكانها لحما» . [2] و: «أبواب» . [3] ق، م، و،: «إصباح» . [4] ق: «تبارك وتعالى» . [5] ب: «وبارك هذا اليوم» . [6] تكملة من ب، ط، ل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 11 ونصب ربّنا [1] الفردوس في عدن، وبها نهر يسقى الفردوس. فانقسم على أربعة رءوس: فيشون، [2] وهو محيط بأرض حويلا [3] كلها، وثمّ يكون أجود الذهب وحجارة البلّور [4] والفيروزج. واسم النهر الثاني: جيحون، [5] وهو محيط بأرض كوش والحبش. [6] واسم النهر الثالث: دجلة، وهو الّذي يذهب قبل أثور. «1» [7] قال: وهي الموصل. والنهر الرابع: الفرات. ونصب شجرة الحياة وسط الفردوس، وشجرة علم الخير والشر، [8] وقال لآدم: كل ما شئت من شجرة الفردوس، ولا تأكل من شجرة علم الخير والشر، فإنك يوم تأكل منها تموت. [قال أبو محمد] : [9] يريد أنك تتحوّل إلى حال من يموت. وكانت الحيّة أعرم [10] دواب الأرض، فقالت للمرأة: إنكما لا تموتان إن أكلتما منها، ولكن أعينكما تنفتح، وتكونان كالآلهة تعلمان الخير والشر. فأخذت المرأة   [1] ب، ط، ل: «ونصب عز وجل بناء» . [2] كذا في التوراة- سفر التكوين- الإصحاح الثاني- الآية: 11- ق، م: «فيسون» - و: «فجيحون» - ب، ط، ل: «اسم أحدهم سيحون» . [3] و: «خويلا» - ب: «حويلاط» . وفي التوراة: «الحويلة» . [4] ق، م: «سيحون» . والّذي في التوراة يتفق وما أثبتنا. [5] ب: «وهناك يوجد المقل وحجر الجزع والبلور» . [6] ق: «كوش الحبشة» - م: «كوش- كوش أرض الحبشة» - ب، ط، ل: «كوش إلى الحبشة» . والّذي في التوراة: «كوش. واسم» . [7] ل: «أتود» . والّذي في التوراة: «أشور» . [8] ب: «شجرة الحياة وهي شجرة علم الخير والشر» . [9] التكملة من «و» . [10] ب: «أخبث» - ط: «أمكر» . والّذي في التوراة- سفر التكوين- الاصحاح الثالث- الآية 1: «أحبل» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 12 من ثمرها فأكلت وأطعمت بعلها، فانفتحت أبصارهما وعلما أنهما عريانان، فوصلا من ورق التّين واصطنعاه أزرا. ثمّ سمعا صوت الله عزّ وجل في الجنة حين نور [1] النهار. فاختبأ آدم وامرأته في شجر الجنة. فدعاهما الله تعالى. فقال آدم: سمعت صوتك في/ 8/ الفردوس ورأيتني عريانا فاختبأت منك. فقال: ومن أراك أنك عريان؟ ها، [2] لقد أكلت من الشجرة التي نهيتك عنها. فقال: إنّ المرأة أطعمتني. وقالت المرأة: إنّ الحية أطعمتني. فقال الله عز وجل للحية: من أجل فعلك هذا أنت ملعونة، وعلى بطنك تمشين، وتأكلين التراب، وسأغرى بينك [3] وبين المرأة وولدها، فيكون يطأ رأسك، وتكونين أنت تلدغينه بعقبه. [4] وقال للمرأة: وأنت فأكثر أوجاعك وأحبالك. [5] وتلدين الأولاد بالألم، وتردّين إلى بعلك فيكون مسلّطا عليك. وقال لآدم: ملعونة الأرض من أجلك، وتنبت الحسك «1» [6] والشوك، وتأكل منها بالشقاء ورشح وجهك وجبينك. حتى تعود إلى التّراب من أجل أنك تراب. وسمّى الله عزّ وجلّ امرأته حوّاء، لأنها أمّ كل حىّ، وألبسها وإياه سرابيل من جلود.   [1] ط، م: «بورك» - ب، ل، «تورك» . والّذي في التوراة: «عند هبوب ريح النهار» . [2] ب، ط، ل: «بها» . [3] ب: «ولأجعلنّ عداوة بينك» . [4] ب، ط، ل: «يطئون رأسك وتكونين أنت تلدغينهم بعقبة نفسك بفيك» . والّذي في التوراة- الإصحاح الثالث- الآية: 10: «هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه» . [5] ب، ط: «وأعلالك» . والّذي في التوراة: «وقال للمرأة: تكثير، أكثر أتعاب حبلك» . [6] كذا في ب. وهي رواية التوراة- م: «الجاج» بجيمين- سائر الأصول: «الحاج» بمهملة ثم معجمة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 وقال: إنّ آدم قد علم الخير والشر، فلعلّه يقدّم [1] يده ويأخذ من شجرة الحياة فيأكل منها فيعيش الدّهر. فأخرجه الله عزّ وجلّ من مشرق جنّة عدن إلى الأرض التي منها أخذ. فهذا ما في التوراة. «1» وأمّا وهب بن منبّه «2» فقد ذكر: أنّ الجن كانوا سكان الأرض قبل آدم، فكفرت طائفة منهم فسفكوا الدماء، فأمر الله عز وجل جندا من الملائكة من أهل السماء الدّنيا- منهم إبليس، وكان رئيسهم- فهبطوا إلى الأرض فأجلوا عنها الجان، واستشهد على ذلك بقوله تعالى: وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ من قَبْلُ من نارِ السَّمُومِ 15: 27 «3» أي من قبل أن نخلق آدم. فألحقوهم بأطراف التّخوم وجزائر البحور [2] . وسكن إبليس والجند الذين معه عمران الأرض وأريافها. وكان اسم إبليس: عزازيل. «4» [3] ثم ذكر خلق الله تعالى آدم، وقال: ثم كساه لباسا من ظفر. «5» [4] ويزداد اللباس جدة في كل يوم وحسنا. فلمّا أكلا من الشجرة انكشط عنهما اللباس، وكان   [1] ب، ل: «يقوم» . والّذي في التوراة: «يمد» . [2] و: «البحر» . [3] ب: «عزازير» . [4] كذا في م. والّذي في سائر الأصول: «ظفره» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 14 له مثل شعاع الشمس، حتى صار في أطراف أصابعهما من أيديهما وأرجلهما. قال: وخلقه الله عزّ وجلّ يوم الجمعة، ومكثا [1] في الجنة ستة أيام، فكان أوّل شيء أكلاه في الجنة العنب. وكانت الشجرة التي نهيا عنها شجرة البر. وكان الله عز وجل أخدم آدم في الجنة/ 9/ الحية. وكانت أحسن خلق الله تعالى، لها قوائم كفوائم البعير. فعرض إبليس نفسه على دوابّ الأرض كلّها أنها تدخله الجنة، فكلها أبى ذلك عليه إلا الحيّة. فإنّها حملته بين نابين من أنيابها ثمّ أدخلته الجنة. قال: ولما تاب الله عزّ وجلّ على آدم أمره أن يسير إلى مكة، فطوى له الأرض. [2] وقبض عنه المفاوز، فلم يضع قدمه في شيء من الأرض إلا صار عمرانا، حتى انتهى إلى مكة. وكان مهبطه من جنة عدن في شرقىّ أرض الهند. وأهبط الله عزّ وجل حوّاء بحدّة، والحيّة بالبرّية، وإبليس على ساحل بحر الأبلّة. «1» [3] وقال ابن إسحاق: يذكر أهل العلم أن مهبط آدم وحوّاء كان على جبل يقال له: واسم، من أرض الهند، وهو جبل بين قرى الهند اليوم، بين [4] الدّهنج والمندل.   [1] و: «ومكثه» . [2] ب: «الأرض البعيد» . [3] ط، ل: «أيلة» . [4] كذا في م. والّذي في: ب، ل، و: «به» - ط: «يسمى» - ق: «ينبت» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 [قال أبو محمد] : [1] والعرب تنسب الطّيب واليلنجوج إلى المندل، قال الشاعر يذكر امرأة: إذا برزت نادى بما في ثيابها ... ذكيّ الشّذا والمندلىّ المطيّر المندلىّ: العود، والمطيّر: المشقّق «1» .   [1] التكملة من و. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 16 حلية آدم [1] عليه السلام قال: وكان آدم أمرد، وإنما نبتت اللّحى [2] لولده من بعده، وكان طوالا، كثير الشعر، جعدا آدم، أجمل البريّة. ولمّا هبط إلى الأرض حرث، وعزلت حوّاء الشّعر وحاكته بيدها. قال ابو محمد: وقرأت في التوراة أنّ آدم جامع امرأته حوّاء، فولدت له قابيل. فقالت: استقدت للَّه رجلا. ثم ولدت هابيل أخاه. فكان قابيل حرّاثا، وكان هابيل راعى غنم، فقرّبا قربانا، فتقبّل من هابيل ولم يتقبل من قابيل، فقتل أخاه هابيل. وقال وهب: إنّ آدم كان يولد له في كل بطن ذكر وأنثى، وكان الرّجل منهم يتزوّج أيّ أخواته شاء، إلا توأمته. فأبى قابيل أن يزوّج [3] أخته- التي هي توأمته- أخاه هابيل، وقال: أنا أحقّ بأختي التي هي توأمتى. فغضب آدم وقال: اذهبا فتحاكما إلى الله بالقربان، فأيّكما قبل قربانه فهو أحقّ بها. فقرّبا القربان بمنى، «1» فمن ثمّ صار مذبح الناس إلى اليوم. [4] فنزلت نار فقبلت قربان هابيل. فقتل قابيل أخاه هابيل، رضخ «2» رأسه بحجر، واحتمل أخته حتى أتى [5] واديا من أودية اليمن   [1] ق: «صفة آدم» . وهي ساقطة من م، و وجاء في «ب» بعد العنوان: «اللَّهمّ صل على آدم وحوّاء صلوات ملائكتك، وأعطهما من الرّضوان حتى ترضيهما، واجزهما عنا أفضل ما جازيت أبا وأما عن ولديهما. آمين» . [2] ب، ط، و: «اللحية» . [3] ب، ل: «يتزوّج» . [4] ب، ط، ل: «الآن» . [5] ب، ل: «والى» . ل: «لجأ» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 في شرقىّ عدن/ 10/ [1] فكمن فيه. وبلغ آدم ما صنع، فوجد هابيل قتيلا، وقد نشفت «1» [2] الأرض دمه، فلعن آدم الأرض. فمن أجل لعنة آدم صارت الأرض لا تنشف الدّم وأنبتت الشّوك. وقال أبو محمد: وفي التوراة «2» : إنّ آدم طاف على امرأته [3] حوّاء، فولدت له غلاما، فسمّاه: شيئا، من أجل أنه خلف من عند الله مكان هابيل. وولد لآدم أربعون ولدا في عشرين بطنا. فأنزل عليهم تحريم الميتة والدّم ولحم الخنزير، وحروف المعجم في إحدى وعشرين ورقة. وهو أوّل كتاب كان في الدّنيا حدّ [4] الله عليه الألسنة كلّها. قال أبو محمد: وحدّثنى زيد بن أخزم، قال: حدّثنى يحيى بن كثير، قال: حدّثنى عثمان بن سعد [5] الكاتب، عن الحسن، عن عتىّ، [6] عن أبىّ: «3»   [1] ب، ط، ل: «فمكث» . [2] ب، ل: «نسفت» . [3] ساقطة من ل. [4] ب، ل،: «أخذ» . [5] ق، م: «سعيد» . ب، ط، ل: «صور» . [6] ب، ط، ل: «عمى» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18 أنّ آدم عليه السلام لما احتضر اشتهى قطفا من قطوف [1] الجنة، فانطلق بنوه ليطلبوه له، فلقيتهم الملائكة فقالوا: إلى أين تريدون يا بنى آدم؟ فقالوا: إنّ أبانا اشتهى قطفا من قطوف [1] الجنة. فقالوا: ارجعوا فقد كفيتموه. فانتهوا إليه فقبضوا روحه وغسّلوه وحنّطوه وكفنوه، وصلى عليه جبريل، والملائكة خلف جبريل، وبنوه خلف الملائكة، ودفنوه. وقالوا: هذه سنتكم في موتاكم يا بنى آدم. قال وهب بن منبّه: وحفر له في جبل أبى قبيس «1» ، في موضع يقال له: غار الكنز. فلم يزل آدم في ذلك الغار حتى كان زمن الغرق، فاستخرجه نوح وجعله معه في تابوت في السّفينة. فلما نضب الماء، وبدت الأرض لأهل السفينة، ردّه نوح إلى مكانه. قال أبو محمد: ووجدت في التوراة «2» أنّ جميع ما عاش آدم تسعمائة وثلاثون سنة. وقال وهب: عاش آدم ألف سنة.   [1] كذا في م. والّذي في سائر الأصول: «قطف» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 شيث بن آدم قال وهب: وكان شيث بن آدم أجمل [1] ولد آدم وأفضلهم، وأشبههم به، وأحبّهم إليه. وكان وصيّ أبيه [2] وولىّ عهده، وهو الّذي ولد البشر كلّهم، وإليه انتهت أنساب الناس. وهو الّذي بنى الكعبة بالطين والحجارة، وكانت هناك خيمة لآدم، [3] وضعها الله له من الجنة. وأنزل الله على شيث بن آدم خمسين صحيفة. وعاش شيث تسعمائة [4] سنة واثنتي عشرة سنة. / 11/ وولد لشيث: أنوش، وبنون وبنات. وولد لأنوش: قينان. وولد لقينان: مهلاييل. وولد لمهلائيل: اليارد. وولد لليارد: أخنوخ، وهو إدريس- عليه السلام. إدريس صلّى الله عليه وسلم قال وهب بن منبه: إنّ إدريس النبيّ- عليه السلام- كان رجلا طويلا، ضخم البطن، عريض الصدر، قليل شعر الجسد، كثير شعر الرّأس، وكانت إحدى أذنيه أعظم من الأخرى، وكانت في جسده نكتة بيضاء من غير برص، وكان رقيق الصوت رقيق المنطق، قريب الخطى إذا مشى. وإنما سمى إدريس لكثرة ما كان يدرس من كتاب الله تعالى وسنن [5] الإسلام. وأنزل الله تعالى عليه ثلاثين   [1] و: «أجل» . [2] ب، ط. و: «الله» . [3] ب، ط، ل: «آدم» . [4] زادت «ب» بين هذه الكلمة وقوله «وأنزل» هذه العبارة: «ولتذكاره لأمر الله ونهيه ولئلا ينساه كان الله مكلمه به وهو يكلم ويسمع» . [5] ب، ط، ل: «سبعمائة» . وما أثبتنا يتفق وما في التوراة» الآية الثامنة، من الإصحاح الخامس، من سفر التكوين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 صحيفة. وهو أوّل من خط بالقلم، وأوّل من حاك الثّياب ولبسها. وكانوا من قبله يلبسون الجلود. واستجاب له ألف إنسان ممن كان يدعوهم. فلما رفعه الله اختلفوا بعده وأحدثوا الأحداث إلى زمن نوح. وهو أبو جدّ نوح. ورفع وهو ابن ثلاثمائة وخمس وستين سنة. وفي التوراة: إنّ أخنوخ أحسن خدّام [1] الله، فرفعه الله إليه. وولد لإدريس النبي عليه السلام: متّوشلخ، على ثلاثمائة سنة من عمره. وولد لمتّوشلخ «1» : لمك. وولد للمك غلام، فسماه نوحا. نوح صلّى الله عليه وسلم قال وهب: إنّ نوحا أوّل نبيّ نبّأه [2] الله بعد إدريس. وكان نجّارا، إلى الأدمة ما هو، دقيق الوجه في رأسه طول، عظيم العينين، غليظ العضدين، دقيق الساقين، كثير لحم الفخذين، دقيق الساعدين، ضخم السّرة، طويل اللّحية عريضها، طويلا جسيما. وكان في غضبه وانتهاره شدّة. فبعثه الله إلى قومه وهو ابن خمسين سنة، فلبث فيهم ألف عام إلا خمسين سنة: ثلاثة قرون في قومه عايشهم وعمّر فيهم، فلا يحيبونه، ولم يتبعه إلا القليل، كما قال الله عز وجل. «2»   [1] ق، و: «أحسن قدام» . ب، ط، ل: «احتبس قدام» . والعبارة في التوراة (الآية 24- الإصحاح الخامس) : «ويمار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه» . [2] ب، ط: «أنبأه» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 وفي التوراة: «1» إنّ الله عز وجل أوحى إليه أن اصنع الفلك، وليكن طولها ثلاثمائة ذراع. وعرضها خمسين ذراعا، وارتفاعها في السماء ثلاثين ذراعا، وليكن بابها في عرضها، وادخل الفلك أنت وامرأتك وبنوك ونساء بنيك، ومن كل شيء من اللحم اثنين اثنين ذكورا وإناثا، فإنّي منزل المطر على الأرض أربعين يوما وأربعين ليلة، فأتلف كل شيء خلقته على الأرض./ 12/ وأن تعمل تابوتا تجعل [1] فيه جسد آدم، وتصنع التابوت من خشب الشمشار «2» ، وتجعل [1] معك زاد سنة. ففعل نوح. فأرسل الله الطوفان على الأرض في سنة ستمائة [2] من عمر نوح، في سبعة عشر يوما من الشهر الثاني. ولبث [3] الفلك «3» في الماء مائة وخمسين يوما. ثم أرسل الله ريحا فغشيت الأرض، فنشفت الأرض الماء، وانسدّت [4] ينابيع الأرض وميازيب السماء، واستقرت في الشهر السادس على جبل قردى، «4» [5] وفي الشهر العاشر بانت رءوس الجبال. فلما كان في سنة ستمائة سنة وسنة [6] ، في أوّل يوم من الشهر الأوّل،   [1] ط، ق، م، و: «تحمل» . [2] ب: «في ستمائة سنة من» - ط، ل: «سنة ستمائة من» . التوراة: «ولما كان نوح ابن ستمائة سنة صار طوفان» . [3] ق، م، و: «ولبثت» . [4] ب، ط، ل: «واستدت» . [5] ب، ط، ل: «الجودىّ» . [6] ب، ط، ل: «فلما كان السنة الإحدى والستمائة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 نضب الماء عن الأرض، فكشف نوح غطاء الفلك فرأى وجه الأرض. وفي سبعة وعشرين يوما [1] من الشهر الثاني جفّت الأرض. فهذا ما في التوراة. قال وهب بن منبه: ذكر لنا أن السفينة استقلّت في عشر خلون من رجب، وكانت في الماء مائة وخمسين يوما، ثم استقرّت على الجودىّ- وهو جبل بأرض الجزيرة- شهرا. وخرج نوح إلى الأرض في عشر خلون من المحرّم. وفي التوراة: «1» إن الله أمر نوحا أن يخرج من الفلك هو ومن معه. فخرجوا: وابتنى [2] نوح مذبحا للَّه. وقرّب قربانا على المذبح. فأنشأ الله على القربان ريح الراحة، وبرك [3] نوحا وبنيه، وقال لهم: أثمروا وأكثروا واملئوا الأرض. لتكن هيبتكم على دواب الأرض وكل طير السماء، وحيتان البحار، ولكن لا تأكلوا لحما فيه نفسه، [4] ومن يهريق دم البشر ففي البشر [5] يهراق دمه، من أجل أن آدم خلق على صورة الله عز وجل. [6] وقال لنوح: إن آية ميثاقي، الّذي أوثقكم به، ألّا أفسد الأرض بالطوفان، قوسى الّذي جعلت في الغمام، فإذا رأيتم ذلك فاذكروا ميثاقي. وذكر وهب بن منبه: أن نوحا دخل الفلك وولده [7] الثلاثة: سام، وحام، ويافث، ونساؤهم، وأربعون رجلا، وأربعون امرأة من المسلمين. فلما خرجوا بنوا قرية سمّوها:   [1] و: «وفي سبعة عشر يوما» . [2] ل: «وأنشأ» . [3] ب، ل: «ونزل نوح وبنوه» . [4] ب: «دنسه» . [5] ب، ل: «ومنه» . [6] ق، م: «تبارك وتعالى» . [7] ب، ط، ل: «وأولاده» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 ثمانين «1» ، لأنه كان فيها ثمانون بيتا، لكل نفس ممن آمن معه بيت- فهي اليوم تسمى: سوق ثمانين- وقرّب قربانا. وصام شهر رمضان، وهو أوّل من صامه. قال: وإنما سمى الماء طوفانا،/ 13/ لأنه طفا فوق كل شيء. قال: وكان بين موت آدم عليه السلام إلى أن غرقت الأرض ألفا سنة ومائتا سنة واثنتا وأربعون سنة. وفي التوراة: إن نوحا عاش بعد الطوفان ثلاثمائة سنة وخمسين سنة، فكان عمر نوح تسعمائة سنة وخمسين سنة. وقال وهب: كان عمر نوح ألف سنة، لأنه بعث إلى قومه وهو ابن خمسين سنة، ولبث فيهم يدعوهم إلى أن مات بعد تسعمائة وخمسين سنة. ولد نوح عليه السلام قال أبو محمد: وفي التوراة «2» : إنه ولد لنوح: سام، وحام، ويافث. بعد خمسمائة سنة من عمره. وأما المختلف عنه- الّذي قال له: يا بنى اركب معنا- فهو يام، وهو الّذي قال له: يا بنى، اركب معنا ولا تكن مع الكافرين. ولم أر له في التوراة ذكرا. فالناس جميعا من أولاد هؤلاء الثلاثة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 قال: حدّثنى سهل بن محمد، عن الأصمعيّ، عن مسلمة [1] بن علقمة المازني: أن عمر بن الخطاب قال لكعب: «1» لأيّ ابني آدم كان النّسل؟ فقال: ليس لواحد منهما نسل. أما المقتول فدرج «2» ، وأما القاتل فهلك نسله في الطوفان، والناس من بنى نوح، ونوح من بنى شيث، وشيث: ابن آدم. وفي التوراة: «3» إن نوحا لما خرج من السفينة غرس كرما، ثمّ عصر من ثمره خمرا، فشرب وانتشى وتعرّى في جوف قبته. فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه، فأطلع على ذلك أخويه، فأخذ سام ويافت رداء فألقياه على عواتقهما، ومشيا على أعقابهما فواريا عورة أبيهما وهما مدبران. فاستيقظ نوح من نشوته وعلم ما فعل به ابنه الأصغر، فقال: ملعون أبو كنعان، عبد عبيد يكون لأخويه. وقال: مبارك سام، ويكثر الله أولاد يافث، ويحل في مسكن سام، ويكون أبو كنعان عبدا لهما.   [1] ب، ط، ل: «سلمة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 حام بن نوح قال وهب بن منبه: إن حام بن نوح كان رجلا أبيض، حسن الوجه والصّورة، فغيّر الله عزّ وجلّ لونه وألوان ذرّيته من أجل دعوة أبيه، وإنه انطلق وتبعه [1] ولده فنزلوا على ساحل البحر، فكثّرهم الله وأنماهم، وهم السّودان. وكان طعامهم السمك، فحدّدوا أسنانهم حتى تركوها مثل الإبر، لأن السمك كان يلصق/ 14/ بها. ونزل بعض ولده المغرب. فولد حام: كوش بن حام، وكنعان بن حام، وقوط [2] بن حام. فأما قوط بن حام، فسار فنزل أرض الهند والسّند، فأهلها من ولده. وأما كوش وكنعان، فأجناس السودان والنّوبة والزّنج والقزّان [3] والزّغاوة والحبشة والقبط والبربر من أولادهما. يافث بن نوح وأمّا يافث، فمن ولده: الصّقالب، وبرجان، والأشبان [4] ، وكانت منازلهم أرض الرّوم قبل الرّوم. ومن ولده: التّرك، والخزر، ويأجوج، ومأجوج. سام بن نوح وأما سام بن نوح، فسكن وسط الأرض: الحرم وما حوله، واليمن إلى حضرموت إلى عمان إلى البحرين إلى عالج «1» ويبرين ووبار والدّو والدّهناء.   [1] ب، ط، ل: «ومعه» . [2] ط: «فوط» بالفاء. [3] ب: «الغزان» . و: «القران» - الطبري: «الفزان» . [4] ط، و: «الأسبان» . ق: «الأشبال» . ب: «الأرشبال» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 فمن ولده إرم بن سام بن نوح، وأرفخشذ بن سام بن نوح. ومن ولد أرفخشذ بن سام: قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح، وابنه يعرب بن قحطان أوّل من تكلم بالعربية، ونزل أرض اليمن، وهو أبو اليمن كلهم. وهو أوّل من حيّاه ولده بتحيّة الملوك: أنعم صباحا، وأبيت اللعن. ومن ولد أرفخشذ: يقطن بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح. ويقطن: هو أبو جرهم، وجرهم هو ابن عمّ يعرب [1] . وكانت جرهم ممن تسكن اليمن وتتكلم بالعربيّة، ثم نزلوا مكة فكانوا بها- وقطورا، بنو عمّ لهم- ثم أسكنها الله إسماعيل عليه السلام، فنكح في جرهم، فهم أخوال ولده. ومن ولد إرم بن سام بن نوح: عاد بن عوص [2] بن إرم بن سام بن نوح. وكانوا ينزلون الأحقاف من الرّمل، فأرسل الله إليهم أخاهم هودا. ومن ولد إرم بن سام بن نوح: ثمود بن عابر- ويقال: ثمود بن جاثر بن إرم ابن سام بن نوح- وهو ابن عمّ عاد بن إرم، وكانوا ينزلون الحجر، فأرسل الله إليهم أخاهم صالحا، عليه السلام. ومن ولد إرم بن سام: طسم وجديس، ابنا لاوذ بن إرم بن سام بن نوح. ونزلوا اليمامة. وأخوهما عمليق بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح. نزل بعضهم الحرم، وبعضهم الشام، فمنهم العماليق، أمم تفرقوا في البلاد، ومنهم فراعنة مصر والجبابرة، ومنهم ملوك فارس وأهل خراسان. وأخوهم أميم بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح،/ 15/ نزل أرض فارس. فأجناس الفرس كلهم من ولده:   [1] ب، ط، ل: «وجرهم بن عمرو بن يعرب» . [2] ب: «دعوص» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 ومن ولد سام: ماش بن إرم بن سام بن نوح، نزل بابل، فولد: نمرود بن ماش، وهو الّذي بنى الصّرح ببابل، وملك خمسمائة سنة. وفي زمانه فرّق الله الألسنة، فجعل في ولد سام تسعة عشر لسانا، وفي ولد حام سبعة عشر لسانا، وفي ولد يافث ستة وثلاثين لسانا [1] . ويقال: إنّ النّبط من ولد ماش، سمّوا: نبطا «1» [2] ، لإنباطهم المياه. ويقال أيضا: النّبط: من ولد شاروخ بن أرغوا بن فالغ بن عابر بن شالخ ابن أرفحشذ بن سام بن نوح، وإنّ النمروذ، هو أخو شاروخ بن أرغوا. والأنبياء، كلهم: عجميّهم وعربيّهم، والعرب كلها: يمنيها ونزاريّها، من ولد سام بن نوح. هود عليه السلام هو هود بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح. قال وهب: هو هود بن عبد الله بن رياح بن حارث بن عاد بن عوص بن إرم بن سام ابن نوح. وكان أشبه ولد إرم بإرم، خلا يوسف. وكان رجلا آدم كثير الشعر حسن الوجه. وكانت «عاد» ثلاث عشرة قبيلة، ينزلون الرّمل، وبلادهم أخصب [3] البلاد، وكثرتهم وديارهم بالدّو «2» والدّهناء وعالج ويبرين ووبار، إلى عمان، إلى حضرموت، إلى اليمن. فلما سخط الله عز وجل عليهم جعلها مفاوز وغيطانا. ولمّا أهلك الله قومه لحق هود ومن آمن معه بمكة وأقاموا بها، فلم يزالوا بها حتى ماتوا. وكان هود رجلا تاجرا.   [1] جاء في: «ب» بعد هذه الكلمة: «الجملة اثنين وسبعون لسانا» . [2] ب، ل: «لاستنباطهم» . [3] ط، ل: «خير» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 صالح عليه السلام قال وهب بن منبه: إنّ الله بعث صالحا إلى قومه حين راهق الحلم، وكان رجلا أحمر إلى البياض، سبط الشعر، وكان يمشى حافيا ولا يتخذ حذاء، كما يمشى المسيح، ولا يتخذ مسكنا ولا بيتا، ولا يزال مع ناقة ربّه حيث توجّهت. وهو صالح بن عبيد بن عابر بن إرم بن سام بن نوح. وكانت منازل قومه بالحجر، وبين الحجر وبين قرح ثمانية عشر ميلا، وقرح: هي وادي القرى. ولما قال له قومه: ائتنا بآية. أتى بهم هضبة، فلما رأته تمخّضت كما تمخّض الحامل، وانشقّت عن الناقة. وعاقر الناقة: هو أحمر ثمود، الّذي يضرب به المثل في الشؤم، واسمه: قدار ابن سالف/ 16/ وكان أحمر أشقر أزرق سناطا «1» قصيرا. والعاقر الآخر: مصدع ابن مهرج. وكان رجلا نحيفا طويلا أهوج مضطربا. ولما عقرت الناقة صعد فصيلها جبلا ثم رغا، فأصابهم العذاب. وقال غير وهب: فلذلك تقول العرب: «رغا فوقهم سقب «2» السماء» ، إذا هلكوا. قال وهب بن منبه: فلما أهلكهم الله، قال صالح لمن آمن معه: يا قوم، إن هذه دار قد سخط الله على أهلها، فاظعنوا عنها والحقوا بحرم الله وأمنه. فأهلّوا «3» من ساعتهم بالحج الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 وأحرموا في العباء، وارتحلوا قلائص حمراء مخطّمة بحبال من ليف، ثم انطلقوا يلبون حتى وردوا مكة. فلم يزالوا بها حتى ماتوا، فقبورهم في غربىّ الكعبة، بين دار النّدوة والحجر. وكان صالح رجلا تاجرا. إبراهيم الخليل عليه السلام هو إبراهيم بن تارخ [1] بن ناحور بن أشرغ بن أرغوا بن فالغ بن عابر بن شالخ ابن أرفخشذ بن سام بن نوح. قال أبو محمد: هكذا قال وهب، وقابلت بهذه النسبة ما في التوراة فوجدتها موافقة، إلا أنى وجدت مكان «أشرغ» شاروغ. قال وهب: وإبراهيم أوّل «1» من ضاف الضّيف، وأوّل من ثرد الثريد وأطعمه المساكين، وهو أوّل من قصّ شاربه واستحدّ «2» واختتن، وقلّم أظفاره واستاك وفرق شعره وتمضمض واستنثر «3» [2] واستنجى بالماء، وهو أوّل من شاب وهو ابن مائة وخمسين سنة، وذلك أن سارة لما ولدت إسحاق قال الكنعانيون: أما تعجبون لهذا   [1] ل: «آزر» . [2] ب، ط، ل: «واستنشق» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 الشيخ والعجوز، وجدا [1] غلاما لقيطا فتبنّياه. فصوّر الله إسحاق على صورة إبراهيم، فلم يكن يفصل بينهما، فوسم الله إبراهيم بالمشيب. ووجدت في التوراة «1» أنه ولد «لتارخ» أبى إبراهيم: ناحور، وهاران [2] ، فولد لهاران: لوط، وسارة، وملكا. ومات «هاران» في حياة أبيه «تارخ» في أرضه التي ولد بها، فنكح إبراهيم «سارة» ابنة «هاران» ، ونكح «ناحور» «ملكا» بنت «هاران» ، وكانت «سارة» عقيما، فساق «تارخ» ابنه إبراهيم، ولوطا، ابن ابنه، وخرج معهم إلى أرض حرّان، فحلوا بها. ثم مات «تارخ» في أرض حرّان. قال وهب: إن أوّل من/ 17/ «بنى حرّان» أخوان لإبراهيم، يقال لهما: هاران- وبه سميت «حران» - وناهر، وهو أبو «رفقا» ، امرأة إسحاق. قال وهب: وكان بين نوح وإبراهيم ألفا سنة ومائتا سنة وأربعون سنة. والّذي حاجّ إبراهيم في ربّه هو: نمرود بن كنعان، وهو أوّل من تجبّر وقهر وغصب وسنّ [3] سنن السّوء، وأوّل من لبس التاج، ووضع أمر النجوم ونظر فيه وعمل به. وأهلكه الله ببعوضة دخلت في خياشيمه، فعذب بها أربعين سنة ثم مات.   [1] ل: «أخذ» . [2] و: «وهارون» . وما أثبتنا هو رواية التوراة. [3] و: «وسوا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 قال وهب بن منبه. ملك الأرض مؤمنان وكافران، فأما المؤمنان: فسليمان بن داود، وذو القرنين، وأما الكافران: فنمرود، وبخت نصّر. وسيملكها من هذه الأمة خامس. قال: ولما نجّى الله عزّ وجلّ إبراهيم من النار خرج من أرض بابل- وكان بكوثى- «1» [1] إلى الأرض المقدّسة. وخرج بسارة وابن أخيه لوط، وكان آمن له في رهط معه من قومه واتبعوه. حتى وردوا حرّان، فأقاموا بها زمانا، ثم خرجوا إلى الأردن، فدفعوا إلى مدينة فيها جبّار من الجبابرة، من القبط- يقال له: صادوف [2]- وهو الّذي عرض له في سارة حتى منعها الله منه، ومتّع سارة ب «هاجر» أمّ إسماعيل، وكانت قبطيّة. قال وهب: وخرج ذلك الجبّار من تلك المدينة وورّثها الله إبراهيم، فأثرى بها، وأنمى الله بها ماله، فقاسم لوطا فأعطاه نصفها، وأنزل الله على إبراهيم عشرين صحيفة. قال أبو محمد: وفي التوراة «2» : إنّ «سارة» زوّجت «إبراهيم» هاجر، وقالت: إنّ الله قد حرمني الولد، فادخل بأمتي لعلّنا أن نتعزّى [3] منها بولد.   [1] ل: «كوس» . والعبارة «وكان بكوثى» ساقطة من سائر الأصول. [2] ب، ط، ل: «صادوق» . [3] ب، ط، ل: «نتقوى» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 وقال وهب: وهبتها له. وفي التوراة «1» : إنّ «هاجر» ولدت إسماعيل، وإبراهيم ابن ست وثمانين سنة. وولدت سارة: إسحاق، وإبراهيم ابن مائة سنة. وإنّ إبراهيم اختتن وهو ابن تسع وتسعين سنة، وختن إسماعيل، وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وختن معه من أولاد الغرباء. وإنّ سارة عاشت مائة سنة وسبعا وعشرين سنة، وماتت في حبرون «2» : قرية الجبابرة في أرض كنعان. قال وهب: وتزوّج إبراهيم امرأة من الكنعانيين، يقال لها: قطورا، فولدت له أربعة نفر [1] . وتزوّج أخرى يقال لها: حجورا، فولدت له سبعة نفر./ 18/ فكان جميع ولد إبراهيم ثلاثة عشر رجلا. وعاش إبراهيم مائة وخمسا وسبعين سنة [2] . قال وهب: عاش مائتي سنة، وقبر في مزرعة حبرون، وكان اشتراها، وفيها قبرت سارة.   [1] زادت «ب» : زمران، ومدان، وسنان، ومديان» . وانظر: الطبري (1: 216) طبعة الاستقامة. ومروج الذهب (1: 36) طبعة دار الرجاء. وقصص الأنبياء للثعلبي (68) . [2] كذا في أكثر الأصول، وفي إحدى روايتي الطبري. وفي ب، ط: «وسبعا» . وفي مروج الذهب: «مائة سنة وخمسا وتسعين سنة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 إسماعيل بن إبراهيم صلّى الله عليه وسلم قال: وأمر الله إبراهيم بالمسير إلى مكة بإسماعيل وأمّه، وأخبره أنه قد بوّأه البيت الحرام، وأنه يقضى على يديه عمارته، وينبط لإسماعيل سقايته فسار به وبأمه وتركهما هناك. وجاءت رفقة من جرهم فنزلوا شعاب مكة، وأعطوا إسماعيل سبعة أعنز، فكانت أصل ماله. فنشأ إسماعيل مع أولادهم وتعلّم الرّمى، ونطق بلسانهم، ثم خطب إليهم، فزوّجوه امرأة منهم. قال ابن إسحاق: «1» هي بنت مضاض بن عمرو الجرهميّ. فولدت لإسماعيل اثنى عشر بطنا. منهم: قيدار [1] ، ونبت. والنّساب يختلفون في نسب معدّ بن عدنان، فبعضهم يقول: هو من ولد «قيدار» [1] ، وبعضهم يقول: هو من ولد «نبت» . وكان «نبت» بكر إسماعيل، وهو ولىّ البيت بعد أبيه ثم وليه بعد «نبت» مضاض بن عمرو الجرهميّ، جدّ «نبت» لأمّه. ولما كثر ولد إسماعيل ضاقت عليهم مكة، فانتشروا في البلاد، فكانوا لا يدخلون بلدا إلا أظهرهم الله على أهله، وهم نفوا [2] العماليق. وعاش إسماعيل مائة وسبعا وثلاثين سنة، ودفن في الحجر، وفيه دفنت أمه هاجر.   [1] ب، ط، ل: «قيدر» . [2] ب، ط، ل: «وهزموا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 إسحاق بن إبراهيم صلّى الله عليه وسلم قال: وإسحاق هو الذّبيح، على ذلك أكثر أهل العلم، ووجدته في التوراة: الذبيح. قال: حدّثنى محمد بن خالد بن خداش، قال: حدّثنا سلم [1] بن قتيبة، قال: حدّثنا عليّ بن المبارك [2] ، قال: حدّثنا الحسن، عن الأحنف «1» ، عن العبّاس بن عبد المطلب، قال: الذّبيح: إسحاق. قال: حدثنا أبو الخطّاب، قال: حدّثنا أبو داود، عن شعبة [3] ، عن أبى إسحاق، عن عبد الله «2» ، قال: الذّبيح: إسحاق.   [1] كذا في «م» . والّذي في سائر الأصول: «مسلم» . [2] كذا في «م» . والّذي في سائر الأصول: «حدّثنا مبارك» . [3] ب، ط: «سعيد» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 قال: وحدّثنا أبو الخطاب، قال: حدّثنا أبو داود، عن يزيد بن عطاء، عن سماك بن حرب. عن محمد بن المنتشر، عن مسروق «1» ، قال: الذبيح: إسحاق. وروى عمرو بن حمّاد، عن أسباط، عن السّدّى، عن أبى مالك. «2» وعن أبى صالح، عن/ 19/ ابن عبّاس. «3» وعن مرة الهمدانيّ، عن ابن مسعود. «4» وعن أناس من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم في قصة إبراهيم بطولها وتمامها: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 أنّ الذبيح: إسحاق. وبلغنا عن عبد الله بن المبارك، عن يونس، عن الزّهرى، عن عمرو بن أبى سفيان «1» ، قال: سمعت كعبا يحدّث أبا هريرة: أنّ الذبيح إسحاق. ويقول قوم: إن الذبيح: إسماعيل. قال: حدّثنى إسحاق بن إبراهيم الشّهيديّ، قال: حدّثنا يحيى بن يمان، عن إسرائيل، عن ثوير [1] ، عن مجاهد، عن ابن عمر «2» ، قال: الذبيح إسماعيل. وحدّثنا محمد بن عبيد قال: حدّثنا مسلم بن إبراهيم، عن القاسم ابن الفضل «3» [2] ، عن الحجاج بن الحجاج، عن الفرزدق الشاعر، قال:   [1] ق: «يونس» . [2] و: «مسلم بن إبراهيم عن الحجاج» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 سمعت أبا هريرة على منبر رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: إنّ الذبيح إسماعيل. وفي التوراة: «1» إنّ إسحاق تزوّج: «رفقا» [1] بنت ناحور بن تارخ، وهي ابنة عمه. قال وهب: هي رفقا، ابنة باهر بن أزرا، بنت عمّه. فولدت له: عيصو، ويعقوب. توأمين في بطن واحد. خرج «عيصو» ثم «يعقوب» بعده، ويده عالقة بعقبه، فسمى: يعقوب. وعاش إسحاق مائة وثمانين سنة «2» . فلما مات قبره ابناه في المزرعة التي اشتراها إبراهيم، عند قبر إبراهيم، صلّى الله عليه وسلم. عيصو بن إسحاق بن إبراهيم قال: وكان «عيصو» رجلا أحمر شعر الجسد. عليه خواتيم من شعر، صاحب صيد. وهو أبو الرّوم. وكان الرّوم رجلا جلدا أحمر، أصفر في بياض، شديد الصّفرة، فمن أجل ذلك سميت الرّوم: بنى الأصفر. وتزوّج «عيصو» ابنة عمه إسماعيل بن إبراهيم، فولدت: الرّوم بن عيصو. وخمسة آخرين.   [1] الطبري (1: 222) : «رفقا بنت بتويل بن إلياس» - مروج الذهب (1: 36) : «يومحا بنت بتويل» - التوراة (25: 19) : «رفقة بنت بنوئيل» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 فكل من بأرض الرّوم اليوم فهم من نسل هؤلاء الرّهط. وبعض الناس [1] يزعمون أنّ الإسبان من ولده. وعمر «عيصو» مائة وسبعة وأربعين سنة، وكذلك عمر يعقوب، ودفنا في المزرعة عند قبر إبراهيم، عليه السلام. يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام قال: ويعقوب هو إسرائيل، الّذي ولد الأسباط كلهم. وكان رجلا أزعر «1» [2] نحيفا رزينا، لا يكاد يبرح/ 20/ القبة. وكذلك قيل في التوراة. «2» وكان إسحاق أمره ألّا ينكح امرأة من الكنعانيين، وأن ينكح امرأة من بنات خاله: لابان بن ناهر بن آزر. وكان مسكنه الفرات. فتوجه إليه يعقوب، فأدركه الليل في بعض الطريق، فبات متوسّدا حجرا، فرأى فيما يرى النائم «3» أنّ سلّما منصوب إلى باب من أبواب السماء عند رأسه، والملائكة تنزل منه وتعرج فيه، فأوحى الله إليه: (إنّني أنا الله لا إله إلّا أنا إلهك وإله آبائك) ، وقد ورّثتك هذه الأرض المقدّسة لك ولذرّيتك ولبنيك من بعدك، وباركت فيهم وفيك، وجعلت فيكم الكتاب [3] والحكمة والنبوّة. ثم أنا معك أحفظك حتى أردّك إلى هذا المكان، وأجعله بيتا تعبدني فيه وذرّيتك. فهو بيت المقدس.   [1] ب، ط: «النساب» . [2] ب، ط، ل: «رجلا غروبا أزعر» . [3] ب: «الكتابة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 فسار إلى خاله، فخطب إليه ابنته «راحيل» - وكان له ابنتان: لايا، وهي الكبرى وراحيل، وهي الصغرى- فقال له: هل لك مال أزوّجك عليه؟ فقال يعقوب: لا، إلا أنى أخدمك أجيرا حتى تستوفي صداق ابنتك. قال: صداقها أن تخدمنى سبع حجج. قال يعقوب: تزوّجنى [1] «راحيل» وهي شرطي ولها أخدمك. قال له خاله: ذلك بيني وبينك. فرعى له يعقوب سبع سنين. فلما وفاه شرطه دفع إليه ابنته الكبرى «لايا» ، وأدخلها عليه ليلا. فلما أصبح وجدها غير ما شرط. فجاء وهو في نادى قومه فقال: غررتنى وخدعتني واستحللت عملي سبع سنين، ودلّست عليّ غير امرأتي. فقال له: يا بن أختى، أردت أن تدخل على خالك العار والشين والسّبّة، وهو خالك ووالدك، ومتى رأيت الناس يزوّجون الصّغرى قبل الكبرى؟ فهلم واخدمنى سبع حجج أخرى وأزوّجك أختها- وكان الناس يومئذ يجمعون بين الأختين، إلى أن بعث الله موسى وأنزل عليه التوراة- فرعى له سبع سنين، فدفع إليه «راحيل» ، فدخل براحيل. فولدت له «لايا» أربعة من الأسباط: روبيل، ويهوذا، وشمعون [2] ، ولاوى. وولدت له «راحيل» : يوسف، وأخاه، بنيامين، وأخوات لهما. وكان «لابان» دفع إلى بنتيه، حين جهزهما إلى يعقوب، أمتين، فوهبتا الأمتين ليعقوب، فولدت منه كل واحدة منهما ثلاثة رهط من الأسباط. ثمّ فارق «يعقوب» خاله، وعاد حتى نازل/ 21/ أخاه «عيصو» . وعاش يعثوب في أرض مصر سبع عشرة سنة [3] ، وكان عمره مائة وسبعا وأربعين سنة. ودفن عند قبر إبراهيم، صلوات الله عليهما.   [1] ب، ط، ل: «فزوجني» . [2] و: «وسمعان» . [3] ب، ط: «سبعة وعشرين سنة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 يوسف بن يعقوب عليهما السلام وكان بين دخول «يوسف» مصر إلى أن دخلها موسى بن عمران أربعمائة سنة. وعاش يوسف بعد موت أبيه ثلاثا وعشرين سنة. وفي التوراة «1» : إنه عاش مائة وعشر سنين. وولد ليوسف ابنان: افرائم، وهو جد يوشع بن نون بن افرائم والآخر: ميشا. فولد لميشا ابن يقال له: موسى، فتنبأ قبل موسى بن عمران. وزعم أهل التوراة أنه هو الّذي طلب الخضر. شعيب وبلعم والخضر عليهم السلام ذكر وهب بن منبه: أنّ «شعيبا» و «بلعم» كانا من ولد رهط آمنوا لإبراهيم يوم أحرق، وهاجروا معه إلى الشام. فزوّجهم بنات لوط. فكل نبيّ كان قبل بنى إسرائيل، وبعد إبراهيم، من أولئك الرهط. وجدّة «شعيب» هي بنت لوط. [وإنما قيل له: شعيب لأنه كان يدعو: اللَّهمّ بارك لي في شعبى ويقال: شعيب، خطيب الأنبياء] [1] .   [1] تكملة من «ب» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 [وكان مسكن بلعم: أريحا، والشام، وكان يعلم اسم الله الأعظم. فلما دعي على موسى- عليه السلام- وعلى بنى إسرائيل، أنساه الله تعالى الاسم] [1] . قال وهب: ولم تكن «مدين» قبيلة شعيب [من أصحاب الأيكة [2]] ولكنها أمّة بعث إليهم. ولما أصاب قوم شعيب ما أصابهم لحق شعيب والذين آمنوا معه من أصحاب الأيكة إلى مكة. فلم يزالوا بها حتى ماتوا. واسم الخضر «1» : بليا بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالح بن أرفخشذ بن سام بن نوح. وكان أبوه ملكا عظيما جدا. أيوب عليه السلام قال وهب: هو أيوب «2» بن موص بن رعويل. وكان أبوه ممن آمن بإبراهيم يوم أحرق. وكان أيوب في زمن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وكان صهره، وكانت تحته بنت ليعقوب يقال لها: إليا [3] بنت يعقوب، وهي التي ضربها بالضّغث. «3» وكانت أمّ أيوب ابنة لوط النبي صلّى الله عليه وسلم، وكانت له البثنيّة [4] ، وهي مدينة بالشام.   [1] التكملة من ب. [2] التكملة من ب. [3] ط: «إليها» . [4] ط، و: «التنبيه» . ل: «البتينة» . وانظر معجم البلدان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 موسى وهارون عليهما السلام قال وهب بن منبه: هو موسى بن عمران بن قاهث بن لاوى بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم. ولم يكن بين آل يعقوب وأيوب نبيّ، حتى كان موسى. وكان موسى عليه السلام آدم جعدا طوالا، كأنه من رجال شنوءة. «1» وكان هارون أطول من موسى وأكنز [1] لحما، وأبيض جسما، وأغلظ/ 22/ ألواحا [2] ، وأسنّ من موسى بثلاث سنين. وكانت في جبهة هارون شامة، وفي أرنبة أنف موسى شامة، وعلى طرف لسانه شامة، ولا يعرف أحد، قبله ولا بعده، كانت [3] على طرف لسانه شامة غيره، وهي العقدة التي ذكرها الله عز وجلّ [4] . وكانت مريم أختهما أسنّ منهما، وكانت تحت «كالب بن يوفنا بن قارض ابن يهوذا بن يعقوب» . قال: وفرعون موسى، هو فرعون يوسف، عمّر أكثر من أربعمائة سنة، واسمه: الوليد بن مصعب. وغيره ينكر هذا، ويذكر أنّ ذاك غيره. واسم امرأة فرعون: آسية بنت مزاحم.   [1] ب، ط، ل، و: «وأكثر» . [2] ب، ط، ل: «وأغلظ جسما وأبيض جسدا وأجلد ألواحا» . [3] ب، ط، ل: «بنت» . [4] ب، ط، ل: «عز وجل في كتابه» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 وقارون، هو ابن صافر بن قاهث بن لاوى، وهو ابن عمّ: موسى بن عمران، عليه السلام. والسامرىّ، هو: موسى بن ظفر- ويقال: إنه من أهل باجرمى «1» [1]- وكان من بنى إسرائيل، من بنى عم: موسى بن عمران. قال: وقبض هارون، وهو ابن مائة سنة وسبع عشرة سنة. وعمّر موسى بعده ثلاث سنين، ومات وهو في سنه يوم مات. وخلفه يوشع بن نون، وهو: يوشع بن نون بن افرائم [2] بن يوسف بن يعقوب، عليهم السلام. اشماويل بن هلقانا [3] عليه السلام وهو بالعربية إسماعيل. واسم أمّه حنّه. وهو من بنى إسرائيل، ولم يكن بينه وبين يوشع بن نون نبيّ، وهو الّذي ذكره الله جل ذكره في القرآن: وَقال لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ الله قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً 2: 247 «2» .   [1] ب، ط، ل: «ناجر» . ط: «ناجرمى» . [2] ط، ل: «افرائيم» . [3] ب، ط، ل: «هلفا» . ق، ل: «هلقا» . وانظر: الطبري (1: 329) ، ومروج الذهب (1: 43) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 طالوت قال وهب: هو من سبط بنيامين بن يعقوب [1] . والأسباط من أولاد يعقوب بمنزلة القبائل من أولاد إسماعيل. وكان مسكينا، راعى حمير. وخرج من قريته يطلب حمارين له. فنزل بإشماويل، وأعلمهم [2] أنه ملكهم، وأنه من سبط بنيامين. فقالوا: قد علمت أنه لم يكن من هذا [3] السبط ملك، ولا فيه نبوّة. فقال لهم إشماويل: أو أنتم أعلم أم الله؟ ألم تعلموا أن الله حين بعثه عليكم قد عرف نسبه. داود وسليمان وولده عليهم السلام قال وهب بن منبه: ثم استخلف الله بعد «إشماويل» داود بن إيشا [4] ، وكان سابع سبعة إخوة/ 23/ له، هو أصغرهم. وكان يرعى على أبيه. وكان فيه قصر وزرق «1» [5] ، وقرع في ناحية من رأسه. وكان تزوّج ابنة طالوت- وكان شرط ذلك على طالوت إن قتل جالوت- فولدت له: أبشالوم [6] ، وهو بكرة، وهو الّذي خرج على أبيه   [1] زادت «ب» بين هذه الكلمة، وبين قوله «وكان» . هذه العبارة: «والأسباط من أولاد يعقوب بمنزلة القبائل من أولاد إسماعيل» . [2] ب، ط،: «وأعلمه» . [3] ب، ط، ل: «أهل» . [4] ب، ل: «أنسيا» . [5] هذه الكلمة ساقطة من: ب، ل، و. [6] ب، ل: «إيشالوم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 وأراد نزعه من الملك. ثم تزوّج امرأة «أوريا بن حنان» بعد أن قتل، فولدت له «سليمان بن داود» . ولم يزل الملك والنبوّة بعد «سليمان» في ولده وأولادهم، إلى «الأعرج» ، من ولد ولده. وكان عرجه من عرق النسا. فطمعت الملوك في بيت المقدس لزمانته «1» وضعفه، وأنه لم يكن نبيّا فسار إليه ملك الجزيرة- وكان يقال له: ليّقر [1] . ويسكن برية الثّرثار، وهي برية سنجار، في مدينة يقال لها: الحضر، مبنية من حجارة، وكان يعبد الزّهرة- فنذر لئن ظفر ببيت المقدس ليذبحنّ ابنه للزّهرة، وكان «بخت نصّر» يومئذ كاتبه، فأرسل الله عليه ريحا فأهلكت جيشه، وأفلت هو وكاتبه حتى ورد الحضر، فقتله ابنه، وغضب له «بخت نصّر» فاغترّه فقتله، وملك بعده، فكان ذلك أوّل ملك «بخت نصّر» . وسار إليهم ملك الهند، فأهلكه الله تعالى، وانقرض ولد سليمان ونظراؤهم. سنحاريب وبخت نصّر وأرميا وسار «سنحاريب» ملك الموصل، وكان يسكن نينوى، وملك أذربيجان إليهم، وكان اسمه: سلما عاشر [2]- وهو بالعربية: سلمان الأعشر [3]- فاختلفا ووقعت الحرب بينهما حتى تفانوا، وغنم بنو إسرائيل ما كان معهما.   [1] ق، م: «لنقز» . وضبطت فيهما بالقلم، بفتح فسكون ففتح- ب، طل: «ليفر» . [2] ب، ل: «عاسرا» . [3] ب، ل: «الأعسر» . وفيهما بعد هذا: «وقيل: الأعسم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 وسار إليهم ملك الروم ومعه الأشبان [1] والصقالب وملك الأندلس، فتشاجروا أيضا واقتتلوا، فأهلك الله بعضهم ببعض. ثم أحدثوا وغيّروا، ورغب بعضهم عن بيت المقدس، وضارعه بمسجد ضرارا «1» ، فزلزل بهم ذلك المسجد، وشدخوا بخشبة. ثم غزاهم بعد ذلك «بخت نصّر» ، فرغبوا إلى الله وتابوا، فردّه الله عنهم بعد أن فتحوا المدينة وجالوا في أسواقها. فهذه المرّة الأولى التي ذكرها الله عز وجل فقال: فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولًا، ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ 17: 5- 6. «2» ثم أحدثوا بعد ذلك أيضا، فبعث الله «أرميا» النبيّ ليخبرهم بغضب/ 24/ الله عليهم، فقام فيهم بوحي الله، فضربوه وقيّدوه وسجنوه. فبعث الله عند ذلك «بخت نصّر» ، وهي الكرة الأخرى التي ذكرها الله عز وجل، فقال: فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً 17: 7. «3» فقتل منهم وصلب وأحرق وجدع، وباع ذراريهم ونساءهم، ومثّل بهم كل مثلة. وصارت طائفة منهم إلى مصر ولجئوا إلى ملكها. فسار «بخت نصّر»   [1] ط، و: «الأسبان» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 إلى ملك مصر فاقتتلا، فظفر به «بخت نصّر» فأسره، وأسر بنى إسرائيل، وقتل جنوده، ثم لحق بأرض بابل. وأقام «أرميا» بأرض مصر واتخذ جنينة، وزرع فيها بقلا يعيش منه [1] ، فأوحى الله إليه: إن لك همّا وشغلا عن الزرع والمقام بأرض مصر [2] ، وكيف تسعك أرض [3] أو تحملك، مع ما تعلم من سخطى على بنى إسرائيل، فليحزنك هذا القضاء [4] الّذي قضيته على «إيليا» «1» وأهلها، وأنه ليس زمن العمران. ولكنه زمن الخراب، فاعمد إلى جنينتك هذه فاهدم جدارها، وانتف بقلها، وغوّر نهرها، والحق بإيليا، ولتكن بلادك حتى يبلغ كتابي أجله. فخرج «أرميا» مذعورا خائفا- وذلك في زمان الثمار- فركب أتانا له. وتزوّد سلّة فيها عنب وتين، واتخذ سقاء جديدا [5] فملأه ماء. ثم فتل حبلا جديدا فرسن به أتانه، ثم انطلق حتى إذا رفع له شخص بيت المقدس رأى خرابا عظيما لا يوصف، فقال: أنّى يحيى هذه الله بعد موتها «2» . فأماته الله مائة عام. ثم ابتعث ملكا من ملوك فارس، يقال له: كوش [6] ، فعمرها، وأحياه الله. وقيل له: فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ 2: 259 «3» [7] .   [1] ب، ل: «به» . [2] و: «الكفر» [3] ب: «أرض إفريقية» . [4] ب، ل: «البلاء» . [5] و: «شديدا» . [6] ب، ل: «كوشا» . ق، م: «كوشك:. [7] بعد الآية الكريمة في «ب» : ويقال: «إنه كوش الملك» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 عزير ودانيال قال: وكان في الأسارى الذين في يد «بخت نصّر» «1» : عزير، ودانيال. فأما «دانيال» فهو الّذي عبّر له رؤياه «2» ، ونزل منه بأفضل المنازل. وكان قبره بناحية «السّوس» «3» . ووجده أبو موسى الأشعري فأخرجه وكفّنه، وصلّى أبو موسى عليه، ثم قبره. [وكان قد عمل البلى في ناحية من لحيته. وكان في بيت في جرن من حجارة، وتحت الجرن ثلاثون جرّة من نحاس مرصصة الرءوس، وتحت الجرار سفط في جرن من حجارة. فلم يدر أبو موسى ما هو؟ فسأل عنه، فقالوا: لا ندري ما هذا، غير أنه كلما أظلنا عدوّ، وحبس عنا القطر، كشفنا عند رأس الجرن وكشفنا وجهه. فكتب أبو موسى إلى عمر- رضى الله عنهما- بذلك. فكتب إليه عمر: إن الرجل هو دانيال، فادفنه حيث لا تمسه أيدي الخاطئين. فكفنه، وقطع نهر تستر «4» ، ثم جعله في جرن حجارة ودفنه في النهر، ثم أجرى عليه الماء [1]] .   [1] تكملة من ق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 وأما «عزير» فأقام لبني إسرائيل التوراة، بعد أن أحرقت، يعرفونها [1] ، حين عاد إلى الشام. وقالت طائفة من اليهود: هو ابن الله «1» [2] ، وهو الّذي أكثر/ 25/ المناجاة في القدر، فمحا الله اسمه من الأنبياء [3] ، فلا يذكر فيهم، وهو رسول. شعيا عليه السلام قال: ومكثت بنو إسرائيل زمانا يطيعون الله، وابتعث الله إليهم «شعيا ابن أموص» [4] نبيّا. ثم كثرت فيهم الأحداث والبدع. فابتعث الله «سنحاريب» ملك «بابل» . فأقبل حتى نزل بساحتهم. فتابوا إلى الله وأنابوا. فقبل الله توبتهم، وسلط على عدوّهم الطاعون، فأصبحوا موتى، فغنّمهم الله عسكرهم بجميع ما فيه. ولم يفلت منهم إلا «سنحاريب» ملكهم، وخمسة نفر معه. ثم أحدثوا بعد ذلك أحداثا، ونبذوا كتاب الله وتنافسوا الملك، فأمر الله «شعيا» أن يقوم فيهم مقاما بوحيه. فلما فعل قتلوه، فسلّط الله عليهم عدوّهم، فشرد بهم وأفناهم، وضرب عليهم الذلة والمسكنة، ونزع منهم الملك والنبوّة، فليسوا في أمة من الأمم إلا وعليهم ذل وصغار إلى يوم القيامة. و «شعيا» هو الّذي بشر بالنبيّ- عليه السلام- ووصفه، وبشّر بعيسى.   [1] ب، ط، ل: «فلم يعرفوها» . [2] ق: «ابن الله سبحانه» . ب، ط، ل: «ابن الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا» . [3] ب: «من ديوان الأنبياء» . [4] ق، م: «راموص» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 حزقيل عليه السلام هو حزقيل بن بوذى. وهو الّذي أصاب قومه الطاعون، فخرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت. فقال لهم الله: موتوا. ثم أحياهم. «1» الياس عليه السلام هو من سبط يوشع بن نون. بعثه الله إلى أهل بعلبكّ، وكانوا يعبدون صنما يقال له: بعل «2» . وملكهم «أحب» [1] . وامرأته «أزبيل» [2] . وكان يستخلفها على ملكه إذا غاب، فتحكم بين الناس، وكانت قتّالة للأنبياء، قد قتلت منهم بشرا كثيرا [3] ، وهي بنت ملك صيداء «3» [4] ، وعمّرت عمرا طويلا، وتزوّجها سبعة من ملوك بنى إسرائيل. وهي التي قتلت يحيى بن زكريا. وقال الله- عز وجل- لإلياس: سلني أعطك. فقال: ترفعني إليك وتؤخر عنى مذاقة [5] الموت. فرفعه الله إليه بعد أن كساه الرّيش [6] ، وجعله أرضيّا سماويّا ملكيّا يطير مع الملائكة.   [1] ب: «أجب» بالجيم. والّذي في الطبري (1: 325) : «أحاب» . وفي الكامل لابن الأثير (1: 118) : «أخاب» بالخاء المعجمة. وفي العرائس للثعلبي (176) : «لاجب» . [2] و: «أزييل» . والّذي في الطبري: «أزبل» . [3] هذه الكلمة ساقطة من: ق، و. [4] ل: «سبإ» . [5] ق: «مذاق» . [6] العبارة «بعد أن كساه الريش» ساقطة من «ق» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 اليسع عليه السلام وكان اليسع تلميذ الياس. فدعا له الياس. فنبأه الله بعده، وأيّده بمثل روح الياس. يونس بن متى عليه السلام وبعث الله تبارك/ 26/ وتعالى من بعد «اليسع» [1] : يونس بن متى، إلى أهل نينوى «1» ، من بلاد الموصل. زكريا و [عمران] [2] عليهما السلام قال: هو زكريا بن آذن [3] . وكان زكريا بن آذن، وعمران بن ماثان [4] بن اليعاقيم [5] ، من ولد داود النبي- عليه السلام- من سبط يهوذا بن يعقوب، وكانا في زمان واحد. فتزوّج زكريا أشياع [6] بنت عمران، أخت مريم بنت عمران. واسم أم مريم «حنة» ، وكان يحيى وعيسى ابني خالة، وكان زكريا نجارا، وأشاعت اليهود أنه ركب من مريم الفاحشة، وقتلوه في جوف شجرة، قطعوها وقطعوه معها. [قال وهب: لما هرب دخل في جوف شجرة فوضعوا له المنشار على الشجرة للقطع، فلما أن بلغ المنشار إلى بدنه أنّ، فأوحى الله عز وجل: إما أن تكف عن أنينك أو أقلب الأرض. فسكت ولم يئنّ حتى قطع اثنين [7]] .   [1] كذا في «ق» . والّذي في سائر الأصول: «الياس» . [2] التكملة من: ق. [3] ط: «أزن» . ب، ل: «ماهان» . والّذي في العرائس (259) : «زكريا بن لوحيا بن أدن» . [4] و: «ماتان» . [5] كذا في «ق» . والّذي في سائر الأصول: «يعاقيم» . [6] ق: «أشياغ» . العرائس: «إيشاع بنت رفاقوذ» . [7] التكملة من: ق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 عيسى ويحيى [1] عليهما السلام قال: أما يحيى [2] فإن «أحب» قتله بحيلة امرأته «أزبيل» [3] في قتله [4] . وأما «عيسى» فإن أمه لما ولدته هربت به من «أحب» صاحب «أزبيل» إلى مصر، وحمله وأمّه إلى هنالك يوسف النجار. وكان يوسف هذا خطب مريم [دونه [5]] وتزوّجها، فيما يذكر في الإنجيل. فلما صارت إليه وجدها حبلى قبل أن يباشرها، وكان رجلا صالحا. فكره أن يفشي [6] عليها، وأضمر [7] أن يسرحها خفية. فتراءى له ملك في النوم، فقال: يا يوسف بن داود، إن امرأتك «مريم» سوف تلد ابنا [8] يسمى: عيسى، وهو ينجى أمته من خطاياهم. وفي الإنجيل: إن الملك الّذي خافته مريم على عيسى هو هرادس [9] ، وكان عيسى ولد في بيت لحم «1» يهوذا -[وهو بيت بالشام] [10]- فلما مات هرادس [9] رأى يوسف في النوم أن يذهب به وبأمه إلى أرض الخليل «2» -[وهو موضع بالشام [10]]- فانطلق فسكن في قرية تدعى: ناصرة، فلذلك قيل: نصارى [11] .   [1] ب، ط، ل، و: «عيسى عليه السلام» . [2] ل: «يحيى بن زكريا» . [3] و: «أزييل» . [4] زادت «ل» . «لأنه الّذي أمرها بقتله» . [5] تكملة من «ق» . [6] م، و: «يعشى» . [7] كذا في «ق» . والّذي في سائر الأصول: «وائتمر» . [8] «ق» «ابنا غلاما» . [9] ق: «هرازش» . م: «هراذش» . الكامل لابن الأثير (1: 178) والعرائس: (270) : «هرومس» . [10] التكملة من «و» . [11] ب: «فلذلك قيل لأتباع الإنجيل أيضا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 أصحاب الكهف قال وهب: هم فتية من الروم دخلوا الكهف قبل المسيح، وضرب الله سبحانه على آذانهم فيه، فلما بعث المسيح- عليه السلام- أخبر بخبرهم. ثم بعثهم الله بعد «المسيح» في الفترة بينه وبين «النبيّ» - صلّى الله عليه وسلم. ذو القرنين [1] قال وهب: وهو رجل من الإسكندرية، اسمه الإسكندروس [2] ، وكان حلم حلما رأى فيه أنه دنا من الشمس حتى أخذ بقرنيها في شرقها وغربها، فقص رؤياه على قومه، فسموه: ذا القرنين. وكان في الفترة بعد عيسى- عليه السلام. / 27/ جرجيس عليه السلام [3] قال: وجرجيس هو من أهل فلسطين، وكان قد أدرك بعض الحواريّين، وبعث إلى ملك الموصل، وهو بعد المسيح- عليه السلام.   [1] زادت «و» : «ولم يك نبيا» . [2] ق: «اسكندروش» . وزادت «و» بعد هذه الكلمة: «ودخوله في الظلمة غير صحيح. كذا قال ابن كثير» . وابن كثير المؤرخ توفى سنة 774 هـ. [3] التكملة من: «ق» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 لقمان الحكيم [1] وكان لقمان عبدا حبشيّا لرجل من بنى إسرائيل، فأعتقه وأعطاه مالا. وكان في زمن داود النبيّ- عليه السلام- واسم أبيه: [2] ثاران [3] ، ولم يكن نبيّا، في قول أكثر الناس. وروى يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، عن عليّ بن زيد، «1» عن سعيد بن المسيّب، أنه قال: كان لقمان النبيّ خيّاطا. قال وهب: قرأت من [4] حكمته نحوا من عشرة آلاف باب، لم يسمع الناس كلاما أحسن منه، ثم نظرت فرأيت الناس قد أدخلوه في كلامهم، واستعانوا به في خطبهم ورسائلهم، ووصلوا به بلاغاتهم. ذو الكفل عليه السلام وأمّا ذو الكفل فلم أجد له- فيما نقله وهب- ذكرا، وهو [5] من بنى إسرائيل، بعث إلى ملك كان فيهم، يقال له: كنعان، فدعاه إلى الإيمان وتكفل [6] له بالجنة، وكتب له كتاب ذكر حق على الله- عز وجل- فآمن ذلك الملك. وسمى ذا الكفل، بالكفالة [7] .   [1] ق: «لقمان» . و: «لقمان الحكيم، ولم يك نبيا» . [2] كذا في م. والّذي في سائر الأصول: «ابنه» . [3] و: «تاران» . [4] كذا في و. والّذي في سائر الأصول: «في» . [5] ق، و: «وقال غيره: وهو ... » . [6] ق، م، و: «وكفل» . [7] م: «لكفالته للملك بالجنة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 عدد الرّسل [1] ذكر وهب، عن ابن عباس، قال: أوّل المرسلين آدم، وآخرهم محمد- صلّى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين [2]- وكانت الأنبياء مائة ألف، وأربعة وعشرين ألف نبيّ، الرّسل منهم ثلاثمائة وخمسة عشر رسولا [3] ويقال: ثلاثة عشر رسولا [4] . منهم: خمسة عبرانيون، وهم: آدم، وشيث، وإدريس، ونوح، وإبراهيم وخمسة من العرب، وهم: هود، وصالح، وإسماعيل، وشعيب، ومحمد. وأوّل أنبياء بنى إسرائيل: موسى. وآخرهم: عيسى، عليهما السلام. قال: والكتب التي أنزلت [5] على الأنبياء مائة كتاب وأربعة كتب نزل على «شيث» : خمسون صحيفة، وعلى إدريس: ثلاثون صحيفة، وعلى إبراهيم: عشرون صحيفة، وعلى موسى: التوراة، وعلى داود: الزبور، وعلى عيسى: الإنجيل، وعلى محمد- عليه وعليهم السلام-: الفرقان. 28/ التاريخ عاش آدم ألف سنة. وفي التوراة «1» : إنه عاش ألف سنة إلا سبعين عاما [6] . وكان بين موت آدم وبين الطوفان ألفا [7] سنة ومائتا سنة وأربعون سنة، وبين الطوفان وبين موت نوح   [1] ب، ط، ل: «عدد الرسل وعدد الكتب المنزلة» . و: «عدد الأنبياء والرسل منهم» . [2] ق: «صلّى الله عليه وسلم» . م: «صلّى الله عليه وعليهم» . و: «صلى الله عليهما» . [3] ق، م، و: «الرسل منهم ثلاثمائة نبي وخمسة عشر نبيا» . [4] ق: «نبيا» . [5] ق: «نزلت» . [6] م، و: «سنة» . [7] ق: «ألف» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 ثلاثمائة سنة وخمسون سنة واثنتان، وبين نوح وإبراهيم ألفا سنة ومائتا سنة وأربعون سنة، وبين إبراهيم وموسى سبعمائة عام، وبين موسى وداود خمسمائة عام، وبين داود وعيسى ألف عام ومائتا عام، وبين عيسى ومحمد- عليهما الصلاة والسلام- ستمائة عام وعشرون عاما. فهذا التاريخ «1» على بعض الرّوايات [1] . وقال وهب بن منبه: كان بين نوح وآدم عشرة آباء، وبين إبراهيم ونوح عشرة آباء. وقال عكرمة: كان بين آدم ونوح عشرة قرون. كلهم على الإسلام. قال أبو محمد: وقرأت في الإنجيل أنّ عدّة القرون [2] من إبراهيم إلى داود أربعة عشر قرنا، ومن داود إلى جالية بابل أربعة عشر قرنا، ومن جالية بابل إلى المسيح أربعة عشر قرنا. قال أبو محمد: وجدت في كتب سير العجم أنّ بين الإسكندر وبين أردشير مدّة ملوك الطوائف، وهي أربعمائة وخمس وستون سنة، ثم ملك أردشير ومن بعده من ملوكهم [3] إلى «يزدجرد» المقتول في خلافة عمر بن الخطاب [4]- رضى الله عنه- وكانت مدّتهم أربعمائة سنة ونيفا وثلاثين سنة. وكان بين الإسكندر وبين نبيّنا [5]- صلّى الله عليه وسلم- نحو من تسعمائة سنة.   [1] و: «على رواية وهب بن منبه» . [2] ق، م: «القبائل» . [3] ت: «من ملوك العجم» . [4] و: «عثمان بن عفان» . [5] ق: «النبي» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 والإسكندر- فيما ذكر وهب- بعد المسيح. وفي هذا مخالفة لقوله: إنّ بين عيسى ومحمد ستمائة وعشرين عاما. وغيره يذكر أنّ الإسكندر قبل المسيح. والخبر في الإنجيل عن جالية بابل أنها كانت بعد داود بأربعة عشر قرنا، وقبل المسيح بأربعة عشر قرنا. والنّساب يذكرون أنها كانت قبل إبراهيم. وفي هذا من الاختلاف والتفاوت ما ترى. والله أعلم. ذكر من كان على دين قبل مبعث النبي صلّى الله عليه وسلم [1] رئاب بن البراء [2] وهو من عبد القيس، من شنّ، كان على دين المسيح. وسمعوا قبيل مبعث النبي- صلّى الله عليه وسلم- مناديا ينادى: خير أهل الأرض ثلاثة: رئاب/ 29/ الشّنّى، وبحيرى الراهب، وآخر لم يأت- يعنى: النبي، صلّى الله عليه وسلم- وكان لا يموت أحد من ولد «رئاب» فيدفن إلا رأوا طشّا «1» على قبره.   [1] ط، و. ق، ل، م: « ... على دين عيش» . وزادت «ب» بعد هذه الكلمة: «أو عبادة الأصنام» . [2] ب، ل: «برباب بن عبد الله» . ط: «أرباب بن رئاب» . و: «أرباب بن البراء» . وانظر: جمهرة أنساب العرب لابن حزم (282) ومروج الذهب للمسعوديّ (1: 55) والسيرة لابن هشام (1: 191) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 ورقة بن نوفل هو ورقة بن نوفل «1» بن أسد بن عبد العزى. وهو ابن عمّ خديجة بنت خويلد ابن أسد بن عبد العزى. زوج النبي- صلّى الله عليه وسلم. وكان رغب عن عبادة الأوثان فتنصّر، وذكرت له خديجة شيئا من أمر النبي- صلّى الله عليه وسلم- فقال: إنه يأتيه الناموس الأكبر الّذي كان يأتى موسى. زيد بن عمرو «2» بن نفيل هو أبو سعيد بن زيد، أحد العشرة «3» المسمّين للجنّة، وكان رغب عن عبادة الأوثان وطلب الدين، فقتله النّصارى بالشام. وقال النبي صلّى الله عليه وسلم: يبعث أمّة وحده، وهو القائل في الجاهلية: [متقارب] أسلمت وجهي لمن أسلمت ... له المزن تحمل عذبا زلالا وله يقول ورقة بن نوفل بن أسد: [طويل] رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما ... تجنّبت تنّورا من النار حاميا [بدينك ربّا ليس ربّ كمثله ... وتركك جنّان «4» الجبال كما هيا] [1]   [1] تكملة من ب، ل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 أمية بن أبى الصّلت «1» الثّقفي كان أمية قد قرأ الكتب، ورغب عن عبادة الأوثان، وكان يخبر بأن نبيّا يبعث قد أظلّ زمانه، فلما سمع بخروج النبي- صلّى الله عليه وسلم- وقصّته، كفر حسدا له. ولما أنشد رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- شعره، قال: آمن لسانه وكفر قلبه. أسعد أبو كرب «2» الحميرىّ وكان «أسعد» آمن بالنبيّ- صلّى الله عليه وسلم- قبل أن يبعث بسبعمائة سنة، وقال: [متقارب] [وجاهدت بالسيف أعداءه ... وفرّجت عن صدره كل غمّ [1] شهدت على أحمد «3» أنه ... رسول من الله بارى النّسم فلو مدّ عمري إلى عصره [2] ... لكنت وزيرا له وابن عمّ [وألزم طاعته كلّ من ... على الأرض من عرب أو عجم [3] وهو أوّل من كسا البيت الأنطاع «4» والبرود.   [1] تكملة من «ق» . [2] ب، ل، ق: «عمره» . [3] تكملة من ط. وقد جاء في المروج. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 قس بن ساعدة «1» الإياديّ [كان موقنا بآيات الله [1] ، وكان حكم [2] العرب. وذكر رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- أنه رآه يخطب بعكاظ على جمل أحمر. واقتصّ أبو بكر قصته، وأنشد شعره. 30/ أبو قيس صرمة «2» بن أبى أنس وهو من بنى النّجار. وكان ترهّب، ولبس المسوح، وفارق الأوثان، وهمّ بالنصرانية، ثمّ أمسك عنها، ودخل بيتا له فاتخذه مسجدا لا يدخل عليه طامث ولا جنب، وقال: أعبد رب إبراهيم. فلما قدم رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- المدينة أسلم وحسن إسلامه، وهو القائل في رسول الله- صلّى الله عليه وسلم-: [طويل] ثوى في قريش بضع عشرة حجّة ... بمكة لا يلقى صديقا مواتيا [فلما [3] أتانا واطمأنت به النّوى [4] ... وأصبح مسرورا بطيبة راضيا يقص لنا ما قال نوح لقومه ... وما قال موسى إذ أجاب المناديا [5]   [1] تكملة من: ب، ط. [2] و: «حكيم» . [3] تكملة من ب، ط، ل. [4] ل: «فلما أتانا أظهر الله دينه» . [5] زادت «ل» بعد هذه الأبيات: ويعرض في أهل المواسم نفسه ... فلم ير من يوفى ولم ير داعيا وأصبح لا يخشى من الناس واحدا ... بعيدا ولا يخشى من الناس دانيا بذلنا له الأموال في كل ملكنا ... وأنفسنا عند الوفي والتأسيا ونعلم أنّ الله لا رب غيره ... وأنّ رسول الله للحق رائيا نعادي الّذي عادى من الناس كلهم ... جميعا وإن كان الحبيب المصافيا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 وهو القائل في الجاهلية: [خفيف] سبّحوا الله شرق «1» كلّ صباح ... طلعت شمسه وكلّ هلال يا بنىّ الأرحام لا تقطعوها ... وصلوها قصيرة من طوال يا بنىّ التّخوم «2» [1] لا تظلموها ... إن ظلم التّخوم [1] ذو عقّال [2] خالد بن سنان «3» بن غيث هو من عبس بن بغيض. وروى أنّ النبي- صلّى الله عليه وسلم- قال: ذلك نبيّ أضاعه قومه. ولما حضرته الوفاة قال لقومه: إذا أنا دفنت، فإنه ستجيء عانة «4» من حمير، يقدمها عير أقمر، فيضرب قبري بحافره، فإذا رأيتم ذلك فانبشوا عنى، فإنّي سأخرج فأخبركم بما هو كائن إلى يوم القيامة [3] . فلما مات رأوا ما قال، فأرادوا أن يخرجوه، فكره ذلك بعضهم وقالوا: نخاف أن نسب بأنّا نبشنا عن ميت لنا. وأتت ابنته رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- فسمعته يقرأ: (قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ) 112: 1 فقالت: كان أبى يقول هذا. [4]   [1] و: «النجوم» . [2] ب، ل: «داء عضال» . [3] زادت ط: «وأحوال البرزخ والقبر» . [4] ب، ل: «كان أبى يقرأ هذا ويقول هذا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 أنساب العرب [1] نسب عدنان اختلف الناس في نسب عدنان [2] . فقال بعضهم: هو عدنان بن أدد بن يحثوم بن مقوّم بن ناحور بن تارخ [3] ابن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم. وقال بعضهم: هو عدنان بن أدد بن أشجب [4] بن أيوب بن قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم. وقال بعضهم: هو عدنان بن ميدع بن متيع [5] بن أدد بن كعب بن يشجب ابن يعرب بن الهميسع بن قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم. فولد عدنان: عك بن عدنان، ومعدّ بن عدنان. وولد معدّ/ 31/ بن عدنان ثمانية، يذكر منهم أربعة تعرف أعقابهم: قضاعة، وإياد، وقنص، ونزار. فأما قضاعة فصارت إلى اليمن إلى حمير، فهي تعد من اليمن. وأما قنص، فيزعم قوم أنّ آل المنذر- ملك الحيرة- منهم.   [1] ب، ل: «كتاب النسب» . ق: «النسب» . [2] زادت «ب» بين هذه الكلمة، وقوله «فقال بعضهم» : «أحسن الطرق في نسب عدنان أن عدنان بن أدّ بن ليسع بن الهميسع بن سلامان بن نبت بن رحيل بن قيدر بن إسماعيل الذبيح بن إبراهيم» . [3] كذا في «و» وهي رواية الطبري، ومروج الذهب (1: 303) وروضة الألباب للزيدى. والّذي في سائر الأصول: «تارح» بالحاء المهملة. وفي السيرة لابن هشام (1: 2) : «تيرح» . [4] ب، ل: «أنخب» . [5] ب، ل: «منبع» . ق: «مبيع» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 وأما إياد، فينسبون إلى القبيل الأكبر، ليست منهم قبيلة مشهورة. ويذكر قوم أنّ ثقيفا منهم. ويذكر قوم أن ثقيفا من قيس عيلان. وأما نزار، فولده: مضر، وربيعة، وأنمار. وأما أنمار، فولده: خثعم، وبجيلة، فصاروا باليمن. وأما مضر وربيعة فإليهما ينسب ولد نزار، وهم الصريح من ولد إسماعيل- صلّى الله عليه وسلم. فولد مضر بن نزار، الياس بن مضر، وعيلان بن مضر. فأما إلياس بن مضر، فيقال لولده: خندف لأن امرأة الياس كان يقال لها: خندف، فنسب ولد الياس إليها، وهي أمهم. وولده: مدركة بن الياس ، وطابخة بن الياس، وقمعة بن الياس. فأما قمعة، فيذكر بعض النسابين أن «خزاعة» من ولده. ويزعم قوم أنهم من اليمن، من ولد عمرو بن عامر [ماء السماء [1] . ورجعت خندف كلها إلى: مدركة، وطابخة. وأما عيلان بن مضر، فهو قيس عيلان. فمضر كلها ترجع إلى هذين الحيين: خندف، وقيس. مدركة بن الياس فأما بنو مدركة بن الياس، فهم: هذيل، وأسد، وكنانة، و قريش . فأما هذيل، فهو: هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر. وولده ثلاثة: سعد، ولحيان، وعمير، والعدد في «سعد» .   [1] تكملة من ق. وفي ب: «عمرو بن عامر مزيقياء» . والمعروف أن عمرو مزيقياء، هو ابن عامر ماء السماء. (جمهرة أنساب العرب 311) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 فولد «سعد بن هذيل» : تميم بن سعد، وحريث [1] بن سعد، ومنعة بن سعد، وخناعة بن سعد، وجهام سعد، وغنم بن سعد. والعدد في «تميم» . فولد «تميم» : معاوية بن تميم، والحارث بن تميم. والعدد في «معاوية» . وأما «الحارث» ، فهو رهط «عبد الله بن مسعود» ، صاحب النبي- صلّى الله عليه وسلم. وأمّا «أسد» ، فهو: أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر. وله أخوان: كنانة بن خزيمة بن مدركة، والهون بن خزيمة بن مدركة. فولد «أسد» أربعة: دودان بن أسد، وكاهل بن أسد، وعمرو بن أسد، وحملة [2] بن أسد. فهؤلاء: بنو أسد بن خزيمة. ومنهم/ 32/ تفرّقت «أسد» كلها. ومن بطونهم المشهورة: بنو فقعس، وبنو الصّيداء، وبنو نصر بن قعين، وبنو الزّنية، وبنو غاضرة، وبنو نعامة. وولد «الهون بن خزيمة بن مدركة» : القارة بن الهون. فمن القارة «1» : عضل، والدّيش، وهما: قبيلة الهون بن خزيمة. والقارة: قوم رماة، ولذلك قيل: «قد أنصف القارة من راماها» «2» . وأما «كنانة» «3» ، فهو كنانة بن خزيمة. وكان خلف على امرأة أبيه بعده، وهي برّة بنت مر، أخت تميم بن مر. فولدت لكنانة: النّضر بن كنانة- وأمه: برّة-[3] ومالك بن كنانة، وملكان بن كنانة، وعبد مناة- وهو عليّ، وربما قالوا: مسعود.   [1] و: «حريب» . الجمهرة لابن حزم (186) : «خريب» . [2] ب، ل: «حلمة» . وانظر: الجمهرة لابن حزم (179- 185) . [3] جمهرة أنساب العرب: «ملك» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 فأما «بنو ملكان» ، فلهم بقية، وليس فيهم شرف بارع. وأما «بنو مالك» ، فمن قبائلهم: بنو فقيم، وبنو فراس. فأما «بنو فقيم» ، فهم: نسأة «1» الشهور. وأما «بنو فراس» ، فمنهم: القعقاع بن حكيم، الّذي كان بالبصرة. ومنهم: بنو أبجر [1] ، الأطباء بالكوفة. وأمّا «عبد مناة» ، فمنهم: بنو مدلج، القافة «2» . ومنهم: بنو جذيمة، الذين قتلهم «خالد بن الوليد» بالغميصاء «3» ، فوداهم رسول الله- صلّى الله عليه وسلم. ومنهم: بنو ليث، رهط: عبيد بن عمير الليثي، وعبد الله بن شدّاد. ومنهم: الدّئل، رهط: أبى الأسود الدّئلى. قال أبو محمد: ليس في كلام العرب اسم على «فعل» إلا الدّئل، إنما هذه بنية الأفعال، مثل: شتم، وضرب.   [1] كذا في «و» . والّذي في سائر الأصول: «بحر» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 وأنشدنى أبو حاتم «1» ، قال أنشدنى الأخفش: [منسرح] جاءوا بجيش لو قيس معرسه ... ما كان إلا كمعرس «2» الدّئل قال: والدّئل: دابة تشبه ابن عرس. ومنهم: بنو صمرة «3» ، رهط: عمرو بن أمية الضمريّ، صاحب رسول الله- صلّى الله عليه وسلم. ومن «ضمرة» : غفار، رهط: أبى ذرّ الغفاريّ. ومنهم: بنو عريج «4» ، وهم قليل وأبو نوفل بن أبى عقرب العريجىّ، منهم. قريش وأمّا «النّضر بن كنانة» ، فهو أبو «قريش» . وولده: مالك، والصّلت. «5» فأمّا «الصّلت» ، فصاروا إلى اليمن- ويقول قوم: إنه أبو «خزاعة» - ورجعت قريش إلى «مالك بن النضر» ، فهو أبوها كلها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 «فولد مالك بن النضر» «1» : فهرا، والحارث، أمهما جرهمية. فأما «الحارث بن/ 33/ مالك» ، فهم من المطيبين. منهم: أبو عبيدة بن الجرّاح. ويقال: إن «الخلج» منهم. ويقال: كانوا من «عدوان» ، فألحقهم «عمر بن الخطاب» بالحارث. وسموا خلجا، لأنهم اختلجوا من «عدوان» . وهم بالمدينة كثير. وأما «فهر بن مالك» ، فمنه تفرّقت قبائل قريش، فقيل لهم: بنو فهر. وولده: غالب بن فهر، ومحارب بن فهر. فأما «محارب» ، فمنهم: ضرار بن الخطاب، شاعر قريش في الجاهلية. ومنهم: الضحاك بن قيس الفهرىّ، الّذي قتله «مروان بن الحكم» يوم مرج راهط. وأما «غالب بن فهر» ، فولده: لؤيّ بن غالب، وتيم [1] . فأما «تيم» : فهم بنو الأدرم، من أعراب قريش، ليس منهم بمكة أحد، وفيهم يقول الشاعر: [رجز] إنّ بنى الأدرم ليسوا من أحد ... ليسوا إلى قيس وليسوا من أسد ولا توفّاهم قريش في العدد وأما «لؤيّ» «2» ، فإليه ينتهى عدد «قريش» وشرفها، وولده سبعة: كعب بن لؤيّ، وعامر بن لؤيّ، وسامة بن لؤيّ، وسعد بن لؤيّ، وخزيمة بن لؤيّ، والحارث ابن لؤيّ، وعوف بن لؤيّ.   [1] جمهرة أنساب العرب لابن حزم (11) : «تميم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 فأمّا «عامر» ، فولده: حسل، ومعيص. ومنهم: ابن أمّ مكتوم «1» ، وابن قيس الرّقيّات «2» ، وخديجة بنت خويلد. ومن «حسل» : سهل، وسهيل «3» ، والسّكران، بنو عمرو. وأمّا «سامة «4» بن لؤيّ» ، فوقع بعمان، فهلك بها، فولده هناك. وأما «سعد بن لؤيّ» ، فهو أبو ولد: بنانة، رهط: ثابت البنانيّ «5» . ونسب ولده إليها، وكانت تحته. وأما «خزيمة بن لؤيّ» ، فمنهم: عائذة «6» - وهم في بنى شيبان- ومقّاس العائدى الشاعر، منهم. وأما «كعب بن لؤيّ» ، فولده: مرة، وهصيص، وعدىّ. فأما «بنو هصيص» ، فمنهم: بنو سهم، وبنو جمح. وأما «عدي» «7» ، فمنهم: عمر بن الخطاب، وزيد بن عمرو بن نفيل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 وأما «مرّة» «1» فمنهم: تيم بن مرّة- رهط: أبى بكر الصدّيق- وطلحة بن عبيد الله، وعبيد الله بن معمر وآل/ 34/ المنكدر. ومنهم: مخزوم بن مرة. ومن «بنى مخزوم» : أبو جهل بن هشام بن المغيرة، وآل المغيرة. [وكان هشام بن المغيرة سيدا في قومه. وفيه يقول الشاعر: [وافر] وأصبح بطن مكة مقشعرّا ... كأنّ الأرض ليس بها هشام [1]] ومنهم: كلاب بن مرّة. وولد «كلاب» «2» [2] : زهرة بن كلاب، وقصىّ بن كلاب. و «زهرة» امرأة، ينسب إليها ولدها دون الأب، وهم أخوال رسول الله- صلّى الله عليه وسلم. وأمّا «قصىّ بن كلاب» ، فاسمه: زيد. وكان يسمى: مجمّعا وذلك أنه جمع قبائل «قريش» [3] فأنزلها مكة، وبنى دار النّدوة، وأخذ المفتاح من «خزاعة» . وولد «قصي» «3» : عبد مناف، وعبد الدار، وعبد العزى، وعبدا. فأما «عبد» ، فبادوا. وأما «عبد العزى» ، فمنهم: خويلد بن أسد بن عبد العزى، جدّ «الزّبير» ، وهو: أبو خديجة بنت خويلد، وأبو حزام بن خويلد. وأمّا «عبد الدار» ، فمنهم: آل أبى طلحة بن عثمان بن عبد الدار، وقتلوا جميعا يوم أحد [4] ، إلا عثمان بن طلحة، فإنه أسلم، ودفع إليه النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- مفتاح الكعبة. وابنه شيبة بن عثمان. وفي ولده المفتاح إلى يومنا هذا.   [1] تكملة من: ب، ل. [2] ق، م، هـ، و: «وولده» . [3] هـ، و: «قريش من خزاعة» . [4] ب، ل: «يوم بدر» . وانظر: السيرة لابن هشام (3: 134، 291) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 وأما «عبد مناف بن قصىّ» ، فآسمه: المغيرة. وولده: هاشم، وعبد شمس، والمطلب، ونوفل، وأبو عمرو. فأما «أبو عمرو» ، فلا عقب له. وأما «نوفل» ، فمنهم: جبير بن مطعم بن عدىّ بن نوفل. وأما «المطلب بن عبد مناف» ، فولده «1» عشرة، منهم: الحارث، وعبّاد، ومخرمة، وهاشم [1] . نسب [2] بنى هاشم أما «هاشم بن عبد مناف» «2» ، فاسمه: عمرو، ومات بغزة، من أرض الشام. وولده [3] : عبد المطلب، وأسد، وغيرهما ممن لم يعقب. فأما «أسد» ، فولده: حنين- ولم يعقب، وهو خال: عليّ بن أبى طالب، رضى الله عنه- وفاطمة بنت أسد، وهي أمّ: على بن أبى طالب. وليس في الأرض هاشميّ إلا من ولد: عبد المطلب بن هاشم لأنه كان لهاشم ذكور لم يعقبوا. وأما «عبد المطلب» ، فإنه سمى: عبد المطلب لأنه كان بالمدينة عند أخواله، فقدم به «المطلب بن عبد مناف» عمّه، فدخل «مكة» وهو خلفه، فقالوا: هذا   [1] ب: «هشام» . [2] ب، ل: «تسمية» . [3] هـ، و: «وخلف» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 عبد المطلب. فلزمه الاسم وغلب عليه، وإنما اسمه: عامر -[ويقال: شيبة الحمد [1]]- / 35/ وبقي حتى كبر وعمى، ومات بمكة ورسول الله- صلّى الله عليه وسلم- ابن ثمان سنين وشهرين، عن عشرة بنين وست بنات. وقد ذكرتهم عند ذكر النبيّ- صلّى الله عليه وسلم. نسب بنى أمية فأما «عبد شمس بن عبد مناف» ، فولد: أمية الأكبر، وحبيبا، وعبد العزى، وسفيان «1» ، وربيعة، وثلاثة أولاد يسمون: العبلات- لأنّ أمهم اسمها: عبلة- وهم: أمية الأصغر، وعبد أمية- مات وهو ابن ثمان سنين- ونوفل. فأما «سفيان» ، فلا عقب له. وأما «ربيعة» ، فهو أبو: عتبة، وشيبة، ابني ربيعة [2] وهند، أمّ معاوية بنت عتبة. وأما «عبد العزى» «2» ، فولده: ربيع، وربيعة، جرو البطحاء. وأما «ربيع» ، فهو: ابن أبى العاص بن الربيع، زوج زينب بنت رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- ولا عقب له من الذكور.   [1] التكملة من «ق» . [2] زادت «و» : «وقال غيره: أبو سفيان بن أمية لم يعقب، وسفيان، أعقب» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 وأما «أمية الأصغر» «1» ، فمنهم: الثّريّا، التي شبب بها [1] عمر بن أبى ربيعة. وأما «حبيب «2» بن عبد شمس» ، فولده: ربيعة- وهو جدّ عامر بن كريز ابن ربيعة، وسمرة بن حبيب- وكانت أمه: سوداء. تسمى: زبيبة. وأخوه لأمه: أبو جمعة، جدّ كثيّر بن عبد الرحمن بن أبى جمعة الشاعر. وأما «أمية بن عبد شمس «3» الأكبر» ، فولده: حرب، وأبو حرب، وسفيان، وأبو سفيان، وعمرو، وأبو عمرو- وهؤلاء: العنابس، شبهوا بالأسد- والعاصي، وأبو العاصي، والعيص، وأبو العيص- وهؤلاء الأعياص. وأما «حرب بن أمية» «4» ، فهو: أبو «أبى سفيان بن حرب» ، وأمّ جميل بنت حرب، حمّالة الحطب، امرأة أبى لهب. وأما «أبو العيص «5» بن أمية» ، فولده: أسيد، أبو: عتّاب بن أسيد، وخالد بن أسيد. وكان عتّاب عامل رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- على مكة. وأما «العاصي بن أمية» ، فولد: أبا أحيحة، واسمه: سعيد. وأما «أبو العاصي» «6» ، فمن ولده: عفّان بن أبى العاص- أبو عثمان- والحكم ابن أبى العاص- أبو مروان بن الحكم.   [1] ب، ط، ل، و: «عمرو» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 وأما «أبو عمرو بن أمية» «1» ، فمن ولده: أبو معيط، أبو: عقبة/ 36/ ابن أبى معيط بن أبى عمرو بن أمية. ولم يعقب «عمرو بن أمية» ، ولا «أبو سفيان بن أمية» ، ولا «أبو حرب ابن أمية» ، ولا «العيص بن أمية» . فهؤلاء ولد: مدركة بن الياس. ولد طابخة ثم ولد «طابخة بن الياس» : أدّ بن طابخة. فولد «أدّ» : مرّ بن أدّ، وعبد مناة بن أدّ، وضبة بن أدّ «2» ، ومزينة بن أدّ، وحميس بن أدّ. فأما «عبد مناة بن أدّ» «3» ، فمنهم: تيم بن عبد مناة، وبطونها، وعدىّ بن عبد مناة- منهم: ذو الرّمة الشاعر- وعكل، وبطونها- وهؤلاء الثلاثة من الرّباب- وثور بن عبد مناة- وهم رهط: سفيان الثوريّ، والربيع بن خثيم. وأما «ضبة «4» بن أدّ» ، فولده: سعد، وسعيد، وباسل. فأما «باسل» ، فهو أبو الدّيلم. ويذكر أنّ قوس «باسل» ورحله عند «الدّيلم» إلى هذه الغاية [1] . وقتل «سعيد» ، ولا عب له.   [1] العبارة: «ويذكر ... الغاية» ساقط من «و» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 و «ضبة» كلها، ترجع إلى سعد بن ضبة، وهي جمرة من جمرات العرب، وهي من «الرّباب» . وولد «سعد» الذين تنسب إليهم: «ضبة» : بكر، وثعلبة، وصريم. ومن بطونهم: نصر، ومازن، والسيد [1] ، وذهل، وعائذة، وتيم اللات- واسمه حازم- وذبيان، وعوف، وشييم. فمن «ذهل» : بجالة، وتيم، وصبيح، وضبيعة، وكعب. وهؤلاء: بنو بجالة. ومن «كعب» : ضرار بن عمرو- وهو بيت ضبة، وهو القائل: من سرّه بنوه ساءته نفسه. وولد له ثلاثة عشر ذكرا- وبنو صباح- وهم معروفون بالصّيد- وشقرة، وهلال. وأما «مزينة بن أدّ» «1» ، فهم: مزينة مضر. منهم: النّعمان بن مقرّن، ومعقل ابن يسار، وبكر بن عبد الله المزني، وزهير الشاعر. وأما «حميس بن أدّ» ، فهم قليل، يكونون بالبصرة في: بنى عبد الله بن دارم، وبالكوفة في: بنى مجاشع. وأما «مرّ بن أدّ» «2» ، فولده: ثعلبة بن مرّ- وهم بنو ظاعنة [2] . نسبوا إلى أمهم- وبكر بن مرّ- وهم الشّعيراء- وأراشة «3» بن مرّ- ولحقوا باليمن فصاروا في: جذام. ولخم. ويقال لهم: جديس- والغوث بن مرّ- فصاروا في اليمن.   [1] هـ، و: «والسيل» . [2] ب، ل: «طابخة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 ويقال لهم: بنو/ 37/ صوفة، وكانوا يفيضون بالناس قبل «بنى صفوان» - وتميم بن مرّ، وقبره بمرّان «1» . وولده: زيد مناة بن تميم، وعمرو بن تميم، والحارث ابن تميم. أمهم: العوراء [1] بنت ضبة. وأما «الحارث بن تميم» «2» ، فمنهم: شقرة. وأما «عمرو بن تميم» «3» ، فولده: العنبر بن عمرو، والهجيم بن عمرو، وأسيّد ابن عمرو- رهط أبى حاضر الأسيدي- وأكثم بن صيفي، وأبى هالة «4» - زوج خديجة- والقليب بن عمرو، والحارث بن عمرو- وهو الحبط، ويقال لولده: الحبطات- ومالك بن عمرو. ومنهم: مازن، والحرماز، وأبو عمرو ابن العلاء، من مازن. وأما «زيد مناة «5» بن تميم» ، فولده: سعد بن زيد مناة- وفيه العدد- وعامر بن زيد مناة- وهم قليل- وامرؤ القيس «6» بن زيد مناة. منهم: عدىّ ابن زيد الشاعر. ومن قبائلهم: بنو عصية. و «مالك بن زيد مناة» «7» ، منهم: ربيعة الجوع، رهط علقمة بن عبدة الشاعر، وعلقمة الخصىّ.   [1] ب، ل: «العرما» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 ومنهم: البراجم «1» ، وهم: عمرو، وقيس، وكلفة، وظليم، وغالب: بنو حنظلة ابن مالك. ومنهم: يربوع بن حنظلة «2» ، وكليب [1] بن يربوع- رهط: جرير- ورياح ابن يربوع- رهط: الأحوص الشاعر، وقعنب الرّياحى، وسحيم بن وثيل الرّياحى- وثعلبة بن يربوع- رهط: عتيبة بن الحارث بن شهاب- وغدانة بن يربوع- رهط وكيع بن أبى سود، قاتل قتيبة بن مسلم الباهلىّ- وحزام بن يربوع، رهط: «سجاح» «3» ، التي تنبأت. ومنهم: بنو دارم بن مالك «4» بن حنظلة، ومجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة، ونهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة. ومنهم: بنو العدويّة «5» ، نسبوا إلى أمهم، وهم: زيد بن مالك بن حنظلة، وصديّ بن مالك بن حنظلة، ويربوع بن مالك بن حنظلة. ومنهم: بنو طهية، نسبوا إلى أمهم، وهم: أبو [2] سود بن مالك بن حنظلة، وعوف [3] ابن مالك بن حنظلة، وجشيش [4] بن مالك بن حنظلة. منهم: أبو البلاد [5] الطّهوى.   [1] و: «وكانت بنو كليب» . [2] كذا في ق، م وجمهرة أنساب العرب لابن حزم (116) والعقد الفريد (3: 349) . والّذي في سائر الأصول «بنو» . [3] الجمهرة: «عون» . [4] ب، ل: «حشيش» . [5] ب، ل: «أبو التلاد» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 / 38/ وأما «سعد بن زيد مناة بن تميم» ، فهو الفزر. وفيه المثل المضروب: كما تفرّقت «1» معزى الفزر. وولده: كعب بن سعد، وعمرو بن سعد، والحارث بن سعد، وعوافة ابن سعد [1] ، وعبد شمس بن سعد- واسمه مقروع- وجشم بن سعد ومالك ابن سعد، وعوف بن سعد، وهبيرة بن سعد. فأما «كعب بن سعد» «2» ، ففيهم العدد. منهم: مقاعس، وهو الحارث بن عمرو ابن كعب. ومنهم: بنو [2] حمّان «3» بن كعب بن سعد. ومنهم: بنو منقر «4» بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب. ومنهم: بنو مرة «5» بن عبيد، رهط الأحنف بن قيس، وعكراش بن ذؤيب. ومنهم: ربيعة بن كعب، وهو أبو المستوغر «6» [3] بن ربيعة، وعاش ثلاثمائة وعشرين سنة.   [1] كذا في «م» وجمهرة أنساب العرب (204) والعقد الفريد (3: 346) . والّذي في سائر الأصول: «وهم عدافة» . وهم سبعة أبناء في الجمهرة، وليس من بينهم: عوف، وهبيرة. وستة في «العقد» ليس من بينهم: عمرو، والحارث، وهبيرة. [2] ب، ل: «بنو حمار» . وانظر الاشتقاق (246) [3] ب، ل: «المستوفز» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 ومن «عوف بن كعب» «1» : بهدلة [1]- رهط: الزّبرقان بن بدر- وقريع، رهط: بنى أنف الناقة «2» ، وهو: أبو الأضبط بن قريع المتنقل في القبائل. فلمّا لم يحمدهم رجع إلى قومه، وقال: بكل واد بنو سعد. «3» ومنهم: آل عطارد، رهط أبى رجاء العطاردىّ، وآل صفوان «4» [بن شجنة [2]] ، الذين كانت فيهم الإفاضة بالناس من عرفة. ومن «عطارد» : بنو عوف. انتهى ولد: طابخة بن الياس بن مضر. وأما «قيس عيلان» «5» [3] ،- وهو الناس بن مضر-[4] فولده: سعد، وعكرمة، وأعصر، وعمرو، وخصفة. وبعض النّساب يزعم أن «عكرمة» ، هو ابن خصفة وأعصر، هو ابن سعد. فأما «عمرو بن قيس» ، فولده: فهم، وعدوان. فمن «فهم» «6» : تأَبَّط شرّا. ولا أعرف أفخاذهم.   [1] ب، ل: «ومنهم عوف بن كعب بن بهدلة» . [2] تكملة من و، وجمهرة أنساب العرب (208) . [3] و: «وأما قيس بن عيلان» . [4] و: «وهو قمعة بن الياس بن مضر» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 وأما «عدوان» ، فمن بطونهم: بنو خارجة، وبنو وابش، وبنو يشكر، وبنو عوف، والدّرعاء [1] ، وبنورهم، وبنو ناج [2] ، ومنهم: الخلج، فيما يقال. ومن «عدوان» «1» : عامر بن الظّرب، حكم العرب وأبو سيّارة، الّذي كان يفيض بالناس. و «عدوان» أنزلوا «ثقيفا» الطائف، وكانت كثيرة السادة، فتفرّقوا ببغي بعضهم على بعض. / 39/ وأما «سعد بن قيس» ، فولده: غطفان- وأمه تكمة [3] بنت مرّ. وأخوه لأمه: سليم بن منصور- وأعصر بن سعد. فولد «أعصر» : غنّى بن أعصر، ومعن بن أعصر- وهو أبو باهلة «2» . وباهلة: امرأة من همدان نسب ولد «معن» إليها- ومنبّه بن أعصر- وهم الطّفاوة. «3» فأما «غنى» «4» ، فمنهم: بنو ضبينة [4] ، وبنو بهثة، وبنو عبيد، وهم حلفاء في بنى كلاب. فأما «الطّفاوة» فمنهم: بنو حيىّ [5] ، وبنو سنان [6] ، وكانوا في «بنى شيبان» حلفاء. ومن «الطّفاوة» : الحبال «5» ، وكانوا في الهجيم.   [1] و: «والفرعاء» . [2] كذا في ق، م، والاشتقاق لابن دريد (267) . والّذي في سائر الأصول: «رباح» . [3] كذا في ط، و، وجمهرة أنساب العرب (196) . ب، ل: «بكمة» . ق، م: «فكيهة» . [4] كذا في ط، و، والاشتقاق لابن دريد (270) . والّذي في ب، ل: «صبينة» . وفي: ق، م: «ضبيبة» . [5] ط، هـ، و: «حسر» . [6] ب، ل: «قراض» . ق: «قراص» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 وأما «معن بن أعصر» «1» فولده: قتيبة، ووائل- أمهما من فزارة- وأود، وجئاوة- أمهما: باهلة، امرأة من همدان- وفرّاص، وأبو عليم. فأما «قتيبة بن معن» ، فمن ولده: غنم بن قتيبة. وولد «غنم» : سهم بن غنم. منهم: بكر بن حبيب السّهميّ، وعبد الله بن بكر السّهميّ. ومنهم: أبو أمامة، صاحب رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم. ومن «بنى قتيبة» : بنو صحب، وهم ينزلون اليمامة. ومنهم: عمرو بن عبد، وأعبد [1] ، وقعنب، وسعد بن عبد، وعامر بن عبد. ومن «بنى سعد» : بنو أصمع «2» رهط: الأصمعيّ. فأما «وائل بن معن» ، فمنهم: بنو سلمة، وبنو هلال بن عمرو، وبنو زيد، وبنو عامر بن عوف، وبنو عصية. فمن «بنى هلال» : قتيبة بن مسلم الباهلىّ. ومن «بنى وائل» : سحبان وائل، الخطيب. وأما «أود بن معن» ، فمنهم: أم الأحنف بن قيس. ومنهم: المؤذّنون في المسجد الجامع بالبصرة. وأما «فرّاص بن معن» ، فمنهم: ابن أحمر الشاعر. وجئاوة، لهم بقيّة، يعنى من ولده. وأما «بنو عليم» ، فلهم عدد في الجزيرة. منهم: بكر بن معاوية، صاحب ديوان الجند، وكان من قوّاد أبى جعفر.   [1] كذا في: ط، هـ، و. والّذي في سائر الأصول: «أعباء» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 وأما «غطفان بن سعد» ، فولده: ريث، وعبد الله. «1» فولد «ريث» : بغيضا، وأشجع. «2» فولد «بغيض» : ذبيان، وعبسا، وأنمارا. فأما «عبد الله بن غطفان» ، فهم في بنى/ 40/ عبس. وأما «أشجع بن ريث بن غطفان» ، فمنهم: بنو دهمان. وكانت «أشجع» ، ممن أعان على «عثمان» - رضى الله عنه- يوم الدّار. وأما «أنمار بن بغيض» ، فهم قليل. منهم: فاطمة بنت الخرشب [1] ، أم الرّبيع بن زياد، وإخوته: الكملة. وأما «عبس بن بغيض» ، فولده: قطيعة، وورقة، ومعم [2] والعدد والشرف في «قطيعة» . منهم: الرّبيع بن زياد، وإخوته: الكملة. ومنهم: زهير بن جذيمة، وإخوته. وولده: قيس بن زهير، وورقاء، وغيرهم. وقيس بن زهير، هو صاحب حرب داحس والغبراء. وأما «ورقة، ومعتم» ابنا عبس، فلا يعرف منهما أحد. وأما «ذبيان بن بغيض» ، فولده: فزارة، وسعد، وهاربة البقعاء. وقد بادت «هاربة» إلا بقية يسيرة في: بنى ثعلبة بن سعد.   [1] ب، ل: «الحوشب» . [2] ب، ل: «ومقثم» . وانظر جمهرة ابن حزم (239) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 وأما «فزارة بن ذبيان» ، فولده: عدىّ، وظالم، ومازن، وشمخ. «1» أمهم: منولة. وأما «ظالم بن فزارة» ، فقد بادوا إلا قليلا. منهم: نعامة «2» ، الّذي كان يحمّق، واسمه: بيهس. وأما «شمخ بن فزارة» ، فولده: لأى، وهلال. فمن بنى لأى «3» : سمرة بن جندب. وأما «مازن بن [1] فزارة» ، فمنهم: بنو العشراء. ومن «بنى العشراء» «4» : هرم بن قطبة بن سيّار، الّذي تحاكم إليه عامر بن الطّفيل، وعلقمة بن علاثة. وأما «عدىّ بن فزارة» ، فولده: ثعلبة، وسعد. فمن «سعد» : عمرو بن هبيرة الفزارىّ. ومن «ثعلبة» : عدىّ بن أرطاة. ومنهم: حذيفة بن بدر، سيّد غطفان وبيت قيس، وكان يقال له: ربّ معدّ وأخواه: مالك بن بدر، وحمل بن بدر، وابنه: حصن بن حذيفة، أبو: عيينة بن حصن. ومن بنى بدر: بنو أم قرفة [2] .   [1] ساقطة من «و» . [2] ب، ل: «بنو قرفه» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 ومن «بنى فزارة» : بنو خالدة. وأما «سعد بن ذبيان» : فولده: ثعلبة، وعوف. فمن «ثعلبة» : بنو جحاش، وبنو سييع، وبنو حشور [1] . وفي «بنى سييع» البيت والشرف. ومن «بنى ثعلبة» : شماخ، ومزرّد، ابنا ضرار، الشاعران. فولد «عوف بن سعد» : مرّة، وعيدا. فأما «عيد» [2] ، فقليل. منهم الرجل الّذي قتله محلم بن جثّامة اللّيثي، وهو يقول: لا إله إلا الله. «1» وفي «مرّة بن عوف» ، الشرف والسؤدد. فولد «مرّة بن عوف» : غيظ بن مرّة، ومالك/ 41/ بن مرة، وصرمة وسهما، وبنى صارد، وغيرهم. فولد «غيظ بن مرّة» : نشبة [3] ، ويربوعا. فمن «يربوع» : الحارث بن ظالم. ومنهم: النابغة الذّبيانى. ومنهم: عقيل بن علّفة. وأما «نشبة بن غيظ» فمن ولده: هرم بن سنان «2» الجواد- الّذي كان يمدحه زهير- وأخوه خارجة. بقير بنى غطفان- لقب به لأنه استخرج من بطن أمه بعد ما هلكت- وأخوه «3» : عوف بن سنان، وابنه: الحارث بن عوف- صاحب الحمالة بين: عبس وذبيان.   [1] ب، ل: «خشور» . [2] ب، ل: «عبد» . [3] ب، ل: «شيبة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 وأما «خصفة بن قيس عيلان» ، فولده: عكرمة، ومحارب. وبعضهم يذكر: أن عكرمة، هو ابن قيس. وأما «محارب بن خصفة» ، فمنهم: جسر، وبنو الخضر [1] . وبنو جسر، حلفاء بنو عامر بن صعصعة. وأما «عكرمة بن خصفة» «1» ، فولده: عامر، ومنصور، وأبو مالك. فأما «بنو أبى مالك بن عكرمة بن خصفة» ، فهم في بنى تيم الله [2] ، أربعمائة بيت. وأما «عامر بن عكرمة بن خصفة» ، فهم حشوة في بنى سليم بالبصرة، ولهم بقيّة بالبادية. وأما «منصور بن عكرمة» ، فولده: سليم، وسلامان، وهوازن، ومازن. فأما «مازن» ، فمنهم: عتبة بن غزوان، الّذي اختطّ البصرة. وأما «سليم بن منصور» ، فولده: بهثة «2» بن سليم. وولد «بهثة» : امرأ القيس، وعوفا. ومن قبائل «سليم» «3» : بنو حرام، وبنو خفاف، وسمّال [3] ، ورعل، وذكوان، ومطرود، وبهز، وقنفذ، ورفاعة، وعصية، وظفر، وبجلة [4] ، وحبيب بن مالك، وبنو الشّريد، وبنو قتبة. فأما «بجلة» ، فخرجت من «بنى سليم» ، وصارت في «بنى عقيل» . و «بنو الشّريد» : بيت سليم، منهم: الخنساء، وأخواها: صخر بن عمرو، ومعاوية بن عمرو.   [1] ب، ل: «الحضر» . [2] هـ، و: «في بنى تيم» . [3] ب، ل، و: «سماك» . [4] هـ، و: «نجلة» . وانظر الاشتقاق (193) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 وأما «هوازن بن منصور» ، فولده: بكر، وسييع، وحرب، ومنبّه، ولا عقب لسييع، وحرب، ابني هوازن. وأما «منبه» ، فهو أبو ثقيف، في قول بعضهم. وولد «بكر بن هوازن» : سعد بن بكر، ومعاوية بن بكر، وزيد بن بكر. فأما «زيد بن بكر» ، فقتله أخوه: معاوية، وهو أوّل من فدى بالإبل. وأما «سعد بن بكر» ، فهم أظآر رسول الله-/ 42/ صلّى الله عليه وسلم- وسبيت هوازن، فجاءته أخته من الرّضاعة، فأعتقهم أجمعين. وأما «معاوية بن بكر» ، فولده: جشم، ونصر، وصعصعة، وجسر، والسبّاق، وجحش، وجحاش، وعوف، ودحوة، ودحية. فأمّا: دحوة، ودحية «1» ، وجحش، وجحاش، فلا نعلم لهم أعقابا. فأما «عوف» ، فيقال لهم: الوقعة. قال الشاعر: [بسيط] يا أخت دحوة بل يا أخت إخوتهم ... من عامر أو سلول أو من الوقعة وأما «جشم» ، ففيهم يقول الأخطل «2» : [طويل] ولا جشم شرّ القبائل إنهم ... كبيض القطا ليسوا بسود ولا حمر ومنهم: غزيّة «3» ، رهط: دريد بن الصمّة. وأما «بنو نصر» «4» ، فمنهم: مالك بن عوف النّصرى، وكان على «هوازن» يوم حنين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 وأما «صعصعة بن معاوية» ، فولده: عامر، ومرّة، وغاضرة [1] ، ومازن، ووائلة. فأما «بنو مرّة» «1» ، فيعرفون بنى سلول، وهي أمهم: ومنهم: أبو مريم السّلولى. ومنهم: العجير السّلولى الشاعر. وأما «عامر «2» بن صعصعة» ، فولده: هلال بن عامر- رهط: زينب بنت خزيمة، زوج النبي- صلّى الله عليه وسلم- وسواءة بن عامر. [وفيهم يقول الأخطل «3» : [بسيط] وأدرك علمي في سواءة أنها ... تقيم على الأوتار والمشرب الكدر [2] ونمير بن عامر، وهي جمرة من جمرات العرب. منهم: أبو حيّة النّمبرى. ومنهم: الرّاعى الشاعر. وربيعة بن عامر، وولده: بنو مجد، ينسبون إلى أمهم. قال لبيد بن ربيعة الشاعر: [وافر] سقى قومي بنى مجد وأسقى ... نميرا والقبائل من هلال وهم: عامر بن ربيعة، وكعب بن ربيعة، وكلاب بن ربيعة. فأما «عامر بن ربيعة» «4» ، فمن ولده: عمرو بن عامر، فارس الضّحياء. ومن ولد «عمرو» : خداش بن زهير الشاعر. ومن ولده: بنو البكّاء بن عامر. ومن «بنى البكاء» : خرقاء، صاحبة ذي الرمة.   [1] ب، ل: «عاصرة» . [2] تكملة من: ب، ل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 وأما «كلاب بن ربيعة» «1» ، فكان فيه نوك [1] . وولده: جعفر. ومعاوية، وربيعة، وأبو بكر. وعمرو، والوحيد، و [أبو [2] رواس، والأضبط، وعبد الله، وكعب بن كلاب. جملتهم عشرة. فمن «بنى [أبى [2] رواس» : وكيع بن الجرّاح. فمن «بنى الوحيد» ، أمّ البنين: كانت عند: عليّ بن أبى طالب- رضى الله/ 43/ عنه- فولدت له: العبّاس، وجعفرا، وعبد الله. وأما «معاوية بن كلاب» ، فمنهم: الضّباب، وهم: حسل، وحسيل، وضب، بنو معاوية. وأما «عمرو بن كلاب» ، فلهم عدد كثير. وفيهم قوم يقال لهم: بنو دودان. ومن ولد عمرو: يزيد بن عمرو الصّعق. «2» وأما «جعفر بن كلاب» ، فولده: الأحوص، وخالد، ومالك، وعتبة، بنو جعفر بن كلاب. وكان «الأحوص» يكنى: أبا شريح. وكان على «بنى عامر» يوم جبلة. ومن ولده: علقمة بن علاثة. الّذي نافر عامر بن الطّفيل إلى هرم بن قطبة «3» الفزارىّ. وأما «خالد بن جعفر» ، فهو الّذي قتل زهير بن جذيمة العبسىّ. وقتله الحارث بن ظالم المرّي.   [1] ب، ل: «ثول» . [2] التكملة من الاشتقاق (296) وجمهرة أنساب العرب (265) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 وأما «مالك بن جعفر» ، فولده: عامر، وطفيل، وربيعة، وعبيدة، ومعاوية: أمهم أمّ البنين، وفي ذلك قال لبيد: [رجز] نحن بنى «1» أم البنين الأربعة فجعلهم أربعة، وهم خمسة، للقافية. وأما «معاوية» ، فهو: معوّذ الحكماء. وأما «ربيعة» ، فهو: أبو «لبيد» الشاعر. وأما «الطّفيل» ، فهو: أبو عامر بن الطفيل. وأما «أبو بكر بن كلاب» ، فمن ولده: القرطات «2» : قرط، وقريط، ومقرّط. ومنهم: الضحاك بن سفيان، الّذي استعمله رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- على بنى سليم. ومنهم: المحلّق بن حنتم [1] ، الّذي قال فيه الأعشى الشاعر: [طويل] وبات على النار النّدى والمحلّق «3» مضت «كلاب» . وأما «كعب بن ربيعة» ، فولده: عقيل، وقشير، والحريش، وجعدة، وعبد الله، وحبيب.   [1] ب، ل: «حشم» . جمهرة أنساب العرب (266) : «خيثم» . الديوان (5: 33) : «خنثم» . وانظر شرح القاموس «حلق» و «حتم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 فأما «عبد الله بن كعب» ، فمن ولده: بنو العجلان بن عبد الله بن كعب، رهط: ابن مقبل الشاعر. أما «جعدة بن كعب» ، فمنهم: النابغة الجعديّ. وأما «الحريش بن كعب» ، فمنهم: مطرّف بن عبد الله بن الشّخّير، وزرارة ابن أوفى، وعبد الله بن سبرة الحرشيّ، الّذي قطع يده «اطريون» [1] الرّومى. وأما «قشير بن كعب» ، فمنهم: غطيف، وغطفان. ومنهم: مالك ذو الرّقيبة. ومنهم: بنو ضمرة، ولهم عدد بالبصرة. وأما «عقيل بن كعب» «1» ، فمنهم: خفاجة، وفيهم أشراف، ومنهم الحلفاء. ومنهم: بنو الأخيل، رهط: ليلى الأخيلية. ومنهم: المجنون/ 44/ الشاعر. ومنهم: توبة بن الحميّر: صاحب، ليلى الأخيلية. انقضى ولد «بكر بن هوازن» .   [1] ط، و: «اطريانوس» . واللسان: «جدمر» : «اطربون» . وزادت: «ب» ، ل بعد هذه الكلمة: وأنشد لعبد الله بن سبرة: فإن يكن أطربون الرّوم قطعها ... فقد تركت بها أوصاله قطعا وإن يكن أطربون الرّوم قطعها ... فإن فيها بحمد الله منتفعا بنانتان وجدمور أقيم به ... صدر القناة إذا ما آنسوا فزعا وانظر اللسان «جدمر» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 ثقيف وأما: منبّه بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان، فولده: قسىّ، وهو ثقيف. و «ثقيف» قاتل أبى رغال، وكان مصدّقا، فمرّ به «ثقيف» فقتله، فقيل، قسا عليه، فسمى: قسيّا. قال الشاعر [1] : [رجز] نحن قسىّ «1» وقسا أبونا [2] فولد «ثقيف» : جشم، وعوفا، والمسك. فأما «المسك» فتزوّجها «قاسط» ، فولدت له: وائلا، أبا بكر بن وائل. وأما «جشم» ، فولد: حطيطا. فولد حطيط: مالكا، وغاضرة. وأما «عوف» ، فهم الأحلاف وذلك أنهم تحالفوا على بنى مالك، وصارت «غاضرة» مع الأحلاف. ف «ثقيف» فرقتان: بنو مالك، والأحلاف. فمن «بنى مالك» : السائب بن الأقرع. ومنهم: بنو الحارث [3] بن مالك، ويقال لهم: الأثرون. ومن «الأحلاف» . المختار بن أبى عبيد، والحجّاج بن يوسف، وأمية بن أبى الصلت الشاعر، وأبو محجن الشاعر، والحارث بن كلدة، ومعتّب، وعتّاب، وأبو عتبة «2» ، وعتبان. انقضت «مضر» كلها.   [1] هـ، و: قال شاعرهم» . [2] زادت: ب، ل: نحن بنينا طائفا حصينا ... والله لا يسلم ما بقينا [3] ب، ل: «الحارث أو الحويرث» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 ربيعة بن نزار بن معد فولد «ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان» : أسد بن ربيعة، وأكلب بن ربيعة، وضبيعة بن ربيعة. فأما «أكلب بن ربيعة» ، فهم في «خثعم» . منهم: أنس بن مدرك الخثعميّ، قاتل: سليك بن السّلكة. وهم قبائل وبطون كثيرة تنسب إلى «خثعم» . وأما «ضبيعة بن ربيعة» ، فولد: أحمس، والحارث ذا [1] القلادة. فمن «أحمس» : جماعة رهط «المسيّب بن علس» الشاعر. ومنهم: بهثة، ودوفن «1» ، رهط «المتلمّس» الشاعر، والحارث بن عبد الله ابن دوفن، وكان سيّد «ضبيعة» في الجاهلية. ومنهم: بنو الكلبة [2] ، ولهم عدد وجلد. ومنهم: بنو شحنة. وأما «أسد بن ربيعة» ، فولد: جديلة بن أسد- أمه إيادية- وعنزة ابن أسد، وعميرة بن أسد، أمهما: برّة [3] بنت قيس عيلان. فأما «عميرة بن أسد» ، فهم في «عبد القيس» . وولده: مبشّر، ومنصور، ومالك، بنو عميرة. وأما «عنزة/ 45/ بن أسد» ، فاسمه: عامر- وسمى: عنزة لأنه قتل رجلا بعنزة. ويقال: إنّ «عنزة» هو: ابن أسد بن خزيمة- فولد «عنزة» : يدكر بن عنزة، ويقدم بن عنزة. وأما «جديلة بن أسد» ، فولده: دعمىّ بن جديلة. وولد «دعمىّ» : أفصى ابن دعمىّ. فولد «أفصى» : هنب بن أفصى، وعبد القيس بن أقصى. فولد   [1] و: «الحارث والقلادة» . وانظر: جمهرة أنساب العرب (275) . [2] ز: «أبو كلبة» . [3] ب، ل: «وبرة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 «عبد القيس» : اللّبوء بن عبد القيس- أمه: هند بن تميم بنت مرّ- وأخواه لأمه: تغلب، وبكر- وأفصى بن عبد القيس. فأما «اللّبوء» ، فهم بالموصل، وبتوّج «1» كثير. وأما «أقصى بن عبد القيس» ، فولده: شنّ، ولكيز. فمن «شنّ» : الدّيل بن شنّ. وولده: سعد، وجذيمة، وعامر، وحبيب. ومنهم: بنو بهثة بن جذيمة بن الدّيل. وأما «لكيز» ، فولده: نكرة، وصبّاح، ووديعة. فأما «نكرة» ، فهم: خلفاء جذيمة. ومنهم: منبّه بن نكرة، وهم أهل البحرين، وفيهم العدد والشرف. منهم: المثقّب العبديّ الشاعر، والممزّق الشاعر، والمفضل بن عامر [1] الشاعر، صاحب القصيدة المنصفة «2» . وبعمان قوم من «نكرة» ، وباليمن قوم منهم. وأما «وديعة» ، فولده: عمرو بن وديعة، وغنم بن وديعة، ودهن بن وديعة. فأما «دهن بن وديعة» ، فهم: وائلة. نسبوا إلى أمهم، ومنهم: [عمّار الدّهنى [2] . وأما «غنم بن وديعة» ، فولد: عمرو بن غنم، وغوف بن غنم. وأما «عمرو بن وديعة» ، فولده: أنمار، وعجل، ومحارب، والدّيل، والعوق، وامرؤ القيس.   [1] الاشتقاق (320) وجمهرة أنساب العرب (282) والأصمعيات (230) : «المفضل ابن معشر» [2] تكملة من: ب، ل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 فمن ولد «الدّيل» : أهل عمان، منهم: بنو صوحان، ومصقلة «1» بن رقبة، الخطيب. ومنهم: آل المعذّل بن عيلان، بالبصرة. وأما «العوق» ، فهم [1] : العوقة، وهم عمانيون قليل. وأما «أنمار» ، فمنهم: عصر، رهط: الأشجّ العبديّ. ومنهم: ظفر، رهط: صحار العبديّ. ومن «أنمار» : بنو جذيمة. ومن «جذيمة» : مهو، الّذي اشترى الفسو ببردي حبرة. «2» وأما «محارب بن عمرو» ، فولده: حطمة، وظفر، ابنا محارب. وأما «هنب بن أفصى» ، فولد: قاسط بن هنب، وعمرو بن هنب، وجندب [2] ابن هنب. فأما «عمرو بن هنب» ، فمنهم: عتيب/ 46/ بن عمرو- وهم في بنى شيبان- ولعتيب عدد بالبصرة و «جندب» [3] في «بنى شيبان» أيضا. وأما «قاسط بن هنب» ، فولده: عمرو بن قاسط، والنّمر بن قاسط، ووائل ابن قاسط، وأمهم: المسك بنت ثقيف. فأما «عمرو بن قاسط» ، فمنهم: غفيلة [4] ، ولهم عدد بالجزيرة في بنى تغلب.   [1] هـ، و: «منهم» . [2] هـ، و: «خندف» . وذكر ابن حزم في الجمهرة (283) أولاد «هنب» فاقتصر على: قاسط، والنمر. [3] و: «وعتيب» . [4] ب، ل: «عقبلة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 وأما «النّمر بن قاسط» ، فولد: تيم الله، وأوس الله، وعائذ الله وأمهم: هند بنت تميم بن مرّ. وإخوتهم لأمهم: بكر، وتغلب. وأخوهم لأمهم أيضا: اللبوء بن عبد القيس. فأما «تيم الله» ، فولده: الخزرج، والحريث. وولد «الخزرج» : سعدا. وولد «سعد» : عامر بن سعد الضّحيان لأنه كان يعقد لقومه في الضّحى يقضى بينهم، وكان صاحب مرباعهم. [وولد عامر: ربيعة، وربيّعة [1] . ومن ولده: هلال بن ربيعة بن زيد مناة بن عامر. منهم: أبو حوط الحظائر. سمّى: حوط الحظائر لأنّ المنذر بن امرئ القيس كان جمع أسارى «بكر» في حظائر ليحرقهم. فكلّمه فيهم، فشفّعه. ومنهم [2] : كعب بن الحارث. ومنهم: [ابن [3] الكيّس النّمرى. ومنهم: ابن القرّية. [والقرّية: الحوصلة [4] . وأما «وائل بن قاسط» ، فولد: بكر بن وائل، وتغلب بن وائل، وعنز بن وائل. أمهم: هند بنت تميم بن مرّ. فأما «عنز وائل» ، فولد: أراشة، ورفيدة. فمن أراشة: أشجع [5] ، وغضاضة. فأما «تغلب بن وائل» ، فولد: غنم بن تغلب، والأوس بن تغلب، وعمران بن تغلب.   [1] تكملة من: هـ، و. [2] ب، ل: «وهو» . [3] تكملة من الاشتقاق (334) . [4] تكملة من «و» . [5] ب، ل: «أشح» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 فأما «غنم بن تغلب» فمنهم: معاوية بن عمرو بن غنم. وفيهم يقول الأخطل: «1» [وافر] إذا حلّت معاوية بن عمرو ... على الأطواء «2» خنّقت الكلابا ومنهم [1] : الأراقم، وهم: جشم، ومالك، وعمرو، وثعلبة، والحارث، ومعاوية، بنو: بكر بن حبيب بن عمرو. ومن «بنى تغلب» : عكبّ. ومنهم: بنو عدىّ بن أسامة. ومنهم: بنو كنانة. يقال لهم: قريش تغلب، وهم بنو عكبّ. «3» ومنهم: جشم بن بكر. ومن «بنى جشم» : بنو الحارث بن زهير، رهط كليب بن ربيعة،/ 47/ الّذي يقال فيه: أعزّ من كليب وائل وأخوه: المهلهل. وهو الّذي هيّج الحرب بين: بكر وتغلب، أربعين سنة. ومن «بنى زهير» : بنو عتّاب. منهم: عمرو بن كلثوم. ومن «بنى جشم» : فدوكس، رهط الأخطل الشاعر. بكر بن وائل وولد «بكر بن وائل» : عليّ بن بكر، ويشكر بن بكر، و [2] بدن بن بكر أمّهم. هند بنت تميم بن مرّ. ويقال لها: أمّ القبائل. فأما «يشكر بن بكر» : فولد كعب بن يشكر، وكنانة بن يشكر، وحرب ابن يشكر. وفي «كعب» العدد والشرف.   [1] زادت: «ب» قبل هذا. وقال الشاعر في قوم منهم سكنوا الحضر: قوم إذا أكلوا أخفوا كلامهم ... واستوثقوا من رتاج الباب والدار [2] كذا في ط، و. والاشتقاق لابن دريد (339) . والّذي في سائر الأصول: «بدر» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 فمن ولد «كعب بن يشكر» : حبيّب، والعتيك. ومنهم: بنو عنبر [1] بن غنم ابن حبيب، وثعلبة، وجشم، وعدىّ بن جشم. فهذه «يشكر» . وأما «عليّ بن بكر بن وائل» ، فولده: صعب. وولد صعب: اللّجيم ابن صعب، وعكابة بن صعب، ومالك بن صعب. فأما «مالك» ، فمنهم بنو زمّان منهم: الفند الزّمانى، وعددهم في بنى حنيفة. وأما «لجيم بن صعب» ، فولده. عجل بن لجيم، وآخران لم يعقبا. فأما «عجل» ، فولده: ربيعة، وضبيعة، وسعد، وكعب. فأما «سعد» و «ضبيعة» فقليل. وأما «ربيعة» ، فمنهم: أبو النّجم الراجز العجليّ، والعديل بن الفرخ. ومنهم: دغة الحمقاء، وكانت عند «جندب بن العنبر» ، فولدت له: عدىّ بن جندب. وأما «سعد بن عجل» ، فالعدد في ولدهم، منهم: الأغلب الراجز. ومنهم: أبو دلف. ومنهم: الفرات بن حيّان، وكانت له صحبة. مضت «عجل» . وأما «حنيفة بن لجيم» ، فولده: الدّول بن حنيفة، وعدىّ بن حنيفة، وعامر بن حنيفة، وعبد مناة بن حنيفة. فأما «عبد مناة» فقليل. وأما «عدىّ بن حنيفة» ، فمنهم: مسيلمة الكذّاب. وأما «الدّول» ، فمنهم: بنو هفّان. ومنهم: هوذة بن عليّ الحنفىّ، ذو التاج. مضت «حنيفة» .   [1] ط، و: «ومنهم بنو غنم بن حبيب» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 وأما «عكابة بن صعب» ، فولد: قيسا، وثعلبة. فأما «قيس بن عكابة» فهم قليل/ 48/، وعددهم في بنى ذهل. وأما «ثعلبة بن عكابة» ، فيقال له: الحصن. قال الأعشى: [طويل] فما ضرّها لو خالطت في بيوتهم [1] ... بنى الحصن ما كان اختلاف القبائل وولد «ثعلبة» : ذهل بن ثعلبة، وشيبان بن ثعلبة، وقيس بن ثعلبة، وتيم الله ابن ثعلبة، وأتيد [2] بن ثعلبة، وضنة [3] بن ثعلبة. فأما «ضنّة» [3] ، فلحقت باليمن، فصارت في بنى عذرة. وأما «أتيد» ، فهم في بنى شيبان. وأما «تيم الله بن ثعلبة» ، فهم اللهازم، وهم حلفاء بنى عجل. فولد «تيم الله بن ثعلبة» : مالكا، والحارث، وعامرا، وهلالا، وذهلا، وزمّان، ومازنا [4] ، وحاطبة [5] . وهؤلاء يقال لهم: الأحلاف، [إلا [6] : الحارث، وعامرا، ومالكا. ويسمى: أولئك أحلافا لأنهم تحالفوا على هؤلاء. وأما «قيس بن ثعلبة» ، فولد: ضبيعة، وتيما، وسعدا. وفي «ضبيعة» العدد. منهم: الأعشى ميمون بن قيس، ومنهم: ربيعة الجحدر، وكان فارس «بكر بن وائل» يوم تحلاق اللّمم. ومنهم: مرّة بن عبّاد، والحارث ابن عباد، وجرير بن عبّاد، الّذي ينسب إليه: الجريريّ، المحدّث.   [1] ب، ل: «بيوتكم» والبيت لم يرد في الديوان. [2] ب، ل: «واتية» . [3] ب، ل: «ضبة» . وانظر الاشتقاق (457) . [4] ط، و: «وزمان وحاطية» . ق، م: «وذهل ومازن وحاطبة» ، وقد ساقهم ابن حزم في الجمهرة (296) فلم يذكر من بينهم: «مازنا ولا زمانا» . [5] هـ، و: «حاطمة» . وانظر: جمهرة أنساب العرب (296) . [6] تكملة من: ب، ل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 وأما «تيم بن قيس» ، و «سعد بن قيس» ، فهما الحرقتان. وأما «ذهل بن ثعلبة بن عكابة» ، فولد: شيبان، وعامرا. فأما «عامر» ، فيقال لهم: الوخم. وأما «شيبان بن ذهل» ، فولده: سدوس بن شيبان- وفيه العدد- وعمرو، ومازن، وعلباء، ومالك، وعامر، وزيد مناة. فأما «علباء بن شيبان» ، فهم قليل. ومن «عمرو بن شيبان» : القعقاع بن شور، الّذي يقول فيه الشاعر: [وافر] وكنت جليس «1» قعقاع بن شور ... ولا يشقى بقعقاع جليس ومنهم: دغفل النسّابة. أما «سدوس بن شيبان» ، فكانت له ردافة آكل المرار، وكان له عشرة من الولد، منهم: الحارث بن سدوس، وكان له أحد وعشرون ذكرا. قال فيه الشاعر: ولو شاء ربّى كان أير أبيكم ... طويلا كأير الحارث بن سدوس «2» / 49/ وأما «شيبان بن ثعلبة بن عكابة» ، فولده: ذهل، وتيم، وثعلبة، وعوف. فأما «عوف» ، فلا عقب له. وأما «ثعلبة» ، فمنهم: مصقلة بن هبيرة الشّيبانيّ. وأما «تيم بن شيبان» ، ففيهم سخاء وسؤدد. ومن بنى تيم: الأصمعان، يقال: «يوم الأصمعين» في الجاهلية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 وأما «ذهل بن شيبان» ، فولده: مرة بن ذهل بن شيبان، وفيه العدد والبيت وربيعة بن ذهل، ومحلّم بن ذهل، والحارث بن ذهل. أمّهم: رقاش. وعبد غنم بن ذهل، وعوف بن ذهل، وصبيح، وشيبان، وأمّهم: الورثة، من بنى يشكر، وهم ينسبون إليها، فيقال: «بنو الورثة» . وعمرو، وأمه: جذرة، سبيّة من اليمن، فهم يدعون «بنى الجذرة» وهم قليل. ومن الأشراف من بنى شيبان: عوف بن محلّم بن ذهل، الّذي قيل فيه: «لا حرّ بوادي عوف» . «1» ومنهم: الضحّاك بن قيس الشّاري، والبطين بن زيد الشاري وشبيب [1] ، وقعنب، الخارجيّان. ومنهم: هانئ بن مسعود، صاحب يوم ذي قار، وأخوه: قيس بن مسعود. ومنهم: جسّاس، قاتل كليب. ومنهم: سويد بن سليم الشاري، والمثنّى بن حارثة الّذي افتتح السواد. وهلك المثنّى، فتزوّج سعد بن أبى وقّاص امرأته «سلمى» ، فنظرت إلى أهل القادسية، فقالت: «القوم أقران ولا مثنّى لهم» فلطم [2] سعد عينها. ومنهم: الحوفزان بن شريك، ومطر بن شريك. ومن ولد «مطر» : معن بن زائدة، ويزيد بن مزيد. ومنهم: قيس بن مسعود الشّيبانيّ، سيّد بكر بن وائل وابنه: بسطام بن قيس.   [1] ب، ل: «سنان» ق: «شيبان» . وانظر الاشتقاق (217) . [2] و: «فلكم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 ومنهم: بنو الشّقيقة، نسبوا إلى أمهم، وهؤلاء جميعا يرجعون إلى «ذهل ابن شيبان» . مضت «نزار» كلها. نسب اليمن قال: وأجمع النّسابون على أنّ اليمن من ولد قحطان، وقد ثبت نسبه فيما تقدّم من الكتاب. قالوا: ولد قحطان: يعرب بن قحطان. فولد يعرب: يشجب بن يعرب. فولد يشجب: سبأ بن يشجب. وقال بعضهم: اسم «سبإ» : عامر. / 50/ فولد «سبأ» : حمير بن سبإ، وكهلان بن سبإ، وعمرو بن سبإ، والأشعر بن سبإ، وأنمار بن سبإ، وعاملة بن سبإ، ومرّ بن سبإ. فأما «عمرو بن سبإ» ، فولد: عدىّ بن عمرو. فولد «عدىّ» : لخم بن عدىّ، وجذام بن عدىّ. فمن «لخم» : حدس [1] بن لخم، وهم قبائل كثيرة. ويقول قوم: إنهم من ولد: أراشة بن مرّ بن أدّ بن طابخة بن الياس، وذلك أنّ «أراشة» لحق باليمن وصار في «جذام» . ومن «لخم» : غنم بن لخم، وهم قبائل كثيرة. ويقول قوم: إنهم من «مضر» .   [1] كذا في: ط، هـ، وو الاشتقاق (378) . والّذي في: ق، م: «جدس» . وفي سائر الأصول: «جدش» . المعارف لابن قتيبة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 ومن «لخم» : بنو الدّار بن هانئ، وهم الدّاريون، كان منهم تميم الدّارى. ومن «جذام» : حرام بن جذام، وحشم بن جذام. فولد «حرام» : غطفان بن حرام، ومالك بن حرام. فمن «غطفان» : نضلة، وبنو الأحنف، وبنو الضّبيب، وبنو هدالة، وبنو نفاثة، وبنو ضليع، وبنو عائذة، وبنو شبرة، وبنو عبد الله، وبنو الخضراء [1] ، وبنو سليم، وبنو بجالة، وبنو غنم، وبنو فاكه [2] . ويزعم قوم أنّ «غطفان بن حرام» من قيس عيلان، وقعوا إلى اليمن. وولد «مالك بن حرام بن جذام» : سعد بن مالك، ووائل بن مالك. وبنو «سعد بن مالك» ، بطون كثيرة. منهم: بنو عوف، وبنو عائذة، وبنو فهيرة، وبنو صبحة، وبنو الأخنس، وبنو حىّ، وغيرهم. وبنو «وائل بن مالك» ، بطون كثيرة. وولد «حشم بن جذام» خمسة أبطن، منهم: حطمة. ونسّاب «مضر» تزعم أنهم من: بنى أسد بن خزيمة. وأما «الأشعر بن سبإ» ، فولد: الأشعريين، رهط أبى موسى الأشعريّ. وأما «أنمار بن سبإ» ، فولد ولدا، فحالفوا: خثعما، وبجيلة. ونسّاب «مضر» تزعم أنّ «خثعما» و «بجيلة» ، ابنا أنمار بن نزار، فجرّ «أنمار بن سبإ» نسبهم إلى «سبإ» باسم أبيهم. وقال آخرون:   [1] كذا في ط، و. ق، م: «سير» . ب: «صير» في: «مثير» . [2] في ط، هـ، و: «فالة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 خثعم، وبجيلة، ابنا: عمرو بن الغوث، أخى: الأزد بن الغوث وبجيلة: امرأة. ومن بطون «بجيلة» : قسر، رهط خالد بن عبد الله القسري وبنو أحمس، رهط: شبل بن معبد، وبطونهم ليست بالمشهورة. / 51/ وأما «عاملة بن سبإ» ، فولد قبائل اليمن، وهم قليل. ويزعم نساب «مضر» أنهم من ولد: قاسط بن وائل. قال الأعشى «1» : [متقارب] أعامل حتّى متى تذهب ... بين إلى غير والدك الأكرم ووالدكم قاسط فارجعوا ... إلى النّسب الأتلد الأقدم وأمّا «حمير بن سبإ» ، فولد: مالك بن حمير، وعامر بن حمير، وسعد ابن حمير، ووائلة بن حمير، وعمرو بن حمير. فولد «عامر بن حمير» : دهمان بن عامر. وولد دهمان: يحصب، كلّها. وولد «سعد بن حمير» : انسلف، وأسلم. وولد «عمرو بن حمير» : الحارث بن عمرو. وولد «الحارث» : ذا رعين. وولد «مالك بن حمير» : قضاعة بن مالك. ومن قبائل «قضاعة» : كلب بن وبرة. ومن بطونهم: بنو عدىّ بن جناب، وبنو عليم بن جناب، وغيرهم- ذكرهم زهير «2» . ومنهم: بنو العبيد. قال الأعشى «3» [1] : [وافر]   [1] تكملة من: ط، و. وانظر جمهرة أنساب العرب (406) والإكليل للهمدانى (10: 4- 6) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 [بنو الشّهر الحرام فلست منهم [1] ... ولست من الكرام بنى العبيد ومنهم: رفيدة، ومصاد [2] ، وبنو القين، وسليح، وتنوخ، وجرم بن ربّان، وراسب بن جرم، وبهراء، وبلىّ، ومهرة، وعذرة، وسعد هذيم- وكان هذيم عبدا حبشيّا حضن «سعدا» ، فنسب إليه- وضنّة بن سعد، وسلامان [3] بن سعد، وجهينة بن سعد، ونهد بن سعد. ومن «قضاعة» [4] : التبابعة. منهم: ذو الكلاع، وذو نواس، وذو أصبح- تنسب إليه السّياط الأصبحيّة- وذو جدن، وذو فائش، وذو يزن. وجرش [5] والشّحول، وبطون كثيرة. وولد «وائلة بن حمير» : السّكاسك بن وائلة، والعدد من «حمير» في السّكاسك. وأما «كهلان بن سبإ» : فولد زيد بن كهلان. وولد «زيد» : مالك ابن زيد، وأدد بن زيد. فولد «أدد» : طيِّئ بن أدد، والغوث بن أدد. فمن «طيِّئ» : بنو نبهان بن عمرو، وبنو ثعل بن عمرو، وحاتم الطائي. ومنهم: جرم بن/ 52/ عمرو، وبنو سنبس. قال الشاعر: «1» [متقارب] فصبّحها القانص السّنبسيّ   [1] تكملة من «ط» . [2] ب، ل: «ومضاضة» . [3] ب، ل: «وسلمان» . [4] ب، ل: «ومن حمير» . [5] ب، ل: «وذو جرس» . وانظر الاشتقاق (530) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 وبنو «تيم بن ثعلبة» ، وفيهم يقول امرؤ القيس: [وافر] بنو تيم مصابيح الظلام «1» وأفخاذ «طيِّئ» كثيرة، غير أن جمهور النسب إلى «طيِّئ» ، الأب الأكبر. وولد «مالك بن زيد بن كهلان» : يحابر بن مالك- وهو مراد- ومرتع ابن مالك، وقرن بن مالك، وخيار بن مالك. فولد «مرتع بن مالك» : ثور بن مرتع. فولد «ثور» : كندة بن ثور، ويزيد بن ثور. فولد «يزيد» : صداء بن يزيد. وولد «كندة» : تجيب، والسّكون. وولد «خيار بن مالك» : ربيعة بن خيار. وولد «ربيعة بن خيار» : أوسلة بن ربيعة، وهم همدان. ومن «همدان» : السّبيع- رهط: أبى إسحاق السّبيعي- ووداعة، رهط: مسروق بن الأجدع. وولد «يحابر بن مالك» : مذحج بن يحابر. وولد «مذحج» : مرادا، وسعد العشيرة، وخالدا، وعنسا. فأما «عنس» ، فهم رهط: عمار بن ياسر والأسود العنسيّ، الّذي تنبأ باليمن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 وولد «سعد العشيرة بن مذحج» : جعفي بن سعد، وجنب بن سعد، والحكم ابن سعد، وعائذ الله بن سعد، وعبد الله بن سعد، واللّبوء بن سعد، وخارجة ابن سعد: وأسد بن سعد، وعمرو بن سعد، وجمل بن سعد، والصّعب بن سعد. فأما «جعفي بن سعد» ، فمنهم: مرّان، وحريم، ابنا جعفيّ. قال لبيد: [كامل] ولقد بلت [1] يوم النّخيل وقبله ... مرّان من أيامنا وحريم وأما «الصّعب بن سعد» ، فمنهم: زبيد بن الصعب- رهط: عمرو بن معديكرب الزّبيدى- وأود بن صعب. وأما «خارجة» ، فمنهم: جديلة بن خارجة [2] ، وهي في طيِّئ. وأما «عمرو بن سعد» ، فهو: أبو: خولان بن عمرو. وأما «الحكم» ، فهم الّذي قيل فيهم: «جاءوا الحكم» «1» . وأما «جنب» : ففيهم يقول مهلهل: [مجزوء [؟] البسيط] / 53/ أنكحها فقدها الأراقم في ... جنب وكان الحباء من أدم «2» وأما «جمل» ، فمنهم: هند بن عمرو الجملىّ، وكان مع: عليّ بن أبى طالب، فقتل، وقال قاتله: «3» قاتل [3] علباء وهند الجملىّ   [1] كذا في: ق، م. وفي: ب، ل: «بكت» وهي رواية معجم البلدان في رسم «نخيل» . وفي: ط، و: «نأت» . وفي الديوان: «تبت» . [2] ط، و: «من» . [3] ب، ل: «قتلت» . وهي إحدى روايتي الاشتقاق (413) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 وولد «مزاد بن مذحج» : أنعم بن مراد، ويحابر بن مراد، وكان لهم: يغوث، بجرش. «1» وولد «خالد بن مذحج» : علة بن خالد. فولد «علة» : عمرو بن علة. فولد عمرو: جسر بن عمرو، وكعب بن عمر. فأما «جسر» ، فهو: أبو النّخع بن جسر، رهط: إبراهيم النّخعىّ. وأما «كعب» ، فمنهم: بنو النار [1] ، وبنو الحماس- رهط: النّجاشى، الشاعر- وبنو قنان. وولد «قرن بن مالك بن زيد بن كهلان» - واسمه: نبت-: الغوث. فولد الغوث. الأزد، فولد الأزد: مازنا، وعمرا، ودوسا، ونصرا، ومالكا، وقدارا، والهنو، وميدعان، وزهران، وعامرا، وعبد الله. فأما «مازن» ، فهم غسّان. وغسّان: ماء، نسبوا إليه. ومنهم: بنو جفنة- رهط الملوك- وآل عنقاء. وآل محرّق، وتنوخ، وكعب، رهط: جبلة بن الأيهم الغسّانى. وكان يقال: مازن غسان، أرباب الملوك وحمير، أرباب العرب وكندة، كندة الملوك ومذحج، مذحج الطّعان وهمدان، أحلاس الخيل والأزد، أسد الناس. وأما «ميدعان» ، فمنهم: سلامان. وأما «زهران» ، فمنهم: دوس بن عدثان، رهط: أبى هريرة.   [1] ب، ل: «بنو الديل» . وانظر الاشتقاق (352) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 ومنهم: جذيمة بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس، صاحب «الزبّاء» - وهو جذيمة الأبرش- وجهضم بن مالك- رهط: الجهاضم. منهم: جرير ابن حازم الفقيه- وسليمة بن مالك- رهط: أبى حمزة الخارجي- وبنو هناءة ابن مالك- رهط: عقبة بن سلم [1]- ومعن بن مالك، رهط: مسعود بن عمرو. ومنهم: بطن يقال لهم: يحمد، منهم: الخليل بن أحمد، صاحب العروض، من فخذ يقال لهم: الفراهيد. يقال: فلان الفرهودىّ. ومن «زهران» : الغطاريف: بنو يشكر، والجدرة. وأما «عامر بن الأزد» ، فمنهم: بنو لهب بن عامر، القافة. ومنهم: غامد. / 54/ وأما «عبد الله بن الأزد» ، فولده كثير، منهم: القسامل. ومنهم: أزد العتيك، رهط: المهلّب بن أبى صفرة. ومنهم: بارق بن عوف، وشهران بن بارق، وطاحية بن سود، وهداد. ومنهم: عمرو مزيقياء بن عامر. والأنصار من ولده، وهم: الأوس، والخزرج، ابنا حارثة بن ثعلبة العنقاء بن عمرو بن عامر. ومنهم: عمران بن عمرو [2] وخزاعة، من ولد عمرو بن عامر. ومن «خزاعة» : بطن يقال لهم: بنو قمير، رهط: قبيصة بن ذؤيب، ورهط: عبد الله بن مالك. ومنهم: بنو حليل، رهط بنى كرز، القافة. ومنهم: بنو المصطلق، وكعب، ومليح، وعدىّ، وسعد، وأسلم، وجشم.   [1] ق: «سليم» . وانظر الاشتقاق (598) . [2] ط، هـ، و: « ... بن عمرو» . وانظر: جمهرة أنساب العرب (311) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 نسب الأوس والخزرج وهما: الأوس والخزرج، ابنا حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة مازن بن عبد الله بن الأزد بن الغوث بن النّبت بن مالك بن زيد ابن كهلان بن سبإ. وهما: ابنا قيلة، نسبا إلى أمهما، وهما الأنصار. فولد «الخزرج بن حارثة» خمسة نفر: جشم بن الخزرج، وعوف بن الخزرج، وهما الخرطومان. وكان يقال: [رجز] إن سرّك العزّ فجخجخ بجشم «1» والحارث بن الخزرج، وعمرو بن الخزرج، وكعب بن الخزرج. فأما «جشم بن الخزرج» ، فمنهم: بنو تزيد. ومن بنى تزيد بن جشم بنو سلمة، وبطونها. ومن «بنى جشم» : بنو بياضة. وأما «عوف بن الخزرج» ، فمنهم: بنو حبلى- رهط: عبد الله بن أبىّ ابن سلول- ومنهم: القواقل. كان يقال في الجاهلية للرجل إذا استجار بيثرب: قيل له: قوقل ثم قد أمنت [1] . ومنهم: بنو سالم.   [1] زادت «ب» بعد هذا: قال ابن هشام في السيرة: «وإنما قيل لهم القواقل لأنهم كان إذا استجار بهم الرجل دفعوا إليه مهما وقالوا: قوقل به بيثرب حيث شئت» . والقوقلة: ضرب من المشي. ذكره في العقبة الأولى» . وانظر السيرة لابن هشام (2: 74) طبعة الحلبي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 وأما «عمرو بن الخزرج» . فمنهم: النجّار. واسم «النّجار» : تيم اللات ابن ثعلبة، سمى بذلك لأنه نجر وجه رجل بقدّوم. ويقال: لأنه اختتن بقدوم. وأما «كعب بن الخزرج» ، فمنهم: بطون «ساعدة» ، رهط: سعد بن عبادة. نسب الأوس بن حارثة قال: وولد الأوس بن حارثة: مالك بن الأوس. فمن «مالك» تفرّقت قبائل «الأوس» وبطونها كلها. فولد «مالك بن الأوس» : عمرو بن مالك- وهم/ 55/ النّبيت- وعبد الأشهل «1» ، وبنو ظفر- واسم «ظفر» : كعب بن الخزرج- وهؤلاء: خزرج في [1] الأوس- وبنو حارثة بن الحارث بن الخزرج- فهذه «النّبيت» من «الأوس» . و «عوف بن مالك» ، ومنهم: بنو عمرو بن عوف، أهل قباء. «2» ومنهم: جحجبى. و «مرّة بن مالك» «3» - وهم الجعادرة، ويقال لهم: أوس الله.   [1] ب، ل: «من» : الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 و «سالم بن مالك» «1» ، وهم: بنو واقف. و «السّلم بن مالك» «2» ، وهم: رهط سعد بن خيثمة. و «عبد الله بن مالك» «3» ، وهم: بنو خطمة. انفضت الأنساب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 تسمية من خلف على امرأة أبيه بعده برة- كانت «برّة بنت مرّ» ، أخت: تميم بن مرّ، تحت: خزيمة ابن مدركة بن الياس بن مضر، فخلف عليها ابنه: كنانة بن خزيمة، فولدت له: النّضر بن كنانة، وغيره من ولده، إلا: عبد مناة بن كنانة. ناجية- وكانت ناجية بنت جرم بن ربّان، من قضاعة، تحت سامة بن لؤيّ، فولدت له: غالب بن سامة، ثم هلك عنها، فخلف عليها: ابنه: الحارث بن سامة. واقدة- وكانت «واقدة» من: بنى مازن بن صعصعة، عند: عبد مناف، فولدت له: نوفلا، وأبا عمرو. فهلك عنها، وخلف عليها: ابنه: هاشم ابن عبد مناف، فولدت له: خالدة، وضعيفة. آمنة- وكانت «آمنة بنت أبان بن كليب» ، عند: أمية بن عبد شمس، فولدت له: الأعياص. ثم هلك عنها، فخلف عليها، ابنه: أبو عمرو بن أمية، فولدت له: أبا معيط. مليكة- وكانت «مليكة بنت سنان بن حارثة المرّي» ، أخت: هرم بن سنان، تحت: زبّان بن سيّار بن عمرو الفزارىّ، فتزوّجها بعده: ابنه: منظور بن زبّان، فولدت له: خولة بنت منظور، وهاشم بن منظور. فتزوّج الحسن/ 56/ بن على ابن أبى طالب- رضى الله عنه- خولة، فولدت له: الحسن بن الحسن. ثم خلف عليها بعده: محمد بن طلحة بن عبيد الله، فجاءت بإبراهيم بن محمد، وهو الأعرج. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 امرأة من الأنصار: وهي امرأة إساف بن زيد بن إساف، فخلف عليها «إساف» بعد أبيه [1] . امرأة من فهم: كانت تحت: نفيل بن عبد العزّى، جدّ: عمر بن الخطاب- رضى الله عنه- فتزوّجها: عمرو بن نفيل، من بعده، فولدت له: زيدا، فأمّه: أمّ الخطاب. و «زيد» هذا، هو: أبو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل. الأسماء المتواطئة في القبائل [2] [سدوس: في ربيعة. وهو: سدوس بن شيبان، من: بكر بن وائل. منهم: سويد بن منجوف. وسدوس، مرفوعة السين: في تميم، وهو: سدوس بن دارم [3] . محارب بن فهر بن مالك بن النّضر، في: قريش. ومحارب بن خصفة، في قيس عيلان. ومحارب بن عمرو بن وديعة، في عبد القيس. غاضرة، في: بنى أسد بن خزيمة. وغاضرة، في: بنى صعصعة بن معاوية. وغاضرة أيضا، في: ثقيف. تيم بن مرّة، في قريش، رهط: أبى بكر. وتيم بن غالب بن فهر، في: قريش أيضا، وهم: بنو الأدرم.   [1] ب، ق: «فخلف عليها بعده ابنه» . [2] كذا في: ق. وفي: ب، ل: «موافقة أسماء القبائل بعضها ببعض» . والباب كله ساقط من سائر الأصول. [3] تكملة من: ق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 وتيم بن عبد مناة بن أدّ بن طابخة، في: مضر. وتيم، في: ضبّة. وتيم، في: قيس بن ثعلبة. وتيم، في: شيبان. تيم الله بن ثعلبة، في: عكابة. وتيم الله، في: النّمر بن قاسط. وتيم الله، في: ضبة. كلاب بن مرّة، في: قريش. وكلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، في: قيس. عدىّ بن كعب، في: قريش رهط: عمر بن الخطاب. وعدىّ بن عبد مناة، في: الرّباب، رهط: ذي الرّمة. وعدىّ، في: فزارة. وعدىّ، في: بنى حنيفة. ذهل بن مالك، في: ضبة. وذهل بن ثعلبة، في: عكابة. وذهل، في: بنى شيبان. ضبيعة، في: بنى ضبة. وضبيعة، في: بنى عجل. وضبيعة، في: قيس بن ثعلبة، وهم رهط: الأعشى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 الدّول، في: حنيفة [بن بكر بن وائل. منهم: قتادة بن مسلمة، وهوذة ابن عليّ، صاحب التاج، الّذي يمدحه أعشى بكر بن وائل. والدول، في: بنى كنانة [1] . الدّئل، في: بنى عبد القيس. وفيهم أيضا: الدّئل بن عمرو بن وديعة. والدّئل، في: ضبيعة. والدّئل: في: كنانة، رهط: أبى الأسود الدّئلى. مازن، في: تيم. ومازن، في: قيس عيلان، وهم: رهط عتبة بن غزوان. ومازن، في: بنى صعصعة بن معاوية. ومازن، في: بنى شيبان. سهم، في: قريش. وسهم، في: باهلة. سعد، في: ذبيان. وسعد بن بكر، أظآر رسول الله- صلّى الله عليه وسلم. وسعد، في: عجل. وسعد، في: زيد مناة بن تميم. جشم، في: معاوية بن بكر. وجشم، في: ثقيف. وجشم، في: الأراقم.   [1] تكملة من: ق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 بنو ضمرة، في: كنانة. وبنو ضمرة، في: قشير. دودان، في: بنى أسد. ودودان، في: بنى كلاب بن ربيعة. سليم، في: قيس عيلان. وسليم، في: جذام، من اليمن. جديلة، في: ربيعة. وجديلة، في: طيِّئ. [وجديلة، في قيس عيلان [1] . الخزرج، في: الأنصار. والخزرج، في: النّمر بن قاسط. أسد، ابن خزيمة بن مدركة. وأسد، ابن ربيعة بن نزار. شقرة، ابن ضبة. وشقرة، في: بنى تميم. ربيعة الكبرى، وهو: ربيعة بن مالك بن زيد مناة، ويلقّب: ربيعة الجوع. وربيعة الوسطى، وهو: ربيعة بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة. وربيعة الصّغرى، وهو: ربيعة بن مالك بن حنظلة. وكل واحد منهم عمّ الآخر.   [1] تكملة من: ق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 نسب رسول الله صلّى الله عليه وسلم [1] قال أبو محمد: هو: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصىّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهو بن مالك بن النّضر بن كنانة ابن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان. واختلف النّساب فيما بعد «عدنان» . وقد بيّنت ذلك في: كتاب النسب «1» [2] . واسم «عبد المطلب» : عامر [3] ، واسم أبيه «هاشم» : عمرو وسمى: هاشما، لهشم الثّريد وإطعامه [4] . واسم «عبد مناف» : المغيرة. واسم «قصىّ» : زيد، ويدعى: مجمّعا لأنه جمع قبائل «قريش» وأنزلها مكة [5] .   [1] هـ، و: «نسب محمد بن عبد الله المصطفى رسول الله صلّى الله عليه وسلم» . [2] ب، ل: «كتاب النسب الكبير لا في المختصر» . [3] زادت: و، ل: «ويقال شيبة والحمد» . [4] زادت «ب» : وفيه قال الشاعر: عمرو الّذي هشم الثريد لقومه ... ورجال مكة مسنتون عجاف سنت إليه الرحلتان كلاهما ... سفر الشتاء ورحلة الأصياف [5] زادت «ب» : قال الشاعر: قصي لعمري كان يدعى مجمعا ... به جمع الله القبائل من فهر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 أبو النبيّ وعمومته وعماته صلّى الله عليه وسلم قال أبو محمد: كان لعبد المطلب بن هاشم من الولد لصلبه: عشرة من الذّكور، ومن الإناث: ست بنات. أسماؤهم: عبد الله بن عبد المطلب، وهو أبو النبيّ، صلّى الله عليه وسلم. والزّبير بن عبد المطلب. وأبو طالب بن عبد المطلب، واسمه: عبد مناف. والعبّاس بن عبد المطلب. وضرار بن عبد المطلب. وحمزة بن عبد المطلب. والمقوّم بن عبد المطلب. وأبو لهب بن عبد المطلب، واسمه: عبد العزّى. والحارث بن عبد المطلب. والغيداق بن عبد المطلب. واسمه: حجل [1] . 57/ أسماء عماته صلّى الله عليه وسلم عاتكة بنت عبد المطلب. وأميمة بنت عبد المطلب. والبيضاء بنت عبد المطلب. وهي: أمّ حكيم.   [1] زادت «ب» : «ويقال: نوفل» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 وبرّة بنت عبد المطلب. وصفيّة بنت عبد المطلب. وأروى بنت عبد المطلب. [الأمهات [1] وهؤلاء الذكور والإناث لأمهات ست [2] ، أسماؤهن: فاطمة بنت عمرو [3] بن عائذ بن عمران بن مخزوم. وولدها، منهم: عبد الله أبو النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- والزّبير، وأبو طالب، وعاتكة، وأميمة، والبيضاء، وبرّة- سبعة. و «النّمرية» ، امرأة من: النّمر بن قاسط، واسمها: نتيلة [بنت كليب بن مالك ابن جناب [4] . وولدها، منهم: العبّاس، وضرار- اثنان. و «هالة» بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة. وولدها، منهم: حمزة، والمقوّم، وصفية- ثلاثة. و «لبني» ، امرأة من خزاعة. وولدها: أبو لهب- وحده. و «صفية» : امرأة من بنى صعصعة، وولدها: الحارث، وأروى- اثنان. وأخرى: خزاعية، لم يحفظ اسمها. وولدها: الغيداق- وحده. [وبلغني بعد أنّ اسمها. ممتعة بنت عمرو [5] .   [1] تكملة من: ق. [2] كذا في: ق. والّذي في سائر الأصول: «شتى أمهاتهم» . [3] هـ، و: «عمر» . وانظر الاشتقاق (23- 24) . [4] تكملة من: هـ، و. [5] ساقطة من: هـ، و. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 أخوال عمومته وأبيه صلّى الله عليه وسلم أمّا «عبد الله» ، أبو النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- فلم يكن له ولد غير رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ذكر ولا أنثى. وكان أخواله بالمدينة فأتاهم، فهلك بها وهو شابّ. وأما «الزّبير بن عبد المطلب» ، فكان من رجالات قريش، وكان يقول الشعر، وهو القائل: [وافر] ولولا الحمس لم تلبس رجال ... ثياب أعزّة حتّى يموتوا قال أبو محمد: والحمس: كنانة، وقريش. وكان يكنى: أبا طاهر. ومن ولده: عبد الله بن الزّبير بن عبد المطلب- أدرك الإسلام وأسلم ولم يعقب- وضباعة بنت الزّبير- وهي التي كانت تحت المقداد- وأمّ الحكم- وكانت تحت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب. ولا عقب للزبير بن عبد المطلب من ذكور ولده. وأمّا «أبو طالب بن عبد المطلب» ، فولد له: عليّ، وجعفر، وعقيل، وطالب، وأمّ هانئ- واسمها: فاختة- وجمانة. وأمّهم: فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف. / 58/ وكان «عقيل» أسنّ من «جعفر» بعشر سنين. وأعقبوا إلّا «طالبا» فإنه لم يعقب. وأسلمت أمّهم: فاطمة بنت أسد. وهي أوّل هاشميّة ولدت لهاشمىّ [1] .   [1] ط، و: «لهاشميّة» . وزادت: ب، وهي ربت النبي صلّى الله عليه وسلم. وبكى النبي عند قبرها وقال: رحمك الله من أم كنت خير أم. وألبسها قميصه ودعا لها» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 وتوفى «أبو طالب» قبل أن يهاجر رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- إلى المدينة بثلاث سنين وأربعة أشهر. وأمّا «العبّاس بن عبد المطلب» ، فكان يكنى: أبا الفضل. وكانت له السّقاية وزمزم، دفعهما إليه النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- يوم فتح مكة. وكان يوم العقبة مع النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- فعقد له على الأنصار، وقام بذلك الأمر. ومات في خلافة عثمان بالمدينة [1]- وقد كفّ بصره- وهو ابن تسع وثمانين سنة. وكان ولد قبل «الفيل» بثلاث سنين، فكان أسنّ من النبيّ- صلّى الله عليه وسلم [2] . وصلّى عليه «عثمان» ، ودخل قبره «عبد الله» ابنه. وكان له من الولد: عبد الله، والفضل، وعبيد الله، وقثم، ومعبد، وعبد الرحمن، وأمّ حبيب. وأمّهم: أمّ الفضل بنت الحارث [بن حزن [3] الهلاليّة، أخت ميمونة بنت الحارث، زوج النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- واسم أمّ الفضل: لبابة- وتمّام، وكثير، والحارث، وآمنة، وصفية لأمّهات أولاد. فأمّا «الفضل» ، فكان يكنى: أبا محمد، وكان أكبر ولده، وبه كان يكنى. ومات بالشام في طاعون عمواس «1» ، ولا عقب له إلّا بنت، يقال لها: أمّ كلثوم، وكانت عند: أبى موسى الأشعريّ. وأما «عبيد الله بن العبّاس» ، فكان سخيا [4] جوادا. [وكان له عبيد كثير. وكان يقول لعبيدة: «من أتانى منكم بضيف فهو حرّ» [5] . وكان عامل «عليّ» على اليمن، وعمى في آخر عمره.   [1] و: «وبقي إلى خلافة عثمان فمات بالمدينة» . [2] زادت: ب. «قال صلّى الله عليه وسلم: العباس أجود قريش كفا وأوصلهم رحما» . [3] تكملة من: ب. [4] و: «سمحا» . [5] تكملة من: ب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 فولد «عبيد الله» : عبد الله، والعبّاس، وجعفرا. فأما «عبد الله» ، فولد: الحسن، والحسين. أمّهما: أسماء بنت عبد الله بن العباس. وكانت عند «عبيد الله بن العباس» : عائشة الحارثيّة، فولدت له غلامين باليمن، فوجه «معاوية» بسر بن أرطاة مكانه، فهرب «عبيد الله» وأخذ بسر ابنيه فقتلهما. وأمّهما التي تقول: [بسيط] يا من أحسّ بنيّىّ اللّذين هما ... كالدّرّتين تشظّى «1» عنهما الصّدف وأما «معبد بن العباس» ، فخرج في خلافة «عثمان» [1] غازيا إلى إفريقية، فقتل بها، وأخذت سرّيته وهي حبلى، فولدت جارية، فاستنقذت الجارية: وزوّجت «يزيد [2] الحميرىّ» . وولد «معبد» : عبد الله بن معبد. فولد «عبد الله» : العبّاس، والعباس، [والعباس- ثلاثة [3] . سود أحدهم بالمدينة أيام قام «أبو العباس» ، فأخذها. ولا عقب له. وأما «الحارث بن العباس» ، فله عقب. منهم: السّرىّ بن عبد الله، والى اليمامة. وأما «قثم بن العبّاس» ، فقتل بسمرقند. قال أبو صالح «2» ، صاحب التفسير: ما رأينا بنى أمّ قط أبعد قبورا من بنى العباس لأم الفضل، مات «الفضل» «3» بالشام، ومات «عبد الله» بالطائف، ومات «عبيد الله» بالمدينة، ومات «قثم» بسمرقند، وقتل «معبد» بإفريقية.   [1] ب: «عمر» . [2] ط، هـ و: «يريم» . ق: «بريم» . [3] تكملة من: «ق» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 وأما «عبد الله بن العباس» ، فكان يكنى: أبا العبّاس، وبلغ سبعين سنة، وهلك بالطائف في فتنة «ابن الزبير» ، وقد كف بصره، وصلّى عليه «محمد بن الحنفية» ، وكبّر عليه أربعا [1] ، وضرب على قبره فسطاطا [2] . قال الواقديّ: «1» مات «ابن عباس» سنة ثماني وستّين بالطائف، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة، وكان يصفّر لحيته. فولد «عبد الله» : عليّ بن عبد الله، وعبّاسا، ومحمدا، والفضل، وعبد الرحمن، وعبيد الله، ولبابة- وأمّهم: زرعة بنت مشرح الكنديّة- وأسماء، لأمّ ولد. وأما: عبيد الله، ومحمد، والفضل، فلا أعقاب لهم. وأما «عليّ بن عبد الله» ، فكان من أعبد الناس وأحلمهم وأكثرهم صلاة، وكان يصلى كل يوم وليلة ألف ركعة. ويكنى: أبا محمد. ومات بالشّراة «2» سنة سبع عشرة ومائة، وهو ابن ثمانين سنة. قال الواقدي: ولد ليلة قتل «عليّ بن أبى طالب» - عليه السلام. وتوفى سنة ثمان عشرة ومائة.   [1] ل: «خمسا» . [2] زادت: «ب» : «وكان عروة بن الزبير إذا حدث عنه يقول: حدّثنى البحر- يعنى ابن عباس» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 قال ابن الكلبيّ: «1» كان «الوليد» ضرب «عليّ بن عبد الله» سبعمائة سوط بسبب تسليط. - وذكر قصته- فولد «عليّ بن عبد الله» : محمد بن على- وأمّه: العالية بنت عبيد الله بن العبّاس، وأمّها: عائشة بنت عبد المدان الحارثي- وداود، وعيسى: لأمّ ولد- وسليمان، وصالح- لأمّ ولد، تسمّى: سعدى- وإسماعيل، وعبد الصمد- لأمّ ولد- ويعقوب- لأمّ ولد- وعبد الله، وعبيد الله- أمّهما أمّ أبيها: بنت عبد الله ابن جعفر. وأمّها: ليلى بنت مسعود بن خالد النّهشلى- وأمينة، وأمّ عيسى، ولبابة، لأمهات أولاد شتى. فأما «محمد بن عليّ» ، فكان من أجمل الناس وأعظمهم قدرا، وكان بينه وبين أبيه أربع عشرة سنة. وكان «عليّ» يخضب بالسّواد، و «محمد» بالحمرة، فيظن من لا يعرفهما أن «محمدا» هو «عليّ» . ومات سنة اثنتين وعشرين ومائة. وفيها ولد المهدىّ. ويقال: مات سنة خمس وعشرين ومائة بالشّراة، من أرض الشام. وهو ابن ستين سنة. والخلفاء [1] من ولده. وسنذكرهم ونذكر إخوته عند افتتاحنا ذكرهم بعد ذكر خلفاء بنى أميّة. إن شاء الله. وأما «ضرار بن عبد المطلب» فمات قبل الإسلام ولا عقب له، وكان يقول الشعر. وأما «حمزة بن عبد المطلب» فكان يكنى: أبا عمارة، [وأبا يعلى] [2] ، وهو أسد الله، وأسد رسوله- صلّى الله عليه وسلم- وقتل يوم بدر: شيبة بن ربيعة، وطعيمة [3]   [1] كذا في: «ق» . والّذي في سائر الأصول: «وخلفاء ولد العباس» . [2] تكملة من «ب» . [3] ط، و: «وطعينة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 ابن عدىّ، وسباعا الخزاعىّ. وقتل يوم أحد، زرقه «وحشيّ» ، غلام «طعيمة» ، بحربة فمات. وكان رضيع النبي- صلّى الله عليه وسلم-. وأبى سلمة بن عبد الأسد المخزوميّ، أرضعتهم امرأة من أهل مكة، يقال لها: ثويبة. وولد لحمزة: ابن يقال له: عمارة- من امرأة من بنى النجّار، ولم يعقب- وبنت يقال لها: أمّ أبيها، أمّها زينب بنت عميس الخثعمية، وكانت تحت: عمر ابن أبى سلمة المخزوميّ. وأما «المقوّم بن عبد المطلب» ، فلم يدرك الإسلام، ولا عقب له، وكانت له بنت- يقال لها: هند- تحت: عبد الله بن أبى مسروح، أخى: بنى سعد ابن بكر بن هوازن. وأما «أبو لهب بن عبد المطلب» ، فاسمه: عبد العزّى. ويكنّى: أبا عتبة. وكان أحول. وقيل له: أبو لهب، لجماله. وأصابته العدسة «1» فمات بمكة. وهو سارق غزال الكعبة. وكان الغزال من ذهب. وولده: عتبة، وعتيبة، ومعتّب، وبنات [1] . أمهم: أم جميل بنت حرب بن أمية، حمّالة الحطب، وهي أخت: أبى سفيان بن حرب، وعمّة «معاوية» . فأما «عتبة» ، فكان رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- زوّجه بنته «رقية» ، فأمره «أبو لهب» أن/ 61/ يطلقها، ففعل. ودعا عليه رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- فقال: «اللَّهمّ سلّط عليه كلبا من كلابك» . فأكله الأسد في بعض أسفاره. وكان يكنى: أبا واسعة [2] ، وله عقب كثير من بنين وبنات،   [1] في ط، و: «وبنات» . [2] ب: «واسع» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 منهم: إبراهيم بن أبى خداش بن عتبة، والى «مكة» . ومنهم: الفضل بن العبّاس ابن عتبة بن أبى لهب، الشاعر. وهو القائل: [رمل] وأنا الأخضر «1» من يعرفني ... أخضر الجلدة في بيت العرب قال أبو محمد: الخضرة: السواد، أراد: الأدمة. وكان «الفضل» معينا [1] ، وله قصة في مداينة الناس، قد ذكرناها في كتاب: «عيون الأخبار» . «2» وأما «معتب» ، فأسلم وشهد «حنينا» مع النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- وله عقب كثير. وأما «عتيبة» ، فتزوج «أم كلثوم» بنت النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- وفارقها قبل أن يدخل بها. وأما «الحارث بن عبد المطلب» ، فهو أكبر ولد «عبد المطلب» ، وشهد معه حفر زمزم، وبه كان يكنى. وولده: أبو سفيان بن الحارث، والمغيرة بن الحارث، ونوفل بن الحارث، وأروى، وربيعة، وعبد شمس. فأما «أبو سفيان بن الحارث» ، فكان أخا رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- من الرضاعة، أرضعته «حليمة» بلبنها أياما، وكان يألف رسول الله- صلّى الله عليه وسلم، فلما بعث عاداه وهجاه، ثم أسلم عام الفتح وشهد يوم حنين. وقال النبيّ- صلّى الله عليه وسلم-: أرجو أن يكون خلفا من «حمزة» . وقال فيه أيضا: أبو سفيان سيد فتيان أهل الجنة. ومات بالمدينة، وكان سبب ذلك ثؤلولا «3» كان في رأسه، فحلقه الحلّاق ب «منى» فقطعه، فقال لأهله: لا تبكوا عليّ فإنّي لم أتنطّف «4» بخطيئة منذ أسلمت. وكانت وفاته سنة عشرين، ودفن بالبقيع «5» ، ولم يبق له عقب.   [1] كذا في: ق، م. والّذي في سائر الأصول: «مغنيا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 وأما «نوفل بن الحارث بن عبد المطلب» ، فكان أسنّ من أسلم من «بنى هاشم» ، كان أسنّ من: «حمزة» و «العباس» ومن جميع إخوته، وأسر يوم «بدر» ففداه «العباس» ، وأسلم وهاجر أيام الخندق، وله عقب كثير. منهم: عبد الله ابن الحارث بن نوفل، ولقبه: ببّة، وكان أصمّ. وخرج مع «ابن الأشعث» ، فلما هزم، هرب إلى «عمان» ، فمات/ 62/ بها. وأما «عبد شمس بن الحارث» ، فسمّاه رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- عبد الله. ومات بالصّفراء «1» بعهد رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- فدفنه النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- في قميصه. وعقبه بالشام يقال لهم: الموزة «2» ، لقلّتهم، ولأنهم لا يكادون يزيدون على ثلاثة. ومن ولد «نوفل بن الحارث» : المغيرة، وكان قاضى المدينة في خلافة عثمان، وشهد مع «عليّ» - عليه السلام- صفّين، وأوصاه «عليّ» - رضوان الله عليه- أن يتزوج «أمامة بنت أبى العاص» بعده. وأمها: زينب بنت رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- وقال: إني أخاف أن يتزوجها معاوية. فتزوجها «المغيرة» ، فولدت له: «يحيى» ، وبه كان يكنى، وولد له من غيرها: عبد الملك، وعبد الواحد، وسعيد، وعبد الرحمن، [وفلان، وفلان [1] . كل هؤلاء من غير «أمامة» بنت «زينب» ، بنت رسول الله- صلّى الله عليه وسلم. وأما «ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب» ، فكانت له صحبة. وقال النبيّ- صلّى الله عليه وسلم-: نعم الرّجل «ربيعة» لو قصّر من شعره، وشمّر من ثوبه.   [1] تكملة من: هـ، و. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 وكان شريك «عثمان» في التّجارة. ول «ربيعة» بنون وبنات، منهم: العبّاس بن ربيعة، وكان له قدر، وأقطعه «عثمان» - رضى الله عنه- دارا بالبصرة، وأعطاه مائة ألف درهم. وشهد «صفّين» مع «عليّ بن أبى طالب» - عليه السلام- وهو المذكور في حديث أبى الأغرّ التميميّ. وكانت تحته: أمّ فراس، بنت: حسّان بن ثابت، فولدت له أولادا، وعقبه كثير. [وأما «الغيداق بن عبد المطلب» ، فهو: حجل، ولا عقب له. انقضى ذكر عمومة النبيّ- صلّى الله عليه وسلم [1] . ذكر عماته صلّى الله عليه وسلم أما «عاتكة بنت عبد المطلب» ، فكانت عند: أبى أمية بن المغيرة المخزوميّ. وكانت «أميمة بنت عبد المطلب» ، عند: جحش بن رئاب الأسديّ. وكانت «البيضاء بنت عبد المطلب» ، عند: كريز بن ربيعة بن حبيب ابن عبد شمس. وكانت «برة بنت عبد المطلب» ، عند: عبد الأسد بن هلال المخزوميّ، فولدت له: أبا سلمة بن عبد الأسد، الّذي كانت «أمّ سلمة» عنده، قبل أن تكون عند: النبيّ- صلّى الله عليه وسلم. ثم خلف عليها: أبو رهم/ 63/ بن عبد العزى، من بنى عامر بن لؤيّ، فولدت له: أبا سبرة بن أبى رهم. وكانت «صفية بنت عبد المطلب» ، عند: الحارث بن حرب بن أمية، ثم خلف عليها «العوّام بن خويلد» ، وهي: أمّ الزبير بن العوّام.   [1] تكملة من: ب، ل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 وكانت «أروى بنت عبد المطلب،» عند «عمير بن عبد بن قصىّ بن كلاب» . ولم تسلم من عمّات النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- إلا صفيّة، أمّ الزبير. واختلف في «أروى» ، فقال بعضهم: إنها أسلمت أيضا. وتوفيت «صفيّة» في خلافة «عمر بن الخطاب» - رضى الله عنه. أم النبي صلّى الله عليه وسلم [قال أبو محمد [1] : وأما أمّ النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- فهي: آمنة بنت وهب بن عبد مناف ابن زهرة بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر. ولا نعلم أنه كان ل «آمنة» أخ فيكون خالا للنّبيّ- صلّى الله عليه وسلم. ولكن «بنو زهرة» يقولون: نحن أخوال رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- لأنّ «آمنة» [2] منهم. جدّات النبيّ صلّى الله عليه وسلم [قال أبو محمد [3] : أما جدّة النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- لأبيه [الأدنى [4] فهي: فاطمة بنت عمر بن عائذ بن عمران بن مخزوم. هذه أم «عبد الله» ، أبى: النبيّ- صلّى الله عليه وسلم.   [1] تكملة من ط، هـ، و. [2] ب، ل: «أمه» . [3] تكملة من: ط، هـ، و. [4] تكملة من: ب، ق، ل، م. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 وأم «عبد المطلب بن هاشم» : سلمى بنت عمرو، من بنى النجّار. وأمها منهم أيضا، وكذلك أمّ أمها. وكانت «سلمى» قبل أن يتزوّجها «هاشم بن عبد مناف» تحت «أحيحة بن الجلاح» فولدت له: عمرو بن أحيحة، فهو أخو «عبد المطلب» لأمّه. وأمّ «هاشم بن عبد مناف» : عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان، من بنى سليم. وذكر أبو اليقظان «1» : أن أمّ «عبد مناف» : حيىّ بنت حليل الخزاعية. وكان مفتاح البيت في يد «حليل الخزاعىّ» ، فأخذه منه «قصىّ بن كلاب» . وأمّ «قصىّ» : فاطمة بنت سعد، من أزد السّراة. وأمّ «كلاب» : نعيم بنت سرير بن ثعلبة بن مالك بن كنانة. وأمّ «مرة» : وحشيّة بنت شيبان بن محارب بن فهر. وأمّ «كعب» : سلمى بنت محارب بن فهر. وأمّ «لؤيّ» : وحشيّة بنت مدلج بن مرة بن عبد مناة بن كنانة. وأمّ «غالب» : سلمى بنت سعد بن/ 64/ هذيل بن مدركة. وأمّ «فهر» : جندلة بنت الحارث الجرهميّ. وأمّ «مالك» : هند بنت عدوان بن عمرو، من قيس عيلان. وأمّ «النّضر» : برّة بنت مرّ، وهي أخت: تميم بن مرّ، وكانت تحت أبيه «كنانة» ، فخلف عليها بعد أبيه. ف «تميم» أخوال «قريش» ، لأن قريشا من «النّضر» تقرّشت. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 جدّات النبيّ لأمه صلّى الله عليه وسلم [قال أبو محمد [1] : أمّ «آمنة بنت وهب» : برّة بنت عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدّار. وأمّ «برّة» : أمّ حبيب بنت أسد بن عبد العزى بن قصىّ بن كلاب بن مرة. وأمّ «أمّ حبيب» : برّة بنت عوف بن عبيد بن عويج بن عدىّ بن كعب ابن لؤيّ بن غالب. وأمّ «برّة بنت عوف» : قلابة بنت الحارث بن لحيان بن هذيل. وأمّ «قلابة بنت الحارث» : هند بنت يربوع، من ثقيف. وأمّا أمّ «وهب» جدّ النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- لأمّه، فهي: عاتكة بنت الأوقص بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان، من سليم. و «عبد مناف» أبو «وهب» ، أمه: زهرة، وإليها ينسب ولدها دون الأب، ولا أعرف اسم الأب، وقد أقيمت في التّذكير مقام الأب. و «زهرة بن كلاب» ، أخو «قصىّ بن كلاب» ، وأمّهما: فاطمة بنت سعد، من: أزد السّراة. أظآر النبيّ صلّى الله عليه وسلم كان رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- مسترضعا في: بنى سعد بن بكر ابن هوازن، وكان اسم ظئره: حليمة بنت أبى ذؤيب. واسم «أبى ذؤيب» : عبد الله بن الحارث، من سعد بن بكر.   [1] تكملة من: ط، هـ، و. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 واسم أبيه «1» [1] الّذي أرضعه: الحارث بن عبد العزى، من سعد بن بكر. وإخوته من الرّضاعة: عبد الله بن الحارث، وجدامة [2] بنت الحارث- وهي الشّيماء. لقب غلب على اسمها. ولبث فيهم رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- خمس سنين، ثم ردّ على أمه. وقال النبيّ- صلّى الله عليه وسلم-: «أنا أفصح العرب بيد أنى من قريش، ونشأت في بنى سعد بن بكر» . 65/ أزواج النبي صلّى الله عليه وسلم أوّل أزواجه- صلّى الله عليه وسلم-: خديجة بنت خويلد بن أسد ابن عبد العزى بن قصىّ. وأمها: فاطمة بنت زائدة بن الأصمّ، من: بنى عامر بن لؤيّ. وأمّها: هالة بنت عبد مناف، من: بنى الحارث، من بنى معيص. وخديجة: أم ّ أولاد النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- جميعا، إلا «إبراهيم» ، فإنه من «مارية القبطية» .   [1] ط، هـ، و: «ابنه ... بلبانه» . [2] كذا في: ط، هـ، و. وهي رواية الطبري والطبقات. وبها جزم ابن سعد، بالجيم والدال المهملة. وفي: ب، ل: «جذامة» بالذال المعجمة. وفي: ق، م: «خزامة» . وفي السيرة لابن هشام: «حذافة» . وهي إحدى روايتي السهيليّ وأبى ذر وابن حجر. وفي الإصابة: «خذامة» بكسر الخاء المعجمة، كما ذكر السهيليّ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 وكانت «خديجة» عند: عتيق بن خالد «1» المخزوميّ، فولدت له جارية، ثم تزوّجها بعده: أبو هالة «2» زرارة بن نبّاش [1] الأسيديّ: تميمى، من بنى حبيب بن جروة، ومات بمكة في الجاهلية. وكانت ولدت له: هند بن أبى هالة. فتزوّجها رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- بعده، ولم ينكح عليها امرأة حتى ماتت، وربّى ابنها «هندا» وكان ربيبه، وكان يقول: أنا أكرم الناس أبا وأمّا وأخا وأختا: أبى: رسول الله- صلّى الله عليه وسلم، وأمى: خديجة، وأختى: فاطمة، وأخى: القاسم. وولد ل «هند» : ربيب رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- ابن: سمّاه: هندا، أيضا، وهلك في الطاعون الجارف. وكان- صلّى الله عليه وسلم- تزوّجها وهو ابن خمس وعشرين سنة، ولم تزل معه إلى أن قبضت أربعا وعشرين سنة وشهورا، وكانت وفاتها بعد وفاة «أبى طالب» عمّه بثلاثة أيام. قال أبو محمد: وتزوّج النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- بعد «خديجة» : سودة بنت زمعة [ابن قيس بن عبد شمس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ [2] . وكانت تحت «السّكران» بن عمرو، وهو من مهاجري الحبشة، فمات ولم يعقب،   [1] ط: «ونباش بن زرارة» . وهي إحدى روايتي الإصابة (9008) . [2] تكملة من ب، ل. وانظر السيرة لابن هشام (4: 293) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 فتزوّجها رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- بعده. وهي أوّل من تزوّج من نسائه بعد «خديجة» [1] . قال أبو محمد: ثم تزوّج النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- عائشة بنت أبى بكر الصدّيق- رضى الله عنه- بكرا، ولم يتزوّج بكرا غيرها، وكان تزوّجه إياها بمكة، وهي بنت ستّ سنين، ودخل بها بالمدينة وهي بنت تسع سنين، بعد سبعة أشهر من مقدمه المدينة، وقبض رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- وهي بنت ثماني عشرة سنة، وتكنى: أمّ عبد الله. قال ابن قتيبة: حدّثنى: أبو الخطّاب، قال: حدّثنى مالك بن سعير، قال: حدّثنى الأعمش، عن إبراهيم، عن/ 66/ الأسود «1» ، عن عائشة، قالت: «تزوّجنى رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- وأنا بنت تسع سنين- تريد: دخل بى- وكنت عنده تسعا» . وبقيت إلى خلافة «معاوية» ، وتوفيت سنة ثمان وخمسين، وقد قاربت السبعين. وقيل لها: ندفنك مع رسول الله- صلّى الله عليه وسلم-؟ فقالت: إني قد أحدثت بعده، فادفنوني مع أخواتى» . فدفنت بالبقيع، وأوصت إلى «عبد الله بن الزّبير» .   [1] زادت «ب» : وأمها عاتكة بنت عبد مناف من بنى عمرو بن معيص، تزوّجها بعد موت خديجة بسنة، وقبل الهجرة بأربع سنين. والمعروف أن أم «سودة» هي الشموس بنت قيس» . وانظر: الطبقات (8: 35) والمحبر (78) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 ومن موالي «عائشة» : علقمة بن أبى علقمة «1» ، وكان يروى عنه «مالك بن أنس» . وكان «علقمة» معلّما يعلّم النحو والعروض، ومات في أوّل خلافة «المنصور» . ومن مواليها: أبو السائب، وقد روى عنه، واسمه: عثمان. وتزوّج رسول الله- صلّى الله عليه وسلم-: حفصة بنت عمر بن الخطاب، رضى الله عنه. وكانت تحت «خنيس» ، أخى: عبد الله بن حذافة السّهميّ [1] . ثم تزوّجها رسول الله- صلّى الله عليه وسلم-. وكان «خنيس» رسول النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- إلى «كسرى» ، ولا عقب له. و «حفصة» ، أخت: عبد الله بن عمر، لأمه وأبيه، وماتت بالمدينة في خلافة «عثمان» ، رضى الله عنه. وتزوّج النبيّ- صلّى الله عليه وسلم-: زينب بنت خزيمة، من: بنى عبد مناف ابن هلال بن عامر بن صعصعة. وكانت تحت: عبيدة بن الحارث بن المطلب، ثم تزوّجها النبيّ صلّى الله عليه وسلم، وكان يقال لها: أم المساكين. وماتت قبله. وتزوّج- النبيّ- صلّى الله عليه وسلم-: زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر ابن صبرة بن مرّة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة [2] .   [1] كذا في: «ق» . والّذي في: ط، هـ، و: «خنيس بن عبد الله بن حذافة السهمي» . والّذي في: ب، ل: «خنيس بن عبد الله بن حذافة بن الغيداق السهمي» . وانظر: المحبر (84) والسيرة (4: 294) والإصابة (4: 229) والاستيعاب (1: 439) والاشتقاق (124) وجمهرة أنساب العرب (156) . [2] كذا سبق النسب في: ب، ل. والّذي في سائر الأصول: «زينب بنت جحش الأسدية» . وانظر: المحبر (85) والسيرة (4: 294) . ومكانها في «ب، ل» قبل: «زينب بنت خزيمة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 وهي بنت عمة النبيّ- صلّى الله عليه وسلم-. أمها: أميمة بنت عبد المطلب. وهي أوّل من مات من أزواجه بعد وفاته في خلافة «عمر» . وهي أوّل من حمل في نعش- وكانت خليقة- فلما رأى «عمر» النعش قال: «نعم خباء الظّعينة» «1» [1] . / 67/ وتزوّج النبي- صلّى الله عليه وسلم- أم حبيبة بنت أبى سفيان ابن حرب، وكانت تحت: عبيد الله بن جحش الأسديّ، فتنصّر وهلك بأرض الحبشة، فتزوّجها رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- بعده. وكان السّرير الّذي حمل عليه النبي- صلّى الله عليه وسلم- في بيتها، فهو باق بالمدينة عند مولى لها. وبقيت إلى خلافة «معاوية» . وتزوّج النبيّ- صلّى الله عليه وسلم-: أمّ سلمة بنت أبى أمية بن المغيرة ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم. وكانت قبله عند: أبى سلمة بن عبد الأسد، وكانت لها منه: زينب بنت أبى سلمة، وعمر بن أبى سلمة، ربيب النبيّ- صلّى الله عليه وسلم. وكان «عمر» مع «عليّ» يوم الجمل، وولّاه البحرين، وله عقب بالمدينة. وأمّ سلمة: بنت عم «أبى جهل» . وأخوها «عبد الله بن أبى أمية» كان من أشدّ «قريش» عداوة للنّبيّ- صلّى الله عليه وسلم- ثم أسلم واستشهد يوم الطائف. وتوفيت «أم سلمة» سنة تسع وخمسين، بعد «عائشة» بسنة وأيام. وكانت «خيرة» ، أم «الحسن البصريّ» مولاة «أم سلمة» .   [1] زادت: ب، ل: «وكانت عند زيد بن حارثة، وفيها نزلت: (وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 وكان «شيبة بن نصاح «1» بن سرجس بن يعقوب» ، مولى: أمّ سلمة، وكان إمام أهل المدينة في القراءة في دهره. ومن مواليها: أبو ميمونة. وكان نافع «2» بن أبى نعيم قرأ عليه [1] . وتزوّج النبيّ- صلّى الله عليه وسلم-: ميمونة بنت الحارث. وهي من ولد: عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة. وبنى بها بسرف- وسرف: على عشرة أميال من مكة- وتوفيت أيضا بسرف، سنة ثمان وثلاثين، فدفنت هناك. وكانت قبل أن يتزوّجها تحت: أبى سبرة بن أبى رهم العامرىّ. وكانت «أم ميمونة» امرأة من «جرش» يقال لها: هند بنت عمرو. وولدت بنات [2] من رجلين، منهن: ميمونة بنت الحارث، زوج النبيّ- صلّى الله عليه وسلم» . ومنهنّ: أمّ الفضل لبابة بنت الحارث [3] ،/ 68/ وكانت عند «العبّاس ابن عبد المطّلب» . و «زينب بنت عميس الخثعمية» ، وكانت عند «حمزة» . و «سلمى بنت عميس» ، وكانت تحت «شدّاد بن الهاد» . و «أسماء بنت عميس الخثعمية» ، وكانت عند «جعفر بن أبى طالب» ، ثم مات عنها «جعفر» وخلف عليها «أبو بكر» ، ثم خلف عليها «عليّ» ، وقد ولدت لهم جميعا.   [1] ب، ل: «شيبة» . [2] ب: «تسع بنات» . [3] و: «أم الفضل لبابة بنت الحارث بن جزء من بجير بن هرم بن رويبة بن عبد الله بن/ 68/ هلال وابن عامر بن صعصعة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 وكان يقال لأمهم «الجرشية» : أكرم عجوز في الأرض أصهارا. وكان «يسار» مولى «ميمونة» . وولده: عطاء، وسليمان، ومسلم، وعبد الملك، كلهم فقهاء. وتزوّج النبيّ- صلّى الله عليه وسلم: صفية بنت حيىّ بن أخطب النّضيرىّ [ابن سعية بن ثعلبة [1] بن عبيد بن كعب بن الخزرج بن أبى حبيب [2] بن النّضير [3] ابن النّحام بن ينحوم، من سبط هارون [4] . وكانت تحت رجل من يهود خيبر يقال له: سلام بن مشكم القرظيّ. ثم خلف عليها: كنانة [5] بن الرّبيع بن أبى الحقيق، فضرب رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- عنقه لأمر أحل دمه، وسبى أهله وتزوّجها. وتوفيت سنة ستّ وثلاثين. «1» وتزوّج- صلّى الله عليه وسلم- جويرية بنت الحارث [بن أبى ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن جذيمة، المصطلقيّ [6] .   [1] كذا في: ب، والمحبر (90) . والّذي في الطبقات (8: 85) : «عامر» . [2] المحبر: «بن حبيب» . [3] المحبر: «النضر» . [4] تكملة من: ب. [5] تكملة من: ب. وانظر المحبر (90) والطبقات (8: 86) . [6] تكملة من: ب. وانظر: المحبر (89) والطبقات (8: 83) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 وكان «النبيّ» أغار على بنى المصطلق وهم غارّون [لا يشعرون بالجيش [1] ، ونعمهم تسقى على الماء، فكانت «جويرية بنت الحارث» مما أصاب، فتزوّجها. وتوفيت سنة ست وخمسين «1» [2] . قال أبو اليقظان: وتزوّج رسول الله- صلّى الله عليه وسلم «عمرة» - وهي من «بنى القرطات» ، وهم من «بنى بكر بن كلاب» - فوصفها أبوها ثم قال: وأزيدك أنها لم تمرض قط. فقال رسول الله- صلّى الله عليه وسلم-: ما لهذه عند الله من خير! وطلّقها ولم يبن بها. امرأة تزوّجها رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- ودخل بها ثم طلّقها من غير أن يطأها.   [1] تكملة من «ق» . [2] زادت: ب: «نظم بعضهم زوجات النبي صلّى الله عليه وسلم الّذي مات عنهن: توفى رسول الله عن تسع نسوة ... إليهن تعزى المكرمات وتنسب فعائشة وميمونة وصفية ... جويرية مع سودة ثم زينب كذا رملة مع هند أيضا وحفصة ... ثلاث وست نظمهن مهذب ولبعضهم أيضا: توفى رسول الله عن تسع نسوة ... وهن ابنة الصديق رملة حفصة جويرة هند وزينب سودة ... وميمونة والمصطفاة صفية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 قال أبو اليقظان: وكان تزوّج «أميمة بنت النّعمان بن شراحيل الجونية» ، فلما دخل عليها قال لها: هبي لي نفسك. قالت: وهل تهب الملكة نفسها للسّوقة؟ فأهوى بيده ليضعها عليها لتسكن. فقالت: أعوذ باللَّه منك. فقال لها: لقد عذت بمعاذ. ثم سرّحها ومتّعها. وقيل [1] : إن التي قالت: أعوذ باللَّه منك، هي: مليكة اللّيثية. وقال آخرون: هي: فاطمة بنت الضحّاك، وكان قد تزوّجها بعد وفاة «زينب» ابنته. / 69/ امرأة خطبها- صلّى الله عليه وسلم- فردّ عنها. قال أبو اليقظان: خطب رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- امرأة من بنى «مرة بن عوف ابن سعد بن ذبيان» إلى أبيها، فقال: إنّ بها برصا- وهو كاذب- فرجع. فوجدها برصاء. ويقال: إنّ ابنها [2] «شبيب بن البرصاء «1» بن الحارث بن عوف المرّي» ، صاحب الحمالة «2» بين: عبس، وذبيان. قال أبو اليقظان: التي وهبت نفسها للنّبيّ- صلّى الله عليه وسلم- هي: خولة بنت حكيم السّلمى [3]   [1] ط، هـ، و. «وقال قوم» . [2] ب، ل: «أبيها» . [3] هـ، و: «الشاعر» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 وقال غيره: هي: أمّ شريك «1» الأزدية. [ويقال: هي فاطمة بنت شريح، من قريش. ويقال: هي غزيّة بنت دودان بن عوف بن عمرو بن خالد بن ضباب بن حجير بن عدىّ بن معيص ابن عامر بن لؤيّ، أمّ شريك [1] . أولاد النبيّ صلّى الله عليه وسلم وولد لرسول الله- صلّى الله عليه وسلم- من «خديجة» : القاسم- وبه كان يكنى- والطيّب، وفاطمة، وزينب، ورقية، وأمّ كلثوم. ومن «مارية القبطية» : إبراهيم. فأما: القاسم، والطيب، فماتا بمكة صغيرين [2] . قال مجاهد: «2» مكث «القاسم» سبع ليال ثم مات. وأمّا «زينب» ، فكانت عند: أبى العاص بن الرّبيع بن عبد العزّى بن عبد شمس. واسم «أبى العاص» : القاسم- ويقال: مقسّم- وأمّه: هالة بنت خويلد بن أسد ابن عبد العزى- أخت: خديجة بنت خويلد- وأبو العاص بن الربيع، ابن خالة «زينب» ، وهو زوجها، وكان تزوّجها وهو مشرك. فقالت له قريش: طلّقها   [1] تكملة من: ب. وانظر: الإصابة (1347) والطبقات (8: 110) . [2] ب: «فأما القاسم والطاهر والطيب، ماتوا بمكة صغارا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 ونزوجك بنت «سعيد بن العاص» ، فأبى. وكان «أبو العاص» أسر يوم بدر، فمنّ عليه رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- وأطلقه بغير فداء. وأتت «زينب» الطائف. ثم أتت النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- بالمدينة، فقدم «أبو العاص» المدينة، وأسلم وحسن إسلامه. وماتت «زينب» بالمدينة بعد مصير النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- إليها بسبع سنين وشهرين. وتزوج «أبو العاص» : بنت سعيد بن العاص، وهلك بالمدينة، وأوصى إلى «الزّبير بن العوّام» . [وكان له من «زينب» بنت رسول الله- صلّى الله عليه وسلم-: بنت يقال لها: أمامة، تزوجها «المغيرة بن نوفل» ، فولدت له: يحيى، ولم يعقب [1] . وأما «رقية» فتزوجها: عتبة بن أبى لهب، فأمره أبوه أن يطلقها، فطلقها قبل أن يدخل بها. وتزوجها «عثمان بن عفان» بمكة، وماتت بها بعد مقدمه المدينة بسنة وعشرة أشهر وعشرين يوما./ 70/ وولدت لعثمان: عبد الله، وهلك صبيا لم يجاوز ست سنين، وكان نقره ديك على عينه، فمرض ومات. وأما «أم كلثوم» ، فتزوجها «عتيبة بن أبى لهب» ، وفارقها قبل أن يدخل بها. وتزوّجها «عثمان» بعد «رقية» ، وتوفيت لثمان سنين وشهرين وعشرة أيام بعد مقدمه المدينة. وأما «فاطمة» ، فتزوجها: عليّ بن أبى طالب بالمدينة، بعد سنة من مقدمه، وابتنى بها بعد ذلك بنحو من سنة، وماتت بعد وفاة النبيّ- صلّى الله عليه وسلم-   [1] تكملة من: ب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 بمائة يوم. وولدت ل «عليّ» : الحسن، والحسين، ومحسنا، وأم كلثوم الكبرى، وزينب الكبرى. وسنذكرهم عند ذكر «عليّ بن أبى طالب» ، مع سائر ولده، وأما «إبراهيم بن مارية» القبطية، فإنه ولد بالمدينة بعد ثمان سنين من مقدم النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- وعاش سنة وعشرة أشهر وثمانية أيام. وكانت أمه «مارية» هديّة «المقوقس» ملك الإسكندرية إلى النبيّ- صلّى الله عليه وسلم. قال أبو محمد: حدثني محمد بن زياد الزّيادى. قال: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن بشير بن المهاجر الغنوّى، عن عبد الله بن بريدة الخصيب «1» ، عن أبيه، قال: أهدى أمير القبط إلى رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- جاريتين أختين وبغلة، فكان يركب البغلة بالمدينة. واتخذ إحدى الجاريتين، فولدت له: إبراهيم، ووهب الأخرى ل «حسّان بن ثابت» . وقال غيره: كان اسم الجارية: سيرين، وهي أم: «عبد الرحمن بن حسان» ، ويقال: إن «مارية» - أم ولده- ماتت بعده بخمس سنين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 موالي رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال أبو محمد: زيد بن حارثة، وأمّ أيمن، امرأته. قال أبو محمد: حدّثنى زيد بن أخزم الطائي، قال: سمعت عبد الله ابن داود «1» يقول: أمّ أيمن: مما ورث رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- عن أبيه [1] ، وكان اسمها: بركة. فأعتقها رسول الله- صلّى الله عليه وسلم-. وتزوّجها «عبيد الخزرجىّ» / 71/ بمكة. فولدت له: أيمن. ثم إنّ خديجة ملكت «زيد بن حارثة» اشتراه لها «حكيم بن حزام» بسوق «عكاظ» بأربعمائة درهم، فسألها رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- أن تهب له «زيد بن حارثة» بعد أن تزوّجها، فوهبته، فأعتقه وزوّجه «أمّ أيمن» ، فولدت له: أسامة بن زيد. و «أسامة» ، و «أيمن» ، أخوان لأمّ. وكان ل «أيمن» ابن، يقال له: جبير. قال بعض أصحاب [2] الأخبار: هو: زيد بن حارثة بن شراحيل، من «كلب» ، أدركه سباء، فأعتقه رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- فكان يقال له: زيد بن محمد. حتى نزلت ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ 33: 5 «2» . وكان ممن أمّره رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- على الجيش «يوم مؤتة» ، فاستشهد. وكان «يوم مؤتة» في سنة ثمان.   [1] و: «أمه» . وانظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (8: 162) . [2] ب، ل: «أهل» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 وكانت «أمّ أيمن» حاضنة النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- امرأته. وقتل وهو ابن خمس وخمسين سنة، وكان قصيرا آدم شديد الأدمة، في أنفه فطس، ويكنى: أبا أسامة. أسامة بن زيد بن حارثة، مولى رسول الله- صلّى الله عليه وسلم. وكان له ابنان يروى عنهما: محمد بن أسامة، والحسن بن أسامة. و «أبو غزية محمد بن موسى» ، من بنى مازن بن النجار، قد ولده «أسامة بن زيد بن حارثة» ، من قبل أمهاته. أبو رافع، مولى رسول الله- صلّى الله عليه وسلم. اسمه: أسلم، أجمعوا على ذلك واختلفوا [1] في قصته. فقال بعضهم: كان ل «لعبّاس بن عبد المطلب» ، فوهبه للنّبيّ- صلّى الله عليه وسلم- فلما أسلم «العباس» بشّر «أبو رافع» النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- بإسلامه، فأعتقه وزوّجه «سلمى» مولاته، فولدت له: عبيد الله بن أبى رافع. فلم يزل كاتبا ل «عليّ بن أبى طالب» خلافته كلها. وقال آخرون: كان ل «سعيد بن العاص» إلا سهما من سهام، فأعتقه «سعيد» ، واشترى رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- ذلك السهم، فأعتقه. وكان له ابنان: عبيد الله- وكان يكتب لعلىّ، وقد روى عنه الحديث- وعبد الله، وكان شريفا. فلما ولى «عمرو [2] بن سعيد بن العاص» المدينة، أرسل إلى «عبيد الله» ، فقال له: مولى من أنت؟ فقال: مولى رسول الله- صلّى الله عليه وسلم. فضربه مائتي سوط، ثم شفع فيه أخوه [3] .   [1] ط، هـ، و: «واختلف» . [2] ط، هـ، و: «فلما تولى سعيد بن العاص» . [3] ط، هـ، و: «أخا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 وقال آخرون: كان «أبو رافع» غلاما لسعيد بن العاص. فورثه ولده، فأعتق بعضهم/ 72/ في الإسلام وتمسك بعض، فجاء «أبو رافع» إلى النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- يستعينه على من لم يعتق. فكلمهم فيه، فوهبوه لرسول الله- صلّى الله عليه وسلم- فأعتقه. سفينة، مولى: رسول الله- صلّى الله عليه وسلم. كان أسود من مولّدى الأعراب. واختلفوا في اسمه. فقال بعضهم: كان اسمه: مهران، ويكنى: أبا عبد الرحمن. وقال بعضهم: كان اسمه: رباحا، وسمّاه رسول الله- صلّى الله عليه وسلم-: سفينة. وذلك أنه كان في سفر، فكان كل من أعبا وكلّ ألقى عليه بعض متاعه، ترسا كان أو سيفا، حتى حمل من ذلك شيئا كثيرا. فمرّ به النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- فقال: أنت سفينة. واختلفوا أيضا في قصته، فقال بعضهم: كان رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- اشتراه وأعتقه. وقال آخرون: اشترته «أمّ سلمة» وأعتقته، وشرطت عليه أن يخدم النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- ما عاش. [حدّثنا أحمد بن موسى: حدّثنا عاصم بن عليّ: حدّثنا حشرج ابن نباتة: حدّثنا سعيد بن جمهان «1» ، قال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 قلت ل «سفينة» : لم سميت «سفينة» ؟ قال: كنّا مع رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- فثقلت عليهم أمتعتهم. فنزلت فقلت: احملوا على ظهري. فقال رسول الله- صلّى الله عليه وسلم-: احمل، فإنما أنت سفينة. فلو حملت يومئذ حمل بعير، وبعيرين، ما ثقل ذلك عليّ بعد [1] . ثوبان، مولى رسول الله- صلّى الله عليه وسلم. وكان يكنى: أبا عبد الله، وكان من أهل السّراة. وذكروا أنه من «حمير» أصابه سباء، فاشتراه النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- وأعتقه، ولم يزل معه حتى قبض- صلّى الله عليه وسلم. ثم تحوّل إلى الشام فنزل «حمص» ، وله فيها دار صدقة، ومات سنة أربع وخمسين في خلافة معاوية. يسار [2] ، مولى رسول الله- صلّى الله عليه وسلم. وكان «يسار» [2] نوبيّا أصابه في غزوة «بنى عبد بن ثعلبة» فأعتقه، وهو الّذي قتله العرنيّون «1» الذين أغاروا على لقاح النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- وقطعوا يده ورجله، وغرزوا الشوك في لسانه وعينيه حتى مات. وانطلقوا بالسّرح «2» ، فأدخل المدينة ميّتا. شقران: مولى رسول الله- صلّى الله عليه وسلم. اسمه: صالح، ويقال: إنّ أباه كان يقال له: عدىّ. واختلفوا في قصته. فقال بعضهم: كان ل «عبد الرحمن بن عوف» ، فابتاعه منه فأعتقه.   [1] تكملة من: ق. [2] ط، هـ، و: «بشار» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 وقال أبو محمد: حدثني زيد بن أخزم، قال: سمعت عبد الله ابن داود. يقول: «شقران» ممن ورث النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- عن أبيه. / 73/ أبو كبشة، مولى رسول الله- صلّى الله عليه وسلم. اسمه: سليم [1] ، من مولّدى أرض دوس، ويقال: من مولّدى مكة. ابتاعه رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- فأعتقه. وتوفى «أبو كبشة» أوّل يوم استخلف فيه «عمر بن الخطاب» ، رضى الله عنه. أبو ضميرة، مولى رسول الله- صلّى الله عليه وسلم. وكان مما أفاء الله على رسوله. وكان من العرب. فأعتقه النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- وكتب له كتابا، هو في يد ولده، بالإيصاء به وبأهل بيته. ومن ولده: حسين بن عبد الله بن ضميرة. وفد على «المهدي» ومعه الكتاب. فقبّله «المهدىّ» ووضعه على عينيه، ووصله بثلاثمائة دينار. مدعم، مولى رسول الله- صلّى الله عليه وسلم. كان «مدعم» عبدا [2] ل «رفاعة بن زيد الجذامىّ» . فوهبه لرسول الله- صلّى الله عليه وسلم. ويقال: هو الّذي قال فيه النبيّ- صلّى الله عليه وسلم-[حين كان يحط رحله فجاءه سهم عابر فقتله. فقال الناس: هنيئا له الجنة. فقال النبيّ- صلّى الله عليه وسلم: كلا [3] ، إن الشّملة التي غلّها يوم خيبر تحترق عليه في نار جهنم. أبو مويهبة، مولى النبيّ- صلّى الله عليه وسلم. كان «أبو مويهبة» مولّدا من مولّدى «مزينة» ، فاشتراه فأعتقه. وهو الّذي انطلق به إلى البقيع «1» ، وقال: إني أمرت أن أستغفر لهم.   [1] ب: «سليمان» . [2] ب: «مولى» . [3] ساقطة من: ط، هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 النّبيه: مولى النبيّ- صلّى الله عليه وسلم. كان «النّبيه» من مولّدى «السّراة» ، فاشتراه رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- فأعتقه. فضالة، مولى النبيّ- صلّى الله عليه وسلم. كان «فضالة» هذا مولى النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- نزل الشام. خيل رسول الله ومراكبه صلّى الله عليه وسلم كان فرس رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- «يوم أحد» : السّكب، وفرس «أبى بردة «1» بن نيار» يومئذ يقال له: ملاوح. والمرتجز: فرس رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- الّذي اشتراه من الأعرابيّ، وشهد له «خزيمة بن ثابت» وحده، فأجاز شهادته وحده. وكان لرسول الله- صلّى الله عليه وسلم- فرس يقال له: لزاز. وفرس يقال له: الظّرب «2» [1] . وفرس يقال له:/ 74/ اللّحيف. وفرس يقال له: الورد. وكانت البغلة التي أهداها إليه «المقوقس» يقال لها: دلدل، وبقيت إلى زمن «معاوية» . وكان له حمار يقال له: يعفور. وكان له من النّوق: القصواء، والجدعاء، والعضباء [2] . وكانت لقاحه، التي أغار عليها «عيينة بن حصن الفزازى» بالغابة، عشرون لقحة «3» .   [1] ب: «الطرف» . [2] زادت ب: «وجمله الأورق وسيفه ذو الفقار ودرعه ذو الغضون» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 أحوال الرسول صلّى الله عليه وسلم في مولده ومبعثه ومغازيه وسراياه، إلى أن قبض- صلّى الله عليه وسلم. قالوا [1] : ولد رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- عام الفيل، وبين عام الفيل وعام الفجار عشرون سنة. ودفعته أمه إلى أظآره من بنى سعد بن بكر، فلم يزل عندهم خمس سنين، ثم ردّوه عليها، فأخرجته أمه إلى أخواله بالمدينة بعد سنة، وتوفيت بالأبواء. «1» وردّته «أم أيمن» ، حاضنته، إلى مكة بعد موت أمه. وتوفى «عبد المطلب» وهو ابن ثمان سنين وشهرين. وخرج مع «أبى طالب» عمّه إلى الشام في تجارة، وهو ابن اثنتي عشرة سنة. وشهد الفجار «2» ، وهو ابن عشرين سنة. وخرج إلى الشام في تجارة ل «خديجة» ، وهو ابن خمس وعشرين سنة، وتزوّجها بعد ذلك بشهرين وأيام. وبنيت الكعبة، ورضيت «قريش» بحكمه فيها، وهو ابن خمس وثلاثين سنة. وبعث صلّى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين سنة، بعد بنيان الكعبة بخمس سنين. ورأت «قريش» النجوم يرمى بها بعد عشرين يوما من مبعثه. وتوفى عمه «أبو طالب» وهو ابن تسع وأربعين سنة وثمانية أشهر.   [1] ط، هـ، و: «قال» . وهي ساقطة من: ق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 وتوفيت «خديجة» بعد «أبى طالب» بثلاثة أيام ثم خرج إلى «الطائف» ومعه «زيد بن حارثة» بعد ثلاثة أشهر من موت «خديجة» ، فأقام بها شهرا، ثم رجع إلى مكة في جوار «مطعم بن عدىّ» . وأسرى به إلى بيت المقدس بعد سنة ونصف من رجوعه إلى مكة، ثم أمره الله تعالى بالهجرة، وافترض عليه الجهاد. فأمر أصحابه بالهجرة، فخرجوا أرسالا «1» . وخرج رسول الله- صلّى/ 75/ الله عليه وسلم- ومعه: أبو بكر، وعامر ابن فهيرة- مولى أبى بكر- وعبد الله بن أرقم «2» - ويقال: أرقط. ويقال: أريقط- الدّيلى. وخلّف «عليّ بن أبى طالب» - عليه السلام- على ودائع كانت للناس عنده حتى أدّاها، ثم لحق به. وهاجر إلى المدينة وهو ابن ثلاث وخمسين سنة. وقال في ذلك حسّان ابن ثابت الأنصاريّ- هكذا قال أبو اليقظان-: [طويل] ثوى في قريش بضع عشرة حجة ... يذكّر لو يلقى حبيبا مواتيا ويعرض في أهل المواسم نفسه ... فلم ير من يؤوى ولم ير داعيا فلمّا أتانا واطمأنت به النّوى ... فأصبح مسرورا بطيبة راضيا قال: فأما «محمد بن إسحاق» «3» فذكر أن البيت الأوّل لصرمة بن أبى أنس الأنصاريّ. ودخل رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- يوم الاثنين لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأوّل. فكان التاريخ من شهر ربيع الأوّل، فردّ إلى المحرّم، لأنه أوّل شهور السنة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 ونزل بقباء «1» ، على كلثوم بن الهدم، من: بنى عمرو بن عوف الأوسيّ، ثم مات «كلثوم» ، فتحوّل إلى «سعد بن خيثمة الأوسيّ» ، فأقام شهرا وأربعة أيام إلى أن تمت صلاة المقيم. ثم آخى بين المهاجرين والأنصار بعد خمسة أشهر من وقت إتمام الصلاة. ثم غزا غزاة «ودّان» «2» بعد ستة أشهر. ثم غزا عيرا «3» لقريش بعد شهر وثلاثة أيام. ثم غزا في طلب «كرز» «4» حتى بلغ «بدرا» بعد عشرين يوما. ووجهت القبلة إلى الكعبة. ثم غزا «بدرا» . غزوة بدر قال أبو اليقظان: كان «بدر» رجلا من «غفار» ، رهط أبى ذرّ الغفاريّ، من بطن يقال لهم: بنو النّار، نسب الماء إليه. وقال الشّعبيّ: «5» بدر: بئر رجل يدعى: بدرا، ولم ينسبه. قال: وكان المشركون تسعمائة وخمسين رجلا. وكان المسلمون ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا. يعتقب النفر البعير الواحد. الأنصار منهم مائتان وسبعون رجلا، والباقون من سائر الناس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 وكان لواء «1» رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- أبيض، ورايته سوداء. من مرط ل «عائشة» مرحّل. وكانت رايته يومئذ مع «عليّ» ، ولواؤه مع «مصعب بن عمير» . قال: ولم يبق من «قريش» بطن إلا نفر منهم ناس من المشركين، إلا «بنى عدىّ بن كعب» ، فإنه لم يخرج منهم رجل واحد. وكان قوم من «زهرة» قد خرجوا، فقام «الأخنس «2» بن شريق الثقفيّ» فيهم- وكان حليفا لهم- فأشار عليهم بالرجوع، فرجعوا ولم يشهد «بدرا» منهم أحد. وإنما سمى: الأخنس، لأنه خنس ببني زهرة يوم بدر، وهو ثقفىّ، عداده في بنى «زهرة» ، ولم يسلم «الأخنس» . وقال أبو اليقظان: «عثمان البتيّ» الفقيه بالبصرة، من مواليه. أسماء المتخلفين عن بدر من المهاجرين والأنصار، والمشهورين بالعذر: عثمان بن عفان، تخلّف عن بدر [1] ، على «رقية» ، ابنة رسول الله- صلّى الله عليه وسلم-. فضرب له رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- بسهمه. فقال عثمان: وأجرى يا رسول الله؟ قال: وأجرك.   [1] «ب» : «خلفه رسول الله صلّى الله عليه وسلم على رقية» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 و «طلحة بن عبيد الله» ، كان بالشام، فتخلّف عن «بدر» ، وقدم بعد أن رجع رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- فكلّمه، فضرب له بسهم. قال: وأجرى يا رسول الله؟ قال: وأجرك. و «سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل» ، كان أيضا بالشام، فقدم بعد ما رجع رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- من «بدر» ، فضرب له بسهمه. فقال: وأجرى يا رسول الله؟ قال: وأجرك. و «أبو لبابة» ، و «الحارث بن حاطب» الأنصاريّان، خرجا مع رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- فردّهما، وأمّر «أبا لبابة» على المدينة، وضرب لهما بسهمين مع أصحاب «بدر» . أسماء المطعمين من قريش في غزوة بدر العباس بن عبد المطلب، وعتبة بن ربيعة، والحارث بن عامر بن نوفل، وطعيمة بن عدىّ، وأبو البختريّ بن هشام، وحكيم بن حزام، والنّضر بن الحارث ابن كلدة، وأبو جهل بن هشام، وأمية بن خلف، ومنبه، ونبيه، ابنا الحجّاج، وسهيل [1] بن عمرو. [فنزل فيهم: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ الله فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ 8: 36 «1» [2] .   [1] ط، هـ، و: «وسهل» . وانظر: السيرة لابن هشام (2: 321) . [2] تكملة من: ق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 عدّة من قتل ومن أسر يوم بدر وعدّة من قتل من المشركين يوم «بدر» خمسون رجلا. وأسر أربعة وأربعون رجلا. وكان فيمن أسر: العبّاس/ 77/ بن عبد المطلب- أسره: أبو اليسر كعب ابن عمرو- وعقيل بن أبى طالب- وكانا خرجا مكرهين- ونوفل بن الحارث ابن عبد المطلب. وكان في الأسارى: عقبة بن أبى معيط، والنّضر بن الحارث بن كلدة، قتلهما رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- بالصّفراء. «1» وروى ابن المبارك، عن شعبة [1] : عن أبى بشر، عن سعيد ابن جبير «2» : أنه قال: قتل النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- ثلاثة صبرا «3» يوم «بدر» : عقبة بن أبى معيط، وطعيمة بن أبى عدىّ، والنّضر بن الحارث. وقال رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- للعباس: أفد نفسك وابني أخيك، عقيلا: ونوفلا، وحليفك، فإنك ذو مال. فقال: يا رسول الله، إني كنت مسلما، ولكن القوم استكرهوني. فقال رسول الله- صلّى الله عليه وسلم-: الله أعلم بإسلامك   [1] ط: «سعيد» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 إن يكن ما تقول حقّا فاللَّه يجزيك به، وأما ظاهر أمرك فقد كان علينا. فقال: فإنه ليس لي مال. قال: فأين المال الّذي وضعته عند «أم الفضل» بمكة حين خرجت وليس معكما أحد، ثم قلت لها: إن أصبت في سفري هذا فللفضل كذا، ولعبد الله كذا. قال العباس: والّذي بعثك بالحق نبيّا ما علم بهذا أحد غيرها، وإني لأعلم أنك رسول الله. ففدى نفسه بمائة أوقية، وكل واحد من ابني أخيه بأربعين أوقية. هكذا قال ابن إسحاق. وقال: تركتني أسأل الناس بكفى [1] . وأسلم «العباس» ، وأمر «عقيلا» فأسلم، ولم يسلم من الأسارى غيرهما. وقتل «عليّ بن أبى طالب» يومئذ العاص بن سعيد بن العاص، والوليد بن عتبة بن ربيعة، وعامر بن عبد الله- حليفا لهم، من بنى أنمار بن بغيض. وقتل «عليّ» أيضا: نوفل بن خويلد، أخا «العوامّ بن خويلد» . واختلف في «طعيمة بن عدىّ» ، فقال بعضهم: قتله «عليّ» . وقال بعضهم: قتله «حمزة» . وقال بعضهم: قتله رسول الله [2]- صلّى الله عليه وسلم- صبرا. وقتل «عمر بن الخطاب» خاله: العاص بن هشام بن المغيرة. وقتل «حمزة بن عبد المطلب» : شيبة بن ربيعة، والأسود بن عبد الأسد ابن هلال المخزومي.   [1] كذا في: ط، هـ، و. والّذي في سائر الأصول: «في كفى» . [2] زادت «ب» : «وقتل عليّ بن أبى طالب: عبيد الله بن حميد بن الحارث، مولى حاطب بن أبى بلتعة» . والّذي في السيرة (2: 7) أن عبيد الله هذا كان بين الأسرى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 وقتل «عبيدة/ 78/ بن الحارث بن عبد المطلب» : عتبة بن ربيعة. وقتل «الزّبير بن العوّام» : عبيدة بن سعيد بن العاص بن أمية. وقتل «معاذ بن عمرو بن الجموح الأنصاريّ» : أبا جهل بن هشام، ضربه بالسيف على رجله فقطعها، وذفف عليه» «عبد الله بن مسعود» [1] . وقتل «عمّار بن ياسر» : عليّ بن أمية بن خلف. وسائر من قتل لا يعرف قاتلهم من الأنصار. ذكر من استشهد من المسلمين يوم بدر واستشهد من المسلمين «يوم بدر» أربعة عشر رجلا، منهم: عبيدة بن الحارث ابن المطلب، قاتل: عتبة، ومهجع- مولى عمر بن الخطاب- وذو الشّمالين، وعمير بن أبى وقاص الزهرىّ- أخو سعد بن أبى وقاص الزّهرىّ- وعاقل ابن البكير [2]- يقال له «2» : عاقل، وغافل- وصفوان بن البيضاء. والباقون من الأنصار.   [1] زادت «ب» . «قال ابن هشام: أبو جهل بن هشام- واسمه عمرو بن هشام بن المغيرة ابن عبد الله بن عمرو بن مخزوم- ضربه معاذ بن عمرو بن الجموح فقطع رجله، وضرب ابنه يد معاذ فطرحها، ثم ضربه معاذ بن عفراء حتى أثبته ثم تركه وبه رمق، ثم ذفف عليه عبد الله بن مسعود» . وانظر السيرة لابن هشام (2: 287) . [2] المحبر (74) : «عاقل بن أبى البكير» ، وما أثبتنا رواية الإصابة (4361) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 وكانت وقعة «بدر» في شهر رمضان سنة اثنتين لسبع عشرة ليلة خلت منه. وانصرف رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- إلى المدينة، وتوفيت «رقية» ابنته. وابتنى «عليّ» ب «فاطمة» بعد وفاة «رقية» بستة عشر يوما. وتزوّج «عثمان» «أمّ كلثوم» ابنته «1» ، وابتنى بها بعد ابتناء «عليّ» ب «فاطمة» بخمسة أشهر ونصف. ثم تزوّج رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- «حفصة» بعد ذلك بشهرين. ثم تزوّج «زينب بنت خزيمة» بعدها بعشرين يوما. وولد «الحسن بن عليّ» بعد ذلك بخمسة أيام. هذا في بعض الرّوايات، وإن كان هذا صحيحا، فإن رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- قبض و «الحسن» ابن سبع سنين. وفي رواية ابن إسحاق- فيما أحسب- أنها ولدت «الحسن» بعد «خيبر» سنة ست. وأما «الحسين» فإنه ولد بعد «الحسن» بعشرة أشهر واثنين وعشرين يوما، وكانت «فاطمة» رضى الله عنها حملت به بعد أن ولدت «الحسن» بشهر واثنين وعشرين يوما. وأرضعته وهي حامل، ثم أرضعتهما جميعا. غزوة أحد قال ابن إسحاق: كانت غزوة «أحد» سنة ثلاث في شوّال. قال: ولما سارت «قريش» لحرب رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- خرج رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- والمسلمون حتى نزلوا بيوت «بنى حارثة» . فأقاموا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 بقية يومهم وليلتهم، ثم خرج/ 79/ من غد في ألف رجل من أصحابه، فلما كانوا ببعض الطريق انخزل «عبد الله بن أبىّ بن سلول» بثلث الناس، وقال: والله ما ندري علام نقتل أنفسنا! وهمّت بنو حارثة وبنو سلمة بالرّجوع. ثم عصمهم الله- عز وجل- ومضى رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- فذبّ فرس بذنبه فأصاب ذؤابة سيف فاستلّه، فقال رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- لصاحب السيف- وكان يحب الفأل ولا يعتاف «1» [1]-: شم سيفك، فإنّي أرى السيوف ستسل اليوم. وكانت قريش يومئذ ثلاثة آلاف. ورسول الله- صلّى الله عليه وسلم- في سبعمائة. وظاهر يومئذ بين درعين، وأخذ سيفا فهزه وقال: من يأخذه بحقه؟ فقال عمر بن الخطاب: أنا. فأعرض عنه. وقال الزّبير: أنا. فأعرض عنه. فوجدا في أنفسهما. فقام أبو دجانة سماك بن خرشة فقال: [وما حقّه يا رسول الله؟ قال: تضرب به حتى ينثني. فقال: أنا آخذه بحقه [2] ، فأعطاه إياه. وكان على الرّماة يومئذ: عبد الله بن جبير- أخو خوّات بن جبير، صاحب ذات النّحيين «2» - وكانت على المشركين الدائرة [3] ، حتى خالفت الرّماة على ما أمرهم به رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- من الثّبوت بموضعها، ومالت إلى الغنائم، فأصيب المسلمون وانهزم منهم من انهزم.   [1] ط، هـ، و: «يعاف» . [2] تكملة من: ب، ل. [3] ب: «الدبرة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 عدد [1] من استشهد من المسلمين يوم أحد استشهد من المهاجرين «يوم أحد» أربعة نفر: حمزة بن عبد المطلب، وعبد الله ابن جحش، ومصعب بن عمير، وشمّاس بن عثمان بن الشّريد. واستشهد من الأنصار واحد وستون رجلا. عدد من قتل من المشركين يوم أحد قتل «عليّ بن أبى طالب» : طلحة بن أبى طلحة بن عثمان بن عبد الدار، مبارزة، وكان صاحب لواء المشركين، وأبا الحكم بن الأخنس بن شريق الثّقفيّ، حليف بنى زهرة، وأبا أمية بن أبى حذيفة بن المغيرة. وقتل «حمزة» : عثمان بن أبى طلحة، وسباع بن عبد العزّى. وقتل «سعد بن أبى وقاص» : أبا سعد بن أبى طلحة. وقتل «عاصم بن ثابت» : مسافع بن طلحة، وكلاب بن طلحة، والجلاس ابن طلحة، والحارث بن طلحة [2] . هذا قول/ 80/ بعضهم. وأما ابن إسحاق فإنه يذكر أن «الجلاس» و «الحارث» قتلهما «قزمان» ، حليف «بنى ظفر» . قال: وقتل «قزمان» يومئذ: أرطاة بن [3] شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف ابن عبد الدّار، وغلاما له حبشيّا- يقال له: صؤاب- والقاسط بن شريح بن هاشم   [1] ط، هـ، و: «عدة» . [2] العبارة في «ب» : «طلحة. هذا قول بعضهم. وأما ابن إسحاق وغيره ذكر أن حمزة قتل أيضا سباع» . [3] السيرة لابن هشام (3: 134) : «.. بن عبد شرحبيل» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 ابن عبد مناف بن عبد الدّار، وهشام بن أبى أمية بن المغيرة، والوليد بن العاص ابن هشام، وخالد بن الأعلم، وعبيدة بن جابر، وشيبة بن مالك بن المضرّب. وكان «قزمان» هذا منافقا، وهو القائل: والله إن قاتلت إلا حدبا على قومي [1] . وجرح فاشتدّت به جراحته فقتل نفسه. وفيه قال النبيّ- صلّى الله عليه وسلم-: «إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر» . وقتل «عبد الرحمن بن عوف» : أسيد بن أبى طلحة. فكان من قتل في هذا اليوم، من «بنى عبد الدّار» : عشرة نفر، ومولى لهم. ولم يصحب النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- من «بنى عبد الدّار بن قصي» إلا «مصعب بن عمير» ، واستشهد في هذا اليوم. وكان صاحب لواء رسول الله- صلّى الله عليه وسلم-. ويقال إن هذه الآية نزلت في بنى عبد الدّار: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ الله الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ 8: 22 «1» . يوم الخندق وما بعده وكان يوم «الخندق» سنة أربع. ويوم «بنى المصطلق» ، ويوم «بنى لحيان» في شعبان، سنة خمس. ويوم «خيبر» ، في سنة ست. وحاصرهم رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- بضع عشرة ليلة. وقدم عليه «جعفر بن أبى طالب» من عند «النجاشي» .   [1] ب: «إلا عن أحساب قومي» . وهي رواية السيرة (3: 84) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 وفيها صالحه أهل «فدك» على النّصف من ثمارهم، فكانت له خاصة، لأنه لم يوجف «1» عليها المسلمون بخيل ولا ركاب. وفيها خرج رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- معتمرا، فصدّه المشركون، وكان ساق معه من الهدى سبعين بدنة، فمنعوه [1] عن أن يبلغ محلّه. فبايعه المسلمون تحت الشجرة بيعة الرضوان، وكان الناس سبعمائة، وهي: عمرة الحديبيّة. قال: وحدّثنى زيد بن أخزم، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا قرّة بن خالد،/ 81/ عن قتادة «2» ، قال: قلت لسعيد بن المسيّب: كم كانوا في بيعة الرضوان؟ قال: خمس عشرة مائة. قال: قلت: فإنّ جابر ابن عبد الله قال: كانوا أربع عشرة مائة. قال: أوهم رحمه الله! هو الّذي حدّثنى أنهم كانوا خمس عشرة مائة. وكان أوّل من بايع «3» «عبد الله بن عمر» ، وكانت البيعة بسبب «عثمان بن عفان» ،- رضى الله عنه- وذلك أنه بعثه إلى مكة ليخبر قريشا أنه لم يأت لحرب، فاحتبسته. «قريش» عندها، وبلغ رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- أنه قد قتل. فدعا الناس إلى البيعة على مناجزة القوم، ثم بلغه أن الّذي ذكر في أمر «عثمان» باطل.   [1] ط، ق: «فعكفوه» . ل: «كفوه» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 وبعث رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- بعثة إلى «مؤتة» في سنة ثمان، واستعمل عليهم- «زيد بن حارثة» ، وقال: إن أصيب «زيد» ف «جعفر» ، وإن أصيب «جعفر» ف «عبد الله بن رواحة» على الناس. وكانوا ثلاثة آلاف. فقتل: زيد بن حارثة، وجعفر، وعبد الله بن رواحة، وقام بأمر الناس بعدهما: خالد بن الوليد، فحاشى بهم- يعنى اتقى بهم. وفي سنة ثمان ولد له «إبراهيم» . ومات «النّجاشى» . وماتت «أم كلثوم» ابنته. وفي سنة ثمان فتح الله عليه «مكة» في شهر رمضان، فأقام بها خمس عشرة ليلة يقصر الصلاة [1] . ثم سار إلى «حنين» في شوّال سنة ثمان، واستخلف على «مكة» : عتّاب بن أسيد. وحج الناس على منازلهم في [2] الشّرك. ولقي رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- جمع «هوازن» ب «حنين» ، للنصف من شوّال، فهزمهم الله عز وجل، ونفّله «1» أموالهم ونساءهم.   [1] زادت «ب» : «ثم سار، فقال: «والله إنك لأحب أرض الله لي، ولولا أنى أخرجت منك ما خرجت» . فقالت الأنصار وقد أحدقوا به: قد حنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى وطنه والمقام بها. فسمع النبيّ صلّى الله عليه وسلم فقال: قد سمعت الّذي قلتم يا معشر الأنصار. المحيا محياكم والممات مماتكم. والله لو ملكت الأنصار واديا لسلكت وادي الأنصار وشعبهم، ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار» . [2] ط، هـ، و: «من» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 وكان الذين ثبتوا مع رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- يوم «حنين» بعد هزيمة الناس: عليّ بن أبى طالب، والعباس بن عبد المطلب- أخذ بحكمة بغلته-[1] وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وابنه، والفضل بن العباس بن عبد المطلب، وأيمن بن عبيد- وهو ابن أم أيمن، مولاة رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- وحاضنته. وقتل يومئذ [هو، وابن أبى سفيان- ولا عقب لابن أبى سفيان-[2] وربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وأسامة بن زيد بن حارثة. وقال العباس بن عبد/ 82/ المطلب: [طويل] نصرنا رسول الله في الحرب سبعة ... وقد فرّ من قد فرّ منهم فأقشعوا «1» وثامننا لاقى الحمام بسيفه ... بما مسّه في الله لا يتوجّع يعنى: أيمن بن عبيد. ثم سار رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- بعد حنين إلى الطائف، فحاصرهم شهرا، ثم انصرف ولم يفتحها. فاعتمر من الجعرانة «2» [3] في ذي القعدة سنة ثمان. ثم انصرف راجعا إلى المدينة فدخلها، وأقام بها إلى رجب سنة تسع.   [1] ب: «بغلة رسول الله صلّى الله عليه وسلم. وفيها بعد هذا: «يتلقى بصدره الحجارة والنبل عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم وكان رجلا طويلا. فقال له النبي صلّى الله عليه وسلم: يا عم، ناد: يا أصحاب سورة البقرة، يا أصحاب السمرة. وكان رجلا صينا فنادى: يا أصحاب سورة البقرة، يا أصحاب السمرة، فما تمّ كلامه حتى رأيت الأنصار قد عطفت على رسول الله صلّى الله عليه وسلم كما تعطف البقرة على أولادها. والفضل بن العباس وأبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب» . [2] تكملة من: ق. وانظر السيرة لابن هشام (4: 101) . [3] هـ: «الجعرانية» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 ثم سار إلى أرض الروم، فكان أقصى أثره تبوك، فأقام بها، وبنى مسجدا، هو بها إلى اليوم. وفتح الله عليه في سفره «دومة الجندل» ، بعث إليها «خالد بن الوليد» ، فأتاه «بأكيدر» صاحبها، فصالحه على الجزية. ثم قدم المدينة فأقام إلى حضور الموسم سنة تسع، فبعث «أبا بكر» أميرا على الحاجّ، فأقام للناس حجّهم، وهي أول حجة كانت في الإسلام. وأنزلت على رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- سورة براءة، بعد أن سار أبو بكر، فبعث بها مع عليّ بن أبى طالب، وأمره أن يقوم بها في الناس [1] إذا فرغ أبو بكر من الحج [2] . ثم صدر أبو بكر وعليّ- رضى الله عنهما- إلى رسول الله- صلّى الله عليه وسلم. ودخلت سنة عشر، فأقامها رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- بالمدينة. وجاءته وفود العرب من كل وجه، وبعث رسله إلى ملوك الأرض، ودخل الناس في الإسلام أفواجا، وأنزلت عليه (إِذا جاءَ نَصْرُ الله وَالْفَتْحُ) 110: 1 «1» . فعلم أنه قد نعى إلى نفسه. فلما حضر الموسم خرج رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- لخمس ليال بقين من ذي القعدة، فأقام للناس حجّهم وعرّفهم مناسكهم، ثم صدر إلى المدينة فأقام بها بقية ذي الحجة من سنة عشر، والمحرّم وصفر واثنتي عشرة ليلة من شهر ربيع الأوّل سنة إحدى عشرة، ثم قبضه الله إليه يوم الاثنين. وكان مقامه بالمدينة إلى أن قبض عشر سنين، وقد بلغ من السن ثلاثا وستين سنة.   [1] ب: «في الناس ويقرأها» . [2] زادت «ب» : «فقرأ عليّ- رضى الله عنه- سورة براءة على الناس في الموسم على المنبر. فقال ابن عباس: فو الله لو سمعها الترك والدّيلم لأسلموا من حسن قراءته» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 ويقال: إنه ولد- صلّى الله عليه وسلم- يوم الاثنين، وبعث يوم الاثنين، ودخل المدينة يوم الاثنين، وقبض يوم الاثنين. ودفن ليلة الأربعاء في حجرة عائشة، وفيها قبض. فدخل القبر/ 83/ العباس بن عبد المطلب، وعليّ بن أبى طالب، والفضل ابن العباس بن عبد المطلب. ويقال أيضا: دخل معهم قثم بن العبّاس. وقالت بنو زهرة: نحن أخواله، فأدخلوا منّا رجلا. فأدخلوا «عبد الرحمن ابن عوف» . ويقال: دخل معه «أسامة بن زيد» . وقال المغيرة بن شعبة. أنا أقربكم عهدا به- وذلك أنه ألقى خاتمه في القبر فاستخرجه. وحدّثنى زيد بن أخزم، قال: حدثني عثمان بن فرقد، قال: سمعت جعفر بن محمد «1» يحدّث عن أبيه، قال: الّذي لحد قبر رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- أبو طلحة، والّذي ألقى القطيفة تحته: شقران. وقال جعفر: أخبرنى ابن أبى رافع «2» ، قال: سمعت شقران يقول: أنا والله طرحت القطيفة تحت رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- في القبر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 أخبار أبى بكر الصدّيق رضى الله عنه قال أبو محمد: اسم أبى بكر: عبد الله. واسم أبيه- أبى قحافة-: عثمان. وكان اسم أبى بكر في الجاهلية: عبد الكعبة، فسمّاه رسول الله- صلّى الله عليه وسلم-: عبد الله، ولقّبه: عتيقا، لجمال وجهه. ويقال: إنه سمى: عتيقا، لأن رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- قال له: أنت عتيق من النار. وسمى: صدّيقا، لتصديقه خبر الإسراء. فهو: عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة ابن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة. وينسب «أبو بكر» . إلى تيم قريش، فيقال: التّيميّ. وهو في القعدد «1» مثل رسول الله- صلّى الله عليه وسلم-، لأنه يلتقى هو ورسول الله- صلّى الله عليه وسلم- عند مرّة بن كعب، وبين كل منهما وبين «مرّة» ستة آباء [1] . أبو أبى بكر وأمه قالوا: أسلم أبو قحافة يوم فتح مكة، وأتى به إلى رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- وكأنّ رأسه ثغامة «2» . فقال النبيّ- صلّى الله عليه وسلم-: ألا أقررتم الشيخ في بيته   [1] زادت «ب» : «وفي حديث آخر: إنّ بينه وبين النبيّ صلّى الله عليه وسلم ثمانية آباء» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 حتى كنّا نأتيه تكرمة لأبى بكر- وأمرهم أن يغيّروا شيبة، وبايعه، وأتى/ 84/ المدينة، وبقي حتى مات في خلافة «عمر» . ومات «أبو بكر» قبله، وورّثه «أبو قحافة» السّدس، فردّه على ولد «أبى بكر» . وكانت وفاته سنة أربع عشرة في خلافة «عمر بن الخطاب» ، وله يوم قبض سبع وتسعون سنة. وأم «أبى بكر» : سلمى بنت صخر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم. وهي بنت عم «أبى قحافة» ، وتكنى: أم الخير. وولد «أبو قحافة» : أبا بكر، وأمّ فروة، وقريبة. فأما «أم فروة» ، فتزوّجها رجل من «الأزد» ، فولدت له جارية. ثم تزوّجها «تميم الداريّ» . ثم تزوّجها «الأشعث بن قيس» . وأما «قريبة» ، فكانت عند «سعد بن قيس بن عبادة» . إسلام أبى بكر والاختلاف في ذلك قال ابن إسحاق: أوّل من اتبع رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- وآمن به من أصحابه: عليّ بن أبى طالب- رضى الله عنه- وهو ابن تسع سنين، ثم «زيد بن حارثة» ، ثم «أبو بكر بن أبى قحافة» . ثم أسلم رهط من المسلمين، منهم: عثمان بن عفان، والزّبير بن العوّام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبى وقاص، وطلحة بن عبيد الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 وحدّثنى أبو الخطّاب قال: حدّثنا نوح بن قيس، قال: حدّثنا سليمان أبو [1] فاطمة، عن: معاذة بنت عبد الله العدويّة «1» ، قالت: سمعت عليّ بن أبى طالب على منبر البصرة وهو يقول: أنا الصدّيق الأكبر، آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر، وأسلمت قبل أن يسلم أبو بكر. قال: وحدّثنى أبو الخطاب، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، قال: سمعت حبّة [2] العرنىّ «2» ، يقول: سمعت «عليّا» يقول: أنا أوّل من صلّى مع رسول الله- صلّى الله عليه وسلم-. قال: وحدّثنى أبو الخطاب، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا شعبة، قال: حدّثنا الجريريّ، قال: سمعت أبا نضرة «3» يقول: قال أبو بكر في الخلافة: ومن أحق بها منّى! أو لست أوّل من أسلم؟ [3] .   [1] ب: «سليمان بن أبى فاطمة» . [2] كذا في: ق. والّذي في سائر الأصول: «حية» بالمشاة التحتية. [3] زادت: ب: «ونقل أن «عليا» سمع ذلك وسكت ولم ينكره. والصحيح أن أبا بكر أوّل من أسلم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 حلية أبى بكر وصفته «عائشة» - رضى الله عنها- فقالت: كان أبيض نحيفا، خفيف العارضين، أجنأ، لا يستمسك إزاره، يسترخي عن حقويه. معروق الوجه، غائر العينين، ناتئ الجبهة [1] ، عاري الأشاجع. وقالت أيضا: كان يصبغ بالحنّاء والكتم «1» . بيعة أبى بكر وخلافته ووفاته وبويع «أبو بكر» في اليوم الّذي قبض فيه رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- في سقيفة بنى ساعدة بن كعب بن الخزرج، ثم بويع بيعة العامّة يوم الثّلاثاء من غد ذلك اليوم. وارتدّت العرب إلا القليل منهم بمنع الزكاة، فجاهدهم حتى استقاموا. وبعث «عمر بن الخطّاب» فحجّ بالناس سنة إحدى عشرة، وفتح اليمامة، وقتل «مسيلمة الكذاب» ، و «الأسود بن كعب العنسيّ» بصنعاء. وحج «أبو بكر» بالناس سنة اثنتي عشرة، ثم صدر إلى المدينة، فبعث الجيوش إلى الشام، فكانت «أجنادين» سنة ثلاث عشرة من جمادى الأولى. واختلفوا في سبب مرضه الّذي مات فيه، وفي اليوم الّذي مات فيه. قال أبو اليقظان، عن سلام بن أبى مطيع: «2» إنه سمّ فمات يوم الاثنين في آخره.   [1] ب. «ناتى الوجنة والجبهة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 وقال غيره: وكان سبب مرضه أنه اغتسل في يوم بارد فحمّ، ومرض خمسة عشر يوما، وكان «عمر» يصلى بالناس حين ثقل. وقال ابن إسحاق: توفى يوم الجمعة لتسع ليال بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة. وكانت ولايته سنتين وثلاثة أشهر وتسع ليال. وكان أوصى أن تغسله «أسماء بنت عميس» ، امرأته. فلما مات حمل على السرير الّذي كان ينام عليه النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- وهو سرير «عائشة» . فاشتراه رجل من موالي «معاوية» بأربعة آلاف درهم، فجعله للناس، وهو بالمدينة، وصلّى عليه «عمر بن الخطاب» . ونزل في حفرته: عمر، وطلحة، وعثمان، وعبد الرحمن بن أبى بكر. ودفن مع النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- في بيت «عائشة» ، رضى الله عنها. وكان قال ل «عائشة» : «انظري يا بنية، فما زاد في مال أبى بكر، منذ ولينا هذا الأمر، فردّيه على المسلمين، فو الله ما نابنا من أموالهم إلا ما أكلنا في بطوننا من جريش طعامهم،/ 86/ ولبسنا على ظهورنا من خشن ثيابهم» . فنظرت فإذا بكر، وجرد «1» قطيفة لا تساوى خمسة دراهم، وحشيّة. فلما جاء به الرسول إلى «عمر» رضى الله عنه قال «عبد الرحمن بن عوف» لعمر: يا أمير المؤمنين، أتسلب هذا ولد «أبى بكر» ؟ قال: كلا وربّ الكعبة، لا يتأثم بها «أبو بكر» في حياته، وأتحملها من بعد موته، رحم الله «أبا بكر» ، فقد كلّف من بعده تعبا [1] .   [1] ل: «شططا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 سن أبى بكر اتفقوا على أنّ عمره ثلاث وستون سنة، فكان رسول الله أسنّ من «أبى بكر» بمقدار سنى خلافته. حدّثنى محمد بن زياد، قال: حدّثنى عبد الوارث بن سعيد، عن: عبد العزيز بن صهيب «1» ، عن: أنس بن مالك، قال: أقبل النبيّ صلّى الله عليه وسلم إلى المدينة مردفا «أبا بكر» شيخا يعرف، ونبيّ الله- صلّى الله عليه وسلم- شابّ لا يعرف، فيلقى الرجل «أبا بكر» فيقول: يا أبا بكر، من هذا الّذي بين يديك؟ فيقول: يهديني السبيل. فيحسب الحاسب أنه يهديه الطريق، وإنما يعنى: سبيل الخير. وهذا الحديث يدل على أنّ «أبا بكر» كان أسنّ من النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- بمدّة طويلة. والمعروف عند أهل الأخبار ما حكيناه أوّلا. ولد أبى بكر لصلبه وأعقابهم وولد «أبو بكر الصدّيق» - رضى الله عنه-: عبد الله بن أبى بكر، وأسماء بنت أبى بكر- أمهما: قتيلة، من: بنى عامر بن لؤيّ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 وعبد الرحمن، وعائشة- أمهما: أمّ رومان، بنت عمير بن عامر، من بنى فراس بن غنم بن كنانة [1] . وكانت أم رومان تحت عبد الله بن الحارث بن سخبرة [2] ، فولدت له: الطّفيل بن عبد الله بن الحارث [3] . فقدم «أبو الطّفيل» من «السّراة» «1» فخالف «أبا بكر» ، ومعه امرأته: أم رومان. ثم مات فتزوّجها «أبو بكر» ، فكان «الطّفيل» أخا «عائشة» لأمها. و «محمد بن أبى بكر» ، أمه: أسماء بنت عميس. و «أم كلثوم» ، أمها. بنت زيد بن خارجة، من الأنصار. فأما «عبد الله» ، فإنه شهد يوم الطائف مع النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- فجرح، وبقي إلى خلافة أبيه، وهلك في خلافته، وترك سبعة دنانير، فاستكثرها/ 87/ أبو بكر. وولد «عبد الله» : إسماعيل، فهلك، ولا عقب له. وأما «أسماء» ، فهي ذات النّطاقين، وتزوّجها «الزّبير» بمكة، فولدت له عدّة، فطلّقها، فكانت مع ابنها «عبد الله» بمكة حتى قتل [4] . وبقيت مائة سنة حتى عميت، وماتت بمكة.   [1] كذا في: م. وهي رواية الطبقات الكبرى لابن سعد (8: 39) والاشتقاق (505) وقريب منها رواية [؟] : المحبر لابن حبيب (80) . والّذي في: ب، ل: «أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنم بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة ابن لؤيّ بن غالب بن فهر» . والّذي في: ط، ق، و: «أم رومان بنت الحارث بن الحويرث» . [2] ط، ق، و: «تحت الحارس بن سخبرة» وما أثبتنا يتفق وما في الاشتقاق (505) . [3] ط، ق، و: «والطفيل بن الحارث» . وانظر الاشتقاق (505) . [4] زادت: ب «ولم تبك وعزت وكظمت البكاء، فانشق ثدياها جميعا من العزاء» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 وأما «عائشة» [1] ، فتزوّجها النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- وقد ذكرت قصتها في قصص أزواجه. وأما «عبد الرحمن بن أبى بكر» . فشهد يوم بدر مع المشركين، ثمّ أسلم وحسن إسلامه، ومات فجأة سنة ثلاث وخمسين بجبل بقرب مكة. فأدخلته «عائشة بنت أبى بكر» الحرم ودفنته، وأعتقت عنه. وكان شهد «الجمل» معها. ويكنى: أبا عبد الله. فولد «عبد الرحمن» : محمدا، وعبد الله، وحفصة. فأما «عبد الله بن عبد الرحمن» ، فولد: طلحة- وأمه: عائشة بنت طلحة ابن عبيد الله. وأمها: أم كلثوم بنت أبى بكر- وكان طلحة جوادا. فولد طلحة: محمدا، وكان عاملا على مكة. ول «طلحة» عقب كثير، وهم ينزلون بالقرب من المدينة. فكانت «عائشة بنت محمد بن طلحة» عند: سليمان بن عليّ. وأما «محمد بن عبد الرحمن» ، فولد: عبد الله بن محمد، وله عقب يقال لهم: آل أبى عتيق، من بين ولد «أبى بكر» ، وذلك أن عدّة من ولد «أبى بكر» تفاضلوا، [2] فقال أحدهم: أنا ابن الصدّيق. وقال الآخر: أنا ابن ثانى اثنين. وقال غيره: أنا ابن صاحب الغار. وقال محمد بن عبد الرحمن: أنا ابن أبى عتيق. فنسب إلى ذلك هو وولده إلى اليوم.   [1] زادت «ب» قبل هذا: «ولما قتل الحجاج ابنها عبد الله دخلت فقالت: ما فعل هذا» . [2] ب، ل: «تناضلوا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 وأما «محمد بن أبى بكر» ، فكان يكنى: أبا القاسم، وكان من نسّاك «قريش» . وكان فيمن أعان على قتل «عثمان» . ثم ولّاه «عليّ بن أبى طالب» «مصر» ، فقاتله صاحب «معاوية» هناك وظفر به فقتله. فولد «محمد بن أبى بكر» : القاسم، لأمّ ولد، وكان فقيها بالحجاز فاضلا، وتوفى ب «قديد» «1» سنة ثمان ومائة. فولد «القاسم بن محمد» : عبد الرحمن بن القاسم، وأمّ فروة. فأما «أم فروة» ، فتزوّجها: محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبى طالب، [فأولدها: جعفرا الصادق [1] . وأما «عبد الرحمن» ، فكان من أفضل «قريش» ، ويكنى: أبا محمد،/ 88/ وله عقب بالمدينة ليسوا بالكثير. وأما «أم كلثوم بنت أبى بكر» ، فخطبها «عمر» إلى «عائشة» ، فأنعمت «2» له، وكرهته «أم كلثوم» ، فاحتالت حتى أمسك عنها، وتزوّجها «طلحة بن عبيد الله» ، فولدت له: زكريّا، وعائشة. ثم قتل عنها، فتزوّجها «عبد الرحمن بن عبد الله ابن أبى ربيعة المخزوميّ» . [ومن رهط «أبى بكر الصدّيق» - رضى الله عنه-: عبد الله بن جدعان، وكان جوادا سيّدا في قومه، ومات بمكة في الجاهلية [2] .   [1] تكملة من: ب، ل. [2] تكملة من: ب، ل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 موالي أبى بكر وولده [1] رضى الله عنه بلال المؤذن- وهو: بلال بن رباح [2] ، وأمه: حمامة. وكان من مولّدى «مكة» لرجل من «بنى جمح» ، فاشتراه «أبو بكر» بخمس أواق وأعتقه، وكان يعذب في الله. وشهد «بلال» بدرا والمشاهد كلها. وهو أوّل من أذّن لرسول الله- صلّى الله عليه وسلم- فلما قبض رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- أتى «أبا بكر» فاستأذنه إلى الشام. فأذن له، فلم يزل مقيما بها، ولم يؤذّن بعد النبيّ- صلّى الله عليه وسلم-. فلما قدم «عمر» «الشام» لقيه، فأمره أن يؤذن، فأذّن. فبكى «عمر» والمسلمون. وكان ديوانه في «خثعم» ، فليس بالشام حبشىّ إلا وديوانه في «خثعم» . وهلك هناك. قال الواقدي: كان «بلال» من مولّدى: السّراة، فيما بين اليمن والطائف، وكان يكنى: أبا عبد الله، وكان رجلا شديد الأدمة، نحيفا طوالا أجنأ «1» ، له شعر كثير، خفيف العارضين، به شمط كثير، وكان لا يغيّر شيبة، ومات بدمشق سنة عشرين، وهو ابن بضع وستين سنة، [وقبره بدمشق [3] . عامر بن فهيرة- ومن موالي أبى بكر: عامر بن فهيرة، كان للطّفيل ابن الحارث، أخى عائشة لأمها: أمّ رومان. وأسلم «عامر بن فهيرة» ، فاشتراه «أبو بكر» فأعتقه، وكان ممن يعذب في الله.   [1] ب: «وأولادهم» . [2] ب: أواق «ذهبا» . [3] تكملة من ب، ل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 حدّثنا غير واحد، منهم: الرّياشىّ: «1» أنّ «أبا بكر» أعتق سبعة كلهم يعذّب في الله: بلالا، وعامر بن فهيرة، وزنّيرة [1] ، وأمّ عبيس [2] ، وجارية من بنى عمرو بن مؤمّل. والنّهدية، وابنتها [3] . وكان «عامر بن فهيرة» مع رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- حين هاجر إلى المدينة، يخدمه، وشهد: بدرا، وبئر معونة «2» ، فاستشهد يومئذ/ 89/ ومن موالي «أبى بكر» : صفيّة، وهي: أمّ محمد بن سيرين. ومن موالي «أبى بكر» : أبو نافع [4] ، مولى: عبد الرحمن بن أبى بكر، وكان مكثرا من المال. وإياه يعنى بهذا القول: بخت «3» كبخت أبى نافع. وكان ينزل البصرة، وله فيها دار مشهورة، وفيه يقول ابن مفرّغ «4» الحميرىّ: [طويل] سقى الله أرضا لي ودارا تركتها ... إلى جنب داري معقل بن يسار أبو نافع جار لها وابن برثن ... فيا لك جاري ذلّة وصغار و «ابن برثن» ، مولى لبني ضبيعة. فقيل لأبى نافع: إنه هجاك. قال: فإذا هجاني أموت أو يموت ابني طلحة؟ قالوا: لا. قال: فلا أبالى.   [1] ط، هـ، و: «زبيرة» . وانظر: المحبر (184) . وفيه: أن زنيرة هي جارية بنى عمرو. [2] هـ: «وأم عنبس» . وانظر: المحبر (184) وقد زيد فيه: «عبيس» . [3] ب، ل: «وأبيها» . [4] ب: «أبو رافع» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 ومن موالي «أبى بكر» : مرّة بن أبى عثمان، مولى: عبد الرحمن ابن أبى بكر. وكانت عائشة كتبت إلى «زياد بن أبى سفيان» بالوصاية به، فسر بكتابتها وأكرمه، وأقطعه: «نهر مرّة» «1» ، بالبصرة. وإليه ينسب ذلك النّهر، وله عقب بالبصرة كثير. ومن موالي «القاسم بن محمد» : سليمان بن بلال «2» . وكان بربريّا جميلا. وولى خراج المدينة، وحمل عنه الحديث. وتوفى بالمدينة سنة اثنتين وسبعين ومائة، في خلافة «هارون الرشيد» [1] .   [1] هـ، و: «مروان» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 أخبار عمر بن الخطاب رضى الله عنه هو: عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزّى بن قرط بن رياح بن عبد الله ابن رزاح بن عدىّ بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر ابن كنانة. وينسب «عمر» إلى: عدىّ، فيقال: العدوىّ. أبو عمر وأمه وأخوه زيد وأمه كان «الخطاب بن نفيل» من رجال: «قريش» . وأمّه: امرأة من «فهم» ، وكانت تحت «نفيل» ، فتزوّجها «عمرو بن نفيل» بعد أبيه، فولدت له: زيدا. فأمه: أم الخطّاب. و «زيد» هذا، هو: أبو سعيد بن زيد ابن عمرو بن/ 90/ نفيل، أحد العشرة «1» الذين بشّرهم رسول الله- صلّى الله عليه وسلم بالجنة. فولد «الخطاب» : زيد بن الخطّاب، وعمر بن الخطّاب. فأما «زيد بن الخطاب» ، فأمه: أسماء، من: بنى أسد بن خزيمة. وكان إسلامه قبل إسلام «عمر» . وشهد «بدرا» [1] ، وبينه وبين «عمر» درع، فجعل كل واحد منهما يقول: والله لا يلبسها غيرك. ثم شهد «يوم أحد» فصبر في أربعة أنفس ولم يهرب فيمن هرب. وشهد يوم «مسيلمة» سنة اثنتي عشرة.   [1] ط: «يوم بدر» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 فقتل. ويقال: إنّ قاتله: أبو مريم الحنفىّ. ويقال: بل قتله [1] «سلمة» ، أخو «أبى مريم» . وكان «زيد» يكنى: أبا عبد الرحمن. فولد «زيد» : عبد الرحمن- أمه: بنت أبى لبابة الأنصاريّ- وأسماء. فأما «أسماء» ، فتزوّجها «عبيد الله بن عمر» ، وقتل عنها. وأما «عبد الرحمن» ، فولد: عبد الحميد بن عبد الرحمن- وكان أعرج- وعبد الله- وأمه: فاطمة بنت عمر بن الخطاب. وكان «عبد الحميد» عاملا ل «عمر بن عبد العزيز» . وولده: إبراهيم، وعبد الملك، وعبد الكبير، وعمر، وزيد، وعبد العزيز، ومحمد. فأما «إبراهيم» ، فولد: إسحاق، الّذي يعرف بالخطّابىّ. وولده بالبصرة لهم أقدار وعدد. وكان الباقون من ولد «عبد الحميد» يلون الولايات. وأما «عمر بن الخطاب» ، فيكنى: أبا حفص. وأمه: حنتمة بنت هشام ابن المغيرة المخزوميّ. وكان يدعى: الفاروق، لأنه أعلن بالإسلام ونادى به والناس يخفونه، ففرق بين الحق والباطل. وكان المسلمون تسعة وثلاثين رجلا وامرأة بمكة، فكمّلهم «عمر» أربعين.   [1] ب: «قاتله» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 وقال ابن مسعود: «1» ما زلنا أعزّة منذ أسلم «عمر» . حلية عمر رضى الله عنه اختلفوا في لونه، فروى بعض الحجازيّين أنه كان أبيض، أمهق «2» ، طوالا، أصلع تعلوه حمرة [1] . وروى الكوفيون أنه كان آدم شديد الأدمة، وكان يصفّر لحيته بالحنّاء. وروى من غير وجه أنه كان أعسر يسرا [2]- وهو الّذي يعمل [3] بيديه جميعا، وهو الأضبط. قال: حدّثنى سهل بن محمد، قال: حدّثنا الأصمعيّ، قال: حدّثنا شعبة، عن: سماك بن حرب: «3» أن «عمر» كان/ 91/ أروح، كأنه راكب والناس يمشون، كأنه من رجال «بنى سدوس» . والأروح: الّذي يتدانى عقباه إذا مشى.   [1] زادت «ب» : «وهو خطأ» . [2] كذا في: ط، هـ، و. والّذي في: ق، م: «أعسر يسيرا» . والّذي في سائر الأصول: «يسر أعسر» . [3] هـ، و: «يعتمل» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال أبو محمد: وعهد «أبو بكر» - رضى الله عنه- إلى «عمر» واستخلفه بعده. ففتح الله عليه في سنى [1] ولايته: بيت المقدس، ودمشق- صلحا على يد «خالد بن الوليد» - وميسان، ودستميسان، وأبزقباد [2] ، واليرموك. ثم كانت وقعة «الجابية» و «الأهواز» [3] وكورها، على يد: «أبى موسى الأشعريّ» . وكانت وقعة «جلولاء» سنة تسع عشرة، وأميرها: سعد بن أبى وقاص الزهرىّ. وفيها كانت وقعة «قيساريّة» وأميرها: معاوية بن أبى سفيان. ثم كانت وقعة باب «بابليون» «1» سنة عشرين، وأميرها: عمرو بن العاص.   [1] ب،: «سنة» . [2] ب: «وبنى قباذ» . ق: «وابن قباذ» . ط، ل، م، و: «وأبرقباذ» . [3] ط، و: «بالأهواز» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 وكانت وقعة «نهاوند» «1» سنة إحدى وعشرين، وأميرها: النّعمان ابن مقرّن المزنيّ. وكانت «أرّجان» «2» من «الأهواز» ، سنة اثنتين وعشرين، وأميرها: المغيرة بن شعبة. وكانت «إصطخر «3» الأولى» ، وهمذان [1] ، سنة ثلاث وعشرين. فأمّا «الرّمادة» «4» و «طاعون عمواس» ، فكان سنة ثماني عشرة. وحج «عمر» بالناس عشر سنين متوالية، ثم صدر إلى المدينة، فقتله: فيروز، أبو لؤلؤة، غلام: المغيرة بن شعبة، يوم الاثنين لأربع ليال بقين من ذي الحجة، تتمّة سنة ثلاث وعشرين. وقال الواقدي: طعن «عمر» يوم الأربعاء لسبع بقين من ذي الحجة، ومكث ثلاثة أيام [2] ، ثم توفى لأربع بقين من ذي الحجة. وصلّى عليه «صهيب» . وقبر في حجرة «عائشة» مع رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- وأبى بكر. قال ابن إسحاق: كانت ولايته عشر سنين وستة أشهر وخمس ليال.   [1] زادت «ب» : «والدينور وماسبذان» . [2] هـ، و: «ومكث ثلاثا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 سن عمر بن الخطاب رضى الله عنه واختلفوا في سنّه. فقال ابن إسحاق: قبض وهو ابن خمس وخمسين سنة. وهو قول أبى اليقظان. وذكر الواقديّ، عن: قيس بن الرّبيع، عن: أبى إسحاق، عن: عامر بن سعد «1» ، قال: / 92/ توفى «عمر بن الخطاب» وهو ابن ثلاث وستين سنة. ولا أرى هذا إلا غلطا. والقول الصحيح هو الأوّل. وحدّثنى زيد بن أخزم، قال: حدّثنا أبو قتيبة، عن: جرير بن حازم، «2» عن: أيوب، عن: نافع، عن: ابن عمر، قال: قتل «عمر بن الخطاب» وهو ابن خمس وخمسين سنة. ولد عمر بن الخطاب لصلبه وأعقابهم ولد «عمر بن الخطاب» : عبد الله، وحفصة- أمّهما: زينب بنت مظعون- وعبيد الله- وأمّه: مليكة بنت جرول الخزاعية- وعاصما- وأمّه: جميلة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 بنت عاصم بن ثابت، حمىّ الدّبر «1» - وفاطمة، وزيدا- وأمّهما: أمّ كلثوم بنت عليّ بن أبى طالب، من فاطمة بنت رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- ويقال: إن اسم بنت «أمّ كلثوم» من «عمر» : رقيّة، وأن «عمر» زوّجها: إبراهيم بن نعيم النّحّام [1] ، فماتت عنده ولم تترك ولدا- ومجبّرا- واسمه: عبد الرّحمن- وأبا شحمة- واسمه أيضا: عبد الرّحمن- وفاطمة، وبنات أخر. عبد الله بن عمر رضى الله عنه فأمّا «عبد الله» ، فكان يكنى: أبا عبد الرّحمن، وأسلم مع إسلام أبيه بمكة، وهو صغير، وشهد المشاهد كلها بعد يوم: بدر، وأحد، وبقي إلى زمن «عبد الملك» . قال أبو اليقظان: فيزعمون أنّ «الحجاج» دسّ له رجلا فسمّ زجّ رمحه «2» فزحمه [2] في الطريق وطعنه في ظهر قدمه، فدخل عليه «الحجّاج» فقال: يا أبا عبد الرحمن، من أصابك؟ قال: ولم تقول هذا رحمك الله؟ قال: حملت السلاح في بلد لم يكن يحمل فيه السّلاح فمات. فصلّى عليه عند الرّدم «3» ، ودفن في حائط «حرماز» [3] .   [1] و: «النجام» وانظر: المحبر (54، 101) . [2] كذا في: ق، م. والّذي في ط، هـ، و: «فرجمه» . والّذي في ب، ل: «فزجه» . [3] كذا في: ل. والّذي في سائر الأصول: «حرمان» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 وقال غير أبى اليقظان: مات بمكة، ودفن بفخّ «1» ، وهو ابن أربع وثمانين سنة. وكان يصفّر لحيته. وهو آخر من مات بمكة من الصّحابة. ولد عبد الله بن عمر رضى الله عنهم وولد «عبد الله بن عمر» : عبد الله- وأمّه: صفية بنت أبى عبيد، أخت المختار- وسالما- وأمه: أمّ ولد- وعاصما، وحمزة، وبلالا،/ 93/ وواقدا، وبنات، كانت واحدة منهنّ عند: عمرو بن عثمان بن عفان، وأخرى منهنّ كانت عند: عروة بن الزّبير. فأمّا «عبد الله بن عبد الله بن عمر» ، فكان من رجالات «قريش» ، وكان وصيّ أبيه، وله عقب بالمدينة. منهم: عمر بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر، كان على «كرمان» «2» للمهدىّ، ثم: استعمله «موسى» «3» على المدينة. ومنهم: عبد الله بن عبد العزيز، وكان من أزهد الناس وأعبدهم وأفضلهم، وهلك في بادية بقرب «المدينة» . وأما «سالم بن عبد الله» ، فكان يكنى: أبا عمرو، وكان من خيار الناس وفقهائهم، وكان أبوه يلام في حبه، فيقول: [طويل] يلومونني «4» في سالم وألومهم [1] ... وجلدة بين العين والأنف سالم   [1] اللسان (15: 191) : يديروننى عن سالم وأريغه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 قال الواقدي: كان «سالم» يكنى، أبا المنذر، وهلك بالمدينة سنة ستّ ومائة، وصلّى عليه: هشام بن عبد الملك. وأما «عاصم بن عبد الله بن عمر» ، فولد: محمدا، وله عقب بالكوفة. وأما «واقد بن عبد الله بن عمر» ، فوقع من بعيره، وهو محرم، فهلك. فولد «واقد» : عبد الله بن واقد، وكان من رجال قريش، وفيه يقول الشاعر: [طويل] أحب من النّسوان كلّ خريدة ... لها حسن عبّاد وجسم ابن واقد يعنى: عبّاد بن حمزة بن عبد الله بن الزّبير. وأما «بلال بن عبد الله بن عمر» ، فكان أشجّ. وكان «عبد الله بن عمر» يقول له: يا بلال، إني لأرجو أن تكون أشجّ «بنى عمر» . فهلك وهو صغير، ولا عقب له. وأما «عبيد الله بن عمر بن الخطاب» ، فكان شديد البطش. فلما قتل «عمر» جرّد سيفه فقتل بنت «أبى لؤلؤة» ، وقتل «الهرمزان» ، و «جفينة» - رجلا أعجميّا- وقال: لا أدع أعجميّا إلا قتلته. فأراد «عليّ» قتله بمن قتل، فهرب إلى «معاوية» وشهد معه «صفّين» فقتل. وولد «عبيد الله بن عمر» : أبا بكر، وعثمان، وأم عيسى [1] ، وغيرهم. فولد «أبو بكر» : أم سلمة، وكانت تحت «الحجّاج» . وولد «عثمان» : أم عثمان، وكانت تحت: عمر بن عبد العزيز. / 94/ وأما «عاصم بن عمر بن الخطاب» ، فكان فاضلا خيّرا، وتوفى سنة سبعين، قبل قتل «عبد الله بن الزبير» . ورثاه أخوه «عبد الله» فقال فيه شعرا: [طويل] فليت المنايا كنّ خلّفن عاصما ... فعشنا جميعا أو ذهبن بنا معا   [1] ب: «أم عبس» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 وولد «عاصم» : حفصا، وعمر، وحفصة، وأم عاصم، وأم مسكين. فأما «أم عاصم» فتزوجها «عبد العزيز بن مروان» ، فولدت له: عمر بن عبد العزيز، وماتت عنده، فتزوج أختها «حفصة» ، فلها يقال: ليست «حفصة» من رجال «أم عاصم» . «1» وأما «أم مسكين» ، فتزوجها «يزيد بن معاوية» ، وطلّقها، فخلف عليها: عبيد الله بن زياد. وأما «حفص بن عاصم» ، فولد: عمر، وأم عاصم. وولد «عمر بن حفص» : عبيد الله بن عمر العمرىّ، الّذي يروى عنه الحديث. وأما «أبو شحمة بن عمر بن الخطاب» ، فضربه «عمر» الحدّ [1] في الشراب، فمات، ولا عقب له. وأما «زيد بن عمر بن الخطاب» ، فرمى بحجر في حرب كانت بين «بنى عويج» وبين «بنى رزاح» ، فمات. ولا عقب له. ويقال: إنه مات هو، و «أم كلثوم» أمه في ساعة واحدة، فلم يرث [2] واحد منهما من صاحبه. وصلّى عليهما «عبد الله بن عمر» ، فقدّم «زيدا» وأخّر «أم كلثوم» ، فجرت السّنة بتقديم الرجال. وأما «مجبّر بن عمر بن الخطاب» . فكان له ولد، ثم بادوا، ولم يبق منهم أحد.   [1] ب: «فجلده أبوه» . [2] هـ: «فلم يورث» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 موالي عمر بن الخطاب رضى الله عنه ومن موالي «عمر بن الخطاب» : مالك الدّار، وكان «عمر» ولّاه دارا، وكان يقسم فيها بين الناس شيئا. وأم ولده: حبّى، وكانت قد أرضعت «عثمان بن عفان» . وكانت مليحة. فقال لها عثمان: أريد أن أقطعك، فأيما أحب إليك: خمس من خمسة أخماس، أو سدس من ستة أسداس؟ قالت:/ 95/ سدس. فأقطعها، فانتمى «مالك الدار» إلى اليمن. ومن موالي «مالك الدار» : ذكوان، وكان عظيم القدر، قد ولى بعض الأعمال، وهو الّذي سار من مكة إلى المدينة في يوم وليلة. ومن موالي «عمر بن الخطاب» : مهجع، مولى «عمر» . قتل يوم «بدر» . ومن مواليه: أسلم. قال سعيد بن المسيّب: «أسلم» : حبشىّ بجاوىّ «1» ، وكان يكنى: أبا زيد. اشتراه «عمر بن الخطاب» سنة اثنتي عشرة. وفي تلك السنة قدم ب «الأشعث بن قيس» على «أبى بكر» في الحديد. قال أسلم: فسمعته يكلّم «أبا بكر» . وتوفى في خلافة «عبد الملك بن مروان» . وهو كثير الرواية عن «عمر» ، وابنه: زيد بن أسلم، كثير الرواية عن أبيه. ومن مواليه: نافع، مولى «عبد الله بن عمر» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 وكان «نافع» يكنى. أبا عبد الله: وكان من أهل «أبرشهر» «1» . أصابه «عبد الله بن عمر» في غزاته. وكان له من الولد: أبو بكر، وعبد الله، وعمر. وقد روى عنهم. ومن مواليه: هنيّ. وهنيّ، مولى عمر، هو الّذي روى أن «أبا بكر» لم يحم شيئا من الأرض إلا «البقيع» «2» ، حماه [1] للخيل التي يغزى عليها. ومن موالي «عمر» «3» : المبارك بن فضالة بن أبى أمية، كان جدّه «أبو أمية» مكاتبا لعمر، واسمه: عبد الرحمن. وحمل عن «المبارك» حديث كثير، وتوفى سنة خمس وستين ومائة. «وللمبارك» أخوان قد روى عنهما: المفضّل بن فضالة، وعبد الرحمن بن فضالة.   [1] و: «وهو موج حماه» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 أخبار عثمان بن عفان رضى الله عنه نسب عثمان هو: عثمان بن عفّان بن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصىّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر ابن كنانة. ويكنى: أبا عمرو، وأبا عبد الله، وأبا ليلى. أبو عثمان وأمه كان «عفّان» خرج في تجارة إلى الشام فمات هناك. ويقال: إنه قتل بالغميصاء «1» ، مع: الفاكه بن المغيرة. وولد «عفّان» : عثمان، وآمنة [1] ، وأرنب. أمهم: أروى بنت كريز بن ربيعة ابن حبيب بن عبد شمس./ 96/ وأمها: البيضاء بنت عبد المطلب. فأم عثمان: بنت عمة رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم. حلية عثمان وأخباره قال الواقديّ: كان «عثمان» رجلا ليس بالقصير ولا بالطويل، حسن الوجه، رقيق البشرة، كثير اللّحية عظيمها، أسمر اللون، كثير شعر الرأس، وكان يشدّ أسنانه بالذهب.   [1] ب: «وأمية» . وانظر: نسب قريش (101) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 وزاد غيره: كان أصلع أقنى، له جمّة «1» أسفل من أذنيه، ولكثرة شعر رأسه ولحيته كان أعداؤه يسمونه: نعثلا. «2» وزوّجه رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- ابنتيه: رقية، وأم كلثوم. وكان محبّبا في «قريش» . وفيه يقول قائلهم: [مجزأ الرجز] أحبك والرّحمن ... حبّ قريش عثمان إذا دعا بالميزان وهو من المهاجرين الأوّلين، وكان تزوّج «رقية» بنت رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم وهو بمكة، فهاجر بها إلى أرض الحبشة، فقال رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-: إنهما لأوّل من هاجر إلى الله- عزّ وجلّ- بعد: إبراهيم، ولوط- عليهما السلام. ثم هاجر إلى المدينة، فله هجرتان. واشترى «بئر رومة» «3» ، وكانت ركيّة ليهوديّ يبيع ماءها للمسلمين. فقال النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- من يشترى «رومة» فيجعلها للمسلمين يضرب بدلوه في دلائهم، وله بها مشرب في الجنة؟ فأتى «عثمان» اليهودىّ فساومه بها، فأبى أن يبيعها كلّها. فاشترى نصفها باثني عشر درهم، فجعله للمسلمين. فقال عثمان: إن شئت فلي يوم. ولك يوم، وإن شئت جعلت على نصيبي قرنين «4» [1] ؟ قال اليهودىّ: لي يوم ولك   [1] كذا في: ق، م. والّذي في سائر الأصول: «قربتين» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 يوم. فكان إذا كان يوم عثمان استقى المسلمون ما يكفيهم يومين. فلما رأى ذلك اليهودىّ قال لعثمان: أفسدت [1] عليّ ركيّتى «1» ، فاشتر النصف الآخر. فاشتراه بثمانية آلاف درهم. وقال رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-: من يزيد في مسجدنا؟ فاشترى «عثمان» موضع خمس سواري «2» ، فزاده في المسجد. وجهّز «عثمان» جيش العسرة «3» بتسعمائة وخمسين بعيرا، وأتمها ألفا بخمسين فرسا. ولم يشهد «بدرا» لأن رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-/ 97/ خلّفه على «رقية» ابنته، وكانت ثقيلة، فماتت ودفنها. وضرب له رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- بسهمه وأجره. ولم يشهد بيعة «الرّضوان» ، لأن رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- أرسله إلى «مكة» ليخبرهم أنه لم يجئ لقتال. فبايع له رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- بشماله. «4»   [1] ب، ل: «أكسدت» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 وشهد «يوم أحد» ، فانهزم ومضى إلى الغابة «1» ، مسيرة ثلاثة أيام. ففيه وفي أصحابه نزلت الآية: إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ ما كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا الله عَنْهُمْ 3: 155 «2» . خلافة عثمان رضى الله عنه وبويع «عثمان» غرة المحرّم سنة أربع وعشرين، وهو يومئذ ابن تسع وستين. وكانت أوّل غزوة غزيت في خلافته «الرّيّ» وأمير الجيوش: أبو موسى الأشعريّ، ثم الإسكندرية، ثم سابور، ثم إفريقية، ثم قبرس، من سواحل بحر الرّوم، وإصطخر الآخرة، وفارس الأولى، ثم جور، وفارس الآخرة، ثم طبرستان، ودارابجرد «3» ، وكرمان، وسجستان، ثم الأساورة «4» [1] ، في البحر، ثم إفريقية، ثم حصون قبرس، ثم ساحل الأردن، ثم كانت «مرو» على يد: عبد الله بن عامر، سنة أربع وثلاثين. ثم حصر «عثمان» في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين. وكان ممّا نقموا على «عثمان» أنه آوى «الحكم بن أبى العاص» ، وأعطاه مائة ألف درهم [بزعمهم] [2] . وقد سيّره رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- ثم لم يؤوه «أبو بكر» ولا «عمر» .   [1] ب، ل: «الأساودة» . [2] تكملة من: ل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 قالوا: وتصدّق رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- بمهزور [1]- موضع سوق المدينة- على المسلمين، فأقطعها «عثمان» «الحارث بن الحكم» ، أخا «مروان ابن الحكم» . وأقطع «مروان» فدك «1» ، وهي صدقة رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم. وافتتح إفريقية، فأخذ الخمس [بزعمهم [2] فوهبه كله لمروان. فقال عبد الرحمن ابن حنبل الجمحيّ، وكان «عثمان» [3] سيره، [وكان شاعرا [4] : [متقارب] أحلف باللَّه ربّ الأنام [5] ... ما ترك الله شيئا سدى ولكن خلقت لنا فتنة ... لكي نبتلى بك أو تبتلى فإنّ الأمينين قد بيّنا ... منار الطريق عليه الهدى / 98/ فما أخذا درهما غيلة ... وما جعلا درهما في الهوى وأعطيت مروان خمس العباد ... فهيهات شأوك ممّن سعى [6] وطلب إليه «عبد الله بن خالد بن أسيد» صلة، فأعطاه أربعمائة ألف درهم [بزعمهم [7] . وسيّر «أبا ذرّ» إلى «الرّبذة» «2» . وسيّر «عامر بن عبد القيس» من البصرة إلى الشام. فسار إليه قوم من أهل «مصر» ، فيهم: «محمد بن أبى حذيفة بن عتبة بن ربيعة»   [1] ب، ل: «بمهرور» . تصحيف. وانظر: معجم البلدان. [2] تكملة من: ل. [3] ب: «نفاه» . [4] تكملة من: ل. [5] ل: «العباد» . [6] ب: «غدا» . ل: «مضى» . [7] تكملة من: ل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 في جند، «وكنانة بن بشر التّجيبيّ» ، في جند، و «ابن عديس البلويّ» ، في جند. ومن أهل البصرة: حكيم بن جبلة العبديّ، وسدوس بن عبيس الشّنّى، ونفر من أهل الكوفة، منهم: الأشتر بن الحارث النّخعىّ. فاستعتبوه، فأعتبهم وأرضاهم. ثم وجدوا، بعد أن انصرفوا يريدون «مصر» ، كتابا من «عثمان» [بخط كاتبه [1] عليه خاتمه إلى أمير «مصر» : «إذا أتاك القوم فاضرب أعناقهم» [2] . فعادوا به إلى «عثمان» ، فحلف لهم أنه لم يأمر ولم يعلم [3] . فقالوا: إنّ هذا عليك شديد، يؤخذ خاتمك بغير علمك وداخلتك «1» ! فإن كنت قد غلبت على أمرك فاعتزل. فأبى أن يعتزل وأن يقاتلهم. ونهى عن ذلك، وأغلق بابه. فحوصر أكثر من عشرين يوما، وهو في الدار في ستمائة رجل. ثم دخلوا عليه من دار بنى حزم الأنصاريّ. فضربه «نيار بن عياض الأسلميّ» بمشقص «2» في وجهه، فسال الدم على المصحف في حجره. ثم أخذ «محمد بن أبى بكر» بلحيته فقال: دع لي لحيتي. وكان قتله في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين. وأقام للناس الحج في تلك السنة «عبد الله بن عباس» ، وصلّى بالناس «على ابن أبى طالب» بالمدينة وخطبهم. وكان «عثمان» حجّ بالناس عشر سنين متوالية. واختلف في يوم قتله.   [1] تكملة من: ب. [2] ط، هـ، و: «رقابهم» . [3] زادت: ب: «وكان أصدقهم رضى الله عنه. ولكن قد مكروا به من حيث لا يعلم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 قال ابن إسحاق: قتل يوم الأربعاء بعد العصر، ودفن يوم السبت قبل الظهر. وقال الواقديّ: قتل يوم الجمعة لثمان ليال خلون من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين، وهو يومئذ ابن اثنتين وثمانين سنة. وقال: هذا ما لا اختلاف فيه. ودفن بالبقيع ليلا، وصلّى عليه «جبير/ 99/ بن مطعم» ، وأخفوا قبره. قال أبو اليقظان: قتل يوم الجمعة سنة خمس وثلاثين، ودفن بأرض يقال لها: «حشّ كوكب» ، كان عثمان اشتراها فزادها في «البقيع» . والحش: البستان، وجمعها حشّان. وكوكب: رجل من الأنصار. قال أبو محمد: وجدت الشعراء يذكرون أنه قتل يوم الأضحى، وفي ذلك قال الفرزدق ابن غالب: [كامل] عثمان إذ قتلوه [1] وانتهكوا ... دمه صبيحة ليلة النّحر وقال آخر «1» : [بسيط] ضحّوا بأشمط عنوان السّجود به ... يقطّع الليل تسبيحا وقرآنا   [1] الديوان (329) : «ظلموه» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 وقال أيمن بن خريم: [بسيط] تفاقد [1] الذّابحو «1» عثمان ضاحية ... فأىّ ذبح حرام ويحهم [2] ذبحوا ضحّوا بعثمان في الشّهر الحرام ولم ... يخشوا على مطمح الكفر «2» [3] الّذي طمحوا فأىّ سنة كفر سنّ أوّلهم ... وباب كفر على سلطانهم فتحوا فاستوردتهم سيوف المسلمين على ... تمام ظمء «3» كما يستورد النّضح ماذا أرادوا أضلّ الله سعيهم ... بسفك ذاك الدّم الزّاكى الّذي سفحوا قال ابن إسحاق: كانت ولايته اثنتي عشرة سنة إلا اثنتي عشرة ليلة. ولد عثمان رضى الله عنه فولد «عثمان» : عبد الله الأكبر- أمه: فاختة بنت غزوان- وعبد الله الأصغر- أمه: رقية بنت رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- وعمرا، وأبانا، وخالدا، وعمر، وسعيدا، والوليد، وأم سعيد، والمغيرة، وعبد الملك، وأم أبان، وأم عمرو، وعائشة.   [1] هـ، و: «تفاقدوا ذابحو» . [2] ب، ق،: «ويلهم» . [3] ب، ل: «الأمر» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 فأمّا «عمرو بن عثمان» فكان أسنّ ولد «عثمان» وأشرفهم عقبا، وهلك بمنى. وولده: عثمان الأكبر، وخالد، وعبد الله الأكبر- أمّه حفصة: بنت عبد الله ابن عمر بن الخطاب- وعثمان الأصغر، وعبد الله الأصغر، وبكير، والمغيرة، وعنبسة، والوليد. فأما «عبد الله الأكبر» ، فكان من أجمل الناس،/ 100/ ولقّب [1] : المطرّف، لجماله، وفيه يقول مدرك بن حصن: [وافر] كأنّى إذا دخلت على ابن عمرو ... دخلت على مخبّأة كعاب «1» [2] فولد «عبد الله بن عمرو الأكبر» : خالدا، وعائشة، وعبد العزيز، وآمنة، وأم عبد الله. وولد له من «فاطمة بنت الحسين بن عليّ بن أبى طالب» : محمد الأصغر، والقاسم، ورقية. ومن غيرها: محمد الأكبر، وعمر، وسعدة [3] . وكان «محمد بن عبد الله بن عمرو الأصغر» من أجمل الناس، وكان يلقّب بالدّيباج، لجماله. وكان له قدر ونبل، وكان يقال فيه: سميّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ومن ذرّيته، وزرع الخليفة المظلوم. وكان كثير التّزوج، كثير الطّلاق. فقالت امرأة من نسائه: إنما مثله مثل الدّنيا لا يدوم نعيمها، ولا تؤمن فجائعها. وأخذه «أبو جعفر» مع الفاطميّين، ثمّ أمر به فضربت عنقه سرّا، وبعث برأسه إلى الهند، وأظهر أنه رأس «محمد بن عبد الله بن الحسن الفاطمىّ» .   [1] هـ: «ولقبه» . [2] ط: «كعوب» . و: «كعب» . [3] ب: «سعد» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 ول «محمد» عقب، ومن ولده: امرأة- أولدها «1» رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- وأبو بكر، وعثمان، وعليّ، وطلحة، والزبير- وهي حفصة بنت محمد بن عبد الله ابن عمرو بن عثمان. وأمها: خديجة بنت عثمان بن عروة بن الزبير. وأم «عروة» : أسماء بنت أبى بكر الصدّيق. وأم «محمد» [1] : فاطمة بنت الحسين بن عليّ بن أبى طالب. وأم «الحسين» : فاطمة بنت رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- وأم «فاطمة بنت الحسين بن عليّ» : أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله. وأم «عبد الله بن عمرو بن عثمان» : حفصة [2] بنت عبد الله بن عمر بن الخطاب. وأما «القاسم بن عبد الله بن عمرو بن عثمان» فلا عقب له. وأما «عمر بن عبد الله» ، فولد: عبد الله بن عمر، وهو العرجىّ الشاعر، وكان ينزل العرج- وهو موضع قبل الطائف- وكان يهجو «إبراهيم بن هشام المخزوميّ» ، فأخذه فحبسه، فهلك في السّجن. وهو القائل في السّجن: [وافر] كأنّى لم أكن فيهم وسيطا «2» ... ولم تك نسبتي في آل عمرو أضاعونى وأيّ فتى أضاعوا ... ليوم كريهة وسداد ثغر «3»   [1] ب، ل: «وأم محمد أمها فاطمة» . [2] ب: «زينب» . وهذا رأى آخر. وهي: زينب بنت عبد الله بن عمر. (المحبر 404) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 / 101/ فأما «أبان بن عثمان» ، فشهد «الجمل» مع «عائشة» ، فكان الثاني من المنهزمين. وكانت أمه: بنت جندب بن عمرو بن حممة الدّوسى، وكانت حمقاء. تجعل الخنفساء في فمها وتقول: حاجيتك «1» : ما في فمي؟ وهي: أم «عمرو بن عثمان» أيضا. وكان «أبان» أبرص، أحول، يلقّب: بقيعا. وكانت عنده «أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر» ، خلف عليها بعده «الحجّاج» . وعقبه كثير. منهم: عبد الرحمن بن أبان، وكان عابدا يحمل عنه الحديث. وأما «خالد بن عثمان» فكان عنده مصحف «عثمان» ، الّذي كان في حجره حين قتل. ثمّ صار في أيدي ولده، وقد درجوا. «2» وأما «عمر بن عثمان» فولد، زيدا، وعاصما، وامّ أيوب. وكانت «أمّ أيوب» عند «عبد الملك بن مروان» . وأما «زيد بن عمر بن عثمان» فكان تزوّج «سكينة بنت الحسين» . وأما «عاصم بن عمر» فكان من أبخل الناس. فهو الّذي قيل فيه: [طويل] سيرا «3» فقد جنّ الظلام عليكم ... فباست [1] الّذي يرجو القرى عند عاصم فما كان [2] لي ذنب إليه علمته ... سوى أننى قد زرته [3] غير صائم   [1] ب: «فيا شؤم من يرجو» . الأغاني (14: 84) : «فأنت» . [2] الأغاني: «وما لي» . [3] الأغاني: «جئته» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 وأما «سعيد بن عثمان» فكان أعور بخيلا. وقتل. وكان سبب قتله أنه كان عاملا لمعاوية على خراسان، فعزله معاوية، فأقبل معه برهن كانوا في يديه من أولاد الصّغد إلى المدينة، وألقاهم في أرض يعملون له فيها بالمساحي «1» ، فأغلقوا يوما باب الحائط ووثبوا عليه فقتلوه، فطلبوا، فقتلوا أنفسهم. وأما «الوليد بن عثمان» فكان صاحب شراب وفتوّة، وقتل أبوه «عثمان» وهو مخلّق «2» في حجلته. وأما «عبد الله بن عثمان» ، وهو من: «رقية» بنت النبيّ، «صلّى الله عليه وسلّم» ، فهلك صبيّا. وذكروا أنه بلغ ست سنين فنقره ديك على عينيه. فمرض ومات. وأما «عبد الملك بن عثمان» فهلك، وهو غلام أيضا. 102/ موالي عثمان رضى الله عنه ومن موالي «عثمان» كيسان أبو فروة، وابنه: عبد الله بن أبى فروة، كان عظيم القدر، وكان صاحب أمر «مصعب بن الزبير» . فلما قتل «مصعب» حمل مما كان معه من المال عشرة آلاف درهم، فذهب بها إلى المدينة. وعددهم بالمدينة كثير، وقدرهم عظيم. ومن موالي «عثمان» : «عمران بن أبان» ، وولده، و «أبو الزّناد» ، وولده. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 أخبار على بن أبى طالب رضى الله عنه نسب عليّ بن أبى طالب رضى الله عنه هو: عليّ بن أبى طالب، واسم «أبى طالب» : عبد مناف بن عبد المطلب ابن هاشم. ويكنى: أبا الحسن. أبوه وإخوته وأخواته وولد «أبو طالب» : عقيلا، وجعفرا، وعليّا، وطالبا، وأم هانئ- واسمها: فاختة- وجمانة. وأمهم: فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف. وأمها: حبّى بنت هرم ابن رواحة، من قريش، من بنى عامر بن لؤيّ. وأسلمت أمهم «فاطمة بنت أسد بن هاشم» ، وهي أوّل هاشمية ولدت لهاشمىّ. فأما. «عقيل» فكان يكنى: أبا يزيد. وأسر يوم بدر. ففداه «العباس» بأربعة آلاف درهم- فيما يذكر أبو اليقظان. وورث «عقيل» و «طالب» «أبا طالب» ولم يرثه «عليّ» ولا «جعفر» ، لأنهما كانا مسلمين. وكان «عقيل» أسنّ من «جعفر» بعشر سنين، «وجعفر» أسنّ من «عليّ» بعشر سنين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 وأسلم «عقيل» ولحق بمعاوية وترك أخاه «عليّا» ، ومات بعد ما عمى في خلافة «معاوية» . وله دار بالبقيع واسعة كثيرة الأهل. وكان «عقيل» قذف رجلا من «قريش» فحدّه «عمر بن الخطاب» . وولد «عقيل» : مسلما، وعبد الله، ومحمدا، ورملة، وعبيد الله- لأمّ ولد. وقال بعضهم: كانت أمّ «مسلم بن عقيل» نبطية، من آل فرزندا [1] . وعبد الرحمن، وحمزة، وعليّا، وجعفرا، وعثمان، وزينب، وأسماء، وأم هانئ- لأمهات أولاد شتى. ويزيد، وسعدا، وجعفرا الأكبر، وأبا سعيد. فأما «أسماء» فتزوّجها،/ 103/ «عمر بن عليّ بن أبى طالب» . وخرج ولد «عقيل» مع «الحسين بن عليّ بن أبى طالب» ، فقتل منهم تسعة نفر. وكان «مسلم بن عقيل» أشجعهم. وكان على مقدّمة «الحسين» فقتله «عبيد الله بن زياد» صبرا. قال الشاعر: [خفيف] عين جودي بعبرة وعويل ... واندبي إن ندبت آل الرّسول سبعة كلّهم لصلب عليّ ... قد أصيبوا وتسعة لعقيل فولد «مسلم بن عقيل» : عبد الله بن مسلم، وعليّ بن مسلم- أمهما: رقية بنت عليّ بن أبى طالب- ومسلم بن مسلم، وعبد العزيز. وولد «محمد بن عقيل» : القاسم بن محمد، وعبد الله بن محمد، وعبد الرحمن ابن محمد- أمهم: زينب الصغرى، بنت عليّ بن أبى طالب.   [1] ب: «فرزيدا» . ق: «فرزند» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 فأما «عبد الله بن محمد بن عقيل» فكان فقيها تروى عنه الأخبار، وكان أحول. وأما «عبد الله بن عقيل» فولد، محمدا، ورقية، وأم كلثوم. أمهم: ميمونة بنت عليّ بن أبى طالب. وأما «أبو سعيد بن عقيل» فولد: محمدا. وأما «عبد الرحمن بن عقيل» فولد: سعيدا. أمه: خديجة بنت عليّ بن أبى طالب. وأما «جعفر بن أبى طالب» فهو ذو الهجرتين، وذو الجناحين، وكان استشهد يوم مؤتة فقطعت يداه، فأبدله الله- عز وجل- بهما جناحين يطير بهما في الجنة. ووجدوا يومئذ في مقدّمه أربعا وخمسين ضربة سيف، وأربعين جراحة من طعنة رمح ورمية سهم [1] . وقدم على رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- من الحبشة يوم فتح خيبر، فقال رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-: ما أدرى بأي الأمرين أنا أسرّ: بقدوم جعفر، أم بفتح خيبر؟. واختط له رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- دارا بالمدينة إلى جنب المسجد. وقال أبو هريرة: ما ركب الكور «1» ، ولا احتذى النّعال، ولا وطئ التراب، أحد بعد رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- أفضل من جعفر. وكان يكنى: أبا عبد الله. فولد «جعفر» : عبد الله بن جعفر، وعون ابن جعفر، ومحمد بن جعفر. وأمهم: أسماء بنت عميس الخثعمية.   [1] زادت «ب» : فذلك أربع وتسعون جراحة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 / 104/ فأما «محمد بن جعفر» فولد: القاسم بن محمد [1] ، وطلحة. وولد «طلحة» : فاطمة. أمها: أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر. وأمها: زينب بنت عليّ. وأمها: فاطمة بنت رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم. فتزوّج «فاطمة» حمزة بن عبد الله بن الزبير، ثم تزوّجها طلحة بن عمر ابن عبيد الله، ولا عقب له. واستشهد «محمد بن جعفر» بتستر. «1» وأما «عون بن جعفر» فقتل بتستر أيضا. ولا عقب له، إلا أنّ رجلا كان يقال له: «المساور» أتى: عبد الله بن جعفر، فقال: أنا ابن عون. فأقرّ به «عبد الله بن جعفر» وأعطاه عشرة آلاف درهم. وذكروا أنه زوّجه بنتا له كانت عمياء، فلم تلد له. ثم نفاه «بنو عبد الله» بعد ذلك. وهم اليوم بالمدائن لا يزوّجهم شريف، ولا يتزوّج إليهم، ولا يقال لهم: أنتم من قريش. وأما «عبد الله بن جعفر» فكان يكنى: أبا جعفر. وولد بالحبشة، وكان أجود العرب. وتوفى بالمدينة، وقد كبر. وقال غيره: هذا قول أبى اليقظان. توفى ودفن بالأبواء سنة تسعين. ويقال: إنه كان ابن عشر سنين حين قبص النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- فكأنه ولد عام الهجرة، ومات وهو ابن تسعين سنة. وصلّى عليه «سليمان بن عبد الملك» .   [1] زادت «ب» : وأم محمد أمها أمة الله بنت قيس بن مخرمة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 فولد «عبد الله بن جعفر» : جعفرا الأكبر، وعليّا، وعونا الأكبر، وعبّاسا، وأم كلثوم- وأمهم: زينب بنت عليّ. وأمها: فاطمة بنت رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- ومحمدا، وعبيد الله. وأبا بكر- وأمهم: الحوصاء بنت خصفة من بنى تيم الله بن ثعلبة- وصالحا، وموسى، وهارون، ويحيى، وأم أبيها- أمهم: ليلى بنت مسعود بن خالد النهشلىّ، خلف عليها بعد «عليّ بن أبى طالب» رضى الله عنه- ومعاوية، وإسحاق، وإسماعيل، والقاسم- لأمهات أولاد شتى- والحسن وعونا الأصغر- أمها: جمانة بنت المسيّب الفزارية- وجعفرا. فأما «أم كلثوم» فكانت عند: القاسم بن محمد بن جعفر بن أبى طالب. ثم تزوّجها «الحجاج بن يوسف» . ثم تزوّجها «أبان بن عثمان بن عفان» - رضى الله عنه. وأما «أم أبيها» فكانت عند «عبد الملك بن/ 105/ مروان» فطلّقها، ثم تزوّجها «عليّ بن عبد الله بن عباس» فهلكت عنده. وكان سبب طلاقها أنه عضّ على تفاحة ثم رمى بها إليها- وكان ب «عبد الملك» بخر- فدعت بمدية. فقال: ما تصنعين؟ قالت: أميط عنها الأذى. ففارقها. والعقب من ولد «عبد الله بن جعفر» لعلىّ، ومعاوية، وإسحاق، وإسماعيل. فأما «معاوية» فكان يبخّل «1» [1] . وولد: عبد الله بن معاوية، ومحمد بن معاوية- أمهما: أم عون، من ولد الحارث بن عبد المطلب- ويزيد، والحسن، وصالحا- أمهم: فاطمة بنت الحسن بن الحسين بن عليّ- وعليّا، لأم ولد. فأما «عبد الله بن معاوية» فطلب الخلافة، وظهر بأصبهان وبعض فارس. فقتله: «أبو مسلم» . ولا عقب له.   [1] ط، هـ، و: «ينحل» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 وأما «إسحاق بن عبد الله بن جعفر» فكان «عمر بن عبد العزيز» جلده الحدّ وهو وال على المدائن، فقال لعمر: بودّك أنه ليس في الأرض قرشىّ إلا محدود. وذلك أنّ أباه «عبد العزيز» كان حدّ. فولد، «إسحاق» ، القاسم- أمه: أم حكيم بنت القاسم بن محمد بن أبى بكر الصديق رضى الله عنه. خلافة عليّ بن أبى طالب رضى الله عنه قال ابن إسحاق: إنّ «عثمان» لما قتل بويع «عليّ بن أبى طالب» - رضى الله عنه- بيعة العامّة في مسجد رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم. وبايع له أهل البصرة. وبايع له بالمدينة: طلحة، والزّبير. وكانت «عائشة» خرجت من المدينة حاجة و «عثمان» محصور. ثم صدرت عن الحج، فلما كانت ب «سرف» «1» لقيها الخبر بقتل «عثمان» وبيعة «عليّ» ، فانصرفت راجعة إلى مكة، ولحق بها: طلحة، والزبير، ومروان بن الحكم، وعبد الله ابن عامر بن كريز، ويعلى بن منبّه- عامل اليمن- فلما تتامّوا بمكة تشاوروا فيما يريدون من الطلب بدم «عثمان» ، وهمّوا بالشام لمكان «معاوية» بها. فصرفهم «عبد الله بن عامر» عن ذلك إلى البصرة. فتوجهوا إليها. فأخذوا «عثمان بن حنيف» عامل «عليّ» بها، فحبسوه وقتلوا خمسين رجلا كانوا معه على بيت المال وغير ذلك من أعماله./ 106/ وأحدثوا أحداثا. فلما بلغ «عليّا» سيرهم خرج مبادرا إليهم، واستنجد أهل الكوفة. ثم سار بهم إلى البصرة. وهم بضعة [1] عشر ألفا، فخرج إليه. طلحة، والزبير، وعائشة، بأهل البصرة. فاقتتلوا قتالا شديدا. فقتل «طلحة»   [1] هـ، و: «أربعة عشر ألفا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 وهزم من كان معه [1] . ورجع «الزّبير» فقتل بوادي السّباع «1» ، قتله عمرو [2] بن جرموز، وأحيط بعائشة، فأخذت. ودخل «عليّ» البصرة بمن معه. فبايعه أهل البصرة. وأطلق «عثمان بن حنيف» ، ولم يكن له بها كثير مقام، حتى انصرف إلى «الكوفة» . واستعمل على «البصرة» عبد الله بن عباس، وتهيأ لحرب «معاوية» . فسار بأهل «العراق» ومن تبعه [3] من سائر الناس. وأقبل «معاوية» في أهل الشام ومن اتبعه، فكانت وقعة «صفّين» ، ثم الحكمان. ولم يزل في حرب حتى قتل- عليه السلام. ولم يحج في شيء من سنيه لشغله بالحرب. وقتل ليلة الجمعة لتسع عشرة ليلة مضت من شهر رمضان سنة أربعين. وكانت ولايته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر. وقتله «عبد الرحمن بن ملجم المراديّ» . وقال الواقدي: دفن ليلا وعمّى قبره. قال أبو اليقظان: صلى عليه «الحسن» . ودفن بالكوفة عند مسجد الجماعة، في قصر الإمارة. حلية عليّ وسنه رضى الله عنه واختلفوا في سنه. فقال ابن إسحاق: قتل وهو ابن ثلاث وستين سنة. وقال غيره: قتل وهو ابن ثمان وخمسين سنة. واختلفوا في حليته.   [1] هـ، و: «معهم» . [2] هـ، و: «عمير» . [3] هـ، و: «معه» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 فقال الواقديّ: كان آدم شديد الأدمة، عظيم البطن، عظيم العينين، أصلع إلى القصر ما هو. وروى قيس بن الربيع، عن: أبى إسحاق، عن: الحارث «1» ، قال: كان «عليّ» - عليه السلام- قصيرا، أصلع، حادرا «2» ، ضخم البطن، أفطس الأنف، دقيق الذّراعين، لم يصارع أحدا قطّ إلا صرعة، شديد الوثب، قوىّ الضرب. وقال غيره: ورأته امرأة فقالت: من هذا الّذي كأنه كسر ثم جبر. ولد عليّ رضى الله عنه فولد «عليّ» الحسن، والحسين، ومحسّنا، وأم كلثوم الكبرى، وزينب الكبرى- أمهم: فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم-/ 107/ ومحمدا- أمه: خولة بنت إياس بن جعفر، جار الصّفا، وهي الحنفيّة. ويقال: هي خولة بنت جعفر بن قيس. ويقال: بل كانت أمة من سبي اليمامة، فصارت إلى «عليّ» ، وأنها كانت أمة لبني حنيفة سندية سوداء، ولم تكن من أنفسهم. وإنما صالحهم خالد بن الوليد على الرّقيق ولم يصالحهم على أنفسهم- وعبيد الله، وأبا بكر- أمهما: ليلى بنت مسعود بن خالد النّهشلىّ- وعمر، ورقيّة- أمهما: تغلبية. وكان خالد بن الوليد سباها في الرّدّة. فاشتراها عليّ- ويحيى- أمه: أسماء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 بنت عميس- وجعفرا. والعبّاس، وعبد الله- أمهم: أم البنين بنت حرام الوحيدية- ورملة، وأم الحسن- أمهما: أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثّقفي- وأم كلثوم الصّغرى، وزينب الصغرى- وجمانة، وميمونة، وخديجة، وفاطمة، وأم الكرام، ونفيسة، وأم سلمة، وأمامة، وأم أبيها- لأمهات أولاد شتى. بنات عليّ رضى الله عنه فأما «زينب الكبرى» بنت فاطمة. فكانت عند: عبد الله بن جعفر. فولدت له أولادا قد ذكرناهم. وأما «أم كلثوم الكبرى» ، وهي بنت فاطمة، فكانت عند: عمر ابن الخطاب. وولدت له أولادا قد ذكرناهم. فلما قتل «عمر» تزوّجها «جعفر ابن أبى طالب» ، فماتت عنده. وكانت سائر بنات «عليّ» عند ولد «عقيل» وولد «العبّاس» ، خلا «أم الحسن» فإنّها كانت عند: جعدة بن هبيرة المخزوميّ، وخلا «فاطمة» فإنّها كانت عند: سعيد بن الأسود، من بنى الحارث بن أسد. وأما «محسّن بن عليّ» فهلك وهو صغير. وأما «الحسن بن عليّ» فكان يكنى: أبا محمد، ولما قتل «عليّ» بويع له بالكوفة. وبويع لمعاوية بالشام وبيت المقدس. فسار «معاوية» يريد الكوفة. وسار «الحسن» يريده. فالتقوا بمسكن «1» ، من أرض الكوفة. فصالح «الحسن» «معاوية» ، وبايع له ودخل معه الكوفة. ثم انصرف «معاوية» عن الكوفة إلى الشام،/ 108/ واستعمل على الكوفة «المغيرة بن شعبة» وعلى البصرة، «عبد الله ابن عامر» ثم جمعهما لزياد. وانصرف «الحسن» إلى «المدينة» ، فمات بها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 ويقال إن امرأته «جعدة بنت الأشعث بن قيس» سمّته. وكانت وفاته في شهر ربيع الأوّل سنة تسع وأربعين، وهو يومئذ ابن سبع وأربعين سنة، وصلّى عليه «سعيد بن العاص» ، وهو أمير المدينة. فولد «الحسن» حسنا- أمه: خولة بنت منظور بن زبّان الفزارية- وزيدا، وأم الحسن- أمهما: بنت عقبة بن مسعود البدريّ- وعمر- وأمه: ثقفيّة- والحسين الأثرم- لأم ولد- وطلحة- وأمه: أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله. وأم «عبد الله» لأم ولد. فأما «الحسن «1» بن الحسن بن عليّ» فولد: عبد الله، والحسن، وإبراهيم، وجعفرا، وداود، ومحمدا. وكان «عبد الله بن الحسن بن الحسن» يكنى: أبا محمد، وكان خيّرا فاضلا، ورئي يوما يمسح على خفيّه. فقيل له: تمسح؟ فقال: نعم، قد مسح «عمر ابن الخطاب» ، ومن جعل «عمر بن الخطاب» بينه وبين الله فقد استوثق. وكان مع «أبى العباس» ، وكان له مكرما وبه آنسا. وأخرج يوما سفط جوهر، فقاسمه إيّاه، وأراه بناء، قد بناه وقال له: كيف ترى هذا؟ فقال: [وافر] ألم تر حوشبا أمسى يبنّى ... قصورا نفعها [1] لبني بقيله [2] يؤمّل أن يعمّر عمر نوح ... وأمر الله يحدث [3] كلّ ليله فقال له: أتمثّل بهذا وقد رأيت صنيعي بك؟ قال: والله ما أردت بها سوءا، ولكنها أبيات حضرت، فإن رأى أمير المؤمنين أن يحتمل ما كان منّى! قال: قد فعلت. ثم ردّه إلى المدينة.   [1] معجم البلدان والأغاني: (18: 206) : «بناء نفعه» . [2] كذا في: ق، والطبري (ق 1 ص 1023) . والّذي في سائر الأصول: «لبني نفيلة» . وهي رواية معجم البلدان في رسم «رصافة أبى العباس» والأغاني. [3] معجم البلدان: «يطرق» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 فلما ولى «أبو جعفر» ألحّ [1] في طلب ابنيه: محمد، وإبراهيم، ابني «عبد الله» ، فتغيّبا بالبادية، فأمر «أبو جعفر» ، أن يؤخذ أبو هما «عبد الله» - وإخوته: حسن، وداود، وإبراهيم- ويشدّوا وثاقا ويبعثوا بهم إليه. فوافوه في طريق مكة ب «الرّبذة» مكتّفين. فسأله «عبد الله» أن يأذن له عليه. فأبى «أبو جعفر» . فلم يره حتّى فارق الدنيا، فمات في الحبس وماتوا. وخرج ابناه: إبراهيم، ومحمد، على «أبى جعفر» ،/ 109/ وغلبا على «المدينة» و «مكة» و «البصرة» . فبعث إليهما «عيسى بن موسى» . فقتل «محمدا» بالمدينة، وقتل «إبراهيم» ب «باخمرا» [2] على ستة عشر فرسخا من «الكوفة» . و «إدريس بن عبد الله بن الحسن» أخوهما، هو الّذي صار إلى «الأندلس» و «البربر» وغلب عليهما. وأما «الحسين بن على بن أبى طالب» فكان يكنى: أبا عبد الله. وخرج يريد الكوفة، فوجّه إليه «عبيد الله بن زياد» عمر بن سعد بن أبى وقّاص، فقتله سنان بن أبى أنس النّخعى سنة إحدى وستين، يوم عاشوراء، وهو ابن ثمان وخمسين سنة- ويقال: ابن ست وخمسين سنة- وكان يخضب بالسواد. وولد «الحسين» : عليّا- وأمه: بنت مرة بن عروة بن مسعود الثّقفي- وعليّا الأصغر- لأم ولد- وفاطمة- أمها: أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله- وسكينة- أمها: الرّباب بنت امرئ القيس الكلبية، وفيها يقول الحسين: [وافر] لعمرك إنّني لأحبّ دارا ... تحلّ بها سكينة والرّباب فأما «فاطمة» فإنّها كانت عند: الحسن بن الحسن بن على، ثم خلف عليها: عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان.   [1] هـ، و: «الحج» . [2] ط، هـ، و: «بباخمرا» . وهو موضع دون تكريت. وانظر: معجم البلدان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 وأما «سكينة» فتزوّجها: مصعب بن الزّبير، فهلك عنها. فتزوّجها: عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام، فولدت له: قرينا، وله عقب. ثم تزوّجها: الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان، وفارقها قبل أن يدخل بها. ثمّ تزوّجها: زيد بن عمرو بن عثمان بن عفان، فأمره «سليمان بن عبد الملك» بطلاقها، ففعل. وماتت بالمدينة في خلافة هشام. هذا قول أبى اليقظان. وقال الهيثم بن عدىّ: حدّثنى صالح بن حسان «1» وغيره، قالوا [1] : كانت «سكينة» عند: عمرو بن حكيم بن حزام، ثم تزوّجها بعده: عمرو بن عثمان بن عفان، ثم تزوّجها بعده: مصعب بن الزّبير. وقال ابن الكلبي: أوّل أزواج «سكينة» ، الأصبغ بن عبد العزيز- أخو عمر بن عبد العزيز- ثمّ مات عنها بمصر ولم يرها. ثمّ خلف عليها: زيد بن عمرو بن عثمان بن عفان، ثم خلف عليها: مصعب بن الزبير، ثم خلف عليها: عبد الله/ 110/ بن عثمان ابن عبد الله بن حكيم بن حزام، فولدت له: «عثمان» ، الّذي يقال له: قرين، وكانت قد ولدت من «مصعب» جارية، ثم خلف عليها: إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عوف، جدّ «إبراهيم بن سعد» الفقيه. وأما «عليّ بن الحسين الأصغر» فليس للحسين عقب إلا منه. ويقال: إن أمه سنديّة، يقال لها: سلافة- ويقال: غزالة- خلف عليها بعد «الحسين» : زبيد،   [1] كذا في: ق. والّذي في سائر الأصول: «قال» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 مولى «الحسين بن على» . فولدت له: عبد الله بن زبيد، فهو أخو «عليّ بن الحسين» لأمه. وروى عليّ بن محمد، عن: عثمان بن عثمان، قال: زوّج «عليّ بن الحسين» أمه من مولاه. وأعتق جارية له وتزوّجها، فكتب إليه «عبد الملك» يعيّره بذلك، فكتب إليه «عليّ» : قد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة، قد أعتق رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- «صفيّة بنت حيىّ» وتزوّجها، وأعتق «زيد بن حارثة» وزوّجه ابنة عمّته: زينب بنت جحش. وتوفى «عليّ بن الحسين» بالمدينة سنة أربع وتسعين، ويكنى: أبا الحسن. ودفن بالبقيع، وكان خيّرا فاضلا. فولد «عليّ بن الحسين» : الحسن بن عليّ، ومحمد بن عليّ، وعليّ بن عليّ، وعبد الله بن عليّ- أمهم: أم عبد الله بنت الحسن بن عليّ- وعمر، وزيدا- لأمّ ولد، تسمى: حيدان- وخديجة- لأمّ ولد- وأمّ موسى، وأمّ حسن، وأمّ كلثوم: لأمهات أولاد. فأما «محمد بن عليّ» فكان يكنى: أبا جعفر، وكان له فقه. ومات بالمدينة سنة سبع عشرة ومائة. فولد «محمد» : جعفر بن محمد، وعبد الله بن محمد- أمّهما: أم فروة بنت القاسم ابن محمد بن أبى بكر. وأمها: أسماء بنت عبد الرحمن بن أبى بكر. فأما «جعفر بن محمد» فيكنى: «أبا عبد الله» ، وإليه تنسب: الجعفريّة. «1» ومات بالمدينة سنة ست وأربعين ومائة، وله عقب. وأما «عبد الله بن محمد» فهو الملقّب «بدقدق» . ومات بالمدينة، وله عقب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 وأما «عبد الله بن عليّ بن الحسين بن عليّ» فله عقب. وأما «زيد بن عليّ بن الحسين» فكان يكنى: أبا الحسن، وأمه سندية، وخرج في خلافة «هشام» سنة اثنتين وعشرين ومائة، فبعث إليه/ 111/ «يوسف ابن عمر الثقفيّ» العبّاس المرّي، فرماه رجل منهم بسهم، فمات وصلب. فولد «زيد» : يحيى- أمه: ريطة بنت أبى هاشم بن عبد الله بن محمد بن الحنفية- وعيسى، وحسينا، ومحمدا- لأمهات أولاد. فأما «يحيى» فقتل زمن «نصر بن سيّار» بالجوزجان «1» ، ولا عقب له. وأما «عيسى بن زيد» فمات بالكوفة، وله عقب، منهم: أحمد بن عيسى. وأما «حسين بن زيد» فعمى. وكانت بنته «ميمونة» عند. «المهدي» ، وله ولد. وأما «عليّ بن عليّ بن حسين» فكان يلقّب: الأفطس، وله عقب. وأما «أم موسى» بنت عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبى طالب، فتزوّجها: داود بن عليّ بن عبد الله بن عباس، وتزوّج «أمّ حسن» أختها بعدها. وتزوّج أختها «خديجة» محمد بن عمر بن عليّ بن أبى طالب. وأما «محمد بن على بن أبى طالب» ابن الحنفية، فكان يكنى: أبا القاسم، وتحوّل إلى الطائف هاربا من: «عبد الله بن الزبير» ، ومات بها سنة إحدى وثمانين، وهو يومئذ ابن خمس وستين سنة. فولد «محمد بن عليّ بن أبى طالب» : الحسن، وعبد الله، وأبا هاشم، وجعفرا الأكبر، وحمزة، وعليّا- لأم ولد- وجعفرا الأصغر. وعونا- أمهما: أم جعفر- والقاسم، وإبراهيم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 فأما «أبو هاشم» فكان عظيم القدر. وكانت الشيعة تتولّاه، فحضرته الوفاة بالشام، فأوصى إلى «محمد بن عليّ بن عبد الله بن عباس» وقال له: أنت صاحب هذا الأمر وهو في ولدك. ودفع إليه كتبه، وصرف الشيعة إليه. وليس لأبى هاشم عقب. وأما «على» و «حمزة» فلا عقب لهما. وإبراهيم، هو الملقّب، بشعرة. وأما «القاسم» فكان مؤخّذا «1» [1] عن مسجد رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- لا يقدر أن يدخله. وأما «عمر بن عليّ بن أبى طالب» فقد حمل عنه الحديث، وكان يروى عن «عمر بن الخطاب» . وولد: محمدا، وأم موسى، أمهما: أسماء بنت عقيل بن أبى طالب. فأما «محمد» فولد: عمر، وعبد الله، وعبيد الله-/ 112/ أمهم: خديجة بنت عليّ بن الحسين بن على- وجعفرا- أمه: أم هاشم بنت جعفر بن جعدة ابن هبيرة المخزومي. ولعمر، عقب بالمدينة. وأما «العباس بن على بن أبى طالب» فقتل مع: «الحسين بن على ابن أبى طالب» . فولد «العباس» عبيد الله- أمه: لبابة بنت عبيد الله ابن عباس- وحسنا، لأم ولد، وله عقب. وأما «عبيد الله» فقتله «المختار» ، ولا عقب له. وأما «جعفر بن عليّ بن أبى طالب» فلا عقب له.   [1] ب، ط، ل: «مؤخرا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 موالي آل أبى طالب [1] قال أبو محمد: منهم: يحيى بن أبى كثير. الّذي يروى عنه «الأوزاعيّ» «1» . وكان مولى «عليّ بن أبى طالب» . ومات «يحيى» سنة تسع وعشرين ومائة. وقال أيوب السّختيانى: «2» ما بقي على وجه الأرض مثل «يحيى بن أبى كثير» . وكان: ابنه «عبد الله بن يحيى» يروى عن أبيه. ومنهم: أبو أسامة حمّاد بن أسامة، مولى «الحسن بن سعد» ، مولى «الحسن ابن عليّ بن أبى طالب» ، فهو مولى مولى. توفى بالكوفة سنة إحدى ومائتين، وهو ابن ثمانين سنة.   [1] كذا في: هـ، و. والّذي في سائر الأصول: «موالي على بن أبى طالب» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 أخبار الزبير بن العوّام رضى الله عنه نسب الزبير هو: الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصىّ بن كلاب ابن مرة بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة. وأمه: صفية بنت عبد المطلب، عمة رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- ويكنى: أبا عبد الله. وكان «خويلد» قتل في الجاهلية. فولد «خويلد» خديجة، وأمها: فاطمة بنت زائدة بن الأصم، وهي زوج النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- وعمة «الزبير بن العوّام بن خويلد» [1] ، أمه: من بنى مازن بن منصور. وقتل «العوّام» يوم الفجار. وولد: نوفل بن خويلد، وكان يقال له: أسد قريش، وقتله «عليّ بن أبى طالب» يوم بدر، ولا عقب له. وولد: «حزام بن خويلد» - وهو أبو «حكيم بن حزام» . وكان «حكيم» يكنى: أبا خالد- وشهد «بدرا» مع المشركين، فلم يقتل ولم يؤسر. ثم أسلم وحسن إسلامه، وكان إذا حلف وشدّد في اليمين قال: / 113/ والّذي نجّانى يوم بدر. وولد له: عبد الله بن حكيم، وهشام بن حكيم. وكانت لهشام صحبة، ولا عقب له. وأما «عبد الله» فقتل يوم الجمل مع عائشة. فولد: عثمان بن عبد الله. وولد لعثمان: عبد الله بن عثمان، زوج «سكينة بنت الحسين» ، وولدت له ولدا يسمى: قرينا، وله عقب.   [1] هـ، و: «العوّام بن خويلد» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 وولد «العوّام بن خويلد» : الزّبير، والسائب- وأم «السائب» أيضا: صفية بنت عبد المطلب. وكان «السائب» شهد «أحدا» ، و «الخندق» ، وقتل «يوم اليمامة» - وعبد الرحمن، وأسود، وأصرم، ويعلى. ولم يعقب أحد منهم غير «الزبير» . وكان «الزبير» حوارىّ رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- وأحد العشرة الذين سمّوا للجنة، وأحد أصحاب الشورى. وكان رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- أقطعه حضر «1» فرسه. فركب حتى أعيا فرسه، فرمى بالسّوط. وقتل يوم الجمل في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين، وهو يومئذ ابن أربع وستين سنة. هذا قول الواقدي. وقال أبو اليقظان: قتل وهو ابن ستين سنة، قتله ابن جرموز، بوادي السّباع «2» ، وقبره هناك. حلية الزبير رضى الله عنه قال الواقديّ: كان «الزبير» رجلا ليس بالطويل ولا بالقصير، إلى الخفّة ما هو، خفيف اللّحية، أسمر اللون، أشعر، وكان لا يغير شيبة. وروى ابن أبى الزّناد، عن: هشام بن عروة «3» ، عن: أبيه: أنّ الزبير كان طويلا تخط رجلاه الأرض إذا ركب دابة، أزرق أشعر، ربما أخذت، وأنا غلام، بشعر كتفه حتى أقوم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 ولد الزبير رضى الله عنه فولد «الزبير» عبد الله، وعاصما، وعروة، والمنذر، وأم الحسن- أمهم. أسماء بنت أبى بكر، ذات النّطاقين- ومصعبا، وحمزة، ورملة، وخالدا، وعمرا، وعبيدة، وجعفرا، وخديجة، وعائشة، وغيرهما، تتمة تسع بنات. فأما «رملة» فكانت عند «خالد بن يزيد بن معاوية» وفيها يقول: [طويل] تجول خلا خيل النّساء ولا أرى ... لرملة خلخالا يجول ولا قلبا «1» / 114/ أحب بنى العوّام طرّا لحبها ... ومن أجلها أحببت أخوالها كلبا وأما «جعفر بن الزبير» فكان من فتيان قريش، وكان ذا غزل، وهو القائل: [كامل] ولمجلس القرشيّ حقّ واجب ... فانظرن في شأن الكريم الأروع ما تأمرين بجعفر وبحاجة ... يستامها في خلوة وتضرّع وله عقب بالمدينة. وأما «حمزة بن الزبير» فقتل مع: «عبد الله بن الزبير» ، بمكة. ولا عقب له. وأما «عمرو بن الزبير» فكان يكنى: أبا الزبير، وكان له قدر وكرم [1] . وخالف أخاه «عبد الله» فقاتله، ثم أتاه في جوار «عبيدة» أخيه، فقتله. وله عقب. وابنه «عمرو بن عمرو» الّذي يقول فيه الحزين «2» الدّيلى: [وافر] لو ان اللّؤم كان مع الثّريّا ... تناول رأسه «3» عمرو بن عمرو   [1] هـ، و: «وكبر» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 وأما «عبيدة بن الزبير» فهو الّذي قال لعمرو بن الزبير. حين قاتل «عبد الله» : اقصد [1] معى إليه وأنت في جواوى، فإن أمّنك وإلا رددتك إلى مأمنك. فذهب معه. فلم يجز «عبد الله» أمانه: وأقصّ [2] منه حتى مات. ولعبيدة عقب. وأما «خالد بن الزبير» فاستعمله: «عبد الله» على «اليمن» وله عقب، منهم: خالد بن عثمان بن خالد بن الزبير. وكان خرج مع «محمد الحسنى» وأخذه «أبو حفص» فصلبه. وأما «عاصم بن الزبير» فمات وهو غلام. ولا عقب له. وأما «عروة بن الزبير» فكان فقيها فاضلا. ويكنى: أبا عبد الله. وأصابته الإكلة «1» في رجله بالشام، وهو عند «الوليد بن عبد الملك» . فقطعت رجله و «الوليد» حاضر، فلم يتحرك، ولم يشعر «الوليد» أنها تقطع، حتى كويت. فوجد رائحة الكيّ. وبقي بعد ذلك ثمان سنين. واحتفر بالمدينة بئرا. يقال لها: بئر عروة. ليس بالمدينة بئر أعذب منها. وهلك في ضيعة له بقرب «المدينة» سنة ثلاث وتسعين- ويقال: مات سنة أربع وتسعين- وكانت تلك السنة تدعى، سنة الفقهاء، لكثرة من مات منهم فيها. فولد «عروة» محمدا، ويحيى، وعثمان، وعمرا، و/ 115/ عبد الله، ومصعبا، وعبيد الله، وهشاما. وكانت «أم هشام بن عروة» أمة تسمى: سارة. وأما «عبد الله بن عروة» فكان من أخطب الناس وأبلغهم، وكان يشبّه بخالد ابن صفوان في البلاغة. وقيل له: تركت المدينة دار الهجرة، فلو رجعت لقيت   [1] هـ، و: «امض» . [2] ب: «واقتص» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 الناس ولقيك الناس! فقال: وأين الناس؟ إنما الناس رجلان: شامت بنكبة، أو حاسد لنعمة. وعمى قبل موته. وله عقب بالمدينة. وأما «محمد بن عروة» فكان من أجمل الناس. ولا عقب له من الرجال. وأما «عثمان» فكان خطيبا جلدا. وله عقب بالمدينة. وأما «يحيى بن عروة» فكان له علم بالنسب وأيام الناس، فذكر «إبراهيم- ابن هشام» ، عامل «هشام بن عبد الملك» على المدينة، فأمر به «هشام» فضرب، فمات بعد الضرب، وله عقب بالمدينة. وأما «عمرو بن عروة» فقتل مع «ابن الزبير» ولا عقب له. وأما «عبيد الله بن عروة» فله عقب بالمدينة. وأما «هشام بن عروة» فكان فقيها. وقدم الكوفة أيام «أبى جعفر» فسمع منه الكوفيون، ومات بها سنة ست وأربعين ومائة، وله عقب بالمدينة وبالبصرة، وكان يكنى: أبا المنذر. وأما «المنذر بن الزبير» فكان يكنى: أبا عثمان، وكان سيّدا حليما. وقتل مع «ابن الزبير» . ومن ولده: محمد بن المنذر. وكان يقال له: سيد قريش. ويكنى: أبا زيد. وكان إذا مرّ في الطريق أطفئت النيران تعظيما له. وانقطع يوما قبال نعله «1» . فقال: برجله هكذا! فنزع الأخرى ومضى، وتركهما لم يعرّج عليهما. وهو القائل: ما قل سفهاء قوم قطّ إلا ذلوا. وله عقب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 وأما «مصعب بن الزبير» فكان يكنى: أبا عبد الله- ويقال إنه كان يكنى: أبا عيسى- وكان أجود العرب. وولّاه أخوه «عبد الله» العراقين، فسار إليه «عبد الملك بن مروان» ، ووجه أخاه «محمد بن مروان» على مقدّمته، فلقيه «مصعب» فقاتله. فقتل «مصعب» . فولد «مصعب» عيسى، وعكاشة، وعمر، وجعفرا، وحمزة، وسعدا، ومصعبا- ولقبه: حصين- ومحمدا. فأما «عيسى» فقتل مع أبيه. ولا عقب/ 116/ له. وأما «عكاشة» فله عقب بالمدينة. وابنه «مصعب بن عكاشة» قتل يوم «قديد» . «1» وأما «جعفر» فتزوّج «مليكة بنت الحسن بن الحسن بن على» . فولدت له نساء. وله عقب من غيرها. وأما «حمزة» فقتل هو وابنه «عمارة» يوم «قديد» . وله بالمدينة عقب. وكان شرب، فأخذه بعض أمراء المدينة فجلده الحدّ، وأقامه للناس. و «يوم قديد» : يوم قتل فيه أبو حمزة الخارجىّ، وكان خرج من اليمن، فغلب على مكة والمدينة، ثم توجه إلى الشام فقتل. وأما «عبد الله بن الزبير» فكان يكنى: أبا بكر، وأبا خبيب. ولد بعد الهجرة بعشرين شهرا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 هذا قول الواقدي. وقال أبو اليقظان: هو أوّل مولود ولد بالمدينة في الإسلام. وبنى الكعبة وجعل لها بابين. وطلب الخلافة فظفر بالحجاز والعراق واليمن ومصر، فمكث كذلك تسع سنين. فسار إليه «الحجّاج» فحاصره بمكة، ثم أصابته رمية فمات منها [1] . وكان بخيلا. فقال الشاعر فيه: [طويل] رأيت أبا بكر وربّك غالب ... على أمره يبغى الخلافة بالتّمر [2] وقتل وهو ابن ثلاث وستين سنة. وصلب حيث أصيب. فولد «عبد الله» حمزة، وخبيبا، وثابتا، وموسى، وعبّادا، وقيسا، وعامرا، وعبد الله، وبنات.   [1] ب: «بها» . وفيها بعد هذا وقالت له امرأة: «اخرج أقاتل معك» . فجعل يقول: كتب القتل والقتال علينا ... وعلى المحصنات جر الذيول وكان يحمل عليهم وحده حتى يخرجهم من باب المسجد ثم يرجع القهقرى وهو يقول: لو كان قرني واحدا لكفيته ... ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ولكن على أقدامنا تقطر الدما قال: وكان يواصل الصوم سبعة أيام ثم يصبح يوم الثامن وهو أقوى ما يكون، وكان يفطر على لبن وزعفران وصبر وسمن، وكان يقول: أما اللبن فيروي، وأما السمن فيغذى، وأما الصبر فيفتق الأمعاء وأما الزعفران فيطيب النكهة» . [2] زادت «ب» بعد هذا: قال الميداني عند ذكره: «أبخل من مارد» . وذكر أن عبد الله بن الزبير كان بخيلا. وحكى عن بخلة. وكان مع هذا يأكل كل أسبوع أكلة ويقول في خطبته: إنما بطني شبر في شبر وعندي ما عسى يكفيني. وقال فيه الشاعر: [بسيط] «لو كان بطنك شبرا قد شبعت وقد ... أفضلت فضلا كثيرا للمساكين فإن تصبك من الأيام جائحة ... لا تبك منك على دنيا ولا دين» والمعروف أن الميداني أحمد بن محمد كانت وفاته سنة 518 هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 فأما «حمزة» فكان أجود العرب. وكان عامل أبيه على البصرة، وله عقب بالمدينة. وأما «خبيب» فكان عقيما. وأما «ثابت» فكان بذيّا «1» لسنا: بئيسا. وله عقب. ومن ولده: الزّبير ابن عبد الله بن مصعب بن ثابت، عامل هارون [الرشيد [1] على «المدينة» و «اليمن» . وأما «موسى» فله عقب بالمدينة. منهم: صديق بن موسى بن عبد الله ابن الزبير، وكان من سروات قريش. وأما «عبّاد» فله ولد بالمدينة. و «قيس» لا عقب له. وأما «عامر بن عبد الله» فكان من أعبد أهل زمانه، وكان لا يزوّج بناته، وهو الّذي سرقت نعله فحلف ألّا يشترى نعلا، مخافة أن يسرقها مسلم فيأثم في سرقته. وأما «عبد الله بن عبد الله» فكان أشبه القوم بأبيه. وزوّج «عبد الله بن الزبير» بناته من بنى أخيه. 117/ موالي الزبير وآله البهيّ، الّذي يروى عن عائشة، هو مولى «الزبير» «2» ، اسمه: «عبد الله ابن يسار» ويكنى: أبا محمد، ونزل الكوفة فروى عنه الكوفيون.   [1] تكملة من: «ب» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 226 ومنهم «حميد الأعرج «1» القارئ» . وهو حميد بن قيس، مولى آل الزّبير. وكان قارئ أهل الكوفة، كثير الحديث، فارضا «2» حاسبا. وقرأ على «مجاهد» . وأخوه «عمر بن قيس» يضعّف في الحديث. وكان مرة عبث «3» ب «مالك ابن أنس» ، فقال: مرة يخطئ ومرّة لا يصيب. وذلك عند والى مكة. فقال له «مالك» : هكذا الناس، ولم يفهمها، وإنما تغفّله. ثم نبّه «مالك» على ذلك فقال: لا أكلمه أبدا. وأما «أبو الزبير» «4» الّذي يروى عن «جابر» ، واسمه: محمد بن مسلم. فإنه مولى: حكيم بن حزام بن خويلد، ابن عم «الزّبيرى» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 أخبار طلحة بن عبيد الله رضى الله عنه نسب طلحة هو: طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة ابن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة. ويكنى: أبا محمد. وكان يقال له: طلحة الخير، وطلحة الفيّاض، وطلحة الطّلحات. وليس هو «طلحة الطلحات» الّذي يقال فيه: [وافر] رحم الله أعظما دفنوها ... بسجستان طلحة الطلحات «1» بل ذلك من «خزاعة» . وكان «طلحة» من المهاجرين الأوّلين، ومن العشرة «2» المسمّين للجنة، وأحد أصحاب الشّورى. ولم يحضر يوم التشاور، وكان غائبا، وثبت مع رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- يوم أحد، ووقاه بيده يومئذ من ضربة قصد بها فشلّت يده، فقال النبي- صلّى الله عليه وسلّم-: أوجب «3» طلحة. وآخى رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- بينه وبين «سعد بن أبى وقّاص» ، وكان شديدا على «عثمان بن عفان» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 وأمه: الصّعبة بنت الحضرميّ. وكانت قبل أن تكون عند «عبيد الله» تحت «أبى سفيان بن حرب» فطلّقها، ثم تتبعتها نفسه، فقال: [متقارب] إني وصعبة فيما يرى [1] ... بعيدان والودّ ودّ [2] قريب / 118/ فإن لم يكن نسب ثاقب «1» ... فعند الفتاة جمال وطيب فيا لقصىّ ألا فاعجبوا ... للوبر «2» صار الغزال الرّبيب ولما قدم «البصرة» لقتال «عليّ» شهد «يوم الجمل» ، فنظر إليه «مروان ابن الحكم» ، وكان يحقد عليه ما كان منه من أمر «عثمان» - رضى الله عنه- فرماه بسهم، فأصاب ساقه، فشكّها «3» بجنب الفرس، فاعتنق هاديه- يعنى: عنق الفرس- وقال: تاللَّه ما رأيت مصرع أشياخ أضيع. ومات، فدفن بقنطرة قرّة. ثم رأت «عائشة» ابنته بعد موته بثلاثين سنة في المنام، أنه يشكو إليها النزّ [3] ، فاستخرج طريّا، وتولّى إخراجه، عبد الرحمن بن سلامة التّيمي، ودفن في داره، في الهجريّين «4» بالبصرة. فقبره هناك مشهور. وكان لطلحة أخوان: عثمان بن عبيد الله، ومالك بن عبيد الله. فأما «عثمان» فكان له قدر في قريش في الجاهلية، وأدرك الإسلام. فأخذ «طلحة» و «أبا بكر» فقرنهما بحبل، فلذلك سميا القرينين. وقال بعض آل الزّبير في رجل من ولد طلحة، ولده «أبو بكر» :   [1] ب: «أرى» . [2] ب: «منها» . [3] ص، د: «الندى» . وفي الرياض النضرة (2: 348) : «البرد» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 يا طلح يا بن القرينين اللّذين هما ... مع النبيّ أذلّا كلّ جبّار هذا المسمّى بفعل الخير نافلة ... دون الأنام وهذا صاحب الغار ولعثمان عقب، ولمالك أيضا عقب بمكة. سن طلحة وحليته رضى الله عنه اختلفوا في سن «طلحة» . فقال أبو اليقظان: قتل وهو ابن ستين سنة. وقال الواقديّ: قتل وهو ابن أربع وستين سنة، في جمادى الأولى، سنة ست وثلاثين. وروى عن بعض ولده: أنه قتل وهو ابن اثنتين وستين سنة. واختلفوا في حليته. فقال بعضهم: كان آدم، كثير الشعر، ليس بالسّبط ولا بالجعد القطط «1» ، حسن الوجه، دقيق العرنين، إذا مشى أسرع، وكان لا يغيّر شيبة. وقال موسى بن طلحة: «2» كان أبيض، يضرب إلى الحمرة، مربوعا، وهو إلى القصر أقرب، رحيب الصدر، عريض المنكبين، إذا التفت التفت جميعا، ضخم القدمين، لا أخمص «3» لهما، وإذا كان الرجل لا أخمص لقدميه: فهو/ 119/ أرحّ [1] .   [1] في جميع الأصول: «أرج» بالجيم المعجمة. تصحيف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 230 وروى الفضل بن دكين، عن: قيس بن الرّبيع، عن: عمران ابن موسى بن طلحة، عن: أبيه، قال: كان في يد «طلحة» خاتم من فضة، فصّه ياقوتة حمراء، وكانت غلّته كل يوم ألف درهم واف. ولد طلحة بن عبيد الله [1] ولد «طلحة» عشرة بنين وأربع بنات. لأمهات مختلفات. منهم: محمد ابن طلحة- وأمه: حمنة بنت جحش. وأمها: أميمة بنت عبد المطلب، عمة النبي- صلّى الله عليه وسلّم- وكان عابدا يقال له: السجّاد، ويكنى: أبا القاسم، وشهد يوم الجمل، فنهى عنه «عليّ» فقال: إياكم وصاحب البرنس. فقتله رجل، وأنشأ يقول «1» : [طويل] وأشعث قوّام بآيات ربّه ... قليل الأذى فيما ترى العين مسلم شككت له بالرّمح حضنى قميصه ... فخرّ قتيلا لليدين وللفم على غير شيء غير أن ليس تابعا ... عليّا ومن لا يتبع الحقّ يندم [2] يناشدنى «حم» «2» والرّمح شاجر ... فهلّا تلا «حم» قبل التقدّم   [1] ب: «ولد طلحة وولد ولده» . [2] هـ، و: «يظلم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 فولد «محمد بن طلحة» : إبراهيم، وكان أصلع، أعرج، سيّدا، يسمى: أسد الحجاز. واستعمله «عبد الله بن الزبير» على خراج الكوفة، ومات بمكة وهو محرم. فمن ولد «إبراهيم» : عمران، ويعقوب، ابنا إبراهيم. وأمهما: بنت إسماعيل ابن طلحة، وأمها: لبابة بنت عبد الله بن العباس. وولد «عمران» محمد بن عمران، قاضى المدينة لأبى جعفر، وكان بخيلا، وهو القائل حين عوتب في البخل: إنّي لا أجمد عن الحق، ولا أذوب في الباطل. ومنهم: «عمران بن طلحة» وأمه: حمنة، وكانت عنده «أم كلثوم» ، بنت «الفضل بن العباس» . ولا عقب له. ومنهم «عيسى بن طلحة» وكان ناسكا بخيلا، وفد إلى عبد الملك بن مروان. فكلمه في عزل «الحجاج بن يوسف» ، مع «عمر بن عبد الرحمن بن عوف» حتى عزله عن الحجاز. وتوفى في خلافة «عمر بن عبد العزيز» ، وله عقب. ومنهم: «يحيى بن طلحة» وكان من خيار ولد «طلحة» ، وكان ابنه «إسحاق ابن يحيى/ 120/ بن طلحة، يروى عنه الفقه، وأم «إسحاق بن يحيى» : أم إياس بنت أبى موسى الأشعري. ومنهم: «إسماعيل بن طلحة» وكان سريّا، وكانت عنده «لبابة بنت عبد الله ابن عبّاس» . ومنهم: «إسحاق بن طلحة» وكان معاوية استعمله على «خراسان» شريكا «لسعيد بن عثمان بن عفان» . ومات بالريّ، ولولده عدد. ومنهم: «يعقوب بن طلحة» . قتل يوم الحرة، وله عقب. ومنهم: «أبو يعرة» [1] عامل «أبى جعفر» على «البحرين» .   [1] ب: «أبو يعرف» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 ومنهم: «موسى بن طلحة» وكان من خيار ولده، وله قدر ونبل، ومات بالكوفة سنة أربع ومائة. وكان يكنى: أبا عيسى، وكان يشدّ أسنانه بالذهب ويخضب بالسّواد، وابنه: محمد بن موسى- كانت أمه: بنت عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق. ووجّهه «عبد الملك بن مروان» إلى «شبيب الخارجىّ» ، فقتله «شبيب» . و «عمران بن موسى» . أمه أم ولد، وكان سخيّا، وله عقب. ومنهم: «زكريا بن طلحة» وأمه: أم كلثوم بنت أبى بكر الصديق. وأخته لأبيه وأمه: عائشة بنت طلحة. وكان سخيّا، وله عقب. ومنهم: «صالح بن طلحة» . أمه تغلبية. ومن بناته: أم إسحاق بنت طلحة، وكانت تحت «الحسن بن على» . فولدت له: طلحة ابن الحسن، وهلك وهو صغير. ثم تزوجها: «الحسين بن على» ، فولدت له: فاطمة بنت الحسين- وهي أم عبد الله بن الحسن- ثم تزوجها «عبد الله ابن محمد بن أبى عتيق» ، فولدت له: «أمية» . ومن بناته أيضا: عائشة بنت طلحة، وتزوّجها: عبد الله بن عبد الرحمن ابن أبى بكر. ثم تزوّجها «مصعب بن الزبير» ، فأعطاها ألف ألف درهم، فقال أنس بن زنيم الدّيلى لأخيه: [كامل] أبلغ أمير المؤمنين رسالة ... من ناصح لك لا يريد خداعا بضع «1» [1] الفتاة بألف ألف كامل ... وتبيت سادات الجيوش جياعا لو لأبى حفص أقول مقالتي ... وأقصّ شأن حديثهم لارتاعا   [1] ب: «مهر» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 يعنى: عمر بن الخطاب- رضى الله عنه- فلما قتل «مصعب» تزوّجها: «عمر بن عبيد الله/ 121/ بن معمر التّيمي» . ولم تلد إلا ل «عبد الله ابن عبد الرحمن بن أبى بكر» . ومن بناته: الصّعبة- لأمة- ومريم- لأمة. موالي طلحة رضى الله عنه من مواليه: مسلم بن يسار، وكان لا يفضّل عليه أحد في زمانه، وكان إذا غضب واشتدّ غضبه، قال: فرّق الله بيني وبينك. فإذا قالها، علموا [1] أنه لم يبق بعد ذلك شيء. وكان يقول: إني لأكره أن أمس فرجي بيميني، وأنا أرجو أن آخذ بها كتابي. ومرّ بمسجد، وأذّن المؤذن، فرجع. فقال له المؤذن: ما ردّك؟ قال: أنت رددتني. وكان لا يلعن شيئا، فإذا غضب على البهيمة قال: أكلت سمّا قاضيا. وتوفى سنة مائة، أو إحدى ومائة. وابنه: عبد الله بن مسلم بن يسار، وقد روى عنه [2] . ومن موالي «طلحة بن عبيد الله» ، أيضا: أبو نعيم الفضل بن دكين بن حمّاد، المحدث. كان يروى عن الأعمش والثّوري «1» . وتوفى بالكوفة سنة تسع عشرة ومائتين. وأما «حميد الطويل» ، فهو مولى «طلحة الطلحات» ، لا «طلحة بن عبيد الله التيمي» .   [1] ب. «علم» . [2] ب. «وقد روى عنه الحديث» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 أخبار عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه نسب عبد الرحمن بن عوف قال أبو محمد: هو: عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة. وكان اسمه في الجاهلية «عبد الحارث» - ويقال: عبد عمرو- فسمّاه النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم-: عبد الرحمن. وقتل أبوه «عوف» في الجاهلية بالغميصاء «1» ، قتله: بنو جذيمة. وكانت أمه تسمى: الشفاء، وهي زهرية أيضا. وكان لعبد الرحمن إخوة، أحدهم: عبد الله بن عوف، من سروات «قريش» وابنه: طلحة بن عبد الله بن عوف، وله عقب بالمدينة- والآخر: الأسود بن عوف. وكانت له صحبة [1] . ووجده «عمر بن الخطاب» رضى الله عنه بمكة شاربا، فأمر به فجلد الحد. وشهد يوم الجمل مع «عائشة» فقتل، وله عقب. / 122/ وكان «عبد الرحمن» يكنى: أبا محمد، وهو أحد العشرة «2» الذين سموا للجنة، وأحد الستة الذين ذكروا للشّورى. وكان به برش «3» [2] . فرخّص له النبي- صلّى الله عليه وسلّم في لبس الحرير لذلك [3] .   [1] ب: «صحبة بالمدينة» . [2] ب: «برص» . [3] العبارة من قوله «فرخص» الى هنا، ساقطة من: هـ، و. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 قال الواقدي: ولد «عبد الرحمن بن عوف» بعد الفيل بعشر سنين. ومات سنة اثنتين وثلاثين، وهو يومئذ ابن خمس وسبعين سنة. قال أبو اليقظان: مات في خلافة «عثمان» ، وقسم ميراثه على ستة عشر سهما، فبلغ نصيب كل امرأة له ثمانين ألف درهم، وأعتق في يوم واحد ثلاثين عبدا، وأوصى أن يصلّى عليه «عثمان» . حلية عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه قال الواقدي: كان رجلا طويلا [1] ، حسن الوجه، رقيق البشرة، فيه جنأ «1» ، أبيض مشربا حمرة، لا يغيّر رأسه ولا لحيته. وقالت سهلة بنت عاصم بن عدي: كان أعين أقنى «2» ، طويل الثّنيتين العليين [2] . ربما أدمى بهما شفته جدا، له جمة أسفل من أذنيه، أعنق «3» [3] ، تنظر إلى صورة وجهه كأن فيها حباب الماء، ضخم الكفّين، غليظ الأصابع.   [1] هـ، ل: «طوالا» . [2] هـ، ل: «العليتين» . [3] ب: «أعتق أبيض» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 ولد عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه فولد «عبد الرحمن» : محمدا، وإبراهيم، وحميدا، وزيدا- أمهم: أم كلثوم بنت عقبة بن أبى معيط- وأبا سلمة، الفقيه- أمه: تماضر بنت الأصبغ الكلبية- ومصعبا- أمه يمانية- وسهيلا- أمه يمانية- وعثمان، والمسور، وعمر، وغيرهم، وبنات. فأما «محمد بن عبد الرحمن» ، فكان شديد الغيرة، وولد: عبد الواحد، وله عقب. وأما «إبراهيم بن عبد الرحمن» ، فكان سيد القوم، وكان قصيرا، وتزوّج «سكينة بنت الحسين» ، فلم يرض بذلك بنو هاشم، فخلعت منه وكان يكنى: أبا إسحاق، ومات سنة ست وتسعين [1] ، وهو ابن خمس وسبعين سنة. فولد «إبراهيم» : سعد بن إبراهيم. أمه: بنت سعد بن أبى وقاص، وكان قاضى المدينة زمن «هشام» ، وله عقب. وقال فيه موسى شهوات: [خفيف] يتّقى الناس فحشه وأذاه ... مثل ما يتّقون بول الحمار لا تغرّنك سجدة بين عينيه حذاري منها ومنها فراري / 122/ وذكر أنه جلد رجلا دخل عليه [2] ، فقال له الرجل: في أي شيء جلدتنى؟ فقال: في السّماجة. فقال قائل بالمدينة في ذلك: جلد الحاكم سعد ... ابن سلم [3] في السّماجه فقضى الله لسعد ... من أمير كلّ حاجه   [1] هـ، و: «ست وسبعين» تحريف. وانظر: الكامل لابن الأثير، في حوادث سنة ست وتسعين. [2] ب: «عليه بغير جرم» . [3] هـ، و: «ابن سليم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 237 وتوفى «سعد» بالمدينة سنة سبع وعشرين ومائة، وهو ابن اثنتين وتسعين سنة. وابنه: إبراهيم بن سعد، أبو إسحاق، كان ببغداد على بيت المال، وكان عسرا في الحديث، ومات ببغداد سنة ثلاث وثمانين ومائة. وأما «حميد بن عبد الرحمن» ، فكان له مال وجاه، وحمل عنه الحديث، وكان يكنى: أبا عبد الرحمن. ومن ولده: عبد الرحمن بن حميد، وكان من سروات «قريش» بالمدينة، ومات بالمدينة سنة خمس وتسعين، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة. وقال بعضهم: مات سنة خمس ومائة. وأما «أبو سلمة بن عبد الرحمن» ، فكان فقيها، يحمل عنه الحديث. واسمه: عبد الله، وابنه: عمر بن أبى سلمة، قتله أبو جعفر بالشام. وكان «عمر» مع بنى أخت له من بنى أمية، فقتله معهم. ومات «أبو سلمة» سنة أربع وتسعين، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة. ويقال: إنه مات سنة أربع ومائة. وأما «مصعب بن عبد الرحمن» ، فكان شجاعا. وقال «عبد الملك» لرجل من أهل الشام: أي فارس لقيته قط أشد؟ قال: مصعب. وقتل مع «ابن الزبير» [1] . وكان قبل ذلك مع «مروان بن الحكم» على شرطته في المدينة. وفيه يقول ابن قيس الرقيات: [مجزوء الخفيف] حال دون الهوى ودون ... سرى الليل مصعب وسياط على أكفّ رجال تقلّب   [1] ب: «وقتله ابن الزبير» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 وقال الواقدي: قتل «مصعب بن عبد الرحمن» من أصحاب «الحصين بن نمير» بيده/ 123/ خمسة، ثم رجع وسيفه منحن، وهو يقول: [بسيط] إنا لنوردها بيضا ونصدرها ... حمرا وفيها انحناء بعد تقويم وكان «الواقدي» يذكر أنه توفى ولم يقتل. وأما «سهيل بن عبد الرحمن» فكان تزوّج «الثّريا» امرأة من بنى أمية الصغرى، وهي التي يشبّب بها «عمر بن أبى ربيعة» . فقال: [خفيف] أيها المنكح الثّريّا سهيلا ... عمرك الله كيف يلتقيان هي شامية إذا ما استقلّت ... وسهيل إذا استقلّ يماني ول «سهيل» عقب بالمدينة، منهم: عتير [1] بن سهيل، وكان صاحب شراب، وفيه يقول الشاعر: [طويل] إذا أنت نادمت العتير وذا النّدى ... جبيرا وعاطيت الزّجاجة خالدا و «جبير» هو ابن أم أيمن، حاضنة النبي- صلّى الله عليه وسلّم- وخالد، هو ابن أبى أيوب الأنصاري. وأما «عمر بن عبد الرحمن» ، فكان من جلداء قريش، وهو أحد من عمل في أمر «الحجاج بن يوسف» ، حتى عزله «عبد الملك» عن المدينة.   [1] ب: «عبير» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 ومن ولده: محمد بن عبد العزيز، قاضى أبى جعفر على المدينة، وله عقب. وأما «زيد بن عبد الرحمن» فلا عقب له. وأما «المسور بن عبد الرحمن» فقتل يوم الحرة «1» وأما «عثمان بن عبد الرحمن» فله عقب بالبصرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 أخبار سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه نسب سعد قال أبو محمد: هو: سعد بن مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة. ويكنى: أبا إسحاق. وأمه: حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس. وله أخوان: عتبة، وعمير [1] . فأما «عتبة» فمن ولده: هاشم بن عتبة المرقال، وكان أعور، وكان مع «عليّ» يوم صفّين، وكان من أشجع الناس،/ 125/ وهو القائل: [رجز] أعور يبغى أهله محلّا ... قد عالج الحياة حتى ملّا لا بد أن يغلّ «1» أو يغلّا وأما «عمير بن أبى وقاص» ، فاستشهد «يوم بدر» . وكان «سعد» أحد العشرة الذين سمّوا للجنة. وأحد أصحاب الشّورى. وكان أرمى الناس. ودعا له النبي- صلّى الله عليه وسلّم- فقال: «اللَّهمّ استجب دعوته، وسدّد رميته» . وجمع له النبي- صلّى الله عليه وسلّم- أبويه. فقال: «ارم سعد، فداك أبى وأمى» . وقال: «هذا خالي، فليأت كل رجل بخاله» . وولّاه «عمر بن الخطاب» الكوفة، وكان على الناس يوم القادسيّة «2» ، وكان به علّة من جراح [2]- كانت به- فلم يشهد الحرب، واستخلف خليفة، ففتح الله على المسلمين، فقال رجل من «بجيلة» :   [1] زادت «ب» : «ابنا مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة» . [2] هـ، و: «وكان به جراح» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 ألم تر أنّ الله أظهر دينه ... وسعد بباب القادسيّة معصم «1» فأبنا وقد آمت نساء كثيرة ... ونسوة سعد ليس منهن أيم فقال «سعد» : اللَّهمّ اكفنا يده ولسانه، فأصابته رمية فخرس، ويبست يده [1] . ثم شكا أهل الكوفة «سعدا» فعزله «عمر» ، ثم ولّاه «عثمان» بعده الكوفة [2] ، ثم عزله. واستعمل عليها «الوليد بن عقبة» . فلما قدم عليه، قال «سعد» للوليد: يا أبا وهب، أكست «2» بعدنا أم حمقنا بعدك؟ فقال الوليد: ما كسنا يا أبا إسحاق ولا حمقت، ولكنّ القوم استأثروا [3] . ومات في قصره بالعقيق، على عشرة أميال من المدينة. [ودفن بالبقيع مع أصحابه] . وكانت وفاته سنة خمس وخمسين، وهو آخر العشرة موتا. وصلّى عليه «مروان ابن الحكم» ، وكان يومئذ والى المدينة لمعاوية. وبلغ من السنّ بضعا [وسبعين سنة، أو بضعا [4] وثمانين سنة. وكان يقول: أسلمت وأنا ابن تسع عشرة سنة [5] .   [1] زادت «ب» : «ودعا بالكوفة على رجل كان يشتم أبا بكر وعمر في أيام عثمان، فخرجت بخيبة فلم يرد وجهها شيء، حتى أتت إلى ذلك الرجل فحطته بين قوائمها وقتلته، وكان يقال: اتقوا دعوة الشيخ الصالح» . [2] زادت «ب» : ثم شكوا عليه، وقالوا: الله فينا يا أمير المؤمنين، فإن سعدا رجل مستجاب الدعوة، وهو متى ما رابه من إنسان سبب، دعا عليه، فاستجيب له. فعزله» . [3] زادت: هـ، و: «ثم ذكر شيئا» . وزادت «ب» : «فقال سعد: لولا شفقتي على من لا ذنب له ولا جناية لتطهرت، وصليت ركعتين، ودعوت على أهل الكوفة دعاء يلحق آخرهم بأوّلهم. فسار الوليد فيهم، وانصرف سعد إلى المدينة فعرض عليه العمل مرة بعد أخرى، فأبى أن يعمل» . [4] تكملة من: ب، ل. [5] زادت «ب» : «وكان قد اعتزل أمورا على على ومعاوية، فلم يدخل في شيء من أسبابهم، ولا حضر، إلى أن توفى رحمه الله» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 حلية سعد رضى الله عنه قال الواقدي: قالت عائشة، بنت سعد بن أبى وقاص- رضى الله عنه-: كان أبى رجلا قصيرا دحداحا «1» ، غليظا ذا هامة، شئن الأصابع. وقال عامر بن سعد: كان «سعد» جعد الشّعر: أشعر الجسد، أدهم طويلا. وذهب بصره في آخر عمره. ولد سعد فولد «سعد بن أبى وقّاص» - رضى الله عنه-: عمر، ومحمدا، وعامرا، و/ 126/ موسى، ومصعبا، وعائشة، وغيرهم [من البنين والبنات [1] . فأما «عمر بن سعد» فهو قاتل «الحسين بن على» - رضى الله عنهما- وكان «عبيد الله بن زياد» وجّهه لقتاله [2] . فلما كان أيام «المختار بن أبى عبيد» بعث إلى «عمر بن سعد» «أبا عمرة» . مولى «بجيلة» ، فقتله وحمل رأسه إليه، وعنده: «حفص بن عمر بن سعد» ، فقال له   [1] تكملة من «ب» . [2] مكان هذه العبارة في «ب» : «فكان على الجيش الّذي بعثه عبيد الله بن زياد إلى قتال الحسين ابن على يوم قتل الحسين. ولم يحضر عمر ذلك اليوم لعلة كانت به والأمر منسوب إليه» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 «المختار» : أتعرف هذا الرأس؟ قال: نعم، هذا رأس «أبى حفص» [1] . قال «المختار» : فألحقوا «حفصا» بأبي حفص [2] . فقتل. و «لعمر» عقب بالكوفة. وأما «محمد بن سعد» ، فخرج مع «ابن الأشعث» «1» ، فقتله «الحجاج» صبرا، وكان ابنه «إسماعيل بن محمد بن سعد» من فقهاء «قريش» ، وذوى النّبل منهم. وأما «عامر بن سعد» ، فكان يروى عنه الحديث، ومات سنة أربع ومائة. وأما «مصعب بن سعد» ، فذكروا أنه بكى عند موت أبيه، فقال له: ما يبكيك يا بنى؟ إني أقسم على ربّى ألّا [3] يعذبني. ومات «مصعب» سنة ثلاث ومائة. وقد روى عنه الحديث. وأما «موسى بن سعد» ، فله عقب، منهم: نجاد بن موسى [4] .   [1] زادت «ب» : «لعن الله قاتله» . [2] زادت «ب» : «وسوف تلحق أنت بى عن قريب» . [3] هـ، و: «أنه لا» . [4] زادت «ب» : «عقب إسماعيل بن سعد بالمدينة، ومكة، ومصر، كثير» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 أخبار سعيد بن زيد رضى الله عنه نسب سعيد قال أبو محمد: هو: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن قرط بن رياح بن عبد الله بن رزاح بن عدىّ بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة. «وعمر بن الخطاب» - رضى الله عنه- ابن عمّ أبيه. وكان «نفيل بن عبد العزى» ولد: عمرو بن نفيل، والخطّاب بن نفيل. وأم «الخطاب» امرأة من «فهم» . فتزوّج «عمرو بن نفيل» امرأة أبيه بعد موت أبيه، فولدت له: زيد بن عمرو، فأمه: أم «الخطاب» . وكان «زيد» رغب عن عبادة الأوثان، وطلب الدّين، حتى وقع على رجل بالجزيرة، فوصف له دين «إبراهيم» - عليه السلام- وقال: ارجع إلى بلادك فقد دنا خروج نبيّ، فإذا خرج فاتبعه. فبقي «زيد» حتى لقي النبي- صلّى الله عليه وسلّم- فحدّثه حديثه، وقال: قد رجعت فما أرى شيئا. وذلك قبل أن يوحى إلى النبي- صلّى الله عليه وسلّم- ثم رجع إلى الشام، فقتله النصارى. فقال النبي- صلّى الله عليه وسلّم-/ 127/ «إنه يبعث أمة وحده يوم القيامة» . وله يقول «ورقة بن نوفل» : [طويل] رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما ... تجنّبت تنّورا من النار حاميا و «زيد بن عمرو» ، هو القائل في الجاهلية: [طويل] أسلمت وجهي لمن أسلمت ... له المزن تحمل عذبا زلالا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 فولد «زيد» : سعيد بن زيد، وعاتكة بنت زيد. فأما «عاتكة» ، فكانت عند «عبد الله بن أبى بكر» ، ثم خلف عليها «عمر بن الخطاب» - رضى الله عنه- ثم خلف عليها «الزبير» . وأما «سعيد بن زيد» ، فكان يكنى: أبا الأعور، وكان من المهاجرين الأولين. وأسلم قبل «عمر» ، وهو أحد العشرة الذين سموا للجنة. وبقي إلى خلافة «معاوية» . وعقبه بالكوفة كثير، وكانت له بنت عند «الحسن بن الحسن بن عليّ ابن أبى طالب» ، وبنت عند «المنذر بن الزّبير بن العوام» ، وبنت عند «عاصم ابن المنذر» . ومن ولده: محمد بن عبد الله بن سعيد، كان يقول الشعر، وهو القائل ليزيد بن معاوية يوم الحرّة: [خفيف] لست منّا وليس خالك [1] منّا ... يا مضيع الصّلاة للشّهوات حلية سعيد رضى الله عنه قال الواقدي: كان سعيد بن زيد- رضى الله عنه- رجلا آدم، طويلا [2] أشعر. وتوفى سنة إحدى وخمسين، وهو يومئذ ابن بضع وسبعين سنة. وقبره بالمدينة، ونزل في قبره: سعد بن أبى وقّاص. وقال غيره: كان ممن سكن الكوفة، وقبره [3] بها.   [1] هـ، و: «فينا وليس خالد» . [2] هـ، و: «طوالا» . [3] هـ، و: «وقبر بها» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 أخبار أبى عبيدة بن الجراح رضى الله عنه قال أبو اليقظان: هو: أبو عبيدة بن عبد الله بن الجرّاح. ونسب إلى جدّه. واسمه: عامر، وهو من «بنى الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة» [1] . وبنو فهر: هم قريش، ومن «فهر» تفرّقت قبائلها. وأمه، من: «بنى الحارث بن فهر» [2] ، وقد أسلمت. وتزوجها «أبو عبيدة» في الإسلام. و «الحارث بن فهر» من المطيّين، و «أبو عبيدة» من عظماء أصحاب رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم. وقال رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-: لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة: أبو عبيدة بن الجرّاح» [3] . وقال «أبو بكر الصديق» يوم «سقيفة بنى ساعدة» : رضيت لكم أحد صاحبىّ: أبا عبيدة/ 128/ أو عمر. أمّا «أبو عبيدة» فسمعت رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- يقول: «لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة ابن الجراح» . وأمّا عمر، فسمعته يقول: «اللَّهمّ أيّد هذا الدين بعمر، أو بأبي جهل» . ومات «أبو عبيدة» بالشام في طاعون عمواس. ولا عقب له.   [1] زادت «ب» : «وقال غيره: هو عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن الحارث بن فهر» . [2] ب: «وأمه: أميمة بنت غانم بن خالد بن عبد العزى بن عامر بن عميرة» . [3] زادت «ب» : «وروى أنه صلّى الله عليه وسلّم أتى بطعام فقال: يستحب أن يبدأ رجل صالح، فخذ يا أبا عبيدة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 حلية أبى عبيدة رضى الله عنه قال الواقدي: كان «أبو عبيدة» رجلا نحيفا، معروق الوجه، خفيف اللّحية، طوالا، أجنأ، أثرم الثّنيتين، وكان يخضب بالحنّاء والكتم. وقال غيره: كان سبب ثرمه أنه انتزع نصالا من جبهة رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- يوم «أحد» بثنيتيه فسقطتا، فما رئي أهتم كان أحسن من «أبى عبيدة ابن الجراح» . [والأهتم: هو الأثرم [1] . وحكى الواقدي، عن رجل من قومه: أنه شهد بدرا، وهو ابن إحدى وأربعين سنة، ومات سنة ثمان عشرة، وهو ابن ثمان وخمسين سنة.   [1] تكملة من: هـ، و. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 عبد الله بن مسعود رضى الله عنه كان «عبد الله بن مسعود» ، من «هذيل» . ورهطه منهم: بنو عمرو بن الحارث ابن تميم بن سعد بن هذيل. وكان من حلفاء «بنى زهرة» . ويكنى: أبا عبد الرحمن. وشهد مع رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- بدرا، وبيعة الرّضوان، وجميع المشاهد. وكان على قضاء الكوفة، وبيت مالها، لعمر، وصدرا من خلافة عثمان. ثم صار إلى المدينة فتوفى بها سنة اثنتين وثلاثين، وهو ابن بضع وستين سنة، ودفن بالبقيع. حلية عبد الله بن مسعود رضى الله عنه وكان رجلا نحيفا قصيرا، يكاد الجالس يواريه [1] من قصره، وكان شديد الأدمة، وله شعر يبلغ ترقوته، يجعله وراء أذنيه، وكان لا يغيّر شيبة، وكان يتختّم بالحديد. ولد عبد الله بن مسعود رضى الله عنه ومن ولد «عبد الله بن مسعود» : عبد الرحمن بن عبد الله، وعتبة بن عبد الله، وأبو عبيدة بن عبد الله. فأما «عبد الرحمن» ، فولد: «القاسم بن عبد الرحمن» . وكان على قضاء الكوفة، و «معن بن عبد الرحمن» . وولد «معن» «القاسم بن معن» . وكان على قضاء الكوفة، ولم يرتزق شيئا حتى مات. وكان عالما بالفقه والحديث والشعر والنّسب وأيام الناس، وكان يقال له: شعبىّ زمانه. وأما/ 129/ «عتبة بن عبد الله» ، فله عقب، منهم: أبو عميس عتبة ابن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود، ومات ببغداد، وأخوه: عبد الرحمن المسعودي. اختلط في آخر عمره، ومات ببغداد. وهو المسعودي الأكبر، وأما الأصغر، فهو: عبد الملك بن أبى عبيدة.   [1] هـ: «الجلوس توازيه» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 عتبة بن مسعود أخو عبد الله بن مسعود رضى الله عنه وكان «لعبد الله» أخ يقال له: عتبة بن مسعود، لأبويه، وكان قديم الإسلام، ولم يرو عن النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- شيئا. ومات في خلافة «عمر بن الخطاب» وكان له ابن يقال له: عبد الله، ويكنى: أبا عبد الرحمن، ينزل [1] الكوفة. وتوفى بها في خلافة «عبد الملك بن مروان» ، وكان كثير الحديث والفتيا، فقيها. ومن ولده: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة. وكان عالما. وهو الّذي يروى عنه «الزّهرى» . وكان «الزّهرى» «1» يقوم له إذا خرج، فلما ظن أنه استنفد ما عنده، لم يقم له. فقال له: إنك في العزاز فقم. [العزاز: ما غلظ من الأرض. يقول: إنك بعد في الأطراف [2] . ومات سنة ثمان وتسعين. ومن ولده: عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وكان زاهدا عالما، وكان أول أمره يقول بالإرجاء «2» ، ثم رجع عن ذلك، فقال: [وافر] وأوّل ما نفارق غير شكّ ... نفارق ما يقول المرجئونا   [1] هـ: «منزله بالكوفة» . [2] تكملة من: هـ، و. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 وقالوا مؤمن دمه جلال ... وقد حرمت دماء المؤمنينا وقالوا مؤمن من أهل جور ... وليس المؤمنون بجائرينا وكان ذا منزلة من «عمر بن عبد العزيز» . وله يقول جرير: [بسيط] يا أيها القارئ [1] المرخى عمامته ... هذا زمانك إني قد خلا [2] زمنى أبلغ خليفتنا إن كنت لاقيه ... أنّى لدى الباب كالمشدود [3] في قرن «1» ول «عون» كلام كثير بليغ حسن، وأوصى ابنه بوصيّة طويلة، أولها: يا بنى، كن ممن نأيه عمن نأى عنه يقين ونزاهة. وعوتب أخوه «عبيد الله» في قول/ 130/ الشعر، فقال: لا بد للمصدور من أن ينفث.   [1] ديوان جرير: «الرجل» . [2] ديوان جرير: «مضى» . [3] ديوان جرير: «كالمصفود» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 أبو ذر الغفاريّ رضى الله عنه قال أبو اليقظان: اسمه: جندب بن السّكن، ولقبه: برير. وقال الواقدي: اسمه: برير بن جنادة. وقال آخرون: جندب بن جنادة: قال: وحدثني أبو الخطاب: قال: حدثنا أبو عتاب سهل بن حماد، قال: أخبرنا عمرو [1] بن ثابت، عن: أبى إسحاق [2] ، عن: حنش بن المعتمر «1» ، قال: جئت و «أبو ذر» آخذ بحلقة باب الكعبة، وهو يقول: أنا أبو ذر الغفاريّ، من لم يعرفني فأنا جندب صاحب رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم. سمعت رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- يقول: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، من ركبها نجا.   [1] هـ، و: «عمر بن ثابت» . [2] هـ، و: «ابن إسحاق» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 252 وهو من «غفار» ، و «غفار» : قبيلة من كنانة، وهو: غفار بن مليل [1] بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة. وأسلم «أبو ذر» بمكة، ولم يشهد «بدرا» ولا «أحدا» ولا «الخندق» ، لأنه حين أسلم رجع إلى بلاد قومه، فأقام فيها، حتى مضت هذه المشاهد، ثم قدم «المدينة» على رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- وكان «عثمان» سيّره إلى «الرّبذة» «1» ، فمات بها سنة اثنتين وثلاثين. وليس له عقب. و «عبد الله بن الصامت» ، ابن أخى «أبى ذر» ، ويكنى: أبا نصر.   [1] هـ، و: «مليك» . وانظر: جمهرة أنساب العرب (175) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 معاذ بن جبل رضى الله عنه هو: معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدىّ، وهو من الخزرج. ويكنى: أبا عبد الرحمن. وأمه: هند بنت سهل [1] ، من جهينة. وأخوه لأمه: عبد الله بن جرير بن قيس، بدريّ. قال بعضهم: لم يولد له قط. وقال آخرون: كان له من الولد: أم عبد الله، وهي من المبايعات، وابنان أحدهما: عبد الرحمن- ولم يسم الآخر- وهلك هو وابناه في طاعون عمواس بعد أبى عبيدة بن الجرّاح، ولا عقب له. وكانت وفاته بناحية الأردن. واختلفوا في سنه. فروى عن: سعيد بن المسيّب أنه قال: مات «معاذ» وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة. وقال الواقدي: شهد «معاذ» بدرا، وهو ابن عشرين سنة- أو إحدى وعشرين سنة- ومات سنة ثمان/ 171/ عشرة، وهو ابن ثمان وثلاثين سنة. واختلفوا في لونه. فقال الواقدي: كان أبيض، طوالا، حسن الشّعر، عظيم العينين، جعدا، قططا. من أجمل الرجال. وقال غيره: كان آدم، جميلا، برّاق الثّنايا.   [1] ق: «سهيل» . وانظر: الطبقات الكبرى لابن سعد. (القسم الثاني من الجزء الثاني ص 120) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 عبادة بن الصامت رضى الله عنه هو: عبادة بن الصامت بن قيس. من «الخزرج» . ويكنى: أبا الوليد. وأمه: قرة العين بنت عبادة بن نضلة، خزرجيّة. وكان «عبادة» أحد النّقباء الاثني عشر. وشهد «بدرا» والمشاهد كلها. وشهد «العقبة» مع السبعين. وأخوه «أوس بن الصامت» شهد «بدرا» . وهو أول من ظاهر في الإسلام. وكان به لمم «1» ، فلاحى امرأته «خولة» في بعض صحواته [1] فقال: أنت عليّ كظهر أمى، ثم ندم- القصة. وكان «عبادة» طويلا جميلا، جسيما، وتوفى بالرّملة، من الشام سنة أربع وثلاثين، وهو يومئذ ابن اثنتين وسبعين سنة. وابنه: «الوليد بن عبادة» ولد في آخر عهد النبي- صلّى الله عليه وسلّم- وتوفى في خلافة: عبد الملك بن مروان، بالشام، وكان ثقة، قليل الحديث. وله عقب.   [1] ب: «ضجراته» . وفي تفسير الطبري (الآية 2 من سورة المجادلة) : «هجراته» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 عمار بن ياسر رضى الله عنه هو: عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن عنس و «عنس» ، بطن من «مذحج» ، من «اليمن» رهط: العنسيّ الكذّاب المتنبّي. وهم إخوة «مراد» ، من «مذحج» ، و «سعد العشيرة» ، من «مذحج» . وكان «ياسر» قدم من «اليمن» ، وحالف «أبا حذيفة بن المغيرة المخزومي» ، وزوّجه «أبو حذيفة» أمة له يقال لها: سميّة، فولدت له «عمّارا» ، فأعتقه «أبو حذيفة» . ولم يزل «ياسر» وابنه «عمّار» مع «أبى حذيفة» إلى أن مات. وجاء الله بالإسلام، فأسلم «ياسر» و «عمّار» «وسمية» ، وأخوه «عبد الله ابن ياسر» . وخلف على «سمية» بعد «ياسر» ، «الأزرق» ، وكان غلاما روميا للحارث بن كلدة، وهو ممن خرج يوم الطائف إلى النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- مع عبيد أهل الطائف، وفيهم «أبو بكرة» ، فأعتقهم رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- فولدت «سمية» للأزرق: سلمة بن الأزرق، وهو أخو «عمّار» لأمه، ثم ادعى ولد «سلمة» أنهم من/ 132/ «غسّان» ، وأنهم حلفاء لبني أمية، وشرفوا بمكة. وتزوّج «الأزرق» وولده في «بنى أمية» ، وكان لهم منهم أولاد. و «سمية» أم «عمار» ، أول شهيدة استشهدت في الإسلام، وجأها «1» «أبو جهل» بحربة فماتت. وشهد «عمّار» صفّين مع «على بن أبى طالب» - رضى الله عنه، فقتل ودفن هناك، وصلّى عليه «على» ، ولم يغسله، وكبّر عليه أربعا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 وحدّثنى الزّيادى، قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد، قال: حدثنا ربيعة [1] ابن كلثوم بن جبر [2] ، قال: حدثني أبى، قال: حدثني أبو الغادية «1» [3] ، قال: «سمعت رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- يقول: ألا لا ترجعوا بعدي كفّارا، يضرب بعضكم رقاب بعض [4] . قال أبو الغادية [3] : وسمعت «عمارا» يذكر «عثمان» في المسجد- قال: وكان يدعى فينا، جبانا- ويقول: إن نعثلا «2» هذا يفعل ويفعل، ويعيبه، فلو وجدت عليه أعوانا يومئذ لوطئته حتى أقتله. فبينما أنا يوم صفين إذا به أول الكتيبة، فطعنه رجل في ركبته [5] ، فانكشف المغفر عن رأسه، فضربت رأسه، فإذا رأس «عمار» قد [6] ندر «3» . قال أبى: فما رأيت شيخا أضلّ منه، يروى أنه سمع النبي- صلّى الله عليه وسلّم- يقول ما قال، ثم ضرب عنق «عمّار» «4» .   [1] هـ، و: «زمه» . [2] ب، ق، ل: «جبير» . [3] ب، ل: «أبو العالية» . هـ، و: «أبو العارية» . [4] زادت: هـ، و: «فإن الحق يومئذ لمع عمار» . [5] هـ، و: «ركعته» . [6] ب: «بدر» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 257 قال الواقدي: كان «عمّار» رجلا آدم طويلا مضطربا، أشهل العينين، بعيد ما بين المنكبين، يكنى: أبا اليقظان. وقال غيره: وقطعت أذن «عمّار» يوم اليمامة، وقتل سنة سبع وثلاثين، وهو ابن ثلاث وتسعين سنة. وكان «لعمّار» ابن يقال له: محمد بن عمّار، قد روى عنه. و «سعد القرظ» «1» [1] ، مولى «عمار» ، كان يؤذن في عهد رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- و «أبى بكر» بقباء، فلما ولى «عمر» ، أنزله المدينة، فكان يؤذن في مسجد رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- فولده إلى اليوم يؤذّنون في مسجد رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم.   [1] هـ، و: «القرط» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 258 سعد بن عبادة رضى الله عنه هو: سعد بن عبادة بن دليم [1] ، من بنى ساعدة، من الخزرج. ويكنى: أبا ثابت، وكان يكتب في الجاهلية، ويحسن العوم/ 133/ والرّمى، وكان يسمى: الكامل، ولم يشهد بدرا، لأنه كان نهش «1» ، ثم شهد المشاهد كلها. وخرج إلى الشام بعد وفاة رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- فتوفى بحوران، لسنتين ونصف من خلافة «عمر» [2] ، وكان سبب موته، أنه جلس يبول في نفق، فلدغ [3] ، فمات من ساعته، واخضرّ جلده. وقال رجل من ولده: ما علمنا بموته بالمدينة، حتى بلغنا أن غلمانا سمعوا قائلا يقول في بئر، يقول [4] : [مجزوء المديد] قد قتلنا سيّد الخزرج ... سعد بن عباده ورميناه بسهمين ... فلم نخط فؤاده ويقال: إنه نهش. وهو الصحيح. ومن ولده: قيس بن سعد، ويكنى: أبا عبد الملك، وروى عن رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- أحاديث. وتوفى بالمدينة في آخر خلافة «معاوية» . و «سعيد بن سعد» ، كانت تحته بنت «أبى الدّرداء» ، وله منها أولاد.   [1] ب، ق، ل: «لوزان» . وانظر: الطبقات (القسم الثاني من الجزء الثاني ص: 142- 144 ) الاشتقاق (456) المحبر (269) الاستيعاب- والإصابة. [2] زادت «ب» : «ودفن في قرية تسمى المنيحة» . [3] هـ، و: «فاقتتل» . [4] ب: «في بئر مقوى» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 259 زيد بن ثابت رضى الله عنه هو: زيد بن ثابت بن الضحّاك، من الأنصار. أحد: بنى غانم بن مالك بن النّجار. ويكنى: أبا سعيد- ويقال: كان يكنى: أبا عبد الرحمن. قتل أبوه في وقعة «بعاث» «1» ، وهو ابن ست سنين، وقدم رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- المدينة، وهو ابن إحدى عشرة سنة. وكان آخر عرض رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- القرآن على مصحفه، وهو أقرب المصاحف من مصحفنا. وقد كتب «زيد» لعمر بن الخطاب- رضى الله عنهما. ومات سنة خمس وأربعين، وصلّى عليه «مروان» . وكان له أخ يقال له: يزيد بن ثابت. وابنه: خارجة بن زيد، ويكنى: أبا زيد، قال: رأيت في المنام كأنّى بنيت سبعين درجة،. فلما فرغت منها تهوّرت، وهذه السنة لي سبعين سنة قد أكملتها فمات فيها، وهي سنة مائة، بالمدينة. وقتل ل «زيد بن ثابت» يوم الحرّة «2» سبعة أولاد لصلبه. وله عقب بالمدينة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 260 أبى بن كعب رضى الله عنه وهو من الأنصار، ويكنى: أبا المنذر. وكان يكتب في الجاهلية، وكتب لرسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- الوحي. وكان دحداحا «1» ، أبيض الرأس/ 134/ واللّحية، لا يغيّر شيبة. واختلف في وقت موته، فقال قوم: مات في خلافة «عمر» سنة اثنتين وعشرين، فقال «عمر» : اليوم مات سيد المسلمين. وقال آخرون: مات سنة ثلاثين في خلافة «عثمان» . وكان له أولاد، منهم: الطّفيل بن أبىّ، ومحمد بن أبىّ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 المقداد بن الأسود رضى الله عنه قال أبو اليقظان: هو: المقداد بن عمرو بن ثعلبة، من اليمن. وكان «الأسود بن عبد يغوث بن عبد مناف بن زهرة» ، ادّعاه، لأنه كان حليفا له، فنسب إليه، ثم رجع إلى نسبه. وكان فارس رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- يوم بدر، وكانت تحته «ضباعة بنت الزّبير بن عبد المطلب» ، بنت عم النبي- صلّى الله عليه وسلّم. وكان رجلا طوالا آدم، ذا بطن، كثير شعر الرأس، يصفّر لحيته، أعين، مقرونا، أقنى. ويكنى: أبا معبد. ومات بالحرف «1» ، فحمل على رقاب الرجال حتى دفن بالمدينة سنة ثلاثين، وهو ابن سبعين سنة، أو نحوها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 262 حذيفة بن اليمان رضى الله عنه قال أبو اليقظان: هو: حذيفة بن حسل بن جابر. ويكنى: أبا عبد الله. وكان «حسل» [1] يلقّب: اليمان. قال: وهو من بنى عبس، وعداده في: بنى عبد الأشهل. وأسلم «من بنى عبس» مع رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- عشرة، عاشرهم «اليمان» ، وأخطأ به المسلمون يوم «أحد» فقتلوه، و «حذيفة» يقول: أبى! أبى!. وقال غيره: هو حذيفة بن حسل بن جابر بن ربيعة بن عمرو بن جروة، و «جروة» هو «اليمان» . وكان أصاب دما في قومه، فهرب إلى المدينة، وحالف «بنى عبد الأشهل» ، فسماه قومه: اليمان، لأنه حالف اليمانية. وروى أشعث، عن: الحسن، أنه قال: كان «حذيفة» رجلا من «عبس» ، فخيّره رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- فقال: إن شئت كنت من المهاجرين، وإن شئت كنت من الأنصار؟ فقال: من الأنصار. قال: فأنت منهم. ول «حذيفة» عقب في الأنصار، ولم يشهد «حذيفة» «بدرا» . وأخوه «صفوان بن اليمان» شهد «أحدا» ولم يشهد «بدرا» . وهلك «حذيفة» بالكوفة بعد مقتل «عثمان» . وقال الواقدي: مات بالمدائن سنة ست وثلاثين، وجاءه نعى «عثمان بن عفان» / 135/ ولم يدرك «الجمل» - وكان الجمل لعشر ليال خلون من جمادى الأولى سنة ست وثلاثين. وأخته: «ليلى بنت اليمان» أم «سلمة بن ثابت بن وقش» ، وأخته: فاطمة بنت اليمان.   [1] ب: «حمل» . وانظر الاشتقاق (279) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 263 صهيب بن سنان رضى الله عنه هو: صهيب [1] بن سنان بن مالك. بدريّ. وجميع المدنيين يثبتون نسبه في «النمر ابن قاسط» . وأمه: سلمى، من: مازن تميم. وقال بعضهم: كان أبوه «سنان بن مالك» عاملا لكسرى على «الأبلة» ، وكانت منازلهم بأرض «الموصل» وما يليها من الجزيرة، فأغارت الروم على تلك الناحية، فسبوا «صهيبا» ، وهو غلام صغير، فنشأ في الروم. فابتاعته «كلب» منهم، ثم قدمت به «مكة» ، فاشتراه «عبد الله بن جدعان» . ويقال: إن «ابن جدعان» أعتقه وبعث به إلى النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم. ويقول ولده: إنه هرب من «الروم» فقدم «مكّة» ، فخالف «عبد الله ابن جدعان» . قال: وحدثني زياد بن يحيى، قال: حدّثنا بشر بن المفضّل، قال: حدّثنا يونس، عن: الحسن «1» ، قال: قال رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-: أنا سابق العرب، و «صهيب» سابق «الروم» ، و «سلمان» سابق «فارس» ، و «بلال» سابق «الحبشة» .   [1] ب: «صهيب الرومي بدري» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 264 وقال الواقدي: كان «صهيب» رجلا أحمر، شديد الحمرة، ليس بالطويل ولا بالقصير، وهو إلى القصر أقرب، كثير شعر الرأس، يخضب بالحنّاء والكتم، وكان مزّاحا. فقال له النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم-: أتأكل تمرا وبك رمد! فقال: يا رسول الله، أنا أمضغ بالناحية الأخرى. فضحك النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم. وتوفى بالمدينة سنة ثمان وثلاثين في شوال، وهو ابن سبعين سنة، فدفن بالبقيع. وأولاده: حمزة، وصيفي، وعمارة، بنو «صهيب» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 265 أبو موسى الأشعري رضى الله عنه هو: عبد الله بن قيس، من الأشعريين، من اليمن. وقدم على رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- في جماعة من «الأشعريين» فأسلموا. وأوّل مشاهده «خيبر» . وكان يقال لأمه: طفية. [قال أبو محمد: الطّفية: خوصة المقل «1» [1]] . وهي من «عكّ» ، وأسلمت أمه «طفية» ، وماتت بالمدينة. وكان لأبى موسى إخوة أسلموا، منهم: أبو عامر بن قيس، قتل يوم أوطاس، وأبو بردة بن قيس، وأبو رهم بن قيس، ولم يرو «أبو رهم» عن النبي- صلّى الله عليه وسلّم- شيئا. وكان «أبو موسى» خفيف الجسم، قصيرا، ثطّا «2» . [والثط:/ 136/ السّناط [1]] حسن الصوت بالقرآن. وتوفى سنة اثنتين وخمسين. ويقال: سنة اثنتين وأربعين. وكان له أولاد. منهم: أبو بردة بن أبى موسى، كان قاضيا. وابنه: بلال بن أبى بردة، وكان قاضيا أيضا [2] . واسم «أبى بردة» : عامر بن عبد الله. وتوفى «أبو بردة» سنة ثلاث ومائة. ومنهم: موسى بن موسى، أمه: أم كلثوم بنت الفضل بن العباس ابن عبد المطلب. ومنهم: أبو بكر بن أبى موسى، واسمه كنيته، وكان أسنّ من «أبى بردة» .   [1] تكملة من: هـ، و. [2] زادت «ب» : وهو الّذي يقول فيه ذو الرمة: رأيت الناس ينتجعون غيثا ... فقلت لصيدح انتجعى بلالا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 266 خالد بن الوليد رضى الله عنه هو: خالد بن الوليد بن المغيرة، من: بنى مخزوم. وأمه: لبابة الصغرى بنت الحارث الهلاليّة، أخت: ميمونة، زوج النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- وأخت: لبابة الكبرى، وهي: أم الفضل امرأة «العباس بن عبد المطلب» ، وأم: عبد الله بن العباس، والفضل، وعبيد الله، وغيرهم من ولده. ويكنى «خالد» أبا سليمان. ولم يشهد بدرا، ولا أحدا، ولا الخندق. وكان في ذلك كله مع المشركين. وأسلم سنة ثمان، هو و «عمرو بن العاص» ، و «عثمان بن طلحة» . و «خالد» قتل: مسيلمة الكذاب، ومالك بن نويرة، وهزم «طليحة الكذاب» ، وقتل «بنى جذيمة» - وهم من كنانة- بالغميصاء «1» ، فوداهم رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- وقال: اللَّهمّ إني أبرأ إليك مما صنع «خالد» . وافتتح «عين التمر» «2» ، وعامّة الشام. وحمى المسلمين يوم مؤتة، ومات بحمص سنة إحدى وعشرين. وكان له بالشام، عدد كثير من الولد، فقتل الطاعون منهم أربعين رجلا، فبادوا. وكان «خالد بن الوليد» يقول: لقد لقيت كذا وكذا زحفا، فما في جسدي موضع إلا وفيه ضربة بسيف، أو طعنة برمح، أو رمية بسهم، وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفى، كما يموت العير، فلا نامت أعين الجبناء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 267 أبو سعيد الخدريّ رضى الله عنه هو: سعد بن مالك، منسوب إلى «الخدرة» ، وهم من اليمن. وأخوه لأمه: قتادة بن النعمان: وكان «قتادة» من الرّماة المذكورين في صحابة رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم. ومات «أبو سعيد» سنة أربع وسبعين، وفيها مات «سلمة بن الأكوع» . وكان له من الولد: عبد الرحمن، وسعيد، وبشير. فأما/ 137/ «عبد الرحمن» ، فكان يكنى: أبا محمد، ومات سنة اثنتي عشرة ومائة بالمدينة. وولد «لعبد الرحمن» : عبد الله، وربيح، واسمه: سعيد، وهو ضعيف عند أصحاب الحديث، ليس بثبت، وحديثه كثير. أبو الدرداء رضى الله عنه هو: عويمر بن مالك- ويقال: عويمر بن زيد. ويقال: عويمر بن عامر- من: بلحارث بن الخزرج. وكان آخر أهل داره إسلاما، وكان قبل إسلامه تاجرا، ومات بالشام سنة اثنتين وثلاثين، وعقبه بالشام. عثمان بن أبى العاص الثقفي رضى الله عنه يكنى: أبا عبد الله. واستعمله النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- على الطائف، فلم يزل عليها إلى أن مضت سنون من خلافة «عمر» ، واستعمله «عمر» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 268 على «عمان» و «البحرين» ، وصار إلى «توّج» «1» فقاتل «سهرك» ، فقتل «سهرك» ، ونزل «عثمان» البصرة، فأقطعه «عثمان بن عفان» اثنى عشر ألف جريب «2» . ومات في خلافة «معاوية» . وله عقب أشراف. محمد بن مسلمة رضى الله عنه هو: محمد بن مسلمة بن سلمة. من: بنى حارثة بن الحارث بن الخزرج، حليف لبني عبد الأشهل. وكان يقال له: فارس رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- واستخلفه في غزوة «قرقرة الكدر» «3» على «المدينة» . وكان أسود، طويلا، عظيما، أصلع. وشهد مع رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- بدرا. والمشاهد كلها. واتخذ بعد رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- سيفا من خشب، وجعله في جفن، ولم يشهد الجمل، ولا صفّين، ولا حارب في فنة. وكان يكنى: أبا عبد الرحمن، ونزل بالمدينة، ومات بها في صفر سنة ست وأربعين، أو ثلاث وأربعين. وصلّى عليه «مروان بن الحكم» . وكان له من الولد عشرة ذكور، وستّ بنات. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 أبو الهيثم بن التيهان رضى الله عنه هو: مالك بن التّيّهان. من: بلىّ بن عمرو بن الحاف، من: قضاعة، حليف لبني عبد الأشهل. وقال بعضهم: هو من «الأوس» أنفسهم، وكان يخرص «1» النّخل لرسول الله- صلّى الله عليه وسلّم. وذكر قوم أنه شهد «صفّين» / 138/ مع «على بن أبى طالب» [1] . وليس يعرف ذلك أهل العلم، ولا يثبتونه. وتوفى في خلافة عمر بن الخطاب- رضى الله عنه- في المدينة سنة عشرين. وليس له عقب باق. وأخوه «عبيد بن التّيهان» ، يختلف في اسمه، فيقول قوم: عبيد. ويقول قوم. عتيك. سلمان الفارسي رضى الله عنه كان يكنى: أبا عبد الله. ويقول قوم: إنه من «أصبهان» . ويقول قوم: إنه من فارس، من رامهرمز، «2» و «أصبهان» تحادّ [2] «فارس» . ولم يشهد بدرا، ولا أحدا، لأنه كان في أوقاتهما عبدا.   [1] كذا في: ق، م. والّذي في ب، ل: «رواه جرير عن عمر بن ثابت» . والّذي في سائر الأصول: «رواه جرير عن عمرو بن ثابت» . [2] هـ، و: «تحاذي» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 270 وأول غزاة غزاها «الخندق» سنة خمس من الهجرة، وعمّر عمرا طويلا. ومات في أول خلافة «عثمان» . وفي بعض الروايات أنه مات في خلافة: عمر بن الخطاب- رضى الله عنه- بالمدائن. أبو طلحة الأنصاري رضى الله عنه قال أبو محمد: هو: زيد بن سهل، وهو القائل: [رجز] أنا أبو طلحة واسمى زيد ... وكل يوم في سلاحي صيد وقال النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- لصوت «أبى طلحة» في الجيش خير من ألف رجل. وكان من الرّماة، وقتل يوم «حنين» عشرين رجلا، وأخذ أسلابهم. وكان آدم، مربوعا، لا يغيّر شيبة. ومات بالمدينة سنة أربع وثلاثين. وصلّى عليه «عثمان» . وأهل «البصرة» يروون أنه ركب البحر فمات فيه، فدفنوه في جزيرة. وكانت «أم سليم بنت ملحان» : تحت «أبى طلحة» . وهي: «أم أنس ابن مالك» . وأخوها: حرام بن ملحان. أبو دجانة الأنصاري رضى الله عنه هو: سماك بن خرشة. وكان شهد يوم «مسيلمة» ، وشارك في قتل «مسيلمة» ، ثم قتل ذلك اليوم، وله عقب بالمدينة، والعراق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 271 أبو أسيد الساعدي رضى الله عنه هو: مالك بن ربيعة. وكان قصيرا دحداحا، كثير شعر الرأس، أبيض الرأس واللّحية. وذهب بصره ومات، وهو ابن ثمان وسبعين سنة، وذلك سنة ستين. وله عقب بالمدينة، وبغداد [1] . أبو حذيفة بن عتبة رضى الله عنه قال أبو محمد: هو: هشيم [2] بن عتبة بن ربيعة بن/ 139/ عبد شمس بن عبد مناف. وكان من مهاجرة «الحبشة» في الهجرتين جميعا، وولد له هناك. وكان «أبو حذيفة» ، طوالا، حسن الوجه، أثعل «1» ، أحول. وقتل يوم اليمامة، وكفل «عثمان بن عفان» محمد بن أبى حذيفة، ولم يزل في نفقته، فلما حصر «عثمان» ، كان «محمد بن أبى حذيفة» أحد من وثب به، وأعان عليه، وحرّض أهل «مصر» ، حتى ساروا إليه. فلما قتل «عثمان» هرب إلى الشام، فوجده «رشدين» [3] مولى «معاوية» فقتله. وقد انقرض ولد «أبى حذيفة» ، فلم يبق منهم أحد، وانقرض ولد أبيه: عتبة بن ربيعة، إلا ولد: المغيرة بن عمران بن عاصم بن الوليد بن عتبة بن ربيعة، فإنّهم بالشام.   [1] هـ، و: «ومدينة السلام» . [2] ب، ل: «هاشم» . وانظر الطبقات الكبرى لابن سعد (القسم الأول من الجزء الثاني ص 59) . [3] ب، ل: «رسد بن ربيعة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 272 سالم مولى أبى حذيفة بن عتبة رضى الله عنه ويكنى: «أبا عبد الله» . [وهو بدري [1] . وكان النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- آخى بينه وبين «أبى بكر» . وكان ولاء «سالم» لامرأة «أبى حذيفة» ، وكانت أنصارية، فجعلت ولاءه لأبى حذيفة. وقال بعضهم: هو: سالم بن معقل، من أهل «إصطخر» . كان مولى لبثينة الأنصارية، فهو يذكر في الأنصار، لعتقها له: ويذكر في المهاجرين، لموالاته لأبي حذيفة. وكانت «بثينة» تحت «أبى حذيفة» ، فأعتقته سائبة، فتولى «أبا حذيفة» وتبنّاه- والسائبة «1» : الّذي لا يرجع إليه من أسبابه شيء. وزوّجه «أبو حذيفة» بنت أخيه: فاطمة بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة. ويقول قوم: إن المعتقة له امرأة «أبى حذيفة» ، كان اسمها: سلمى، من: خطمة. واستشهد يوم اليمامة. ولا عقب له. عكاشة «2» بن محصن رضى الله عنه وهو: عكّاشة بن محصن بن حرثان، من: أسد بن خزيمة. ويكنى: أبا محصن. وأخته «أم قيس بنت محصن» التي دخلت على النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- بابن لها قد علّقت عليه «3» من العذرة- والعذرة: وجع الحلق.   [1] تكملة من: ط، ق، م، هـ، و. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 273 وكان «عكاشة» من أجمل الرجال. وبشّره رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- بالجنّة. وقتل ببزاخة «1» في خلافة «أبى بكر» . وأخوه: «أبو سنان بن محصن» / 140/ شهد بدرا، وأحدا، والخندق. وهو أول من بايع رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- بيعة الرّضوان. وقال الواقدي: أول من بايعه بيعة الرّضوان ابنه «سنان بن أبى سنان الأسدي» . ويقال: عبد الله بن عمر. أبو أيوب الأنصاري رضى الله عنه هو: خالد بن زيد بن كليب. شهد مع «عليّ» - رضى الله عنه- حروراء «2» . وغزا مع «يزيد بن معاوية» ، ومات بالقسطنطينية، فقبر بأصل سور المدينة، وغبّى «3» قبره. قال مجاهد «4» : أمر «يزيد» بالخيل، فجعلت تقبل عليه وتدبر حتى غبّى. فأشرف أهل قسطنطينية فقالوا: لقد كان لكم الليلة شأن. فقالوا: نعم، هذا رجل من أكابر أصحاب نبيّنا- صلّى الله عليه وسلّم- وأقدمهم إسلاما، ودفنّاه حيث رأيتم، والله لئن نبش لا ضرب ناقوس في أرض العرب، ما كانت لنا مملكة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 274 قال مجاهد: فكانوا إذا أمحلوا كشفوا عن قبره فأمطروا [1] . وله بالمدينة عقب. عتبة بن غزوان رضى الله عنه هو: عتبة بن غزوان بن الحارث بن جابر. من: بنى مازن. أخى: سليم ابن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان. وهو من المهاجرين الأولين، وممن شهد «بدرا» . وكان من الرّماة المذكورين. وهو الّذي فتح «الأبلّة» واختط «البصرة» ، وأمر «محجن بن الأدرع» [2] فاختط مسجد البصرة. وكان رجلا طوالا، قدم المدينة في الهجرة، وهو ابن أربعين سنة، وتوفى وهو ابن سبع وخمسين سنة، في طريق مكة، بمعدن بنى سليم، في خلافة «عمر» سنة سبع عشرة. ومولاه «خبّاب» شهد «بدرا» . يعلى بن منية رضى الله عنه هو: يعلى بن منية، من المجاهدين. وأمه «1» : منية، نسب إليها. وهي: منية بنت الحارث بن جابر، من بنى مازن بن منصور. و «منية» عمة «عتبة بن غزوان» . وكان اسم أبيه. أمية بن أبى عبيدة، من: بنى زيد مالك بن حنظلة.   [1] هـ: «فمطروا» . [2] هـ، و: «الأذرع» . وانظر «التهذيب» (10: 54) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 275 وجاء «يعلى» بأبيه إلى النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- فقال: يا رسول الله، بايعه على الهجرة. فقال: لا هجرة بعد الفتح. وولّى «أبو بكر» - رضى الله عنه- «يعلى» على «اليمن» ./ 141/ وتزوج بنت «الزّبير بن العوّام» ، وبنت «أبى لهب» . وقدم «يعلى» في خلافة «عثمان» ، وأتاه «أبو سفيان بن حرب» فأعطاه عشرة آلاف درهم. ولما كان «يوم الجمل» حمل «يعلى» «عائشة» على جمل، يقال له: عسكر، فهو جمل «عائشة» [1] . وجهز سبعين رجلا من ماله، فقال «عليّ» حين بلغه قدومهم «البصرة» : بليت بأشجع الناس- يعنى: الزّبير-، وأبين الناس- يعنى: طلحة- وأطوع الناس للناس- يعنى: عائشة- وأنضّ الناس، أي أكثرهم مالا- يعنى: يعلى بن منية. وكان له ابن يقال له: عبد الله بن يعلى، وكان ينزل «عليب» بالقرب من مكة. وكان شاعرا، وهو القائل في «زينب» امرأته يرثيها: [طويل] بوجهك عن مسّ التّراب مضنّة ... فلا تبعدي فكل حىّ سيذهب تنكّرت الأبواب لمّا دخلتها ... وقالوا ألا قد بانت اليوم زينب أأذهب قد خلّيت زينب طائعا ... ونفسي معى لم ألقها حيث أذهب ومن موالي «يعلى» قوم باليمن- يدعون: بنى شهاب- لهم خطر وقدر، وكانوا عربا من «خولان» ، فسباهم «يعلى» ، فانتموا إلى اليمن. وفي صحابة رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-: يعلى بن مرة، من ثقيف، وهو الّذي أمره بقطع شجر الطائف.   [1] ب: «فسمى جمل عائشة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 276 أبو هريرة رضى الله عنه اختلفوا في اسمه «1» ، وأكثروا. فقال الواقدي: هو عبد الله بن عمرو. وقال غيره [1] : هو عبد عمرو بن عبد غنم. ويقال: عبد شمس. ويقال: عمير بن عامر. ويقال: سكين. وهو من قبيلة من اليمن، يقال لها: دوس. وهو: دوس بن عدثان ابن عبد الله بن زهران، من الأزد. وأمه: أميمة «2» بنت صفيح بن الحارث، من دوس، وقد أسلمت أمه. وخاله: سعد بن صفيح، من أشدّ أهل زمانه. وقال أبو هريرة: نشأت يتيما، وهاجرت مسكينا، وكنت أجيرا ل «بسرة بنت غزوان» . بطعام بطني، وعقبة رجلي «3» ، فكنت أخدم إذا نزلوا، وأحدو إذا ركبوا. فزوّجنيها الله. فالحمد للَّه الّذي جعل الدّين قواما، وجعل «أبا هريرة» إماما.   [1] كذا في: هـ، و. والّذي سائر الأصول: «وقال البجلي» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 277 قال أبو هريرة: وكنيت أبا [1] هريرة، بهرّة صغيرة كنت ألعب بها. وكان قدومه المدينة/ 142/ سنة سبع، والنبي- صلّى الله عليه وسلّم- بخيبر. فسار إلى «خيبر» حتى قدم مع النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- المدينة. وكان «أبو هريرة» آدم، بعيد ما بين المنكبين، ذا ضفيرتين، أفرق الثّنيتين، «1» يصفّر لحيته ويعفيها، ويحفى شاربه «2» . وكان مزّاحا. وروى عفان، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبى رافع «3» ، قال: كان «مروان» ربما استخلف «أبا هريرة» على «المدينة» ، فيركب حمارا قد شدّ عليه برذعة، وفي رأسه خلبة «4» [2] من ليف، فيسير، فيلقى الرجل، فيقول: الطريق الطريق، قد جاء الأمير. وربما أتى الصبيان، وهم يلعبون بالليل لعبة الغراب [3] ، فلا يشعرون بشيء حتى يلقى نفسه بينهم، ويضرب برجليه، فيفزع الصبيان، فيفرّون. وربما دعاني إلى عشائه بالليل، فيقول: دع العراق «5» للأمير، فأنظر، فإذا هو ثريد بزيت. وتوفى سنة تسع وخمسين. ويقال: سنة سبع وخمسين.   [1] هـ، و: «بأبي هريرة» . [2] ق: «خلبة» . ب، ط، ل: «حبل» . [3] هـ، و: «العزاب» - سير أعلام النبلاء: «الأعراب» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 عقبة [1] بن عامر الجهنيّ رضى الله عنه يكنى: أبا عمرو- ويقال: كنيته: أبو حماد. وأسلم بعد قدوم النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- المدينة، وكان يكثر الرّمى، لشيء سمعه من رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- ومات وترك سبعين قوسا بجعابها ونبالها. وشهد «صفّين» مع «معاوية» ، وتحول إلى «مصر» فنزلها، وبنى بها دارا، وكان يصبغ بالسّواد ويقول: [طويل] تغيّر أعلاها وتأبى أصولها وتوفى في آخر خلافة «معاوية» . زيد بن خالد الجهنيّ رضى الله عنه يكنى: أبا عبد الرحمن- ويقال: يكنى: أبا طلحة- واختلفوا في الموضع الّذي مات فيه. فقال بعضهم: مات بالمدينة سنة ثمان وسبعين، وهو ابن خمس وثمانين سنة. وقال آخرون: بل توفى بالكوفة، في آخر خلافة «معاوية» .   [1] هـ، و: «عتبة» . وانظر الطبقات (ج: 4- ق: 2- ص: 65) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 279 عبد الله بن أنيس الأنصاري رضى الله عنه يكنى: أبا يحيى. ويعرف بالجهنيّ، وليس بجهني، ولكنه من «وبرة» من «قضاعة» . و «جهينة» أيضا من «قضاعة» . حليف لبني سلمة. شهد «العقبة» ، و «أحدا» ، واختلف في «بدر» أشهدها أم لم يشهدها. وكان منزله ب «أعراف» على بريد من «المدينة» . وأعطاه رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-/ 143/ عصا، وقال له: هي آية بيني وبينك، إن أقلّ الناس المتخصّرون يومئذ «1» . وهو الّذي يقال فيه: ليلة الأعرابي، وليلة الجهنيّ. وكان رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- أمره أن ينزل من باديته إلى مسجده، فيصلي فيه ليلة ثلاث وعشرين. فكان يدخل مساء ليلة ثلاث وعشرين، إذا صلّى العصر، ثم لا يخرج عنه إلا لحاجة، حتى يصلى الصبح، ثم يخرج إلى أهله. فقيل: ليلة الجهنيّ. وهو الّذي روى عن رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- في ليلة القدر أنه قال: التمسوها الليلة، وكانت ليلة ثلاث وعشرين. ومات بالمدينة في خلافة «معاوية» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 الحارث بن هشام بن المغيرة رضى الله عنه هو: أخو «أبى جهل بن هشام» . وشهد «بدرا» مع المشركين فانهزم، ففيه يقول «حسّان بن ثابت» : [كامل] إن كنت كاذبة الّذي حدّثتنى ... فنجوت منجى الحارث بن هشام ترك الأحبّة أن يقاتل دونهم ... ونجا برأس طمرّة «1» ولجام فاعتذر الحارث من فراره فقال: الله يعلم ما تركت قتالهم ... حتى علوا [1] فرسي بأشقر «2» مزبد وعلمت أنّى إن أقاتل واحدا ... أقتل ولا يضرر [2] عدوّى مشهدي فصددت عنهم والأحبة «3» فيهم ... طمعا لهم بعقاب يوم مفسد [3] وأسلم يوم فتح مكة، وكان من المؤلّفة قلوبهم، تم حسن إسلامه، وخرج في زمن «عمر» إلى الشام، بأهله وماله، فأتبعه أهل «مكة» يبكون، فرقّ وبكى، ثم قال: أما لو أردنا أن [4] نستبدل دارا بدار، وجارا بجار، ما أردنا بكم بدلا،   [1] ب، ط: «رموا» . والرواية في السيرة لابن هشام (3: 19) : «حبوا» . [2] السيرة: «ولا ينكى» . [3] كذا في: ق، م. وهي رواية السيرة: والّذي في: هـ، و: «سرمد» . والّذي في سائر الأصول: «مرصد» . [4] هـ، و: «لو أنا نستبدل» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 ولكنها النقلة إلى الله. فلم يزل مجاهدا حتى مات في طاعون عمواس. سنة ثمان عشرة. وابنه: عبد الرحمن بن الحارث. وكان يكنى: أبا محمد، وكان اسمه: «إبراهيم» ، فدخل على «عمر بن الخطاب» في ولايته، حين أراد أن يغير أسماء المسلمين بأسماء الأنبياء، فسمّاه: عبد الرحمن، فثبت اسمه إلى اليوم. وقالت «عائشة» - رضى الله عنها/ 144/-: لأن أكون قعدت في منزلي عن مسيري إلى البصرة، أحبّ إليّ من أن يكون لي من رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- عشرة من الولد، كلهم مثل «عبد الرحمن بن الحارث» . وكان شهد معها «الجمل» ، وكان شريفا سخيّا، وتوفى في خلافة «معاوية» بالمدينة. وابنه: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، واسمه كنيته. وكان يقال له: راهب قريش، لفضله وكثرة صلاته، واستصغر يوم الجمل فرد، هو و «عروة بن الزبير» ، وذهب بصره بعد. ودخل مغتسله، فمات فيه فجأة سنة أربع وتسعين بالمدينة، وهي سنة الفقهاء. شدّاد بن الهادي الليثي رضى الله عنه هو: شدّاد بن أسامة. سمى بالهادي، لأنه كان يوقد النار ليلا لمن يسلك الطريق، وكانت عنده «سلمى بنت عميس» ، أخت «أسماء بنت عميس» ، فولدت له «عبد الله بن شداد» ، وكان فقيها محدّثا. وهو ابن خالة «عبد الله ابن عباس» ، «وخالد بن الوليد» ، لأن أم «عبد الله» وأم «خالد» أختان ل «بأسماء» و «سلمى» ، ابنتي «عميس» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 عتاب بن أسيد رضى الله عنه هو: عتّاب بن أسيد بن أبى العيص بن أمية. أسلم يوم فتح مكة. ولما خرج النبي- صلّى الله عليه وسلّم- إلى «حنين» ، استعمله على «مكة» ، فلم يزل عليها حتى قبض النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- وفي خلافة «أبى بكر» . ومات هو «وأبو بكر» في وقت واحد، لم يعلم أحد منهما بموت الآخر. وأخوه «خالد بن أسيد» لأبويه، أسلم يوم فتح «مكة» أيضا، وكان فيه تيه شديد، فقال النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم-: اللَّهمّ زده تيها. فكان ذلك في ولده إلى اليوم. وله عقب. و «عبد الرحمن بن عتّاب بن أسيد» ، هو يعسوب قريش، شبه بيعسوب النحل، وهو أميرها. شهد «الجمل» مع «عائشة» ، فاحتملت عقاب كفّه، وأصيبت ذلك اليوم باليمامة، فعرفت بخاتمه. العلاء بن الحضرميّ رضى الله عنه واسم أبيه «الحضرميّ» : عبد الله بن ضماد، من حضرموت. وكان حليفا لبني أمية. وأخوه «ميمون بن الحضرميّ» ، صاحب بئر/ 145/ «ميمون» التي بأبطح «مكة» ، وكان حفرها في الجاهلية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 و «العلاء» هو الّذي عبر إلى أهل «دارين» «1» لي فرسه، فقاتلهم، فقتلهم وسبى الذّراريّ، وافتتح أسيافا «2» [1] من فارس. وتوفى في خلافة «عمر» ب «تياس» «3» من أرض «تميم» . ويقال: إنه مستجاب الدعوة. سهيل بن عمرو رضى الله عنه ويكنى: أبا زيد. من بنى حسل بن عامر بن لؤيّ، من قريش. خرج إلى «حنين» مع رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- وهو على شركه وأسلم بالجعرانة «4» . وكان من المؤلّفة قلوبهم، ثم حسن إسلامه. وخرج إلى الشام في خلافة «عمر بن الخطاب» مجاهدا، فمات بها في طاعون «عمواس» ، وكان أعلم الشّفة. ولا عقب له من الرجال- والأعلم: المشقوق الشفة، وكذا الأفلح «5» - وكان أخوه «السكران بن عمرو» من مهاجرة الحبشة. وكانت «سودة» تحته، فلما مات تزوجها النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- وليس للسّكران عقب أيضا، وإنما العقب لأخيهما «سهل بن عمرو» ، بالمدينة. وكان «سهل بن عمرو» أسلم يوم فتح مكة، وتوفى بالمدينة.   [1] هـ، و: «أساما» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 284 جبير بن مطعم رضى الله عنه هو: جبير بن مطعم بن عدىّ بن نوفل بن عبد مناف بن قصي. أسلم عام الفتح بالمدينة، ويكنى: أبا محمد. وكان من المؤلّفة قلوبهم، ثم حسن إسلامه، وكان من سادة مسلمي الفتح بالمدينة. ومات سنة تسع وخمسين. وفيها مات «أبو هريرة» في قول بعضهم. وابنه: نافع بن جبير بن مطعم كان ذا كبر، وجلس يوما في حلقة «العلاء ابن عبد الرحمن الحرقى» ، وهو يقرئ الناس، فلما فرغ قال: أتدرون لم جلست إليكم؟ قالوا: جلست لتسمع. قال: لا والله، ولكنى أردت التواضع للَّه بالجلوس إليكم. عمرو بن العاص رضى الله عنه هو: عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم [1] بن [سعيد بن [2] سهم بن هصيص ابن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة. وكان أبوه «العاص» من المستهزءين، وفيه نزلت: (إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) 108: 3- والأبتر. الّذي ليس له ولد- فأراد أنه ينقطع ذكره. وأمه [3] : النابغة، من «عنزة» . فولد «العاص» : عمرو بن العاص، وهشام بن العاص. وكان «هشام» من/ 146/ خيار المسلمين، وقتل في يوم من أيام «اليرموك» ، ولا عقب له. وقيل لعمرو: أأنت أفضل أم هشام؟ فقال: أقول فاحكموا: أمه: أم حرملة بنت هشام بن المغيرة،   [1] ب، ط: «هشام» وانظر: جمهرة أنساب العرب لابن حزم (154) والطبقات (ج: 7- ق: 2- ص: 188) . [2] التكملة من: جمهرة أنساب العرب والطبقات. [3] زادت «هـ» : «وهو العاصي، فحذفت الياء» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 285 وهي خالة «عمر بن الخطاب» وأمى عنزية، وكان أحبّ إلى أبى منّى، وبصر الوالد بولده ما قد علمتم، وأسلم قبلي، واستبقنا إلى الله فاستشهد يوم اليرموك، وبقيت بعده. وأما «عمرو» فكان يكنى: أبا عبد الله، وأسلم سنة ثمان مع «خالد بن الوليد» . وولّاه «معاوية» مصر ثلاث سنين، ثم حضرته الوفاة قبل الفطر بيوم، فقال: اللَّهمّ لا براءة لي فأعتذر، ولا قوة بى فأنتصر، أمرتنى فعصيت، ونهيتني فركبت، اللَّهمّ هذه يدي إلى ذقني. ثم أوصى، فقال: خدّوا لي الأرض خدّا، وسنّوا «1» [1] على التراب سنّا. ثم وضع إصبعه في فمه حتى مات، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة، فدفن يوم الفطر. وقد اختلف في وقت موته، فقيل: سنة اثنتين وأربعين، وقيل سنة إحدى وخمسين. وصلّى عليه «عبد الله» ابنه، ثم صلى بالناس صلاة العيد. عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنه كان يكنى: أبا محمد. وأسلم قبل أبيه، وشهد مع أبيه «صفّين» ، وكان يضرب بسيفين، وكان مسكنه «مكة» ، ثم رحل إلى «الشام» [2] ، فأقام بها. حتى توفى «يزيد بن معاوية» . ثم توفى بمكة سنة خمس وستين، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة. ويقال: توفى بمصر، ودفن في داره الصغيرة. وكان بين «عبد الله بن عمرو» وبين أبيه اثنتا عشرة سنة في السن.   [1] كذا في: ب، ط. وهي رواية الطبقات. والّذي في سائر الأصول: «وشنوا» . [2] هـ، و: «ثم دخل الشام» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 286 [قال أبو محمد: قال: حدّثنا إسحاق بن راهويه، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، قال: حدّثنا الحسن بن صالح «1» ، قال: كانت لنا جارية بنت إحدى وعشرين سنة، وهي جدّة [1] . وكانت تحته «عمرة بنت عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب» ، فولدت له: «محمدا» . فولد «محمد» : «شعيبا» . فولد «شعيب» : «عمرو بن شعيب» - وكان سريّا، ربما قسم في المجلس الواحد من صدقة جده خمسين ألفا،/ 147/ و «شعيب بن شعيب» ، وكان أيضا سريّا. وكان «عبد الله بن عمرو» أحمر، عظيم البطن، طوالا، وعمى في آخر عمره، وكان يقرأ بالسريانية. وكان «لعمرو» ابن آخر يقال له: «محمد» . ومن موالي «عمرو» : وردان. كان ذا رأى وفكر. وله بمصر ولد، وسوق، تعرف بسوق «وردان» .   [1] تكملة من: هـ، و. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 287 أبو بكرة رضى الله عنه هو: نفيع بن الحارث بن كلدة. منسوب إليه. وكان «الحارث بن كلدة» طبيب العرب، وكان عقيما لا يولد له، وأسلم، ومات في خلافة «عمر» . وأم «أبى بكرة» : «سمية» من أهل «زندورد» «1» [1] ، وكان «كسرى» وهبها لأبى الخير، ملك من ملوك اليمن، فلما رجع إلى اليمن مرض بالطائف، فداواه «الحارث» ، فوهبها له. فلما حاصر رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- أهل الطائف، قال: أيما عبد نزل إليّ فهو حر. فنزل [2] «أبو بكرة» واسمه «نفيع» . وأراد أخوه «نافع» أن يدلّى نفسه، فقال له الحارث: أنت ابني فأقم. فأقام، فنسبا إليه جميعا. وأمهما «سمية» هي: أم «زياد بن أبى سفيان» ، وانتسبت [3] «أزدة [4] بنت الحارث» إلى «الحارث» ، وكانت تحت «عتبة بن غزوان» ، فلما ولى «عتبة» البصرة حملها، فخرج معها إخوتها: نافع، ونفيع، وزياد. فلما أسلم «أبو بكرة» وحسن إسلامه، ترك الانتساب إلى الحارث، وكان يقول: أنا مولى رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- وهلك «الحارث» ، فلم يقبض «أبو بكرة» ميراثه. وكان زوج «سمية» يسمى: مسروحا. وتوفى «أبو بكرة» عن أربعين. بين ذكر وأنثى، فأعقب منهم سبعة: عبد الله، وعبيد الله، وعبد الرحمن، وعبد العزيز، ومسلم، وروّاد، وعتبة.   [1] هـ، و: «زندرود» . [2] هـ، و: «فتدلى» . [3] ب، ط: «ونسبت» . [4] هـ: «أردت» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 288 فأما «عبد الرحمن بن أبى بكرة» فهو أول مولود ولد بالبصرة. وأول مولود ولد بالكوفة «معاوية بن ثور» من: بنى البكّاء، من: بنى عامر بن ربيعة. وأما «عبيد الله» ، فكان أجود [1] الناس وأشجعهم، وكان شديد السواد. وأقطع «عبيد الله» «عمر بن عبيد الله بن معمر» سبعمائة جريب في دفعة [2] . فحلف «عمر» أن لا يراه أبدا إلا أخذ بركابه، ولا يزوّج ولدا حتى يكون «عبيد الله» يزوّجه. وكان «عبد الملك بن مروان» يقول: الأدغم «1» [3] سيد أهل المشرق. يعنى: عبيد الله. ويقال: الأدغم: الدابة الدّيزج، شبه به. وولاه «الحجاج» «سجستان» سنة ثمان وسبعين، فغزا بلاد العدو، فأصاب/ 148/ أصحابه جوع شديد، وأخذ عليهم السّغب، فبلغ الرغيف [4] سبعين درهما. فمات هنالك «عبيد الله» وهلك معه بشر كثير، ولقوا ما لم يلقه جيش قط. فقال أعشى همدان: [كامل] أسمعت بالجيش الذين تمزّقوا ... وأصابهم ريب الزّمان الأعوج لبثوا بكابل يأكلون جيادهم [5] ... في شرّ منزلة وشرّ معرّج لم يلق جيش في البلاد كما لقوا ... فلمثلهم قل للنوائح تنشج   [1] هـ، و: «من أجمل» . [2] ق: «في رقعة» . [3] هـ، و: «الأرغم» . [4] ب، ط، ل: «ثمن الرغيف» . [5] هـ، و: «خيارهم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 289 عمرو بن عبسة [1] رضى الله عنه هو من: بنى سليم. ويكنى: أبا نجيح. وكان يقال له: ربع الإسلام، لأنه حين أسلم قيل للنّبيّ- صلّى الله عليه وسلّم-: من اتبعك على هذا الأمر؟ فقال رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-: حر وعبد، فالحر: أبو بكر، والعبد: بلال. فكان «عمرو بن عبسة» يقول: لقد رأيتني وإني لربع الإسلام. فلما أسلم «عمرو» رجع إلى بلاده، أرض بنى سليم، فلم يزل هناك حتى مضت: بدر، وأحد، والخندق، والحديبيّة، وخيبر، ثم قدم على رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- فلما قبض رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- سكن «الشام» بعده. ابن أم مكتوم الأعمى رضى الله عنه يقول قوم: اسمه: عبد الله. ويقول آخرون: عمرو. وهو: ابن قيس، من: بنى عامر بن لؤيّ. وأمه: أم مكتوم. واسمها: عاتكة، مخزومية. قدم «المدينة» مهاجرا بعد «بدر» بيسير، وقد ذهب بصره، وكان رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- يستخلفه على «المدينة» يصلى بالناس في عامة غزواته. وشهد «القادسية» ومعه راية سوداء، وعليه درع. ثم رجع إلى «المدينة» فمات بها.   [1] ب: «عنبسة» . وانظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (7: 125) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 290 سهل بن حنيف رضى الله عنه هو من: الأنصار. من: بنى عمرو بن عوف. ويكنى: أبا سعيد. وشهد مع «عليّ بن أبى طالب» صفّين. وكان يسكن «الكوفة» . ومات بها سنة ثمان وثلاثين. وصلّى عليه «على بن أبى طالب» وكبّر عليه ستّا، وقال: إنه بدريّ. وابنه «أبو أمامة بن سهل» كثير الحديث. واسمه: أسعد. سمى باسم جده،- أبى أمه- أسعد بن زرارة. ول «سهل» بنون غيره، وعقب بالمدينة، وبغداد. 149/ تميم الداريّ رضى الله عنه هو: تميم بن أوس. من: بنى الدار بن هانئ. من: لخم. من: اليمن. ويكنى: أبا رقية. وقدم على رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- وأخوه: نعيم بن أوس، مع عدة من بنى الدار- يقال: كانوا عشرة- سنة تسع، فأسلموا. عمرو بن الحمق رضى الله عنه هو من: خزاعة. بايع رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- في حجة الوداع، وصحبه بعد ذلك، وروى عنه حديثا. وكان من ساكني «الكوفة» ، ومن شيعة «على بن أبى طالب» . وكان ممن سار إلى «عثمان» . وشهد مع «على بن أبى طالب» مشاهده، وأعان «حجر بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 عدىّ» ، ثم هرب إلى «الموصل» ، ودخل غارا، فنهشته حيّة فقتلته، وبعث إلى الغار في طلبه، فوجدوه ميتا، فأخذ عامل «الموصل» رأسه، فحمله إلى «زياد» ، وبعث به «زياد» إلى «معاوية» وهو أول رأس حمل من بلد إلى بلد في الإسلام. جرير بن عبد الله رضى الله عنه ويكنى: أبا عمرو. وهو من «بجيلة» . قدم على النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- سنة عشر في رمضان، وبايعه وأسلم. وكان «عمر» يقول. «جرير» يوسف هذه الأمة، لحسنه. وقال فيه النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- على وجهه مسحة ملك. وكان طويلا يفتل [1] في ذروة البعير، من طوله، وكانت نعله ذراعا، ويخضب لحيته بزعفران من الليل، ويغسلها إذا أصبح، فتخرج مثل لون التّبر. واعتزل «عليّا» و «معاوية» ، وأقام بالجزيرة ونواحيها، حتى توفى بالشّراة، سنة أربع وخمسين، في ولاية «الضحّاك بن قيس» على «الكوفة» . وكان لجرير ابنان، يروى عنهما: إبراهيم، وأبان، ابنا جرير. وعمّر «إبراهيم» حتى لقيه «شريك» . «1» وأبو زرعة بن عمرو بن جرير البجلي، روى عن جده، وعن أبى هريرة. [وله ابن يقال له: «عمرو» ، ولا يروى عنه [2] .   [1] ب، ط، ل: «يتفل» . هـ، و: «يقل» . [2] تكملة من: هـ، و. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 عمرو بن حريث رضى الله عنه هو من: بنى مخزوم. وتزوج بنت «عدىّ بن حاتم» ، على حكم «عدىّ» ، فحكم «عدىّ» بأربعمائة درهم. وتزوج بنت «جرير بن عبد الله البجلي» . وله عقب بالكوفة، وذكر عظيم. ومن مواليه: عمرو بن العلاء [1] . وكان جوادا/ 150/ شجاعا، ولّاه «المهدىّ» طبرستان. وفيه يقول بشّار: [متقارب] إذا أرّقتك جسام الأمور ... فنبّه لها «عمرا» ثم نم دعاني إلى «عمر» جوده ... وقول العشيرة بحر خضم ولولا الّذي زعموا لم أكن ... لأمدح ريحانة قبل شمّ وكانت أم: «عمرو بن حريث» ، بنت «هشام بن خلف الكناني» . وكان «هشام» شريفا في الجاهلية. وهو الّذي بال على «رأس النعمان بن المنذر» ، وذلك أن «النعمان» ، كان على دين العرب، فحج، فلما صار بمكة، رآه «هشام» فقال، أهذا ملك العرب؟ قالوا: نعم. فبال على رأسه ليذلّ، فتحوّل عن دين العرب وتنصّر. وكان ل «عمرو بن حريث» أخ يقال له: سعيد بن حريث.   [1] ق: «عمرو بن العلاء» . المعارف لابن قتيبة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 النعمان بن بشير رضى الله عنه هو من «الأنصار» . ويكنى: أبا عبد الله. وأمه: «عمرة بنت رواحة» ، أخت «عبد الله بن رواحة» وفيها يقول الشاعر «1» : [متقارب] وعمرة من سروات النّساء «2» ... تنفّح [1] بالمسك أردانها وسمع قائلا يقول هذا، فأسكتوه. فقال «النعمان» : ما قال إلا حقّا، ولم يقل سوءا. وقتل غيلة بالشام، فيما بين «سليمة» «3» و «حمص» . المغيرة بن شعبة رضى الله عنه ويكنى: أبا عبد الله. وهو من «ثقيف» . وعمّه: عروة بن مسعود الثقفيّ. وكان «عروة» أسلم على عهد رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- ودعا قومه إلى الإسلام، فقتلوه. فقال النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- هذا شبيه بمؤمن آل ياسين. «4»   [1] هـ، و: «وتنفخ» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 294 وكان «المغيرة» صاحب قوما من المشركين إلى «مصر» ، فقتلهم غيلة، وأخذ ما معهم، وأتى النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- فأسلم، وشهد «بيعة الرضوان» وشهد «اليمامة» ، وفتوح الشام، واليرموك، والقادسية. وولّاه «عمر» رضى الله عنه «البصرة» ، فافتتح «ميسان» «1» ، وافتتح «دستميسان» ، و «أبزقباذ» ، و «سوق الأهواز» ، و «همذان» ، وشهد فتح «نهاوند» ، وكان على ميسرة «النعمان بن/ 151/ مقرّن» ، وهو أول من وضع ديوان «البصرة» . ويقال إنه أحصن «2» ثمانين امرأة. وقيل لامرأة من نسائه: إنه أعور ذميم. فقالت: هو والله عسلة يمانية في ظرف سوء. ومات بالكوفة، وهو أميرها، بالطاعون سنة خمسين. وقال حين حضرته الوفاة: اللَّهمّ هذه يميني: بايعت بها نبيّك، وجاهدت بها في سبيلك. وولد له: عروة بن المغيرة- ويكنى: أبا يعقوب. وكان أمير الكوفة، وكان خيّرا [1]- والعقّار «3» ، ويعفور [2] ، وحمزة، وقد روى عنهم جميعا.   [1] ب، ط: «حبرا» . [2] ق: «ويعقوب» . واقتصر التهذيب وهو يترجم للمغيرة (10: 262- 362) على: عروة، وحمزة، وعقار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 خالد بن سعيد بن العاص بن أمية رضى الله عنه ذكر أبو اليقظان [سخيم بن حفص بن قادم العجيفى [1] وغيره: أنه أسلم قبل إسلام «أبى بكر» ، وذلك لرؤيا رآها. واستعمله رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- على صدقات «بنى زبيد» ، فصارت إليه الصّمصامة- سيف عمرو بن معديكرب- فلم يزل عند آل سعيد بن العاص، حتى اشتراه منهم «المهدي» بعشرين ألف درهم. وقتل «خالد» يوم اليرموك. وأخوه «العاص بن سعيد» قتل مشركا يوم «بدر» ، وقاتله [2] «على بن أبى طالب» - رضى الله عنه. وكان ابنه «سعيد» غلاما، فكساه رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- جبة، فبها سميت الثياب السّعيدية. وكان «سعيد» أول من خشّ الإبل «1» في العظم. وولد له نحو من عشرين ابنا، وعشرين بنتا. ومن ولده: عمرو بن سعيد الأشدق، الّذي قتله «عبد الملك بن مروان» . ومات «سعيد بن العاص» سنة تسع وخمسين، فقال «معاوية» لابنه «عمرو الأشدق» ، وهو صغير: إلى من أوصى بك أبوك؟ فقال: أوصى إليّ، ولم يوص بى. ومن ولد «عمرو» : إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد، كان يروى عنه الحديث، ومات سنة أربعين ومائة.   [1] تكملة من: هـ. [2] هـ: «والقاتل له» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 296 عبد الله بن مغفّل رضى الله عنه هو: عبد الله بن مغفل بن عبد نهم. وولد «عبد نهم» : مغفّلا، وخزاعيّا، وعبد الله ذا النّجادين، لأم، واسمها: عبلة بنت معاوية بن معاوية المزني. وهو من «مزينة مضر» . ويقال لهم: بنو عثمان. وألّفت مزينة- يعنى صارت ألفا- يوم فتح مكة. وألّفت «سليم» أيضا. ويكنى «1» أبا عبد الرحمن. وروى محمد بن عبد الله بن خزاعيّ بن زياد بن عبد الله بن مغفل: أن كنيته: أبو سعيد. ومات بالبصرة في آخر خلافة «معاوية» ، في ولاية «عبيد الله بن زياد» . وأوصى ألّا يصلّى عليه «ابن زياد» ، وأن يصلى عليه «أبو برزة الأسلميّ» «2» . وكان له من الولد/ 152/ عشرة، منهم: سعيد، وحسّان الأكبر، وحسّان الأصغر، وزياد، وطارق، والمغيرة. معقل بن يسار رضى الله عنه هو من «مزينة مضر» أيضا. ويكنى: «أبا عبد الله» . وهو الّذي فجّر فوّهة نهر «معقل» . وكان «زياد» حفره، فتيمّن به لصحبته، فأمره ففجّره، فنسب إليه. وإليه ينسب الرّطب المعقلي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 وتوفى في آخر خلافة «معاوية» ، وله عقب بالبصرة. ومن مواليه: حبيب المعلم، وهو «حبيب بن زيد» ، مولى «معقل ابن يسار» . معقل بن سنان رضى الله عنه هو من «أشجع» . وشهد الفتح مع النبي- صلّى الله عليه وسلّم- وبقي إلى يوم «الحرّة» ، فقتله «مسلم بن عقبة» يومئذ، وتولى قتله «نوفل بن مساحق» ، لأنه سمعه قديما يذكر «يزيد بن معاوية» بشرب الخمر، ويطعن عليه، فحقد ذلك عليه. عائذ بن عمرو رضى الله عنه وهو من «مزينة مضر» أيضا، وهو الّذي قال له «عبيد الله بن زياد» : إنك لمن حثالة أصحاب «محمد» . فقال له «عائذ» : وهل في أصحاب «محمد» - صلّى الله عليه وسلّم- حثالة؟ وله دار في «البصرة» في «مزينة» . بلال بن الحارث رضى الله عنه يكنى: أبا عبد الرحمن. وهو من «مزينة مضر» أيضا. وهو الّذي أقطعه النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- معادن القبليّة. «1» ومات سنة ستين، وسنّه ثمانون. وابنه «حسّان بن بلال» ، أول من أحدث الإرجاء «2» بالبصرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 298 النعمان بن مقرّن رضى الله عنه هو: من «أوس» ، و «أوس» من «مزينة» ، إلا أنهم ليسوا من ولد «عثمان» . وعددهم قليل. وفتح «نهاوند» ل «عمر» ، وقتل يومئذ، وقبره هناك بموضع يقال له: الأسفيذبان [1] . وقبر «طلحة بن خويلد» ، وقبر «عمرو بن معديكرب» ، وقبور جماعة من المسلمين. وله أخوان: سويد بن مقرّن، ومعقل بن مقرن، وكلهم يروى عن رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- ومسكنهم الكوفة. و «معقل بن مقرن» ، هو أبو: عمرة المزني. 153/ حنظلة الكاتب هو: حنظلة بن ربيعة بن صيفي، ابن أخى أكثم بن صيفي، حكيم العرب. من بنى تميم، من بطن يقال لهم بنو شريف. وكان «أكثم» أدرك مبعث النبي- صلّى الله عليه وسلّم- فجعل يوصى قومه بإتيانه، والسبق إليه. ولم يسلم، وبلغ مائة وتسعين سنة، فقال: [طويل] وإن امرأ قد عاش تسعين حجة ... إلى مائة لم يسأم العيش جاهل ول «أكثم» عقب بالكوفة، ومات بالبادية.   [1] ق: «أسفنديار» . هـ، و: «الأسفيذهان» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 وأما «حنظلة» الكاتب، فكان يكتب لرسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- وبقي إلى زمن «معاوية» ، ومات ولا عقب له. وقال بعضهم: هو: حنظلة بن الربيع، وكتب للنّبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- مرة كتابا، فسمى بذلك: الكاتب. وكانت الكتابة في العرب قليلة. وله صحبة. وأخوه «رباح بن ربيعة بن صيفي» كانت له صحبة، وقال النبي- صلّى الله عليه وسلّم- لليهود يوم، وللنصارى يوم، فلو كان لنا يوم! فنزلت سورة الجمعة. بريدة الأسلمي رضى الله عنه هو: بريدة بن الخصيب. وكان رئيس «أسلم» . ولما هاجر رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- مرّ ب «كراع الغميم» «1» ، و «بريدة» بها، فدعاهم رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- إلى الإسلام، فأسلموا. ثم قدم «بريدة» على رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- «المدينة» وهو يبنى المسجد. ومات «بريدة» في خلافة «يزيد بن معاوية» ب «مرو» . عبد الله بن سعد بن أبى سرح رضى الله عنه وهو الّذي كان يكتب لرسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- فيملى عليه النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- «عزيز حكيم» فيكتب «غفور رحيم» ، وفيه نزلت. وَمن قال سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ الله 6: 93 «2» . فهدر النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- دمه، يوم فتح مكة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 300 وكان أخا «عثمان» من الرضاعة، فجاء به «عثمان» إلى النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- ولم يزل به، حتى أمنه. واستعمله «عثمان» على «مصر» ، وهو الّذي افتتح «إفريقية» . وأبوه «سعد» من المنافقين. قيس بن عاصم المنقرىّ رضى الله عنه هو: قيس بن عاصم بن سنان بن خالد بن منقر. ويكنى: أبا على. وهو الّذي قال فيه رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-: سيد أهل الوبر. وقدم على/ 154/ رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- في وفد «بنى تميم» بعد فتح «مكة» ، فأسلم. وكان شريفا سيدا، وفيه يقول الشاعر «1» : [طويل] فما كان قيس هلكه هلك واحد ... ولكنّه بنيان قوم تهدّما [1] وكان له من الولد «2» : طلبة، والقعقاع، وشمّاخ، وغيرهم. يقال: إنهم كانوا ثلاثة وثلاثين ابنا. و «مية» صاحبة «ذي الرمة» من ولد «طلبة» .   [1] ب، ط: «تصدعا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 301 الزّبرقان بن بدر رضى الله عنه كان اسمه: حصين بن بدر بن خلف بن بهدلة بن عوف بن كعب بن سعد. وسمى «الزّبرقان» لجماله، وكان يقال له: قمر نجد. وولده: عبّاس- وكان يكنى به- وعيّاش، وأبو شذرة، وبنات. وعقبه بالبادية كثير. وكان رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- استعمل «الزّبرقان» على صدقات قومه، ولما توفى النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- أتى [1] بها إلى «أبى بكر» ، وهي سبعمائة بعير. عيينة بن حصن رضى الله عنه هو: عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر. وكان اسمه «حذيفة» فأصابته لقوة، «1» فجحظت عينه، فسمى «عيينة» . ويكنى: أبا مالك. وجده «حذيفة بن بدر» سيّد «غطفان» . وكان يقال له: رب معدّ. وكذلك ابنه «حصن» قاد «أسدا» و «غطفان» . وقتل «بنو عبس» «حذيفة» ، وقتل «بنو عقيل» «حصنا» . و «خارجة بن حصن» ابنه، سيد أهل الكوفة.   [1] هـ، و: «فذهب بها» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 قال الواقدي: أجدبت بلاد «بدر بن عمرو» حتى ما أبقت لهم من مالهم إلا الشّريد «1» ، وذكرت لهم سحابة وقعت «بتغلمين» «2» إلى «بطن نخل» فسار «عيينة» في «آل بدر» حتى أشرف على «بطن نخل» ، ثم هاب النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- وأصحابه، فورد المدينة، فأتى النبي- صلّى الله عليه وسلّم- فدعاه إلى الإسلام، فلم يبعد، ولم يدخل فيه، وقال: إني أريد أن أدنو من جوارك، فوادعنى. فوادعه ثلاثة أشهر، فلما انقضت المدة، انصرف هو وقومه إلى بلادهم، وقد أسمنوا وألبنوا، وسمن الحافر من الصّلّيان «3» ، وأعجبهم مرآة البلد، فأغار «عيينة» بذلك الحافر، على لقاح النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- التي كانت بالغابة «4» . فقال له الحارث [1] بن عوف: بئس ما جزيت به محمدا! أسمنت [2] في بلاده، ثم غزوته! قال: هو ما ترى. فقال/ 155/ النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- فيه: الأحمق المطاع. ثم أسلم، فكان من المؤلفة قلوبهم، وارتدّ حين ارتدّت العرب، ولحق ب «طليحة بن خويلد» حين تنبّأ، وآمن به، فلما هزم «طليحة» وهرب، أخذ «خالد بن الوليد» «عيينة بن حصن» ، فبعث به إلى «أبى بكر» - رضى الله تعالى عنه- في وثاق، فقدم به المدينة، فجعل غلمان «المدينة» ينخسونه بالجريد، ويضربونه، ويقولون: أي عدو الله! لقد كفرت باللَّه بعد   [1] هـ، و: «الجارود» . [2] هـ، و: «سمنت» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 إيمانك، فيقول: والله ما كنت آمنت. فلما كلمه «أبو بكر» ، رجع إلى الإسلام، فقبل منه، وكتب له أمانا. ودخل على «عثمان» في خلافته، فقال له: يا بن عفان، سر فينا بسيرة «عمر بن الخطاب» فإنه أعطانا فأغنانا، وأخشانا فأتقانا. فقال له «عثمان» : أما والله على ذلك ما كنت بالراضي بسيرة «عمر» ، هل لك إلى العشاء؟ قال: إني صائم. قال: أمواصل أنت؟ قال: وما الوصال؟ قال: تصوم يومك وليلتك حتى تمسى قال: لا، ولكنى وجدت صيام الليل أيسر عليّ من صيام النهار. و «عيينة» هو الّذي أغار على سوق عكاظ، فهو: الفجار الثاني. وله عقب. وعمى في آخر عمره [1] . عبد الرحمن بن سمرة رضى الله عنه هو: عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس. وكان يسمى: عبد كلال. فسمّاه النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- «عبد الرحمن» ، وقال له: لا تطلب الإمارة، فإنك إن أوتيتها عن غير مسألة أعنت عليها. وولاه «عبد الله بن عامر» «سجستان» فافتتحها، وهو افتتح «كابل» . وكان له أخ، يقال له: عمرو [2] بن سمرة، وقطعه النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- في سرقة. ولهما [3] عقب. و «منصور بن زاذان» «1» مولاه.   [1] هـ: «وعمى في خلافة عثمان» . [2] ب، ط، ل: «عبد الله بن سمرة» . هـ، و: «عمر بن سمرة» . [3] ب، ط، ل: «وله» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 سمرة بن جندب رضى الله عنه ويكنى: أبا سليمان. وهو من بنى «لأى بن شمخ بن فزارة» . وشهد «أحدا» ، وهو صغير. ويقال: إنه من العشرة «1» الذين قال فيهم رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-: آخركم موتا في النار. وكان أحول، وكانت أمه سوداء. واستعمله «زياد» على «البصرة» ومات ب «الكوفة» سنة بضع وستين. وعقبه بها. سمرة بن جنادة بن جندب رضى الله عنه وفي الصحابة: سمرة بن جنادة بن جندب، فظنّ قوم أنه «سمرة» الأول، وليس كذلك. وهو أبو جابر بن/ 156/ سمرة [1] السّوائي «2» ، من: «بنى عامر بن صعصعة» . وكان ابنه «جابر «3» بن سمرة» [1] يروى عن رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- ومات بالكوفة، في خلافة «عبد الملك بن مروان» .   [1) ما بينهما ساقط من: هـ، و. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 وكان «سعد» وهب له يوم «المدائن» غلامين من أبناء الأكاسرة، أحدهما: بذيمة، وهو: أبو على بن بذيمة، الّذي يروى عنه [1] ، والآخر هو: أبو زهير، وهو جد «المطلب بن زياد بن أبى زهير» ، فأعتقهما «جابر» . أبو محذورة رضى الله عنه هو: سلمان بن سمرة- ويقال: هو: سمرة «1» بن معير «2» بن لوذان بن عويج ابن سعد بن جمح- وأمه من «خزاعة» . وكان «سمرة» هذا، مؤذّن رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- وهو الّذي قال له «عمر» حين أذّن: أما خشيت أن تنشقّ مريطاؤك! والمريطاء: أسفل البطن، ما بين السّرة إلى العانة. وكان له أخ يقال له: أنيس بن معير، قتل يوم «بدر» كافرا. وأسلم «أبو محذورة» بعد «حنين» ، وأمره النبي- صلّى الله عليه وسلّم- بالأذان بمكة. فالأذان في ولده إلى اليوم في المسجد الحرام. وتوفى سنة تسع وخمسين. رافع بن خديج «3» رضى الله عنه هو من: الأنصار، من: الأوس. ويكنى: أبا عبد الله. وشهد «أحدا» ، و «الخندق» . وكان يحفى شاربه جدّا كأنه الحلق، ويحفى لحيته ويصفّرها   [1] ب، ظ، ل: «معين» . ق، م: «مغيرة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 306 ومات من جرح [1] كان به من عهد رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- فانتقض عليه سنة ثلاث وسبعين، وهو ابن ست وثمانين سنة. وأخوه «رفاعة بن خديج» قد صحب النبي- صلّى الله عليه وسلّم. وعمّه: ظهير بن رافع «1» ، وابنه: أسيد بن ظهير «2» ، قد رويا عن النبي- صلّى الله عليه وسلّم. جابر بن عبد الله الأنصاري رضى الله عنه هو: جابر بن عبد الله بن عمرو. قتل أبوه يوم «أحد» . وكان «جابر» . يكنى: أبا عبد الله. وشهد «العقبة» مع السبعين من الأنصار، وكان أصغرهم يومئذ. ولم يشهد «بدرا» ولا «أحدا» ، وشهد ما بعد ذلك. وروى في بعض الحديث عنه، أنه قال: «كنت منيح أصحابى «3» يوم بدر» . وهذا خطا، لأن أهل السيرة مجمعون على أنه لم يشهد «بدرا» . ومات بالمدينة سنة ثمان وسبعين، وهو يومئذ ابن أربع وتسعين سنة، وكان قد ذهب بصره. وصلّى عليه «أبان بن عثمان» ، وهو يومئذ/ 157/ والى «المدينة» . وهو ممن تأخّر موته من أصحاب النبي- صلّى الله عليه وسلّم- بالمدينة. وكان له ابنان يروى عنهما الحديث: عبد الرحمن بن جابر، ومحمد بن جابر، وكلاهما يضعّفه أهل الحديث.   [1] هـ، و: «جراح» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 جابر بن عبد الله بن رباب رضى الله عنه وفي الصحابة رجل آخر يقال له: جابر بن عبد الله بن رباب. روى أحاديث يسيرة. أنس بن مالك رضى الله عنه هو من «الأنصار» . وأمه: أم سليم بنت ملحان، امرأة «أبى طلحة» . وأخوه: البراء بن مالك، قد روى عن النبي- صلّى الله عليه وسلّم- وكانت «أم أنس» ، قد أتت به إلى النبي- صلّى الله عليه وسلّم- حين قدم «المدينة» ، وهو ابن ثمان سنين، فخدمه إلى أن قبض عليه الصلاة والسلام. ودعا له النبي- صلّى الله عليه وسلّم- فقال: اللَّهمّ ارزقه مالا وولدا، وبارك له. قال أنس: فإنّي لمن أكثر الأنصار مالا وولدا. وخبّرت أنه قد دفن من صلبه [1] إلى مقدم «الحجاج» البصرة، بضعة وعشرين ومائة ولد. قال الحرمازي: ثلاثة من أهل البصرة لم يموتوا حتى رأى كل رجل منهم من صلبه مائة ذكر: خليفة بن بدر، وأبو بكرة، وأنس بن مالك.   [1] ب، ط، ل: «أنه قال: رزقت من صلبى» . هـ، و: «أنه قدم من صلبه» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 308 وعمّر «أنس» عمرا طويلا، وهو آخر من مات بالبصرة، من أصحاب رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- وكانت وفاته سنة إحدى وتسعين. ويقال: سنة ثلاث وتسعين، قبل موت «الحجاج» بسنتين. وروى الحديث من ولد «أنس» : موسى بن أنس، ومالك بن أنس، والنّضر ابن أنس، وعبد الله بن أنس. وكان «محمد بن سيرين» ، مولى «أنس» ، كاتب «1» «أنس بن مالك» بفارس [1] . [وفيه يقول الشاعر: [كامل] يأبى الجواب فما يراجع هيبة ... فالسائلون نواكس الأذقان] هدى التقىّ وعزّ سلطان التّقى ... فهو المطاع وليس ذا سلطان [2] عمران بن حصين الخزاعي رضى الله عنه يكنى: أبا نجيد. وأسلم قديما. وتوفى في خلافة «معاوية» بالبصرة سنة اثنتين وخمسين. أبو أمامة الباهلي رضى الله عنه هو: صديّ بن عجلان. وكان ممن شهد مع «عليّ» / 158/ «صفّين» ، ونزل بالشام، وهو ممن يعد فيمن تأخر موته من الصحابة. وتوفى سنة ست وثمانين، وهو ابن إحدى وتسعين سنة، وكان يصفّر لحيته. وفي الأنصار: أبو أمامة أسعد بن زرارة، وأبو أمامة الحارثي ثعلبة بن سهل.   [1] في الأصول: «كاتب أباه حيرين» . وما أثبتنا من التهذيب (9: 216) . [2] تكملة من: ب، ط، ل، هـ، و. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 عكراش بن ذؤيب رضى الله عنه هو من: بنى تميم. من: بنى النّزال «1» بن مرة بن عبيد. بعث به «بنو مرة بن عبيد» بصدقة أموالهم، إلى رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم. وشهد «الجمل» مع «عائشة» ، فقال «الأحنف» - وهو من رهطه-: كأنكم وقد جيء به قتيلا، أو به جراحة لا تفارقه حتى يموت! فضرب ضربة على أنفه، فعاش بعدها مائة سنة، والضربة به. وكان يكنى: أبا الصّهباء. فولد: عبد الله، وعبيد الله، وعبد السلام. و «عبد الله» [1] هو الّذي يروى الحديث عن أبيه، في قدومه على رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- بإبل كأنها عروق الأرطى «2» ، وأنه أكل معه. و «عبيد الله» هو الّذي يقول فيه أبو النّضر، مولى عبد الأعلى: قل لسوّار «3» إذا ما ... جئته وابن علاثة زاد في الصّبح عبيد الله ... أوتارا [2] ثلاثة ول «عبيد الله» عقب بالبصرة. وهو القائل: زمن خؤون، ووارث شفون، فلا تأمن للخؤون، وكن وارث الشّفون «4» .   [1] كذا في: ق. والّذي في سائر الأصول: «عبيد الله» . [2] هـ، و: «أوتادا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 310 حكيم بن حزام رضى الله عنه هو: حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد، ابن عم «الزّبير بن العوّام» ، وابن أخى «خديجة بنت خويلد بن أسد» ، زوج النبي- صلّى الله عليه وسلّم. قال «حكيم» : ولدت قبل «الفيل» بثلاث عشرة سنة، وأنا أعقل، حين أراد «عبد المطلب» أن يذبح ابنه «عبد الله» حين وقع نذره عليه، وذلك قبل مولد رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- بخمس سنين. وشهد «حكيم» مع ابنه «الفجار» ، وقتل أبوه «حزام» في «الفجار الآخر» . وكان «حكيم» يكنى: أبا خالد. وأسلم يوم فتح «مكة» ، وأسلم أولاده يومئذ، وهم: هشام بن حكيم، وخالد بن حكيم، وعبد الله بن حكيم، وكلهم قد صحب النبي- صلّى الله عليه وسلّم- وروى عنه. وعاش «حكيم بن حزام» في الجاهلية/ 159/ ستّين سنة، وفي الإسلام ستّين سنة، وكان من المؤلّفة قلوبهم، ثم حسن إسلامه. ومات بالمدينة سنة أربع وخمسين. وباع دارا له من «معاوية» بستين ألف دينار، فقيل له: غبنك «معاوية» ! فقال: والله، ما أخذتها في الجاهلية إلا بزق خمر، أشهدكم أنها في سبيل الله، فانظروا أيّنا المغبون. حويطب بن عبد العزّى رضى الله عنه قال أبو محمد: هو: عامر بن لؤيّ. وعاش أيضا مائة وعشرين سنة، ستين في الجاهلية، وستين في الإسلام. ومات بالمدينة سنة أربع وخمسين، في خلافه «معاوية» وله عقب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 وكان «حويطب» باع دارا له من «معاوية» بأربعين ألف دينار فقيل له: يا أبا محمد، أربعون ألف دينار! فقال: وما أربعون ألف دينار لرجل عنده خمسة من العيال. وكان من المؤلّفة قلوبهم، ثم حسن إسلامه. حسان بن ثابت بن المنذر رضى الله عنه قال أبو محمد: هو: من الأنصار. ويكنى: أبا الوليد. وأمه، الفريعة، خزرجية. وهو متقدم في الإسلام، ولم يشهد مع النبي- صلّى الله عليه وسلّم- مشهدا، لأنه كان جبانا، وكانت له ناصية يسدلها بين عينيه، وكان يضرب بلسانه روثة أنفه» ، من طوله. وعاش في الجاهلية ستين سنة، وفي الإسلام ستين سنة. فكأنه [1] لدة «حكيم بن حزام» ، و «حويطب» . وكانت وفاته في وقت وفاتهما. وولد له: عبد الرحمن بن حسّان، من أخت «مارية القبطية» أم «إبراهيم» ابن رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- وكانت تسمى: شيرين. وكان «عبد الرحمن» شاعرا. وابنه: سعيد بن عبد الرحمن. وانقرض ولده، فلم يبق منهم أحد. وكان «لحسّان» أخوان يقال لهما: أوس بن ثابت، وأبىّ بن ثابت. فأما «أوس» فهو أبو: شداد ابن أوس، الّذي يروى عنه العلم. ومات «شداد» بفلسطين سنة ثماني وخمسين، وعقبه ببيت المقدس، ومنهم: يعلى ابن شداد، ثقة يروى عنه.   [1] ق، م: «ند» . والعبارة «وكانت وفاته ... » ساقطة من: هـ، و. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 وأما «أبى بن ثابت» فكان يعرف ب «أبى شيخ» ، وقتل يوم «بئر معونة» «1» ، ولا عقب له. قال الواقدي: ومن هذه الطبقة، ممن مات سنة أربع وخمسين من المعمّرين: سعيد بن يربوع، أبو هود،/ 160/ بلغ مائة وعشرين سنة، ومخرمة بن نوفل، بلغ مائة وخمس عشرة سنة. عدي بن حاتم الطائي رضى الله عنه كان يكنى: أبا طريف، وكان طويلا، إذا ركب الفرس كادت رجلاه [1] تخطّ في الأرض. وقدم على «عمر بن الخطاب» ، فكأنه رأى منه جفاء، فقال له: أما تعرفني؟ قال: بلى [2] ، والله أعرفك، أكرمك الله بأحسن المعرفة: قد أسلمت إذ كفروا، وعرفت إذا أنكروا، ووفيت إذ غدروا، وأقبلت إذ أدبروا. فقال: حسبي يا أمير المؤمنين، حسبي! وشهد مع «عليّ» - رضى الله عنه- يوم الجمل، ففقئت عينه، وقتل ابنه «محمد» يومئذ، وقتل ابنه الآخر مع الخوارج. وشهد مع «عليّ» صفّين، ومات في زمن «المختار» «2» ، وله مائة وعشرون سنة، وأوصى ألا يصلّى «المختار» عليه. ولم يبق له من عقب، إلا من قبل ابنتيه: أسدة، وعمرة، وإنما عقب «حاتم الطائي» من ولده «عبد الله بن حاتم» ، وهم ينزلون بنهر «كربلاء» .   [1] هـ، و: «رجله» . [2] هـ، و: «بل» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 313 عمرو بن المسيح «1» [1] الطائي رضى الله عنه وفد إلى النبي- صلّى الله عليه وسلّم- وأسلم. وكان أرمى «العرب» كلهم، وهو الّذي يقول فيه امرؤ القيس: [مديد] ربّ رام من بنى ثعل ... مخرج كفّيه من ستره وعاش مائة وخمسين سنة. ولست أدرى: أقبض قبل وفاة النبي- صلّى الله عليه وسلّم- أم بعده؟ نوفل بن معاوية رضى الله عنه هو: نوفل بن معاوية بن عمرو الدّئلى. وكان أبوه «معاوية» على «بنى الدّئل» يوم الفجار الأوّل، وله يقول «تأَبَّط شرّا» : ولا عامر ولا النّفاثىّ نوفل «2»   [1] ق، م: «المسبح» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 314 وكان ابنه «أسلم بن نوفل» أجود العرب. وعمّر «نوفل» في الجاهلية، ستين سنة، وفي الإسلام ستين سنة، وأسلم، وشهد ما بعد «الخندق» ، وروى عن النبي- صلّى الله عليه وسلّم- أحاديث. ومات ب «المدينة» في خلافة «يزيد بن معاوية» . عوف بن مالك الأشجعيّ رضى الله عنه هو: عوف بن مالك. أسلم، وشهد «يوم حنين» . وكانت معه راية «أشجع» يوم فتح «مكة» . وتحوّل إلى «الشام» في خلافة «أبى بكر» - رضى الله عنه- فنزل «حمص» وبقي إلى أول خلافة «عبد الملك» . ومات سنة ثلاث وسبعين. وكان يكنى: أبا عمرو. 161/ مالك بن عوف النّصرىّ رضى الله عنه هو من: نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن. وكان رئيس المشركين «يوم حنين» ، ثم أسلم، واستعمله رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- على قومه، وأعطاه مائة من الإبل، وكان من المؤلّفة قلوبهم. وله عقب. الحارث بن عوف رضى الله عنه هو من: بنى مرة بن نشبة. ويكنى: أبا أسماء. وهو صاحب الحمالة في حرب «داحس» . وكان أحد رؤساء المشركين «يوم الأحزاب» ، ثم أسلم بعد ذلك، فحسن إسلامه. وبعث معه رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- رجلا من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 315 الأنصار في جواره، يدعو قومه إلى الإسلام. فقتلوا الأنصاري. فبعث بدية الأنصاري سبعين بعيرا، فدفعها رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- إلى ورثته. وله عقب. معيقيب رضى الله عنه هو: معيقيب بن أبى فاطمة الدّوسى، من «الأزد» . وكان ممن أسلم قديما بمكة، ثم هاجر إلى أرض الحبشة، ويقال: بل رجع إلى بلده، ثم قدم مع «أبى موسى الأشعري» ، والأشعريين، على رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- ب «خيبر» ، فشهدها، وبقي إلى خلافة «عثمان» - رضى الله عنه- وكان على خاتم رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- وكتب ل «عمر بن الخطاب» - رضى الله عنه- وكان من أمنائه على بيت المال. وأصابه الجذام. قال خارجة بن زيد: «1» قال عمر بن الخطاب- رضى الله عنه- لمعيقيب، وهو يأكل معه: كل ممّا يليك، فإن الّذي بك لو كان بغيرك، لم أكلمه إلا وبيني وبينه قدر [1] رمح. خبّاب بن الأرتّ رضى الله عنه هو من: بنى سعد بن زيد مناة بن تميم. ويكنى: أبا عبد الله. وكان أصابه سباء، فبيع بمكة، فاشترته «أم أنمار» - وهي: أم سباع الخزاعية، من حلفاء بنى زهرة- فأعتقته- ويقال: بل أم «خبّاب» ، وأم «سباع ابن عبد العزى الخزاعىّ» ، واحدة، وكانت ختّانة بمكة.   [1] هـ، و: «قيد» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 وقال «حمزة بن عبد المطلب» ل «سباع بن عبد العزى» - وأمه أم أنمار-: هلم إليّ يا بن مقطّعة البظور. فانضم «خبّاب» إلى «آل سباع» ، وادعى حلف «بنى زهرة» بهذا السبب. وكان «خبّاب» رجلا فتيّا، وكان ظهر به [1] برص. وابنه «عبد الله بن خباب» هو الّذي قتلته «الخوارج» ، فسال دمه، كأنه شراك نعل ما/ 162/ امذقرّ «1» . وبقروا بطن أم ولده. وكان نازلا في قرية، فبهذا السبب استحل «عليّ» - رضى الله عنه- قتالهم. قال الواقدي: وكان «خبّاب» يكنى: أبا عبد الله. ومات بالكوفة، سنة سبع وثلاثين، وهو ابن ثلاث وستين سنة. وهو أول من قبره «عليّ» بالكوفة، وصلّى عليه منصرفه من «صفّين» . وله عقب. حاطب بن أبى بلتعة رضى الله عنه قال أبو اليقظان: هو: مولى ل «عبيد الله بن حميد بن زهير بن الحارث بن الأسود بن المطلب ابن أسد بن عبد العزى بن قصي» ، كاتبه فأدّى مكاتبته يوم الفتح. وأصله من حي من «الأزد» ، يقال لهم: النّمر «2» [2] ، من «لخم» .   [1] هـ، و: «بظهره» . [2] ق، م: «اليمن» . والعبارة: «من لخم» ساقطة من: هـ، و. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 وقتل: «عبيد الله بن حميد» يوم «بدر» كافرا، قتله «على بن أبى طالب» - رضى الله عنه. وقال الواقدي: هو من «لخم» حليف لبني أسد بن عبد العزى. ويكنى: «أبا محمد» . ومات بالمدينة سنة ثلاثين. وصلّى عليه «عثمان ابن عفان» - رضى الله عنه، وهو يومئذ ابن خمس وستين سنة. وكان خفيف اللّحية، أجنأ، حسن الجسم. وقال غيره: كان «حاطب» تاجرا، يبيع الطعام وغيره، وترك يوم مات أربعة آلاف دينار ودراهم، وغير ذلك. ومولاه: سعد بن خولى [1] ، مولى نعمة. شهد: بدرا، وأحدا، وقتل يوم أحد. وكان له ابن يقال له: «عبد الرحمن بن حاطب» يحمل عنه الحديث، ولد في عهد رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- وروى عن «عمر» ، ومات بالمدينة سنة ثمان وستين، وكان ثقة، قليل الحديث. و «لحاطب» عقب بالمدينة. الوليد بن عقبة رضى الله عنه قال أبو اليقظان: هو: الوليد بن عقبة بن أبى معيط بن أبى عمرو بن أمية بن عبد شمس. وكان «أبو عمرو» عبدا يسمى: ذكوان، فاستلحقه «أمية» ، وكنّاه: أبا عمرو. فخلف على امرأة «أمية» ، وهي: آمنة بنت أبان، أم الأعياص.   [1] ب، ط، ل: «خولة» . وهي رواية «أبى معشر وحده» . قال ابن حجر في الإصابة (2: 33) : «وغلط في ذلك» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 وكان «الوليد» يكنى: أبا وهب. وهو أخو «عثمان بن عفان» لأمه: أروى بنت كريز. وأسلم يوم فتح مكة، وبعثه رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- مصدّقا «1» إلى «بنى المصطلق» ، فأتاه، فقال: منعونى الصّدقة- وكان كاذبا- فأمر رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-/ 163/ بالسلاح إليهم، فأنزل الله عز وجل عليه: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ) 49: 6. «2» ووقع بينه «وبين عليّ بن أبى طالب» : كلام، فقال: لأنا أردّ للكتيبة، وأضرب لهامة البطل المشيح منك. فأنزل الله عز وجل: (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) 32: 18 «3» . وقال ابن الكلبيّ: كان «أمية بن عبد شمس» ، خرج إلى «الشام» ، فأقام بها عشر سنين، فوقع على أمة ل «لخم» ، يهوديّة، من أهل «صفّورية» ، يقال لها: ترنا. وكان لها زوج من أهل «صفورية» يهودي، فولدت له «ذكوان» ، فادعاه «أمية» ، واستلحقه، وكنّاه «أبا عمرو» ، ثم قدم به مكة، فلذلك قال النبي- صلّى الله عليه وسلّم- ل «عقبة» ، يوم أمر بقتله: إنما أنت يهودي من أهل «صفورية» «4» . ولّاه «عمر» - رضى الله عنه- على صدقات «بنى تغلب» . وولّاه «عثمان» «الكوفة» ، بعد «سعد بن أبى وقّاص» ، فصلّى بأهلها وهو سكران، وقال: أزيدكم؟ فشهدوا عليه بشرب الخمر عند «عثمان» ، فعزله وحدّه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 319 ولم يزل بالمدينة حتى بويع «عليّ» ، فخرج إلى «الرّقة» فنزلها، واعتزل «عليّا» و «معاوية» . ومات بناحية «الرّقة» ، وقبره على «البليخ» «1» . وولده بالرقة، وبالكوفة، منهم: محمد بن عمرو بن الوليد بن عقبة. وكان يقال له: ذو الشامة، ويرمى بالزّندقة. وأخوه «عمارة بن عقبة» أسلم يوم فتح مكة. ومن ولده: مدرك بن عمارة، الّذي روى عنه: إسماعيل بن أبى خالد. وأخوه «خالد بن عقبة» وكان من سرواتهم، وأسلم يوم فتح مكة، وشهد جنازة «الحسن بن عليّ» - رضى الله عنهما- من بين «بنى أمية» . عبد الله بن عامر رضى الله عنه قال أبو اليقظان: هو: عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس. وكان أبوه «عامر بن كريز» ، أسلم يوم فتح مكّة، وبقي إلى خلافة «عثمان» ، وقدم على ابنه «عبد الله بن عامر» البصرة، وهو واليها، ل «عثمان بن عفان» - رضى الله عنه. وكانت أم «عامر» : البيضاء بنت عبد المطلب. وكان مضعوفا، فأتى به «عبد المطلب» ، فمسّه، فقال: وعظام «هاشم» ، ما في «عبد مناف» مولود أحمق منه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 320 وأما «عبد الله بن عامر» فإن أباه أتى به النبي- صلّى الله عليه وسلّم- فحنّكه، فتثاءب، فتفل في فمه، فازدرد ريقه. فقال النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم-: إني لأرجو/ 164/ أن يكون متّقيا [1] . وكان يكنى: أبا عبد الرحمن. وهو افتتح عامّة «فارس» و «خراسان» ، و «سجستان» ، و «كابل» ، واتخذ «النّباج» ، وغرس فيها، فهي تدعى «نباج ابن عامر» «1» ، واتخذ «القريتين» وغرس بها نخلا، وأنبط عيونا تعرف بعيون ابن عامر، بينها وبين «النّباج» ليلة، على طريق المدينة، وحفر الحفير، ثم حفر «السّمينة» «2» ، واتخذ بقرب «قباء» قصرا، وجعل فيه زنجا، ليعملوا فيه، فماتوا فتركه. واتخذ ب «عرفات» حياضا ونخلا، واحتفر ب «البصرة» نهرين، أحدهما في الشرق، والآخر الّذي يعرف بأم عبد الله. وأم عبد الله: أمه، واسمها: دجاجة بنت أسماء بنت الصّلت السّلمى. وحوض «أم عبد الله» بالبصرة. منسوب إليها، وماتت بالبصرة. و «عبد الله بن عامر» حفر نهر «الأبلة» ، وكان يقول: لو تركت لخرجت المرأة في حداجتها «3» على دابّتها، ترد كل يوم على ماء وسوق، حتى توافي مكة. ومات بمكة، فدفن بعرفات. وعقبه كثير. وكانت وفاته سنة تسع وخمسين، قبل وفاة «معاوية» بسنة. [وبلغني أنه] [2] لم يرو عن رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- إلا حديثا واحدا: «من قتل دون ماله، فهو شهيد» .   [1] ب، ط، ل: «مستقيما» . [2] تكملة من: هـ، و. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 321 وأوصى إلى «عبد الله بن الزبير» . وحضره «ابن عمر» عند وفاته، فأثنى عليه بما اتخذ من الحياض بعرفات، وبآثاره في الأرض، فنظر إليهم. فقال «ابن عمر» : إذا طابت المكسبة، زكت النّفقة، وسنرد فنعلم. ومن موالي «آل كريز» : طويس، مولى «أروى بنت كريز» ، أم «عثمان بن عفان» - رضى الله عنه. واسمه: عبد الملك، وكان يكنى: أبا عبد النّعيم. ورئي «طويس» يرمى الجمار بسكّر مزعفر، فقيل له: ما هذا؟ فقال: كانت للشيطان عندي يد فأحببت أن أكافئه عليها. ذو اليدين رضى الله عنه هو: عمير بن عبد عمرو، من: خزاعة. ويكنى: أبا محمد. وكان يعمل بيديه جميعا، فقيل له: ذو اليدين. ويقال له: ذو الشّمالين، أيضا. وقد يقال: إن اسمه الخرباق، وأنه كان طويل اليدين. وهذا هو الّذي ذكر في الحديث الّذي ذكر فيه: أن رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- تكلم بعد الصلاة، ثم قضى ما فاته. وليس هو «ذو الشمالين» الّذي استشهد يوم «بدر» . 165/ ذو البجادين [1] رضى الله عنه هو: عبد الله بن عبد نهم. سمى: ذا البجادين، لأنه حين أراد المسير إلى رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- قطعت أمه بجادا لها- وهو كساء- باثنين، فاتزّر «1» بواحد، وارتدى بآخر. ومات في عصر النبي- صلّى الله عليه وسلّم.   [1] هـ، و: «ذو النجادين» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 322 عمير مولى آبى اللحم الغفاريّ رضى الله عنه كان «عمير» مولى «آبى اللّحم» يروى عن النبي- صلّى الله عليه وسلّم- وكان «آبى اللحم» أبى أن يأكل ما ذبح على الأنصاب، فسمى: آبى اللحم. وقال عمير: شهدت «حنينا» وأنا عبد، فأعطانى النبي- صلّى الله عليه وسلّم- سيفا، ومن خرثىّ «1» المتاع، ولم يضرب لي بسهم. جهجاه الغفاريّ رضى الله عنه هو: جهجاه بن سعيد الغفاريّ. وكان من فقراء المهاجرين، وأجيرا ل «عمر ابن الخطاب» . وتناول عصا «عثمان» وهو على المنبر، فكسرها على ركبته، فوقعت الإكلة «2» في ركبته. وكان أكل مع النبي- صلّى الله عليه وسلّم- وهو كافر، فأكثر، ثم أكل معه، وقد أسلم، فأقلّ، فقال النبي- صلّى الله عليه وسلّم-: المؤمن يأكل في معى واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء. سلمة بن الأكوع الأسلمي رضى الله عنه كان يكنى: أبا إياس، وكان من الرّماة المذكورين. ومات سنة أربع وسبعين، وهو ابن ثمانين سنة. وأخوه: أهبان بن الأكوع، مكلّم الذئب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 قال الواقدي: مكلم الذئب: أهبان بن أوس الأسلميّ. وأسلم «أهبان» وصحب النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- ونزل «الكوفة» ، وتوفى في خلافة «معاوية بن أبى سفيان» . وابنه «إياس بن سلمة بن الأكوع» يكنى: أبا بكر. توفى سنة تسع عشرة ومائة بالمدينة، وهو ابن سبع وسبعين سنة. الفرات بن حيّان [1] رضى الله عنه هو من «عجل» من: بنى سعد، رهط: حنظلة بن ثعلبة بن سيّار. وكان أهدى الناس بالطريق، وأعرفهم بها، فكان يخرج في عيرات «قريش» إلى الشام، وله يقول حسان بن ثابت: [طويل] فإن نلق في تطوافنا والتماسنا ... فرات بن حيّان يكن رهن هالك [2] وأسلم «الفرات» ، وحسن إسلامه. وقال رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- يوم حنين [3] ، حين أعطى المؤلفة قلوبهم: «إن من الناس ناسا «1» ، نكلهم إلى إيمانهم، منهم: الفرات بن حيان» .   [1] جاءت هذه الترجمة في: «هـ، و» متأخرة بعد ترجمة «أبى برزة الأسلمي» (ص 336) . [2] هـ: «يقظ دهن هالك» . و: «يفظ ... » . [3] هـ، و: «يوم خيبر» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 شرحبيل بن حسنة رضى الله عنه هو منسوب إلى أمه. وأبوه: عبد الله بن المطاع بن عمرو، من «اليمن» ، حليف لبني زهرة. وكان يكنى: أبا عبد الله. ومات في طاعون «عمواس» سنة ثمان عشرة، وهو ابن أربع وستين عبد الله بن بحينة رضى الله عنه هو منسوب إلى أمه: «بحينة» ، بنت/ 166/ الحارث بن عبد المطلب. وأبوه «مالك» من: الأزد. خفاف بن ندبة رضى الله عنه هو منسوب إلى أمه، وكانت سوداء. و «خفاف» أحد أغربة العرب، لسواده. وأبوه: عمير بن الحارث بن الشّريد السّلمى، وكان شاعرا. وشهد مع النبي- صلّى الله عليه وسلّم- فتح مكة، ومعه لواء «بنى سليم» ، وبقي إلى زمان «عمر» . أبو لبابة الأنصاري رضى الله عنه هو مكنّى ببنت له، يقال لها: لبابة، كانت تحت «زيد بن الخطاب» ، وقد ولدت له. واسمه «بشير بن عبد المنذر» - ويقال: رفاعة بن عبد المنذر- وتوفى «أبو لبابة» بعد قتل «عثمان» . وقيل: قبل «عليّ» . وله عقب من ابنه «السائب» . المعارف لابن قتيبة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 325 البراء بن عازب الأنصاري رضى الله عنه يكنى: أبا عمارة. وكان «البراء» ابن أخت «أبى بردة بن نيار» . واسم «أبى بردة» : هانئ، من: قضاعة. ولأبى «بردة» عقب. وكان ل «لبراء» ابنان، قد روى عنهما الحديث: يزيد بن البراء، وسويد ابن البراء. وكان «سويد» على «عمان» ، فكان كخير الأمراء. عاصم بن عدي رضى الله عنه هو من «العجلان» ، من «بنى قضاعة» . ومات وهو ابن مائة وخمس عشرة سنة، في خلافة «معاوية» . وأخوه «معن بن عدىّ» ، له عقب، وقتل باليمامة. ومن ولد «عاصم» : أبو البدّاح بن عاصم بن عدىّ، العجلانىّ، لقب غلب عليه. وكان يكنى: أبا عمرو، وحمل عنه الحديث. وتوفى سنة سبع عشرة ومائة، وهو ابن أربع وثمانين سنة. أبو عبس بن جبر رضى الله عنه اسمه: عبد الرحمن، من: الخزرج، وكان «أبو عبس» يكتب بالعربية قبل الإسلام. ومات سنة أربع وثلاثين، ودفن ب «البقيع» ، وكان يخضب بالحنّاء. وعقبه ب «المدينة» و «بغداد» كثير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 326 خوّات بن جبير بن النّعمان رضى الله عنه هو من «الخزرج» ، ويكنى: أبا صالح- ويقال: يكنى: أبا عبد الرحمن- وهو صاحب «ذات النّحيين» في الجاهلية. ومات بالمدينة سنة أربعين، وله عقب. وأخوه: عبد الله بن جبير، أمير الرّماة «يوم أحد» ، وقتل «عبد الله» يومئذ. ولا عقب له. أبو اليسر رضى الله عنه هو: كعب بن عمرو، من الأنصار، وكان قصيرا، ذا بطن،/ 167/ وأسر «العباس بن عبد المطلب» يوم بدر، فأتى به النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- وتوفى سنة خمسة وخمسين، في خلافة «معاوية» . وله عقب ب «المدينة» . أبو مرثد الغنوي رضى الله عنه هو: كنّاز بن حصين، من: غنى. وكان تربا ل «حمزة بن عبد المطلب» ، وآخى رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- بينه وبين «عبادة بن الصامت» . وآخى بينه وبين ابنه «مرثد» وبين «ابن الصامت» أخى «عبادة» . وكان «أبو مرثد» ، طوالا، كثير شعر الرأس. ومات في خلافة «أبى بكر» - رضى الله عنه- سنة اثنتي عشرة، وهو يومئذ ابن ست وستين سنة. وقتل ابنه «مرثد» في حياة رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- يوم الرّجيع «1» شهيدا، وكان أمير السريّة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 327 مسطح بن أثاثة رضى الله عنه هو: مسطح بن أثاثة بن عبّاد بن عبد المطلب بن عبد مناف. ويكنى: أبا عبّاد. شهد: بدرا، وأحدا، والمشاهد كلها. وكان «أبو بكر» يجرى عليه. وهو الّذي قذف «عائشة» - رضى الله عنها. والّذي قذفت به: صفوان بن المعطّل-[فبرأها الله تعالى من ذلك [1] . سويبط رضى الله عنه هو: سويبط بن سعد بن حرملة، من «عبد الدار بن قصي» . كان من مهاجرة «الحبشة» . وشهد: بدرا، وأحدا. وكان مزّاحا. وهو الّذي ضحك النبي- صلّى الله عليه وسلم- وأصحابه من قصّته حولا، وذلك أنه خرج مع «أبى بكر الصديق» - رضى الله عنه- في تجارة إلى «بصرى» ، ومعهم «نعيمان» ، وكان «نعيمان» ممن شهد «بدرا» أيضا، وكان على الزّاد، فقال له «سويبط» : أطعمنى. فقال: حتى يجئ «أبو بكر» . فقال: أما والله لأغيظنك! فمروا بقوم، فقال لهم «سويبط» : تشترون منى عبدا؟ قالوا: نعم. فقال: إنه عبد له كلام، وهو قائل لكم: إني حر، فإن كنتم، إذا قال لكم هذه المقالة، تركتموه، فلا تفسدوا عليّ عبدي. قالوا: بل نشتريه منك. فاشتروه بعشر قلائص، ثم جاءوا، فوضعوا في عنقه حبلا. فقال «نعيمان» : إن هذا يستهزئ بكم، وإني حر. فقالوا: قد عرفنا خبرك،   [1] تكملة من: ق، م. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 328 وانطلقوا به. فلما جاء «أبو بكر» أخبروه، فأتبعهم، وردّ عليهم القلائص، وأخذه. فلما قدموا على النبي- صلّى الله عليه وسلم- أخبروه، فضحك هو وأصحابه من ذلك حولا. / 168/ وكان «نعيمان» أيضا مزّاحا، وجلده النبي- صلّى الله عليه وسلّم- أربع مرات في الخمر. ومرّ ب «مخرمة بن نوفل» ، وقد كفّ بصره، فقال: ألا رجل يقودني حتى أبول، فأخذ بيده «نعيمان» فلما بلغ مؤخر المسجد، قال: هاهنا فبل. فبال، فصيح به، فقال: من قادني؟ قيل: نعيمان. فقال: للَّه عليّ أن أضربه بعصاي هذه. فبلغت «نعيمان» فأتاه، فقال له: هل لك في «نعيمان» ؟ قال: نعم. قال: فقم. فقام معه. فأتى به «عثمان بن عفان» - رضى الله عنه- وهو يصلى، فقال: دونك الرجل. فجمع يديه في العصا، ثم ضربه. فقال الناس: أمير المؤمنين! فقال: من قادني؟ قالوا: نعيمان. قال: لا أعود إلى «نعيمان» أبدا. دحية بن خليفة رضى الله عنه هو: دحية بن خليفة بن عامر، من: الخزرج. وأسلم قديما، ولم يشهد «بدرا» . وكان يشبّه بجبريل- عليه السلام- لجماله وحسنه. وكان إذا قدم «المدينة» لم تبق معصر «1» ، إلا خرجت تنظر إليه. وبقي إلى زمان «معاوية» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 عرابة الأوسي رضى الله عنه هو: عرابة بن أوس القيظى، وهو الّذي مدحه «الشمّاخ» «1» ، فقال: [وافر] رأيت عرابة الأوسيّ يسمو ... إلى الخيرات منقطع القرين إذا ما راية رفعت لمجد ... تلقّاها عرابة باليمين وشهد «عرابة» يوم أحد، فاستصغر، فردّ. وحشي قاتل حمزة هو: وحشيّ بن حرب. ويكنى: أبا دسمة، وكان من سودان مكة، عبدا ل «جبير بن مطعم» ، قتل «حمزة» ، وأتى النبي- صلّى الله عليه وسلّم- مسلما، فقال له النبي- صلّى الله عليه وسلم- غيّب وجهك عنى. قال: فكنت إذا رأيته في الطريق، تقصّيتها «2» . وخرج إلى الشام، فنزل «حمص» ، فكان يشرب الخمر، ويلبس المعصفر، وهو أوّل من حدّ بالشام في الخمر. وله عقب بالشام. حمل بن مالك بن النابغة هو من «هذيل» . أسلم، ثم رجع إلى بلاد قومه، ثم تحوّل إلى «البصرة» ، وابتنى بها دارا في «هذيل» . ثم صارت داره بعده ل «عمر بن مهران» الكاتب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 330 مجالد ومجاشع ابنا مسعود رضى الله عنهما هما من «سليم» وكان ب «مجالد» عرج شديد. وأخوه «مجاشع بن مسعود» من المهاجرين. وجاء «مجاشع» بأخيه إلى النبي- صلّى الله عليه وسلم- ليبايعه، بعد فتح «مكة» ، على الهجرة، فقال: لا هجرة بعد الفتح. وكان ل «مجاشع» / 169/ فرس يقال لها: الدّبساء «1» ، يسابق عليها، ويقال: إنه أخذ في غاية واحدة، خمسين ألف درهم. وشهد «الجمل» مع «عائشة» - رضى الله عنها- فقتل. وله عقب بالبصرة. علقمة بن علاثة رضى الله عنه هو الّذي نافر «عامر بن الطّفيل» ، فقال فيه الأعشى: [سريع] علقم ما أنت [1] إلى عامر ... الناقض الأوتار «2» والواتر وكان وفد إلى النبي- صلّى الله عليه وسلم- فأسلم، ثم ارتد، ولحق ب «قيصر» ، ثم انصرف، وأسلم. واستعمله «عمر» على «حوران» ، فمات بها.   [1] الديوان (ص 105) : «لا لست» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 لبيد بن ربيعة الشاعر رضى الله عنه هو: لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب. قدم «لبيد» في وفد «بنى كلاب» على النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- فأسلم، وأسلموا، ورجعوا إلى بلادهم، ولم يقل بعد الإسلام شعرا. ثم قدم «الكوفة» وبنوه، فرجع بنوه إلى البادية أعرابا. وأقام «لبيد» إلى أن مات بها، فدفن في صحراء «بنى جعفر بن كلاب» . وكانت وفاته ليلة نزل «معاوية» «النّخيلة» «1» ، لمصالحة «الحسن بن على» - رضى الله عنهما- ويقال: بل كانت بعد ذلك. ومات وهو ابن مائة وسبع وخمسين سنة. وافد بن المنتفق يقال: هو «لقيط بن صبرة» ويقال: هو «لقيط بن عامر بن المنتفق» ، من: بنى عقيل. ويكنى: أبا رزين. وهم مجمعون على أنه من «عقيل» [1] .   [1] زادت «ب» : ويقال إنه قال هذا البيت: الحمد للَّه إذ لم يأتنى أجلى ... حتى كساني من الإسلام سربالا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 مكنف بن زيد الخيل الطائي رضى الله عنه كان «مكنف» أكبر ولد أبيه، وبه كان يكنى. وأسلم وصحب النبيّ- صلّى الله عليه وسلم-. وشهد قتال الردّة، مع «خالد بن الوليد» ، وكذلك أخوه «حريث بن زيد الخيل» ، صاحب النبي- صلّى الله عليه وسلم- وشهد قتال الردّة. فأما «زيد الخيل» ، فإنه أتى النبي- صلّى الله عليه وسلم- وسمّاه: زيد الخير، وقطع له أرضين. وكانت «المدينة» وبيئة، فلما خرج من عند النبي- صلّى الله عليه وسلم- قال: لن ينجو «زيد» من أم ملدم «1» . فلما بلغ بلده مات. «وحماد الرواية» مولى «مكنف» . الأشعث بن قيس رضى الله عنه اسمه: «معديكرب بن قيس» . وسمى «أشعث» لشعث رأسه، وهو من «كندة» . وكانت «مراد» قتلت أباه، فخرج ثائرا بأبيه، فأسر، ففدى نفسه بثلاثة آلاف بعير، ووفد إلى النبي- صلّى الله عليه وسلم- في سبعين رجلا من/ 170/ «كندة» ، فأسلم. ويكنى: أبا محمد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 ولما قبض رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- أبى أن يبايع «أبا بكر» - رضى الله عنه- فحاربه عامل «أبى بكر» ، حتى استأمنه، فاستأمنه على حكم «أبى بكر» ، وبعث به إليه، فسأل «أبا بكر» أن يستبقيه لحربه، ويزوّجه أخته «أم فروة» ، ففعل ذلك «أبو بكر» . ومات سنة أربعين. وابنه: عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، الّذي خرج على «الحجّاج» ، وخرج معه القرّاء والعلماء. عكرمة بن أبى جهل رضى الله عنه أسلم بعد الفتح، وقتل يوم «اليرموك» في خلافة «أبى بكر» - رضى الله عنه. ولا عقب له. حجر بن عدىّ رضى الله عنه هو الّذي قتله «معاوية» . ويكنى: أبا عبد الرحمن. وكان وفد إلى النبي- صلّى الله عليه وسلم- وأسلم، وشهد «القادسيّة» ، وشهد «الجمل» ، و «صفّين» ، مع «على» . فقتله «معاوية» بمرج عذراء «1» ، مع عدّة، وكان له ابنان يتشيّعان، يقال لهما: عبيد الله، وعبد الرحمن، قتلهما «مصعب بن الزبير» صبرا. وقتل «حجر» سنة ثلاث وخمسين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 عبد الله بن عوسجة البجليّ رضى الله عنه كان «عبد الله بن عوسجة البجلي» رسول النبي- صلّى الله عليه وسلم- إلى بنى حارثة بن عمرو بن قريط [1] ، وكان كتب معه كتابا، يدعوهم إلى الإسلام. فأخذوا الصحيفة فغسلوها، ورقعوا بها أسفل دلوهم، وأبوا أن يجيبوه. فقال رسول الله- صلّى الله عليه وسلم-: ما لهم، أذهب الله عقولهم! فهم أهل «1» رعدة وسفه، وكلام مختلط! فيروز الدّيلميّ هو من أبناء «فارس» ، الذين بعثهم «كسرى» إلى «اليمن» ، فنفوا «الحبشة» عنها وغلبوا عليها، و «فيروز» هو الّذي قتل «الأسود بن كعب العنسيّ» المتنبي باليمن، فقال رسول الله- صلّى الله عليه وسلم-: قتله الرجل الصالح: فيروز الدّيلميّ. وقد وفد على النبي- صلّى الله عليه وسلم- وروى عنه أحاديث يذكر فيها، فيقال: الدّيلميّ الحميري. وإنما قيل: حميرى، لنزوله في «حمير» . ومات «فيروز» في خلافة «عثمان» .   [1] ق: وم: «قرط» . وانظر: الإصابة (2: 347) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 العجلاني الّذي لا عن «1» رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- بينه وبين امرأته. هو: عويمر بن الحارث. وقال عكرمة: رأيت ابن الملاعنة، أميرا على مصر، وما يدعى لأب. 171/ العبّاس بن مرداس السّلمى أسلم قبل فتح «مكة» ، وحضر مع رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- يوم فتح «مكة» في تسعمائة ونيّف، بالقنا والدّروع، على الخيل. وكان يرجع إلى بلاد قومه، ولا يسكن «مكة» ولا «المدينة» . وابنه «جلهمة» قد روى عن النبي- صلّى الله عليه وسلم- أحاديث. أبو برزة الأسلمي رضى الله عنه هو: عبد الله بن نضلة. ويقال: نضلة بن عبد الله [1] . مات بخراسان غازيا. الخشخاش هو: الخشخاش بن خلف. وكان أبوه يعرف بالمجفر» ، من: بنى العنبر. وهو الّذي قال له رسول الله- صلّى الله عليه وسلم-: لا تجن شمالك على يمينك.   [1] زادت في «ب» و «ط» : ويقال: «نهلة بن عابد» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 336 وكان له ابنان: مالك، وعبيد، يليان الولايات. ول «مالك» ابن يقال له: حصين، ولى ل «زياد» «ميسان» «1» ، وبقي عليها، أربعين سنة. وابن آخر، يقال له: الحرّ. ومن ولده: معاذ بن العنبري، ولى قضاء «البصرة» للرّشيد. ومن موالي «آل الخشخاش» : فيروز، أعظم مولى ب «العراق» قدرا، وقد ولى الولايات، وخرج مع «ابن الأشعث» ، فقال «الحجاج» : من جاءني برأس «فيروز» ، فله عشرة آلاف درهم. فقال: «فيروز» : من جاءني برأس «الحجاج» فله مائة ألف درهم. فلما هزم «ابن الأشعث» ، هرب إلى «خراسان» ، فأخذه «يزيد بن المهلب» فبعث به إلى «الحجاج» ، فقال له: أظهرنى على أموالك. قال: على أن تؤمّننى؟ قال: لا. فنادى: ألا من كان ل «فيروز» عنده مال فهو في حلّ منه. فأمر به، فشق له قصب، ثم شد عليه، وجعل يسلّه قصبة قصبة، حتى قطع جسده، ثم صب عليه الخلّ والملح، حتى مات. 172/ عياض بن حمار هو: عياض بن حمار بن أبى حمار بن ناجية بن عقال الدارميّ. و «أبو حمار ابن ناجية بن عقال الدّارميّ» ، هو أخو «صعصعة بن ناجية» ، جدّ «الفرزدق» الشاعر. و «عياض» هو الّذي أهدى إلى النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- في شركه. فقال: لا أقبل زاد المشركين. ولا نعلم له عقبا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 الأشج العبديّ هو: «المنذر بن عائذ» من «عصر» . وكان «عمرو بن قيس» ابن أخته. وهو أوّل من أسلم من «ربيعة» ، وذلك أن «الأشجّ» ، بعثه الى رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- ليعلم علمه، فلما لقي النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- آمن به، وأتى «الأشجّ» فأخبره بأخباره. فأسلم «الأشج» ، وأتى رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- وقال: إنّ فيك خلقين يحبهما الله: الحلم والحياء. الجارود العبديّ هو: «بشر بن عمرو بن حنش بن المعلّى» ، من «عبد القيس» . ويكنى: أبا غياث. وسمى: الجارود. لأنه فرّ بإبله إلى أخواله «بنى شيبان» ، وبإبله داء، ففشا ذلك الداء في إبل أخواله فأهلكها، فلذلك [1] قال الشاعر: [طويل] لقد [2] جرّد الجارود بكر بن وائل «1» وأسلم «الجارود» في زمن النبي- صلّى الله عليه وسلم- ولقي العدو ب «عقبة الطّين» «2» ، فقتل بها، فسميت: عقبة الجارود. وابنه: عبد الله بن الجارود، وكان يلقّب ب «طير العناق» ، لقصره. وكان رأس «عبد القيس» ، واجتمعت عليه القبائل من أهل «البصرة» ، وأهل   [1] في هامش «ق» : «نسخة: فذلك قول» . [2] كذا في: «ق» واللسان «جرد» . والّذي في سائر الأصول: «كما» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 «الكوفة» ، فولّوه أمرهم، ب «رستقباذ» «1» فقاتلوا «الحجاج» ، فظفر بهم، فأخذه «الحجاج» ، فصلبه. وابنه: «المنذر بن الجارود» ، ولى «إصطخر» ل «عليّ بن أبى طالب» . وابنه: «الحكم بن المنذر» سيّد «عبد القيس» ، وفيه يقول «الكذّاب الحرمازىّ» : [رجز] يا حكم بن المنذر بن الجارود ... سرادق المجد عليك ممدود أنت الجواد ابن الجواد المحمود ... نبتّ في الجود وفي بيت الجود والعود قد ينبت في أصل العود ويكنى: أبا غيلان. ومات في حبس «الحجّاج» ، الّذي يعرف ب «الدّيماس» «2» . صحار بن العبّاس العبديّ وفد على النبي- صلّى الله عليه وسلم- وأسلم، وكان من أخطب الناس،/ 173/ وأبينهم، وكان أحمر أزرق. وقال له «معاوية» يوما: يا أزرق. قال: البازي أزرق. قال: يا أحمر. قال: الذهب أحمر. وكان عثمانيّا، وكانت «عبد القيس» تتشيّع، فخالفها. وهو جد «جعفر بن زيد» وكان خيّرا، فاضلا، مجتهدا، عابدا. وقد روى «صحار» عن النبي- صلّى الله عليه وسلم- حديثين، أو ثلاثة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 خريم بن فاتك الأسديّ هو من «بنى أسد» . صحب النبي- صلّى الله عليه وسلم- فروى عنه. وابنه: أيمن بن خريم، الشاعر. وكان أبرص. وكان مع «بنى مروان» يسامرهم ويؤاكلهم. حدّثنى سهل بن محمد، قال: حدّثنا الأصمعيّ، قال: حدّثنا زكريّا الحبطىّ «1» [1] ، عن أبيه، قال: قال «عبد الملك بن مروان» ، ل «أيمن بن خريم الأسدي» : إن أباك كانت له صحبة ولعمّك، فخذ هذا المال وانطلق فقاتل «ابن الزّبير» . فأبى [2] ، وقال: [وافر] ولست بقاتل رجلا يصلّى ... على سلطان آخر من قريش له سلطانه وعليّ وزري ... معاذ الله من سفه وطيش أأقتل مؤمنا وأعيش حيّا ... ولست بنافع ما عشت عيشي   [1] كذا في: م. والّذي في: ق: «زكريا الحنظليّ» . وفي: ل: «ابن زكريا الحبطى» . والّذي في سائر الأصول: «أبو زكريا الحبطى» . [2] زادت «ب، ط، ل:» : «فقال: إن أبى وعمى شهدا بدرا، ونهيا ألا أقاتل مسلما» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 من تأخر موته من الصحابة رضى الله عنهم قال أبو محمد: قال الواقدي: آخر من مات ب «الكوفة» من الصحابة: «عبد الله بن أبى أوفى» ، توفى سنة ست وثمانين. وآخر من مات ب «المدينة» من الصحابة: «سهل بن سعد الساعدي» ، سنة إحدى وتسعين. ويقال: وهو ابن مائة سنة. وآخر من مات ب «البصرة» من الصحابة «أنس بن مالك» ، سنة إحدى وتسعين. ويقال: سنة ثلاث وتسعين. وآخر من مات ب «الشام» من الصحابة: «عبد الله بن بسر» ، سنة ثمان وثمانين. وممن تأخر موته «وائلة بن الأسقع» ، هلك ب «الشام» سنة خمس وثمانين، وهو ابن ثمان وتسعين سنة، وهو من «بنى ليث بن كنانة» . أبو الطّفيل الكنانيّ رضى الله عنه هو: «أبو الطفيل عامر بن واثلة» ، رأى النبيّ- صلّى الله عليه وسلم. وكان آخر من رآه موتا. ومات بعد سنة مائة. وشهد مع «عليّ» المشاهد كلها، وكان مع «المختار» صاحب رايته، وكان يؤمن بالرّجعة. وهو القائل: [طويل] / 174/ وبقيت سهما في الكنانة واحدا ... سيرمى به أو يكسر السهم كاسره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 341 وهو القائل: [طويل] أيدعونني شيخا وقد عشت حقبة ... وهنّ من الأزواج نحوي نزائع [1] وما شاب رأسي من سنين تتابعت ... عليّ ولكن شيّبتنى الوقائع أسماء المؤلفة قلوبهم «أبو سفيان بن حرب» ، و «معاوية» ابنه، ثم حسن إسلامهما. و «حكيم ابن حزام» ، ثم حسن إسلامه. و «الحارث بن هشام» ، أخو «أبى جهل بن هشام» ، ثم حسن إسلامه. [و «صفوان بن أميّة» ، ثم حسن إسلامه [2] . و «سهيل ابن عمرو» ، ثم حسن إسلامه. [و «حويطب بن عبد العزى» ، ثم حسن إسلامه] . و «العلاء بن حارثة الثّقفيّ» ، و «عيينة بن حصن بن حذيفة ابن بدر» ، و «الأقرع بن حابس» ، و «مالك بن عوف النّصرى» ، و «العباس ابن مرداس السّلمى» ثم حسن إسلامه. و «قيس بن مخرمة» ، ثم حسن إسلامه. و «جبير بن مطعم» ، ثم حسن إسلامه [3] .   [1] ب، ط، ل: «نوازع» . [2] التكملة من: «ق» . [3] زادت «ب» : «قال في القاموس: والمؤلفة قلوبهم من سادات العرب، أمر النبيّ صلّى الله عليه وسلم بتألفهم، وإعطائهم من دارهم، ليرغبوا في الإسلام، وهم: الأقرع بن حابس، وجبير بن مطعم، والجد بن قيس، والحارث بن هشام، وحكيم بن حزام، وحكيم بن طليق، وحويطب ابن عبد العزى، وخالد بن أسيد، وخالد بن قيس، وسعد الخيل، وسعيد بن يربوع، وسهيل بن عمر ابن عبد شمس العامري، وسهيل بن عمرو الجمحيّ، وصفوان بن أمية الجمحيّ، والعباس بن مرداس، وعبد الرحمن بن يربوع، والعلاء بن حارثة، وعلقمة بن علاثة، والسنابل عمر بن عدي، وقيس بن مخرمة، ومالك بن عوف، ومخرمة بن نوفل، ومعاوية بن أبى سفيان، والمغيرة بن الحارث، والنضر بن الحارث ابن كندة، وهشام بن عمرو- رضى الله عنهم جميعا» . وقد كانت وفاة صاحب القاموس الفيروزآبادي محمد بن يعقوب سنة 816 هـ (1413 م) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 342 أسماء المنافقين الذين أرادوا أن يلقوا رسول الله صلّى الله عليه وسلم من الثنية، في غزوة تبوك «عبد الله بن أبىّ» ، و «سعد بن أبى سرح» - وهو أبو الّذي كان يكتب لرسول الله- صلّى الله عليه وسلم- مكان «غفور رحيم» : «عزيز حكيم» - و «أبو حاضر الأعرابيّ» ، و «الجلاس بن سويد بن صامت» ، و «مجمّع بن حارثة» ، و «مليح التّيمي» - وهو الّذي سرق طيب الكعبة وارتد عن الإسلام، وانطلق، فلا يدرى أين ذهب- و «حصين بن نمير» - وهو الّذي أغار على تمر الصدقة فسرقه- و «طعيمة بن أبيرق» ، و «مرة ابن ربيع» . وكان «أبو عامر» رأسهم، وله بنوا مسجد الضّرار، وهو أبو «حنظلة» ، غسيل الملائكة. أسماء الثلاثة الذين خلفوا ونزل فيهم القرآن «كعب بن مالك» ، و «مرارة بن الرّبيع» ، و «هلال بن أمية» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 175/ أسماء الخلفاء معاوية بن أبى سفيان واسم «أبى سفيان» : صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر ابن كنانة. وكان «أبو سفيان» قد أسلم قبيل فتح «مكة» ، وولّاه رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- صدقات الطائف، وذهبت عينه مع النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- في بعض المغازي. ثم بقي إلى خلافة «عثمان» - رضى الله عنه- فعمى قبل أن يموت. ومات ب «المدينة» سنة اثنتين وثلاثين، وهو ابن ثمان وثمانين سنة. وأم «أبى سفيان» : صفيّة بنت الحارث، من: قيس عيلان. وأم «معاوية» : هند بنت عتبة بن ربيعة. ويقال إن إحدى عينيه ذهبت «يوم الطائف» ، والأخرى «يوم اليرموك» . وكان ل «أبى سفيان» من الولد: أم حبيبة- زوج النبي. صلّى الله عليه وسلم. اسمها: رملة- وآمنة، وعمرو، وهند، وصخرة، ومعاوية، وعتبة، وجويرية، وأم الحكم- وهؤلاء الأربعة من: هند بنت عتبة- وحنظلة، وعتبة، ومحمد، وزياد، ويزيد، ورملة الصغرى، وميمونة. فأما «عمرو بن أبى سفيان» فأسر «يوم بدر» ، فلم يفده «أبو سفيان» ، وأسر رجلا من المسلمين، فأطلق النبي- صلّى الله عليه وسلم- «عمرا» ، وأطلق «أبو سفيان» المسلم. ولا عقب ل «عمرو بن أبى سفيان» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 344 وأما «حنظلة بن أبى سفيان» فقتله «عليّ بن أبى طالب» ، يوم بدر، ولا عقب له. وأما «يزيد بن أبى سفيان» فكان يقال له: يزيد الخير. واستعمله «أبو بكر» على «الشام» ، ثم أقرّه «عمر» بعد «أبى بكر» . وكان «أبو سفيان ابن حرب» يقاتل تحت راية ابنه «يزيد» يوم اليرموك. ومات «يزيد» «بالشام» ، وهو عامل «عمر» - رضى الله عنه- في طاعون «عمواس» ، وذلك سنة ثماني عشرة. وولّى «عمر» أخاه «معاوية» ما كان يليه. ولا عقب ل «يزيد» . وأما «عنبسة بن أبى سفيان» فجلده «خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد» الحدّ في الشراب ب «الطائف» . وكان له أولاد، لم يعقب/ 176/ منهم، إلا «عثمان بن عنبسة» . وأما «محمد بن أبى سفيان» فولد «عثمان» ، وكان عاملا ب «المدينة» ، ل «يزيد بن معاوية» ، فنحس به أهلها، ففي سببه كانت «وقعة الحرّة» . وأما «عتبة بن أبى سفيان» فكان يضعّف، وشهد «الجمل» مع «عائشة» - رضى الله عنها- وولّاه «معاوية» «مصر» . وكان له أولاد، منهم: «معاوية بن عتبة» . ولّاه «معاوية» «المدينة» . ومنهم: «عمرو بن عتبة» ، وكان خرج مع «ابن الأشعث» فقتل. وعقب «عتبة» كثير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 زياد بن أبى سفيان وأما «زياد بن أبى سفيان» فكان يكنى: أبا المغيرة، وأمه «أسماء بنت الأعور» ، من «بنى عبد شمس بن سعد» . هذا قول أبى اليقظان. وقال غيره: أمه «سمية بنت أبى بكرة» . وقد ذكرنا قصتها عند ذكر «أبى بكرة» . وولد «زياد» عام الفتح ب «الطائف» ، وكان [1] كاتب «المغيرة بن شعبة» ، ثم كتب «لأبى موسى الأشعريّ» ، ثم كتب «لابن عبّاس» . وكان «زياد» مع «عليّ بن أبى طالب» رضى الله عنه، فولّاه «فارس» ، فكتب إليه «معاوية» يتهدّده. فكتب إليه: أتوعدني، وبيني وبينك «على بن أبى طالب» ؟ أما والله لئن وصلت إليّ لتجدنّى أحمر ضرّابا بالسيف. ثم ولاه «معاوية» «البصرة» وأعمالها، فلما مات «المغيرة بن شعبة» جمع له «العراقين» ، فكان أول من جمعا له. فولى ثماني سنين، خمسا منها على «البصرة» وأعمالها. ومات ب «الكوفة» سنة ثلاث وخمسين. وحدّثنى سهل بن محمد قال: حدّثنا [2] الأصمعيّ، قال: حدّثنا جرير ابن حازم، عن: الزّبير بن الخرّيت، [3] عن أبى لبيد «1» قال: مرّ بنا «زياد» ، وهو أمير على «البصرة» ، ومعه رجل- أو رجلان- على بغلة، قد طوى الحبل على عنقها تحت اللّجام.   [1] هـ، و: «وهو» . [2] ب، ط، ل: «عن الأصمعي» . [3] كذا في: ق، م. والّذي في سائر الأصول: «الحريث» . وانظر: التهذيب (3، 314) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 فولد «زياد» : عبد الرحمن، والمغيرة، ومحمدا، وأبا سفيان، وعبيد الله، وعبد الله- أمهما [1] : مرجانة- وسلما، وعثمان، وعبّادا، والربيع، وأبا عبيدة، ويزيد، وعنبسة، وأم معاوية، وعمرا، والغصن، وعتبة، وأبانا، وجعفرا، وإبراهيم، وسعيدا، وثلاثا وعشرين بنتا. فأما «عبيد الله بن زياد» فكان يكنى: أبا حفص. وكان أرقط جميلا. وكان «زياد» زوّج أمه «مرجانة» من «شيرويه الأسواري» ، ودفع إليها «عبيد الله» فنشأ بالأساورة، فكانت فيه لكنة. فولى «لمعاوية» «خراسان» ، ثم ولى «العراقين» ، بعد أبيه ثماني/ 177/ سنين، خمسا منها على «البصرة» وحدها، وثلاثا على «العراقين» . فلما مات «يزيد» خرج عليه أهل «البصرة» فأخرجوه عن داره، فاستجار ب «مسعود بن عمرو الأزدي» ، فلما قتل «مسعود» سار إلى «الشام» ، فكان مع «مروان بن الحكم» ، وكان «يوم المرج» «1» على إحدى مجنّبتيه. فلما ظفر «مروان» ردّه على «العراق» ، فلما قرب من «الكوفة» . وجّه إليه «المختار» «إبراهيم بن الأشتر النّخعى» ، فالتقوا بقرب «الزّاب» «2» ، فقتل: «عبيد الله» . ولا عقب له. وكان قتله يوم عاشوراء، سنة سبع وستين. وأما «عبد الرحمن بن زياد» فكان يكنى: أبا خالد. وولّاه «معاوية» «خراسان» . وله عقب ب «البصرة» . و «المغيرة بن زياد» ، لا عقب له أيضا، وكذلك «محمد بن زياد» لا عقب له. و «أبو سفيان بن زياد» هرب من الطاعون الجارف إلى البادية، فطعن في البادية، فمات هنالك، وله عقب ب «البصرة» .   [1] ب، ط، ل: «أمهم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 347 و «عبد الله بن زياد» عقبه «بالبصرة» كثير. وأما «سلم بن زياد» فكنيته: أبو حرب، وكان أجود «بنى زياد» . «خراسان» ل «يزيد» ، وفيه يقول «ابن عرادة» «1» : [طويل] عتبت على سلم فلمّا هجرته ... وخالطت أقواما بكيت على سلم ومات ب «البصرة» . وله عقب. وأما «عبّاد بن زياد» فكنيته: «أبو حرب» . وولى ل «معاوية» «سجستان» ، تسع سنين، وفيه يقول «ابن مفرّغ» «2» : سبق عبّاد وصلّت لحيته. وله عقب ب «الشام» و «البصرة» . وأما «الربيع بن زياد» فكان أعرج. وله عقب ب «البصرة» قليل. وأما «أبو عبيدة بن زياد» فولّاه «سلم بن زياد» «كابل» ، وأسر، ففداه بسبعمائة ألف درهم. وله عقب. و «يزيد بن زياد» ولّاه أيضا «سلم بن زياد» «سجستان» فقتله العدو. ولا عقب له. و «عنبسة بن زياد» مات في طريق «مكة» في الجارف. ولا عقب له. و «عتبة بن زياد» له عقب كثير ب «البصرة» . ولم يعقب «عمرو» ، ولا «الغصن» ، ولا «أبان» ، ولا «جعفر» ، ولا «إبراهيم» ، ولا «سعيد» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 348 معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنه وأما «معاوية بن أبى سفيان» فكان يكنى: «أبا عبد الرحمن» . وأسلم عام الفتح، وكتب للنّبيّ- صلّى الله عليه وسلم- وولى «الشام» ل «عمر» و «عثمان» عشرين سنة، وولى الخلافة سنة أربعين، وهو ابن اثنتين وستين سنة. وبلغه أن أهل «الكوفة» قد بايعوا «الحسن بن على» فسار يريد «الكوفة» . وسار «الحسن» يريده./ 178/ فالتقوا ب «مسكن» «1» من أرض «الكوفة» فصالح «الحسن» «معاوية» وبايع له، ودخل معه «الكوفة» . ثم انصرف «معاوية» إلى «الشام» . واستعمل على «الكوفة» «المغيرة بن شعبة» وعلى «البصرة» «عبد الله بن عامر» ثم جمعهما ل «زياد» . وهو أول من جمعا له. وولى «معاوية» الخلافة، عشرين سنة إلا شهرا. وتوفى ب «دمشق» سنة ستين. وهو ابن اثنتين وثمانين سنة. وقال ابن إسحاق: مات وله ثمان وسبعون سنة. وكانت علّته الناقبات «2» [1]- يعنى: الدّبيلة [2] .   [1] كذا في: م. وفي: ط. «النقبة» . والّذي في سائر الأصول: «النقابات» . [2] كذا في: هـ، و. والّذي في سائر الأصول: «الإكلة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 349 ولم يولد له في خلافته ولد، وذلك أن «البريك الصّريمى» ضربه على أليته، فانقطع عنه الولد. فولد «معاوية» : عبد الرحمن بن معاوية، لأم ولد- ويزيد بن معاوية- وأمه: ميسون بنت بحدل الكلبية- وعبد الله، وهندا، ورملة، وصفيّة. فأما «عبد الرحمن» فلا عقب له. وأما «عبد الله» فكان ضعيفا، ولقبه «منقب» ، ولا عقب له من الذكور. وكانت له بنت يقال لها: «عاتكة» تزوجها «يزيد بن عبد الملك» . وفيها قيل: «1» [كامل] يا بيت عاتكة التي أتعزّل «2» ... حذر العدا، وبه الفؤاد موكّل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 350 يزيد بن معاوية وأما «يزيد بن معاوية» فيكنى: «أبا خالد» . وولى الخلافة، وأقبل «الحسين بن على» - رضى الله تعالى عنهما- يريد «الكوفة» ، وعليها «عبيد الله ابن زياد» من قبل «يزيد» ، فوجه إليه «عبيد الله» «عمر بن سعد بن أبى وقاص» فقاتله، فقتل «الحسين» - رحمة الله تعالى عليه ورضوانه- وهاجت فتنة «ابن الزبير» ، فأخرج من كان ب «المدينة» من «بنى أمية» . فوجه «يزيد» «مسلم بن عقبة المري» في جيش عظيم لقتال «ابن الزبير» ، فسار بهم حتى نزل «المدينة» ، فقاتل أهلها وهزمهم، وأباحها ثلاثة أيام. فهي وقعة «الحرّة» . ثم سار «مسلم بن عقبة» إلى «مكة» ، وتوفى بالطريق، ولم يصل، فدفن ب «قديد» . وولى الجيش «الحصين بن نمير السّكونى» ، فمضى بالجيش، وحاصروا «عبد الله بن الزبير» ، وأحرقت «الكعبة» حتى انهدم جدارها، وسقط سقفها، وأتاهم الخبر بموت «يزيد» ، فانكفئوا راجعين إلى «الشام» . فكانت ولاية «يزيد» ثلاث سنين وشهورا. وهلك ب «حوّارين» - من عمل «دمشق» - سنة أربع وستين، وهو ابن ثمان وثلاثين سنة. فولد «يزيد بن معاوية» : خالدا،/ 179/ وعبد الله الأكبر، وأبا سفيان، وعبد الله الأصغر، وعمر، وعاتكة، وعبد الرحمن، وعبد الله- الّذي يلقب بأصغر الأصاغر- وعثمان، وعتبة الأعور، ويزيد، ومحمدا، وأبا بكر، وأم يزيد، وأم عبد الرحمن، ورملة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 351 فأما «خالد بن يزيد» فكان يكنى: «أبا هاشم» . وكان من أعلم «قريش» بفنون العلم، وكان يقول الشعر. وعقبه كثير ب «الشام» . وأما «عبد الله بن يزيد» فكان من أفضل أهل زمانه وأعبدهم. وأما «معاوية بن يزيد بن معاوية» فولى الخلافة بعد «يزيد» - وهو ابن سبع عشرة سنة- أربعين يوما. وقال ابن إسحاق: وليها عشرين يوما. ثم مات. وكان يكنى: «أبا ليلى» . وفيه يقول الشاعر: [بسيط] إنّي أرى فتنا تغلي مراجلها ... فالملك بعد أبى ليلى لمن غلبا ولا عقب ل «معاوية بن يزيد» . وعقب «يزيد» من غيره من ولده كثير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 352 مروان بن الحكم ولما مات «معاوية بن يزيد بن معاوية» بايع أهل الشام «مروان بن الحكم ابن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة» . وكان «مروان» يكنى «أبا عبد الملك» . وأبوه «الحكم بن أبى العاص» كان طريد رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- وأسلم يوم فتح «مكة» . ومات في خلافة «عثمان» وكان سبب طرد رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- إيّاه: أنه كان يفشي سرّه، فلعنه وسيّره إلى «بطن وجّ» «1» ، فلم يزل طريدا، حياة النبي- صلّى الله عليه وسلم- وخلافة «أبى بكر» و «عمر» ، ثم أدخله «عثمان» وأعطاه مائة ألف درهم. وكان ل «لحكم» من الولد أحد وعشرون ذكرا، وثمان بنات. وكان «مروان» ولد لسنتين خلتا من الهجرة. وقبض رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- وهو ابن ثمان سنين. وولى ل «عبد الله بن عامر» رستاقا من «أردشير خرّة» «2» . ثم ولى «البحرين» «لمعاوية» ، ثم ولى له «المدينة» مرّتين، ثم بويع له بالخلافة. وكان «معاوية» استعمل على، «الكوفة» بعد «زياد» «الضحاك بن قيس الفهري» - من «كنانة- فلما ولى «مروان» صار «الضحّاك» مع «ابن الزّبير» ، فقاتل «مروان» يوم «مرج راهط» «3» ، فقتله «مروان» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 353 وكانت ولاية «مروان» عشرة أشهر/ 180/. ومات بالشام سنة خمس وستين، وهو ابن ثلاث وستين سنة. ويقال: إنه قال «لخالد بن يزيد بن معاوية» : يا بن الرّطبة- وكانت أمه تحته، وبلغها، فقعدت على وجهه فقتلته، فهو يعد فيمن قتلته النّساء. فولد «مروان» : عبد الملك: ومعاوية، وأم عمرو، وعبيد الله، وأبانا، وداود، وعبد العزيز، وعبد الرحمن، وأم عثمان، وعمرا، وأم عمرو، وبشرا، ومحمدا. فأما «معاوية بن مروان» فكان مضعوفا. ويكنى: أبا المغيرة. وولد: عبد الملك، والمغيرة، وبشرا. و «معاوية» القائل لأبى امرأته: لقد نكحت ابنتك بعصبة ما رأت مثلها قطّ! فقال له: لو كنت خصيّا ما زوّجناك. ووقف على طحّان، وفي عنق حماره جلجل. فقال له: لم جعلت في عنقه جلجلا؟ فقال الطحّان: ربما نعست فيقف، فإذا لم أسمع صوت الجلجل صحت به. فقال: أرأيت إن قام وحرّك رأسه ما علمك؟ قال الطحّان: ومن له بمثل عقل الأمير؟ وأما «أبان بن مروان» فكان على «فلسطين» «لعبد الملك» أخيه، وكان «الحجاج» على شرطه. فولد «أبان» : عبد العزيز بن أبان. وأما «عمرو بن مروان» فلا أعلم له عقبا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 354 وأما «محمد بن مروان بن الحكم» فكان أشد «بنى مروان» ، وهو قاتل «إبراهيم بن الأشتر» و «مصعب بن الزبير» بدير «الجاثليق» - بين «الشام» «والكوفة» - وكان على الجزيرة، وابنه «مروان بن محمد» آخر من ولى الخلافة، من «بنى أمية» . وأما «داود بن مروان بن الحكم» فكان يكنى: أبا سليمان، وكان أعور، وفيه قيل: بدّل أعور من ذات الدّعج «1» وأما «بشر بن مروان» فكان يكنى: أبا مروان، وكان على «الكوفة» ، ثم ضمّت إليه «البصرة» ، فشخص إليها، وشرب الأذريطوس [1] ، فمات بها. وهو أول أمير مات بالبصرة. وله عقب. وأما «عبد العزيز بن مروان» فيكنى: أبا الأصبغ. وولى العهد بعد «عبد الملك» ول «كثيّر» فيه مدائح. وهو أبو «عمر بن عبد العزيز» . وسنذكره مع إخوته في موضع خلافته إن شاء الله تعالى. عبد الملك بن مروان وأما «عبد الملك بن مروان» فكان يكنى: أبا الوليد، ويلقّب: رشح الحجر، لبخله. ويكنى: أبا «ذبّان» لبخره. وكان «معاوية» جعله مكان «زيد بن ثابت» على ديوان «المدينة» ، وهو ابن ست عشرة/ 181/ سنة. وولّاه أبوه «مروان» «هجر» «2» . ثم جعله الخليفة بعده. وكانت خلافته بعد أبيه سنة خمس وستين.   [1] ق: «الأذرطوس» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 وبويع «ابن الزّبير» على الخلافة سنة خمس وستين، وبنى الكعبة، وبايعه أهل «البصرة» و «الكوفة» . ووثب «المختار بن عبيد» «بالكوفة» سنة ست وستين، في سلطان «ابن الزبير» ، وأخرج عن «الكوفة» ، «عبد الله بن مطيع» عامل «ابن الزبير» . ثم إن أهل «الكوفة» ثاروا ب «المختار» ، فاقتتلوا «بجبّانة السّبيع» «1» ، فظفر بهم «المختار» . وكان «المختار» أيضا وجّه إلى «البصرة» الأحمر بن شميط [1] ، لقتال «مصعب ابن الزبير» فقتله «مصعب» ب «المدار» «2» ، وأقبل: «مصعب» حتى حصر «المختار» في قصره «بالكوفة» ، ثم قتله سنة تسع وستين. وسار «عبد الملك» لقتال «مصعب ابن الزبير» ، فالتقوا بأرض «مسكن» «3» ، فقتل «مصعب» ، ودخل «عبد الملك» «الكوفة» وبايع له أهلها. وبعث «الحجاج بن يوسف» إلى «عبد الله بن الزبير» ، فقتل «ابن الزبير» سنة ثلاث وسبعين، وقد بلغ من السن ثلاثا وتسعين سنة. فكانت فتنته منذ مات «يزيد بن معاوية» إلى أن قتل، تسع سنين وثلاثة أشهر وأياما. وحج «الحجاج» بالناس تلك السنة، ونقض بنيان «ابن الزبير» في الكعبة، وبناه على تأسيسه الأوّل، ثم رجع إلى «المدينة» ، لما فرغ من بناء الكعبة.   [1] هـ، و: «شميط» . وانظر الطبري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 356 ثم كتب «عبد الملك» إلى «الحجاج» ، بعهده على «العراق» ، فسار إليها سنة خمس وسبعين، وضربت له الدنانير والدراهم بالعربية سنة ست وسبعين، وكان سيل الجحاف الّذي ذهب بالحجّاج ب «مكة» سنة ثمانين، ويقال إن «الجحفة» سميت «الحجفة» تلك السنة، لأن السيل بها ذهب بكثير من الحاجّ وأمتعتهم ورحالهم، وكان اسمها «مهيعة» ، وكان ذلك يوم الاثنين. قال أبو السّنابل «1» : [رجز] لم تر عيني مثل يوم الاثنين ... أكثر محزونا وأبكى للعين وخرج المخبّئات يسعين ... ظواهرا [1] في جبلين يرقين وذهب السيل بأهل المصرين وهاجت فتنة «عبد الرحمن بن الأشعث» سنة اثنتين وثمانين، فكانت وقعة «الزاوية» ، ب «البصرة» ، سنة ثلاث وثمانين، ووقعة «دير الجماجم» فيها أيضا. وحدّثنى سهل/ 182/ بن محمد، عن الأصمعيّ، قال: كان ل «ابن الأشعث» أربع وقعات: وقعة بالأهواز، ووقعة بالزّاوية، «2» ووقعة بدير الجماجم، ووقعة بدجيل. قال: وقال أبو عبيدة: إنما قيل: «دير الجماجم» «3» ، لأنه كان يعمل فيه الأقداح من خشب. وبنى «الحجّاج» «واسطا» سنة ثلاث وثمانين. وتوفى «عبد الملك» بدمشق سنة ست وثمانين، وله اثنتان وستون سنة، وقد شد أسنانه بالذهب.   [1] ق: «طوامرا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 357 فولد «عبد الملك بن مروان» : مروان الأكبر، والوليد، وسليمان، وعائشة، ويزيد، ومروان الأصغر، وهشاما، وأبا بكر، وفاطمة، ومسلمة، وعبد الله، وسعيدا، والحجاج، ومحمدا، والمنذر، وعنبسة، وقبيصة. ولم يعقب «المنذر» ولا «قبيصة» . ولم يكن ل «عنبسة» ولد غير «الفيض بن عنبسة» . وأما «الحجّاج بن عبد الملك» ، فولد: عبد العزيز، وهو ولى قتل «الوليد بن يزيد» وكان تولى حصره بالبخراء. «1» وأما «سعيد بن عبد الملك» فكان يلقّب: سعيد الخير، وكان مقيما بمكان يقال له: نهر سعيد. وله عقب. وإليه ينسب «نهر سعيد» . وكان غيضة فيها سباع، فأقطعها وعمرها. وأما «عائشة» ، فكانت عند «خالد بن يزيد بن معاوية» . وكانت «فاطمة» عند «عمر بن عبد العزيز» . وأما «عبد الله بن عبد الملك» فولى «مصر» ل «لوليد» . وله عقب. وأما «مسلمة» فكان يكنى: أبا سعيد، ويلقّب: الجرادة الصفراء، لصفرة كانت تعلوه. وكان شجاعا، وافتتح فتوحا كثيرة بالروم، منها: «طوانة» «2» . وولى «العراق» أشهرا. وله عقب كثير. وأما «أبو بكر بن عبد الملك» ، فكان اسمه «بكّارا» ، وكان يحمّق، وهو القائل في باز كان له فطار: أغلقوا أبواب المدينة لئلا يخرج البازي «3» . وله عقب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 358 الوليد بن عبد الملك وأما «الوليد بن عبد الملك» فكان يكنى: أبا العباس. وولى الخلافة بعد أبيه. وكان خبيث الولاية. ولى سنة ست وثمانين. وفي سنة ثمان وثمانين كان فتح «الطّوانة» - من أرض الروم- فتحها «مسلمة» أخوه. وفيها بنى مسجد «دمشق» ، واستعمل «الوليد» «عمر بن عبد العزيز» على «المدينة» سبع سنين، وخمسة أشهر. وتوفى «الحجّاج» في خلافته ب «واسط» ، في شهر رمضان سنة خمس وتسعين، وقد بلغ من السن ثلاثا وخمسين سنة. واستخلف ابنه «عبد الملك بن الحجاج» على الصلاة، و «يزيد بن أبى/ 183/ مسلم» على الخراج. فلما انتهى موت «الحجاج» إلى «الوليد» بعث «يزيد بن أبى كبشة» على الصلاة. وتوفى «الوليد بن عبد الملك» ب «دمشق» ، سنة ست وسبعين، وقد بلغ من العمر ثمانيا وأربعين سنة. وكانت ولايته تسع سنين، وثمانية أشهر. وولد «الوليد» أربعة عشر ذكرا، منهم: يزيد بن الوليد- ولى الخلافة، وسنذكره في موضعه- ومنهم: عمر بن الوليد- وكان يقال له: فحل «بنى مروان» ، وكان يركب معه ستون رجلا لصلبه. وعقبه كثير- ومنهم: بشر بن الوليد- عالم «بنى الوليد» - ومنهم: إبراهيم بن الوليد- كان أخوه «يزيد بن الوليد» استخلفه، فلما سار «مروان بن محمد» إليه، خلع نفسه، وسلّمها إلى «مروان» - ومنهم: العباس بن الوليد- فارس «بنى مروان» ، وكانت أمه نصرانية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 سليمان بن عبد الملك ثم بويع بعد «الوليد بن عبد الملك» لأخيه: «سليمان بن عبد الملك» . ويكنى: أبا أيوب. وكان أبيض جعدا، فصيحا، نشأ بالبادية عند أخواله «بنى عبس» ، وكانت ولايته سنة ست وتسعين، فافتتح بخير وختم بخير. لأنه ردّ المظالم إلى أهلها، ورد المسيّرين، وأخرج المسجونين الذين كانوا ب «البصرة» ، واستخلف «عمر بن عبد العزيز» ، وأغزى «مسلمة» أخاه الصائفة، حتى بلغ «القسطنطينية» ، فأقام بها حتى مات «سليمان» . وفيه قال الشاعر: [رجز] يا أيها الخليفة المهدىّ ... خليفة سمّى بالنبيّ [1] ليأخذ الولىّ بالولىّ ... وهدم الدّيماس «1» والمنسىّ وأمّن الشرقىّ والغربىّ وفيه قال «الفرزدق» : [سريع] إنّا لنرجو أن يقيم لنا [2] ... سنن الخلائف من بنى فهر   [1] هـ: «السنى» . [2] الديوان: «تعيد لنا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 وكان حين ولى بايع لابنه «أيوب بن سليمان» وعزل «يزيد بن أبى كبشة» و «يزيد بن أبى مسلم» . واستعمل «يزيد بن المهلّب» على حرب «العراق» ، و «صالح بن عبد الرحمن التّميمي» على خراجها. وتوفى «سليمان» ب «دابق» » . سنة ثمان وتسعين، وهو ابن خمس وأربعين سنة. فولد «سليمان» أربعة عشر ذكرا، منهم: أيوب، وكان عفيفا أديبا، وكان أبوه بايع له، وجعله ولىّ عهده، فهلك في حياة أبيه ب «الشام» . ولا عقب له [1] .   [1] هذه العبارة «ولا عقب له» ساقطة من: هـ، و. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 361 184/ عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه وكان ل «عبد العزيز» من الولد عشرة: عمر، وأبو بكر، ومحمد، وعاصم- أمهم: أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب- والأصبغ، وسهل، وسهيل، وأم الحكم، وزبّان، وأم البنين. فأما «عاصم» فولد «سفيان» . وتزوّج «سفيان» «آمنة بنت عمر بن عبد العزيز» ، فولدت له «الأصبغ» ، وكان مخنّثا. وأما «الأصبغ بن عبد العزيز» فكان عالما بخبر ما يكون. وهلك ب «مصر» قبل أبيه. وله عقب. ومن ولده: «دحية بنت مصعب بن الأصبغ» ، كانت عالمة بما يكون. وأما «عمر بن عبد العزيز» فكان يكنى: أبا حفص، وهو أشجّ «بنى أمية» ، ضربته دابة في وجهه، فلما رأى «الأصبغ» أخوه الأثر، قال: الله أكبر! هذا أشج «بنى مروان» الّذي يملك. وكان «عمر بن الخطاب» - رضى الله عنه- يقول: إن من ولدى رجلا بوجهه أثر [1] يملأ الأرض عدلا. حدّثنى عبد الرحمن «1» ، عن الأصمعي، قال: هو في كتاب «دانيال» : الدردوق «2» الأشج. فولى بعد «سليمان بن عبد الملك» «عمر» ، بعهده إليه. فعزل «يزيد بن المهلّب» ، و «صالح بن عبد الرحمن» عن «العراق» ، واستعمل على «الكوفة»   [1] ق: «شين» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 «عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب» ، وعلى «البصرة» «عدي ابن أرطاة الفزاري» . وتوفى «بدير سمعان» من أرض «حمص» ، سنة إحدى ومائة، وهو ابن تسع وثلاثين سنة. فولد «عمر بن عبد العزيز» أربعة عشر ذكرا، منهم: «عبد الملك بن عمر ابن عبد العزيز» وكان من أنسك الناس، ومات قبل أبيه، وهو ابن تسع عشرة سنة ونصف. ومنهم: «عبد الله بن عمر» ، كان شجاعا جوادا، ولى «العراقين» ل «يزيد ابن الوليد بن عبد الملك» ستة أشهر، فلما مات «يزيد» أراد أهل «العراق» أن يبايعوا له بالخلافة. وهو الّذي احتفر «نهر ابن عمر» ب «البصرة» . وله عقب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 يزيد بن عبد الملك وبويع بعد «عمر بن عبد العزيز» : «يزيد بن عبد الملك» . ويكنى: أبا خالد. وكان صاحب لهو ولذّات، وكان صاحب «حبابة» و «سلّامة» . وفي ولايته خرج «يزيد بن المهلب» ب «البصرة» . فأخذ «عدىّ بن أرطاة» ، فأوثقه، ثم خرج من «البصرة» يريد «الكوفة» ، فوجه إليه «يزيد بن عبد الملك» أخاه «مسلمة» . وابن أخيه «العباس بن الوليد» ، فالتقوا ب «العقر» «1» من أرض «بابل» ، فقتل «يزيد بن المهلب» سنة اثنتين ومائة، ثم رجع «مسلمة» إلى «الشام» . و/ 185/ استعمل «يزيد بن عبد الملك» «عمر بن هبيرة» على «العراقين» . وتوفى «يزيد» بأرض «حوران» في شعبان سنة خمس ومائة. وكانت ولايته أربع سنين وشهرا، وقد بلغ من السن تسعا وعشرين سنة. وولد «يزيد بن عبد الملك» ثمانية ذكور، منهم: عبد الله بن يزيد ابن عبد الملك. ولده سبعة خلفاء: أبوه «يزيد» ، وأبو «يزيد» «عبد الملك» ، وأبو «عبد الملك» «مروان» . وأم أبيه: «عاتكة بنت يزيد بن معاوية» ، وأم [1] «عبد الله» : أم سعيد بنت عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان» . وأم «عبد الله ابن عمرو بن عثمان» : ابنة عبد الله «2» بن عمر بن الخطاب- رضى الله عنه. ومن ولده [2] : «الوليد بن يزيد» ، كان يكنى: أبا العباس، وكان ماجنا سفيها، وولى الخلافة فقتل.   [1] ب، ط: «وأمها سعدة» . وانظر: المحبر (243) . [2] ب، ط: «ولد» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 هشام بن عبد الملك وبويع بعد «يزيد بن عبد الملك» : «هشام بن عبد الملك» ويكنى: أبا الوليد. وكان أحول، وكان أحزمهم، فعزل «عمر بن هبيرة» ، واستعمل على «العراق» ، «خالد بن عبد الله القسريّ» ، سنة ست ومائة، ثم ولّى «يوسف بن عمر» «العراق» سنة عشرين ومائة. وفي ولايته قتل «زيد بن عليّ» - رحمة الله عليه وعلى آبائه الطاهرين- قتله «يوسف بن عمر» سنة إحدى وعشرين ومائة ب «الكوفة» . وفي ولايته واقع «مسلمة بن عبد الملك» «خاقان» ملك «الترك» ، فقتله، وبنى «الباب» «1» سنة ثلاث عشرة ومائة. وتوفى «هشام» ب «الرّصافة» من أرض «قنّسرين» ، في شهر ربيع الآخر، سنة خمس وعشرين ومائة، وقد بلغ من العمر ستّا وخمسين سنة. وكانت ولايته عشرين سنة إلا أشهرا [1] . وولد «هشام» عشرة ذكور، منهم: معاوية بن هشام، غلب ابنه «عبد الرحمن بن معاوية بن هشام» على «الأندلس» ، ومات بها. وولده هناك كثير. ومنهم: «سليمان بن هشام» أدرك «أبا العبّاس» فأمّنه، وأتاه فأقعده إلى جنبه. فقال: «سديف» «2» ، شاعر «أبى العباس» ومولاه: [خفيف] لا يغرّنك ما ترى من رجال ... إنّ تحت الضّلوع داء دويّا فضع السّيف وارفع السوط حتى ... لا ترى فوق ظهرها أمويّا فقتله «أبو العباس» . ومنهم: «سعيد بن هشام» ، وكانت أمه نصرانية.   [1] ب، ط، ل: «شهرا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 186/ الوليد بن يزيد بويع بعد «هشام» : «الوليد بن يزيد بن عبد الملك» . ويكنى: أبا العباس، وكان ما جنا سفيها يشرب الخمر، ويقطع دهره باللهو والغزل، ويقول أشعار المغنّين، يعمل فيها الألحان، فسار إليه « يزيد بن الوليد بن عبد الملك » فقتله، وكان المتولي لذلك «عبد العزيز بن الحجّاج بن عبد الملك» . وكان قتله بالبخراء. «1» وكانت ولايته سنة وشهرين ونيفا وعشرين ليلة. وقد بلغ من السن اثنتين وأربعين سنة. وولد «الوليد» : الحكم، وعثمان. ويقال لهما: الحملان [1] . وكان بايع لهما، فقتلا مع أبيهما.   [1] هـ، و: «الحمالان» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 يزيد بن الوليد بن عبد الملك ودخل «يزيد بن الوليد بن عبد الملك» «دمشق» سنة ست وعشرين ومائة، وبويع له. وكان محمود السيرة، مرضيّا، ويكنى: أبا خالد، وكان لقبه «الناقص» ، لأنه نقص الجند من أرزاقهم. واستعمل «منصور بن جمهور الكلبي» على «العراق» فلما بلغ ذلك «يوسف ابن عمر» هرب إلى «الشام» . وتوفى «يزيد بن الوليد» في ذي الحجة سنة ست ومائة، وقد بلغ من السن اثنتين وأربعين سنة. وكانت ولايته من مقتل «الوليد» خمسة أشهر. وله عقب كثير. ولما ولى «مروان» نبش قبره. واستخرجه وصلبه. ويقال إنه مذكور في الكتب المتقدمة بحسن السيرة والعدل. وفي بعضها: يا مبدّد [1] الكنوز، يا سجادا بالأسحار، كانت ولايتك رحمة، ووفاتك فتنة، أخذوك فصلبوك. إبراهيم بن الوليد وبويع «إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك» ، و «عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك» بعده، فلم يبايعه « مروان بن محمد بن مروان بن الحكم » ، وطلب الخلافة لنفسه. وكان سبب ذلك، أن «الحكم بن الوليد بن يزيد» - وكان ولىّ عهد أبيه- قال وهو محبوس في حبس «يزيد بن الوليد» قبل أن يقتل:   [1] هـ، و: «يا مبذر» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 [وافر] ألا يا ليت كلبا لم تلدنا ... وكنّا من ولادة آخرينا أيذهب عامر بدمى وملكي ... فلا غثّا أصبت ولا سمينا / 187/ فإن أهلك أنا وولىّ عهدي ... فمروان أمير المؤمنينا وكان أخوه ولىّ عهده. فمن أجل هذا طلب «مروان» الخلافة لنفسه، وأقبل بأهل «الجزيرة» ، وأهل «قنّسرين» ، وأهل «حمص» ، وبعث «إبراهيم بن الوليد» «سليمان بن هشام بن عبد الملك» في أهل «الشام» ، فالتقوا بأرض «الغوطة» ، فانهزم «سليمان» حتى لحق ب «إبراهيم» ، وسار «مروان» حتى نزل بأرض «الغوطة» ، وبويع له بها، وخلع «إبراهيم» نفسه، ودخل في طاعة «مروان» وبايع له. وكان ذلك كله في شهرين ونصف. ولما رأى «عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك» تفرّق الناس عنهم، بعث «يزيد بن خالد بن عبد الله القسري» إلى السجن، فقتل «يوسف بن عمر» ، وكان «يوسف بن عمر» عذّب «خالدا» أباه حتى قتله. وقتل «يزيد» أيضا: «عثمان» ، و «الحكم» ، ابني «الوليد بن يزيد» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 368 مروان بن محمد بن مروان بن الحكم وولى «مروان» سنة سبع وعشرين ومائة. وكان يكنى: أبا عبد الملك. وخرج عليه «الضّحاك بن قيس الشّاري» من «شهرزور» «1» ، فيمن بايعه من «الخوارج» ، وتوجّه إليه. وأقبل «مروان» يريده، فالتقوا ب «كفرتوثا» «2» سنة ثمان وعشرين ومائة، في صفر، فقتل «الضحاك» ، وقام مقامه «الخيبري» ، فاقتتلوا، فهزم «مروان» ، ثم رجع. وولّى الخوارج «شيبان» فرجع بأصحابه إلى الموصل، واتبعه «مروان» ينزل حيث نزل، فقاتله شهرا، ثم انهزم «شيبان» . ووجه «مروان» خلفه «عامر بن ضبارة المرّي» ، واستعمل «يزيد بن عمر بن هبيرة الفزارىّ» على «العراق» ، فأقبل حتى قدم «واسط» وبها «عبد الله بن عمر بن عبد العزيز» مخالفا ل «مروان» ، فأخذه «يزيد» وأوثقه، وبعث به إلى «مروان» . فلم يزل في حبسه مع ابن له حتى مات في الحبس. ولم يزل «مروان» في تشتّت من أمره، واضطراب من كل النواحي عليه، وهو مع ذلك يقيم للناس الحجّ، إلى سنة ثلاثين ومائة. فكان ذلك آخر ما أقام «بنو أمية» للناس حجّهم، وانقضت دولة «بنى أمية» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 369 قصة أبى مسلم وظهر «أبو مسلم عبد الرحمن» ب «خراسان» ، يدعو إلى «بنى هاشم» ، وبها «نصر بن سيّار» عاملا «لبني أمية» . فواقعه «أبو مسلم» بجموعه، ومضى «نصر» هاربا، حتى توفى بأرض «ساوة» من «همذان» . ولما ضبط «أبو مسلم» / 188/ «خراسان» بعث «قحطبة بن شبيب الطائي» في جمع كثير، قبل أهل «العراق» ، وجماعة بها من أصحاب «مروان» مع «يزيد بن عمر بن هبيرة الفزارىّ» . فكان أول من لقي من جموعهم «نباتة بن حنظلة الكلابيّ» ، فقتله «قحطبة» وقتل ابنه وفضّ جموعهم، ودخل «جرجان» وأصاب من أصاب من أهلها، في ذي الحجة من سنة ثلاثين ومائة. ثم سار بعد مقتل «نباتة» حتى لقي «عامر بن ضبارة» ب «جابلق» ، من أرض «أصبهان» ، فالتقيا في رجب سنة إحدى وثلاثين ومائة، فقتله «قحطبة» ، وفضّ جموعه. ثم سار «قحطبة» حتى نزل «نهاوند» «1» وبها جمع «مروان» من أهل «الشام» ، وأهل «خراسان» ، الذين كانوا خرجوا عن «خراسان» حين ظهر «أبو مسلم» وغيرهم من أهل «العراق» ، فحاصرهم شهرين، ثم افتتحها في هلال ذي الحجة، على أن يؤمّن من بها من أهل «الشام» ، وأهل «العراق» ، إلا رهطا يعدّون، ويخلّوا بينه وبين أهل «خراسان» . فقتل من بها من أهل «خراسان» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 ثم أقبل حتى لقي «يزيد بن عمر» بفم «الزّاب» ، من أرض «الفلوجة العليا» ، «1» في المحرم سنة اثنتين وثلاثين ومائة. فالتقوا ساعة، ثم انهزم «يزيد بن عمر» ، فأقبل حتى دخل «واسط» فتحصّنوا بها، وقتل تلك الليلة «قحطبة» - وقيل إنه غرق- ولم يعلم بقتله. ثم ولّى الناس بعده ابنه «الحسن بن قحطبة» فسار بهم حتى دخل «الكوفة» ، فسلّم الأمر إلى «أبى سلمة حفص بن سليمان» مولى «السّبيع» - حىّ من «همدان» - فولى «أبو سلمة» أمر الناس، ووجّه الجيوش إلى «ابن هبيرة» ب «واسط» ، وعليهم «الحسن بن قحطبة» ، ومعه «خازم بن خزيمة» و «مقاتل بن حكيم» في قوّاد كثير، فحاصروه بها. وبعث «بسّام بن إبراهيم» إلى «عبد الواحد بن عمر بن هبيرة» ، وكان عامل أخيه على «الأهواز» ، فقاتله حتى فضّ جمعه، ولحق «عبد الواحد» ب «سلم [1] ابن قتيبة» ، وهو يومئذ عامل أخيه «يزيد بن عمر» على «البصرة» .   [1] ب، ط، ل: «سالم» . هـ، و: «مسلم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 أبو العباس السفاح وبويع «أبو العبّاس عبد الله بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس» يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة، خلت من شهر ربيع الأول، سنة اثنتين وثلاثين ومائة. وأتاه «أبو سلمة» فبايعه، وحمله حتى صلّى بالناس/ 189/ الجمعة، في «مسجد الكوفة» الأعظم. وأمه: ريطة، حارثيّة. ولما ولى «أبو العبّاس» استعمل على «الكوفة» عمّه «داود بن عليّ» ، وبعث جماعة من أهل بيته إلى القواد من أهل «خراسان» ببيعته. واستعمل أخاه «أبا جعفر» على من ب «واسط» من الناس، مع «الحسن بن قحطبة» ، فلم يزل محاصرا ل «يزيد بن عمر» حتى افتتحها صلحا في شوّال سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وكان حصاره تسعة أشهر. ثم قتل «أبو جعفر» «يزيد بن عمر» وابنه «داود ابن يزيد» . وكتب «أبو العباس» إلى عمّه «عبد الله بن عليّ» يأمره بالمسير إلى «مروان» ، فزحف إليه «مروان» بمن معه، فاقتتلوا، فهزم «مروان» وفض جمعه، وأتبعه «عبد الله بن عليّ» ، حتى نزل بنهر «أبى فطرس» من أرض «فلسطين» ، واجتمعت إليه «بنو أمية» ، حين نزل النهر، فقتل منهم بضعة وثمانين رجلا. وخرج «صالح بن عليّ بن عبد الله بن العباس» بعد مقتلهم في طلب «مروان» حتى لحقه في قرية من قرى «الفيوم» من أرض «مصر» ، يقال لها: «بوصير» ، فقتله. وكان الّذي قتله رجل على مقدّمة «صالح» يقال له: «عامر ابن إسماعيل» من أهل «خراسان» ، وذلك في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 وكان «مروان» قد بلغ من السن تسعا وخمسين سنة. وكان ل «مروان» ابنان: عبد الله، وعبيد الله. فأما «عبيد الله» فلا عقب له. وأما «عبد الله» فكان أبوه جعله ولىّ عهده بعده، وأخذه «أبو جعفر» فمات ب «بغداد» . وله عقب. ثم تحوّل «أبو العبّاس» من «الحيرة» إلى «الأنبار» سنة أربع وثلاثين ومائة، وتوفى بها في ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة. ويقال: إنه ولى الخلافة، وهو ابن أربع وعشرين سنة. ويقال: ابن ثمان وعشرين سنة. وكانت ولايته أربع سنين وثمانية أشهر منذ بويع. وكان له ابن يقال له: محمد- مات ب «بغداد» ، ولم يعقب- وبنت يقال لها: «ريطة» ، كانت عند «المهدي» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 373 عمومة أبى العباس داود، وعيسى، وسليمان، وصالح، وإسماعيل، وعبد الصمد، ويعقوب، وعبد الله، وعبيد الله. هؤلاء جميعا بنو: عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطلب. فأما «داود بن على» فكان خطيبا، جميلا، يكنى: أبا سليمان. وولى «مكة» و «المدينة» ل «أبى العبّاس» . وأدرك من دولتهم ثمانية أشهر، ومات سنة ثلاث وثلاثين ومائة. وله عقب. / 190/ وأما «عيسى» فكنيته: أبو العباس. وابنه: إسحاق بن عيسى. ويكنى: أبا الحسن. ولى «المدينة» و «البصرة» . ومات «عيسى» في خلافة «المهدىّ» . وأما «إسماعيل بن عليّ» فولى ل «أبى جعفر» : «فارس» ، و «البصرة» . وابنه «أحمد بن إسماعيل» ولى: «فارس» ، و «المدينة» ، و «مكة» ، و «مصر» ، ل «هارون» . وله عقب. وأما «عبد الصمد» فيكنى: أبا محمد. وولى «الجزيرة» ل «أبى جعفر» ، و «فلسطين» ، و «مكة» ، و «المدينة» ، و «البصرة» . وكان أقعد «بنى هاشم» «1» في عصره. وهو في القعدد بمنزلة «عبد الله بن عمرو بن يزيد ابن معاوية» . ومات ببغداد. وله عقب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 وأما «عبد الله بن عليّ» فولى «الشام» ل «أبى العبّاس» ، ثم خالف، فبعث إليه «أبو جعفر» «أبا مسلم» فهزمه، ثم حبسه «أبو جعفر» ومات في حبسه ب «بغداد» . وله عقب. وأمه: بربريّة [1] ، يقال لها: «هنّادة» . وأمّا «يعقوب بن على» فلا عقب له. وأما «صالح بن عليّ» فولى «الشام» ل «أبى جعفر» . وتوفى هناك. ومن ولده: عبد الملك بن صالح، والفضل، وعبد الله، وإبراهيم. و «صالح بن على» ، هو ترب «أبى جعفر» ، ولدا جميعا في عام واحد. وأما «سليمان بن عليّ» فولى «البصرة» ، و «عمان» ، و «البحرين» ، ل «أبى جعفر» . وتوفى ب «البصرة» سنة اثنتين وأربعين ومائة. فولد «سليمان» : جعفرا، ومحمدا، وعائشة، وزينب، وأسماء، وفاطمة، وأم عليّ، وأم الحسن- أمهم: أم الحسن بنت جعفر بن حسن بن حسن بن على ابن أبى طالب- وإبراهيم- لأم ولد- وهارون، وموسى- لأم ولد- وعبد الرحمن، وريطة، وعبد الرحيم- أمهم: عائشة بنت محمد بن طلحة ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر الصدّيق- وأمّ سليمان، وعبد الله، وعبد السلام- لأم ولد- وعليّا [2]- أمه، من ولد «عامر» ملاعب الأسنة، وهو أبو البراء- وسعدى، ولبابة، والعالية- لأمهات أولاد.   [1] هـ، و: «يزيدية» . [2] كذا في جميع الأصول. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 فأما «جعفر بن سليمان» فكان يكنى: أبا عبد الله. ومات ب «البصرة» ، وترك من ولده لصلبه ثلاثة وأربعين ابنا، وخمسا وثلاثين بنتا. منهم: إسحاق بن سليمان. ولى الولايات، وكان فيه ضعف، ومرّ بقارئ [1] وهو يقول: (يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ) 14: 17 فقال: اللَّهمّ اجعلنا ممن يتجرعه «1» ويسيغه. وكل ولد «سليمان» أعقب إلا «عليّ بن سليمان» و «عبد الرحمن بن سليمان» . / 191/ و «محمد بن سليمان» ولى «البصرة» و «الكوفة» . إخوة أبى العباس إبراهيم، وموسى، وأبو جعفر، وعبد الله المنصور- لأمهات أولاد شتى- ويحيى- أمه: بنت عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد المطلب- والعبّاس، لأم ولد. أما «إبراهيم بن محمد بن عليّ» فمات بالشام. وولد «إبراهيم» : عبد الوهاب، ومحمدا. فولى «عبد الوهاب» «الشام» ، ومات بها. وله عقب. وولى «محمد» «مكة» ، و «المدينة» ، و «اليمن» ، و «الجزيرة» ، ومات ب «بغداد» . وله عقب. وأما «موسى بن محمد بن عليّ» فولد: عيسى بن موسى- وولى «عيسى» «الأهواز» ، و «الكوفة» . وكان يكنى: أبا موسى. ومات ب «الكوفة» . وولد «عيسى» : موسى، والعباس، وإسماعيل، وعبيد الله، وغيرهم. وقد ولوا الولايات.   [1] هـ، و: «بقاص» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 وأما «يحيى بن محمد بن على» فولى «الموصل» ، و «فارس» ل «أبى جعفر» . وولد «يحيى» : إبراهيم، وهو حجّ بالناس عام هلك «أبو جعفر» . ولا عقب له. وذكر بعض «بنى هاشم» أن «يحيى» له عقب. وأما «العباس بن محمد بن عليّ» فولى «الجزيرة» ل «أبى جعفر» وكان يكنى: أبا الفضل. ومات ب «بغداد» . وولد له: «عبد الله» ، و «الفضل» ، وغيرهما. وأما «عبد الله بن محمد بن عليّ» فهو «أبو جعفر المنصور» . ولى الخلافة وهو ابن اثنتين وأربعين سنة. وأمه بربريّة، يقال لها: سلامة. ومولده ب «الشراة» «1» في ذي الحجة سنة خمس وتسعين. وكان «سليمان بن حبيب» ضربه بالسّياط لسبب. وبويع له بالخلافة يوم مات أخوه «أبو العبّاس» ب «الأنبار» [1] . وولى ذلك، والإرسال به في الوجوه «عيسى بن عليّ» عمّه، فلقيت «أبا جعفر» بيعته في الطريق. ومضى «أبو جعفر» حتى قدم «الكوفة» ، وصلّى بالناس. وخطبهم، وشخص حتى قدم «الأنبار» [2] . وقدم «أبو مسلم» عليه، فقتله في شعبان سنة سبع وثلاثين ومائة ب «رومية المدائن» «2» . وخرج «أبو جعفر» حاجّا سنة أربعين ومائة. وكان أحرم من «الحيرة» . وكان قبل خروجه أمر ب «مسجد الكعبة» أن «يوسّع» في سنة تسع وثلاثين. وكانت تلك السنة تدعى: «عام الخصب» . ثم وسّعه ووسّع «مسجد المدينة» «المهدىّ» سنة ستين ومائة.   [1] هـ، و: «وبويع بالأنبار يوم مات أبو العباس» . [2] هـ، و: «ومضى أبو جعفر حتى قد الأنبار» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 ولما قضى «أبو جعفر» حجه صدر إلى «المدينة» ، فأقام بها ما شاء الله، ثم توجّه إلى «الشام» حتى صلّى ب «بيت المقدس» ، ثم انصرف إلى «الرّقة» ، ثم سلك «الفرات» ، حتى نزل المدينة «الهاشمية» ب «الكوفة» ، ثم شخص من «الهاشمية» [1] إلى «نهاوند» ، ثم انصرف منها، فحضر الموسم سنة أربع وأربعين ومائة، ثم تحول/ 192/ إلى «بغداد» سنة خمس وأربعين ومائة، فلم يلبث إلا قليلا [2] ، حتى خرج «محمد ابن عبد الله بن الحسن» ب «المدينة» . فلما بلغه خروجه، انحدر إلى «الكوفة» مسرعا. فوجه الجيوش إلى «المدينة» مع «عيسى بن موسى» ، وعلى مقدمته «حميد بن قحطبة» ، فقتل «محمد بن عبد الله» في شهر رمضان سنة خمس وأربعين ومائة. وكان أخوه «إبراهيم بن عبد الله» خرج إلى «البصرة» ، في أول يوم من شهر رمضان، فلما انتهى إليه قتل أخيه خرج متوجها إلى «الكوفة» ، وأقبل «عيسى بن موسى» نحوه، فالتقوا ب «باجميرى» من أرض «الكوفة» . فقتل «إبراهيم» وأصحابه في سنة خمس وأربعين ومائة. وخرج «أبو جعفر» إلى «الزّوراء» - وهي «بغداد» - وأتم بناءها، واتخذها منزلا سنة ست وأربعين. وخرج يريد الحجّ بالناس سنة ثمان وخمسين ومائة، فمات لستّ خلون من ذي الحجة على «بئر ميمون» ، وقد بلغ من السن ثلاثا وستين سنة وشهورا. وكانت ولايته اثنتين وعشرين سنة. وصلّى عليه «إبراهيم بن يحيى بن على» . وقال الهيثم: صلّى عليه «عيسى بن موسى بن محمد بن على» . وولد «أبو جعفر» : المهدىّ- واسمه: محمد- وجعفرا- أمهما: أم موسى بنت منصور الحيريّة- وصالحا- أمه: أمة يقال إنها بنت ملك   [1] هـ، و: «ثم شخص عنها» . [2] هـ، و: «يسيرا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 الصّغد- وسليمان، وعيسى، ويعقوب- أمهم: فاطمة بنت محمد، من ولد طلحة بن عبيد الله- والعالية- أمها من ولد «خالد بن أسيد» - وجعفرا، والقاسم، وعبد العزيز، والعبّاس. فأما «جعفر بن أبى جعفر» فولى «الموصل» لأبيه، ومات ب «بغداد» . فولد «جعفر» : إبراهيم، وزبيدة- وتكنى: أم جعفر- أمهما: سلسبيل، أم ولد- وجعفر بن جعفر، وعيسى بن جعفر، وعبد الله، وصالحا، ولبابة. فأما «إبراهيم» فلا عقب له. وأما «زبيدة» فتزوجها «هارون الرشيد» . وأما «لبابة» فكانت عند «موسى بن المهدي» [1] . وأما «عيسى بن جعفر» فولى «البصرة» ، وكورها، وفارس، والأهواز، واليمامة، والسّند. ومات بدير بين «بغداد» و «حلوان» . وكان يكنى: أبا موسى. وله عقب باق. وأعقب الباقون من ولد «أبى جعفر» . وولوا الولايات، وصلّوا بالناس بالمواسم [2] . المهدىّ محمد بن أبى جعفر ولما مات «أبو جعفر» بايع الناس ابنه «محمدا المهدىّ» [3] ب «مكة» . وأتاه ببيعته مولاه «منارة البربري» . وكان «المهدي» يكنى: أبا عبد الله. وأمه: أم موسى بنت/ 193/ منصور الحميري. واستخلف وهو ابن ثمان وثلاثين سنة. وولى عشر سنين   [1] هـ، و : «موسى الهادي» . [2] هـ، و: «وصلوا أيام الموسم بالناس» . [3] هـ، و: «بايع الناس المهدي. واسمه محمد» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 وشهرا. ومات بقرية يقال لها: «الرّذ» [1] من «ماسبذان» في المحرم سنة تسع وستين ومائة، وقد بلغ من السن ثمانيا وأربعين سنة. وقبر هناك. وولد «المهدىّ» : هارون، وموسى، والبانوقة- وأمهم: الخيزران. أم ولد- وعليّا، وعبيد الله- وأمهما: ريطة بنت أبى العباس- والعبّاسة- لأم ولد- والعالية، ومنصورا، وسليمة- أمهم: البحترية بنت الأصبهبذ [2]- ويعقوب، وإسحاق، لأم ولد- وإبراهيم- لأم ولد. فأما «البانوقة» فماتت وهي صغيرة. وأما «العبّاسة» فزوّجها «هارون» من «محمد بن سليمان» ، فمات عنها فتزوّجها «إبراهيم بن صالح بن عليّ» . وأما «عليّ بن المهدي» فحج بالناس غير مرة، ومات ب «بغداد» . وله ولد وأما «عبيد الله بن المهدي» فولى «الجزيرة» . وأما «منصور بن المهدي» فولى «فلسطين» وغيرها، و «البصرة» وحج بالناس. موسى الهادي [3] وأما «موسى بن المهدي» فولى الخلافة بعد أبيه. وتولى له البيعة «هارون أخوه ب «بغداد» ، و «موسى» ب «جرجان» [4] . وقدم عليه ببيعته «نصير» مو «المهدي» . ثم خرج ب «المدينة» «الحسين بن على الحسيني» فغلب عليها. ثم شخص ير   [1] كذا في: ب، ط، ل. وهي رواية الجهشوارى، والتنبيه والإشراف، ومعجم البلدان وفي: ق، م: «الدو» . وفي: هـ، و: «ألوذ» . [2] هـ، و: «الأصبهند» . [3] ب، ط، ل: «موسى بن المهدي» . [4] هـ، و: «هو موسى بن المهدي. تولى البيعة له أخوه هارون ببغداد وكان بجرجان» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 «مكة» فقتل ب «فخّ» على رأس فرسخ من «مكة» يوم التّروية. وكان الّذي تولّى قتله «محمد بن سليمان» و «موسى بن عيسى» و «العباس بن محمد» . وكانت ولاية «موسى» سنة وشهرا. ويكنى: أبا محمد. وأمه: الخيزران. وتوفى ب «بغداد» يوم الجمعة، لأربع عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأوّل سنة سبعين ومائة، وقد بلغ من السنّ خمسا وعشرين سنة. وولده كثير. هارون الرشيد هو: هارون بن المهدي. وأفضت إليه الخلافة سنة سبعين ومائة [1] . وبويع له في اليوم الّذي توفى فيه «موسى» ب «بغداد» . وولد له ابنه: «عبد الله المأمون» في هذا اليوم. وكان يكنى: أبا جعفر. وأمه: الخيزران. وكان ينزل «الخلد» ب «بغداد» . في الجانب الغربىّ. وكان «يحيى بن خالد» وزيره، وابناه: «الفضل» ، و «جعفر» ينزلون [2] في رحبة «الخلد» . ثم ابتنى «جعفر» قصره ب «الدّور» «1» ، ولم ينزله حتى قتل. وحجّ «هارون» بالناس ستّ حجج، آخرها سنة ست وثمانين ومائة. وحج معه في هذه السنة ابناه ووليّا عهده: محمد الأمين ، وعبد الله المأمون. وكتب/ 194/ لكل واحد منهما كتابا على صاحبه، وعلّقه في «الكعبة» . فلما انصرف نزل ب «الأنبار» . ثم حج بالناس سنة ثمان وثمانين ومائة.   [1] العبارة: «وأفضت ... ومائة» ساقطة من: هـ، و. [2] هـ، و: «ينزلان» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 وقتل «جعفر بن يحيى» ب «العمر» - وهو موضع بقرب «الأنبار» - سنة سبع وثمانين ومائة، آخر يوم من المحرم. وبعث بجثته إلى «بغداد» . ولم يزل «يحيى» وابنه «الفضل» محبوسين حتى ماتا ب «الرقّة» . وخرج «الوليد بن طريف الشاري» في خلافته، وهزم غير عسكر، فوجّه إليه «يزيد بن مزيد» ، فظفر به وقتله. وخرج بعده «خراشة الشاري» أيضا. وقتل «هارون» «أنس بن أبى شيخ» وهو ابن أخى «خالد الحذّاء» المحدّث. وكان «أنس» صديقا ل «جعفر بن يحيى» ، وصلبه ب «الرقة» ، وكان يرمى بالزّندقة، وكذا «البرامكة» كانوا يرمون بالزّندقة، إلا من عصم الله تعالى منهم [1] . وفيهم قال «الأصمعيّ» : [متقارب] إذا ذكر الشّرك في مجلس ... أضاءت وجوه بنى برمك وإن تليت عندهم آية ... أتوا بالأحاديث عن مزدك وغزا «هارون» ، سنة تسعين ومائة، «الرّوم» ، فافتتح «هرقلة» ، وظفر ببنت بطريقها، فاستخلصها لنفسه. فلما انصرف ظهر «رافع بن ليث بن نصر ابن سيّار» ب «طخارستان» مباينا ل «عليّ بن عيسى» ، فوجّه إليه «هرثمة» لمحاربته، وإشخاص «عليّ بن عيسى» إليه، فلما قدم عليه أمر بحبسه، واستصفاء أمواله، وأموال ولده. وتوجّه «هارون» سنة اثنتين وتسعين ومائة- ومعه «المأمون» - نحو «خراسان» ، حتى قدم «طوس» ، فمرض بها ومات، فقبره هناك.   [1] هـ، و: «إلا أقلهم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 وكانت وفاته ليلة السبت، لثلاث خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين ومائة، وقد بلغ من السن سبعا وأربعين سنة. وكانت ولايته ثلاثا وعشرين سنة وشهرين، وسبعة عشر يوما. ومن ولد [1] «هارون» : محمد- أمه: زبيدة بنت جعفر بن أبى جعفر- وعبد الله المأمون [2]- أمه: أمة تسمى: مراجل- والقاسم المؤتمن [3] ، وصالح، وأبو عيسى، وأبو إسحاق المعتصم، وأبو يعقوب، وحمدونة، وغيرهم.   [1] ق: «وولد» . هـ، و: «ومن ولد» . [2] ق: «والمأمون، اسمه عبد الله» . [3] ق: «والمؤتمن، اسمه القاسم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 محمد الأمين وبويع «الأمين محمد بن هارون» ب «طوس» ، وولى أمر البيعة «صالح ابن هارون» ، وقدم عليه بها «رجاء» الخادم، للنّصف من جمادى الآخرة، فخطب/ 195/ الناس. وبويع ب «بغداد» ، وأخرج من الحبس من كان أبوه حبسه، فأخرج «عبد الملك بن صالح» و «الحسن بن عليّ بن عاصم» و «سلم بن سالم البجلي» و «الهيثم بن عدي» . ومات «إسماعيل بن علية» ، وكان على مظالم «محمد» ، في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ومائة، فولى مظالمه «محمد بن عبد الله الأنصاري» - من ولد «أنس بن مالك» - والقضاء ب «بغداد» . وبعث إلى «وكيع بن الجرّاج» وأقدمه «بغداد» على أن يسند إليه أمرا من أموره. فأبى «وكيع» أن يدخل في شيء، وتوجّه «وكيع» يريد [1] «مكة» في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ومائة، فمات في طريقها. واتخذ «الفضل بن الربيع» وزيرا، وجعل «إسماعيل بن صبيح» كاتبه، وجعل «العباس بن الفضل بن الربيع» حاجبه. وأغرى «الفضل» بينه وبين «المأمون» ، فنصب «محمد» ابنه «موسى ابن محمد» لولاية العهد بعده، وأخذ له البيعة، ولقّبه: الناطق بالحق، سنة أربع وتسعين ومائة. وجعله في حجر «عليّ بن عيسى» ، وأمر «عليّا» بالتوجه إلى «خراسان» ، لمحاربة «المأمون» في سنة خمس وتسعين ومائة. فوجّه   [1] هـ، و: «إلى» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 «المأمون» «هرثمة» من «مرو» ، وعلى مقدّمته «طاهر بن الحسين» ، فالتقى «عليّ بن عيسى» و «طاهر» ب «الرّيّ» ، فاقتتلوا، فقتل «عليّ بن عيسى» ، وجماعة من ولده، في شهر رمضان سنة خمس وتسعين ومائة، وظفر «طاهر» بجميع ما كان معه من الأموال، والعدة، والكراع. فوجّه «محمد» «عبد الرحمن ابن جبلة الأنباري» . فالتقى هو و «طاهر» ب «همذان، فقتله «طاهر» ودخل «همذان» . واجتمع «طاهر» و «هرثمة» ، فأخذ «طاهر» على «الأهواز» ، وأخذ «هرثمة» على الجادّة، طريق «حلوان» . ووجه «الفضل بن سهل» «زهير بن المسيّب» على طريق «كرمان» ، فأخذ «كرمان» ثم دخل «البصرة» . ولما أتى «طاهر» «الأهواز» وجد عليها واليا من المهالبة ل «محمّد» فقتله، واستولى على «الأهواز» ، ثم سار إلى «واسط» ، وسار «هرثمة» إلى «حلوان» . ووثب «الحسين ابن على بن عيسى» في جماعة ب «بغداد» ، فدخل على «محمد» وهو في «الخلد» «1» ، وأخذه وحبسه في برج من أبراج مدينة «أبى جعفر» ، فتقوّضت عساكر «محمد» من جميع الوجوه، وتغيّب «الفضل بن الربيع» يومئذ فلم ير له أثر. حتى دخل «المأمون» «بغداد» ، فأرسل «الحسين بن عليّ» إلى «هرثمة» و «طاهر» يحثّهما على الدخول إلى/ 196/ «بغداد» ، ووثب: «أسد الحربىّ» وجماعة، فاستخرجوا «محمدا» وولده، واعتذروا إليه. وأخذوا «الحسين بن على» فأتوه به، فعفا عنه بعد أن اعترف بذنبه وتاب منه. وأقرّ أنه مخدوع مغرور، فأطلقه. فلما خرج من عنده وعبر الجسر، نادى: يا مأمون! يا منصور! وتوجه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 نحو «هرثمة» وتوجهوا في طلبه فأدركوه بقرب نهر «تير» «1» [1] ، فقتلوه وأتوا «محمدا» برأسه. وصار «هرثمة» إلى «النهروان» ثم زحف إلى نهر «تيري» ، ونزل «طاهر» باب «الأنبار» . وصار «زهير بن المسيّب» ب «كلواذى» «2» ولم يزالوا في محاربة. وكاتب «طاهر» «القاسم المؤتمن بن هارون» . وكان نازلا في قصر «جعفر بن يحيى» ب «الدّوز» ، وسأله أن يخرج إليه، ففعل، وسلم القصر إليه. ولم يزل الأمر على «محمد» مختلّا [2] . حتى لجأ إلى مدينة «أبى جعفر» وبعث إلى «هرثمة» : إني أخرج إليك الليلة. فلما خرج «محمد» صار في أيدي أصحاب «طاهر» فأتوا به «طاهرا» فقتله من ليلته. فلما أصبح نصب رأسه على «الباب الجديد» [3] . ثم أنزله وبعث به إلى «خراسان» مع ابن عمه «محمد ابن الحسن بن مصعب» . ودفنت جثته في «بستان مؤنسة» «3» سنة ثمان وتسعين ومائة.   [1] هـ، و: «بين» . [2] هذه الكلمة ساقطة من: هـ. [3] هـ، و: «باب الحديد» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 عبد الله المأمون وخلص الأمر ل «عبد الله بن هارون، المأمون» سنة ثمان وتسعين ومائة. وأمه: أمة تسمى: «مراجل» . وكان أبوه حدّه في جارية من جواريه. فقال: «الرّقاشى» «1» يمدح أخاه «محمدا» ويعرّض ب «المأمون» : [مجزوء الرمل] لم تلده أمة تعرف ... في السّوق التّجارا لا ولا حدّ ولا خان ... ولا في الجرى جاري وكان «أبو السّرايا» مع «هرثمة» من أصحابه. فمنعوه أرزاقه. فغضب: وخرج حتى أتى «الأنبار» فقتل العامل بها، ثم مضى لا يعرف أين يريد ولا يطلب. ثم قدم «عليّ بن أبى سعيد» من قبل «الفضل بن سهل» فعزل «هرثمة» و «طاهرا» . وولوا «طاهرا» على «الجزيرة» لمحاربة «نصر بن شبث» [1] . وأقبل «الحسن بن سهل» من «خراسان» على «العراق» ومعه «حميد بن عبد الحميد» وجمع كثير من القواد. فلما دنا من «بغداد» خرج «طاهر» إلى «الرّقة» . وتوجّه «هرثمة» يريد «خراسان» . وقدم «الحسن» ونزل «الشمّاسية» وظهر «ابن طباطبا العلويّ» [2] بالكوفة، وانضم/ 197/ إليه «أبو السّرايا» «2» فغلب على «الكوفة» ، ووثب العلويون ب «مكة» ، و «المدينة» ، و «اليمن» ، فغلبوا عليها. فوجّه «طاهر» «زهير بن المسيّب» إلى أهل «الكوفة» ، فقاتلهم، فهزمه أهل «الكوفة» واستباحوا عسكره، ورجع إلى «بغداد» . وسار «طاهر» إلى «الرّقة» فالتقى هو و «نصر بن شبث» [1] ، فقاتله «نصر» وأثخن في أصحابه،   [1] كذا في: هـ، و. والّذي في سائر الأصول: «نصر بن شبيب» . وانظر الطبري. [2] ب، ط، ل: «العلويّ الّذي يقال له «طباطبا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 ولم تزل الحرب بينه وبينه إلى أن ورد «المأمون» «بغداد» فقدم عليه. ووجّه «الحسن بن سهل» «عبدوس بن محمد بن أبى خالد» إلى «أبى السّرايا» فالتقوا، فقتل «عبدوس» وأصحابه، وأقبل أهل «الكوفة» حتى ساروا إلى نهر «صرصر» «1» أخذوا «واسط» و «البصرة» . فبعث «الحسن بن سهل» «السندىّ بن شاهك» إلى «هرثمة» وهو: «حلوان» ، فردّه، وبعث به فسار إلى نهر «صرصر» فكشفهم، وأتبعهم، فأدركهم بالقرب من قصر «ابن هبيرة» فواقعهم، فقتل منهم خلقا كثيرا، وانهزموا حتى دخلوا «الكوفة» . ومات «ابن طباطبا» ، فنصب «أبو السرايا» مكانه فتى من العلويين، يقال له: محمد ابن محمد. ولم يزل «هرثمة» يحاربهم، وقد أثخنوا في أصحابه حتى ضعفوا وكاتبوه، وهرب «أبو السرايا» ومعه العلويّ. ودخلها «هرثمة» فأقام بها أياما، ثم استخلف عليها، ثم رجع إلى «بغداد» ، ومضى إلى «خراسان» وظفر ب «أبى السّرايا» و «العلويّ» ، فقتل «أبا السرايا» ، ثم حمل «العلويّ» إلى «خراسان» . وحارب أهل «بغداد» «الحسن بن سهل» ، ورئيسهم «محمد بن أبى خالد المروزي» ، وبنوه: عيسى، وهارون، وأبو زنبيل، و «الحسن» ب «المدائن» . وصار الناس فوضى لا أمير عليهم. فخرج «سهل بن سلامة» والمطّوعة. وبعث «المأمون» إلى «على بن موسى» - الّذي يدعى: «الرّضى» - فحمله إلى «خراسان» ، فبايع له بولاية العهد بعده. وأمر الناس بلباس الخضرة. وصار أهل «بغداد» إلى «إبراهيم ابن المهدي» فبايعوه بيعة الخلافة، فخرج إلى «الحسن بن سهل» فألحقه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 ب «واسط» وأقام «إبراهيم» ب «المدائن» . ثم وجه «الحسن بن سهل» «عليّ بن هشام» و «حميدا الطّوسي» فاقتتلوا، فهزمهم «حميد» وجلس «عليّ بن عيسى» مكان «سهل بن سلامة» وأمره بالمعروف، فاحتال حتى خذل من معه، وظفر به، ودفعه إلى «إبراهيم بن المهدي» ، فغيّبه عنده، ولم يعرف خبره، حتى قرب «المأمون» من «بغداد» . ووجّه «الحسن بن سهل» «هارون بن المسيّب» إلى «الحجاز» لقتال «العلوية» ، فاقتتلوا، فهزمهم/ 198/ «هارون بن المسيّب» ، وظفر ب «محمد بن جعفر» ، فحمله إلى «المأمون» مع عدة من أهل بيته، فلم يرجع أحد منهم. ومات «الرّضى» ب «خراسان» . ولما صار «هرثمة» إلى «خراسان» . جرى بينه وبين «الفضل بن سهل» كلام بين يدي «المأمون» ، فأمر بحبسه، فحبس بقبة في دار «المأمون» ، فمكث فيها أياما ثم أخرج ميتا، فلف في خيشة، ودفن في خندق كان لأهل السجن ب «مرو» . فلما بلغ «حاتم بن هرثمة» ، وهو على «أرمينية» ، ما صنع بأبيه، كاتب الأحرار [1] هنالك، والملوك، ودعاهم إلى الخلاف، فبينما هو كذلك، أتاه الموت. فيقال: إن سبب خروج «بابك» كان ذلك. فمكث «بابك» نيّفا وعشرين سنة. وكان «أبو إسحاق المعتصم» مع «الحسن بن سهل» . فهرب إلى «إبراهيم ابن المهدي» . وكان يقاتل مع «الحسن بن سهل» وأصحابه، ثم التقى هو و «مهدىّ الشاري» سنة ثلاث ومائتين، فانهزم «أبو إسحاق» إلى «بغداد» . ولم تزل الحرب بين أهل «بغداد» وبين «الحسن بن سهل» ، حتى ظفر بهم   [1] ب، ط، ل: «الأكراد» . المعارف لابن قتيبة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 «الحسن» وأسر منهم أسرى كثيرين [1] ، وحملهم مع «أحمد بن أبى خالد» إلى «خراسان» ، فوافى «خراسان» ، وقد قتل «الفضل بن سهل» ب «سرخس» ، سنة ثلاث ومائتين. فاتخذه «المأمون» وزيرا مكان «الفضل» ، واستخلف على «خراسان» ، «غسّان بن عبّاد» ، وأقبل «المأمون» إلى «بغداد» ، فلما قرب منها، أظهر [2] «إبراهيم بن المهدي» «سهل [2] بن سلامة» ، وقال له: ادع الناس إلى محاربة «المأمون» ، ففعل ذلك. ثم توارى «إبراهيم» . ودخل المأمون «بغداد» يوم السبت، لأربع ليال خلون من صفر، سنة أربع ومائتين، وعليه الخضرة، فأحسن السيرة، وتفقّد أمور الناس وقعد لهم. ثم أصابت الناس المجاعة. ووجّه إلى «بابك» : «يحيى بن معاذ» ، و «شبيبا البلخيّ» إلى: «نصر ابن شبث» ، فهزم «يحيى» و «شبيب» . ووجه «خالد بن يزيد بن مزيد» إلى «مصر» لمحاربة «عبيد الله بن السّرىّ» ، فظفر به «عبيد» ، وأخذه أسيرا، فعفا عنه، وعمّن أسره من أصحابه، وأطلقهم. ثم وجه «المأمون» : «عبد الله ابن طاهر» ، لمحاربة «نصر بن شبث [3] » ، و «الزّواقيل» «1» سنة سبع ومائتين. وفيها مات «طاهر» أبوه، واستأمن «نصر» فأمنه «عبد الله» . ثم مضى إلى «مصر» فاستأمنه «ابن السري» ، فأمّنه، وأشخصه إلى «بغداد» . (199) . وظفر «المأمون» ب «إبراهيم بن المهدىّ» سنة عشر ومائتين، فأمنه ونادمه.   [1] هـ، و: «وأسر منهم خلقا» . [2] هـ، و: «ظفر ... بسهل» . [3] كذا في: هـ، و. والّذي في سائر الأصول: «نصر بن شبيب» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 وفي هذه السنة بنى ب «بوران» . وبعث «المأمون» إلى «محمد بن على بن موسى» ، وهو «ابن الرّضى» ، فأقدمه، فزوّجه ابنته، وأذن له في حملها إلى «المدينة» ، فحملها. ووجه «محمد بن حميد» لقتال «بابك» فالتقوا، فقتل «محمد بن حميد» سنة أربع عشرة ومائتين. وعقد «المأمون» ل «عبد الله بن طاهر» [على «الجبال» وحرب الخرّمية. وأمر أخاه «أبا إسحاق» باتخاذ الأتراك، وجلبهم. وكتب إلى عبد الله بن طاهر [1] . وهو ب «الدّينور» من أرض «الجبل» ، أن يتوجه إلى «خراسان» . وبعث «عليّ بن هشام» ، لمحاربة «بابك» ، ثم توجه «المأمون» إلى «طرسوس» في المحرم سنة خمس عشرة ومائتين، فغزا «الروم» ، وافتتح حصن «قرّة» و «خرشنة» ، و «صمالو» «1» [2] ، ثم انصرف إلى «دمشق» ، ثم مضى إلى «مصر» ، ثم عاد إلى «دمشق» ، ثم توجه إلى «الروم» ، سنة سبع عشرة ومائتين. وفي هذه السنة قدم عليه «عجيف» ب «عليّ بن هشام» فقتله وأخاه وفيها مات «عمرو بن مسعدة» ب «أذنة» ، وفيها فتحت «لؤلؤة» ، وأمر ببناء «طوانة» «2» ، ثم عاد «المأمون» ، فصار إلى «الرّقة» ، ثم عاد إلى بلاد الروم، فمات على نهر «البذندون» «3» ، لثلاث عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ثمان عشرة ومائتين، فحمل إلى «طرسوس» ، ودفن بها. وكانت خلافته- منذ قتل «محمد» - عشرين سنة. وعقبه كثير.   [1] التكملة من: ب، ط، ق، ل، م. [2] ب، ط، هـ، و: «صملة» . وانظر الطبري، ومعجم البلدان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 محمد المعتصم هو: «محمد بن هارون» . يكنى [1] : «أبا إسحاق» . وأمه: «ماردة» ، أمة. وكان «أبو إسحاق» مع أخيه، حين توفى في بلاد «الروم» ، و «العبّاس بن المأمون» ، فأراد الناس أن يبايعوا «العباس» ، فأبى «العباس» ، وسلّم إلى «أبى إسحاق» الأمر، فتوجه «أبو إسحاق» نحو «بغداد» مسرعا، خوفا على نفسه من جماعة من القوّاد، كانوا همّوا به، فوردها مستهلّ شهر رمضان سنة ثمان عشرة ومائتين، فأقام بها سنتين، ثم مضى إلى «سرمن رأى» ، سنة عشرين ومائتين، بعد الفطر، بأتراكه، فآبتنى بها، واتخذها دارا ومعسكرا، ونزلت «الروم» «زبطرة» «1» . فتوجه «أبو إسحاق» غازيا في جمادى الأولى سنة ثلاث وعشرين ومائتين، ففتح «عمّورية» في شهر رمضان من هذه السنة، ثم أقبل منصرفا، وأوقع ب «العبّاس بن المأمون» وب «عجيف» «2» في طريقه، ووافى «سرّ من رأى» في ذي الحجة من تلك السنة. وتوفى «إبراهيم بن المهدي» ب «سرمن رأى» في شهر رمضان، سنة أربع وعشرين/ 200/ ومائتين، وصلب «الأفشين» سنة ست وعشرين ومائتين. وتوفى «أبو إسحاق» لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين. وكانت خلافته ثمان سنين وثمانية أشهر. وفي هذا الشهر توفى «بشر بن الحارث الزاهد» .   [1] هـ، و: «كنيته: أبو إسحاق» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 هارون الواثق باللَّه ابن أبى إسحاق وبويع «لهارون الواثق باللَّه» ، يوم قبض أبوه. وأمه: «قراطيس» ، أمة. وماتت ب «الحيرة» ، وهي تريد «مكة» . وقتل «أحمد بن نصر» ب «المحنة» «1» [1] ، لليلتين بقيتا من شعبان سنة إحدى وثلاثين ومائتين. وتوفى «هارون» يوم الأربعاء لستّ بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. وكانت خلافته خمس سنين وتسعة أشهر وأياما. جعفر المتوكل على الله ابن أبى إسحاق وبويع ل «جعفر» يوم توفى «الواثق» وأمه أمة، تسمى: «شجاع» . وأخذ البيعة لولده الثلاثة: محمد المنتصر ، وأبى عبد الله المعتز، وإبراهيم المؤيّد، في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومائتين. وقتل: سنة سبع وأربعين ومائتين، بعد الفطر بثلاثة أيام. محمد المنتصر وبويع «المنتصر» ابنه «محمد بن جعفر» . وتوفى بعد ستة أشهر. أحمد المستعين باللَّه ثم بويع «أحمد المستعين باللَّه بن محمد بن أبى إسحاق المعتصم» بعده. وخلع في آخر سنة إحدى وخمسين ومائتين. وقتل سنة اثنتين وخمسين ومائتين.   [1] هـ، و: «المجنة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 المعتزّ باللَّه وهو: الزبير بن جعفر. وأخذت [1] البيعة ل «المعتز» سنة اثنتين وخمسين ومائتين. وقتل في رجب سنة خمس وخمسين ومائتين. محمد المهتدي ثم استخلف بعده: «محمد بن هارون الواثق، المهتدي» سنة خمس وخمسين ومائتين. وقتل في رجب سنة ست وخمسين ومائتين. المعتمد على الله أحمد بن جعفر المتوكل ثم استخلف «أحمد بن جعفر المعتمد على الله» . ويكنى: «أبا العباس» . وأمه: أم ولد. يقال لها «فتيان» . وبويع يوم الثلاثاء لأربع عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ست وخمسين ومائتين. ويقال: إنه ولى وله خمس وعشرون سنة [2] .   [1] ب، ط: «وجددت» . [2] وبعد هذا في: «ب» : تراجم ثلاثة، وهذه هي كما ساقتها: المعتضد باللَّه أحمد بن طلحة بن المتوكل على الله، أبو العباس الراونديّ، استخلفه الأعراب في رجب سنة تسع وسبعين ومائتين، وتوفى في سنة تسع وثمانين ومائتين ببغداد. المكتفي باللَّه، أبو محمد استخلف على بن أحمد بن طلحة بن جعفر المتوكل على الله أبو محمد المكتفي باللَّه بن المعتضد بن أبى أحمد، الواثق باللَّه، سنة تسع وثمانين ومائتين، وتوفى يوم الأحد، لثلاث عشرة ليلة، خلت من ذي القعدة، سنة خمس وتسعين ومائتين. المقتدر أبو الفضل جعفر بن أحمد المعتضد، تقلد الخلافة، في يوم الأحد، لثلاث عشر ليلة خلت من ذي القعدة سنة خمس وتسعين ومائتين، وقتل يوم الأربعاء لثلاث بقين من شوّال سنة عشرين وثلاثمائة، وكانت خلافته أربعا وعشرين سنة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 المشهورون من الأشراف وأصحاب [1] السلطان والخارجين عليهم عبد الله بن مطيع بن الأسود وهو من: بنى عويج بن عدىّ بن كعب، رهط «عمر بن الخطاب» - رضى الله عنه- وكان أبوه «مطيع بن الأسود» يسمى: «العاص» ، فسمّاه النبي- صلّى الله عليه وسلم-: مطيعا. وكان «عبد الله» على «قريش» يوم «الحرّة» ، ففرّ ثم سار مع «ابن الزبير» ب «مكة» ، فقاتل وهو يقول: [رجز] أنا الّذي فررت يوم الحرّة ... فاليوم أجزى كرة بفرّه وهل يفر الشيخ إلّا مرّه فلم يزل يقاتل حتى قتل «ابن الزبير» ، فجرح [2] هو فمات من جراحته ب «مكة» ، فصلّى عليه «الحجّاج» ، وقال: اللَّهمّ هذا عدوّ الله «ابن مطيع» ، كان مواليا لأعدائك، ومعايا لأوليائك، فاملأ عليه قبره نارا. وكان «الشّعبي» كاتب «عبد الله بن مطيع» . الحجاج بن يوسف الثقفي هو: الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبى عقيل بن مسعود بن عامر بن معتّب ابن مالك بن كعب- من الأحلاف- الثّقفي. وكان «الحكم» جدّه، ولد: يوسف، ويحيى، وأيوب، ومحمدا، وسليمان. فأما «يوسف» فولى ل «عبد الملك» بعض الولايات، وكان معه بعض الألوية، يوم قاتل «الحنتف بن السّجف» «حبيش بن دلجة» ، فانهزم، فقال «يوسف بن توسعة العبديّ» [3] :   [1] ق: «وصحابة» . [2] هـ، ر: «فخرج» . [3] ق: «فقال توسعة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 [وافر] ونجّى يوسف الثّقفي ركض ... وذلك [1] بعد ما سقط اللّواء ولو أدركنه لقضين نحبا ... به ولكل مخطئة وقاء [2] فمات «يوسف» و «الحجاج» على «المدينة» ، فنعاه على المنبر. فولد «يوسف» : الحجاج، ومحمدا، وزينب. فأما «محمد بن يوسف» فولاه «عبد الملك» «اليمن» ، فلم يزل واليا حتى مات بها. فولد «محمد بن يوسف» : يوسف بن محمد، ومصعب بن محمد، وعمر بن محمد، وأم الحجاج. فأمّا «يوسف بن محمد» فولّاه «الوليد بن يزيد» خلافته «1» . وأما «عمر بن محمد» فكان تائها متكبّرا، فقال/ 202/ «الوليد» ل «أشعب» : إن أضحكته فلك خلعتي. فلم يزل يحدثه حتى أضحكه. فأخذ خلعة «الوليد» . وأما «أم الحجاج» فهي: أم الوليد بن يزيد بن عبد الملك. وعقب «محمد بن يوسف» ب «الشام» . وأما «الحجاج بن يوسف» فكان يكنى: أبا محمد، وكان أخفش، دقيق الصوت، وأول ولاية وليها «تبالة» ، فلما رآها احتقرها وانصرف، فقيل في المثل: أهون من «تبالة» على «الحجاج» . وولى شرط «أبان بن مروان» في بعض الحالات؟ «أبان» ، فلما خرج «ابن الزبير» ، وقوتل زمانا، قال «الحجاج» ل «عبد الملك» : إني رأيت في منامي كأنى أسلخ «عبد الله بن الزبير» ، فوجّهنى إليه. [؟] في ألف رجل، وأمره أن ينزل «الطائف» حتى يأتيه رأيه، ثم كتب   [1] ق، هـ، و: «دراك» . [2] ق: «وفاء» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 396 إليه بقتاله، وأمدّه [1] فحاصره حتى قتله، ثم أخرجه فصلبه، وذلك في سنة ثلاث وسبعين. فولاه «عبد الملك» «الحجاز» ثلاث سنين، فكان يصلى بالموسم كل سنة. ثم ولّاه «العراق» وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، فوليها عشرين سنة، وأصلحها وذلّل أهلها. وروى أبو اليمان، عن حريز [2] بن عثمان، عن عبد الرحمن بن ميسرة «1» [3] ، عن أبى عذبة الحضرميّ «2» ، قال: قدمت على «عمر بن الخطاب» - رضى الله عنه- رابع أربعة من أهل «الشام» ، ونحن حجّاج، فبينا نحن عنده، أتاه خبر من «العراق» بأنهم قد حصبوا إمامهم. فخرج إلى الصلاة، ثم قال: من هاهنا من أهل «الشام» ؟ فقمت أنا وأصحابى. فقال: يا أهل «الشام» ، تجهّزوا لأهل «العراق» ، فإن الشيطان قد باض فيهم وفرّخ، ثم قال: اللَّهمّ إنهم قد لبسوا عليّ، فالبس عليهم «3» ، اللَّهمّ عجّل لهم الغلام الثّقفي، الّذي يحكم فيهم بحكم الجاهلية، لا يقبل من محسنهم، ولا يتجاوز عن مسيئهم. ولمّا حضرته الوفاة، قال للمنجّم: هل ترى ملكا يموت؟ قال: نعم. ولست به، أرى ملكا يموت يسمّى «كليبا» . قال: أنا والله كليب، بذلك كانت سمّتني أمى. فاستخلف على الحراج «يزيد بن أبى مسلم» ، وعلى الحرب   [1] ب، ط، ق، ل، م: «وأمره» . [2] الأصول: «جرير» . والتصويب عن: التهذيب (2: 237) . [3] الأصول: «سمرة» . والتصويب عن التهذيب (2: 237) ، (6: 284) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 «يزيد بن أبى كبشة» ، وأمر ابنه «عبد الملك بن الحجاج» أن يصلى بالناس. وهلك ب «واسط» ، فدفن بها، وعفّى قبره وأجرى عليه الماء. وكانت وفاته سنة خمس وتسعين في شهر رمضان. فولد «الحجاج» : محمدا، وأبانا، وعبد الملك، والوليد، وجارية. فمات «محمد» في حياة أبيه. وعقبه ب «دمشق» . وعقب «عبد الملك» ب «البصرة» ولا عقب ل «أبان» ولا ل «الوليد» . يوسف بن عمر / 203/ هو: يوسف بن عمر بن محمد بن الحكم بن أبى عقيل بن مسعود، ابن عم «الحجاج بن يوسف» . يجمعه وإياه «الحكم بن أبى عقيل» . وكان يكنى: «أبا عبد الله» . ولى «اليمن» ل «هشام» ، ثم ولّاه «العراق» ، ومحاسبة « خالد بن عبد الله القسري » وعمّاله، فعذبهم، فمات «خالد» في عذابه، ومات «بلال بن أبى بردة» في عذابه. فلما قتل «الوليد» هرب فلحق ب «الشام» ، فأخذ ب «الشام» وحبس، ثم قتل في الحبس. وكان «يزيد بن خالد بن عبد الله» فيمن قتله بأبيه. وعقبه ب «الشام» . خالد بن عبد الله القسري هو: خالد بن عبد الله القسري بن يزيد بن أسد بن كرز البجلي، ثم: القسري، وكان «يزيد بن أسد» جدّه، وفد على النبي- صلّى الله عليه وسلم- فأسلم ونزل ب «الشام» . ثم اشترى «خالد بن عبد الله» - لما ولى «العراق» - خططا ب «الكوفة» ، وابتنى بها. وله عقب بها كثير [1] وعدد. وكانت أمه نصرانية. وكان جده يروى عن رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- حديثا، رواه «خالد» .   [1] هذه الكلمة ساقطة من: هـ، و. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 ذكر هشيم [1] ، عن سيّار [2] أبى الحكم «1» ، قال: سمعت خالد بن عبد الله القسري يقول: حدّثنى أبى، عن جدّى، قال: قال رسول الله- صلّى الله عليه وسلم-: يا يزيد بن أسد، أحبب للناس ما تحب لنفسك. المهلب بن أبى صفرة هو:- «المهلب بن أبى صفرة» . و «أبو صفرة» : «ظالم ابن سرّاق» ، من: «أزد العتيك» - أزد دبا. ودبا: فيما بين عمان والبحرين. قال الواقدي: كان أهل «دبا» أسلموا في عهد رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- ثم ارتدوا بعده ومنعوا الصدقة، فوجه إليهم «أبو بكر» «عكرمة بن أبى جهل» ، فقاتلهم فهزمهم، وأثخن فيهم القتل، وتحصن فلّهم في حصن لهم، وحصرهم المسلمون، ثم نزلوا على حكم «عكرمة» [3] ، فقتل مائة من أشرافهم، وسبى ذراريهم، وبعث بهم إلى «أبى بكر» ، وفيهم «أبو صفرة» غلام لم يبلغ، فأعتقهم «عمر» - رضى الله عنه- وقال: اذهبوا حيث شئتم. فتفرقوا، فكان «أبو صفرة» ممن نزل «البصرة» . وكان «المهلب» يكنى: أبا سعيد، وكان من أشجع الناس، وحمى «البصرة» من «الشّراة» بعد جلاء أهلها عنها، إلا من كانت به قوة، فهي تسمى: بصرة المهلب. ولم يكن يعاب إلا بالكذب. وفيه قيل: راح «2» [4] / 204/ يكذب.   [1] ب، ط، ب: «ذكره هشيم» . [2] هـ، و: «سيار بن أبى الحكم» . [3] هـ، و: «حذيفة» . [4] هـ، و: «رابح» . صوابها: رائح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 وكان ولى «خراسان» فعمل عليها خمس سنين. ومات ب «مروالرّوذ» «1» ، سنة ثلاث وثمانين، واستخلف ابنه «يزيد بن المهلب» ، و «يزيد» ابن ثلاثين سنة. فعزله «عبد الملك بن مروان» برأي «الحجاج» ومشورته، وولّى «قتيبة ابن مسلم» . وصار «يزيد» في يد «الحجاج» فعذّبه. فهرب من حبسه إلى «الشام» ، يريد «سليمان» ، وأتاه فتشفّع له إلى «الوليد بن عبد الملك» ، فأمّنه وكفّ عنه. ثم ولاه «سليمان» «خراسان» ، حين أفضت إليه الخلافة، فافتتح «جرجان» و «دهستان» ، وأقبل يريد «العراق» ، فتلقّاه موت «سليمان بن عبد الملك» ، فصار إلى «البصرة» ، فأخذه «عدىّ بن أرطاة» ، فأوثقه وبعث به إلى «عمر بن العزيز» . فحبسه «عمر» ، فهرب من حبسه، وأتى «البصرة» . ومات «عمر» فخالف «يزيد بن عبد الملك» ، فوجّه إليه «مسلمة» ، فقتله، ولحق فلّ «آل المهلب» بنواحي «كرمان» ، و «قندابيل» «2» . وكان ابنه «مخلد بن يزيد» سيدا شريفا على حداثته، يقدّم على أبيه. ويقال: إنه وقع إلى الأرض من صلب «المهلب» ثلاثمائة ولد. المختار بن أبى عبيد هو: المختار بن أبى عبيد بن مسعود بن عمرو الثّقفي، من الأحلاف. ويقال: إن «مسعودا» جدّه هو: عظيم القريتين «3» . فولد «مسعود» : سعدا، وأبا عبيد. فكان «سعد» عامل «عليّ بن أبى طالب» - رضى الله تعالى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 عنه- على «المدائن» . وله عقب ب «الكوفة» . وأما «أبو عبيد» فولّاه «عمر بن الخطاب» - رضى الله عنه- جيشا، فيهم رجال من أصحاب رسول الله- صلّى الله عليه وسلم-. فلقى «خرّزاذ» الحاجب ب «قسّ الناطف» «1» من «الكوفة» وهو على فيل، فضرب «أبو عبيد» الفيل، فوقع عليه الفيل فقتله [1] . فولد «أبو عبيد» : المختار، وصفية، وجبرا، وأسيدا [2] . فأما «جبر» فقتل مع أبيه يوم الفيل. ولا عقب له. وأما «صفية» فكانت تحت «عبد الله بن عمر بن الخطاب» - رضى الله عنه. وأما «المختار» فغلب على «الكوفة» زمن «مصعب بن الزبير» ، وكان يزعم أن «جبريل» يأتيه. وتتبّع قتلة «الحسين بن على» - رضى الله عنه. وقتل «عمر بن سعد بن أبى وقاص» ، وابنه «حفص بن عمر» . وقتل «شمر بن ذي الجوشن الضّبابى» . ووجّه «إبراهيم بن الأشتر» ، فقتل «عبيد الله ابن زياد» وغيره. وخرج نفر من أهل «الكوفة» ، فقدموا «البصرة» يستغيثون بهم، ويستنصرونهم على «المختار» ، فخرج أهل «البصرة» مع «مصعب» ،/ 205/ فقاتلوه ب «الكوفة» ، فقتل «المختار» «عبيد الله بن عليّ بن أبى طالب» رضى الله عنه- وهو لا يعرف- في عسكر «مصعب» ، و «محمد بن الأشعث بن قيس» . ثم ظفر ب «المختار» فقتل، قتله «ضرّار [3] بن يزيد الحنفي» . وكانت ابنة «سمرة بن جندب» تحت «المختار» [4] ، وله منها ابنان: إسحاق، ومحمد، ومن غيرها بنون. وعقبه ب «الكوفة» كثير.   [1] ط، هـ: «فمات» . [2] ب، ط، ل: «أسدا» . [3] هـ، و: «صراف» . [4] هـ، و: «تحته» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 بنو صوحان هم: زيد بن صوحان، وصعصعة بن صوحان، وسيحان بن صوحان، من «بنى عبد القيس» . فأما «زيد» فكان من خيار الناس، وروى في الحديث: أن النبي- صلّى الله عليه وسلم- قال: زيد الخير الأجذم، وجندب ما جندب؟ فقيل: يا رسول الله، أتذكر رجلين!؟ فقال: أما أحدهما، فسبقته يده إلى الجنة بثلاثين عاما، وأما الآخر، فيضرب ضربة يفصل بها بين الحق والباطل. فكان أحد الرجلين «زيد بن صوحان» ، شهد يوم «جلولاء» «1» ، فقطعت يده، وشهد مع «عليّ» يوم «الجمل» ، فقال: يا أمير المؤمنين، ما أرانى إلا مقتولا. قال: وما علمك بذلك يا أبا سلمان «2» [1] ؟ قال: رأيت يدي نزلت من السماء، وهي تستشيلنى «3» . فقتله «عمرو بن يثربىّ» ، وقتل أخاه «سيحان» يوم الجمل. وأما الآخر، فهو: «جندب بن زهير الغامدىّ [2] » ضرب ساحرا كان يلعب بين يدي «الوليد بن عقبة» فقتله. وكان «صعصعة بن صوحان» مع «على بن أبى طالب» - رضى الله عنه- يوم الجمل، وكان من أخطب الناس.   [1] كذا في: هـ، و. والّذي في سائر الأصول: «سليمان» . [2] ب، ط، ل: «العامدى» . ق، م: «الغامرى» . هـ، و: «الغاضري» . والتصويب من الطبري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 مصقلة بن هبيرة هو من «بنى شيبان» ، وكان مع «عليّ بن أبى طالب» - كرم الله وجهه- ثم هرب إلى «معاوية» فهدم «على» داره. وقال «مصقلة» حين فارقه: [طويل] قضى وطرا منها عليّ فأصبحت ... إمارته فينا أحاديث راكب ثم بعث «مصقلة» رجلا نصرانيّا، ليحمل عياله من «الكوفة» ، فأخذه «عليّ» فقطع يده. وولاه «معاوية» «طبرستان» ، فمات بها. فيقال في المثل: حتى يرجع مصقلة من طبرستان. وله عقب ب «الكوفة» ، ودار ب «البصرة» . مصقلة بن رقبة هو من «عبد القيس» . وأمه جرمقانية. وكان من [1] أخطب الناس زمن «الحجاج» وبعده. فولد «مصقلة» : كرز بن مصقلة، ورقبة بن مصقلة. [وكانا خطيبين [2] . وكانت ل «كرز» خطبة يقال لها: العجوز. 206/ خالد بن صفوان هو: خالد بن صفوان بن عبد الله بن الأهتم. واسمه: سنان بن سميّ بن سنان ابن خالد بن منقر بن عبيد بن تميم. وسمى «سنان» : «الأهتم» لأن «قيس ابن عاصم المنقري» ضربه بقوسه فهتم فمه. وكان «صفوان» أبو خالد، ولى رياسة «بنى تميم» أيام «مسعود» ، وكان خطيبا. وشهد «الحسن» وصيته، فأوصى بمائة ألف وعشرين ألف درهم، وقال: أعددتها لعضّ الزمان، وجفوة   [1] هـ، و: «وكان أخطب» . [2] تكملة من: هـ، و. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 السلطان، ومباهاة العشيرة. فقال «الحسن» : خلّفتها لمن لا يحمدك، وتقدم على من لا يعذرك. ومات ب «البصرة» . وعمّر ابنه «خالد» إلى أن حادث «أبا العباس» ، وكان لسنا بيّنا خطيبا بخيلا مطلاقا، وهو القائل: أربع لا يطمع فيهن عندي: القرض، والفرض، والعرض «1» [1] ، وأن أسعى مع أحد في حاجة. فقيل له: وما يصنع بك بعد هذه يا أبا صفوان؟ فقال: الماء البارد، وحديث لا ينادى «2» وليده. وكان يقول: ما من ليلة أحب إليّ من ليلة قد طلّقت فيها نسائي، فأرجع والسّتور قد قلعت، ومتاع البيت قد نقل، فتبعث إليّ بنيتي بسلة [2] فيها طعامي، وتبعث إليّ الأخرى بفراش [3] أنام عليه. ومن رهطه: شبيب بن شيبة، الخطيب. ابن القرّية هو: أيوب بن زيد بن قيس. و «القرّية» أمه. وهو من: بنى هلال ابن ربيعة بن زيد مناة بن عامر. وكان لسنا خطيبا. وكان مع «الحجاج» فقتله، لسبب اتهمه فيه بميل إلى «ابن الأشعث» «3» .   [1] كذا في م. والّذي في سائر الأصول: «الهرس» . [2] ق، ل، هـ، و: «بسليلة» . [3] ق، ل: «بفريش» . هـ، و: «بفراش» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 مسيلمة الكذاب هو: «مسيلمة بن حبيب» من «حنيفة بن لجيم» . ويكنى: أبا ثمامة. وكان صاحب نيرنجات «1» . وهو أوّل من أدخل البيضة في القارورة [1] . وأوّل من وصل جناح المقصوص من الطير، فاتبعه على ذلك خلق كثير [2] . وقال بعض شعراء بنى حنيفة يرثيه: [مجزوء الكامل] لهفي عليك أبا ثمامة ... لهفي على ركني تهامة [3] كم آية لك فيهم ... كالشّمس تطلع من غمامه ولا عقب له. سجاح و «سجاح» التي تنبّأت. هي من «بنى يربوع» وكان يقال لها: «صادر» . وتزوّجها «مسيلمة» ، واتبعها قوم من: «بنى تميم» . وقال «عطارد ابن حاجب بن زرارة» : [بسيط] / 207/ أمست نبيّتنا أنثى نطيف بها [4] ... وأصبحت أنبياء الناس ذكرانا وكان مؤذنها «زهير [5] بن عمرو» ، من «بنى سليط بن يربوع» . ويقال: إن «شبث [6] بن ربعيّ» أذّن لها أيضا.   [1] هـ، و: «قارورة» . [2] ساقطة من: هـ، و. [3] كذا في: م. وفي: ق: «شمامه» . والّذي في سائر الأصول: «شهامه» . [4] ب: «يطاف بها» . [5] ب، ط، ل: «زيد» . [6] الأغاني: «شبيب» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 قتيبة بن مسلم الباهلي ويكنى: أبا حفص. وهو: قتيبة «1» بن مسلم بن عمرو بن حصين بن أسيد [1] بن زيد بن قضاعى. من «بنى هلال بن عمرو» من «باهلة» . وكان «مسلم بن عمرو» عظيم القدر عند «يزيد بن معاوية» . ويكنى: أبا صالح. وفيه يقول الشاعر: [متقارب] إذا ما قريش خلا ملكها ... فإنّ الخلافة في بأهله لربّ الحرون أبى صالح ... وما تلك بالسّنة العادلة و «الحرون» فرسه. فولد «مسلم» : بشارا، وزيادا، وعبد الكريم، وقتيبة، وعبد الله، وصالحا، وعبد الرحمن، وحمادا، وزريقا، وضرارا، وعمرا [2] ، ومعبدا، والحصين. فأما «بشار» ، فكان أكبرهم، وهو صاحب «نهر بشّار» ، وكان سيد ولد «مسلم» ، حتى سبق عليه «قتيبة» . ول «بشّار» عقب. وأما «زياد بن مسلم» ، فقتل مع «قتيبة» ب «خراسان» . وله عقب. ول «عبد الكريم» عقب ب «البصرة» .   [1] ب، ط، ل: «أسد» . [2] هـ، و: «عمر» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 وأما «قتيبة بن مسلم» ، فكان على «خراسان» عاملا ل «الحجّاج» ، ومن قبل ذلك على «الرّيّ» ، ثم خلع [1] ، فقتل ب «فرغانة» ، سنة سبع وتسعين، وهو ابن خمس وأربعين سنة، قتله «وكيع بن أبى سود [2] التميمي» . وكان على «خراسان» ثلاث عشرة سنة، فافتتح «خوارزم» ، و «سمرقند» ، و «بخارى» ، وقد كانوا كفروا. فولد «قتيبة» : مسلم بن قتيبة، وقطن بن قتيبة، وكثيرا، والحجاج، وعبد الرحمن، وسلما، وصالحا، وعمرا، ويوسف، وغيرهم. فأما «سلم» فولى «البصرة» مرتين: مرة ل «ابن هبيرة» ، ومرة ل «أبى جعفر» . وكان سيد قومه، ومات ب «الرّيّ» . وكنيته: «أبو قتيبة» . فولد «سلم» جماعة، منهم: سعيد بن سلم. ولى «أرمينية» ، و «الموصل» . و «السّند» ، و «طبرستان» ، و «سجستان» ، و «الجزيرة» . وولده كثير. وأما «إبراهيم بن سلم» ، فولى «اليمن» ل «موسى» . وولى «عمرو بن سلم» : «الرىّ» و «بلخ» . وولى «كثير بن سلم» : «سجستان» . وأما «قطن بن قتيبة بن مسلم» فكان على «سمرقند» ، وغيرها من كور «خراسان» . وله هناك عقب. وجميع ولد «قتيبة» سراة، لهم أعقاب.   [1] ب، ط، ل: «خرج» . [2] ب، ط، ل: «الأسود» . هـ، و: «وكيع بن أبى مدور» . تحريف. وانظر: الطبري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 وأما «عبد/ 208/ الله بن مسلم بن عمرو» فقتل مع أخيه «قتيبة» . ومن ولده: المسور بن عبد الله. وله عقب كثير. وقتل «معبد بن مسلم» أيضا. وله عقب كثير [1] . ول «الحصين بن مسلم» عقب ب «البصرة» . وأما «عمرو بن مسلم» فكان شجاعا، يلي الولايات ل «قتيبة» ، و «عدىّ بن أرطاة» . وعقبه كثير. عمر بن هبيرة الفزارى ّ هو: عمر بن هبيرة [2] بن سعد بن عدي بن فزارة. وجده من قبل أمه: كعب بن حسان بن شهاب، رأس «بنى عدي» في زمانه، وفي منزله [3] احتلفت «الرّباب» . ولى «العراقين» ل «يزيد بن عبد الملك» ست سنين. وكان يكنى: أبا المثنى. وفيه يقول «الفرزدق» ل «يزيد» : [وافر] أولّيت العراق ورافديه ... فزاريّا أحذّ يد القميص تفتّق بالعراق أبو المثنّى ... وعلّم قومه اكل الخبيص «1» رافداه: دجلة والفرات. وقوله: أحدّ يد القميص، يريد أنه خفيف اليد، نسبه إلى الخيانة [4] . وكانت «حبابة» جارية «يزيد بن عبد الملك» ، سبيّة في ولاية «العراقين» ، وكانت تدعوه: أبى. ومات بالشام، فولد «عمر» : يزيد بن عمر، وسفيان، وعبد الواحد.   [1] ساقطة من: هـ، و. [2] ب، ط، ل: «من بنى سعد» . [3] ب، ط، ل: «زمانه اختلفت الروايات» . [4] ب، ط، ل: «الجباية» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 فأما «يزيد» . فولى «العراقين» ، ل «مروان بن محمد» خمس سنين، وكان شريفا، يقسم على زوّاره في كل شهر خمسمائة ألف درهم، ويعشّى كل ليلة من شهر رمضان، ثم يقضى للناس عشر حوائج، لا يجلسون بها. وكان جميل المرآة، عظيم الخطر. وأمه سندية. فولد «يزيد» : المثنّى، ومخلّدا. فأما «المثنى» فولى «اليمامة» لأبيه، وقتله «أبو حمّاد المروزي» بالبادية. وأما «مخلّد» ، فكان شريف الولد. ولهم ب «الشام» قدر وعدد. وكان ل «يزيد» ابن يقال له: «داود» ، وقتل مع «يزيد» أبيه. وكان «أبو جعفر المنصور» حصر «يزيد» ب «واسط» شهورا، ثم أمّنه، وافتتح البلد صلحا، وركب «يزيد» إليه في أهل بيته، فكان يقول «أبو جعفر» : لا يعزّ ملك هذا فيه! ثم قتله. نصر بن سيار هو: نصر بن سيّار بن رافع. من: بنى جندع بن ليث. من [1] : كنانة. وهم رهط «عبيد بن عمير بن قتادة الليثي» . وكان «سيّار بن رافع» مع «مصعب ابن الزبير» فسرق عيبة، فقطع «عبد الرحمن بن سمرة» يده، فكان يقال له: الأقطع. وكان ابنه «نصر» يكنى: أبا/ 209/ الليث، ولّاه «هشام بن عبد الملك» «خراسان» ، فلم يزل واليا عليها عشر سنين حتى وقعت الفتنة، فخرج يريد «العراق» ، فمات في الطريق بناحية «ساوة» . وله عقب ذو عدد.   [1] هـ، و: «بن» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 مرداس وعروة ابنا أدية هما: مرداس، وعروة، ابنا «عمرو بن حدير» ، من: ربيعة بن حنظلة. و «أديّة» جدّة لهما، من «محارب» نسبا إليها. ويقال: بل كانت ظئرا لهما. وكان «مرداس» يكنى: أبا بلال، وكان رأس كل حرورىّ؟ وكان «عبيد الله ابن زياد» ، وجّه إليه «عبّاد بن علقمة المازني» ، فقتله ب «توّج» ، فقال «عمران بن حطّان» الخارجي يذكره: [بسيط] أنكرت بعدك من قد كنت أعرفه ... ما الناس بعدك يا مرداس بالناس وأما «عروة» فهو أوّل من حكم ب «صفّين» ، وأخذه «عبيد الله بن زياد» فقتله، وصلبه [1] في مقبرة «بنى حصن» ب «البصرة» . ولا عقب ل «مرداس» ، وإنما العقب ل «عروة» [2] . شبيب الخارجى ّ هو: شبيب بن يزيد بن نعيم. من: «بنى شيبان» . ويكنى: أبا الصحاري. وكان مع «صالح بن مسرح» رأس «الصّفرية» . فلما مات «صالح» ب «الموصل» ، أوصى إلى شبيب، وقبر «صالح» هنالك، لا يخرج إليه أحد منهم إلّا حلق رأسه عنده. فخرج «شبيب» ب «الموصل» ، وبعث إليه «الحجاج» خمسة قواد، فقتلهم واحدا بعد واحد، منهم: «موسى بن طلحة ابن عبيد الله» . وخرج من «الموصل» يريد «الكوفة» وخرج «الحجاج» من «البصرة» يريد «الكوفة» ، وطمع «شبيب» أن يلقاه قبل أن يصل إلى   [1] ساقطة من: هـ، و. [2] زادت: ب، ط، ل: «والله أعلم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 «الكوفة» ، فأقحم «الحجاج» خيله فدخل «الكوفة» [1] قبله. ومر «شبيب» ب «عتّاب بن ورقاء» فقتله «شبيب» ، ومرّ ب «عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث» ، فهرب منه، وقدم «الكوفة» ، فلم يصل إلى «الحجاج» ، ثم خرج يريد «الأهواز» ، ف «غرق» في «دجيل» ، وهو يقول: (ذلك تقدير العزيز العليم) . و «غزالة» التي طلبت «الحجاج» هي امرأته، وهو منهزم، فقال الشاعر في «الحجاج بن يوسف» : [كامل] أسد عليّ وفي الحروب نعامة ... فتخاء تنفر من صفير الصافر هلّا كررت على غزالة في الوغى ... بل كان قلبك في جناحي طائر قال أبو محمد: حدّثنى سهل بن محمد «1» ، قال: حدّثنى الأصمعي، قال: حدّثنى العباس بن/ 210/ محمد الهاشمي، قال: حدّثنى من رأى «شبيبا» دخل المسجد، وعليه جبة طيالسة، عليها نقط من أثر مطر، وهو طويل أشمط، جعد، آدم، فجعل المسجد يرتجّ له. قطرىّ بن الفجاءة الخارجي هو من: بنى حرقوص [2] بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم. وكان يكنى: أبا نعامة. وخرج زمن «مصعب بن الزبير» ، فبقي عشرين سنة يقاتل، ويسلّم عليه بالخلافة. فوجه إليه «الحجاج» جيشا بعد جيش، وكان آخرهم «سفيان ابن الأبرد الكلبي» فقتله، وكان المتولي لذلك «سورة بن أبجر البارقي» [3] . ولا عقب ل «قطري» .   [1] هـ، و: «فأقحم الحجاج خيله الكوفة فدخل قبله» . [2] ق، هـ، و: «هو من كابية بن حرقوص» . والّذي في «الجمهرة» (ص 201) : «كافية» والّذي في وفيات الأعيان: «كنانة» . [3] كذا في: هـ، و. وهي رواية الطبري. وفي ب، ط، ل: «سورة بن الحارث الدارميّ» . وفي: ق، م: «سورة بن الحر» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 411 الضحاك بن قيس الفهري هو: الضحاك بن قيس بن ثعلبة بن محارب بن فهر. استعمله «معاوية» على «الكوفة» بعد «زياد» ، ثم صار بعد ذلك مع «عبد الله بن الزبير» فقاتل «مروان بن الحكم» يوم «المرج» ، وهو على «قيس» كلها، فقتله «مروان بن الحكم» - فهو «يوم مرج راهط» -. وكان ابنه «عبد الرحمن ابن الضحاك» عاملا ل «يزيد بن عبد الملك» على «المدينة» . الضحاك بن سفيان الكلابي وهذا آخر. وهو رجل من: بنى أبى بكر بن كلاب. كان رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- استعمله على «بنى سليم» . الضحاك بن قيس الخارجي الشّيبانيّ وهو آخر من كان خرج من ناحية «الجزيرة» في جمع من «الخوارج» ، حتى أتى «الكوفة» وبها «عبد الله بن عمر بن عبد العزيز» عاملا عليها، فحاربه عنها، فهزمه «الضحاك» وظفر ب «الكوفة» ، ثم سار إلى «مروان ابن محمد» ، وأقبل «مروان» إليه، فالتقيا ب «كفرتوثا» سنة ثمان وعشرين ومائة، في صفر. فقتل «الضحاك» وخلف مكانه «الخيبري» فاقتتلوا، فهزم «مروان» ثم رجع «مروان» وولّى «الخوارج» «شيبان» فرجع بأصحابه إلى «الموصل» وأتبعه «مروان» فقاتله شهرا. ثم انهزم «شيبان» ، ووجه «مروان» في طلبه «عامر بن ضبارة المرّي» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 412 المسيّب بن زهير الضّبى هو من ولد «ضرار بن عمرو الضبيّ» . و «بنو ضرار» من سادة «ضبّة» . وكان على شرط «أبى جعفر» . وولاه «المهدي» «خراسان» ، وولى شرطة «موسى» . وابنه «عبد الله بن المسيّب» ولى «مصر» ، و «فارس» ، و «الجزيرة» . و «محمد بن المسيّب» ولى شرطة «محمد الأمين» . و «العباس ابن المسيّب» ولى شرطة «المأمون» . و «زهير بن المسيّب» ولى/ 211/ «كرمان» ل «هارون» . وكان ل «المسيّب بن زهير» أخ يقال له: «عمرو بن زهير» ولى ل «أبى جعفر» «الكوفة» . يزيد بن مزيد الشيباني هو «يزيد بن مزيد بن زائدة بن عبد الله بن زائدة بن مطر بن شريك ابن عمرو الشّيبانيّ» . وكان «زائدة» أعرج، و «الحوفزان بن شريك» أعرج. و «معن بن زائدة» هو عم «يزيد بن مزيد» . وكان «معن» أجود العرب» ، وكان يقال: حدّث عن «معن» ولا حرج. وكان «مزيد» يكنى: «أبا داود» ، وقال فيه أخوه «معن بن زائدة» : [بسيط] لا تسألنّ أبا داود خلعته ... عوّل على مزيد في الخبز واللّبن وبالنّبيذ إذا ما نحته عزرت «1» [1] ... فإنه بقرى الأضياف مرتهن   [1] ق: «وفي النبيذ إذا ما بخته عذرت» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 413 وكان سخيّا على الطعام، بخيلا بغيره. وكان «معن» يكنى: «أبا الوليد» . و «يزيد» هو قتل «خراشة الخارجي» ، و «الوليد بن طريف الشاري» . وولى «أرمينية» . وابنه «محمد بن يزيد» بعده، ساد [1] وهو ابن عشرين سنة. و «شبيب الخارجي» من رهطه. عبّاد بن الحصين الحبطى [2] كان يكنى: أبا جهضم، وكان فارس «بنى تميم» ، وولى شرطة «البصرة» أيام «ابن الزبير» ، وكان مع «مصعب» أيام قتل «المختار» ، وكان مع «عمر بن عبيد الله بن معمر» على «بنى تميم» أيام «أبى فديك» ، وأبلى يومئذ ما لم يبله أحد، وشهد فتح «كابل» ، مع «عبد الله بن عامر» ، فقال الحسن: ما كنت أرى أن أحدا يعدل ألف [3] فارس، حتى رأيت «عبادا» . وأدرك فتنة، «ابن الأشعث» ، وهو شيخ مفلوج، فأشار عليه بأشياء، فخاف «الحجاج» فهرب نحو «كابل» ، فقتله العدو هناك. وكان ابنه «جهضم» مع «ابن الأشعث» ، فقتله «الحجاج» . وابن ابنه «المسور بن عمر بن عباد» سيد «بنى تميم» في زمانه، ورأسهم في فتنة «ابن سهيل» ، وفيه يقول الراجز: [رجز] أنت لها يا مسور بن عبّاد ... إذا انتضين من جفون الأغماد   [1] هـ، و: «بعده، وهو ابن» . [2] هـ، و: «الحنظليّ» . وانظر: الاشتقاق والطبري. [3] هـ، و: «يعدل بألف» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 عتّاب بن ورقاء الرّياحىّ كان يكنى: «أبا ورقاء» ، وكان من أجود «العرب» ، وكان «الفرخان» صاحب «الرّيّ» ، كفر، فوجه إليه «عتاب» فقتله، وفتح «الري» . وولى «أصبهان» في فتنة «ابن الزبير» . ووجهه «الحجاج» على جيش أهل «الكوفة» في قتال «الأزارقة» . ووجهه/ 212/ «المهلب» على جيش أهل «البصرة» في قتالهم. وولى «المدائن» وناحيتها. وبيّته «شبيب» ، فتفرق عنه [1] جيشه فقتل. وكان ابنه «خالد» جوادا، مرّ به «طلحة الطلحات» مقبلا من «سجستان» ، وهو على «الرّيّ» ، فأهدى إليه، واستهداه شهدا، فحمل إليه سبعمائة ألف درهم، وكتب إليه: قد بعثت إليك ثمن الشّهد، والشّهد لم يكن في بيت المال أكثر منه. وكتب إليه «الحجاج» : إنك هربت من أبيك ليلة «شبيب» . فكتب إليه: قد علم من رأى أنى لم أهرب، ولكنك وأباك قد هربتما يوم «الرّبذة» من «الحنتف بن السّجف» . وأنتما على بعير بقتب، فلله أبوك! أيكما كان ردف صاحبه؟ ثم أتى «عبد الملك بن مروان» خوفا من «الحجاج» ، فلم يزل مقيما عنده حتى مات. وكيع بن حسان بن قيس بن أبى سود [2] وكان: يكنى أبا مطرف. وكان سيد «بنى تميم» وافترض «1» مع «سلم [3] بن زياد» ، فجعل مكتنّه [4] ب «سجستان» . وولى «عبد العزيز بن عبد الله بن عامر» «سجستان» ، فغضب على «وكيع» في شيء، فأخذه فحبسه، فمر ب «وكيع»   [1] ب، ط، ل: «عليه» . [2] هـ، و: «بن سود» . وانظر: الطبري. [3] ق: «مسلم» . [4] هـ، و: «مكتبه» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 ابن ل «عبد العزيز» ، مع ظئر له، فدعا به فأخذه، ودعا بسكين، فقال: والله لأذبحنه، أو لتخلّين عنى، فبلغ ذلك «عبد العزيز» فأتاه، فقال: خلّ عنه ونؤمنك. فقال: لا والله، حتى يجئ عشرة من «بنى تميم» فتضمن لهم، ثم يكونون هم الذين يطلقون عنى. ففعل ذلك. ثم تحول «وكيع» إلى «خراسان» فكان بها رأسا، فكتب «الحجاج» إلى «قتيبة» يأمره بقتله، وكان «وكيع» قد أبلى بلاء حسنا مع «قتيبة» في مغازيه، ويوم التّرك خاصة، فعزل «قتيبة» «وكيعا» عن الرئاسة. فلما ملك «الوليد» وخلع «قتيبة» وسار بالناس نحو «فرغانة» «1» اجتمع الناس على خلعه، وبايعوا «وكيعا» ، فقتل «قتيبة» وأخذ رأسه فبعث به إلى «سليمان» . ومكث «وكيع» «بخراسان» غالبا عليها تسعة أشهر. ثم ولى «يزيد بن المهلب» «خراسان» . الحنتف [1] بن السّجف ابن سعد بن عوف بن زهير بن مالك كان: يكنى أبا عبد الله. وكان ديّنا شريفا. وله منزلة من «عبيد الله ابن زياد» ، ولما وقعت فتنة «ابن الزبير» سار «حبيش بن دلجة القيني» من «قضاعة» إلى «المدينة» يريد قتال «ابن الزبير» ، فعقد «الحارث بن عبد الله المخزومي» ، وهو أمير البصرة «للحنتف» لواء، فسار في سبعمائة   [1] هـ: «الحتيف» . والطبري: «الحنيف» وانظر الاشتقاق (197) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 416 / 213/ وخرج إليه «حبيش» من «المدينة» ، فلقيهم ب «الرَّبَذَة» فقتل «الحنتف» «حبيشا» و «عبيد الله بن الحكم» ، أخا «مروان بن الحكم» ، وانهزم «الحجاج بن يوسف» وأبوه، يومئذ. ثم سار «الحنتف» نحو «الشام» ، حتى إذا كان ب «وادي القرى» ، سم في طعامه [1] ، فمات هناك [2] . هريم بن أبى طحمة التميمي [3] واسم «أبى طحمة» : «حارثة بن عدي» . وكان «هريم» شجاعا كيّسا، وكان مع «المهلّب» في قتال «الأزارقة» ، ومع «عدىّ بن أرطاة» في قتال «يزيد بن المهلب» . ولما كان يوم «سورا» «1» أخذ اللّواء، ثم أقحم في خمسة فوارس، فانهزم «يزيد بن المهلب» . ثم كبر «هريم» ، فحوّل اسمه في أعوان الديوان ليرفع عنه الغزو، فقيل له: إنك لا تحسن أن تكتب. فقال: إن لم أكتب، فإنّي أمحو الصحف. وكان ابنه الترجمان على «الأهواز» ، وعلى «بنى حنظلة» في فتنة «ابن سهيل» [4] . خازم بن خزيمة النّهشلى هو من «صخر بن نهشل» . وكان من أم ولد. ويكنى: «أبا هزيمة» [5] . وولى «خراسان» ، وقتل «العنزيّة» ، وولى «عمان» ومات ب «بغداد» ، فعزّى عنه «أبو جعفر» . وابنه «خزيمة بن خازم» ، ويكنى: «أبا العباس» . وولى الولايات. وابنه «إبراهيم بن خازم» ، قتله «الوليد بن طريف الشاري» .   [1] هـ، و: «بطعامه» . [2] ب: «هناك رئيسا» . [3] هـ، و: «التيمي» . تحريف. وانظر الاشتقاق (ص 241) . [4] ب، ط، ل: «سهل» . [5] ق: «هزيمة» . وانظر الجمهرة (217- 218) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 عامر بن ضبارة هو من «بنى مرة» . وكان سيدا شريفا. وبعثه «يزيد بن عمر بن هبيرة» إلى «فارس» ليقاتل «عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر» ، فهزم «عبد الله بن معاوية» ، ولم يزل مع «مروان» على جيوشه، ومن عدده. نباتة بن حنظلة هو من «بنى أبى بكر بن كلاب» . وكان فارس أهل «الشام» ، وكان على المنجنيق يوم الكعبة، وولى «جرجان» و «الرّيّ» ل «مروان» ، فقتله «قحطبة» بها. وقتل معه ابنه «حية بن نباتة» ، وكان له ابن يقال له «محمد» ، قتله «يزيد بن عمر بن هبيرة» صبرا. إسحاق بن مسلم بن ربيعة العقيلي كان أثيرا عند «أبى جعفر» جليلا، وعظيم القدر أيام «مروان» سالم فسالمت العرب، وحارب فحاربت العرب. وولى «أرمينية» . وإخوته: بكار، وعبد العزيز، والحارث، وعبد الله، أشراف سادة. وأعقابهم ب «الجزيرة» . (214) عبد الله بن خازم السلمي يكنى: أبا صالح. وأمه سوداء، يقال لها: عجلي. وكان أشجع الناس. وولى «خراسان» عشر سنين، وافتتح «الطّيسين» «1» . ثم ثار [1] به أهل «خراسان» فقاتلوه، فقتله «وكيع بن الدّورقية» .   [1] كذا في: ق. والّذي في سائر الأصول: «سار» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 مالك بن مسمع هو: مالك بن مسمع بن سيّار. من «بكر بن وائل» من ولد «جحدر» ، الّذي فدى شعره «يوم تحلاق اللّمم» بأول فارس يطلع، وكان «مسمع» أبو «مالك» ، أتى النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- ثم ارتدّ بعد النبي- صلّى الله عليه وسلم- وقتل بال «بحرين» . ويكنى: «أبا سيار» ، وهو «أبو المسامعة» . وكان «مالك» ابنه أنبه الناس. وقال رجل ل «عبد الملك» : لو غضب «مالك» لغضب معه مائة ألف، لا يسألونه فيم غضب. فقال عبد الملك: وهذا وأبيك السّؤدد. ولم يل شيئا قط، وهلك في أول خلافة «عبد الملك بن مروان» ب «البصرة» . وعقبه كثير، وعقب إخوته [1] . طلحة الطّلحات هو: طلحة بن عبد الله بن خلف. من «خزاعة» . وكان أبوه «عبد الله» كاتبا ل «عمر بن الخطاب» - رضى الله عنه- على ديوان «الكوفة» ، و «البصرة» . وكان «طلحة» على «سجستان» . ومات بها [2] . و «حميد الطويل» ، الّذي يروى عن «أنس» ، مولاه. و «زريق» ، جدّ «طاهر بن الحسين» ذي اليمينين، مولى «عبد الله بن خلف» ، والد «طلحة» . أبو فديك الخارجي هو: عبد الله بن ثور بن سلمة. من «بنى سعد بن قيس» من «بكر بن وائل» .   [1] ق: «وله عقب ولإخوته» . [2] زادت: ب، ط، ل. وقال الشاعر: رحم الله أعظما دفنوها بسجستان طلحة الطلحات الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 أبو العاج السلمى ّ هو: كثير بن عبد الله. وقيل له: أبو العاج، لثناياه. وكان عامل «يوسف بن عمر» على «البصرة» . أبو مسلم صاحب الدعوة هو: عبد الرحمن بن مسلم. ذكروا أن مولده سنة مائة، واختلفوا في نسبه اختلافا كثيرا، فقال بعضهم: هو من «أصبهان» . وقال بعضهم: هو من «خراسان» وقيل: من «العرب» . وادّعى هو أنه: ابن [1] سليط بن على بن عبد الله بن عبّاس. ونسبه «أبو دلامة» إلى «الأكراد» ، حيث يقول: [طويل] أبا مجرم ما غيّر الله نعمة ... على عبده حتى يغيّرها العبد أفي دولة المهدىّ حاولت غدرة [2] ... ألا إن أهل الغدر [3] آباؤك الكرد أبا مجرم خوّفتني القتل فانتحى ... عليك بما خوّفتني الأسد الورد وكان منشؤه عند «إدريس بن عيسى» جدّ «أبى دلف» النازل في حدّ «أصبهان» . وقتله «أبو جعفر» ب «رومية المدائن» سنة سبع وثلاثين ومائة. نوادر في المعارف تفخر «عبد القيس» بأن من مواليها: «صالحا المرّي» ، وهو مولى «بنى مرة» من «عبد القيس» . وكان من أهل الخير، ويذهب إلى شيء من القدر. ومات ب «البصرة» ، وعقبه بها. وبأن من مواليها: «حسان [4] بن أبى سنان القنّاد» ، وكان من أورع أهل «البصرة» .   [1] هـ، و: «من» . [2] هـ، و: «عذرة» . [3] هـ، و «العذر» . [4] ب، ط، ل: «حسان بن يسار العابد» . ق: «سيبار ... » . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 وبأن من مواليها «أبان بن أبى عيّاش» الفقيه. ويكنى: أبا إسماعيل. ومن مواليها: «غالب القطّان» ، وكان ديّنا فاضلا. قال البجلي: هو مولى «آل عبد الله بن عامر بن كريز» وهو «غالب بن خطاف» . ومن مواليهم: «عبد الواحد بن زياد» ، المعروف بالثّقفى، وليس بثقفى، وهو مولى ل «عبد القيس» . ومنهم: «رئاب بن البراء» ، من أنفسهم، كان على دين «عيسى بن مريم» - عليه الصلاة والسلام- في الجاهلية. ومن أنفسهم: «هرم بن حيّان» . ولما أسلم «الهرمزان» سمّاه «عمر بن الخطاب» - رضى الله عنه- عرفطة. ذو الثّدية: اسمه: «ثرملة» . ذو الكلاع: اسمه «سميفع «1» بن ناكور» [1] من التابعين. جيشان: من قضاعة، منهم: «أبو وهب الجيشانيّ» ، واسمه: «ديلم بن الهوشع» «2» . و «صنابح» ، من: حمير. منهم: عبد الرّحمن بن عسيلة «3» الصّنابحى. غافق، من: حمير. منهم: عبد الله بن زرير «4» الغافقي. يزن، من: حمير. من: «آل ذي يزن» . منهم: أبو الخير مرثد بن عبد الله اليزنىّ.   [1] الأصول: «سميفع بن حوشب» والتصويب من: الجمهرة (ص 407) . والاشتقاق (ص 525) . والقاموس (كلع) . ولعل في الكلام نقصا، تقديره: «سميفع بن ناكور» من التابعين. حوشب: «وظليهم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 أبو عبد الرحمن الحبلى «1» ، من: حمير. واسمه: عبد الله بن يزيد. أبو عشانة «2» المعافري، من: اليمن، واسمه: حىّ بن يؤمن. الفضل بن موسى، الّذي يروى عنه «وكيع» ، هو السّينانى [1] ، من قرية من قرى «مرو» . وممن كثر ولده: جزء بن العلاء. الّذي يعرف ب «المرقع» ، وكان يقول لأمه: [وافر] لعلك أم جزء أن تريني ... كثير الخير ذا أهل ومال فأثرى: وبلغ بنوه أربعين، فماتوا كلهم في الحارف «3» ، فقال في ذلك: [وافر] دفنت الدّافعين الضّيم عنّي ... برابية مجاورة سناما «4» فلم أر مثلهم دفنوا جميعا ... ولم أر مثل هذا العام عاما أقول إذا ذكرتهم جميعا ... بنفسي تلك أصداء وهاما وهم من: ربيعة بن مالك بن زيد مناة بن تميم. قيس بن جحدر الطائي: جد «الطرمّاح» الشاعر، وفد على النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- والطّرماح: ابن حكيم بن حكم بن نفر بن قيس بن جحدر. أول «5» راية عقدها رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- راية «حمزة بن عبد المطلب» ويقال: بل راية «عبيدة بن الحارث» . أول من مات من المسلمين بالمدينة: «عثمان بن مظعون» بعد «بدر» ، وقبل «أحد» . فقال رسول الله- صلّى الله عليه وسلم-: هذا سلفكم، فادفنوا إليه موتاكم. فدفن في «البقيع» .   [1] الأصول: «الشيباني» والتصويب من التهذيب (7: 286) ومعجم البلدان في م: «سينان» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 422 التابعون ومن بعدهم الأحنف بن قيس قال أبو اليقظان: هو: صخر بن قيس بن معاوية بن حصن بن عبّاد بن مرة بن عبيد. من «تميم» . ورهطه: بنو مرة بن عبيد، الذين بعثوا بصدقات أموالهم إلى النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- مع «عكراش بن ذؤيب. وقال غيره: اسمه: الضحاك بن قيس. وكان أبو «الأحنف» يكنى: «أبا مالك» . وقتله «بنو مازن» في الجاهلية. وكان «الأحنف» يكنى: أبا بحر. وأتى رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- قومه يدعوهم إلى الإسلام، فلم يجيبوا، فقال «الأحنف» : إنه ليدعوكم إلى الإسلام، وإلى مكارم الأخلاق، وينهاكم عن ملائمها، فأسلموا. وأسلم «الأحنف» ، ولم يفد على رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- فلما كان زمن «عمر» وفد إليه. وشهد مع «على» - رضى الله عنه- «صفين» ، ولم يشهد «الجمل» مع أحد من الفريقين. قال غيره: واسم أمه: حبي [1] بنت عمرو بن ثعلبة، من «بنى أود» من «باهلة» . ويقال: «حبّى بنت قرط» . وأخوها «الأخطل بن قرط» من الشجعان. وقال «الأحنف» «يوم الجفرة» «1» : ومن له خال مثل خالي؟ وولد «الأحنف» ملتصق الأليتين، حتى شق ما بينهما. وكان «الأحنف» أعور.   [1] هـ، و: «حبي» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 423 قال أبو اليقظان: كان عم «الأحنف» . يقال له: المتشمس بن معاوية، يفضل على «الأحنف» في حلمه. وقيل: أتى هو و «الأحنف» «مسيلمة الكذاب» ، ليسمعا منه، فلما خرجا، قال «الأحنف» : كيف تراه؟ قال: أراه كذّابا. قال: وما يؤمنك أن أرجع إليه فأخبره بمقالتك؟ قال: إذن أخبره أنك قلت، وأحالفك- يريد أن أحلف وتحلف-. ثم أسلم «المتشمس» بعد ذلك [1] ، وحسن إسلامه. وعمه الأصغر: «صعصعة بن معاوية» كان سيد «بنى تميم» في خلافة «معاوية» ، وفرسه/ 217/ «الطرة» اشتراها بتسعين [2] ألف درهم. وبقي «الأحنف» إلى زمن «مصعب بن الزبير» ، فخرج معه إلى «الكوفة» ، فمات بها، وقد كبر جدا. قال الأصمعي: دفن «الأحنف» ب «الكوفة» ، بالقرب من قبر «زياد بن أبى سفيان» وقبر «زياد» عند «الثويّة» «1» . وولد «الأحنف» : بحرا، وكان مضعوفا. قال يوما ل «زبراء» جارية أبيه [3] ، يا فاعلة. فقالت له: لو كنت كما تقول، أتيت أباك بمثلك.   [1] هذه العبارة «بعد ذلك» ساقطة من: هـ، و. [2] هـ، و: «بستين» . [3] هـ، و: «وكان لا يرى جارية أبيه إلا قال: يا فاعلة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 424 وقيل له: ما يمنعك أن تكون [1] على بعض أخلاق أبيك؟ فقال: الكسل. فولد «بحر» جارية، فماتت. ولا عقب ل «لأحنف» . وكان يقال: ليس لبني تميم حظ سيدهم ب «الكوفة» «محمد بن عمير [2] بن عطارد ابن حاجب بن زرارة» . ولا عقب له. وسيدهم ب «البصرة» «الأحنف بن قيس» . ولا عقب له. وكان «عمر» وجهه إلى «خراسان» ، فبيتهم العدو ليلا، فكان أول من ركب «الأحنف» وهو يقول: [رجز] إنّ على كل رئيس حقّا ... أن يخضب الصّعدة «1» أو تندقّا ثم حمل عليهم، فقتل صاحب الطّبل، وانهزم القوم، ومضوا في آثارهم، حتى فتحوا «مروالرّوذ» ، في خلافة «عثمان» - رضى الله تعالى عنه. عبيدة السلماني هو: عبيدة بن قيس السلماني، من: «مراد» . قال ابن سيرين «2» : قال عبيدة: أسلمت قبل وفاة النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- بسنتين، فصلّيت، ولم ألق رسول الله- صلّى الله عليه وسلم. ومات سنة اثنتين وسبعين، وصلّى عليه «الأسود» .   [1] هـ، و: «أن تحرى» . [2] هـ، و: «عمر» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 425 عمرو بن ميمون هو من «أود» . وأدرك رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- وحج ستين، من بين حجة وعمرة [1] . ومات سنة أربع وسبعين. أبو عثمان النّهدى هو: عبد الرحمن بن مل «1» ، من «قضاعة» . وأدرك النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- ولم يره. وتوفى في أول ولاية «الحجاج» «العراق» ب «البصرة» . وكان من ساكني «الكوفة» ، فلما قتل «الحسين» - رضى الله عنه- تحول إلى «البصرة» ، فنزلها، وقال: لا أسكن بلدا قتل فيه ابن بنت رسول الله- صلّى الله عليه وسلم. قال أبو عثمان: صحبت «سلمان» اثنتي عشرة سنة. وقال أيضا: أتت عليّ ثلاثون سنة [2] ، وما بقي شيء إلا وقد أنكرته، إلا [3] أملى، فإنّي أجده كما هو. وشهد فتح: القادسية، وجلولاء، وتستر، ونهاوند، واليرموك، وأذربيجان. أبو عمرو الشيباني هو: سعد بن إياس. وكان يقول: أذكر أنى سمعت رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- وأنا أرعى إبلا لأهلى «بكاظمة» «2» . وعاش مائة وعشرين سنة.   [1] ق: «وحج ستون حجة وعمرة» . [2] هـ، و: «ثلاثون ومائة سنة» . [3] هـ، و: «هلا» .. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 426 زرّ بن حبيش ويكنى: أبا مريم. وكان أعرب الناس. وكان «عبد الله بن مسعود» يسأله عن العربية. وكان أسنّ من «أبى وائل» «1» وعاش مائة وعشرين سنة. مالك بن أوس بن الحدثان هو قديم، ولكنه تأخر إسلامه. ولم يبلغنا أنه رأى النبي- صلّى الله عليه وسلم- ولا روى عنه شيئا. وقد روى عن «عمر» و «عثمان» . ومات «بالمدينة» سنة اثنتين وسبعين. سويد بن غفلة المذحجي ّ أدرك النبي- صلّى الله عليه وسلم- ووفد إليه، فوجده قد قبض، فصحب «أبا بكر» - من بعده- وشهد مع «على» - رضى الله عنه- «صفّين» . ويكنى: أبا أمية. وتوفى/ 219/ ب «الكوفة» سنة اثنتين وثمانين، وقد بلغ من السن مائة وسبعا وعشرين سنة. وكان يقول: أنا لدة رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- ولدت عام الفيل. أبو رجاء العطاردي اسمه «عمران بن تيم» . ويقال: عطارد بن برذا [1] . ويقال: عمران بن عبد الله [2] . ولد قبل الهجرة بإحدى عشرة سنة. وهو من: عطارد بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناه بن تميم. ويقال أيضا: إنه مولى لهم.   [1] ب، ط، ل: «برد» . وانظر: الطبقات (ح: 7- ق: أ- ص 100) . [2] ب، ط: «عمران بن ملحان» . وهي رواية التهذيب (8: 140) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 وقال أبو رجاء: لما بلغني أن النبي- صلّى الله عليه وسلم- قد أخذ في القتل وهربنا، فأصبنا شلو أرنب دفينا، فاستثرناه، وفصدنا [1] عليه، وألقينا عليه من بقول الأرض، فلا أنسى تلك الأكلة. حدّثنا الرياشي، عن الأصمعي، عن أبى عمرو بن العلاء، قال: قلت لأبى رجاء: ما تذكر؟ قال: أذكر قتل «بسطام بن قيس» على «الحسن» - «والحسن» : جبل رمل. وأنشدنى أبو محمد: [وافر] وخرّ على الألاءة «1» لم يوسّد ... كأن جبينه سيف صقيل ومات سنة سبع عشرة ومائة، وهو ابن مائة وثمان وعشرين سنة. حدّثنى أبو حاتم، عن الأصمعي، قال حدّثنا: أبو الأشهب [2] العطاردي «2» ، قال: أتت «أبا رجاء» امرأة في جوف الليل، فقالت: يا أبا رجاء، إن لطارق الليل حقا، وإن بنى فلان: خرجوا إلى «سفوان» «3» ، وتركوا شيئا من متاعهم. فانتعل وأخذ الكتب فأداها، وصلّى بنا الفجر، وهي مسيرة ليلة بالإبل.   [1] ب، ط، ل: «وقصرنا» . [2] ب، ط، ل، هـ: «زريك» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 المسور بن مخرمة هو [1] : المسور بن مخرمة بن نوفل بن عبد مناف بن زهرة. أمه أخت «عبد الرحمن بن عوف» ، وكان يعدل بالصحابة، وليس منهم. وقد روى قوم عنه: أنه سمع النبي- صلّى الله عليه وسلم- يقول: لو أن «بنى هشام بن المغيرة» استأذنونى في أن ينكحوا ابنتهم «على بن طالب» فلا آذن، ثم لا آذن [2] . وكان «المسور» قال: «إن يزيد بن معاوية» يشرب الخمر. فبلغه ذلك، فكتب إلى أمير «المدينة» ، فجلده الحد فقال «المسور» : [طويل] أيشربها صرفا يفك [3] ختامها ... أبو خالد ويجلد الحد مسور وقبض النبي- صلّى الله عليه وسلم- وهو ابن ثمان سنين، ومات سنة أربع وستين وكان مع «ابن الزبير» ب «مكة» ، فأصابه حجر فمات. فولد «المسور» : عبد الرحمن بن المسور. أمه: بنت شرحبيل بن حسنة، من حىّ من «اليمن» ، تحوّلوا في الإسلام إلى «زهرة» ، وكان يكنى: أبا المسور. ومات سنة تسعين. فولد «عبد الرحمن» : أبا بكر بن عبد الرحمن. وكان شاعرا، وهو القائل: «1» [خفيف] بينما نحن من بلاكث «2» بالقاع ... سراعا والعيس تهوى هويّا   [1] جاءت هذه الترجمة في: هـ، و: متقدمة تلى ترجمة «زر بن حبيش» . [2] زادت: «هـ» : «وكان يقول: أنا لدة رسول الله صلّى الله عليه وسلم. ولدت عام الفيل» . [3] هـ: «يفت» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 خطرت خطرة على القلب من ذكراك ... وهنا «1» فما استطعت مضيّا قلت لبيّك إذ دعاني لك الشوق ... وللحاديين كرّا المطيا [1] و «مخرمة بن نوفل» أبو «المسور» . بلغ من السن مائة وخمس عشرة سنة، وكف بصره قبل موته. كعب الأحبار هو: كعب بن ماتع. ويكنى: أبا إسحاق. وهو من «حمير» . من آل «ذي رعين» ، وكان على دين اليهود، وينزل «اليمن» ، فأسلم هناك، ثم قدم «المدينة» ، في خلافة «عمر» - رضى الله عنه- ثم خرج إلى «الشام» ، فسكن «حمص» حتى توفى بها سنة اثنتين وثلاثين في خلافة «عثمان» - رضى الله عنه- «ونوف البكالي» «2» ابن امرأة «كعب» «وتبيع» [2] أيضا ابن امرأته. ويكنى «3» : «أبا عبيد» - ويقال: أبا عامر. كعب بن سور [3] هو من «الأزد» . بعثه «عمر» - رضى الله عنه- قاضيا لأهل «البصرة» ، حين استحسن حكمه بين المرأة وزوجها، وحكم لها في كل أربع ليال بليلة. وخرج مع «عائشة» يوم الجمل، ناشرا المصحف، يمشى بين الصفّين، فجاءه سهم غرب «4» فقتله. وكان معروفا بالصلاح. وليس له حديث.   [1] زادت «ب» : وقال: لم يكن جاه به أذريك ... ولم يكن لي قوة اويك ولم يكن لي مال به أغنيك ... ولم أدر ما يفعل بى وبيك [2] ب، ط، ل: «يتبع» . [3] ب، ط، و: «صور» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 (220) عبد الرحمن بن الأسود هو: «عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث» ، الّذي نسب إليه «المقداد ابن الأسود بن عبد يغوث» [1] . وكان «عبد الرحمن» من خيار المسلمين، يعدل بالصحابة، وليس منهم، وكان أبوه «الأسود» من المستهزءين. وروى الهيثم، عن محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة: أنه رفع إلى «أبى بكر» شيء عن «الأسود» ، ذكره ابنه عنه. فقال «أبو بكر» : أي مثلة كانت في العرب أشد؟ فقالوا: الحرق بالنار. فقتله «أبو بكر» ، ثم أحرقه. فقال عبد الرحمن بن حسان لبعض ولده يعرّض به: [طويل] ما حرق الصدّيق جدّى ولا وأبى ... إذا المرء ألهاه الخنا عن جلائله [قال أبو محمد: يقال: أنه كان مأبونا [2] . الجشمي أبو الأحوص صاحب عبد الله بن مسعود هو: عوف بن مالك بن نضلة. من «جشم بن معاوية» . «وقتلته الخوارج» أصحاب «قطرىّ بن الفجاءة» . وقد روى أبوه «مالك» عن النبي- صلّى الله عليه وسلم. علقمة صاحب عبد الله هو: علقمة بن قيس، من «النّخع» ، رهط «إبراهيم النّخعىّ» ، ويكنى: أبا شبل. ولم يولد له قط، وأخوه «يزيد بن قيس» أبو «الأسود بن يزيد» ، صاحب «عبد الله» . ومات «علقمة» سنة اثنتين وستين. قال الشعبي: كان «الأسود» صوّاما قواما، وكان «علقمة» مع البطء، وهو يسبق السريع.   [1] ق: «الّذي نسب المقداد إليه، فقيل: ابن الأسود» . [2] تكملة من: ق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 الأسود صاحب عبد الله هو: الأسود بن يزيد بن قيس، من «النّخع» ، ويكنى: أبا عبد الرحمن. ومات سنة أربع وسبعين. ويقال: سنة خمس وسبعين. وابنه «عبد الرحمن بن الأسود» من الخيار، وهو صلّى على «إبراهيم النّخعى» ، وهو القائل في تلبيته: لبيك أنا الحاج ابن الحاج. وكان أبوه حج ثمانين ما بين حجة وعمرة. وكان ل «لأسود بن يزيد» أخ، يقال له: «عبد الرحمن بن يزيد» من الخيار. وابنه «محمد بن عبد الرحمن بن يزيد» يكنى: أبا جعفر. ويقال له: الكيّس، لتلطّفه في العبادة. المعرور [1] بن سويد هو من «بنى أسد» . وبلغ مائة وعشرين سنة، ولم يشب. مسروق بن الأجدع هو: مسروق بن الأجدع. من «همدان» . ويكنى: أبا عائشة. ومات سنة ثلاث وستين. وقال أبو عمرو بن العلاء: كان أبوه «الأجدع بن مالك» شاعرا،/ 221/ وهو القائل في وصف الخيل: [رمل] وكأنّ صرعاها كعاب مقامر ... ضربت على شزن فهنّ شواعى «1»   [1] ق: «المعروف» . تحريف وانظر: القاموس «عرر» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 432 سلمان بن ربيعة الباهلي هو أول قاض، قضى ل «عمر بن الخطاب» - رضى الله عنه- «بالعراق» وأول من ميّز بين العتاق والهجن، وشهد «القادسية» فقضى بها، ثم قضى «بالمدائن» . وقتل «سلمان» ب «بلنجر» من أرض «التّرك» في خلافة «عثمان» - رضى الله عنه- ويقال: إن «بلنجر» من «أرمينية» . ويقال: إن عظامه عند أهل «بلنجر» في تابوت، إذا احتبس عليهم المطر أخرجوه فاستسقوا به فسقوا. قال ابن [1] جمانة الباهلي: [طويل] وإنّ لنا قبرين: قبر بلنجر ... وقبرا بأعلى الصّين [2] يا لك من قبر فهذا الّذي بالصّين عمّت فتوحه ... وهذا الّذي بالتّرك يسقى به [3] القطر وأراد بالقبر الّذي ب «الصّين» : قبر «قتيبة بن مسلم» . قال أبو اليقظان: قبر «قتيبة» ب «فرغانة» ، فجعله الشاعر من «الصين» . شريح القاضي هو: شريح بن الحارث الكندي. استقضاه «عمر» على «الكوفة» ، ولم يزل بعد ذلك قاضيا، خمسا وسبعين سنة، لم يتعطل فيها إلا ثلاث سنين، امتنع فيها من القضاء في فتنة «ابن الزبير» ، فاستعفى «شريح» «الحجاج» من القضاء، فأعفاه، فلم يقض بين الناس حتى مات سنة تسع وسبعين. ويقال: سنة ثمانين. وكان يكنى: أبا أمية. وعمر مائة وعشرين سنة [4] .   [1] هـ، و: «أبو» . وهو عبد الرحمن بن جمانة الباهلي. (معجم البلدان) في رسم «بلنجر» . [2] معجم البلدان: «بصين استان» . [3] معجم البلدان: «وهذا الّذي يسقى به سبل القطر. وعلى هذه الرواية فلا إقواء في الشعر. [4] هـ، و: «مات. وكان شريح يكنى أبا أمية. ومات سنة تسع وسبعين. ويقال: سنة ثمانين. وهو ابن مائة وعشرين سنة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 وكان مزّاحا، تقدّم إليه رجلان في شيء، فأقرّ أحدهما بما ادعى عليه الآخر، وهو لا يعلم، فقضى عليه «شريح» . فقال له: أتقضي عليّ بغير بينة؟ فقال: قد شهد عندي ثقة، قال: من هو؟ قال: ابن أخت خالتك. وقال له آخر: أين أنت أصلحك الله؟ قال: بينك وبين الحائط. قال: إني رجل من أهل «الشام» . قال: مكان سحيق. قال: وتزوّجت امرأة. قال: بالرّفاء والبنين. قال: وولدت غلاما. قال: ليهنك الفارس. قال: وشرطت لها دارا. قال: الشرط أملك. قال: اقض بيننا. قال: قد فعلت. قال: بم؟ قال: حدّث امرأة حديثين، فإن أبت فاربع «1» . عبيد بن عمير الليثي هو: عبيد بن عمير بن قتادة. من «كنانة» ، من «بنى جندع بن ليث» . وكان قاضى أهل «مكة» ، وكان موته قريبا من موت «ابن عباس» ، سنة ثمان وستين، ومات ابنه «عبد الله بن عبيد بن عمير» ، سنة ثلاث عشرة ومائة. أبو الأسود الدئلي هو: ظالم بن عمرو بن جندل بن سفيان بن كنانة. وأمه من «بنى عبد الدار ابن قصي» ، وكان عاقلا، حازما، بخيلا. وهو أوّل من وضع العربيّة، وكان شاعرا مجيدا. وشهد «صفين» ، مع «عليّ بن أبى طالب» - رضى الله عنه- وولى «البصرة» ل «ابن عباس» ، وفلج ب «البصرة» ، ومات بها، وقد أسن. فولد: عطاء، وأبا حرب. وكان «عطاء» و «يحيى بن يعمر العدوانيّ» بعجا «2» العربية بعد «أبى الأسود» . ولا عقب «لعطاء» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 وأما «أبو حرب بن أبى الأسود» فكان عاقلا، شاعرا، وولّاه «الحجاج» «جوخا» «1» ، فلم يزل عليها، حتى مات «الحجاج» . وقد روى عن «أبى حرب» الحديث، وله عقب ب «البصرة» وعدد، وهو القائل لولده: لا تجاودوا الله فإنه أجود وأمجد، ولو شاء أن يوسع على الناس كلهم، حتى لا يكون محتاج، لفعل. ولا تجهدوا أنفسكم في التوسعة فتهلكوا. هزالا. وسمع رجلا يقول: من يعشّى الجائع؟، فعشّاه، ثم ذهب السائل [1] ليخرج، فقال: هيهات! على أن لا تؤذى المسلمين الليلة، ووضع رجله في الأدهم. هرم بن حيّان هو من «عبد القيس» [2] ، وكان من خيار الناس، وولى الولايات زمن «عمر بن الخطاب» - رضى الله عنه- وكان على «عبد القيس» ب «توّج» «2» ، يوم قتل «شهرك» زمن «عمر بن الخطاب» - رضى الله عنه. حمران مولى عثمان هو «حمران بن أبان بن عبد عمرو» . ويكنى: «أبا زيد» وكان سباه «المسيّب بن نجبة الفزاري» زمن «أبى بكر» - رضى الله عنه- من «عين التّمر» ، وأمير الجيش «خالد بن الوليد» ، فوجده مختونا، وكان يهوديّا   [1] هـ، و: «القائل» . [2] ب، ط، ل: «عبد شمس» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 اسمه «طويدا» ، فاشترى ل «عثمان» . ثم أعتقه، وصار يكتب بين يديه، ثم غضب عليه، فأخرجه إلى «البصرة» ، فكان عامله بها، وهو كتب إليه في «عامر بن عبد القيس» حين سيّره. ولما قتل «مصعب» وثب «حمران» فأخذ «البصرة» ، ولم يزل كذلك حتى قدم «خالد بن عبد الله» فعزله. فلما قدم «الحجاج» «البصرة» آذاه وأخذ منه مائة ألف درهم. فكتب إلى «عبد الملك بن مروان» يشكوه، فكتب [223] «عبد الملك» إلى «الحجاج» : إن «حمران» أخو من مضى، وعمّ من بقي، فأحسن مجاورته، ورد عليه ماله. وتزوّج «حمران» امرأة من «بنى سعد» . وتزوّج ولده في «العرب» . مطرف بن عبد الله هو «مطرف بن عبد الله بن الشّخير» من «بنى الحريش بن كعب بن ربيعة» . ويكنى: «أبا عبد الله» . وكانت لأبيه صحبة، وكان ينزل ماء، يقال له: «الشّخير» على ثلاث ليال من «البصرة» ، ويأتى «البصرة» يوم الجمعة، فيقال: إنه كان ينور له في سوطه. ومات «عمر» - رضى الله عنه- و «مطرف» ابن عشرين سنة، فكأنه ولد في حياة رسول الله- صلّى الله عليه وسلم. وله عقب ب «البصرة» ، وبرستاق من «نيسابور» يقال له: خواف. ومات في خلافة «عبد الملك بن مروان» بعد سنة سبع وثمانين. وأخوه «يزيد بن عبد الله بن الشّخير، أبو العلاء» ، مات سنة إحدى عشرة ومائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 سعيد بن المسيّب هو: سعيد بن المسيّب بن حزن بن أبى وهب. من: بنى عمران بن مخزوم. وامه سلميّة. ويكنى: أبا محمد. وكان جده «حزن» ، أتى رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- فقال له: أنت سهل؟ قال لا:، بل أنا حزن- ثلاثا- قال: فأنت حزن. قال سعيد: فما زلنا نعرف تلك الحزونة فينا. وكان أبوه «المسيّب» يتجر بالزيت. ولم يزل «سعيد» مهاجرا لأبيه، ولم يكلمه حتى مات. وكان «سعيد» أفقه أهل «الحجاز» ، وأعبر الناس للرؤيا. قال له رجل: رأيت كأن «عبد الملك بن مروان» يبول في قبلة مسجد النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- أربع مرات. فقال: إن صدقت رؤياك، قام من صلبه أربعة خلفاء. وقال له آخر: رأيت كأنى أخذت «عبد الملك بن مروان» فأضجعته إلى الأرض، ثم بطحته، فأوتدت في ظهره أربعة أوتاد. فقال: ما أنت رأيتها، ولكن رآها «ابن الزبير» ، ولئن صدقت رؤياه، ليقتلنه «عبد الملك بن مروان» ، ويخرج من صلب «عبد الملك» أربعة كلهم يكون خليفة. وقال له آخر: رأيتني أبول في يدي. فقال: تحتك ذات محرم. فنظر فإذا امرأته بينها وبينه رضاع. وكانت ابنة «أبى هريرة» تحت «سعيد بن المسيّب» ، وكان «جابر بن الأسود» على المدينة، فدعاه إلى البيعة ل «ابن الزبير» فأبى، فضربه ستين سوطا، وضربه أيضا «هشام بن إسماعيل» ستين سوطا، وطاف به في «المدينة» ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 في تبّان «1» من شعر/ 224/، وذلك أنه دعاه إلى البيعة لل «وليد» و «سليمان» بالعهد، فلم يفعل. وكان مولد «سعيد بن المسيّب» لسنتين مضتا من خلافة «عمر بن الخطاب» ، ووفاته بالمدينة سنة أربع وتسعين. فولد «سعيد» : محمدا، وكان نسابة، فنفى قوما من المخزوميين، فرفع ذلك إلى «الوليد» ، فجلده الحدّ. والذين نفاهم «آل عنكثة» . وكان ل «سعيد» أيضا غيره من الولد. وله عقب باق بالمدينة. و «برد» مولاه. وقال له: يا «برد» ، إياك أن تكذب عليّ كما يكذب «عكرمة» على «ابن عباس» . وقال: كل حديث حدّثكموه «برد» ليس معه غيره مما تنكرونه، فهو كذب. عامر بن عبد الله العنبري هو: عامر بن عبد الله بن عبد القيس. من ولد «كعب بن جندب» ، من «بنى العنبر» . ويكنى: أبا عبد الله. وكان خيّرا فاضلا. ورآه «عثمان» يوما في دهليزه، فرأى شيخا ثطّا «2» أشغى في عباءة، فأنكر مكانه ولم يعرفه، فقال: يا أعرابى، أين ربّك؟ فقال: بالمرصاد. وسيّره «عبد الله بن عامر» إلى «الشام» بأمر «عثمان» ، فمات هناك. ولا عقب له. ورهطه أيضا قليل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 438 وكان سبب تسبيره أن «حمران بن أبان» ، كتب فيه أنه لا يأكل اللحم، ولا يغشى النساء، ولا يقبل الأعمال- يعرّض بأنه خارجي- فكتب «عثمان» إلى «ابن عامر» : أن ادع «عامرا» ، فإن كانت فيه هذه الخصال، فسيّره. فسأله، فقال: أما اللحم، فإنّي مررت بقصّاب يذبح، ولا يذكر اسم الله، فإذا اشتهيت اللحم، اشتريت شاة فذبحتها. وأما النساء، فإن لي عنهن شغلا، وأما الأعمال، فما أكثر من تجدونه سواي. فقال له «حمران» : لا أكثر الله فينا أمثالك. فقال له عامر: بل أكثر الله فينا من أمثالك: كسّاحين وحجّامين. أبو مسلم الخولاني ّ هو من أهل الشام. واسمه: عبد الله بن ثوب. وهو الّذي دخل على «معاوية» ، فقال له: السلام عليك أيها الأمير، وكلّمه بكلام في الرعية. وتوفى في خلافة «يزيد بن معاوية» . حدثني أبو حاتم السجستاني، قال: حدثني الأصمعي، قال: حدثني عمران بن حدير [1] ، عن رجل من أهل الشام، قال: قال كعب الأحبار لقوم من أهل «الشام» : كيف رأيكم في أبى «مسلم» ؟ قالوا: ما أحسن رأينا فيه، وأخذنا عنه. قال: إن أزهد الناس في العالم أهله، وإن مثل ذلك مثل الجنة تكون في القوم، فيرغب فيها الغرباء، ويزهد فيها القرباء. فبينا ذلك إذا غار ماؤها،/ 225/ فأصاب هؤلاء منفقها، وبقي هؤلاء يتفكنون [2] ، أي يتندمون.   [1] الأصول: «جدير» بالجيم، تصحيف. انظر: التهذيب (8: 125) . [2] ب، ط، ل: «يتفكرون» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 الحسن البصري هو: الحسن بن أبى الحسن. واسم أبيه «يسار» ، مولى «الأنصار» . واسم أمه: «خيرة» مولاة ل «أم سلمة» زوج النبي- صلّى الله عليه وسلم. قالوا: وكانت «خيرة» أمه ربما غابت، فيبكي، فتعطيه «أم سلمة» ثديها تعلله به، إلى أن تجيء أمه، فيدر ثديها فيشربه. فيرون أن تلك الحكمة والفصاحة من بركة ذلك. ونشأ «الحسن» «بوادي القرى» . وحدّثنى عبد الرحمن، والرّياشى، عن الأصمعي، عن حمّاد بن زيد، وحماد بن سلمة، عن على بن زيد بن جدعان «1» ، قال: ولد «الحسن» على العبوديّة. وحدّثنى عبد الرحمن، عن الأصمعي، عن قرة [1] ، عن قتادة «2» : أن أم الحسن، كانت مولاة ل «أم» سلمة. وقال أبو اليقظان: أبو «الحسن البصري» ، وأبو «محمد بن سيرين» من سبى «ميسان» ، وكان «المغيرة» افتتحها زمن: «عمر بن الخطاب» ، لما ولاه «البصرة» .   [1] هـ، و: «جده» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 وقال آخرون: «يسار» من أهل «نهر [1] المرأة» «1» . وكان «الحسن» من أجمل أهل «البصرة» ، حتى سقط عن دابته، فحدث بأنفه ما حدث. وحدّثنى عبد الرحمن عن، الأصمعي، عن أبيه، قال: ما رأيت أعرض زندا من «الحسن» ، كان عرضه شبرا، وكان تكلم في شيء من القدر، ثم رجع عنه. وكان «عطاء بن يسار» ، قاصّا، ويرى القدر، وكان لسانه يلحن، فكان يأتى «الحسن» ، هو و «معبد الجهنيّ» ، فيسألانه، ويقولان: يا أبا سعيد، إن هؤلاء الملوك، يسفكون دماء المسلمين، ويأخذون الأموال، ويفعلون، ويفعلون، ويقولون: إنما تجرى أعمالنا على قدر الله. فقال: كذب أعداء الله. فتعلق عليه بهذا وأشباهه. وكان يشبه ب «رؤبة بن العجاج» في فصاحة لهجته، وعربيته. وكان مولده لسنتين بقيتا من خلافة «عمر» ، ومات سنة عشر ومائة. وفيها مات «محمد بن سيرين» بعده بمائة يوم، ولم يشهد «ابن سيرين» جنازته لشيء كان بينهما. وكان «الحسن» كاتب «الربيع بن زياد الحارثي» ب «خراسان» ، وقيل ل «يونس بن عبيد» : أتعرف أحدا يعمل بعمل «الحسن» ؟ فقال: والله لا أعرف أحدا يقول بقوله، فكيف يعمل بعمله. ثم وصفه فقال: كان إذا أقبل فكأنه أقبل من دفن حميمه. وإذا جلس فكأنه أمر بضرب عنقه، وإذا ذكرت النار فكأنها لم تخلق إلّا له.   [1] ب، ط، ل: «نهر المؤتة» . ق: «نهر المرة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 226/ محمد بن سيرين قالوا: كان «سيرين» أبو «محمد» عبدا ل «أنس بن مالك» ، كاتبه على عشرين ألفا، وأدّى الكتابة، وكان من سبى «ميسان» ، وكان «المغيرة» افتتحها. ويقال: كان من سبى «عين التمر» . وكانت أمه «صفية» مولاة «أبى بكر الصدّيق» - رضى الله عنه- طيّبها ثلاث من أزواج النبي- صلّى الله عليه وسلم- ودعون لها، وحضر إملاكها ثمانية عشر بدريّا، فيهم: أبى بن كعب، يدعو، وهم يؤمّنون. وكان «سيرين» يكنى: أبا عمرة. وولد له ثلاثة وعشرون ولدا، من أمهات أولاد شتى. وكانت ل «سيرين» أرض ب «جرجرايا» ، وصارت في يد «محمد» ، ويد أخ له- يقال له: يحيى. ومن ولده: «معبد بن سيرين» - وهو أسن من محمد، ويحيى- ومات ب «جرجرايا» - وأنس بن سيرين. وكان له أخوات- منهن: عمرة، وحفصة، وسودة، بنات سيرين. وكان «محمد» بزازا، ويكنى: أبا بكر. وحبس بدين كان عليه، وكان أصم. وولد له ثلاثون ولدا من امرأة واحدة، كان تزوجها عربية، ولم يبق منهم غير «عبد الله بن محمد» ، وولد لسنتين بقيتا من خلافة «عثمان» . قال ذلك «أنس بن سيرين» ، قال: وولدت أنا لسنة بقيت من خلافته. وتوفى سنة عشر ومائة بعد «الحسن» بمائة يوم، وهو ابن سبع وسبعين سنة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 وقضى عنه ابنه «عبد الله» ثلاثين ألف درهم. فما مات «عبد الله» حتى قوّم ماله، سبعين ألف [1] درهم. وكان محمّد بن سيرين- كاتب «أنس بن مالك» ب «فارس» . حدّثنى سهل بن محمد «1» ، عن الأصمعي، قال: «الحسن» سيد سمح، وإذا حدّثك الأصم- يعنى «ابن سيرين» بشيء فاشدد يديك به، و «قتادة» حاطب ليل. أبو سعيد المقبري اسمه «كيسان» ، وكان مملوكا لرجل من «بنى جندع» . وكاتبه على أربعين ألفا وشاة لكل أضحى، فأدّاها. وكان منزله عند المقابر، فقيل له: المقبري. وقد روى عن «عمر» [2] . وتوفى سنة مائة، في خلافة «عمر بن عبد العزيز» . ويقال: توفى ب «المدينة» في خلافة «الوليد بن عبد الملك» . عطاء بن يزيد الليثي يكنى: أبا محمد. وهو من «كنانة» أنفسهم. روى عنه الزّهرى. وتوفى سنة سبع ومائة، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة.   [1] هـ، و: «ثلاثمائة ألف درهم» . [2] ق: «عثمان» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 227/ عطاء بن أبى رباح هو: عطاء بن أسلم، من ولد [1] الجند، وأمه سوداء، تسمى: بركة. وكان نشأ ب «مكة» وعلم الكتاب بها. وكان مولى ل «بنى فهر» . ويكنى: أبا محمد. وكان أسود، أعور، أفطس، أشل، أعرج، ثم عمى بعد ذلك. ومات سنة خمس عشرة ومائة، وهو ابن ثمان وثمانين سنة. وابنه: «يعقوب بن عطاء» . [وكان حج سبعين حجة- ودخل على «عبد الملك بن مروان» . فأجلسه بين يديه، فقال: حاجتك يا أبا محمد؟ فقال: حرم الله، وحرم رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- فتعاهده. قال: نعم- ثم قال: واتّق الله في أولاد المهاجرين والأنصار، فإنّ بهم بلغت هذه المنزلة، فلا تقطع عنهم الأرزاق، من هو ببابك، ومن هو ناء عن بابك، وأنت مسئول عنهم. قال: أفعل. ثم قام ولم يسأله لنفسه حاجة. فقال: «عبد الملك» هذا وأبيك الشرف والسؤدد [2] . مجاهد بن جبر هو: مجاهد بن جبر. وكان مولى ل «قيس بن السائب المخزومي» . وقال «مجاهد» في مولاي «قيس بن السائب» نزلت: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) » فأفطر وأطعم كل يوم مسكينا.   [1] ب، ط، ل: «مولدي» . [2] ساقط من: هـ، و. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 وكان «مجاهد» يكنى: أبا الحجاج. ومات ب «مكة» . وهو ساجد، سنة ثلاث ومائة، وهو ابن ثلاث وثمانين سنة. [قال الأعمش: «1» لو رأيتم «مجاهدا» ب «توج» قد ضل حماره!. قال: وكنت إذا رأيته تراه مغموما، منكس الرأس، فقيل له في ذلك. فقال: أخذ عبد الله، ثم قال: أخذ رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- بيدي، وقال لي: يا عبد الله، كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل [1] . سعيد بن جبير قال أبو اليقظان: هو مولى ل «بنى والبة» ، من «بنى أسد» . ويكنى: أبا عبد الله، وكان أسود، وكتب ل «عبد الله بن عتبة بن مسعود» ، ثم كتب ل «أبى بردة» . وهو على القضاء، وبيت المال، وخرج مع «ابن الأشعث» ، فلما انهزم أصحاب «ابن الأشعث» ، من «دير الجماجم» ، هرب «سعيد بن جبير» إلى «مكة» ، فأخذه «خالد بن عبد الله القسري» ، وكان والى «الوليد بن عبد الملك» على «مكة» ، فبعث به إلى «الحجاج» فأمر «الحجاج» ، فضربت عنقه، فسقط رأسه إلى الأرض يتدحرج، وهو يقول: لا إله إلا الله. فلم يزل كذلك، حتى أمر «الحجاج» من وضع رجله على فيه، فسكت.   [1] تكملة من ب، ط، ل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 حدّثنى أبو الخطاب، قال: حدّثنا أبو داود، عن عمارة بن زاذان «1» ، قال: حدّثنا أبو الصهباء «2» ، قال: قال الحجاج ل «سعيد بن جبير» : اختر أيّ قتلة شئت، فقال له: بل اختر أنت لنفسك. فإن القصاص أمامك. قال له: يا شقي بن كسير، ألم أقدم «الكوفة» وليس يؤم بها إلا عربي، فجعلتك إماما؟ قال: بلى. قال: ألم أولّك القضاء، فضجّ أهل «الكوفة» ، وقالوا: لا يصلح القضاء إلا لعربي، فاستقضيت «أبا بردة» ، وأمرته ألّا يقطع أمرا دونك؟ قال: بلى. قال: أوما جعلتك في سمّاري؟. قال: بلى. قال: أوما أعطيتك كذا وكذا من المال، تفرّقه في ذوى الحاجة، ثم لم أسألك عن شيء منه؟ قال: بلى. قال: فما أخرجك عليّ؟ قال: كانت بيعة ل «ابن الأشعث» في عنقي. فغضب «الحجّاج» ، ثم قال: كانت بيعة أمير المؤمنين «عبد الملك» في عنقك قبل، والله لأقتلنك. وقتله «الحجاج» سنة أربع وتسعين، وهو ابن تسع وأربعين سنة، وله ابنان: عبد الله بن سعيد، وعبد الملك بن سعيد، يروى عنهما. 228/ أبو قلابة هو: عبد الله بن زيد الجرمىّ. وكان ديوانه ب «الشام» . ومات ب «داريا» سنة أربع ومائة، أو خمس ومائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 حدّثنى أبو حاتم، عن الأصمعي، عن حماد بن زيد، عن أيوب، قال: أوصى «أبو قلابة» أن تدفع إليّ كتبه، فجيء بها من «الشام» ، فدفعت إليّ، فخلّطت عليّ بعض ما سمعته منه. حدّثنى أبو حاتم، عن الأصمعيّ، قال: حدّثنى أصحاب أيوب، عن أيوب، قال: كان «أبو قلابة» يحثّنى على الاحتراف، ويقول: إن الغنى من العافية. بشر بن سعيد هو مولى «الحضرميين» . وكان عابدا متخلّيا. وروى عن «سعد بن أبى وقاص» و «زيد بن ثابت» ، و «أبى سعيد الخدريّ» ، وغيرهم، ورافق «الفرزدق» ، فركبا في محمل، فعجب الناس. وكان يقول: ما رأيت رفيقا خيرا من الفرزدق، ويقول الفرزدق مثل ذلك فيه. ومات في خلافة «عمر بن عبد العزيز» سنة مائة، ولم يدع كفنا [1] . قبيصة بن ذؤيب هو من «خزاعة» . ويكنى: أبا إسحاق. وكان على خاتم «عبد الملك بن مروان» . وكان «الزهري» يروى عنه. وهو أدخل «الزهرىّ» على «عبد الملك بن مروان» ، فوصله، وفرض له. وتوفى «قبيصة» ب «الشام» ، سنة ست وثمانين، أو سبع وثمانين، ولا أعلم له عقبا.   [1] ب، ط، ل: «عقبا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 يزيد بن شجرة هو: يزيد بن شجرة الرهاوي. وقتل هو وأصحابه في البحر، سنة ثمان وخمسين. شهر بن حوشب هو من «الأشعريين» ، وكان ضعيفا في الحديث. حدّثنا إسحاق بن راهويه، عن النضر بن شميل، قال: ذكر «شهر» عند «ابن عون» ، فقال: إن «شهرا» تركوه [1] . ومات سنة ثمان وتسعين. ويقال: سنة اثنتي عشرة ومائة. ودخل بيت المال، فأخذ خريطة فقال قائل: [طويل] لقد باع شهر دينه بخريطة ... فمن يأمن القرّاء بعدك يا شهر العوّام بن حوشب وأما « العوام بن حوشب » ، فإنه من «شيبان» . ويكنى: أبا عيسى. ومات سنة ثمان وأربعين ومائة. ميمون بن مهران كان «ميمون» مكاتبا ل «بنى نصر بن معاوية» ، فعتق. وكان ابنه «عمرو بن ميمون» مملوكا لامرأة من «الأزد» ، من «ثمالة» ، يقال لها: أم نمر، فأعتقته، فلم يزل ب «الكوفة» ، حتى كان هيج الجماجم، فتحول إلى «الجزيرة» وكان «ميمون» واليا ل «عمر بن عبد العزيز» على خراج   [1] هـ، و: «إن شهرا تركوه، إن شهرا تركوه» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 448 «الجزيرة» ، وابنه/ 229/ «عمرو بن ميمون» على الديوان. وكان «ميمون» بزّازا، فكان يجلس في حانوته، وهو يتولى الخراج. ومات سنة سبع عشرة ومائة. ومات «عمرو» ابنه سنة خمس وأربعين ومائة. أبو وائل هو: شقيق بن سلمة الأسدي. وكانت أمه نصرانية، وكان له خصّ، يكون فيه هو وفرسه، فكان إذا غزا نقضه، وإذا رجع أعاده. روى حماد بن زيد، عن عاصم بن أبى النّجود «1» ، قال: أدركت أقواما يتخذون هذا الليل جملا [1] ، وإن كانوا ليشربون الجر- أي نبيذ الجر- ويلبسون المعصفر لا يرون بذلك بأسا، منهم: «أبو وائل» ، و «زر بن حبيش» . ومات «أبو وائل» في زمن «الحجاج» بعد «الجماجم» . قال أبو محمد: الجر: النبيذ. أبو نضرة اسمه: المنذر بن مالك. من «العوقة» ، وهم بطن من «عبد القيس» ، وتوفى في ولاية «عمر بن هبيرة» ، وصلى عليه «الحسن البصري» . الشعبي هو: عامر بن شراحيل بن عبد الشعبي. وهو من «حمير» وعداده في «همدان» ونسب إلى جبل ب «اليمن» ، نزله «حسان بن عمرو الحميري» هو وولده، ودفن به، فمن كان ب «الكوفة» منهم، قيل لهم: شعبيون، ومن كان منهم ب «مصر»   [1] ب، ط: «حملا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 و «المغرب» ، قيل لهم: الأشعبون [1] ، ومن كان منهم ب «الشام» قيل لهم: شعبانيون، ومن كان منهم ب «اليمن» قيل لهم: آل ذي شعبين. ويكنى «الشعبي» : أبا عمرو، وكان نحيفا ضئيلا. وقيل له: ما لنا نراك نحيفا؟ قال: إني زوحمت في الرّحم، وكان ولد هو وأخ له في بطن واحد. وقيل لأبى إسحاق: أنت أكبر أم «الشعبي» ؟ فقال: هو أكبر منى بسنتين. حدّثنا الرياشي، عن الأصمعي: أن أم «الشعبي» كانت من سبى «جلولاء» . قال: وهي قرية بناحية «فارس» . وكان مولده لست سنين مضت من خلافة «عثمان» ، وكان كاتب «عبد الله ابن مطيع العدوي» ، وكاتب «عبد الله بن يزيد الخطميّ» ، وعامل «ابن الزبير» على «الكوفة» ، وكان مزاحا. حدّثنى أبو مرزوق، عن زاجر بن الصلت الطلحي [2] ، عن سعيد ابن عثمان: قال «الشعبي» لخياط مر به: عندنا حب مكسور، تخيطه؟ فقال الخياط: نعم، إن كان عندك خيوط من ريح. قال أبو محمد: وحدّثنى بهذا الإسناد: أن رجلا دخل عليه ومعه في البيت امرأة، فقال: أيكما الشعبي؟ فقال: هذه.   [1] هـ، و: «الأشعوب» . [2] ق: «راحت بن الصلت الطائي» . عيون الأخبار (1: 315) : «الطاحي» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 قال الواقدي: مات سنة خمس ومائة، وهو ابن سبع وسبعين سنة. ويقال: توفى سنة أربع ومائة. وقد روى عنه أيضا، أنه قال: ولدت سنة «جلولاء» . فإن كان هذا صحيحا، فإنه مات وهو ابن ست وثمانين سنة، لأن «جلولاء» كانت سنة تسع عشرة، في خلافة «عمر» - رضى الله عنه. أبو إسحاق الشيباني هو: سليمان بن أبى سليمان، مولى لهم، وتوفى سنة تسع وعشرين ومائة، وكان يقول: لو كان هذا الحديث من الخير لنقص. أبو إسحاق السّبيعى هو: عمرو بن عبد الله. من بطن من «همدان» ، يقال لهم: السبيع. وقال شريك: «1» ولد «أبو إسحاق السّبيعى» في سلطان «عثمان» لثلاث سنين بقين منه، ومات سنة سبع وعشرين ومائة، وله خمس وتسعون سنة. حدّثنى عبد الرحمن، عن عمه، عن إسرائيل، عن أبى إسحاق «2» ، قال: رفعني أبى حتى رأيت «على بن أبى طالب» يخطب على المنبر، أبيض الرأس [1]   [1] ب: «الشعر» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 واللحية. وابنه «يونس بن أبى إسحاق» ، توفى سنة تسع وخمسين ومائة. وابنه «عيسى بن يونس» يكنى: أبا عمرو، وتحول من «الكوفة» إلى الثغر، فنزل ب «الحدث» «1» ومات بها سنة إحدى وتسعين ومائة. سالم بن أبى الجعد هو مولى ل «أشجع» . وكان له إخوة، قد روى عنهم الحديث: عبيد، وعمران، وزياد، ومسلم، بنو «أبى الجعد» . قالوا: كان ل «أبى الجعد» ستة بنين، فكان منهم اثنان يتشيّعان، واثنان مرجئان، واثنان يريان رأى الخوارج. فكان أبوهم يقول لهم: يا بنى: لقد خالف الله بينكم. وتوفى «سالم» سنة مائة، أو إحدى ومائة. وكان «مغيرة» «2» لا يعبأ بحديث «سالم بن أبى الجعد» ، ولا بحديث «خلاس» [1] ولا بصحيفة «عبد الله بن عمر» ، وقال: كانت له صحيفة يسميها: الصادقة، ما يسرني أنها لي بفلسين. مكحول الشامي قال الواقدي: هو من «كابل» ، مولى لامرأة من «هذيل» .   [1] ب، ط، ل: «جلاس» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 وقال ابن عائشة: «1» كان «مكحول الشامي» ، مولى لامرأة من «قيس» ، وكان سنديّا لا يفصح. قال نوح بن قيس: سأله بعض الأمراء عن القدر. فقال: أساهر أنا؟ - يريد: ساحرا- وكان يقول بالقدر. وقال معقل بن عبد الأعلى القرشي: سمعته يقول لرجل: ما فعلت تلك الهاجة- يريد: الحاجة. ومات سنة ثلاث عشرة ومائة. مكحول الأزدي حدّثنى سهل، عن الأصمعي، قال: كان «مكحول» ، و «أبو العالية» حميلين «2» ، وكان هذا فصيحا يروى عن «ابن عمر» «3» . جابر بن زيد قال الواقدي: هو من «الأزد» ويكنى: أبا الشّعثاء. وحدّثنى سهل بن محمد، عن الأصمعي، قال: أبو الشعثاء جوفىّ «4» ، من «اليمن» ، وكان أعور. ومات سنة ثلاث ومائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 453 أبو بصير قال أبو اليقظان: هو من «بنى يشكر بن وائل» [1] . وكانوا أتوا به «مسيلمة» ، وهو صبي فمسح وجهه فعمى، فكنى: أبا بصير، على القلب، كما قيل للغراب: أعور، لحدة بصره. وكان يروى عنه، وعمّر حتى بقي إلى زمن «خالد بن عبد الله القسري» . أبو العالية حدثني [2] أبو عبد الله البجلي: أن أبا العالية، كان مولى ل «بنى رياح» ، أعتقته امرأة منهم. واسمه: رفيع. وابنه «حرب بن أبى العالية» ، حج ستين [3] حجة. ومات «أبو العالية» سنة تسعين. وحدّثنى أبو حاتم «1» ، عن الأصمعي، قال: كان «أبو العالية» ، و «مكحول» حميلين- يعنى: مكحولا الأزدي- وكان «أبو العالية» مزّاحا. حدّثنى أحمد بن الخليل، قال: حدّثنا مسلم بن إبراهيم، عن أبى خلدة «2» [4] ، قال: سألت «أبا العالية» عن قتل الذر، فجمع منهن شيئا كثيرا، وقال: مساكين، ما أكيسهن [5] ! ثم قتلهن وضحك.   [1] ق، هـ، و: «هو يشكر بن وائل من بنى يشكر» . وانظر التهذيب (12: 22) . [2] هـ، و: «أخبرنى» . [3] هـ، و: «ستا وستين» . [4] الأصول: «خالدة» . [5] ق: «ما أكسبهن» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 454 طاووس قال: هو: طاووس بن كيسان، مولى «بحير الحميري» . وحدّثنى سهل، عن الأصمعي، قال: طاووس. مولى لأهل «اليمن» وأمه مولاة ل «حمير» . وكان يكنى: أبا عبد الرحمن. وتوفى بمكة سنة ست ومائة، قبل التّروية بيوم، وصلّى عليه «هشام بن عبد الملك» . وابنه «عبد الله بن طاووس» كان يروى عنه [1] الحديث. ومات في خلافة «أبى العباس» . عكرمة مولى ابن عباس كان عبدا ل «ابن عباس» . ومات «ابن عباس» . و «عكرمة» عبد، فباعه «على بن عبد الله بن عباس» من «خالد بن يزيد بن معاوية» بأربعة آلاف دينار، فأتى «عكرمة» «عليّا» ، فقال له: ما خير لك، بعت علم أبيك بأربعة آلاف دينار! فاستقاله. فأقاله وأعتقه. وكان يكنى: أبا عبد الله.   [1] ب، ط، ل: «عنه الحديث» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 455 وروى جرير «1» ، عن يزيد بن أبى زياد، عن عبد الله بن الحارث، قال: دخلت على «على بن عبد الله بن عباس» ، و «عكرمة» موثق على باب كنيف، فقلت:/ 232/ أتفعلون هذا بمولاكم؟ قال: إن هذا يكذب على أبى. حدّثنى ابن الخلال قال: سمعت يزيد بن هارون «2» يقول: قدم «عكرمة» «البصرة» ، فأتاه «أيوب» و «سليمان التيمي» ، و «يونس» «3» ، فبينما هو يحدثهم، إذ سمع صوت غناء، فقال «عكرمة» : اسكتوا فنسمع. ثم قال- قاتله الله-: لقد أجاد- أو قال: ما أجود ما غنى، فأما «سليمان» و «يونس» فلم يعودا إليه، وعاد إليه «أيوب» . قال يزيد: وقد أحسن «أيوب» . حدّثنى الرياشي، عن الأصمعي، عن نافع المدني، قال: مات «كثير» الشاعر و «عكرمة» في يوم واحد. قال الرياشي: وحدّثنى ابن سلام «4» : أن الناس ذهبوا في جنازة «كثير» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 وكان «عكرمة» يرى رأى «الخوارج» وطلبه بعض الولاة فتغيب عند «داود بن الحصين» ، حتى مات عنده. ومات «عكرمة» سنة خمس ومائة، وقد بلغ ثمانين سنة. بكر بن عبد الله المزني ّ هو من «مزينة مضر» . وكانت أم «بكر بن عبد الله» موسرة، ولها زوج كثير المال، وكان «بكر» حسن اللباس جدّا. وروى عفان «1» ، عن معتمر، عن أبيه: أن «بكر بن عبد الله» كانت قيمة كسوته أربعة آلاف درهم. وقال غيره: اشترى «بكر» طيلسانا بأربعمائة درهم، فأراد الخياط أن يقطعه، فذهب ليذر عليه ترابا، علامة لموضع القطع، فقال له «بكر» : لا تعجل، وأمر بكافور فسحق، ثم ذرّه عليه. ومات سنة ثمان ومائة. وحضر «الحسن» جنازته وكان لجدّ «بكر» صحبة، ولا عقب ل «بكر» باق. الضحاك بن مزاحم هو من: بنى عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة، رهط «زينب» زوج النبي- صلّى الله عليه وسلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 ويكنى: أبا القاسم، ولد لسنتين [1] ، وقد اثّغر «1» ، وكان معلما، وأتى «خراسان» فأقام بها، ومات سنة اثنتين ومائة [2] . صفوان بن محرز هو: صفوان بن محرز بن زياد. من «غسان تميم» ، وقد انقرضت «غسان» التي من «تميم» . وكان «صفوان» من أصحاب «أبى موسى الأشعري» . ومات «بالبصرة» سنة أربع وسبعين في إمرة «بشر بن مروان» . ولا عقب له، وهو القائل: إذا دخلت بيتي، وأكلت رغيفى، وشربت عليه من الماء، فعلى الدنيا العفاء. محمد بن كعب القرظي ّ كان يكنى: أبا حمزة. وروى عبد الله بن/ 233/ معتب [3] ، عن أبى بردة «2» ، عن أبيه، عن جدّه، قال: سمعت رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- يقول: سيخرج من الكاهنين رجل يدرس القرآن دراسة لا يدرسها أحد من بعده، فكان يقال: إنه محمد ابن كعب. والكاهنان: قريظة، والنضير.   [1] ب، ط، ل: «وحمل به سنتين [؟] » . [2] زادت: ب، ط: «وكان في كتابه ألف غلام فكان إذا أراد أن يدور عليهم ركب حمارا، وكان يعلم القرآن نهارا، وبالعشي العوم» . [3] ق: «عبد الله بن مغبب، أو ابن معتب» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 458 حدّثنى أبو حاتم، عن الأصمعي، قال: كتب «محمد بن كعب» فانتسب، فقال: القرظي. فقيل له: أو الأنصاري. فقال: أكره أن أمنّ على الله بما لم أفعل. وكان يقص، فسقط عليه وعلى أصحابه، مسجده، فقتلهم. ويقال: إنه مات سنة ثمان ومائة. ويقال: سنة سبع عشرة، أو ثمان عشرة ومائة. وهب بن منبّه هو من أبناء «الفرس» ، الذين بعث بهم «كسرى» إلى «اليمن» . ويكنى: أبا عبد الله، وقال: قرأت من كتب الله اثنين وسبعين كتابا. وكان له إخوة. منهم: همّام بن منبه، وكان أكبر من «وهب» . وروى عن «أبى هريرة» ، ومات قبل «وهب» . ومنهم: معقل بن منبه، وعمر بن منبه، وقد روى عنهما أيضا. ومات «وهب» ب «صنعاء» سنة عشر، ويقال: سنة أربع عشرة ومائة. عطاء بن يسار قال أبو اليقظان: كان «يسار» مولى «ميمونة الهلالية» زوج النبي- صلّى الله عليه وسلم. وولد «يسار» . عطاء، وسليمان، ومسلم، وعبد الملك، بنو «يسار» ، وكلهم فقهاء. وقال غيره: كان «عطاء» قاصّا [1] ، ويرى القدر. ويكنى: أبا محمد، ومات سنة ثلاث ومائة، وهو ابن أربع وثمانين سنة. ومات «سليمان» سنة سبع ومائة، وله ثلاث وسبعون سنة. وكان يكنى: أبا أيوب. ومات «عبد الملك» سنة عشر ومائة.   [1] ب، ط: ق، ل، م: «قاضيا» . تحريف. وانظر التهذيب (7: 227) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 مقسم مولى ابن عباس وهو مولى: عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب. وإنما قيل له: مولى «ابن عباس» للزومه إياه، وانقطاعه إليه، وروايته عنه. ويكنى: أبا القاسم. وقد روى عن «أم سلمة» «1» سماعا منها- رضى الله تعالى عنها. صالح مولى التوأمة هو: صالح بن أبى صالح، مولى «التوأمة» . واسم «أبى صالح» : نبهان. و «التوأمة» هي ابنة «أمية بن خلف الجمحيّ» ، وولدت مع أخت لها في بطن، فسميت تلك باسم، وسميت هذه التوأمة. وهي أعتقت «أبا صالح» . وكان «أبو صالح» هذا قديما. وروى عن/ 234/ «أبى هريرة» ، وبقي حتى توفى ب «المدينة» ، سنة خمس وعشرين ومائة. وله أحاديث يسيرة، وهو يضعّف في حديثه. نافع مولى ابن عمر يكنى: أبا عبد الله. وكان من أهل «أبر شهر» «2» ، أصابه «عبد الله» في غزاته. وهلك سنة سبع عشرة ومائة. وكان له من الولد: عمر بن نافع، وأبو بكر بن نافع، وعبد الله بن نافع. وكلهم قد روى عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 حدّثنى سهل، قال: حدّثنا الأصمعي، قال: حدّثنا العمرى، عن نافع «1» ، قال: دخلت مع «ابن عمر» على «عبد الله بن جعفر» فأعطاه بى اثنى عشر ألف درهم، فأبى أن يبيعني. فأعتقنى، أعتقه الله تعالى. محمد بن المنكدر هو: محمد بن المنكدر بن هدير. من «بنى تيم قريش» ، رهط «أبى بكر الصديق» ، رضى الله تعالى عنه. وكان «للمنكدر» أخ يقال له: ربيعة بن هدير، من فقهاء «الحجاز» . وقيل له: أي الأعمال أفضل؟. قال: إدخال السرور على المؤمن. وقيل له: أي الدنيا أحب إليك؟ قال: الإفضال على الإخوان [1] . ومات «محمد بن المنكدر» سنة ثلاثين ومائة- أو إحدى وثلاثين ومائة- وله عقب «بالمدينة» . وكان «لمحمد» أخوان فقيهان عابدان: أبو بكر بن المنكدر، وعمر بن المنكدر. ومن موالي آل المنكدر: الماجشون.   [1] زادت ف، ط: «وكان يحج وعليه دين، فقيل له: أتحج وعليك دين؟! فقال: هو أقضى للدين، وكان إذا حج، خرج بنسائه وصبيانه كلهم، فقيل له في ذلك، فقال: أعرضهم على الله. قال مالك: كنت إذا وجدت من قلبي قسوة، آتى ابن المنكدر، فأنظر إليه نظرة، فأبغض نفسي أياما، وكان من أزهد الناس وأعبدهم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 الماجشون مولى آل المنكدر هو: الماجشون بن أبى سلمة. واسمه: يعقوب. ينسب إلى ذلك ولده، وبنو عمه، فقيل لهم: بنو الماجشون. وكان «يعقوب الماجشون» فقيها، وابنه «يوسف بن يعقوب» ، وكان «للماجشون» أخ يقال له: عبد الله بن أبى سلمة. وابنه «عبد العزيز بن عبد الله» يكنى: أبا عبد الله. توفى «ببغداد» في خلافة «المهدي» ، وصلّى عليه «المهدي» ودفنه في مقابر «قريش» ، وذلك في سنة أربع وستين ومائة. ومن موالي آل المنكدر. ربيعة الرأى وهو: ربيعة بن أبى عبد الرحمن. وسنذكره مع أصحاب الرأى والفتوى. قتادة هو: قتادة بن دعامة. سدوسي. وأبوه ولد ب «الدعامية» أعرابيا، وأمه «سرّية» ، من مولدات الأعراب. قال الشاعر: [بسيط] أمست دعاميّة الأنقاء موحشة ... وقد تكون عليها أم كلثوم ويكنى «قتادة» : أبا الخطاب. ومات سنة سبع عشرة ومائة. حدّثنى أبو حاتم، عن الأصمعيّ، عن شعبة، قال: كان «قتادة» إذا حدّث بالحديث الجيد، ثم ذهب يجئ بالثاني [1] ، عدوت وراءه [2] لئلا ينسى الأوّل، لأنه كان يحفظ ولا يكتب.   [1] ق: «ثم ذهب عنى يجئ بالثاني» . [2] هـ، و: «أراه» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 إبراهيم النّخعىّ هو: إبراهيم بن يزيد. من «النخع» ، من «اليمن» ، رهط «علقمة» «1» ، و «الأسود» . قال أبو سفيان بن العلاء: اختلفنا في « إبراهيم النخعى ّ» عند «محمد بن سليمان» ، فأرسل يسأل عنه، فقالوا: هو مولى «النخع» . وقال أبو عبيدة، عن يونس: وقد ولدته «العرب» ، وكان يكنى «أبا عمران» ، وحمل عنه العلم، وهو ابن ثمان عشرة سنة. ومات وهو ابن ست وأربعين. وكان مزّاحا. قيل له: إن «سعيد بن جبير» يقول كذا. قال: قل له: يسلك وادي النّوكى. وقيل ل «سعيد» : إن «إبراهيم» يقول كذا. قال: قل له: يقعد في ماء بارد. وقال الأعمش «2» : عادني «إبراهيم» فرأى منزلي، فقال: إنك لتعرف في منزلك أنك [1] لست ابن عظيم القريتين. ومات وهو ابن ست وأربعين سنة.   [1] هـ، و: «إنك لتعرف في منزله أنه» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 463 حدّثنى سهل، عن الأصمعيّ: أن «إبراهيم» مات سنة ست وتسعين في أشهر «ابن أبى مسلم» . قال: وقال أبو عون: «1» كنت في جنازة «إبراهيم» ، فما كان فيه إلا سبعة أنفس، وصلّى عليه «عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد» ، وهو ابن خاله. الحكم بن عتيبة هو مولى ل «كندة» . ويكنى: أبا عبد الله- ويقال: أبا محمد- وكان هو و «إبراهيم النخعىّ» ولدا [1] في عام واحد. وتوفى ب «الكوفة» سنة خمس عشرة [2] ومائة. قال ابن إدريس: «2» ولدت سنة مات «الحكم بن عتيبة» ، وكان له إخوة. حدّثنا سهل، قال: حدّثنا الأصمعيّ، عن ابن عون «3» ، قال: قال لي «النخعىّ» : لا تجالس «بنى عتيبة» فإنّهم كذابون، يعنى إخوة «الحكم» [3] . أبو الزناد هو: عبد الله بن ذكوان، مولى: رملة بنت شيبة بن ربيعة. وكانت «رملة» تحت «عثمان بن عفان» - رضى الله عنه. وكان «أبو الزناد» يكنى: أبا عبد الرحمن، فغلب عليه «أبو الزناد» .   [1] هـ، و: «لدنا» . [2] هـ، و: «سنة عشر ومائة» . [3] هـ، و: «للحكم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 464 وحدّثنى سهل بن محمد، عن الأصمعيّ، عن أبى الزّناد، أنه قال: أصلنا من «همدان» . وكان «عمر بن عبد العزيز» ولّاه خراج «العراق» ، مع «عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب» . ومات «أبو الزّناد» فجأة في مغتسله، في شهر رمضان سنة ثلاثين ومائة، وهو ابن ست وستين سنة. 236/ عبد الرحمن بن أبى الزّناد وابنه «عبد الرحمن بن أبى الزّناد» . يكنى: أبا محمد. ولى خراج «المدينة» ، وقدم «بغداد» ومات بها سنة أربع وسبعين ومائة، وهو ابن أربع وسبعين سنة. وأخوه «أبو القاسم بن أبى الزّناد» ، قد روى عنه. وابنه «محمد بن عبد الرحمن» كان بينه وبين أبيه في السن سبع عشرة سنة، وفي الوفاة إحدى وعشرون سنة، وكان قد لقي رجال أبيه، ولم يحدّث عنهم حتى مات أبوه. ومات ب «بغداد» أيضا، ودفن هو وأبوه ب «بغداد» ، في مقابر «باب التّبن» . الأعرج صاحب أبى هريرة هو: عبد الرحمن بن هرمز. ويكنى: أبا داود. مولى «محمد بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب» . وخرج إلى «الإسكندرية» ، فأقام بها حتى توفى، وكانت وفاته سنة سبع عشرة ومائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 465 أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم هو من «الأنصار» . كنيته اسمه. وتوفى ب «المدينة» سنة عشرين ومائة. وهو ابن أربع وثمانين سنة. عاصم بن عمر بن قتادة بن النّعمان هو صاحب السّير والمغازي. توفى سنة عشرين ومائة، وانقرض عقبه، فلم يبق منهم أحد. وكان جدّه «قتادة بن النّعمان» من الصحابة، ومن الرّماة المذكورين. وكان آخر من بقي من عقبه: «عاصم» ، و «يعقوب» ، ابنا «عمر بن قتادة» . ودرجوا فلم يبق لهم عقب. أبو مجلز هو: لا حق بن حميد بن سدوس بن شيبان. وكان ينزل «خراسان» . وعقبه بها. وكان «عمر بن عبد العزيز» بعث إليه، فأشخصه ليسأله عنها. وقال قرة بن خالد: كان «أبو مجلز» عاملا على بيت المال، وعلى ضرب السّكة. وتوفى في خلافة «عمر بن عبد العزيز» ، قبل وفاة «الحسن البصري» . الربيع بن أنس كان من أهل «البصرة» ، من «بنى بكر بن وائل» ، ولقي «ابن عمر» ، و «جابرا» ، و «أنس بن مالك» . وهرب من «الحجّاج» فأتى «مرو» ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 466 فسكن قرية منها، ثم طلب ب «خراسان» حين ظهرت دعوة ولد «العبّاس» فتغيّب، فخلص إليه «عبد الله بن المبارك» . وهو مستخف، فسمع منه أربعين حديثا. وكان «عبد الله» يقول: ما يسرني بها كذا وكذا- لشيء سمّاه. ومات في خلافة «أبى جعفر» . 237/ إياس بن معاوية هو: إياس بن معاوية بن قرّة بن إياس. من «مزينة مضر» ، رهط «عبد الله بن مغفّل» . ويكنى: أبا وائلة. وكان ل «إياس» - جدّ أبيه- صحبة. وولّاه «عمر بن عبد العزيز» قضاء «البصرة» ، وكان صادق الظنّ لطيفا في الأمور، وكان لأمّ ولد. ومنزله عند «السيّ» «1» ، ومات بها سنة اثنتين وعشرين ومائة. وله عقب ب «البصرة» وغيرها. وسئل «معاوية بن قرّة» : كيف ابنك لك؟ فقال: نعم الابن، كفاني أمر دنياي، وفرّغني لآخرتي. أبو الأعور السّلميّ هو: عمر بن سليمان [1] ، من «ذكوان سليم» . وأمّه قرشية، من «بنى سهم» . أبو حبرة [2] هو: شيحة بن عبد الله بن قيس. من «ضبيعة بن ربيعة بن نزار» . وكان من أصحاب «عليّ بن أبى طالب» رضى الله عنه. ومات ب «البصرة» هرما. ولا عقب له.   [1] ق: «عمرو بن سفيان» . [2] ب، ط، ل: «أبو حمزة» . ق، م: «أبو حيرة» . سائر الأصول: «أبو خيرة» . تصحيف. والتصويب عن التهذيب (4: 378) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 467 أبو جمرة [1] صاحب ابن عباس هو: نصر بن عمران بن واسع. من: «ضبيعة بن ربيعة بن نزار» . ومات ب «البصرة. وله بها عقب. أبو التيّاح هو: يزيد بن حميد. من «بنى بهثة» . وكان من فقهاء «البصرة» ، ومات بها، ولا عقب له. طلق بن حبيب هو من «عنزة» . وكان في سجن «الحجّاج» ، ثم أخرج بعد موت «الحجّاج» . وكان من رءوس المرجئة، ومات ب «واسط» . ولا عقب له. خارجة بن مصعب هو من «بنى شجنة» من «ضبيعة» ، وكان من أفقه أهل «خراسان» ، وأرضاهم عندهم. وكان أبوه «مصعب بن خارجة» مع «عليّ بن أبى طالب» رضى الله عنه. وعقبه ب «خراسان» . عمرو بن دينار هو مولى «ابن باذان» ، من فرس «اليمن» ، ويكنى: أبا محمد. ومات سنة خمس وعشرين ومائة.   [1] كذا في: هـ، و. والّذي في سائر الأصول: «أبو حمزة» . تصحيف. وانظر: التهذيب (10: 431- 432، 12: 60) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 468 عبد الله بن أبى نجيح هو مولى ل «بنى مخزوم» ، ويكنى: أبا يسار. وكان يقول بالقدر. وحدّثنا البجليّ قال: اسم «أبى نجيح» : يسار. وهو مولى ل «ثقيف» . ومات «أبو نجيح» سنة تسع ومائة. ومات «عبد الله» ابنه سنة اثنتين وثلاثين ومائة. أبو المليح الهذلي هو: «عامر بن أسامة» ، روى عنه «أيوب» . وتوفى سنة اثنتي عشرة ومائة. فأما «أبو المليح الفزاري» ، فهو: «الحسن بن عمر» ، مولى ل «عمر ابن هبيرة» . ومولده «الرّقة» . ومات سنة إحدى وثمانين [1] ومائة. 238/ أبو الجوزاء الرّبعى هو: أوس بن خالد. وقال: جاورت «ابن عبّاس» في داره اثنتي عشرة سنة، ما في القرآن آية إلا وقد سألته عنها. وخرج مع «ابن الأشعث» فقتل ب «دير الجماجم» سنة ثلاث وثمانين.   [1] كذا في: هـ، و. والّذي في سائر الأصول: «وثلاثين» . وانظر التهذيب (12: 246) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 469 مؤرّق العجليّ هو: مؤرّق بن مشمرج. ويكنى: أبا المعتمر. وكان من العبّاد، وكان يفلى رأس أمه. وقال له رجل: أكل أمرك [1] صالح؟ فقال: وددت أن العشر منه كان صالحا. وقال له رجل: أشكو إليك نفسي، إني لا أستطيع أن أصلى ولا أصوم. فقال: بئس ما أثنيت على نفسك، أما إذ ضعفت عن الخير، فاضعف عن الشر، فإنّي أفرح بالنومة أنامها. وكان ربما دخل على بعض إخوانه، فيضع عندهم الدراهم، ويقول: أمسكوها حتى أعود إليكم، فإذا خرج قال: أنتم منها في حل. وتوفى «مؤرق» في ولاية «عمر بن هبيرة» على «العراق» . مالك بن دينار هو: مولى لبني «سامة بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك» . ويكنى: أبا يحيى. وكان يكتب المصاحف بالأجرة. ومات قبل الطاعون بيسير، وكان الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومائة. ابن شبرمة هو: «عبد الله بن شبرمة» من «ضبّة» ، من ولد «المنذر بن ضرار بن عمرو» . ويكنى: أبا شبرمة. وكان قاضيا ل «أبى جعفر» على سواد «الكوفة» . وكان شاعرا، حسن الخلق، جوادا، ربما كسا حتى يبين [2] من ثيابه.   [1] هـ، و: «حالك» . [2] ب، ط، ل: «حتى لا يبيت في» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 470 وله ابنا أخ، يقال لهما: عمارة، ويزيد، ابنا «القعقاع بن شبرمة» ، قد روى عنهما. وكان «ابن شبرمة» يقول لابنه: يا بنى، لا تمكّن الناس من نفسك، فإن أجرأ الناس على السّباع أكثرهم لها معاينة. أيوب السّختيانى هو: أيوب بن أبى تميمة. واسم «أبى تميمة» : كيسان. وكان «أيوب» يكنى: أبا بكر. وهو مولى «بنى عمّار بن شدّاد» . وكان «عمّار» مولى «لعنزة» . فهو مولى مولى. وكان يحلق شعره في السنة [1] مرة، فإذا طال فرقه. قال حماد بن زيد: وكان قميص «أيوب» يشم الأرض، هرويا جيدا. وله شعر وارد، وشارب واف، وطيلسان كردىّ جيد، وقلنسوة متركة [2] ، لو استسقاكم على النّسك شربة من ماء ما سقيتموه. وقد رأى «أنس بن مالك» . ومات ب «البصرة» في الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومائة. وله- يوم مات- ثلاث وستون سنة. وله عقب. عبد العزيز بن صهيب كان «عبد العزيز» مملوكا، وأبواه مملوكين. وأجاز «إياس بن معاوية» شهادة «عبد العزيز» وحده.   [1] هـ، و: «في كل سنة» . [2] حلية الأولياء (3: 10) : «متركة جيدة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 471 الزّهرىّ هو: محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب. وكان أبو جدّه «عبد الله بن شهاب» شهد مع المشركين «بدرا» ، وكان أحد النّفر الذين تعاقدوا يوم «أحد» : لئن رأوا رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- ليقتلنه، أو ليقتلنّ دونه، وهم: عبد الله بن شهاب، وأبىّ بن خلف، وابن قمئة، وعتبة بن أبى وقّاص. وكان أبوه «مسلم بن عبيد الله» مع «ابن الزّبير» . ولم يزل «الزّهرى» مع «عبد الملك بن مروان» ، ثم مع «هشام بن عبد الملك» . وكان «يزيد بن عبد الملك» استقضاه. وتوفى في شهر رمضان، سنة أربع وعشرين مائة، ودفن بماله على قارعة الطريق، ليمرّ مارّ فيدعو له، والموضع الّذي دفن به آخر عمل «الحجاز» ، وأوّل عمل «فلسطين» ، وبه ضيعته. وأخوه «الزّهرىّ» «عبد الله بن مسلم» كان أسنّ من «الزّهرىّ» ، ويكنى: أبا محمد. وقد لقي «ابن عمر» - رضى الله عنه- وروى عنه وعن غيره. ومات قبل «الزّهرىّ» . رجاء بن حيوة هو من «كندة» . ويكنى: أبا المقدام- ويقال: يكنى: أبا نصر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 472 وقال جرير بن حازم: رأيت «رجاء بن حيوة» ، ورأسه أحمر، ولحيته بيضاء. ومات سنة اثنتي عشرة ومائة. محمد بن يحيى بن حبّان كان كثير الحديث. ثقة. وتوفى ب «المدينة» سنة إحدى وعشرين ومائة، في خلافة «هشام» ، وهو ابن أربع وسبعين سنة [1] . عبد الملك بن عمير هو من «لخم» . ويكنى: أبا عمرو. وكان يلقّب: القبطي. واستقضى على «الكوفة» بعد «الشّعبي» ، ثم استعفى «الحجاج» بعد سنة فأعفاه، واستقضى «القاسم بن عبد الرحمن» بعده. وعمّر «عبد الملك» ، حتى بلغ مائة سنة وثلاث سنين [2] . وتوفى سنة ست وثلاثين ومائة. وقال الهيثم بن عدىّ: أنا ردف في جنازته. وكان قبيحا جدا. وله شعر، فلقبه المخنّثون: منفّر الغيلان.   [1] ب، ط، ل: «وتسعين» . تحريف. وانظر: التهذيب (9: 309) . [2] ب، ط، ل: «مائة سنة وثلاثا وستين» . تحريف. وانظر: التهذيب (6: 411- 412) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 473 240/ حماد بن أبى سليمان راوية «إبراهيم النّخعى» . ويكنى: أبا إسماعيل. وهو مولى «إبراهيم بن أبى موسى الأشعري» . واسم أبيه: «مسلم» ، وكان ممن أرسل به «معاوية» إلى «أبى موسى الأشعري» ، وهو ب «دومة الجندل» . وكان «حمّاد» مرجئا. وتوفى سنة عشرين ومائة. المغيرة راوية إبراهيم هو: المغيرة بن مقسم. ويكنى: أبا هشام، وهو مولى «ضبة» . وكان أعمى. وتوفى سنة ست وثلاثين ومائة، وفيها توفى «عطاء بن السائب الثّقفي» - ويكنى: أبا زيد- ولا عقب لل «مغيرة» ، وكان قد اختلط في آخر عمره. منصور بن المعتمر السّلمى يكنى: أبا عتّاب. قال ابن عيينة: «1» كان قد عمش من البكاء، وصام ستين سنة وقامها. وقال غيره: كان من «الحبشة» ، وكان «يزيد بن عمر» ولّاه القضاء، فقعد للناس، وتقدّموا إليه، فجعل يقول: لا أحسن- إلى أن عزل. وتوفى سنة اثنتين وثلاثين ومائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 474 ابن أبى مليكة هو: عبد الله بن عبيد الله بن أبى مليكة بن عبد الله بن جدعان التّيمي. من «قريش» ، رهط «أبى بكر الصديق» - رضى الله تعالى عنه. واسم «أبى مليكة» : زهير. وذكر أبو اليقظان: أن «عبد الله بن جدعان» كان عقيما، فادعى رجلا، فسماه «زهيرا» ، وكنّاه «أبا مليكة» ، فولده كلهم ينسبون إلى «أبى مليكة» ، وفقد «أبو مليكة» فلم يرجع. وكان عمل عصيدة، ثم خرج في حاجة فلم يرجع، فقيل في المثل: لا أفعل كذا حتى يرجع «أبو مليكة» إلى عصيدته. وله أخ يقال له: «أبو بكر بن عبيد الله» ، قد روى عنه. وتوفى «عبد الله بن أبى مليكة» سنة سبع عشرة ومائة. وابن عمه «على بن زيد بن عبد الله بن أبى مليكة» من فقهاء أهل «البصرة» . ومات بموضع يقال له: «سيالة» من بلاد «ضبة» . ولا عقب له. سليمان التيّمي هو: سليمان بن طهمان. من موالي «عمرو بن مرة بن عباد» من [1] «ضبيعة» . ويكنى: أبا المعتمر. ونسب إلى «بنى تيم» ، لأن منزله ومسجده فيهم.   [1] هـ، و: «بن» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 475 وكانت بنت «الفضل بن عيسى الرقاشيّ» القاضي تحته، فولدت له «المعتمر ابن سليمان» ويكنى: أبا محمد. هذا قول أبى اليقظان. وأخبرنى البجلي: أنه «سليمان بن طرخان» «1» . قال: وكان «طرخان» مكاتبا ل «بنى مرة» ، وكانت امرأة «طرخان» مكاتبة ل «بنى سليم» ، وكانت أعتقت قبل «طرخان» ، وولدت: «سليمان» وهي/ 462/ حرة، فصار «سليمان» مولى ل «بنى سليم» . وتوفى «سليمان» ب «البصرة» سنة ثلاث وأربعين ومائة. وولد «المعتمر ابن سليمان» سنة ست ومائة، وتوفى سنة سبع وثمانين ومائة ب «البصرة» . حدّثنى سهل قال: سمعت الأصمعيّ يقول: أعبد الأربعة «سليمان» ، وأفقههم «أيوب» ، وأشدّهم في الدراهم «يونس» ، وأضبطهم للسانه «ابن عون» «2» . ثابت البناني هو: ثابت بن أسلم. و «بنانة» من «قريش» ، وهم: بنو سعد بن لؤيّ. وكانت «بنانة» أمهم، فنسبوا إليها، وكان منهم من أنفسهم. ويكنى: أبا محمد. وتوفى في ولاية «خالد بن عبد الله» على «العراق» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 476 محمد بن واسع بن جابر هو من «الأزد» . وكان مع «قتيبة بن مسلم» ب «خراسان» في جنده، وكان لا يقدّم عليه أحد في زمانه، في زهده وعبادته. ومات سنة عشرين ومائة. وآذى ابن له رجلا، فقال له أبوه: أتؤذيه وأنا أبوك؟، وإنما اشتريت أمك بمائة درهم. وقيل له: ألا تجلس متكئا؟ فقال: تلك جلسة الآمنين. وقال جعفر: كنت إذا أحسست من قلبي قسوة أتيت «محمد بن واسع» فنظرت إليه، وكنت إذا رأيته حسبت وجهه وجه ثكلى. وقيل له: إنك لترضى بالدّون. فقال: إنما الراضي بالدّون من رضى بالدنيا. ليث بن أبى سليم هو مولى «عنبسة بن أبى سفيان بن حرب» ويكنى: أبا بكر. وكان أبوه «أبو سليم» من المجتهدين في العبادة في المسجد الجامع ب «الكوفة» ، فلما دخل «شبيب الخارجي» «الكوفة» أتى المسجد، فبيّت من فيه فقتلهم، وقتل «أبا سليم» ، فترك الناس التهجد في المسجد منذ ذلك. وكان «ليث» رجلا صالحا عابدا، غير أنه يضعّف في حديثه. وتوفى في أوّل خلافة «أبى جعفر» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 477 وذكر عبد الرزاق «1» ، عن معمر، قال: قيل ل «أيوب» : مالك لا تكتب [1] عن «طاووس» ؟، قال: كان بين ثقيلين قد اكتنفاه: «عبد الكريم بن أبى أمية» ، و «ليث بن أبى سليم» ، فلم يخفّ عليّ أن أجلس إليه. أبو الأشهب العطاردي هو: جعفر بن حيان. وحدّثنى أبو حاتم، عن الأصمعيّ، قال: قال لي «أبو الأشهب» : ولدت عام «الجفرة» «2» ، وذلك سنة سبعين [2] . قال: وتوفى ب «البصرة» سنة خمس وستين ومائة. 242/ أبو صالح السّمان اسمه: ذكوان. ويقال له أيضا: الزيات. وهو مولى «جويرية» امرأة من «قيس» . وكان له ابنان: «عبّاد بن أبى صالح» ، و «سهيل بن أبى صالح» ، قد روى عنهما. وكان «عبّاد» أسنّهما. وقد روى «سهيل» عن أخيه «عباد» . وتوفى «سهيل» في خلافة «أبى جعفر» .   [1] هـ، و: «لم تكثر» . [2] ب، ط، ل: «تسعين» . تحريف. وانظر التهذيب (2: 88) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 478 أبو صالح صاحب التفسير هو: أبو صالح، مولى «أم هانئ بنت أبى طالب» ، أخت «على بن أبى طالب» . واسمه: باذام- ويقال: باذان- وكان لا يحسن أن يقرأ القرآن. حدّثنا أبو حاتم، عن الأصمعيّ، عن أبيه، قال: كان «الشعبي» «1» يراه فيقعده، ويقول له: تفسر القرآن ولا تحسن أن تقرأه نظرا!. أبو صالح الحنفي اسمه: ماهان الحنفي. روى عنه «إسماعيل بن أبى خالد» . أبو حازم المدني هو: سلمة بن دينار. مولى ل «بنى ليث بن بكر بن عبد مناة» . وكان أعرج، وكان يقص [1] في مسجد «المدينة» ، وكان له حمار يركبه إلى المسجد. وتوفى في خلافة «أبى جعفر» بعد سنة أربعين ومائة. وابنه «عبد العزيز بن أبى حازم» يكنى: أبا تمام. ومات ب «المدينة» فجأة سنة أربع وثمانين ومائة.   [1] ب، ط، ل: «يقضى» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 479 يحيى بن سعيد الأنصاري يكنى: أبا سعيد. وقدم على «أبى جعفر» «الكوفة» ، وهو ب «الهاشمية» ، فاستقضاه ب «الهاشمية» ، ومات بها سنة ثلاث وأربعين ومائة. وأخوه «عبد ربّه بن سعيد» توفى سنة تسع وثلاثين ومائة. وأخوه «سعيد [1] بن سعيد» توفى سنة إحدى وأربعين ومائة. إسماعيل بن أبى خالد هو مولى ل «بنى أحمس» من «بجيلة» ، ويكنى: أبا عبد الله. وكان أصغر من «إبراهيم النّخعى» بسنتين، ورأى ستة ممن رأوا النبي- صلّى الله عليه وسلم- منهم: أنس بن مالك، وعمرو بن حريث. وتوفى ب «الكوفة» سنة ست وأربعين ومائة. جابر الجعفي هو: جابر بن يزيد. وكان ضعيفا في حديثه. وهو من الرّافضة الغالية، الذين يؤمنون بالرّجعة. وكان صاحب شبهة ونيرنجات. «1» وقد روى عنه «الثوري» «2» و «شعبة» . وتوفى سنة ثمان وعشرين ومائة.   [1] الأصول: «سعد» . تحريف. وانظر التهذيب (4: 37) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 480 يونس بن عبيد هو من «عبد القيس» . ويقال: إنه مولى لهم. ويكنى: أبا عبد الله. / 243/ ومات سنة ثمان وثلاثين ومائة. ويقال: سنة أربعين ومائة. حدّثنى أبو حاتم، عن الأصمعي، قال: أعطى «أبو العبّاس» ناسا من أهل «البصرة» ، فأصاب «يونس» من ذلك ألف درهم، فقال «يونس» : ما أرى من مالي شيئا أحلّ منها. حميد الطويل هو: حميد بن طرخان، مولى «طلحة الطلحات الخزاعي» ، ويكنى: أبا عبيدة. ومات سنة اثنتين وأربعين ومائة. وحدّثنى أبو حاتم، عن الأصمعي، قال: كان «إياس بن معاوية» يقول: «حميد الطويل» تمر ينتفع به العامة، و «الحجاج الأسود» زق من عسل. مسعر بن كدام هو من: بنى عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة. ويكنى: أبا سلمة. وتوفى ب «الكوفة» سنة اثنتين وخمسين ومائة، وكان يقول: من أبغضنى فجعله الله محدّثا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 481 داود بن أبى هند هو مولى ل «بنى قشير» . ويكنى: أبا بكر. واسم «أبى هند» : دينار. وكان من أهل «سرخس» ، وبها عقبه. ومات في طريق «مكة» سنة تسع وثلاثين ومائة. الجريري ّ هو: سعيد بن إياس. من «بنى جرير» «1» . ويكنى: أبا مسعود. واختلط في آخر عمره. وتوفى سنة أربع وأربعين ومائة. بهز بن حكيم هو من «قشير بن كعب» ، وكان من خيار الناس. عباد بن منصور الناجي هو من «بنى سامة» . وكان على قضاء «البصرة» زمن «أبى جعفر» . وهو يضعّف في حديثه. عمرو بن عبيد هو: عمرو بن عبيد بن باب. مولى لآل «عرادة [1] بن يربوع بن مالك» . ويكنى: أبا عثمان.   [1] هـ، و: «عرارة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 482 وكان «عبيد» أبوه يختلف إلى أصحاب الشر [1] ب «البصرة» ، فكان الناس إذا رأوا «عمرا» مع أبيه، قالوا: خير الناس، ابن شر الناس! فيقول «عبيد» : صدقتم، هذا «إبراهيم» ، وأنا «آزر» . وكان يرى رأى القدر ويدعو إليه. واعتزل «الحسن» هو وأصحاب له، فسموا المعتزلة. حدّثنى إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشّهيد، عن عمرو بن النّضر، قال: مررت ب «عمرو بن عبيد» ، فذكر شيئا من القدر، فقلت: هكذا يقول أصحابنا. فقال: ومن أصحابك؟ قلت: أيوب، وابن عون، ويونس، والتّيمي. فقال: أولئك أرجاس أنجاس، أموات غير أحياء. ومات «عمرو» في طريق «مكة» ، ودفن ب «مران» على ليلتين من «مكة» ، على طريق «البصرة» ، وصلّى عليه «سليمان بن على» ، ورثاه «أبو جعفر المنصور» بأبيات فقال: [كامل] صلى الإله عليك من متوسد ... قبرا مررت به على مرّان «1» قبرا تضمن مؤمنا، متحنّفا [2] ... صدق الإله ودان بالفرقان فلو ان هذا الدهر أبقى صالحا ... أبقى لنا حيّا [3] أبا عثمان   [1] ق: «يخلف أصحاب الشرط» . [2] هـ، و: «متحققا» . وانظر: معجم البلدان. [3] هـ، و: «حقا» . معجم البلدان: «عمرا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 483 غيلان الدمشقي ّ كان قبطيّا، قدريّا، لم يتكلم أحد في القدر قبله ودعا إليه إلا «معبد الجهنيّ» . وكان «غيلان» يكنى: أبا مروان. وأخذه «هشام بن عبد الملك» فصلبه بباب «دمشق» . وكانوا يرون أن ذلك بدعوة «عمر بن عبد العزيز» عليه. حدّثنى مهيار الراويّ [1] ، قال: سمعت عبد الله بن يزيد الدّمشقيّ يقول: سمعت الأوزاعي «1» يقول: أوّل من تكلم في القدر: معبد الجهنيّ، ثم «غيلان» بعده. عمارة بن عبد الله بن صياد يكنى: أبا أيوب. وكان أبوه حليفا ل «بنى النجار» . ولا يدرى ممن هو. وكان «مالك بن أنس» لا يقدم عليه أحدا في الفضل، وروى عنه. وكان «عمارة» يروى عن «سعيد بن المسيّب» . وأبوه «عبد الله بن صياد» هو الّذي قيل فيه: إنه الدجال، لأمور كان يفعلها. وأسلم «عبد الله» ، [وحسن إسلامه [2] ، وحج وغزا مع المسلمين، وأقام ب «المدينة» . ومات ابنه «عمارة» في خلافة «مروان بن محمد» .   [1] ب، ط، ل، هـ، و: «الرازيّ» . [2] تكملة من: ب، ط، ل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 484 مسلم الخياط هو: مسلم بن أبى مسلم. روى عن: ابن عمر، وأبى هريرة. وبقي حتى لقيه «سفيان بن عيينة» ، وكان يسكن ب «المدينة» «دار العطارين» . عيسى بن أبى عيسى الخياط هو مولى ل «قريش» . ويكنى: أبا محمد. واسم أبيه: ميسرة. وكان يقول: أنا خياط وحناط وخباط «1» ، كلا قد عالجت. وسمع من «سعيد بن المسيّب» ، وقدم «الكوفة» في تجارة، ولقي «الشّعبي» فسمع منه. وتوفى في خلافة «المنصور» . ابن أبى ذئب هو: محمد بن عبد الرحمن بن أبى ذئب. واسم «أبى ذئب» : هشام بن شعبة. وكان «أبو ذئب» أتى «قيصر» فسعى به، فحبسه حتى مات في حبسه. وهو من «بنى عامر بن لؤيّ» من أنفسهم. 245/ أشعث صاحب الحسن هو: أشعث بن عبد الملك، مولى «حمران بن أبان» . ويكنى: أبا هانئ. وتوفى سنة ست وأربعين ومائة، قبل «عوف» . وفي هذه السنة مات «هشام بن حسان الفردوسى» من «الأزد» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 485 أشعث بن سوار هو من «ثقيف» مولى لهم، وكان يعالج الخشب. وتوفى في أوّل خلافة «أبى جعفر» . صالح بن كيسان يكنى: أبا محمد. وولاؤه لامرأة مولاة لآل «معيقيب بن أبى فاطمة الدّوسى» ، فهو مولى مولى. ومات بعد سنة أربعين ومائة. صالح بن حسّان كان يحدّث عن «محمد بن كعب القرظي» وغيره. وكان سريّا يملأ المجلس إذا تحدّث. وكان عنده جوار مغنيات، فهنّ وضعنه عند الناس. وقدم «الكوفة» فسمع منه الكوفيون. وأدرك «المهدىّ» . قال الهيثم: «1» سمعته يقول: أفقه الناس «وضّاح اليمن» «2» في قوله: [طويل] إذا قلت هاتي [1] نوّلينى تبسّمت ... وقالت معاذ الله من فعل ما حرم فما نوّلت حتى تضرّعت عندها ... وأنبأتها [2] ما رخّص الله في اللّمم «3»   [1] الأغاني: «يوما» . [2] الأغاني: «وأعلمتها» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 486 سليمان بن قتّة هو منسوب إلى أمه «قتة» . وهو مولى ل «تيم قريش» . وكان مع روايته للحديث شاعرا، وهو القائل: [طويل] وقد يحرم الله الفتى وهو عاقل ... ويعطى الفتى مالا وليس له عقل ابن عون هو: عبد الله بن عون بن أرطبان. وكان «أرطبان» مولى ل «ابن برزة [1] المزني» ويقال: مولى «عبد الله بن مغفل [2] المزني» - مزينة مضر- ويكنى «عبد الله» : أبا عون. ونكح «عبد الله» عربيّة، فضربه «بلال بن أبى بردة» بالسّياط. و «عطاء بن فرّوخ» هو ابن أخى [3] «أرطبان» ، وكان «فرّوخ» ابن أخته [4] . وأم «عون» خراسانية. حدّثنى سهل بن محمد، قال: حدّثنا الأصمعي، قال: حدّثنى رجل كان يأتى «ابن عون» . أنه قال: بشّر بى أبى، ب «هاطرى» «1» [5] ، من «المذار» «2» وحين خرج «مصعب» لقتال «المختار» وكان «مصعب» ب «هاطرى» سنة ست وستين.   [1] ب، ط، ل: «لابن بردة» . ق، م: «لابن ذرة» . [2] ب، ط، ق، ل، م: «معقل» . وانظر: التهذيب (5: 246) . [3] هـ، و: «هو ابن ابن أخى» . [4] ب، ط، ل، هـ، «أخيه» . [5] جميع الأصول: «هاصرى» . تحريف. وانظر: معجم البلدان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 487 قال حمّاد بن زيد: ولد «ابن عون» قبل الجارف بثلاث سنين. ومات سنة إحدى وخمسين ومائة، وقد رأى «أنس بن مالك» . 246/ ابن جريح هو: عبد الملك بن عبد العزيز بن جريح. ويكنى: أبا الوليد. وكان «جريح» عبدا ل «أم حبيب بنت جبير» ، وكانت تحت «عبد العزيز بن عبد الله ابن خالد بن أسيد» ، فنسب إلى ولائه. وولد سنة ثمانين، عام الجحاف، والجحاف: سيل كان ب «مكة» [1] . ومات سنة خمسين ومائة. حدّثنى أبو حاتم، عن الأصمعي، عن أبى هلال، قال: كان «ابن جريح» أحمر الخضاب. وروى الواقدي، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن أبى الزّناد، قال: شهدت ابن «جريح» ، جاء إلى «هشام بن عروة» فقال: يا أبا المنذر، الصحيفة التي أعطيتها فلانا هي حديثك؟ قال: نعم. قال الواقدي: فسمعت «ابن جريح» بعد هذا يقول: حدّثنا «هشام بن عروة» ما لا أحصى.   [1] ب، ط، ل، هـ، و: «المدائن» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 488 قال: وسألته عن قراءة الحديث على المحدث. فقال: ومثلك يسأل عن هذا؟ إنما اختلف الناس في الصحيفة يأخذها ويقول: أحدّث بما فيها، ولم يقرأها، فأما إذا قرأها، فهو والسماع واحد. أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبى سبرة كان يفتى ب «المدينة» ، ثم كتب إليه، فقدم «بغداد» ، فولى قضاء «موسى الهادي بن المهدي» ، وهو ولى عهد. ومات ب «بغداد» سنة اثنتين وستين ومائة في خلافة «المهدي» ، فلما مات استقضى «أبو يوسف» مكانه. قال الواقدي: قال أبو بكر: قال لي «ابن جريح» : اكتب لي أحاديث من أحاديثك جيادا. فكتبت له ألف حديث، ودفعتها إليه. فما قرأها عليّ، ولا قرأتها عليه. قال الواقديّ: ثم رأيت «ابن جريح» قد أدخل في كتبه أحاديث كثيرة من حديثه، يقول: حدّثنى أبو بكر بن عبد الله- يعنى ابن أبى سبرة. الأعمش هو: سليمان بن مهران. ويكنى: أبا محمد. مولى ل «بنى كاهل» ، من «بنى أسد» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 489 وذكروا أن أباه شهد مقتل «الحسين بن على» - رضى الله عنهما- وأن «الأعمش» ولد يوم قتل «الحسين بن على» ، وذلك يوم عاشوراء سنة إحدى وستين. وكان أبوه حميلا «1» [1] ، فمات أبوه [2] ، فورّثه «مسروق» منه. ومات «الأعمش» سنة ثمان وأربعين ومائة. قال وكيع: راح «الأعمش» إلى الجمعة، وقد قلب فروة، جلدها على جلده، وصوفها إلى خارج، وعلى كتفيه منديل الخوان، مكان الرداء. قال أبو بكر بن عيّاش: «2» سمعت «الأعمش» يقول: والله لا يأتون أحدا إلا حملوه على الكذب، والله ما أعلم من الناس شرا منهم. فأنكرت هذه، فقال: إنهم لا يشبعون [3] . وذكر «أبو بكر» التدليس. 247/ محارب بن دثار هو من «بنى سدوس بن شيبان» . ويكنى: أبا مطرّف. ولى قضاء «الكوفة» ل «خالد بن عبد الله القسري» . وتوفى في ولاية «خالد» ب «الكوفة» . العلاء بن عبد الرحمن هو مولى «الحرقة» من «جهينة» . وكانت له سن. وبقي إلى أوّل خلافة «أبى جعفر» .   [1] ب، ط، ل: «جميلا» . [2] هـ، و: «أخوه» . [3] ب، ط، ل: «لا يستغنون» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 490 قال مالك: «1» كانت عند «العلاء» صحيفة يحدّث بما فيها، فربما أراد الرجل أن يكتب بعضها، فيقول له: إما أن تأخذها جميعا، أو تدعها جميعا. وصحيفته ب «المدينة» مشهورة. أبو حزرة هو: يعقوب بن مجاهد. ويكنى: أبا يوسف. أحسبه مولى ل «بنى مخزوم» . وكان قاصّا. وتوفى ب «الإسكندرية» سنة تسع وأربعين ومائة- أو خمسين ومائة. أبو وجزة السّعديّ اسمه: يزيد بن عبيد. من «بنى سعد بكر بن [1] هوازن» ، أظآر النبيّ- صلّى الله عليه وسلم. وكان شاعرا مجيدا، كثير الشعر، ولا يعلم فيمن حمل عنه الحديث مثله في الشعر. وتوفى ب «المدينة» سنة ثلاثين ومائة. محمد بن إسحاق هو: محمد بن إسحاق بن يسار. مولى «قيس بن مخرمة بن عبد المطلب ابن عبد مناف» . ويذكرون أن «يسارا» كان من سبايا [2] عين التّمر «2» ، الذين بعث بهم «خالد بن الوليد» إلى «أبى بكر» ب «المدينة» .   [1] هـ، و: «من» . [2] هـ، و: «سبى» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 491 وكان له أخوان يروى عنهما: موسى بن يسار، وعبد الرحمن بن يسار. وكان «محمد» أتى «أبا جعفر» ب «الحيرة» ، فكتب له المغازي، فسمع منه أهل «الكوفة» بذلك السبب. وكان يروى عن «فاطمة بنت المنذر بن الزّبير» ، وهي امرأة «هشام بن عروة» ، فبلغ ذلك «هشاما» ، فأنكره وقال: أهو كان يدخل على امرأتي؟. وحدّثنا أبو حاتم، عن الأصمعي، عن المعتمر، قال: قال لي أبى: لا تأخذن من «ابن إسحاق» شيئا، فإنه كذّاب. وكان «محمد بن إسحاق» يكنى: أبا عبد الله. عروة بن أذينة كان «مالك بن أنس» يروى عنه الفقه. وحدّثنى أبو حاتم، عن الأصمعيّ، قال: كان «عروة بن أذينة» ثقة، ثبتا. وقال قلوص: و «عروة» هو القائل: [مديد] يا ديار الحىّ بالأجمه ... لم تبيّن دارها كلمه الشعر له، وهو وضع لحنه. وهو القائل: [بسيط] / 248/ قالت وأبثثتها وجدي فبحت به ... قد كنت عهدي [1] تحب السّتر فاستتر ألست تبصر من حولي فقلت لها ... غطّى هواك وما ألقى على بصرى   [1] الأغاني (21: 108) : «عندي» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 492 ووقفت عليه امرأة، فقالت: أنت الّذي يقال فيه الرجل الصالح، وأنت تقول: [بسيط] إذا وجدت أوار الحب في كبدي ... عمدت نحو سقاء القوم أبترد هبنى [1] بردت ببرد الماء ظاهره ... فمن لنار على الأحشاء تتّقد والله ما قال هذا رجل صالح قط!   [1] ب، ط، ل: «عيني» . هـ، و: «هذا» . وانظر: الأغاني. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 493 أصحاب الرأى ابن أبى ليلى [1] هو: محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى. وكان اسم «أبى ليلى» : يسارا. وهو من ولد «أحيحة بن الجلاح» وكان «ابن شبرمة» القاضي وغيره يدفعونه عن هذا النسب. قال «عبد الله بن شبرمة» : [متقارب] وكيف ترجّى لفصل القضاء ... ولم تصب الحكم في نفسكا وتزعم أنك لابن الجلا ... ح وهيهات دعواك من أصلكا وكان «محمد بن عبد الرحمن» ولى القضاء ل «بنى أمية» ، ثم وليه ل «بنى العباس» ، وكان فقيها مفتيا بالرأي. وكان «أبو عبد الرحمن» يروى عن: «عمر» ، و «على» ، و «عبد الله» ، و «أبىّ» . وكان خرج مع «ابن الأشعث» وقتل ب «دجيل» . وقال محمد بن عبد الرحمن: لا أعقل من شأن أبى شيئا، غير أنى أعرف أنه كانت له امرأتان، وكان له حبّان «1» أخضران، فينبذ عند هذه يوما، وعند هذه يوما. ومات «محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى» سنة ثمان وأربعين ومائة، وهو على القضاء، فجعل «أبو جعفر المنصور» ابن أخيه مكانه.   [1] زيد قبل هذا في: ب، ط، ل: «قال التلمساني في شرح الشفاء: قال النووي: المراد بأصحاب الرأى الفقهاء الحنفية، وهذا عرف أهل خراسان» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 494 أبو حنيفة صاحب الرأى هو: النّعمان بن ثابت. من موالي «تيم الله بن ثعلبة» . وكان خزازا ب «الكوفة» ، ودعاه «ابن هبيرة» للقضاء، فأبى، فضربه أياما، كلّ يوم عشرة أسواط. ويقال: إن «أبا حنيفة» كان ربعيّا، مولى ل «بنى قفل» . ومات ب «بغداد» في رجب سنة خمسين ومائة، وهو يومئذ ابن سبعين سنة، ودفن في مقابر «الخيزران» . فولد «أبو حنيفة» : حماد بن/ 249/ أبى حنيفة، وكان يكنى: أبا إسماعيل، وهلك ب «الكوفة» . فمن ولد «حمّاد» : «أبو حيان» ، و «إسماعيل» ، و «عثمان» ، و «عمر» . وولى «إسماعيل بن حماد» قضاء «البصرة» ل «المأمون» ومدحه «مساور» «1» ، فقال: [وافر] إذا ما الناس يوما قايسونا ... بآبدة من الفتيا طريفه أتيناهم بمقياس صحيح ... تلاد [1] من طراز أبى حنيفة إذا سمع الفقيه بها وعاها ... وأثبتها بحبر في صحيفة فأجابه مجيب من أصحاب الحديث: [وافر] إذا ذو الرأى خاصم عن قياس ... وجاء ببدعة هنة سخيفة أتيناهم بقول الله فيها ... وآثار مبرّزة شريفة فكم من فرج محصنة عفيف ... أحلّ حرامه بأبي حنيفة   [1] الأغاني: «مصبب» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 495 ربيعة الرأى هو. ربيعة بن أبى عبد الرحمن. واسم «أبى عبد الرحمن» . فرّوخ، مولى «آل المنكدر» التّيميين. ويكنى: أبا عثمان. وتوفى سنة ست وثلاثين ومائة ب «الأنبار» ، في مدينة «أبى العباس» . وكان أقدمه للقضاء. وكان يكثر الكلام، ويقول: الساكت بين النائم والأخرس. وتكلم يوما وعنده أعرابى، فقال: ما العىّ؟ فقال له الأعرابيّ: الّذي أنت فيه منذ اليوم. زفر صاحب الرأى هو: زفر بن الهذيل بن قيس. من «بنى العنبر» . ويكنى: أبا الهذيل. وكان قد سمع الحديث، وغلب عليه الرأى، ومات ب «البصرة» . وكان «أبو الهذيل» على «أصبهان» . الأوزاعي ّ حدّثنى البجلي: أن اسمه: عبد الرحمن بن عمرو. من «الأوزاع» ، وهم بطن من «همدان» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 496 وقال الواقديّ: كان يسكن «بيروت» ومكتبه ب «اليمامة» ، فلذلك سمع من «يحيى بن أبى كثير» . ومات ب «بيروت» سنة سبع وخمسين ومائة، وهو يومئذ ابن اثنتين وسبعين سنة. سفيان الثّوري هو: سفيان بن سعيد بن مسروق. ويكنى: أبا عبد الله. ونسب إلى: ثور بن عبد مناة بن أدّ بن طابخة بن اليأس بن مضر: ويقال لثور: ثور أطحل،/ 250/ وهو جبل. ومن «ثور» : الرّبيع بن خثيم [1] . يقال: إنه كان في «بنى ثور» ثلاثون رجلا، ليس منهم رجل دون «الربيع بن خثيم» . وهم ب «الكوفة» ، وليس ب «البصرة» منهم أحد. ومات «سفيان» ب «البصرة» متواريا من السلطان، ودفن عشاء، فقال الشاعر: [طويل] تحرّز سفيان وفرّ بدينه ... وأمسى شريك مرصدا للدّراهم قال الواقديّ: مات سنة إحدى وستين ومائة، وهو ابن أربع وستين سنة. وأخبرنى أنه ولد سنة سبع وتسعين.   [1] ب، ط، ل: «خيثم» . وانظر: التهذيب (3: 242) ففيه أن الأولى رواية التقريب، والثانية رواية الخلاصة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 497 قال وكيع: مات «سفيان» وله مائة وخمسون دينارا بضاعة، فأوصى إلى «عمارة ابن يوسف» في كتبه، فمحاها وأحرقها. ولم يعقب «سفيان» . وكان له ابن فمات قبله، فجعل كل شيء له لأخته وولدها، ولم يورث أخاه «المبارك بن سعيد» شيئا. وتوفى أخوه «المبارك» ب «الكوفة» سنة ثمانين ومائة. مالك بن أنس هو: مالك بن أنس بن مالك بن أبى عامر، من «حمير» . وعداده في «بنى تيم بن مرة» . من «قريش» . وكان «الربيع بن مالك» ، عمّ «مالك» يروى الحديث، وأبوه «مالك ابن أبى عامر» ، يروى عن «عمر بن الخطاب» ، و «عثمان» و «طلحة» ، و «أبى هريرة» ، وكان ثقة. وحمل ب «مالك» ثلاث سنين. وكان شديد البياض إلى الشّقرة، طويلا، عظيم الهامة، أصلع، يلبس الثياب العدنية الجياد، ويكره حلق الشارب، ويعيبه، ويراه من المثلة، ولا يغيّر شيبة. قال الواقديّ: كان مالك يأتى المسجد، ويشهد الصلوات، والجمعة، والجنائز، ويعود المرضى، ويقضى الحقوق، ويجلس في المسجد، ويجتمع [1] إليه أصحابه، ثم ترك الجلوس في المسجد، وكان يصلى ثم ينصرف إلى منزله، ويترك [2] حضور الجنائز،   [1] هـ، و: «ويجمع» . [2] هـ، و: «وترك» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 498 فكان يأتى أصحابها ليعزّيهم، ثم ترك ذلك كله، فلم يكن يشهد الصلوات في المسجد، ولا الجمعة، ولا يأتى أحدا يعزيه ولا يقضى له حقا، واحتمل الناس له ذلك، حتى مات عليه. وكان ربما كلم في ذلك، فيقول: ليس كل الناس يقدر أن يتكلم بعذره. وسعى به إلى «جعفر بن سليمان» ، وقالوا: إنه لا يرى أيمان بيعتكم هذه بشيء. فغضب «جعفر» ، ودعا به، وجرّده، فضربه بالسياط، ومدّت يده حتى انخلعت كتفه، وارتكب منه أمرا عظيما. فلم يزل بعد ذلك الضرب في علوّ ورفعة، وكأنما كانت تلك السياط حليا حلى/ 251/ به. ومات سنة تسع وسبعين ومائة، وله يوم مات خمس وثمانون سنة، ودفن ب «البقيع» . أبو يوسف القاضي هو: يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن سعد بن حبتة. من «بجيلة» . وكان «سعد بن حبتة» استصغر يوم «أحد» . ونزل «الكوفة» ، ومات بها. وصلّى عليه «زيد بن أرقم» ، وكبّر عليه خمسا. وكان «أبو يوسف» يروى عن «الأعمش» ، و «هشام بن عروة» ، وغيرهما. وكان صاحب حديث، حافظا، ثم لزم «أبا حنيفة» ، فغلب عليه الرأى. وولى قضاء «بغداد» ، فلم يزل قاضيا بها إلى أن مات سنة اثنتين وثمانين ومائة، في خلافة «هارون» . وابنه «يوسف» ولى أيضا قضاء الجانب الغربىّ، في حياة أبيه، ثم توفى سنة اثنتين وتسعين ومائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 499 محمد بن الحسن الفقيه يكنى: أبا عبد الله. وهو مولى ل «شيبان» . وقدم أبوه «واسط» ، فولد له «محمد» بها، ونشأ ب «الكوفة» ، وطلب الحديث، وسمع من «مسعر» ، و «مالك بن مغول» ، و «عمر بن ذرّ» ، و «الأوزاعيّ» ، و «الثّوريّ» ، وأشباههم. وجالس «أبا حنيفة» ، وسمع منه. ونظر في الرأى فغلب عليه، وعرف به. وقدم «بغداد» فنزلها، وسمع منه الحديث والرأى. وخرج إلى «الرّقة» فولّاه «هارون» قضاء «الرّقة» ، ثم عزله، فقدم «بغداد» ، فلما خرج «هارون» إلى «الرّيّ» الخرجة الأولى، أمره فخرج معه، فمات ب «الرّيّ» ، سنة تسع وثمانين ومائة، وهو ابن ثمان وخمسين سنة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 500 أصحاب [1] الحديث شعبة وهو: شعبة بن الحجّاج بن الورد. مولى «الأشاقر» عتاقة. ويكنى: أبا بسطام. وكان أسنّ من «الثّوري» بعشر سنين. وتوفى ب «البصرة» سنة ستين ومائة، وهو ابن خمس وسبعين سنة. وكان يقول: والله لأنا في الشعر أسلم منى في الحديث، ولو أردت الله ما خرجت إليكم، ولو أردتم الله ما جئتمونى، ولكنا نحب المدح، ونكره الذمّ. وكان ألثغ. خالد الحذّاء هو: خالد بن مهران. ويكنى: أبا المبارك. مولى ل «قريش» ل «آل عبد الله بن عامر بن كريز» . ولم يكن حذّاء، ولكنه يجلس إلى الحذّائين. وقال فهد بن حيّان: لم يحذ «خالد» قطّ، وإنما كان يتكلم فيقول: احذ عنى هذا الحديث، فلقّب ب «الحذاء» . وتوفى سنة إحدى وأربعين ومائة.   [1] هـ، و: «ومن أصحاب الحديث» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 501 أبو المهزم هو: يزيد بن سفيان. وكان «شعبة» يضعّفه. وروى مسلم بن إبراهيم، عن شعبة/ 252/ أنه قال: رأيت «أبا المهزم» في مسجد «ثابت البناني» مطروحا، لو أعطاه رجل فلسين حدّثه سبعين حديثا. جرير بن حازم هو: جرير بن حازم بن زيد الجهضمىّ من «الأزد» . ويكنى: أبا النّضر. ولد سنة خمس وثمانين. ومات سنة سبعين ومائة. وابنه: «وهب بن جرير» - يكنى: أبا العباس- كان «عفّان» يتكلم فيه، ومات ب «المنجشانية» على ستة أميال من «البصرة» ، منصرفا من الحج، فحمل ودفن ب «البصرة» . وأخوه «يزيد بن حازم» - يكنى: أبا بكر- مات سنة سبع وأربعين ومائة. ومن مواليهم: حمّاد بن زيد. حماد بن زيد هو: حمّاد بن زيد بن درهم. ويكنى: أبا إسماعيل. وكان عثمانيّا. قال سليمان بن حرب: مات «حازم» أبو «جرير بن حازم» ، و «زيد» أبو «حماد بن زيد» مملوك له، فأعتقه «يزيد» ، و «جرير» ابنا «حازم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 502 وتوفى يوم الجمعة، في شهر رمضان، سنة تسع وسبعين ومائة، سنة مات «مالك» و «الأحوص» . وصلّى عليه «إسحاق بن سليمان الهاشميّ» ، وهو يومئذ والى «البصرة» ل «هارون» . وأخوه «سعيد بن زيد» قد روى عنه، ومات قبل «حماد بن زيد» . حمّاد بن سلمة هو: حماد بن سلمة بن دينار. من موالي «ربيعة الجوع بن مالك بن زيد مناة بن تميم» . وهو ابن أخت «حميد الطويل» ، و «حميد الطويل» هو مولى «طلحة الطلحات الخزاعي» ، فأمه مولاة «خزاعة» . ومات ب «البصرة» سنة سبع وستين ومائة. وفيها مات «عبد العزيز بن مسلم» . ويقال: سنة أربع وستين ومائة. ويقال إن «حمّاد بن سلمة» ، كان عالما بالنحو والعربية، وإن «سيبويه» النحويّ استملى منه. أبو عوانة اسمه: الوضّاح. مولى «يزيد بن عطاء» البزّار، وكان «يزيد بن عطاء» ، يضعّف في حديثه. قال ابن عائشة: كان «أبو عوانة» لرجل من أهل «واسط» بزّار، يقال له: يزيد بن عطاء، فجاء إليه يوما سائل يسأله، فأعطاه درهمين أو ثلاثة، فقال له: يا أبا عوانة، لأنفعنّك. فلما كان يوم «عرفة» ، قام السائل في الناس فقال: أدعو ل «يزيد بن عطاء» البزاز، فإنه مقرّب إلى الله في هذا اليوم ب «أبى عوانة» ، وأعتقه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 503 فلما انصرف الناس مرّوا على بابه، فجعلوا يدعون له، ويشكرون، وأكثروا. فقال: من يقدر على ردّ هؤلاء! هو حرّ لوجه الله. وكان «أبو عوانة» ب «واسط، فانتقل إلى «البصرة» ، ومات بها سنة سبعين ومائة. 253/ هشام بن سعد يكنى: أبا عبّاد، وهو مولى ل «آل أبى لهب» . وكان صاحب محامل، «1» وكان شيعيا ل «آل أبى طالب» . ومات ب «المدينة» في أوّل خلافة «المهدي» . أبو معشر هو: نجيح. وكان مكاتبا لامرأة من «بنى مخزوم» ، فأدّى وعتق. واشترت «أم موسى» بنت «منصور الحميرية» ولاءه. ومات ب «بغداد» سنة سبعين ومائة. أبو معشر أيضا هو: «زياد بن كليب» . من «بنى مالك بن زيد مناة بن تميم» . وبعضهم يقول: «زيد بن كليب» . وتوفى في ولاية «يوسف بن عمر» على «العراق» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 504 ثور بن يزيد الكلاعي يكنى: أبا خالد. من أهل «حمص» . وكان قدريّا ثقة في حديثه، وكان جدّه شهد «صفّين» مع «معاوية» فقتل، فكان «ثور» إذا ذكر «عليّا» قال: لا أحب رجلا قتل جدي. ومات ب «بيت المقدس» سنة ثلاث وخمسين ومائة. [ويقال: سنة خمس وخمسين ومائة [1] . ابن لهيعة هو: «عبد الله بن لهيعة بن عقبة بن لهيعة الحضرميّ» ، من أنفسهم. ويكنى: أبا عبد الرحمن. وكان ضعيفا في الحديث، ومن سمع منه في أوّل أمره أحسن حالا ممن سمع منه بآخره. وكان يقرأ عليه ما ليس من حديثه فيسكت، فقيل له في ذلك، فقال: وما ذنبي؟ إنما يجيئون بكتاب يقرءونه، ويقومون، ولو سألوني لأخبرتهم أنه ليس من حديثي. ومات ب «مصر» سنة أربع وسبعين ومائة. الليث بن سعد هو مولى ل «قيس» ويكنى: أبا الحارث. وكان ثقة سريّا سخيّا. يقال: إن دخله كان في كل سنة خمسة آلاف دينار، فكان يفرقها في الصلاة وغيرها.   [1] ساقطة من: هـ، و. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 505 وقال منصور بن عمّار: أتيت «الليث» فأعطانى ألف دينار، وقال: من بهذه الحكمة التي أتاك الله. ومات سنة خمس وسبعين ومائة. معمر صاحب عبد الرزاق هو: معمر بن راشد، مولى «الأزد» . وكان من أهل «البصرة» ، فانتقل عنها إلى «اليمن» . وتوفى سنة ثلاث وخمسين ومائة. ويكنى: أبا عروة. هشيم هو: هشيم بن بشير. ويكنى: أبا معاوية. مولى ل «بنى سليم» . ولد سنة خمس ومائة. ومات ب «بغداد» سنة ثلاث وثمانين ومائة. 254/ سفيان بن عيينة هو: سفيان بن عيينة بن أبى عمران. مولى لقوم من ولد «عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة» رهط «ميمونة» زوج النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- ويكنى: أبا محمد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 506 وكان جده «أبو عمران» من عمّال «خالد بن عبد الله القسريّ» ، فلما عزل «خالد بن عبد الله» عن «العراق» ، وولى «يوسف بن عمر» ، طلب عمال «خالد» ، فهرب منه إلى «مكة» فنزلها. وولد «سفيان» سنة سبع ومائة. ومات سنة ثمان وتسعين ومائة. وفيها مات «عبد الرحمن بن مهدي» و «يحيى بن سعيد» . وكان أشدّ الناس اختصارا، سئل عن قول «طاووس» في ذكاة السمك والجراد. فقال: ذكاته صيده. إسماعيل بن علية هو منسوب إلى أمه. وكان من خيار الناس. وأبوه: إبراهيم. وكان على المظالم ب «بغداد» . ومات سنة ثلاث وتسعين ومائة. وكيع بن الجرّاح هو: من بنى رؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامر. ويكنى: أبا سفيان. وكان «الجرّاح» أبوه على بيت مال «المهدي» شريك «محمد بن على ابن مقدم» . وتوفى في طريق «مكة» ب «فيد» سنة سبع وتسعين ومائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 507 سعيد بن أبى عروبة اسم «أبى عروبة» : مهران. وهو من موالي «بنى عدىّ بن يشكر» . يكنى: أبا النّصر. وكان قدريّا. ومات سنة ست- أو سبع- وخمسين ومائة. ولا عقب له. ويقال: إنه لم يمس امرأة قط. واختلط في آخر عمره. يزيد بن زريع هو: يزيد بن زريع بن يزيد بن التّوأم. ويكنى: أبا معاوية. ومات ب «البصرة» سنة اثنتين وثمانين ومائة. وكان «زريع» أبوه يلي خلافة صاحب الشّرط ب «البصرة» . وله عقب. عاصم الأحول هو: عاصم بن سليمان. ويكنى: أبا عبد الله. مولى ل «بنى تميم» . وكان على حسبة المكاييل والموازين ب «الكوفة» ، ثم استقضاه «أبو جعفر» على «المدائن» ، فمات سنة إحدى- أو اثنتين- وأربعين ومائة. شريك هو: شريك بن عبد الله بن أبى شريك. من «النّخع» . ويكنى: أبا عبد الله. وولد ب «بخارى» من أرض «خراسان» . [1]   [1] هـ، و: «زيد» . تحريف. وانظر: التهذيب (11: 325) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 508 وكان جده قد شهد «القادسية» . وتوفى «شريك» ب «الكوفة» سنة سبع وسبعين و/ 255/ مائة. وكان قاضيا على «الكوفة» ، قال فيه العلاء بن المنهال: [وافر] فليت أبا شريك كان حيّا ... فيقضى حين يبصره شريك ويترك من تذرّيه «1» [1] علينا ... إذا قلنا له هذا أبوك الحسن بن صالح بن حىّ الكوفي يكنى: أبا عبد الله. وكان يتشيّع. وزوّج «عيسى بن زيد بن على» ، ابنته، واستخفى معه في مكان واحد، حتى مات «عيسى بن زيد» . وكان «المهدي» يطلبهما فلم يقدر عليهما. ومات «الحسن» بعد «عيسى» بستة أشهر. أبو الأحوص هو: سلّام بن سليم. مولى ل «بنى حنيفة» . ومات ب «الكوفة» سنة تسع وسبعين ومائة. أبو بكر بن عيّاش هو مولى «واصل بن حيان الأحدب» . وتوفى ب «الكوفة» سنة ثلاث وتسعين ومائة، في الشهر الّذي توفى فيه «هارون» ب «طوس» .   [1] هـ، و: «بدرته» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 509 محمد بن فضيل هو: محمد بن فضيل بن غزوان. ويكنى: أبا عبد الرحمن. وكان جده «غزوان» عبدا روميّا لرجل من «بنى ضبة» . وشهد «القادسية» مع مولاه، فأعتقه. وتوفى «محمد بن فضيل» ب «الكوفة» سنة خمس وتسعين ومائة. حفص بن غياث بن طلق هو من «النّخع» ، من «مذحج» . ويكنى: أبا عمرو. وولاه «هارون» القضاء ب «بغداد» بالشرقية، ثم ولاه قضاء «الكوفة» ، فمات بها سنة أربع وتسعين ومائة. ومات ابنه «عمر بن حفص بالكوفة» سنة اثنتين وعشرين ومائتين. أبو معاوية الضّرير هو: محمد بن حازم. مولى ل «تميم» . وتوفى ب «الكوفة» سنة خمس وتسعين ومائة، وكان مرجئا، وخرج يوما على أصحابه، وهو يقول: [مجزوء الرمل] وإذا المعدة جاشت ... فارمها بالمنجنيق بثلاث من نبيذ ... ليس بالحلو الرّقيق عبد الله بن إدريس بن يزيد هو ابن «مذجح» . ويكنى: أبا محمد. كان مريضنا. وتوفى بالكوفة سنة اثنتين وتسعين ومائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 510 الزنجي بن خالد هو: مسلم بن خالد. من أهل «الشام» مولى ل «مخزوم» . وكان أبيض مشربا حمرة. وإنما «الزنجي» لقب [غلب عليه لبياضه، كما قيل للحبشى أبو البيضاء [1] . وكان عابدا مجتهدا. وتوفى سنة ثمانين ومائة. 256/ داود بن عبد الرحمن العطار كان أبوه «عبد الرحمن» نصرانيّا، من أهل «الشام» ، يتطبّب، فقدم «مكة» ، فنزلها فولد له بها أولاد، وأسلموا. وولد «داود» سنة مائة. وهلك سنة أربع وسبعين [2] ومائة. الفضيل بن عياض يكنى: أبا على. من «تميم» . ولد ب «أبيورد» ، من «خراسان» . وقدم «الكوفة» وهو كبير، فسمع من «منصور بن المعتمر» وغيره، ثم تعبد، وانتقل إلى «مكة» ، فنزلها إلى أن مات بها سنة سبع وثمانين ومائة. عبد الله بن المبارك يكنى: أبا عبد الرحمن، من أهل «مرو» ، وولد سنة ثمان عشرة ومائة. ومات ب «هيت» «1» منصرفا من الغزو، سنة إحدى وثمانين ومائة.   [1] تكملة عن ب، ط، ل. [2] هـ، و: «وتسعين» . تحريف. وانظر: التهذيب (3: 192) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 511 أبو هلال الراسبى ّ هو: محمد بن سليم. وكان أعمى. وتوفى سنة خمس وستين ومائة. هشام الدّستوائى هو: هشام بن أبى عبد الله. واسم «أبى عبد الله» : سنبر. مولى ل «بنى سدوس» ، يرمى بالقدر. ومات بعد سنة ثلاث وخمسين ومائة. عبد الوارث بن سعيد يعرف بالتّنورى. ويكنى: أبا عبيدة. مولى ل «بنى العنبر» ، من «بنى تميم» . توفى ب «البصرة» في المحرم سنة ثمانين ومائة. عبّاد بن عباد هو: عبّاد بن عبّاد بن حبيب بن المهلب بن أبى صفرة. يكنى: أبا معاوية. وتوفى سنة إحدى وثمانين ومائة. معاذ بن معاذ يكنى: أبا المثنّى. من «بنى العنبر» . وولى قضاء «البصرة» ل «هارون» ، ثم عزل. وتوفى ب «البصرة» سنة ست وتسعين ومائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 512 بشر بن المفضل يكنى: أبا إسماعيل، وهو مولى ل «بنى رقاش» . وتوفى سنة ست وثمانين ومائة. أزهر السمّان هو: أزهر بن سعد. مولى ل «باهلة» . ويكنى: أبا بكر، وأوصى إليه «ابن عون» . وتوفى ب «البصرة» وهو ابن أربع وتسعين سنة. غندر صاحب شعبة هو: محمد بن جعفر. مولى ل «هذيل» . ويكنى: أبا عبد الله. ومات ب «البصرة» سنة أربع وتسعين ومائة. 257/ عبد الواحد بن زياد الثّقفيّ هو مولى ل «عبد القيس» . ويعرف بالثّقفى. ومات سنة سبع وسبعين ومائة. عبد الرحمن بن مهدى ّ يكنى: أبا سعيد. وتوفى ب «البصرة» سنة ثمان وتسعين ومائة، وهو ابن ثلاث وستين [1] سنة.   [1] ق: «وتسعين» . تحريف. وانظر: التهذيب (6: 281) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 513 عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي ويكنى: أبا محمد. ولد سنة ثمان ومائة. وتوفى ب «البصرة» سنة أربع وتسعين ومائة. يحيى بن سعيد القطّان يكنى: أبا سعيد. وتوفى ب «البصرة» سنة ثمان وتسعين ومائة. يحيى بن سعيد هو: يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص الأمويّ. من أهل «الكوفة» . قدم «بغداد» فنزلها. وكان يروى عن «يحيى بن سعيد الأنصاري» و «الأعمش» ، و «هشام ابن عروة» . وتوفى ب «بغداد» سنة أربع وتسعين ومائة، وقد بلغ من السن ثمانين سنة. أبو إسحاق الفزاري صاحب السير [1] هو: إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجة. كان خيّرا فاضلا، غير أنه كان كثير الغلط في حديثه. ومات ب «المصّيصة» «1» سنة ثمان وثمانين ومائة.   [1] ق: «السيرة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 514 داود الطائي هو: داود بن نصير. ويكنى: أبا سليمان. من «طيِّئ» من أنفسهم. وكان قد سمع الحديث، وتفقّه، وعرف النّحو، وأيام الناس، ثم تعبّد، فلم يتكلّم في شيء من ذلك. وقال الفضل بن دكين: كنت إذا رأيت «داود» رأيت رجلا لا يشبه القرّاء، عليه قلنسوة سوداء طويلة، مما يلبس التجار. وجلس في بيته عشرين سنة أو نحوها. ومات فحضرت جنازته، فما رأيتها من كثرة الخلق. وكانت وفاته سنة خمس وستين ومائة. الدّراوردى هو: عبد العزيز بن محمد. مولى «قضاعة» . وأصله من «دراورد» ، قرية من «خراسان» . وقال بعضهم: هو منسوب إلى «درابجرد» «1» ، من «فارس» على غير قياس. والقياس: «درابجردى» [1] ولكنه ولد ب «المدينة» ، ونشأ بها. وتوفى سنة سبع وثمانين ومائة. يزيد بن هارون يكنى: أبا خالد. وهو مولى ل «بنى سليم» . ولد سنة ثمان عشرة ومائة، ومات ب «واسط» سنة ست ومائتين. في خلافة «المأمون» .   [1] ق: «درابى، اوجردى» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 515 258/ على بن عاصم هو: عليّ بن عاصم بن صهيب. مولى ل «بنى تميم» . ويكنى: أبا الحسن. وكان يخطئ في حديثه، فترك حديثه. وولد سنة تسع ومائة. وتوفى ب «واسط» سنة إحدى ومائتين. [في خلافة المأمون [1] . وابنه «عاصم بن على» يروى عنه. وتوفى ب «واسط» سنة إحدى وعشرين ومائتين. عبد الله بن بكر السّهميّ هو منسوب إلى بطن من «باهلة» يقال لهم: بنو سهم. وهو من أهل «البصرة» . ومات ب «بغداد» سنة ثمان ومائتين. أبو البختري ّ هو: وهب بن وهب بن وهب بن كثير بن عبد الله بن زمعة بن الأسود ابن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصىّ. قدم «بغداد» ، فولّاه «هارون» القضاء ب «عسكر المهدىّ» ، ثم عزله فولّاه مدينة الرسول- صلّى الله عليه وسلم- بعد «بكّار بن عبد الله» . وجعل إليه حربها مع القضاء. ثم عزل، فقدم «بغداد» . فتوفى بها سنة مائتين. وكان ضعيفا في الحديث. يحيى بن آدم بن سليمان هو مولى «خالد بن عمارة بن الوليد بن عقبة بن أبى معيط» . توفى ب «فم الصّلح» «1» . وصلّى عليه «الحسن بن سهل» سنة ثلاث ومائة.   [1] تكملة من: ق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 516 أبو أسامة هو: «حمّاد بن أسامة» ، مولى «الحسن بن سعد» مولى «الحسن بن على ابن أبى طالب» - رضى الله عنهم. فهو مولى مولى. توفى ب «الكوفة» سنة إحدى ومائتين، وهو ابن ثمانين سنة. يعلى ومحمد ابنا عبيد الطنافسيان هو: يعلى بن عبيد بن أمية. ويكنى: أبا يوسف، مولى. «إياد» . وتوفى ب «الكوفة» سنة تسع ومائتين. وتوفى «محمد» أخوه قبله ب «الكوفة» سنة أربع ومائتين. جعفر بن عون ويكنى: أبا عون. وهو من «مخزوم» . وتوفى ب «الكوفة» سنة سبع ومائتين. زيد بن الحباب العكلي وهو يكنى: أبا الخير. وتوفى ب «الكوفة» سنة ثلاث ومائتين. أبو أحمد الزّبيرى هو: محمد بن عبد الله بن الزّبير. مولى ل «بنى أسد» . توفى ب «الأهواز» سنة ثلاث ومائتين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 517 الواقدي ّ هو: محمد بن عمر بن واقد. مولى ل «بنى سهم» من «أسلم» . ويكنى: أبا عبد الله. وتحوّل من «المدينة» فنزل ب «بغداد» ، وولى القضاء ل «لمأمون» ب «عسكر المهدي» أربع سنين. وتوفى وهو على القضاء سنة سبع ومائتين، وصلّى عليه «محمد بن سماعة التّميمي» ، وهو/ 285/ يومئذ على القضاء ب «بغداد» في الجانب الغربي. وولد «الواقديّ» في أوّل سنة ثلاثين ومائة. العوفيّ القاضي هو: الحسن بن الحسن بن عطية بن سعد. يكنى: أبا عبد الله. ولى قضاء «الشّرقية» بعد «جعفر بن غياث» ، ثم نقل إلى «عسكر المهدي» في خلافة «هارون» ، ثم [عزل [1] . وتوفى سنة إحدى- أو اثنتين- ومائتين. وهو مولى ل «بنى عوف بن سعد» من. «قيس عيلان» . وكان «عطية بن سعد» فقيها في زمن «الحجاج» ، وكان يتشيّع. معاوية بن عمرو الأزدي يكنى: أبا عمرو. وهو صاحب «أبى إسحاق الفزارىّ» و «زائدة» . توفى ب «بغداد» سنة أربع عشرة- أو خمس عشرة- ومائتين.   [1] ساقطة من: هـ، و. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 518 هوذة هو: هوذة بن خليفة بن عبد الله بن أبى بكرة. وأمه أيضا من ولد «أبى بكرة» . ويكنى: أبا الأشهب. ولد سنة خمس وعشرين ومائة. وذهبت كتبه، ولم يبق عنده إلا شيء يسير. أخذ عن «عوف» ، و «ابن عون» ، و «ابن جريج» ، و «أشعث» ، و «التّيمي» . ومات ب «بغداد» سنة عشر ومائتين. عبيد الله بن موسى العبسي ّ كان من «عبس» . ويكنى: أبا محمد، وقرأ على «عيسى بن عمر» ، وعلى «عليّ بن صالح بن حىّ» وكان يقرأ القرآن في مسجده، ويتشيّع، ويروى في ذلك أحاديث منكرة، فضعف بذلك عند كثير من الناس. ومات سنة ثلاث عشرة ومائتين. أبو عبد الرحمن المقري هو: عبد الله بن يزيد. من أهل «البصرة» . وانتقل إلى «مكة» . ومات بها سنة ثلاث عشرة ومائتين. عبد الرزاق هو: عبد الرزاق بن همام بن نافع. مولى ل «حمير» . ويكنى: أبا بكر. وكان أبوه «همام» يروى عن «سالم بن عبد الله» ، وغيره. ومات «عبد الرزاق» ب «اليمن» سنة إحدى عشرة ومائتين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 519 محمد بن عبد الله الأنصاري هو من ولد «أنس بن مالك» . وولى قضاء «البصرة» بعد «معاذ بن معاذ» ، ثم نقل إلى «بغداد» فولى قضاء «عسكر المهدي» بعد «العوفيّ» ، في آخر خلافة «هارون» فلما ولى «محمد» عزله عن القضاء، وولى مكانه «عون بن عبد الله المسعودي» ، وولى «محمد بن عبد الله» المظالم بعد «إسماعيل ابن علية» ، ثم ولّاه قضاء «البصرة» ثانية، ثم عزله، وولى مكانه «يحيى بن أكثم» ، فلم يزل «الأنصاري» ب «البصرة» يحدّث بها إلى أن مات سنة خمس عشرة ومائتين. 260/ عبد الله بن داود الخريبى هو من «همدان» أنفسهم. تحوّل من «الكوفة» إلى «البصرة» ، ونزل «الخريبة» «1» . ومات سنة ثلاث عشرة ومائتين. أبو عاصم النبيل هو: الضحّاك بن مخلد. من «شيبان» . ومات سنة اثنتي عشرة ومائتين. أبو داود الطّيالسى هو: سليمان بن داود. توفى ب «البصرة» سنة ثلاث ومائتين، وهو يومئذ ابن اثنتين وسبعين سنة، وصلّى عليه «يحيى بن عبد الله» ابن عم «الحسن بن سهل» ، وهو يومئذ والى «البصرة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 520 أبو عامر العقدي هو: عبد الملك بن عمرو. مولى ل «بنى قيس» . توفى ب «البصرة» سنة أربع ومائتين. أبو الوليد الطيالسي هو: هشام بن عبد الملك. توفى ب «البصرة» سنة سبع وعشرين ومائتين، وهو يومئذ ابن أربع وتسعين سنة. حبّان بن هلال يكنى: أبا حبيب. من «باهلة» . وكان قد امتنع من الحديث قبل موته. ومات ب «البصرة» سنة ست عشرة ومائتين. بشر بن عمر الزّهرانى يكنى: أبا محمد. وكان راوية «لمالك بن أنس» . وتوفى ب «البصرة» سنة تسع ومائتين، وصلّى عليه «يحيى بن أكثم» . مطرّف بن عبد الله راوية مالك بن أنس كان به صمم. ومات ب «المدينة» سنة عشرين ومائتين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 521 الحجاج الأنماطي هو: الحجاج بن المنهال. ويكنى: أبا محمد. وتوفى ب «البصرة» سنة سبع [1] عشرة ومائتين. مسلم بن إبراهيم هو: مسلم بن إبراهيم. مولى «الأزد» ، ويعرف ب «الشحام» . ويكنى: أبا عمرو. ومات ب «البصرة» سنة اثنتين وعشرين ومائتين. موسى بن مسعود النّهدى يكنى: أبا حذيفة. وذكروا أن «سفيان الثوري» تزوّج أمه حين قدم «البصرة» . وتوفى سنة عشرين ومائتين. عارم هو: عارم بن الفضل السّدوسى. ويكنى: أبا النّعمان. واسمه: «محمد» . و «عارم» لقبه. وتوفى ب «البصرة» سنة أربع وعشرين ومائتين. وفيها مات «عمرو بن مرزوق الباهلي» .   [1] هـ، و: «تسع» . وانظر التهذيب (2: 207) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 522 261/ أبو سلمة هو: موسى بن إسماعيل النّبوذكى. مات ب «البصرة» سنة ثلاث وعشرين ومائتين. المعلّى بن أسد العمّى يكنى: أبا الهيثم. وكان معلما. ومات ب «البصرة» سنة ثمان عشرة ومائتين. أبو عمرو الحوضي ّ هو: حفص بن عمر. مات ب «البصرة» سنة خمس وعشرين ومائتين. ابن عائشة هو: عبيد الله بن محمد بن حفص التّيمي، تيم قريش. ويكنى: أبا عبد الرحمن. ويقال لابنه أيضا: ابن عائشة. وتوفى ب «البصرة» سنة ثمان وعشرين ومائتين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 523 القعنبي هو: عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي. يكنى: أبا عبد الرحمن. سمعت أبا موسى اللّيثي يقول: مات «القعنبي» ب «مكة» يوم الخميس لست خلون من المحرّم، سنة إحدى وعشرين ومائتين. آدم العسقلاني هو: آدم بن أبى إياس. من أهل «مروالرّوذ» . طلب الحديث ب «بغداد» وسمع من «شعبة» سماعا كثيرا، ثم انتقل فنزل «عسقلان» ومات بها سنة عشرين ومائتين. وكان ورّاقا، وكان قصيرا. عبد الله بن صالح كاتب الليث هو من «جهينة» . ومات بمصر سنة ثلاث وعشرين ومائتين. عفان بن مسلم الصفار هو: عفان بن مسلم بن عبد الله. مولى «عروة بن ثابت الأنصاري» . ويكنى: أبا عثمان. وتوفى ب «بغداد» سنة عشرين ومائتين. وصلّى عليه «عاصم بن على ابن عاصم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 524 خالد بن خداش بن عجلان يكنى: أبا الهيثم. وهو: «مولى المهلّب بن أبى صفرة» . وتوفى سنة ثلاث وعشرين ومائتين. بشر الحافى «1» يكنى: أبا نصر. من أبناء «خراسان» . من أهل «مرو» . وكان طلب الحديث، وسمع من «حماد بن زيد» ، و «شريك» ، و «عبد الله بن المبارك» ، و «هشيم» ، وغيرهم سماعا كثيرا، ثم اعتزل فلم يحدّث إلى أن مات ب «بغداد» سنة سبع وعشرين ومائتين. على بن الجعد هو مولى «أمّ سلمة المخزومية» ، امرأة «أبى العباس» أمير المؤمنين. ولد سنة ست وثلاثين ومائة. ومات ب «بغداد» سنة ثلاثين ومائتين. وفيها مات «عبد الله بن طاهر» . عبد المنعم هو: عبد المنعم بن إدريس بن سنان، ابن ابنة وهب بن منبه. مات سنة ثمان وعشرين ومائتين، وقد بلغ من السنّ مائة سنة، أو قاربها، وعمى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 525 262/ أبو نعيم هو: الفضل بن دكين بن حماد. مولى ل «آل طلحة بن عبيد الله التيمي» . وتوفى ب «الكوفة» سنة تسع عشرة ومائتين. قبيصة بن عقبة يكنى: أبا عامر. من «بنى عامر بن صعصعة» . وتوفى ب «الكوفة» سنة خمس عشرة ومائتين. الحميدي صاحب ابن عيينة هو: عبد الله بن الزّبير المكيّ. مات ب «مكة» سنة تسع عشرة ومائتين. سليمان بن حرب الواشحى [1] هو من «الأزد» أنفسهم. ويكنى: أبا أيوب. ولى قضاء «مكة» ثم عزل فرجع إلى «البصرة» . وتوفى بها سنة أربع وعشرين ومائتين، وهو ابن أربع وثمانين سنة. مسدّد هو: مسدّد بن مسرهد بن مسربل بن شريك الأسدي. ويكنى: أبا الحسن. وتوفى ب «البصرة» سنة ثمان وعشرين ومائتين. وفيها مات «الحمّانى» . «1» «والعائشي» .   [1] ب، ح، ل: «الراسخى» . ط. وانظر: التهذيب (4: 178) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 526 أبو الربيع الزّهرانى هو: سليمان بن داود. وتوفى سنة أربع وثلاثين ومائتين. وفيها توفى ب «البصرة» : «سليمان الشّاذكونيّ» . وفيها مات «على بن عبد الله بن جعفر بن نجيح المدني» ب «سرمن رأى» . شبابة بن سوّار الفزارىّ هو مولى ل «فزارة» . ويكنى: أبا عمرو. وكان مرجئا. وهو من أهل «بغداد» . من أبناء «خراسان» . فتحوّل إلى «المدائن» فنزل بها، واعتزل، ثم خرج إلى «مكة» . فأقام بها حتى مات. وكان شديدا على «الرافضة» كثير اللهج بذكرهم. مرحوم العطّار حدّثنى عبد الرحمن، عن عمّه، قال: سألت «مرحوما العطار» : كيف وقع أبوك ب «الشام» ؟ فقال: أهداه «مسلم بن عمرو» في وصفاء إلى «معاوية» . قال: وحدّثنى عن أبيه، عن سادن بيت المقدس، عن عمر بن الخطاب، أنه قال للمؤذن: إذا أذّنت فترسل، وإذا أقمت فاهدر [1] .   [1] هـ، و: «فاحدر» . ت: «فاحذم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 527 أصحاب القراءات أبو جعفر المدني هو: يزيد بن القعقاع. مولى: عبد الله بن عياش بن أبى ربيعة المخزومي- عتاقة. وروى عن «أبى هريرة» و «ابن عمر» وغيرهما. وتوفى في خلافة «مروان بن محمد» . أبو عبد الرحمن السلمي الكوفي هو: عبد الله بن حبيب. من أصحاب «على» . كان مقرئا، ويحمل عنه الفقه. 263/ شيبة بن نصاح هو: شيبة بن نصاح المدني بن سرجس بن يعقوب. مولى «أم سلمة» . ولا نعلم أحدا روى عن «نصاح» إلا ابنه «شيبة» . وكان «شيبة» إمام أهل «المدينة» في القراءة في دهره. نافع المدني هو: نافع بن عبد الرحمن بن أبى نعيم، وكان قد قرأ على «أبى ميمونة» مولى «أم سلمة» ، زوج النبي- صلّى الله عليه وسلم. حدّثنى سهل، عن الأصمعي، عن نافع القارئ، أنه قال: أصلى من «أصبهان» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 528 طلحة بن مصرّف هو من «همدان» . ويكنى «أبا عبد الله» . وكان قارئ أهل «الكوفة» ، فلما رأى كثرة الناس عليه كره ذلك، ومشى إلى «الأعمش» ، فقرأ عليه، فمال الناس إلى «الأعمش» وتزكوا «طلحة» . ومات سنة اثنتي عشرة ومائة. الأعمش الكوفي قد ذكرناه في أصحاب الحديث، لأن الحديث كان أغلب عليه من القراءة. ومات سنة ثمان وأربعين ومائة. يحيى بن وثّاب الكوفي هو مولى «لبني كاهل» . من «بنى أسد بن خزيمة» . توفى ب «الكوفة» سنة ثلاث ومائة. وذكروا أنه قرأ على «عبيد بن نضلة» صاحب «عبد الله» . حمزة الزيّات هو: حمزة بن حبيب بن عمارة. ويكنى: أبا عمارة. مولى ل «آل عكرمة ابن ربعي التّيمي» . وكان يجلب الزيت من «الكوفة» إلى «حلوان» ، ويجلب من «حلوان» الجبن والجوز إلى «الكوفة» . ومات «حمزة» ب «حلوان» سنة ست وخمسين ومائة، في خلافة «أبى جعفر» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 529 عاصم بن أبى النّجود هو: عاصم بن بهدلة، مولى ل «بنى جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين بن أسد» . ويكنى: أبا بكر. وروى عنه القراءة: «أبو بكر بن عيّاش» ، و «أبو عمر البزّاز» ، واختلفا اختلافا شديدا في حروف كثيرة. وكان «عاصم» قرأ على: «أبى عبد الرحمن السّلمى» ، و «زرّ بن حبيش» . حميد الأعرج هو: «حميد بن قيس» مولى «آل الزبير» . وكان قارئ أهل «الكوفة» . وكان كثير الحديث، فارضا، حاسبا. وقرأ على «مجاهد» . «1» وأخوه «عمر بن قيس» . 264/ يحيى بن الحارث الذّماريّ هو منسوب إلى «ذمار» ، و «ذمار» مخلاف من مخاليف «اليمن» . وكان «يحيى» عالما بالقراءة يقرأ عليه، وكان قرأ على «عبد الله بن عامر اليحصبى» . وكان قليل الحديث. ومات سنة خمس وأربعين ومائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 530 أبو عمرو بن العلاء هو من أهل القراءة، إلا أن الغريب والشعر كانا أغلب عليه، فذكرناه مع أصحاب الغريب. عيسى بن عمر هو من أهل القراءة، إلا أن الغريب والشعر كان أغلب عليه، فذكرناه معهم. العلاء بن عبد الرحمن الحرقى هو من «الحرقة» ، وكان يقرئ الناس، والأغلب عليه الحديث، فذكرناه مع أصحاب الحديث. خلف بن هشام البزّاز سمع من «شريك» «وأبى عوانة» ، و «حمّاد بن زيد» ، حديثا كثيرا، غير أنه كان في القراءة أشهر. وقرأ على «سليم» صاحب «حمزة» . وخالف «حمزة» في أشياء كثيرة. ومات ب «بغداد» سنة تسع وعشرين ومائتين، وكان من أهل «فم الصّلح» . أبو عبد الرحمن المقرئ هو «عبد الله بن يزيد» . وكان مشهورا بالحديث والقراءة. فذكرناه في الموضعين. وكان من أهل «البصرة» ، فانتقل إلى «مكة» . ومات بها سنة ثلاث عشرة ومائتين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 531 عبيد الله بن موسى العبسي ّ قرأ على «عيسى بن عمرو» ، وعلى «عليّ بن صالح بن حىّ» . وكان يقرأ القرآن في مسجده. والأغلب عليه الحديث، فذكرناه مع أصحاب الحديث. ابن أبى إسحاق المقرئ هو: عبد الله بن أبى إسحاق. وهو مولى «الحضرميين» . ومن ولده: «يعقوب الحضرميّ» المقرئ بال «بصرة» . وكان «عبد الله» أخذ قراءته عن «يحيى بن يعمر» ، و «نصر بن عاصم» . هارون الأعور هو: هارون بن موسى. وكان «هارون» يهوديّا، ثم أسلم. قال الأصمعي: قال لي «هارون» : كنت أقرأ «إيذام» بالعبرانية- يعنى: آدام. سلام القارئ هو: سلام بن سليمان. ويكنى: أبا المنذر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 532 265/ قرّاء الألحان كان أوّل من قرأ بالألحان: عبيد الله بن أبى بكرة، وكانت قراءته حزنا «1» ، ليست على شيء من ألحان الغناء، ولا الحداء، فورث ذلك عنه ابن ابنه «عبيد الله ابن عمر بن عبيد الله» ، فهو الّذي يقال له: قراءة ابن عمر. وأخذ ذلك عنه «الإباضي» . وأخذ «سعيد العلاف» وأخوه عن «الإباضي» قراءة «ابن عمر» . وكان «هارون الرشيد» معجبا بقراءة «سعيد العلّاف» ، وكان يحظيه ويعطيه، ويعرف بقارئ أمير المؤمنين. وكان القرّاء كلهم: «الهيثم» ، و «أبان» ، و «ابن أعين» ، وغيرهم، يدخلون في القراءة من ألحان الغناء والحداء والرّهبانية، فمنهم من كان يدس الشيء من ذلك دسّا رفيقا، ومنهم من كان يجهر بذلك حتى يسلخه. فمن ذلك قراءة «الهيثم» : (أمّا السفينة «2» فكانت لمساكين يعملون في البحر) ، سلخه من صوت الغناء كهيئة: [بسيط] أمّا القطاة فإنّي سوف أنعتها ... نعتا يوافق نعتي بعض ما فيها وكان «ابن أعين» ، يدخل الشيء ويخفية، حتى كان «التّرمذي محمد بن سعد» ، فإنه قرأ على الأغاني المولّدة المحدثة، سلخها في القراءة بأعيانها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 533 النسابون وأصحاب الأخبار دغفل النساب هو: دغفل بن حنظلة السّدوسىّ. أدرك النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- ولم يسمع منه شيئا. ووفد على «معاوية» ، وأتاه «قدامة بن جراد القريعيّ» ، فنسبه «دغفل» ، حتى بلغ أباه الّذي ولده، فقال: وولد «جراد» رجلين، أمّا أحدهما فشاعر سفيه، والآخر ناسك، فأيهما أنت؟ قال: أنا الشاعر السّفيه، وقد أصبت في نسبتي وكل أمرى، فأخبرني- بأبي أنت- متى أموت؟ قال: أمّا هذا فليس عندي. وقتلته «الأزارقة» . عبيد بن شريّة الجرهميّ أدرك النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- ولم يسمع منه شيئا. ووفد على «معاوية» فسأله عن الأخبار المتقدّمة، وملوك «اليمن» ، وسبب تبلبل الألسنة، وافتراق الناس في البلاد. وعمّر عمرا طويلا. ومن النسابين: النسابة البكري وهو الّذي روى عنه «رؤبة بن العجّاج» ، أنه قال: إن للعلم هجنة ونكدا وآفة. قال الأصمعي: / 266/ وكان نصرانيا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 534 ومن النسابين: ابن لسان الحمرة الناسب وهو: ورقاء [1] بن الأشعر، وكنيته: أبو كلاب. وكان أنسب العرب. وأعظمهم بصرا. ومنهم: عمير بن ضمضم [2] ، وصالح الحنفىّ، وابن الكيّس النّمرىّ. ومنهم: ابن الكوّاء الناسب- وهو: عبد الله بن عمرو. من «بنى يشكر» - وكان ناسبا، عالما كبيرا، وفيه يقول «مسكين الدّارميّ» : [وافر] هلمّ إلى بنى الكوّاء تقضوا ... بحكمهم بأنساب الرّجال وقيل لأبيه: «الكوّاء» ، لأنه كوى في الجاهلية. ومنهم: شبيل بن عروة الضّبعىّ- كان راوية ناسبا، عالما بالغريب، شاعرا، وكان سبعين سنة رافضيّا، ثم صار بعد ذلك خارجيّا. ويكنى: أبا عمرو. ومات ب «البصرة» . وله بها عقب. ومنهم: الكلبي صاحب التفسير وهو: محمد بن السائب بن بشر الكلبيّ. ويكنى: أبا النّضر. وكان جدّه «بشر بن عمرو» . وبنوه: «السائب» و «عبيد» و «عبد الرحمن» شهدوا: «الجمل» ، و «صفّين» ، مع «عليّ بن أبى طالب» .- رضوان الله عليه.   [1] هـ، و: «وفاء» . [2] ب، ط، ل: «صبرة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 535 وقتل «السائب» مع «مصعب بن الزبير» . وشهد «محمد بن السائب الكلبي» «الجماجم» ، مع «ابن الأشعث» . وكان نسّابا عالما بالتفسير. وتوفى ب «الكوفة» ، سنة ست وأربعين ومائة. ابن الكلبيّ هشام بن محمد بن السائب كان أعلم الناس بالأنساب. قال ابن الكلبيّ عن أبيه، قال: دخلت على «ضرار بن عطارد» ، من ولد «حاجب بن زرارة» ب «الكوفة» ، وإذا عنده رجل كأنه جرذ يتمرّغ في الخز، فغمزني «ضرار» فقال: سله ممن أنت؟ قال: فقلت له: ممن أنت؟ فقال: إن كنت نسّابا فانسبنى، فإنّي من «بنى تميم» ، فابتدأت أنسب «تميما» ، حتى بلغت إلى «غالب» أبيه، فقلت: وولد «غالب» «هماما» فاستوى جالسا، فقال: والله ما سماني به أبواي إلا ساعة من نهار، فقلت: إني والله أعرف اليوم الّذي سماك فيه أبوك «الفرزدق» . قال: وأي يوم؟ قلت: بعثك في حاجة فخرجت تمشى، وعليك مستقة «1» لك. فقال: والله لكأنك فرزدق دهقان- قرية قد سماها بالجبل- فقال: صدقت والله! ثم قال لي: أتروي شيئا من شعرى؟ فقلت: لا، ولكنى أروى ل «جرير» مائة قصيدة. فقال: أتروي ل «ابن المراغة» ، ولا تروى لي؟ والله لأهجونّ «كلبا» سنة، أو تروى/ 267/ لي كما رويت ل «جرير» . فجعلت أختلف إليه، وأقرأ عليه النقائض خوفا منه، وما لي في شيء منها حاجة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 536 ومنهم: مجالد بن سعيد بن عمير من «همدان» . ويكنى: أبا عمير. كان «الهيثم بن عدىّ» يروى عنه ويكثر. ويروى «مجالد» عن «الشعبىّ» ، وعن «مسروق» ، وكان نسّابا. والأغلب عليه رواية الأخبار، وكان يضعّف في حديثه. وتوفى سنة أربع وأربعين ومائة. وكان «عمير» جدّ «مجالد» هو الّذي يقال له: ذو مران الهمدانيّ. كتب إليه النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- فأسلم. وكان له ابن يقال له: يزيد بن عمير. قتله «المختار» يوم «جابية السّبيع» . وكان «مجالد» يقول: كتاب رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- إلى جدّى عندنا. ومنهم: أبو مخنف الأزدي ّ وهو: لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم. كان صاحب أخبار وأنساب، والأخبار عليه أغلب. وجدّه «مخنف بن سليم» قد صحب النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- وروى عنه. ومنهم: ابن دأب وهو: عيسى بن يزيد بن بكر بن دأب. وهو من «كنانة» من «بنى الشّداخ» . ويكنى: أبا الوليد. وله عقب ب «البصرة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 537 وأخوه «يحيى بن يزيد» . وكان أبوهما «يزيد» أيضا، عالما بأخبار «العرب» وأشعارها. وكان شاعرا أيضا، والأغلب على «آل دأب» الأخبار. ومنهم: العتبى ّ وهو: محمد بن عبيد الله. من ولد «عتبة بن أبى سفيان بن حرب» والأغلب عليه الأخبار، وأكثر أخباره عن «بنى أمية» وأيامهم [1] ، يرويها [2] عن «سعد القصير» . و «سعد القصير» مولاهم. وكان «ابن الزبير» قتله «بمكة» . وكان «العتبىّ» شاعرا، وأصيب ببنين له، فكان يرثيهم، وكان مستهترا بالشراب، وهو يقول الشعر في «عتبة» . ومات سنة ثمان وعشرين ومائتين. ومنهم: المدائني ويكنى: أبا الحسن. وهو: على بن محمد بن عبد الله بن أبى سيف. والأغلب عليه رواية الأخبار. ومنهم: الهيثم بن عدى ّ من: طيِّئ وكان يرى رأى «الخوارج» . وله عقب ب «بغداد» . وولد قبل سنة ثلاثين ومائة.   [1] ق، هـ، و: «وآبائه» . [2] هـ، و: «يروونها» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 538 وقال: أنا ردف في جنازة «عبد الملك بن عمير» . ومات «عبد الملك» في سنة ست وثلاثين ومائة. ومات «الهيثم» سنة تسع ومائتين. ومنهم: ابن عيّاش الّذي يروى عنه «الهيثم» . وهو: عبد/ 268/ الله بن عيّاش. ويعرف ب «المنتوف» ، لأنه كأنّ ينتف لحيته، وكان خاصّا. «أبى جعفر المنصور» . ومنهم: الشّرقي بن قطامى حدّثنى سهل بن محمد، قال: حدّثنى الأصمعيّ، قال: حدّثنى بعض الرواة قال: قلت «للشّرقى بن قطامى» : ما كانت «العرب» تقول في صلاتها على موتاها؟ فقال: لا أدرى. فأكّدت [1] له، فقلت: كانوا يقولون: [طويل] ما كنت وكواكا «1» ولا بزونّك ... رويدك حتى يبعث الخلق باعثه قال: فإذا أنا به يوم الجمعة، يحدّث به في المقصورة.   [1] هـ، و: «فأكذب» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 539 رواة الشعر وأصحاب الغريب والنحو ابن العلاء أبو عمرو بن العلاء بن عمار بن العريان. وأخوه: أبو سفيان بن العلاء ابن عمار. أسماؤهما كناهما. وهما من: خزاعيّ بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم. وفي «أبى عمرو» يقول «الفرزدق» : [بسيط] ما زلت أفتح أبوابا وأغلقها ... حتى أتيت [1] أبا عمرو بن عمّار ومات «أبو عمرو بن العلاء» سنة أربع وخمسين ومائة. وكانت وفاته في طريق «الشام» وذلك أنه خرج إليها ليجتدى «عبد الوهاب بن إبراهيم» . وله ولأخيه «أبى سفيان» عقب ب «البصرة» . ومنهم: عيسى بن عمر كان صاحب تقعير في كلامه، واستعمال الغريب فيه، وفي قراءته. وضربه «يوسف بن عمر بن هبيرة» [2] بالسّياط- في سبب- وهو يقول: والله إن كانت إلا أثيّابا في أسيفاط، قبضها عشّاروك. ومات سنة تسع وأربعين ومائة، قبل «أبى عمرو» بخمس- أو ست- سنين.   [1] الديوان (382) : «لقيت» . [2] هـ، و: «عمر بن هبيرة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 540 ومنهم: يونس بن حبيب مولى «بنى ضبّة» . ويكنى: أبا عبد الرحمن. وكان النحو أغلب عليه. ومات سنة اثنتين وثمانين ومائة، وهو ابن ثمان وثمانين سنة. ودخل المسجد يوما، وهو يتهادى بين اثنين من الكبر، فقال له رجل كان يتهمه على مودته. بلغت ما أرى! قال: هو الّذي ترى، فلا بلغته. ومنهم: حماد الرواية وهو: حمّاد بن هرمز. وكان «هرمز» من سبى «مكنف بن زيد الخيل» ، وكان ديلميّا. يكنى: أبا ليلى. حدّثنى أبو حاتم، عن الأصمعي، قال: جالست «حمّاد الرواية» فلم آخذ عنه ثلاثمائة حرف، ولم أرض روايته، وكان قارئا [1] . 269/ أبو البلاد الكوفي كان من أروى أهل «الكوفة» وأعلمهم، وكان أعمى جيّد اللسان. وهو مولى ل «عبد الله بن غطفان» . وكان في زمن «جرير» و «الفرزدق» . عبّاد بن كسيب هو من «بنى عمرو بن جندب» من «بنى العنبر» . يكنى: أبا الخنساء. وكان راوية للشعر، عالما بأخبار العرب. وله عقب. الخليل بن أحمد هو صاحب العروض، وهو منسوب إلى «يحمد» من «الأزد» من فخذ يقال لهم: الفراهيد. وكان ذكيّا، لطيفا، فطنا، شاعرا.   [1] هـ، و: «قديما» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 541 وأنشدنا «ابن هانئ» صاحب «الأخفش» قال: أنشدني «الأخفش «1» » له: [بسيط] واعمل بعلمي ولا تنظر إلى عملي ... ينفعك علمي ولا يضررك تقصيري وأنشدنا له أيضا: [متقارب] كفّاه [1] لم تخلقا للنّدى ... ولم يك بخلهما [2] بدعة فكفّ عن الخير مقبوضة ... كما نقصت مائة [3] سبعة [4] وكفّ ثلاثة آلافها ... وتسع مئين [5] لها شرعه «2» النّضر بن شميل المروزي هو من «بنى مازن» ، وكان من أهل «البصرة» ، فانتقل إلى «مرو» ، وكان صاحب غريب، وشعر، ونحو، وحديث، ومعرفة بأيام الناس، وفقه. وتوفى ب «خراسان» سنة ثلاث ومائتين.   [1] اللسان (شرع) : «كفاك» . [2] اللسان: «لؤمهما» . [3] اللسان: «كما حط» . [4] ب، ط، وعيون الأخبار (2: 35) : «مائة تسعه» . [5] ق، هـ، و، وعيون الأخبار، والعقد الفريد (6: 189) : «مائيها» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 542 مؤرّج هو: مؤرج بن عمرو، سدوسي. ويكنى: أبا فيد. ومات سنة خمس وتسعين ومائة. ابن كناسة [1] الكوفي هو: أبو يحيى محمد بن عبد الأعلى بن كناسة الأسدي، من أنفسهم. وهو ابن أخت: «إبراهيم بن أدهم» الزاهد. وهو صاحب شعر، وغريب وحديث، وعلم بالنّجوم، على مذهب العرب- قد ألّف فيها كتابا- وعلم بأيام الناس. وتوفى ب «الكوفة» سنة سبع ومائتين. أبو عبيدة هو: معمر بن المثنّى. مولى ل «تيم قريش» . وكان الغريب أغلب عليه، وأخبار «العرب» وأيامهم. وكان مع معرفته، ربما لم يقم البيت إذ أنشده، حتى يكسره، ويخطئ إذا قرأ القرآن نظرا، وكان يبغض «العرب» ، وألف في مثالبها كتابا، وكان يرى رأى «الخوارج» . ومات سنة عشر ومائتين، أو إحدى عشر ومائتين، وقد قارب المائة. 270/ الأصمعي هو عبد الملك بن قريب. من «باهلة» من ولد ال «أصمع» . وكان أبوه قد رأى «الحسن» وجالسه. وكانت الرواية والمعاني أغلب عليه، وكان شديد التوقّي، لتفسير القرآن، وحديث النبي- صلّى الله عليه وسلم-   [1] هـ، و: «ابن كنانة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 543 ولا نعلم أنه كان يرفع إلا أحاديث يسيرة، وكان صدوقا في غير ذلك من حديثه، صاحب سنة. ويكنى: أبا سعيد. وولد سنة ثلاث وعشرين ومائة. وعمر نيّفا وتسعين سنة. وله عقب. خلف الأحمر كان راوية عالما بالغريب، وشاعرا جيد الشعر كثيره، لم يكن في نظرائه أحد يقول مثل شعره. حدّثنى أبو حاتم، عن الأصمعي، قال: كان «خلف الأحمر» مولى «أبى بردة بن أبى موسى الأشعري» ، أعتقه، وأعتق أبويه، وكانا فرغانيين «1» . اليزيدي هو: عبد الرحمن بن المبارك. وكان معلّما قبالة دار «أبى عمرو بن العلاء» دهرا. وله عقب. وقيل له: يزيدى، لأنه كان يؤدّب ولد «يزيد بن منصور الحميري» . سيبويه هو: عمرو بن عثمان. وكان النحو أغلب عليه، وكان قدم «بغداد» فجمع بينه وبين أصحاب النحو، فاستذل، فرجع ومضى إلى بعض مدن «فارس» ، فهلك هناك وهو شاب. وحدثني أبو حاتم، قال: حدثني أبو زيد «2» ، قال: كان «سيبويه» غلاما يأتى مجلسى، وله ذؤابتان. قال: وإذا سمعته يقول: أخبرنى من أثق بعربيته، فإنما يريدني. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 544 أبو زيد الأنصاري هو: سعيد بن أوس بن ثابت. من «الأنصار» . وكانت اللّغات والنوادر في الغريب أغلب عليه، ويرى رأى القدر. وعمّر عمرا طويلا حتى قارب المائة. المفضّل الضّبى الرواية هو: المفضل بن محمد. من ولد «سالم بن أبى الضّبى» . وكان كوفيّا. الكسائي هو: عليّ بن حمزة. ويكنى: أبا الحسن. وكان شخص مع «الرشيد» إلى «الرّيّ» في خرجته الأولى، فمات هناك في السنة التي مات فيها «محمد ابن الحسن» الفقيه، وكان مات ب «الرّيّ» سنة تسع وثمانين ومائة. الفرّاء هو: يحيى بن زياد. وكان يكنى: أبا زكريا. ومات سنة سبع ومائتين في طريق «مكة» . أبو عمر الشّيبانيّ هو: إسحاق بن مرّار. من ال «رّمادة» ب «الكوفة» . وجاور شيبانيّا فنسب إلى «شيبان» . 271/ الأخفش الأصغر النحوي ّ هو: سعيد بن مسعدة. والنحو أغلب عليه، وكان أجلع- والأجلع: الّذي شفته العليا ناقصة، لا يقدر أن يضمها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 545 وحدّثنا الرّياشى، قال: سمعت الأخفش يقول: كان «سيبويه» إذا وضع شيئا من كتابه عرضه عليّ، وهو يرى أنى أعلم منه، وكان أعلم منى، وأنا اليوم أعلم منه. ابن الأعرابي هو: محمد بن زياد. ويكنى: أبا عبد الله. وكان يذكر أنه ربيب «المفضّل الضبىّ» ، وكانت أمه تحته. أبو مهدية الأعرابي كان أعرابيّا صاحب غريب، يروى عنه البصريون. قال الأصمعي: هاجت به مرّة، فكنّا نسقيه كل يوم قارورة خلّ، فجاء «خلف الأحمر» يوما مع فتيان من «قريش» ، عليهم ثياب جياد، فقال: هات خلّك يا أحمر! فشربه، ثم أمسك في فيه آخر القارورة، فمجّه، فملأ ثيابهم، وقال: اطّلع النّحويون في فمي، فإذا له سعابيب «1» ، واطّلعت في النار فرأيت الشعراء لهم كصيص، وإني لأرجو أن يغفر الله ل «جرير» بما رفع عن نسيّات «قيس» إحسانا وعنّي [1] ، كذا من أمّك يا شيطان [2] .   [1] ب، ط، ل، هـ، و: «نساب قريش إحسان عنى» . [2] ب، ط، ل، هـ، و: «أبيك يا سلطان» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 546 المعلمون [1] أبو صالح صاحب «الكلبي» كان يعلم الصبيان، و «أبو عبد الرحمن السلمي» - وكان مكفوفا- و «معبد الجهنيّ القدري» . قال سفيان بن عيينة: كان «الضحاك بن مزاحم» و «عبد الله بن الحارث» «يعلّمان» ولا يأخذان أجرا. ومنهم: قيس بن سعد. وعطاء بن أبى رباح. وقبيصة بن ذؤيب. وعبد الكريم أبو أمية. وحسين المعلم- وهو: حسين بن ذكوان. والقاسم بن مخيمرة الهمدانيّ. ومنهم: الكميت بن زيد الشاعر. حدّثنى أبو حاتم، عن الأصمعي، عن خلف الأحمر، قال: رأيت «الكميت» في مسجد «الكوفة» يعلّم الصبيان.   [1] هـ، و: «في أسماء المعلمين» . ق: «المعلمون من الأشراف والفقهاء» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 547 ومنهم: حبيب المعلم- مولى «معقل بن يسار» . ومنهم: عبد الحميد، كاتب «بنى أمية» . وأبو البيداء. وأبو عبد الله، كاتب الرسائل. ومنهم: الحجاج بن يوسف، كان يعلّم بالطائف، واسمه: كليب. وأبوه «يوسف» : أيضا، كان معلّما. وقال «مالك بن الرّيب» في «الحجّاج» : [طويل] / 272/ فماذا عسى الحجّاج يبلغ جهده ... إذا نحن جاوزنا حفير زياد فلولا بنو مروان كان ابن يوسف ... كما كان عبدا من عبيد إياد زمان هو العبد المقرّ بذله ... يراوح غلمان القرى ويغادى وقال آخر فيه: [متقارب] أينسى كليب زمان الهزال ... وتعليمه سورة الكوثر رغيف له فلكة «1» ما ترى ... وآخر كالقمر الأزهر [1] يريد أن خبز المعلم مختلف.   [1] ب، ط، ل: «المزهر» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 548 ومن المعلمين: علقمة بن أبى علقمة: مولى «عائشة» . كان يروى عنه «مالك بن أنس» ، وكان له مكتب يعلّم فيه العربية، والنحو، والعروض. ومات في خلافة «المنصور» . ومن المعلمين: أبو معاوية النحويّ: واسمه: شيبان بن عبد الرحمن. مولى ل «بنى تميم» . وكان يؤدّب ولد «داود بن عليّ» ، وكان محدّثا. ومنهم. أبو سعيد المؤدّب: واسمه: «محمد بن مسلم بن أبى الوضّاح» من «قضاعة» ضمّه «المنصور» إلى «المهدي» ، ثم ضمه بعده إليه «سفيان ابن حسين» . وكان «أبو سعيد» يروى عن «سالم الأفطس» ، و «خصيف» «1» [1] ، و «عليّ بن بذيمة» ، و «هشام بن عروة» ، و «الأعمش» . ومن المعلمين: أبو إسماعيل- المؤدّب- إبراهيم بن سليمان [2] : وكان محدثا أيضا. ومنهم. أبو عبيد القاسم بن سلّام: مولى «الأزد» ، من أبناء أهل «خراسان» كان مؤدّبا [3] ، وولى قضاء «طرسوس» أيام «ثابت بن نصر بن مالك» ، ولم يزل معه، ومع ولده. وحج بعد قدومه «بغداد» ، وبعد أن صنّف ما صنّف من كتبه. فتوفى ب «مكة» سنة أربع وعشرين ومائتين.   [1] ف: «خصيص» وانظر التهذيب. [2] ب، ط، ل: «مسلم» . [3] هـ، و: «مؤذنا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 549 المتهاجرون سعد بن أبى وقّاص: كان مهاجرا ل «عمّار بن ياسر» حتى هلكا. وقال له «سعد» : إن كنا لنعدّك من أفاضل أصحاب محمد- صلّى الله عليه وسلم- حتى لم يبق من عمرك إلا ظمء الحمار، أخرجت ربقة الإسلام من عنقك. ثم قال له: أيما أحب إليك، مودّة على دخل، أو مصارمة جميلة؟ قال: بل مصارمة جميلة. فقال: للَّه عليّ ألّا أكلمك أبدا. وعائشة: كانت مهاجرة ل «حفصة» حتى ماتتا. وكان «عثمان بن عفان» مهاجرا ل «عبد الرحمن بن عوف» حتى ماتا. وكان/ 273/ «طاووس» مهاجرا ل «وهب بن منبّه» إلى أن ماتا. وجرى بين «الحسن» و «ابن سيرين» شيء فمات «الحسن» ولم يشهد «ابن سيرين» جنازته. و «سعيد بن المسيّب» هجر أباه فلم يكلمه حتى مات. وكان أبوه زيّاتا. وكان «الثوري» يتكلّم في «ابن أبى ليلى» فمات «ابن أبى ليلى» فلم يشهد «الثوري» جنازته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 550 الأوائل حدّثنى زيد بن أخزم، قال: حدّثنا عبد الصمد. قال: حدّثنا شعبة، قال: حدّثنا المغيرة [1] ، قال: سمعت سماك بن سلمة، يقول: أوّل من سلّم عليه بالإمارة: المغيرة بن شعبة «1» . حدّثنا زيد بن أخزم، قال: حدّثنا كثير بن هشام، عن فرات، عن ميمون بن مهران، قال: أوّل من مشت معه الرجال، وهو راكب: الأشعث بن قيس. قال ابن اليقظان، وغيره: أوّل من سنّ الدّية، مائة من الإبل «أبو سيّارة العدوانيّ» ، الّذي كان يفيض بالناس من «المزدلفة» . ويقال: إن أوّل من سنّ ذلك «عبد المطلب» ، فأخذت به «قريش» و «العرب» ، وأقرّه رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- في الإسلام. قالوا: و «الوليد بن المغيرة» أوّل من خلع نعليه لدخول «الكعبة» في الجاهلية، فخلع الناس نعالهم في الإسلام. وأوّل من قضى بالقسامة في الجاهليّة فأقرّها رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- في الإسلام.   [1] ق: «المغيرة بن شعبة» . تحريف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 551 وأوّل من حرّم الخمر على نفسه في الجاهلية. وأوّل من قطع في السّرقة في الجاهلية، فقطع رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- في الإسلام. وكانوا يقولون في الجاهلية: لا وثوبي الوليد، الخلق منهما والجديد. وقال وهب بن منبه: الحكم بالمقاسمة أوحاه الله- تعالى- إلى «موسى» في كل قتيل وجد بين قريتين أو محلّتين، فلم تزل «بنو إسرائيل» تحكم بها، وقضى بها رسول الله- صلّى الله عليه وسلم. قال وهب: أوّل من خط بالقلم: «إدريس» . وهو أوّل من خاط الثياب ولبسها، وكان الناس من قبله يلبسون الجلود. وحدّثنى سهل بن محمد، عن الأصمعي- أو غيره- قال: أوّل من كتب بالعربية «مرامر بن مرة» ، من أهل «الأنبار» ، ومن «الأنبار» انتشرت في الناس. قال: وقال الأصمعي: ذكروا أن «قريشا» سئلوا: من أين لكم الكتاب؟ قالوا:/ 274/ من أهل «الحيرة» . وقيل لأهل «الحيرة» : من أين لكم الكتاب؟ قالوا: من «الأنبار» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 552 وقال غيره: كان «بشر بن عبد الملك العبادي» ، علّم «أبا سفيان بن أمية» ، و «أبا قيس بن عبد مناف بن زهرة» الكتاب، فعلّما أهل «مكة» . وقالوا: وأوّل من حكم في الخنثى باتباع المبال، «عامر بن الظّرب العدوانيّ» ، فجرى في الإسلام. وهو الّذي قال لابنته: إذا أنكرت من فهمي شيئا عند الحكم، فاقرعى لي المجنّ بالعصا. فقال «المتلمّس» : [طويل] لذي الحكم [1] قبل اليوم ما تقرع العصا ... وما علّم الإنسان إلا ليعلما وقد يقال: إن ذا الحكم «صيفي» أبو «أكثم» . وقيل: عمرو بن حممة الدّوسى، وكان من المعمّرين. قالوا: وأوّل من خضب بالسواد من أهل «مكة» . «عبد المطلب بن هاشم» وكان رجل من «حمير» خضبه بذلك ب «اليمن» ، وزوده بالوسمة. «1» وأوّل من عمل المحامل وحمل فيها «الحجاج بن يوسف» . وأوّل من اتخذ المقصورة في المسجد «معاوية» ، وذلك أنه أبصر على منبره كلبا.   [1] هـ، ب، ط، و: «الحلم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 553 وأوّل من نقش بالعربية على الدراهم: «عبد الملك بن مروان» . وأوّل من أرّخ الكتب وختم على الطين: «عمر بن الخطاب» . وأوّل من لبس طيلسانا ب «المدينة» : «جبير بن مطعم» . وأوّل من لبس الخفاف الساذجة ب «البصرة» ، وثياب الكتّان: «زياد بن أبى سفيان» . وأوّل من لبس الخز، وقوّر الطّارونى «1» من «العرب» : «عبد الله بن عامر» . وأوّل من لبس الدّراريع السّود: «المختار بن أبى عبيد» ، فقال الناس: لبس الأمير جلد دب. وأوّل من عمل الصابون: «سليمان بن داود» - عليهما الصلاة والسلام. وأوّل من عمل القراطيس: «يوسف النبي» - عليه السلام. وأوّل من عمل الخبز الرّقاق «نمرود» . وأوّل من حذا النّعال: «جذيمة الأبرش بن مالك» . وهو أوّل من وضع المنجنيق، وأدلج «2» من الملوك، ورفع له الشّمع، وكان ينادم الفرقدين، ذهابا بنفسه، وكان يشرب قدحا، ويصب لكل نجم قدحا في الأرض، حتى نادمه «مالك» و «عقيل» . وأوّل رأس حمل من بلد إلى بلد رأس «عمرو بن الحمق الخزاعي» ، وقد ذكرنا قصته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 554 وقال مجاهد: رأى النبي- صلّى الله عليه وسلم- ركبا ولهم حاد يحدو بهم، فقال: ممن القوم؟ فقالوا: من «مضر» . فقال:/ 265/ ما لحاديكم؟ فقال رجل منهم: إن أوّل من حدا لنحن. قال: وما ذاك؟، قال: كان رجل منّا في إبله أيام «الربيع» ، فأمر غلاما له ببعض أمره، فاستبطأه، فضربه بالعصا، فجعل ينشد في الإبل ويقول: يايداه! فقالوا له: الزم، الزم. فاستفتح الناس الحداء مذ ذاك. وأوّل من عمل له النّعش «زينب بنت جحش» زوج النبي- صلّى الله عليه وسلم- وكانت خليقة. فقالت «أسماء بنت عميس» : قد رأيت ب «الحبشة» نعوشا لموتاهم. فعملت نعشا ل «زينب» . فقال: «عمر» لما رآه: نعم خباء الظّعينة. وكان الناس يهرولون في الجنائز، فلما مات «عثمان بن أبى العاص» مشى في جنازته، فهو أوّل من مشى في جنازته. وأوّل من قطع نهر «بلخ» من «العرب» : «سعيد بن عثمان بن عفان» . وأكثر «العرب» فداء «حاجب بن زرارة» ، فدى نفسه بألف بعير. وكان «مالك ذو الرّقيبة القشيري» أسره «يوم جبلة» . وقيل له: ذو الرّقيبة، لأنه كان أوقص «1» . ثم من بعده «الرّبيع بن مسعود الكلبي» فدى نفسه بخمسمائة بعير. وكان «الحارث بن زهير بن جذيمة العبسيّ» أسره. وقال من يفتخر من أهل «اليمن» : «الأشعث بن قيس» أكثر «العرب» كلها فداء، أسرته «مذحج» فافتدى بثلاثة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 555 آلاف بعير، وإنما كان فداء الملوك ألف ناقة، ففدى نفسه بديات ثلاثة ملوك. قال «عمرو بن معديكرب» : [وافر] فكان فداؤه ألفى قلوص ... وألفا من طريفات وتلد وأوّل من ضرب بسيفه باب «القسطنطينية» ، وأذّن في بلاد «الروم» : «عبد الله بن كليب» [1] ، من «بنى عامر بن صعصعة» ، وكان مع «مسلمة» ، فأراد «قيصر» قتله، فقال: والله لئن قتلتني لا تبقى بيعة في بلاد الإسلام إلا هدمت. وأوّل امرأة قطعت يدها في السرقة ابنة «سفيان بن عبد الأسد» من «بنى مخزوم» ، قطعها النبي- صلّى الله عليه وسلم- وقال: لو كانت «فاطمة» لقطعتها. ومن الرجال: «الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف» ، سرق فقطعت يده، ولا أدرى أهو أوّلهم أم لا؟. وقطع النبي- صلّى الله عليه وسلم- أيضا: «عمرو بن سمرة» ، وهو أخو «عبد الرحمن بن سمرة» في سرق. وأوّل من سمى «يحيى» : يحيى بن زكريا- عليهما السلام/ 276/ وأوّل من سمى في الإسلام «عبد الملك» : عبد الملك بن مروان. ولم يكن قبل النبي- صلّى الله عليه وسلم- في الجاهلية أحد اسمه «محمد» إلا «محمد بن أحيحة بن الجلاح» ، وهو أخو «عبد المطلب» لأمه، و «محمد بن سفيان ابن مجاشع بن دارم» ، و «محمد بن سوأة بن جشم بن سعد» . ولم يكن في الجاهلية أحد يكنى: «أبا على» ، غير «قيس بن عاصم» ، و «عامر ابن الطّفيل» .   [1] ب، ط: «عبد الله بن طيب» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 556 قال أنس بن مالك: باع النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- حلسا «1» وقدحا، فيمن يزيد. وأوّل من قص «عبيد الله بن عمير بن قتادة الليثي» ب «مكة» . ويقال: إن أوّل من قص: «الأسود بن سريع التّميمي» وكان من الصحابة، وكان يقول في قصصه في الميت: [طويل] إن تنج منها تنج من ذي عظيمة ... وإلّا فإنّي لا إخالك ناجيا فسرقه: «الفرزدق» . وأوّل من جمع في الإسلام يوم الجمعة «مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف ابن عبد الدار» ، وكان صاحب لواء رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- جمع المسلمين يوم الجمعة ب «المدينة» ، وكانوا اثنى عشر رجلا، وذبح لهم يومئذ شاة. وروى أبو هلال، عن أبى حمزة، قال: أوّل من رأيناه ب «البصرة» يتوضأ بالماء «عبيد الله بن أبى بكرة» ، فقلنا: انظروا إلى هذا الحبشي يلوط استه- يعنى يستنجى بالماء. وأوّل مولود ولد ب «البصرة» : «عبد الرحمن بن أبى بكرة» ، فنحروا يومئذ جزورا، وهم ب «الخريبة» ، فأطعم أهل «البصرة» وكفتوا «2» ، وكانوا يومئذ قدر ثلاثمائة. وأوّل مولود ولد ب «الكوفة» ، «معاوية بن ثور» ، من «بنى البكّاء» ، من «بنى عامر بن ربيعة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 557 وأوّل من رشا في «الإسلام» ، «المغيرة بن شعبة» . وقال: ربما عرق الدرهم في يدي أرفعه ل «يرفأ» ليسهّل إذني على «عمر» . أوّل من اتخذ الجمّازات «1» ، وحملها على الجمز «أم جعفر» . وأوّل رام في سبيل الله: «سعد بن أبى وقاص» وقال: [وافر] وما يعتدّ رام في عدوّ ... بسهم يا رسول الله قبلي وأوّل قاض قضى ب «المدينة» : «عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف» ، وكان يشبّه بالنبيّ- صلّى الله عليه وسلم. فقال «أبو هريرة» : هذا أوّل قاض رأيته في الإسلام. وأوّل قاض قضى ب «العراق» : «سلمان بن ربيعة» ب «المدائن» . وأوّل قاض قضى ب «الكوفة» ، «أبو قرة الكندي» ، واسمه كنيته، اختط الناس ب «الكوفة» ، و «أبو قرة» قاضيهم،/ 277/ ثم استقضى «عمر» ، «شريح بن الحارث الكندي» بعده، فقضى خمسا وسبعين سنة. وأوّل قاض قضى على «البصرة» : «كعب بن سوّار الأزدي» ، استقضاه «عمر» . وأوّل قرية بنيت على الأرض بعد الطّوفان قرية ب «قردى» تسمى: سوق ثمانين، ابتناها «نوح» - عليه الصلاة والسلام- وجعل لكل رجل آمن معه بيتا، وكانوا ثمانين، فهي إلى الآن تسمى: سوق ثمانين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 558 المساجد [1] الكعبة ذكر وهب بن منبه: أن الله تبارك وتعالى، لما أهبط «آدم» إلى الأرض، حزن واشتد بكاؤه على الجنة، فعزّاه الله بخيمة من خيام الجنة، فوضعها له ب «مكة» في موضع «الكعبة» ، قبل أن تكون «الكعبة» ، وكانت الخيمة ياقوتة حمراء، من ياقوت الجنة، فيها قناديل من ذهب من تبر الجنة، ونزل معها الركن يومئذ، وهو ياقوتة بيضاء، وكان كرسيّا ل «آدم» يجلس عليه، فلما كان الغرق زمن «نوح» - عليه السلام- رفع، ومكثت الأرض خرابا ألفى سنة، حتى أمر الله تبارك وتعالى «إبراهيم» أن يبنى بيته، فجاءت السكينة كأنها سحابة فيها رأس يتكلم، له وجه كوجه الإنسان، فقالت: يا إبراهيم، خذ ظلى فابن عليه، فبنى هو و «إسماعيل» البيت، ولم يجعل له سقفا، وحرس الله «آدم» ، و «البيت» بالملائكة، ف «الحرم» مقام الملائكة يومئذ. ولم تزل خيمة «آدم» - عليه السلام- إلى أن قبض، ثم رفعها الله إليه، وبنى بنو «آدم» من بعده في موضعها بيتا من الطين والحجارة، ثم نسفه الغرق فعفّى مكانه، حتى ابتعث الله تعالى «إبراهيم» - عليه السلام- وحفر عن قواعده وبناه على ظل الغمامة، فهو أوّل بيت وضع للناس. وأوّل من كساه الأنطاع والبرود اليمانية: «أسعد أبو كرب الحميري» ، فقال: [خفيف] وكسونا البيت الّذي حرّم الله ... ملاء معضّدا وبرودا   [1] هـ، و: «ذكر المساجد» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 559 وبنته «قريش» قبل مبعث النبي- صلّى الله عليه وسلم- بخمس سنين. وبناه «عبد الله بن الزبير» بعد ما بويع له بالخلافة. فلما قتل «ابن الزبير» نقض «الحجاج» بنيان «ابن الزبير» وبناه على الأساس الأوّل. ثم وسّع مسجد «الكعبة» «أبو جعفر المنصور» سنة ولى الخلافة. ثم زاد فيه «المهدىّ» سنة ستين ومائة. حدّثنى أبو حاتم، عن الأصمعي،/ 278/ عن عمر بن قيس، قال: في البيت من «الحجر» سبع أذرع، وأصابع- أو قال: وإصبعان. قال: وقال الأصمعي، قال أبو غزارة «1» [1] : الحجر الأسود على قدر الجدر- يعنى ركن «الكعبة» الّذي عند «الملتزم» «2» . وحدّثنى عنه عن الأعمش، عن مجاهد، قال: المسعى ما بين دار «عبّاد» ، إلى بئر «ابن مطعم» ، ولكن الناس اخفوه بالبناء. قال غير واحد: ذرع «الكعبة» أربعمائة وتسعون ذراعا مكسرة.   [1] هـ، و: «أبو غزارة» . والّذي في سائر الأصول: «أبو عزارة» . تصحيف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 560 وذكر قوم: أن «أبى بن سالم الكلبي» ورد «مكة» و «قريش» تبنى البيت، وتشاجروا في إخراج النّفقة، فسألهم أن يولّوه ركنا من أركانه، فولّوه الرّبع الّذي فيه الرّكن اليماني، فبناه. فسمى: اليماني. وقال شاعرهم: [طويل] لنا أيمن البيت الّذي تعبدونه ... وراثة ما بقّى أبىّ بن سالم وأكثر الناس على أنه إنما سمى: يمانيا، لأنه من شق اليمن. والمؤذنون فيه من ولد «أبى محذورة» . بيت المقدس ذكر وهب: أن إسحاق بن إبراهيم النبي- عليهما السلام- أمر «يعقوب» ابنه ألّا ينكح امرأة من «الكنعانيين» ، وأن ينكح من بنات خاله «لا [1] بابن ناهر بن آزر» ، وكان مسكنه «الفدّان» «1» . فتوجه إليه «يعقوب» ، فأدركه الليل في بعض الطريق، فبات متوسدا حجرا، فرأى فيما يرى النائم سلّما منصوبا إلى باب من أبواب السماء عند رأسه، والملائكة تنزل معه وتعرج فيه، وأوحى الله تبارك وتعالى إليه: إنّي أنا الله لا إله إلا أنا، إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق، وقد ورّثتك هذه الأرض المقدسة وذرّيتك من بعدك، وباركت فيك وفيهم، وجعلت فيكم الكتاب والحكمة والنبوّة، ثم أنا معك حتى أردّك إلى هذا المكان، وأجعله بيتا تعبدني فيه وذريتك.   [1] ق، م: «لا يا» بالمثناة التحتية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 561 فيقال: إنه بيت المقدس. وبناه «داود» ، وأتمّه «سليمان» - عليهما السلام. ثم أخربه «بخت نصّر» ، فمرّ به. «شعيا» فرآه خرابا والقرية، فقال: أنى يحيى الله هذه بعد موتها؟ فأماته الله مائة عام. وابتناه ملك من ملوك «فارس» ، يقال له: «كورش» . مسجد المدينة روى إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن نافع، أن عبد الله بن على، أخبره: أن المسجد- يعنى مسجد المدينة- كان على عهد رسول الله- صلّى الله عليه/ 279/ وسلم- مبنيّا بلبن، وسقفه الجريد، وعمده خشب النخل، فلم يزد فيه «أبو بكر» - رضى الله عنه- وزاد فيه «عمر» - رضى الله عنه، ثم غيره «عثمان» - رضى الله عنه- فزاد فيه زيادة كثيرة، وبنى جداره بالحجارة المنقوشة، وبالفضة، وجعل عمده من حجارة منقوشة، وسقفه بالسّاج. ووسعه «المهدىّ» سنة ستين ومائة. وزاد فيه «المأمون» زيادة كثيرة ووسعه. والمؤذّنون فيه من ولد «سعد القرظ» مولى «عمّار بن ياسر» . وقرأت على موضع زيادة «المأمون» : «أمر عبد الله، بعمارة مسجد رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- سنة اثنتين ومائتين، طلب ثواب الله، وطلب جزاء الله، وطلب كرامة الله، فإن الله عنده ثواب الدنيا والآخرة، وكان الله سميعا بصيرا، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 562 أمر عبد الله عبد الله بتقوى الله، ومراقبته، وبصلة الرحم، والعمل بكتاب الله، وسنة رسوله- صلّى الله عليه وسلم- وتعظيم ما صغّر الجبابرة من حقوق الله، وإحياء ما أماتوا من العدل، وتصغير ما عظموا من العدوان والجور، وأن يطاع الله، ويطاع من أطاع الله، ويعصى من عصى الله، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله، والتسوية بينهم في فيئهم، ووضع الأخماس مواضعها» . البصرة ومسجدها وأنهارها أوّل من مصّر «البصرة» : «عتبة بن غزوان بن ياسر» من الصحابة. اختطها سنة أربع عشرة، ومر بموضع «المربد» فوجد فيه الكدان «1» الغليظ. فقال: هذا هو «البصرة» ، أنزلوها باسم الله. فبنى المسجد الجامع بقصب بأمر «عمر بن الخطاب» . ثم بناه «ابن عامر» ، باللّبن ل «عثمان» . وبناه «زياد» بالآجر ل «معاوية» ، وبنى جنبتيه. وأتمه «عبيد الله بن زياد» . والمؤذّنون فيه ولد «المنذر بن حسان العبديّ» . وكان مؤذن «عبيد الله ابن زياد» ، فبقي ولده يؤذنون في المسجد. و «نهر معقل» منسوب إلى «معقل بن يسار» من الصحابة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 563 و «شاطئ عثمان» ، هو إقطاع «عثمان بن عفان بن عثمان ابن أبى العاص الثقفي» ، فأحياه واستخرجه. و «نهر عدي» منسوب إلى «عدىّ بن أرطاة» . و «نهر ابن عمر» منسوب إلى «عبد الله بن عمر بن عبد العزيز» ، وهو كان احتقره. و «نهر أم عبد الله» منسوب إلى «أم عبد الله بن عامر بن كرز» . و «نهر مرة» منسوب إلى «مرة بن أبى عثمان» ، مولى «عبد الرحمن ابن أبى بكر الصديق» . وكانت «عائشة» كتبت إلى «زياد» بالوصاة به، فأقطعه ذلك النهر. / 280/ قال [1] يزيد الرشك: «1» قست «البصرة» في ولاية «خالد بن عبد الله القسري» فوجدت طولها فرسخين، وعرضها فرسخين، غير دانق «2» . الكوفة ومسجدها لما نزل المسلمون «المدائن» . وطال بها مكثهم، وآذاهم الغبار والذّباب، كتب «عمر» إلى «سعد» ، في بعثه روّادا يرتادون منزلا بريّا بحريّا، فإن «العرب» لا يصلحها من البلدان إلا ما أصلح الشاة والبعير. فسأل من قبله عن هذه الصفة، فأشار عليه من رأى «العراق» من وجوه «العرب» ب «اللّسان» ،   [1] هذا الخبر ساقط من: ق، م. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 564 وهو ظهر «الكوفة» - وكانت «العرب» تقول: أدلع البر لسانه في الريف- فما كان يلي «الفرات» منه فهو: الملطاط، وما كان يلي الطين منه فهو، النّجاف- «1» فكتب «عمر» إلى «سعد» يأمره به. وكان نزولهم «الكوفة» سنة سبع عشرة. ف «البصرة» أقدم منها بثلاث سنين. و «زياد بن أبى سفيان» هو باني مسجد «الكوفة» . وروى في بعض الحديث: أن من موضع مسجدها فار التّنور. مسجد دمشق وبنى «مسجد» دمشق «الوليد بن عبد الملك» سنة ثمان وثمانين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 565 جزيرة العرب قال الأصمعيّ: هي من أقصى «عدن أبين» إلى ريف «العراق» في الطول، وأما العرض فمن «جدّة» وما والاها من ساحل البحر إلى أطراف «الشام» . هكذا ذكر «أبو عبيدة» عنه. وحدّثنا الرّياشى عنه، أنه قال: جزيرة «العرب» ما بين «نجران» و «العذيب» وقال أبو عبيدة: جزيرة العرب ما بين حفر «أبى موسى» إلى أقصى «اليمن» في الطول، وفي العرض ما بين رمل «يبرين» إلى «السّماوة» . السواد هما سوادان: سواد «البصرة» ، وسواد «الكوفة» . فأما سواد «البصرة» : ف «الأهواز» ، و «دست ميسان» ، و «فارس» . وأما سواد «الكوفة» : ف «كسكر» إلى «الزاب» ، و «حلوان» إلى «القادسية» . الجزيرة ما بين: «دجلة» ، و «الفرات» ، و «الموصل» ، من «الجزيرة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 566 نجد وتهامة والحجاز حدّثنا الرياشىّ، عن الأصمعيّ، قال: إذا خلّفت «الحجاز» مصعدا فقد أنجدت، فلا تزال في «نجد» حتى تنحدر في ثنايا «ذات عرق» . فإذا فعلت ذلك فقد أتهمت إلى البحر. وإذا عرضت لك الحرار، وأنت تنحدر، فتلك «الحجاز» . وإذا تصوّبت من ثنايا «العرج» واستقبلك الأراك والمرخ، فقد أتهمت. وإنما سمى: حجازا، لأنه يحجز بين «نجد» و «تهامة» . وقال محمد بن عبد الملك الأسدي: حدّ «الحجاز» الأوّل: «بطن نخل» ، وأعلى [1] «رمة» وظهر «حرّة ليلى» . والحدّ الثاني مما يلي «الشام» : «شغب» ، و «بدا» . والحدّ الثالث مما يلي «تهامة» : «بدر» ، و «السقيا» ، و «رهاط» ، و «عكاظ» . والحدّ الرابع: «ساية» ، و «ودّان» ، ثم ينحدر إلى الحدّ الأوّل «بطن نخل» .   [1] ق: «وأعلامه» . مكان: «وأعلى رمة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 567 الفتوح خراسان أما «خراسان» فافتتحت في خلافة «عثمان بن عفان» صلحا، على يدي «عبد الله بن عامر بن كريز» وكان منتهى ما افتتح منها في خلافة «عثمان» : «مرو» ، و «مروالرّوذ» . فأمّا ما وراءهما، فإنه افتتح بعد «عثمان» على يدي «سعيد بن عثمان ابن عفان ل «معاوية» صلحا: «سمرقند» ، «وكشّ» ، «ونسف» ، و «بخارى» . وبعد ذلك على يدي «المهلب بن أبى صفرة» ، و «قتيبة بن مسلم» : طبرستان وجرجان والرى ّ فأمّا «الرىّ» فإن «أبا موسى الأشعريّ» افتتحها في خلافة «عثمان ابن عفان» صلحا. وأمّا «طبرستان» ففتحها «سعيد بن العاص» في ولاية «عثمان» صلحا، ثم فتحها «عمرو بن العلاء» ، و «الطالقان» و «دنباوند» ، سنة سبع وخمسين ومائة. وأما «جرجان» فافتتحها «يزيد بن المهلب» في خلافة «سليمان بن عبد الملك» سنة ثمان وتسعين. كرمان وسجستان وأما «كرمان» و «سجستان» ، ففتحهما «عبد الله بن عامر بن كريز» في خلافة «عثمان» صلحا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 568 الجبل وأما «الجبل» ، فإنه افتتح كله عنوة في واقعة: «جلولاء» ، و «نهاوند» ، على يدي «سعد» ، و «النّعمان بن مقرّن» . الأهواز وفارس وأصبهان وأما: «الأهواز» ، و «فارس» ، و «أصبهان» ، فافتتحت عنوة «لعمر» ، على يدي «أبى موسى» ، و «عثمان بن أبى العاص» ، و «عتبة بن غزوان» ، وكان فتح «أصبهان» على يدي «أبى موسى» خاصة. السواد وأما «السّواد» ، فإنه افتتح كله عنوة على يدي «سعد» في خلافة «عمر» . الجزيرة وأما «الجزيرة» ، فإنّها فتحت صلحا، على يدي «عياض بن غنم» . الشام وأما «الشام» ، فإن «أجنادين» منها، افتتح صلحا في خلافة «أبى بكر» ، وافتتح «عمر بن/ 282/ الخطاب» «بيت المقدس» . ومدن «الشام» كلها افتتحت صلحا دون أراضيها «لعمر» . وأما أرضوها فعنوة على يدي: «يزيد ابن أبى سفيان» ، و «شرحبيل بن حسنة» ، و «أبى عبيدة» ، و «خالد بن الوليد» . مصر وأما «مصر» ، ففتحت صلحا، على يدي «عمرو بن العاص» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 569 المغرب من «المغرب» ما افتتحه «عبد الله بن سعد بن أبى سرح» ، ل «عثمان» ، وهو: «إفريقية» ، افتتحها عنوة، والثغور، و «قيسارية» ، افتتحها «معاوية» عنوة ل «عمر» . الأندلس افتتحها «طارق بن زياد» ، مولى «موسى بن نصير اللّخمي» ، سنة اثنتين وتسعين. هجر واليمامة والبحرين أما: «هجر» ، و «البحرين» ، فإنّهم أدّوا الجزية إلى رسول الله- صلّى الله عليه وسلم. وكذلك «دومة الجندل» ، و «أذرح» . وأما «اليمامة» ، فافتتحها «أبو بكر» [عنوة [1] . الهند وأما أرض «الهند» ، فافتتحها «القاسم بن محمد الثّقفيّ» في سنة ثلاث وتسعين.   [1] تكملة من، ب، ط، ل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 570 تسمية من ولى العراقين أوّل من جمع له المصران: «الكوفة» و «البصرة» - «زياد» ، ثم ابنه: «عبيد الله» ، و «مصعب بن الزبير» ، و «بشر بن مروان» ، و «الحجاج بن يوسف» ، و «يزيد بن المهلب» ، و «مسلمة بن عبد الملك» ، و «عمر بن هبيرة الفزاري» ، و «خالد بن عبد الله القسري» ، و «يوسف ابن عمر الثقفيّ» ، و «عبد الله بن عمر بن عبد العزيز» ، و «يزيد بن عمر ابن هبيرة» . ولم يجمع «العراقان» لأحد بعد هؤلاء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 571 فرق ما بين المهاجرين الأوّلين والآخرين حدّثنى محمد بن عبيد، عن معاوية بن عمرو، عن أبى إسحاق الفزارىّ «1» ، عن زكريا بن أبى زائدة، عن الشّعبيّ، قال: المهاجرون الأوّلون من أدرك بيعة الرضوان. وسال «قتادة» ، و «أبو هلال» «سعيد بن المسيّب» عن فرق ما بين المهاجرين الأوّلين والآخرين. فقال: من صلّى إلى القبلتين فهو من المهاجرين الأوّلين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 572 معرفة المخضرمين حدّثنى عبد الرحمن، عن الأصمعيّ، قال: أسلم قوم على إبل فقطعوا آذانها، فسمّى كل من أدرك الإسلام والجاهلية: مخضرما. وإنما يكون مخضرما إذا أدرك الإسلام وهو كبير، فلم يسلم إلا بعد رسول الله- صلّى الله عليه وسلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 573 سبب إضعاف الصدقة على نصارى تغلب قالوا: إنما أضعفت الصدقة على نصارى «بنى تغلب» لأن «عمر بن الخطاب» أراد أخذ الجزية منهم، فانطلقوا هاربين، فقال له «زرعة بن النّعمان» - أو «النّعمان بن زرعة التغلبيّ» -: أنشدك الله فيهم، فإنّهم قوم عرب، يأنفون من الجزية، وهم قوم لهم نكاية، فلا تعن عدوّك عليك. فأضعف عليهم الصدقة، وشرط عليهم ألا ينصّروا أولادهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 574 صناعات الأشراف كان «أبو طالب» يبيع العطر، وربما باع البر. وكان «أبو بكر الصديق» بزّازا. وكان «عثمان» بزّازا. وكان «طلحة» بزّازا. وكان «عبد الرحمن بن عوف» بزّازا. وكان «سعد بن أبى وقاص» يبري النّبل. وكان «العوام» أبو «الزّبير» خيّاطا. وكان «الزّبير» جزّارا. وكان «عمرو بن العاص» جزّارا. وكان «العاص بن هشام» أخو «أبى جهل» حدّادا. وكان «عامر بن كريز» جزّارا. وكان «الوليد بن المغيرة» حدّادا. وكان «عقبة بن أبى معيط» خمّارا. وكان «عثمان بن طلحة» الّذي دفع إليه- رسول الله صلّى الله عليه وسلم- مفتاح البيت، خيّاطا. وكان «قيس بن مخرمة» خيّاطا. وكان «أبو سفيان بن حرب» يبيع الزيت والأدم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 575 وكان «عتبة بن أبى وقاص» - أخو «سعد» - نجّارا. وكان «أمية بن خلف» يبيع البرم. وكان «عبد الله بن جدعان» نخّاسا له، جوار يساعين «1» ، ويبيع أولادهن. وكان «العاص بن وائل» - أبو «عمرو بن العاص» - يعالج الخيل والإبل. وكان «النّضر بن الحارث بن كلدة» يغنى بالعود. وكان «الحكم بن أبى العاص» - أبو «مروان بن الحكم» - كذلك. وكذلك «حريث بن عمرو، أبو «عمرو بن حريث» . وكذلك «قيس الفهري» أبو «الضحاك بن قيس» . وكذلك «معمر بن عثمان» ، جد «عمر بن عبيد الله بن معمر» . وكذلك «سيرين» أبو «محمد بن سيرين» . قال أبو الحسن المدائني: كان «يزيد بن المهلب» ، اتخذ بستانا في داره ب «خراسان» ، فلما ولى «قتيبة بن مسلم» جعله لإبله، فقال له «مرزبان مروان» [1] : هذا كان بستانا وقد جعلته لإبلك. فقال «قتيبة» : إن أبى كان «اشتربان» - يعنى جمالا- و «أبو زيد» كان بستانبان- يعنى بستانيا. وكان «محمد بن سيرين» بزازا.   [1] لطائف المعارف: «مرزبان مرو» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 576 وكان «مجمّع/ 284/ الزاهد» حائكا. وكان «أيوب السّختيانى» يبيع جلود السّختيان، فنسب إليها. وكان «المسيّب» أبو «سعيد بن المسيّب» زيّاتا. وكان «ميمون بن مهران» بزّازا. وكان «مالك بن دينار» ورّاقا يكتب المصاحف. وكان «أبو حنيفة» - صاحب الرأى- خزّازا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 577 أهل العاهات عطاء بن أبى رباح كان أسود، أعور، أشلّ، أفطس، أعرج، ثم عمى بعد ذلك. أبان بن عثمان بن عفان كان أصم، شديد الصمم، وكان أبرص، يخضب مواضع البرص من يده، ولا يخضبه في وجهه، وكان مفلوجا- ويقال في «المدينة» : أصابك الله بفالج «أبان» . وذلك لشدّته- وكان أحول. مسروق بن الأجدع كان أحدب، أشلّ، من جراحة كانت أصابته يوم «القادسية» ، وفلج أيضا. الأحنف بن قيس كان أعور. ويقال: ذهبت عينه ب «سمرقند» ، ويقال: بل ذهبت بالجدري. وكان أحنف الرّجل يطأ على وحشيها «1» ، متراكب الأسنان، صعل الرأس، مائل الذقن، خفيف العارضين. أبو الأسود الدّئلى وكان أعرج، مفلوجا، أبخر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 578 عمرو بن عمرو بن عدس من «بنى دارم» . كان فارسهم، وكان أبرص، أبخر، فيقال لولده: أفواه الكلاب. الأقرع بن حابس كان أعرج، أقرع الرأس، ولذلك يسمى: الأقرع. عبيدة السّلمانى كان أصمّ، أعور. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 579 البرص أنس بن مالك كان بوجهه برص. وذكر قوم، أن «عليا» - رضى الله عنه- سأله عن قول رسول الله- صلّى الله عليه وسلم-: اللَّهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه؟ فقال: كبرت سنّى ونسيت. فقال له على- رضى الله عنه- إن كنت كاذبا فضربك الله، ببيضاء لا تواريها العمامة. قال أبو محمد [1] : ليس لهذا أصل. بلعاء بن قيس كان أبرص، وكان يقول: سيف الله جلاه. جذيمة الأبرش وكنى عن الأبرص: «الأبرش» . يربوع بن حنظلة بن مالك كان أبرص، ويقال لولده: بنو الأبرص. قال الشاعر: [رجز] كان بنو الأبرص فرسانها ... فأدركوا الأحدث والأقدما   [1] ب، ط، ل: «ابو الحسن» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 580 السفّاح التّغلبي كان أبرص، وقام يخطب في حرب «بكر بن وائل» و «تغلب» فضرط، فقال: كل أبلق ضروط. المغيرة بن حبناء الشاعر كان أبرص، وهو القائل: [بسيط] / 285/ إني امرؤ حنظلىّ حين تنسبني ... لام العتيك «1» ولا أخوالى العوق لا تحسبنّ بياضا فىّ منقصة ... إن اللهاميم «2» في أقرابها بلق الربيع بن زياد العبسيّ كان أبرص، وله قال «لبيد» : [رجز] مهلا أبيت اللّعن لا تأكل معه ... إنّ استه من برص ملمّعه قشير بن كعب كان أبرص، ولذلك قيل له: قشير. سعد بن حارثة بن لأم الطائي كان أبرص. ضمرة بن ضمرة بن جابر كان أبرص، وكان يقال له: «شقة بن ضمرة» ، فسماه «النّعمان» : ضمرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 581 الأبيض بن مجاشع بن دارم كان أبرص. الحارث بن حلّزة الشاعر كان أبرص. شمر بن ذي الجوشن الضّبابى أحد قتلة «الحسين» - رضى الله عنه، ولعن قاتله- كان أبرص. عبد الرحمن بن عبد الله القشيري عامل «عمر بن عبد العزيز» على «خراسان» ، وكان أبرص. أيمن بن خريم كان مع «عبد العزيز بن مروان» ، وكان أبرص. الحسن بن قحطبة كان أبرص. عبد الوارث بن سعيد: المحدث. كان أبرص. عبد الله بن داود: المحدث. كان أبرص. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 582 العرج أبو طالب، عم رسول الله- صلّى الله عليه وسلم. معاذ بن جبل. الحوفزان بن شريك. عبد الله بن جدعان اللّيثي. عمرو بن الجموح. زياد بن خصفة. الرّبيع بن مسعود الكلبي. عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب. علقمة بن قيس، صاحب «عبد الله بن مسعود» . قال الشعبي: قاتل «علقمة» يوم «صفين» حتى عرج. رشيد الهجريّ. سعيد بن أبى عروبة. إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله. أبو حازم المدني. الغمر بن يزيد بن عبد الملك. عبد الله بن رجاء، المحدث، وكان ينزل «مكة» . مجالد بن مسعود، من الصحابة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 583 الصّم عبيدة السلماني. محمد بن سيرين. عبد الله بن يزيد بن هرمز، مولى الدّوسيين، أصم شديد الصمم. الكميت الشاعر، كان أصم أصلخ «1» لا يسمع شيئا. الجدع عمّار بن ياسر، قطعت يده «يوم اليمامة» . المرقّش الأكبر، أجدع الأنف، أكل السبع أنفه. 286/ الجذمى أبو قلابة، كان مجذوما. ومعيقيب، الّذي كان على خاتم رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- كان مجذوما. الحول أبو جهل بن هشام. أبو لهب، عم النبي- صلّى الله عليه وسلم. أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة. سمرة بن جندب. عروة بن المغيرة بن شعبة. أبو بكر بن أبى موسى الأشعري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 584 هشام بن عبد الملك. زياد بن أبى سفيان، وتكسر إحدى عينيه. عدىّ بن زيد، الشاعر. يحيى بن سعيد، المحدّث. الزّرق الحسن البصري، أزرق. عبد الرحمن بن عيّاش بن صحار، أزرق أحمر. العباس بن الوليد بن عبد الملك بن مروان. وفي بعض الروايات: أن «الزبير بن العوام» كان أزرق. الصلع عتبة بن أبى سفيان. عمر بن الخطاب. على بن أبى طالب. عثمان بن عفان- رضى الله عنهم مروان بن الحكم، ولم يكن بعده خليفة أصلع. الكواسج شريح القاضي. قيس بن سعيد بن عمارة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 585 الفقم يزيد بن يزيد بن هشام بن عبد الملك. البخر عمرو بن عمرو بن عدس- من بنى دارم- كان أبخر. [ويقال لولده: أفواه الكلاب [1] . عبد الملك بن مروان، كان أبخر، ويكنى: أبا ذبّان، لشدّة بخره. ويراد أن الذّباب يسقط إذا قارب فاه، من شدّة رائحة فمه. أبو الأسود الدئلي. العور أبو سفيان بن حرب، ذهبت عينه «يوم الطائف» . الأشعث بن قيس، ذهبت عينه «يوم اليرموك» . المغيرة بن شعبة، ذهبت عينه «يوم اليرموك» . جرير بن عبد الله البجلي، ذهبت عينه ب «همذان» وكان واليها ل «عثمان» . عدىّ بن حاتم، ذهبت عينه «يوم الجمل» . عتبة بن أبى سفيان، ذهبت عينه «يوم الجمل» . قبيصة بن ذؤيب، ذهبت عينه «يوم الحرّة» . الأشتر النّخعىّ، ذهبت عينه «يوم اليرموك» . المختار بن أبى عبيد، ضرب «عبيد الله بن زياد» وجهه بالسوط فذهبت عينه.   [1] ساقطة من: هـ، و. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 586 مالك بن مسمع، ذهبت عينه ب «الجفرة» . «1» قيس بن مكشوح المرادي، ذهبت عينه/ 287/ «يوم اليرموك» . إبراهيم النّخعى. الحنتف بن السّجف. على بن الهيثم السّدوسى. ابن أحمر، الشاعر. ابن مقبل، الشاعر. عبد الله بن عمير الليثي، أخو «عبيد الله بن عمير» ، ذهبت عينه «يوم جور» «2» ، وقطعت رجل أبيه «يوم حنين» . وكان يقال ل «عبد الله» : سيد القرّاء. الأسود بن يزيد، ذهبت إحدى عينيه من الصوم. الحارث الأعور، صاحب «على» . أبو مخلد السّدوسى. حبيب بن أبى ثابت، كان طوالا أعور. جابر بن زيد، أبو الشّعثاء. المكافيف أبو قحافة، أبو «أبى بكر» . أبو سفيان بن الحارث. البراء بن عازب. جابر بن عبد الله الأنصاري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 587 كعب بن مالك الأنصاري. حسان بن ثابت. أبو سفيان بن حرب. عقيل بن أبى طالب. أبو أسيد الساعدي. قتادة بن النعمان. أبو عبد الرحمن السلمي. قتادة بن دعامة. المغيرة بن مقسم، راوية «إبراهيم» . أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث [1] بن هشام. القاسم بن محمد بن أبى بكر، ذهب بصره في آخر عمره. عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود. أبو العبيدين، من أصحاب «ابن مسعود» ، واسمه: «معاوية بن سبرة» . سعد بن أبى وقاص، ذهب بصره في آخر عمره. عبد الله بن أبى أوفى، ذهب بصره. على بن زيد، من ولد «عبد الله بن جدعان» ، ولد وهو أعمى. أبو هلال الراسبي. محل بن محرز الضبيّ، أبو يحيى.   [1] هـ، و: «أبو بكر بن الحارث» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 588 ثلاثة مكافيف في نسق عبد الله بن عباس. وأبوه: العباس بن عبد المطلب. وأبوه: عبد المطلب بن هاشم. قال: ولذلك قال «معاوية» «لابن عباس» : أنتم يا بنى هاشم تصابون في أبصاركم. فقال «ابن عباس» : وأنتم يا بنى أمية تصابون في بصائركم. ستة مقتولين في نسق لا نعلم في «العرب» ستة مقتولين في نسق، إلا في «آل الزّبير» : قتل «عمارة» يوم «قديد» . وقتل أبوه «حمزة» أيضا يومئذ. وقتل أبوه «مصعب» في الحرب بينه وبين «عبد الملك بن مروان» . وقتل أبوه «الزبير» ب «وادي السّباع» . وقتل أبوه «العوام» «يوم الفجار» . وقتل أبوه «خويلد» في الجاهلية. ثلاثة قضاة في نسق بلال بن أبى بردة، كان قاضيا على «البصرة» . وأبوه «أبو بردة بن/ 288/ أبى موسى» ، كان قاضيا على «الكوفة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 589 وأبوه «أبو موسى الأشعري» ، كان قاضيا ل «عمر» . وكذلك «سوّار بن عبد الله بن قدامة بن عنزة بن كعب» من «بنى العنبر» قضى «لأبى جعفر» على «البصرة» سبع عشرة سنة، وولى صلاة «البصرة» مرتين، ومات وهو أميرها. وابنه «عبد الله بن سوار» . وابنه «سوار بن عبد الله بن سوّار» . ثلاثة أسماء في نسق «أبو البختري» القاضي، «وهو وهب بن وهب بن وهب» . وفي ملوك «فارس» : بهرام بن بهرام بن بهرام. وفي «الطالبيين» : حسن بن حسن بن حسن. وفي ملوك «غسّان» : الحارث الأصغر بن الحارث الأعرج بن الحارث الأكبر. خمسة موالي في نسق داود بن خالد بن دينار. وأخواه: «سهل» ، و «يحيى» ، ابنا «خالد» . وكلهم قد روى عنهم الحديث. هم موالي «آل حنين» الذين منهم: إبراهيم ابن عبد الله بن حنين. وكان يروى عنه «الزّهرى» . «وآل حنين» موالي «مثقب» ، و «مثقب» مولى «مسحل» ، و «مسحل» مولى «شماس» ، و «شماس» مولى «العباس بن عبد المطلب» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 590 أربعة رأوا رسول الله صلّى الله عليه وسلم في نسق أبو قحافة. وابنه: أبو بكر الصدّيق- رضى الله عنه. وابنه: عبد الرحمن بن أبى بكر. وابنه: محمد بن عبد الرحمن. أربعة إخوة شهدوا بدرا هم: «عاقل» ، و «إياس» ، و «خالد» ، و «عامر» ، بنو البكير، الليثيون. وكان «معاوية» يفخر بهم على «الأنصار» ويقول: لم يشهد مع رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- «بدرا» أربعة إخوة غيرهم. ثلاثة سادة في نسق المهلب بن أبى صفرة. وابنه: يزيد بن المهلب. وابنه مخلد بن يزيد، ساد وهو صبىّ، قال فيه «حمزة بن بيض» : [متقارب] بلغت [1] لسبع مضت من سنيك ... ما يبلغ السّيد الأشيب فهمّك فيها جسام الأمور ... وهمّ لداتك أن يلعبوا   [1] هـ، و: «لست» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 591 وكذلك: خارجة بن حصن. ساد «أهل الكوفة» . وأبوه: حصن بن حذيفة. ساد «أسدا» و «غطفان» . وأبوه: حذيفة بن بدر. كان يقال له: رب معد. ومنهم: الحكم بن المنذر بن الجارود. من «عبد القيس» ساد. وأبوه، وجدّه. 289/ أخوان تفاوت ما بينهما في السن موسى بن عبيدة، الّذي يروى عنه الحديث. كان أخوه «عبد الله بن عبيدة» ، أسنّ منه بستين سنة، وكان «موسى» يروى عن أخيه. أب وابن تقارب ما بينهما في السن «عمرو بن العاص» كان بينه وبين «عبد الله» ابنه، اثنتا عشرة سنة. الطوال كان «حبيب بن مسلمة الفهري» كالمشرف على دابة لطوله. وكان «عمر بن الخطاب» كأنه راكب والناس يمشون لطوله. «العباس بن عبد المطلب» كان يمشى في الطوائف كأنه عماريّة «1» على ناقة، والناس كلهم دونه. وكان «جرير بن عبد الله البجلي» يتفل في ذروة البعير، من طوله، وكانت نعله ذراعا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 592 وكان «عدىّ بن حاتم» طويلا، إذا ركب الفرس كادت رجله تخط في الأرض. وكان «قيس بن سعد» طويلا جسيما. وكتب ملك «الروم» إلى «معاوية» : أرسل إليّ سراويل أجسم أطول رجل عندك. فقال «معاوية» : ما أعلم إلا «قيس بن سعد» . فقال «لقيس» : إذا انصرفت فابعث إليّ سراويلك، فخلعها ورمى بها إليه. فقال: ألا بعثت بها من منزلك؟ فقال: [طويل] أردت لكيما يعلم الناس أنها ... سراويل قيس والوفود شهود وألّا يقول الناس بالظّن إنها ... سراويل عادىّ نمته ثمود و «عبيد الله بن زياد» كان طويلا، لا يرى ماشيا إلا ظنّوه راكبا من طوله. وكان «عليّ بن عبد الله بن العباس» طويلا جميلا. وعجب قوم من طوله. فقال رجل: يا سبحان الله! كيف نقص الناس؟ لقد أدركت «العباس» يطوف بهذا البيت، وكأنه فسطاط أبيض. فحدّث بذلك «عليّ» ، فقال: كنت إلى منكب أبى، وكان أبى إلى منكب جدّى. وكان «جبلة بن الأيهم» آخر ملوك «غسّان» ، طوله اثنا عشر شبرا، وإذا ركب مسحت قدمه الأرض، وأسلم في خلافة «عمر» ثم تنصّر بعد ذلك، ولحق ببلاد «الرّوم» . وكان «عمارة بن عقبة الحنفي» الخارجىّ طويلا، وآمنه «الحجاج» فمات ب «البصرة» [1] . ولما مات لم يجدوا سريرا يحملونه عليه، فزادوا في السرير ألواحا.   [1] جاءت هذه العبارة: «وآمنه بالبصرة» في جميع الأصول: متأخرة إلى آخر الباب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 593 القصار عبد الله بن مسعود- كان شديد القصر، يكاد الجلوس يوارونه من قصره. إبراهيم/ 290/ بن عبد الرحمن بن عوف- كان قصيرا، وتزوّج «سكينة بنت الحسين بن على» - رضى الله عنهما- فلم ترض به فخلعت منه، وهو أبو «سعد بن إبراهيم» . وروى أبو زيد النّحوىّ، عن عمرو بن عبيد، عن الحسن «1» ، أنه قال: ما كان طول «فرعون» إلا ذراعا. [الحطيئة، الشاعر- كان شديد القصر، ولذلك لقب: الحطيئة، وكذلك «ذو الرّمة» الشاعر، «والمرّار» «2» الشاعر، وهو القائل: [طويل] ومنتظرى صتما [1] فقال رأيته ... نحيفا فقد أخزى من [2] الرّجل الصّتم «3» [3] ] من حمل به أكثر من وقت الحمل يقال: إن «الضحاك بن مزاحم» ولد وهو ابن ستة عشر شهرا. «شعبة بن الحجاج» ، ولد لسنتين.   [1] ب، ط، ل: «ضيما» . تصحيف. وانظر اللسان: «صتم» . [2] اللسان: «وقد أجرى عن» . [3] ساقطة من: هـ، و. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 594 «محمد بن عجلان» مولى «فاطمة بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة» - حمل به أكثر من ثلاث سنين، فلما ولد كانت قد نبتت أسنانه. «مالك بن أنس» - حمل به أكثر من سنتين. قال الواقدي: «1» سمعت نساء «آل الجحاف» من ولد «زيد بن الخطاب» يقلن: ما حملت امرأة منا أقلّ من ثلاثين شهرا. و «هرم بن حيّان» ، حمل به أربع سنين، ولذلك سمى: هرما. من قصر به عن وقت الجمل المسيح- عيسى عليه السلام- ولد لثمانية أشهر، ولذلك لا يولد مولود لثمانية أشهر فيعيش. الشّعبي «2» - ولد لسبعة أشهر، توأما. جرير، الشاعر- ولد لسبعة أشهر. عبد الله بن مروان- ولد لستة أشهر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 595 المنسوبون إلى غير عشائرهم وآبائهم الزّنجى بن خالد- كان أبيض مشربا حمرة. وإنما «الزنجي» لقب له، كما قيل للأبيض: أبو الجون، وللحبشى: أبو البيضاء. إبراهيم بن يزيد الخوزي- ممن حمل عنه الحديث، مولى «عمر بن عبد العزيز» ، ولم يكن خوزيا، وإنما لقب بذلك لأنه نزل شعب «الخوز» ب «مكة» . وكانت وفاته سنة إحدى وخمسين ومائة. «مقسم» ، مولى «ابن عباس» - ليس هو مولى «ابن عباس» ، ولكنه مولى «عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب» ، وإنما نسب إلى «ابن عباس» للزومه إياه، وانقطاعه إليه، وروايته عنه. خالد الحذّاء- لم يكن حذّاء، وإنما كان يجالس الحذائين، فنسب إليهم. سليمان التيّمي- لم يكن من «تيم» ، ولا مولى لهم، ولكنه كان ينزل في «تيم» ، وكان مسجده فيهم، فنسب إليهم، وهو مولى «بنى مرة بن عباد ابن ضبيعة» . أبو سعيد المقبري- كان منزله عند المقابر، فقيل: المقبري. عثمان البتّي- هو: عثمان بن سليمان بن جرموز، وكان من/ 291/ أهل «الكوفة» ، فانتقل إلى «البصرة» ، وهو مولى ل «بنى زهرة» ، وكان يبيع البتوت، فنسب إليها. السّدى- كان يبيع الخمر في «سدة» «المدينة» فنسب إليها، واسمه: إسماعيل بن عبد الرحمن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 596 إسماعيل بن مسلم المكيّ، المحدّث- ليس من أهل «مكة» ، ولكنه نزل «مكة» حينا، وكان بصريا، فلما رجع إلى «البصرة» قيل له: المكيّ. القاسم بن الفضل الحدانى، أبو المغيرة- ولم يكن حدانيا، ولكنه كان نازلا في «بنى حدان» فنسب إليهم، وهو من «الأزد» . عبد الواحد بن زياد الثّقفي- ليس من «ثقيف» ، وهو مولى ل «عبد القيس» ، ونسب ل «ثقيف» . اليزيدي عبد الرحمن بن مبارك- كان يؤدّب ولد «يزيد بن منصور الحميري» فقيل: «يزيدى» . ابن أم مكتوم- وهو منسوب إلى أمه. وأبوه: قيس. واسمه: عبد الله. ويقال: عمرو. شرحبيل بن حسنة- منسوب إلى أمه. وأبوه: عبد الله بن المطاع. عبد الله بن بحينة- منسوب إلى أمه. وأبوه: مالك. خفاف بن ندبة- منسوب إلى أمه. وأبوه: عمير بن الحارث السلمي. أبو لبابة- وهو مكنّى ببنت له، يقال لها: لبابة. واسمه: بشير. معاذ، ومعوّذ، ابنا «عفراء» - منسوبان إلى أمهما. وأبوهما: الحارث ابن رفاعة. ول «معاذ» عقب. ولا عقب ل «معوّذ» . فيروز الحميري، قاتل «الأسود العنسيّ» - هو من «العجم» ، من «الدّيلم» . وقيل: حميرى لنزوله في «حمير» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 597 إسماعيل بن علية- منسوب إلى أمه. وأبوه: إبراهيم بن مقسم [1] . [عبيد الله بن عائشة [2]- منسوب إلى جدّة له. وكان أبوه أيضا يعرف ب «ابن عائشة» . وهو: عبيد الله بن محمد بن حفص التّميمي [3] . مرداس بن أدية- منسوب إلى جدّة له، أو ظئر. ابن القرية- منسوب إلى امه. وهو: أيوب بن يزيد. ابن الإطنابة، الشاعر- منسوب إلى أمه. وهو: عمرو بن عامر. ابن الدّمينة- وابن ميادة- منسوبان إلى أمهما. سليمان بن قتّة- منسوب إلى أمه، وكان شاعرا، يحمل عنه الحديث، وهو مولى ل «تيم قريش» . العماني، الشاعر- لم يكن من «عمان» ، ولكنه كان مصفرّ الوجه، عظيم البطن، فرآه «دكين» الراجز، يمتح، فقال: من هذا العماني؟ لأن أهل «عمان» صفر الوجوه، عظام البطون.   [1] كذا في م. والّذي في سائر الأصول: «عائشة» . تحريف. وانظر: التهذيب (1: 275) . [2] تكمله من: م. [3] كذا في: م. والّذي في سائر الأصول: «التيمي» . وانظر: التهذيب (7: 45) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 598 المسمون بكناهم أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، من الأنصار. أبو بكر بن عيّاش. اسمه كنيته. وقد قيل: اسمه: شعبة. أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبى سبرة. أبو/ 292/ عمرو بن العلاء، وأخوه [1] : أبو سفيان بن العلاء، أسماؤهما كناهما. أبو قرة الكندي، أوّل قاض قضى ب «الكوفة» . اسمه كنيته. أبو هبيرة بن الحارث- من «الأنصار» . اسمه كنيته. أبو [2] بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي- اسمه كنيته. ويقال له: راهب قريش. أبو بكر بن أبى موسى الأشعري. اسمه كنيته. أبو أمية، وأبو الحضرميّ [3] ، من «تيم الرّباب» . اسماهما كنيتاهما.   [1] ساقطة من: هـ، و. [2] الكلام من هنا إلى آخر الباب ساقط من: ق، م. [3] هـ، و: «وأبو الخضرمي» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 599 المكنّون بكنيتين وثلاث عثمان بن عفان- رضى الله تعالى عنه [1]- يكنى: أبا عبد الله، وأبا عمرو، وأبا ليلى. عبد الله بن الزبير- يكنى: أبا بكر، وأبا حبيب، وأبا عبد الرحمن. قطري بن الفجاءة- يكنى: أبا محمد، وأبا نعامة، وأبا حنظلة. عبد العزّى بن عبد المطلب- يكنى: أبا لهب، وأبا عتبة. عامر بن الطّفيل- يكنى: أبا عليّ، وأبا عقيل. قيس بن مكشوح- يكنى: أبا أسد، وأبا حسان. حسان بن ثابت- يكنى: أبا الوليد، وأبا الحسام. حمزة بن عبد المطلب- يكنى: أبا يعلى، وأبا عمارة. صخر بن حرب- يكنى: أبا سفيان، وأبا حنظلة.   [1] هـ، و: «رحمه الله» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 600 ذكر الطواعين وأوقاتها قال أبو محمد: حدّثنى أبو حاتم، عن الأصمعي، قال: أوّل طاعون في الإسلام طاعون «عمواس» ب «الشام» ، فيه مات «معاذ بن جبل» ، وامرأتاه وابنه، و «أبو عبيدة بن الجرّاح» . وطاعون «شيرويه بن كسرى» ب «العراق» ، في زمن واحد [1] ، وكانا جميعا في زمن «عمر بن الخطاب» . وبين طاعون «شيرويه» وبين طاعون «عمواس» مدة طويلة. ثم طاعون «الجارف» في زمن «ابن الزّبير» سنة تسع وستين، وعلى «البصرة» يومئذ «عبيد الله بن عبد الله بن معمر» . ثم طاعون «الفتيات» ، لأنه بدأ في العذارى والجواري ب «البصرة» ، وب «واسط» وب «الشام» وب «الكوفة» ، و «الحجاج» يومئذ ب «واسط» في ولاية «عبد الملك بن مروان» ، ومات فيه «عبد الملك بن مروان» ، أو بعده بقليل، ومات فيه «أمية بن خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد» ، و «عليّ بن أصمع» [2] ، و «صعصعة بن حصن» ، وكان يقال له: طاعون الأشراف. ثم طاعون «عدىّ بن أرطاة» سنة مائة. ثم طاعون «غراب» سنة سبع وعشرين ومائة. و «غراب» رجل من «الرّباب» ، وكان أوّل من مات فيه، في ولاية «الوليد بن يزيد ابن عبد الملك» .   [1] ط، ل: «واحد، ... بالعراق» . [2] ق: «أصمعة» . وانظر الاشتقاق (272) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 601 ثم طاعون «سلم بن قتيبة» / 293/ سنة إحدى وثلاثين ومائة [1] ، في شعبان، وشهر رمضان: وأقلع في شوال، ومات فيه «أيوب السختياني» . قال: وقال الأصمعي مرة أخرى: وقع طاعون سلم ب «العراق» ، يوم الخروج، يعنى يوم العيد، سنة إحدى وثلاثين، وب «الشام» سنة خمس وثلاثين، وكان إذا فتح أفرق منه صاحبه. وفي طاعون الأشراف يقول الشاعر: [طويل] وما ترك الطاعون من ذي قرابة ... إليه إذا كان الإياب يؤوب ولم يقع ب «المدينة» ، ولا ب «مكة» طاعون قط.   [1] هـ، و: « ... بن قتيبة وسلم قدم علينا سنة إحدى وثلاثين ومائة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 602 ذكر الأيام المشهورة في الجاهلية يوم ذي قار: كان سببه أن «النّعمان بن المنذر» ، حين هرب من «أبرويز» ، استودع «هانئ بن مسعود بن عامر الشّيبانيّ» عياله، ومائة درع، فبعث إليه «أبرويز» في الدّروع وفي ابنيه فأبى أن يسلم ذلك، فأغزاه جيشا، فاقتتلوا ب «ذي قار» ، فظفرت «بنو شيبان» ، فكان أوّل يوم انتصرت فيه «العرب» من «العجم» . الفجار الأوّل: كان الفجار الأوّل بين «قريش» ومن معها، من «كنانة» ، وبين «قيس عيلان» . وسبب ذلك أن رجلا من «بنى كنانة» ، كان عليه دين لرجل من «بنى نصر بن معاوية» ، فأعدم به «1» «الكناني» ، فوافى «النّصرى» سوق «عكاظ» بقرد، فوقفه في السوق، فقال: من يبتغى هذا بمالي على فلان «الكناني» ؟ فمرّ به رجل من «كنانة» ، فضرب بالسيف القرد فقتله، فصرخ «النّصرى» في «قيس» ، وصرخ «الكناني» في «كنانة» ، فتجاوز الناس حتى كاد يكون بينهم حرب، ثم اصطلحوا، ولم يكن بينهم قتال، وإنما كان القتال في «الفجار الثاني» . الفجار الثاني: كان «حصن بن حذيفة بن بدر بن عمرو» قاد «أسد» و «غطفان» كلها، وابنه «عيينة بن حصن» من المؤلفة قلوبهم، فأتى «عيينة» سوق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 603 «عكاظ» ، فرأى الناس يتبايعون، فقال: أرى هؤلاء مجتمعين بلا عهد ولا عقد، ولئن بقيت إلى قابل ليعلمن. فغزاهم من قابل، وأغار عليهم، فهذا سبب «الفجار الثاني» ، وكانت الحرب فيه، بين «كنانة» و «قيس» ، والدائرة على «قيس عيلان» . / 294/ حلف الفضول: سببه أن «قريشا» كانت تتظالم بالحرم، فقام «عبد الله بن جدعان» ، «والزّبير بن عبد المطلب» فدعوا قومهم إلى التحالف على التناصر، والأخذ للمظلوم من الظالم، فأجابوهما، وتحالفوا في دار «عبد الله بن جدعان» . حلف المطيّبين: والمطيبون: عبد مناف، وزهرة، وأسد بن عبد العزى، وتيم، والحارث ابن فهر. سببه أن «بنى قصي» أرادوا أن ينتزعوا بعض ما كان بأيدي «بنى عبد الدار» من: الرّفادة، واللواء، والنّدوة، والحجابة- ولم يكن لهم إلا السقاية- فتحالفوا على حربهم، وأعدّوا للقتال، ثم رجعوا عن ذلك، وأقرّوا ما كان بأيديهم. والرّفادة: شيء كان فرضه «قصي» على «قريش» لطعام الحاج في كل سنة. يوم الوقيط: هو يوم كان في الإسلام، بين «بنى تميم» ، و «بكر بن وائل» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 604 يوم شويحط: يوم كان بين «اليمن» و «مضر» في الجاهلية. وكان على الناس يومئذ «زرارة بن عدس» . حرب بكر وتغلب، ابني وائل بن ربيعة. سببها أن «كليب بن ربيعة» من «تغلب» ، وكان شيد «ربيعة» في دهره- وهو الّذي يقال له: أعز من كليب وائل- مرّت به إبل «جساس بن مرة ابن ذهل بن شيبان بن ثعلبة» فرمى ناقة منها، فانتظم ضرعها، وكانت الناقة، ل «بسوس» خالة «جسّاس» . فركب «جسّاس» ومعه: «عمرو بن الحارث ابن ذهل» إلى «كليب» فطعنا «كليبا» ، واحتزّا رأسه، فهاجت الحرب بينهم أربعين سنة، وكانت لهم ستة أيام مشهورة، و «مهلهل» أخو «كليب» القيّم فيها: يوم عنيزة: وهو يوم تكافئوا فيه. يوم واردات: وكان لتغلب على بكر. يوم الحنو: وكان لبكر على تغلب. يوم القصيبات: وكان «لتغلب» على «بكر» ، فقتلوا «بكرا» أثخن القتل، وفيه قتل «همام بن مرة» أخو «جساس» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 605 يوم قضة: وهو: يوم الفصيل. يوم تحلاق اللّمم: وفيه قتل «جحدر» ، قتلته النساء، وذلك أنه لم يحلق شعره، فلم يعرفنه. ولم يكن بعد هذا اليوم. يوم مذكور، وإنما كان بينهم تغاور وتطرف، ولم يقتل «جساس» إلى أن انقضى ما بينهم. حرب داحس والغبراء: وهذه حرب كانت بين «عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان» ، وبين «دبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن بن سعد بن قيس عيلان» . وسببها أن «قيس بن زهير بن جذيمة العبسيّ» ، و «حذيفة بن بدر الذّبيانى» ، تراهنا على خطر عشرين بعيرا، أيهما سبقت خيله أخذها من صاحبه، وجعلا الغاية مائة غلوة، والمضمار أربعين ليلة، والمجرى من «ذات الإصاد» «1» ، فأجرى «قيس» «داحسا» و «الغبراء» ، وأجرى «حذيفة» «قرزلا» - ويقال: الخطّار، والحنفاء- فوضعت «بنو فزارة» - رهط «حذيفة» - كمينا على الطريق، فردّوا «الغبراء» ولطموها، وكانت سابقة. فقال «قيس» : سبقت. ودفعوه عن ذلك، فوقع بينهم الشر. فقال «قيس» : أعطونا بعيرا واحدا ننحره لأهل الماء. فقال «حذيفة» : ما كنا لنقر لكم بالسبق. فلما رأى ذلك «قيس» رحل عنهم مفارقا لهم. ثم إن «قيسا» ، بعد ذلك بحين، أغار عليهم، فلقى «عوف بن بدر» أخا «حذيفة» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 606 فقتله ووداه مائة ناقة عشراء، وخرج «مالك بن زهير» ، يريد ناحية، فلقيه «حمل بن بدر» فقتله، فأرسل «قيس» إلى «حذيفة» : أن اردد علينا إبلنا، فقد قتلت «مالك بن زهير» ، ب «عوف بن بدر» . وكانت الإبل قد تناتجت عند «حذيفة» ، فدفعها دون أولادها. وأبت «بنو عبس» إلا إبلهم وأولادها، وهاجت الحرب بينهم إلى أن حمل الدماء بينهم «الحارث ابن عوف المري» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 607 قصص قوم جرى المثل بأسمائهم قوس حاجب: هو: حاجب بن زرارة. وكان أتى «كسرى» ، في جدب أصابهم بدعوة رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- عليهم فسأله أن يأذن له ولقومه أن يصيروا إلى ناحية من نواحي بلده، حتى يحيوا. فقال له «كسرى» : إنكم معشر «العرب» قوم غدر حرصاء، فإن أذنت لكم أفسدتم البلاد، وأغرتم على الرعية، وآذيتموهم. قال «حاجب» : فإنّي ضامن للملك ألّا يفعلوا. قال: فمن لي بأن تفي أنت؟ قال: أرهنك قوسى. فضحك من حوله. فقال «كسرى» : ما كان ليسلمها أبدا، فقبلها منه، وأذن لهم أن يدخلوا الريف. وأحيا الناس بدعوة رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- لهم. وقد مات «حاجب» ، فارتحل «عطارد بن حاجب» إلى «كسرى» يطلب قوس أبيه، فردها عليه، وكساه حلة. فلما وفد إلى رسول الله- صلّى الله عليه وسلم-/ 295/ في «بنى تميم» وأسلم، أهدى الحلة إلى رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- فلم يقبلها، فباعها بأربعة آلاف درهم من رجل من «اليهود» . وقال أبو اليقظان: القوس اليوم عند ولد «جعفر بن عمير بن عطارد بن حاجب» ، لأنهم أكبر ولده. باقل: الّذي يضرب به المثل بعيّه. هو من: بنى قيس بن ثعلبة. وكان اشترى عنزا بأحد عشر درهما، فقالوا له: بكم اشتريت العنز؟ ففتح كفّيه، وفرّق أصابعه، وأخرج لسانه- يريد أحد عشر- فلما عيّروه بذلك قال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 608 [متقارب] يلومون في حمقه باقلا ... كأنّ الحماقة لم تخلق فلا تكثروا العذل في عيّه ... فللعىّ أجمل بالأموق «1» خروج اللسان وفتح البنان ... أحبّ إلينا من المنطق قرط مارية يقال: «هي مارية بنت ظالم بن وهب بن الحارث بن معاوية الكندي» . وأختها «هند الهنود» ، امرأة «حجر آكل المرار الكندي» ، وابنها «الحارث الأعرج» الّذي ذكره «النابغة» في قوله: [رجز] والحارث الأعرج خير الأنام وإياها عنى «حسان بن ثابت» بقوله: [بسيط] أولاد جفنة حول [1] قبر أبيهم ... قبر ابن مارية الكريم المفضل خريم الناعم هو: خريم بن عمرو. من: بنى مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان. وابنه: عدي بن خريم. وابناه: عثمان، «وأبو الهند» أم أبناء «عمارة» . وقيل له: الناعم، لأنه كان يلبس الخلق في الصيف، والجديد في الشتاء. أم خارجة هي: أم خارجة بنت قراد. من «بجيلة» . كانوا يقولون لها: خطب؟ فتقول: نكح. [فقيل: أسرع من نكاح أم خارجة [2] وولدت ل «بكر بن عبد مناة» : الليث، والدّول، وعريجا. وهي أم: العنبر، والهجيم، وأسيّد. «2»   [1] هـ، و: «عند» . [2] تكملة من: ب، ط، ل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 609 وولدت أيضا في «بنى القين» من «اليمن» قوم يقال لهما: بنو الحرة. وولدت في «بهراء» . و «خارجة» ابنها، ولا يعلم ممن هو. حجام ساباط قال الأصمعي: ساباط «كسرى» بالعجمية: بلاش آباذ [1] . وبلاش [1] : اسم رجل. وإنما ضربوا به المثل في الفراغ، لأنه كانت تمرّ به الجيوش، فيحجمهم، من الكساد بنسيئة، حتى يرجعوا. 297/ شقائق النّعمان قال أبو محمد: شقائق «النّعمان» منسوبة إلى: النّعمان بن المنذر. وكان خرج إلى «الظّهر» «1» ، وقد اعتم نبته من بين أحمر وأخضر وأصفر، وإذا فيه من هذه الشقائق شيء كثير، فقال: ما أحسنها! احموها. فحموها، فسميت: شقائق النعمان. حديث خرافة حدّثنى أبو سفيان الغنوي، قال: حدّثنا سعيد بن عبد الله السلمي، قال: حدّثنا على بن أبى سارة، عن ثابت «2» ، عن أنس بن مالك:   [1] ب، ط، ق، ل، م: «بلاس» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 610 أن النبي- صلّى الله عليه وسلم- قال لعائشة: إن أصدق الأحاديث حديث «خرافة» . وكان رجلا من «بنى عذرة» سبته الجن، فكان يكون معهم، فإذا استرقوا السمع أخبروه، فيخبر به أهل الأرض، فيجدونه كما قال. برجان اللص هو: فضل بن برجان. مولى ل «بنى امرئ القيس» . وكان له صاحبان- يقال لهما: سهم، وسهام [1]- فقتلهما «مالك بن المنذر» . فقال «خلف بن خليفة» : [بسيط] إن كنت لم تسألى سهما [1] وصاحبه ... عن مالك فاسألى فضل بن برجان يخبرك عنه الّذي أوفى على شرف ... حتى أناف على دور وبنيان سحبان وائل هو منسوب إلى «وائل باهلة» ، وهو: وائل بن معن بن أعصر. وكان خطيبا، فضرب به المثل. قال الشاعر «1» في ضيف نزل به: [طويل] أتانا ولم نعدله [2] سحبان وائل ... بيانا وعلما بالذي هو قائل فما زال عنه اللّقم حتّى كأنه ... من العىّ لمّا أنّ تكلّم باقل وابنه «عجلان بن سحبان» . الّذي يقول في «طلحة الطلحات» : [مجزوء الكامل] منك العطاء فأعطنى ... وعليّ مدحك في المشاهد   [1] ق، م «بسام» . هـ، و: «سام» . [2] اللسان: «وما داناه» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 611 طفيل الّذي ينسب إليه الطفيليون هو: «طفيل» من أهل. «الكوفة» ، من ولد «عبد الله بن غطفان ابن سعد» . وكان يقال له. طفيل العرائس، لدخوله الأعراس وتتبّعه لها. كنز النّطف تقول العرب: لو كان عند فلان كنز النّطف ما عدا. هو رجل من «بنى يربوع» كان فقيرا، يحمل الماء على ظهره، فينطف- أي يقطر- وكان أغار على مال بعث به «باذان» من «اليمن» إلى «كسرى» ، فأعطى منه يوما حتى غابت الشمس، فضربته العرب مثلا. ندامة الكسعي هو رجل رمى فأصاب، فظنّ أنه أخطأ، فكسر قوسه. فلما علم ندم على كسر القوس. فضرب به المثل في كل أمر كان فيه ندم. مواعيد عرقوب كان «يعقوب» رجلا من «العماليق» ، فأتاه أخ له يسأل شيئا، فقال له «عرقوب» : إذا أطلع نخلي. فلما أطلع نخله أتاه، فقال: إذا أبلح. فلما أبلح أتاه، فقال: إذا أزهى. فلما أزهى أتاه، فقال: إذا أرطب. فلما أرطب أتاه، فقال: إذا صار تمرا. فلما صار تمرا، أخذه من الليل، ولم يعط أخاه شيئا. فضربت به «العرب» المثل في الخلف، قال الشاعر: «1» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 612 [طويل] وعدت وكان الخلف منك سجيّة ... مواعيد عرقوب أخاه بيترب «1» هكذا قرأته في كتاب «سيبويه» بالتاء وفتح الراء [1] . خفّا حنين كان «حنين» إسكافا من أهل «الحيرة» ، ساومه أعرابى بخفين، فاختلفا حتى أغضبه. فأراد أن يغيظ الأعرابي، فلما ارتحل أخذ «حنين» أحد الخفين فألقاه، ثم ألقى الآخر في موضع آخر من طريقه. فلما مر الأعرابي بأحدهما، قال: ما أشبه هذا بخف «حنين» ، ولو كان معه الآخر لأخذته، ومضى، فلما انتهى إلى الآخر، ندم على ترك الأول، وأناخ راحلته، فأخذه ورجع إلى الأول، وقد كمن له «حنين» ، فعمد إلى راحلته فذهب بها، وبما عليها. وأقبل الأعرابي، ليس معه غير الخفين. فقال له قومه: ما الّذي أتيت به؟ قال: بخفي «حنين» . فضربته «العرب» مثلا لمن جاء خائبا. عطر منشم قد اختلفوا في «منشم» ، وأحسن ما سمعت فيه، أنها امرأة كانت تبيع الحنوط في الجاهلية، فقيل للقوم إذا تحاربوا: دقّوا بينهم عطر منشم يراد: طيب الموتى.   [1] زاد ز: ب، ط، ل: وقال آخر: كانت مواعيد عرقوب لها مثلا ... وما مواعيدها إلا الأباطيل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 613 حمّام منجاب «1» هو ينسب إلى «منجاب» ابن راشد الضبيّ. ولهج الناس بذكره لقول القائل [1] : [بسيط] يا ربّ قائلة يوما وقد لغبت ... كيف الطريق إلى حمّام منجاب خليف الّذي تنسب إليه الفالوذجة الخليفية. هو: خليف بن عقبة. من «بنى ربيع ابن الحارث» - وهو: مقاعس- من «بنى تميم» . ويكنى: «أبا بكر» . كنّاه بذلك «محمد بن سيرين» ، وكان من أصحابه. وكان من أظرف أهل «البصرة» . وله بها عقب. 299/ سليم الّذي ينسب إليه: أصفر سليم. كان ل «عبد الله بن أبى بكرة» ثلاثة وكلاء يقال لهم: سليم الناصح، وسليم الغاش، وسليم الساحر. وهذا هو الّذي عمل أصفر سليم. سعيد الّذي تنسب إليه الثياب السّعيدية. هو: سعيد بن العاص بن سعيد. كان «على بن أبى طالب» - كرم الله وجهه-. قتل أباه «يوم بدر» ، وابنه «سعيد» غلام. فكساه رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- جبة. فبها سميت: الثياب السعيدية.   [1] هـ، و: «الشاعر» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 614 وكان «سعيد» أوّل من خش الإبل «1» في العظم. وولد له نحو من عشرين ابنا، وعشرين بنتا. ومن ولده: عمرو بن سعيد الأشدق. الّذي قتله «عبد الملك بن مروان» . ابن رغبان الّذي ينسب إليه: المسجد «2» ب «بغداد» . هو: مولى «حبيب بن مسلمة» ، من قريش، من «محارب بن فهر» وكان «حبيب» عظيم القدر، يلي الولايات، زمن «عثمان» و «معاوية» ، وهو ممن يعدّ في المشهورين بالطّول. 302/ رماة الحدق قد اختلفوا فيهم، فذكر بعضهم أنهم من «طيِّئ» . وقال آخرون: هم النّوبة، وهم يرمون بالنبل عن قسى عربية، فالعرب تسميهم «رماة الحدق» هم أصحاب إبل، وغم، وبقر، وخيل. عتاق كالعرب. الجوائز أصل الجائزة والجوائز، أن «قطن بن عبد عوف بن أصرم» من «بنى هلال ابن عامر بن صعصعة» ولى «فارس» ل «عبد الله بن عامر» ، فمر به «الأحنف بن قيس» في جيشه غازيا إلى «خراسان» فوقف لهم على «قنطرة الكر [1] » فجعل ينسب الرجل فيعطيه على قدر حسبه، وكان يعطيهم مائة مائة،   [1] اللسان: «جوز» : «قنطرة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 615 فلما كثروا عليه، قال: أجيزوهم، فأجيزوا. فهو أوّل من سن الجوائز. قال الشاعر: [وافر] فدى للأكرمين بنى هلال ... على علّاتهم عمّى وخالي [1] هم سنّوا الجوائز في معدّ ... فصارت سنة أخرى الليالي الأحابيش حلفاء قريش هم: «بنو المصطلق» ، و «الحيا بن سعد بن عمرو» ، و «بنو الهون بن خزيمة» ، اجتمعوا بذنب «حبشي» - وهو جبل بأسفل «مكة» - وتحالفوا باللَّه: إنا ليد على غيرنا ما سجى ليل، ووضح نهار، وما رسا «حبشي» مكانه. فسموا: أحابيش، باسم الجبل. وقال حماد الراوية: سموا «أحابيش» لاجتماعهم. والتجمع في كلام «العرب» هو التحبّش. الحمس هم: قريش، ومن دان بدينهم، من «كنانة» - وإنما التحمّس: التشدّد في الدين- وكانوا لا يستظلّون [2] أيام «منى» ، ولا يسؤون السمن، ولا يدخلون البيوت من أبوابها [وهم محرومون [3] ، ويقفون ب «المشعر» ، ولا يأتون «عرفة» ، ولا يلتقطون الجلّة [4] .   [1] اللسان: «أهلي ومالي» . [2] هـ، و: «يستطيبون» . وانظر: اللسان «حمس» والسيرة لابن هشام (1: 214) . [3] التكملة من «اللسان» . [4] اللسان: «ولا يلقطون الجلة» . ق، م: «ولا يلتقطون الحلة» . وقد ذكر ابن هشام وهو يتحدث عن «الحمس» أنهم كانوا يلقون ثيابهم وحللهم إذا فرغوا من الطواف، فلا يمسها أحد ولا يلتقطها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 616 القارظان تقول العرب: لا أفعل كذا، حتى يؤوب القارظان. أما الأوّل، فهو القارظ العنزي، وهو: يذكر بن عنزة. وكان «خزيمة بن نهد بن زيد» ، يهوى ابنته «فاطمة» . وهو القائل فيها: [وافر] إذا الجوزاء أردفت الثّريا ... ظننت بآل فاطمة الظّنونا وأن أباها خرج، يطلب القرظ، فلقيه «خزيمة» فقتله، فلم يرجع، ولم تعرف قصته، حتى قال «خزيمة» : [متقارب] فتاة كأنّ رضاب العبير ... بفيها يعلّ به الزّنجبيل / 303/ قتلت أباها على حبها ... فتبخل إن بخلت أو تنيل فلما قال هذين البيتين تحاربوا. و «القارظ» الآخر هو: أبو رهم [1]- رجل من «عنزة» - وكان عشق ابنة عم له، فالتقيا في أخذ القرظ، فاحتملها على بعيره، حتى وقع في «بنى ضابئ» [2] «همدان» وهم اليوم يدعون: بنى قارظ. ولهما يقول «أبو ذؤيب» : [طويل] وحتّى يؤوب القارظان كلاهما ... وينشر في القتلى [3] كليب بن وائل [4]   [1] ب، ط، ل: «قرظ» : «رهم» . [2] ب، ط، ل: «حي» . [3] ق، م: «الهلكى» . [4] ق، م، هـ، و: «لوائل» . وهي رواية اللسان وشرح القاموس. وما أثبتناه رواية الأصول والصحاح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 617 عمرو الّذي يقال فيه: شب عمرو عن الطوق و: «عمرو بن عدىّ بن نصر» ابن أخت «جذيمة الأبرش» ، وهو الّذي كان يقول: إذا جنى الكماة بين يدي خاله، وهو صبي: [رجز] هذا جناي وخياره [1] فيه ... وكلّ جان [2] يده إلى فيه واستهوته الجنّ حينا، ثم ظهر فوجده «مالك» و «عقيل» ، فانتسب لهما، فأتيا به «جذيمة» ، فسر به سرورا شديدا، وحكّمهما، فحكما منادمته. فهما ندماء «جذيمة» . قال «متمم بن نويرة التّيمي» يرثى أخاه: [طويل] وعشنا كندمانى جذيمة حقبة ... من الدّهر حتى قيل لن يتصدّعا وقال «أبو خراش الهذلي» : [طويل] ألم تعلمي أن قد تفرّق قبلنا ... خليلا صفاء مالك وعقيل وأن أمه نظّفته وألبسته ثياب الملوك، وطوّقته بطوق، وأمرته بزيارة خاله. فلما رأى خاله لحيته، والطوق في عنقه، قال: شب «عمرو» عن الطوق. وكانت «الزّباء» ، قتلت خاله، فأدرك «عمرو» و «قصير» ثأره، فقتلاها. الأكراد تذكر «العجم» أن «الأكراد» ، فضل طعم «بيوراسف» ، وذلك أنه كان يأمر أن يذبح له كل يوم إنسانان، ويتخذ طعامه من لحومهما، وكان له وزير يقال له: أرمائيل. وكان يذبح واحدا، ويستحيى واحدا: ويبعث به إلى جبال «فارس» ، فتوالدوا في الجبال وكثروا.   [1] ب، ط، ل: «وخيارى» . [2] اللسان «جنى» : «إذ» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 618 الخوز ذكر الأصمعي قال: الخوز: هم الفعلة الذين بنوا الصّرح ل «فرعون» ، واسمهم مشتق من اسم الخنزير، يقال لهم بالفارسية: خوك. 304/ اليهود إنما سموا: يهود، لأنهم انتسبوا لبعض الملوك، إلى: يهود بن يعقوب، لأمر خافوه. النصارى سموا: نصارى، باسم القرية التي نزل فيها «المسيح» ، وهي: ناصرة، من أرض «الخليل» . قولهم: على يدي عدل هو: عدل بن فلان. من «سعد العشيرة» . وكان على شرطة «تبع» ، فإذا غضب على رجل دفعه إليه. فقال الناس لكل شيء يخاف هلاكه. هو على يدي عدل. ويقال: إن العدل، هو: العدل بين يدي المتراهنين في الرهن، وإذا كان الشيء على يديه كان صاحبه على شرف غرم أو غنم. ومثله قولهم: هو على خطر، والخطر: ما يجعله المتقامران بينهما للقامر [1] . أكفر من حمار هو رجل من بقايا «عاد» ، وكان حمى موضعا من أرض «عاد» ، يقال له: «الجوف» ، ونزله، وكان فيه شجر وماء، وكان له بنون عشرة، فماتوا كلهم،   [1] ب، ط، ل: «للفائز» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 619 فغضب. وكفر كفرا عظيما، وقتل كل من وجده من المسلمين. فأقبلت نار من أسفل «الجوف» بريح عاصف، حتى أحرقت «الجوف» كله، وأحرقته ومن كان معه، فأصبح «الجوف» كأنه الليل، وغاض ماؤه، وصار ملعبا للجن، وهابه كل من كان يسلكه. فضربت «العرب» به المثل، فقالوا: واد كجوف الحمار. و: واد كجوف العير. وقالوا: أكفر من حمار. أحمق من دغة قال: اسمها: مارية بنت ربيعة. من: «عجل» . وكانت عند «جندب بن العنبر» ، فولدت له «عدي بن جندب» ، وكانت حمقاء حسناء، ولها في حمقها أخبار. الطّرة السّكينية هي تنسب إلى: سكينة بنت على بن أبى طالب، رضى الله تعالى عنهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 620 أديان العرب في الجاهلية كانت النّصرانية في: «ربيعة» ، و «غسّان» ، وبعض «قضاعة» . وكانت اليهودية في: «حمير» ، و «بنى كنانة» ، و «بنى الحارث بن كعب» ، و «كندة» . وكانت المجوسية في: «تميم» . منهم: زرارة بن عدس التميمي، وابنه: حاجب بن زرارة- وكان تزوّج ابنته ثم ندم. ومنهم: الأقرع بن حابس- وكان مجوسيّا، وأبو سود- جدّ: وكيع ابن حسان- كان مجوسيّا. وكانت الزندقة في «قريش» ، أخذوها من «الحيرة» . وكان «بنو حنيفة» اتخذوا في الجاهلية إلها من حيس «1» ، فعبدوه دهرا طويلا، ثم أصابتهم مجاعة فأكلوه، فقال رجل من «بنى تميم» : [خفيف] أكلت ربّها حنيفة من جوع ... قديم بها ومن إعواز وقال آخر: [مجزوء الكامل] أكلت حنيفة ربّها ... زمن التقحّم والمجاعة لم يحذروا من ربّهم ... سوء العواقب والتّباعه «2» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 621 الفرق الإباضية: من الخوارج. ينسبون «إلى عبد الله بن إباض» . وهو من: «بنى مرة ابن عبيد» من «بنى تميم» رهط «الأحنف بن قيس» . (300) الأزارقة: من الخوارج. ينسبون إلى «نافع بن الأزرق» . وهو من: الدّول ابن حنيفة. ولا عقب له. وقام بعده من «الخوارج» : عبيد الله بن الماحوز. فقتله «المهلب» بقرب «الأهواز» . البيهسية: من الخوارج. ينسبون إلى «أبى بيهس» . من «بنى سعد بن ضبيعة بن قيس» واسمه: هيضم بن جابر. وكان «عثمان بن حيان [1] » والى «المدينة» قطع يديه ورجليه الخشبيّة: من الرافضة. كان «إبراهيم بن الأشتر» لقي «عبيد الله بن زياد» وأكثر أصحاب «إبراهيم» معهم الخشب، فسموا: الخشبية. الكيسانية: من الرافضة. هم أصحاب «المختار بن أبى عبيد» ، ويذكرون أن لقبه: كيسان. السّبئية: من: الرافضة. ينسبون إلى: عبد الله بن سبإ. وكان أول من كفر من «الرافضة» وقال على ربّ العالمين. فأحرقه «على» وأصحابه بالنار.   [1] ب، ط: «أبان» . هـ، و: «جبان» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 622 المغيرية: من الرافضة، ينسبون إلى «المغيرة بن سعيد» ، مولى «بجيلة» . وكان سبئيّا، وكان يقول: لو شاء «عليّ» لأحيا «عادا» و «ثمود» ، والقرون بينهما. وخرج على «خالد بن عبد الله» ، فقتله وصلبه ب «واسط» عند «قنطرة العاشر» [1] . المنصورية: من الرافضة هم منسوبون إلى «أبى منصور الكسف» وسمى: كسفا، لأنه قال لأصحابه، فىّ نزل قول الله تعالى: (وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً من السَّماءِ ساقِطاً) 52: 44 «1» . ومنهم: الخنّاقون. الخطّابية: من الرافضة: هم ينسبون إلى «أبى الخطاب» . ولا أدرى ممن هو؟ غير أنه كان يأمر أصحابه أن يشهدوا على من خالفهم بالزّور في الأموال والدماء والفروج، وقال: إن دماءهم ونساءهم لكم حلال. الغرابية: من الرافضة. هؤلاء لم ينسبوا إلى رجل، وإنما قيل لهم: غرابية، لأنهم ذكروا أن «عليّا» كان أشبه بالنبيّ- صلّى الله عليه وسلم- من الغراب بالغراب، فغلط «جبريل» حين بعث إلى «على» ، لشبه النبي- صلّى الله عليه وسلم- به. الزّيدية: هم منتسبون إلى «زيد بن على» المقتول. وهم أقلّ الرافضة غلوّا، غير أنهم يرون الخروج مع كل من خرج.   [1] هامش «ق» : «خ: العباس» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 623 301/ أسماء الغالية من الرافضة أبو الطّفيل: صاحب راية «المختار» ، وكان آخر من رأى رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- موتا. و «المختار» ، و «أبو عبد الله الجدلي» ، و «زرارة بن أعين» ، و «جابر الجعفي» . الشيعة الحارث الأعور، وصعصعة بن صوحان، والأصبغ بن نباتة، وعطية العوفيّ، وطاووس، وسليمان الأعمش، وأبو إسحاق السّبيعىّ، وأبو صادق، وسلمة بن كهبل، والحكم بن عتيبة [1] ، وسالم بن أبى الجعد، وإبراهيم النّخعىّ، وحبّة [2] بن جوين، وحبيب بن أبى ثابت، ومنصور بن المعتمر، وسفيان الثوريّ، وشعبة ابن الحجاج، وفطر بن خليفة، والحسن بن صالح بن حىّ، وشريك، وأبو إسرائيل الملائى، ومحمد بن فضيل [3] ، ووكيع بن الجراح، وحميد الرّؤاسيّ، وزيد بن الحباب، والفضل بن دكين، والمسعودي الأصغر، وعبيد الله بن موسى، وجرير بن عبد الحميد، وعبد الله بن داود، وهشيم، وسليمان التيمي، وعوف الأعرابيّ، وجعفر الضّبعىّ [4] ، ويحيى بن سعيد القطان، وابن لهيعة، وهشام بن عمار، والمغيرة، صاحب إبراهيم، ومعروف بن خرّبوذ، وعبد الرزاق، ومعمر، وعلى ابن الجعد.   [1] ب، ط، ل: «عيينة» . وانظر: التهذيب (2: 432) . [2] الأصول: «جبة» بالجيم، تصحيف وانظر: التهذيب (2: 176) . [3] ب، ط، ل: «الفضلى» . انظر: التهذيب (9: 405) . [4] هـ، و: «الضبيعي» وانظر: التهذيب (2: 95) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 624 المرجئة إبراهيم التّيميّ، عمرو بن مرّة، در [1] الهمدانيّ، طلق بن حبيب، حماد بن أبى سليمان [2] ، أبو [3] حنيفة، صاحب الرأى، عبد العزيز بن أبى داود، وابنه عبد الحميد، خارجة بن مصعب، عمرو بن قيس الماصر، أبو معاوية الضرير، يحيى بن زكريا بن أبى زائدة، أبو يوسف، صاحب الرأى، محمد بن الحسن، محمد بن السائب، مسعر بن كدام. القدرية معبد الجهنيّ، عطاء بن ياسر، عمرو بن عبيد، غيلان القبطي، الفضل الرقاشيّ، عمرو بن فائد، وهب بن منبه- ثم رجع- قتادة، هشام الدّستوائى، سعيد بن أبى عروبة، حميد [4] الطويل، عوف بن أبى جميلة، إسماعيل بن مسلم المكىّ، عثمان بن مقسم البري، نصر بن عاصم. ابن أبى نجيح، خالد العبديّ، همام بن يحيى، مكحول الشامىّ، سعيد بن إبراهيم، نوح بن قيس الطاحي- وكان رافضيا أيضا- غندر، ثور بن زيد، عبّاد بن منصور، عبد الوارث التنوريّ، صالح المري، كهمس، عباد بن صهيب، خالد بن معدان، محمد ابن إسحاق.   [1] ب، ط، ل: «أبو ذر» . [2] هـ، و: «حماد بن سليمان» . وانظر: التهذيب (2: 16) . [3] ب، ط، ل: «أبو حنيفة الفقيه» . [4] هـ، و: «عثمان» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 625 كتاب الملوك ملوك اليمن قال أبو محمد: كان «يعرب بن قحطان» سار إلى «اليمن» في ولده وأقام بها، وهو أوّل من نطق بالعربية من ولد «آدم» ، وأوّل من حياه ولده بتحية الملوك: أبيت اللعن، وأنعم صباحا. و «اليمن» كلها من ولده. وولد ل «يعرب» : يشجب بن يعرب. وولد ل «يشجب» سبأ بن يشجب. وكانت الملوك في ولده. ويقال: إنه سمى: سبأ، لأنه أوّل من سبى السبي من ولد «قحطان» . فأوّل الملوك من ولده: حمير بن سبإ، ملك حتى مات/ 305/ هرما. ولم يزل الملك في ولد «حمير» لا يعدو ملكهم «اليمن» ، ولا يغزو أحد منهم، حتى مضت قرون، وصار الملك إلى «الحارث الرائش» . الحارث الرائش: وكان «الحارث» أوّل من غزا منهم، وأصاب الغنائم، وأدخلها «اليمن» ، وبين «الرائش» وبين «حمير» خمسة عشر أبا، فيما يقال. وسمى: الرائش، لأنه أدخل «اليمن» الغنائم والأموال والسبي، فراش الناس. وفي عصره مات «لقمان» صاحب النّسور. و «لقمان» ، هو الّذي بعثته «عاد» في وفدها إلى «الحرم» ليستسقي لها، فخير بقاء سبع بقرات سمر من أظب، أو عفر في جبل وعر، لا يمسها القطر، أو بقاء سبعة أنسر، كلما هلك منها نسر، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 626 خلف من بعده نسر. فاختار أعمار النسور، فكان آخر نسوره «لبد» . وقد ذكرته الشعراء. قال النابغة: [بسيط] أضحت خلاء وأضحى أهلها احتملوا ... أخنى عليها الّذي أخنى على لبد وقال «لبيد بن ربيعة العامري» : [بسيط] لما رأى لبد النّسور تطايرت ... رفع القوادم كالفقير الأعزل والشعراء تنسبه إلى «عاد» ويقال: إنه عمر ألفى سنة، وأربعمائة ونيفا وخمسين سنة. وكان أقصى أثر «الرائش» في غزوة الأوّل «الهند» ، ثم غزا بعد ذلك «الترك» ب «أذربيجان» وما يليها، وسبى الذرية. ثم أقبل. وقد ذكر «الرائش» نبينا- صلّى الله عليه وسلم- في شعر له، ذكر فيه من يملك منهم ومن غيرهم، فقال: [وافر] ويملك بعدهم رجل عظيم ... نبيّ لا يرخّص في الحرام يسمّى أحمدا ياليت أنّى ... أعمّر بعد مخرجه بعام وكان ملكة مائة سنة، وخمسا وعشرين سنة. أبرهة بن الرائش: ثم ملك بعده ابنه «أبرهة بن الرائش» ، وكان يقال له: ذو المنار. لأنه أوّل من ضرب المنار على طريقه في مغازيه، ليهتدى بها إذا رجع. وكان ملكه مائة وثلاثا وثمانين سنة. (306) إفريقيس [1] بن أبرهة: ثم ملك بعده ابنه «إفريقيس بن أبرهة بن الرائش» ، فغزا نحو «المغرب» في أرض «بربر» ، حتى انتهى إلى «طنجة» ونقل البربر من أرض «فلسطين» ،   [1] ب، ط، ل: «إفريقيش» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 627 و «مصر» ، والساحل إلى مساكنهم اليوم. وكانت «البربر» بقية من قتل «يوشع بن نون» . و «إفريقيس» هو الّذي بنى «إفريقية» ، وبه سميت، وكان ملكه مائة وأربعا وستين سنة. العبد بن أبرهة: ثم ملك بعده أخوه «العبد بن أبرهة» . وهو ذو: الأذعار. سمى بذلك لأنه كان غزا «بلاد النسناس» ، فقتل منهم مقتله عظيمة ورجع إلى «اليمن» من سبيهم بقوم وجوههم في صدورهم، فذعر الناس منهم، فسمى: ذا الأذعار. وكان هذا في حياة أبيه، فلما ملك أصابه الفالج، فذهب شقه قبل غزوة. وكان ملكه خمسا وعشرين سنة. هداد بن شرحبيل: ثم ملك بعده «هداد بن شرحبيل بن عمرو بن الرائش» ، وهو أبو «بلقيس» صاحبة «سليمان» - عليه السلام. ويقال: إنه نكح امرأة من الجن، فولدت له «بلقيس» ، فلم يلبث إلا يسيرا حتى هلك، فلما حضرته الوفاة جعل الملك لها بعده. بلقيس: فملكت «بلقيس» ، وكانت من أفضل [1] الناس في زمانها، وأعقلهم وأحزمهم، فكان من أمرها وأمر «سليمان» عليه السلام ما قصه الله- عز وجل- علينا في كتابه. ويقال إن «سليمان» تزوّجها، فولدت له «داود بن سليمان» ، ومات في حياة أبيه.   [1] هـ، و: «أجمل» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 628 ويقال: بل تزوّجها رجل من المقاول وسرّحها إلى ملكها، وكان يأتى بلدها في كل شهر. ويقال: إن مدة «سليمان» ، كانت في ملكه أربعين سنة. ويقال: أربعا وعشرين سنة. وماتت «بلقيس» بعده بمدة يسيرة. ياسر بن عمرو: ثم ملك بعدها: «ياسر بن عمرو» بن يعفر بن عمرو بن شرحبيل. ويعرف «بياسر النعم» ، لإنعامه على الناس. ورد الملك إليهم بعد «سليمان» - عليه السلام. وكان شديد السلطان، قويا في أمره، وخرج غازيا نحو «المغرب» ، حتى أتى وادي الرمل الجاري، فوجه جيشا في الرمل فهلكوا فيه، ولم يعد منهم أحد، فأمر بصنم نحاس فعمل، وكتب عليه بالمسند: ليس ورائي مذهب. ورجع. وكان ملكه خمسا وثمانين سنة. شمر بن إفريقيش: ثم ملك بعده: «شمر» بن إفريقيش بن أبرهة بن الرائش. وهو [307] الّذي يدعى: «شمر يرعش» ، وذلك لارتعاش كان به. وخرج في جيش عظيم حتى دخل أرض «العراق» ، ثم توجه يريد «الصين» ، فأخذ على طريق «فارس» ، و «سجستان» ، و «خراسان» ، فافتتح «المدائن» . والقلاع، وقتل وسبى، ودخل مدينة «الصغد» ، فهدمها- فسميت «شمركند» - أي: شمر أخربها. وأعربها الناس، فقالوا: سمرقند-، ثم عاد، وكان ملكه مائة وسبعا وثلاثين سنة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 629 الأقرن بن شمر: ثم ملك بعده ابنه «الأقرن بن شمر يرعش» ، فغزا بلاد الروم، وكان أهلها يومئذ يعبدون الأوثان، ووغل فيها حتى بلغ «وادي الياقوت» ، فمات قبل أن يدخله، ودفن هناك. وكان ملكه ثلاثا وخمسين سنة. تبع بن الأقرن: ثم ملك بعده ابنه «تبع بن الأقرن بن شمر يرعش» ، وهو «تبع الأكبر» ، وأوّل التبابعة. فأقام عشرين سنة لا يغزو، وأتاه عن «الترك» ما كره، فسار إليهم على جبلي «طيِّئ» ، ثم على «الأنبار» ، وهو الطريق الّذي سلكه «الرائش» ، فلقيهم في حد «أذربيجان» ، فهزمهم، وسبى منهم، ورجع. ثم غزا «الصين» ، ثم رجع وخلف ب «التبت» جيشا عظيما رابطة، فأعقابهم «بالتبت» يعرفون ذلك. و «تبع» هذا هو القائل: [كامل] منع البقاء تقلّب الشمس ... وطلوعها من حيث لا تمسى وطلوعها بيضاء صافية ... وغروبها صفراء كالورس تجرى على كبد السماء كما ... يجرى حمام الموت في النّفس اليوم نعلم [1] ما يجئ به ... ومضى بفصل قضائه أمس وبعض الرواة يذكرون أن هذا الشعر لأسقف «نجران» ، وكان ملكه مائة وثلاثا وستين سنة.   [1] ق، م: «تعلم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 630 كليكرب بن تبع الأكبر: ثم ملك بعده «كليكرب بن تبع الأكبر» ، وكان ضعيفا صغير الهمة، لم يغز حتى مات. وكان ملكه خمسا وثلاثين سنة. تبع بن كليكرب: ثم ملك بعده ولده «تبع بن كليكرب» ، وهو «أسعد أبو كرب» وهو «تبع» الأوسط، فأكثر الغزو، ولم يدع مسلكا سلكه آباؤه إلا سلكه، وكان يغزو بالنجوم/ 308/ ويسير بها ويمضى أموره بدلالتها. وطالت مدته، واشتدت وطأته، وملّته «حمير» ، وثقل عليهم ما كان يأخذهم به من الغزو، فسألوا ابنه «حسان بن تبع» أن يمالئهم على قتله ويملكوه، فأبى ذلك عليهم فقتلوه، ثم ندموا على قتله، فاختلفوا فيمن يملكون بعده، حتى اضطرتهم الأمور إلى أن يملكوا ابنه «حسانا» ، فملكوه، وأخذوا عليه موثقا ألا يؤاخذهم بما كان منهم في أبيه. ويقال: إن «تبعا» هذا هو الّذي آمن برسول الله- صلّى الله عليه وسلم- وقال: [متقارب] شهدت على أحمد أنه ... رسول من الله بارى النّسم فلو مد عمري إلى عمره ... لكنت وزيرا له وابن عم وأنه كسا البيت الأقطاع [1] .   [1] زادت: ب، ط، ل: «وقال في ذلك: وكسوت بيت الله غير كسائه ... حذر العقاب ليرحم الرحمن ومقالة الحبرين واليوم الّذي ... يتلى الكتاب وينصب الميزان» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 631 ويقال بل «تبع الآخر» [فعل ذلك [1] . وكان ملك «تبع الأوسط» ثلاثمائة وعشرين سنة. حسان بن تبع: ثم ملك ابنه «حسان بن تبع» ، وهو الّذي بعث إلى «جديس» ب «اليمامة» فأبادها، وكانت «طسم» و «جديس» تنزل «اليمامة» ، وكان لها ملك من «طسم» ، قد ساءت سيرته، وكانوا لا يزوّجون امرأة من «جديس» ، إلا بعث بها إليه ليلة إهدائها فافترعها قبل زوجها. فوثبت «جديس» على «طسم» ، وهي غارّة، فقتلت منها مقتلة عظيمة، وقتلت ذلك الملك. ومضى رجل من «طسم» إلى «حسان بن تبع» يستصرخه، فوجه «حسان» جيشا إلى «اليمامة» ، واسم «اليمامة» ، يومئذ «جو» وبها امرأة يقال لها: اليمامة [2] ، تبصر الركب من مسيرة ثلاثة أيام. وباسمها سميت: جو اليمامة. فلما خافوا أن تبصرهم قطعوا الشجر، وجعل كل رجل منهم بين يديه شجرة، فنظرت «اليمامة» ، فقالت: يا معشر «جديس» ، لقد سار إليكم الشجر، ولقد أتتكم «حمير» . قالوا: ما ذاك؟! قالت: أرى في الشجر رجلا معه كتف يأكلها أو نعل يخصها، فكذبوها. فصبحتهم «حمير» . وأوقعت بهم وقعة أفنتهم إلا يسيرا. وقد ذكرت الشعراء قصة المرأة، قال الأعشى: [بسيط] ما نظرت ذات أشفار كما نظرت ... يوما ولا نظر الذئبى «1» إذ سجعا   [1] تكملة من: ب، ط، ق، ل، م. [2] ب، ط، ل، هـ، و: «زرقاء اليمامة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 632 / 309/ قالت أرى رجلا في كفّه كتف ... أو يخصف النعل لهفي أية صنعا فكذّبوها بما قالت فصبّحهم ... ذو آل حسّان يزجى السّم والسّلعا «1» [1] فاستنزلوا أهل جوّ من مساكنهم ... وهدّموا رافع [2] البنيان فاتضعا ولم يزل «حسان بن تبع» ، يتجنى على قتلة أبيه، فقتلهم واحدا واحدا، وأخذهم بالغزو، واشتدّ عليهم، فأتوا أخاه «عمرو بن تبع» ، فبايعهم وبايعوه على قتل أخيه، وتمليكه بعده، خلا رجل من أشرافهم، يقال له: ذو رعين، فإنه نهاه عن ذلك، وحذره سوء العاقبة، وأعلم أنه إن فعل ذلك منع منه النوم، فلم يقبل منه، فقتل أخاه «حسانا» . عمرو بن تبع: وملك «عمرو بن تبع» ، فمنع منه النوم، فشكا ذلك، فقيل له: إن النوم لا يأتيك، أو تقتل قتلة أخيك. فنادى في جميع أهل مملكته: إن الملك يريد أن يعهد عهدا غدا، فاجتمعوا، وأقام لهم الرجال، وقعد في مجلس الملك، ثم أمرهم أن يدخلوا خمسة خمسة، وعشرة عشرة، فإذا دخلوا، عدل بهم فقتلوا، حتى أتى على عامة القوم، وأدخل «ذو رعين» ، فلما رآه أذكره ما كان قال له، وأنشد شعرا له يقول فيه: [وافر] ألا من يشترى سهرا بنوم ... سعيد من يبيت قرير عين فإن تك حمير غدرت وخانت ... فمعذرة الإله لذي رعين   [1] الديوان: «الموت والشرعا» . والشرع: السهام. [2] ب، ط، ل: «يافع» . هـ، و: «نافع» . الديوان: «شاخص» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 633 فأمر بتخليته، وأكرمه وقرّبه واختصه. واضطربت عليه أموره، وترك الغزو، فسمى: موثبان، لقعوده- والوثاب: الفراش، أرادوا أنه لزم الفراش. وفي ملكه تزوّج «عمرو بن حجر الكندي» جد «امرئ القيس» الشاعر، بنت «حسان بن تبع» ، فولدت له: الحارث بن عمرو بن حجر. وكان «عمرو ابن حجر» سيد «كندة» ، وكان يخدم أباها «حسان بن تبع» ، وفي زمانه انتقل «عمرو بن عامر مزيقياء» ، وولده، ومن اتبعه من أرض «اليمن» ، حين أحس ب «سيل العرم» . و «عمرو بن عامر» هو أبو «خزاعة» ، وأبو «الأوس» ، و «الخزرج» ، وكان ملكه ثلاثا وثلاثين سنة. عبد كلال بن مثوب: ثم ملك بعده «عبد كلال بن مثوب» ، وكان مؤمنا على دين عيسى- عليه السلام- ويسرّ إيمانه. وكان ملكه أربعا وسبعين سنة. / 310/ تبع بن حسان: ثم ملك بعده «تبع بن حسان بن تبع بن كليكرب بن تبع بن الأقرن» ، وهو «تبع الأصغر» ، آخر «التبابعة» ، وكان مهيبا، فبعث ابن أخته «الحارث بن عمرو بن حجر الكندي» ، وهو جد «امرئ القيس» الشاعر، إلى «معد» ، وملكه عليهم، وسار إلى «الشام» ، وملوكها «غسان» ، فأعطته المقادة، واعتذروا من دخولهم إلى النصرانية، وصاروا إلى ابن أخته «الحارث بن عمرو» ، وهو «بالمشقر» من ناحية «هجر» ، فأتاه قوم كانوا وقعوا إلى «يثرب» ، ممن خرج مع «عمرو بن عامر مزيقياء» ، وخالفوا «اليهود» «بيثرب» ، فشكوا اليهود وذكروا سوء مجاورتهم لهم، ونقضهم الشرط الّذي شرطوه لهم عند نزولهم، ومتوا إليه بالرحم، فأحفظه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 634 ذلك، فسار إلى «يثرب» ، ونزل في سفح «أحد» ، وبعث إلى اليهود، فقتل منهم ثلاثمائة وخمسين رجلا صبرا، وأراد إخرابها، فقام إليه رجل من اليهود، قد أتت له مائتان وخمسون سنة، فقال له: أيها الملك مثلك لا يقتل على الغضب، ولا يقبل قول الزور، وأمرك أعظم من أن يطير بك نزق، أو يسرع بك لجاج، وإنك لا تستطيع أن تخرب هذه القرية. قال: ولم؟ قال: لأنها مهاجر نبيّ من ولد «إسماعيل» يخرج من عند هذه البنية- يعنى البيت الحرام- فكف «تبع» عن ذلك، ومضى يريد «مكة» ، ومعه هذا اليهودي، ورجل آخر من اليهود عالم، وهما الحبران، فأتى «مكة» ، وكسا البيت، وأطعم الناس، وهو القائل: [خفيف] فكسونا البيت الّذي حرّم الله ... ملاء معضّدا وبرودا ويقول قوم: إن قائل هذا هو تبع الأوسط. ثم رجع إلى «اليمن» ، ومعه الحبران، وقد دان بدينهما، وآمن «بموسى» وما نزل في التوراة، وبلغ ذلك أهل «اليمن» ، فاختلفوا عليه، وامتنعوا عن متابعته على دينه، فحاكمهم إلى النار، بأن دخلها الحبران وقوم منهم فأحرقتهم، وسلم الحبران والتوراة، فانقادوا له وتابعوه، فبذلك دخلت اليهودية «اليمن» . و «تبع» هذا هو الّذي عقد الحلف بين «اليمن» و «ربيعة» . وكان ملكه ثمانيا وسبعين سنة. مرثد بن عبد كلال: ثم ملك بعده «مرثد بن عبد كلال» ، وهو أخو «تبع» لأمه، وكان ذا رأى وبأس وجود، وبعده تفرّق ملك «حمير» ، فلم يعد ملكهم «اليمن» ، وأهلها. وكان ملكه إحدى وأربعين سنة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 635 [311] وليعة بن مرثد: ثم ملك بعده ولده: وليعة بن مرثد. وكان عاقلا، حسن التدبير. وكان ملكه سبعا وثلاثين سنة. أبرهة بن الصباح: ثم ملك بعده «أبرهة بن الصباح» . وكان عالما جوادا، وكان يعلم أن الملك كائن في بنى «النضر بن كنانة» ، فكان يكرم «معدا» . وملك ثلاثا وسبعين سنة. حسان بن عمرو بن تبع: ثم ملك: «حسان بن عمرو» ، وهو الّذي أتاه «خالد بن جعفر بن كلاب العامري» في أسارى قومه، فأطلقهم. ومدحه «خالد» . وكان ملكه سبعا وخمسين سنة. ذو شناتر: ثم ملك بعده رجل ليس من أهل بيت الملك، ولكنه من أبناء المقاول، يقال له: «ذو شناتر» ، وكان غليظا فظا، قتالا، ولا يسمع بغلام قد نشأ من أبناء الملوك إلا بعث إليه فأفسده، وأنه بعث إلى غلام منهم، يقال له: «ذو نواس» ، وكانت له ذؤابتان تنوسان على عاتقه، بهما سمى «ذو نواس» فأدخل عليه، ومعه سكين لطيفة، فلما دنا منه، يريده على الفاحشة، شق بطنه، واحتز رأسه. وكان ملك «ذو شناتر» سبعا وعشرين سنة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 636 ذو نواس: ولما بلغ «حمير» ما فعل «ذو نواس» ، قالوا: ما نرى أحدا أحق بالملك ممن أراحنا منه، فملكوا «ذو نواس» ، وهو صاحب الأخدود الّذي ذكره الله تعالى في كتابه «1» ، وكان على اليهودية، فبلغه عن أهل «نجران» أنهم قد دخلوا في النصرانية برجل أتاهم من قبل «آل جفنة» - ملوك «غسان» - فعلمهم إياها، فسار إليهم بنفسه حتى عرضهم على أخاديد احتفرها في الأرض، وملأها جمرا، فمن تابعه على دينه خلى عنه، ومن أقام على النصرانية قذفه فيها، حتى أتى بامرأة معها صبي له سبعة أشهر، فقال لها: يا أمة، امضى على دينك- فإنه لا نار بعدها، فرمى بالمرأة وابنها في النار وكف. ومضى رجل من «اليمن» يقال له: ذو ثعلبان، في البحر إلى ملك «الحبشة» وهو على النصرانية- فخبره بما فعل «ذو نواس» بأهل دينه، فكتب ملك «الحبشة» إلى «قيصر» / 312/ يعلمه ذلك، ويستأذنه في التوجه إلى «اليمن» ، فكتب إليه يأمره بأن يصير إليها، وأعلمه بأنه سيظهر عليها، وأمره أن يولّى «ذو ثعلبان» [1] أمر قومه، ويقيم فيمن يقيم معه ب «اليمن» . فأقبل ملك «الحبشة» في سبعين ألفا من الرجال، فجمع له «ذو نواس» ، وحاربهم، فهزموه. وقتلوا بشرا كثيرا من أصحابه، ومضى منهزما وهو في أثره حتى أتى البحر، فاقتحم فيه، فغرق هو وبقية أصحابه، وكان آخر العهد به. ثم قام مكانه «ذو جدن الحميري» ، فقاتلوه وهزموه أيضا، حتى ألجئوه إلى البحر، فاقتحم فيه، فغرق ومن تبعه من أصحابه. وكان ملك «ذو نواس» ثمانيا وستين سنة.   [1] ق، م: «ثعلبان» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 637 ملوك الحبشة باليمن وأقامت: الحبشة ب «اليمن» ، مع «أبرهة الأشرم» ، وهو الّذي أراد هدم «الكعبة» ، فسار إليها ومعه الفيل، فأهلك الله جيشه بالطير الأبابيل، ووقعت في جسده الأكلة، فحمل إلى «اليمن» ، فهلك بها. وفي ذلك العصر، ولد النبيّ- صلّى الله عليه وسلم. يكسوم بن أبرهة: وملك بعده «يكسوم بن أبرهة» ، وساءت سيرة «الحبشة» في «اليمن» وركبوا منهم العظائم، فخرج «سيف بن ذي يزن» ، حتى أتى «كسرى أنوشروان ابن قباذ» في آخر أيام ملكه- هكذا تقول الأعاجم في سيرها، وأنا أحسبه «هرمز بن أنوشروان» على ما وجدت في التاريخ- فشكا إليه ما هم فيه من «الحبشة» ، وسأله أن يبعث معه جندا لمحاربتهم. فوجه معه قائدا- يقال له: «وهرز» في سبعة آلاف وخمسمائة رجل، فساروا نحوهم في البحر، وسمع أهل «اليمن» بمسيرهم، فأتاهم منهم خلق كثير، فحاربوا الحبشة، فهزموهم. وقتلوهم ومرقوهم، ولم يرجع منهم أحد إلى أرضهم، وسبوا نساءهم، وذراريهم. واختلفوا في مكث «الحبشة» في «اليمن» اختلافا متفاوتا. سيف بن ذي يزن: وأقام «سيف بن ذي يزن» ملكا من قبل «كسرى» ، يكاتبه، ويصدر في الأمور عن رأيه إلى أن قتل، وكان سبب قتله، أنه كان اتخذ من أولئك «الحبشة» خدما، فخلوا به يوما، وهو في متصيد له، فزرقوه بحرابهم. فقتلوه، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 638 وهربوا في رءوس الجبال، وطلبهم أصحابه، فقتلوهم جميعا. وانتشر الأمر «باليمن» . ولم يملكوا أحدا غير أن/ 313/ أهل كل ناحية ملكوا عليهم رجلا من «حمير» ، فكانوا كملوك «الطوائف» ، حتى أتى الله بالإسلام. ويقال: إنها لم تزل في أيدي ملوك «فارس» ، وأن النبي- صلّى الله عليه وسلم- بعث «باذان» عامل «أبرويز» عليها، ومعه قائدان من قوّاد «أبرويز» يقال لهما: فيروز، و «ذادويه» ، فأسلموا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 639 ملوك الشام قال أبو محمد: أوّل من دخل «الشام» من العرب: سليح، وهو من «غسان» - ويقال من «قضاعة» ، فدانت بالنصرانية، وملك عليها ملك «الروم» رجلا منهم. يقال له «النعمان بن عمرو بن مالك» - ثم ملك بعده ابنه «مالك» ، ثم ابنه «عمرو» ، ولم يملك منهم غير هؤلاء الثلاثة. فلما خرج «عمرو بن عامر مزيقياء» من «اليمن» في ولده وقرابته، ومن تبعه من «الأزد» ، اتبعوا بلاد «عك» ، وملكهم يومئذ «سملقة» ، وسألوهم أن يأذنوا لهم في المقام حتى يبعثوا من يرتادون لهم المنازل، ويرجعون إليهم. فأذنوا لهم، فوجه «عمرو بن عامر» ثلاثة من ولده: الحارث بن عمرو، ومالك بن عمرو، وحارثة بن عمرو. ووجه غيرهم روّادا. فمات «عمرو بن عامر» بأرض «عك» ، قبل أن يرجع إليه ولده وروّاده، واستخلف ابنه «ثعلبة بن عمرو» ، وأن رجلا من «الأزد» ، يقال له: جذع بن سنان- احتال في قتل «سملقة» ، ووقعت الحرب بينهم، فقتلت «عك» أبرح قتل، وخرجوا هاربين. فعظم ذلك على «ثعلبة بن عمرو» ، فحلف ألا يقيم، فسار ومن اتبعه حتى انتهوا إلى «مكة» ، وأهلها يومئذ «جرهم» ، وهم ولاة البيت، فنزلوا «بطن مر» ، وسألوهم أن يأذنوا لهم في المقام معهم، فقاتلتهم «جرهم» ، فنصرت «الأزد» عليهم، فأجلوهم عن «مكة» ، ووليت «خزاعة» البيت. فلم يزالوا ولاته، واشتدّت شوكتهم، وعظم سلطانهم، حتى أحدثوا أحداثا، ونصبوا أصناما. ثم سار «قصي» إلى «مكة» ، فحارب «خزاعة» بمن تبعه، وأعانه «قيصر» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 640 عليها، وصارت ولاية البيت له ولولده، فجمع «قريشا» ، وكانت في الأطراف والجوانب، فسمى «مجمعا» وأقامت «الأزد» زمانا، فلما رأوا ضيق العيش ب «مكة» ، شخصوا، وانخرعت عنها «خزاعة» لولاية البيت، فصار بعضهم إلى السواد، فملكوا بها عليهم: «مالك بن فهم» أبا «جذيمة بن مالك الأبرش» [1] ومن/ 314/ تبعه. وصار قوم إلى «يثرب» ، فهم: «الأوس» و «الخزرج» . وصار قوم إلى «عمان» ، وصار قوم إلى «الشام» ، فهم: «آل جفنة» ملوك «الشام» . وصار «جذع بن سنان» قاتل «سملقة» ، إلى «الشام» أيضا، وبها «سليح» ، فكتب ملك «سليح» إلى «قيصر» يستأذنه في إنزالهم. فأذن له على شروط شرطها لهم، وأن عامل «قيصر» ، قدم عليهم ليجبيهم، فطالبهم- وفيهم «جذع» - فقال له «جذع» : خذ هذا السيف رهنا أن نعطيك. فقال له العامل: اجعله في كذا وكذا من أمك، فاستل «جذع» السيف فضرب به عنقه. فقال بعض القوم: «خذ من جذع ما أعطاك» . فذهبت مثلا. فمضى كاتب العامل إلى «قيصر» فأعلمه، فوجه إليهم ألف رجل، وجمع له «جذع» من «الأزد» من أطاعه، فقاتلوهم، فهزموا «الروم» ، وأخذوا سلاحهم، وتقوّوا بذلك، ثم انتقلوا إلى «يثرب» ، وأقام «بنو جفنة» ب «الشام» وتنصروا. ولما صار «جذع» إلى «يثرب» ، وبها اليهود، حالفوهم، وأقاموا بينهم على شروط. فلما نقضت اليهود الشروط، أتوا «تبعا الآخر» ، فشكوا إليه ذلك، فسار نحو «اليهود» حتى قتل منهم، وقد تقدّم ذكر هذا. وخرجت «طيئ» من بلاد «اليمن» ، بعد «عمرو بن عامر»   [1] هـ، و: «فملكوا بها منهم جذيمة بن مالك الأبرش» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 641 بمدّة يسيرة، فنزلت «الجبلين» : «أجأ» و «سلمى» ، وحالفتها «بنو أسد» بعد إذلال من «طيِّئ» لها وقهر. فأوّل من ملك «الشام» من «آل جفنة» : الحارث بن عمرو بن محرق: وقد اختلف النساب فيما بعد «عمرو» من نسبه. وسمى «محرقا» ، لأنه أوّل من حرق «العرب» في ديارهم، فهم يدعون: «آل محرق» ، وهو: «الحارث الأكبر» ، ويكنى: «أبا شمر» . الحارث بن أبى شمر: ثم ملك بعده «الحارث بن أبى شمر» ، وهو: «الحارث الأعرج بن الحارث الأكبر» . وأمة «مارية ذات القرطين» . وكان خير ملوكهم، وأيمنهم طائرا، وأبعدهم مغارا، وأشدّهم مكيدة، وكان غزا «خيبر» فسبى من أهلها، ثم أعتقهم، بعد ما قدم «الشام» ، وكان سار إليه «المنذر بن ماء السماء» في مائة ألف. فوجه إليهم مائة رجل، فيهم «لبيد» الشاعر، وهو غلام. وأظهر أنه إنما بعث بهم لمصالحته، فأحاطوا برواقه/ 315/ فقتلوه، وقتلوا من معه في الرواق، وركبوا خيلهم، فنجا بعضهم، وقتل بعض، وحملت خيل «الغسانيين» على عسكر «المنذر» ، فهزموهم. وكانت له بنت يقال لها: «حليمة» ، وكانت تطيّب أولئك الفتيان يومئذ، وتلبسهم الأكفان والدروع، وفيها جرى المثل: «ما يوم حليمة بسر» . وكان فيما أسر يومئذ أسارى من «بنى أسد» ، فأتاه «النابغة الذبيانيّ» فسأله إطلاقهم، فأطلقهم، وأتاه «علقمة بن عبدة» في أسارى من «بنى تميم» ، وفي أخيه «شأس بن عبدة» ، فأطلقهم، وفيه يقول «علقمة» : الجزء: 1 ¦ الصفحة: 642 [طويل] إلى الحارث الوهّاب أعملت ناقتي ... بكلكلها والقصريين وجيب وفي كل حىّ قد خبطت بنعمة ... فحقّ لشأس من نداك ذنوب «1» فقال الحارث: نعم، وأذنبة. الحارث بن الحارث بن الحارث: ثم ملك بعده «الحارث الأصغر بن الحارث الأعرج بن الحارث الأكبر» - وكان له إخوة، منهم: النعمان بن الحارث- وهو الّذي قال فيه «النابغة» : [رجز] هذا غلام حسن وجهه ... مستقبل الخير سريع التّمام للحارث الأكبر والحارث الأصغر ... والحارث الأعرج خير الأنام وله يقول النابغة أيضا، وكان خرج غازيا: [طويل] إن يرجع النعمان نفرح ونبتهج ... ويأت معدّا ملكها وربيعها ويرجع إلى غسّان ملك وسؤدد ... وتلك المنى لو أننا نستطيعها وكان ل «لنعمان بن الحارث» ثلاثة بنين: «حجر بن النعمان» - وبه كان يكنى- و «النعمان بن النعمان» ، و «عمرو بن النعمان» . وفيهم يقول «حسان بن ثابت» : [مديد] من يغرّ الدّهر أو يأمنه ... من قتيل بعد عمرو وحجر ملكا من جبل الثلج إلى ... جانبي أيلة من عبد وحرّ ومن ولد «الحارث الأعرج» أيضا «عمرو بن الحارث» ، الّذي كان «النابغة» ، صار إليه حين فارق «النعمان بن المنذر» ، وله يقول «النابغة» : [طويل] / 316/ عليّ بعمرو نعمة بعد نعمة ... لوالده ليست بذات عقارب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 643 وكان يقال ل «عمرو» : أبو شمر الأصغر. ومن ولده: «المنذر بن الحارث» ، و «الأيهم بن الحارث» ، و «الأيهم» هذا، أبو «جبلة بن الأيهم» ، و «جبلة» آخر ملوك «غسان» ، وكان طوله اثنى عشر شبرا، وكان إذا ركب مسحت قدمه الأرض، وأدرك الإسلام، فأسلم في خلافة «عمر بن الخطاب» ، ثم ارتد، وتنصر بعد ذلك ولحق ب «الروم» . وكان سبب تنصره أنه مر في سوق «دمشق» ، فأوطأ رجلا فرسه، فوثب الرجل فلطمه، فأخذه «الغسانيون» ، فأدخلوه على «أبى عبيدة بن الجراح» ، فقالوا: هذا لطم سيدنا. فقال «أبو عبيدة بن الجراح» : البينة أنّ هذا لطمك. قال: وما تصنع بالبينة؟ قال: إن كان لطمك لطمته بلطمتك. قال: ولا يقتل؟ قال: لا. قال: ولا تقطع يده؟ قال: لا. إنما أمر الله بالقصاص، فهي لطمة بلطمة، فخرج «جبلة» ولحق بأرض «الروم» وتنصر. ولم يزل هناك إلى أن هلك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 644 ملوك الحيرة أوّل ملوك الحيرة: مالك بن فهم بن غنم بن دوس: من «الأزد» ، وكان قد خرج من «اليمن» مع «عمرو بن عامر مزيقياء» ، حين أحسوا بسيل العرم. فلما صارت «الأزد» إلى «مكة» ، وغلبوا «جرهم» على ولاية البيت، أقاموا زمانا ثم خرجوا، إلا «خزاعة» ، فإنّها أقامت على ولاية البيت، فصار «مالك بن فهم» إلى «العراق» ، فأقام «ملكا» على «العراق» عشرين سنة، ثم هلك، وملك ابنه. جذيمة بن مالك الأبرش: وملك بعده ابنه «جذيمة الأبرش» ، وكان يقال له: الأبرش، والوضاح، لبرص كان به. وكان ينزل «الأنبار» ويأتى «الحيرة» ، ثم يرجع، وكان لا ينادم أحدا ذهابا بنفسه، وينادم الفرقدين، فإذا شرب قدحا، صب لهذا قدحا ولهذا قدحا. وهو أوّل من عمل المنجنيق، وأوّل من حذيت له النعال، وأوّل من رفع له الشّمع. وكانت له أخت يقال لها: أم عمرو. وكان أخص خدمه به وأقربهم منه، فتى من «لخم» ، يقال له: «عدىّ بن نصر ابن ربيعة اللخمي» . ويقال: إن أباه نصرا، هو: نصر بن الساطرون،/ 317/ ملك السريانيين، صاحب الحصن، وهو جرمقاني من أهل «الموصل» من رستاق يدعى: باجرمى. المعارف لابن قتيبة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 645 وكان «جبير بن مطعم» يذكر: أنه من «بنى قنص بن معد بن عدنان» ، وأنه زوّج «عدي بن نصر» أخته «أم عمرو» ، وهو سكران، وأدخله عليها فوطئها، فلما صحا ندم على ذلك، وأمر ب «عدي» فضربت عنقه. وحملت أخته ب «عمرو بن عدي» ، فأحبه وعطف عليه، وإن الجن قد استهوته، فعظم فقده عليه، وجعل لمن أتاه به حكمه. فردّه إليه بعد زمان، «مالك» و «عقيل» ، واحتكما منادمته. فيقال: إنهما نادماه أربعين سنة، وحدّثاه، فما أعادا عليه. فلما ردّاه طوّقته أمه بطوق، فلما رأى خاله الطوق واللحية، قال: شب عمرو عن الطوق. فذهبت مثلا. وخطب «جذيمة» «الزباء» ، وكانت ابنة ملك «الجزيرة» ، وملكت بعد زوجها، فأجابته، فأقبل إليها، فلما دخل عليها قتلته، فطلب «عمرو» ابن أخته، و «قصير» غلامه بثأره، فقتلاها، وخلّفا في بلدها رجلا، ورجعا بالغنائم. فذلك أوّل سبى قسم في «العرب» من غنائم «الروم» . وكان ملك «جذيمة» ستين سنة. عمرو بن عدي: وملك بعده «عمرو بن عدي» ، ابن أخته، فعظّمته الملوك وهابته، لما كان من حيلته في الطلب بثأر خاله، حتى أدركه. وكان ملكه نيفا وستين سنة. امرؤ القيس: وملك «امرؤ القيس بن عمرو بن عدي» - ويقال: بل ملك «الحارث ابن عمرو بن عدي» - ويقال: إنه هو الّذي يدعى: محرقا. وفيهم يقول الأسود بن يعفر: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 646 [كامل] ماذا أؤمّل بعد آل محرّق ... تركوا منازلهم وبعد إياد أرض الخورنق والسّدير وبارق ... والقصر ذي الشّرفات من سنداد النّعمان بن امرئ القيس: ثم ملك بعده: النعمان بن امرؤ القيس. وكان أعور، وهو الّذي بنى «الخورنق» ، وهو «النعمان الأكبر» - ويقال: إن «أنوشروان بن قباذ» ، هو الّذي ملكه- وأشرف يوما على «الخورنق» ، فنظر إلى ما حوله فقال: أكل ما أرى إلى فناء وزوال؟ قالوا: نعم. قال: فأى خير فيما يفنى؟ لأطلبن عيشا لا يزول. فانخلع من ملكه، ولبس المسوح، وساح في الأرض. وهو الّذي ذكره «عدي بن زيد» ، فقال: [خفيف] / 318/ وتبيّن [1] ربّ الخورنق إذ ... أشرف يوما وللهدى تفكير سره حاله [2] وكثرة ما يملك ... والبحر معرضا والسّدير «1» فارعوى قلبه وقال فما غبطة ... حىّ إلى الممات يصير المنذر بن امرئ القيس: وملك «أنوشروان» بعده «المنذر بن امرئ القيس» ، أخاه، وكانت أم «المنذر» من «النمر بن قاسط» يقال لها: ماء السماء، لجمالها وحسنها، وأبوها «عوف بن جشم» ، فأما «ماء السماء» من «الأزد» ، فهو «عامر» أبو «عمرو ابن عامر» الخارج من «اليمن» . وسمى «عامر» : «ماء السماء» ، لأنه كان إذا قحط القطر احتبى، فأقام ماله مقام القطر، فسمى: ماء السماء، إذ أقام ماله مقامه.   [1] هـ، و: «وتدبر» . [2] هـ، و: «ماله» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 647 وقيل لابنه «عمرو» : مزيقياء، لأنه كان يمزق كل يوم حلتين يلبسهما ويكره أن يعود فيهما، ويأنف أن يلبسهما غيره. قال: وذكرت هذا في هذا الموضع، ليفرق بين «ماء السماء» التي هي امرأة، و «ماء السماء» الّذي هو رجل. وكانت تحت «المنذر بن امرئ القيس» «هند بنت الحارث بن عمرو الكندي» آكل المرار، وهي التي يقول فيها القائل: يا ليت هندا ولدت ثلاثة فولدت «هند» ثلاثة متتابعين: «عمرو بن هند» مضرّط الحجارة، و «قابوسا» قينة العرس، وكان فيه لين، و «المنذر بن المنذر» ، ولم يزل «المنذر ابن امرئ القيس» على «الحيرة» إلى أن غزا «الحارث بن أبى شمر الغسّانى» ، وهو «الحارث الأعرج» فقتله «الحارث الأعرج» ب «الحيار» «1» . المنذر بن المنذر بن امرئ القيس: ثم ملك ابنه «المنذر» بعده، وخرج يطلب دم أبيه، فقتله «الحارث» أيضا ب «عين أباغ» «2» . وقد سمعت أيضا من يذكر أن قاتله «مرة بن كلثوم التغلبي» ، أخو «عمرو بن كلثوم» . عمرو بن هند: ثم ملك «عمرو بن هند» مضرط الحجارة. سمى بذلك لشدة وطأته وصرامته. وهو محرق أيضا، سمى بذلك لأنه أحرق ثمانية وتسعين رجلا من «بنى دارم» بالنار، وكمّلهم مائة برجل من «البراجم» ، وبامرأة نهشلية، ولهذا قيل: «إنّ الشقي وافد البراجم» . وكان رجل منهم قتل ابنا له خطأ. وهو صاحب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 648 / 319/ «طرفة» و «المتلمس» ، وكان كتب لهما إلى عامله ب «البحرين» كتابا أوهمهما أنه أمر لهما فيه بصلة، وكتب إليه يأمره بقتلهما. فأما «المتلمس» : فإنه دفع صحيفته إلى رجل من أهل «الحيرة» فقرأها، فلما عرف ما فيها، نبذها في نهر بقرب «الحيرة» ورجع، فقيل: «صحيفة المتلمس» . وأما «طرفة» : فمضى بصحيفته حتى أوصلها إلى العامل فقتله: وقد ذكرت قصتهما في «كتاب الشعراء» بطولها وكمالها. النعمان بن المنذر: ثم ملك بعده «النعمان بن المنذر بن المنذر بن امرئ القيس» . وكان يكنى: أبا قابوس. وهو صاحب «النابغة الذبياني» ، وصاحب «الغريّين» ، وهما طربالان يغرّيهما بدم من يقتله إذا ركب يوم بؤسه. وكان له يومان: يوم بؤس ويوم نعيم. وقتل «عبيد بن الأبرص» الشاعر يوم بؤسه، وكان أتاه يمتدحه، ولم يعلم أنه يوم بؤسه. وهو قاتل «عدي بن زيد العبادي» الشاعر، وكان «عدي» ترجمان «أبرويز» ، وكاتبه بالعربية، وهو وصف له «النعمان» وأشار عليه بتوليته، واحتال في ذلك حتى ولاه من بين إخوته. وكان أذمهم وأقبحهم، ثم اتهمه «النعمان» ، فاحتال عليه حتى صار في يده فحبسه. وكان «عدي» يقول الشعر في الحبس ثم قتله، وتوصل ابنه «زيد بن عدي» إلى «أبرويز» ، حتى أحله محل أبيه. فذكر «زيد بن عدي» ل «أبرويز» نساء «المنذر» ، ووصفهن بالجمال والأدب، فكتب «أبرويز» يخطب إلى «النعمان» أخته أو ابنته، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 649 فلما قرأ «النعمان» الكتاب، قال: وما يصنع الملك بنسائنا؟ وأين هو عن مها السّواد- والمها: البقر- يربد أين هو عن نساء السواد اللواتي كأنهن المها. والعرب تشبه النساء بالمها. فحرف «زيد» القول عنده، وقال: أين هو عن البقر لا ينكحهن. وطلب «أبرويز» «النعمان» ، فهرب «النعمان» منه حينا، ثم بدا له أن يأتيه فأتاه ب «المدائن» ، فصف له «أبرويز» ، ثمانية آلاف جارية صفين، فلما صار بينهن، قلن له: أما للملك فينا غناء عن بقر السواد؟ فعلم «النعمان» أنه غير ناج منه. فأمر به «كسرى» فحبس ب «ساباط» ، ثم ألقاه تحت أرجل الفيلة، فوطئته حتى مات. قال «الأعشى» يذكر «أبرويز» : [طويل] هو المدخل النّعمان بيتا سماؤه ... نحور الفيول بعد بيت مسردق / 320/ إياس بن قبيصة: ثم خرج الملك عن «آل المنذر» ، وولّى «كسرى» «إياس بن قبيصة الطائي» ثمانية أشهر، واضطرب أمر «كسرى» وشغلوا، وجاء الله بالإسلام، ومات «إياس بن قبيصة» ، ب «عين التمر» وفيه يقول «زيد الخيل» : [طويل] فإن يك ربّ العين خلّى مكانه ... فكل نعيم لا محالة زائل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 650 الرّدافة قال: ولم يكن في «العرب» أكثر غارة على ملوك «الحيرة» من «بنى يربوع» من «تميم» ، فصالحوهم، أن يجعلوا لهم الرّدافة، ويكفوا عن أهل «العراق» الغارة. وكانت الردافة ، أن يجلس الملك، ويجلس الردف عن يمينه، فإذا شرب الملك شرب الردف قبل الناس، وإذا غزا الملك جلس الردف موضعه، وكان خليفته على الناس، حتى ينصرف، وإذا غارت كتيبة الملك، أخذ الردف المرباع! وكان «جرير» يذكر ذلك- وهو من بنى يربوع- ويقول: [طويل] ربعنا وأردفنا الملوك فظلّلوا [1] ... وطاب الأحاليب «1» الثّمام المنزّعا وكان أول من ردف منهم «عتّاب بن هرميّ بن رياح اليربوعي» ، ثم ابنه «عوف بن عتّاب» ، ثم ابنه «يزيد بن عوف» ، على عهد «المنذر بن ماء السماء» . فبعث «المنذر بن ماء السماء» ، جيشا إلى بنى «يربوع» ، عليه «قابوس» ، و «حسان» ابناه، ويقال: إن «حسانا» أخاه طلب انتزاع الردافة منهم، فحاربتهم «بنو يربوع» ، وكان ملتقاهم ب «طخفة» ، فهزمت «بنو يربوع» جيش «المنذر» ، وأسروا ابنيه، فبعث «المنذر» إليهم بألفي بعير فداء ابنيه، وأقر الردافة فيهم. قال جرير: [طويل] ويوم أتى قابوس لم نعطه المنى ... ولكن صدعنا البيض حتى تهزّما   [1] كذا في: ق. والديوان (340) والنقائض (299، 936) . والّذي في سائر الأصول: «وظللوا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 651 ملوك العجم قرأت في كتب سير العجم: أن الملوك الذين كانوا قبل ملوك الطوائف كان بعضهم ينزل «بلخ» ، من «خراسان» ، وكان بعضهم ينزل «بابل» ، وكان بعضهم ينزل «فارس» . فممن نزل «فارس» : جم- وكان ملكه تسعمائة وستين سنة، وهو عندهم: سليمان النبيّ- عليه السلام. ومنهم: طهمورث- ملك ألف سنة. ومنهم: بيوراسف- ملك ألف سنة. وقالوا: هو: الضحاك الحميري. وممن نزل «خراسان» : كشتاسف- وهو الّذي أتاه «زرادشت» بكتاب المجوس. وكان ملكه تسعين سنة. ومنهم: بهمن بن إسفنديار. وهو الّذي كان على عهد «موسى» - عليه السلام. فلما بلغه أن بناحية «المغرب» في أرض «أوراشليم» . قوما أحدثوا دينا، بعث إليهم قائدا من قوّاده، يقال له: «بخت نرسي» وهو عندهم: «بخت نصّر» وأمره بقتلهم، وسبى ذراريهم، ففعل ذلك، ونفاهم عن «بيت المقدس» ، وبدّدهم في البلاد. حدّثنا: أبو حاتم، عن الأصمعي، قال: أهل «مرو» من أولاد الملوك الذين كانوا قبل الفرس ب «خراسان» . وقيل: ل «كسرى» : أما ترى جمالهم وهيئتهم! نحّهم عنك. فأنزلهم «مرو» . ولم يزل الأمر مستقيما، حتى انتهى إلى: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 652 «دارا بن دارا» . وكان ينزل «بابل» . فخرج «الإسكندر الرومي» عليه، وغصبه ملكه وقتله، ثم دخل أرض «فارس» ، فأكثر من القتل والسبي والإخراب، وأمر بإحراق كتب دينهم، وأمر بهدم بيوت نيرانهم، وخلف على كل ناحية وطائفة ملكا ممن كان أسر من أشراف أهل «فارس» ، فامتنع كل امرئ منهم، وحمى حوزته، فهم ملوك «الطوائف» ، ولم يزل الأمر كذلك أربعمائة وخمسا وستين سنة. وكان «أردشير بن بابك بن ساسان» ، أحد ملوك «الطوائف» على أرض «إصطخر» ، وهم من أولاد الملوك المتقدمين، قبل ملوك «الطوائف» ، فرأى أنه وارث ملكهم، فكتب إلى من كان بقربة من ملوك «فارس» ، ومن نأى عنه من ملوك «الطوائف» ، يخبرهم بالذي أجمع عليه. من الطلب بالملك، لما فيه من صلاح الرعية، وإقامة الدين والسنة، وكتب كتابا، صدره: بسم الله ولى الرحمة بابكار من «أردشير» ، المستأثر دونه بحقه، المغلوب على تراث آبائه، الداعي إلى قوام دين الله وسنته، المستنصر باللَّه الّذي وعد المحقين الفلج، وجعل لهم العواقب، إلى من بلغه كتابي هذا من ولاة «الطوائف» . سلام عليكم بقدر ما تستوجبون من معرفة الحق، وإنكار الباطل والجور. فمنهم من أقر له بالطاعة، ومنهم من تربص به حتى قدم عليه، ومنهم من عصاه فصار عاقبة أمره، إلى القتل والهلاك، حتى استوثق له أمره. وهو الّذي/ 322/ افتتح الحصن، وهو بإزاء «مسكن» ، وكان ملك «السواد» متحصّنا فيه. و «العرب» تسميه: السّاطرون. قال أبو دواد [1] : وأرى الموت قد تدلّى من الحضر ... «1» على ربّ أهله [2] السّاطرون   [1] كذا في: لسان العرب «سطر» . وفي معجم البلدان «حضر» : «عدي بن زيد» . [2] معجم البلدان: «ملكه» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 653 وكانت ابنته قد هويت «أزدشير» ، فدلته على عورة في حصن المدينة. وبنى مدينة «جور» ب «فارس» ، ومدينة «أزد شبر» ب «فارس» ، و «بهمن أردشير» - وهي فرات البصرة- و «إستاراباد» . وهي: «كرخ ميسان» ، وهي «كور دجلة» ، ومدينة سوق «الأهواز» ، ومدينة «الأبلة» وغير ذلك. وكانت مدة ملكه أربع عشرة سنة وستة أشهر. سابور بن أردشير: ثم ملك بعده ابنه «سابور بن أردشير» فأخذ بسيرة أبيه، وبمذهبه في الصرامة والحزم، وسار إلى «نصيبين» ، وفيها عدد كثير من جنود قيصر، فحاصرهم حتى افتتحها، ثم وغل في أرض الروم، فافتتح من «الشام» مدائن، ثم انصرف إلى مملكته، وفرق ما كان معه من السبي في ثلاث مدائن: «جنديسابور» ، و «سابور» - التي ب «فارس» - و «تستر» التي ب «الأهواز» . ولما حضرته الوفاة دعا ابنه «هرمز» ، فاستخلفه على ملكه، وعهد إليه. وكان جميع ما ملك ثلاثين سنة وشهرا واحدا. هرمز بن سابور: وملك بعده «هرمز» ابنه، وهو الّذي يقال له: هرمز البطل. وكان شبيها ب «أردشير» ، في صورته وجسمه، ومضىّ جنانه، غير أنه لم يكن له من أصالة [1] الرأى، ما كان لآبائه، فسار بسيرة حسنه عادلة، وبنى المدينة التي في دسكرة الملك. وكان ملكه سنة وعشرة أشهر.   [1] هـ، و: «إصابة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 654 بهرام بن هرمز: ثم ملك بعده ابنه «بهرام» ، فقام في ملكه بأوفق سياسة، واتبع آثار آبائه. وكان ملكه ثلاث سنين، وثلاثة أشهر. بهرام بن بهرام: ثم ملك بعده ابنه «بهرام بن بهرام» ، فأحسن السيرة، ووادع من يليه من الملوك وتاركهم. وكان ملكه سبع عشرة سنة. بهرام بن بهرام بن بهرام: ثم ملك بعده ابنه «بهرام» ، وهو الّذي يقال له: شاهان شاه. وكان ملكه أربعة أشهر. نرسى بن بهرام: ثم ملك بعده «نرسى بن بهرام» ، فسار فأحسن السيرة، وكان من أحب ملوكهم إليهم. وكانت مدة ملكه تسع سنين. هرمزين نرسى: ثم ملك بعده ابنه «هرمزين نرسى» ، وكانت فيه غلظة وفظاظة قبل أن يملك، فلما ملك نزع عن ذلك. فلبث في ملكه سبع سنين وخمسة أشهر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 655 سابور بن هرمز ذو الأكتاف: ولما هلك «هرمز» ، ولم يكن له ولد يجعلونه مكانه، شق ذلك على الناس، ثم سألوا عن نسائه، فذكر لهم أن ببعضهن حملا، فأرسلوا إليها: أيتها المرأة، إن المرأة التي قد قاست الحمل، وتدبرت أمور النساء، قد تعرف علامات الذكران، وعلامات الإناث، فأعلمينا الّذي يقع عليه ظنك فيما في بطنك. فأرسلت إليهم: إني أرى من نضارة لوني، وتحرك الجنين في شقي الأيمن، مع يسير الحمل، وخفّته على، ما أرجو أن يكون الجنين مع ذلك ذكرا. فاستبشروا بذلك، وعقدوا التاج على بطن تلك المرأة، ولم يزالوا يتلوّمون، حتى ولدت غلاما، فسمى: سابور. وهو الملقب ب «ذي الأكتاف» ، ولم يزل الوزراء يدبرون أمور المملكة، وينفذون الكتب إلى العمال، ويجبون الخراج، ويمضون الأعمال، على ما كانت تجرى عليه، و «سابور» طفل. وذاع الخبر في أطراف الأرض بذلك، وطمع فيهم، وأقبل من كان يليهم من «العرب» من نواحي «عبد القيس» ، و «كاظمة» ، و «البحرين» ، فتغلبوا على أرض أسياف «فارس» ، و «نخلها» وشجرها، وأكثروا الفساد، وتواكل «الفرس» فيما بينهم، فلم يوجّهوا إليهم أحدا، ولم يزل ملكهم يزداد ضياعا، حتى طمع فيهم جميع أعدائهم. فبينما «سابور» ذات ليلة نائم، وقد أثغر وأيفع، انتبه بأصوات الناس وضجتهم، فسأل خدمه عن ذلك، فأعلموه أن تلك أصوات من على الجسر من الناس، وما يصرخ به المقبل منهم إلى المدبر، ليتنحّى له عن الطريق. فقال: وما دعاهم على احتمال هذه المشقة، وهم يقدرون على حسم ذلك بأيسر المئونة؟ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 656 ألا يجعلون لهم جسرين، فيكون أحدهما للمقبلين والآخر للمدبرين- يعنى الراجعين- فلا يزحم الناس بعضهم بعضا. فسر من حضر بمقالته، ولطف فطنته على صغر سنّه، وعقدوا جسرا آخر. فلما أتت له ست عشرة/ 324/ سنة، أمرهم أن يختاروا له ألف رجل، من أهل النجدة. ففعلوا: فأعطاهم الأرزاق، ثم سار بهم إلى نواحي «العرب» الذين كانوا يعيثون في أرضهم، فقتل من قدر عليهم، ونزع أكتافهم، وغوّر مياههم، ولم يأخذ منهم مالا ولا سلبا، فلما فرغ من ذلك، قال لمن معه من الجنود: إني أريد الدخول إلى أرض: «الروم» سرّا لأعرفها، ولأعرف قدر قوّتهم وعدتهم، ومسالك بلادهم، فإذا بلغت من ذلك حاجتي، انصرفت إلى بلدي، فسرت إليهم بالجنود. فحذّروه التغرير بنفسه. فلم يقبل قولهم وردهم، وانطلق متنكرا حتى دخل أرضهم، فلبث فيهم حينا، فبينما هو كذلك. إذ بلغه أن ابن «قيصر» أولم وليمة، وأمر بالمساكين أن يجمعوا ليطعموا، فانطلق «سابور» ، فتزيّا بزي السؤال، ثم شهد المجمع، وحضر الطعام، فأتى «قيصر» بإناء من آنية «سابور» ، منقوش فيها تمثال «سابور» ، فجعل خدمه يسقون به، فلما انتهى الإناء إلى رجل من عظمائهم، كان يعرف الفراسة، نظر التمثال الّذي فيه، وقد كان قبل ذلك نظر إلى وجه «سابور» ، فأمسك الإناء، وقال: إني لأرى أمرا معجبا. فقال قيصر: وما ذاك؟ فقال: إني أرى في الجلساء صاحب هذه الصورة! وأومأ إلى «سابور» ، فأمر «قيصر» بإدناء «سابور» منه، فسأله عن أمره، فاعتل عليه بضروب من العلل. فقال لهم المتفرّس: لا تقبلوا منه، فلم يزالوا به حتى أقرّ بأنه «سابور» ، فأمر به «قيصر» ، فجعل في تمثال بقرة أجوف من جلود البقر، ثم أطبق عليه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 657 وسار بجنوده إلى أرض «فارس» ، وهو معهم، فأكثر القتل فيهم والخراب، حتى انتهى إلى «جنديسابور» ، فوضع المجانيق عليها، وثلم سورها، وغفل المتوكلون بحراسة «سابور» عنه ليلة، فلم يغلقوا الباب الّذي كان يلقى فيه طعامه، فخرج في جوف الليل، واحتال في حل وثاقه، والخروج إلى باب المدينة. فلما رآه الحرس صرخوا، فأشار إليهم أن يصمتوا، وأخبرهم باسمه، ففتحوا له باب المدينة، ودخلها، فآشتدّ سرورهم، وقويت ظهورهم، وقال لهم «سابور» : استعدّوا، فإذا سمعتم صوت ناقوس «الروم» فاركبوا خيولكم، فإذا سمعتم [1] الثانية فاحملوا عليهم. ففعلوا ذلك، فقتلوا «الروم» أبرح قتل، وأخذوا «قيصر» أسيرا، واستباحوا عسكره وأمواله. فقال له «سابور» : إني مكافئك بما/ 325/ أوليتني، ومستحييك كما استحييتني، وآخذك بصلاح ما أفسدت، فلم يفارقه حتى حمل التراب من أرض «الشام» ، فبنى به ما هدم. فكان مما بنى: ما ثلم من سور «جنديسابور» ، فصار بعض السور بلبن وبعضه بآجر وجصّ، وغرس مكان كل نخلة عقرها زيتونة، ولم يكن في أرض «فارس» زيتون، ثم أطلقه. وسار «سابور» إلى أرض «الروم» ، فقتل وسبى. ثم بنى ب «السّوس» مدينة سماها: فيروز سابور، وبنى «نيسابور» ، وبنى مدينة ب «السند» ، وأخرى ب «سجستان» ، سوى أنهار احتفرها، وعقد قناطر وأنشأ قرى، وعجل عليه الهرم، وكثرت به العلل، فبعث إلى ملك «الهند» يسأله أن يبعث إليه طبيبا، فعالجه حتى اشتدّ عصبه وجلده، وقوى بصره، وهش للنساء، وأطاق الركوب، فأحسن إلى ذلك الطبيب، وأمره أن يتخير من بلاده بلدا   [1] ق، هـ، و: «فإذا ضربوا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 658 ينزله، فاختار مدينة «السوس» حتى هلك، فورث طبه أهل «السوس» ، فصاروا أطباء أهل «فارس» لذلك، ولما ورثوا عمّن سكنها من سبى «الروم» . وكان جميع ما ملك «سابور» اثنتين وسبعين سنة. وهو باني «الإيوان» ب «المدائن» . أردشير بن هرمز: ثم ملك بعده: «أردشير بن هرمز» أخوه، وكان ابنه «سابور بن سابور» يومئذ صغيرا، فلم يزل حسن السيرة، مرضىّ الولاية. وكان ملكه أربع سنين. سابور بن سابور: ثم ملك بعده «سابور بن سابور بن هرمز» ، وكان حسن السيرة، عادلا على رعيته. وكان ملكه خمس سنين، وأربعة أشهر. بهرام بن سابور: ثم ملك بعده، «بهرام بن سابور» ، الّذي يدعى: كرمان شاه. فقام في ملكه بسيرة قاصدة، ونية حسنة، وبنى مدينة «كرمان» . وكان ملكه إحدى عشرة سنة. يزدجرد بن بهرام: ثم ملك بعده «يزدجرد بن بهرام» . وكان فظّا خشن الجانب شديد الكبر، فعسف وخبط، ولم يشاور في أموره، فاجتمعوا ودعوا الله عليه، وشكوا إليه ما هم فيه من الجور والظلم، وسألوه تعجيل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 659 الفرج لهم منه. فذكروا أنهم رأوا فرسا أقبل حتى وقف على بابه، فأطاف الناس به متعجبين من حسن صورته، وأخبره صاحبه بذلك فقام ينظر إليه، فأعجب به، وأمر بإسراجه، فلما أسرج، مسح وجهه/ 326/ وناصيته واستدار حوله، فرمحه رمحة أصاب به فؤاده فقتله، ثم ملأ الفرس فروجه فلم يدرك. وكان ملكه إحدى وعشرين سنة، وخمسة أشهر، وثمانية عشر يوما. بهرام جور بن يزدجرد: ثم ملكوا بعده، ابنه بهرام جور، بعد كراهة له ومحن كثيرة امتحنوه بها، فأثر آثارا حسنة نعش بها الضعيف، وعم نفعها، ودخل أرض «الهند» متنكرا، فمكث حينا لا يعرف، حتى بلغه أن فيلا هائجا قد ظهر بها، قد قطع السبيل، وأهلك الناس، فسألهم أن يدلوه عليه ليريحهم منه، فرفع أمره إلى الملك، وأرسل معه رسولا يدله عليه، فلما انتهى إلى الفيل، رقى [1] الرسول على شجرة لينظر إلى ما يصنع «بهرام» ، فصرخ بالفيل، فخرج إليه، فرماه رمية ثبتت بين عينيه، وتابع عليه بالسهام حتى أثبته، ثم دنا منه، فاجتذبه [2] حتى خرّ، واحتز رأسه، وأقبل به إلى الملك، فحباه الملك وسأله عن خبره، فأعلمه أنه من أهل «فارس» ، لجأ إليه لأمر أحدثه، فسخط عليه الملك، وكان لذلك الملك عدوّ ممن حوله سار إليه، فاشتدّ منه وجله. فقال له «بهرام» : لا يهولنك أمره، فإنّي سأكفيكه [3] بإذن الله، فركب «بهرام» في سلاحه وقال لأساورة «الهند» : أحرسوا ظهري، ثم انظروا إلى عملي فيما أمامى. وكانوا قوما لا يحسنون الرمي، وأكثرهم رجالة- فحمل عليهم حملة هدهم، ثم جعل يأتى الرجل فيضربه على رأسه فيقطعه بنصفين، ويأتى الفيل يضرب مشفره فيكبه، ويتناول من عليه فيقتلهم، ويحمل الفارس   [1] ق، هـ، و: «أوفى» . [2] ب، ط، ل: «فأخذ بمشفره» . [3] ق: «كافيكه» . هـ، و: «كافيه» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 660 عن فرسه ثم يذبحه على قربوس سرجه، ويتناول الاثنين فيضرب أحدهما بالآخر حتى يقتلهما، ويرمى فلا تسقط نشابة. فولوا منهزمين مرعوبين. وحمل أصحاب «بهرام» عليهم فأكثروا القتل فيهم، وغنموا أموالهم. فانصرف ملك «الهند» فأنكحه ابنته، ونحلة «الدّيبل» ، و «مكران» وملكها، وما يليها من أرض «السند» ، وأشهد له بذلك. ثم انصرف «بهرام» إلى مملكته، ولم يزل تحمل إليه أموال تلك البلاد إلى «فارس» . ثم لقي ملك «الترك» وفي عدد كثير، فاستباح «بهرام» عسكره، على قلة من جنوده، وولى أخاه «نرسى» خراسان. وملك ثلاثا وعشرين سنة. يزدجرد بن بهرام: ثم ملّكوا بعده «يزدجرد بن بهرام» ، وكان محمودا. وملك ثمان/ 327/ عشرة سنة وخمسة أشهر، غير أيام. فلما هلك «يزدجرد» تنازع الملك بعده ابناه: «فيروز» ، و «هرمز» ، ونشبت الحرب بينهما، حتى قتل «هرمز» وثلاثة نفر من أهل بيته، وغلب «فيروز» على الملك. فيروز بن يزدجرد: وولى «فيروز» الأمر، فأسنت الناس في أوّل ولايته سبع سنين، وقحطوا حتى أشرفوا [1] على الهلاك، ثم أغاثهم الله برحمته، ولما استوثق له الأمر بنى ب «كسكر» مدينتين منسوبتين إليه، ثم سار بجنوده نحو «خراسان» لغزو «أخنشوار» ملك «الهياطلة» ، ب «بلخ» فاحتال له ملك «الهياطلة» بمكيدة،   [1] ق، هـ، و: «أشفوا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 661 حتى ظفر به على حال غرة وضعف منه ومن جنوده، فسأله أن يطلقه على أن يعطيه موثقا، على ألا يغزوه أبدا، ففعل ذلك ملك «الهياطلة» ، فلما عاد إلى «فارس» أخذته الحميّة، فجمع له وغزاه غادرا به، فظفر ملك «الهياطلة» بعسكره، فاستباحه وقتل رجاله، وأسر من أولاده وقرابته. وهلك «فيروز» فيمن هلك. وكان على «سجستان» رجل من «أردشير» [1] يقال له: «سوخرا» [2] فشخص فيمن معه من أسورته، نحو «الهياطلة» ، وجمع إليه جنود «فيروز» ، ثم بعث إلى ملك «الهياطلة» ، يخيره بين الحرب، وبين التخلية عمن في يده من أسارى «فارس» ، فخلاهم ملك «الهياطلة» ، فشرفت منزلة «شوخرا» ، وانصرف إلى «المدائن» . وكان ملك «فيروز» سبعا وعشرين سنة. ثم تنازع الملك ابنا «فيروز قباذ» و «بلاش» ، فغلب «بلاش» عليه، ونفاه عنه. فهرب «قباذ» إلى «خراسان» ، ليسأل «خاقان» ملك «الترك» أن يعينه ويمده. بلاش بن فيروز: وملك «بلاش» ، ولم يزل حسن السيرة، حريصا على العمارة. وكانت مدة ملكه- إلى أن مات- أربع سنين. وكان «قباذ» حين سار إلى «خراسان» نزل في طريقه على رجل من الأساورة، وقد كانت نفسه تاقت إلى النساء، فخطب بنت صاحب البيت، فزوجه وهو لا يعرفه، فبات بالمرأة فحملت منه، ثم سار «قباذ» إلى «خاقان»   [1] ق: «أردشيرخره» . [2] هـ، و: «شوخرا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 662 واستمده، فدافعه بذلك أربع سنين. ثم وجه معه جيشا، فلما انصرف مر بالمنزل الّذي كانت به المرأة، فوجدها قد ولدت غلاما، فانطلق بها وبالغلام، وهو ابن ثلاث سنين، فلما وصل «المدائن» لقي أخاه قد هلك. / 328/ قباذ بن فيروز: فملك «قباذ» ، وبنى فيما بين «فارس» و «الأهواز» ، مدينة «أرجان» ، فأسكن فيها سبى «همذان» ، وبنى مدينة «حلوان» ، مما يلي «الماهاب» ، وبنى مدينة يقال لها: «قباذخره» ، وكان ضعيفا في ولايته، مهينا، فوثب «مردق» ، وأصحاب له، فقالوا: إن الله تعالى جعل الأرض للعباد بالسوية، فتظالم الناس، واستأثر بعضهم على بعض، فنحن قاسمون بين الناس، ورادّون على الفقراء حقوقهم في أموال الأغنياء، فجعلوا يدخلون على الرجل فيغلبونه في منزله، ونسائه وأمواله، وأراد بعضهم «قباذ» على نسائه، وبعضهم على دمه، ليظهره، وحملوه على قتل «شوخرا» فقتله «ابن شوخرا» بمن تابعه من الأشراف، فقتل «مردق» وخلقا كثيرا من أصحابه، وأعاد «قباذ» إلى ملكه، ثم سعى به وغرّ منه حتى قتله «قباذ» ، فانتشر أمره وأدبر، ولم تبق ناصية إلا خرج فيها خارج، وهلك على ذلك. وكان ملكه ثلاثا وأربعين سنة. كسرى أنوشروان بن قباذ: ثم ملك بعده «كسرى أنوشروان» ، وهو ابن المرأة التي ولدت له في طريقه إلى «خراسان» ، وكان رجلا شديدا، فأعاد الأمور إلى أحوالها، ونفى رءوس المزادقة، وعمل بسيرة «أردشير» ، وافتتح «أنطاكية» ، وكان فيها عظم [1] جنود   [1] ب، ط: «أعظم» . ق: «عظيم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 663 «قيصر» ، وبنى «رومية» بناحية «المدائن» على صورة «أنطاكية» وأنزل فيها السبي، وافتتح مدينة «هرقل» «والإسكندرية» ، وملك «آل المنذر» على «العرب» ، وسار نحو «الهياطلة» ، واستعان عليهم ب «خاقان» ، وكان قد صاهره، حتى أدرك بوتر «فيروز» ، وأنزل جنوده «بفرغانة» ، فلما انصرف من «خراسان» ، قدم عليه «ابن ذي يزن» ، يستنصره على «الحبشة» فبعث قائدا من قواده، يقال له «وهرز» ، في جند من «الديلم» فافتتحوا «اليمن» ، ونفوا «السودان» ، وأقاموا هناك. وكان ملكه سبعا وأربعين سنة، وسبعة أشهر. هرمز بن كسرى: ثم ملكه ابنه «هرمز» ، فجار وعسف، فخرج عليه «خاقان» ، ملك «الترك» ، فبعث إليه «بهرام شوبينة» ، في اثنى عشر ألف رجل، فقتل «خاقان» ، واستباح عسكره، ثم خالفه، وخلع يده من طاعته، لما يذكر من سوء مذهبه، فوثب من كان «بالعراق» / 329/ من جنود «بهرام» فسملوا عينيه، ثم قتل. وكانت مدّة ملكه إحدى عشرة سنة، وسبعة أشهر. وكان «لهرمز» ابن يقال له: «أبرويز» ب «أذربيجان» ، فلما بلغه خبر أبيه، صار إلى «الروم» ، واستعان ب «قيصر» ، فقبله، وأنكحه ابنته، وبعث معه جندا، فأقبل وسار إليه «بهرام شوبينة» ، فاقتتلوا، فهزم «شوبينة» فلحق ب «الترك» ، فلم يزل يدس عليه، ويحتال حتى قتل هناك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 664 أبرويز بن هرمز- ويعرف ب «كسرى» : ثم ملك «أبرويز» ، فأقبل على رعيته، بالعسف والخبط، وقتل قتلة أبيه، و «موبذان موبذ» ، وأمسك عن الإنفاق، وغزا «الشام» ، وبلغ «مصر» ، وحاصر ملك «الروم» ب «قسطنطينية» فحمل ذلك الملك خزائنه إلى البحر، فعصفت الريح، فألقاها ب «الإسكندرية» ، فظفر بها أصحابه. فسماها خزائن الريح وطالت مدته، حتى ضجر الناس منه، فخلعوه بعد ثمان وثلاثين سنة من ملكه. شيرويه بن أبرويز: ثم جعلوا مكانه ابنه «شيرويه» ، وهو ابن بنت «قيصر» ، فأمر بأبيه فسملت عيناه، وقتل من إخوته ثمانية عشر رجلا، وهرب بقية أهل بيته، وخفف المئونة على الناس ورفع الخراج، وظهر الطاعون، فهلك فيمن هلك، وكان ملكه خمس [1] سنين وأشهرا، من مقدم النبي- صلّى الله عليه وسلم «المدينة» . وكان ملكه، سبعة أشهر. أردشير بن شيرويه: ثم ملك ابنه «أردشير بن شيرويه» . وكان ابن سبع سنين فقتل، وكان ملكه خمسة شهور.   [1] ب، ط، ل: «موته لخمس» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 665 خرهان: ثم ملك بعده رجل، لم يكن من أهل بيت الملك، فاحتالت له امرأة من أهل بيت الملك، يقال لها «بوران» ، فقتلته. وكان ملكه اثنين وعشرين يوما. كسرى بن قباذ: ثم ملك بعده، من ولد «هرمز» ، رجل يقال له: «كسرى بن قباذ» ، وكان ولد بأرض «الترك» ، فقدم عند ما بلغه من الاختلاف. فوثب عليه ملك «خراسان» فقتله. وكان ملكه ثلاثة أشهر. بوران: ثم ملكت «بوران بنت كسرى» سنة وستة أشهر، فلم تجب الخراج، وفرقت/ 330/ الأموال بين الجند والأشراف، وبلغ النبي- صلّى الله عليه وسلم- أمرها، فقال: لن يفلح قوم، أسندوا أمرهم إلى امرأة. ثم ملك بعدها رجل من بنى عم «كسرى» شهرين، ثم قتل. ثم ملكت «أزرميدخت» بنت «كسرى» ، فسمت ثم ماتت. وكان ملكها اربعة أشهر. ثم ملك بعدها رجل آخر شهرا، ثم قتل. فلما رأى أهل «فارس» ما هم فيه من الانتشار [1] طلبوا ابن ابن «لكسرى» يقال له: «يزدجرد بن شهريار» فملكوه عليهم، وهو ابن خمس عشرة سنة. فأقام «بالمدائن» على الانتشار ثماني سنوات.   [1] ب، ط: «الانكسار» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 666 ووافى «سعد بن أبى وقاص» العذيب، فأمر بأمواله وخزائنه أن تنقل إلى «الصين» وأقام في عدة يسيرة من الجنود وقلة من الأموال ب «نهاوند» ، وخلف «بالمدائن» أخا ل «رستم» وسرح «رستم» لقتال «سعد» فنزل «القادسية» وأقام بها حتى قتل. وبلغ ذلك «يزدجرد» وعلم أن مدتهم قد تصرمت فسار إلى «فارس» ثم هرب إلى «مرو» في طريق «سجستان» فقتل هناك. وكان جميع ملكه عشرين سنة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 667