الكتاب: مصادر تلقي السيرة النبوية المؤلف: محمد أنور بن محمد علي البكري الناشر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي] ---------- مصادر تلقي السيرة النبوية محمد أنور البكري الكتاب: مصادر تلقي السيرة النبوية المؤلف: محمد أنور بن محمد علي البكري الناشر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي] مصادر تلقي السيرة النبوية والعناية بها عبر القرون الثلاثة الأولى إعداد الدكتور: محمد أنور محمد علي البكري بسم الله الرحمن الرحيم ال مقدمة : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين، وسيد الأولين والآخرين وقائد الناس يوم الحشر المبين، صاحب لواء الحمد، والمقام المحمود، صاحب المثاني والقرآن الكريم، والكوثر والشفاعة يوم الحشر، والمبعوث بالحنيفية السمحة (1) ، وبعد: فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وخير الأخلاق الحسنة خلقه الأعظم، وخير الطرق الموصلة إلى الله تعالى طريقه الأقوم (2) ولهذا "قال الله تعالى ترغيباً للأول والآخر في اكتساب تلك المحامد والمفاخر: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب:21] ، وقال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آل عمران:31] ، وقال: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور:63] . فالقرآن الكريم كتاب الله، محكم التنزيل، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وعد الله تعالى بحفظه فقال جل من قائل: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9] ، هذا الكتاب لا تنقضي عجائبه إلى يوم القيامة، وهو مائدة الله التي أكرم بها عباده المؤمنين الصادقين المخلصين من أمة   (1) السيرة النبوية للشعراوي: ص: 5-6. (2) السيرة النبوية للشعراوي: ص: 8. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 1 سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، منذ أن نزل به الروح الأمين على قلبه الطاهر المنير. كان هذا الكتاب، وما يزال نبع الصفا الذي نهل منه المسلمون منذ عهد الصحابة، وسيظل بإذن الله تعالى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها أجمعين. وكانت آياته الأولى وما زالت هي المفتاح الذي فتح لهذه الأمة وبخاصة علماؤها كنوز الخير، وفي مقدمتهم الأصحاب رضوان الله عليهم أجمعين، ثم من جاء بعدهم من الأتباع وأتباعهم من أهل القرون المفضلة، عليهم من الله تعالى سحائب الرحمات. لقد نبههم هذا التنزيل العزيز، ووجههم الله تعالى فيما وجههم لسيرة المصطفى، وسيد الكائنات، المبعوث رحمة للعالمين، يقول تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107] ، ويقول جل شأنه: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4] . لهذا فقد أولوا سيرته جل عنايتهم، وغاية اهتمامهم، فلقنوها أبناءهم، ونساءهم، ومواليهم، حتى كانوا يُحفِّظونَهُمْ مَغَازِيهُ كما يُحفِّظونهم السورة من القرآن. يقول زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما: "كنا نُعَلَّم مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نُعَلَّم السورة من القرآن" (1) . ويقول الإمام الزهري - يرحمه الله تعالى - في علم السيرة "علم الدنيا والآخرة" (2) ، وكان إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم يقول: "كان أبي يعلمنا المغازي والسرايا، ويقول يا بني هذه شرف آبائكم فلا   (1) البداية والنهاية: 3/241. (2) السيرة الحلبية: 1/2، البداية والنهاية: 3/241، حدائق الأنوار: 1/8. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 2 تعدموا ذكرها" (1) . لقد ظهر منهم أجيال جعلت عنايتها حفظ هذه السيرة العطرة وروايتها وتدوينها وكانوا يتناقلونها جيلاً بعد جيل، وطبقة بعد طبقة بأسانيدها وطرقها المختلفة حتى توافر لدينا قدر هائل، وثروة عظيمة، وميراث صحيح عن سيرة سيد الكائنات صلى الله عليه وسلم. ففيما يتعلق بنسبه الشريف صلى الله عليه وسلم، وَقَفوا عند قوله تعالى: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ} ، وفي قراءة شاذة: {أَنفُسِكُمْ} [التوبة:128] ، فهو نسيب وحسيب، وسيد عظيم من ساداتهم، فهو خيرهم نفساً وخيرهم أباً (2) ، وقوله تعالى: {إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ، ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ} [آل عمران:33-34] ، فهو المصطفى من جهة الآباء والأمهات، والأجداد، والعشيرة، والقبيلة، والقوم (3) ، فهو خيار من خيار، خرج من نكاح ولم يخرج مِنْ سِفاح، من لدن آدم إلى أن ولده أبوه وأمه (4) . وتحدث القرآن الكريم عن طفولته ويفعه، وعناية الله له في هذه الطفولة   (1) شرح المواهب: 1/473. (2) المقصود حديث العباس رضي الله عنه الذي رواه الترمذي، والإمام أحمد عن العباس نفسه وفيه:" فجعلني في خيرهم بيتاً وخيرهم نفساً"، انظر: الترمذي: 8/653، ومسند أحمد: 4/166. (3) المقصود حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه، الذي رواه الإمام مسلم عن واثلة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم" انظر صحيح مسلم: 4/107) ، صحيح الترمذي: 5/36، 6/36. (4) المقصود حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنه، الذي رواه الطبراني في الكبير، والبيهقي في السنن الكبرى: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما ولدني من سفاح أهل الجاهلية شيء، ما ولدني إلا نكاح كنكاح الإسلام"، انظر المعجم الكبير: 10/329، سنن البيهقي: 7/190. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 3 فقال تعالى: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى} [الضحى:6] ، وهي مِنَّةٌ لا يعلم قدرها إلا الله تعالى، ولم تكن لأحد قبله ولا بعده صلى الله عليه وسلم. وأما فيما يتعلق بأخلاقه فقد أدركوا قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4] ، ولهذا عندما سئلت السيدة عائشة - رضي الله عنها - عن خلقه قالت: "كان خلقه القرآن" (1) ، أي إن ما في القرآن من آداب، وفضائل، ومكارم، وخشية، وورع، وتقوى، وأخلاق كلها تتمثل في شخصيته عليه الصلاة والسلام، ولم يُمْتَنَّ بهذا على نبي ولا رسول، فأفاد أنه انفرد بهذه الأخلاق دون سائر الخلائق (2) . وأما حديث القرآن عن رحمته ورأفته فقد أدركوها في قوله تعالى: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة:128] ، وقوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران:159] ، ولقد فاز على جميع الخلائق بهذه الرحمة "فهو الرحمة المهداة في الدنيا والآخرة" (3) ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، ويقول تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} (4) [الأنبياء: 107] . وحديث القرآن الكريم عن المزايا التي وهبه الله إياها، حديث أكثر من أن   (1) صحيح مسلم كتاب مسند أحمد: 6/167، السنن الكبرى: 6/412، المعجم الأوسط: 1/183. (2) دلالة القرآن الكريم على أن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل العالمين: ص:12. (3) المستدرك: 1/35، مجمع الزوائد: 8/257. (4) إن هذه الرحمة شاملة لكل الخلق؛ إنسهم وجنهم، مؤمنهم وكافرهم، علويهم وسفليهم، مرئيهم ومخفيهم. انظر تفسير الطبري: 18/522، وتفسير البغوي: 3/271-272، ابن كثير: 3/202، مكانة النبي الكريم بين الأنبياء عليهم السلام: ص:134-135. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 4 يحصى (1) ، فدفاع الله عنه، ونداؤه بوصف النبوة والرسالة، ونهي المؤمنين أن ينادوه باسمه المجرد، وتجنيد الملائكة للقتال معه وإنذارهم على لسانه، وعموم بعثته، وختمه للنبوة، وإقسام الله تعالى بحياته، وإعطاؤه السبع المثاني والقرآن العظيم، وإعطاؤه خمساً لم يعطهن أحد من قبله ولا من بعده (2) ، وغيرها من الخصائص المشهورة التي خَصَّه الله تعالى بها دون غيره من الأنبياء والمرسلين بل جَمَعَ خصائصهم، وزاد عليهم أجمعين. ولم يقتصر القرآن الكريم على ما تقدم من ذِكْر أخباره، ونسبه، وخلقه، ورسالته، ونبوته، ورحمته، وعلو منزلته عند ربه، ومعجزاته، وذكر كثير من صفاته، بل تعدى القرآن الكريم إلى وصفه وذكر بعض أعضائه الشريفة. فقال عن وجهه الشريف: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء} [البقرة:144] . وقال عن يده الشريفة: {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ} [الإسراء:29] . وقال عن عينه الشريفة: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} [النجم:17] . وقال عن صدره الشريف: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} [الانشراح:1] . وقال عن لسانه الشريف: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} [القيامة:16] .   (1) دلالة القرآن الكريم: ص:13، وانظر كتاب عظيم قدره صلى الله عليه وسلم الذي جمع فيه مؤلفه مئة خصيصة للرسول صلى الله عليه وسلم. (2) الجامع الصحيح المختصر: 1/128، صحيح مسلم: 1/370، سنن النسائي: 1/9، مسند أحمد: 4/416، ابن حبان: 14/308. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 5 وقال عن قلبه الشريف: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم:11] . وقال عن قلبه الشريف أيضًا: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ، عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ} [الشعراء:193-194] . وقد وجَّه القرآن الكريم الصحابة إما بصريح العبارة أو بطريق الإشارة إلى سرد كثير من أخباره وفضائله، وشمائله، ومنزلته عند ربه، وفضله على جميع الخلائق صلى الله عليه وسلم فكان حَرِيَّاً بهم أن يولوا هذه السيرة العطرة جُلَّ عنايتهم، فتخصص فريق منهم في روايتها، وبرز فريق آخر في حفظها، وبرع ثالث في تدوينها والتصنيف فيها، وهذا هو موضوع بحثنا إن شاء الله تعالى، وبالله التوفيق، وعليه التوكل، فهو نعم المولى ونعم الوكيل. هذا وقد جعلت هذا البحث في مقدمة وثلاثة فصول: الفصل الأول: مدخل إلى علم السيرة النبوية. وفيه مبحثان: المبحث الأول: أهمية علم السيرة النبوية في حياة المسلمين. المبحث الثاني: التعريف بالسيرة النبوية وأهم مميزاتها. الفصل الثاني: أهم مصادر السيرة النبوية وفيه ستة مباحث: المبحث الأول: القرآن الكريم. المبحث الثاني: كتب الحديث الشريف (كتب السنة المطهرة) المبحث الثالث: كتب الشمائل المحمدية. المبحث الرابع: كتب الدلائل النبوية (المعجزات المحمدية) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 6 المبحث الخامس: كتب الخصائص المحمدية. المبحث السادس: كتب المغازي والسير المتخصصة. الفصل الثالث: أشهر من صنف في السيرة النبوية في القرون الثلاثة الأولى. وفيه ثلاثة مباحث: المبحث الأول: الرواية. المبحث الثاني: التصنيف. المبحث الثالث: التأليف. أسأله تعالى مزيد الفضل، وأن يكرمنا برضاه، ويجعل هذا البحث عنده مقبولاً، إنه نعم المولى ونعم النصير، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، والحمد لله رب العالمين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 7 الفصل الأول: مدخل إلى عالم السيرة النبوية المبحث الأول: أهمية علم السيرة النبوية في حياة المسلمين ... الفصل الأول: المدخل إلى علم السيرة النبوية المبحث الأول: أهمية علم السيرة النبوية في حياة المسلمين إن لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم العطرة، سِجِلاً حافلاً بالمآثر، مليئاً بالمكرمات، مفعماً بالفضائل والدروس، إنها كثيرة المواعظ والعبر التي تنبض بالنور، وترشد إلى الخير، وتوقظ الهمم، وتشحذ العزائم، وتزيد الإيمان، وترسم الطريق إلى مرضاة الله عز وجل، وتضع المعالم أمام الدعاة والمصلحين. إنها تجسد القيم العليا والمبادئ الرفيعة في شخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واقعاً محسوساً لحياة كريمة فاضلة، سار على هديها الصحابة الأجلاء رضي الله عنهم، ومَنْ جاء بعدهم من التابعين وتابعيهم بإحسان، فاستنارت العقول، وصلحت القلوب، وزكت النفوس، واستقامت الأخلاق، فكانوا بحق خير أمةٍ أُخرجت للناس. لقد كان السلف الصالح يعلِّمون أبناءهم هذه السيرة كما يعلمونهم السورة من القرآن، فنشؤوا على الفضائل، ونهضوا إلى المكارم، وطمحوا إلى معالي الأمور، واتخذوا من الرسول صلى الله عليه وسلم مثلاً أعلى، ومناراً شامخاً، وقدوة حسنة ينالون باتباعه واقتفاء أثره والعمل بسنته خير الدنيا وسعادة الآخرة (1) . يقول تعالى في محكم التنزيل: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الحشر: 7] . ويقول تعالى: {قُلْ أَطِيعُواْ اللهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} [آل عمران: 32] .   (1) خاتم النبيين: ص/7-8، وانظر كذلك مصادر السيرة وتقويمها: ص:13. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 9 ويقول تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [آل عمران:132] ، ويقول تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ} [المائدة:92] . فالسيرة النبوية هي الترجمة العملية للقرآن الكريم، وهي التطبيق الصحيح للكتاب والسنة المطهرة، في واقع الحياة على جميع محاورها، ولهذا تقول السيدة عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها -:"كان خلقه القرآن". ففي العبودية والتعلق بالله سبحانه وتعالى كان المثل الأعلى حيث عرف ربه وعبده، وتوكل عليه حتى أتاه اليقين، وفي دعوته إلى الله تعالى دعا بالحسنى، فحاز على رضوان الله عز وجل، وفي تربيته لأصحابه كان من أرفق الناس بهم، وذلك بتوفيق وأمر من الله تعالى. وفي جهاده، وفي علاقاته، وفي بيعه وشرائه، وفي سفره وحضره، وفي طعامه وشرابه، ومع أهل بيته وجيرانه، ومع الفقراء والمساكين، والأطفال والنساء، حتى مع الجمادات والحيوانات، ومع كل شيء يحيط به، ويدخل في دائرة احتياجاته كان القدوة والمثل الكامل .... لقد كان صلى الله عليه وسلم رحمة مهداة من المولى عز وجل لجميع مخلوقاته. يقول تعالى في محكم التنزيل: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107] ، ويقول تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [سبأ: 28] . من هنا يجمع المحدثون، والمؤرخون، وجمهور هذه الأمة، على أن السيرة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 10 النبوية تجسيد حي للتاريخ الإسلامي المجيد في عصر النبوة، من الناحية العملية؛ لأن حوادثها ارتبطت بشخصه الكريم صلى الله عليه وسلم في كل جوانب حياته العملية والفكرية والنفسية والاجتماعية، حتى الإنسانية (1) . فعلم السيرة النبوية من أشرف العلوم وأعزها وأسناها هدفاً ومطلباً، بها يعرف المسلم أحوال دينه، ونبيه صلى الله عليه وسلم، وما شَرَّفه المولى عز وجل من أصل كريم، ثم ما أكرمه به من اختياره للوحي والرسالة، وحمل عبء الدعوة الكاملة. ثم ما قام به من بذل الجهود المتواصلة، وما عاناه من البلاء والمحن في هذا السبيل، وما حظي به صلى الله عليه وسلم من نصرة الله وتأييده بجنود غيبية، وملائكة كرام بررة، وتوجيه الأسباب له، وإنزال البركات، وخوارق العادات (2) . إن التاريخ لم يتحدث عن سيرة أحدٍ وصفاته، ولا عن أطوار حياة إنسان ومنهجه مثلما تحدث عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وما هذا إلا لأنه جاء بالرسالة الجامعة، والدين الخاتم، فنسخ ما قبله، ولاشيء بعده. لقد انقطع بعده حديث السماء إلى الأرض، فكان خليقاً به أن يكون طرازاً من البشرية النقية الصرفة التي تعطي البشر القدوة والمثالية في الاستقامة على النهج الواضح، وجادة السواء، وسبيل التوحيد (3) . إن الواقع اليوم وفي ظل الإمكانات الهائلة التي وفرها عصر المعلوماتية عبر   (1) علم المغازي بين الرواية والتدوين: 1/4. (2) السيرة النبوية للشعراوي: ص:8. (3) فقه السيرة من زاد المعاد: ص:6. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 11 وسائله المختلفة، كالبرامج، والموسوعات الحديثية، والتاريخية، أو عبر وسائل الاتصال بالمكتبات العالمية، وما تزخر به من مصادر ومراجع عن المعرفة الإنسانية، وبخاصة التاريخ الإسلامي يحتم علينا أن نستثمر هذه الإمكانات والخدمات لجمع مرويات السيرة النبوية وأخبارها، وبداياتها الأولى رواية وحفظاً وتدويناً عبر العصور والعصور الثلاثة الأولى على وجه الخصوص، جيلاً بعد جيل، وطبقة بعد طبقة (1) ، اعتماداً على المراجع الصحيحة الموثوقة التي اعتمدت صحة الأسانيد والمتون. وهذا ما سوف يكون بإذن الله تعالى الاعتماد عليه في هذه الدراسة.   (1) علم المغازي بين الرواية والتدوين: 1/4. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 12 المبحث الثاني: التعريف بالسيرة النبوية وأهم مميزاتها عند تعريف كلمة السيرة لابد من الرجوع إلى كتب اللغة ومعاجمها للوقوف على مدلول هذا اللفظ عند اللغويين، وذلك لكي يتضح ما يتضمنه هذا المصطلح الذي إذا أطلق ذهب المعنى تلقائياً إلى سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. من هنا وجب التعريف بهذا المصطلح لغوياً حتى نتمكن من تعريفه بعد ذلك عند عموم المؤرخين، وعند أهل الاختصاص ممن يذهب إلى أبعد من التعريف الاصطلاحي، ليضمنه أموراً حسية ومادية، وظاهرة وباطنة عن شخص الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك ليشمل التعريف كل شيء يتعلق بالرسول صلى الله عليه وسلم منذ ولادته حتى وفاته، في شؤون الحياة كلها؛ العقدية، والفكرية، والاجتماعية، والأخلاقية، والإنسانية. بهذا المفهوم الواسع، لا بد أن يوفر التعريف اللغوي ما يوضح هذه الحقيقة عن مصطلح السيرة النبوية، وكيف تطور ليعطي هذا المدلول الواسع الشامل عن حياة نبي الإسلام، ومنقذ البشرية، وقدوة المؤمنين في كل زمان ومكان صلى الله عليه وسلم: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} . [الأحزاب:21] . يقول أهل اللغة: سار سَيراً، وتَسْياراً، ومَساراً، وسار السنَّةَ أو السِّيرةَ: سلكها واتبعها (1) .   (1) المعجم الوسيط: 1/470، وانظر: مادة سير ومن معاني السيرة: السنة والطريقة، والحالة التي يكون عليها الإنسان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 ويقولون أيضاً: السيرَة: معناها الهيئةُ، والسنةُ، والطريقةُ، والمذهبُ، ووصفُ السلوك (1) ، ونحن في السيرة النبوية نتطرق وبشكل أساسي إلى هيئته، ووصفه ظاهراً وباطناً في باب الشمائل المحمدية والتي أشار القرآن الكريم إلى كثير منها. كما نقف طويلاً عند سنته القولية والفعلية والإقرارية في أطوار حياته بعد البعثة في كل موطن ومشهد من أحداث السيرة العطرة. ويستمتع الدارسون والمتلقون من أبناء هذه الأمة المحمدية عندما يصف المحدثون والمؤرخون سلوكه الرباني العظيم مع ربه عز وجل أولاً، ثم مع أتباعه من الأصحاب والأحباب وخاصة مع أهل بيته، وخدمه، ومواليه، حتى مع دوابه صلى الله عليه وسلم. ويقولون أيضاً: استارَ بسَيرْ فُلاَن، أي مشى على خطته واستن بسنته (2) ونحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم مطالبون بالسير على خطاه، وباتباع سننه بقدر المستطاع؛ حتى ننال الأجر والثواب: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران:31] ، ويقول تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [آل عمران:132] . وآيات الطاعة والاتباع والتعزير والتوقير كثيرة في كتاب الله الحكيم، فلا يكمل إيمان المسلم إلا إذا كان اللهُ ورسولهُ أحَبَّ إليه مما سواهما.   (1) القاموس المحيط: 528، مختار الصحاح: 347، اللسان: 6/454. (2) المعجم الوسيط: 1/470. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 14 ولا يكمل إيمان المرء المسلم إلا إذا قدّم محبة هذا النبي صلى الله عليه وسلم على محبة والديه وولده ونفسه والناس أجمعين، كما في حديث أنس رضي الله عنه المتفق عليه وحديث أبي هريرة وحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنهما عند البخاري (1) . أما تعريف السيرة عند عموم المؤرخين وفي حالة الإطلاق: فهو يعني التعرض إلى كل الأحداث المبكرة من تاريخ الإسلام، وعلى التحديد بدايةً من بعثته صلى الله عليه وسلم، وبدء رسالته، وانتشار الإسلام، كما يقصد بها تاريخ الجهاد لنشر الدعوة الإسلامية، وإقامة الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، والتي جمعت الناس تحت لوائه، حتى أصبحوا أمة واحدةً، لم تلبث بعد فترة وجيزة أن خرجت خارج حدود المدينة المنورة لتُؤَسِّس الدولة الفتية، التي عاصمتها المدينة المنورة، وما لبثت بعد وفاته أن خرجت حتى خارج حدود جزيرة العرب (2) . تعريف السيرة عند أهل الاختصاص: ولو أردنا أن نعرف مصطلح السيرة عند أهل الاختصاص من المحدِّثين والمؤرخين الذين أَوْلَوْا السيرة عناية خاصة معتمدين على النصوص القرآنية الواضحة والأحاديث النبوية الثابتة نصاً ومتناً، لرأيناهم يتجاوزون به إلى ما صحَّ من الإرهاصات النبوية منذ مولده، ونشأته، وصباه، وشبابه، ومظاهر حفظ وعناية الله به صلى الله عليه وسلم، حتى كمل سنه أربعين، فجاءه الوحي المبارك، وأمره بتبليغ هذا الدين القويم إلى الناس كافة (3) .   (1) صحيح البخاري: 1/14، صحيح مسلم: 1/67، انظر محبة النبي صلى الله عليه وسلم وطاعته: ص:135-138، صحيح البخاري: كتاب الإيمان والنذور: وانظر شرح هذا المعنى في كتاب محبة النبي وطاعته بين الإنسان والجماد: ص: 138. (2) حدائق الأنوار ومطالع الأسرار: 1/8. (3) حدائق الأنوار ومطالع الأسرار: 1/8. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 ثم ما لقي في سبيل ذلك من معارضة، وعنت، وتحدّ، واضطهاد، وإيذاء، ثم تطور إلى صراع ومقاومة مع المشركين أدت إلى الهجرة إلى الحبشة، وإلى المدينة المنورة المباركة هو وأصحابه بأمر من الله تعالى، كما في قوله: {وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا} [الإسراء: 80] . ولقد جاء وصوله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة عندهم مشروعاً إنسانياً عظيماً كبيراً، كان مقدمة لتأسيس دولة الإسلام على المؤاخاة، وهو النظام الاجتماعي الذي لم تعرف العرب له مثيلاً من قبل، ثم تأسيس هذه الدولة على ركائز أخرى كبناء المسجد، وتوقيع المعاهدات بين سكانها وبين مَنْ جاورها، ثم الانطلاق بالدعوة نحو كل اتجاه خارج حدود المدينة المنورة. ثم جاءت بعد ذلك مرحلة مواجهة التحديات الكبرى في تلك المعارك الفاصلة في تاريخ الإسلام في مرحلة الدفاع في كل من بدر، وأحد، والخندق، والحديبية، حتى تغيَّرت الموازين لصالح المسلمين، وخرجوا بعد ذلك بأمر من الله تعالى لقتال الناس من أجل رفع راية التوحيد، والقضاء على مظاهر الشرك والوثنية البغيضة، التي فَرَّقَتْ الناس إلى سيد، وعبد، وشريف، ووضيع، فقاتل بعضهم بعضاً، وعاشوا قبل أن يُسْلموا ردحاً من الزمن في الفوضى والعبث. وبالإضافة إلى ذلك فإنَّ لفظ السيرة عندهم يعني أيضاً المنهج النبوي، والخلق المحمدي، فيما يتعلق بصفاته، وأخلاقه صلى الله عليه وسلم، وما خَصَّه الله تعالى به من خصائص عظيمة، وما أيَّده به من معجزات باهرة خارجة عن المألوف والمعروف بقدرة الله عز وجل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 16 وكذلك طريقة تعامله مع المسلمين نبياً مشرعاً ورسولاً قدوة في جميع الأحوال، حتى كان لهم المثل الكامل الأعلى. لقد جمعت السيرة النبوية بهذا التعريف والمفهوم الواسع عدة مزايا جعلت دراستها متعة روحية، وعقلية، وتاريخية، ونفسية، وهي إلى جانب ذلك كله ضرورية لكل مسلم ومسلمة. ذلك من أجل أن ينضموا إلى ركْب الدعاة والمصلحين ممن يقع على عاتقهم إبلاغ الناس المنهج الرباني الصحيح، الذي تلقاه هذا النبي العظيم صلى الله عليه وسلم عن ربه تعالى، فبلَّغ ونصح الأمة حتى لقي ربه صلى الله عليه وسلم فكان القدوة الحسنة للناس في القول والعمل، في كل تصرفاته العامة والخاصة. كما حكت لنا ذلك كتب السيرة، والشمائل، والدلائل، والخصائص، والمعجزات وما جمع فيها من الآثار، والأخبار، والقصص، والحوادث، وما جمع فيها من الأدعية، والأذكار، والمناجاة، والعمل بالليل والنهار، وما حفظت لنا هذه الكتب من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم، وما حفظه لنا بعض أصحابه وآل بيته من صفته وصفاته (1) والتي لم تحفظ كتب الأدب، والتاريخ، والأنساب صفة أكثر دقة، وأعظم استيعاباً لكائن من كان منذ أن خلق الله آدم عليه السلام، وحتى يرث الله الأرض ومن عليها سواه. فكانت بحق أعظم وأكمل سيرة لإنسان على وجه الأرض، كيف لا، وهي السيرة المؤسسة على النصوص القرآنية، والأحاديث النبوية، والوثائق التاريخية، والتي جعلتها صالحة لكل زمان ومكان؟ ويكفيه أن قال عنه ربه:   (1) سأل الحسن بن علي، خاله هند بن أبي هالة، وكان وصَّافاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فوصف له رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن وصف، انظر الترمذي: ص/265-266. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4] ، وقوله تعالى: { ... بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة:128] ، وقوله صلى الله عليه وسلم: "أَدَّبَنِي رَبِّي فَأَحْسَنَ تَأدِيبي" (1) ، وقوله: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" (2) . ولهذا قالت أم المؤمنين الصدِّيقة بنت الصديق - رضي الله عنها - عندما سُئلت عن خلقه صلى الله عليه وسلم. فقالت: "كان خلقه القرآن" (3) . والخلاصة: أننا لو أردنا أن نجمل مزايا هذه السيرة النبوية العطرة لأكمل إنسان على ظهر الوجود فإننا لن نستطيع أن نجملها في عبارات أو حتى في أشعار أو صفحات، لكن هذا كله لا يعفينا من أن نذكر قدر المستطاع أهم مميزات هذا العلم المبارك - علم السيرة النبوية- في نقاط محدودة لتكون واضحة يمكن استيعابها، وتكون ضوءاً لكل ما تقدم في هذا البحث عن السيرة النبوية ومباحثها المختلفة على النحو الآتي: أولاً- أنها أصح سيرة لتاريخ نبي مرسل، فقد وصلت إلينا عبر أصح الطرق دقة وضبطاً ووضوحاً، بما لا يترك مجالاً للشك في وقائعها البارزة، وأحداثها الكبرى (4) . ثانياً- أنها واضحة كل الوضوح في جميع مراحلها منذ زواج أبيه عبد الله بأمه آمنة وحتى وفاته صلى الله عليه وسلم، مما يجعل سيرته واضحة وضوح الشمس وضياء القمر (5) .   (1) أخرج هذا الحديث ابن السمعاني في أدب الإملاء والاستملاء: ص:1. (2) بقية حديث عبد الله بن مسعود، مسند أحمد: 2/381، الأدب المفرد: ص/105، والمستدرك: 2/613. (3) تقدم تخريجه في ص:4. (4) السيرة النبوية دروس وعبر: ص:15، الجامع الصحيح للسيرة النبوية: ص:39. (5) السيرة النبوية دروس وعبر: ص:17، الجامع الصحيح للسيرة النبوية: ص:47. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18 ثالثاً- أنها سيرة واقعية تحكي سيرة إنسان أكرمه الله بالرسالة فلم تخرجه عن إنسانيته، ولم تلحق حياته بالأساطير، ولم تُضْفِ عليه الألوهية قليلاً ولا كثيراً (1) ، ولهذا ظلت سيرته المثل النموذجي للإنسان الكامل، وهي القدوة لكل من أراد أن يعيش سعيداً كريماً في نفسه وأسرته ومرضياً لربه عز وجل. رابعاً - أنها سيرة شاملة لكل النواحي الإنسانية، كأب، وزوج، وقائد، وصديق، ومربّ، وداعية، وسياسي، وقبل كل ذلك نبي ورسول صلى الله عليه وسلم (2) . خامساً- أنها سيرة تعطي الدليل الذي لا ريب فيه عن صدق نبوته ورسالته لأنها سيرة إنسان سار بدعوته من نصر إلى نصر (3) ، ودعا الناس إلى ربه في تأدب وخشية وشفقة ورأفة ورحمة حتى أتاه اليقين. سادساً- أنها مستوفية لكل الجزئيات والكليات التي تحويها السيرة بأدق العبارات وأشمل الأوصاف لحياته صلى الله عليه وسلم. فصلى الله عليه وسلم كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون صلاةً كما يحب ربنا ويرضى.   (1) السيرة النبوية دروس وعبر: ص: 18، الجامع الصحيح للسيرة النبوية: ص:49. (2) السيرة النبوية دروس وعبر: ص: 19، الجامع الصحيح للسيرة النبوية: ص:51. (3) السيرة النبوية دروس وعبر: ص:20، الجامع الصحيح للسيرة النبوية: ص:54. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 الفصل الثاني: أهم مصادر السيرة النبوية المبحث الأول: القرآن الكريم ... الفصل الثاني: أهم مصادر السيرة النبوية خلال القرون الثلاثة الأولى المبحث الأول: القرآن الكريم لابد لأي باحث يريد أن يصنف في السيرة النبوية أو يكتب فيها أن يجعل من القرآن الكريم مصدراً أساسياً له. لقد ضم القرآن الكريم جزءاً كبيراً من أخبارها الصحيحة التي لا يتطرق إليها الشك أو الظن، وبهذا فقد وفر القرآن الكريم قدراً عظيماً من الأخبار الصحيحة للسيرة وصاحبها عليه الصلاة والسلام. لهذا فإن القرآن الكريم يعدُّ في مقدمة مصادر السيرة في حالة أي مشروع موسوعي يتعلق بتدوينها، وروايتها، وحفظها، لأن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المنزل على نبيه لفظاً بطريقة الوحي (1) ولا يأتيه الباطل، وقد وعد الله تعالى بحفظه فقال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9] . فالناظر المدقق في القرآن الكريم يرى إشاراته إلى سيرته صلى الله عليه وسلم، إما بتصريح العبارة، أو بطريق الإشارة، أو بطريق التضمين، أو الموازنة (2) ، فهو في ذلك أصل الأصول، ومصدر النور، ليس وراء حجته حجة، ولا مع دليله دليل، ونصه هو القاطع للخصومة، وقوله هو الفصل (3) . ولأن الصورة الواضحة الصادقة لشخصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم، هي أصدق ما وصلنا عنه من أخبار، وهي أصح وصفاً لحقيقة سيرته،   (1) السيرة النبوية الصحيحة: 1/47-48. (2) دلالة القرآن المبين: ص:5. (3) محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم: 1/8. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 وشمائله، ودلائل نبوته، وأخلاقه، وخصائصه، وهي أوثق تقرير لما كان عليه صلى الله عليه وسلم في جميع حالاته (1) . ففي ثنايا القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تعرضت لحياته صلى الله عليه وسلم قبل بعثته، وأثناءها، وبعدها .... فحديث القرآن عن يُتْمِه ورد في قوله تعالى: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى، وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى} [الضحى:6-7] . وحديثه عن بدء نزول الوحي عليه، كما في قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق:1] . وحديثه عن حاله صلى الله عليه وسلم عند تلقيه الوحي، كما في قوله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ، إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [القيامة:16-17] . وحديث القرآن عن عداوة الأعداء وخصومة الكافرين له، واتهامه بشتى أنواع المعايب في قوله تعالى (2) : {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ، وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ} [الصافات:35-36] . كذلك حديث القرآن عن بشريته واضحاً في قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [فصلت: 6] . وقوله تعالى: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللهُ بَشَرًا رَّسُولاً} [الإسراء:94] .   (1) شخصية الرسول ودعوته في القرآن والسنة: ص:7. (2) مصادر السيرة النبوية وتقويمها: ص:23. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 كما تحدث القرآن عن أمته الأمية في قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [الجمعة:2] (1) . وتحدث القرآن الكريم عن أمِّيَّته، في قوله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ} [الأعراف: 157] . أما حديث القرآن عن غزواته فقد ورد في القرآن الكريم ما يقارب (280) آية، وهي تساوي نسبة 4،65% من كتاب الله تعالى (2) جاء بعضها صريحاً كالغزوات الكبرى، بدر، وأحد، والخندق، والحديبية، وخيبر، وفتح مكة العظيم (3) ، كما شمل هذا التصريح بعض قضايا الجهاد، ومواجهة الخصوم والأعداء. لقد خصص القرآن الكريم قدراً وافياً للحديث عن أساليب دعوته للناس كما في قوله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل:125] . وقوله تعالى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} [الحجر:94-95] . وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [التحريم:9] .   (1) شخصية الرسول ودعوته: ص:20-21. (2) علم المغازي بين الرواية والتدوين: 1/40. (3) سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم: 2/269. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 وقوله تعالى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ} [الأحقاف:35] . ولم يقف القرآن عند ذلك، بل تعدى إلى أمر في غاية الأهمية، وهو تأييد المولى تعالى لنبيه ورعايته له في دعوته وجهاده، كما في قوله تعالى في الآيات الآتية: {وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال: 62] . وقوله تعالى: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا} [التوبة:40] . كما أوضح القرآن الكريم على أن دينه ناسخ للأديان كلها كما في قوله تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران:85] . وقوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الإِسْلاَمُ} [آل عمران:19] . أمَّا إذا نظرنا إلى المساحة والحيز الذي أفرده القرآن الكريم لعلاقة الرسول صلى الله عليه وسلم بالمشركين، وأهل الكتاب، والمنافقين، فإننا سوف نقف على قدر كبير من الآيات القرآنية تتجاوز المئات بل قد تفوق الألف آية عن هذه الجماعات، ويكفي أن نذكر بعضاً منها على سبيل المثال، لا الحصر: فعن علاقة الرسول صلى الله عليه وسلم بالمشركين، كما في قوله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ} [يونس:15] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 وقوله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} [الرعد:43] . وقوله عن أهل الكتاب: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران:64] . وقوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ} [المائدة:19] . وقوله تعالى عن المنافقين: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلاً} [النساء:142] . لقد تحدَّث القرآن الكريم عن حياته وسيرته، وفضائله وأخلاقه، ورحمته، وصلاته، وتهجده، ودعائه وذكره وتسبيحه، وقبلَتِهِ، وما أوحى إليه، وعلاقته بأصحابه من المهاجرين والأنصار، كما تحدث القرآن الكريم عن هجرته، وقضائه، وعن حياته العائلية حتى عن بعض الجوانب الخاصة في حياته صلى الله عليه وسلم (1) . بل إن القرآن الكريم انفرد بشيء مهم دون المصادر كلها ألا وهو الحديث عن حالته النفسية والشعورية (2) ، كما صَوَّرَ حسرته الباطنية، وحرقته   (1) تحدث صاحب كتاب "شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ودعوته في القرآن الكريم" عن هذه الجوانب في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم على نحو مفصل وضمَّن كتابه موضوعات عديدة عن بشريته إلى أميته، أخلاقه، وعبادته، وأساليب دعوته، وتبليغه للرسالة إلى علاقته بالمشركين والمنافقين، وقد تم اقتباس بعض هذه الموضوعات من هذا الكتاب دون تحديد الصفحات. (2) مصادر السيرة النبوية وتقويمها: ص:27. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 على مَن لم يؤمن مِن قومه، وهم يتساقطون في طريق جهنم واحداً بعد الآخر (1) . ولعل الصورة تكون أوضح إذا عرفنا أن القرآن الكريم أشار إلى مجمل السيرة النبوية من غير تفصيل، عندما تحدث حتى عن العرب قبل بعثته في كثير من مناحي حياتهم الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية والتركيبية، والعقائدية. كما حدثنا عن الحضارات الغائرة، والأقوام الغابرة في الجزيرة العربية، مما يعطينا فكرة صحيحة عن المجتمع الإنساني قبيل ظهور الإسلام (2) . إن كل هذه الصور، والمواقف، والإرشادات، عن سيرته، وعن شمائله، وأخباره لتدل دلالة واضحة في الجملة والتفصيل على أن القرآن هو المعجزة الخالدة التي وَضَّحت وأظهرت نبوته صلى الله عليه وسلم (3) ، وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين وسيد العالمين.   (1) مصادر السيرة النبوية وتقويمها: ص:28. (2) مصادر السيرة النبوية وتقويمها: ص:30-31. (3) الصحيح المسند من دلائل النبوة: ص:39-44. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 المبحث الثاني: كتب الحديث الشريف (كتب السنة المطهرة) ... المبحث الثاني: كتب الحديث الشريف لقد شغلت السيرة النبوية حيزاً كبيراً من كتب الحديث الشريف، وكل من ألف في الحديث لم تخل كتبهم من ذكر ما يتعلق بحياة النبي صلى الله عليه وسلم، وبعثته، ودعوته، وجهاده وهجرته، ومغازيه، بل حتى عن صحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين (1) . وتأتي أهمية كتب الحديث في دراسة السيرة النبوية المطهرة لأنها توضح العقائد، والآداب الإسلامية، وكثيراً من الأحكام التعبدية، والتشريعية، والأخلاقية (2) . كما أن كثيراً من كتب الحديث تخصص أقساماً، وأبواباً وكتباً لجهاده، ومغازيه، وجوانب كثيرة من سيرته وحياته صلى الله عليه وسلم وليس ثمة كتاب في الحديث إلا وقد خصص باباً أو كتاباً، أو ضمن الأبواب المختلفة مادة عن السيرة النبوية وحوادثها المختلفة (3) ، غير أنها غير مرتبة حسب التتابع الزمني للأحداث (4) . وقد استمر هذا المنهج عند المحدثين حتى بعد انفصال السيرة عن الحديث، وجعلها علماً مستقلاً عنه (5) ؛ ذلك لأن كتب الحديث موثقة، ومنهجها أدق،   (1) السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة: 1/27. (2) السيرة النبوية الصحيحة: 1/49. (3) السيرة النبوية الصحيحة: 1/50. (4) فقه السيرة للبوطي: ص:21. (5) السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة: 1/27. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 لذا يجب الاعتماد عليها، وتقديمها على غيرها من الكتب، حتى على روايات كتب المغازي والسير (1) . غير أن هذه الكتب وهي كتب الحديث اعتنت بجمع أقوال النبي صلى الله عليه وسلم، وأفعاله، وتقريراته، وأحكامه، وقضاياه، ... وأفردت في الوقت نفسه أبواباً لمولده، وبعثته، وهجرته، ومغازيه ... إلا أن مقصد مؤلفي هذه الكتب كان منصَبًّا على قضية الأحكام الفقهية (2) . وكانت مشاهد السيرة تأتي في ثناياها ليستدل بها على الحكم الشرعي، كما في أبواب حجته صلى الله عليه وسلم، وبعض ما وقع له من المعجزات والخوارق (3) وهذا على سبيل المثال لا الحصر. وهنا يجب أن نشير إلى قضية مهمة، وهي أن كتب الحديث بحكم عدم تخصصها، لا تورد التفاصيل، عن مولده، ونشأته، وبعثته، وهجرته، وغزواته، وجهاده، ... وبقية أخبار حياته (4) بل كانت تقتصر على بعض تلك الأخبار وفق منهج أهل الحديث في الرواية. لكننا نستطيع ومن خلالها أن نكوِّن فكرة شاملة، وإن كانت غير متكاملة أحياناً عن سيرته صلى الله عليه وسلم، لأنها رويت بالسند المتصل إلى صحابته رضوان الله عليهم، وهم أكمل وأصدق أجيال هذا التاريخ العظيم عن حياته وسيرتهصلى الله عليه وسلم (5) .   (1) السيرة النبوية الصحيحة: 1:50. (2) مصادر السيرة النبوية وتقويمها: ص:36، وانظر فقه السيرة للبوطي: ص:21. (3) مصادر السيرة النبوية وتقويمها: ص:36. (4) السيرة النبوية الصحيحة: 1/50. (5) السيرة النبوية دروس وعبر: ص:27. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 كما يمكننا استكمال هذه الأخبار بتفاصيلها من كتب السيرة المتخصصة؛ التي نثق بها والتي كتبها الأوائل، لنقف على الصور الكاملة الواضحة عن أحداث السيرة النبوية (1) . لقد اتفق العلماء على أن أشهر وأقدم كتب الحديث التي زخرت بأخبار السيرة النبوية، وحياة صاحبها عليه الصلاة والسلام، هو الكتاب العظيم: موطأ الإمام مالك - يرحمه الله - (ت 179هـ) ، حيث أورد جملة من الأحاديث تتعلق بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وأوصافه، وأسمائه، وذكر ما يتعلق بالجهاد (2) . كذلك فعل صاحب أعظم كتاب في الحديث بعد القرآن الكريم الإمام الشهير أبو عبد الله البخاري -رحمه الله- (ت256هـ) في صحيحه، حيث ذكر جوانب من حياته صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، وبعدها، وخصص كتاباً في المغازي وآخر في الجهاد (3) كما ذكر كثيراً من خصائصه، ودلائل معجزاته، وشمائله العطرة، بما يوازي عُشْرَ الجامع الصحيح (4) . وهكذا سار من بعده الإمام مسلم بن الحجاج - رحمه الله - (ت261هـ) صاحب الصحيح، وهو الكتاب الثاني بعد البخاري بلا خلاف بين المسلمين، حيث اشتمل على جزء كبير من سيرته، وفضائله، وجهاده، وأفرد كتاباً سماه (كتاب الجهاد والسير) (5) .   (1) السيرة النبوية الصحيحة: 1/50. (2) السيرة النبوية في ضوء الكتاب والسنة: 1/27، السيرة النبوية الصحيحة: 1/50، وانظر على سبيل المثال الموطأ: 2/443: 464، 2/919، 2/1004. (3) صحيح البخاري: 4/1453: 1621. (4) السيرة النبوية في ضوء الكتاب والسنة: 1/27. (5) السيرة النبوية في ضوء الكتاب والسنة:1/28، وانظر على سبيل المثال، صحيح مسلم: 5/139:201. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 وكان كل من جاء بعدهم من أئمة هذا العلم يسير على المنهج نفسه مع اختلاف في التبويب والترتيب، كأصحاب السنن: الإمام أبي داود (ت275هـ) ، والترمذي (ت 279هـ) ، وابن ماجه (ت 273هـ) ، والدارمي (ت 255هـ) ، والإمام أحمد في المسند (ت 241هـ) (1) ، وهكذا بقية كتب الحديث، فالطبراني في كتبه الثلاثة، وصاحب المجمع، والحاكم في المستدرك. بل إن أغلب كتب المتون المعتمدة، لم تَخْلُ مِنْ ذكر لسيرة هذا النبي العظيم صلى الله عليه وسلم، الأمر الذي يجعل الدارس المتعمق في السيرة النبوية، وتاريخ تطورها عبر العصور، أن يجزم بأن السيرة ومروياتها، تجاوزت كتب الحديث إلى كتب الرجال والطبقات، وبخاصة طبقة الصحابة رضي الله عنهم الذين شاركوا في الغزوات النبوية، والسرايا والبعوث المختلفة (2) . ولعله يأتي على الأمة المسلمة يوم تستطيع فيه جَمْعَ كل ما روي وكتب عن السيرة النبوية من مولده إلى وفاته في ظل الإمكانات التي توفرها الموسوعات الحديثية، وموسوعات الرجال والطبقات من خلال جهاز الحاسب الآلي (3) ومن خلال الوقوف على القدر الكبير من المراجع والمكتبات والتي يمكن التواصل معها من خلال شبكة (الإنترنت) العالمية.   (1) السيرة النبوية دروس وعبر: ص:26، فقه السيرة للبوطي: ص:27. (2) إن نظرة إلى أي ترجمة من تراجم الصحابة الذين شاركوا في الغزوات في كتب منها سوف تجعل القارئ يقف على إشارات عن مشاركاتهم في تلك الغزوات التي شاركوا فيها، كطبقات ابن سعد، والاستيعاب، وأسد الغابة، والإصابة وغيرها من كتب التراجم. (3) لقد قمت على سبيل المثال بحصر المرويات لبعض الغزوات من خلال الموسوعة الذهبية للحديث الشريف فتحصلت على أعداد لا يمكن حصرها قبل ظهور الحاسب الآلي، فمثلاً يوجد: 3554 مروية عن غزوة بدر بالمكرر، وهذا أمر عظيم سيخدم تحقيق السيرة وإخراجها من كتب الحديث إن شاء الله تعالى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 إن هذه الثورة (المعلوماتية) التي وفرتها الشبكة العنكبوتية سوف تجعل من السهل بإذن الله، عمل الموسوعة الضخمة التي يتطلع إليها المسلمون، سواء من كتب الحديث أو من كتب الرجال والطبقات، وكتب السيرة المتخصصة المعتمدة في هذا الميدان، تلك التي كتب أغلبها في بداية القرن الثاني الهجري بمشيئة الله تعالى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 المبحث الثالث: كتب الشمائل المحمدية وهي الكتب التي قصد أصحابها العناية بذكر أخلاقه، وعاداته وفضائله، وسلوكه القويم في الليل والنهار (1) ،كما تناولت آداب النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته الخَلْقية والخُلُقية (2) . والشمائل فن يشتمل على صفاته السَّنيِة، ونعوته البهيَّة، وأخلاقه الزكية، التي هي وسيلةٌ إلى امتلاء القلب بتعظيمه ومحبته صلى الله عليه وسلم، وذلك سبب لاتباع هديه وسنته، ووسيلةٌ إلى تعظيم شرعه وملته، وتعظيم الشريعة واحترامها وسيلة إلى العمل بها والوقوف عند حدودها، والعمل بها وسيلة إلى السعادة الأبدية، والفوز برضا رب العالمين (3) . وإذا كان من تمام الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إلى الناس من نفوسهم التي بين جنوبهم (4) ، فقد ملأ حبه صلى الله عليه وسلم شغاف قلوب المؤمنين، مما جعلهم يسيرون على هداه مترسمين خطاه، يصفون شمائله وأحواله، ويسجلون خلجات ذاته، وملامح صفاته صلى الله عليه وسلم (5) . لقد حفظ لنا الصحابة رضي الله عنهم أجمعين صوراً كاملةً شاملةً تامةَ المبنى والمعنى، جامعةً لكل لمحةٍ وخلجةٍ، وحركةٍ، وإشارة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، من مولده الشريف إلى اختياره إلى الرفيق الأعلى (6) .   (1) مصادر السيرة النبوية وتقويمها: ص:42. (2) السيرة النبوية الصحيحة: 1/52. (3) منتهى السول على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول: 1/31-32. (4) انظر أحاديث سيدنا عمر وأنس وأبي هريرة رضي الله عنهم السابقة في ص15. (5) أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه: ص:5. (6) أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه: ص:6. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 وموضوع الشمائل اهتم به علماء المسلمين منذ القدم، وكان أحد أغراض كتب الحديث، التي تهتم بأحوال الرسول صلى الله عليه وسلم، في عبادته وخلقه، وهديه، ومعاملته (1) مع كل شيء حوله في الطعام، والشراب، واللباس، والأدوات، والدواب، والسلاح، والكبير، والصغير، وعلى عدّ صفاته وأحواله جانباً من جوانب سنته الشريفة (2) . ثم أفرد المحدثون والعلماء موضوع الشمائل في كتب مستقلة، كان في مقدمتهم أبو البختري وهب بن وهب الأسدي (ت 200هـ) في مؤلفه "صفة النبي صلى الله عليه وسلم" ثم أبو الحسن علي بن محمد المدائني (ت224هـ) في كتابه "صفة النبي"، ثم كتاب الشمائل المحمدية للإمام الترمذي (ت 279هـ) ، ثم داود بن علي الأصبهاني (ت270هـ) في كتابه "الشمائل المحمدية" (3) ، ثم إسماعيل القاضي المالكي (ت282هـ) في كتابه "الأخلاق النبوية"، كذلك أبو الحسن أحمد بن فارس اللغوي (ت295هـ) في كتابه "أخلاق النبي" (4) . ثم جاء بعدهم في القرون التالية خلق كثيرٌ. كما نجد أن كتب الصحاح (5) والسنن والمسانيد ضمت كثيراً من أبواب   (1) من مقدمة محقق شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم لابن كثير: ص:5. (2) من مقدمة محقق شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم: ص:5. (3) السيرة النبوية الصحيحة: 1/52. (4) مصادر السيرة النبوية وتقويمها: ص:43. (5) يعد صحيح البخاري مثلاً غنياً وافراً مضبوطاً في الحديث عن أحداث السيرة النبوية فقد بدأه بالحديث عن الوحي، كما تحدث عن قصة بئر زمزم، وذكر شيئاً من أخبار النسب النبوي، والقربى، وبوب باب علامات النبوة، كما عرض الكثير من صفاته الخَلقية والخُلقية، وهذا باب الشمائل في الكتاب، وبوب للمعجزات والخوارق، وتحدث عن زواجه من أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها، ثم أفرد جزءاً كبيراً لغزواته، وآخر لجهاده، وكتبه للرؤساء والملوك في عصره، وفي مرضه ووفاته صلى الله عليه وسلم، بهذا عين السيرة وقلبها وروحها إن صح هذا التشبيه، على أن السيرة كيان مستقل لا يمكن لأي مسلم أن يستغني عنه في دينه ودنياه، انظر (مصادر السيرة النبوية وتقويمها: ص:37-38) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 الشمائل، فقد جاءت منثورةً بين أبواب العبادات والمعاملات والأخلاق، والآداب والزهد، والرقاق (1) . ولهذا فإن كتب الشمائل تعد من المصادر الأساسية في سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ولا يمكن مَنْ يؤلف في السيرة أو يؤرخ لبدايتها من الرواية أو التدوين إلا أن يقف على هذه الكتب، لينهل منها ما يتعلق بأوصافه صلى الله عليه وسلم، وصفاته، وتصرفاته في كل حياته ودقائقه أثناء الليل وأطراف النهار لنتعرف على خُلُقِهِ (2) وخَلْقِهِ (3) في الظاهر والباطن، في الخاص والعام، والتي تعد كلها من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم.   (1) من مقدمة شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم لابن كثير: ص:5. (2) الخُلق: بضم الخاء: المراد الصورة الباطنة كالحلم، والعلم والصبر وغيرها. (3) الخَلق: بفتح الخاء: الصورة الظاهرة للإنسان كالبياض والطول ولون البشرة وغيرها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 المبحث الرابع: كتب الدلائل النبوية (المعجزات المحمدية) يُعرِّف العلماء الدلائل النبوية بأنها الحجج البالغة القاطعة، والبراهين الواضحة الساطعة، الدالة على صدق وصحة نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى شمول وعموم رسالته، بدلالات واضحة لا جدل فيها (1) . وهي أيضاً المعجزات الدالة على صدقه صلى الله عليه وسلم، المبينة لفضله، النافية لشك المرتابين، المطمئنة لقلوب المؤمنين، الفاضحة لقلوب المنافقين، القاهرة للكافرين (2) ، وفيها الأدلة على معجزاته وظهور آياته، والرد على من أنكر ذلك (3) . وموضوع علم الدلائل: واسع المعنى والمضمون، يندرج تحته جُلّ علوم السيرة النبوية، كالشمائل، والخصائص، والمعجزات المعنوية والمادية، وجميع أبواب المغازي، وكل ما ورد عنه في القرآن الكريم، مما يثبت بالنص الواضح القاطع نبوته، ورسالته (4) . بل قيل: إن القرآن الكريم بإعجازه، وبيانه، وفصاحته، وقصصه، وأخباره عن الأنبياء، وأقوامهم، وما ذكر عن الجنة، والنار، والبعث والحساب، وعن مشاهداته في الإسراء والمعراج، هو كله من دلائل نبوته بالنصوص القطعية،   (1) منتهى السول على وسائل الوصول: 1/58. (2) أعلام النبوة، للماوردي: ص:5. (3) تثبيت دلائل النبوة: 1/5. (4) جاء كتاب الإمام البيهقي - يرحمه الله تعالى - " دلائل النبوة " في (7) أجزاء وفَّى فيه جل هذه العلوم، فكان وما يزال هذا الكتاب موسوعة في السيرة وعلومها المختلفة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 التي لا يأتيها الباطل، ولا الشك تصديقاً لقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9] . وفي هذا يقول الإمام النووي رحمه الله: "محمد عبده ورسوله، وحبيبه وخليله، خاتم النبيين، صاحب الشفاعة العظمى، ولواء الحمد، والمقام المحمود، سيد المرسلين، المخصوص بالمعجزات الباهرة المستمرة على تكرار السنين؛ التي تحدى بها أفصح القرون، وأفحم بها المنازعين، وظهر بها خزيُ مَنْ لم يَنْقَدْ لها من المعاندين، المحفوظة من أن يتطرق إليها تغيير الملحدين، أعني بها القرآن العزيز، كلام ربنا الذي نزل به الروح الأمين؛ على قلبه ليكون من المنذرين، بلسان عربي مبين" (1) . بل عدَّ بعضهم صفاته الخَلقية والخُلقية الظاهرة والباطنة وجميع شمائله هي باب الدلائل على نبوته، لأن جميع الصفات الإنسانية جاءت فيه على الوجه الأكمل والمثال الأجمل، ولهذا فقد عدَّ بعضهم - وبخاصة الإمام البيهقي رحمه الله (ت 458هـ) في موسوعته العظيمة (دلائل النبوة) - كتب الدلائل هي أشمل وأعظم كتب السيرة، لما تضمنته من أخبار، ومرويات، وقصص، وحوادث، ومعجزات، وخصائص، وطبائع، وصفات خَلقية وخُلقية. بل إنَّ ما يتعلق به من بشارات، وإرهاصات، ومقدمات وكل ما يتعلق بقومه، وعشيرته، وحسبه، ونسبه، واصطفاء الله تعالى له، وفضله في الدنيا والآخرة، وما أعطاه الله فيهما لنفسه ولأمته، هي كلها دلائل واضحة على صدق نبوته وعموم رسالته المؤيدة بالمعجزات الحسية والمعنوية.   (1) مقدمة حق اليقين في معجزات خاتم الأنبياء والمرسلين: ص:6. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 وتنقسم الدلائل النبوية إلى قسمين (دلائل معنوية) و (دلائل حسية) أما الدلائل المعنوية فيأتي في مقدمتها القرآن الكريم الذي هو أعظم المعجزات، وأبهر الآيات وأبين الحجج الواضحات، لما اشتمل عليه من التركيب المعجز الذي تحدَّى به الإنس والجن أن يأتوا بمثله فعجزوا عن ذلك (1) . كذلك من المعجزات المعنوية أخلاقه الطاهرة الكاملة مثل، حلمه، وكرمه، وشجاعته، وزهده، وقناعته، وإيثاره، وجميل صحبته، وصدقه وأمانته (2) . أما الدلائل الحسية فهي المعجزات الواضحات، الباهرات، كانشقاق القمر (3) ، ونبع الماء، وتكثير الطعام، وتسليم الشجر والحجر عليه، وحنين الجذع، ونبع الماء من بين أصابعه، وتسبيح الحصى في كفِّه، واستجابة الشجر لدعوته صلى الله عليه وسلم (4) . وكتكثير الطعام، لأبي بكر الصديق، وجابر بن عبد الله، وأبي طلحة، وإطعام مائة وثلاثين رجلاً من شاة واحدة، وما وجدته عائشة رضي الله عنها من بركة الشعير ... . وكإبرائه للمرضى، كدعائه لأبي هريرة، وعبد الله بن عتيك، وسلمة بن الأكوع، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين. وكإجابة دعائه صلى الله عليه وسلم، بهطول المطر، وبرفع الوباء عن المدينة، وبالنصر يوم بدر، ويوم الأحزاب، ودعائه صلى الله عليه وسلم على من أكل بشماله، وعلى كسرى، ودعائه لعكاشة بأن يكون ممن يدخل الجنة من غير حساب ولا عقاب.   (1) البداية والنهاية: 6/67. (2) البداية والنهاية: 6/72. (3) البداية والنهاية: 6/76. (4) منتهى السول على وسائل الوصول: 1/58 - 59. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 وكإخباره صلى الله عليه وسلم عن وقائع وأحداث خارج المدينة، كإخباره بموت النجاشي، واستشهاد زيد، وجعفر وابن رواحة في غزوة مؤتة، وإخباره برسالة حاطب وبهلاك كسرى وقيصر، وعن مصارع المشركين يوم بدر، ... . وكإخباره صلى الله عليه وسلم عَمَّن قبله من الأنبياء، كآدم عليه السلام، وإخباره عن إبراهيم عليه السلام، وقصة موسى مع قومه، وإخباره عن أيوب عليه السلام وداود وسليمان عليهما السلام، ... . وكإخباره صلى الله عليه وسلم عن الأمم السابقة، كإخباره بقصة الثلاثة الذين حُبسوا في الغار، وقصة جريج، ومن تكلم في المهد، وقصة أصحاب الأخدود، ووصف هلاك الأمم السابقة، ... . وكإخباره صلى الله عليه وسلم عن الأحداث التي ستقع بعد وفاته، وإخباره عن الملاحم وأشراط الساعة الصغرى، وكذلك إخباره عن أشراطها الكبرى (1) . أما كتب الدلائل فهي تلك التي ألفها أصحابها بقصد جمع المعجزات النبوية التي ظهرت على يدي النبي صلى الله عليه وسلم، مما يدل على صدق نبوته كما تقدم في التعريف. وقد ضمت كتب الحديث كثيراً من ذلك (2) وقد شملت المعجزات وهذه الدلائل كتباً كثيرة وأبواباً عديدة في كتب السنة المطهرة، إلا أن هناك كتباً عدة تخصصت في هذا النوع من التأليف وهو موضوع (دلائل النبوة، أو ما   (1) جمع صاحب كتاب " حق اليقين في معجزات خاتم الأنبياء والمرسلين " جل أخبار هذه المعجزات معتمداً على الكتاب والسنة، فليراجع كتابه للوقوف على كل ما ذكرت من المعجزات في هذا الموضوع. (2) انظر صحيح البخاري، كتاب بدء الخلق، كتاب المناقب، كتاب الفتن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 يعرف بالمعجزات النبوية) فلا يخلو عصر من مصنف فيها ما بين مطنب وموجز، ومكثر ومقل (1) . ومن أبرز المصنفات في هذا المجال الكتب الآتية مرتبةً حسب تاريخ وفاة أصحابها للقرون الثلاثة الأولى فقط وهي المدى الزمني لهذا البحث. جدول يوضح أشهر كتب دلائل النبوة حسب التسلسل الزمني لها م ... اسم الكتاب ... المؤلف ... تاريخ الوفاة التأليف - الطبع 1 ... دلائل النبوة ... محمد بن يوسف الفريابي ... (212هـ) 2 ... أعلام النبوة ... المأمون العباسي ... (218هـ) 3 ... دلائل النبوة ... الحميدي عبد الله بن الزبير المكي ... (219هـ) 4 ... آيات النبي ... علي بن محمد المدائني ... (225هـ) 5 ... دلائل النبوة ... أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم ... (264هـ) 6 ... أعلام النبوة ... داود بن علي الأصفهاني ... (270هـ) 7 ... أعلام النبوة ... أبو داود السجستاني ... (275هـ) 8 ... دلائل النبوة ... ابن قتيبة عبد الله بن مسلم ... (276هـ) 9 ... دلائل النبوة ... أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ... (277هـ) 10 ... دلائل النبوة ... إبراهيم بن الهيثم البلدي ... (277هـ) 11 ... دلائل النبوة ... ابن أبي الدنيا عبد الله بن محمد ... (281هـ) 12 ... دلائل النبوة ... إبراهيم بن إسحاق الحربي ... (285هـ) 13 ... أمارات النبوة ... إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ... (295هـ) 14 ... دلائل النبوة ... أبو بكر الفريابي جعفر بن محمد ... (301هـ)   (1) انظر الجدول المرافق يوضح أبرز هذه الكتب حسب التسلسل الزمني لها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 المبحث الخامس: كتب الخصائص المحمدية ... المبحث الخامس: الخصائص المحمدية يُعرِّف العلماء الخصائص بأنها الأمور التي اختصَّ بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن غيره من الأنبياء، والأمة، وقد يشترك الأنبياء عليهم الصلاة والسلام معه في شيء قليل من تلك الخصائص، لكنها في مجموعها لم تكن لأحد سوى سيدنا رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم (1) . الخصائص نوعان: 1- ما اختص به صلى الله عليه وسلم عن جميع الأنبياء عليهم السلام، وهذا لا يشاركه فيه أحد. 2- ما اختص به صلى الله عليه وسلم عن الأمة، وهذا قد يشاركه فيه أو في بعضه الرسل عليهم السلام. وتشمل هذه الخصائص كل ما يتعلق بذاته الشريفة في الدنيا والآخرة من الواجبات، والمباحات، والمحرمات، والفضائل والكرامات، وما اختص به في أمته في الدنيا والآخرة أيضاً من الفضائل والكرامات والدرجات والخصوصيات (2) . هذه الخصائص في مجموعها مادة عظيمة من موسوعة علم السيرة النبوية فهي إحدى علومها المختلفة التي لا يستغنى عنها عند تدريس السيرة النبوية.   (1) مرشد المحتار إلى خصائص المختار: ص:26. (2) هذه الإضافة إلى تعريف الخصائص، هي ملخص ما ورد في كتب الخصائص عن خصائصه صلى الله عليه وسلم، ولاسيما ما أجمله الإمامان السيوطي وابن طولون في كتابيهما عن الخصائص، انظر مرشد المحتار: 26-29، وانظر أنموذج اللبيب: ص:125-126. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 وللخصائص كتب كثيرة تتناول في مضمونها جملة من الأحكام والفضائل التي اختص بها نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم وأمته في الدنيا والآخرة (1) . ويأتي في مقدمة مَنْ ألَّف في هذا العلم الإمام الشافعي يرحمه الله تعالى حيث تناول جملة من الخصائص النبوية باختصار في كتابيه أحكام القرآن، وكتاب النكاح، وتبع الإمام الشافعي - يرحمه الله - عدد كبير من العلماء ألفوا كتباً خاصةً في الخصائص النبوية في الفترات الزمنية اللاحقة، وهي كثيرة يمكن أن تؤلف موسوعة علمية عظيمة في هذا الباب، لكنها خارجة عن النطاق الزمني لهذا البحث.   (1) اللفظ المكرم بخصائص النبي صلى الله عليه وسلم المعظم: (1/ د) مقدمة للدكتور أكرم ضياء العمري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 المبحث السادس: كتب المغازي والسير المتخصصة وهي الكتب التي تعنى بصفة أساسية بمغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم وحروبه، ولا تخلو من التمهيد لذلك بالحديث عن أشياء أخرى (1) . لقد كانت المغازي النبوية محط عناية المسلمين منذ الصدر الأول، وظهرت هذه العناية واضحة عند أبناء الصحابة الكرام رضي الله عنهم، وهم يسألون آباءهم عن مشاهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكرياتهم عنها، لأن هؤلاء الأبناء كانوا يعتزون بسابقة آبائهم أو بمواقفهم المشرفة إلى جانب النبي صلى الله عليه وسلم (2) . نشأت هذه المرويات أول ما نشأت أحاديث في مجالس الخاصة، وكانت تدار حول مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيسأل بعض الولاة، أو الأعيان في الأمصار الكبرى، عالماً ممن اشتهر بالحفظ والرواية: كيف كانت غزوة بدر؟ ومن هم الذين استشهدوا في هذه الغزوة؟ أو ما عددهم؟ فيحدثُ القوم بما يعلم من ذلك، مسنداً الحديث إلى من أفاده إياه من الصحابة (3) . وفي الحقيقة كانت تلك الأحاديث أحياناً تفسيراً لبعض الآيات من تاريخ تلك الوقائع والغزوات النبوية، مثل بدر، وأحد، والخندق، وحنين، وكان بعض الرواة يزيد ما عنده على ما عند الآخرين وذلك بحسب المصادر التي أمدته (4) .   (1) مصادر السيرة النبوية وتقويمها: ص:46. (2) مصادر السيرة النبوية وتقويمها: ص:46. (3) المغازي الأولى ومؤلفوها: ص: هـ. (4) المغازي الأولى ومؤلفوها: ص: و. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 لقد شغلت هذه المرويات حيزاً غير قليل من الأحاديث، والذين ألفوا في الأحاديث لم تَخْلُ كتبهم غالباً من ذكر ما يتعلق بحياة النبي صلى الله عليه وسلم ومغازيه. وقد استمر هذا المنهج حتى بعد انفصال المغازي والسيرة عن الحديث في التأليف، وأصبحت علماً مستقلاً (1) . وتأتي هذه الكتب من حيث الدقة بعد القرآن الكريم، وكتب الحديث الشريف. ومما يعطيها قيمة علمية كبيرة، أن أوائلها كتب في وقت مبكر جداً، على يد جيل كبار التابعين، حيث كان جيل الصحابة موجودين، ولم ينكروا عليهم كتابة مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا يعني إقراراً لما كتب (2) . فالصحابة رضي الله عنهم على علم دقيق وواسع بهذه المرويات، لأنهم عاشوا أحداثها، وشاركوا فيها، وقد اشتهر عدد منهم بروايتها، وأولوها اهتماماً كبيراً، جاء في مقدمتهم، عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر (3) ، وأنس بن مالك، وعبد الله بن عمرو بن العاص، والبراء بن عازب، وسهل بن أبي حثمة، وسعيد بن سعد بن عبادة الخزرجي (4) . إن المتتبع لهذه الكتب المتخصصة يرى أنها جاءت في الدرجة الثانية بالنسبة لكتابة السنة النبوية، فقد كانت الكتابة في الحديث أسبق من كتابة السيرة والمغازي النبوية عموماً، فالأولى بدأت في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.   (1) السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة: 1/27. (2) السيرة النبوية الصحيحة:: 1/53. (3) السيرة النبوية الصحيحة:: 1/53. (4) لقد توصلت في دراستي لدرجة الدكتوراه، أن الصحابة رضي الله عنهم قد رووا عدداً كثيراً يصعب حصره من مرويات السيرة والمغازي، وأمكنني من خلال الدراسة تقسيمهم إلى (مكثرين، ومتوسطين، ومقلين) وذلك من خلال تتبع مروياتهم في ستة كتب من كتب الحديث، ولم يكن وقتها قد شاع استخدام الحاسوب، ولم تظهر وقتها هذه الموسوعات الحديثية الضخمة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 أما كتابة المغازي والسير (حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ومغازيه) فقد جاءت متأخرة، وإن كان الصحابة رضي الله عنهم في المرحلة الأولى ينقلون سيرته، ومغازيه مشافهةً، إلا أنها لم تدون في تلك الفترة (1) . صحيح أن بعض الصحابة - رضوان الله عليهم - أَوْلَوا هذا النوع من الرواية وهو مغازي النبي صلى الله عليه وسلم، وحياته عموماً، وبخاصة أولئك الذين شهدوا المشاهد معه، وكانوا يروونها لبقية الأصحاب، ولأولادهم ومواليهم، بل إنها كانت تُرْوى أكثر من مرة، دون أن يهتم واحد منهم بجمعها وتدوينها (2) . إن الاطلاع على حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وفترة جهاده أمر تتوق إليه نفس المؤمن، وترغب في معرفته، فقد كان من عادة الصحابة والتابعين أن يحدثوا أبناءهم عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وعن غزواته وما لقيه في سبيل نشر الدعوة من عنت وإرهاق في مكة، ثم ما لقيه من مقاومة في المدينة المنورة (3) . ويعود هذا الاهتمام والاعتزاز بمغازي الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أسباب دينية في المقام الأول، وهو تعرُّف المسلمين إلى أقواله وأفعاله، وتقريراته، وبيان مواقفه من القضايا التي واجهته في تلك الغزوات والحروب، ومراحل الدعوة المختلفة (4) .كما أن أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته كانت لها أهمية كبرى إبان حياته، وأهمية أكبر بعد موته، وقد أوجبت هذه الأهمية العناية الشاملة بتدوين تفاصيل حياته بجمع الأحاديث والأخبار عنها (5) .   (1) فقه السيرة للبوطي: ص:20. (2) فقه السيرة للبوطي: ص:21. (3) أضواء على كتب السيرة النبوية: ص:21. (4) أضواء على كتب السيرة النبوية: ص:22. (5) انظر مقدمة محتوى كتاب مغازي الواقدي: مارسون جونس: 1/19. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 لقد حفظ الله تعالى هذه الأخبار عن نبيه صلى الله عليه وسلم من الضياع والتحريف، والمبالغة، والتهويل، بأن هَيَّأ لها جهابذة المحدثين ليعتنوا بها، ويدونوا أصولها الأولى، قبل أن تتناولها أقلام المؤرخين، والقصاصين، وهذه ميزة لمصادر المغازي والسيرة النبوية وكتبها المتخصصة لم تتوافر لغيرها من كتب التاريخ والأخبار (1) . والحقيقة أن هذه المصنفات الأولى لهؤلاء الأعلام، معظمها مفقود كمدونات، لكن الجيل الثاني حفظها عنهم، واعتمد عليهم، ونقل كثيراً عنهم بطريق الأسانيد، طبقة بعد طبقة، وجيلاً بعد جيل، وكانت هذه هي الأساس للمصنفات التي جاءت بعدها (2) . كانت هذه البدايات في المدينة المنورة ضمن دراسة الحديث مع إعطاء جانب المغازي عناية خاصة، ثم تطور هذا الأمر إلى الأخذ بعين الاعتبار، حياة الرسول صلى الله عليه وسلم على نحو يتجاوز الاقتصار على نواحي التشريع (3) . وسميت هذه الدراسات الأولى لحياة الرسول صلى الله عليه وسلم باسم المغازي، وتعني لغوياً غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم وحروبه ولكنها كما أشرت تناولَتْ في الحقيقة فترة الرسالة كلها (4) . ثم تَقَدَّمت كتابة السيرة خطوة كبيرة، إذ دون بعض التابعين وتابعوهم من الحفاظ معظَم ما ورثوه عن أسلافهم الصحابة رضي الله عنهم ممَّن لهم عناية بهذه الأخبار (5) .   (1) السيرة النبوية الصحيحة: 1/65. (2) بتصرف، انظر السيرة النبوية الصحيحة: 1/66. (3) نشأة علم التاريخ عند العرب: ص:20. (4) نشأة علم التاريخ عند العرب: ص:20، مغازي الواقدي: 1/19. (5) المغازي الأولى ومؤلفوها: ص: و. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 وخلاصة القول: مر الاهتمام بهذا العلم وكتبه المتخصصة بمراحل ثلاث هي: المرحلة الأولى: المرحلة الشفوية: وهي المرحلة التي كان المسلمون في القرن الأول يتناقلونها أثناء الحديث عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويتحدثون عنها على المنابر، وفي البيوت والاجتماعات العامة والخاصة، وذلك قبل الشروع في الكتابة (1) . المرحلة الثانية: مرحلة التدوين الجزئي: قام بها بعض التابعين فدوَّنوا بعض الجوانب من السيرة والمغازي وحياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا ما يمكن أن نطلق عليها مرحلة التدوين الجزئي، لأن كل طرف اهتم بالواقعة أو الحادثة التي شارك فيها والده أو قريبه، فهذا اهتم ببيعة العقبة، والآخر اهتم بأحداث الهجرة، والآخر اهتم بغزوة بدر، وأحد، ورابع اهتم بالأحزاب والصلح، وهكذا تألف من مجموعة هذه الأخبار والروايات ما يعرف بكتب السيرة الأصلية في القرن الأول، وبداية الثاني (2) . المرحلة الثالثة: مرحلة التأليف والتصنيف: وهي مرحلة التأليف والتصنيف عند تابعي التابعين، ممَّن تخصَّص في هذا الفن، وهذه الصناعة، وبرع فيها وألف مصنفات كبيرة (3) تعتز المكتبة الإسلامية وتفتخر بها، لأنها تعد في عداد الموسوعات الإنسانية العظيمة، حيث   (1) أضواء على كتب السيرة النبوية: ص:22. (2) أضواء على كتب السيرة النبوية: ص:22. (3) أضواء على كتب السيرة النبوية: ص:23. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 استوعبت تفاصيل دقيقة عن حياة نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم وسيد البشر في جميع أطوار حياته، وليست لإنسان منذ آدم عليه السلام وحتى آخر نبي قبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سيرة كاملة شاملة عامة غطت كل كبيرة وصغيرة عن حياته وخلجات نفسه في الظاهر والباطن، كما هي سيرة هذا النبي العظيم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. وهذا بعون الله تعالى ما سيوضحه البحث في الفصل الثالث الذي سيكون عن أشهر من صنف في السيرة النبوية في القرون الثلاثة الأولى في أطوارها المختلفة مع ذكر خصائص كل مرحلة على حدة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 الفصل الثالث: أشهر من صنف في السيرة النبوية في القرون الثلاثة الأولى المبحث الأول: طبقات الصحابة رضي الله عنهم وأهم خصائص مروياتهم ... الفصل الثالث: أشهر من صنف في السيرة النبوية المبحث الأول: طبقات الصحابة رضي الله عنهم وأهم خصائص مروياتهم إن المحاولات الأولى للتأليف في السيرة النبوية جاءت على سبيل الاستقلال في أواخر النصف الثاني من القرن الأول الهجري (1) فقد أولى المسلمون أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسننه، وأيامه، ومغازيه عناية فائقة. لقد كانت هذه الأحاديث والأخبار، والمرويات محفوظة في الصدور عند جمهرة الصحابة والتابعين، وكان القارئون والكاتبون منهم يدونون منها ما استطاعوا من لدن عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى عهد التدوين، وبالأخص ما كان يتعلق بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومغازيه (2) وقد مر التأليف والتصنيف في السيرة النبوية بمراحل وأطوار عبر القرون الثلاثة الأولى. ولتوضيح هذه الأطوار والمراحل التي مر بها علم السيرة النبوية من طور الرواية الشفوية، إلى التصنيف الجزئي، إلى أن اكتمل في مرحلة التصنيف الموسوعي، قررت أن أقسم هذا الفصل إلى ثلاثة مباحث، كل مبحث يمثل مدرسة، أو جيلاً أو جماعة من جماعات أعلام هذا الفن وهذه الصناعة. لكن لكثرة الأسماء والأعلام، وطول الفترة فقد فضلت أن أعتمد على طريقة عمل الجداول الخاصة بكل فئة أو مدرسة، مع تحليل نتائج هذه الجداول لكل مرحلة على حدة؛ لأخلص إلى أهم النتائج المرجوة من هذا البحث الذي يتحدث عن علم التصنيف في السيرة النبوية في القرون الثلاثة الأولى، لرجالها وأعلامها الأوائل الذين خدموا التاريخ الإسلامي في بداياته من خلال سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.   (1) السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة: 1/28. (2) السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة: 1/27. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 وعليه فإن التأليف في السيرة النبوية، قد مر بثلاث مراحل أو ثلاثة أطوار في القرون الثلاثة الأولى هي: الطور الأول: مرحلة الرواية الشفوية، ويمثلها طبقات الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وفيها يروي الراوي خبر حادثة مفردة حفظتها ذاكرته في سياق حدث واسع وكبير لغزوة ما، كغزوة بدر، أو أحد، أو الهجرة، أو حدث ما، أو واقعة معينة، ونحوها، ثم يروي الراوي الآخر رواية من تلك الغزوة تتعلق بخبر آخر، وهكذا ثالث، ورابع، ... وبهذا ألفت مرويات هذه المرحلة جُلَّ الجهود الشفوية التي قامت بها طبقات الصحابة في المائة الأولى من تاريخ الإسلام. ويمكن أن نطبق ذلك على ما ورد في الصحيحين للاختصار والتنبيه؛ لأن استيعاب ذلك من سائر كتب الحديث غير ممكن في مثل هذا البحث، وسيوضح الجدول رقم (1) الخاص بطبقة الصحابة أمثلة من هذه المرويات. وفي ضوء دراسة مرويات هذه المرحلة وهي المرحلة الشفوية يمكن أن نلخص بعض خصائصها ومميزاتها، ومن أهمها: 1- أنها جاءت عن طريق الصحابة الذين شارك أغلبهم في هذه الأحداث. 2- أنها مرويات قصيرة لقضايا محدودة. 3- خلت من ذكر التفاصيل. 4- ارتبط أغلبها بقضية الأحكام الشرعية. 5- أن أغلبها من القسم المرفوع الذي يرويه الصحابي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. 6- أن بعضها يكمل بعضاً، وهذا ساعد أهل المرحلة التالية على الاستفادة من جمعها لصياغة خبر أطول. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 7- أغلبها جاء إخباراً عن وصف، أو بيان حال، ... أو من حضر تلك الحوادث. 8- جاءت أغلب هذه المرويات في كتب الحديث المختلفة وعلى مساحة أوسع في الأبواب المختلفة. 9- جاءت كثير من هذه المرويات تفسيراً لآيات قرآنية ترتبط بأحداث السيرة والمغازي. 10- يوضح الجدول المرافق طبقات الصحابة أصحاب الرواية الشفوية وأهم خصائص مروياتهم في الكتب المختارة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 اسم الصحابي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... المرجع تهذيب التهذيب ... بعض من روى عنه هذا الصحابي ... بعض من روى عن هذا الصحابي ... للصحابي مرويات عدة، منها على سبيل المثال ما ذُكر في كتاب صحيح البخاري ... صحيح مسلم 1 ... عمر بن الخطاب رضي الله عنه ... 23هـ ... صحابي ... 7/438 ... النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق - وأبي بن كعب ... أولاده (عبد الله وعاصم وحفصة) وعثمان وعلي وسعد بن أبي وقاص ... 4/1475 4/1548 4/1569 ... 5/143 5/151 5/156 2 ... قتادة بن النعمان رضي الله عنه ... 23هـ ... صحابي ... 8/357 ... النبي صلى الله عليه وسلم ... ابنه عمر وأبو سعيد الخدري - ومحمد بن لبيد وغيرهم ... 4/1461 4/1500 4/1570 ... 5/166 5/176 3 ... عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ... 32هـ ... صحابي ... 6/27 ... النبي صلى الله عليه وسلم وسعد بن معاذ - وعمر - وصفوان بن عسال ... ابناه عبد الرحمن وأبو عبيدة وأنس وجابر وابن عمر وغيرهم ... 4/1453 4/1456 4/1457 ... 4 ... عبد الرحمن ابن عوفرضي الله عنه ... 32هـ ... صحابي ... 6/244 ... النبي صلى الله عليه وسلم وعمر بن الخطاب ... أولاده إبراهيم وحميد وعمر ومصعب وابن عباس وأنس وغيرهم ... 4/1464 ... 5 ... الزبير بن العوام رضي الله عنه ... 36هـ ... صحابي ... 3/318 ... النبي صلى الله عليه وسلم ... ابناه عبد الله وعروة والأحنف وقيس وأنس بن مالك وغيرهم ... 4/1468 ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 اسم الصحابي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... المرجع تهذيب التهذيب ... بعض من روى عنه هذا الصحابي ... بعض من روى عن هذا الصحابي ... للصحابي مرويات عدة، منها على سبيل المثال ما ذُكر في كتاب صحيح البخاري ... صحيح مسلم 16 ... عبد الله بن عمر رضي الله عنه ... 73هـ ... صحابي ... 5/328 ... النبي صلى الله عليه وسلم وأبوه وزيد وأبو بكر وعثمان وعلي وغيرهم ... عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وأبو بردة بن أبي موسى الأشعري وغيرهم ... 4/1462-1478 4/1550 ... 5/142-144 5/147 17 ... المسور بن مخرمة رضي الله عنه ... 73هـ ... صحابي ... 10/151 ... النبي صلى الله عليه وسلم وعبد الرحمن بن عوف أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم ... عوف بن الطفيل وعلى بن الحسين وعروة بن الزبير وغيرهم ... 4/1527-1531 4/1532 ... 18 ... سلمة بن الأكوع رضي الله عنه ... 74هـ ... صحابي ... 4/150 ... النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وطلحة وغيرهم ... مولاه يزيد بن عبد الله وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك وغيرهم ... 4/1529 4/1556 ... 19 ... جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه ... 78هـ ... صحابي ... 2/42 ... النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعلي وأبو عبيدة وطلحة ومعاذ وأبو هريرة وغيرهم ... أولاده عبد الرحمن وعقيل ومحمد وسعيد بن المسيب ولبيد وغيرهم ... 4/1487-1489 4/1515 ... 5/143 5/184 20 ... سعيد بن سعد بن عبادة الخزرجي رضي الله عنه ... ... صحابي ... 4/37 ... النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبيه سعد ... ... ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 اسم الصحابي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... المرجع تهذيب التهذيب ... بعض من روى عنه هذا الصحابي ... بعض من روى عن هذا الصحابي ... للصحابي مرويات عدة، منها على سبيل المثال ما ذُكر في كتاب صحيح البخاري ... صحيح مسلم 11 ... السيدة عائشة رضي الله عنها ... 58هـ ... صحابية ... 12/436 ... النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وسعد بن أبي وقاص وفاطمة الزهراء وغيرهم ... أختها أم كلثوم وأخوها من الرضاعة عوف بن الحارث وعروة والقاسم وغيرهم ... 4/1469-1481 4/1510 ... 5/153-155 5/181 12 ... سهل بن أبي حثمة رضي الله عنه ... 60هـ ... صحابي ... 4/248 ... النبي صلى الله عليه وسلم وزيد بن ثابت ومحمد بن مسلمة ... ابنه محمد وابن أخيه محمد وابن سلمان بن أبي حثمة وغيرهم ... 4/1514 ... 13 ... سعد بن مالك ابن سنان رضي الله عنه ... 64هـ ... صحابي ... 3/479 ... النبي صلى الله عليه وسلم وقتادة بن النعمان وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم ... ابنه عبد الرحمن وابن عباس وابن عمر وجابر وغيرهم ... ... 14 ... عبد الله بن عباس رضي الله عنه ... 68هـ ... صحابي ... 5/276 ... النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبيه وأبي بكر وعمر وعثمانو علي وعبد الرحمن ابن عوف وغيرهم ... عبد الله بن عمر والمسور ابن مخرمة وسعيد ابن المسيب وغيرهم ... 4/1462-1468 4/1470 ... 5/144 5/156-164 15 ... البراء بن عازب رضي الله عنه ... 72هـ ... صحابي ... 1/426 ... النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعلي وأبو أيوب وغيرهم ... عبد الله بن زيد الخطمي ... 4/1456-1460 4/1482 ... 5/173-174 5/187 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 اسم الصحابي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... المرجع تهذيب التهذيب ... بعض من روى عنه هذا الصحابي ... بعض من روى عن هذا الصحابي ... للصحابي مرويات عدة، منها على سبيل المثال ما ذُكر في كتاب صحيح البخاري ... صحيح مسلم 16 ... عبد الله بن عمر رضي الله عنه ... 73هـ ... صحابي ... 5/328 ... النبي صلى الله عليه وسلم وأبوه وزيد وأبو بكر وعثمان وعلي وغيرهم ... عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وأبو بردة بن أبي موسى الأشعري وغيرهم ... 4/1462-1478 4/1550 ... 5/142-144 5/147 17 ... المسور بن مخرمة رضي الله عنه ... 73هـ ... صحابي ... 10/151 ... النبي صلى الله عليه وسلم وعبد الرحمن بن عوف أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم ... عوف بن الطفيل وعلى بن الحسين وعروة بن الزبير وغيرهم ... 4/1527-1531 4/1532 ... 18 ... سلمة بن الأكوع رضي الله عنه ... 74هـ ... صحابي ... 4/150 ... النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وطلحة وغيرهم ... مولاه يزيد بن عبد الله وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك وغيرهم ... 4/1529 4/1556 ... 19 ... جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه ... 78هـ ... صحابي ... 2/42 ... النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعلي وأبو عبيدة وطلحة ومعاذ وأبو هريرة وغيرهم ... أولاده عبد الرحمن وعقيل ومحمد وسعيد بن المسيب ولبيد وغيرهم ... 4/1487-1489 4/1515 ... 5/143 5/184 20 ... سعيد بن سعد بن عبادة الخزرجي رضي الله عنه ... ... صحابي ... 4/37 ... النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبيه سعد ... ... ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 اسم الصحابي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... المرجع تهذيب التهذيب ... بعض من روى عنه هذا الصحابي ... بعض من روى عن هذا الصحابي ... للصحابي مرويات عدة، منها على سبيل المثال ما ذُكر في كتاب صحيح البخاري ... صحيح مسلم 21 ... عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه ... 87هـ ... صحابي ... 5/151 ... النبي صلى الله عليه وسلم ... ... ... 22 ... سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه ... 88هـ ... صحابي ... 4/252 ... النبي صلى الله عليه وسلم أبي بن كعب وعاصم بن عمر وغيرهم ... ... ... 23 ... أنس بن مالك الأنصاري رضي الله عنه ... 93هـ ... صحابي ... 1/376 ... النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعبد الله بن رواحة وابن مسعود وغيرهم ... الحسن وسليمان التيمي وأبو قلابة وقتادة وغيرهم ... 4/1458-1461 4/1498 ... 5/141-162 5/1530 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 المبحث الثاني: طبقات التابعين وتابعيهم وأهم مروياتهم وهم أهل الطور الثاني ويتناول هذا المبحث بالدراسة الطور الثاني وهو طور التدوين الجزئي، وفيه يروي الراوي عدة أخبار لحادثة واحدة بأسانيده، تتعلق بقضية واحدة كغزوة، أو سرية، أو موقف من المواقف التي مر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام رضي الله عنهم في تلك الغزوات، أو بقية أحداث السيرة النبوية. وقد ظهرت في النصف الأول من هذا الطور مجموعة تخصصت في جمع أخبار المغازي والسيرة، بل إن بعضهم كتب كتباً فيها لكنهم لم يجمعوها، بل رواها عنهم تلاميذهم، من أبنائهم، أو مواليهم أو من غيرهم، وكان بعضها يتعلق بمسائل الأحكام التشريعية في تلك الغزوة أو الحادثة من أخبار السيرة، في الهجرات، والبيعات، والدعوة ومراحلها المختلفة، ... إلخ. ثم جاء النصف الثاني من هذا الطور فظهرت فيه مجموعة استوعبت جل ما وقفت عليه من مرويات، وجمعته في مؤلفات كبيرة، شملت معظم أحداث السيرة النبوية منذ ولادته صلى الله عليه وسلم وحتى وفاته، وكان في مقدمة هؤلاء شيخ كتاب السيرة النبوية - محمد بن إسحاق - وسليمان بن طرخان التميمي، ومعمر ابن راشد الأزدي، وأبو معشر السندي، ويحيى بن سعيد الأموي، وغيرهم مِمَّن ذكرتهم في الجدول رقم (2) ، ويمكن من خلال الرجوع إلى هذه المرويات وكتبها المشهورة أن نلخص ما تتميز به مرويات هذه المرحلة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 ومن أهم ميزات هذه المرحلة وخصائصها: 1- حصل رجال هذه المرحلة على معظم مروياتهم من كبار الصحابة وعلمائهم كعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعلي بن أبي طالب وغيرهم رضي الله عنهم - وذلك بواسطة شيوخهم عنهم - كما حصلت مجموعة أخرى منهم على مروياتهم من أوساط الصحابة وصغارهم. 2- إن هذه المرويات جاءت بأسانيد طويلة بالنسبة للمرحلة السابقة. 3- اشتملت هذه المرويات على تفاصيل دقيقة عن الحادثة أو عن الخبر، وكذلك تحديده زمنياً من حيث اليوم والشهر والسنة. 4- فيها ذكر للأسماء والأماكن والجهات والأعداد. 5- جُمِعت فيها الأسانيد في مقدمة القصة أو الحادثة أو الغزوة. 6- ظهر فيها النفس التاريخي المتمثل في صياغتها كوحدة الخبر والموضوع. 7- يظهر فيها التسلسل للأحداث مع ذكر الرواة الذين يرجع لهم أصل المروية. 8- يكثر فيها الاستشهاد بالقرآن الكريم وبخاصة فيما يتعلق بالغزوات والهجرات والدعوة ومراحلها. 9- جاءت قطع كبيرة منها في الكتب الستة على شروط الأئمة كالبخاري ومسلم، وبقية أصحاب السنن. 10- انتشرت هذه المرويات في غير الكتب الستة ككتب المسانيد. 11- أن بعض هذه المرويات متصلة السند، وبعضها مرسلة السند. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 12- كان لبيئة المدينة المنورة دور كبير في إثراء معلومات هذه المرحلة، حتى سَمَّى بعضهم مدرسة المدينة المنورة بأنها مدرسة التاريخ الإسلامي. 13- جمع رجال هذه المرحلة بين علم الحديث وعلم المغازي، وبعضهم برز في كل منهما، كعروة، وأبان، وشرحبيل، وسعيد بن المسيب، وعامر بن شراحبيل. 14- يوضح الجدول المرافق هذه الطبقات وبعض مروياتهم في الكتب المختارة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 المجموعة الثانية / طبقات التابعين وتابعيهم (المائة الثانية) م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 1 ... سعيد بن المسيب ... 94هـ ... الثانية ... أحد العلماء الأثبات ... أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم من الصحابة الكرام ... ابنه محمد والزهري وقتادة ويحيى ابن سعيد الأنصاري وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين (من كتاب موسوعة سيد الأنام) ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 4/84 ... كتب شيئاً عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم والفتوح - روى عنه الطبري في تاريخه ... 3/3، 4/276 ... 2/92، 3/17 م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 2 ... عروة بن الزبير ... 94هـ ... الثالثة ... ثقة فقيه مشهور ... أبوه وأخوه عبد الله وخالته عائشة وعلي بن أبي طالب وغيرهم ... محمد بن عبد الرحمن بن نوفل وأبو بردة وعبد الله بن أبي بكر ابن محمد بن حزم وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 7/180 ... روت عنه الكتب الستة وغيرها مثل كتب ابن إسحاق وابن كثير وابن حجر ... ... 3/3، 4/9 ... 2/191، 3/93 م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 3 ... عبد الله بن كعب بن مالك ... 97هـ ... ... ثقة ... أبوه وعثمان وابن عباس وجابر وغيرهم ... أخوته عبد الرحمن ومحمد وعبيد الله بن يزيد وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 5/369 ... روى عنه ابن إسحاق في كتبه والطبري في تاريخه ... 4/96، 4/119 ... 2/49، 3/93 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 4 ... أبان بن عثمان بن عفان ... 105هـ ... الثالثة ... ثقة ... أبوه وزيد بن ثابت وأسامة بن زيد ... ابنه عبد الرحمن وأبو زناد والزهري وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 1/97 ... روى عنه الإمام مالك في (الموطأ) وابن سعد في (الطبقات) والطبري في تاريخه واليعقوبي في تاريخه ... ... م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 5 ... عكرمة مولى ابن عباس ... 107هـ ... الثالثة ... ثقة ... مولاه ابن عباس وعائشة وأبو هريرة وعلي وغيرهم ... أيوب وأبو بشر وعاصم الأحول وثور بن يزيد وغيرهم ... المرجع (تذكرة الحفاظ) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 1-2/95 ... ... 3/5، 4/4 ... 2/292، 3/52 م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 6 ... القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ... 107هـ ... الثالثة ... ثقة ... أبوه وعمته عائشة وأبو هريرة وغيرهم ... قتيبة ومحمد بن الوليد المخزومي ويعقوب بن شيبة وعثمان الدارمي وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 8/335 ... حفظ الطبري في تاريخه العديد من مروياته والبلاذري في أنسابه والواقدي في مغازيه ... 3/29، 4/119 ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 7 ... عامر بن شراحيل الشعبي ... 109هـ ... الثالثة ... ثقة فقيه ... علي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص وجمع كثير من الصحابة ... أبو إسحاق السبيعي وسعيد وابن مسروق والثوري وقتادة وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 5 /66 ... ... 3 /4، 4/41 ... 2/314، 3/136 م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 8 ... وهب بن منبه ... 114هـ ... الثالثة ... ثقة ... أبو هريرة وابن عباس وجمع من الصحابة ... ابناه عبد الله وعبد الرحمن وابن سنان وعمرو بن دينار وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 11/166 ... أخذ عنه ابن إسحاق وابن قتيبة والمسعودي والطبري والكسائي وثعلب ... 4/292 ... 3/58 م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 9 ... عاصم بن عمر بن قتادة ... 120هـ ... الرابعة ... ثقة عالم بالمغازي ... أبوه وجابر ومحمود بن لبيد وغيرهم ... الفضل وزيد بن سالم ومحمد بن إسحاق وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 5/53 ... كان راوية للعلم وله علم بالمغازي والسير، ونقل له ابن إسحاق والواقدي والطبري. ... 3/145، 4/4 ... 2/351، 3/26 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 10 ... شرحبيل بن سعيد بن سعد ابن عبادة ... 123هـ ... الخامسة ... مقبول ... أبوه وجده ... ابنه عمرو وعبد الله بن محمد ابن عقيل وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 4/322 ... روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري وابن إسحاق ومالك وغيرهم من أهل الحديث والمغازي ... 4/193 ... م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 11 ... محمد بن مسلم الزهري ... 124هـ ... الرابعة ... فقيه حافظ متفق على جلالته وإتقانه ... عبد الله بن عمر وعبد الله بن جعفر وربيعة بن عباد والمسور بن مخرمة وغيرهم ... عمرو بن دينار ويحيى بن سعيد الأنصاري وأبان بن صالح وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 9/445 ... مروياته في الكتب الستة وغيرها وممن اقتطف من سيرته الطبري في تاريخه ... 3/91، 4/166 ... 2/293، 3/27 م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 12 ... أبو إسحاق السبيعي ... 127هـ ... الرابعة ... ثقة ... علي بن أبي طالب والبراء ابن عازب وجابر وغيرهم ... ابنه موسى ويوسف بن إسحاق وقتادة وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 8/63 ... روى عنه الجماعة وغيرهم وهذه المرويات منثورة في كتب الحديث والسيرة ... 5/100 ... 2/232، 2/26 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 13 ... يعقوب بن عتبة بن المغيرة ... 128هـ ... السادسة ... ثقة ... عمر بن عبد العزيز وسليمان بن يسار وأبان بن عثمان بن عفان وغيرهم ... ابنه محمد ومحمد بن إسحاق وإبراهيم بن سعد وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 11/392 ... له أحاديث كثيرة ورواية وعلم بالسيرة وغير ذلك ... 3/40، 4/333 ... 2/226، 3/22 م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 14 ... أبو روح يزيد بن رومان الأسدي ... 130هـ ... الخامسة ... ثقة ... ابن الزبير وأنس وعبيد الله وعروة ابن الزبير وغيرهم ... عبيد الله بن عمر وأبو حازم سلمة بن دينار وابن إسحاق ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 11/325 ... اقتبس من كتابه في المغازي الواقدي وابن سعد والطبري في كتبهم المعروفة ... 3/74، 4/96 ... 2/410، 2/427 م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 15 ... عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ... 135هـ ... الخامسة ... ثقة ... أبوه وأنس وسالم بن عبد الله وغيرهم ... الزهري وعبد الملك بن حزم ومالك وهشام بن عروة وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 5/164 ... مروياته في أغلب كتب الحديث ونقل عنه ابن إسحاق والواقدي والطبري ... 3/149، 4/247 ... 2/63، 3/10 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 16 ... داود بن الحصين الأموي ... 135هـ ... السادسة ... ثقة ... أبوه وعكرمة ونافع وغيرهم ... مالك وابن إسحاق ومحمد بن عبيد الله بن أبي رافع وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 3/181 ... ... 3/63، 4/235 ... 2/82، 2/37 م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 17 ... أبو الأسود المدني محمد بن عبد الرحمن بن نوفل ... 137هـ ... السادسة ... ثقة ... عروة وعلي بن الحسين وسليمان ابن يسار وغيرهم ... الزهري وابن إسحاق ومالك وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 9/308 ... روت عنه الكتب الستة وغيرها ونقل عنه ابن سعد والطبري والبلاذري وابن حجر وغيرهم ... ... 2/271، 2/216 م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 18 ... موسى بن عقبة ... 140هـ ... الخامسة ... ثقة فقيه إمام في المغازي ... أم خالد بنت سعيد بن العاص وعكرمة وعروة بن الزبير وعبد الله بن دينار وغيرهم ... يحيى بن سعيد الأنصاري ومالك ووهيب بن خالد وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 1/361 ... مروياته في الكتب الستة وغيرها ونقل عنه ابن سعد والطبري وابن حجر وابن كثير وغيرهم ... 3،4، 5/8 ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 19 ... سليمان بن طرخان التميمي ... 143هـ ... الرابعة ... ثقة عابد ... أنس بن مالك وأبو إسحاق السبيعي وطاوس وغيرهم ... زهير وابن المبارك ويزيد بن هارون وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 4/201 ... كتب كتاب (السيرة الصحيحة) وتوجد مروياته في الكتب الستة وغيرها، وعند الإشبيلي والسهيلي في الروض الأنف وابن حجر في مؤلفاته المختلفة ... 3/14، 5/115 ... م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 20 ... محمد بن إسحاق ... 151هـ ... الخامسة ... صدوق ... أبوه ومعبد بن كعب بن مالك ومحمد بن إبراهيم الحارث التميمي وغيرهم ... يحيى بن سعيد الأنصاري ويزيد بن أبي حبيب وجرير بن حازم وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 9/38 ... نشرت قطعة من مروياته بتهذيب ابن هشام وهي المشهورة بسيرة ابن هشام برواية البكائي وله مقتبسات منشورة في كتب الحديث والتاريخ والأدب ... 3/4، 5/115 ... م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 21 ... يونس بن يزيد الأيلي ... 152هـ ... السابعة ... ثقة ... أخوه أبو علي بن يزيد والزهري وعكرمة وغيرهم ... جرير وعمرو بن الحارث والليث والأوزاعي وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 11/452 ... من رواة (علم الزهري) روى له الجماعة وغيرهم ... 5/137، 5/177 ... 2/39، 3/193 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 22 ... معمر بن راشد الأزدي ... 153هـ ... السابعة ... ثقة ثبت ... قتادة والزهري وعاصم الأحول وغيرهم ... أبو إسحاق السبيعي وعمرو بن دينار وأيوب وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 10/243 ... اقتبس منه أهل الحديث والمغازي والتاريخ أمثال الواقدي والبلاذري وابن سعد والطبري ... ... 2/305، 2/433 م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 23 ... عبد الرحمن بن عبد العزيز الحنفي ... 162هـ ... الثامنة ... صدوق يخطئ ... الزهري وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ... خالد بن مخلد القعنبي والواقدي وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 6/220 ... قال ابن سعد كان عالماً بالسيرة وغيرها ... ... م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 24 ... محمد بن صالح بن دينار ... 168هـ ... السابعة ... صدوق يخطئ ... رأى سعيد بن المسيب وروى عن أبي حازم والأشجعي والقاسم وغيرهم ... ابنه صالح وأبو عامر العقدي والواقدي وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 9/225 ... قال ابن سعد: قد لقي الناس وعلَّم العلم والمغازي ... 3/96، 4/247 ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 25 ... عبد الله بن جعفر المخزومي المدني ... 170هـ ... الثامنة ... ليس به بأس ... عمه أبو بكر وعمته أم بكر بنت المسور وسعد بن إبراهيم وغيرهم ... الزهراني وإسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 5/171 ... قال ابن سعد كان من رجال أهل المدينة علماً بالمغازي والفتوى، ووردت له مرويات في السيرة عند كثير من أهل الحديث والمغازي ... ... م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 26 ... أبو معشر السندي ... 170هـ ... السادسة ... ضعيف ... سعيد بن المسيب ومحمد بن كعب وسعيد بن أبي سعيد المقبري وغيرهم ... ابنه محمد والثوري والليث بن سعد وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 10/420 ... اقتبس منه الواقدي وابن سعد وابن حجر والطبري ... ... 2/340، 3/123 م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 27 ... عبد الملك بن أبي بكر بن محمد ابن عمرو بن حزم ... 177هـ ... السابعة ... ثقة ... أبوه وعمه عبد الله ... ابن وهب وشريح بن النعمان وعبد الله بن صالح العجلي وابن إسحاق وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 6/388 ... روى عنه ابن إسحاق ... 5/296، 5/298 ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 28 ... مالك بن أنس ... 179هـ ... السابعة ... ثقة ثبت رأس المتقين وكبير المثبتين ... عامر بن عبد الله بن الزبير بن العوام وزيد بن مسلم ونافع مولى ابن عمر ... الزهري ويحيى بن سعيد الأنصاري وغيرهما ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 10/5 ... ... 4/11، 5/10 ... 3/191 م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 29 ... علي بن مجاهد بن مسلم القاضي الكابلي ... 182هـ ... التاسعة ... متروك ... أبو معشر المدني ومسعر وابن إسحاق وغيرهم ... جرير بن عبد الحميد ومحمد بن عيسى بن الطباخ وأحمد بن حنبل وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 7/378 ... له مرويات في بعض كتب الحديث وقال عنه يحي بن معين: صنف كتاب المغازي ... 5/258 ... 2/297، 3/146 م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 30 ... زياد البكائي ... 183هـ ... الثامنة ... صدوق ثبت في المغازي ... عبد الملك بن عمير وحصين ومحمد ابن إسحاق وغيرهم ... أحمد بن حنبل وأبو غسان النهدي وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 3/375 ... قال عثمان الدارمي عن ابن معين: لا بأس به في المغازي، وهو من رواة سيرة ابن إسحاق وروى عنه جماعة منهم أحمد بن حنبل ... ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 31 ... أبو إسحاق الفزاري إبراهيم بن محمد بن الحارث ... 186هـ ... الثامنة ... ثقة حافظ له تصانيف ... حميد الطويل وأبو طوالة وأبو إسحاق السبيعي والأعمش وغيرهم ... معاوية بن عمرو الأزدي والأوزاعي وابن المبارك وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 1/151 ... اقتبس من سيرته الإشبيلي في الفهرست ... 3/289، 4/285 ... م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 32 ... سلمة بن الفضل الأبرش الأنصاري ... 191هـ ... التاسعة ... صدوق كثير الخطأ ... محمد بن إسحاق وأبو جعفر الرازي وغيرهما ... ابن معين وعبد الله بن محمد المسندي وغيرهما ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 4/153 ... قال عنه ابن معين: ثقة كتب عنه كان كتب مغازيه أتم ليس في الكتب أتم من كتابه، وهو من رواة سيرة ابن إسحاق وروى عنه الطبري ... ... 2/280، 3/10 م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 33 ... يحيى بن سعيد الأموي ... 194هـ ... التاسعة ... صدوق يُغرب ... أبوه وعثمان ومعاوية وعائشة ... الأشرس بن عبيد مولى أبيه والربيع بن سبرة والزهري وإسحاق وابن معين وغيرهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 11/215 ... ذكر حاجي خليفة في كشف الظنون أنه ممن صنفوا في المغازي وروى عنه سعيد وأحمد وإسحاق وابن معين ... 3/138، 4/30 ... 2/14، 3/10 م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 34 ... الوليد بن مسلم الدمشقي ... 196هـ ... الثامنة ... ثقة، لكنه كثير التدليس والتسوية ... حريز بن عثمان وصفوان بن عمرو والأوزاعي وغيرهم ... الليث بن سعد وأحمد بن حنبل وغيرهما ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 11/153 ... ذكر مغازيه ابن خير الأشبيلي في الفهرست ... 3/44، 4/174 ... م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 35 ... يونس بن بكير ... 199هـ ... التاسعة ... صدوق يخطئ ... خالد بن دينار وطلحة بن يحيى ومحمد بن إسحاق ... ابنه عبد الله وأبو خيثمة وأبو بكر ابن أبي شيبة وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 11/435 ... ... 3/9، 5/7 ... 2/11، 3/2 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 المبحث الثالث: طبقات أهل التصنيف الشمولي وأهم مروياتهم ... المبحث الثالث: طبقات أهل التصنيف الشمولي، وأهم خصائص مروياتهم وهم أهل الطور الثالث الطور الثالث: وهي مرحلة الكتب الخاصة، التي جمع فيها مؤلفوها كل ما وقفوا عليه من أخبار ومرويات عن حادثة معينة متبعين منهج جمع الأسانيد في المقدمة ووضع الأخبار مع بعضها لتؤلف وحدة واحدة عن غزوة كبيرة مثل بدر، وأحد، والأحزاب، وغيرها من حوادث السيرة وموضوعاتها المختلفة، فتخصص أناس في المغازي وآخرون في الشمائل، وفريق ثالث في الخصائص والدلائل، وهكذا ظهر ما نسميه بالتصنيف الموسوعي في السيرة النبوية. ومن أهم خصائص الطور الثالث ومميزاته: 1- جاء أئمة الحديث المشهورون في قائمة هذه المرحلة، كالإمام البخاري ومسلم، وأبي داود، والترمذي، والإمام أحمد. 2- خصص أهل هذه المرحلة كتباً خاصة في المغازي، والسير، والجهاد، والمعجزات، والدلائل، والشمائل، سواء مفردة، أو ضمن مؤلفات. 3- انتشرت مرويات المغازي في كتب بقية أهل الحديث على جميع الأبواب. 4- جاءت مرويات المحدثين صحيحة الأسانيد والمتون. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 5- برز في هذه المرحلة وهذا الطور أئمة في المغازي يُعتمد عليهم كمحمد بن سعد، وعبد الرزاق، ومحمد بن عمر الواقدي، والزبير ابن بكار، وسعيد بن يحيى الأموي. 6- اشتهرت لبعضهم كتب كبيرة في المغازي كالواقدي، ومحمد بن سعد. 7- تخصص بعضهم في الدلائل كالفريابي، والترمذي، وأبي بكر بن أبي شيبة. 8- تميزت الكتب التي كتبت في السيرة والمغازي في هذا الطور بالشمول والاستيعاب. 9- انتشرت مرويات هذه المرحلة في كتب الطبقات، والرجال. 10- تميزت مرويات الإخباريين منهم بالحس التاريخي الذي يعتمد تسلسل الأحداث وترتيبها زمنياً كالواقدي، وابن سعد، وعبد الرزاق. 11- جاءت بعض مرويات الإخباريين منهم بأسانيد ضعيفة كالواقدي ومحمد بن عمر القرشي، وعبد الملك بن الرقاش البصري. 12- أغلب رجال هذه المرحلة ثقات، حفاظ، صدوقون، مشهورون ما عدا الواقدي وهو إمام في المغازي وصاحب كتاب عظيم في هذا العلم. 13- كوَّنت مرويات هذه المرحلة في مجموعها المصادر الأولية لكل من جاء بعدهم ممن ألف، وشرح، ولخص السيرة النبوية العطرة. 14- يوضح الجدول المرافق طبقات أهل التصنيف وبعض مروياتهم في الكتب المختارة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 المجموعة الثالثة / طبقات أهل التصنيف (المائة الثالثة) م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 1 ... أبو العباس وهب بن جرير ابن حازم الأزدي ... 206هـ ... التاسعة ... ثقة ... أبوه وعكرمة بن عمار وهشام ابن حسان وغيرهم ... أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وإسحاق بن راهويه وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 11/160 ... روى سيرة ابن إسحاق ورويت عنه روض الأخبار في السيرة ... 3/42، 4/251 ... 2/98 م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 2 ... محمد بن عمر الواقدي ... 207هـ ... التاسعة ... متروك ... محمد بن عجلان والأوزاعي وابن جريح ومالك وغيرهم ... الشافعي وسليمان بن داود والشاذكوني والقاسم بن سلام وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 9/366 ... طبع كتابه بتحقيق مرسلان جونز، ونقل إلينا الطبري وابن سيد الناس وغيرهما طرفاً من مروياته الأخرى في السيرة ... 3/16، 5/9 ... 2/433 م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 3 ... عبد الرزاق الصنعاني ... 211هـ ... التاسعة ... ثقة حافظ ومصنف شهير ... أبوه وعمه وهب وابن جرير ومالك والأوزاعي وغيرهم ... ابن عيينة وأحمد وإسحاق وغيرهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 6/311 ... مروياته في الكتب الستة وغيرها ... 3/16، 5/9 ... 2/433 م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 4 ... محمد بن يوسف الفريابي ... 212هـ ... التاسعة ... ثقة ... إبراهيم بن أبي عبلة والأوزاعي وجرير بن حازم وغيرهم ... البخاري وابنه عبد الله ومحمد بن مسلم وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 9/535 ... له كتاب (دلائل النبوة) ... 3/18، 4/302 ... م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 5 ... سعيد بن المغيرة المصيصي ... 220هـ ... العاشرة ... ثقة ... أبو إسحاق الفزاري وعيسى بن يونس وابن المبارك وغيرهم ... علي بن محمد بن أبي المضاء والدارمي والحسن البزار وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 4/88 ... وجدت له مرويات في سنن النسائي ... ... م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 6 ... أحمد بن محمد الوراق ... 228هـ ... العاشرة ... صدوق ... إبراهيم بن سعد وأبو بكر ابن عباس وغيرهما ... أبو داود ويعقوب بن شيبة وعلي بن عبد العزيز البثوي وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 1/70 ... له مرويات في سنن أبي داود ومسند أبي يعلى ومصنف يعقوب بن شيبة ... ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 7 ... محمد بن سعد ... 230هـ ... العاشرة ... صدوق ... هشيم والوليد بن مسلم وابن عيينة والطيالسي وغيرهم ... ابن أبي الدنيا وأحمد بن عبيد وأحمد بن يحي البلاذري وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 9/182 ... كاتب الواقدي وصاحب الطبقات نشر كتابه الطبقات في ثماني مجلدات (وهو ناقص) الأول والثاني منها في السيرة ... 3/206، 5/217 ... 2/265، 2/505 م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 8 ... محمد بن عائز القرشي ... 239هـ ... العاشرة ... صدوق ... الوليد بن مسلم ويحيى بن حمزة الحضرمي وإسماعيل بن عياش وغيرهم ... أحمد بن أبي الحواري وأبو داود وأبو زرعة الرازي وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 9/241 ... من مروياته في سنن أبي داود والنسائي ... ... م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 9 ... عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل الحراني ... 234هـ ... العاشرة ... ثقة حافظ ... أبو المليح الرقي وخطاب بن القاسم الحراني ومالك وغيرهم ... البخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 6/16 ... له كتاب في المغازي ... ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 10 ... أبو بكر عبد الله بن محمد ابن أبي شيبه ... 235هـ ... العاشرة ... ثقة حافظ صاحب تصانيف ... أبو الأحوص وعبد الله بن إدريس وابن المبارك وغيرهم ... البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه والنسائي وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 6/2 ... جاءت مروياته في الصحيحين وسنن أبي داود والنسائي وينسب له كتاب (دلائل الإسلام) ... 3/6، 4/28 ... م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 11 ... الإمام أحمد بن حنبل ... 241هـ ... العاشرة ... ثقة حافظ فقيه حجة ... إبراهيم بن سعد وإسماعيل بن علية وبهز بن أسود وغيرهم ... البخاري ومسلم وأبو داود وآخرون آخرهم عبد الله البغوي ... المرجع (طبقات الحفاظ) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 189 ... جاءت مروياته في الصحيحين وسنن أبي داود ... 3/4، 4/16 ... 2/292، 2/84 م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 12 ... هشام بن عمار ... 245هـ ... العاشرة ... صدوق ... معروف الخياط أبو الخطاب الدمشقي وصدقة بن خالد وعبد الحميد بن حبيب وغيرهم ... البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجه وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 11/52 ... له مرويات في صحيح البخاري وسنن أبي داود والنسائي ... 3/198، 4/174 ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 10 ... أبو بكر عبد الله بن محمد ابن أبي شيبه ... 235هـ ... العاشرة ... ثقة حافظ صاحب تصانيف ... أبو الأحوص وعبد الله بن إدريس وابن المبارك وغيرهم ... البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه والنسائي وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 6/2 ... جاءت مروياته في الصحيحين وسنن أبي داود والنسائي وينسب له كتاب (دلائل الإسلام) ... 3/6، 4/28 ... م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 11 ... الإمام أحمد بن حنبل ... 241هـ ... العاشرة ... ثقة حافظ فقيه حجة ... إبراهيم بن سعد وإسماعيل بن علية وبهز بن أسود وغيرهم ... البخاري ومسلم وأبو داود وآخرون آخرهم عبد الله البغوي ... المرجع (طبقات الحفاظ) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 189 ... جاءت مروياته في الصحيحين وسنن أبي داود ... 3/4، 4/16 ... 2/292، 2/84 م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 12 ... هشام بن عمار ... 245هـ ... العاشرة ... صدوق ... معروف الخياط أبو الخطاب الدمشقي وصدقة بن خالد وعبد الحميد بن حبيب وغيرهم ... البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجه وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 11/52 ... له مرويات في صحيح البخاري وسنن أبي داود والنسائي ... 3/198، 4/174 ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 16 ... الإمام مسلم ... 261هـ ... ... ثقة حافظ إمام مصنف عالم فقيه ... يحيى بن يحيى التميمي والقعنبي وأحمد بن حنبل وغيرهم ... الترمذي وابن خزيمة والسراج وغيرهم ... المرجع (تذكرة الحفاظ) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 2/590 ... صاحب كتاب الجامع الصحيح ... 3/4، 4/12 ... م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 17 ... عمر بن شبة ... 262هـ ... الحادية عشرة ... ثقة ... أبوه وعمر بن علي المقدمي وعبيد بن الطفيل وعبد الوهاب الثقفي وغيرهم ... ابن ماجه وأبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني وأحمد بن يحيى البلاذري وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 7/460 ... روى السيرة - العهد المدني في كتابه (تاريخ المدينة المنورة) وله تصانيف كثيرة ... 3/316 ... م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 18 ... أبو زرعة الرازي عبيد الله ابن عبد الكريم ... 264هـ ... الحادية عشرة ... إمام حافظ ثقة مشهور ... أبو نُعيم وقبيصة وخلاد بن يحيى والقعنبي وغيرهم ... مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وأبو عوانة وآخرون ... المرجع (طبقات الحفاظ) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 253 ... ... 4/259 ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 19 ... أبو داود ... 275هـ ... الحادية عشرة ... ثقة حافظ مصنف (السنن) وغيرها ... أبو سلمة البتوذكي وأبو الوليد الطيالسي ومحمد بن كثير وغيرهم ... أبو علي محمد بن أحمد بن عمر اللؤلؤى وأبو الطيب أحمد بن إبراهيم وأحمد بن علي بن الحسن البصري وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 4/169 ... مصنف السنن وغيرها ... 3/33، 4/42 ... م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 20 ... عبد الملك بن محمد الرقاشي البصري ... 276هـ ... الحادية عشرة ... صدوق يخطئ ... أبوه وأبو عامر العقدي وأبو داود وغيرهم ... ابن ماجه وابن خزيمة وابن جرير وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 6/419 ... له كتاب في المغازي ... ... م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 21 ... ابن قتيبة عبد الله بن مسلم ... 276هـ ... ... ثقة صاحب التصانيف صدوق قليل الرواية ... إسحاق بن راهويه وجماعة ... ... المرجع (ميزان الاعتدال) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 2/503 ... صاحب التصانيف ... 3/320، 4/16 ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 22 ... الترمذي ... 279هـ ... الثانية عشرة ... صاحب السنن أحد الأئمة، ثقة ... البخاري ومسلم وأبو زرعة الرازي وغيرهم ... الهيثم بن كليب الشامي ومحمد ابن محبوب أبو العباس المحبوبي وأحمد بن يوسف النسفي وغيرهم ... المرجع (طبقات الحفاظ) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 282 ... صاحب الجامع و (العلل) وصنف كتاب التواريخ ... 3/21، 4/13 ... م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 23 ... أبو بكر بن أبي الدنيا ... 281هـ ... الثانية عشرة ... صدوق حافظ صاحب التصانيف ... سعيد بن سليمان وعلي بن الجعد وسعيد بن محمد الجرمي وغيرهم ... الحارث بن أبي أسامة وأحمد بن محمد البناني وأحمد بن خزيمه وأبو بكر الشافعي وغيرهم ... المرجع (تذكرة الحفاظ) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 2/678 ... صاحب التصانيف ... 3/214، 4/46 ... م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 24 ... ابن ماجه ... 283هـ ... ... صاحب السنن، أحد الأئمة حافظ ... أبو زرعة الرازي وهشام بن عمار وأبو بكر بن أبي شيبة وغيرهم ... أبو الطيب البغدادي وإسحاق ابن محمد القزويني وغيرهما ... المرجع (طبقات الحفاظ) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 283 ... له مصنفات في السنن والتفسير والتاريخ ... 4/251، 5/28 ... 2/199 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 25 ... إبراهيم بن إسحاق الحربي ... 285هـ ... ... أحد الأئمة الحفاظ ... أحمد بن حنبل وآخرون ... ابن الصاعد والنجاد وأبو بكر الشافعي وغيرهم ... المرجع (طبقات الحفاظ) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 263 ... صنف غريب الحديث وغيره ... ... م ... اسم الراوي ... تاريخ وفاته ... الطبقة ... الدرجة ... بعض شيوخه ... بعض تلاميذه 26 ... النسائي ... 303هـ ... ... ثقة، ثبت، حافظ ... أحمد بن نصر النيسابوري وأبو شعيب السوسي وغيرهما ... ابنه عبد الكريم وأبو بكر أحمد ابن إسحاق بن السني وأبو علي الحسن بن خضر السيوطي وغيرهم ... المرجع (تهذيب التهذيب) ... جهوده في التدوين ... من مروياته في كتاب البداية والنهاية ... الطبري 1/36 ... صاحب كتاب (السنن) ... 3/21، 4/30 ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 الخاتمة إن البحث في موضوع تصنيف السيرة النبوية عبر القرون الثلاثة الأولى، ليس بالأمر السهل وذلك لعدة أسباب: أولها: لأنها سيرة شاملة لأعظم وأكمل إنسان، وأفضل وأشرف رسول صلى الله عليه وسلم، كيف لا وسيرته هي الترجمة العملية للقرآن الكريم، دستور هذه الأمة؟ فقد كان خلقه القرآن، ولهذا فليس بمقدور إنسان كائناً من كان أن يحيط بكل ما يتعلق بهذه السيرة العطرة، ومضمون ما ورد عنه في هذا الكتاب العظيم. وثانيها: أن رجال السيرة النبوية وأعلامها من جيل الصحابة رضوان الله عنهم أجمعين، وأبنائهم ممن شاركوا في صنع هذه الأحداث أكثر من أن يحصيهم متتبع بمفرده؛ بل إن عملاً كهذا يتطلب مجموعات متخصصة تستفيد من البرامج والموسوعات الحديثية التي تم إنجازها حتى الآن في حصر مروياتهم وكل ما يتعلق بأخبارهم في تلك الفترة من التاريخ الإسلامي. وثالثها: أن موضوعات السيرة النبوية قد غطت جوانب كثيرة لحياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام الذين عاشوا معه وكان لهم نصيب في مسيرة هذه الأحداث، فدارت حولهم، ومعهم، ومن أجلهم، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يوجههم التوجيه القرآني الكريم لخيري الدنيا والآخرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 رابعها: أن للسيرة قضايا كثيرة غير ذاته الشريفة من حيث الصفات، والأخلاق والدلائل، والشمائل والمعجزات، بل تعدتها إلى القضايا الرئيسة الكبرى في حياة المشرع الأعظم صلى الله عليه وسلم كالمواضيع العقائدية والاجتماعية، والأخلاقية، والسياسية، والعسكرية، وحتى الإنسانية إلى جميع الأمور المعاشية المرتبطة بالمسلم في جميع شؤون حياته اليومية، لهذا يقول الباري تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَة} [الأحزاب:21] . من هنا فقد أصبح حصر التأليف والتصنيف في السيرة النبوية موضوعاً شمولياً واسعاً يحتاج إلى جمعيات ومراكز متخصصة تستفيد من المعطيات الحديثة في استخدام الحاسوب لتتبع جميع المرويات في جميع الكتب المتوافرة قدر المستطاع، حتى يتسنّى لنا عمل موسوعة السيرة النبوية الصحيحة من خلال مراجعنا التي نثق بها ونعتمد عليها. وما هذا البحث وغيره من البحوث إلا خطوة نحو تحقيق هذا الهدف المستقبلي الملقى على عاتق المراكز، والجامعات والهيئات المتخصصة في دراسة السنة والسيرة النبوية. وإننا نتطلع إلى اليوم الذي نرى معه هذه الموسوعة التاريخية العظيمة التي نأمل أن ترى النور قريباً بإذن الله تعالى. هذا ونسأل الله تعالى أن يوفق كل صاحب عمل خيرٍ يخدم السيرة وصاحبها عليه وعلى آله وصحبه الصلاة والسلام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 مصادر ومراجع ... المصادر والمراجع 1- الآيات البينات في ذكر ما في أعضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من المعجزات، أبو الخطاب عمر الحسن بن دحية الكلبي الأندلسي السبتي (ت 633هـ) . مكتبة العمرين العلمية، الشارقة: (1420هـ-2000م) . الطبعة الأولى، تحقيق جمال عزون. 2- أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه، أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني (ت 369هـ) . مؤسسة الأهرام، القاهرة: (1401هـ- 1981م) . تحقيق أحمد محمد موسى. 3- أدب الإملاء والاستملاء، عبد الكريم بن محمد بن منصور أبو سعد التميمي السمعاني (ت 562هـ) . دار الكتب العلمية، بيروت: (1401هـ) . الطبعة الأولى، تحقيق ماكس فايسفايلر. 4- الأدب المفرد، محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي (ت256هـ) . دار البشائر الإسلامية، بيروت: (409?-1989م) . الطبعة الثالثة، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي. 5- أسد الغابة في معرفة الصحابة، عزالدين بن الأثير أبي الحسن علي بن محمد الجزري (ت 630هـ) . دار الشعب، القاهرة: (1970م) . 6- الإصابة في تمييز الصحابة، شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت852هـ) . تصوير دار إحياء التراث العربي، بيروت: (1328هـ) . الطبعة الأولى. 7- أضواء على كتب السيرة، علي العربي. الدار التونسية للنشر: (1991م) . 8- أعلام النبوة، أبو الحسن علي بن محمد الماوردي. دار إحياء العلوم، بيروت: (1412?-1993م) . الطبعة الثانية، تحقيق محمد شريف سكر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 9- أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب، جلال الدين السيوطي (ت911هـ) . دار المدينة المنورة للنشر والتوزيع، المدينة المنورة: (1416هـ-1996م) . تحقيق عباس أحمد صقر الحسيني. 10- البداية والنهاية، أبو الفداء الحافظ ابن كثير الدمشقي (ت 774هـ) . دار الكتب العلمية، بيروت: (1409هـ-1989م) . الطبعة الخامسة، تحقيق أحمد أذين قلعم وآخرين. 11- تاريخ الطبري - تاريخ الرسل والملوك، أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (ت 310هـ) . دار المعارف، القاهرة: (1387هـ-1967م) . الطبعة الرابعة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم. 12- التاريخ العربي والمؤرخون - دراسة في تطوير علم التاريخ ومعرفة رجاله في الإسلام، شاكر مصطفى. دار العلم للملايين، بيروت: (1983م) . الطبعة الثالثة. 13- تثبيت دلائل النبوة، عبد الجبار بن أحمد الهمذاني (ت 415هـ) . دار الفكر العربية للطباعة والنشر، بيروت. تحقيق عبد الكريم عثمان. 14- تذكرة الحفاظ، الإمام عبد الله شمس الدين الذهبي (ت748?) . دار الفكر العربي، بيروت: (1956م) . 15- تهذيب التهذيب، الإمام شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852هـ) . دار الصادر، بيروت: (1968م) . 16- تهذيب الخصائص النبوية الكبرى، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي. دار البشائر الإسلامية، بيروت (1410هـ) . الطبعة الثانية، تهذيب: عبد الله التليدي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 17- الجامع الصحيح (سنن الترمذي) ، أبو عيسى ابن سورة (ت279?) . مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، القاهرة: (1398?-1978م) . الطبعة الثالثة، تحقيق أحمد محمد شاكر وآخرين. 18- الجامع الصحيح، أبو الحسن مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري. منشورات دار الآفاق الجديدة، بيروت. 19- الجامع الصحيح للسيرة النبوية، سعد المرصفي. مكتبة المنار الإسلامية، الكويت: (1415?-1994م) . الطبعة الأولى. 20- حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار وعلى آله المصطفين الأخيار، وجيه الدين عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الدبيع الشيباني الشافعي. المكتبة المكية، السعودية: (1403?-1982م) . الطبعة الثانية، تحقيق عبد الله إبراهيم الأنصاري. 21- حق اليقين في معجزات خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم، إبراهيم بن عايش الحمد. مكتبة الملك فهد، (1422?-2002م) . الطبعة الأولى. 22- خاتم النبيين، محمد أبو زهرة. دار الفكر العربي، بيروت. 23- الخصائص الكبرى، أبو الفضل جلال الدين السيوطي (ت911?) . دار الكتاب العربي، بيروت: (1320?) . 24- خمسة نصوص إسلامية نادرة في معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم وفضائله وفضل الصلاة والسلام عليه، زين الدين شعبان بن محمد الآثاري (ت 828?) . دار الغرب الإسلامي، بيروت: (1990م) . الطبعة الأولى، تحقيق هلال ناجي. 25- دراسات في السيرة النبوية، محمد سرور بن نايف زين العابدين. دار الأرقم، بيروت: (1408?-1988م) . الطبعة الثانية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 26- دلائل النبوة، أبو بكر جعفر محمد الفريابي (ت 301 ?) . دار طيبة للنشر والتوزيع، الرياض: (1407 ?) . تحقيق أبي عبد الله محمود بن محمد الحداد. 27- دلائل النبوة، أبو نعيم الأصبهاني (ت 430 ?) . دار النفائس، بيروت: (1406?-1986م) . تحقيق عبد البر عباس ومحمد رواس. 28- دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة، أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458?) . دار الكتب العلمية، بيروت: (1405?-1985م) . تحقيق عبد المعطي قلعجي. 29- دلالة القرآن المبين على أن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل العالمين، عبد الله بن صديق الغماري الحسيني. (1418?-1997م) . الطبعة الأولى. 30- الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة، محمد بن جعفر الكتاني (ت 1345?) . دار قهرمان، إستانبول. 31- سنن البيهقي الكبرى، أحمد بن الحسين بن علي بن موسى أبو بكر البيهقي (ت 458?) . مكتبة دار الباز، مكة المكرمة: (1414?-1994م) . تحقيق محمد عبد القادر عطا. 32- سنن أبي داود، سليمان بن الأشعث أبو داود (ت 275?) . دار الفكر، بيروت. تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد. 33- السنن الكبرى، أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن النسائي (ت 303?) . دار الكتب العلمية، بيروت: (1411 ?) . الطبعة الأولى، تحقيق عبد الغفور سليمان وآخرين. 34- سنن ابن ماجه، محمد بن يزيد أبو عبد الله القزويني (ت 275?) . دار الفكر، بيروت. تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 35- سنن النسائي، أحمد بن شعيب النسائي (ت 303 ?) . دار الكتاب العربي، بيروت. بحاشيتي الحافظ جلال الدين السيوطي والسندي. 36- السيرة الحلبية، علي بن برهان الدين الحلبي الشافعي. دار إحياء التراث العربي، بيروت: (1044?-1635م) . 37- سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، محمد عزة دروزة. منشورات المكتبة العصرية، بيروت. تحقيق عبد الله بن إبراهيم الأنصاري. 38- السيرة النبوية، أبو النصر مبشر الطرازي. دار الدعوة للطباعة والنشر، الإسكندرية. 39- السيرة النبوية، محمد متولي الشعراوي. مكتبة التراث الإسلامي، القاهرة: (1422?-2001م) . تحقيق مركز التراث لخدمة الكتاب والسنة. 40- السيرة النبوية دروس وعبر، مصطفى السباعي. المكتب الإسلامي، بيروت: (1405?- 1985م) . الطبعة الثامنة. 41- السيرة النبوية الصحيحة، أكرم ضياء العمري. مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة: (1413?-1993م) . الطبعة الرابعة. 42- السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة، محمد بن محمد أبو شهبة. دار القلم، دمشق: (1409?-1988م) . الطبعة الأولى. 43- السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية، مهدي رزق الله أحمد. مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الرياض: (1412?-1992م) . الطبعة الأولى. 44- شخصية الرسول ودعوته في القرآن الكريم، محمد علي الهاشمي. عالم الكتب، بيروت: (1403?-1983م) . الطبعة الثالثة. 45- شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم، الحافظ ابن كثير. دار القبلة للثقافة الإسلامية، جدة: (1409?-1988م) . الطبعة الثانية، تحقيق مصطفى عبد الواحد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 46- الشمائل المحمدية، أبو عيسى محمد بن سورة الترمذي (ت 279 ?) . دار العلم للطباعة والنشر، جدة: (1402?-1983م) . الطبعة الأولى، تحقيق محمد عفيف الزعبي. 47- الشمائل المحمدية، أبو عيسى محمد بن سورة الترمذي (ت 279?) . (1421?-2001م) الطبعة الأولى، تحقيق محمد عوامة. 48- صحيح البخاري، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي. دار القلم، بيروت: (1401?-1981م) . تحقيق مصطفى ديب البُغا. 49- صحيح ابن حبان، محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي (ت 354?) . مؤسسة الرسالة، بيروت: (1414?-1993م) . الطبعة الأولى، تحقيق شعيب الأرنؤوط. 50- الصحيح المسند من دلائل النبوة، مقبل بن هادي الوادعي. دار الأرقم للنشر والتوزيع، الكويت: (1405?-1985م) . الطبعة الأولى. 51- طبقات الحفاظ، الإمام جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 839 ?) . دار الكتب العلمية، بيروت: (1403?-1983م) . الطبعة الأولى. 52- الطبقات الكبرى، أبو عبد الله محمد بن سعد. دار صادر، بيروت. 53- عظيم قدره صلى الله عليه وسلم ورفعة مكانته عند ربه عزوجل، خليل إبراهيم ملا خاطر. مطابع سحر، جدة: (1420?) . الطبعة العاشرة. 54- علم المغازي بين الرواية والتدوين - رسالة دكتوراه للمؤلف، محمد أنور البكري: (1410?-1990م) . 55- فقه السيرة، محمد سعيد رمضان البوطي. دار الفكر، بيروت: (1398?- 1978م) . الطبعة السابعة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 56- فقه السيرة النبوية من زاد المعاد في هدي خير العباد، ابن قيم الجوزية (ت 751 هـ) . دار الفكر العربية، بيروت: (1990م) . الطبعة الثانية. 57- فقه السيرة النبوية، منير محمد غضبان. مركز بحوث الدراسات الإسلامية، مكة المكرمة: (1419 ?- 1999م) . الطبعة الخامسة. 58- القاموس المحيط، مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي، مؤسسة الرسالة، (1407?-1987م) ، الطبعة الثانية. 59- قبس من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم، حسن محمد كتبي. (1415?-1995م) . الطبعة الأولى. 60- لسان العرب، محمد بن مكرم بن منظور الإفريقي المصري (ت711?) . دار صادر، بيروت. الطبعة الأولى. 61- اللفظ المكرم بخصائص النبي، محمد بن محمد بن عبد الله الخيضري (ت 892 هـ) . المدينة: (1416?-1996م) . الطبعة الأولى، تحقيق محمد الأمين بن محمد محمود بن أحمد الشنقيطي. 62- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي (ت807?) . دار الكتاب العربي، بيروت: (1402?-1982م) . الطبعة الثالثة. 63- محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، محمد رضا. دار الكتاب العلمية، بيروت: (1395?-1975م) . 64- مختار الصحاح، محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي (ت 721هـ) . مكتبة لبنان، بيروت: (1415?-1995م) . تحقيق محمود خاطر. 65- مراجع مختارة عن حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، محمد ماهر حمادة. دار العلوم للطباعة والنشر، الرياض: (1402?-1982م) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 66- مرشد المحتار إلى خصائص المختار، محمد بن علي بن طولون الدمشقي الصالحي الحنفي (ت 953?) . تحقيق بهاء محمد الشاهد. 67- المستدرك على الصحيحين، محمد بن عبد الله أبو عبد الله الحاكم النيسابوري (ت 405?) . دار الكتب العلمية، بيروت: (1411?-1990م) . 68- مسند الإمام أحمد، أحمد بن حنبل. دار الفكر، بيروت. 69- مصادر السيرة النبوية وتقويمها، فاروق حمادة. دار الثقافة، الدار البيضاء: (1400?-1980م) . الطبعة الأولى. 70- المعجم الأوسط، أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360) . دار الحرمين، القاهرة: (1415?) . تحقيق طارق بن عوض الله بن محمد بن المحسن بن إبراهيم. 71- معجم ما ألف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلاح الدين المنجد. دار الكتاب الجديد، بيروت: (1402?-1982م) . الطبعة الأولى. 72- المغازي الأولى ومؤلفوها، يوسف هوروفتس. ترجمة حسين نصار. 73- من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، عبد العزيز المحمد السلمان. مكتبة دار التقوى، بلبيس: (1408?) . 74- منتهى السول على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم، عبد الله بن سعيد محمد عبادي اللحجي (ت 1410هـ) . دار طوق النجاة: (1419?-1998م) . 75- المواهب اللدنيه بالمنح المحمدية، أحمد بن محمد العسقلاني، تحقيق صالح أحمد الشامي، المكتب الإسلامي: (1412?-1991م) ، الطبعة الأولى. 76- موسوعة سيرة سيد الأنام، جعفر مصطفى سبيه. المكتبة المكية، مكة المكرمة: (1422?-2001م) . الطبعة الأولى، تحقيق زهير الخالد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 77- الموطأ، الإمام مالك بن أنس. دار إحياء التراث العربي، بيروت: (1406?- 1985م) . تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي. 78- ميزان الاعتدال في نقد الرجال، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748?) . دار المعرفة، بيروت: (1382?-1963م) . تحقيق علي محمد البجاوي. 79- النبذة في السيرة النبوية، أبو النصر مبشر الطرازي، دار الدعوة، الإسكندرية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93