الكتاب: رسالة المسلسلات المؤلف: أبو عبد الله محمد بن أبي الفيض جعفر بن إدريس الحسني الإدريسي الشهير بـ الكتاني (المتوفى: 1345هـ) تخريج وتعليق: أبي الفضل بدر بن عبد الإله العمراني الطنجي الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1424 هـ - 2003 م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] ---------- رسالة المسلسلات الكتاني، محمد بن جعفر الكتاب: رسالة المسلسلات المؤلف: أبو عبد الله محمد بن أبي الفيض جعفر بن إدريس الحسني الإدريسي الشهير بـ الكتاني (المتوفى: 1345هـ) تخريج وتعليق: أبي الفضل بدر بن عبد الإله العمراني الطنجي الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1424 هـ - 2003 م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] قَالَ: حَدَّثَنِي الشَّيْخُ سَيِّدِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّلَوِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْفَاسِيِّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي الشَّيْخُ سَيِّدِي مُحَمَّدٌ صَالِحُ بْنُ السَّيِّدِ خَيْرِ اللَّهِ الرَّضَوِيِّ الْبُخَارِيِّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، عَنِ الشَّيْخِ قُدْوَةِ السَّالِكِينَ وَيَتِيمَةِ عَقْدِ الْعَارِفِينَ، مَوْلانَا رَفِيعِ الدِّينِ بْنِ شَمْسِ الدِّينِ الْقَادِرِيِّ الْقَنْدَهَارِيِّ قُدِّسَ سِرُّهُ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُسْنِدُ الْحِجَازِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ الْبَصْرِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخُ الإِسْلامِ وَجَمَالُ الْعُلَمَاءِ الأَعْلامِ، خَاتِمَةُ الْحُفَّاظِ الْمُسْنِدِينَ، شِهَابُ الدِّينِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ ابْنُ الشَّيْخِ عَلاءِ الدِّينِ الْبَابِلِيِّ الشَّافِعِيِّ الْفَاسِيِّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي شِهَابُ الدِّينِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الشِّبْلِيِّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ حَدَّثَنِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الشَّيْخُ جَمَالُ الدِّينِ يُوسُفُ ابْنُ شَيْخِ الإِسْلامِ زَكَرِيَّاءَ الأَنْصَارِيِّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي الشَّيْخُ جَمَالُ الدِّينِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْقَلْقَشَنْدِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ حَدَّثَنِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُسْنِدُ شِهَابُ الدِّينِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْمَقْدِسِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَدْرُ الدِّينِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَيْدُومِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ حَدَّثَنِيهِ. ح وَقَالَ ابْنُ سَالِمٍ: أَجَازَنِي شَيْخُنَا الشَّيْخُ مُحَمَّدٌ الْمَكْتَبِيُّ الدِّمَشْقِيُّ بِالْحَدِيثِ الْمُسَلْسَلِ بِالأَوَّلِيَّةِ، عَنْ جَمَاعَةٍ أَجَلُّهُمْ شَيْخُ الإِسْلامِ نَجْمُ الدِّينِ الْغَزِّيُّ - بِفَتْحِ الْغَيْنِ نِسْبَةً إِلَى غَزَّةَ، قَرْيَةٍ بِالشَّامِ عَلَى نَحْوِ أَرْبَعِ مَرَاحِلَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ - الشَّافِعِيُّ، عَنْ وَالِدِهِ بَدْرِ الدِّينِ الْغَزِّيِّ، عَنْ أَبِي يَحْيَى زَكَرِيَّاءَ الأَنْصَارِيِّ عَنِ الْحَافِظِ أَبِي الْفَضْلِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ الْكِنَانِيِّ الْعَسْقَلانِيِّ ثُمَّ الْمِصْرِيِّ، عَنِ الْحَافِظِ أَبِي نُعَيْمٍ رِضْوَانَ الْعَقَبِيِّ، عَنْ أَبِي الْفَضْلِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعِرَاقِيِّ، عَنْ صَدْرِ الدِّينِ أَبِي الْفَتْحِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَيْدُومِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ الْحَرَّانِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ حَدَّثَنِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْجَوْزِيِّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 حَدَّثَنِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الزِّيَادِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ بِلالٍ الْبَزَّازُ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ النَّيْسَابُورِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو قَابُوسَ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ سَيِّدِنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ سَيِّدِنَا وَمَوْلانَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ» وَعَنْ شَيْخِنَا الْمَذْكُورِ، عَنْ شَيْخِهِ، عَنِ الشَّيْخِ سَيِّدِي مُحَمَّدٍ صَالِحِ بْنِ السَّيِّدِ خَيْرِ اللَّهِ الرَّضَوِيِّ الْبُخَارِيِّ، قَالَ: وَسَمِعْتُهُ مِنْ شَيْخِنَا الْعَلامَةِ، الْبَحْرِ الْفَهَّامَةِ مَعْدَنِ الأَسْرَارِ وَخَاتِمَةِ الْفُضَلاءِ الأَخْيَارِ، عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَاعَلَوِيِّ الْبَيْتِيِّ قَدَّسَ اللَّهُ سِرَّهُ الْعَزِيزَ وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ الشَّيْخِ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيِّ الْفُلانِيِّ نَزِيلِ الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ وَبِهَا تُوُفِّيَ، عَنِ الشَّيْخِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ سَنَّةَ الأَزْهَرِيِّ، عَنِ الشَّيْخِ مَوْلانَا الشَّرِيفِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَغْرِبِيِّ، عَنْ مُسْنِدِ الْحِجَازِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ الْبَصْرِيِّ، عَنِ الإِمَامِ الْهُمَامِ أَبِي زَكَرِيَّاءَ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى أَبِي الْبَرَكَاتِ الْمَغْرِبِيِّ الْمَالِكِيِّ الشَّهِيرِ بِالشَّاوِيِّ تَسْمِيَةً لا نَسَبًا لَمَّا حَجَّ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَأَلْفٍ، عَنِ الشَّيْخِ سَعِيدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجَزَائِرِيِّ الْمَشْهُورِ بِقَدُّورَةَ، عَنِ الْوَلِيِّ الْكَامِلِ أَبِي الْعَبَّاسِ سَيِّدِي أَحْمَدَ حِجِّيٍّ الْوَهْرَانِيِّ، عَنْ شَيْخِ الإِسْلامِ الْعَارِفِ بِاللَّهِ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ التَّازِيِّ، عَنِ الْمُحَدِّثِ الرَّبَّانِيِّ أَبِي الْفَتْحِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حُسَيْنٍ الْمَرَاغِيِّ، عَنِ الشَّيْخِ زَيْنِ الدِّينِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ الْحُسَيْنِ. ح وَقَالَ ابْنُ سَالِمٍ: حَدَّثَنَا الْعَالِمُ الْعَامِلُ الْعَارِفُ بِاللَّهِ الشِّهَابُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَنَّا الْمِصْرِيُّ الشَّافِعِيُّ الشَّهِيرُ بِابْنِ عَبْدِ الْغَنِيِّ، عَنِ الشَّيْخِ الْمُعَمِّرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمُنُوفِيِّ، عَنْ شَيْخِهِ الْمُعَمِّرِ أَبِي الْخَيْرِ بْنِ عَمُوسٍ الرَّشِيدِيِّ، عَنْ شَيْخِ الإِسْلامِ الْقَاضِي زَكَرِيَّاءَ الأَنْصَارِيِّ، عَنِ الْحَافِظِ أَبِي الْفَضْلِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 رِضْوَانَ الْعَقَبِيِّ، عَنْ أَبِي الْفَضْلِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعِرَاقِيِّ، عَنْ أَبِي الْفَتْحِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَيْدُومِيِّ، عَنْ أَبِي الْفَرَجِ عَبْدِ اللَّطِيفِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ الْحَرَّانِيِّ، عَنِ الْحَافِظِ أَبِي الْفَرَجِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْجَوْزِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي طَاهِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الزِّيَادِيِّ، عَنْ أَبِي حَامِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ بِلالٍ الْبَزَّازِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ الْحَكَمِ النَّيْسَابُورِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي قَابُوسَ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ سَيِّدِنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ سَيِّدِنَا وَمْوَلانَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ» . وكل منهم يقول: وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، أول حديث سمعته منه، إلى سفيان بْن عيينة، وانتهت سلسلة الأولية إليه. قلت: وأرويه أيضا عن شَيْخنَا الشَّيْخ علي بْن طاهر الوتري المدني، وعن الْفَقِيه الخطيب أَبِي جيدة بْن الخطيب سَيِّدِي عبد الكبير الفاسي، كلاهما عن الشَّيْخ القدوة النفاع، الكثير التلامذة والأتباع المحدث الرحالة سَيِّدِي عبد الغني بْن أَبِي سعيد العمري المجددي الدهلوي ثم المدني، عن الشَّيْخ المحدث أَبِي عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد عابد السندي ثم المدني، عن العارف باللَّه سَيِّدِي عبد الرحمن بْن سليمان بْن يَحْيَى بْن عمر مقبول الأهدل، عن والده، عن الشَّيْخ سَيِّدِي عبد الخالق بْن أَبِي بكر المرسلي، عن الشَّيْخ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سعيد المعروف والده بعقيلة، عن الشَّيْخ أَحْمَد بْن مُحَمَّد الدمياطي المشهور بابْن عبد الغني، عن المعمر مُحَمَّد بْن عبد العزيز المنوفي، عن أَبِي الخير بْن عموس الرشيدي، عن شيخ الإسلام زكرياء الأنصاري. ح وأرويه أيضا عن شَيْخنَا الأول الشَّيْخ علي، عن العلامة القدوة الشَّيْخ أَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ المالكي الأزهري تلميذ الأمير الكبير، وعن الشَّيْخ مفتي الأنام، ببلد اللَّه الحرام، الشَّيْخ أَحْمَد دحلان، وعن الشَّيْخ العلامة الشَّيْخ عبد الغني الميداني الدمشقي ثلاثتهم، عن محدث الشام الشَّيْخ عبد الرحمن الكزبري، عن الشَّيْخ بدر الدين مُحَمَّد بْن أَحْمَد المقدسي الشهير بابْن بدير، عن أَبِي منصور الشَّيْخ مصطفى الدمياطي عن الشَّيْخ أَحْمَد بْن مُحَمَّد عقيلة المكي الحنفي صاحب المسلسلات. وهو حديث نص الحفاظ على أنه حسن، وأخرجه أَحْمَد، والحميدي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 في مسنديهما، والبخاري في الكنى والأدب المفرد، وأَبُو داود في سننه والترمذي في جامعه، وقال: إنه حديث حسن صحيح، وأخرجه أيضا البيهقي في الكنى، وفي الشعب، وأَبُو علي الزعفراني فيما دون من حديثه، إلا أنهم جميعا لم يسلسلوه، وصحح الحاكم، قالوا: وهو كذلك باعتبار ما له من المتابعات والشواهد، وقال السخاوي: إنه من أصح المسلسلات، ونص الشهاب في توضيح النخبة، وغير واحد من الحفاظ على أن السلسلة تنتهي فيه إلى سفيان بْن عيينة فقط، قَالَ الشهاب: ومن رواه مسلسلا إلى منتهاه فقد وهم الحديث المسلسل بيوم العيد وَسَمِعْتُ الْحَدِيثَ الْمُسَلْسَلَ بِيَوْمِ الْعِيدِ، عَنْ شَيْخِنَا الشَّيْخِ سَيِّدِي الْحَاجِّ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيِّ الْحَبَشِيِّ فِي يَوْمِ الْعِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي بِهِ سَيِّدِي مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السَّلَوِيِّ فِي يَوْمِ عِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بِهِ الشَّيْخُ سَيِّدِي مُحَمَّدٌ صَالِحُ بْنُ السَّيِّدِ خَيْرِ اللَّهِ الرَّضَوِيُّ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخُنَا الْعَارِفُ بِاللَّهِ تَعَالَى رَفِيعُ الدِّينِ قُدِّسَ سِرُّهُ فِي يَوْمِ عِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّرِيفُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَغْرِبِيُّ، فِي يَوْمِ عِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ الْبَصْرِيُّ فِي يَوْمِ عِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شِهَابُ الدِّينِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ ابْنُ الشَّيْخِ عَلاءِ الدِّينِ الْبَابِلِيُّ الشَّافِعِيُّ الْقَاهِرِيُّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَلْقَمِيِّ، عَنْ أَبِي الْفَضْلِ السُّيُوطِيِّ، عَنِ الْحَافِظِ تَقِيِّ الدِّينِ أَبِي الْفَضْلِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُهْرٍ الْهَاشِمِيِّ سَمَاعًا عَلَيْهِ بِالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فِي يَوْمِ عِيدِ الْفِطْرِ بَيْنَ الصَّلاةِ وَالْخُطْبَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ظُهَيْرَةَ، سَمَاعًا عَلَيْهِ فِي يَوْمِ عِيدِ الْفِطْرِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْمُعْطِي الأَنْصَارِيُّ، سَمَاعًا عَلَيْهِ فِي يَوْمِ عِيدِ الْفِطْرِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ الْخِمْيَرِيُّ، سَمَاعًا عَلَيْهِ فِي يَوْمِ عِيدِ الْفِطْرِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السُّلَمِيُّ، سَمَاعًا عَلَيْهِ فِي يَوْمِ عِيدِ الْفِطْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ذَاهِبٍ الْوَرَّاقُ فِي يَوْمِ عِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ أُخْتِ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ فِي يَوْمِ عِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 عَبْدِ اللَّهِ الأُمَرِيُّ فِي يَوْمِ عِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي يَوْمِ عِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، فِي يَوْمِ عِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، فِي يَوْمِ عِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، فِي يَوْمِ عِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَيِّدُنَا ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي يَوْمِ عِيدٍ، قَالَ: " شَهِدْتُ مَعَ سَيِّدِنَا وَمَوْلانَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمِ عِيدِ فِطْرٍ أَوْ أَضْحَى، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الصَّلاةِ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ أَصَبْتُمْ خَيْرًا، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْصَرِفَ فَلْيَنْصَرِفْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُقِيمَ حَتَّى يَسْمَعَ الْخُطْبَةَ فَلْيَقُمْ ". وعن شَيْخنَا المذكور، عن شيخه، عن الشَّيْخ سَيِّدِي مُحَمَّد صالح، أنه سمع هَذَا الحديث أيضا، عن شيخه العالم العامل، الولي الكامل أَبِي حفص عمر بْن الكريم بْن عبد الرسول المكي قدس سره، وشيخه سيد علي بْن مُحَمَّد البيتي، كلاهما عن الشَّيْخ أَبِي عَبْد اللَّهِ صالح، عن الشَّيْخ أَبِي عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن سنة الأزهري، عن الشريف مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ، عن عَبْد اللَّهِ بْن سالم البصري بسنده المذكور. قلت: وقد أورد السيوطي في جامعه الكبير الحديث من عند الطبراني في الكبير، عن ابْن عمر رَضِيَ اللَّه عنهما، ولفظه عنده: «يا أيها الناس، إنكم قد أصبتم خيرا وأجرا، وإنا مجمعون، فمن أراد أن يجمع معنا فليجمع ومن أراد أن يرجع إلى أهله فليرجع» . وأورده أيضا من حديث ابْن ماجه، وابْن الجارود، وابْن خزيمة، والطبراني في الكبير، والحاكم في المستدرك، والضياء المقدسي في المختارة، عن عَبْد اللَّهِ بْن السائب بلفظه: «قد قضينا الصلاة، فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس، ومن أحب أن يذهب فليذهب» . ومن هَذَا العزو تعلم أنه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 حديث صحيح، إذ أخرجه أهل الصحيح كابْن خزيمة، والحاكم، والضياء حديث الضيافة النبوية وَسَمِعْتُ حَدِيثَ الضِّيَافَةِ النَّبَوِيَّةِ عَنْ شَيْخِنَا الْمَذْكُورِ , وَقَدْ أَضَافَنِي عَلَى الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ، قَالَ: أَضَافَنِي سَيِّدِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّلَوِيُّ عَلَى الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ. وَقَالَ: أَضَافَنِي الشَّيْخُ سَيِّدِي مُحَمَّدٌ صَالِحُ بْنُ السَّيِّدِ خَيْرِ اللَّهِ الرَّضَوِيُّ الْبُخَارِيُّ عَلَى الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ. وَقَالَ: أَضَافَنِي شَيْخُنَا رَفِيعُ الدِّينِ عَلَى الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ. وَقَالَ: أَضَافَنِي الشَّرِيفُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ. وَقَالَ: أَضَافَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ الْبَصْرِيُّ عَلَى الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ. وَقَالَ: أَضَافَنِي شَيْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمَغْرِبِيُّ الْمَالِكِيُّ الْمَكِّيُّ نَزِيلُ الْحَرَمَيْنِ عَلَى الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ. وَقَالَ: أَضَافَنِي شَيْخنَا أَبُو عُثْمَانَ الْجَزَائِرِيُّ عَلَى الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ. وَقَالَ: أَضَافَنِي شَيْخُنَا الْمُقْرِي عَلَى الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ. وَقَالَ: أَضَافَنِي الْوَلِيُّ الصَّالِحُ سَيِّدِي أَحْمَدُ حِجِّيٌّ عَلَى الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ. وَقَالَ: أَضَافَنِي أَبُو سَالِمٍ التَّازِيُّ عَلَى الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ. وَقَالَ: أَضَافَنِي أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْعِرَاقِيُّ الْمَدَنِيُّ عَلَى الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ. قَالَ: أَضَافَنِي نَفِيسُ الدِّينِ سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَلَوِيُّ الْيَمَنِيُّ عَلَى الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ. وَقَالَ: أَضَافَنِي وَالِدِي عَلَى الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ وَقَالَ: أَضَافَنِي تَقِيُّ الدِّينِ عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّعْبِيُّ عَلَى الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ. وَقَالَ: أَضَافَنِي فَخْرُ الدِّينِ الطَّبَرِيُّ فِي زَبِيدَ إِلَى الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ. وَقَالَ: أَضَافَنِي فَخْرُ الدِّينِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجَبَرْتِيُّ الْفَارِسِيُّ عَلَى الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ. وَقَالَ: أَضَافَنِي الْحَافِظُ أَبُو الْعَلاءِ الْهَمْدَانِيُّ عَلَى الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ، وَقَالَ: أَضَافَنِي أَبُو بَكْرٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَرَجِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أُخْتِ الطَّوِيلِ عَلَى الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ. وَقَالَ: أَضَافَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصُّوفِيُّ عَلَى الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ. وَقَالَ: أَضَافَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْوَاعِظُ عَلَى الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ. وَقَالَ: أَضَافَنِي أَبُو شَيْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَطَّارُ الْمَخْزُومِيُّ عَلَى الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ. وَقَالَ: أَضَافَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ الدِّمَشْقِيُّ عَلَى الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ. وَقَالَ: أَضَافَنِي نَوْفَلُ بْنُ إِهَابٍ عَلَى الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ. وَقَالَ: أَضَافَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحُ عَلَى الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ. وَقَالَ: أَضَافَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ عَلَى الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ. وَقَالَ: أَضَافَنِي أَبِي مُحَمَّدٌ الْبَاقِرُ عَلَى الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ. وَقَالَ: أَضَافَنِي أَبِي زَيْنُ الْعَابِدِينَ عَلَى الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ. وَقَالَ: أَضَافَنِي أَبِي الْحُسَيْنُ عَلَى الأَسْوَدِيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ. وَقَالَ: أَضَافَنِي أَبِي الإِمَامُ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَلَى الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ. وَقَالَ: " أَضَافَنِي سَيِّدُنَا وَمَوْلانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ. ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَضَافَ مُؤْمِنًا فَكَأَنَّمَا أَضَافَ آدَمَ، وَمَنْ أَضَافَ مُؤْمِنَيْنِ فَكَأَنَّمَا أَضَافَ آدَمَ وَحَوَّاءَ، وَمَنْ أَضَافَ ثَلاثَةً، فَكَأَنَّمَا أَضَافَ جِبْرِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ، وَمَنْ أَضَافَ أَرْبَعَةً، فَكَأَنَّمَا قَرَأَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَالزَّبُورَ وَالْفُرْقَانَ، وَمَنْ أَضَافَ خَمْسَةً فَكَأَنَّمَا صَلَّى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ فِي الْجَمَاعَةِ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ أَضَافَ سِتَّةً فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ سِتِّينَ رَقَبَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَمَنْ أَضَافَ سَبْعَةً غُلِّقَتْ عَنْهُ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ السَّبْعَةَ، وَمَنْ أَضَافَ ثَمَانِيَةً، فُتِّحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ أَضَافَ تِسْعَةً كَتَبَ اللَّهُ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ مَنْ عَصَاهُ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ خَلَقَ اللَّهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ أَضَافَ عَشَرَةً، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَجْرَ مَنْ صَلَّى وَصَامَ وَحَجَّ وَاعْتَمَرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ". وعن شَيْخنَا المذكور، عن شيخه سَيِّدِي مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ، عن الشَّيْخ سَيِّدِي مُحَمَّد صالح، أنه سمع الحديث المذكور أيضا، عن شيخه سَيِّدِي عمر بْن عبد الكريم، وسيدي علي بْن مُحَمَّد البيتي، عن الشَّيْخ صالح بْن مُحَمَّد، عن الشَّيْخ أَبِي عَبْد اللَّهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 مُحَمَّد بْن سنة الأزهري، عن الشَّرِيف مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بسنده المذكور. قلت: وحَدَّثَنِي بِهِ أيضا مع الضيافة النبوية شَيْخنَا الشَّيْخ علي بْن ظاهر الوتري المدني، عن الشَّيْخ عبد الغني بْن أَبِي سعيد العمري، عن الشَّيْخ عابد الأنصاري السندي، عن الشَّيْخ عبد الرحمن بْن سُلَيْمَان مقبول الأهدل، عن الشَّيْخ أمر اللَّه بْن عبد الخالق المزجاجي، عن الشَّيْخ مُحَمَّد بْن عقيلة، عن حسين بْن عبد الرحيم، عن العلامة مُحَمَّد بْن ناصر، عن الشَّيْخ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بكر العياشي الْمَغْرِبِيّ، عن أَبِي مهدي عيسى بْن مُحَمَّد الثعالبي الجعفري، عن أَبِي عثمان سعيد بْن إِبْرَاهِيمَ الجزائري الشهير بقدورة، عن المقري، عن الشَّيْخ سَيِّدِي أَحْمَد حِجِّيٌّ بالسند السابق. قلت: وعزا بعضهم هَذَا الحديث للطبراني في مكارم الأخلاق، في أَبُواب فضل معونة المسلمين، ولم أجده فيه في النسخة التي بيدي منه لا في الأَبُواب المشار إليها، ولا في غيرها، وفي فهرست العلامة الأمير نقلا عن الشَّيْخ أَحْمَد الصباغ السكندري، قَالَ: انظر مرتبة هَذَا الحديث ومن خرجه من أهل الكتب المعتبرة، فإني هبت أن أسال عَنْهُ أستاذي، يعني: الشَّيْخ سَيِّدِي عَبْد اللَّهِ البصري، في وقت أخذه، ونسيت بعده مع حرصي على السؤال عَنْهُ منذ أخذته. قَالَ الأمير: أقول: ذكروا أن هذه المبالغات من موجبات الطعن خصوصا مع ذكر الملائكة في الضيافة، وهم لا يأكلون، ولا يشربون، فإن صح، فهو خارج مخرج الفرض والتقدير. ولم يذكره السيوطي في جامعيه، واللَّه أعلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 الحديث المسلسل بقراءة سورة الصف وَسَمِعْتُ الْحَدِيثَ الْمُسَلْسَلَ بِقِرَاءَةِ سُورَةِ الصَّفِّ مِنْ شَيْخِنَا الشَّيْخِ سَيِّدِي الْحَاجِّ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيِّ، عَنِ الشَّيْخِ سَيِّدِي مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السَّلَوِيِّ، عَنْ سَيِّدِي مُحَمَّدٍ صَالِحٍ، عَنْ شَيْخِهِ سَيِّدِي رَفِيعِ الدِّينِ، عَنِ الشَّرِيفِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ الْبَصْرِيِّ، عَنِ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلاءِ الدِّينِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيِّ، عَنِ النَّجْمِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْغَيْطِيِّ، عَنْ شَيْخِ الإِسْلامِ زَكَرِيَّاءَ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنِ الْحَافِظِ أَبِي الْفَتْحِ رِضْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَقَبِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ التَّنُوخِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الدِّمَشْقِيِّ عَنْ أَبِي النَّجَاءِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْبَغْدَادِيِّ، عَنْ أَبِي الْوَقْتِ عَبْدِ الأَوَّلِ بْنِ عِيسَى الْهَرَوِيِّ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّاوُدِيِّ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمُّوَيْهِ السَّرَخْسِيِّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " قَعَدْنَا نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَذَاكَرْنَا، فَقُلْنَا: لَوْ نَعْلَمُ أَيَّ الأَعْمَالِ أَقْرَبَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَعَمِلْنَاهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {1} يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ} [الصف: 1-2] ، قَالَ سَيِّدُنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا سَيِّدُنَا وَمَوْلانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَهَكَذَا قَالَ يَحْيَى: وَقَرَأَهَا عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلامٍ، وَهَكَذَا كل واحد من رواته يقول: فقرأها علينا فلان لشيخه الذي رواه عَنْهُ. قلت: وقرأها علينا شَيْخنَا المذكور، وذكر الشَّيْخ سَيِّدِي مُحَمَّد صالح بْن السَّيِّد خَيْر اللَّه الرضوي الْبُخَارِيّ، إنه سمعه أيضا من شيخيه الجليلين سَيِّدِي عمر بْن عبد الكريم، وسيدي علي بْن مُحَمَّد البيتي، عن صالح بْن مُحَمَّد، عن ابْن سنة الأزهري، عن الشَّرِيف مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ، بالسند المذكور. قلت: قَالَ الشَّيْخ عابد، قَالَ جار اللَّه بْن فهد: هَذَا حديث صحيح متصل الإسناد، والتسلسل، ورجال إسناده ثقات، وَقَالَ بعض الحفاظ: أصح حديث وقع مسلسلا، بل وأصح مسلسل يروى في الدنيا، ورواه الترمذي في جامعه، والدارمي، والحاكم في مستدركه مسلسلا وصححه على شرط الشَّيْخين، ورواه: أَحْمَد، وأَبُو يعلى، والطبراني في معجمه الكبير، وغيرهم من عدة طرق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 الحديث المسلسل بالفقهاء وَسَمِعْتُ الْحَدِيثَ الْمُسَلْسَلَ بِالْفُقَهَاءِ، عَنْ شَيْخِنَا الْفَقِيهِ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيِّ، عَنِ الْفَقِيهِ سَيِّدِي مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْفَقِيهِ سَيِّدِي مُحَمَّدٍ صَالِحٍ، عَنِ الْفَقِيهِ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْمَكِّيِّ، عَنِ الْفَقِيهِ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْفَقِيهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ سَنَّةَ الأَزْهَرِيِّ، عَنِ الْفَقِيهِ الشَّرِيفِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْفَقِيهِ الْمُسْنِدِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ الْبَصْرِيِّ، عَنِ الْفَقِيهِ أَبِي النَّجَا سَالِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّنْهُورِيِّ، عَنِ الْفَقِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْغَيْطِيِّ، عَنِ الْفَقِيهِ الْقَاضِي أَبِي يَحْيَى زَكَرِيَّاءَ الأَنْصَارِيِّ، عَنِ الْفَقِيهِ الْحَافِظِ أَبِي الْفَضْلِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ الْكِنَانِيِّ الْعَسْقَلانِيِّ، عَنِ الْفَقِيهِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الْفَقِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَمَاعَةَ، عَنْ جَدِّهِ الْفَقِيهِ قَاضِي الْمُسْلِمِينَ بَدْرِ الدِّينِ بْنِ جَمَاعَةَ، عَنِ الْفَقِيهِ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ السُّبْكِيِّ الْمَالِكِيِّ، عَنِ الْفَقِيهِ الإِمَامِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُفَضَّلِ الْمَالِكِيِّ، عَنِ الْفَقِيهِ أَبِي طَاهِرٍ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّلَمِيِّ، عَنِ الْفَقِيهِ الإِمَامِ أَبِي بَكْرٍ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ وَالِدِهِ الْفَقِيهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ الْجُوَيْنِيِّ، عَنِ الْفَقِيهِ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْخِيرِيِّ، عَنِ الْفَقِيهِ أَبِي الْعَبَّاسِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الأَصَمِّ، عَنِ الْفَقِيهِ الرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْفَقِيهِ الإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ، عَنْ إِمَامِ دَارِ الْهِجْرَةِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الْمُتَبَايِعَانِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، إِلا بَيْعَ الْخِيَارِ» . قلت: هَذَا الحديث أخرجه مالك في الموطأ في بيع الخيار، والشَّيْخان، وأَبُو داود، والنسائي، وغيرهم، وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو عمرو بْن عبد البر: إنه أجمع العلماء على ثبوته، وجاء أيضا من حديث حكيم بْن حزام عند الْبُخَارِيّ الحديث المسلسل بالمشابكة الباغوزارية وَسَمِعْتُ الْحَدِيثَ الْمُسَلْسَلَ بِالْمُشَابَكَةِ مِنْ شَيْخِنَا الشَّيْخِ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 وَشَابَكَنِي، وَقَالَ: شَابِكْنِي فَمَنْ شَابَكَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ، قَالَ: وَبِذَلِكَ شَابَكَنِي الشَّيْخُ سَيِّدِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّلَوِيُّ، قَالَ: وَبِذَلِكَ شَابَكَنِي سَيِّدِي مُحَمَّدٌ صَالِحٌ، قَالَ: وَبِذَلِكَ شَابَكَنِي الشَّرِيفُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: وَبِذَلِكَ شَابَكَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: وَبِذَلِكَ شَابَكَنِي شَيْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَغْرِبِيُّ، قَالَ: وَبِذَلِكَ شَابَكَنِي شَيْخُنَا أَبُو عُثْمَانَ الْجَزَائِرِيُّ، قَالَ: وَبِذَلِكَ شَابَكَنِي سَيِّدِي أَحْمَدُ حِجِّيٌّ، قَالَ: وَبِذَلِكَ شَابَكَنِي أَبُو سَالِمٍ التَّازِيُّ، قَالَ: وَبِذَلِكَ شَابَكَنِي سَيِّدِي صَالِحٌ الزَّوَاوِيُّ، قَالَ: وَبِذَلِكَ شَابَكَنِي عِزُّ الدِّينِ بْنُ جَمَاعَةَ، قَالَ: وَبِذَلِكَ شَابَكَنِي الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، قَالَ: وَبِذَلِكَ شَابَكَنِي الشَّيْخُ سَعْدُ الدِّينِ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: وَبِذَلِكَ شَابَكَنِي وَالِدِي، قَالَ: وَبِذَلِكَ شَابَكَنِي أَبُو بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ، وَنَاصِرُ الدِّينِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ ذِي النُّونِ الْمَلَطِيُّ، قَالَ: وَبِذَلِكَ شَابَكَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقُونَوِيُّ، قَالَ: وَبِذَلِكَ شَابَكَنِي الشَّيْخُ الأَكْبَرُ مُحْيِي الدِّينِ بْنُ عَرَبِيٍّ الْحَاتِمِيُّ، قَالَ: وَبِذَلِكَ شَابَكَنِي الشَّيْخُ أَحْمَدُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ سِنْدَادٍ الْمُقْرِي الْمَوْصِلِيُّ، قَالَ: وَبِذَلِكَ شَابَكَنِي الشَّيْخُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَائِكِيُّ الْبَاهُوتِيُّ، قَالَ: وَبِذَلِكَ شَابَكَنِي الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ الْبَاغُوزَارِيُّ، قَالَ: " رَأَيْتُ سَيِّدَنَا مَوْلانَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ، فَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ بِأَصَابِعِي، وَقَالَ: يَا عَلِيُّ، شَابِكْنِي فَمَنْ شَابَكَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ شَابَكَ مَنْ شَابَكَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ. وَمَا زَالَ يَعُدُّ حَتَّى وَصَلَ إِلَى سَبْعَةٍ، اسْتَيْقَظْتُ وَأَصَابِعِي فِي أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". قَالَ الشَّيْخ أَبُو سالم إِبْرَاهِيم التازي، وهكذا ينبغي لكل من شابك أحدا أن يقول: شَابَكَنِي فمن شبكني دخل الجنة. قلت: وهَذَا المسلسل يعرف عندهم بالمسلسل بالمشابكة الباغوزارية، وقد أنشد الإمام ابْن رشيد كما ذكره الشاطبي في الإفادات والإنشادات على حديث المشابكة: شابكتهم متبركا بأكفهم ... إذ شابكوا كفا على كريمه ولربما يكفي المحب تعللا ... آثارهم ويعد ذاك غنيمه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 مسلسل آخر بالمشابكة من طريق أخرى وَبِالسَّنَدِ السَّالِفِ إِلَى الشَّيْخِ سَيِّدِي مُحَمَّدٍ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، وَعَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْبَيْتِيِّ، وَعَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْبَيْتِيِّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَنَّةَ الأَزْهَرِيِّ، عَنِ الشَّرِيفِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ الْبَصْرِيِّ، عَنِ الإِمَامِ صَفِيِّ الدِّينِ أَحْمَدَ الْمَدَنِيِّ الْقَشَّاشِيِّ الصُّوفِيِّ، عَنِ الشَّيْخِ عَلِيٍّ الأَجْهُورِيِّ، عَنِ الْحَافِظِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيِّ، عَنْ تَقِيِّ الدِّينِ الشَّمَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَنْبَلِيِّ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْفَرَضِيِّ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ الْبُخَارِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ الْحَلَبِيِّ، عَنْ أَبِي الْفَرَجِ يَحْيَى بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيِّ، عَنِ الْحَافِظِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْتَغْفِرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَكِّيِّ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَالِبٍ، عَنْ أَبِي عُمَرَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشَّرُودِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: شَبَّكَ سَيِّدِي أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: «خَلَقَ اللَّهُ الأَرْضَ يَوْمَ السَّبْتِ، وَالْجِبَالَ يَوْمَ الأَحَدِ، وَالشَّجَرَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَالْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ، وَالنُّورَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ، وَالدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَآدَمَ يَوْمَ الْجُمُعَةَ» . وكل من رواته، يقول: شبك بيدي فلان. قلت: وهَذَا الحديث أخرجه جماعة منهم الحاكم في علوم الحديث، في النوع العاشر في المسلسل، وَقَالَ الشَّيْخ العابد: جمع الشمس السخاوي غالب طرقه، ثم قَالَ: مدار تسلسله على إِبْرَاهِيم بْن أَبِي يَحْيَى وهو ضعيف، وأما المتن بلا تسلسل فصحيح، أخرجه مسلم، عن أَبِي هريرة، قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي، فَقَالَ: «خَلَقَ اللَّهُ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ، وَخَلَقَ مَا فِيهَا مِنَ الْجِبَالِ يَوْمَ الأَحَدِ، وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ، وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ، وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَخَلَقَ آدَمَ بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فِي آخِرِ الْخَلْقِ وَآخِرِ سَاعَةٍ مِنَ النَّهَّارِ فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ وَاللَّيْلِ» الحديث المسلسل بالمصافحة النبوية وَسَمِعْتُ الْحَدِيثَ الْمُسَلْسَلَ بِالْمُصَافَحَةِ النَّبَوِيَّةِ بِالسَّنَدِ السَّابِقِ، عَنِ الشَّيْخ سَيِّدِي مُحَمَّدٍ صَالِحٍ، عَنْ شَيْخِهِ سَيِّدِي رَفِيعِ الدِّينِ، عَنِ الشَّيْخ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ الْبَصْرِيِّ، عَنِ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلاءِ الدِّينِ الْبَابِلِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَلْقَمِيِّ، عَنْ أَبِي الْفَضْلِ السُّيُوطِيِّ، عَنِ التَّقِيِّ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّمَنِيِّ، عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ بْنِ الْكُوَيْكِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحَوْبِيِّ، عَنْ أَبِي الْمَجْدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْقَزْوِينِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السَّخَاوِيِّ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي مَنْصُورٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَّازِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ نُجَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدَانَ بْنِ حُمَيْدٍ الْمَنْبِجِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ دِهْقَانَ، عَنْ خَلَفِ بْنِ تَمِيمٍ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي هُرْمُزَ نَعُودُهُ، فَقَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَنَسٍ نَعَودُهُ، فَقَالَ «صَافَحْتُ بِكَفِّي هَذِهِ كَفَّ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا مَسَسْتُ خَزًّا وَلا حَرِيرًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» . قَالَ أَبُو هرمز: فقلنا لأنس: صافحنا بالكف التي صافحت بها سَيِّدنَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فصافحنا. وهكذا إلى أول السند، كل يقول: صَافَحَنِي بالكف التي صافحت بها فلان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 الحديث المسلسل بالمصافحة المعمرية وَسَمِعْتُ الْحَدِيثَ الْمُسَلْسَلَ بِالْمُصَافَحَةِ الْمَعْمَرِيَّةِ مِنْ شَيْخِنَا الشَّيْخِ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيِّ وَصَافَحَنِي، وَقَالَ: مَنْ صَافَحَنِي أَوْ صَافَحَ مَنْ صَافَحَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ دَخَلَ الْجَنَّةَ، عَنْ شَيْخِهِ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السَّلَوِيِّ بِهَذَا، عَنْ سَيِّدِي مُحَمَّدٍ صَالِحٍ بِهَذَا، عَنْ سَيِّدِي عَلِيٍّ الْبَيْتِيِّ بِهَذَا، عَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ بِهَذَا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَنَّةَ بِهَذَا، عَنِ الشَّرِيفِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِهَذَا، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ الْبَصْرِيِّ بِهَذَا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمَغْرِبِيِّ بِهَذَا، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الْجَزَائِرِيِّ بِهَذَا وَقَالَ: الْمُرَادُ بِهَذَا الشَّدِّ: الاشْتِدَادُ فِي تَأْكِيدِ الصُّحْبَةِ بِالْقَوْلِ وَالْفِعْلِ، عَنْ بُرْهَانِ الدِّينِ الْعَلَوِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ حِجِّيٍّ الْوَهْرَانِيِّ بِهَذَا الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ، عَنْ أَبِي سَالِمٍ إِبْرَاهِيمَ التَّازِيِّ، عَنْ أَبِي الْفَتْحِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمَرَاغِيِّ الْمَدَنِيِّ، عَنْ أَبِي الْمَعْرُوفِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحُيُوسِيِّ بْنِ الْحِمَاسِ، عَنْ أَبِي الْفَضْلِ الْقَاسِمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعُذْرِيِّ، عَنِ الْحَافِظِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ الصَّيْدَلانِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيِّ، عَنِ الزَّوَاوِيِّ سَيِّدِي صَالِحٍ، عَنِ الشَّرِيفِ مُحَمَّدٍ الْفَاسِيِّ، عَنْ وَالِدِهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْقُوصِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الْمُتَلَثِّمِ، عَنِ الْمَعْمَرِ، قَالَ: صَافَحْتُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ صَافَحَنِي أَوْ صَافَحَ مَنْ صَافَحَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ دَخَلَ الْجَنَّةَ» . قلت: هَذَا الحديث، قَالَ السيوطي في فتاويه: إنه كذب لا تحل روايته ولا التحدث بِهِ يعني إلا مقرونا ببيان حاله، والمعمر هَذَا دجال كذاب، وقصته هذه كذب وافتراء لا يحل لمسلم أن يحدث بها ولا يرويها، ومن فعل ذلك دخل في الحديث: «من كذب علي، إلخ» ثم نقل عن الْحَافِظ ابْن حجر، أنه قَالَ: هَذَا الحديث لا أصل له، والمعمر المذكور إما كذاب، أو اختلقه كذاب، وآخر الصحابة موتا أَبُو الطفيل، ثبت ذلك في صحيح مسلم، واتفق عليه العلماء، انظر الحاوي وانظر أيضا: المنح الصافية، في الأسانيد اليوسفية، لأَبِي العباس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 أَحْمَد بْن يوسف الفاسي الحديث المسلسل بالمصافحة الخضرية وَسَمِعْتُ الْحَدِيثَ الْمُسَلْسَلَ بِالْمُصَافَحَةِ الْخَضَرِيَّةِ مِنْ شَيْخِنَا الْمَذْكُورِ بِالسَّنَدِ السَّابِقِ إِلَى سَيِّدِي صَالِحٍ الزَّوَاوِيِّ، عَنْ شَيْخِهِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْعَبْدُوسِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ الْغَسَّانِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَرَاكِشِيِّ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ عُلْوَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّدَفِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ الْبَنَّاءِ، عَنِ الْوَلِيِّ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْهَزْمِيرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الْخَضِرِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ صَافَحَنِي أَوْ صَافَحَ مَنْ صَافَحَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ دَخَلَ الْجَنَّةَ» . قلت: واجتماع الخضر بِهِ عليه السلام مختلف فيه بين العلماء، والصحيح عندهم اجتماعه بِهِ وملاقاته، ذكر ذلك ابْن عقيلة في مسلسلاته، وذكر بعضهم أنه جاء إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرارًا وصحبه، وروى عَنْهُ أحاديث، وناقش بعض المحدثين في حديث المصافحة المذكور وأشار لضعفه، وانتصر جمع لتأكيده، واللَّه أعلم طريق أخرى للمصافحة النبوية. طريق أخرى للمصافحة النبوية وَبِالسَّنَدِ الْمَذْكُورِ إِلَى الشَّيْخِ سَيِّدِي مُحَمَّدٍ صَالِحٍ، عَنْ سَيِّدِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَنَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ الْبَصْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الْجَزَائِرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدٍ الْخَرُّوبِيِّ عَنْ سَيِّدِي أَحْمَدَ زَرُّوقٍ، عَنْ شَمْسِ الدِّينِ السَّخَاوِيِّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَوَّازِ، بِصَالِحِيَّةَ دِمِشْقَ، عَنِ الْكَمَالِ بْنِ النَّحَّاسِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَعْلِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ خَطِيبِ حَرَّانَ عَنْ أَبِي الْفَرَجِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ جَدِّهِ لأُمِّهِ أَبِي الْعَبَّاسِ الطَّلْحِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْتَغْفِرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى السَّرَخْسِيِّ، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدَانَ بْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 حُمَيْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ دِهْقَانَ، عَنْ خَلَفِ بْنِ تَمِيمٍ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي هُرْمُزَ نَعُودُهُ، فَقَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ نَعُودُهُ، فَقَالَ: «صَافَحْتُ بِكَفِّي هَذِهِ كَفَّ سَيِّدِنَا رَسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا مَسَسْتُ خَزًّا وَلا حَرِيرًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» . قَالَ أَبُو هرمز: فقلنا لأنس: صافحنا بالكف التي صافحت بها سَيِّدنَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فصافحنا، وَقَالَ: السلام عليكم، فقال خلف: فقلنا لأَبِي هرمز: صافحنا بالكف التي صافحت بها أنسا، فصافحنا، وَقَالَ: السلام عليكم ". وهكذا إلى الشَّيْخ زروق نفعنا اللَّه بِهِ المسلسل بالمصافحة الحبشية وَسَمِعْتُ الْمُسَلْسَلَ بِالْمُصَافَحَةِ الْحَبَشِيَّةِ مِنْ شَيْخِنَا الْمَذْكُورِ بِسَنَدِهِ إِلَى الشَّيْخِ مُحَمَّدٍ صَالِحٍ، عَنْ شَيْخِهِ الْعَلامَةِ الشَّيْخِ الْمُعَمِّرِ عَبْدِ الْحَفِيظِ بْنِ دَرْوِيشٍ الْعُجَيْمِيِّ، قَالَ: صَافَحَنِي شَيْخِي الْعَلامَةُ الشَّهِيرُ الشَّيْخُ أَحْمَدُ الدَّرْدِيرُ، قَالَ: صَافَحَنِي الْعَارِفُ بِاللَّهِ سَيِّدِي مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: صَافَحَنِي الْعَارِفُ بِاللَّهِ سَيِّدِي مُحَمَّدٌ الْبَدْرِيُّ الدِّمْيَاطِيُّ، قَالَ: صَافَحَنِي الْعَارِفُ بِاللَّهِ تَعَالَى النَّقْشَبَنْدِيُّ شِهَابُ الدِّينِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الدِّمْيَاطِيُّ الشَّهِيرُ بِابْنِ عَبْدِ الْغَنِيِّ الْبَنَّا، قَالَ: وَقَدْ رَحَلَ إِلَى الْيَمَنِ: صَافَحَنِي الشَّيْخُ الْكَبِيرُ الْفَقِيهُ أَحْمَدُ بْنُ عُجَيْلٍ الْيَمَنِيُّ فِي مَنْزِلِهِ كَمَا صَافَحَهُ الْكَامِلُ الْمُكَمِّلُ الشَّيْخُ تَاجُ الدِّينِ النَّقْشَبَنْدِيُّ الْهِنْدِيُّ، كَمَا صَافَحَهُ الإِمَامُ الْعَارِفُ بِاللَّهِ تَعَالَى الشَّيْخُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الشَّهِيرُ بِحِجِّيٍّ رَمْزِي، كَمَا صَافَحَهُ الْفَاضِلُ حَافِظ علي أو بهي، كَمَا صَافَحَهُ الأُسْتَاذُ مَحْمُودٌ الإِسْفَرَايِينِيُّ، كَمَا صَافَحَهُ أَبُو سَعِيدٍ الْحَبَشِيُّ الصَّحَابِيُّ، كَمَا صَافَحَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: «كُلُّ مَنْ صَافَحَنِي أَوْ صَافَحَ مَنْ صَافَحَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ دَخَلَ الْجَنَّةَ» . قلت: هكذا قَالَ الشَّيْخ عابد: هَذَا السند كله مشتمل على الثقات الأجلاء، العرفاء العلماء، وأَبُو سعيد الحبشي الصحابي هَذَا لا يعرف في الصحابة، ولعله ممن لم يشتهر، وعلى هَذَا السند رونق القبول الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 المسلسل بالمصافحة الشمهروشية وَسَمِعْتُ الْحَدِيثَ الْمُسَلْسَلَ بِالْمُصَافَحَةِ الشَّمَهْرُوشِيَّةِ بِالسَّنَدِ الْمَذْكُورِ إِلَى الشَّيْخِ سَيِّدِي مُحَمَّدٍ صَالِحٍ، عَنِ السَّيِّدِ الْجَلِيلِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْمَوْصِلِيِّ، قَالَ: صَافَحْتُ إِسْمَاعِيلَ كَمَا صَافَحَهُ أَحْمَدُ الْمِئْنِيُّ، كَمَا صَافَحَهُ السَّيِّدُ الْجَلِيلُ عَبْدُ الْغَنِيِّ الْمَقْدِسِيُّ، كَمَا صَافَحَهُ الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ شَمْهَرُوشُ صَاحِبُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " اجْتَمَعْتُ مَعَ سَيِّدِنَا وَمَوْلانَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَبَلِ أُحُدٍ، فَقَالَ لِي: يَا شَمْهَرُوشُ، صَافِحْنِي، فَإِنَّهُ مَنْ صَافَحَنِي أَوْ صَافَحَ مَنْ صَافَحَنِي أَوْ صَافَحَ مَنْ صَافَحَ مَنْ صَافَحَنِي، إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ، دَخَلَ الْجَنَّةَ مِنْ غَيْرِ سَابِقَةِ الْعَذَابِ ". قلت: ذكر العلامة اليفرني في صفوة ما انتشر، عن صلحاء القرن الحادي عشر، عن أَبِي العباس أَحْمَد العجيمي في فهرسته، قَالَ: لم أجد لشمهروش ذكرًا في معجم الصحابة، واللَّه أعلم، قَالَ اليفرني: يعني مع أن صاحب الإصابة تتبع أسماء الصحابة من الجن فذكر منهم عدة، ولم يتعرض لشمهروش مع شهرة أمره عند الناس، لكن أمره تواتر، وشاع وتكاثر، وإخبار غير واحد بالاجتماع بِهِ من ذوي البصائر معلوم، وإذعانهم لجانبه مقرر مرسوم، وهم القدوة، ولنا فيهم أسوة، وعدم ذكرهم له في الصحابة لا يخدش في هَذَا المطلب، لأن اجتماع الجن معه عليه السلام مما يخفى في الأغلب، واللَّه أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المسئول سبحانه أن يصلح أحوالنا، ويتقبل أعمالنا، ويختم لنا بخاتمة الحسنى، ويمن علينا بالمقر الأسنى، آمين، والحمد لله رب العالمين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 تتمة حول الخضر والخلاف الوارد حول حياته ونبوته والاجتماع بِهِ واختلف في حياة الخضر عليه السلام فنفاها الجمهور، واستدلوا بالحديث السابق في انخرام القرن، وأجاب المثبتون عَنْهُ بأن المراد منه الأرض التي نشأ بها ومنها بعث، كجزيرة العرب المشتملة على الحجاز وتهامة ونجد، فليست أل للاستغراق، ولئن سلم فقوله أحد عموم محتمل، إذ على وجه الأرض الجن والإنس، والعمومات يدخلها التخصيص بأدنى قرينة، وإذا احتمل الكلام وجوها سقط بِهِ الاستدلال. قلت: وهو غير وجيه كما لا يخفى لأن التخصيص لا بد له من مخصص، ولا وجود له هنا وإخراج الحديث عن ظاهره بمجرد الاحتمال غير مقبول، والجن وكذا الشياطين قد خرجوا بدليل آخر فليسوا بمرادين، ولم يرد ما يدل على حياته في زمنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولو ورد لما خفي علينا لأنه من الأمور الغريبة، ولو كان حيا لما وسعه إلا الحضور عند النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والإيمان بِهِ، والقتال معه، والدفاع عَنْهُ، لقوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ} [آل عمران: 81] . والخضر عليه السلام نبي على المشهور، وإن لم يكن نبيا فهو تابع لنبي فيجب عليه نصرة نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لو كان حيا، وينضم لهَذَا قوله صلى اللَّه عليه وآله يوم بدر: «اللَّهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض» . فلو كان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 الخضر حيا لكان يعبده سبحانه وتعالى. أما ما ورد من أنه اجتمع مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنه حضر عند موته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعزى فيه الصحابة، وأنه يجتمع في كل سنة مع إلياس بالموسم، فكل ذلك باطل موضوع، حسبما نص عليه أئمة الشأن كالذهبي وابْن حجر، والسخاوي، والسيوطي، وقد أطال السيوطي في هَذَا المبحث في اللآلئ المصنوعة. وأما اجتماعه بالكمل من الأولياء الصالحين حقا، فهو أمر بلغ التواتر، وصرح الْحَافِظ ابْن حجر بصحة اجتماع عمر بْن عبد العزيز بِهِ، بل قَالَ: إنه صح ما ورد في بشأنه، وعليه فيحمل على روحه، وأنها تتشكل وتتمثل بصورته ومثاله، كما قررنا في رؤية الأولياء للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقظة، والأرواح لها تصرف بعد الموت كالحياة، ويدل لهَذَا أن من يراه من الناس يراه هو وحده لا غير، ولو كان جسما لرآه كل حي مر بِهِ لأنه آدمي لا ملك ولا جني. فرؤيته لبعض الأولياء جهارا رؤية نورانية وهي من رؤية المثال لا في عالم الشهود، لأنه لو كان في عالم شهود الشخص لكان من جملة الخيال والحدس أو حديث النفس، وللأولياء أحوال لا يقدرون أن يعبروا عنها فكيف يعبر عنها غيرهم، ولا نظن بالصادق منهم إلا الخير رَضِيَ اللَّه عنهم وهَذَا من جملة البشرى التي وعدهم اللَّه بها، في قوله جل ذكره: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} [يونس: 62 - 64] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 القول الفصل في ثبوت صحبة شمهروش أم لا؟ قررنا الطعن في رواية الجن بعدم معرفة عدالتهم التي هي الشرط في مدعي الصحبة، وبورود الإنذار بخروج شياطين يحدثون الناس، ونزيد هنا أن الذين ألفوا في أسماء الصحابة قد ذكروا من حفظ ذكره من الجن فلم يذكروا شمهروش من جملتهم، ولا سمعوا بذكره، ومن المعلوم أن همم الناس ودواعيهم مفتقرة إلى نقل نوادر الأخبار. وأين كان شمهروش قبل المائة العاشرة؟ فلو كان موجودا لاشتهر إذ ذاك، ولكنه لم ينقل عَنْهُ شيء، ولم يعرف اسمه إلا في المائة العاشرة فما بعدها، وهكذا القول في عبد المؤمن الذي انفرد بالرواية عَنْهُ ابْن ناصر حسبما يأتي، والذي يظهر أنه كان شيطانا سولت له نفسه ادعاء الصحبة، وظهر لبعض الناس مدلسا عليهم بافترائه الاجتماع مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسماعه منه، فصدقوه في مدعاه بغير حجة شرعية، وقول من قَالَ: إن الذين اجتمعوا بِهِ قد ألهموا صدقه في ما أخبر بِهِ، وهو مستند لا ينهض بهم من وهدة السقوط، ولا يكفيهم في تصديقه في مدعاه، لما قررنا أن الإلهام غير حجة في الشرعيات، لأنه يخطئ ويصيب، وربما يكون ذلك الإلهام من الشيطان، قَالَ تعالى: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ} [الأنعام: 121] . فاعلم ذلك ولا تغتر برواية من ادعى الرواية عَنْهُ ولقياه ولو بلغت جلالته ما بلغت، فقد لبس عليه، والغالب أن الذين رووا عنهم هم من الصوفية ومبْنى طريقهم على حسن الظن، ولهَذَا حذر الأئمة النقاد من روايتهم كما هو مصرح بِهِ في أول صحيح مسلم وشراحه، وتكلم عليه ابْن الجوزي في أول الموضوعات، وأشار إليه في صفوة الصفوة الذي اختصر فيه كتاب الحلية، وقد لخصنا ذلك في كتابْنا، المهدوية والمهديون. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 أما ما أشرنا إليه من ورود الإنذار بخروج الشياطين يحدثون الناس، فقد أخرج ابْن عدي والبيهقي، عن واثلة، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله: " لا تقوم الساعة حتى يطوف إبليس في الأسواق، ويقول: حَدَّثَنِي فلان بْن فلان بكذا وكذا ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 القول الفصل في أَبِي سعيد الحبشي وأَبُو سعيد الحبشي هَذَا لا يعرف في الصحابة، ولا ذكر له في الكتب المؤلفة فيهم، ولم يعرف اسمه إلا في المئين المتأخرة، واحتمال وجوده عقلا وتعميره وعدم مخالطته للناس أو سكناه في محل بعيد فلم يشتهر إلى أن عرف أخيرا لا يفيد مع ورود الشرع بْنفيه كما قدمنا عن الْحَافِظ ابْن حجر في العمر، والذي يظهر أنه كان له اجتماع روحاني أو مثالي في اليقظة وصافحه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأطلق عند الإخبار، ولم يبين الحالة التي كان عليها حالة المصافحة، ولما سمع ذلك من لم يعرف حقيقة الواقعة، قَالَ: إنه صحابي. وهَذَا هو اللائق في هَذَا المقام. فإن الشَّيْخ محمود الاسفراييني، والسيد أمير علي الهمداني اللذين رويا المصافحة عَنْهُ لا يكونان قد اختلقا هَذَا، لما ثبت من ثقتهما وعدالتهما وصلاحهما نفع اللَّه بهما وبأمثالهما من الصادقين، ولا يخفى أن كثيرا من الأولياء الكاملين والعلماء العاملين وأرباب القلوب الصادقين يرونه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في يقظتهم ويسمعون خطابه الكريم، وقد يشاهدون الملائكة وأرواح الأنبياء ويستفيدون منهم فوائد كما نص عليه الغزالي وغيره. قَالَ الْقَاضِي أَبُو بكر بْن العربي في كتابه، قانون التأويل: ذهبت الصوفية إلى أنه إذا حصل للإنسان طهارة النفس وتزكية القلب، وقطع العلائق وحسم مواد أسباب الدنيا من الجاه والمال والخلطة بالجنس والإقبال على اللَّه تعالى بالكلية علما دائما وعملا مستمرا كشفت له القلوب ورأى الملائكة وسمع أقوالهم واطلع على أرواح الأنبياء وسمع كلامهم انتهى بْنقل علامة العراق السيد محمود شكري الآلوسي صاحب غاية الأماني، في كتابه الفتوحات الإلاهية. وهي رؤيا روحانية وجمعية حالية وحالة برزخية وأمر وجداني لا يدرك حقيقته الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 إلا من باشره، خلافا لمن ظن أنها رؤية بصرية جسمانية كالرؤية المتعارفة عند الناس من رؤية بعضهم لبعض ولكونها روحانية يراها البعض دون البعض في المكان الواحد، ولو كانت جسمانية لرآه كل أحد لأن رؤية الجسم لا تتوقف على صلاح وتقوى، بل رآه الكافر في حياته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشرار الخلق وخيارهم، وقد صرح بِهَذَا الغزالي، فقال: ليس المراد أنه يرى جسمه وبدنه بل مثال له صار ذلك المثال آلة يتأدى بها المعنى الذي في نفسه , قَالَ: والآلة تارة تكون حقيقة وتارة تكون خيالية والنفس غير المثال المتخيل، فما رآه من الشكل ليس هو روح المصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلى آله ولا شخصه بل هو مثال له على التحقيق، مثال ذلك من يرى اللَّه تعالى في المنام، فإن ذاته منزهة عن الشكل والصورة ولكن تنتهي تعريفاته إلى العبد بواسطة مثال محسوس من نور أو غيره ويكون ذلك المثال حقا في كونه واسطة في التعريف، فيقول الرائي: رأيت اللَّه تعالى في المنام لا يعني أنه رأى ذات اللَّه كما يقول في حق غيره، انتهى وهو في غاية الحسن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64