الكتاب: الخراج وصناعة الكتابة المؤلف: قدامة بن جعفر بن قدامة بن زياد البغدادي، أبو الفرج (المتوفى: 337هـ) الناشر: دار الرشيد للنشر، بغداد الطبعة: الأولى، 1981 م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] ---------- الخراج وصناعة الكتابة قدامة بن جعفر الكتاب: الخراج وصناعة الكتابة المؤلف: قدامة بن جعفر بن قدامة بن زياد البغدادي، أبو الفرج (المتوفى: 337هـ) الناشر: دار الرشيد للنشر، بغداد الطبعة: الأولى، 1981 م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] أبو الفرج قدامة بن جعفر بن قدامة بن زياد، الكاتب البغدادي. لا توجد لدينا معلومات عن تاريخ ولادته وأما تاريخ وفاته فهي ما بين سنتي 327 و 337 هـ. نشأ في أسرة مسيحية قاطنة في البصرة وكان من المقربين للبلاط العباسي. يقول ابن النديم: «كان نصرانياً، وأسلم على يد المكتفي بالله وكان قدامة أحد البلغاء الفصحاء، والفلاسفة الفضلاء ممن يشار إليه في علم المنطق» . عُهدت إليه بعد إسلامه مناصب حكومية رفيعة وتولى في أواخر حياته منصب صاحب البريد. وكان إلى جانب عمله الإداري مهتم بالمسائل الأدبية. قدّم في إحدى كتبه نظرية جريئة في الشعر تشابه نظرية ابن المعتز وقد تجلت فيها نفوذ الفلسفة اليونانية التي من المحتمل أن يكون قد تعرف عليها وفق تقاليد أسرته. آثاره أشار ابن النديم إلى طائفة من مؤلفاته، منها: كتاب الخراج وصنعة الكتابة، كتاب نقد الشعر، كتاب صابون الغم، كتاب صرف الهم، كتاب جلاء الحزن، كتاب درياق الفكر، كتاب السياسة، كتاب الرد على ابن المعتز فيما عاب به أبا تمام، كتاب حشو حشا الجليس، كتاب صناعة الجدل، كتاب الرسالة في أبي علي بن مقلة (النجم الثاقب) ، كتاب زهر الربيع في الأخبار وغيرها. المقدمة قدامة بن جعفر أصله: وهو أبو الفرج «1» قدامة بن جعفر بن قدامة بن زياد، الكاتب البغدادي «2» وأبوه أبو القاسم جعفر بن قدامة بن زياد، وقد اختلف المؤرخون في نباهته ومعرفته في الادب، فقد وصفه ابن النديم، في كتابه الفهرست: وصفا يدل على خموله وخلوه من العلم والمعرفة، فقال: «وكان أبوه جعفر ممن لا تفكر فيه، ولا علم عنده» «3» . ولكن الخطيب البغدادي يخالف رأي ابن النديم ويثنى عليه ثناء كبيرا وعلى معرفته وسعة اطلاعه في فنون الادب والعلم فيقول عنه «انه أحد مشايخ الكتاب وعلمائهم وينعته بوفرة الادب، وحسن المعرفة» ويذكر ان له مؤلفات في صناعة الكتابة، وانه تحدث عن أكابر العلماء الذين تلقى عنهم، والادباء الذين جالسهم، كأبي العيناء الضرير، وحماد بن أسحق الموصلي، ومحمد بن يزيد المبرد ومحمد بن عبد الله بن مالك الخزاعي وغيرهم. ومن رواته أبو الفرج الاصبهاني صاحب كتاب الاغاني، وقد توفي أبو القاسم يوم الثلاثاء لثمان بقين من جمادي الاخرة سنة 329 هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 5 أما جده، فأن المعلومات التي بين أيدينا قليلة جدا لا تكفي لا عطاء صورة واضحة عن حياة هذا الرجل، وكل الذي يعرفه المؤرخون عنه ما أورده الجاحظ عنه فقال: «وقال قدامة حكيم المشرق في وصف الذهن شعاع مركوم، ونسيم معقود، ونور بصاص، وهو النار الخامدة، والكبريت الاحمر» «4» . وكذلك أورد الجاحظ نصا آخر في كتابه، فخر السودان من مجموعة رسائله عند الحديث على قبة قصر غمدان، قال: وفيها يقول قدامة حكيم المشرق وكان صاحب كيمياء: فأوقد فيها ناره ولو أنها ... أقامت كعمر الدهر لم تتصرم لقد كانت حياة قدامة شديدة الخفاء لان المعلومات التي قدمها لنا المؤرخون شحيحة جدا وضئيلة لا تتناسب مع غزارة علمه وسعة مداركه فهي لا تكفي لتكوين صورة حقيقية، واضحة كل الوضوح، وغير كافية للكشف عن جميع الجوانب المضيئة لحياة هذا العالم الفذ. وأقدم من نوه عن حياة قدامة من المؤرخين والمترجمين ابن النديم صاحب كتاب الفهرست، ولكن هذا الشيء الذي ذكره ابن النديم كان ضئيلا جدا لا يكفي لان يكون الباحث عنه فكرة واضحة فقال:- «هو قدامة بن جعفر بن قدامة، وكان نصرانيا، وأسلم على يد المكتفي بالله وكان قدامة أحد البلغاء الفصحاء، والفلاسفة الفضلاء ممن يشار اليه في علم المنطق، وكان أبوه جعفر ممن لا تفكر فيه، ولا علم عنده» «5» . وممن ذكره أيضا أبو الفرج بن الجوزي في كلمات قليلة جدا فقال عنه:- الجزء: 1 ¦ الصفحة: 6 «قدامة بن جعفر، أبو الفرج الكاتب له كتاب حسن في الخراج وصناعة الكتابة، وقد سأل ثعلبا عن أشياء» «6» . وكذلك ذكره أبو الفتح ناصر بن عبد السيد المطرزي في أثناء شرحه لمقامات الحريري بما يأتي:- «قدامة هو أبو الفرج قدامة بن جعفر بن قدامة بن زياد، الكاتب البغدادي، المضروب به المثل في البلاغة، وقيل، هو أول من وضع الحساب، وظني انه أدرك أيام المقتدر بالله وابنه الراضي بالله، وله تصانيف كثيرة» «7» . وكذلك أبو الفدا قال عنه قولا لا يخرج ولا يختلف عما ذكره ابن الجوزي مما يعطينا فكرة بأنه نقل عنه. أما الملك الافضل، فلا يكاد يخرج في ترجمته عن ترجمة ابن النديم. فيقول:- «قدامة بن جعفر، العلامة الاخباري، الكاتب البليغ، كان فيلسوفا نصرانيا، ثم أسلم، وكان صاحب علوم كثيرة، وله تصانيف مفيدة، ومعرفة بليغة بالمنطق، أخذ عن ابن قتيبة والمبرد. توفي لبضع وثلثمائة» «8» . وقد ترجم له العيني بشيء يسير لا يختلف كثيرا عمن ترجم له ممن سبق. فقال: «له كتاب حسن في الخراج وصناعة الكتابة، وقد سأل ثعلبا عن أشياء، وبه يقتدي علماء هذا الشأن» «9» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 7 وكل الذي استطعنا ان نستلخصه مما كتبه المؤرخون، ان قدامة كان نصرانيا. وأسلم على يد الخليفة المكتفي بالله العباسي. وكان قدامة أحد البلغاء الفصحاء والفلاسفة الفضلاء ممن يشار اليه في علم المنطق، جالس ابن قتيبة والمبرد وثعلبا. اشتهر بالكتابة والحساب والمنطق والبلاغة ونقد الشعر، وله كتب كثيرة. وقد ذكر ياقوت الحموي «10» : انه تولى الكتابة لابن الفرات، في ديوان الزمام ويقال انه كتب لبني بويه لمعز الدولة البويهي. توفي سنة 328 هـ وقيل سنة 337 هـ في أيام الخليفة المطيع العباسي. وقد وضع كتبا كثيرة هي «11» :- 1- كتاب الخراج وصنعة الكتابة. 2- كتاب نقد الشعر (مخطوط) . 3- كتاب صابون الغم (مخطوط) . 4- كتاب صرف الهم (مخطوط) . 5- كتاب جلاء الحزن (مخطوط) . 6- كتاب درياق الفكر (مخطوط) . 7- كتاب السياسة (مخطوط) . 8- كتاب الرد على ابن المعتز فيما عاب به أبا تمام (مخطوط) . 9- كتاب حشو حشا الجليس (مخطوط) . 10- كتاب صناعة الجدل. 11- كتاب الرسالة في أبي علي بن مقلة وتعرف بالنجم الثاقب (مخطوط) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 8 12- كتاب نزهة القلوب وزاد المسافر (مخطوط) . 13- كتاب زهر الربيع في الاخبار (مخطوط) . 14- كتاب «نقد النثر» المعروف بكتاب «البيان» من نسخة خطية في مكتبة الاسكوريال في أسبانيا. الرقم 242. وقد حققه، طه حسين وعبد الحميد العبادي- القاهرة 1933 م. 15- كتاب «جواهر الالفاظ» منه نسخة في مدرسة النبي شيت بالموصل. وصفها الدكتور داود الجلبي في مخطوطات الموصل. ص 206، الرقم 4. وقد طبع في القاهرة سنة 1932 م، وطبع طبعة ثانية 1979 م. 16- تفسير بعض المقالة الاولى من كتاب «سمع الكيان» لارسطو، ذكره الحاج خليفة في كتابه كشف الظنون (استانبول 1943) ص 1003. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 9 كتاب الخراج وهو من الكتب الجيدة التي ألفها قدامة بن جعفر، ومن الكتب الحسان «1» وبه يقتدي علماء هذا الشأن «2» ، فمن طالعه عرف غزارة فضله وتبحره في العلم «3» . وأتى فيه بكل ما يحتاج الكتاب اليه، هكذا وصف الاقدمون (كتاب الخراج وصناعة الكتابة) . وقد رتبه قدامة على ثماني منازل- وقيل تسع منازل- خصص كل منزلة منها لبحث موضوع مستقل عن غيره، وقد أيد ذلك جمهرة من الاقدمين. يقول ياقوت وهو يتحدث عن قدامة:- «قال محمد بن اسحاق: وله من الكتب كتاب الخراج تسع منازل، وكانت ثمانية فأضاف اليه تاسعا» ، وهو يقول «وله كتاب في الخراج رتبه مراتب وأتى فيه بكل ما يحتاج الكاتب اليه» «4» . وقال المطرزي، عن قدامة:- «وله تصانيف كثيرة منها كتاب صنعة الكتابة ظفرت به وعثرت فيه على ضوال منشودة، وهو كتاب يشتمل على الجزء: 1 ¦ الصفحة: 10 سبع منازل «كذا» وكل منزلة منها تحتوي على أبواب مختلفة ضمنه، خصائص الكتاب والبلغاء فمن طالعه عرف غزارة فضله وتبحره في العلم» «5» . والذي بين أيدينا من هذا الكتاب المنازل الاربعة الاخيرة، أما المنازل الاربعة الاولى فلم تصل الينا حتى الان، ولعل يد الحدثان قد امتدت اليها. وقد شملت هذه المنازل المفقودة- مما أشار اليه قدامة نفسه في المخطوط- أمورا في غاية الاهمية. قال قدامة، في المنزلة الخامسة، عند التكلم عن ديوان الرسائل قد ذكرنا في المنزلة الثالثة من أمر البلاغة، ووجه تعلمها، ثم تكلم في المنزلة الرابعة عن مجلس الانشاء (أو ديوان الانشاء) فقال:- بينا في المنزلة الرابعة عن ذكر مجلس الانشاء وجوها عن المكاتبات في الامور الخراجية، ينتفع بها ويكون فيها تبصير لمن يروم المكاتبة ومعناها. أما المنزلتان الاولى والثانية فليس لدينا أي دليل على ما عالج قدامة فيهما. أما المنزلة الخامسة، فيتكلم قدامة عن دواوين الدولة، ودواوين البريد والسكك والطرق. ونواحي المشرق والمغرب ودراسة جغرافية الارض في المنزلة السادسة. (وقد طبع قسم منه مع كتاب المسالك والممالك لابن خرداذبة) وتكلم عن وجوه الاموال في المنزلة السابعة وشؤون المجتمع الانساني وأسباب قوته وعوامل ضعفه وتدهوره وانحطاطه، ونظم الحكم في البلاد وما ينبغي للحكم وما يجب عليهم في المنزلة الثامنة. وقد ألف هذا الكتاب في القرن الرابع الهجري. وقد رجح (دي غوية) ان قدامة ألفه بعد سنة 316 هـ بقليل، ذلك ان قدامة تحدث في ثنايا كتابه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 11 عن (مليح الارمني) على انه معاصر له ويشير أيضا الى اغارة (أسفار الديلمي) على قزوين في سنة 316 هـ والى الشنائع التي جرت على يد (مرداويج) واتباعه في السنين التالية كحوادث قريبة الوقوع «6» . وقد أشار أبو حيان التوحيدي «7» الى ان قدامة عرض كتابه هذا في سنة 320 هـ على علي بن عيسى حيث يقول: وما رأيت أحدا تناهى في وصف النثر بجميع ما فيه وعليه، غير قدامة بن جعفر في المنزلة الثالثة من كتابه. ثم قال أبو حيان، قال لنا علي بن عيسى الوزير، عرض عليّ قدامة كتابه سنة 320 هـ واختبرته فوجدته قد بالغ وأحسن وتفرد في وصف فنون البلاغة في المنزلة الثالثة بما لم يشاركه فيه أحد من طريق اللفظ والمعنى. وقد نقل قدامة عن كتاب فتوح البلدان للبلاذري. وكتاب المسالك والممالك لابن خرداذبة. وكتاب الاموال لابي عبيد القاسم بن سلام. وكتاب الخراج ليحيى بن آدم القرشي وذكر آراء كثيرة لبعض الفقهاء كأبي حنيفة، ومالك بن انس، وأبي يوسف، وزفر وسفيان الثوري، وغيرهم. وصف المخطوط: ذكر بروكلمان ان هناك نسخة مخطوطة من كتاب الخراج بمكتبة كوبرلي بالاستانة. وقد كتبت هذه النسخة بخط نسخي من القرن التاسع عشر يحتوي على 253 ورقة مقاس 25* 17 سم ويبلغ عدد الاسطر في كل صفحة 17 سطرا. وقد تميزت بخطها الجميل الواضح الخالي من النقاط. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 12 وقد استنسخ شارل شيفر المجلد الباقي من كتاب قدامة، وهذه النسخة من المخطوط موجودة بدار الكتب الوطنية بباريس تحت رقم 5907. في فهرس مكتبة باريس صفحة 387 الذي هو من اعداد جورج فاجداVajda.G أما في المخطوط نفسه فالعنوان هو «كتاب صنعة الكتابة لابي الفرج قدامة بن جعفر الكاتب البغدادي المتوفى سنة 337 هـ» . ويوجد من هذا المخطوط (مخطوط باريس) نسخة مصورة في المكتبة المركزية في جامعة بغداد في 254 ورقة. وقد اختار (دي غويه) نبذا منها وطبعها في نهاية كتاب «المسالك والممالك» لابن خرداذبة في ابريل عام 1889 م وهو ما يتعلق بديوان البريد والسكك والطرق والنواحي الى المشرق والمغرب. وكذلك صورت المنزلة السابعة التي تتعلق بالضرائب منه في لندن 1965. دون تحقيق- على نسخة كوبرلي مع مقدمة باللغة الانكليزية وأخرجت في كتاب سمي «الضرائب في الاسلام» . ويوجد في مصر من هذا المخطوط ثلاث نسخ مصورة النسخة الاولى صورت عن الاصل المحفوظ بمكتبة باريس وهذه النسخة: مهداة الى دار الكتب المصرية من الامير عمر طوسون بتاريخ 3- 7- 1930 وهي محفوظة برقم 1971 فقه حنفي وقد وقع ناسخ هذا الكتاب عن الاصل في خطأ فاحش حيث كتب في صدر المنزلة الخامسة: هذا كتاب الخراج لابن الجوزي. أما النسخة الثانية فمصورة عن الاصل المحفوظ بمكتبة كوبرلي بالاستانة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 أما النسخة الثالثة: فمصورة عن النسخة الثانية (نسخة كوبرلي) لدار الكتب المصرية، وموجودة هذه النسخة مصورة في معهد مخطوطات جامعة الدول العربية تحت رقم (1076) تاريخ وتحتوي على 215 ورقة في كل ورقة (17) سطرا كتبت بخط نسخ جميل. وتوجد نسختان من هذا المخطوط مصورتان عن نسخة باريس في مكتبة دار الكتب المصرية أيضا وقد أهداها تيمور باشا وسميت بالنسخة التيمورية. الاولى منها تحت رقم 845 فقه تيمور والثانية تحت رقم 2500 تاريخ تيمور. وقد صور معهد المخطوطات في جامعة الدول العربية عنها نسخة واحدة. ويبدأ كتاب الخراج في السطر الاول فيقول (قال أبو الفرج:- من كان حافظا لما قدمنا ذكره من ترتيب المنازل ... ) . وينتهي بقوله:- (قد تم كتاب الخراج في غرة شهر ربيع الاول في دار العليّة الاسلامبولية في يد أقل الخليقة بل لا شىء في الحقيقة عبد لله بن مرزا محمد الخوئي، حسبنا الله ونعم الوكيل) . ميزات المخطوط: 1- وقد تميز المخطوط عن غيره بخطه الجميل الواضح، وكان في غالبيته العظمى غير منقوط. 2- ان عددا كبيرا من أسماء المدن التي وردت في المخطوط قد أندرست ولم يبق لها أثر يذكر لذلك يصعب الاهتداء الى اسمها الصحيح ولا سيما ان معظمها قد أغفلها الجغرافيون العرب كذلك. 3- حذف الهمزة في المخطوط وعلى سبيل المثال: خضرا، شا، عايشة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 14 4- وضعت كثير من النقاط على الحروف في غير أماكنها الصحيحة وهي كثيرة جدا ومثال ذلك:- ميلا كتبت مثلا وشيك كتبت وسك الجمر كتبت الحمر غذ السير كتبت عد السير الانوف كتبت الانوث تزوج كتبت تروج القران كتبت العراق بباب كتبت ثياب. 5- يوجد في مخطوط (كوبرلي) نقص واكمل من كتاب فتوح البلدان. فيه عدد من الاوراق غير متسلسلة أرقامها. 6- وقد تميزت نسخة باريس ببعض الميزات التي خلت منها النسخ الاخرى. فمثلا:- أ- يبدأ عنوانها ب (كتاب صنعة الكتابة لابي فرج قدامة بن جعفر البغدادي المتوفى سنة 337) . ب- خالية من فهرست للمنزلة الخامسة في حين انه موجود في نسخة كوبرلي. ج- تبدأ الصفحة الاولى من الورقة الاولى ب (هذا كتاب الخراج لابن الجوزي وهو خطأ واضح بلا شك) . وبعد: فان هذا الكتاب على الرغم مما فيه من نقص واضح في منازلة الاربع الاولى فانه يسد فراغا كبيرا في المكتبة العربية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 وليس من المعقول أن يظل هذا السفر الثمين دون أن يرى النور مطمورا في بطون المخطوطات العربية القديمة، الامر الذي يجعل الاستفادة منه محدودة جدا. وقد خرجت الى النور كتب أقل منه أهمية وشأنا. وعلى هذا فقد تصديت للكشف عنه وأماطة اللثام عن مكنونه، مع علمي بالصعوبات التي ستلاقيني من جراء فقدان قسم كبير منه، وقد استطعت- بفضل الله وتوفيقه- ان أتغلب على قسم غير يسير من هذا النقص بالرجوع الى الكتب التي استقى قدامة منها مواد كتابه. وعلى الرغم من الجهد الكبير الذي بذل في سبيل اتمام الكتاب الا ان قسما غير يسير ظل مجهولا. لم اهتد اليه، ولعل ظهور هذا الكتاب الى الوجود يشحذ همم بعض المحققين العرب في البحث عن البقية الباقية منه، والعثور على ما لم أعثر عليه، من منازله الاربع الاولى المفقودة. ان اخراج هذا الكتاب على ما فيه من نقص في مقدمته الا ان منازله الاربعة الاخيرة تشكل في حد ذاتها وحدة كاملة لمواد الكتاب دون أن يترك ذلك خللا في المعنى أو نقص في الفائدة. ان هذا الكتاب على ما فيه من نقص خير من أن يظل بعيدا عن جمهرة الباحثين والدراسين عملا بالمثل العربي القائل «ما لم يدرك كله لا يترك جله» . والله ولي التوفيق. الدكتور محمد حسين الزبيدي بغداد: 11/11/1979 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 16 الخراج وصناعة الكتابة تأليف العلامة ابي الفرج الحافظ قدامة بن جعفر بن قدامة بن زياد البغدادي شرح وتحقيق الدكتور محمد حسين الزبيدي يشمل على عجائب الارض والبحار، وفتح البلاد ومعرفة خراجها وترتيب الكاتب وما يحتاج اليه من الرياسة وهو مرتب على المنازل وبالله التوفيق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 المنزلة الخامسة بسم الله الرحمن الرحيم الباب الاول: في ذكر ديوان الجيش. الباب الثاني: في ذكر ديوان النفقات. الباب الثالث: في ذكر ديوان بيت المال. الباب الرابع: في ذكر ديوان الرسائل. الباب الخامس: في ذكر ديوان التوقيع والدار. الباب السادس: في ذكر ديوان الخاتم. الباب السابع: في ذكر ديوان الفض. الباب الثامن: في ذكر النقود، والعيار والاوزان وديوان دار الضرب. الباب التاسع: في ذكر ديوان المظالم. الباب العاشر: في كتابة الشرطة والاحداث. الباب الحادي عشر: في ذكر ديوان البريد والسكك والطرق الى نواحي المشرق والمغرب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 بسم الله الرحمن الرحيم قال أبو الفرج: من كان حافظا لما قدمنا ذكره، [في المنزلة] «1» الاولى «2» ، من ترتيب المنازل، علم انا وعدنا بأن نذكر، من سائر الدواوين، بعد كلامنا في أمر ديواني «3» الخراج والضياع، وانا اذ فرغنا من الكلام، في أمر هذين الديوانين، وجميع الاعمال فيهما، وذلك كله يأتي في الديوانين «4» وسائر أعمالهما، الا خواص تخص كل ديوان، يحتاج الى علمها، والوقوف عليها لئلا يكون الداخل غريبا مما يمر به، من هذه الخواص، وان كان [تدربه في] «5» أعمال الديوانين، اللذين ذكرناهما قد تذلل له العمل في غيرهما، ويثبت عليه ما يرومه من ذلك، في سواهما، اذا تأمل الامر حسنا فيه [فيكون] «6» حين، نفي بما قدمنا الوعد به، ولنبتدئ بديوان الجيش، وذكر ما يحتاج [اليه] «7» وأحواله:- الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 الباب الاول في ذكر ديوان الجيش قال قدامة: أول ما ينبغي أن نبتدئ به، من أمر هذا الديوان [في] «8» [ذكر] «9» مجالسه، وتبين أسمائها ومعانيها، ثم نتلو ذلك بالاعمال، التي يدعو فيه اليها فنقول: ان قسمة هذا الديوان، يكون على مجالس منها، الديونان اللذان ذكرناهما فيها ومنها ما يختص باسم ... «10» بهما دونهما. فأما ما يشارك فيه ما تقدم من المجالس والانشاء والتحرير والاسكدار «11» ، وقد شرحنا من أحوال هذه المجالس، بديوان الخراج ما فيه كفاية. وأما ما يختص به مما لا يشاكل شيئا مما تقدم ذكره، الا بالمقاربة لما وصفناه من حال بعض أعمال الجيش، في ديوان الخراج، فهما مجلسان، يسمى أحدهما مجلس التقرير والاخر مجلس المقابلة. والذي يجري في أمر التقرير، فهو أمر استحقاقات الرجال، والاستقبالات [و] «12» أوقات اعطياتهم، وسياقة أيامهم، وشهورهم على رسومها، وعمل التقدير، لما يحتاج الى اطلاقه لهم من الارزاق. في وقت وجوبها، وتجريد النفقات التي تنفد لوجوهها، والنظر في موافقات المنفقين، واخراج جراياتهم وما شاكل «13» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 هذه الأشياء وجانسها. ومجلس التقرير، بديوان الجيش [يكون] «14» [اليه الرجوع، في أكثر أعماله، ومجراه في ديوان الجيش] «15» . مجلس الحساب من ديوان الخراج. وقد ذكرنا مجلس الجيش، بديوان الخراج من رسوم «16» الرجال، في الاطماع «17» والشهور ما فيه كفاية، يغني عن [مثله] «18» في هذا الوضع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 اذ كنا انما جعلنا هذا الكتاب منازل تكون كل منزلة، منها كالمقدمة للتي بعدها. فأما ما يجري في مجلس [المقابلة] «19» فهو النظر في الجرائد «20» ، وتصفح الاسماء، ومنازل الارزاق، والاطماع، والخراج [بالخلائق] «21» فيما يرد من دفوع المنفقين، ويصدر ويرد من الكتب ومنهم «22» .. من يجري هذا المجلس، في ديوان الجيش مجرى مجلس التفصيل، من ديوان الخراج الذي ذكرنا أحوال [ما يجرى] «23» فيه، من الاعمال. وينقسم كل مجلس منها من مجالس ديوان الجيش الى العساكر، مثل، العسكر المنسوب الى الخاصة، والعسكر المنسوب الى الخدمة، وما [في] «24» النواحي من البعوث. ومن كان حافظا لما ذكرناه في مجلس الجيش، بديوان الخراج، أطرد له العمل في الجيش، على تلك السياقة فقد رسمنا «25» هناك ما اذا جرى الامر بحسبه، كان فيه بلاغ وكفاية، بل يبقى مما لم نذكر في ذلك الموضع، لعملنا على ذكره في موضعه من ديوان الجيش، حلى الرجال، وشيات الخيل، والبغال، فيمكن الان حيث نأخذ في تعريف ما يستعمله «26» الكتاب، من وصف الحلى، وشيات «27» الدواب على ما جرت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 به عادتهم والفوه، وان كان بعض ذلك لا يوافق ما عليه مجرى اللغة، فانا لو ذهبنا الى تغيير ما لا يجوز في لغة العرب مما قد ألف الكتاب استعماله لتعدينا ما يعرفونه، ويعملون عليه، وجئنا «28» بما يشكره أكثرهم ويخالف ما جرت به عادتهم، وليس كل ما يستعمله الكتاب خارجا عن مذهب اللغة، لكن القليل منه وسيذكر في موضعه ان شاء الله. أما حلي الرجال، فأنهم تعودوا «29» ان يبتدئوا في حلية كل رجل بأن يذكروا سنه، فيقولون: أما صبي، وأما حين يقل وجهه، وحين [يظهر شاربه، أو شاب] «30» أو مجتمع للكهل، وليس يكادون يستعملون [دون] «31» الشيخ في الحلى، وليس من هذه الصفات، ما يجرى على غير عادت العرب ولغتها. ثم يتبعون ذكر السن باللون، فيقولون: في كل أبيض أسمر تعلوه حمرة «32» الا الاسود فأنهم يقولون، أسود ويحذفون تعلوه حمرة «33» ، وهذا أيضا جار على مذهب كلام العرب. فان من عادة العرب أن يقولوا: لم يبق منهم أحمر ولا أسود ولا يقولون أبيض ولا أسود. كما يقولون: لم يبق منهم بيت مدر ولا وبر، ولا يقولون: شعر ثم يتبعون ذكر اللون نعوت الوجه، فيقولون: واسع الجبهة، أو ضيق الجبهة. فان كان بها غضون. قيل: وبها غضون. وان كان بها نزع أو جلح «34» ذكر، فقيل: أنزع وأجلح. وينعت الحاجبان، فيقول: مقرون «35» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 وان كان بني القرن، وان كان ذلك خفيا، قيل: مقرون خفي، وان كان أبلج «36» الحاجبين قيل، أبلج «37» الحاجبين. وان كان بينهما من الغضون كالخط، قيل: خط. ثم يقال: في العين اذا كانت واسعة، قيل: واسع العينين، أو صغيرهما، صغير العينين. وان كان بهما شهل، أو زرق، قيل: أشهل أو أزرق، واذا كان بهما جحوظ أو غور، قيل: جاحظهما، أو غائرهما، ثم يقال: في الانف، طويل أو قصير، أو أخفس، أو أفطس، وينعت بأحواله، فيقال: منتشر المنخرين ان كانا كذلك، أو يقال: وارد الارنبة وورود الارنبة، هو أن يكون المنحازة على جملة الانف لغلظ فيها. ثم ينعت الوجنتان نتوء ان كان فيهما «38» ، فيقال: ناتئ الوجنتين، أو يقال: سهل الخدين، أو مضموم الخدين، ثم يقال: في الشفتين ان كانتا غليظتين، قيل: غليظ الشفتين. وان كان في العليا شق بالطول، قيل: أعلم. ثم يقال: في الاسنان ان كانت فلجا، قيل: أفلج. وان كانت طوالا جدا، قيل: أشغى «39» . وان كانت صغارا متحاتة، قيل: أكس «40» ، وان كانت متراكبة، قيل: متراكب الاسنان. وان كان منها شىء مقلوع، قيل: مقلوع كذا. وذكر المقلوع. فان كان من العليا، قيل: أما الثنية، أو الرباعية، أو الناب العليا، وان كانت من السفلى، قيل: السفلى، وان كانت كلها مقلعة، قيل: أقضم «41» . ثم يقال: في اللحية والسبال، ان كانا صهباوين، وقيل، أصهب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 اللحية: وان كان مثقوب الاذن، أو الاذنين ذكر ذلك، فقيل: مثقوب الاذنين. وان كان به جدري ظاهر، قيل: مجدور، وان كان قليلا، قيل: في وجهه نبذ جدري. ثم يؤخذ في الاعمدة «42» ، فان كانت العين ذاهبة، قيل: أعور العين اليمنى، أو اليسرى، وان كانت الاذن مقطوعة، قيل: مصلوم الاذن، أما اليمنى أو اليسرى، وان كانت كلاهما مقطوعتين، قيل: مصلوم الاذنين. ومن الاعمدة «43» الخيلان «44» ، فيذكر. منها ما بالوجه، أو بصفحة الانف، ويحدد ذلك بوضعه وبلونه، فيقال: أخضر، وأحمر، وان كان ذلك بالذراع، قيل: بباطن ذراعه، أو ظاهر ذراعه، وان كان ذا زيادة في أصابعه، حلي ذلك وذكرت الزيادة. وان كان به وشم، قيل: به وشم، ويذكر موضعه، فيقال: بباطن ذراعه أو بظاهره ويذكر لون الوشم، فيقال: أخضر أو أحمر. وان كانت كتابته تقرأ، ذكرت ولم يحل ما تدل عليه القراءة منها. وكلما كثرت الاعمدة وهي العلامات القوية المشهورة التي لا تكاد توجد في كل أحد كان ذلك أثبت للحيلة وأجدر أن لا يدخل على المحلى بها بديل غيره. فأما شيات «45» الدواب فان أول ما يبتدأ به ذكر نوع الدابة، فيقال: فرس ان كان من الخيل «46» ، أو شهري ان كان شهريا أو برذونا، أو انتى منها، فيقال: جمر وان كان بغلا ذكرا قيل بغل وان كانت بغلة ذكرت، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 ثم تذكر «47» اللون فيقال كميت «48» أو أشقر، أو أدهم «49» ، أو أشهب، أو أصفر او ورد، او رضابي، او أبرش، او أبلق. ولكثير من الالوان أنحاء ينصرف اليها. فالكميت يكون منه الاحوى، وهو ذهاب من لونه نحو السواد، وأحمر، وخلوقي، والاشقر يكون أصدى وهو ذهاب من لونه نحو الحوى «50» ، والاشهب يكون قرطاسيا ويكون مغلسا ويكون أصم بسواد، أو مكان السواد حمرة وليس يقال في اللغة لما كان بحمرة أحم، الا أن كتاب الجيش يقولون: أحم بحمرة. والابلق يكون بسواد ويكون بكمته، أو بشقرة، فاذا كان بسواد، قيل: أدهم أبلق، أو بكمتة، قيل: كميت أبلق، أو بشقرة، قيل: أشقر أبلق، وهذه هي ألوان الدواب التي تأتي في الاكثر منهما. اللهم الا في الشذوذ، فان منها الاخضر، والسمند «51» وهو الاصفر الاسود العرف والذنب، ومنها الاخضر، ومنها الاصحم وهي صفرة تذهب نحو البياض «52» تسمى خزنج، والادغم، وهولون من الخضرة والسواد. ومنها الزرزوري، وهو قريب من الاشهب الاحم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 بسواد، الا ان الحمة انما هي آثار سواد كالمبانية بحمله السواد، وشعر الزرزوري مشتبك مختلط كأنه شعرة بيضاء وشعرة سوداء «53» . وأما الاصفر فهو الاصفر الابيض العرف والذنب، فاذا أتى لون من هذه الالوان المفردات ذكر، وان كان مما يتبعه فهو ينصرف اليه ذكر ذلك، فقيل مثلا: في الكميت، كميت أحوى، أو أحمر، أو خلوقي، والاصدى، أشقر أصدى. وكذلك في سائر الالوان، وفي الاناث، يقال: حجر دهماء أو شقراء أو غير ذلك من الالوان. الا في الكميت، فانه لا يقال الانثى منه كمتاء، لان العرب لا تقول فعلاء للانثى الا لما كان الذكر أفعل. واذا كان لا يقال أكمت للذكر، لا يقال للانثى كمتاء. وقد أنكر قول امرئ القيس: (ديمة هطلاء فيها وطف) «54» . لانه لا يقال: أهطل الا ان عادة الكتاب قد استمرت على أن يجيزوا ذلك، فيقولون: في الانثى كمتاء، وينبغي أن يستعمل ما يستعملون والا فالحق، أن يقال: حجر كميت ثم يتبع اللون، بذكر الاوضاح، فيبتدأ بذكر الغرة، فيقال: أغر، وللغرة أشكال تنعت بها، منها أن تكون «55» متصلة بالجحلفة، فيقال: أغر سائل، وان تكون منقطعة، فيقال: أغر منقطع، ومنها أن تكون مائلة الاتصال، فيقال: أغر شمراخ، ومنها أن تكون آخذة على جانب الوجه، لابسة لاحدى العينين، فيقال: لطليم. ومنها أن تكون مغشية للعينين كلتيهما، فيقال: أغشى. ومنها أن تكون الغرة عريضة، فيقال: أغر شادخ، ومنها أن تكون لمعة في الجبهة فقط، فيقال: أقرح. فان كان في الجحفلة بياض، قيل: ارثم. وان كان على السفلى، قيل: المظ. ثم يؤخذ في الاوضاح في سائر الجسد، فان كان في الاربع القوائم بياض، قيل: محجل أربع، وان كان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 البياض عاليا على الركبتين والعرقوبين، قيل: محجل مجبب. وان لحق بالبطن حتى يخالطها، قيل: أنبط، وان كان التحجيل الى أنصاف الاوظفة قيل: محجل «56» وبتوقيف، وان نقص عن ذلك حتى يكون غير جائز الاكاليل والاشاعر، قيل: منعل. وان خلت قائمة بأن يكون فيها بياض، قيل: مطلق تلك القائمة. أما احدى اليدين أو احدى الرجلين اليمنى أو اليسرى، وان كانت احدى اليدين والرجل المخالفة لها محجلين، قيل: محجل شكال. وان كان في الذنب بياض، قيل: أشعل الذنب. وهذا في الخيل والشهارى والبراذين سواء. وكذلك البغال، توصف بقريب من هذا، الا انه ربما كان في ألوان البغال ما ليس يسمى به الخيل. والشهارى من ذلك الديزج وهو الاخضر المائل الى الدهمة «57» ، ومنه الادغم. وليس يكاد كتاب الجيش يذكرون هذا اللون فيركبون له قولا يدل عليه، وهو ان يقولوا كميت يشبه الاخضر. واذا كان في وجه البغل أو البغلة «58» بياض، مغش له ملابس للون غير منفصل عنه كانفصال الغرة أو القرحة، قيل: بغل أقمر وبغلة قمراء. واذا كانت في الدابة سمة، قيل: بموضع كذا سمة، فان كانت كتابتها مقروءة، قيل: تقرأ كذا، وتذكر ما تدل عليه الكتابة. وان كانت علامة وكتبا «59» حلى ما يوجد الامر عليه من جميع ذلك وان لم يكن بالدابة سمة أصلا، قيل: غفل. ويقال: ذلك في الذكر والانثى بلفظ واحد «60» . ولكتاب الجيش أحكام تجري على ظلم وألفاظ يقع فيها اللبس على من لم يعتدها. ولا باس بأن نذكر من ذلك، ما يعلمه المبتدئ بالعمل في الجيش، لتكون معرفته عنده. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 فأما الاحكام الظلمية، فمثل التقريب الذي هو كالشىء الثابت الواجب، وذلك ان من ظلم من الرجال عندهم حتى يوخروا، عطاؤه عن وقت استحقاقه، فقد صار ما استحقه ناتيا «61» سبيله التوفير، وكلما تقادم «62» من زمان الفائت، يوجب تقديم اطلاق ما أخر منه، يؤكد عندهم بطوله ووجب سقوطه، وسنذكر النظر في أمر الجيش، وكيف ينبغي أن تدبر أمورهم، وما في تأخر اعطياتهم عنهم، من الضرر العائد على الملك، في موضعه من المنزلة الثامنة، المخصوصة بالسياسة إن شاء الله. ومن أحكام كتاب الجيش الجارية، على غير سبيل العدل، انه لا يجوز عندهم ان يزاد واحد من الرجال، أكثر من مبلغ رزقه، [والذي يكون له في وقت زيادته، حتى كأنه ممتنع أن يكون رزقه] «63» ، في غاية النقصان عن استحقاقه، ويبلى بلاء حسنا، فيرى الامام أن يضاعف رزقه، اضعافا كثيرة، فضلا عن مرة واحدة، وهذا أيضا حكم فاسد على غير العدل، فان نوظروا في ذلك، لزمهم على المذهب فيمن لا رزق له الا يثبت اذ كان لا شىء هو، أقل من لا شىء ومما يقارب الظلم، وفيه استظهار على الرجال، مما لا يزال كتاب الجيش، يلزمونه، بأن يكون ما يدفع الى الرجل من استحقاقه أياه، في أيام شهر مثله يليه، حتى يكون للرجل أبدا استحقاق شهر واقفا «64» . ومما يجري هذا المجرى أيضا، قولهم فيمن نقل عن اسمه وثبته، أن يكون الاستقبال به الشهر الذي فيه اعطاء نظرائه، وهذا غير مضبوط، لانه قد يجوز أن يصل الرجل، الى الموضع الذي سبيله أن يقبض فيه رزقه، بعد قبض نظرائه بيوم، فيحتاج الى ان ينتظر حتى يقبضوا مرة اخرى، ثم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 يستقبل به حينئذ الاعطاء، أو يصل مثلا في اليوم الذي يكون فيه قبضهم بعد مدة منه، فيكون خلاف حال الاول، وهذا مخالف للعدل لان سبيل السنن والاحكام العادلة «65» ، أن يكون الامر في جميعها واحدا محصلا غير مفوض الى البحث، والانفاق، وما يجوز معه أن تحسن حال واحد وتسوء حال آخر. وأما ما يستعملونه، من الالفاظ التي يختصون بها، ويحتاج من أراد العمل في الجيش من الكتاب أن يألفها فمثلا: أن يقولوا: في سقط من سقط من الجند، انهم سقطوا على الشهر الفلاني، وليس في الشهور علىّ، ولا يجب منعهم ما يريدونه من ذلك بنفس اللفظ، وينبغي أن تفهم من قولهم في مثل هذا الموضع قبل. وأما أحكامهم الجارية على الصواب، فمنها ما يعملون عليه، فيما يسمونه الشهور الكوامل، وذلك أن يكون في تقدير أن عملوه لاموال الجيوش، استحقاقات تتوافى «66» الى آخر سنة من السنين، كما يكون آخر الشهر من شهور الجيش، واقفا منه قبل [ان] «67» يجدونه فيما يدخلونه، تقدير مال تلك السنة، وما يتجاوزها ولو بيوم. مثلا يخرجونه منها، وان كان الشهر كله الا ذلك اليوم، واقعا فيها، لان الاستحقاقات انما يكون بعد مضي جميع أيام الشهر، واذا بقى بعضها لم يكن الشهر حينئذ مستحقا. ومنها ان الاقتران كان كذلك في أرزاق الجليين «68» الاحرار، الذي طمعهم في مائة واثنين وعشرين يوما، وقبضهم في السنة ثلاثة أطماع. أو التسعينية، الذين قبضهم في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 السنة أربعة أطماع. والمختارين «69» ، على اثنين وسبعين يوما الذين قبضهم في السنة خمسة أطماع. أو أصحاب المشاهرة، على ثلاثة وثلاثين يوما الذين قبضهم في السنة أحد عشر شهرا. أو أصحاب النوائب «70» ، الذين قبضهم في السنة اثنى عشرة نوبة. والصنف الرابع، الذين قبضهم في السنة اثني مال طمعين. أجروهم على ذلك من حذف الكسر والعمل في استحقاقاتهم على الشهور الكوامل، فان كان هذا في الاحرار «71» الذين طمعهم في مائة «72» وخمسة أيام، لم يجروهم على ذلك وحسبوا «73» لهم كسر الشهر ومال السنة، وهو الثلاثة والسبع شهر، اذا كان ما يستحقه أهل هذا الصنف في السنة الخراجية. اذا أجروا على غير الشهور الكوامل لثلاثة أشهر، ويتلو سبع شهر. فالحكم «74» في أمرهم يخالف الحكم في أمر غيرهم. ومثل هذا من أحكامهم كثير، الا أن يأمر في هذا الديوان كاف في الاطلاع على وجه العمل فيه، اذا اتفق العمل في ديواني الخراج والضياع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 الباب الثاني في ذكر ديوان النفقات قال قدامة: هذا الديوان تقسم مجالسه، على حسب ما يجرى فيه من الاعمال. فمن ذلك الجاري، وله مجلس مفرد، يسمى مجلس الجاري، ويفرد العمل مما يعمل في ديوان الجيش. ومجلسه في ديوان الخراج، اذ كان الذي يحتاج [اليه، من ذلك انما هو الجرائد، تصنف من المرتزقة، وسياقة وقت] «1» الاستحقاقات، وما جرى هذا المجري. الا ان شهور الاعطاء ليست تجري على الرسوم التي يجري أمر الجيش عليها، بل يكون في الاكثر [على] «2» الشهر المنسوب الى الحشم، الذي أيامه خمسة وأربعون يوما، وربما كانت خمسين يوما، وربما كانت ثلاثين يوما. الا ان المعمول من الجاري في ديوان النفقات أكثر من ذلك، انما هو خمسة وأربعون يوما. ومن ذلك الانزال، ولها مجلس ينسب اليها، فيقال: مجلس الانزال، والذي يجري فيه هو كلما يقام من الانزال. وفي هذا المجلس يحاسب التجار الذين يقيمون الوظائف، من الخبز، واللحم، والحيوان، والحلوى، والثلج، والفاكهة والحطب، والزيت وغير ذلك، من سائر صنوف الاقامات. ولا تزال تسميته بمبالغها يجري على رسوم قديمة، لا يستغني الكاتب عن عملها، وهي ما ينسب من الخبز الى الوظيفة، فان ذلك ان كان من السميذ «3» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 فالوظيفة أربعة أرطال بالرطل البغدادي. وان كان من الحوارى «4» والخشگار «5» فثلاثة أرطال. ولهم في تثمين الرأس من أصناف الحيوان، والجام من الحلوى رسوم تختلف على حسب مراتب من يقام له ذلك من الخصوص والعموم والرفعة والانحطاط، ويكون محاسبة من يريد يختلف نزله على حسب ذلك. ومن ذلك الكراع «6» ، وله مجلس منسوب اليه يعرف بمجلس الكراع، يجري فيه أمر علوفة الكراع وغيره. من الظهر، مثل الخيل الشهارى، والبراذين، والبغال، والحمير، والابل وغيره مما يعتلف من الوحش، والطير ويجري فيه أمر كسوة الكراع، وأمر سياسته «7» وعلاجه ومصلحته، وأرزاق [القوام] «8» والراضة. وكذلك أمر المروج المحشرة، ومحاسبة العلافين على الاتبان، وجميع العلوفات المقامة، وما يحمل اليهم من غلات الضياع السلطانية، وما جانس ذلك وشاكله. ومن ذلك البناء والمرمة، فان لهذه النفقات مجلسا يصغر ويكبر، على حسب آراء الخلفاء في الاغراق في البناء، والاكتفاء بتيسيره، ويجري فيه من محاسبة القوّام، والذراع، والمهندسين، أمور ليست بالهينة، ويحاسب فيه باعة الجص «9» ، والاجر، والنورة، والاسفيذاج «10» ، وأصحاب الساج، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 ومن يشقه، وغيرهم من النجارين، والمزوقين، والمذهبين وسائر الصناع، محاسبات فيها لمن أراد استقصاءها مشقة، ويحتاج فيها أن يكون، مع الكاتب المحاسب لهم مطالعة الامور الهندسية، وأشياء من أمور الحساب الصعبة. وقد كان أفرد لهذا المعنى، ديوان يجري فيه أعماله، لكثرة ما يحتاج الى تكلفه من الامور الشاقة، الشديدة، التي يفوق لاكثر أصناف الكتابة. لولا ان يطول الكتاب جدا، ويخرج عن حده لرسمت في ذلك ما ينبئ عن الحال في وجوهه، ولكن في الكتب الموضوعة فيه غنى لمن أراد الوقوف عليه. ومن ذلك بيت المال، فأن له مجلسا يجرى فيه أمره، وينفرد المتولى له بالنظر في الختمات «11» ، المرفوعة منه الواردة، ديوان النفقات، والمقابلة بما ثبت «12» فيها من الاحتسابات، ما يدل عليه ديوان النفقات من الصكاك «13» ، والاطلاقات المنشاة من هذا الديوان، فيجب أن يكون الكاتب المفرد بهذا المجلس مشغولا بالمقابلة بذلك، واخراج الخلاف فيه. ومن ذلك مجلس يعرف بالحوادث، يجري فيه أمر النفقات الحادثة في كل وجه من وجوهها، ويفرد بالانشاء والتحرير مجلس، وبالنسخ مجلس آخر، على ما تقدم من وصف ذلك وشرحه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 الباب الثالث في ديوان بيت المال قال أبو الفرج: هذا الديوان ينبغي أن يعرف غرضه، فان علم ذلك دليل على الحال فيه والغرض منه، انما هو محاسبة صاحب بيت المال، على ما يرد عليه من الاموال، ويخرج من ذلك في وجوه النفقات، والاطلاقات، اذا كان ما يرفع من الختمات، مشتملا على ما يرفع الى دواوين الخراج، والضياع، من الحمول وسائر الورود. وما يرفع الى ديوان النفقات، مما يطلق في وجوه النفقات، وكان المتولى لها جامعا للنظر في الامرين ومحاسبا على الاصول والنفقات، فاذا أخرج صاحب دواوين الاصول، وأصحاب دواوين النفقات، ما يخرجونه في ختمات بيت المال، المرفوعة الى دواوينهم من الخلاف، سبيل الوزير أن يخرج ذلك الى صاحب هذا الديوان ليصفحه ويخرج ما عنده فيه. ومما يحتاج الى تقوية هذا الديوان به ليصح أعماله، وينتظم أحواله، ويستقيم ما يخرج منه، ان يخرج كتب الحمول «1» من جميع النواحي قبل اخراجها الى دواوينها اليه ليثبت فيه، وكذلك سائر الكتب النافذة الى صاحب بيت المال من جميع الدواوين، بما يؤمر بالمطالبة به من الاموال، ويكون لصاحب هذا الديوان علامة على الكتب والصكاك والاطلاقات، يتفقدها الوزير وخلفاؤه، ويراعونها ويطالبون بها اذا لم يجدوها، لئلا يتخطى أصحابها والمدبرون هذا الديوان، فيختل أمره ولا يتكامل العمل فيه، فان هذا الديوان اذا استوفيت أعماله كان مال الاستخراج بالحضرة والحمول من النواحي مضبوطا [به] «2» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 الباب الرابع في ديوان الرسائل قال أبو الفرج: قد ذكرنا في المنزلة الثالثة، من أمر البلاغة ووجه تعلمها وتعريف الوجوه المحمودة فيها، والوجوه المذمومة منها، ما اذا وعي «1» كان الكاتب واقفا به على ما يحتاج اليه، وبينا في المنزلة الرابعة عند ذكر مجلس الانشاء وجوها من المكاتبات في الامور الخراجية، ينتفع بها ويكون فيها تبصير لمن يروم المكاتبة في معناها. وقد وجب الان ان نذكر من المكاتبات في الامور التي تخص «2» ديوان الرسائل، ما يكون به مجزيا لمن أراد الكتاب في معناه، وتطريق لمن قصد الكتاب في سواه مما يجري مجراه. واذا وصفنا ذلك وأتينا به كنا مع ما تقدم في المنزلتين الثالثة، والرابعة قد استوعبنا أكثر ما يحتاج اليه في أمر الترسل الذي به قوام هذا الديوان، لانه ليس يجري فيه شىء من الحسبانات، ولا من سائر الاعمال خلال المكاتبات وما يتصل بها ويحتاج المتولي له الى أن يكون متصرفا في جميع فنون المكاتبات، واضعا لما ينشئه في موضعه، اذ كان للوزير أن يأمر بالمكاتبة في كل فن من الفنون المعروفة والغريبة الواردة. ومما يحتاج الى ذكره في هذا الموضع، لينتفع بمروره مسامع من يؤثر التمهر في هذه الصناعة، ما حكي عن أحمد بن يوسف بن القاسم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 أبن صبيح «3» كاتب المأمون، وكان يتولى له ديوان الرسائل انه، قال: أمرني [المأمون] «4» أمير المؤمنين، ان أكتب بالزيادة في قناديل المساجد الجامعة، في جميع الامصار، في ليالي شهر رمضان، قال: ولم يكن سبق الى هذا المعنى أحد، فآخذه واستعين ببعض ما قاله، فأرقت مفكرا في معنى أركبه، ثم نمت فرأيت في المنام كأن آتيا أتاني، فقال: قل فان فيها أنسا للسابلة، وإضاءة للمتهجدة، ونشاطا للمتعبدين ونفيا لمكامن الريب، وتنزيها لبيوت الله عن وحشة الظلم. فهذا وما جرى مجراه من الامور الغريبة، انما يحتاج الكاتب فيها الى أن يكون متمهرا في أصل الترسل عارفا [بوجوه المعاني، فأنه يتفرع له فيه ما يرفعه، بل هاهنا وجوه قد كتب في أمثالها، ولها مذاهب يحتاج الى معرفتها، والوقوف على رسومها] «5» ، ولا غنى بالكاتب عن الوقوف عليها، ونحن نأتي في هذا الموضع، من ذكر ما يكتب «6» به في الاعلام في المكاتبات، وما له رسم معروف، ومذهب مألوف، فيكون مثالا لمن لم يعرفه، وطريقا الى الخبرة به فأول ذلك عهود القضاة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 نسخة عهد لقاض بولاية الحكم في ناحية على ما قررته عليه: هذا ما عهد عبد الله فلان، أمير المؤمنين، الى فلان بن فلان، حين ولاه الحكم بين أهل كور كذا. أمره بتقوى الله وخشيته، والعمل بالحق الذي يزلف عنده «7» ، والعدل الذي يوافق مرضاته، فأنه عالم بسعادة من لزم طاعته، وشقوة من أثر معصيته، ورجاء أن يكون لسبل الله متبعا، ولما تناهى عنه من جميل لمذهب مصدقا. وأمره أن يشعر قلبه تقى الله ورهبته، أشعار من يخالف عقابه ويرجو ثوابه «8» ، فان الله يقول، والحق قوله: (وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ) «9» ويقول: (فَمَنْ «10» يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) «11» . وأمره أن يتولى ما ولاه أمير المؤمنين بنية «12» جميلة، وطوية سليمة وصدر منشرح بالحق، ولسان منبعث بالصدق، ويرغب عند جميع أحواله وسائر أفعاله بما أعد الله من جزيل الثواب، ويخاف ما أعده من أليم العقاب. وأمره اذا حكم ذلك من نفسه، وأشعره أياها في علانيته، وسريرته، ان يختار عند قدومه البلد، قوما من أهل الصلاح والامانة، والستر والصيانة والعلم، بكتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه) ، فيجعلهم أصحاب مسايلة، فان رجوع العاقل انما هو الى أعوانه، وبهم يصلح أو يفسد شأنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 وأمره أن يجعل مجلسه عند تحاكم «13» الناس اليه، في مسجد الجماعة، من البلد الذي يحله اذ كان اولى المجالس بالمعدلة، لانه مبذول للضعيف ذي الخلة «14» والقريب والبعيد النازح المحلة، وأن يخرج اليه اذا خرج بوقار وتؤدة وهدي وسكينة، والا يتعرض للحكم وهو على حال رفض، ولا غرض يحفزانه عن انفاذ ما يبته ويمضيه، ويحولان بينه وبين البت فيما يقطع به ويرتئيه، بل يتقمن «15» أعدل حالاته وأرشدها، وأفضل أوقاته وأحمدها، والا ينهض من مجلسه حتى يقضي «16» بحق الله عليه في الصبر والمبالغة، واستقصاء ما بين الخصوم من المنازعة، وان يحسن لهم الاصاخة، ويجمل لهم المخاطبة. وأمره أن لا يحابي شريفا لشرفه، اذا كان الحق عليه، ولا يزري بوضيع لضعفه اذا كان الحق معه، وان تكون محاورته لمن علت طبقته، واتضعت منزلته واحدة، حتى لا يبأس «17» الضعيف من النصفة، ولا يطمع القوي الظالم في الظفر بالغلبة. وأمره أن ينظر فيما يرد عليه، فما وجده في كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه) أمضاه، وقضى به، وما خالفهما طرحه ولم يعبأ بشيء منه، فان الله تعالى «18» يقول: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) عظة من الله للحكام وتحذيرا لهم وتغليظا عليهم، وحق لامر به يسفك الدم ويستحل الفرج، ويوكل المال ان يقع فيه التغليظ والتشديد، ويقرن به التخويف والتحذير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 وأمره ان يتثبت في شهادة الشهود ويثبتها قبلة، ثم يبالغ في المسألة عنهم، والبحث عن حالاتهم، والفحص عن وجوه عدالاتهم، ويجعل رجوعه في ذلك الى أهل الثقة، والامانة ومن ليس بينة «19» وبين الذي قيل «20» عنه هوادة، ولا عداوة ولا وصلة يجتز بها منه مبرة، ويستدفع «21» معها من جهته مضرة. وأمره اذا صح أمر الشهود عنده في ثقتهم، وعدالتهم، واستبان وجه القضاء، ان يعجل انفاذه فأن تأخير الحقوق بعد ظهورها، إماتة لها وتغرير بها. وأمره ان هو أشكل عليه شيء من وجوه «22» الحكم، ان يرجع فيه الى مشاورة أهل الرأي والبصر بالقضاء، ومباحثتهم في ذلك، حتى تصح له قضيته أو يستعجم عليه فيكتب الى أمير المؤمنين فيه، ويفسره «23» له على حقه وصدقه، وقيام من قام من البينة عليه بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم، ليصدر اليه في الجواب ما يكون عمله بحبسه. وأمره ان يتوقف عن الحكم بإراقة الدماء على جهة القود أو غيره، حتى يكتب الى أمير المؤمنين بصورة الامر، ووجه ما أوجب عنده الحكم، ويستطلع في ذلك رأيه، فان للدم منزلة عند الله، ليست لغيره مما يحكم الناس فيه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 وأمره أن لا يقبل شهادة فاسق، ولا متهم ولا مريب، ولا ظنين ولا جاز «24» الى نفسه بشهادته، حظا من حظوظ الدنيا، ولا مجلود حدا في الاسلام، الا من عرف الله منه توبة، فأن الله يقبل التوبة عن عباده. وأمره أن ينفذ ما يرد عليه من كتب القضاة، وشهادة الشهود ويقف عليها وعلى خواتيمها، ويفحص عنها فحصا يأمن معه أن يكون محتالا فيها، فاذا وقف على صحتها أنفذها على حقها وعدلها، الا ان ترى في شيء من ذلك، جورا فاحشا وقضاء مخالفا لمذهب من مذاهب أئمة الفقهاء المشاهير، فيكتب بذلك الى أمير المؤمنين ولا يعتمد بما يفعله منه أبطال حق أو تأخيره، فأنه سيان عند أمير المؤمنين منع ذي حق حقه واعطاء المبطل ما ليس له. وأمره أن لا يرد قضاء قاض من قضاة المسلمين ولا كتابه، ولا يبطل ذلك ولا يدفعه. وأمره أن يقبض ما في يد القاضي قبلة من الحجج والكتب، ويعمل عليها من غير رجوع فيها أو تعقيب لها، وان يتسلم منه الاموال التي قبله، والمواريث والودائع التي كانت عنده، ويعمل فيها بحق الله وحكمه. وأمره أن لا يورث أهل ملتين، وأن يقبل من شهادة «25» بعض أهل الملل على بعض، ولا يقبل شهادتهم على أهل الاسلام، وأن يقبل شهادة المسلمين على جميعهم، لما فضلهم الله به من معرفته، وأصفاهم به من دينه. وان يحكم بين أهل الملل فيما يتنازعون فيه اليه بحكم الاسلام، فأن حكمه لازم لهم بالذلة والصغار. وان يفحص عن أهل شهادات الزور التي جرت «26» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 لهم بها العادة، وقد جعلوا ذلك شعارا وطمعة، فان ظفر بأحد منهم جاءه شاهدا «27» عذبه وعاقبه، وشهره وعاقب المشهود له. فتوخ طاعة الله وتقواه، والعمل بما وافق الحق وضاهاه، فان الله مع الذين اتقوا، والذين هم محسنون، ومع من اطاعه وعمل بمرضاته، وعلى من عصاه وأتبع ما نهى عنه. وأمير المؤمنين يسأل الله، ان يحسن علي العدل عونك، وفي الحكم به توفيقك، وأن يقضي بالصدق على لسانك، ويجعل على الحق ضمير قلبك ومحصول فعلك. وعهد لرجل من بني هاشم بتقليده الصلاة «28» هذا ما عهد به عبد الله أمير المؤمنين الى فلان بن فلان حين ولاه الصلاة بناحية كذا وكذا. أمره «29» بتقوى الله وخشيته في سرائره «30» وعلانيته، وصيانة عرضه ومذهبه، وتطهير خلقه وسيرته، اذ كانت الصلاة من أعمدة الدين التي لا يجوز أن يتولاها غير الطاهرين المهذبين. وأمره أن يقيم الصلاة لاوقاتها، ولا يؤخرها اذا حضر حينها، وان لا يخدجها ولا ينقصها اذا كان به يأتم من يصلى خلفه. وصلاة جميعهم في عنقه، وأن يكون دخوله فيها بأخبات ودعة وهدي واستكانه. وأمره أن يرتل قراءته اذا قرأ، وان يسمع من خطبه اذا خطب، وان يضع كل كلام في موضعه، وكل قول في المحل اللائق به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 وأمره اذا أحكم ذلك من نفسه حتى يستمر عليه في قوله وفعله، أن يختار من يخلفه وينوب منابه جاريا فيه مجراه، ومتبعا فيه جميع حدوده، وما مثله أمير المؤمنين منه، وان يكون أما من أقرباء أمير المؤمنين، أو من أفاضل المسلمين. هذا عهد أمير المؤمنين اليك. فاعتمد مرضاته باتباعه، وتوخ موافقته بالوقوف عندما أمر به وحده، ومستشعرا في جميع ذلك خشية الله، ومراقبته وفي كل ما يأمر به تقى الله وطاعته. وأمير المؤمنين يسأل الله أن يحسن توفيقك، وتسديدك وارشادك، لما فيه جمال أمرك وصواب فعلك. نسخة عهد بولاية المعونة والحرب هذا ما عهد به أمير المؤمنين الى فلان بن فلان حين ولاه الحرب والاحداث بناحية كذا [وكذا] «31» . أمره بتقوى الله، وخشيته في سر أمره وعلانيته، والاعتصام به والعمل بطاعته، والاصلاح ما بينه، وبينه بالعمل الزكي والخلق الرضي. وأمره أن يتعهد نفسه في تطهير مذهبه، والمحافظة على دينه، وأمانته والعلم بأنه لا حول ولا قوة الا بالله، في جميع تصرفه وسائر تقلبه. وان أمير المؤمنين لم يوله ما ولاه، الا رجاء أن يكون عنده من الضبط والكفاية، والذب والسياسة ما يرأب به أهل العبث والفساد، وتصلح معه الرعية والبلاد. وأمره أن يتجنب مساخط الله ومحارمه، ويتعدى مناهيه ومأثمه، وكف من معه من الجند والحاشية، عن التخطي الى ظلم أحد من الرعية، ومساواتهم بأذية وبحضهم على لزوم الاستقامة، وسلوك نهج الطاعة، ومقارعة أعداء الله في البلاد، والتصنع لهم بأفضل العدة والعتاد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 وأمره أن يحسن صحبة من تبعه من الجنود، بتعهدهم في البعوث، وان يكثر عرضهم ويتفقد دوابهم، وأسلحتهم وأخذهم باستجادتها والثقة فيها، فان ذلك مما يزيد الله أهل السلامة «32» تمسكا بها، وأهل الدعارة تنائيا عنها. وأمره أن يعرف لقواد أمير المؤمنين وشيعته حقوقهم، وينزلهم منازلهم، ويزيد في اكرامهم ورفع مقاديرهم، فان ذلك مما يشحذ نياتهم، ويزيد في بصائرهم. وأمره بأن لا يأخذ أحدا بقرف أو تهمة دون أن يكون من أهل الريب والظنة. وان لا يعاقبه بشبهة دون أن تظهر له الدلائل البينة، والعلامات الواضحة. وأن لا يأخذ أهل التصون والسلامة، بجرائم الدعار، وذوي المفسدة وأمره أن يبسط الامان لمن أتاه سلما، ولا يجعل ذلك الى الغدر بهم سلما، ويحذر أن يسمع عنه من استعمال الحيل والمواربة، ما يقابل عليه بالرواغ من واجب المطالبة. وأمره أن يتعهد ثغوره وفروجه، وأطرافه ومصالحه، ويحترس من اختلال يقع فيها، ويوليها من له الحنكة والتجربة بمثلها. وأمره أن يكثر مطالعة أعماله بنفسه، وثقات من تبعه، وان يتيقظ في ذلك تيقظا يزيد الريبة ويمنع الغفلة ويصد عن الغرة. وأمره أن لا يمضي حدا، أو ينفذ حكما في قود ولا قاص، الا ما استطلع فيه رأي أمير المؤمنين، وانتظر من الاجابة ما يكون عليه عمله وعنده وقوفه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 وأمره أن يمنع الجند من التنزيل على أحد من الرعية في منزله، وان يشاركوه فيه «33» مع أهله الا أن يكون ذلك بأذنه وطيب نفسه، وان يتخطوا الزروع أن يطأها أحد منهم بدابته، ويجعلها طريقه في مقصده، والا يأخذوا الاتبان من أهلها الا بأثمان ورضى أصحابها. وأمره أن يتعهد من في حبوسه «34» ويعرضهم، ويفحص عن جرائرهم التي من أجلها وقع حبسهم، بمشهد من قاضي البلد، ونفر من أهل الثقة والنظر. فمن كان بريئا، أو جرمه لا يوجب اطالة حبسه أطلقه، ومن كان من حقه ان بالحبس عن الناس أذاه وشره تعمد في السجن مصلحته، ومن أشكل عليه أمره، أنهى خبره الى أمير المؤمنين ليصدر اليه من الراي ما يكون عمله بحسبه. وأمره، أن ينظر فيما لم يكن عهد فيه اليه شيئا مما قبله، فليجاره، ويستطلع في ذلك من الراي، ما يأتيه الجواب عنه بما يمتثله. وأمره أن يقرأ عهده هذا «35» على من قبله، ويعلمهم حسن رأي أمير المؤمنين فيهم، وتوخيه صلاحهم وايثاره الاحسان اليهم والعدل عليهم، ورفع الضيم عنهم، والمجاهدة لعدوهم والمرماة دونهم: هذا عهد أمير المؤمنين اليك وأمره إياك فافهمه (وقف) «36» عنده، وأتبع مواقع الارشاد منه، وكن عند ظن أمير المؤمنين بك، وتقديره فيك، وما رجاه عندك من النصيحة، وتأدية الامانة ومقابلة الصنيعة. وأمير المؤمنين يسأل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 الله توفيقك، وإرشادك واحسان معونتك في جميع ما أسنده اليك من أمر حربه، وعمله قبلك «37» ، وكتب فلان بن فلان باسم الوزير، وأسم أبيه في وقت كذا. نسخة عهد في ولاية ثغر البحر هذا ما عهد أمير المؤمنين، الى فلان حين ولاه الثغر الفلاني وبحره ومراكبه، أمره بتقوى الله وطاعته، والحذر من عقابه، واتباع مرضاته، وايثار الحق في جميع أفعاله فان الحق أحرز عصمة ووزر، وأحصل موئل وعصر. وأمره بتعهده نفسه حتى يقيم أودها ينفى بذكر الله الهوى، وزيع الشيطان عنها، وان يزكي «38» سجيته ويطهرها، ويهذب سيرته «39» ويثقفها ويكون لمن معه من الجند وسائر الاولياء في الخير «40» أماما ومعلما، وعلى سلوك أفضل المناهج حاضا ومقوما. وأمره أن يلين لاهل الطاعة ويشتد على ذوي المعصية، ويعطي على كل حال قسطها من النصفة والمعدلة. وأمره أن يكون الاذن عليه لمن معه من الجند مبذولا، والوصول اليه من ذوى الحاجات والظلمات سهلا يسيرا. وأمره أن يستعمل على شرطته من يرضي عقله وعفافه، ويثق بجزالته وصرامته وشدته على أهل الريب والدعارة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 وأمره، أن يديم عرض جنده حتى يعلم علمهم ويطلع على حقيقة أمرهم، ويلزمهم مراكبهم. وأمره أن يشرف على مراقبه ومحارسه، حتى يحكم أمر المرتبين فيها ويدر عليهم أرزاقهم، ولا يتأخر «41» عنهم بشيء منها. وأمره أن يتفقد أمر المراكب المنشأة حتى يحكمها ويجود آلاتها، ويتخير الصناع لها، ويشرف على ما كان منها في الموانيء، ويرفعها من البحر الى الشاطئ في المشاتي، وهيج الرياح المانعة من الركوب فيها. وأمره، أن تكون فواثيره «42» وعيونه الذين يبعث بهم، ليعرف أخبار عدوه من ذوي الصدق «43» ، والنصيحة، والدين، والامانة والخبرة، بالبحر وموانيه، ودخلاته ومخابئه، حتى لا يأتوا الا بالصدق من الخبر، والصحيح من الاثر، وان رهقتم من مراكب العدو ومما لا قوام لكم به، فانحازوا الى المواضع التي يعرفونها، ويعلمون النجاة بالانحياز اليها. وأمره أن لا يدخل في النفاطين، والنواتية والقذافين، ولا في غيرهم، من ذوي الصناعات والمهن في المراكب، الا من كان طبا ماهرا، حاذقا صبورا معالجا، وأن يكون من يحمله معه في المراكب، أفاضل الجند وخيار الاولياء، أصدق نية واحتسابا وجرأة، على العدو وارتكابا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 وأمره، أن ينظر في صناعة المراكب، نظرا يستكشف به آلاتها من الخشب، والحديد والمشاقة «44» والزفت وغيره. حتى يحكمها ويجيد بناء المراكب وتأليفها، وقلفطتها وتركيبها، ويستجيد المقاذيف ويجيرها، وينتقي الصواري والقلوع، وينتخبها ويميز النواتية، ويعتمد من له الحذق والدربة منهم، والحنكة والتجربة من جميعهم، حتى لا يدخل فيهم من لا يصلح دخوله، ولا يخلط بهم من يكون غيره أحق بالعمل منه. وأمره أن يحترس، من ان تنفذ «45» للعدو حيلة، في اجتناب الاسلحة أو شيء من أدوات الحرب، والمكيدة من أرض الاسلام، أو ان يطلق لاحد من التجار حمل شيء اليهم، أو أقامة الطريق الى بلدهم، ومن وجدة قد أقدم على هذا، وما جانسه من الناس جميعا، عاقبة عقوبة موجعة، وجعله نكالا وعظة. وأمره أن يضم المراكب في الموانيء التي ترسو فيها، ويولي مراعاتها من يثق بنصيحته وشهامته، حتى لا يخرج منها مركب الا بعلمه، ولا يدخل فيها غيرها الا بأذنه. وأمره أن يحصى ما في الخزائن من الاسلحة، ويشرف عليها في كثير من الاوقات حتى تكون على هيئتها مجلوة، مسنونة، مقومة، موصوفة، متعاهدة مصونة الى وقت الحاجة اليها، والعمل بها، ويشرف على ما فيها من النفط، والبلسان والحبال وغيرها، من سائر الآلات والادوات، حتى يحتاط في ظروفها وأوعيتها. ويأمن الفساد والتغيير عليها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 وأمره بشدة الحذر، من جواسيس العدو وعيونه، وان يوكل «46» بكل مدينة من يعلم حالها ولا يطلق لاحد من البوابين، والحرس أن يدخلها الا من يعلمون حاله، وسبيل مدخله وصورته ومغزاه وارادته. هذا عهد أمير المؤمنين اليك، وأمره إياك فأفهم، واعلم عمل بما حده، ورسمه وكن عند أحسن ظنه بك في جميعه، وهو يسأل توفيقك وارشادك الى ما فيه الخير في جميع ما أسنده اليك، واعتمد فيه عليك، وكتب فلان بن فلان. عهد ولاية البريد هذا ما عهد عبد الله، فلان أمير المؤمنين، الى فلان بن فلان حين ولاه أعمال البريد بناحية كذا. أمره بتقوى الله وطاعته، واستشعار خوفه ومراقبته، في سر أمره وعلانيته، وان يجرى أمره فيما أستكفاه أمير المؤمنين أياه، بحسب ما بدأ به من الاصطناع، وقدره عنده من الكفاية والاطلاع. وأمره أن يؤثر الصدق فيما ينهيه، والحق فيما يعيده ويبديه، وان يختار من يستعين به في عمله، ويشركه في أمانته من يثق بصناعته، ونزاهته وطيب طعمته، وتحريه الصدق فيما يصدر عن يده ولهجته، وأن يكون من يستعمله [من] «47» أهل الكفاية والغناء دون من يستعمل منهم على العناية «48» والهوى. وأمره، أن يعرف حال عمال الخراج والضياع فيما يجري عليه أمرهم، ويتتبع ذلك تتبعا شافيا، ويستشفه استشفافا بليغا، وينهيه على حقه وصدقه ويشرح ما يكتب به منه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 وأمره أن يتعرف «49» حال عمارة البلاد وما هي عليه من الكمال والاختلال، ويجري في أمور الرعية فيما يعاملون به من الانصاف، والجور والرفق والتعسف، فيكتب به مشروحا ملخصا مبينا مفصلا. وأمره أن يتعرف ما عليه أحوال الحكام في أحكامهم، وسيرتهم «50» وسائر مذاهبهم، وطرائقهم ولا يكتب من ذلك، الا بما يصح عنده ولا يرتاب به. وأمره أن يتعرف «51» حال دار الضرب، وما يجري عليه مما يضرب فيها من العين والورق، وما يلزمه الموردون من الكلف، والمؤن ويكتب بذلك على حقه وصدقه. وأمره أن يوكل بمجلس عرض الاولياء واعطياتهم، من يراعيه ويطالع ما يجري فيه، ويكتب بما يقف «52» عليه من الحال في وقته. وأمره «53» أن يكون ما ينهيه من الاخبار شيئا يثق بصحته، ولا يدخل شبهة في شيء منه، ويوعز «54» الى خلفائه وأصحابه أن لا ينهوا اليه الا ما يثبتونه، وكانوا على الثقة منه، وأن يحتاطوا في ذلك بما يحتاط به في مثله من شهادة، فيما يمكن الشهادة فيه وأخذ الخطوط بما يتهيأ «55» أخذها به، واقامة الشواهد والدلائل، بما يمكن اقامتها عليه، وان لا يرووا عن شيء لا يعلمونه، ولا يحابوا أحدا بستره وان يكتموا أخبارهم ولا يذيعوها ولا يخلدوا الى كشفها وافشائها، فان في ذلك اذا جرى وهنا ولمن أراد الحيلة متطرفا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 وأمره أن يمتنع وجميع أصحابه في النواحي وخلفائه عليها من أن يكونوا سببا في محاباة أحد بالشفاعة له أو التوصل الى دفع حق يجب عليه. وأمره أن يعرض المرتبين لحمل الخرائط «56» في عمله ويكتب بعدتهم، وأسمائهم، ومبالغ أرزاقهم، وعدد السكك في جميع عمله وأميالها ومواضعها ويوعز الى هؤلاء المرتبين، بتعجيل الخرائط المنفذة على أيديهم. وفي الموقعين في اثبات المواقيت، وضبطها حتى لا يتأخر أحد منهم عن الاوقات، التي سبيله ان يرد السكة فيها. وان يفرد لكل ما يكتب فيه من أصناف الاخبار كتبا بأعيانها، فيفرد أخبار القضاة، وعمال المعادن والاحداث، وما يجرى مجرى ذلك كتبا، وبأخبار الخراج، والضياع، وأرزاق الاولياء، وما يجرى من دور الضرب والاسعار وما يقع فيه الحل والعقد والاعطاء، والاخذ كتبا ليجرى كل كتاب في موضعه ويكتب في بابه «57» فيحصل العمل ويملك نظامه. هذا عهد أمير المؤمنين اليك، فكن به متمسكا ولما مثله لك ذاكرا، وبه أخذا، وعليه عاملا، والله يوفقك «58» لما يحمده أمير المؤمنين فيك ويرضاه من فعلك، ويعلم به صواب اختياره إياك. ولو ذهبت الى أن اتي، في كل وجه من وجوه المكاتبات بمثال، لطال الكتاب ولم نأت على آخر الابواب، ولكنا نقتصر «59» على ما مر فأن فيه كفاية ومجزا، ولما يأتي مما لم نذكره مثالا ومحتدا ان شاء الله وبه القوة والحول. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 الباب الخامس في ديوان التوقيع والدار قال أبو الفرج: اذا أنهى الى الخليفة حال من قدم، من النواحي عليه يسأل شيئا، عن حاجاته عنده، كان «1» ذلك من مؤامرة «2» من الوزير اليه منشؤها ديوان الدار، باقتصاص المسألة والوقيعة، وشرح حالها وما لعله يكون جرى فيها وأخرج من الدواوين فيما سأل «3» ، والتمس واستطلاع رأيه في ذلك، فاذا خرجت هذه المؤامرة موقعا فيها بخط الخليفة بأمضاء ما التمسه الملتمس انشئت والتوقيع فيها في ديوان التوقيع، وأنشئ من ديوان التوقيع كتاب الى صاحب ديوان الدار بنسختها، واقتصاص ما تضمنت، وأنشئ من ديوان الدار الى صاحب الديوان الذي تجرى المسألة فيه، أما أن كان ايغارا «4» ، أو حطيطة أو تسويغا «5» ، أو تركة فصاحب الخراج، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 وان كانت أقطاعا أو طعمة «6» فصاحب ديوان الضياع. أو كانت صلة أو حبوة فصاحب بيت المال. أو جاريا في الحشم ومن يجري مجراهم، أو اقامة نزل فصاحب ديوان النفقات، أو رزقا في الاولياء فصاحب ديوان الجيش كتاب يقال فيه: أما بعد، فأنه ورد ديوان الدار كتاب منشؤه من ديوان التوقيع بنسخة مؤامرة في كذا، ويقتص ما أقتص في ديوان التوقيع من حال المؤامرة وما تضمنت وما خرج به الامر، وما يؤمر صاحب الديوان الذي يكون العمل فيه، بامتثال ما حد ورسم في الكتاب، وكتب منشورا ينفذ بعمارة الضياع المقطعة، والموغرة «7» وضرب المنار «8» على حدودها حتى لا يدخل فيها غيرها. ولا يضاف اليها شيء مما يجاورها، والذي يحتاج اليه في هذين «9» الديوانين من الاعمال، والكتّاب انما هو من ينشئ ويحرر وينسخ، وقد تقدم ذكر الحال في [هذه] «10» الاعمال ما يستغنى عن اعادته في هذا الموضوع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 الباب السادس في ديوان الخاتم قال [أبو الفرج] : هذا الديوان، انما جعل استظهارا لتكون الكتب التي يحتاج الى ختمها بخاتم أمير المؤمنين تمر به، ويثبت فيه ولان لخاتم الخليفة من الموقع ما ليس لغيره، وهو رسم كانت الفرس تجرى أمرها عليه، لان الملك منهم اذا أمر بأمر وقعة صاحب التوقيع بين يديه، واثبت في تذكرة عنده. ثم ينفذ التوقيع الى صاحب الزمام واليه الختم، فينفذه الى صاحب العمل، فيكتب فيه كتابا يبتدأ اثباته في ديوان الاصل. ثم ينفد الى صاحب «1» الزمام، ليعرضه على الملك، ويقابل به ما في التذكرة ويختم بحضرة الملك، أو بحضرة أوثق الناس عنده. وأول من استأنف هذا الديوان ورسم هذا الرسم في الاسلام، زياد بن أبيه، ثم استمر الامر الى هذا الوقت. فأما الخاتم نفسه فكان نقش خاتم النبي (صلى الله عليه) «2» محمد رسول الله. وكان أبو بكر، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 وعمر، وعثمان، يختمون به فبينما هو في يد عثمان اذ سقط في البئر، فنزفت البئر فلم يقدر عليه، وذلك في النصف من مدة خلافته، فاتخذ خاتما ونقش عليه محمد رسول الله في ثلاثة «3» أسطر، قال قتادة: ثم ختم به والامر جاء على ذلك الى هذا الوقت. ويروى ان النبي صلى الله عليه «4» قال: (صنعت خاتما ولا ينقش أحد على نقشه) «5» . وكان رجل يقال له معن بن زائدة، نقش في خلافة عمر، على خاتم الخلافة فأصاب به مالا من خراج الكوفة، فبلغ ذلك عمر فكتب الى المغيرة بن شعبة، وانفذ رسولا اليه، وأمره أن يطيع في الرجل رسوله فلما صلى المغيرة العصر، خرج الى الناس، فاشرأبوا ينظرون اليه، حتى وقف على معن بن زائدة، ثم قال للرسول: ان أمير المؤمنين، أمرني أن أطيع أمرك فيه، فأمر «6» بما شئت، قال له الرسول: أدع لي بجامعة «7» ، فلما أتى بها جعلها في عنق معن، ثم جذبها جذبا شديدا. ثم قال للمغيرة: أحبسه حتى يأتيك أمر أمير المؤمنين فيه، ففعل، وكان السجن يومئذ من قصب فخرج معن من محبسه، وشخص الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 الى عمر كاتما «8» نهاره سائرا ليله حتى كف الطلب عنه، فلما وصل اليه دنا منه، وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله، فقال عمر: وعليك من أنت، قال: أنا معن بن زائدة، جئتك تائبا، قال: فلا نجاك الله فلما صلى الصبح، قال للناس: مكانكم هذا معن بن زائدة أنقش على خاتم الخلافة، فأصاب به مالا من خراج الكوفة فما تقولون «9» . فقال قائل: اقطع يده، وقال آخر: أصلبه وعلي (صلوات الله عليه) ساكت فقال له عمر: فما تقول «10» يا أبا الحسن، قال: هذا رجل كذب كذبة عقوبته في بدنه، فضربه عمر ضربا مبرحا وحبسه فمكث في الحبس زمانا. ثم انه أرسل الى صديق له من قريش فكلم عمر فيه، فقال عمر: ذكرتني الطعن وكنت ناسيا، ثم قال: عليّ بمعن، فلما أتى به ضربه، ثم بعث به الى السجن، فارسل معن الى كل صديق له يسألهم الا يذكروا به عمر، فلم يزل محبوسا مدة اخرى. ثم ان عمر ابتدأ يذكره من نفسه، فدعا به فقاسمه وخلى سبيله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 الباب السابع في ديوان الفض «1» قال أبو الفرج: منزلة هذا الديوان من الخليفة، منزلة مجلس الاسكدار «2» في ديوان الخراج، من المتولى له، لان سبيل الكتب الواردة من العمال في النواحي الى أمير المؤمنين، أن يكون ابتداؤها به وخروجها الى الدواوين منه بعد فضها وأخذ جوامعها، ليقرأها الخليفة ويوقع فيها تحت التوقيع فيه بما يراه، وهذا رسم كان الامر جاريا عليه، في الاوقات التي كانت الخلفاء فيها تتولى النظر في الكتب بأنفسها. فأما الان، فالمتولي لفض الكتب وأخراجها الى دواوين الوزير، وقد انتقل عمل هذا الديوان الى حضرته، وصار المتولى له كاتبا برسمه «3» بذلك في داره، والذي يحتاج اليه في هذا الديوان من الكتاب كاتب يكون ما يعمله، مثل الذي بينا. ان صاحب مجلس الاسكدار في ديوان الخراج، ما يعمله من انفاذ سراحات بما يرد عليه من الكتب، الى صاحب الديوان على حسب قسمة الدواوين والاعمال، وكاتب يعمل جوامع الكتب التي يحتاج الى عرضها وناسخ ينسخ ما يعمل به من ذلك في هذا الديوان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 الباب الثامن في النقود، والعيار، والاوزان، وديوان دار الضرب قال [أبو الفرج] : لما أخذ أمر الفرس يضمحل، ودولتهم تضعف، وسلطانهم يهن، وتدابيرهم تفسد «1» ، وسياستهم تضطرب «2» ، فسدت نقودهم، فقام الاسلام ونقودهم من العين والورق، غير خالصة فما زال الامر على ذلك الى أن اتخذ الحجاج دار الضرب، وجمع فيها الطباعين، فكان المال يضرب للسلطان مما يجتمع له من التبر، وخلاطة الزيوف «3» ، والبهرجة «4» . ثم أذن للتجار في أن تضرب لهم الاوراق، واشغل الدار من فضول ما كان يؤخذ من الاجور، وختم على أيدي الصناع والطباعين وذلك في سنة خمس وسبعين. ثم نقش على الدراهم (الله أحد الله الصمد) ، فسميت المكروهة لان الفقهاء كرهوها «5» . ثم لما «6» ولى عمر بن هبيرة «7» العراق، ليزيد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 بن عبد الملك، خلص الفضة أبلغ تخليص، وجود الدراهم وأشتد في العيار. ثم لما ولى خالد بن عبد الله القسري العراق «8» ، لهشام بن عبد الملك، اشتد في النقود أكثر من اشتداد ابن هبيرة، حتى أحكم أمرها أبلغ من أحكامه على الطباعين وأصحاب العيار، وقطع الايدي، وضرب الابشار «9» ، فكانت الهبيرية، والخالدية، واليوسفية «10» ، أجود نقود بني أمية. ولم يكن يقبل المنصور من نقودهم في الخراج غيرها. فسميت الدراهم الاولى المكروهة. ثم جود العيار في أيام الرشيد، وأيام المأمون، وأيام الواثق، حتى كانت الائمة المعمول عليها في دور الضرب ما جمع عياره، من ثلاثة دنانير مضروبة في تلك الاول الثلاث وهي على هذا الى الان. فأما الورق، فان الدراهم كانت في أيام الفرس مضروبة على ثلاثة أوزان، درهم منها على وزن المثقال، وهو عشرون قيراطا «11» ، ودرهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 وزنه اثنا عشر قيراطا «12» ، ودرهم وزنه عشرة قراريط «13» . فلما احتيج في الاسلام الى الزكاة، أخذ الوسط من مجموع ذلك، وهو اثنان وأربعون «14» قيراطا. فكانت أربعة عشر قيراطا من قراريط الدينار، وكانت الدراهم في أيام الفرس، يسمى منها البعض مما وزن الدرهم فيه مساو لوزن الدينار، العشرة. وزن عشرة، ومما الدرهم منه اثنا عشر قيراطا، العشرة وزن ستة ومما الدرهم منه عشرة قراريط، العشرة وزن خمسة. فلما ضربت الدراهم الاسلامية على الوسط من هذه الثلاثة الاوزان قيل في عشرتها وزن سبعة لانها كذلك «15» . فلهذه العلة يفيد ذكر الاوزان في الصكاك، بأن يقال وزن سبعة، جريا على المذهب الاول، الذي كان يحتاط فيه لوجود الأوزان الثلاثة في الدراهم في ذلك الوقت، والان فما أرى يوجد من الاوزان الاول شيء. فأما ديوان دور الضرب، فأمر العمل فيه جار، على نحو مما شرحناه، من أمر الدواوين المتقدم ذكرها في نصب الدفاتر، ووضع الحسبانات، ولكل ناحية من النواحي في أجرة الدار. والنقد رسم يجري «16» الامر عليه، ومسلك للامر في استيفائه «17» بحقه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 فأما ديوان الجهبذة «18» ، فأعماله أيضا، نحو أعمال سائر الدواوين المذكورة أحوالها، والذي تجري فيه من الاموال، هو مال الكسور والكفاية والوقاية والرواج، وما يجرى مجرى ذلك من توابع، أصول الاموال. ثم ما ستزيده شرارة الجهابذة، من الفضول على هذه التوابع، بسبب اعنات «19» من عليه مال من أهل الخراج، ومن يجري مجراهم في النقود، والصروف وما يرتفقون به من التأخيرات والتقديم عن من يتعذر عليه اداء، في وقت المطالبة ويخرجونه في وجوه النفقات، فان بعضهم لما وجد ذلك في بعض لنواحي، زاد في ضمان الجهبذة بتلك الناحية على من هو ضامن لها، ووقع التزايد في هذه الوجوه بالظلم، والعدوان على الرعية وسائر من يقام لهم الجاري، وتطلق لهم النفقة حتى تراقى مال الجهبذة الى جمل وافرة المبلغ، أصل أكثرها عدوان ثم قد زال أكثر ذلك في هذا الوقت لطول الاصول فضلا عن التوابع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 الباب التاسع في ديوان المظالم [قال قدامة] هذا الديوان: سبيله أن يتقلده رجل له دين وأمانة، وفي خليقته عدل ورأفة ليكون ذلك منه نافعا للمتظلمين، وان يعمل [بجميع القصص] «1» جامعا يعرض على الخليفة في كل جمعة. فاذا قعد للناس، [وكان ممن له] «2» صبر على تأمل القصة والتوقيع عليها، فعل ذلك. والا علق صاحب الديوان عليها رقعة فيها، مجموعها لينظر «3» في المجموع، ويوقع على القصة بما يوجبه الحكم، حتى اذا انقض المجلس الذي يجلسه الخليفة، أو من يقوم مقامه. أخذ جميع القصص مجموعاتها، وأثبت المجموعات في الديوان، وذكر أسماء الرافعين، وأثبت التوقيعات على قصصهم. ثم دفعت القصص بعد ذلك اليهم، لئلا يجرى في الرقائع «4» حيلة أو تزوير، فان عاود المتظلم مرة أو مرتين أو ثلاثا فصاعدا، أثبت جميع أمره في موضع واحد حتى اذا طولب باخراج حالة من ديوان المظالم، وجد أمره كله منسوقا مجموعا في موضع واحد، وأخرجها صاحب الديوان من غير كلفة، ويكون في هذا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 الديوان من يثبت «5» ذلك في شبيه بالمعاملة، وناسخ ينسخ مجموعات القصص، أو القصص بأعيانها حرفا حرفا، ومنشئ يأخذ جوامع القصص عند الحاجة الى العرض، ومحرر يحرر ذلك، ويحرر أيضا ما يحتاج الى الكتاب فيه الى كل واحد من أصحاب «6» الدواوين، أو أصحاب المعونة، أو القاضي أو من جرى مجراهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 الباب العاشر في كتابة الشرطة «1» والاحداث قال أبو الفرج: ليس يسع لكاتب «2» ان يتعرض للكتابة «3» في شيء من ذلك، دون أن يكون قد جمع الى بعض ما قدمناه من فنون الكتابة، الاضطلاع من الحكم الذي يحتاج الى أن يمر به في الشرطة «4» على ما اذا مر به، لم يكن غريبا فيه، وذلك ان أكثر عمله مجازاة الجناة على جناياتهم، فمنها وهو ما للسلطان أقامته على الجناة في الحياة الدنيا، دون مجازاة الله في الاخرة. وهو القود «5» ، والقصاص «6» ، والحدود «7» ، في القتل وسائر الجنايات، أو المطالبة بالدية والارش «8» ممن يقبل ذلك منه، ان لم يقع العفو من المجنى «9» عليه وأوليائه أو الصلح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 فلنبدأ بأول الجنايات وأغلظها وهو القتل، فنقول: ان القتل على ثلاثة أوجه «9» : يكون أحدها، العمد، والثاني: الشبيه بالعمد، والثالث: الخطأ. فأما العمد: فهو ما تعمد «10» به المقتول من الضرب بالحديد، أو السلاح، أو غير ذلك، مما فيه دليل على اعتماد النفس. وأما شبيه العمد، فهو ما تعمد المقتول به من عصا أو سوط، أو حجر أو غير ذلك، مما أشبهه. وأما الخطأ: فهو ما أصاب المقتول، مما تعمد به غيره، وليس [القود] «11» في جميع ذلك، الا في العمد وحده. وجاء عن النبي صلى الله عليه «12» ، قال «13» : (لا قود الا بالسيف، فأما شبه العمد، ففيه الدية على عاقله القاتل، وعلى القاتل الكفارة) . وهو ما قاله الله تعالى: فتحرير رقبة [فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين وكذلك في الخطأ، أيضا. ولو ان جماعة] 1» اشتركوا في قتل رجل تعمدا لكان على جميعهم القود «15» . واذا قتل الحر المملوك، فان عليه القصاص لقول الله تعالى «16» ، (النَّفْسَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 بِالنَّفْسِ) . وكذلك المرأة اذا قتلت الرجل عمدا، والرجل يقتل المرأة عمدا «17» . وان اشترك الرجال والنساء في قتل عبد، أو صبي، أو امرأة عمدا فان عليهم جميعا القصاص. واذا قتل الرجل المسلم رجلا، من أهل الذمة عمدا، فان عليه القصاص «18» فيه أيضا. وقد أقاد «19» رسول الله صلى الله عليه «20» ، رجلا مسلما برجل من أهل الذمة، وقال «21» : (أنا أحق من وفى بذمته) . واذا اجتمع نفر من المسلمين على قتل رجل من أهل الذمة، فان على جميعهم فيه القصاص، ولا قصاص بين الصبيان بعضهم في بعض. واذا جنى الصبي على رجل في النفس، أو في ما دونها فلا قود ولا قصاص عليه، لان عمد الصبي خطأ. وكذلك المجنون اذا أصاب في حال جنونه «22» . فأما في حال صحته فهو والصحيح سواء. وجميع جنايات الصبيان، والمجانين في حال جنونهم، يعقله العاقلة، ولا يقتص الرجل من أبيه، ولا من أمه، ولا من جده، ولا من جدته في العمد ولا في الخطأ. وانما يلزم كل واحد منهم، أرش الجناية في ماله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 فأما ما دون النفس من الجنايات، فالقصاص فيها اذا كانت عمدا على المماثلة، الشيء بمثله، الا أن يكون ذلك في عظم يخاف فيه من القصاص التلف «23» ، فان السنة جاءت بأن لا قصاص في عظم، ما خلا السن، وجميع الشجاج «24» فيها قصاص الا الهاشمة، والمنقلة، والامة لقلة بلوغ هذه الشجاج «25» الى العظم، ولا قصاص بين العبيد والاحرار، ولا بين العبيد بعضهم، ولا بين النساء فيما دون النفس. ولو اجتمع جماعة على جناية فيما دون النفس، من رجل لم يكن على واحد منهم مثل، الذي على الاخر من القصاص، كما كان ذلك في النفس بلى، عليهم الارش في أموالهم. واذا قطع الرجل يدا لرجل من نصف الساعد، أو رجله من نصف الساق، فلا قصاص في ذلك لانه من غير مفصل، وعليه فيه الدّيه، وحكومة عدل فيما قطعه من المفصل على المفصل. [واذا] «26» اقتص لرجل من آخر في يد، أو عين، أو شجة، فمات المقتص منه، فان ديته على عاقلة المقتص له. وان قطع الرجل الواحد يد رجلين اليمنى والشمال، فعليه أن تقطع يداه كلتاهما. فان قال: اني قطعت اليمنى من كل واحد فعليه أن تقطع يمينه لهما جميعا، وتكون دية اليد الاخرى في ماله لهما جميعا نصفين بينهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 واذا حضر أحدهما قبل الاخر، فأراد أن يقتص له، فعل ذلك ولم ينتظر الذي لم يحضر، لانه ليس في هذا شركة، فاذا حضر المتأخر بعد ذلك، كانت له الدية في مال القاطع الاول. واذا أغرق الرجل رجلا، فلا قصاص عليه، وعلى عاقلته الدية، من قبل انه كان يجوز أن يفلت من الماء، ولا يجر مجرى العمد. ولو أن رجلا خنق رجلا حتى مات، أو طرحه في بئر فمات، أو ألقاه من أعلى جبل، أو سطح فمات، لم يكن عليه القصاص، وكانت الدية على عاقلته «27» . فان كان خناقا معروفا، فعليه القصاص. وكذلك لو سقى رجل رجلا سما فقتله، لم يكن عليه فيه قصاص، وكانت الدية على عاقلته. ولو أنه أعطاه أياه فشربه هو، لم يكن عليه في ذلك، ولا على عاقلته شيء من قبل انه لم يكرهه على شربه. وأما الديات، ففي النفس الدية موفرة. وكذلك في المازن، وهو كلما دون قصبة الانف، وفي اللسان كله، وفي بعضه أيضا. اذا منع الكلام الدية، وفي الذكر الدية كاملة. وكذلك في الحشفة، وفي الصلب اذا منع الجماع، أو جدب فأن عاد الى حاله فلم ينقصه ذلك شيئا، ففيه حكم عدل. وفي الرجل اذا ضرب على رأسه فذهب عقله، الدية كاملة. وفي احدى العينين أو الاذنين، أو الشفتين، أو الحاجبين، اذا لم ينبتا، أو اليدين، أو الرجلين، أو الاثنتين، وغير ذلك مما في الانسان منه اثنان، نصف الدية، وفي الاثنتين الدية كاملة، وفي كل اصبع من الاصابع عشر الدية، وفي كل مفصل من الاصابع نصف دية الاصبع، وفي كل سن نصف عشر الدية «28» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 والشجاج «29» مختلفة «30» فيها الدامية «31» ، وهي التي تدمي الرأس، وفيها حكم عدل. الباضعة، وهي التي تبضع اللحم، ومنزلتها فوق منزلة الدامية، وفيها حكم عدل بأكثر من ذلك. والسمحاق، وهي التي فوق هاتين، انما بينها وبين العظم جلدة فيها حكم عدل، بأكثر من حكم الاوليتين. وفي الموضحة، وهي التي توضح العظم نصف عشر الدية. وفي الهاشمة، وهي التي تهشم العظم عشر الدية. وفي المنقلة وهي التي تخرج منها العظام، عشر ونصف عشر الدية. والآمة، وهي التي تصل الى الجوف، تسمى أيضا الجائفة، فيها ثلث الدية، فان نفذت ففيها ثلثا الدية. ودية المرأة في النفس، وفيما دون ذلك نصف دية الرجل. واذا ضرب الرجل بطن امرأة، فألقت جنينا ميتا غلاما، أو جارية، فعليه غرة عبد أو امة، أو عدل خمسمائة «32» درهم «33» . وفي ثدي المرأة، اذا قطعا الدية كاملة، وفي كل واحد منهما نصف الدية، وكذلك في الحلمتين. وذكر الخصي، وذكر العنين، ولسان الاخرس، واليد الشلاء، والرجل العرجاء، والعين العوراء، حكم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 عدل. كذلك في الضلع، والترقوة، اذا كسرا وما جرى مجراهما حكم عدل «34» . واذا أصاب الرجل ابنه عمدا أو خطأ، فلا قصاص عليه في ذلك، فان كان عمدا ففي ماله الدية، وان كان خطأ فعلى العاقلة، وعليه الكفارة. وكذلك فيما دون النفس فان عليه فيه الارش. واذا سقط انسان على آخر من فوق فقتله فهذا خطأ والدية على عاقلته «35» . والديات فمبالغها كاملة. أما في العين فألف دينار، وفي الورق عشرة آلاف درهم، وفي الابل مائة، وفي الغنم ألف، وفي البقر مائتا بقرة، وعلى أهل الحجاز مائتا حلة، وانما يؤخذ اليوم من ذلك أجمع بالذهب، والفضة، والابل. فأما «36» سوى ذلك فلا، ولا تعقل العاقلة الا في خمسمائة فما فوق. والدية اذا لم يكن صلحا تؤدي في ثلاث سنين، والعاقلة عشيرة الرجل الجاني فمن له ديوان النساء، والذرية، ولا يلزم الواحد من العاقلة الا ثلاثة دراهم الى الاربعة، فان زاد قسط الرجل على ذلك، أدخل معهم أقرب القبائل اليهم. فأما الشهادات، فانه لا يجوز شهادة الاعمى على عمد ولا خطأ، ولا شهادة النساء كان معهن رجل أو لم يكن في العمد، ولا فيما يوجب القصاص، ولا يجوز قبول شهادة على اخرى، وكتاب من قاض، وذلك كله في النفس وفيما دونهما سواء. واذا شهد شاهدان على رجل بالعمد، حبس حتى يزكيا، فاذا زكيا بالعمد قتل، وان كانا انما شهدا بالخطإ قضى عليه عاقلته بالدية، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 ويحبس القاتل بعد ان يقرر أو يعاقب، حتى يجد توبة ويحدث خيرا. وكذلك الجراحات، وكلما دون النفس بمنزلة ما في جميع ما ذكرنا. واذا وجد القتيل في محلة قوم، فعليهم أن يقسم منهم خمسون رجلا، ممن يختار أولياء القتيل من صالحي العشيرة، أنهم ما قتلوا ولا علموا «37» قاتلا، ثم يغرمون الدية تغرمة العاقلة، وهم أهل الديوان في ثلاث سنين، فان لم يكمل العدد خمسين رجلا، كرر عليهم الايمان حتى يكمل خمسين [يمينا] «38» ، واذا وجد القتيل بين القريتين، أو السكتين، فانه يقاس الى أيهما كان أقرب، فان عليهم القسامة «39» والدية. واذا وجد القتيل في سوق المسلمين، أو في مسجد جماعتهم، فهو على بيت المال وليس فيه قسامة. وان كانت مدينة لا قبائل فيها معروفة، ووجد في بعضها قتيل، كان على أهل المحلة، الذي يوجد ذلك القتيل بين أظهرها، القسامة والدية. فان أبوا أن يقسموا حبسوا «40» ، حتى يقسموا خمسين يمينا بالله ما قتلوا، ولا علموا قاتلا، ثم يغرمون الدية. فأما حدود السراق وقطاع الطريق فأن السارق الذي يجب عليه القطع «41» ، هو الذي يأخذ ما يسرقه من حرز، وعليه القطع اذا أقر، فقوم قالوا: مرة، وقوم قالوا: مرتين فيما قيمة ربع دينار فصاعدا، تقطع «42» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 يده اليمنى من الزند. وقال: قوم من أصول الاصابع، فان عاد ثانيا، قطعت رجله اليسرى. فان عاد ثالثة، استودع الحبس، ولم يقطع شيء من أداته، لان ذلك غاية النكال، ولم يعطل له شق بأسره. وكذلك ان سرق وكانت يده اليسرى شلا، لم تقطع اليمنى وحبس حتى يظهر توبته، واذا ظفر بالسارق ومعه سرقته أخذت منه، وقطع. فان كان قد استهلكها أو هلكت منه، قطع ولم يضمن لانه لا يجتمع حد وضمان، وان عفا عنه المسروق منه قبل أن يرفعه، أو وهب له ما سرقه هبة صحيحة، بطل القطع. وان كان ذلك بعد ارتفاعه الى السلطان لم يقبل لان النبي صلى الله عليه، قال «43» : (تعافوا عن الحدود ما لم ترفع) . فان كان مع ما فعل قتل، فان الامام في ذلك بالخيار، أن شاء قطع يده ورجله من خلاف. وان أدخل السارق يده في بيت المال، فأخذ مما فيه شيئا قطع «44» . وان أدخل يده في كم انسان، أو في صندوق ظاهر، فأخذ منه شيئا قطع. وان أخذ السارق جمارا من نخلة، أو ثمرة منها، فانه لا يقطع. للحديث المروى عن النبي صلى الله عليه انه، قال «45» : (لا قطع في ثمر ولا كثر) . والكثر الجمار. ومن سرق من أبيه، أو من رحم، يجب عليه نفقته، أو من سارق فان ذلك لا يجب فيه القطع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 وأما من أخاف السبيل فان في ذلك أحكاما، منها: انه أخاف السبيل ولم يأخذ مالا، ولم يقتل فانه أن ظفر حبس لقول الله تعالى (أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ) «46» . فان أخذ مع ذلك مالا تبلغ قيمته عشرة دراهم فصاعدا، فانه تقطع يده ورجله، من خلاف «47» ... وصلبه وقتله على الخشبة، وان شاء ان يقتله من غير قطع أو صلب فعل. وقطع الطريق، انما يكون بحيث لا يجاب فيه الصريخ. فأما في الامصار «48» ، أو ما يقرب «49» منها، فليس ذلك عندهم بقطع للطريق. الا أن يكون ما يفعل منه ليلا. وان تاب قطاع الطريق من قبل أن يقدر عليهم السلطان، فلا «50» حكم عليهم من جهته «51» . فأما من قتل وجنى عليه فلهم أن يفعلوا في ذلك ما شاءوا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 وأما حد الزنا، فعلى البكر بالبكر جلد مائة لكل واحد منهما «52» وعلى المحصن بالمحصن الرجم «53» . والاحصان هو أن يتزوج الرجل المسلم البالغ الحر حرة مسلمة، ويدخل بها بعد البلوغ. ولا تقام الحدود عليها في الزنا، الا بعد ان يقر بالزنا، أربع مرات في أربعة أوقات، وبعد أن يسأل عن الزنا، ما هو فاذا أثبته، وعرفه ولم يكن به لوثة في عقله، أقيم حينئذ الحد عليه. فان رجع تحت الحجارة، أو هرب ترك لقول النبي صلى الله عليه «54» ، في ما عز بن مالك «55» (الا تركتموه) «56» فاذا أنكر من أول وهلة وجحد، لم يجب عليه شيء الا ان يقوم عليه بينة، وهو أربعة نفر من العدول يشهدون عليه في وجهه، ويصرحون بأنهم رأوه ويصفون الزنا ويثبتونه، فاذا فعلوا ذلك، بدأ الشهود بالرجم، ثم الامام، ثم سائر الناس، وان رجع الشهود بعد ما قتل المرجوم، وجبت عليهم ديته وان رجعوا قبل اقامة الحد عليه «57» ، جلدوا لانهم قذفوه، ويدرأ عنه الحد. وعلى العبد والامة في الزنا جلد خمسين لكل واحد منهما. ومن زنا بامرأة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 على سبيل الاستكراه وجب عليه الحد دونها، واذا زنا الرجل بامرأة فانزل دون الفرج فعليه التعزير، ومبلغ التعزير، على ما فيه الاختلاف «58» تسعة وسبعون سوطا، وايما شهود شهدوا على حد تقادم، فليسوا بشهود، ولا تقبل «59» شهادتهم لانهم يشهدون بضعن. ومن فعل فعل قوم لوط، وهو إتيان الذكور في أدبارهم، فعليه القتل والرجم. وروي عن ابن عباس انه قال: يرمى به «60» من أعلى بيت في القرية، ثم يتبع الرجم. وروى عن أمير المؤمنين عليّ صلوات الله عليه، انه هدم حائطا عليه. ومن وجد يأتي بهيمته فعليه التعزيز والسنة، ان تذبح «61» البهيمة. فأما حد المفتري، وهو قذف المسلم بالغاية، فأنه يجلده ثمانين اذا طلب المقذوف ذلك، وقامت له البينة «62» . ومن قال، لرجل يا فاسق أو يا فاجر، أو يا خبيث أو ما أشبه ذلك، فأنه يعزر. ومن قال: لمسلم يا يهودي، أو يا نصراني، وما جرى هذا المجرى «63» ، فليس في ذلك حد ولكنه يؤدب. فهذه جملة مقنعة للكاتب أن يعلمها، اذا كان لا يسعه أن يجهل هذا المقدار. فأما ان أتي بشيء من تصاريف هذه الاحوال، وهي كثيرة فيحتاج في ذلك الى الفقهاء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 الباب الحادي عشر في ديوان البريد والسكك والطرق الى نواحي المشرق والمغرب قال أبو الفرج: يحتاج في البريد «1» الى ديوان يكون مفردا به، وتكون الكتب المنفذة من جميع النواحي، مقصودا بها صاحبه ليكون هو المنفذ لكل شيء منها الى الموضع المرسوم بالنفوذ اليه، ويتولى عرض كتب، أصحاب البريد والاخبار في جميع النواحي. على الخليفة، أو عمل جوامع لها، ويكون اليه النظر في أمر الفروانقيّين «2» ، والموقعين «3» ، والمرتبين، في السكك «4» ، وتنجز أرزاقهم، وتقليد أصحاب الخرائط، في سائر الامصار، والذي يحتاج اليه في هذا الديوان، هو أن يكون ثقة، أما في نفسه أو عند الخليفة القائم بالامر في وقته، لان هذا الديوان ليس فيه من العمل ما يحتاج معه الى الكافي المتصفح، وانما يحتاج الى الثقة المتحفظ والرسوم التي يحتاج اليها من أمر الديوان، هو ما يقارب الرسوم التي بيناها في غيره، مما يضبط به أعماله وأحواله. فأما غير ذلك من أمر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 الطرق ومواضع السكك والمسالك، الى جميع النواحي، فانا لم نذكره ولا غنى بصاحب هذا الديوان، أن يكون معه منه ما لا يحتاج في الرجوع فيه الى غيره، وما أن سأله عنه الخليفة في وقت الحاجة الى شخوصه وانفاذ جيش يهمه أمره، وغير ذلك مما تدعو الضرورة الى علم الطرق بسببه، وجد عتيدا عنده ومضبوطا قبله، ولم يحتج الى تكلف عمله، والمسألة عنه. فينبغي أن تكون الان نأخذ في ذكر ذلك وتعديده بأسماء المواضع وذكر المنازل، وعدد الاميال، والفراسخ وغيره من وصف حال المنزل في مائه، وخشونته، وسهولته، أو عمارته «5» أو ما سوى ذلك من حاله. ونبدأ بالطريق المأخوذ فيه من مدينة السلام، الى مكة. وهو المنسك الاعظم، وبيت الله الاقدم، ونأخذ بعد البلوغ اليه بذكر ما بعده من الطريق الى اليمن، ثم في سائر الجهات المقاربة له وتسميته ان شاء الله. فمن «6» مدينة السلام، الى جسر كوثي على نهر الملك، سبعة فراسخ. ومن جسر كوثي الى قصر ابن هبيرة خمسة فراسخ. ومن قصر ابن هبيرة الى سوق أسد سبعة فراسخ. ومن سوق أسد الى شاهي «7» خمسة فراسخ. ومن شاهي الى مدينة الكوفة خمسة فراسخ. ومن الكوفة الى القاسية خمسة عشر ميلا. ومن القادسية الى العذيب ستة أميال، العذيب كانت مسلحة بين «8» العرب وفارس في حد البرية، وبها حائطان متصلان من القادسية الى العذيب، ومن الجانبين كليهما نخل، واذا خرج منه الخارج، دخل المفازة، ومن العذيب الى المغيثة، وفيها برك، أربعة عشر ميلا. ومن المغيثة الى القرعاء، وهي منزل وفيه آبار، اثنان وثلاثون ميلا. ومن القرعاء الى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 واقصة وفيها برك وآبار، أربعة وعشرون ميلا. ومن واقصة الى العقبة «9» وفيها آبار ومنزل، تسعة وعشرون ميلا. ومن العقبة الى القاع، أربعة وعشرون ميلا. ومن القاع الى زبالة، وهي عامرة كثيرة الاهل، أربعة وعشرون ميلا، ومن زبالة الى الشّقوق، وفيها برك، ثمانية عشر ميلا. ومن الشقوق الى قبر العبادي «10» ، وفيها برك، تسعة وعشرون ميلا. ومن قبر العبادي الى الثعلبيّة تسعة وعشرون ميلا. ومن الثعلبية الى الخزيميّه، وبها ضيق في الماء، ثلاثة وثلاثون ميلا. والخزيمية1» مدينة عليها سور، وبها منبر وحمام، وبرك وسميت الخزيمية لان خزيمة «12» حير فيها سواني «13» ، وكانت تسمى زرود ورملها أحمر. ومن الخزيمية الى الاجفر «14» أربعة وعشرون ميلا. ومن الأجفر الى فيد، وهي منزل العامل «15» وفيها قناة وزروع ومنبر، ستة وثلاثون ميلا. ومن فيد الى ثوز «16» وفيها برك وآبار، وحصن بناه أبو دلف، ثلاثة وثلاثون ميلا. ومن ثوز الى سميراء وفيها برك، ستة عشر ميلا. ومن سميراء الى الحاجز «17» وفيها برك وآبار، ثلاثة وعشرون الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 ميلا. ومن الحاجز الى معدن النّقرة وفيها آبار وبرك سبعة وعشرون ميلا، ومن النقرة الى مغيثه الماوان، سبعة وعشرون ميلا. ومن مغيثة الى الرّبدة وماؤها كثير وفيها منبر أربعة وعشرون ميلا. ومن الربذة الى معدن بني سليم وفيها آبار وبرك، تسعة عشر ميلا. ومن معدن بني سليم الى العمق ستة وعشرون ميلا. ومن العمق الى أفياعية «18» ، وهي قليلة الماء، اثنان وثلاثون ميلا. ومن أفياعية الى المسلح وهي كثيرة الماء أربعة وثلاثون ميلا، ومن المسلح الى الغمرة «19» ، وهي كثيرة الماء ومنها يعدل الى اليمن، ثمانية عشر ميلا، ومن الغمرة الى ذات عرق، وهي كثيرة الماء ومنها يقع الاحرام، ستة وعشرون ميلا. فأن رجعنا الى النقرة، فمن النقرة الى العسيلة وهي ضيقة الماء ستة وأربعون ميلا، ومن العسيلة الى بطن النخل، وهي كثيرة الماء والنخل، ستة وثلاثون ميلا. ومن بطن النخل الى الطرف اثنان وعشرون ميلا، ومن الطرف الى المدينة، خمسة وثلاثون ميلا. وأما الطريق من المدينة الى مكة، فمن المدينة الى الشجرة وفيها آبار وبرك وليست بمنزل ولكنها منها يقع الاحرام، ستة أميال. ومن الشجرة الى ملل وبها آبار، اثنا عشر ميلا. ومن ملل الى السيالة وبها ماء وتباع بها الشواهين والصقور، تسعة عشر ميلا. ومن السيالة الى الرويثة وبها احساء «20» ، أربعة وثلاثون ميلا. ومن الرويثة الى السقيا وبها شجر وماء جار، ستة وثلاثون ميلا، ومن السقيا الى الابواء، [وفيها آبار ومزارع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 تسعة وعشرون ميلا ومن الابواء] «21» الى الحجفة، وبها آبار وهي فرضة البحر، سبعة وعشرون ميلا، ومن الحجفة الى قديد وبها آبار لماء السيل، ستة وعشرون ميلا، ومن قديد الى عسفان وبها آبار أربعة وعشرون ميلا، ومن عسفان الى بطن مر وبها نخل وزرع وبركة يجري اليها الماء [من جبل] ستة عشر ميلا، وبطن مر قرية عظيمة كثيرة الاهل والمنازل وعلى أربعة أميال منها قبر ميمومة [زوجة] «22» النبي صلى الله عليه، وعل ستة أميال من ذلك مسجد عائشة، ثم الى مكة ستة أميال. ومنها يحرم أهل مكة وهو حد الحرم فمن بطن مر «23» الى مكة ستة عشر ميلا. ومن مكة طريق الطائف ثلاث مراحل. ومن مكة الى بئر ابن المرتفع. ومن بئر ابن المرتفع «24» الى قرن المنازل، قرية يحرم أهل اليمن. يعدل منها الى الطائف يمنة. ومن يخرج من مكة يريد الطائف يأتي عرفات، ثم يجوز منها الى بطن نعمان جبلا يقال له نعمان السحاب، لان السحاب أبدا عليه. ثم يصعد منه عقبة فاذا استوى عليها الصاعد اشرف على الطائف. ثم ينحدر ويصعد أيضا عقبة خفيفة تسمى تنعيم الطائف. ومن الغمرة تعدل الى اليمن فمن الغمرة [الى] «25» الجدد اثنا عشر ميلا، وهو موضع البريد ومنقسم القوافل وليس فيه الا بئر واحدة ونخل وزرع تستقي «26» منها الابل وهي [موضع] «27» يسر مولى عثمان بن عفان. ومن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 الجدد الى الفتق، ومن الفتق الى تربة «28» وهي قرية عظيمة بها عيون جارية وزروع. وهي قرية خالصة مولاة المهدي ومن تربة الى صفر «29» وهي منزل فيه داران لصاحب البريد في الصحراء وفيه ماء عذب من بئرين، ومن صفر الى كرا «30» منزل فيه نخل وعين عذبة وليس الا منزل صاحب البريد، ومنزل القوافل وهو في بطن واد كثير النخل، ومن كرا الى رنية «31» منزل في صحراء ونخل كثير وعين عظيمة عذبة، والعمران حولها على دعوة ومن رنية الى تبالة قرية عظيمة كثيرة الاهل مضرية لقيس، وفيها منبر وعيون وآبار. ومن تبالة الى بيشة قرية عظيمة كثيرة الاهل في بطن الوادي ظاهرة الماء من عيون وآبار مضرية قيسية، ومن بيشة الى جسداء منزل أعراب من قيس ومن جسداء الى بنات «32» حرم قرية عظيمة فيها منازل كثيرة وزروع، والماء من عين وبئر عذبة ومن بنات «33» حرم الى سميص، منزل في صحراء فيه بئر واحدة عذبة وليس به أهل وحوله أعراب من خثعم. وبينها وبين جرش نحو أربعة عشر ميلا، ومنه الى كثبة قرية عظيمة، ومنازل وقصور، وآبار في صحراء بينها وبين جرش ثمانية أميال ومن كثبة الى الثجة [موضع البريد وفيه بئر ماء تنزله القوافل وهو في بلاد زبيد وحوله أعرابهم ومن الثجة] «34» الى شروم راح وهي قرية عظيمة في صحراء فيها عيون، كثيرة الكروم فيها فخذ من همدان، يقال لهم جنب ومن شروم راح الى المهجرة وهي قرية عظيمة جبلية كثيرة العيون والاهل وفيما بينها وبين شروم راح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 شجرة تسمى طلحة الملك وهذه الشجرة حد ما بين اليمن والحجاز وهي شجرة تشبه شجرة الغرب الا انها أعظم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم حجز بها بين اليمن ومكة، ومن المهجرة الى عرفة منزل في جبل فيه أعراب من خولان والماء فيه ربما قل وربما كثر وهي أول عمل اليمن والى عمل صعدة، ومن عرفة الى صعدة وهي قرية عظيمة فيها منبر ومسجد وتجار كثير وبها يعمل دباغ اليمن من الادم والنعال وأكثر تجارهم من أهل البصرة. وطريق منها للبصريين يرجع الى الركيبة، ثم الى صعدة، ولصعدة مخاليف وهي كثيرة القرى ومن صعدة الى الاعمشية منزل في جبل ليس فيه أهل وماؤهم من عين صغيرة تحت شجرة وحوله حي من همدان. ومن الاعمشية الى خيوان «35» قرية عظيمة فيها جامع ومنبر وأهل كثير وفيها كروم يوصف بكبر العناقيد جبلية والماء من السماء وأهلها من بكيل «36» . ومن خيوان الى أثافت، وهي قرية عظيمة فيها منبر، وأهلها جشميون، وسوقها يقوم يوم الجمعة، وفيها زروع وكرم، وماء الشرب من بركة، ومن اثافت «37» الى ريدة قرية عظيمة فيها منبر وهي كثيرة الاهل والكروم والزروع والعيون والكلأ في بطن واد وعملها فيه مخاليف. ومن ريدة الى صنعاء قصبة اليمن وهذا الطريق هو الذي عليه الاميال وهو طريق العوامل والعمال وان رجل من يريد مكة الى بئر الحذاء «38» منزل ليس فيه الا بئر واحدة، ومن بئر الحذاء «39» الى قرية عظيمة عامرة وهي التي يحرم منها أهل اليمن، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 وماؤها واد جرار وهي قرشية تسمى قرن. ثم من قرن فنواصل الطريق. وقد كتبنا الطريق من الكوفة الى مكة. فأما من البصرة الحفير، ثم الى ماويه، ثم الى ذات العشر، ثم الى الينسوعة «40» ، ثم الى السمينة، ثم الى النباج، ثم الى العوسجة ثم الى القريتين ثم الى رامة. ومن النبّاج طريق الى النّقرة ومن رامة الى إمرة ثم الى ضرية، ثم الى جديلة، ثم الى فلجة، ثم الى الدفينة «41» ثم الى قباء، ثم الى مران، ثم الى وجرة، ثم الى اوطلس «42» ، ثم الى ذات عرق ثم الى فلجة، ثم الى الربيبة، ثم الى بستان ابن عامر4» ثم الى مكة. فأما من مصر الى مكة فمنازلها على التوالي على ما نصفة. الفسطاط الجب، البويب [منزل ابن بندقة] «44» ، عجرون «45» ، الربيبة، الكرسي «46» ، الحفر، منزل، أيلة، شرف ذي النمل «47» ، مدين، الاغراء «48» ، منزل الكلابة، شعب بني السّرحتين، البيضاء، وادي القرى، الرّحببة، ذو المروة، السويداء، خشب «49» ، المدينة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 فأما من أخذ على طريق الساحل، فاذا صار الى شرق ذي النمل صار الى الصلا «50» ثم الى البنك، ثم الى ضبّة ثم الى عوتيد، ثم الى الرحبة ثم الى منخوس، ثم الى التحريم «51» ، ثم الى الاحساء، ثم الى ينبع، ثم الى مسئولان، ثم الى الجار، ومن الجار الى المدينة مسيرة يومين. فأما من دمشق الى مكة، فالمنازل منها الى ذات المنازل، ثم سرغ، ثم تبوك ثم المحدثة، ثم الأقرع، ثم الجنينة، ثم الحجر، ثم وادي القرى، ثم المدينة. وأما الطريق من اليمامة الى مكة فمنها الى القريض «52» والى حديقة «53» والى السيح والى الثنية العقاء، والى سقيراء، والى السد، والى مرارة، والى سويقة والى القريتين «54» من طريق البصرة، ومن اليمامة طريق آخر، الى ما نص، وباحة الزلف منزل مصاة أهل الجوف ماوية من طريق البصرة. وأما من صنعاء الى مكة على المنازل فمنها الى الرحابة «55» ثم الى قرية رافدة ثم خيوان «56» ثم الى صعدة، ثم النضح، ثم القصبة، ثم الثجة، ثم كثبة، ثم بنات حرم، ثم جسداء «57» ، ثم بيشة «58» ، ثم تبالة، ثم رينه، ثم الزعراء، ثم صفر، ثم الفتق، ثم بستان ابن عامر ثم مكة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 وأما من مخلاف خولان «59» ، الى مكة فمنه الى ذي سحيم، ثم القريتين، ثم بيشة، ثم ضنكان «60» ، ثم حلى، ثم بيشة «61» ابن جاوان «62» ، ثم عليب «63» ، ثم الليث، ثم منزل، ثم يلملم، ثم ملكان ثم مكة. وأما من عمان الى مكة فعلى طريق الساحل المنازل: فرق، عركلان، ساحل مناة «64» بلاد الشحر «65» ، مخاليف كندة، مخاليف عبد الله بن مذحج [في الاصل: مدحج] مخلاف لحج «66» ، أبين عدن «67» ، مغاص اللؤلؤ، مخلاف بني مجيد، المنجلة «68» ، مخلاف الركب، المندب، مخلاف ربيع زبيد، مخلاف عك «69» ، الحردة، مخلاف الحكم «70» ، عثر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 فمن أراد طريق الجادة أخذ من عثر الى القريتين ثم جاز على طريق الجادة المخاليف، ومن أراد الساحل أخذ من عثر الى مرسى «71» [ضنكان] «72» ثم مرسى حلي «73» ، ثم السّرين «74» ثم اغيار7» ، ثم الهرجان «76» ، ثم الشعيبة «77» ، ثم منزل، ثم جدة، ثم مكة. وأما من أراد الطريق من اليمامة الى البصرة فمنازل الطريق، النباك «78» ، سليمة، منزل، جبّ التراب «79» ، ثلاثة منازل الصّمّان، طخفة، القرعاء ثلاثة منازل، كاظمة، ومنزل البصرة. والمنازل من اليمامة الى اليمن، الخرج «80» ، نبعة «81» ، المجازة، المعدن، الشفق «82» ، الثور، الفلج «83» ، الصفا، بئر الابار، نجران، الحمى، برانس، مريع، المهجرة، السبخة، وهي بين قطر [و] العقير «84» ، ساحل هجر، حمض، مسيلحة القرنتين، حسان «85» ، خليجة، المعرس، عثمان، البعد الزابوقة، عرفجا، الحدوثة، عبادان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 واذ قد ذكرنا الطريق الى مكة من كل جهة واتبعنا ذلك بالطريق الى اكناف الجنوب مثل اليمن وما يتصل بها من اليمامة، وعمان، والبحرين، وما يقرب من تلك الجهات فلنتبع ذلك بالطريق الى ما تنحرف اليه تلك الجهات من نواحي المشرق وهي: الاحواز، وفارس، واصبهان، وكرمان، وسجستان، وما والاها. ولنبدأ بمدينة السلام: فمنها الى كلواذي فرسخان، والى المدائن خمسة فراسخ، والى سيب «86» بني كوما، سبعة فراسخ «87» ، والى النعمانية أربعة فراسخ، والى جبل خمسة فراسخ، والى نهر سابس سبعة فراسخ، والى فم الصلح خمسة فراسخ، والى واسط سبعة فراسخ، فذلك من واسط الى مدينة السلام خمسون فرسخا. ومن واسط الى الرصافة عشرة فراسخ، والى القطر اثنا عشر فرسخا، والى نهر معقل ستة فراسخ، والى مدينة البصرة أربعة فراسخ، فذلك من واسط الى البصرة خمسون فرسخا. ومن البصرة الى الابلة أربعة فراسخ، ومن الابلة الى بيان خمسة فراسخ، ومن بيان الى حصن مهدي على الظهر ستة فراسخ، وفي الماء على نهر الجديد ثمانية فراسخ، ومن حصن مهدي الى سوق الاربعاء أربعة فراسخ، ومن سوق الاربعاء الى المحول ستة فراسخ، ومن المحول الى دولاب ثمانية فراسخ، ومن دولات الى سوق الاحواز فرسخان. فذلك من البصرة الى سوق الاحواز ستة وثلاثون فرسخا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 ومن سوق الأحواز الى حويرول فرسخان، ومن حويرول الى أزم «88» أربعة فراسخ، ومن أزم الى سنابك أربعة فراسخ، ومن سنابك «89» الى قرية الحبارى ثلاثة فراسخ، ومن قرية الحبارى الى العين ثلاثة فراسخ، ومن العين الى رامهرمز أربعة فراسخ، ومن رامهرمز الى وادي الملح أربعة فراسخ، ومن وادي الملح الى الزط فرسخان، ومن الزط الى خابران «90» ثلاثة فراسخ، ومن خابران الى المستراح فرسخان، ومن المستراخ الى دهليزان فرسخان، ومن دهليزان الى كبارستان ثلاثة فراسخ، ومن كبارستان الى سنابل ثلاثة فراسخ، ومن نسابل الى أرجان خمسة فراسخ، ومن مدينة ارجان الى داسين «91» سبعة فراسخ، ومن داسين الى بندق «92» [ستة فراسخ ومن بندق] «93» ، خان حماد ستة فراسخ، ومن خان حماد الى أمران تسعة فراسخ، ومن أمران الى النوبندجان ستة فراسخ، ومن النوبندجان الى الكركان خمسة فراسخ، ومن الكركان «94» الى الخرارة [خمسة فراسخ، ومن الخرارة] «95» الى خلان خمسة فراسخ، ومن خلان الى جويم «96» أربعة فراسخ، ومن جويم الى شيراز خمسة فراسخ، فذلك من الأحواز الى شيراز مائة [فرسخ] «97» وفرسخان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 ومن شيراز الى اصطخر اثنا عشر فرسخا، ومن اصطخر الى زياد أباد «98» ثمانية فراسخ، ومن زياد أباد الى جوبانان «99» أربعة فراسخ، ومن جونابان الى قرية عبد الرحمن ستة فراسخ، ومن قرية عبد الرحمن الى قرية الآس سبعة فراسخ، ومن قرية الآس الى صاهك «100» ستة فراسخ، ومن صاهك الى سرمقان «101» تسعة فراسخ، ومن سرمقان الى بشتخم «102» عشرة فراسخ، ومن بشتخم الى بيمند «103» عشرة فراسخ، ومن بيمند الى السيرجان «104» قصبة كرمان أربعة فراسخ، فذلك من شيراز الى السيرجان ستة وسبعون فرسخا. ومن السيرجان الى قهستان [ستة فراسخ ومن قهستان] «105» الى رباط كومج ثمانية فراسخ، ومن رباط كومخ الى ساهوي ستة فراسخ، ومن ساهوي الى أمسير «106» أربعة فراسخ، ومن أمسير الى خناب 10» ستة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 فراسخ، ومن خناب الى غبيرا «108» أربعة فراسخ، ومن غبيرا الى كورم ثمانية فراسخ، ومن كورم الى كشك ثمانية فراسخ، ومن كشك «109» الى رائين عشرة فراسخ، ومن رائين الى دارجين ثمانية فراسخ، ومن دارجين الى بم «110» اثنا عشر فرسخا، ومن بم الى نرماشير «111» والمفازة ثمانية فراسخ، ومن نرماشير الى سجستان ثلاثة فراسخ. فذلك من السيرجان قصبة كرمان الى المفازة «112» مائة وثمانية وثمانون فرسخا الى سجستان في المفازة والجادة. ومن أراد من شيراز «113» الى اصبهان فمنها الى نيسابور «114» سبعة فراسخ، ومن نيسابور الى مائين «115» سبعة فراسخ، ومن مائين الى عقبة كيسا «116» ثلاثة فراسخ، ومن العقبة الى خوسكان «117» سبعة فراسخ، ومن خوسكان الى قصراين «118» خمسة فراسخ، ومن قصراين الى اصطخران سبعة فراسخ، ومن اصطخران الى خوارش «119» ستة فراسخ، ومن خوارش الى سراي «120» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 ماس ومروة أربعة فراسخ، ومن ماس ومروة الى كرو سبعة فراسخ، ومن كرو الى الخان «121» تسعة فراسخ، ومن الخان الى اصبهان سبعة فراسخ، فذلك من شيراز الى اصبهان سبعون فرسخا. ومن أراد أن يأخذ الاحواز الى أصبهان: فمن سوق الأحواز الى عسكر مكرم ثمانية فراسخ، ثم الى الميانج سبعة فراسخ، ومن الميانج الى ايذج ثلاثة فراسخ ومن ايذج الى بربابل أربعة فراسخ، ومن بربابل الى رستاكرد وهو حصن في عقبة سبعة فراسخ، ثم الى شليل خمسة فراسخ، ومن شليل الى خوزستان «122» تسعة فراسخ، ومن خوزستان الى «123» اربهشت آباذ أربعة فراسخ، ومن اربهشت آباذ الى كريركان سبعة فراسخ، ومن كريركان الى بابكان سبعة فراسخ، ومن بابكان الى الخان «124» سبعة فراسخ، ومن الخان الى مدينة أصبهان سبعة فراسخ، فذلك من الاهواز الى أصبهان، خمسة وثمانون فرسخا على طريق ايذج «125» . واذ قد ذكرنا الطريق الى الاحواز، وفارس، وكرمان، وسجستان، وما يلي ذلك من الطرق الى أصبهان وفارس فلنعد نذكر الطرق. فلنبتدأ بذكر الطرق الى سائر كور المشرق ونواحيه، ولنبتدأ بذلك من مدينة السلام أيضا. فمنها الى النهروان أربعة فراسخ، ومن النهروان الى دير تارما «126» أربعة فراسخ، ومن دير تارما الى الدسكرة ثمانية فراسخ، ومن الدسكرة الى جلولاء سبعة فراسخ، ومن جلولاء الى خانقين تسعة فراسخ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 ومن خانقين الى قصر شيرين «127» سبعة فراسخ، ومن قصر شيرين الى حلوان خمسة فراسخ. فذلك من مدينة السلام الى حلوان أحد وأربعون فرسخا. ومن حلوان الى ماذرواستان «128» أربعة فراسخ، ومن ماذرواستان الى مرج القلعة ستة فراسخ، ومن مرج القلعة الى قصر يزيد أربعة فراسخ، ومن قصر يزيد الى الزبيدية ستة فراسخ، ومن الزبيدية الى خشكاريش ثلاثة فراسخ، ومن خشكاريش الى قصر عمرو أربعة فراسخ، ومن قصر عمرو الى قرميسين «129» ثلاثة فراسخ، فذلك من قرميسين الى حلوان ثلاثون فرسخا. ومن قرميسين الى قنطرة مريم خمسة فراسخ، ومن قنطرة مريم الى محسبة أربعة فراسخ، ومن محسبة الى قصر اللصوص «130» ستة فراسخ، ومن قصر اللصوص الى أسدآباذ سبعة فراسخ، ومن أسدآباذ الى الزعفرانية ستة فراسخ «131» ، ومن الزعفرانية الى مدينة همذان ثلاثة فراسخ، فذلك من قرميسين الى مدينة همذان أحد وثلاثون فرسخا. ومن أراد الطريق من قرميسين الى نهاوند، أخذ من قرميسين الى الدكان سبعة فراسخ، ومن الدكان الى قصر اللصوص [تسعة فراسخ، ومن قصر اللصوص] «132» الى كحراس خمسة فراسخ، ومن كحراس الى نهاوند أربعة فراسخ. فذلك من قرميسين الى نهاوند خمسة وعشرون فرسخا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 ومن أراد من نهاوند الى همذان: فمن نهاوند الى راكاه ستة فراسخ، ومن راكاه الى الديمن خمسة فراسخ، ومن الديمن الى همذان سبعة فراسخ. فذلك من نهاوند الى همذان ثمانية عشر فرسخا. ومن أراد من نهاوند الى الكرج وهي قصبة الايغارين. فمن نهاوند الى راكاه «133» ستة فراسخ، ومن راكاه الى جوارب ثمانية فراسخ، ومن جوارب الى الكرج خمسة فراسخ. فذلك من نهاوند الى الكرج تسعة عشر فرسخا. فمن احتاج الى أن يعرف الطريق من همذان الى الايغارين وقصبتها الكرج. فمن همذان الى طاسفندين خمسة فراسخ، ومن طاسفندين الى حوار سبعة فراسخ، ومن حوار الى الكرج خمسة فراسخ، فذلك من همذان الى الكرج سبعة عشر فرسخا، ومن همذان الى الكرج على رستاق سواة. من همذان الى جور خمسة فراسخ، ومن جور الى خنداذ سبعة فراسخ، ومن خنداذ الى السعان تسعة فراسخ، ومن السعان الى الكرج «134» تسعة فراسخ، فذلك على هذا الطريق ثمانية وعشرون فرسخا. ومن أراد اصبهان من الكرج. فمن الكرج الى خرماباذ «135» سبعة فراسخ، ومن خرماباذ الى أبقيسة «136» سبعة فراسخ، ومن ابقيسة الى جرباذقاق «137» ستة فراسخ، ومن جرباذقاق الى قنوران ثمانية فراسخ، ومن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 قنوران الى مرج وزهر تسعة فراسخ، ومن مرج وزهر «138» الى المازبين أربعة فراسخ، ومن المازبين الى ازميران اثنا عشر فرسخا، ومن ازميران الى اصبهان ثلاثة فراسخ. فذلك من الكرج الى اصبهان أربعة وخمسون فرسخا. ثم نرجع الى همذان والطريق «139» منها الى سائر أكناف المشرق: فمن همذان الى درنوا «140» خمسة فراسخ، ومن درنوا الى بوزنجرد «141» خمسة فراسخ، ومن بوزنجرد الى زره أربعة فراسخ، ومن زره الى طزرة أربعة فراسخ، ومن ظزرة الى الاساورة أربعة فراسخ، ومن الاساورة الى روذة وبوستة ثلاثة فراسخ، [ومن روذة وبوستة الى داودآباذ أربعة فراسخ، ومن داودآباذ الى سوسنقين ثلاثة فراسخ] «142» ومن سوسنقين «143» الى دروذ أربعة فراسخ، ومن دروذ الى ساوة «144» خمسة فراسخ، ومن ساوة الى مشكويه «145» ثمانية فراسخ، ومن مشكويه [الى قسطانة ثمانية فراسخ] «146» ، ومن قسطانة الى الري سبعة فراسخ، فذلك من همذان الى الري أربعة وستون فرسخا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 ومن الري الى مفضلا باذ «147» أربعة فراسخ، ومن مفضلا باذ الى افريذين «148» ستة فراسخ، ومن افريذين الى كاسب ثمانية فراسخ، ومن كاسب الى خوار ستة فراسخ، ومن خوار «149» الى قصر الملح سبعة فراسخ، ومن قصر الملح الى رأس الكلب سبعة فراسخ، ومن رأس الكلب الى سرخ «150» أربعة فراسخ، ومن سرخ الى سمنان أربعة فراسخ، ومن سمنان الى آخرين تسعة فراسخ، ومن آخرين الى قرية داية «151» أربعة فراسخ، ومن قرية داية الى قومس أربعة فراسخ، ومن قومس الى الحدادة سبعة فراسخ، ومن الحدادة الى كوزستان «152» أربعة فراسخ، ومن كوزستان الى بذش «153» ثلاثة فراسخ، ومن بذش الى ميمند «154» اثنا عشر فرسخا، ومن ميمند الى هفتدر «155» سبعة فراسخ، ومن هفتدر الى أسدآباذ تسعة فراسخ، ومن أسدآباذ الى بهمنا باذ ستة فراسخ [ومن بهمنا باذ الى النوق ستة فراسخ، ومن النوق الى خسرو جرد ستة فراسخ] «156» ، ومن خسرو جرد الى حسينا باذ أربعة فراسخ، ومن حسينا باذ الى سنكردر خمسة فراسخ، ومن سنكردر الى بيشكند «157» خمسة فراسخ، ومن بيشكند الى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 نيسابور خمسة فراسخ. فذلك من الري الى نيسابور مائة وأربعون فرسخا. ومن نيسابور الى فغيس «158» أربعة فراسخ، ومن فغيس الى الحمراء ستة فراسخ، ومن الحمراء الى المثقب «159» من طوس خمسة فراسخ، ومن المثقب الى النوقان «160» خمسة فراسخ، ومن النوقان الى مزدوران «161» العقبة ستة فراسخ، ومن مزدوران العقبة الى اوكينة ثمانية فراسخ، ومن اوكينة الى مدينة سرخس «162» ستة فراسخ، ومن سرخس الى قصر النجار «163» ثلاثة فراسخ، ومن قصر النجار الى أشتر مغاك خمسة فراسخ، ومن اشتر مغاك الى تلستانة «164» ستة فراسخ، ومن تلستانة الى الراندانقان «165» ستة فراسخ، ومن الراندانقان الى منوجرد «166» خمسة فراسخ، ومن منوجرد الى مدينة مرو خمسة فراسخ. فذلك من نيسابور الى مرو سبعون فرسخا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 ومن مدينة مرو طريقان، احداهما الى ناحية الشاش وبلاد الترك، والاخر الى ناحية طخارستان: فمن مدينة مرو الى كشماهن وهي قرية عظيمة على طريق المفازة متصلة بالغز خمسة فراسخ، ومن كشماهن الى الديوان وبها سكة، ستة فراسخ، ومن الديوان الى الطهملج موضع سكة فرسخان، ومن الطهملج الى المنصف موضع سكة أربعة فراسخ، ومن المنصف الى الاحساء موضع سكة ثمانية «167» فراسخ، ومن الاحساء الى بئر عثمان «168» موضع سكة ثلاثة فراسخ، ومن بئر عثمان الى العقير موضع سكة ثلاثة فراسخ، ومن العقير الى مدينة آمل [خمسة فراسخ، فذلك من مرو الى آمل] «169» ، ستة وثلاثون فرسخا. ومن مدينة آمل الى شط نهر بلخ [فرسخ، ومن الموضع الذي عبر العابر منه] «170» الى قرية تدعى قرية عليّ فرسخ، ومن قرية عليّ في المفازة الى حصن أم جعفر ستة فراسخ، ومن حصن أم جعفر الى أن يخرج المفازة الى بيكند ستة فراسخ، ومن بيكند الى باب حائط بخارا فرسخان، ومن الباب الى قرية تدعى ماستين فرسخ ونصف «171» ، ومن ماستين الى بخارا خمسة فراسخ، فذلك من آمل «172» الى مدينة بخارا اثنان وعشرون فرسخا ونصف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 ومن مدينة بخارا الى شرغ «173» أربعة فراسخ، ومن الشرغ «174» الى الطواويس ثلاثة فراسخ، ومن الطواويس الى كوك ثلاثة فراسخ، وذلك قرية جرد منها ملك الترك للغارات وما يلي الجنوب من هذا الموضع جبال الى بلاد الصين. ومن كرمينية الى الدبوسية «175» خمسة فراسخ، ومن الدبوسية الى أربنجن خمسة فراسخ، ومن أربنجن الى زرمان «176» [ستة فراسخ، ومن زرمان] «177» الى قصر علقمة خمسة فراسخ، ومن قصر علقمة الى مدينة سمرقند فرسخان، فذلك من مدينة بخارا الى سمرقند سبعة وثلاثون فرسخا. ومن سمرقند الى باركت أربعة فراسخ، ومن باركت «178» الى خشوفغن «179» في مفازة (قطوان) أربعة فراسخ، ومن خشوفغن الى فورنمذ «180» وهي جبال خمسة فراسخ، ومن فورنمذ الى زامين في مفازة أربعة فراسخ، وزامين هذه مفرق الطريقين «181» الى شاش وطريق الى فرغانة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 فأما طريق شاش «182» فمن زامين «183» الى خاوص «184» في مفازة ستة فراسخ، ومن خاوص الى نهر الشاش خمسة فراسخ. واذا عبر النهر فمن منزل على الشط [الى بناكت] «185» أربعة فراسخ، [ومن بناكت] «186» على نهر ترك «187» فاذا عبر ترك فستوركث على اليسار، ومن ستوركث الى بنو نكت «188» ثلاثة فراسخ، ومن بنو نكت الى مدينة الشاش فرسخان. ومن مدينة الشاش الى معسكر داخل الحائط فرسخان، ومنه الى نمركرد «189» خمسة فراسخ، ومن نمركرد في مفازة الى اسبيجاب «190» أربعة فراسخ، ومن اسبيجاب الى شاواب «191» في مفازة فيها نهران عظيمان يسمى أحدهما [ماوا] والاخر [يورن] أربعة فراسخ، ومن شاواب الى بدوخكت «192» في ركوات أربعة فراسخ، ومن بدوخكت الى تمتاج «193» في ركوات، وتمتاج هذه في مفازة فيها نهر عظيم وقصباء خمسة فراسخ، ومن تمتاج الى أبارجاج في ركوات أربعة فراسخ، وأبارجاج «194» هذه تل عظيم حوله ألف عين ماء، تجتمع في نهر واحد يجري الى المشرق يسمى بذلك بركوآب، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 وتفسيره ماء مقلوب لان جريته من أسفل الى فوق، ومن أبارجاج الى منزلة ستة فراسخ، على بركوآب وهذا النهر على حافتيه جميعا آجام وطرفاء وغياض صيدها دراج سود ومن هذا المنزل تعبر هذا النهر وتنزل يمنة فمن المعبرة الى شاوغرا «195» عن جبل حجر مسان «196» ثلاثة فراسخ، ومن شاوغرا «197» الى جويكت «198» في البرية «199» لا عمران بها فرسخان، ومن جويكت الى مدينة طراز «200» في كلاء وعمران فرسخان. ومن مدينة طراز الى نوشجان «201» السفلى الى كصرى باش في جبال عن يمينها فرسخان وعن يسارهم قم 20» وهي جرمة «203» وهي أول الخرلخية «204» وقم بين طوار وكولان ناحية الشمال وخلف قم مفازة رمال وحصى وفيه أفاعي الى حد كيماك فرسخان، ومن كصري باش الى كول شوب «205» وهي على صفة كصري «206» باش وبمن يمينها جبل فيه فاكهة كثيرة ورطاب وبقول جبلية «207» أربعة فراسخ، ومن كول شوب «208» الى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 كولان على تلك الضفة أربعة فراسخ. فذلك من مدينة طراز الى كولان أربعة عشر فرسخا في مفازة تسمى كولان، وصفتها ما تقدم «209» ، ومن كولان الى قرية بركي غناء «210» أربعة فراسخ ومن بركي الى أسبرة «211» على صفة مفازة كولان أربعة فراسخ، ومن أسبرة الى نوزكت قرية عظيمة ثمانية فراسخ، ومن نوزكت الى خرنجوان «212» وهي قرية عظيمة أربعة فراسخ، ومن خرنجوان الى جول وهي قرية عظيمة أربعة فراسخ، ومن جول الى سارغ «213» وهي قرية عظيمة سبعة فراسخ، ومن سارغ الى قرية خاقان التركي أربعة فراسخ، ومن [قرية خاقان التركي] «214» الى كرمراد فرسخان، ومن كرمراد الى مدينة نواكت فرسخان، ومن مدينة نواكت [الى] «215» بنجيكت «216» وهي قرية عظيمة والى جنبها قرية فرسخان ونواكت «217» هذه هي مدينة كبيرة [ومنها] «218» طريق الى نوشجان يدعى بركب «219» فرسخ، ومن بنجيكت «220» الى سوياب وبوسار قريتان إحداهما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 تسمى كبال والاخرى ساغور كبال، ومن ساغور كبال الى نوشجان «221» خمسة عشر يوما، وبريد الترك مسيرة ثلاثة أيام، وهو الاعلى وهو حد الصين على سير القوافل في المرعى والمياه. ثم نرجع الى سمرقند وقد ذكرنا أن على ثلاثة مراحل منها مفرق طريقين، أحدهما الى شاش والاخر الى فرغانة، وقد أتينا على وصف طريق الشاش الى حدود الصين. فلنأخذ في طريق فرغانة، فأول هذا الطريق زامين «222» في مفازة سمرقند الى فرغانة، فمن زامين الى ساباط قرية عظيمة منها «223» طريقان، أحدهما الى فرغانة فرسخان، ومن ساباط الى ركند «224» قرية عظيمة ثلاثة فراسخ، ومن ركند الى غلوك «225» انداز وهي قرية بين قرى عظيمة ثلاثة فراسخ، ومن غلوك انداز الى خجندة على نهر الشاش أربعة فراسخ، ومن هذه «226» المدينة مفرق الطريقين: أحدهما الى فرغانة، والاخر الى شاش، الى معدن الفضة. وطريق فرغانة من خجندة الى قرية تدعى صامغار «227» وهي عظيمة في برية خمسة فراسخ. ومن صامغار الى خاجستان «228» ، وهي موضع مسلحة وفيه حصن وهناك ملاحة كبيرة فيها ملح شاش وخجندة وغيرهما. ومن جانب منه جبل يتصل بجبل معدن الفضة، أربعة فراسخ، ومن خاجستان الى قرية تدعى ترمقان ستة فراسخ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 ومن ترمقان الى باب، وهي مدينة عظيمة من مدائن فرغانة ثلاثة فراسخ، ومن باب الى مدينة فرغانة وهي تدعى اخسيكت أربعة فراسخ. فذلك من سمرقند الى فرغانة خمسة وثلاثون فرسخا. ثم نرجع الى مفرق [الطريقين] «229» من ساباط الى مدينة شروسنة سبعة فراسخ، وهذه الفراسخ منها فرسخان في السهل «230» ، ثم الوادي، والقرى فوق ظهر الجبل يمنة ويسرة، والمسيرة في استقبال الماء ويجري في الطريقين وقد جاء «231» من المدينة. ثم نرجع «232» الى مفرق الطريقين من جهة [خجندة] «233» ، فنأخذ في طريق معدن الفضة بشاش، فمن مدينة خجندة هذه في النهر ثم المسير الى خربة عندها عين يقال لها موضع المرصد، ومن الخربة الى قصر موهنان، على فم وادي معدن الفضة فرسخان. ثم لنرجع الى مدينة شاش لنبين السير منها في طريق فرغانة. فمن مدينة شاش الى معدن الفضة سبعة فراسخ، ومن معدن الفضة الى خاجستان ثمانية فراسخ، ومن خاجستان الى ترمقان على نهر شاش بقرب القرى، ومن ترمقان الى باب ثلاثة فراسخ، وباب مدينة عظيمة من مدائن فرغانة كثيرة الخير على نهر شاش، وكان الناس لا ينزلون ترمقان لشدة الخوف من الترك، وكانوا يقطعون هذه الفراسخ في يوم وليلة. والثاني ينزلونها من ترمقان الى اخسيكت مدينة فرغانة الى قبا وهي ميمنة عشرة فراسخ، ومن قبا الى أوش وهي قرية عظيمة سبعة فراسخ، ومن أوش الى بوزكند مدينة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 خورتكين الدهقان سبعة فراسخ، ومن بوزكند23» الى العقبة [والطريق الى] «235» العقبة بين القرى متصلة متقاربة بخورتكين الدهقان، وهي مرتفعة صعبة اذا وقعت الثلوج لم تسلك مسيرة يوم، ومن العقبة الى أطباش في جبال فيها صعود وهبوط، وأطباش هذه مدينة على عقبة مرتفعة وهي ما بين التبت وفرغانة ونوشجان «236» مسيرة يوم، ومن أطباش الى نوشجان الاعلى بعض [الطريق] «237» في جبال صغار، والبعض في كلأ وعيون لا قرى فيها، ومن يسلك الطريق بجمل معه ما يحتاج اليه والسابلة يسلكونه وقلما ينجون «238» ست مراحل، ومن نوشجان الاعلى الى موضع تغزغر خاقان ملك التغزغز مسيرة ستة أيام. نرجع الى طريق كيماك. فيؤخذ من طواويس من طراز الى قريتين في موضع يقال لها كواكت «239» عامرتين كثيرتي الاهل بين هذا الموضع الى موضع ملك كيماك مسيرة ثمانين يوما للفارس المسرع، يحمل معه طعامه فقط. لان مسيره في صحارى واسعة كثيرة الكلأ والعيون وعامة الكلأ قت. ثم نرجع الى مرو فنبين الطريق منها الى طخارستان «240» ونواحيها، فمن مدينة مرو الى قرية تدعى فاز على طريق المفازة ستة فراسخ [ومن فاز الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 الى مهدي آباذ ستة فراسخ] «241» ، ومن مهدي آباذ «242» الى يحيى آباذ [منزل] «243» وسط الوادي، في هذا المنزل خانات وسكة سبعة فراسخ، ومن يحيى آباذ الى القريتين، وهذه القرية في المفازة على شط الوادي على تل كبير أهلها مجوس، وكسبهم من كري حميرهم يضربون عليها الى الافاق يقال لهم يركون، خمسة فراسخ، [ومن القريتين الى أسدآباذ سبعة فراسخ] «244» ، ومن أسدآباذ الى حوزان «245» خمسة فراسخ، ومن حوزان الى قصر الاحنف [بن قيس] قرية على الوادي تنسب الى الاحنف بن قيس أربعة فراسخ، ومن قصر الاحنف الى مدينة مرو [الروذ] الاعلى خمسة فراسخ، ثم تجاوز هذه المدينة حتى تنتهي الى موضع يقال له، قصر عمرو في الجبل على فم الشعب قدر فرسخ. ومن مدينة مرو الروذ الى ارسكن خمسة فراسخ، ومن أرسكن الى الاسراب، وهي صغيرة بيوتها أسراب في الجبل على الطريق في الشعب، سبعة فراسخ، ومن الاسراب الى كنجاباذ «246» وهي قرية من كور الطالقان [ستة فراسخ، ومن كنجاباذ الى الطالقان ستة وهي قرية من كور الطالقان] «247» الى كنجان «248» قرية عظيمة بين جبلين خمسة فراسخ، ومن كنجان الى أرغين قرية عامرة في وادي مرو فرسخ. ثم في عقبة ترابية ليست بصعبة وبعد ذلك في الجبل بعض الطريق حجارة [وفي] «249» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 العقبة عين بحجار وكله ليس بصعب أربعة فراسخ، ومن أرغين الى قصر خوط قرية عامرة في صحراء كثيرة الاهل، وهي أول عمل كورة الفاريان «250» خمسة فراسخ، ومن قصر خوط الى مدينة الفارياب قدر فرسخين. ثم المفازة التي يقال لها مفازة القاع وهي خمسة فراسخ، ومن مدينة الفارياب الى القاع في المفازة أكثر من ذلك، في صعود وهبوط، وهو سهل المنزل فيه خانات وآبار، وهو من سلطان كورة الجوزجان، وهو في صحراء تسعة فراسخ، ومن القاع الى الشبورقان في البرية «251» وايقن مثوبه، وهي كثيرة الاهل فيها منبر وهي من الجوزجان تسعة فراسخ، ومن الشبورقان الى السدرة، وهي [من] «252» كورة بلخ، ستة فراسخ كانت «253» هذه المنزلة هو الدو وليس فيه الا سكة «254» البريد وخانات، فلما كانت سنة الزلزلة في عين السدرة بخراسان، في نواحي مرو وطخارستان وهي سنة ثلاث ومائتين، تفجرت من الزلزلة عين السدرة وصارت عينا كبيرة وجرى «255» ماؤها في البرية، وهي مفازة تتصل بمرو وآمل، والغالب عليها الرمال والقصباء، وصار موضع الشجرة قرية، فيها زروع كثيرة وأشجار. ومن السدرة الى الدستجردة «256» قرية كثيرة الماء والاهل خمسة فراسخ، ومن الدستجردة الى الغور وهي قرية عظيمة أربعة فراسخ، ومن الغور الى مدينة بلخ في عمارة ثلاثة فراسخ، ومن مدينة بلخ الى سياجرد قرية عظيمة خمسة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 فراسخ، ومن سياجرد الى نهر بلخ جيحون في مفازة سبعة فراسخ، ومن مدينة الترمذ «257» الى روعان صرمنجان ستة فراسخ، وهذا النهر من أصل مدينة الترمذ «258» ، وضرب السبور وهو على صخرة ومن صرمنجان الى دارزنكي «259» قرية عامرة كثيرة الاهل ستة فراسخ، ومن دارزنكي [الى] «260» قرية تدعى الصغانيان «261» وهي عظيمة كثيرة الاهل سبعة فراسخ، ومن مدينة الصغانيان «262» الى طريق الراشت «263» خمسة فراسخ، ومن مدينة الراشت «264» الى بونذا «265» قرية عظيمة ثلاثة فراسخ، ومن بونذا الى هموران قرية المسير اليها سبعة فراسخ، ومن هموران الى اباكسوان «266» قرية عامرة ثمانية فراسخ، ومن اباكسوان الى شومان خمسة فراسخ، ومن شومان الى واشجرد [والمسير اليها في عمران أربعة فراسخ، ومن واشجرد] «267» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 الى الراشت «268» [وهي] «269» بين جبلين، وراشت أقصى بلد خراسان من تلك النواحي، وهي مما يلي فرغانة، ومنها مدخل الترك للغارة مسيرة أربعة أيام. ثم نرجع الى مدينة بلخ، والطريق منها الى طخارستان العليا: فمن مدينة بلخ الى ولاري خمسة فراسخ، ومن ولاري الى سواحي ثلاثة فراسخ، ومن سواحي الى مدينة خلم ثم في برية «270» ثلاثة فراسخ، ومن مدينة خلم الى بهار «271» منزل في المفازة لا ماء فيه، الا من بئر ينزل اليها بدرجة سبعة فراسخ، ومن بهار الى بكبانول منزل في مفازة خمسة فراسخ، ومن بكبانول الى قارض [وهي قرية] «272» عامرة «273» وهي بين صخور نهر بلخ، على ثمانية عشر فرسخا، سبعة فراسخ. واذا قد أتينا على ذلك الطريق والمسالك الى مكة، وما والاها من اليمن وغيرها، واتبعنا ذلك بما يتبعه من الطرق، الى نواحي المشرق فلنتبع ذلك بذكر الطريق الى نواحي الشمال وما ولاها: فأول ذلك الطريق العادل الى كورة اذربيجان، فمن «274» سن سميرة الى الدينور خمسة فراسخ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 ومن الدينور الى الخورجان تسعة فراسخ، ومن الخورجان الى تل وان ستة فراسخ، ومن تل وان الى سيسر «275» سبعة فراسخ، ومن سير طريقان، طريق الى البيلقان «276» عشرة فراسخ، ومن البيلقان الى بوزة «277» ثمانية فراسخ. وأما طريق الشتاء فمن سيسر «278» الى أندراب «279» أربعة فراسخ، ومن أندراب الى البيلقان «280» خمسة فراسخ، ومن البيلقان الى برزة «281» ستة فراسخ، ومن برزة الى سابرخاست «282» ثمانية فراسخ، ومن سابرخاست الى المراغة سبعة فراسخ، ومن المراغة الى ده الخرقات «283» احدى عشر فرسخا، ومن ده الخرقات الى تبريز «284» تسعة فراسخ، ومن تبريز الى مدينة مرند «285» عشرة فراسخ، ومن المراغة الى كولسرة «286» عشرة فراسخ، ومن كولسرة الى سراة «287» عشرة فراسخ، ومن سراة الى النير خمسة فراسخ، ومن سراة الى أردبيل خمسة فراسخ، ومن أردبيل الى خان بابك «288» ثمانية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 فراسخ، ومن خان بابك الى برزند «289» ستة فراسخ، ومن برزند الى بهلاب «290» اثنا عشر فرسخا، ومن أردبيل الى موقات أربعة فراسخ. فأن أريد الى فريز من برزة، فمنها الى تفليس فرسخان، ومن تفليس الى جابروان ستة فراسخ، ومن جابروان الى نريز «291» أربعة فراسخ، ومن نريز الى أرمية أربعة عشر فرسخا، ومن أرمية الى سلماس ستة فراسخ، ومن مرند الى الخان أربعة فراسخ، ومن الخان الى خوى ستة فراسخ. ومن أراد أرمينية من هذا الطريق، فمن مرند الى السرى على الوادي عشرة فراسخ، ومن الوادي الى نشوى عشرة فراسخ، ومن نشوى الى دبيل عشرون فرسخا. ومن أراد من ورثان الى برذعة، فمن ورثان «292» الى درمان ثلاثة فراسخ، ثم البيلقان سبعة فراسخ، ثم الى برذعة ثلاثة فراسخ. ثم لنأخذ في تبيين الطريق من مدينة السلام الى أكناف المغرب ونواحيه، ونبدأ بما ختم من ناحية الشمال لنصل بين ذلك وبين ما بدأنا به من المشرق، الى نواحي الشمال، وليكن أول ذلك على الموصل، فمن مدينة السلام الى البرذان أربعة فراسخ، [ومن البرذان الى عكبرا خمسة فراسخ، ومن عكبرا الى باحمشا ثلاثة فراسخ] «293» . ومن باحمشا الى القادسية سبعة فراسخ، ومن القادسية الى الكرخ خمسة فراسخ، ومن الكرخ [الى جبلتا سبعة فراسخ، ومن جبلتا الى السوقانية خمسة فراسخ، ومن السوقانية] «294» الى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 بارما سبعة فراسخ، ومن بارما الى مدينة السن الى الحديثة، برية يجري في وسطها الزاب الصغير اثنا عشر فرسخا، ومن الحديثة الى طهمان [سبعة فراسخ، ومن طهمان] «295» الى الموصل سبعة فراسخ، ومن الموصل الى بلد وهي مدينة سبعة فراسخ، ومن بلد باعيناثا سبعة فراسخ، ومن باعيناثا الى برقعيد ستة فراسخ، ومن برقعيد «296» الى أذرمة ستة فراسخ، ومن أذرمة الى تل فراشة ثلاثة فراسخ، ومن تل فراشة الى نصيبين أربعة فراسخ، ومن نصيبين مفرق طريقين، أحدهما ذات اليمين الى نواحي الشمال، المقاربة لما ذكرنا من الطرق، من المشرق اليها، والاخر الى سائر نواحي المغرب. فليكن ما نبدأ به الطريق التي تأخذ ذات اليمين من نصيبين الى دارا خمسة فراسخ، ومن دارا الى كفرتوثا سبعة فراسخ، ومن كفرتوثا الى قصر بني نازع سبعة فراسخ، ومن قصر بني نازع 29» الى آمد سبعة فراسخ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 ومن آمد الى ميافارقين ذات اليمين خمسة فراسخ، ومن ميافارقين الى أرزن، وهي أيضا مدينة تتاخم أرمينية سبعة فراسخ. والطريق الى آمد الى الرقة، ذات الشمال منها، الى شميشاط بقرب ثغور الروم سبعة فراسخ، ومن شميشاط الى تل جوفر «298» خمسة فراسخ، ومن تل جوفر، الى جرنان قرية آهلة كثيرة الاسواق، ستة فراسخ، ومن جرنان الى بامقرا «299» وبها سوق، وأهلها قليل خمسة فراسخ، ومن بامقرا الى جلاب، وهي قرية غناء على نهر سبعة فراسخ، ومن جلاب الى الرها، وهي مدينة رومية في سفح جبل، أربعة فراسخ، ومن الرها الى [حران وهي مدينة أربعة فراسخ، ومن حران الى تل محرا أربعة فراسخ، ومن تل محرا الى] «300» باجروان، وهي مدينة أربعة فراسخ، ومن باجروان الى الرقة ثلاثة فراسخ. أما الطريق من نصيبين الى الرقة فمنها الى دارا وهي مدينة في سفح جبل خمسة فراسخ ومن دارا الى كفرتوثا [سبعة فراسخ ومن كفرتوثا الى] «301» العرادة وهو منزل ثلاثة فراسخ ومن العرادة «302» الى الجرود «303» وهي مدينة فيها عيون أربعة فراسخ، ومن الجرود الى حصن مسلمة قرية فيها صهريج ستة فراسخ، ومن الحصن الى باجروان سبعة فراسخ، ومن باجروان الى الرقة ثلاثة فراسخ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 فأما الطريق من بلد ذات الشمال قرقيسيا وسنجار، وطريق الفرات: فمن بلد الى تل أعفر وهي قرية كبيرة «304» خمسة فراسخ، ومن تل أعفر الى سنجار وهي مدينة رومية خمسة فراسخ، ومن سنجار الى عين الجبال [خمسة فراسخ ومن عين الجبال] «305» الى سكير «306» العباس بن محمد مدينة على الخابور تسعة فراسخ، ومن السكير الى الغدين «307» خمسة فراسخ، ومن الغدين الى ماكسين «308» مدينة على الخابور ستة فراسخ ومن ماكسين الى قرقيسيا وهي مدينة [على] «309» الفرات والخابور «310» سبعة فراسخ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 أما الطريق من الرقة الى الثغور: [فمن الرقة الى عين الرومية ستة فراسخ] «311» الى تل عبدا سبعة فراسخ، ومن تل عبدا الى سروج ستة فراسخ [ومن سروج الى المزينة ستة فراسخ] «312» ومن المزينة الى سمسياط وهي مدينة على الفرات من الجانب الشامي ستة فراسخ، ومن سميساط الى حصن منصور وهي ثغور عليها سور حجارة ستة فراسخ، ومن حصن منصور الى ملطية في عقاب شديد، وملطية ثغر أيضا عشرة فراسخ، ومن ملطية الى مدينة تسمى كمخ «313» . وكانت ثغرا واستولى عليها العدو أربعة فراسخ، وذات اليسار الى حصن زبطرة «314» واستولى عليها العدو خمسة «315» فراسخ، ومن زبطرة الى الحدث «316» ، وهو ثغر في نحر العدو أربعة فراسخ، ومن الحدث الى مرعش وهو ثغر ليس وراءه الا عمارات العدو خمسة فراسخ. فلنرجع الى مدينة السلام لنبين الطريق منها الى نواحي المغرب اذا أخذ على طريق الفرات: فمن مدينة السلام الى السيلحين أربعة فراسخ ومن السيلحين الى الانبار ثمانية فراسخ، ومن الانبار طريق يخرج من البجس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 في البرية فيلتقي عند الرب «317» مع الطريق المستقيم [من] «318» الانبار ومن الانبار الى الرب سبعة فراسخ، ومن الرب الى هيت اثنا عشر فرسخا، ومن هيت الى الناووسة سبعة فراسخ ومن الناووسة الى آلوسة سبعة فراسخ، ومن آلوسة الى الفحيمة ستة فراسخ، ومن الفحيمة الى النهية اثنا عشر فرسخا، في البرية وعلى الفرات وهي طريق البرية ستة فراسخ، ومن النهية الى الدازقي «319» ستة فراسخ ومن الدازقي الى الفرضة ستة فراسخ، ومن الفرضة «320» يفترق الطريق الى مامنة على البرية، ومامنة على الفرات. فأما الفرات فمن الفرضة الى وادي السباع الى خليج ابن جميع خمسة فراسخ، ومن خليج ابن جميع الى الفاش «321» ستة فراسخ، ومن الفاش الى قرقيسيا، والى فم نهر سعيد ثمانية فراسخ، ومن فم نهر سعيد الى الجردان «322» أربعة عشر فرسخا، ومن الجردان الى المبارك أحد عشر فرسخا، ومن المبارك «323» الى الرقة ثمانية فراسخ، فذلك من مدينة السلام على الفرات مائة وستة وعشرون فرسخا. وأما طريق «324» البرية التي تنقسم عند الفرضة، فمن الفرضة «325» الى القمرطي ثلاثة فراسخ، ومن القمرطي «326» الى العوامل تسعة فراسخ وميل، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 ومن العوامل الى القصبة ثمانية فراسخ، ومن القصبة الى العرير تسعة فراسخ، ومن العرير الى الرصافة ثمانية فراسخ، ومن الرصافة الى الرقة ثمانية فراسخ، فذلك من مدينة السلام، الى الرقة في طريق البرية دون الفرات مائة وسبعة وعشرون فرسخا. طريق دمشق من الرصافة: من الرقة الى الرصافة ثمانية فراسخ، ومن الرصافة طريقان: أحدهما الى دمشق في البرية، واخرى على حمص في العمران. فأما طريق العمران: فمن الرصافة الى الزراعة32» ، أربعون ميلا، ومن الزراعة الى قسطل ستة وثلاثون ميلا، ومن قسطل الى سلمية ثلاثون ميلا، ومن سلمية الى حمص أربعة وعشرون ميلا. ومن حمص الى شمسين الشعر ثمانية عشر ميلا، ومن شمسين الى قارا اثنا وعشرون ميلا، ومن قارا الى البنك «328» اثنا عشر ميلا، ومن البنك الى القطيفة عشرون ميلا، ومن القطيفة الى دمشق، أربعة وعشرون ميلا. فأما طريق البرية من الرصافة الى دمشق: فمن الرصافة الى الخربة واسمها بطلاميا خمسة وثلاثون ميلا، ومن بطلاميا الى العذيب أربعة وعشرون ميلا، ومن العذيب الى نهيا عشرون ميلا، ومن نهيا الى القريتين «329» عشرون ميلا، ومن القريتين الى جرود ستة وثلاثون ميلا، جرود الى دمشق ثلاثون ميلا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 ومن سلمية الى دمشق، في طريق يعرف بالاوسط من سلمية الى فرعايا ثمانية عشر ميلا، ومن فرعايا الى ماء شريك عشرون ميلا، ومن ماء شريك الى صدد ثمانية عشر ميلا، ومن صدد الى النبك خمسة وثلاثون ميلا. ومن حمص أيضا الى دمشق على طريق البقاع: من حمص الى جوسية ثلاثة عشر ميلا، ومن جوسية الى أيعاث عشرون ميلا، ومن أيعاث الى بعلبك ثلاثة أميال، ومن بعلبك يسرة على جبل يسمى رمي خمسون ميلا. ومن أخذ بعلبك الى طبرية على طريق الدراج: فمن بعلبك الى عين الجر عشرون ميلا، ومن عين الجر الى القرعون، وهو منزل في بطن الوادي، خمسة عشر ميلا، ومن القرعون «330» الى قرية يقال لها العيون، تمضي «331» الى كفر ليلى عشرون ميلا، ومن كفر ليلى الى طبرية خمسة عشر ميلا، وفي هذا الطريق جب يوسف عليه السلام. وان أخذ الطريق الى جبال الاردن من دمشق، فالطريق المستقيم: ومن دمشق الى الكسوة اثنا عشر ميلا، ومن الكسوة الى جاسم أربعة وعشرون ميلا، ومن جاسم الى أفيق أربعة وعشرون ميلا ومن أفيق الى طبرية ستة أميال. ثم من طبرية يفترق الطريق الى الرملة فرقتين فمن طبرية الى اللجون على الطريق المستقيم عشرون ميلا. والطريق الاخر الى بيسان ستة عشر ميلا. ثم الى اللجون ثمانية عشر ميلا ومن الرملة الى مصر. ومن الرملة الى أزدود في القرى والعمران اثنا عشر ميلا ومن أزدود في القرى والعمران الى غزة عشرون ميلا، ومن غزة الى رفح في بساتين عشرة أميال وستة في رمل كثير «332» ، ومن رفح الى العريش في رمل أربعة وعشرون ميلا، ومن العريش يفترق الطريق الى طريق الجفار وهو الرمل، وطريق الساحل على البحر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 فأما طريق الجفار: فمن العريش الى الورادة ثمانية عشر ميلا، ومن الورادة الى البقارة عشرون ميلا ومن البقارة «333» الى الفرما أربعة وعشرون ميلا. [وأما] «334» طريق الساحل: فمن العريش الى المخلصة «335» ، أحد وعشرون ميلا، ومن المخلصة الى القصر حصن النصارى، وفيه ماء عذب ونخل، أربعة وعشرون ميلا، ومن القصر الى الفرما أربعة وعشرون ميلا. ومن الفرما يختلف الطريق الى الفسطاط قصبة مصر، فطريق للشتاء وطريق للصيف «336» . فطريق الصيف، من الفرما الى جرجير ثلاثون ميلا، ومن جرجير الى فاقوس الغاضرة «337» أربعة وعشرون ميلا، ومن الغاضرة الى مسجد [قضاعة] «338» ثمانية عشر ميلا، ومن مسجد قضاعة الى بلبيس أحد وعشرون ميلا، ومن بلبيس الى مصر أربعة وعشرون ميلا. وطريق الشتاء، من الفرما الى المرصد، ومن المرصد الى الغاضرة أربعة وثلاثون ميلا، بعد التقاء طريقين هناك. فأما الطريق من الفسطاط الى برقة وأفريقية والغرب أجمع، فمن الفسطاط الى ذات الساحل «339» أربعة وعشرون ميلا، ومن ذات الساحل الى ترنوط «340» ثلاثون ميلا. ثم يعدل الطريق الى الاسكندرية من ترنوط الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 هذه فمن ترنوط الى كوم شريك «341» اثنان وعشرون ميلا، ومن كوم شريك الى الرافقة «342» والسير مع النيل «343» ويعدل مع الرافقة [الى] «344» خليج الاسكندرية أربعة وعشرون ميلا، [ومن الرافقة الى قرطسا ثلاثون ميلا، ومن قرطسا الى كريون أربعة وعشرون ميلا، ومن كريون الى الاسكندرية أربعة وعشرون ميلا ومن الاسكندرية الى أبو أمينة عشرون ميلا] «345» ومن أبو أمينة «346» الى ذات الحمام ثمانية عشر ميلا. ثم نعيد السير من ترنوط «347» التي كانت المقصد اليها من ذات الساحل فمن ترنوط الى المنبر ثلاثون ميلا، ومن المنبر الى مسارس أربعة وعشرون ميلا، ومن مسارس الى ارمسا اثنا عشر ميلا، ومن أرمسا الى ذات الحمام عشرون ميلا. فيلتقي «348» الطريقان هناك، طريق الاسكندرية، وطريق برقة فيصير الطريقان واحدا، ويحمل الماء من ذات الحمام في البرية ومسايرة بحر الروم «349» حتى تنزل الحنية، حنية الروم، وهي خراب على الطريق. فمن ذات الحمام الى حنية الروم أربعة وثلاثون ميلا، ومن الحنية الى قصر العجوز، وهي قرية يقال الطاحونة ثلاثون ميلا، ومن الطاحونة الى كنائس الجون في عمران أربعة وعشرون ميلا، ومن كنائس الجون الى جب العوسج ثلاثون ميلا، ومن جب العوسج الى سكة الحمام ثلاثون ميلا، [ومن سكة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 الحمام الى قصر الشماس خمسة وعشرون ميلا، ومن قصر الشماس الى خربة القوم خمسة عشر ميلا، ومن خربة القوم الى خرائب أبي حليمة خمسة وثلاثون ميلا، ومن خرائب أبي حليمة الى العقبة عشرون ميلا] «350» ، ومنها الى قرية يقال معد خمسة وثلاثون ميلا، ومن معد الى ربوس ثلاثون ميلا، ومن ربوس الى فرمة، وهي مدينة ينزلها العمال ستة أميال، ومن فرمة الى قصر يقال له الشاهدين، الى وادي السدور، ملتف الاشجار عشرون ميلا، من وادي السدور الى قرية يقال لها باع أربعة وعشرون ميلا، ومن باع الى الندامة أربعة وعشرون ميلا، ومن الندامة الى برقة ستة أميال. أما طريق البرية فمن قصر الروم [الى مرج الشيخ عشرون ميلا، ومن مرج الشيخ الى حي عبد الله ثلاثون ميلا، ومن حي عبد الله الى جياد الصغير ثلاثون ميلا ومن جياد الصغير] «351» الى حباب الميدعان [خمسة وثلاثون ميلا ومن حباب الميدعان] «352» الى وادي «353» مخيل «354» خمسة وثلاثون [ميلا] «355» ، ومن وادي مخيل الى جب حليمان خمسة وثلاثون، [ومن جب حليمان الى وادي المغارة خمسة وثلاثون ميلا] «356» ومن وادي المغارة «357» الى تاكنست «358» ، وهي قرية للنصارى خمسة وعشرون ميلا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 [ومن تاكنست الى الندامة خمسة وعشرون ميلا] 35» ، ومن الندامة الى برقة وهي مدينة في صحراء حمراء كالبسرة خمسة عشر ميلا، والجبال منها [على ستة] «360» أميال. فذلك من الاسكندرية الى برقة. ومن برقة الى مليتية «361» خمسة عشر ميلا، [ومن مليتية الى قصر العسل تسعة وعشرون ميلا] «362» ، ومن قصر العسل الى [اوبران اثنا عشر ميلا، ومن] «363» اوبران الى سلوق ثلاثون ميلا، ومن سلوق يفترق الطريق فرقتين. فرقة على السكة، وفرقة على طريق ساحل البحر. فطريق الساحل فمن سلوق الى برسمت «364» أربعة وعشرون ميلا، [ومن برسمت الى بلبد عشرون ميلا، ومن بلبد الى أجدابية أربعة وعشرون ميلا] «365» . أما طريق السكة: فمن سلوق الى السكة ثلاثون ميلا، ومن السكة الى الزيتونة عشرون ميلا، ومن الزيتونة الى أجدابية أربعة وعشرون ميلا، فيجتمع طريق السكة وطريق الساحل في أجدابية. ثم نرجع الى ذكر مليتية، التي من برقة «366» اليها خمسة عشر ميلا. فمنها في طريق البر من مليتية الى الانبار أربعة وعشرون ميلا، ومن الانبار الى وادي الاعراب ثلاثون ميلا، يرجع من منزل شقيق «367» الفهمي الى سلوق فمن منزل شقيق الفهمي الى سلوق خمسة وثلاثون ميلا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 ويجتمع الطريقان [بسلوق] «368» فيكون طريقان الى أجدابية. ولنرجع الى ذكر مخيل الذي قلنا ان عنده «369» طريق أفريقية يسرة، فمن مخيل الى جب جراوة الى تمليس عشرون ميلا، ومن تمليس الى وادي مسوس «370» خمسة وثلاثون ميلا، [ومن وادي مسوس الى جزير أبلو] «371» ، ومن جزير أبلو الى أجدابية أربعة وعشرون ميلا. ومن أجدابية يفترق الطريق فيصير طريقين: أحدهما الى أفريقية. والاخر: الى طرابلس، ثم ومن أجدابية الى حرقرة «372» عشرون ميلا، ومن حرقرة الى سبخة «373» منهوسا ثلاثون ميلا، ومن سبخة منهوسا الى قصر العطش أربعة وثلاثون ميلا، ومن قصر العطش الى اليهوديتين وهما قريتان على شط البحر أربعة وعشرون ميلا، ومن اليهوديتين «374» الى قبر العبادي «375» أربعة وثلاثون ميلا، ومن قبر العبادي الى سرت أربعة وثلاثون ميلا، ومن سرت «376» الى القرنين ثمانية عشر ميلا، ومن القرنين الى مغمداش «377» عشرون ميلا، ومن مغمداش الى قصور حسان «378» ثلاثون ميلا، ومن قصور حسان الى المنصف أربعون ميلا، ومن المنصف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 الى تورغا «379» أربعة وعشرون ميلا، ومن تورغا الى رغوغا عشرون ميلا، ومن رغوغا الى ورداسا ثمانية عشر ميلا، ومن ورداسا الى المحتنى «380» اثنان وعشرون ميلا. ومن المحتنى الى وادي الرمل عشرون ميلا. ومن وادي الرمل الى طرابلس أربعة وعشرون ميلا، [ومن طرابلس] «381» الى مدينة يقال لها سبرة خربة أربعة وعشرون ميلا، ومن سبرة الى بئر الجمالين عشرون ميلا، ومن بئر الجمالين الى قصر الدرق «382» ثلاثون ميلا [ومن قصر الدرق] «383» الى بادرخت «384» أربعة وعشرون ميلا، ومن بادرخت الى الفوارة ثلاثون ميلا، ومن الفوارة الى قابس «385» وهي مدينة ثلاثون ميلا، ومن مدينة قابس الى بئر الزيتونة ثمانية عشر ميلا، ومن الزيتونة الى كتانة «386» أربعة وعشرون ميلا، ومن كتانة الى اليسر «387» [ثلاثون ميلا، ومن اليسر] «388» الى باب مدينة القيروان وهي مدينة أفريقية أربعة وعشرون ميلا. واذا أتينا على ذكر الطريق، شرقا وغربا وجنوبا وشمالا، فلا بأس بذكر السكك التي رتبت فيها الرجال لحمل الخرائط، وجعلت رسما للبريد، ونبدأ من الطريق أخذ شرقا وغربا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 فمن مدينة السلام: الى المدائن ثلاث سكك، ومن سكة المدائن الى جرجرايا ثماني سكك، ومن جرجرايا الى سكة جبل خمس سكك، ومن جبل الى مدينة واسط، وسكتها أول عمل كورة دجلة ثماني سكك، ومن سكة المرومة وهي أول كورة دجلة مما يلي واسط الى باذبين «389» ثلاث سكك، ومن سكة باذبين الى دير مابنه آخر عمل كورة دجلة. ومما يلي عمل الاهواز، ثلاث عشرة سكة، ومن بادس الى نهر تيرين أربع سكك، ومن نهر تيرين الى سوق الاهواز ثلاث سكك، ومن سوق الاهواز الى البرجان، آخر عمل الاهواز أربع عشرة سكة، ومن البرجان الى سكة أرجان سكة ومن سكة أرجان الى النوبندجان [سبع عشرة سكة، ومن النوبندجان] «390» الى سكة شيراز اثنتا عشرة سكة، ومن شيراز الى سكة اصطخر خمس سكك، وسكك الطريق العادل من باذبين الى البصرة فيه فيوج مرتبون، ومن باذبين «391» الى عبدس خمس سكك، ومن عبدس الى سكة المذار «392» ثماني سكك، ومن المذار الى البصرة، وكانت فيها دواب للبريد ثلاث سكك. سكك طريق المشرق مما يلي الجبل: من مدينة السلام الى الدسكرة عشرة سكك، ومن الدسكرة الى جلولاء أربع سكك، ومن جلولاء الوقيعة «393» الى مدينة حلوان عشر سكك، ومن حلوان الى نصير آباد «394» آخر عملها تسع سكك، ومن نصير آباد الى قرماسين ست سكك، ومن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 قرماسين الى خنداذ «395» آخر عمل الدينور عشر سكك، ومن خنداذ الى مدينة همذان ثلاث سكك، ومن مدينة همذان الى مشكوية، آخر عمل همذان مما يلي احدى وعشرون سكة، ومن حلوان الى شهرزور تسع سكك، ومن حلوان الى مدينة السيروان [سبع سكك] «396» ، ومن مدينة السيروان الى سن سميرة أربع سكك، ومن سن سميرة الى الدينور سكتان «397» ، ومن الدينور [الى] «398» يزدجرد آخر عمل الدينور، مما يلي زنجان ثماني عشرة سكة، ومن سكة يزدجرد الى زنجان احدى عشرة سكة، [ومن زنجان الى المراغة احدى عشر سكة] «399» ، ومن المراغة الى الميانج سكتان، و [من] «400» الميانج الى أردبيل احدى عشرة سكة، ومن اردبيل الى سكة ورثان وهي آخر سكة من عمل اذربيجان احدى عشرة سكة، ومن سكة ورثان «401» الى مدينة برذعة ثماني سكك، ومن سكة برذعة الى المنصورة أربع سكك، ومن برذعة الى المدينة المتوكلية [ستة سكك، ومن المدينة المتوكلية] «402» الى تفليس عشر سكك، ومن برذعة الى الباب والابواب خمس عشرة سكة، ومن برذعة الى دبيل تسع سكك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 سكك الطريق العادل الى قم وأصبهان: من الدور الى قم ثلاث سكك، ومن قم الى أصبهان سبعة وأربعين فرسخا، ومن مدينة قم الى سكة رود آخر عملها ما يلي أصبهان ثلاث عشرة سكة. الطريق العادل الى نهاوند: من ماذران «403» من عمل الدينور الى نهاوند ثلاث سكك. الطريق العادل من ركاد الى قزوين: من ركاد الى قزوين سكة. الطريق الاخذ الى أكناف نواحي المغرب، من بغداد الى البردان سكتان، ومن بردان الى عكبرا أربع سكك، ومن عكبرا الى سر من رأى سبع سكك، ومن سر من رأى الى جبلتا سبع سكك، ومن جبلتا الى السن عشر سكك، ومن السن الى الحديثة تسع سكك، ومن الحديثة الى الموصل سبع سكك، ومن الموصل الى أول عمل بلد سكة، ومن آخر عمل الموصل الى سكة بلد ثلاث سكك، ومن بلد الى أذرمة تسع سكك، ومن أذرمة الى نصيبين ست سكك، ومن نصيبين الى كفر توثا ثلاث سكك، [ومن كفر توثا الى رأس عين عشر سكك] «404» ، ومن رأس عين الى الرقة خمس عشرة سكة، ومن الرقة الى [النقيرة] «405» آخر عمل ديار مضر عشر سكك. ومن النقيرة الى منبج «406» خمس سكك، ومن منبج الى حلب تسع سكك، ومن حلب الى قنسرين ثلاث سكك، ومن قنسرين الى أول عمل حمص سكة واحدة، ومن سكة المرج وهي أول سكة تلي عمل قنسرين الى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 صوران «407» سبع سكك، ومن صوران الى حماة سكتان، ومن حماة الى حمص [أربع سكك، ومن حمص الى المحمدية أربع سكك] «408» ، ومن المحمدية الى بعلبك خمس سكك، ومن بعلبك الى دمشق [تسع سكك، ومن دمشق] «409» الى دير أيوب آخر عملها سبع سكك، ومن دير أيوب «410» الى طبرية ست سكك، ومن طبرية قصبة الاردن الى اللجون من عمل الاردن [أربع سكك، ومن اللجون قصبة الاردن] «411» الى الرملة [قصبة فلسطين تسع سكك، ومن الرملة الى] «412» آخر عمل فلسطين وهي سكة المعينة تسع سكك، ومن سكة المعينة الى آخر طريق الجفار وهي سكة الدارورة سبع عشر سكة. الطريق العادلة من نصيبين الى أرزن وخلاط: من نصيبين الى [مدينة] «413» أرزن احدى عشرة سكة، ومن بدليس الى خلاط أربع سكك. الطريق العادلة من كفر توثا «414» الى شمشاط «415» : من كفر توثا الى آمد سبع سكك، ومن آمد الى تل جوفر سكتان، ومن تل جوفر الى شمشاط «416» ست سكك، ومن شمشاط الى قاليقلا سكتان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 الطريق العادلة من الحصن الى الثغور الجزرية على حران والرها: من الحصن الى حران ثلاث سكك، [ومن حران الى الرها سكتان، ومن الرها الى سميساط] «417» ثلاث سكك، ومن سميساط الى حصن منصور سكتان. الطريق العادلة من ديار مضر الى طريق الفرات: من الرقة الى سكة دبا آخر عمل ديار مضر تسع سكك. سكك الطريق العادلة من منبج الى الثغور الشامية: من حلب الى قنسرين تسع سكك، ومن قنسرين الى انطاكية أربع سكك، ومن انطاكية الى اسكندرونة أربع سكك، ومن اسكندرونة الى المصيصة سبع سكك، ومن المصيصة الى أذنة ثلاث سكك، ومن أذنة الى طرسوس خمس سكك، ومن المصيصة الى عين زربة سكتان. نرجع الى الطريق العادلة من طبرية الى صور: من طبرية الى صور سبع سكك. طريق الفسطاط الى الاسكندرية ثلاث عشرة سكة، ومن الاسكندرية الى جب الرمل مما يلي برقة ثلاثون سكة. وما لم نذكر من سكك النواحي فهو للغنى بما ذكرناه [من المسافة بينهما، ولكن هذا آخر ما نذكره في هذه المنزلة إن شاء الله] «418» . تمت المنزلة الخامسة من كتاب الخراج وصنعة الكتابة والحمد لله رب العالمين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 المنزلة السادسة من كتاب الخراج [بسم الله الرحمن الرحيم] «1» الباب الاول: في ان اكثر امر الارض «2» في الهيئة والقدرة والمساحة والوضع والعمارة فانما اخذ من الصناعة النجومية وكيف ذلك. الباب الثاني: في قسمة المعمور من الارض. الباب الثالث: في وضع البحار من الارض المعمورة ومسافتها والجزائر منها. الباب الرابع: في الجبال التي في المعمورة منها وعددها «3» واقرار المشهورة منها. الباب الخامس: في الانهار والعيون والبطائح التي في المعمورة وأعدادها، واقرار المشهور منها. الباب السادس: في مملكة الاسلام، واعمالها، وارتفاعها. الباب السابع: في ذكر ثغور «4» الاسلام والامم والاجبال المطيفة بها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 قال قدامة بن جعفر: ما ينبغي لمن يرشح نفسه من الكتابة للرئاسة العالية، أن لا يكون «1» جاهلا بأمر الاراضي ووضعها ونخيل اقطارها وعلم غامرها وما لا يبلغه العمران منها ومعرفة ثغور الاسلام، وأحوال الاجبال والامم المطيفة بالمملكة التي يريد تدبيرها. وقد كنا وعدنا في صدر كتابنا، الكلام في هذه الامور، وذكر ما يحتاج اليه منها، من كان ضابطا للترتيب الذي رتبنا عليه، أسباب الكتابة ولم يلزم المزيد «2» لبلوغ الغاية القصوى منها أن يكون ما هو فيه علم. ان هذا موضع الكلام في أمر الاراضي وأحوالها، وينبغي أن نبين الان من ذلك ما يجب تبينه بعون الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 الباب الاول في أن أكثر أمر الارض في الهيئة والقدر والمساحة والوضع والعمارة فأنما أخذ من الصناعة النجومية وكيف ذلك. لما احتيج الى علم أحوال الارض في شكلها ومقدارها، ومساحتها، وأوضاع البلدان فيها، ومبلغ المعمور وما لا يلحقه العمارة منها، وكان الوقوف على حقيقة ذلك بالمعاينة وادراكه بالمشاهدة، متعذرا على الانسان لقصور عمره وعجزه عن القدرة على الوصول الى المواضع التي يحتاج الى مشاهدتها، لتحصيل أمرها. عاد الى ما أعطاه الله تعالى بلطفه، من قوة التمييز، الذي اذا عجز خمسه عن بلوغ ما يريده لضعفه، كان في هذه القوة عوض له مما نقصه، فاستخرج أولا: شكل الارض، بأن وجد الشمس تطلع في المشرق أول النهار. ثم تغيب في المغرب آخره ثم تعود «1» كذلك في اليوم الثاني، فعلم ان شكل ما يدار عليه من الاجسام، لابد من أن يكون وسطا لما يدور حواليه. واذا كان وسطا لم يحل أن يكون مستديرا أو ذا هيئة اخرى غير الاستدارة. فلو ان شكله كان غير مستدير للزمته [على] «2» طول الازمان الاستدارة، لان زواياه وزوائده، كانت تندرس لكثرة مرور الاشياء المصادمة له، مثل الريح والامطار وغيرها من الآثار. فكان يعود الى الكريه كما يوجد في الحصى الذي في البحر من ان أكثره قد صار أملس مستدير الطول «3» ، ملاقاته ما يلقاه من الاجسام المصادمة له الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 التي أزالت الزوايا منه، واذهبت التضريس عنه. ثم استخرج علم مساحة الارض من النجوم وذلك انه لما لم يكن الى علم مساحة الكرة سبيل الاستخراج أعظم دائرة تقع عليه وهي التي تقسمها «4» نصفين، وكان استخراج هذه الدائرة بالذراع ومباشرتها بالفعل متعذرا. أما واحدة فلحاجة الانسان الى قطع دور الارض بجسمه وذلك غير ممكن لما وصفناه من ضعفه وقصر عمره. وأما ثانية فلانه لو كان قادرا على ذلك لم يأمن أن يلقاه في وجهه اذا أمعن في السير للمساحة والذرع ما يعوقه عن وجهه من الجبال الشامخة والاودية المنقعرة والبحار المنكرة والامم المختلفة المذاهب والخلائق قصد كسوفا قمريا في مدينتين من المدن التي تحت خط واحد من الخطوط الموازنة لفلك معدل النهار، وأخذ قدر المسافة بين هاتين المدينتين فقايس به ما بين وقتي الكسوف فيهما، فجعل للمدة من الزمانين قسطا من المسافة بين البلدين، وعمل على ذلك في زمان مسير الشمس يوما وليلة، وهو دور الارض فنسب مسافة الارض من درج الفلك. ونبين به ما أراد تبينه وما أرى أكثر من تعدا هذا الموضع ممن لم يطالع أشياء من صناعة النجوم، بتحققه ولا بأس ان تبسطه ليظهر عند من لم يكن عارفا بهذه الصناعة، وما أردناه به. فنقول: ان البلدين اللذين استخرجا قسط ما يخص الاجزاء الفلكية ومسافة ما بينهما هما بلدان عرضهما واحد، ومعنى عرض البلد بعده عن معدل النهار وهو خط الاستواء فان لم يكن هذان البلدان في الطول الذي هو بعده ما بين المشرق والمغرب مسافة ما قصد كسوف قمري، وكان مثلا في البلد المشرقي على ساعتين من الليل، وفي المغربي على ساعة وكانت مسافة ما بينهما من الاميال ألف ميل فيعلم «5» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 ان قسط الدرجة وهي جزء من خمسة عشر جزءا من الساعة المنسوبة من مسافة ما بين البلدين المذكورين ستة وستون ميلا وثلثا ميل، فضربت هذه الاميال في أجزاء الفلك المسماة بالدرج وهي ثلثمائة وستون جزء، فخرج من الضرب أربعة وعشرون ألف ميل فحكم بأن ذلك دور الارض وهو ما كان لو احتيج الى مساحته «6» بالمساحة الارضية تعذر للاسباب التي بيناها. فأما علم المعمور من الارض مما لا يصلح فيه العمارة، فكان الاستدلال عليه أيضا مع الاخبار الصحيحة التي قبلها بطليموس من رسله وقايس بها غيرها بما صح عنده من الاخبار المتقدمة قبله من جهة الكواكب أيضا. وذلك ان هذا الرجل ضعف آراء من نظر في أمر المعمورة من الارض مما لا يصل اليه العمارة مثل مارسيوس ومثل طيملسالس وابرخيس وغيرهم، في قبولهم أقوال التجار الذين أخذوا الاخبار عنهم وقال: التجار لا يؤمن تخرصهم فيما يحكونه قصدا للمماراة والمفاخرة لبلوغ المواضع التي يدعون بلوغها وانفذ رسلا قاصدين لتعرف حقيقة ما أراد أن يعرفه من أمر المواضع في الجهات، واعتمد من له النظر والفهم، والبعد من التزيد والكذب. يعمل على أخبارهم مقايسا لها بما وجده من الادلة النجومية، وكان استدلاله من جهة الكواكب، انه نظر في مسير الشمس الخاص لها وفي ادارة فلك الكل أياها فوجد لها بها دينا وموضع فلكها المنسوب اليها لزوما لذلك قربا منه في وقت وبعدا آخر «7» وانحرافا عنه في غير ذلك الوقت، وذلك أن يكون الزرع والضرع اللذان يجدهما في موضع يسمى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 عامرا «8» وهو بالاعتدال في الهواء «9» ، وبطول العمارة، وعدم الحرث والنسل، انما يكون بأفراط اداة الحر والبرد. ووجد الاعتدال، انما يكون باعتدال مسير الشمس منه والارتفاع عن الموضع والقرب منه والافراط في الحر والبرد انما يكون، أما بأن يجتمع بموضع الوبر «10» في الجو والمسامته معا، أو الدوام واتصال «11» الطلوع فيسخن «12» الهواء سخونة تحترق «13» بها الحيوان والنبات، ولا يستقيم أمرها فيه أو يجتمع في موضع آخر الى البعد عن المسامتة والارتفاع في الجو والمقاربة في الطلوع اليه فيبرد «14» هواه بردا يكثر «15» معه الثلوج ويشتد الصهر والزمهرير، فلا يتم فيه عمارة ويهلك الحرث والنسل بواحدة. ووجد الشمس اذا كانت في المنقلب الصيفي، والابراج الشمالية كان بين الموضع الذي عرضه أربع وستون جزءا، وبين الشمس أربعون جزءا، وتسع دقائق وعرض بغداد ثلاثة وثلاثون جزءا وخمس عشرة دقيقة. واذا كانت الشمس عالية في المنقلب الصيفي كعلوها اذا كانت في سبع عشرة درجة في الميزان، وهو أول تشرين الاول ولكن الشمس اذا كانت في المنقلب الصيفي كانت قريبة من بعدها الا بعد في الجو وكان الموضع الذي عرضه أربعة وستون جزءا «16» في الصيف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 أبرد كثيرا من زمان بغداد وفي أول تشرين الاول اذا كان الموضع الذي عرضه أربعة وستون جزءا. على هذه الحال في الصيف فهو الشتاء لا يسكن فيه البتة لشدة البرد فيه لا سيما اذا انضاف مع ذلك قصر نهاره وطول ليله، وان النهار يكون في ذلك الموضع في الشتاء ساعتين وسبع ساعة، والليل احدى وعشرين «17» ساعة وستة أسباع ساعة، وانما من هذا الموضع الذي يبطل نهاره في الشتاء، وليله في الصيف جزءان وبعض الاجزاء، لان الموضع الذي يبطل نهاره في الشتاء، وليله في الصيف هو الموضع الذي عرضه ستة وستون جزءا وتسع دقائق، لان ميل تلك البروج جزءا واحدى وخمسون دقيقة، والشمس تكون في المنقلب الشتوي في الابراج الجنوبية وهي الناحية البعيدة عنا لان مساكننا انما هي نحو الشمال، فاذا زيد ميل الشمس في الجنوب على عرض الموضع الذي وصفنا، وقلنا انه ستة وستون جزءا وتسع دقائق بلغ ذلك تسعين جزءا فحينئذ لا يوجد للشمس على ذلك الموضع ارتفاع ولا فيه طلوع الى ان يعود بعد ستة أشهر الى المنقلب الصيفي فاذا كان الصيف دام طلوعها عليه ستة أشهر اخرى، فلم يكن لها غيبة عنه بما قدمنا شرحه. فقد وافق هذا الاستدلال المبين شرحه من حركة الشمس ما ذكره بطليموس عن رسله وعمن قبله قوله ممن عنى بهذا الامر ومحص عنه قبله. وذلك انه حكي عنهم ان أقصى ما وجد من العمارة في جهة الشمال، الجزيرة المعروفة بتولى التي عرضها- وهو بعدها عن خط الاستواء- ثلاثة وستون جزءا. وأطول النهار في هذا الموضع يكون عشرين ساعة «18» فهذا ما يدل عليه النظر ووافقه الخبر من مبلغ حد العمارة في ناحية الشمال. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 وأما جهة الجنوب فلما كان افراط الحر مانعا من كون العمارة في الموضع كما ان افراط البرد مانع منها أيضا، كان أشد المواضع حرا هو الموضع الذي يجتمع فيه الى مسامته الشمس أياه دنوها منه وانحطاطها عليه وهذا الموضع فهو من وراء خط الاستواء بواحد وعشرين جزءا وخمس وثلاثين دقيقة في الجنوب، حيث مسامته الشمس وهي في غاية دنوها الى الارض وذلك اذا كانت من الابراج الجنوبية في خمس درج ونصف من القوس. وقد ذكر بطليموس عن «19» رسله ومن وافق عليه من تقدمه ان نهاية ما وجدوه من العمارة في الجنوب وراء خط الاستواء ستة عشر «20» جزاء وربع وسدس وهذا الموضع فالشمس بسامته اذا كانت في ثلاث عشرة درجة من العقرب فبين الموضع الذي أتت الاخبار ببلوغ العمارة اليه وبين ما أوجب الاستدلال بمجرى الشمس منه يسير، يجوز أن تكون العمارة لم يتجاوز للتشابه بينه وبين الموضع المتقدم ذكره بالمجاورة فاذ قد وضح من الارض مبلغ أقصى العمارة من جهتي الشمال والجنوب ما وضح بالدليل الذي وافقته الاخبار فلنذكر كيف قسم المعمور من الارض. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 الباب الثاني [في] «1» قسمة المعمور من الارض قد قسمت الامم المعمور من الارض على ضروب من الاقسام فأول الاقسام ما يروي ان الله بعث ملكين فقسما الارض ثلاثة أقسام وأتيا بالقسمة الى نوح فكتبا له ثلاث قرع على تسمية بنيه سام، وحام، ويافث وألقيا القرع «2» في اناء، وقالا: أدخل يدك فاخرج على اسم واحد. فأدخل يده على اسم سام فخرج من وسط الارض وهو من حد النيل الى حد الترك. ثم أدخل يده المرة الثانية على اسم يافث فخرج له من حد سام الى مستدار بنات نعش. ثم أدخل يده المرة الثالثة على اسم حام فخرج من حد سام الى مطلع سهيل، فلما رأى ذلك عليه السلام سر به اذ صار فيما يخص به سام ثلاث أماكن مقدسة يعبد فيها الله وهو مكة، وبيت المقدس، وطور سيناء. فأعلم ذلك سام ودعا له بالبركة ولا يزال الله يعبد ويمجد في قسمه. واستخلفه على ولده وجعل الوصية اليه ودعا لكل واحد منهم بالصلاح «3» فلما أراد نوح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 تفصيل القسمة بين ولده على ما خرجت القرعة خرج لسام ما بين النهرين، نيل مصر والفرات، وما بعد ذلك الى أرض حلوان. ثم ما ارتفع في الشمال الى الروم والبرجان وما على سيف البحر في الجانبين عنها على نهر جيحان ثم في المشرق الى تخوم أرض عدن والشجر. وخرج ليافث من حد حلوان الى أرض خراسان والجبل، وأرض أصبهان، والديلم، وبرجان، والببر، والطيلسان والترك، والخزر والارمن واللان. وخرج لحام مما يلي: اليمن من بلاد الزنج والهند والسند والصين، ثم في الغرب بلاد النوبة والبجة والبربر والجزائر من البحار المشرقية والمغربية كلها. فهذه قسمة الارض على ما أجراها نوح في ولده وبارك في ولد سام خاصة ودعا بأن تكون النبوة «4» فيهم، وكانت شهادة الابد. وكانت الملوك تقسم مملكتها أربعة أقسام، فجزء منها أرض الترك والخزر، وهو ما بين مغارب الهند الى مشارق الروم. وجزء ما بين أرض الترك الى الهند، وهو أرض السودان وجزء من عمان الى مكران وكابل وسجستان وطخارستان. وجزء ينسب الى بلاد فارس ويسمى بلد الجامعين، وهو ما بين نهر بلخ ومنتهى أذربيجان وأرمينية الى الفرات والقادسية. وكانوا أيضا يعتقدون في هذا القسم انه سرة الارض ووسطها، وانه لذلك اعتدلت ألوان أهله واقتدرت أجسامهم، فخلوا من شقرة الروم، وسواد الحبشة، وغلظ الترك والخزر، ودماثة أهل الصين، ويقال: انهم كانوا يجزون البلاد على المشرق والمغرب والشمال والجنوب، وكانوا يسمون ما بين مطلع الشمس في أطول النهار الى مطلعها في أقصره خراسان، وهو الى صاحب ربع المشرق وما بين مغيب الشمس في أطول النهار ومغيبها في أقصره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 جزء ايران. وهو المغرب للشمس فكان الى صاحب ربع المغرب، وما بين مطلع الشمس في أول النهار الاقصر الى مغيبها في آخر النهار الاطول (يمرون) وهي ناحية الجنوب، وكان ذلك الى والي اليمن، وما بين مطلع الشمس في أول النهار الاطول الى مغيبها في آخر النهار الاقصر (باصر) وهي ناحية الشمال فكان ذلك الى أول أذربيجان هذه قسمة الفرس. وأما الروم فأنهم قسموا المعمورة من الارض، أول قسمة ثلاثة أقسام، فجعلوا الاول، من حد البحر المحيط وهو البحر الاخضر من ناحية الشمال، والخليج الذي يخرج الى حد تيطوس من البحر الاخضر الى بحر الروم «5» وهو البحر الشامي، وكانت هذه القطعة من الارض كالجزيرة لانها من ناحية الشمال والمغرب البحر الاخضر، ومن ناحية الجنوب، وبعض الشرق بحر الشام وسموه باليونانية أروفى والقسم الثاني: أما جهة المغرب فالبحر الاخضر، ومن ناحية الشمال بحر الروم ومن ناحية الجنوب بحر الحبشة، ومن ناحية المشرق عريش مصر وسموا هذا القسم لوبية. والقسم الثالث، لما بقي من العمران من هذا الحد الى أقصى المشرق وحدود ذلك. أما من جهة المغرب فنيل مصر والعريش وآئلة. وأما من جهة الجنوب فبحر اليمن والهند. وأما من ناحية المشرق الى أقصى عمارات الصين فسموا هذا القسم أسبنة الكبرى، وحدوا [هذه] «6» الاقسام الثلاثة بحدود اخرى. فأما أسبنة فآخر حدودها بحر الحبشة من المشرق والى «7» نهاية المشرقية الى مصر. والحد الثاني عرض الطريق فيما بين هذا البحر وبحر الشام وسواحله، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 وجبل اللكام «8» مادا الى أقصى العمارة من جهة الشمال. والحد الثالث نهاية هذا الحد من جهة هذا الشمال الى المشرق. والحد الرابع أوقيانوس، وهو البحر والمحيط المشرقي والفيافي التي تليه الى بحر الحبشة. وأما لوبية «9» فحدها الغربي بحر الحبشة، والحد الثاني غرب الشام وبرقة وأفريقية والاندلس حتى يتصل ببحر أوقيانوس المغربي 1» . والحد الثالث الجزائر المسماة الخالدات «11» التي من بحر اوقيانوس المغربي والفيافي التي تليه ذاهبا الى الجنوب. والحد الرابع الفيافي الجنوبية على الاتصال الى أن تعاد الى بحر الحبشة المغربي الذي عند مصر وهو بحر القلزم. وأما أروفى فحدها من جبال اللكام وما والاها مادا الى بحر اوقيانوس الشمالي، والحد الثاني، اوقيانوس الشمالي ذاهبا الى نهاية العمارة من جهة المغرب. والحد الثالث، أوقيانوس المغربي ذاهبا الى بحر الروم وهو المشترك بين أروفى ولوبية. والحد الرابع، هو البحر الرومي من البحار الى حد ما يلي لوبية ذاهبا حتى ينتهي الى ساحل الشام في تمام «12» الحد الاول حتى ينتهي الى جبال اللكام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 والقطع المسمى اتينة من هذه القطوع الثلاثة، يأخذ مما يلي الطول من المشرق الى المغرب، منحرفا الى جهة الشمال، والقطع المسمى لوبية، يأخذ من الثلث الثاني قريب من الثلثين مساويا بحر أتينة «13» في العرض من الجنوب الى الشمال الى قدر الثلثين من العرض، والباقي للقطع المسمى باروقى وجميع ذلك، فمقداره من جملة مساحة نصف السدس وشيء يسير، لانه لما كان الحول من المشرق الى المغرب مائة وثمانين جزءا، وهو نصف دورة الارض، ووجدت العمارة من خط الاستواء الذي هو غاية الجنوب، انما هو مبلغ ثلاثة وستين جزءا من جهة الشمال، وكان ضرب مائة وثمانين الذي هو النصف في ستين الذي هو السدس [ونصف السدس] «14» وقسط الزيادة من مضروب النيف الذي على السدس في النصف الذي يظن يأخذ العشر الجزء من الارض الباقية بعد نصف السدس المعمورة أكثرها ان تجاوز ما بار نصف السدس من الجهة الجنوبية الذي يكون الشمس من المجرى عليه مثل ما لها في المجرى من الجهة الشمالية انه عامر كعمارة ما عندنا والله أعلم، اذا كان وصول من في هذه الجهة الى تلك، ومن في تلك الى هذه متعذرا من ناحيتي الشمال والجنوب فلما بيناه من حال البرد في الشمال والحر في الجنوب. وأما من جهة المشرق «15» والمغرب، فليس لعلة ظاهرة لانه ليس يوجد مانع يمنع من النفاذ على الخطوط الموازية لمعدل النهار، في المواضع المغمورة ظاهرا وباطنا، الا انه لم نجد مخبرا يخبر بوصوله الى تلك المواضع ولا رآه راي العين ولعل العائق عن ذلك والمانع منه أحوال أرضية ومن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 بحار متعددة المسلك، وجبال شاهقة المصعد، وأودية «16» لا يمكن فيها المنحدر، ومفاوز يتعذر فيها وجود ما يشرب، وما جاء «17» من هذه الاسباب ما يقطع. فأما قسمة ما هو عامر من الارض بالاقسام المسماة الاقاليم، فأنهم جعلوها سبعة وبدوا قسمتها من خط الاستواء، وهو مبتدأ الجنوب حيث تكون أرض الحبشة، والهند الى غاية العمارة في الشمال، على حسب ما بيناه فيما تقدم. وفرضوا الاقاليم وأخذوا في الطول من المشرق الى المغرب، وجعلوا الاقاليم على التوالي واحدا بعد واحد، الى حيث تكون ساعات نهار الصيف «18» فيه عشرون ساعة، والليل أربع ساعات. والاول من الاقاليم وحده من المغرب الجزائر التي في البحر الاخضر، وناحية الاندلس الى أقصى عمارات الصين، ومسافة ما بين هذين الموضعين اثنا عشر ألف ميل، وطول ذلك من الزمان اثنتا عشرة ساعة، أما يوم أو ليلة لان الشمس اذا غابت في هذه الجزائر طلعت بالصين وعرض الاقاليم الاول من تحت معدل النهار الى مقدار ما يبعد عنه بعشرين درجة وثلاث عشرة دقيقة. وأطول نهار وسطه ثلاث عشرة ساعة يزيد على الاستواء ساعة ويسمى هذا الاقليم الاول مرايس «19» وهي مدينة الحبشة. وأما الاقليم الثاني من حد الاقليم الاول في العرض وهو عشرون درجة وثلاث عشرة دقيقة الى سبع وعشرين درجة واثنى عشر دقيقة وأطول النهار في وسطه ثلاثة عشرة ساعة ونصف يزيد على الاستواء ساعة، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 ولا طول فيه الى ناحية الجنوب اذا كانت الشمس في الجوزاء والسرطان واسمه أقليم أسوان وهي المدينة التي على تخوم البجة «20» وأرض مصر. والاقليم الثالث من حد الاقليم الثاني في العرض وهو سبع وعشرون درجة واثنتا عشرة دقيقة الى تمام ثلاث وثلاثين درجة وتسع وأربعين دقيقة، وأطول نهار وسطه عشرة ساعة ويسمى اقليم مصر. والاقليم الرابع من حد الاقليم الثالث التي تتمته ثماني وثلاثين درجة وثلاث وعشرين دقيقة وأطول نهار وسطه أربع عشرة ساعة ونصف ويسمى اقليم انطرسوس «21» . والاقليم الخامس من غاية الاقليم الرابع الى تمام، اثنتين وأربعين درجة وثماني عشرة دقيقة، وأطول نهار وسطه خمس عشر ساعة ويسمى اقليم روذش. والاقليم السادس من غاية الخامس الى تتمه سبع وأربعين درجة ودقيقتين وأطول النهار في وسطه خمس عشرة ساعة ونصف ويسمى اقليم بنطوس. لان خطه على وسط بحر بنطوس «22» . والاقليم السابع من حد الاقليم السادس الى تتمته ثمان وخمسين درجة وخمسين دقيقة وأطول نهار وسطه ست عشرة ساعة وما تبلغه العمارة فيما بعد ذلك منسوب الى هذا الاقليم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 الباب الثالث في وضع البحار من الارض المعمورة «1» ومسافتها والجزائر منها أعظم البحار عندنا هو البحر المساوي في الطول لخط الاستواء المعروف بالمشرق وهو أخذ من أقصى بلاد الحبشان التي في المغرب الى أقصى بلاد الهند في المشرق وطوله على هذا السمت ثمانية آلاف ميلا وعرضه في الشمال ألفان وسبعمائة ميلا مجاور جزيرة استوى الليل والنهار في العرض بألف ميل وتسعمائة ميلا. ومن هذا البحر خليج يخرج من أرض الحبشة ويمتد الى ناحية البربر يسمى الخليج «2» البربري. ومقدار طوله في الجهة التي يأخذ اليها خمسمائة ميلا، وأصل الذي يبتدأ منه في البحر الاعظم مائة ميل وخليج آخر يمر بالمدينة المسماة آئلة، طوله منذ [أن] «3» يبتدأ الى حيث ينتهي ألف وأربعمائة ميلا وعند منتهاه في المغرب والموضع المتصل بالبحر الاخضر، مائتا ميلا، وهذا «4» البحر الاخضر يعرف بالمحيط، وباليونانية أوقيانوس ولا يعلم من أين أمره، الا ما يلي ناحية المغرب في أقصى أرض الحبشة، ومما يلي ناحية الشمال فقط، فأن فيه من ناحية المغرب الجزائر المسماة بالخالدات «5» ، وجزيرة اخرى تسمى غديبة «6» تقابل بلاد الاندلس، عند خليج عرضه سبعة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 أميال، يخرج من البحر الاخضر ويمر بين الاندلس وطنجة، ويسمى سبطا «7» ، وينفذه الى بحر الروم، وفيه أيضا من ناحية الشمال اثنتا عشرة جزيرة، وهي الجزائر التي تسمى جزائر براطانية «8» . فأما اذا بعد هذا البحر المسمى بالمحيط فان السفن لا تجري فيه ولا يعلم أحد من البشر حاله. وأما بحر الروم ومصر فأبتدأوه من عند هذا الخليج، بين بلاد الاندلس وطنجة آخذا نحو المشرق حتى يمر بسواحل الشام، وطوله من حيث يبتدأ خمسة آلاف ميلا، وعرضه في موضع ستمائة ميلا، وفي آخر سبعمائة ميلا، وفي آخر ثمانمائة [ميلا. وفيه خليج يخرج الى ناحية الشمال بالقرب من بلد رومية طوله خمسمائة ميلا] «9» يسمى ادريس «10» . وفيه خليج آخر يخرج من الارض المعروفة بنربونة يكون طوله مائتي ميلا، وفي بحر الروم مائة واثنتان وسبعون جزيرة، كان جميعها عامرا فأخرب المسلمون أكثرها بالمغازي اليها، منها خمس عظام وهي جزيرة قبرص «11» التي تحت ساحل دمشق، ويحيط بها ثلثمائة وخمسون ميلا، وجزير أقريطش حيال برقة واحاطتها ثلثمائة ميلا، وجزيرة صقلية حيال أفريقية يحيط بها خمسمائة ميلا، وجزيرة سرتانية «12» حيال افرنجية، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 وبلاد تونس واحاطتها ثلثمائة ميلا، وجزيرة يابس «13» حيال الاندلس يحيط بها مائتا ميلا. وأما بحر قنطوس «14» فأنه يمتد من الشمال عند المدينة المسماة «15» لارقة وراء قسطنطينية وطوله ألف ميلا وثلثمائة ميلا في عرض ثلثمائة ميلا ويدخل فيه البحيرة المسماة طابسين وهي تجري من ناحية الشمال من الجزيرة التي في البحر الاخضر المسماة ماطوس، وطول هذه البحيرة من المشرق الى المغرب ثلثمائة ميلا وعرضها مائة ميلا ويسيل منها خليج عند قسطنطينية حتى يصب في بحر الروم وطوله من حيث ابتدائه من مدينة قسطنطينية الى حيث يصب مائتان وستون ميلا فيه سفن وعرضه مختلف. فأما عند قسطنطينية ثلاثة «16» أميال، وفي موضع آخر ستة أميال، وفي موضع آخر ميل وأكثر وأقل، ويكون عرضه عند مصبه مقدار غلوة، وبذلك الموضع صخرة عليها برج مبني وفيه من قبل الروم من يفتش السفن «17» . والبحر المشرقي الكبير الذي تقدم وصفنا أياه. وقولنا ان طوله ثمانية «18» آلاف ميلا وذكر خليجة الممتد الى بلاد البربر، وخليج آخر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 يسمى الخليج العربي «19» ، وهو المعروف ببحر العرب طوله ألف وأربعمائة ميلا عرضه في موضع منشأته من البحر الكبير عند الموضع المعروف برأس الجمجمة، وهو المغرب من بلاد المغرب في بلاد مهره من اليمن، وبإزائه من المشرق بلد الديبل من السند خمسمائة ميلا ومنتهاه نحو البصرة مائة وخمسون ميلا، وبين هذا الخليج المسمى بحر العرب، والخليج المسمى بحر القلزم الذي ذكرنا، انه يمر بأيلة بأرض اليمن وأرض الحجاز، وجزيرة العرب ومسافة ما بينهما ألف وخمسمائة ميل. ويخرج من البحر الاكبر عند تهامة «20» بأرض الهند خليج رابع يسمى الخليج الاخضر، يكون طوله ألف وخمسمائة ميلا وفيه الجزائر العامرة وغير العامرة ألف وخمسمائة وسبعون جزيرة، منها الجزيرة العظيمة المقابلة لارض الهند المسماة سرنديب «21» ، ومقدار دورها ثلاثة ألف ميلا، وفيها جبال عظام، وأنهار ومدائن كثيرة وفيها معدن الياقوت كله وحول هذه الجزيرة تسع عشرة جزيرة عوامر فيها قرى ومدائن. وأما بحر جرجان وهو الذي بالباب والابواب، وهو بحر خوارزم طوله من المغرب الى الشرق ثمانمائة ميلا وعرضه ستمائة «22» ميلا وفيه جزيرتان مقابلتان لجرجان كانتا «23» فيما مضى عامرتين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 الباب الرابع في الجبال التي في المعمورة وعددها واقدار المشهور منها قد وجد خلف خط الاستواء في الجنوب وقبل الاقليم الاول جبال تسعة، منها خمسة متقاربة المقادير الا ان أطولها ما بين الاربعمائة ميلا الى الخمسمائة ميلا ونحو ذلك. ووجد أيضا هناك جبل طوله تسعمائة ميلا، وجبل العمر وطوله نحو ألف ميل، وجبل بعضه وراء خط الاستواء، وبعضه في الاقليم الثاني، وجبل بعضه في الاقليم الاول وسائره خلف ظهر الاستواء، وطوله أربعمائة ونيف وأربعون ميلا. وأما الاقليم الاول، فالذي وجد فيه من الجبال تسعة عشر جبلا منها جبل سرنديب، وطوله مائتان ونيف وستون ميلا، والجبل المحيط ببحيرة الياقوت وهو مستدير الشكل كشكل السفط. وأما الاقليم الثاني، ففيه من الجبال سبعة وعشرون جبلا منها جبل كرمان ثلثمائة ونيف وثلاثون ميلا. أما الاقليم الثالث، ففيه أحد وثلاثون جبلا. وأما الاقليم الرابع ففيه أربعة وعشرون جبلا منها جبل الثلج بدمشق وطوله ثلاثة وثمانون ميلا، وجبل سنير من هذه الناحية وطوله خمسة وأربعون ميلا، وجبل اللكام بهذه الناحية طوله مائة ميل. وجبل متصل بحلوان وطوله مائة وخمسة عشر ميلا، والجبل الذي يمر بأصبهان ويعدل الى جبل نهاوند وطوله أربعمائة وخمسة وثلاثون ميلا، والجبل المتصل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 بهذا الجبل المستدير فيما بين أصبهان والاهواز وطوله مائتان واثنان وعشرون ميلا، والجبل المار بين اصطخر وجور وطوله مائتان وخمسون ميلا والجبل المتصل بنهاوند وجبل طبرستان وطوله ثمانمائة ميلا. أما الاقليم الخامس، ففيه تسعة وعشرون جبلا فيها جبل حارث وحويرث وطولهما ثلاثة وثلاثون ميلا، والجبل الذي بين الموصل وشهرزور وطوله مائتان وخمسة وأربعون ميلا، ومنها الجبل المتصل بهذا الجبل، وبحارث وحويرث حتى يتصل الجبل بقزوين ويقرب من بران وطوله مائتا ميل. وأما الاقليم السادس، ففيه أربعة وعشرون جبلا، منها الجبل الذي فيه هيكل الزهرة، وهو متصل بالبحر وطوله مائتان وأربعة وثمانون ميلا. وأما الاقليم السابع، ففيه أربعة وأربعون جبلا ومنها ياجوج الذي يسمى المحيط، وأوله من السند وطوله تسعمائة ميل. فجميع ما عرف من الجبال مائة وثمانية وخمسون جبلا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 الباب الخامس في الانهار والعيون والبطائح التي في المعمورة «1» واعدادها واوصافها ومقاميرها والعظام منها أول العيون عين يخرج من جبل القمر حذاء خط الاستواء، ثم يتشعب منها عشرة أنهار، وتصب كل خمسة منها في بطيحة من بطحتين من الناحية الجنوبية وراء خط الاستواء. ثم يتشعب من كل بطيحة ثلاثة أنهار يجتمع الى البطيحة في الاقليم الاول، عند بعد جزئين من خط الاستواء، ثم يخرج من هذه البطيحة نهر، هو نيل مصر حتى يمر بمدينة النوبة، ويقطع الاقليم الاول، حتى يتجاوزه على سمته بمقدار جزء ونصف من الاقليم الثاني. ثم ينعرج حتى يصير الى مدينة أسوان ماسا لها ثم يعدل معرجا فيما بين جبل يعرف سلوقيا، ثم يرجع ويمر مارا الى مصر مماسا عند عرض تسعة وعشرين جزءا وربع يكون ذلك البعد من خط الاستواء ألفان وتسعمائة وثلاثة وثلاثون ميلا، ثم ينقسم النيل من هناك سبعة أقسام متقاربة، ما بين المسافات، والقرى، منها الى الاسكندرية ثم يتفرق فرقتين يصبان مع [السد] «2» الاول الى بحر الروم في الاقليم الثالث، فيكون مسير النيل منذ البداية «3» ألفي ميل ونيفا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 وعين اخرى مركزها تحت خط الاستواء، يخرج منها نهر قاصد الى النيل حتى يصب فيه، عند مدينة النوبة. وعين اخرى في جزيرة الفضة التي في بحر الصين يخرج منها ثلاثة أنهار، يمر الاوسط منها بركن المدينة التي في هذه الجزيرة، ثم يصب النهران الاخران الى البحر. وعين اخرى من وراء خط الاستواء في هذه الجزيرة يخرج منها نهران يصبان، في البحر. فهذا ما وراء خط الاستواء من العيون والانهار والبطائح. وأما الاقليم الاول، ففيه من الانهار والعيون «4» الجارية، ثلاث وعشرون عينا. أما واحدة منها فانها تخرج عند المدينة المعروفة باليونانية يميس. وأما الاقليم الثاني، فأن فيه من الانهار والعيون الجارية تسعة وعشرين. وأما الاقليم الثالث، فأن فيه من الانهار ستة وعشرين نهرا وعينا واحدة. وأما الاقليم الرابع، ففيه من الانهار والعيون الجارية أربعة وعشرون وعين واحدة. ولا تجري مقدارها ثمانية عشر ميلا عند المدينة المعروفة ببحيرة طبرية وهي مدورة ومقدارها ثلاثة وثلاثون ميلا يخرج منها نهر يمر بجبل الثلج «5» الذي عند دمشق الى قرب انطاكية فيما بين جبل الثلج وجبل، سنير «6» حتى يصب في البحر، ويخرج أيضا من هذه البحيرة نهر الى البحيرة المعروفة «7» بالنتنة ومقدار هذه البحيرة مقدار بحيرة طبرية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 ومن الانهار التي في هذا الاقليم، نهر يخرج من جبل فيقطع «8» جبل اصطخر وجور من فارس، ويصب في البحر بالقرب من سيراف، منها أيضا نهر يخرج من عين في المشرق ويكون منه بطيحة مقدارها ستة وأربعون ميلا في ذلك الموضع. ثم يقطع مدينة الصين ويصب في البحر. فأما الاقليم الخامس، فان فيه من الانهار خمسة وعشرين نهرا منها دجلة وابتداؤها «9» عند طول نيف وستين جزء وعرض «10» سبعة وثلاثين جزءا، وتمر نحو الجنوب، ثم تنحرف «11» في المغرب قليلا وانبعاثها من عين تمر بين جبلين عند مدينة آمد، وتمر «12» بباسورين حتى تصير الى مدينة بلد، ومدينة الموصل، وفيما بينهما الى الحديثة، فاذا صارت اليها صب فيها هناك نهر يأتي من بلد شهرزور، ويقال له: الزابى، ثم تمتد «13» حتى تمر بين جبلين يعرف أحدهما ببارما «14» والاخر بساتيدما، الى ان تتجاوز مدينة سر من رأى، فاذا تجاوزها قليلا، وقع اليها نهر يقال له الزاب، يأتي من الجبل ويقع اليها، نهر آخر يأتي من الجبل أيضا، ثم تمر دجلة «15» وسط مدينة بغداد، ثم تمر بواسط الى ان تصب الى البطائج ومقدارها نيف وستون ميلا. ثم تخرج فتفترق «16» فرقتين، فرقة تمر الى البصرة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 وفرقة اخرى تمر الى ناحية المذار «17» . ثم يصب الجميع الى بحر العرب «18» . ومقدار مسافة دجلة منذ ابتدائها الى منتهاها «19» ثمانمائة ميل ونيف. ومن الانهار التي في الاقليم الخامس نهر مهران الكبير، ونهر مهران الصغير بأرض السند، عند طول مائة وستة وعشرين جزءا ونصف جزء. وعرضه ستة وثلاثين جزءا وسدسا. ثم يمر مغربا ومنحرفا نحو الجنوب الى مدينة من مدن السند، فيمر بينها وبين جبل أصغر، ومن ذلك الموضع وبين ابتدائه نحو ألف ميل، ثم يفترق من ذلك الموضع فيصير نهرين يصب الاول منها، في البحر عند المدينة المسماة بلسان اليونانية (أومير) ويصير [الاخر نهرين يصب أحدهما الى البحر ويصير] «20» من الاخر نهر مهراني الثاني ويقع في النهر ستة أنهار، تأتي من عيون فيكثر ماؤه، ثم يصب في البحر. ثم يمر بمدينة القندهار نهر أيضا يسمى مهران، ثم يمر حتى يلاقي الجبل المعروف بجبل كرمان، يصب في البحر بقرب من المنصورة، وفي هذا الاقليم النهر المعروف بجيحون يخرج من جبل بالمشرق عند طول مائة وخمسة وثلاثين جزءا، ويمتد آخذا الى المشرق ثلثمائة ميلا ومن هذا الاقليم أيضا عين يجري منها نهر في أصل الجبل المعروف بحارث وحويرث، مقدارها ستة عشر ميلا، والنهر يقطع مرد الروذ ومخرجه من جبل يأخذ من جهة المغرب منحرفا الى الجنوب، الى أن يصير الى مرو الروذ، فيقطعها. ثم يصير الى مرو وطوله تسعون ميلا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 وأما الاقليم السادس، فأن فيه من الانهار ستة وعشرين نهرا، منها الفرات، وأوله من عين في بلد الروم، يخرج من جبل بروجس «21» ويمر مغربا في بلاد الروم حتى يماس جبلا يقال له سفينا، ويميل «22» حتى يسير نحو أربعمائة وخمسين ميلا، ثم يعرج في جهة الجنوب فينزل الى بلاد الاسلام فيما بين سعرت «23» وملطية وشميشاط «24» ، ويمر بمدينة هنزيط «25» ، ثم يعرج مغربا حتى يصير الى مدينة سميساط فيما بين قلعتها، ويمر مغربا حتى يصير الى مدينة جسر منبج، ثم يعطف طالبا لناحية الجنوب حتى يأتي بالس. ثم الرقة ثم قرقيسيا «26» ، ويمر بالرحبة. ثم يمر حتى يلتحف على عانة لانها في وسطه «27» ، ثم يمتد على سنته ثم [يمر] «28» بهيت والانبار فيتجاوزهما، فينقسم قسمين منهما «29» قسم يأخذ نحو المغرب قليلا المسمى بالعلقمي، الى أن يصير الى الكوفة، وقسم يستقيم ويسمى سورا حتى يمر بمدينة سورا الى النيل، وما يتصل بها، فيسقى كثيرا من أعمال السواد ويخرج منه أسفل الانبار نهر يعرف بالدقيل يحمل منه نهر عيسى الذي يأخذ الى بغداد ويصب الى دجلة، بها ويمر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 جملة «30» ما يبقى من ماء الفرات بعد ما يتفرق في الانهار، الى سقي أعمال السواد فيصب الى دجلة أسفل واسط. وطول الفرات منذ [ان] «31» يطلع في بلاد الاسلام الى أن يأتي بغداد ستمائة وثلاثة وعشرون ميلا. من هذا الاقليم أيضا النهر الذي يمر بين البحر وحروار، من بلاد أرمينية، ويصير الى مدينة بروغة. أوله عين يأخذ منها ويمر بهذه المواضع الى أن يصب الى البحر، ومن أوله الى مصبه في البحر الحروري نحو سبعمائة ميلا، ويعرف هذا النهر بطورا، وجرية من جهة المغرب الى الشرق ومنحرفا نحو الجنوب، وفي هذا الاقليم أيضا عند عرض أربعة وأربعين جزءا وثلثي جزء، طوله «32» ثمانية وخمسون جزءا. وثلثي جزء. لا يجري فيها نهر. وأما الاقليم السابع، ففيه ثمانية وعشرون نهرا كبارا وصغارا منها نهر جيحان الذي طوله ستون جزءا وعرضه ستة وأربعون جزءا، آخذ «33» نحو الجنوب حتى يمر بمركز مدينة سلمية من بلد الروم، ويمر بين جبلين منحرفا نحو المغرب الى ان يصير «34» الى مدينتين كانتا للروم، ثم صارت إحداهما ثغرا من ثغور المسلمين وهما في هذا الوقت خراب، يقال لهما نوسا وزبطرة، فيمر فيما بينهما. ثم يمر من بين جبلين راجعا الى ما كان عليه من قصد ناحية الجنوب، حتى يمر بثغر المصيصة فيما بين هذا الثغر وجبل اللكام. ثم يصب في البحر الشامي، وطول «35» هذا النهر من ابتدائه، الى موضع مصبه سبعمائة ونيف وثلاثون ميلا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 وفي هذا الاقليم أيضا نهر بلخ وابتداؤه من بحيرة في ناحية المشرق، مقدارها نيف وأربعون ميلا عند طول مائة ونصف جزء، عرضه ثمانية وأربعون جزءا مشرقا ومنحرفا نحو الجنوب، حتى يلقى ركن جبل بعد «36» مسيرة مائة ميل، ثم ينعطف في جهة الجنوب نحو المغرب حتى يتجاوز «37» في الدنو الى غرب «38» الموضع الذي ابتدأ منه بمقدار أربعة أجزاء، وقدر ذلك مائتان ونيف وستون ميلا، ويقرب الى الجنوب ثم يصير الى مدينة خوارزم، فيقطعها ويمتد نحو الغرب حتى يصب «39» في بطيحة عند طول ثمانية وتسعين جزءا، من ابتداء نهر بلخ الى مصبه في هذه البطيحة ألف ومائة ميلا ويخرج من نهر بلخ، خليج يمر آخذا في الغرب حتى يلي مدينة اشروسنة، ومدينة حجندرة، ثم يمر على «40» مدينة المحمدية ويمتد يقرب من موضع آخر من نهر بلخ الى مصبه في البحر أربعمائة وتسعة وعشرون ميلا. وفي هذا الاقليم من الانهار العظام نهر يبتدأ من المشرق، من طول مائة وتسعة وعشرين جزءا ونصف جزء وعرضه ثمانية وأربعون جزءا، آخذا نحو المغرب ومنحرفا في الشمال حتى يقرب من مدينة الخزر، ويداني البحر فيمر بينه وبين مدينة خوارزم، ثم يرجع نحو الجنوب حتى يصب في بطيحة نهر بلخ وطول هذا النهر من ابتدائه الى مصبه ألفان وستمائة وثلاثون ميلا. ويصب في هذا النهر من الانهار العظام ثلاثة عشر نهرا يأخذ من عيون تخرج من جبال. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 وفي هذا الاقليم أيضا نهر يأتي من عين في المشرق، عند طول مائة وخمسة وأربعين جزءا ونصف جزء وعرض سبعة وأربعين جزءا، فيمر منسرحا ومنحرفا نحو الشمال، حتى يمر بين السد وجبل ياجوج وماجوج، ثم يعدل الى مدينة ياجوج وماجوج، ثم يستقيم الى غاية المشرق عند طول مائة وثمانين جزءا، وعرض ستة وخمسين جزءا، وذلك قريب من نهاية العمارة في الشمال، ومسافة هذا النهر من ابتدائه الى غايته ألفان وثلثمائة ميل، ويقع في هذا النهر نهران آخران في موضعين منه. فأما ما وراء الاقليم السابع فأن عدده سوى الانهار التي في جزائر البحر الاخضر ثمانية أنهار، والذي في هذه الجزائر من الانهار سبعون نهرا، منها في جزيرة الوفاء أربعة عشر نهرا، وفي جزيرة قولى اثنا عشر نهرا، وفي جزيرة سندما خمسة أنهار وبطيحة مقدارها ثلاثة وثلاثون ميلا، وفي مدينة أمرابوس التي تنسب الى الدجال ستة وثلاثون نهرا وبطيحة كبيرة. فجميع الانهار في الارض مائتان وثمانية وخمسون نهرا منها العظام، نيل مصر، ونهر مهران، والفرات، ودجلة، ونهر طورا بأرمينية، وجيحان ونهر بلخ، ونهر خوارزم، ونهر ياجوج وماجوج، ومن البحيرات والعيون التي لا تجري عدة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 الباب السادس في مملكة الاسلام وأعمالها وارتفاعها انه اذا قيل الشرق أو الغرب أو الشمال أو الجنوب، كانت هذه الاسماء جميعا تقال بالاضافة الى شيء بعينه، فأن مصر مثلا، ونحن نعدها من أعمال المغرب، مشرق لمن هو في بلاد الاندلس، وكذا خراسان مشرق لنا ومغرب لاهل الصين، وكذلك سائر النواحي لابد لها من قصبة يشار منها الى نواحيها. فنقول ان قصبة مملكة الاسلام بلد العراق، وهذا مع انه موجود هكذا في الوقت، فقد كانت الفرس تجريه عليه وتسميه (دل ايرانشهر) «1» . وانما سميت العرب العراق بهذا الاسم تعريبا لما وجدت الفرس سمته وهو ايران، ومعنى ايران نسبة الى أير، وهم القوم الذين اختارهم، أير بن فريدون «2» بن ويونجهان «3» بن اوشهنج «4» بن فيروزان بن ساميك بن نرسي بن جيومرت، تفسير جيومرت «5» على ما أخبرني به الموبذ «6» الحي الناطق الميت، والفرس أوليتهم وابتداؤهم من جيومرت ويسمونه مقام آدم عليه السلام. كورة حلوان وطساسيجها «7» ، خمسة طساسيج منها طسوج شاذ فيروز قباذ، طسوج الجبل، طسوج اربل، طسوج تأمراء، طسوج خانقين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 واستان شاذ «8» قباذ. وطساسيجه «9» سبعة، منها طسوج بزرجسابور «10» ، طسوج نهر بوق «11» طسوج كلواذي طسوج جازر، طسوج المدينة العتيقة، طسوج راذان الاعلى، طسوج راذان السفلى. واستان خسرو شاذ هرمز وطساسيجه ثمانية منها: طسوج روستقباذ، وطسوج شهرزور، وطسوج سلسل، طسوج جلولاء وجللتا، طسوج الذيبين «12» ، طسوج البندينجين، طسوج براز الروذ، طسوج الدسكرة. واستان ارندين كرد، وطساسيجة خمسة منها: ثلاثة طساسيج النهروانات، طسوجا بادرايا، وباكسايا. واستان خسرو «13» سابور وهي: كورة كسكر وطساسيجة أربعة طسوج. منها طسوج الزندورد طسوج البزبون، طسوج الاستان، طسوج الجوازر «14» . واستان خسرة شاذبهمن وهي كورة دجلة وطساسيجه أربعة منها، طسوج بهمن «15» اردشير، طسوج ميسان «16» ، طسوج دستميسان «17» ، طسوج ابن قباذ «18» . فهذه طساسيج شرقي دجلة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 وأما الجانب الغربي منها وهي سقي الفرات فمن ذلك: استان العالي وطساسيجه أربعة، منها: طسوج فيروز سابور «19» ، طسوج مسكن «20» ، طسوج قطربل، طسوج الانبار، طسوج بادوريا. واستان أردشير بابكان «21» ، وطساسيجه خمسة، منها: طسوج بهرسير «22» ، طسوج الرومقان، طسوج كوثى، طسوج درقيط، طسوج نهرجوبر. واستان روين «23» باسفار وهو الزوابي، وطساسيجه ثلاثة منها الزاب الاعلى، والزاب الاوسط، والزاب الاسفل. واستان البهقباذ «24» الاعلى وطساسيجه ستة، منها: طسوج بابل، وطسوج خطرنية، طسوج الفلوجة السفلى، طسوج الفلوجة العليا، طسوج النهرين، طسوج عين التمر. واستان البهقباذ الاوسط وطساسيجه أربعة، منها: طسوج الجبة والبداة «25» ، طسوج سورا وبربيسما «26» ، طسوج باروسما، طسوج نهر الملك. واستان البهقباذ «27» الاسفل وطساسيجه خمسة، منها: طسوج [فرات] «28» بادقلي، وطسوج السيلحين، [وطسوج نستر] «29» ، وطسوج الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 روذمستان «30» ، وطسوج هرمز جرد «31» يخرج من طساسيج السواد فكأنه كما ذكرنا ستين طسوجا «32» اثنا عشر، طرحت من ذلك كورة حلوان المضافة، الى كورة الجبل خمسة طساسيج، ومن ذلك كورة دجلة المضافة الى أعمال البصرة أربعة طساسيج، ومن ذلك ما دخل في البطائح وغلب الماء عليها طسوج، ومن ذلك ما عد في الضياع الخاصة طسوجان من أعمال طريق «33» خراسان، وهو مردود من كورة البهقباذ الاسفل، فصار المعدود في السواد في هذا الوقت، عشرة «34» كور «35» وطساسيجها ثمانية وأربعون طسوجا. ولنبتدأ بذكر ارتفاع السواد بحسب ما هو عليه في ذلك الوقت وعلى عبرة «36» سنة مائتين وأربع، وهي أول سنة يوجد حسابها في الدواوين بالحضرة، لان الدواوين أحرقت في الفتنة التي كانت في أيام الامين، المعروف بابن زبيدة، وهي سنة ثلاث وثمانين ونسق ذلك، وحد العراق من جهة الغرب على هذا التفصيل:- الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 النواحي: الحنطة: والشعير: الورق: الانبار والنهر المعروف: أحد عشر ألفا وثمنمائة كر: ستة آلاف وأربعمائة كر: أربعمائة ألف درهم: طسوج مسكن: ثلاثة آلاف كر: ألفا كر: مائة وخمسون ألف درهم «37» : طسوج قطربل: ألفا كر: ألفا كر: ثلثمائة ألف درهم: طسوج بادوريا «38» : ثلاثة آلاف وخمسمائة كر: ألفا كر: ألف ألف درهم: بهرسير: ألف وسبعمائة كر: ألف وسبعمائة كر: مائة وخمسون ألف درهم: الرومقان: ثلاثة آلاف وثلثمائة كر: ثلاثة آلاف وثلثمائة كر: مائتان وخمسون ألف درهم: كوثى: ثلاثة آلاف كر: ألفا كر: ثلاثمائة وخمسون ألف درهم: نهر درقيط «39» : ألفا كر: ألفا كر: مائتا ألف درهم: نهر جوبر «40» : ألف وخمسمائة كر: ستة آلاف كر: مائة وخمسون ألف درهم: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 باروسما ونهر الملك: ثلاثة آلاف وخمسمائة كر: أربعة آلاف كر: مائة واثنتان وعشرون ألف درهم: الزوابي الثلاثة: ألف وأربعمائة كر: سبعة آلاف ومائتا كر: مائتان وخمسون ألف درهم: بابل وخطرنية: ثلاثة آلاف كر: خمسة آلاف كر: ثلثمائة وخمسون ألف درهم: الفلوجة العليا: خمسمائة كر: خمسمائة كر: سبعون ألف درهم: الفلوجة السفلى «41» : الفاكر: ثلاثة آلاف كر: مائتان وثمانون ألف درهم: طسوج النهرين: ثلثمائة كر: أربعمائة كر: خمسة وأربعون ألف درهم: طسوج عين التمر: ثلثمائة كر: أربعمائة كر: خمسة وأربعون ألف درهم: طسوج الجبة والبداة: ألف وخمسمائة كر: ألف وستمائة كر: مائة وخمسون ألف درهم: سورا وبربيسما: ألف وخمسمائة كر: أربعة آلاف وخمسمائة كر: مائة وخمسون ألف درهم: فرات باذقلي: ألفاكر: ألفان وخمسمائة كر: اثنان وستون درهما: طسوج السيلحين: ألفاكر: ألف وخمسمائة كر: مائة وأربعون ألف درهم: روذمستان وهرمزجرد «42» : خمسمائة كر: خمسمائة كر: عشرون ألف درهم: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 تستر «43» : ألفان ومائتان كر: ألفاكر: ثلثمائة ألف درهم: ايغار يقطين: ألفان ومائتا كر: ألفاكر: مائتان وأربعة الاف وثمنمائة درهم: كوركسكر: يقال ان ارتفاعها ثلاثون: كان في القديم عشرون: تسعين ألف درهم وهو في: ألفاكر: ألف كر: هذا الوقت: مائتان وسبعون ألف درهم.: فهذه أعمال السواد في الجانب الغربي من دجلة وأما الجانب الشرقي فلنبدأ بتعديدها على النسق أيضا من أعلى دجلة:: طسوج بزرجسابور «44» : ألفان وخمسمائة كر: ألفان ومائتا كر: ثلثمائة ألف درهم: طسوج الراذانين «45» : أربعة آلاف وثمنمائة كر: أربعة آلاف وثمنمائة كر: مائة وعشرون ألف درهم: طسوج نهر بوق: مائتا كر: ألف كر: مائة ألف درهم: كلواذي ونهر بين «46» : ألف وستمائة كر: ألف وخمسمائة كر: ثلثمائة وثلاثون ألف درهم: جازر والمدينة العتيقة ألف كر: ألف وخمسمائة كر: مائتان وأربعون ألف درهم: روستقباذ «47» : ألف كر: ألف وأربعمائة كر: مائتان وستة وأربعون ألف درهم: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 سلسل ومهرود: الفاكر: ألف وخمسمائة كر: مائة وخمسون ألف درهم: جلولاء وجللتا «48» : ألف كر: ألف كر: مائة ألف درهم: الذيبين «49» : ألف وتسعمائة كر: ألف وثلثمائة كر: أربعون ألف درهم: الدسكرة: ألف وثمانمائة كر: ألف وأربعمائة كر: ستون ألف درهم: البندنيجين «50» : ستمائة كر: خمسمائة كر: خمسة وثلاثون ألف درهم: طسوج براز الروز: ثلاثة آلاف كر: خمسة آلاف ومائة كر: مائة وعشرون ألف درهم: النهروان الاعلى: ألف وسبعمائة كر: ألف وثمانمائة كر: ثلاثمائة وخمسون ألف درهم: النهروان الاوسط: ألف كر: خمسمائة كر: مائة ألف درهم: بادرايا وباكسايا: أربعة آلاف وسبعمائة كر: خمسة آلاف كر: ثلاثمائة وثلاثون ألف درهم: كورة دجلة على عبرة: تسعمائة كر: أربعة آلاف كر: أربعمائة وثلاثون ألف درهم: سنة مائتي وستون: نهر الصلة على تلك العبرة: ألف كر: ثلاثة آلاف ومائة وواحد وعشرون كرا: تسع وخمسون ألف درهم: النهروان الاسفل «51» : ألف وسبعمائة كر «52» : ألف وثلثمائة كر: ثلاثة وخمسون ألف درهم «53» : الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 فذلك ارتفاع السواد، سوى صدقات البصرة. مائة وسبعة وسبعون ألف ومائتا كر «54» من الحنطة. تسعة وتسعون ألفا وسبعمائة وواحد وعشرون كر «55» من الشعير. ثمانية آلاف ألف وخمسة وتسعون ألفا وثمانمائة درهم «56» من الورق. يكون ثمن الغلات بأوسط الاسعار وهو حساب الكرين المقرونين «57» من الحنطة والشعير ستين دينارا وهو من العين ورقا على صرف، خمسة عشر درهما بدينار. مائة ألف ألف وثلثمائة ألف وواحد وستون ألفا وثمانمائة وخمسون درهما. ومجموع ذلك الى الورق مائة ألف ألف وثمانية آلاف ألف وأربعمائة وسعة وخمسون ألفا وستمائة وخمسون درهما. وستمائة وخمسين درهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 وكانت صدقات البصرة ترتفع في السنة ستة آلاف ألف. فجميع ارتفاع السواد على ما بين من مائة ألف ألف وأربعمائة ألف وسبعة التسعير «58» على العبر «59» المبينة. وخمسون ألفا وستمائة وخمسون درهما. وسبب البطائح المبطحة في أرض السواد، ان ماء دجلة كان منصبا الى دجلة المعروفة بالعوراء «60» ، التي هي أسفل البصرة في مسافة مستقيمة المسالك محفوظة الجوانب، فلما كان ملك قباذ «61» فيروز انبثق في أسفل كسكر بثق عظيم، فأغفل أمره حتى غلب ماؤه وغرق كثيرا من أرضين عامرة، كانت تليه وتقرب منه، فلما ولى أنو شروان ابنه، أمر بذلك الماء فزحم بالمسنيات حتى أعاد بعض تلك الارضين الى عمارة. ثم لما كانت سنة ست من الهجرة، وهي السنة التي بعث فيها النبي صلى الله عليه، عبد الله بن حذافة السهمي الى كسرى ابرويز، زاد الفرات زيادة عظيمة ودجلة أيضا، لم ير مثلها، وانبثقت بثوق كبار فجهد ابرويز أن يسكرها حتى ضرب أربعين سكرا في يوم واحد، وأمر بالاموال فألقيت على الانطاع «62» فلم يقدر للماء على حيلة، فورد المسلمون العراق، وشغلت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 الفرس بالحرب فكانت «63» البثوق تنفجر، ولا يلتفت اليها، ويعجز الدهاقين عن سدها، فعظم ماؤها وأتسعت البطيحة وعظمت. فلما ولى معاوية بن أبي سفيان، عبد الله بن دراج مولاه خراج العراق واستخرج له من أرض البطائح ما بلغت غلته خمسة آلاف ألف درهم، واستخرج حسان النبطي مولى بني ضبة، وصاحب حوض حسان بالبصرة، وقناة حسان بالبطائح، وقرية حسان بواسط، لما ولى ذلك للوليد «64» ثم لهشام بن عبد الملك كثيرا من أرض البطائح، والاستخراج فيها واقع الى هذا الوقت، وهي الارضون المنسوبة الى الجوامد «65» ، وكان بكسكر نهر يقال له الحير «66» بطريق البريد الى ميسان، وستميسان، والاهواز في شقه القبلي. فلما تبطحت البطائح سمي [ما] «67» استأجم من شق طريق البريد، بالبريد. وسمي الشق الاخر بالنبطية أغمرات، وتفسيره بالعربية (الاجام الكبرى) ويقال: ربما ظهرت] ثار النهر فيما يستخرج من البطائح في هذا الوقت، وسببت السيبين، ولم يكن لهما ذكر في أيام الفرس، ولا كانا «68» محرزين على عهدهم لكن بثوق انبثقت أيام الحجاج وكبرت، وعظمت فكتب «69» الحجاج، الى الوليد بخبرها وانه قدر للنفقة على سدها ثلاثة آلاف ألف درهم، فاستكثرها الوليد. فقال له مسلمة بن عبد الملك: أنا أنفق على سدها من مالي على أن تعطيني خراج الارضين المنخفضة التي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 يبقى «70» فيها الماء، بعد انفاق المال على أيدي ثقاتك، فأجابه الى ذلك فحصلت له أرضون وطساسيج كثيرة، فحفر النهرين المسمين بالسبين «71» وتألف الاكرة «72» والمزارعين وعمر تلك الارضين، والجأ الناس أيضا اليه كثيرا من أرضيهم المجاورة لها، طلبا للتعزز به. فلما قامت الدولة العباسية وقبضت أموال بني أمية، أقطع جميع السيبين داود بن علي بن عبد الله بن العباس، وابتيع «73» ذلك من ورثته فيما بعد فصار في عداد الضياع السلطانية. وسبب ايغار يقطعين، ولم يكن له ذكر في أيام الفرس ولا فيما سميناه من أرض السواد على عهدهم، ان يقطين صاحب الدعوة أو غرت له ضياع من عدة طساسيج، ثم صار ذلك الى السلطان فنسب الى ايغار يقطين. ونهر الصلة، أمر المهدي ان يحفر من أعمال واسط فحفر وأحيى ما عليه من الارضين، وجعلت غلته لصلات أهل الحرمين والنفقات هناك. وحكي انه كان شرط لمن يؤلف عليه من المزارعين أن يقاسموا عليه على الخمسين، خمسين سنة فاذا انقضت الخمسون لم يجروا على الشرط المشترط عليهم. واذا أتينا على أمر السواد وأعماله فنتبع ذلك بالأحواز، اذ «74» كانت تلي أعمال السواد من جهة المشرق، فنقول: ان الاهواز، سبع كور، أولها من حد البصرة كورة «75» سوق الأحواز، ومما يلي المذار كورة نهر تيري الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 ثم كورة تستر، وكورة السوس وكورة جنديسابور، وكورة «76» رام هرمز، وكور سوق العتيق، وارتفاع هذه الكور على التقريب والتوسط من الورق، ثمانية عشر آلاف ألف درهم. ونتبع الأحواز بفارس، وهي خمس كور، أولها من حد الاحواز، كورة أرجان «77» ، كورة اردشير، كورة دار بجرد «78» ، كورة اصطخر، كورة سابور. وسواحل فارس مهروبان، وسينيز «79» ، وجنايا، وتوج، وسيراف. وارتفاع فارس وحده من الورق أربعة وعشرون ألف ألف درهم. ثم يلي فارس كرمان، ومدنها السيرجان، وجيرفث، وبم سواحلها هرموز [يقصد بها هرمز] وارتفاع أعمالها، ستة ألف ألف درهما، وبعدها مدن مكران من أعمال السند، وكانت على مكران في السنة ألف ألف درهما. وتلي فارس من جهة الشمال، أصبهان وهي كورة على حدها، وارتفاعها في السنة عشرة آلاف ألف درهم وخمسمائة ألف درهم. وبعدها «80» مدن مكران من أعمال السند، وكانت على مكران في السنة مقاطعة ألف ألف درهم. وتلي فارس من جهة الشمال أصبهان وهي كورة على حدتها وارتفاعها في السنة مقاطعة، ألف ألف درهم. وتلي كرمان من جهة المشرق سجستان وقصبتها تعرف بزرنج، وارتفاعها على الصلح ألف ألف درهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 ثم يليها أعمال خراسان ويتصل بسجستان منها، بست «81» ، ورخج «82» وكابل، وكانت ربما أضيفت الى أعمالها لاتصالها، وكورة خراسان، بست، ورخج، وكابل، وزابلستان «83» ، والطبسين «84» وقهستان، هراة «85» ، الطالقان، حنبهما، وباذغيس «86» ، بوشنج «87» ، طخارستان، الطارقان «88» ، خلم، مرو الروذ «89» ، الصامغان، وابجرد، بخارا، طوس، الفاريان، أبرشهر «90» ، كاد، سمرقند، الشاش، فرغانة، اشروسنة، الصغد، فجندة، خوارزم، اسبيجاب «91» ، الترمذ، نسا، أبيورد، مروكس، النوشجان «92» ، البتم، أجرون نسف، وارتفاع خراسان على ما كان فورق عليه عبد الله بن طاهر، لسنة احدى وعشرين ومائتين، مع ثمن السبي والغنم والكرابيس ثمانية وثلاثين ألف ألف درهم. واذا قد أتينا على خراسان من المشرق وفيها ثغور الترك وغاية حد الاسلام من هذه الجهة، فلنعدل الى أعمال المشرق المنحرفة من جهة الشمال ولنبدأ بها من أعمال حلوان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 كورة حلوان: وقد شرحنا الحال في انها كانت مضافة الى أعمال العراق، ثم أضيفت الى أعمال الجبل وهي كورة، ماه الكوفة، وماه البصرة أذربيجان وهمذان الايغارين، ثم ما سبذال مهرجان قذق، وهذه الكورة منسوبة الى الجبل دون ما سواها وارتفاعها على التفصيل. أما ماه الكوفة وقصباتها، وأما قصبة الرساتيق «93» الاعالي، فالدينور. وأما قصبة الرساتيق الاسافل فقرماسين، وحدوده ماه الكوفة. أما من المغرب فأعمال حلوان. أما من جهة الجنوب فأعمال ماسبذان. ومن جهة المشرق أعمال همذان، ومن جهة الشمال أعمال اذربيجان، وارتفاعها على وسط العبر «94» خمسة آلاف ألف درهما. وماه البصرة وقصبتاها «95» نهاوند، وبروجرد، وارتفاعها على أوسط العبر أربعة آلاف ألف وثمانمائة ألف درهم. همذان، ارتفاعها على أوسط العبر ألف ألف وسبعمائة ألف درهم. ماسبذان ومدنها السيروان، دار بجان وارتفاعها ألف ألف ومائة ألف درهم. مهرجاروق، وقصبتها الصميرة وارتفاعها على أوسط العبر ألف ألف ومائة ألف درهم. الايغارين وهي ضياع من عدة كور وقصبتاها الكرج والمرج وارتفاعها على أوسط «96» العبر ثلاثة آلاف ألف ومائة ألف درهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 قم وقاشان وارتفاعهما «97» على أوسط العبر من الورق ثلاثة آلاف ألف درهم. أذربيجان وكورها «98» أردبيل مرند، جروان «99» ، ورثاد «100» ، وقصبتها مدينة برذعة، وارتفاعها على أوسط العبر أربعة آلاف ألف وخمسمائة ألف درهم. كورة الري، وهي مقررة على حديها، وهي في المشرق على حدود همذان، وينضاف اليها دنباوند، وارتفاع ذلك عشرون ألف ألف ومائتا ألف درهم. كورة قزوين وارتفاعها على عبرة سنة سبع وثلاثين ومائتين. ألف ألف «101» وستمائة ألف وثمانية ألف درهم. قومس هذه الناحية ناحية الشمال من الري ومدنها، الدامغان وسمنان «102» وارتفاعها ألف ألف ومائة ألف وخمسون «103» ألف درهم. جرجان وهي من شمال قومس ونحو المشرق منها «104» ، وجرجان القصبة وارتفاعها أربعة آلاف ألف درهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 طبرستان وهي أقصى نحو الشمال، ومدنها آمل وسارية، وارتفاعها على عبرة سنة أربع وثلاثين ومائتين ألف ألف ومائة ألف وثلاثة وستون ألفا وسبعون «105» درهما. ثم يلي ذلك من جهة المشرق برية «106» الترك ومن جهة الشمال الببر والطيلسان. واذ قد أتينا على أعمال المشرق، فلنرجع الى أعمال المغرب فأولها من حد الفرات، تكريت والطيرهان «107» والسن، والبوازيج، وارتفاعها على أوسط العبر سبعمائة ألف ألف درهما. ثم يلي ذلك الموصل وأعمالها، وكانت شهرزور [والصامغان «108» ، ودراباذ] «109» من عمل الموصل، الى أن أفردت عنهما. وأما شهرزور والصامغان ودراباذ من أعمال الموصل، فكانت وظيفتها «110» ألفي ألف وسبعمائة ألف وخمسون ألف درهم. وأما ارتفاع ما استقرت عليه أعمال «111» الموصل، وهي من الجانب الغربي كورة الجزيرة، وكورة نينوى، وكورة المرج وأقليم بعذرى، ومن الجانب الشرقي، الحديثة وحزة وبهدرا «112» والمغلة «113» وحبتون والحناية والسا والدينور وراسي، وأوسط ارتفاع هذه الاعمال ستة آلاف ألف وثلثمائة ألف درهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 ويلي أعمال الموصل من جهة الشمال قرندي وبزندي «114» وفيها جبل الجودي الذي أرست عليه سفينة نوح، وقصبتاها «115» الجزيرة المعروفة ببني عمر، وباسورين التي يعمل فيها ما يحمل من الملح الى العراق في الزواريق، وارتفاعها على أوسط العبر ثلاثة آلاف ومائتا ألف درهم. ثم يلي ذلك ديار ربيعة وكورها بلد، وبعربايا «116» ونصيبين «117» ودارا، وماردين وكفر توثا، وتل يسمى سنجار، ورأس العين، والخابور، وارتفاع هذه الكورة مع الاحتسابات أربعة آلاف ألف وستمائة ألف وخمسة وثلاثون ألف درهم «118» . ثم يلي ديار ربيعة من جهة الشمال كورتا أرزن، وميافارقين وارتفاعهما «119» على العبرة الوسطى أربعة آلاف ألف ومائة ألف درهم. ويليها بلد طرون من أعمال أرمينية، ومقاطعة صاحبة في السنة مائة ألف درهم. ومن وراء ذلك من جهة الشمال بلاد أرمينية وكورها جرزان «120» ، ودبيل، وبغروند، وسراج طير، بارجنيس، وأرجيش، خلاط، السيسجان، أران «121» ، كورة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 قاليقلا، البسفرجان «122» وقصبتها نشوى «123» ، وارتفاعها الاوسط من الورق أربعة آلاف «124» ألف درهم. ثم أعمال ديار «125» مضر في الغرب، الرها، حران، سروج، المديبر «126» البليخ، تل موزن رابية بني تميم، قريات الفرات، شاطيء الفرات، مازح عمر، ومن الجانب المغربي من الفرات، الهني، والمري، وارتفاع ديار مضر على أوسط العبر ستة آلاف ألف درهم. واذا انتسقت «127» أعمال المغرب من غير جهة الشمال من ناحية المغرب خاصة، فأولها هيت، وعانة، والرحبة، وقرقيسيا وهلم جرا، الى أن تتصل «128» بأعمال ديار «129» مضر، ويسمى ذلك أعمال طريق الفرات، وارتفاعه ألفا ألف وتسعمائة ألف درهم «130» . ثم بعد ديار مضر نحو المغرب أعمال جند قنسرين والعواصم من الشام ومدن هذه الاعمال حلب انطاكية، منبج، وارتفاعها من العين ثلثمائة ألف وستون «131» ألف دينار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 ثم يلي ذلك أعمال جند دمشق من الشام، وارتفاعه مائة ألف وعشرة آلاف دينار. ثم أعمال جند الاردن من الشام، وارتفاعها، مائة ألف وتسعة آلاف دينار. ثم أعمال جند فلسطين من الشام ومدينة الرملة وبيت المقدس، وارتفاعها من العين مائة ألف وخمسة وتسعون ألف دينار. ثم أعمال مصر والاسكندرية وكورها. أما ما ينسب الى أرض الصعيد منها الفيوم، ومنف ووسيم، والشرقية، ودلاص، وبوصير، وكوريدس «132» العباس الخليفة، البهنسى، القيس، طحا، الاشمونين، حيز «133» ، شنودة، أنصنا «134» ، أسيوط، شطب، قهقاوة «135» ، اخميم، الدير «136» أبشاية «137» فلوهو «138» ، قنى، دندرة «139» ، فقط «140» الاقصر «141» ، حنت، اسنى «142» ، أدنو «143» ، أسوان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 ومما ينسب الى أسفل الارض صحراء ابليل، تتا، أطرابية «144» الطورايلة «145» ، فاران «146» ، راية «147» ، الحجاز، الفرما «148» ، نوسا، دمياط تنيس، منوف «149» ، طو «150» ، سخا، تيدة، الافراطون نقيزة «151» ، العريش، ديصا «152» ، القيس، صا، وشباس «153» ، البدقون «154» ، قرطسا «155» ، خربتا «156» ، ترنوط «157» ، مصيل «158» ، المليدس «159» ، دمهلة «160» ، اخنورشيد «161» ، البشرود «162» ، وارتفاع هذه الاعمال من العين ألفا ألف وخمسمائة ألف دينار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 ووراء برقة، القيروان، وقد بقي علينا من النواحي التي لم نذكرها ناحية الجنوب فلنرجع اليها فنقول: ان اكناف الجنوب [من] «163» العراق، نجد، [و] «164» مكة والمدينة «165» وأعمال اليمن، ثم في الانحراف نحو المشرق وأعمال عمان اليمامة والبحرين. فأما نجد فأوله «166» حد العراق من جهة الجنوب، وهو على ما ذكرنا آنفا، العذيب مادا على الاستقامة الى الغور وفي الغرب، أول حدود السماوة وهي أشرف «167» من اليمامة، وأكثر أعمال نجد لا عمارة فيه الا السير، وبنجد، جبلا طي، المعروفان «168» ومياههما «169» ، ثم يليه الغور وهو [من] «170» حد نجد، الى آخر حدود تهامة، ولها أعمال تنسب الى المخاليف والاعراض منها: لينة، والفتق، ونجران، وقرن المنازل «171» ، وعكاظ، والطائف وبيشة وجرش وتبالة، وكتنة، والسراة. وأعراض المدينة وأعمالها وعماراتها، طيبة ويثرب، وتيماء، دومة الجندل، والفرع «172» ، وذو المروة، وادي القرى، مدين خيبر، مذك، قرى عربية، السائرة، رهاط «173» ، السيالة، الرحبة، غراب «174» ، الاكحل وارتفاع جميع ذلك وهو يدعى الحرمين مائة ألف دينار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 ومن ذلك في الجنوب أعمال اليمن ومخاليفه، وهو مخلاف صنعاء، ومخلاف صعدة، مخلاف شاكرة، همدان، صدى، جعفى، عدن، مأرب، حضرموت، خولان، المهجرة «175» ، السلف، المعافر، يحصب، زبيدة، عك «176» ، مهسارع «177» ، الاملوك «178» ، ريمان «179» ، مخلاف بني عامر، جوف «180» مراد، جوف همدان «181» ، الشحر، وكان ارتفاع اليمن من العين ستمائة ألف دينار. وأعمال البحرين، الرميلة «182» ، جواثا، الخط، القطيف، السابون «183» سوم المشقر، الدارين، الغابة، وارتفاع اليمامة والبحرين على ما ثبت في عمل كان ابن المدبر نظمه «184» ، للارتفاع لسنة سبع وثلاثين ومائتين من العين خمسمائة ألف وعشرة آلاف دينار. ومقاطعة عمان من العين ثلاثمائة ألف دينار، فهذه الاعمال في مملكة الاسلام. والذي بيناه من مبالغ الارتفاعات فغلى التوسط، وما يرتفع. بعض النواحي في هذا الوقت وينقص البعض نقصا لا يلتفت «185» اليه، ولا نعمل عليه لانه وقع بقلة الضبط، واضاعة الحزم والباقي الممنوع منه، فهذه سبيله أيضا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 وجملة ذلك فقد أعدنا ذكره في هذا الموضع، ليجتمع فيقرب على التأمل من العين أربعة آلاف ألف وتسعمائة ألف وعشرون «186» ألف دينار [وثمانمائة ألف] «187» . يكون صرف العين ورقا، على صرف خمسة عشر درهما بدينار ثلاثة وسبعين ألف ألف وثماني مائة ألف. تفصيل ذلك عينا وورقا السواد: مائة ألف ألف وثلاثون ألف دينار [ومائتا ألف درهم] . الاهواز: ثلاثة وعشرون ألف ألف درهم «188» . كرمان: ستة آلاف ألف درهم «189» . فارس: أربعة وعشرون ألف ألف درهم. مكران: ألف ألف درهم «190» . أصبهان: عشرة آلاف ألف وخمسمائة ألف درهم «191» . سجستان: ألف ألف درهم «192» . خراسان: تسعة وثلاثون ألف ألف درهم «193» . حلوان: سبعمائة ألف ألف درهم. ماه الكوفة: خمسة آلاف ألف درهم. ما سبذان: ألف ألف ومائتا ألف درهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 [ماه البصرة: أربعة آلاف ألف وثمانمائة ألف درهم] «194» . [همذان: ألف ألف وسبعمائة ألف درهم] «195» . مرجارون: ثلثمائة ألف ألف ومائتا ألف درهم. الايغارين: ثلاثة آلاف ألف وثمانمائة ألف درهم. قم وقاشان: ثلاثون ألف ألف درهم. أذربيجان: أربعة آلاف ألف وخمسمائة ألف درهم. الري وماوند «196» : عشرون ألف ألف وثمانون ألف درهم. قزوين وزنجان وأبهر: ألف ألف وثمانية آلاف ألف وثمانية عشر ألف درهم. قومس: ألف ألف وخمسون ألف درهم. جرجان: أربعة آلاف ألف درهم. طبرستان: أربعة آلاف ألف ومائتا ألف وثمانون ألف وسبعمائة درهم. تكريت، والطيرها، والسن، والبوازيج تسعمائة ألف درهم. شهرزور والصامغان: ألفا ألف وسبعمائة وخمسون ألف درهم. كورة الموصل: ستة آلاف ألف وثلثمائة ألف درهم. [قردى وبزبدى: ثلاثة آلاف ألف ومائتا «197» ألف درهم] . ارزن وميافارقين: أربعة آلاف ألف ومائتا ألف درهم. ديار ربيعة: تسعة آلاف ألف وستمائة ألف وخمسة وثلاثون ألف درهم. مقاطعة طرون: مائة ألف درهم. ديار مضر: ستة آلاف ألف درهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 أعمال طريق الفرات: ألفا ألف وسبعمائة ألف درهم. قنسرين والعواصم: ثلثمائة ألف وستون ألف دينار. جند حمص: مائتا ألف وثمانية عشر ألف دينار. جند دمشق: مائة ألف وخمسمائة ألف دينار. [جند الاردن: مائة ألف وتسعة آلاف دينار] «198» . جند فلسطين: مائتا ألف وتسع وخمسون ألف دينار. مصر والاسكندرية: ألفا ألف وخمسمائة ألف دينار. الحرمين: مائة ألف دينار. اليمن: ستمائة ألف دينار. [اليمامة والبحرين: خمسمائة ألف وعشرة آلاف دينار] «199» . عمان: ثلثمائة ألف دينار. ومما يدخل في شيء من الارتفاع جزية رؤوس أهل الذمة بحضرة مدينة السلام، وهي مائتا ألف درهم. ويقال: ان كسرى ابرويز أحصى ناحية مملكته في سنة ثماني عشرة من ملكه، وانما كان في يده ما ذكرناه وسمينا أعماله من السواد وسائر النواحي دون أعمال المغرب لان حده كان الى هيت وكان ما سميناه من المغرب في أيدي الروم من العين سبعمائة ألف وعشرين ألف مثقالا يكون من الورق ستمائة ألف ألف درهم. قال قدامة، والنواحي عندي في مثل ما كانت عليه في ذلك الوقت، لم يعدم ارضوها ولم يبد ساكنوها، وانما يجب أن يكون مع [مدبرها] «200» تقى الله، أولا. ثم دراية وعدل، وعفة حتى تستقيم الامور وينتظم التدبير، ويأتي من المال ما يعجب منه العاجب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 الباب السابع في ثغور الاسلام والامم والاجيال «1» المطيفة بها الامم والاجيال المخالفة للاسلام «2» مكتنفة له من جميع أطرافه ونهايات أعماله منهم. [المتقارب من] «3» دار مملكته ومنهم المتباعد عنها، وكانت ملوك الطوائف الذين ملكهم ذو القرنين يؤدون الاتاوة الى ملك الروم خمسمائة وأحد عشرة سنة الى ان جمع أردشير بن بابك المملكة بعد مشقة فينبغي أن يكون المسلمون لصنوف أعدائهم أشد حذرا منهم للروم، وقد جاءت بذلك آيات ليظهر بها حقيقة ما قلته، والله الموفق للمصلحة بقدرته، فلما كانت الروم على ما وصفت وجب أن نقدم الكلام في الثغور المقابلة لبلدهم على الكلام في غيرها، فنقول: ان هذه «4» الثغور منها برية تلقاها بلاد العدو. وتقاربه من جهة البر، ومنها بحرية تلقاه وتواجهه من جهة البحر، ومنها ما يجتمع فيه الامران وتقع المغازي من أهله في البر والبحر والثغور البحرية على الاطلاق بسواحل الشام ومصر كلها، والمجتمع فيه الامران غزو البر والبحر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 الثغور المعروفة بالشامية، فلنبدأ بذكرها وهي: طرسوس وأذنة، والمصيصة، وعين زربة، والكنيسة، والهارونية، وبياس، ونقابلس، وارتفاعها نحو المائة ألف دينار، ينفق في مصالحها وسائر وجوه شأنها، وهي المراقب، والحرس، والفواثير، والركاضة، والموكلين بالدروب، والمخايض، والحصون، وغير ذلك مما جانسه من الامور والاحوال، ويحتاج الى شحنتها من الجند والصعاليك. وراتب مغازيها، الصوائف، والشواتي، في البر والبحر في السنة على التقريب مائتي ألف دينار وعلى المبالغة، وهي أن يتبع ثلثمائة ألف دينار، والذي يلقاها في بلاد العدو ويتصل بها، أما من جهة البر فالقبادق «5» ويقرب منها الناطلوس «6» ، ومن جهة البحر سلوقية وعواصم هذه الثغور، وما وراءها الينا من بلدان الاسلام، وانما سمي كل واحد منهما عاصما لانه يعصم الثغر ويمده في أوقات النفير، ثم ينفر اليه من أهل انطاكية والجومة وقورس «7» . ثم يلي هذه الثغور عن يمينها وجهة الشمال منها الثغور المعروفة بالجزرية. وأول ما يحاد الثغور الشامية منها مرعش، ويليه ثغر الحدث وكان يلي هذه زبطرة، فخربت أيام المعتصم، وكان له عند النهوض الى بلاد العدو حتى فتح عمورية- الحدث «8» المشهور- فلما انتهى الى موضع زبطرة بنى مكانها وبالقرب منها حصونا لتقوم مقامه، وهي الحصون المعروفة «9» بطبارجي، والحصن المعروف بالحسينية، والحصن المعروف ببني المؤمن، والحصن المعروف بابن رحوان. ثم يلي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 هذه الحصون ثغر كيسوم. ثم ثغر حصن منصور. ثم ثغر شميشاط «10» ، ثم ثغر ملطية «11» . وهو الخارج في بلد العدو من جميع هذه الحصون، وكل واحد بينه وبين بلد العدو، درب وعقبة. وثغر ملطية مع بلد العدو في بقعة وأرض واحدة، وكان يواجه هذه الثغور، ويقابلها من بلد الروم خرشنة وعمل الخالدية، فحدث في هذا الوقت بينهم وبين الروم والارمن الذين في جملة ميلح الارمني في بلد كان يسكنه قوم يسمون السالفة، وهم من الروم الا انهم يخالفونهم في كثير من أديانهم، وكان [هؤلاء] «12» مع المسلمين يعينونهم في غزواتهم، ويتوفر على المسلمين المعونة بهم، الى أن رحلوا دفعة واحدة عن هذا الموضع، باساءة أهل الثغور معاشرتهم وقلة اشراف المدبرين على أمرهم، فتفرقوا في البلاد وسكن مكانهم هؤلاء الارمن. وابتنوا الحصون المنيعة. ثم صارت لهم العدة الكثيفة والمعرة الشديدة، وارتفاع هذه الثغور مع ملطية سبعون ألف دينار يصرف منها في مصالحها أربعون ألف دينار، ويبقى ثلاثون ألف دينار. ويحتاج لنفقة الاولياء والصعاليك على التجزئة، مائة ألف وعشرون ألف دينار، [تضاف الى البقية وعلى المبالغة مائة وسبعون ألف دينار] «13» . تنضاف اليها تتمة مائتا «14» ألف دينار سوى نفقات المغازي في أوقاتها، وهذه الثغور هي الواسطة ومنها كانت تقع المغازي فان احتيج الى الغزو منها كانت النفقة حسب الغزاة. وعواصم هذه الثغور دلوك ورعبان، ومنبج. ويلي هذه الثغور عن يمينها أيضا وفي جهة الشمال، الثغور المسماة بالبكرية وهي: سميساط، وحاني، وملكين. وحصونها منها: جمح. ومنها حوران ومنها الكلس وغيرها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 ثم ثغر قاليقلا في جهة الشمال عن هذه الثغور زيادة، الا انه كالمنفرد لما بينه وبينها من المسافة البعيدة، والذي تقابله هذه الثغور من أعمال الروم على الارمنياق، وبعض «15» عمل الخالدية ويقرب منها عمل افلاجونية «16» المتصل ببلاد الخزر، وارتفاع هذه الثغور في السنة ألف ألف وثلثمائة ألف درهم، تحتاج نفقاتها في مصالحها وحصونها وأرزاق شحنها الى هذا المقدار وزيادة ألف ألف وسبعمائة ألف تتمة ثلاثة آلاف ألف درهم «17» . أما الثغور البحرية وهي سواحل جند حمص، أنطرسوس «18» وبلنياس «19» ، واللاذقية، وجبلة، والهرياذة، وسواحل جند دمشق، عرقة، وطرابلس، وجبيل، وبيروت، وصيدا، وحصن الصرفند، وعدنون. وسواحل جند الاردن، صور، وعكا، وبصور صناعة المراكب وسواحل جند فلسطين قيسارية، وارسون، ويافا، وعسقلان، وغزة. وسواحل مصر، رفح، والفرما، والعريش، ومقدار ما يغزو في الغزاة من مراكب الثغور الشامية، ما يجتمع اليها من مراكب الشام ومصر من الثمانين الى المائة، والغزاة اذا عزموا عليها في البحر كوتب أصحاب مصر والشام في العمل على ذلك، والتأهب له يجتمع بجزيرة قبرص ويسمى ما يجتمع منها الاسطول، كما يسمى ما يجتمع من الجيش في البر المعسكر، والمدبر لجميع أمور المراكب الشامية والمصرية صاحب الثغور الشامية ومقدار النفقة على المراكب اذا غزت من مصر والشام نحو مائة ألف دينار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 واذ قد ذكرنا أمر الثغور الرومية وأسبابها، فلا بأس أن نذكر أحوال الروم ما ينتفع بعلمها، فأول ذلك بترتيب جيوشهم وهو ان البطريق يكون رئيسا على عشرة آلاف مع كل بطريق «20» ، طرماخان «21» ، وكل طوماخ على خمسة آلاف، ومع كل طوماخ خمسة طربخارين كل طربخار على ألف ومع كل طربخار خمسة قمامسة كل قومس على مائتين، ومع كل قومس خمسة قنطرخين كل قنطرخ [على أربعين ومع كل قنطرخ] أربعة داقرخين «22» كل داقرخ «23» على عشرة «24» . فأما عدة جيوشهم، فمنها بقسطنطينية «25» وهي حضرة الملك أربعة وعشرون ألفا منهم الفرسان ستة عشر ألفا، والرجالة ثمانية آلاف، فينقسم الفرسان أربعة أقسام، أولها الاسخلارية، وصاحبهم الدمستق الكبير وهو صاحب فرض الفروض، والرئيس على الجماعة وعدتهم أربعة آلاف فارس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 والصنف الثاني الحسف وهم أربعة آلاف فارس. والصنف الثالث أوقومس، وهم للحرس وصاحبهم طريخان وعدتهم أربعة آلاف. والصنف الرابع، قيدار طين وهم يخرجون مع الملك اذا خرج في سفر وعدتهم أربعة [آلاف] «26» وينقسم الرجالة قسمين فالاول منهما يسمون اتليمسا وعدتهم أربعة آلاف راجل. والباقي يسمون موبرة وعدتهم أربعة آلاف. أما في سائر الاعمال، وهي أربعة عشر عملا منها، قدر الخليج القاطع لبلد الروم الذي ينصب نحو الشام، وقد تقدم ذكره ثلاثة أعمال أحدها، طافلا «27» وهو البلد الذي فيه قسطنطينية وحده من جهة المشرق الخليج المقدم ذكره. ومن جهة الجنوب بحر الشام، ومن جهة الشمال بحر الخزر، ومن جهة المغرب سور ممدود من بحر الشام الى بحر الخزر، طوله مسيرة أربعة أيام، وهو من القسطنطينية على مرحلتين. ويعرف الذي يليه بتراقية، وحده من جهة المشرق السور المقدم ذكره، ومن الجنوب مقدونية. ومن الغرب بلاد البرجان. ومن الشمال بحر الخزر وطوله مسيرة أحد عشر يوما، وعرضه من بحر الخزر الى عمل مقدونية مسيرة ثلاثة أيام، والوالي عليه يعرف بالاصطرطيقوس «28» وجنده خمسة آلاف رجل [ودون الخليج أحد عشر عملا أحدها عمل افلاجونية «29» وجنده عشرة آلاف رجل] «30» . ثم يليه نحو الغرب عمل الافطي ماطي «31» ، وتفسير هذه اللفظة بالعربية الاذن والعين لان هذا العمل سره بلاد الروم، وليس أهله أصحاب حرب [لانه] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 لا يبلغ اليهم مغازي المسلمين ولا غيرهم، وحده الغربي الخليج والشمالي «32» بحر الخزر والشرقي عمل افلاجونية والجنوبي الابسيق وجنده أربعة آلاف رجل. ثم يلي الافطي ماطي «33» عمل الابسيق وحده الغربي الخليج والشمالي «34» الافطي ماطي، والجنوبي عمل الناطلوس «35» ، والشرقي عمل الترقسيس «36» . وجنده ستة آلاف رجلا. ثم يلي الابسيق عمل الترقسيس وحده من جهة الغرب، الخليج، ومن الشمال الابسيق، ومن المشرق الناطلوس، ومن الجنوب بحر الشام، وجنده ستة آلاف رجلا، ثم يليه عمل الناطلوس «37» وتفسيره المشرقي، وهو أكبر أعمال الروم له حد الى الابسيق في الغرب ومن الجهة الجنوبية سلوقية عند بحر الشام. ومن جهة المشرق عمل القبادق، ومن الشمال البقلار «38» ، وجنده خمسة عشر ألف رجلا، وفيه مدينة عمورية التي فتحها المعتصم، ويليه عمل سلوقية ناحية بحر الشام وأحد حدوده من المغرب الناطلوس ومن الجنوب البحر، ومن الشمال الترقسيس ومن المشرق درب الطرسوس ناحية قلمية واللامس وجنده خمسة آلاف رجلا. ثم يليه عمل القبادق، وحده من جهة الجنوب طرسوس وأذنة «39» والمصيصة. ومن جهة المغرب أعمال سلوقية ومن الشمال الناطلوس ومن المشرق أعمال خرشنة، وجنده أربعة آلاف رجلا. ثم يلي ذلك عمل خرشنة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 واحد حدوده «40» وهو الجنوبي يلي القبادق وحديلي دروب ملطية «41» وهو الشرقي [وحد] «42» يلي عمل الارمينات وهو الشمالي وحد يلي عمل البقلار4» وهو الغربي وجنده أربعة آلاف رجلا. ثم يليه عمل البقلار، فحد منه عمل الناطلوس والافطي ماطي. والثاني القبادق. والثالث خرشنة. والرابع الارميناق، وجنده ثمانية آلاف رجل، وعمل الارميناق فحد منه يلي الافلاجونية، والثاني عمل البقلار، والثالث عمل خرشنة، والرابع عمل الخالدية وبحر الخزر، أربعة آلاف رجلا. ثم الخالدية، وحد منه بلاد أرمينية، والثاني بحر الخزر، والثالث عمل ارميناق، والرابع أيضا من عمل الارميناق. وجنده أربعة آلاف رجلا، فجميع جيش الاحد عشر عملا التي مقابلتنا «44» سوى من لا معول عليه، وانما هو من يحشر فارسا وراجلا، سبعون ألف رجلا. ثم نتبع ذلك بوصف أحد «45» أيام الغزوات ليكون علم ذلك محصلا محفوظا، فنقول ان اجهدها «46» مما يعرفه أهل الخبرة من الثغريين أن تقع الغزاة التي تسمى الربيعية لعشرة أيام تخلو من ايار، بعد أن يكون الناس قد أربعوا دوابهم، وحسنت أحوال خيولهم، فيقيمون ثلاثين يوما، وهي بقية ايار «47» وعشرة من حزيران، [فأنهم يجدون الكلأ في بلد الروم ممكنا، وكأن دوابهم ترتبع ربيعا ثانيا، ثم يقفلون فيه فيقيمون الى خمسة وعشرين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 يوما، وهي بقية حزيران] «48» ، وخمسة من تموز حتى يقوى ويسمن الظهر، ويجتمع الناس لغزو الصائفة ثم يغزون لعشر تخلط من تموز، فيقيمون الى وقت قفولهم ستين يوما. فأما الشواتي فأني رأيتهم جميعا يقولون: «ان كان لابد منها فليكن مما لا يبعد فيه ولا يوغل وليكن مسيرة عشرين ليلة، بمقدار ما يحمل الرجل لفرسه ما يكفيه على ظهره، وان يكون ذلك في آخر شباط، فيقيم الغزاة الى أيام تمضي من آذار، فأنهم يجدون العدو في ذلك الوقت أضعف ما يكون نفسا ودوابا «49» ، ويجدون مواشيهم كثيرة ثم يرجعون ويربعون دوابهم يتسابقون. ولنبدأ بذكر ما يليها من الشمال، فنأخذ ذات اليمين حتى نأتي على أطراف المملكة ووراء الثغور، حتى نعود الى حدود الروم من جهة الغرب، فنقول ان حد الخزر من أرمينية الى خوارزم من خراسان وكان أنو شروان بن قباذ لما ملك بني مدينة الشابران «50» ومدينة مسقط، ومدينة الباب والابواب بأرمينية، وانما سميت أبوابا لانها بنيت على طرق في الجبل، وأسكن من يأتي من بعده قوما سماهم السياسجيين، ثم لما خاف عادية الخزر كتب الى ملكهم يسأله الموادعة والصلح وأن يكون أمرها واحدا وخطب ابنته ليؤنسه بذلك، وأظهر له الرغبة في مصاهرته وبعث اليه بابنة كانت في قصره تبنت بها بعض نسائه، وذكر له انها ابنته، وهدى الخزري اليه ابنته، ثم قدم عليه فالتقيا بموضع يعرف بالبرشلية «51» وتنادما أياما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 فأنس كل واحد منهما بصاحبه، وأظهر بره وأكرمه. ثم ان انوشروان تقدم الى جماعة من ثقاته، وخاصته أن يكبسوا طرفا من عسكر الخزري ويحرقوا فيه فلما أصبح شكى ذلك الى أنو شروان فأنكر أن يكون علم بشيء منه ولما مضت له ليال، أمر أنو شروان أصحابه بمعاودة ما كان منهم، فلما فعلوا ضج الخزري من فعلهم، حتى رفق أنو شروان به واعتذر اليه فقبل وسكن. ثم ان أنو شروان أمر بطرح النار في ناحية من عسكره فوقعت في الاكواخ التي اتخذت من الحشيش وعيدان الشجر فلما أصبح أنو شروان ضج اليه الخزري، فقال: كاد أصحابك أن يذهبوا بعسكري ويهلكوه ولقد كافأتني بالظنة فحلف له انه لم يعلم بما جرى، فقال له أنو شروان: يا أخي ان جندك وجندي قد كرهوا صلحنا لانقطاع ما انقطع عنهم من المسير في الغارات التي كانت تكون بيننا ولست آمن أن يحدثوا أحداثا تفسد قلوبنا بعد تصافينا وتخالصنا حتى نراجع العداوة بعد الصهر والمودة، والصواب ان تأذن لي في بناء حائط يكون بيني وبينك نجعل له بابا فلا يدخل الينا من عندك الا من أردنا، فأجابه الى ذلك وانصرف الخزري راجعا وأقام أنو شروان لبناء الحائط فبناه وجعله من قبل البحر بالصخر والرصاص، وجعل عرضه ثلثمائة ذراع الى ان ألحقه بالحبال، وأمر بحمل الحجارة في السفن، وان ترمى في البحر حتى اذا ظهرت على وجه الماء بنى عليها وساق الحائط في البحر ثلاثة أميال، فلما فرغ من بنائه علق على المدخل أبواب حديد، ووكل بها مائة فارس يحرسون الموضع، بعد ان كان محتاجا الى خمسين ألفا من الجند. وجعل عليه دبابة فقيل للخزري بعد ذلك انه مكر بك وزوجك غير ابنته، وتحصن منك فلم تقدر «52» له على حيلة فصارت غارة الخزر منذ ذلك الوقت على أطراف أرمينية بعد ان كانوا قد أخربوها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 ثم يلي هذا الموضع أيضا ذات اليمين ثغور الديلم، وجيلان، والببر، والطيلسان. وكان حصن قزوين يسمى بالفارسية كبشوم «53» وتفسيره [الحد المرموق] وبينه وبين الديلم جبل، ولم يزل فيه للفرس «54» مقاتلة من الاسوارية يرابطون فيه، ويدفعون الديلم اذا لم تكن بينهم هدنة ويحفظون تلك الجهة من متلصصتهم، وكانت دشتبى «55» مقسومة بين الري وهمذان، فقسم منها يدعى الرازي وقسم يدعى الهمذاني، وكانت مغازي المسلمين في أول الاسلام، دشتبى، وأبهر. وهو حصن زعموا أن بعض الاكاسرة بناه على عيون وأحوال الديلم، لم تزل مذبذبة لانه لا شريعة لهم محصلة ولا طاعة فيهم مستقرة لانهم بعد فتحهم قد نقضوا، وكفروا غير مرة وكان منهم في هذا الوقت ما كان من الامور المستفظعة، في قتل الاطفال والفجور في المساجد، وترك الصلاة، وفروض الاسلام. ومن الثغور الكبار، ثغر الترك ولهم برية [مما يلي بلاد جرجان] «56» ولبلاد جرجان يخرجون منها وكان أهلها قد بنوا عليها حائطا من آجر تحصنا من غاراتهم الى أن غلبت عليهم الترك وملك أرضها ملك منهم يدعى «57» (صول) ثم فتحها المسلمون ومعظم الترك في الثغر الذي بخراسان ويسمى نوشجان وهو وراء سمرقند في المشرق بنحو ستين فرسخا نحو الشاس وفرغانة، وهو أوائل مسالح الخرلنجية الى حد كمياك «58» . ومن هذا الثغر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 الى مدينة التغزغز «59» مسيرة أربعين يوما في براري فيها عيون وكلأ عشرون يوما. ثم ترى كبار خمسة وعشرون يوما، وأكثر أهل تلك القرى مجوس ومنهم زنادقة، ومن مدينة التغزغز «60» بحيرة «61» حولها قرى وعمارات، متصلة ولها اثنا عشر بابا من حديد، ويحفظها أتراك كلهم، والغالب عليهم الزندقة. وبين نوشجان «62» الاعلى وبين بلد الشاش أربعون مرحلة للقوافل، ولمغذ السير ثلاثون يوما ونوشجان «63» الاعلى أربع مدن كبار وخمس صغار، ومقاتلة «64» نوشجان «65» في مدينة واحدة على شط بحيرة، وهم: عشرون ألف رجلا بديوان وليس في الاتراك أشد منهم، وهم يحسبون عشرة بازاء مائة من الخرلنجية، والبحيرة التي عليها مدينة التغزغز تحف بها «66» الجبال. فأما بلاد كيماك فانها من طراز «67» مدينة نوشجان «68» الاسفل التي قلنا انها وراء سمرقند بخمسة وستين فرسخا. يسرة عنها، وفي جهة الشمال وبينها وبين طيراز «69» مسيرة ثمانين يوما في صحارى وبراري واسعة كثيرة الكلأ والعيون وليس يكاد المسلمون يغزون الترك لقول النبي صلى الله عليه (تاركوا الترك ما تركوكم) «70» . وانما ذكرنا بلدهم وأحوالهم لما تقدم من شرطنا أن نذكر الامم المطيفة ببلاد الاسلام والامم المخالفة لهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 أما التبت منهم فانه يمنة «71» بلاد التغزغز «72» في جهة الجنوب، وكان ذو القرنين لما ظفر بفورك «73» ملك الهند وقتله، أقام ببلاد الهند سبعة أشهر، وبعث منه جيوشا الى التبت والصين، فوفد عليه بعض من انفذه، فاعلمه ان سائر ملوك المشرق قد أجمعوا على الدخول في الطاعة، وان يؤدوا اليه الاتاوة لما عرفوا ظفره بدارا وفورك ملكي الفرس والهند، وعدله وحسن سيرته فخلف على أرض الهند من وثق به في ثلاثين ألف [فارس] «74» وسار حتى أتى بلاد التبت، فخرج اليه ملكهم في طراخنته مسلما اليه، وقال له: بلغني عنك أيها الملك من العدل والوفاء، مع الظفر بمن ناؤك لما علمت من ان أمرك كله من الله، وأحببت ان أجعل يدي في يدك ولا أروم مدافعتك، عن شيء تريد ولا قتالك، فان الذي يقاتلك ويغالبك انما يغالب أمر الله، ومغالب أمر الله مغلوب. فأنا وقومي والملك الذي في يدي لك فمر7» في جميع ذلك بما شئت، فرد عليه الاسكندر [ردا] «76» جميلا، وقال له: من عرف حق الله فقد وجب علينا حقه، وأرجو ان تجد عندنا من العدل والوفاء ما ترضى به. واسترشده الى ترك البراري، لا ترك المدن قد كانوا قد دخلوا في طاعته، وسار بين يديه وعرض عليه هدايا فأباها، ولم يزل يعاوده حتى أجاب الى قبولها فحمل اليه «77» أربعة آلاف وقر حمار ذهبا، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 ومثلها مسكا فأعطى عشر المسك لروشنك بنت دارا ملك الفرس امرأته «78» . وقسم سائره على أصحابه، وجعل الذهب في بيت ماله، فقال له ملك التبت: في ان يقدمه في جيوشه الى الصين فأمره الملك باستخلاف ابنه على مملكته فاستخلف مدابيك ابنه في أرضه بعده، وضم اليه الاسكندر صاحبا له في عشرة آلاف، وسار الى الصين في مقدمته والاسكندر في عظم المعسكر في أثره، فخرج صاحب الصين اليه في عشرة عساكر، في كل عسكر مائة ألف، وبعث الى الاسكندر يذكر له ما بلغه عنه من الوفاء، وكرم الفعل، وانه لم يسعه قتاله مع هذه الحال، وانه لو أراد ذلك ما عجز عنه فسأله ان يأمر بما يريده حتى يمتثله، فأجابه الاسكندر، وأمره أن يحمل عشر أرضه على حسبما فعل في غيرها من سائر البلاد، وانه ان لم يفعل استعان الله عليه ولم يهله كثيرة عدده، لان الله قادر على نصرة القليل على الكثير، وبعث اليه بهذا الجواب مع جماعة من الفرس والهند، وأمرهم أن يعرفوه ما كان من عدله في بلادهم، وجميل فعله فيهم وحسن صنيعه اليهم. فرد ملك الصين الجواب بالطاعة ويسأل ان يقبل منه فيما يؤديه من عشر بلاده وصلحه عنه الحرير والفرند وغيره من الآلات، فرضى الاسكندر بذلك وقبله منه، وكان ما فارقه عليه ألف ألف فرندة «79» ألف ألف سرقة «80» حرير وخمسمائة ألف كيمخاوة «81» وعشرة آلاف سرج بركبها ولجمها، وسيورها وسائر أدواتها، وألف ألف منا فضة وأدى ذلك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 وأقام الاسكندر في أرضه، حتى بنى مدينة سماها برج الحجارة، وجعل فيها من الفرس خمسة آلاف رجل رابطة رأس عليهم صاحبا له، ويعرف بنوكليديس «82» ، وسار من الصين اخذا في جهة الشمال وصاحب الصين معه، حتى انتهى الى أرض شول «83» ففتحها وبنى بها مدينتين، أحدهما شول والاخرى خمدان، وأمر صاحب الصين أن يسكن خمدان بجنوده، وأن يجعل من أصحابه رابطة بشول. ثم سار متوجها الى ترك البرية حتى فتحهم ودوخهم، وبلغه عن قوم لهم عدد جم من هؤلاء الاتراك، ناحية المشرق من جهة الشمال، انهم مفسدون في الارض فأستشار صاحب الصين فيهم فأخبره انه لا غنيمة عندهم، غير المواشي والحديد، وانه يحيط بهم من ناحية الشمال البحر الاخضر الذي لا مجاز فيه لاحد، ومن ناحية المغرب والجنوب جبال في السماء لا ترام ولا لاحد عليها مسلك، وانه لا منفذ لهؤلاء الاتراك الا من درب واحد ضيق كالشراك، وانهم في زاوية من الارض لو سد عليهم هذا المنفذ بقوا فيها. كفى الناس شرهم وزال عن الارض فسادهم، فعلم الاسكندر وجه الصواب فيما أشار به صاحب الصين، فسد ذلك الوادي وهو السد الذي وصفه الله واقتص خبره في القرآن. ثم رجع ذو القرنين في أرض الترك أصحاب المدائن وأهل الاوثان حتى انتهى الى أرض السغد، فبنى بها سمرقند والمدينة المعروفة بالدبوسية والاسكندرية القصوى. ثم صار الى أرض بخارا، فبنى مدينة بخارا، ثم سار الى أرض مرو فبنى بها مدينتها، وبنى مدينتي هراة، وزرنج، وخرج على جرجان، وأمر ببناء الري وأصفهان، وهمذان، حتى عاد الى أرض بابل فأقام بها سنتين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 فاذا قد أتينا على ذكر ثغور المشرق، فلنرجع الى ناحية الجنوب وبها ثغر البجة والنوبة، وهم مصالحون على ضريبة تسمى البقط، وليس بينهم وبين المسلمين محاربة واستقصاء، أمر صلحهم يكون في المنزلة السابعة، وهي التالية لهذا الباب إن شاء الله وبه القوة. ثم نذكر بعد ذلك ثغور الغرب فنقول: ان أولها أفريقية وهي المسمى القيروان، ولم يزل مذ افتتح مدبرا من قبل ملك العراق بعد تولى بنى مروان الى ان تغلب عليه في هذا الوقت صاحب المغرب، واستولى عليه وتعداه الى برقة فتغلب عليه زياده. فأما وراء أفريقية فبلاد تاهرت وبينها وبين أفريقية مسيرة ثلاثين يوما، وهي في يد صاحب الاباضية، وهم ضرب من الخوارج، ووراء تاهرت مسيرة أربعة وعشرين يوما بلد المعتزلة وعليهم رئيس عادل وعدلهم فائض وسيرتهم حميدة، ودارهم طنجة ونواحيها والمستولي عليها في هذا الوقت، ولد محمد بن ادريس بن عبد الله بن حسن بن حسن عليهم السلام، وكان محمد ينزل مليلة وهي آخر مدائن طنجة، فمات بها فانتقل ولده الى فاس «84» ، وهم بها الى هذا الوقت، وراء ذلك بلاد الاندلس والمستولى عليها الاموي ومسكنه فيها في قرطبة والاندلس نهاية الغرب. وبها يجتمع البحرين الذين تقدم وصفنا لهما. تمت المنزلة السادسة من كتاب الخراج وصنعة الكتابة (والحمد لله) «85» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 [المنزلة السابعة] بسم الله الرّحمن الرّحيم وهي المنزلة السابعة من كتاب الخراج وصناعة الكتابة الباب الاول: في مجموع وجوه الاموال. الباب الثاني: في الفيء وهو أرض العنوة. الباب الثالث: في أرض الصلح. الباب الرابع: في أرض العشر. الباب الخامس: في احياء الارض واحتجارها. الباب السادس: في القطائع والصفايا. الباب السابع: في المقاسمة والوضائع. الباب الثامن: في جزية رؤوس أهل الذمة. الباب التاسع: في صدقات الابل والبقر والغنم. الباب العاشر: في أخماس الغنائم. الباب الحادي عشر: في المعادن والركاز والمال المدفون. الباب الثاني عشر: فيما يخرج من البحر. الباب الثالث عشر: فيما يؤخذ من التجار اذا مرو على العاشر. الباب الرابع عشر: في اللقطة والضالة. الباب الخامس عشر: في مواريث من لا وارث له. الباب السادس عشر: في الشرب. الباب السابع عشر: في الحريم. الباب الثامن عشر: في اخراج مال الصدقة. الباب التاسع عشر: في فتوح النواحي والامصار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 صدر هذه المنزلة بسم الله الرّحمن الرّحيم ينبغي أن يعتقد ان الشريعة أصل، وان الكتابة فرع من فروعها لان أخذ «1» الكتابة الدال على معانيها هو انها صناعة تعنى بجباية الاموال وسياسة الملك واذا كان الملك لا قوام له الا بالدين، فقد وضح ان الكتابة فرع من فروع الدين، وقد رأيت قوما يظنون ان أحكام الكتابة مباينة لاحكام الشريعة، وذلك مخالف لما يوجبه المعقول اذ كان ما هو فرع لشيء لا يباينه فليست أحكام الكتابة مناقضة لاحكام الشريعة، لكنه ربما تجردت أحكام الكتابة فكانت فقهية خالصة لا يكون بين ما يحكم به الكاتب والفقيه منها تباين منه مثل ان يستجبي مسلم أرضا مواتا فحكم الكاتب والفقيه فيها ان الزكاة تلزم فيما يخرجه الله منها وهي العشر لا خلاف بينهما في ذلك أو تشرب أرض سيحا، فيلزمها ما يلزم على حسب موقعها من أرضي العشر أو العنوة وتشرب اخرى في مثل محلها بدالية فيجب فيها النصف مما وجب على التي قبلها، أو يحكمها في معدن من المعادن ان فيما يخرج منه الخمس لا اختلاف في هذه الاحكام بين الكاتب والفقيه وربما امتزج حكم الكتابة بحكم الفقه امتزاجا لا يخرجه عن حكم الفقه حتى يناقضه مثل ان يوضع طسق «2» على غلة في أرض عنوة وهي وضعه الاستان واذا رأى الامام نقل تلك الارض الى التعشير أخذ من الطسق خمسه فوضع عليها وهذا حكم كتابي مردود الى أصول الفقه لانه اذا كان الحكم في أرض العنوة ان يوضع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 عليها طسق الاستان وهو النصف كان أخذ الخمس من ذلك كأخذ العشر من الاصل لان خمس النصف هو عشر الاصل. وكذلك الحكم في أجور الكيالين وهو أن تؤخذ من أصل الغلة قبل القسمة وان كان حكما كتابيا فاصلة مردود الى الفقه لانه اذا كان بالكيل تتحصل حصص الجميع كانت «3» أجور الكيالين مأخوذة من أصل الكيل، وكذلك التقسيط في الكري لا عمدة الانهار لازم لاهل الشرب عامة وما يخص كل انسان من كري راضع نهره لازم له حكم كتابي مردود الاصل الى الفقه والنظر. ومن أحكام ما يكون كتابيا خالصا لا اتصال بينه وبين أصول الفقه ولا على أحد من الفقهاء، ان يعلمه مثل ان يحكم الكاتب في البذور المغرقة انها من الراتب أو غير الراتب وفي أرزاق الامناء على حفظ الغلة انها من جاري العمل أو خارجة عنه أو في أخذ قسط الكر «4» من ثمن ما بيع من الغلة أن يكون ذلك قبل المؤونة أو بعدها. فقد وضح بما مثلناه أن جميع أحكام الكتابة أما داخله في أحكام الفقه أو مشاركة لها ومنتزعة منها أو لا مباينة ولا مناقضة لشيء من الحكم فيها وبطل قول من يقول أنها مناقضة بالمثالات التي ذكرها والاحتجاجات التي أتينا بها من ان الشيء لا يكون فرعا من شيء وهو مناقض له ووجب علينا بعد هذا ان نسوق أمر هذه المنزلة من كتابنا هذا على ما توجبه الشريعة وتلزمه السنة المتبعة، وان أجعل الباب الاول في مجموع وجوه الاموال التي تقع عليها الجباية ويتولى الامام ذلك لنفسه وسائر الامة لتكون محصلة بالاجمال «5» ثم آتي فيما بعد شرح باب مما أتى به مجملا إن شاء الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 الباب الاول في مجموع وجوه الاموال من هذه الوجوه الفىء وهذه اللفظة في لغة العرب اسم للرجوع يقال: فاء الشيء، يفيء فيئا اذا رجع، وكذلك سموا ظل الشمس في الشطر الاول من النهار ظلا، وفي الشطر الثاني منه فيئا فبحق ما وضعت اسما لما غلب المسلمون عليه من بلاد العدو قسرا بالقتال وجعل موقوفا عليهم لان الذي يجتني منه راجع في كل سنة ومنها الخراج وهو أرض الصلح التي رضى المسلمون بما صولحوا عليه عنها في وقت فتحها ومنها زكاة وأعشار الارضين التي يزدرعها «6» المسلمون. وأرض «7» العشر ستة أضرب من ذلك الارضون التي أسلم عليها أهلها وهي في أيديهم مثل، اليمن، والمدينة، والطائف، فأن الذي يجب على هؤلاء فيها العشر، ومن ذلك ما يستحييه المسلمون من الارضين الموات التي لا ملك لاحد من المسلمين والمعاهدين فيها فيلزمهم العشر من غلاتها ومن ذلك ما يقطعه الائمة «8» لبعض المسلمين فاذا صار في يده تملك الاقطاع لزمته فيه الزكاة [أيضا] «9» وهي العشر أيضا ومن ذلك ما يحصل ملكا لمسلم فما تقسمه الائمة من أراضي العنوة بين من أوجف عليها من المسلمين ومن ذلك ما يصير في يد مسلم من الصفايا التي أصفاها عمر بن الخطاب من أراضي السواد وهي ما كان لكسرى وآله وخاصته. ومن ذلك ما جلا عنه العدو من أرضيهم فحصل في يد من قطنه وأقام به من المسلمين مثل الثغور. ومن وجوه الاموال جزية رؤوس أهل الذمة، انما سميت الجزية بهذا الاسم لانها جزت من القتل أي كفت عنه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 لما أداها الذي حقن بها دمه. ومنها صدقات الابل والبقر والغنم. ومنها أخماس الغنائم التي تغنم من أهل الحرب. ومنها أخماس المعادن والركاز «10» والمال المدفون العادي من دفائن الجاهلية وسمي المعدن بهذه اللفظة من قولهم: عدن بالمكان اذا أقام به فلان ذلك لازم للموضع الذي يستخرج أبدا منه قيل في موضعه معدن. وسمى الركاز بهذا الاسم لانه ركز بالارض، أو ضل فيها. ومنها سيب البحر مما يقذف به ويستخرج منه مثل العنبر والحلية ومنها ما يجري مجراهما. والسيب، العطاء فاشتقت هذه اللفظة من ذلك لانه شبه ما يؤخذ من البحر بما يعطيه «11» المعطي وفيه الخمس أيضا. ومنها ما يأخذه العاشر من أموال المسلمين، وأهل الذمة والحرب التي يديرونها في التجارات ويمرون بها عليه. ومنها ما يؤخذ من اللقط في الطرق وما جرى مجراها. وأثمان الاباق وما يؤخذ مع اللصوص من الاموال والامتعة اذا لم يأت لذلك طالب يستحقه، ومنها ما يؤخذ من مواريث من يموت ولا يخلف وارثا لماله. فهذه وجوه الاموال. وكان الرسول الله عليه السلام «12» ، ما أفاءه الله عليه من المشركين مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب «13» لانه أتاه عليه السلام عفوا بلا قتال أحد من المسلمين عليه ولا يجشمهم سفرا اليه وهي فدك، وأموال بني النضير. ومما كان عليه السلام يصطفيه من كل غنيمة يغنمها المسلمون قبل القسمة من عبد أو امة أو قوس وسهمه عليه السلام من أخماس الغنائم. ثم لما قبض صلّى الله عليه وسلم ذهب ذلك كله بذهابه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 الباب الثاني في الفي وهو ارض العنوة اختلف المسلمون في أرض العنوة، فقال بعضهم: يخمس ثم تقسم الاربعة «1» الاخماس بين الذين افتتحوها وقال بعضهم: وذلك الى الامام ان رأى أن يجعلها غنيمة فيخمسها ويقسم الباقي كما فعل رسول الله عليه السلام «2» بخيبر، فذلك اليه وان رأى أن يجعلها فيئا فلا يخمسها ولا يقسمها بل تكون موقوفة على كافة المسلمين كما فعل عمر بأرض السواد، وأرض مصر وغيرها مما افتتحه عنوة فعل والوجهان جميعا فيها قدوة ومتبع لان رسول الله عليه السلام «3» قسم خيبر وصيرها غنيمة وأشار الزبير بن العوام في مصر، وبلال في الشام. بمثل ذلك وهو مذهب مالك بن انس، وجعل عمر بن الخطاب السواد وغيره فيئا موقوفا على المسلمين من كان منهم حاضرا في وقته ومن أتى بعده ولم يقسمه وهو رأي أشار به [عليه] «4» علي بن أبي طالب رضوان «5» الله عليه، ومعاذ بن جبل، وبه كان يأخذ سفيان بن سعيد، وذلك رأي من جعل الخيار الى الامام في تصيير أرض العنوة غنيمة وفيئا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 راجعا على الامة في كل سنة، فأما ما فعله رسول الله صلى الله عليه «6» من تصييره خيبر غنيمة فانه عليه السلام اتبع فيه أية محكمة وهي قوله (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) «7» فهذه آية، الغنيمة وهي لاهلها دون الناس وبها عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما الآية التي أخذ بها عمر وذهب اليها علي [عليه السلام] [ «8» ومعاذ لما أشارا عليه بما أشارا به فهي قوله «9» : (ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ.. الى قوله لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا ... وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ) «10» فان قسم الامام الارض بين من غلب عليها صارت عشرية وأهلها رقيق وان لم يقسمها وتركها للمسلمين كافة فعلى رقاب أهلها الجزية وقد عتقوا «11» بها وعلى الارض الخراج وهي لاهلها وهو قول أبي حنيفة، والخراج في لغة العرب اسم المكراء والغاية من ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم ان أبا ظبية حجمة فأمر له بصاعين من طعام وكلم أهله فوضعوا عنه من خراجه. واذا اسلم الرجل من أهل العنوة أقرت أرضه في يده يعمرها ويودي الخراج عنها ولا اختلاف في ذلك. وقال قوم: يكون عليه الخراج ويزكى بقيه ما تخرجه الارض بعد اخراج الخراج واذا بلغ الحب خمسة أو سق وكان علي ابن أبي طالب [عليه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 السلام] «12» لا يأخذ من أرض الخراج الا الخراج وحده ويقول: لا يجتمع على المسلم الخراج والزكاة جميعا، وأبو يوسف وشريك بن عبد الله يقولان: في اخرين اذا استأجر المسلم أرضا خراجية فعلى صاحب الارض الخراج وعلى المسلم أن يزكي زرعه اذا بلغ ما يخرج منه خمسة أوسق. وحكى عن الحسن البصري انه لم يكن يرى ذلك وكان يرى ان على صاحب الارض الخراج وليس على المستأجر شيء، وقال أبو حنيفة وأبو يوسف: جميعا أجور من يقسم غلة العشر على أهل الارض. وروى عن مالك انه قال «13» : أجور العشر على صاحب الارض وأجور الخراج من الوسط. وقال مالك، وأبو حنيفة، وسفيان ويعقوب، وابن أبي ليلى، وأبو الزناد، وزفر، ومحمد بن الحسن، وبشر بن غياث: اذا عطل رجل من أهل العنوة أرضه أمر بزراعتها واداء خراجها والا أمر بأن يدفعها الى غيره. وقال أبو حنيفة، والثوري: في أرض خراج بنى فيها مسلم أو ذمي «14» ، ضامن حوانيت وغيرها انه لا شيء عليها فان جعلها بستانا ألزمه الخراج. وقال مالك، وابن أبي ذوئيب: يلزمه الخراج في البناء لان انتفاعه به كانتفاعه بالزرع. وأما أرض العشر فهو أعلم وما يتخذ فيها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 الباب الثالث في أرض الصلح أرض الخراج قال أبو عبد الله بن شجاع البلخي: أيما حصن أعطوا الفدية عن حصنهم ليكف عنهم ويرى ذلك الامام حفظا للدين والاسلام «1» فتلك المدينة للمسلمين فاذا، ورد الجند على الحصن وهم في منعة لم يظهر عليهم بغلبة لم تكن تلك الفدية غنيمة للذين يحضرون دون جماعة المسلمين، وذلك ان ما أخذ من أهل الحرب من فدية فهي عامة وليست بخاصة لمن حضر منهم. وقال يحيى بن ادم: سمعت شريكا يقول: انما أرض الخراج ما كان صلحا على الخراج يؤدونه الى المسلمين، قال يحيى: فقلت لشريك فما حال السواد، قال هذا: أخذ عنوة فهو فيء ولكنهم تركوا فيه ووضع عليهم شيء يؤدونه. وقال، يحيى بن ادم: سمعت الحسن بن صالح يقول: كنا نسمع ان ما دون الجبل من سوادنا فهو فيء، وما وراءه صالح، وأبو حنيفة يقول: ما صولح عليه المسلمون فسبيله كسبيل الفيء. وروي عن رسول الله عليه السلام «2» ، انه قال: لعلكم تقاتلون قوما فيتقونكم بأموالهم دون أنفسهم وأبنائهم ويصالحونكم على صلح فلا تأخذوا منهم فوق ذلك فانه لا يحل لكم. ورخص بعض الفقهاء في الازدياد على من يحتمل الزيادة وفي يده الفضل من أهل الصلح وأتبعوا في ذلك سنة وآثارا من آثار السلف متقدمة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 الا ان اجماع القول عندي في الفرق بين الصلح «3» والعنوة وان كانا جميعا من الخراج انه قد وقع في ملك أهل الصلح أرضهم وكره بعض أهل النظر شراء أرض العنوة، واجتمع الكل على اطلاق شراء أرض الصلح لانهم انما صالحوا قبل القدرة عليهم والغلبة لهم فأرضوهم ملك في أيديهم. وقال محمد بن ادريس الشافعي ان مكث أهل الصلح أعواما لا يؤدون ما صولحوا على ادائه من فاقة أو جهد كان عليهم اذا ذلك اذا أيسروا. وقال أبو حنيفة: يؤخذون باداء ما يجب عليهم مستانفا ولا شى عليهم فيما مضى وهو قول، سفيان الثوري، وأبي يوسف، وقال مالك، وابن أبي ذؤيب، وأبو بكر ابن أبي سبرة، وأهل الحجاز اذا أسلم رجل من أهل الصلح أخذ من أرضه العشر، وسقطت حصته من الصلح. وان أهل قبرص ولو أسلموا جميعا صارت أرضوهم عشرية لانها لم تؤخذ منهم وانما أعطوا الفدية عن القتال، وأبو حنيفة، والثوري، وأهل العراق يقولون: الصلح يجري مجرى الفيء، فأن أسلم أهله أجروا على أمرهم الاول في الصلح الا انه لا يزاد عليهم فيه شيء وان نقصوا اذا كان مال الصلح محتاجا لمعايشتهم فلا بأس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 الباب الرابع أرض العشر قد قدمنا وجوه العشر وبعض الناس يزيد فيها أرض العرب الذين لم يقبل منهم الا الاسلام أو السيف «1» ، وهذا القسم داخل فيما أسلم عليه أهله وقد تقدم ذكرنا أياه. ومما ينبغي أن يفهم انه وان كان بين من أسلم طائعا ومن أكره على الاسلام فرق قد أبانه رسول الله صلى الله عليه «2» بالفعل وذلك انه جعل لاهل الطائف الذين كان اسلامهم طوعا ما لم يجعله لغيرهم مثل تحريمه واديهم والا يغير طائفهم ولا يؤمر عليهم الا بعضهم وأخذ من أهل دومة الجندل بعض ما لهم، واستثنى عليهم بالحصن ونزع منهم الحلقة وهي السلاح والخيل لان أولئك أتوا راغبين في الاسلام غير مكرهين عليه، فأمنهم عليه السلام وهؤلاء انما كان اسلامهم بعد ان غلب المسلمون على أرضهم فلم يؤمن غدرهم «3» ونكثهم. وبمثل ذلك عمل أبو بكر بأهل الردة لما أجابوا الى الاسلام بعد أن قهروا وذلك انه اشترط عليهم الحرب المجلية «4» أو السلام المخزية وفسر السلام المخزية، بأن ينزع منهم الكراع والحلقة فأن أرض الجميع أرض عشرية وانه لا وجه لافراد قسم بأرض العرب الذين لم يقبل منهم الا الاسلام أو السيف اذ كان ذلك داخلا فيما عددنا وجوهه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 الباب الخامس في احياء الارض واحتجارها روي عن رسول الله صلى الله عليه «1» ، انه قال: (من أحيا أرضا مواتا فهي له) «2» . وما أكلت العافية منها فهو له صدقة والعافية المعتقون الذين يقصدون من أهل الفاقة، وأبناء السبيل المنقطع منهم «3» ، والسباع، والطير، هكذا فسر لنا أحمد بن يحيى الشيباني ويروى هذا الخبر على وجه آخر، وهو ان رسول الله عليه السلام «4» قال: (من أحيا أرضا ميتة فهي له وليس لعرق ظالم حق) «5» تفسير العرق الظالم هو ما يحدثه محدث في الارض من بناء أو غرس «6» في أرض رجل من الانصار من بني بياضة نخلا بأن ينزع نخله فاقتلع. وفي حديث رافع بن خديج عنه عليه السلام انه قال «7» : «من زرع في أرض قوم بغير أذنهم «8» فله نفقته وليس له من الزرع شيء» ، وانما «9» اختلف حكم النخل والزرع في ان أقلع النخل واعطي صاحب الزرع نفقته الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 لانه قد توصل الى أن يرجع الارض المزروعة الى ربها بسهولة، وتحصل نفقة الزرع من وجوه قريبة، والنخل، ففي تحصيل نفقته بعد ومشقة ودعاء وكثير مشقة فحكم عليه السلام بقلعه لهذه العلة. ولم يحكم بقلع الزرع للفساد الذي مكن استدراكه بدفع النفقة الى زارعة «10» وتحصيله لرب الارض، ويقال: ان عمر بن الخطاب كان يقضي فيمن يعمر أرض غيره بغرس أو زرع أو غيرهما ثم يحضر صاحب الارض فينازع فيها انه كان يقول لصاحب الارض، أدفع الى صاحب العمارة نفقته فان قال: لا أقدر، قال: للعامر أدفع الى صاحب الارض ثمن أرضه براحا. فأما ما هي الارض التي اذا استحياها أحد ملك رقبتها فهي ما لم يكن فيه ملك ولا حق لمسلم ولا معاهد. وقال رسول الله «11» : صلى الله عليه «12» «عادي الارض لله ولرسوله ثم لكم من بعد فمن أحيا شيئا من موتان أرض فله رقبته» وأما بماذا يكون احياء الارضين فأنه بان يستخرج فيها عين أو يساق اليها الماء، بوجه من الوجوه حتى تصلح للزرع وقد روي عن عمر بن عبد العزيز انه كتب بذلك وذكر البناء وانه في الارضين التي لا ملك لاحد عليها يقوم مقام الحرث في استيجاب الملك الا ان أصل الاحياء انما هو بالماء فاذا استخرجت عين أو حفرت بئر أو سيق الماء بوجه من وجوه السياقة ثم زرع أو غرس فذلك كله احياء. وقال أبو حنيفة، وسفيان، ومالك، والاوزاعي لا يجوز الاحياء الا بأذن الامام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 وقال أبو يوسف، وابن أبي ذوئيب، وزفر، وبشر بن غياث: ان ذلك جائز وان كان بغير اذن الامام لان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذن فيه وأذنه باق الى يوم القيامة. وقال الشافعي: وهو جائز بغير اذن الامام والاحب الى ان يستأذن وقال أبو يوسف: فيما يستحيا ان كان من أرض العنوة أو كان بشرب من ماء الخراج فعليه الخراج. وان كان عشر به من [ماء] «13» السماء، أو من عين يستخرجها المجنى لها فهي أرض عشر. وقال بشر بن غياث: هي أرض عشر شربت من ماء الخراج أو من غيره. وأما الاحتجاز فهو ان يحتجز انسان أرضا بقطيعة من الامام أو بغير ذلك ثم يتركها الزمان الطويل غير معمورة وكان النبي صلّى الله عليه «14» ، أقطع بلال بن الحرث المزني العقيق «15» أجمع، فلما كانت خلافة عمر بن الخطاب، قال: لبلال ان رسول الله صلى الله عليه «16» ، لم يقطعك العقيق لتحتجره عن الناس انما أقطعك لتعمر، فخذ منه ما قدرت [على] «17» عمارته ورد الباقي. فقال: انه أقطع الذي رده الزبير بن العوام، وقد جاء في بعض الآثار عن عمر بن الخطاب انه جعل في ذلك ثلاث سنين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 الباب السادس في القطائع، وما كان اصفاه عمر من ارض السواد أما الارضون التي تصلح للاقطاع فمنها، رواه طاووس عن النبي عليه السلام «1» من انه قال «2» : «عادي «3» الارض لله ولرسوله ثم هي لكم» . وسئل طاووس عن قوله (لكم) ما يراد به قال: يقطعونه الناس، وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: في العادي انه كل أرض كان لها ساكن في قديم الدهر فانقرضوا حتى لم يبق بها أحد فحكمها الى الامام، ومثله فيما يصلح للاقطاع «4» موات الارض مما لم يستحييه أحد وجملة الامر ما لم يقع عليه ملك مسلم، ولا معاهد فان حكم ذلك الى الامام يقطعه من اختار، فأما اقطاع النبي صلى الله عليه «5» ، الزبير «6» بن العوام أرضا ذات نخل وشجر. فان أبا عبيد القاسم بن سلام «7» ذكر أن هذه الارض «8» هي التي كان سليط الانصاري عمرها، وذلك ان رسول الله صلى الله عليه «9» كان قد أقطع سليط هذا أرضا من الموات فأحياها وعمرها. وكان اذا خرج اليها عاد فأخبر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 بوحي قد نزل لم يكن عرفه فانطلق الى النبي صلى الله عليه «10» ، فاستعفاه منها وذكر انها تشغله عنه وانه لا حاجة له بها «11» ، هذه سبيله فارتجعها صلى الله عليه «12» منه فقال له الزبير: اقطعنيها يا رسول الله فأقطعه أياها. وأما اقطاعة عليه السلام «13» ابيض بن حماد المازني الملح الذي بمأرب فأن ابيض بن حماد كان استقطع الملح الذي بمأرب فأقطعه رسول الله صلى الله عليه «14» أياه فلما ولى، قيل له يا رسول الله انما اقطعته الماء العد «15» فارتجعه منه لانه انما اقطعه ذلك وهو عنده أرض موات يحييها فلما تبين انه ماء عد ارتجعه، وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: ان الماء العد هو الذي له مواد تمده مثل العيون والابار، وسنه النبي عليه السلام، ان الناس جميعا شركاء في الكلأ والماء والنار. وأما أقطاعه عليه السلام، بلال بن حارث العقيق «16» وهو من المدينة التي أسلم أهلها عليها راغبين في الاسلام غير مكرهين عليه فأنه لم يأت في الاقطاع أعجب من هذا ووجه ما روي عن ابن عباس: من أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة جعلوا له كل أرض الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 لا يبلغها الماء ليصنع بها ما شاء. وقال، بعض الرواة: انه انما أقطع بلال بن الحارث العقيق لان العقيق من أرض مزينة ولم تكن لاهل المدينة قط. وأما اقطاع عثمان بن عفان، عثمان بن العاص الثقفي الارض التي تعرف بشط عثمان بالبصرة، فان البصرة كلها كانت يومئذ سباخا فأقطعه أياها فاستخرجها وأحياها. والسباخ موات ان كانت لا تنبت الا بعلاج، وكذلك الارض يغلب عليها الغياض والاجام، وكذلك الارض التي يركبها الماء ويقيم فيها حتى يحول بين الناس وبين أزدراعها والانتفاع بها كالبطائح فان جميع ذلك اذا عولج حتى يصلح للازدراع جرى مجرى المستحيا من الموات الذي يقع عليه الاقطاع وقد اقطعت الائمة من ذلك أجمع ومما كان لهم خالصا من الضياع التي ورثوها وملكوها بوجه من وجوه الملك. ومن الارضين التي كان عمر بن الخطاب أصفاه من السواد أصناف عشرة، حفظ منها أرض من قتل في الحرب، وكل أرض كانت لكسرى، وكل أرض كانت لاهل بيته وخاصته وكل دير بريد وكل مغيض ماء وأرض من هرب من المسلمين، وكان ارتفاع ذلك في السنة سبعة آلاف «17» ألف درهم فلما كان يوم الجماجم وأحرق الديوان وثب كل قوم على ما يليهم فأضافوه الى أرضهم. فلما قام عثمان بن عفان، رأى ان عمارة ذلك أردّ على المسلمين من تعطيله فأعطاه من رأي اعطاءه أياه ليعمروه ويؤدوا ما يجب للمسلمين فيه. وهذه هي أرضون القطائع بالسواد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 فالاقطاع هو ان يدفع الائمة الى من يرون أن يدفعوا اليه شيئا مما ذكرناه فيملك المدفوع ذلك اليه رقبته بحق الاقطاع ويجب عليه فيه العشرة والايغار هو أن تحمي الضيعة من أن يدخلها أحد من العمال وأسبابهم بما يأمر الامام به من وضع شيء عليها يؤدي في السنة أما في بيت المال «18» أو في غيره من الامصار. وزعم قوم ان الايغار، انما أخذ من قولهم أوغرت صدر فلان اذا أحميته وهذا ان كان هكذا فقد غلط المشتق فيه لان «19» الحمى من الاسخان، يقال: أحميت، ومن المنع يقال: حمي واللفظان مختلفان كما ان المعنيين مختلفان أيضا. والتسويغ هو ان يسوغ الانسان من خراجه شيئا في السنة وكذلك الحطيطة ومثلها التريكة والطعمة هي ان يدفع الى الرجل الضيعة يستغلها مدة حياته حتى اذا مات ارتجعت بعده. والفرق بين الطعمة والاقطاع، ان الاقطاع يكون لعقبة من بعده والطعمة ترتجع منهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 الباب السابع في المقاسمة والوضائع أما أرض العشر فقد قدمنا أقسامها وفيها العشر دون ما سواها والسنة ان العشر انما يجب من جميع أقسام الارضين التي عددناها فيما لم يتكلف في سقية «1» كلفة، ونصف العشر فيما يحتاج الى الكلف ولما لم يكلف في سقيه كلفه أسماء يحتاج الى ذكرها في هذه الموضع وهو السيح، والفتح «2» ، والغيل «3» والكظائم «4» وهي نحو القنى. ويقال: بلغة أهل الاهواز وما يعرفونه هناك القاويات وما كان «5» فسقية من السماء فهو العذى. ويقول العرب: في ذلك العثري بفتح العين والثاء وتشديد الثاء. وقوم يجعلون البعل ما تسقيه السماء. وقال أبو عبيد «6» القاسم بن سلام: البعل ما كان من نخل أو ما أشبهه يشرب بعروقه من غير سقي «7» ويعرف أهل الاهواز العذي بالبخس، ومما يزدرع عليه الغلات، الكبوس، والصليقات، وهي الارضون التي تمخر المياه فيها فيرطبها ويثبت التقن عليها ثم تبذر البذور ولا تسقى الارض وما أخلق هذا بأن يكون في جملة ما يسمى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 البعل. فأما ما يتكلف له الكلف فمنه الدوالي، والدواليب، والغرافات، والمنجونات، والنواعير، ويسمى أيضا ما يسقى بالدلو الغرب، والغرب هو الدلو نفسها وكذلك السواني وهي الابل التي تمد الدلاء «8» لا ما تتوهمه العامة من ان السانية اسم الدلو التي يسقى بها وكذلك النواضح، فان امتزج السقي سيحا وبدالية فان يحيى بن آدم، حكى انه سئل عطاء عن ذلك فقيل له: على أي السقيين تؤخذ الزكاة فقال: تؤخذ على الاكثر مما يسقى به وقال الاوزاعي: وأحسبه قول أهل العراق في زرع سقي خمس مرات سيحا وخمس مرات بغرب، ان الزكاة تؤخذ جزءا ونصف جزء من عشرين كأنه أخذ من العشر بقسطه ومن نصف العشر بقسطه. وقال: فيما يسقى مرتين سيحا وثلاث مرات بغرب أو داليه انه يؤخذ خمسا عشره بحق السيح، وثلاثة أخماس نصف عشرة بحق الدالية فيكون جميع ما يؤخذ سبعة أجزاء من مائة جزء. وسبيل أرض العنوة في المقاسمة سبيل أرض العشر، وهو ان ما يشرب سيحا اذا قوسم أهله فيه على النصف قوسموا فيما يشرب بدالية على النصف من ذلك وهو الربع. وقد اختلف الفقهاء في الذمي اذا أسلم كيف يجري الامر في أرضه فقال بعضهم: وهو الاقل انها تنتقل عشرية، وقال بعضهم: في ذمي يشتري أرض عشر انها تصير خراجية. وقال آخرون: بل تؤخذ منه الضعف من العشر على حسب ما عمل به في نصارى بني تغلب لان الزكاة تطهر، ولا تؤخذ من كافر ما يكون تطهيرا له وهو قول ابن شبرمة، وأبي يوسف وقال الاكثر: بل تكون أرض الذمي اذا أسلم جارية مجرى أرض الخراج ويوضع عنه الجزية وهو قول أبي حنيفة وبشر بن غياث: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 وأما الطسوق، فانما وضعت على حساب المقاسات فوضع طسق الاستان على حسب ما يكون مشاكلا للمناصفة. والدليل على ذلك انه متى احتيج الى تعشير أرض أخذ من طسق الاستان الخمس، لان خمس النصف عشر الاصل. وقد كان عثمان بن حنيف لما بعثه عمر بن الخطاب لمساحة السواد وضع على جريب الكرم والشجر عشرة دراهم، وعلى جريب النخل خمسة دراهم، وعلى جريب القضب وهو الرطبة ستة دراهم، وعلى جريب البرّ أربعة دراهم، وعلى جريب الشعير درهمين، وفي رواية بعض الناس أكثر «9» من هذا ثم مسح العامر وما يجوز ان يبلغه الماء فيغمر من العامر، ووضع على جميع ذلك قفيزا ودرهما ثم تغير ذلك أجمع بما رأتها «10» الائمة مستأنفا في توفير الوضائع والطسوق بحسب «11» خروج الغلات والثمار ونفاقها بقربها من الاسواق والعمارات وتخسيسها اذا خالف أمرها ذلك. وقد كثر الاختلاف في أصناف ما تؤخذ الزكاة منه ومبالغ كيله. فأما الكيل فان بعض- وهم الاكثر- يأخذون بأنه (ليس فيما دون خمسة أوسق صدقه) «12» والوسق ستون صاعا «13» بالصاع الحجاجي، والصاع على مذهب أهل الحجاز خمسة أرطال وثلث. وعلى مذهب أهل العراق ثمانية أرطال. وقا أبو أبو حنيفة: ومن ذهب مذهبه من أهل العراق في كثير ما يخرج من الارض، وقليله الزكاة، وعمل هؤلاء أيضا على سنة وآثار متبعة. وأما ما يؤخذ منه الزكاة من أصناف الغلات فأن بين الفقهاء في ذلك اختلافا كثيرا فمنهم من يقول: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 انها في الحنطة والشعير، والتمر والزبيب وزاد بعضهم السلت والذرة وزاد آخرون الزيتون وزاد آخرون القطاني، وهي أصناف الحبوب بأسرها. ثم قالوا: يؤخذ من جميع ما يمكن ادخاره ويتهيأ بقاؤه في أيدي الناس حولا أقله، ولا يؤخذ مما لا يمكن ذلك فيه «14» مثل البقول والرياحيين وسائر الخضروات. وأهل العراق يرون ان في جميع ذلك حتى يقول أبو حنيفة في دساتج الكراث ويأخذ فيه بسنه ابن عباس. ووقع في العسل اختلاف فأكثر الروايات ان فيه العشر. وقال قوم: العشر اذا كان في السهل ونصف العشر اذا كان في الجبل، وقال قوم: اذا كان في أرض الخراج لم يؤخذ منه شيء لانه «15» لا يجتمع عشر وخراج في أرض. والثابت انه كان يؤخذ منه على عهد النبي عليه «16» السلام من كل عشرة أزقق، زق. وقال بعض الفقهاء: في كل عشرة أرطال رطل وله في هذا الوقت طسق في أرض الخراج يؤخذ من أهله. ثم كتب أبو عبيد الله معاوية بن عبد الله كاتب المهدي الى المهدي «17» رسالة عرفه فيها ما على أهل الخراج من الحيف «18» ان ألزموا مالا معلوما أو طعاما محدودا وجعل ذلك على كل جريب لمالا يؤمن من تنقل الاسعار في الرخص والغلاء، فاذا غلت وصل اليهم من المرفق ما لعل الامام لا يسمح به. وان رخصت عاد عليهم من الضرر ما لا يحل له أن يعاملهم بمثله. الى ما يعود على المال بالنقص وعلى الاسلام بالضرر لما يحتاج اليه من أعطيات الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 الجند وسائر وجوه النفقات وقال: ان الاولى، أن يجرى في معاملة أهل السواد الى مثل ما فعله رسول «19» الله صلى الله عليه وسلم في خيبر فأنه سلمها الى أهلها بالنصف وأشار بحمل أهل السواد في الدوالي على الثلث لما يلزمهم بسببها من المؤونة. وفي الدواليب على الربع لان مؤونتها أغلظ وبالا. ولا يلزموا بعد ذلك كلفة ولا نابية بوجه ولا بتعب «20» الا الحصاد والرفاع «21» ويؤخذ التبن منهم على حسب المقاسمة وان أحبوا ابتياعه بويعوه بسعر وقته ويعمل في مساحة الكروم وسائر الشجر والخضر وجميع الغلات على ما يوجبه الحكم بالحق فيها من النظر الى قيمة ما يحصل منها بحسب قربه وبعده من الغرض والاسواق ونفاقه أو قلة خروجه ووضع ما يلزم من «22» النفقة عليها ويحتاج الى تكلفة من المؤن لها وقبض النصف بعد ذلك. فاذا بلغ الحاصل من الغلة ما يفي بخراجين ألزم خراجا تاما واذا نقص نزل ففعل ذلك وبسببه صار ما يحتاج الى تعشيره من الارض يؤخذ بالمكاييل منه العشر ويؤخذ من الطسق الخمس للغلة التي تقدم تبينا لها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 الباب الثامن في جزية رووس أهل الذمة قد قال بعض الناس في العرب ان رسول الله صلى الله عليه قال: لا يقبل منهم الا الاسلام أو السيف «1» . وظن ان ذلك شامل لجميع العرب بسبب النسب وانما ذلك فيمن كان منهم يعبد الاوثان خاصة. فأما أهل الكتاب من العرب فقد أمر النبي عليه السلام بقبول الجزية من أهل اليمن وأكثرهم عرب. وقبلها عليه السلام «2» من أهل نجران وهم من بني الحارث من كعب لانهم نصارى من أهل الكتاب. وقبلها أبو بكر من أهل الحيرة «3» حين افتتحها خالد بن الوليد في خلافته صلحا وهم أخلاط من افناء العرب من تميم وطي وغسان وتنوخ وغيرهم، اذ كانوا نصارى أيضا. وأما نصارى بني تغلب فأنهم لما طولبوا في خلافة عمر بن الخطاب بالجزية تفرقوا في البلاد وعبروا الفرات للحاق بالروم فقيل لعمر انهم عرب وأصحاب حروث ومواش ولهم نكاية في العدو فلا تعزبهم عدوك فصالحهم على أن يكون عليهم الصدقة مضعفة من كل عشرين درهما درهم ويعفوا من الجزية على الا يصبغوا أولادهم- أي لا ينصرونهم- وهو مأخوذ من صبغ الثوب يغمس في الصبغ أي لا يغمسونهم في الكفر. وقال أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب، رضوان الله عليه في خلافته، لئن تفرغت لبني تغلب ليكونن لي فيهم رأي، لا قتلن مقاتليهم ولاسبين ذريتهم فقد نقضوا العهد، وبرئت منهم الذمة حين نصروا أولادهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 وأما المجوس، فان رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل الجزية من مجوس هجر، على الا توكل ذبائحهم ولا تنكح نساؤهم «4» . وطلبها خالد ابن الوليد وهو عامل أبي بكر من أهل العراق، وهم فارس في كتابة كان الى مرازبتهم، وقبلها عمر بن الخطاب بعد ذلك منهم وقبلها أيضا عثمان بن عفان بعده منهم ومن البربر وكانوا مجوسا. أما من يجب عليه الجزية من جميع أهل الذمة منهم الذكور المحتلمون الذين ينفصلون عن الذرية من النساء والصبيان بوجوب القتل عليهم وبذلك كتب النبي صلى «5» الله عليه «6» لمعاذ بن جبل لما بعثه الى اليمن (ان على كل حالم دينارا أو عدله من المعافر) فقال: حالم فضلا له بالتذكير عن النساء. وبالاحتلام عن الصبيان. وكتب عمر بن الخطاب: الى امراء الاجناد الا يقاتلوا الا من قتلهم ولا يقتلوا النساء ولا الصبيان ثم أمرهم بعد ذلك، الا يضربوا الجزية الا على من جرت عليه المواسي، وعن النبي صلى الله عليه «7» في غير وجه من الحديث، انه نهى عن قتل الذرية من النساء والصبيان فدل جميع ذلك على ان الجزية انما أوجبت على من كان القتل عليه واجبا فكف بها عن قتله. وينبغي أن يضاف الى هذا المعنى أيضا، ان القتل انما وجب عليهم لان مثلهم يقاتل وان من مثله لا يقاتل فتسقط عنهم الجزية، مثل العميان، والرهبان، والزمنى، وسائر من يجري مجراهم ممن لا يقاتل. وأما كم الجزية فان على أهل العين وهم أهل الشام ومن جرى مجراهم «8» ، أربعة دنانير على الطبقة العليا، وديناران على الوسطى، ودينار على الدون، وعلى أهل الورق مثل أهل العراق وغيره، أما على الطبقة العليا فثمانية وأربعون درهما وعلى الوسطى أربعة وعشرون درهما وعلى الدون اثنا عشر درهما. وأما تحديد الطبقات فان أهل العليا هم الذين لهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 المال المشهور من الصامت والضياع والدور والرقيق الذي لا يمكنهم ستره. وأهل الوسطى هم الذين تعرف لهم دور ويسار ويوثق بهم في الاموال ويؤتمنون على المتاع. وأهل الدون هم سائر من دون هذه الطبقة. وكان على كل انسان من أهل الذمة ما يسمى الارزاق وهو على كل من كان منهم بالشام، مديان من الحنطة وثلاثة أقساط من الزيت في كل شهر وعلى أهل العراق خمسة عشر صاعا وعلى أهل مصر أردب وشيء من العسل وضيافة المسلمين ثلاثة أيام، وانما كان ذلك في أول الامر ثم رفع عنهم وأراه صار في الخراج الواجب على من يجب عليه منهم. وروى عن سفيان بن عينية عن ابن أبي نجيح قال: سألت مجاهدا لم وضع عمر على أهل الشام من الجزية أكثر مما وضعه على أهل اليمن، فقال: لليسار فدل ذلك على ان يزيد وينقص في الخراج على قدر الاحتمال. وللجماجم بديار مضر رسم يخالف رسم الجوالي وذلك ان حكم الجوالي التطبيق بحسب ما عليه سائر الامصار، والجماجم بهذه الديار وهم، النبل «9» المقيمون بها. فكان معاوية بن أبي سفيان جعل على جميعهم الطبقة الوسطى، وهي أربعة وعشرون درهما، وثمن عليهم أقساط العسل والزيت فبلغت قيمة ذلك بسعر الوقت تسعة دراهم اضافة «10» الى الجزية فصار الجميع ثلاثة وثلاثين درهما. واذا أسلم الذمي في آخر السنة وقد كانت الجزية وجبت عليه وحضر وقت افتتاح خراج «11» الجوالي، فلا شيء عليه لانه (لا جزية على مسلم) «12» وان مات أو جلا لم يجب على ورثته، ولا على خلفه «13» لانهم غير ضامنين لها عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 226 الباب التاسع في صدقات الابل والبقر والغنم أجمعت الاحاديث والسنن وآراء الفقهاء على انه لا شيء من الصدقة تجب، في الابل الى ان تبلغ خمسا، فاذا بلغت خمسا ففيها شاة الى تسع، فاذا زادت واحدة [ففيها شاتان الى أربع عشرة] «1» فاذا زادت واحدة ففيها ثلاث شياه الى تسع عشرة فاذا زادت واحدة ففيها أربع شياه الى أربع وعشرين، فاذا زادت واحدة ففيها بنت مخاض، فان لم توجد في الابل بنت مخاض فابن لبون ذكر الى خمس وثلاثين، فاذا زادت واحدة ففيها بنت لبون الى خمس وأربعين، فاذا زادت واحدة ففيها حقة طروقة الفحل «2» الى ستين، فاذا زادت ففيها جذعة الى خمس وسبعين، فاذا زادت واحدة ففيها بنت لبون الى تسعين، فاذا زادت واحدة ففيها حقتان طروقتا الفحل الى مائة وعشرين، فاذا بلغت الابل مائة وعشرين وقع الاختلاف وليس فيما قبل ذلك اختلاف الا في حديث يروى عن علي بن أبي طالب «3» : وليس بالمصحح عنه، وهو ان الابل اذا بلغت خمسا وعشرين، ففيها خمس شياه. فأما فيما بعد المائة والعشرين، ففي القول المنسوب الى علي، يكون في مائة وخمس وعشرين حقتان وشاة، وفي مائة وثلاثين حقتان وشاتان وعلى ذلك زيادة شاة في كل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 خمس يزيد الى مائة وخمس وأربعين فاذا بلغت الابل مائة وخمسة وأربعين كان فيها حقتان وخمس شياه، وفي قول أهل العراق وبه كان يقول سفيان، حقتان وبنت مخاض، فاذا كملت الابل مائة وخمسين ففيها ثلاث حقاق، فان زادت على ذلك استؤنفت بها أيضا كما ابتدأت أول مرة الى المائتين فاذا بلغتها كانت فيها أربع حقاق، فاذا زادت استؤنفت بها أيضا على ما فسرنا. فهذا قول علي ومذهب أهل العراق. أما مالك وأهل الحجاز فيقولون: ان الزيادة على المائة والعشرين مما دون العشرة شنق «4» لا يعتد به، ويعني بالاشناق ما بين الفريضتين من الاعداد التي اذا زادت لم يعتد بزيادتها في الفريضة ويسمى ذلك في البقر الاوقاص. والاشناق، مأخوذ من شنق القربة وهو أن تملأ حتى يشتال براسها، فكان زيادة على الملأ فاذا بلغت مائة وثلاثين، قالوا: ان فيها بنت لبون «5» ، وحقة وفي مائة وأربعين حقتان، وبنت لبون في مائة وخمسين ثلاث حقاق وفي مائة وستين أربع بنات لبون «6» ، [وفي مائة وسبعين ثلاث بنات لبون وحقة] «7» وفي مائة وثمانين حقتان وبنتا لبون وفي مائة وتسعين ثلاث حقاق وبنت لبون، وفي مائتين أو أربع حقاق، وعلى هذا يعملون في كل ما يزيد يأخذون من كل خمسين حقة أو من كل أربعين بنت لبون، ويقولون: ان الفرائض في الابل اذا تجاوزت الغنم في أول الامر الى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 الابل لم تعد بعد ذلك غنما. وروي عن علي بن أبي طالب «8» رحمه الله انه قال: اذا لم يوجد في الابل السن التي توجبها الفريضة فاخذ المصدق المسن التي فوقها رد شاتين أو عشرة «9» دراهم، وبهذا كان «10» يأخذ سفيان وكان يقول: عشرة دراهم أو دينار، وكان الاوزاعي يقول: اذا لم يوجد السن التي تجب أخذت قيمتها وكان مالك يقول: انه لا يبدل سن مكان سن الا ما جاءت فيه الرخصة من أخذ ابن لبون بنت مخاض. ذهب سفيان الى الاثر الذي رواه عن علي بن أبي طالب «11» ، وذهب اليه الاوزاعي: الى انه ليست تتساوى قيم ما بين كل سنين. وكره مالك أن يأخذ غير الفرض. وقال: اذا وجب على رب المال سن فعليه أن يأتي بها وفيه مشقة على الناس، وكان النبي عليه السلام «12» يأمر به التيسير عليهم. وهذا في شأن الابل وما يخالطه الصغار منها. فأما اذا كانت كلها صغارا مثل الخيران «13» والسقاب «14» ففيها اختلاف فسفيان يقول: انه يرد المصدق على رب المال بفضل ما سن من السنن التي تؤخذ وبين الربع «15» والسقيب. ومالك يقول: انه يؤخذ منها مثل ما يؤخذ من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 المسان ولا يرد المصدق الفضل على رب المال، وقال بعض الناس: لا صدقة في الصغار ولا شيء على ربها. وقال بعضهم: فيها واحدة منها. فأما اذا جاء المصدق فوجدها أربعا مثلا، وقد كان الحول حال عليها وهي خمس فأهل العراق يقولون تلزمه أربعة أخماس وشاة يذهبون الى ان الصدقة قد كانت وجبت عليها مع مضي الحول، فلما ذهب بعضها سقط من الصدقة بحسابه. ومالك يقول: لا شيء فيها لان الصدقة انما تجب على رب المال يوم يصدق، وكذلك اذا كانت ناقصة عما تجب فيه الفريضة فكملت يوم يحول الحول عليها. فان كانت خمسا حولين ولم يحضر المصدق فان سفيان يقول: ان فيها اذا حضر واحدة للسنة الاولى وليس عليها للسنة الثانية شيء. وقال مالك: عليه شاتان، ذهب سفيان الى ان السنة الثانية لم يكن خمسا تامة لما لزمه فيها من الدين، وانها خمس الا قيمة شاة. وأخذ مالك بسنة عمر انه آخر الصدقة عام الرمادة «16» فلما أحيا الناس عقل عليهم عقالين. فأما ما روى عن النبي عليه السلام «17» انه قال: (لا ثناء في الصدقة) «18» فأن أبا عبيد القاسم ابن سلام «19» قال: «ان أصل الثناء في كلامهم ترديد الشيء وتكريره بالجهل «20» ووضعه في غير موضعه» ، وتفسير ذلك ان الصدقة اذا تأخرت عن قوم عاما لحادثة تكون حتى تتلف أموالهم لم تثن عليهم في قابل صدقة العام الماضي لكنهم يؤخذون بما في أيديهم للعام الحاضر، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 230 قال: وفيها تأويل آخر وهو انه لا تؤخذ الصدقة «21» في عام مرتين، قال: والتأويل الاول أعجب اليّ» . ومالك يرى في الابل العوام الصدقة وأهل العراق على خلاف ذلك وما يتعامل الناس به اليوم انها تؤخذ في السائمة فقط. وأما تفسير الاسنان فأولها الجذعة «22» وهي التي لها سنة ثم ابنة المخاض وهي التي تنمخض امها بولد آخر في بطنها ولها سنتان. ثم ابنة اللبون، وهي التي قد ولدت امها ولدا آخر فصار لها لبن ولها ثلاث سنين. ثم الحقة، وهي التي قد استحقت أن يحمل عليها أربع سنين. والعراب والنجاتي في وجوب ما على الابل من الصدقة واحد. فأما صدقات البقر فالاجماع من أهل العراق وأهل الحجاز، ان في كل ثلاثين بقرة تبيعا جذعا، وهو الذي قد استوت قرناه وأذناه في كل أربعين بقرة مسنة، والمسن هو الثنى، فما زاد وليس بين جميع الفقهاء خلاف في ان الحوادث والعوامل «23» من البقر لا صدقة فيها الا مالك بن انس فأنه يرى في العوام الصدقة والناس كلهم على خلاف ذلك ولا خلاف بينهم أيضا في الاوقاص «24» من البقر، وانه لا شيء فيها وهي ما بين الفريضتين واذا خالطت البقر الجواميس فسنتها واحدة. وأما صدقات الغنم فأن الاجماع من أهل العراق والحجاز انه لا شيء فيها دون الاربعين منها فاذا بلغت الاربعين ففيها شاة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 الى مائة وعشرين فاذا زادت على ذلك واحدة ففيها شاتان الى المائتين، فاذا زادت واحدة ففيها ثلاث شياه الى الثلاثمائة، فاذا زادت الغنم على ذلك ففي كل مائة منها تامة شاة، واذا كانت الغنم حسانا «25» وسخالا فالجميع محسوب فأن كانت كلها صغارا ففي ذلك الخلاف. وقد تقدم وصفه عند ذكر الابل الا ان عمر حكم بأن يعتد بالسخلة ولا يؤخذ بازاء ما عفى عنه مما يضن به رب المال، وقد جاء في الحديث تفسير ذلك منه الربي «26» وهي التي معها ولدها تربيه. والرغوث، وهي التي يرغثها ولدها والرغث، الرضاع، والعرب تضرب المثل فتقول، أكل من الرغوث. الماخض وهي التي تمخض بالولد يذهب ويجيء في بطنها. والكنوف، وهي التي تربض ناحية من الغنم تطلب الزوج لسفنها. والاكولة، وهي التي يسمنها رب المال ليأكلها. وفحل الغنم وهو الذي يحتاج اليه رب المال للنكاح «27» وكل ذلك فلا يؤخذ الا ان يشاء رب المال. وجاء في الحديث المصدق وأصحاب الحديث يحققونه فتصير على الخلاف لان المصدق بالتخفيف هو الذي يأخذ الصدقة، والمصدق بالتشديد هو الذي يعطيها، ومع هذا فانه لا يؤخذ في الصدقة رذال المال ومنه الصعراء المائلة العنق، ومنه الاكيلة وهي التي افترسها السبع واستنقذت منه، ومنه أيضا الثولاء، وهي المجنونة ومنه العضباء وهي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 المكسورة القرن. والهرمة وكل ذات عوار. بل يؤخذ في الصدقة الوسطى من كل شيء وليس في أسنان الغنم ما يؤخذ غير سنين كما في البقر أيضا الا انه على الخلطاء في الفحل والمرعى، والحوض، والمراح واحدة مثل أن يكون ثلاثة نفر حالهم في المخالطة على ما قدمنا ذكره واحده وبينهم مائة وعشرون شاة فيلمونّهم جميعا فيها شاة واحدة. وأهل العراق وسفيان بن سعيد يرون أن الاجتماع والتفرق لا يقعان الا في الملك وان الثلاثة النفر الذين ذكرناهم اذا كان لواحد منهم أربعون شاة يلزمهم فيها ثلاث شياه وفي الابل مثل ذلك حتى انه اذا كان ثمانية خلطاء على الاحوال الموجبة عند أهل الحجاز للمخالطة والاجتماع وبينهم أربعون من الابل لكل واحد منهم خمس منها ان عليهم فيها ثماني شياه. وأما ما جاء في الحديث من انه ما كان بين خليطين فأنهما يتراجعان بينهما بالسوية فأن أهل الحجاز لوضعهم الامر في المخالطة على ما قدمناه اذا كان أربعون شاة مثلا بين خليطين وكان احدهما يملك ثلاثين والاخر عشرا فاوجبوا في الاربعين واحدة انه يجب على رب الثلاثين، ثلاثة أرباعها، وعلى رب العشرة ربعها فان كانت من غنم صاحب الاقل، عاد على صاحب الاكثر ثلاثة ارباع شاة وان كانت من غنم صاحب الاكثر رجع على صاحب الاقل بربع شاة. وقال أهل العراق: ان هذا انما هو في الخليطين المتفاوضين اللذين لا يعرف احدهما مبلغ غنمة الا ان احدهما يملك الثلثين والاخر الثلث ومثال ذلك مائة وعشرون شاة، فان المصدق ياخذ «28» منها شاتين يجب على صاحب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 الثلثين شاة وثلث وعلى صاحب الثلث ثلثا شاة فرجع صاحب الثلثين لان قسطه من الاصل ثمانون شاة على صاحب الثلث لان قسطه من الاصل، اربعون شاة بثلاث شياه اذ كان ما يلزم صاحب الثمانين شاة وما يلزم صاحب الاربعين شاة أيضا فاذا أخذ من الغنم شاتين كان لصاحب الاكثر فصل ثلاث شياه على خليطة الاخر وهذا أشبه بقوله يتراجعان فيما بينهما بالسوية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 الباب العاشر في اخماس الغنائم الآية المعمول عليها في الغنيمة هي قوله «وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ» «1» وظاهر هذه الآية ينبئ ان الغنيمة في ستة أوجه، ولكن تفسير قوله: الله، انما هو افتتاح كلام لان كل شيء لله عز وجل فجعل سهم الله وسهم الرسول عليه السلام واحدا، ولم تكن الغنائم تحل لاحد قبل يوم بدر، كانت تنزل نار من السماء فتأكلها فلما كان يوم بدر أسرع الناس في الغنائم، فأنزل الله تبارك وتعالى «لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ. فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالًا طَيِّباً» «2» . وروي عن أبي ذر الغفاري. قال: خرجت في طلب رسول الله صلى الله عليه «3» ، فوجدته يصلى فانتظرته حتى صلى فقال: أوتيت الليلة خمسا ذكرها، وقال فيها: وأحلت لي الغنائم ولم تحل لاحد قبلي. والغنيمة اذا غنمت أخذ الخمس منها فقسم أول السهام للكعبة وهو سهم الله عز وجل. وسهم رسوله صلى الله عليه «4» . وسهم ذي القربى، وفي هذا السهم اختلاف وقد جاءت الرواية بأن النبي صلى الله عليه «5» ، اعطاه بني هاشم وبني المطلب وانه لما سئل عن اعطائه بني المطلب وتركه من هو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 في النسب وهم بنو نوفل، وبنو عبد شمس قال: ان بني هاشم وبني المطلب لم يفترقوا في جاهلية ولا اسلام وان البطنين شيء واحد، وشبك بين أصابعه. وروى يحيى بن آدم: في خبر يسنده الى علي بن أبي طالب [عليه السلام] «6» ان سهم ذوي القربى لم يزل يتولى هو بفرقته فيهم الى ان كانت آخر سنة من سني عمر بن الخطاب، فأنه أتاه مال كثير فارسل اليه ان هذا حقكم فخذوه وانه أجابهم بأنهم مستغنون عنه في ذلك العام وان بالمسلمين اليه حاجة وانه رده عليهم في ذلك العام وانه لم يدعه اليه بعد عمر أحد. وان العباس قال: له في ذلك الوقت لقد حرمتنا شيئا لا يرد علينا أبدا. وحكى يحيى ابن آدم: ان نجدة الحروري «7» كتب الى ابن عباس يسأله عن سهم ذوي القربى لمن هو فكتب اليه ابن عباس، انا نزعم انه لنا أهل البيت وان قومنا يزعمون انه ليس لنا. ثم اتفقت آراؤهم على ان جعل هذا السهم في الخيل والعدة في سبيل الله. ثم خرج سهم اليتامى وسهم المساكين، وسهم ابن السبيل، من الخمس والاربعة الاخماس، من أصل الغنيمة تفرق فيمن شهد الحرب ووقع اختلاف في السرية يخرج بغير اذن الامام، فقال الحسن: انه لا شيء لهم منها لانهم بمنزلة جميع الناس. وقال أبو حنيفة: يجرون مع الاستئذان وتركه مجرى واحدا في ان الخمس من غنيمتهم لبيت المال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 والاربعة الاخماس لهم. وانهم اذا كانوا أقل من ستة فما أصابوا فجميعه لهم اقامهم مقام من اكتسب شيئا بخاصة فعله مثل الذين يحتطبون ويتصيدون ليسوا غزاة اذا كانوا لا يبلغون في العدة السرية. وقال غير أبي حنيفة: الامر في القليل من العدة الكثير واخذ في اخراج حق الله مما اصابوا لانهم قد حاوروه ودخل في جملة ما يسمى غنيمة. والمجروح ممن شهد ومن يسلم في الغنيمة واحد والفارس الضعيف والقوي في القسمة سواء، والعتيق من الخيل والبرذون لا فرق بينهما، ويسهم للفارس سهمان سهم له وسهم لفرسه، وهو رأي أبي حنيفة، وغيره يجعل للفرس سهمين ولا يسهم لاكثر من فرسين. فأما الراجل فله سهم واحد ولا حق في الغنيمة لمن يحضر الحرب من العبيد، والنساء، والصبيان ولكن يرضخ لهم على قدر أعمالهم، ان كان للعبيد غناء في المحاربة، وكانت المرأة تداوي الجرحى، وما اشبه ذلك من الفعل. والنفل هو ما يفضل به الامام بعض المقاتلة سوى سهمه على حسب ما يبدوا عناية ونكاية. وفي ذلك اربع سفن احداها مثل، ان ينفرد الرجل بقتل المشرك فيكون له سلبه مسلما من غير أن يخمس او يشركه فيه أحد من أهل العسكر. والثانية: مثل أن يوجه الامام السرايا في بلاد العدو فيأتي بالغنائم فيجعل الامام لمن أتى بها الربع أو الثلث. أو ما رأى بعد الخمس. والثالثة، مثل ان تجاز الغنيمة كلها ثم تخمس فاذا صار الخمس في يد الامام نفل منه من رأى على حسب ما يراه «8» . والرابعة، ما يعطي من أهل الغنيمة قبل أن يخمس أو يقسم. مثل أن يعطي الادلاء على عورات العدو ورعاة الماشية والسواق لها. أو من جرى مجرى هؤلاء شيئا من أصل الغنيمة ولانها منفعة تعم أهل العسكر طرا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 237 الباب الحادي عشر في المعادن والركاز والمال المدفون قد يسمى المعدن ركازا ومنه الحديث عن علي ابن أبي طالب [عليه السلام] «1» في أبي الحارث «2» الاسدي «3» لما ابتاع «4» معدنا بمائة شاة فقال له أن الركاز الذي أصبت، فسمي المعدن ركازا. وهذا مطرد على اشتقاق اسم الركاز لانه اذا كان لما ركز بالارض فالمعدن الذي ركزه الله عز وجل في الارض. وقد روى ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن المال يوجد في الحرب العادي «5» فقال: «فيه وفي الركاز الخمس» «6» ، فتبين ان الركاز غير المال المدفون، لقوله فيه وفي الركاز، وأهل العراق يجعلون الركاز المعدن والمال المدفون كليهما، ويقولون: ان فيها الخمس. ويقولون أهل الحجاز: ان الركاز هو المال المدفون خاصة وفيه الخمس. فاما المعدن فليس بركاز ولا خمس فيه، انما فيه الزكاة. وقال مالك «7» : لا يؤخذ مما يخرج المعدن شيء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 حتى يبلغ عشرين دينارا أو مائتي درهم «7» فاذا بلغ ذلك ففيه الزكاة وفي تسمية علىّ رضوان الله عليه المعدن ركاز اذا انضاف الى نص الخبر، عن النبي صلى الله عليه وهو أن في الركاز الخمس أوكد دليل على ان الحجة مع أهل العراق وهو المعمول عليه في هذا الوقت المأخوذ به فيما يؤخذ من المعادن التي في النواحي لان العمال يجمعون منها في حسباناتهم المرتفعة الى الدواوين الخمس وكذلك يجب في المال المدفون العادي. وقد جاءت السفن بذلك في اموال وجدت فاخذ منها الخمس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 الباب الثاني عشر فيما يخرج من البحر واختلفت الفقهاء في ذلك فقال اكثرهم: انه لا شيء في العنبر واللؤلؤ وبعضهم يرى ان فيها الخمس سنة «1» من بعض الائمة ووجة من وجوه النظر وهو شبيهم ذلك بالمعادن التي توجد «2» في البر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 الباب الثالث عشر فيما يؤخذ من أموال تجار المسلمين وأهل الذمة والحرب التي يمرون بها على العاشر السنة في زكاة العين، والورق ان المسلمين مؤتمنون على ما يلزمهم منها، فمن اداها اخذت منه ومن لم يؤدها فهو حق تركه والله من ورائه. فاما غير ذلك من الزكوات مثل صدقات المواشي والنخل والحرث فان من منعها اكره على ادائها وجوهد على ذلك حتى يؤدية. وقد جاءت احاديث بكراهة اخذ العشر وذم العاشر «1» وصاحب المكس، وهو صاحب العشر أيضا وذلك هو كراهية لما كانت الملوك من العرب والعجم من الجاهلية ياخذونه من عشور اموال التجار اذا مروا بها عليهم لا لما يأخذه الائمة من زكاة أموال المسلمين وما يجب على غيرهم والدليل على أن أخذ العشر قد كان قديما قبل الاسلام ما كتب به النبي صلى الله عليه «2» لمن أسلم من أهل الامصار مثل ثقيف، وأهل البحرين، ودومة الجندل، وغيرهم انهم لا يحشرون ولا يعشرون فان ذلك لو لم يكن سنة جاهلية يعرفونها لم يكونوا يتخوفون من المسلمين مثلها حتى يكون في أماناتهم ابطالها أو حذفها وقد أبطل الله ذلك بالاسلام وسنة الزكاة وهي انه لا يؤخذ من العين شيء حتى يبلغ عشرين دينار ولا من الورق حتى يبلغ مائتي درهم فاذا بلغا هذين المقدارين ففيها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 ربع العشر فأما غير المسلمين فان الذمى «3» يؤخذ منه نصف العشر ورقا قال بعضهم: ان الوجه في ذلك ان عثمان بن حنيف لما صار الى العراق وضع على ما مسحة من الارض ما وضع جعل في اموال اهل الذمة الذين يختلفون بها من كل عشرين درهما درهما سوى الجزية. وقال آخرون: أن الوجه في ذلك تضعيف الصدقة كما فعل ببني تغلب ولئلا يشبه ما يؤخذ منهم بالزكاة المطهرة للمسلمين المأخوذة من أموالهم. فأما أهل الحرب فأنه يؤخذ من تجاراتهم العشر اذا أدخلوا بلد الاسلام على حسب ما يفعلون بمن يدخل اليهم من تجار المسلمين فأنهم يأخذون من أموالهم وأمتعتهم اذا أدخلوها بلدهم العشر فاذا مر الذمي بالمال على العاشر فلا يؤخذ منه شيء حتى يبلغ ما معه مائتي درهم، وكان سفيان يقول: مائة درهم فان قال: علي دين أو ليس هو لي، وحلف «4» على قوله فانه يصدق ولا يؤخذ منه، وانما يؤخذ من الصامت، والمتاع، والرقيق وما اشبه ذلك من الاموال التي تبقى في ايدي الناس. فاما اذا مروا بالفاكه وأشباهها مما لا تبقى فانه لا يؤخذ منهم فيها شيء ولا يؤخذ من المال الواحد اكثر من مرة واحدة في السنة وان مر به مرارا. واما مالك واصحابه فانهم يرون أن يأخذ العاشر من الذمي «5» اذا مر عليه بالمال للتجارة «6» نصف العشر من قليل ما معه وكثيره. وان يؤخذ من الفاكة وكل ما جرى مجرها. وان ادعى دينا لم يقبل قوله وانه ان امر بالمتاع مرات في السنة اخذ في كل مرة منه. فاما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 الحربي فانه كل ما خرج بمال لو مرات في السنة أخذ منه عشرة، ومالك: يجريه «7» مجري الذمي في ترك تصديق قوله فيما يدعيه. وأهل العراق يقولون: يقبل قوله في جوار «8» اذا قال: انهن امهات أولادي فقط واختلف الناس في تحليف العاشر للمسلم والذمي والحربي فكان سفيان لا يرى تحليف المسلمين وحدهم، ويقبل أقوالهم لانهم مؤتمنون على زكوات أموالهم. وبعض أهل العراق يجعل أهل الذمة بمنزلة المسلمين في هذا الموضوع. ومالك بن انس صدق المسلم ولا يصدق الذمي في قول ولا يمين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 الباب الرابع عشر في اللقطة والضالة وما يجري مجراها قد جاءت في ذلك سنن وأحكام: وهو انه وجد «1» مثلا كنز من كنوز المسلمين في حربه، او صحراء، او طريق أو ما جرى مجرى هذه المواضع ان يعرف منه فان جاء له رب دفع اليه، والا جعل في بيت المال واستنفع به في مصالح المسلمين ويكون الضمان لذلك واجبا فمتى جاء بعد السنة له صاحب دفع اليه العوض منه. وكذلك ما يؤخذ من أيدي اللصوص وقطاع الطرق سبيله سبيل اللقطة وكذلك الآبق اذا لم يوجد صاحبه فانه يباع ويجرى هذا المجرى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 الباب الخامس عشر في مواريث من لا وارث له. ويسمى في اعمال الكتاب الحشري قد جاءت «1» في ذلك آثار منها أن رجلا من خزاعة، توفي فأتى النبي صلى الله عليه «2» بميراثه، فقال: أطلبوا له وارثا أو ذا قرابة، وطلبوا فلم يجدوا فقال رسول الله عليه «3» : ارفعوه «4» الى أكبر خزاعة ففي هذا دليل على ان المتوفى اذا كان من العرب ولم يوجد له وارث يعرف، دفع ميراثه الى أكبر قبيلته [فان لم يكن المتوفى من العرب أو كان منهم ممن لا تعرف قبيلته ففي ذلك أثر عليه يعمل الفقهاء] «5» وهو ان مولى لرسول الله عليه السلام «6» ، وقع من نخلة فمات فقال صلى الله عليه «7» : انظروا هل «8» له وارث، فقالوا: لا، فقال «9» : اعطوه بعض القرابة، فقالوا ان ذلك انما هو قرابة النبي صلى الله عليه «10» ، وانه أراد أن يجعله فيهم صلة منه لهم. واستدلوا بذلك على ان للامام «11» ان يفعل بميراث من لا وارث له ما شاء، وبهذا يؤخذ اليوم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 الباب السادس عشر في الشرب قضى النبي صلى الله عليه «1» في وادي مهر في ان يحبس الماء في الارض الى الكعبين فاذا بلغهما أرسل الى الارض السفلى لا يمنع الاعلى الاسفل، وقضى عليه السلام في مشارب النخل بأن يحبس الماء حتى يبلغ الشراكين بحبسه الاعلى على الاسفل ثم يرسل اليه. وقالت فقهاء الحجاز، مالك، وابن أبي ذويب، وابن أبي سبرة: انه يحبس في النخل بعد أن يملي الشرب حتى يفيض فيشرب أصحاب النخل الاقرب فالاقرب، وقال بعضهم: في الزرع يحبس حتى يبلغ الشراكين، وقالوا: انه لا يحبس بعد بلوغ الكعبين في النخل اذا كان من أسفل يحتاجون اليه، فان لم يحتاجوا اليه فلا بأس، وقالوا: ان أهل الاسافل أمراء على أهل الاعالي في الشرب، وقال أبو حنيفة، وأبو يوسف ومحمد بن الحسن: اذا كان نهر بين قوم لهم عليه أرضون فان الشرب بينهم على قدر أرضيهم لكل انسان منهم حصته فان كان الاعلى منهم لا يشرب حتى يسكر لم يكن له ذلك الا ان يتراضى القوم به. وقالوا جميعا: ان الناس شركاء في الانهار العظام كدجلة، والفرات، وما أشبهها. ومن حفر نهرا ينزع من أحدهما في أرضه فذاك جائز له، فأن احتفر ساقية في أرض رجل ليسوق الماء الى أرضه، فشاء الرجل أن يمنعه ذلك حتى يرضيه فعل. وسئل أبو يوسف عن نهر مرو وهو عظيم مثل الصراة، اذا دخل مرو كان ماؤه قسمة بين أهلها بالحصص والتقسيط، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 فأحيا رجل أرضا كانت مواتا ولم يكن لها من ذلك النهر شرب، واحتفر لارضه موضعا من فوق مرو في موضع لا يملكه أحد وساق الماء فيه الى أرضه هل له ذلك أم لا؟ فقال: ان كان النهر الذي أحدثه يضر أهل مرو في نهرهم فليس له ذلك، ويمنعه السلطان منه، وان كان لا يضر بهم فلا بأس، وليس لهم أن يمنعوه، وكذلك كل من عمل كعمله، ان كان عمله غير مضر وهو قول سفيان. وقال أبو يوسف: في نهر خاص لقوم ولكل واحد منهم قسط سمي بحسب ما يحتاج اليه انه ليس لاحد منهم أن يحدث زيادة في شربه الا برضائهم، وليس لاحد منهم أن يحدث عليه رحى، ولا جسرا، ولا قنطرة وان كان جميع ذلك غير مضر بهم الا برضائهم. ورواه أبو حنيفة وهو قول مالك، والثوري، وزفر وقال مالك: في قوم لهم نهر يشربون منه فينقطع ان عليهم أن يكروه بالحصص على الشرب والارضين وهو قول ابن أبي ذويب، ويعقوب، وزفر، ومحمد بن الحسن: وقال أبو حنيفة والثوري: يكرونه جميعا من أعلاه فان أكروا من النهر بمقدار أرض الاعلى من جميع الارض التي على النهر رفعوا عنه الكري، وكان ما يبقى على الباقين على هذا الحساب، ففسر ذلك الواقدي كان أرض الاعلى عشرة أجربة وأرض الثاني عشرون جريبا، وأرض الرابع أربعون جريبا، وكان النهر مائتا ذراع. «2» فالذي «3» يجب أن يكرى الاعلى عشرين ذراعا لانها عشر المائتين كما ان العشرة الاجربة عشر جميع جربانهم المائة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 فيتحاصون في ذلك على أنهم شركاء فيجب على الاعلى من كل درهم ينفقونه عشرة وعلى صاحب العشرين الجريب عشرة، وعلى صاحب الثلاثين ثلاثة أعشاره، وعلى صاحب الاربعين أربعة أعشاره فاذا فرغوا من العشرين والاربعين فيتحاصوا على قياس هذا. وقال أبو حنيفة، ومالك، والثوري، وزفر: في الانهار العظام أن كريها وعمل ساقها وسد بثوق ان انفجرت فيها على الامام من مال المسلمين. وكان في كتاب عبيد الله معاوية بن عبد الله الذي كان كتبه الى المهدي واقتصصنا بعض ما وجب اقتصاصه منه في المقاسمة والطسوق في موضعه ان كرى الاعمدة وعمل القناطر «4» والشاذوانات واستخراج الانهار والنفقة على البريدات والجسور والسنايات التي على الانهار العظام واجب اخراج ذلك أجمع من بيت المال، قال: وانما وجبت هذه النفقة منه لان الحافة لا مالك لها، فالنفقة واجبة على من يعود الضرر عليه وما يعود من الضرر بشيء من ذلك فانما هو عائد على بيت المال فالنفقة عليه واجبة منه. وقال الواقدي، قال مالك، ابن أبي ذويب: اذا اشترى رجل مسيل ماء بغير أرض ان ذلك جائز وكرهه الثوري، وأبو حنيفة، ويعقوب. وقال الواقدي: سألت الثوري عن نهر لرجل يشق أرض آخر فأدعى رب الارض مسناة النهر قال: هي من أرضي، وقال رب النهر هي لي وليس يعلم لمن هي، فقال: هي لرب الارض وليس له أن يهدمها لان للنهر بها منفعة وهي قول أبي حنيفة، وقال مالك، وابن أبي ذويب: هي لصاحب النهر ثم رجع الثوري فقال كقول مالك، وكان أبو يوسف يجعلها لصاحب النهر، وهو قول محمد بن الحسن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 الباب السابع عشر في الحريم الفقهاء يرون حريم «1» البئر البديء «2» خمس وعشرون ذراعا وحريم البئر العادية «3» خمسون ذراعا، وحريم بئر الزرع على ما قاله سعيد بن المسيب، ثلثمائة ذراع وحريم العين خمسمائة ذراع. وكان مالك بن انس «4» ، لا يرى للحريم حدا محدودا. ويقول: «ان رجلا لو احتفر في داره بئرا ثم احتفر جار له بئرا في داره بعد الاول، فغار ماء الاولى الى الثانية أمر صاحب الثانية بازالتها عن الموضع التي هي به» . وسفيان «5» يقول: يحدث الرجل في حده ما شاء وان أضر ذلك بجاره، لانه لا حريم للابار في الامصار، وانما ذلك في البوادي والمفاوز. وقال أبو حنيفة: لا حريم في الامصار وبين المنازل للابار، ولكن يحفر الرجل بئره بحيث لا يضر بجاره وان كان بين البئرين حائط فأضرت الثانية بالحائط. فان مالك وابن أبي ذويب، وابن أبي سبرة قالوا: يزال البئر المضرة. وقال الثوري: يحفر في داره ما شاء. وقال أبو يوسف، وبشر، يمنع من الاضرار الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 بجاره. وقال الواقدي: حدثني ابن أبي سبرة «6» عن ثور الديلى، قال: سمعت عكرمة يقول حريم ما بين العينين مائتا ذراع، قال ثور: رأيت رجلا من المهندسين فسألته فقال: رب أرض لا يكون هذا فيها انما يكون ذلك في جلد الارض وحزونتها فأما الارض الرخوة فأن خمسمائة ذراع فيها يكاد أن يكون مقدارا حسنا. وقال أبو عبيد القاسم بن سلام «7» : في كتابه في الاموال، لم يأت في حريم النهر شيء. وحكي عن بشر انه قال، قال أبو حنيفة: لا حريم للنهر، وقال أبو يوسف، ومحمد بن الحسن، وبشر: حريم النهر ما يحتاج اليه لملقى طينه وغير ذلك مما لابد منه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 الباب الثامن عشر في اخراج مال الصدقة ولمن يحل وعلى من يحرم قال الله تبارك وتعالى «1» : «إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ، وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ» «2» . وقال رسول الله «3» ، صلى الله عليه وسلم: «المسألة لا تحل الا لثلاثة، رجل تحمل بحمالة بين قوم، فيسأل حتى يؤديها ثم يمسك، ورجل اصابته جائحة «4» فاجتاحت ماله فيسأل حتى يصيب قواما من عيش أو سدادا من عيش ثم يمسك. ورجل اصابته فاقة حتى يشهد له ثلاثة من ذوي الحجى من قومه ان قد أصابته فاقة وان قد حلت له المسألة، فيسأل حتى يصيب قواما من عيش أو سدادا من عيش ثم يمسك، وما سوى ذلك من المسائل سحت» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 وقال عليه السلام «من سأل من غير فقر فانما يأكل الجمر» «5» ، وقال صلى الله عليه «6» : «الصدقة لا تحل لغني ولا لذي مرة سوى» «7» . فأما الفصل بين الغني والفقير فقد جاءت الروايات فيه بأحوال مختلفة ففي بعضها السداد والقوام من العيش وفي البعض انه الغداء والعشاء وفي البعض انه مالك خمسين درهما أو بحسابها من الذهب، وفي البعض أوقية من ورق، والاوقية المأخوذ بها والتي تعمل الفقهاء عليها أربعون درهما. وقد ذهب الى كل ذلك قوم وقال بعضهم: في العوام من العيش انه عقدة القيم «8» الرجل وعياله سنتهم فاذا ملك هذه العقدة فهناك تحرم عليه الصدقة. وكان سفيان يأخذ في الغنى انه مالك خمسين درهما وأرى ان مالك بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 252 انس «9» يقول: بالاوقية، وقالوا: ان ذلك يكفه اذا كانت فضلا عن مسكنه الذي يأويه ويأوي عياله ولباسهم الذي غناء بهم عنه، ومملوك ان دعتهم الحاجة اليه. وقد روي عن الحسن، انه سئل عن الرجل تكون له الدار والخادم هل ذلك مانع له من الصدقة، فقال: يأخذها ان احتاج ولا حرج عليه. وروي عن عمر بن عبد العزيز «10» : انه كتب في الغارمين «11» ان يقضي عنهم فكتب اليه انا نجد الرجل له المسكن والخادم والفرس والاثاث. فكتب عمران المسلم لابد له من مسكن يسكنه، وخادم يكفيه مهنته، وفرس يجاهد عليه عدوه، ومن أن يكون له الاثاث في بيته، وأمر بأن يقضى عمن هذه سبيله، وقد يكون أيضا من الناس المحدود والمحروم من الرزق وهو المحارف «12» فاذا كان الانسان كذلك مع اجتهاده في السعي لعياله فأن له حقا في أموال المسلمين لقول الله تبارك وتعالى «13» «وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ» . وحكى أبو عبيد القاسم بن سلام «14» : ان ابن عباس كان يفسر هذه الآية بأن المحروم، هو المحارف. وقال بعض أهل العراق: ان الصدقة تحل لمن يملك أقل من مائتي درهم، ولو بدرهم واحد، واحتج بحديث «15» رسول الله صلى الله «16» حين قال: «ان الصدقة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 تؤخذ من أغنيائهم فترد الى فقرائهم» «17» وان الفقير هو الذي لا تجب «18» عليه الصدقة ومن كان ملكه أقل من مائتي درهم بدرهم واحد لم تجب «19» الصدقة عليه. وقال أبو عبيد «20» القاسم بن سلام: أمر عمر بن عبد العزيز الفقهاء أن يكتبوا له السنة في الثمانية الاسهم التي ذكرها الله عز وجل في كتابه فكتب: «ان سهم الفقراء نصفه لمن غزا منهم في سبيل الله، أول غزوة حين يفرض له من الامداد، وأول عطاء يأخذونه ثم تقطع عنهم بعد ذلك الصدقة، ويكون سهمهم من الفيء. والنصف الثاني للفقراء الذين لا يغزون مثل الزمنى والمكث الذي يأخذون العطاء. وسهم المساكين فالنصف منه لكل مسكين به عاهة «21» لا يستطيع معها حيلة ولا تقلبا [في الارض] «22» والنصف الثاني للمساكين الذين يستطعمون ويسألون ومن في السجون من أهل الاسلام ممن ليس له أحد. وسهم العاملين عليها فلمن «23» سعى على الصدقات بأمانة وعفاف يعطي على قدر ولائه وما يجمعه من مال الصدقة ولعماله على قدر ولايتهم وجمعهم ولعل ذلك يبلغ قريبا من ربع هذا السهم. ويرد الذي يبقى بعد الذي يعطى عماله على من يغزو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 من الامداد «24» والمشترطة «25» وسهم المؤلفة قلوبهم لمن يفترض «26» له من امداد الناس أول عطاء يعطونه ومن يغزوا مشترطا ممن لا عطاء له وهم فقراء ومن يحضر المساجد من المساكين الذين لا عطاء لهم، ولا سهم ولا يسألون الناس وسهم الرقاب، نصفان لكل مكاتب يدعي الاسلام وهم على أصناف شتى، فلفقهائهم في الاسلام فضيلة ولمن سواهم منهم منزلة اخرى على قدر ما أدى كل واحد منهم من الكتابة وما بقى «27» عليه. والنصف الباقي تشترى به رقاب ممن قد صلى وصام وقدم في الاسلام من ذكر وانثى ثم يعتقون. وسهم الغارمين على ثلاثة أقسام منهم صنف لمن يصاب في سبيل الله في ماله وظهره، ورقيقه وعليه دين ولا يجد ما يقضيه منه ولا ما يستنفق الا بدين. والصنفان الاخران لمن يمكث ولا يغزوا وهو غارم «28» قد أصابه فقر وعليه دين لم يكن منه شيء في معصية الله لا يتهم في دينه، أو قال ذنبه. وسهم في سبيل الله فمنه لمن فرض له ربع هذا السهم ومنه للمشترط الفقير ربع هذا السهم ومنه لمن تصيبه الجائحة2» في ثغره ولمن هو غاز في سبيل الله. وسهم ابن السبيل يقسم ذلك لكل طريق على قدر من يسلكه ويمر به من الناس لكل رجل «30» من ابن السبيل ليس له مأوى ولا أهل يأوى اليهم ويطعم «31» حتى يجد منزلا أو يقضى حاجته ويجعل في منازل معلومة على أيدي امناء لا يمر بهم ابن سبيل به حاجة الا آووه وأطعموه، وعلفوا دابته حتى ينفذ ما بأيديهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 الباب التاسع عشر في فتوح النواحي والامصار أول الفتوح وأجلها المدينة التي اليها كان مهاجر رسول الله عليه السلام «1» . وقالت عائشة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يفتح من مصر أو مدينة عنوة فان المدينة فتحت بالقرآن. وقال صلى الله عليه «2» : «ان لكل نبي حرما واني حرمت المدينة كما حرم ابراهيم مكة، ما بين حرميها لا يحتل خلاها «3» ولا يعضد «4» شجرها ولا يحمل فيها السلاح لقتال فمن أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرف ولا عدل «5» ) . وروى عن جعفر بن محمد عن ابيه ان رسول الله صلى الله عليه، حرم من الشجر ما بين أحد الى عير واذن لصاحب الناضج في العصى وما تصلح به محاربه وعربه ودعا [عليه السّلام] «6» للمدينة وأهلها وسماها طيبة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 اموال بني النضير من اليهود كان هؤلاء اليهود غدروا برسول الله صلى الله عليه «7» ، وقد أتاهم في بعض حاجاته وهموا أن يلقوا عليه رحى فانصرف عنهم وبعث اليهم يأمرهم بالجلاء عن المدينة فأقاموا وأذنوا بحرب فزحف عليه السلام اليهم فحاصرهم خمس عشرة ليلة ثم صالحوه على أن يخرجوا من بلده ولهم ما حملت الابل إلا الحلقة وهي الدروع والاله وسائر السلاح فكانت أموالهم خالصة له وذلك في سنة أربع من الهجرة. أموال بني قريظة كانت بين رسول الله «8» وبينهم موادعة عقدها حيي بن أخطب على الا يظاهروا عليه أحدا وجعلوا الله على ذكر ذلك كفيلا، فنكثوا وأعانوا عليه الاحزاب في غزوة الخندق فلما فرغ من أمر الاحزاب قصدهم فحصرهم خمس عشرة ليلة «9» ثم انهم نزلوا على حكمه فحكم فيهم سعد بن معاذ الاوسي، فحكم بقتل من جرت عليه المواسي وبسبي النساء والذرية، وأن يقسم مالهم بين المسلمين فأجازوا رسول الله ذلك وقال: لقد حكمت بحكم الله من سبعة أرفقه ثم عرضوا على رسول الله، فمن كان منهم محتلما أو قد أنبت على السهام قتل «10» ، ومن كان دون ذلك استبقى وقسم «11» أرضهم بين المسلمين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 257 خيبر قالوا: غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة سبع [للهجرة] «12» فطاوله أهلها وماكثوه وقاتلوه فحصرهم «13» قريبا من شهر، ثم أنهم صالحوه على حقن دمائهم وترك ذراريهم وعلى أن يجلوا «14» ويخلوا بينه وبين الارض، والصفراء والبيضاء، والحلقة وسائر البزة «15» ، الا ما على أجسادهم والا يكتموه شيئا، فخمس رسول الله صلى الله «16» عليه الغنيمة من الارض وغير ذلك، وقسم الباقي بين المسلمين، وكانت من أرض خيبر «17» الكتيبة بحق الخمس، والشق والنطاة وسلالم والوطيحة للمسلمين ولم يكن للمسلمين فراغ للقيام على الارضين فدعا رسول الله صلى الله عليه [وسلم] «18» من نزل على الجلاء من أهل خيبر الى القيام بها على أن يكفوا العمل فيها ولهم النصف وللمسلمين النصف من الزرع والنخل، وكان عبد الله بن رواحة يصير اليهم في كل سنة فيخرص عليهم ثم يخيرهم بين أن يخرص ويختاروا أو يخرصوا ويختار فقالوا: بهذا قامت السماوات والارض، فلما كانت خلافة عمر أجلاهم ودفع الارض الى من كان له فيها سهم من المسلمين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 258 أمر فدك بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد منصرفه من خيبر الى أهل فدك يدعوهم الى الاسلام فصالحوه عليه السلام على نصف الارض بتربتها فقبل ذلك منهم فكان النصف من فدك خالصا له لانه لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب «19» . وكان يصرف ما يأتيه منها في أبناء السبيل. ولم يزل أهلها بها حتى أجلى عمر اليهود فوجه اليهم من قوم نصف التربة بقيمة عدل فدفعها الى اليهود وأجلاهم الى الشام. وكان لما قبض رسول الله عليه «20» السلام: قالت فاطمة: رضوان الله عليها: لابي بكر [ان] «21» رسول الله جعل لي فدكا فأعطني أياها، وشهد لها علي بن أبي طالب رضوان «22» الله عليه فسألها شاهدا آخر فشهدت لها أم أيمن «23» مولاة النبي صلى الله عليه «24» ، فقال: قد علمت يا بنت رسول الله انه لا تجوز إلا شهادة رجل وامرأتين «25» فانصرفت. ولما ولي عمر بن عبد العزيز خطب الناس وقص قصة فدك وخلوصها: كان لرسول الله [عليه السلام] «26» فدك وانه كان ينفق منها ويضع فضلها في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 259 أبناء السبيل وذكر ان فاطمة [عليها السلام] «27» سألته أن يهبها لها فأبى وانه لما قبض عليه السلام فعل أبو بكر وعمر فعله ثم لما ولى معاوية أقطعها مروان بن الحكم [جاء في كتاب نسمة السحر: ان معاوية اقطع ثلثها مروان بن الحكم وثلثها عمر بن عفان وثلثها يزيد بن معاوية وذلك بعد موت الحسن ج 2 ص 71 (مخطوط) ] وان مروان وهبها لعبد العزيز [هو والد عمر بن عبد العزيز] ولعبد الملك، ابنيه ثم انها صارت له وللوليد وسليمان وانه لما ولى الوليد سأله فوهبها له. وسأل سليمان حصته فوهبها له أيضا فاستجمعها، وقال: انه ما كان له مال أحب اليه منها، وقال: اشهدوا انني قد رددتها الى ما كانت عليه. ولما كانت سنة عشرين ومائتين أمر المأمون بدفعها الى ولد فاطمة رضى الله عنها، كانت سنة عشرين ومائتين أمر المأمون بدفعها الى ولد فاطمة رضى الله عنها، وكتب الى قثم بن جعفر عامله على المدينة بأنه قد كان رسول الله عليه السلام «28» أعطى ابنته فاطمة فدك وتصدق بها عليها وان ذلك كان أمرا ظاهرا معروفا عنه آله عليه السلام. ولم تزل تدعى منه «29» ما هو أولى من صدق عليه وانه قد رأى ردها الى ورثتها وتسليمها الى محمد بن يحيى بن الحسين ابن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب [عليه السّلام] 3» ومحمد بن عبد الله بن الحسن «31» بن علي بن أبي طالب [عليه السّلام] «32» ليقوما بها لاهلها. ولما استخلف المتوكل ردها الى ما كانت عليه [قبل المأمون] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 260 أمر وادي القرى قالوا: أتى رسول الله صلى الله عليه [وسلم] «33» منصرفة من خيبر [الى] «34» وادي القرى فدعا أهلها وهم يهود الى الاسلام فامتنعوا من ذلك وقاتلوا ففتحها عنوة وغنمه الله تبارك وتعالى أموال أهلها، وأصاب المسلمون بها أثاثا ومتاعا فخمس رسول الله عليه السلام «35» ذلك وترك الارض والنخل في أيدي من كان بها وعاملهم على نحو مما عامل عليه أهل خيبر، فلما كانت أيام عمر بن الخطاب وأجلى اليهود قيل انه أجلاهم فيمن أجلى، وقيل انه لم يجلهم لان وادي القرى خارج عن الحجاز، وكان قتال النبي «36» عليه السلام أهل وادي القرى في جمادي الاخرة سنة سبع. أمر تيماء لما بلغ تيماء ما وطئ به رسول الله «37» عليه السلام أهل وادي القرى صالحوه على الجزية فأقاموا ببلادهم وأرضوهم في أيديهم. ولما أجلى عمر اليهود قيل انه أجلاهم مع أهل فدك وخيبر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 مكة قالوا: لما هادن رسول «38» الله عليه السلام، قريشا عام الحديبية على أن يأمن بعضهم بعضا، وانه من أحب أن يدخل في عهد قريش دخل. كانت كنانة فيمن دخل في عهد قريش وخزاعة في عهد النبي عليه السّلام «39» . ثم ان رجلا من خزاعة سمع رجلا من كنانة ينشد هجاء [في] «40» رسول الله عليه السلام «41» فوثب عليه فشجه فهاج ذلك بينهم الشر وأعانت قريش بني كنانة وخرج معهم رجال فبيتوا خزاعة وهم غازون فكان ذلك مما نقضوا به العهد وقدم على رسول الله عليه السلام «42» عمرو بن سالم بن حصيرة الخزاعي فقال: [لاهم] «43» اني ناشد محمدا ... حلف أبيه وأبينا الأتلدا فانصر هداك الله نصرا أبدا ... وأدع عباد الله يأتوا مددا وانما قال: الأتلدا لانه كان بين عبد المطلب وخزاعة حلف قديم فلما أحست قريش وبان «44» فعلها قالوا: لابي سفيان بن حرب انطلق فاجد الحلف واصلح بين الناس فقدم المدينة فلقي أبا بكر فقال له: يا أبا بكر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 262 أجد الحلف واصلح بين الناس فقال أبو بكر «45» : قطع الله ما كان منه متصلا وابلى ما كان منه جديدا، فقال أبو سفيان: ما رأيت شاهد عشيرة شرا منك فانطلق الى فاطمة، فقالت له: ألق عليا، فلقيه فذكر له مثل ما ذكر لابي بكر، فقال له: «أنت سيد قريش فأجد الحلف واصلح بين الناس» فضرب أبو سفيان يمينه على شماله، وقال: «قد جددت الحلف واصلحت بين الناس» . ثم انطلق حتى أتى مكة. وقد كان النبي عليه السلام «46» ، قال: ان أبا سفيان قد أقبل وسيرجع راضيا بغير قضاء حاجة، فلما رجع الى أهل مكة أخبرهم الخبر، فقالوا: «تالله ما رأينا أحمق منك ما جئتنا بحرب فنحذر ولا بسلام فنأمن» . وجاءت خزاعة تشكوا ما أصابهم فقال رسول الله: «اني قد أمرت بأحدى القريتين، مكة، والطائف» «47» . وخرج في أصحابه فقال: «اللهم اضرب على آذانهم فلا يسمعوا حتى نبغتهم «48» بغتة» . وأغذ السير «49» حتى نزل (مر الظهران) وقد كانت قريش، قالت: لابي سفيان، ارجع، فلما بلغ [مر] «50» الظهران رأى النيران والاخبية، قال: ما شأن الناس كأنهم أهل عرفة، وغشيته خيول رسول الله فأخذوه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 263 أسيرا، فأتى به النبي صلى الله عليه «51» . وجاء عمر فأراد قتله فمنعه العباس وأسلم فدخل على رسول الله، فلما كان عند صلاة الصبح تحشحش الناس وضوءا للصلاة «52» ، فقال أبو سفيان: للعباس بن عبد المطلب، ما شأنهم أيريدون قتلي، قال: لا، ولكنهم قاموا للصلاة، فلما دخلوا في صلاتهم رآهم اذا ركع رسول الله، ركعوا، واذا سجد سجدوا، فقال: تالله ما رأيت كاليوم طواعية، قوم جاءوا من هاهنا، ومن هاهنا، ولا فارس الكرام، ولا الروم ذوات القرون، فقال العباس: يا رسول الله، ابعثني الى أهل مكة، أرغبهم في الاسلام، فبعثه ثم بعث في أثره، فقال: ردوا عليّ عمي لا يقتله المشركون فأبى أن يرجع حتى أتى مكة، فقال: أي قوم أسلموا تسلموا أتيتم، اتيتم، واستبطنتم باشهب بازل، هذا خالد بأسفل مكة وهذا الزبير بأعلاها وهذا رسول الله في المهاجرين والانصار، وخزاعة، فقالت قريش: وما خزاعة المجدعة الانوف «53» . وجمعت قريش أوباشها وأتباعها وقالوا: نقدم هؤلاء فان أصابوا ظفرا كنا معهم وان أصيبوا أعطينا الذي نسأل «54» ، فقال رسول الله: للانصار وقد كان جمعهم، وقال لابي هريرة لما بعثه لجمعهم، لا يأتيني الا أنصاري، فكانوا مطيفين به من سائر الناس أترون أوباش «55» قريش، قالوا نعم، فقال: باحدى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 264 يديه على الاخرى يشير ان اقتلوهم ثم قال: «وافوني بالصفا» فانطلقوا، فما يشاء أحد أن يقتل أحد الا قتله، فجاء أبو سفيان فقال: يا رسول الله، أبيدت «56» خضراء «57» قريش [فلا قريش] «58» بعد اليوم، فقال رسول الله: «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن، ومن وضع السلاح فهو آمن» «59» . فقال بعض الانصار أدركت الرجل رغبة في قرابته ورأفة بعشيرته، وجاء رسول الله صلى الله عليه «60» الوحي، وكان اذا جاءه لم يخف علينا، فقال: يا معشر الانصار قلتم كذا، قالوا: قد كان ذلك يا رسول الله، قال: كلا اني عبد الله ورسوله، هاجرت الى الله واليكم، فالمحيا محياكم، والممات مماتكم، فجعلوا يبكون، ويقولون: والله ما قلنا الذي قلناه الا للضن برسول الله. وأقبل الناس الى دار أبي سفيان وأغلقوا أبوابهم ووضعوا أسلحتهم، وأقبل رسول الله عليه السلام الى الحجر فاستلمه ثم طاف بالبيت وأتى على صنم كان الى جنب الكعبة وفي يده قوس فأخذ بسيتها وجعل يطعن في عيني الصنم ويقول «جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا» «61» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 265 ولما فرغ 6» من طوافه أتى الصفا فعلاه حتى نظر الى البيت ثم رفع يديه يحمد الله ويدعوه وقد جاء في بعض الروايات، ان رسول الله صلى الله عليه [وسلم] «63» : قال: يوم فتح مكة، لا يتبعن مدبر ولا يجهزن «64» على جريح، ولا يقتلن أسير. وكانت غزوة الفتح في شهر رمضان سنة ثمان، وأقام رسول الله بمكة الى الفطر، ثم توجه لغزوة حنين، وولي مكة عتاب بن اسيد بن أبي العيص، ابن أمية، وأمر رسول الله عليه السلام «65» ، بهدم الاصنام ومحو الصور التي كانت في الكعبة. وقال «66» : اقتلوا ابن خطل «67» ولو كان متعلقا باستار الكعبة فقتله، أبو برزة الاسلمي وكانت له قينتان تغنيان بهجاء رسول الله فقتلت احداهما. ويقال: في الاخرى انها بقيت حتى كسرت لها في أيام عثمان ضلع فماتت. وفي حديث آخر ان قينة، هلال بن عبد الله وهو ابن خطل «68» الادرمي جاءت الى النبي [صلى الله عليه] «69» متنكرة فأسلمت وبايعت وهو لا يعرفها، فلم يعرض لها فأسلم عبد الله بن الزبعرى السهمي قبل أن يقدر عليه وكان النبي صلى الله عليه «70» قد أباح في يوم الفتح دمه. وخطب رسول الله يوم فتح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 266 مكة. فقال «71» «الحمد لله الذي صدق وعده، ونصره جنده، وهزم الاحزاب وحده، الا ان كل مأثرة كانت في الجاهلية، وكل دم، وكل دعوى موضوعة تحت قدمي الا سدانة البيت وسقاية الحاج» «72» . وقال رسول الله في خطبته «الا ان مكة حرام ما بين أخشبيها ولم يحل لاحد قلبي ولا يحل لاحد بعدي [ولم تحل لي الا] «73» ساعة من نهار، لا يختلى خلاها ولا يعضد عضاها ولا ينفر صيدها ولا يلتقط لقطتها الا أن يعرّف- أو يعرف-» . فقال العباس «الا الاذخر فانه للقيون وطهور البيوت، فقال النبي: الا الاذخر» . وفي حديث آخر ان النبي عليه السلام قال «74» «مكة حرام لا يحل بيع رباعها «75» ولا أجور بيوتها» وفي حديث آخر مرفوع الى عائشة انها قالت «76» : «قلت لرسول الله أبن لك بناء يظلك من الشمس بمكة، فقال: لا انما هي مناخ من سبق» «77» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 267 وقال بعض المفسرين في قوله «سواء العاكف فيه، والباد» ، البادى من يخرج من الحاج والمعتمرهم سواء في المنازل ينزلون «78» حيث شاءوا غير انه لا يخرج أحد من بيته. وقد جاءت عن كثير من الائمة أحاديث في تسوية الثبور بين أهل مكة وغيرهم ممن «79» يحج وكراهية ايجاد الابواب، على دورها حتى ينزل البادي حيث شاء ورخص أكثر فقهاء الحجاز وغيرهم في ذلك وفيما أبنته الناس بمكة، أن يتناول منه مثل البقل وسائر الزروع، ورخص في الرعي، أن يرعى اذا لم يحتش منه ورخص عطاء في القضيب للسواك وما جرى مجراه. أمر الطائف قالوا: لما هزمت هوازن يوم حنين أتى فلهم أوطاس فبعث اليهم رسول الله عليه السلام أبا عامر الاشعري فقتل، فقام بأمر الناس أبو موسى عبد الله بن قيس الاشعري وأقبل المسلمون الى اوطاس فلما رأى ذلك، مالك أبن عوف البصري [أحد بني دهمان] «80» بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن. وكان رئيس هوازن يومئذ هرب الى الطائف فوجد أهلها مستعدين للحصار، فأقام بها وسار رسول الله عليه السلام «81» بالمسلمين حتى نزل على الطائف فرمتهم ثقيف وحاصرهم رسول الله خمس عشرة ليلة ونزل اليه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 268 رقيق أهل الطائف، منهم أبو بكرة «82» بن مسروح مول رسول الله واسمه (نفيع) ومنهم الازرق الذي نسبت اليه الازارقة من الخوارج اليه وكان عبدا روميا حدادا، وهو أبو نافع الازرق «83» فعتق من نزل بنزولهم. ثم ان رسول الله صلى الله عليه «84» انصرف «85» الى الجعرانة ليقسم سبي أهل حنين «86» وغنائمهم، فخافت ثقيف أن يعود اليهم فبعثوا اليه وفدهم فصالحوا على أن يسلموا ويقروا على ما في أيديهم من أموالهم وركازهم فاشترط رسول الله عليهم «87» : الا يحشروا ولا يعشروا، ولا يعبر طائفهم ولا يؤمر عليهم الا رجل منهم واشترط عليهم ان [لا] «88» يكون مالهم من رباء أدى اليهم رؤوس أموالهم دونه وكانوا أصحاب رباء وكانت الطائف تسمى (وجّ) فلما حصنت وبنى سورها سميت الطائف. امر تبالة وجرش قالوا: أسلم أهل تبالة وجرش من غير قتال، فأقرهم رسول الله على ما أسلموا عليه وجعل على كل حالم ممن بهما من أهل الكتاب دينارا واشترط عليهم ضيافة المسلمين وولى أبا سفيان بن حرب، جرش. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 تبوك وأيلة «89» واذرح ومقنا والجرباء قالوا: لما توجه رسول الله عليه السلام الى تبوك من أرض الشام [لغزو] «90» من انتهى اليه انهم قد جمعوا له من الروم وعاملة ولخم، وجذام وغيرهم وذلك في سنة تسع من الهجرة لم يلق كيدا وأقام بتبوك أياما فصالحه أهلها على الجزية. وأتاه وهو بها صاحب «91» أيلة فصالحه على أن جعل له من كل حالم بأرضه في السنة دينارا فبلغ ذلك ثلثمائة دينار، واشترط عليهم قرى من يمر بهم من المسلمين، وكتب لهم كتابا ان يحفظوا ويمنعوا، فكان عمر بن عبد العزيز لا يزداد من أهل آئلة على ثلثمائة دينار شيئا، وصالح رسول الله عليه السلام «92» أهل أذرح على مائة دينار في كل رجب، وصالح أهل الجرباء على الجزية وكتب لهم كتابا وصالح أهل مقنا على ربع عروكهم- وهي خشب يصطاد عليه- وربع كراعهم وحلقتهم، قال الواقدي: ربع عروكهم وربع ثمارهم وأهل مقنا من اليهود. دومة الجندل بعث رسول الله صلى الله عليه «93» ، خالد بن الوليد المخزومي سنة تسع من الهجرة الى اكيدر بن عبد الملك الكندي، ثم السكوني بدومة الجندل فأخذه أسيرا وقتل أخاه وقدم باكيدر على رسول الله عليه السلام «94» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 270 فكتب له ولاهل دومة كتابا بالصلح نسخته (هذا كتاب من محمد رسول الله لاكيدر، حين أجاب الى الاسلام، وخلع الانداد والاصنام «95» ، ولاهل دومة ان لنا الضاحية من الضحل والبور والمعامي واغفال الارض، والحلقة والسلاح، والحافر، والحصن، ولكم الضامنة من النخل والمعين من المعمور، لا تعدل سارحتكم ولا تعد فاردتكم ولا يحظر عليكم النبات تقيمون الصلاة لوقتها، وتؤتون الزكاة بحقها عليكم، بذلك عهد الله والميثاق [ولكم] «96» به الصدق والوفاء، شهد الله ومن حضر من المسلمين) «97» . تفسير ذلك: الضاحي البارز، والضحل الماء القليل، والبور الارض التي لا تحرث، والمعامي «98» ، البلاد المجهولة والاغفال «99» التي لا آثار بها، والحلقة، والدروع، والحافز، الخيل، والبراذين، البغال والحمير، والحصن حصنهم. والضامنة، النخل الذي معهم في الحصن. والمعين، الظاهر من الماء الدائم، مثل ماء العيون ونحوها. وقوله لا يعدل سارحتكم «100» أي لا تصدق ما شيتكم الا في مراعيها ومواضعها لا نحشرها، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 271 وقوله لا تعد فاردتكم يقول لا تضم الفاردة الى غيرها لتجتمع فتجب عليها الصدقة. ثم ان اكيدر وبعد قبض «101» النبي عليه السلام نقض العهد ومنع الصدقة وخرج من دومة الجندل، فلحق بالحيرة وابتنى بها بناء سماه دومة. وأسلم حريث بن عبد الملك، أخوه على ما في يده فسلم ذلك له، وزوج يزيد بن معاوية لعبد الله ابنته وكتب أبو بكر، الى خالد بن الوليد، وهو بعين التمر يأمره أن يسير الى أكيدر فسار اليه فقتله وفتح دومة. صلح نجران قالوا: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، السيد، والعاقب وافدا أهل نجران «102» فسألاه الصلح فصالحهما عن أهل نجران على ألفي حلة، ألف منها في صفر وألف منها في رجب ثمن كل حلة أوقية، والاوقية وزن أربعين درهما فأن أدوا حلة بما فوق الاوقية حسب لهم فضلها، وان أدوا بما دون الاوقية، أخذ منهم النقصان، على ان يقبل «103» منهم ما أعطوه من سلاح أو خيل أو ركاب، أو عرض من العروض بقيمته قصاصا من الحلل وعلى أن يضيفوا رسل رسول الله عليه السلام شهرا، فما دونه ولا يحبسون فوق الشهر، وعلى أن عليهم عارية ثلاثين درعا وثلاثين فرسا وثلاثين بعيرا ان كان ب اليمن كيد، وان ما هلك من تلك العارية فالرسل ضامنون له حتى يؤدوه، وجعل لهم ذمة الله وعهده الا يفتنوا عن دينهم ومراتبهم، ولا يحشروا، ولا يعشروا «104» ، واشترط الا يأكلوا الربا، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 272 ولا يتعاملوا به فما زال «105» أمرهم جاريا على هذا في خلافة أبي بكر، فلما استخلف عمر، قيل: انهم أصابوا الربا وكثروا فخافهم على الاسلام، فأجلاهم، وكتب لهم بأن من وقعوا بأرضه من أهل العراق، والشام فليوسع لهم من خريب «106» الارض، وقال قوم: من خريب الارض ما اعتملوا من شيء فهو لهم فكان أرضهم باليمن، فتفرقوا فنزل بعضهم «107» النجرانية بناحية الكوفة، ودخل يهود نجران مع النصارى في الصلح اذ كان اليهود كالاتباع لهم. فلما استخلف عثمان بن عفان، كتب الى الوليد بن عقبة بن أبي معيط وهو عامله على الكوفة «أما بعد فان العاقب، والاسقف، وسراة أهل نجران، أتوني بكتاب رسول الله عليه السلام، وأروني شرطا من عمر، وقد سألت عنه أبن حنيف «108» فأنبأني انه كان بحث عن أمرهم فوجده ضارا للدهاقين لروعهم «109» عن أرضهم، واني قد وضعت عنهم من جزيتهم مائتي حلة لوجه الله وعقبى لهم «110» من أرضهم، واني أوصيك بهم فأنهم قوم لهم ذمة» . فكان صاحب النجرانية بالكوفة يبعث رسله الى جميع من بالشام «111» والنواحي من أهل نجران يجبونهم ما يقسمه «112» عليهم لاقامة الحلل فلما كانت أيام معاوية أو يزيد شكوا اليه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 273 تفرقهم وموت من مات واسلام من أسلم منهم وأحضروه كتاب عثمان بما حطه عنهم، وقالوا: قد أزددنا ضعفا «113» فوضع عنهم مائتي حلة اخرى، تتمه أربعمائة حلة، فلما ولى الحجاج بن يوسف العراق، وخرج عليه ابن الاشعث اتهم الدهاقين بموالاته فردهم الى ألف وثمانمائة حلة. ثم لما ولى الامر عمر بن عبد العزيز شكوا اليه فناءهم والحاح الاعراب عليهم وظلم الحجاج أياهم، فأمر باحصائهم فوجدوا على العشر من عدتهم الاولى، فقال: أرى هذا الصلح انما هو عن جزية رؤوسهم وليس هو بصلح عن أرضهم وجزية الميت والمسلم ساقطة فألزمهم مائتي حلة قيمتها ثمانية آلاف درهم. فلما ولي يوسف بن عمر الثقفي العراق في أيام الوليد بن يزيد ردهم الى أمرهم الاول عصبية للحجاج. فلما استخلف أبو العباس «114» عمدوا الى طريقه «115» فألقوا فيه الرياحين ونثروا عليه فأعجبه ذلك من فعلهم ثم انهم رفعوا اليه أمرهم، وأعلموه قلتهم وما كان من أمر عمر بن عبد العزيز، ويوسف بن عمر ومتوا اليه بخؤولته في بني الحارث بن كعب وتكلم فيهم عبد الله بن الربيع الحارثي، وصدقهم الحجاج بن ارطاة، فردهم الى مائتي حلة قيمتها ثمانية آلاف درهم. ثم لما حج الرشيد وشخص الى الكوفة رفعوا اليه وشكوا أعنات العمال اياهم، فكتب لهم بالمائتي حلة كتابا وأمر أن يعفوا من معاملة العمال وأن يكون مؤداهم في بيت المال بالحضرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 274 اليمن قالوا: لما بلغ أهل اليمن ظهور رسول الله صلى الله عليه [وسلم] «116» وعلو حقه، أتته وفودهم فكتب لهم كتابا باقرارهم على ما أسلموا عليه من أموالهم وأرضيهم وركازهم «117» فأسلموا ووجه اليهم رسله وعماله لتعريفهم «118» شرائع الاسلام وسنته، وقبض صدقاتهم وجزية رؤوس من أقام على النصرانية واليهودية والمجوسية منهم. وكان ممن وجه من العمال المهاجر بن أبي أمية بن المغيرة المخزومي، فولاه صنعاء فقبض عليه السلام وهو عليها، وقال قوم: انما ولي المهاجر صنعاء، أبو بكر وولى خالد بن سعيد مخاليف أعلى اليمن. وقال هشام بن الكلبي، والهيثم بن عدي: ولي «119» رسول الله صلى الله عليه [وسلم] «120» المهاجر كندة، والصدف، فلما قبض رسول الله كتب أبو بكر الى زياد بن لبيد البياضي بولاية كندة والصدف الى ما كان يتولاه «121» من حضرموت. وولي المهاجر، صنعاء ثم كتب اليه بانجاد زياد بن لبيد، ولم يعزله عن صنعاء وأجمعوا جميعا، على ان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولي زياد بن لبيد حضرموت، وولى رسول الله أبا موسى الاشعري، زبيد، ورمع، وعدن، والساحل. وولي معاذ بن جبل، الجند وصير اليه القضاء، وقبض جميع الصدقات باليمن. وولي نجران، عمرو بن حزم الانصاري، ويقال: انه ولي أبا سفيان، نجران بعد عمرو ابن حزم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 275 عمان لما كانت سنة ثمان من الهجرة، بعث رسول الله صلى الله عليه [وسلم] «122» أبا زيد الانصاري، واسمه فيما ذكر الكلبي، قيس بن يزيد ابن حزام، وقال: غيره غير ذلك، وهو أحد من كان يجمع القرآن على عهد رسول الله عليه السلام الى عمان، وكان الاغلبيين عليها الازد، وكان بها من غيرهم بشر كثير في البوادي وبعث عمرو بن العاص السهمي، الى عبيد، وجيفر ابني الجلندي «123» ، بكتاب منه يدعوهما الى الاسلام، وقال: ان أجاب القوم الى شهادة الحق، وأطاعوا الله ورسوله فعمرو الامير وابو زيد على الصلاة، وأخذ شرائع الاسلام على الناس، فلما قدم أبو زيد وعمرو، عمان وجدا عبيدا وجيفرا بصحار على ساحل البحر فأوصلا كتاب النبي صلى الله عليه [وسلم] «124» اليهما، فأسلما ودعوا العرب هناك الى الاسلام فأجابوا اليه ورغبوا فيه، فلم يزل عمرو وأبو زيد بعمان «125» ، الى ان قبض رسول الله. ويقال: ان أبا زيد قدم المدينة قبل ذلك. ثم ارتدت الازد، عند وفاة النبي [عليه السلام] «126» وعليها لقيط «127» بن مالك ذو التاج، وانحازت الى دبا «128» فوجه أبو بكر اليهم حذيفة بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 276 محصن البارقي من الازد، وعكرمة بن أبي جهل بن هشام المخزومي، فواقعا لقيطا ومن معه، فقتلاه وسبيا من أهل دبا سبيا بعثا به الى أبي بكر. ثم ان الازد رجعت الى الاسلام، وارتدت طوائف من أهل عمان، ولحقوا بالشجر فسار اليهم عكرمة فظفر بهم وأصاب منهم مغنما وقتل منهم بشرا وجمع [منهم] «129» قوما من مهرة بن حيدان جمعا، فأتاهم عكرمة فلم يقاتلوه وأدوا الصدقة، وولى أبو بكر حذيفة بن محصن عمان فمات أبو بكر وهو وال عليها، ثم صرف ووجه الى اليمن. ولم تزل عمان مستقيمة الامر يؤدي أهلها صدقات أموالهم ويؤخذ ممن بها من الذمة جزية رؤوسهم الى ان كانت خلافة الرشيد، فولاها عيسى بن جعفر بن سلمان بن علي بن العباس فخرج اليها بأهل البصرة، فجعلوا يفجرون بالنساء ويسلبونهن ويظهرون المعازف في طريقهم، فبلغ ذلك أهل عمان، وجلّهم شراة فحاربوه ومنعوه من دخولها. ثم قدروا عليه فقتلوه وصلبوه، وامتنعوا على السلطان فلم يعطوه طاعة وولوا أمرهم رجلا منهم. وذكر المدائني: ان عمر بن الخطاب كتب الى عامله بقسمة ما يؤخذ من عشور التمر والحب بعمان في فقراء أهلها. ومن سقط اليها من أهل البادية ومن أضافته اليها الحاجة والمسكنة وانقطاع السبل «130» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 277 امر البحرين كان في أرض البحرين، خلق كثير من عبد القيس، وافناء بكر بن وائل، وتميم، مقيمين «131» في باديتها وكان على العرب بها، على عهد رسول الله، المنذر بن ساوى، أحد بني عبد الله بن دارم ابن مالك بن حنظلة، فوجه النبي عليه السلام في سنة ثمان من الهجرة العلاء بن عبد الله بن عمار الحضرمي، حليف بني عبد شمس، الى البحرين ليدعو أهلها الى الاسلام أو الجزية «132» ، وكتب معه الى المنذر بن ساوى والى سيبخت مرزبان هجر، يدعوهما الى ذلك فأسلما وأسلم معهما جميع العرب وغيرهم، ولم يسلم في ذلك الوقت صالح عن أرضه، وكتب العلاء بينه وبينهم كتابا بأن: عليهم أن يكفونا العمل، ويقاسمونا على النصف، من الحب، والتمر وان على كل حالم منهم دينارا. وروي عن العلاء، انه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه [وسلم] «133» الى البحرين. أو قال: الى هجر، فكتب آتي الحائط بين الاخوة قد أسلم بعضهم فأخذ من المسلم [العشر ومن المشرك الخراج، وروي ان العلاء بعث الى رسول الله] «134» مالا مبلغه ثمانون ألفا، وقيل: ان ما أتاه أكثر منه قبله ولا بعده، وكان قد ارتد، بعد وفاة النبي عليه السلام، من ولد قيس بن ثعلبة مع الحطم، وهو شريح بن ضبيعة بن عمرو بن مرثد «135» ، أحد بني قيس بن ثعلبة، وانما سمي الحطم لقوله «قد لفها الليل بسواق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 حطم» «136» ، وارتد سائر من بالبحرين من ربيعة، وأمروا عليهم ابنا للنعمان ابن المنذر [يقال له منذر] «137» ، وأقام ابن الجارود، وهو بشر بن عمرو العبيدي ومن بايعه من قومه على الاسلام، وبلغ العلاء بن الحضرمي الخبر، فسار بالمسلمين حتى نزل جواثا، وهو حصن البحرين، فدلفت اليه ربيعة، فخرج اليها بمن معه من العرب والعجم، فقاتلها قتالا شديدا، وقتل الحطم وفض ذلك الجمع، فلحق المنذر بن النعمان، ومن نجا معه من فل ربيعة بالخط، فأتاها العلاء ففتحها وقتل المنذر ومن كان معه، ويقال: بل نجا فدخل المشقر وأرسل الماء حوله فلم يوصل اليه حتى صالح على أن يخلى المدينة فخلاها ولحق بمسيلمة فقتل معه، وتحصن المعكبر الفارسي صاحب كسرى الذي كان وجهه لقتل تميم «138» حين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 279 عرضوا لعيره، واسمه دافيروز «139» بن جشيش، بالزارة «140» ، وانظم اليه مجوس كانوا تجمعوا بالقطيف وامتنعوا من اداء الجزية، فأقام العلاء على الزارة فلم يفتحها في خلافة أبي بكر وفتحها في خلافة عمر، وذلك ان رجلا خرج منها مستأمنا فدل على شرب القوم وهو من العين الخارجة من الزارة، فسدها العلاء فلما رأوا ذلك صالحوه على ان له ثلث المدينة وثلث ما فيها من ذهب وفضة، وعلى ان يأخذ النصف مما كان لهم خارجا. وأتى الاخينس العامري، العلاء، فقال له: انهم لم يصالحوك عن ذراريهم وهم «141» بدارين ودله كراز النكري على المخاضة اليهم، فلم يشعر أهل دارين الا بالتكبير، فخرجوا فقاتلوهم من ثلاثة أوجه، فقتلوا مقاتلتهم، وحووا الذراري والسبي، فلما رأى المكعبر «142» ذلك أسلم، وبارز البراء ابن مالك، مرزبان الزارة فطعنه فوق صلبه وصرعه، ثم نزل اليه فقطع يديه وأخذ سواريه ويلقما كان عليه ومنطقة فخمسه عمر لكثرته وكان أول سلب خمس في الاسلام. ولم يزل العلاء على البحرين حتى توفي سنة عشرين، فولى عمر بن الخطاب مكانه أبا هريرة الدوسي، ويروى ان عمر ولي أبا هريرة قبل موت العلاء، فأتى العلاء توج من أرض فارس عازما على المقام بها، ثم رجع الى البحرين فمات هناك، ويروى عن أبي هريرة، انه قال استعملني عمر على البحرين فاجتمعت لي اثنا عشر ألفا، فلما قدمت عليه، قال لي: يا عدو الله وعدو كتابه، سرقت مال الله، فقلت: لست بعدو الله ولا لكتابه، ولكني عدو من عاداهما، ولكن خيلا تناتجت وسهاما اجتمعت، قال: فأخذ مني اثنى عشر ألفا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 اليمامة قالوا: كانت اليمامة تدعى جو فصلبت امرأة في الجاهلية، يقال لها اليمامة بنت مر بن جديس على بابها، فسميت اليمامة، والله أعلم، وقالوا: لما كتب رسول الله صلى الله عليه [وسلم] «143» الى ملوك الافاق في سنة ست «144» من الهجرة، كتب الى هوذة «145» بن علي الحنفي، وأهل اليمامة يدعوهم الى الاسلام، وانفذ كتابه بذلك مع سليط بن قيس بن عمرو الانصاري، ثم الخزرجي، فبعثوا الى رسول الله صلى الله عليه [وسلم] «146» وفدهم وفي الوفد مجاعة بن مرارة فأقطعه رسول الله [صلى الله عليه] «147» أرضا مواتا سأله أياها، وكان فيهم أيضا مسيلمة الكذاب ثمامة بن كبير «148» بن حبيب. فقال مسيلمة: لرسول الله [صلى الله عليه وسلم] «149» ان شئت خلينا لك الامر وبايعناك على انه لنا بعدك، فقال رسول الله عليه السلام «150» لا ولا نعمة عين، ولكن الله قاتلك. وكان هوذة بن علي الحنفي، قد كتب الى النبي يسأله أن يجعل الامر له بعده، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 على ان يسلم ويصير اليه فينصره، فقال رسول الله صلى الله عليه [وسلم] «151» : لا ولا كرامة اللهم اكفنيه فمات بعد قليل، فلما انصرف وفد بني حنيفة الى اليمامة ادعى «152» مسيلمة الكذاب النبوة وشهد له الرّجال بن عنفوة أحد الوفد، بأن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] «153» أشركه في أمره، فأتبعته بنو حنيفة وغيرهم ممن باليمامة، وكتب الى رسول الله [عليه السلام] «154» مع عبادة بن الحارث أحد بني عامر بن حنيفة وهو ابن النوّاحة الذي قتله عبد لله بن مسعود بالكوفة لما بلغه انه وجماعة يؤمنون بكذب مسيلمة كتابا نسخته (من مسيلمة رسول الله، الى محمد رسول الله، أما بعد فأن لنا نصف الارض ولقريش نصفها ولكن قريشا قوم لا ينصفون والسلام عليك. وكتب عمرو بن الجارود الحنفي) . فكتب اليه رسول الله عليه السلام (بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد النبي الى مسيلمة الكذاب: أما بعد، فأن الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، والسلام على من اتبع الهدى، وكتب أبي بن كعب) . فلما تولى رسول الله عليه السلام، واستخلف أبو بكر. فأوقع بأهل الردة من أهل نجد وما والاها في أشهر يسيرة. بعث خالد بن الوليد المخزوني الى اليمامة وأمر بمحاربة الكذاب مسيلمة فلما شارفها ظفر بقوم من بني حنيفة فيهم مجاعة [بن مرارة بن سلمى فقتلهم واستبقى مجاعة] «155» وحمله معه موثقا، وعسكر خالد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 على ميل من اليمامة فخرج اليه بنو حنيفة وفيهم الرّجال «156» ومحكم بن الطفيل بن سبيع «157» الذي يقال له محكم اليمامة فرأى خالد البارقة فيهم فقال يا معشر المسلمين قد كفاكم الله مؤونة القوم [و] «158» قد شهر [بعضهم] «159» السيوف على بعض. واحسبهم قد اختلفوا، ووقع بأسهم بينهم، فقال مجاعة: وهو في وثاقه، كلا ولكنها الهنداوية، وخشوا «160» تحطمها فأبرزها للشمس لتلين متونها، ثم التقى الناس فكان أول من لقيهم الرّجال «161» بن عنفوة فقتله الله واستشهد وجوه الناس، وقراء القرآن. ثم ان المسلمين فاءوا وأثابوا وأنزل الله عليهم نصره فهزم أهل اليمامة وأتبعهم المسلمون يقتلونهم قتلا ذريعا، وقتل محكم والجأوا الكفرة الى الحديقة فسميت يومئذ (حديقة الموت) ، وقتل الله مسيلمة في الحديقة، وكان فيمن استشهد في الحديقة أبو دجانة سماك بن خرشة. وكانت الحرب قد نهكت المسلمين، فقال مجاعة: لخالد ان أكثر أهل اليمامة «162» لم يخرجوا [لقتالكم] «163» ، وانما قتلتم منهم القليل، وقد بلغوا منكم ما أرى وأنا [مصالحك] «164» عنهم، فصالحه على نصف السبي ونصف الصفراء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 والبيضاء، والحلقة، والكراع، ثم ان خالد توثق منه وبعثه اليهم، فلما دخل اليمامة أمر الصبيان والنساء، ومن باليمامة من المشايخ، ان يلبسوا السلاح ويقوموا على الحصون، ففعلوا ذلك، فلم يشك خالد والمسلمون معه حين نظروا اليهم انهم مقاتلة، فقالوا: صدقنا مجاعة. ثم ان مجاعة خرج حتى أتى عسكر المسلمين، فقال: ان القوم لم يقبلوا ما صالحتك عليه عنهم، واستعدوا لحربك فهذه حصون العرض مملوءة رجالا، ولم أزل بهم حتى رضوا بأن يصالحوا على ربع السبي ونصف الصفراء والبيضاء «165» والكراع، فاستقر الصلح على ذلك ورضي به خالد وأمضاه وأدخل مجاعة خالدا اليمامة، فلما رأى من بها قال خدعتنا يا مجاع، وأسلم أهل اليمامة فأخذت منهم الصدقات. أمر الشام لما فرغ أبو بكر من أمر أهل الردة، رأى توجيه الجيوش الى الشام فكتب الى أهل مكة، والطائف، واليمن، وجميع العرب بنجد «166» ، يستنفرهم للجهاد ويرغبهم في غنائم الروم، فسارع الناس اليه من بين محتسب وطامع، وأتوا المدينة من كل أوب، فعقد ثلاثة ألوية لثلاثة رجال، لخالد بن سعيد بن العاص بن أمية، ولشرحبيل بن حسنة وهي أمه، وأبوه عبد الله بن المطاع الكندي، وكانت حسنة مولاة معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، ولعمرو بن العاص بن وائل السهمي. وكان عقده هذه الالوية، يوم الخميس غرة صفر سنة ثلاث عشرة، وذلك بعد مقام الجيش معسكرين بالجرف المحرم كله، وأبو عبيدة يصلي بهم، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 284 وكان أبو بكر، أراد أبا عبيدة أن يعقد له فاستعفاه من «167» ذلك، قالوا: ولما عقد أبو بكر لخالد بن سعيد، كره ذلك عمر، وقال: انه رجل فخور سيجعل الامر على المغالبة والتعصب فبعث أبو بكر أبا أروى الدوسى، فأخذ اللواء منه ودفعه الى يزيد بذى الروة، فسار به أخوه معاوية يحمله بين يديه، وصار جيش خالد مع يزيد وسار خالد محتسبا في جيش شرحبيل. وتقدم أبو بكر الى عمرو بن العاص أن يسلك طريق آئلة عامدا لفلسطين. وأمر يزيد أن يأخذ طريق تبوك وكتب الى شرحبيل في أن يأخذ طريق تبوك أيضا. وكان العقد لكل أمير على ثلاثة آلاف رجل، فلم يزل أبو بكر يتبعهم الامداد حتى صار مع كل أمير منهم سبعة آلاف وخمسمائة رجل، ثم تتامّ جمعهم «168» بعد ذلك أربعة وعشرون ألفا. وروي الواقدي: ان أبا بكر ولي عمرا فلسطين، وشرحبيل الاردن ويزيد دمشق، وقال: اذا كان بكم قتال فأميركم من تكونون في عمله. وروي: انه أمر عمرا مشافهة أن يصلي بالناس اذا اجتمعوا واذا تفرقوا صلى كل أمير بأصحابه، وأمر الامراء أن يعقدوا لكل قبيلة لواء يكون فيهم. وقالوا: فلما صار عمرو بن العاص الى أول عمل فلسطين كتب الى أبي بكر يعلمه كثرة عدد العدو وعدتهم وسعة أرضهم ونجدة مقاتلتهم، فكتب أبو بكر الى خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم وهو بالعراق، يأمره بالمسير الى الشام فقال قوم: انه جعله أميرا على الامراء في الحرب، وقال آخرون: بل كان أميرا على أصحابه الذين شخصوا من العراق معه وكان المسلمون اذا اجتمعوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 285 لحرب أمره الامراء فيها لبأسه وقوة مكيدته، فأول وقعة كانت بين المسلمين وعدوهم بقرية من قرى غزة يقال لها داثن كانت بينهم وبين بطريق «169» غزة، فأقتتلوا فيها قتالا شديدا. ثم ان الله أظهر أولياءه وهزم أعداءه وفض جمعهم وذلك قبل قدوم خالد بن الوليد عليهم. ثم بلغهم ان ستة قواد من الروم نزلوا العربة فسار اليهم أبو أمامة الصدي بن عجلان الباهلي، في كثف من المسلمين، فهزمهم، وقتل أحد القواد، ثم صاروا الى الدابية، فاتبعهم فهزمهم وغنم المسلمون غنما حسنا. ولم يمر المسلمون منذ فصلوا من الحجاز بشيء من الارض الى موضع الوقعة الا غلبوا عليه بغير حرب وصار في أيديهم. ورد كتاب أبي بكر، على خالد بن الوليد وهو بالحيرة فخلف المثنى ابن حارثة الشيباني على ناحية الكوفة، وسار في شهر ربيع الاخر سنة ثلاث عشرة في ثمانمائة، ويقال: في ستمائة، ويقال في خمسمائة، وأتى عين التمر ففتحها عنوة، وأتى صندوداء وبها قوم من كندة، وأياد، والعجم، فقاتلوه فظفر بهم وخلف بها سعد بن عمرو بن حزام الانصاري فولده اليوم بها. وبلغه ان جمعا لبني تغلب «170» بالمضيّح، والحصيد مرتدين، وعليهم ربيعة بن بجير فأتاهم فقاتلهم فهزمهم وسبى وغنم وبعث بالسبي الى أبي بكر، فكانت منهم أم حبيب الصهباء بنت حبيب بن بجير، وهي «171» أم عمر بن علي بن أبي طالب «172» . ثم أغار على مياه مر بها في طريقه منها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 286 قرار وهو ماء لكلب، ومنها [الى] «173» سوى وهو ماء لهم أيضا. ومر بناحية قرقيسيا، فخرج اليه صاحبها في خلق فتركه وانحاز الى البر ومضى لوجهه فأتى أركة وهي- ارك- وأغار على أهلها وحاصرهم ففتحها صلحا على شيء أخذ منهم، وأتى دومة الجندل، ففتحها ثم أتى قصم فصالحه بنو مشجعة بن التيم «174» بن النمر بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، وكتب لهم أمانا. ثم أتى تدمر من عمل حمص فأمتنع أهلها وتحصنوا ثم طلبوا الامان، فآمنهم على أن يكونوا ذمة وعلى أن يقروا «175» المسلمين، ورضخوا لهم، ثم أتى القريتين فقاتله أهلها فظفر وغنم ثم أتى حوارين من سنير فأغار على مواشي أهلها فقاتلوه، وقد جاءهم مدد [أهل] «176» بعلبك، وأهل بصرى، وهي مدينة حوران، فظفر بهم فسبي وقتل ثم أتى مرج راهط، فأغار على غسان في يوم فصحهم وكانوا نصارى، فسبى وقتل ووجه بسر بن أبي ارطاة العامري من قريش، وحبيب بن مسلمة الفهري الى غوطة دمشق، فأغار على قرى من قراها وصار خالد الى الثنية «177» التي تعرف بثنية العقاب من دمشق، فوقف عليها ساعة ناشرا رايته وهي راية كانت لرسول الله عليه السلام، سوداء فسميت ثنية العقاب. يومئذ والعرب تسمى الراية عقابا، ونزل خالد الباب الشرقي، ويقال: احفظ لي هذا العهد فوعده ذلك. ثم سار حتى انتهى الى المسلمين وهم بقناة بصرى، ويقال: انه أتى الجابية وبها أبو عبيدة في جماعة من المسلمين فألتقيا ثم مضيا الى بصرى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 287 فتح بصرى قصبة حوران قالوا: لما قدم خالد بن الوليد على المسلمين ببصرى «178» ، اجتمعوا عليها والصقوا بها وحاربوا بطريقها حتى الجأوه وكماة أصحابه اليها. ثم ان أهلها صالحوه على أن يؤمنوا على دمائهم، وأموالهم ويؤدوا الجزية، وزعم بعض الرواة، ان أهل بصرى صالحوا على أن يؤدوا عن «179» كل حالم دينارا، وجريب حنطة. وافتتح المسلمون جميع أرض كورة حوران، وغلبوا عليها. واتاهم صاحب اذرعات فطلب الصلح، على مثل ما صولح عليه اهل بصري، وعلى أن جميع أرض الثنية «180» أرض خراج، وسار يزيد بن أبي سفيان الى عمان ففتحها فتحا يسيرا على مثل صلح بصرى، وغلب على ارض البلقاء، وتوجه ابو عبيدة بن الجراح في جماعة كثيفة من المسلمين من أصحاب الامراء ضموا اليه، فأتى مآب من أرض البلقاء، وبها جمع العدو، فافتتحها صلحا على مثل صلح بصرى، وكان أبو عبيدة أمير الناس، حتى فتحت مدينة دمشق، الا ان الصلح كان لخالد بن الوليد واجاز ابو عبيدة صلحه. يوم اجنادين ثم كانت واقعة اجنادين فشهدها من الروم زهاء مائة الف سرب هرقل أكثرهم، وتجمع باقوهم من النواحي، وهرقل يومئذ مقيم بحمص فقاتلوا المسلمين قتالا شديدا، ثم ان الله هزمهم ومزقهم كل ممزق، وقتل المسلمون منهم خلقا، واستشهد يومئذ من المسلمين جماعة «181» وابلى خالد بن الوليد بلاء حسنا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 288 ولما انتهى خبر الوقعة الى هرقل، نخب قلبه وسقط في يده وملئ رعبا فهرب من حمص الى انطاكية. وقد ذكر قوم ان هربه من حمص الى انطاكية «182» كان عند قدوم المسلمين الشام، كانت واقعة اجنادين يوم الاثنين لاثنتي عشرة بقيت من جمادي الاولى سنة ثلاث عشرة، ويقال لليلتين خلتا منه. قالوا: ثم جمعت الروم جمعا بالياقوصة- وهو واد فمه الفوارة- فلقيهم المسلمون هناك، فهزموهم وقتلوا كثيرا منهم، ولحق فلهّم بمدن الشام، وتوفي أبو بكر في جمادي الاخرة سنة ثلاث عشرة فأتى المسلمين «183» نعيه، وهم بالياقوصة. يوم فحل من الاردن كانت وقعة فحل من الاردن لليلتين بقيتا من ذي القعدة، بعد خلافة عمر بن الخطاب بخمسة أشهر، وأمير الناس أبو عبيدة بن الجراح، لان عمر، قد كان كتب اليه بولاية الشام، وإمرة الامراء مع عامر بن أبي وقاص، أخي سعد بن أبي وقاص، وقوم يقولون: ولاية أبي عبيدة الشام، أتته والناس محاصرون دمشق، فكتمها خالدا أياما لان خالدا كان أمير الناس في الحرب. فقال له خالد: ما دعاك الى ما فعلت، فقال: كرهت أن أكسرك وأوهن أمرك وأنت بازاء عدوك. وكان سبب هذه الوقعة، ان هرقل لما صار الى انطاكية، استنفر الروم وأهل الجزيرة، وبعث عليهم رجلا من خاصته وثقاته فلقوا المسلمين بفحل من الاردن، فقاتلوهم قتالا شديدا حتى أظهرهم «184» الله عليهم، وقتل بطريقهم وزهاء عشرة آلاف منهم، وتفرق الباقون في مدائن الشام حتى سألوا الامان على اداء الجزية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 289 عن رؤوسهم، والخراج عن أرضهم، فأمنوا على أنفسهم وأموالهم وإلا تهدم حيطانهم، وتولى عقد ذلك لهم أبو عبيدة بن الجراح، ويقال: بل تولاه شرحبيل بن حسنة. الاردن قالوا: فتح شرحبيل بن حسنة الاردن عنوة، ما خلا طبرية [فأن أهلها صالحوه على أنصاف، منازلهم، وكنائسهم، وفتح شرحبيل طبرية] «185» صلحا بعد حصار أيام على ان آمن «186» أهلها على أنفسهم، وأموالهم وكنائسهم ومنازلهم، الا ماجلوا عنه وخلوه، واستثنى لمسجد للمسلمين موضعا. ثم انهم في خلافة عمر أيضا، نقضوا واجتمع اليهم من سواد الروم وغيرهم، فأمر أبو عبيدة، عمرو بن العاص، بغزوهم فسار اليهم في أربعة آلاف ففتحها على مثل صلح شرحبيل ثانية، وفتح شرحبيل جميع مدن الاردن، وحصونها على هذا الصلح، فتحا يسيرا بغير قتال، وفتح بيسان، وافيق، وجرش وبيت رأس، وقدس، والجولان، وعكا، وصور، وصفورية، وغلب على سواد الاردن وجميع «187» أرضها. وكان أبو عبيدة، وجه عمرو بن العاص الى سواحل الاردن فكثر به الروم، فكتب الى أبي عبيدة، يستمده فوجه أبو عبيدة اليه يزيد بن أبي سفيان، فسار يزيد وعلى مقدمته معاوية أخوه ففتح يزيد، وعمرو سواحل الاردن، فكتب أبو عبيدة بفتحها لهما وكان لمعاوية في ذلك بلاء حسنا وأثر جميل، ورم معاوية عكا عند ركوبه منها الى قبرص ورم صور، ثم ان عبد الملك جددهما بعد، وقد كانتا خربتا وكانت الصناعة من الاردن بعكا، فنقلها هشام بن عبد الملك الى صور فهي بها الى اليوم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 290 فتح مدينة دمشق لما فرغ المسلمون من قتال من أجتمع لهم بمرج الصفر، وكان اجتمع الهم من الروم جمع عظيم، ولقوهم بهذا المرج، أول يوم من المحرم سنة أربع عشرة، أقاموا «188» بعد ذلك خمس عشرة ليلة، ثم رجعوا الى مدينة دمشق لاربع عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة أربع عشرة، فأخذوا الغوطة وكنائسها عنوة وتحصن أهل المدينة وأغلقوا أبوابها «189» ، فنزل خالد بن الوليد على الباب الشرقي في زهاء خمسة آلاف ضمهم اليه أبو عبيدة بن الجراح، وسمي الدير الذي نزل خالد عنده دير خالد، ونزل عمرو بن العاص على باب توما، ونزل شرحبيل على باب الفراديس، ونزل أبو عبيدة على باب الجابية «190» ، ونزل يزيد بن أبي سفيان على الباب الصغير الى الباب الذي يعرف بكيسان، وجعل أبو الدرداء عويمر بن عامر الخزرجي على مسلحة ببرزة «191» ، وكان الاسقف الذي أقام لخالد النزل في بدأته «192» ربما «193» وقف على السور يدعوا به خالد فاذا أتى سلم على خالد وحادثة فقال له الاسقف: ذات يوم: يا أبا سليمان «194» [ان] «195» أمركم مقبل ولي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 عليك «196» عدة فصالحني عن هذه المدينة، فدعى خالد بداوة وقرطاس فكتب فيه:- «بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى خالد بن الوليد أهل دمشق، اذا دخلها أعطاهم أمانا عن أنفسهم، وأموالهم، وكنائسهم، وسور مدينتهم لا يهدم، ولا يسكن شيء من بيوتهم ودورهم «197» . لهم، بذلك عهد الله وذمة رسوله صلى الله عليه والخلفاء والمؤمنين لا يعرض [لهم] «198» إلا بخير اذا أعطوا الجزية» . ثم ان بعض أصحاب الاسقف أتى خالدا في ليلة من الليالي فأعلمه انها ليلة عيد لاهل المدينة، وانهم في شغل، وان الباب الشرقي قد ردم بالحجارة، وترك «199» ، وأشار عليه بأن يلتمس سلما يصعد عليه فأتاه قوم من أهل الدير بسلمين، فرقى جماعة من المسلمين عليهما الى أعلى السور، ونزلوا الى الباب وليس عليه أحد الا رجل أو رجلان فتعاونوا عليه ففتحوه وذلك عند طلوع الشمس. وقد كان أبو عبيدة، عانى فتح باب الجابية، وأصعد جماعة من المسلمين على حائطه، فأنصب «200» مقاتلة الروم الى ناحيته، وقاتلوا المسلمين قتالا شديدا ثم انهم ولوا مدبرين، وفتح أبو عبيدة والمسلمون معه باب الجابية عنوة ودخلوا منه، فألتقى أبو عبيدة وخالد بالمقسلاط، وهو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 موضع النحاسين بدمشق الذي يسمى البريص، وذكره حسان بن ثابت في شعره فقال «201» : يسقون من ورد البريص «202» عليهم ... كأسا يصفق بالرحيق السلسل «203» وقد روى، ان الروم أخرجوا ميتا لهم من باب الجابية «204» [ليلا] ، وقد أحاط بجنازته خلق من شجعانهم وكماتهم، وأنصب سائرهم الى الباب، فوقفوا عليه ليمنعوا المسلمين من فتحه ودخوله الى رجوع أصحابهم من دفن الميت، وطمعوا في غفلة المسلمين عنهم وان المسلمين بدروا بهم، فقاتلوهم على الباب أشد قتال وأبرحه، حتى فتحوه في وقت طلوع الشمس، فلما رأى الاسقف، ان أبا عبيدة قد قارب دخول المدينة، بدر الى خالد فصالحه وفتح [له] «205» الباب الشرقي، فدخل [و] «206» الاسقف معه ناشرا كتابه الذي كتبه له، فقال بعض المسلمين: والله ما خالد بأمير فكيف يجوز صلحه، فقال أبو عبيدة: انه يجيز على المسلمين أدناهم، وأجاز صلح خالد وأمضاه، ولم يلتفت الى ما فتح عنوة فصارت دمشق كلها صلحا. وكتب بذلك الى عمر فأنفذه وفتحت أبواب المدينة فالتقى القوم جميعا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 وحكى أبو عبيد القاسم بن سلام، ان حسان بن مالك خاصم عجم أهل دمشق في كنيسة اقطعه، كل واحد من الامراء أياها، فقال عمر «207» : ان كانت من الخمس العشرة الكنيسة التي في عهدهم فلا سبيل لغيرهم عليها. وقالوا: انه لما ولى معاوية بن أبي سفيان، أراد أن يزيد كنيسة يوحنا في المسجد الجامع بدمشق، فأبى النصارى ذلك فأمسك، ثم طلبها عبد الملك بن مروان في أيامه لمثل ما كان طلبها معاوية، وبذل لهم مالا، [فأبوا أن يسلموها اليه، ثم ان الوليد بن عبد الملك جمعهم في أيامه وبذل لهم مالا] «208» عظيما، على ان يعطوه أياها فأبوا، فقال: لئن لم تفعلوا لاهدمنها، فقال بعضهم «209» : يا أمير المؤمنين، ان من هدم كنيسة جن، فأحفظه ذلك حتى دعا بمعول فجعل يهدم بعض حيطانها بيده، وكان عليه قباء خز أصفر ثم جمع المفعلة والنقاضين فهدمها وأدخلها في المسجد. فلما استخلف عمر بن عبد العزيز شكى اليه النصارى ما فعله الوليد، فكتب الى عامله يأمره برد ما زيد في المسجد منها عليهم، فكتب اليه، ان أهل دمشق قد كرهوا ذلك، وقالوا: يهدم «210» مسجدنا بعد ان أذنا فيه وصلينا ويرد بيعة، وفيهم يومئذ سليمان بن حبيب المحاربي «211» وغيره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 294 من الفقهاء، وأقبلوا على النصارى فسألوهم أن يعرضوا منها رد جميع كنائسهم بالغوطة التي أخذت منهم عنوة، وصارت في أيدي المسلمين، على أن يصفحوا عن كنيسة يوحنا ويمسكوا عن المطالبة بها، فرضوا بذلك وأعجبهم، فكتب به [الى] «212» عمر فسره وأمضى الامر فيه، وفي المسجد الجامع في الرواق القبلي مما يلي المئذنة، كتاب في رخامة بقرب السقف (مما أمر ببنائه أمير المؤمنين الوليد، سنة ست وثمانين) . وكانت الجزية بالشام في بدئ الامر على كل جمجمة جريبا، ودينارا، حتى وضعها عمر بن الخطاب على أهل الذهب أربعة دنانير، وعلى أهل الورق أربعين درهما ثم جعلهم طبقات على قدر غنى الغني واقلال المقل وتوسط المتوسط وكانت اليهود بالشام كالذمة للنصارى يؤدون اليهم الخراج فدخلوا في الصلح معهم. ثم أتى يزيد بن أبي سفيان بعد فتح مدينة دمشق. وصيدا وعرقة وجبيل، وبيروت، وهي سواحل دمشق وعلى مقدمته أخوه معاوية ففتحها فتحا يسير وجلا كثيرا من أهلها وتولى فتح عرقة معاوية نفسه ثم ان الروم غلبوا على بعض هذه السواحل في آخر خلافة عمر وأول خلافة عثمان فقصد لهم معاوية حتى فتحها ثم رمها وشحنها بالمقاتلة وأقطعهم القطائع. وقالوا: لما استخلف عثمان وولى معاوية الشام وجه معاوية، سفيان «213» بن مجيب الازدي الى طرابلس وكانت ثلاثة مدن مجتمعة فبنى في مرج على أميال منها حصنا سمى حصن سفيان، وقطع المادة عن أهلها من البحر وغير البحر وحاصرهم فلما اشتد عليهم الحصار اجتمعوا في أحد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 الحصون الثلاثة وكتبوا الى ملك الروم يسألونه أن يمدهم أو يبعث اليهم بمواكب ليهربوا فيها الى ما قبله فوجه اليهم بمراكب كثيرة ركبوا فيها ليلا وهربوا فلما أصبح سفيان وكان يبيت كل ليلة في حصنه ويحصن المسلمين معه ثم يغدو «214» من الحصن، وجد الحصن الذي كانوا فيه خاليا فدخله وكتب بالفتح الى معاوية فأسكنه معاوية جماعة من اليهود وهو الحصن الذي فيه الميناء اليوم. وكان عبد الملك بعد ذلك بناه وحصنه. فتح بعلبك قالوا: لما فرغ أبو عبيدة من أمر مدينة دمشق، سار الى حمص، فمر ببعلبك فطلب أهلها «215» الامان والصلح، فصالحهم على أن أمنهم على أنفسهم، وأموالهم وكنائسهم، وكتب لهم بذلك كتابا. فتح حمص روى الكلبي «216» : ان أبا عبيدة لما فرغ من أمر دمشق، قدم أمامه خالد بن الوليد، وملحان بن زياد الطائي، فلما توافوا بحمص قاتلهم أهلها، ثم لجأوا الى المدينة وطلبوا الامان والصلح، فصالحوه على مائة ألف وسبعين «217» ألف دينار. وقال الواقدي وغيره. بينما المسلمون على أبواب دمشق، اذ أقبلت خيل للعدو، فخرجت اليهم جماعة من المسلمين، فلقوهم بين بيت لهيا والثنية، فولوا منهزمين نحو حمص على طريق قارا، وأتبعوهم حتى وافوا حمص، ورآهم الحمصيون وكانوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 296 منخوبين «218» لهرب هرقل عنهم، وما كان يبلغهم «219» من قوة كيد المسلمين وبأسهم وظفرهم، وكفوا أيديهم عنهم، فأخرج الحمصيون اليهم النزل، وأقام المسلمون على الاربط22» وهو النهر الذي يمر بانطاكية ويصب في البحر، وما كان على المسلمين السمط بن الاسود الكندي «221» . ثم لما فرغ أبو عبيدة من أمر دمشق، واستخلف عليها يزيد بن أبي سفيان، قدم حمص على طريق بعلبك، فنزل باب الرستن «222» فصالحه أهل حمص على ان أمنهم على أنفسهم، وأموالهم وسور مدينتهم وكنائسهم، وأرحائهم، واستثنى عليهم ربع كنيسة يوحنا للمسجد، واشترط الخراج «223» على من أقام منهم، ثم استخلف بحمص، عبادة بن الصامت الانصاري، ومضى نحو حماة فتلقاه أهلها مذعنين فصالحهم على الجزية في رؤوسهم، والخراج في أرضهم، ومضى نحو شيزر، فخرجوا يكفرون ورضوا بمثل ما رضي به أهل حماة، وبلغت خيله الزراعة، والقسطل، ثم مر «224» أبو عبيدة بمعرة «225» حمص وهي التي تنسب اليوم الى النعمان بن بشير الانصاري «226» فخرجوا يقلسون بين يديه، ثم أتى أفامية، ففعل أهلها مثل ذلك، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 وأذعنوا بالخراج والجزية واستتم أمر حمص. وأتى عبادة بن الصامت [الانصاري] اللاذقية، فقاتله أهلها فكادهم عبادة حتى دخل باب المدينة، وفتحها عنوة وكبر على الحصن، وبنى عبادة باللاذقية مسجدا جامعا ووسع بعد ذلك، وفتح المسلمون مدينة تعرف ببلدة على فرسخين من جبلة عنوة. ثم أنها خربت وجلا أهلها فأنشأ معاوية جبلة وكانت حصنا «227» للروم جلوا عنها عند فتح المسلمين حمص. وفتح المسلمون مع عبادة أيضا أنطرطوس، وكان حصنا، ثم جلا أهله عنه، فبنى معاوية مدينة أنطرطوس ومصرها، وأقطع المقاتلة بها القطائع، وكذلك فعل بمرقية وبلنياس، وبيت «228» سلمية. ثم أن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس اتخذها وبنى وولده فيها ومصروها، ونزلها من نزل من ولده فهي لهم وارضوها. ثم جمع هرقل جموعا عظيمة من الروم، وأهل الشام، والجزيرة وأرمينية، تكون زهاء مائتي ألف، وولى أمرهم رجلا من خاصته، وبعث على مقدمته جبلة بن الايهم الغساني، في مستعربة الشام من لخم وجذام وغيرهم، وعزم على محاربة المسلمين والعمل على انه ان ظفر والا دخل قسطنطينية، واجتمع المسلمون فرجعوا اليه فاقتتلوا على اليرموك- وهو نهر- أشد قتال وأبرحه، وكان اجتمع من المسلمين لهم يومئذ نحو أربعة وعشرين «229» ألفا، وتسلسلت «230» الروم، وأتباعها لئلا يهربوا، فقتل منهم زهاء تسعين ألفا وهرب فللهم فلحقوا بانطاكية، وحلب والجزيرة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 298 وأرمينية، وفلسطين، وبلغ هرقل خبرهم فهرب من انطاكية الى قسطنطينية، فلما جاوز الدرب قال: «عليك يا سورية السلام» . وكانت وقعة اليرموك في رجب سنة خمس عشرة. ثم سار أبو عبيدة الى قنسرين وانطاكية ففتحها ولم تزل قنسرين وكورها مضمومة الى حمص حتى جعل يزيد بن معاوية قنسرين، وانطاكية، ومنبج، ودوانها جندا. فلما استخلف الرشيد أفرد «231» قنسرين بكورها فصير ذلك جندا، وأفرد منبج، ودلوك، ورعبان، وقورس، وانطاكية، وتيزين «232» وسماها العواصم، لان المسلمين يعتصمون بها في ثغورهم فتعصهم. فتح فلسطين قالوا: كانت أول وقعة واقعها المسلمون الروم في خلافة أبي بكر بأرض فلسطين، وعلى الناس «233» عمرو بن العاص، ثم ان عمرا فتح غزة في خلافة أبي بكر. ثم فتح بعد ذلك سبسطية، ونابلس، على ان أعطاهم «234» الامان على أنفسهم وأموالهم، ومنازلهم على أن الجزية في رقابهم والخراج في أرضهم، ثم فتح مدينة لد وأرضها ثم فتح يبنى، وعمواس، وبيت جبرين، وفتح، يافا. وقيل: بل فتحها معاوية، وفتح رفح مثل ذلك. ثم قدم أبو عبيدة عليه بعد فتح قنسرين ونواحيها، وذلك في سنة ست عشرة وهو محاصر ايلياء. وهي مدينة بيت المقدس، وطلب أهل ايلياء من أبي عبيدة الامان، والصلح على مثل ما صولح عليه أهل «235» مدن الشام، من اداء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 الجزية والخراج، والدخول فيما دخل فيه نظراؤهم، على أن يكون المتولى للعقد لهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فكتب أبو عبيدة بذلك الى عمر، فقدم عمر، فنزل الجابية من دمشق ثم صار الى ايلياء فأنفذ صلحهم وكتب به «236» لهم، وكان فتح ايلياء في سنة سبع عشرة. ثم كان طاعون عمواس سنة ثماني عشرة فتوفي فيه خلق من المسلمين، وكان ممن توفي فيه أبو عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وشرحبيل بن حسنة. فلما أتت عمر بن الخطاب وفاة أبي عبيدة، كتب الى يزيد بن أبي سفيان بولاية الشام، مكانه، وأمره أن يغزو قيسارية، وقد قال قوم: ان عمر انما ولى يزيد الاردن وفلسطين. وانه ولي أبا الدرداء دمشق، وولي عبادة بن الصامت حمص. وقال الواقدي: اختلف علينا في أمر قيسارية. فقال قائلون: فتحها معاوية وقال آخرون: بل فتحها عياض بن غنم بعد وفاة أبي عبيدة، وهو خليفته «237» [وقال قائلون: فتحها عمرو بن العاص] «238» وقال قائلون: خرج عمرو الى مصر، وخلف ابنه عبد الله بن عمرو فكان الثبت «239» من ذلك. والذي أجمع عليه من يوثق بقوله، ان أول الناس حاصرها عمرو بن العاص نزل عليها في جمادي الاولى سنة ثلاث عشرة، فكان يقيم عليها ما أقام، فاذا كان للمسلمين اجتماع في أمر عدوهم سار اليهم فشهد اجنادين، وفحل، والمرج، ودمشق، واليرموك. ثم رجع الى قيسارية فحاصرها وخرج الى مصر من قيسارية، ثم لما ولى يزيد بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 300 أبي سفيان وكان أخاه معاوية محاصرا «240» فيسارية، وتوجه الى مصر مطعونا فمات بها. وقال غير الواقدي: ولى عمر بن الخطاب، يزيد بن أبي سفيان، فلسطين مع ما ولاه من أجناد الشام، فكتب اليه أن يغزوا قيسارية، وقد كانت حوصرت قبل ذلك، فنهض اليها في سبعة عشر ألفا فقاتله أهلها، ثم حصرهم، ومرض في آخر سنة ثمان عشر، فمضى الى دمشق، واستخلف عليها معاوية ففتحها، وكتب اليه بفتحها، فكتب به يزيد الى عمر. ويقال: ان معاوية فتحها بعد موت يزيد. وكان عمر ولى معاوية الشام بعد موت أخيه يزيد فشكر له أبو سفيان ذلك. وقال يا أمير المؤمنين وصلتك رحم. وكانت مدة حصار قيسارية، سبع سنين، وفتحها في شوال سنة تسع عشرة ففتحها «241» معاوية قسرا، بعد ان كان يئس من فتحها، ولما فتحت وجد فيها من المرتزقة سبعمائة ألف، ومن السامرة ثلاثين ألفا، ومن اليهود مائتي ألف، ووجد بها ثلثمائة سوق قائمة، وكان يحرسها على سورها كل ليلة مائة ألف «242» ، وكان سبب فتحها يهودي دل المسلمين على طريق، في سرب فيه الماء الى حقوى الرجل، فدخلها المسلمون من ذلك الموضع، وكبروا «243» فيها فأراد الروم أن يهربوا من السرب فوجدوا المسلمين عليه، وكان بها خلق من العرب، ومنهم شقراء التي يقول فيها حسان بن ثابت الانصاري: «244» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 301 تقول شقراء لو صحوت عن الخمر لاصبحت مثري العدد وقدم سبي قيسارية على عمر، وكانوا أربعة آلاف رأس، فأنزلوا الجرف، ثم قسمهم عمر على يتامى الانصار، وجعل بعضهم في الكتاب والاعمال للمسلمين، وكان من قتل بقيسارية من مقاتلة المشركين ثمانين ألفا، وكتب عمر الى معاوية، يأمره بتتبع ما بقى من فلسطين ففتح عسقلان صلحا بغير كيد «245» ، وأخربت الروم عسقلان في أيام ابن الزبير، فلما ولي عبد الملك بن مروان بناها وحصنها ورم قيسارية وبنى بها بناء كثيرا، وبنى مسجدها، وبنى أيضا صور وعكا الخارجة وكانت هذه سبيلها، ولم تكن مدينة الرملة قديمة وانما كان موضعها رملة، فولى الوليد بن عبد الملك سليمان بن عبد الملك جند فلسطين فنزل لدّ، ثم أحدث مدينة الرملة ومصرها، وكان أول ما بنى منها قصره، والدار التي تعرف بدار الصباغين، وجعل في الدار صهريجا، ثم اختط المسجد الجامع وبناه، وولى الخلافة قبل استتمامه، فبنى فيه بعد خلافته، وأتمه عمر بن عبد العزيز، ونقص من خطة سليمان، وقال: أهل الرملة يكتفون بهذا، وبنى الناس في الرملة بعد بنائه أياها المنازل بأذنه، واحتفر لاهل الرملة قناتهم التي تدعى بردة واحتفر بها آبارا، والنفقة عليها من مال السلطان محتسب بها في جماعات العمال الى هذا الوقت، لان المعتصم بالله كان يحل بها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 فتح قنسرين والعواصم قالوا: سار أبو عبيدة بعد فراغه من أمر «246» اليرموك الى حمص، فأستقراها ثم أتى قنسرين وعلى مقدمته خالد بن الوليد، فقاتله أهل مدينة «247» قنسرين، ثم لجأوا الى حصنهم وطلبوا الصلح فصالحهم أبو عبيدة على مثل صلح أهل حمص، وغلب المسلمون على أرضها وقرارها، وكان حاضر قنسرين لتنوخ منذ «248» أول ما تنخوا بالشام نزلوه وهم في بيوت الشعر، ثم ابتنوا المنازل، فدعاهم أبو عبيدة الى الاسلام فأسلم بعضهم، وأقام البعض على النصرانية، فصالحهم على الجزية، وكان أكثر من أقام على نصرانيته بنو سليح بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، ويقال: ان جماعة من أهل ذلك الحاضر أسلموا في خلافة المهدي، فكتب على أيديهم بالخضرة قنسرين. ثم سار أبو عبيدة يريد حلب، فبلغه ان أهل قنسرين نقضوا فرد اليهم السمط بن الاسود الكندي فحصرهم ثم فتحها. ووجد بها بقرا وغنما فقسم بعضها فيمن حضر، وجعل الباقي في المغنم وكان حاضر طيئ قديما، نزلوه بعد حرب الفساد التي كانت بينهم، حين نزل الجبلين من نزل منهم، فلما ورد أبو عبيدة عليهم أسلم بعضهم، وصالح كثير منهم على الجزية، ثم أسلموا بعد ذلك بيسير الا من شذ منهم. وكان بقرب حلب حاضر حلب يجمع أصنافا من العرب من تنوخ وغيرهم، فصالحهم أبو عبيدة على الجزية. ثم انهم أسلموا بعد ذلك وجرت بينهم وبين أهل حلب حرب أجلاهم فيها أهل حلب، فانتقلوا الى قنسرين، ثم أرادوا التغلب عليها فأجلاهم اهلها فتفرقوا في البلاد. وكان حيار بني القعقاع بلدا معروفا قبل الاسلام، وبه كان مقيل المنذر بن ماء السماء، فنزله بنو القعقاع بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 خليد بن جزء بن الحارث العبسي، وأوطنوه لان عبد الملك بن مروان، أقطع القعقاع فيه قطيعة، وأقطع عمه العباس بن جزء بن الحارث بن زهير بن جذيمة، قطيعة أوغرت «249» له الى اليمن، وكانت بنته ولادة عند عبد الملك، فولدت له الوليد وسليمان. ودخل أبو عبيدة حلب وعلى مقدمته، عياض بن غنم «250» ، فوجد أهلها قد تحضوا، فنزل على حصنهم فلم يبثوا ان طلبوا الصلح والامان على أنفسهم، وأولادهم وسور مدينتهم وكنائسهم ومنازلهم والحصن الذي بها فأعطوا ذلك واستثنى عليهم موضع المسجد، وكان الذي صالحهم عياض فأنفذ أبو عبيدة صلحه، ثم سار أبو عبيدة من حلب الى انطاكية وقد تحصن بها خلق من قنسرين فلما صار بقرية مهروبة، وهي من انطاكية على فرسخين، لقيه جمع العدو ففضهم وألجأهم الى المدينة، وحاصر أهلها من جميع أبوابها وكان معظم الجيش على باب فارس، والباب الذي يدعى باب البحر. ثم انهم صالحوه على الجزية أو الجلاء، فجلا بعضهم وأقام البعض، فأمنهم ووضع على كل حالم دينارا وجريبا، ثم نقضوا فوجه اليهم عياض بن غنم، وحبيب بن مسلمة الفهري، ففتحاها على الصلح الاول، وصار أبو عبيدة الى معرة مصرين، ففتحها على مثل صلح حلب، وجالت خيله فبلغت بوقا «251» ، وفتحت قرى الجومة وسرمين، ومرتحوان «252» ، وتيزين، وصالحوا أهل دير طايا، ودير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 الفسيلة على أن يضيفوا من حربهم من المسلمين، وغلبوا على جميع أرض قنسرين وانطاكية، والتاث أهل حلب فعاد أبو عبيدة اليهم فلم يزل بهم حتى أذعنوا، وفتحت أبواب مدينتهم. ثم سار يريد قورس، وقدم أمامه عياض بن غنم، فتلقاه راهب من رهبان هذه الناحية، يسأل الصلح عن أهلها، فبعث به الى أبي عبيدة وهو بين جبرين، وتل عزاز، فصالحه عن قورس، ثم وردها فعقد لاهلها عهدا وأعطاهم مثل الذي أعطى أهل انطاكية وغلب على جميع أرض قورس الى آخر حد نقابلس. وبعث عياضا الى منبج ثم لحقه، وقد صالح أهلها على مثل صلح انطاكية، فانفذ ذلك وبعثه الى ناحية دلوك ورعبان، فصالحه أهلها على مثل صلح منبج، واشترط عليهم أن يبحثوا عن أخبار الروم، ويكاتبوا بها المسلمين، وصار الى بالس فرتب بها جماعة من المقاتلة، وأسكنها قوما من عرب الشام الذين أسلموا بعد قدوم المسلمين، وكانت بالس والقرى المنسوبة اليها عشرية، فمر بهم مسلمة بن عبد الملك غازيا من ناحية الثغور الجزرية، فاجتمع اليه جماعة من أهلها، فسألوه أن يحتفر لهم نهرا يسقى أرضهم من الفرات، على أن يجعلوا له الثلث من غلاتهم، بعد العشر الواجب بحق بيت المال، فحفر النهر المعروف بمسلمة ووفوا له بالشرط، ورم سور المدينة وأحكمه. ثم صارت بالس وقراها لورثته فلم تزل في أيديهم الى ان زالت دولة بني أمية، فأقطعها أبو العباس، سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس، فصارت لابنه محمد بن سليمان فأقر بها للرشيد ونزل [عنها له] «253» لسعاية أخيه جعفر اليه به، فأقطعها الرشيد المأمون فصارت لولده من بعده، ثم خرجت عن أيديهم فيما بعد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 امر جزيرة قبرص قال الواقدي، وغيره: غزا معاوية في البحر غزوة قبرص الاولى ولم يركب المسلمون بحر الروم قبلها، وقد كان معاوية استأذن عمر في غزو البحر فلم يأذن له، فلما ولي عثمان كتب اليه يستأذنه في غزو قبرص ويعلمه قربها وسهولة الامر فيها فكتب اليه، قد شهدت مارد عليك عمر حين استأذنته في غزو البحر، فلما دخلت سنة سبع عشرة كتب اليه يهون عليه ركوب البحر الى قبرص، فكتب اليه عثمان: فأن أردت ان أذن لك فليكن معك امرأتك والا فلا. فركب البحر من عكا ومعه مراكب كثيرة وحمل امرأته (فاختة بنت قرظة) «254» ، وحمل عبادة بن الصامت الانصاري معه أيضا امرأته أم حرام بنت ملحان الانصارية وذلك في سنة ثمان وعشرين، فلما صار المسلمون الى قبرص فأرقوا الى ساحلها بعث اليهم صاحبها يطلب الصلح واذعن أهلها فصالحهم معاوية على سبعة آلاف ومائتي دينارا يؤدونها في كل سنة وفارقهم الروم على مثل ذلك، واشترط المسلمون عليهم مع اداء الاتاوة، النصيحة وانذار المسلمين بسير الروم اليهم، وقد كانوا نقضوا الشرائط المشترطة عليهم حتى حوربوا مرات، أولهن في سنة ثلاث وثلاثون. وبعض الرواة يقول: في سنة خمس وثلاثين، ثم أحدثوا في ولاية عبد الملك بن صالح على الثغور الشامية حوادث أراد بها نقض صلحهم فاستفتى جماعة من الفقهاء، فأفتى أكثرهم بالابقاء عليهم. ثم آخر ما ظهروا من مخالفة ما شورطوا عليه في سنة احدى وثلثمائة فغزاهم المسلمون المتولي كان للبحر بالثغور الشامية وثغور ميانة وسبوا حتى عادوا الى النجوع بأمرهم الاول، فكف عنهم وجرى أمرهم بعد ذلك الى هذا الوقت على صلحهم القديم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 306 امر الثغور الشامية قالوا: كانت ثغور المسلمين المعروفة بالشامية أيام عمر وعثمان وما بعد ذلك، انطاكية وغيرها من المدن المدعوة بالعواصم، وكان المسلمون يغزون ما وراءها كغزوهم اليوم ما وراء طرسوس، وكان فيما بين الاسكندرونة وطرسوس حصون ومسالح للروم كالحصون والمسالح التي يمر بها المسلمون اليوم فيما وراء طرسوس، فربما أخلاها أهلها وهربوا الى بلاد الروم خوفا على نفوسهم وربما نقل اليها الروم من المقاتلة من يشحنونها بهم الى ان طال الخوف عليهم ودام استيحاشهم فانتقلوا الى بلد الروم فلما غزا معاوية غزوة عمورية في سنة خمس وعشرين وجد الحصون فيما بين انطاكية وطرسوس خالية فحبس بها جماعة من أهل الشام والجزيرة وأمرهم بالوقوف عندها حتى انصرف من غزاته، فلما انصرف وجد من كان خلفه قد بنوا مسجدا جامعا من ناحية كفربيا التي عند المصيصة فاتخذ هناك صهريجا وكان اسمه عليه مكتوبا، ثم جدد المسجد في خلافة المعتصم بالله وهو يدعى الان مسجد الحصن. ثم غزا معاوية سنة احدى وثلاثين من ناحية المصيصية حتى بلغ درولية فلما خرج جعل لا يمر بحصن فيما بينه وبين انطاكية الا هدمة. ولما كانت سنة أربع وثمانين، غزا على الصائفة عبد الله بن عبد الملك بن مروان، فدخل من درب انطاكية وأتى المصيصية فبنى حصنها على أساسه القديم، ووضع بها سكانا من الجند، فيهم ثلاثمائة رجل، انتخبهم من ذوي الباس والنجدة، ولم يكن المسلمون سكنوها قبل ذلك، وبنى فيها مسجدا فوق تل الحصن ثم سار «255» في جيشه حتى غزا حصن سنان، ففتحه ووجه يزيد بن حنين الطائي الانطاكي فأغار، ثم انصرف اليه، فتم بناء المصيصية وشحنها سنة خمس وثمانين، وكانت في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 الحصن كنيسة جعلت هريا وكانت الطوالع من انطاكية تطلع عليها في كل عام، فتشتوا بها، ثم تنصرف، وعدة من كان يطلع اليها ألف وخمسمائة رجل الى ألفين، قالوا: وشخص عمر بن العزيز حتى نزل هرى المصيصية، وأراد هدمها لانه خاف أن يحاصرها الروم ومن بها فاعلمه الناس انها انما عمرت لتدفع عن انطاكية، فانه ان أخربها لم يكن للعدو ناهية دون انطاكية. ثم بني هشام بن عبد الملك ربض المصيصية. وبنى مروان بن محمد الحصون «256» في شرقي جيحان وبنى عليها حائطا وأسكنها قوما من الفرس، والصقالبة، والانماط، والنصارى، وجعل حواليها خندقا وعليها بابا من خشب. ثم لما استخلف أبو العباس فرض بالمصيصية لاربعمائة رجل زيادة في شحنتها وأقطعهم. فلما استخلف المنصور فرض لاربع مائة رجل آخرين. ثم لما دخلت سنة تسع وثلاثون ومائة، أمر بعمران مدينة المصيصية وكان حائطها متشعثا من الزلازل، وأهلها قليلون في داخل المدينة، فبنى سورها وأسكنها أهلها سنة أربعين ومائة، وسماها المعمورة وبنى فيها مسجدا جامعا في موضع هيكل كان فيها، ونقل أهل الحصون الى المدينة، وأعطاهم خططا بها ومنازل عوضا من منازلهم. ولما استخلف المهدي فرض بالمصيصة لالفي رجل، ولم يقطعهم لانها قد كانت شحنت بالجند والمطوعة، ولم تزل الطوالع تأتيها من انطاكية في كل عام، حتى كثر من بها وقووا في خلافة المهدي. وبنى الرشيد كفربيا وحصنها بخندق، ثم رفع الى المأمون في غلة كانت على منازلها فأبطلها، وكانت منازلها كالخانات. وأمر بأن يبنى عليها سور، فما استتم حتى توفي فقام المعتصم [بالله] «257» بتمامه وتشريفه، وكان الذي بنى حصن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 308 المثقب هشام ابن عبد الملك، على يد حسان بن ماهويه الانطاكي. وبنى هشام أيضا حصن قطرغاس، على يد عبد العزيز بن حسان الانطاكي، وبنى أيضا حصن مورة، وكان سبب بنائه أياه ان الروم عرضوا لرسوله في درب اللّكام عند العقبة البيضاء، ورتب فيه «258» أربعين رجلا وجماعة من الجراجمة وأقام ببغراس مسلحة في خمسين رجلا، وابتنى لهم «259» حصنا. وبنى هشام أيضا حصن بوقا من عمل انطاكية، ثم جدد وأصلح بعد ذلك. وكان الطريق فيما بين انطاكية والمصيصية مسبعة يعترض الناس فيها الاسد، فلما كانت أيام الوليد بن عبد الملك، شكى اليه ذلك، فوجه أربعة آلاف جاموس وجاموسة، مما كان الحجاج بعث به من الجواميس مع الزط، الذين كان محمد بن القاسم الثقفي بعث بهم من السند، بعث ألفي جاموس جعلت في أجام كسكر، فانتفع الناس في الطريق بين انطاكية والمصيصية بها. وقال جماعة من أهل انطاكية: ان أذنة «260» بنيت سنة احدى وأربعين ومائة واثنتين وأربعين ومائة والجنود من أهل خراسان معسكرون عليها مع مسلمة بن يحيى البجلي، ومن أهل الشام مع مالك بن أدهم الباهلي وجهها صالح بن علي ولما كانت سنة خمس وستين ومائة، أغزى المهدي ابنه هارون الرشيد بلاد الروم فنزل على الخليج ثم خرج فبنى جسر أذنة على سيحان وقد كان المنصور أغزى صالح بلاد الروم فوجه هلال بن ضيغم في جماعة من أهل دمشق والاردن وغيرهم فبنى هلال القصر ولم يكن بناؤه محكما فهدمها الرشيد وبناه ثم لما كانت سنة أربع وتسعين ومائة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 بنى أبو سليم فرج الخادم أذنة فأحكم بناءها وحصنها وندب اليها رجالا من أهل خراسان وغيرهم على زيادة في العطاء، وذلك بأمر محمد بن الرشيد، ورم قصر سيحان، وكان الرشيد توفي سنة ثلاث وتسعين [ومائة] «261» وعامله على أعشار الثغور أبو سليم فاقره محمد وأبو سليم هذا هو صاحب الدار بانطاكية. وكان الحسن بن قحطبة الطائي لما غزا بلاد الروم في سنة اثنتين وستين ومائة في أهل خراسان، وأهل الموصل، والشام، وأمداد اليمن ومتطوعة العراق والحجاز، خرج راجعا من بلد الروم مما يلي طرسوس، وكان معه في غزاته تلك مندل العنزي المحدث الكوفي، ومعتمر ابن سليمان البصري، فنزل في مرجها «262» وركب الى مدينتها وهي خراب فنظر اليها وأطاف بها من جميع جهاتها وحزر عدة من يسكنها فوجدهم مائة ألف. فلما قدم على المهدي وصف له أمرها وذكر ما في بنائها وشحنتها من غيظ العدو وكبته، وعز الاسلام وأهله وأخبره في الحدث من الثغور الجزرية أيضا بخبر رغبة في بناء مدينتها، فأمر بناء طرسوس «263» ، وان يبدأ بمدينة الحدث فبنيت، وأوصى المهدي ببناء طرسوس. فلما كانت سنة احدى وسبعين ومائة بلغ الرشيد ان الروم قد ائتمروا «264» بالخروج الى طرسوس لتحصينها وترتيب المقاتلة فيها، فأغزى الصائفة في تلك السنة هرثمة بن اعين، وأمره بعمارة طرسوس وبنائها وتمصيرها ففعل وأجرى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 310 أمرها على يد [فرج] «265» أبي سليم الخادم فوكل أبو سليم ببنائها وتوجه الى مدينة السلام فأنهض الندبة الاولى من أهل خراسان وهم ثلاثة آلاف رجل فوردوا طرسوس ثم أشخص الندبة الثانية وهم ألفا رجل منهم من أهل المصيصية ألف رجل، ومن أهل انطاكية ألف رجل على زيادة لكل رجل في أصل عطائه عشرة دنانير، فعسكروا مع الندبة الاولى بالميدان على الباب المعروف بالجهاد في أول يوم من المحرم سنة اثنتين وسبعين ومائة الى ان استتم بناء طرسوس وتحصينها وبناء مسجدها ومسح فرج ما بين النهر الى النهر فبلغ ذلك أربعة آلاف خطة كل خطة عشرون ذراعا في مثلها واقطع أهل طرسوس الخطط وسكنتها، الندبتان في شهر ربيع الاخر سنة اثنتين وسبعين ومائة. ولما كانت سنة ثمانين ومائة أمر الرشيد بابتناء مدينة عين زربة وتحصينها وندب اليها ندبة من أهل خراسان وغيرهم وأقطعهم بها المنازل ثم لما كانت سنة ثلاث وثمانين ومائة، أمر ببناء الهارونية. فبنيت وشحنت أيضا بالمقاتلة ومن نزح من المطوعة ونسبت اليه. قالوا: وكانت الكنيسة السوداء من حجارة سود بناها الروم على وجه الدهر ولها حصن قديم أخرب فيما أخرب، فأمر الرشيد بناء الكنيسة السوداء وتحصينها وندب اليها المقاتلة على زيادة في العطاء. قالوا: وكانت بالثغور ايغارات قد أبطلت وتحيفت أكثر ما يرتفع من أعشارها وأمر المتوكل على الله في سنة ثلاث وأربعين ومائتين بابطال تلك الايغارات فأبطلت. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 فتوح الجزيرة كل الجزيرة من فتوح عياض بن غنم بعد وفاة أبي عبيدة «266» ، لما توفي بطاعون عمواس الذي كان في سنة ثماني عشرة، وكان قبل موته استخلف عياضا فكتب اليه عمر بتولية الجزيرة، فسار اليها فأول ما بدا بالرها، فصالحه أهلها على ان لهم هيكلهم وما حوله وعلى ان لا يحدثوا كنيسة، وعلى معاونة المسلمين وارشادهم، واصلاح الجسور، فأن تركوا شيئا مما شورطوا عليه فلا ذمة لهم. ثم انتهت طليعة عياض الى الرقة، فأغاروا على حاضر كان حولها من العرب، وعلى قوم من الفلاحين، فأصابوا وهرب من نجا من أولئك فدخلوا مدينة الرقة، وأقبل عياض في عسكره حتى نزل من الرقة على الباب المسمى بالرها في تعبئته فرمى المسلمون ساعة حتى جرج بعضهم، فتأخر عياض [عنهم] «267» لئلا تبلغه حجارتهم وسهامهم وركب فطاف حول المدينة ورتب على أبوابها روابط ثم رجع الى عسكره وبث السرايا فكانوا يأتون بالاسرى «268» من القرى وبالاطعمة فلما مضت خمسة أيام أو ستة، أرسل «269» بطريق المدينة الى عياض يطلب الامان فصالحهم عياض على ان آمن جميع أهل الرقة على أموالهم ومدينتهم، وقال، عياض: «الارض لنا وقد وطئناها وأحرزناها» وأقرها في أيديهم على الخراج، ودفع «270» منها ما رفض الى المسلمين، ووضع الجزية على رقابهم، وألزم كل رجل منهم سوى الصبيان والنساء دينارا. وقد قيل: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 ان عمر ألزم كل امرئ منهم أربعة دنانير. ثم سار عياض الى حران فطلب الحرانية الصلح، ثم أتبعهم النصارى وكتب لهم كتابا فصالحهم على الجزية عن كل رجل دينار ومدي قمح، وان عليهم ارشاد الضال واصلاح الجسور ونصيحة المسلمين. ثم قدم صفوان بن المعطّل وحبيب بن مسلمة الفهري الى سميساط وسار في آثارهما فوجدهما قد غلبا على قرى وحصون منها فصالحه أهلها على مثل صلح الرها «271» . ثم أتى سروج وراس كيفا والارض البيضاء فغلب على أرضها وصالح أهل حصونها على مثل صلح الرها. ثم أتى قرايات الفرات ففتحها على مثل ذلك، وأتى عين الوردة، وهي ورأس العين فأمتنعت عليه فتركها وأتى تل موزن، وموزن امرأة قديمة نسب التل اليها. ففتحها على فتح ما تقدم وذلك في سنة تسع عشر، ووجه عياض الى قرقيسيا حبيب بن مسلمة الفهري ففتحها صلحا على مثل صلح الرقة، وفتح عياض آمد [بغير] قتال على مثل صلح الرها، وفتح ميافارقين على مثل ذلك، وفتح حصن كفر توثا ونصيبين، وطور عبدين وحصن ماردين، ودارا، على مثل صلح ما تقدم. وفتح باقردى، وبازبدي «272» على مثل ذلك، وأتاه بطريق الزوزان «273» فصالحه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 313 عن أرضه على أتاوة ثم سار الى ارزن «274» ففتحها صلحا على مثل ما تقدم ودخل الدرب، فبلغ بدليس وجازها الى خلاط وصالح بطريقها ثم انتهى الى العين الحامضة من أرمينية فلم يتجاوزها. ثم عاد فضمن صاحب بدليس خراج خلاط «275» وجماجمها وما على بطريقها ثم انصرف فبعث الى سيحان ففتحها على مثل الصلح فيما تقدم. وبعث الى بلد ففتحها وأسكنها قوما من العرب. ثم سار الى الرقة. ثم الى حمص، وقد كان عمر ولاه أياها فمات بها سنة عشرين. ثم ولى عمر بعده سعيد «276» بن عامر فلم يلبث الا بعد قتال شديد. ثم دخلت عنوة وصولحوا بعد ذلك على ان دفعت الارض اليهم، ووضعت] «277» الجزية على كل رجل منهم، أربعة دنانير، ولم تسب نساؤهم ولا أولادهم وجلا خلق منها، فاعتمل المسلمون أراضيهم وازدرعوها باقطاع. ثم سلك الخابور حتى فتح حصون الفرات حصنا حصنا، عانات، وتلبس، والناووسة، وآلوسة [وهيت] «278» . وقال الحجاج بن منيع: بحكمة عن أبيه عن جده عن ميمون بن مهران، أخذ الزيت والخل والطعام لمرفق المسلمين بالجزيرة مدة، ثم خفف عنهم، واقتصر بهم على ثمانية وأربعين، وأربعة وعشرين واثنى عشر درهما. وكان على كل انسان مع جزيته مدان من قمح وقسطان من زيت، وقسطان من خل. فأما قسمة الجزيرة على ما هي عليه الان من ديار ربيعة، وديار مضر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 314 فأنه لما ولى عمر بن الخطاب معاوية الشام والجزيرة أمره عمر أن ينزل العرب مواضع نائية عن المدن والقرى ويأذن لهم في اعتمال الارضين التي لاحق فيها لاحد فأنزل بني تميم الرابية المعروفة بهم من ديار مضر، وأنزل المازحين [والمديبر] «279» اخلاطا من قيس وأسد وغيرهم، وفعل ذلك في جميع نواحي ديار مضر ورتب ربيعة في الديار المنسوبة اليها. وأما نهر سعيد فكان موضعه غيضة ذات سباع فاقطعها سعيد بن عبد الملك بن مروان وهو الذي كان يقال له سعيد الخير لانه كان يظهر تنسكا فحفر النهر وعمر ما [هناك، وقال بعضهم: الذي أقطعها الوليد بن عبد الملك. وقال آخرون: الذي أقطعه ذلك عمر بن عبد العزيز، قالوا ولم يكن للرافقة أثر قديم «280» وانما] بناها المنصور سنة خمس وخمسين ومائة على بناء بغداد، ورتب فيها جندا من أهل خراسان وجرت على يد المهدي وهو ولي عهد. ثم ان الرشيد بنى قصره بها. وأما رصافة هشام فأن هشام بن عبد الملك أحدثها وكان ينزل قبلها الزيتونة، وحفر الهني، والمري، واستخرج الضياع المنسوبة اليهما وأحدث بها واسط الرقة، ثم صارت اقطاعا لام جعفر زبيدة بنت جعفر المنصور، فأبتنت فيها القطيعة التي تنسب اليها، وزادت في عمارتها، ولم تكن الرحبة المنسوبة الى مالك بن طوق مما له أثر قديم، وانما بناها طوق بن مالك بن عتاب التغلبي في خلافة المأمون، وكانت كفر توثا حصنا قديما فاتخذها ولد أبي ر؟؟؟ يمثة التغلبي «281» منزلا ومصروها وحصنوها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 315 والاعشار بديار ربيعة، وكور البرية فهي أعشار ما أسلمت عليه العرب، أو عمرته من الموات الذي لم يكن في يد أحد، أو رفضه النصارى فمات [وغلب] «282» عليه الدغل فأقطعه قوم، واستحيا بعضه آخرون فحصل أمر الجزيرة على ان مدائنها كلها صلحا وأرضوها عنوة الا الخلاف في رأس العين بالثغور28» الجزرية. لما استخلف عثمان بن عفان جمع لمعاوية الى الشام الجزيرة وولاية ثغورهما وأمره أن يغزو شمشاط وهي أرمينية الرابعة أو يغزيها فوجه معاوية اليها حبيب بن مسلمة الفهري، وصفوان بن المعطل «284» السلمي، ففتحها بعد أيام من نزولهما عليه على مثل صلح الرها، وأقام صفوان بها وتوفي فيها في آخر خلافة معاوية. ولم تزل شمشاط خراجية على مثل ما عليه بلد الجزيرة الى أن صيرها المتوكل على الله عشرية، أسوة غيرها من سائر الثغور. وغزا صفوان حصن كمخ بعد في سنة تسع وخمسين وهي السنة التي مات فيها ومعه عمير بن الحباب السلمي، فعلا عمير سور كمخ ولم يزل يجالد عليه حتى كشف الروم وصعد المسلمون ففتحه لعمير بن الحباب، وبذلك كان يفخر ويفخر له. ثم غلبت الروم على هذا الحصن بعد ذلك ولم يزل يفتحه وتغلب الروم عليه، الى ان كانت سنة تسع وأربعين ومائة، فان المنصور شخص عن بغداد حتى نزل حديثة الموصل، ثم أغزى منها الحسن بن قحطبة وبعده محمد بن الاشعث، وجعل عليهما العباس بن محمد وأمره أن يغزوا كمخ فمات محمد بن الاشعث بآمد، وسار العباس، والحسن، حتى صار الى ملطية «285» فحملا منها الميرة، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 ثم أناخا «286» على كمخ ونصب عليه المجانيق الى ان فتح. ثم ان الروم بعد ذلك استولوا عليه وأغلقوا بابه. فلما كانت سنة سبع وسبعين ومائة غزا محمد [بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عميرة الانصاري وهو عامل عبد الملك بن صالح على شمشاط ففتحه ودخله لاربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع] «287» الاخر من تلك السنة فلم يزل في أيدي المسلمين حتى كان الهيج في أيام محمد بن الرشيد فهرب أهله عنه وغلبت الروم عليه، ويقال: ان عبيد الله بن الاقطع سلمه الى الروم وتخلص ابنه منهم. ثم ان عبد الله ابن طاهر فتحه في خلافة المأمون فكان في أيدي المسلمين حتى احتال قوم من نصارى شميشاط، وقليقلا «288» ، وبقراط بن اشوط بطريق خلاط في دفعه الى الروم، والتقرب اليهم بذلك بسبب ضياعهم التي كانت في أعمالهم وهو على حاله في أيديهم الى هذا الوقت. وكان أول أمر ملطية ان عياض ابن غنم، وجه حبيب بن مسلمة الفهري من شميشاط اليها ففتحها ثم أغلقت، فلما ولى معاوية الشام والجزيرة وجه اليها حبيب بن مسلمة الفهري من شميشاط اليها ففتحها عنوة ورتب فيها رابطة من المسلمين مع عاملها، وقدمها معاوية وهو داخل الى بلد الروم فشحنها بجماعة من أهل الشام والجزيرة وغيرهما فكانت طريق الصوائف. ثم ان أهلها انتقلوا عنها في أيام عبد الله بن الزبير وخرجت الروم فشعثتها ثم تركها فنزلها قوم من الارمن، والنبط، والنصارى. فلما غزا عبد الله بن عبد الملك في سنة ثلاث وثمانين بنى المسلمون بطرندة وهي من ملطية على ثلاث مراحل واغلة في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 بلاد الروم [مساكن ونزلوها وملطية حينئذ خراب ليس فيها الا الارمن والنبط والنصارى الذين قدمنا خبرهم وكانت تأتيهم طالعة من جند الجزيرة في الصيف فيقيمون بها الى أن] «289» تسقط الثلوج فاذا كان ذلك قفلوا فلما ولى عمر بن عبد العزيز رحل أهل «290» طرندة اشفاقا عليهم من العدو، فاحتملوا وهم كارهون. ثم خرجت الروم عند تولى هشام ابن عبد الملك الى ملطية فغزا هشام سنة ثلاث وعشرين ومائة وعسكر على ملطية حتى بنيت ولما كانت سنة ثلاث وثلاثين ومائة أقبل قسطنطين طاغية الروم عامدا ملطية حتى حصر من فيها فوجهوا رسولا يستعرضون عامل الجزيرة وهو موسى بن كعب، وكان بحران، فلم يمكنه اصراخهم لشغل بني أمية كان بأمر المشورة، فلما وقف طاغية الروم على ذلك وضع عليها المجانيق حتى اذا جهدهم البلاء نزلوا على الجلاء وحملوا معهم ما خف عليهم حمله وألقوا كثيرا مما ثقل عليهم في الابار والمخابئ وخرجوا وقد قام لهم الروم صفين من باب المدينة الى منقطع اخرهم مخترطي سيوفهم وطرف «291» سيف كل واحد منهم مع طرف سيف الذي يقابله حتى كأن سيوفهم عقد قنطرة ثم شيعوهم حتى بلغوا مآمنهم فتوجه المسلمون نحو الجزيرة وتفرقوا فيها وهدم الروم ملطية فلم يبقوا منها الا هريها، فأنهم شعثوا منه شيئا يسيرا وهدموا حصن قلوذية فلما كانت سنة تسع وثلاثين [ومائة] «292» وجه المنصور عبد الوهاب بن ابراهيم الامام واليا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 على الجزيرة وثغورها، فنفذ في سنة أربعين ومائة ومعه الحسن بن قحطبة في جنوده أهل خراسان، وضرب البعوث على أهل الجزيرة والشام فتوافى معه سبعون ألفا فعسكر على ملطية وقد جمع الفعلة من كل بلد فأخذ في بنائها، وكان الحسن بن قحطبة ربما حمل الحجر حتى يناوله البناء، وجعل يقول من سبق الى شرفة فله كذا حتى فرغ من بناء ملطية ومسجدها في ستة أشهر، وبنى لها مسلحة «293» على النهر المعروف بقباقب، وهذا النهر يدفع في الفرات، فأسكن المنصور ملطية أربعة آلاف مقاتل من أهل الجزيرة، لانها من ثغورهم، على زيادة عشرة دنانير في عطاء كل رجل منهم، ومعونة مائة دينار، وبنى حصن قلوذية، وأقبل قسطنطين طاغية الروم في أكثر من مائة ألف رجل فنزل جيحان فلما بلغه كثرة المسلمين أحجم عن ملطية. ثم تعرضت الروم لها في أيام الرشيد فلم يقدروا عليها. أما مرعش، فأن أبا عبيدة كان وجه، وهو بمنبج خالد بن الوليد، اليها، ففتح حصنها على ان جلا أهلها عنه ثم أخربه، وبنى مدينة مرعش وأسكنها جندا فلما كان موت يزيد بن معاوية كثرت غارات الروم عليهم فانتقلوا، ثم ان العباس بن الوليد بن عبد الملك صار الى مرعش فعمرها وحصنها ونقل الناس اليها وبنى لهم مسجدا جامعا، وكان يقطع في كل عام أهل قنسرين بعثا اليها فلما كانت أيام مروان بن محمد وشغل بمحاربة أهل حمص خرجت الروم فحصرت أهل مرعش حتى صالحهم أهلها على الجلاء فجلوا الى الجزيرة وجند قنسرين بعيالاتهم وأخربها الروم فلما فرغ مروان من أهل حمص بعث جيشا لبناء مرعش فبنيت ومدنت فخرجت الروم في فتنته فأخربتها فبناها صالح بن علي في خلافة المنصور، وحصنها وندب الناس اليها على زيادة في العطاء، واستخلف المهدي فزاد في شحنتها وتقوية أهلها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 319 وأما الحدث فيقال: ان حصنها مما كان فتح أيام عمر فتحه حبيب ابن مسلمة من قبل عياض بن غنم، وكان معاوية يتعهده بعد ذلك وكان بنو أمية يسمون درب الحدث (درب «294» السلامة) تطيرا منه، لان المسلمين كانوا أصيبوا به. وقال آخرون: انما سمي الحدث لان المسلمين لقوا بدرب الحدث غلاما حدثا فقاتلهم في اصحابه فقيل درب الحدث. ولما كانت سنة اثنتين وستين ومائة وجه المهدي الحسن بن قحطبة غازيا خرج من درب الحدث فساح في بلد الروم وثقلت وطأته عليهم حتى صوروه في كنائسهم، فيقال: انه نظر الى موضع مدينتها وأخبر ان ملك الروم كان قد خرج من ذلك الدرب فلما انصرف كلم المهدي في بنائها «295» ، وبناء طرسوس، فأمر بتقديم بناء الحدث فأنشأها علي بن سليمان بن علي وهو على الجزيرة وقنسرين، وتوفي [المهدي سنة تسع وستين ومائة مع فراغهم من بنائها وسمت] «296» المهدية والمحمدية، وكان أول بنائها باللبن. وفرض محمد فيها لاربعة آلاف وأسكنهم أياها من أهل خراسان والشام والجزيرة، وهجم الشتاء بعد وفاة المهدي وتقلد موسى وكثرت الامطار والثلوج فشعثتها وثلمت سورها، ونزلت الروم بها فتفرق عنها من كان فيها من جندها وغيرهم، وبلغ الخبر موسى فقطع بعثا مع المسيب بن زهير «297» ، وبعثا مع روح بن حاتم، وبعثا مع حمزة بن مالك فمات موسى قبل أن ينفذوا. ثم ولى الرشيد فأمر ببنائها وتحصينها وشحنها واقطاع مقاتليها المساكن والقطائع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 320 وأما زبطرة فكانت على ما حكوا، حصنا قديما روميا، ففتح مع حصن الحدث «298» القديم، فتحه حبيب بن مسلمة الفهري، وكان قائما الى ان أخربته الروم في أيام الوليد بن يزيد فبنى بناء غير محكم. ثم أناخت الروم عليه في أيام فتنة مروان بن محمد فهدمته فبناه المنصور، ثم خرجوا اليه فشعثوه فبناه الرشيد على يد محمد بن ابراهيم وشحنه، فلما كانت خلافة المأمون طرقه الروم فشعثوه وأغاروا على سرح أهله فأستاقوه، فأمره المأمون بمرمته وتحصينه. ثم خرجت الروم الى زبطرة في خلافة المعتصم بالله فقتلوا الرجال، وسبوا النساء، وأخربوها فاحفظه ذلك فغزاهم حتى بلغ من بلادهم عمورية «299» ، ففتحها وقتل وسبى وأمر ببناء زبطرة فلم تعد، وبنيت في مواضع منها حصون ينسب اليها. وأما حصن منصور [فان الذي تولى بناءه منصور بن جعونة بن الحارث العامري، من قيس فنسب اليه وكان] «300» منصور هذا مقيما بتلك الناحية أيام مروان ابن محمد في خيل كثيفة من أهل الشام والجزيرة. ثم اتهم بغش الاسلام، فلما قدم المنصور الرقة من بيت المقدس سنة احدى وأربعين ومائة وجه اليه من أتاه به فضربت عنقه بالرقة ثم انصرف الى الهاشمية بالكوفة، وكان الرشيد بنى حصن منصور وشحنه في خلافة المهدي. وأما المرج المعروف بعبد الواحد على باب حصن منصور، فكان حمى للمسلمين قبل أن يبني الحدث وزبطرة فلما بنيتا استغنى بهما فعمر وضمه «301» الحسين الخادم الى الاحواز في خلافة الرشيد ثم توثب الناس عليه فغلبوا على مزارعه حتى قدم عبد الله بن طاهر الشام فرده الى الضياع، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 321 ويقال: ان عبد الواحد الذي نسب هذا المرج اليه، هو عبد الواحد بن الحارث بن الحكم بن أبي العاص ابن عمر [ابن] «302» عبد الملك وكان المرج له فجعله «303» حمى للمسلمين. فتوح أرمينية كانت شمشاط، وقليقلا «304» ، وخلاط، وأرجيش، وباجنيس تدعى أرمينية الرابعة وكانت كورة البسفرّجان، ودبيل، وسراج طير، وبغروند، تدعى أرمينية الثالثة، وكانت جرزان تدعى أرمينية الثانية «305» . وكانت السيسجان، وأران تدعى أرمينية الاولى، ويقال: ان شمشاط وحدها كانت تدعى أرمينية الرابعة، وكانت قليقلا، وخلاط، وأرجيش، وباجنيس، وسراج طير، وبغروند، ودبيل، والبسفرجان تدعى أرمينية الثالثة. والسيسجان وأران تدعى أرمينية الثانية، وتفليس، وهي جرزان تدعى أرمينية العليا. وكانت جرزان وأران في أيدي الخزر، وسائر أرمينية في أيدي الروم يتولاها صاحب أرميناقس وهو الذي تسميه العرب في هذا الوقت الارميناق، وكانت الخزر تخرج فتغير فربما بلغت الدينور فوجه قباذ بن فيروز الملك قائدا من عظماء قواده في اثنى عشر الفا فوطئ بلاد أران، وفتح ما بين النهر الذي يعرف بالرس الى شروان. ثم ان قباذا لحق به فبنى بأران مدينة البيلقان، ومدينة برذعة، وهي مدينة الثغر كله، ومدينة قبلة وهي الخزر، ثم بنى سد اللبن فيما بين أرض شروان وباب اللّان، وبنى على سد اللبن ثلثمائة وستين مدينة خربت بعد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 322 بناء الباب والابواب، ثم ملك بعد قباذ «306» ، ابنه انوشروان «307» ، فبنى مدينة الشابران. ومدينة مسقط، ثم بنى مدينة الباب والابواب، وسميت الابواب لانها بنيت على طرق في الجبل وأسكن ما بنى من هذه المواضع قوما سماهم السياسيجين «308» وبنى بأرض أران «309» أبواب شكن، والقمبيزان وبنى الدرذوقيّة وهي اثنا عشر بابا، كل باب منها قصر من حجارة، وبنى بأرض جرزان مدينة يقال: لها سغدبيل، وأنزلها قوما من السغد وعليها مسلحة، وبنى مما يلي الروم قصرا يقال له باب فيروزقباذ «310» ، وقصرا، يقال له باب لاذقة، وقصرا آخر يقال له، باب بارقة، وهو على بحر طرابزندة، وبنى باب اللّان، وباب سمسخي، وبنى قلعة الجردمان، وقلعة شمشلدي، وفتح انوشروان جميع ما كان في أيدي الروم من أرمينية، وعمر مدينة دبيل وحصنها، وبنى النشوى وهي قصبة كورة [البسفرجان] «311» وبنى حصن ويص وقلاعا بأرض السيسجان، منها قلعة الكلاب، وساهيونس، وأسكن هذه الحصون والقلاع ذوي الباس والنجدة من سياسيجية، ثم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 كتب أنو شروان الى ملك الخزر بعترة «312» ويحتال عليه لبناء الحائط وقد اقتصصنا ذلك في المنزلة التي قبل هذه، وذكره في هذا الموضع اعادة، وملك أنو شروان ملوكا «313» رتبهم وجعل لكل منهم شاهية ناحية، فمنهم خاقان الجبال وهو صاحب السرير ويدعى وهرازرا «314» نشاه، وملك اللكز، ويدعى جرشانشاه، وملك ليران ويدعى ليرانشاه، وملك شروان ويدعى شروانشاه، وملك صاحب بخ علي بخ، وصاحب زريكران عليها، وأقر ملوك جبل القبق على ممالكهم، وصالحهم على الاتاوة. ولم تزل أرمينية في أيدي الفرس حتى ظهر الاسلام. فرفض من السياسيجين «315» حصونهم ومدائنهم حتى خربت، وغلب الخزر والروم على ما كان في أيديهم بديا «316» . قالوا: وقد كانت أمور الروم تشتت في بعض الازمنة، وصاروا كملوك الطوائف من الفرس، فملك أرمنياقس وهو بلد الارميناق رجل منهم، ثم مات فملكته بعده امرأته تسمى (قالى) فبنت مدينة قاليقلا وسمتها قاليقالا، وتفسيره (احسان قالى) ، فأعربت ذلك العرب، وقالوا: قاليقلا. فأما على يد من جرى فتح أرمينية في الاسلام، فانه لما استخلف عثمان بن عفان كتب الى حبيب بن مسلمة الفهري وكان ذا أثر جميل في فتوح الشام وغزو الروم. وقد علم ذلك منه عمر ثم عثمان، فيأمره بغزو أرمينية. فنهض اليها في ستة آلاف، ويقال: في ثمانية آلاف من أهل الشام والجزيرة، فأتى قاليقلا فاناخ عليها وخرج اليه أهلها، فقاتلهم حتى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 الجأهم الى المدينة فطلبوا الامان على الجلاء والجزية «317» فجلا كثير منهم فلحقوا ببلاد الروم، وأقام حبيب فيمن معه بها أشهرا، ثم بلغه ان بطريق أرمنياقس قد جمع للمسلمين جمعا عظيما، وانضمت اليه أمداد أهل اللّان وافخار، وسمندر من الخزر، فكتب الى عثمان يسأله المدد، وكتب الى معاوية يسأله ان ينفذ اليه من أهل الشام والجزيرة، من يرغب في الجهاد أو الغنيمة، فبعث اليه معاوية ألفى رجل، أسكنهم قاليقلا وأقطعهم بها القطائع، وجعلهم مرابطة بها. ولما ورد على عثمان كتاب حبيب كتب الى سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص، وهو عامله على الكوفة، يأمره بامداده بجيش عليهم سلمان بن ربيعة الباهلي، وهو سلمان الخيل، وكان خيرا غزاء، فسار اليه سلمان في ستة آلاف رجل من أهل الكوفة، وأقبلت الروم ومن معها، فنزلوا على عبر الفرات، وقد أبطأ على حبيب المدد فبيتهم «318» بمن معه من المسلمين، فأجتاحوهم وقتلوا عظيمهم، وورد سلمان وقد فرغ المسلمون من عدوهم فطلب أهل الكوفة اليهم، أن يشركوهم في الغنيمة، فلم يفعلوا حتى تغالظ حبيب وسلمان في القول، وتوعد بعض الشاميين سلمان بالقتل، فقال الشاعر: وان تقتلوا سلمان نقتل حبيبكم ... وان ترحلوا نحو ابن عفان نرحل «319» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 325 وكتب الى عثمان، فكتب أن الغنيمة باردة لاهل الشام وكتب الى سلمان يأمره بغزو أران، قالوا: ولم تزل مدينة قاليقلا مذ فتحت ممتنعة بمن فيها من أهلها، حتى خرج الطاغية في سنة ثلاث وثلاثين ومائة، فحصر أهل ملطية وهدم حائطها، وأجلى من بها من المسلمين [الى الجزيرة] «320» ، ثم نزل مرج الحصى ووجه كوشان الارمني «321» ، حتى أناخ على قاليقلا فحصرها، وأهلها يومئذ قليل، فنقب أخوان من الارمن من أهل قاليقلا ردما كان في سورها وخرجا الى كوسان، فأدخلاه المدينة، فغلب عليها وقتل وسبى، وهدمها وساق ما حواه الى الطاغية، ففرق السبي على أصحابه. فلما كانت سنة تسع وثلاثين ومائة فادى المنصور بمن كان حيا من أسارى قاليقلا، وعمرها، ورد من فادى به اليها، وندب اليها جندا من أهل الجزيرة، وغيرهم، وقد كان طاغية الروم خرج «322» الى قاليقلا في خلافة المعتصم بالله، فهدم سورها «323» فانفق المعتصم عليها حتى حصنها. ثم سار حبيب بعد فتحه قاليقلا الى خلاط، فأتاه بطريقها بكتاب عياض بن غنم، الذي صالحه فيه على ماله وبلاده، وقاطعه على ما يؤديه من الاتاوة فانفذ حبيب ذلك له. وقاطع صاحب مكس، وهي من نواحي البسفرّجان «324» عن بلادة وكتب له كتاب صلح وأمان ووجه الى قرى أرجيش، وباجنيس، بمن غلب عليها، وجبى جزية رؤوس أهلها، ولم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 326 يعرض لبحيرة (الطريخ) ولم تزل هذه البحيرة مباحة حتى ولي محمد بن مروان بن الحكم الجزيرة وأرمينية، فحوى صيدها وكان يستغلها، ثم صارت لمروان بن محمد فقبضت عنه. قالوا: ثم سار حبيب حتى نزل مرج دبيل فسرب الخيول اليها، ثم زحف حتى نزل على بابها فتحصن أهلها، ورموه فوضع عليها المنجنيق الى أن طلبوا الامان والصلح، فأعطاهم أياه وسارت خيله حتى غلب على جميع قرى دبيل، ووجه الى سراج طير، وبغروند فأتاه بطريقهما فصالحه على أتاوة يؤديها، وعلى مناصحة المسلمين وقراهم، ومعاونتهم على أعدائهم. ثم أتى حبيب النشوى ففتحها على مثل صلح دبيل، وقدم عليه بطريق البسفرجان فصالحه على جميع بلاده على خراج يؤديه في كل سنة. ثم أتى السيسجان فحاربه أهلها فهزهم وغلب على ويص وصالح أهل القلاع بالسيسجان على خراج يؤدونه، ثم سار الى جرزان فلقيه رسول بطريقها وأهلها، فأدى اليه عنهم رسالة يطلبون فيها الامان والصلح، فكتب لاهل تفليس أمانا وشرط عليهم انه على أهل كل بيت منهم دينار، وعلى الا يجمعوا بين أهل البيوتان تخفيفا للجزية وليس عليهم أن يفرق بينهم تكثيرا لها، وعلى أن يؤدوا الاتاوة عن أرضهم. وفتح حبيب خوارح «325» وكسفربيس، وكسال، وخنان، وسمسغي، والجردمان، وكستسجي «326» ، وشوشت، وبازليت صلحا على حقن دماء أهلها، واقرار مصلياتهم وحيطانهم وعلى أن يؤدوا أتاوة عن أراضيهم ورؤوسهم، وصالح أهل قلرجيت وأهل ثرياليت وخاخيط، وخوخط، وارطهال، وباب اللان، وصالح الصنارية والدودانية «327» على أتاوة، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 327 وسار سلمان بن ربيعة الباهلي حين أمره عثمان بالمسير الى أران ففتح مدينة البيلقان صلحا على ان آمنهم على دمائهم وأموالهم وحيطان مدينتهم واشترط عليهم اداء الخراج والجزية. ثم أتى سلمان برذعة فعسكر على نهر يقال له (الثرثور) «328» مسافة ما بينه وبينها أقل من فرسخ وأغلق أهلها أبوابها فعاناها أياما وشن الغارات في قراها وكانت زروعها مستحصدة فصالحوه على مثل صلح البيلقان وفتحوا أبوابها فدخلها وأقام بها وسرت خيله ففتحت شفشين والمسقوان، وأوذ، والمصريات، والهرحليات، وتبار، وهي رساتيق وفتح غيرها من أران، ودعا أكراد البلاسجان الى الاسلام فقاتلوه فظفر بهم وأقر بعضهم بالجزية وأدى بعض الصدقة وهم قليل. ووجه الى شمكور وهي مدينة قديمة من فتحها ولم تزل مسكونة الى ان أخربها السياوردية الذين كانوا تجمعوا عند انصراف يزيد بن أسيد السلمى عن أرمينية فغلظ أمرهم وكثرت بوايقهم «329» ، ثم عمرها بغامولى المعتصم في سنة أربعين ومائتين وهو آنذاك والي أرمينية وأذربيجان، وأسكنها قوما من الخزر خرجوا راغبين في الاسلام، ونقل اليها التجار من برذعة وسماها (المتوكلية) نسبة الى المتوكل، ثم سار سلمان الى مجمع البرس، والكرخلف برزنج، وعبرا الكر ففتح قبله وصالح صاحب شكن والقمبيران على أتاوة، وصالحه أهل خيزان، وملك شروان وسائر ملوك الجبل، وأهل مسقط والشابران، ومدينة الباب، ثم أغلقت بعده ولقيه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 328 خاقان في جيشه «330» خلف نهر البلنجر، فقتل في أربعة آلاف من المسلمين (رحمهم الله) . وفيه وفي قتيبة بن مسلم يقول ابن جمانة الشاعر «331» الباهلي: وإن لنا قبرين قبرا بلنجر ... وقبرا بصين استان يالك من قبر «332» ولما ورد على عثمان نعي سلمان، كتب الى حبيب بأن يكون مقيما بالثغور الشامية والجزرية للغزو بها، وولى أرمينية حذيفة بن اليمان العبسي، فشخص الى برذعة ووجه عماله على ما بينهما وبين قاليقلا. ثم أمره عثمان بتخليف صلة بن زفر العبسي، على عمله والانصراف اليه. وولي عثمان المغيرة بن شعبة أرمينية وأذربيجان، ثم عزله وولي القاسم ابن ربيعة بن أمية بن أبي الصلت الثقفي. ثم ولى الاشعث بن قيس لامير المؤمنين علي بن أبي طالب (رحمة الله عليه) «333» أرمينية وأذربيجان ثم وليها عبد الله بن حاتم بن النعمان بن عمرو الباهلي لمعاوية فمات بها، فولاها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 معاوية أخاه عبد العزيز «334» فبنى مدينة دبيل وحصنها وكبر مسجدها، وبنى مدينة النشوى ورم مدينة برذعة، ويقال: انه جدد بناءها وأحكم حصن الفارقين حولها وجدد بناء مدينة البيلقان، وكانت هذه المدن متشعثة مستهدمة ويقال: ان الذي جدد بناء برذعة محمد بن مروان في أيام عبد الملك ابن مروان. ولما كانت فتنة ابن الزبير انقضت «335» أرمينية وخالف أحرارها واتباعهم، فلما ولي محمد بن مروان لاخيه عبد الملك ظفر بهم فقتل وسبى وغلب على البلاد، ثم وعد من بقى منهم أن يفرض لهم في الشرف «336» وجمعهم لذلك في كنائس من عمل خلاط فاغلقها عليهم ووكل بأبوابها ثم حرقهم فيها، وولى سليمان بن عبد الملك أرمينية عدي بن عدي ابن عميرة الكندي، وكان عدي بن عميرة ممن نزل الرقة مفارقا لعلي ابن أبي طالب (رحمه الله) ثم أقره عليها عمر بن عبد العزيز، وهو صاحب نهر عدى بالبيلقات. ثم يزيد بن عبد الملك، معلق بن صفار البهراني، ثم عزله وولي الحارث بن عمرو الطائي، وولى الجراح بن عبد الله الحكمي، فنزل برذعة فرفع اليه اختلاف المكاييل بها وموازينها فأقامها على العدل والوفاء واتخذ، مكيالا يدعى الجراحي فأهلها الى اليوم يتعاملون به. ثم عبر الكر وسار حتى قطع النهر المعروف بالسمور وغزا بلاد الخزر فقتل منهم مقتلة عظيمة، وقاتل أهل بلاد حمزين ثم صالحهم على أن ينقلهم الى رستاق خيزان، وجعل لهم منه قريتين وأوقع بأهل غوميك وسبى منهم، ثم قفل فنزل شكى، وشتى «337» جنده ببردغة، والبيلقان وجاشت الجزر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 330 وعبرت الرس فحاربهم في صحراء ورثان ثم انحازوا الى ناحية أردبيل فواقعهم على أربعة فراسخ منها مما يلي أرمينية فأقتتلوا ثلاثة أيام فأصيب ومن كان معه فسمى ذلك النهر نهر الجراح ونسب جسر كان عليه الى الجراح أيضا. ثم ان هشام بن عبد الملك ولى مسلمة أخاه أرمينية وانفذ على مقدمته سعيد بن عمرو بن أسود الجرشي ومعه أسحق بن مسلم العقيلي وأخوته، [و] «338» جعونه بن الحارث العامري، وذفافة، وخالد ابنا عمير بن الحباب السّلمي، والفرات بن سلمان الباهلي، والوليد بن القعقاع العبسي فواقع الخزر وقد حاصروا ورثان فكشفهم عنها فأتوا ميمذ من عمل أذربيجان، فلما تهيأ لقتالهم أتاه كتاب مسلمة يلومه على قتال الخزر قبل قدومه، ويعلمه انه قد ولى أمر عسكره عبد الملك بن مسلم العقيلي، فلما سلم العسكر أخذه رسول مسلمة فقيده وحمله الى برذعة، وانصرف الخزر فاتبعهم مسلمة وكتب بذلك الى هشام فكتب اليه:- أتتركهم بميمذ قد تراهم ... وتطلبهم بمنقطع التراب وأمره باخراج الجرشي من السجن، وصالح مسلمة أهل خيزان وأمره بحصنها فهدم واتخذ بها ضياعا تدعى في هذا الوقت حوز خيزان، وسالمه ملوك الجبل [وصار اليه شروانشاه، وليرانشاه، وطبرانشاه، وفيلانشاه وجرشانشاه] «339» وصار اليه صاحب مسقط وصمد لمدينة الباب، ففتحها وكان في قلعتها ألف أهل بيت من الخزر فحاصرهم ورماهم بالحجارة، ثم بحديد اتخذه على هيئة الحجارة فلم ينتفع بذلك، فعمد الى العين التي كان انوشروان أجرى منها الماء الى صهريجهم، فذبح الغنم والبقر وألقى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 الفروث والحلتيت فيها، فلم يلبث ماؤهم الا ليلة حتى دود وأنتن وفسد، فلما جن عليهم الليل هربوا وأخلوا القلعة وأسكن مسلمة مدينة الباب والابواب أربعة وعشرين ألفا من أهل الشام على العطاء، فأهل الباب الى اليوم لا يدعون عاملا «340» يدخل الا ومعه مال يفرقه فيهم. ثم ولى هشام بعد مسلمة، سعيدا الجرشي فأقام بالثغر سنتين، ثم ولاه مروان بن محمد فنزل كسال وهو بنى مدينتها من برذعة على أربعين فرسخا ومن تفليس على عشرين فرسخا. ثم دخل أرض الخزر مما يلي باب اللان وأدخلها أسيد بن زافر السلمي، أبا يزيد معه ملوك الجبال من ناحية الباب والابواب. فأغار مروان على صقالبة كانوا بأرض الخزر فسبى منهم عشرين ألف أهل بيت فأسكنهم خاخيط ثم انهم قتلوا أميرهم وهربوا فلحقهم وقتلهم. ولما بلغ عظيم الخزر كثرة من وطئ به مروان بلاده من الرجال وما هم عليه من النجدة والبأس نخب ذلك قلبه وملاءه رعبا، فلما دنا منه مروان أرسل اليه رسولا يدعوه الى الاسلام، أو الحرب، فقبل الاسلام، وسأل ان يوجه اليه بمن يأخذه عليه، فلما فعل مروان ما سأله من ذلك ليظهر الاسلام، وو أدع مروان على ان أقره على مملكته، وسار مروان نحوه بخلق كثير من الخزر، فأنزلهم ما بين السمور والشابران في سهل أرض اللكز. ثم ان مروان دخل أرض ملك السرير فأوقع بأهلها، وفتح قلاعا فيها ودان له ملك السرير واطاعه وصالحه على ألف راس وخمسمائة جارية سود الشعور والحواجب واشفار العيون في كل سنة، وعلى مائة ألف مدى تصب «341» في اهراء الباب والابواب، وأخذ منه بذلك الرهن. وصالح مروان توامان على مائة راس وخمسين غلاما، وخمسين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 جارية خماسيين سود الشعور والحواجب وأهداب الاشفار، وعشرين ألف مدى للاهراء في كل سنة، ثم دخل «342» أرض زريكران «343» فصالحه ملكها على خمسين راسا وعشرة آلاف مدي للاهراء في كل سنة. ثم أتى أرض حمزين فأبى حمزين «344» أن يصالحه، وافتتح حصنهم بعد ان حاصرهم فيه شهرا، وأحرق وأخرب ثم نجع بالصلح فكان صلحه على خمسمائة رأس يؤديها دفعة واحدة. ثم لا يكون عليه سبيل وعلى أن يحمل ثلاثين ألف مدى الى أهراء الباب في كل سنة. ثم أتى سندان فأفتتحها صلحا على مائة رأس يعطيه أياها صاحبها دفعة، ثم لا يكون عليه سبيل فيما يستقبل، وعلى أن يحمل في كل سنة الى أهراء الباب خمسة آلاف مدى. ووظف على طبر سرانشاه عشرة آلاف مدى في كل سنة تحمل الى أهراء الباب ولم يوظف على فيلانشاه شيئا وذلك لحسن «345» غنائه وجميل بلائه واحماده أمره ثم نزل مروان على قلعة اللكلز، وقد امتنع صاحبها من اداء شيء من الوظيفة، وخرج يريد صاحب الخزر فقتله راع بسهم رماه وهو لا يعرفه، فصالحه أهل اللكلز على عشرين ألف مدى تحمل الى الاهراء، وولى عليهم خشرما34» السلمي، وسار مروان الى قلعة صاحب شروان وهي تدعى خرش، وهي على البحر فاذعن بالطاعة والانحدار الى السهل وألزمهم عشرة آلاف مدي في كل سنة، وجعل على صاحب شروان أن يكون في المقدمة اذا بدأ المسلمون لحرب الخزر، ثم في الساقة اذا رجعوا، وعلى فيلانشاه أن يغزوا معهم فقط. وعلى طبر سرانشاه أن يكون في الساقة وفي المقدمة اذا انصرفوا، ثم سار مروان الى الدوادنية فأوقع بهم، ثم جاءه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 قتل الوليد بن يزيد، وخالف عليه ثابت بن نعيم الجذامي، وتقلد مسافر القصاب من أهل الباب من قبل الضحاك الخارجي أرمينية وأذربيجان، والتاثت «347» الامور الى أيام أبي العباس فلما كانت تلك الايام تولى أبو جعفر الجزيرة وأرمينية أنقذ قائدا من أهل خراسان فقتل مسافرا وظفر بمن معه من الخوارج. ثم لما استخلف المنصور ولى يزيد بن اسيد السلمي أرمينية ففتح باب اللان «348» ، ورتب فيه رابطة من أهل الديوان، ودوخ الصنارية حتى أدوا الخراج، وكتب اليه المنصور يأمره بمصاهرة ملك الخزر ففعل، وولدت له ابنته ابنا فمات وماتت في نفاسها، وبعث الى يزيد نفاطة أرض شروان وملاحتها فجباهما ووكل بهما وبنى يزيد مدينتي ارجيل الكبرى والصغرى، وأنزلهما أهل فلسطين. وكانت أرمينية انتفضت في ولاية الحسن بن قحطبة الطائي بعد عزل يزيد بن اسيد، وبكار بن مسلم العقيلي، وقاتلته الارمن «349» ورئيسهم موشائيل «350» الارمني فأمده المنصور بجيوش عليها عامر بن اسماعيل [الحارثي] فواقع الحسن، موشائيل. [فقتل وفضت الجموع واستقامت له الامور وهو الذي نسب اليه نهر الحسن بالبيلقان والباغ الذي يعرف بباغ الحسن، وببرذعة والضياع المعروفة بالحسينية. وولي بعد الحسن بن قحطبة عثمان بن عمارة بن خريم، ثم روح بن حاتم المهلبي، ثم خزيمة بن خازم، ثم يزيد بن مزيد الشيباني، ثم عبيد الله بن المهدي، ثم الفضل بن يحيى، ثم سعيد بن سالم، ثم محمد بن يزيد بن مزيد. وكان خزيمة أشدهم ولاية وهو الذي سن المساحة بدبيل والنشوى ولم يكن قبل ذلك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 ولم يزل بطارقة أرمينية مقيمين في بلادهم يحمي كل واحد منهم ناحيته. ووليهم خالد بن يزيد بن مزيد في خلافة المأمون فقبل هداياهم وخلطهم بنفسه فأفسدهم ذلك وجرأهم على من بعده من عمال المأمون. ثم ولى المعتصم بالله الحسن بن علي الباذغيسى المعروف بالمأموني الثغر، فأهمل بطارقته وأحراره ولان لهم حتى ازدادوا فسادا على السلطان وكلا على من يليهم من الرعية، وغلب اسحاق بن اسماعيل بن شعيب مولى بني أمية على جرزان، ووثب سهل بن سنباط البطريق على عامل حيدر ابن كاوس الافشين على أرمينية فقتل كاتبه وافلت بحشاشة نفسه، ثم ولى أرمينية عمال كانوا يقبلون من أهلها العفو ويرضون من خراجها بالميسور. ثم ولى المتوكل على الله يوسف بن محمد بن يوسف المروزي أرمينية لسنتين من خلافته، فلما صار بخلاط أخذ بطريقها بقراط بن اشوط، فحمله الى سر من رأى فأوحش البطارقة والاحرار والمتغلبة ذلك منه. ثم انه عمد عامل له يقال له العلاء بن أحمد الى دير بالسيسجان يعرف بدير الاقداح لم تزل نصارى أرمينية تعظمه وتهدي اليه فأخذ منه جميع ما كان فيه وعسف أهله فأكبرت البطارقة ذلك وأعظمته، وتكاتبت فيه وحض بعضهما على بعض على الخلاف والنقض ودسوا الى الخويثية وهم علوج يعرفون بالارطان في الوثوب بيوسف وحرضوهم عليه لما كان من حملة بقراط بطريقهم ووجه كل امرئ منهم ومن المتغلبة خيلا ورجالا ليؤيدوهم على ذلك فوثبوا به بطرون، وقد فرق أصحابه في القرى فقتلوه وأحتووا على ما كان في عسكره فولى أمير المؤمنين المتوكل على الله بغا الكبير أرمينية فلما صار الى بدليس أخذ موسى بن زرارة وكان ممن هوى قتل يوسف وأعان عليه غضبا لبقراط، وحارب الخويثية فقتل منهم مقتلة عظيمة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 وسبى سبيا كثيرا، ثم حاصر أشوط بن حمزة بن جاجق بطريق البسفرجال وهو بالبلق فاستنزله من قلعته وحمله الى سر من رأى وسار الى جرزان فظفر باسحاق بن اسماعيل فقتله صبرا، وفتح جرزان وحمل من بأران وظاهر أرمينية ممن بالسيسجان من أهل الخلاف والمعصية من النصارى وغيرهم حتى صلح ذلك الثغر صلاحا لم يكن على مثله ثم قدم سر من رأى فى سنة احدى وأربعين ومائتين. فتوح مصر والمغرب كان عمر بن العاص حاصر قيسارية بعد انصراف الناس من حرب اليرموك، ثم استخلف عليها ابنه حين ولي يزيد بن أبي سفيان ومضى الى مصر من تلقاء نفسه في ثلاثة آلاف وخمسمائة، فغضب عمر لذلك وكتب اليه يوبخه ويعنفه على افتياته عليه برأيه وأمره بالرجوع الى موضعه ان وافاه كتابه دون مصر. فورد عليه الكتاب وهو بالعريش، وقيل أيضا: ان عمر كتب الى عمرو بن العاص يأمره بالشخوص الى مصر فوافاه كتابه وهو محاصر قيسارية وكان الذي أتاه شريك بن عبدة فأعطاه ألف دينار، فأبى شريك قبولها، فسأله أن يستر ذلك ولا يخبر به عمر. قالوا: وكان مسير عمرو الى مصر في سنة تسع عشرة فنزل العريش ثم أتى الفرماء وبها قوم مستعدون للقتال فحاربهم فهزمهم وحوى عسكرهم ومضى قدما الى الفسطاط فنزل جنان الريحان] «351» وقد خندق أهل الفسطاط عليهم وكان اسم مدينة الفسطاط (اليونة) ، فسماها المسلمون الفسطاط لانهم قالوا هذا فسطاط القوم ومجمعهم، وقيل: ان عمرو بن العاص ضرب بها فسطاطا فسميت بذلك، وكان عمرو بن العاص قد دخل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 336 الى مصر في ثلاثة آلاف وخمسمائة فلم يلبث ان ورد عليه الزبير بن العوام في عشرة آلاف، ويقال: اثنتي عشر ألفا «352» متطوعا محتسبا، قالوا: فكان عمرو يقاتل من وجه والزبير في آخر، ثم ان الزبير أتى بسلم فصعد عليه حتى صار في أعلى الحصن وهو مجرد سيفه فكبر وكبر المسلمون معه وأتبعوه ففتح الحصن عنوة، واستباح المسلمون ما فيه وأقر عمرو أهله على أنهم ذمة، ووضع عليهم الجزية في رقابهم، والخراج في أرضهم، وكتب بذلك الى عمر فأجازه. واختط الزبير بمصر وابتني دارا معروفة به، والناس يختلفون في مصر انها صلح أو عنوة، وانما السبب في اختلافهم ان الزبير لما علا الحصن وأتبعه المسلمون فدخلوا، قال صاحب اليونة وهي الفسطاط: انه قد بلغنا فعلكم بالشام ووضعكم الجزية على النصارى واليهود واقراركم الارض في أيدي أهلها يعمرونها ويؤدون خراجها وان فعلتم بنا ذلك كان أرد عليكم من قتلنا وسبينا واجلائنا فاستشار الناس فأشاروا عليه «353» بأن يفعل، الا نفرا منهم رأوا أن يقسم الارض بينهم فوضع على كل حالم دينارين الا أن يكون فقيرا وألزم كل ذى أرض مع الدينارين ثلاثة أرادب حنطة، وقسطي زيت، وقسطي عسل، وقسطي خل رزقا للمسلمين تجمع في دار الرزق وتقسم فيهم، وأحصى المسلمين فألزم أهل مصر لكل واحد منهم جبة صوف، وبرنسا وعمامة وسراويل، وخفين في كل عام. أو مكان الجبة الصوف ثوبا قبطيا، وكتب عليهم بذلك كتابا وشرط لهم اذا وفوا به الا تباع نساؤهم وأبناؤهم ولا يسبوا وان تقر أموالهم وكنوزهم في أيديهم وكتب به الى عمر فأجازه، وصارت الارض أرض خراج الا انه لما وقع هذا الشرط والكتاب، قال بعض الناس: انها فتحت صلحا. ولما فرغ ملك اليونة من أمر نفسه ومن معه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 في مدينته صالح عن جميع أهل مصر على مثل صلح اليونة فرضوا به ووضع عمرو بن العاص على أرض مصر الخراج فجعل على كل جريب دينارا وثلاثة أرادب طعام وعلى رأس كل حالم دينارين وكتب به الى عمر فأنفذه وكتب عمر بن الخطاب الى عمرو بن العاص «354» في سنة احدى وعشرين يعلمه ما أهل المدينة فيه من الجهد، ويأمره أن يحمل ما يقبض من الطعام في الخراج الى المدينة في البحر فكان ذلك يحمل ويحمل معه الزيت، فاذا ورد الجار حمل منها الى المدينة فجعل في دار بها وقسم بين الناس بمكيال «355» ، فانقطع ذلك في الفتنة الاولى، ثم حمل في أيام معاوية ويزيد ثم انقطع في زمن عبد الملك بن مروان، ولم يزل بعد ذلك يحمل الى خلافة أبي جعفر أو قبيلها. وفي رواية اخرى ان أهل مصر صولحوا في خلافة عمر بعد الصلح الاول مكان «356» الحنطة والزيت والخل والعسل على دينارين زيادة في الجزية فألزم كل رجل منهم أربعة دنانير فرضوا به وآثروه. ولما فتح عمرو بن العاص الفسطاط وجه عبد الله بن حذافة السهمي الى عين شمس فغلب على أرضيها وصالح أهل قراها على مثل حكم الفسطاط ووجه خارجة بن حذافة العدوي الى الفيوم، والاشمونين، واخميم، والبشرودات «357» ، وقرى الصعيد ففعل مثل ذلك. ووجه عمير بن وهب الجمحي الى تنيس، ودمياط، وتونة، ودميرة وشطا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 ودقهلة، وبنا، وبوصير، ففعل ذلك، ووجه عقبة بن عامر الجهني، ويقال: وردان مولاه صاحب السوق بمصر الى سائر قرى أسفل الارض ففعل مثل ذلك واستجمع عمرو بن العاص ففتح مصر فصارت كلها خراجية. وجبى «358» عمرو خراج مصر وجزيتها ألفي ألف دينار، وجباها عبد الله بن سعد بن أبي سرح، أربعة آلاف ألف دينار، فقال عثمان: لعمرو ان اللقاح بمصر بعدك قد درت ألبانها فقال عمرو: انما ذلك لانكم أعجفتم أولاها. وذكر المدائني: ان عمر بن الخطاب كان يكتب أموال عماله اذا ولاهم ثم يقاسمهم ما يزيد على ذلك اذا رجعوا وربما أخذ جميعه منهم فكتب الى عمرو بن العاص «انه قد فشت لك فاشية من متاع ورقيق وآنية وحيوان لم تكن حين وليت مصر» فأجابه عمرو بن العاص بأن أرضه أرض متجر ومزدرع وانه أصاب فضلا عما يحتاج اليه لنفقته فكتب اليه: اني قد خبرت من عمال السوء ما كفي وكتابك كتاب من قد أقلقه لاخذ بالحق وقد سؤت بك ظنا وقد وجهت اليك محمد بن مسلمة ليقاسمك مالك فأطلعه طلعة وأخرج اليه مما يطالبك به واعفه من الغلظة عليك فأنه برح الخفاء، قال المدائني: فلما قاسم محمد بن مسلمة، عمرو بن العاص، قال: ان زمانا عاملنا فيه ابن حنتمة هذه المعاملة «359» لزمان سوء، فقال محمد: لولا زمان ابن حنتمة هذا الذي تكرهه الفيت معتقلا عنزا بفناء بيتك يسرك غزرها ويسوءك بكاؤها، قال: أنشدك الله ان لا تخبر عمر بذلك فأن المجالس بالامانة، فقال: لا أذكر شيئا مما جرى وعمر حي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 فتح الاسكندرية قالوا: لما فتح عمرو بن العاص مصر أقام «360» بها وكتب الى عمر يستأمره في الزحف الى الاسكندرية، فكتب اليه عمر يأمره بذلك؛ فسار اليها في سنة احدى وعشرين [واستخلف على مصر] «361» خارجة بن حذافة وكان من دون الاسكندرية من [الروم والقبط] «362» قد تجمعوا له ليصيروا اليه فلقيهم بالكريون «363» فهزمهم وقتل منهم مقتلة عظيمة، وكان فيهم من أهل، سخا، وبلهيت، والخيس، وسلطيس وغيرهم قوم رفدوهم وعاونوهم. ثم سار عمرو الى الاسكندرية، فوجد أهلها معدين لقتاله، الا ان القبط منهم يحبون الموادعة، فأرسل اليه المقوقس يسأله، الصلح والمهادنة الى مدة، فأبى عمرو ذلك. فأراد المقوقس أجابه عمرو الى ما سأله أياه من الصلح فأبى عليه أصحابه وأغلظوا له في القول، وأبو الا المحاربة فقاتلهم المسلمون قتالا شديدا وحصروهم ثلاثة أشهر. ثم ان عمروا فتحها بالسيف وغنم ما فيها، واستبقى أهلها وجعلهم ذمة كأهل اليونة. وكتب الى عمر بالفتح وبعث «364» اليه بالخمس. وقد روى بعضهم: ان المقوقس صالح عمروا على ثلاثة عشر ألف دينار على أن يخرج من الاسكندرية من أراد الخروج، ويقيم بها من أحب المقام. وعلى ان يفرض على كل حالم من القبط دينارين وكتب لهم بذلك كتابا، وكتب عمر «ان الله قد فتح الاسكندرية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 علينا بلا عهد» . وجعل بها رابطة، واستخلف «365» عليها وانصرف الى الفسطاط. فبعث طاغية الروم ثلثمائة مركب مشحونة بالمقاتلة وعليهم رجل من أصحابه يقال له، منوئيل، فدخل الاسكندرية، وقتل من بها من المسلمين الا من لطف للهرب، وذلك في سنة خمس وعشرين، وبلغ ذلك عمروا «366» فسار اليهم في خمسة عشر ألفا فتحصن من بها من الروم فنصب عمرو عليها المجانيق وألح بالحرب حتى أخرب جدارها «367» ، ودخلها بالسيف عنوة فقتل المقاتلة وسبى الذرية، وقتل منوئيل، وهدم المسلمون ما بقى من جدار الاسكندرية [لان] «368» عمرا كان قد نذر أنه ان فتحها فعل ذلك وسبى أهل القرى الذين نقضوا أو أعانوا في الحرب وهي بلهيت والخيس، وسلطس، فودع سبيها «369» الى المدينة فردهم عمرو وصيرهم وجماعة القبط أهل ذمة «370» ، فالاسكندرية في القول الاكثر انها عنوة وفي قول يزيد بن أبي حبيب انها صلح. وروى عن الواقدي، يرفعه الى عمر بن عبد العزيز انه قال: لم نفتح قرية من المغرب على صلح الا ثلاثا: الاسكندرية، وكفرطيس، وسلطيس، وانه كان يقول: من أسلم من أهل هذه المواضع خلي سبيله وسبيل ماله. قالوا: قامت الحبش من البيما بعد فتح مصر يقاتلون سبع سنين ما يقدرون عليهم لما يفجرونه من المياه في الغياض «371» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 341 فتح برقة وزويلة وسار عمرو بن العاص، بعد فتحه الاسكندرية في جنده يريد المغرب، حتى قدم برقة وهي مدينة أطرابلس، فصالح أهلها على الجزية وهي ثلاثة عشر ألف دينار يبيعون «372» فيها من أبنائهم من اختاروا بيعه. وكتب لهم بذلك كتابا، وكتب الى عمرو بن الخطاب يعلمه ان من بين برقة وزويلة سلم كلهم حسنة طاعتهم فأدى مسلمهم الصدقة، وأقر معاهدهم بالجزية، وانه قد وضع على أهل زويلة ومن بينه وبينها ما رأى انهم يطيقونه، وأمر عماله جميعا ان يأخذوا الصدقة من الاغنياء فيردوها في الفقراء، ويأخذوا الجزية من الذمة فتحمل اليه الى مصر، وان يؤخذ من أرض المسلمين العشر ونصف العشر ومن أهل الصلح صلحهم. وقال يزيد بن أبي حبيب: ان عمرو بن العاص كتب في شرطه على أهل لواتة من البربر من أهل برقة ان عليكم ان تبيعوا أبناءكم ونساءكم فيما عليكم من الجزية، قال الليث بن سعد: فلو كانوا عبيدا ما جاز ذلك منهم. وروي: ان عمر بن عبد العزيز، كتب في اللواتيات ان من كان عنده لواتية فليخطبها الى أبيها، أو فليرددها الى أهلها، ولواتة قرية من البربر كان لهم عهد. فتح طرابلس وسار عمر بن العاص حتى نزل طرابلس في سنة اثنتين وعشرين، فقوتل ثم [افتتحها عنوة وأصاب بها احمال بزيون مع تجارها، فباعه وقسم ثمنه في «373» المسلمين، وكتب الى عمر يعرفه بلوغهم الى طرابلس، وان بينهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 342 وبين أفريقية تسعة أيام، ويستأذنه في غزوها، وكان قد بلغ عمر بن الخطاب ان أهلها كانوا يؤدون الى ملك الروم شيئا فكانوا يغدرون به كثيرا. وكان ملك الاندلس صالحهم ثم غدر بهم فكتب اليه عمر في الجواب ينهاه عنها ويذكر له ما تناهى اليه من حال أهلها، وقال بعض الرواة: ان طرابلس فتحت بعهد من عمرو بن العاص] «374» . [فتح] «375» أفريقية قالوا: ولما ولى عبد الله بن سعد بن أبي سرح، مصر والمغرب، وكان عثمان بن عفان متوقفا عن غزوها، ثم انه عزم على ذلك بعد ان استشار فيه، فكتب «376» الى عبد الله [بن سعد] «377» في سنة سبع وعشرين، ويقال: في سنة ثمان وعشرين، ويقال: في سنة تسع وعشرين يأمره بغزوها وأمده بجيش كثيف فيهم معبد بن العباس بن عبد المطلب، ومروان بن الحكم، والحارث أخوه وعبد الله بن الزبير، والمسور37» بن مخرمة، وعبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، وعبد الله بن عمر «379» ، وعاصم بن عمر، وعبيد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وبسر بن [أبي «380» ارطاة] «381» ، وأبو ذؤيب «382» الهذلي الشاعر، وبأفريقية مات. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 فسار عبد الله بن سعد بن أبي سرح، حتى حل بعقوبة «383» وكان بها بطريق سلطانه من «384» طرابلس الى طنجة فقاتله أياما. ثم ان الله قتله وهرب جيشه فتمزقوا وكان المتولي لقتله عبد الله بن الزبير، وبث ابن أبي سرح السرايا ففرقها في البلاد، فأصابوا غنائم كثيرة. فلما رأى ذلك عظماء أفريقية طلبوا الى عبد الله [ابن سعد] «385» أن يأخذ منهم ثلثمائة قنطار من ذهب على أن يكف عنهم، ويخرج من بلادهم فقبل ذلك. وقال الواقدي: ان هذا الصلح بلغ ألفي ألف وخمسمائة ألف وعشرين ألفا. فدل على ان القنطار ثمانية آلاف وأربعمائة دينار «386» . فلما صالح عبد الله بن سعد أهل أفريقية رجع الى مصر، ولم ينزل على أفريقية أحدا، ولم يكن لها حينئذ قيروان «387» ولا مصر جامع. فلما قتل عثمان وقد كان محمد بن أبي حذيفة بن عتبة ابن ربيعة تغلب على مصر وانغلها على عثمان، وكان الوالي على مصر من قبل معاوية، عمرو بن العاص، ثم عزله معاوية. وولي معاوية بن حديج السكوني فبعث في سنة خمسين الى أفريقية عقبة بن نافع بن عبد قيس بن لقيط الفهري، فبناها واختط قيروانها، وكان موضوعها غيضة ذات شجر وطرفاء فيها السباع والحيات التي لا ترام، وبنى بها المسجد الجامع، ووجه ابن نافع، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 344 بسر بن أبي ارطاة الى قلعة على أيام من القيروان عنده «388» معدن الفضة، وبالقرب من مدينة تدعي مجانة فافتتحها وقتل وسبى فسميت تلك القلعة قلعة بسر، وهي تعرف بذلك الى اليوم. وقد كان علي بن أبي طالب، رضوان الله عليه «389» ، ولي قيس بن سعد بن عبادة الانصاري مصر، ثم عزله واستعمل محمد بن أبي بكر الصديق، ثم عزله وولي مالك الاشتر، فاغتيل بالقلزم، فأعاد اليها محمد بن أبي بكر، فقتله معاوية بن حديج وأحرقه في جوف حمار، ثم عزل معاوية بن أبي سفيان، معاوية بن حديج، وولى مصر والمغرب، مسلمة بن مخلد الانصاري، فولى المغرب، أبا المهاجر مولاه فلما ولي الامر يزيد بن معاوية رد عقبة بن نافع الى عمله من المغرب، فغزا السوس الادنى وهو خلف طنجة، وجول فيما هناك لا يعرض له أحد بقتال، فانصرف «390» ومات يزيد بن معاوية، وبويع لابنه معاوية بن يزيد وهو أبو ليلى، فنادى الصلاة جامعة، ثم تبرأ من الخلافة وجلس في بيته ومات بعد شهرين. فولى عبد الله بن الزبير مصر ابن جحدم، وهو عبد الرحمن ابن عقبة الفهري، فاخرج عن مصر. ويقال: قتل بها فولى مروان عقبة بن نافع ولما استقام الامر لعبد الملك بن مروان بعد فتنة ابن الزبير استعمل أخاه عبد العزيز بن مروان على مصر فولى أفريقية زهير بن قيس البلوي ففتح تونس ثم انصرف الى برقة وبلغه ان جماعة من الروم خرجوا من مراكب كانوا فيها فعاثوا فتوجه اليهم في جريدة خيل فاستشهد ومن كان معه فولى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 عبد العزيز بن مروان، حسان بن النعمان الغساني مكانه، فغزا ملكة البربر الكاهنة فهزمته فأتى قصورا في حيز برقة فنزلها فسميت قصور حسان الى اليوم، ثم ان حسان غزاها ثانية فقتلها وسبى سبيا من البربر وبعث «391» بهم الى عبد العزيز وهم السبي الذين ذكر نصيب الشاعر انه رآهم عند عبد العزيز بن مروان فلم ير وجوها أحسن من وجوههم. ثم وجه عبد العزيز بن مروان موسى بن نصير مولى بني أمية، وأصله من عين التمر، ويقال بل هو من بلى «392» من اراشة، ويقال، هو من لخم، واليا على أفريقية ففتح طنجة وبلغت خيله السوس الادنى وبينه وبين السوس الاقصى مسيرة نيف وعشرين يوما، ثم لما كانت خلافة عمر بن عبد العزيز ولى المغرب اسماعيل بن عبيد الله بن المهاجر مولى بني مخزوم فسار أحسن سيرة ودعا البربر الى الاسلام [و] «393» كتب عمر بن عبد العزيز اليهم في ذلك كتبا فأسلم منهم خلق وغلب الاسلام على نواحي المغرب مذ ذاك. وولي يزيد بن عبد الملك فولى يزيد بن مسلم مولى الحجاج «394» أفريقية [والمغرب فقدم أفريقية] «395» في سنة اثنتين ومائة وكان حرسه من البربر فوسم على يد كل منهم حرسي فأنكروا ذلك وكرهوا سيرته فقتلوه فولى يزيد بن عبد الملك مكانه بشر بن صفوان الكلبي فضرب عنق عبد الله بن موسى بن نصير صبرا لانه اتهمه بتأليب الناس على يزيد بن مسلم. ثم ولى هشام بن عبد الملك فأقر بشر بن صفوان أيضا، فتوفي بالقيروان سنة تسع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 ومائة، فولى هشام مكانه عبد الله «396» بن عبد الرحمن القيسي «397» . ثم استعمل بعده عبد الله بن الحبحاب مولى بنى سلول، فأغزى عبد الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري السوس، وأرض السودان فظفر ظفرا لم يظفر مثله أحد. ثم ولى بعد ابن الحبحاب، كلثوم بن عياض القشيري، فقدم أفريقية في سنة ثلاث وعشرين، فقتل فولي بعده حنظلة ابن صفوان الكلبي، أخا بشر بن صفوان فقاتل الخوارج، وتوفي هناك، وهو وال وقام الوليد بن يزيد بن عبد الملك فخالف عليه عبد الرحمن بن حبيب الفهري وكان محببا في ذلك الثغر لما كان من اثار جده عقبة بن نافع فيه فمكث متغلبا عليه، وقام يزيد بن الوليد فلم يبعث الى المغرب عاملا «398» ، وقام مروان فكاتبه عبد الرحمن بن حبيب. وأظهر له الطاعة وبعث اليه هدايا فأقره «399» مروان على الثغر ومات فولى بعده الياس بن حبيب ثم حبيب بن عبد الرحمن، ثم غلب البربر والاباضية من الخوارج، ودخل محمد بن الاشعث الخزاعي أفريقية واليا عليها في آخر خلافة أبي العباس، في خلق بعض الناس، يقول: في سبعين ألفا وبعضهم يقول في أربعين ألفا فوليها أربع سنين ورم مدينة القيروان ثم عزله المنصور وولي عمر بن حفص بن عثمان بن قبيصة بن أبي صفرة العتكي «400» وهو الذي يسمى هزار مرد وكان المنصور به معجبا فدخل أفريقية وغزا منها حتى بلغ بلد البربر، وابتنى هناك مدينة سماها العباسية، ثم ان أبا حازم السدراتي الاباضي من أهل سدراتة، وهو مولى لكندة قاتله فاستشهد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 347 وجماعة من أهل بيته وانتقض الثغر وهدت «401» تلك المدينة الى أساسها، وولي بعد هزار مرد، يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب فخرج في خمسين ألفا وشيعه المنصور الى بيت المقدس وانفق عليه مالا عظيما فسار يزيد حتى لقى السدراتي بطرابلس «402» فقتله ودخل أفريقية، فاستقامت. ثم ولى بعد يزيد بن حاتم روح بن حاتم، ثم الفضل بن روح فوثب الجند عليه فذبحوه وكان الاغلب بن سالم التميمي من أهل مرو الروذ فيمن قدم من المسودة «403» من خراسان فولاه موسى الهادي المغرب فجمع له حريش، وهو رجل كان من جند الثغر من أهل تونس- جمعا وسار اليه وهو بقيروان أفريقية فحصره. ثم ان الاغلب خرج اليه فقاتله فأصابه في المعركة سهم فسقط ميتا وأصحابه لا يعلمون ولم يعلم أصحاب حريش أيضا بذلك ثم ان حريشا انهزم وجيشه فأتبعهم أصحاب الاغلب ثلاثة أيام فقتلوا عامتهم وقتلوا حريشا بموضع يعرف بسوق الاحد، وكان ابراهيم بن الاغلب من وجوه جند مصر، فوثب اثنا عشر رجلا معه فأخذوا من بيت المال مقدار أرزاقهم لم يزدادوا على ذلك شيئا وهربوا فلحقوا بموضع يقال له الزاب وهو من القيروان على مسيرة أكثر من عشرة أيام، وعامل القيروان يومئذ من قبل الرشيد هرون بن هرثمة بن اعين وراسل ابراهيم من كان بتلك الناحية من الجند وغيرهم، وأقبل يهدي الى هرثمة ويلاطفه ويكتب اليه بأن الذي دعاه الى ما فعله الخلة، والضرورة، فولاه هرثمة ناحيته واستكفاه أمرها فلما صرف هرثمة وولي بعده ابن العكي ساء أثره في الثغر حتى انتقض عليه فاستشار الرشيد هرثمة في رجل يوليه، فأشار باستصلاح ابراهيم وتوليته فكتب اليه الرشيد بأنه قد صفح عن جرمه وقلده الثغر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 348 اصطناعا له، فأبتنى ابراهيم القصر الابيض الذي في قبلة القيروان على ميلين منها، وخط الناس «404» حوله فبنوا ومصر ما هناك، وبنى فيه مسجدا جامعا بالجص والاجر وجعل له عمد الرخام وسمى تلك المدينة، العباسية فهي اليوم آهلة عامرة وكان من أمر ابن الاغلب ما كان. [فتح] «405» طنجة قد تقدم أخبارنا بأن عبد العزيز بن مروان، لما وجه موسى بن نصير واليا على أفريقية في سنة تسع وثمانين في ولاية الوليد بن عبد الملك كان من أمره فيها ما تقدم الا انه لما فتح طنجة نزلها وهو أول من نزلها واختط بها المسلمون، وانتهت خيله الى السوس الادنى فوطئهم وسبى منهم وأدوا اليه الطاعة وقبض عامله منهم الصدقة ثم انه استخلف عليها طارق بن زياد مولاه وانصرف الى قيروان أفريقية. [فتح] «406» الاندلس وغزا طارق بن زياد الاندلس، وهو أول من غزاها وذلك في سنة اثنين وتسعين فلقيه اليان، وكان واليا على مجاز الاندلس، فأمنه طارق على ان حمله وأصحابه الى الاندلس في السفن فلما صاروا اليها حاربه أهلها وكان ملكها فيما يزعمون من الاسبان وأصلهم من أصبهان ففتحها طارق فكتب موسى الى طارق كتابا غليظا يلومه فيه وافتتانه بالرأي عليه وتغريره بالمسلمين وأمره الا يجاوز قرطبة وسار موسى اليها فتلقاه طارق واعتذر اليه فصفح عنه. وافتتح طارق مدينة طليطلة وهي مدينة مملكة الاندلس وهي مما يلي فرنجة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 349 ثم لما كانت خلافة عمر بن عبد العزيز ولي المغرب اسماعيل بن عبد الله ابن المهاجر «407» مولى بني مخزوم فسار أحسن سيرة ودعا البربر الى الاسلام فأسلم جلهم. ولما ولي يزيد بن عبد الملك، ولي يزيد بن أبي مسلم مولى الحجاج بن يوسف أفريقية والمغرب فكان من أمره وأمر من ولي بعده ما قد اقتصصناه الى ان بلغنا الى ابراهيم بن الاغلب [في أيام الرشيد، كان محمد ابن الاغلب بن ابراهيم بن الاغلب] «408» أحدث في سنة تسع وثلاثين ومائة مدينة بقرب تاهرت سماها العباسية أيضا فأخربها، أفلح بن عبد الوهاب الاباضي وكتب الى الاموي صاحب الاندلس يعلمه ذلك تقربا اليه فبعث اليه الاموي بمائة ألف درهم. وبالمغرب أرض تعرف بالارض الكبيرة، بينها وبين برقة مسيرة خمسة عشر يوما أو أقل قليلا وبها مدينة على شاطيء البحر تدعى بارة، وكان أهلها نصارى وليسوا بروم، غزاها جبلة مولى الاغلب فلم يقدر عليها، ثم غزاها خلفون البربري، ويقال: انه مولى ربيعة ففتحها في أول خلافة المتوكل وقام بعده المفرج بن سلام ففتح أربعة وعشرين حصنا من حصونها فأستولى [عليها] «409» وكتب الى صاحب البربر بمصر يعلمه خبره وانه لا يرى لنفسه ولمن معه من المسلمين صلاة الا بأن يعقد له الامام على ناحيته أو يبنى مسجدا جامعا. ثم ان أصحابه شغبوا عليه فقتلوه، وقام بعده سوران فوجه رسوله الى المتوكل يسأله عقدا وكتاب ولاية فتوفي قبل أن ينصرف اليه رسوله. وقام المنتصر41» وتوفى، وقام أحمد بن محمد بن المعتصم بالله، وهو المستعين بالله فأمر عامله على المغرب وهو أوتامش أن يعقد له على ناحيته الجزء: 1 ¦ الصفحة: 350 فلم يشخص «411» رسوله عن سر من رأى حتى قتل أوتامش وولى الناحية وصيف مولى أمير المؤمنين. فتح جزيرة صقلية قد تقدم وصفنا لموقع هذه الجزيرة في المنزلة التي قبل هذه، فأما غزوها في الاسلام فأن أول من غزاها معاوية بن حديج الكندي أيام معاوية ابن أبي سفيان ولم تزل بعد ذلك تغزى «412» ، وقد فتح الاغلب بن سالم منها نيفا وعشرين مدينة وهي في أيدي المسلمين، وفتح أحمد بن محمد بن الاغلب منها في خلافة المتوكل على الله قصريانة وحصن غليانة. فتح رودس وارواد قالوا: بعث معاوية بن أبي سفيان الى هذه الجزيرة، جنادة بن أبي أمية الازدي ونزلها قوم من المسلمين معه في سنة اثنين وخمسين وكانوا في حصن اتخذ لهم وكانت هذه الجزيرة كالغيطة، فأقام المسلمون بها سبع سنين فلما كانت أيام يزيد بن معاوية، كتب الى جنادة يأمره بهدم الحصن والقفل عنها. وفتح جنادة بن أبي أمية في سنة أربع وخمسين جزيرة أرواد، وهي بالقرب من القسطنطينية ودخلها بمن معه من المسلمين وتركوها من غير أن يثبتوا فيها. فتح اقريطش «413» قالوا: غزا جنادة أقريطش في زمن معاوية فلما كان زمن الوليد فتح بعضها ثم أغلقت وغزاها حميد بن معيوف الهمداني في خلافة الرشيد ففتح بعضها. ثم غزاها في خلافة المأمون أبو حفص عمر بن عيسى الاندلسي المعروف بالاقريطشي فافتتح بها حصنا واحدا ونزله ولم يزل يوالي منه الغارات ويفتتح الشيء بعد الشيء حتى أجلى جميع الروم عنها وأخرب حصونها وسكنها المسلمون بعدهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 351 أمر النوبة والبجة لما فتح المسلمون مصر بعث عمرو بن العاص الى النواحي التي حولها الخيل ليطاءهم فكان ممن بعث لذلك، عقبة بن نافع الفهري، وكان نافع أخا العاص لامه في جماعة من المسلمين فدخلت خيولهم أرض النوبة كما تدخل الصوائف بلد الروم فلقى المسلمون بالنوبة قتالا شديدا، ورماة النبل لا يكادون أن يحيطوا فلم يزل المسلمون يغزوهم ويكالبونهم ويأبون صلحهم مدة ولاية عمرو بن العاص، فلما تولى عبد الله بن سعد بن أبي سرح، أجابهم الى الهدنة على ثلثمائة رأس كل سنة، وعلى أن يهدى اليهم طعاما بقدر ذلك. قال الواقدي: وبالنوبة ذهبت عين معاوية بن حديج الكندي. وقال: أبو عبيد القاسم بن سلام من أشياخه يرفعه الى يزيد بن حبيب ليس بيننا وبين الاساود عهد ولا ميثاق انما هي هدنة على ان يعطوا شيئا من قمح، ويعطونا رقيقا فلا بأس بشراء رقيقهم منهم أو من غيرهم. وحكى أبو عبيد عن عبد الله بن صالح عن الليث بن سعد انه، قال: انما الصلح بيننا وبين النوبة على الا نقاتلهم ولا يقاتلونا وأن يعطونا رقيقا ونعطيهم بقدر ذلك طعاما فان باعوا نساءهم وأبناءهم، لم أر بذلك بأسا أن يشترى، وكان المهدي أمر بالزام النوبة في كل سنة ثلثمائة رأسا وستين وزرافة على أن يعطوا قمحا وخلا وثيابا وفرشا أو قيمة ذلك. فقد أدعوا ان البقط لا يجب عليهم الا في كل ثلاث سنين مرة واحدة وليس لذلك «414» ثبت، الا انهم لم يؤدوه منذ سنين كثيرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 352 فأما البجة: فان المتوكل على الله كان أمر بتوجيه رجل يقال له، محمد بن عبد الله القمي واليا على المعدن بمصر، وولى أيضا القلزم، وطريق الحجاز وبذرقة، حاج مصر، فلما وافى المعدن حمل الميرة في المراكب الى بلاد البجة، ووافى ساحلا يعرف بعيذاب، فوافته المراكب هناك، فاستعان بتلك الميرة حتى وصل الى قلعة ملك البجة، وناهضه في عدة يسيرة وخرج اليه البجوي في الدهم على أبل محزمة، فعمد القمي الى الاجراس فقلدها الخيل، فلما سمعت الابل أصواتها تقطعت بالبجويين في الاودية، والجبال وقتل صاحب البجة، فقام بعده ابن أخيه، وطلب الهدنة، فأبى المتوكل ذلك الا أن يطأ بساطه، فقدم سر من رأى وصولح في سنة احدى واربعين ومائتين، على اداء الاتاوة، والبقط، ورد مع القمي «415» . فأهل البجة على العهد يؤدون ما فورقوا عليه، ولا يمنعون المسلمين العمل في معدن الذهب. وكان ذلك في الشرط عليهم. فتوح السواد كان المثنى بن حارثة بن سلمة بن ضمضم «416» الشيباني يغير على أكناف السواد في رجال من قومه، أيام الفرس فأتى أبا بكر الصديق فقال: يا خليفة رسول الله استعملن على من أسلم من قومي أقاتل هذه الاعاجم من فارس فكتب «417» أبو بكر بذلك عهدا، وسار حتى نزل خفان ودعا قومه الى الاسلام، فأسلموا. ثم ان أبا بكر وجه خالد بن الوليد الى العراق وكتب الى المثنى بن حارثة بالسمع والطاعة له. ثم كتب عمر بن الخطاب بعد ذلك اليه مثل ما كان أبو بكر كتب به، وقد كان مذعور بن عدي العجلي كتب الى أبي بكر في قومه بمثل ما كان المثنى كتب به في قومه، فكتب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 353 اليه عمر بأن ينضم الى خالد فيصير معه مقيما اذا قام وشاخصا اذا شخص. فلما نزل خالد النباج تلقاه المثنى بن حارثة بها وقدم خالد البصرة وبها سويد ابن قطبة الذهلي، ومعه جماعة من قومه وهو يريد ان يفعل بالبصرة كفعل المثنى بالحيرة لان الكوفة لم تكن مصّرت في ذلك الوقت. وكان أهل الابلة قد جمعوا لسويد عن أن يلقوه فذكر ذلك خالد «418» ، فأوقع خالد بهم فيمن اجتمع معه فهزموهم وقتلوا منهم بشرا وغرق طائفة في دجلة البصرة. ثم مر خالد بالخريبة ففتحها وسبى من كان بها وكانت مسلحة للعجم ويقال: انه أتى نهر المرأة فصالح أهله وانه أيضا قاتل جمعا بالمذار ثم سار يريد الحيرة وخلف سويد بن قطبة على ناحيته. وقال له: قد عركنا بناحيتك عركة أذلتهم لك. ومر خالد بزند ورد من كسكر. فافتحتها، وافتتح درني وذواتها بأمان بعد ان كانت من أهل زند ورد فراماة «419» للمسلمين ساعة، وأتى هرمز جرد، فأمن أهلها أيضا وفتحها وأتى خف آليس «420» فخرج اليه جابان عظيم العجم فقدم اليه المثنى بن حارثة الشيباني فلقيه بنهر الدم وصالح خالد أهل آليس على أن يكونوا عيونا للمسلمين على الفرس، وادلاء وأعوانا وأقبل خالد الى مجتمع الانهار فلقيه أزاذبه صاحب مسالح كسرى فيما بينه وبين العرب فقاتله المسلمون فهزموه ونزل خالد خفان ويقال: بل سار قاصدا الى الحيرة، فلقيه عبد المسيح بن عمرو بن قيس بن حيان بن بقيلة، واسم بقيلة الحارث، وكان كبير السن، فقال له خالد: من أين أقصي أثرك يا شيخ، فقال: ظهر أبي، فقال: فمن أين خرجت، قال: من بطن أمي. قال [ويحك في أي شيء أنت قال في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 354 ثيابي] «421» وقال: ويحك على أي شيء أنت، قال: على الارض، قال: أتعقل «422» ، قال: نعم وأفيد، قال: ويحك انما أكلمك بكلام «423» الناس، قال: وانما انما أجيبك جواب الناس، قال: أسلم أنت أم حرب، قال: بل سلم، قال: فما هذه الحصون، قال «424» : بنيناها للسفيه حتى يحضر الحليم، ثم تذاكرا الصلح فاصطلحا على مائة ألف درهم، يؤديها في كل سنة، فكان ما أخذ منهم، أول مال حمل الى المدينة من العراق. واشترط عليهم أن لا يبغوا المسلمين غائلة وأن يكونوا «425» عيونا على أهل فارس وذلك في سنة اثنتي عشرة. وقال يحيى بن أدم: كان أهل الحيرة ستة آلاف رجل فالزم كل رجل أربعة عشر درهما وزن خمسة فبلغ ذلك أربعة وثمانين ألفا يكون ذلك وزن ستين ألفا، وكتب لهم خالد بذلك كتابا قد قرائة. وكان خزيم بن أوس بن حارثة بن لام الطائي، قال للنبي صلى الله عليه [وسلم] «426» ان فتح الله عليك الحيرة فاعطني ابنة بقيلة، فلما أراد خالد، صلح بن بقيلة ذكر له خريم ما كان سأله النبي عليه السلام وسأله الا يدخل ابنة بقيلة في صلحه وشهد له بشير بن سعد، ومحمد بن مسلمة الانصاريان فاستثناها في الصلح ودفعها «427» الى خريم فاشتريت منه وقد صارت عجوزا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 حينئذ بألف درهم فقيل له ويحك أرخصتها، فقال: ما كنت أظن ان عددا يكون أكثر من عشر مائة، قالوا: وبعث خالد بن الوليد بشير بن سعد، أبا النعمان بن بشير الانصاري الى بانقيا فلقيته خيل الاعاجم عليها، فرخبنداذ، فرشقوا من معه بالسهام وحمل عليهم فهزمهم وقتل فرخبنداذ، ثم انصرف بشير وبه جراحه انتفضت وهو بعين التمر فمات منها. ثم أتى بصبهري بن صلوبا صاحب بانقيا، خالد بن الوليد فاعتذر من القتال وعرض الصلح فصالحه على ألف درهم، وطيلسان، وكتب له كتابا ووجه الى أبي بكر بالطيلسان، والالف الدرهم مع مال الحيرة. وسار خالد الى الانبار فتحصن أهلها ثم أتاه من دله على سوق بغداد وهي سوق كانت تعرف بالعتيقة تقام عند قرن الصراة فبعث خالد المثنى بن حارثة، فأغار عليها فملأ المسلمون أيديهم من الصفراء، والبيضاء، وما خف محمله من المتاع ثم باتوا بالسيلحين وأتوا الانبار، وخالد بها فحصروا أهلها وحرقوا في نواحيها، وانما سميت الانبار لان أهراء العجم كانت بها وكان أصحاب النعمان ابن المنذر يعطون أرزاقهم منها فلما رأى، أهل الانبار ما نزل بهم صالحوا خالدا على شيء رضى به، وقال يحيى بن أدم: ان الشعبي كان يقول لاهل الانبار عهد وعقد. وقال غيره: ليس لشيء من السواد عهد الا الحيرة، وأ ليس وبانقيا. وروى يحيى بن أدم: انه لا يصلح بيع أرض دون الجبل الا أرض «428» بني صلوبا، وأرض الحيرة. ثم أتى خالد عين التمر فألصق بحصنها وكانت فيه مسلحة للاعاجم فقاتله أهل الحصن وحصرهم خالد والمسلمون حتى فتحه عنوة وقتل وسبى ووجد في كنيسة هناك جماعة سباهم فكان من ذلك السبي حمران بن أبان بن خالد التمري، مولى عثمان بن عفان، وسيرين أبو محمد وأخوته، يحيى وانس ومعبد موالي انس بن مالك الانصاري، وأبو عمرة جد عبد الله بن عبد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 356 الاعلى الشاعر، ونفيس بن محمد بن زيد بن عبيد صاحب القصر عند الحرة، ونصير أبو موسى بن نصير صاحب المغرب، وهو مولى لبني أمية وأبو فروة «429» عبد الرحمن بن الاسود وكان ابنه «430» عبد الله بن أبي فروة من سراة «431» الموالى، والربيع، حاجب «432» المنصور هو الربيع بن يونس ابن محمد بن أبي فروة، ويقال: انه لقب أبا فروة لفروة كانت «433» عليه حين سبى. وبعض الرواة يرون ان خالد بن الوليد صالح [أهل] «434» عين التمر، وكتب لهم كتابا، وهذا كله في خلافة أبي بكر [رحمه الله] «435» . فلما استخلف عمر بن الخطاب وجه أبا عبيدة الثقفي أبا المختار بن أبي عبيد في استخلف عمر بن الخطاب وجه أبا عبيدة الثقفي أبا المختار بن أبي عبيد في ألف، وكتب الى المثنى بن حارثة يأمره بتلقية والسمع والطاعة له، وبعث مع أبي عبيد سليط بن قيس الانصاري فلم يمر أبو عبيد بحي العرب الا رغبهم في الجهاد والغنيمة فصحبه خلق كثير ولقى جموعا للعجم فهزمهم فبعثت الفرس بذي الحاجب واسمه مردانشاه وكان أنو شروان لقبه بهمن تبركا به فلقي المسلمين في الموضع المعروف بقس الناطف وكان يوم اللقاء هو يوم الجسر، فأبلى المسلمون بلاء حسنا حتى استشهد أبو عبيدة وسليط الجزء: 1 ¦ الصفحة: 357 وجماعة من خيار المسلمين [رحمهم الله] «436» . وكان هذا اليوم في شهر رمضان سنة ثلاث عشرة «437» فمكث عمر بن الخطاب لا يذكر العراق سنة، لمصاب أبي عبيد وسليط. ثم انه بعد ذلك ندب الناس لغزو العراق فجعلوا يتحامونه ويتثاقلون عنه الى ان صار اليه جرير بن عبد الله البجلي ففارقه على أن يعطى وقومه ربع ما غلبوا عليه وسار نحو العراق واجتمع المسلمون بدير هند في سنة أربع عشرة وقد هلك شيرويه وملكت بوران بنت ابرويز «438» الى ان يبلغ يزدجرد ابن شهريار فبعث الفرس اليهم مهران بن مهربنداذ الهمذاني في اثنى عشر ألفا فالتقوا وعلى المسلمين فيما تقول بجيلة جرير بن عبد الله وفيما تقول ربيعة، المثنى بن حارثة [وقيل انهم كانوا متساندين على كل قوم رئيسهم بالموضع المعروف بالنخيلة فأصيب من المسلمين نفر منهم مسعود بن حارثة أخو المثنى بن حارثة] «439» ثم حملوا على المشركين، فقتلوا مهران وتنازع في قتله جرير بن عبد الله، والمنذر بن حسان بن ضرار الضبي فأخذ المنذر منطقته، وأخذ جرير سائر «440» سلبه. وأتبعوا الفرس يقتلونهم حتى أتوا كوثى، ونهر الملك، وبادوريا، وتفرقوا في أكناف السواد يغيرون وقد نخبت قلوب الاعاجم، ووهن سلطانهم وضعف أمرهم ثم كتب المسلمون الى عمر يعلمونه كثرة من قد تجمع لهم من أهل فارس [ويسألونه المدد] «441» فأراد [أن] 44» يغزوا بنفسه وعسكر لذلك ثم استقر الرأي على أن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 358 يندب «443» سعد بن أبي وقاص، واسم أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب «444» ، لذلك فسار سعد وأقام بالثعلبية ثلاثة أشهر حتى تلاحق به الناس. ثم قدم العذيب سنة خمس عشرة وكان المثنى مريضا واشتد وجعه فحمل الى قومه فمات فيهم، وتزوج سعد امرأته. ووجهت الفرس رستم وزعموا أنه من أهل الري. وقال قوم: بل من أهل همذان فنزل برس ثم سار، فأقام بين الحيرة والسيلحين «445» أربعة أشهر لا يقدم على المسلمين، وقدم رستم ذا الحاجب فكان معسكرا بطيزناباذ والمسلمون معسكرون بين العذيب والقادسية وعدتهم ما بين تسعة آلاف الى عشرة آلاف والمشركون زهاء مائة ألف وعشرين ألفا ومعهم ثلاثون فيلا ثم ان علافة المسلمين لقيت خيلا للاعاجم فكان ذلك سبب الوقعة أغاثت الاعاجم خيلها ونصر المسلمون علافتهم فالتحمت الحرب بينهم، وذلك بعد الظهر فابلى عمرو بن معدي كرب [الزبيدي] . وكان أبو محجن الثقفي محبوسا في قصر العذيب لانه شرب الخمر فضربه سعد وحبسه فقال: كفى حزنا ان تدعس الخيل بالقنا ... واترك مشدودا عليّ وثاقيا اذا قمت عناني الحديد وأغلقت ... مصاريع من دوني تصم المناديا «446» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 [وسأل زبراء أم ولد سعد ان تطلقه ليقاتل ثم يعود الى حديده فأحلفته] «447» ، وأطلقته فركب فرس سعد وحمل على الاعاجم فخرق صفهم [وحطم الفيل] «448» الابيض بسيفه وسعد يراه فقال: أما الفرس ففرسي وأما الحملة فحملة أبي محجن ثم رجع أبو محجن الى حديده فلما انقضى أمر رستم قال له سعد: والله لا ضربتك في الخمر أبدا، قال وأنا والله لا أشربها أبدا وكان ممن أبلى أيضا في ذلك اليوم طليحة بن خويلد الاسدي وقيس بن المكشوح وسلمان بن ربيعة الباهلي، وقرط «449» بن جمّاح العدي، وضرار بن الازور الاسدي، وقتل الله رستم فوجد بدنه مملوءا من الضرب ولم يعلم على يدي من كان من الناس قتله وانهزم من أفلت من الفرس حتى لحقوا بيزدجرد بالمدائن، واتبعهم المسلمون فلقيهم النخيرخان، النهاوندي في جمع عظم من أهل المدائن فاقتتلوا وعانق زهير بن سليم الازدي النخيرخان فسقط الى الارض وأخذ زهير خنجرا كان في وسط النخيرخان فشق به بطنه فقتله. وسار سعد، والمسلمون فنزلوا ساباط واجتمعوا بمدينة بهرسير «450» فأقاموا حتى أكلوا الرطب مرتين، وكان أهل هذه المدينة يقاتلونهم فاذا تحاجزوا دخلوها. فلما فتحها المسلمون أجمع يزدجرد بن شهريار على الهرب. فدلى من قصره في زبيل فسماه النبط برزبيلا، ومضى الى حلوان، ومعه وجوه أساورته وبيت ماله وخف متاعه وخزانته والنساء، والذراري، وعبر المسلمون دجلة خوضا الى الجانب الشرقي، فاستولوا على القصر وما فيه بعد الذي حمل منه. ومكثوا بالمدائن أياما. ثم بلغهم ان يزدجرد قد جمع لهم جمعا ووجهه اليهم وان الجمع بجلولاء، فسرح سعد ابن أبي وقاص اليهم هاشم بن عتبة بن أبي وقاص في اثني عشر ألفا فوجدوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 الاعاجم قد خندقوا على أنفسهم خندقا تحصنوا به وجعلوا عيالاتهم وثقلهم بخانقين وتعاهدوا الا يفروا، وجعلت الامداد تقدم عليهم من حلوان والجبال، فقال المسلمون: ينبغي أن نعالجهم قبل أن يكثروا. فلقوهم وعلى الاعاجم يومئذ خرزاذ أخو رستم فاقتتلوا قتالا شديدا لم يقتتلوا مثله، رميا بالنبل حتى نفذ، وطعنا بالرمح حتى تقصفت وتجالدوا بسيوفهم «451» حتى تثنت. ثم ان المسلمين حملوا حملة واحدة قلعوا بها الاعاجم عن مواقفهم وهزموهم فولوا هاربين وركبهم المسلمون يقتلونهم قتلا ذريعا حتى حال الظلام بينهم ثم انصرفوا الى معسكرهم وجعل هاشم بن عتبة جرير بن عبد الله بجلولاء في خيل كثيفة ليكون بين «452» المسلمين وعدوهم. وارتحل يزدجرد «453» من حلوان، وأقبل المسلمون يغيرون في نواحي السواد حتى غلبوا على جميعه وصار بأسره في أيديهم، وانصرف سعد بعد جلولاء الى المدائن فصير بها جمعا، ثم مضى الى ناحية الحيرة وكانت وقعة جلولاء في آخر سنة ست عشرة قالوا: وأسلم جميل «454» بن بصبهري دهقان الفلاليج، والنهرين وبسطام بن نرسي، دهقان بابل وخطرنية، والرفيل «455» ، دهقال العال والعال بادوربا، والانبار، وقطربل ومسكن، وفيروز دهقان نهر الملك وكوثى وغير هؤلاء من الدهاقين، فلم يعرض لهم عمر بن الخطاب، ولم يخرج الارض من «456» أيديهم وازال الجزية عن رقابهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 361 وقال يحيى بن أدم: كتب عمر بن الخطاب الى سعد بن أبي وقاص حين فتح السواد «أما بعد فقد بلغني كتابك تذكر ان الناس سألوك، أن تقسم بينهم ما أفاء الله عليهم. فاذا أتاك كتابي هذا فانظر ما أجلب عليه أهل العسكر بخيلهم وركابهم من مال أو كراع. فأقسمه بينهم بعد الخمس، واترك الارضين والانهار لعمالها [ليكون ذلك في اعطيات المسلمين فانك ان قسمتها فيمن حضر لم يكن لمن يبقى بعدهم شيء» «457» وكان مجاهد يرى في أرض السواد لا تشترى ولا تباع لانها فتحت عنوة ولم تقسم وهي فيء لجميع المسلمين، وحكي عن سليمان بن يسار ان قال: أقر عمر بن الخطاب السواد لمن] «458» في أصلاب الرجال وأرحام النساء وجعلهم ذمة تؤخذ الجزية منهم والخراج من أرضهم، وهم طائفة لا رق عليهم. وقال يحيى «459» بن أدم: ان عمر بن الخطاب أراد قسمة السواد بين المسلمين فأمر أن يحصوا فوجد الرجل منهم نصيبه ثلاثة من الفلاحين فشاروا أصحاب النبي عليه السلام «460» في ذلك، فقال علي بن أبي طالب رحمة الله عليه «461» : دعهم يكونوا مادة للمسلمين، فبعث عثمان بن حنيف الانصاري فوضع عليهم ثمانية وأربعين درهما، وأربعة وعشرين درهما، واثني عشر درهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 قال يحيى بن أدم، قالوا: من أصحاب الاثنى عشر في كل شهر درهما، وأصحاب الاربعة والعشرين درهمين وأصحاب الثمانية والاربعين أربعة دراهم «462» . وحكي ان علي بن أبي طالب رحمة الله عليه «463» ، قال: لولا أن يضرب بعضكم وجوه بعض لقسمت هذا السواد بينكم. وقال يحيى بن أدم «464» : بعث عمر بن الخطاب، عثمان بن حنيف فمسح السواد، ووضع على رؤوس الرجال الاعالي ثمانية وأربعين، وأربعة وعشرين واثني عشر، ثم أتاه عثمان بعد ذلك فقال: انهم يطيقون أكثر من هذا، فاستحلفه فحلف فزاد عليهم درهمين ثم حطها بعد ذلك. وقال يحيى بن أدم «465» : يرفعه الى الشعبي انه سئل عن أهل السواد، الهم عهد"، قال: لم يكن لهم عهد فلما رضي منهم بالخراج صار لهم بذلك عهد. قالوا: وكانت بجيلة ربع الناس يوم القادسية، وكان عمر جعل لهم ربع السواد، فلما وفد عليه جرير، قال له: لولا أني قاسم مسئول لكنت على ما جعلته لكم، واني أرى الناس قد كثروا، فردوا ذلك عليهم. ففعل وفعلوا فأجازه بثمانين دينارا.. وقالت امرأة من بجيلة: يقال لها أم كرز «466» [لعمر] «467» [ان أبي هلك، وسهمه في السواد، رأيت رأي لن أسلم، فقال لها: يا أم كرزان] «468» ان قومك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 قد أجابوا، فقالت: ما أنا بمسلمة أو تحملني على ناقة ذلول، عليها قطيفة حمراء وتملأ يدي ذهبا، ففعل عمر ذلك «469» . وقال يحيى بن أدم: صالح عمر بجيلة من ربع السواد على ان فرض لهم في ألفين ألفين من العطاء. وقالوا: انه لما جمعت غنائم جلولاء طلب جرير ومن معه من بجيلة ربعه، يحق ما فارقهم عليه عمر فكتب «470» عمر الى سعد أن شاء جرير أن يكون انما قاتل [وقومه] «471» على جعل المؤلفة قلوبهم، فأعطهم جعلهم، وان كانوا انما قاتلوا لله واحتسبوا ما عنده فهم من المسلمين، لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، فقال جرير: صدق أمير المؤمنين وبر، لا حاجة لنا الى الربع. فتح كور دجلة قالوا: كان سويد بن قطبة الذهلي يغير في ناحية الخريبة من البصرة كما كان المثنى بن حارثة الشيباني يغير من «472» ناحية الحيرة فلما قدم خالد بن الوليد الخريبة مجتازا يريد الحيرة سنة اثنتى عشرة اعانه على حرب أهل الابلة وفتح الخريبة وقتل وسبى وخلف [بها] «473» رجلا47» من بني سعد ابن بكر بن هوازن يقال «475» له شريح بن عامر ثم سار حتى أتى نهر المرأة ففتح القصر صلحا صالحه عليه النوشجان بن جسنمساه والمرأة صاحبة القصر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 كامن دار «476» بنت نرسي عم النوشجان بن جسنمساه وانما سميت المرأة لان أبا موسى الاشعري كان نزل بها فزودته خبيصا فجعل يقول: اطعمونا من خبيص المرأة. ولما بلغ عمر بن الخطاب خبر سويد بن قطبة، وما يصنع في نواحي البصرة، رأى ان يوليها رجلا من قبله، فولاها عتبة بن غزوان أحد بني مازن بن منصور بن عكرمة حليف بني نوفل بن عبد مناف، وكان من المهاجرين الاولين، وقال له: ان الحيرة قد فتحت وقتل عظيم من العجم يسمى مهران ووطئت خيل المسلمين أرض بابل فصر الى ناحية الخريبة وأشغل من هناك من أهل الاهواز وفارس وميسان عن امداد أخوانهم على اخوانك فأتاها عتبة وانضم اليه سويد بن قطبة بمن معه من بكر بن وائل، وبني تميم، وكان بالقرب من موضع البصرة سبع دساكر اثنتان بالخريبة واثنتان بالزابوقة، وثلاثة في موضع دار الازد اليوم من البصرة، ففرق عتبة من معه في تلك الدساكر ونزل هو بالخريبة وكانت مسلحة للاعاجم فلما فتحها خالد خلت منهم وكتب الى عمر يعلمه نزوله وأصحابه وبحيث نزلوا، فكتب عمر اليه يأمره بأن ينزلهم موضعا قريبا من الماء والمرعى فأقبل الى موضع البصرة، وكانت ذات حصى وحجارة سود فقيل هذه أرض بصرة. فضربوا بها الخيام والقباب والفساطيط، وأمد عمر عتبة بهرثمة بن عرفجة البارقي، وكان بالبحرين، ثم انه بعث به الى الموصل فغزا عتبة الابلة ففتحها عنوة، وفتح الفرات عنوة، وأتي المذار فخرج اليه مرزبانها فقاتله فظفر به وضرب عنقه وغرق عامة من كان معه، وسار الى دستميسان وقد كان جمع أهلها فهزم الجمع وقتل دهقانهم وانصرف الى ابرقباذ «477» ففتحها الله عليه. ثم استأذن عتبة عمر بن الخطاب في الوفادة عليه والحج، فأذن له فاستخلف مجاشع بن مسعود السلمي، وكان غائبا عن البصرة فأمر المغيرة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 ابن شعبة ان يقوم مقامه الى قدومه، فغزا المغيرة ميسان ففتحها عنوة بعد قتال شديد وغلب على أرضها وكتب بالفتح الى عمر باسمه واستعفى عتبة من ولاية البصرة فلم يعفه عمر، وأشخصه اليها فمات في طريقه، فولى عمر البصرة المغيرة بن شعبة وقد كان الناس سألوا عتبة عن البصرة فأخبرهم بخصبها فسار اليها خلق كثير منهم. ثم ان أهل أبرقباذ غدروا ففتحها المغيرة عنوة فصار الذي فتحه عتبة ابن غزوان، الابلة، والفرات، وأبرقباذ، ودستميسان، وفتح المغيرة ميسان، وغدر أهل أبرقباذ ففتحها المغيرة عنوة. وقال المدائني: كان الناس يسمون ميسان ودستميسان والفرات وأبرقباذ ميسان. ثم كان من قصة المغيرة مع المرأة «478» ما كان. فقلد عمر أبا موسى الاشعري مكانه. وروي غير واحد من أصحاب الحديث بأسانيد مختلفة، انه لما فتح عمر السواد، قال له الناس: اقسمه بيننا فانا فتحناه عنوة بسيوفنا، فأبى وقال: فما لمن يأتي بعدكم من المسلمين، وأخشى ان قسمته بينكم ان يتفاسدوا من جهة التجاذب على المياه، فأقر أهل السواد في أرضهم وضرب على رؤوسهم الجزية، وعلى الارض الطسق «479» ولم يقسمه. وقال القاسم بن سلام «480» : ان عمر بن الخطاب، بعث عثمان بن حنيف الانصاري، فمسح السواد فوجده ستة «481» وثلاثين ألف ألف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 جريب «482» ، فوضع على كل جريب عامر أو غامر يبلغه الماء قفيزا «483» ، ودرهما. قال القاسم: وبلغني ان ذلك القفيز كان مكوكا «484» لهم يدعى الشابرقاني. وقال يحيى بن أدم «485» : وهو المختوم الحجاجي. وقال القاسم: بعث عمر بن الخطاب، عمار بن ياسر على الصلاة بأهل الكوفة وجيوشهم، وعبد الله ابن مسعود على قضائهم، وبيت مالهم، وعثمان بن [حنيف] «486» على مساحة الارض وفرض لهم في كل يوم شاة بينهم. فمسح عثمان بن حنيف الارض، فجعل على جريب الكرم عشرة دراهم وعلى جريب النخل خمسة «487» دراهم وعلى جريب القصب ستة دراهم، وعلى جريب البر أربعة دراهم، وعلى جريب الشعير درهمين، وكتب بذلك الى عمر فأجازه «488» . وقد اختلف الرواة في وضع الطسوق، فقال قوم حكوا: ان على جريب الحنطة درهمين وجريبين، وعلى جريب الشعير درهما وجريبا. وقال آخرون: على جريب الرطبة عشرة دراهم، وعلى جريب القطن خمسة دراهم، وفي رواية اخرى، على جريب الرطبة خمسة دراهم، وعلى جريب النخل ثمانية دراهم، وفي حكاية اخرى ان على الفارسي من النخل على كل نخلة درهما وعلى دقلتين درهما، وأرى ان سبب الاختلاف، انما هو المواضع فان منها ما يحتمل الكثير ومنها ما لا يحتمل على حسب قربها من الفرض، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 والاسواق وبعدها منها. وحكي مصعب بن زيد الانصاري عن أبيه قال: بعثني أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب على ما سقى الفرات، فذكر رساتيق وقرى منها نهر الملك، وكوثى وبهر سبر والرومقان ونهر جوبر ونهر درقيط، والبهقباذات، وأمرني أن أضع على كل جريب من [البر رقيق] «489» الزرع ثلثي درهم، وعلى الشعير نصف ذلك. وأمرني أن أضع على البساتين التي تجمع النخل والشجر على كل جريب عشرة دراهم، وعلى كل جريب الكرم اذا أتت عليه ثلاث سنين ودخل في الرابعة وأطعم عشرة دراهم وان ألغي كل نخل شاذ عن القرى يأكله من مرّ به. الا أضع على الخضروات مثل، المقاثي والحبوب [والسماسم] «490» والقطن شيئا. وأمرني أن أضع على الدهاقين الذين يركبون البراذين ويختمون بالذهب على الرجل ثمانية وأربعين درهما في السنة، وعلى اوساطهم من التجار على الرجل اربعة وعشرين درهما. وان اضع على الاكرة وسائر من بقى منهم على الرجل اثنى عشر درهما. وحكى يحيى بن أدم: ان السبب في حدوث المقاسمة بالسواد بعد الذي كان الامر عليه في الطسوق التي قدمنا ذكرها. ان الناس سألوها المنصور في آخر خلافته فقبض قبل أن يقاسموا. ثم أمر المهدي بها فقوسموا فيما دون عقبة حلوان. قال: وكان الذي مسح سقى الفرات في أيام عمر عثمان بن حنيف، والمتولى لمساحة سقى دجلة حذيفة بن اليمان. ومات بالمدائن والقناطر المعروفة بقناطر حذيفة اليه نسبت. وقالوا وكانت ذراعه وذراع ابن حنيف واحدة وهي ذراع اليد وقبضة وابهام ممدود «491» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 368 [فتح] «492» عيون الطف كانت عيون الطف مثل عين الصيد، والقطقطانة، والرهيمة، وعين جمل وذواتها للموكلين المسالح التي وراء خندق سابور «493» ، الذي حفره بينه وبين العرب. وذلك ان سابور أقطعهم أرضيها فاعتملوها من غير أن يلزمهم خراجا لها، فلما كان يوم ذي قار، وبه «494» نصر الله العرب بنبيه عليه السلام، غلبت العرب على طائفة من تلك العيون، وبقى في أيدي الاعاجم بعضها، ثم لما قدم المسلمون الحيرة هربت الاعاجم بعد ان طمت عامة ما كان في أيديها من تلك العيون، وبقى الذي في أيدي العرب فاسلموا عليه وصار ما عمروه من الارضين بمائه عشريا. ولما انقضى أمر القادسية، والمدائن دفع ما جلا عنه أهله من أرض تلك العيون الى المسلمين وأقطعوه فصار ذلك عشريا أيضا، وكان مجرى عيون الطف وأراضيها، مجرى أعراض المدينة، وقرى نجد، وكانت صدقتها الى عمال المدينة. فلما ولى أسحق بن «495» ابراهيم بن مصعب [السواد] «496» للمتوكل ضمها الى ما في يده فتولى عماله عشرها وصيرها سوادية فهي على ذلك الى اليوم. وقد استخرجت بعد ذلك عيون اسلامية، فجرى ما عمر بها من الارضين هذا المجرى أيضا. وكانت عين الرحبة مما طم قديما فرأها رجل من حجاج أهل كرمان وهي تبض فلما انصرف من حجه أتى عيسى بن موسى منتصحا، ودله عليها فاستقطعها موسى وأراضيها، واستخرجها له الكرماني واعتمل ما عليها من الارضين، وغرس النخل الذي في طريق العذيب، وعلى فرسخ من هيت عيون تدعى العرق تجرى هذا المجرى وأعشارها الى عامل هيت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 369 فتوح الجبل «497» لما فرغ المسلمون من أمر جلولاء الوقيعة، ضم هاشم بن عتبة الى جرير بن عبد الله البجلي خيلا كثيفة، ورتبه بجلولاء لتكون بين المسلمين وبين عدوهم ثم وجه اليه سعد بن أبي وقاص، زهاء ثلاثة آلاف من المسلمين وأمره ان ينهض بهم وبمن معه الى حلوان، فلما صار بالقرب منها هرب يزدجرد الى ناحية أصبهان ففتح جرير حلوان صلحا على أن كف عنهم وآمنهم على دمائهم وأموالهم، وجعل لمن اختار منهم الهرب، الا يعرض له. ثم خلف بحلوان جريرا «498» مع عزرة بن قيس بن غزّية البجلى، ومضى نحو الدينور فلم يفتحها، وفتح قرمايسين «499» على مثل ما فتح عليه حلوان، ورجع الى حلوان، فأقام بها واليا عليها الى ان قدم عمار بن ياسر الكوفة، فكتب اليه يعلمه ان عمر بن الخطاب أمره أن يمد به «500» أبا موسى الاشعري، فخلف جرير، عزرة بن قيس على حلوان وسار حتى أتى أبو أبا موسى الاشعري وذلك في سنة تسع عشرة. [فتح] «501» نهاوند لما هرب «502» يزدجرد من حلوان سنة تسع عشرة، تكاتبت الفرس من أهل الري وقومس، وأصبهان، وهمذان، والماهين، وتجمعوا اليه وذلك في سنة عشرين، فأمر على من اجتمع له منهم مردانشاه ذا الحاجب، وكانت عدتهم ستين ألفا، ويقال: مائة ألف، ومضى نحو أصبهان، وقد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 كان عمار بن ياسر كتب الى عمر يخبره «503» ، فهم عمر بغزوهم بنفسه، ثم خاف انتشار الامر فيما يخلفه، فكتب الى أهل الكوفة بأن يسير ثلثاهم اليهم، وبعث من أهل البصرة بعثا معهم. وقال: لاستعملن رجلا يكون لاول ما يلقاه من الاسنة، وولي النعمان بن عمرو بن مقرن المزني، وقال: ان أصيب فالامير حذيفة بن اليمان «504» ، فأن أصيب فجرير بن عبد الله «505» ، فأن أصيب فالمغيرة بن شعبة، فأن أصيب فالاشعث بن قيس. فالتقى المسلمون وعدوهم فكان النعمان أول قتيل، وسقط الفارسي عن بغلته فانشق 50» بطنه، وقالوا: ثم أخذ حذيفة الراية، ففتح الله عليهم، وسمى المسلمون ذلك الفتح فتح الفتوح. وكان فتح نهاوند في سنة تسع عشرة. وقال آخرون: في سنة عشرين، وقال آخرون: في سنة احدى وعشرين. ولما هزم جيش الاعاجم، وظفر المسلمون وحذيفة على الناس، أقام محاصرا نهاوند فكان أهلها يخرجون فيقاتلون. ثم ان سماك بن عبيد العبسي اتبع رجلا منهم ذات يوم ومعه ثمانية فوارس فجعل لا يبرز له رجل منهم الا قتله حتى لم يبق غير الرجل وحده، فاستسلم وألقى سلاحه فأخذه أسيرا، فتكلم بالفارسية فدعى له سماك برجل يفهم كلامه فاذا هو يقول: أذهب بي الى أميركم حتى أصالحه عن هذه الارض وأؤدي اليه الجزية وأعطيك على أسرك إياي، ومنك عليّ، وتركك قتلي ما شئت، فقال له: وما اسمك، فقال: دينار، فقال: انطلق به الى حذيفة، فصالحه على الخراج، والجزية، وآمن أهل مدينة نهاوند على أموالهم وحيطانهم ومنازلهم. فسميت نهاوند في ذلك الوقت ماه دينار، ثم سميت في زمن معاوية، ماه البصرة لان عطاء أهل البصرة كان منها، وعطاء أهل الكوفة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 من ماه الكوفة، كان فتح ماه [البصرة لاهل الكوفة فتح ماه البصرة ولكنه] «507» فرض لاهل البصرة ماه «508» أصبهان فأضيفت اليها ماه البصرة لانها اليها أقرب من الدينور وقرماس. [فتح] «509» الدينور وماسبذان ومهرجانقذق «510» كان أبو موسى الاشعري، قد صار الى نهاوند فيمن صار اليها من أهل البصرة، مددا للنعمان بن مقرن، فلما فرغوا من وقعة نهاوند، وأقام حذيفة محاصرا لها رجع أبو موسى فمر بالدينور، فأقام عليها خمسة أيام قوتل منها يوما واحدا. ثم ان أهلها نجعوا بالجزية، والخراج، وسألوا الامان على أنفسهم وأموالهم وأولادهم، فأجابهم الى ذلك، وخلف بها عامله في خيل ثم مضى الى ماسبذان، فلم يقاتله أهلها وصالحه أهل السيروان على مثل صلح الدينور، وعلى أن يؤدوا الخراج والجزية، وبث السرايا فيها فغلب على أرضها. وقوم يقولون: أن أبا موسى فتح ما سبذان قبل وقعة نهاوند وبعث أبو موسى، عبد الله بن قيس الاشعري، السائب بن الاقرع الثقفي وهو صهره على ابنته، أم محمد بن السائب الى الصيمرة مدينة مهرجانقذق، ففتحها صلحا على حقن الدماء وترك السباء والصفح عن الصفراء والبيضاء وعلى اداء الجزية، وخراج الارض، وفتح جميع ناحية (مهرجانقذق) على مثل ذلك. وأثبت الاخبار انه وجه السائب من الاهواز ففتحها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 [فتح] «511» همذان «512» وجه المغيرة بن شعبة، وهو عامل عمر بن الخطاب على الكوفة، بعد عزل عمار بن ياسر، جرير بن عبد الله البجلي الى همذان، فقاتله أهلها ودفع دونها، وأصيبت عينه بها. ثم انه فتح همذان على مثل صلح نهاوند، وكان ذلك في آخر سنة ثلاث وعشرين، وغلب على أرضيها فأخذها قسرا. وقال الواقدي: فتح جرير همذان «513» في سنة أربع وعشرين بعد ستة أشهر من وفاة عمر بن الخطاب. وقد روي بعضهم: ان المغيرة [بن شعبة] «514» سار الى همذان وعلى مقدمته جرير بن عبد الله [البجلى] «515» ، فافتتحها، وزعم الهيثم بن عدي ان الذي فتح همذان قرظة بن كعب الانصاري، وسلمة بن قيس [الاشجعي] «516» فتحهاها عنوة. [فتح] «517» قم وقاشان واصبهان «518» لما انصرف أبو موسى عبد الله بن قيس الاشعري، من نهاوند الى «519» الاهواز فاستقراها، ثم أتى قم فأقام عليها أياما وفتحها، ووجه الاحنف واسمه الضحّاك بن قيس التميمي الى قاشان، ففتحها عنوة. ثم لحق به. ووجه عمر بن الخطاب، عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي الى أصبهان سنة ثلاث وعشرين. ويقال: بل كتب عمر الى أبي موسى الاشعري، يأمره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 373 بتوجيهه في جيش الى أصبهان، فوجهه ففتحها عبد الله بن بديل جيّ، صلحا بعد قتال على أن يؤدي أهلها الخراج، والجزية، وعلى أن يؤمنوا على أنفسهم وأموالهم، خلا ما في أيديهم من السلاح ووجه عبد الله بن بديل، الاحنف ابن قيس، وكان في جيشه الى اليهودية فصالحه أهلها على مثل صلح جيّ، وغلب ابن بديل على أرض أصبهان ورساتيقها، وكان العامل عليها الى ان مضت من خلافة عثمان سنة ثم ولاها عثمان السائب بن الاقرع الثقفي وكان فتح أصبهان وأرضها في بعض سنة ثلاث وعشرين، وسنة أربع وعشرين. [فتح] «520» الري وقومس قالوا: كتب عمر بن الخطاب، الى عمار بن ياسر، وهو عامله على الكوفة، بعد شهرين من وقعة نهاوند، يأمره أن يبعث عروة بن زيد الخيل الطائي، الى الرّي ودستبى في ثمانية آلاف ففعل. وسار عروة الى ما هناك، فجمعت له الديلم وأمدهم أهل الريّ فقاتلوه فأظهره الله عليهم فاجتاحهم «521» وخلف حنظلة بن زيد، أخاه، وقدم عمار فسأله أن يوجهه الى عمر ليبشره بعد ان كان أتاه يخبره عمه، ما كان من أمر الجسر، فصار الى عمر فأخبره بالخبر فسماه البشير. ولما انصرف عروة «522» ، بعث حذيفة على جيشه سلمة بن عمرو الضبي، ويقال: البراء بن عازب، وقد كانت وقعة عروة كسرت الديلم وأهل الري، فأناخ على الحصن المعروف بالفرخان، فصالحه الفرخان بعد قتال على أن يكونوا ذمة يؤدون الجزية، والخراج، وأعطاه أهل الري وقومس خمسمائة ألف على الا يقتل منهم أحدا ولا يسبيه، ولا يهدم له بيتا لنار «523» ، وان يكونوا أسوة أهل نهاوند في خراجهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 وصالحه أيضا عن أهل دستبى الرازي، لان دستبى، قسمان، قسم رازي، وقسم قزويني. ووجه سليمان بن عمرو، والبراء بن عازب الى قومس، خيلا فلم يمتنعوا وفتحوا أبواب الدامغان. ولما ولى عمر بعد عمار بن ياسر، المغيرة بن شعبة الكوفة، ولي المغيرة، كثير «524» بن شهاب الحارثي، الري، ودستبى، فصار الى الري فوجد أهلها قد نقضوا، فقاتلهم حتى رجعوا الى الطاعة وأذعنوا بالخراج والجزية. وغزا الديلم فأوقع بهم، وغزا الببر والطيلسان وكان كثير جميلا، حازما، ومقعدا مع ذلك. وكان اذا ركب رويت سويقتاه كالمحراثين. ولم تزل الري بعد ان فتحت أيام حذيفة تنتفض وتفتح حتى كان آخر من فتحها قرظة بن كعب الانصاري في ولاية أبي موسى الاشعري الكوفة، لعثمان، وولى قرظة الكوفة، لعلي بن أبي طالب رضوان الله عليه «525» بعد، ومات [بها] «526» فصلى عليّ عليه. وبنى المهدي مدينة الري التي هي اليوم مدينتها في خلافة المنصور وجعل حولها خندقا، وبنى فيها مسجدا جامعا، جرى ذلك على يد عمار ابن أبي الخصيب. وكتب اسمه على حائطه وأرخ بناءها لسنة ثمانية وخمسين ومائة، وجعل لها فصيلا يطيف «527» به فارقين آجر، وسماها المحمدية، وحصن الفرخان في داخل المحمدية. وكان الهادي قد أمر بمرمته ونزله وهو يطل على المسجد الجامع ودار الامارة، وجعل بعد ذلك سجنا. وفي قلعة الفرخان يقول الغطمش الضبي:- الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 على الجوسق الملعون بالري لاينى ... على رأسه داعي المنية يلمع «528» وكانت وظيفة الري اثني عشر ألف ألف درهم لان المنصور ثقلها عليهم لخروجهم مع سفان الطالب بدم أبي مسلم حتى مر بها المأمون منصرفا من خراسان فأقتصر بهم على عشرة ألف ألف درهم. [فتح] «529» قزوين وزنجان وأبهر لما ولي المغيرة بن شعبة الكوفة، ولى جرير بن عبد الله، همذان وولى البراء بن عازب، قزوين. وأمره أن يسير اليها فأن فتحها الله على يده، غزا الديلم منها، وانما كان مغزاهم قبل ذلك من دستبى. فسار البراء ومعه حنظلة بن زيد الخيل الطائي، حتى أتى أبهر فأقام على حصنها فقاتلوه ثم طلبوا الامان على مثل ما آمن عليه حذيفة، أهل نهاوند «530» ، وصالحهم على ذلك. وغلب على أرض أبهر. ثم غزا أهل حصن قزوين، فلما بلغهم قصد المسلمين أياهم، وجهوا الى الديالمة يستنصرونهم، فوعدوهم أن يفعلوا، وحل البراء والمسلمون بعقوتهم، فخرجوا لقتالهم، والديلميون وقوف على جبل، هو الحد بينهم وبين قزوين، لا يمدون الى المسلمين يدا، فلما رأى أهل قزوين ذلك، طلبوا الصلح، فعرض عليهم ما أعطي أهل أبهر، فأنفوا من الجزية وأظهروا الاسلام. فيقال: أنهم نزلوا على مثل ما نزل عليه أساورة البصرة من الاسلام، على أن يكونوا مع من شاءوا، فنزلوا الكوفة، وحالفوا زهرة بن حويه «531» ، فسموا حمراء ديلم، وقيل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 انهم أسلموا، وأقاموا بمكانهم وصارت أرضوهم عشرية، فرتب البراء بن عازب معهم، خمس مائة رجل من المسلمين فيهم طليحة بن خويلد الاسدي، وأقطعهم من الارضين ما لا حق فيه لاحد. وغزا البراء الديلم حتى أدوا الاتاوة، وغزا جيلان، والببر، والطيلسان، وفتح زنجان عنوة. وكان الوليد بن عقبة بن أبي معيط عند تولية الكوفة، لعثمان بن عفان، غزا الديلم مما يلي قزوين، وغزا أذربيجان، وغزا جيلان، وموقان، والببر، والطيلسان. وولي سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص، بعد الوليد، فغزا الديلم، ومصر قزوين فكانت ثغر أهل الكوفة وبها فرسانهم. ولما شخص الرشيد يريد خراسان «532» مر بهمذان فاعترضه أهل قزوين، وأخبروه بمكانهم من بلاد العدو وغنائهم في مجاهدته، وسألوه النظر لهم وتخفيف ما يلزمهم من عشر غلاتهم في القصبة، فصير عليهم في كل سنة عشرة آلاف درهم مقاطعة. وكان القاسم بن الرشيد ولي، جرجان، وطبرستان، وقزوين فألجأ «533» اليه أهل زنجان ضياعهم تعززا به، ودفعا لمكروه الصعاليك، وظلم العمال عنهم، وكتبوا له عليها الاشربة. وصاروا مزارعين. فهي الى اليوم من الضياع بهذا السبب. وكان المتولي بفتح زنجان الربيع بن خيثم بعد البراء بن عازب، وكان القاقزان عشريا لان أهله أسلموا عليه. وأحيا المسلمون بعضه، فألجأوا، الى القاسم أيضا، على أن جعلوا له عشرا ثانيا بعد العشر الواجب، بحق بيت المال، فصار أيضا في الضياع. ولم تزل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 دستبى قسمين، بعضها من الري وبعضها من همذان الى أن سعى رجل من أهل قزوين من بني تميم يقال له، حنظلة بن خالد، ويكنى أبا مالك في أمرها حتى صيرت كلها الى قزوين. وكان أبو دلف القاسم بن عيسى، غزا الديلم في خلافة المأمون، وغزاها وهو وال في خلافة المعتصم بالله، أيام ولاية الافشين الجبال، ففتح حصونا منها اقليسم، صالح أهله على أتاوة، ومنها بومج فتحه عنوة، ثم صالح أهله على أتاوة [ومنها الابلام] «534» ومنها الانداق، وحصون اخرى وأغزى الافشين غير أبي دلف ففتح أيضا من الديلم حصونا. [فتح] «535» أذربيجان لما قدم المغيرة بن شعبة الكوفة واليا عليها، من قبل عمر بن الخطاب. كان معه كتاب الى حذيفة بن اليمان بولايته أذربيجان، فأنفذه اليه وهو بنهاوند أو بقربها، فسار حذيفة حتى أتى أردبيل، وهي مدينة أذربيجان وبها مرزبانها، واليه جباية خراجها، وكان هذا المرزبان قد جمع اليه المقاتلة من أهل باجروان، وميمنذ، والزير، وسراة، والشيز، والميانج «536» وغيرهم. فقاتلوا المسلمون قتالا شديدا أياما. ثم ان المرزبان صالح حذيفة عن جميع أهل أذربيجان على ثمنمائة ألف درهم، وزن ثمانية على أن لا يقتل منهم أحد ولا يسبيه «537» ، ولا يهدم بيت نار، ولا يعرض لاكراد البلاسجان 53» وسبلان وساترودان، ولا يمنع أهل الشيز خاصة من الزفن في أعيادهم واظهار ما كانوا يظهرونه. ثم انه غزا موقان، وجيلان، فأوقع بهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 وصالحهم على أتاوة. وقالوا «539» : ثم عزل [عمر] «540» حذيفة عن أذربيجان، وولاها عتبة بن فرقد السلمي، فأتاها من ناحية شهرزور على السلق الذي يعرف بمعاوية الاودي. فلما دخل أردبيل وجد أهلها على العهد، وانتفضت عليه نواح فغزاهم، فظفر وغنم وكان معه عمرو بن عتبة ابن فرقد الزاهد. وقد روى الواقدي، في اسناده: ان المغيرة بن شعبة غزا أذربيجان من الكوفة سنة اثنتين وعشرين حتى انتهى اليها ففتحها عنوة ووضع عليها الخراج. وروى ابن الكلبي، عن أبي مخنف: ان المغيرة غزا أذربيجان سنة عشرين ففتحها. ثم انهم كفروا فغزاها الاشعث بن قيس الكندي، ففتح حصن باجروان «541» ، وصالحهم على صلح المغيرة. ومضى صلح الاشعث الى اليوم. ولما كان زمن عثمان ولي الوليد بن عقبة الكوفة، خرج الوليد فقدم أذربيجان ومعه الاشعث بن قيس. ثم انصرف الوليد وخلفه واليا عليها. فانتفضت عليه فكتب الى الوليد يستمده، فأمده بجيش عظيم، من أهل الكوفة، فتتبع الاشعث موضعا موضعا، وخانا، خانا. والخان في كلام أهل أذربيجان الخير ففتحها على مثل صلح حذيفة وعتبة بن فرقد وأسكنها ناسا من الفرس «542» من أهل العطاء، والديوان، وأمرهم بدعاء الناس الى الاسلام. ثم ولى سعيد بن العاص فغزا أذربيجان، وأوقع بأهل موقان وجيلان وجمع له خلق من الارمن، وأهل أذربيجان فوجه اليهم جرير بن عبد الله البجلي فهزمهم وأخذ رئيسهم فصلبه على قلعة باجروان «543» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 ثم ولى علي بن أبي طالب رحمة الله عليه «544» ، الاشعث بن قيس، أذربيجان فلما قدمها وجد أكثر أهلها قد أسلموا وقرءوا القرآن، وأنزل أردبيل جماعة من أهل العطاء والديوان من العرب ومصرها، وبنى مسجدها ووسع بعد ذلك. ولما نزلت العرب أذربيجان، نزعت اليها عشائرها من المصريّن، والشام وغلب «545» كل قوم على ما أمكنهم، وابتاع بعضهم من العجم الارضين، وألجأت اليهم القرى للخفارة، وصار أهلها مزارعين لهم. وكانت ورثان قنطرة كقنطرتي، وحش وأرشق اللتين اتخذتا في أيام بابك «546» فبناها مروان بن محمد بن مروان بن الحكم وأحيا أرضها وحصنها، فصارت ضيعة له. ثم قبضت مع ما قبض من ضياع بني أمية فصارت لام جعفر زبيدة، فبنى وكلاؤها سورها «547» . وكانت برزند «548» ، قرية فعسكر بها الافشين، كيدر «549» بن كاوس عامل المعتصم على أذربيجان وأرمينية، والجبل أيام محاربته بابك وحصنها. وقالوا: وكانت المراغة «550» تدعى (اقراهروذ) فعسكر مروان ابن محمد والي أرمينية وأذربيجان منصرفه من غزوة، وموقان، وجيلان بالقرب منها وكان فيها سرقين «551» ، فكانت دوابه ودواب أصحابه تمرغ بها، وألجأها أهلها الى مروان فابتناها، وتالف وكلاؤه الناس اليها فكثروا بها للتعزز وجعلوا يقولون، بنوا قرية المراغة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 ثم قبضت مع ضياع بني أمية وصارت لبعض بنات الرشيد. ثم لما ولى خزيمة بن خازم أرمينية وأذربيجان بنى سورها، وحصنها ومصرها. وأما مرند فكانت قرية صغيرة فحصنها البعيث «552» ، ثم ابنه محمد بن البعيث وكان خالف في أيام المتوكل فحاربه بغا الصغير وظفر به وحمله الى سر من رأى، وهدم حائط مرند. [وأما] «553» أرمية فمدينة قديمة يزعم المجوس ان زرادشت صاحبهم كان منها، وكان صدقة بن علي بن دينار مولى الازد حارب أهلها حتى دخلها وغلب عليها وبنى وأخوته بنائها وحصنها فنزلها الناس. وأما تبريز فنزلها الرواد الازدي «554» ، ثم الوجناء بن الرواد وأخوته وبنوا بها وحصونها فنزلها الناس معهم. وأما سراة فيها من كندة جماعة. [فتح] «555» الموصل قالوا: ولى عمر بن الخطاب عتبة بن فرقد السلمي الموصل سنة عشرين فقاتله أهل نينوى، فأخذ حصنها وهو الشرقي عنوة، وعبر دجلة فصالحها أهل الحصن الغربي، على الجزية. ثم فتح المرج وقراه، وأرض بهذري «556» وبعذري، وحبتون، والحنابة، والمعلّة، ودامير، وجميع معاقل الاكراد. وأتي تل الشهارجة، والسلق الذي يعرف ببني الحرين صالح بن عباد الهمذاني، صاحب رابطة الموصل، ففتح ذلك كله وغلب المسلمون عليه. وقال بعض أهل الحيرة بأمر الموصل: ان أرمية من فتوح الموصل، وعتبة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 ابن فرقد فتحها وكان خراجها حينا الى الموصل «557» ، وكذلك الحور، وخوي «558» ، وسلماس، وقيل أيضا، ان عتبة فتحها حين ولي أذربيجان والله أعلم. وقالوا: ان أول من اختط بالموصل وأسكنها العرب هرثمة بن عرفجة البارقي، وكان بها الحصن، وبيع النصارى، ومنازل لهم قليلة عند تلك البيع، ومحلة اليهود، فمصرها هرثمة وأسكنها العرب واختط لهم. ثم بنى المسجد الجامع. وقال الواقدي: ولي عبد الملك بن مروان، ابنه سعيد بن عبد الملك، صاحب نهر سعيد الموصل، وولى محمدا أخاه الجزيرة وأرمينية، فبنى سعيد سور الموصل، الذي هدمه الرشيد حين مر بها، وقد كانوا خالفوا قبل ذلك، وفرشها سعيد بالحجارة. قالوا: ولما اختط هرثمة بالموصل للعرب، وأسكنهم أياها، أتى الحديثة، وكانت قرية قديمة فيها بيعتان، وأبيات النصارى «559» ، فمصرها وأسكنها قوما من العرب، فسميت الحديثة، لانها بعد الموصل. فبنى نحوه حصنا. وقالوا «560» : وفتح عتبة بن فرقد، الطيرهان، وتكريت وآمن أهل حصن تكريت على أنفسهم، وأموالهم، وخنازيرهم، وبيعهم، وسار في كورة باجرمق «561» ، ثم صار الى شهرزور. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 وزعم الهيثم بن عدي ان عياض بن غنم، لما فتح بلدا، أتى الموصل، ففتح أحد الحصنين، وبعث عتبة بن فرقد الى الحصن الاخر، فصالح «562» أهله وكان الصلح على ان فرض عليهم الجزية في جماجمهم، وأطعموا أرضهم وفرض على الرجل بقدر أرضه خمسة آلاف وأربعة آلاف، وأقل وأكثر، والله أعلم. [فتح] «563» شهرزور والصامغان قالوا: حاول عزرة بن قيس فتح شهرزور، وهو وال على حلوان في خلافة عمر، فلم يقدر عليها فغزاها عتبة بن فرقد ففتحها بعد قتال على مثل صلح حلوان، وكانت العقارب بها تصيب الرجل فيموت. وصالح عتبة أهل الصامغان، ودار أباذ على الجزية، والخراج وعلى ألا يقتلوا، ولا يسبوا ولا يمنعوا طريقا يسلكونه «564» . وكتب عتبة الى عمر بن الخطاب، اني قد بلغت «565» بفتوحي، أذربيجان، فولاه أياها، وولي هرثمة بن عرفجة الموصل. قالوا: ولم تزل شهرزور وأعمالها مضمومة الى الموصل حتى فرقت في أيام الرشيد فولى شهرزور والصامغان، ودار أباذ رجل مفرد. [فتح] «566» كور الاهواز قالوا: غزا المغيرة بن شعبة الاهواز في ولاية البصرة حين شخص عنها عتبة بن غزوان في آخر سنة خمس عشرة وأول سنة ست عشرة، فقاتله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 البيرواز «567» دهقان الاهواز «568» ثم صالحه على مال. ثم انه بعد ذلك نكث، فغزاها أبو موسى الاشعري، حين ولى البصرة بعد المغيرة، فافتتح سوق الاهواز عنوة، وفتح نهر تيري عنوة، وولي ذلك بنفسه في سنة سبع عشرة، ولم يزل يفتح نهرا نهرا، ورستاقا رستاقا، والاعاجم تهرب من بين يديه حتى غلب على جميع أرضها الا السوس، وتستر، ومناذر ورامهرمز «569» . وسار أبو موسى الى مناذر، فحاصر أهلها، فأشتد قتالهم فاستخلف الربيع بن زياد الحارثي على فتحها وسار الى السوس ففتح الربيع مناذر عنوة، فقتل المقاتلة، وسبى الذرية، وصارت مناذر الصغرى، والكبرى، في أيدي المسلمين، وحصر أبو موسى السوس حتى نفذ ما عندهم من طعام، فضرعوا57» الى الامان، وسأل مرزبانها ان يؤمن منهم ثمانين على أن يفتح باب المدينة ويسلمها، فسمي الثمانين، وأخرج نفسه من العدة فلم يعرض للثمانين وضرب عنقه، وقتل من سواهم من المقاتلة وأخذ الاموال وسبى الذرية. وهادن أبو موسى أهل رامهرمز، ثم أنقضت هدنتهم فوجه اليهم أبا مريم الحنفي فصالحهم على ثمانمائة ألف [درهم] «571» ثم انهم غدروا ففتحت عنوة، فتحها أبو موسى في آخر أيامه. وكان أبو موسى قد فتح سرق، على مثل صلح رامهرمز. ثم انهم غدروا، فوجه اليها حارثة بن بدر الغداني، في جيش كثيف فلم يفتحها، فلما قدم عبد الله ابن عامر فتحها عنوة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 قالوا: وسار أبو موسى الى تستر وبها شوكة العدو وحدهم، فكتب الى عمر يستمده، فكتب عمر الى عمار بن ياسر يأمره بالمسير اليه في أهل الكوفة، وتخليف مسعود، فقدم عمار، جرير بن عبد الله البجلي، وسار عمار بعده حتى أتى تستر فقاتلهم أهل تستر قتالا شديدا ثم انهم ألجأوا، الهرمزان «572» الى القلعة وفيها حراسة «573» فطلب الامان حينئذ، فأبى أبو موسى أن يعطيه ذلك، الا على حكم عمر، فنزل على ذلك، وقتل من كان في القلعة ممن لا أمان له، وحمل الهرمزان الى عمر، فاستحياه وفرض له، وكان من أمره ما كان «574» . وسار أبو موسى الى جنديسابور، وأهلها منخوبون وطلبوا الامان فصالحهم على ألا يقتل منهم أحدا ولا يسبيه ولا يعرض من أموالهم سوى «575» السلاح. ثم ان طائفة من أهلها تجمعوا بالكلبانية، فوجه أبو موسى اليهم الربيع بن زياد فقتلهم وفتح الكلبانية. وفتح الربيع الثيبان «576» عنوة. ثم نقضوا ففتحها منجوف بن ثور السدوسي. وكان مما فتحه عبد الله بن عامر، الزط، وسنبيل وكان أهلها كفروا، واجتمع اليهم طوائف من الاكراد وفتح أيذج بعد قتال شديد. واستوفي أبو موسى فتح كور الاحواز السبع عنوة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 وروي الواقدي: عن الزهري قال: افتتح عمر السواد والاهواز عنوة فسئل قسمة ذلك فقال: فما لمن جاء بعدنا [من المسلمين] «577» وأقر أهلها عن منزلة أهل الذمة. ولم يكن عسكر مكرم مصرا قديما، وانما نسبت الى مكرم بن الفزر، أحد بني جعونة بن الحارث بن نمير، وكان الحجاج وجهه لمحاربة، خرزاد بن باس حين عصى ولحق بايذج، فنزل مكرم موضع عسكر مكرم الان. وكان بقرية قديمة فوصل بها البناء ثم لم يزل يزداد فيها حتى كثرت فسمى ذلك أجمع عسكر مكرم. ونهربط، كانت فيه مراع للبط، فقالت العامة: نهربط كما قالوا: في دار البطيخ، دار بطيخ والمشكوك الاحوازي سمي بهذا الاسم لان الرشيد كان أقطع عبد الله «578» بن المهدي مزارعه أرض الاحواز، فأضيفت الى ذلك غيره فوقع قوم فيه الى المأمون، فأمر بالنظر في الامر فما لم تكن فيه شبهة أقر بحاله وما شك فيه جيز فسمي ما وقع «579» الشك في أمره المشكوك وصار ذلك ضيعة سرية أقطعتها أم المتوكل فوقفتها على مواليها. [فتح] «580» كور فارس وكرمان كان العلاء بن الحضرمي، عامل عمر على البحرين، وجه هرثمة بن عرفجة البارقي ففتح جزيرة في بحر [العرب] ، ثم كتب عمر الى العلاء أن يمد عتبة بن فرقد السلمي بهرثمة ففعل. ثم لما ولى عمر، عثمان بن أبي العاص الثقفي البحرين وعمان فدوخهما واتسقت له طاعة أهلها وجه أخاه الحكم ابن أبي العاص في جيش كثيف من عبد القيس، والازد، وتميم، وبني الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 ناجية، وغيرهم ففتح جزيرة أبر كاوان «581» ثم عبر الى توج، وهي من أرض اردشير خرة، ومعنى اردشير خرة (بهاء أردشير) «582» ، ففتحها وأنزلها المسلمين «583» ، من عبد القيس وغيرهم، وذلك في سنة تسع عشرة فعظم على شهرك مرزبان فارس وواليها ما كان من وطئ العرب أرض فارس واشتد عليه، وكانت نكايتهم وبأسهم وظهورهم على جميع من لاقوا قد بلغه، فجمع لهم جمعا عظيما وسار بنفسه حتى أتى ريشهر «584» من أرض سابور وهي بقرب «585» توج، فخرج اليه الحكم «586» ، وعلى مقدمته سوار ابن همام العبدي، فاقتتلوا قتالا شديدا وحمل سوار على شهرك فقتله، وحمل سوار على ابن شهرك، فقتله وهزم الله المشركين، وفتحت ريشهر عنوة، وكان يومها في صعوبته كيوم القادسية، وكتب الى عمر بالفتح، ثم ان عمر كتب الى عثمان ابن أبي العاص في اتيان فارس فخلف على عمله أخاه المغيرة، ويقال حفص بن أبي العاص وكان جزلا وقدم توج فنزلها وكان يغزو منها ثم يعود اليها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 وكتب عمر الى أبي موسى الاشعري وهو بالبصرة يأمره ان يكاتف عثمان بن أبي العاص ويعاونه فكان يغزو أرض فارس من البصرة ثم يعود اليها، وبعث عثمان بن أبي العاص، هرم بن حيان العبدي، ففتح قلعة يقال لها شبير، بعد حصار عنوة. وقلعة يقال لها الستوج عنوة، وأتي عثمان [أردشير] «587» خرة من سابور ففتحها وأرضها بعد ان قاتله أهلها صلحا على اداء الجزية، والخراج، ونصح المسلمين. وفتح عثمان بن أبي العاص، كازرون من سابور، والنوبنجان «588» منها أيضا وغلب عليها واجتمع أبو موسى، وعثمان بن أبي العاص في آخر خلافة عمر ففتحا «589» أرجان صلحا على الجزية، والخراج، وفتحا شيراز من أردشير خره على أن يكونوا ذمة يؤدون الخراج، الا من أحب منهم الجلاء ولا يقتلوا ولا يستعبدوا. وفتحا سينيز «590» من أرض أردشير خره عنوة وترك أهلها عمارا للارض وفتح عثمان حصن جنابا بأمان. وأتي عثمان بن أبي العاص دار أبجرد «591» وكانت قيروان عملهم ودينهم وبها الهربذ فصالحه الهربذ على مال أعطاه أياه وعلى أن أهل دار أبجرد كلهم اسوة بمن «592» فتحت بلاده من فسا «593» فصالحه عظيمها على مثل صلح دار أبجرد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 ويقال: ان الهربذ صالحه، عنها لانها من أرض دار أبجرد، وأتى عثمان بن أبي العاص مدينة سابور «594» في سنة ثلاث وعشرين، ويقال: في سنة أربع وعشرين، قبل ان يأتي أبو موسى، ولاية البصرة من قبل عثمان بن عفان، فوجد أهلها متهيئين للقتال، قتال المسلمين. وكان أخو شهرك بها فامتنع قليلا ثم طلب، الامان، والصلح، فصالحه عثمان على الا يقتل أحدا ولا يسبيه، وعلى أن يكون له ذمة، ويعجل مالا. ثم ان أهل سابور نقضوا وغدروا ففتحت في سنة ست وعشرين «595» عنوة، فتحها أبو موسى، وعلى مقدمته عثمان بن أبي العاص. ولما ولي عبد الله بن عامر بن كريز البصرة، من قبل عثمان بن عفان بعد أبي موسى الاشعري، سار الى اصطخر في سنة ثماني وعشرين فصالحه ماهك عن أهلها، ثم توجه الى جور، فلما فارقهم نكثوا وقتلوا عامله عليهم. ثم كر عليهم بعد فتحه جور ففتحها. وكان هرم بن حيان مقيما على جور وهي مدينة أردشير خره، وكان المسلمون يعانونها ثم ينصرفون عنها، فيعانون اصطخر ويغزون نواحي كانت «596» تنتفض عليهم. علما نزل أبن عامر بها قاتلوه ثم تحصنوا ففتحها بالسيف عنوة في سنة تسع وعشرين، ثم كر عبد الله «597» بن عامر بعد فراغه من جور الى اصطخر، ففتحها عنوة بعد قتال شديد، ورمي بالمجانيق، وقتل بها من الاعاجم أربعين ألفا، وأفنى أكثر أهل البيوتات، ووجوه الاساورة، وكانوا قد لجأوا اليها. وروى الحسن بن عثمان الزيادي ان أهل اصطخر غدروا في ولاية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 عبد الله بن عباس «598» العراق لعلي بن أبي طالب [عليه السلام] «599» ففتحها. وفتح ابن عامر السكاريان، والفشجان ولم تكونا دخلتا في صلح الهربذ. وحاصر المسلمون شهرياج «600» ، ويقال: ان العرب عربت حصن سيراف فسموه بذلك، وكانوا ظنوا أنهم سيفتحونها يوم قصدوها، فقاتلهم أهلها شهرا طرادا فبينماهم ذات يوم قد قاتلوهم، ورجعوا الى معسكرهم وتخلف عبد مملوك فراطنوه «601» ، فكتب لهم أمانا ورمى به اليهم في مشقص، فقال المسلمون: ليس أمانه بشيء، فقال القوم لسنا نعرف الحر منكم من العبد فكتب بذلك الى عمر فقال: ان عبد للمسلمين منهم وذمته ذمتهم. وأما كرمان، فان عثمان بن أبي العاص كان لقي مرزبانها في جزيرة ابر كاوان، وهو في خف فقتله، فوهن أمر أهل كرمان ونخبت قلوبهم، فلما صار ابن عامر الى فارس وجه مجاشع بن مسعود السلمي، الى كرمان في طلب يزدجرد «602» ، فهلك جيشه ببيمند. ثم توجه ابن عامر الى خراسان ولى مجاشعا كرمان ففتح بيمند، وأستبقى أهلها وأعطاهم أمانا بذلك، وبها قصر يعرف بقصر مجاشع، وفتح مجاشع بروخروة، وأتى السيرجان «603» وهي مدينة كرمان، فأقام عليها أياما يسيرة وأهلها متحصنون، وقد خرجت لهم خيل فقاتلهم ففتحها عنوة، وخلف بها رجلا. ثم ان كثيرا من أهلها جلوا عنها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 وقد كان أبو موسى الاشعري وجه الربيع بن زياد الحارثي ففتح ما حول السيرجان وصالح أهل بم والاندغار فكفر أهلها ونكثوا فافتتحها مجاشع بن مسعود، وفتح جيرفت عنوة وسار في كرمان فدوخها وأتى القفص وكان قد تجمع له بهرموز خلق ممن جلا من الاعاجم فقاتلهم وظفر بهم وأظهر عليهم، وهرب كثير من أهل كرمان فركبوا في البحر، ولحق بعضهم بسجستان، فأقطعت العرب منازلهم وأراضيهم فعمروها، وأدوا العشر فيها واحتفروا القنى في مواضع منها. وولي الحجاج، قطن بن قبيصة بن مخارق الهلالي، فارس وكرمان، وكان قبيصة بن مخارق من أصحاب النبي عليه السلام «604» ، وهو الذي كان انتهى الى نهر فلم يقدر أصحابه على اجازته، فقال: من أجازه فله ألف درهم فجازوه فوفى لهم فكان ذلك أول ما سميت به الجائزة جائزة. فقال الجحاف بن حكيم السلمي: فدى للاكرمين بنى هلال ... على علاتهم أهلي ومالي هم سنّوا الجوائز في معد ... فصارت سنة أخرى الليالي [رماحهم تزيد على ثمان ... وعشر حين تختلف العوالي] «605» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 [فتح] «606» سجستان وكابل لما توجه، عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس يريد خراسان سنة ثلاثين، نزل بعسكره شق السيرجان من كرمان، ووجه الربيع بن زياد الحارثي «607» الى سجستان، فسار حتى نزل الفهرج، ثم قطع المفازة وهي خمسة وسبعون فرسخا، فأتى رستاق زالق، وهو حصن فأغار على أهله يوم مهرجان، وأخذ دهقانه فافتدى نفسه، بأن ركز عنزة ثم غمرها ذهبا وفضة، وصالح الدهقان على حقن دمه وعلى أن يكون بلده كبعض ما افتتح من بلاد فارس وكرمان، ثم أتى قرية يقال لها كركويه على خمسة أميال من زالق، فصالحوه، ولم يقاتلوه ونزل رستاقا يقال له هيسوم، فأقام له أهله النزل وصالحوه على غير قتال، ثم أخذ الادلاء من زالق الى زرنج، وسار حتى نزل الهندمند، وعبر واديا ينزع منه يقال له فوق، وأتى روشت وهي من زرنج على ثلثي ميل فخرج اليه أهلها فقاتلوه قتالا شديدا، وأصيب رجال من المسلمين ثم كر المسلمون، فهزموهم وقتلوا منهم مقتلة عظيمة. ثم أتى الربيع، ناشروز وهي قرية، فقاتل أهلها وظفر بهم وبها أصاب عبد الرحمن [أبا صالح «608» بن عبد الرحمن] الذي كتب للحجاج مكان زاد نفروخ بن نيري، وولي خراج العراقين «609» ، لسليمان بن عبد الملك. فاشترته «610» امرأة من بني تميم «611» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 وصار الربيع الى مدينة زرنج فحاصر أهلها بعد ان قاتلوه ثم بعث اليه «612» ابرويز مرزبانها يستأمنه ليصالحه «613» ، فأمر الربيع بجسد من أجساد القتلى فطرح له فجلس عليه واتكأ على آخر، وأجلس أصحابه على أجساد القتلى. وكان الربيع آدم، أفوه، طويلا، فلما رآه المرزبان هاله فصالحه على ألف وصيف مع كل واحد منهم جام من ذهب، ودخل الربيع المدينة. ثم أتى وادي سناروذ فعبره، ثم أتى القريتين، وهناك مربط فرس رستم فقاتلوه فظفر بهم، ثم عاد الى زرنج فأقام بها سنتين. ثم ولى ابن عامر، عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس، سجستان وقد نقضوا فحصر مرزبانها في قصره يوم عيد لهم، حتى صالحه على ألفي ألف درهم وألفي وصيف وغلب ابن سمرة على ما بين زرنج وكش من ناحية الهند، وغلب من ناحية رخج على ما بينه وبين بلاد الداور، حصرهم في جبل الزون «614» ثم صالحهم، وكانت عدة من معه من المسلمين ثمانية آلاف فأصاب كل واحد منهم من مال الصلح أربعة آلاف، ودخل على الزور «615» ، وهو صنم من ذهب عيناه ياقوتتان فقطع يده وأخذ الياقوتتين. ثم قال للمرزبان بأن لم انقض عهد بذلك ودونك ما أخذته من الصنم، ولكنني أردت ان أعلمك انه لا ينفع ولا يضر. وفتح بست، وزابل «616» بعهد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 وكان محمد بن سيرين يكره سبي زابل، ويقول: ان عثمان «617» ، ولث لهم ولثا، وهو عقد دون العهد. وأتى عبد الرحمن بن سمرة زرنج، فأقام بها حتى اضطرب أمر عثمان. ثم استخلف أمير بن أحمر اليشكري وانصرف من سجستان. ثم ان أهل زرنج أخرجوا، أميرا وأغلقوها. ولما فرغ علي بن أبي طالب، رضوان الله عليه «618» ، من أمر الجمل، بعث عبد الرحمن بن جزء الطائي الى سجستان، وكانت صعاليك العرب قد تجمعوا مع حسكة بن عتاب الحبطي «619» ، وعمران بن الفضيل البرجمي «620» ، وأصابوا من زالق وقد نقض أهلها [وأصابوا منها] «621» مالا فقتلوا عبد الرحمن فأوعد علي رحمه الله، الحبطان أن يقتل منهم مكانه أربعة آلاف. ولم يزل أمر سجستان على اضطرابه إلى أيام معاوية ابن أبي سفيان، فانه استعمل ابن عامر على البصرة، فولى ابن عامر عبد الرحمن بن سمرة سجستان، فأتاها في جماعة من الاشراف والانجاد «622» فكان يغزوا البلد، وقد نقض أهله وكفروا فيفتحه عنوة أو يصالحه أهله حتى بلغ «623» كابل فحاصر أهلها شهرا وكان يقاتلهم، ويرميهم بالمنجنيق حتى دخلها المسلمون عنوة وأبلى عباد بن حازم، والمهلب بن أبي صفرة، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 - وكانا معه بكابل- بلاء حسنا. وسار عبد الرحمن فقطع وادي نسل وصار الى بست ففتحها عنوة، وسار الى رزان فهرب أهلها، وغلب عليها، ثم صار الى خشك فصالحه أهلها، ثم أتى الرخج فظفر بهم وفتحها ثم صار الى زابلستان «624» فقاتلوه، وقد كانوا نكثوا ففتحها وأصاب سبيا وعاد الى كابل، وقد نقض أهلها ففتحها. ثم ان معاوية ولى عبد الرحمن، سجستان من قبله وبعث اليه بعهده فلم يزل بها حتى قدم زياد البصرة فأقره اشهرا. ثم ولى مكانه الربيع بن زياد، وانصرف ابن سمرة [الى] «625» البصرة فمات بها سنة خمسين وعبد الرحمن هذا هو الذي قال له النبي عليه السلام «اللهم لا تطلب الامارة فانك ان أوتيتها عن غير مسألة اعنت عليها، وان أتيتها عن مسألة وكلت اليها، واذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها، فإت الذي هو خير وكفر عن يمينك» «626» . ثم جمع كابل شاه للمسلمين وأخرج من كان منهم بكابل، وجاء رتبيل الملك فغلب على زابلستان، والرخج حتى انتهت الى بست فخرج، الربيع بن زياد في الناس، فقاتل رتبيل فهزمه حتى أتى الرخج فلحق به الربيع فقاتله بها ومضى ففتح بلاد الداور. ثم عزل زياد بن أبي سفيان، الربيع بن زياد وولى عبيد الله بن أبي بكرة سجستان فلما كان برزان بعث اليه رتبيل، يسأله الصلح عن بلده وبلاد «627» كابل على ألفي ألف دينار ومائتي ألف دينار، فأجابه الى ذلك، ثم سأله ان يهب له مائتي ألف دينار ففعل، فتم صلحه على ألف ألف. ووفد عبيد الله، على زياد فاعلمه ذلك فأمضى الصلح ثم رجع الى سجستان، فكان بها الى ان مات زياد، وولي سجستان بعد موت زياد، عباد بن زياد من قبل معاوية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 ثم لما ولى «628» يزيد بن معاوية، ولي سلم ابن زياد سجستان وخراسان، فلما كان موت يزيد «629» أو قبله، غدر أهل كابل ونكثوا وأسروا أبا عبيدة بن زياد فسار اليهم يزيد بن زياد فقتل ومن كان معه، فبعث سلم بن زياد طلحة بن عبيد الله ابن خلف الخزاعي «630» ، المعروف بطلحة الطلحات ففدى أبا عبيدة بخمسمائة ألف درهم، وسار طلحة من كابل الى سجستان واليا عليها من قبل سلم ابن زياد فمات بسجستان، ووقعت العصبية بخراسان ونواحيها وغلب كل قوم على مدينتهم فطمع رتبيل. ثم قدم عبد العزيز بن عبد الله بن عامر واليا على سجستان من قبل القباع «631» وهو الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي في أيام [ابن الزبير] «632» . فكانت بينه وبين رتبيل حرب قتل «633» فيها رتبيل، واستعمل عبد الملك بن مروان، أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص، على خراسان وسجستان فوجه ابنه عبد الله بن أمية على سجستان، وعقد له عليها وهو بكرمان فغزا رتبيل القائم بعد الاول المقتول. وقد كان هاب المسلمين فصالح عبد الله حين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 396 نزل [بست] «634» على ألف ألف، وبعث اليه بهدايا ورقيق، فأبى قبول ذلك، واشتط فيما التمسه فخلى رتبيل له البلاد حتى اذا أوغل فيها أخذ عليه الشعاب والمضايق فطلب اليهم أن يخلوا عنه ليرجع سالما ولا يأخذ [منهم شيئا، فأبى ذلك، وقال: بل تأخذ ثلاثمائة ألف درهم صلحا] «635» ، وتكتب لنا بها كتابا ولا تغزوا بلادنا ما كنت واليا، ففعل، وبلغ ذلك عبد الملك فعزله. ثم ولى والحجاج بن يوسف العراق ووجه عبيد الله بن أبي بكرة الى سجستان، فخار ووهن، وأتى الرخج وكانت البلاد مجدبة فسار حتى نزل بالقرب من كابل، وانتهى الى شعب فأخذه العدو عليه ولحقهم رتبيل فصالحهم عبيد الله على أن يعطوه خمسمائة ألف درهم، ويقال: ألف ألف ويرفع عنهم الخراج خمس سنين ويبعث اليهم ثلاثة من ولده رهناء على الوفاء. فكتب لهم كتابا، الا يغزوهم ما كان واليا، فقال بعض أصحابه: وهو شريح بن هاني الحارثي «636» ، اتق الله وقاتل هؤلاء القوم فانك ان أعطيتهم ما سألوا أوهنت الاسلام بهذا الثغر، وحمل عليهم وقاتل الناس وهلك أكثرهم جوعا وعطشا. ومات عبيد الله بن أبي بكرة كمدا واستخلف على الناس ابنه أبا برذغة، فاقدمه الحجاج اليه فعذبه وطالبه بالاموال. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 وولى الحجاج، عبد الرحمن بن محمد بن الاشعث سجستان فخلع عبد الملك والحجاج، وأقبل الى العراق، ثم انه رجع الى سجستان خالصا، وهادن رتبيل فأسلمه رتبيل بكتاب الحجاج اليه في ذلك. وصالح الحجاج رتبيل على الا يغزوا بلده سبع سنين، ويقال تسع سنين على ان يؤدي بعد مضي هذه السنين في كل سنة عروضا بتسعمائة ألف درهم، فلما انقضت سنو الموادعة ولى الحجاج الاشهب بن بشير «637» الكلبي، فعاسر رتبيل في العروض التي أداها اليه فكتب رتبيل الى الحجاج يشكوه، فعزله الحجاج وولى قتيبة بن مسلم الباهلي خراسان وسجستان في أيام الوليد بن عبد الملك، فولى قتيبة سجستان عمرو بن مسلم فطلب الصلح من رتبيل «638» دراهم بأعيانها، فذكر انه لا يمكنه الا ما كان «639» فارق عليه الحجاج من العروض، فسار قتيبة الى سجستان فلما بلغ رتبيل قدومه أرسل اليه، انا لم نخلع يدا من طاعة وانما فارقتمونا على عروض فلا تظلمونا، فقال قتيبة للجند: أقبلوا منه العرض فأنه ثغر مشئوم. ثم انصرف قتيبة من زرنج بعد أن كان زرع بها زرعا لييأس العدو من انصرافه. ثم استخلف قتيبة على سجستان عبد الله بن عبيد الله بن عمير الليثي «640» . ثم ولي سليمان بن عبد الملك، فولي يزيد بن المهلب العراق، فولي يزيد، مدرك بن المهلب أخاه سجستان فلم يعطه رتبيل شيئا، ثم ولي معاوية ابن يزيد فرضخ له. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 ولما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة ولي عدي بن أرطاة البصرة وثغورها، فولى الجراح بن عبد الله الحكمي خراسان وسجستان، ثم عزله وولى عبد الرحمن ابن نعيم العامري فلم يحمل رتبيل اليهما شيئا ولم يعط رتبيل عمال يزيد بن عبد الملك شيئا أيضا. ثم قال رتبيل: ما فعل قوم كانوا يأتونا خماص البطون سود الوجوه من الصلاة، نعالهم خوص، قالوا: انقرضوا، فقال: أولئك كانوا أوفى منكم عهودا وأشد بأسا، وان كنتم أحسن منهم وجوها. ولما استخلف المنصور، ولي معن بن زائدة «641» سجستان فقدمها وبعث عماله الى أعمالها، وكتب الى رتبيل يأمره بحمل الاتاوة التي كان الحجاج صالحه عليها، فبعث بأبل وقباب تركية ورقيق وزاد في تقويم ما بعث به من ذلك للواحد ضعفه، فغضب معن وقصد الرخج وعلى مقدمته يزيد بن مزيد فوجد رتبيل قد خرج عنها ومضى الى زابلستان ليصيف بها ففتحها وأصاب سبيا كثيرا كان منهم فرج الرخجي، وهو صبي وأبوه زياد وكانت عدة من سباه معن، منهم ثلاثين ألف رأس، وطلب، ماوند، خليفة رتبيل الامان على أن يحمله الى أمير المؤمنين. فآمنه وبعث به الى بغداد مع خمسة آلاف من مقاتلهم فأكرمه المنصور وفرض له وقوده. وخاف معن هجوم الشتاء فأنصرف الى بست فقتله قوم من الخوارج «642» اغتيالا. فقام يزيد بأمر سجستان بعد، واشتدت على أهلها من العرب والعجم وطأته فأحتيل حتى أوغر قلب المهدي في خلافة المنصور عليه فعزله ونكبه وصار الى مدينة السلام. فلم يزل بها مجفوا الى [ان] «643» تحرك أمره، ولم يزل عمال المهدي، والرشيد يقبضون الاتاوة من رتبيل بسجستان على حسب قوة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 القوي وضعف الضعيف منهم ويولون عمالهم النواحي التي غلب عليها الاسلام. ولما كان المأمون بخراسان أديت له الاتاوة مضاعفة، وفتح كابل، وأظهر ملكها الاسلام والطاعة، وأدخلها عامل المأمون واستقامت بعد ذلك حينا. (فتح «644» ) خراسان قالوا: وجه أبو موسى الاشعري، عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي غازيا فأتى كرمان ومضى حتى بلغ الطبسين وهما حصنان، يقال: لاحدهما طبس والاخر كربد «645» جرميان، فيهما نخل وهما بابا خراسان، فأصاب مغنما وأتى قوم من أهل الطبسين، عمر بن الخطاب فصالحوه على خمسة وسبعين ألفا، ويقال: ستين ألفا، وكتب لهم كتابا. ولما استخلف عثمان، وولى عبد الله بن عامر بن كريز البصرة في سنة ثماني وعشرين فافتتح من أرض فارس ما أفتتح [ثم «646» غزا] خراسان في سنة ثلاثين، واستخلف على البصرة زياد بن أبي سفيان، وبعث على مقدمته الاحنف بن قيس، فأقر صلح الطبسين. وقدم الاحنف الى قوهستان، وهي أقرب من يتلقاه من نواحي خراسان، فلقيته الهياطلة «647» معاونين لاهل قوهستان، وهم قوم كان فيروز الملك نفاهم الى هراة لانهم كانوا يلوطون «648» ، فهزمهم وفتح قوهستان عنوة، ويقال: بل ألجأهم الى الحصن، فلما قدم عليه ابن عامر طلبوا الصلح فصولحوا على ستمائة ألف درهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 وبعث ابن عامر يزيد الجرشي، أبا سالم بن يزيد الى رستاق زم ففتحه [و] «649» باخرز وهو رستاق من نيسابور أيضا. وفتح جوين وسبى سبيا ووجه، ابن عامر، الاسود ابن كلثوم العدوي- عدي الرباب- وكان ناسكا، الى بيهق وهورستاق من نيسابور فدخل بعض حيطان أهله من ثلمة كانت فيه ودخلت معه طائفة من المسلمين فأخذ العدو عليهم تلك الثلمة فقاتل الاسود حتى قتل، ومن كان معه وقام بأمر الناس بعده أخوه أدهم ابن كلثوم، فظفر وفتح بيهق «650» ، وفتح بست [واسبنج «651» ورخ، وزاوة، وخواب] «652» واسفرايين «653» وأرغيان مع نيسابور، ثم أتى أبرشهر «654» ، وهي مدينة نيسابور فحصر أهلها أشهرا ثم فتحها، وتحصن مرزبانها في القهندز، ومعه جماعة وطلب الامان على أن يصالح على جميع نيسابور بوظيفة يؤديها، فصالحه ابن عامر على ألف ألف درهم. وولى نيسابور لما فتحها قيس بن الهيثم السلمي، ووجه ابن عامر عبد الله بن خازم السلمي «655» الى حمراندز من نسا، ففتحه وأتاه صاحب نسا فصالحه على ثلثمائة ألف درهم، ويقال: على احتمال الارض من الخراج والا يقتل، أحدا ولا يسبيه، وقدم (بهمنة) عظيم أبيورد، على ابن عامر فصالحه على أربعمائة ألف درهم. ووجه ابن عامر، عبد الله بن خازم الى سرخس فقاتلهم، ثم طلب زاذويه مرزبانها الصلح على أيمان مائة رجل وان يدفع اليه النساء فصارت ابنته في سهم ابن خازم، فاتخذها وسماها (ميثاء) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 ويقال: انه صالحه على أن يؤمن مائة نفس فسماهم، وأغفل نفسه فقتله، ودخل سرخس عنوة، ووجه ابن خازم من سرخس، يزيد بن سالم مولى شريك «656» بن الاعور الى كيف وبينة ففتحها وأتى كنازتك، مرزبان طوس ابن عامر فصالحه عن طوس على ستمائة ألف درهم. ووجه بن عامر جيشا الى هراة عليه أوس بن ثعلبة بن رقى، ويقال: خليد بن عبد الله الحنفي، فبلغ عظيم هراة ذلك فشخص الى ابن عامر فصالحه عن هراة وبوشنج وباذغيس، سوى طاغون وباغون «657» بانهما فتحا عنوة وكتب له ابن عامر كتابا شرط عليه فيه مناصحة المسلمين واصلاح ما في يده من الارض واداء الجزية وخراج الارضين. ويقال: ان ابن عامر نفسه سار في الدهم الى هراة فقاتل أهلها ثم صالحه مرزبانها عن هراة وبوشنج وباذغيس على ألف ألف درهم، وأرسل مرزبان مرو الشاهجان يسأل الصلح فوجه ابن عامر الى مرو حاتم بن النعمان الباهلي فصالحه عنها على ألفي ألف درهم ومائتي ألف درهم وكان في صلحهم أن يوسعوا للمسلمين في منازلهم، وان عليهم قسمة المال وليس على المسلمين الا قبض ذلك فكانت مرو صلحا الا قرية منها، يقال لها السنج فأنها أخذت عنوة. وقال أبو عبيدة: صالحه على وصائف ووصفاء ودواب ومتاع، ولم يكن عند القوم يومئذ عين، وان الخراج كله كان على ذلك حتى ولى يزيد بن معاوية فصيره مالا. ووجه عبد الله ابن عامر، الاحنف بن قيس نحو طخارستان فأتى الموضع الذي يقال له: (قصر الاحنف) وهو حصن مرو الروذ وله رستاق عظيم يعرف برستاق الاحنف ويدعى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 سنوأنجر «658» فحصر أهله فصالحوه على ثلثمائة ألف ومضى الاحنف الى مرو الروذ فحصر أهلها واجتمع له أهل الجوزجان، والطالقان والفارياب ومن حولهم فبلغوا ثلاثين ألفا وجاءهم أهل الصغانيان وهم من الجانب الشرقي من النهر، ونزل الاحنف بين المرغاب «659» والجبل، فقاتلوه قتالا شديدا، ومن كان يجمع معهم من الترك، فصالحهم مرزبانها وهو من ولد باذام صاحب اليمن، أو ذو قرابة له، فكتب الى الاحنف: «ان الذي دعاني الى الصلح أسلام باذام» فصالحه على ستمائة ألف، وكانت للاحنف خيل قد سارت الى رستاق يقال له بغّ، فأخذته واستاقت مواشي منه، وكان الصلح بعد ذلك. ووجه الاحنف من مرو «660» الروذ، الاقرع بن حابس التميمي، في خيل الى الجوزجان، فلقى العدو بها، وقد كان صاروا اليها، فكانت المسلمين حوله. ثم انهم كروا فهزموهم، وفتحوا الجوزجان عنوة، وفتح الاحنف الطالقان صلحا، وفتح الفارياب أيضا على مثل ذلك. ويقال بل فتحها أمير بن أحمر [اليشكري] «661» . وسار الاحنف الى بلخ وهي مدينة طخارى فصالحه أهلها على سبعمائة ألف وأستعمل عليها أسيد بن المتشمس «662» وسار الى خوارزم وهي من سقى النهر، ومدينتها شرقية فلم يقدر عليها فأنصرف الى بلخ، وقد جبى أسيد صلحا، فاستوعب ابن عامر فتح ما دون النهر، على ما تقدم من شرح ذلك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 وقال أبو عبيدة: انه لما بلغ ما وراء النهر خبره طلبوا اليه أن يصالحهم، ففعل وبعث من قبض ذلك فأتته الدواب والوصفاء، والوصائف والحرير، والثياب، ثم انه أحرم شكرا لله، ولم يذكر غير أبي عبيدة انه صالح أهل ما وراء النهر، وقدم على عثمان، بعد ان استخلف قيس بن الهيثم، فسار قيس بعد شخوصه من أرض طخارستان، فلم يأت بلدا منها، الا صالحه أهله، وأذعنوا له حتى أتى سمنجان، فأمتنعوا عليه فحصرهم حتى فتحها عنوة. ثم لما استخلف علي بن أبي طالب- رضوان الله عليه- قدم عليه ماهويه مرزبان مرو، وهو بالكوفة فكتب له الى الدهاقين، والاساورة، والدهشلارية، أن يؤدوا اليه الجزية. ثم انتقضت خراسان فلم تزل منتقضة حتى قتل رضوان الله عليه. وولى معاوية بن أبي سفيان، قيس بن الهيثم السلمي خراسان، فجبى أهل الصلح، ولم يعرض لاهل النكث، فمكث عليها سنة ثم عزله، وضم الى عبد الله بن عامر مع البصرة، خراسان. فاستخلف عليها قيس بن الهيثم وكان أهل باذغيس وهراة وبوشنج وبلخ على نكثهم فسار الى بلخ فأخرب النوبهار. ثم سألوا الصلح ومراجعة الطاعة فصالحهم، قيس ثم عزله ابن عامر واستعمل عبد الله بن خازم السلمي فأرسل اليه أهل هراة وبوشنج، وباذغيس، يطلبون الامان والصلح فصالحهم وحمل الى ابن عامر مالا، وولي زياد بن أبي سفيان البصرة في سنة خمس وأربعين فولى أمير بن أحمر مرو، وخليد بن عبد الله الحنفي، أبر شهر، وقيس بن الهيثم، مرو الروذ، والطالقان والفارياب، ونافع بن خالد الطاحي من الازد، هراة، وباذغيس، وبوشنج، وقادس من انواران «663» فكان أمير أول من أسكن العرب مرو. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 تم ولى زياد، الحكم بن عمرو الغفاري، وكان عفيفا صالحا وله صحبة خراسان، فمات بها سنة خمسين، ويقال: ان الحكم أول من صلى من وراء النهر فولى زياد، الربيع بن زياد الحارثي خراسان سنة احدى وخمسين وحول معه من أهل المصرين [يقصد بها: الكوفة والبصرة] زهاء خمسين ألفا بعيالاتهم فأسكنهم ما دون النهر، ومات الربيع سنة ثلاث وخمسين، وقام بأمر خراسان بعده عبد الله ابنه فقاتل أهل آمل «664» وزم، ثم صالحهم ورجع الى مرو فمكث بها شهرين ثم مات، ومات أيضا زياد ابن أبي سفيان، فاستعمل معاوية، عبيد الله بن زياد على خراسان، وله خمس وعشرون سنة فقطع النهر في أربع وعشرين ألفا، فأتى بيكند «665» ، وكانت خاتون بمدينة بخارى، فأرسلت الى الترك تستمدهم فجاءها منهم الدهم فلقيهم المسلمون فهزموهم، وحووا عسكرهم وأقبل المسلمون يخربون ويحرقون فبعثت اليهم خاتون تطلب الصلح والامان، فصالحها عبيد الله بن زياد على ألف ألف ودخل المدينة، وفتح بيكند [ورامدين وهي من بيكند] «666» فرسخان ويقال: انه فتح الصغانيان وقدم معه البصرة بخلق من أهل بخارى فرض لهم. ثم ولي معاوية سعيد ابن عثمان ابن عفان، فقطع النهر فلما بلغ خاتون خبره حملت اليه الصلح وأقبل أهل السغد والترك وأهل كش ونخشب الى سعيد في مائة ألف وعشرين ألفا. فألتقوا ببخارى وندمت خاتون على ادائها الاتاوة، ونقضت العهد ثم استبانت ممن حضر معينا لها الرهن فاعادت الصلح وأعطت الرهن ودخل سعيد مدينة بخارى ثم غزا سمرقند، وأعانته خاتون بأهل بخارى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 فنزل على باب سمرقند فقاتل أهلها أشد قتال ثلاثة أيام، وفقئت عينه وعين المهلب ثم طلب أهل سمرقند الصلح فصالحهم على سبعمائة ألف [درهم] «667» وعلى أن يعطوه رهونا من أبناء عظمائهم فأعطوه الرهون وانصرف فلما كان بالترمذ حملت اليه خاتون الصلح. وأقام على الترمذ حتى فتحها صلحا، وكان قثم بن العباس «668» في الجيش مع سعيد فمات بسمرقند وورد سعيد بالرهون [التي أخذهم من السّغد] «669» المدينة فألبسهم جباب الصوف وألزمهم السواني والسقي [والعمل فدخلوا عليه مجلسه ففتكوا] «670» به فقتلوه وقتلوا أنفسهم «671» . وولي معاوية عبد الرحمن بن زياد خراسان فمات معاوية وهو عليها، وكان عبد الرحمن شرها فصرفه يزيد بن معاوية، وولي سلم بن زياد فصالحه أهل خوارزم على أربعمائة ألف وحملوها اليه، وأتى سمرقند فأعطاه أهلها الفدية. ووجه سليمان وهو بالصغد «672» جيشا الى خجندة فهزموا. ثم التاف عليه الناس عند موت يزيد بن معاوية فشخص عن خراسان، واستخلف عبد الله بن خازم السلمي فوقع الاختلاف، والتجاذب بين الناس بخراسان، ولم تزل العصبية والحروب بينهم الى ان كتبوا الى عبد الملك بن مروان [في ذلك] «673» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 وسألوه ان يوجه رجلا من قريش فولى أمية بن عبد الله بن خالد بن أبي العيص خراسان فغزا الختل وقد نقضوا بعد ان كان سعيد بن عثمان صالحهم فافتتحها. ثم ان الحجاج بن يوسف ولى خراسان مع العراقين، فولى المهلب بن ظالم، وظالم هو أبو صفرة، سنة تسع وتسعين خراسان، فغزا مغازي كثيرة وفتح ختل وقد انتقضت وفتح خجندة «674» وأدت اليه الصغد الاتاوة وغزا، كش، ونسف ورجع فمات بزاغول «675» من مرو الروذ، واستخلف ابنه يزيد فغزا مغازي كثيرة وفتح البتم «676» على يد مخلد [بن يزيد] بن المهلب. ثم ولى الحجاج المفضل بن المهلب، ففتح باذغيس وقد انتقضت وفتح شومان وآخرون، وأصاب غنائم قسمها بين الناس. وكان موسى بن عبد الله بن خازم قد تغلب على الترمذ فبعث اليه فحورب حتى قتل. وولى الحجاج، قتيبة بن مسلم الباهلي خراسان، فخرج يريد آخرون، وشومان من طخارستان فلما كان بالطالقان تلقاه دهاقين بلخ فعبروا معه النهر، وأتاه بعد عبوره ملك الصغاينات، وأتاه ملك كفيان، بنحو مما أتاه به ملك الصغانيان، وسلما «677» اليه بلديهما وانصرف قتيبة الى مرو، وخلف أخاه صالحا على ما وراء النهر، ففتح صالح كاشان وأورشت وهي من فرغانة. وفي جيشه نصر بن سيار وفتح بيعنخر وفتح خشيكت من فرغانة،- وهي مدينتها القديمة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 وغزا قتيبة بيكند سنة سبع وثمانين «678» ومعه نيزك فقطع النهر من زم الى بيكند وهي أدني مدائن بخارى الى النهر فغدروا واستنصر الصغد فقاتلهم وأغار عليهم وحاصرهم فطلبوا الصلح ففتحها عنوة. وغزا قتيبة تومشكت وكرمينية، سنة ثمان وثمانين واستخلف على مرو بشار بن مسلم أخاه فصالحهم، وافتتح حصونا صغارا. وغزا قتيبة بخارى ففتحها على صلح وأوقع بالصغد وقتل نيزك بطخارستان وصلبه. وأفتتح كش، ونسف وقد كانوا نقضوا وتعرف نسف بنخشب- صلحا. وفتح قتيبة بن مسلم خوارزم صلحا، واستخلف عليه أخاه عبيد الله ابن مسلم، وغزا سمرقند، وكانت ملوك الصغد تنزلها قديما. ثم نزلت اشتبخن فكتب ملك الصغد الى ملك الشاش وهو مقيم بالطاربند فأتاه في خلق من مقاتلتهم فلقيهم المسلمون فأقتتلوا أشد قتال «679» . ثم ان قتيبة، أوقع بهم وكسرهم فصالحه غوزك على ألفي ألف ومائتي ألف [درهما] في كل عام، وعلى أن يدخل المدينة فدخلها، وطعم فيها وبنى مسجدا بها، وخلف بها جماعة من المسلمين فيهم الضحاك بن مزاحم صاحب التفسير، وقد كان سعيد بن عثمان فتح سمرقند صلحا فلم ينقضوا، ولكن قتيبة استقل صلحهم. وقال أبو عبيدة وغيره: وقدم على عمر بن عبد العزيز، لما استخلف، وفد من أهل سمرقند فأخبروه، ان قتيبة أسكن مدينتهم المسلمين «680» ، على غدر منه بهم، فكتب عمر الى عامله بأن ينصب لهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 قاضيا ينظر فيما ذكروه، فان قضى باخراج المسلمين أخرجوا فنصب لها جميع بن حاضر الباجي، فحكم باخراج المسلمين على أن ينابذوهم على سواء فكره أهل سمرقند الحرب وأقروا المسلمين، فأقاموا بين أظهرهم. وفتح قتيبة [عامة الشاش] «681» وبلغ اسبيساب «682» ، قالوا: وكان حصن أسبيشاب مما فتح قديما. ثم غلبت الترك وقوم من أهل الشاش عليه ففتحه نوح بن أسيد في خلافة المعتصم بالله، وبنى حوله سورا يحيط بكروم أهله، ومزارعهم. ثم كان من أمر قتيبة بن مسلم مع سليمان بن عبد الملك ما كان الى ان قتل، وقام بأمر خراسان، وكيع بن أبي الاسود التميمي. وهو الغداي من غدانة ابن يربوع وذلك في سنة ست وتسعين، فعزله سليمان وكتب الى يزيد بن المهلب وكان بالعراق في ان يأتي خراسان، فقدم ابنه مخلدا فغزا البتم ففتحها. ثم نقضوا فأراهم انصرافا عنهم، ثم كرّ عليهم فعاود فتحها، وأصاب بها مالا وأصناما وأهل البتم ينسبون الى ولائه «683» . ولما استخلف عمر بن عبد العزيز، كتب الى ملوك ما وراء النهر، يدعوهم الى الاسلام فأسلم بعضهم، وكان عامل عمر على خراسان، الجراح «684» بن عبد الله الحكمي، من قبل عدي بن ارطاة ورفع عمر عمن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 أسلم بخراسان الخراج وفرض لهم. ثم ان عمر عزل الجراح بن عبد الله عن خراسان [واستعمل عليها عبد الله بن نعيم القشيري] «685» . ثم لما ولي «686» يزيد بن عبد الملك، مسلمة بن عبد الملك العراقين، وخراسان، فولى مسلمة، سعيد بن عبد العزيز ابن الحارث بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، خراسان. وكان سعيد يلقب خذينة سماه بذلك بعض دهاقين ما وراء النهر، لانه رآه وعليه معصفرة، وقد رجل شعره «687» ، وكان سعيد صهر مسلمة على ابنته. ثم ان مسلمة عزل سعيدا لشكية من أهل خراسان له، فولي سعيد بن عمرو الجرشي «688» ، فوجه الى الصغد يدعوهم الى الفيئة والمراجعة، فأتته رسله بمقامهم على الخلاف، والمعصية، فزحف اليهم فنال منهم نيلا شافيا، وفتح عامة حصون الصغد. فلما قام هشام ولى عمر بن هبيرة الفزاري العراق، فعزل الجرشي واستعمل على خراسان مسلم بن سعيد [بن أسلم بن زرعة الكلابي] ، فغزا أفشين فصالحه على ستة آلاف رأس، ودفع اليه قلعته ثم انصرف الى مرو. ثم استعمل هشام، خالد بن عبد الله «689» على العراق [فولى] «690» أخاه «691» خراسان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 فقدم أسد سمرقند، وغزا جبال نمرود، فصالحه وأسلم. ثم استعمل هشام ابن عبد الملك، أشرس بن عبد الله السلمي على خراسان، فكان معه كاتب نبطي يسمى عميرة ويكنى أبا أمية فزين له أفعال الشر فزاد [أشرس] «692» في وظائف خراسان واستخف بالدهاقين، وأمر بطرح الجزية عمن أسلم من أهل ما وراء النهر، فسارعوا الى الاسلام، وانكسر عليه الخراج. فلما رأى أشرس ذلك آخذ المسالمة فأنكروه وألاحوا منه، فصرفه هشام في سنة اثنتي عشرة ومائة وولي الجنيد بن عبد الرحمن المري، فنكي في الترك، وأتاه بعض أصحابه بابن خاقان وكان خرج يتصيد سكران «693» ، وأخذ فبعث به الى هشام. ولم يزل يقاتل الترك حتى دفعهم، وكتب الى هشام يستمده، فأمده بجيش من أهل البصرة وأهل الكوفة، وأطلق يده في الفريضة، ففرض بخلق، وكانت للجند مغاز وانتشرت دعاة «694» بني هاشم في ولايته، وقوي أمرهم. وكانت وفاته بمرو فولى هشام بعده عاصم بن عبد الله بن يزيد الهلالي. وكان نصر بن سيار غزا أشروسنة، أيام مروان بن محمد، فلم يقدر على شيء منها فلما جاءت الدولة المباركة واستخلف أبو العباس، ومن بعده من الخلفاء، كانوا يولون عمالهم فينقصون حدود أرض العدو وأطرافها. ويحاربون من نقض العهد، ونكث البيعة من أهل القبالة، ويعيدون مصالحة من امتنع من الوفاء بصلحه بنصب الحرب له. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 411 ولما استخلف المأمون [رحمه الله] «695» أغزى الصغد وأشروسنة، ومن انتقض عليه من أهل فرغانة الجند، وألح عليهم بالحروب ودعاهم الى الاسلام. وكان كاوس ملك أشروسنة، كتب الى الفضل بن سهل، وزير المأمون وهو بخراسان يسأله الصلح على مال «696» يؤديه، على أن لا يغزي بلده فأجابه المأمون الى ذلك، فلما قدم مدينة السلام، امتنع كاوس من الوفاء بالصلح، وكان لابنه كيدر بن كاوس قصد، استوحش معها من ابنه، فصار الى مدينة السلام ووصف للمأمون سهولة الامر في اشروسنة وهون عليه، ما يهوله الناس من حالها ووصف له طريقا مختصرا اليها، فوجه المأمون أحمد بن خالد الاحول الكاتب، في جيش عظيم لغزوها فلما بلغ كاوس اقباله بعث الى الترك يستنجدهم فأنجدوه بالدهم منهم، وأخذ أحمد بن خالد على الطريق الذي بعثه كيدر، حتى قدم اشروسنة وأناخ على مدينتها قبل قدوم [بمن] «697» أمده ملك الترك بهم، فلما رأى كاوس ذلك، أسقط في يده، وخرج مستسلما باضعا «698» بالطاعة، وورد مدينة السلام فملكه المأمون على بلاده، ثم ملك الافشين ابنه [حيدر] «699» بعده، وكان المأمون يكتب الى عماله [عن خراسان] «700» ، أن يغزوا من لم يكن على الاسلام من أهل ما وراء النهر، ويفرض لمن أراد الفرض من أهل تلك النواحي، وأبناء ملوكهم، ويستميلهم بالترغيب، فاذا وردوا بابه، شرفهم وأسنى أرزاقهم وصلاتهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 412 ثم استخلف المعتصم بالله «701» فكان على مثل ذلك، حتى صار جل من في عسكره من الجند، من أهل ما وراء النهر، من الصغد والفراغنة والاشروسنية وأهل الشاش. وحضر ملوكهم بابه، وغلب الاسلام على ما هناك، وصار أهل تلك البلاد يغزون من وراءهم من الاتراك، وأغزى عبد الله بن طاهر [طاهرا] «702» ابنه بلاد الغورية، ففتح مواضع لم يصل اليها أحد قبله. فتوح السند كان عمر بن الخطاب ولى عثمان بن أبي العاص الثقفي، البحرين وعمان في سنة خمس عشرة، فاستخلف أخاه الحكم على البحرين، ومضى الى عمان، فأقطع جيشا الى تانة «703» في البحر. فلما رجع الجيش كتب الى عمر يعلمه ذلك، فكتب اليه عمر [يا أخا] «704» ثقيف حملت دودا على عود، واني أحلف بالله لو أصيبوا لاخذت من قومكم مثلهم. ووجه الحكم أيضا الى بروص، ووجه أخاه المغيرة بن أبي العاص الى خور الدّيبل، فلقى العدو فظفر. فلما ولي عثمان بن عفان، وولي عبد الله بن عامر بن كريز، كتب اليه يأمره، أن يوجه الى ثغر الهند من يعلم علمه، وينصرف اليه بخبره. فوجه حكيم بن جبلة العبدي، فلما رجع أوفده الى عثمان، فسأله عن حال البلاد فقال يا أمير [المؤمنين] «705» ماؤها وشل، وتمرها دقل «706» ، ولصها بطل، ان قل الجيش بها ضاعوا، وان كثروا جاعوا، فقال عثمان: أخابر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 413 أنت أم تسجع، قال: بل خابر، فلم يغزها أحدا. فلما كان آخر سنة ثمان وثلاثين، وأول سنة تسع وثلاثين، في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، توجه الى ذلك الثغر، الحارث بن مرة العبدي، متطوعا بأذن أمير المؤمنين، فظفر وأصاب مغنما وسبيا، وقسم في يوم واحد ألف رأس. ثم انه قتل بأرض القيقان، وجميع من معه الا قليلا منهم. وكان مقتله سنة اثنتين وأربعين، والقيقان من بلاد السند مما يلي خراسان. ثم غزا ذلك الثغر المهلب بن أبي صفرة، أيام معاوية بن أبي سفيان سنة أربع وأربعين فأتى بنة والاهواز وهما بين المولتان «707» وكابل، فلقيه العدو فقاتله بمن معه فدفعهم عنه. ثم ولى عبد الله بن عامر، في زمن معاوية، عبد الله بن سوار العبدي، ويقال ولاه معاوية من قبله ثغر الهند، فغزا القيقان فأصاب مغنما. ثم وفد على معاوية، وأهدى له خيلا قيقانية، ثم انه عاد فغزا القيقان ثانية فاستجاش الترك عليه فقتلوه «708» . وولى يزيد بن أبي سفيان في أيامه، معاوية بن «709» سنان بن سلمة ابن المحبق الهذلي، ويقال: انه أول من أحلف الجند بالطلاق «710» ، ففتح مكران عنوة ومصرها، وأقام بها، ثم استعمل زيادة على الثغر راشد بن عمرو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 الجديدي فأتى مكران. ثم غزا القيقان فظفر، ثم غزا الميد فقتل. وقام بأمر الناس سنان بن سلمة، فولاه زياد الثغر، فأقام به سنين وفي مكران يقول أعشى همدان: الابيات التي أولها: وأنت تسير الى مكران ... فقد شحط الورد والمصدر «711» [وغزا] «712» عباد بن زياد، ثغر الهند من سجستان، فأتى سناروذ. ثم أخذ على حوى كهز الى الروذبار من أرض سجستان الى الهند منذ، فنزل كش وقطع المفازة حتى أتى القندهار فقاتل أهلها وهزمهم، وفتحها بعد ان أصيب من المسلمين رجال، وفي ذلك يقول يزيد بن مفرغ الحميري: كم بالدروب وأرض الهند من قدم ... ومن جماجم صرعى ما بها قبروا «713» بقندهار ومن تكتب منيته ... بقندهار يرجم دونه الخبر ثم ولى زياد، المنذر بن الجارود العبدي، ثغر الهند، فغزا البوقان والقيقان، فظفر المسلمون، وغنموا وبث السرايا في بلادهم، وفتح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 قصدار «714» . ثم ولى عبيد الله بن زياد، جرىء بن جرىء الباهلي ففتح الله تلك البلاد على يديه، وقاتل بها قتالا شديا فظفر وغنم «715» ، وأهل البوقان اليوم مسلمون. وقد بنى عمران بن موسى بن يحيى بن خالد البرمكي بها مدينة سماها البيضاء وذلك في خلافة المعتصم بالله «716» . لما ولى الحجاج بن يوسف العراق، ولى سعيد بن اسلم بن زرعة الكلابي مكران وذلك الثغر، فخرج عليه معاوية ومحمد، ابنا الحارث العلافيان، فقتل وغلبا [العلافيان] «717» على الثغر [واسم علاف] «718» هو ربان بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. وهو أبو جرم بن ربان، فولى الحجاج مجاعة بن سعر التميمي ذلك الثغر. فغزا مجاعة وغنم، وفتح طوائف من قندابيل، ثم فتحها محمد بن القاسم، واستعمل الحجاج بعد مجاعة، محمد بن هارون بن ذراع النمري. ثم ولي الحجاج أيام الوليد بن عبد الملك، ثغر السند محمد بن القاسم بن محمد بن الحكم الثقفي. وكان محمد بفارس فضم اليه ستة آلاف من جند الشام وخلقا من غيرهم وجهزه بكل ما احتاج اليه، وأمره أن يقيم بشيراز، حتى سار اليه أصحابه، فسار محمد الى مكران، فأقام بها ثم أتى قنزبور ففتحها. ثم أتى ارمائيل ففتحها وكان محمد بن هارون قد لقيه وانظم اليه وسار معه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 416 فمات بالقرب من ذلك الموضع. ثم سار محمد بن القاسم من ارمائيل ومدوا معه سفنا كان حمل فيها الرجال، والسلاح، والاداة حتى نزل الديبل، وخندق بها وركز الرماح على الخندق. وانزل الناس على راياتهم ونصب على المدينة منجنيقا تعرف بالعروس يمد فيها خمسمائة رجل. فكسر [صنما منصوبا] «719» على [منارة] «720» وكانت «721» الديبل فيها بدهم «722» ، وناهضتهم الناس ففتحت المدينة عنوة [ومكث محمد] «723» يقتل «724» من فيها ثلاثة أيام وهرب عامل داهر ملك [السند وقتل سدنة بيت الهتهم] «725» واختط محمد للمسلمين بها وبنى مسجدها وأنزلها أربعة [آلاف، قالوا: وأتى] «726» محمد بن القاسم البيرون، وكان أهلها بعثوا سمنين «727» الى الحجاج [فصالحوه] «728» وقدموا لمحمد العلوفة وأدخلوه مدينتهم ووفوا بالصلح وجعل محمد لا يمر بمدينة الا فتحها، حتى عبر أنهارا دون مهران فأتاه سمنيّة سريبدس فصالحوه عمن خلفهم، ووظف عليهم الخراج وسار الى سهبان ففتحها. ثم سار حتى نزل على مهران «729» وبلغ داهر خبره فاستعد لحربه، وبعث محمد بن القاسم محمد بن مصعب بن عبد الرحمن الثقفي الى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 سدوسان في خيل وجمازات «730» فطلب أهلها الامان والصلح وسفرت بينهم السمنية فأمنهم ووظف عليهم خراجا وأخذ منهم رهنا، وانصرف الى محمد ومعه من الزط «731» أربعة آلاف فصاروا معه، وولى سدوسان رجالا ثم ان محمدا احتال لعبور مهران على جسر عقده عليه، وداهر مستخف به ولاه عنه فلقيه [محمد] «732» بالمسلمين وهو على فيل وحوله الفيلة ومعه التكاكرة فاقتتلوا قتالا شديدا لم يسمع بمثله، وترجل داهر [وقاتل] «733» فقتل «734» عند المساء، وانهزم المشركون فقتلهم المسلمون كيف شاؤا وفتح محمد راور عنوة. وأتى برهمنا باذ العتيقة وهي على فرسخين من المنصورة «735» ، ولم تكن المنصورة يومئذ، انما كان موضعها غيضة، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 [وكان فل داهر ببرهمنا باذ هذه] «736» فقاتلوه ففتحها عنوة وقتل بها ستة وعشرين ألفا، وخلف بها عامله، وهي اليوم خراب. وسار محمد يريد الرور، وبغرور فتلقاه أهل ساوندري فسألوه الامان فأعطاهم أياه وانتهى الى الرور وهي من مدائن السند على جبل فحصرهم أشهرا ثم فتحها صلحا على الا يقتلهم ولا يعرض لبدهم، وقال: ما البد الا ككنائس النصارى واليهود وبيوت نيران المجوس ووضع عليهم الخراج وبنى مسجدا بالرور. وسار محمد الى السكة وهي مدينة دون بياس «737» ، ففتحها، والسكة اليوم خراب. ثم قطع نهر بياس الى المولتان، فقاتله أهلها، ودخلوا المدينة منهزمين وحصرهم محمد وقد نفذت أزواد المسلمين حتى أكلوا الحمير ثم أتاهم مستأمن فدلهم على ماء منه شربهم، وهو من نهر بسمد يصير في مجتمع مثل البركة ويسمونه البلاح «738» ، فغوره فلما عطشوا نزلوا على الحكم، فقتل محمد المقاتلة وسبى الذرية، وسدنة البد، وكانوا ستة آلاف، وأصابوا ذهبا كثيرا، فجمعت تلك الاموال، في بيت يكون عشرة أذرع، في ثمان، فسميت المولتان فرج الذهب، والفرج، الثغر وكان بدّ المولتان، تهدى اليه الاموال من كل بلد من بلدان السند، وتنذر له النذور ويحج اليه أهل السند فيطوفون به ويحلقون رؤوسهم ولحاهم عنده. قالوا: ونظر الحجاج فاذا هو قد أنفق على محمد بن القاسم ستين ألف ألف، ووجد الذي حمله محمد اليه مائة ألف ألف وعشرين ألف ألف، [فقال] «739» : شفينا غيظا، وأدركنا ثأرنا وأزددنا ستين ألف ألف وراس داهر. ومات الحجاج فأتت محمدا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 وفاته، فرجع من المولتان الى الرور وبغرور، وكان قد فتحها ووجه الى البيلمان جيشا فلم يقاتلوه، وأعطوا الطاعة، وسالمه أهل سرشت «740» وهي مغزى لاهل البصرة اليوم، وأهلها الميد الذين يقطعون في البحر. ثم أتى محمد الكيرج «741» فخرج اليه دوهر ملكها، فقاتله فأنهزم دوهر، ويقال: انه قتل، وقال الشاعر: نحن قتلنا داهرا ودوهرا ... والخيل تردى منسرا فمنسر «742» ونزل أهل المدينة على حكم محمد وقتل وسبى. ومات الوليد ابن عبد الملك، وولى سليمان بن اعبد لملك، فاستعمل «743» صالح بن عبد الرحمن على العراق، وولى يزيد بن أبي كبشة السكسكي السند، فلما أتاها حمل محمد الى صالح مقيدا «744» ، فعذبه صالح ويقال: انه قتل في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 رجال من آل عقيل قتلهم معه. ومات يزيد بن أبي كبشة بعد قدومه «745» أرض السند بثمانية عشر يوما، فاستعمل سليمان بن عبد الملك على حرب السند حبيب بن المهلب، فقدمها وقد عاد ملوك السند الى ممالكهم، ورجع جيشبة بن داهر «746» الى برهمناباذ، ونزل حبيب على شاطىء مهران فأعطاه أهل الرور الطاعة. ثم استخلف عمر بن عبد العزيز، وكتب الى الملوك يدعوهم الى الاسلام «747» ، على أن يملكهم، ولهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم، وقد كانت سيرته بلغتهم فأسلم جيشبة والملوك وسموا «748» بأسماء العرب، وكان عامل عمر بن عبد العزيز على ذلك الثغر، عمرو بن مسلم الباهلي، فغزا بعض الهند. ثم تولى الجنيد بن عبد الرحمن المري، مرة غطفان، من قبل عمر ابن هبيرة الفزاري، في أيام يزيد بن عبد الملك ثغر السند. ثم ولاه أياه هشام بن عبد الملك، فلما قدم خالد بن عبد الله القسري العراق، كتب هشام الى الجنيد يأمره بمكاتبة خالد، فأتى جنيد الديبل. ثم نزل شط مهران فمنعه جيشبة العبور، وأرسل اليه: «اني قد أسلمت وولاني الرجل الصالح بلادي ولست آمنك» فأعطاه رهنا، وأخذ منه رهنا بما على بلاده من الخراج، ثم ترادا «749» الرهن، وكفر جيشبة وحارب فقتل، وهرب صصة بن داهر ليمضي الى العراق فيشكو غدر الجنيد، فلم يزل الجنيد يؤنسه حتى وضع يده في يده فقتله. وغزا الكيرج، وكانوا قد نقضوا ففتحها عنوة، وقتل وسبى وغنم، ووجه العمال الى مرمد والمندل، ودهنج وبروص الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 ووجه جيشا الى أزين، ووجه حبيب بن مرة في جيش الى أرض المالية، فأغاروا على أزين وغزوا بهريمند فحرقوا ربضها. وفتح الجنيد البيلمان، والجزر، وحصل في منزله سوى ما أعطى زواره أربعين «750» ألف ألف وحمل مثلها. ثم ولى بعد الجنيد، تميم بن زيد العتبي «751» فضعف ووهن، ومات قريبا من الديبل «752» . وكان تميم سخيا وجد في بيت المال بالسند ثمانية عشرة ألف ألف درهم طاهرية، فأسرع فيها. ثم ولى السند الحكم بن عوانة الكلبي، فوجد أهل السند قد كفروا إلا أهل قصبة فبنى من وراء البحيرة، مما يلي بلد الهند، لما لم يجد للمسلمين ملجأ يلجأون اليه، مدينة سماها المحفوظة ومصرها، وكان عمرو بن محمد القاسم مع الحكم فكان يفوض اليه مهماته واغزاه من المحفوظة بلد الهند فظفر وغنم فلما قدم عليه أمره فبنى دون البحيرة مدينة سماها المنصورة فهي التي ينزلها العمال اليوم، وتخلص الحكم ما كان في أيدي العدو مما غلبوا عليه ورضى الناس بولايته، وكان خالد بن عبد الله القسري، يعجب من رفض الناس تميما، ورضاهم بالحكم على بخل كان فيه. ثم كان العمال بعد يقاتلون العدو فيأخذون بما أستطف «753» لهم، ويفتتحون الناحية، وقد نقض أهلها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 422 فلما كان أول الدولة المباركة، ولى مسلم عبد الرحمن بن مسلم، مغلسا العبدي ثغر السند فأخذ على طخارستان حتى صار الى المنصور بن جمهور الكلبي، وهو بالسند من قبل بني أمية، فلقيه المنصور فقتله وهزم جنده، فلما بلغ ذلك أبا مسلم عقد لموسى بن كعب التميمي، ووجهه الى السند، فلما قدمها كان بينه وبين منصور بن جمهور، مهران. ثم التقيا، فهزم منصورا وجيشه وقتل أخاه منظور، وخرج منصور مفلولا حتى ورد الرمل فمات عطشا وولى موسى بن كعب السند، فرم المنصورة، وزاد في مسجدها، وغزا، وافتتح، وولي [الخليفة] «754» المنصور، هشام ابن عمر التغلبي «755» ، السند ففتح ما كان استغلق. ووجه «756» عمرو بن جمل في بوارج الى نارند، ووجه الى ناحية الهند فافتتح قشميرا، وأصاب سبيا ورقيقا كثيرا، وأعاد فتح المولتان وكان بقندابيل متغلبة من العرب فأجلاهم عنها، وأتى القندهار في السفن ففتحها، وهدم البد، وبنى موضعه مسجدا. وأخصبت البلاد في أيامه فتبركوا به، ودوخ الثغر وأحكم أموره. ثم ولى ثغر السند عمر بن حفص بن عثمان، هزار مرد ثم داود بن يزيد بن حاتم المهلبي ولم يزل أمر ذلك الثغر مستقيما، حتى وليه بشر ابن داود في خلافة المأمون، فعصى وخالف، فوجه اليه غسان بن عباد «757» ، وهو رجل من أهل السواد بالكوفة، فخرج اليه بشر في الامان فأخذه وورد به مدينة السلام، وخلف غسان على الثغر، موسى بن يحيى بن خالد بن برمك، فقتل باله ملك الشرقي، وكان باله هذا التوى على غسان، وكتب اليه في حضور عسكره، فيمن حضره من الملوك فأبى وأثر موسى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 423 أثرا حسنا، ومات سنة احدى وعشرين ومائتين، واستخلف ابنه عمران بن موسى، فكتب اليه المعتصم بالله «758» بولاية الثغر. ثم وقعت العصبية بين النزارية واليمانية فمال عمران الى اليمانية فقتل غيلة «759» . وكان الفضل بن ماهان مولى بني سامة، فتح سندان وغلب عليها وبعث منها الى المأمون بفيل. فلما مات قام محمد بن الفضل بن ماهان مقامه، وسار الى سندان، وقد غلب عليها أخ له يقال له ماهان «760» ، فمال الهند عليه فقتلوه وصلبوه. ثم ان الهند تغلبوا على سندان وتركوا مسجدها للمسلمين يجتمعون فيه، ويدعون للخليفة وكان ببلد يدعى العسيفان، بين قشمير والمولتان وكابل، ملك له عقل وكان أهل البلد يعبدون صنما، قد بنى عليه بيت. ولبد، فمرض ابن الملك، فدعا سدنة البيت فقال لهم: ادعوا الصنم ان يبرئ ابني، فغابوا عنه ساعة، ثم أتوه فقالوا: قد دعوناه، فأجاب الى ما سألناه، فلم يلبث الغلام ان مات، فوثب الملك على البيت فهدمه [و] «761» على الصنم [فكسره، وعلى السدنة فقتلهم، ثم دعا قوما] «762» من تجار [المسلمين فعرضوا] «763» عليه، التوحيد فوحد وأسلم. وكان ذلك في خلافة المعتصم بالله «764» . تمت المنزلة السابعة من كتاب الخراج وصنعة الكتابة والحمد لله رب العالمين [ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل] «765» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 424 [ المنزلة الثامنة ] الباب الاول في صدر هذه [بسم الله الرّحمن الرّحيم] «1» الباب الاول: في صدر هذه المنزلة. الباب الثاني: في السبب الذي احتاج له الناس الى التغذي. الباب الثالث: في السبب الذي احتاج له الناس الى اللباس والكسوة. الباب الرابع: في السبب الذي احتاج له الناس [الى التناسل] «2» من أجله. الباب الخامس في السبب الذي احتاج له الناس الى المدن والاجتماع فيها. الباب السادس: في حاجة الناس الى الذهب والفضة، والتعامل بهما وما يجري مجراهما. الباب السابع: في السبب الداعي الى أقامة ملك وامام للناس يجمعهم. الباب الثامن: في ان النظر في علم السياسة واجب على الملوك والائمة. الباب التاسع: في اخلاق الملك وما يجب أن يكون عليه منها في ذات نفسه. الباب العاشر: في الخلال التي ينبغي أن تكون مع خدام الملك والقرباء منهم. الباب الحادي عشر: في أسباب بين الملك والناس «3» اذا تحفظ منها زادت محاسنة وانصرفت المعايب عنه وتمكنت له سياسته. الباب الثاني عشر: في استيزار الوزراء، وما يحتاج اليه الملوك منهم وما يلزم الملوك لهم «4» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 425 الباب الاول في صدر هذه المنزلة قال أبو الفرج قدامة بن جعفر الكاتب: ان الله تقدس وعلا لما خلق الاشياء بقدرته وفطرها بحكمته أثبت كل مخلوق في حقه ورتب كل مصنوع على كنهه، وجعل لكل من جميع ذلك ما يحتاج اليه ويكتفي به فخلق الملائكة المقربين أحياء مميزين، مستغنين عن التغذي، والتناسل وما يتبعهما مما الحيوان محتاج اليه غير مستغن «1» عنه، وخلق البهائم وما يجري مجراها من الحيوان غير المميز محتاجا الى التغذي والتناسل، وما يتبعهما مما لا يستغنى الحيوان عن مثله، وجعل الانسان قصدا لاستكمال القدرة واستيعاب الحكمة ممتزجا من صيغة الملائكة بالتميز، ومن صيغة الحيوان غير المميز بالتغذي والتناسل وما يتبعهما مما لا يجوز مفارقتهما له، فلما حل في الانسان من بين سائر الحيوان قوة التمييز الغالبة في علا شأنه وقهر الحيوان كله وصار جميعه مذللا ومتصرفا على مشيئة واختياره، ولما شارك سائر الحيوان بما شاركه فيه حصلت فيه أموال مختلفة وأسباب متنازعة اذ كان مركبا من قوة الاهمية ومادة أرضية، وصار لا في «2» منزلة الملائكة المقربين عاليا ولا في محلة سائر الحيوان البهيمي مبطوحا، وجعله الله لاختلاط أحواله مكلفا مأمورا منهيا، واحتاج بما فيه من قوة التمييز أن يسوس ما قد خلط فيه من البهيمة ولكثرة تصاريف ما في قوة التمييز من الافعال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 426 وزيادتها على ما يفي به الواحد من الناس احتيج الى الاجتماع والتمدن ليكون في المدنية ناس كثير يتصرفون في هذه الافعال الكثيرة المختلفة، ومع اختلاف الصيغ الكثيرة، واجتماعهم في المدينة يتصل بذلك الافعال المختلفة التي يلزم قودها الى حسن السيرة، وسداد الطريقة. فعند ذلك ومن أجله وقع الاضطرار الى السياسة التي انما هي قود الملوك والائمة، رعاياهم الذين ينقادون لهم ويدخلون تحت طاعتهم الى الافعال الحميدة المرضية، والطرائق السديدة القوية، ونحن نبين وجوه ذلك وأحواله وتقدم ذكر الاسباب التي من أجلها احتيج الى السياسة على شرح [ان شاء الله] «3» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 الباب الثاني في السبب الذي احتاج له الناس الى التغذي لما فطر الله جل اسمه جسم الانسان، من عناصر يلحقها التحلل والسيلان، والانقسام، وهي النار والهواء والماء والارض، وجعل العمدة في بقاء روحه، وتسهيل تصاريف أفعاله الحارة والرطوبة، فان بهما كان نشوءه ونموه وعليها مدار حركته وجمهور أمره، ومن شأن الحرارة تحليل الرطوبة وافناؤها وفتها وابطالها لم يكن بدله اذ كان مركبا مما يفنى بعضه بعضا، ونقصه دائما متصلا من اخلاف مكان ما يبطل منه مثله، واعادة ما يضمحل من جملته الى حالة، ولم يوجد في ذلك أقرب الى ممايلة الانسان في الصيغة، ومشابهته في البنية من الحيوان والنبات لانهما مخلوقات من مثل العناصر التي خلق منها الانسان فجعل الله سبحانه، هذين الجنسين غذاءا له، لئلا يبطل جسمه الذي هو كالوعاء لنفسه، فهذا كان سبب الحاجة الى التغذي والامر الموجب له. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 الباب الثالث في السبب الذي احتاج له الناس الى اللباس والكسوة لما خلق الله جل وعز الانسان مقصودا به، تلقا غرض يحس به نحوه، ومرهونا بخلقه نحو أمر من الامور، قصد به قصده، ركبه في جسد يلين بذلك المقصد، وجعل له من الآلات ما يشاكل الغرض المعتمد، كما انه لما خلق الاسد ذا شجاعة وجرأة جعله في ذي أيد وشدة، وجعل له من الآلات ما يوافق البطش والنجدة، من الانياب والمخاليب، الجارية مجرى ما يتخذه الناس من الاسلحة، وكما انه (عز وجل) لما خلق الفرس للاحضار «1» والسرعة، جعل جسمه مناسبا للحال التي خلقه لها، في الشكل والهيئة. وكذلك لما خلق الانسان للتمييز والمقايسة جعله في جسد متأت للحال التي أرادها سبحانه، وجعل آلات جسده مشاكله لما ينحى به نحو هذه الغاية من اليد التي تليق بالصناعات المختلفة، والرجل التي على مثل هذه الحال زيادة، حتى انه لوعد ما بهيئة الانسان من يده وأكثر أعضائه في تصاريف الاحوال التي يحتاج اليها لكانت كثيرة معجبة الى ان جعله تعالى: لما أراد به من أن يكون زائدا على أحوال سائر الحيوان، في حسن «2» اللمس الذي به يقع صحة الاعتبار، في الاشياء المباشرة، ومعري الجسد من الشعر الكثيف الذي لما خلا غيره من الحيوان، أن يكون الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 مخلوقا لمثل هذه الحال، لم يعدمه أياه اذ كان في كونه عليه وقاية له، فبعض من ريش لما يصلح الريش فيه، وبعض من شعر لما يحتمل أن يكون الشعر كثيرا في جسده. وبعض من وبر لما كان الوبر لائقا به، وبعض صوف لما يصلح الصوف لمثله. وبعض قشور لما تصلح لمثله، بعض صدف لما كانت حاله تحتمله. ولما خلا الانسان من الشعر والوبر والريش والصوف والقشور وقد عوض قوة التمييز صنع لنفسه ما يقي جلده ويكنه، من أصناف الكسي والملابس بحسب ما استنبط بالقوة المميزة امكان عمله، من الحيوان والنبات مثل الصوف والشعر، والقز والقطن والكتان وغير ذلك، مما تهيأ له استعماله من الكسي والملابس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 الباب الرابع في السبب الذي احتيج الى التناسل من أجله لما كان الله عز وجل بتصاريف حكمته المعجبة، خلق الاشياء، فمنها ما أبقاه وامهله الى يوم الحشر، ومنها ما جعله يموت ويبطل وما كان جعله يموت وينقرض لولا التناسل الذي قدره [بلطفه] «1» أنواع الحيوان كله ... وزال ما قضى بقاءه منه، الى وقت افناء جمعيه، فجعل تبارك وتعالى التناسل سبيا لاخلاق، وكان المنقوص منه ومعيدا بدل الفاني ما يكون خلفا منه. ثم لما كان الانسان المميز فضلا عن سائر الحيوان الذي لا تميز له، لو ترك واختياره لجار «2» فيه، بل كان في الاكثر من فعله أن يختار ما يبعده عن الصواب، ويهمل ما في فعله الحزم والانتفاع، وعلم الله عز وجل ذلك في سائر علمه، ولم يجعل التدبير الى الانسان لا في وقت تغذية، واستدعائه له الذي به قوام شخصه، ولا في تناسله الذي به بقاء نوعه، بل جعل له في استعمال ذلك مقتضيا عنيفا ان ذهب الى التقصير فيه قاده اليه وبعثه كل البعث عليه، وهو الجوع والعطش والشوق الى النكاح، حتى ان كثيرا من الناس المميزين، يقتنون من النساء من لا يسأل له جمعهم، أو أولو حصافة الرأي منهم ان ألم التصير عنهن أيسر من تكليف القيام بمصلحتهن، فلمشيئة الله وارادته وتقصيه وما فيه عمارة العالم ومصلحته، صار العامل في هذا الباب ممنوعا من رأيه مقودا نحو ما قضاه الله عليه، واختاره له، اذ كان تعالى لا تغالب قدرته ولا تدافع أقضيته سبحانه وتعالى جده وتقدس. فقد دللنا على السبب الذي من أجله احتاج الحيوان الى التناسل بكلام وجيز فيه كفاية لمن كان ذا فهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 الباب الخامس في السبب الذي احتاج له الناس الى المدن والاجتماع فيها لما كانت ما قلنا أفعال النفس «1» المميزة، وتصاريفها كثيرة مختلفة، وحاجات الانسان بسببها وبسبب والجسم الذي لم يكن النفس في هذا العالم بد منه، واسعة منتشرة، وتبعت هذه الاحوال الصناعات والمهن فصارت على حسبها في الكثرة ولم يكن في وسع انسان واحد، استيعاب جميع الصناعات الكثيرة المتفرقة، وكان لابد للناس من جميعها ضرورة قادتهم الحاجة الى الترافد، واستعانة بعضهم ببعض ليكمل باجتماع جميعهم ما لم يكن بد ضرورة منه، لان هذا يبذر لهذا قمحا يتقوته وهذا يعمل لهذا ثوبا يلبسه، وهذا يصنع لهذا بيتا يكنه ونشره، وهذا ينجز لهذا بابا يغلقه على بيته، وهذا يخزر لهذا خفا يمنع به الافات عن رجله، وغير ذلك، مما لا يكاد العدد يدركه من فنون الصناعات وضروب الحاجات، لانه لم يكن في استطاعة انسان واحد أن يكون فلاحا، نساجا، بناء، نجارا، أسكافا، ولو انه كان محسنا لهذه الصناعات كلها، لم يف وحده بما يحسنه منها ثم يجوز بعد هذا كله، ان تأتى صناعات لا يتأتى للواحد من الناس النفاذ في جميعها كالطب والفلاحة مثلا فأنه لم يكن يتأتى لانسان واحد، أن يأخذ السبيل فيقلب الارض قلبا دائما، وهذه الحال محتاجه الى الغلظة والجسارة، فان الفلاح ان لم يكن غليظا، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 432 بطل أمره أول ذلك، لان جسمه أن كان لطيفا ضعف عند احتمال مثل مهنته. وثانيا: لحاجته الى مباشرة الشمس في الصيف دائما، ثم البرد والماء في الشتاء وقتا طويلا، فكانت هذه الاحوال لو لم يكن جاسيا، متينا يحتمل مثلها جسمه بطل وهلك، فهذه حال الاكار «2» وهو الفلاح، لا يحتمل أن يكون على غيرها فلو انه حتى يجمع الى ذلك مثلا نظرا في الطب أو ما جانسه من «3» الصناعات الغامضة لكان «4» ذلك غير متأت له أما لان احدى الصناعتين يشغله الاخذ فيها عن التشاغل بغيرها أو لان معنى كل واحدة لا يتأتى من مراد «5» له أن يكون جامعا للامر الاخر معه فان الذي يغلظ حتى يقوى مثلا على قلب الارض يوما الى الليل وأكثر منه وتباشره الشمس في الصيف مع قلبه الارض ويخوض في الشتاء المياه الباردة للسقي وما جرى مجراه لا يكاد يفهم من لطائف صناعة الطب مثلا أو غيرها من الصناعات اللطيفة ما يفهمه. أما المدمن للنظر فيها أو اللطيف القادر بلطفه على مثلها فلما كان الامر على هذا في الكثرة والاجتماع في المدينة وكان علم ذلك ما بقى «6» عند الله سبحانه فطر الانسان محبا للموانسة موثرا للاجتماع مع ذوي جنسه فأتخذ الناس المدائن والامصار واجتمعوا فيها للتعاضد والتوازن للذين ذكرناهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 الباب السادس في حاجة الناس الى الذهب والفضة والتعامل بهما وما يجري مجراهما لما كان كل واحد من الناس محتاجا في تدبير معاشه ومصلحة «1» أمره، الى غيره ممن قدمنا ذكر حاجته اليه، من سائر الناس لمعاونته، وموازرته لم يكن متسهلا أن ينفق أوقات حاجات الجميع، ومتيسرا أن يوافي أدواتهم «2» ، حتى اذا كان أحد «3» منهم [مثلا نجارا أتفق] «4» له أن يجد اذا احتاج الى خف أسكافا، يحتاج الى باب، والا اذا كان عنده مثلا قمح، وقد احتاج الى زيت يجد زياتا، يحتاج الى قمح وكذلك كل من عنده صنف من أصناف التجارات، أو معه ضرب في أضراب الصناعات، أن ينفق له اذا أراد شيئا، أن يجد من يريد ما عنده ممن قبلة أرادته، وكان مع ذلك لو أن ما بينا عسره وقلة وجوده، موجود، متسهل، من ان يجد كل من يحتاج الى نوع من أنواع المطلوبات من عنده ذلك المطلوب مريدا ما عنده المحتاج، لكان ذلك على بعده ومحتاجا الى أن يعرف مقدار كل صنف من غيره، وقدر كل عمل مما سواه، حتى يعلم مثلا قدر الحياكة من النجارة «5» ومن غيرها من كل صناعة، وكذلك قدر النجارة «6» من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 سائر الصناعات سوى الحياكة، وعلى هذا قدر القمح من الزيت، ومن غيره من سائر المطلوبات «7» وقدر الزيت من غير القمح من جميع الصناعات فكان حفظ ذلك وتحصيله يصعب ويشق على من يبتنه وتفقده فضلا عن الامي والمرأة، والصبي، وجميع من يبتاع ويبيع حاجة من أصناف الناس كافة. فلما كان هذا على هذه الحال من المشقة لطف الناس بالتمييز الذي منحهم الله أياه، الى طالبوا شيئا يجمع جميع الاشياء ويكون عند كل من يحتاج اليه من صناعة، أو مهنة، أو حبة، أو ثمرة أو غير ذلك، مما يدخل تحت الارادة ثمنا وقيمة، واعتمدوا أن يكون هذا الشيء باقيا اذ كان هذا حكم ما يجعل ثمنا بجميع المطلوبات للحاجة، الى حفظه وادخاره، وكان ما يسرع اليه الفساد والغير مما لا يصلح ذلك فيه، فكان ما جعلوه ثمنا لكل مراد الذهب لطول بقائه على الزمان واحدة، ثم لا نطباعه على ما يطمح عليه وقبوله للعلامات التي تصونه والسمات التي تحفظه من الغش ثانية، ثم كانت الفضة دون الذهب في النقاء، فنزلوا لها مرتبة من القيمة حسب قدرها من بقاء الذهب، وتطاول مدته، ثم كان النحاس دون الفضة في البقاء، فنزلوا له مرتبة في القيمة على حسب طبقته، وكان أجود جميع المطلوبات في هذه الثلاثة الاصناف. أولى في التدبير من الامر الاول، اذ كان يغرب وذاك لا يكاد يضبط ولا يتحصل ولهذه العلة، احتيج الى اتخاذ العين، والورق، وما يجري مجراهما واستعمال ذلك فيما تقدم شرحنا له. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 الباب السابع في السبب الداعي الى اقامة امام أو ملك للناس يجمعهم لما دعت الحاجة الى اجتماع الناس في المدائن والامصار واجتمعوا فيها وتعاملوا وأخذ بعضهم من بعض وأعطوا، وكانت مذاهبهم في التناصف والتظالم مختلفة وكان الله سبحانه قد شرع لهم شرائع وحد حدودا مبينة، احتيج الى من يأخذ الناس باستعمال فروض الشرائع المسنونة، ويقيم الحدود المبينة حتى يلزمها الناس كافة. ولا يتعداها منهم أحد، الا أحلت به العقوبة التي تقوده الى الشرع والسنة، وتأتلف الكلمة وتلتئم البيضة وتجري أمور الكافة على التناصف والمعدلة، ولا يقع في تعاملهم جور ولا مظلمة فانه لا ملك الا بدين وشرع، ولا دين الا بملك وضبط، وقد وفق اردشير ابن بابك ان قال في ذلك قولا ليس عنه معدل: وهو ان الدين والملك اخوان توأمان لا قوام لاحدهما الا بصاحبه، وجعل الدين أسا والملك عمادا وقال في ذلك قولا صوابا. وقد كتب ارسطاطاليس الى ذي القرنين في رسالته المنسوبة الى سياسة الكل وتدبير الملك وأي «1» ملك خدم دينه ملكه. فالملك وبال عليه. وأي «2» ملك جعل ملكه خادما لدينه انتفع بملكه وبكل أمره في عاجلة وآجلة. وقد يقع في الظن جواز كون أكثر من ملك واحد لامة واحدة أو عصابة غير مختلفة وفي ذلك غلط اذ ظن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 لان فيه فسادا غير مخيل، اذ كان الذي يحتاج اليه من الملك انما هو القيام بالامور على حقها، والحق واحد لا يجوز ان يظن به، غير هذا فليس يكاد يقوم بالحق الذي هو واحد الا واحد والا فلو ظن انه يقوم به أكثر من واحد، لكان في الجائز أن يقع من الكثرة خلاف ولو من واحد، واذا خالف واحد فلا محالة انه يخالف الحق واذا خالف الملك الحق فسدت الامور. فاذن «3» لم يكن يجب أن يقوم بالامور الا واحد. فأما من دون ذلك ممن يستعان بهم في الحفظ والحراسة والاعمال المهنية فيجوز أن تقوم به فليس يصلح أن يكون الا واحد لا يشركه فيه غيره، ولهذه العلة كان الاله واحدا لا شريك له وليس هذا موضع يحتاج ايضاح ذلك بالبراهين الدالة عليه، فلا جرم انا لم نأت فيه وقد أجمل الله سبحانه القول في ذلك بما شرحه واتضاحه عند الراسخين في علمه، وهو قوله عز وجل (لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا) «4» تبارك الله الاحد الله الصمد وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 الباب الثامن في ان النظر في علم السياسة واجب على الملوك والائمة لما كان هذا النظر مما يلزم الملوك تعلمه، ويليق بهم تقبله، فقد يحق على افاضلهم دراسته، ويجمل بهم وعيه وتحفظه، لانهم اذا فعلوا ذلك حتى يحكموا أسبابه وعلله استقامت آراؤهم، واذا استقامت آراؤهم صلحت أفعالهم، واذا صلحت أفعالهم عمّ نفع ذلك رعاياهم وجميع من يكون أمورهم. وان الصلاح والفساد اللذين يكونان في الازمنة والاوقات، انماهما باستقامة أفعال الملوك وأعوجاجهم فاذا صلحت تدبيراتهم بصواب الرأي وسداد الفعل في وقت، نسب ذلك الوقت الى أنه وقت حميد وزمان شديد واذا فسدت أحوالهم واضطربت مجاري أمورهم في آخر نسب الوقت الذي يقع فيه هذا الى انه وقت شديد، بما يعرض لاهله من الفساد وسوء التدبير، وأكثر الناس يظنون ان الملك يجري مجرى سائر الرياسات التي تستقيم لاكثر من منصب فيها، لما شاهدوه وجرى في عاداتهم من ان كل من يوضع في رئاسة ما يقوم بها وترجوا أفعاله فيها، وان كان غير مستحق لها ولا مضطلع بشأنها، لان خلله أما أن يكون مضرا يشعر به، أو يكون مما لا يتلافاه أعوانه وكفاته، أو يكون آخر أمره معروفا، فيهون صرفه والاستبدال به غيره، والملك فلا يحتمل خلة من الخلال التي ذكرناها، لانه أشرف منازل البشر قدرا وأعظم الامور خطرا، فأن الملك المقيم لنظام الملك بالتحقيق لا بالذي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 438 يأخذه بالهوينا، وعلى جهة التشفيق يحتاج الى أن يكون من المخاطرة بمهجته وتجشم الامور التي يقيم بها أود مملكته ويصلح معها شأن من يتولى سياسته بمنزلة الحال، في قلة مهواتها هلكة فأن لم يكن معه من شدة النفس وقوة الشكيمة ما يمضي به الامور العظام التي يحتاج في الملك الى امضائها، اضطربت الاحوال التي هو مضطر الى تقويمها، والتاثت الاسباب التي يقصد لنظمها وتعديلها، فان أيسر مخاوف الملوك انهم يحتاجون الى أن تتمكن رهبتهم في نفوس الرعية، ومن ينأ عنهم من الاعداء في المحال النائية، ومع اشتداد الهيبة من الناس اللشيء يقع لهم اضطرار بغضه، ويتمكن في نفوسهم بغضه ومقته والشنأن له والابتهاج بمأساة وخالف محبته على ان هذا المقت للملوك لا يخلو من ان يخالطه الاستكانة، ويشوبه الخضوع والمهانة، ولا تكون المحبة للملك من رعيته نافعة، الا أن يكون معها هيبة، فأن مما هو معلوم من الحكم القديمة «انه الا ينفع الانسان محبته من فوقه «1» ، الا ان يكون معها رحمة، ولا محبة النظير له الا أن يكون معها شفقة، ولا محبة من دونه الا أن يكون معها هيبة» . ولما قدمناه من بغض العامة للملوك ما قال اردشير بن بابك: في عهده (ان من صيغ العامة بغض الملوك) وفي هذا القول، اذا أتى مطلقا ما يعجب منه لان من يسمعه ولا يعرف سببه ينكره، ويتعجب من كونه، والسبب فيه ان في صيغ الناس محبة، الفراغ والكراهة لمن يأخذ على أيديهم ينحوا بهم نحو الاستقامة ويمنعهم من الجري على ما تقوده اليه نفوسهم من اتباع الهوى والارادة. ومن هذا بغض الصبيان للمؤدبين وكراهة الاحداث للمشايخ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 وقد قال بعض الشعراء اليونانيين: شعرا صورة الشعر لما ثقل من لسانهم الى العربية وبقي معناه (وهو الشيخ عند الاحداث رجل سوء) . والملك الذي يقصد لاقامة الناس على العدل ويقودهم نحو الواجب مضطر الى أن يكون كما قدمنا مهيبا، مخوف الجانب، يرهب الناس بأكثر مما يرغبهم، ويشتد عليهم بأزيد مما يلين لهم، ويكون معه من الغلظة أضعاف ما يكون معه من الرأفة، لان الذي يجده مستحق السطوة بغية أكثر من مستوجب الرأفة بصالح سعيه [اذا كان القليل من الناس ذوى هدى وحسن استقامة والكثير] «2» منهم أهل حسب وعرامة. ويجتمع للملك بهيبته مع صلاح رعيته صلاح أعدائه، ومن يقدر غلبته على مملكته ممن هو مقارب له أو نأى عنه، فان في قول رسول الله صلى الله عليه [وسلم] «3» دليلا بينا على ما قلته وذلك حيث قال (نصرت بالهيبة دون غيرها) فيما كان فيه من الاخلاق الرضية والحكم البليغة والشيم الشريفة وقد جاء في الاثر ما وزع الله بالسلطان أكثر مما وزع بالقرآن، لان القرآن انما هو حكم ومواعظ وترغيب في الجنة وتخويف من النار، فلا جرم ان أكثر الناس لم ينقد لما وجب عليه من الوعظ والانذار دون ما انزل بهم من التأديب والايقاع، وهذا كله أكبر دليل على ان الهيبة من أخص أدوات الملوك التي يكون معها من العامة البغضة، ومما فيه دليل على ما قلته من ذلك أيضا قول شاعر العرب يذكر سادتهم وقياس السادة فيهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 عند جمهور الناس منهم قياس الملوك في غيرهم عند سائر عوامهم [مصرع] «4» . (دماؤهم من الكلب الشفاء) . قال أحمد بن يحيى النحوي «5» : ذكر لي ان تفسير ذلك انما هو لان دم السيد «6» غاية الثأر، وانه اذا أصيب فقد أدرك الثأر كله، ووقع الشفاء بعده، قال: وانما الكلب هاهنا الغيظ والغضب كما قال بعض الشعراء [مصرع] «7» : كلب بضرب جماجم ورقاب فالغيظ عندي من العرب على ساداتهم من جنس، غيظ سائر الامم على ملوكهم، واذ قلنا ما قلناه، فليكن أول ما نتبع به ذلك ذكر أخلاق الملك وسجاياه «8» ، وما يجب أن يكون عليه منها في ذات نفسه اذ كان ذلك مبدأ التدبير والسياسة ومنشأ الافعال الشائعة في العامة. ثم يتبع ذلك ما يجب أن يكون تابعا له. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 الباب التاسع في أخلاق الملك وما يجب أن يكون عليه منها في ذات نفسه ليس أحد أولى بسياسة نفسه ورياضتها، على التهذيب، والاستقامة، والعقل، والفضيلة، والرأي والرجاحة من الملك، لانه اذا فعل ذلك كان حقيقا في أول الامر، أن يرى نفسه فوق من هو سائس له مستوجبا للعلو على من هو دونه، اذ كان ليس من الحق أن يكون الادنى فوق «1» الاعلى ولا الاقصى متقدما للافضل، ولا الجاهل مملكا على العاقل. فأول ما ينبغي أن يكون من صيغة الملك العقل فانه أفضل قوى النفس، والعاقل أثير مكرم مرأس مقدم عند من به من الناس اليه حاجة، وعند من لا حاجة به اليه، والعقل منه مخلوق مع أول الفطرة، ومنه مستفاد ومكتسب بعد ذلك باقتناء العلوم الحقيقية، والتجربة البادرة، عن الفهم والروية ومجاراة ذوي الآراء الوثيقة وأهل الآداب الصحيحة، فاذا كان مع الملك العقل الاول أمكنه أن يضيف اليه اكتساب الثاني، واذا اجتمعا قويا قوة لا يحتاج معها الى وصية، صار الملك بهم الى السعادة التامة في الدنيا والاخرة. وقد يعترض بينهما ويعوق عن اجتماعهما الهوى، وغلبته وكثرة فنونه، وتشعبه فليحذر الملوك من تسلطه، فأنما هو كالنار التي تنمي من ضعف وقلة، وتسعر من الشرارة الدنية، حتى اذا اضطرمت وقويت، لم يدرك اطفاؤها بالهوينا والحال السهلة، فاذا دوركت قبل أن تقوى وبودر باضعاف الهوى قبل ان يتمكن ويشظى كانت القدرة عليه أسهل واستدفاعه قبل تمكنه أولى وأيسر، وأمثل الطرق المأخوذ فيها بجسمه، وأخلق السبل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 التي تسلك في افنائه وتمحيقه، هو أن يقصد الملك لعلم ما كان يجهله، وتفهم ما كان غير فهم به فانه عند وصوله الى ذلك، يزول عنه ما كان متشعبا في نفسه من فنون الهوى، ويضمحل ذلك أو جله ويتلاشى، والهوى فمما لا ينبغي للملوك أن يحذروا شيئا، أشد من حذرهم منه، والا يكونوا مجاهدين لعدو من أعدائهم قبل مجاهدتهم له، فانه اذا عجز الملك عن مجاهدة هواه الخاص به كان أولى بالعجز عن غير ذلك مما [هو] «2» خارج عنه فقد كان يقال من كان عقله لا يقوم بمصلحة خاصة لم يكن أهلا لان يستصلح به أمر عامته. ثم العفة من رأى أن السخاء من الكرم [بأن يقال ان الكرم] «3» انما يستحق بالسخاء، وذكر كما قدمنا انهما جنسان لا يعم أحدهما الاخر ولا يدخل تحته. وذكر اختلاف أهل المشرق والشمال في المواهب، وانها أنفس ما جرى في باب الكيفية، أو ما كان داخلا في معنى الكمية وفضل مواهب الكيفية على مواهب الكمية، لدخول الحكمة وسائر الصناعات في باب الكيفية. وقال: بعد ذلك لما صحح ان السخاء والكرم ممدوحان انهما بالملوك أزين وباخلاقهم أبهى وأحسن. وحكي قول شاعرهم المعروف بهوميروس حيث قال [أنظر: ارسطو كتاب السياسة وتدبير الرياسة، ص 13 (مخطوط) ] : «لا ينال المراتب بخيل ولا يرتقى الدرجات العليا الا كريم» . وقد قال قائلون: ان من السخاء الامساك عما في أيدي الناس، مما لا حق يوجب أخذه منهم، وليس هذا من السخاء، ولا من الكرم، بل هو في طريق المروءة اذهب وأمضاها الزم. ومما ينبغي أن يكون الملك مجبولا عليه ومكتسبا لتقويته في نفسة، عظم الهمة، اذا كان ليس من شأن الملك الا أن تكون كل أفعاله الانسانية مبالغا فيها ينحو نحو الغاية القصوى على حسب قدره من المنزلة، وعلوها ومحلة من ارتفاع الدرجة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 وسموها، ويحتاج الملك أن يكون شجاعا والشجاعة ضربان، أحدهما الصبر على النوازل الملمة والخطوب النائبة. والاخر الجرأة على الملاقاة والمنازلة على الحرب والمباطشة، فان اجتمع الصنفان للملك فهو الكامل، والا أجزاه أن يكون الضرب الاول منهما. ومما يحتاج الملك اليه، أن يكون بعيد الفكر متطلعا نحو العواقب، ذا عزيمة في نفسه وشكيمة في رأيه، حتى اذا صح عنده ما يوافق الصواب، وان كان فيه بعض المخاطر أمضى تدبيره فيه ولم ينكل عنه ولا يداخله فشل فيه ولا خوف منه، والحلم فلا يصلح أن يكون الملك غير لابس له لانه في أول الامر بها يكسبه زينة ويكسوه وقارا وبهجة، ثم يتلوا ذلك أن يصل الى رعيته، ومن يسوسه من الناس نفعة، لان ذلك اذا كان معه سهل السبيل الى التثبت «4» في مواضع العقوبات على الاجرام التي يتكون بعضها واقعا على شبهة، وبعض جاريا بسبب أقوال كاذبة، وبعض على سبيل حيلة وعلى وجه معاداة غيلة، فاذا كان مع الملك حلم ووقار وترفق وثبات، لم تقع عقوبته الا في حقها، ولا مجازاته الا في موضعها، ولم يكن منه ما يوجب الذم ولا وقع من جهته ما يذكر معه ندم. ومما لا يصلح مفارقة الملك أياه ولا خلوه منه الصدق في وعده ووعيده، فانه اذا كان حليما متثبتا، لم يعد الا ما يتيقن قدرته على الوفاء به، ولم يتوعد الا من يستحق أن يتوعده، بمثل ما يوجبه جرمه، ولم يتهدد أيضا الا بما له أن يفعله، فاذا وعد في حقه وواعد في كنهه لزمه أن ينجز ما وعده ولا يخلف ما توعد به. ومن كمال الخلال التي قدمنا حاجة الملك اليها، أن يكون عادلا في نفسه مكتسبا لما حفظ هذه الفضيلة، وزاد عليها بجودة البحث «5» وعم الصواب كل أحواله، واستقامت الخلال المحمودة التي تكون معه، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 وصواب النظر. فان الملك اذا كان عادلا شمل الاقساط جميع أفعاله، وعم الصواب كل احواله واستقامت الخلال المحمودة التي تكون معه حتى لا يجري شيء منها على سرف ولا تكثير، ولا نقص ولا تقصير والشح، من الخلال المذمومة، التي لعلها تعرض «6» له حتى يخلو منها، أو من أكثرها بمعاتبته نفسه عليها، ونهيه لها عنها وقد يستغنى الملك اذا كان عادلا من ان يكون رحيما لان الرحمة انما هي تركيب في خلق النفس من ود وجزع، فاذا عدل الملك حتى لا يضع عقوبته الا في حقها، كانت الرحمة ناقصة منها، وعاد ذلك بالضرر في التدبير. ومما يحتاج الملك أن يكون متطلبا له، وناظرا فيه، سير من تقدمه من الملوك ليقبل «7» أفعال من حمدت أفعاله، وكانت متصفة بالسداد أحواله ويتجنب سيرة من ذمت سيرته، ولم يكن ممن ترتضى طريقته، ويحتاج الملك أن يخلوا من خلال في كونها معه ضرر عليه في ذات نفسه، وفي تدبير رعيته، ومصالح مملكته منها اللجاج والمحك فانهما لا يكونان الا في الطباع الرديئة، ومن الخلائق الدنيئة، وهما مع هذا يعوقان مجارى الرأى عن «8» الانبعاث. ومنها البذخ، فانه تابع أبدا لصغر الهمة، ومنها التهاون بالامور فان اليسير في ذلك ينتج كثيرا من الخطأ وعظيما من البلاء. وقد ذكر مروان بن محمد: وكان من أكابر ملوك بني أمية وشجعانهم، وذوي الرأي والسياسة منهم؛ لما دفع الى ملك قد وهت قواه وانتفضت عداه باهمال المضيعين وتقصير المترفين، فأخذ يروم تلافيه وقد عسر، وتقصد لرتقه وقد زاد الخرق واتسع وباشر من حرب المسودة «9» ما اشتد عليه حتى انهزم فلجأ في انهزامه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 الى موضع حصل فيه، ومعه خادم رومي يقال له: بسيل، وكان هذا الغلام فيما يقال من أشراف الروم فوقع عليه سبى صار به الى مملكته مروان فقال مروان: في تلك الحال (يالهفاه على كف ما ظفرت ودولة ما نصرت ونعمة ما شكرت) فأجابه بسيل بأن قال: من أغفل الصغير حتى يكبر واليسير حتى يكثر والخفي حتى يظهر لقي مثل هذه الحال التي نحن عليها واغلظ. وقال بعض حكماء الفرس: ما أورث راحة ما أعقب نصبا ومعونة «10» . وقال آخر منهم: ما أهون الكد المؤدي الى الدعة، وأصعب الدعة المعقبة تعبا ومشقة. وقال بعض البلغاء في ذلك: ينبغي أن يستعمل الملك الحزم محتملا مؤونته بصلاح بغيته وبجانب العجز تاركا عاجل راحته لمكروه عاقبته. فان للحزم مؤونة تودى أهلها الى الخفض والدعة وللعجز يسيرا من الراحة، يفضي بمستعمله الى الذل والضعة والكبر، فينبغي للملوك الرجح أن يعدلوا عنه، وينتفوا منه فانه يكفى اذا كانت معه الخلائق التي قدمناها ان يعظم بها خطره ويجزيه ان يكرم من أجلها، فان الكبر يكسب صغرا ومقتا، والتواضع يجلب لمستعمله كبرا وودا. وقد قالت حكماء الفرس: التواضع مع السخف والبخل أحمد من الوقار والسخاء مع الكبر، فأجمل بحسنة عفت من صاحبها على سيئتين، وأقبح بسيئة محت من مستعملها جمال حسنتين. وقالوا: ان أصل التكبر أعجاب المرء بنفسه، ووضعه أياها الموضع الذي يتزيد فيه على حقه، وذكروا ان ذلك غاية التكدر، والبلوغ فيه نهاية حال المتزيد، لان من ترسم بالكذب وندم عليه انما يكذب بأن يقول ما لا وجود له، ويزيد على منزلة الكاذب بالقول من يكذب في فعله، وهو المرائي لانه يظهر بالفعل ما لا يعتقه، ومنزلته عندهم في الكذب أغلظ من منزلة الذي يكذب فجد قوله، لان هذا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 يجمع الى كذب القول، كذب الفعال. والاول انما كذبه في اللسان. والمنزلة المتناهية في الكذب هي منزلة من يكذب باعتقاده، لانه يعتقد في نفسه ما لا يجده منه غيره فيكون المعجب قد جمع الكذب باللسان والفعال والاعتقاد. فان كان الكذاب «11» مذموما فالمرائي أذم منه، وان كان المرائي أشد في باب الذم من الكذب، فالمعجب أولى من المرائي الذي يتقدم في الكذب طبقته، واذا كان الملك أولى الناس بالبعد عن الكذب باللسان، وأزيد من ذلك أن يبعد عن الكذب بالفعال، وأزيد منهما أن يكون كاذبا بالاعتقاد الذي ينضاف اليه الكذب باللسان والفعال، وواجب عليه أن ينفى العجب بالتواضع، ويغني عن الكبر بلين الجانب، لانه لا شيء أجل من أن تقابل النعمة كلما عظمت بالشكر، ويجازي المنة كلما جلت بالحمد، كما كان من أخلاق رسول الله (صلى الله عليه) ولا خلق أولي بأن يتقبل من خلقه، وليس لاحد عظم شأنه ولا للملك وان عز سلطانه ان يظن بنفسه ارتفاعا عن حاله وقد كان التواضع سجيته وترك الكبر خليقته (صلى الله عليه) . ومما يحق على الملك أن يفعله ولا يخلو منه مجالسة الحكماء ومعاشرة ذوي الراي والحجى، فان انطياعه لهم وتقبله مذاهبهم واخلاقهم يبعده عن أمر العامة الذي هو في غاية المضرة، ولا سيما على الملوك وذوي الاقدار العالية، وفي ذلك وحده لو لم يتعلق بغيره مجزي وكفاية، فكيف به اذا شذا الشيء بعد الشيء منهم وتعلق بحكمهم وعلومهم وفيما أثبت من توقيع انوشروان انه رفع اليه يسأل عن السبب في مجالسة أهل العلم والرؤساء من أهل كل صناعة. فوقع ان انتشار ذلك عنا تقوية لملكنا واضافة لعددنا. والوجه ان يعلم ان هذا الرأي الذي وقع لانوشروان، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 مما لم تزل الحكماء تأمر به والملوك الحزم تتحاض [عليه] «12» ، وتجتهد في ان تنشر عنها فعله واستعماله، وممن كان على هذه الحال في اختياره العلماء ومعاشرته أياهم وقبوله مشوراتهم، الاسكندر ذو القرنين. ولا جرم انه ما يذكر، ان ملكا استولى على ملك الشرق والغرب وما بينها ودانت له انه ما يذكر، ان ملكا استولى على ملك الشرق والغرب وما بينها ودانت له الامم كلها غيره، وان معلمه كان ارسطاطاليس وعنه أخذ الحكمة، وكان أول أمر الاسكندر، ان أباه فيليب [في النسخ الثلاث: فيليس] كان ملكا من ملوك اليونانيين، وكان حكيما ففكر بعد مضي أكثر عمره في أمور الناس المضطربة، ومذاهبهم المختلفة الفاسدة، فتشكى الى جلسائه من الحكماء اغتمامه بذلك، وتوقه الى الصلاح العام، وعزمه على قصد الملوك الضلال، ليبصرهم الحق ويجاهدهم عليه فرأى من يليه من الحكماء ويحف به من صالحي الجلساء صواب هذا الرأي، وخاطبوه بأنه، ان ما بعثه عليه ودعاه اليه همة عالية ونفس سامية، وان سنة «13» قد تعالت، ولا يؤمن أن ينهض نحو هذه الحال، وهي مما يحتاج فيه الى مباشرة أمور عظيمة، وتجشم أسفار شاقة، وملاقاة حروب صعبة ومدة يرجى في مثلها تمام هذا الامر من الصلاح وتطاوله، وأنهم لا يأمنون ان تخترمه قبل ذلك المنية، وأشاروا عليه بالاستكثار من النساء للطروقة «14» ، وكان متجنبا لذلك فيما خلا من عمره، على مذهب الفلاسفة، طلبا لولد ينشئوا نشوءا صالحا ويعهد اليه في طلب ما رام فعله فولد له الاسكندر، فلما ترعرع أنفذه الى أثينا مدينة الحكماء، وكان صاحب التعليم بها في ذلك الوقت أرسطاطاليس بعد افلاطون، فأقام عنده حتى شد من الفلسفة طرفا، وتقبل أخلاف أهلها، ثم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 448 أتاه نعي أبيه وجاء أهل مملكته بعد موته الى الاسكندر، ومعهم التاج وما يتبعه من أدوات الملك، وكانت له أقاصيص مع معلمه ليس يدخل أكثر فيما يحتاج في هذا الموضع الى ذكره، وانما وصفت ما وصفته من حاله المتقدمة، ليعلم ان الملك انه اذا تشاغل بالحكمة كان أمره عظيما وشأنه جسيما كما كان ذو القرنين. وقد جاء في الاخبار القديمة ان الله عز وجل اذا أراد بامة خيرا جعل الملك في علمائهم والعلم في ملوكهم. وقد قال عز من قائل في كتابه المحكم «انما يخشى الله من عباده العلماء» «15» وتفسير الخشية في هذا الموضع، التقى وكف اليد عن جميع المساوئ وليس أحد يظن انه أعلم «16» بما يرضى الله ويسخطه من العالم الذي يعلم أمر الله على كهنه، وأقصى ما جعل الله للبشر علمه من ملكوته وسلطانه، على ان العالم بذلك قليل والفاحص عنه والمتبحر له يسير لا جرم ان التقى قليل والجهل كثير والله عز وجل قبل ذلك وبعده ولي الارشاد والتوفيق. ومما ينبغي أن تعرفه الملوك، ان أمورهم ليست كأمور سائر الناس الذين يجوز لهم التساهل في شؤونهم، لان كل انسان من السوقة المنفردين بما يخصهم يكفيه من الفضائل وتضره من الرذائل «17» دون [ما يكفى ويضر من يضم الجماعة الكثيرين الذين تصرفهم به ورجوعهم الى الاتمار له فان الواحد من السوق مثلا يكفيه في أن يكون فهما أن يفهم أمره وأمر ما يخصه ويجزيه من العلم يسير ما يسد به ويقتنيه «18» ، وكذلك يجزيه أن يكون شجاعا ان يفي بقرنه وفي أن يكون أمينا يؤدي ما يؤتمن عليه نفسه، وفي أن يكون عادلا أن يعدل فيما يأخذه ويعطيه وحده، وفي أن يكون الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 جائزا مع هذا يسئل عما لا يخبره كل الخبر، ولم يقع له تصحيحه بغاية الصحة، ولا متمكن منه، فكم من نافذ في شيء يضعف من غيره وما هو بشيء لم يقع له التمهر بسواه حتى ان ......... «21» لم يسلم علمه بغيره وتكلف منه مالا يتحقق معرفته لان في طبائع الناس المشاحة في فطرهم والمساماة والمغالبة، حتى اذا سلم المستشار من كل ما عددته، وكان مستقيم الرأي غير خطلة، وسديد التدبير غير مختلة «22» ، لم يأمن أن تعرض له آفة اخرى في أن يكون له أرب فيما ليس الصواب للملك قبوله منه، أما من التعصب لمن يودي عن صدق النصيحة في أمره، أو المعاداة لمن يحض على مكروهه ويبعث على مساءه وضره، واذا خلا من جميع ما عددته، جاز بعد هذا أن يكون له خليفة في نفسه، لا تليق بمن يكون على مثلها الرجوع في الراي الذي يشاور فيه، الى ما عنده مثل أن يكون قصير الهمة، ثم ليستشار في الامور السامية، أو يكون جبانا فيشار في الاقدام على الاحوال الخطيرة الهائلة، أو يكون بخيلا ضنينا ويشاور في صلات من يستحق التوسعة في صلته «23» ، وما جانس هذا وشاكله من الخلائق التي تكون في الناس ولا يمكن ضبطها، ويعجز العالم عن مقاومتها ومقاومة ما فيه منها. فكم من عالم عاقل يعلم ان فيه من الخلائق المذمومة ما هو مبلحا به ويجتهد في الزوال عنه فلا تبلغه قدرته ويعجز عنه محالته فاذا كانت هذه الافات لاحقة للمشاورين فكيف بتصحيح مشوراتهم وكيف يستخلص حقيقة الصواب من جهتهم الا بأن يكون للملك في النهاية من الفهم والدراية، حتى يعلم صحة فهم من يشاوره فيما يشاوره فيه، وتصرف خلائقه في الوجوه الخاصة به وسلامته من أن يدخله في ذلك هوى، أو يكون له في شيء انحراف أو عداوة ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 جوادا أن يجود على من تبلغ قدرة الجود على مثله. وكذلك الرذائل يجزيه اذا بلى بواحدة منها الا يعدوه عيب مما بلى به، ولا يتخطاه أي غيره. وليس الملك كذلك لانه لا يكفيه من العلم أن يكون معه منه ما يقوم بأمره حتى يقوم بأمر غيره ممن اليه تدبير شأنه. وكذلك فلا يجزيه في الامانة أن يؤديها هو وحده، حتى يؤديها أصحابه والمؤتمنون من قبله، ويكونوا من الامانة على مثل ما هو عليه. وكذلك في الشجاعة ولا يجزيه أن يقاوم قرنه حتى يدبر جيوشه تدبيرا يقوم معه كل واحد منهم أيضا بقرنه، ويحمل كل واحد منهم نفسه. وكذلك في العدل يحتاج أن يفيضه هو ويفيض مثله أصحابه وكفاته. وكذلك جوده] «19» يحتاج أن يكون أهم «20» من جود غيره وأشد احتياطا في ان يوضع مواضعه، وعند مستحقه ولا يخلوا مستوجب له مما شكل نظيره منه، وكذلك أيضا فليست عيوبه وما يبدو منه من قبيح أموره يخصه دون أن يفسد أحوالا كثيرة، من الامور التي يتصل به، مما لا يشاكله فساد السوق ولا يقاربه. فلذلك لا يجب أن يكون موارد رأيه ومصادرها خارجة الا بعد أحكامها وتهذيبا من شوائب الزيغ والفساد، ودواعي الهوى المبعد عن الصواب، وهذه الحال فما أبعد تمامها للانسان وحده، دون المشاورة والرجوع الى ذوى الرأي والحنكة، ومن قد هذبت العلوم الصحيحة رأيه وثقفت المعارف الحقيقية لبه ومن قد جرب التجربة المستوفاة لمثل ما يرجع فيه الى رأيه ومعرفته، وفي رجوع الملك الى غيره من المشورات نفع، ودفع للافات وعوارض الخطأ والنكبات، لان المستشار ينبغي أن يكون أولا: صحيح العلم في ذاته، مهذب الرأي في نفسه. فما أكثر من العلماء من تكون آراؤهم معوجة، ومقاصدهم مقاصد غير مستقيمة، فاذا سلم المستشار من هذه الخلة كان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 وقد أوصى مهبوذ أحد حكماء الفرس بعض ملوكهم فقال: اتخذ من نصحاء علمائك مرآة لطباعك ليجود بها رأيك فأنك الى صلاح طباعك أحوج منك الى تحسين صورة وجهك، والعالم الناصع في تعريف المخبر أصدق من الجديد المجلو في تبين النظر. وقد قال شاعر من شعراء العرب: وما كل ذي لّب بمؤتيك نصحه ... وما كل مؤت نصحه بلبيب «24» ولكن اذا ما استجمعا عند واحد ... فحقّ له من طاعة بنصيب فاذا عرف الملك سلامة من يشاوره من هذه الشوائب التي وصفنا، وشاوره فيما يحتاج اليه، طالبه بالدليل على أن يكون الذي يرتئيه وينص عليه هو الصواب دون غيره، فاذا أتى بالحجة في انه أصوب الوجوه التي يوجها الرأي ميز «25» الملك ذلك بعقله، ووزنه بمعيار نظره واعتباره. فأن الملك عند فعله ما قدمته اذا أتمن انسانا كان امينا، واذا استنجد رجلا كان نجدا واذا استكتب كاتبا واتخذ صنيعا من سائر صنوف أصحاب الصناعات والمهن، كان في معناه بليغا سديدا، وتحصل له جمهور ما يعلمه على حقه وصدقه وصوابه وتظهر أفعاله متعجبا «26» منها مفضلا بها بينا فيها «27» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 الجزالة وصواب الراي، ما يكسبه شدة الطاعة من الخاصة، ومن العدل والرأفة وما يصيره الى الود الخالص من العامة، ويتم له مع ذلك الملك الصحيح الذي هو الملك بالحقيقة لا الذي يجري على سبيل القهر والغلبة، فان مثل هذا ليس ملكا على الصحة ولا رئاسة يوثق بها الثقة التامة، اذا كانت الرئاسة انما هي رئاسة عفو الطاعة لا رئاسة الاستكراه والقهر، والمملكة مملكة الرضا والمحبة، لا مملكة التسلط والقهر. ومما ينبغي أن تذكره من أمر خلائق الاسكندر ذي القرنين ليتقبل الملوك ذلك ويذهبوا بنفوسهم نحوه، ولا ييأسوا من بلوغ مثل حاله، فأن الناس واحد في المعنى، وأفضلهم عند الله التقي، الذي يجده- عز وجل- عندما يحب ويرضى، فأنه يبلغ الغاية القصوى، ويسمو الى الدرجة العليا، ولو كان من الملوك ما بلغه موضعا من أحاديثه ما تسمعه الملوك، ولا ينكلوا عن تعاطي مثل أمره والله ولي التوفيق [بقدرته] «28» . فما كان من أمر الاسكندر بعد ما اقتصصناه من ذكر أوليته وابتداء، نشوئه وتعليمه، انه كان مع حاله التي وصفناها عنه موذنا بالنجابة منذ أولية كونه، وابتداء صباه ونشوئه، ومن ذلك انه كان لما أشخصه أبوه الى مدينة الحكمة، كان وجماعة من أولاد الملوك بحضرة المعلم المتقدم ذكره فأراد معلمهم امتحانهم والمقايسة بينهم، فقال: لفتى «29» منهم يقال له مينوان، افضى اليك الملك ما أنت صانع بي، فقال: أفوض اليك جميع أمري. وقال: لاخر منهم يسمى فاليغا مثل ذلك، فقال أتخذك وزيرا ومشيرا، وقال: لاخر يعرف بارقيطن، فأنت ما تصنع بي، قال: أشركك في ملكي. فقال للاسكندر مثل ما قاله لكل واحد منهم، فقال: يا أيها الحكيم لا ترتهنني اليوم لغد، ولا تسألني الان عما أفعله بعد، وانظر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 453 فأني ان أصير الى الحال التي أومأت اليها، أفعل بك ما ينبغي ان يفعل بمثلك في تلك الحال. فقال معلمه: حقا أنك لتخيل بملك كبير، وعلى ذلك تدل قريحتك والفراسة فيك. ثم لنرجع الى حديثه الاول الذي كنا بدأنا به، فلما رجع الاسكندر بعد موت أبيه ورجوع الملك اليه الى دار مملكتهم وكانت في ذلك الوقت بمقدونية وهي بالقرب من المغرب، ولم يكن بالقسطنطينية التي هي في هذا الوقت دار ملكهم. وبدأ في أول أمره باصلاح مملكته حتى أقامها على ما وجب اقامتها عليه من السنن العادلة والسير الفاضلة، ثم عزم بعد ذلك على تدويخ الارض ومجاهدة الملوك الضالين، وكانت للفرس على اليونانيين الى ذلك الوقت أتاوة ولم تزل يحملها ملوكهم في كل سنة، فأخذ في منع دارا بن دارا ملك فارس كان على عهده منها وأقبل دارا يكاتبه بالوعيد الشديد ويتهدد معلمه التهدد الغليظ، وينسب المشورة عليه بترك حمل الاتاوة اليه، والاسكندر يجيبه عن كتبه بأنه لو علم حقا يوجب حمل الاتاوة لحملها ولم يمتنع منها، ويدعوه الى التوحيد وترك الكفر، ويحضه على اتباع أمر الله والتسليم له واعتماد طاعته والتناهي عن مخالفته، ويحذره عقوبته وسخطه، الى ان أحس دارا ذلك فدلف اليه وقصد حربه ومناجزته وصار الى ديار ربيعة، ما بين المدينة المسماة باسمه وأقبل الاسكندر نحوه مظهرا مجاهدته مخاطبا له بأنه، ما يريد ماله ولا شيئا مما يملكه، وانه انما يريد منه أن يقر بالتوحيد، ويؤمن به ويدع الكفر وينزع عنه لينصرف عن حربه، ويخلى بينه وبين مملكته. وأقبل دارا في جواب هذه المكاتبات يتعالى تعالي الجبارين ويتسطى تسطي الملوك المتعظمين، الى ان كان الظفر للاسكندر به، فاستباح عسكره، وتزوج روشك ابنته، وأقبل الى بلد بابل حتى دخله ووطئه، واجتمعت ملوك الفرس من الافاق اليه فأحسن عشرتهم، واستعمل العدل في أمورهم ولم يهجم بسوء في شيء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 454 من أحوالهم. وكان عند انجذابه لملاقاة دارا قد استخلف معلمه أرسطاطاليس على ما خلفه، وكان يطالعه بأحواله ويستمد الرأي من جهته، فكتب اليه عند حلوله بأرض فارس، واجتماع من اجتمع من ملوكهم قبله كتابا يقول [فيه] «30» : أما بعد فان الاقدار وسابق الاتفاقات، وأن كانت أصارت بنا الى ما نحن عليه، من علو الشأن فليس ذلك بمانع لنا من الرجوع الى رأيك والاستضاءة بنور حكمتك، وأني لما حللت ببلاد فارس، اجتمع الي ملوكهم من الاقطار فرأيت أجساما عظيمة ونفوسا عالية، وهمما «31» سامية، وشجاعة كاملة، وأحوالا ضخمة واسعة، ووجدت مقامي وسط بلادهم وقد استوليت على مملكتهم، وظفرت بملكهم غرارا اذا كنت لا أمن أقدامهم، وفكرت في قتلهم فاحجمت عنه لاني لم أعرف وجهه، وقد صرت في أمورهم على حال محيرة، فأشر بما تراه صوابا في تدبيرهم. فأجابه أرساطاليس: وهو معلمه الذي أنشأه، وبصره جوابا ينبغي أن يمتثل في جوابات الملوك، ويتقبل في مخاطباتهم. فأن الملك لو جاز أن يتعالى عليه أحد، لوجب لذلك الحكيم الذي كان سبب تثقيفه، ولكن من شأن الملك أن يتواضع له كل ذي عمل ويتطأطأ دونه كل ذي فضل، فان في جواب هذا الحكيم لهذا الملك العظيم تبصرا في مخاطبة الملوك، واحدة: مع ما فيه من الارشاد الى تعلم صواب الرأي، ثانية، وهو هذا: وصل اليّ كتاب الملك وفهمته، فأما قوله، أن الاقدار والاتفاقات ساقت اليه الاحوال التي هو بها فليت الاقدار اذا ساقت الى أحد حالا عظيما كان مستحقا لها كأستحقاق الملك المنزلة التي وصل اليها، فأن، الفراسة فيه قد كانت توجيها، وأقوال الكهنة تؤذن بها وتدل عليها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 455 وأما قوله في رجوعه في الرأي اليّ، فالاحوال الكبار تشغل الملك عن الانفراد بالرأي، وتقطعه عنه، وليس رجوعه فيه اليّ لنكوله عن عمله ولا قصور من رأيه عن بلوغه ولكن لا ذكره بما أفدته منه وأرد عليه ما اسلفنيه من قريحته، والله يوفق من ذلك ما يرضي الملك ويزلف عنده:- فأما ما شاهده الملك من بأس الفرس ونجدتهم، فينبغي أن يعلم الملك ان الامم اقتسمت الفضائل، فالذي وقع للفرس منها هو الشجاعة، والنجدة فأما قتلهم فلست أراه لانه ان قتل ملوكهم وليس بد من أن يستعمل عليهم بعضهم، اضطر الى رفع سفلتهم. وسياسة الملوك أسهل من سياسة السفلة لان الملوك أشد طاعة وأسلس انقيادا وعريكة. وسياسة السفلة شاقة «32» متعبة، وأنا أرى رأيا يكتفي به الملك مؤونه قتلهم مع ما يجتمع له به من طاعتهم، ويستثمره من اخلاص نياتهم والانتفاع بهم، وهو ان يجمعهم في محفل عظيم عام، ويعمد الى أولاد الملوك الذين لا يأبى أحد من كافتهم رياستهم، فيقسم المملكة بينهم، ويجعلها طوائف في أيديهم. فانه اذا رأى كل امرى منهم، انه قد ساوى نظيره في التمليك، لم تطعه نفسه للانقياد له، وان يكون دونه، ولقلة مقدار الطائفة التي في يده من المملكة عند جميعها، ما ينقص همته عن معصية الملك والخلاف عليه، ويستجمع الملك طاعتهم ويكفى ما ترهبه من غدرهم وشرتهم:- فرأى الاسكندر صواب هذا الرأي، فقبله فلم يزل ملوك الطوائف يؤدون الاتاوة الى اليونانيين، وينحون لهم بالطاعة خمسمائة واحدى عشرة سنة الى أن جمعهم اردشير بن بابك، وقال: لما تكلف من جهادهم على الجمع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 المشقة الشديدة والكلفة «33» المتعبة، حتى صارت المملكة واحدة نحن نضرب بسيف أرسطاطاليس مذ هذه المدة البعيدة. وكتب أرسطاطاليس الى الاسكندر رسائل كثيرة في حال محاربته دارا الى ان ظفر به. وبعد ذلك في حال مسيره الى الهند ومحاربته (فور) ملكهم الى أن ظفر أيضا به. ثم في نفوذه الى الصين، وأقصى المشرق، بين له وجوه الرأي والتدبير ويحضه على الحكمة والعلوم النظرية، ويبصره الاخلاق الشريفة والافعال الجليلة، منها رسالته المعروفة برسالة (التدبير) فأنه يقول: الحكمة رأس التدبير، وهي صلاح النفس ومرآت العقل، وبها تزول المكروهات، وتعز المحبوبات، ما أحسن رأي من حقق في طلبها، وأبهى نتائج الحكمة في نفوس طالبيها، وهي أس الممادح، وأصل المفاخر، وكفى بالحكمة فضلا ان في حجة من رام أبطالها تثبيتها ومن قصد لدفعها بحقيقها وكفاها بأنها معشوقة في الطبيعة ومتشوق اليها في أول الصيغة وان الدليل على ذلك ما قلناه في كتاب يسمع «34» الكيان من أن الصبيان يشتاقون الى سماع أحاديث الخرافات، وان جميع الحواس سريعة الى استنباط محسوساتها، وكفاها فضلا ان الجهل ضدها، وهو الشيء الذي ينتفي منه الناس جميعا ويتدافعونه طرا، وبها ينال الدنيا حق المنالة، وهي العائدة الى الفوز في العاقبة وبها تنجوا النفس من العقوبة، وخاطبه فيها مخاطبات اخرى نحن نضع كل باب منها في موضعه. ومما يصلح أن يكون في هذا الموضع ان قال له: اعلم يا اسكندر ان الرئاسة مرغوب فيها ليحرز الذكر بها، والذكر محمود لمن مال اليه من طريقه، ومذموم لمن يقصده بالافراط فيه، فطلب الذكر من وجهه ينتج الصدق، والصدق ينتج الورع، وجميع الممادح، والورع ينتج الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 العدل، والعدل ينتج التآلف، والتآلف ينتج الكرم، والكرم ينتج المؤانسة، والمؤانسة تنتج الصداقة، والصداقة تنتج البذل، والبذل والمؤساة توجب الذبّ والمحاماة، وفي ذلك اقامة السنة وعمارة الدنيا وهو موافق للطبيعة، وكفى بالطبيعة التي هي قوة الباري، ففي جميع الموجودات في أصلاح جميع الامور الفاسدة المضطربة، وطلب الذكر من غير جهته ينتج الحسد، والحسد ينتج الكذب، والكذب أصل المذام كلها، وان الكذب ينتج النميمة، والنميمة تنتج البغضاء، والبغضاء «35» تنتج الجور، والجور ينتج «36» التصادم، والتصادم ينتج الحقد، والحقد ينتج المنازعة، والمنازعة تنتج العداوة، والعداوة تنتج المحاربة، والمحاربة تنقض السنة وتذهب بالعمارة، وهذا مخالفة الطبيعة، ومخالفة الطبيعة فساد الامر كله، وقد ينازع النفس أيضا منازع غليظ المؤونة وهو الشهوة المفرطة، وينتج افراط الشهوة الميل الى البدن وتضييع اصلاح خواص النفس وقواها، فان الميل الى الجسد ينتج الاهتمام المفرط، وافراط الاهتمام ينتج البخل، والبخل ينتج محبة اليسار، وحب اليسار يدعوا الى النذالة، والنذالة تنتج الطمع، والطمع ينتج الخيانة، والخيانة أصل السرقة، والسرقة تهتك المروة، ومنها تنشى المحاربة التي الف بعدها بالحقيقة، والمحاربة أصل لنقض الدين وزوال التآلف، وخراب الدنيا وفناء عمارتها، وذلك مخالف لارادة الباري ومشيئته، وقد ينازع النفس أيضا منازع، ليست مؤونته بالسهلة وهو النهم لان النهم ينتج الدنأة، والدنأة تنتج سقوط الهمة، وسقوط الهمة تنتج الميل الى المحقرات، وذلك هتك كل فضلة، ومن هذه الافة تحدث الاوجاع العظيمة، والآلام المؤذية والاسقام المزمنة والفجور، وما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 458 أشبهه من الامور القبيحة. وكذلك القحة فانها من خواص الدوائر الغالب عليها سوء المزاج، وهي معدن الاوساخ التي تحارب الفكر وأصل لاكثر الرذائل. وقال بعد ذلك انه قد يجب على الملك أن يختص بأحسن الخواص، وذلك انه علم يشار اليه، وأمام يؤتم به، وصغير العيب في الملك عظيم وكذلك الفضل منه ضوء كثير. وكان معاوية ابن أبي سفيان يقول: ان الامور لترد عليّ فيطول بها نظري حتى أخاف ان احبس عقلي فاستجم عقلي «37» بمحادثة العقلاء، تم أعاود النظر فيها وقد انقشعت عنه صبابة الحيرة، فاصدرها مصادرها. وأخبرني سنان بن ثابت بن قرّة ان المعتضد بالله- وكفى به من الملوك فضلا وحزما- انه لما أراد بناء قصره في أعلى بغداد، على الموضع المعروف بالشماسية استزاد في الذرع بعد ان فرغ لها من تقدير جميع ما أراده للقصر، فسئل عما يريد ذلك له فذكر انه يريده ليبني فيه دورا «38» ومساكن ومقاصير يرتب في كل موضع منها رؤساء كل صناعة، ومذهب من مذاهب العلوم النظرية والعملية ويجري عليهم الارزاق السنية ليقصد كل من اختار علما أو صناعة رئيس ما يختاره. فيأخذ عنه، ولو مد له في العمر حتى يفعل هذا لظهر فضل هذه الامة على جميع الامم، ورجوت أن يكون في تناهي هذا الفعل وحده، الى سائر الاجيال والملل المخالفة للاسلام «39» ما يفت في أعضادهم وينل من عزمهم ويصد عن الوثبة، اذا فكروا فيها عزمهم هذا الى ما كان يستمر بذلك من فيض الحكمة وعمومها اذا أعان الملك عليها والقوة الشريفة بما يتفق من وجوه البصر فيها مراماة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 الاعداء والملحدين بالحجج البينة التي تزيل الشبة المضلة والتلاوات الباطلة التي بها ضل وعند من عند وبيان لجميع وجوه الحق ومذاهب الرشد، وما كان يتفق به أيضا من وجوه الصناعات، التي يتخذ بها المكائد والآلات النافعة، في محاربة أهل الجهل، ان قصدوا البيضة وصدهم عنها باهون المساعي، وأيسر المعاني، والله يوفق أمير المؤمنين، ويعينه على مصالح الامة وحراسة الدين، وان يرينا العدل شائعا والقول به مستفيضا ذائعا بقدرته. ومما أذكره ليقبله الملوك ويأخذوا به، ان أنو شروان وقع الى وزرائه، بأن يسارعوا الى ما يخرج أمره به من أمور الخير وأحواله، من غير تربيت له ولا توقف عنه وان يسألوه عنه وليخبرهم بسببه فيكونوا هم أشد استبصارا فيه وعلما بحقيقة ما يمضى منه، ويتوقفوا عما يخرج به أمره من الشرور، حتى يراجعوه فيه أياما ثلاثة ليتأمل ما أمره به منه حق تأمله، ويستثبت [فيه بما يستثبت] «40» به في مثله، ويعمل بما يوجبه التأمل من امضائه، أو التوقف عنه، وهذه خليقة مع انها شريفة موافقة لما توجبه الديانة، وينفع مثلها في السياسة والمصلحة العامة. وأخبرني أحمد بن يزيد المهلبي عن أبيه قال: قلت للمعتمد على الله: ان الكريم ينخدع فقال نعم ذاك: اذا علم انه ينخدع، فأما اذا ظن انه يخدع فلا يخلص المعتمد بقريحته وجودة خاطرة الكرم من الغباء تخليصا بالغا. ومما تكلم به البلغاء، والملك محتاج الى تقبله، وان كانت أحوال ما قاله هذا البليغ قد قدمنا حاجته اليها في موضعه. فان ما ذكره من فنون ذلك وفروعه هو قوله «الكريم لا تغلبه الشهوة، ولا يحكم عليه الشرة بسوءة، ولا القدرة بسطوة، ولا الفقر بذلة، ولا الغنى بعزة، ولا الصبر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 بضجر، ولا النعمة ببطر» . ومن شجاعة الملوك التي ينبغي أن توضع في مواضعها، وقد قدمنا ذكر جملها ومعناها. انه رفع الى أنو شروان يسأل عن مبارزته العدو بنفسه:- فوقع لتشتهر في الافاق شجاعتنا وتنتشر أخبارنا فيرهبنا عدونا. وهذا القول مما ينبغي أن يسمعه الملك، ولا يعمل في كل وقت به، بل يفعله اذا حضر وقت يصلح له، وحال يمكن فيها من الظفر بعدوه، كما فعل الاسكندر بفور ملك الهند، فانه بارزه لما توجهت له المكيدة عليه، ووثق من نفسه باستظهار في مبارزته. فأما اذا لم يتوجه له ما يتقن الغلبة معه، فينبغي أن يعمل الملك كما عمل المنصور مع ابن هبيرة، وهو محاصر له بواسط، أني خارج اليك يوم كذا، وداعيك الى المبارزة فأنه بلغني تجبينك إياي فأجابه المنصور عن هذه الرسالة، بأن قال له: يا بن هبيرة قد تعديت طورك، وجريت في عنان غيك، وسأضرب لك مثلا يشاكل أمرك. بلغني ان أسدا لقي خنزيرا فقال له الخنزير، قاتلني، فقال له الاسد لست بكفء لى لانك خنزير ومتى فعلت الذي دعوتني اليه فغلبتك، لم اكتسب بذلك ذكرا ولا نلق به فخرا، وان نالني شيء كان علي في ذلك سبّه، فقال الخنزير: ان أنت لم تفعل رجعت الى السباع فاعلمتها انك نكلت عني وضعفت عن قتالي، فقال له الاسد: احتمالي على كذبك «41» أيسر علي من لطخ شاربي بدمك. ومما يحتاج الملك الى التذكير «42» به هو ما تقدم في باب الشهوات والاحتماء من الافراط فيها:- انه رفع الى أنو شروان بأن الموكل بالمائدة وصف امساك الملك عما كانت تميل اليه شهوته من المطاعم فوقع. تركنا ما نحبه لنستغني عن التعالج بما نكرهه ... وفي المثل السائر والقول الغابر اعجز العجزة من عجز سياسة نفسه. وسئل بعض الحكماء فقيل له: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 أي الملوك أولى بالحزم، فقال «43» : (من ملك جده هزله «44» ، وأعرب عن ضميره فعله، ولم يخدعه رضاه عن حظه، ولا غضبه عن كيده) . وقال آخر من الفلاسفة: في صفة ملك بالحزم: (انه ينبغي الا يبلغ من الشدة الى ما يلحق معه الفظاظة، ولا من اللين الى ما ينسب معه الى المهانة) . وهذا من جنس قول عمر بن الخطاب [رضى الله عنه] «45» حيث قال «انه ينبغي للوالي ان يكون شديدا في غير عنف ولينا في غير ضعف» ... ولعبد الملك ابن مروان فصل من كلام يحتاج الملوك الى تقبله، وهو قوله: (ان أفضل الناس من تواضع عن رفعة، وزهد عن قدرة، وانصف عن قوة) . ومما يحتاج اليه الملوك ويزيد في قوتهم عليه، التمهر في العلوم، ومجالسة أهل الآداب والحلوم، والحذق بالمحاجة ومقاومة ذوي الجدل عند المخاصمة، فانه يحكى عن المأمون انه قال لرجل من الخوارج أدخل اليه: ما الذي حملك على خلافنا والخروج علينا فقال الخارجي: آية وجدتها في كتاب الله قال قوله (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ) «46» فقال له المأمون: ألك علم بأنها منزلة قال نعم، قال: وما الدليل على ذلك، قال: أجماع الامة. فقال له المأمون: فلما رضيت باجماعهم في التنزيل، فأرض باجماعهم في التأويل، فقال الخارجى: صدقت والسلام عليك يا أمير المؤمنين. فنجوع هذا الخارجي بالطاعة التي قاده اليها بالحجة، أحسن من غلبته بالقتال والحرب ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 ودخل ناس من أهل مصر على عتبة بن أبي سفيان فقال له: انك سلطت السيف على الحق، ولم تسلط الحق على السيف. وجئت بها عشواء صفينية: فقال لهم: كذبتم بل سلطت الحق «47» فتسلط معه السيف، فاعرفوا الحق تعرفوا السيف قبل معرفتكم بالحق، فأنكم] «48» الحاملون له حيث وضعه أعدل والواضعون له حيث حمله أفضل. وانتم في أول لم يأت آخره وآخر دهر قد مات أوله فصار المعروف عندكم منكرا والمنكر عندكم معروفا واني لا قول لكم مهلا قبل أن أقول لنفسي مهلا قالوا: نخرج سالمين كما دخلنا آمنين، قال غير، راشدين ولا مهذبين) . وقال أكثم بن صيفي «49» : وهو من خطباء العرب وحكمائهم، كلاما يصلح للملوك ان يسمعوه، وهو قوله: (اللبيب من حذر السقطة وحسن خروجه من الورطة) ... وقال في موضع آخر: (الاديب من تجرع الغصة ووثب عند الفرصة) ومما يصلح ان تعرفه الملوك ليتقبلوا أحسنه، ويجانبوا أضره وأرذله ويتفهموا مواقع الرأي منه ما كان. فالاسكندر ذو القرنين كتب به الى أرسطاطاليس، فان الاسكندر كتب اليه يذكر ان في عسكره جماعة من خاصته وذوي حشمة، وأهل الحزمة، وانه مع هذا لا يأمنهم على نفسه، لما يرى من بعده همهم وقوة شجاعتهم وشدة دالتهم، فانه لا يجد لهم عقولا تفي بالفضائل التي فيهم، ويكره الاقدام بالقتل عليهم بالظنة، مع واجب الحرمة، ويسأله عن الرأي في أمرهم فكتب اليه أرسطاطاليس: فهمت كتاب الملك بما وصفه من أمر القوم الذين يضمهم عسكره، فأما بعد هممهم فينبغي أن يعلم الملك ان الوفاء من بعد الهمة، وان هذه الحال وان كانت مرهبة ممن له من جهة اقدامه، وان كان يكله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 463 الى ناحية بسبب وفائه ... وأما ما يكره الملك من شجاعتهم ونقصان عقولهم، عن الوفاء بها، فمن كانت هذه حاله فره في معيشته، وحوله حسان النساء يحبب السلامة وتباعد ركوب المخاطرة، وليكن خلقك حسنا ستدع به صفو النية وخلوص المقة «50» ولا يتناول من لذيذ العيش، ما لا يمكن أوسط أصحابك تناول مثله، فليس مع الاستئثار محبة ولا مع المواساة بغضة. واعلم ان المملوك اذا أستوى فليس يسأل عن مال مولاه، وانما يسأل عن خلقه. ففيما ذكرناه متعلم لاهل التأمل وذوي الروية والتبصير لان فيه تبيانا عن صواب الرأي في مثل هذا الامر اذا عرض، وتعريفا لوجوب الاحجام عن قتل من يتهم بالظنين وترفيعا عما يوحي العزم ويحبب السلامة من الاسباب التي يستعمل، أو تذكيرا لما يلزم من ترك الاستبداد برغد العيش على من يستصحب، وارشادا الى أحسن الخلق مما يوجب أن يؤثر ولا يغفل. وقالت حكماء الفرس: ان الملك اذا صان وحرس كان فيه أربع خلال من الفضائل، ويكوّن له من ثماني عوارض من الافات يلحقها كثيرا، وتتصل بها أبدا، كان مستظهرا في أمره مستحقا لملكه موثقا لاركانه في جميع شأنه وهي النعمة من السكر والبطر، وصحة الرأي من الجبن، والفشل، والقوة من البغي، والعدوان، والجرأة من السرف والاقتار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 464 الباب العاشر في الخلال التي ينبغي أن تكون مع خدام الملك والقرباء منه وهي «1» عشرون خلة. أولها: العقل، فانه رأس الفضائل وعنصر المحامد. الثانية: العلم: فانه من ثمار العقل ولا تليق صحبة الملك أهل الجهل. الثالثة: الود للناس، فانه خلق من أخلاق النفس يولده العدل في الانسان لذوي جنسه. الرابعة: النصيحة، فان الذي يبعث عليها افراط الود كما ان العشق انما يكون من افراط الشوق. الخامسة: كتمان السر، وتولده في الانسان من صدق الوفاء. السادسة: العفة عن الشهوات والاموال. السابعة: مجانبة الحسد، وحدة الحسد شدة الغم مما يصل الى أهل الفضل من الخير، ومن الناس من يظن ان الحسد قد يكون محمودا بوجه من الوجوه، وذلك حيث يقول منهم من يقول ان الحسد مذموم الا في طلب العلوم، والذي يقول ذلك فانما يجعل المنافسة موضع الحسد، والمنافسة في طباع البشر لانها منازعة النفس نحو الفضائل من غير قصد الاضرار بالمنافس، وغرض الحاسد أعدام من يحسده فضله وذلك مضر به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 465 الثامنة: الصرامة، وهي شدة القلب، فأنه لا يليق بصحبة الملوك أولي النكول ومن يلحقه في خدمتهم الفتور. وعن الامر يهاب به التقصير والجسور. فان الملك اذا كان على ما قدمناه من صفاته لم يجب لخادمه الا النفاذ لجميع ما يأمره به لانه من العقل بالموضع الذي لا يأمر بأمر الا في حقه ولا يعرض من ينفذ لامره لما لا خلاص له منه. وقد كان عرض لذي القرنين في بعض حروبه أمر ندب له خاصته، ومن كان يثق بمسارعته فنكل أكثرهم الا رجلا سارع اليه، وقال: قد وهبت نفسي للملك واثرت الموت في طاعته، فقال له الملك: فالان حين اشتد ضني بك وامتناعي من التغرير بك. التاسعة: الصدق فان مضرة الكذب على مستعمله وعلى من يقاربه غير يسيرة. العاشرة: التغافل والصفح عن أكثر ما يوجب الغضب من أفعال لعلها تعرض اذا كان التفاعل عن ذلك غير ضائر. الحادية عشرة: حسن الزي والهيئة فان في بهاء الملك ورتبته. الثانية عشرة: البشر والاجمال في الملاقاة ليتآلف صاحب الملك بذلك قلوب من يلاقيه ولا يخفيه باللكوح وبشاعة اللقاء من غير حادثة تكون من الملك ومنه «2» . الثالثة عشرة: أن يكون معه رأفة لا تصده عن امتثال أمر الملك في جميع ما يأمر به، لان الملك اذ قد وضع عادلا فليس يجب أن يخالف في شيء مما يرسمه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 466 الرابعة عشرة: أن يكون مع كل صانع من أصحاب الملك نقية فيما يصنعه ويحده فأن النيقة سجية ربما وجدت في الناس وربما خلوا منها. الخامسة عشرة: الامانة فيما يستحفظ ورعاية الحق فيما يستودع. السادسة عشرة: أن يكون في صبغته ايثار الانصاف في المعاملة والعدل في المعاطاة والموآخذة، فان العدل يصلح السرائر ويجمل الظواهر، وبه يخاصم الانسان نفسه اذا دعته الى أمر لا يجب أن يركبه، وبالجور يكون في خليقة الانسان الظلم يلتمس ما لا يجمل وجه التماسه أياه ويريد ما لا يعقل موضع ارادته وعند ذلك تضطرب مجاري السنن الحميدة وتنقص مذاهب السير السديدة. السابعة عشرة: أن يخلو صاحب الملك من اللجاج والمحك فأن ذلك يضر بالافعال اذا وقع اشتراك فيها ومضامة من الجماعة عليها. الثامنة عشرة: ألا يكون بذاخا ولا متكبرا فان البذخ من دلائل سقوط النفس والكبر من دواعي عمى القلب. التاسع عشرة: ألا يكون حريصا فان الحرص من أمارات ضيق النفس وشدة الطيش والبعد عن التماسك والصبر. العشرون: ألا يكون فدما وخما ولا ثقيل الروح فان هذه الصفة غير لائقة بمن يلاقي الملوك، وكثيرا مما يكون سببا للمقت من غير جرم «3» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 467 وكان زياد بن أبي سفيان يقول: ينبغي أن يكون خادم الملك أيقظ شيء عينا وأخفه روحا وأغظه طرفا، وأقله للناس سؤالا، فأن خادم الملك، اذا سأل الناس وضع من قدر الملك. ومما ينبغي لخادم الملك اذا كان حازما ان يستشعره وهو أن يأخذ من أوقات منافعه الخاصة به ما يضيفه الى وقت اشتغاله بخدمة الملك، وأوامره فيأخذ من زمان طعامه وشرابه ونومه ومفاكهته وحديثه ولهوه ونسائه وسائر مآربه فيضيفه الى ما ذكرته وقدمته. الا أن يخالف الحزم «4» . فيأخذ من أوقات أشغاله بمآرب الملك وحاجاته ولذاته، ما يجعله مضافا الى مآربه في نفسه ولذاته فان ذلك اذا فعله فاعل" عاد بالتقصير فيما هو سبيله مما يقوم به وما جعل بصدده من أمور الملك وأسبابه وبالضرر عند الملك في حال نفسه ومكانته ... وينبغي لخادم الملك الا يطلب ما عنده بالمسألة ولكن بالاحسان في الخدمة والاجتهاد في الطاعة والمبالغة في النصح والكفاية. فان ذلك ولو تأخرت ثمرته اولى مما يجيء بالمسألة، وان تعجلت فائدته، وتوفرت عائدته، لان ما يستثمر بالخدمة يأتي من عند الملك ونفسه به سمحة" طيبة، ويده باعطائه سلسة منبسطة والمسألة فانما هي تذكره ما يأتي بها يأتي على سبيل استكراه ومنازعة وذاك مأمون الحاضرة والمغبة، وهذا مخوف منه الاضجار والملالة ... ومما ينبغي لخادم الملك ان يستشعره ترك الاعتداد بالبلاء الجميل يكون منه والتبجح بالكفاية البالغة التي من جهته، بل ينبغي أن يكون بعد ما يظهر من جميل أفعاله وحميد أحواله من التذلل للملك والاستخذاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 468 بين يديه على أشد من حال لم يبل مثل بلائه ولم يستوجب من الجزاء كجزائه لان من لم يكن له جميل أثر ولا محمود خبر فالثقة منصرفة الى برأته من التبجح والاعتداد. ومن أظهرت آثاره وبدأ احسانه وبلاؤه كان الظن منصرفا الى اعتداده به واستشعرت النفوس خفى ايمائه اليه واتكاله عليه. فينبغي لخادم الملك أن يداوي هذا الطريق ويقاومه ويبدي من الخضوع ما ينفيه ويجانبه، ومما ينبغي لخادم الملك أن يكون صبورا عليه، وغير غضوب منه مما يباشره من مكاره ما يتلقاه بالمكاره بحضرته فانه ان اظهر غضبا منها وبدا منه اكتراث لها، صار الملك الى حال اغراء بخصمه بالزيادة فيما يلقاه «5» به منها وطرق على نفسه الاسترابة بسريرته فيها فان كان ذلك مما يحتاج فيه الى جواب، فعلى سبيل الحلم والوقار لا على جهة الطيش والاستحقار فان ذلك أثبت للحجة وأولى على كل حال بالغلبة والنصرة. ومما يحتاج اليه خادم الملك ان لا يضمر فضلا عن أن يظهر عيبا «6» عليه ولا تكرها لشيء من أمره فان أضمر ذلك ولم يمكنه الاغلب في نفسه اجتهد في كتمه وطيه وحذر من ظهوره في قوله وفعله وابانته في لحظه وشمائلة فان فوثاغورس الفيلسوف يقول في وصيته المعروفة بالذهبية «لا تعادوا الامر الاغلب لا ظاهرا ولا باطنا» . وخطب المنصور فقال ما كانه «7» تفسير ما أدمجه فوثاغورس وأوضحه وهو معاشر الناس لا تضمروا غش الأئمة فان من أضمر ذلك أظهره الله على سقطات الجزء: 1 ¦ الصفحة: 469 لسانه وفلتات أفعاله في سحنة وجهه. ومما ينبغي لخادم الملك أن يستعمله مجانبة من يسخطون عليه وان كان منه قريبا ومفارقة من يظنون به ظن السوء وان كان اليه نسيبا فانه اذا فعل ذلك فكانه «8» قد أثر أثرا استوجب به عندهم التقديم وان كان لم يليق بهذا الاثر نصيبا ولا تجشم بما استعمله منه كدا ولا تعبا، وان قصر فيه فكانه وان لم يذنب مذنب واستحق بذلك جرما وان لم يكن مجرما. ومما ينبغي لخادم الملوك الا يطغوا عند خصومهم بهم وتمكن أحوالهم منهم على أحد من نظرائهم ولا من منزلته دون منازلهم ولا يظهروا ترفعا عليه ولا حدودا عنه بل [يكونوا] «9» مع أسباب المقاربة على مثل ما يكون عليه في أحوال المباعدة وليجروا على سيرة واحدة وطريقة غير مختلفة مع الاحوال المتقلبة والاسباب المتغيرة فان ذلك لو لم يكن أنفع لكان أحسن، واذا لم يكن أحزم فهو أسلم. ومما عنده من الجواب أصح مما عند الذي سأله، وكذلك ان عم بالمسألة ينبغي أن يتحفظ منه خادم الملك الا يجيب عما يسأل عنه غيره، وان كان عنده من الجواب اصح مما عند الذي سأله وكذلك ان عم بالمسألة الجماعة فليس من الرأي للواحد منهم أن يبادر بالجواب حتى يشار اليه في نفسه ولعل الملك ان يؤثر امتحان من يسأله لينظر من منهم أولى بالخفة والاسراع الى ما لم يقصد به من الجماعة فيكون المسارع عنده ناقص المعدلة ومستدعيا ممن يسبقه الى القول من العصابة الى أن يجعلوا وكدهم تطلب العيب لما يأتي وبه يكون المثبت متبحرا ما يجيب به من تقدمه ومتأملا ما يتخذ «10» التأمل من كلام يسمعه فيصح حينذاك التوقف والتمهل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 470 احزم من الاسراع والتعجل. ومما يجب على خادم الملك ان يستشعره وهو ان اغلاظا ان أغلظه الملك في خطابه أياه فانما أكثر ذلك لعزة الملك وحميته لا لعداوة ومقت يكونان في نفس الملك عليه فأنه اذا استشعر بهذا «11» لم يعترض له تغير لما يجري منه ويخشى ان يكون مبغضا عنده من أجله، وممقوتا لديه فتتحرك لذلك نفسه ويعرض له ما يعرض لمن كان في مثل طبيعته وانه اذا كان جبانا دخله ذل وهلع وان كان شجاعا عارضه حمية وغضب فشيت هذه الاحوال اليه وأفسدت عليه ما هو بسبيله. واذا أضرب عنه صفحا وقابلها بالاغضاء لما يستشعره من سببها هانت عليه واستقام معها أمره. ومما يجب أن يتحفظ خادم الملك ويحذره أن يومى الى انسان بحضرته بمسارة أو يهمس الى أحد بهمسة فان ذلك في ظاهره لا يليق «12» بمجالس الجلة وذوي الاقدار العالية الى ما يتصل من وقوع الظنة وحدوث الريبة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 471 الباب الحادي عشر في أسباب بين الملك وبين الناس اذا تحفظ منها زادت محاسنه وانصرفت المعايب عنه وتمكنت له سياسته من ذلك لا يؤثر المدح بل يكرهه ولا يتقبله بل يسىء متلقيه به ويزجره. فان الملك اذا وجد منه مثل ذلك الحال عاتبه وتوجهت المذام عليها وجعلها أهل الجهالات وعىّ الالسن طريقا الى خديعته وتسقطه وقابل المدح مع هذا قريب من مادح نفسه فان كان في صيغة الملك حب المدح، فليعلم ان كراهته له مجلبة لمدحه واستدعاءه أياه مدعاة الى ذمة فليجتنب ما هو سبب الى المدح، وليتجنب ما هو داعية الى الذم ومنه التوقي من أن يعن له فكر غير محمود في ان مشاورته في الامر اذا شاور فيه افتقار منه الى رأى غيره أو يأنف في بعض الاحايين من المشاورة فيما يعروه ويعرض له وليعلم عند ذلك انه ليس يريد الرأي ليتحدث به عنه بل انما يريده للانتفاع بثمرته ولو انه كان يقصد بالمشورة ان يتحدث بها عنه لكان من الجميل أن يقال لا ينفرد برأيه بل يشارك ذوي الحجى والفضل فيه ويرجع الى أهل الرأي فيما ينوبه منه وكل ذلك مع جماله وبهائه «1» ما ينخب به قلوب أعدائه ويخوفهم بلوغ كيده وشديد مكره. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 472 وما ينبغي للملك أن لا يدع المشاورة ورسول الله صلى الله عليه «2» لم يكن يدعها الا فيما ينزل به الوحي أمر من أمر الله قاطع والرأي مجعول الى الناس فيه التشاور، وقد كان عليه السلام اذا أراد أمرا قال «3» له أصحابه هذا بوحي من عند الله، أم شيء أنت تفعله، فيقول لو كان وحيا ما احتجت الى نظر فيه ولكنه بالرأي، فيقول: كل امرئ منهم حينئذ ما عنده فلو ان أحدا من البشر كان مستغنيا عن المشورة لاستغني «4» عنها رسول الله صلى الله عليه «5» ، ومع انه كان لا يستنكف عنها وقد أمر في القرآن أيضا بها فما لاحد أن يأنف منها، ولا يضع نفسه موضع الاستغناء عنها. ولم يكن أحد من الملوك الجلة الا وله وزير أو وزراء يرجع الى رأيهم، فمنهم ذو القرنين الذي لم يبلغنا ان أحدا ملك مثل ملكه من غير الانبياء عليهم السلام فانه كان يرجع الى وزيره ومعلمه أرسطاطاليس في المشاورة ومن رسائله اليه في هذا المعنى رسالة كتب بها اليه بعد دخوله لبلاد «6» فارس يستمده بها من الرأي ويستشيره فيما يكون عليه عمله من وجود التدبير يقول فيها: أما بعد فاني راغب في المشورة وطالب الزيارة في المعرفة ومجتهد في الوصول الى ثمراتها النافعة لا يثنيني عن ذلك رغبة اقدر مثلها ولا فضيلة أتوهم الاعتياض بها ولعمري انه ليجب «7» على من ولي مثل ما وليت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 473 من الامور وأفضي اليه مثل الذي أفضى اليّ من الاحوال أن يكون طالبا ثلاث «8» خصال لا مذهب عنها. أما الاولى، فحقيقة الرئاسة، وأما الثانية فصرف التدبير الى ما يلزم تدبيره. وأما الثالثة فاستعمال ذلك على جهته ووضعه في كنهه «9» ولو كان طالب كل أمر يتأتى له ما يريده منه على سداده ويتوثق له ما يقدره فيه على حقه لم يكن الجهلاء محتاجين الى العلماء بل كان يبطل اسم الجهل أصلا اذ لم يكن يوجد الا عالم ولا كان أيضا قدر ولا خطر ولا كان لاحد فضل بالتمييز لتساوى الناس جميعا في ذلك لانه اذا كان المدح لازما لاهل الفضل بغضهم فالذم واجب على ذوي الجهل بجهلهم، وقد قال بعض الحكماء ان الحكمة تطلب لاستحقاق اسمها ولان ننفي عن طالبها اسم الجهل بها وقد قال افلاطون: كل من التبس عليه شيء من العلم فليسأل عنه أهل المعرفة، فانه بذلك يستحق اسم الحكمة ويستوجبه وبتركه أياه وعدوله عن طلبه من أهله يلزمه اسم الجهل ويستحقه. ذكر الاسكندر في هذه الرسالة أمورا أخر ليس هذا موضع ذكرها الى أن قال فيها ولو كان أحد مستغنيا برأيه عن المشورة لكان اوسطاثيوس جديرا بذلك لما كتب سيذروس الملك يسأله عما يعمل به في أهل أتليس واسطوغورس وهاتان مدينتان ظفر بأهلها فلما لم يكن عنده فيما يسأل عنه من الرأي ما يرضاه رجع الى مشاورة الفلاسفة وأهل الحكمة ووجه الى سوان يسأله عما سأل عنه من الرأي فوضع سوان في ذلك الكتاب المرسوم بكتاب (الصفح) فوجه به اوسطاثيوس الى سيذروس الملك وكتب اليه بحقيقة خبره وانه لما لم يثق بما عنده رجع الى سوان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 474 فيه لسنه وكثرة تجاربه فحسن وضع ذلك عند سيذروس وعمل بما فيه. ثم قال الاسكندر: بعد هذا مخاطبا لارسطاطاليس، وأما بعد فانه قد يجب ان أحل نفسي مع هذا الخطب المحل الذي توجبه الطبيعة لانه من أراد معرفة شيء من الامور فلا محالة أن يطالبه عند أهله، فانا نجد ذلك كثيرا في أصحاب المهن والصناعات، وقد احتجت الى ان يتبين لي ما اجتلب به مصلحة أموري في الرعية واصلاحها عندي حتى يكون قد ذهبت بالمكرمة الاولى وحصلت فضل الاخرى وتمت لك نعمة الفوز في العقبى، وقد قال ادميوس الشاعر: «كل من سن خيرا بقى له ذكره ولا خير فيمن سن الشر» . وأنت بالموضع الذي أحلك الله به وجعلك «10» أهله من الحكمة والفضل على كل حال فتقدم باجابتي وليكن ذلك في كتاب مشروح لاجعله نصب عيني والتمس به حسن الاثر الباقي على الدهور، ويكون قد سدت بفضل الحكمة، والعلم قديما وحزت شرفها حديثا، فعلى حب الحكمة فليكن اجابتك والله أسأل الامن من الفجيعة بك. فكتب اليه ارسطاطاليس رسالته المسماة برسالة (التدبير) وقد ذكرنا بعض ما تضمنت، ونحن نذكر باقيها في مواضعه إن شاء الله «11» . ولا ينبغي للملك أن يظن انه من الجائز أو السائغ ارضاء جميع رعيته اذ كان متعذرا ذلك فيهم لاختلافهم وتباين صيغهم ومذاهبهم ولان فيهم ارضاه الجور والخبال، وفي اتباع مراده بالباطل والضلال وفي وقاية البلاء والفساد بل ينبغي أن يكون وكده رضا الاخيار وأهل الفضائل فانه متى توخي ذلك واعتمده عفى على ما سواه وأصلحه وكان أكثر ما يرتئيه صوابا وأكثر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 475 ما يعتمده أو جله مستحسنا مقبولا. وليحرص «12» الملك كل الحرص على أن يكون خبيرا بأمور رعيته فانه عند ذلك يخاف المسىء من خبرته قبل ان تنزله عقوبته ويستشرف المحسن مثوبته قبل ما يستحق ذلك بسببه وليجتهد الملك أكثر الجهد أن يتمكن في نفوس أهل مملكته انه لا يعجل بثواب ولا يبادر بعقاب ليدوم رجاء الراجي له، وخوف الخائف منه، ويكبر في نفوس الرعية خطره ويعظم لديهم شأنه، وليحسن الملك تدبير أمره فلا يدع ملابسة كثيرة لئلا يقع فيه الخلل والتضييع ولا يباشرن صغيرة لئلا يرى بعين المهانة والتحقير بل يكون معاينا للاخص مطالعا للاعم، يقرب في تباعد، ويبعد في تقارب حتى تتعادل أحوال ما يرعاه ويدبره ويوازن أصناف ما يكلائه ويعنى به وليس يجب أن يكون الملك نزر الكلام، ثقيل الطرف عند رد السلام ولا كثير النظر، سريع الرد، بل في الوسط من الحالين وفيما بين المنزلتين لئلا ينسب الى كبر ولا طيش ولا اعجاب ولا سخف وليدع الملك اليمين والحلف مصرحا أو معرضا فان اليمين من الحالف بها انما تكون على أحد وجهين. أما الاجتهاد في ان يصدق فيما يقوله وليس الملك مضطرا الى ذلك في حال من أحواله أو من عي اللسان وحاجته ان يستريح منه الى الايمان وهذا أيضا غير لائق بالملك لانه من العورات التي ان لم تكن بهم فقد كفاهم الله قبحها وان كانت فتحت عليهم طينها وسترها. ومما يحتاج اليه الملك معرفة أهل الديانات الوثيقة والنيات السليمة والمروءات الصحيحة فيتخذهم أعوانه وخلصائه وثقاته ويجعلهم شعاره وبطانته فانه اذا توخى ذلك واعتمده ولم يدخله غلط فيه حسنت أحواله كلها واستقامت أفعاله وطهرت سريرته ونظفت علانيته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 476 ومما يجب على الملك الاجتهاد في رياضة نفسه على كتمانه أن يبدو في وجهه الغم أو الغيظ أو الرضا أو الفرح آثار يعرف بها ما عنده منها فانه لا عيب على الملك أعيب من أن يوقف على ما في نفسه من غير ارادته ويطلع على ضميره من غير اختيار فان ذلك مما لو باح به الى انسان فنمه واطلع عليه أحدا فباح «13» به لوجبت معاقبته عليه فكيف به اذا ترك التحرز من حال يعاقب عليها غيره ويتصور من أمر لا يرضاه من سواه وهذا أيضا مما اذا قوى الانسان على ضبطه وتأتي للتحفظ منه دل على حصانته وأبان عن رجاحته وأنبأ عن بعد الديانة فيما يأخذ به، ويعطي ويحكم به ويقظي لم يكن ملوما ولا مذموما ولو بلغ من العقوبات غاياتها ومن الامور الشاقة الى غاياتها «14» واذا عدل عن ذلك مع احسان وترقيه واجمال فيما يأخذ به لم يسلم من عائب يتوجه له من عيبه ما لا ينكره لكثر الناس ولا يرون مخالفته ولو ذهب واحد من الناس ان يعيب الملك وهو على سنن الشريعة كان كالعائب لهم جملة والراد لما في أيديهم عامة فليلزم الدين الذي هو اس" لملكه وعمادة لسلطانه ولا يلتفت الى ما سواه من اجمال يعتمده واحسان يقصده وهو مخالف للدين وغير موافق له، وليراع الملك فيما يراعيه من أمور رعيته خلة الكريم وفاقته وليحرص على ذلك منه وازالته وكذلك فليتأمل بطر السفلة بالجدة وطغيانهم بالثروة وليقصد لابطال ذلك وقمعه وازالته وحسم سببه فان من الامثال السائرة والوصايا السالفة «انه ينبغي أن يستوحش من جوع الكريم وشبع اللئيم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 477 وليعلم الملك ان أول وهاء «15» ملكهم وأكبر آفات دولهم انما هو ارتفاع السفلة الذي هو سبب انحطاط الاشراف والعلية، فان من الامثال السائرة والحكم الغابرة ان انحطاط مائة من العلية أحمد من ارتفاع واحد من السفلة والسبب في ذلك ان اللئيم الناقص المعرفة والوضيع المنبت «16» والابوة ارتفعت به حال أو علت به رتبة كان احتباؤه لمن يقرب من حاله في الخلال التي عددتها أشد واشتماله «17» على من مايله فيها أو كد. وكلما اجتمعت اليه من مثل هذه الطبقة عصابة فاضت بهم الجهالات وانتشرت وأثمرت بذلك الحساسات او نبسطت وكلما زاد واحد من هذه الفرقة ضرب اليه من جنسه جماعة لم يجتبوا أيضا، الا أمثالهم في السقوط والضعة وقلة المعرفة فحازوا المراتب دون من يستوجبها من أهل الفضل والنفاسة وذوي الآداب والدراية ومع الجهل سقوط المراتب كما انه مع العقل ارتفاع الدرج والمنازل وفي الانسان اذا تؤمل أمره مع سائر أنواع الحيوان بيان ومعتبر لانه اذا وجد الانسان في صغر جدعته وتعرى جلده ونقص قوته وايده وعدمه السلاح المعد للبطش في جسده يغلب البعير والفيل حتى يستخدمهما والاسد والنمر حتى يذللهما وينتفع بهما. وكذلك سائر الحيوان يصرف أنواعها على ما يختار منها لم يكن للغلبة وجه، الا ما أعطيه الانسان من التمييز والحكمة وانه مخول منهما ما ليس لغيره من الحيوان مثله وانه كلما غلب الانسان الحيوانات غير المميزة بالتمييز فكذلك يغلب من كان من الناس أقوى تمييزا لذوي ضعف التمييز ويستولى منهم من كان أنفذ في المهم والتدبير على من كان أضعف في ذلك من الجميع فقد وضح الدليل وصح البرهان على انه مع العقل والحكمة الغلبة ومع الجهل والسقوط والانقياد والذلة، وصدق المثل القديم في ارتفاع واحد من السفلة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 478 يغلب الجهل الذي هو سبب زوال القهر والغلبة وانحطاط المراتب العالية ... وقد قال بعض الحكماء من الفرس قولا لم يأت ببرهانه كما بينا «18» . الا انا ذكرناه لما كان لما قلناه موافقا، وهو «اذا سادت السفلة انحطت السراة واذا انحطت السراة ولىّ الزمان واذا ولي الزمان نزل البوار» . وقال بعض حكماء الهند في مثل ذلك أيضا «أفضل الازمنة ما لم تكن الغلبة والاستئثار فيه للئام والسفلة ومن اصطفى الاشرار استوجب البوار» . وقال بعض بلغاء العرب في مثل ذلك أيضا، «مقارنة السفلة تميت الهمم والنباهة، وتفسد اللسان والعبارة، وتصدى الطبع والقريحة، وتبعث على لؤم العادة واقتناء الاخلاق الدنيئة الرذيلة وتسقط من أعين السراة وذوي الفضيلة» . وقال الافوه الاودي الشاعر «19» : في هذا المعنى ما دل على ما موافقته بما عن له، وجرى على لسانه حكم العرب والعجم التي بيناها والبراهين التي أوضحناها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 479 الباب الثاني عشر في استيزار الوزراء، وما يحتاج اليه الملوك منهم وما يلزم الملوك لهم ان افضل الوزراء من يدين بحياة الملك وطاعته، ويسخط العالم في سبيل مرضاته، ويذهب نفسه وماله في ارادته، ويجب أن يكون في الوزير هذه الخصال: اولها: أن يكون تام الاعضاء تواتيه على الاعمال التي من شأنها أن تكون بها ومنها. الثانية: ان يكون جيد الفهم، كثير العلم حسن التصور، ربما يقال حساسا، دراكا، يقظان فطنا متغافلا، مستمعا اذا رأى على الامر، اقل دليل فطن له على الجهة التي قصدته. الثالثة: ان يكون جميل الوجه، حسن العقل، غير صلف ولا ذي قحة. الرابعة: ان يكون حسن العبارة، يواتيه لسانه على ما في قلبه، ويميزه بأوجز الالفاظ. الخامسة: أن يكون حسن الملبس ناقدا في كل علم لا سيما علم الحساب فهو العلم الحقيقي البرهاني الذي يهذب الطبع. السادسة: أن يكون صادق القول، محبا له مجانبا للكذب حسن المعاملة. كريم الخلق، ليّن الجانب سهل اللقاء. السابعة: أن يكون قنوعا في الاكل والشرب، قليل الشهوة في النكاح، متجنبا للذات المزاح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 480 الثامنة: ان يكون كثير اليقين عالي الهمة محبا للاكرام كارها للضيم. التاسعة: ان تكون الدنانير والدراهم وسائر اغراض الدنيا هينة عليه، ولا تكون همته الا فيما يقيم به جاه رئيسه ويحببه الى الناس. العاشرة: أن يكون محبا للعدل واهله، مبغضا للجور والظلم يعطي النصفة لاهلها، ويرثي لمن حل به الجور، ويمنع منه ولا يمنعه من ذلك مساعدة أحد من خلق الله. الحادي عشر: أن يكون قوي العزيمة على الشيء الذي ينبغي أن يفعله غير خائف ولا ضعيف النفس ثابت القلب، يحسن الفروسية ومباشرة الحرب. الثانية عشر: ان يكون كاتبا مرسلا خطاطا أديبا، حافظا للتواريخ وايام الناس، وسير الملوك، واخبار المتقدمين من الامم الماضية، وان يكون عالما بخرجات الملك كلها لا يخفى عليه وجه من الوجوه فاذا علم أهل الخدمة ان الوزير عالم بالخدمة لم يقدموا على ادخال داخلة. الثالثة عشر: ان لا يكون كثير الكلام مهذارا كثير المزاح والتعريض بالناس والاستخفاف بهم. الرابعة عشر: أن لا يكون ممن ينهمك في الشراب والراحات واللذات ويكون ليله كنهاره في لقاء الناس، ومباشرة الجماعات وحسن النظر والتدبير ويكون محله موطنا للصادر والوارد من ذوي الحاجات مصغيا الى اخبارهم، مصلحا لجميع امورهم مؤنسا لوحشتهم، صابرا على تحاملهم ويكون ممن يعتقد الربوبية ومن يوثق بناموسه، ويعتقد شرائعه «1» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 481 جملة ما يلزم الوزراء من الحقوق لملوكهم ثلاثة. الاخلاص في النصيحة، وبذل الجهد في اقامة صحة المملكة، ودفع الافات عنها. وأما تفصيل ذلك فهي حقوق متعددة منها مستحبة، ومنها متأكدة، ومنها الاخلاص في النصيحة، والود، فلا يضمر له غشا، ولا يدخر عنه مالا، ولا نفسا، ولا يداجي عليه عدوا، ولا يطوي عنه نصيحة يحتاج الى اعلامه بها. منها: اظهار محاسنه- ان خفيت- ونسبة أفعال الخير اليه، وستر مساوئه- ان ذكرت- وتتبع من يخالف ذلك، حتى يزيله عنه أما بقمع أو باحسان. ومنها: التواضع له، والاجلال لقدره في الحضور والغيبة. وقد قيل كلما زادك الملك اكراما فزده تواضعا، ويتقاصر فيما، يضاهيه من تجمل، أو تنعم، أو مقاربة في مسكن، أو مركب أو ملبس أو حشم. واذا فهم ان له غرضا في شيء مما عنده تركه له. ومنها: تنفيذ أوامره، بعد أن يتأملها فأن رأى خللا سده أو خاف مكروها سعى في ازالته. والادب في ذلك أن يجيب بالسمع والطاعة، ويوقف الامضاء بنوع من التعاويق ثم يراجع الملك على خلوة فان تعذر فبمكاتبة ويوضع ما ظهر له من الراي، وما يخشاه من الخلل ثم يعمل بما يوافقه عليه، ويقرره معه. قال افلاطون: أول أدب الوزير و [رياضته] أن يتأمل أخلاق الملك، فان كانت شديدة عامل الناس باللطف ولين الجانب، وان كانت لينة عاملهم بقوة وصرامة غير مفرطة، ليعتدل التدبير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 482 ويقال: ان معاوية كتب الى زياد: ليكن بيني وبينك في سياسة الرعية، شعرة ممدودة، ان شددت طرفها فأرخها وان أرخيت طرفها فأشددها. فإنا ان شددنا جميعا انقطعت. وسبب هذه الرسالة ان بعض امراء العرب نقم عليه معاوية فأبعده فسار الى زياد، فقبله، وأنزله، ثم خاف من انكار معاوية عليه فأرسل يستأذنه في أمره، فأجابه بهذا الجواب. ومنها: تعجيل عطاياه، وأوامره سيما اذا علم اعتناءه به أو تأكيده الوصية في حقه. وكذلك يجب تعجيله ما يطيق لولاة الثغور والحروب والفيوج، والرسل، فان هذه أمور ان أخرت عن أوقاتها كثرت مضراتها، والملوك تغضب لرد أوامرها، وتوقيف اعطياتها، وهباتها، الا اذا كان الوزير ممن قد فهم ان مراد الملك التوقف، فليمطل، ولا يشعر أحدا، بأنه رأى الملك، فانه لؤم لا ينسب اليه. ومنها: السعي في عمارة البلاد، واصلاح خللها، وتثمير الاموال والمزروعات، وتحصيل آلات العمارة، والترغيب في ذلك، فان بالعمارة تغزر الاموال، وبالاموال تشمخ الممالك وتكثر الاعوان. ومنها: حسن النظر في أمر الجند، فلا يؤخر عنهم العطاء، ولا يلجئهم الى الشغب، والغوغاء، ويسوسهم بما يديم طاعتهم ويؤلف كلمتهم، وقد بنيت سياسات الجند في كتابي في الحروب. واذا اعتدلت سياستهم استقامت مع الملك سيرتهم، وأمنت مضرتهم. ومنها: القيام بمصالح الملك الخاصة في ترتيب آلاته، ودوره ومطابخه، ونفقات غلمانه، وحشمه، ودوابه، فلا يكون في ذلك توقف، ولا تقصير، وكذلك لا يغفل عن أمر حراسه الملك، وحفظه، وان يندب لذلك من يوثق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 483 به، ولا يغفل عنه في ليل ولا نهار، ولا في أوقات نومه، ويقظته، وخلوته سيما في وقت انسه، وسكره، فان ذلك مما يجب أن يمعن فيه النظر، ولا يتساهل فيه. وبلغني أن المأمون خرج في عشية يوم من مقصورته الى الدار المعروفة بدار العامة، فرأى الحسن بن سهل جالسا فيها ينظر في الاعمال وينفذ الاشغال، فسأل عنه، فقيل: انه من الصبح هنا، ولم يمض الى منزله، فلما رآه الحسن قام مبادرا الى بين يديه، فقال: تعبت اليوم يا أبا الفضل، فقال: لا أعد تعبا ما كان لراحة أمير المؤمنين وفي خدمته، فاستحسن منه الجواب. وقال عبد الحميد الكاتب: أتعب قدمك فكم قدم قدّمك. ومنها: ان لا يعارضه في خواصه، وبطانته، ولا في حرمه واصاغره، فانه اليه أميل، وهم عليه أقدر، ولا يستكثر لهم العطاء، ولا يمطلهم في الصلات والحباء، فان كان فيهم من يشين الملك تقريبه، أو يخاف غائلته فيتلطف في ايصال ذلك اليه على لسان غيره، أو يعرض به في ضمن الحكايات، والاشارات، دون التبكيت والتعبير، حتى لا يتمقت اليه بابطال أغراضه، وتنغيص مسراته فكم قد عادت هذه بمضرات على قائليها، حيث لم يتلطفوا فيها. ومن حقوق الوزراء على الملوك، منها، ان يمكنه من التصرف، ويحكمه في التدبير ان كان وزيرا مطلقا حتى تنفذ تصرفاته، وتستقيم سياساته. ومنها: أن يرفع من قدره، وينوه باسمه بما يتميز عن أبناء جنسه بتشريفه في ملبسه، ومركبه، وموكبه، ومجلسه وفي تلقيبه، وتكنيته على ما تجري به عادة اصطلاح أبناء الزمان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 484 ومنها: أن لا يسمع كلام الوشاة والمتعرضين، فانه مقصود ومحسود، والحسود لا يبقى ولا يذر. بل يجب أن يعرض له بما بلغه عنه مما يكرهه أو يستصوبه، فان كان صحيحا اعتذر، ولم يعد، وان كان كذبا، وتمويها برهن عن نفسه ليزول الشك فيه. قال المتوكل لاحمد بن أبي دؤاد، قد رفعت الي سعايات في حقك، فقال: لا عجب ان أحسد على مكاني من أمير المؤمنين. وقال بعض حكماء الفرس: على الملك لوزيره أربعة حقوق هي: أن لا يؤاخذه بغير حق ثابت، ولا يطمع في ماله بغير خيانة ولا يقدم عليه من هو دونه بالكفاية، ولا يمكن منه عدوا. ومنها: المشورة في الامور، وهي وان كانت مشتركة بين العقلاء الا انها بالوزراء ألزم. قد تم كتاب «1» الخراج في غرة شهر ربيع الاول في دار العلية الاسلامية في بدء قبل الخليقة، بن مرزا محمد الخوئي حسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير] «2» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 485 ثبت المراجع 1- ارسطوطاليس: كتاب السياسة في تدبير الرياسة (سر الاسرار) (مخطوط) ، مكتبة المتحف العراقي. رقم 14777. 2- بدر الدين العيني: عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان. (مخطوط) . 3- أبو اسحاق ابراهيم الشيرازي: ت (476 هـ- 1083 م) المهذب، ط القاهرة. سنة 1333 هـ. 4- ابن الاثير: عز الدين علي بن محمد: ت (630 هـ- 1238 م) الكامل في التاريخ، 12 جزء، القاهرة، 1353 م. 5- احمد بن حنبل: ت (241 هـ- 855 م) المسند، 6 اجزاء، القاهرة، 1313 هـ. 6- احمد بن يحيى بن المرتضى: ت (840 هـ- 1436 م) البحر الزخار، حا، 1948. 7- الازهري: ابو منصور محمد بن احمد: ت (981 هـ- 1573 م) التهذيب في اللغة. القاهرة، 1964- 1967 8- ابن اسحاق رشيق القيرواني: زهر الآداب وثمر الالباب. ط، الثانية. القاهرة (تحقيق زكي مبارك) 1344 هـ- 1925 م. 9- أبو الاسود الدؤلي: ت (688 هـ- 1289 م) ديوان شعر. (شرح وتحقيق، عبد الكريم الدجيلي) طبعة اولى، سنة، 1954 م. 10- الاصطخري: ابو اسحاق ابراهيم (توفي، منتصف القرن الرابع الهجري) مسالك الممالك (تحقيق محمد جابر عبد العال) ط القاهرة، 1962 م. 11- البخاري: محمد بن أبي الحسن بن اسماعيل: ت (256 هـ- 869 م) صحيح البخاري- القاهرة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 487 12- البلاذري: احمد بن يحيى بن جابر: ت (379 هـ- 892 م) فتوح البلدان، ط اولى، 1932 هـ. 13- البيروني: أبو الريحان محمد بن احمد: ت (440 هـ- 1048 م) تحقيق ماللهند من مقولة، حيدر آباد الدكن 1958. 14- الترمذي: محمد بن عبس (892 هـ- 1496 م) السنن، القاهرة. 15- ابن خرداذبة: أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله: ت (300 هـ- 912 م) المسالك والممالك، ط، ليدن، 1888 م. 16- ابن خلكان: شمس الدين احمد بن ابراهيم بن بكر: ت (6681 هـ- 1281 م) وفيات الاعيان، 6 اجزاء، ط، اولى 1367 هـ- 1948 م. 17- الخوارزمي: أبو عبد الله محمد بن احمد بن يوسف الكاتب. ت (387 هـ- 997 م) مفاتيح العلوم، ليدن، 1895 م. 18- أبو داود: سليمان بن الاشعث بن اسحاق الازدي السجستاني. ت (275 هـ- 888 م) . السنن، جزءان، ط اولى (1371 هـ- 1952 م) . 19- ابن رسته: أبو علي احمد بن عمر: ت (اوائل القرن الرابع الهجري) الاعلاق النفيسة، ط، ليدن، 1891 م. 20- ابن سعد: محمد. ت (230 هـ- 844 م) الطبقات الكبيرة، ط، بيروت، 1958 م. 21- السرخسي: أبو بكر محمد: ت (490 هـ- 1096 م) المبسوط، ط القاهرة 1324 هـ. 22- الكاساني: علاء الدين أبي بكر بن مسعود. ت (587 هـ- 1191 م) . بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع: القاهرة: 1328 هـ. 23- ابن سلام: أبو عبيد القاسم: ت (222 هـ- 836 م) الاموال، ح 1، 1353 هـ. 24- شمس الدين ابن قدامة المقدسي: ت (620 هـ- 1223 م) الشرح الكبير، ط، مصر، 1348 هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 488 25- الطبري: أبو جعفر محمد بن جرير: ت (310 هـ- 1932 م) تاريخ الرسل والملوك، 12 جزء، القاهرة 1939 م 26- علي بن محمد بن المطهر العدوي (المعروف بالشمشاطي) ت (987 هـ 1579 م) . الانوار ومحاسن الاشعار (تحقيق مهدي صالح العزاوي) ، ط، 1976 م. 27- المعيني: بدر الدين محمود بن احمد. ت (855 هـ- 1451 م) شرح الكنز. ط (1361 هـ- 1451) م. 28- ابن قتيبة: أبو محمد عبد الله بن مسلم: ت (276 هـ- 889 م) أدب الكاتب، ط، 1967 م. 29- القزويني: زكريا بن محمد بن محمود: ت (628 هـ- 1283 م) آثار البلاد واخبار العباد، بيروت، 1960. 30- الكرملي: الاب انستاس: النقود العربية وعلم النميات. بغداد، 1939 م. 31- الماوردي: علي بن محمد: ت (450 هـ- 1057 م) الاحكام السلطنية، ط، القاهرة، 1298 هـ. 32- مالك بن انس: ت (450 هـ- 1058 م) . - الموطأ: كتاب الشعب. ط، مصر. - المدونة الكبرى. ط 1323 م. 34- المبرد: أبو العباس محمد بن زيد: ت (285 هـ- 898 م) الكامل في الادب، 3 اجزاء، ط، القاهرة 1936، 1937. 35- محمد فؤاد عبد الباقي: المعجم المفهرس لالفاظ القرآن الكريم، مطابع الشعب بمصر 36- أبو محمد العبادي اليمني: ت (800 هـ- 1397 م) الجوهرة النيرة، القاهرة، 1322 هـ- 1904 م. 37- أبو الوليد محمد القرطبي الاندلسي (المشهور بابن رشيد الحفيد) ت (595 هـ- 1198 م) بداية المجتهد ونهاية المقتصد، ط، القاهرة، 1329 هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 489 38- ملا خسرو: ت (885 هـ- 1480 م) درر الاحكام في شرح غرر الاحكام، ط مصر، 1304 هـ 39- المسعودي: أبو الحسن علي بن الحسين بن علي: ت (346 هـ- 956 م) مروج الذهب، 4 اجزاء، 1938. 40- المقدسي: شمس الدين أبو عبد الله محمد: ت (387 هـ- 997 م) احسن التقاسيم في معرفة الاقاليم. ليدن: 1877 م. 41- المقريزي: تقي الدين أحمد بن علي: ت (845 هـ- 1441 م) شذور العقود. 42- الميداني: أبو الفضل احمد بن محمد النيسابوري. ت (518 هـ- 1124 م) - اللباب في شرح الكتاب. القاهرة، 1330 هـ. - أمثال العرب، مصر، 1352 هـ 43- النسائي: أحمد بن شعيب بن علي بن بحر: ت (303 هـ- 915 م) السنن. الطبعة الازهرية 44- النويري: أحمد بن عبد الوهاب: ت (742 هـ- 1341 م) نهاية الارب في فنون الادب. مصر، 1925 م. 45- ياقوت الحموي: شهاب الدين أبو عبد الله: ت (626 هـ- 1229 م) - معجم البلدان، 10 اجزاء، القاهرة 1906 م. - معجم الادباء، 20 جزء، ط، القاهرة. 46- اليعقوبي: احمد بن أبي جعفر بن وهب: ت (282 هـ- 865 م) البلدان: ط 3. النجف 1957. 47- ابن يعيش: يعيش بن علي: ت (643 هـ- 1245 م) شرح المفصل: الطباعة المنيرية، بمصر. 48- أبو يعلي: الفراء الحنبلي: ت (458 هـ- 1065 م) الاحكام السلطانية، القاهرة، 1357 هـ. 49- ابن هذيل الاندلسي: حلبة الفرسان (تحقيق محمد عبد الغني حسن) 1951 م. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 490 50- ابن وهب الكاتب: أبو الحسين اسحاق بن ابراهيم البرهان في وجوه البيان، تحقيق احمد مطلوب، بغداد 1967. 51- ابن النديم: محمد بن اسحاق: ت (383 هـ- 993 م) الفهرست، مصر، 1348 م. 52- الجوزي: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن: ت (567 هـ- 1171 م) المنتظم في تاريخ الملوك والامم، 12 جزء، ط اولى 1357 هـ. 53- ابن تغري بردي: جمال الدين يوسف أبو المحاسن ت (874 هـ- 1469 م) النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، مصورة عن طبعة دار الكتب. 54- أبو حيان التوحيدي: ت (360 هـ- 970 م) الامتاع والمؤانسة، ط دار النشر والترجمة والتأليف 1939 55- الجاحظ: عمر بن بحر: ت (255 هـ- 869 م) الحيوان، 7 اجزاء (تحقيق عبد السلام هارون) ط ثانية، مصر 56- الصفدي: صلاح الدين خليل. ت (764- 1362 م) . الوافي بالوفيات ج 7، بيروت، 1969 م. 57- المطرزي: أبو الفتح ناصر بن عبد السيد: ت (1213 هـ- 1798 م) . الايضاح في شرح مقامات الحريري 1272 هـ- 1855 م. 58- ابن كثير: عماد الدين أبو الفدا اسماعيل القرشي: ت (774 هـ- 132 م) البداية والنهاية، 14 جزء، القاهرة، 1348 هـ- 59- الملك الافضل: العطايا السنية والمواهب الهنية في المناقب اليمنية، (مخطوط) . 60- مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق، مجلد 24- ج 1. 61- الزيات: احمد حسن تاريخ الادب العربي، ط الحادية عشرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 491 [ فهارس الكتاب ] الامكنة والبقاع - أ- ابارجاج: (تل عظيم) : 100 اباكسوان: 108 ابجرد: 172 ابرشهر: 272، 401، 404 ابرقباذ: 365، 366 ابركاوان: 390 ابشاية: 178 ابقيسه: 94 الأبلة: 88، 354، 364، 365، 366. ابليل: 179 ابهر: 183، 195، 376، 377. أبواب شكن: 323 الابواء: 80 أبو أمينة (موقع) 119. أبو دلف: 79. ابين عدن: 86 ابيورد: 172 ابلام: 378 اثافت: 83 اثينا: (اثينة) : 142، 448. الاجام الكبرى: 169. اجام كسكر: 309 اجدابية: 122، 123. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 492 جزيرة سرتانية: (سردينيا) : 146 الاجفر: 79 اجنادين: 288، 289، 300 حروار: 156 الاحساء: 80، 85، 98 الاحواز: 88، 89، 92، 125، 150، 169، 170، 171، 182، 321، 372، 386، 414. اخرين: 96 اخسيكت: 104 احميم: 178، 338. اخنورشيد: 179 ادريس: 146 ادنو: 178 اذربيجان: 126، 139، 140، 173، 174، 183، 328، 329، 329، 331، 334، 378، 379، 380، 381، 382، 383. اذرح: 270 اذرعات: 288 اذرمة: 113، 127 اذنة (اطنة) : 129، 186، 191، 309، 310. أران: 176، 326، 328، 336 اربنجن: 99 اربهشت: 92 ارتفاع اليمامة (مرتفع اليمامة) : 181 ارجان رجان: 89، 388. ارجون: 172. ارجيش: 176، 326. ارجيل الصغرى: 334. ارجيل الكبرى: اردبيل: 110، 126، 174، 331. اردشير خره: 387، 388، 389. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 493 الاردن: 85، 89، 290، 300، 309. ارسون: 188. ارزن: 112، 128، 176، 183، 314 ارسكن: 106. ارض: 130 ارض بابل: 199، 360. ارض الترك: 199. ارض الحبشة: 143، 145 ارض الخزر: 332 ارض زريكران: 333 ارض سابور: 387 ارض السواد: 170، 204، 206 ارض السودان: 139 ارض السيسجان: ارض العرب: 211 ارض فارس: 280، 387، 388، 400، 455 الارض الكبيرة: 350 ارض الكلز: 332 ارض مزينة: 217 ارض مصر: 206 ارض الهند: 148 ارطهال: 327 ارغيان: 401 ارغين: 106 اركة، ارك: 287 ارمائيل: 417 ارما: 120 ارمينية: 111، 112، 139، 155، 158 193، 194، 298، 299، 314 323، 324، 327، 328، 329، 330، 331، 334، 335 336، 380، 381، 382. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 494 ارمينية الرابعة: 316 اردبيل 378، 379، 380 اروفي: 140 141 ازدود: 118 ازم: 89 ازميران: 95 ازين: 421، 422 اسبانيا: 9 اسبرة: 102 اسبنج: 401 اسبنة الكبرى: 140 اسبيساب (اسبيجاب) : 100، 172، 409 استيان اردشير بابكان: 161 استان ارنديق كرد: 160 أستان البهقباذ: 161 استان البهقباذ الاسفل: 161 استان البهقباذ الاوسط: 161 استان خسرة شاذبهمن: 160 استان خسرو سابور: 160 استان روين باسفار: 161 استان قباذ: 160 استان خسرو شاذ هرمز: 160 استان العالي 161 الآستانة: 12 اسدآباد: 93، 96، 106 الاسراب: 106 اسطوغورس: 474 اسفرايين: 401 الاسكوريال: 9 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 495 اسفل الارض: 179 الاسكندرية: 119، 122، 129، 151، 178، 184، 199، 307، 340 341. اسنى: 178 اسوان: 151، 178 اسيوط: 178 اشتبنحن: 408 اشتر مغاك: 97 اشجرد: 108 اشروسنة: 172، 411، 412 الاشمونين: 178، 338 اصبهان: 88، 91، 92، 95، 127، 139، 149، 171- 182- 199- 370 373، 374، 349 إصطخر: 90، 91، 125، 150، 389. اطباش: 105 اطرابلس (طرابلس) : 342، 344، 348 اطرابية: 179. اعراض المدينة: 180 اعمال البحرين: 181 اعمال البصرة: 162 اقليم بعذري: 175 اعمال الجبل: 173 اعمال جند الاردن: 178 اعمال حلوان: 172 اعمال خرشنة: 191، 192 اعمال ديار مضر: 177 اعمال الروم: 191 اعمال السواد: 155، 156 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 496 اعمال ما سبذان: 173 اعمال طريق الفرات: 184 اعمال المغرب: 175، 177 اعمال واسط: 170 اعمال المشرق: 175 اعمال مصر: 178 اعمال اليمن: 180 الاعمشية: 83 اغراء: 84 اغيار: 87 افاعية: 297 افامية: 297 افخار: 325 الافراطون: 179 افرنجية (فرنسا) : 146 افريذين: 96 افريقية: 119، 123، 124، 141، 146، 200، 343، 344، 345- 346 347، 348، 349، 350. افيق: 118، 290 اقراهروذ: 380 الاقرع: 85 الاقصر: 178 اقليسم: 378 اقليم انطرسوس: 144 اقليم الاول مرايس: 143، 149، 151، 152. اقليم بنطوس: 144 اقليم روذش: 144 اقليم الثاني: 149، 151، 152 اقليم الثالث: 149، 151، 152 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 497 اقليم الخامس: 150، 153، 154. اعمال عمان: 180 اقليم الرابع: 149، 152 اقليم السابع: 150، 156، 158 اقليم السادس: 150- 155. اقليم اسوان: 143 اقيانوس: 141، 145 الاكحل: 180 اكناف الجنوب: 88، 180 اكناف المشرق: 95 اكناف المغرب: 111، 127 اللجون: 118، 128 السن: 127 الوسة: 116، 314 امد: 112، 13، 128، 153، 313، 316 امرة: 84 امران: 89 الامصار: 201 امل: 98، 108، 175، 405. امر السواد: 170 امسير: 90 املوك: 181 الامم المطيفة: 131 الانبار: 115، 116- 122- 155- 356- 361 اندراب: 110 الانداق: 387 الاندغار: 391 الاندلس: 141، 143، 146، 147، 349، 350، انصنا: 178. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 498 انطاكية: 129، 152، 177، 289، 297، 299، 304، 305، 307، 308، 309، 310، 311، انطرسوس: 188، 298، 414، اوبران: 122، اوذ: 328، اورشت: 407، اوش: 104، اوطلس: 84، اومير: 154، اوكينة: 97، ايذج: 92، 385، 386، ايران: 139، 159، ايعاث: 118، ايغار يقطعين: 170، الايغارين: 173، 183، إيلياء: 299، 300، أيله: 84، 270، 85، 140، 145، 148، اللاذقية: 188، - ب- باب 104 باب بارقة 323 باب البحر 304 باب خراسان 400 باب سمرقند 406 باب فيروز قباذ: 323 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 499 بابل 454 باب لاذقة 323 باب اللان 323، 327، 332، 334 باب مدينة القيروان: 124 باب والابواب: 193، 126، 148، 323 باجروان 113، 378 باجنيس 326 باحمشا 111 باخرز 401 بادرخت 124 بادوريا 358، 361. بادين: 125 باذين: 125 باذغيس: 402، 404، 407 بارة: 350 بارخنيس: 176 بارما: 111، 153 باريس: 13، 15 بازليت: 327 باصر: 140 باع: 121 باعيناثا: 111 باغ الحسن: 334 باغون 402 باقودى 313 باكسايا 166 بالسس 155، 305 بامقرا 113 بانقيا 356. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 500 البتم 172، 409 البجس 115. البجة 139، 352، 353 البحار 130 بحارت وحويرث: 154 البحر 46، 185، 186، 386، 413 البحرين 88، 180- 181- 184- 278- 279- 365 بحر جرجان 148 بحر الحبشة 140، 141 البحر الحروري: 155 البحر الاخضر: 143، 145، 146، 147، 158، 199 بحر خوارزم 148 البحار المشرقية والمغربية: 139 بحر اوقيانوس المغربي: 141 بحر بنطوس: 144 بحر الخزر 190، 191، 192 بحر الروم (البحر الشامي) : 120، 140، 146، 147، 151، 306 بحر الشام (بحر الروم) : 140، 156، 190، 1961. بحر الصين 152 بحر طرابزندة: 323 بحر العرب 386 بحر قنطوس: 147 بحر القلزم 141، 148 بحر المحيط (البحر الاخضر) : 140 البحر المشرقي 147 بحيرة طابسين: 147 بحيرة طبرية 152 بحيرة الطريخ: 327 بحيرة النتنة: 152. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 501 بحيرة الياقوت: 149. بخارى: 98، 99، 172، 199، 405، 408 خليج بزبونة: 146 البدقون: 179 بدليس: 128، 314 بدوخكت: 100 بذرقة: 353 بذش: 96 البر: 186 برانس: 87 بران: 150 براز الروز: 166 بربابل: 92 البرجان: 125، 139 برج الحجارة: 199 البرذان: 111، 127 برذعة 111، 126، 174، 328، 329، 330، 332 334. برزنج: 328. برزند: 110، 380 برزة: 110. البرس: 328، 359. برسمت: 122. البرشلية 193. برقة: 112، 119، 121، 122، 129، 141، 146، 180، 200، 342، 345، 346، 350. برقعيد: 112. بركة البلاح: 419. بركوآب: 100. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 502 بركب: 102. برهمناباذ: 418، 419، 421. بروجرد: 173. بروجس: 155. بروخروة: 390. بروغة: 155. بروص: 413، 421. البرية: 107، 116. برية الترك: 175. البريص: 293. بزرنج: 171. بزبدي: 183، 186. بست: 395، 397، 399، 401. بستان بن عامر: 84، 85. بساتيدما: 153. البسفرجان: 177، 326، 327، 336. بشتخم: 90. البشرود: 179، 338. البصرة: 83، 84، 85، 87، 88، 125، 148، 153، 167، 168، 169، 170، 217، 277، 354، 364، 365، 366، 371، 383، 387، 388، 389، 394، 395، 399، 400، 404، 405، 420. بصرى: 287، 288. البطائح: 130، 151 153، 162، 168، 169 217. بطرندة: 317. بطلاميا: 117. بطن مر 81. بطن النخل: 80. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 503 بطن نعمان: 81. بطن وادي: 83. البطيحة: 153، 157، 158. بعد الزابوقة: 87. بعذري: 381. بعربايا: 176. بعقوبة 344. بعلبك: 118، 287، 296، 297. بغداد: 127، 135، 136، 150، 156، 315، 316، 399، 459. بغراس: 309. بغرور: 419، 420. بغروند: 176، 327. البقارة: 119. البقاع: 118. البقلار: 191، 192. بكبانول: 109. بلبد: 122 بليس: 119 بلخ: 107، 109، 402، 404، 407. البلقاء: 288. بلد: 111، 113، 114، 127، 153، 176، 314، 383. بلدان الاسلام: 186، بلد الارميناق: 324. بلد الجامعين: 139. بلد الروم: 156، 187. بلدرومية: 146. بلد شهرزور: 153. بلاد الاسلام: 171. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 504 بلاد ارمينية: 176، 192. بلاد الاندلس: 145، 146، 159. البلاد: 50، بلاد البربر: 147. بلاد البرجان: 190. بلاد الترك: 98. بلاد تونس: 147. بلاد جرجان: 195. بلاد الداور: 393، 395. بلد الديبل 148. بلاد الروم: 155، 156، 192، 309، 310. بلاد زبيد: 82 155، 156. بلاد الزنج: 139. بلاد الشحر: 86. بلاد الصين: 99. بلاد فارس: 139 473. بلاد العدو: 186، 187. بلاد المغرب 148. بلاد الغورية: 413 بلاد مهرة 148. البلق: 336. بلنياس: 188، 298. بلهيت: 340، 341. البليخ: 177، البلاد البلاسجان: 228. بلاد التوبة: 139. بم: 91، 170، 391. بنا: 339. بنات حرم: 82، 85. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 505 بناكت: 100. بنجيك: 102. البندنيجين: 166. بندق: 89. البنك: 85، 117. بنو نكت: 100. بني كوما: 88 بنة: 414. بهار: 109. بهرسير: 360، 368. بهدرا: 175. بهذري: 381. البهقباذات: 368. بهلاب: 110. بهمناباذ: 96. البهنسي: 178. بهريمند: 422. البوازيج: 175. بوزكند: 104، 105. بوزنجرد: 95، بوزة: 110. بوسار: 102. بوست: 172. بوستة: 95. بوشنج: 172، 402، 404. بوصير: 178، 339. بوقا: 304. البوقان: 415. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 506 بومج: 378. بونذا: 108 البويب: 84. بياس: 186، 419. بيان: 88، بيت جبرين: 299، بيت راس: 290، بيت سليمة: 298، بيت المقدس: 138، 178، 299، 321، بيت لهيا: 296 بيروت: 188، 295. البيرون: 417. بيسان: 290. بيشة 82، 85، 86، 180. بيشة ابن حاوان: 86. بيشكند: 96. البيضاء: 84. بيعنخر: 407. بكند: 98، 405، 407. البيلقان: 110، 111، 328، 330، 334. البيلمان: 420، 422. البيما: 341 بيمند: 90، 390. بينة: 402. بيهق: 401. بئر: 68. بئر الابار: 87. بئر الحذاء: 83. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 507 بئر الزيتونة: 124. بئر عثمان: 98. بئر ابن المرتفع: 81. بئر الجمالين 124. - ت- تاكنت: 121، 122. تاهرت: 200، 350. تبار: 328. تباله: 82، 85، 180، 269. التبت: 105، 197. تبريز: 110، 381. تبوك: 85، 270، 285. تراقية: 190. تربه: 82. ترمقان: 103، 104. الترمذ: 108، 172، 406، 407. ترنوط: 119، 120، 175. تغزغر خاقان: 105 تفليس: 110، 126، 327، 332. تكريت: 175، 183، 382. تل اعفر دقريه كبيرة: 114. تلبس: 314. تل جوفر: 113، 128. تل الحصن: 307. تلستانه: 97. تل سنجار: 176 تل الشهارجة: 381. تل عبد: 115. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 508 تل عزاز: 305. تل فراشة: 112. تل لحرا: 113. تل موزن: 177، 313. تل وان: 110. تمليس: 123. تمتاج فهاره: 100. تنعيم الطائف: 81. تينس: 179، 338. تهامة: 148، 180. توج: 171، 280، 387. توغا: 124. تومشكت: 407. تونس: 345، 348. تونه: 338. تيده: 179. تيزين: 299. تيطوس: 140. تيماء: 180. - وواسط: 88، 125، 153، 155، 461. واسط الرقة: 315. واقصة: 79. وج والطائف: 269. جرة: 84. الوادي: 133، 109، 111 [169، 180. الواردة: 119. وادي الاعراب: 122. وادي الرمل: 124. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 509 وادي السباع: 116. وادي السدور: 121. وادي سناروز: 393. وادي مخيل: 121. وادي مسوس: 123. وادي المغارة: 121. وادي القرى: 85، 84، 180، 261. وادي المسلح: 89. وادي مهر: 246. وادي نسل: 395. وراء النهر: 404، 405 407، 409، 410، 411، 412، 413. وراء افريقية: 200. ورثان: 111، 126، 174، 330. وسط الوادي: 106. وقعه اليرموك: 299. الوقيعة: 125. ولاية: 49. ولاري: 109. ويص: 327. - ث- الثجة: 82، 85. ثرياليت: 327. الثعلبية: 79، 359. ثغر (الثغو) : 115، 185، 186، 193، 204. ثغر البجة: 200. ثغور الترك: 172، 195. الثغور الجزرية: 186، 305، 316، 329. ثغر الحدث: 186. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 510 ثغر حصن منصور: 187. ثغر السند: 421. ثغر شميشاط: 178. ثغر المصيصة: 156. ثغر كيسوم: 187. ثغر ملطية: 187. ثغر الهند: 413، 414، 415. ثغور الاسلام: 130، 131. الثغور البحرية: 188. الثغور البكرية: 187. الثغور الجزرية: 129. ثغور الروم (الرومية) : 113، 189. ثغور الغرب: 200. ثغور الديلم: 195. ثغور المسلمين: 156. الثغور الشامية: 129، 186، 188، 306، 307، 329. ثغور المشرق: 200. ثوز: 79. ثنية العقاب: (الثنية) : 85، 287، 288، 296. الثور: 87. الثيبان: 385. - ج- جابروان: 110. الجابية 287. الجاده: 91. الجار (موقع) : 85. جاسم (موقع) : 118. الجانب الشامي: 115. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 511 الجانب الشرقي: 175، 360. الجانب الغربي 161، 175، 177. الجاهلية: 205. جب: 84. جب التراب: 87. جب جراوه: 123. جب حليمان: 121. جب الرمل: 129. حبيل: 188، 295. جبرين: 305. جب العوسج: 120. جبل القبق: 130. جب يوسف: 118. الجبل (اقليم) : 67، 81، 82، 88، 106، 125، 130، 139، 173، 173، 370، 380، 403. جبل الاردن: 118. جبل اصطخر: 153. جبلتا: 111، 127. جبل الثلج: 149، 152. جبل حارث: 150. جبل حويرث: 150. جبل الجودي: 176. جبل رمي 118. جبل الزون: 393. جبل سرنديب 149. جبل سفينا: 155. جبل سنير: 149، 152. جبل سلوقيا: 151. جبل طبرستان: 150. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 512 جبل طي: 180. جبل القمر: 151. جبل كرمان: 149، 154. جبل اللكام: 141، 156. جبل غرود 411. جبل نهاوند 149. جبل ياجوج وماجوج: 15، 185. جبلة: 188، 298. جده: 87. جديلة: 84. الجدد: 82. حران: 318. جرباذقاق: 94. الجرباء: 270. جرجان: 174، 183، 199، 377. جرجرايا: 125. جرجير: 119. الجردان: 116. الجردمان: 327. جرزان: 176، 323، 327، 335، 336. جرش: 82، 180، 269، 290. جروان: 174. الجرود: 113، 117. الجزائر: 130، 139، 143، 145. الجزر: 422. جزيرة ابو كاوان: 387. جزيرة ارواد: 351. جزيرة اقريطش: 146. جزيرة ابلو: 123. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 513 جزائر براطانية: 146. جزيرة بني عمر: 176. جزائر الخالدات: 141، 145. جزيرة سرنديب: 148. جزيرة صقلية: 146، 351. جزيرة العرب: 148. الجزيرة الفراتية: 298، 299، 307، 312، 314، 315، 316، 317، 318، 319، 320، 326، 327، 334، 382. جزيرة الفضة: 152. جزيرة قبرص: 146، 188. جزيرة قولي: 158. جزيرة ماطوس 147. جزيرة غديبة: 145. جزيرة الوفاء: 158. جزيرة يابس: 147. جسداء: 82، 85. الجسر (معركة) : 307. جسر كوثى: 78. جسر منبج: 155. الجحفة: 80. ججندة: 406، 407. الجعرانة: 269. جعفى: 181. الجفار: 118، 119، جلاب: 113. جلولاء: 92، 166، 360، 361، 364، 370. جللتا: 166. جنابا: 388. جنان الريحان: 336. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 514 الجند: 275. جند دمشق: 184، 178. جند فلسطين: 184، 178. جند قنسرين: 177. جنايا: 171. جند الادن: 184. جند الاردن: 184. الجنوب: 99، 136، 137، 139، 140، 141، 142، 143، 153، 154، 154، 156، 157، 159، 190، 191، 192، 197. الجنينة: 85. جنديسابور: 385. جهة البر 185. جهة الشمال: 172، 176، 177، 186، 187، 198. جهة المشرق: 175، 190، 191، 195، 199. جهة المغرب: 140، 156. جوا: 281. جواثا: 181، 279. جواب: 94. الجوامد: 169. جوبانان: 90. جور: 94، 150، 153، 389. الجوزجان: 403. جوسية: 118. جوف مراد: 181. جوف همدان: 181. جول: 102. الجولان: 290. الجومة: 186. جوين: 401. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 515 جويم: 89. جويكت: 101. جياد الصغير: 121. جيحان 308، 391. جيرفت: 171، 391. جيلان: 195، 377، 378، 380. - ح- الحاجز: 79، حاني: 187، حباب الميدعان: 121، حبتون: 175، 381، الحباري: 89 الحجاز: 148، 179، 261، 310، 353، حجندرة: 157، الحدادة 96، الحدث: 115، 186، 310، 319، الحدوثة: 87، حدود الروم: 193، الحديثة: 111، 127، 153، 382، الحديبية: 262، حديقة: 85، حديقة الموت: 283، حران: 113، 129، 177، 313، الحرة: 356، حرقوة: 123، الحرمين: 180، 184، الحروة: 86، حسان: 87، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 516 حسيناباذ: 96، الحصن الحصون: 129، 186، حصن ام جعفر: 98، حصن ابن رضوان: 186، حصن باجروان: 379، حصن البحرية: 279، حصن بني المومن: 186، حصن بوقا: 309، حصن تكريت: 382، حصن جحح: 187، حصن الحدث: 321، حصن حسان: 169. حصن الحسينية: 186. حصن زبطرة: 115. حصن سفيان: 295. حصن سنان: 307. حصن سيراف: 390. حصن الصرفند: 188. حصن طبارجي: 186. حصن طبس: 400. حصن غليانة: 351. حصن الفارقين: 330. حصن الفرات: 314. حصن الفرخان: 374، 375. حصن قزوين: 195. حصن قطرغاس: 309. حصن قلوذية: 318، 319. حصن كربد: 400. حصن الكلس: 187. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 517 حصن كمخ: 316. حصن ماردين: 313. حصن المثقب: 309. حصن مسلمة: 113. حصن مرو الروذ: 402. حصن منصور: 115، 129، 321. حصن مهدي: 88. حصن مورة: 39. حصن ويص: 323. الحصيد: 286. حضرموت: 181، 275. حمص: 87. حظر الهني: 315. حلب: 127، 129، 177، 298، 303، 304. حلوان: 93، 125، 126، 139، 182، 360، 361، 368 370، 383. حلى: 86. حماة: 128، 297. حمص: 117، 118، 127، 128، 287، 288، 289، 296، 297، 298، 299، 300، 303، 314، 319. الحمراء: 97. حمر اندر: 401. حمزين: 330. الحمى: 87. الحنابة: 381. الحناية: 175. حنت: 178. الحنية (حنية الروم) : 120. حنبها: 172. حوار: 94، 287، 288. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 518 حودول: 89. الحور: 382. حوران (حصن) : 187. حوزان: 106. حيار بني القعقاع: 303. الحيرة: 272، 286، 354، 355، 356، 359، 361، 364، 365 369 حيز: 178. حي عبد الله: 121. - خ- الخابور: 114، 176، 314. خابران: 89. خاجستان: 103، 104. خاخيط: 327، 332. خاقان التركي: 102. خان بابك: 110. الخان (الخانات) : 92، 107، 110. خان حماد: 89. خانقين: 93، 361. خاوص: 100. خجندة: 103، 104. خراسان: 107، 139، 159، 162، 171، 182، 193، 195، 310 311، 334، 348، 373، 392، 396، 398، 399، 400. 404، 405، 406، 407، 409، 410، 411، 412، 414. خرائب ابي حليمة: 121. الخرارة: 89. خربتا: 179. الخربة: 104، 117. خربة القوم: 121. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 519 الخرج: 87. خرشنة: 87. خرماباذ: 94. خرنجوان: 102. الخرلنجية: 101. الخريبة: 354، 364، 365، الخزر (مدينة) : 139، 157. الخزيمية: 79. خسروجرد: 96، خشب: 81. خشك: 395. خشكاريش: 93. خشوفغن: 99. خشيكت: 407. الخط: 279. خط الاستواء: 136، 137، 142، 143، 145، 149، 151، 152. خطرنة: 361. الخليج: 190، 191. خليجة: 87. خليج ابن جميع: 116. خليج الاخضر: 148. الخليج البربري: خليج الاسكندرية: 119. الخليج العربي: 148. خلم: 109، 172. خمدان: 199. خناب: 90، 91. خنان: 327، 354، 353. خنداد (خنداذ) : 12، 94. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 520 خندق سابور: 369. خواب: 401. خوار: 96. خوارج: 327. خوارزم: 157، 172، 193، 403، 406. خوارش: 91. خوخط: 327. الخورجان: 110. خورتكين: 104، 105. خور الديبل: 413. خوزستان: 92. خوسكان 91. خوى: 110، 382. خولان: 181. خيبر: 180، 206، 207، 223، 258، 261. خيزان: 331. الخيس: 340، 341. خيوان: 83، 85. خلاط: 128، 176، 314، 317، 326، 33، 335. خلان: 89. - د- الدابية: 286. داخل الحائط: 100. دارا: 112، 113، 176، 313. داراباذ: 383. دارابجرد: 388، 389. داربجان: 173. دار الازد: 365. دار البطيخ: 386. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 521 دار جين: 91. دار الرزق: 337. دار زنكي: 108. دار الصباغين: 302. الداورة: 128. الدازقي: 116. داسين: 89. الدارين: 181، 280. الدامغان: 174، 375. دامير: 381. داودآباذ: 95. دبا: 276، 277. دبناوند: 174. الدبوسة: 99، 199. دبيل: 111، 146، 176، 323، 330. دجلة: 153، 55، 156، 246، 354، 360، 381. دجلة العوراء (شط العرب) : 168. دراباذ: 175. درب الحدث: 320. درب السلامة: 320. درب الطرسوس: 191. درب اللكام: 309. درب ملطية: 192. الدرذوقية: 123. درمان: 111. درنوا: 95. دروذ: 95. درنى: 354. دستبى: 374، 375، 376، 378. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 522 الدستجردة: 107. دستميان: 169، 365، 366. الدسكرة: 92، 166. دشبتي: 195. الدفينة: 84. دقهلة (قهلية) : 339. الدكان: 93. دل ايرانشهر: 159. دلوك: 187، 299، 305. دمشق: 85 117، 118، 128، 149، 152، 285، 287، 288، 292، 293، 294، 297، 300، 301، 309. دمهلة: 179. دمياط: 179، 338. دميرة: 338. دندرة: 178. ده الخرقان: 110. دهليز: 89. دهنج: 421. الدوادنية: 333. الدور: 127. دومة الجندل: 180، 211، 241، 270، 271، 272، 287. دولاب: 88. ديار ربيعة: 176، 183، 314، 316، 454. ديار مضر: 127، 129، 177، 183، 226، 314، 315. ديبل: 334، 417، 421، 422. الدير: 178. دير الاقداح: 335. دير ايوب: 128. دير تارما (ترمة) : 92. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 523 دير خالد: 291. دير طايا: 304. دير الفسيلة: 304، 305. دير مابنة: 125. دير هند: 358. ديصيا: 179. الديمن: 94. الدينور: 109، 110، 126، 175، 173، 370. الديوان: 98. دلاص: 178. الرابية: 315. رابية بني تميم: 177. الرازي: 195. راس الجمجمة: 148. راس كيفا: 313. راس العين: 127، 176، 313، 316. راس الكلب: 96. راسي: 175. الراشت: 108، 109. الرافقة: 119، 315، راكاه: 94. رامه: 84. رامين: 405. راور: 418. رامهرمز: 89، 384. الراندنقان: 97. رائين: 91. راية 179. رباط كومج: 90 . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 524 الزبذة: 80. الرب: 116. ربض المصيصة: 308. ربوس: 121. الربيبة: 84. الرحابة: 85. الرحبة: 85، 155، 177، 180. الرحيبة: 84. رخ: 401. رخج: 172، 393، 395، 397، 399. رداسا: 124. رزان: 395. الرساتيق الاسافل: 173. الرساتيق الاعالي: 173. رستاكرد: 92. رستاق الاحنف: 402. رستاق بغ: 403. رستاق خيزان: 330. رستاق سواة: 94. رستاق زم: الرصافة: 88، 117. رصافة هشام: 315. رعبان: 187، 299، 305. رغوغا: 124. رفح: 188، 299. الرفيل: 361. الرقة: 113، 115، 116، 117، 127، 129، 155، 312، 313، 314، 321، 330. ركاد: 127. ركندة: 103. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 525 الركيبة: 83. رمع: 275. الرملة: 118، 128، 181، 302. الرها: 113، 139، 177، 312، 313، 316. رهاط: 180. الروذبار: 415. روذة: 95. الرور: 419، 420، 421. روشت: 392. روعان صرمنجان: 108. الرومقان: 368. الرويثة: 80. الري: 95، 96، 97، 174، 183، 195، 199، 359، 373، 374، 375، 376، 378. ريدة: 83. ريشهر 387. ريمان: 181. رينة 82، 85. - ز- الزاب: 348. الزاب الصغير: 111. زابل: 393، 394. زابلستان: 172، 395، 399. الزابوقة: 365. الزابي: 153. الزارة: 280. زاغول: 407. زالق: 392، 394. زامين: 103، 99، 100. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 526 زاوة: 401. زبالة: 79. زبطرة: 156، 186، 321. زبيد: 275. زبيدة: 181. الزبيدية: 93. الزراعة: 117، 297. زرة: 95. زرمان: 99. زربخ: 395، 393، 394، 398. زرود: 79. الزط (قرية) 89. الزعراء: 85. الزعفرانية 93. زم: 405، 408. زنجان: 126، 183، 376، 377، زندورد: 354. الزوابي: 161. الزور: 393. الزوزان: 313. زويلة: 342. زياداباد: 90. الزيتونة: 122، 315. الزمير: 378، - س- السا: 175. ساباط: 103، 104، 360. سابور: 388، 389. السابون: 181. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 527 سابرخاست: 110. الساحل: 275. ساترودن: 378. ساحل البحر: 276. ساحل دمشق: 146. ساحل مناة: 86. ساغور كبال: 103. ساحل هجر 87. سارغ: 102. سارية: 175. ساوه: 95. ساهوي: 90. ساهيونس: 323. ساوندري: 419. سائر النواحي: 159، 184. السائرة: 180. سائر نواحي المغرب: 112. السبخة: 87. سبخة منوس: 123. سبرة خربة: 124. سبسطية: 299. سبطا: سبلان: 378. سجستان: 88، 91، 92، 139، 171، 172، 182، 391، 392، 393 394، 395، 396، 397، 398، 399، 415. سخا: 179، 340. السد: 85. سدارتة: 347. السدرة: 107. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 528 سدوسان: 418. سراج طير 176، 327. سراي: 91. سراة: 176، 378، 381. سروج: 115، 177، 313. سرخ: 96. سرخس: 97، 401، 402. سرة الاض: 139. سرت: 123. سرق: 384. سر من راى (سامراء) : 127، 153، 335، 336، 351، 353. سرغ: 85. سرمقان: 90. سرشت: 420. السري: 111. السرين: 78. السعان: 94. السغد (الصغد) : 199، 405، 406، 407، 408، 410، 412، 413. سغدبيل: 323. سفح جبل: 113. السقيا: 80. سقي دجلة: 368. سقيراء: 85. سقي الفرات: 160، 368. السكاريان: 390. السكة (الطريق) 122، 419. سكة البريد: 107. سكة الحمام: 120، 121. سكة دبا: 129. سكة رود: 127. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 529 سكة المعينية: 128. سكير العباس بن محمد: 114. سلسل: 1666. السلطان: 170. سلطيس: 340، 341. لسلق: 181، 381. سلوقية: 186. سلماس: 110، 382. سلمية: 87، 117. سلوق: 122، 123. السماوة 180. سمرقند: 99، 103، 104، 172، 195، 196، 199، 405، 406، 408، 409، 411. سمسغي: 327. سمنان: 96، 174. السمنة: 84. سمنجان: 404. سمندر: 325. السمور: 332. سميراء: 82. سمياط: 115، 129، 155، 187. سميص: 82. سنابك: 89. سناروذ: 415. سنبل: 385. السنة (موقع) : 170. سنجار: 113. السبخ: 402. السن: 111، 175. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 530 السند: 139، 148، 150، 171، 309، 413، 414، 416، 417 419، 420، 421، 422، 423، سندان: 333، 423، سندما: 158. سن سميرة: 109، 129. سنكردر: 96. سنوانجر: 403. سنير: 287. سواحل جند الاردن: 188. سواحل جند حمص: 188. سواحل جند دمشق: 188. سواحل جند فلسطين: 188. سواحل الشام 146، 185. سواحل مصر: 188. سواحي: 109. السواد: 167، 168، 182، 184، 209، 215، 217، 221، 353 356، 358، 361، 362، 363، 364، 366، 368، 369، 386. سواد الحبشة: 139. السودان: 347. السوس: 347، 384. السوس الادنى: 345، 349. السوس الاقصى: 346. سور كمخ: 316. سور الموصل: 382. سوريا: 299. سوق الاربعاء: 88. سوق اسد: 78. سوسنقين: 95. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 531 السوقانية: 111. سوق الاحد: 348. سوق بغداد: 356. سوق الاهواز: 13، 88، 92، 125، 384. سوم المشقر: 181. سوي: 287. سويان 102. السويداء: 84. سويقة: 85. سياجردو: 108. السيالة: 80، 180. سيب: 88. السيرجان: 90، 171، 390، 391، 392، السيح: 85. سيحان: 314 السيسجان: 176، 327، 335، 336. سيسر: 110. سيف البحر: 339. سيراف: 153، 171. السيروان: 126، 173. السيلحين: 115، 356، 359. سيم: 178. سينيز: 171، 388. - ش- الشابران: 193، 323، 328، 332. الشاش: 89، 99، 100، 103، 104، 172، 195، 196، 409. شاطىء الفرات: 177. الشام: 177، 178، 188، 190، 226، 259، 270، 273، 284. 289، 295، 298، 299، 300، 303، 305، 307، 310، 315، 316، 317، 319، 321، 324، 337، 380، 416، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 532 شاواب: 100 شاوغرا: 101. شاهي: 78. شباس: 179. الشجر (موقع) : 139، 181، 277. الشجرة: 80. الشبورقان: 107. شرغ: 99. شرف ذي النحل: 84، 85. الشرق: 124، 148، 156. شرق دجلة: 160. الشرقية: 178. شروسنة: 104. شروم راح: 82. شعب بني السرحتين: 84. الشعبية: 87. شطا: 338. شطب: 178. شط البحر: 123. شط عثمان: 217. شط مهران شط الوادي: 106. شفشين: 328. الشفق: 87. شقرة الروم: 139. الشقوف: 79. شكلى: 330. شكل الارض: 132. شكن: 328. شليل: 92. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 533 الشمال: 158، 159، 192، 193، 196، 175. الشماسية: 459. الشمس (موقع) : 132. سمسين: 117. شمشاط: 128، 551، 316، 317. شمكور: 328. شنودة: 178. شهرزور: 126، 150، 175، 183، 379، 382، 383. شهرياج: 390. شوشت: 327. شول: 199. شومان: 108، 407. شيراز: 89، 90، 125، 388، 416. الشيز: 378. شيزر: 297. شيمشاط: 113. - ص- صا: 179. الصامغان: 103، 172، 175، 183، 383. صاهك: 90. صحاري: 104. صحاري: 105. صحراء: 82، 107، 179. صحراء ورثان: 331. صدد: 118. الصدف: 275. صدى: 181. الصراة: 246. صعدة: 83، 85. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 534 الصعيد: 178، 338. الصغاينان: 108، 403، 405. الصغد: 172. الصفا: 87، 266. صغر: 82، 85. صفورية: 290. الصمان: 87. صلح نجرن: 272. صندوداء: 83، 85، 275. صنعاء: 83، 85، 275. صور: 129، 188، 30290. صوران: 128. صيدا: 188، 295. الصيمرة: 372. الصين: 103، 139، 143، 153، 159، 196، 199، 457. الصلا: 85. - ض- الضياع الحسينية: 336. الضياع السلطانية: 170. - ط- الطائف: 180، 204، 211، 284، 263، 268، 269. الطاربند: 408. طاسفندين: 94. طاغون: 402. طافلا: 190. الطالقان: 172، 403، 404، 407. طبرستان: 175، 183، 377. طبرية: 118، 128، 129، 290 الطبسين: 172، 400. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 535 طبرسرانشاه: 333. طحا: 403. طلحة الملك: 802. طخارستان: 98، 105، 107، 139، 172، 402، 404، 407، 408، 423. طخارستان العليا: 109. طخاري: 403. طرابلس: 123، 124، 188، 295. طراز: 101، 102، 105. طزرة: 95. طرسوس: 129، 186، 703، 310، 311، 320. الطرف: 80. طرون: 176، 335. طريف البريد: 169. طريق الجادة: 78. طريق الجفار: 128. طريق الدراج: 118. طريق الراشت: 108. طريق الساحل: 86، 87، 118، 119. طريق ساحل البحر: 122. طريق الصوائف: 317. طريق الفرات: 113، 129، 177. الطريق العادل: 125. طريق المشرق: 125. طريق المفازة: 105. طساسيج الواو: 162. طسوج (طاسيج) : 166، 170. طسوج اربل: 159. طسوج الاستان: 160. طسوج ابن قباذ: 160. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 536 طسوج الانبار: 161. طسوج بابل: 161. طسوج بادوريا: 161. طسوج باروسما: 161. طسوج پاكساسا: 160. طسوج براز الروذ: 160. طسوج البزبون: 160. طسوج بزرجسابور: 160. طسوج البندينجين: 160. طسوج بهمن اردشير: 160. طسوج بهرسير: 161. طسوج تامرا: 161. طسوج تستر: 161. طسوج جاوز: 160. طسوج جابادرايا: 159. طسوج الجبل: 159. طسوج جبة والبداة: 161. طسوج الجوازر: 260. طسوج جلولاء وجللتا: 160. طسوج خانقين: 159. طسوج خطرية: 161. طسوج درقيط: 161. طسوج دسنميسان: 160. طسوج الدسكرة: 160. طسوج الذيبين: 160. طسوج راذان السلفى: 160. طسوج راذان الاعلى. طسوج راذان: 160. طوسج روستقباذ: 160. طسوج ورذستان: 161. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 537 طسوج الرومقان: 161. طسوج الزاب الاسفل: 161. طسوج الزاب الاعلى: 161. طسوج الزاب الاوسط: 161. طسوج الزندورد: 160. طسوج سلسل: 160. طسوج سوار دبربسا: 161. طسوج السيلحين: 161. طسوج فيروز سابور: 159. طسوج شهرزور: 160. طسوج عين التمر: 161. طسوج فرات بادقلي: 161. طسوج الفلوجة السفلى: 161. طسوج الفلوجة العليا: 161. طسوج فيروز سابور: 161. طسوج قطربل: 161. طسوج كلواذي: 160. طسوج كوثى: 161. طسوج مسكن: 161. طسوج ميسان: 160. طسوج المدينة العتيقة: 160. طسوج نهربوف: 160. طسوج نهر جوبر: 160. طسوج نهر الملك: 161. طسوج النهروانات: 160. طسوج النهرين: 161. طسوج هرمزجرد: 162. طفخة: 87. طليطلة: 349. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 538 طنجة: 146، 200، 344، 346، 348. طهمان: 111. الطهملج: 98. طو: 179. طوار: 101، 155. الطورايلة: 179. طور سيناء: 138. طور عبدين: 313. طوس: 97، 172. طوس ابن عامر: 402. الطواوميس: 99، 105. طيراز: 196. طيبة: 180، 256. الطيرهان: 175، 382. الطيرناباذ: 359. الطيلسان: 139، 175، 195. - ع- عانات: 314. عانه: 155، 177. عبادان: 807. العباسية: 347، 348، 350. عبدس: 125. العتيقة: 356. عثر: 86، 87. عثمان (موقع) : 87. عجرون: 84. عدن: 181، 275. عدنون 188. العذيب: 78، 117، 180، 359، 369. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 539 العرادة: 113. العراق: 58، 59، 78، 159، 162، 168، 169، 173، 176، 180 200، 242، 274، 285، 310، 353، 355، 358، 390، 398، 409، 410، 416. العراقين (الكوفة البصرة) : 392، 407 410. العربة: 286. عرقه: 188، 295. عرفجا: 87. عرفة: 81، 82، 83، 263، عركلان: 86. العريو: 116، 117. العريش: 14، 118، 119، 179، 188، 336، عسفان: 81. عسفلان 188، 302. عسكر مكرم: 92، 386. العسيفان: 424. العسيلة: 80. العقبة: 79، 105، 106، 107، 121. العقبة البيضاء: 309. عقبة كيسا: 91. العقير: 87، 98. العقيق: 214، 216، 217. عك: 181. عكاظ: 180، 188، 290، 302، 306. عكبرا: 111، 127. عليب: 86. عمان: 86، 88، 139، 726، 277، 882، 313، 386، 413. العمق: 80. عمارات الصين: 140 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 540 عمل الابسيق: 191 عمل الاردن: 128. عمل الارمينات: 192. عمل الافطي ماطي 190، 191 عمل افلاجونية: 190، 191 عمل الترقسيس: 191 عمل الخالدية: 178، 192 عمل الدينور: 127 عمل سلوقية: 191 عمل فلسطين: 128 عمل القبادق: 191، 192 عمل الناطوس: 191 عمواس: 299، 312 عمورية: 186، 191، 307، 321. العواصم: 184، 186، 187. العوامل: 116. عوتيد: 85. العوسجة: 84. عيذاب: 353. العين: 89. عين التمر: 272، 286، 346، 356، 357. عين الجبال: 114. عين الجر: 118. عين جمل: 369. العين الحامضة: 314. عين الرحبة: 369. عين الرومية: 115. عين الرهيمة: 369. عين زربة: 129، 186، 311 عين شمس: 338. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 541 عين الصيد: 369. العيون (قرية) : 118، 130، 151. عيون الطف: 369، عين القطقطانة: 369. عين الورد: 313. - غ- الغاضرية: 119. الغابة: 181. غبيرا: 91. الغدين: 114. غراب (موقع) : 180. الغرب: 119، 124، 157، 159، 177. الغز (موقع) 98. غزة: 188، 188، 286، 299. غسان: 287. غزوة الخندق: 257 غزوة الفتح: 266. غلوك انداز: 103. غلظ الترك (موقع) 139. الغمرة: 80، 81. الغور: 107، 180. غوميك: 33. الغوطة: 291، 295. غيضة ذات السباع: 315. - ف- فارس: 78، 88، 92، 153، 171، 182، 200، 353، 355، 358، 390، 391، 416. فاران: 179. الفارياب: 107، 172، 403، 404. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 542 فاز (قرية) : 105. الفاش: 116. فاقوس الغافرة: 119. فاليغا: 453. الفتق: 82، 85، 180. فجندة: 172. فحل: 289، 300. الفحيحة: 116. فدك: 205، 259، 260، 261. الفرات: 114، 115، 116، 117، 139، 155، 156، 224، 246، 325، 365، 366. فرج الذهب (المولتان) : 419. الفرع (موقع) 180. فرعايا: 118. فرغانة: 99، 103، 104، 105، 109، 172، 195، 407، 412. فرق: 86. الفرما: 119، 179، 336. فرمة: 121. فرنجة: 349. الفرضة: 116. فريز: 110 فسا: 388. فستورك: 300 الفسطاط: 84، 119، 129، 336، 337، 338، 341. الفشجان: 390. فغيس: 97. الفلج: 87. فلجة: 84. فلسطين: 285، 299، 300، 302. فلوهو: 178. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 543 فم الشعب: 106. فم الصلح: 88. فم الفوارة: 289. فم وادي: 104. الفوارة: 124. فورنمد: 99. فيد: 79. الفيوم: 178، 338. الفهرج: 392. الفلاليج: 361. - ن- نابلس: 299. نارند: 423. ناشروز: 392. الناطلوس: 186. الناووسة: 116، 314. الناحية 61. ناحية البرير: 145. ناحية الجنوب: 115، 180. ناحية الشمال: 111، 140، 145، 174. ناحية قلمية: 191. ناحية المشرق: 157. ناحية المغرب: 145، 177. ناحية المذر: 154. النباح: 84، 354. النباك: 87. النبطية: 169. نبعة: 87. النبك: 117. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 544 تجد: 180، 282، 284، 369، نجران: 87، 180، 273، 275. النجرانية: 273. نحشب: 405. النخيلة: 358. الندامة: 121، 122. نرماشير: 91. نريز: 110. نسا: 401، 172. نسف: 172، 407، 408. النشوي: 111، 323، 327، 334. نصيبين: 112، 113، 127، 128، 176، 313. نصيرآباد: النضح: 85. نعمان السحاب (جبل) : 81، 88. النقرة: 84. نقابلس: 305، 186، 305. النقير: 127. النقيرة: 127. نقيزة: 179. نمركرد: 100. النهاية المشرقية: 140. نهر بسمد: 419. نهر بط: 386. نهر بلخ: 98، 109، 139، 156، 157، 158. نهر بلنجر: 329. نهر بياس: 419. نهر ترك: 100. نهر تيري: 384. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 545 نهر تيرين: 125. نهر الثرثور: 328. نهر الجديد: 88. نهر الجراح: 331. نهر جوبر: 368. نهر جيحان: 139، 156. نهر جيحون: 108، 154. نهر الحسن: 334. نهر الحير: 169. نهر خوارزم: 158. نهر دجلة: 153، 158. نهر درقيط: 368. نهر الدقيل: 155. نهر البط: 297، نهر الرس: 330. نهر الزاب: 153. نهر سابس: 88. نهر السبين: 170. نهر سعيد: 116، 315، 382. نهر السمور: 330. نهر سورا: 155. نهر سيحان: 309. نهر الشاش: 100، 103، 104. نهر الصلة: 166، 170. نهر عدي: 330. نهر العلقمي: 155. نهر عيسى: 155. نهر الفرات: 155، 158، 168، 305، 319. نهر الكر: 330. نهر ماوا: 100. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 546 نهر المرأة: 354، 364. نهر مسلمة: (نسبة الى مسلمة بن عبد الملك) : 305. نهر طورا: 158. نهر معقل: 88. نهر قباقب: 319. نهر مرو: 246. نهر الملك: 78، 358، 368. نهر مهران: 158. نهر مهران الصغير: 154. نهر مهران الكبير: 154. نهر مهراني الثاني: 154. نهر النيل: 119، 138، 139، 140، 151، 152، 158. نهر اليرموك: 298. نهر ياجوج وماجوج: 158. النواحي: 6، 35، 51، 2، 181، 184، 201. نواحي الشمال: 109، 111، 112. نواحي مرو: 107. نواحي المشرق: 11، 13، 19، 88، 109. نواحي المغرب: 11، 13، 115. النوبة (مدينة) : 200، 352. النوبنجان: 388. النوبندجان: 89، 125. النوبهار: 404. نوح: 176. نوزكت: 102. نوسا: 156، 179. نوشجان: 102، 103، 105، 172، 195. نواكت: 102. نوشجان الاسفل: 196. نوشجان السفلى: 101. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 547 نوشجان الاعلى: 196. النوق: 96. النوقان: 97. نهاوند: 93، 94، 127، 150، 173، 370، 371، 372، 373، 374، 376، 378. النهروان: 92. النهروان الاسفل: 166. النهروان الاوسط: 166. النهروان الاعلى: 166. النهرين: 361. نهيا: 117. النهية: 116. نيسابور: 91، 97، 401. النير: 110. نينوى: 381. - ق- قابس: 134. القاع: 79. القادسية: 78، 111، 359، 369، 387. قادس: 404. قارا: 117. قارض: 109. قاشان: 183، 174، 373. القاقزان: 377. قاليقلا: 128، 317، 324، 325، 326، 329. قباء: 84، 104. القبادق: 186. قبرص: 290، 306. قبر العبادي: 79، 123. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 548 قبة قصر غمدان: 6. قبر ميمونة (زوجة النبي) : 81. قدس: 81. قديد: 81. قرى عربية: 180. قرار: 87. قرايات فرات: 313. قردى: 183. قرطبة: 200، 349. قرصا: 119، 179. القرعاء: 87. القرعون: 118. قرقيسيا: 113، 114، 116، 155، 177، 287، 313. القرعون: 118. قصبة فلسطين: 128. قصر حصن النصارى: 119. قصر الروم: 121. قصر قصر سيحان: 310. قصر العسل: 122. قصر العذيب: 359. قصر النجار: 97. قرماس: 372. قرماسين: 215، 126، 173، 370. قرميسين: 93. قرن: 83. قرندي: 176. قرن الصراة: 356. قرن المنازل: 18، 180. قريات الفرات: 177. القريتين: 84، 77، 85، 86، 78، 106، 177، 278. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 549 قرية الآس: 90. قرية بركي: 102. قرية تيزين: 304. قرية داية: 96. قرية جرد: 99. قرية الجومة: 304. قرية حسان: 169. قرية رافدة: 85. قرية سرمين: 304. قرية عبد الرحمن: 90. قرية علي: 98. قرية مرتحوان: 304. قرية مهروبة: 304. قرية النصارى: 121. القرنين: 123. القريض: 85. قزوين: 12، 127، 150، 183، 376، 377، 378. قسطانة: 95. قسطنطينية: 147، 189، 298، 299، 351، 454. قسطل: 117، 297. قس الناطف: 357. قشمير: 324، 423. القصبة: 85، 116. قصبة الاردن: 128. قصبة الايغارين: 94. قصبة كرمان: 90. قصبة مصر: 119. قصبة نشوى: 177. قصدار: 416. قصراين: 91. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 550 القصر الابيض: 349. قصر أبن هبيرة: 78. قصر بني نازع: 112. قصر الاحنف (ابن قيس) : 106، 402. قصر خوط: 107. قصر الدرق: 124. قصر الشاهدين: 121. قصر الشماس: 121. قصر شيرين: 93. قصر العجوز: 120. قصر عمرو: 93، 106. قصر العطش: 123. قصر علقمة: 99. قصبة اللصوص: 93. قصر مجاشع: 390. قصر الملح: 96. قصر موهنان: 104. قصر يانة: 351. قصر يزيد: 93. قصور حسان: 123، 346. القطر: 88. قطر: 87. قطوبل: 361. القطيف: 181، 280. القطيفة: 111. القفص: 391. القفط: 178. قلرجيت: القلزم: 353. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 551 قلعة بسر: 345. قلعة لكلز: 333. قلعة الجردمان: 323. قلعة خرش: 333. قلعة شيبر: 388. قلعة الستوج: 388. قلعة الكلاب: 323. قلعة شمشلدي: 323. قم: 101، 127، 174، 183، 373. القمبيزان: 323، 328. القمرطي: 116. قورس: 186. قومس: 183. قناة بردة (بردى) : 302. قناة بصرى: 287. قناة حسان: 169. قنى: 178. قندابيل: 416، 423. قندهار: 154، 415، 423. قنسرين: 127، 129، 184، 299، 303، 304، 305. قنطرة ارشق: 380. قنطرة حذيفة: 368. قنطرة وحش: 380. قنطرة مريم: 93. قنطرة ورثان: 380. قنوران: 94. قومس: 96، 174، 299، 305، 371، 374، 375. قهستان: 90، 172، 400. قهقاوة: 178. القندز: 401. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 552 القيروان: 180، 200، 345، 346، 347، 348، 349. القيس: 178، 179. قيسارية: 188، 300، 301، 302، 336. القيقان: 414، 415. - ك- كابل: 139، 172، 392، 394، 395، 396، 397، 400، 414، 424. كبارستان: 89. كاد: 172. كازرون: 388. كاسب: 96. كاشان: 407. كاظمة: 87. كبال: (قرية) : 103. كتانة: 124. كتنة: 180. كثبة: 82، 85. كحراس: 93. كثبة: 85. الكر (مدينة) : 328. كرا (موقع) : 82. كفربيا: 307، 308. الكرج: 94، 95، 173. الكرخ: 111. الكرسي: 84. كفرتوثا: 176. الكركان: 89. كفر ليلي: 118. كرمان: 88، 91، 92، 171، 182، 390، 391، 392، 396 400 كرمراد: 10102 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 553 كرمينية: 99، 408 كركوية: 392. كرو: 92. كريركان: 92. كريون: 120، 340. كسال: 327، 332. كستسجي: 327. كسفربيس: 327. كسكر: 168، 169، 354. الكسوة: 118. كش: 393، 405، 407، 408، 415. كشك: 91. كشماهن: 98. كصري باش: 101. لكعبة: 265، 266. كلواذي: 88. الكلبانية: 385. كمخ: 115، 316، 317. كمياك: 195. كفرتوثا: 112، 113، 127، 128، 313، 315. كفرطيس: 341. كنائس الجون: كنجان: 106. كنجاباذ: 106. الكنيسة: 18. كنيسة يوحنا: 294، 295، 297. كواكت: 105. كوبرلي: 12، 13، 14، 15. كوثى: 31، 368. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 554 الكوفة: 78، 84، 155، 273، 274، 282، 286، 321، 325، 354 370، 371، 373، 374، 375، 376، 377، 378، 379. 404، 423. كورة المشرق: 92. كورة (كور) : 170، 171. كورة ارجان: 171. كورة أذربيجان: 109. كورة اردشير: 171. كورة اصطخر: 171. كورة الاهواز: 383، 385. كورة باجرمق: 382. كورة البسفرجان: 323. كورة بلخ: 107. كورة البهقباذ: 162. كورة تستر: 170. كورة نهر تيري: 170. كورة نهر خيري: 170. كورة الجبل: 162. كورة الجزيرة: 175. كورة جنديسابور: 171. كورة حوران: 288. كورة الجوزجان: 107. كورة حلوان: 159، 162، 173. كورة دار بجر: 171. كورة دجلة: 125، 160، 162، 166، 364. كورة رام هرمز (رامهرمز) : 171. كورة الري: 174. كورة سابو: 171. كورة السوس: 171. كورة سوق العتيق: 171. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 555 كورة قزوين: 173. كورة قاليقلا: 177. كورة كسكر: 160. كورة المرج: 175. كورة الموصل: 183. كورة نينوى: 175. كوريدس: 178. كوزستان: 96. كوسان: 326. كورم: 91. كوك: 99. كولسرة: 110. كول شوب: 101. كوم شريك: 120. كولان: 101، 105، 196. كيماك: 101، 105، 196. الكيرج: 420، 421. كيف: 402. الكلاء: 105. - ل- اللد: لد: 299. اللاذقية: 298. لارقة: 147. الواته: 342. لوبية: 140، 141. الليث (موقع) : 86. لندن: 13. اليس: 354، 356. الينة: 180. اليونة: 337، 338، 340. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 556 - م- مأب: 288. المبارك: 116. ما بين النهرين: ماذران: 127. ماذران واستان: 93. مأرب: 181، 181. ماردين: 176. المازبين: 95. مازح عمر: 177. المازحين: 315. ماستين: 98. ماسزان: 173، 182، 372. ماسبذان: ماس ومروة: 91. ماكسين: 114. مامنة: 116. مانص: 85. ماه اصبهان: 372. ماه البصرة: 173، 183، 371، 372. ماه الكوفة: 172، 182، 372. ماه دينار: 371. الماهين: 370. ماوند: 183. ماوية: 84، 85. مائين: 91. المتوكلية: 126، 328. المثقب: 97. المجاز: 87. مجانة: 345. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 557 المحتنى: 124. المحدثة: 85. المحفوظة: 422. المحمدية: 128، 157، 320، 375. محسبة: 93. محلة اليهود: 382. المحول: 88. المحيط الشرقي (بحر) : 141. المخاليف: 180. المخلصة: 119. مخيل: 123. مخاليف: 83. مخاليف عبد الله بن مذحج: 86. مخلاف بني عامر: 181. مخلاف بني مجيد: 86. مخلاف الحكم: 86. مخلاف خولان: 86. مخلاف ربيع زبيد: 86. مخلاف الركب: 86. مخلاف شاكرة: 181. مخلاف صعدة: 181. مخلاف صنعاء: 181. مخلاف عك: 86. مخلاف كندة: 86. مخلاف لحج: 86. مدين: 84، 180. المدائن: 88، 125، 360، 361، 368، 369. المديبر: 177، 315. المدينة (المنورة) 80، 84، 180، 204، 216، 217، 256، 257، 260، 338، 341، 355، 369. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 558 المدينة اشر وسنة: 104، 157. مدينة الباب: 328، 331. مدينة التغزغز: 169، 197. مدينة الحبشة: 143. مدينة خوارزم: 157. مدينة السلام: 78، 88، 92، 93، 111، 115، 116، 117، 125، 184، 412، 311، 399، 423. مدينة سلمية: 156. مدينة الموصل: 153. مدينة هنزيط: 155. المذار: 125، 170، 354، 365. مذك: 180. مرارة: 85. مران: 84. المراغة: 110، 126. المرج: 127، 300، 173، 184، 381. مرجارون: 183. مرج الحصى: 326. مرج دبيل: 327. مرج راهط: 287. مرج الصفر: 291. مرج عبد الواحد: 321. مرج القلعة: 93. مرج وزهر: 95. مرج الشيخ: 121. مرسى الحلي: 87. مرسى ضنكان: 87. المرصد: 104، 119. مرعش: 115، 186، 319. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 559 مرقية: 298. مرمد: 421. المرغاب: 403. مرند: 110، 111، 174، 381. المرومة: 125. مرو: 97، 105، 199، 147، 402، 405، 407، 408، 410. مرو الروذ: 106، 154، 172، 318، 403، 404، 407. مرو الشاهجان: 402. مروكس: 172. مر الظهران: 263. المرومة: 125. المري: 315. مريع: 87. مزدوران العقبة: 97. المزينة: 115. مسارس: 120. المستراح: 89. المستوان: 128. مسداربنات نعش: 138. مسجد عائشة: 81. مسجد قضاعة: 119. مسقط: 193، 323، 328. مسكن: 360. مسلحة (مسالح) : 103، 369. مسلحة برزة: 291. المسنيات (موقع) : 168. مسيلحة: 87. مسعرت: 155. مسئولان: 85. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 560 مشارق الروم: 139. المشرق: 111، 211، 132، 133، 139، 140، 145، 146، 147، 153، 154، 158، 171، 174، 175، 176، 177، 180. المشقر: 279. مشكوية: 95. مصر: 13، 84، 118، 119، 144، 159، 184، 185، 256، 300، 301، 336، 337، 338، 339، 340، 341، 344، 345، 350، 352، 353، 463. المصريات: 328. المصيصية: 129، 186، 191، 307، 309، 311. مصيل: 179. المضيح: 286. مطلع السهيل: 138. المعافر: 181. معد (قرية) : 121. المعدن (مدينة) : 87، 353. معدن بني سليم: 80. معدن الفضة: 103، 104. معدن النقرة: 80. معرة حمص: 297. المعرس: 87. معرة مصرين: 304. المعمورة: 130، 308. المعلة: 381. مضارب الهند: 139. مغاص اللؤلؤ: 86. المغرب: 132، 133، 145، 147، 148، 153، 154، 156، 159، 173، 177، 184، 191، 193. 336، 342، 343، 345، 346، 347، 348، 350، 454. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 561 المغلة: 175. مغمداش: 123. المغيثة: 78. المفازة: 78، 91، 98، 101، 102، 106، 107، 108، 109، 143. مفازة سمرقند: 103. مفازة القاع: 107. مفازة قطوان: 99. مفرق الطريق: 112. مفضلا اباد: 96. مقاطعة طرون: 183. مقاطعة عمان: 181، 454. مقدونية: 190. المقسلاط: 292. مقنا: 270. مكران: 139، 171، 414، 415، 416. مكة: 78، 80، 84، 85، 86، 87، 88. 109، 138، 180، 182، 261، 262، 263، 264، 266، 267، 268، 284. مملكة الاسلام: 130، 159، 181. مناذر الصغرى: 384. مناذر الكبرى: 384. منازل الطريق: 87. منبج: 127، 129، 177، 187، 299، 305، 319. المنبر: 80، 120. المنجلة: 86. منخوس: 85. المندب: 86. المندل: 421. منزل: 84، 86، 87. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 562 منزل ابن بندقة: 84. منزل شقيق الفهمي: 122. منزل الكلابة: 84. المنصف: 98، 123. المنصورة: 154، 418، 422، 432. منف: 178. منوجرد: 97. منوف: 179. مهدي آباذ: 106. مهران: 417، 418، 421، 423. مهرجا نقذق: 173، 372. مهرجا روق: 173. مهروبان: 171. مهروذ: 166. مهسارع: 181. المهدية: 320. المهجرة: 82، 87، 181. المواضع: 78. الموصل: 9، 111، 127، 150، 175، 176، 310، 316، 365، 381، 382، 380. موضع النحاسين: 293. موقان: 110، 377، 378، 380. المولتان: 414، 419، 420، 423، 424. الملح (مقاطعة) : 216. ملح شاش: 103. ملطية: 115، 155، 316، 317، 318، 319، 326. ملكان: 86. ملكين: 187. ملل: 80. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 563 مليتية: 122. المليدس: 179. مليلة: 200. الملائكة: 426. ميافارقين: 112، 176، 183، 313. الميانج: 92، 126، 378. الميد: 415. ميسان: 169، 366. ميمنذ: 96، 331، 378. - هـ- الهارونية: 186: 311. الهاشمية: 321. هجر: 225، 278. هراة: 172. الهرجان: 87. الهرحليات: 328. هرموز (هرمز) : 171. الهرياذة: 188. هفتدر: 96. همذان: 93، 94، 95، 126، 173، 174، 181، 195، 199، 359، 373، 376، 377، 378. هموران: 108. الهند: 139، 143، 145، 197، 198، 393، 421، 422، 423، 423، 457، 461. الهندمند: 392، 415. الهني: 177. هيت: 116، 115، 177، 184، 314، 369. هيكل الزهرة: 15. هري المصيصية: 308. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 564 - ى- يافا: 188، 299. الياقوصة: 289، 310. يبنى: 299. يثرب: 180. يحصب: 181. اليسر: 124. اليركون: 106. اليرموك: 300، 303، 336. اليمامة: 85، 87، 88، 180، 184، 281، 282، 283، 284. يمرون: 140. اليمن: 78، 83، 87، 88، 109، 139، 140، 148، 181، 184، 204، 225، 272، 273، 275، 277، 284، 403. ينبع: 85. الينسوعة: 84. اليهوديتين: (قريتان) : 123. اليهودية: (قرية) : 373. يورن: (نهر) : 100. يلملم: 86. يميس: 152. يحيى آباذ: 106. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 565 الايات القرآنية الله: 42، 43، 51، 56، 58، 64، 65، 78، 131، 132، 138، 142، 184، 185، 197، 198، 199، 200، 202، 205، 224، 225، 229، 230، 235، 236، 237، 238، 239، 241، 245، 246، 251، 254، 255، 256، 257، 261، 265، 266، 272، 273، 276، 281، 283، 359، 360، 362، 363، 364، 365، 369، 374، 376، 387، 397، 414، 416، 424، 426، 427، 428، 429، 431، 433، 435، 436، 437، 440، 449، 453، 454، 456، 461، 462، 469، 473، 475، 476. سورة الانفال، الآية 40، 41: 207، 235. سورة التوبة، الآية 60: 250. سورة الحشر، الآية 59: 207. سورة 51، الآية 19: 253. الاحاديث النبوية الشريفة: 65، 66، 72، 196، 205، 212، 213، 215، 225، 238، 251، 252، 253، 254، 256، 264، 265، 266، 267، 268. النبي محمد (ص) : 54، 55، 66، 73، 75، 82، 205، 206، 207 209، 211، 212، 213، 214، 215، 216، 222، 223، 224، 225، 229، 253، 256، 257، 258، 259، 260، 261، 262، 263، 264، 265، 266، 267، 268، 269، 270، 271، 272، 273، 275، 276، 281، 282، 287، 292، 353، 355، 363. الاسلام 41، 48، 58، 60، 172، 185، 195، 209، 211، 216، 222، 224، 236، 241، 242، 254، 255، 259، 261، 264، 271، 273، 276، 277، 278، 280، 281، 328، 332، 346، 350، 351، 353، 376، 379، 397، 400، 409، 411، 412، 413، 421، 459. المجوسية: 275. النصرانية: 275. اليهودية: 275. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 566 اسماء الرجال ابراهيم بن الاغلب: 348، 349، 350. ابرخيس: 134. ابن ابي ذويب: 208، 214، 246، 247، 248، 249. ابن ابي سبرة: 246، 249، 250. ابن ابي كعب: 282. ابن ابي نجيج: 226. ابن ابي ليلى: 208. ابيض بن حماد المازني: 216. احمد بن خالد الاحول (الكاتب) : 412. احمد بن محمد بن الاغلب: 351. احمد بن محمد بن المعتصم بالله: 350. احمد بن يحيى الشيباني: 212. احمد بن يحيى النحوي: 441. احمد بن يحيى المهلبي: 460. احمد بن يوسف بن القاسم بن صبيح: 36. الاحنف بن قيس: 374، 400، 402، 403. الأخينس العامري: 280. ادم (عليه السلام) : 159. ادهم بن كلثوم: 401. ادميوس: 475. اردشير بن بابك: 185، 436، 439، 356. ارسطوطاليس: 9، 436، 448، 455، 457، 463، 473، 475. ابو اروى السدوسي: 285. اسحاق بن ابراهيم بن مصعب: 369. اسحاق بن اسماعيل شعيب: 334، 336. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 567 اسحاق بن مسلم 331. اسفار الديلمي: 12. الاسكندر (ذو القرنين) : 448، 449، 453، 454، 456، 457، 461، 363، 474، 475. اسماعيل بن الله بن المهاجر: 346، 350. الاسود بن كلثوم العدوي (عدي الرباب) : 401. اسيد بن زافر السلمي: 332. اسيد بن المتشمس: 403. اشرس بن عبد الله السلمي: 411. ابن الاشعث: 371. الاشعث بن قيس الكندي: 329، 379، 380. الاشهب بن بشير الكلبي: 398. اشوط بن حمزة بن جاجق: 336. اعشى همدان: 415. الاغلب بن سالم التميمي: 348، 351. فلح بن عبد الوهاب الاباضي: 350. الافوه الاودي: 479. الافشين كيدر بن كاووس: 378، 380. الاقرع بن حابس التميمي: 403. الاقريطشي (عمر بن عيسى الاندلسي) : 351. اكثم بن صيفي: 463. اكيدر بن عبد الملك الكندي: 270، 272. امية بن عبد الله بن خالد بن ابي العيص: 396، 407. ابو امية بن المغيرة المخزومي: 275. امير بن احمر البشكري: 394، 403، 404. الامين (ابن هارون الرشيد) : 162. انوشروان: 168، 194، 323، 324، 331، 357، 447، 460، 461. اوتامش: 350، 351. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 568 الاوزاعي: 213، 220، 229. اوس بن ثعلبة بن رقي: 402. اوسطايثوس: 474. انس بن سيرين: 356. انس بن مالك الانصاري: 356. ام ايمن (مولاة النبي محمد [ص] ) : 350. اير بن فريدون بن ويونجهان بن اوشهنج بن فيروزان بن ساميك بن نرسي بن جيومرات: 159. افلاطون: 448، 474. - ب- بابك (الخرمي) 380. باذام: 403. بارقيطن: 453. بالة: 423. ابو برغة (ابن عبد الله بن ابي بكرة) : 397. ابو برزة الاسلمي: البراء بن عازب: 374، 375، 376، 377. البراء بن مالك: 280. برزان: 395. بسر بن ابي ارطاة العامري: 287، 343، 345. بسطام بن نرسي: 361. بشار بن مسلم: 408. بشر بن داود: 423. بشر بن عمر العبيدي: 279. بشر بن صفوان الكلبي: 346، 347. بشر بن غيان: 208، 220، 250. بشير بن سعيد الانصاري: 355، 356. بصبهري بن صلوبا: 356. بطليموس: 134، 136، 137. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 569 البعيث: 381. بغا (مولى المعتصم) : 328. بغا الصغير: 381. بقراط بن اشوط: 317، 335. ابن بقيلة: 355. بكار بن مسلم العقيلي: 334. ابو بكر الصديق: 54، 211، 224، 225، 259، 260، 263، 272، 275، 276، 277، 280، 282، 284، 285، 286، 289، 299، 353، 356، 357، 362. ابو بكر بن ابي سبرة: 210. ابو بكر حذيفة بن محصن: 277. ابو بكر بن مسرح (نفيع) مولى رسول الله: 269. بنو مشجعة بن التيم بن النمر بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة: 287. بنات الرشيد: 381. بوران بنت ابرويز: 358. البلاذري: 12. بلال (الحبشي) : 206. بلال بن الحارث المزني: 214، 216، 217. - ت- تميم بن زيد العتبي: 422. تيمور باشا: 14. - ث- ثابت بن نعيم الجذامي: 334. ثعلب: 7، 8. - ج- الجاحظ: 26. جابان 354. جبلة (مولى الاغلب) : 350. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 570 جبلة بن الايهم الغساني: 298. الجراح بن عبد الله الحكمي: 330، 399، 409، 410. جرير بن عبد الله البجلي: 358، 361، 364، 370، 371، 373، 376، 379. جرىء بن جرىء الباهلي: 416. جعفر: 305. ابو جعفر المنصور: 256، 308، 309، 315، 316، 317، 319، 321، 326، 334، 338، 347، 348، 368، 375، 376، 399، 423، 461، 469. ام جعفر (زبيدة) : 315، 380. جعونة بن الحارث العامري: 331. ابن جمانة الباهلي: 329. جميع بن حاضر الباجي: 408. جميل بن بصبهري: 361. جنادة ابن ابي امية الازدي: 351. الجنيد بن عبد الرحمن المري: 411، 421، 422. جورج فاجدا: 13. جيشبة بن داهر: 421. جيفر الجلندي: 276. - ح- حاتم بن النعمان الباهلي: 402. الحاج خليفة: 9 الحارث بقيلة: 354. ابو الحارث الاسدي: 238. حارثة بن بدر الغداني: 384. الحارث: 343. الحارث بن عمر الطائي: 330. بنو الحارث بن كعب: 224. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 571 الحارث بن مرة العبدي: 414. ابو حازم السدارتي الاباضي: 347، 348. حام: 138، 139. ام حبيب الصهباء بنت حبيب بن بجير: 286. حبيب بن عبد الرحمن: 347. حبيب بن مرة: 422. حبيب بن مسلمة الفهري: 287، 304، 313، 316، 317، 320، 321، 324، 325، 326، 327، 329. حبيب بن المهلب: 421. الحجاج بن أرطأة: 274. الحجاج بن منيع: 314. الحجاج بن يوسف الثقفي: 58، 169، 274، 309، 350، 386، 391، 392، 397، 398، 399، 407، 416، 417، 419. الحجاف بن حكيم السلمي: 391. حذيفة بن محصن البارقي: 276، 277. حذيفة بن اليمان العبسي: 329، 368، 371، 372، 374، 376، 378، 379. ام حرام بنت ملحان الانصاري: 306. حريث بن عبد الله: 272. حريثس: 348. حمزة بن مالك: 320. حمزين: 333. حسان بن ثابت الانصاري: 293، 301. حسان بن مالك: 294. حسان بن ماهوية الانطاكي: 309. حسان بن النعمان الغاني: 346. حسان النبطي: 169. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 572 حسكة بن عتاب الحبطي. حسنة (أم شرحبيل بن حسنة) : 284. ابو الحسن (علي بن ابي طالب) : 56. الحسن البصري: 208، 236، 252، 253. الحسن بن صالح: 209. الحسن بن قحطبة: 310، 316، 319، 320 334. الحسن بن عثمان الزيادي: 389. الحسن بن علي الباذغيسي: 280. الحطم (شريح بن ضبيعة بن عمرو بن مرشد) : 278، 279. حفض بن ابي العاص: 387. حكماء الفرس: 479. حكماء الهند: 479. الحكم بن عمرو الغفاري: 405. الحكم بن ابي العاص: 386، 387. الحكم بن عوانة الكلبي: 422. حكيم بن جبلة العبدي: 413. حماد بن اسحاق الموصلي: 5. حمران بن ابان بن خالد التمري: 356. حميد بن معيوف الهمداني: 351. ابن حنتمة (محمد بن مسلمة) : 339. حنظلة بن خالد: 378. حنظلة بن زيد الخيل الطائي: 374، 376. حنظلة بن صفوان الكلبي: 347. ابن حنيف: 273. ابو حنيفة (النعمان) : 12، 207، 208، 210، 213، 220، 221، 222، 236، 237، 246، 247، 248، 249، 250، 282، 283. ابو حيان التوحيدي: 12. حيدر بن الافشين: 412. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 573 حيدر بن كاوس: 335. حيي بن اخطب: 257. - خ- خارجة بن حذافة العدوي: 338، 340. خالد بن سعيد بن العاص بن امية: 275، 284، 285. خالد بن عبد الله القسري: 59، 410، 421، 422. خالد بن عمير بن الحباب السلمي: 331. خالد بن الوليد المخزومي: 224، 225، 264، 270، 272، 282، 283، 284، 285، 286، 287، 288، 291، 292، 293، 296، 303، 309، 353، 354، 355، 356، 357، 364، 365. خالد بن يزيد بن مزيد: 335. خالصة (مولات الخليفة المهدي) : 82. ابن خرداذبة: 11، 12، 13، خرزاذ: 361. خرزاد بن باس: 386. خريم: 355. الخزرجي: 281. خزيم بن اوس: 355. خزيمة بن خازم: 79، 334، 381. خشرما السلمي: 333. ابن خطل (هلال بن عبد الله الادرمي) : 266. الخطيب البغدادي: 5. خلفون البربري: 350. خليد بن عبد الله الحنفي: 402، 404. - د- دار بن دارا: 454، 455، 451. دار فيروز بن جشيش: 280. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 574 داود الجلبي: 9. داود بن علي بن عبد الله بن العباس: 170. داود بن يزيد بن حاتم المهلبي: 423. ابو دجانة (سماك بن خرشة) : 283. ابو الدرداء (عويمر بن عامر الخزرجي) : 291، 300. ابو دلف (القاسم بن عيسى) : 378. دي غوية: 11، 13. - ذ- ابو ذر الغفاري: 235. ذفافة بن عمير بن الحباب السلمي: 331. ذو الحاجب (مردانشاه) : 357. ذو القرنين (الاسكندر) : 185، 197، 189، 199، 436، 448، 466، 473. ابو ذؤيب الهذلي: 343. - ر- راشد بن عمرو الجديدي: 414، 415. الراضي بالله: 131. رافع بن خديج: 212. ربان بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة: 416. الربيع بن خيثم: 377. الربيع بن زياد الحارثي: 384، 385، 391، 392، 395، 405. الربيع بن يونس بن محمد ابي فروة الربيع (حاجب المنصور) : 357. ربيعة بن بجير: 286. رتبيل (الملك) : 395. الرجال بن عنفوه: 282، 283. رستم (ذو الحاجب) : 359، 360، 361. روح بن حاتم: 320، 334، 348. ابو رمثة التغلبي: 315. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 575 روشنك: 198. الرشيد (هارون) : 59، 274، 277، 299، 305، 308، 309، 310، 311، 315، 319، 320، 321، 348، 350، 351، 377، 399. الرواد الارزي: 381. - ز- زاد نفرج بن نيري: 392. زاذوية: 401. زبراء (ام ولد سعد) : 360. ابن زبيدة: 162. ابن الزبير: 330. الزبير بن العوام: 206، 214، 215، 216، 264، 337. زرادشت: 381. زفر: 12، 208، 214، 247، 248. ابو الزناد: 208. زهير بن سليم الازدي: 360. زهير بن قيس: 345. زهرة بن حوية: 376. زياد بن ابي سفيان: 54، 395، 400، 404، 405، 414، 415، 468. زياد بن لبيد: 275. - س- سام: 138، 139. السائب بن الاقرع الثقفي: 372، 374. سعد بن معاذ الاوسي: 257. سعد بن ابي وقاص: 286، 289، 359، 360، 361، 362، 370. سعد بن عمرو بن حزام الانصاري: 286. سعيد بن اسلم بن زرعة الكلابي: 416. سعيد الخير: 315. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 576 سعيد بن سالم: 334. سعيد بن العاص بن العاص: 325، 377، 379. سعيد بن عامر: 314. سعيد بن عبد العزيز بن الحارث بن الحكم بن ابي العاص بن امية (الملقب بخذينة) : 410. سعيد بن عبد الملك بن مروان: 315، 382. سعيد بن عثمان بن عفان: 405، 407، 408. سعيد بن عمر بن اسود الجرشي: 331، 332، 410. سعيد بن المسيب: 249. سفان: 376. سفيان (الثوري) : 12، 208، 210، 213، 228، 229، 230، 243، 247، 248، 249، 252. ابو سفيان بن حرب: 262، 263، 264، 265، 269، 275. سفيان بن سعيد: 233، 206. سفيان بن عيينة: 226. سفيان بن مجيب الازدي: 295، 296. السكوني: 270. سلم بن زياد: 396، 406. سلمان بن ربيعة الباهلي: 325، 326، 328، 360. سلمان الخيل: 325، سلمة بن عمر الضبي: 374. سلمة بن قيس الاشجعي: 373. ابو سليم فرج الخادم: 310، 311. سليح بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة: 280. سليمان بن يسار: 362، 363. سليمان بن عمر: 375. سليط بن قيس بن عمرو الانصاري: 215، 281، 357، 358. سليمان بن حبيب المحاربي: 294. سليمان بن عبد الملك: 260، 303، 304، 398، 409، 420، 421. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 577 سماك بن عبيد العيسى: 371. السمط بن الاسود الكندي: 297، 303. سنان بن ثابت بن قرة: 459. سنان بن مسلمة: 415. سهل بن سنباط: 335. سوار بن همام العبدي: 387. سوان: 474. سويد بن قحطبة الذهلي: 354، 364، 365. سيبخت مرزبان: 278. سيذروس: 474، 475. سيرين: 230. - ش- شارل شيفر: 13. الشافعي (الامام) 214. ابن شبرمة: 220. شريك بن عبد الله: 208، 209. شرحبيل بن حسنة: 284، 285، 290، 300. شروانشاه: 324. شريح بن عامر: 364. شريح بن هاني الحارثي: 397. شريك الاعور: 208، 209، 402. شهرك مرزبان: 387. شيروية: 358. - ص- صاحب الخزر: 333. صاحب مسقط: 330. صالح بن عباد الهمذاني: 381. صالح بن عبد الرحمن: 420. صالح بن علي بن عبد الله بن العباس: 298، 309، 319. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 578 صدقة بن علي بن دينار: 281. صعصعة بن داهر: 421. صفوان بن المعطل السلمي: 313، 316. صلة بن زفر العبسي: 329. - ض- الضحاك الخارجي: 334. الضحاك بن قيس التميمي (الاحنف) : 373. الضحاك بن مزاحم: 408. ضرار بن الازور الاسدي: 36. - ظ- ظالم (ابو صفرة) : 407. ابو ظبية: 207. - ط- طارق بن زياد: 349. طاووس: 215. طلحة الطلحات: طلحة بن عبيد الله بن خلف الخزاعي: 369. طليحة بن خويلد الاسدي: 360، 377. طه حسين: 9. طوق بن مالك بن عتاب التغلبي: 315. طيملسالس: 134. - ع- عاصم بن عبد الله بن يزيد الهلالي: 411. عاصم بن عمر: 343. عامر بن ابي وقاص: 289. عامر بن اسماعيل الحارثي: 334. ابو عامر الاشعري: 268. عامر بن حنيفة: 282. عائشة (بنت ابي بكر) : 256، 415. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 579 عباد بن حازم: 394. عباد بن زياد: 395، 415. عبادة بن الحارث: 282. عبادة بن الصامت الانصاري: 297، 298، 300، 306. العباس بن جزء بن الحارث بن زهير بن جذيمة: 304. ابو العباس السفاح: 274، 305، 308، 334، 347، 411. العباس بن عبد المطلب: 264، 267،. ابن عباس (عبد الله) : 76، 216، 222، 236، 253. العباس بن محمد: 306. عبد الله بن امية: 396. عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي: 373، 374، 400. عبد الله بن حاتم بن النعمان بن عمر الباهلي: 347. عبد الله بن الحبحاب: 347. عبد الله بن حذافة 168، 328. عبد الله بن خازم: 401، 402، 404، 406. عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة: 278. عبد الله بن دارج: 169. عبد الله بن ربيع الحارثي: 274، 405. عبد الله بن رواحة: 258. عبد الله بن الزبير: 302، 317، 343، 344، 345. عبد الله بن الزبعري السهمي: 266. عبد الله بن سعد بن ابي سرح: 339: 343، 344، 352. عبد الله بن سوار العبدي: 414. ابا عبد الله بن شجاع البلخي: 209. عبد الله بن طاهر: 172، 317، 321، 413. عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس: 385، 384، 389، 392، 393، 394، 400، 401، 404، 413، 414. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 580 عبد الله بن عباس: 390. عبد الله بن عبد الرحمن القيسي: 347. عبد الله بن عبد الاعلى: 356، 357. عبد الله بن عبد الملك: 307، 317. عبد الله بن عبيد الله بن عمير الليثي: 398. عبد الله بن عمر: 343. عبد الله بن عمرو بن العاص: 300، 343. عبد الله بن ابي فروة: 357. عبد الله بن قيس الاشعري: 372. عبد الله بن مرزا محمد الخوئي: 481. عبد الله بن مسعود: 282، 367. عبد الله بن مطاع الكندي: 284. عبد الله بن المهدي: 386. عبد الله بن موسى بن نصير: 346. عبد الله بن نعيم القشري: 410. عبد الحميد العبادي: العبادي: 9. عبد الرحمن بن ابي بكر: 343. عبد الرحمن بن حبيب بن عقبة بن نافع الفهري: 347. عبد الرحمن بن جزء الطائي: 394. عبد الرحمن بن زياد: 406. عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب: 343. عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس: 393، 394، 395. عبد الرحمن بن عقبة الفهري (ابن جحدم) : 345. عبد الرحمن بن محمد الاشعث: 398. عبد الرحمن بن نعيم العامري: 399. عبد العزيز بن ابي سفيان: 330. عبد العزيز بن حسان الانطاكي: 309. عبد العزيز بن عبد الله بن عامر: 396. عبد العزيز بن مروان: 260، 345، 346، 349. عبد المسيح بن عمرو بن قيس بن حيان بن بقيلة: 354. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 581 عبد المطلب بن هاشم: 262. عبد الملك بن صالح: 306، 317. عبد الملك بن مسلم العقيلي: 331. عبد الملك بن مروان: 260، 290، 294، 296، 302، 304، 330، 338، 345، 382، 396، 397، 398، 406، 462. عبد الوهاب بن ابراهيم الامام: 318. عتاب بن اسيد ابي العيص بن امية: 266. عتبة بن ابي سفيان: 463. عتبة بن غزوان: 365، 366، 383. عتبة بن فرقد السلمي: 379، 381، 382، 383، 386. عثمان بن حنيف الانصاري: 221، 242، 362، 363، 366، 367، 368. عثمان بن ابي العاص الثقفي: 217، 386، 387، 388، 389، 390، 413. عثمان بن عفان: 54، 217، 225، 273، 274، 295، 306، 307، 316، 324، 325، 326، 328، 329، 339، 343، 344، 356، 374، 375، 377، 379، 389، 394، 400، 404، 413. عثمان بن عمارة بن خريم: 334. عدي بن ارطاة: 399، 409. عدي بن عدي بن عميرة الكندي: 330. عمران بن الفضل: 394. عمران بن موسى بن يحيى بن خالد البرمكي: 416، 424. عمر بن جمل: 423. عمر بن حفص بن عثمان بن قبيضة بن ابي صفرة العتكي: 347، 423. عمر بن الخطاب: 54، 56، 204، 206، 207، 213، 214، 215، 217، 221، 224، 225، 230، 230، 236، 253، 258، 260، 261، 264، 273، 277، 280، 285، 289، 290، 293، 294، 295، 300، 301، 302، 306، 307، 312، 313، 314، 315، 316، 320، 324، 336، 337، 338، 340، 342، 343، 353، 354، 357، 358، 361، 362، 363، 364، 365، 366، 367، 370، 371، 373، 374، 375، 378، 379، 381، 383، 385، 386، 387، 388، 390، 400، 413، 462. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 582 عمر طرسون: 13. عمر بن عبد العزيز: 213، 253، 254، 260، 270، 274، 294، 302، 308، 315، 318، 330، 341، 346، 350، 399، 408، 409، 410، 421. عمر بن علي بن ابي طالب: 286. عمر بن عيسى الاندلسي: 351. عمر بن هبير الفزاري: 58، 59، 410، 421. عمرو بن حزم الانصاري: 275. عمرو بن العاص بن وائل السهمي: 276، 284، 285، 290، 291، 299، 300، 336، 337، 338، 339، 340، 341، 341، 342، 343، 344، 352. عمر بن الجارود الحنفي: 282. عمرو بن سالم بن حضيرة الخزاعي: 262. عمرو بن عتبة بن فرقد السلمي: 379. عمر بن مسلم الباهلي: 398، 421. عمرو بن معدي كرب الزبيدي: 359. ابو عمرة: 356. عروة بن زيد الخيل الطائي: 374. عزرة بن قيس بن غزية البجلي: 370، 383. عقبة بن نافع بن عبد قيس بن لقيط الفهري: 344، 345، 347، 352. عقبة بن عامر الجهني: 339. عكرمة بن ابي جهل بن هشام المخزومي: 276، 277. علي بن ابي طالب: 56، 76، 206، 207، 224، 227، 229، 236، 238، 239، 259، 263، 329، 330، 345، 362، 363، 368، 375، 380، 390، 394، 404، 414. عكرمة فقيه محدث: 250. علي بن سليمان بن علي: 320. علي بن عيسى الوزير: 12. ابو علي بن مقلة: 8. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 583 ابن العكي: 348. عمار بن ابي الخصيب: 375. عمار بن ياسر: 367، 370، 371، 373، 374، 375، 385. عميرة ابو امية: 411. عمير بن الحباب السلمي: 316. عمير بن وهب الجمحي: 338. عياض بن غنم: 300، 304، 305، 312، 313، 317، 320، 326، 383. عيسى بن جعفر بن سلمان بن علي بن العباس: 277. عيسى بن موسي: 369. ابو العيناء الضرير: 5. العيني: 7. العلاء احمد: 335. العلاء بن عبد الله بن عمار الحضرمي: 278، 279، 280، 386. عبيد الله بن ابي بكرة: 593، 397. عبيد الله بن الاقطع: 317. عبيد الله بن عمر: 343. عبيد الله بن مسلم الباهلي: 408 ابو عبيد الله بن معاوية بن عبد الله: 222، 248. عبيد الله المهدي: 334. عبيد الله بن زياد: 405، 416. ابو عبيدة الثقفي: 357، 358. عبيد الجلندي: 276. ابو عبيدة بن الجراح: 285، 287، 288، 289، 290، 291، 292، 293، 297، 299، 300، 303، 304، 305، 312، 319. - غ- غسان بن عباد: 423. الغطمّش الضبي: 375. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 584 - ف- فاختة بنت قرظة: 306. فاطمة الزهراء: 259، 260، 263. ابو الفدا: 6، 7. ابن الفرات: 8. ابو الفرج الاصبهاني: 9. ابو الفرج بن الجوزي: 5، 7. فرج بن زياد الرخجي: 399. الفرخان بن الزينبدى: 374. ابو فروة، عبد الرحمن بن الاسود: 357. الفضل بن روح: 348. الفضل بن سهل: 412. الفضل بن ماهان: 424. الفضل بن يحيى: 334. فوثاغورس: 469. فور (فورك) : 197، 457، 461. فيروز: 361. - ق- القاسم بن سلام: 12، 215، 216، 219، 230، 250، 243، 254. القاسم بن ربيعة بن امية بن ابي الصلت الثقفي: 329. القاسم بن هارون الرشيد: 377. قالي (اسم امرأة) : 324. قباذ فيروز: 168، 323. القباع (الحارث بن ابي ربيعة المخزومي: 396. قتادة: 55. ابن قتيبة 7، 8، قتيبة بن مسلم الباهلي: 407، 408، 409، 329، 398. قثم بن جعفر: 260. قثم بن العباس: 406. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 585 جعفر بن قدامة (ابو القاسم) 51، 6. قدامة بن جعفر بن قدامة بن زياد البغدادي (ابو الفرج) 5، 6، 7، 8، 9، 10، 11، 12، 13، 14، 15، 18، 19، 20، 32، 35، 36، 51، 52، 53، 56، 57، 63، 62، 77، 184. قرضة بن جماح العبدي: 360. قرضة بن كعب الانصاري: 373، 375. قسطنطين: 317، 319. قطن بن قبيعة بن مخارق الهلالي: 391. قيس بن ثعلبة 278. قيس بن سعد بن عبادة الانصاري: 345. قيس بن المكشوح: 360. قيس بن الهيثم السلمي: 401، 404. قيس بن يزيد بن حزم الانصاري: 276. - ك- كامن دار: 365. كاوس: 412. كثير بن شهاب الحارثي: 375: كراز النكري: 280. ام كرز: 363. كسرى ابرويز: 217- 168، 184، 204، 279. كوشان الارمني: 326. كلثوم بن عياض القشيري: 347. كنازتك: 402. كيدر بن كاوس: 412. - ل- لقيط بن مالك (ذو التاج) : 276، 277. لوط: 76. الليث بن سعد: 342. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 586 ماعز بن مالك: 75. مالك بن ادهم الباهلي: 309. مالك بن انس: 12، 206، 208، 210، 213، 228، 229، 230، 231. 238، 242، 243، 246، 247، 248، 49، 252. ابو مالك (حنظلة بن خالد) : 378. مالك بن طوق: 315. مالك بن عوف البصري: 268. مارسيوس: 134. المأمون بن هارون الرشيد: 37، 59، 260، 305، 308، 315، 317، 321، 335، 351، 378، 386، 400، 421، 323، 324. ماهوية (مزربان مرو) : 404. المبرد: 7، 8. المتوكل (على الله) : 260، 311، 316، 328، 335، 350، 351، 353، 369، 381. ام المتوكل: 386. المثنى بن حارثة بن سلمة بن ضمضم الشيباني: 286، 353، 354، 356، 357، 358، 364. مجاشع بن مسعود السلمي: 365، 390، 391. مجاعة بن سعر التميمي: 416. مجاعة بن مرارة بن سلمى: 281، 282، 283. ابو محجن الثقفي: 359، 360. محكم بن الطفيل بن سبيع: 283. محمد بن ابراهيم: 321. محمد بن ابي بكر: 345. محمد بن ابي حذيفة بن عتبة بن ربيعة: 344. محمد بن ادريس الشافعي: 210. محمد بن ادريس بن عبد الله بن حسن: 200. محمد بن اسحاق: 10. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 587 محمد بن الاغلب بن ابراهيم بن الاغلب: 350. محمد الامين بن الرشيد: 310، 317. محمد بن البعيث: 381. محمد بن الحارث العلافي: 416. محمد بن الحسن: 208، 246، 247، 248، 250. أم محمد بن السائب: 372. محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس: 305. محمد بن سيرين: 394. محمد بن الاشعث الخزاعي: 316، 347. محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن ابي طالب: 260. محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن ابي عميرة الانصاري: 317. محمد بن عبد الله القمي: 353. محمد بن عبد الله بن مالك الخزاعي: 5. محمد بن عبد الملك: 382. محمد بن مسلمة الانصاري: 339، 355. محمد بن مصعب بن عبد الرحمن الثقفي: 417 محمد بن الفضل بن ماهان: 424. محمد بن القاسم بن محمد بن الحكم الثقفي: 309، 416 418. محمد بن مروان بن الحكم: 327، 330، 380. محمد بن هارون بن ذراع النمري: 416. محمد بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب: 260. محمد بن يزيد المبرد: 5 محمد بن يزيد بن مزيد: 334. المختار بن ابي عبيد: 357. مخلد بن يزيد بن المهلب بن ابي صفرة: 357. مدابيك: 198. ابن المدبرة: 181. مدرك بن المهلب: 398. مذعور بن عدي العجلي: 353. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 588 مردانشاه ذا الحاجب: 370. مرداويج (بن زياد الديلمي) : 12. مروان بن محمد بن مروان بن الحكم: 3196260، 3276321، 3326330، 343 345، 347، 380، 411، 445، 446. مسافر القصاب: 334. المستعين بالله: 350. مسعود بن حارثة: 358. مسلم بن سعيد بن اسلم بن زرعة الكلابي: 410. مسلم بن عبد الرحمن بن مسلم: 423. ابو مسلم الخراساني: 376. مسلم بن عبد الملك: 169، 305، 331، 332، 410. مسلمة بن مخلد الانصاري: 345. مسلمة بن يحيى البجلي: 309. المسورة بن مخرمة: 323. المسيب بن زهير: 320. مسيلمة الكذاب (ثمامة بن كبير بن حبيب) : 279، 281، 283. المشكوك الاهوازي: 386. مصعب بن زيد الانصاري: 368. المفضل بن المهلب بن ابي صفرة: 407. المطرزي: 10. المطيع العباسي: 8. معاذ بن جبل: 206، 207، 225، 275، 300. معاوية بن ابي سفيان: 169، 226، 260، 273، 285، 294، 295، 296، 298، 299، 300، 301، 302، 306، 307، 315، 316، 317، 320، 325، 329، 330، 338، 344، 345، 351، 371، 394، 395، 404، 405، 406، 414، 459. معاوية بن الحارث العلافي: 416. معاوية بن حديج السكوني الكندي: 344، 345، 351، 352. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 589 معاوية بن سنان بن سلمة بن محبق الهذلي: 414. معاوية الاودي: 379. معاوية بن يزيد (ابو ليلى) : 345، 398. معبد بن العباس بن عبد المطلب: 343، 356. المعتصم بالله: 186، 191، 302، 307، 308، 321، 326، 335، 378، 380، 409، 413، 416، 424. المعتضد بالله: 459. المعتمد على الله: 360. معتمر بن سليمان البصري: 310. ابو مريم الحنفي: 384. معز الدولة البويهي: 8. معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح: 284. المعكبر الفارسي: 279، 280. معلق بن صغار البهراني: 330. معف بن زائدة: 55، 56. مغلس العبدي: 423. المغيرة بن ابي العاص الثقفي: 387، 413. المغيرة بن شعبة: 55، 329، 366، 371، 373، 375، 376، 378، 379، 383، 384. المفرج بن سلام: 350. المفضل بن المهلب بن ابي صفرة: 407. المقتدر بالله العباسي: 6، 8. مكرم بن الفرز (احد بني جعونة بن الحارث بن نمر) : 386. ملحان بن زياد الطائي: 296. ملك الافضل: 7. ملك ارمنياس: 324. ملك الخزر: 324. ملك شروان: 324، 328. مليح الارمني: 12، 187. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 590 المنتصر بالله (العباسي) : 350. منجوف بن ثور السدوسي: 385. مندل العنزي: 310. المنذر بن الجارود العبدي: 279، 145. المنذر بن حسان بن ضرار: 358. المنذر بن ساوي: 278. المنذر بن النعمان: 279. المنصور (ابو جعفر) : 59. منصور بن جمهور الكلبي: 423. منوئيل: 341. المهاجر: 275. ابا المهاجر (مولى مسلمة بن مخلد الانصاري) 345. المهدي (الخليفة العباسي) : 170، 222، 248، 303، 308، 309، 310، 315، 319، 320، 352، 368، 375، 399. مهران بن مهر بنداذ الهمذاني: 358، 365. مهرة بن حيلان: 277. المهلب بن أبي صفرة: 394، 406، 414. المهلب بن ابي صفرة: 394، 406، 414. المهلب بن ظالم: 407. الموبذ الحي: 159. موسى بن زارارة: 335. موسى بن عبد الله بن خازم: 407. ابو موسى بن عبد الله بن قيس الاشعري: 268، 365، 366، 370، 372، 373، 375، 384، 385، 388، 389، 391. موسى بن كعب التميمي: 317، 423. موسى بن يحيى بن خالد بن برمك: 423. موسى بن نصير: 346، 349، 357. موسى الهادي: 32، 348، 375. موشائيل الارمني: 334. ميثاء: 401. ميمون بن مهران: 314. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 591 - ن- ناصر بن عبد السيد المطرزي (ابو الفتح) : 7 نافع بن خالد الطاحي: 404. ابو نافع الازرق 269. النبي شيت: 9. نجدة الحروروي: 236. النخيرجان النهاوندي: 360. ابن النديم: 5، 6، 7. نصر بن سيار: 407. نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن: 268. نصيب الشاعر: 346. نصير (ابو موسى بن نصير) : 357. النعمان بن بشير الانصاري: 297، 356. النعمان بن المنذر: 279، 356. النعمان بن عمرو بن مقرن المزني: 371، 372. نفيس بن محمد بن زيد بن عبيد: 357. ابن النوّاحه: 282. نوح بن اسيد: 138، 139، 409. النوشجان بن جستمساه: 364. - هـ- هارون الرشيد: 382، 383، 386. هاشم بن عتبة بن ابي وقاص: 360، 361، 370. ابن هبيرة: 461. الهربذ: 388، 389. هرثمة بن اعين: 310. هرثمة بن عرفجة البارقي: 365، 382، 383، 386. هرقل: 288، 289، 297، 298، 299. هرم بن حيان العبدي: 388، 389. الهرمزان: 385. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 592 هرموز: 391. ابو هريرة السدوسي: 264، 280. هزارمرد: 323، 347، 348. هشام بن عبد الملك: 59، 169، 209، 308، 309، 315، 318، 331، 332، 346، 347، 410، 411، 421. هشام بن الكلبي: 275. هشام بن عمر التغلبي: 423. هوذة بن علي الحنفي: 281. هوميروس: 443. الهيثم بن عدي: 75، 373، 383. هلال بن ضيغم 309. - والواثق: 59. الواقدي: 247، 248، 250، 270. الوجناء بن الرواد الازدي 381. وصيف (مولى المستعين بالله) : 351. وردان (مولى عمر بن العاص) : 339. ابو وقاص (مالك بن اهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب) : 359. وكيع بن ابي الاسود التميمي: 409. الوليد بن عبد الملك: 169، 260، 294، 295، 302، 304، 309، 315، 349، 398، 416، 420، 421. الوليد بن عقبة بن ابي معيط: 273، 377، 379. الوليد بن القعقاع العبسي: 331. الوليد بن يزيد بن عبد الملك: 274، 321، 334، 347. ولادة بنت العباس بن جزء بن الحارث: 280. - ى- الياس بن حبيب: 347. يافث: 138، 139. ياقوت الحموي: 8، 10. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 593 يحيى بن ادم القرشي: 209، 220، 236، 356. يزدجرد بن شهريار: 358، 360، 361، 370. يزيد بن ابي حبيب: 341، 342، 352. يزيد بن ابي سفيان: 288، 290، 291، 295، 297، 299، 300، 301، 336، 414. يزيد بن ابي كبشة السكسكي: 420، 421. يزيد بن ابي مسلم: 346، 350، يزيد بن اسيد السلمي: 328، 334. يزيد بذي المروءة: 285. يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب: 348. يزيد بن حنين الطائي الانطاكي: 307. يزيد بن زياد: 396. يزيد بن سالم: 402. يزيد بن عبد الملك: 59، 330، 346، 350، 399، 410. يزيد بن مزيد الشيباني: 334، 399. يزيد بن معاوية: 272، 273، 319، 338، 345، 351، 395، 402، 406. يزيد بن مفزع الحميري: 415. يزيد بن المهلب بن ظالم (ابن ابي صفرة) : 398، 407، 409. يزيد بن الوليد: 347. يسر (مولى عثمان بن عفان) : 81. اليمامة بنت مر بن جديس: 281. ابو يوسف (القاضي) : 12، 208، 210، 214، 220، 246، 247، 248، 249، 250. اليوسفية: 59. يوسف بن عمر الثقفي: 274. يوسف بن محمد بن يوسف المروزي: 335. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 594 القبائل والاقوام والفرق الاباضية 347. الاجيال 185. احباش: 341. اخلاط: 224. اراشة (قبيلة) : 346. الارمن: 139، 317، 318، 334، 379. الازارقة: 299. الازد: 275، 276، 277، 381، 386، 404. الاساورة: 95، 404. اسبان: 349. اسد: 315. الاشروسنية 413. العجم: 286، 253، 354، 356، 357، 358، 359، 360، 361، 365، 369، 371، 380، 384، 389، 399. افناء بكر بن وائل: 278. افناء العرب: 224. الاكراد: 328، 381، 385. اكراد البلاد سجان: 378. الامم: 130، 138، 185. الاولياء: 187. اياد: 286. اهل اتليس: 474. اهل انطاكية: 186. اهل لاهواز: 219، 265. اهل البادية: 277. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 595 اهل البحرين: 241. اهل البصرة: 411. اهل الجوف: 85. اهل الجزيرة: 317، 319، 320، 321، 324، 325، 326، 333. اهل الحجاز: 210، 221، 228، 231، 233، 238. اهل حنين: 269. اهل الحيرة: 224، 381. اهل الحرمين: 170. اهل خراسان: 309، 311، 315، 319، 320، 410. اهل خيبر: 260، 261. اهل خيزان: 328. اهل الذمة: 66، 184، 201، 205، 225، 226، 241، 242، 243، 342. اهل الردة 211، 282، 284. اهل السواد: 223، 423. اهل السيروان: 372. اهل الشام: 225 226، 309، 316، 317، 320، 321، 324، 325، 326، 332. اهل الشاش: 413. اهل الصين: 139. اهل طرندة: 318. اهل العراق: 210، 220، 221، 222، 225، 226، 228، 230، 231، 233، 238، 239، 243، 253، 273. اهل عمان: 277. اهل فارس: 365. اهل فلسطين: 334. اهل قبرص: 210. اهل قنسرين: 319. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 596 اهل الكتاب: 224، 228. اهل كرمان: 369. اهل الكوفة: 325، 367، 411. اهل اللان: 325. اهل مرعش: 319. اهل مصر: 226. اهل نجران: 224. اهل ميسان: 365. اهل مرو: 247. اهل اليمن: 224، 226. أير: 159. بجيلة: 358، 363، 364. البير: 139، 176، 195، 375، 377. البربر: 225، 324، 346، 347، 350. البرجان: 139. بنو امية: 59، 170، 305، 318، 346، 357، 380، 423. بنو بكر بن وائل: 365. بنو بياضة: 212. بنو تغلب: 224، 242، 286. بنو تميم: 177، 315، 365، 378، 386، 392. بنو الحارث: 274. بنو دهمان: بنو سلول: 347. بنو سعد بن بكر بن هوازن: 364. بنو سليح: 303. بنو صلوبا: 356. بنو ضبة: 169. بنو عبد شمس: 236. بنو قريضة: 257. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 597 بنو القعقاع بن خليد بن جزء بن الحارث العبسي: 303، 304. بنو مخزوم: 346، 350. بنو مروان: 200. بنو عبد المطلب: 235، 236. بنو ناجية: 387. بنو النضير: 205، 257. بنو عبد شمس: 278. بنو نوفل بن عبد مناف: 236، 365. بنو هاشم: 235، 236، 411. الترك: 103، 104، 109، 138، 139، 196، 199، 403، 404، 409، 411، 412، 413، 414. التكاكرة: 318. تميم: 224، 278، 279. تنوخ: 303. ثقيف: 241، 268، 269، 413. الجاهلية: 267. جذام: 270، 298. الجراجمة: 309. جشم: 83. جنب: 82. الجوالي: 226. الحرانيون: 313. حمراء ويلم: 376. الختل: 407. خثعم: 82. الخرلنجية: 195. خزاعة: 245، 262، 263، 264. الخزر 139، 193، 194، 324 325، 328، 330، 331، 332، 334. الخوارج: 200، 269، 347. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 598 الخويثية (وهم علوج يعرفون بالارطان ايضا) 335. خولان: 82. الدهشلارية: 404. الدودانية: 327. الديلم: 139، 195، 374، 175، 376، 377، 378. الذمة (اهل الذمة) : 220، 363، 386. ربيعة: 279، 315، 350، 358. الروم: 139، 140، 184، 187، 189، 190، 224، 264، 270، 284، 288، 289، 290، 291، 292، 293، 293، 295، 296، 298، 299، 301، 302، 305، 306، 307، 308، 309، 310، 311، 316، 317، 318، 319، 320، 321، 323، 324، 325، 340، 341، 345، 350، 351، 352، 446. الزط: 309، 385، 418. الزنادقة: 196. السامرة: 301. السياسيجين: 193، 323، 324. السيادردية: 328. الشراة: 277. صاحب الاباضية: 200. لصعاليك: 186، 187، الصقالبة: 308، 332. الضارية: 327، 334. ضبة: 85. طي: 224، 303. الطيلسان: 375، 377. عبد قيس: 278، 386، 387. العبيد 66، 75، 237، 342. العجم: 278، 279. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 599 العرب 23، 78، 159، 219، 224، 241، 245، 278، 279، 284، 303، 312، 314، 315، 316، 324، 357 369، 380، 382، 387، 390، 391، 399، 404، 421، 423، 440، 441، 479، غدانة بن يربوع (فخذ من قبيلة) : 409. غسان: 224. الفراعنة: 413. الفرس: 54، 58، 59، 60، 140، 159، 169، 195، 198، 199، 308، 324، 353، 354، 357، 358، 359، 360، 370، 379، 446، 454، 456. القبط: 340، 341. قريش: 56، 262، 263، 264، 265، 282، 287، 407. قوم السالفة (وهم من الروم) : 187. قيس 82، 315، 321. كلب: 287. كنانة: 262. كندة: 275، 286، 347، 381. المجوس: 106، 196، 224، 280، 381، 419. المسلمون 41، 43، 71، 75، 146، 168، 185، 187، 191، 195، 196، 275 200، 204، 205، 206، 207، 208، 209، 212، 217، 231، 232، 233، 234، 235، 236، 237، 241، 242، 243، 244، 248، 253، 257، 258، 258، 268، 269، 270، 274، 283، 284، 286، 287، 288، 289، 290، 291، 292، 293، 294، 295، 296، 297، 298، 299، 300، 301، 302، 303، 304، 305، 306، 307، 312، 313، 314، 315، 316، 317، 318، 319، 320، 341، 342، 349، 350، 351، 352، 353، 354، 355، 356، 366، 369، 370، 371، 376، 381، 384، 386، 387، 388، 389، 390، 392، 393، 394، 395، 396، 401، 402، 403، 405، 408، 409، 415، 417، 421، 422، 424. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 600 ملل: 41. مرة غطفان: 421. مضر: 82. المعتزلة: 200. المؤلفة قلوبهم: 364. الموالي: 357. النبط: 317، 318، 360. النزارية: 424. النصارى: 276، 273، 294، 295، 308، 313، 316، 317، 318، 335، 336، 337، 350، 382، 419. نصاري بني تغلب: 220. الهياطلة: 400. همدان: 82، 83. هوازن: 268. وجوه الاساورة: 389. اليهود: 76، 257، 258، 259، 260، 261، 270، 273، 295، 296، 301، 337، 419. اليمانية: 424. اليونانيون: 440، 448، 454، 456. لخم: 270، 298، 346. اللان: 139. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 601 الاوزان والمساحة والمقاييس والنقود الذراع: 33، 133، 194، 368، 419، 247، 248، 250. السكة (السكك) : 52، 77، 78، 98، 105، 124، 125، 126، 127 128، 129. الفرسخ (الفراسخ) : 76، 78، 79، 80، 81، 88، 89، 90، 91، 92، 93، 94، 95، 96، 97، 98، 99، 100، 101، 102، 103، 104، 105، 106، 107، 108، 109، 110، 111، 112، 113، 114، 115، 116، 117، 118، 119، 195، 196، 304، 328، 332، 369، 405، 418. المرحلة: 103، 196. المساحة: 132، 133. المسافة: 133، 134. المنزلة (المنازل) : 78. الميل (اميال) : 50، 78، 79، 80، 81، 82، 83، 111، 118، 119، 120، 121، 122، 123، 124، 125، 126، 134، 143، 144، 145، 146، 147، 148، 149، 150، 151، 152، 153، 154، 156، 157، 158، 194، 283، 348، 392. اوزان: 58. الدرهم: 166، 167 ق 168، 169، 171، 172، 173، 174، 175، 176، 182، 183، 184، 188، 217، 221، 224، 226، 229، 241، 242، 248، 252، 254، 272، 274. 295، 314، 350، 355، 356، 363، 364، 467، 368، 377، 384، 393، 397، 398، 400، 401، 402، 406، 408، 422. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 602 الدرهم البغلي: 59. الدرهم الجوارقي: 60. الدرهم الطبري: 60. الدراهم المكروهة: 59. دينار: 60، 70، 167، 180، 181، 182، 184، 185، 186، 187، 188، 225، 239، 241، 269، 270، 288، 295، 296، 303، 306، 311، 312، 313، 314، 319، 327، 336، 337، 338، 339، 340، 344، 361، 371. العيار: 58، 59. العين (الذهب) : 50، 58، 70، 167، 177، 179، 181، 182، 184، 241، 280، 295، 344، 353، 364، 368، 392، 393، 419، 425، 434، 435. الفضة: 59، 280، 345، 425، 434، 435. مثقال: 184. النحاس: 435. النقود: 17، 58، 59، 60. الورق: 50، 79، 171، 174، 181، 182، 184، 241 295، 435. اردب: 226، 337، 338. اسعار: 51. اوقية: 252، 253، 272. الجريب ل: 247، 248، 288، 303، 338، 367، 368. رستاف: 384. الرطل: 221، 222. الرطل البغدادي: 34. طسوج: 159، 160. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 603 الزق: 222. الصاع: 207، 221، 226. الصكاك (الصكوك) : 5، 6، 32، 35. الطسق (الوسق) : 202، 203، 207، 208، 220، 221، 222، 223، 248، 366، 367، 368. القسطى: 337. القفيز: 221، 367. قنطار: 344. قيراط: 59، 60. مدى: 226، 313، 314، 332، 333. مكوك: 367. مكوك الشابر قاني: 367. كر: 166، 167، 203. المن: 198. مكيال: 223، 330، 338. الجزء: 134، 135، 136، 137، 138، 139، 140، 140، 141، 142، 151، 152، 153، 154، 155، 156، 157، 158. الدرجة: 134، 143، 144. الدقيقة: 135، 136، 144. الساعة: 133، 134، 135، 136، 143، 144. السنة الخراجية: 30، 31. المسالك: 78. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 604 الموظفين والعمال اتليمسا: 190. الاصطرطيفوس: 190. الخسف (الفرسان) : 190. الامام (الائمة) : 46، 75، 425، 427، 436، 438. ازاذبه (صاحب مسالح كسرى في العراق) : 354. اسخلارية (فرسان) : 189. الاسوارية (من اقسام الجنود) : 195. اصحاب البريد: 77. اصحاب الخرائط: 77. اصحاب الساج: 33. اصحاب العيار: 59. اصحاب النوائب: 31. افشين (حاكم اقليم) : 410. اكار (اكرة) : العمال الزراعيين: 170، 368، 433. اوقومس (الفرسان) : 190. الاولياء: 47، 53. البجوي، (ملك البجة) : 353. البطريق: 286، 288، 289، 312، 313، 314، 317، 326، 327، 335، 336، 344. بطريق ارمنياقس: 325. بهمنة (عظيم البيورد) : 401. البوابين: 49. جرشانشاه (حاكم اقليم) : 324، 331. الجند: 43، 44، 46، 47، 186. الجلبين الاحرار: 30. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 605 الجيش: 28، 29، 30، 78. الحرس: 49، 186. الحشم: 32، 153. الحواري: 33. خاقان: 411. الخليفة (امير المؤمنين) : 37، 38، 40، 41، 42، 43، 44، 45، 46، 49، 51، 52، 55، 56، 57، 61، 77، 78. الدمستق الكبير: 189. الدهقان (الدهاقين) : 169، 273، 274، 368، 404، 410، 411. دهقان الاهواز: 384. دهقان بابل: 361. دهقان العال: 361. دوهر (ملك) : 420. رتبيل (حاكم اقليم) : 396، 397، 398، 399. الركاضة: 186. السلطان: 57، 63، 74. الشرطة: 17، 46، 64. شهرك (حاكم اقليم) : 387، 389. صاحب البريد: 82. صاحب بيت المال: 54. صاحب التوقيع: 55. صاحب الخراج: 53. صاحب الديوان: 54، 58، 59، 63، 65، 78. صاحب ديوان الجيش: 54. صاحب ديوان الدار: 53. صاحب ديوان الضياع: 54. صاحب ديوان النفقات: 54. صاحب الزمام: 55. صاحب مجلس الاسكندار: 58. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 606 صاحب الصين: 199. صاحب العمل: 55. صاحب المكس: 326. صاحب المعونة: 64. الصناع: 47، 58. صول (لقب لملك الترك) : 195. الطباعين: 58، 59. طبرانشاه: 331. طبرسرانشاه: 333. طربخاين: 189. طرخان (الطراخنة) : 197. طرماخان: 189. العسكر المنسوب الى الخاصة: 22. العسكر المنسوب الى الخدمة: 22. العمال: 51. العلافين: 33. العيون (الجواسيس) : 47. غورك: 408. فرخبنداذ: 356. الفروانقيين: 77. الفقهاء: 41، 58. فقهاء الحجاز: 246، 268. فواتير (الجواسيس) : 47. فيلانشاه: 331، 333. القاضي (القضاة) : 41، 45، 51، 63. القذافين: 47، القوام: 33. قومس (قماسة) : 189. قيدارطين (فرسان) : 190. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 607 الكاتب (الكتاب) : 36، 37، 53، 64، 76. كتاب الجيش: 29. ليرانشاه: 324، 331. ماوند (حاكم اقليم) : 399. الملك (الملوك) : 54، 139، 185، 189، 424، 425، 427، 436، 437، 438، 439، 440، 441، 442، 443، 444، 445، 446، 447، 448، 449، 450، 451، 452، 453، 454، 455، 456، 459، 460، 461، 462، 463، 464، 465، 466، 467، 468، 469، 470، 472، 474، 475، 476، 477، 488. ملك الاندلس: 343. ملك البجة: 353. ملك التبت: 198. ملك الترك: 99. ملك التغزغز: 105. ملك الخزر: 193، 194. ملك الروم: 185، 343. ملك الشاش: 408. ملك الشرق: 448، ملك الصغاينات: 407. ملوك الصغد: 408. ملوك الطوائف: 184. ملك الغرب: ملك الفرس: 198، 278. الملك فيروز: 400. ملك كفيان: 407. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 608 ملك فاهيك: 389. ملك ليزان: 324. ملك الكز: 324. ملوك المشرق: 197. المذهبين: 33. المرتبين: 46، 50، 77. المراقب: 186. المرزبان: 378، 393. المزوقين: 33. المقوقس: 340. المنفقين: 22. المهندسين: 33. الموقعين: 77. الموكلين بالدروب: 186. ناسخ: 75. النجارين: 33. النفاطين: 47. النواتية: 47، 48. نيزك (حاكم اقليم) : 408. الهربذ (حاكم فارسي) : 390. هزارا الشاه: 324. الوزير (الوزراء) : 35، 36، 46، 52، 425، 459، 460، 473. يزدجرد: 126، 390. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 609 الدواوين المالية والادارية البريد: 49، 124، 169. بيت المال: 71، 236، 242، 274، 348، 367، 377. دار الامارة: 375. دار الضرب: 50. دور الضرب: 52. الديوان (الدواوين) : 20، 53، 54، 55، 58، 62، 63، 77، 162، 379. ديوان الاصل (الاصول) : 36، 55. ديوان البريد والسكك والنواحي: 14، 18. ديوان البريد والسكك: 12، 77. ديوان بيت المال: 68، 35، 36. ديوان التوقيع: 54. ديوان التوقيع والدار: 18، 53. ديوان الجيش: 16، 18، 20، 21، 31. ديوان الجهبذة: 54. ديوان الخاتم: 18، 55. ديوان الخراج: 20، 21، 22، 23، 32، 33، 36، 58. ديوان الدار: 3، 4. ديوان دار الضرب: 59، 68. ديوان الرسائل: 13، 18، 37، 38. ديوان الزمام: 9. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 610 ديوان الضرب: 51، 52، 60، 180. ديوان الضياع: 18، 32، 34. ديوان الفض: 19، 18. ديوان المظلم: 18، 63. ديوان النفقات: 18، 33، 35، 36. السياسة: 425، 426، 427، 436، 438، 439، 441، 445، 460، 472. مجالس الانشاء: 21. مجالس التحرير: 21. المجلس: 66. مجلس الانزال: 33. مجلس الانشاء والتحرير: 35. مجلس الانشاء: 12. مجلس الاولياء: 51. مجلس التقرير: 25، 26. مجلس التفصيل: 23. مجلس الجاري: 33. مجلس الحساب 22. مجلس الحوادث: 35. مجلس الكراع: 34. مجلس المقابلة: 21، 23. مجلس النسخ: 35. المعونة: 43. المعونة والحرب: 43. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 611 المصطلحات المالية والادارية احكام الشرايعة: 202. اخماس الغنائم: 205، 235، 236، 237. اخماس المعادن: 205. ارض خراجية: 339. ارض الصلح: 201، 204، 208، 210، 274. ارض عشرية 201، 202، 207، 208، 211، 214، 219، 220، 369، 377. ارض العنوة: 201، 202، 206، 210، 214، 220. ارض موات: 202، 402، 215، 216، 212، 280. الارزاق: 20، 22، 29، 30، 33، 47، 51، 77. ارزاق الاولياء: 51. الاستحقاقات: 29، 30. الاسكدار: 20. الاطماع: 21، 22، 30، 31. الاطلاق (الاطلاقات) : 29، 35. الاعطيات: 50. الاقطاع: 53، 204، 216، 218. ارتفاع السواد: 162. الارتفاع (الوارد) : 171، 172، 173، 174، 175، 176، 177، 178، 179، 180، 181، 184، 186، 187، 217. الانفقاق (النفقات) : 30، 35. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 612 اهل الخراج: 61. اهل الديوان: 380. اهل العطاء: 380. الايغار: 52. البعوث: 44. التريكة: 218. التسويع: 218. الجامعة: 62. الجباية: 201. الجرايات: 20. الجرائد: 22، 32. الجزية: 184، 201، 204، 207، 224، 225، 226، 242، 261، 270، 273، 274، 275، 277، 278، 280، 288، 289، 289، 292، 295، 297، 298، 299، 300، 303، 304، 312، 314، 325، 326، 327، 328، 337، 339، 342، 361، 362، 366، 371، 372، 374، 375، 381، 383، 388، 402، 404، 411. جوامع القصص: 63. جوامع الكتب: 57. الحريم من الارض: 201. الحطيطة: 218. الخاتم: 54. خاتم الخلافة: 54، 55، 56. خاتم أمير المؤمنين: 54. الختم: 54. الختمة (الختمات) : 34، 35. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 613 الخراج: 49، 51، 59، 204، 207، 208، 210، 214، 288، 289، 295، 297، 298، 299، 300، 327، 328، 334، 335، 337، 338، 339، 362، 363، 369، 371، 372، 374، 375، 378، 379، 383، 388، 397، 401، 402، 410، 411، 418، 419، 421. خراج الارض: 372. خراج الكوفة: 55، 56. الخرائط: 51، 124. الخزائن: الرسوم: 21، 77. الركاز: 201، 205، 238، 239، 275. الزكاة: 60، 202، 204، 207، 208، 220، 221، 242، 270. صاحب فرض الفروض: 189. الصدقة: 201، 205، 224، 227، 231، 232، 241، 242، 251، 252، 253، 254، 272، 275، 277، 284. الصفايا: 201، 204. الصلة: 53. الضالة: 201، 244. الضرائب في الاسلام: 13. الضياع: 49، 51، 377. الضياع الخاصة: 162. الضياع السلطانية: 33. الضياع المقطعة: 53. الضياع الموغرة: 53. الطعمة: 218. العادي (المال الموفون العادي) ص 205. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 614 العاشر: 201، 242. العبرة (العبر) : 164، 168، 173، 174، 175، 176، 177. العطاء: 29، 30، 364. عنوة: 362، 363، 365، 366، 377، 382، 383، 384، 385، 386، 387، 388، 389، 390، 391، 394، 395، 400، 402، 403، 404، 417، 418، 419. الغنائم: 201، 235، 236، 237، 364. الغيل: 219. الفتح: (نوع من الارض) : 219. القصة (القصص) : 62، 63. القطائع: 201، 215، 217، 325. الكافي المتصفح: 77. الكظائم: 219. مال الجهبذ: 215. مال الصدقة: 201. المبالغة (طريقة تخمين المحصولات) : 186. المعاون: 201، 238. المقاسمة: 201. المكس: 241. المؤامرة: 52، 53. المواريث: 41. النفقات: 20، 60. نفقات المغازي: 187. الودائع: 41. الفيء: 201، 204، 206، 209، 210، 362، 363. الوضائع: 201، 219. ايغار: 218. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 615 اصطلاحات عامة الأئين 21. الآلات: 47، 48. الآمة: 67، 69، 75. الابشار: 59. الاحداث: 51، 64. الاحرار: 67. الارش: 64، 66، 70. الاسفيذاج: 33. الاسلحة: 48. الابار، البئر، البرك: 54، 79، 80، 81، 82. الباضعة: 69. البراذين: 33. البعوث: 22، 44. البلسان: 48. البهرجة: 58. بيع النصارى: 382. السويغ: 52. التعزير: 76. التوقيع (التوقيعات) : 62. التوفير: 29. الثغور- ثغر: 44، 46. الثقة المتحفظ: 77. الجائفة: 69. الجمازات: 418. الجناية، الجنايات: 64، 66، 67. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 616 الحبال: 48. حبوة: 53. الحدود: 53 64. الحديد: 48، 65. الحرب: 43، 48. الحسبانات: 36، 60. الحشفة: 68. الحطيطية: 52. حمام: 79. الخشكار: 33. الخشب: 48. خلاطة الزيون: 58. الخيل الشهاري: 33. الدامية: 69. الدية: 64، 67، 70، 71. دواب البريد: 125. الراضة: 33. الرقاع- الرقائع: 62. الرقعة: 62. الزفت: 48. السممات: 70. السميذ: 33. سواني (الناعور) 79. سوق: 66. السلاح: 66. الشاطئ: 47. الشجاج: 67، 69. الشواتي: 186. شيات الخيل: الصواري: 48. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 617 الطير: 33. عهود القضاة: 37. فروج: 44. القسامة: 71. القصاص: 64، 66، 67، 68. القلوع: 48. القود: 64. الكراع: 33. الماء: 68. المازن: 68. المختارين: 30. مدر: 23. مراكب: 47، 48. مسجد: 37، 38، 39، 71. المشاقة: 48. المعادن: 51. المعلم: 46. المقاذيف: 48. المنار: 53. المنقلة: 67. الموانىء 47، 48. الموضحة: 69. النساء: 67. النفط: 48. النواحي: 78. النورة: 33. طعمة: 53. الهاشمة: 67، 69. الوحش: 33. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 618 المصطلحات الجغرافية والتقويمية الابراج الجنوبية: 136. الحد الثالث: 141. الحد الرابع: 141. الجوزاء: 144. ربع الشرق: 140. ربع المشرق: 139. الرياح: 47. السرطان: 144. الشتاء: 136. الصوائف: 186. الصيف: 135، 136. العقرب: 137. الغرب: 139. المشاتي: 27. المنقلب الشتوي: 136. المنقلب الصيفي: 135، 136. اذار: 193. ايار: 192. تشرين الاول: 135، 136. تموز: 193. الجمعة: 62. حزيران: 192، 193. ربيع: 192. رمضان: 37. شباط: 193. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 619 فهرست الكتاب المقدمة: قدامة بن جعفر، اصله 9- 5 كتاب الخراج: وصف المخطوط، ميزات المخطوط 10- 16 المنزلة الخامسة 19 الباب الاول: في ذكر ديوان الجيش 21- 32 الباب الثاني: في ذكر ديوان النفقات 33- 35 الباب الثالث: في ذكر ديوان بيت المال 36- 37 الباب الرابع: في ذكر ديوان الرسائل 37- 52 الباب الخامس: في ذكر التوقيع والدار 53- 54 الباب السادس: في ذكر ديوان الخاتم 55- 57 الباب السابع: في ذكر ديوان الفض 58- 59 الباب الثامن: في ذكر النقود، والعيار والاوزان وديوان الضرب 59- 62 الباب التاسع: في ذكر ديوان المظالم 63- 64 الباب العاشر: في كتابة الشرطة والاحداث: 65- 76 الباب الحادي عشر: في ذكر ديوان البريد والسكك والطرق الى نواحي المشرق 77- 129 المنزلة السادسة 132 الباب الاول: في ان اكثر امر الارض في الهيئة والقدرة والمساحة والوضع والعمار، فانما اخذ من الصناعة النجومية وكيف ذلك: 132- 137 الباب الثاني: في قسمة المعمورة من الارض 138- 144 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 621 الباب الثالث: في وضع البحار من الارض المعمورة ومسافتها والجزائر منها 145- 148 الباب الرابع: في الجبال التي في المعمورة منها وعددها واقرار المشهورة منها 149- 150 الباب الخامس: في الانهار والعيون والبطائح التي في المعمورة واعدادها واقرار المشهور منها 151- 158 الباب السادس: في مملكة الاسلام، واعمالها وارتفاعها 159- 184. الباب السابع: في ذكر ثغور الاسلام والامم والاجبال المطيفة بها 185- 200. المنزلة السابعة 202- 203. الباب الاول: في مجموع وجوه الاموال 204- 205. الباب الثاني: في الفيء وهو ارض العنوة 206- 208. الباب الثالث: في ارض الصلح 209- 210. الباب الرابع: في ارض العشر 211- 211. الباب الخامس: في احياء الارض واحتجارها 212- 214. الباب السادس: في القطائع والصفايا 215- 218. الباب السابع: في المقاسمة والوضائع 219- 223. الباب الثامن: في جزية رؤوس الاموال 224- 226. الباب التاسع: في صدقات الابل والبقر والغنم 227- 234. الباب العاشر: في اخماس الغنائم 235- 237. الباب الحادي عشر: في المعادن والركاز والمال المدفون 238- 239. الباب الثاني عشر: فيما يخرج من البحر 240- 240. الباب الثالث عشر: فيما يؤخذ من التجار اذا مروا على العاشر 241- 243. الباب الرابع عشر: في اللقطة والضالة 244- 244. الباب الخامس عشر: في مواريث من لا وارث له: 245- 245. الباب السادس عشر: في الشرب 246- 248. الباب السابع عشر: في الحريم 249- 250. الباب الثامن عشر: في اخراج مال الصدقة 251- 255. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 622 الباب التاسع عشر: في فتوح النواحي والامصار 256- 424. المنزلة الثامنة 425. الباب الاول: في صدر هذه المنزلة 426- 427. الباب الثاني: في السبب الذي احتاج له الناس الى التغذي 428- 428. الباب الثالث: في السبب الذي احتاج له الناس الى اللباس والكسوة 429- 430. الباب الرابع: في السبب الذي احتاج له الناس الى التناسل من اجله 431- 431. الباب الخامس: في السبب الذي احتاج له الناس الى المدن والاجتماع فيها 432- 433. الباب السادس: في حاجة الناس الى الذهب والفضة والتعامل بهما وما يجري مجراهما 434- 435. الباب السابع: في السبب الداعي الى اقامة ملك وامام للناس يجمعهم 436- 437. الباب الثامن: في ان النظر في علم السياسة واجب على الملوك والائمة 438- 441. الباب التاسع: في اخلاق الملك وما يجب ان يكون عليه منها في ذات نفسه 442- 464. الباب العاشر: في الخلاق التي يبغي ان تكون مع خدام الملك والقرباء منهم 465- 471. الباب الحادي عشر: في اسباب بين الملك والناس اذا تحفظ منها زادت محاسنه وانصرفت المعايب عنه وتمكنت له سياسته 472- 479. الباب الثاني عشر: في استيزار الوزراء وما يحتاج اليه الملوك منهم وما يلزم الملوك لهم 480- 485. ثبت المراجع: 487- 491. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 623