الكتاب: تاريخ بيهق / تعريب المؤلف: أبو الحسن ظهير الدين علي بن زيد بن محمد بن الحسين البيهقي، الشهير بابن فندمه (المتوفى: 565هـ) الناشر: دار اقرأ، دمشق الطبعة: الأولى، 1425 هـ عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] ---------- تاريخ بيهق/تعريب البيهقي، ظهير الدين الكتاب: تاريخ بيهق / تعريب المؤلف: أبو الحسن ظهير الدين علي بن زيد بن محمد بن الحسين البيهقي، الشهير بابن فندمه (المتوفى: 565هـ) الناشر: دار اقرأ، دمشق الطبعة: الأولى، 1425 هـ عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] ظهير الدين البيهقي ظهير الدين، أبو الحسن علي بن زيد بن محمد بن الحسين بن فندق المعروف بفريد خراسان، عالم، مؤرخ، أديب، منجّم، متكلم، فقيه وشاعر. ولد على ما يحتمل في حوالي سنة 490 هـ. وهو من أسرة عربية مقيمة في خراسان وما وراء النهر، ينتهي نسبه إلى الصحابي خزيمة بن ثابت الأنصاري المعروف بذي الشهادتين. كان أسلافه الذين عرفوا بالحاكميين والفندقييين- نسبة إلى الحاكم فندق بن أيوب-، مقيمين في قصبة سيوار من نواحي بالشتان من توابع بست وهي بلدة من بلاد كابل بين هراة وغزنة (في أفغانستان الحالية) . وكانت لهم في عهد الغزنويين والسلاجقة مناصب مختلفة دينية وديوانية. رحل البيهقي من حين صباه برفقه والده من سبزوار إلى قرية ششتمذ وبدأ فيها بتعلم العلوم الأدبية. وأما في نيشابور فقد أخذ العلم عن عدد من الأساتذة منهم أحمد بن محمد الميداني وأبي جعفر المقرئ ومحمد الفزاري وحسن بن يعقوب بن أحمد القارئ. وتلقى في مرو العلوم الفقهية وأقام مجالس الوعظ والإرشاد ثم عاد إلى نيشابور ومنها إلى مسقط رأسه. وفي سنة 526 هـ عُيّن قاضياً ببيهق وفي نفس السنة هاجر إلى الري ومال إلى الحساب والجبر والمقابلة. كما واشتهر في صناعة علم النجوم. وفي سنة 529 هـ عاد إلى بيهق ثم هاجر عام 530 هـ إلى سرخس وأخذ الحكمة على قطب الدين محمد المروزي، ثم عاد إلى نيشابور ومنها إلى بيهق. توفي البيهقي في سنة 565 هـ. وأما مذهبه فقد ذهب بعض العلماء أنه من الإمامية والبعض الآخر أنه من الشافعية. آثاره له مؤلفات عديدة في التاريخ والفقه والكلام والفلسفة والرياضيات والنجوم والأنساب باللغتين العربية والفارسية منها: مشارب التجارب وغوارب الغرائب، تاريخ بيهق، جوامع أحكام النجوم، تتمة صوان الحكمة أو تاريخ حكماء الإسلام، لباب الأنساب، معارج نهج البلاغة، غرر الأمثال ودرر الأقوال وغيرها. مقدمة مترجم الكتاب ومحقّقه بسم الله الرحمن الرحيم بدأت صلتي بهذا الكتاب عندما شرعت بتعلم اللغة الفارسية التي لا غنىّ عنها هي والتركية لأي باحث في شؤون التاريخ والتراث الإسلامي بصورة عامّة لما فيهما من فوائد جمّة خاصة ما يتصل بكتب التاريخ والأدب والتراجم التي فقدت لدينا بفعل شتى العوامل وحفظت علينا هاتان اللغتان نصوصا منها، وهو ما يتجلى بوضوح في هذا الكتاب الذي أحببت أن أترجمه إلى لغة الضاد لما فيه من فوائد لتراثنا العربي لغة وأدبا وتاريخا. وأضرب لذلك مثلا: خلال ترجمة أبي الطيب طاهر بن أحمد البيهقي من كتاب تاريخ الإسلام للذهبي، ذكر محققه الفاضل الدكتور عمر عبد السلام تدمري بهامشه الملاحظة التالية: «لم أجد له مصدرا، ولعله من تاريخ بيهق أو تاريخ نيسابور اللذين لم يصلانا» (ص 280، حوادث 331- 350 هـ) . والحقيقة هي أن الرجل قد ترجم له في هذين الكتابين اللذين قد وصلانا. والذي أضاع خبرهما على هذا المحقق الفاضل هو كونهما باللغة الفارسية. ويمكن أن ندعو الكتب التي هي على شاكلة هذين التاريخين، التواريخ النائية التي نأت عنا لسببين: الأول كونها باللغة الفارسية أو التركية ونحن لا نعرف هاتين اللغتين، والثاني أنها حين تطبع تظل حبيسة حدود جغرافية معينة. بل إن بعض من كنت أحدثه عن ترجمتي لكتاب تاريخ بيهق كان يقول لي: لكن هذا الكتاب قد ترجم إلى العربية. فأقول له إنك تعني تاريخ البيهقي المخصص للحكام الغزنويين وهو لأبي الفضل البيهقي المتوفى سنة 470 هـ أي قبل عشرين سنة من ولادة مؤلفنا أبي الحسن البيهقي. ومؤلف كتاب تاريخ بيهق من أسرة عربية يرجع نسبها إلى الصحابي خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين، وكتب مؤلفاته التي تربو على الثمانين بالعربية سوى ستة منها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 5 كتبها بالفارسية ومنها تاريخ بيهق. يشترك تاريخ بيهق في السمات العامة مع مثيلاته من التواريخ المخصصة لمدن بعينها مثل تاريخ مدينة السلام للخطيب البغدادي، وتاريخ دمشق لابن عساكر، والتدوين في ذكر أهل العلم بقزوين للرافعي القزويني، والقند في ذكر علماء سمرقند للنسفي، وتاريخ جرجان للسهمي، وتاريخ نيسابور للحاكم «1» ، وتاريخ طبرستان لمحمد بن الحسن بن إسفنديار (ألف سنة 613 هـ) وغيرها. حيث تبدأ بذكر مناقب المدينة وما ورد فيها من أحاديث نبوية شريفة- وبعضها مختلق- ثم كيفية بنائها مع ذكر خططها والقرى التابعة لها بتفاصيل لا توجد حتى في الموسوعات الجغرافية. ينتقل الحديث بعدها إلى العلماء والشعراء والأدباء وكبار الشخصيات ممن ولدوا فيها أو زاروها، والحديث عمن توفي منهم فيها وبشكل خاص صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم تشرفا بهم وتبركا استنادا إلى حديث أورده مؤلفنا هو: «ما أحد من أصحابي يموت ببلدة إلا كان قائدا ونورا لهم يوم القيامة» . لقد حفظ علينا هذا التاريخ نصوصا ومقتبسات من مصادر كانت بين يديه من مكتبات عامة أحرقت خلال الحروب والغزوات- فضلا عن المكتبات الخاصة- ومنها: 1. خزانة كتب بلاد الري التي قال عنها وهو يعلق على قول الصاحب بن عباد عن مكتبته الخاصة: «عندي من كتب العلم خاصة ما يحمل على أربع مئة جمل أو أكثر» ، وقال: «وأنا أقول: بيت الكتب الذي بالري على ذلك دليل بعد ما أحرقه السلطان محمود بين سبكتكين. فإني طالعت هذا البيت فوجدت فهرست تلك الكتب عشر مجلدات «2» » . 2. مكتبة الخاتون مهد العراق، وهي أميرة سلجوقية أسمها جوهر خاتون الجزء: 1 ¦ الصفحة: 6 وكانت شقيقة السلطان سنجر، تزوجها مسعود بن إبراهيم الغزنوي عقب توليه الحكم سنة 492 هـ، ويستفاد من حديث البيهقي عن مكتبتها أنها كانت عامة وأنها بنيسابور. 3. مكتبة مسجد عقيل أحد مساجد نيسابور الشهيرة وكانت تعقد فيه مجالس الإملاء والوعظ ودروس الفقه «1» . وقد احترقت المكتبتان خلال اجتياح الغزّ المدمر لإقليم خراسان الذي بدأ سنة 548 هـ، وأحرقت فيه المكتبات والجوامع والأسواق والدور، وقتل فيه الآلاف من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال بلا رحمة، كما قتل جمع غفير من علماء هذا الإقليم وأدبائه وشعرائه، فقد قتلوا مثلا «سكان مدينة طوس بأسرهم وعند عودتهم منها ارتكبوا مجزرة بنيسابور بحيث أحصي من قتلوه في محلتين فقط من محالها من الرجال والنساء والأطفال فكان خمسة عشر ألف إنسان «2» » . يقول السمعاني عن المحدثة عائشة النيسابورية: «فقدت في أيام الفترة وإغارة الغز منتصف شوال سنة 549 هـ، ولا يدرى أأحرقت أو قتلت في العقوبة وأكلتها الكلاب «3» » . ومن المصادر التي أعتمدها البيهقي في تأليف كتبه مؤلفات عين الزمان الحسن بن علي القطان المروزي التي عثر على بعضها عقب تلك الغارة أو «الفتنة العمياء التي لم يبق فيها بنيسابور بيوت كتب ولا واحد «4» » . ولقد مات القطان هذا ميتة مأساوية خلال ذلك الهجوم، يقول ياقوت: «مات مقتولا، قتله الغز لما وردوا خراسان وتغلبوا على مرو فقبضوا عليه في من قبضوا، فجعل يشتمهم وجعلوا يحثون التراب في فمه حتى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 7 مات سنة 548 هـ «1» » . ومن المصادر الرئيسة التي اعتمدها في تأليفه تاريخ بيهق ومنها ما هو مفقود: تاريخ نيسابور لأبي القاسم عبد الله بن أحمد الكعبي البلخي المتوفى سنة 319 هـ، قال البيهقي إنه احترق وإن أصله في مكتبة مسجد عقيل. كما أكثر في النقل من كتاب الكعبي الآخر مفاخر خراسان. تاريخ نيسابور للحاكم محمد بن عبد الله النيسابوري الضبي (321- 405 هـ) الذي قال إنه في 12 مجلدا. تتمة تاريخ نيسابور وهو سياق التاريخ لأبي الحسن عبد الغافر الفارسي (451- 529 هـ) ويوجد له اليوم منتخب طبع في قم بتحقيق محمد كاظم المحمودي، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 8 ومختصر سيصدر بتحقيق نفس المحقق. تاريخ نيسابور، بالفارسية من تأليف أحمد الغازي وهو في مجلدين «1» . تاريخ بيهق، بالعربية من تأليف علي بن أبي صالح بن علي الصالحي الخواري البيهقي (كان حيا في 526 هـ) «2» ، وهو في عدة أجزاء. هذا فضلا عن مصادر فرعية ذكرها في ثنايا كتابه، والمصادر الأدبية وأغلبها مفقود اليوم ومنها: جونة الند ولباب الألباب وهما ليعقوب بن أحمد الأديب الكردي، وقلائد الشرف لأبي عامر الفضل بن إسماعيل الجرجاني، ولا أثر لهذه الكتب اليوم. وفيه من الوقائع الأدبية ما لا نجده في المجاميع الأدبية الضخمة، مثل واقعة لقاء الشاعر أحمد بن إبراهيم الأعسري الذي وفد على الصاحب بن عباد ومدحه بقصيده وصف الناقة في أوائل أبياتها بقوله: عرمس عيسرانة عنتريس ... علطميس عيرانة خنشليل فقال له الصاحب: لو أن هذه الألفاظ وضعت على ظهر الناقة لناءت بحملها، فمدحه بقصيدة أخرى مطلعها: خيال سرى من أم عمران طارق ... إلى هاجع بالقفر والليل غاسق كما أورد له بيتين في وصف الفالوذج، وغير ذلك من عشرات الوقائع والأشعار التي لا نجدها في أي مصدر آخر. وحتى في التراجم التي أشترك فيها مع غيره، فإن في تاريخ بيهق من الإضافات والمعلومات الفريدة ما يجعله متقدما على غيره، فإذا أخذنا مثلا ترجمة حياة المتكلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 9 والمفسر والأصولي مسعود بن علي الصوابي، نجد ياقوتا الحموي وقد كتب له أوسع ترجمة، اكتفى ببضعة أسطر مع ذكر عناوين مؤلفاته وبيتين من الشعر نقلها من كتاب البيهقي الآخر وشاح دمية القصر «1» ، بينما استغرقت ترجمته صفحة ونصفا من تاريخ بيهق، وفيها من المعلومات ما لا يوجد في أي مصدر آخر- بما في ذلك معجم الأدباء- حيث ذكر أسماء أساتذته ممن كانت له بهم علاقة حميمة كالمؤلف نفسه وكحجة الإسلام الغزالي وكذلك المتكلم المعروف المحسن بن كرامة الجشمي. ونقرأ في هذا التاريخ مثلا أوسع ترجمة لأبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي مؤلف مجمع البيان في تفسير القرآن وغيره من المؤلفات، المتوفى سنة 548 هـ، حيث قدم عنه وعن مؤلفاته وعلاقاته الأسرية ما لا نجده في أي مصدر. كما كتب الترجمة الفريدة لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد المغيثي الذي دخل في معارك هجائية مع البحتري وابن الرومي، وحيث قال البيهقي في آخر ترجمته التي استغرقت ثلاث صفحات ونصفا مع مقطعات من شعره: «وقد أطنب الكعبي البلخي في كتابه مفاخر خراسان في حكايات وأشعار إبراهيم المغيثي البيهقي» . وكتاب الكعبي مفقود. وفي الكتاب عشرات التراجم لعلماء وأدباء وشعراء ومحدثين ووعاظ لم نجد أيا منهم في المظان المتوفرة من عربية وفارسية، فضلا عمن وجدناهم، مع تقديمه أنموذجات من آثارهم مما انفرد به. الاسم والأسرة هو حجة الدين، ظهير الدين، فريد خراسان أبو الحسن علي بن زيد بن محمد بن الحسين بن فندق، من أسرة عربية مقيمة في خراسان وما وراء النهر، ينتهي نسبه إلى الصحابي خزيمة بن ثابت المعروف بذي الشهادتين. ويبدو أن ما قيل من أنه عرف بابن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 10 فندق نسبة إلى أحد أجداده «1» يستند فقط إلى قول السبكي الذي عرف به بقوله إنه: «أبو الحسن بن أبي القاسم البيهقي المعروف بفندق، وفندق في أسماء جدوده» «2» ، وهو الكلام الذي نقله حاجي خليفة منه فيما بعد «3» ، وليس بين أيدينا ما يدلّ على أنه عرّف نفسه بهذا اللقب أو عرف به بين معاصريه أو من ترجموا له كياقوت الحموي وفصيح الخوافي «4» اللذين ترجما له بشكل واف. أما لقبه «ظهير الدين» فقد ذكره هو في أول كتابه تتمة صوان الحكمة «5» . وأما ما ورد لدى الجويني من أنه «فريد الدين» «6» فهو مما انفرد به ولم نجده لدى غيره. الخلط بينه وبين شرف الدين البيهقي تم الخلط أحيانا بينه وبين سميه أبي الحسن علي بن الحسن البيهقي السياسي الأديب الشاعر، وحدث ذلك في وقت مبكر، فهذا العماد الأصفهاني عندما ترجم لشرف الدين علي بن الحسن قال إنه صنف وشاح دمية القصر ونقل منه على أنه لشرف الدين «7» . كما غمض الأمر على ياقوت الذي ترجم لحجة الدين علي بن زيد البيهقي استنادا إلى سيرته التي كتبها بقلمه، وبعد أن انتهى من ذلك نقل كلام صاحب خريدة القصر مكملا به ترجمة مؤلفنا. ولما رأى تناقضا بين كلام مؤلفنا عن نفسه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 11 وبين كلام صاحب خريدة القصر، علق قائلا: «هكذا ذكر العماد في كتابه، وإذا عارضت قوله بما ذكره البيهقي عن نفسه في كتابه الذي نقلت لفظه منه من خطه، وجدت فيه اختلافا في التاريخ وغيره والله أعلم «1» » . ووقع في هذا الخلط الذهبي أيضا عندما صدر ترجمة علي بن زيد البيهقي بقوله: «الوزير العلامة ذو التصانيف شرف الدين ... «2» » وكذلك ابن الفوطي عندما سماه «شرف الدين أبا الحسن الأنصاري الخزيمي «3» » . ووقع في الوهم نفسه بعض معاصرينا في تحقيقهم آثار المتقدمين، فهذان الأستاذان محمد بهجة الأثري والدكتور جميل سعيد يعلقان على قصيدة مدح لحيص بيص في شرف الدين البيهقي وفيها يقول: وخراسان فصونا ضافيا ... إنها أرض علي بن الحسن فيقولان في الهامش: «هو علي بن زيد البيهقي، والحسن من أجداده» ، ويقولان في هامش آخر إنه «شرف الدين أبو الحسن علي بن زيد البيهقي من ذرية خزيمة ذي الشهادتين «4» » ، وكذلك محقق كتاب طبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح الذي دعاه في المقدمة التي صدر بها تحقيقه لهذا الكتاب (1/17) ب «الوزير القاضي المحدث ... شرف الدين حجة الدين أبو الحسن ... » ، بينما الحقيقة هي أن الوزير هو شرف الدين، أما مؤلفنا فهو حجة الدين. وللتفريق بين الاثنين نقول: 1. والي الري والشخصية السياسية- وهو أديب وشاعر أيضا- هو شرف الدين ظهير الملك أبو الحسن علي بن الحسن البيهقي الذي استشهد مع نجله في حرب قطوان سنة 536 هـ، ويقال له الوزير أحيانا. وهو المترجم في خريدة القصر وتاريخ بيهق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 12 وفيهما أوسع ترجمة لحياته مع مقطعات من شعره «1» . 2. مؤلف تاريخ بيهق وغيره من المؤلفات وحفيد الصحابي خزيمة ذي الشهادتين هو حجة الدين فريد خراسان أبو الحسن علي بن زيد البيهقي المتوفى سنة 565 هـ «2» . تحديد السنة التي ولد فيها استنادا إلى ترجمة حياته التي كتبها بقلمه في كتابه مشارب التجارب ونقلها ياقوت في معجمه، يقول البيهقي: «ومولدي يوم السبت سابع عشرين شعبان سنة تسع وتسعين وأربع مئة ... «3» » . ولكن هذا لا يتفق وقوله الذي ذكره في تاريخ بيهق عند ذكره حادثة مقتل الوزير فخر الملك بن نظام الملك: «كان مقتل فخر الملك في عاشوراء سنة خمس مئة، وأنا أتذكر ذلك، فقد كنت في عهد الصبا في الكتّاب بنيسابور» «4» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 كان أول من حاول إيجاد مخرج من هذا التناقض هو السيد محمد مشكاة الأستاذ بجامعة طهران «1» حيث قدر أن يكون عمر البيهقي وهو طالب في عهد الصبا، يتراوح بين 12- 13 سنة، واحتمل أن تكون ولادته قد حدثت خلال السنوات من 487 إلى سنة 500 هـ، ثم أتخذ من قول البيهقي المذكور لدى ياقوت من أنه ولد في «يوم السبت 27 شعبان» منطلقا ليبحث في جداول فرديناند وستفلد التاريخية عن هذا التاريخ الذي يكون فيه يوم السبت مصادفا للسابع والعشرين من شعبان خلال السنوات من 487 حتى 500 هـ، فوجده ينطبق على يومين: السبت 27 شعبان سنة 488. السبت 27 شعبان سنة 493. ولما وجد السيد مشكاة نفسه أمام هذين الرقمين (488 و 493) ، ورأى أن الرقم 493 منها شبيه بالرقمين 490 و 499، اختار منهما الرقم 493 وقال إن الظن القوي يتجه إلى أن تكون ولادته قد حدثت في يوم السبت السابع والعشرين من شعبان سنة ثلاث وتسعين وأربع مئة، وان عمره يوم قتل فخر الملك (العاشر من المحرم سنة 500) كان ست سنوات وأربعة أشهر وثلاثة عشر يوما. انتهى كلامه. ومنذ ذلك الحين اتخذ تاريخ ولادته الذي استنبطه السيد مشكاة، مسلّمة لا نقاش فيها لدى الباحثين في حياة البيهقي «2» غير عابئين بما ذكره فصيح الخوافي من أن البيهقي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 14 عند إكماله تاريخ بيهق سنة 544 هـ «كان له من العمر أربع وخمسون سنة» ، وهذا يجعل ولادته قد حدثت سنة 490 هـ، ويبدو أن السبب في عزوف السيد مشكاة عن هذه السنة هو عدم وجود يوم سبت فيها يقع في السابع والعشرين من شعبان. ولكن أليس ممكنا أن يكون التصحيف قد نال أيضا من «سابع عشرين شعبان» الواردة لدى ياقوت؟ نرجح بما يقرب من اليقين- إن لم يكن هو اليقين عينه- أن صواب العبارة هو: «ومولدي يوم السبت تاسع عشر من شعبان سنة تسعين وأربع مئة» ، وان ناسخ المخطوطة قد أخطأ في كتابة «تاسع عشر من» فكتبها «سابع عشرين» وهي قريبة منها في الرسم، هذا أولا، وثانيا أخطأ في السنة فكتب «تسع» ثم استدرك فكتب «تسعين» ولكنه نسي أن يشطب الكلمة الأولى «تسع» فظلت الكلمتان متجاورتين مما حدا بناسخ آخر إلى أن يضع بينهما واوا حيث أصبحتا «تسع وتسعين» وهو رقم مغلوط بكل تأكيد. فكما مر بنا، لا يعقل أن يكون عمره سنة واحدة عند ما كان تلميذا في الكتّاب يوم قتل فخر الملك سنة 500 هـ. وندعم ما نذهب إليه بما يلي: 1. قال فصيح الخوافي ضمن ذكره حوادث سنة 544 هـ: «إتمام تاريخ البيهق (كذا) الذي كتبه أبو الحسن بن أبي القاسم البيهقي.. في محرم السنة المذكورة وهو ابن أربع وخمسين سنة» «1» . وذلك يعني أن فصيحا المؤرخ قد عدّ ولادته في 490 هـ. وسنؤجل الآن بحث التاريخ الذي انتهى فيه من تأليف تاريخ بيهق، وإن هذه المعلومات الدقيقة من ذكر الشهر والسنة ومقدار سني عمره، كلها دالة على أن هذا المؤرخ كان ينقل من مصدر موجود لديه عند تدوينه تاريخه. 2. جرت العادة لدى نساخ المخطوطات أن تلتبس لديهم كلمة «تسع» و «تسعة» ب «سبع» و «سبعة» والعكس صحيح أيضا. وان تلتبس «تسع وتسعون» ب «سبع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 وسبعون» والعكس صحيح، وما شابه ذلك. ومن العسير جدا- إن لم نقل من المستحيل- أن يسهو قلم الناسخ فيكتب سنة «تسع وتسعون» بدلا من «ثلاثة وتسعون» ليقال بعدها إن الرجل ولد سنة 493 هـ كما ارتأى ذلك السيد محمد مشكاة ومن تابعه، فلا وجه لشبه إطلاقا في رسم الخط بين «تسع» و «ثلاث» . 3. استنادا إلى الجداول التاريخية «1» فإنه حدث أن صادف يوم السبت، يوم التاسع عشر من شعبان وذلك في سنة 490 هـ، وهي السنة التي تتفق وكلام فصيح الخوافي الذي نقلناه آنفا من أن البيهقي كان له من العمر أربعة وخمسون عاما في سنة 544 هـ. متى انتهى البيهقي من تأليف كتابه؟ نقرأ في ختام مخطوطات تاريخ بيهق قول مؤلفه: «وفرغ المصنف (رحمه الله) من نسخ هذا الكتاب في الرابع من شوال سنة ثلاث وستين وخمس مئة بقرية ششتمد» . ولكن لدينا تواريخ أخرى دالة على أن الكتاب ألف في فترة متقدمة على هذا التاريخ، وكان المؤلف يضيف إلى مخطوطته وقائع تاريخية مستجدة وتواريخ وفيات بعض معاصريه. ففضلا عن قول المؤرخ فصيح في مجمله والذي ذكرناه فيما مضى من أن البيهقي أتم تاريخ بيهق في محرم سنة 544 عند ما كان له من العمر أربعة وخمسون عاما، نجد المؤلف نفسه يقول في أول الكتاب (ص 21) : «من عجائب بغداد أنه لم يمت فيها خليفة إلا المقتفي الذي توفي في هذه الأيام» . والمعلوم أن وفاة المقتفي لأمر الله حدثت في 2 ربيع الأول سنة 555 هـ «2» . بل إنه يتحدث بلغة الماضي عن خلافة المقتفي عند ما يذكر موفق الدين البيهقي فيقول إنه كان عميد بغداد خلال خلافة المقتفي لأمر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 16 الله «1» ونقرأ تواريخ وفيات بعض معاصريه خلال السنوات 556 و 557 هـ، ثم نجد إشارته إلى كتابه لباب الأنساب «2» ، ومعلوم أنه انتهى من تأليف كتابه هذا سنة 558 هـ «3» . وهذا دال على أنه كان في سنة 558 هـ أو 559 هـ كما ذكر في موضع آخر من نفس كتابه هذا- قد كتب مؤلفه تاريخ بيهق وأنه ظل يضيف إليه حتى سنة 563 هـ. ولعل أفضل مثال لهذه الإضافات التي ظل المؤلف يثري بها كتابه، الواقعتان التاليتان اللتان تداخلت عباراتهما وإحداهما حدثت سنة 536 هـ، والأخرى في 560 هـ: «أعجوبة: بدأ هطول المطر من السادس من حزيران سنة ست وثلاثين وخمس مئة حتى الثامن من غير انقطاع. وكانت الشمس في الدرجة الثالثة من الجوزاء. فحدث من الخراب في المدينة ما يعجز البيان عن وصفه، وكانت الشمس في آخر الحوت. ونزل الثلج ليومين وليلتين، وتواصل انجماد الصقيع مدة أسبوع. وكان ذلك من عجائب الدنيا. وقد بلغ البرد حدا دمر معه كثير من النبات والأشجار في هذه الناحية وذلك سنة ستين وخمس مئة «4» » . وأما الفصل التاريخي الخاص بوقائع مجيء إيل أرسلان بن خوارزم شاه آتسز إلى سبزوار سنة 561 هـ ثم الخطبة له بنيسابور سنة 562 هـ، فواضح أنه قد كتب على عهد هذا الأمير الذي امتد حكمه حتى سنة 567 هـ «5» ، وذلك أنه جاء بعد اختتام فصل الوقائع التاريخية بفاصلة طويلة والدخول في عناوين مثل الأشياء التي تنفرد بها بيهق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 عن سائر البقاع وأعجوبة هطول الأمطار. وبهذا يمكن القول إن تأليف الكتاب انتهى بنسخته الأولى في المحرم من سنة 544 هـ وهي النسخة التي رآها المؤرخ فصيح الخوافي، ونسخت آخر مسودة له في 4 شوال سنة 563 هـ. الأسرة والبدايات الدراسية كان أسلافه الذين عرفوا بالحاكميين والفندقييين- نسبة إلى الحاكم فندق بن أيوب- والذين ينتهي نسبهم إلى الصحابي خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين (رض) ، مقيمين في قصبة سيوار من نواحي بالشتان من توابع بست وهي «بلدة من بلاد كابل بين هراة وغزنة «1» » (في أفغانستان الحالية) ، ثم إن جدّ جده وهو الحاكم فندق بين أيوب المتوفى سنة 419 هـ «2» هاجر من تلك البلاد إلى نيسابور وعين قاضيا مفتيا بأمر من السلطان محمود ورعاية وزيره أحمد بن الحسن الميمندي (تولى الوزارة سنة 400 وظل فيها حتى سنة 416 هـ) ، ولا نعلم الفترة التي مكث فيها بهذا المنصب لكنه طلب إعفاءه من هذا العمل واشترى بناحية بيهق ضياعا في قرية سرمستانه من حدود الناحية وأقام فيها منيبا عنه من يدعى العزيزي في منصب قضاء بيهق، وأوكل قضاء مدينتي بسطام ودامغان لنجليه الحسن وأحمد. وكل ذلك دال على ما كان يحظى به من هيمنة سياسية ودينية. وقد تولى أولاده وأحفاده- ومنهم مؤلفنا علي بن زيد- منصب القضاء بمدينة بيهق. أما والده شمس الإسلام زيد (447- 517 هـ) ، فقد أقام في بخارى عشرين عاما ونيفا لا ندري العمل التي كان يمارسه، لكنه- كما يقول نجله- اختلف إلى علماء تلك البلاد ممن ذكر المؤلف بعضهم في تاريخ بيهق وصاحب بعض مشاهير تلك البلاد من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18 أهل العلم ممن درسوا معه، ويذكر مؤلفنا وجوده ببغداد دون أن يحدد السنة التي كان فيها هناك. وفي السادسة والخمسين من عمره (سنة 503 هـ) أصيب بالعمى عقب علاج خاطئ قامت به عجوز كحالة لم تكن أتقنت مبادئ مهنتها، هربت بعد فعلتها تلك. وكان والده عالما شاعرا أديبا ذا علاقات مع جمع من مشاهير زمنه ومنهم الشاعر وعالم الرياضيات عمر الخيام الذي قال البيهقي إنه زاره مع أبيه سنة 507 هـ وإن الخيام امتحنه في بيت من أشعار ديوان الحماسة. ولما أجابه مؤلفنا بكفاءة عما سأله عنه، عقب الخيام بقوله: «شنشنة أعرفها من أخزم» . وفي ذلك مدح لوالد البيهقي وأسلافه بالعلم «1» ، فضلا عما في الكلام من ثناء على البيهقي نفسه. في ترجمته لحياته التي كتبها هو يقول البيهقي: «ومولدي «2» يوم السبت 17 من شعبان سنة 490 هـ في قصبة السابزوار من ناحية بيهق ... فأسلمني بها أبي إلى الكتاب. ثم رحلنا إلى ناحية ششتمذ من قرى الناحية- ولوالدي بها ضياع- فحفظت في عهد الصبا كتاب الهادي للشادي تصنيف الميداني، وكتاب السامي في الأسامي له «3» ، وكتاب المصادر للقاضي الزوزني «4» ، وكتاب غريب القرآن للعزيري «5» ، وكتاب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 إصلاح المنطق «1» ، وكتاب المنتحل للميكالي «2» ، وأشعار المتنبي، والحماسة، والسبعيات «3» ، وكتاب التلخيص في النحو «4» ، ثم بعد ذلك حفظت كتاب المجمل في اللغة «5» . 1. وحضرت في شهور سنة أربع عشرة وخمس مئة كتّاب أبي جعفر المقرئ «6» إمام الجامع القديم بنيسابور مصنف كتاب ينابيع اللغة وغير ذلك، وحفظت في كتابه كتاب تاج المصادر من تصنيفه، وقرأت عليه نحو ابن فضال «7» وفصولا من كتاب المقتصد «8» ، والأمثال لأبي عبيد «9» ، والأمثال للأمير أبي الفضل الميكالى. 2. ثم حضرت درس الإمام صدر الأفاضل أحمد بن محمد الميداني في محرم سنة ست عشرة وخمس مئة، وصححت عليه كتاب السامي في الأسامي من تصنيفه، وكتاب المصادر للقاضي [الزوزني] ، وكتاب المنتحل وكتاب غريب الحديث لأبي عبيد، وكتاب إصلاح المنطق، ومجمع الأمثال من تصنيفه، وكتاب صحاح اللغة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 للجوهري. وفي أثناء ذلك كنت أختلف إلى الإمام إبراهيم الخزاز المتكلم وأقتبس منه أنوار علوم الكلام «1» » . وننتقل هنا للتعريف بأساتذته الذين عرف بهم فيما بقي من مؤلفاته، وعلى رأسهم والده، حيث ذكره مع أساتذته في علم الكلام بقوله: «ولقد لقيت في زماني من المتكلمين من له الشأن الأضخم والمقام الأكرم، يتصرف في الأدلة والحجج تصرف الرياح في اللجج ... منهم: 3. والدي الإمام أبو القاسم، ومن تأمل في تصنيفه المعنون ب لباب الألباب وحدائق الحقائق ومفتاح باب الأصول، عرف أنه في هذا الفن سباق غايات وصاحب آيات «2» » . 4. ومن أساتذته في علم الكلام إبراهيم بن محمد الخزّاز الذي وصفه بقوله «الزاهد الذي قرع باب العفاف وقنع من دنياه بالكفاف، وكان سريع الإجابة، بديع الإصابة «3» » . وقد درس عليه في نفس الفترة التي كان يدرس فيها لدى الميداني أي سنة 516 هـ «4» . 5. ومنهم علي بن الهيصم النيسابوري، وصفه بقوله: «العالم الإمام، وهو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 إمام لسانه فصيح، بيانه صريح، وبرهانه صحيح، لفظة لؤلؤ منثور ... «1» » وهو علي ابن عبد الله بن الهيصم، أبو الحسن الأشناني «2» ، ذكره في لباب الأنساب في سند هذا نصه: «أخبرني الإمام علي بن عبد الله بن محمد بن الهيصم النيسابوري قال: أخبرني والدي أبو بكر عبد الله قال: أخبرني أحمد بن محمد بن علي بن أحمد العاصمي مؤلف زين الفتى ... «3» » وقد ترجم له البيهقي في كتابه وشاح دمية القصر بشكل مطول ولقبه بصدر الإسلام الهروي وأثنى عليه كثيرا لعلمه وزهده، وقال: «اختلفت مدة مديدة إليه، وقرأت ما شئت من دقائق العلوم عليه، ووجدته حالا عقود المشكلات، فاتقا رتوق المعضلات، ولعمري إنه رحمه الله كشف عن العلوم نقابها، ورفع عن الحقائق حجابها، فلم يكن في عصره فاضل إلا وقد أغترف من بحاره، وأقتبس من أنواره ... » ثم ذكر أسماء تصانيفه وهي دالة على تنوع معارفه، وأردف ذلك بأنموذجات من شعره «4» . وختم البيهقي هذه القائمة بقوله: «فهؤلاء المتكلمون الذين اختلفت إليهم وجثوث استفادة بين أيديهم» «5» . ثم ينتقل إلى طبقة أخرى ممن وضعهم تحت هذا العنوان: «وأما الذين عاشرتهم فهم: 6. الفقيه إسماعيل المقيم بمرو. وجدته وقد أناف على السبعين، وهو شرح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 كتاب المستوعب بلا نظر في أصل كتاب أو طريان شك وارتياب» «1» . ولم نهتد إليه ولا إلى كتابه. 7. «ومنهم الإمام رشيد الدين عبد الجليل الرازي الذي هو متكلم بيانه سحر حلال، وطبعه ماء زلال، أبو الكلام وابن بجدته ... ومن أراد أن يعرف كماله في صناعته، تأمل تصانيفه ... » «2» . قلت: هو المترجم لدى منتجب الدين بقوله: «الشيخ المحقق رشيد الدين أبو سعيد عبد الجليل بن أبي الفتح مسعود بن عيسى المتكلم الرازي، أستاذ علماء العراق في الأصوليين. مناظر ماهر حاذق، له تصانيف منها ... جوابات الشيخ مسعود الصوابي» «3» . ثم أضاف أن الذي أشاع آراءه وخلد اسمه هو تلميذه سديد الدين محمود، فقال: 8. «وقد أحيا رسمه، وخلد اسمه الإمام الكامل سديد الدين محمود بن ميرك الرازي، وكان في ابتداء أمره، وعنفوان عمره، اختلف إلى الرشيد، فقد جمع بين الميرة والنشيد ... وبيني وبينه إخاء، نسيمه رخاء، حرس الله قدره، وشرح صدره» «4» . وقد ذكر المؤلف سديد الدين هذا فوصفه بالمتكلم «5» وهي نفس الصفة التي ذكره بها منتجب الدين في فهرسته بقوله «الشيخ سديد الدين محمود بن أبي المحاسن أميرك، عالم فاضل» «6» ، ونعتقد أنه هو نفسه المذكور في نفس الصفحة باسم «الشيخ نصرة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 الدين محمود بن أميرك الرازي، متكلم» «1» . ووجود لقبين «سديد الدين» و «نصرة الدين» لشخص واحد، أمر شائع آنذاك. 9. «ومنهم الإمام محمود الخوارزميّ «وله خاطر يلفظ المشكلات، كما يلفظ السمع حروف الكلمات» «2» . وقد ترجم له في تتمة صوان الحكمة بقوله: «الفيلسوف محمود الخوارزميّ، كان والده وزير آتسز وهو تركي استولى على خوارزم، وكان محمود أديبا فاضلا كاملا استفاد من الحكيم أبي البركات. ورأيته بمرو في شهور سنة تسع عشرة وخمس مئة. وقد استولى عليه نوع من السوداء فذبح في ليلة من ليالي الشتاء شخصه بسكين القلم» «3» . الآن وقد انتهت قائمة الذين تلقى العلم منهم ممن «عاشرهم» ننتقل إلى بقية أساتذته الذين استفاد منهم في مراحل شتى من حياته: 10. أحمد بن حامد النيسابوري، قال عنه: «ممن رسا طوده في الرياضيات، وقد رأيته في آخر عمره واستفدت منه» «4» . 11. إسماعيل بن أحمد بن الحسين البيهقي (435- 507 هـ) ، شيخ القضاة نجل شيخ السنة. قال عنه «كان قاضي خوارزم، وقد رأيته وسمعت منه الحديث حين عاد إلى بيهق في شهور سنة ست وخمس مئة» . وحدد مكان استماعه الحديث منه بقرية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 أباري من توابع بيهق. ووصفه بأنه أكبر رواة الحديث في عصره «1» . 12. أبو بكر الحسن بن يعقوب بن أحمد بن محمد بن أحمد النيسابوري المتوفى في المحرم سنة 519 هـ. قال عنه «2» : «قرأت كتاب نهج البلاغة على الإمام الزاهد الحسن بن يعقوب بن أحمد القارئ، وهو وأبوه في فلك الأدب قمران، وفي حدائق الورع ثمران، في شهور سنة ست عشرة وخمس مئة، وخطه شاهد لي بذلك، والكتاب سماع له عن الشيخ جعفر الدوريستي المحدث الفقيه» «3» . 13. حمزة بن هبة الله بن محمد، أبو الغنائم كمال الدين الحسيني المتوفى سنة 523 هـ. قال البيهقي: «ولي منه سماع الأحاديث الكثيرة منها: كتاب الصحيحين ومسند أبي عوانة ومسند الجوزقي، ولي منه إجازة بجميع مسموعاته بخطه» «4» . 14. عثمان بن جادوكار. درس عليه عقب عودته من الري في 527 هـ. قال البيهقي: «وكنت في تلك المدة انظر في الحساب والجبر والمقابلة وطرفا من الأحكام. فلما رجعت إلى خراسان أتممت تلك الصناعة على الحكيم أستاذ خراسان عثمان بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 جادوكار، وحصلت كتبا من الأحكام، وصرت في تلك الصناعة مشارا إلي» «1» . 15. علي بن محمد الونكي، خلال حديثه عن علم النسب ذكره فقال: «علي بن محمد بن نصر بن مهدي، أبو القاسم الحسيني الونكيّ، وقد رأيته وكان جاري في الري واستفدت منه هذا العلم» «2» . 16. علي بن محمود النصر آبادي. نقل عنه روايات بقوله: «وحدثني الإمام علي ... » «3» . وقد ترجم له السمعاني فقال: «أبو الحسن علي بن محمود النصر آبادي المعروف بذؤابة. من أهل نيسابور. كان شيخا متفننا متقنا، أنفق ماله وعمره وما ورثه على العلم والتحصيل والنسخ، وجمع الأصول. قرأ الأدب والعربية على أبي الحسن [علي بن أحمد] الواحدي واشتغل بالوعظ والتذكير مدة ثم تركه ونظر في الطب وحصله. ورد مرو وأقام بها ... توفي يوم الثلاثاء النصف من شعبان سنة تسع عشرة وخمس مئة بنيسابور» «4» . 17. عمر بن سهلان الساوي، ذكره في تتمة صوان الحكمة فقال: «القاضي الإمام الفيلسوف زين الدين [لسان الحق] عمر بن سهلان الساوي، سرد الشريعة والحكمة في نظام، وكان من ساوة فارتحل إلى نيسابور وتوطن بها وتعلم وكان يأكل من كسب سده ويرتفق بالنسخ ويبيع نسخة من كتاب الشفاء بخطه بمائة دينار. كنت أختلف إليه فأراه بحرا مواجا من العلوم» «5» . وقد سها قلما الفاضلين الزركلي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 وكحالة «1» عند ما ذكرا وفاته في حولي 450 هـ، فهو أستاذ البيهقي، وفضلا عن ذلك فقد ألف كتابه البصائر النصيرية للوزير نصير الدين أبي القاسم محمود بن المظفر بن عبد الملك بن أبي توبة المروزي الذي مات أو خنق كما يقول السمعاني «2» في شهر رمضان سنة 530 هـ واستوزر خلال السنوات من 521 حتى 526 هـ «3» . وقد ذكر البيهقي في غرر الأمثال بعض أبيات قصيدة بعث بها إلى القاضي الساوي هذا وإجابته عليها بقصيدة «4» . 18. محمد بن الفضل بن أحمد، أبو عبد الله الصاعدي الفراوي (حوالي 441- 530 هـ) عالم الحديث والفقيه الشافعي صاحب التصانيف. اختلف البيهقي إليه خلال سنة 516 هـ وسمع منه غريب الحديث للخطابي «5» . 19. الفيلسوف قطب الدين وقطب الزمان محمد بن أبي طاهر النصيري الطبسي المروزي المتوفى بسرخس في شوال 539 هـ. يقول البيهقي: «انتقلت إلى نيسابور في غرة ربيع الآخر سنة 529، وكان علم الحكمة عندي غير نضج، وعدت إلى بيهق وفي العين قذى من نقصان الصناعة، فرأيت في المنام سنة ثلاثين قائلا يقول: عليك بقطب الدين محمد المروزي الملقب بالطبسي والنصيري. فمضيت إلى سرخس وأقمت عنده وأنفقت ما عندي من الدنانير والدراهم، وعالجت جروح الحرص بتلك المراهم، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 وعدت إلى نيسابور في السابع والعشرين من شوال سنة اثنتين وثلاثين [وخمس مئة] . وأقمت معه بنيسابور حتى أصابه الفلج وذلك في رجب سنة ست وثلاثين (وخمس مئة) «1» . وقد ترجم له في تتمة صوان الحكمة فقال: «هو من تلامذة الأديب أبي العباس «2» . وأبوه من حكام قرى مرو، وأمه خوارزمية. وكان حكيما كاملا في أجزاء علوم الحكمة، صاحب خاطر وقاد، ارتبطه الوزير نصير الدين محمود بن المظفر بن العزيز (كذا) بن أبي توبة. ثم صار محروما محتاجا ... ومات بسرخس في شوال سنة 539 هـ بعد ما أصابه الفلج» «3» . 20. عماد الدين أبو محمد يحيى بن أحمد بن زبارة المتوفى سنة 532 هـ. ذكره في لباب الأنساب (2/522) فقال: «قرأت عليه رسائله التي وسمها بالإلهيات جملة لو عاش لسجد لها أبو حيان» ، ويعني بذلك أبا حيان التوحيدي وكتابه الإشارات الإلهية. 21. تاج القضاة أبو سعد يحيى بن عبد الملك بن عبيد الله بن صاعد. يقول البيهقي إنه انتقل إلى مرو في ذي الحجة سنة 518 هـ فقرأ عليه. ووصفه فقال: «كان ملكا في صورة إنسان. وعلقت من لفظه كتاب الزكاة والمسائل الخلافية ثم سائر المسائل على غير الترتيب، وخضت في المناظرة والمجادلة سنة جرداء حتى رضيت عن نفسي ورضي عني أستاذي. وكنت أعقد مجلس الوعظ في تلك المدرسة وفي الجامع، ثم انصرفت عن مرو في ربيع الأول سنة 521 هـ واشتغلت بمرو بتزويج صدني عن التحصيل صدا وعدت إلى نيسابور» «4» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 نصل أخيرا إلى مجموعة من معاصريه ممن التقى بهم أو حضر مجالسهم أو ضمه وإياهم مجلس نقاش علمي أو راسلهم أو تبادل معهم القصائد والمقطعات أو سمع منهم حديثا وبعض هؤلاء لم نعثر عليه في شتى المظان التي نقبنا فيها: القاضي الفيلسوف مجد الأفاضل عبد الرزاق التركي «1» ترجم له في تتمة صوان الحكمة بقوله: «كان من تلامذة الأديب أبي العباس (اللوكري) وكان ماهرا في صناعة الهندسة عالما بالمعقولات، ولم يكن له خاطر وقاد. وكان لا يعدل عن ظواهر الكتب وقد جرت بينه وبين الأمير السيد شرف الزمان محمد ابن الأديب الإيلاقي مناظرات لم يتعرض فيها القاضي عبد الرزاق إلا لظواهر الكتب وكان حافظا لأكثر كتب أبي علي (ابن سينا) عالما بمطالب مصنفاته، ولكن لم يتعمق في المعقولات مثل ما تعمق فيها علماء دهره. وبيني وبينه مكاتبات مذكورة في كتاب عرائس النفائس من تصنيفي» «2» . محمد بن عبد الكريم الشهرستاني. ترجم له في تتمة صوان الحكمة ودعاه: «الإمام الأجل تاج الدين محمد بن عبد الكريم الشارستاني» «3» (479- 548 هـ) . وهو العلامة الذائع الصيت مؤلف الملل والنحل وغيره من التصانيف. يقول البيهقي: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 «جمعني وإياه الإمام أبو الحسن ابن حمويه في مجلس، وحضر المجلس الإمام أبو منصور العبادي وموفق (الدين) أحمد الليثي وشهاب الدين الواعظ الشفورقاني «1» وغيرهم من الأفاضل» والذي جمعهم في مجلسه هو أبو الحسن علي بن محمد بن حمويه الجويني الذي قال السمعاني إنه «من أهل بحيراباد إحدى قرى جوين من نواحي نيسابور. وكان حسن الأخلاق مليح المعاشرة وداره كانت مجمع الأئمة والفضلاء ... وكان يدخل نيسابور في بعض الأوقات ويقيم بها أشهرا ويرجع إلى وطنه ... ووفاته بنيسابور لخمس ليال بقين من جمادى الآخرة سنة تسع وثلاثين وخمس مئة» «2» . أما العبادي فهو الواعظ الشهير أبو منصور مظفر بن أردشير (491- 546 هـ) ، الذي عرف بكونه سفيرا بين الخلفاء والسلاطين وواعظا حظي بالقبول لدى العامة فكانوا «يتركون أشغالهم لحضور مجلسه والمسابقة إليه» «3» . ولم نهتد إلى معرفة الاثنين الآخرين: الليثي والشفورقاني. حسن بن أبي المعالي محمد بن أبي القاسم حمزة الخراساني الطوسي. قال البيهقي إنه حضر مجلسه بنوقان طوس سنة 522 هـ «4» . الصاحب بن محمد البخاري، هكذا دعاه في تتمة صوان الحكمة وصدر اسمه ب «الإمام» ، وقال: «فاضل اشتدت في علوم الإسلام عراه، وتأكدت في دقائق الحكمة قواه ... وقلت فيه من قصيدة فيها: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 لقد صحب العلم الرصين وأهله ... لذلك سميناه في الناس صاحبا وقد ذكرت كمال فضائله في مسألة الوجود الذي فيه في كتابي المعنون بعرائس النفائس، وله إلي رسائل وفوائد منها استفدت، كأني عاينت فيها عين الحياة ووردت» «1» . ذكره فصيح ضمن حوادث سنة 551 هـ فقال إن فيها توفي «الحكيم أبو جعفر بن محمد البخاري في رمضان بإسفرايين، وكان عالما بعلوم الحكماء الأوائل» «2» . ظهير الدين علي بن شاهك القصاري الضرير. لقبه ب «الإمام الفيلسوف» في تتمة صوان الحكمة وقال إنه أصيب بالجدري وهو ابن تسع سنين فعمي وبالغ في تحصيل العلوم كعلوم القرآن واللغة والفلسفة والفلك والرياضيات وقد ترجم له في تاريخ بيهق، وفي كلا المصدرين أثنى عليه وعلى علمه. وقال في تتمة صوان الحكمة: «وبيني وبين ظهير الدين مباحثات مذكورة في كتاب عرائس النفائس من تصنيفي. والآن في هذه الأيام سألني عن الكلام المفصل في الكبيسة، فأنشأت رسالة إليه في الكبيسة» «3» . ولا ندري السبب الذي دعاه إلى أن يغير رأيه فيذكره في غرر الأمثال بقوله: «وببيهق أكمه يقال له العقبة علي القصاري يدعي الحكمة وأقسامها ويختار الطوالع، ولا يقدر على رفع الأصطرلاب والعمل به فيحاذي الشمس ويحسب من خروج ريحه من منخريه ... وقد اختار لخروج أخيه محمد بن شاهك القصار من بيهق إلى نيسابور طالعا، وخرج ذلك المسكين، فهبت ريح عاصف أسقطته من الجمل وشجت هامته ووقع عليه اللص وأخذ ماله..» . وأشار إلى ادعائه المعرفة بالطب وسخر منه وبالغ في الحط من قدره بكلمات قاسية «4» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 زين الدين إسماعيل بن الحسن بن محمد بن أحمد الحسيني الجرجانيّ (434- 531 هـ) . ذكره فقال: «الأمير السيد الإمام زين الدين إسماعيل بن الحسن الجرجاني الطبيب، أحيا الطب وسائر العلوم بتصانيفه اللطيفة، ورأيته بسرخس في شهور سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة وقد بلغ من العمر أطوريه. وقد ارتبطه الملك العالم العادل خوارزم شاه آتسز بن محمد بخوارزم مدة، فصنف بخوارزم الخفي العلائي و ... » «1» . جمال الدين أبو الفتوح بن أبي جعفر أحمد بن علي المقرئ. ضمن حديثه عن المثل القائل «الفحل يحمي شوله معقولا» ، قال: «حللت هذا المثل في رسالة كتبتها إلى الإمام جمال الدين أبي الفتوح بن أبي جعفر المقرئ (أدام الله جماله) » «2» . أما أبوه فهو عالم اللغة المعروف ب «بو جعفرك» المتوفى سنة 544 هـ المترجم في تاريخ بيهق وغيره. ولا نعلم اسم نجله أبي الفتوح، بل إن أباه نفسه ذكره بهذا الشكل في إجازة كتبها بخطه على كتابه ينابيع اللغة عند ما قال: «قرأ عليّ هذا المجلد الشيخ الإمام فخر الدين أبو بكر الفضل المعروف بعروة، ويسمع بقراءتنا القاضي الإمام الزاهد برهان الدين حجة الإسلام أبو القاسم منصور بن محمد بن صاعد نصره الله، وولدي أبو الفتوح فتح الله عليه وعليهما أبواب العلم والعمل به ... » «3» . أبو الفتح (أبو حفص) غياث الدين عمر بن إبراهيم الخيام النيسابوري الشاعر وعالم الرياضيات الذائع الصيت المتوفى بين 515- 517 هـ «4» . وصفه في تتمة صوان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 الحكمة بقوله: «الدستور الفيلسوف حجة الحق عمر بن إبراهيم الخيام» . قال إنه التقى به عند ما زاره مع أبيه سنة 507 هـ، وقد سأله الخيام سؤالين أحدهما عن معنى بيت من أبيات الحماسة، والثاني في الهندسة، فلما أجاب عنهما البيهقي بشكل متقن، علق الخيام قائلا: شنشنة أعرفها من أخزم «1» . وهو كلام فيه مديح له ولأسرته بالعلم. نسابة الري مجد الدين أبو هاشم المجتبى بن حمزة بن زيد بن مهدي الحسيني الرازي. ذكره في لباب الأنساب فقال: «رأيته بالري وحضرت مجلسه وكان يدخل علي وتجري بيننا مذاكرة في علم الأنساب في شهور سنة 526 هـ» «2» . الإمام محمد بن الحارثان السرخسي، ذكره بهذا الاسم في تتمة صوان الحكمة فقال: «طاف وساح ومسح أكثر الأقاليم بأقدامه طلبا للحكمة البالغة، وكان في الأدب تلو الجوهري وابن فارس. وقد جرى بيني وبينه كلام في أنه يجب أن يتقدم على التصديق تصوران أو ثلاثة تصورات. وقد ذكرت ذلك في كتاب شرح النجاة من تصنيفي» «3» . وهو أبو علي محمد بن علي بن أحمد بن الحارثان السرخسي، قال عنه السمعاني: «من أهل سرخس، كان فاضلا عالما باللغة والأدب والنحو. وسمعت أنه كان يرى رأي الأوائل ويقرأ الفلسفة والعلوم المهجورة، ولكنه كان ساكنا وقورا معرضا عن الناس، لقيته أولا بسرخس وكتبت عنه إقطاعا من الشعر له ولغيره. ثم لقيته بمرو. وتوفي بسرخس في أحد الربيعين سنة خمس وأربعين وخمس مئة» «4» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 وذكره البيهقي مرة أخرى لمناسبة ذكره كتابا لأبي بكر البرقي الخوارزمي فقال: «رأيته عند الإمام محمد الحارثان السرخسي (رحمه الله) بخط رديء مقرمط في سنة أربع وأربعين وخمس مئة» «1» . يمين الدين أبو الحسن الفندورجي. قال إنه كتب إليه قصيدة، ثم ذكر ثمانية أبيات منها يقول واحد منها «2» : إلّا كرام أطلعوا شمس العلا ... من أوجها وهم بنو الفندورجي وهو أبو الحسن علي بن نصر بن محمد بن عبد الصمد الفندروجي الإسفراييني الذي ترجم له السمعاني وقال إن فندور هي قرية بنواحي نيسابور وأضاف أنه «كان يرجع إلى فضل وافر ومعرفة تامة باللغة والأدب وخط وبلاغة، وله شعر مليح رائق. وقد اختص بالوزير طاهر بن فخر الملك وصار كاتبا في ديوان السلطان ويكتب الكتب باللسانين ... » . ثم ذكر أن ولادته كانت 489 هـ، ووفاته في حدود 550 هـ. وأنه لقيه بإسفرايين وكتب عنه شيئا كثيرا من الطرف والملح وله ولغير «3» . غير أن ابن الأثير «4» ذكر أن أبا الحسن الفندروجي كان ممن قتل في أسفرايين خلال غارة الغز عليها سنة 548 هـ. وفي مجلس شرف الدين علي بن الحسن البيهقي كان يتجاذب أطراف الحديث مع الشيخ أبي الحسن ابن طلحة الإسفراييني والأفضل أميرك الرماني والبديع الطوسي «5» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 كما حضر مجلس عقد قران ذكر فيه أحد الحاضرين فقال: «وكان الأمين نصير الدين محمد بن الحسين الروباكاهي (؟) مد الله في عمره حاضرا» «1» . ويذكر قصيدة قالها في «معين الدين عبد الصمد بن حمزة بن علي نائب ديوان الوزارة بخراسان في شهور سنة ثلاثين وخمس مئة» «2» . وقال في وشاح دمية القصر: «دخلت على الأمير يعقوب بن إسحاق (بن فخر الملك) المظفر بن نظام الملك فأكرمني وقابلني بالتعظيم والتفخيم، فقلت بديهة ... فأشار إلي وقال: هل لك أن تنسج على منوالي في ما قلت، فأنشدني لنفسه ... وقلت في الحال في مقام الارتحال، وكتبت بقلم الارتجال على قرطاس الاستعجال ... ثم قال (البيهقي) : شرفني بعد ذلك بقصيدة أولها ... فأجبت وقلت بعد الجواب علاوة للتصديع والإبرام، على طريق أداء شكر النعم، اللائق بأحوال الخدم ... » «3» . وفي الخبر ما يدل على متانة العلاقة بينه وبين هذا الأمير. ويذكر في وشاح الدمية أيضا قصيدة قالها في «عزيز الدين أبي الفتوح علي ابن فضل الله المستوفي الطغرائي» «4» . وفي شرحه لأحد الأمثال قال: «وقد ذكرت هذا المثل في قصيدة قلتها في منتجب الملك (رحمه الله) ، منها ... » «5» . ويبدو أنه الذي ذكره وأباه في وشاح دمية القصر فقال: «أكتب الكتاب محمد بن سعد الرازي وابنه منتجب الملك أبو البدر إبراهيم ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 اجتمعت بهما في شهور سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة» «1» . وهناك المتكلم البارز مسعود بن علي الصوابي المتوفى سنة 544 هـ الذي كتب إليه في مرض موته رسالة ختمها ببيت بالفارسية، قام البيهقي بترجمته إلى العربية شعرا «2» . وقد روى حديثا عن القاضي علي بن أحمد بن أبي سهل الزاميني «3» . وفي مقدمته لكتابه معارج نهج البلاغة ذكر واحدا ممن دعوه لشرح هذا الكتاب فقال: «ومن قبل التمس مني الإمام السعيد جمال المحققين أبو القاسم علي بن الحسن الجوبقي «4» النيسابوري (رحمه الله) أن أشرح كتاب نهج البلاغة ... » . وهناك مخلص الدين أبو الفضل محمد بن عاصم كاتب الإنشاء في ديوان السلطان سنجر وهو ابن أخت أبي إسماعيل الطغرائي الذي مدحه البيهقي بقصيدة ذكرها في كتابه وشاح دمية القصر «6» ، وهو المترجم لدى السمعاني بقوله: «أبو الفضل محمد ابن عاصم المنشئ الهروي، من أهل هراة، كان أحد كتاب خراسان والمعروف بالفضل وحسن الكتابة بالعربية والعجمية وكان خيرا راعيا لحقوق الأصدقاء، ترك ديوان الإنشاء ورجع إلى وطنه وانزوى ولزم بيته بهراة واشتغل بكتابة المصاحف وقضاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 الصلوات والاعتذار عما سبق. لقيته بهراة في وقت العزلة، وكتبت عنه شيئا من شعره وأعطاني أجزاء بخطه. وكانت ولادته في حدود سنة 470 هـ، وتو في بهراة في السادس والعشرين من صفر سنة 543 هـ» «1» . سنكمل هذه القائمة- تجنبا لتكرار بعض أسمائها- في القسم المخصص لمؤلفاته حيث نجد أسماء كبار الشخصيات ممن كلفوه تأليف كتاب أو أهدى إليهم مؤلفاته. تلاميذه مع كل ما خلفه فريد خراسان من تراث ضخم متنوع في شتى العلوم، يتوقع المرء أن يجد له في بطون المؤلفات- في شتى العلوم أيضا- أسماء حشود من تلاميذه أو الرواة عنه، ونحن نعلم أيضا أنه تولى التدريس وإلقاء المحاضرات والوعظ في بعض المدارس والمساجد مما نجده في سيرته، كما ذكر هو مرة في تاريخ بيهق كيف أن حشدا من العلماء كانوا ذاهبين لأداء فريضة الحج قادمين من حدود يوزكند سنة 555 هـ قد طلبوا إليه أن يكتب لهم إجازات في رواية الحديث كما قرأوا عليه شيئا من تفاسير القرآن «2» . لكننا نفاجأ- في تراثه المعثور عليه- بأسماء ثلاثة فقط ممن درس عليه أو عد نفسه تلميذا له أو تناول منه كتابا. ولعل الكشف عما خفي من تراثه- إن بقي منه شيء في زوايا المكتبات- سينير شيئا من حياته ومعرفة شيوخه وتلامذته. ولكن علينا أن نشير إلى أهم سبب في ضياع جزء خطير من تراث خراسان وما وراء النهر وفقدان علمائها، ذلكم هو اجتياح قبائل الغزّ لهذه البلاد منذ سنة 548 هـ وما تلاها، وما اتسم به هذا الاجتياح من قسوة لا تبلغ مداها سوى قسوة المغول الذين اجتاحوا هذه المناطق وسواها فيما بعد. يقول ابن خلدون مجملا بعض وقائع ذلك الاجتياح (سنة 549 هـ) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 وما فعلوه بحواضر العلم والأدب وأهلها وعلمائها: «ومروا بطوس فاستباحوها وقتلوا حتى العلماء والزهاد وخربوا حتى المساجد، ثم ساروا إلى نيسابور في شوال 549 ففعلوا فيها أفحش من طوس حتى ملأوا البلاد من القتلى. وتحصن طائفة بالجامع الأعظم من العلماء والصالحين، فقتلوهم عن آخرهم، وأحرقوا خزائن الكتب وفعلوا مثل ذلك في جوين وأسفرايين، فحاصروهما واقتحموهما وفعلوا ما فعلوا في البلاد الأخرى» «1» . ولقد أشرنا فيما فيما مضى من هذه المقدمة إلى بعض ما ارتكبه هؤلاء بحق العلماء والمكتبات التي كان كثير منها ملحقا بالجوامع، وحدث أحيانا أن أحرق العلماء داخل الجوامع التي كانوا يلجأون إليها، ففي ترجمة أبي نصير عبد الرحمن الخطيبي الفقيه المذكور في معجم البلدان نجد: «لما وردت الغز (إلى مرو) صعد في جماعة إلى المنارة، فأضرم الغز فيها النار فأحترق أبو نصير وابنه» «2» . كما كانوا يضعون بعض العلماء أهدافا لسهامهم فيرشقونهم حتى الموت كما فعلوا بأبي حفص عمر بن محمد الصكاك الطوسي «3» . وقد ذكرنا فيما مضى عقوبتهم بحثو التراب في أفواه العلماء حتى الموت. وعلى حد تعبير ياقوت: «قدموا نيسابور وقتلوا كل من وجدوا واستصفوا أموالهم، حتى لم يبق فيها من يعرف وخربوها وأحرقوها» «4» . وبهذا قتل على أيدي «الظلمة الغز» «5» . هذا الحشد الهائل من العلماء والأدباء الذين كان من بينهم بلا شك بعض أساتذة أو تلامذة البيهقي، وضاعت أخبارهم- فضلا عن آثارهم- والسبب في هذا الوهم على ما يبدوا هو اختفاء البيهقي من نيسابور خلال تلك الحوادث. ذلك أننا نعرف أنه كتب في سيرته الذاتية يقول: «فعدت إلى بيهق في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 شعبانها (سنة 536 هـ) فأزعجني عنها حسد الأقارب فخرجت منها خائفا أترقب في رمضان سنة سبع وثلاثين (وخمس مئة) إلى نيسابور، فأكرمني أكابرها، فكنت أعقد المجلس في يوم الجمعة بجامع نيسابور القديم، ويوم الأربعاء في مسجد المربع، ويوم الاثنين في مسجد الحاج، وتفد عليّ وفود إكرام الوزير ملك الوزراء طاهر بن فخر الملك وإكرام أكابر الحضرة. فألقيت العصا بنيسابور وأقمت بها إلى غرة رجب سنة تسع وأربعين وخمس مئة، ثم ارتحلت عنها لزيارة والدتي» «1» ، أي إلى بيهق، فمن غير المعقول أن يكون قد مكث بنيسابور لو كان الغز دخلوها في 548 هـ، وإن اعتماد ابن الأثير على كتاب مشارب التجارب للبيهقي في تدوين وقائع اجتياح الغز لخراسان يجعلنا نعتمد بدورنا عليه في تسلسل هذه الوقائع التي كان السبب فيها أن الغز قتلوا ولدا لقماج أحد قادة سنجر، وقد التزموا بدفع الدية بمبالغ مضاعفة وتسليم القاتل إليه، لكنّ هذا أصر على حربهم، فحاربوه وهزموه، فشكا ذلك إلى سنجر، فبادر الغز إلى التضرع والخضوع وتعهدوا بمضاعفة الدية وأموال الخراج وتسليم القاتل، فرفض سنجر ذلك العرض مندفعا بعناده وتحريض قائده قماج. فلما رأى الغز ذلك استبسلوا للدفاع عن أنفسهم وقرروا خوض حرب مصيرية، فألحقوا الهزيمة النكراء بسنجر وأسروه، ثم اندفعوا يدمرون كل شيء «2» . يقول ابن الأثير في حوادث 548 هـ: في المحرم انهزم السلطان من الأتراك الغ، ثم دخلوا بلخ حيث «أكثروا القتل في العسكر والرعايا واسترقوا النساء والأطفال وعملوا كل عظيمة وقتلوا الفقهاء وخربوا المدارس ... ودخلوا مرو (في رجب 548 هـ) «3» . ثم ولّوا على نيسابور واليا فقسط على الناس كثيرا وعسفهم وضربهم، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 وعلق في الأسواق ثلاث غرائر وقال: أريد ملء هذه ذهبا. فثار عليه العامة فقتلوه ومن معه، فركب الغز ودخلوا نيسابور ونهبوها نهبا مجحفا، وجعلوها قاعا صفصفا، وقتلوا الكبار والصغار وأحرقوا وقتلوا القضاة والعلماء في البلاد كلها، فممن قتل ... «1» ، ولم يسلم من خراسان شيء لم تنهبه الغز غير هراة ودهستان لأنها كانت حصينة فامتنعت» «2» . ثم يتحدث عن اجتياحهم نيسابور ليقول إنه تم في شوال 549 هـ، فيقول: «فقصدوا نيسابور فمروا بطوس وهي معدن العلماء والزهاد، فنهبوها وسبوا نساءها وقتلوا رجالها وخربوا مساجدها ومساكن أهلها. ولم يسلم من جميع ولاية طوس إلا البلد الذي فيه مشهد علي بن موسى الرضا ومواضع أخرى يسيرة لها أسوار ... وساروا إلى نيسابور فوصلوا إليها في شوال 549 ولم يجدوا دونها مانعا ولا مدافعا فنهبوها نهبا ذريعا وقتلوا أهلها فأكثروا حتى ظنوا أنهم لم يبقوا بها أحدا، حتى إنه أحصي في محلتين خمسة عشر ألف قتيل من الرجال دون النساء والصبيان، وسبوا نساءها وأطفالها وأخذوا أموالها وبقي القتلى في الدروب كالتلال بعضهم فوق بعض، واجتمع أكثر أهلها بالجامع المنيعي تحصنوا به، فحصرهم الغز، فعجز أهل نيسابور من منعهم، فدخل الغز إليهم فقتلوهم عن آخرهم. وكانوا يطلبون من الرجال المال فإذا أعطاهم أحد قتلوه. وقتلوا كثيرا من أئمة العلماء والصالحين منهم محمد بن يحيى الفقيه الشافعي [يقول الآقسرائي: إنه مات تحت التعذيب] «3» ... ورثاه جماعة من العلماء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 منهم أبو الحسن علي بن أبي القاسم البيهقي. ومنهم (ثم ذكر قائمة بأسماء بعض العلماء القتلى) . وأحرقوا ما بها من خزائن الكتب ولم يسلم إلا بعضها» . ويواصل حديثه عن اجتياحهم لمدينة أسفرايين وغيرها ثم يقول: «لما فرغ الغز من جوين وأسفرايين عادوا إلى نيسابور فنهبوا ما بقي فيها بعد النهب الأول، وكان قد لحق بشهرستان كثير من أهلها فحصرهم الغز واستولوا عليها ونهبوا ما كان فيها لأهلها ولأهل نيسابور وهتكوا الحرم والأطفال، وفعلوا ما لم يفعله الكفار مع المسلمين، وكان العيارون أيضا ينهبون نيسابور أشد من نهب الغز ويفعلون أقبح من فعلهم. ثم إن السلطان سليمان شاه (حاكم خراسان المعيّن من قبل السلطان سنجر) ضعف وكان قبيح السيرة سيئ التدبير، وإن وزيره طاهر بن فخر الملك توفي في شوال سنة ثمان وأربعين (وخمس مئة) فضعف أمره وأستوزر سليمان شاه بعده ابنه نظام الملك أبا علي الحسن بن طاهر، وانحل أمر دولته بالكلية ففارق خراسان في صفر وعاد إلى جرجان» «1» ، وعن مجزرة الجامع المنيعي يقول الراوندي: «إن الغز قتلوا جميع من لجأوا إلى الجامع بحيث كانت الجثث غارقة في برك الدماء ثم قدموا إلى مسجد المطرز وهو كبير يسع ألفي مصل وله قبة عالية منقوشة بالخشب المدهون، فأحرقوه فارتفعت ألسن اللهب بحيث أضاءت المدينة» «2» . والفقيه محمد بن يحيى هو أبو سعد الجنزي الذي قال عنه السمعاني: «قتل بنيسابور في جامعها الجديد في الحادي عشر من شوال سنة تسع وأربعين وخمس مئة. ورزق سعادة الشهادة. قتله الغز في وقت الإغارة على نيسابور» «3» . وقد اتخذ مسار الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 الحوادث التسلسل التالي: محرم 548 هـ ألحق الغز الهزيمة بالسلطان سنجر واجتاحوا مدينة بلخ. رجب 548 هـ اجتاحوا مرو. شوال 548 هـ توفي الوزير أبو الفتح ناصر الدين طاهر بن فخر الملك المظفر ابن نظام الملك الذي أستوزره السلطان سنجر منذ سنة 528 هـ. وهو الذي كان يرعى البيهقي بالإكرام ويوفر له الدعم والحماية. وقد استمر الغز يعيثون فسادا في بلاد خراسان لثلاثة أو أربعة أشهر أخرى. صفر 549 هـ غادر السلطان سليمان بلاد خراسان. 1 رجب 549 هـ غادر البيهقي نيسابور عائدا إلى بيهق. الأيام الأولى من شوال 549 هـ اجتاح الغز نيسابور. وللتأكيد على مدى الدمار والقتل الذي مارسه هؤلاء بنيسابور نشير إلى اجتياحهم هذه المدينة مرتين بعد ذلك. ففضلا عن اجتياحهم لها سنة 549 هـ، اقتحموها في 550 وفي 554 هـ «1» . سيشير البيهقي إلى واقعة خروجه من نيسابور هذه في حديثه عن تأليف كتابه لباب الأنساب بإيعاز من نقيب السادة العلوية في بيهق عماد الدين أبو الحسن علي بن محمد بن يحيى الحسيني من آل زبارة، فيقول: «ولما أزعجتني الفتنة العمياء الصماء بنيسابور عن مغانيّ، أقمت عشر سنين في ظلال لطائف المجلس العالي النبوي العمادي الجلالي المكي، في بلاد بها نيطت علي تمائمي، وهي أول أرض مس جلدي ترابها، اشتغلت بابتداء هذا الكتاب يوم السبت في أواخر جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 وخمس مئة» . ثم ذكر بعد ذلك أنه انتهى من تأليف مجلده الأول في شهر رمضان 558 هـ «1» . فيكون بذلك قد أكمل منذ خروجه من نيسابور إلى حين إتمامه لباب الأنساب، تسع سنوات وسبعة أشهر، أي ما يقرب من عشر سنوات. ذكر هو واحدا من تلامذته فقال: «الحكيم ناصر الهرمزدي الماسورآبادي «2» : كان سليل الأكاسرة، عالما بأجزاء علوم الحكمة جليلها ودقيقها مع طبع وقاد في الشعر العربي والفارسي، وذكرت طرفا من أشعاره في كتابي المعنون بوشاح دمية القصر. وقد اختلف مدة إلي ثم إلى قطب الزمان «3» . مات حتف أنفه بنيسابور. وقد دعاه ملك الوزراء طاهر بن فخر الملك إلى مرو للارتباط بالحضرة» «4» . والآخر هو سيد علوي من آل زبارة قرظ كتابه معارج نهج البلاغة شعرا، ذكره البيهقي فقال: «وقال السيد الإمام كمال الدين أوحد العترة أبو الحسن علي بن محمد العلوي الزبارة في هذا الكتاب والمصنف ... » . وعند نتهائه من قصيدته ذيلها بقوله: «منشئ هذه الأبيات تلميذه أبو الحسن ... » «5» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 مذهبه عدّ بعض المعاصرين من علماء الإمامية ومؤلفي طبقاتهم، البيهقي في الإمامية مستندين إلى أدلة سنعرض لها فيما بعد. ومن هؤلاء السيد شهاب الدين المرعشي، في مقدمته لكتاب لباب الأنساب (1/148) الذي رأى في قول البيهقي في هذا الكتاب (1/176) بعد ذكر النبي (ص) : «ثم على آله وأهل بيتي الذين هم كما جاء في الحديث: النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض» ، دليلا على إماميته؛ وآقا بزرك الطهراني الذي ترجم له «1» وذكر بعض مؤلفاته في الذريعة «2» ، والسيد محسن الأمين الذي قال عنه: «كان من أجله مشايخ ابن شهر أشوب وكبار علماء الإمامية. وقد ذكره ابن شهر آشوب في معالم العلماء وابن الحر في أمل الآمل والأفندي في رياض العلماء والنوري في مستدركات الوسائل» «3» . والعلامة الطباطبائي الذي عرض قضية كونه إماميا بأدلة منها «قوله في معارج نهج البلاغة: (ولا شك أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) كان باب مدينة العلوم. فما نقول في سقط أنفض من زند خاطره الواري، وغيض بدا من فيض نهره الجاري، ولا بل في شعلة من سراجه الوهاج، وغرفة من بحره المواج، وقطرة من سحاب علمه الغزير؟ ولا ينبئك مثل خبير) . وقوله في أهل البيت (ع) وعصمتهم بنص الكتاب العزيز في لباب الأنساب (1/177) : (ورذائل صور أفعالهم بصيقل التنزيل مجلوّة، وسور مناقبهم من اللوح المحفوظ متلوة، ونهضوا من بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه) . ولكن فريد خراسان بحكم معايشته لمجتمع عصره السلاجقة ولمكانته الاجتماعية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 ومسايرته لمختلف الطبقات، كان يتحفظ في كتاباته فلا يظهر عليه تطرف، ففي نفس الفترة والبيئة نرى حتى الطبرسي يلتزم التحفظ في تفسير مجمع البيان. ففي نيسابور في تلك الفترة قتل العالم الجليل والواعظ البارع الفتال النيسابوري صاحب روضة الواعظين، قتله رئيس نيسابور شهاب الإسلام عبد الرزاق بن عبد الله بن علي بن إسحاق المتوفى سنة 515 هـ، ابن أخي نظام الملك، قتله سنة 508 هـ على الرفض. على أن البيهقي لم يدّعه مؤلفو الطبقات لا في طبقات الحنيفة ولا الشافعية ولا نسبه مترجموه إلى أحد المذاهب الأربعة. ولكن أصحابنا عدّوه من أنفسهم وترجموا له في كتبهم، فقد شهد بتشيعه معاصره الجليل ومعاشره عبد الجليل الرازي في كتابه النقض الذي ألفه بالري سنة 552 هـ عند المباهاة والمفاخرة بالغرر والأوضاح من كبار أعلام الطائفة في عصره حيث قال: (ومن من متبحري علمائنا المتأخرين ... الإمام أبو الحسن الفريد) (ص 212) . وعده معاصره الآخر ابن شهر آشوب (489- 588 هـ) من أعلام الطائفة فترجم له ولأبيه في معالم العلماء (51، 52) «1» . ونجده مترجما هو وأبوه في كثير من كتب التراجم الشيعية كرياض العلماء وأمل الآمل وخاتمة المستدرك وأعيان الشيعة وطبقات أعلام الشيعة ومعجم رجال الحديث وغيرها «2» . بينما نرى غيرنا أهملوه فلم يترجموه، إلا ياقوتا والذهبي والصفدي. وترجم له ابن خلكان تبعا في ترجمة الباخرزي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 ونسب جلبي في كشف الظنون إليه كتابين تفرد في نسبتهما إليه لم يذكرهما المؤلف في كتابه جوامع أحكام النجوم ولا في مشارب التجارب، ولا أحال إليهما في شيء من كتبه على عادته في ذكر كتبه بعضها في بعض، ولم يذكرهما ياقوت ولا الصفدي ولا غيرهما: المواهب الشريفة في مناقب أبي حنيفة، وسائل الألمعي في فضائل أصحاب الشافعي. ولعل الكتابين لبيهقي آخر فنسبهما إليه غلطا، بل المفروض أن يكونا لمؤلفين حنفي وشافعي- لا لمؤلف واحد- كما هو واضح» «1» . انتهى كلامه (رحمه الله) . وقد رد الأستاذ أسعد الطيب في مقدمته التي صدر بها تحقيقه معارج نهج البلاغة للبيهقي، على ما ورد في كلام السيد الطباطبائي. وها نحن نوجز ما ورد في هذا الرد: «شهادة مؤلفاته التي وصلت إلينا حيث لا يظهر فيها أي أثر لتشيعه. استدعى السلطان محمود الغزنوي، جده أبا سليمان فندق بن أيوب من قصبة سيوار إلى نيسابور ليتولى القضاء والفتيا فيها. لما أراد الحاكم أبو علي الحسين بن فندق الحج، صدر من ديوان السلطان طغرل بك السلجوقي منشور موجه إلى عبد الملك بن محمد بن يوسف وزير الخليفة القائم ببغداد يطلب إليه فيه العناية بابن فندق، ومما ورد في منشور التوصية هذا: «وهذا الحاكم أبو علي ممن له البيت القديم والمحتد الصميم» . «والبيت القديم» أي في خدمة المذهب الذي يعتنقه السلطان السلجوقي ووزير دار الخلافة (نص المنشور في تاريخ بيهق، 102) . تولى جده أميرك بن الحسين بن فندق خطابة نيسابور نيابة عن إسماعيل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 الصابوني، ثم وليها بالأصالة بمرسوم من القادر بالله العباسي. تولى أخو أميرك وهو القاضي سديد القضاة علي مدة قضاء بيهق وأستراباد. أقام والد مؤلفنا (زيد بن محمد) في بخارى أكثر من عشرين سنة وأختلف إلى علمائها. وبلاد بخارى في ذلك الوقت وإلى الآن لا يوجد ما يدعو إلى اعتبارها من بلاد الشيعة. تحدث مؤلفنا عن نفسه فقال إنه تزويج واحدة من كرائم والى الري للسلاجقة شهاب الدين محمد بن مسعود المختار. فهل ولى السلاجقة كورة الري الكبيرة لرجل شيعي؟ فوض إلى البيهقي نفسه منصب قضاء بيهق سنة 526 هـ. لما جاء من ملك الأبخاز رسول بمسائل إلى بلاط السلطان سنجر السلجوقي لم يدع أحد من العلماء غيره للجواب على تلك المسائل. ورد في 555 هـ إلى بيهق علماء من يوزجند (في أفغانستان الحالية) متجهين إلى الحج فقرأوا عليه واستجازوه في رواية الحديث. عقد له مجلس الوعظ بنيسابور في الجامع القديم يوم الجمعة، وفي مسجد المربع يوم الأربعاء وفي مسجد الحاج يوم الاثنين، وكانت تفد عليه (وفود إكرام الوزير ملك الوزراء طاهر بن فخر الملك وإكرام أكابر الحضرة) «1» . تأليفه في فضائل أصحاب الشافعي وفي مناقب الإمام أبي حنيفة. عقده مجلس الوعظ في مدرسة مرو وجامعها. في تاريخ بيهق وردت مرات: الإمام أبو حنيفة. قال في مقدمة معارج نهج البلاغة: بعد الصلاة على النبي (ص) : «وعلى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 أصحابه الصديق والفاروق وذي النورين والمرتضى، تحيات لا ترخى على سدفها سجوف ... » (ص 94) . في تاريخ بيهق جاءت صلاته على النبي (ص) بعبارة: صلى الله عليه. ولم يزد كلمة: وآله» . وفيما يتعلق في الرد على القول إن مؤلفي طبقات الشافعية والحنفية لم ينسب أي منهم البيهقي إليه، رد أسعد الطيب بالقول: «إن كتب الطبقات لم تستوعب جميع علماء المذهب المؤلفة لترجمة علمائه، ولذلك ألف بعضهم استدراكا لها وتذييلا عليها: أما القول بأن مترجميه من الجمهور لم ينسبوه إلى أحد المذاهب الأربعة، فأجاب الطيب عليه بالقول: إننا وجدنا عمر رضا كحالة ترجم له ولقبه بالشافعي، والرجل ناقل متقيد بما تذكره مصادره» «1» . انتهى كلامه. قلت: مما يؤيد ما ذهب إليه الأستاذ الطيب من امتناع أن يكون علي بن زيد البيهقي أو أحد كبار الشخصيات من أسرته ممن تسنموا مناصب القضاء والفتيا خلال العهدين الغزنوي والسلجوقي، شيعيا، هو السياسة التي اتبعها محمود الغزنوي والسلاجقة من بعده في اختيار الموظفين في الإدارات الحكومية، ففي الرسالة التي كتبها محمود الغزنوي بعد قضائه على الأسرة البويهية في بلاد الري واستتباب الأمور له ورد قوله: «فانتدبت جيشا من الترك المسلمين الأطهار الحنفية لحرب الديلم والزنادقة والباطنية واجتثاث جذورهم، حيث قتل بعض منهم بسيوفهم، وقيّد آخرون وألقي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 بهم في السجن، بينما شرد بعضهم في بقاع العالم. وعهدت بكل الوظائف والأعمال إلى الغلمان والموظفين الخراسانيين الأطهار الذي كانوا إما حنفية أو شافعية. وكلا الطائفتين عدو للرافضة والخوارج والباطنية ومؤيد للترك. حتى لم أدع ولا كاتبا عراقيا» يخط بقلمه على الورق، لعلمي أن كتاب العراق منهم ويشغبون عليهم. ليخلو العراق بهذا الإجراء وبمرور الأيام من سيئي الدين» «2» . لقد أورد هذا النص الوزير نظام الملك في كتابه سياست نامه وهو الكتاب الذي أراده مرشدا للقيادات العسكرية والسياسية في إدارة شؤون البلاد. ومعلوم أن نظام الملك وأبناءه وأحفاده اشتغلوا جميعا وزراء وموظفين في البلاط السلجوقي على تعاقب سلاطينه. ولذا فإن انتماء مؤلفنا الأسري وشغله هو لمنصب القضاء خلال العهد السلجوقي وعلاقته بالسلطان سنجر، تنفي عنه احتمال كونه شيعيا. ومما يدعم هذا الرأي قول البيهقي في افتتاح الجزء الثاني من كتابه غرر الأمثال بعد حمد الله: «والصلاة على محمد خاتم أنبيائه، وعلى الصديق والفاروق وذي النورين والمرتضى، وسائط قلائد أوليائه» «3» . وعلى هذا يمكن القول إن البيهقي كان محبا لأهل البيت وإن هذا لا يعني بالضرورة كونه إماميا. هل كان البيهقي حنفيا أم شافعيا؟ يدلل وجود كتابين للبيهقي أحدهما في مناقب الإمام أبي حنيفة والآخر في طبقات الشافعية، على صلة له بهذين المذهبين، لكنها صلة ظلت غامضة لأسباب منها عدم العثور على الكتابين حتى الآن لمعرفة المزيد عن هذه الصلة، ومنها أن مؤلفي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 كتب الطبقات في هذين المذهبين لم يترجموا له أو على الأقل أن يرد اسمه في كتب هذين المذهبين بوصفه شيخا لواحد من أعلامهما. كما أننا نجد في مشايخه ومن عاشرهم خلال فترة الدراسة رجالا من شتى المذاهب. ومما عقّد هذه المسألة عدم العثور على مؤلفاته بكاملها للمساعدة على جمع المعلومات ومقارنتها. وبعض هذه الأسباب أدت بالمرحوم الطباطبائي إلى نفي نسبة كتابي المواهب الشريفة ووسائل الألمعي إليه «لتفرد حاجي خليفة بذكرهما» «1» ولعدم ورودهما في كتابي جوامع أحكام النجوم أو مشارب التجارب للبيهقي. ويمكن الإجابة على هذا التشكيك الأخير بالقول إن البيهقي يمكن أن يكون قد ألفهما بعد كتابته قائمة أسماء مؤلفاته، فنحن نجد ياقوتا وبعد أن ذكر قائمة مؤلفاته التي كتبها البيهقي نفسه قال: «هذا ما ذكره في كتاب مشارب التجارب، ووجدت له كتاب تاريخ بيهق بالفارسية، وكتاب لباب الأنساب» «2» . وهو مثلا لم يشر في قائمته تلك أو مؤلفاته المعثور عليها إلى كتابيه تلخيص مسائل من الذريعة وجواب يوسف اليهودي العراقي اللذين ذكرهما معاصره ابن شهر آشوب الذي التقاه أيضا. ومع ذلك لا يمكن التشكيك بصحة نسبة هذين الكتابين إليه. ولنا شهادتان على كونه حنفي المذهب وردت الأولى منهما على لسان ابن الصلاح (463- 577 هـ) ، فقد ذكره في كتابه طبقات الفقهاء الشافعية عند ما نقل من كتابه وسائل الألمعي بقوله: «أبو الحسن بن أبي القاسم الحنفي المذهب» و «أبو الحسن بن أبي القاسم البيهقي الحنفي» «3» . أما الشهادة الثانية فهي لفصيح الخوافي (777- بعد 845 هـ) الذي ترجم له الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 وقال عنه: «كان حنفي المذهب» «1» . ولعل في تأليفه كتاب عرائس النفائس في الأسرة الصاعدية المنسوبة إلى عميدها أبي العلاء صاعد بن محمد الذي انتهت إليه رئاسة الحنفيين بنيسابور، الذي شغل منصب قاضي القضاة وشغل أولاده وأحفاده مناصب قضائية أيضا، لعل في ذلك ما يعزز القول بحنفيته (انظر الرقم 53 من القسم الخاص ب (مؤلفاته) من مقدمتنا هذه: (عرائس النفائس) . أما كتابه في طبقات الشافعية فقد ذكره السبكي (683- 756 هـ) عند حديثه عن الكتب المؤلفة في طبقات هذا المذهب فقال: «ثم ألف المحدث أبو الحسن بن أبي القاسم البيهقي المعروف بفندق كتابا سماه وسائل الألمعي في فضائل أصحاب الشافعي لم أقف عليه» ، ثم ذكره مرة أخرى بقوله: «صنف الحافظ أبو الحسن ... كتابا كبيرا في المناقب «2» » . لكن محقق هذه الطبعة من طبقات الشافعية الكبرى، نقل بهامشه زيادة أخذها من نسخة الطبقات الوسطى تعقيبا على أحد النصوص: «وإن ابن الصلاح (577- 643 هـ) نقل ذلك من كتاب وسائل الألمعي في فضل أصحاب الشافعي من (تصنيف) أبي الحسن بن أبي القاسم البيهقي المعروف بفندق.. رأيته منقولا عن مجموع يشتمل على جماعة من الشافعية جمعه أبو النجيب السهروردي (رحمه الله) » «3» . والمستفاد من خبر السبكي هو اعتباره البيهقي محدثا وحافظا، ولو اعتقد بشافعيته لترجم له في طبقاته ولعله لم يجد له ذكرا في كتب طبقات من سبقوه فلم يثبته. وهناك ابن الصلاح أيضا الذي ذكر كتابه هذا ونقل منه. وعنوان الكتاب لديه هو وسائل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 الألمعي إلى فضائل الشافعي «1» . وقد نفعنا ابن الصلاح في نقله من كتاب البيهقي هذا عدة أمور منها أن كتاب البيهقي كان ما يزال موجودا حتى العصر الذي عاش فيه ابن الصلاح، وثانيها أنه نص على كون البيهقي حنفي المذهب كما نقلنا عنه آنفا، ثالثها، لو اعتقد ابن الصلاح بكون البيهقي شافعيا لترجم له في كتابه هذا المخصص لطبقات الشافعية، وسيكون مدعاة لفخره أن يضمن كتابه ترجمة عالم جليل موهوب مثل البيهقي. ومع ذلك فإن حاجي خليفة المتوفى سنة 1067 هـ أضاف إلى اسم البيهقي نسبة «الشافعي» عند ذكره كتابه الانتصار «2» ، وكذلك إسماعيل باشا البغدادي المتوفى سنة 1339 هـ الذي دأب على إضافة نسبة الشافعي إلى آخر اسم البيهقي خلال ذكره مؤلفاته المبثوثة في إيضاح المكنون (راجع قسم «مؤلفاته» من مقدمتنا هذه) . وكتاباه هذان دالان على اتخاذه موقفا وسطا بين المذهبين، فالرجل كان ذا عقلية منفتحة، وكانت الخلافات بين علماء وأتباع المذهبين الشافعي والحنفي قد بلغت على عهده حدا أن أدى الأمر إلى القتال العنيف. يقول مؤلف أخبار الدولة السلجوقية وهو يتحدث عن أواخر عهد السلطان سنجر (حكم من 511- 552 هـ) : «إن الفتنة لما وقعت بين الشافعية والحنفية، قتل بنيسابور من الحنفية، قتل بينسابور من الحنفية سبعون رجلا» «3» ، ويقول العماد الأصفهاني وهو يتحدث عن تحزّب بعض حواشي الوزراء إلى هذا الفريق أو ذاك: «وكانت الخدام الحبوش لهم الجيوش، والأسرة والعروش، منهم نجم الدين رشيد من مشايخهم وأكابرهم، وجمال الدين إقبال ... وأمثالهم وهم عصبة فيهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 عصبية على الشافعية، ويتقربون إلى الله بما يوصلون إليهم من الأذية، ونكبوا أصحاب الشافعي بأنواع البلاء في جميع البلاد، وخصوهم بالطرد والإبعاد، وحاولوا إخفاء مذهبه فتعالى ظهورا، وأرادوا إطفاء نوره فما زاده الله إلا نورا، قال: ونكبوا رؤساء المذهب في كل بلد، ولم يبقوا منهم على أحد، فمنهم أبو الفضائل ابن المشاط بالري ومنهم أبو الفتوح الإسفراييني ببغداد، ومنهم بنو الخجندي بأصفهان، ودخل في مذهب أبي حنيفة جماعة طلبا للجاه، وخوفا منهم لا من الله، ومن جملتهم القاضي عمدة الدين الساوي» «1» . وضمن حوادث سنة 558 هـ من مجمل فصيحي، يقول الخوافي: «وفي هذه السنة وقعت الحرب في أصفهان بين القضاة بسبب التعصب المذهبي، واستمرت مشتعلة لسبعة أيام بين الجانبين وقتل خلالها كثير من الناس ودمرت البيوت» «2» . ويكفي أن نشير إلى عمق مأساوية هذا الصراع المذهبي فننقل ما ذكره الراوندي مؤرخ دولة آل سلجوق في راحة الصدور عن حال نيسابور بعد أن غادرها الغز الذين تحدثنا فيما مضى عن غزوهم وتدميرهم الفظيع الذي أحدثوه في المدينة: «ولما غادر الغز المدينة وبسبب الأحقاد الدفينة لدى أهلها والتي مصدرها الخلافات المذهبية، كان الناس ينظّمون أنفسهم على شكل فرق يتجمع أفرادها كل ليلة في محلاتهم ثم ينطلقون إلى المحلة الأخرى ليشعلوا فيها النيران، بحيث تحول ما خلفه الغز من خراب فيها إلى أطلال دوارس على أيدي هؤلاء» «3» . ومن حوادث الصراع الطائفي ما حدث في مدينة بيهق نفسها مما هو مؤرخ في كتابنا تاريخ بيهق، كما في الصراع بين الكراميّة وأتباع بقية المذاهب من جهة، وبين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 الحنفية والشافعية من جهة أخرى «1» . ومن ذلك ما حدث في عهد السلطان محمود الغزنوي عند ما بنى أحد المحسنين على نفقته أربع مدارس في مدينة بيهق: واحدة للحنفية وأخرى للشافعية وثالثة للكراميّة، وجعل الرابعة للسادة العلويّة والمعتزلة والزيديّة، وقد بعث صاحب البريد بهذا الخبر إلى محمود الغزنوي الذي بادر إلى إرسال من حمل باني تلك المدارس إلى غزنة حيث وبّخه محمود على فعلته تلك وقال له: كان الأجدر بك أن تبني مدرسة لأتباع المذهب الذي تعتنقه فقط، فإذا بنيت مدرسة لمن هم على خلاف مذهبك وربّيتهم فيها فقد قصدت بذلك المراءاة وليس التقرّب إلى الله تعالى. ويضيف البيهقي قائلا: إن الشفعاء توسّطوا للرجل فتمكّن من النجاة «2» . نبذا منه لهذا التعصب المذهبي المدمّر، رأى البيهقي أن يؤلف كتابين أحدهما في أئمة المذهب الشافعي والآخر في مناقب الإمام أبي حنيفة. ومما يعزز عدم كونه إماميا روايته لأحاديث لا ترد في كتب الإمامية مثل الحديث المنسوب للنبي (ص) : «اللهم إني بشر، فإذا دعوت على إنسان فأجعل دعائي له لا عليه، واهده إلى الصراط المستقيم «3» » . وهو الحديث الذي يرد في عدد من المجاميع الحديثية «4» من غير كتب الإمامية فهؤلاء يرونه متعارضا وقوله تعالى في وصف النبي: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ وفَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ولَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ، حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ، بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ. ومن ذلك روايته حديث «لا تجتمع أمتي على ضلالة» «1» . وهو لا يوجد في كتب الإمامية، ولهم فيه نقاش «2» . ومع ذلك تبقى ترجمته المختصرة جدا، الواردة مع ترجمة أبيه لدى ابن شهر آشوب في معالم العلماء، فضلا عن ذكر عبد الجليل الرازي له بعبارة «من علمائنا المتأخرين» كما نقل الطباطبائي، تبقى هذه العبارات في كتب الإمامية، جديرة بالنظر. ومعلوم أن كلا الرجلين: ابن شهر آشوب والرازي كان معاصرا لمؤلفنا البيهقي، لكن المثير للحيرة إذا افترضنا كونه إماميا- هو: لماذا لم يترجم له معاصره الثالث منتجب الدين علي بن عبيد الله الرازي (504- كان حيا في 600 هـ) في كتابه فهرست علماء الشيعة ومصنفيهم الذي ألفه في «تراجم رجال الإمامية ممن تأخر زمانهم عن زمان الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي» «3» ، كما ذكر في مقدمة كتابه؟ لقد طاف منتجب الدين في البلاد فذهب إلى بغداد والحلة ونيسابور ومدن ما وراء النهر، فضلا عن الري التي كان يعيش فيها والتي كان البيهقي يزورها بين الحين والآخر ويلتقي علماءها ووجهاءها، كما أنه لم يترجم لوالد البيهقي. لقد ترجم منتجب الدين في فهرسته- فضلا عن العلماء وكبار المحدثين- لرجال ومحدثين ومتفقهين أقل شأنا من مؤلفنا فريد خراسان البيهقي العالم والمحدث والمؤرخ والفيلسوف المتعدد المواهب، فقد كان يترجم أحيانا لمن يكتفي بذكر اسمه مع عبارة «صالح ديّن» أو «صالح محدث» أو «فقيه صالح» . وترجم حتى لأولئك الإمامية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 الذين كانوا لا يعلنون عن اتجاههم المذهبي، قال مثلا في ترجمة عماد الدين جعفر بن علي الجعفري الزينبي نزيل دهستان: «فقيه فاضل، وكان يتحنف ويفتي على مذهب أبي حنيفة نعمان بن ثابت» «1» . وترجم لتاج الدين علي بن جعفر الجعفري نجل المتقدم فقال: «فوض إليه منصب الفتوى بدهستان كما كان مفوضا إلى والده السيد عماد الدين جعفر، ويتحنف تقية فيه» «2» . تم الخلط أحيانا بينه وبين بيهقي آخر معاصر له، فقد ترجم منتجب الدين لفقيه بيهقي سمع منه الحديث هو «أبو الحسين زيد بن الحسن بن محمد البيهقي» «3» ، فاعتقد بعض أساطين فن التراجم من الإمامية مثل الحر العاملي «4» والمحقق النوري «5» والسيد محمد صادق بحر العلوم «6» ، أن زيد بن الحسن هذا هو نفسه علي بن زيد مؤلف كتابنا، وأن الأمر لا يعدو كونه أغلاطا من النساخ بإبدال اسم بآخر وكنية بأخرى. قلت: ورد اسم «زيد بن الحسن البيهقي» في كتابي منتجب الدين: الفهرست والأربعين، ومن المستبعد جدا أن يكون ناسخا الكتابين قد وقعا في نفس الغلط، والحقيقة هي أن زيد بن الحسن هذا كان من محدثي الإمامية وأحد رواة صحيفة الإمام علي بن موسى الرضا، ولا علاقة له بمؤلفنا علي بن زيد وإن كان معاصرا له وبيهقيا مثله. يقول القاضي اليمني جعفر بن أحمد بن عبد السلام المتوفى سنة 573 هـ في تيسير المطالب: «أخبرنا القاضي الإمام أحمد بن أبي الحسن أسعده الله قال: أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد فخر الدين أبو الحسين زيد بن الحسن بن علي البيهقي بقراءتي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 عليه، قدم علينا الري، قال: أخبرنا السيد الإمام أبو الحسن علي بن محمد بن جعفر الحسني النقيب بأسترآباد في شهر الله رجب الأصم سنة ثمان عشر وخمس مئة ... » «1» . ونقرأ في أسانيد مسند زيد بن علي: «عن أحمد بن أبي الحسن الكني عن زيد بن الحسن البيهقي عن الحاكم أبي الفضل وهب الله بن الحاكم أبي القاسم (عبيد الله بن عبد الله) الحسكاني ... » «2» . ترجم له صفي الدين أحمد بن صالح فقال: «زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أحمد بن عبد الله الخراساني الزيدي. واشتهر بنسبته إلى جده الحسن، فالموجود في الكتب زيد بن الحسن البروقني «3» ويقال البروقاني، وهو نفسه زيد بن الحسن الخراساني البيهقي الوارد إلى اليمن سنة 540 هـ، ومات في تهامة. وشيخ زيد هو الفضل بن الحاكم أبي سعيد (كذا، والصواب سعد) المحسن بن كرامة الجشمي البيهقي. وقال أحمد بن محمد الشرفي: زيد بن الحسن البيهقي الزيدي، قدم اليمن من خراسان سنة 541 هـ بجمادى الأولى منها» «4» . وذكره العلامة الطباطبائي فقال: إنه فخر الدين البروقني الزيدي المتوفى حدود 550 هـ» «5» . ويرى القاضي إسماعيل الأكوع «6» أنه توفي سنة 542 هـ. مؤلفاته يعد كتابه مشارب التجارب المصدر الرئيس لمؤلفاته حيث دون فيه قائمة بها إلى الوقت الذي انتهى فيه من كتابتها مع سيرة حياته أيضا الواردة في نفس الكتاب. وقد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 نقل السيرة وقائمة المؤلفات، ياقوت الحموي في معجم الأدباء. وتضم الصفحتان 1762- 1763 من الجزء الرابع هذه القائمة. وحيثما أشير فيما يأتي إلى مشارب فالمقصود هو هاتان الصفحتان، على أن نستعين بالمصادر الأخرى لتدعم ما ورد فيها من معلومات أو لتكملة القائمة. وقد عقب ياقوت بعد ذكرها بقوله: «هذا ما ذكره في كتاب مشارب التجارب. ووجدت له كتاب تاريخ بيهق بالفارسية، وكتاب لباب الأنساب» . لا نعلم على وجه التحديد تاريخ كتابة هذه القائمة، لكن بما أنه لم يذكر فيها لباب الأنساب الذي انتهى من تأليفه في 558 هـ وظل يضيف إليه حتى سنة 559 هـ على الأقل، (انظر الرقم 67 من قائمة مؤلفاته) . فلا شك في أنها كتبت قبل هذا التاريخ. وبما أنه يذكر فيها أيضا المواهب الشريفة الذي انتهى منه في 556 هـ، فتاريخ القائمة يعود إلى ما قبل هذا التاريخ، أما عدم ذكره لتاريخ بيهق فلا ينفعنا بشيء، ذلك أننا نعلم أنه انتهى من المسودة الأولى لهذا الكتاب في شهر محرم سنة 544 هـ، وكان ما يزال يضيف إليه عند وفاة المقتفي لأمر الله في ربيع الأول سنة 555 هـ. وكانت النسخة الأخيرة منه قد أنهاها في 563 هـ. فتاريخ كتابة هذه القائمة فيما نحتمله كان قبل 556 هـ «1» . وفيما يلي قائمة بمؤلفاته سنكتفي بذكر عنوان الكتاب فقط حين يكون موضوعه واضحا، كما سنذكر «الطباطبائي» فقط لدى الاستفادة من بحث المرحوم السيد عبد العزيز الطباطبائي المنشور في مجلة تراثنا «نهج البلاغة عبر القرون» : 1. آداب السفر، مجلد واحد (مشارب التجارب؛ هدية العارفين، 1/699) . 2. احكام القرانات، مجلد واحد (مشارب التجارب؛ إيضاح المكنون، 1/36) . 3. الإراحة من شدائد المساحة، مجلد واحد (مشارب التجارب؛ إيضاح، 1/53؛ هدية، 1/699) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 4. أزاهير الرياض المريعة وتفسير الفاظ المحاورة والشريعة، مجلد واحد (مشارب التجارب؛ هدية، 1/699، إيضاح، 1/65؛ الذريعة، 1/278، وفيه أن أوله: الحمد لله الذي خلق الخلائق، من بسائط متباينة الأقسام ... ) تدل النقول التي اقتبسها البيهقي نفسه من كتابه هذا على أنه في تفسير معاني المصطلحات شرعية كانت أم لغوية أم غير ذلك مثل معنى النقيب والنقابة، والفتوى والفتيا، والعفو والمعافاة، ومعنى اسم موسى، ومنها قوله: «تربت يداك، يقال لصاحب الضياع والعقار، ولا يقال لصاحب المواشي» (لباب الأنساب، 2/717؛ معارج نهج البلاغة، 126، 272، 440، 442، 461) . وصلتنا منه مخطوطتان: مخطوطة في المكتبة المركزية لجامعة إستانبول تحت الرقم 3331، والثانية في دار الكتب المصرية- من كتب المكتبة التيمورية. 5. أزهار أشجار الأشعار، مجلد واحد (مشارب التجارب؛ تاريخ بيهق، 156؛ لباب الأنساب، 2/654؛ هدية، 1/699؛ الذريعة، 26/43) . قال في لباب الأنساب بعد ذكره نوعا من التجنيس: «وهذا نوع من محاسن الشعر مذكور في كتاب أزهار أشجار الأشعار» . وفي تاريخ بيهق تحدث عن دقائق صناعة الشعر وعيوبه الخفية وأوصافه الحسنة والذميمة وختم كلامة بأنه أورد كل ذلك في كتابه أزهار الأشعار. أسامي الأدوية وخواصها ومنافعها تفاسير العقاقير 6. أسرار الاعتذار (مشارب؛ إيضاح، 1/47؛ هدية، 1/699) . 7. أسرار الحكم، مجلد واحد (مشارب؛ هدية، 1/699) . 8. أسئلة القرآن مع الأجوبة، مجلد واحد (مشارب؛ هدية، 1/699؛ الذريعة، 4/266، وسماه تفسير البيهقي) . 9. أصول الفقه، مجلد واحد (مشارب؛ إيضاح، 1/92؛ هدية، 1/699) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 10. أطعمة المرضى، مجلد واحد (مشارب) . 11. إظهار الأزهار على أشجار الأشعار (غرر الأمثال، الورقة 171 أ، وفيه «وقد ذكرت الكلام في الشعر وتأثيره في النفوس في كتاب مفرد صنفته في علوم الشعر خاصة وسميته إظهار الأزهار على أشجار الأشعار) . 12. الاعتبار بالإقبال والإدبار، مجلد واحد (مشارب؛ إيضاح، 1/97؛ هدية، 1/699) . 13. إعجاز القرآن، مجلد واحد (مشارب؛ هدية، 1/699) . 14. الإفادة في إثبات الحشر والإعادة، مجلد واحد (إيضاح، 1/107؛ هدية، 1/699) . 15. الإفادة في كلمة الشهادة، مجلد واحد (هدية، 1/699؛ وفيه كلمتي؛ إيضاح، 1/107؛ معالم العلماء، 86، وفيه: الإفادة للشهادة؛ مشارب) . 16. الأمارات في شرح الإشارات (مشارب؛ هدية، 1/699؛ إيضاح، 1/123) ، وواضح أن الكتاب هو شرح لكتاب الإشارات لابن سينا. 17. أمثلة الأعمال النجومية، مجلد واحد، (مشارب؛ هدية، 1/699؛ الذريعة، 5/255، وفيه أنه أحد مصادر كتابه الآخر جوامع أحكام النجوم) . 18. الانتصار من الأشرار، مجلد واحد، (مشارب؛ كشف الظنون، 1/130، وفيه: لأبي الحسن ... الشافعي؛ هدية، 1/699) . 19. إيضاح البراهين، في الأصول، مجلد واحد (مشارب؛ إيضاح، 1/154؛ هدية، 1/699؛ الذريعة، 26/74) . 20. بساتين الأنس ودساتين الحدس في براهين النفس، مجلد واحد (مشارب؛ إيضاح، 1/180؛ هدية، 1/699؛ الذريعة، 26/100) . 21. البلاغة الخفية، مجلد واحد (مشارب؛ إيضاح، 1/192؛ هدية، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 1/699؛ الذريعة، 26، 106) . 22. تاريخ بيهق، مجلد واحد (مشارب؛ كشف، 1، 289؛ هدية، 1/699؛ مجمل فصيحي، 2/242؛ الذريعة، 6/30) . وتكلمنا عليه فيما مضى وقلنا إن أول نسخة منه كتبت في 544 هـ، ثم ظل يضيف إليه حتى كملت آخر نسخة منه بقرية ششتمد في 4 شوال سنة 563 هـ. «أقدم مخطوطاته في المتحفة البريطانية،or 5387 كتبت سنة 835 هـ. ومنه نسختان حديثتان: الأولى في معهد أبي الريحان البيروني للدراسات الشرقية في طاشقند برقم 1524 كتبت عن نسخة تأريخها 888 هـ، والثانية في برلين برقم 737 مخطوطات شرقية، كتبت في لكنا وسنة 1265 هـ عن أصل النسخة المؤرخة، في 888 هـ. طبع في طهران بتحقيق الدكتور أحمد بهمنيار سنة 1317 هـ، كما طبع في حيدر آباد بتحقيق الدكتور كليم الله الحسيني القاري الهندي الحيدر آبادي سنة 1388 هـ/ 1968 م» . (الطباطبائي) . ومع ذلك فإن بعض النصوص التي نقلها ابن الفوطي من هذا الكتاب، لا نجدها في نسخ تاريخ بيهق التي بين أيدينا (انظر مثلا: مجمع الآداب، 1/382، 383، 3/199، 4/415، 421، 580، 5/513) ، مما يدل على وجود نسخة أكثر كمالا مما هو متوفر الآن. 23. تتمة صوان الحكمة، مجلد واحد (مشارب؛ مجمل فصيحي، 2/242) . وهو تكملة لكتاب صوان الحكمة الذي ألفه أبو سليمان محمد بن طاهر بن بهرام السجستاني المتوفي بعد سنة 391 هـ. طبع هذا الكتاب أولا في الهند سنة 1351 بتحقيق الأستاذ محمد شفيع، ثم حققه الأستاذ محمد كرد علي وطبعه ضمن مطبوعات المجمع العلمي العربي. بعنوان تاريخ حكماء الإسلام، ولا ندري السبب الذي جعله يقترح عنوانا من عنده لكتاب يحمل عنوانا محددا معروفا. وقد ترجم الكتاب إلى الفارسية ناصر الدين بن منتجب الدين عمدة الملك المنشئ اليزدي الأصل الكرماني (كان حيا سنة 725 هـ) ، وسماه درة الأخبار ولمعة الأنوار، كما طبع بلاهور سنة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 1358 هـ، أما مخطوطاته، فاستنادا إلى السيد الطباطبائي: «أ- مخطوطة معهد أبي الريحان البيروني للدارسات الشرقية في طاشقند تحت الرقم 1448، كتبت في خوارزم سنة 697 هـ. ب- مخطوطة مكتبة بشير آغا في إستانبول تحت الرقم 494. ج- مخطوطة مكتبة مراد ملا في إستانبول تحت الرقم 1431. د- مخطوطة مكتبة برلين المرقمة 1431. وهي المخطوطة التي اعتمدها محمد كرد علي عند نشره الكتاب. هـ- مخطوطة مكتبة كوبريلي في إستانبول تحت الرقم 902. ومخطوطة المكتبة الرضوية بمشهد تحت الرقم 4096» . واستنادا إلى المديح المبالغ فيه الذي كاله في هذا الكتاب لمحمد بن عبد الجليل العمري المعروف برشيد الدين الوطواط الأديب والشاعر والكاتب الذائع الصيت المتوفى سنة 573 هـ، نرجح أن الكتاب ألف في الفترة التي التحق فيها هذا ببلاط ملك خوارزم آتسز بن قطب الدين محمد الذي حكم خلال السنوات من 521- 551 هـ وتولى الأعمال الإدارية فيه حتى وفاة آتسز سنة 551 هـ، حيث تقاعد رشيد الدين بعدها بسبب كبر سنه. 24. التحرير في التذكير، مجلدان (مشارب؛ هدية، 1/699؛ إيضاح، 1/699) . 25. تحفة السادة، مجلد واحد (مشارب؛ إيضاح، 1/250؛ هدية، 1/699) . 26. تعليقات فصول بقراط (مشارب؛ الذريعة، 6/163) . 27. تفاسير العقاقير، مجلد ضخم (مشارب؛ هدية، 1/669؛ إيضاح، 1/300؛ الذريعة، 4/229) . 28. تفضيل التطفيل، ذكره في تاريخ بيهق (ص 230) ، وقال عنه إنه على الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 لسان طفيل العرائس. 29. تلخيص مسائل الذريعة، لخص فيه كتاب الذريعة إلى أصول الشريعة الذي ألفه علي بن الحسين بن موسى المعروف بالشريف المرتضى المتوفى سنة 436 هـ، وهو كتاب في أصول الفقه، وقد انفرد ابن شهر آشوب بذكر كتاب التلخيص هذا في كتابه معالم العلماء (ص 52) . 30. تنبيه العلماء على تمويه المتشبهين بالعلماء (مشارب؛ هدية، 1/699؛ إيضاح، 1/326؛ الذريعة، 4/444) . 31. جلاء صدأ الشك، في الأصول (مشارب؛ هدية 1/699؛ الذريعة، 5/124) . 32. جواب يوسف اليهودي العراقي. انفرد ابن شهر آشوب بذكره في معالم العلماء (ص 86) . 33. جوامع أحكام النجوم بالفارسية، ثلاثة مجلدات (مشارب؛ وفيه: جوامع الأحكام؛ كشف، 1/609؛ هدية، 1/699؛ إيضاح، 1/373، وعنوانه في المصادر الثلاثة هو جوامع الأحكام وتوابع الإبهام؛ الذريعة، 5/255) . قال صاحب الذريعة «رأيته في خزانة كتب شيخنا شيخ الشريعة الأصفهاني» . وقال الطباطبائي إن للكتاب في إيران وحدها حوالي ثلاثين مخطوطة وإن أوله: «الحمد لله رب العالمين والصلاة على من امتطى غوارب الرسالة، واعتلى مناكب الهداية من الضلالة ... » ، وإن البيهقي ذكر في مقدمته لهذا الكتاب أنه جمعه من 257 مصدرا. ونقل عنه قوله إنه ألف هذا الكتاب بطلب من المنجمين بعد أن نصحهم وذم هذا العلم. وقال: لا بد لنا منه فإن السلطان يراجعنا ويطلب منا التنجيم ونحن ملجأون إلى تعاطيه. حدائق الوسائل إلى طرق الرسائل- طرائق الوسائل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 34. حصص الأصفياء في قصص الأنبياء على طريق البلغاء، بالفارسية، مجلدان (مشارب؛ إيضاح، 1/406؛ هدية 1/699) . خبير بن العليم- قصة خبير 35. خلاصة الزيجة، مجلد واحد (مشارب؛ الذريعة، 5/255، وفيه أنه ذكره في كتابه جوامع أحكام النجوم وعنوانه في هذا الكتاب هو: خلاصة الزيجات) . 36. درة وشاح دمية القصر، وهو تتمة كتاب وشاح دمية القصر، مجلد واحد وصفه البيهقي بقوله: «مجلدة خفيفة» (مشارب؛ تتمة صوان الحكمة، 170، هدية، 1/699؛ إيضاح، 1/462؛ الذريعة، 8/115) ، وتدل المقتبسات التي نقلها البيهقي من كتابه هذا على أنه كان في تراجم الشعراء مع أنموذجات من أشعارهم (انظر مثلا مقتبسات منه في لباب الأنساب، 2/653؛ تاريخ حكماء الإسلام، 170) . ولما كان قد ذكره في لباب الأنساب الذي انتهى منه في رمضان 558 هـ وأضاف إليه في 559 هـ، فيكون تأليفه قبل هذا التاريخ. 37. درر السّخاب ودرر السّحاب، في الرسائل، مجلد واحد (مشارب؛ كشف، 1/747، وفيه: درر السحابة؛ هدية، 1/699؛ إيضاح، 1/466؛ الذريعة، 8/124) . 38. ذخائر الحكم، مجلد واحد (مشارب؛ كشف، 1/821؛ هدية، 1/699؛ الذريعة، 10/5؛ وذكره البيهقي في جوامع أحكام النجوم كما يقول الطباطبائي) . وكأنموذج على طبيعة بحوث هذا الكتاب، نذكر ما نقله البيهقي منه في غرر الأمثال (الورقة 73 ب) حينما قال: «أما الكهنة فقد ذكرت ما قيل في بابهم في كتاب ذخائر الحكم، ولهم مراتب متفاوتة، فبعضهم يستخرج الضمائر بعلامات الخطوط وأعدادها، وبعضهم يستخرجها بالنظر إلى شيء شفاف، وبعضهم يستخرجها بالعدو السريع إلى حد يغشى عليه أو عراه الغشي» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 39. ربيع العارفين، مجلد واحد (مشارب؛ هدية، 1/699؛ إيضاح، 1/548؛ الذريعة، 11/76) . 40. الرسالة العطارة في مدح بني الزبارة (مشارب؛ هدية، 1/699؛ إيضاح، 1/566؛ الذريعة، 11/210) وكما هو واضح فالكتاب في أنساب السادة العلوية من آل زبارة الذين خصص لهم فصلا في تاريخ بيهق وذكرهم كثيرا في لباب الأنساب. 41. رسالة في الكبيسة. ألفها بطلب من الفيلسوف علي بن شاهك القصاري الذي ترجم له في تاريخ بيهق وتتمة صوان الحكمة حيث قال: «والآن في هذه الأيام سألني عن الكلام المفصل في الكبيسة، فأنشأت رسالة إليه في الكبيسة» (تتمة صوان الحكمة، الورقة 59 ب) . 42. الرسائل، بالفارسية، مجلد واحد (مشارب) . 43. رسائله المتفرقة، مجلد واحد (مشارب) . 44. رياحين العقول، مجلد واحد (مشارب؛ هدية، 1/699؛ إيضاح، 1/599؛ الذريعة، 11/313) . 45. السموم، مجلد واحد (مشارب؛ إيضاح، 2/303؛ هدية 1/700) . 46. شرح الحماسة، مجلد واحد (مشارب؛ هدية، 1/699) . 47. شرح رسالة الطير، مجلد واحد (مشارب؛ هدية، 1/699) . والكتاب شرح لرسالة الطير التي ألفها ابن سينا. 48. شرح شعر البحتري وأبي تمام، مجلد واحد (مشارب؛ هدية، 1/699؛ الذريعة، 1/335) . 49. شرح شهاب الأخبار، مجلد واحد (مشارب؛ هدية، 1/699؛ الذريعة، 3/343) . شرح لكتاب شهاب الأخبار الذي ألفه محمد بن سلامة القضاعي المتوفى سنة 454 هـ، وهو الكتاب الذي جمع فيه ألف حديث شريف من أحاديث النبي (ص) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 تضمنت الوصايا والآداب والمواعظ والأمثال. 50. شرح مشكلات المقامات الحريرية، مجلد واحد (مشارب؛ الذريعة، 14/95؛ هدية، 1/700، وفيه: شرح موجز المعجز) . 51. شرح النجاة (تتمة صوان الحكمة، 160؛ مجمل فصيحي، 2/242) ، وهو شرح لكتاب النجاة لأبي علي ابن سينا. 52. طرائق الوسائل إلى حدائق الرسائل، مجلد واحد (مشارب؛ إيضاح، 2/83؛ هدية، 1/699: حدائق الوسائل إلى طرائق الرسائل) . قال الطباطبائي: وصلنا مختار منه محفوظ في مكتبة تشستربيتي في المجموعة المرقمة 3968. 53. عرائس النفائس، مجلد واحد (مشارب؛ تتمة صوان الحكمة، 14، 17، 148؛ معارج نهج البلاغة، 467؛ غرر الأمثال، 139 أ؛ مجمل فصيحي، 2/242؛ هدية، 1/700؛ إيضاح، 2/98) . قال في غرر الأمثال: «كتاب عرائس النفائس من تصنيفي، وهو في فضائل الصاعدية بنيسابور، نسبوا إلى قاضي القضاء أبي العلاء صاعد بن محمد ... » . وجد الصاعدية هذا هو أبو العلاء صاعد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الاستوائي النيسابوري (343- 432 هـ) ، قال عنه فصيح الخوافي «انتهت إليه رئاسة الحنفيين بنيسابور» (مجمل فصيحي، 2/67، 162) . ولم يقتصر فيه على تراجم أفراد هذه الأسرة بل ضمنه بحوثا، قال في معارج نهج البلاغة: «لم يقصر الشفاء على الحرام، فما من حرام يصلح للتداوي، بل لعلة ما إلا وفي الحلال ما يقع الشفاء به لتلك العلة. وقد ذكرت في كتاب عرائس النفائس أن الخمر حرام ينوب عنها في التداوي من الأدوية المفردة والمركبة ما لا يحصى» (ص 467) . ومن موضوعاته الأخرى ذمه لما يتكهن به المنجمون وقولهم زمان مسعود وزمان منحوس (غرر الأمثال، الورقة، 108 أ) . 54. العروض (مشارب؛ كشف، 2/1438) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 55. عقود اللآلئ، مجلد واحد (مشارب؛ إيضاح، 2/115؛ هدية، 1/700) . 56. عقود المضاحك، بالفارسية، مجلد واحد (مشارب؛ هدية، 1/700؛ إيضاح، 2/115؛ الذريعة، 15/304) . 57. غرر الأقيسة، مجلد واحد (مشارب؛ هدية، 1/700؛ إيضاح، 2/144؛ الذريعة، 16/37) . 58. غرر الأمثال ودرر الأقوال، مجلدان (مشارب؛ كشف، 2/1200؛ هدية، 1/700؛ الذريعة، 16/37) . كتاب رتب فيه الأمثال العربية على الحروف وشرحها. قال حاجي خليفة إن هذا الكتاب من مآخذ الميداني. قلت: هو وهم منه فالبيهقي تلميذ الميداني وليس العكس. توجد مخطوطته الناقصة الأول والآخر في ليدن ببلاد هولندا في مكتبة معهد لو كدونو باتافيا تحت الرقم 1044، تقع في 255 ورقة. وقد طبعها طبعة تصويرية وقدم لها السيد محمد حسين الحسيني الجلالي بمدينة شيكاغو. وقد آثرني بآخر نسخة لديه من هذه الطبعة، فله جزيل شكري. ولما كان قد ذكر فيه كتابه معارج نهج البلاغة الذي انتهى من تأليفه في 13 جمادى الأولى سنة 552 هـ فيكون كتابه الغرر قد ألّف قبل هذا التاريخ وقد أهداه إلى أحد كبار شخصيات بلاط السلطان سنجر، وهو المكين يمين الدين ويمين الدولة أبي علي أحمد بن إسماعيل بن أحمد العارض المتوفى سنة 553 هـ الذي قال عنه العماد الأصفهاني: «التجأ إلى سنجر حتى تمت حادثته فعاد إلى أصفهان» «1» . ولا ندري المقصود ب «تمت حادثته» ، هل هو إلقاء القبض على سنجر من قبل الغز الذي حدث في ربيع الأول أو جمادى الآخرة سنة 548 هـ، أم وفاته التي حدثت في 552 هـ؟ ومهما يكن فإن المديح المبالغ جدا الذي كاله المؤلف للمكين أبي علي هذا في مقدمة الجزء الثاني من الغرر (الورقة 136 ب) يدلّ على أنّ المكين كان ما يزال يتولى عمله في الديوان، وكما يقول الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 القطامي: والناس من يلق خيرا قائلون له ... ما يشتهي، ولأمّ المخطئ الهبل 59. الفرائض، بالجداول، مجلد واحد (مشارب؛ إيضاح، 2/184؛ هدية، 1/700) . والكتاب في الإرث وتقسيمه وفقا لجداول صنعها المؤلف. 60. قرائن آيات القرآن، مجلد واحد (مشارب؛ هدية، 1/700؛ إيضاح، 2/222) . 61. قصة خبير بن العليم. انفرد بذكرها صاحب الذريعة وقال إنها «حكاية عرفانية توجد في مكتبة مجلس الشورى (بطهران) كما في فهرستها، 11/4، أولها: حمد لله والصلاة على نبينا ... معاشر إخواني سلام عليكم ... فقد طارت الأشواق مني إليكم ونصّ على أنها لأبي الحسن ابن أبي القاسم البيهقي (17/93) . 62. قضايا التنبيهات على خفايا المختلطات، بالجداول، مجلد واحد (مشارب؛ إيضاح، 2/234؛ هدية، 1/700) . ورد اسمه في المصادر الثلاثة: قضايا التشبيهات. فارتأينا أن تكون الكلمة «التنبيهات» . 63. قوام علوم الطب (كشف، 2/1361؛ هدية، 1/700) . لم يرد في هذين المصدرين سوى عنوانه. وفي معارج نهج البلاغة: «وأما التشريح وتركيب الإنسان، فذكر في كتاب الطب» (ص 374) . 64. كتاب في الحساب، مجلد واحد (مشارب) . 65. كتاب في مؤامرات الأعمال النجومية، مجلد واحد (مشارب؛ إيضاح، 2/469: مرموزات الأعمال ... ؛ هدية، 1/700: مرموزات؛ الذريعة، 23/237) . 66. كنز الحجج، في الأصول، مجلد واحد (مشارب؛ كشف، 2/1514؛ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 الذريعة، 8/149) . 67. لباب الأنساب والألقاب والأعقاب (مشارب؛ إيضاح، 2/399؛ هدية، 1/700؛ الذريعة، 18/277؛ تاريخ بيهق، 60) . بدأ بتأليفه في أواخر جمادى الآخرة سنة 558 هـ، وانتهى من الجزء الأول منه في شهر رمضان سنة 558 هـ ولكنه ظل يضيف إليه حتى 559 هـ (انظر: 2/307) . ألفه بطلب من نقيب سادات بيهق عماد الدين أبي الحسن علي بن محمد بن يحيى بن هبة الله من آل زبارة. والموجود منه الجزء الأول فقط. وقد أحال في 2/624 منه على الجزء الثاني. وقد ذكر العلامة الطباطبائي سبع مخطوطات له. وطبع في قم سنة 1400 هـ طبعة مشحونة بالتصحيف والأغلاط وقد تمنى المرحوم الطباطبائي أن يقيض الله له «محققا عالما بالأنساب خبيرا بمصطلحاته عارفا باللغة العربية وكناياتها، أديبا بارعا يجيد التحقيق، يحيي هذا الكتاب وينقذه مما مني به» . 68. مجامع الأمثال وبدائع الأقوال، أربعة مجلدات (مشارب؛ إيضاح، 2/430؛ هدية، 1/700؛ معارج نهج البلاغة حيث نقل منه بكثرة، انظر فهرست الكتاب ص 972) . 69. المختصر من الفرائض، مجلد واحد (مشارب؛ إيضاح، 2/450: في الفرائض، هدية، 1/700؛ مختصر في) . يمكن أن يكون قد اختصره من كتابه الآخر. الفرائض. 70. مشارب التجارب وغوارب الغرائب (مشارب؛ تاريخ بيهق، 20؛ لباب الأنساب، 2/620؛ كشف، 2/1686؛ هدية، 1/700؛ الذريعة، 4/138؛ مصادر أخر ستأتي في الكلام عليه فيما يلي) . قال المؤلف عنه في تاريخ بيهق: «وقد ألفت كتابا ابتدأت به من حيث انتهى كتاب اليميني وانتهيت به إلى يومنا هذا، سميته مشارب التجارب وغوارب الغرائب» (ص 20) . والمعروف أن مؤرخ البلاط الغزنوي عبد الجبار العتبي قد انتهى بتاريخه عند الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 السنة 410 هـ، فيكون منطلق البيهقي من هذه السنة وما هذه السنة وما تلاها. وأما قوله إلى يومنا هذا فلا يفيدنا إلا بشكل تقريبي في تحديد تاريخ الانتهاء منه، ذلك أننا نعلم أنه انتهى من تدوين النسخة الأولى من تاريخ بيهق سنة 544 هـ، وأنه كان ما يزال يضيف إليه سنة 555 هـ، وختم النسخة التي بين أيدينا سنة 563 هـ. ومع ذلك فإن محمد قزويني في مقدمته لتاريخ بيهق الصفحة «يد» ) قال: «إن الكتاب يتضمن الوقائع التاريخية في إيران لمدة تمتد على 150 عاما بدءا من ختام تاريخ اليميني أي حوالي 410 هـ حتى حوالي 560 هـ. وبعبارة أخرى فإنه يتضمن وقائع العهدين الغزنوي والسلجوقي بكاملها والنصف الأول من حكم الخوارزمشاهية» . ونعتقد أن تاريخ الكتاب يعود إلى فترة أقل قليلا من سنة 560 هـ، ومن المرجح جدا أن يكون سنة 555 هـ حيث يمكن التوفيق بين عبارته الواردة هنا في ختام مشارب التجارب: «انتهيت به إلى يومنا هذا» ، وبين قوله في تاريخ بيهق هو يتحدث عن وفاة المقتفي لأمر الله التي حدثت في 2 ربيع الأول سنة 555 هـ: «المقتفي الذي مات في هذه الأيام» «1» . نقل منه ياقوت مقتطفات في معجم الأدباء (مثلا: 2/696، 3/1684) وابن الفوطي (مجمع الآداب، الترجمة 1433) . وابن أبي أصيبعة (عيون الأنباء، 1/110) وعطا ملك الجويني في تاريخ جهان كشا (تاريخ فاتح العالم) (1/255) وابن الأثير في الكامل (10/41) . كما نقل منه ابن النجار نصا طويلا يتعلق بالوزير أبي نصر الكندري، نقل فيه قول البيهقي: «قال علي بن الحسن الباخرزي شريكه في مجلس الإفادة من الموفق النيسابوري سنة 434 هـ ... » (ذيل تاريخ بغداد، 3/193) . 71. المشتهر في نقض المعتبر الذي صنفه أبو البركات، مجلد واحد (مشارب؛ إيضاح، 2/486؛ هدية، 1/700) . والمعتبر في الفلسفة لأبي البركات هبة الله بن علي بن ملكا الطبيب اليهودي الملقب بأوحد الزمان وفيلسوف العراقين المتوفى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 سنة 547 هـ. وكتابه هذا مطبوع في الهند. 72. معارج نهج البلاغة، مجلد واحد (مشارب؛ غرر الأمثال، الورقة 124 ب؛ هدية، 1/700؛ إيضاح، 2/305؛ الذريعة، 14/115) . شرح لخطب الإمام علي وكلماته التي جمعها الشريف الرضي تحت عنوان نهج البلاغة، كتبه في جزءين فرغ من أولهما في 9 ربيع الثاني سنة 552 هـ، ومن الثاني في 13 جمادى الأولى. واعتمد فيه بشكل رئيس على شرح الإمام أحمد بن محمد الوبري الخوارزمي ونقل منه في أكثر من 70 موردا. ويعتقد الطباطبائي أن الوبري هذا هو أبو نصر أحمد بن محمد بن مسعود الوبري الحنفي الموصوف بالإمام الكبير والمترجم في الجواهر المضيئة وفي تاج التراجم وفي الطبقات السنية وهدية العارفين وفيه أن وفاته كانت في حدود سنة 510 هـ. قال في مقدمته: «دعاني بعض الأفاضل من أصدقائي إلى شرح ألفاظ نهج البلاغة ... ومن قبل، التمس مني الإمام السعيد جمال المحققين أبو القاسم علي ابن الحسن الجوبقي النيسابوري (رحمه الله) أن أشرح كتاب نهج البلاغة ... وخدمت بهذا الكتاب خزانة كتب الصدر الأجل ... أبي الحسن علي بن محمد بن يحيى بن هبة الله الحسيني» . توجد له مخطوطة فريدة في مكتبة الإمام الرضا بمدينة مشهد الإيرانية تحت الرقم 2052، كتبها التاج الكرماني وفرغ منها في 14 صفر سنة 705 هـ، ويعتقد الطباطبائي أنها أحدث من ذلك وأنها ربما كتبت في القرن التاسع أو العاشر على نسخة التاج الكرماني. طبع للمرة الأولى بمدينة قم (1406 هـ) بتحقيق محمد تقي دانش بزوه، وهي طبعة حدث فيها الكثير من الغلط والتصحيف. ثم طبع ثانية بمدينة قم أيضا سنة 1422 هـ طبعة متقنة بتحقيق أسعد الطيب. اعتمد عليه قطب الدين أبو الحسن محمد بن الحسين البيهقي الكيدري (كان حيا في 610 هـ) في شرحه لنهج البلاغة المسمى حدائق الحقائق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 73. المعالجات الاعتبارية، مجلد واحد (مشارب) . 74. معرفة ذات الحلق والكرة والأصطرلاب، مجلد واحد (مشارب؛ الذريعة، 21/256) . 75. ملح البلاغة، مجلد واحد (مشارب؛ إيضاح، 2/552؛ هدية، 1/700؛ الذريعة، 22/196) . 76. مناهج الدرجات في شرح كتاب النجاة، ثلاثة مجلدات (مشارب؛ إيضاح، 2/563؛ هدية، 1/700؛ الذريعة، 22/343) . مر بنا في الفقرة 51 من قائمة مؤلفات البيهقي هذه أن له كتابا بعنوان شرح النجاة، وهو شرح لكتاب أبي علي ابن سينا الشهير، ويحتمل أن يكون نفسه هذا الكتاب وأنه ذكره اختصارا بقوله: شرح النجاة، أو أن يكون للبيهقي شرحان لهذا الكتاب أحدهما مختصر والآخر موسع. مؤامرات الأعمال النجومية- كتاب في مؤامرات ... 77. المواهب الشريفة في مناقب أبي حنيفة (مجمل فصيحي، 2/242؛ كشف، 2/1895؛ هدية، 2/236) . ويستفاد من كلام فصيح الخوافي على هذا الكتاب أنه لم يقتصر فيه على الحديث عن حياة أبي حنيفة، بل ترجم فيه لأصحابه، قال فصيح وهو يتحدث عن مؤلفاته: «وجامع أصحاب أبي حنيفة، في كتاب سماه تتمة المواهب الشريفة» . ويستفاد من الوصف المطول الذي قدمه عنه حاجي خليفة وقوله إن البيهقي ألفه سنة 556 هـ، وإنه رتبه على مقدمة وعشرة أبواب، ثم شرع في الكلام على أبوابه بابا بابا، وأضاف أن يوسف بن محمد بن شهاب المعروف بأهلي الفارسي ترجمه إلى الفارسية في شوال سنة 839 هـ وسماه تحفة السلطان في مناقب النعمان، وأهداه إلى السلطان شاهرخ التيموري (حكم من 807- 850 هـ) وأن أوله: «الحمد لله الذي أحيا سنّة نبيه ببيان النعمان ... » ، يستفاد من كل ذلك أن حاجي خليفة قد أطلع على الكتاب في نسخته العربية، وإلا فإنه قد نقل معلوماته عن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 أبوابه العشرة من ترجمته الفارسية التي كانت لديه بكل تأكيد. 78. نار الحباحب، رسالة ذكرها في معارج نهج البلاغة (ص 362) . ويستفاد من النص الطويل الذي اقتبسه منها (الصفحات 363. 367) أنها كانت في إبطال أحكام النجوم، وختم كلامه بقوله: «فأحكام الكواكب ترّهات رثّت حبالها، وضاقت ظلالها، والمغتر بها يؤول إلى شر مآل، ويحصل من ظنه على تخيّل آل» . والحباحب كما في لسان العرب: ذباب يطير بالليل كأنه نار له شعاع كالسراج، مفرده حبحب. فالمعنى أن من يعتقد بأحكام النجوم وتأثيرها في حياة الإنسان كمن يرى بريق هذه الحشرة ليلا فيحسبه نارا، وأنه لن يحصل من ذلك إلا على الآل وهو السراب. 79. نصائح الكبراء، بالفارسية، مجلد واحد (مشارب؛ إيضاح، 2/649؛ هدية، 1/700؛ الذريعة، 24/170) . 80. نهج الرشاد، في الأصول، مجلد واحد (مشارب؛ هدية، 1/700؛ إيضاح، 2/714؛ الذريعة، 24/416) . 81. وسائل الألمعي في فضائل أصحاب الشافعي (مجمل فصيحي، 2/242؛ طبقات الشافعية الكبرى، 1/217، 345؛ طبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح، 1/150، 2/557؛ كشف، 2/2007) . بحسب المصادر المتوفرة فإن ابن الصلاح (577- 643 هـ) هو الوحيد الذي نقل من هذا الكتاب في كتابه طبقات الفقهاء الشافعية ونصّ على أن مؤلف وسائل الألمعي حنفي المذهب. أما السبكي (683- 756 هـ) فقد قال في طبقات الشافعية الكبرى وهو يعدد مصادر كتابه: «ثم ألف المحدث أبو الحسن ابن أبي القاسم البيهقي المعروف بفندق كتابا سماه وسائل الألمعي في فضائل أصحاب الشافعي، لم أقف عليه» «1» . ومع ذلك فإنه وجد نقل منه في مخطوطة طبقات الشافعية الوسطى أحيل فيه إلى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 ابن الصلاح. والعبارة هي: «وإن ابن الصلاح نقل ذلك من كتاب وسائل الألمعي في فضائل أصحاب الشافعي من (تصنيف) أبي الحسن ابن أبي (القاسم) البيهقي المعروف بفندق ... رأيته منقولا عن مجموع يشتمل على جماعة من الشافعية جمعه أبو النجيب السهروردي (رحمه الله) » «1» . 82. وشاح دمية القصر ولقاح روضة العصر، مجلد ضخم (مشارب؛ خريدة القصر «شعراء إيران» ، 2/98، وفيه: «وصنف كتابا في شعراء عصره سماه وشاح دمية القصر، وهو موجود بخراسان» ؛ كشف، 2/2011؛ هدية، 1/700؛ الذريعة، 25، 93) . قال البيهقي إنه بدأ بتصنيفه في غرة جمادى الأولى سنة 528 هـ، وفرغ منه في شهر رمضان سنة 535 هـ «2» . نقل منه البيهقي نفسه مقتطفات في غرر الأمثال (65 أ، 199 أ) وفي لباب الأنساب (2/515، 517، 519، 531، 620) وذكره في تتمة صوان الحكمة (ص 159، 170) . أكثر ياقوت في النقل منه في معجم الأدباء (انظر فهرست الكتاب، 7/3510) ، كما نقل منه ابن الفوطي (الترجمة 5574) . وفي بغية الطلب (6/2692) قال ابن العديم: «قال أبو سعد السمعاني وقرأت في وشاح دمية القصر ... » . 83. الوقيعة في منكر الشريعة، مجلد واحد، (مشارب؛ كشف، 2/2011؛ هدية، 1/700، 2/714) . وفي معجم البلدان نقل ياقوت من «أبي الحسن ابن زيد البيهقي» الذي لا شك في أنه مؤلفنا، تسعة مواقع جغرافية جميعها مدن وقرى تابعة إما لنيسابور أو بيهق، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 لكنه لم يحدد اسم المصدر الذي اقتبس منه، ويبدو أنه كان ينقل بالواسطة من مصدر نقل من أحد مؤلفات البيهقي (انظر: فهرس الكتاب، 353) . هذه الترجمة إلى العربية تحاشيا لما يقع به بعض مترجمي النصوص التراثية حين يستخدمون مفردات ومصطلحات حديثة ومعاصرة في ترجمة نصوص غبرت عليها القرون، مما يشكل عيبا فاضحا في الترجمة، فقد اخترت منهجا صارما في ترجمتي لتاريخ بيهق يعتمد على استخدام المفردات العربية التي كان البيهقي يستخدمها في مؤلفاته والمفردات الشائعة في مؤلفات علماء وأدباء وكتّاب نبغوا في بيهق ونيسابور وما وراء النهر، وهي البلدان التي عاش فيها البيهقي أو تردد عليها، لتظل لغة الكتاب منسجمة مع عصر المؤلف وثقافته، آخذا بنظر الاعتبار السؤال التالي: لو قيض للبيهقي أن يؤلف كتابه تاريخ بيهق بالعربية فأية مفردات كان سيستخدم؟ والجواب البسيط على ذلك هو أنه سيستفيد من مخزونه من المفردات التي دأب على استخدامها في مؤلفاته. وعندها التجأت إلى المتوفر من مؤلفاته مما نجا من عوادي الزمن وهو واف بالغرض لوجود كمية متنوعة يمكن الاستعانة بها في هذا المضمار، وكان تنوعها عاملا مساعدا على ترجمة شتى المفردات والجمل سواء أكانت في اللغة والشعر والأمثال أم في الحديث والتفسير والبلاغة والفقه وغير ذلك. والترجمة مع الالتزام بهذا الشرط عملية عسيرة لكوني قد ألزمت نفسي- طوعا ولغايات علمية جمالية- باستخدام لغة المؤلف التي كان يكتب ويتحدث بها في بيئة خراسان وما وراء النهر قبل ما يزيد على ثمانية قرون ونصف، مستعينا بقراءة مؤلفاته الباقية بين أيدينا، وقد دعت الحاجة أحيانا إلى إعادة قراءتها لترسيخ مفرداتها في الذهن وطريقة المؤلف في صياغة عباراتها، وهي: تتمة صوان الحكمة، معارج نهج البلاغة، لباب الأنساب، وهي مطبوعة. وغرر الأمثال وهو مخطوط. كما استعنت بالمعجمات العربية- الفارسية التي كانت رائجة في تلك الأصقاع على عهد المؤلف، وبشكل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 خاص التي درسها في صباه أو شبابه وهي: كتاب المصادر في اللغة للقاضي الزوزني الذي حفظه في عهد الصبا، وكتاب تاج المصادر الذي حفظه على مؤلفه أبي جعفر المقرئ، والسامي في الأسامي الذي قرأه على مؤلفه أحمد بن محمد الميداني، والبلغة في اللغة لأبي يوسف يعقوب بن أحمد الكردي النيسابوري وهو والد شيخه الحسن بن يعقوب الذي قرأ عليه نهج البلاغة، وأفدت أيضا من مقدمة الأدب لمعاصره الشهير محمود بن عمر الزمخشري. وجميع هذه المعجمات مطبوع. وهذه الطريقة وما رافقها من صعوبات، حيث أجيل الفكر زمنا طويلا أحيانا بحثا عن مفردة عربية خراسانية مما كان يتكلّم به علماء خراسان وأدباؤها قبل 900 سنة قد جعلتني أكثر رضا عنها. تحقيق الكتاب استغرقت علمية تحقيق الكتاب سنوات كنت أضعه أحيانا جانبا لأعود إليه بعد مدة وقد عثرت على معلومة جديدة أو ترجمة حياة ممن ضاع خبره علي فيما بين يدي من مصادر قبل ذلك. وكنت خلال ذلك أترقب ما يطبع من كتب التراث بالعربية والفارسية لأجد فيها ما يوضح غامضا أو يضيف شيئا. وحدث أحيانا أن صدرت طبعات جديدة لكتب كانت قد طبعت فيما مضى، فكنت أبادر إلى مراجعة هوامشي زيادة في التأكيد على صحة ما نقلته منها. فقد أعدت النظر مثلا في جميع نقولي من طبعة معجم الأدباء عند صدور الطبعة المتقنة التي دبجها يراع الأخ الغالي علّامة فلسطين الدكتور إحسان عباس (طيّب الله ثراه) «1» للدقّة التي روعيت فيها، حيث اعتمد- فضلا عن مخطوطات الكتاب المتوفرة لديه- على نسخة مختصرة له وجد فيها حوالي 160 ترجمة لم تكن موجودة فيما صدر من طبعاته، وتلك غنيمة كبرى. وكذلك في نقولي من كتاب تاريخ مدينة السلام للخطيب البغدادي الذي ظل يعاني الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 الغلط والنقص والتحريف والتصحيف حتى صدور طبعته المتقنة على يد المحقق الماهر الدكتور بشار عواد معروف. وفضلا عن ضبط ما في الكتاب من وقائع تاريخية وأدبية ومعلومات جغرافية، فقد شغلت بضبط أسانيده وأسماء أعلامه التي فشا فيها الخرم والغلط والتصحيف والتحريف، فقد وجدنا مثلا عبد الجبار الأعلى (ص 141) وبعد لأي رأينا صوابه: عبد الجبار الأيلي؛ أو أحمد بن مغيرة (ص 151) وصوابه ابن عميرة؛ وعبد الجبار بن بغاطر، الذي صوابه: أحمد بن يعقوب بن عبد الجبار بن بغاطر. وحدث قلب في الأسانيد أحيانا حيث وجدنا: أخبرنا عبد المنعم بن إدريس عن عيسى بن موسى الأنصاري (ص 159) ، والصواب عكس ذلك أي أن يحدّث عيسى الأنصاري عن عبد المنعم، فضلا عن أن صواب اسم عيسى هو: عيسى بن إسحاق بن موسى، وغير ذلك في عشرات المواضع، وقد نبهت إلى كل ذلك في الهوامش فلعل لأفاضل المحققين رأيا آخر فيما ارتأيته؛ كما حرصت على التعريف بأعلامه المترجم لهم، وبشكل خاص أولئك الذين لم أجدهم في المظانّ المتوفرة لديّ، فحين لا يكون في النص ما يدلّ على العصر الذي عاش فيه هذا، لجأت إلى ما كنت قد لجأت إليه في تحقيقي كتاب القند في ذكر علماء سمرقند، وهو أن أعرّف بشكل موجز جدا بشيخ المترجم له أو الراوي بشكل مباشر عنه، على أن أذكر تأريخ وفاة هذا الشيخ أو الراوي، ليعلم بشكل تقريبي عصر المترجم له، باذلا في ذلك ما استطعت من جهد لمعرفتي بأهمية الكتاب لمكتبتنا العربية، وآمل أن أكون قد وفّقت إلى شيء من الإتقان، والله الموفق للصواب. يوسف الهادي دمشق، آب 2003 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 كلمات ورموز دأب البيهقيّ في «تأريخه» هذا على استخدام بعض الكلمات الدالة على معان خاصة، مما شاع استخدامه على عهده وما تلاه لدى الكتاب والمؤرخين وهجر فلم نعد نألفه في عربيتنا المعاصرة. ولما وجدناه يستخدم هذه الكلمات نفسها في مؤلفاته التي دوّنها بالعربيّة، آثرنا الإبقاء عليها في ترجمتنا للكتاب: ارتبط اختار، عيّن، ضمّ إلى حاشيته. ورد في «تاريخ بيهق» (في ترجمة المغيثيّ) : «ارتبطه الأمير عبيد الله بن عبد الله فنال بمذاكرته كمال المؤانسة» ، وفي ترجمة البحرويّ: «ارتبطه الفقيه الأجل شقيق نظام الملك في نيسابور لتأديب أولاده» (ص 151، 210) . وقد شاع استخدام هذا الفعل لدى مؤرخي ذلك العصر وما تلاه، ففي «دمية القصر» : «استكرمه الصاحب نظام الملك فارتبطه» ، وفيه أيضا: «ارتبط لمنادمته نفرا من الفضلاء، ولو بعثرت خراسان لم تجد لواحد منهم نظيرا» (1/196، 2/379، ط العاني) . وفي ترجمة مسعود السّجزيّ من «المنتخب من السياق» (ص 472) : «ارتبطه نظام الملك بناحية بيهق ثم بطوس للاستفادة منه» . وفي «تاريخ مدينة دمشق» (23/388) : «ارتبطه بها إسماعيل بن أحمد والي خراسان» . الحبالة كون المرأة في عصمة الزوج. من ذلك مثلا ما ورد في «تاريخ بيهق» (ص 226) : «وله بنتان إحداهما في حبالة السيد ذخر الدين» . والحبالة مطلقا هي شراك الصائد وكذلك الشبكة. وقد استخدم المؤلف بكثرة هذه الكلمة مجرّدة في «تاريخ بيهق» وكذلك في «لباب الأنساب» عندما قال مثلا: «كانت كريمة من كرائمه في حبالة السيد الأجلّ ... » الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 (2/611، انظر أيضا: 1/337، 2/601) . وترد لدى الكتّاب الناطقين بالفارسيّة مجرّدة أيضا (انظر مثلا: «طبقات ناصري» ، 1/240، 258) ، وقد ترد مضافة كما في «شيراز نامه» (ص 91) : «في حبالة النكاح» . أما في العربيّة فالغالب أن تأتي مضافة، ففي «فتح العزيز» (11/252) : «كون الزوجة في حبالة الزوج» ، وفي «مفردات غريب القرآن» (ص 306) : «هي طالق: مخلاة من حبالة النكاح» ، وفي «فقه القرآن» (2/205) : «في حبالة الزوج» . درج مات ولم يخلّف نسلا. روى المؤلف عن الحسن القطان المروزيّ قوله: «درج: مات صغيرا قبل أن يبلغ مبلغ الرجال» ( «لباب الأنساب» 2/718) . وقال في «لباب الأنساب» أيضا (1/326) : «أهل المغرب يطلقون لفظ درج على من مات فحسب، وأهل العراق يطلقون لفظ درج على من انقرض ولم يخلف نسلا وانقرض، أي كان له عقب فانقرض هو وعقبه» . قلت: لعل صواب العبارة: «ولم يخلّف نسلا [أو خلّف نسلا] وانقرض» . وقال في «تاريخ بيهق» (ص 105) : «درج الإمام حمزة ولا عقب له» ، وقال في الصفحة 62: «وكان للسيد محمد الأصغريّ أولاد وأعقاب في ميدان، لم يبق منهم الكثير، درجوا وانقرضوا» ، لكنّه قال في الصفحة 105: «درج عن بنات» ، وفي الصفحة 118: «درج عن بنت» . الفترة الفتنة واضطراب الأوضاع الأمنية لصراعات داخلية أو لهجوم قوات غازية. والكلمة عربية في أصلها وتعني الانكسار والضعف. قال في «تاريخ بيهق» : «حفظ هذا السيد هذه الناحية في عهد الفترة من العيارين والمفسدين» و «.. انتقل إلى رحمة الحق تعالى بجاجرم خلال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 أيام الفترة هذه» ، و «ظهرت الفترة واستولى العيارون على القصبة» (ص 59، 230، 274) . وقد استخدم هذه الكلمة في «لباب الأنساب» عندما قال: «في فترة الغز سنة 549 هـ» (2/605) ، واستخدم لنفس هذه الواقعة مرة كلمة الفتنة عندما قال: «توفي بنيسابور قبل الفتنة الأولى في شهور سنة 549 هـ» ( «تاريخ بيهق» ، 230) ، لكن الغالب عليه استخدامه «الفترة» . وهي شائعة لدى المؤرخين الناطقين بالفارسيّة، فهذا الخليفة النّيسابوريّ يدعو لمدينته فيقول: «نيسابور، صينت من الفتور» ( «ترجمة تاريخ نيسابور» ، 62) ، بل إن الآقسرائي يجمع بينها وبين الفتنة في جملة واحدة فيقول: «لجأ عامة الخلق إلى المغارات والحصون، خوفا من الفتور والفتون» ( «مسامرة الأخبار» ، 185) . أما في العربيّة، ففي «تتمة يتيمة الدهر» : «نظر فيها (في الوزارة) أيام الفترة بمؤخر عينه» (ص 249) . وفي «التحبير» (2/422) و «منتخب معجم شيوخ السمعاني» (294 ب) في ترجمة عائشة بنت أحمد الصّفّار: «فقدت أيام الفترة وإغارة الغزّ منتصف شوال سنة 549 هـ» . المثال المنشور أو كتاب التوصية من الخليفة أو السلطان إلى جهة رسمية (وزير أو موظف حكومي) للتعريف بشخص ما وتوفير ما يحتاجه وتيسير أمره أو لتعيينه في منصب. قال في «تاريخ بيهق» (ص 59) : «كتب له مثال من ديوان السلطان سنجر فوجّه إلى وزير دار الخلافة» (انظر أيضا: ص 123، 140) . وقال في «لباب الأنساب» متحدثا عن نقيب أستراباد: «والتمست له من الحضرة مثالا لنقابة سادات أستراباد، فورد عليّ المثال في أواخر جمادى الآخرة سنة 546 هـ، وبعثت المثال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 إليه» (2/584) ، ونقرأ في «اليمني» (80 أ- 80 ب) : «كان للسلطان سنجر رحمه الله شريك في التجارة معروف يقال له موفق الدين، وكان معه أمثلة السلطان لئلا يتعرض له في طرف من الأطراف عشّار ولا بيّاع» . وفي «تاريخ دولة آل سلجوق» للعماد الأصفهانيّ: «مضمون المثال السّلطانيّ» و «كان يوقّع الأمثلة السّلطانيّة» (ص 129، 148) . وفي «أخبار الدولة السّلجوقيّة» (ص 20) : «يقول: مولانا! وقّع هذا المثال» . المصاف ّ المعركة. قال في «تاريخ بيهق» مثلا: «قتل الاثنان في مصاف الخان الصيني مع السلطان سنجر» و «عندما ذهب السلطان سنجر لمصاف قراجه» (ص 226، 270) . والكلمة عربية وهي من صفّ القوم إذا رتّبهم صفوفا استعدادا للحرب وغيرها، وصافّ القوم مصافّة في الحرب: وقفوا مصطفّين. واستخدمها بكثرة في «لباب الأنساب» : «رماه بسهم في المصافّ» و «قتل في المصافّ بكربلاء» و «قتله أصحاب القلاع في المصافّ» (1/327، 397، 424) ، وفي «معارج نهج البلاغة» : «مصافّ بين التّرك والعرب» (ص 220، ط دانش بزوه) . وشاع استخدامها في كتابات مؤرخي تلك الحقبة وما قبلها وما تلاها من عرب وفرس (انظر مثلا: «زين الأخبار» ، 437؛ «طبقات ناصري» ، 1/96، 241 ... ؛ «تاريخ غزنويان ... » ، 437؛ «تاريخ دولة آل سلجوق» للعماد، 83، 84، 125؛ «أخبار الدولة السّلجوقيّة» ، 82، 148، واستخدم هنا فعل الكلمة: «ثمّ صافّ أخاه الملك» ؛ «سير أعلام النبلاء» ، 21/322؛ «الكامل في التاريخ» ، 367؛ «كنز الدرر» ، 9/72، 81؛ «عجائب الآثار» ، 1/196، 577) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 () ما وضع بينهما مأخوذ من المخطوطات الأخرى ل «تاريخ بيهق» غير مخطوطة المتحفة البريطانية التي اتخذها أصلا أحمد بهمنيار محقق الطبعة الفارسيّة واعتمدناها بدورنا، مثلا: وجيه (وحيد) الفضلاء، أو: النبي عليه السلام (صلى الله عليه وسلم) ، أو: النبي صلى الله عليه وسلم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، أو: بلاد سقسن (سقسين) . [] ما وضع بينهما أضيف لإكمال معنى أو سياق. * ما وضعت أمامه هذه النجمة فهو الشعر الفارسيّ المترجم. الأصول مخطوطات الكتاب المعتمدة في التحقيق. الأرقام الإنجليزية المطبوعة ما بين عضادتين هكذا [] في متن الكتاب هي أرقام صفحات الطبعة التي حققها الدكتور أحمد بهمنيار. وقد تمت الإحالة إلى أرقام صفحاتها عند الاقتباس من «تاريخ بيهق» في المقدمة وهوامش الكتاب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 القسم الأول تأريخ بيهق مقدمة المؤلف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 بسم الله الرحمن الرحيم [1] الحمد لله الذي دلّت الدلائل الواضحة، والبراهين الراجحة، حقا وصدقا على عزته ووحدانيته، وفتح عارفوه بمفاتيح العرفان أبواب الألباب، ولم يحرم الشائم لبوارق لطائفه من ظلال نيل الآمال، والتحليق بجناح هزّة الإيمان وعزته في آفاق حسن الاتفاق، وسلك العارفون به طرائق الجد والاجتهاد طلبا لغايات رضوانه. ومن تعرّض لنفحات كرمه، يسمعه هاتف ألطافه في كل ساعة، بل في كل لحظة، نداء البشارات، ويقر عين سره المكنون وأبصار بصيرته ببرود «1» الهداية وكحل التوفيق. الذي لا تبلغ مقاود اللسان ومقالد البيان غاية بريق درر الشكر من أصداف ألطافه، وتعجز الأذواق عن اجتناء بواكير تفاصيل حكمته وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها «2» . والصلوات والتحيات الوافرة لحضرة سيد الأولين والآخرين محمد المصطفى، الذي زيّن ساعد السعادة الكبرى بأساور مفاخر متابعة شريعته، وعجزت الأقلام عن التقرير، والأوهام عن التوهم والتصوير، لغايات فضائله، وهي لن تبلغ غايتها [2] : وما حملت من ناقة فوق ظهرها ... أبرّ وأوفى ذمة من محمد «3» تبسّم به وجه الزمان، وقرّت عين الشريعة بحلل رسالته، وفتحت أبواب أرباب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 الألباب بمفاتيح الأمن والأمان، فالحق زاه والباطل حيران. والتحيات التي آياتها في سور العقائد الطاهرة مذكورة، ورقومها في جرائد البقاء مسطورة: من تلق منهم تقل لاقيت سيّدهم ... مثل النجوم التي يسري بها الساري «1» وعلى آله وأولاده الطاهرين المنتجبين الذين قدروا مواهب الخالق جلّت عظمته، وسعدت قلوبهم بمتابعة سيّد ولد آدم: تحيات كأنفاس الغوالي ... تمازج عرفها ريح الشمال وبعد، فيقول أبو الحسن علي بن الإمام شمس الإسلام أبي القاسم زيد بن شيخ الإسلام جمال القضاة والخطباء أبي سليمان الأمير محمد بن الإمام المفتي فخر القضاة أبي علي الحسين بن القاضي الإمام إمام الآفاق أبي سليمان فندق، بن الإمام أيوب بن الإمام الحسن بن عبد الرحمن بن القاضي أحمد بن عبيد الله بن عمر بن الحسن بن عثمان بن أيوب بن خزيمة بن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين صاحب رسول الله صلى الله عليه، بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن عثمان ابن عامر بن خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح، وهو آدم الثاني عليهما السلام: أولئك آبائي فجئني بمثلهم ... إذا جمعتنا يا جرير المجامع «2» [3] كان أهل العلم قبل هذا مستظهرين بوسائل العلم وذرائعه، وكانوا يؤدون الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 شكر لذة طلب العلم على قدر الاستطاعة والإمكان، وينشدون بإخلاص وابتهال في الأوقات المباركة ثبات أقدامهم على جادة السنة والشريعة وبعون عناية سلاطين ذلك الزمان بلغوا أصول السعادة، محترزين من المطامع الدنية، والمطاعم الوبية: وكان الصديق يزور الصديق ... لكسب المعالي ونشر العلوم فصار الصديق يزور الصديق ... لشكوى الزمان وبثّ الهموم «1» أما في هذه الأزمان غير المؤاتية والعصر الغدار، والزمن الملآن بالمحن والفتن، حيث الآمال والأماني على شفا الاضمحلال، وجدة العلم لدى الناس منسوخة، وعارفها كالعنقاء والكبريت الأحمر «2» ، والكل يشكو جور الزمان: زماننا ذا زمان سوء ... لا خير فيه ولا صلاحا فكلّنا منه في عناء ... طوبى لمن مات فاستراحا «3» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 عندها دعاني داع على حين غرة لإحياء العلوم على قدر المستطاع، والتجديد في كل فن منوط بمقدار السعي «وجهد المقلّ غير قليل» «1» . وقد عزّت علوم في بلاد خراسان هذه الأيام، واندرست آثارها، منها: علم الحديث النبوي، حتى إنه لو كتب أحدهم عشرة أسانيد: خمسة منها صحاح، وخمسة خطأ، فقلّما يوجد الشيخ الذي يعرف الصحيح والسقيم من تلك الأسانيد، أو المحدث العارف لأستاذه الذي يروي عنه، وما هي مفرداته، وكم هو عدد الطلاب والمستفيدين الذين نقلوا عنه، ومن كان منهم العدل أو المجروح. وإنها لمصيبة عظمى وبلاء كبير أن لا يكون في أمة محمد رسول الله فيما يزيد على مئة فرسخ عالمان اثنان ناقدان لأسانيد وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم [4] : مضى العلماء وانقرضوا ... وها أنا للردى غرض «2» وأما العلم الآخر، فهو علم الأنساب، وهو علم شريف، إذ لكل أمة علم خاص بها: فللروم علم الطب، ولليونانيين علوم الحكمة وأصول الطب وميزان المنطق التي ارتوت مراعي المساعي ومسارح مناجح العالمين بقطرها، وانجلت بمجاهدات ومعالجات الأطباء، غمرات الأسقام، وعبرات الآلام، ووصلت القلوب بعلم ميزان المنطق من الحيرة والأقاويل إلى مرتبة الاطمئنان، وللهند الحساب والتنجيم، وللفرس علوم آداب النفس والمعرفة، وهو علم الأخلاق، وللترك علم الفروسية، وآداب السلاح، ولأهل الصين الصنائع والحرف العجيبة. قال تعالى كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ «3» ، وكل ذات ذيل تختال. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 وللعرب الذين شرفوا على أصناف الخلائق بسبب صاحب شريعتنا محمد المصطفى صلوات الله عليه، علوم النسب وعلوم الأمثال، ومعلوم أن العلم بهذين العلمين عزيز الوجود في يومنا هذا. وباستثناء العرب، لا توجد أمة من الروم والتّرك والهند تعرف أسماء أجدادها، ولهذا السبب ظلت أنساب العرب وأولادهم مصونة محروسة من الشوائب، وجمعوا بين شرف الآداب وكرم الأنساب. وما تستوي أحساب قوم توورثت ... قديما وأحساب نبتن مع البقل «1» والعلم الآخر هو علم التاريخ، حيث انقرض عهد المؤرخين، واستقرت همم بقايا الأمم، في مهاوي القصور والنقصان، والكل يعرف لذة الجمع والمنع، وهي لذة ضئيلة إذا ما قيست إلى اللذة الكبرى، وهي كنسبة حليب الأم إلى الأطعمة اللذيذة لدى الطفل الذي ما إن يمر عليه حولان كاملان، ويدرك لذات الأطعمة والأشربة حتى لا يعير انتباها لحليب المرضع: ومن قصد البحر استقلّ السواقيا «2» *** وما متعة الأعمى من شعاع شمس الصيف؟ *** [5] إذا عدم المرء الكمال فما له ... حياة بها يحيا ومال به يبقى بل إن نسيم الشمال، ودبيب شمول الأوزان والألحان، في النفوس والأبدان، ليس له ذلك التأثير العجيب الذي لسوانح الفكر في مسارح العلوم والحكم، كما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 قيل: لذة العرفان تنسي لذة الأبدان، وقيل: أين أبناء الملوك عن لذة العلم؟ تعلم فإن المرء يولد جاهلا ... وليس أخو علم كمن هو جاهل «1» لأن العلم أنس النواظر والأسماع، وصيقل الخواطر والطباع، وغصون شجرة الإنسانية تعطي بتحصيل العلم ثمرات السعادة، والعلم في الدارين هو المرعى المونق والغدير المغدق. ومن كمال العلم، أن العلماء في المرتبة الثانية بعد الملائكة، قال تعالى وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ «2» ، وكانت شهادتهم بعد شهادة الحق تعالى، قال تعالى قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ «3» . * العلم هو مفتاح كنز الوجود ... وهو عصارة المقصود ولإن العلم نافع في الدارين ... ترى من سيستغني عنه؟ حين يسهر العالم بالبحث ... يغط الجهلة في نوم عميق من الجهل تأتي المحن والمظالم ... وليس أحد سعيدا بالجهل إن سير العلم في الآفاق ... أظهر كنز الفضل ومكارم الأخلاق والمصنّف، بحكم صنوف صروف الدهر، والضعف والشيخوخة، والزمان غير المؤاتي- وهو ما لا علاج له- وقلة المال وكثرة العيال، واستغناء الخلق عن الإفادة والاستفادة: بغير بضاعة نالوا مناهم ... فلم يسعون في طلب البضاعة؟ الذي وقفت موانع وحواجز في طريقه: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 [6] تدافعني الأيام عمّا أرومه ... كما دفع الدّين الغريم المماطل «1» *** وأخو الدراية والنباهة متعب ... والعيش عيش الجاهل المجهول «2» يرى بأن شكره للمواهب الإلهية منوط بما يستحصل من العلوم بنشرها وتدوينها وتصنيفها، وأن لا يدع للعتاب والملامة إليه سبيلا: كل امرئ أسدى إليك صنيعة ... من علمه فكأنّها من ماله «3» ومن اللائق بعد كل تلك الأيام والأعوام المتتالية، مفرقة الأحباب، ما حقة صفات المعروف والكرم والعلوم والآداب، أن تبسّم فم المرام، وراجت بضاعة العلم بعد كسادها، وظهر الطمع في فتح باب العلوم بمفاتيح الهمّة القعساء: كل نهر فيه ماء قد جرى ... فإليه الماء يوما سيعود وهذا المصنّف هو دال على الخير والعلم، لأنه بتحمل السابقين للصعاب، بلغ اللاحقون المرتبة العليا: فلولا الشمس ما لمع الثّريّا ... ولولا الأصل ما زكت الفروع ولهذا السبب ثبتت أفضال المتقدم على المتأخر: فلو قبل مبكاها بكيت صبابة ... إذا لشفيت النفس قبل التندّم ولكن بكت قبلي فهيّج لي البكا ... بكاها، فقلت: الفضل للمتقدم «5» وإذا امرؤ أسدى إليك صنيعة ... من جاهه ............. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 وعلم بلا إفادة كشجرة بلا ثمرة: إذا الغصن لم يثمر ولو كان شعبة ... من المثمرات، اعتدّه الناس في الحطب **** ماذا تصنع بسفينة بلا نوح ... وماذا يجديك جسد بلا روح إنّ نفع العلم كضوء المصباح ... وثمرة العلم كثمرة البستان والعطاء بلا ذلّة هو من العلماء ... والعدل الخالص من الحكماء [7] ولو كان الجهلة يملكون مال قارون ... فهم بلا شك كاللفيف المقرون لا جعل الله تعالى- بمنّه ولطفه- القول والكتابة من أسباب الندامة في يوم القيامة: وفي التاريخ إن أبصرت رشدا ... فوائد من علوم مستعارة **** علم التاريخ هو كنز الأخبار ... وهو كنسيم الشمال طيّار كل من يركب في مركبه ... يصبح كل علم من علومه ألفا فلو كان في هذا الزمان شكلا ... فهو في السماء معنى رأى الدنيا والعصور ... فغدا حمالا ولم يحمل حملا *** ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ... ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد وسيأتي تفصيل ذلك مرتّبا إن شاء الله تعالى. التواريخ خزائن أسرار الأمور، وفيها العبر والمواعظ والنصائح؛ ونقدها منقوش بسكة التقدير الإلهي. تصون الناس من حدة مضارب النوائب؛ شهودها عدول، مصونون من الجروح، ودلائلها وأماراتها أحلى من الشهد، وأشد ضياء من الشهاب؛ مدار أفلاكها على قطب الرواية، قال رسول الله صلى الله عليه: العلم علمان: «علم الأديان، وعلم الأبدان» ، وقال قوم إن هذا أثر، ورووه عن المصطفى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 عليه السلام، ونقلوه عن الإمام المطّلبيّ الشافعي «1» . وعلم التواريخ مركب من علم الأديان وعلم الأبدان؛ أما المتعلق بالدين، فهو معرفة بدء خلق آدم عليه السلام، وأخبار الماضين من الأنبياء والرسل عليهم السلام، والخلفاء والملوك، وما في كتب الأنبياء عليهم السلام، وأحوال الأئمة والمقدمين في الأديان ومقام كل واحد منهم، وتفاصيل الملل والنحل والمذاهب وواضعيها، وما وقع من الأخبار في عهد الرسول عليه السلام، من المخالفين والموافقين؛ [8] ومعجزات الأنبياء عليهم السلام، وأمثال ذلك. وأما المتعلق بالأبدان، فلأنه لم تسنح سانحة من خير أو شر إلا كان قد وقع مثلها أو قريب منها في العهد الماضي، وكما أن الأطباء ينتفعون من الأمراض التي كانت قد وقعت للماضين، ووضع لها كبار الأطباء الدواء، فيقتدون بهم ويتخذونهم أئمة: يشقى أناس ويشقى آخرون بهم ... ويسعد الله أقواما بأقوام «2» فكذا حال الوقائع الحادثة، حيث تعلم أسباب التوفيق فيما مضى، ويحترز مما احترز منه، وتتوقّى النازلة بنفس الطريقة التي جرى التوقي منها في الماضي، وتدفع بما دفعت به، فمن النادر أن تقع واقعة ولم يكن قد وقع مثلها أو قريب منها: وأعلم أني لم تصبني مصيبة ... من الدهر إلا قد أصابت فتى مثلي «3» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 كفى زاجرا للمرء أيّام دهره ... تروح له بالواعظات وتغتدي «1» فائدة أخرى: إن وسائل المعرفة لدى الإنسان هي: العقل والحس والمشاهدة، والمسموعات هي من أبواب المحسوسات، ولا يمكن معرفة أحوال العالم عن طريق العقل؛ كما لا يمكن لإنسان ما أن يبقى حيا مدى الدهر ليطلع على أحوال وأخبار العالمين. إذن فالطريق لمعرفة أحوال وأخبار البشر، والطريق لمعرفة الأقوال والأخبار والآثار هو طريق التأمل في التواريخ، وفوائده مستنبطة بالاستماع. فائدة أخرى: علم التواريخ علم لذيذ ومستساغ تغلب فيه الهشاشة والبشاشة على الملل والسأم؛ ولا تعجز خطوات خطراته عن نيل المقصود [9] ، ولا يقصر البنان واللسان عن تحصيله وتفصيله، ولا ينقص من قدره الانقطاع عن مشاهدة المحسوسات من وقائعه، ويعبق نسيم عرفه من بساتين أنس الصدور وحظائر قدس القلوب، والإنسان مجبول على حب الإحاطة بالعلم وأحوال العالم الكائنة والموجودات، وحال حاسة السمع عند استماعها الأخبار والحكايات، كحال العين في نظرها للوجوه الجميلة؛ فكما أن كمال العين هو بالنظر إلى الوجوه الجميلة، فإن كمال السمع بالاستماع إلى التواريخ والأخبار، وليس في حواس الإنسان أشرف من حاستي السمع والبصر، وقيل في الأمثال: «لا تشبع عين من نظر، ومسمع من خبر، وأرض من مطر» «2» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 والإخبار والاستخبار من غرائز بني الإنسان، ألا ترون الناس لا يقرّ لهم قرار عند وقوع حادث ما، حتى يسمعوا ويسمعوا أخباره- حتى لو لم يكن يعنيهم- ويشغلوا به أنفاسهم المعدودة، وحواسهم المحدودة، ويستبينوا مختلفات أنواع الأخبار، ومؤتلفات أجناس الآثار؛ فإذا بلغ خبر إلى مسامع أحد من الناس، كان كتمانه عسيرا عليه، ومن هنا كان الكتمان عادة وخلقا محمودا، ونادرا ما يقوى عليه أحد، لأن ذلك خلاف الغريزة الإنسانية، ولأن الحق تعالى خلق الإنسان محبا للإخبار والاستخبار، اللذين لا يصونان خزانة حفظ الأسرار عن الظهور، وشمس ودائع أسرار الأصدقاء عن كسوف الصروف، وتحصيصها بالانجلاء. وعلى ذلك، فإن معرفة تواريخ وأخبار العالم تستلزم هذا الحب- حب الاستخبار والإخبار- الذي لو لم يكن مركبا في غرائز الآدميين، لما وصل للمتأخرين شيء من سنن وفضائل وأخبار وحكايات المتقدمين، ولبلغ خلل أحوال العالمين حدا لا يمكن تداركه، وسد طريق الراحة والدعة بالاقتداء بالماضين، وتلاشى بالفكر والحيرة قوام الأشباح ونظام الأرواح، ولما ظهرت آثار ثناء الأسلاف، على شعار ودثار الأرواح؛ ولانطمست أسرار البدائع والصنائع، باستار الفجائع والفظائع. [10] وأقسم المجد حقا لا يحالفهم ... حتى يحالف بطن الراحة الشّعر «1» وعلى ما في معرفة التاريخ من فائدة عظيمة فإنه سهل التناول، ليس في الاستفادة منه كلفة أو مشقة لأن المعول في سائر العلوم إنما يقع على الحفظ والفهم، وهو في هذا العلم- التاريخ- يقع على الحفظ مطلقا؛ لأن ذلك الذي تعلمه يجعله قريبا من الوقائع والحوادث الواقعة، فيحصل له التذكر والاستعادة، ولميل النفس لذلك، فإن حفظ هذا العلم أسهل، والتجربة تشهد على ذلك، حيث يحفظ الناس من التواريخ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 والحكايات في مدة لا يحفظون بها عشر ذلك من النحو واللغة والفقه والحساب وغير ذلك. فائدة أخرى: إن الإنسان يستفيد في مدة قصيرة من أخبار وحكايات الماضين، وأحوال وعمران العالم والملوك والممالك، استفادة لا تتيسر له عن طريق المشاهدة إلا بالأعمار الطويلة، حتى ليكاد- وهو يتأمل التواريخ والقصص- أن يرى عيانا تلك الوقائع والحوادث، وتستنشق روحه عبير رياحين تلك القصص والأخبار، فيفرق بين التزوير والبهتان، والغش والأسطورة، فتدفع عنه كدورة الوحشة من منابع الوحدة، وتزيل ظلمة انقسام الخاطر عن ساحات الراحات: يزيل الاكتئاب وقد يؤدّي ... إلى كل امرئ ما غاب عنه وقد رووا أنّ عامر الشّعبيّ- وهو من علماء التابعين رحمة الله [11] عليهم أجمعين- كان جالسا في مسجد مكة يحدث بأخبار مغازي المصطفى عليه السلام، وقد ازدحم الخلق على الحلقة التي يحدث فيها، ممتعين الأسماع بحسن الاستماع، تجللهم آثار الخضوع والخشوع، وكان من بينهم جماعة من بقايا صحابة رسول الله صلوات الله عليه ورضي عنهم، من الذين قسموا أوقاتهم بين العبادات الجسدية والروحية، وشرفوا ب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ «1» ، والذين كانوا أنامل ساعد صاحب الشريعة، ووابل سحائب صدر النبوة، وأنجم أفلاك الديانة، وسهام كنانة الفتوة والمروءة، قالوا: لقد شاهدنا القوم، والشّعبيّ أعلم بتلك المغازي منا «2» ، أي: إننا قد نلنا سعادة حضور ومشاهدة تلك الغزوات، ورأيناها رأي العين، لكن أفكارنا لم تصل إلى وصف هذه الأحوال، وعيوننا لم تدرك دقائق نور سهيل هذا الفلك، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 الذي لم تصل غايته مواقع الأقلام ومطالع الأوهام؛ بينما عامر الشّعبيّ الذي تلقى أخبار هذه المغازي سماعا، يرويها مفصلة كاملة أكثر من تلك المودعة في خزائن حفظنا. ولما كان الأمر كذلك، فإن كل من أعرض عن علوم التواريخ، تطاولت عليه يد الدهر، وانهالت عليه النوائب من كل الجوانب، ولم يكن له طريق من المسموع والمنقول ينجيه من تلك الآفات، فعقله لم يستنز بالتجربة؛ لأن مسالك الأوهام، ومناهج الأفهام، قد بلغت بالقصص والأخبار غاية السعة، والرجل العالم بالتواريخ يأنس بمعرفة التجربة ونورها: بصير بأعقاب الأمور كأنّه ... يرى بجميل الظنّ ما الله صانع «1» [12] فائدة أخرى: إن التجربة من فضائل بني الإنسان، والتجارب مقدمات معلومة في المعارف المعروفة؛ وإن الوصول إلى الكمال إنما هو بمداد التجربة، ومهما كان الفكر محكما وثابتا، فإنه يتيه في ظلمة الوقائع، وخوف الفجائع، ولا يمكن لهذا الفكر أن ينور إلا بالتجربة، والعيش لا يهنأ بسوى معرفة أسباب النفع ودفع الضر؛ وأشجار الأخلاق لا تزدان إلا بتهذيب التجربة، وإن من بين العقول عقلا يقال له: عقل التجارب، فكما أن كمال الثمرة في النضج، فإن كمال الفكر في التجربة، ومن الأقوال السائرة على السن العامة قولهم للمجرب: نضيج الرأي. وللتجربة ثلاثة طرق: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 الأول: ما يكسبه الإنسان من الأمور التي يباشرها بنفسه حلوها ومرها. الآخر: ما يراه في غيره من أترابه وأقرانه ممن عاشها وعاصرها. والثالث: أن تصله أحوال وأخبار المتقدمين، فيتيقّن أسباب سعادتهم وابتلائهم. وليس بين الطرق الثلاثة المذكورة ما هو أكثر يقينا من أن يباشر الإنسان التجربة بنفسه؛ ويليه، أن يشاهد ما يقع للناس من أبناء عصره؛ ثم ما يقرأه في التاريخ- بشرط أن يكون ناقله ثقة- فيكون كمن رآها بعينه فلا يفاجأ بشيء خلاف العادة والمعهود، ويقيس ساحة أسباب عيشه بمقاييس العقل، ويصيب بسهام آماله أهدافه ويتفرس بفراسته أنوار السعادة: كريم خبير أخو مأقط ... نقاب يحدّث بالغائب «1» كما أوردنا ذلك في حديث الشّعبيّ. [13] فائدة أخرى: إن المتأمل في التواريخ، والعالم بأخبار الماضين، يعلم أنه يشاور في كل حادثة وواقعة حدثت قبله، من عهد آدم عليه السلام إلى عهده، مجموعة من عقلاء العالم؛ وهذا الأمر- العلم بأخبار الماضين- أكثر نفعا من المشاورة لأن الأكابر من الماضين والمتقدمين، كانوا ينظرون إلى مصالحهم الخاصّة في الوقائع التي يبتلون بها، بينما ينظر من يشاور في الوقت الحاضر إلى مصالح غيره- أي مصالح من يستشيره- واهتمام الناس بمصالحهم الخاصّة أصدق من اهتمامهم بمصالح الآخرين، وهم أكثر حرصا على حفظها من حرصهم على حفظ ما للآخرين. ولا شك في أن المتدبر في التاريخ، في كل واقعة وقعت قبله إنما يغنم خلاصة عقول مجموعة من عقلاء العالم، فتظل يد الفتنة، وجيوش الوقائع والحوادث عن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 نهب ذخائر أفكاره مغلولة، ولا تقطع شيئا من علائق قدرته؛ فيزداد نور تحمله، ويخيط نظره العبرة بخيوط الغيرة، ولا يتراكم غبار تشتت البال على فكره، فيرد البلاء، ويأمن القضاء؛ يشتري نتائج عقول الماضين بالمجان، ويستضيء بالنار التي أشعلها الآخرون: سعدت بنو بكر بشعر مساور «1» ... إن السعيد بغيره قد يسعد وفي الحديث النبوي: «السعيد من وعظ بغيره» «2» . ومحمد المصطفى، الذي أضاء المشرق والمغرب بنور نبوته وجلالته، وعطّر العالمان من روائحهما، ودان جبابرة العالم لشريعته، والنجاة في الدارين رهن إشارته [14] وانكشفت به رقوم خذلان المخالفين، ورسوم أمن وأمان المتابعين، ولا ينال نسخ النحوس من كوكب شريعته إلى يوم القيامة ويظل دائرا محفوظا بختم محبته، ويهب نسيم الصبا على حضرته: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 * السعادة لا تغادره كالصدق من الحق ... والشرف لا ينفصل عن جوهره كالنور من النار ليس من بني البشر من لم يثن عليه ... ذلك أن الثناء عليه جوهر الكلام فليكن قلبي هو الذي يقبّله ... لأن محبته استقرت فيه عند ما طلع خاتم سعادته، وفلك حساب سيادته، في حرب الأحزاب، أخبره سلمان الفارسيّ رحمه الله، بأن من رسوم العجم إذا داهمهم جيش جرار كالسيل، وكحلكة ليل الأجل في سعته وانتشاره؛ فلا يقر للمقاتلين قرار إلا على مراكب شجاعتهم، وإلا أن تصاب نياط القلوب في زوايا خبايا الصدور بضربهم وطعنهم: مغموسة في النصر يصدر عن يد ... مملوءة ظفرا يروح ويغتدي «1» **** في فعالهم كفعل السم في الكبد ... وفي كثرتهم ككثرة الذرات في الهواء لا تؤثر فيهم طوارق الحدثان ... ولا يسعهم العالم الفسيح جاءوا يحملون السيوف والحراب ... لا بسين الدروع والمغافر أي جيش هذا الذي أحل لنفسه الدم ... كما أحلّ له حليب الأم؟ أيوجد دنس في طباع هؤلاء القوم ... الذين الآجال أحلى لديهم من الآمال؟ عند ما يقصد- أي ذلك الجيش- المدينة، [15] ولا يقوى سكانها على مقاومته عند اختلاط الكتائب، واختراط القواضب، وتمكين الرماح من الصدور، والسيوف من المفاصل والأعضاء، ولا يجدون ملجأ وموئلا ومعقلا يلجأون إليه: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 إذا هم نكصوا، كانوا لهم عقلا ... وإن هم جمحوا، كانوا لهم لجما «1» فإنهم يحفرون حول المدينة خندقا يحيطها كما تحيط الهالة القمر وقد سر المصطفى صلوات الله عليه من ذلك الكلام، وقاس الواقعة التي هو فيها على الواقعة الماضية، وأصدر أمره النبوي بحفر خندق يحيط بالمدينة بعرض عشرة أمتار وبعمق عشرة أيضا. في الذاهبين الأولين من القرون لنا بصائر «2» ولأن المصطفى عليه السلام- مع كونه نبيا رسولا- قد انتفع من تواريخ وأخبار الماضين، واستضاء بمصابيح أفكارهم في دفع البلاء، فإن على العالمين الاقتداء بالمصطفى سيد ولد آدم صلوات الله عليه، وأن يستفرغوا وسعهم في الاغتراف من بحار التواريخ وأنوار القصص، والاعتقاد بأن ما فعله المتقدمون في حفظ مصالحهم، ينبغي أن يكون درسا للمتأخرين: وريش الخوافي تابع للقوادم «3» فصل: وليس هناك من هو أشد حاجة لهذا العلم- التاريخ- من الملوك والأمراء، لأن كل مصالح الخلق مرهونة بفكرهم ودرايتهم، وكل ما يقع في الممالك من خير وشر، فتدبيره ودفعه منوط بأوامرهم؛ وهم بحاجة إلى معرفة الحوادث، ووقائع الملك، ومكائد الحرب، والتدابير التي اتخذها الملوك السابقون، كما يحتاج الأطباء إلى أصول ومعالجات وكتب المتقدمين، والأدباء والفصحاء إلى كتب وتصانيف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 الماضين والأسلاف: ولن تبلغ العليا بغير التجارب «1» ثم إن الملوك عند ما يتدبرون التواريخ أو [16] تبلغ مسامعهم، يرغبون في مكارم الأخلاق والعدل والرأفة وما فيه دوام الملك، ويجتنبون ما هو سبب في البلاء والضرر وزوال الملك: والنفس راغبة إذا رغّبتها ... وإذا ترد إلى قليل تقنع «2» ونخص بذلك الأمير أو الملك ذا الهمة العالية، الذي تقتضي همته أن يزيد في تفحص فضائل الملوك الماضين، وتحصل لديه الغبطة والمنافسة كما هو حاصل بين الأقران: هي النفس ما حسّنته فمحسّن ... إليها، وما قبّحته فمقبّح «3» فصل: إذا عرضت لأحدهم شبهة أن بعض التواريخ موضوعات ومفتريات وأساطير الأولين، وأن التمييز فيها عسير، لا متزاج الصدق بالكذب، واختلاط الغث بالسمين، والصواب بالخطإ، فالجواب على ذلك هو أنه لا ينبغي لنا أن نأخذ بعين التحقير والتصغير وقلة المبالاة أي شيء يمكن أن ننتفع به منه- من التاريخ- و «كل ما سد جهلا فهو محمود» «4» ، فالحكايات التي وضعت على ألسن الحيوانات في كليلة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 ودمنة موضوعة للخبرة والتجربة، وهي مفيدة ومقبولة بصورة عامة. حكاية: حضر في زماننا نديم مجلس وزير اختاره لمجالسته ومنادمته، وكان الوزير بخيلا، ممسكا، جعد اليدين، فجرى في ذلك المجلس حديث سماحة وسخاء البرامكة رحمهم الله، ولما كان ذلك الوزير يجد تلك الحكايات مخالفة لطبيعته وعاداته «الحر يعطي، والعبد يألم قلبه» «1» : وغيظ البخيل على من يجو ... دأعجب عندي من بخله «2» [17] لذلك ظن أن تلك الحكايات مستحيلة وموضوعة؛ فما أكثر الناس الذين يفتقرون لصفة ما في أنفسهم، فيتوهمون عدم وجودها في غيرهم: والأرض لولا الغذاء واحدة ... والناس لولا الفعال أشكال «3» فقال ذلك الوزير: إن حكايات البرامكة هذه موضوعات ومفتريات، فقال النديم: أطال الله في حياة الأمير وليّ النعم في سعادة، وجعل ملكه نافذا في الموالي والأعيان، إذا كان الأمر كذلك، فلماذا لم يفتروا أمثال هذه الحكايات الموضوعات والكرم المكذوب على سيدنا الوزير؟ ألا يعني هذا انعدام ذلك هنا، ووجوده هناك؟ «4» الناس أكيس من أن يمدحوا رجلا ... حتى يروا عنده آثار إحسان فائدة أخرى: عادة ما يبتلى الملوك والأمراء بحفظ مصالح الملك، وتغرق أفكارهم في تلك المعاني، ويمكنهم الاستراحة من تحمل أعباء الملك بالتدبر وسماع التواريخ، لأن خواطرهم وضمائرهم تصاب بالكلل والفتور والتعب والنصب الكثير، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 وليس هناك علم أكثر ملائمة لهم من علم التواريخ في أوقات الانبساط والراحة. فصل في ذكر البلدان نذكر في هذا الفصل البلدان المشهورة، والنواحي في الربع المعمور من العالم: بلاد الزنج التي تدعى زنجبار «1» ، واعظم مدنها تدعى سفالة «2» الزنج وقنبله؛ بلاد السودان وهي في انتهاء عمارة أقصى المغرب وأكبر مدنها يقال لها غانه؛ بلاد اليمن ومدنها العظيمة هي صنعاء [18] وعدن ونجران؛ بلاد الهند، وفي هذه البلاد كثير من المدن الكبيرة، يقال للواحدة منها نرسي، حتى إن السلطان محمودا عندما شنّ الغارة على هذه المدينة بمائة ألف فارس، لم يتمكن جيشه منذ الفجر حتى وقت الظهر، إلا من نهب سوق العطارين في المدينة، ولم يكن باقي أهل المدينة يعلمون بذلك، ثم خرج الجيش منها وخاف أن يظل فيها، وقيل إن هذه الغارة شنّها الأمير أحمد بن ينالتكين، الذي كان طليعة الجيش «3» . ومن مدنها الأخرى نهروالة التي قيل إن أفيالا كثيرة تحمل منها في كل يوم ثياب الغسالين إلى الصحراء؛ بلاد الصين، ومدينتها الكبيرة سنقو «4» ؛ بلاد الإسكندرية؛ بلاد مصر؛ بلاد البوارج «5» ؛ بلاد السند؛ بلاد تركستان؛ بلاد البربر؛ بلاد إفريقية؛ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 بلاد الأردن؛ بلاد الشام؛ بلاد العرب وتهامة؛ بلاد العراق؛ بلاد الأهواز؛ بلاد فارس؛ بلاد كرمان؛ بلاد عمان؛ بلاد جيلان؛ بلاد الديلم؛ بلاد شروان؛ بلاد طبرستان؛ بلاد مازندران؛ بلاد قومس؛ بلاد قوهستان؛ بلاد كابل؛ بلاد بست؛ بلاد الغور وغرشه؛ بلاد سجستان ونيمروز؛ بلاد خوارزم؛ بلاد خراسان؛ بلاد سقسن (سقسين) «1» وبلغر؛ بلاد فرغانة؛ ما وراء النهر؛ ثغور الروم؛ الأرمن؛ بلاد الكرج؛ بلاد الروم؛ [19] بلاد آذربيجان؛ بلاد الخزر ودار ملك اليهود «2» ؛ بلاد الروس والآلان؛ بلاد الصقالبة؛ بلاد طخارستان؛ بلاد بلور؛ بلاد قشمير؛ بلاد الثلج؛ بلاد السغد؛ بلاد الصّغانيان والقتا (الخطا) «3» . تلكم هي خمسون بلدا معتبرا، ولكل بلاد منها نواح كثيرة، وفي كل ناحية فيها أرباع كثيرة، والله تعالى أعلم. فصل في أعداد التواريخ المشهورة إن أول من صنف المغازي والتواريخ في الإسلام هو محمد بن إسحاق بن يسار «4» ، وكان من التابعين، صدوقا وأمينا، وقيل إن جده يسارا كان مولى المصطفى عليه السلام، بينما قال بعضهم إنه كان مولى قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 ولهذا قالوا، محمد بن إسحاق بن يسار القرشيّ، لأنه كان من موالي قريش. وجاء بعده وهب بن منبه اليماني «1» وأخوه همام بن منبه؛ وكان وهب تابعيا، روى عن جابر بن عبد الله الأنصاريّ، وألف كتاب المبتدأ. وكان بعد ذلك محمد بن جرير الطّبريّ، الذي كان خال أبي بكر الخوارزميّ الأديب، وألف التاريخ الكبير، ولي نسب عرقي بمحمد بن جرير المؤرخ، كما أورد ذلك الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور «2» . والآخر فتوح أعثم «3» ؛ وتواريخ الملوك لابن المقفع «4» ؛ وكتاب تهذيب التاريخ «5» ، وكتاب تجارب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 الأمم «1» من تأليف الحكيم أبي علي مسكويه؛ والآخر هو كتاب تواريخ آل بويه «2» الذي ألفه الصابي وغيره. [20] والآخر كتاب اليميني «3» . وقد ألفت أنا كتابا بدأت فيه من حيث انتهى إليه اليميني إلى يومنا هذا، عنوانه مشارب التجارب وغوارب الغرائب. والتاريخ الآخر عنوانه مزيد التاريخ «4» من تصنيف أبي الحسن محمد بن سليمان صنفه على عهد السلطان محمود. وكتاب آخر لابن طباطبا العلوي في التواريخ والأنساب عنوانه التذكرة والتبصرة «5» ، وهو جامع ومما يعتمد عليه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 وقد ألف الشيخ أبو الفضل البيهقيّ الذي كان كاتب السلطان محمود بن سبكتكين وكان أستاذ الصناعة والمستولي على مناكب وغوارب البراعة، تاريخ آل محمود «1» بالفارسيّة، ويقع فيما يزيد على ثلاثين مجلدا كان بعضها في مكتبة سرخس وبعضها في مكتبة مدرسة الخاتون مهد العراق رحمها الله بنيسابور. تلك هي التواريخ والكتب التي كل واحد منها صراط الألفة، وبساط الزلفة؛ وحظائر الأنس، ومحك خواطر ضمائر الإنس؛ وأنوار الأوهام، وأزهار الأفهام؛ وأرواح أشخاص القدرة والعلم، وقوانين الفصاحة والبراعة، وغايات آيات المقامات؛ وعناصر الآداب، وأواصر الأنساب والأنساب. في نظام من البلاغة- ما ... شك امرؤ أنه نظام- فريد ومعان لو فصّلتها القوافي ... هجّنت شعر جرول ولبيد حزن مستعمل الكلام اختيارا ... وتجنّبن ظلمة التعقيد وركبن اللفظ القريب فأدر ... كن به غاية المرام البعيد «2» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 ذكر تواريخ المدن والبلدان ومؤلفيها تاريخ بغداد «1» : ويقع في عشرة مجلدات، وبغداد هي التي يدعونها جنة الأرض؛ وقال أبو إسحاق الزّجّاج: بغداد حاضرة الدنيا وما عداها بادية «2» ، قال الشاعر «3» : [21] هيهات، بغداد الدنيا بأجمعها ... عندي، وسكّان بغداد هم الناس ومن عجائب بغداد أنه لم يمت فيها خليفة، إلا المقتفي الذي توفي هذه الأيام «4» . تاريخ مرو: من تأليف العباس بن مصعب «5» ، وآخر من تأليف أحمد بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 سيار «1» ، وآخر من تأليف المعدانيّ «2» . تاريخ هراة: وألف فيه اثنان، واحد لأبي إسحاق أحمد بن محمد بن يونس البزّاز «3» ، والآخر لأبي إسحاق أحمد بن محمد بن سعيد الحدّاد «4» . تاريخ بخارى وسمرقند: من تأليف سعيد بن جناح «5» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 تاريخ خوارزم: في مجلدين ضخمين من تأليف السري بن دلويه «1» ، ومن تأليف أبي عبد الله محمد بن سعيد «2» . تاريخ بلخ: من تأليف محمد بن عقيل الفقيه «3» . تاريخ نيسابور: واحد من تأليف أبي القاسم الكعبيّ البلخيّ «4» ، وقد احترق، وأصله في مكتبة مسجد عقيل، والآخر من تأليف الحاكم أبي عبد الله محمد بن عبد الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 ابن حمدويه بن نعيم بن الحكم الحافظ «1» ، وهو في اثني عشر مجلدا، والآخر: تتمته وهو كتاب سياق التاريخ، من تأليف الإمام أبي الحسن عبد الغافر الفارسيّ رحمة الله عليه «2» ، وآخر باللغة الفارسيّة من تأليف أحمد الغازي «3» في مجلدين. تاريخ بيهق: للإمام علي بن أبي صالح الخواريّ «4» رحمه الله، وهو عدة أجزاء باللغة العربيّة، وقد حال الأجل دون إتمامه. كتاب الثار: من تأليف السّلّامي «5» ، في تاريخ خوار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 تاريخ ولاة خراسان «1» : وهو أيضا من تأليف السّلامي، وقد جمعت كتابي هذا تاريخ بيهق، من تاريخ نيسابور الذي يعتبر أتمها، ومن أجزاء كتاب الإمام علي بن أبي صالح الخواريّ رحمه الله، ومن كتب أخرى، وذكرت فيه بعضا من أنساب أهل بيهق وبيوتها القديمة ليكون أكثر إحاطة، فرايات أبوابه مشرعة، وفصوله برقوم الترتيب على ألواح التهذيب موزّعة، وحروفه في أوعية التصحيح مودعة؛ ومعانيه مصونة من الاضمحلال، وألفاظه محروسة من الزوال. [22] تتغذى بها المسامع منا ... فهي نعم الغذاء للأسماع باب في فضائل بيهق قال رسول الله صلى الله عليه: «ما أحد من أصحابي يموت ببلدة، إلا كان قائدا ونورا لهم يوم القيامة» «2» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 وبمقتضى هذا الحديث، فإن أي بقعة يستشهد فيها واحد من كبار الصحابة، أو يودع الحياة عن طريق الأجل المسمى، لها شرف على البقاع العاطلة عن هذا الشرف، ويكون ذلك الصحابي النور والإمام لتلك الجماعة في يوم القيامة. وقد وصل إلى أرض بيهق عدة من صحابة المصطفى صلوات الله عليه، واختاروا المقام فيها، وانتقل بعضهم إلى الدار الآخرة هناك كما سيأتي ذكره. قال رسول الله صلى الله عليه: «خير بلاد خراسان نيسابور» «1» ، ولأن نيسابور أحسن بلاد خراسان، كانت نواحيها أفضل النواحي. وقد وصل عزير النبي عليه السلام إلى بلاد خراسان وأقام في كل المدن، وذلك في الوقت الذي لم يبق فيه من بني إسرائيل أكثر من سبطين على الإيمان، والسبب في ذلك أن إرمياء النبي عليه السلام، كان قد أعطاه كمية من التراب، وقال له: اتجه نحو المشرق، وحيثما نزلت في مدينة، زن هذا التراب بترابها، فمتى ما رأيته قد تعادل معه في الوزن، فانزل هناك. وقد قدم إلى بيهق ونيسابور، وذهب حتى بلغ مرو، فرأى أن التراب الذي معه قد تعادل في الوزن مع ترابها، فأقام هناك وبنى في مدينة مرو كنيسا، وكان ذلك الكنيس معظما لدى بني إسرائيل، وظل إلى عهد الملك أرسلان أرغو بن ألب أرسلان «2» . ذكر من كان من الصحابة رضي الله عنهم ببيهق أبو رفاعة نعيم بن أسيد العدوي ّ «3» [23] كان من أصحاب المصطفى عليه السلام، وقد هرب من السجن بنيسابور، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 وانقاد وامتثل لأمر الحق تعالى، عندما ودّع الدنيا بين سبزوار وخسروجرد، ومرقده في قرية خسروآباد ببيهق، وقيل في رثائه الكثير، وأحكمه: أبا رفاعة قد أوقدت في كبدي ... نارا تقطّع منها القلب والكبد أبا رفاعة قد أمسيت منفردا ... بأرض بيهق لا أهل ولا ولد وكيف حال امرئ قد عال ناصره ... وكيف حال يد قد خانها العضد زهير بن ذؤيب وابن بشر الأنصاري ّ ماتا ببيهق، فقال فيهما الحريش؛ الأبيات للحريش لا للحصين، كذا وصلت إلينا بالأسانيد الصحيحة العالية «1» : أعينيّ إن أنزفتما الدمع فاسكبا ... دما لا رضى لي غير أن تسكبا دما على فارس لا يسقط الروع رمحه ... إذا كان صوت المرء خوفا تغمغما أعاذل إنّي كلّ يوم كريهة ... أكرّ إذا ما فارس القوم أحجما أعاذل قد قاتلت حتى تبددت ... رجالي وحتى لم أجد متقدما أبعد زهير وابن بشر تتابعا ... وورد أرجّي في خراسان مغنما؟ أتاه نعيم يبتغيه فلم يجد ... ببيهق إلا جفن سيف وأعظما وإلا بقايا رمّة لعبت بها ... أعاصير سابزوار حولا مجرّما ويروى «أعاصير نيسابور» ، فزهير بن ذؤيب العدويّ من بني عامر بن مالك، وابن بشر هو عثمان بن بشر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 قطن بن عمرو بن الأهتم [24] كان من الصحابة، وله أولاد ببيهق، يقال لهم إذا نسبوا: فلان القطنيّ، وقد نجا من سجن أسلم بن زرعة، الذي كان أمير خراسان، وهو المذكور في الأمثال «ألأم من أسلم» «1» ، وانتقل ببيهق إلى الدار الآخرة، وله أخ هو نعيم بن عمرو، وقد رثاه «2» : إذا ذكرت قتلى الكرام تتابعت ... عيون بني سعد على قطن دما أتاه نعيم يبتغيه فلم يجد ... ببيهق إلا جفن سيف وأعظما الأمير المهلّب بن أبي صفرة «3» كان من صحابة المصطفى، وقد روى عنه الحديث، وكانت ابنته هند زوج عبد الملك بن مروان، وكانت مشغولة بالغزل، فقيل لها: أتغزلين وأنت امرأة خليفة؟ قالت: لأني سمعت والدي المهلب بن أبي صفرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول لنسائه: «أطولكن طاقة، أعظمكن أجرا يوم القيامة، وهو يطرد الشيطان، ويذهب بحديث النفس» «4» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 وقد أقام الأمير يزيد بن المهلب مدة في بيهق وكان معه من علماء التابعين شهر ابن حوشب، وعكرمة مولى عبد الله بن العباس رضي الله عنهما، وسنذكر قصته وأولاده بعد هذا في موضعه إن شاء الله. همام بن زيد بن وابصة «1» [25] كان من صحابة الرسول صلوات الله عليه، وكان مقيما في قرية إيزي، وكان معه قصعة للنبي المصطفى، وقد دعاه الله إليه في هذه الأرض، وله أولاد وأعقاب ينتسبون إليه. العباس بن مرداس السّلميّ الشاعر كان من صحابة المصطفى عليه السلام، وهو الذي قال فيه الرسول صلوات الله عليه في غزوة حنين: «اقطعوا عني لسانه» «2» ، وكان من المؤلفة قلوبهم، وقبره في خسروجرد، وله أولاد هناك، يدعون أولاد مرداس، وكان من أولاده الشيخ أبو علي الحسين بن أبي القاسم مرداس، وكان محدث زمانه، وقد روى أحاديث كثيرة عن شيخ السنة أحمد بن علي بن فطيمة البيهقيّ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 قنبر مولى وحاجب أمير المؤمنين علي استوطن بيهق مدة، وتزوج فيها، وقبره بنيسابور حيث مسجد هاني، وهاني الذي سمي ذلك المسجد باسمه، هو من أولاد قنبر، وهو هاني بن قنبر، ومن عقبه علي بن جمعة بن هاني «1» ، والسليطيون بنيسابورهم من أولاده، وهذا البيت معروف، وقد ولد لقنبر في سبزوار ولد اسمه شادان بن قنبر، وإليه ينسب مسجد شادان بسبزوار، وقد ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في المجلد السادس من التاريخ، وكان من أعقاب شادان ببيهق جعفر بن نعيم بن شادان بن قنبر «2» . فصل في ذكر فتح بيهق في سنة ثلاثين من الهجرة، ورد عبد الله بن عامر بن كريز إلى ديورة عن طريق كرمان، ومر على بيهق، فقال أهل بيهق: إذا آمن أهل نيسابور فنحن نؤمن أيضا [26] ولم يحاربوا عبد الله بن عامر بن كريز وجيش الإسلام «3» . وصل عبد الله نيسابور، وأقام أربعة اشهر فيها، وأرسل الربيع الحارثي إلى سجستان، والأحنف بن قيس إلى قهستان، واتجه هو إلى سرخس، إلا أن حلول الشتاء، وتراكم الثلوج على جسر طوم، جعلاه يرى المصلحة في العودة إلى نيسابور الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 كي لا يهلك العرب من البرد، واتّجه نحو نيسابور، واستعاد بالحرب المدينة والقلعة. ثم أرسل يزيد الجرشي إلى جام وباخرز ليفتح تلك الناحيتين، كما وفد إليه ملك نسا وأبيورد، ووافق على دفع مال الصلح والجزية. وأرسل عبد الله بن خازم السّلميّ إلى سرخس، والأسود بن كلثوم العدويّ إلى ناحية بيهق- كما بين ذلك المعدانيّ في تاريخ مرو- إلا أن الأسود قتل في بيهق، فقاتل بعده نائبه، وكانت النهاية أن أهل بيهق صالحوا كما سيأتي «1» . وقبل هذه الحوادث بعامين، كان ملك العجم يزدجرد بن شهريار، آخر ملوك العجم، قد وصل إلى بيهق، وخيم قرب القرية، فذهب إليه رئيس القرية، فخلع عليه يزدجرد خلعة. وكان يزدجرد شابا جميل الصورة، أسمر اللون، مقرون الحاجبين، مجعد الشعر، حلو الشفة والأسنان، لطيف الحديث، ومهابا، وكل من رآه، داخلته منه هيبة، وكان من أعرق ملوك العجم. باب في ذكر هواء بيهق يقول الأطباء إنه كلما ارتفع المسكن، كان هواؤه ملائما، ونسيمه أشد طيبا، وتنشقه أسهل؛ وكلما كان المسكن منخفضا، كان هواؤه أكثر حرارة، وأبخرته كثيفة، والتنفس فيه غير مريح. وكل مسكن يقع الجبل في جهة منه، والبحر في جهته الأخرى، يكون هواؤه رطبا، ويكثر فيه سقوط الأمطار. [27] وكلما كانت أرضه صلبة جافة، وجبله صخريا كان ضرره أقل؛ وإذا كان الجبل طينيا والأرض رخوة، كانت رطوبة ذلك الهواء أكثر ضررا. فإن كان جو المدينة حارا، انتشرت فيها العفونة والأوبئة، خاصة إذا وقعت في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 مكان منخفض. وإذا كانت البلاد حارة وفي منخفض، لا تصلها ريح الشمال، وتقع في الجنوب، فإن الأمراض والأوبئة تكثر فيها. وكل مسكن يقع بين السباخ ومعدن الكبريت والنفط، يكون هواؤه بعيدا عن الاعتدال. أما المساكن الصحراوية- كما في مرو وسرخس- فتكون صحيحة يابسة، وسرخس أكثر صحراوية من مرو. ويكون هواء مساكن البحر مرطوبا. ومساكن الجبال- خاصة إذا كان الجبل مقابلا للمشرق، ومفتوحا من جانبه أي من جانب الشرق- يكونه هواؤها صحيحا، وسكانها أقوياء ومعمرين، ومزاجهم حسنا. والمسكن الذي تكون أرضه طينا نقيا، ويكون الجبل والبحر بعيدين عنه، يكون هواؤه لطيفا معتدلا. والمسكن الذي يقع وسط الغابة يكون رديئا، وتكثر فيه الحشرات المائية وغيرها. وكل مسكن يقع على ساحل البحر، يكون هواؤه أصح، لأن البحر لا يتعفن. وإذا كان موقع المدينة رديئا، وأراد أحد أن يبني بيتا في موقع حسن فيها، فعليه أن يتجه إلى المشرق، وأن يكون مفتوحا على الشمال، بحيث تبلغ فيه أشعة الشمس أقصى ما يمكن من البناء، وأن يجعل سقف البناء عاليا، وأبوابه واسعة متماثلة. ولا يوجد ما هو أهم للإنسان والحيوانات البرية من الهواء، فإذا منع عنهم- عن الإنسان والحيوان- الطعام والماء يوما أو أكثر فإنهم لا يموتون، أما إذا منع الهواء عنهم ولو لربع ساعة يموت أغلبهم. وإذا كان التراب رديئا فإن الماء المجاور له سيغدو مرا أو ملحا أو آسنا، وسيفسد الهواء تبعا لذلك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 وسمي الإقليم الرابع ب «سرة الأرض» ، إذ ليس هناك إقليم في الربع المعمور أكثر اعتدالا منه [28] قال الجاحظ: «الإقليم الرابع: واسطة القلادة، ومكان السرة من الجثة، واللبة من المرأة، ومكان العذار من خد الفرس، والمح من البيضة، والعنوان من الكتاب» «1» . والحديث طويل في هذا الباب في علم الطب، إلا أن هدفنا من هذا الكتاب هو التاريخ. وتقع ناحية بيهق في غائط من الأرض؛ وكلما كان التراب جيدا وبعيدا عن الجبل، ومفتوحا على المشرق ومهب الشمال، كان أفضل، وكل ما وقع إلى جهة الجنوب من الأراضي الجبلية، ولم يكن جانباه الشّرقيّ والشمالي مغلقين، كان الناس فيه أصح أمزجة وأبدانا، وأطول أعمارا، وتميل هذه المنطقة إلى الحرارة أكثر من نيسابور، لأن الحاكم أبا عبد الله قال: لو وجد شخص ماهر بالفلاحة لاستطاع أن يزرع النخل في خسروجرد، وقد بقيت أسمع إلى عهد قريب أن في خسروجرد نخلة تضاهي الرجل طولا، والله أعلم وكفى به عليما. فصل في ذكر المضاف والمنسوب إلى كل مدينة لكل ناحية وبلد شيء منسوب لتلك الناحية أو البلد، فيقال حكماء اليونان؛ وصاغة مدينة حرّان؛ ونساجو اليمن؛ وكتّاب بغداد؛ ووراقو سمرقند؛ وصبّاغو سجستان؛ وعيّار وطوس؛ ومحتالو مرو؛ وملاح بخارى؛ ومهرة ونقاشو الصين؛ ورماة التّرك؛ ودهاة بلخ؛ وأصحاب غيرة غزنين؛ وسحرة ومشعوذ والهند؛ وضعفاء كرمان؛ وأكراد فارس؛ وتركمان حدود قونية وأنكوريه «2» وطرف الروم؛ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 وصوفية الدينور؛ واللصوص والمتوارون بنواحي الري؛ وأكلة زهّاد خوارزم؛ وأدباء بيهق. والهدف من هذه النسب، أنه لا يوجد في أي موضع آخر من أمثال تلك التي ذكرناها [29] إلا في تلك النواحي والبلاد. قال المأموني لأبي عباد يهجوه «1» : زهو خراسان وتيه النّبط ... ونخوة الخوز وغدر الشّرط اجتمعت فيك، ومن بعد ذا ... إنك رازيّ كثير الغلط وقال آخر «2» : بياض خراسان ولكنة فارس ... وجثّة روميّ وشعر مفلفل فصل في ذكر آفات وأمراض البلدان يوجد في كل بلد آفة ومرض قبيح ففي مصر: البرغوث والحصبة والوباء، وقلة المطر، فإذا نزل جلب الضرر، قال الشاعر «3» : وما خير قوم تجدب الأرض عندهم ... بما فيه خصب العالمين من القطر وقال الجاحظ: إذا تواصلت بمصر ريح الجنوب، التي يسمونها المريسية ثلاثة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 عشر يوما، فإن أهل مصر يهيئون الأكفان والحنوط ويكتبون وصاياهم، لأنهم يعلمون بأنه سيعقبها وباء عام مهلك «1» ، إِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ «2» . وقد ضرب العرب المثل بثعابين مصر، ولو لم يكن النمس موجودا- وذلك الحيوان عدو الثعابين- لهلك أهل مصر بالثعابين، فعندما يدنو النمس من الثعبان، يحاول الثعبان أن يبتلعه، فينفخ النمس فيه نفخة، يقطعه فيها إلى نصفين «3» ، سبحان المقدر لما يشاء. وأفاعي سجستان مثل ثعابين مصر، وقد قالوا: أفاعي سجستان، كبارها حتوف، وصغارها سيوف «4» ؛ وكان مما عاهد عليه [30] أهل سجستان العرب أن لا يقتلوا القنفذ، لأنهم إن قتلوه، فلن تكون لهم قدرة على أفاعي تلك البلاد «5» . ويوجد في البطائح «6» بعوض يهجم على الإنسان النائم، فيمتص دمه ويأكل لحمه، فلا يبقى منه في اليوم التالي إلا عظام خالية من اللحم والدم. ويكون الشتاء في مدينة همذان في غاية الرداءة، كما قال الشاعر «7» : الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 بلاد إذا ما أقبل الصيف جنة ... ولكنها عند الشتاء جحيم وأول هذه القصيدة هو: إذا همذان اعترّها البرد وانقضى ... برغمك أيلول وأنت مقيم وفي الهند والسند «1» : الجرب والحصبة، ولكي يسلموا فإنهم يطلون أسافلهم بطحين الشعير والبقلة الحمقاء والخل. وفي قاسان: العقرب اللادغة. وفي الموصل وديار ربيعة يوجد حيوان كحبّة الباقلاء يقال له الجرادة، كل من عضّه يموت في الحال. وكلّ من أقام بالموصل تزداد قوّته في كل عام «2» . ومن أقام في التبت فإنّه يكون ضاحكا منبسطا إلى أن يخرج منها «3» ، كما أنه لا يهتمّ بمنفعته ولا يفكر فيها، وهذا بلاء عظيم. وفي طبرستان: الوباء والأمراض المعدية، والأفاعي والعقارب التي لا حصر لها. وفي بلخ: العقارب والقرحة البلخيّة. وأما ماء طخارستان فإنه يصيب الفم بالورم. وفي البحرين: عظم الطحال «4» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 وفي المصيصة يصاب الغرباء بالجنون في أقصر مدة «1» . وفي مرو: البعوض والدوالي، وهما في صنعاء اليمن وأبيورد أيضا. وفي بغداد والبصرة، مرض الجذام، والعقارب فيهما كثيرة. وفي الدامغان وقومس شيء كالعدس، يقال له شوكز، إذا [31] لدغ أي عضو من البدن فإنه يصبح عفنا. وفي كرمان تظهر علل الكبد، وهم يسمونها الأمراض الكبدية، والمعمّرون في تلك الديار قليلون. وفي زنجان يظهر الجرب «2» . وفي خوارزم: الحر والبرد المفرطان، والقولنج، والجوع الكلبي «3» . وفي بلاد النوبة يوجد نوع من الأفاعي التي خلقها الله من محض غضبه، فما من طائر يحلق فوق رأسها إلا سقط على الأرض، وما من مخلوق سمع صفيرها إلا أغمي عليه، واجتاز بها فارس في إحدى المرات، فلدغت شفة حصانه، فمات الفارس في الحال، وحدث أن مرّ به فارس آخر، فلامس ذلك الميت، فمات ذلك الفارس أيضا من ساعته «4» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 وأما قزوين، فكل من شرب ماءها، إذا لم يتحرك كثيرا أو يتريض فإن قدميه تتعفنان. ومن أقام في الأهواز عاما واحدا، وكان عاقلا متفرسا فإن النقصان يظهر في عقله وفراسته «1» . وجرارات الأهواز يضرب بها المثل كثعابين مصر وأفاعي سجستان، وفيها الحمى، حتى إن الطفل يولد وهو محموم «2» ، ويصاب الغرباء فيها بالجنون. وفي بست وسجستان تكثر أوجاع العين. وتكثر الهوام والحشرات ببلاد الهند كثرة مفرطة، حتى إنه يخشى من النوم على الأرض ليلا. ولا يموت أحد باليمامة والهند وعمره أقل من سبعة وخمسين عاما، وإن مات كان من النوادر. وفي نسا وجرجان: حمى الرّبع، والحمى النافضة، ووجوه أهل هذين البلدين خالية من النضارة. وفي نصيبين وشهرزور: العقارب القاتلة كثعابين مصر. وينتشر في بلاد دهستان مرض ضربة الشمس وجراحاته تكون متقيّحة. وفي عسكر مكرم: العقرب الطائر القاتل. وبمجرد أن يضاء مصباح في الصيف بسرخس وباورد، فإن أنواعا من الحشرات القارصة تتجمع حوله، إلى الدرجة التي لا يستطيع الناس معها الجلوس قربه. [32] أما في بلاد شروان فيوجد داء الأدرة. وهكذا، ففي كل بلد توجد آفة إذا أردنا أن نذكرها كلها أدى ذلك إلى الملل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 أما مدينة بيهق، فلا يوجد فيها شيء مختص بها من تلك الآفات التي ذكرناها، اللهم إلا الأمراض التي اعتاد الناس أن يبتلوا بها، وأكثر أمراض هذه المدينة يجيء من الحرارة، والمرضى بهذه المدينة قليلون بتقدير الله تعالى. ذكر أمهات البلدان إن كل بلدة يقال لها «أم» تعني أنها أصل، ففي بلاد العرب أم القرى هي مكة، قال تعالى لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها «1» ؛ وفي العراق في الزمن القديم كانت أم القرى البصرة، والآن هي بغداد التي يسمونها دار السلام؛ وأما فيما دون بغداد فأم القرى أصفهان؛ وفي كابل، أم القرى غزنة؛ وفي ما وراء النهر، أم القرى سمرقند؛ وفي خراسان أم القرى مرو؛ وببلاد الشام، أم القرى دمشق، وقالوا: بيت المقدس؛ وفي الروم أم القرى القسطنطينية؛ وبطبرستان، أمّ القرى آمل؛ وفي كرمان، أم القرى جيرفت؛ وببلاد الصين، أم القرى كاجغر «2» ؛ وأما العواصم والثغور فليس بها أمهات قرى يعتد بها. فصل في بيان أن التعويل على هواء المدن دون العناصر الأخرى تباحث الحكماء في تعليل قول الناس: إن هواء هذه المدينة وماءها وترابها أحسن وأطيب مما هو في مدينة أخرى، ولم يقولوا هذه المقالة في النار التي هي رابعة العناصر الأربعة: الهواء والماء والتراب والنار، فلم نجد أحدا يقول إن نار هذه المدينة أشدّ حرا أو لهبا أو إحراقا من نيران المدن الأخرى. وفي الجواب على ذلك قالوا: إن النار أقل هذه العناصر قبولا [33] للتأثير، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 واختلاطها أصعب مع العناصر الأخرى، فالأرض التي يقال لها البر، تتقبل التأثيرات الناتجة عن اختلاط الماء والهواء لتصبح طينا، ووحلا، وملحا، وزاجا أبيض وأمثال هذا، ويتأثر الماء من مجاورته للأرض بحسب طبيعة التراب من حيث الملوحة والمرارة، ويأخذ الهواء كيفيته من الماء، حيث يتعفن الهواء في المكان الذي يكون ماؤه عفنا، فكل واحد منها يتأثر بالآخر، ويخرج من حد الاعتدال ليظهر فيه الضرر، إلا أن النار لا تقبل أمثال هذا الفعل والانفعال إلا قليلا، ولا يتغير أو يتبدل في أي مكان ضياؤها وإحراقها ولهيبها، وذكر الانفعال الذي يظهر فيها عند مجاورتها لأخواتها- التراب والماء والهواء- قليل إذا ما قسناه إلى ما يقع في العناصر تلك. فالنار التي مادتها النفط الأسود والكبريت الخالص، وتلك التي مادتها الحطب، وتلك التي من حطب رطب، وما هي من الخشب الذي فيه مادة دهنية تتميّز عن بعضها، يوجد الإحراق والضياء فيها جميعا، والناس يعتدّون بخاصيتي الإحراق والإنارة، ولا يعيرون أهمية لتلك المواد. باب في اشتقاق لفظ بيهق وحدودها وفي ذلك عدة أقوال: الأول: أنه بيهه، الذي كان أصله باللغة الفارسيّة بيهين، ويعني أن هذه الناحية من أحسن نواحي نيسابور. الثاني: أنه بيهه، وهو مرتبط بكلمة القدم. أي أن مساحة هذه الناحية قاسوها بالأقدام. وقال قوم آخرون: إن رجلا عاش في عصر الملك بهمن وكان يقال له بيهه، أقام قرية مقابل قرية آمن آباد، ولا يزال بالإمكان مشاهدة آثار تلك القرية وسورها، وإنها دعيت باسمه، كما دعيت حسين آباد باسم بانيها، وحارث آباد باسم الحارث، ومعاذ آباد باسم معاذ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 [34] وكان أول عمارة المدينة هو ما بناه بيهه وهو أول حدّ هذه المدينة، أما انتهاؤها فحدّه قومس، وقد حوّلت خوار وطابران من قومس وأضيفتا إلى بيهق، كما ذكر في كتاب الثار «1» . أما جاجرم فهي جزء من جوين، وتدعى خوار ب «خوار بيهق» ، وكان خراجها- إلى عهد قريب- يجمع مع أموال بيهق. وعرض المدينة من قرية سبه، التي هي حد ولاية طريثيث، إلى قرية نوديه تماما. وقد قال أمير خراسان عبد الله بن طاهر «2» رحمه الله، الذي على يديه تمت عمارة نيسابور ونواحيها: خير قرى بيهق جلين، وأطيبها فريومد، ولا بأس بالسدير والحارث آباد. ومن مجموع قرى بيهق التي كان عددها على عهد ملك خراسان، أمير المشرق عبد الله بن طاهر 395 قرية، كان الخراج يؤخذ على 321 قرية منها، وكان مقداره على عهد ملوك آل طاهر رحمهم الله 796، 178 درهما، وأعشاره من 74 قرية هو 75800 درهما. ومدينة بيهق مقسمة على اثني عشر قسما، كل قسم منها يسمى ربعا. ولا يمكن لأحد منها أن يزيد على الربع، ذلك أن الرّبع هو واحد من أربعة، فالمراد إذن الرّبع وليس الرّبع، وقد ورد في كتاب مجمل اللغة لابن فارس أن الرّبع: محلة القوم، فكل مكان تجمع فيه قوم متجاورين وبنوا فيه وعمروه يسمونه الرّبع لدى العرب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 [35] أما في بلاد العجم، فكل مكان لتجمع الناس وإقامتهم في مكان واحد بالمدينة يقال له «محلة» ، وما كان في الصحراء والجبل يقال له ربع. أما تفصيل الاثني عشر ربعا التي كانت على عهد أمير خراسان عبد الله بن طاهر فهي كما يلي: الأول: أعلى الرستاق وفيه: سنقريدر، آمن آباد، بيهق، أحمد آباد منزل، معاذ آباد، كروزد، نزلاباد، آزاد منجير، زياد آباد، حديثة، جلين، حسين آباد، باغن، دلقند، إيزي، بركه آباد، أبكو، عبد الله آباد، أضيف إليه: صلاح آباد، أما قرية سيدي الواقعة في حدود دلقند فهي محدثة، وذكر أن قرية سنجريدر هي من ربع ريوند. الثاني: ربع قصبة سبزوار: قرية عبد الرحيم بن حمويه المتصلة بقصبة سبزوار، راز، كهناب، رزقن، قمنوان العليا والسفلى، ونقابشك الجديدة والقديمة، أحمد آباد باغن، وقرى أخرى. وليس من المعهود في ديار خراسان والعراق أن توجد عدة قنوات جيدة للماء على امتداد فرسخ واحد، بينما توجد عشر قنوات ضمن فرسخ واحد يمتدّ من قصبة سبزوار حتى خسروجرد. بحيث لو جمعت إلى بعضها لأصبح ماؤها مما يعبر بالقارب من حيث كثرته. ومعالم القدرة الإلهية في هذه الخطة واضحة. وأصناف الأوصاف في الصور والأجناس والأنواع في أرجاء وأكناف هذه البقاع مصورة ومقدرة: فاليمن أصبح موصولا بيمناها ... واليسر أصبح مقرونا بيسراها «1» الثالث: ربع طبس وهي تبشن، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى عين ماء حارة موجودة هناك، ويكتبونها: طبشن، وقد صحف هذا الاسم أحد [36] الولاة الغرباء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 الذين حلوا فيها، فقيل لهذا الربع طبس، وفي ذلك الربع تقع قرى طبشن، أفجنك، هارون آباد، قارزي، بازقن، كرد آباد، بلغون آباد، سيف آباد، شيرو، ديواندر، صاهه. ومن الدساكر: هماي در، فرخاردس، جهازشك، كمال آباد، نوديه، دواندر، وهي قرية الأئمة الدلشاديّة. وهناك مزارع وينابيع، وهي متصلة ببلدة جوين من جهة العرض. الرابع: ربع زميج وزميج باللغة الفارسيّة: الأرض المعطاء، وتعني مزرعة الغلال، ولأن بهرام بن يزدجرد، الذي يسمونه بهرام جور، كان قد نزل هناك، وأمر بزراعة الغلال والقطن وأمثال ذلك، فقد سموا تلك القرية زميج، وهي تدعى أيضا باسمه: بهرام جور. ويقع هذا الربع في الجنوب، وليس هناك ربع هواؤه أكثر اعتدالا منه، أما هواء فريومد فهو أطيب، لأنها سهلية جبلية، كما أن هواء بشاكوه (بساكوه) معتدل أيضا، وهناك تزرع شجرة الغبيراء، التي يسمونها عندما تثمر «ششتمد» : بلاد بها نيطت عليّ تمائمي ... وأول أرض مسّ جلدي ترابها «1» وهي عذبة المياه، طيبة الهواء، قليلة الدواء، تربتها حمراء، وسنبلتها صفراء، وشجرتها خضراء، ليلها سحره كله، كأن ابن المعتز عبر عن لياليها بقوله: يا ربّ ليل سحر كلّه ... متّضح البدر عليل النسيم وقلت فيها أبياتا منها: قل للنسيم الذي فاحت نوافحه ... إذا هببت فلا جاوزت ششتمذا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 فماؤها العذب سلسال ونحن نرى ... هواءها يتحاشى عنه كل أذى وفي حدائق واديها لنا ثمر ... كالزّقّ بالشّهد والماء المعين غذا وعندليب تصيد القلب نغمته ... برغم كلّ غراب يقنص الجرذا لكنّ حالي فيها غير خافية ... وقد تطيش سهام فارقت قذذا وفي الحلوق من الإقتار كل شجى ... وفي العيون من الأقدار كل قذى وليس ينفعنا علم ولا حسب ... ولا مقالتنا كنا كذا وكذا وليس ينفعنا علم ولا حسب ... ولا مقالتنا كنا كذا وكذا و «مذ» كثيرة في اللغة البهلوية، يقولون: برغمذ، وفريومذ، وششتمذ، وأنجمذ. وفي المسترقة «1» إسفند مذ. وفي أسماء الأيام فإن كلمة الأيام اسمها باللغة الفارسيّة هو «رذ» ، و «رذ» تقال للعاقل والعقل، قال الفردوسي «2» : أقام محفلا ضم أصحاب الرأي ... من الأذكياء وذوي الخبرة و «مذ» : كلمة مدح للبقاع والمواطن، وفي الزمان القديم كان يقال للأرض الطيبة: «مذ» ، وكانت «مذ» من كلمات مدح الناس، وقد وردت «مذ» كثيرا في اللغة البهلوية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 ومن القرى المسكونة في هذا الربع: زميج، أنجمد، كنبد، حيث كان هناك بيت للنار، ويسمون القرية باسمه أيضا، وكيذقان، وششتمد، وبرازق، وكانت الخنازير فيها كثيرة، وقرية أشتر- وكان هناك مربط جمال بهرام- كيذر، بيذخ، طزرق، عليا باد، سبح، أحمد آباد، روح، حارث آباد، قناة أبي الأسود، جاشك (جاسك) ، كلا بدشك، بيد خشيدر، فضلوي آباد، جابر آباد، جلار، كارن التي يكتبونها خارسف، بزدن، رزسك، بيد ستانه، زرين، دربر، مهر كند، شادياخ، وقراها متصلة بها. [38] الخامس: ربع خواشد ووريان وفي هذا الربع قرى كثيرة أمثال: برقن، ستاج، دارين، باشين، كاموند العليا والسفلى، سلم آباد. السادس: ربع خسروجرد وتتصل بذلك الربع قرى أباري، عثمان آباد، قرية سدير، حفير، كسكن، كرّاب، دسكرة بيت النار، فسنقر، برزه، نحاب (نخاب) ، بلاش آباد، شاره، دربر، وغير ذلك. السابع: ربع باشتين وفيه باشتين، نامين، ريود، دستجرد نامين، كده آباد، شعراني، بلا جرد، كرد آباد، بفره، ساروغ، بشتنق، وغير ذلك. الثامن: ربع ديوره وهو قرى كثيرة، يقال لها: قرى الجبل، ميلون، برون (فدوقن) دويين، برآباد، عبد الملكي، وغير ذلك مما هو من هذا الربع. التاسع: ربع كاه (زركاه) وفيه قصبات جشم، بروغن، مغيثة، ساسان قاريز، يحيى آباد منزل، فارياب، شقوقن (سقوقن) ، خسرو آباد، بزدر، دستجرد، بادغوس، وغير ذلك، (وكان في هذا الربع قرية يقال لها زردكاه، قيل إنها كانت منذ قديم الزمان، وكان بها في شهور سنة أربع وعشرين وثمان مئة، قناة للماء جارية، وهذا الربع ينسب لتلك القرية) «1» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 [39] العاشر: ربع مزينان وفيه: مزينان، مايان، كموزد، داورزن، صدخرو، طزر، بهمن آباد، مهر، حيث توجد مزارع الأقلام البحرية، ماشدان، سويز، وغير ذلك. الحادي عشر: ربع فريومد وفيه: فريومد، إسحاق آباد، فيروز آباد، نهار دان، وغير ذلك. الثاني عشر: ربع بشاكوه وهو عدة قرى معدودة مثل: إستاربد، قرية بيشين، وغير ذلك. باب في بناء سبزوار، والوقائع العظيمة التي حدثت هناك كان بهمن الملك ملكا كبيرا، وهو ابن إسفنديار، وكان الملك الأعظم، الذي حكم في الأرض مئة واثني عشر عاما، كانت ذاته صحيفة السياسة، وفهرس السخاوة، والأرواح بنسيمه معطرة، وآثار أسلافه من الملوك بفوح شميم عرف عرفه معنبرة: ملك كأنّ التاج فوق جبينه ... متهلّل الإمساء والإصباح **** هكذا سخرت له الأرض والزمان ... من كان ذا دولة قوية نسبه: بهمن بن إسفنديار بن وشتاسب بن لهراسب بن فنوخي بن كيمنثر بن كيفاشين بن كنابيه بن كيقباد بن زاب بن نودكان بن مايسو بن [40] نوذر بن منوجهر الملك، واسمه عامر، ويقال بنيمين بن يهودا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، وهو الذي بنى بهمن آباد بيهق، وكانت بهمن آباد في عصره مدينة كبيرة. وكان لبهمن هذا ولد اسمه «ساسان» ، وبنت اسمها «هما» ، وقد تزوج بهمن بابنته- كما هو جائز لدى أمة المجوس- فحملت منه، ولما اقتربت وفاة بهمن، ولم تكن مدة الحمل قد انتهت، قام بوضع تاجه على بطنها وقال: إن ولي عهدي هو هذا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 الطفل الذي في بطن أمه، وإلى حين ولادتها لطفلها، قامت الأم بتدبير مهام الملك: * لا تتكئ على حسبك ونسبك ... فجوهر فعالك هو المعوّل عليه فإما أن يحمر وجهك منها خجلا ... أو تصبح شهيرا ذائع الصيت وفي أي مكان حارا كان أم باردا ... فإن في أصلاب الرجال أولادا نجباء ولما رأى ساسان أن أباه فضّل عليه جنينا، نهض واشترى مجموعة من الخراف وتوجه إلى بيهق، وأقام في ساسان قاريز التي يقال لها ساساقاريز، ثم حفر هناك قناة: * كل ما آل إلى اليسر ... لا بد أن بدايته كانت عسيرة ووضع خرافه هناك حيث قصبة ساسان آباد التي يقال لها اليوم سبزوار، وبنى هذه القلعة، وأما القناة التي حفرها وسط المدينة، فكأن لسان حالها يقول: * مع أن قدري أسمى من هذا ... وأن الفلك الدوار أكبر مني وهذا حديث طويل طويل وقلبي ... مفعم بالألم واللوعة والحاجة الطريق متاهة ولا يوجد دليل ... وقد سكنت الغربان في وكر العنقاء ثم توجّه إلى حدود يوزكند بتركستان، التي تدعى هناك أوزجند، حيث بنى هناك قرية تسمى سبزار (سابزوار) ، وأصلها ساسان آباد أيضا، وهي اليوم معمورة مسكونة. وتوجد في تركستان قريتان بنيتا بجوار ساسان آباد: إحداهما تدعى «راز» ، والأخرى باسم «إيزي» ، كما قلنا عند ذكرنا لبيهق. والعقب من ساسان بن بهمن: مهر، ومهر هرمز، وبه آفريد، وذكروا أن الذي بنى هذه البقعة ليس ساسان بن بهمن، وإنما هو ساسان بن بابك بن ساسان بن مهر بن ساسان بن بهمن بن إسفنديار، والله أعلم. اتفق على أن باني خسروجرد وخسرو آباد هو الملك كيخسرو بن سياوخش بن كيكاوس، أما بلاشاباد، فقد بناها بلاش بن فيروز عم نوشيروان، والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 وقد بنيت هذه المدينة على شكل التعبئة العسكريّة، فربع جلين وحدوده المقدمة، وربع زميج وخواشد كالميمنة، وربع طبس وحدوده كالميسرة، ومن سبزوار إلى خسروجرد كالقلب، ومن خسرو جرد إلى أسد آباد على شكل الساقة، ولذا تدعى هذه المنطقة قدم البلدة، ولسان الحال يقول: * لا يدور الأمر مدار العاقل والجاهل ... وليس الحكم على ما هو ظاهر أن يدمى قلبك وتموت إثره ... أفضل من أن تعيش حياتك مع وضيع وفي سنة خمس وخمسين وخمس مئة وصل من أطراف يوزكند «1» ، جمع من العلماء وهم في طريقهم لزيارة الكعبة، وكان قسم منهم من قرى: إيزي وراز وساسان آباد يوزكند، قرأوا عليّ شيئا من التفاسير، وأخذوا مني إجازات في الأحاديث. [42] فصل: وقد أفاض الناس في الانتقاص من ساسان هذا، وأطالوا ألسنتهم بتفصيل دناءة همته، وكان أبوه قد رأى بفراسته أنه غير لائق للملك. * انظر لذلك الغصن وذلك الجذر ... وصن ذلك العهد والتاريخ قال أبو ساسان لولده: اغرب عن وجهي ... ولتكن أبدا مسودّ الوجه متألما انقلبت الأمور رأسا على عقب ... واسودّ كل الزمان بوجهه وأصبح العالم في قلبه تافها ... وامتلأت لذلك روحه بالألم سأعمر البلاد كلها الآن ... وأصبح أميرا على هذه الأغنام وهذا هو شأن دار الخديعة ... إذ يكون الانحدار فيها بعد كل ارتفاع أصبح أملي بالملك هباء ... فليأت العدو ويشمت بي فلو جاء الموت لأراحني ... من هذا العناء المريع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 وإلى يومنا هذا، يسمي الناس عديم الحياء الذي يريدون انتقاصه وتوبيخه ساسيا، ويسمون الشحاذين «الساسيين» و «الساسانيين» «1» . * فليغّيب في الثرى وليذهب إلى الجحيم ... ذلك الفتى الذي لا يعبأ بأبيه ومن ساسان «2» هذا انحدر ملوك العجم، وكان الملوك الآخرون يقرعونهم ويسمونهم أولاد ساسان الراعي، وليس عجيبا أن مسخت دولة بني ساسان بهذا الإدبار، ومسخت رقوم محاسنها، وأصبح بدرها هلالا، ونهارها ليلا. وكان الأكاسرة ظالمين- إلا نوشروان- فلم يكن أحد من الناس يمتلك الجرأة ليطبخ طعاما طيبا لذيذا، أو أن يخيط ثوبا جميلا، أو أن يعلم ولده العلم والأدب، أو أن تكون له دابة ثمينة، حتى إن النبي الذي عاش في عهدهم عليه السلام قال: إلهي، لم آتيت الأكاسرة [43] ما آتيتهم؟ فأوحى الله تعالى إليه: «لأنهم عمروا بلادي، حتى عاش فيها عبادي» «3» . وكانوا مولعين بعمارة العالم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 أما نوشروان بن كيقباد فقد كان الملك العادل من بينهم، ولذلك قال النبي عليه السلام: «ولدت في زمن العادل نوشروان «1» » . وعند مضي تسعة أعوام من حكمه، ولد المصطفى عليه السلام. وذكروا أن ساسويه بن شابور الملك هو الذي بنى سبزوار، وسابور هو الذي بنى نيسابور، وكان اسم هذه المدينة بناسابور، إلا أن الألف والباء أسقطا، وأبدل الألف ياء، لأن ني باللغة البهلوية بناء، ونيسابور، تعني بناء نيسابور. أما ساسان قاريز، فقد كانت ساسوقاريز، وسبزوار كان أصلها ساسويه آباد وقيل إن ابن ساسويه هذا هو يزد خسرو الذي بنى مدن: خسرو شير جوين وخسرو آباد بيهق وخسرو جرد وكان الحاكم بنيسابور في قديم الأيام من أبنائه، وهو الحاكم أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسن بن علي بن السري بن يزد خسرو بن ساسويه بن سابور الملك «2» ، وله عقب بنيسابور، وقد توفي الحاكم أبو الحسين بنيسابور في رمضان سنة سبعين وثلاث مئة وهو ابن تسعين سنة، وكان أعقابه من المعمرين، ولم يكن فيهم من عاش أقل من تسعين سنة، وتجاوز الكثير منهم سن المئة سنة. وقد أصبحت سبزوار مدينة كبير مكتظة بالأشجار المثمرة الوارفة الظلال، والناس هناك يسمونها سابزوار، أي الملائمة، كما نسبوا نيسابور من حيث التأسيس إلى سابور الملك، إلا أنهم سموها نيسابور كما أوردنا ذلك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 وقالوا: سبزوار، كجنات تجري من تحتها الأنهار. وعمرانها وأسواقها ومحلاتها متصلة حتى قرية إيزي من طريق زورين، وما زالت أطلال ذلك العمران باقية إلى الآن. [44] ولما وصل الأمير عبد الله بن عامر بن كريز إلى خراسان، لم يحاربه أهل سبزوار، وقالوا: إذا آمن أهل نيسابور، فنحن نؤمن، ولم يبدأوا جيش المسلمين بالحرب، وقد رغبوا في الإيمان بعد فتح نيسابور، تركوا هوى النفس والرياء، ورفعوا علم قبول الإسلام إلى العلاء، زرعوا في عراص الاختصاص بذور السعادة، ليحصدوا ريع السعادة، زينوها بحلية الشرع، وأنبتوها في صدق السنة والحق. وقد ظلوا على هذه القاعدة وهذا النسق إلى أن جاء حمزة بن آذرك الخارجي «1» من سجستان بجيشه في جمادى الآخرة سنة ثلاث عشر ومئتين، حيث انحدر من جانب قهستان وترشيز فوصل أولا إلى ششتمد- المدينة التي كانت ولادتي بها- وكانت هناك آنذاك قلعة من غير ماء، وقد حارب أربعين يوما، فلم يتيسر له فتحها، فقام بحفر قناة ششتمد وما تزال تلك القناة موجودة إلى الآن وتعطي قليلا من الماء، وتسمى القناة السفلى. ولم يرعو حمزة بن آذرك عن رعونته، حيث استولى على رأيه شيطان هواه، فمزق ثوب الصلاح، ومحا من لوح أعماله رقوم الرحمة والشفقة، وأدار برأسه خمار الحقارة وخبائث البدعة والضلالة: على غير حزم في الأمور ولا تقى ... ولا نائل جزل تعدّ مناقبه «2» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 وعندما اتجه من هناك إلى القصبة، صادف وقت ارتفاع الماء في نهر شور، فخاف من عبور الماء، وكان جيش سبزوار قد خرج من المدينة ووقف محاذيا لشط الوادي. وحدث أن جاء حائك من أهل سبزوار، فألقى بنفسه في الماء وعبر، فتجرأ الخوارج على العبور: نزو الفرار استجهل الفرارا «1» وحملوا، فقتلوا خلقا كثيرا، ومن هناك- حيث رباط علي آباد- اتجهوا إلى مدخل القصبة [45] فدخلوها، وظلوا سبعة أيام بلياليها يقتلون الذكران من البالغين أو الأطفال، لأن حكم الأطفال في مذهب الخوارج كحكم آبائهم وأمهاتهم «2» ، وقد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 حوصر مجموعة من الأطفال مع معلمهم في أحد المساجد، فهدّوا سقف المسجد على رؤوسهم، حتى لم يبق في القصبة من الذكور أحد إلا الذي كان هاربا أو غائبا عنها. وذكروا أن من قتل في أيام حمزة بن آذرك في سبزوار قد تجاوز الثلاثين ألفا من الرجال والأطفال. ماذا أؤمل بعد آل محرّق ... تركوا منازلهم وبعد إياد أهل الخورنق والسدير وبارق ... والقصر ذي الشرفات من سنداد أرض تخيّرها لطيب مقيلها ... كعب بن مامة وابن أم دؤاد ولقد غنوا فيها بأنعم عيشة ... في ظل ملك ثابت الأوتاد فإذا النعيم وكل ما يلهى به ... يوما يصير إلى بلى ونفاد «1» **** احترق العالم تحت أقدامهم ... من بساتين وصحارى وجبال وسهول وتحول لعاب السيوف الهندية نارا ... وأصبح العيش مرّا على الناس اضمحل الناس بعد صخبهم ... ذابوا كالرصاص في النار الملتهبة لم يشمل الأمان أحدا منهم ... ولم ينج أحد منهم من القتل وعندما غادر القصبة، لم يكن هناك فيها- لمدة شهر- ولا رجل واحد؛ حيث بدأ بعد ذلك بعض الضعفاء الذين كانوا قد آثروا السفر، بالعودة إليها، ولكن «بقية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 السيف أنمى عددا، وأكثر ولدا» «1» ، فقد قدر الخالق في هذه الدنيا، أن يتصل كل أول بآخر، وكل عمران بالخراب، وأن يمر قلم الفناء والزوال على ناصية كل نظام في العالم [46] . * إن كنت ذكيا فاكشف السر ... وتحدث عن المخفي من أحوال العالم فلطالما مرّ الزمان مسرعا ... على الملك والجيش، والجبل والسهل وطالما تحول ذوو التيجان ترابا ... وأصبح العالم خاليا منهم ومن آثارهم وفي أي مكان وضعت قدمك ... فإن تحتها ملكا مدفونا وكان أهل هذه القلعة الواقعة في وسط القصبة، المسماة سبيد دز «2» ، يجصصونها من الخارج في كل عام بالكلس الأبيض، ولم يبق في القصبة خلق أكثر من أولئك الذين اتخذوا من القلعة القديمة ومن هذه القلعة مسكنا: خابوا جميعا بعد ما غنموا ... قلّوا زمانا بعد ما كثروا غابوا فما أبقوا لنا أثرا ... ماتوا وعنهم ما لنا خبر **** تعلم نظام هذا الفلك ... حيث لم يكتب الخلود لأحد تصعد به إلى العيّوق ليقع ... وتحافظ عليه بمائة حيلة كي ينكسر وكان يحيى بن زيد بن زين العابدين علي بن الإمام الشهيد المظلوم الحسين بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه (عليهم) السلام، بعد مقتل أبيه زيد، قد فرّ من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 المعركة وجاء إلى سبزوار، وكان يحيى من أئمة الزيدية، وقد نزل في مسجد شادان «1» ، وقد فصلنا فيما مضى خبر شادان هذا، الذي هو من أولاد قنبر، وكان مجيء يحيى سنة ست وعشرين ومئة وكان محمد بن علي بن موسى الرضا عليه (عليهم) السلام الملقب بالتّقيّ «2» ، قد عبر البحر عن طريق طبس مسينا، حيث لم يكن طريق قومس مسلوكا آنذاك، إذ أصبح هذا الطريق مسلوكا منذ عهد قريب، فوصل بيهق ونزل في قرية ششتمد، ومن هناك ذهب لزيارة والده علي بن موسى الرضا، وذلك في سنة اثنتين وثلاثين ومئتين. [47] وقد ذكر الحاكم أبو عبد الله الحافظ مؤلف كتاب تاريخ نيسابور، أن هارون الرشيد لم يذهب إلى طوس عن طريق بيهق، وإنما عن طريق أسفرايين أما بقية المؤرخين فقد قالوا إنه ذهب عن طريق بيهق. وعندما وصل- هارون الرشيد- إلى قرية كهناب، التي تدعى «لويد سي» ويسميها بعضهم «لوسي» ، و «لوسي» تعني الثعلب بلسان البيهقيّين، وكان فيها قحط، فنصب هناك ثلاثين قدرا «سي لويد» أطعم منها الفقراء، وقال قوم غير هذا، والله أعلم. وكان دهقان كهناب حمّويه، وهو أبو عبد الرحمن حمويه بن عباد النّيسابوريّ السراج الطّهمانيّ «3» . ومن أولاده: أبو القاسم بن عبد الله بن أبي بكر محمد بن أحمد بن حمويه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 السراج، وقد توفي أبو القاسم هذا، في ذي الحجة سنة ثلاث مئة وأربع وأربعين وهو البطن الرابع من حمويه الدّهقان الطّهمانيّ «1» . وكانت هناك قناة قديمة، قام حمويه بعمارتها، وأجرى فيها الماء، ولذلك قيل لها «كهنه آب» «2» . وعندما حلّ هارون الرشيد ضيفا لديه، سأله: كم تستطيع أن تستضيفني في أيام القحط هذه؟ قال حمويه: إن كانت هناك عدالة، فإلى ما تشاء. قال: أي عدالة تريد؟ قال: أن لا يتعرّض للمزروعات والمحاصيل، وأن تأمر الشحنة وأعوانه أن لا يسرفوا في القش والحطب، لأن كلا الإتلاف والإسراف مضر بالمنافع: ومن يجد الطريق إلى المعالي ... فلا يذر المطيّ بلا سنام «3» وقد جعل هارون الرشيد حاجاته وطلباته ومقاصده، مقرونة بالنجح والإجابة والإسعاف؛ وقد أقام أربعة أشهر، بسبب المرض الذي حلّ به. وعندما أراد هارون الرشيد التوجه إلى طوس، قال لوزيره الفضل بن الربيع، لقد كان لهذا الدّهقان يد بيضاء في تشييد معالم الضيافة، ولم يترك شيئا من أعمال المروءة، لذا فقد أصبح لزاما علينا أن نكافئه، وأن نصونه من العجب، وأن لا نضيع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 [48] شيئا من أياديه وحسن خدمته. وحدث أن حضر بختيشوع «1» الطبيب في حضرة الخليفة، وأعلن عن احتياجه للفلفل الأبيض، لعلاجه، فاستدعى الخليفة حمويه للمثول في حضرته، والوقوف خاشعا قرب سدّته، وقال له، أيها الدّهقان نحن بحاجة للفلفل الأبيض، وإحضاره فرض عليك، كي لا ينقص من ضيافتك لنا شيء. ذهب حمويه وهو في حيرة من أمره إلى بيته، وكان له بنت عاقلة، فعرض الأمر عليها، وكان لتلك الفتاة عقد لؤلؤ على جيدها كل حبة فيها تامة الوزن من اللؤلؤ الرطب القطري الذي وزن الحبّة الكبيرة منه تزن مثقالا، والعمانيّ الذي قيمة حبته تعادل نصف قيمة القطري، واللؤلؤ المقعد وخماناخ «2» ، والأصفر القطري «3» المدحرج واللازك والورديّ والمضرّس واللباني مما لم يشاهد مثله. فقطعت البنت عقدها هذا ووضعته في طبق وأعطته إلى أبيها قائلة: اذهب إلى الخليفة وبعد التمهيد وتقديم الاعتذار قل له: لقد كان في بيتنا فلفل أبيض، لكن لما حل ظل راية الخليفة على هذه البقاع، وتحول الليل إلى نهار، وهزم الإقبال الإدبار، تحول الفلفل الأبيض إلى لؤلؤ قطري رطب. حفظ حمويه وصية ابنته وذهب إلى الخليفة الذي رحب به وقال: إذا الله سنّى عقد شيء تيسّرا «4» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 ولم ينقص من تلك الضيافة شيء وكان الختام أحلى من البدء، وأمر الخليفة بوضع خراج كهناب وقرية عبد الرحيم عنه، وكان عبد الرحيم هذا ابن حمويه، كما كان لحمويه هذا قرية قرب نيسابور تدعى حمويه آباد. وفي العام مئتين واثنتين من هجرة النبي عليه السلام، عندما كان المأمون متوجها إلى بغداد، قتل وزيره ذو الرئاستين، الفضل بن سهل في الحمام بمدينة سرخس، [49] وسقي علي بن موسى الرضا (الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام) السم بسناباد طوس «1» . وقد قصد المأمون بغداد، بعد أن بايع أهل بغداد ابن عمه إبراهيم بن المهدي، بسبب تعيين المأمون عليّ بن موسى الرضا عليه السلام خليفة ووليا للعهد؛ وقد اجتاز المأمون ببيهق، وأقام فيها مدة، حيث نزل بأعلى الرستاق في قرية نزل آباد، وأنقص جزءا من خراج بيهق، وتوجه من هناك إلى جرجان، فحكم وعدل، ولما رأى جرجان بلدة ممطرة موحلة، قال: أخرجوني من هذه البقعة البوّالة الرشاشة، وأنقص من خراجها، وتوجه إلى الري، وأسقط من خراجها ألف ألف درهم مرتين، والله أعلم. فصل: كان المسجد الجامع لقصبة سبزوار قد خرّب على عهد حمزة بن آذرك الخارجي، وكان الناس يذهبون إلى خسروجرد لصلاة الجمعة والأعياد، وكان في القصبة امرأة متمولة متوطنة فيها، وحدث في يوم من الأيام أن تنازع أهل خسروجرد مع أهل قصبة سبزوار حول رؤية الهلال، وقالوا: إن اليوم ليس عيدا لدينا، فتشاور الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 المشايخ وقالوا: ربما كان بستان هذه المخدرة المتموّلة يحل هذه المعضلة، ونهضوا، وذهبوا إلى باب قصرها، فسمعوا صرير مغزلها، فقالوا لبعضهم: إننا لن نغنم منها شيئا، إلا أنهم عرضوا الأمر عليها، فقالت تلك العجوز رحمها الله؛ أخبروني كم سيكلّف بناء المسجد، لكي أكتب ذلك في شهادة الوقف، وكم سيقطع من أشجار هذا البستان لتشييد سقوف المسجد، وعن مقدار أجور الأجراء والفعلة لأدفعها. فقال القوم: شكر الله سعيك، إن ديانتك هي التي جعلتك سخية، وجودك قد أخذ المعنى من جود معن، ولكن ما الذي دعاك إلى الغزل مع هذه الهمة والديانة التي جعلتك تقرئين الفاتحة على الشباب وتخلعين ثوب حب الدنيا وتختارين الآخرة لك عنوانا؟ فقالت: بلغني حديث عن المصطفى صلوات الله عليه [50]- وكنا قد روينا هذا الحديث في بداية هذا الكتاب عن المهلب بن أبي صفرة «1» -، وأنا أرى التبرك بهذا الحديث واجبا، والأمر الآخر، إن غاية صلاح المرأة في جلوسها، وليس هناك من عمل يعين على الجلوس إلا الغزل. وقد بنوا هذا المسجد في التاريخ الذي كان فيه المعتمد على الله خليفة، وحاكم خراسان الأمير أحمد بن عبد الله الخجستانيّ. وقد رأيت المنبر الذي كتب عليه اسم أحمد الخجستانيّ وتاريخ سنة مئتين وست وستين، وإلى عصرنا هذا كان هناك منبر أسود مصنوع من خشب الآبنوس، وعضادتاه من خشب الجوز المصبوغ باللون الأسود، وقد أخذ- بعد ذلك- العميد عبد الرحمن بن إسماعيل بن حسين الدّهّان ذاك المنبر، ووضع بدلا منه المنبر الموجود الآن، وذلك في شهور سنة خمس وخمس مئة. وقد جدّد الأمير أبو الفضل الزّياديّ عمارة هذا المسجد بصورة لائقة، في شهور الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 سنة سبع عشرة وثلاث مئة، وما زال أثر من تلك العمارة باقيا إلى الآن، أما بناء منارته، فقد أعطى السهم الأول من تكاليفها- وقدره ألف درهم- الشيخ أميرك الكاتب، إلى الشيخ أبي نعيم أحمد بن علي «1» ، الذي تكفل بإعطاء الباقي من ماله الخاص، وصك التسليم، وورقة الحوالة المذكوران هما الآن عندي، وكان إعطاء الشيخ أميرك المال المذكور في سنة أربع وأربعين وثلاث مئة، ثم إن المنارة المذكورة سقطت مرة أخرى بعد ذلك في الزلزال الذي حدث عام أربع وأربعين وأربع مئة. وكان بدء عمارة تلك المنارة، أنهم بنوها حتى وصلوا بها إلى الحجرة، ثم تركوها عاما كاملا، وقيل إن السبب في ذلك، أنهم أرادوا للمنارة أن تستقر وترسخ طيلة هذه السنة، ولا يظهر فيها الخلل. وقد قام الشيخ أميرك النّزلاباديّ في سنة أربع وستين وأربع مئة بتشجير المسجد؛ وكان فضاؤه مفتوحا قبل هذا، فأتم الشيخ أميرك [51] على هذه الهيئة عمرانه. وكان الأمير أبو الفوارس شاه ملك بن علي البرّانيّ، في بداية دولة آل سلجوق، قد هاجم القصبة- قصبة سبزوار- بجيش جرار، وأشعل فيها نيران الحرب، وقد رأيت بنفسي أولئك الشيوخ الذي شهدوا تلك الحرب، فذكروا أن شيخا له مئة عام من العمر يدعى أبو عليك الحذّاء، ذهب مرة حافيا لقضاء حاجته، وكان أحد العساكر التّرك كامنا برمحه الخطّيّ، فرمى ذلك الشيخ برمحه، فأصاب قدمه، فهبّ الشيخ واقفا، ولشدة فزعه، سقط على الأرض، فانكسر الرمح إلى قطعتين في قدمه، فأمسك القطعة المكسورة وبقية الرمح، وكرّ على التّركيّ الذي هرب إلى شاه ملك، وشرح له ما وقع، فقال شاه ملك، إن أرضا يركل فيها شيخ عمره مئة عام رمحا خطيا فيكسره، لا يمكن أخذها بالحرب، وعاد يائسا دون أن يصل إلى هدفه: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 وجيش تكون أميرا لهم ... قصارى أولئك أن يهزموا «1» وكان لقب شاه ملك هو خوارزم شاه حسام الدولة ونظام الملة، وقد ورد القصبة وحاصرها بعد أن حلّت به الهزيمة على أيدي الخوارزميّة، وذلك في سنة ثلاث وثلاثين وأربع مئة، وفي شهور سنة ثمان وسبعين وثلاث مئة، تجمّع لفيف من مدن طوس وأسفرايين وجوين، واتجهوا نحو القصبة، بعد أن تبايعوا على تخريب تلك البقعة، وتدمير قنواتها، إلا أن أهل القصبة بعثوا طالبين العون من أهالي ربع كاه، وربع ديوره، فهبوا لنجدتهم يتقدمهم رئيس المقاتلين، الذي قاد جموع المحاربين الذين رضعوا الملاحم في المهد من ثدي الطعن والضرب، ففرقوا جموعهم: وإذا ما أتوك بالخيل فاعلم ... أنّها عدّة ليوم الفرار وفي شهور سنة ست وتسعين وثلاث مئة، هاجم القصبة جيش من الرماة بقيادة أحمد توانكر، حيث التجأ الناس إلى القلعة، وتواصلت الحرب شهرا كاملا، إلى أن رمى أحد غلمان الشيخ أميرك الكاتب البيهقيّ «2» بسهم، فأصاب أحمد توانكر فقتله [52] ، فكان ذلك السهم- بتقدير الله- رسول أجله، وقد دفنوه في أعلى قرية إيزي، وتفرق جيشه. ومن ظنّ ممن يلاقي الحروب ... أن لا يصاب فقد ظنّ عجزا «3» وفي غرة صفر من سنة أربع وأربعين وأربع مئة ابتدأ وقوع الزلازل في بلدة بيهق وخاصة في ربعها، وتواصلت طويلا، بحيث لم يتمكّن الناس من الإقامة في مساكنهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 مدة أربعين يوما بلياليها، وقد خرب كثير من المساكن والمواطن. وكان زحل في تلك السنة في برج الدلو، ودخل في برج الحوت، وكان المشتري في الثور، والجوزاء والمريخ في الأسد قبالة زحل، وقال بعض الأفاضل في وصف تلك الزلزلة: زلزلة زلزلت بها كبدي ... حلّت بأعلى محلّة البلد هم يرصدون الحياة دانية ... لكن صرف الزمان في الرّصد وقال نصر بن يعقوب «1» : يا سعد إني أرّقتني رجة ... ماجت بها الأرواح في الأجسام ماجت بها الأرض الفضاء كأنها ... فرس تنفّض بعد نزع لجام وقال بعض فضلاء بيهق «2» من قصيدة فيها: تتابعت الأنباء من أرض بيهق ... يحدث عنها طول ليلي سميرها بأن مغانيها تداعت وزلزلت ... وطحطح منها بالقبيل دبيرها وأضحت بقيعا صفصفا بعد أنسها ... وصارت خرابا دورها وقصورها وقد خلت الأسواق من كل سوقة ... ولم ينج في دار الأمير أميرها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 ولقد رأيت أنا كثيرا من الشيوخ الذين شاهدوا هذه الحادثة، وأرخوها، وقد دعيت تلك السنة بسنة الزلزلة. [53] وكان للقصبة سور، ارتفاعه أقل من قامتين، وكان الرمح يصل إلى أعلاه، كما يصله سيف الفارس الممتطي صهوة جواده، ولكنه كان محكما ومترسا، وقد أمر الوزير الشهيد نظام الملك رحمه الله، بالإبقاء على أسسه، على أن يبنى بارتفاع أعلى، وذلك في سنة أربع وستين وأربع مئة، إلا أن الملك المعظم، عضد الدنيا والدين، أرسلان أرغون بن ألب أرسلان «1» أمر بتخريب ذلك السور في صفر من عام تسعين وأربع مئة: وكل حصن وإن طالت سلامته ... على دعائمه لا بدّ مهدوم وقد بناه بعد ذلك الوزير مجد الملك، مشيد الدولة، أسعد بن محمد بن موسى القمّيّ رحمه الله «2» ، على يد العميد صفي الدين أبو سعد الفضل بن علي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 المزينانيّ «1» ، بأن مضى به صعودا على نفس أسسه الأولى حتى بلغ به حد الكمال. أما طالع بيهق فهو برج الثور- كما ورد في كتاب طوالع البلدان «2» - الدرجة الثالثة عشر، حيث زحل مع ذنبه في الدلو، والمشتري في الحوت، والمريخ في الجدي مع الشمس، والقمر وعطارد مجموعان في الجدي، والزهرة في الدلو، والله أعلم. فصل: وقد خطب داود بن ميكائيل بن سلجوق باسم السلطان ألب أرسلان محمد بن جغري «3» بيك، في القصبة، يوم الجمعة، العاشر من المحرم، سنة خمس وخمسين وأربع مئة. وكان ملك البلغار وتلك النواحي التي تدعى بمجموعها البلغر، الأمير أبو إسحاق، إبراهيم بن محمد بن يلطوار «4» ، قد رأى في المنام، وهو في بلدته، في سنة خمس عشرة وأربع مئة من قال له: يجب عليك أن ترسل مالا إلى نواحي نيسابور، إلى بيهق لكي ينفق على المسجد الجامع بسبزوار وخسروجرد، ويصرف في عمران الجامعين المذكورين، فأرسل مالا وافرا، وقام ملك خراسان من جانبه بإرسال هدايا نفيسة له لم ير أحد مثلها، وكانت من عجائب الدنيا، كما أنفق ذلك المال في عمران الجامعين المذكورين في نفس التاريخ. رحمة الله عليهم أجمعين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 القسم الثاني باب في ذكر البيوت القديمة والشريفة في هذه البلدة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 [54] لم يكن ذكر بيت الشرف- وذلكم هو بيت النبوة- هدفا لكتابنا هذا، لأننا ألفنا في ذلك كتابا مستقلا، قربة إلى الله تعالى، وهو كتاب لباب الأنساب وألقاب الأعقاب، وقع في مجلدين اثنين من القطع النصفي، وقد ذكرنا فيه كل ما يتعلق بذكر شرف وتفاصيل نسب كل واحد منهم ومفاخره، على حسب القدرة والعلم وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ «1» : كرام لهم علم وجاه ورفعة ... ولا جزر في بحر الزمان لمدّهم وقد كبروا عن طوق مدحي ومنطقي ... أأمدح من جبريل مادح جدّهم؟ **** إن كل من كان جده محمدا ... كان له العالم عزا سرمدا إذا صنع شيئا بقدر الخاتم ... فلن يكون فصه سوى كوكب المشتري بيوت سادات بيهق أقر الله تعالى بهم عيون جدهم وأبيهم وأمهم يوم القيامة لم يكن السادات مقيمين في هذه المدينة، وأكثرهم انتقل إليها من نيسابور وغيرها، وكان أول علوي انتقل إلى هذه البلدة هو السيد الزاهد أبا الحسن محمد بن أبي منصور، ظفر بن محمد بن أحمد زبارة الغازي «2» ؛ وكان يقال له بلاس بوش، لأنه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 كان يرتدي ثوبا من الصوف، وقد استوطن في أطراف مزينان، وكان له ابنان: أبو سعيد زيد «1» ، وأبو علي أحمد «2» ، وكان لهما أولاد وأعقاب، سادات علماء صلحاء، يعيشون من المال الحلال، ولم يفتضحوا بالسلاطين وأموالهم، وقد بقي بأسفل القصبة رهط منهم [55] وأقربهم إلى المصطفى عليه السلام: جمال الدين حمزة «3» بن أبي منصور ظفر بن محمد بن أحمد بن أبي الحسن الزاهد الغازي المعروف ببلاس بوش محمد بن أبي منصور ظفر بن محمد بن أحمد زبارة، البطن الثامن من أولاد أبي جعفر أحمد زبارة. ويليه: السيد الأجل العالم المحدث الزاهد، أبو جعفر محمد بن السيد الأجل نقيب النقباء أبي علي محمد بن السيد الأجل نقيب النقباء أبي الحسين محمد بن نقيب النقباء شيخ العترة وسيد السادة أبي محمد يحيى، بن السيد الأجل نقيب النقباء صاحب الأرزاق أبي الحسين محمد بن أبي جعفر أحمد الزاهد بن محمد زبارة بن عبد الله المفقود بالمدينة، بن الحسن المكفوف بن الحسن الأفطس بن علي الأصغر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. وقد انتقل- أبو الحسين محمد- إلى بيهق في الوقت الذي انتقلت فيه نقابة نيسابور من أبيه السيد الأجل أبي علي، إلى أخيه السيد الأجل أبي الحسن المحدث الحسنيّ الذي كان جد نقباء نيسابور، وذلك في شهور سنة خمس وتسعين وثلاث مئة. ثم جاء بعد مدة السيد الأجل أبو جعفر، رئيس ونقيب مشهد طوس إلى القصبة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 في عهد السلطان شهاب دين الله مسعود بن محمود بن سبكتكين «1» ، وسكن فيها في القصر المعروف باسمه. ولهذا البيت أصل من بيت الطاهريين الذين كانوا ملوك خراسان، فقد كان للأمير علي بن طاهر بن عبد الله بن طاهر بنتان: جاجان وميمونة، أما جاجان فقد كانت جدة السيد الأجل أبي محمد يحيى بن محمد، وكانت فاطمة أم السيد الأجل أبي الحسين محمد، وهي بنت ميمونة ابنة خالة أبيه «2» . وهم عن طريق الأم أولاد الأمير علي بن طاهر بن عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن زريق بن أسعد الخزاعيّ. [56] وكانت المجامع بنيسابور تعقد في قصر السيد الأجل أبي علي زبارة «3» ، ويحضرها الوزراء والأعيان والأئمة والقضاة، وكانت المناظرة التي جرت بين أبي بكر الخوارزميّ والبديع الهمذانيّ، قد وقعت في هذا القصر، بحضور الوزير أبي القاسم، وجمع من الأئمة الذين كانوا حاضرين هناك. وقد قال البديع الهمذانيّ في حقه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 قصيدة، افتتحها بهذا البيت: يا معشرا ضرب العلاء على معرّسهم خيامه وللسيد الأجل أبي علي الزّبارة «1» ، أخ هو السيد أبو عبد الله جوهرك «2» ، وكانت له خصومة مع أبناء السيد أبي عبد الله المحدث، وقد انتصر أصحاب الإمام المطّلبيّ الشافعي رحمه الله، لأبناء السيد أبي عبد الله المحدث، وقالوا: بما أن الحسن كان أكبر من الحسين بحكم الولادة، فأبناؤه أولى بالنقابة من أبناء الحسين، وهذه القصة مذكورة في التواريخ. وكان السيد الأجل نقيب النقباء، الرضي ذو الفخرين أبو القاسم زيد بن السيد الأجل الحسن» ، هو نقيب نيسابور في ذلك الوقت، وحدث أن عاد من سفر له بالحجاز وزيارة الكعبة، فخرج السيد الأجل ركن الدين أبو منصور «4» من القصبة، ورأى الواجب في استقباله والتبرك والتيمن به، إلا أنه لم يترجل له ولهذا السبب نشأت بين الاثنين خصومة ونزاع، وكانت قوة ركن الدين بخدمه وحشمه وأعوانه وأنصاره، وقد أدى ذلك إلى قيام خصومة بين أهل خسروجرد وأهل القصبة [بيهق] . وقد غادر نقيب النقباء إثر ذلك بيهق مستاء، وأنهى صورة الحال إلى الحضرة، فتقرر أن لا يتقدم أحد من نقباء نيسابور على السيد الأجل أبي منصور، فرأى أبو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 منصور الاعتكاف واجبا، وصار حلس بيته، مترفعا عن حضور المجامع والمحافل وأبواب الملوك، وأقبل على تحصيل السعادة الأخروية، وعند ما حضرته الوفاة أعطى من حساب زكاته اثني عشر ألف دينار نيسابوري للإمام محمد بن علي الزّانكيّ «1» لتنفق في وجوهها، وإن هذا لهو الفوز العظيم، ولمثل هذا فليعمل العاملون. [57] وكان السيد الأجل أبو الحسين «2» صاحب الأرزاق قد بويع بالخلافة في نيسابور، وخطب له بالخلافة مدة أربعة اشهر، قام بعدها أمير خراسان بإرسال من أخذه منفيا إلى بخارى، إلا أنهم أعادوه من هناك مكرّما، وهو أول علوي كتبت له الأرزاق من دواوين السلاطين بخراسان. وقد روى السيد الأجل أبو جعفر «3» الأحاديث عن الحاكم أبي عبد الله الحافظ، وكان له ابنان: أبو المحاسن الحسين، وأبو الحسن علي، وأمهما هي بنت الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطّبرسيّ «4» ، وكان لأبي علي هذا أشعار كثيرة ذكرها الشيخ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 أبو منصور الثّعالبيّ في كتبه. والعقب من السيد الأجل أبي الحسين: السيد الأجل ركن الدين أبو منصور هبة الله «1» ، وأمه بنت الفقيه الرئيس أبي عبد الله محمد بن يحيى، وكانت ولادة السيد الأجل أبي منصور، ليلة الأحد، الرابع من محرم سنة ثلاث وثلاثين وأربع مئة. والعقب من السيد الأجل أبي منصور اثنان: السيد الأجل العالم الأجل العزيز، والسيد الأجل العالم الزاهد عماد الدين يحيى «2» . وللسيد الأجل العزيز أشعار وتصانيف كثيرة سارت في الآفاق. وكان السيد الأجل يحيى تام الفضل مع زهده ونسبه وثروته، وله أشعار كثيرة باللغتين العربيّة والفارسيّة، وكانت أمهما بنت الشيخ الرئيس الزّكيّ علي بن أبي نعيم أحمد بن محمد «3» . ولد السيد الأجل العزيز يوم السبت الحادي عشر من شوال سنة تسع وخمسين وأربع مئة، وتوفي في آخر ليلة من رمضان سنة سبع وعشرين وخمس مئة. أما السيد الأجل يحيى فقد ولد ليلة الثلاثاء وقت طلوع الفجر السادس من رجب سنة سبع وتسعين وأربع مئة، وتوفي في يوم الاثنين الثاني عشر من ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة. وقد مضى السيد الأجل العزيز ولا عقب له. أما العقب من السيد الأجل يحيى، فهو السيد الأجل [58] جلال الدين محمد، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 الذي كانت ولادته في شوال سنة تسع وتسعين وأربع مئة، وتوفي ليلة الخميس الثامن من ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وخمس مئة. والعقب منه: السيد الأجل الكبير العالم عماد الدين ملك الطالبية أبو الحسن علي «1» ؛ وركن الدين سيد النقباء الحسن، توفي ركن الدين الحسن يوم الاثنين الحادي والعشرين من ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة. والعقب منه: جلال الدين محمد، وجمال الدين حسين؛ توفي جلال الدين محمد في منتصف شوال سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة. أما العقب من السيد الأجل العالم عماد الدين علي بن محمد بن يحيى فهم: السيد الأجل جلال الدين العزيز، وأمه بنت جلال الدين الحسين بن علي البيهقيّ من أولاد علي بن حمزة الكسائيّ النحوي وتاج الدين محمد، وأمه أم ولد. وركن الدين الحسن، وأمه أم ولد أخرى. ومن هذا الرهط الجليل كان السيد الأجل أبو يعلى زيد «2» بن السيد العالم أبي القاسم علي بن أبي الحسين محمد بن يحيى بن محمد بن أبي جعفر أحمد بن محمد زبارة بن عبد الله المفقود بن الحسن المكفوف بن الحسن الأفطس بن علي الأصغر بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه (عليهم) السلام. وحدث أن ذهب السيد العالم أبو القاسم علي مع السيد الأجل أبي القاسم نقيب النقباء- وهو والد السيد الأجل حسن نقيب نيسابور- إلى قصر السلطان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 محمود بن سبكتكين، فتنازع ركابياهما بسبب تقدم وتأخر موقف موكب كل منهما، فأنهي الخبر إلى السلطان الذي سأل: من هو الأعلم من الاثنين؟ قالوا: السيد العالم أبو القاسم علي، فقال: فهو المقدّم، فإن العلم يعلو ولا يعلى عليه. وقد سكن ابنه السيد الأجل أبو يعلى زيد في فريومد، فزين ذلك الربع بمقامه، توفي في أصفهان سنة سبع وأربعين وأربع مئة، وكان قد اختار بالنجوم أن يغادر قرية فريومد، فلما وصل قرية فيروز آباد بشّر بولادة ابنه السيد الأجل الزاهد فخر الدين أبي القاسم «1» ، إلا أنه ذهب ولم يره. كان ابنه السيد الأجل أبو القاسم هذا [59] فريد عصره في الزهد، وأمه بنت الرئيس الفقيه أبي زيد أميرك البروقنيّ «2» ، وهو الذي منع القصبة من العيّارين والمفسدين في عهد «3» الفترة التي تلت وفاة السلطان ملك شاه. وآثاره ظاهرة في طريق مكة ومشهد الكوفة، حيث أجرى الماء في تلك السنة من نهر الفرات إلى مشهد الكوفة. وكان قد كتب له مثال من ديوان السلطان الأعظم سنجر قدس الله روحه إلى وزير دار الخلافة جلال الدين الحسن بن علي بن صدقة «4» ، وهذا نصه: بسم الله الرحمن الرحيم: حسن توفيق الوزير الأجل العالم يدعو إلى أن تكون وفود أحمادنا إليه مسوقة، وعقود مخاطباتنا لديه منسوقة؛ وبحسب ذلك، استظهر السيد الأجل العالم الزاهد فخر الدين مجد السادة أبو القاسم علي بن زيد الحسينيّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 بهذا المثال، وهو ممن سالت على صفحة نسبه الشريف غرة السداد، وبوّأه استحقاقه كنف العناية موطأ المهاد؛ وحكمت له مودته المرعية، ووسائله المرضية، بأن يتلقى داعية رجائه بالإجابة، ويقابل ظنه بجميل الإصابة؛ وقد هم بأن يسعى في أن تشق إلى الكوفة فرضة من الفرات، ليحيي بها معالم أرضها الموات؛ ولا غنى في تحصيل مراده، وإدراك مرامه، عن حسن مسعاة الوزير الأجل جلال الدين وصدق اعتنائه وإرشاده؛ ورأي الوزير الأجل في ذلك موفق رشيد إن شاء الله تعالى. توفي السيد الأجل فخر الدين أبو القاسم في فريومد يوم الخميس الرابع من ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة. والعقب منه: السيد الأجل عز الدين أبو يعلى «1» زيد [60] ، وقد توفي في قرية بروقن يوم السبت الحادي عشر من شعبان سنة أربع عشرة وخمس مئة. وفخر الدين الحسين «2» ، وتوفي في المعسكر بكورة سرخس في جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثين وخمس مئة. والسيد الأجل العالم المرتضى بهاء الدين علي «3» ، وتوفي بقصبة فريومد في شعبان سنة ستين وخمس مئة. ولهم أولاد وأعقاب ذكرتهم في كتاب لباب الأنساب، كما أن لآل زبارة ببيهق جملة من الأقارب والمنتسبين لهذين الأصلين الجليلين حرسهما الله. فصل: ومن السادات الذي انتقلوا من نيسابور إلى هذه القصبة [بيهق] ، أولاد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 المطهر بن محمد بن عيسى بن محمد بن جعفر بن علي بن الحسين الأصغر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام «1» . وينتمي إلى هذا الرهط: تاج الدين الحسن بن مهدي «2» ، وقريبه كمال الدين أبو إبراهيم القاسم بن علي بن طاهر المعروف بسيدك الشّادراهيّ «3» ، والسيد الإمام مجد الدين أبو البركات «4» وأولاده وأحفاده. فصل: وكان السيد الداعي «5» بن زيد بن حمزة بن علي بن عبد الله بن الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام- وهو البطن الثالث عشر من أمير المؤمنين علي عليه السلام- قد انتقل من نيسابور إلى بيهق. وكان من أبنائه السيد الزاهد صاحب الألقاب أحمد بن الداعي «6» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 وأولاد شيرزاد، وأولاد سيدك أبي الفتوح، وأولاد سيدك سلطان، وأولاد السيد الأشتر، وغيرهم، جميعا من أولاد السيد زيد السّيلقيّ، ومجمل عددهم خمسون شخصا ما بين ذكر وأنثى، كلهم من هذا الفخذ. [61] فصل: أولاد سراهنك بن المهدي «1» بن الحسن بن الحسين بن علي بن أحمد الأفقم بن علي الزّانكيّ بن إسماعيل حالب الحجارة بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام؛ وكان السيد مطهر بن سراهنك «2» - وهو الحسن بن مهدي- في نيسابور، إلا أنه انتقل إلى القصبة في آخر عمره، فولد له فيها الحسن التّقيّ زين الأشراف، وناصح العترة الحسين. وكان للسيد حسن «3» أولاد هنا: زيد، وشمس الدين علي النسابة، ومحمد، رحمهم الله. والعقب من السيد حسن، بدر الدين علي بن الحسن «4» ، وكان له ابن اسمه حسين، قتل على أيدي قطاع الطريق في حدود كوه مج في شهور سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 فصل: أولاد السيد أبي الشجاع «1» ، وهو من أولاد محمد بن علية بن علي الزّانكيّ بن إسماعيل حالب الحجارة بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، وقد ورد القصبة من الري في شهور سنة ثمان وثمانين وأربع مئة، ويوجد من أولاده وأعقابه ما يزيد على سبعين شخصا، ولا يوجد هنا رهط أكثر من رهطه. فصل: العريضيّون «2» ، وهم أولاد طاهر بن أبي القاسم الحمّاديّ، وهو علي بن جعفر بن الحسن بن عيسى الرومي بن محمد الأزرق بن عيسى النقيب بن محمد بن علي العريضيّ بن جعفر الصادق (عليه السلام) ، وهم أقلهم. أما السيد جمال السادة أبو القاسم العريضيّ «3» [62] وهو علي بن محمد بن علي بن الحسن بن علي بن جعفر بن الحسن بن عيسى بن محمد بن عيسى النقيب الذي تقدم ذكر نسبه، فقد ورد القصبة من نيسابور، وتزوج أحفاده فيها، وتكاثر رهط العريضيّين هنا. توفي السيد أبو القاسم العريضيّ بقصبة السبزوار ليلة السبت، الرابع عشر من صفر، سنة اثنتين وستين وخمس مئة، ودفن بجنب الإمام أبي القاسم والدي في حظيرته داخل القصبة. فصل: وكان للسيد محمد الأصغريّ في ميدان «4» أولاد وأعقاب، لم يبق كثير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 منهم، درجوا وانقرضوا، وهو محمد بن علي بن الحسين بن أبي القاسم علي بن أبي يعلى أحمد بن الحسين بن محمد بن العباس بن يحيى بن محمد بن علي بن الحسين الأصغر بن زين العابدين عليه السلام «1» . فصل: ابن الطّرابلسيّ، وهو محمد بن أبي البشائر إبراهيم بن جعفر بن هبة بن حيدر بن عبد الله بن الحسن بن أبي عبد الله الحسن بن موسى بن عبيد الله بن الحسن بن علي بن أحمد الحقينيّ بن علي بن الحسين الأصغر بن زين العابدين، وعليه العهدة عن خروج نسبه بالرجوع إلى جريدة طرابلس «2» . فصل: سادات بروقن، جدهم محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر الصادق (عليهم السلام) ، ومنهم كثيرون متفرقون في العراق «3» . [63] فصل: ومن سادات هذه القصبة، أولاد السيد هادي، وكان قد قدم من نيسابور، واتصل به والدي في شهور سنة اثنتين وتسعين وأربع مئة، وظهر له أولاد وبقايا وأعقاب. ونسبه: هادي بن مهدي «4» بن الحسن بن زيد بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي القاسم سليمان بن داود بن موسى بن إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي الزينبي بن عبد الله الجواد بن جعفر الطّيّار. وكان عبد الله بن جعفر صهر أمير المؤمنين علي عليه السلام، وكانت ابنته زينب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 - وهي بنت فاطمة- في بيته، فعلي بن عبد الله من أبناء جعفر عن طريق الأب، ومن أبناء علي وفاطمة عن طريق الأم، وهو نسب شريف، وكل من كان له هذا النسب يسمونه سيدا، لسبب انتسابه لسيدة نساء العالم، وهي فاطمة بنت سيد المرسلين محمد صلوات الله عليه. فصل: رهط الحسن المحترق «1» ، وكان السيد علي بن الحسين بن علي بن أحمد بن الحسن المحترق، بن أبي عبد الله محمد بن الحسن، بن إبراهيم بن علي، بن عبيد الله، بن الحسين الأصغر، بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قد انتقل من قصبة جوزجانان إلى نيسابور، وفيها أعطاه السيد سراهنك الحسن بن المهدي بنتا بعد أن عرف نسبه، فأنجب منها السيد حسينك، وقد ورد السيد حسينك القصبة [بيهق] ، فخلف فيها أولادا وأعقابا، ومن [64] أعقابه: تاج الدين يحيى بن محمد بن علي الحسينك، وتاج الدين هو ابن عمتي، وأبوه ابن عمة أبي، رحمة الله عليهم أجمعين. فصل: وكان في ربع باشتين سادات كثيرون من رهطين اثنين: الأول: رهط السيد أبي الفضل البغداديّ «2» . الثاني: رهط السيد الحسين بن منصور «3» ، بن محمد بن أبي الحسن نوران، بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 احسن بن علي، بن محمد بن أحمد المختفي، بن عيسى بن زيد المظلوم، بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وكان نوران هذا قد قدم إلى بغداد من الشام، أما منصور بن محمد بن أبي الحسن (الحسين) نوران فقد جاء إلى قصبة بيهق، وسكن في قرية باشتين، ويوجد في هذه القصبة منه خلق كثير من هذا الرهط، انتقل أكثرهم من دار الدنيا، وبعضهم اغتربوا وما سمعنا منهم خبرا. أما أولاد السيد أبي الفضل البغداديّ- وهو علي بن أحمد بن داود- فالعقب منه: أبو البركات زيد بن علي، وأبو محمد الحسن بن علي؛ وأبو محمد هذا سكن في لهاوور. أما العقب من أبي البركات زيد بن علي الباشتينيّ «1» فهو السيد بدر الدين علي بن زيد الباشتينيّ «2» ، رحمة الله عليه. فصل: أعقاب السيد أبي زيد الكيسكيّ «3» ، وهم في أسفل القصبة، وكان منهم السيد أبو المعالي العزيز بن إسماعيل بن القاسم، وهو أبو زيد الكيسكيّ وقيل كاسكين، وكانت ولاداتهم وآباؤهم وأجدادهم في قصبة بيهق، وفي ترابها عدة بطون منهم أما هذه الجماعة التي انتقلت إلى القصبة وسكن أبناؤها وتزوجوا فيها فهم كثيرون في هذه الأيام، وكنت قد ذكرت أنسابهم وأسماءهم في كتاب لباب الأنساب وألقاب الأعقاب على قدر استطاعتي، وهبنا الله تعالى التوفيق، وجعل من نصيبنا العافية في هذا العالم، والعفو في ذلك العالم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 [65] ذكرنا طرفا من بيوت سادات هذه القصبة الذين زيّن ثياب فضائلهم طراز الدوام، على تعاقب الليالي والأيام، ب «كل حسب ونسب ينقطع إلا حسبي ونسبي» «1» ، ولا يوصف بالإفراط من غالى وبالغ في إغراق بنان بيانه ولسانه في شرح مناقبهم، بل هو مشكور السعي والأثر، ومرضي العيان والخبر؛ وقى الحق تعالى من الزلة أقدامه، ومن الخطأ والشبهة أقلامه، ومن الغواية والضلالة أحلامه؛ ولا جعله في الدارين قرين الخسار، ورديف الإدبار: إليهم كل مكرمة تؤول ... إذا ما قيل جدّهم الرسول كفاهم من مديح الخلق طرّا ... مقال الناس أمّهم البتول ولم ينبغ في هذه الأرض والديار أحد من الملوك، إلا أمراء الجيوش، كما سنأتي على تفصيل هذا فيما بعد. فصل: جرت العادة في تواريخ البلدان، أن تذكر فيها أنساب وتواريخ ملوكها، ولأن عادة أرباب هذه الصناعة قد مضت على هذا النسق، فالأولى أن يقتدي المتأخر بالمتقدم، «فإن الفضل للمتقدم» . [66] تاريخ الطاهريين وعدد ملوكهم أولهم: ذو اليمينين طاهر بن الحسين بن مصعب بن زريق، وكان مولّى من قبل الخليفة المأمون. الثاني: طلحة بن طاهر، وكان عالما ونحويا، وقد قصده سيبويه للاتصال به، إلا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 أنه توفي في ساوة. الثالث: علي بن طاهر. الرابع: عبد الله بن طاهر. الخامس: طاهر بن عبد الله بن طاهر، ومات في سنة خمس وأربعين ومئتين. السادس: عبد الله بن طاهر بن عبد الله بن طاهر، وكان ضعيفا، وقد انتزع يعقوب بن الليث الولاية منه وسجنه، إلا أنه تمكن من الهرب من سجنه، وانتقل إلى العالم الآخر بمدينة بغداد سنة ست وتسعين ومئتين، وبموته انقطعت دولة الطاهريين، رحمة الله عليهم. الصّفّاريّون وهما يعقوب بن الليث، وعمرو بن الليث، وإنما دعيا بهذا اللقب، لأن يعقوب بن الليث كان يشتغل لدى صفّار في سجستان، ثم ارتقى إلى الملك، وكان من أتباعه الأمير أحمد بن عبد الله الخجستانيّ. وقد ولي أمارة خراسان من قبل الخليفة المعتمد على الله [67] ، وكان كاتب عمرو بن الليث يقول: إن عمرا وقع في يد الأمير إسماعيل بن أحمد الساماني لوحده أسيرا، ولم يصب أي فرد من أفراد جيشه بأذى على خلاف العباس بن عمرو الغنويّ، الذي أرسل لقتال أبي سعيد الجنّابيّ فقتل جميع جيشه، ولم ينج منه إلا هو «1» . وقد حبس الخليفة المعتضد، عمرو بن الليث في المطبق إلى أن توفي في سنة تسع وثمانين ومئتين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 وعندما سيق وهو في قفص من الحديد، وأدخل سوق قصبة سبزوار، رمته النساء ببعر الخراف، لأنه كان قد قتل أحد أمراء الزّياديّين. يقول أحمد بن أبي ربيعة «1» بعد موت الأمير عمرو بن الليث: هي الدنيا الدّنيّة فاحذرنها ... ولا تغترّ فالدنيا الدبار وفي أيامها عجب عجيب ... وفي عمرو ودولته اعتبار وقال ابن بسّام «2» : وحسبك بالصّفّار نبلا وهمة ... يروح ويغدو بالجيوش أميرا حباهم بأجمال ولم يدر أنه ... على جمل منها يقاد أسيرا وكان الأمير يعقوب بن الليث قد أعطى ولاية خراسان للأمير أحمد بن عبد الله الخجستانيّ، فلما أدار ظهره ليعقوب ليذهب، قال يعقوب: أما والله إن قفاه قفا خالع عاص، وهذا آخر عهدنا بطاعته. وكان ذلك في سنة إحدى وستين ومئتين، وكان معه أخوه العباس بن عبد الله. وخجستان من جبال هراة. وكان الخجستانيّ خائفا من أبي طلحة بن شركب «3» ، فأرسل إليه- على سبيل المكر- رافع بن هرثمة ليتمكن من قتله، فقام شركب بإرسال رافع إلى قصبة بيهق وبلدة بست [68] ليجبي أموالها له، وأرسل معه حسن الحاجب وحامد بن يعقوب، فما كان من رافع إلا أن اعتقلهما، وذهب بمال هاتين الناحيتين إلى الخجستانيّ. توفي يعقوب بن الليث، بجنديسابور في سنة خمس وستين ومئتين. أما أحمد الخجستانيّ فقد قتله غلامه رامجور في شادياخ نيسابور ليلة الأربعاء لست بقين من شوال «4» سنة ثمان وستين ومئتين، وكانت مدة ملكه سبع سنين، وقد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 قتل على يده كثير من علماء نيسابور. السّامانيّون كانت ولاية سمرقند وإمارة تلك النواحي قد فوضت للأمير نوح بن أسد بن سامان خداه، أما فرغانة فللأمير أحمد بن أسد، والشاش للأمير يحيى بن أسد، وهراة للأمير إلياس بن أسد، وله هناك عقب كثيرون. والعقب من الأمير أحمد بن أسد: الأمير نصر بن أحمد الأول، والأمير يعقوب بن أحمد، والأمير يحيى بن أحمد، والأمير أبو إبراهيم إسماعيل بن أحمد، والأمير أبو غانم حميد بن أحمد. وكان الأمير إسماعيل بن أحمد والي بخارى وولي عهد الأمير نصر بن أحمد، قد تصافّ مع أخيه الأكبر نصر، إلا أن أخاه الأكبر إسماعيل عندما رآه، ترجل له عن فرسه وقبّل ركابه قائلا: ما كان ينبغي للأمير أن يتجشم كل هذا، ولكن ما دمت قدمت فلتتفضل مع من معك وخزائنك إلى دار ملكك؛ فسأله الأمير نصر: أتقول الجد أم الهزل؟ فقال إسماعيل: معاذ الله، أنى يكون للهزل مجال في حضرتك؟ فتعجب الأمير نصر وذهب إلى دار ملكه فرغانة، وصفا قلبه مع أخيه إسماعيل وجعله وليّ عهده. انتقل الأمير نصر إلى الدار الآخرة في شهور سنة ثمان وسبعين ومئتين، فاستوى الأمر للأمير إسماعيل، الذي امتد ملكه من كاشغر حتى بلاد الري، وكان الأمير عمرو بن الليث [69] قد وقع أسيرا بيده منتصف ربيع الآخر سنة سبع وثمانين ومئتين. وتوفي الأمير أبو إبراهيم، إسماعيل بن أحمد بن أسد ليلة الثلاثاء، لأربع عشرة ليلة خلت من صفر سنة خمس وتسعين ومئتين. وكانت له آثار محمودة، حيث كان يجلس طرفي النهار في الأيام التي ينزل فيها المطر والثلج في ساباط بقصره ببخارى، وهو يقول: لا أحب أن يجلس في هذا اليوم غريب فقير بلا وطاء في زاوية من زوايا أحد الخانات ليدعو عليّ بالسوء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 انتقل الملك بعده إلى ابنه الأمير أبي نصر أحمد بن إسماعيل المعروف بالشهيد الذي قتله غلمانه ليلة الخميس لسبع بقين من جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاث مئة. ثم انتقل الملك من بعده إلى ابنه الأمير أبي الحسن نصر بن أحمد الثاني، المعروف بالأمير الكريم، وملك ثلاثين عاما، ومات ليلة الخميس لثلاث بقين من رجب سنة إحدى وثلاثين وثلاث مئة. ثم إلى ابنه الأمير الحميد ملك المشرق، نوح بن نصر، الذي بنى بماله الحلال رباط أنكره (ابكيره) الذي يقع على مرحلة واحدة من سرخس، حيث مكتوب هناك: تلك آثارنا تدل علينا ... فانظروا بعدنا إلى الآثار توفي في شهر ربيع الآخرة سنة ثلاث وأربعين وثلاث مئة. انتقل الملك بعده إلى الأمير عبد الملك بن نوح. ثم إلى الأمير نوح بن منصور الذي توفي في رجب سنة سبع وثمانين وثلاث مئة. ثم الأمير الرضي أبو الحارث منصور بن نوح الذي قيده غلامه بكتوزون وسمله. جاء بعده أخوه الأمير عبد الملك بن نوح، وقد حكم ثمانية أشهر وسبعة عشر يوما، حيث ألقى عليه القبض إيلك خان هارون بن موسى «1» . وقد هرب الملك المنتصر أبو إبراهيم إسماعيل بن نوح من سجن إيلك خان، وبقي لمدة سبع سنين متنقلا من فرغانة إلى الري، ومن الري إلى فرغانة، وقد وصل مرات عديدة إلى بيهق وأقام فيها. وكان الأمير على خراسان آنذاك من قبل السامانيين محمودا الملقب بسيف الدولة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 وحيثما يصل المنتصر كان الجميع يظهرون له الطاعة ويخطب باسمه وتضرب السكة باسمه أيضا. ثم إن الأمير عبد الملك قتل على يد إيلك خان في رمضان سنة تسع وثمانين وثلاث مئة فاضطرب أمر الملك المنتصر، حتى تركه الأتراك الغز، فاتجه مع ثلاث مئة غلام من خواصه إلى ساحل جيحون، وأقام في منازل كورموش العربيّ «1» ، وهو خالد بن نهيب من أعراب سرخس من بني عجل، الذي قتله غدرا، فدفنوه في قرية مايمرغ. ومع أن السلطان محمودا كان طالبا للرئاسة، إلا أنه أمر بقتل ذلك الأعرابي وإحراق مضارب تلك القبيلة كي لا يتجرأ الرعايا على قتل الملوك الشجعان، وقد حدثت تلك الواقعة في ربيع الأول سنة خمس وتسعين وثلاث مئة: فتى مات بين الطعن والضرب ميتة ... تقوم مقام النصر إذ فاته النصر «2» عليه سلام الله وقفا فإنني ... رأيت الكريم الحرّ ليس له عمر المحموديّون العقب من الأمير ناصر الدين سبكتكين: الملك إسماعيل وكان أديبا فصيحا له شعر ورسائل، والسلطان نظام الدين يمين الدولة أمين الملة أبو القاسم محمود، والأمير نصر، والأمير يوسف. [71] والعقب من السلطان محمود بن ناصر الدين: السلطان مسعود، والسلطان محمد المسمول. والعقب من محمد المسمول: عبد الرحمن، وعبد الرحيم الأهوج. والعقب من السلطان شهاب دين الله مسعود بن محمود: مودود وفرخزاد وعبد الرشيد وعلي وحميد وإبراهيم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 والعقب من السلطان الأعظم الكريم إبراهيم بن مسعود: جلال الدين مسعود. والعقب من مسعود بن إبراهيم: ملك أرسلان، وعلاء الدين بهرامشاه. والعقب من السلطان بهرامشاه بن مسعود: مسعود شاه ودولتشاه وخسروشاه. والعقب من السلطان خسروشاه بن بهرامشاه: إبراهيم والسلطان زاولشاه والسلطان ملكشاه. وقد انقطع ملكهم من ديار خراسان والعراق وانتقل إلى غزنين «1» في شهور سنة ثمان وعشرين وأربع مئة، ثم انقطع من غزنين وانتقل إلى ديار لوهاوور وبرشاوور وتلك النواحي في سنة خمس وخمسين وخمس مئة. وكان السلطان محمود قد ذهب إلى الري وانتزع ملكها من مجد الدولة أبي طالب «2» وأمه السيدة، ومر على بيهق، ولم يؤثر عنه فضل في العدل والإحسان، وقبل انتقال السلطان محمود إلى الآخرة، ذهب مسعود إلى أصفهان «3» ومرّ على بيهق، ومر عليها في عودته أيضا، ونشر العدل والإنصاف، وقد فصلت ذلك- على قدر العلم والاستطاعة- في كتابي مشارب التجارب، الذي ألّفته باللغة العربيّة في التاريخ حديثا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 السلاجقة العقب من الأمير ميكائيل بن الملك الغازي سلجوق بن تقاق: الأمير يبغو ويوسف وموسى وأبو طالب طغرلبك. ومن أولاد موسى بن ميكائيل: دولتشاه، وبوري، وأبو بكر، وعمر، أبناء الأمير [72] شجاع الدين موسى بن قاريغ بن أوكه بن موسى بن ميكائيل. والعقب من معز الدولة فخر الملك يبغو بن ميكائيل والي بغشور: الأمير شهنشاه بن فرخزاد بن مسعود بن أرتاش بن يبغو، والملك سلجوق شاه بن قتلمش المسمول بن ناصر بن قتلمش بن يبغو، وشهاب الدولة قتلمش بن يبغو الذي كان له مصاف مع السلطان طغرل وإبراهيم بن ينال أخو السلطان طغرل لأمه. والعقب من ملك الملوك جغري بك داود بن ميكائيل بن سلجوق بن تقاق: الأمير موسى، وأمير الأمراء عثمان، والملك العادل قاورت أحمد، وقرا أرسلان بك، والأمير سليمان، والسلطان ألب أرسلان محمد بن جغري بك داود. ومن أولاد الملك سليمان بن جغري بك: ملك الروم صاحب قونية قلج أرسلان، وشهنشاه، ابنا مسعود بن قلج أرسلان من أولاد سليمان بن جغري بك. ومن أولاد قرا أرسلان بك ملك كرمان: ملك البر والبحر محيي الدنيا والدين طغرل شاه بن محمد بن أرسلان شاه بن كرمان شاه بن قرا أرسلان بك بن جغري بك داود. والعقب من الملك العادل قاورت أحمد: الملك توران شاه بن نوح بن قاورت أحمد بن جغري بك. والعقب من السلطان ألب أرسلان محمد بن جغري بك داود بن ميكائيل بن سلجوق: السلطان ملك شاه، والملك تكش إلياس، وتوتش، وبوري برس، وأرسلان أرغو أبو الحارث. العقب من الملك أرسلان أرغو: ألب أرغو المسمول وله عقب بمرو. والعقب من الملك جلال الدين بوري برس بن ألب أرسلان: الملك علي، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 والملك ألب أرسلان، ابنا الملك المسمول منكوبرس بالري. ولا عقب للملك شهاب الدولة تكش إلياس سوى بنت كانت في حبالة السلطان الأعظم سنجر. والعقب من الملك توتش: علي بن رضوان بن توتش وقد درج. العقب من السلطان [73] ملك شاه بن ألب أرسلان: السلطان محمد، والسلطان الأعظم السعيد سنجر، درج قدس الله روحه وليس له عقب، والسلطان بركيارق. والعقب من بركيارق: داود بن ملك شاه المسمول بن بركيارق، وقد قتل داود على درب قصبة السّبزوار في هذه الأيام- كما نذكره بعد ذلك- وقبره بمقبرة شادراه. والعقب من السلطان محمد بن ملك شاه: محمود ومسعود وطغرل وسلجوق شاه وسليمان، ولا عقب لسليمان؛ بينما أعقب كل من سلجوق شاه ومسعود. والعقب من السلطان محمود بن محمد بن ملك شاه: محمد، ملك شاه، جغري شاه، أرسلان شاه، داود. والعقب من السلطان السعيد طغرل بن محمد بن ملك شاه: الملك مغيث الدين شاه جهان محمد بن طغرل، والسلطان المعظم ركن الدنيا والدين أبو المظفر أرسلان شاه بن طغرل بن محمد بن ملك شاه. خلد الله ملك من بقي منهم، وغفر لمن مضى من هؤلاء. بيت سيد الوزراء نظام الملك هو نظام الملك الحسن بن علي بن إسحاق، وكان أبو إسحاق دهقانا من قرية أنكو وتقع في أعلى الناحية، وكانت تلك البقعة عامرة بسبب الديانة والصيانة، وكانت قلوب الرعايا مسرورة لوجوده والصعب لديه سهل: فلا هو في الدنيا مضيع نصيبه ... ولا عرض الدنيا عن الدين شاغله «1» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 وكان له أربعة أبناء: أبو الحسن علي بن إسحاق، وأحمد، ومحمد، وأبو نصر. انتقل أبو نصر إلى الدار الآخرة وهو طفل. وأما أبو الحسن هذا فكان الابن الأكبر لأبيه، وكان ماء عمره منذ أوائل أيام شبابه صافيا، قرأ الدهر عنوان كتاب سعادته، ورسم قلم الدولة في دفتر التمكين والقدرة خطوط الإقبال باسمه: إن الهلال إذا رأيت نموّه ... أيقنت أن سيصير بدرا كاملا «1» وكان لأبي الحسن هذا ثلاثة أبناء: الأول نظام الملك الحسن أبو علي، والثاني الفقيه الأجل أبو القاسم عبد الله، والثالث: أبو نصر إسماعيل. أما أحمد بن إسحاق فهو ابن أبي علي بن أحمد بن إسحاق [74] ولم يكن لأبي علي عقب. وكان محمد بن إسحاق نجل الشيخ أميرك النّزلاباديّ، ودعي بأميرك القريب، وله أبناءهم: علي بن محمد بن إسحاق، ومنصور بن محمد بن إسحاق، وشاه بن محمد بن إسحاق. قال البارع الفضلويّ الهرويّ «2» في مدح نظام الملك: * إن الوزير نظام الملك وزير معظم ... وهو سيف الدين وسيد ولد آدم أرجو من الله القادر أن يبقيه بعد بقاء الجميع لأن عمره سبب أمن العالم والعقب من نظام الملك من الأولاد: فخر الملك المظفر، وجمال الملك أبو جعفر محمد، وقوام الدين أحمد، الذي كان مقيما ببغداد، وعثمان بن نظام الملك، والأمير بهاء الملك أبو الفتح عبد الرحيم، وعز الملك الحسين، ومؤيد الملك أبو بكر عبيد الله، وعماد الملك أبو القاسم، أعقابه بطوس، والأمير منصور وأعقابه في الري. وكان له بنات: واحدة في حبالة الأمير محمد الفراتي، وأخرى في حبالة السيد الأجل بالري، وثالثة في حبالة الأمير أبي الحسن ابن الفقيه الأجل، ورابعة في حبالة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 ابن عزيز جوين. وكان لأبناء نظام الملك في صدر الوزارة قدرة نفاذ الأمر والنهي، ارتقى بهم سعود أفلاكهم إلى الإقبال والسعادة، وغسلوا وجه الدهر من غبار الظلم، فكتبت أسماؤهم في جرائد أكارم الوزراء. فقد تولى فخر الملك الوزارة للسلطان بركيارق والسلطان سنجر رحمهما الله. وكان أحمد في بغداد بالوزارة العظمى بدار الخلافة، حيث امتنعت به وزارة السلطان محمد بن ملك شاه. وكان عماد الملك في وزارة الملك بوري برس بن ألب أرسلان، حيث رقمت الإمارة والوزارة بنعوته وصفاته. كما كان مؤيد الملك وزيرا للسلطان محمد «1» : يا وزير بن وزير بن وزير ... نسقا كالدر في نظم النحور كلكم بين أمير ووزير ... ربّ ديوان وثغر وسرير والعقب من فخر الملك المظفر بن نظام الملك: صدر الدين محمد، والأمير إسحاق وناصر الدين [75] طاهر، والأمير أبو الحسن علي، والأمير جمال الملك يوسف، والطاهر، وأبو الحسن، ويوسف «2» ، ذوو الجمال الذي به الأرواح منتعشة، والقلوب قائمة؛ لبسوا ديباج الملاحة، وتفتق من جيوبهم قمر الصباحة: وكأن يوسف في الجمال أقامهم ... خلفاءه في دهرنا من بعده وتولّى صدر الدين محمد «3» الوزارة، وجاء إلى بلخ في سنة إحدى عشرة وخمس مئة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 وناصر الدين الذي قضى عشرين سنة شمسية في الوزارة، مع نفاذ الأمر والقدرة، وزر للسلطان سنجر أعظم السلاطين وكان غائبا؛ وللسلطان سليمان، وكان يجلس في ديوان واحد ويصدر التوقيع، وقد ذكرت تفاصيل ذلك في كتاب مشارب التجارب الذي ألفته في التاريخ. والعقب من الوزير الأجل ناصر الدين محمد: صدر الدين، وقوام الدين الحسن، وشهاب الدين أحمد. أما قوام الدين الحسن بن ناصر الدين الذي شغل منصب الوزارة للسلطان سليمان، وللسلطان محمود خان بالنيابة فقد أقام في بيهق منذ سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة وإلى يومنا هذا. والعقب من الفقيه الأجل أبي القاسم عبد الله شقيق نظام الملك: الإمام الوزير شهاب الإسلام عبد الرزاق، والأمير أبو الحسن طاهر، وبنت كانت في حبالة الرئيس الأجل ضياء الدين شمس الأمراء زين المعالي أبي الحسن علي بن الحسين بن المظفر بن محمد الجشميّ، وكانت والدة الأمير الرئيس الأجل السعيد ضياء الدين محمود رحمه الله. ومن عائلة نظام الملك، هذا العرق النزاع. ومن أبناء الشيخ أبي نصر أخي نظام الملك، جماعة باقية في أسفل قرية ششتمد. ومن أبناء مقدم الرؤساء منصور: شمس الرؤساء أبو الحسن علي، والإمام بدر الدين محمد الحاج والزاهد والسخي والمفضل، وجمال الرؤساء أبو علي [76] الحسين، ولم يبق من أعقابهم أحد، وقد وجد الانقراض والانقطاع طريقه إلى نسلهم وأعقابهم، إلا ما شاء الله ممن في الزوايا، عجوز تترقب الموت مع اختلال الحال، وقلة المال. وحينما عزل عميد الملك عماد الدين أبو نصر الكندريّ، ثم قتل في مروالرود «1» ، استقرت الوزارة لنظام «2» الملك، يوم الأحد الثالث عشر من ذي الحجة سنة خمس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 وخمسين وأربع مئة، وكانت مدة وزارته ثلاثين عاما تقريبا. قتل نظام الملك بالوجاء، وجأه واحد من أصحاب القلاع، في العاشر من شهر الله المبارك رمضان سنة خمس وثمانين وأربع مئة بأصفهان. وكانت ولادته في سنة عشر وأربع مئة، وطالعه الميزان، والسماك على درجة طالعه، والشمس في الحمل هاه، والقمر في الثور ح هـ، وزحل في الجدي، والمشتري في السرطان، والمريخ في الحمل، والزهرة في الحوت، وعطارد في الثور، والله أعلم. قال البارع الفضلويّ «1» في رثاء نظام الملك: * كان إقبال نظام الملك في ازدياد ... وكانت وزارته ميمونة على الخلق وأمان الدنيا مقرون بيمنه ... فالآن وقد رحل أخشى أن تكون القيامة قد أزفت وكانت مدة بقاء السلطان ملك شاه من بعده، كحسوة الطائر، وزورة الزائر، وقد سقي سما على يد خادمه- وكان ذلك السم شحم أرنب بحري «2» - فانتقل إلى جوار رحمة الحق تعالى، في شوال سنة خمس وثمانين وأربع مئة، وكان بين قتل نظام الملك ووفاة السلطان ملك شاه أقل من أربعين يوما رحمهما الله. قال البارع الهرويّ في رثائهما: * ذهب من كان ملكا على ملوك العالم ... وكان قدره الفلك لسموّ رفعته غادرنا برفقة صدر العالم في سفره ... فواحسرتاه، كان ذهابهما على حين غرة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 وكان قتل فخر الملك في عاشوراء سنة خمس مئة «1» ، وأنا أتذكر [77] ذلك، حيث كنت آنذاك في عهد الطفولة أدرس في الكتّاب بنيسابور. وقد توفي الفقيه الأجل أبو القاسم عبد الله بن علي بن إسحاق «2» ، في ذي القعدة سنة تسع وتسعين وأربع مئة في مدينة سرخس، حيث كان ابنه شهاب الإسلام «3» محبوسا في قلعة ترمذ آنذاك. أما الشيخ أميرك النّزلاباديّ الذي مرّ ذكر نسبه، فقد انتقل إلى جوار رحمة الحق تعالي في صفر سنة ثمان وستين وأربع مئة وهو جدّ السيد الأجل العالم الأطهر بهاء الدين فخر الإسلام رئيس النقباء علي بن أبي القاسم الحسينيّ الفريومديّ «4» ، وجدّ الإمام ظهير الدين أبي المكارم عبد الملك بن شهاب الإسلام، وجدّ صفي الدين الحسن بن شمس الرؤساء علي بن منصور بن محمد بن إسحاق «5» . ومات الشيخ الرئيس شاه أخوه، في ذي القعدة سنة تسع وسبعين وأربع مئة. ومات شمس الرؤساء أبو الحسن علي في رمضان سنة تسع عشرة وخمس مئة «6» . ومات أخوه الرئيس الإمام بدر الدين محمد «7» في طريق الحج سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة ودفن ببغداد في مقابر قريش. قال السيد الأجل العزيز بن هبة الله «8» يرثيه: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 * إن البدر الذي دخل المحاق بمرحلة واحدة ... أسلم روحه في طريق العراق كان هجرة جزئيا إلا أن فراقه كلي ... هلّ من الهجر وغاب في الفراق من أعقاب نظام الملك في عهدنا نصير الدين أبو الفضل نصر بن أحمد بطوس «1» . وببغداد أخوه نظام الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن نظام الملك، وأخوه شهاب الدين أفضل العالم أبو نصر محمد بن نظام الملك. وفي أصفهان: ظهير الدين أبو الحسن علي بن عثمان بن نظام الملك، وأبناء صدر الدين أبي الحسن بن فخر الملك: أبو الفتح محمد، وأبو بكر، وأبو المفاخر عثمان، وعلاء الدين أحمد، وكمال الدين يوسف. وفي هراة: علاء الدين أبو علي الحسن بن مسعود بن مؤيد الملك بن نظام الملك. وفي جوين: مسعود ومحمد ابنا إبراهيم بن جمال الملك. ومن أبناء جمال الملك: الأمير ظهير الدين أبو سعد بن أحمد بن جمال الملك، ولم يكن له ولد، توفي في سبزوار من علة الفالج والسرسام «2» في ليلة الجمعة الثاني عشر من شعبان سنة تسع [78] وأربعين وخمس مئة. ومن أولاد جمال الملك وأحفاده بالشادياخ وكليان: صدر الدين مسعود وأخوه تاج الدين محمود ابنا علاء الدين محمد، ومحمود بن تاج الدين أخوه، وكلاهما كريم الأطراف، وأمهما بنت قاضي القضاة شمس الدين محمود بن شيخ الإسلام قاضي القضاة محمد بن أحمد بن محمد بن صاعد، وأم أمهما بنت الرئيس جمال الرؤساء أبي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 علي الحسين بن المظفر رئيس بيهق. ومن أبناء قوام الدين أبي بكر رئيس خراسان رحمه الله: ركن الدين الحسن، وعلاء الدين عثمان، وبهاء الدين مسعود، ومؤيد الدين يوسف، وصدر الدين يعقوب، وعمدة الدين علي، وعز الدين أبو الفتح محمد، ونصير الدين محمود، ومعين الدين أبو القاسم عبد الملك. مات قوام الدين رئيس الشرق أبو بكر محمد بن طاهر بن عبد الله رحمه الله بقصبه جشم أواخر رمضان سنة ست وخمسين وخمس مئة غفر الله له وقدس روحه. وكانت ولادته في شهور سنة ثلاث وسبعين وأربع مئة. وتوفي ركن الدين الحسن في شهور سنة ستين وخمس مئة، بنيسابور، رحمه الله. عدنا إلى التاريخ والقصة: ثم إن إسحاق الدّهقان عندما أشرف من بحر الحياة الدنيا على ساحل الفناء، جاء بخمسة آلاف درهم (دينار) محمودي وقال: لم أستطع طيلة حياتي وبكل الوسائل أن أجمع أكثر من هذا، ثم أودع ذلك المبلغ لدى أبي الحسن، وجعله وصيا وأودع لديه أولاده، وأسلم روحه إلى قابض الأرواح، وكان عمره خمسا وتسعين سنة. اتصل الشيخ أبو الحسن بخدمة صاحب الديوان عميد خراسان أبي الفضل سوري بن المعتز، فكانت خدماته على منهاج الاستقامة وأدب الصدق والصواب، إلى أن ولّاه أبو الفضل سوري بن المعتز «1» أعمال وبندرة «2» طوس [79] ، وقد خاض في ذلك العمل سنين، وتزوج هناك، وكانت ولادة نظام الملك في أرض طوس، قال الشاعر: * كان كل وزير وعالم وشاعر ... كنظام الملك والغزالي والفردوسي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 وقد حصلت السعادة بتلك الولادة، ورتبت بالتربية، واختصت برضاع الاصطناع في قماط الاغتباط، بواسطة قابلة الإقبال، وداية الهداية. وكانت بداية دولة آل سلجوق قد جلبت نهاية ملك المحموديين، حيث انكسر مال الخراج، وكانت أعمال طوس من المدن التي انكسر فيها. وقد استحصل سوري خمسين ألف درهم من الشيخ أبي الحسن، واستوفى منه كل ما لديه من ضياع وعقار وأثاث مما قدر بثلاثين ألف درهم، بينما سجل الباقي عليه قبالات «1» ، ثم فرّ سوري إلى غزنين، وجاء الشيخ أبو الحسن إلى بيهق مع نظام الملك، الذي كان فيه حنكة الشيوخ مع كونه طفلا، وبرد شبابه كان طراز الكبر، وثوب صباه علم الكياسة والشهامة. روى جدي شيخ الإسلام أميرك رحمه الله، بأن رئيس هذه الناحية في ذلك الوقت، كان الرئيس حمزة بن محمد بن الفقيه الرئيس أبي عبد الله محمد بن يحيى، بينما كانت دار رئاسة خسروجرد في قصر شرف الرؤساء أبي عبد الله محمد بن حمزة. وفي ذلك الوقت، كنت قد طلبت إعفائي من منصب القضاء، بسبب الاضطراب والفترة، ثم جئت إلى بيهق. وفي يوم من الأيام ذهبت إلى الرئيس حمزة، لأداء آداب التحية والسلام، وقد رأيت الشيخ أبا الحسن البندار في وسط السوق جالسا في أحد الدكاكين، وكان معه نظام الملك، الذي كان في عهد الصّبا تهبّ عليه نسمات صبا الشهامة، فقال لي: إنني انتظر هنا منذ الصباح الباكر ولم أعط إذنا بالدخول. فما كان مني إلا أن دخلت وسألت الرئيس حمزة، وكان مما قلته أثناء كلامي: إن الشيخ أبا الحسن كان صاحب دولة، وكان من الكفاية والهداية رئيسا على رأس العصر، فأبعده عقال العلل عن إقدام العمل، وهو اليوم [80] تعب بضربة النوائب، مقطوعة علائقه بالدولة بسبب شربه شراب المصائب؛ حتى ابتلي بذل الحجّاب، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 خاصة وأنه قد قطع المسافة من نزلاباد إلى هنا، وذلك غير لائق بكرمه وسيادته، فإن الحرّ يخاف بواب الدار، كما يخاف عذاب النار. فقال لي الرئيس حمزة: صدقت فيما نطقت؛ لكنني رأيت عن طريق التفرّس في ذلك الولد، أن وجهه عنوان رسالة الإقبال، وأراه- أي ابنه- لتكبره بتلك الدولة التي لم تقم بعد كمن ضمّه جبريل تحت جناحه، وتلألأت الشمس المشرقة على مفرق رأسه: لا تسأل المرء عن ضمائره ... في وجهه شاهد من الخبر «1» وطبعي لا يسمح لي بمجالسته؛ فلو كان الشيخ أبو الحسن يأتي وحده لكان عزيزا مكرما، ولما نازعه البواب بالمنع. ثم إن الشيخ أبا الحسن جاءه وحده، وودّع الرئيس حمزة قائلا: سأذهب إلى غزنين لحقوق لي من الممالحة والمجالسة مع الوزير أحمد بن عبد الصمد العبّاسيّ، ولخشيتي من جباة الضرائب أن ينزلوا على رأسي كما تنزل اللعنة على إبليس بغتة. ثم ذهب إلى غزنين. واتفق أن وصل الشيخ أبو الحسن البندار في كنف السلامة إلى غزنين، وفي الحال رأى ضرورة الاستحمام لإزالة الأوضار والأوساخ والأدناس ووعثاء السفر، وعندما فرغ، وصل إلى الحمام سوري مع غلمانه، فعرفه سوري وقال: أتتك بحائن رجلاه «2» ، ثم أمر بإلقاء القبض عليه، فقال: أتغلق باب السجن دوني وهمّتي ... إذا هبطت أوفت على مطلع النسر لقد رضت أوصال الزمان وإن طغى ... ولكنها الأقدار تجري كما تدري وكان الوقت آنذاك في شهر رمضان، فلما حان وقت صلاة العشاء ومدت مائدة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 الإفطار، أحضروا الشيخ أبا الحسن البندار، فجلس وقد عزل نفسه إثر ما لاقاه من المشقة، مانعا نفسه من تناول الطعام. واتفق أن التفت إليه سوري، فقال أيها الشيخ! إن الصفاء على الإفطار شرط في رمضان، فرد الشيخ أبو الحسن: لم يبق مجال للغذاء، لأن الطبيعة والمزاج متلاشيان، والقلب محترق، والحيرة قد استولت على الفكر، ثم ما حاجتي إلى الغذاء ولم يبق لي إلا الوقت القليل للوصول إلى الآخرة؟ وزاد الآخرة ليس الطعام والشراب، بل الإيمان والعمل الصالح والتوبة والإنابة، إن كل الذي جمعته طيلة حياتي، قد أخذته مني لأجل سد النقص الحاصل في الأموال المنكسرة، كما تريد منّي خمسين ألف درهم، وأنا ليست لي القدرة على جمعها وأدائها، بل إنه مما لا يقدر سعي الناس عليه: ومن لم ير الإيثار لم يشتهر له ... فعال ولم يبعد بسؤدده ذكر وإن الذي أعطي عقله ثمرة التمييز، ووجهه النور المتلألئ وأفعاله علامة الرئاسة، يعذرني من تناول الطعام: لو كنت تعلم ما شجوي وما شجني ... رقّت عليّ حواشي قلبك الخشن فنادى سوري بفظاظة طبعه وغلظته على الدواتي أن يحضر الخريطة «1» ، فقابل الدواتي الأمر بالانقياد والامتثال، فمزق سوري من تلك القبالة مقدار عشرين ألف درهم [82] ورمى الورقة أمام الشيخ أبي الحسن وقال: إن هذا المبلغ لا يستحق من الرجل الامتناع عن الطعام، وإن أحرم أنا من مؤاكلته. فقال الشيخ أبو الحسن: يا عميد خراسان! لقد زينت وجه العظمة بنور كرمك، ونشرت بالمحامد والمآثر سماء المعالي، وكانت مناقبك النجوم الثواقب لدروع الأيام: ولبست منك مواهبا منشورة ... لو كنّ في فلك لكنّ نجوما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 وجعلت تلك الليلة ليلة عيد سعيد بالأمل الواسع والقلب الجذلان. وفي يوم آخر قررت عرض المسألة على الوزير، وذهبت إلى الديوان ووقفت بحيث تراني عين الوزير، فتأمل فيّ الوزير ساعة ثم طأطأ رأسه، فقلت صارت المعرفة نكرة: نسيتم أخلائي عهودي كأننا ... على جبلي نعمان لم نتجمّع وأردت العودة، إلا أن أحد الخدم جاء وأخذني إلى البيت الخاص بالوزير، الذي ما أن انتهى من عمله حتى جاء وأظهر لي ما كان ينبغي من الإكرام وقال: تذكّر ليلى وعهدا قديما ... وملكا كبيرا وفوزا عظيما وقال سقى الله عهدا تولّى ... فأبلى شبابا وأفنى نعيما زمانا كألفاظ سعدى صحيحا ... فعاد كألحاظ ليلى سقيما وعرضت عليه المسألة، فقال: غدا، عندما تتلألأ الشمس بأشعتها الذهبية، وتعود شياطين الظلمة إلى سجن الأرض، ويأتي الشيخ سوري إلى الديوان ليخدم الحق، فتعال أنت على أثره، لكي يصيبك منه الإكرام والإنعام الذي تستحقه، وأشكره- الوزير سوري- بلغة يعجز عن بلوغ نهايتها وغايتها البنان والبيان، ولا تصل القدرة الإنسانية والاستطاعة البشرية إلى درك جملها وتفصيلها [83] لأن شكر شجرة البستان، ثمرته المزيد من الإحسان، وسوري في يومنا هذا هو من أشد الناس فقرا في هذه الدولة التي شارفت على نهايتها، ولا يمكن مخاطبته بلغة الزجر والتأديب. فقال الشيخ أبو الحسن: فعملت طبق وصيته، ونظمت درر عقد ذلك الشكر، فلما خرج سوري قال لي: أيها الشيخ! أتشكر نعمة لم أنعم عليك بها بعد؟ فأية حالة عجيبة، وصفة بديعة هذه؟ أسأنا إليكم ثم أنتم شكرتم ... إساءتنا، هذا لديّ عجيب وإن امرءا يهدي إليك كرامة ... وبرا ويرعى حقكم لمصيب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 ثم إنه عوّضنني عن الثلاثين ألف درهم التي كان قد أخذها مني، وانتهت تلك المسألة على أحسن وجه، ونجوت منها نجاة السيف من يد الصيقل. وكان غرضنا من تقرير حال الشيخ أبي الحسن على سبيل التفصيل لكونه من بيهق، ومن قرية أنكو، وهو أبو الفقيه الأجل؛ والفقيه الأجل هو جد الأمير الرئيس الأجل ضياء الدين محمد بن علي بن الحسين بن المظفّر «1» ، ويوجد من هذه الأسرة في هذه الناحية- بيهق- فرع شامخ. المهلّبيّون كان أبو صفرة من اليمن؛ وأصبح أميرا على اليمن من قبل الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام خلال خلافته. كما كان المهلّب صحابيا أيضا، وقد تشرف برؤية المصطفى صلوات الله عليه، وتشرف بالرواية عنه، كما ذكرنا ذلك. وكان أمير خراسان يزيد بن المهلب من التابعين، وروى أحاديث عن أنس بن مالك، الذي كان خادما للمصطفى عليه السلام (صلوات الله عليه وآله) . [84] ونسب المهلب- كما هو مذكور في تاريخ نيسابور وغيره- هو: المهلب بن أبي صفرة بن سراق بن صبح (صبيح) بن كندي بن عمرو بن عدي بن وائل بن عتيك بن الأسد بن عمران بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قطحان بن عابر- وهو هود النبي عليه السلام- بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 والعقب من أبي صفرة: المهلب، وعبد الله، وكعب، والمغيرة، وصفرة، وبشر، وهاني السحاب، والحوفزان، والمنجاب، والنضر. وكان يقال للمهلب شيخ العراق، قال زياد الأعجم «1» : فلله عينا من رأى كقضيّة ... قضى لي بها شيخ العراق المهلّب قضى ألف دينار لجار أجرته ... من الطير إذ يبكي شجاه ويندب ولهذين البيتين قصة لطيفة. ويلتقي نسب مصنف هذا الكتاب بنسب المهلب عند عمرو مزيقياء، لأن المهلب من أبناء عمران بن عمرو مزيقياء، ومصنف هذا الكتاب من أبناء ثعلبة بن عمرو مزيقياء. وكان يقال لأبناء المهلب: سيوف الله، كما ذكر في كتاب ثمار القلوب «2» . والعقب من أمير جيوش المسلمين المهلب بن أبي صفرة: أمير خراسان يزيد بن المهلب، وحبيب، وقبيصة، ومحمد، ومروان ومدرك، والمفضل، والمغيرة، وسراق، وعبد الملك، وعمرو، وشبيب، وبشر، وأبو عيينة. والعقب من أمير خراسان يزيد بن المهلب: مخلد، والمغيرة، ويوجد من هذه البطن ببيهق: المغيرة بن أحمد بن محمد بن هارون بن المغيرة البيهقيّ، وكان المغيرة هذا فقيها. وعندما جمعت إمارتا خراسان والعراق للحجاج بن يوسف الثّقفيّ، أجهد نفسه ليعزل المهلب عن إمارة الجيوش فلم يفلح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 [85] وقد تولى المهلب إمرة الجيوش من جهة عبد الله بن الزبير أثناء خلافته، ولم تستقم حرب الخوارج إلا بالمهلب. كان المهلب يوما عند الحجاج، فأنشد الحجاج هذه الأبيات بمدحه وكان قائلها أحد الشعراء «1» : وقلّدوا أمركم لله درّكم ... رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا لا مترفا إن رخاء العيش ساعده ... وليس إن عضّ مكروه به خشعا ما زال يحلب هذا الدهر أشطره ... يكون متّبعا يوما ومتّبعا فقام رجل وقال: أصلح الله الأمير، والله إني سمعت قطري بن الفجاءة رئيس الخوارج ينشد هذه الأبيات في المهلب، فسرّ الحجاج لذلك وقال: الفضل ما شهدت به الأعداء. ومن أولاد المغيرة بن المهلب: أولاد حمويه بن الحسين بن معاذ بن المغيرة بن المهلب بن أبي صفرة. وكان عبد الملك بن مروان قد ولى أمية بن عبد الله بن خالد أسيد بن العاص بن عبد شمس إمارة خراسان، ولم يكن أمر الحجاج نافذا لدى أمية، كما لم يكن سلس القياد له، لذلك سعى الحجاج إلى أن يعزل أمية من الإمارة؛ فأرسل المهلب بن أبي صفرة إلى إمارة خراسان، وعبيد الله بن أبي بكرة إلى سجستان. وصل المهلب إلى خراسان سنة تسع وسبعين للهجرة، وفتح كش ونخشب، وكان له ابن أخ يدعى البحتريّ بن قبيصة بن أبي صفرة، فلم يستخدمه في أي عمل، كما كان حاجب عمه يمنعه من زيارته، فأرسل البحتريّ هذه الأبيات إلى عمه: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 أقر السّلام على الأمير وقل له ... إنّ المقام على الهوان بلاء أصل الغدوّ مع الرواح وإنما ... إذني وإذن الأبعدين سواء [86] إلا أن الأمير لم يستجب له، فأرسل إليه ثانية هذه الأبيات: جفاني الأمير والمغيرة قد جفا ... فأما يزيد الخير فازورّ جانبه وكلّهم قد نال شبعا لبطنه ... وشبع الفتى لؤم إذا جاع صاحبه فيا عم مهلا واتخذني لنوبة ... تنوب فإنّ الدهر جمّ عجائبه أنا السيف إلا أن للسيف نبوة ... ومثلي لا تنبو عليك مضاربه فلمّا بلغت هذه الأبيات مسامع المهلب سرّ بها، وولاه ولاية مرو. وحدث في الوقت الذي كان فيه سعيد بن عثمان بن عفان أميرا على خراسان، وكان المهلب معه في غزو تركستان، أن أصيبت عين المهلب بآفة، فأنشأ المهلب هذه الأبيات: لئن ذهبت عيني فقد بقيت نفسي ... وفيها بحمد الله عن تلك ما ينسي إذا جاء أمر الله أعيا حويلنا ... ولا بدّ أن تعمى العيون لدى الرمس أوصى المهلب ابنه يزيد قائلا: استعقل الحاجب، واستظرف الكاتب، فإن حاجب الرجل وجهه، وكاتبه لسانه. انتقل المهلب إلى الدار الآخرة في قرية زاغول في سنة اثنتين ومئة قال نهار بن توسعة في رثائه: ألا ذهب الإقبال والعزّ والعلى ... ومات الندى والجود بعد المهلّب وكان المغيرة بن المهلب قد توفي في حياة أبيه بمرو، وقد رثاه زياد الأعجم: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 إن السماحة والمروءة ضمّتا ... قبرا بمرو في الطريق الواضح مات المغيرة بعد طول تعرّض ... للموت بين أسنّة وصفائح [87] وقد منح المهلب هذا الشاعر مئة ألف درهم وراوي القصيدة ألف درهم أيضا. أما يزيد بن المهلب فقد أصبح واليا على خراسان ثلاث سنوات بعد أبيه، وهو الذي قال فيه الشاعر: فأنت الندى وابن الندى وأخو الندى ... حليف الندى، ما للندى عنك معدل «1» فأعطاه على هذا البيت مئة ألف درهم خالصة، ثم إن الحجاج عزله وولى أخاه المفضل بن المهلب إمارة خراسان، وكان المفضل هذا رجلا عالما سخيا. وللفرزدق أبيات في عزل يزيد بن المهلب «2» : أبا خالد ضاعت خراسان بعد كم ... وقال ذوو الحاجات أين يزيد فما لسرير الملك بعدك بهجة ... وما لجواد بعد جودك جود قيل ليزيد: أي بيت استحسنته من المدائح التي قيلت فيك؟، فقال هذا البيت: فتى زاده السلطان في الحمد رغبة ... إذا غيّر السلطان كلّ خليل «3» ومن أشعار الأمير يزيد بن المهلب بن أبي صفرة هذان البيتان: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 وإذا جددت فكلّ شيء نافع ... وإذا حددت فكل شيء ضائر وإذا أتاك مهلّبيّ في الوغى ... في كفه سيف فنعم الناصر وقد أعاد سليمان بن عبد الملك في أيام خلافته، إمارة خراسان ليزيد بن المهلب، فأرسل ابنه مخلد بن يزيد نائبا عنه، ثم التحق في أثره، وقد فتحت على يده جرجان ونسا وأبيورد. قال محمد بن جرير رحمه الله: قيل إن أهل خراسان قد سبحوا في بحار السرور لدى قدوم يزيد بن المهلب، ونثروا الرياحين في الصحارى والمدن التي كان يمر بها، كما نثروا الدراهم والدنانير ابتهاجا وحاز رعاياه [88] طائر السعادة بأيديهم، وصارت أيامهم أعيادا وأفراحا. ولبس أحباؤه الأمان، وتجرع أعداؤه السم القاتل، وقد قيل فيه «1» : وإذا الملوك رأوا يزيد رأيتهم ... خضع الرقاب نواكس الأبصار وإذا الفحول سمعن صوت هديره ... بصبصن ثم قذفن بالأبعار ولقد رجعت وإنّ فارس كلّها ... من كردها لخوائف المرّار فتركت خائفها وإن طريقه ... ليجوزه النبطي بالقنطار ولما أفضت الخلافة بعد سليمان بن عبد الملك إلى عمر بن عبد العزيز، رحمهما الله، عزل عمر بن عبد العزيز، يزيد بن المهلب عن إمارة خراسان، وفوض إمارتها إلى الجراح بن عبد الله وأمر بحبس يزيد بن المهلب، أما ابنه مخلد بن يزيد، فقد حبسه أمير خراسان الجراح بخراسان، ثم بعث به مقيدا إلى عمر بن عبد العزيز بدمشق وفي الطريق، وزع مخلد- وهو في القيد- ثمان مئة ألف درهم على الفقراء والمحتاجين والصلحاء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 ولما وصل مخلد إلى الشام، رضي عنه عمر بن عبد العزيز، كما أطلق سراح أبيه بشفاعته. ثم مرض مخلد، وبسبب مرضه، امتنع أبوه يزيد عن تناول الطعام والشراب، فلما انتقل مخلد إلى جوار رحمة الخالق، لم يظهر يزيد الجزع، وانشغل بأعماله وقال: لقد ذهب ولدي، ولا ينبغي أن أضيع من يدي أجر الصابرين: فقيدك لا يأتي وأجرك يذهب وكان عمر مخلد لما فارق الدنيا ستا وعشرين سنة، وصلى عليه الخليفة عمر بن عبد العزيز، ووقف على قبره وقال: لو أراد الله بيزيد بن المهلب خيرا لأبقى له هذا الفتى، فإنه من فتيان العرب. قال حمزة بن بيض في رثائه «1» : [89] أمخلد هجت حزني واكتئابي ... وسدّ علي يوم هلكت بابي وعطّلت الأسرّة منك إلا ... سريرك يوم زيّن بالثياب ولما ثقل المرض بعمر بن عبد العزيز، انتقل يزيد بن المهلب مع أهله وخدمه إلى البصرة، فوصلها ليلة النصف من رمضان سنة إحدى ومئة. ثم إن يزيد بن عبد الملك أرسل أخاه مسلمة لحرب يزيد بن المهلب، الذي انصرف عنه أعوانه، فقتل على يد مسلمة. ويزيد بن المهلب هو القائل: إن سكني في الدنيا ببيتين: إما السجن أو قصر الإمارة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 ولو كانت النفس العزيزة والحياة الكريمة تشترى من الأجل المسمى بنفائس الأموال وذخائر الكنوز أو العدد والعدة، لكان ذلك قد نفع هذا الأمير العادل. قيل في رثاء الأمير يزيد بن المهلب «1» : كل القبائل بايعوك على الذي ... تدعو إليه طائعين وساروا حتى إذا حمي الوغى وجعلتهم ... تحت الأسنّة، أسلموك وطاروا إن يقتلوك فإن قتلك لم يكن ... عارا عليك، وبعض قتل عار وقد استحرّ القتل بآل المهلب مرتين: مرة في العقر- وهو موضع قرب الكوفة «2» -، والآخر في قندابيل «3» ، ولم يبق منهم إلا القليل، ثم إن الحق تعالى أحيا ذلك البيت بروح بن حاتم المهلّبيّ، [90] ويزيد بن حاتم المهلّبيّ، قال أحد الشعراء وهو يشكو من يزيد بن حاتم: وإني- ولا كفران لله- راجع ... بخفّي حنين من يزيد بن حاتم وقد قيل: إن أسخياء البشر لو أرادوا مفاخرة الجن بالسخاء والكرم لبلغوا ذلك بأولاد المهلب. ذكر المدائني في كتابه أنه بعد أن قتل يزيد بن المهلب، مرت تسع وعشرون سنة لم تولد بنت لآل المهلب، بينما كان البقاء نصيب كل الأولاد الذكور فلم يلق الموت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 عليهم ظلا. بقي للأمير يزيد بن المهلب أولاد وأعقاب في خراسان. ومن أحفاده: الفقيه الرئيس أبو عبد الله محمد بن يحيى «1» : فأكرم بفرع هؤلاء أصوله ... وأعظم ببيت هؤلاء قواعده ويوجد بهذه الناحية- بيهق- أولاد لأخي المهلب بن أبي صفرة وهم من أولاد أحمد بن عبد الله بن زكريا بن عبد الكريم بن عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن شيبان بن الفروخ بن الحرب بن حريث بن بارق بن صالح بن أبي صفرة «2» ، وهم أبناء عم يزيد بن المهلب. وكان أبو الحسين عبد الله بن زكريا قد انتقل من جرجان إلى نيسابور في شهور سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مئة، وكان منهم رئيس في قصبة جشم بأرض بيهق، يدعى الرئيس أبا علي محمد بن علي بن الحسين الجشميّ، والآخر يدعى الرئيس أبا العباس أحمد بن الحسين بن محمد الجشميّ «3» ، وآخر يدعى الرئيس أبا الحسن علي بن الحسين البيهقيّ الجشميّ، وكان الفقيه الرئيس أبو عبد الله محمد بن يحيى خاله. وكانت رئاسة هذه الناحية بيد الرئيس أبي الحسن الجشميّ، وكان رجلا وجيها مبجلا لدى الملوك والأمراء والوزراء والسلاطين، آثار الرئاسة والسيادة ظاهرة فيه؛ فشمع سخائه كالشمس الساطعة، ومصابيح رأيه كالنجوم اللامعة: ما السيف عضبا يضيء رونقه ... أمضى على النائبات من قلمه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 ثم إنه عزل عن رئاسة بيهق. [91] وكل ولاية لا بدّ يوما ... تؤول إلى انقضاء وانقراض وأعطيت الرئاسة إلى خاله الفقيه الرئيس محمد بن يحيى، وكان رجلا عادلا شهما، الكفاية في كنفه محدودة، ونجوم المعالي في سماء رئاسته مسعودة: ثقاف الليالي في يديه فإن تمل ... صروف زمان ردّ منها فقوّما وقد قال الرئيس علي الشّجاعيّ» في مدح الفقيه الرئيس أبي عبد الله محمد بن يحيى رحمه الله: * أثني على العميد الرئيس الأوحد الخطير ... العالم الفرد الفقيه الخالص الدين عديم النظير الشامخ محمد الشيخ أبو عبد الإله ... صانع الشهرة المبارز ذي الصيت الذائع الشهير برغم كوني حرا في هذا العالم، لكن الأمير استرقّني بفضله ... وبرغم كوني أمير البيان لكنه أخرسني بوافر عطائه لا غرو أن يذاع شكره على لساني ... ولا غرو أن أنثر اللؤلؤ في مدحه وأعلن جهارا كما قال الأعرابي للقمر ... عند ما عثر على بعيره أقول للبحر أنت الجواد وللأسد أنت الشجاع ... وللفلك أنت السامي وللقمر أنت المنير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 والفقيه الرئيس أبو عبد الله محمد بن يحيى هذا، هو الذي دعا جد جدي الإمام أبا القاسم عبد العزيز بن الإمام يوسف بن جعفر النّيسابوريّ «1» من نيسابور إلى بيهق بالإنعام والإكرام، وارتبط معه بالمساعي الخيرة، وكانت بينهما مكاتبات في الإخوانيات، تظهر فيها آثار صفاء الاعتقاد والاتحاد، وأغلب تلك الكتب والرسائل محفوظ لدي. وسبب تلك الصداقة، أن الرئيس الفقيه أبا عبد الله كان في نيسابور يختلف إليه، ويستضيء بمصابيح علومه، ويستفيد من غرر علومه، وإن الإفادة والاستفادة تثمر السعادة في الدارين، ولم تنسخ الأمة هذه الطريقة بأية حادثة؛ لأن المفيد والمستفيد أشد احتياجا للمحاورة والمجاورة، واللقاء والمذاكرة، كالكبد الظمآن إلى الماء، والنبات الذابل إلى صوب السحاب. [92] تلك العهود بأسرها مختومة ... بين الفؤاد وعقدها لم يحلل «2» وقد قيل لذي القرنين الإسكندر الرومي: ما بالك تعظم أستاذك أكثر مما تعظم أباك؟ فقال: لأن أبي كان سبب وجودي بتقدير الله تعالى، وأستاذي كان سبب سعادتي في الدنيا والآخرة، وسبب جودة وجودي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 من المدائح التي قيلت في الفقيه الرئيس أبي عبد الله محمد بن يحيى: أخلائي! محمد بن يحيى ... أنار بفضله قلبي وأحيا محيّاه لأهل الفضل نور ... ومحياه لأهل الفضل محيا وقد أنشأ الفضلاء المقامات عند ما جاء الفقيه الرئيس أبو عبد الله محمد بن يحيى إلى رئاسة بيهق، وكانت واحدة من تلك المقامات هي التي قالها الشيخ أبو عبد الله الزّياديّ المعروف بخواجكك «1» وفيها يقول: جعل الله ورود الشيخ الفقيه الرئيس هذه الناحية، ورود خير ونجاح، وغبطة وارتياح؛ وقرن بقدومه مساعدة السعادات، ومسارعة الفوائد والزيادات؛ فلا فضل إلا وهو منسوب إليه، ولا عدل إلا وهو موقوف عليه: إن غاب بدر الدّجن عنّا فقد ... أسفر عن بدر الأماني عيان ببهجة وضّاحة صوّرت ... من ماجد يحسدها النّيّران وكان له ابن هو الرئيس حمزة، وابنتان، إحداهما في حبالة الرئيس أبي سعد المظفر بن محمد، والأخرى والدة السيد الأجل ركن الدين أبي منصور هبة الله الذي كنا قد ذكرناه. وذكروا أن حياة الفقيه الرئيس ختمت بالشهادة في أوائل ملك السلطان طغرل السّلجوقيّ «2» ، رحمة الله عليه. [93] فولادوند يعتبر بيت فولادوند أشرف بيوتات الديالمة، وكذلك بيت دروداوند، ولما بلغ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 فولادوند العالم المئة من عمره، وقوّس الدهر ظهره، وضعفت حواسه، اتفقت كلمة الديالمة على أن كل من رضي أن يضع صدره لطعنة المزراق «1» هدفا، ولم ير في الموت عارا، فإن السيادة والرئاسة تكون وقفا على أولاده وأحفاده، ولا أحد يخلع ربقة الطاعة لهم. كان فولادوند هرما، شارفت أيامه غروب العمر، فقبل ذلك قائلا، بقي القليل من عمري، وليس أفضل في هذا العمر الذي يتصرّم ساعة فساعة، من أن أبيعه بالسيادة والرئاسة لأولادي إلى يوم القيامة، ثم أسلم نفسه، وجعل صدره هدفا لذلك المزراق، وتناول شراب تلك الضربة بابتهاج، إلا أن الحق تعالى لم يكن مقدرا أجله آنذاك، ونعم المجنّ أجل مستأخر- فإن الخلائق عاجزون عن دفع الأجل المسمى، وهم أشد عجزا عن تقديمه- ولم يمت ثم عولج وعاش أعواما بعد ذلك، وسلمت لأبنائه السيادة والتقدّم على الديالمة. وكان له ابنان اثنان: كياكي وفيروزان، والعقب من كياكي: ما كان، ومن فيروزان: نصر بن الحسن بن فيروزان، وكان مقدم الديالمة، ذكر في كتاب مزيد التاريخ «2» أن نصر بن الحسن هذا قد وصل خراسان في ابتداء دولة المحموديين، وأقام في قصبة جشم، حيث كانت نفقاته ونفقات عسكره مؤمنة من القصبة، ثم إنه اتصل بهم عن طريق المصاهرة. وهؤلاء الأكابر من أبنائه من جانب الأم، وكان الفقيه الرئيس أبو عبد الله من أبنائه وأحفاده، ولهذا السبب كان ملوك ذلك الزمان يعرفون له السعي المشكور، ويذكرونه بالمحامد والتشريف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 [94] وقد ظلت رئاسة بيهق في ذلك البيت، كما ظلّ ميراث الشعر في بيت حسان الذي كان أولاده إلى يومنا هذا شعراء، ببركات كون حسان مادح المصطفى. انتقلت الرئاسة بعد الفقيه الرئيس أبي عبد الله محمد بن يحيى، إلى الرئيس أبي سعد المظفر بن محمد بن الحسن «1» وهو صهره. ثم صارت مدة إلى الرئيس حمزة بن محمد «2» ، وهو ابن الفقيه الرئيس أبي عبد الله الذي كان مقامه في خسروجرد، وأرسل ابنه الرئيس حمزة هذا إلى رئاسة تبريز ومراغة، حيث بقي هناك. وقد شمل نظام الملك برعايته وعنايته الرئيس أبا سعد صهر الفقيه الرئيس أبي عبد الله، بما يعجز عن وصفه الشرح والبيان. رعى الرئيس أبو سعد المعوزين والمحتاجين، وكان نشر العدل من عاداته، ولهذا كان نظام الملك يذيع مفاخره على الملوك والرؤساء. قال الشيخ علي الشّجاعيّ قصيدة في مدحه، أولها: * تتجه الشمس دوما صوب الأعالي ... غير أن الشمس والقمر قد اختفيا الآن كأنك الشمس ونسيم السحر أريجك ... وهذا الروح ورياحين الربيع العديدة الألوان أخذت روائحها من يد السيد أبي سعد المظفر ... حين يفتحها مانحا عطاياه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 السيد الذي ينعم في كل حين ... الفضل والأدب والعلم والحرية والمعرفة يفيض سيل الكرام والجود من طبعه ... كما يتفجر الماء من فم القناة إذا ما سقطت قطرة من يده على حجر ... نمت وردة بلا شوك في قلب الحجر الصلد وللشيخ الرئيس أبي عبد الله أحمد الزّياديّ المعروف بخواجكك مدائح وأشعار كثيرة، منها: [95] حلفت بربّ النجم والأنجم السعد ... لقد ساد أهل الفضل طرا أبو سعد إذا احتجت في فطر إلى عطر إذخر ... فتقت سجاياه فأغنت عن النّدّ وإن عنّ محذور تعوّذت باسمه ... فأصبح بيني والمكاره كالسّدّ وأخرى في مدحه يقول فيها: إذا قيل من في الأرض للجود والبذل ... وللدين والتقوى وللفوز والفضل وللحسن والإحسان والرأي والنهى ... وللفضل والإفضال والقسط والعدل أحبت هو الشيخ الرئيس أخو العلى ... أبو سعد المشهور في الوعر والسهل لقد كان من شخص العلى حرّوجهه ... وغير أبي سعد غدا أخمص الرّجل انتقل الرئيس أبو سعد هذا إلى جوار رحمة الخالق في شهور سنة ثلاث وسبعين وأربع مئة، وجلس في مكانه ابنه جمال الرؤساء أبو علي الحسين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 فإن يك عتّاب مضى لسبيله ... فما مات من يبقى له مثل خالد «1» وقد تجاوزت راية رعاية الرئيس أبي علي هذا لرعاياه كوكب زحل، ونقشت آثار كفايته وهدايته على صفحات العصر، وساس هذه الناحية- بيهق- بالإنصاف، وتوفي ليلة السبت فجأة بدون مرض في السابع من ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين وأربع مئة، وقيل إنه أصيب بالسكتة «2» ، ودفنوه من غير أن يعلموا ذلك، ودامت مدة رئاسته عشرين عاما، وقد أنشد الدهر في رثائه هذه الأبيات: كان الذي خفت أن يكونا ... إنا إلى الله راجعونا [96] أمسى المرجى أبو علي ... موسّدا في الثرى دفينا حتى استوى وانتهى شبابا ... وصدّق الرأي والظنونا أصبت فيه وكان حقا ... على المصيبات لي معينا وكان له أخ يدعى فخر العلماء أبا عبد الله محمد بن المظفر «3» ، وهو رجل عالم وفاضل وزاهد ومفضل، معروف بالصيانة ونزاهة النفس، وكان كلما رأى أبي أو رآني قال: صداقة الآباء قرابة الأبناء، وله هذان البيتان في حق أبي: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 ورث الإمامة زيد بن محمد ... عن جدّه وأبيه بالإسناد أضحى كمثل أبيه أوحد عصره ... وكجده فردا من الأفراد وقد قال فيه الأفاضل مدائح كثيرة، منها تلك التي قالها نادر الدهر جعفر الحاكم الزّياديّ «1» ، وفيها يقول: فتى فتحت بنائله الأماني ... كما ختمت بسؤدده الرقاب يزين قديمه شرف حديث ... فقل في الجيد زيّنه السّخاب «2» وقول الشيخ الرئيس العالم محمد بن منصور بن إسحاق «3» : رئيس لو العيّوق ينشد مدحه ... لكان على الشهب الثواقب سيدا هو البحر والضر غام والشمس في الضحى ... علاء وبذلا واقتدارا على العدى ولفخر العلماء ابن اسمه حمزة درج ولم يعقب، ومخدّرة في حبالة السيد الأجل العالم المرتضى السعيد العزيز بن هبة الله. مضى فخر العلماء لسبيله في سنة تسع وخمس مئة، وكان للرئيس جمال الرؤساء أبي علي ابن هو الرئيس الأجل شمس الأمراء زين المعالي أبو الحسن علي بن الحسين بن المظفر بن [محمد] بن الحسن. وكان شابا له جمال يوسف وصباحة نصر بن الحجاج وملاحة سيف بن ذي يزن، وشجاعة رستم، وهمة إسفنديار، [97] وقد عمرت آثاره وشمائله أطراف هذه الناحية، ودعا العمال من الأطراف بلطفه وسخائه إلى صداقته وطاعته، لبس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 أهل الناحية في عهده الميمون وأيامه السعيدة ملابس الأمن والأمان، وصل الصغار والكبار بظل إقباله إلى مناهم، واستجاب لنداء الضعفاء والمساكين بتخليصهم من أيدي أصحاب القلاع «1» ، واتجه لحربهم مرات عديدة، ومنها حينما هجم فوج منهم بغته على ششتمد ليلة عيد الأضحى في سنة سبع وتسعين وأربع مئة، قتلوا حاكم القرية المعلى بن أبي الفتح المظفر بن أبي الحسن علي بن محمد بن أحمد البازرقان مع عشرين دهقانا مسالما، وهم الشيخ أبو الحسن بن مسعود بن أبي الحسن البازرقان، والشيخ أحمد بن أبي سعدك، ومحمد بن القاسم، وأخوه علي بن القاسم، وعلي ومحمد وإسماعيل أبناء أبي الحسن بن محمد بن إسحاق، ومحمد بن أمير، وأخوه أبو الحسن، والحسن بن أحمد النجار، وغيرهم، وكان هؤلاء قد غادروا القرية، فالتقوا على نشز من الأرض بين ششتمد وزميج، وقتل هؤلاء العشرون هناك، فنزل الغم على أهل هذه الناحية، وتغلبت لواعج هذه المصيبة على العزائم القوية، ورفعت الستار عن الصبر والتحمل، فالتجأ الجميع إلى رب العزة وطلبوا العون من هذا الأمير، فنهض للانتقام، وأدى ما عليه من شرط حظ الرعايا ودفع الأذى عنهم، وزين أيامه بهذا المسعى؛ ثم جمع جيشا جرارا من المشاة والفرسان، وقصد قلعة بيار التي كان مستحفظها علي بن حميد البياريّ، في شهر شوال. وفي ذي القعدة سنة إحدى وخمس مئة جاء رجل عجوز إليه وقال إنه يحمل رسالة من الري، وبهذه الحيلة وصل إليه وطعنه بسكين فجرحه، فلم يبق بعد هذا الجرح إلا أياما، وتفرق عسكره عن تلك القلعة، وابتلي بالكسوف نور شمس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 الأمراء، [98] وحجب ضوء ذلك القمر بغيوم الفناء، وقرأوا عليه إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ «1» . * ذهب الذي سعد به الدين والدولة ... آجركما الله أيها الدين وأيتها الدولة وقيل: * عيوننا وقلوبنا مستودع للماء والنار ... حينما أصبحت شفتاه ورأسه طعمة للتراب والرياح عقب وفاتك يا فخر البشر ... شاركتنا أركان العالم أحزاننا وكان الإمام علي بن أبي صالح الصالحي الخواريّ قد بعث رسالة استغاثة إليه، ضمنها شكره لرئيس خوار الحسين بن سلم، وهذه القطعة التي أرسلها إليه: الغياث الغياث زين المعالي ... من أناس تشبهوا بالسعالي قسموا قسمة بها استأصلونا ... بفنون الإنزال والإجعال وأذلّوا عزيزنا فكأنا ... بين أيديهم دروس النعال غير أن الرئيس أعني حسينا ... قد رعى حرمتي وفيها سعى لي فأعنّا بحسن رأيك فيها ... يا عزيز الندى كريم الفعال وكان لهذا الأمير مع كل ما كان يتمتع به من وسائل الحياة وزينتها، طبع وقاد، وخاطر عاطر، وله أشعار كثيرة بالعربيّة، وعند ما بنى قصره، طلب إلى والدي أن يقول قطعة من الشعر تكتب على ذلك القصر، فقال والدي رحمه الله هذه الأبيات على البديهة: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 بنيت ضياء الدين يا خير من بنى ... على اليمن دارا دارة البدر دونها وشيّدت بهوا بالبهاء متوّجا ... تفيض له زهر النجوم عيونها يمينك فيها البحر بالعين مزبدا ... فما ضرّ أن لم تجر فيها عيونها ومن نسيج خاطر هذا الأمير هذه الأبيات التي كنت قد أوردتها في كتاب وشاح دمية القصر، وقد قالها في جوابه للأمير الأديب أبي الحسن السّعيديّ: [99] يا من صفا ذهنا ودرا ... وعلا الورى نظما ونثرا أنظمت درا أم جلوت عقيلة أم صغت سحرا أم حكت وشي الروض غازله الندى طلا وقطرا لله درك كيف قد ... أسكرتني ولم اسق خمرا لما رحلت زعمت أنك لا تقيم هناك شهرا وحلفت بالأيمان يلزم حفظها سرا وجهرا أن تحفظ العهد المؤكّد لا تسوق إليه غدرا وقيل في حق أبيه جمال الرؤساء أبي علي: لا زال جدّك دائم الإشراق ... وفضاء مجدك مشرق الآفاق جعلت يد الأيام صفحة بدركم ... محروسة عن كف كل محاق يفنى وينقطع الزمان وأهله ... ومديحكم بين الأفاضل باق وقد بقي له ابنان اثنان: الأمير الرئيس الأجل ضياء الدين محمد، والأمير الرئيس الأجل جمال الدين أبو علي الحسين. وأم ضياء الدين محمد، هي بنت الفقيه الأجل عبد الله أخي نظام الملك. أما أمّ الأمير أبي علي، فهي أم ولد، وكانت أم أبيهما الأمير أبي الحسن أم ولد أيضا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 وقد انتقلت الرئاسة إلى فخر العلماء أبي عبد الله محمد بن المظفر إلى أن بلغ ضياء الدين محمد مبلغ الكمال. وللأمير ضياء الدين محمد طبع رقيق في الشعر الفارسيّ، وقد بلغ حد الكمال في الشجاعة والسخاء. إن الفضائل كانت فيه كاملة ... والنقص أجمع منه كان في العمر *** زين الشباب أبو فراس لم يمتّع بالشباب «1» ومن رباعيات الأمير السعيد محمد، هذه الأبيات السائرة: [100] * أيها البدر المنير، أصبحت مقوّسا كالهلال في مصابك ... وصرت كالظل حزنا عليك يا شجرة السرو الباسقة يا شبيه الشمس صرت كالذر لفراقك ... وظهري منحنيا كحرف الدال حزنا عليك يا شبيه حرف الألف وله: * لم أنت يا قلب دائما في حرب معي ... حين تهيم بذؤابة تلك الحسناء؟ إنني أخشى عليك إن هربت مني ... أن تقع في شباك ضفائرها فتشنق بها ولما عاد سلطان ذلك الوقت الأعظم السعيد سنجر «2» رحمه الله من مصاف العراق، وكان الأمير ضياء الدين في مجلس السلطان وقد حظي بشرف مؤاكلته الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 ومنادمته، قال: * أنت الملك الذي أشار النبي ... إلى ملك أمته في آخر الزمان أنت الفخر إلى يوم القيامة ... فأصلك وجوهرك من ألب أرسلان واتفق أنني ذهبت في ذلك اليوم إلى الحضرة وقلت خطبة افتتحتها بهذا الحديث: «زويت لي الأرض، فأريت مشارقها ومغاربها، وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها» «1» ، وشرحت ذلك بأن وصول ظلال الرايات السّلطانيّة إلى أطراف وأكناف العالم هو معجزة المصطفى، وأنه عليه السلام قد أنبأ بهذا. ثم إن الأمير محمدا رحمه الله، مرض في مسجد بناه صاحب جيش الإسلام عبد الله بن عامر بن كريز، في رزناباد الأعلى بناحية جوين، فلما نقل إلى قنوز آباد جوين، قضى نحبه وانتقل إلى العقبى في يوم الثلاثاء غرة ربيع الأول سنة سبع وعشرين وخمس مئة، ومات أخوه الأمير أبو علي في صفر سنة عشرين وخمس مئة، وكنت عند وفاة محمد في مدينة الري، وكتب لي صديق خبر وفاته في هذين البيتين: * ذهب أمير العالم وخلّف اسمه المحمود ... وفي الجنة، قرأ منشور الدولة الأبدية لم ير العالم مثل ذاته ما دام حيا ... إذ لم يبق في العالم رجل له هذه الذات والعقب من الأمير الإسفهسالار الرئيس الأجل ضياء الدين: ملك الرؤساء أبو الحسن [101] زنكي، وكانت ولادته في شهور سنة ست عشرة وخمس مئة، والعقب منه: الأمير محمد، وبنات درجن؛ والأمير الرئيس مؤيد الدين الحسن، وكانت ولادته في سنة ست عشرة وخمس مئة، وأمه أم ولد أخرى، والأمير الرئيس الأجل علي، وكانت ولادته سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 والعقب من الأمير السعيد أبي على الحسين بن علي بن المظفر: الأمير الرئيس الأجل جمال الدين أبو الحسن علي، وله عقب أيضا. فصل: وقد اتصل السيد الأجل أبو الحسن بن السيد الأجل أبي جعفر بالمصاهرة بهذا البيت، وكانت والدة السيد الأجل ركن الدين هبة الله منهم، وكذلك جمال الرؤساء أبو علي نفسه وابن خالته السيد الأجل أبو منصور. وكان أسلاف السيد الأجل أبي منصور ملوك خراسان وساداتها ونقباء أشرافها، ولهم من الملوك الطاهريين عرق نزاع، كما بينت ذلك بالتفصيل في كتاب لباب الأنساب. فصل: وقد تزوج السيد الأجل ذخر الدين نقيب النقباء أبو القاسم زيد بن الحسن نقيب نقباء نيسابور، كريمة الأجل العالم شرف الدين ظهير الملك أبي الحسن علي بن الحسن البيهقيّ «1» . مات السيد الأجل أبو محمد [الحسن بن] «2» زيد الملقب بتاج الدين نقيب النقباء في شهور سنة اثنتين وعشرين وخمس ومئة. الحاكميّون والحاكميّون والفندقيّون، الذين هم أسلافي، ينحدرون من خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله، وكان مقرهم الأصلي قصبة سيوار، من نواحي والشتان من توابع بست. [102] ومنها قدم الحاكم الإمام أبو سليمان فندق بن الإمام أيوب بن الإمام الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 الحسن «1» ، إلى ولاية نيسابور للقضاء والفتوى بأمر السلطان محمود بن سبكتكين ورعاية الوزير أحمد بن الحسن الميمنديّ الملقب بشمس الكفاة «2» ؛ وقد بقي في قضاء نيسابور بالأصالة مدة، وأخرى نيابة عن قاضي القضاة عماد الإسلام أبي العلاء صاعد بن الإمام الأديب أبي سعيد محمد بن أحمد «3» ، ثم طلب إعفاءه، واشترى بناحية بيهق ضياعا في قرية سرمستانة من حدود القصبة وأقام هناك، وناب عنه في قضاء هذه الناحية الحاكم أبو الحسن العزيزيّ بينما أو كل قضاء بسطام ودامغان لابنيه، وهما أبو سعد الحسن وأحمد. انتقل الحاكم الإمام مفتي الأمة إمام الآفاق أبو سليمان فندق بن أيوب بناحية بيهق إلى جوار رحمة الله تعالى، ليلة الجمعة التاسع من شوال سنة تسع عشرة وأربع مئة. والعقب من أبي سعد الحسن: الفقيه أبو نصر محمد وله علي. والعقب من أحمد: محمد وعلي وبنتان. وكان الحاكم الإمام أبو علي راتق فتوق المشاكل الشرعية، وإليه الرجوع في معضلات الفتاوى؛ وقد ناب مرات عديدة عن قاضي القضاة أبي علي الحسن بن إسماعيل بن صاعد بقضاء نيسابور، ومرات بقضاء بيهق. ولما ذهب لزيارة الكعبة، صدر من ديوان السلطان طغرل بك محمد بن ميكائيل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 ابن سلجوق، مثال بحقه إلى وزير دار الخلافة، وهو الشيخ الرئيس الزّكيّ عبد الملك ابن محمد بن يوسف وزير القائم بأمر الله- ولم يكن لقب «وزير الخليفة» موجودا قبل هذا- ومضمون المثال هو: كتابنا- أطال الله بقاء الشيخ الرئيس الزّكيّ وأدام عزه- من الري، ونعم الله تعالى عندنا جديدة، والحمد لله رب العالمين، والصلاة على محمد وآله الأخيار المنتجبين، هذا وقد عرف الشيخ الزّكيّ صدق اهتمامنا بأحوال العلماء حتى تستمر على النظام، وشدة اعتنائنا بأمورهم لتجري على انتفاء الخلل وحصول المرام؛ وهذا الحاكم أبو علي بن أبي سليمان «1» أدام الله فضله، ممن له البيت القديم [103] والمحتد الصميم؛ ورد بابنا زائرا داعيا مجددا للعهد على جناح النهج، مستطلعا رأينا في زيارة بيت الله الحرام والحج؛ فقبلنا أدعيته، وأمضينا عزيمته؛ وأوجبنا على من يجتاز به ويحل بجانبه، أن يوطئ له كنفا وسيعا، وينزله منزلا مباركا مريعا؛ ويعينه بإنعام عليه، وخفير إن احتاج إليه؛ والشيخ الزّكيّ أولى من يبذل في حقه عنايته، ويكتسب بسعيه الجميل شكره ومدحته؛ مكتسبا لإحمادنا اللطيف، وارتضائنا المنيف، إن شاء الله تعالى. وكتب بالمثال ورسالة الحاجب الخاص أبي منصور ساوتكين في أواخر جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين وأربع مئة. وكانت ولادة الحاكم الإمام أبي علي ليلة الجمعة السابع والعشرين من شوال سنة تسع وتسعين وثلاث مئة، ووفاته في سنة ثمانين وأربع مئة، ولم يهدأ حتى ولا يوما واحدا طيلة أعوامه الواحد والثمانين- إلا في أيام المرض- عن المطالعة والمذاكرة والرياضة، وكان مشغولا بالطاعة والعبادة؛ وقد وقعت له مصاهرة مع الإمام الذي كان الفقيه الرئيس أبو عبد الله محمد بن يحيى قد دعاه من نيسابور إلى بيهق، وأقام هناك مكرما، وهو الإمام شرف الصالحين أبو القاسم عبد العزيز بن الإمام يوسف بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 الإمام جعفر بن الإمام محمد بن إبراهيم بن كشمرد، وكشمرد هو الإمام أبو علي محمد بن عمرو بن النضر بن حمران النّيسابوريّ «1» ، وكان مسكن أبي علي كشمرد في سكة حرب، وله مسجد معروف، وسمع الإمام يحيى بن يحيى. توفي الإمام أبو علي كشمرد سنة سبع وثمانين ومئتين. وكان هذا الإمام مقدم علماء أصحاب الإمام أبي حنيفة بنيسابور، وحظي من دار الخلافة بالرعاية والإقبال، ومن شعره بحق واحد من السادات: يا سيّد السادات يا بدر الدجى ... قد حل في قلبي هواك حلولا وإذا افتخرت بفضل جدّك لم تدع ... لذوي الفخار من الأكارم قيلا [104] أعطاك ربك رفعة وسيادة ... وكفى بربّك هاديا ووكيلا وقد بنى قراتكين الأصفهبديّ والد منصور بن قراتكين، لابنه الإمام يوسف بن جعفر النيسابوريّ مدرسة بجوار مسجد رجاء «2» ، وكان أمير خراسان ناصر الدولة أبو الحسن محمد بن إبراهيم السّيمجوريّ يأتي كل يوم جمعة لزيارته والسلام عليه، ولدي رسائل أمراء ذلك الزمان التي كتبوها إليه بالاحترام التام. والإمام يوسف هذا، ذهب خمس مرات لزيارة الكعبة والروضة النبوية، ومن منظومه هذان البيتان: طلب العلوم مذلّة وعناء ... والسّهو عنها كربة وبلاء فاصبر على طلب العلوم فإنها ... بعد المذلة رفعة وعلاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 أما ولده الإمام شرف الصالحين أبو القاسم عبد العزيز بن يوسف، الذي أتى إلى بيهق من نيسابور، فقد كان فريد عصره، متبحرا بأنواع العلوم، بلغ في كل منها الغاية، بل أصبح فيها آية، وبحقه قال الإمام أبو عامر الجرجانيّ «1» : تبيّن لي أن ليس للناس كلهم ... إمام تردّى بالكتاب المشرّف كمثل الإمام المستضاء بنوره ... أبي قاسم عبد العزيز بن يوسف تولى نيابة القضاء بنيسابور مدة، نائبا عن قاضي القضاة أبي الهيثم عتبة بن خيثمة «2» ، وهو جد جدي الحاكم الإمام الشيخ الإسلام أميرك أبي سليمان محمد بن الحسين. صاهر الإمام شرف الصالحين أبو القاسم عبد العزيز بن يوسف في قرية باورين، الشيخ محمد بن أحمد بن مريم «3» ، وكان الإمام أبو القاسم عبد العزيز مئناثا. كانت ولادة جدي الحاكم الإمام شيخ الإسلام أميرك في نيسابور سنة عشرين وأربع مئة، وقد أوكلت إليه الخطبة بنيسابور مرات عدة نيابة عن الإمام إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني «4» ، ومرات بالأصالة بمثال من الإمام القادر بالله، كما عيّن مرة أخرى للجلوس للوعظ بعد صلاة الجمعة في الجامع القديم بمثال من دار الخلافة [105] وأمثلة السلاطين، وإلى الوقت الذي كانت فيه نيسابور عامرة، كنت أقوم بهذا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 العمل بحكم الإرث، وأبعث إلى أرواح أسلافي الأدعية الصالحة. كما أنيط به قضاء نيسابور مدة نيابة عن القاضي الهمام منصور بن إسماعيل بن صاعد «1» ، وفوض إليه القضاء بالناحية عشر سنوات، وتوفي في سنة إحدى وخمس مئة. وفوض قضاء ناحية بيهق وناحية أستراباد مدة، لأخيه القاضي الإمام سديد القضاة أبي الحسن؛ وانتقل إلى جوار رحمة الله في شهور سنة ثلاثين وخمس مئة، وقلت في رثائه: قضى نحبه عمي الإمام أبو الحسن ... وغادر حزنا بيننا واسع العطن وكان غريبا في الزمان وأهله ... فآب إلى الجنات شوقا إلى الوطن وله: * انمحت بوفاة الأجل رضي الدين آثار العلم والفضل تحولت الشعور السود بيضا ... وأصبحت الوجوه البيض سودا فبعلمه وديانته وورعه وأمانته، طلب الزمان العذر لجناياته، واستظلت أموال وأملاك المسلمين بظل الأمان، ونفر من الظلم والتعدي والتزوير والتلبيس، واستقامت الأعمال على الطريقة المثلى. والعقب من الحاكم الإمام أبي علي الحسين بن أبي سليمان فندق بن أيوب، هو الحاكم الإمام شيخ الإسلام أميرك أبو سليمان محمد، والقاضي الإمام الرئيس أبو الحسن علي. والعقب من القاضي أبي الحسن علي بن الحسين بن فندق: جمال القضاة ناصر، وبدر القضاة أبو علي الحسين، درج أبو علي الحسين عن بنات. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 والعقب من جمال القضاة ناصر: محمد وأبو القاسم، درج أبو القاسم عن بنات في سنة خمسين وخمس مئة. والعقب من محمد بن ناصر: أبو منصور، وأبو علي، وبنات. والعقب من الحاكم الإمام شيخ الإسلام أميرك أبي سليمان محمد بن الحسين بن فندق، هو الإمام والدي شمس الإسلام إمام الأئمة أبو القاسم زيد بن محمد، والإمام حمزة، والإمام الحسن، وقد درج الإمام حمزة ولا عقب له، ومن منظومه قوله: أيا من رأيه عين الصواب ... ويا من بابه حسن المآب حضرت الباب مرات وإني ... رضيت من الغنيمة بالإياب حجبت الآن عنك وأنت شمس ... ونور الشمس يستر بالضباب إليك احتاج عزمي وانتظاري ... كما احتاج السؤال إلى الجواب فأكرمني بفضلك يا ملاذي ... وشرفني بإبطال الحجاب عتاب ثم حرمان وهجر ... عذاب في عذاب في عذاب وأما عمي الحسن فقد بلغ في حفظ مبادئ الأدب حدا أن قال معه أستاذنا الإمام أحمد الميداني «1» في حقه: نحن الخلجان وهو البحر. وكانت ولادة والدي الإمام السعيد شمس الإسلام أبي القاسم زيد بن محمد «2» في يوم عيد شوال سنة سبع وأربعين وأربع مئة، ووفاته في يوم الخميس السابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة سبع عشرة وخمس مئة، قضى منها ما يزيد على عشرين عاما في بخارى، وأقام هناك، واختلف إلى أئمة تلك البلاد، وحصل على حظ وافر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 من أنواع العلوم، وكان من أساتذته في تلك الأيام: الإمام أبو بكر محمد بن أحمد بن الفضل الفارسيّ؛ والإمام أبو عبد الله الحسين بن أبي الحسن الكاشغريّ الملقب بالفضل؛ والإمام الزاهد شمس الأئمة أبو بكر محمد بن أبي سهل السّرخسيّ؛ والسيد الإمام أبو بكر محمد بن علي بن حيدر الجعفريّ. وكان من الدارسين معه: الإمام الأجل برهان الدين عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز المازه. وكانت عينه قد أصيبت في آخر عمره بالضعف، ليبوسة الدماغ وكثرة الدرس والمطالعة، وقد عالجته عجوز قيل إنها من عجائز قوم عاد مشهورة في الكحالة إلا أن عدم معرفتها بأصول المداواة أدى إلى تلف عينه وذلك في سنة ثلاث وخمس مئة [107] وقد اتخذت تلك العجوز من الليل جملا وفرت، فتعقبوها ولم يعثروا لها على أثر، كأن الأرض أكلتها أو السماء رفعتها، وقد نظم هذين البيتين عند ما ابتلي بذلك البلاء وهما: لئن غاب عن عيني برغمي نورها ... فما غاب عن دار الجزاء ثوابي شياطين دهري قاربوا فلك التقى ... فأتبعتهم من ناظري بشهاب وذكره مبسوط بالتفصيل في تاريخ نيسابور المسمى ب سياق التاريخ للإمام أبي الحسن عبد الغافر الفارسيّ الخطيب بنيسابور «1» ، وكذلك ذكره الإمام علي بن أبي صالح الصالحي الخواريّ، فهما أولى بأن يعطيا الموضوع حقه بأقلامهما وبيانهما، وفم الأعرابي أفصح، ومن مدح أباه فكأنما مدح نفسه. والعقب من والدي الإمام أبي القاسم زيد بن محمد البيهقيّ: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 الإمام يحيى، ومصنف هذا الكتاب أبو الحسن علي، ومحمد والحسين وعلي، ومحمد والحسين توأمان وقد درجا، كما درج علي، وأما يحيى فقد عاش عشرين سنة ولم يعقب، ومن منظوم أخي يحيى بن الإمام أبي القاسم قوله وهو يشكو من مؤدبه الخرف الهرم الملقب بموسيجه: أديبي في الكتّاب أصبح داءا ... فهل أرتجي يا قوم منه شفاءا يضرّ ولا يسخو بنفع وإنه ... يضيّع خبزا أو ينجّس ماء ألا يا إمام الدهر هل أنا واجد ... لداء صروف الدهر منك دواءا البيهقيّون كانوا جماعة من الأكابر والأفاضل، وأغلب ربع زميج من أملاكهم، وهم أسلافي عن طريق الوالدة، وكان جدي هو الرئيس العالم أبا القاسم علي بن أبي القاسم الحسين بن أبي الحسن علي بن عبد الله بن طاهر بن أحمد بن مسكوب البيهقيّ؛ وأبو الطيب طاهر بن أحمد الفقيه يروي عن خاله الفضل بن المسيب. توفي في مسكنه بيحيى آباد من توابع بيهق في سنة ثلاث وتسعين وثلاث مئة، وهو ابن أخ عبد الله بن طاهر بن أحمد الفقيه، ابن عم الشيخ أبي الحسن البيهقيّ. [108] وكان الشيخ أبو القاسم الحسين بن أبي الحسن البيهقيّ رجلا شجاعا وشهما وعزيزا محترما، وأمه هي بنت أبي الفضل بن الأستاذ العالم أبي بكر الخوارزميّ، والأستاذ العالم الفاضل أبو بكر الخوارزميّ هو ابن أخت محمد بن جرير الطّبريّ المؤرخ الذي يعزى إليه تاريخ جرير (الجريري) والتفسير، وقد ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور «1» ، ولمصنف هذا الكتاب عرق نزّاع لتصنيف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 وتأليف التواريخ، وقد قيل إن العرق دساس، قال أبو بكر الخوارزميّ: بآمل مولدي، وبنو جرير ... فأخوالي، ويحكي المرء خاله وأشعار ورسائل ومصنفات أبي بكر الخوارزميّ منتشرة في العالم. قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور: ما زال أبو بكر يذاكرني بالأسامي والكنى والألقاب والمجروح والمعدل من رواة الأحاديث، وأخبار مشايخ المحدثين حتى أتحير في حفظه وفهمه وعلمه «1» . توفي أبو بكر محمد بن العباس الطّبريّ الخوارزميّ في شهر الله المبارك رمضان سنة ثلاث وثمانين وثلاث مئة. وكان الكوفج الذي يدعون بالقفص قد هجموا على هذه الولاية في ذلك التاريخ، وقد قتل جماعة من الدهاقين في حرب القفص، الشيخ أبا القاسم بن أبي الحسن البيهقيّ، ومعروف أن ذلك القتل كان عمدا وليس خطأ، في يوم الأربعاء التاسع من رمضان سنة اثنتين وثلاثين وأربع مئة، وقد قتل خمسة وسبعون شخصا اقتصاصا لدمه كانوا شركاء في قتله وقتل ابنه أبي منصور. وكان لجدي الرئيس العالم أبي القاسم علي بن الحسين البيهقيّ القرار المكين في ذلك التاريخ، وكان قد جاء إلى عالم التكوين والتكليف ليلة الأحد الرابع من محرم سنة ثلاث وثلاثين وأربع مئة، وقد اتفق أن ولد السيد الأجل الزاهد ركن الدين أبو منصور رحمه الله في تلك الليلة. وأما والدة جدي الرئيس العالم أبي القاسم فهي بنت الشيخ الأصيل أبي الحسن علي بن محمد بن أحمد البازارقان، وهي حفيدة أبي عبد الله محمد بن يعقوب الفارسيّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 صاحب ديوان نيسابور، وكان ابنه الفضل بن محمد بن يعقوب قد تولى منصب الوزارة [109] وهو متصل عن طريق والدته بالميكاليين، وبحكم قرابته من الأمير حسنك الميكالي، فقد أسقط عنه الخراج من ربع زميج وكان أخوه أبو علي أحمد بن محمد بن أحمد البازارقان صهر الشيخ أبي الفضل بن الأستاذ العالم أبي بكر محمد بن العباس الطّبريّ الخوارزميّ. توفي الشيخ الأصيل أبو الحسن البازارقان يوم الاثنين التاسع من شعبان سنة سبع وخمسين وأربع مئة، رحمة الله عليه. وتوفيت ابنته أم جدي يوم الأربعاء الثاني والعشرين من صفر سنة ثلاث وثلاثين وأربع مئة، وولد ابنه الفقيه أبو سعيد الفضل بن علي في الثالث عشر من رجب سنة إحدى وأربعين وأربع مئة، وتوفي رحمه الله في شوال سنة ست وعشرين وخمس مئة. وقد قام الشيخ أبو الحسن البيهقيّ بمهام السفارة وحمل الرسائل من ملوك آل سامان إلى دار الخلافة. والعقب منه: أبو القاسم الحسين الشهيد، وأبو سعد الحسن، وقد صار أبو سعد هذا عدة مرات نائبا عن عميد خراسان محمد بن منصور النسوي «1» في نيسابور، وذهب معه في ركب السلطان ألب أرسلان لغزو الروم، وقد جلب الكثير من المماليك. والعقب من الشيخ أبي القاسم الحسين الشهيد: جدي الرئيس العالم وحده. والعقب من أبي سعد الحسن: علي ومحمد وبنات. ومن أحفاده: بدر الدين أصيل خراسان إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل الدّيوانيّ، وكان إسماعيل الدّيوانيّ المتقدم ذكره- وهو جد إسماعيل هذا- عالما معروفا، وذكره موجود في تاريخ المحموديين للشيخ أبي الفضل البيهقيّ «2» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 226 وقد قيل إنه اجتمع في مجلس عزائه: الوزير [أبو] المظفر البزغشيّ «1» ، وقاضي القضاة أبو الهيثم، وقاضي القضاة صاعد، ولما هم الوزير [أبو] المظفر بالانصراف والركوب، أخذ قاضي القضاة أبو الهيثم ساعده وأعانه على الركوب. وكان جدي الرئيس العالم أبو القاسم البيهقيّ من أحرار الدهر، وأفاضل العهد، وقد ذكر له في الكتب هذه الأبيات من شعره «2» : [110] نصيبك من قلبي وروحي وافر ... وفي الحب قد أقللت منك نصيبي ومن أجل أني قد أحبك خالصا ... أرى الناس أعدائي ولست حبيبي ألمّ بقول القائل: * لقد جعلت هذه اللمحة التي رأيت وجهك فيها ... جميع الخلق أعدائي، ولم تصبح أنت حبيبي وقال في رثاء ولده أبي شجاع الحسين: إذا تذكرت أياما مضين لنا ... بكيت من فرط أحزاني على ولدي بكى فؤادي على نجلي ولا عجب ... بكاء قلبي من حزني على كبدي ومن منثوره: الدهر يصون ثم يخون؛ ويربي ثم يردي، ويهدي ثم يضل، ويعز ثم يذل؛ ويرفع ثم يخفض، ويبسط ثم يقبض؛ وفيه يفسد ما كان وما يكون، ومن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 عرف ذلك فإن كل عسير عليه يهون؛ والراحة موصولة بالعناء، والبقاء مقرون بالفناء؛ والملك سبب للعزل، والجد موجب للهزل؛ فرحم الله امرءا نظر لغده، وما جر المهالك إلى نفسه بيده؛ ونظر إلى الدنيا شزرا، وعلم أن مع مدّها جزرا، والسلام. وذهب يوما إلى ديوان عميد الملك سيد الوزراء أبي نصر الكندريّ «1» - وكان المجلس غاصا بكبار الشخصيات-، فأشار بيده إلى عميد الملك، وبدأ بتلاوة هذه الآية وَسَكَنْتُمْ فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ، وَضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ «2» ، فاغرورقت أعين جميع الحاضرين فجأة بالدموع ونالوا نصيبهم من تلك الموعظة، وكلما أراد عميد الملك أن يخلع عليه رفض قائلا: إنني أريد إنعاما عاما، وهو العدل، وليس الإنعام الخاص، لأن الإنعام الخاص لا يثمر شيئا في أيام [111] الظلم والجور، بينما كان الإنعام العام سبب عمارة العالم، فقال عميد الملك: إنه لمن المؤسف، إن يقيم من هو مثلك في الرستاق «3» ، فقال: أيها الوزير: إن الطريق من كل البقاع والمواطن إلى عرصات القيامة واحدة، وليس هناك طريق أبعد أو أقرب من غيره، فبكى عميد الملك طويلا وأمر أن يغلق الديوان إلى آخر ذلك اليوم. فلما أراد جدي الانصراف قال: أيها الوزير! لا تغفل عن تلك النار ذات اللهب المتصاعد، ولا تجعل حطام دنياك وقودا لنار جهنم، واعلم أن لنفسك عليك حقا، وحقها أن تعتقها من عذاب الله تعالى بما أعطاك الله. وقد كتب الوزير أبو العلاء محمد بن علي بن حسول «4» - الذي كان وزيرا لمجد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 الدولة [البويهيّ] ، وجعله السلطان محمود بن سبكتكين عند ما استولى على بلاد الري كاتبا، وقد عمر طويلا- إلى جدي هذا رسالة أجاب فيها على رسالة منه، وهذا هو نصها: وقفت على الفصل الذي أفردني به الرئيس العالم، أدام الله نعمته، فذكرنيه العهد المتقادم، وإن لم أنسه ساعة من الدهر، ولحظة من العمر؛ وبي من شوقي إليه ما كادت له الأحشاء ترجف، والدموع تنطف، إذ كان الاجتماع والشباب غض لم تخلق بروده، والمشيب غريب لم تقبل وفوده؛ وها أنا قد بلغت من العمر سواحله، وعطلت أفراس الصبا ورواحله؛ ثم وقفت على ما صرف فيه القول من كلام بمثله تشب نار النزاع في أثناء الجوانح، ويستزل العصم العواقل إلى سهل الأباطح؛ فثملت شعفا، واهتززت شرفا؛ وقد فوضت الوزارة إلى فلان، وأسدف بانتصابه هذا المنصب العظيم، والمقام الكريم، ولولا تلافيه الفضل وأربابه لضرعت خدودهم، وتبعت جدودهم؛ إذ كان الأمر قد أفضى إلى قوم عدوا الأدب ذنبا غير مغفور، وأهملوه ربعا غير ممطور؛ فحمى الله به مكانه، وشيد أركانه؛ وأعاد مجاهله معالم، ومغارمه مغانم؛ حتى وقفت عليه آماد الأمل، وضربت إليه أكباد الإبل. وهي رسالة طويلة، ونكتفي بهذا القدر منها. [112] ولما زين نظام الملك الوزارة بكفاءته، ذهب أي أبو القاسم البيهقيّ إليه في مجلسه وقال له: أيها الوزير! اسمع قول الله تعالى حيث قال تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً «1» ، وهناك حجابان اثنان يمنعان من سعادة الآخرة: طلب الجاه والرفعة ونفاذ الأمر والهوى، والانقياد للشهوة، فأجهد نفسك على أن لا تجمع هذين السدين، لأن علو المقام مساعد على أن يغلق سدّ الفساد الطريق عليك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 فلم ير نظام الملك بعد هذا منشغلا بشرب الخمر وقضاء شهوة على خلاف الشرع قائلا: يكفي سد واحد. وقد طلب نظام الملك منه أن يقيم معه في الديوان، فرفض قائلا: إنه سيضرني ولا ينفعك. والعقب منه: أبو شجاع الحسين، وأبو منصور المظفر، ووجيه العلماء أبو نصر أحمد، وبنات، عاشوا وجاوزوا عقبة الستين والسبعين، ولم يبق لهم عقب. توفي جدي أبو القاسم رحمه الله سنة ثلاث وثمانين وأربع مئة. وتوفي خالي الرئيس المكرم أبو منصور المظفر، في شهر ربيع الأول سنة سبع عشرة وخمس مئة. وأما وجيه العلماء أحمد الذي كان صاحب أدب جزل، وقول فصل، وحافظا لكتاب الله تعالى، وعالما بعلوم القرآن، فقد توفي في شهور سنة إحدى وعشرين وخمس مئة، ومن منظومه وهو يرثي أخاه أبا شجاع الحسين رحمة الله عليه: بأن الحسين أخي عني فوا حزنا ... منه ووا أسفا أن لم أمت أسفا قد كان درا يتيما لا نظير له ... فأصبحت جنة المأوى له صدفا وقال أيضا وهو يرثي أخاه أبا منصور: أبو منصور القرم المرجّى ... مضى وأنا قرين الاكتئاب وقد دخلت- إذا أمسى دفينا- ... عليّ إساءتي من كل باب وإني في الجعاب بقيت سهما ... سيكسرني الزمان ولا يحابي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 230 [113] أولاد أبي نعيم المختار كان أبو نعيم عبد الملك بن محمد الإسفرايينيّ «1» رجلا عالما ومحدّثا، وقد روى الكثير من الأحاديث، كما روي عنه الكثير أيضا، وكان له بناحية بيهق أبناء من المشايخ والأكابر، منهم الشيخ أبو نعيم أحمد بن محمد، وابنه الشيخ الزّكيّ علي بن أبي نعيم، وهو جد السيد الأجل عزيز والسيد الأجل يحيى رحمهما الله، وكان الشيخ أميرك البروقنيّ صهره. والشيخ أبو علي البروقنيّ، والشيخ أبو نعيم، أحفاد هذا الشيخ أبي نعيم من قبل الأم. ومنهم الفقيه الرئيس أميرك أبو زيد أحمد بن علي بن إسماعيل، وابناه: أبو علي إسماعيل، وأبو نعيم مسعود البروقنيّ. وكان أبو علي البروقنيّ صاحب مروءة وفتوة وظرافة وتجمل، ولكنه لم يعقب. والعقب من الشيخ أبي نعيم مسعود: الشيخ الرئيس حسام الدين عز الرؤساء أميرك أحمد؛ وأبو نعيم مسعود هذا هو خال السيد الأجل أبي القاسم الفريومديّ، وكان لهم أولاد وأحفاد من الأغنياء والمياسير والمتمولين وأرباب المروءة، وجد الانقراض طريقه إليهم، وابتلي من بقي منهم بالفقر والفاقة. وأما عين الرؤساء الحسين بن علي بن أبي نعيم،- وهو خال السيد الأجل عزيز، والسيد الأجل يحيى رحمهما الله- فقد كان صاحب مروءة، وكان صهر الرئيس أبي القاسم محم بنيسابور، وقد قام بضيافة الملك بوري برس بن ألب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 أرسلان «1» في قصبة سبزوار بشكل أثار العجب، وكان رجلا تقيا قضى عمره بالمروءة، وأنجب أربعة أبناء هم: أبو القاسم وعلي ومحمد وأبو الفضل، وجوههم مزهرة محبوبة كأنّ جمال العصر من جمالهم، وبهجة الخواطر من رواء مناظرهم. ذهب يوما مع أبنائه للعميد صفي الدين تاج الرؤساء أبي سعد الفضل بن علي المزينانيّ «2» - وكان العميد أبو هذا رجلا عاقلا فاضلا؛ وهو وإن لم يكن من أصحاب البيوتات إلا أنه كان صاحب دولة وأمينا للسلاطين- فسأل [114] هذا العميد الأبناء ليعرف ما إذا كانوا يجيدون صناعة ما، فوجدهم صورا بلا معنى، قنعوا من دنياهم بمجرد النسب والنعمة؛ فقال العميد أبو سعد: إن هذا البيت لن يدوم، فالمال غاد ورائح، ولن يحفظ مال الدنيا بغير معرفة، ولا يكفي النسب لوحده، وهكذا كان، فقد انتقل بعضهم إلى الدار الآخرة وهو لما يزل شابا، وابتلي بعضهم بالعوز والفقر، ولم يبق منهم اليوم إلا قليل: لم يبق منهم ومن أموالهم أثر ... والدهر كالسيل لا يبقي ولا يذر ومن رسائل الشيخ الفقيه أميرك أبي زيد أحمد بن علي بن إسماعيل البروقنيّ، تلك التي كتبها إلى الأمير نصر بن ناصر الدين «3» أخي السلطان محمود بن سبكتكين: كتبت- أدام الله جلالة مولانا الأمير العالم صاحب الجيش- وحالي بما لا أزال أتعرفه من فضل حسن آرائه، وأتجمل به من لباس عز ولائه؛ أحسن الأحوال، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 وأجمعها لأقسام السعادة والإقبال؛ ولو كانت أسباب الإمكان في هذه الدولة مؤاتية، وأحكامه بكل ما أهواه وأتمناه عندي متناهية؛ لجددت لنفسي عهد الشباب، وأنشأت فيها كلما أردت قوة الانجذاب وقدرة الاغتراب؛ وما رضيت بأن يخلفني في تلك الخدمة أحد، وينوب عني في لزوم الباب عليها أخ ولا ولد؛ ولكني إن حرصت على ذلك كبير السن، كثير الوهن، لا يكاد يحمل جسدي، ما لا يزال يقع في خلدي؛ ثم قد ارتهنني بهذه الناحية جهاد هؤلاء القفص الملاعين، وجلادهم ما بين ظاهر كيدهم المتين؛ فإن غفلت عنهم أدنى غفلة وقعوا في أهلها وقعة الذيب، وانتهزوا الفرصة في أكثر ما يحدثون به أنفسهم من أنواع الأكاذيب؛ ولما رأى السلطان الأعظم يمين الدولة خلد الله ملكه، أن يستخدم العبد إبراهيم فيها، ويستنهض هو مع معاونيه لينفضوا من شرهم أطرافها ونواحيها؛ وينفذ العبد أبا الحسن مكانه، وقد أعطاه الله وسعه وإمكانه؛ لينوب فيما تغيب عنه منابه، وينتصب له انتصابه، ورجوت أن يعظم الله أجره وثوابه؛ على ما أوجبه [115] من حسن هذا النظر وأن أتخلص من معظم ما أعانيه، وأتصرف في معانيه، على موجب استطاعة البشر ودواعيه؛ لا زالت نعم مولانا صاحب الجيش بحيث لا يباريها عدد الرمال كثرة واتساعا، ولا تباهيها مناكب الجبال علوا وارتفاعا؛ وأدام الله اعتضادي بولائه، وانخراطي في سلك خدمه وأوليائه؛ فإن عزّي بذلك مرتفع الذرى والغوارب، ومجدي به معقود العرى بذوائب الكواكب؛ والمدعو يسمع ويستجيب، وهو سميع قريب. ويعود أصل الشيخ أبي سعيد جمعة بن علي البندار إلى المختارين وأصله من ربع زميج من قرية كيذقان، وكان سيدا فاضلا وحاسبا كفوءا، وأوكل إليه عمل البندرة «1» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 في الناحية مدة طويلة، والعقب منه: محمد ولقب بالمختار. والعقب من محمد بن جمعة بن علي المختار «1» : أبو سعيد عبد الله، وعلي، والحسين، وأبو القاسم هبة الله المختار الخازن. والعقب من أبي القاسم هبة الله المختار الخازن: أبو عبد الله، وبهاء الدين محمد. والعقب من بهاء الدين محمد بن هبة الله الخازن: زنكي، وأبو القاسم، وبنات. وقد اتصل أبو سعيد المختار بخدمة عميد خراسان محمد بن منصور «2» ، وذهب معه إلى خوارزم، وقتل عند استيلاء العيارين خلال عهد الفترة في شهور سنة خمس وثمانين وأربع مئة، وكان قد اغتسل ليؤدي صلاة الجمعة، وقد وجه السيد الأجل ركن الدين أبو منصور بالمدد لكي يقتص من قتلته. والعقب من كافي الحضرة علي بن محمد المختار: محمد، وأبو منصور، وأبو سعد، وقد أنقرض عقب محمد إلا عن بنت، ودرج أبو منصور في سنة إحدى عشرة وخمس مئة، ومات محمد بالري. والعقب من تاج الكتاب أبي سعد: الحسن، وعلي. والعقب من أبي سعد عبد الله بن محمد بن أبي سعد البندار: سديد الدين أبو الفتح مسعود المختار البيهقيّ، وكان مسعود قد تولى إدارة واستيفاء هذه الناحية، ونال في آخر عمره من حضرة السلطان السعيد الأعظم سنجر، المعرفة والسلطة والتشريف. توفي مسعود يوم الأحد الثالث والعشرين من محرم سنة خمس وثلاثين وخمس مئة، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 وقتل أبوه أبو سعد «1» في سنة خمس وثمانين وأربع مئة. والعقب من سديد الدين مسعود بن عبد الله المستوفي المختار: شهاب الدين محمد [116] ، وقد فوضت لشهاب الدين هذا بلاد الري مدة، وذلك من شهور سنة ست وعشرين إلى شهور سنة ثمان وعشرين وخمس مئة، وتولى مدّة أخرى ولاية دهستان، وأخرى الإشراف على الممالك، ونال حظوة في مجلس السلطان الأعظم سنجر رحمه الله، وقتل في مصاف الخان بقطوان في صفر سنة ست وثلاثين وخمس مئة. والعقب من شهاب الدين محمد بن مسعود: عز الدين أبو نعيم عبد الله «2» ، وكان لديه ثقل في لسانه، وقد قلّد المشاغل الكبيرة من ديوان السلطان الأعظم سنجر رحمه الله، ومن ديوان خوارزم شاه ملك العالم العادل آتسز بن محمد رحمه الله. وأمه بنت الشيخ أبي نعيم مسعود بن أميرك أبي زيد أحمد البروقنيّ، وقتل يوم الثلاثاء السابع من جمادى الآخرة سنة إحدى وخمسين وخمس مئة بسبزوار. والعقب منه: الأمير شهاب الدين محمد- أمه بنت الأمير أبي سعد حافد جمال الملك بن نظام الملك- وبنت. توفي الأمير في شعبان سنة اثنتين وستين وخمس مئة بقصبة جشم، ونقل تابوته إلى سبزوار. الدّاريّون كان الشيخ الحسين بن أحمد الداري «3» حفيد الحسين بن أبي نصر الداري، وكان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 الحسين بن أبي نصر هذا رجلا أميا، تكتب عنه قبالاته وشهاداته؛ ويقال لأبي نصر هذا: أبو نصر بن ستي عزيزة، نسبة إلى أمه، وهو من أنماطيي «1» قرية ششتمد، وكان حفيده الحسين بن أحمد فاضلا ومفضلا. والعقب منه: الأمير أبو نصر هبة الله، وأمير اللسانين أحمد، وكلاهما شاعر فصيح، وكان لهما نصيب من مال الدنيا. وقد قال الشيخ علي بن الحسن الباخرزيّ عن الشيخ الحسين الداري: من تناء بيهق ودهاقينها، وسماء مائها ورياحينها، وذكر أشعار هؤلاء السادة في مواضعها من هذا الكتاب. والعقب من الأمير أبي نصر هبة الله بن الحسين الداري: الأمير مسعود «2» ، والأمير علي، وبنتان. والعقب من الأمير مسعود: الحسن وبنت. [117] والعقب من الأمير علي: أسعد، ومحمد، درج أسعد؛ ومحمد في الأحياء مع اختلاط في عقله، والبنت الكبرى كانت جدة بدر الدين إسماعيل الدّيوانيّ من قبل أمه. والعقب من الرئيس العالم أحمد بن الحسين الداري: أبو المعالي، والحسين، وأبو سعيد، وعلي. درج أبو المعالي في سنة ثلاث عشرة وخمس مئة. وقتل أبو سعيد في سبزوار. ومات الحسين في شهور سنة خمس وخمسين وخمس مئة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 والعقب من الحسين: أحمد، وأبو علي. وقد سمل أبو علي في سبزوار. والعقب من علي بن أحمد الداري من بنت: الإمام مسعود بن علي الصّوابيّ رحمه الله. الميكاليّون بيت قديم بنيسابور وبيهق؛ وجدهم هو: ميكال بن عبد الواحد بن جبريل بن القاسم بن بكر بن ديواستي، وهو سور بن سور بن سور بن سور- أربعة من الملوك- ابن فيروز بن يزد جرد بن بهرام جور. والعقب من ميكال: شاه بن ميكال. ومن هذا البيت: الأمير أبو العباس إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال، وقد قال ابن دريد مقصورته فيه وفي أبيه «1» . والعقب من الأمير أبي العباس إسماعيل: الأمير أبو محمد عبد الله. توفي الأمير أبو العباس سنة اثنتين وتسعين وثلاث مئة، وكان رئيس نيسابور وواقف أملاكه هو الأمير أحمد بن علي بن إسماعيل الميكالي؛ وعقبه هو: الأمير العالم أبو الفضل عبيد الله بن أحمد مصنف كتاب المنتحل وكتاب مخزون البلاغة، وغير ذلك، وكان صاحب نظم ونثر، وله ديوان ورسائل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 237 والعقب من الأمير العالم أبي الفضل عبيد الله بن أحمد: الأمير الحسين، والأمير علي، والأمير إسماعيل. وللأمير علي بن الأمير أبي الفضل ديوان شعر. والأمير الرئيس جمال الأمراء علي بن الأمير أبي عبد الله الحسين بن شيخ الملك أبي محمد زيد بن الحسين هو من أبناء الميكاليين من قبل جدته. [118] المستوفون كان الشيخ أبو الحسن محمد بن علي المستوفي من ناحية طريثيث، وكان رجلا أمينا كفوءا شهما؛ قدم قصبة سبزوار وصاهر المؤمليين، وقد بنى أكثر أوقاف وعمارات المسجد الجامع بقصبة سبزوار من ماله الخاص، كما بنى بيوتا تفضي إلى الجامع، أكثرها اليوم عامر، إلا أنها ليست في أيدي ورثته؛ كان مرقده رحمه الله في جامع القصبة في قبر كان قد بناه هو، وكان عامرا إلى هذه السنة، وأصبح خرابا بعدها. العقب منه: الشيخ الأمين أبو منصور علي «1» ، والحسين، والعباس. درج الحسين عن بنت هي أم السيد الرئيس الزاهد الحاجي بدر الدين علي بن الحسين الحسنيّ رحمه الله. والعقب من العباس بن أبي الحسن المستوفي: علي، وأبو طالب، درج أبو طالب عن بنت. والعقب من علي: الحسن، والشيخ محمد، وأبو القاسم. والعقب من الشيخ الأمين أبي منصور علي: الحسن، وأبو القاسم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 توفي الشيخ الأمين أبو منصور في شهور سنة خمس عشرة وخمس مئة، ورزقه الله تعالى طول العمر في طاعة الله، رحمه الله. والعقب من أبي القاسم بن أبي منصور بن أبي الحسن المستوفي: خواجكك، قتل في شهور سنة عشر وخمس مئة. وتوفي أبو القاسم في شهور سنة اثنتي عشرة وخمس مئة رحمه الله، وأمه وأم أخيه، بنت الشيخ الرئيس أبي سعد البيهقيّ الذي تقدم ذكره. والعقب من أبي علي الحسن بن أبي منصور: زين الرؤساء محمد «1» ، وعلي، ومسعود. لا عقب لمسعود، وانقرض عقب علي. والعقب من زين الرؤساء محمد بن أبي علي بن أبي منصور: المؤيد، وعلاء الدين الأمير علي بن محمد الواعظ «2» ختن الأمير الإمام أبي منصور العبّاديّ» ، وهو مقيم بالموصل، وأقام قبل ذلك ببغداد، وله صيت وذكر جميل في الشام، ومنزلة رفيعة في دار السلام، وهو حافد خالتي، وقد اختلف مدة إليّ. [119] العزيزيّون بيت قديم في هذه الناحية، وفلان العزيز، هو غير العزيزيّ، والعزيزيّ جماعتان: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 واحدة علوية ويقال لرهطهم العزيزيّ؛ والأخرى من أبناء عزيز بن المغيرة بن عبد الرحمن بن عوف «1» صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله، وأصلهم من علي بن الحسين بن علي العزيزيّ، وله أعقاب وذيل. وكان الإمام فخر الزمان مسعود بن علي بن أحمد بن أبي علي بن العباس الصّوابيّ «2» رحمه الله من هذا الرهط. أما عبد الله بن محمد بن عزير «3» الذي كان وزيرا للأمير الرضي نوح بن منصور فلم يكن رجلا ممدوحا، وقد قال الشعراء بحقه: إن أمرا ساسه أنوك من آل عزير ... لحقيق أن تراه خاليا من كل خير *** جمع الشّؤم عزير ... لعن الله عزيرا من رأى وجه عزير ... بكرة لم ير خيرا وببيهق أسرة أخرى يدعى كل فرد من أفرادها بالعزيز، وأشهرهم المقرئ شيخ القراء أبو محمد بن علي بن أحمد بن عبد الله بن عزيز. والعقب منه: المقرئ محمد، والمقرئ علي؛ ولا عقب لعلي. والعقب من محمد بن أبي محمد المقرئ هو: المقرئ الواعظ الزاهد الصالح الرضي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 الحسين، والمقرئ الحسن؛ ولهما أعقاب يعرفون ببني عزيز، وهم من أولاد محمد بن محمد بن عزيز بن محمد بن زيد المعدل «1» ، وهو يروي الحديث عن ابن الأصمّ. العنبريّون بيت قديم في هذه الناحية، وجدهم هو أبو العباس إسماعيل بن علي بن الطيب بن محمد بن علي العنبريّ، وأخوه هو أبو محمد عبد الله، وهما من أحفاد أبي زكريا يحيى بن محمد بن عبد الله بن العنبر بن عطاء بن صالح بن محمد بن عبد الله السّلميّ «2» [120] وهو مذكور في تاريخ نيسابور وبيهق، وقد ورد شعر أبي العباس هذا وسيرته وتاريخه في موضعه. وكان من أقاربه الإمام المحدث أبو محمد العنبريّ «3» ، والإمام أبو زكريا العنبريّ- وهو جد أبي العباس- دون الكثير من الأحاديث، وقد انزوى في آخر عمره، حتى قال القاضي عبد الحميد الوزير «4» : ذهبت الفوائد من مجلسنا بعزلة أبي زكريا العنبريّ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 ومن أبناء أبي العباس العنبريّ: الشيخ أميرك الكاتب «1» ، وأخوه الشيخ أبو نصر الكاتب، والشيخ أبو القاسم الكاتب، وقد وجد ثلاثتهم الحظوة والمكانة في عهد المحموديين، وللشيخ أميرك الكاتب، وهو أبو الحسن أحمد بن محمد البيهقيّ الملقب بأميرك، وأخوه أبو نصر، ضياع وممتلكات كثيرة ببيهق. والشيخ أميرك هو الذي بنى القصر الذي جعله الأجل الشهيد حسين البيهقيّ اليوم مدرسة، وكان قصره فيما مضى: إنّ آثارهم تدلّ عليهم ... فانظروا بعدهم إلى الآثار وكان الشيخ أميرك قد حمى قلعة ترمذ من السلاجقة خمسة عشر عاما، فلما انقطع أمل الخراسانيّيين من المحموديين سلم قلعة ترمذ إلى ملك الملوك جغري «2» ؛ فعرض عليه جغري وزارته، فقال: لن أخدم من كان فيما مضى مأمورا مطيعا لي، ثم أنشأ قائلا هذا البيت: فيا ليتكم لم تعرفوني وليتني ... تسلّيت عنكم لا عليّ ولا ليا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 ثم ذهب إلى غزنين وبنى هناك مدرسة. وقد فوض إليه ديوان الإنشاء على عهدي السّلطانين مودود «1» وعبد الرشيد «2» ، وكان كاتبا في آخر عهد السلطان فرخزاد «3» ، ثم أقال نفسه من العمل. وكان في عهد السلطان فرخزاد خادم ظالم قد استولى على الملك، يقال له أبو الفتح الخاصّة، وقد وقعت بينه وبين أميرك الكاتب يوما مجادلة، قال الخادم خلالها لأميرك: يا جلف، فقال أميرك: لا تسبّنّني فلست بسبّي ... إنّ سبّي من الرجال الكريم «4» [121] ثم أمر الشيخ أميرك غلمانه أن يقيّدوه، فقيّدوه وقتلوه في الزقاق الضيق الذي كان يؤدي إلى البساتين بغزنين، ولم يعاتبه على ذلك أحد، لفرط ما كان الناس قد رأوه من ظلم وسوء سيرة هذا الخادم. توفي الشيخ أميرك بمرض القولنج في يوم الثلاثاء الثالث عشر من شوال سنة ثمان وأربعين وأربع مئة. وكان أخوه أبو نصر الكاتب عميد الري ووزير السلطان مسعود بن محمود. أما أخوه الآخر أبو القاسم الكاتب، فكان نائب الشيخ أبي نصر بن مشكان «5» ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 الذي كان كاتب السلطان محمود، وقد كتب الشيخ أبو القاسم هذا الرسائل التي ذهبت إلى ملوك البلدان. وعند ما عزم السلطان محمود على التوجه إلى الري، كتب رسالة إلى ولده السلطان مسعود طلب فيها أن يعيره الشيخ أبا القاسم الكاتب وهذه هي الرسالة: من المعلوم أننا في هذا الوقت الذي اتجهنا فيه إلى بلاد الري، نرى من الواجب وعلى سبيل الحزم والاحتياط، أن نعيّن رجلا سديدا وذكيا لكي يستخلص لنا دقائق الرسائل والقصص ويعرضها علينا، ولا يستطيع ذلك الغريب عنا؛ ولا يمكن أن نعيد الشيخ أبا نصر بن مشكان إلى هذا العمل، ولما كان الشيخ أبو القاسم قد أدى هذا العمل فيما مضى، وهو رجل هرم وليس مشغولا بمعاقرة الخمر، ونعلم أن له ابنا لا يقصر في مهامنا، لذا نرى أن تسارعوا إلى إرسال ابنه ذاك ليكفينا أمر هذا العمل، إن كان لا يرى مانعا في الاشتغال فيما نحن فيه، وأن يختار له هناك نائبا يحل محله، حتى ينتهي من عمله معنا فيعود إلى عمله السابق، إن شاء الله. وكان واحدهم يدعى العنبريّ بحكم النسب، والكاتب بحكم الصناعة. وقد ظل الشيخ محمد بن أميرك الكاتب حيا إلى الوقت الذي فتح فيه السلطان الأعظم سنجر غزنين «1» ، وبقي من أولاده وأحفاده هناك أكابر وأكارم كثيرون [122] وكان بيتهم بيت العلم والزهد، ولأنهم قد خاضوا في أعمال السلطان، فقد اضطرب الأمر على البعض منهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 وكان الشيخ أبو سعد محمد بن شاهك إبراهيم «1» بن محمد بن علي العنبريّ مستوفيا لناحية بيهق، وكان ابنه تاج الأفاضل العميد شاه بن محمد العنبريّ حيا حتى سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة، وهو يشغل الأعمال الجليلة، وكان من أركان دواوين الملوك وسوف نذكر أشعاره فيما بعد. وجمال الدين أبو القاسم بن محمد بن أبي نصر بن جعفر العنبريّ المعروف بالشيخ أبي القاسم الكاتب، الموجود الآن، هو من أولاد ذلك الشيخ أبي القاسم الكاتب. وقد صاهر أبو القاسم الكاتب ذاك، جعفر العنبريّ الذي كان ابن عمه. العقب من محمد العنبريّ: أبو جعفر، وشاهك إبراهيم. والعقب من شاهك إبراهيم: العميد أبو سعد محمد. والعقب من أبي سعد محمد: العميد تاج الأفاضل شاه العنبريّ. والعقب من أبي جعفر العنبريّ: أبو القاسم، وأبو نصر، وعلي. والعقب من أبي نصر: جعفر، ومحمد، والحسن، وأحمد. والعقب من محمد بن أبي نصر بن أبي جعفر العنبريّ: جمال الدين سديد خراسان أبو القاسم، وأمير. والعقب من جمال الدين أبي القاسم: فخر الدين علي إلى الآن. وقد أورد الشيخ أبو الفضل البيهقيّ في تاريخ المحموديين آثار الشيخ أميرك الكاتب وإخوانه بالتفصيل «2» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 الحاتميّون يرجع نسبهم إلى أبي جعفر محمد بن حاتم بن خزيمة بن قتيبة بن محمد بن علي بن القاسم بن جعفر بن الفضل بن إبراهيم بن أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل «1» مولى رسول الله صلى الله عليه. وكان زيد حبيب رسول الله صلى الله عليه، وقد أعطاه المصطفى عليه السلام إمارة الجيش في حرب مؤتة، وأمّر ابنه أسامة بعد ذلك، وكان المصطفى عليه السلام قد قال في أثناء المرض الذي توفي فيه: «جهّزوا جيش أسامة» «2» . وكان الشيخ أبو القاسم علي بن حاتم مشرف الدولة على عهد السلطان محمود [123] وأصبح صاحب البريد مدة، وقد كتب المنشور الذي عهد فيه إليه بهذا المنصب من ديوان سلطان السلاطين مسعود بن محمود على هذه الصفة: كتابنا- أطال الله بقاء شيخي ومعتمدي- ونعم الله تعالى عندنا متظافرة، ومنحه لدينا متواترة متوافرة؛ والحمد لله رب العالمين، والصلاة على نبي الرحمة محمد وآله الأخيار الأبرار المنتجبين؛ وصل كتابك وفهمناه، وأحطنا بما أنهيته أجمع وتصورناه؛ واعتددنا بما تنهيه، وكنت تتوخى التقرب إلينا فيه؛ إنهاء لطارئ الأخبار والأنباء، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 وتصويرا لما تجد من البأساء والضراء؛ واهتماما بحفظ نظام الموكول إليك، وجدّا فيما اعتمدنا بجميل رأينا عليك؛ والوجه أن تستمر على هذه العادة، وتتصور وقوع اعتمادنا على صرامتك وكفايتك في حفظ هذه الأبواب، إلى أن ييسر الله حضورنا وامتداد راياتنا إلى تلك النواحي والأقطار، واستضاءتنا بمصابيح تلك الأنوار؛ إن شاء الله تعالى، وحسبنا الله ونعم الوكيل. واشتغل الشيخ أبو القاسم حاتمك مدة نائبا للشيخ أميرك الكاتب البيهقيّ في ديوان الإنشاء، وكاتبا بالأصالة للسلطان مسعود، وكان رجلا عفيفا ورعا، وبيته من بيوت رؤساء نيسابور، ولهم اتصال ببيت أبي نعيم الذي ذكرناه، وكلا الأخوين: الشيخ الرئيس زين الرؤساء أبو القاسم علي، والرئيس العالم الزاهد محمد، أبناء الشيخ حاتم بن محمد بن الشيخ أبي القاسم علي- الذي كان صاحب السلاطين- بن حاتم بن أبي جعفر محمد بن حاتم بن خزيمة بن قتيبة، وقد ذكرنا ذلك النسب. قدم أولاد حاتم إلى القصبة، وكان لهم أولاد وأحفاد بلغوا الكمال بالنعمة والمروءة والكفاية. فقل في النصل وافقه نصاب ... وقل في الأفق أشرق منه بدره «1» والعقب من زين الرؤساء أبي القاسم علي بن حاتم «2» : ضياء الرؤساء أبو نعيم [124] أحمد، ومجد الرؤساء الحسن، أمهما بنت الشيخ الرئيس الزّكيّ علي بن أبي نعيم الذي تقدم ذكره. والعقب من ضياء الرؤساء أبي نعيم أحمد: أبو الفضل، وعلي، ومسعود، وابن آخر في قرية بستان شاد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 والعقب من مجد الرؤساء الحسن بن علي بن حاتم «1» : علي، والأمير أبو سعد، مات علي في شهور سنة خمس وخمسين وخمس مئة، والعقب منه: محمد، ولمحمد: الحسن، وعلي. والعقب من الشيخ محمد بن حاتم الزاهد المعتكف، ذو الخط الحسن أبو الفضل. والعقب من أبي الفضل: علي، وجمال الأمراء محمد الأصيل. السّالاريّون ويرجع نسبهم إلى السالار أبي العباس المحسن بن علي بن أحمد المطّوّعيّ، وكان أبو العباس هذا قائد الغزاة، وقد ذهب مع المطوعة مرات إلى طرسوس «2» للغزو، وخلف الكثير من الأولاد والأحفاد والرؤساء والفضلاء من الحكام وذوي الفضل، وكانت رئاسة القصبة برسمهم لمدة من الزمن، وقد بقي منهم اليوم أشخاص متفرقون ودّع عهدهم الرفاهية. وكلّ عمر إلى فناء ... وكلّ ملك إلى زوال ومن هذا البيت: الزّكيّ علي بن أحمد بن علي بن المحسن، وعلي بن أحمد بن محمد بن المحسن، والرئيس أصيل الرؤساء أبو عبد الله المحسن بن أبي نصر محمد بن علي بن المحسن، ومحمد بن الحسن بن أحمد السالار. والنسبة إلى السالار كثيرة في هذه الناحية، إلا أن البيت القديم وأهل الفضل كانوا هم أهل هذا البيت. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 العمّاريّون يرجع نسبهم إلى أبي محمد بن أبي عمرو بن أبي الحسن العمّاريّ؛ وهو عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم «1» بن عمار بن يحيى بن العباس ابن عبد الرحمن بن سالم بن قيس بن سعد بن عبادة الخزرجيّ [125] صاحب رسول الله صلى الله عليه، ورضي عنه- وهو سيد الخزرج- وقد أقاموا في نيسابور، حيث انتقل في ذلك الوقت بعض من أولاد أبي محمد العمّاريّ إلى ناحية بيهق. ومن أقاربهم: أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن عمار بن يحيى بن العباس «2» . توفي أبو محمد العمّاريّ في ذي الحجة سنة أربع وتسعين وثلاث مئة وهو ابن سبع وخمسين سنة. ومن أولاده: أبو الحسن علي بن الحسن العمّاريّ، الذي صاهر الحاكم الإمام أبا سعد المحسن بن محمد بن كرامة صاحب التصانيف. والعقب منه: نجم الدين محمد بن أبي الحسن علي بن الحسن العمّاريّ، وأبو علي؛ وقد درج أبو علي هذا. أما نجم الدين محمد هذا فقد خاض في أعمال السلاطين وأشغالهم، ساعده في ذلك الثروة واليسار، وقتل مظلوما بمزينان في يوم الخميس الثالث من ربيع الآخر سنة تسع وأربعين وخمس مئة. والعقب منه بهاء الدين علي، وبنات. وكان يقال لجدهم عمار الخزرجيّ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 والعقب من عمار بن يحيى الخزرجيّ: إبراهيم بن عمار، وأبو الحسن علي بن نصر بن عمار، وإسحاق بن عمار، ومحمد بن نصر بن عمار، ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن عمار الذي تقدم ذكره. الشّدّاديّون هم منسوبون إلى أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن شداد النيسابوريّ، وكان الحاكم بناحية بست، وهو من كبار أصحاب الحسين بن الفضل «1» ، توفي بنيسابور في سنة خمس وثلاثين وثلاث مئة، وله عقب بناحية بيهق. الأنماطيّون ويرجع نسبهم إلى أبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن يوسف الأنماطي «2» ، توفي أبو إسحاق الأنماطي بنيسابور في سنة ثلاث وثلاث مئة. وله عقب كثير في القصبة وفي قرية ششتمد، أكثرهم صلحاء ودهاقين وزهاد، ومن هؤلاء الأنماطيين [126] أبو الحسن علي بن الحسين بن بشر الأنماطي «3» ، وكان راوية أشعار الأمير عبيد الله بن عبد الله بن طاهر، مات سنة خمس وثلاثين وخمس مئة، وأصله من قرية ششتمد يرجع في نسبه إلى الشيخ أبي محمد عبد الله بن محمد الأنماطي «4» . والعقب منه: المقرئ أبو علي أحمد بن أبي محمد عبد الله بن محمد الأنماطي، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 والحسن بن أبي محمد. والعقب من الحسن بن أبي محمد: محمد، وعلي، وأحمد المقرئ. المحميّون كان سعيد بن عثمان بن عفان أمير خراسان، وقدم إلى ناحية بست عن طريق أصفهان، ومن هناك ذهب إلى ناحية رخ، وعندما وصل إلى قصبة بيشك مرض، وتزوج هناك امرأة أنجبت له ابنا فسماه محمدا، فهو محم بن سعيد بن عثمان بن عفان، وبنتا سمّاها عينا، وكانت عين هذه في حبالة الإمام محمد بن النضر البيشكيّ «1» . أولاد التّرك كانوا كثيرين في نيسابور وبيهق، ولم يبق منهم إلا القليل، وهم أولاد أبي محمد يونس بن أفلح التّرك ختن «2» الإمام يحيى بن يحيى التّميميّ «3» ، ومن أبنائهم: الفقيه أبو علي بن الحسن بن علي بن يعقوب التّرك، وأخوه حمزة، وابن أخيه أميرك بن الحسين التّرك زعيم قرية أباري. بيت الزّكيّ يعود نسبهم إلى الزّكيّ أبي الطيب طاهر بن إبراهيم بن علي؛ وكانت له ضيعة يكسب من غلتها ألفي درهم وعشرة دنانير ذهبا في كل عام، [127] ورغم كثرة دخل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 وارتفاع الزّكيّ أبي الطيب هذا- بحيث كان معدودا في رؤساء بيهق- فقد كان يعرف بالكفاءة والكياسة والشهامة وقد قال العقلاء إنه لو كان يملك ثروة، لخلف آثارا كثيرة في خراسان. والعقب منه: الشيخ شاهك إبراهيم، والشيخ محمد بن الزّكيّ طاهر بن إبراهيم. والعقب من محمد الزّكيّ: سعد الملك أبو علي الحسين بن محمد بن طاهر، وقد درج ولا عقب له، وكان شمس الملك علي بن حاتمك حفيد الشيخ محمد الزّكيّ من قبل الأم. وقد بقي عقب من الشيخ شاهك الزّكيّ إلى يومنا هذا، وغير معلوم عقبهم الآن. وكان الشيخ الحسين الدّاريّ «1» قد قال قصيدة بحق الشيخ الزّكيّ أبي الطيب على سبيل المطايبة، ذكر فيها كواسج الناحية، ومطلع القصيدة هو: * لحية طاهر بن إبراهيم ... لحية من باب التعظيم هل يستطيع أحد إحصاء شعرها ... وهي كالخردل على الأديم؟ شغب الكواسج وجأروا ... إن هذا ليس عدلا يا إلهنا الحكيم أن يكون لواحد لحية بعشرة أطنان ... وتكون شعرة واحدة عزيزة لدى آخر كالذهب؟ إن محمدا المختار ملك التّرك ... له وجه [أمرد] كسمك «الشّيم» «2» القضاة القاضي والفاميّ كثيرا ما يلتبس الأمر بينهما، حيث إن ميم فامي هذه تكتب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 252 مثلثة أحيانا، فتقرأ بالتصحيف قاضيا «1» . وفامة: مدينة ببلاد الشام، فيها فواكه كثيرة، وهم يسمون بائع الفاكهة الفاميّ نسبة إلى تلك المدينة، هكذا ورد في كتاب مبادئ اللغة. أما القضاة فإن نسبتهم إلى القاضي أبي علي الحسين بن أحمد بن الحسن بن موسى القاضي «2» الفقيه الأديب، وله أولاد في ناحية بيهق، ويدعى مواليهم بهذا اللقب أيضا، فعندما يدعى أحد ب «فلان القاضي» ، [128] فالمقصود أولاد مواليه. تولى القاضي أبو علي قضاء نسا وقضاء مدن كثيرة من البلاد، وله في هذا الباب آثار محمودة. ومن مشايخه: الإمام محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبو العباس الثّقفيّ «3» ، وابن الأنباريّ «4» ، والصّوليّ «5» . توفي ببيهق سنة تسع وخمسين وثلاث مئة، وكان القاضي أبو علي مولعا بعلم النحو، واختلف إلى القراريطيّ «6» ، واختلف القراريطيّ إلى المبرّد، رحمهم الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 البزّازون كانوا من أوساط المشايخ والتجار، وهم بيت قديم من أهل الثراء والجاه، ويرجع نسبهم إلى الشيخ أبي عبد الله محمد بن علي بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد الكرابيسيّ، وكان له ثلاثة أبناء: محمد وعلي وشاهك. العقب من شاهك: الحسين، وحمزة، وعلي، وبنتان، إحداهما أم الإمام النادر علي بن شاهك. والعقب من علي بنتان. والعقب من الحسين: الأديب الأصمّ «1» ، وهو الأطرف أبو القاسم، وغيره. وكان فخر التجار محمد بن علي البزّاز رجلا ذا جاه منعما؛ روى الثقات أنه عند ما انتقل إلى رحمة الحق تعالى في شهور سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة، ترك ما يزيد على الخمسين [منا] «2» من السندس. والعقب منه أبو القاسم وحده. والعقب من أبي القاسم: علي، وقد درج، والحسن، والحسين. والعقب من الشيخ الحسن بن أبي القاسم بن محمد البزّاز الكرابيسيّ: أحمد، وأبو سعيد، وأبو القاسم، وبنت. والعقب من الحسين: محمد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 الدّلقنديّون كانت دلقند قرية عامرة مأهولة، وقد نبغ فيها جماعة منهم: الفقيه محمد بن علي بن الحسن الدّلقنديّ، وهو محمد بن علي بن الحسن بن علي بن فاطمة بنت الوزير أبي العباس الخير، وأخت الفقيه محمد أمة الواحد، كانت في حبالة السيد علي بن طاهر العلوي الحسينيّ. والعقب من الفقيه محمد الدّلقنديّ: الفقيه علي [129] ، والشيخ أبو الحسن. مات الفقيه علي في شهور سنة ثمان وأربعين وخمس مئة، وكان من المتموّلين لوقف أبي العباس الخير، والاعتبار في هذا الوقف وريوعه بالأقرب، سواء كان ذكرا أو أنثى، وقيل: إذا مات أحد من أرباب هذا الوقف فإن الأولياء يصابون بمصيبتين، الأولى فقد عزيز، والثانية الحرمان من ريع الوقف. وكان في هذه القرية عالم مفسر، وكان عندي تفسير من تصنيفه يقع في ثلاثة مجلدات- خلال الوقت الذي ابتليت فيه نيسابور بالغارات- وهذا المفسر هو أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسن الدّلقنديّ المفسر «1» . وقد ظلّت هذه القرية غير مأهولة زمنا طويلا، كما بقيت قلعتها خربة. الزّياديّون وتعود نسبتهم إلى زياد الفارسيّ الذي يدعى زياد القباني، لأنه كان أول من جاء بالقبّان إلى خراسان. ومن أولاده: أبو علي الحسين بن محمد بن زياد «2» . وكان من أولاده بأرض بيهق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 الأمراء والعلماء والأكابر والدهاقين. ولما جاء فخر الدولة علي البويهيّ- الذي كان الصاحب بن عباد وزيره- إلى خراسان لطلب النصر والفتح، أرسل بلاط بخارى فائق الخاصّة «1» معه، فاجتاز ببيهق، وهناك قام الأمير أبو جعفر أحمد بن مسلم الزّياديّ بضيافته، ثم إن خصمه بويه بن الحسن جاء إلى مزينان، فوقع بينهما مصاف في الثالث من شعبان سنة اثنتين وستين وثلاث مئة. وعند ما أعلن الأمير أبو علي محمد بن العباس التّولكيّ العصيان «2» ، أرسل أمير خراسان صاحب الجيش ناصر الدولة أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن سيمجور «3» ، الأمير أبا جعفر أحمد بن مسلم الزّياديّ لحربه، ففتح الأمير أبو جعفر القلعة التي تحصن فيها. فأعطاه الأمير أبو الحسن سيمجور تلك الولاية في سنة أربع وستين وثلاث مئة. [130] وقد ذهب الأمير أبو جعفر الزّياديّ إلى أرض الغوريين، وكان هناك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 كفار، فهزمهم وسبى كثيرا منهم وجاء بهم إلى خراسان، وكان الأمير أبو جعفر يكرر إنشاد هذه الأبيات: ومثلي لا يقيم على هوان ... لديك ولست أرضى بالهوان فإن أكرمتني وعرفت حقّي ... تجدني في النصيحة غيروان وإلا فالسلام عليك منّي ... دهورا لا أراك ولا تراني وكان ابن الأمير أبي جعفر الزّياديّ وهو الأمير أبو الفضل زياد بن أحمد بن مسلم الزّياديّ قد أصبح واليا على بيهق في آخر عهد السامانيين، وقد جرت العادة- في آخر عهد السامانيين- أن يؤخذ قسم من تركة كل من يموت من عمال الديوان، فأضاف الأمير أبو الفضل الزّياديّ ببيهق إلى ذلك، أنه كان يأخذ نصيبا من تركة كل ميت لا ابن له- حتى لو كان له ورثة آخرون- ومرّ وقت كان يأخذ من تركة كل متوفى حتى لو كان لديه أولاد ووارثون، ولم يأت هذا الظلم بالبركة على الزّياديّين، فلما حكم السلطان محمود [بن سبكتكين] أسقط ذلك الظلم ولم يرض عنه، وأعطى الحق في ذلك لمن لهم الحق في الإرث من العصبة وأولي الأرحام. وكان الأمير أبو الفضل زياد بن أحمد هذا في خدمة الأمير أبي علي سيمجور «1» ، وكذلك في خدمة الأمير أبي القاسم سيمجور «2» ، وقد ألقي القبض عليهما معا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 257 وحبسا، فلما أحضر الأمير أبو الفضل، بين يدي السلطان محمود، أمر بإطلاق سراحه. ولما ذهب السلطان محمود في ذلك الوقت إلى ولاية كابل ليستعيد حقه من أخيه الأمير إسماعيل بن سبكتكين، أناب عنه الأمير زيادا في إمارة خراسان، وأودعت دار الملك بنيسابور لديه [131] وذلك في سنة ثمان وثمانين وثلاث مئة، وقد توجّه الأمير أبو سعيد سيمجور «1» آنذاك إلى نيسابور، فألقى الأمير زياد عليه القبض وحبسه، وسكنت الفتنة، ووصلت إليه من حضرة بخارى رسالة بمدحه. وقد كان في حصن جومند، عند ما أو كل أمر محاصرته إلى نصر بن الحسن بن فيروزان- وهو خال فخر الدولة علي بن بويه-، حين عاد مستوحشا من قومس؛ وكانت الذخائر والسلاح في ذلك الحصن كثيرة، وأما قومس فقد كانت من ولاية الأمير شمس المعالي قابوس بن وشمكير. وقد ظنّ نصر بن الحسن- لأنه أصبح نائبه في حصن جومند- أنه سيستولي على تلك النواحي وما فيها بتلك الوسيلة والعدة. وكان نائب الأمير قابوس [آنذاك هو] حميد بن مهدي، فوقعت نزاعات بين حميد والأمير زياد أدت إلى الحرب، وقد وصل إلى حميد بن مهدي مدد من الديالمة والعرب من مدينة جرجان، ولما لم تكن لزياد طاقة بذلك، فقد انحدر إلى مزينان، فأحاط به عدد كبير من العرب، فما كان من غلمانه إلا أن تركوه ولم يبدوا أية مقاومة أو دفاع، لكنهم: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 258 فرّوا وما كرّوا فتبا للعبيد وللموالي «1» وذلك غدوة يوم الجمعة لليلة بقيت من شهر ربيع الآخرة سنة إحدى وتسعين وثلاث مئة، ثم إن الأمير فياضا الذي كان مقدم العرب قام بأسر الأمير أبي الفضل زياد، ونقله إلى جرجان، وهناك أسلم زياد روحه إلى قابض الأرواح في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وثلاث مئة، وقد قال الإمام علي بن أبي الطيب النيسابوريّ «2» في رثاء الأمير زياد: أمير ولكن ما على الموت آمر ... زياد ولكن لا يزيد على العمر عزيز ولكنّ الممات مذلّل ... غنيّ وفي كفّ الممات أخو فقر له مؤنس لكنّما الموت موحش ... له خدم لكن تفرّد في القبر فلا تأمننّ الموت يوما وليلة ... فإنك في بحر ولا أمن في بحر وقد أوكل الأمير زياد أمر حصن جومند إلى أبي نصر أحمد بن محمود الحاجب، وأوكل أبو نصر ذلك إلى نصر بن الحسن بن فيروزان بحكم الصداقة التي كانت بينهما. [132] ثم أمر الأمير قابوس بتدمير ذلك الحصن في رمضان سنة ثلاث وتسعين وثلاث مئة. قال مصنف كتاب مزيد التاريخ «3» : كنت قد ذهبت عند الأمير زياد، وآثار الحزن عليّ ظاهرة، فقال الأمير زياد: الجندي إذا مات حتفا موت العنز على فراش العجز، ولم يمت قعصا تحت ظلال الحتوف، بين الأسنة والسيوف، فموته موت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 259 ذليل، وعلى التخلف دليل. ومن الزّياديّين الذي هم في بدء عهدي: الأمير الرئيس زياد بن مهدي بن عمرو بن الحسن الزّياديّ، وليس له نظير في هذا الإقليم بفن الرماية، وكان أرمى من ابن تقن «1» ، وقد بنى مسجدا في محلة معمر على رأس أسفريس، والعقب منه: مهدي ومحمد وعلي. مات مهدي بن زياد في سنة ستين وخمس مئة. والأمير محمد بن عمرو بن الحسن الزّياديّ، والأمير الرئيس أبو جعفر الزّياديّ، وابنه الأمير محمد، وهو في هذا الوقت مقيم في قصبة مزينان، وله أولاد وأعقاب وأحفاد. أولاد كامة قال مصنف مزيد التاريخ: كان الأمير علي بن كامة «2» يتولى ولاية اللار ورويان وقلعة ستون أوند، وكان ركن دولة آل بويه، حتى قيل فيه: علي بن كامة ثغر آل بويه الذي عنه يفترون، وأنفهم الذي به يعطسون. وكان الأمير نصر بن بويه بن الحسن بن بويه، صهر علي بن كامة، وقد دخل في وهم الملك فخر الدولة علي بن الحسن بن بويه صهر علي بن كامة- وهو عم نصر بن بويه- أنّ عليا بن كامة يريد نقل الملك إلى صهره نصر بن بويه. ولما كان علي بن كامة يحب البزماورد الحامض «3» ، فقد وضع له سم في البزماورد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 260 والسنبوسق «1» ، فلما أكل منه، وعمل السم عمله، وظهرت آثاره عليه [133] طلبوا له الطبيب ليأتيه ببستوقة الترياق «2» ، فمنعوا الطبيب من الحضور، فمات علي بن كامة في تلك الليلة، وهي ليلة الثلاثاء السادس من ذي القعدة سنة أربع وسبعين وثلاث مئة. ولذا وجب على الملوك والأمراء، أن يكون معهم وعاء من الفضة أو الرصاص أو القصدير، قد قسم على أربعة أقسام: يوضع في الأول منه الترياق، وفي الثاني مثرود يطوس، وفي الثالث شراب الكدر، وفي الرابع المومياء، وإن عمل قسم خامس ووضع فيه الأفيون أو معجون الراحة «3» ، كان في غاية الحسن، لكي يستفاد منه وقت الحاجة- كما حصل للأمير علي بن كامة- ومع ذلك، القضاء غالب. وقد بقي لعلي بن كامة هناك ابن، هو شاه فيروز بن علي بن كامة، ثم إن فخر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 الدولة استولى على ميراث علي بن كامة، فأوقع اولاده في الفقر، قال مصنف مزيد التاريخ إنه وجد في ميراثه من نوع واحد ألف منّ من الأواني المصنوعة من الذهب الخالص، وخمسة آلاف من الأواني الفضة. وكان لعلي بن كامة إقطاع سمنان وسمنك، وقد جاء إلى خراسان مع الحسن بن فيروزان وآخرين، واستوطن بيهق في شهور سنة اثنتين وخمسين وثلاث مئة، وله هناك ابن اسمه إبراهيم، ومن أعقابه: الإمام أبو سعد المحسن بن القاسم بن الحسن بن علي بن إبراهيم بن علي بن كامة. توفي الإمام أبو سعد بن كامة في شهور سنة سبع وعشرين وخمس مئة. فصل: كان الأمير ناصر الدولة أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن سيمجور «1» ، قد أعطى سنة ثمان وخمسين وثلاث مئة ناحية بيهق إقطاعا للقائد ابن شير ذيل وكان أهل بيهق يسمون صدر هذا المقطع [134] : ميدان الشيطان، وأنفه: صدف الهوس، وحركاته مظهر الأرواح ذات الوجوه المسودة. وكان هذا الوالي مشغولا بإشباع الشهوة والنهامة «2» ، وقد أبدل صفاته البشرية وسماته الإنسانية بطباع الوحوش، فرفع الناس أيديهم بالدعاء وسألوا الحق تعالى أن يجيرهم، فذهب هذا القائد إلى جرجان وكان له مصاف مع بيستون بن شيرزاد، وقتل في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين وثلاث مئة، ولم تطل مدة ولايته أكثر من سنة. ومات بيستون بأسترآباد في رجب سنة سبع وستين وثلاث مئة. ولما أراد أبو يحيى الأشعث بن محمد الكثريّ «3» أن يغادر نيسابور إلى الحجاز، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 262 وصل إلى قرية أسد آباد من ناحية بيهق وأقام فيها، وعمر تلك القرية ثم بقي مدة هناك، إذ لم تكن هناك إجازة بسفره، وكان مقررا أن تعطى له إمارة نيسابور، إلا أن الاختيار وقع أخيرا على الأمير ناصر الدولة أبي الحسن بن سيمجور. ولما قام الملك بويه بن الحسن بإزعاج وشمكير بن زيار عن بلاد الري، اتجه إلى خراسان، ونزل في بيهق، وكان صاحب الجيش أبو علي أحمد بن محمد المظفر قد قدم إلى نيسابور لاستقباله «1» ، وأقام وشمكير ببيهق مدة، ثم اتجه إلى بخارى لحضرة ملك المشرق. وكان للأمير أبي سعيد بكر بن مالك «2» صاحب الجيوش وأمير خراسان، أملاك كثيرة بخسروجرد؛ وكان قد قدم إلى هناك، وأراد أن يبني هناك مدينة ويسورها بسور حصين، إلا أن موت وزيره محمد بن عبد الرحيم بمرض القولنج، جعله ينصرف عن خسروجرد ويذهب إلى نيسابور في سنة أربع وأربعين وثلاث مئة. وكان الصاحب كافي الكفاة إسماعيل بن عباد، لما تولّى لمخدومه إمارة ولاية خراسان في تلك الأيام، وخطب بنيسابور لفخر الدولة حيث ضمّت نواحي نيسابور إلى ولايته [135] ، أسقط الخراج عن بيهق وتلك النواحي لسنتين اثنتين، إلا خراج الجزء: 1 ¦ الصفحة: 263 أرباع نيسابور، فإنه أسقط عنه نصفه، كما أسقط عنه التسويغات القديمة، وذلك في شهور سنة ثلاث وثمانين أو سنة أربع وثمانين وثلاث مئة. وكان على مذهب العدل والتوحيد، وله أشعار كثيرة في مناقب أهل بيت المصطفى صلوات الله عليهم أجمعين، منها هذه الأبيات: بآل محمد وريت زنادي ... وهم في كل حادثة عتادي إليهم مفزعي وهم عياذي ... وفيهم مدحتي ولهم ودادي وحبّهم اعتقاد عن يقين ... كما التوحيد والعدل اعتقادي وقد قضى الصاحب إسماعيل بن عباد رحمه الله نحبه في أواخر صفر سنة خمس وثمانين وثلاث مئة. البديليّون وهم من أولاد بديل بن ورقاء الخزاعيّ «1» ، ومنهم أجداد والدي شمس الإسلام من قبل الوالدة؛ كانوا فضلاء وصلحاء وعلماء، وليس من هذا الرهط بديليّو أسفرايين، بل هم أولاد بديل بن محمد بن أسد الخشّيّ الإسفرايينيّ «2» ، ومقرهم الأصلي قصبة جوربد. وصهر بديل الإسفرايينيّ على ابنته وهو أبو بكر عبد الله بن محمد بن مسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 264 النيسابوريّ «1» كان مقيما في نيسابور، وقد روى الأحاديث عن الإمام محمد بن يحيى الذّهليّ، توفي سنة ثمان عشرة وثلاث مئة. ولد الحسين بن إبراهيم بن الحسين بن بديل ببيهق ليلة الجمعة لخمس خلون من جمادى الآخرى سنة سبعين وثلاث مئة. وولد أخوه الشيخ أبو الحسن علي بن إبراهيم جدّ جدّتي من قبل الأب ليلة الأحد لليلتين بقيتا من شوال سنة ثلاث وسبعين وثلاث مئة. وولد أخوهما أبو محمد عبد الله بن إبراهيم ليلة الأحد لليلة بقيت من ذي الحجة سنة تسع وسبعين وثلاث مئة. [136] وولد أبو سعد محمد بن الحسين بن إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم، يوم الاثنين الثالث عشر من جمادى الآخرة سنة أربع مئة. وكان الشيخ أبو الحسن البديليّ- جدّ جدّتي من قبل الأم- مئناثا. والعقب من الفقيه أبي محمد البديليّ: الفقيه الزاهد علي بن عبد الله البديليّ، والفقيه الحسين. وبقي منه الفقيه الأصيل الذي كان مجاور مشهد خسروجرد، الحسن، وله ثلاثة أبناء: محمد وعلي والحسين، وكان الفقيه الحسين مئناثا. وللحسين بن إبراهيم بن الحسين ابنان اثنان: أحدهما أبو سعد الذي تقدم ذكره؛ والآخر أبو الفتح إبراهيم بن الحسين، والثالث الفقيه الأديب أبو الفضل أحمد، وشعره مذكور في كتاب دمية القصر وغيره. والعقب منه: الفقيه أبو القاسم علي بن أحمد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 265 والعقب من الفقيه أبي القاسم: الفقيه محمد، وبنت هي أم الفقيه الأصيل الحسن بن علي بن أبي محمد عبد الله البديليّ. ومن الفقيه محمد بن الفقيه الزّكيّ أبي القاسم علي بن الفقيه الأديب الشاعر أبي الفضل أحمد بن الحسين بن إبراهيم بن الحسين بن بديل: الإمام جمال الأئمة علي؛ والإمام الزاهد بدر الدين شيخ المشايخ أحمد، ولهما أولاد وأعقاب. العميديّون ينتمي إلى هذا البيت: معين الملك مؤيد الدين أبو القاسم علي بن سعيد بن أحمد، وأصلهم من الشيخ أبي سعد سعيد بن أبي منصور أحمد بن محمد «1» . وكان معين الملك أبو القاسم نائب الوزير صدر الدين محمد بن فخر الملك، نائبا مقتدرا، والعميد أبو علي الحسين بن سعيد بن أحمد مصنف كتاب عمدة الكتّاب. وكان أعيان هذا البيت أصحاب مناصب في خراسان؛ وقد ألفت الكتب في مدائحهم، أحدها ألفه الغانميّ «2» ، والآخر نظم السلك في مدائح معين الملك. ولم يكن لمعين الملك عقب، وكان له النسب الشريف. والعقب من العميد أبي علي: عزيز الملك سعيد مشرف المملكة ووالي طوس «3» ، وشهاب الملك أبو منصور أحمد. [137] والعقب من عزيز الملك سعيد: عزيز الدين الحسين «4» ، ومؤيد الدين أبو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 266 الفتح محمد. والعقب من شهاب الملك أبي منصور أحمد: عزيز الدين الحسن- أمه بنت جمال الرؤساء أبي علي الحسين بن مظفر- وبهاء الدين مسعود، وبنات. والعقب من عزيز الدين الحسن: أبو علي- وقد درج- وكان له منذ حداثة سنّه طبع فياض، توفي في سنة ست وخمسين وخمس مئة ومن منظومه قوله: أين أحبابنا بشطّ الفرات ... قد خلت دارهم من الغانيات كم لبسنا به حبير حبور ... بوصال الكواعب الآنسات وغصون الصّبّار طيب المجاني ... دانيات قطوفها للجناة أما باقي البيوتات فسنبينها عند تفصيلنا لذكر الفضلاء والعلماء والقرى والبقاع، إن شاء الله تعالى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 267 القسم الثالث في ذكر العلماء والأئمة والأفاضل الذين نبغوا في هذه الناحية أو انتقلوا إليها مع ذكر حديث من أحاديث المصطفى عليه السلام مما رواه كل واحد منهم، وإثبات شيء من أشعار الأفاضل بالعربيّة والفارسيّة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 أبو عصمة عاصم بن عصام بن منيع بن ثعلبة بن السّريّ «1» البيهقيّ الملقب بحرّان كان من أكابر ذلك العهد، شهد له بالصدق والعلم والأمانة. وروى عنه الأحاديث الإمام أبو يحيى البزّاز جد الإمام نجم الإسلام أبي المعالي رحمه الله، والمؤمل بن الحسن بن عيسى. كان أبو عصمة حرّان هذا مجاب الدعوة [138] وتوفي سنة إحدى وستين ومئتين. قال أبو عصمة: كنت عند أحمد بن حنبل ليلة، فجاء ووضع لي ماء، فلما رآني نائما، قال: سبحان الله، رجل يطلب العلم ولا يكون له ورد بالليل «2» !. قال أبو عصمة عاصم بن عصام البيهقيّ: حدثنا زيد بن الحباب، قال حدثنا شعبة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه إذا لبس ثوبا بدأ بميامنه «3» . الشيخ محمد بن سعيد البيهقي ّ «4» أثبته أبو القاسم البلخيّ في كتاب مفاخر خراسان، وذكر شعره الفارسيّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 271 باللسان البيهقيّ، كما ذكره أبو سعيد الأديب وروى له القصيدة التي يقول فيها: لهفي عليك فأهل الدار قد جاروا داود بن طهمان البيهقي ّ «1» كان من فحول العلماء والشعراء وقد وقعت في عصره زلزلة بمدينة قومس، خلال عهد الأمير طاهر بن عبد الله بن طاهر في شعبان سنة اثنتين وأربعين ومئتين، قال داود بن طهمان في ذلك قصيدة أولها: أيبصر قرن الشمس إلا بصيرها ... وهل يعرف الأخبار إلا خبيرها؟ تتابعت الأنباء عن أرض قومس ... يحدّث عنها طول ليلي سميرها بأن مغانيها تداعت وزلزلت ... وطحطح فيها بالقبيل دبيرها وأهلك فيها شاؤها ورعاؤها ... ودمدم فيها خيلها وحميرها أبو عقيل شريح بن عقيل بن رجاء بن محمد البيهقي ّ «2» كان شيخا كبيرا، روى الأحاديث عن الفضل بن دكين، وكان له ابن أخ عالم، هو داود بن الحسين بن عقيل «3» ، وقد روى بإسناد صحيح [139] عن نبينا صلى الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 272 عليه بأنه قال: «من أراد منكم الباه واستطاع أن يتزوج فليتزوج، ومن لم يستطع فليصم، فإن الصوم له وجاء، وإنه أغضّ للبصر وأحصن للفرج» «1» . علي بن الحسن بن عبدويه البيهقي ّ «2» كان شخصا عزيزا، روى الحديث عن القعنبيّ وسهل بن بكار. انتقل من دار التكليف إلى الدار الآخرة يوم الخميس الخامس من جمادى الأولى سنة اثنتين وستين ومئتين. قال علي بن الحسن بن عبدويه: حدثنا عبد الله بن محمد بن زياد بن عبد الله بن جعفر بن سالم بن عبد الله، قال أخبرنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة، عن يحيى ابن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه: «إن كتاب المؤمن يوم القيامة حسن ثناء الناس عليه» «3» . علي بن الحسين البيهقي ّ «4» كان عالما من العلماء، ومولده ونشأته في خسروجرد، روى عنه داود بن الحسين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 273 قال علي بن الحسين الخسروجرديّ: حدثنا يحيى بن المغيرة السّعديّ قال: أخبرنا جرير، عن سليمان التّيميّ، عن أبي عثمان النّهديّ، عن سلمان الفارسيّ أنه قال: قال رسول الله: «إذا كان يوم القيامة، ضربت لي قبة من ياقوتة حمراء على يمين العرش، وضربت لإبراهيم خليل الرحمن قبة من ياقوتة خضراء على يسار العرش، وضربت فيما بيننا لعلي بن أبي طالب قبة من ياقوتة بيضاء، فما ظنكم بحبيب بين خليلين؟» «1» . علي بن عيسى بن حرب البيهقي ّ «2» من فحول العلماء، ومسكنه ونشأته في خسروجرد أيضا، روى حديثا عن مكي بن إبراهيم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 274 قال علي بن عيسى بن حرب: حدثنا مكي بن إبراهيم، قال أخبرنا الصلت بن دينار، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله [140] صلى الله عليه: «إن لله تعالى تسعا وتسعين اسما، مئة غير واحدة، من أحصى كلها دخل الجنة، وإنه تعالى وتريحب الوتر» «1» . أبو محمد الفضل بن محمد الشّعرانيّ البيهقيّ «2» هو أبو محمد الفضل بن محمد المسيب بن موسى بن زهير بن يزيد بن كيسان بن باذان الملك. وكان باذان هذا ملك اليمن الذي كتب إليه كسرى ملك العجم برويز بن هرمز بن نوشروان رسالة يأمره فيها أن يرسل إلى المدينة من يحضر المصطفى عليه السلام مقيدا إلى بلاطه؛ ولما كان باذان هذا رجلا عاقلا، أرسل شخصين اثنين من العقلاء إلى المصطفى عليه السلام وقال: إن ملك العجم غاضب منك، لأنك قد كتبت إليه رسالة قدّمت فيها اسمك على اسمه، فإن قدمت عليّ الآن أكن شفيعك ليعفو عنك، وأعدك سالما إلى المدينة، فلم يعط المصطفى جوابا، فلما مرت أيام، ذهب إليه الرسولان، فقال لهما: «ارجعا، فإن ابن ملك العجم شيرويه ألقى القبض على أبيه برويز، وسيقتل اليوم» ، فقال الرسولان: تريث في هذا الكلام، فإنه إذا بلغ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 275 سمع ملك العجم كان سببا لفناء وهلاك العرب، فقال المصطفى عليه السلام: «هو ذاك، وليس هناك غير هذا» . عاد الرسولان إلى ملك اليمن وأخبروه بالكلام، فقال باذان: اكتبوا التاريخ واليوم الذي قال فيه المصطفى عليه السلام هذا الكلام، فإن كان صادقا أطعناه وآمنا بما جاء به، وإن كان غير ذلك فإن ملك العجم نفسه سيأخذه من العرب. فلما انقضت ثلاثة أيام وصلت رسالة من ملك العجم شيرويه إلى باذان بأن أباه قد قتل على أيدي الجنود في ذلك اليوم الذي كان المصطفى صلوات الله عليه قد قاله، وأنه يجب على أهل [141] اليمن أن يبايعوه، وأن لا يتعرض بشيء لنبي العرب أو أن يعكّر عليه صفوه، فسرّ باذان برسالة ملك العجم وآمن، وآمن معه عموم أهل اليمن «1» ، وقد أرسل المصطفى عليه السلام، معاذ بن جبل رضي الله عنه إلى هناك ومعه رسالة إلى الملك باذان يثني عليه فيها. بدايتها: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى كافة الناس، إلى ملك اليمن باذان أعزه الله. وكان الفضل الشّعرانيّ هذا قد أعفى شعر لحيته ورأسه فطالا، وكان متحليا بنسبه إلى باذان. ومولده ونشأته في قرية ريود من ربع باشتين، وكان فقيها وأديبا، سافر كثيرا في طلب العلم، وكان بيته في محلة كنج رود بنيسابور. رحل الإمام محمد بن إسحاق بن خزيمة إليه لسماع الحديث. وكان تلميذ يحيى بن يحيى وإسحاق بن راهويه المروزيّ، وتلميذ ابن الأعرابي في الأدب. وليس في بلاد الإسلام بلد لم يصله الفضل الشّعرانيّ الريودي، إلا الأندلس والسوس الأقصى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 276 من رواياته: خوّفوا المؤمنين بالله تعالى، والمنافقين بالسلطان، والمرائين بالناس. وقال الفضل بن محمد بن الشّعرانيّ الرّيودي: حدثنا ابن أبي مريم قال: حدثنا عبد الجبار [بن عمر الأيلي] «1» ، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه: «كل معروف صدقة» «2» . ومن أولاده: أبو الحسن إسماعيل بن محمد بن الفضل «3» ، الذي أخذ معه كتاب مغازي موسى بن عقبة «4» لما ذهب إلى نيسابور، فسمعوه منه. قال إسماعيل بن محمد الشّعرانيّ: حدثنا محمد بن عبيد الله الأنصاريّ، قال حدثني أبي عن النبي صلى الله عليه أنه قال: «يا ابن آدم! علّق قلبك بالله ولا تعلقه بخلقه، فإنك إن علقته بربك خدموك، وإن علقته بخلقه خذلوك» «5» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 277 القاسم بن دهيم البيهقي ّ «1» كان ابن دهيم من قدماء العلماء، وقد روى الحديث عنه ابنه محمد بن القاسم. [142] قال محمد بن القاسم بن دهيم: حدّثني أبي، قال أخبرنا عبد الرزاق بن همام، قال أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر، أن النبي صلى الله عليه قال: «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث» «2» . أبو علي حمدان بن محمد بن رجاء البيهقي ّ «3» هو من قرية بروقن، وكان من علماء عصره؛ قال: حدثنا هدبة بن خالد، قال حدثنا سهيل بن أبي حزم، عن ثابت البنانيّ، عن أنس بن مالك أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه: «من وعده الله على عمل ثوابا فهو منجزه له، ومن أوعده الله تعالى على عمل عقابا، فهو بالخيار» «4» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 أبو علي أحمد بن حمدويه بن مسلم البيهقي ّ «1» كان مسقط رأسه ونشأته في قرية ديورة؛ رحل كثيرا في طلب العلم وتوفي في قرية يورة في رجب سنة تسع وثمانين ومئتين. قال أبو علي أحمد بن حمدويه: أخبرنا محمد بن عمارة قال: حدثنا سهيل بن عامر البجليّ قال: حدثنا عمرو بن جميع البصريّ، عن عبد الله بن الحسن بن لحسن بن علي بن أبي طالب أنه قال: قال جدي رسول الله صلى الله عليه: «أربع من سعادة المرء: زوجة صالحة، وولد أبرار، وخلطاء صالحون، ومعيشة في بلاده» «2» . أبو بكر عبد الملك بن عبد الحليم بن عبد الملك المعروف بعبدان لخسروجردي ّ «3» كان من تلاميذ يحيى بن يحيى، وتوفي عبدان الخسروجرديّ في النصف من شعبان سنة اثنتين وتسعين ومئتين. قال عبدان عبد الملك بن عبد الحليم: حدثنا يحيى بن يحيى قال: حدثنا خارجة بن منصور قال: حدثنا ربعي، عن المعرور، عن أبي ذر الغفاريّ أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه: قال الله عزوجل: «يا ابن آدم، إن عملت قراب الأرض خطيئة، ولم تشرك بي شيئا، جعلت لك قراب الأرض مغفرة» «4» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 279 [143] أبو عمران موسى بن الحسن بن عبد الرحمن «1» كان مسقط رأسه قرية سدير، وهو من علماء المحدثين القدماء. قال موسى بن الحسن بن عبد الرحمن البيهقيّ: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا صالح بن موسى، عن عبد الملك بن عمير، عن قبيصة بن جابر الأسدي أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه: «مكتوب في التوراة، يا ابن آدم، ابرر والديك وصل رحمك، يمدّ لك في عمرك، وييسر لك يسرك، ويصرف عنك عسرك» «2» . أبو عمران محمد بن عمرو بن جبريل البيهقي ّ «3» مولده ونشأته في نامين، وكان تلميذ إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ «4» . قال محمد بن عمرو بن جبريل البيهقيّ: سمعت علي بن سلمة اللّبقيّ «5» عن رجاله عن النبي صلى الله عليه أنه قال: «إذا سئل أحدكم عما لا يدري، فليقل لا أدري، فإنه ثلث العلم» «6» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 قال مصنف هذا الكتاب: رأيت المصطفى صلوات الله عليه في المنام بنيسابور فقال لي: «من قال فيما لا يدري: لا أدري، فهو أعلم الناس» . وفي ذلك سر عظيم، فإن كل ضلالة تلقي بظلها على العالم، إنما تأتي من عدم اعتراف الجاهل بجهله، وقوله في الدين بما لا يعلم، وخداع العوام عادة بتقوى ظاهري التقوى ممن لا علم لهم فيطلبون العلم منهم، ويرى أولئك الجهلة الفضيحة والعار لو أنهم اعترفوا بجهلهم، وأن الناس سيبتعدون عنهم، لذا فهم يتكلمون بما لا يعلمون، وبحكم صلاح ظاهرهم يتلقى الناس كلامهم- بحسن ظن- بالقبول والإصغاء، لتجد الضلالات والبدع طريقها إلى عالم الوجود. وإن أصل كل ضلالة دخلت أديان موسى وعيسى ومحمد، صلوات الله عليهم، هو من الجاهل الظاهر الصلاح الخالي من العلم [144] ومنذ أن خلق الله العالم، كان عادة العوام في كل مكان أن يكونوا مريدين للجاهل الظاهر الصلاح الزاهد سليم القلب، وكلامه أكثر إقناعا، وأسرع قبولا لديهم؛ وإن اقتلاع هذا البلاء من بين الناس صعب. ولقد عجز علماء الأمم عن أن يبعدوا العوام عن ظاهري الصلاح سليمي القلوب الجهلة، فإن أرادوا يوما أن يظهروا بطلان عمل أولئك الجهلة من أهل الصلاح الظاهر، راج سوقهم، وازداد إقبال عوام الناس عليهم. فلا ينبغي أن تعطى الأولوية للصلاح في أول صحيفة العلماء؛ لأن الصلاح المطلق مدح للنساء، قال الله تعالى: وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ «1» ، وقال الله تعالى: مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ «2» ؛ فالنساء هن اللواتي يجب أن يتزّين بالصلاح والعفة، وأما صفات النساء الأخرى فهي تبع للصلاح. وفي باب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 العلماء، فالأصل للعقل ثم للعلم الكامل والتقوى. وحيثما وجد العقل والعلم والتقوى، كان الصلاح والورع تبعا وفروعا له، والله أعلم. علي بن محمد الزّياد آبادي «1» هو من أعلى ناحية زياد آباد، اختلف إلى العلماء الكبار، واقتبس العلماء الكبار من مصابيح علومه. قال علي بن محمد الزّياد آبادي: حدثنا سفيان بن عيينة قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه أنه سمع أبا سعيد الخدريّ يحدث عن النبي صلى الله عليه أنه قال: «يوشك أن يكون خير مال مسلم ثلة من أغنام يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن» «2» . وتوجد في حدود البصرة قرية تدعى قرية زياد، أما لفظ آباد فهو لا يوجد إلا في قرى العجم. [145] أبو سليمان داود بن الحسين بن عقيل بن سعيد الذّهليّ الباهليّ «3» ولد ونشأ في خسروجرد وكان تلميذ يحيى بن يحيى، وتحمل أعباء الأسفار إلى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 الشام واليمن والحجاز لطلب العلم. كانت ولادته في خسروجرد سنة مئتين من الهجرة، ووفاته فيها أيضا سنة ثلاث وتسعين ومئتين. قال الحاكم الإمام أبو سعد المحسن بن محمد بن كرامة الجشميّ البيهقيّ «1» : حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن إسحاق النّجّار المتكلم «2» قال: حدثنا أبو سهل بشر بن أحمد الإسفرايينيّ، قال حدثنا أبو سليمان داود بن الحسين البيهقي الخسروجردي قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه أنه قال: «من زرع زرعا أو غرس غرسا فأكل منه طير أو بهيمة، كانت له صدقة» «3» . وإسناد داود الخسروجرديّ هذا عال، إذ ليس بينه وبين الرسول صلوات الله عليه في هذه الرواية أكثر من أربعة رواة. أبو نعيم إبراهيم بن عبدوك البيهقي «4» كان مسكنه قرية ششتمد من ربع زميج. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 قال إبراهيم بن عبدوك البيهقيّ: حدثنا أبو عصمة عاصم بن عبد الله البلخيّ قال حدثنا بجير بن نوح، عن الإمام أبي حنيفة، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن عبد الله بن مسعود أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه: «ما من ليلة جمعة إلا وينظر الله تعالى إلى خلقه ثلاث مرات، فيغفر لمن لا يشرك به شيئا» «1» . علي بن الحسين بن عبد الرحيم البيهقي ّ «2» وكان مسقط رأسه قرية ششتمد أيضا. قال علي بن الحسين بن عبد الرحيم البيهقيّ: حدثنا الحسين بن منصور، قال حدثني أبي، قال أخبرنا نهشل بن سعيد الضّبّيّ، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه عن قوله تعالى قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا «3» فقال صلى الله عليه: «قراءة هذه الآية أمان من السّرق» «4» . ثم إن عبد الله بن عباس قال: قرأ أحد الصحابة هذه الآية ونام، فجاء لص إلى البيت وجمع الأثاث، إلا أنه حاول أن يهتدي إلى باب البيت فلم يجدها [146] ولكثرة حركته وطوافه استيقظ رب الدار، فعلم الورطة التي وقع فيها اللص، فناداه: إن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 284 لبيتي بابا أقيمت من كتاب الله، فأترك الأثاث واذهب بالسلامة. ففعل اللص ما أمره ولم يأخذ شيئا من الأثاث. والأصل في هذه المسألة أن ذلك الأثاث كان من الحلال، وأن الرجل التّقيّ الطاهر قد قرأ هذه الآية مؤمنا بها مع حاجته إلى ذلك. الفقيه أبو دجانة البيهقي ّ «1» ولادته في قرية ششتمد أيضا، وكان عالما وورعا وشاعرا، إلا أنه كان فقيرا معدما، وله ديوان شعر بالعربيّة، من أشعاره: أبا دجانة إن الرزق مقسوم ... ومبتغي الرزق محدود ومحروم وكلّ ما عمل المحروم من عمل ... وإن تنوّق فيه فهو مذموم وله كتاب نفيس في الفلاحة، قال فيه: إذا أصبح الجو حارا وأكلت بهيمة رؤوس أغصان شجرة اللوز، فإن الشجرة تكون عرضة للشمس المحرقة فيصيبها العطش، ويصبح اللوز مرا؛ وإذا اشتد عود الشجرة في الصيف، وكانت زرعت حديثا، وسقيت في فترات متباعدة، كان اللوز مرا. وإذا لم يزرع اللوز في شهر آذر [- كانون الأول] ولم يقطف في ربيع السنة التالية ولم ينقل إلى مكان آخر، ذهب الجهد المبذول سدى ولم تثمر شجرة اللوز «2» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 285 وقال في هذا الكتاب أيضا: ينبغي أن لا يزرع النيلوفر «1» في إقليم نيسابور، فذلك لا يجدي نفعا. وقد أتي بالنيلوفر من بلخ إلى نيسابور مرارا، وتحمّل لأجل ذلك عناء كبير، ولم تتحقق من ذلك أية منفعة. وقال: عند حرث الأرض يجب أن يؤخذ مما مساحته ذراع في ذراع ما مقداره حملان من التراب. وكلما كان أكثر كان أفضل. وإن قلّ عن ذلك ذهب الجهد سدى. ويجب أن يوضع كومان من التراب تحت الغرسة الجديدة وكوم يحيط بها. ثم يسند ساقها الذي فوق الأرض بثلاثة أكوام لتحميها ما دامت ضعيفة. فإن اشتد عودها استمسكت بتلك الأرض بشدة. وإن لم تكن كذلك أصبح جذرها متشابكا وصارت الشجرة فارعة الطول. وإذا سقيت على الدوام اخضرت لكن عودها لا يشتد ولا تثمر. الشيخ الرئيس العالم أبو الحسن المشطّب البيهقيّ «2» من قرية ديوره، وكان من فحول شعراء العالم، وكان سبب موته لسانه: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 286 ولربما أردى اللبيب لسانه ... إنّ البلاء موكّل بالمنطق «1» **** قل الحديث الذي لا مفر من قوله ... وسوف يعينك العقل والحكمة حين تتفوه بالهراء، يقع على رأسك ... إن الأستاذ يدفع ثمن ما اقترفه الأجير لقد سمعت المثل الذي سار في أفواه ... اللسان الأحمر يذهب بالرأس الأسود قتلوه في قرية ديوره، ومرقده هناك، وكان ملك نيمروز وخراسان عمرو بن الليث قد ارتبطه واختصه بأنواع الإحسان والإكرام، وكان متصلا قبل ذلك بالأمير رافع بن هرثمة، ثم هجا رافعا بقصيدة مطلعها: بكيت شبابا فات والشيب شائع ... ولم تك تبكيني الديار البلاقع ألم تر أن الله أهلك رافعا ... ودارت عليه بالبوار الطوالع [148] تأمّل بعينيك النحوس فإنها ... ترى النحس جهرا حيثما حلّ رافع يضنّ وكان البخل منه سجية ... فإن رام جودا لم تدعه الطبائع كما هجا أمير خراسان ونيمروز عمرو بن الليث، وهجا وزيره أبا نصر أحمد بن أبي ربيعة «2» ، وكان هذا الوزير أشتر، بينما الملك عمرو بن الليث أعور: زعم الوزير بأنه لي مكرم ... كذب الوزير وعينه شتراء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 287 لا توحشنّك شترة في عينه ... هذا الأمير وعينه عوراء فأمر الأمير عمرو بن الليث، الحسين بن داود- وكان والي بيهق من قبله- بقتل المشطّب البيهقيّ. من أولاد الحسين بن داود: الشيخ علي بن داود، الذي كان مقيما فيما مضى في قرية مغيثة، وبقي له أولاد وأحفاد. وإنّ ذمّ الناس عادة سيئة، وأن يصاغ ذلك الذم شعرا؛ فإن أنعم أحد على إنسان، وجب على ذلك الإنسان أن يشكره قدر الاستطاعة، وإن انقطع ذلك الإحسان ولم يستمر وجب عذر ذلك المنعم: لعلّ له عذرا وأنت تلوم «1» وأن يقرأ: فلا الكرج الدنيا ولا الناس قاسم «2» ولقد جعل الله لعلماء الإسلام في مال الخراج حقا، ولم يجعل للشعراء فيه شيئا لمجرد قولهم الشعر. حكاية: ذهب جماعة من الشعراء يوما إلى عمر بن عبد العزيز، وطلبوا إليه عطاء «3» ، فأحضر المصحف أمامهم وقال: أخبروني أي نصيب لكم في هذه الآية إِنَّمَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 288 الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ «1» ، وأخبروني هل في القرآن ما يجعل لكم نصيبا واجبا في أموال الناس؟ فبهتوا وقالوا نحن من ضمن الفقراء، فقال إن الفقراء لا حاجة بهم إلى التوسل بالشعر، فنهض الفرزدق وقال: [149] رأيت رقى الشيطان لا تستفزّه ... وإن كان شيطاني من الجنّ ماردا وكان يقال للشعر: رقية الشيطان. مسألة فقهية: إن وقف أو أوصى أحد لعلماء الإسلام مطلقا، فلا يجعل للشعراء والأدباء في ذلك شيء، وذلك بإجماع أهل القبلة «2» ، فهذان النوعان- الأدب والشعر- ليسا علما، والأدب آلة معرفة العلم، وآلة العلم ليست علما، وإنما وصل المصطفى عليه السلام الشعراء، لأن شعر ذلك الزمان كان سببا في ترغيب الناس في قبول الإسلام، وسببا في قهر الكفار. فائدة: قال لي أحد أساتيذي: إن نظم أحد شعرا طمعا في ممدوحه، وحصل على مراده، وجب عليه شكره بالشعر والنثر، وإن لم يعطه فلا يجوز للشاعر أن يذمه، فالشاعر هو الأولى بالذم عقلا وشرعا، لأنه طمع بأموال المسلمين بدون مسوغ عقلي وشرعي، وإن ذلك الذي لم يعطه شيئا ممدوح عقلا وشرعا. فالمدح والذم يجب أن يكونا بموضعهما، ولذا قال المصطفى عليه السلام: «اذكروا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 289 الفاسق بما فيه كي يحذره الناس» «1» ، وقال عليه السلام: «لا غيبة لفاسق» «2» . الحسين بن معاذ البيهقي ّ «3» كان من أكابر بيهق، وكان أبوه قد بنى معاذ آباد بيهق التي في أعلى الناحية، وكان حسين هذا مقيما في القصبة، ومعاشه من فلاحة معاذ آباد، ومنزله في القصبة على الطريق المتجه إلى نيسابور. وطلل ذلك الرباط ظاهر إلى يومنا هذا، وكانوا طوال تلك السنين ينفقون على عمارة قرية معاذ آباد وقناة الماء فيها، وكان السور والقناة مصنوعين على الغالب من الآجر. وكان للحسين هذا ابن من أهل العلم أيضا، وهو علي بن الحسين بن معاذ «4» . [150] قال الحسين بن معاذ: حدثني والدي معاذ، عن المبرّد، عن عمارة بن عقيل، عن أبيه، عن جده، عن بلال بن جرير بأنه قال: أعطى سليمان بن عبد الملك أثناء خلافته إمارة خراسان والعراقين ليزيد بن المهلب، فأرسل يزيد رسولا إلى الخليفة، فأكرمه الخليفة، وسأله عن أحوال يزيد كثيرا، فنهض جرير الشاعر وكان حاضرا ذلك المجلس وأنشأ قائلا: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 290 آل المهلب حذّ الله دابرهم ... أضحوا رمادا فلا أصل ولا شرف مع أبيات أخرى من هذا القبيل، فذهب الرسول خجلا إلى يزيد بن المهلب وقص عليه الواقعة، فأقسم يزيد بحق المهلب أن يعاقبه إن أظفره الله به، وكان آل المهلب لا يحنثون إن هم أقسموا بحق المهلب. وفي أحد الأيام كان يزيد ذاهبا للصيد، فرأى على البعد قافلة وأرسل حاجبه ليستطلع الخبر، فجاء وقال: بينهم ابن يربوع- يعني به جرير الشاعر- فامتشق الأمير حسامه واتجه نحوه، فلما رآه أيقن بالموت ويئس من الحياة، فقال الأمير يزيد: أنت القائل: «آل المهلب حذّ الله دابرهم» ، فقال معاذ الله، لقد وقع الناقل في سهو فنقل للأمير خطأ، لقد قلت: آل المهلب قوم خوّلوا شرفا ... ما ناله عربيّ لا ولا كادا لو قيل للمجد حد عنهم وخلّهم ... بما احتكمت من الدنيا لما حادا إن المكارم أرواح يكون لها ... آل المهلب دون الناس أجسادا وقد قال جرير تلك الأبيات على البديهة، فقال الأمير يزيد: أحسنت [151] ، ولن أعاقبك على ما سلف، كما لن أثيبك على ما قلته بديهة، فالجزاء من موجبات الكرم، هذا بذاك، فامض بالسلامة، فمضى جرير «1» . أبو إسحاق إبراهيم بن محمد البيهقيّ المغيثيّ «2» قال الشيخ أحمد بن عميرة إنه كان من قرية المغيثة، وهي قرية قرب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 جشم «1» ، وكان وزير كاشغر الفضل بن حمك منها، وقد بنى هذا الوزير فيها رباطا، وأرسل من مال الغزو من كاشغر مسكوكات ذهبا لإتمام بناء ذلك الرباط، وإن هذا لهو الفوز العظيم. وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد المغيثيّ هذا، هو جد الإمام الزاهد سديد الدين أبي إسحاق إبراهيم بن الإمام علي بن حمك بن إبراهيم بن الحسين بن حمك بن أحمد بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد البيهقيّ المغيثيّ «2» ، وهو اليوم مفتي خراسان، وقد وقف الإمام سديد الدين عند هذا النسب، أما الإمام علي بن أبي صالح الخواريّ «3» وغيره فقد ذكروا أن له عقبا في قرية مغيثة ببيهق، والله أعلم. ذكر الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور أن أهل نيسابور ونواحيها كانوا يدعون محمدا ذاك بحمك وحمش تعظيما وإجلالا «4» . وكان الإمام إبراهيم المغيثيّ تلميذ أبي سعيد أحمد بن خالد الضرير بخراسان، وتتلمذ ببغداد على أبي العباس المبرّد وثعلب والرياشي صاحب الأصمعيّ. وكان الأمير أبو أحمد عبيد الله بن عبد الله بن طاهر قد ارتبطه، وحصلت له معه مؤانسة ومنادمة، وقد قطعها هذا الإمام من طرفه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 وللإمام إبراهيم المغيثيّ هذا مع ابن الرومي والبحتريّ مساجلات شعرية، قال ابن الرومي جوابا على شعره: أيها البيهقيّ أحسنت في شعرك ... إحسان ذي طباع وحذق قرّط الله بظر أمّك بالدّرّ ... فقد أنجبت شاعر صدق [152] وكان الهزل غالبا على طبع إبراهيم هذا. حدث أن أخذ بيد أبي سعيد الضرير ليذهب به إلى قصر الطاهريين، فلما وصلا قال لأبي سعيد: صن وجهك من الباب- وكان ذلك الباب من الارتفاع بحيث أن الفارس الذي يحمل علما يستطيع المرور من تحته دون أن ينكّس العلم، لأن آل طاهر وبحسب الطالع لا يجيزون تنكيس العلم- فانحنى أبو سعيد عند دخوله، مما أثار عجب الناس وتصاعد قهقهاتهم. ولما ذهبا فوصلا قرب ساقية، وكانت لما تزل مسافة بينهما وبين الساقية، وعلم إبراهيم أن أبا سعيد سيقع فيها لو قفز، فقال له: أيها الأستاذ! اقفز فجمع المسكين أبو سعيد ثيابه وقفز، فوقع في وسط الساقية، ومع كل ذلك لم يتعظ ب «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين» «1» ، ومن جرّب المجرّب حلّت به الندامة «2» . وكان إبراهيم المغيثيّ هذا غرس أيادي الطاهريين، وعند ما أصيبت شمس دولتهم بالغروب، وجاء دور آل الليث، اشتغل المغيثيّ كاتبا لدى خلف بن الليث «3» . طلب إليه أبو الحارث السّجزيّ يوما أن يكتب رسالة نيابة عنه إلى سجستان يأمر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 فيها بإعطاء نصف خراج ضياعه صدقة للفقراء، شكرا لله على تسليم الأمير يعقوب إقليم خراسان لآل الليث؛ فكتب البيهقيّ رسالة أمر فيها ببيع جميع أملاكه وتوزيع ثمنها على الفقراء، وعلّم الرسالة وختمها، فأخذها الرسول، وباع الوكيل جميع ضياعه، وأعطى ثمنها للفقراء. ولما جاء الجواب، مزّق أبو الحارث ثيابه وذهب مولالا نادبا إلى يعقوب بن الليث، وكان رجلا عبوسا، فلما سمع الحكاية، ضحك كثيرا، ثم أخذ يتقلب على جنبيه من شدة الضحك، حتى تعجب خاصته من ذلك. ثم إن الأمير قال لأبي الحارث: سأعطيك من أملاكي ما يعوضك عن أملاكك وأعطيك نقدا من الخزانة لتستردّ به أملاكك، وأدع يدك مبسوطة على البيهقيّ حتى تستردّ منه حقك. [153] وتوارى البيهقيّ سنة كاملة عن الأنظار، وفي ليلة ذهب إلى بيته ليأتي بكتاب يطالعه نهاره، فلما وصل إلى حمام سكة حرب «1» ، خرج أبو الحارث السّجزيّ مع غلمانه من الحمام- وكان مع أبي الحارث كثير من الشموع والمشاعل- فرأى البيهقيّ الذي تملكه الخوف وارتعدت فرائصه، فقال له أبو الحارث: يا عدوّ الله! ماذا أنت صانع بأملاكي التي اشتريتها ثانية بأموال الأمير؟ هل ستكتب رسالة أخرى تأمر فيها ببيعها؟ فقال البيهقيّ: أيها الحاجب! أجرني وأعف عني، فأنت لم تخسر شيئا، لأن الله تعالى أعطاك أضعاف ذلك: من كان يرجو عفو من هو فوقه ... عن ذنبه فليعف عمّن دونه فقال أبو الحارث: اذهب، فلن يتعرّض لك أحد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 294 فقال البيهقيّ: كيف أمضي، وليس في أعضائي قدرة على الحركة؟ فأمر أبو الحارث غلمانه بأن يصفعه كل واحد منهم صفعة، لتستعيد أعضاؤه قوّتها ويذهب بالسلامة. يقول البيهقيّ: فتوالت عليّ الصفعات، وتطايرت أكف الرجال مع النعال من اليمين والشمال، وعدت منهك القوى بعد أن أنقذت نفسي منهم بلطائف الحيل، ونجوت من الخوف والخطر: أما الزمان إلى سلمى فقد جنحا ... وعاد معتذرا عن كلّ ما اجترحا وقال إبراهيم البيهقيّ: لا يسأل الناس ما مجدي ومجد أبي ... الشأن في فضّتي والشأن في ذهبي لو لم يكن لي مال لم يزر أحد ... بيتي ولم يعرفوا مجدي ومجد أبي كم سوّد المال قوما لا قديم لهم ... وأخمل الفقر سادات من العرب وقال في البحتريّ يهجوه: [154] إن الوليد لشاعر في زعمه ... وأرى شمائله شمائل حائك ولم أورد البيت الثاني لفحش كان فيه. وقال البيهقيّ أيضا يهجو معاذ آباد بيهق: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 معاذ آباد ناووس خراب ... بمغناها الهموم لمن تأرّى وجدولها كبول الضب نزر ... وبول الفار أغزر منه نهرا وأن يسلح على سكر ذباب ... فبالسلح الذباب يسدّ سكرا وقد اعتبر أبو القاسم الكعبيّ البلخيّ في كتاب مفاخر خراسان الإسهاب في حكايات وأشعار إبراهيم المغيثيّ البيهقيّ لازما، وكذلك الشيخ أبو منصور الثّعالبيّ. الشيخ أبو علي الحسين بن أحمد بن محمد السّلّاميّ البيهقيّ «1» مولده ونشأته في خوار بيهق، والسّلّاميّ هذا يجب أن يلفظ بفتح السين وتشديد اللام على وزن علّام وغفّار، وقد أوضح ذلك هو نفسه في كتاب الثار الذي من تأليفه. أما نسبة الشاعر السّلامي- بتخفيف اللام- فمنسوب إلى مدينة السلام يعني بغداد. توفي أبو علي الحسين السّلّامي صاحب التاريخ في سنة ثلاث مئة، وأخباره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 296 وأحواله غنية عن الشرح، وكتبه ناطقه بفضله، ومن تصانيفه: تاريخ ولاة خراسان، وكتاب النتف والطرف، وكتاب المصباح، وكتاب الثار «1» . وكان تلميذ إبراهيم بن محمد البيهقيّ، وأشعاره في كتاب يتيمة الدهر وغيره وكان أبو بكر الخوارزميّ تلميذه. أحمد بن فودكان (فوركان) البيهقي ّ «2» كان من قرية راز، وكان له ابن يدعى عبد الله، وكان من أفاضل العصر أيضا، ومن شعر أحمد بن فودكان (فوركان) قوله: [155] الموت لا شكّ فيه ... فانعم جنابك خفضا وداوم اللهو فيها ... لتمضي العيش غضّا ولا تخلّف تراثا ... لمن يعاديك بغضا من أولاده: الفقيه سرور، وإبراهيم بن سرور، وكانا بقرية راز في مدخل سبزوار. إبراهيم بن عبدش البيهقي ّ «3» كان من قدماء فضلاء هذه الناحية، وولادته في قرية ششتمد وله أشعار كثيرة، وديوان شعره مقبول لدى أرباب هذه الصناعة، وبقي من أولاده مجموعة في أسفل قرية زميج وقرية ششتمد، ومن شعره هذه الأبيات التي يشكو فيها من أولاده: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 ماذا أؤمّل ممن همّه السّرف ... العجب أبطره والتّيه والصّلف أما الصغير فإني لا أعاتبه ... وهل يعاتب ثور همّه العلف؟ ولما كان إبراهيم بن عبدش في مرو تكلم جماعة من الفضلاء على الصبر، فقال هو: هل الصبر إلا ترك شكوى وسترها ... تعالج من همّ يكنّفه الصّدر وإبداء بشر ظاهر وبشاشة ... وقلبك يغلي مثل ما غلت القدر فإن لم يكن هذا هو الصّبر نفسه ... فليس إذا يدري المفسّر ما الصبر داود بن موسى البيهقي ّ «1» كان من أفاضل بيهق، وولادته ونشأته في قرية دويين، وهو جد المعافى بن أحمد البيهقيّ الدّوينيّ، ومن شعره قوله: ارجع فساعد على قدر تعجّلها ... صبيحة اليوم تنّوريّنا موسى واشرب عليها ثلاثا لا ينهنهنا ... عن شربها آدم يوما ولا عيسى [156] فقال أبو علي الحسين بن أحمد البيهقيّ في إجازتهما: ففي تناقلها أنس تلابسه ... ونفي ما بك من شكوى ومن بوسى تحتّ عنك هموم القلب سورتها ... كما تحتّ شعور الجلد بالموسى وقد قال نقاد الشعر في هذه الأبيات كلاما، وبأن الشعر صناعة ذات دقائق كثيرة يجب أن يتأمل فيها، وعيوب خفية كثيرة، وأوصاف محمودة ومذمومة، وهو على أنواع، وأكثرها ذكرتها في كتاب أزهار أشجار الأشعار، الذي هو من تأليفي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 298 محمد بن سعيد البيهقيّ المعروف بمحم «1» هو من قصبة سبزوار، وقد ترجم له أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود البلخيّ الكعبيّ في كتاب مفاخر خراسان، وله ديوان شعر، ومن أشعاره السائرة، الأبيات التي عاتب فيها قاضي نيسابور ياسر بن النضر: قد كان غرثان فتمّت كسره ... وكان عريان فتمّ وبره وصار ذئبا فالنعاج تحذره أبو صالح شعيب بن إبراهيم بن شعيب العجلي البيهقي ّ «2» كان من العلماء الكبار، وروى الحديث عن الإمام محمد بن يحيى الذّهليّ، وروى عنه أبو زكريا العنبريّ. قال أبو صالح هذا: حدثنا محمد بن إسماعيل الأخنس، قال: حدثنا مفضل بن صالح، قال: حدثني سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه قال: لعلي بن أبي طالب عليه السلام أربع خصال، هو أول هاشمي صلى وحج مع النبي عليه السلام وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف، وهو الذي صبر معه يوم المهراس وانصرف الناس، وهو الذي غسله وأدخله قبره «3» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 روى أبو صالح شعيب: ذهبنا إلى الشام- وكنا جماعة- لطلب علم الحديث، وقد استولى علينا اختلال الحال وضيق ذات اليد وضنك المعيشة، وبسبب تشتت البال [157]- وكما هي عادة الغرباء- ذهبنا إلى الصحراء، فظهر علينا فارس شاب، وعليه غلالة، ومعه خادم، فسألنا عن بلادنا التي جئنا منها وعن سبب ارتحالنا من أوطاننا فقلنا إننا خراسانيون جئنا لطلب علم الحديث النبوي، فسألنا عن أحوال نفقتنا، فقلنا في أسوأ الأحوال. فطلب إلى خادمه أن يعطي كل واحد منا ألف دينار صحيحة، فانصرف الخادم وما عتم أن عاد في أسرع وقت ومعه أفراد آخرون، ووضع قدّام كل واحد منا ألف دينار صحيحة كجمرات النار، وقال: اذكروا الأمير بالأوراد والأدعية الصالحة. ثم إن الشاب ركض بفرسه وذهب. فسألنا: من يكون هذا الشاب المطبوع بمخايل الرجال والعقلاء، وجماله عنوان كتاب الشرف، وفضائله ترجمان مجد السلف؛ الذي كتبت على وجهه آية سيادته، وعجنت بعنبر السخاء طينته؛ فكأنه قد شرب ماء من يد الشمس، فبانت على وجهه علامة السيادة، وعلى ألفاظه الجوهرية أمارة الإمارة والعظمة، وقرأ العصر عنوان دولته، وكتب قلم الإقبال بخط السعادة اسمه بدفاتر المفاخر: لولا عجائب صنع الله ما نبتت ... تلك الفضائل في لحم ولا عصب فقال: هو الأمير طاهر بن عبد الله بن طاهر بن الحسين، أمير خراسان والشام وبغداد المستحق للمدح والثناء بالأيادي والإنعام، واللائق للخدمة والدعاء بالفضل والإكرام؛ صاحب الأصل الأصيل، والرأي الجميل، والحسب الحسيب، والصورة القمرية، والجمال بلا نهاية، والجود بلا غاية: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 300 ذو صورة قمرية بشرية ... تستنطق الأفواه بالتّسبيح يقول مصنف هذا الكتاب: لمّا كانت همة وديانة الملوك الماضين قد بلغت تلك الغاية، ظهرت آثار ذلك على الدين والعلم والعلماء. [158] أما ابنه الإمام أبو الحسن محمد بن شعيب البيهقيّ «1» ، فقد كان مفتي الشافعيين، وقد بنى المدرسة التي في سكة سيار بنيسابور، التي تدعى مدرسة البيهقيّ، وقد روى عن محمد بن إسحاق بن خزيمة، ومحمد بن جرير الطّبريّ. وقد بالغ عمر المطّوّعيّ في كتابه المسمى المذهب في أئمة المذهب «2» ، بمدحه، وأدناه الوزير أبو الفضل البلعميّ، وعرض عليه قضاء المدن الكبيرة، فامتنع عليه «3» . قال الحاكم أبو الفضل الحدّاديّ المروزيّ «4» : تباحثت في مجلس الوزير البلعميّ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 301 مع أبي الحسن البيهقيّ حول مسألة تخليل الخمر، فأعجب حديثي الوزير، فأمر لي بألف دينار، وأمر أن تشترى لي بمرو ضياع ثمينة. توفي الإمام أبو الحسن محمد بن شعيب البيهقيّ سنة أربع وعشرين وثلاث مئة، وصلى عليه الحاكم الإمام أبو الحسن علي بن الحسن المروزيّ «1» ، ودفن في مقبرة الحسين بن معاذ، في ولاية الأمير أبي بكر محمد بن المظفر. وكان عقبه شعيب بن محمد بن شعيب البيهقيّ «2» أستاذ أبي إسحاق الثّعلبيّ المفسر، وكانت ولادته سنة عشر وثلاث مئة، ووفاته في صفر سنة ست وتسعين وثلاث مئة ببيهق، وسمع الحديث من أبي نعيم «3» سنة ست عشرة وثلاث مئة. أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الزاهد البيهقي ّ «4» ولد في قرية جلّين، وروى عن محمد بن حميد الرازي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 قال أبو العباس هذا: حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا مهران، عن سفيان، عن سعيد بن زيد، عن عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء رحمه الله، عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: نقل الحجارة أهون على المنافقين من تلاوة القرآن «1» . صدق ابن عباس. أبو بكر محمد بن همام بن عيسى البيهقي ّ «2» ولد في قصبة مزينان، وأولاد همام من صلب محمد هذا ينحدرون، روى الأحاديث عن محمد بن أسلم الطّوسيّ. قال محمد [بن همام] : حدثنا محمد بن أسلم بن سالم الطّوسيّ، قال حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة [159] ، عن زرارة بن أوفى، عن سعيد بن هشام، عن عائشة أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه: «ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها» «3» . أبو علي محمد بن سعدويه البيهقي ّ «4» ذكروا أن ولادته كانت في قرية نزلاباد من أول القرية، اختلف إلى كبار علماء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 الدين، وروى عنهم أحاديث كثيرة. قال أبو علي محمد هذا: حدثنا أبو سعيد إدريس بن الحسن الهاشمي، قال أخبرنا عيسى [بن إسحاق] بن موسى الأنصاريّ عن عبد المنعم بن إدريس «1» عن جعفر بن محمد الصادق، عن آبائه بالتوالي عن النبي صلى الله عليه أنه قال: إن المجلس الصالح ليكفّر عن المؤمن ألفي مجلس سوء «2» . أبو عبد الله محمد بن أحمد البيهقيّ الخواريّ «3» كان من أكابر أفاضل خوار، واختلف إلى أبي العباس أحمد بن يحيى بن ثعلب ببغداد وإلى ابن نفطويه، وكان أخوه أبو علي الحسين بن أحمد من أفاضل عصره. توفي أبو عبد الله سنة ثمان عشرة وثلاث مئة. قال أخوه في رثائه: أيا عين جودي بالدموع وأسعدي ... فقد ظفرت كفّ الردى بمحمد فقدت أبا عبد الإله فتى العلى ... فوا لوفاة العالم المتعبّد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 أبو يوسف يعقوب [بن أحمد] بن محمد بن يعقوب الزاهد «1» كان خسروجرديا، روى في الناحية- بيهق- عن داود بن الحسين، وبنيسابور عن جعفر بن محمد الحافظ وغيره، توفي سنة خمس وخمسين وثلاث مئة. قال أبو يوسف هذا: حدثنا داود بن الحسين أبو سليمان، قال: حدثنا يوسف بن عيسى المروزيّ قال: حدثنا الفضل بن موسى «2» ، قال: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه: «انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تزدروا نعمة الله» «3» . وقد نظم معنى هذا الحديث بعض الشعراء وقال «4» : من شاء عيشا رغيدا يستفيد به ... في دينه ثمّ في دنياه إقبالا فلينظرنّ إلى من فوقه أدبا ... ولينظرنّ إلى من دونه مالا [160] ولأديب التّرك «5» أيضا: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 إذا ما رمت طيب العيش فانظر ... إلى من بات أسوأ منك حالا وأخفض رتبة وأذلّ قدرا ... وأنكد عيشة وأقلّ مالا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين الخطيب البيهقي ّ «1» كان فقيه وأديب وخطيب خسروجرد، وقد قيل إن كيخسرو الذي بنى خسروجرد وضع في الطالع الذي وضعه هناك أن يكون العلماء فيها معمّرين، والله أعلم، إلا أنه كان فيها علماء معمّرون، وقد رأيتهم، إذ رأيت الفقيه أحمد السّويزيّ «2» ، والخطيب والقاضي علي بن أحمد «3» ، والقاضي الإمام الحسين بن أحمد بن علي البيهقيّ «4» ، والحاكم الإمام عبد الحميد «5» ، وأمثالهم، فقد عاشوا في عصر واحد، وكانت أعمارهم طويلة قضوها بالعلم والطاعة والرفاهية. توفي أبو حامد الخطيب سنة خمس وخمسين وثلاث مئة. قال أبو حامد هذا: حدثنا أبو سليمان داود بن الحسين البيهقيّ، قال أخبرنا سعيد بن يزيد الفراء، قال أخبرنا المبارك بن فضالة، عن ثابت، عن أنس بن مالك، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 306 عن النبي صلى الله عليه أنه قال: «ما تحابّ اثنان في الله إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لصاحبه» «1» . أبو العباس بالويه بن محمد بن بالويه البيهقي ّ «2» يوجد في الناحية- بيهق- وقف منسوب إلى بالويه، كان مولده في مزينان، وقد روى عن محمد بن إسحاق بن خزيمة. قال بالويه المزينانيّ: حدثنا أبو العباس محمد بن شاذان قال أخبرنا عمر بن زرارة قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن علي بن كيسان، عن أبي مليكة، عن ابن عباس أنه قال: «كل صلاة لا يقرأ فيها فاتحة الكتاب فلا صلاة، إلا صلاة وراء الإمام» «3» . أحمد بن إبراهيم الأعسريّ البيهقيّ «4» من أكثر أفاضل خوار كمالا، وله ديوان شعر، اتصل بخدمة [161] الصاحب كافي الكفاة إسماعيل بن عباد، وقال قصيدة في مدحه، وصف الناقة فيها بقوله: عرمس عيسرانة عنتريس ... علطميس عيرانة خنشليل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 فقال الصاحب: إن الغرائب التي جئت بها في وصف الناقة، لو جسّمت ألفاظها أثقالا وأحمالا، لم يكن للناقة طاقة بحملها، ثم كتب الصاحب رسالة توصية إلى العميد أبي منصور كثير بن أحمد بن كثير «1» ، فحصل له القبول عنده، فقال قصيدة أخرى في مدحه مطلعها: خيال سرى من أم عمران طارق ... إلى هاجع بالقفر والليل غاسق ولما فرغ من إنشادها مدّت المائدة، وقد زيّنت بأصناف الطعام والبوارد، فامتدت إليها الأيدي، فلما جيء بالحلوى، أمر الصاحب أن لا تمتد إليها يد، قبل أن يقول فيها كل واحد من أهل الفضل الحاضرين قطعة من الشعر، فأنشد كل واحد منهم قطعة على البديهة، بينما كان الأعسريّ صامتا منشغلا بتحريك أصابعه يعدّ فيها، فلما وصلت إليه النوبة سأله الصاحب: أي شيء كنت تعدّ بأصابعك؟ فقال: كنت أعدّ أخطاء شعراء هذا المجلس، فعجب الصاحب من كلامه، ثم إن الأعسريّ أعطى خطأ كل واحد منهم مدعما بالحجة الدامغة، وأنشأ قائلا هذه القطعة في وصف الحلوى: وجامة فالوذ غذانا بها امرؤ ... كريم المحيّا ماجد غير صاغر تمرمر حتى قلت صهباء بابل ... وتهدأ حتى قلت ياقوت تاجر كأن نصاف اللّوز في جنباتها ... قطاع من الكافور في نار سامر [162] فزاد الصاحب من رتبته، ووجد حظا وافرا من عنايته، وورد إلى خراسان نجيح السعي، رحمة الله عليه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 308 أبو عبد الله محمد بن عبد الرزاق البيهقي ّ «1» ولد ونشأ في قصبة سبزوار، جمع أشعاره- وهي في خمسة مجلدات- السيد أبو الحسن محمد بن علي العلويّ السّويزيّ، والمختار منها هذه القطع: عليك بمن يزينك فالتزمه ... ولا تبعده من رفق ولين إذا ما المرء ليس له صديق ... تراه كالشمال بلا يمين وله أيضا: أفق أيها الإنسان من سكرة الكرى ... فليس الهوى إلا عدو موارب وكس قبل أن تلهيك دنياك واغتنم ... فراغك للأمر الذي أنت طالب فمن لم يكيّسه أب أو مودّب ... صبيا فكهلا كيّسته التجارب وقال محمد بن عبد الرزاق: الرجال أربعة: رجل يعلم ويعمل بما يعلم، فذاك هاد فاتّبعوه، ورجل يعلم ولا يعمل بما يعلم، فذاك ساه فذكّروه، ورجل لا يعلم ويعمل بما عليه أن يعلم، فذلك مقلّد فلقّنوه، ورجل لا يعلم ولا يعمل بما عليه أن يعلم، فذلك حمار فأوكفوه. وقد ألّف محمد بن عبد الرزاق هذا كتابا باسم الأمير ناصر الدولة أبي الحسن السّيمجوريّ «2» اسماه كتاب الدارات، دون فيه فوائد كثيرة. وقال محمد بن عبد الرزاق أيضا: إذا مات ميت راعنا الموت ساعة ... ونضحك في الأخرى إذا هو يقبر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 كذا الشاء تنسى الرعي والذئب مقبل ... وتألف مرعاها إذا الذئب يدبر وله أيضا: ليس بعد القصور إلا القبور ... إنّما للخراب تبنى القصور أيها الطالب البقاء تفكّر ... هل على حالة تدوم الأمور [163] وله: ألفت الصياغة من غير أن ... أمسّ حديدا وأذكي سعيرا أذهّب وجهي بنار الأسى ... وأسبك من ماء عيني شذورا حكاية: كتب قيصر الروم على عهد خلافة المطيع لله قصيدة بالعربيّة مشحونة بأنواع التهديد، مطلعها: من الملك الطّهر المسيحي رسالة ... إلى قائم بالملك من آل هاشم وقد كتب أفاضل الإسلام جوابا عليها، وكان من أولئك المجيبين: القفّال الشاشي «1» والآخر محمد بن عبد الرزاق البيهقيّ، حيث أرسلت القصيدتان إلى ملك الروم، ومطلع قصيدة محمد بن عبد الرزاق هو: أوهنا وغزو الروم ضربة لازم؟ ... أريثا وقد جاءوا بتلك العظائم؟ أسمعا لألحان القيان يصغنها ... وفي الروم تدعو الويل أولاد فاطم؟ وكان أبو الحسن نصر بن أحمد المرغينانيّ «2» قد رد أيضا على تلك القصيدة: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 310 عجبت لنظم صاغه شرّ ناظم ... بفيه الثرى فيما افترى من عظائم «1» أما الإمام القفّال الشاشي فقد قال: أتاني مقال لامرىء غير عالم ... بطرق مجاري القول عند التخاصم حكاية: كان ملك الأبخاز ديمطريوس بن داود بن يعقوب الملقب بحسام المسيح قد أرسل عدة أسئلة بيد رسوله إلى السلطان الأعظم سنجر بن ملك شاه قدس الله روحه في صفر سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة، فأمرني أن أكتب جوابا باللغتين العربيّة والسريانية اللتين كانت الأسئلة قد كتبت بهما، وقد طارت نسخ من تلك الأسئلة وأجوبتها إلى أطراف العالم، وسارت بها الركبان. ومحمد بن عبد الرزاق هذا من أقارب البديليّين «2» ، ومن أعقابه الباقين: الحافظ الحسن بن أبي علي بن عبد الرزاق، وكان كفيف البصر، ومن أهل الأخبار، وحافظا للقرآن والأخبار والأدعية، وكان له ابن يدعى عليا، كان جلدا وغازيا، وقد قتل في قصبة جشم عندما [164] دخلها الجند يوم الخميس السادس عشر من رجب سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة. ومن أعقابه: المعلم الحقيقي صورة وسيرة ومعنى، علي بن إبراهيم بن أبي علي بن عبد الرزاق ابن أخ الفقيه الحافظ رحمه الله. توفي الفقيه الحافظ الحسن من سقطة عرضت له في الحمام في شعبان سنة اثنتين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 وستين وخمس مئة، ودفن في مقبرة منسوبة إلى والدي رحمة الله عليه. أبو نصر أحمد بن الحسين بن العدل البيهقي ّ» كان مولده وإقامته في قرية ديوره، اختلف إلى أبي بكر الخوارزميّ «2» ، وله تصانيف كثيرة، ككتاب الأدب (لغة الأدب) ، وشرح كتاب إصلاح المنطق، وشرح أبيات أدب الكتاب، وشرح أبيات مختصر العين، وشرح أبيات غريب الحديث لأبي عبيد. وكان أبو بكر الخوارزميّ قد كتب إليه رسالة بسبب النكبة التي وقع فيها، وذلك على سبيل الجواب: وصل كتابك، فلست أقول همني وغمني، ولكني أقول أعماني وأصمني؛ تذكر أنك امتحنت وأنت بريء ونكبت وأنت محسن لا مسيء؛ وأي ذنب أعظم من أن تسكن بالفضل في تربة النقص، وما للطائر الكبير والقفص الصغير؟ وما بال الدرة اليتيمة، ترضى بالصّدفة اللئيمة؟، وإنما الأدب جناح فهلّا طرت من الوكر الصغير إلى الوكر الكبير؟ وهلّا إذا كملت آلتك، ارتدت مكانا تصلح فيه حالتك؟ وهذه الرسالة طويلة نكتفي بهذا القدر منها. أبو علي الجعفريّ، من أولاد جعفر الطّيّار «3» ونسبه: هو أبو علي الحسين بن جعفر، وكان ممدوحه الحاجب الجليل صاحب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 الجيش أبا طاهر هبة الله بن ألبتكين صاحب جيش خوارزم شاه، قال في مدحه قصيدة طويلة، منها: [165] اشرب على ذكر امرئ ... ساد جميع الحجبه من حاجب شهم جليل ... حاتميّ الموهبه من صاحب الجيش يسمّى ... هبة الله هبه ذي الخلق السّهل السّجيح ... والنّدى في المسغبه وقد زادت هذه القصيدة على ثلاث مئة بيت. كما قال مقصورة في مدح الأمير شمس المعالي قابوس بن وشمكير، مطلعها: لمن ديار مقفرات بالحمى ... دوارس الأطلال من أدم اللّوى وكان مولده ونشأته في قرية دويين، وكان من كبار أفاضل بيهق. وله ديوان شعر في غاية الحسن يقع في مجلد ضخم، ورسائله مجلد ضخم أيضا، ومن منظومه: لئن قد كان يروي البين عنّا ... بشخصينا فبالروح التّقيّنا وما زلنا نداني النأي حتى ... تدانينا لما كنّا رأينا وكان من أقاربه أبو علي محمد بن عمرو الجعفريّ «1» السرابي (؟) مصنف كتاب المصادر وكتاب الألفاظ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 313 الشيخ أبو علي جامع بن علي بن الحسن البيهقي ّ «1» ولد في قرية ششتمد، استمع الكثير من المشايخ الأحاديث النبوية عنه، وكان له في نيسابور مجلس للإملاء سنة تسع وعشرين وأربع مئة. قال أبو علي جامع بن علي البيهقيّ: حدثنا أبو الفضل عبد الله الأبيورديّ قال: حدثنا الخليل بن أحمد [السّجزيّ] قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغويّ قال: حدثنا عبد الله بن عمر القواريريّ قال: حدثنا يوسف بن خالد قال: حدثنا مسلمة، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه: «ما عبد الله بشيء أفضل من فقه في الدين» «2» . وكان لأبي علي هذا أخ قد خاض في الأعمال السّلطانيّة، وقد ألزم مرة بمال، فألزم أمير خراسان، أخاه أبا علي بالغرامة، فذهب أبو علي إلى [166] أمير خراسان وقال: لقد وقع مثل هذا في عهد زياد [بن أبيه] وحكم به بمثل هذا الحكم. أيها الأمير! لو جئتك برسالة من الخليفة مع اثنين من معتمدي دار الخلافة، هل تصرّ على التعرّض لي أم لا؟ فقال الأمير: الضرورة تقضي أن يوقف التعرّض لك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 314 قال أبو علي: ترى، لو كانت تلك الرسالة من الحق تعالى وكان المعتمدان اللذان معها هما إبراهيم وموسى، هل ترفع عني المطالبة؟ فقال أمير خراسان: إن ذلك أولى. قال أبو علي: قال الله تعالى: أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى، أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى، وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى «1» . فقال الأمير: قبلت، ولن أعرّض- أثناء عهدي- أحدا بجرم آخر، إلا القريب الذي أجاز حكم الشرع مطالبته. أبو عبد الله محمد بن إسحاق الفقيه البيهقي ّ «2» ولد ونشأ في قرية أباري «3» . قال أبو عبد الله هذا: حدثنا علي بن الحسين الهمذاني «4» ، قال حدثنا نوح بن ميمون، قال حدثنا أبو عصمة عن الحجاج بن أرطاة، عن طلحة بن مصرف، عن كريب مولى ابن عباس أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه: «إن الله جواد يحب الجود، ويحب معالي الأمور ويبغض سفسافها» «5» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 315 أبو الحسين علي بن أحمد الفقيه البيهقي ّ «1» ولد ونشأ في ربع طبس. قال حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد الحلوانيّ، قال حدثنا أبو مسلم، قال حدثنا علي، قال حدثنا يزيد بن هارون، قال حدثنا الوليد بن جميل، عن القاسم ابن عبد الرحمن، عن أبي أمامة الباهليّ رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: «أربع آيات نزلن من كنز العرش: أم الكتاب، قال الله تعالى وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ، وآية الكرسي، وخاتمة سورة البقرة، والكوثر» «2» . وكان هذا الإمام في عداد محمد بن إسحاق بن خزيمة رحمة الله عليه. أبو جعفر محمد بن أحمد البيهقي ّ «3» من كليم آباد بيهق، وهي قرية بين نارستانه وقاريز [167] هشتقان، وهذا الإمام، هو جد الإمام ركن الدين أبي جعفر المقرئ البيهقيّ، وهو الإمام أبو جعفر أحمد بن الإمام المقرئ علي بن أبي صالح الذي كان إمام الجامع القديم بنيسابور «4» ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 وله مصنفات كثيرة مثل: تاج المصادر، وكتاب ينابيع اللغة، وكتاب المحيط بلغات القرآن، وكتب أخر. قال الفقيه المقدم أبو جعفر البيهقيّ: حدثنا الرئيس أبو محمد عبد الله بن إسماعيل الميكالي، قال حدثنا أبو بكر محمد بن هارون بن مالك الخرّم آبادي، قال حدثنا عبد الله بن مالك، قال حدثنا أبي، عن عمر بن محمد بن عبد الملك، عن نافع عن ابن عمر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه: «أنين المريض تسبيحه، وصياحه تهليله، وتنفسه صدقته، ونومه على الفراش عبادته، وتقلّبه من جنب إلى جنب كما يقاتل العدو، ويكتب ما يعمل في صحته، ويقوم ويمشي ولا ذنب عليه» «1» . أبو عبد الله محمد بن محمد بن جابر البيهقي ّ «2» ولد في خوار بيهق، وله حركات منجحة، وأسفار مثمرة في طلب العلم، وقد اختلف في سجستان إلى قاضي تلك الولاية أبي سعيد الخليل بن أحمد السّجزيّ، واتفق له أنه ابتلي بالزواج من امرأة عجوز سليطة اللسان، ثم إنه طلقها، فكتب إليه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 أحد أصدقائه رسالة يستفسر فيها عن الحال، ويعجب من تطليقه إياها بحكم صلة له بتلك المرأة، فكتب إليه مجيبا: إني لمن يبدي النفاق مماذق ... ولكلّ من يهوى هواي موافق ولمن يحبّ مودّتي وصداقتي ... وأخوّتي في كلّ حال عاشق أبنيّ قد فارقتها لا أرشدت ... وهدي لفرقتها الفؤاد الخافق حقا أقول فإن أردت بيانه ... هي طالق هي طالق هي طالق [168] أبو حامد أحمد بن علي المقرئ «1» ولد ونشأ في خسروجرد. قال: حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس الورّاق، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن هارون الحميريّ قال: حدثنا محمد بن العلاء قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود أنه قال: لما نزلت هذه الآية الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ «2» ، شق ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه، وقال رسول الله صلى الله عليه: «أما قرأتم قول الله تعالى إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ «3» ؟» «4» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 السيد أبو منصور ظفر بن محمد بن أحمد الزّبارة العلويّ «1» كان من كبار السادات، ذكرت شرف نسبه في كتاب لباب الأنساب وألقاب الأعقاب، وكان علويا عالما ومحدثا وغازيا، وهو شقيق السيد الأجل شيخ العترة نقيب النقباء بخراسان أبي محمد زبارة «2» . ذهب إلى الحج، فسمع في الكوفة وبغداد أحاديث كثيرة. قال: حدثنا أبو الحسين علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن ماتي، قال: حدثنا أبو عمر أحمد بن حازم، قال: حدثنا إسماعيل بن أبان الغنويّ، قال: حدثنا السري بن إسماعيل، عن عامر، عن مسروق، عن عبد الله [بن مسعود] أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه: «لا تسبّوا الدنيا فنعم مطية المؤمن هي، عليها يبلغ الخير، وبها ينجو من الشر» «3» . صدق رسول الله صلى الله عليه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 319 أبو حامد أحمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم البيهقي ّ «1» كانت أكثر روايات أحاديثه عن السادات، وأكثر روايات السادات عنه، ومولده وموطنه غير معروفين، إلا أنه بيهقي الأصل والفرع. قال: حدّثنا الجوريّ، قال حدثنا أبو الوفاء المؤمل بن الحسن بن عيسى «2» ، حدثنا الفضل بن محمد الشّعرانيّ، حدثنا هارون بن الفضل الرازي قال: حدثنا جرير، عن عمرو بن ثابت، أنه لما مات زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وجدوا على ظهره أثرا، فسألوا عنه، فقالوا هذا مما أنه ينقل جرب الطعام بالليل إلى الأرامل واليتامى. قال مصنف هذا الكتاب: إن ذلك من علائم طلب السعادة الأخروية [169] ومعرفة رسوم ودقائق العبودية، والاستفادة من طهارة الأصل، وآثار مساعيه الناجحة ظاهرة في الدّارين، ودليل على عدم التقاعس عن إطاعة أوامر الحق تعالى: هذي المكارم لا قعبان من لبن ... شيبا بماء فعادا بعد أبوالا «3» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 320 أبو الحسن علي بن إبراهيم البيهقي ّ «1» ولد ونشأ في قرية كسكن، وكان في عداد أبي حامد المقرئ الذي تقدم ذكره، وقد دعي بالعربيّ. قال: حدثنا [أبو بكر أحمد بن يعقوب بن] عبد الجبار بن بغاطر الأمويّ وقت وروده خسروجرد سنة ست وستين وثلاث مئة، قال: أخبرنا عبد الحميد بن قيس بن عاصم، قال: حدثنا جدي عاصم بن محمد بن علاثة، عن المهدي، عن آبائه، عن جده الأعلى العباس بن عبد المطلب أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه: «من قال هذه الكلمات كان في حفظ الله وستره، وهي: الله ربي لا شريك له صلى الله على محمد (وآل محمد) ، اللهم احرسني بعينك التي لا تنام، اللهم لا تهلكني وأنت رجائي، إنك على كل شيء قدير» «2» . كانت إقامته في قرية سويز وقرية ماشدان من ربع مزينان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 321 بيت الحكام المزينانيّة الحاكم أبو علي أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن العباس كان أبو علي الحسن بن العباس مروزيا سكن في مزينان «1» ، وقد أوكل إليه السلطان محمود بن سبكتكين رئاسة مزينان نيابة عن الشيخ الرئيس صاحب ديوان خراسان أبي الفضل سوري بن المعتز «2» ، وكان أبناؤه حكام ذلك الربع، وهم أهل فضل ومروءة. السيد أبو الحسن محمد بن ظفر بن محمد بن أحمد الزّبارة العلويّ «3» وهو ابن السيد أبي منصور ظفر الذي ذكرناه آنفا، كانت ولادته ونشأته في قرية سويز من حدود مزينان. قال: حدثنا محمد بن الحسين التّميميّ قال: حدثنا هناد بن السري بن يحيى، قال: حدثنا أبو سعيد الأشج قال: حدثنا أبو أسامة، عن مجالد، عن الشّعبيّ، عن مسروق «4» أنه قال: لأن أقضي يوما [170] بحق وعدل، أحب إليّ من أن أغزو في سبيل الله سنة جرداء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 322 أبو حامد محمد بن جعفر بن الحسين الحنيفيّ البيهقيّ «1» ولد في قرية فريومد، وكان له هناك أولاد وأحفاد، منهم الحاكم الإمام محمد الحنيفيّ، وكان رجلا عالما وورعا ومتقيا وحافظا للمذهب، والعقب منه: الحسن، والفقيه أبو صالح، والحسين. أما الحسن فقد كان حاكم وخطيب فريومد. وقد ودع أبو صالح الحياة في طريق سمنان عند عودته من الحج في شهور سنة ست وأربعين وخمس مئة. كان الحسين لمدة من الزمان مدرسا ومفتيا في مرو، حيث وافاه الأجل هناك. وكان جده أبو حاتم الحنيفيّ كاتب سلطان ذلك الزمان، وكان من أفاضل عصره. وكان له ابن يدعى شعيبا «2» وحفيد يدعى مسعودا. وكان مسعود بن شعيب بن محمد بن جعفر الحنيفيّ من العلماء ورواة الأحاديث، وكانت إقامته في فريومد ومزينان. ومن بيتهم كان الحاكم أبو العلاء صاعد بن محمد الحنيفيّ «3» ، وكان قاضي مزينان ومحدثا. قال الإمام أبو حامد «4» محمد بن جعفر الحنيفيّ في صفر سنة ثمان وأربع مئة بغزنة: قال حدثنا عبد الله بن علي القطان قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 الصّوفيّ، قال: حدثنا أبو نصر التّمّار- وهو عبد الملك بن عبد العزيز- قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه إذا أصبح قال: «اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير» «1» . السيد أبو علي أحمد بن أبي الحسن محمد بن أبي منصور ظفر العلويّ الحسينيّ الزّبارة «2» وهو ابن السيد أبي الحسن وحفيد السيد أبي منصور. قال السيد أبو علي: حدثنا أبو عمرو ويحيى بن أحمد بن محمد [عن أبي محمد] الحسن [بن أحمد بن محمد بن الحسن بن علي] بن مخلد بن شيبان المخلدي «3» ، حدثنا المؤمل بن الحسن عيسى سنة ثمان عشرة وثلاث مئة، حدثنا عباس بن محمد الدّوري [171] ، حدثنا الوليد بن سلمة قاضي الأردن، حدثنا معمر بن صهبان، عن نافع، عن ابن عمر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه: «سرعة المشي تذهب ببهاء المؤمن» «4» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 أبو الحسن علي بن سختويه البيهقي ّ «1» كان من خسروجرد، ومن أفاضل ومشاهير الشعراء، وله ديوان شعر يزيد على عشرة آلاف بيت من القصائد والمقطّعات، ومن شعره: أقول لنفسي ويك فوزي بدولة ... أما أنا في الدنيا من الناس أحسب؟ فقالت كلاما ليس يخفى صوابه ... يموت هزالا كلّ من ليس يرهب فلا الفضل يجدي لا ولا العلم والحجى ... ولا الضرب في أرض العدى والتقلّب جوابي لها والوجد يلعب بالحشا ... عليه ضياء الرأي والعقل ينقب دعي عنك أمرا ليس يعرف كنهه ... فلن يغلب الإنسان ما ليس يغلب وقال أيضا: لما رأيت العلم ضاع وأهله ... والكتب والأشعار والآداب والأرذلون قصورهم قد شيّدوا ... والأكرمون يردّها الحجّاب كبّرت تكبيرا وقلت لصاحبي ... عزّ العزاء وجلّت الأوصاب وجعلت بيتي كالقراب لمهجتي ... إن السيوف تصونها الأقراب نعم الجليس دفاتري ومحابري ... ومقالمي والليل والمحراب هي عالم الدنيا تراب كلّها ... فتركتها وعلى التراب تراب أبو الطيب محمد بن علي الكاتب البيهقيّ الفاضل المفضل «2» كان من قرية كرّاب، ومن مفاخر بيهق، بل من مفاخر خراسان، مدحه أبو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 325 الفتح البستيّ، وكتب أبو بكر الخوارزميّ- مع جلاله وعظمته- باسمه كتابا وقال فيه مديحا. قال أبو الفتح البستيّ بحقه: معاشر الناس ارعوا ما أبوح به ... أسماعكم إنه من خير أقوالي [172] محمد وعلي ثم بعدهما ... محمد بن عليّ ركن آمالي الإمام الجليل الدّيّن الخيّر أبو الحسن علي بن الحسين بن علي البيهقيّ «1» كان إمام عصره، ومدرسا بمدرسة سكة سيّار بنيسابور، ولد في خسروجرد، وطار اسمه في الدنيا وسار، وكان أبوه أيضا إماما زاهدا. ترجم له أبو حفص المطّوّعيّ «2» في تصانيفه، وقال إنه كان من خواص الوزير أبي العباس الإسفرايينيّ «3» ، فقد كان مربيا لهذا الوزير المقرب لديه. قنع من دنياه بالقوت، وكان مجتهدا في إحياء العلم والدين، وهو الذي ارتبط الأستاذ أبا إسحاق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 326 الإسفرايينيّ «1» والإمام أبا منصور عبد القاهر البغداديّ «2» للتدريس في مدرسته، وطلب إلى الوزير أن يهيئ أسباب معاشهم. وكانت أوقات المقيمين بتلك المدرسة منقسمة على ثلاث أقسام: قسم منها للتدريس، وآخر لإملاء الأحاديث، والثالث لتذكير المسلمين ووعظهم. وكان الشيخ أحمد بن الحسين البيهقيّ «3» المحدث مصنف كتب الأحاديث ووحيد عصره تلميذا له، وله اختلاف إليه. ومن أشعاره: تفكّرت طول الليل فيما جنيته ... وذكّرت نفسي كلّ ذنب أتيته وأنكرت فيها ما تعاطيت في الصّبا ... كأن شبابي كان سهما رميته فسوّد صحفي بالذنوب أوانه ... وولى سريعا مثل حلم رأيته ومن رسائله الرسالة التي كتبها إلى المقدم الرئيس أبي سعد محمد بن منصور «4» والد الرئيس أبي المحاسن الجرجانيّ «5» ، التي دأب أفاضل الكتّاب على استنساخها، ولا يسع هذا الكتاب ذكرها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 327 الفقيه الرئيس أبو محمد المعلّى بن أحمد البيهقيّ «1» هو جد القضاة الصّاعديّين بنيسابور من جانب الأم، وكان من مفاخر بيهق، ولد ونشأ في قرية كنبد من ربع زميج، وعنه ورث قضاة نيسابور الضياع والأملاك، وقد بقي منها بقية إلى الآن، تولى رئاسة نيسابور مدة من الزمن، وله آثار محمودة في ذلك الشغل الخطير. ألّف الأفاضل في مدائحه [173] التصانيف. قال سوري بن المعتز- الذي كان واليا على نيسابور- يوما على ملأ من الناس: لم أر من هو أكثر أريحية وعزة من المعلى البيهقيّ، فقد أختلف إليّ زمنا طويلا كان في كل يوم يزورني، فيأخذنا الانبساط، ويبدأ بعرض مصالح المسلمين والشفاعة للمستضعفين عليّ، إلا أنه لم يسمعني قط كلمة واحدة عن أشغاله هو. كان للشيخ أبي منصور الثّعالبيّ معه مذاكرة وامتزاج ومؤانسة ومجالسة، وقد ذكره كثيرا في تصانيفه. روي عن الشيخ الفقيه الرئيس المعلى أنه قال: جلس مرة كردي وصائغ ومعلم وديلمي وعاشق في الصحراء، وكان الجو قد لبس الرداء الأسود، وفجأة طلع القمر مشرقا بشعاعه الذهبي على الأرض، كانوا يجلسون وجها لوجه. فطلبوا إلى بعضهم أن يصف كل منهم- على سبيل التشبيه- القمر بقدر فهمه وخياله، فتقدم الصائغ- لأن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 328 عزة الذهب قدمته على غيره- وقال: إن هذا القمر هو كسبيكة الذهب الخالص التي خرجت لتوّها من بوتقة الصهر. وقال الكرديّ إنه كالجبن الذي يحكي عطارد وقد خرج من القالب. وقال العاشق: كأنه استعار من وجه حبيبي حسنه وجماله، فحكى بهاءه وإشراقه. قال المعلم: إنه مثل الرغيف الحواري الذي أرسل من بيت أحد المتمولين «1» يوم خميس إلى المعلم. قال الديلمي: هو كالدرع المطلي بالذهب الذي قدّم أمام الملك عند الحركة للقتال. ثم قال: كل يعمل على شاكلته، وينفق على مقدار بضاعته، ويسير براحلته، ويرمي عن كنانته. قال أبو منصور الثّعالبيّ مهنئا له بقدومه: مرحبا مرحبا وأهلا وسهلا ... بقدوم الفتى الأجلّ المعلّى وقال أبو مسعود أحمد بن عثمان النّيسابوريّ الخشناميّ «2» في مدحه: [174] سهام الدهر ترمي بي إلى من ... له في مجده السهم المعلّى فهل يشفي لهيب صداي حر ... إذا استسقى العطاش الهيم علّا لعل الله يحدث بي لعلّا ... بيمن رعاية الشيخ المعلّى رعاه الله في الدنيا مصونا ... عن الأقدار ذا قدر معلّى وقد راعى في أبياته لزوم مالا يلزم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 كان غض الشباب عند ما دهمه الأجل المسمى. وكان قاضي القضاة أبو الحسن إسماعيل بن صاعد وأخوه قاضي القضاة أبو سعيد محمد بن صاعد قد ذهبا لعيادته، فرأوا على وجهه قطرات الحسرات، فقالا بتململ وتذلل وتوجع وتفجع: «الموت باب وكلّ الناس وارده» ، فأجابهم الشيخ المعلى: نعم، الموت منهل الكلّ وارده، وبقاؤهم مرهون بأنفاسهم المعدودة، إلا أن بالي منشغل ببناتي اللواتي أخشى أن يضعن بعدي «1» : لولا بناتي وسيّئاتي ... لطرت شوقا إلى الممات ثم أنشد هذه الأبيات «2» : لولا أميمة لم أجزع من العدم ... ولم أقاس الدجى في حندس الظّلم وزادني رغبة في العيش معرفتي ... ذلّ اليتيمة يجفوها ذوو الرحم كان للقاضي أبي الحسن ابنان: القاضي منصور والقاضي أبو علي، وأما القاضي أبو سعيد فكان له ابن واحد، وهو رئيس الرؤساء أبو نصر أحمد. فقال القاضيان: اعطنا وكالة بعقد نكاح هؤلاء المخدّرات الثلاث على أبنائنا الثلاثة، فأوكل إليهم ذلك، وعينوا مهورهن، وأحضروا أبناءهم الثلاثة، وجعلوا من مجلس العيادة ذاك مجلس عرس- وكانت إحدى بناته قد زوجت قبل ذلك للشيخ أبي الفتح المظفر بن أبي الحسن البازرقان- فقامت القرابة بينهم، وهان على قلب هذا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 330 الشيخ [المعلى] ألم مفارقة الدنيا، وانقطاع علائقه، وتوجّه تلقاء الآخرة بوجه مستبشر، حيث لم يطل به العمر أكثر من أسبوع [175] ، انتقل بعده إلى جوار رحمة الخالق جلت عظمته، رحمة الله عليه. أبو المظفر إبراهيم بن محمد البيهقي ّ «1» ولد ونشأ في قصبة جشم، وكان صاحب منصب في عصره، كتب الشيخ أبو منصور الثّعالبيّ كتابا باسمه وسماه نهاية الصناعة في الحسن والبراعة، قال الشيخ أبو منصور في هذا الكتاب: إن من الكبائر أن تسير مؤلفاتي ومصنفاتي في العالم كالأمثال، وتسافر في البر والبحر كالخيال، ولم أصنف كتابا باسم هذا الرئيس، الذي ظهرت آثار أياديه وبرّه وإفضاله على صفحات أحوالي. الشيخ أبو الفضل محمد بن الحسين الكاتب البيهقي ّ «2» كان كاتب السلطان محمود نيابة عن أبي نصر بن مشكان، وكاتب السلطان محمد بن محمود، ثم كاتبا للسلطان مسعود، أصبح بعدها كاتبا للسلطان مودود، ثم للسلطان فرخزاد، وعندما انتهى حكم السلطان فرخزاد، اختار العزلة وانصرف إلى التأليف. كان مولده في قرية حارث آباد، ومن تصانيفه: كتاب زينة الكتّاب، الذي لا نظير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 له في فنّه، وكتاب التاريخ الناصري «1» الذي دوّن فيه التاريخ من أول أيام سبكتكين إلى أوائل أيام السلطان إبراهيم يوما فيوما، يزيد حجمه على ثلاثين مجلدا منصّفا، رأيت عدة مجلدات منه في مكتبة سرخس، وعدة مجلدات في مكتبة مهد العراق «2» رحمها الله، وعدة مجلدات في أيدي الناس، ولم أر منه نسخة كاملة. ومع الفصاحة والبلاغة، كان له نصيب وافر من استماع الأحاديث، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن السّلميّ «3» في سنة إحدى وأربع مئة قال حدثنا جدي إسماعيل بن نجيد قال: حدثنا عبد الله بن حامد، قال: حدثنا أبو بشر إسماعيل بن إبراهيم الحلوانيّ، قال: حدثنا علي بن داود القنطريّ، قال: حدثنا وكيع بن الجراح إنه قال: إذا أخذت فألا من القرآن، فاقرأ سورة الإخلاص ثلاث مرات، أو المعوذتين وفاتحة الكتاب مرة، ثم خذ الفأل «4» . وقال الشيخ أبو الفضل البيهقيّ: إن الثلج سقط في نيسابور سبعا وستين مرة في عام أربع مئة، فكتب لي السيد أبو البركات العلوي الجوريّ «5» آنذاك رسالة وفيها هذان البيتان: [176] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 هنيئا لكم يا أهل غزنة قسمة ... خصصتم بها فخرا ونلتم بها عزّا دراهمنا تجبى إليكم وثلجكم ... يردّ إلينا، هذه قسمة ضيزى وإن القحط الذي وقع بنيسابور سنة إحدى وأربع مئة، إنما كان سببه تلف الغلال من ذلك البرد، وقد عمّ ذلك القحط أيضا خراسان والعراق، لكنه كان شديدا في نيسابور ونواحيها، حتى إنه أحصي عدد الذين ماتوا بنيسابور من الناس فبلغوا أكثر من مئة ألف وسبعة- كما ذكر ذلك أبو النصر العتبيّ في كتاب اليميني «1» - وقيل إن عددا من المقابر قد فتحت وأخرجت العظام البالية منها للاستفادة منها، وبلغ الحال أن الأمهات والآباء كانوا يأكلون أولادهم، وقد ذكر الإمام أبو سعد الخركوشيّ في تاريخه «2» ، أن كل محلة كانت تنقل في اليوم ما يزيد على أربع مئة جنازة إلى المقابر. ولم يكن سبب ذلك القحط هو قلة الطعام فحسب، بل استيلاء الجوع الكلبي على الناس. ورد في كتاب اليميني بأنه كان هناك في تلك الأيام طباخ في السوق وضع عدة أمنان من أصناف من الخبز في دكانه، إلا أن أحدا لم يشتر منها، على الرغم من أن ثمن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 سبعة عشر منا من الخبز كان ربع درهم، كان الناس لا يشبعون مهما أكلوا من الطعام، قال العبد لكاني الزّوزنيّ «1» في هذه الأبيات يصف ذلك القحط: لا تخرجنّ من البيوت لحاجة ولغير حاجه ... والباب أغلقه عليك موثّقا منه رتاجه لا يقتنصك الجائعون فيطبخوك بشور باجه «2» يقول الشيخ أبو الفضل البيهقيّ: لا ينبغي لمن هو في خدمة السلطان أن يدخر الأموال، لأن ذلك يجعله شريكا في الملك، فتكديس الخزانة بالأموال والذخائر من [177] صفات وعادات الملوك؛ كما لا ينبغي له أن يمتلك الضياع والعقارات، لأن ذلك من أعمال الرعية؛ وخادم السلطان له درجة هي بين الرعية والسلطان، فهو فوق الرعية إلا أنه أدنى من السلطان، ولا ينبغي لتشبهه بالسلطان أن يجعله يدخر الأموال، ولا لتشبهه بالرعية أن يقتني الضياع والعقارات، بل يكتفي بالأجر المقرر، وأن يقتصد في التصرف به من خلال الجاه ونفاذ الأمر. والاقتصاد في خدمة السلاطين هو أن لا يصل حدّ الطمع، أو أن يكسب الدنيا بهذا الجاه، فالجاه إن أصبح سببا لكسب الدنيا، سيؤدي إلى زوال الجاه والمال معا، وربما أدى إلى هلاك النفس. وحيثما كانت دار الملك فيجب على الملك أن يعمرها، لكي لا يقع عبء ذلك على الرعية، وحيثما أقام الملك أو سافر فإن من المصلحة أن يكون معه مجموعة من الأغنام، تعطى إلى من سدت بوجهه باب المروءة والضيافة لضيق ذات يده، وأن يزيد له السلطان شيئا على المقرر له، ليظهر مروءته إضافة إلى سدّ النقص المبتلى به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 وأن يكون (من كان في خدمة السلطان) أمينا في القول والكتابة، ليأمن العزل، وإن استخدم جاهه هذا في إغاثة الضعفاء وإعانه المحتاجين، حصل على ركن من أركان السعادة الأخروية، وعلى هذا يكون ممن دفع البلاء عن نفسه في الدنيا، فضلا عن حصوله على الأمل الفسيح برحمة الحق تعالى. ومن منظومة قوله: جرمي قد أربى على العذر ... فليس لي شيء سوى الصبر فأسر عني خاطري كلّه ... لأنفق الأيام بالشكر وقد سجن في غزنة بأمر من القاضي «1» ، فلما استولى طغرل برار- وهو أحد الغلمان المحموديين الآبقين- على ملك غزنة، وقتل السلطان عبد الرشيد، وأرسل حاشية الملك إلى القلعة، كان من بينهم أبو الفضل البيهقيّ الذي نقل من سجن القاضي إلى سجن القلعة، وقد قال في تلك القلعة [178] : كلما مرّ من سرورك يوم ... مرّ في الحبس من بلائي يوم ما لبؤسى وما لنعمى دوام ... لم يدم في النعيم والبؤس قوم فما انقضى وقت قصير حتى قتل طغرل برار على يد نوشتكين حامل المزراق ولم تزد مدة استيلائه على الملك أكثر من سبعة وخمسين يوما، وعاد الملك للمحموديين، ولم يكن خروجه على ولي نعمته مباركا، ولم يمهله طويلا، ومن سلّ سيف البغى قتل به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 توفي الشيخ أبو الفضل محمد بن الحسين البيهقيّ الكاتب في صفر سنة سبعين وأربع مئة. الشيخ أبو المظفر عبد الجبار بن الحسن الجمحيّ البيهقيّ «1» كان من أمراء بيهق، ومولده في قصبة سبزوار، وكان له في مجالس السلاطين والملوك نصيبه التام، من الاحترام والإنعام. وكان من ذوي اللسانين «2» ، وقد ذكره الشيخ أبو منصور الثّعالبيّ وقال فيه: فتى كثير المحاسن مليح الشعر، يعيش في ظل الكفاية، يخدم السلطان ويعاشر الإخوان. وقال الشيخ الرئيس علي بن الحسن الباخرزيّ: نزل بناحيتنا وهو على البريد بخراسان عند اجتياز السلطان أبي سعيد مسعود بن محمود، ومدحه والدي بقصيدة رويتها بين يديه تقربا إليه. وكان له أهاج كثيرة بالعربيّة والفارسيّة بحق عميد خراسان سوري بن المعتز «3» ، منها: كأن الله من غضب وسخط ... يقول لأرض نيسابور بوري بقحط والجدوبة والمنايا ... وكل هيّن في ظلم سوري وقال أيضا: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 336 تنبّه أيها المغرور وانظر ... إلى آثار مسعود وسوري ولا تغترّ بالدنيا سرورا ... فإنّ الموت يهدم كلّ سور وقال: بجور سوري وأفعاله ... انقلبت دولة مسعود جار على الناس فلم يبق في ... بيوتهم عودا على عود **** تطلع أيها الأمير صوب خراسان ... فسوري أغار على كل الأموال [179] وإن بقيت يده الظالمة طليقة ... فسيجلب عليك داهية كبيرة فسيكون حيثما أحللته منصبا ... كالراعي الشرير الذي يكوي ماشيته وكان له ديوان شعر كبير الحجم بالعربيّة، وآخر أضعاف ذلك بالفارسيّة. وكان لأخيه الحاكم أبي القاسم المختار بن الحسين الجمحيّ الملقب بأميرك «1» ، منصب كبير وجاه. وله أشعار كثيرة. وكان شيخ القضاة أبو علي إسماعيل بن الإمام المحدث أحمد بن الحسين البيهقيّ يختلف إليه، وقد رأيت أنا شيخ القضاة هذا، واستمعت منه الأحاديث. ومن شعر الحاكم أبي القاسم الجمحيّ: قل لمن رام عزة أو توقّى ... ذله أو أحبّ أن لا يهونا جانب الناس واعتزل ما أحبّوا ... من حطام تعش عزيزا مصونا واتق الله واسأل الفضل منه ... فهو للخلق ضامن أن يمونا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 أبو الحسين علي بن عبد الله بن علي الخسروجردي ّ «1» ولد ونشأ في قصبة خسروجرد، وقد روى عنه الإمام الحافظ أحمد البيهقيّ «2» ، وله تصانيف كثيرة، كما روى عنه الحاكم أبو منصور محمد بن أحمد بن الحسين «3» ، كان رجلا معمرا ومبارك النفس لطيفا. السيد أبو سعيد زيد بن محمد بن ظفر العلوي الحسيني ّ «4» وهو ابن السيد أبي الحسن محمد بن ظفر، وله أسانيد وروايات كثيرة عن جده السيد أبي منصور ظفر بن محمد بن زبارة. وقد روى عنه الإمام المحدث أحمد بن الحسين البيهقيّ. توفي هذا السيد في جمادى الأولى سنة أربعين وأربع مئة. روى عن الجوزقيّ «5» مصنفاته، كما روى عن النامي «6» أشعاره، ومن رواياته هذه القطعة: سأصبر إن جفوت فكم صبرنا ... لمثلك من أمير أو وزير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 رجوناهم فلما أخلفونا ... تمادت فيهم غير الدهور [180] فبتنا بالسلامة وهي غنم ... وباتوا في المحابس والقبور ولمّا لم ننل منهم سرورا ... رأينا فيهم كلّ السرور «1» السيد أبو إبراهيم جعفر بن محمد بن ظفر العلوي الحسيني ّ «2» هو أخو السيد أبي سعيد. قال السيد أبو إبراهيم: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبدوس المزكّيّ، حدثنا أبو أحمد حمزة بن العباس البزّاز، حدثنا عبد الملك بن محمد الرّقاشيّ، حدثنا عمرو ابن العاص الكلابيّ، حدثنا عمران القطان عن الشّيبانيّ، عن ابن أبي أوفى أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه: «إن الله تعالى مع القاضي ما لم يجر، فإذا جار برئ منه، ولزمه الشيطان» «3» . كما روى بإسناد صحيح عن المصطفى صلوات الله عليه: «إن من أعظم الناس أجرا، لوزير صالح مع أمير يطيعه في ذات الله» «4» . روى بإسناد صحيح أيضا عن جابر بن عبد الله بأن رسول الله صلى الله عليه قال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 «لكل بني آدم عصبة ينتمون إليهم سوى بني فاطمة، فإني وليّهم وعصبتهم» «1» . قال السيد أبو الحسن محمد بن علي العلوي «2» في رثائه: أبى الدهر إلا أن يعود لنا حربا ... فيسلب ما أسدى وينقص ما أربى فوا أسفا وا جعفر بن محمد ... وهل ينفعن والهف نفسا وواقلبا أبيت إذا ما أسبل الدمع منشدا ... فديناه مفقودا وإن زادنا كربا فلا رمقت عين امرئ لم تفض دما ... على ابن رسول الله إذ جاور التربا ولا تربت أيدي التراب فقد حوت ... به معقلا للعزّ بل للعلى تربا ولا زال من نوء السّماكين عارض ... يصبّ على ذاك الثرى لؤلؤا رطبا الشيخ أبو يعلي البيهقيّ الحنيفيّ «3» كان صاحب ديوان الإنشاء على عهد السلطان مسعود بن محمود، وكان أغلب مقامه في دار الملك بغزنة، وله تصنيف اسمه السيرة المسعودية بلغ فيه حدا من الكمال أنه لم يؤلف مثله في حق أيّ من ملوك خراسان. ومن أشعاره هذه الأبيات في وصف الشيب: [181] وكنت كرهت لفظ الشيب جدّا ... وإن قالوا يكون الشيب زينا فشين إن جعلت الباء نونا ... وعيب إن جعلت الشّين عينا وقوله: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 قد قلت حين سئلت ما ... فعل المشيب إذا نزل جلّت إساءته إليّ ... عن السؤال فلا تسل لكن أريد بقاءه ... وأجلّه مع ما فعل فالشيب لي بدل الشباب ... وليس من شيبي بدل وقوله: أفض الدمع أبا ... يعلى على فقد شبابك أيها العيش النضير ... الغضّ من لي بإيابك أيها الشيب ترفّق ... وتلبّث في نصابك لا ترعني بذهابي ... فذهابي بذهابك وقد نظم هذا الدوبيت «1» الفارسيّ بالعربيّة: أنا من نديم السوء صرت مقيدا ... وغدوت وعظا للأنام جميعا سلّيت يا ملك الورى قلبي بأن ... ذلّي وعزّك يمضيان سريعا وله أيضا: صن العرض بالمال لا المال به ... نصحتك فاعمل به وانتبه ترى ماء وجه الفتى ذاهبا ... إذا صرف المال عن مذهبه أبو محمد إسماعيل بن محمد بن جعفر الحنيفي ّ «2» ولد ونشأ في قرية دويين، وكان رجلا فقيها ووجيها ونبيها، وهو خال الحاكم أبي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 341 العلاء صاعد بن محمد الحنيفيّ «1» ، وله ديوان شعر بالعربيّة وتصانيف أخرى، ومن شعره: ينعى المشيب إليك نفسك فانتبه ... فكأنه عما قليل قد ورد وكفى بشيب الرأس وعظا فاتّعظ ... فالموت مرتقب ليوم أو لغد عش ما تشاء كما تشاء فإنه ... لا بدّ من موت وإن طال الأمد [182] إن لم يكن لك شيب رأسك واعظا ... أو لم يكن لك واعظا شيب الولد العمر لو أضحى حسابا مثبتا ... في الكتب كان الشيب تاريخ العدد لو كان يبقى في الورى حيّ إذن ... يبقى للقمان بن شدّاد لبد ويزيد ديوان أشعاره على مجلدين. الشيخ الرئيس الوزير أبو العباس إسماعيل بن علي بن الطيب بن محمد بن علي العنبري ّ «2» ولد ونشأ في قصبة سبزوار، وكان له تصانيف كثيرة، أحدها كتاب الفرح بعد الترح، وقد تولى الوزارة لإيلك خان بما وراء النهر سنوات عديدة «3» ، ثم إنه استقال منها، ولما ورد السلطان محمود إلى خراسان عرض عليه وزارته، فرفض، فأمر السلطان بحبسه، وهناك دس له سم في طباهجة «4» ، وكنا قد تحدثنا قبل هذا عن بيت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 342 العنبريّين. وله من الشعر ما يزيد على خمسة مجلدات، ويغلب عليه التجنيس، قال: إذا ما دعا الله عبدا له ... وأخلص إيمانه مانه ومن لزم الصدق في قوله ... وثقّل ميزانه زانه ومن شأنه ضيم جيرانه ... يرى عاجلا شانه شانه ومن رسائله هذا الفصل: مثل الدنيا كمثل غادة فيها رعونة، ولها عادة ملعونة؛ تقتل بعلها ونخطبها، وتهلك أبناءها ونطلبها. ومن رسالة أخرى له: وصل لفلان كتاب أتقن كتاب الود، وخطاب تضمن خطب العهد؛ وكفى خطوب الجوى، وفل غروب النوى، وذكر أيام ترقيع الكوى بمحاجر الدمى، وعهد تيماء باللوى؛ والروض نضر والغمام سجام، والعيش غض والزمان غلام. شمائله شمول، شؤبوبها صوب مشمول. والعقب من أبي الطيب محمد العنبريّ: علي بن الطيب العنبريّ، والعزيز بن الطيب. والعقب من علي بن الطيب العنبريّ: عبد الحميد بن علي بن الطيب، والعالم الوزير الفاضل أبو العباس إسماعيل بن علي بن الطيب [183] وأبو جعفر محمد بن علي بن الطيب. ومن أولاد محمد: مستوفي الناحية أبو سعد محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي العنبريّ، وكان العميد تاج الأفاضل شاه ابنه «1» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 أبو محمد الحمداني البراكوهي «1» كان من براكوه من قرية كيذر، قصده المستفيدون من أطراف العالم ليستفيدوا منه، سكن في العراق مدة، ثم جاء إلى بيهق، وأفاد ما استفاد. كتب إلى عميد الحضرتين أبي الفتح المستوفي، يعتذر له عن الحضور لخدمته، بسبب ألم ألمّ بعينه: أيها الصاحب العميد ومن لم ... يؤت إدراك شأوه أحد صوم وعين رمداء موجعة ... وفوت رؤياك فوق ما أجد فالعين لا تستطيع هائجة ... تقابل الشمس حين تتّقد الإمام الحافظ المحدث أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ّ «2» لا ثاني له في علم الحديث، تفقه على الإمام سهل الصّعلوكيّ «3» ، ولم يكن في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 344 عصره بخراسان من له قدرته على إدراك أحاديث المصطفى صلوات الله عليه، على أوجهها. روى عن الحاكم أبي عبد الله الحافظ مصنف كتاب تاريخ نيسابور، وعن الإمام أبي طاهر محمد بن محمد الزّياديّ، والأستاذ الإمام ابن فورك، وعن أبي عبد الرحمن السّلميّ. وحدث مرة أنه كان في مجلس الحاكم أبي عبد الله الحافظ- وكان غاصا بجمع كثير من العلماء- أن روى الحاكم أبو عبد الله حديثا، فأسقط أحد رواته، فقال الإمام أحمد لقد تركت أحد الرواة، ولما غضب الحاكم أبو عبد الله، طلب إليه أن يحضر الأصل، فأحضره، فكان الأمر كما قال الإمام أحمد. ومن مشاهير مصنفات الإمام أحمد البيهقيّ رحمه الله: كتاب المبسوط، وكتاب السنن، وكتاب دلائل النبوة، وكتاب معرفة علوم الأحاديث، وكتاب البعث والنشور [184] ، وكتاب الآداب، وكتاب فضائل الصحابة، وكتاب الاعتقاد، وكتاب فضائل الأوقات «1» . وكان أصله من شامكان ونوبهار، وكان أسلافه ينتسبون إلى شامكان، أما هو فكانت ولادته ببيهق في خسروجرد وأباري. كان الأستاذ أبو القاسم الفورانيّ «2» - جد الإمام الحسين بن أبي العباس الفوران «3» - أستاذه في الفقه، وتلميذه في علم الحديث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 قال أبو القاسم البرزهيّ «1» البيهقيّ في حق الإمام أحمد البيهقيّ: يا أحمد بن الحسين البيهقيّ لقد ... دوّخت أرض المساعي أيّ تدويخ أنت المليّ بتقديم وتكرمة ... أنت الحريّ بتأميم وتشييخ هذا كتاب ولكن حشوه حجج ... يغادر الكفر ممنوّا بتقليخ «كدار بطيخ تحوي كلّ فاكهة ... وما اسمها الدهر إلا دار بطيخ» والعقب منه: شيخ القضاة إسماعيل «2» - وكان قاضي خوارزم، وقد رأيته وسمعت منه الحديث حين عاد إلى بيهق في شهور سنة ست وخمس مئة- وابن آخر. والعقب من شيخ القضاة إسماعيل: القاضي أحمد المقيم بقرية أباري «3» ، ومات في سنة خمس وعشرين وخمس مئة. أبو الحسن علي بن محمد المؤذن (المؤدب) الخسروآبادي ّ «4» ولد ونشأ في خسروآباد، وكان تلميذ الأستاذ الإمام أبي سعد الخركوشيّ، وروى عنه الكثير من أحاديثه ومصنفاته. قال: حدثنا الأستاذ الإمام أبو سعد عبد الملك الواعظ الخركوشيّ رحمه الله، حدثنا محمد بن عبد الواحد الخزاعيّ بالري «5» ، حدثنا أبو علي البلخيّ حدثنا الحسين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 ابن محمد، حدثنا أحمد بن أبي صالح، قال سمعت إبراهيم الدّلّال يقول: سمعت ابن عيينة يقول: رأيت سفيان الثّوريّ يقول لي: أقلّ من معرفة الناس، أقلّ من معرفة الناس «1» . أبو الحسن علي بن محمد السّويزيّ المقيم بسبزوار «2» ولد في قرية سويز، ونشأ وأقام في قصبة سبزوار، وكانت وفاته في سنة عشرين وأربع مئة. قال: حدثنا أبو عمرو محمد بن محمد بن صابر «3» ببخارى سنة ثمان [185] وستين وثلاث مئة، قال: حدثنا أبو علي صالح بن محمد البغداديّ، قال: حدثنا محمد بن عبد الوهاب بن الزبير قال: حدثنا أبو شهاب عبد الله بن نافع، عن داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدريّ، أن النبي صلى الله عليه وسلم، اشتكى، فرقاه جبرئيل وقال: بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك والله يشفيك من كل داء يوديك «4» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 347 الإمام الزاهد المفسر علي بن عبد الله بن أحمد النّيسابوريّ المعروف بابن أبي الطيب «1» : كان مولد هذا الإمام في نيسابور، وأقام في قصبة سبزوار، وقد بنى له الشيخ أبو القاسم علي بن محمد بن الحسين بن عمرو- وكان من دهاقين ومتموّلي «2» القصبة- مدرسة في محلة أسفريس في رمضان سنة ثمان عشر وأربع مئة، وما زال أثرها قائما إلى يومنا هذا. وكان من تلاميذه ومريديه من مشايخ القصبة: الشيخ أبو القاسم علي بن محمد بن الحسين بن عمرو، ومحمد بن الحسين بن عمرو، جد الحسن بن الحسين بن محمد بن الحسين بن عمرو رحمهم الله. ومن تلاميذه: الحاكم الإمام أبو سعد بن كرامة «3» ، والإمام أبو حنيفة البوياباديّ النّيسابوريّ «4» ، والإمام حمزة المقراضيّ المتكلم «5» . وله عدة تفاسير: التفسير الكبير وهو في ثلاثين مجلدا، والتفسير الوسيط في خمسة عشر مجلدا، والتفسير الصغير في ثلاثة مجلدات، وقد أملاها جميعها من حفظه، وكانت مباحثه فيها معتبرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 348 قيل إنه لما توفى رحمه الله، وجد في مكتبته أربعة كتب: واحد في الفقه، الثاني في الأدب، وكتابان في التاريخ، ولم يكن له من تركة غير ذلك. توفي في الثامن من شوال سنة ثمان وخمسين وأربع مئة، ومرقده في مقبرة قصبة سبزوار، ومن المجرب أن كل حاجة تطلب من الحق تعالى هناك تكون مقرونة بالإجابة. ولم يكن له عقب. جيء به إلى السلطان محمود في جمادى الأولى سنة أربع عشرة وأربع مئة، فروى خبرا عن المصطفى من غير أن يؤذن له، فقال السلطان لأحد غلمانه: ناوله، فضربه الغلام بقبضة يده على رأسه، فضعف سمعه من أثر ذلك الجرح، إلا أن السلطان اعتذر له بعد ذلك، عند ما علم بعلمه وورعه وديانته ونزاهة نفسه، وأعطاه مالا، لكنه لم يقبله، ولم يرض قلبه بالعذر الذي قدّمه، وقال: لقد سلبت ظلما مني [186] الهدية التي وهبها لي الحق تعالى، أعطني سمعي لكي أكون مسرورا، ثم اتجه نحو السلطان وقال: الله بيني وبينك بالمرصاد، إن رواية خبر عن المصطفى عليه السلام ووعظ الناس لا يحتاجان إلى إذن من الملوك، وإن عقوبتك هذه ليست في موضعها، فخجل السلطان وطأطأ رأسه، فانصرف من عنده «1» . وقد أورد هذا الفصل في خطبة كتاب التفسير: الزمان زمان السفهاء السفل، والقران قران انقلاب النحل؛ والفضول في أبنائه فضول، وطلوع التمييز فيهم أفول؛ والدّين دين، والدنيا عين؛ وإن تحلّى في الندرة أحدهم بالعلوم، وادعى أنه في الخصوص من العموم؛ فغايته أن يقرأ القرآن وهو غافل عن معانيه، وتحلى بالفضل وهو لا يدانيه؛ ويجمع الأحاديث والأخبار، وهو فيها كمثل الحمار يحمل الأسفار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 349 كان له ديوان شعر، ذكر بعضه في رثاء الأمير زياد الزّياديّ، ومن شعره أيضا هذه المقطعة التي كنت قد ذكرتها في كتاب وشاح دمية القصر: فلك الأفاضل أرض نيسابور ... مرسى الأنام وليس مرسى بور دعيت «أبر شهر» البلاد لأنها ... قطب وسائرها رسوم السور هي قبة الإسلام نائرة الصوى ... فكأنها الأقمار في الديجور من تلق منهم تلقه بمهابة ... وفّت عليه لفضله الموفور لهم الأوامر والنواهي كلّها ... ومدى سواهم رتبة المأمور وكان لهذا الإمام الفريد اختلاف إلى جدّ جديّ إمام الآفاق أبي سليمان فندق بن أيوب في الفقه، في المدرسة التي في وسط سوق القصبة، وفي مدرسة الصّاعديّ بنيسابور. السيد الرئيس الأجل أبو يعلى زيد بن السيد العالم علي بن محمد بن يحيى العلوي الحسينيّ زبارة الفريومديّ «1» من بيت النقابة والسيادة، ذكرت مفاخره ومفاخر آبائه في كتاب لباب الأنساب، وكان سيدا منعّما متجملا وذا مروءة تامة، وكانت إقامته في فريومد، وله في تلك البقاع أملاك كثيرة، روى [187] الأحاديث عن السيد أبي منصور ظفر «2» ، والحاكم أبي القاسم الحسكانيّ الحذّاء «3» الذي كان محدث خراسان، ودّع نيسابور وانتقل إلى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 350 قرية فريومد، وسمع من هذا السيد الأحاديث، ومن مسموعات هذا السيد، ما روي من أن السيد أبا منصور قد روى- وكنا قد ذكرنا ذلك من قبل- عن رسول الله صلى الله عليه أنه قال: «من سمع منا حديثا فليبلغه كما سمعه، فإنه ربّ مبلغ أوعى من سامع» «1» . روي أن ابنه السيد الأجل فخر الدين أبا القاسم علي، لمّا خرج من القرار المكين إلى عالم التكوين كان هو آنذاك بقرية فيروز آباد، مغادرا العراق إلى أصفهان، وقد بلغ عمره معترك المنايا، فلما بلغته البشارة بذلك المولود، أطرق ساعة مفكرا، ثم انهمرت الدموع على وجهه وقال: بالأمس كنت بحاجة إلى الولد، إلا أن الحق تعالى لم يقدّر ذلك، وغدا سيكون هذا الطفل بحاجة إلى الأب، حيث لن أكون موجودا، والفأل على ما جرى. وقد ودع الدنيا في هذا السفر بأصفهان، وانتقل إلى رحمة الحق تعالى في شهور سنة سبع وأربعين وأربع مئة. أما ابنه فخر الدين أبو القاسم اليتيم هذا، فقد أنبته الله نباتا حسنا، حتى ضرب به المثل في العراق وخراسان والعرب والعجم في الزهد والحسب والنسب والسخاء، وآثاره في طريق مكة ظاهرة، وقد كتبت مفاخره بأقلام الدوام، على صحائف الأيام. توفي السيد الأجل فخر الدين أبو القاسم بقرية فريومد، يوم الخميس الرابع من ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة «2» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 351 الإمام أبو جعفر محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن علي بن مهران «1» من مشايخ علماء بيهق، وكان مفسرا ومحدثا ومذكرا، وقد روى عن أبي محمد عبد الرحمن بن محمد الدّهّان «2» ، وروى عنه الحاكم أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله الحذّاء الحسكانيّ «3» . قال: حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد الدّهّان التّميميّ قال: حدثنا ابن طرخان البلخيّ «4» قال: حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله الهاشمي قال: حدثنا عبد القدوس قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن كيسان، عن خلاد بن منده، عن سعيد بن جبير، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه [188] أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه: «من عكف نفسه ما بين المغرب والعشاء في مسجد جماعة لم يتكلم إلا بصلاة أو قرآن، كان حقا على الله تعالى أن ينزله قصرين في الجنة، مسير ما بين قصرين مئة عام، ويغرس له بينهما أغراسا لو نزلها أهل الدنيا لوسعهم» «5» . أبو عبد الله محمد بن أحمد بن معاذ البيهقي ّ «6» مع أنه قد ولد في بيهق، إلا أن إقامته كانت في نيسابور، وكان مشهورا ومعتمدا في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 352 رواية الأحاديث. قال وهو بنيسابور: حدثنا أبو عمرو بن حمدان الحيريّ «1» قال: حدثنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا علي بن حجر قال: حدثنا إسحاق بن نجيح، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس أنه قال: قال رسول الله: «من حفظ على أمتي أربعين حديثا من السنّة، كنت له شفيعا يوم القيامة» «2» . شعيب بن محمد بن جعفر الحنيفيّ الواعظ البيهقيّ «3» كان مزينانيا، وتقدم ذكر أبيه، أناب عن والده في الوعظ والتذكير، ولما عجز والده الهرم، حيث تحدث عدة كلمات، ارتقى هو المنبر وأكمل الخطبة عن طريق التذييل، وكانت الكلمات التي قالها والده قد بلغت النهاية، وكان رجلا عالما زاهدا لا يأكل إلا من الرزق الحلال، وقد دعوه إلى نيسابور وولوه إمامة الجامع القديم فيها، إلا أنه استقال وانتقل إلى بيهق، حيث أزعجه حب الوطن من نيسابور، وانتقل إلى جوار رحمة الحق تعالى. الإمام أبو عبد الله محمد بن منصور بن أحمد بن حميد الأديب البيهقي ّ «4» ولد ونشأ في قرية كرّاب، وله تصانيف كثيرة منها كتاب زهرة معاني البيان في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 353 معاني القرآن، وهو تلميذ الإمام أبي سهل الصّعلوكيّ «1» ، واتصل بخدمته سنة ستين وثلاث مئة. روى الشيخ الزاهد الحسين الكرّابيّ، أن قافلة للحجاج وصلت من بلاد ما وراء النهر إلى خسروجرد. وكان إمام بخارى قد رأى في المنام أن المصطفى صلوات الله عليه قال له: إن أردت أن يقبل الحق تعالى حجك [189] ويجعل سعيك مشكورا، فاقطع هذه الفراسخ الثلاثة الموصلة إلى مقبرة ذلك الأديب الكرّابيّ وزره، فعرض ما رأى في المنام على من معه، فهبّ كل من كان في القافلة لزيارة ذلك القبر، وقد ظلت القوافل القادمة من ما وراء النهر، الذاهبة لزيارة الكعبة، تجتاز على قرية كرّاب وتتقرب إلى الحق تعالى بزيارة ذلك القبر، وقد حكم بهذا الواجب تلك الرؤيا الصالحة. قال أبو عبد الله محمد بن منصور البيهقيّ الكرّابيّ: حدثنا أبو نعيم المهرجانيّ «2» قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشّرقيّ «3» ، قال: حدثنا عبد الله بن هاشم، قال، حدثنا يحيى عن ابن جريج عن رجاله، أن النبي صلى الله عليه قال: «إن أبغض الرجال إلى الله تعالى الألدّ الخصم» «4» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 354 ومن منظومه، قوله وهو يناجي ربه: فما شئت كان وإن لم أشأ ... وما شئت إن لم تشأ لم يكن خلقت العباد على ما علمت ... ففي العلم يجري الفتى والمسن فمنهم شقي ومنهم سعيد ... ومنهم قبيح ومنهم حسن قال الأديب الكرّابيّ: إن قول المرء مخبوء تحت لسانه «1» ، مأخوذ من قول الحق تعالى إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنا مَكِينٌ أَمِينٌ «2» . وروى الإمام الكرّابيّ هذا أنه كان لسفيان الثّوريّ مجلس، كان الأخفش فيه حاضرا، فقال الثّوريّ: ماذا تقول في الفردوس، أمذكر هو أم مؤنث؟ فقال الأخفش إنه مذكر. فقال الثّوريّ: إن الحق تعالى يقول: الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ «3» فقال الأخفش: إن المراد بذلك الجنة، و (ها) عائدة إلى الجنة. فقال الثّوريّ: ولماذا قيل الفردوس الأعلى، ولم يقولوا الفردوس العليا؟ فقال الأخفش: أعلى على زنة أفعل، وليس فعلى. قال مصنف هذا الكتاب: رأيت كثيرا في الكتب أن فردوس، معرّب كلمة بروست وفروست وهو بالفارسيّة نوع من أنواع البساتين «4» ، والله اعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 يقول الإمام الكرّابيّ: ثلاثة من الأقوال مشهورة، إلا إن قائلها مجهول [190] ولا يعلم أحد من قالها: إذا لم تستح فاصنع ما شئت «1» ؛ وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن «2» ؛ ومن طلب وجدّ، وجد «3» . ويقول عجبت لمن تحمل مشقّة تحصيل النحو عمرا ليصون كلامه من الخطأ، لكنه غافل عن صيانة أفعاله من الخطأ، لأن صيانة الأفعال من الخطأ أولى من صيانة الأقوال، ثم أنشد هذين البيتين «4» : لبسنا للجمال لنا ثيابا ... وقد صدأت بقسوتها القلوب وأعربنا الكلام فما لحنّا ... ونلحن في الفعال فلا نصيب حمزة بن أحمد بن سعيد بن محمد البلخي ّ «5» جاء إلى هذه الناحية قادما من بلخ، ذاهبا لزيارة الكعبة سنة إحدى وثمانين ومئتين، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 356 وعند ما عاد أقام في كرّاب، وبقى له هناك أولاد وأعقاب. فصل: كان من أرباب بيوتات بيهق «1» ، أميرك بن علي بن طيفور، ومن أعقابه: الفقيه الأديب فقيه القوم الحسن بن محمد بن الحسن بن طيفور «2» ، وسكة طيفور معروفة في باب معمر بنيسابور. وإبراهيم بن الحسن بن علي. والفقيه علي بن الحسن بن علي الدلقنديّ. والشيخ الحسن بن الحسين بن علي الفاميّ، والفاميّ هذه هي التي تلتبس بالتصريف مع كلمة القاضي، كما أشرنا إلى ذلك. والفقيه بهرام بن عبد الرحمن، وكان من طبرستان وله بها أعقاب. والفقيه علي بن الحسين اليعقوبي. والفقيه علي بن أحمد القمّيّ، رحمهم الله. الأمير السيد أبو الحسن علي بن أحمد بن ظفر العلوي الحسينيّ زبارة «3» كان مقدّم السادات ببيهق، ولم يكن في السادات من يتقدم عليه في كتابة فصول المحاضر [191] ، والحلّ والترحال «4» . وكان من علماء السادات، وهو والد السيد أبي الحسن، الذي ذكر في الطبقات، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 357 وللسيد أبي الحسن هذا ديوان شعر، وروى الأحاديث عن أبي سعيد البصرويّ «1» . قال: حدثنا أبو سعيد البصرويّ قال: حدثنا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد، قال: حدثنا محمد بن عمار بن عطية، قال: حدثنا حفص بن عمر قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثنا عبد الله بن أبي الزناد، عن الأعرج عن أبي هريرة، عن النبي أنه قال: «من تقحّم في الدنيا فهو يتقحم في النار» «2» . وهو ابن السيد أبي علي أحمد بن السيد أبي الحسن محمد بن ظفر العلوي الحسينيّ زبارة «3» ، وقد ذكرت تفصيل هذا النسب في كتاب لباب الأنساب. الشيخ الرئيس العالم طاهر بن عبد الله البيهقي ّ «4» من دستجرد «5» من ربع كاه، وكان الشيخ عبد الله الدستجرديّ من أولاده، وقد رأيت أنا هذا الشيخ وكان رجلا ذا فضل وكفاءة، يسأل أدباء القصبة عن معاني الأبيات، وكان كتاب إصلاح المنطق «6» على طرف لسانه، وقد ترجم الشيخ أبو منصور الثّعالبيّ في كتاب تتمة اليتيمة للشيخ طاهر بن عبيد الله «7» - وهو جد هذا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 358 المترجم له هنا- كما ذكره الأستاذ يعقوب مع شعره في كتاب جونة النّدّ «1» . قال الشيخ طاهر الدستجرديّ لأحمد بن عثمان الخشناميّ «2» : يا ابن عثمان يا كريم السجايا ... حاطك الله من جميع البلايا أنت في الفضل والبلاغة والظرف ... وزهر الخصال فقت البرايا صحّ لّما رأيتك اليوم عندي ... قولهم إنّ في الزوايا خبايا كان له أعقاب من المشايخ من أهل الكفاية: الشيخ سديد الدين الحسين وتولى عمل طخارستان، والشيخ أبو علي طاهر الذي كان بيده عمل نيسابور وبيهق. توفي سديد الدين الحسين يوم السبت الثاني عشر من ذي القعدة سنة خمسين وخمس مئة بسبزوار. وتوفي أخوه مجير الدين طاهر أبو علي يوم الاثنين الحادي والعشرين من ذي القعدة سنة خمسين وخمس مئة [192] ، أيضا بقصبة سبزوار، وكانا في خدمة الأمير الإسفهسالار حسام الدين قزل السّلطانيّ «3» ، رحمة الله عليهم أجمعين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 الشيخ أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد الزّياديّ البيهقيّ «1» كان يقال له خواجكك الزّياديّ، ومن أكابر الزّياديّين وأفاضل ناحية بيهق، وخوطب من ديوان المحموديين ب «الشيخ العالم» ، ورأيت مثالا كتب له من ديوان السلطان طغرل السّلجوقيّ: «مع وافر الاحترام، الشيخ الرئيس العالم» . له نظم ونثر وتصانيف كثيرة، ومن تصانيفه كتاب شرف المكلف، كما كانت له مقامات على نمط مقامات بديع الزمان الهمذانيّ، وروزنامجه كتبها نظما ونثرا وهي في غاية الفصاحة. والعقب منه: علي، والحسين. وشعر الحسين كثير، والقليل منه في أيدي الخراسانيين، لأن حسينا هذا قد انتقل إلى رحمة الله ببغداد، ومن منظومه: شعر أتى فحكى الروض المجود وقد ... هبّت عليه الصّبا غنّاجة سحرا لله أنت وطبع قد ملكت به ... قياد كلّ مقال أعجز البشرا بقيت للفضل ركنا لا انحلال له ... ما كابد المدنفون الهمّ والسّهرا وأما علي، فقد كان معمرا وسافر كثيرا، وصل في آخر عمره إلى القصبة، وهناك توفي في شهور سنة ثلاث عشر وخمس مئة، والعقب منه ببيهق: مقبل الملك خواجكك أبو عبد الله أحمد، ومحمد بهراة، ولمحمد بهراة عقب. والعقب من مقبل الملك خواجكك أحمد بن علي بن خواجكك الزّياديّ: الشيخ الحسين المعتوه- وله مع عتهه خط كجناح الطاووس- وحيدر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 والعقب من حيدر: محمد، وكان صاحب الخط، قتل بمرو عند ورود الملك العادل خوارزم شاه آتسز بن محمد، كورة مرو في شهور سنة ست وثلاثين وخمس مئة. والعقب من الحسين المعتوه: مقبل الملك الحاجي الصائن علي بن الحسين بن أحمد الزّياديّ. [193] وكان خواجكك الزّياديّ الذي هو جدهم الأعلى، رجلا غازيا وشجاعا وعالما بآداب السلاح، وقد شاع في تلك الأيام استعمال السوط المغولي الذي توضع في وسطه سكّين، وبينما كان مسافرا في طريق ربع طبس، أمسك الركابدار «1» بعنان فرسه ليترجل عنه، ثم هجم عليه بسيفه ليقتله، ولو لم يكن معه ذلك السوط الذي في وسطه سكين، لقتل خواجكك. وبهذا السلاح استطاع خواجكك الخلاص من الركابدار، وذهب إلى القصبة مع حصانه. وله ديوان شعر بالعربيّة والفارسيّة، ومن منظومة ما قاله في الوزير شمس الكفاة أحمد بن الحسن الميمنديّ «2» : جدود الأماثل أهل النهى ... قد استيقظت بعد طول الوسن بشمس الكفاة جمال الورى ... أبي قاسم أحمد بن الحسن وقال في حق والدي الإمام شمس الإسلام أبي القاسم رحمه الله، وهو يراعي اللزوم: إذا نحن أثنينا عليك فإنّما ... على الشمس نثني والنجوم الثواقب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 361 ونمدح من باء الزمان بفضله ... وأصبح مختصّا بزهر المناقب فما مثله في الشرق يبدو لطالب ... وما مثله في الغرب يبدو لراقب أبا قاسم أنت المراد بذكره ... وقد حزت دون الخلق أعلى المراتب وكان الأديب البارع أسعد بن علي الزّوزنيّ» قد قال في حق هذا الشيخ: حبذا أحمد بن عبد الله ... وعتاب له كشوك العضاه حبذا لفظه كأن الأفاويه ... بها أجريت على الأفواه إن تكن غفلة فمن غير عمد ... أو تكن فلتة فمن سهو ساه يا زياديّ يا زياد دهاء ... صرف الله عنك كلّ الدواهي [194] لست ممن أنساك طول زمان ... يا رئيسا أضحى بلا أشباه إن تكن آمرا فأمرك جار ... أو تكن ناهيا فمثلك ناه أنت فخر الزمان نورا وقدرا ... وضياء، عليك عين الله الشيخ الرئيس أبو القاسم علي بن محمد بن الحسين بن عمرو «2» كان من أكابر هذه الناحية، ورجلا متموّلا وكريما، وهو من بيت قديم، منه الشيخ الرئيس أبو نصر حسينك، وشيخ الملك أبو محمد زيد حسينك. وأبوه أبو جعفر محمد بن الحسين بن عمرو، وعمه أبو نصر أحمد بن الحسين بن عمرو، والشيخ الحسن بن الحسين بن عمرو، وشيخ الملك أبو محمد زيد بن أحمد بن الحسين بن عمرو، والأمير أبو عبد الله الحسين شيخ الملك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 وهو من طريق الأم ميكالي، وقد عرّف نفسه بهذه النسبة، وعلماء الأنساب يقولون: إن أيّا من الأم أو الأب يكون أكثر شرفا، فإن شرفه يغلب على الولد، وينسبون الولد إليه. وقد بنى هذا الشيخ أربع مدارس في القصبة لأربعة مذاهب: واحدة للحنفيين باسم جدي الإمام أبي القاسم عبد العزيز بن يوسف، وهي عامرة إلى الآن. وأخرى للشافعيين في محلة نوكوي باسم الإمام أبي الحسن الحنّانيّ الواعظ، وهي اليوم عامرة. وثالثة للكراميين في محلة شادراه، ولم يبق منها أثر. ورابعة للسادات وأتباعهم، والعدليين، والزيديين، في محلة أسفريس باسم الإمام السعيد علي بن أبي الطيب، وما زال أثرها باقيا إلى الآن. وقد أنهى صاحب البريد هذا الأمر إلى السلطان محمود، الذي أرسل غلاما، فأخذ الشيخ إلى الحضرة بغزنة في جمادى الأولى سنة أربع عشرة وأربع مئة، فلما وصل، عاتبه السلطان قائلا: لماذا لم تنصر المذهب الذي هو معتقدك، ولم تبن مدرسة لأئمة ذلك المذهب؟ [195] فمن بنى لجميع المذاهب مدرسة وخرّج فيها طلابا، فقد عمل خلافا لمذهبه. ومن عمل خلافا لمذهبه كان ذلك منه رياء وتظاهرا لا تقرّبا إلى الحق تعالى. فتوسّط الشفعاء لإنقاذه، فنجا. وقد أنابه الشيخ الرئيس أبو نصر منصور بن رامش «1» عنه في ناحية بيهق، وأرسل بذلك مثال في ذي الحجة سنة إحدى وعشرين وأربع مئة، وقد كتب أهل الناحية رسالة بالعربيّة أرسلوها إلى دار رئاسة نيسابور ضمنوها شكرهم، ومن تلك الرسالة هذا الفصل: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 وصل كتاب الشيخ الرئيس في معنى ما وفقه الله تعالى، من تعيين الشيخ الفاضل أبي القاسم علي بن محمد بن الحسين للزعامة والنظر في أحوال الخاصّة والعامة؛ فأوصل السرور، ونظم الأمور؛ وآثار هذا الشيخ بناحيتنا بيض، وفعاله مستفيض؛ وخيره شائع، وبرّه جامع، تشهد على محاسنه مدارس شريفة، وتنادي بفضائله مساجد منيفة؛ وتؤذن بمفاخره أوقاف فاخرة، وصدقات بحارها زاخرة. وكان نائب هذا الشيخ في الرئاسة، الشيخ أبو علي أحمد بن إبراهيم بن علي، وله بيت قديم في هذه الناحية، غفر الله لهم ولجميع أمة محمد صلوات الله وسلامه عليه. الشيخ العالم علي بن محمد الشّجاعيّ «1» كان مولده في نيسابور، ونشأ ببيهق، وكان من أفاضل العالم، وله وجه بلغ حدا من الجمال أن قيل فيه إنه أناب عن القمر، وحكت شفتاه وأسنانه النجوم المتلألئة، كانت محاسن الدهر من جماله، وزينة المدينة من كماله، وله خط كموشيّ الثياب، لا بل كروضة مزينة بأزهار الألفاظ وثمار المعاني: وخطّ كموشيّ البرود منظّم ... أنيق لعين الناظر المتوسّم نظم كنظام الدر والعقود على النحور، ونثر مزين بالبيان الشافي، والاختصار الكافي يطوف بالأرواح، كأن أنفاس الرياحين جمّعت صوب فوائحه. [196] ذكره الأستاذ يعقوب وذكر شعره في كتاب جونة النّدّ «2» . عرّب الشيخ علي الشّجاعيّ هذا بيتين من الفارسيّة هما: وأغيد ساجي الطرف أغرى به الصّبا «3» ... وقصّر يومي في ليال أطالها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 رنا فسألناه أمالك من فم؟ ... فقال بلى، قلنا فأين؟ فقال ها وقد قال قصيدة في رثاء جدّ جدي الإمام أبي القاسم عبد العزيز بن يوسف، مطلعها: أميمة ذات الساعد العبل أنصفي ... ولا تعنفي بالعاشق المتلهّف فإني أخو الستين لو تعلمينه ... قبيح إلى وصل الحسان تشوّفي فإن الرزايا السود أنسينني الهوى ... وألهين عن وصل الغزال المشنّف ونغّص لذّاتي منّية عالم ... منيف على ظهر السّماك مشرّف إمام هو المشهور باسم وكنية ... أبو قاسم عبد العزيز بن يوسف مضى بعدما قد كان كالسيف ماضيا ... على مفصل الآداب عند التصرّف فوا حسرتا لو كان يجدي تحسّري ... ووا أسفا لو كان يغني تأسّفي ودفن أخي الآداب مثلك حجة ... على أنّ هذا الدهر ليس بمنصف عليك سلام الله ما لاح كوكب ... وناح حمام من حمائم هاتف ولا زال سمح الغيث يسقي ثراك من ... غمام من المزن الربيعيّ أوطف الحاكم أبو القاسم علي بن إبراهيم الزّياديّ الملقب بالحاكم أميرك «1» كان يقال له الحاكم أميرك الزّياديّ، وسماه الشيخ علي بن الحسن الباخرزيّ في كتاب دمية القصر علي بن إبراهيم السّبزواريّ، وهو من أفاضل العصر وبلغاء خراسان. والعقب منه: نادر الدهر جعفر الحاكم- ولا عقب له- والحاكم الزّكيّ أبو الفضل عبد الله، ومجد الخطباء القاسم بن الحاكم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 ولم يكن للشيخ جعفر «1» نادر الدهر عقب، وقد غرق وهو يتوضأ في الماء سنة ثمان وخمس مئة. وتوفي الحاكم أبو الفضل عبد الله في شهور سنة [197] اثنتي عشرة وخمس مئة. وتوفي قاسم بن الحاكم في شهور سنة أربع عشرة (أربع وعشرين) وخمس مئة، وكان خطيب القصبة مدة مديدة. والعقب من أبي الفضل الحاكم الزّياديّ: علم الدين أبو منصور علي- وهو حفيد جدي شيخ الإسلام أميرك- وسراج الدين مهدي، والحاكم مسعود. والعقب من علم الدين أبي منصور: أبو علي الحسين، وأحمد. توفي الحاكم أبو منصور في سنة سبع وعشرين وخمس مئة وتوفي ابنه أبو علي في شهور سنة تسع وعشرين وخمس مئة، وكان مئناثا. وتوفي الحاكم أحمد في شهور سنة ثمان وأربعين وخمس مئة. وقد تولى أهل هذا البيت القضاء في الناحية زمانا، كما ذهبوا إلى الحج جميعا. وكان الحاكم المهدي فقيها وقاضيا وموسرا، توفي في سلخ ربيع الأول سنة خمسين وخمس مئة. ولم يبق من هؤلاء الأكابر عقب تتجدد به مآثر أسلافه، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا. ومن أشهر أشعار الحاكم أميرك الزّياديّ هذه الأبيات: ألمت بعيد الأربعين مفاصلي ... وغدت تعاديني «2» الطباع الأربع عجل المشيب إليّ قبل أوانه ... إنّ المشيب إلى المعنّى أسرع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 وروى الشيخ أحمد أميرك في كتاب مئة حادثة عن الحاكم أميرك علي بن إبراهيم الزّياديّ هذه الأبيات: أصلّي عليها والفؤاد لها يصلى ... وعيني كأن قد سلّ فيها الأسى نصلا تمنّيت- إذ لم أفدها عند موتها ... بنفسي ومالي- أنني لم أكن أصلا ولما استوحش الشيخ الفقيه الرئيس أبو عبد الله محمد بن يحيى- وكان رئيس هذه الناحية- من الحاكم (أميرك الزّياديّ) هذا، ووجدت سعاية الوشاة فيه لديه قبولا، أمر بإجلاسه على حمار مقيدا حافيا، واقتيد من سبزوار إلى دار الرئاسة بقصبة جشم، فقال هذا الحاكم في وصف تلك الحالة: [198] كفاني أني فوق ظهر أتان ... أجرّ على رأس الملا بهوان وإن قيّدت رجلاي من غير ريبة ... سوى أن أبيت الضيم فعل هجان وأني بين العالمين ممزق ... أديمي ومقبوض يدي ولساني وإن كان ذنبي كلّ ذنب جنيته ... فما فوق ما عندي جناية جان ومن أشعار حفيده علم الدين أبي منصور الزّياديّ: عتابك يا مولاي هيّج أحزاني ... وأقلقني جدا وزعزع أركاني عتاب كسلسال صفاء ورقّة ... وزهر رياض راضها صوب تهتان ألذّ من السلوى وأحلى من المنى ... وأعذب من راح وروح وريحان ومالي بعتب الشيخ والله طاقة ... وكيف وفي كلّ الورى ماله ثان سما وحلا نبلا وارتفاعا وهمة ... وفضلا وإفضالا على كل إنسان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 أبو الحسن علي بن أحمد البيهقيّ المعروف بالكرديّ «1» ولد ونشأ في قصبة خسروجرد، واختلف إلى أئمة مدينة بغداد، ومن أبنائه: الإمام أبو القاسم فات، وأحمد فات. قال الكرديّ: حدثنا الحسن بن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت القرشيّ «2» ببغداد، قال حدثنا أبو إسحاق [199] إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم الهاشمي، قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربيّ، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه أنه قال: «أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلّهم من يجاوز ذلك» «3» . أبو علي بن أبي منصور بن عثمان الزاهد البيهقي ّ «4» كان خسروجرديا، روى عن المشايخ الكبار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 368 قال: حدثنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة، قال حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد السّرّاج، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان، قال: حدثنا إبراهيم بن زياد، قال حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن عبد الله أنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وقيل: ما الغنى؟ فقال: «اليأس عما في أيدي الناس» «1» . ونظم الشاعر هذا المعنى وقال «2» : غنيّ بلا دنيا عن الخلق كلّهم ... وإنّ الغنى الأعلى عن الشيء لا به أبو علي الحسين بن أحمد بن محمد الفلوي البيهقي ّ «3» هو أخو الشيخ [علي بن أحمد البيهقيّ] لأمّه «4» . قال: حدثنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي، قال: حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ، قال: حدثنا الإمام محمد بن يحيى الذّهليّ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان، عن عبد الله بن الحسن، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه قال: «من أريد ماله بغير حق، فقاتل فقتل فهو شهيد» «5» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 369 وهذا يوافق قوله صلى الله عليه: «من قتل دون ماله فهو شهيد» . الحسين الأديب البيهقيّ الخسروآباديّ «1» ذكره الشيخ علي بن الحسن في كتاب دمية القصر فقال: شيخ غزير الفضل عزيز النفس. وقد اختص الأديب الحسين هذا، في قصر عميد خراسان محمد بن منصور النسوي بتأديب ابنه مشيد الملك أبي الفتح مسعود. [200] ومن منظومه ما قاله في مهدي بن أحمد الخوافيّ «2» بمهديّ بن أحمد تمّ أنسي ... وكنت إليه كاللهج الحريص ولمّا زرته شاهدت منه ... خليلا والمبرّد في قميص وقال في التهنئة بختان السيد الأجل ركن الدين أبي منصور هبة الله: هبة الله من الله هبه ... بارك الرحمن فيها، وهبه شذّبوه بارك الله له ... ليس للتشذيب للنخل ببه الأديب أبو جعفر القاسم بن أحمد بن علي أميرك المعروف بمؤدب جيلان «3» قال الأستاذ يعقوب: هذا الأديب حلو المعاشرة كثير الفضل، يختلف أبناء المياسير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 إلى مكتبه، وكان مشغولا بالتذكير والوعظ في بعض الأوقات وليس على الدوام. وقد رأيت أنا ابنه علي جيلان، شيخا بهيا لطيفا فاضلا، وقد اعتبط حفيده الشيخ محمد بن علي جيلان شابا، في شهور سنة ست وخمس مئة، والشيخ علي جيلان هو جد أولاد السيد الرئيس الجليل أبي عبد الله الحسين بن علي زبارة. أما الشيخ محمد فهو جد الإمام منتجب الدّين أميرك بن محمد القاضي وسنذكرهم في موضعهم إن شاء الله تعالى. كتب الأديب أميرك جيلان إلى الأستاذ يعقوب «1» : قولا ليعقوب شمس الفضل والكرم ... ومنبع المجد والآداب والحكم مالي كتبت إلى مأنوس مجلسه ... فلم يجبني بما يجلو صدى غممي ما ضرّه لو سما بي رقم أنمله ... أو أنه وسم الحسّاد بالرّقم أنبوة عن خلالي بعد ما ظهرت ... له خلالي ودلّته على شيمي ألم تكن نسبة الآداب تجمعنا ... والفضل يوجب رعي العهد والذّمم أصبحت والبين يذويني ويكلمني ... فداو كلمي- فدتك النفس- بالكلم يا حبذا معشر أضحوا وقد جمعوا ... بنور وجهك بين الروض والديم هم بقربك في روح وفي دعة ... يا ليتنا معهم أو ليتنا بهم [201] بليت بالحرفة الممقوت صاحبها ... شوهاء طلعتها كالغول في الظّلم إذا نسبت إليها ذبت من خجل ... كأنني سارق الحجّاج في الحرم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 وهذه نفثة المصدور أرسلها ... إليك صاحبها فاعذر ولا تلم وله أيضا: ولقد ظننت بأن هجوك منكر ... وهجاء مثلك في الكرام عقوق حتى بلوت ذميم فعلك مرة ... فعلمت أنّك بالهجاء خليق توفي الأديب أميرك جيلان بسبزوار في شهور سنة ست وستين وأربع مئة، رحمة الله عليه. أبو بكر أحمد بن علي بن الحسن المؤدب البيهقيّ المعروف بالاستوائيّ «1» ولد في قرية باغن ودلقند، ونشأ في ناحية أستوا، وكان من مريدي شيخ المشايخ أبي سعيد بن أبي الخير، قضى عمره في تأديب أولاده، واختلف إلى الأستاذ الإمام أبي القاسم القشيريّ وكان له مريدون وتلاميذ كثيرون. قال: حدثنا علي بن شجاع المصقلي الشّيبانيّ «2» ، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن أحمد بن ليث الحافظ بشيراز قال: حدثنا محمد بن يعقوب الأمويّ، قال: حدثنا محمد بن إسحاق الصّغانيّ قال: حدثنا إبراهيم بن عرعرة قال: حدثنا عبد الملك بن عبد الرحمن الذّماريّ، عن سفيان، عن الأوزاعيّ، عن كثير بن قيس، عن يزيد بن ميسرة، عن أبي الدرداء، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول: «فضل العالم على العابد كفضل ليلة القمر على الكواكب» «3» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 ولما ذهب الملك الأجل شهاب الدولة تكش إلياس بن ألب ارسلان مهزوما من سرخس إلى بلخ «1» ، قال الإمام أبو بكر أحمد بن علي المؤدب هذا: إنّ شين الشهاب أبدل ذالا ... وكفى الله للأنام قتالا نحمد الله طالما قد كفانا ... حسبنا الله ربّنا وتعالى الشيخ أبو عبد الله محمد بن عميرة البيهقيّ الجشميّ «2» ولد ونشأ في قصبة جشم، وأفاد من الأديب علي بن [202] الحارث البياريّ مصنف شرح الحماسة، وقد اختلف إليه أناس كثيرون، وكان ابنه الإمام أبو علي أحمد بن محمد بن عميرة مقيما بنيسابور «3» . وكان لحفيده الشيخ علي بن عميرة بستان في أعلى أسفريس؛ إلى أول عصر الفترة بنيسابور، بنى فيه بيتا وحماما، وانشغل بالفلاحة وكسب القوت من الرزق الحلال، وافاه الموت سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة، وبقي له عقب، رجل متدين وصالح، قتل على عهد الفترة الأولى في سنة تسع وأربعين وخمس مئة، وكان رجلا مميزا عالما حسن السيرة. روى الشيخ محمد بن عميرة الأحاديث عن القاضي أبي نصر المحسّن بن أحمد الخالديّ المروزيّ «4» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 373 قال الشيخ محمد بن عميرة «1» : حدثنا علي بن الحارث البياريّ، قال: حدثنا القاضي أبو سعيد الحسن بن عبد الله السّيرافيّ بإسناد صحيح أن أبا الأسود الدؤلي قد ذهب للحج، وزوجته معه، وكانت قد بلغت الغاية بجمالها، فصدغها سلسلة المسك، يضوع منه المسك التبّتيّ والعنبر الشحري، تحيي القلوب بدلالها، أودع سحر بابل في غمزة عينها، خطف القلوب عادتها، نرجسها المريض أمرض القلوب، وقوس حاجبها يسلم النفوس إلى الوسواس والجنون، كأن سوالفها مصيدة الليل للنهار أو ستارة من دخان على مصباح، وكأن فيها ألف نافجة مفعمة بالعنبر. فلما وضعت هذه المخدرة رجلها في المسجد الحرام، غازلها عمر بن أبي ربيعة المخزومي الذي كان آية في الغزل حتى قيل فيه المثل: أغزل من أبن أبي ربيعة، فأخذت الحمية أبا الأسود وزجره، وأنشأ قائلا: وإني ليثنيني عن الجهل والخنا ... وعن شتم أقوام خلائق أربع حياء وإسلام وتقوى وإنني ... كريم ومثلي قد يضرّ وينفع روى الشيخ محمد بن عميرة «2» أيضا بإسناده عن القاضي الخالديّ المروزيّ [203] أن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 المصطفى صلوات الله عليه، كان في أحد الأيام بمجلس غاص بصدور الصحابة وصناديد العرب، وبينهم شمس النبوة وشارح وشارع الشريعة المصطفى صلوات الله عليه، الذي ارتفعت سماء الرسالة بهمته، وصار قاب قوسين من مراكب الشرف، فجاء أعرابي قد أطاع شيطان الشباب، يجر ذيل الرعونة- وهو في خمار خمر الجاهلية- على بساط التجربة، وطرح ضبّا بين يدي المصطفى عليه السلام قائلا: لن أعترف بنبوتك، حتى ينطق هذا الضب كالبلبل بالتوحيد ويقرّ لك بالرسالة، ويتلألأ نجم لفظه من أفق صوته، ويشرب شراب الإيمان في كأس الفرح، حيث إن هذا الحيوان الذي يسمع كلام الآدمي، ولم ير المحافل والمجامع، جرى على لوح وجوده هذا اليوم قلم التصرف الآدمي، وعلى سرير حظه استقرت مسألته، الذي لم تكن شمس حياته قد حملت على العمل، ولم يرض مركب ألفته وأنسه مع الناس، حتى ضربوا فيه المثل فقالوا: أعقّ من ضب «1» ، ولا يرد الضبّ الماء «2» ، وأ تعلمني بضب أنا حرشته «3» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 ثم إن المصطفى صلوات الله عليه قال بجواهر لفظه: يا ضبّ! فأنطق الحق تعالى ذلك الضب ليقول بلسان فصيح: لبيك يا زين القيامة، لبيك يا شرف القيامة، فقال للضب: من ربك؟ قال: الذي في السماء عرشه، وفي الأرض سلطانه، وفي الأرحام علمه، وفي القبور قضاؤه، وفي الجنة رحمته، وفي النار عذابه، فقال المصطفى: فمن أنا؟ فقال: أنت محمد رسول الله، أفلح من صدقك، وخاب من كذبك، ثم تبسم الأعرابي، فقال المصطفى: يا أعرابي، إن الابتسام بهذا الموضع هو دليل الاستهزاء، والاستهزاء دلالة عدم القبول، فقال الأعرابي: لم يكن ذلك استهزاء، فقد جئت إلى هذا المسجد وما على وجه الأرض أحد هو أبغض إليّ منك، وأعود ولا أحد أقرب إليّ منك، فأنا أشهد بالروح والقلب واللحم والدم والسمع والبصر والشعر والبشرة، أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله. [204] أما ابنه الشيخ أحمد بن محمد بن عميرة، فقد قال في مدحه الأستاذ يعقوب «1» في كتاب لباب الألباب: علت درجه فضله، وأحمدت طريقته في نظمه ونثره، وانقاد له نهج البلاغة، فهو يسير فيه سير الجواد، في الأرض الجهاد. وعندما وصل العميد أبو بكر القهستانيّ «2» الذي كان كاتب ومستشار السلاطين من العراق إلى نيسابور، أرسل إليه الشيخ أحمد بن محمد بن عميرة قصيدة مطلعها: بشرى بأن الدهر منجز وعده ... للشيخ مولانا ومطلع سعده فرد العميد أبو بكر القهستانيّ بأن نظم بين كل بيتين بيتا من عنده على البديهة، ومما قاله الشيخ أحمد في تلك القصيدة: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 سترى على رغم العدوّ محلّه ... من حاله كمحلّه من مجده وكان مطلع جواب العميد القهستانيّ: أرجو بحمد الله ليس بحمده ... لطف اللطيف بسيّدي وبعبده يا أحمد بن محمد بن عميرة ... الجشميّ ما جشّمتنيه استأده أوتيت سؤلك خذ رسولك إنه ... معه بخاتم ربّه وبشدّه من غير هذا الضرب كنت أحبّه ... لكن دهري طعنة في كبده ويزيد ديوان محمد بن عميرة وديوان ابنه أحمد ورسائلهما على خمسة مجلدات، ومن منظوم علي بن أحمد بن محمد بن عميرة: يا ناهجا طرق الآداب محتكما ... على الكتابة إيضاحا وتبيانا أنت الإمام لنا فيما نحاوله ... ونحن طوعك إقرارا وإذعانا الفقيه أبو الحسين محمد بن عبد الواحد البهمن آبادي ّ «1» من أولاد سيف الله خالد بن الوليد، وقد رأيت حفيده وسميّه الفقيه أبا الحسين البهمن آباديّ، جاء إلى أبي في يوم عيد الأضحى سنة ثمان وخمس مئة [205] وهو جد الإمام سديد الدين إبراهيم المغيثيّ «2» من طريق الأم، وكانت ولادة الفقيه أبي الحسين في ناحية بهمناباد، وهو شريك الحاكم أبي سعد بن كرامة في الإفادة من قاضي القضاة أبي محمد الناصحي «3» ، ومن الإمام أحمد النّجّار المتكلم «4» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 وللفقيه أبي الحسين هذا شعر كثير، ومن منظومه هذه الأبيات المشهورة: ولو أني ملكت زمام أمري ... لما قصّرت في طلب النجاح ولكني وجدت الآن رأيي ... كرأي البدن أيام الأضاحي يسقن إلى الردى فيطرن طوعا ... ولو يسطعن طرن مع الرياح فذمّوني وقلبي مستباح ... وما قلب العذول بمستباح وكان للفقيه أبي الحسين البهمن آباديّ الذي هو حفيد الفقيه أبي الحسين محمد بن عبد الواحد، أخ اسمه محمد، والعقب من محمد هو الحاكم الإمام صفي الدين أبو صالح أحمد بن محمد حاكم مزينان، وتاج الدين أبو القاسم وغيرهما. الإمام أبو الحسن علي بن محمد الحنّانيّ الواعظ «1» ولد ونشأ في سبزوار، وكان من أئمة أصحاب الحديث، وقد بقى له حتى يومنا هذا أعقاب، وكما مرّ خلال الحديث عن الشيخ أبي القاسم عمرو، فإنه بنى للحناني هذا مدرسة في نوكوي، وما زالت هذه المدرسة عامرة إلى الآن. وهو من أبناء الحنان بن محمد بن الحنان النّيسابوريّ الميداني «2» . قال الأستاذ أبو الحسن الواعظ الحنّانيّ. حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين السّمرقنديّ، قال: حدثنا أبو يعقوب يوسف بن مكي الريحاني «3» بهمدان، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 إبراهيم القطان بقزوين، قال: حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، عن محمد بن كثير، عن سفيان، عن حبيب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه قال: «ثلاثة من أمتي تستغفر لهم السماوات والأرض والملائكة: العلماء والمتعلمون والأسخياء» «1» ، «وثلاثة من أمتي لا تردّ له لهم دعوة: المريض والتائب والسخي» «2» . في حديث طويل. انتقل الأستاذ أبو الحسن الواعظ الحنّانيّ من المنابر إلى المقابر، في شهور سنة ست عشرة وأربع مئة بسبزوار، وقبره في مدرسته. [206] الحاكم أبو منصور محمد بن أحمد بن الحسين السّويزيّ «3» كان له بخسروجرد آثار ومبرّات، روى عن المشايخ الأحاديث الكثيرة، قال: حدثنا القاضي أحمد بن الحسن الحرشيّ «4» ، قال: حدثنا حاجب بن أحمد الطّوسيّ، قال: حدثنا عبد الرحيم بن منيب، قال: حدثنا الفضل بن موسى، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن نفيع، عن أنس أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 «ما من أحد يوم القيامة غني ولا فقير، إلا وودّ أنه لم ينل من الدنيا إلا قوتا» «1» . وكان للحاكم أبي منصور هذا في مشهد خسروجرد مجلس قبل أن يبني مجد الملك القمّيّ «2» هناك بناء، وكان منبره من اللّبن والجص، رأى الكثير من المشايخ، وأفاد منهم، وقدم في آخر عمره إلى خسروجرد. قال: حدثنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشيّ، قال: حدثنا محمد بن يعقوب الأمويّ، قال: حدثنا أبو محمد بن بكر بن سعد القرشيّ، قال: حدثنا شعيب ابن يحيى، قال: حدثنا يحيى بن أيوب، عن حميد الطويل أنه سمع أنس بن مالك يقول: قال النبي صلى الله عليه: «إذا حضر العشاء والصلاة، فابدأوا بالعشاء» «3» . وروى أيضا بهذا الإسناد أن المصطفى صلوات الله عليه قد كان في بيت أحد نسائه، فجيء بصحفة من طعام من بيت أحد أزواجه الأخر، فغضبت هذه الزوجة، وقالت إنها تتدخل في ليلتي، وحملت ذلك على سوء الأدب- وأنا لا أعتقد بصحة هذه القصة- فكسرت الصحفة فتناثر الطعام، فقام المصطفى صلوات الله عليه وأخذ قطعتي الصحفة بيده المباركة- وكانت من خشب أم غيلان- ووضع فيها اللحم وأبقى الرسول لديه إلى أن أتته تلك المرأة في ليلتها بالطعام فأكله المصطفى وأعطى الصحفة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 السليمة للرسول ليعيدها إلى تلك المرأة بينما أعطى الصحفة المكسورة للمرأة التي كسرتها. فصلوات الله عليه «1» . [207] الدّلشاديّون كانوا بيتا زكيا، وبيتهم قديم في نيسابور، وكان للشيخ أبي علي السالار اتصال بهم، وما يزال ناصح الدين أبو علي الدّلشاديّ مقيما في قرية أباري إلى يومنا هذا، وجدهم هو أبو يحيى زكريا بن دلشاد بن مسلم بن العباس الفرهادجرديّ، وكان منهم في قرية بزديغر تكاب أبو محمد عبد الله بن دلشاد البزديغريّ «2» ، وكان سماعه من الإمام محمد بن يحيى. ومات ابن دلشاد هذا سنة ست عشرة وثلاث مئة. الإمام المفتي أحمد بن علي البيهقيّ الخسروجرديّ المعروف بابن فطيمة «3» كان يدعى الإمام أحمد بن فطيمة، وقد دعاه نظام الملك «4» من خسروجرد للإقامة بسبزوار، واتخذ له مأوى في مدرسة الشيخ أميرك النّزلاباديّ، وهو من فحول تلاميذ الإمام أبي محمد عبد الله بن يوسف الجوينيّ «5» ، وكان عالما حافظا، وكل فتوى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 عرضت على إمام الحرمين «1» وهي مرسلة من بيهق، كان لا يكتب جوابها ويقول: في فتواه غنية عن فتوى من سواه. قال والدي الإمام أبو القاسم: عندما عدت من بخارى حصل بيننا اجتماع دارت فيه مسألة قسمة الغنائم في دار الحرب، وجرى الخوض فيها، وكان الإمام أحمد قد سمع بطريقة القاضي أبي زيد، فأعجب بطريقته وبياني، وأظهر الثناء. وكان للإمام أحمد هذا اختلاف إلى الأمير أبي الفضل الميكالي «2» . من الأسانيد العالية للإمام أحمد هذا: قال الإمام أبو حامد أحمد بن أبي الحسن علي البيهقيّ، حدثنا أبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغداديّ، قال: حدثنا أبو سهل بشر بن أحمد الإسفرايينيّ، قال: حدثنا أبو محمد الهيثم بن خلف الدّوريّ، قال: حدثنا الأعرج أبو إبراهيم إسماعيل بن عبد الرحمن، قال: حدثنا خالد بن زيد، عن الحسن، قال سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه: «ما من امرأة تخرج بغير إذن زوجها من بيتها، إلّا لعنتها الملائكة حتى تعود إلى بيتها» «3» . وقد روى هذا الإمام، هذه الأبيات عن الأمير أبي الفضل، الذي كان قد نظم فيها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 قول الحكماء: أرباب الدنيا كأمثال الغذاء والدواء والداء، إذ قال الأمير أبو الفضل الميكالي رحمه الله: [208] طبقات الإخوان فينا ثلاث ... نبتلي ودّهم على العلّات فأخ كالغذاء لا بدّ منه ... كلّ وقت مثل اللبيب المواتي فاتّخذه للدين ثم لدنيا ... ك تفز منهما بحسن النجاة وأخ كالدواء يسقى لدى ... الحاجة مثل الصديق في النائبات وأخ ثالث كداء عياء ... وهو الأحمق القليل الثبات فاجتنبه وارغب بنفسك عنه ... إنه لا يسوغ في اللهوات والعقب منه: القاضي الإمام موفق الدين الحسين «1» ، والحاكم علي، وكان القاضي الإمام الحسين هذا فريد عصره في الفضل والإفضال، وله اتصال بوالدي من طريق الأم، ويقال لبيته بيت الضيافة، حيث إن المروءة التي كانت في بيته ذلك العصر، لم يكن مثلها في أي بيت آخر من بيوت العلماء والأئمة «2» . توفي القاضي الإمام موفق الدين الحسين بن الإمام أحمد بن علي المفتي البيهقيّ، في يوم السبت الثاني عشر من رمضان سنة ست وثلاثين وخمس مئة، وكان مأتمه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 كمأتم زياد «1» من كثرة البكاء والنياحة، وقد نظمت في رثائه أشعارا كثيرة وضعتها في ديواني، منها هذان البيتان اللذان ذكرتهما في كتاب الوشاح: وإني إذا مات الحسين كقالب ... وقد زال عنه قلبه وحياته وألّف ربي بين روحي وروحه ... فمحياي محياه وموتي مماته وقد بقي منه عقب هو القاضي الإمام أبو منصور أحمد، وهو الخلف الصالح عن السلف، إلا أن الدهر لم ينصفه، وكان لي معه رفقة وممالحة ومجالسة زمنا طويلا، فلما أسخن الدهر بأقذاء صروفه عيني، فرّق بينه وبيني، وأنا أنشد: فراق أخلائي الذين عهدتهم ... يعذّب قلبي بالهموم اللوازم وماذا أرجّي من حياة تكدّرت ... ولو قد صفت كانت كأضغاث حالم ومن منظوم القاضي الإمام أبي منصور أحمد بن القاضي الإمام موفق الدين الحسين بن [209] الإمام المفتي أحمد بن علي البيهقيّ «2» هذه الأبيات التي كتبها في عهد الصبا لي جوابا على قطعة كتبتها له: ألحّ عليّ عذل العاذلين ... وغادرني الحبيب صريع بين أفيقا لائميّ فلست ممن ... يؤثّر فيه لوم اللائمين فإن هوى سليمى قيدتني ... قيودا ما بها لي من يدين سقى الله الحيا ودقا رهاما ... عهودا بينها كانت وبيني فما للجود من يده تراخ ... هما والله مثل التوأمين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 تراه عند بذل المال سمحا ... ضحوك السّنّ طلق الحاجبين وعفو نواله من غير كد ... على ما فيه أعدل شاهدين قرأت كتابه لمّا أتاني ... فكان به جلاء الناظرين وجاوز شعره الشّعرى محلا ... ودون علاه أوج المرزمين بأبيات لطاف معجزات ... بها شرفي ومفتخري وزيني وألفاظ عذاب زاهرات ... عذوبتها كنجوى العاشقين وفاق أكابر الدنيا جميعا ... إذا عدّ امرؤ بالأصغرين الإمام أبو علي الحسين بن علي شقيق الإمام المفتي أحمد بن علي «1» كانت له مسموعات كثيرة، وكان ولده الإمام أبو عبد الله فقيها زاهدا، انتقل إلى جوار رحمة الحق تعالى في شرخ الشباب. روى الإمام أبو علي عن الإمام أبي الحسين الفارسيّ «2» عن الثقات أنه سئل رسول الله صلى الله عليه عن الصلاة في ثوب واحد، فقال عليه السلام: «أو لكلكم ثوبان؟» «3» . الإمام الأديب أبو الفضل الحسن بن علي البحروي ّ «4» كان جده من قرية بحرو من حدود نيسابور، أما ولادته ونشأته ففي قرية صدخرو «5» - وقد رأيت أنا ابنه يحيى- والأديب الحسن البحرويّ هذا كان تلميذ الإمام الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 عبد القاهر «1» في النحو، ذكره الأستاذ يعقوب «2» في كتاب لباب الألباب [210] فقال: بشره أصدق بشير، بأنه خير عشير. دعاه الفقيه الأجل أخو نظام الملك «3» إلى نيسابور لتأديب ابنيه الأمير أبي الحسن طاهر، والوزير الإمام شهاب الإسلام عبد الرزاق، وله ديوان شعر، ومن منظومه هذه القصيدة التي كتبها للأستاذ يعقوب: هذا جواب محبّ غير محبوب ... وخطّ طالب ودّ غير مطلوب أقول والقلب يغلي في تقلّبه ... والعين تسكب ماء غير مسكوب ما نال يعقوب من فقدان يوسف ما ... قد نلت أضعافه من بين يعقوب شيخ الأئمة مقدام أخو كرم ... مبجل بنساب الفضل منسوب لولا المشيب ولولا ريثة عرضت ... في ركبتيّ وفي بعض العراقيب لزرته كلّ يوم غير مقتصر ... على السلام بودّ جدّ مربوب وكنت فيه بإسماعيل مقتديا ... إذا كان صاحب وعد لا كعرقوب الأديب أبو سعيد محمد بن إبراهيم بن أحمد الخسروآبادي ّ «4» اختلف إلى جدّ جدّي الإمام أبي القاسم عبد العزيز بن يوسف، وله تصانيف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 وأشعار كثيرة، وهو وإن كان مولده في قرية خسروآباد، إلا أن موطنه ونشأته بنيسابور، وهو رجل ورع متحرج، قيل إنه لأربعين عاما كان يرتدي ثوبا يحتفظ به مكوّرا في صندوق لصلاة الجمعة فقط، وعندما يعود من الصلاة يضعه في الصندوق، ولم يذهب بثوب صلاة الجمعة لزيارة أي مخلوق. من تصانيفه: كتاب الهداية، وكتاب الغنية في التصريف. وكان له اختلاف إلى الأستاذ الإمام إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني «1» ، وقال: حدثنا إسماعيل بن عبد الرحمن، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن حامد الأصفهانيّ، قال: حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الحافظ، قال: حدثنا هلال بن العلاء الرقي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا إسماعيل بن عباس، عن سفيان، عن الليث، عن عبد الله بن عمر، أن النبي صلى الله عليه، قال: «للمؤمن عند إفطاره دعوة مستجابة» «2» . [211] الشيخ أبو القاسم يوسف بن يعقوب البيهقيّ الجشميّ «3» من قصبة جشم، ومن أقارب الأمراء والرؤساء، قال الأستاذ يعقوب «4» في حقه: أخذ بقسم وافر من الأدب، حتى صار طرازا لبرديه الحسب والنسب. ورث نعمة من الحلال والمباح من أسلافه، كتب إلى الأستاذ يعقوب بن أحمد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 النّيسابوريّ «1» : أبو يوسف صدر الأفاضل كلّهم ... وبدرهم ما بين شرق إلى غرب أقلّب طرفا لا أرى ثانيا له ... ولا من يدانيه من العجم والعرب ولم تكتحل عيني بلقياه ساعة ... ولكنني أهواه في البعد والقرب الشيخ العالم أبو القاسم حمزة بن الحسين البرزهيّ البيهقيّ «2» ولد في قرية برزه، التي يسمونها قرية بيزك، وله تصانيف كثيرة، منها كتاب الفصول، وكتاب محامد من يقال له أبو محمد، وكتاب محاسن من قيل له أبو الحسن، وذكره واشعاره موجودة في كتاب دمية القصر، قال الإمام علي بن أبي صالح الخواريّ «3» بحقه: قل لأبي قاسم المرجّى ... سواد عين السّراة حمزه ضاعف قرب المزار شوقي ... واعتلّ جسمي فصار همزه لو كان شخص يطيع قلبي ... لزرت لكن علمت عجزه يا سيّدا منعما أخاه «4» ... لخائف رام منك حرزه لا زلت في حومة المعالي ... يا برزهيا أبا لبرزه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 فما سجى الليل أو تفرّى ... صبح أدام الإله عزه فأجابه البرزهيّ: شعر علا الشّعريين عزّه ... لو شاعر البحتريّ بزّه أكرمني بارع خبير ... به أدام الإله عزّه رأيت نفسي وقد رأته ... كثيّرا في وصال عزّه خرجت أوكدت عن إهابي ... لحسن ذاك القريض هزّه [212] كأنني غيطل مضل ... شاهد بعد الضلال فزّه يفديك من كل ما يحاشى ... صديقك البرزهيّ حمزه ويزيد ديوان البرزهيّ على عشرة آلاف بيت. وعلى خلاف عادة الفضلاء وسيرتهم فقد ألهاه المال والانغماس بقضاء الشهوة، فكان فارغا من الخير والتجربة، أسلم نفسه للهوى، وابتعد عن مدرج الصواب، انتقل من الدار الدنيا إلى الدار الآخرة وهو سكران ملتخّ في شهور سنة ثمان وثمانين وأربع مئة، قال الإمام علي بن أبي صالح الخواريّ في رثائه: توفي أبو القاسم البرزهيّ ... وكان به بيهق قد زهي فلم لا تنوح على فضله ... وعقد دموعك لم لا يهي لقد كنت صاحبه مدة ... وقد فزت منه بما أشتهي وضاعت تصانيفه بعده ... وكانت تعزّ لديه فهي وكان يبجّل عند السراة ... وعمّا يحاول لم يجبه فإما تناهى به عمره ... فطيب مساعيه لا ينتهي والعقب منه: أبو المعالي، وكان رئيسا متجملا ذا مروءة، والعقب منه: علي، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 وسعد الملك أبو القاسم، ولهما أعقاب بقرية برزه. الحاكم الإمام أبو سعد المحسّن بن محمد بن كرامة البيهقيّ «1» ولد ونشأ في قصبة جشم، وله تصانيف كثيرة في الفقه والأصول، مثل عيون المسائل، وشرح العيون، وأمثال ذلك مثل تحكيم العقول وغيره، وقد صنف تفسيرا لطيفا يقع في عشرين مجلدا، وله في الشروط تصنيف لطيف. تفقه في مجلس القاضي أبي محمد الناصحي «2» ، واختلف إلى الأمير أبي الفضل الميكالي، وروى الأحاديث عن الإمام أبي عبد الرحمن السّلميّ، والإمام أبي الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسيّ. قال الإمام علي بن أبي صالح الخواريّ في مدحه: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 [213] ألا يا ضاربا في الأرض أقصر ... فما تبغيه عند ابن كرامه أقول لمن غدا يبغي مزيدا ... عليه علمت أنك في الكرى، مه أليس يقابل الطلاب مهما ... تلقّوه ببر أو كرامه به جشم مبوّأ كلّ صدق ... فذا كالريم وهي له كرامه أبا سعد بقيت فكلّ شخص ... يروم الفضل حقا منك رامه وقال الإمام مسعود بن علي الصّوابيّ «1» في حقه: أبا سعد جزيت بلا نهاية ... أراك بلغت في التصنيف غايه وخلّصت القلوب الغلف حقا ... وأوضحت الشريعة والهداية وفي سور المحامد والمساعي ... مناقبك الشريفة صرن آيه والعقب منه: الحاكم محمد، وابن آخر صغير. والعقب من الحاكم محمد: الحاكم عفيف القضاة هادي، والحاكم الموفق، وابن آخر، وبنت في حبالة نجم الدين محمد العمّاريّ رحمه الله. والعقب من الحاكم عفيف القضاة هادي: الحاكم أبو سعد المحسن. توفي الحاكم محمد في شهور سنة ثمان عشرة وخمس مئة. توفي الحاكم هادي في شهور سنة خمس وخمسين وخمس مئة بدهستان بعد ابنه، ولد بقصبة جشم، وله: الحاكم الإمام معين الدين محمد «2» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 وكان الحاكم أبو سعد بن هادي صاحب نظم ونثر، وله أشعار كثيرة، أفاد من الإمام إدريس بن علي البياريّ «1» ، وفي مرو من الإمام العالم أبي الفضل الكرمانيّ «2» ، رحمة الله عليهم أجمعين. والحاكم الإمام أبو سعد المحسن بن محمد بن كرامة بن محمد بن أحمد بن الحسن بن كرامة بن إبراهيم بن إسماعيل بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن الحنفيّة بن علي بن أبي طالب عليه السلام، وهو البطن الثالث عشر من محمد بن الحنفيّة، والرابع عشر من علي بن أبي طالب عليه السلام (من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب) ، وهم علويون، إلا أنهم ما عرفوا بهذا النسب، فما طلبوا الشهرة وما بلغوها. [214] الحاكم أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن بهرام «3» كان من فقهاء العصر وفضلاء خوار، اختلف إلى الإمام الشريف أبي الفتح ناصر بن الحسين العمريّ «4» ، والإمام زين الإسلام أبي القاسم القشيريّ، والإمام إسماعيل الصابوني، وله أشعار كثيرة، استشهد في قصبة خوار بيهق في رمضان سنة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 اثنتين وتسعين وأربع مئة، قال الإمام علي بن أبي صالح الخواريّ رحمه الله في رثائه: لقد نصحت ابن بهرام وقلت له ... لا تمكثنّ بها أو غادر الغدره هم الأجانب لا يغررك بارقة ... من بشرهم واحترز واهرب من الشّر لم يقبل النصح حتى اغتاله نفر ... يقودهم أحمر العينين والشّعره شيخ القضاة أبو علي إسماعيل بن الإمام المحدث أحمد بن الحسين البيهقي ّ «1» أكبر رواة الأحاديث في عصره، وقد رأيته، وأسمعني الأحاديث عندما جاء إلى قرية أباري في شهور سنة ست وخمس مئة، وكنا قد ذكرنا مناقب أبيه الإمام أحمد البيهقيّ في تلك الطبقات، تولى مدة قضاء خوارزم. كان أخوه أبو عبد الله محمد «2» من العلماء والمحدثين، توفي في شعبان سنة اثنتين وثمانين وأربع مئة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 مات شيخ القضاة إسماعيل بقرية أباري في جمادى الآخرة سنة سبع وخمس مئة، والعقب منه- كما تقدم- القاضي أحمد، وقد انقطع نسل ذلك البيت. أبو سعد أحمد بن محمد بن يوسف العدل «1» ولد في خوار بيهق، وكان شيخا بهي المنظر، طيب المخبر [215] وكانت له أسانيد عالية، ومقامه بأسترآباد، وكان له هناك أولاد وأسباب وأصحاب. قال: حدثنا أبو محمد عبد الملك بن أحمد الرازي قراءة عليه بالري، قال: حدثنا الصاحب كافي الكفاة أبو القاسم إسماعيل بن عباد بن عباس إملاء في داره سنة أربع وثمانين وثلاث مئة، قال: حدثنا والدي عباد بن العباس، قال: حدثنا جعفر بن محمد المستفاض الفريابيّ، قال: حدثنا هشام بن عمار الدمشقي، قال: حدثنا عمر بن واقد، قال: حدثنا يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس الخولاني، عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه أنه قال: «نصر الله عبدا سمع كلامي ثم لم يزد فيه، فرب حامل إلى من هو أوعى منه» «2» . أبو الحسن علي بن أحمد بن حسنكا الفقيه الدّيوريّ «3» ولد في قرية ديوره، قيل إنه كان فقيها متقيا، وتلميذ الإمام إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، قال: حدثنا أبو نصر محمد بن علي بن فضلان، قال: حدثنا محمد بن الحسين القطان، قال: حدثنا محمد بن عبد الوهاب، قال: حدثنا الحسين بن الوليد، قال: حدثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء «1» عن أبيه، عن عبد الله بن عمر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه: «رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين» «2» . الشيخ أبو بكر الربيع بن أبي سعد بن أبي علي «3» كان من قرية باغن ودلقند، ومن علماء عصره البارزين. قال: حدثنا أبو حفص بن مسرور «4» ، قال: حدثنا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد السّلميّ، قال: حدثنا أبو إسحاق عمران بن موسى السّختيانيّ «5» الجرجانيّ قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزاميّ، قال: حدثنا حفص بن عمر، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه: «تعلموا الفرائض وعلموه، فهو نصف العلم، وهو أول ما ينتزع من أمتي» «6» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 وبهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه في قوله تعالى وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما «1» ، قال: «كان تحته صحف العلم» «2» . أبو علي لا حق بن يوسف البيهقي ّ «3» من قرية باغن، توفي في شوال سنة خمس وخمسين وأربع مئة. [216] وكان شيخه سعيد بن عباد «4» ، وله أسانيد عالية، وشعر بالعربيّة والفارسيّة. ومن أشعاره السائرة هذان البيتان اللذان قالهما في الوداع: * ذهبت وينبغي أن أودّع من صميم القلب ... وينبغي أن ينبت التراب زهرا من دماء عيني إن أحسنت فيجدر الدعاء بالخير لي ... وإن كنت سيئا فاجعلوا ذمتي في حلّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 396 الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد الفقيه من خوار الري، هو الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن خراسان (؟) الخواري ّ «1» من خوار الري ونشأ في خسروجرد، اختلف إلى الإمام الحافظ أحمد البيهقيّ، والشيخ أبي بكر بن الحارث الأصفهانيّ، وقرأ عليه كتاب مولد النبي عليه السلام، وسمع منه هذا الكتاب بنيسابور. كان له ابنان: الإمام أبو محمد عبد الجبار «2» ، والحاكم الإمام عبد الحميد «3» ، وقد اختلف كلاهما إلى إمام الحرمين «4» . وكان الإمام عبد الجبار إمام الجامع المنيعي، ومفتيا لنيسابور سنين طويلة بعد وفاة عمر السّديميّ «5» ، توفي في حدود سنة أربعين وخمس مئة. والعقب منه: الشيخ محمد، والإمام الأجل ظهير الدين نادر الدهر عبد الجليل «6» - وكان وحيد عصره في علوم الإسلام وعلوم الحكمة، ومتخلقا بأخلاق الحكماء الكبار- والشيخ رشيد وغيرهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 وقد تولى الإمام عبد الحميد مدة حكومة خسروجرد، ثم استعفى منها، وكلاهما قضى عمرا طويلا في العلم والطاعة والحرمة. والعقب من الحاكم الإمام فخر القضاة عبد الحميد: شمس الدين أبو القاسم- وهو حي- أطال الله بقاءه. مقدم الرؤساء منصور بن محمد بن إسحاق «1» كان رئيسا كبيرا في ناحية بيهق، عالما بأسباب السياسة والرئاسة [217] وهو فرع من دوحة نظام الملك- كما تقدم- وله أسانيد عالية. قال: حدثنا أبو مسلم عبد الله بن المعتز بن منصور الساكن بقرية نزلاباد، قال: حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد الخفّاف، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثّقفيّ السّرّاج، قال: حدثنا أحمد بن موسى العسكريّ، قال: حدثنا محمد بن سابق، عن إبراهيم بن طهمان، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازب، عن النبي صلى الله عليه أنه قال: «إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول» «2» . قال عزيز الملك أبو الفتح محمد بن محمد الخشّاب «3» ، الذي كان كاتب السلطان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 ملك شاه، وطغرائي السلطان سنجر رحمه الله، في رثاء مقدم الرؤساء منصور: صلى عليك الله من ماجد ... بكلّ خير فيه مذكور قبرت والمجد فقوموا بنا ... نبك على المجد ومنصور لله ذاك الحرّ من هالك ... بالدين والعفة مشهور إن أظلم العالم من فقده ... وخيف فيه عوز النور فثق بشبليه فقد أطلعا ... شمسين في طخياء ديجور وقال شرف الدين ظهير الملك بن الحسن «1» في رثائه: ضاعت خراسان وانحلّ النظام بها ... وبدلت من صفايا صدقها الزورا بفقدها مجتبى السلطان سيّدها ... مقدّم الرؤساء الشيخ منصورا قد عاش بالعرف والمعروف مشتهرا ... حتى ثوى في جوار الله مشكورا ابنه الرئيس العالم المختص شمس الرؤساء أبو الحسن علي «2» تولى الوزارة نيابة عن فخر الملك المظفر بن نظام الملك، وكان شيخا تام المروءة، وكان يعطي كل فقير يفطر على مائدته في شهر رمضان ما يكفيه من المعاش حتى العالم القادم، وقد آثر العزلة في آخر عمره، وبنى له صومعة عند بداية ماء قصبة سبزوار، وأقام في تلك الصومعة طائفة من صلحاء المتصوفة. تقع مدائحه باللغتين العربيّة والفارسيّة في مجلّد منصّف ضخم. من منظومه هذه الأبيات التي قالها في أبيه: [218] رئيس نمت في كلّ فن وسؤدد ... له همة فوق السّماكين والنّسر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 توقّل طود المجد مذ كان يافعا ... بعرض زكيّ طيّب الأصل والنّجر أتيتك يا بدر الزمان وصدره ... بعذراء من غرّ القصائد والشعر إذا أنشدت في مجمع طار في الورى ... وسار بها الركبان في البلد الفقر تضوّع منها طيب لفظ كأنه ... تضوّع مسك فائق العرف والقطر وتوفي في رمضان سنة تسع عشرة وخمس مئة، قال الإمام علي بن أبي صالح «1» في رثائه: صبرا جميلا يا بني منصور ... فلقد رأيتم يوم نفخ الصّور بكسوف شمس المجد في رأد الضحى ... من بعد تعميم الورى بالنور من للفتوّة والمروءة والقرى ... من للنّدى والبذل للميسور يا آل منصور عليكم لم يعد ... عيد الصيام ببهجة وسرور ابنه الأوسط الرئيس العالم المحدث الحاجي محمد بن منصور «2» كان كبيرا، ووحيدا في الفضل والمروءة والعفة، نظم الأفاضل فيه المدائح الكثيرة التي لم يكونوا في أغلبها بحاجة إلى أن يستغفروا لأنفسهم. قال أقضى قضاة بغداد زين الإسلام أبو سعد محمد [بن نصر] «3» بن منصور في حقه مجيبا: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 أتى شعر يفوق الشّعريين ... ويزري حسنه بالنّيرين ألذّ من التصابي والتصافي ... وأحلى من وصال العاشقين نماه معشر غرّ كرام ... حماة الملك من وهن وشين بنو إسحاق قد فخروا وباهوا ... ببدر الدين شمس المشرقين محمد بن منصور جواد ... عفيف النفس وهّاب اليدين وللأستاذ الإمام أحمد الميداني قصائد كثيرة في مدحه. ومن شعر الشيخ محمد رحمه الله هذان البيتان المشهوران، مع أنّ ديوانه يقع في عشرين طبقة من الورق: [219] خدمت فضلي أعواما مجرّمة ... لعل يوما من الأيام ينفعني فما انتفعت به والحال يشهد لي ... يا ليت معرفتي إيّاه لم تكن القاضي الرئيس الإمام أبو الحسن السّيّديّ «1» هو الإمام أبو الحسن محمد بن الإمام أبي بكر عبد الله بن الإمام المؤيد الملقب بالسّيّديّ أبي المعالي عمر بن قاضي القضاة الإمام أبي عمر محمد بن أبي سعد الحسين بن محمد بن يحيى البسطامي. وكان الإمام الموفق، والإمام المؤيد أحفاد الإمام شمس الإسلام أبي الطيب سهل بن محمد الصّعلوكيّ. انتقل الإمام أبو الحسن السّيّديّ وأخوه أبو نصر المؤيد من نيسابور إلى خسروجرد. اختلف الإمام أبو الحسن السّيّديّ إلى إمام الحرمين، وتولى قضاء ناحية بيهق مدة، وتولى مدة أخرى الرئاسة نيابة عن الأجل جمال الدين الحسين بن علي البيهقيّ، ولم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 يكن نافذ الأمر في الرئاسة. توفي بخسروجرد ليلة الجمعة الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وخمس مئة، وكانت له مصاهرة مع شرف الرؤساء أبي عبد الله محمد بن الرئيس حمزة بن الفقيه الرئيس أبي عبد الله محمد بن يحيى «1» ، وقد رزق ثلاث مخدرات في آخر عمره من تركية كانت جاريته. مات أخوه أبو نصر المؤيد في سنة سبع وعشرين وخمس مئة بخسروجرد، رحمة الله عليه. أبو الحسن علي بن أبي علي أحمد بن محمد الفلوي البيهقي ّ «2» ولد ونشأ في خسروجرد، وسمع الأحاديث من أبي زكريا يحيى بن إبراهيم المزكّي عن الأصمّ «3» . الفقيه أحمد بن أبي علي السّويزيّ البيهقيّ «4» هو والد الحاكم أبي منصور، وقد تقدم قبل هذا ذكر الحاكم أبي منصور وأخيه. وكان من أولاده: الإمام أبو الفضل أحمد بن الحسين بن أحمد بن أبي علي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 السّويزيّ «1» ، وكانت لي معه صداقة حميمة، وهو خال أولاد القاضي الإمام موفق الدين الحسين بن [220] الإمام المفتي أحمد بن علي البيهقيّ، توفي في شهور سنة ست وعشرين وخمس مئة، رحمة الله عليه. أبو الحسن علي بن محمد بن حمدون الفسنقري «2» من قرية فسنقر، روى الحديث عن أبي زكريا «3» عن الأصمّ «4» عن ابن عبد الحكم، وكان رجلا زاهدا وعابدا وعالما ومحدثا. روى بإسناد صحيح عن المصطفى صلوات الله عليه أنه قال: «إذا أعطى الله أحدكم خيرا، فليبدأ بنفسه وأهله وأنا فرطكم على الحوض» «5» . وكان تلميذ الإمام أبي حامد الإسفرايينيّ ببغداد، رحمة الله عليه. الشيخ أبو بكر بن المعتز البيهقي ّ «6» ولد ونشأ في قرية نزلاباد، وقد رأيته، وكان من المواظبين على مجلس شمس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 الرؤساء أبي الحسن علي بن منصور. روى بإسناد صحيح عن أبي زكريا عن الأصمّ جده، عن الرسول صلوات الله عليه- راوي حديث سراقة بن جعشم- أنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه فقال: «خيركم المدافع عن عشيرتي وعن أهل بيتي وأصحابي» «1» . المقرئ أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز البيهقي ّ «2» من قرية كهناب حمويه، روى عن أبي زكريا عن الأصمّ، فذكر في تلك الرواية عن رسول الله صلى الله عليه أنه قال: «من أظلّ رأس غاز، أظلّه الله يوم القيامة، ومن بنى مسجدا يذكر فيه اسم الله تعالى، بنى الله له بيتا في الجنة» «3» . الإمام أبو ذر محمد بن محمد المطّوعيّ النّيسابوريّ «4» هو أبو ذر محمد بن أبي الحسين محمد بن أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 الحسن بن طلحة بن علي بن رجب- من أولاد أبي ذر الغفاريّ- شقيق أبي الحسين عبد الواحد بن محمد. وكان أسلاف أبي ذر هذا علماء وغزاة ومطّوّعة، توفي الفقيه أبو ذر المطّوّعيّ في الثالث عشر من شوال سنة إحدى وأربع مئة. وعقبه: الفقيه أبو بكر عبيد الله، وأبو سهل، وانتقلا إلى سبزوار، وقد بنى لهما الشيخ أبو القاسم بن عمرو [221] مدرسة في محلة شادراه- كما ذكرنا ذلك- ولم يبق منها اليوم كثير أثر. والعقب من أبي بكر عبيد الله بن أبي ذر: القاسم. والعقب من القاسم: علي، ورشيد الأئمة أبو سعد المحسن بن أبي القاسم بن أبي ذر وهو حي الآن، وله أولاد وأعقاب منهم الحسين المؤذن المعلم وناصر ومحمد. الإمام نجم الأئمة أبو سعد المحسّن بن القاسم بن كامة «1» هو من أولاد أمير الجيش علي بن كامة، وقد ذكرنا علي بن كامة قبل هذا، ونسبه: المحسن بن القاسم بن الحسن بن علي بن إبراهيم بن علي بن كامة الأسفهبد، وكان لعلي بن كامة هذا ابنان: شاه فيروز، وإبراهيم. والإمام أبو سعد هذا كان تلميذ جدّ والدي الحاكم الإمام أبي علي «2» ، وتلميذ الحاكم الإمام أبي سعد بن كرامة «3» ، توفي الإمام أبو سعد بسبزوار يوم الثلاثاء منتصف ربيع الأول سنة سبع وعشرين وخمس مئة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 والعقب منه: الإمام علي، توفي علي بن أبي سعد بن كامة في شهور سنة خمسين وخمس مئة، والعقب منه أبو سعد المحسن. والعقب من أخيه أبي جعفر بن القاسم بن كامة: الحاجي المحتسب المعرف (المعروف) أبو القاسم علي، ولأخيه الأكبر أيضا عقب في كروزد. السيد الرئيس العالم أبو الحسن محمد بن علي بن أبي علي أحمد بن أبي الحسن محمد بن أبي منصور ظفر الزّبارة العلوي الحسينيّ «1» قال الشيخ علي بن الحسن بن أبي الطيب في كتاب دمية القصر بحقه: كريم طرفاه، تنوس على العلم والشرف ذؤابتاه. روى الأحاديث عن الحاكم أبي عبد الرحمن محمد بن أحمد الشّادياخيّ «2» ، وعن الأمير أبي الفضل الميكالي «3» ، وكان يلقب بجمال السادة ذي اللسانين، قال في مدح نظام الملك: أطيب نسيم هجت من مطلع الفجر ... وصوب حيا جادت به ديمة تجري ألمّا على عصر الشبيبة بلّغا ... إليه سلامي، جدّدا عنده ذكري وقال: ليهن بني إسحاق أرجاء دولة ... تدور على قطب الزيادة والوفر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 يدبّرها خيراتها ويديرها ... على نهر جار يمدّ بلا جزر [222] وقال: أهو الشيخ تراه ... أم ترى شيخا سواه غاب عنا أطيباه ... حين خانته قواه إن تكن تبصر حيا ... بعضه ميت فها هو ولابنه السيد أبي طالب شعر بالفارسيّة، وقصيدة غرّاء مطلعها: * أإنّ من همّ هذا الدهر وهذه الآه ... حيث ذهب كل ما هو سبب السرور والبهجة اشتعل الرأس شيبا وأدبر إقبال العمر ... اضطرب حالنا بيد الدهر ونام حظنا أخوه السيد الرئيس العالم أبو علي أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن ظفر «1» كان كأخيه السيد أبي الحسن في الفضل والزهد والورع ونزاهة النفس والصيانة، وتجنب كل ما يثلم الدين والمروءة، قال الإمام مسعود الصّوابيّ «2» في مدحه: يا سيدا نفسه لمّا علت صعدا ... زهر الكواكب باخت في مراقيها له مكارم لا تحظى بغابرها ... صيد الكرام فلا تسمو لباقيها يا من أبوه إذا ما أترعت برك ... الفردوس شهدا تصدّى وهو ساقيها أنشأ السيد أبو علي هذا في وداع أحد الأماجد من ذوي الثروة والمال شعرا هو: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 حقيق عليكم يا أكابر عصرنا ... إعانة حرّ ماجد قلّ ماله فتى عاش أعواما بخير وهمة ... فلما أباد المال خانته حاله تمسّك بالتقوى لينسى فما خلت ... من الغرم يوما نفسه وعياله تخلّى عن الأوطان «1» في دار غربة ... تعذّر فيها حلّه وارتحاله أكابرنا عطفا علينا فإننا ... بنا ظمأ برح وأنتم زلاله الشيخ الرئيس العالم الحسين بن أحمد بن الحسين الدّاريج «2» ذكره الشيخ علي بن الحسن في كتاب دمية القصر. وكان من ذوي اللسانين، قال في مدح نظام الملك: [223] هذا العلى بقنا الخطّيّ لا الخطب ... وبالكتيبة لا الأقلام والكتب والمرهفات تمشّى في صفائحها ... فرندها كتمشّي الماء في اللهب وللوزارة طرف ليس يركبه ... إلا أغرّ كريم الخيم والنّسب فمن علا ظهره دون النظام أبى ... [إلا] على الحسن الموفي على الرتب أتى بشنعاء ما أن تستقال ولا ... تفضي بصاحبها إلا إلى العطب وقد تولى حسين هذا رئاسة بيهق مدة بالنيابة عن رؤساء وأمراء جشم رحمهم الله. وكان له ابنان: أبو نصر هبة الله، وبدر الرؤساء أحمد. والعقب من أبي نصر: علي ومسعود، والعقب من علي: الأمير الإمام المعتوه محمد، والأمير أسعد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 وللأمير أبي نصر أشعار كثيرة بالفارسيّة، وآخر أشعاره هذان البيتان: * إذا رماك نذل بسهم ... لا تقف بوجهه مجادلا معاندا اقبل نصيحتي ولا تشح بوجهك عنها ... ادع له واسقه شراب الليل وللشيخ أحمد أشعار بالعربيّة والفارسيّة، ومدائح كثيرة في حق والدي وحقي، ومن شعره هذه الأبيات التي ذكرتها في وشاح دمية القصر: تصدّيت لي حتى تملكت مهجتي ... وأذكيت في الأحشاء نارا توقّد وهيأت أسباب الرحيل وأدمعي ... يكفن سراعا والفرائص ترعد وأحسب في نفسي خبالا وفترة ... وكانت لريب الدهر لا تتبلّد كذا حال من لم يصحب القلب جسمه ... وأضحى على جمر الغضا يتردّد قفوا قبل شدّ الكور نبغي رحالكم ... فقلبي في بعض الظعائن يوجد وإني لأرضى حكم يوسف فيكم ... وحكم صواع عند من هو ينشد والعقب من الشيخ أحمد أربعة أبناء كما تقدم: أبو المعالي، والحسين، وأبو سعيد عبد الله، وعلي. درج أبو المعالي قبل العشرين، وقتل أبو سعيد بعد سنين من اشتغاله في عمل الناحية- كما سيأتي بعد هذا- في يوم [224] السبت الثاني عشر من ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة مع ابنه أحمد. ومات الحسين من الجوع في شهور سنة ست وخمسين وخمس مئة فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا «1» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 وقد اتصل الشيخ أحمد بن الحسين الدّاري في خدمة الملك العالم العادل عضد الدولة والدين علاء الدولة فرامرز بن علي شاه «1» ، وذهب معه إلى بلخ، وهناك أسلم نفسه إلى قابض الأرواح في شهور سنة ست عشرة وخمس مئة. الشيخ الإمام الزّكيّ أبو الفضل أحمد بن الحسين البديليّ «2» هو أبو الفضل أحمد بن الحسين بن إبراهيم بن الحسين بن بديل من أولاد بديل بن ورقاء الخزاعيّ، وهم أجدادي من طرف جدة والدي من قبل الأم. والعقب من أبي الفضل أحمد: الفقيه أبو القاسم علي، ومن أحفاده الإمام الزاهد بدر الدين أحمد، وجمال الأئمة علي، وهما ابنا الفقيه محمد بن الفقيه الزّكيّ أبي القاسم علي بن أبي الفضل أحمد البديليّ، وأمهما بنت عم أبي، وهو القاضي الإمام سديد القضاة أبو الحسن علي بن الحسين بن فندق، وقد ذكر الشيخ علي بن الحسن في كتابه دمية القصر الشيخ أبا الفضل هذا. ومن بنات أفكار أبي الفضل هذه الأبيات التي قالها في شرف السادة البلخيّ «3» : سبط الذي شرع الشرائع للورى ... وأقام للدين القويم منارا فهو الكريم إذا أتاه سائل ... أجرت يداه على الأنام نضارا وهو الغمام (الهمام) إذا تبسّم ضاحكا ... عاد الظلام المدلهمّ نهارا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 الإمام الأديب أبو علي الحسن بن علي بن أحمد الغازي «1» ، وابنه الأكبر شمس الأئمة أبو القاسم إسماعيل المقيم والمدرس بكورة مرو «2» ، وشرف الدين ظهير الملك أبو الحسن علي بن الحسن البيهقيّ «3» كان والده علي الغازي سجستانيا، إلا أن ولادته ونشأته في سبزوار، وكان من فحول أفاضل بيهق، وقد تولى تأديب السيد الأجل العزيز، وأخيه السيد الأجل الزاهد عماد الدين [225] يحيى، رحمهما الله، كما ناب عن جدي شيخ الإسلام أميرك في خطابة بيهق، وله أشعار كثيرة، منها هذان البيتان اللذان بلغا الغاية في الشهرة: ليس له عيب سوى أنه ... ليس له عيب يقي العينا لو رضي العين له حرملا ... نثرت في مجمره العينا العقب منه كما تقدم: شمس الأئمة أبو القاسم إسماعيل، وشرف الدين ظهير الملك أبو الحسن علي، وبنت هي أم جمال الدين الحسين بن علي البيهقيّ، وصائن الدين حمزة بن علي «4» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 411 توفي صائن الدين حمزة رحمه الله يوم الخميس سلخ شعبان سنة خمس وأربعين وخمس مئة والعقب منه: القاضي الإمام السعيد أبو الحسن علي بن حمزة، وأبو القاسم المجنون، والحاجي فخر الدين علي، وكان قضاء الناحية [بيهق] بيد ضياء الدين أبي الحسن علي بن حمزة من سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة إلى وقت وفاته رحمه الله، توفي في شعبان سنة اثنتين وستين وخمس مئة. وبنت أخرى للإمام الحسن الغازي، هي أم شمس الأئمة محمد، والقاضي الإمام الخطيب ظهير الدين حسن، وهما ابنا الشيخ أبي الحسين علي بن أحمد بن سعيد البيهقيّ. سكن شمس الأئمة أبو القاسم إسماعيل في مرو، وانشغل هناك بنشر العلم، وله تصانيف كثيرة في كل فن من فنون العلم، في الفقه والخلاف والأدب، وكتاب سمط الدر «1» في معاني غريب الحديث. توفي في شهور سنة اثنتي عشرة وخمس مئة، ولا عقب له، ومن منظومه قوله: قنعت بالبلغة ما بقيت ... وعن لئام الناس قد غنيت وفي مهاوي الصبر لي مبيت ... وليس من أمري لي ما شيت وكان شرف الدين ظهير الملك قد أناب في البداية عن أبيه في تأديب السيد الأجل عماد الدين يحيى، ثم إنه قال قصيدة في عميد خراسان محمد بن منصور «2» ، مطلعها: لنا في ضمان الراحلين إذا شطّوا ... ودائع من روح الحياة لها قسط الجزء: 1 ¦ الصفحة: 412 [226] فأمر عميد خراسان بإكرامه والإنعام عليه، وامتلك من تلك العطية فرسا وثيابا وغلاما، وتصل بخدمة الملك جلال الدين بوري برس بن ألب أرسلان، ولم يمض وقت طويل، حتى ألحق الملك أرغو الهزيمة بأخيه الملك بوري برس، عند مدخل مرو قرب قرية دريجه «1» ، فلبس ظهير الملك ثوبا خلقا والتجأ إلى أخيه شمس الأئمة، وبقي متواريا في مدرسته بسرماجان إلى أن هدأت تلك الفتنة. كان أول عمل خطير أسند إليه هو تعيينه حاكما على هراة خلال عهد السلطان سنجر رحمه الله «2» ، ثم رقي بعدها إلى وزارة الأمير الإسفهسالار عز الدين طغرلتكين «3» ، ومنها إلى وظيفة استيفاء المملكة. كان رجلا جوادا باذلا، ما أنصفه الدهر، قال في شكوى الزمان: تراجعت الأمور على قفاها ... كما يتراجع البغل الجموح وتستبق الحوادث مقدمات ... كما يتقدم الكبش النطوح وآخر أعماله سفره إلى العراق حيث أسندت إليه أعمال العراق وبغداد، فذهب إلى بغداد، وباشر أعماله منذ شهور سنة سبع عشرة وخمس مئة في العراق، بينما كان ابنه مجير الدين محمد يدير أعمال الري، ولم ينتقل من هناك حتى سنة ثلاث وثلاثين وخمس مئة، إذ قدم الأب والابن إلى الحضرة السّلطانيّة، ثم أنهما استشهدا في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 413 المصاف الذي جرى بين الخان الصيني والسلطان سنجر رحمه الله «1» في صفر سنة ست وثلاثين وخمس مئة، قال ظهير الملك في موت أحد أعدائه: جرى قلم القضاء بما أردنا ... فلم نشمت بما كتب القضاء لأنّ يد المنون تسلّ سيفا ... له في كلّ مخلوق مضاء وبقي منه بنتان: واحدة في حبالة السيّد الأجل ذخر الدين نقيب نقباء خراسان أبي القاسم زيد بن الحسن، وأخرى في حبالة السيد الأجل علاء الدين بن معز الإسلام وكان نقيب هراة، وقد أصبح بيت هذه العائلة عامرا بهاتين الحرّتين: فما التأنيث لاسم الشمس عيب ... ولا التذكير فخر للهلال «2» [227] آل الكسائي ّ وهذا البيت هم جمال بيهق، وهم أولاد علي بن حمزة بن علي بن عبد الله الكسائيّ النحوي «3» ، وهو معروف بين الأدباء والنحويين. وكان هارون الرشيد قد اصطحب معه الكسائيّ ومحمد بن الحسن الإمام الشّيبانيّ إلى بلاد الري، وكلاهما انتقل هناك من بحر الحياة إلى ساحل الفناء، فقال هارون الرشيد: دفنّا الفقه والأدب في الري وانصرفنا. أما أولاد الكسائيّ فذهب بعضهم من الري إلى بغداد، بينما جاء بعضهم مع الرشيد إلى خراسان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 فلما ودع هارون الرشيد الحياة في طوس، ذهب حمزة ابن الكسائيّ إلى بيهق وأقام هناك، وقد قتل حمزة هذا في رباط علي آباد في حرب حمزة بن آذرك الخارجي كما تقدم، وبقي له في قرية أفجنك طفل اسمه حسين، وكان الخوارج قد قتلوا كل الأطفال الذكور، إلا إنهم لم يصلوا تلك القرى. وقد ترعرع الحسين بن حمزة الكسائيّ الأديب، وحصل على نصيب من الأدب، واشتغل بالتجارة والسفر بالبحار، وكان له ابن يدعى إسماعيل، وقد ذكر إسماعيل هذا في تاريخ بغداد «1» . وذكره الإمام أوحد الدين أبا المعالي الرشيدي «2» في تاريخه فقال: من أولاد إسماعيل بن الحسين بن حمزة بن علي الكسائيّ النحوي: محمد بن إسماعيل. والعقب من محمد: عبد الرحمن. ومن عبد الرحمن: أبو الحسن. ومن أبي الحسن علي بن أبي عبد الله بن أبي الحسن بن عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل بن الحسين بن حمزة بن الإمام الكسائيّ على بن حمزة الكسائيّ: جمال الدين أبو عبد الله الحسين بن علي، وصائن الدين حمزة بن علي. وجمال الدين هو البطن العاشر من الكسائيّ النحوي، والعقب من جمال الدين: الأمير علاء الدين محمد، وأمه أم ولد «3» ، وقد درج ولم يكن له عقب. والعقب من صائن الدين حمزة القاضي: ضياء الدين أبو الحسن- وله عقب- وأبو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 القاسم العزيز المجنون، وفخر الدين علي، وله عقب. [228] الشيخ الرئيس أبو علي البارويّ الخواريّ «1» لم يظهر في خوار بيهق مثل اثنين كنّي كل منهما بأبي علي: أبو علي السّلّامي صاحب التاريخ، وأبو علي البارويّ. ذكره الشيخ أبو عامر الجرجانيّ «2» في كتاب قلائد الشرف والشيخ علي بن الحسن في كتاب دمية القصر أيضا. وله قصيدة في مدح نظام الملك، مطلعها: حسرات قلبي إن ربعك نازح ... بين اللّوى والواخدات روازح وله غير هذا، أشعار كثيرة، منها ما كتبه من البصرة إلى ابنيه محمد وعلي: لعمر أبي إن الفرات ودجلة ... لأطيب من ماء على الرمل سائح ولكن بها نجمان لاحا ولا ترى ... مكانهما نجما لغاد ورائح اقتصرت على هذا المقدار منها. العميد زين الأفاضل شاه العنبري ّ «3» وعميد شاه هذا هو ابن الشيخ أبي سعد العنبريّ، وقد تقدم التفصيل في هذه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 416 الأسرة، ومن منظوم العميد شاه هذا، هذان البيتان: يرضى الحسود بأن أموت تأسفا ... ورضى الحسود مطالب لا تدرك قد متّ دهرا ميتة مستورة ... فرأيت من يبكي ومن هو يضحك الأديب أبو سعد أسعد بن محمد المزيناني ّ «1» كان يدعى الأديب أبا سعد المزينانيّ، وهو أديب فاضل منفق، من منظومه هذه الأبيات التي قالها في الإمام محمد بن حمويه «2» : يا صاحب الدّير إن زمّت جمالكم ... بجانب الجزع من جرعاء واديها بلّغ سلامي إلى الذلفاء من دنف ... وأنشديها قريضا قاله فيها هو ابن حمّوية الفاروق نهجته ... بين الضلال وبين الرشد ناديها ومن شعره [229] : وأقوام بلا فضل وجود ... بظلمهم على الضعفاء سادوا سعوا نحو المعسكر واسترحنا ... معاذ الله لو ردّوا لعادوا الإمام ناصح الدين محمد بن الزّكيّ أبي القاسم عبد الله القاضي «3» هو محمد بن عبد الله بن أحمد بن الحسين، كان عالما عاملا وناصحا أمينا، مع رقة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 الطبع وجودة الخط وكثرة الحظ. توفي في شهور سنة تسع وأربعين وخمس مئة، ومن منظومه هذه الأبيات التي قالها في شرف الدين ظهير الملك البيهقيّ: لاحت لنا من بروج الصبح أقمار ... لما تجلّى لصبح النجح إسفار بيمن من كفّه عند الندى ديم ... أنوارها بعقود الدّرّ مدرار صدر الورى شرف الدين الذي ظهرت ... للمجد من فعله المحمود آثار من أيده للعلى سور ومن يده ... لمعصم الفضل والإفضال أسوار إن جار دهر على قوم فراحته ... لجاره بالندى من جوره جار فكم عبيد بنعمى كفّه انعتقت ... كما استرقّت بها في الناس أحرار لو قسّم الله في الدنيا كفايته ... لم يبق بين غمار الناس أغمار حنّت لطول النوى نفسي كعادتها ... لما ترادف لي في الأرض أسفار فقلت صبرا فبالأيام في سفر ... يقضى لزيد المنى يا نفس أوطار أخذه من قوله تعالى: فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً «1» ...... الآية. وكان ابنه نجم الأئمة جعفر حسن الطبع والسيرة ومن ذوي اللسانين، انتقل إلى جوار رحمة الحق تعالى بين أسفرايين وبيهق في شهور سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة، من منظومه بالعربيّة هذه الأبيات: إمام لو انّ العقل والعلم صوّرا ... لما كان إلا شخصه لهما بدن أرى سير قوم خبط عشواء في العلى ... إذا سلكوها وهو جار على السّنن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 كأنّ إله العرش إذ برأ العلى ... وسوّاه لم يخلق سواه لها سكن أمولاي، إي والله يعلم مضمري ... وحسبك ربي عالم السر والعلن سويداء قلبي في مكامن سرها ... هواك مع التوحيد قد لزّ في قرن [230] فوا حسرتا إن الزمان يسوقني ... إلى أجل في مكمن الغيب قد كمن سأفنى ولمّا أقض منه لبانة ... ولم تدرك الأجفان لي لذة الوسن أما ابنه الآخر فهو مهذّب الأئمّة أبو سعد، وكان له في الاستيفاء نصيب وافر، توفي بنيسابور قبل الفتنة الأولى في شهور سنة تسع وأربعين وخمس مئة. وله ابن آخر هو منتجب الدّين أميرك، وكان فاضلا رقيقا ودودا، متبحرا في علم الأصول وعلم الأدب، وقد بلغ في النحو غاية الكمال، حيث أفاد في تلك العلوم من الإمام عمر الطبريّ، والإمام سديد الدين محمود بن أميرك الرازي المتكلم «1» . من منظومه، هذه الأبيات التي قالها في رشيد الأئمة أبي سعد بن أبي ذر الذي تقدم ذكره، كتبها في رسالة ألّفتها أنا في تفضيل التطفيل على لسان طفيل العرائس: فخرا رشيد الدين بل ... شرفا على أهل الزمن شيخ الضيوف مقدّم ... السيّاح هياج الفتن لا يعبد الله العظيم ... بغير منقود الثمن ثم استنابك واستخار ... الله فيه على السنن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 خذه كتاب نصيحة ... مع كل لطف في قرن متضمنا شرح المراسم ... والمواسم والسّنن من لا يحيط بفضله ... وكماله غور الفطن فكأنما أهدى به ... عسلا مشوبا باللّبن أو حلة موشية ... صنعت بصنعاء اليمن واللفظ مثل السّحر ... يملأ مقلتي رشأ أغن مولاي ما أحد عليك ... بزائد في كلّ فن ولقد حللت من الأفاضل ... كالفؤاد من البدن الأمير السيد العالم شهاب الدين محمد بن أبي سعيد زيد بن حمزة العلوي الحسيني ّ «1» ذكرت أنسابهم وتفاصيل أحسابهم في كتاب لباب الأنساب، وكان السيد أبو سعيد [زيد بن] حمزة «2» هذا رجلا من أهل الفضل، وكان مقيما في قرية ستاربد من ربع بشاكوه بيهق، وكان ابنه السيد محمد فاضلا وحافظا، انتقل إلى جوار رحمة الحق تعالى في أيام الفترة هذه بجاجرم، من منظومه هذه الأبيات: جلت الهموم عن القلوب وزارة ... علوية صدر المعالي صدرها [231] شرقية غربية خضعت لها ... صيد الورى لما تقرّر أمرها لقياك علياها وعيشك فخرها ... وذراك حاميها وعمرك عمرها نفرت بغاث الطير عن أرجائها ... لمّا طلعت لها لأنك صقرها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 السيد الإمام بهاء الدين محمد بن علي زبارة «1» قضى هذا السيد عمره بالصلاح والعفة والمروءة، وسافر كثيرا واختلط بالمشايخ، انتقل إلى جوار رحمة الحق تعالى سعيدا مغفورا له في شهور سنة تسع وأربعين وخمس مئة، وقد قلت في رثائه بضعة أبيات، كان آخرها: وإني ناثر درر المآقي ... على قبر بهاء الدين فيه وتبلغ أشعار ابنه كمال الدين أبي الحسن «2» زبارة مجلدات بالعربيّة والفارسيّة، منها هذه الأبيات المشهورة: الله يشهد أنّا معشر نجب ... حلت بعقوتنا العلياء والكرم ما ضرّنا أننا قلّت دراهمنا ... والبيت منزلنا والحلّ والحرم بيوتنا بنيت للمجد مذ بنيت ... ترى لديها رقاب المال تهتضم فقل لمعتسف يرجو اللحاق بنا ... تسعى كثيرا وعقبى سعيك الندم وكان أخوه السيد الإمام الرئيس الزاهد ضياء الدين علي «3» ، نقي الجيب، مأمون الغيب، محروسا عن العيب، زيّن عمره بمكارم الأخلاق، من منظومه هذه الأبيات في وصف التفاح: أهدى إليّ بهاء الدين من لطف ... تفاحة قطفت من خدّ مهديها وجدت طيب سجاياه العذاب إذا ... شممتها وغدت للروح تحييها مهما نظرت إليها قلت من عجب ... سبحان خالقها سبحان باريها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 [232] السيد الإمام محمد بن مانكديم بن زيد العلوي الحسنيّ السّيلقيّ «1» وهو محمد بن مانكديم بن زيد السّيلقيّ الحسنيّ، توفي في شهور سنة أربع وثلاثين وخمس مئة، ومن منظومه هذه الأبيات التي قالها في رثاء ابنه عوض بن محمد «2» : أيا ولدي فارفتني وتركتني ... برغمي مقصوص الجناح حزينا وكيف أرى وجه السرور بناظري ... ووجهك أضحى في التراب دفينا وإني وإخواني وسادة عترتي ... بحكم إله العرش فيك رضينا فما هذه بدء الفجائع عندنا ... وما هذه ختم المصائب فينا وقد غنم ابنه السيد الإمام أبو الحسن «3» حظا وافرا من كل علم، وتوفي في شهور سنة تسع وأربعين وخمس مئة، وكان لحفيده السيد الإمام أبي الفتوح الرضي «4» سهم في الأدب، وكان له ميل إلى نظم الشعر في عهد الصبا، ومن منظومه هذه الأبيات: تذكّرت ربعا بالعذيب قواءا ... فهيّج شوقا في الضلوع وداءا لقد سحبت أيدي السحاب رداءها ... عليه صباحا بعدها ومساء وقال: له قلم فيه المنية والمنى ... لعاف وعات حين سّر وساءا متى تلقه تلق المكارم والندى ... وإن جئت مغناه أمنت غناءا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 422 تعاليت عن قدر المديح وفقته ... وكاد يكون المدح فيك هجاء السيد الإمام ولي الدين أبو علي الحسين بن محمد بن علي بن الحسين العلوي الحسيني ّ «1» هو أبو علي الحسين بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أحمد بن الحسن المحترق بن أبي عبد الله محمد بن الحسن بن إبراهيم بن علي بن عبيد الله بن الحسين الأصغر [233] بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. وهو وأخوه تاج الدين يحيى أبناء عمتي، وأبوهما السيد محمد ابن عمة أبي. وكان السيد علي عالما وورعا، ويميل بطبعه إلى نظم الشعر، ومن منظومه: طلعت نجوم العدل في فلك العلى ... تهدي العفاة إلى النعيم الأرغد فكفى به نورا لعين المجتدي ... في حندس الأمل البهيم الأسود إنسان عين المرتجي، وصباح ... ليل الملتجي، وشجى حلوق الحسّد كالنار يلحق نورها بالمهتدي ... وشرارها بالقابس المتنكّد لا أبتغي غيري إليك وسيلة ... فامنن عليّ بحق آل محمد وكان السيد أبو علي مئناثا، وتوفي رحمه الله في سنة أربعين وخمس مئة. الإمام محمد بن أحمد المعموريّ الفيلسوف «2» كان الإمام محمد هذا من كبار علماء عصره، ولم يكن له نظير في علوم الحكمة، اعترف له جميع حكماء عصره بالتقدم، وله في علم المخروطات الذي هو غاية العلم الرياضي، تصنيف لم يدرك أحد غايته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 423 اتصل بخدمة تاج الملك «1» بأصفهان، وكانت الوزارة قد أعطيت له بعد مقتل نظام الملك. وقد ابتلي أصحاب القلاع «2» في تلك الأيام بالقتل والإحراق، فحدث أن رأى الحكيم المعموريّ هذا في قياس طالعه، أن التسيير من درجة الطالع والهيلاج والكدخداه قد وصل كل منها إلى ثلاثة قواطع، حيث اتصلت [بجرم نحس وشعاع نحس، فخاف ذلك الاتصال «3» ، فخرج من دار السلطان وكان فيها محترما مكفيّ المؤونة] ودخل دار صديق له وانزوى في زاوية بيته، بمكان مظلم مبالغة في الاحتياط والحذر. فلما أخذ الغوغاء أصحاب القلاع، علت النساء السطوح للنظر، فعثرت عليه امرأة على سطح ذلك البيت الذي كان فيه مختبأ فصاحت إن احد أصحاب القلاع في هذا البيت- لأنه لم يكن أحد يختبأ في تلك الأيام إلا من كان من أفراد هذه الطائفة- فهجم الغوغاء على الدار وقتلوه، فوصل الخبر إلى تاج الملك الذي جاء مع أئمة أصفهان [234] وصلّوا عليه، وأقاموا مجلسا للعزاء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 424 ولم يكن القصاص ممكنا- وجرح العجماء جبار «1» - والغوغاء قتلة الأنبياء ومعادن الفتن، إذا اجتمعوا غلبوا، وإذا تفرقوا لم يعرفوا، وذلك في شهور سنة خمس وثمانين وأربع مئة، ومن منظومه: دعاك الربيع وأيامه ... ألا فاستمع قول داع نصوح يقول اشرب الراح ورديّة ... ففي الراح يا صاح روح وروح وغنى البلابل عند الصباح ... أيا نائمين الصبوح الصبوح الإمام فخر الزمان مسعود بن علي بن أحمد الصّوابيّ «2» ينتهي في نسبه إلى العزيزيّين، وقد تقدم أن العزيزيّين هم من أولاد عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، وكان أبوه الحكيم علي الصّوابيّ متكلما وشاعرا، وأشعاره الفارسيّة مشهورة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 425 وكان هذا الإمام فريد عصره، محترما لدى الوزراء والأكابر، وقد أسعفته الثروة واليسار، وديوان شعره مجلد ضخم «1» ، وله تصانيف كثيرة، منها كتاب صيقل الألباب «2» ، والآخر كتاب القوامع واللوامع «3» في علم الأصول، وكتاب التنقيح «4» في أصول الفقه، والتذكير «5» في أربعة مجلدات، وكتاب نفثة المصدور، وكتاب أعلاق الملوين وأخلاق الأخوين «6» ، وتفسير كتاب الله تعالى «7» . وقد سارت أشعاره في الدنيا وطارت، وشحنت بها الكتب، منها ما كان قد قاله على البديهة عند عزل مجير الملك أبي الفتح علي بن الحسين الأردستانيّ «8» ، وجلوس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 426 الصاحب الأجل فخر الملك المظفر بن نظام الملك «1» رحمهما الله، إذ خاطب فخر الملك قائلا: كميتك من ورده أفره ... ودارك من داره أنزه وبيتك أشرف من بيته ... وجدّك من جدّه أنبه ولكنما الصدر أولى به ... وأفعاله بالعلى أشبه ودهر رماه بمكروهه ... سيرميك بعد بما تكره وقال في حق الإمام الأجل أبي الفضل الكرمانيّ «2» : يا من به بلدتنا جنة ... كجنّة الخلد بلا مثل [235] فثمّ فضل الله سبحانه ... وها هنا فضل أبي الفضل توفي ذلك الإمام الكامل قدس الله روحه وغفر له، يوم الثلاثاء الثامن عشر من محرم سنة أربع وأربعين وخمس مئة، وقد كتب لي في مرض موته رسالة، هي آخر رسالة كتبها قال فيها: * أصبحت كالزّجاج الذي فيه صدع ... وستسمع فجأة أن الزّجاج قد كسر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 فأخذت أنا هذا المعنى ونظمته: أيا مسعود إنك قلت يوما ... أعيش وعذب أيامي أجاج ودائي صار مقرونا بشيبي ... وداء الشيب ليس له علاج ويشبهني زجاج فيه صدع ... ستسمع أن قد انكسر الزّجاج وكان مرضه جرب المثانة مع وجع ناخس، وقد سمعت أنه قد كتب لفظ الجلالة «الله» على إبهامي يديه، وظل يحدق فيهما إلى أن أسلم روحه إلى قابض الأرواح، وقد زاره أحد الفضلاء في مرض موته، وسأله بلطف عن حاله، فقال هذا الإمام رحمه الله: إن أمامي سفرا طيبا، حيث سأذهب إلى العالم الذي ليس فيه ظلم: لا ظُلْمَ الْيَوْمَ خائف من العدل، ورجائي في الفضل، بينما العالم الذي أودعه يخاف فيه من الظلم، ولا أمل فيه للعدل والفضل «1» ، اللهم حقق أمله، وأصلح عمله، واغفر له ولنا برحمتك يا أرحم الراحمين. تتلمذ في الأدب على الإمام الحسن الغازي، وفي الفقه على ابنه شمس الأئمة أبي القاسم إسماعيل، ثم على الإمام حجة الإسلام محمد الغزالي، ثم على والدي شمس الإسلام رحمه الله. الإمام جمال الإسلام الحسين بن أبي العباس محمد بن الحسن الفوران «2» كان الإمام الحسين الفوران هذا من تلاميذ الإمام أبي محمد الجوينيّ والد إمام الحرمين، ومن أبناء الحسين بن فوران النّيسابوريّ، الذي روى عن عيسى [236] بن أحمد القطان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 كانت ولادته في سبزوار، وكان حافظا للمذهب، وأسلافه مذكورون في تاريخ نيسابور. وكان فوران من محدثي وعلماء نيسابور، وقد عيّن الإمام الحسين هذا بمكان الإمام أحمد بن فطيمة- وهو أحمد بن علي البيهقيّ الإمام المفتي- وكان له نسب متصل بالبديليّين عن طريق الأم، وكان رجلا حسن المعاشرة، إذ كان يرسل لكل من جفاه أو آذاه بتحفة أو هدية ويقول له: لقد أردت بي خيرا حيث ادخرت لي في العالم الآخر ثوابا وعوضا، ولذا أكافئك في هذا العالم بما أستطيعه. ذهب والدي شمس الإسلام قدس الله روحه يوما إلى مجلسه، فقطع حديثه، وقرأ هذين البيتين وختم المجلس: * لا عجب أن تفيض عيني كنهر النيل ... وأن ينوء الفلك بحمل عبئي الثقيل بلا دليل ولا صوى ودون أي عديل ... وفجأة، تقحم بيت العنكبوت فيل وله أسانيد عالية في رواية الأحاديث، من الشيخ الحافظ أبي محمد الحسن بن أحمد السّمرقنديّ «1» ، والإمام أحمد البيهقيّ «2» وغيرهم. بنى في ناحية بيهق أبنية كثيرة، فقد بنى مدرسة سكة سيّار في القصبة، ومسجد الجمعة في قرية نامين، ومسجدي الجمعة في قريتي كسكن وقبره بمدرسته في سكة سيار، رحمة الله عليه. جمال الأئمة والأفاضل والكفاة حيدر بن محمد المؤذن «3» وبيت المؤذنين بيت قديم، وأكثرهم أهل صلاح وعلم، وأصلهم من بديل، وكان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 أبو علي المؤذن جد الإمام حيدر موسرا، وهو الذي بنى وقف مؤذن الجامع هذا، حيث وقف نصف طاحونة رخشان التي على نهر القصبة، على مؤذن الجامع الذي بناه، غفر الله له. وكان واسطة عقد هذا البيت الفقيه علي بن أبي القاسم الحسين بن علي بن أحمد المؤذن، وكان رجلا فقيها ومتكلما وأديبا. والعقب منه أبو القاسم إسماعيل الحاجي، والفقيه الصالح الزاهد أبو علي يحيى، والفقيه الحاجي الحسين. توفي الفقيه الحاجي الحسين في شهور سنة سبع وخمس مئة، والعقب [237] منه: محمد. والعقب من الفقيه الصالح أبي علي يحيى: محمد، ولمحمد: أبو القاسم وغيره. والعقب من الحاجي أبي القاسم إسماعيل: الفقيه علي، والفقيه الحسن، وكان من هذا الرهط محمد بن أبي القاسم بن علي المؤذن. والعقب من محمد بن أبي القاسم: جمال الأئمة، والثقات حيدر الأديب الشروطي العدل، وأبو علي، وأبو القاسم، وغيرهم. والإمام حيدر رجل من بيت الصلاح، مبارك النفس، ومبارك القدم، فكل من درس لديه في الكتّاب أصبح مبرزا، وكان عالما بشرائط وآداب الشرع، ومن منظوم الإمام حيدر هذه الأبيات: إذا انسلّ عن غمد الحجى نصل فكره ... تجزّ رؤوس المشكلات لدى الشهر فأعطاه رب الناس للخلق رحمة ... بمنزلة الغيث الدّرور لدي العسر وثّنى كتاب جاءني بسخائه ... قلائد كافور نظمن مع الدّرّ ألا بل حكت ألفاظه الغرّ روضة ... تضاحك فيها الأقحوان مع الزهر وأيّ لبيب لم يقرّ بأنه ... لقد أدرك الغايات في النظم والنثر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 وحيد الدين علي بن إبراهيم الكاتب «1» ولد في قصبة جشم، ونشأ في قصبة سبزوار، وقد يسّر الله له الاستفادة فيها، ووفقه الحق تعالى ثلاث مرات لزيارة بيت الله والروضة النبوية، ومن شعره: هنّ المعالم قد عفت آياتها ... وتلبّست حلل البلى عرصاتها يا صاحبيّ قفا لنطفي بالبكا ... نارا توقّد في الحشا جمراتها مسكية نفحاتها غصنية ... قاماتها وردية وجناتها قرم إذا ما حرّكت أقلامه ... سكنت لعمري في الجفون طغاتها ما روض ورد باكرته ديمة ... وارفضّ فوق عذاره قطراتها بأتمّ حسنا من رياض مكارم ... تفترّ عن أخلاقه زهراتها فليشكرنّك أهل بيهق إنها ... أرض بلا عشب وأنت نباتها الزّكيّ جمال التجار أبو الفضائل سعيد بن المختار الحلبيّ «2» : كانت ولادته بمدينة حلب، إلا أنه أقام في بيهق، والمرء من حيث [238] يوجد، لا من حيث يولد، وخلف في القصبة أولادا وأعقابا: محمد ويوسف وعلي، وهو من مشايخ التجار ومشاهير الأزكياء في الأمصار والبلدان ومن شعره: عليّ أن أرضى من الدهر ... مذ أسفر الليل عن البدر وحان أن أبلغ ما أرتجي ... من أمل ضاق به صدري يعود مولانا إلى أهله ... وأوبة الصدر إلى الصدر قدومه ردّ شبابي كما ... قد كان لي في أوّل العمر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 أرى التباشير وقد أسفرت ... في ليلتي من مطلع الفجر وبشّرتني بالتلاقي كما ... يبشّر المجدب بالقطر قد كان لي فيما مضى حرمة ... أعلى من العيّوق والنّسر فالآن قد آمل تجديدها ... لأقلب الشكوى إلى الشكر يا من إذا رمت مدى مدحه ... ألفيت عجزي منتهى أمري انظر إلى ألطاف ربّ العلى ... وارض به في العسر واليسر الأديب علي بن أبي سهل الفسنقري «1» كان أبوه من قرية فسنقر، اشتغل بالتعليم في قرية أشتر، وكان رجلا سليم القلب، من أكثر أهل الجنة، جلس على غصن شجرة توت ونشر أصل ذلك الغصن بالمنشار فانكسر، ووقع هو إلى الأرض ومات، هذا ليس غريبا على طيبة قلوب المعلمين، وكان ينبغي أن تلحق هذه الواقعة بتصنيف الجاحظ «2» ، وقد اكتسب ابنه هذا نصيبا وافرا من الأدب، وكان مطبوعا في الشعر، قتل بنيسابور في الفترة الأولى على أيدي الغزّ في شهور سنة تسع وأربعين وخمس مئة، من شعره: [239] هاج النزاع إليها صاحب وقفا ... فسال من غربنا قاني دم وكفا ذكرت بالجزع ملهى ناظريّ به ... فظلت أجزع من تذكاره نكفا فتى تشرّفت الدنيا بمنصبه ... لمّا أقام لدين المصطفى شرفا لمّا غدت سنّة الإسلام عاطلة ... أضحت مساعيه في آذانها شنفا يأبى لي الدهر أن أرضى بمنقصة ... وأن يكون سواك الدهر لي كنفا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 432 محمد بن طيفور النّيسابوريّ «1» كان عالما ومحدثا، وتعزى إليه سكة طيفور بنيسابور، وله أولاد وأحفاد عاشوا ببيهق، من أولاده فقيه القوم الحسن بن محمد بن الحسن بن طيفور المؤدب، وتوفي الفقيه الحسن بن طيفور في سلخ رجب سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة. العالم الأصيل محمد بن أبي عبد الله السالار «2» هو محمد بن أبي عبد الله المحسن بن أبي نصر علي بن محمد السالار، استقر هذا البيت- بيت السالاريين- في قصبة بيهق، وكان هذا الشيخ شابا رقيقا وخلف صدق، وكان يختلف إليّ، توفي في الثاني عشر من جمادى الآخرة سنة إحدى وخمسين وخمس مئة وقلت في رثائه: طوى محمد المحمود سيرته ... من عمره بغتة أقصى مراحله وأبيضّ عيني من فرط البكاء إذا ... نظرت في شعره أو في رسائله حوى الكمال وشمس العمر بازغة ... فالنقص في عمره لا في فضائله من منظومه قوله: أهدى الحبيب إليّ طيف خياله ... عن رمل حزوى من لنا برماله أهلا وسهلا بالخيال وطيفه ... ومسيره عجلا على أوجاله فكأن قلبي في معاطف صدغه ... عان شتيت الدهر في إعلاله ولعل مولانا يفك إساره ... إن العناة فكاكهم من ماله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 [240] اليوم أطلع للرئاسة سعدها ... فتجملت وتعطرت بجماله وغدت مراعي المسلمين مريعة ... في خصب دولته وفيض سجاله لا زال في التأييد والإقبال ما ... صلى الإله على النبي وآله الفقيه أبو الفتح أحمد بن محمد البخاري ّ «1» ولد في بخارى، ونشأ في ناحية بيهق، كان محدثا ومذكرا وفقيها، روى الأخبار عن أئمة بخارى، وهو من تلاميذ القاضي أبي زيد، وله عقب هناك هو محمد، ولمحمد ابنان: شهاب الملك أبو الفتح أحمد، وصاعد، وكان لأبي الفتح هذا خط كريش الطاووس، وكان بارعا في أنواع الخطوط، أشتغل محررا في ديوان الأمير الأجل الشهيد اختيار الدين جوهر التاجيّ، ونائبا لخطير الدين المستوفي، وقد قتل في مصاف قطوان «2» ، أما صاعد فكان عالما بوجوه قراءات القرآن، اغترب ولم يسمع منه خبر، رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 الإمام النادر ظهير الدين علي بن شاهك القصّاريّ «1» ولد ونشأ في قصبة سبزوار، من البيوتات الصالحة، وقد فقد بصرة في عهد الصبا، ومع فقده البصر، بلغ الشأن في علوم القرآن والنحو ووجوه القراءات من المشهور والشواذ، ثم نبغ بعد ذلك في علوم الأدب واللغة والنحو وملحقاتها، ثم في علوم الفقه والمناظرة والأصول وأمثال ذلك، وقد حاز قصب السبق في علوم الحكمة والمعقولات، كما بلغ المدى في علوم الحساب والرياضيات من أقليدس والمجسطي، وكان من نوادر العالم وعجائب الدهر ممن لم يجد التاريخ والزمان بمثله، من حيث شرحه أشكال أقليدس والمجسطي، وعرف عنه تفهيمه تلاميذه بأوضح صورة، وأسهل طريق، وظل لسنين طويلة ينظم تقويم الكواكب في هذه الديار، حيث كانوا يملون عليه الحروف من الزيج، فيحفظها في مخيلته، ثم يستخرج منها حساب الأوساط والأوجات والمقومات والعروض وتسيير الكواكب [241] ، وكان تقويمه هذا يتنقّل في البلاد، فيستعين بذلك على معاشه، وبلغت مهارته حدا أن حذّاق المنجمين المبصرين كانوا يخطئون الحساب مع وجود الزيج بأيديهم واللوح قدّامهم، بينما لم يخطئ هذا الإمام الضرير، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم لولا عجائب صنع الله ما نبتت ... تلك الفضائل في لحم ولا عصب الحكيم داود الطبيب «2» ولد في نيسابور، وكان يهوديا ثم رغب في الإسلام، ودعوه للإقامة في القصبة، وكان عالما بحساب النجوم وطبيبا حاذقا ومعالجا فريدا مع الحدس الصائب، فكأن علاجاته للمرضى تملى عليه من الإلهام الإلهي، وكانت له فراسة عظيمة تجعله يعرف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 إن كان المرض مرض موت، لذلك يمتنع عن المعالجة. رأيت كتابا جمع فيه تلميذه الحكيم حسين الكرجيّ- وهو من فحول تلاميذه- نوادر معالجاته، على غرار كتاب التجارب لمحمد بن زكريا «1» . توفي الحكيم داود في شهور سنة ثمانين وأربع مئة، والعقب منه محمد، وهو في الأحياء في محلة أسفريس. الحكيم علي بن محمد الحجازيّ القائنيّ «2» ولد في مدينة قاين، فلما أصبحت خرابا انتقل إلى نيسابور، واختلف هناك إلى الإمام عمر الخيّام «3» وغيره في الطب وغير ذلك، ثم إن الأمير الرئيس الأجل الشهيد شمس المعالي أبا الحسن علي بن الحسين بن المظفر الجشميّ رحمه الله دعاه إلى الناحية، فأفاد المرضى من معالجاته، وقد وجد في مجالس الملوك الحظوة والمكرمة والخلع. له تصانيف كثيرة ككتاب مفاخر الأتراك الذي كتبه باسم السلطان الأعظم السعيد سنجر، وله في الطب رسائل [242] كثيرة، وقد بلغ عمره ما يقرب من مئة سنة شمسية، وتوفي في القصبة في شهور سنة ست وأربعين وخمس مئة، وله عقب بقصبة فريومد من أم ولد تركية. الحكيم يحيى بن محمد الغزنويّ المنجم المذهب «4» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 ولد في غزنة، وكان ممن خدم السلطان الكريم إبراهيم بن مسعود بن محمود في الكتابة، ورد إلى ناحية بيهق سنة خمس وتسعين وأربع مئة، وكان له خط كنظام الدر، ونظيم الشذر، واختص بصناعة التذهيب، فبلغ بها غاية التهذيب، فلم يكن لتذهيبه في عصره نظير، وكان له حظ في صناعة الحساب والنجوم، وكانت طوالع المواليد التي يستخرجها نزهة العين والقلب، وتوفي في القصبة فجأة بعد ما اغتسل وصلى، في محرم سنة إحدى وعشرين وخمس مئة. الإمام السعيد أبو علي الفضل بن الحسن الطّبرسيّ «1» طبرس منزل بين قاشان وأصفهان، وأصله من تلك البقعة، وكان مقيما في مشهد سناباد طوس، ومرقده هناك بقرب مسجد قتلكاه، وهو من أقارب النقباء آل زبارة، رحمهم الله. كان هذا الإمام فريد عصره في النحو، اختلف إلى تاج القراء الكرمانيّ «2» ، وقد أفاد من العلوم الأخرى، انتقل إلى القصبة في سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة وسكن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 هناك، وكانت مدرسة باب العراق برسمه، وله أشعار كثيرة نظمها في عهد الصبا، ذكرت بعضا منها في كتاب الوشاح، منها هذه الأبيات: إلهي بحقّ المصطفى ووصيّه ... وسبطيه والسجّاد ذي الثّفنات وباقر علم الأنبياء وجعفر ... وموسى نجيّ الله في الخلوات وبالطّهر مولانا الرضا ومحمد ... تلاه علي خيرة الخيرات وبالحسن الهادي وبالقائم الذي ... يقوم على اسم الله بالبركات أنلني إلهي ما رجوت بحبهم ... وبدّل خطيئاتي بهم حسنات [243] وله تصانيف كثيرة تغلب عليها الاختيارات، وله في الاختيار من الكتب مرتبة عالية، فإن اختيار الرجل يدلّ على عقله، فمثلا كان اختياره من كتاب المقتصد في النحو «1» اختيارا حسنا وفي غاية الكمال، واختار من شرح حماسة المرزوقي اختيارا في منتهى الحسن، وله اختيار من تفسير الإمام الزّمخشريّ «2» في غاية الجودة. وله تفسير في عشرة مجلدات «3» وكتب أخرى كثيرة، وكان يشار إليه في علوم الحساب والجبر والمقابلة. توفي بقصبة السّبزوار ليلة الأضحى العاشر من ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وخمس مئة «4» ، ونقل تابوته إلى المشهد الرضوي، على ساكنه التحية والسلام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 438 الخميريّون «1» كان وطنهم في جشم، وقد نبغ فيهم المشهورون والأفاضل، كأبي علي الخميريّ وابنه، وحفيده أبي العباس أحمد بن علي بن خمير، وكان محمد بن الحسين بن خمير فاضلا وشاعرا، ولم يبق منهم في هذا العصر إلا القليل. المجاهديّون وهم من أولاد مجاهد المفسر، وكانوا حكّام قرية باشتين، وكان منهم محمد بن منصور بن الحسين المجاهديّ «2» ، والمجاهد بن محمد بن علي المجاهديّ، وما زال منهم إلى الآن من هو باق في ذلك الربع من المشاهير والحكّام. أقضى القضاة محمد بن نصر بن منصور «3» كان أقضى القضاة الإمام الأجل زين الإسلام أبو سعد محمد بن نصر بن منصور، أقضى قضاة بغداد والممالك، قد توجه من دار الخلافة برسالة إلى الحضرة بخراسان، في شهور سنة تسع وخمس مئة فوصل مجلس السلطان الأعظم السعيد سنجر بن ملك شاه رحمه الله، ثم كتب إلى السيد الأجل العالم جلال الدين العزيز بن هبة الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 العلوي مجيبا: كلام جلال الدين ذي الفضل والمجد ... بدا سلك درّ بل بدا أوسط العقد [244] لقد راج للإسلام ركنا مشيّدا ... بفضل الحجى والعلم والكرم العدّ «1» إذا اختبر الناس العزيز وفضله ... دروا أنه من دوحة الجود والمجد كساني مديحا من صفات جلاله ... وما ذاك إلا مقتضى كرم العهد كما كتب إلى الأجل شمس الرؤساء أبي الحسن علي بن منصور مجيبا: أتاني من ضياء الملك نظم ... كنظم الدّرّ رصّع للعقود حوى حسنا حكى زمن التصابي ... وسعدا قد علا سعد السعود حظيت بزورة منه فأضحى ... بها جدّ افتخاري في صعود تلقّاني ولقّاني التحايا ... ووقّاني مذاكرة الحسود وصل ما تفضل به ضياء الملك، من سابق نظمه، ورائق كلامه، فوجدته أحسن من الروض غبّ رهامه، وقد خدمه قطر الغمام بسجامه، والنور قد أبدى فيه وجهه من خلال غمامه، ووجدت ما اقترن به من عقود نظمتها خواطر غيره من الأجلاء السادة، أركان الجلالة والسيادة، لا زالوا مكنوفين بميامن الإقبال والسعادة، أجلى من الدرر على نحور الحرائر، وأضوأ من دراري النجوم الزواهر. وكتب إلى أخيه الرئيس العالم بدر الدين محمد مجيبا: أتى شعر يفوق الشّعريين ... ويزري حسنه بالنّيّرين ألذّ من التصابي والتصافي ... وأحلى من وصال العاشقين وأحسن من سعود في صعود ... وأزين من عناق الوامقين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 بنو إسحاق قد فخروا وباهوا ... ببدر الدين شمس المشرقين محمد بن منصور جواد ... عفيف النفس وهّاب اليدين تطوف ببابه في كلّ يوم ... دراريّ الكواكب كرتين وتكنس كنّس الشهب الجواري ... تراب جنابه بذؤابتين وكان لقاؤه الميمون دينا ... على دهري فما استوفيت ديني وصار فواته أذكى وأنكى ... على جنبيّ من وخز الرّديني وإني ارتجي عودا سريعا ... يقرّ بوجه ذاك الصّدر عيني وكتب مجيبا الشيخ أمير اللسانين أحمد بن الحسين الدّاريج: قريض قد أتى حلو المذاق ... يخبر عن كمال الاشتياق [245] تولى نظمه شخص كريم ... حوى في فضله قصب السباق وأنعم سوره لفظا ومعنى ... فجاء ألذّ من روح التلاقي أمير في بيانيه خطير ... وبدر قد يصان عن المحاق لعلّ الله يجمعنا جميعا ... وينصرنا على جيش الفراق بقيت ابن الحسين حليف عزّ ... وإقبال على الأيام باق الخطيبيّون أبو العباس الفضل بن محمد بن الحسين الخطيب «1» كان رجلا عالما وفاضلا، وقد ألف الإمام السعيد علي بن أبي الطيب تفسير الخطيبيّ باسمه، والعقب منه: أبو الحسين إبراهيم الخطيب، وأبو سعيد، وكانوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 مقدمي خطباء ناحيتهم، ولم يبق منهم عقب يذكر. شرف الأفاضل علي بن خوا جكك بن مسعود داد «1» بيته قديم، وكان جده خواجكك داد من ندماء الوزير فخر الملك، ومن المتحلين بالفضل والأدب، كما كان مكين الملك مسعود من ظرفاء وفضلاء عصره، وله طبع سخي في الشعر بالعربيّة والفارسيّة، إلا أنه أكثر تجويدا بالفارسيّة. أما شرف الأفاضل فكان متدينا ومهتديا وفاضلا وكاملا في علم الأدب، ومن أجداده الأديب أميرك جيلان الذي أثبتنا ترجمته وشعره. من أشعار شرف الأفاضل هذه الأبيات: أضحى به بيهق يختال في حلل ... كروضة الحزن غبّ العارض الهتن قد قلت لمّا أراني الله طلعته ... ما شاء من حدثان الدهر فليكن أنمت فتنتها من بعد يقظتها ... وكان عينا فقرّت منك بالوسن أرى سهيلا وإن جلّت مطالعه ... فإن أحسنها ما كان باليمن [246] السيد الإمام الزاهد مجد الدين أبو البركات العلوي «2» هو أبو البركات الفضل بن علي بن الفضل بن الطاهر بن المطهر بن محمد بن عيسى بن محمد مضيرة بن جعفر بن عيسى بن علي بن الحسين الأصغر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وهو البطن الخامس عشر من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، عرف بالسيادة والورع ونزاهة النفس والتمكن من أزمة النظم في العربيّة والفارسيّة، والنثر فيهما، فكلما اقتضت إرادته الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 انقاد إليها طبعه وخاطره، من منظومه: أشمس ضحاي قد أرخت قناعا ... وما استرقت أهلّتها شعاعا سدكت بها وخوط العيش لدن ... بحمد الله يرتفع ارتفاعا وكان الشمل مجتمعا ويأبى ... النوى أن لا يفرق لي اجتماعا خذي الحمراء يا بيضاء عني ... دعي الصفراء إن بهار داعا فانظر كيف جمع بين «خذي» و «دعي» و «حمراء» و «صفراء» و «بيضاء» . وله: خذ الياقوت يا قوتي ورندي ... فواقعها بلؤلؤك انقباعا هذا البيت من النوع الثالث من التجنيس، والجمع بين الياقوت واللؤلؤ نوع لطيف من الصنعة. القاضي الحسين الصّاعديّ «1» وابناه صاعد وأبو علي الحسن تولى القاضي حسين، وهو ابن القاضي أبي علي الحسن بن إسماعيل بن صاعد، القضاء في الناحية لمدة عشر سنوات، وقد روى الأحاديث عن جدّ أبيه قاضي القضاة عماد الإسلام أبي العلاء صاعد، توفي في سبزوار سنة ثمان وخمس مئة، وكان ابنه القاضي صاعد خطيب الناحية، وقاضيا لنيسابور بالنيابة مدة، وبالأصالة أخرى، توفي يوم الثلاثاء السابع من شعبان سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة بنيسابور «2» ، وكان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 القاضي بعده عين القضاة أبا علي الحسن أربعة أشهر بنيسابور «1» ، والعقب منه القاضي إسماعيل أبو الحسن «2» ، وهو القاضي بالمحولات وطريثيث وأرباعها، وكان جده القاضي حسين في ذلك الوقت [247] الذي كانت فيه طريثيث عامرة لم تقع الفتنة فيها بعد، قاضي تلك الولاية، والقضاء اليوم فيها مفوض إلى حفيده. الشيخ الرئيس الحسين بن الحسن المستوفي قمنوانيان «3» بيتهم معروف ببيهق، وكان الشيخ أميرك عبد الرحمن بن جعفر بن علي القمنوانيّ شيخا حسن المظهر ميسورا، مع صلاح وورع، وقد عمل الكثير من الخيّرات، وهو أخو أبي الحسن علي بن جعفر، وكان الشيخ علي المستوفي حفيده من طريق الأم، وهو من أبناء الشيخ الحسن بن عمرو من طريق الأب. كان للقاسم بن الحسن بن عمرو ابنان: أبو الحسن بن القاسم الخطيب- الذي كان خطيب مدينة سبزوار مدة- وأبو علي أحمد بن القاسم. وكان عقب القاسم هو الخطيب أبا الحسن بن القاسم، وله اليوم عقب في نسا وأبيورد. والعقب من الشيخ علي بن أحمد بن قاسم: أبو علي القاسم، والشيخ الزاهد أميرك قاسم. والعقب من شهاب الرؤساء قاسم بن أميرك بن أحمد بن قاسم: أميرك قاسم. والعقب من الشيخ علي بن أبي علي أحمد بن القاسم بن الحسن بن عمرو: الشيخ الحسن، والشيخ محمد، مات الشيخ علي المستوفي من حمّى الرّبع سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة، ومات ابنه الشيخ محمد من السرسام يوم الخميس الثامن عشر من المحرم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 سنة خمسين وخمس مئة، وكان رجلا ذا مروءة واسع الرحل. ولم يكن في هذا البيت من هو أكفأ وأكثر سخاء من الشيخ أبي الرضا محمد هذا، وله عقب من الذكور والإناث. أما أخوه الأكبر الشيخ الحسن، فقد صلب على حائط قلعة سبزوار بأمر الأمير الإسفهسالار أجل الأمراء حسام الدين قزل رحمه الله، وذلك بترتيب من عز الدين أبي نعيم، في غرة ذي القعدة سنة خمسين وخمس مئة يوم الأربعاء، وبقي منه ثلاثة أبناء: أبو علي أحمد، وسديد الدين الحسين، وعز الدين علي، وله نظم ونثر، ومن منظومه هذه الأبيات: [248] خليليّ حثّا لي المراكب موهنا ... من الليل منشور الحنادس أسودا وميلا بأعناق المطيّ إلى فتى ... يسود الورى علما وحلما ومحتدا أعزّ الورى جارا وأحماهم حمى ... وأوراهم زندا وأبسطهم يدا تعوّد كفّاه السماح وإنما ... «لكل امرئ من دهره ما تعوّدا» فما الزاخر الموّاج عبّ عبابه ... وأصبح ملتف الغوارب مزبدا بأكثر من آثار فيض نواله ... وأندى «1» سماحا من يديه وأجودا وما إن وصل يوم عمره وقت الضحى، حتى هجم عليه ظلام الموت، في شهور سنة ست وخمسين وخمس مئة. الإمام نصير الأئمة قاسم بن الحسن بن علي بن عبد الله الجلّينيّ «2» كان أسلافه علماء وصلحاء، وكان أبوه الفقيه الحسن، وعمه الفقيه محمد، ركنين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 من أركان الناحية في الصلاح والورع، وكان العالم حسن رجلا عادلا وورعا، وكان أبوه العالم علي ساكنا في نيسابور، ومن فحول تلاميذ الأستاذ الإمام أبي بكر عتيق بن محمد السّورآباديّ صاحب التفسير «1» . وكان أبو علي عبد الله من زهاد عصره، وصاحب كرامات، ويتقرب الناس بزيارة قبره، ويسألون حاجاتهم هناك من الحق تعالى، وقد قيل إن جنازته هبطت إلى الأرض حيث قبره، من غير اختيار حاملي تابوته. وأبناء الفقيه حسن ثلاثة: قطب الدين علي «2» ، ونصير الأئمة قاسم، وزيد، قضوا أعمارهم في طلب القوت الحلال والمواظبة على العلم والديانة. وكان لنصير الأئمة نظم ونثر، وكانت له مع الجميع عادة قول الحق والصواب ولا يمتنع من ذلك ولا يخاف أحدا. محمد بن الأفضل القاسم بن الحسن بن كامة «3» أرشد الأفاضل الملقب بالوحيد الأصغر، كان مطبوعا في النظم والنثر، ومن منظومه: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 [249] بالغت في إحراق قلب تائه ... هلّا رحمت وأنت في سودائه وجفوت صبّا يحتسي كأس الهوى ... بدموعه والشوق من ندمائه نشر المدامع ما طوت أضلاعه ... وكذا المشوق يبوح من برحائه وقفت بمستنّ الوداع وفي الحشا ... نار الهوى والشوق في غلوائه أزف الرحيل ففاض سجل مدامعي ... مترقرقا حتى شرقت بمائه حلو الشمائل منعم متفضّل ... لكنّه مرّ على أعدائه أضحى البرايا شاكرين وكلّهم ... رطب اللسان بمدحه وثنائه بدر على فلك السيادة طالع ... وعطارد قد لاح في جوزائه الحاكم الإمام الأديب أبو الحسن علي بن أحمد بن أبي الفضل الزّميجيّ «1» ولد في زميج بيهق، واختلف بنيسابور إلى الإمام أبي جعفر المقرئ، والإمام سعيد بن الإمام أحمد الميداني وغيرهما، وقد سكن في بيهق مدة، وآثر السفر في أغلب أيام عمره على الحضر، ومن شعره: أبى القلب إلا أن يحنّ تشوقا ... إلى طلعة البدر المنير محمد إلى طلعة أضحى بخير على الدجى ... سناها ويلقى الرامقين بأسعد مباركة لم تنظر الشمس لحظة ... إلى حسنها إلا بمقلة أرمد محمد إني قد رأيتك راقيا ... من المجد والعلياء أبعد مصعد تفرّست فيه الانتهاء إلى المدى ... كفت دون شأويه نواظر حسّد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 الحسين بن أبي الفتح محمد الواعظ الجرجاني ّ «1» قدم إلى هذه الناحية من جرجان، وسكن هنا مدة، اختلف فيها إلى أئمة هذه الناحية، وإلى أئمة نيسابور في الأدب واللغة، ثم عاد إلى جرجان، وهناك انتقل إلى الدار الآخرة في شهور سنة ست وثلاثين وخمس مئة. [250] السيد الزّكيّ علم الهدى أبو سعيد زيد الماشدانيّ «2» كان من آل ظفر ورهط زبارة، ومن أكابر السادات ومشاهير الأفاضل، وكانت له ثروة ساجمة الغمائم، ومروءة ساجعة الحمائم، وكان لابنه شمس الدين محمد درجة عالية في صناعة النجوم، وبلغ في ذلك الباب الكمال، ومن منظوم السيد أبي سعيد: يا سيّدا ماله في كفّ ذي الأمل ... وما له في كرام الناس من مثل البدر من وجهك الوضاء في بهج ... والدهر من جاهك الوضّاح في جزل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 448 سمّيت بالوصف حقا واكتنيت به ... أحسن أبا حسن واعل الأنام علي وليس يأتلف الإحسان في رجل ... حتى يؤلّف بين القول والعمل وأنت بحر يعمّ العالمين جدى ... فجدبنا بنداك الغمر لا الوشل نرمي علاك بسهم من مدائحنا ... وليس يخطئ رام من بني ثعل ناصح الدين إبراهيم بن علي النظام الكاتب البيهقي ّ «1» كان كاتب ملكة الأرض تركان خاتون زوجة السلطان الأعظم السعيد سنجر بن ملك شاه «2» رحمهم الله، وكان ذا قدرة وثراء وجاه عريض، انتقل إلى جوار رحمة الحق تعالى، بعد أن عوفي من مرض سابق، يوم السبت الثاني عشر من صفر سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة. ولد بقرية فريومد، ونشأ في مرو ولشكرماه، ومن شعره: أبو طاهر صدر وفى لعبيده ... وسادتنا من بين واف وغادر وهبك عن الإمساك تعجز معذرا ... ألست على تسريح مثلي بقادر؟ والعقب منه «3» : الأمير الإمام الأجل مجد الدين علي، وعلاء الدين محمود، ومن أحفاده: الصدر الأجل منتجب الدّين سيد الكتاب علي بن أحمد الكاتب السّلطانيّ، ومن منظوم الإمام نظام الدين: [251] دون الحلول على الكثيب الأدعج ... وخز الصدور مع الغرام المزعج تلك الربوع بآهلات رسومها ... لا زلن في زمن الربيع المبهج الله أكرمنا وأكرم سعينا ... وأحلّنا دار الكرامة في المجي يأوي الهدى منه إلى متعبّد ... ماضي العزائم في الأمور ملجّج الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 ضخم الدّسيعة لا يحاول رتبة ... إلا تناولها كريم المدرج الله يكلؤه لمذخور العلى ... وأراه في أولاده ما يرتجي الإمام أبو حنيفة عثمان بن علي بن الأستاذ الإمام أبي علي الحسن بن محمد بن الحسن البوياباديّ النّيسابوريّ «1» كان زاهدا وعالما وورعا، من تلاميذ الإمام العالم المتعبد علي بن أبي الطيب وصاحب التفسير والتذكير، سكن في القصبة بقرية ششتمد، وله في قرية ششتمد أولاد وأعقاب، انتقل إلى بيهق في سنة إحدى وأربعين وأربع مئة، كانت له أخت في حبالة الفقيه أبي الفتح البخاريّ، الذي مرّ ذكره، وأخت أخرى في حبالة أبي سعيد بن محمد الرفاء، وقد صاهر في البدء الحسن بن شافع في ششتمد، ثم تزوج مخدّرة من المعاذيين وله من هذه المخدرة المعاذية أربع بنات وولد واحد وهو الفقيه علي بن أبي حنيفة عثمان «2» ، وكانت ولادة الفقيه علي في أول ليلة من صفر سنة خمس وأربعين وأربع مئة، وتوفي في شهور سنة ثمان عشرة وخمس مئة. توفي الإمام أبو حنيفة عثمان في شهور سنة أربع وثمانين وأربع مئة، وقد بقيت من أحفاده بنت، خصص لها نظام الملك راتبا ولا يزال جاريا يقسمه أحفادها على الرءوس. الأديب أحمد بن علي بن أحمد بن الحسين المقرئ البيهقي ّ «3» كان أديبا متحرّجا ومصلحا، كدودا في تحصيل العلم، كان جده الحسين المقرئ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 والعقب منه أحمد. وكان أحمد المقرئ هذا جد جدي الإمام أبي القاسم عبد العزيز ابن يوسف النّيسابوريّ. والعقب من أحمد بن الحسين المقرئ، أبو علي يحيى وعلي، وكانا قد أقرءا جدي وأبي، كما كانا مؤذنين في مدرسة سرديه مقدمين على سائر قراء هذه الولاية. [252] والعقب من المقرئ أبي علي يحيى بن أحمد بن الحسين المقرئ، أحمد ومحمد. ولا عقب لأحمد، وتوفي في شهور سنة سبع وأربعين وخمس مئة. والعقب من محمد، عين القراء أبو علي، وعلي. والعقب من علي بن أحمد بن الحسين المقرئ: الفقيه الأديب أحمد بن علي، وهو من تلاميذ الإمام إدريس بن علي، والإمام الأجل أبي نصر القشيريّ، وكان في تحصيل العلوم كدودا، وله خلف غير خلف، ومن منظومه قوله: ارحم عيالي وفقري واعتصام يدي ... بحبل ودّك والإفلاس والأدبا لئن غفرت ذنوبي يا مدى أملي ... ما عاد شخصي إلى مثل الذي اكتسبا توفي في شهور سنة تسع وأربعين وخمس مئة، في الوباء العارض ببيهق أعاذنا الله منه. إسماعيل بن محمد الحنفيّ البيهقيّ «1» من منظومه: كريم رأى التقصير في الزّور فاعتذر ... وما رابني شك به غاب أو حضر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 لأنّ خلوص الودّ قام بعذره ... فلم يك محتاجا إلى شرح ما ذكر إذا ما انطوى قلب على محض خلّة ... فعارض تقصير يوسطه هدر وقوله: أبو إسحاق من شره وحرص ... يراوغني ليأكل كسر قرصي يدور عليّ دور أبي رياح ... على وجه الرياح بأرض حمص الفاضل الحسين بن محمود بن أبي الفوارس الحاتميّ الزّميجيّ «1» يختلف هؤلاء الحاتميّون الذين ينتمي إليهم الحسين هذا عن أولئك الحاتميّين الذين ذكرناهم فيما مضى، فهؤلاء من أبناء محمد بن عبدوس بن حاتم بن يحيى بن حاتم الزاهد، وكان ابنه أبو الحسن [253] الحاتمي قد توفي قبل أبيه، وكانا يقيمان في قرية زميج، وكان للفقيه محمود الحاتميّ صلة بالبديليّين، والحسين الأصمّ هذا هو من الحاتميّين والبديليّين، وهو الآن مقيم في مدينة دهستان، ومن منظومه: فقلت له إذ مرّ بي في طريقه ... ألم تشف ما بي من هواك متيّما فقال: نعم، عنّي إليك ولا تكن ... كسائلة عنّي برامة سلجما الشيخ أحمد ابن الكيّال «2» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 كان مولده في قرية بيت النار، وله تصانيف كثيرة، وحديثه حديث غريب وعجيب، رأيت مجلدا من تصانيفه بيد الأمير الإمام قطب الدين أبي منصور العبّاديّ «1» رحمه الله، وكتبه ومريدوه وأتباعه أظهر في سمرقند. أبو عمرو أحمد بن محمد بن معقل السّرخسيّ الكاتب «2» ولد في قصبة مزينان، ونشأ فيها ومات هناك أيضا في سنة اثنتين وخمسين وثلاث مئة، وله رسائل بالعربيّة في غاية الفصاحة، وأسانيد عالية في رواية الأحاديث. فصل في ذكر نقباء السادات وقد فصلت القول في ذكر نقباء السادات في كتاب لباب الأنساب وأنسابهم، إلا أنني لم أرد لهذا التاريخ أن يخلو من ذكرهم، لأن بيت السيد الأجل ركن الدين أبي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 453 منصور «1» ، وابناه جلال الدين العزيز وعماد الدين يحيى رحمهم الله، فرع الشجرة الطيبة التي أصلها السعادة وفرعها السيادة، وورقها الرحمة وثمرتها البركة رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ «2» . كانوا فرسان ميادين الدين، ونجوم سماء التمكين، وأشجار بستان اليقين، نجوم الهداية، ورجوم الغواية، سادات بني هاشم وشيوخ البطحاء، السطر الأول في جريدة تجريد الأنساب، والصف الأول على بساط شرف الأحساب: أولئك ساداتي «3» فجئني بمثلهم ... إذا جمعتنا يا جرير المجامع [254] أما نسب السيد الأجل جلال الدين العزيز، والسيد الأجل عماد الدين يحيى «4» ، فهما ابنا السيد الأجل الزاهد ركن الدين أبي منصور هبة الله بن أبي الحسن علي بن نقيب السادة أبي جعفر محمد بن أبي علي محمد بن أبي الحسين محمد ابن شيخ العترة أبي محمد يحيى بن أبي الحسين محمد بن أبي جعفر أحمد بن محمد زبارة بن عبد الله المفقود بن الحسن المكفوف بن الحسن الأفطس بن علي الأصغر الأطهر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 454 نسب كأن عليه من شمس الضحى ... نورا ومن فلق الصباح عمودا «1» وكان محمد زبارة بن عبد الله المفقود أمير المدينة، كما كان ابنه أبو جعفر أحمد أميرا مطاعا، وقد بايعه أهل طبرستان على عهد الداعي إلى الله الذي كان من أئمة الزيدية بولاية طبرستان، فحدث بينه وبين الداعي نزاع، ذهب على أثره إلى نيسابور وسكن هناك. وكان مولد ابنه السيد الأجل أبي الحسين محمد بن أحمد بن محمد زبارة ونشأته بنيسابور، وقد اجتمع إليه كثير من الناس وبايعوه بالخلافة، وكما ذكر الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور فإنه قد خطب إليه بالخلافة مدة. ثم إن أمير خراسان عبد الله بن طاهر زوّج ابن أخيه من بنت علي بن طاهر، فكان من عقبه: السيد الأجل أبو محمد يحيى بن محمد، وكان نقيبا ورئيسا مطاعا بنيسابور، وكان يقال له سيد آل رسول الله، والعقب منه: السيد الأجل أبو الحسين محمد بن يحيى الذي كان نقيبا ورئيسا مطاعا بنيسابور، وقد خطبوا له بالخلافة واجتمع إليه الناس، وكان أديبا وحافظا للقرآن وراويا للأشعار ومحدثا وحافظا للتواريخ وعالما بالأنساب فصيحا، وقد بايعوه في ولاية الأمير السعيد أبي الحسن نصر بن أحمد، فأخذ إلى بخارى واعتقل هناك مدة، ثم أطلق سراحه وخلع عليه، وأثبتت له الأرزاق [255] ، وهو أول علوي بخراسان أثبتوا له الأرزاق من ديوان السلطان، فكانوا يسمونه صاحب الأرزاق، وقد عمر أبو الحسين محمد بن يحيى مئة عام وبضعا «2» . وأما ابنه السيد الأجل أبو علي محمد فقد كان من أشرف السادات ونقيبا ورئيسا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 455 ومذكرا وواعظا، وكانت المجامع والمحافل تعقد في داره، وله أخ هو السيد أبو عبد الله الحسين الملقب بجوهرك «1» ، وكان شابا حاد المزاج، فوقعت بينه وبين أبناء أخيه السيد الإمام أبي عبد الله الحسين بن داود المحدث مشاجرة، انتصر فيها أصحاب الإمام المطّلبيّ الشافعي رضي الله عنه لأبناء السيد أبي عبد الله، فانتقلت النقابة من هذا البيت إلى ذاك، وتفرق أبناء السيد الأجل أبي علي. وقد كان السيد الإمام الأجل أبو جعفر محمد نقيبا ورئيسا لمشهد مدة من الزمان، وعندي نسخة المثال الذي كتب باسمه من ديوان السلطان مسعود بن محمود، الذي وقعه بتوقيع: المسعود من سعد بالله، ثم جاء إلى قصبة سبزوار وسكن هناك، ولابنه السيد الأجل أبي الحسن علي صلة بالفقيه الرئيس أبي عبد الله محمد بن يحيى، وأم السيد الأجل أبي الحسن هي بنت الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطّبرسيّ «2» ، وقد ذكره الشيخ أبو منصور الثّعالبيّ وذكر أشعاره، حيث أورد كل تفصيل هذا المعنى في بداية كتابه. فصل في ذكر شعراء الفارسيّة الذين نبغوا في هذه الناحية لم نثبت هنا أسماء الصدور والكبار كالسيد الأجل العزيز، والسيد الأجل يحيى، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 والأمير الرئيس الأجل ضياء الدين محمد، والأمير السيد الأجل بهاء الدين علي «1» وأمثالهم، فإن الشعر أدنى درجة الرفيع، وأعلى درجة الوضيع، وقد شرف الشعر بهم، ولم يشرفوا به. وكان أول من قال الشعر الفارسيّ في بيهق هو: محمد بن سعيد البيهقي ّ «2» ذكره أبو القاسم الكعبيّ في كتاب مفاخر نيسابور ونواحيها [256] وذكر شعره، وكان له شعر باللسان البيهقيّ. الشيخ أبو الحسن علي بن عبد الحميد بن علي بابه «3» كان رجلا ظريفا، من شعره: * سيخجل القمر من وجهك الجميل ... وسيصبح محياك قبلة قبيلة الجكل لقد قرأت طالعك يا فاتن الوجه ... فرأيت أن إقطاعك سيصبح مائة ألف قلب (حفيده) وجيه (وحيد) الفضلاء أبو الحسن علي بن عبد الحميد بن علي بن عبد الحميد بابه كان مقيما في قرية أباري، وكان الوزراء والكبار ينظرون إليه باحترام، وله أشعار الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 كثيرة بالفارسيّة، منها القصيدة التي قالها في مدح مصنف هذا الكتاب: * أي طائر ذلك الراقص على العشب ... له تاج من المسك وقميص من الديباج مرتد حلة وعلى رأسه تاج ... مزين نفسه بزينة الفردوس على كتفيه عباءة زاهية بلا ثنيات ... وعلى مفرق رأسه خصلة سوداء لا تنثني لو أن تراب البادية شرب ماء حكمتك ... لسد الورد والياسمين طريق الكعبة على الحجاج ولو نفخ السهى أسمك على نفسه ... لتلألأ كما يتلألأ سهيل في اليمن الأمير الرئيس أبو نصر هبة الله بن الحسين بن أحمد الدّاريج «1» كانت له أشعار كثيرة، أغلبها أهاج، من قصائده هذه القصيدة الغرّاء: * كل يوم يضع العشق عليّ علامة جديدة ... وكل لحظة للعشق معي حديث آخر إما أن يكون فهمي لعشق الملاح مختلفا ... أو أنني متمرد أرى في العشق شيئا آخر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 458 ها هو قلبي العنيد يحوم حوله ... حيث قلبي وروحي من حبه في حال آخر سأكتب من جديد قصة في وصفه ... لأن ذلك الحبيب حقا هو قصة أخرى رغم أن وجهه من الحسن كبستان في الربيع ... لكنه خريف آخر في ظلمه وجوره [257] لقد بلغت همته في العلم والجود حدا ... أن بدت معه السماء السابعة سماء أخرى لو لم يمنع علمه عقله من التكبر ... صدق الناس عندما قالوا إنه محظوظ من نوع آخر لم يستول على طبعه الطاهر الطمع في المال ... لأن في صدره من العلم معدنا آخر أنت المضيف الذي يقضي حوائج الخلق ... ذلك أنك تستمد من مائدة الفضل الإلهي ابنه الأمير الرئيس عز الأمراء مسعود «1» كان شاعرا مطبوعا أيضا، يغلب على طبعه الهجاء، هجا أحدهم وكان أعور: * ليكن يومك يا شيخ بهيما كالدجى ... ولتكن عيناك في الظلمة والسوء سواء قد غزا جسمك في شهر ربيع سقم ... فليكن في رجب موتك من هذا البلاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 وله: * ها هم ثور وعجلان وراع ... حكموا بحسن إيمانك مهما طلبت من الثور دليلا ... فلن يتأتى منه سوى الخوار وله: * أنا شيخ وزوجتي تريد شابا ... لا عيب في الأمر فقلبها يريد ذلك كثيرات ممن هن أكثر شبابا وجمالا منها ... يتجولن في المدينة بحثا عن لقمة العيش وله: * رابطت الدولة والإقبال أمام منبرك ... فليحطك النصر دوما عن يمين وشمال الهلال يود لو يقبل تراب قدمك أبدا ... ذلك أن هلالين مقوسين مثل نعل فرسك وا حسرتاه لو أن شمس الإسلام رأت علمك ... لم تكن انتقلت إلى جوار رحمة ربك لأصبحت أكثر حياة لأن ألفاظك كانت كماء الحياة ... ولكانت حياة بعد حياة وحالا بعد حال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 الفقيه العابد الحسين بن أحمد دلبر «1» كان رجلا متكلما وعابدا، ينظم الأشعار في المواسم، منها هذه القطعة من قصيدة له: * سجد في حضرتك أشخاص كثيرون ... وضعوا وجوههم على العتبة وكفّروا أيديهم [258] يدك كالسحاب ولسانك كذي الفقار ... عقلك كالبحر الأخضر ولفظك كالدر الثمين الذئاب والخنازير الوحشية الرابضة في البيداء ... يصبح حظها سيئا عندما يطلع الأسد من عرينه تودّ السماء لو تصبح بلون فص خاتمه ... لكنها لا تستطيع لأن السماء تحت أمره الحكيم أبو العلاء حمزة بن علي المجيري ّ «2» كان من قصبة فريومد، والنسبة في لقبه للوزير مجير الدولة، وله أشعار وقصائد كثيرة، منها هذان البيتان: * لا تتأفف دائما من دهرك ... ولا تتذمر لأحد من نوائبه إنها مرحلة ونحن فيها قافلة ... أكان خيرا أم شرا فللقافلة مرحلة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 الحكيم تاج الحكماء الموفق بن المظفر القوامي ّ «1» من قصبة فريومد أيضا، من تلاميذ الحكيم المجيريّ، وله قصائد قوامية كثيرة، نسبته إلى قوام الدين أبي القاسم الأنساباديّ وزير العراق وخراسان، ومن أشعاره: * ... من أجل تزيين العالم يستعد الفلك دوما ... لتزيين عروس الروضة وعروس البستان ينثر من شفتيه الضاحكتين البيجاذي ... ويعلق السحاب من عينيه الدامعتين عقد جوهر ولكثرة ما ينسج من الديباج المتنوع ببعضه ... ولكثرة ما يعقد من اللؤلؤ المتنوع مع بعضه عادت شقائق النعمان فاتنة ... وتوجت رأسها بكأس من البيجاذي الحكيم يحيى بن محمد الضّيائيّ الفريومديّ «2» رأيت من أشعاره هذه القصيدة [289] : * ما أن أنظر إلى ضفيرتها السوداء المعقودة ... فإن حالة من الهجر تسلبني القلب والروح ويختطف قلبي كلما أطلّ وجهها ... تسلب روحي من بدني متى ما نثرت شعرها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 أقول حينما أرى وجه وضفيرة حسنائي: ... أرأيتم سلسلة نسجت من سنبلة على سنبلة؟ لقد تحول كل حزني إلى سرور من تلك السلسلة ... وأصبح كل حقي باطلا من تلك السنبلة الحكيم محمد بن عيسى النّجيبيّ الباشتينيّ «1» نسبته إلى نجيب الملك المطّيبيّ الذي كان مشرف الممالك، وكان هذا الشيخ شاعرا حكيم الطبع، ولم أر في شعراء بيهق من هو أكثر رقة منه في الكلام، أو أشد ذكاء وعلما في العروض وأوصاف الشعر، وكان حسن المحاورة والأخلاق، ومن شعره هذه القصيدة: * أنت يا روح العالم كل لحظة في شأن معي ... فتارة تسلبينني الروح وأخرى تهبينها لست الفلك الدوار، ولكنني مندهش ... لأنك تغدين حنظلا مرة وأخرى سكرا ولست الدهر الجافي، وأنا عاجز عن فهم فعالك ... فتارة أنت آمرة وأخرى مطيعة والأعجب من كل شيء هو أنك في آن واحد ... تغدين خصما وتتوسطين مرتدية ثوب القاضي ألا تفكرين أنه عندما ترفعين النقاب عن وجهك ... تصبحين في قلبي مئات الآلاف من آلهات الجمال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 463 تجسمين الجمال في القلب وتنيرين السحر في الروح ... تخاصمين العقل وتصادقين الهوى ثم اختبروا الحكيم النّجيبيّ وطلبوا إليه أن يتحول من هذا البحر إلى المديد فقال على البديهة: * الغريب أن ينظم لدى العجم من هذا الوصف في بحر المديد ... فمن السعادة أن تصبح من هذا المديح في مصاف الشعراء فاعلاتن فاعلان فاعلاتن فاعلان ... لأنك ستتزين بجمال جميع كل هذا المديح لو كنت فلكا لأصبحت في القياس بحرا ... ولو كنت تحت الفلك فستكون سماء زرقاء وما دامت السماء والأرض بهذه الصفات ... فأنا أودّ أن تكون سيّدا على العالم الحكيم محمد المفخري ّ «1» كان يقرأ القرآن بالألحان، وهو راوي أشعار الحكيم الصّوابيّ، وكان يقال له محمد حسن، وهو جهوري الصوت، وكان في أول أمره ناسخ كتب أبي [260] وذهب معه إلى بخارى، ثم انتقض عمله، فأصبح يوفر أسباب عيشه من الوراقة والنسخ. قال في رثاء جدي شيخ الإسلام أميرك: * أصبح الإيمان ضعيفا واضطرب أمر الدين ... يوم شيّعنا جنازة شيخ الإسلام الجزء: 1 ¦ الصفحة: 464 ينشق الصدر كل حين من الألم واللوعة ... والدهر النائح واجم يفكر في هذه المصيبة بفقد فخر الحرية الإمام الشيخ شمس الدين محمد ... سماء الفضل وبحر العلم وأس الفن كيف يمكن القول إن شمس الكرم غابت تحت الغمام ... وكيف يمكن القول إن بحر السخاء غار تحت التراب لم يشاهد من هو نظيره في كل خراسان ... في الكلام والأدب والفقه والتفسير واللغة صار عرش الحكم بموته وفراقه خاويا ... وضعفت هيبة الدين من ذل الحداد عليه اسودّت أيام البيهقيّين لألم فراقه ... فلم يروا يوما أكثر أسى ولوعة من هذا الحكيم علي بن أبي القاسم بن أبي حفص الجلاليّ المكفوف «1» له أشعار مطبوعة، وللإيجاز نكتفي بهذين البيتين: * إن العمر الذي أمضيته أملا فيك ... لم يكن- والله- كما ظننته وأصبحت الآن فارغ البال إذ قطعت الأمل من ... نيل ما في إنائك وما في كيسك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 465 الحكيم المتكلم علي بن أحمد بن علي بن العباس الصّوابيّ «1» هو والد الإمام فخر الزمان مسعود الصّوابيّ، وله قصائد ومثنويات كثيرة، وكان ماهرا في علم الكلام، ومن رباعياته: * لا تنظري إليّ حين أبكي ... ذلك أني أبكي أبدا لهجرك في كل يوم أذرف أكثر من ألف دمعة ... كل دمعة أذرفها بنوح جديد وله: * أواه! ها قد رحلت وكان رحيلك مفاجئا ... إذ أفل سريعا ذلك الوجه الذي كان كالقمر كان كل الحسن مرافقا لجمال وجهك ... لماذا كان عمر من هو مثلك قصيرا هكذا؟ الحكيم المقرّب محمد بن أبي القاسم بن محمد المعلم «2» كان من القصبة، ولم يعمّر طويلا، من شعره هذا الدوبيت [261] : * عناء ليس له نهاية حتى يوم الحشر ... وحينذاك أيضا فمفتاح باب الحشر مفقود ترى ألم نهرول عبثا وبلا جدوى؟ ... وا حسرتاه! لأننا لن نبلغ ذلك الباب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 466 علي بن محمد بن جعفر الملقب بالمجيدي «1» نسبته هو الذي اختارها، وكان خبازا، توفي في عهد شبابه في سنة إحدى وستين وخمس مئة، له أشعار كثيرة ضمت الغث والسمين، منها هذان البيتان المشهوران: * كيف أمدحك بما يليق بمقامك ... فكل ما أقول أنت جدير بما هو خير منه عظمتك أغلقت الباب بوجه كلماتي ... إلا أن يفتح الله- بفضله- بابا أخرى الحكيم أبو الفضل البيهقي ّ «2» كان من آخر الناحية، وهو قريب العهد، معاصر لي، له أشعار كثيرة، منها: * في كل آن يبدأ الصراع مع نفسي ... ويصبح وجهي لخوف هجره مصفرا لو صعد حبيبي الفاتن الوجه إلى السطح ليلا ... لأضاء العالم بأسره من نور وجهه ولو ضحك ذو المراشف اللعس والعذار الذهبي ... لامتلأ حضنه بسكر شفتيه الحلوتين لا شك أن من تنفس نفسا خلاف إرادته ... أصبح نفسه في فمه أكثر حدة من الخنجر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 467 إذا وضع ذلك المبارك الخطى قدمه على التراب ... تحول التراب تحت قدمه- بهمته- عنبرا الشيخ الرئيس تاج الرؤساء الحسين بن أحمد الدّاريج «1» لم يكن له حظ كبير من العقل والعلم، إلا أنه طبقا لقانون أسلافه كان ينظم قصيدة في المواسم، وله قصيدة هي من أمهات قصائده في رثاء والدي قدس الله روحه، مطلعها: * وداعا أيها العيش الهنيء من دهرنا ... فما أسرع ما اضطربت أحوالنا الحكيم أبو القاسم المفخري ّ «2» ابن المقرئ محمد المفخريّ الذي كان يدعى المقرئ محمد حسن، وقد تقدم ذكر أبيه [262] ، ومن قصيدة له قالها عندما ارتقى والدي المنبر حديثا: * دار الفلك فأصبح كله سعادة ... وأصبحت الأرض كلها عزا وفخرا وأصبحت كل أحكام القضاء مفاخرا ... وقدرت مقادير المكارم بلا نقص حيث وضعوا لإمام دين الله ... في هذا اليوم منبرا جديدا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 468 ليس منبرا بل هو شمس عين العلم ... وليس منبرا بل هو كوثر لتخليد الفضل إن التراب الذي وطأه بقدمه ... أصبح مسكا تبتيا وعنبرا أذفر وقد أضمرت في خاطره ... كل أسرار علوم العالم العلوي فيا وارث الأنبياء في حل كل معضلة ... ونائب الأتقياء في الدين رأيك هو أس قصر المجد ... ولفظك زينة عروس الشعر باسمك تطلع السنابل من الحديد ... وبمحبتك تزهر شقائق النعمان من المرمر لم يخطر ببال أي إنسان ... أن يغامر بخوض بحر فضائلك ومن الشباب الذين نبغوا الآن: خواجكك بن شرف الرؤساء علي بن مؤتمن الملك أبي جعفر محمد بن علي المستوفي «1» ، وهو مطبوع في الشعر، وشعره يستقيم بإقبال الممدوح عليه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 469 فصل في ذوي اللسانين والفضلاء من ذوي اللسانين هم «1» : السيد الأجل جلال الدين العزيز بن هبة الله. وأخوه السيد الأجلّ العالم الزاهد عماد الدين يحيى. وأبو علي الجعفريّ البيهقيّ. والشيخ أبو المظفر عبد الجبار بن الحسن الجمحيّ. وأخوه الحاكم أبو القاسم المختار بن الحسن الجمحيّ الملقب بأميرك. والسيد أبو سعيد زيد بن محمد بن ظفر العلوي الحسينيّ. والشيخ أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله البيهقيّ الزّياديّ المعروف بخواجكك الزّياديّ. والشيخ العالم علي بن محمد الشّجاعيّ. ونادر الدهر [263] جعفر الحاكم الزّياديّ، وله أشعار بالعربيّة والفارسيّة، وله أيضا شعر يمزج فيه العربيّة بالفارسيّة، كما في قصيدته التي قالها في هجاء أهل جلّين، ومطلعها: يا أهل جلّين احفظوا آيينكم ... وذروا التبختر وانقلوا سرقينكم «2» ومن ذوي اللسانين أيضا: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 470 الشيخ محمد بن عميرة الجشميّ البيهقيّ. والشيخ الحسين بن أحمد الدّاريّج. وابنه الشيخ أحمد. والأديب أبو الفضل الحسن بن علي البحرويّ، وله أيضا قصائد ذات مصاريع بالعربيّة وآخر بالفارسيّة، مثل مطلع أحد قصائده: زدي أندر دلم آتش نكارا «1» ... ولم ترحم فؤادا مستطارا «2» ومن ذوي اللسانين أيضا: الشيخ أبو القاسم البرزهيّ. وشرف الدين ظهير الملك علي بن الحسن البيهقيّ، وله قطعة عجيبة بالفارسيّة، هذا مطلعها: * إن من جاء ليسلب قلوب العالمين ... هو روحي وبسببه بلغت روحي التراقي ونجم الأئمة جعفر بن ناصح الدين محمد القاضي. وكمال الدين، وأخوه ضياء الدين أبو الحسن علي، وهما أبنا محمد بن أبي القاسم علي الزّبارة. والحكيم علي بن محمد الحجازيّ القائنيّ، وهو وإن كان مشهورا بعلم الطب، إلّا أن له شعرا كثيرا بالعربيّة والفارسيّة، فمن الفارسيّ: * أهيّئ وسائل البقاء وأنا على سفر ... ولم يصبني من إعدادها سوى الأسى أنا الذي تحملت المشاق وغيري انتفع ... يحترق كبدي من هذه الحسرة وهذا العناء ومن ذوي اللسانين السيد الإمام الرئيس مجد الدين أبو البركات الفضل بن علي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 471 العلوي الحسينيّ الأصغريّ، وشعره بالعربيّة والفارسيّة مطبوع وفي منتهى الكمال، ولم يكن له نظير في هاتين الصناعتين. والسيد الزّكيّ علم الهدى أبو سعيد زيد العلوي الماشدانيّ. [264] ولم يكن في الإقليم هذا العدد من الفضلاء الذين ظهروا في هذه الناحية. حكاية: سمعت من كبار السن، أنه كان في قرية ريود ناطور غاب مدة، فلما عاد سئل عن سبب غيبته، فقال: كنت أستذكر كتاب العين في لغة العرب من تصنيف الخليل، إذ مرّ عليّ وقت لم أتفرّغ فيه له، فكنت أكرره عدة مرات في اليوم كي لا أنساه. وهذه حالة من عجائب الدنيا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 472 القسم الرابع فصل في ذكر المشاهير الذين نبغوا في بيهق، والوقائع العظام التي حدثت في هذه الناحية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 473 [ فصل في ذكر المشاهير الذين نبغوا في بيهق ] كانت سبزوار في زمن ما عامرة أكثر من القلعة، يقول عبد الله بن فارس «1» : لم أر في جامع القلعة بنيسابور يوم الجمعة أكثر من بضعة وسبعين مصليا، فما كان الناس هناك كثيرين، وقد بنى أمير خراسان يزيد بن المهلب آنذاك منارة للجامع، وأجلس عكرمة مولى ابن عباس وشهر بن حوشب للفتوى هناك، وكان شهر بن حوشب هذا يقيم مدة في القلعة وأخرى في بيهق. وليس عجيبا أن يظهر المشاهير من الرساتيق والنواحي فالأميران أبو طلحة شركب «2» ، وإبراهيم بن شركب كانا من قرية إسفند وقد ملكا. وكان القائد ساوتكين من خاكستر «3» . وأبو قابوس «4» ملك الشام والروم من قرية سلومة من ناحية خواف. وسكن إمام العصر سفيان الثّوريّ مدة في قصبة بيشك من كورة رخ، واستقر هناك وعنه روى المحميّون الحديث حينما كان مقيما ببيشك. وفي ناحية بست وقعت الحرب بين منوجهر وأفراسياب «5» ، وكان كلا الملكين مقيما هناك قبل ذلك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 475 وجرى هنا مصاف بين بلاش بن فيروز- الذي بنى بلاشاباد في ناحية بيهق- وأخيه قباد بن فيروز والد انوشروان واستولى على الملك وطرد أخاه «1» . [265] ومن منطقة قناة محمد من ربع ريوند، ظهر الغطريف ومحمد والمسيّب- ملوك ما وراء النهر- الذين تعزى إليهم الفضة الغطريفية والمسيّبيّة «2» . ومن المشاهير الذين نبغوا من بيهق: الوزير أبو العباس جعفر بن محمد الخيّر، الذي كان وزير السامانيين، وأصله من قرية إيزي، وهو الذي وقف الأوقاف التي تدعى أسباب الإجارة هناك، وبعض أرباب الوقف من أولاد ابنته فاطمة كالذين في دلقند، وبعضهم من آزاد منجير، وآخرون من قرية باغن، وبعضهم من قرية راز. ومن المشاهير الذين برزوا من بيهق أيضا: الشيخ أبو الحسن البندار، والد نظام الملك، وقد تقدم ذكره. الأمير أبو الفضل الزّياديّ، والأمير أبو جعفر الزّياديّ، والأمير زياد الزّياديّ. أبو سعيد الفاريابيّ وهو أول من تولى عملا للسلطان وقتل في هذه الناحية. معين الملك أبو القاسم علي بن سعيد الخسروآباديّ «3» ، الذي كان نائب الوزير على الجزء: 1 ¦ الصفحة: 476 عهد السلطان سنجر رحمه الله، وقد ذكرنا تلك القصة. ابن أخيه شهاب الملك أبو منصور أحمد بن الحسين بن سعيد «1» ، وقد توفي شهاب الملك هذا يوم الأربعاء الخامس والعشرين من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وخمس مئة. والشيخ أميرك الكاتب وأخوه الشيخ أبو نصر الكاتب الذي كان عامل الري، ووزير السلطان مسعود «2» ، كما تقدم. الأمير الإسفهسالار سيف الدين أبو نصر محمد بن أبي الخير «3» ، وهو من خسروجرد، بنى بنيسابور مدارس ومساجد، وبنى بخسروجرد ونيسابور رباطات وعمارات كثيرة، توفي سنة عشر وخمس مئة. الوزير تاج الدولة أبو القاسم أحمد بن عبد الله البيهقيّ «4» الذي كان الوزير بخوارزم، وقد بنى هناك عمارات وجامعا وآثارا كثيرة، وهو الذي بنى من مال غزّ خوارزم البهو المقام في جامع القصبة أمام القبلة. [266] الأجل شرف الدين ظهير الملك علي بن الحسن البيهقيّ «5» ، وقد تقدم ذكره. ابن أخيه من أولاد الكسائيّ النحوي «6» : الأجل جمال الدين الحسين بن علي البيهقيّ، وقد تقدم ذكره، وكان من ذوي الثروة في خراسان، وسخيا وخيّرا ومن أهل الصلاح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 477 شهاب الدين محمد بن مسعود المختار «1» ، الذي كان والي الري ودهستان، ثم أصبح بعد ذلك مشرف المملكة، وقد تولى ابنه عز الدين أبو نعيم «2» مدة ديوان الوكالة للسلطان الأعظم السعيد سنجر رحمه الله، وكان برسمه، وتولى مدة ديوان عرض الجيوش «3» . موفق الدين عثمان بن أبي زيد البيهقيّ المغيثيّ «4» من ربع كاه، وكان عميد بغداد مدة ومقربا من دار الخلافة، وقد التحق برحمة الحق تعالى في همذان، وقيل إنه سقي السم، والله أعلم. وكان عميد بغداد على عهد المقتفي لأمر الله بن المستظهر بالله. أمين الدين حمزة بن علي بن أحمد البيهقيّ المعلم والي هراة «5» ، وقد قتله الأمير علي بن سبكتكين الجتري في شهور سنة تسع عشر وخمس مئة، وله هناك ضريح يزار لحسن سيرته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 478 إن هذه الجماعة هم أولئك الذين كانت لديهم مناصب الولايات والوزارات ونيابات الوزارات، أما الذين كانت درجاتهم أقل منهم، والذين كان لهم حظوظ في الدنيا وأعمال السلاطين، فلا يحصيهم العد، غفر الله لهم ولجميع المسلمين والمسلمات. الوقائع العظام التي حدثت في هذه الناحية ذكروا أن منجّما هرويّا نزل برستاق سجستان، وكان أحد الفلاحين منشغلا بالزراعة، واسمه آذرك، وآذر تعني النار، وآذرك تصغيرها، أي النويرة، فجاء أحد وزف إليه بشرى ولادة ابن لذلك الفلاح (آذرك) ، فقام المنجم باستخراج طالع المولود، وقال: يكون هذا الوليد قائدا للجند سفّاكا «1» ، ثم كتب زايجة «2» الطالع تلك على ورقة [267] وأعطاها لآذرك، وقد كان ذلك الولد هو حمزة الذي أراق الدماء مرات كثيرة، جاء بالعسكر من سجستان إلى أطراف خراسان- وقد نجا أولاد ذلك المنجم بسبب تلك الورقة التي كتب فيها زايجة الطالع- وكما ذكرنا فيما مضى فقد جاء حمزة إلى سبزوار وقتل خلقا كثيرا من البالغين والأطفال الذكور في جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة ومئتين. ومن هناك ذهب حمزة إلى قرية طبرزندجان التي يقال لها نورندكان، فجاء زعيم تلك القرية وأظهر له الطاعة وقبل مذهبه- وكانت خطّة القرية كبيرة آنذاك- فنزل عسكره في بيوت الناس، فأمر زعيم القرية أن يقتل كل أصحاب البيوت ضيوفهم، ففعلوا ذلك، إلا أن حمزة بن آذرك نجا من القتل وهرب إلى سجستان وجاء بجيش هاجم به تلك القرية وأحرقها وخربها، وقد قتل في حدود برغمد خلقا من أطفال وبالغين، وآثار تلك المقابر ظاهرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 479 واقعة: وقوع زلزلة وخراب المساكن في الناحية، انتقل الناس بسبب ذلك إلى الصحراء وأقاموا هناك أربعين يوما بلياليها، في سنة أربع وأربعين وأربع مئة. واقعة: إغارة أهل أسفرايين وجوين على هذه الناحية في سنة ثمان وسبعين وثلاث مئة. واقعة: مجيء أحمد توانكر- وكان راميا للسهام- بالجيش الجرّار، فهرب أغلب الناس إلى القلعة، فرمى غلام لأميرك الكاتب بسهم أصاب أحمد توانكر في حلقه فقتل، وعاد جيشه مهزوما، وأما هو فقد دفن في سرإيزي في سنة ست وتسعين وثلاث مئة. واقعة: توفي السلطان محمود بن سبكتكين بغزنة في شهور سنة إحدى وعشرين وأربع مئة، وجلس مكانه ابنه السلطان محمد بن محمود، وكان أخوه السلطان مسعود على باب أصفهان، إلا أنه لم يخطب للسلطان محمد في نيسابور وبيهق، وخطبوا لأخيه السلطان مسعود، فبعث السلطان محمد أحدا لإلقاء القبض على حاكم نيسابور [268] ، فأرسل هذا رسولا إلى السلطان مسعود، الذي جاء مسرعا إلى بيهق، فغادرها جيش السلطان محمد الذي كان قد جاء إلى نيسابور من مرو الرّود. واقعة: في شهور سنة تسع وعشرين وأربع مئة بعد الغارات الكثيرة، لم يذبح أحد [خروفا] خارج القصبة لمدة سبع سنوات، وإنما كان الذبح في داخل قصبة شاه ديوار، وقد كانت الخطبة باسم السلطان طغرل السّلجوقيّ «1» ، فلم يأكلوا في السبع سنوات تلك لحم خروف. ثم إن حملا وقع بيد الشيخ أبي سعيد، فذبحه، وأرسل إلى أهل الناحية لحمه ومرقه في داخل البساتيق، وقد كانوا يأكلون في تلك السنوات السبع لحوم الظّباء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 480 والبقر وبيض الدجاج، وكانت هذه عزيزة الوجود أيضا، كما كانت الحبوب والتبن والنباتات عزيزة أيضا، وكانت ملكية ذلك منحصرة في داخل شاه ديوار في الحدائق والبساتين وأمثالها. واقعة: حدوث حرب وسط سوق القصبة بين أهالي محلتي الميدان وأعلى القرية، حيث وقف أهالي أسفريس والميدان وسكة سيّار في جانب، بينما وقف أهالي محلة أعلى القرية وشادراه وسراشغمبر ونوقابشك في الجانب الآخر، وقد قتل كثير من الناس من الجانبين، ووضعت الحرب أوزارها عند باب مسجد الجمعة في شهور سنة ست وثمانين وأربع مئة، وقام الناس عند توقف الحرب بتعزية بعضهم البعض الآخر، والصلاة على جنائز القتلى، وكانت هذه الحرب قد نشبت بسبب شاب أسمه أبو الحسن الفوجانيّ. واقعة: كما وقعت حرب بسبزوار وسط السوق أيضا بين خدم سديد الدين مسعود المختار، وخدم الأجل جمال الدين الحسين بن علي البيهقيّ من أولاد الكسائيّ النحوي، قتل فيها خلق كثير من الجانبين يوم الأربعاء الثالث من ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة. واقعة: حدوث خصومة بنيسابور بين طائفة الكراميين «1» والطوائف الأخرى يوم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 481 الثلاثاء الرابع عشر من صفر سنة تسع وثمانين وأربع مئة، اتحد فيها أصحاب الإمام أبي حنيفة وأصحاب الإمام الشافعي مع بعضهما، وكان مقدم الحنفيّين قاضي القضاة أبا سعيد محمد بن أحمد بن [269] محمد بن صاعد، بينما كان مقدم الشافعيين فخر الإسلام أبا القاسم ابن إمام الحرمين أبي المعالي الجوينيّ، وقد طلبوا مددا من ناحية بيهق، فذهب جماعة إلى هناك، وبسبب ذلك وقع كثير من البلايا والمصائب على أهل القصبة، وقعت تلك الحرب في ميدان رجاء. واقعة: نهب القصبة وتخريب قصبة شاه ديوار، بأمر الملك عضد الدين أرسلان أرغو بن ألب أرسلان في محرم سنة تسعين وأربع مئة، وكان سبب ذلك، أن السيد الأجل الزاهد فخر الدين أبا القاسم الفريومديّ «1» ، غادر القصبة ذاهبا إلى فريومد، فوصل خسروجرد عند صلاة العتمة، وكان هناك شبان سكارى جالسين على الطريق، فأراد الحاجب أن يزحزحهم عن الطريق، فلم ينهضوا لانشغالهم بالشرب وحدثت خصومة بين الفريقين، رمى الشبّان خلالها فخر الدين بحجر، ثم إن فخر الدين جاء إلى القصبة في اليوم التالي، فاجتمع ابنه السيد الرئيس عز الدين زيد مع السادات الآخرين واتجهوا إلى خسروجرد، وأعلنوا الحرب، وأحرقوا بوابة خسروجرد ونهبوا إحدى محلاتها، فجاء الملك أرغو إلى سبزوار فنهب إحدى محلاتها على جهة التأديب، وخرب شاه ديوار والقلعة، وكانت حرب خسروجرد في شهور سنة ثمان وثمانين وأربع مئة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 482 واقعة: كان الزّكيّ أبو سعد علي الجرجانيّ رجلا من جرجان يشتغل بالتجارة، اتصل بخدمة الأجل جمال الدين الحسين البيهقيّ، وهو الذي بنى هذه القلعة في سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة. واقعة: أمرت الخاتون الملكة تركان زوج السلطان سنجر رحمها الله، بتخريب هذه القلعة في شهور سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة، ثم عمّرت في شهور سنة ثمان وأربعين وخمس مئة. واقعة: قام غلمان ووكلاء السلطان الأعظم السعيد سنجر رحمه الله، عند أول مجيئه إلى خراسان سنة خمس وتسعين وأربع مئة، بتحصيل عشرين ألف دينار بالعنت والإرهاق من أهالي الناحية من غير أن يعفو عن أحد. [270] واقعة: نزول السلطان الأعظم سنجر مع جيشه هنا خمسة عشر يوما بين خسروجرد والقصبة، عند ما كان ذاهبا لحرب قراجة، حيث أقام إلى الأحد الخامس والعشرين من صفر، وكانت الخاتون تركان تحلّ ضيفة على سديد الدين مسعود المختار «1» يوما، وضيفة على جمال الدين الحسين البيهقيّ في اليوم الآخر. واقعة: وصول الملك أرسلان أرغون «2» ، وأخيه جلال الدين بوري برس هنا، كلا على حدة، في سنة سبع وفي سنة ثمان وثمانين وأربع مئة. واقعة: عند عودة الأمير قزل سارغ من حرب أهل نيسابور، يوم الثلاثاء منتصف محرم سنة تسع وثمانين وأربع مئة، ذهب إلى جوين، ومنها جاء إلى بيهق، وبقي فيها عشرة أيام حارب فيها هنا [في بيهق] ، إلا أن الناس لم يتضروا كثيرا، ثم ذهب حيث الجزء: 1 ¦ الصفحة: 483 هزم على يد ابن الأمير حبشي بن التونتاق، فقال أبو المعالي القومسيّ في ذلك قصيدة مطلعها: * جرّد السيف أيها الملك المظفر ... ولتحارب قزل سارغ، الله أكبر الوقائع التي حدثت قديما: نزول أمير خراسان نصر بن سيار- عند هزيمته- على مشارف القصبة، ومجيء حميد بن قحطبة بأمر من أمير آل محمد أبي مسلم [الخراسانيّ] على أثره، وقد قتل آنذاك كثيرا من جيش نصر، وذلك في آخر عهد بني أمية وأول عهد بني العباس، في موضع يقال له أشتر سراي. واقعة: وقوع فتنة بواسطة غلمان الأجلّ بعد قتله في شهور سنة أربع وثلاثين وخمس مئة، وكان قتل الأمير الأجلّ جوهر في شوال من هذه السنة. واقعة: حدوث خصومة بين أهل خسروجرد، وأهل القصبة حول رؤية [271] هلال العيد، وكانت العادة أن يذهب أهل القصبة إلى قصبة خسروجرد لأداء صلاة العيد، ثم إنه بأمر من الخليفة المنتصر والأمير أحمد الخجستانيّ تم بناء المسجد الجامع في القصبة في شهور سنة ثمان وثمانين ومئتين. وقد جدد بناء المسجد على يد الأمير أبي الفضل الزّياديّ في سنة أربع وستين وأربع مئة. أما المسجد الأخضر، فقد بناه الشيخ أميرك النّزلاباديّ في سنة أربع وستين وأربع مئة، وكان قبل ذلك فضاء مفتوحا تتخلله الأشجار، فأمر الشيخ أميرك أن يبنى على تلك الهيئة، وأصل الوقف فيه لأصحاب الإمام أبي حنيفة، وشعار أصحاب الإمام أبي حنيفة موجود في ذلك المسجد. واقعة: مجيء أمير الجيش الجلاليّ إلى الناحية، عند ذهابه لقتال أهل طزر في سنة إحدى وعشرين وخمس مئة. واقعة: مجيء ينالتكين بن محمد، ومحاصرته القصبة وتواتر الحرب وتخريب النواحي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 484 وإزعاج الناس من الرساتيق، من غرة شوال سنة ثمان وأربعين إلى منتصف صفر سنة تسع وأربعين وخمس مئة، وقد كان القتال في هذه المدة متواترا، والقحط متقاطرا، والبلاء متراكما، وقد هلك ثلثا الناس من أعلى الناحية في هاتين السنتين، حتى إنه لم يبق أكثر من سبعة عشر رجلا في قرية راز التي كان فيها ألف شخص، وكذلك الأمر في قرية باغن، وقرية ششتمد في ربع زميج. ثم إنه حدث بعد ذلك في سنة تسع وأربعين وسنة خمسين وخمس مئة قحط ووباء، وأصبح الطعام عزيزا، وقد ذكر لي- وكنت آنذاك غائبا عن الناحية ومقيما بنيسابور «1» - أنهم كانوا يحملون إلى المقابر ما يزيد على خمسين جنازة في كل يوم، وما زالت آثار الخراب وقلّة الناس ظاهرة في المدينة ونواحيها. واقعة: مجيء أمراء الغزّ بالجيش الجرار بقيادة الملك المعظم جلال الدين محمد بن السلطان محمود بن محمد بن بغراخان إلى القصبة، ووقوع الحرب والقتال وبين العشرين من جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين وخمس مئة حتى السابع والعشرين منه، وكانوا قد [272] جاءوا قبل هذا التاريخ، إلا أن الحرب كانت متواصلة في تلك الأيام السبعة. واقعة: ورود الأمير بوري برس بن قاريغ حاكما للناحية من قبل خوارزم شاه الملك العادل آتسز بن محمد، وتغيير الخطبة والنقود، من يوم الجمعة غرة ذي القعدة سنة ست وثلاثين وخمس مئة إلى الحادي والعشرين من ذي الحجة. واقعة: وصول خوارزم شاه ينالتكين بن محمد إلى قصبة فريومد، وإغارته عليها، وإحراقه الشجرة التي كان زردشت صاحب المجوس قد زرعها بموجب الطالع، والتي لم يكن باستطاعة الملوك النظر إليها، وكل من نظر إليها، لم يعمر بعدها طويلا، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 485 وذلك في شهور سنة سبع وثلاثين وخمس مئة بجمادى الآخرة ورجب، ومقتل خمسة عشر شخصا من قرية داورزن، ثم فك الحصار بعد ذلك، ومن هناك جاء إلى ديوره، وظل فيها ثلاثة أيام نهب فيها الأموال وسبى الذراري، ثم ذهب إلى طرف طريثيث وأقام في طبس الكيلكية، ثم عاد إلى الناحية [بيهق] مرة أخرى، فاستدعى السيد الأجل جلال الدين سيد النقباء محمد بن يحيى العلوي الحسينيّ رحمه الله، الأمير إيلتت- وكان شحنة نيسابور- فجاء بالخيل والأتباع ومتجندة نيسابور فوصلوا بقضّهم وقضيضهم إلى الناحية، وظلوا هناك خمسة عشر يوما، وعاد خوارزم شاه عنها، وكفى الله المؤمنين القتال. واقعة: كان في القصبة أيام الملوك السامانيين عامل من قصبة مزينان يدعى أبا سعيد، وكان من ندماء الأمير حميد، وكان الناس في القصبة منه في عذاب وبلاء، وقد بلغ أقصى جهده في تمهيد قواعد الظلم على الجميع، وبينما كان نائما ذات ليلة، هجم عليه شباب الرستاق وقتلوه، وهو واحد من ثلاثة من عمال بيهق يحملون اسم أبي سعيد قتلوا فيها. واقعة: ومن عمال بيهق، رجل آخر يدعى أبا سعيد الفاريابيّ، وكان بينه وبين رؤساء الناحية نزاع [273] وخصومة كان سببها أن العامل هذا قد أختار أربعين رجلا من مشايخ الناحية جعل منهم عشرين في الديوان لينظروا في الشكايات ورفع الظلامات، بينما أوكل إلى العشرين الآخرين أمر العناية بأموره وأولاده. وكان كلما انقضت ستة شهور، جاء بالعشرين الذين في الديوان للعناية بأموره، وأرسل العشرين الذين لديه إلى الديوان لينظروا في الشكايات والظلامات. وكان ذلك في بداية دولة السلاجقة، وكان أول مرة خطب فيها للملك صاحب جيوش المسلمين جغر بيك داود بن ميكائيل بمدينة مرو، هو في يوم الجمعة، غرة رمضان سنة ثمان وعشرين وأربع مئة، وقد حدثت حادثة بسبب بلوغ هذا التظلم إلى مسامع الرئيس أبي عبد الله وحاشيته، وكان قتل أبي سعيد الفاريابيّ البيهقيّ لأجل الانتقام لذلك، في شهور سنة خمسين وأربع مئة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 486 واقعة: لما وصل سباشي- الذي كان أمير خراسان من قبل السلطان مسعود بن محمود- مع مئة ألف فارس ومئتي فيل إلى خراسان التي كان فيها آنذاك قحط أدى إلى انعدام العلف والمحاصيل، وهاجمه الإخوة الثلاثة جغري وطغرل ويبغو، ذهب من هناك إلى جرجان لأجل الحصول على العلف، وقد ذكر أنه مرت سنوات على بيهق لم يكن فيها زراعة ولا حصاد، ثم إن سباشي هزم على يد جغري في الخامس والعشرين من شعبان سنة ثمان وعشرين وأربع مئة، فأرسل السلطان مسعود حاجبا مع تمام العدة والعدد، فجاء هذا الحاجب وعسكر في أعلى رستاق بيهق، وكانت هناك أشجار كثيرة للفستق في قرى إيزي وجلّين ونوقاريز، وكان الفصل شتاء، فاستخدم الحاجب خشب تلك الأشجار للوقود، وامتدت أيدي جنوده بالنهب والإغارة، بعد أن أصدر أوامره بقلع تلك الأشجار قائلا إن في خشبها دهنا يجعلها تحترق جيدا، ثم حملت حزم تلك الأخشاب على ظهور الإبل إلى غزنة، وقد أطلق أهل خراسان لقب الحاجب الكنّاس عليه. [274] حكاية: روى جدي شيخ الإسلام أميرك: ذهبت يوما إلى سباشي، وكان في دار الإمارة بشادياخ نيسابور وكان تحت إمرته مئة ألف فارس ومئتي فيل، فجاء صاحب الخبر وأنهى إليه أنه قد شوهد عشرة فرسان من التّركمان في ناحية تكاب، فأمر سباشي بقرع الطبول والنفخ في البوق الذهبي، وترتيب الجيش، وحمل التعاويذ والمصاحف، وقراءة الأدعية والنفخ، ثم قال لي: أيها الشيخ الإمام لا تضنّ عليّ بالدعاء والتضرع لكي أعود بالسلامة ولا أراهم. فقلت له: أيها الأمير! إن المبالغة في الحذر والتوجّس لا يليقان بك، ولن يكون إلا ما فيه الخير ونفعك، ثم انصرفت من عنده، وقد قال الناس آنذاك: إن شمس تلك الدولة قد شارفت على الغروب. حكاية: ذكروا أنه لدى نزول السلطان شهاب دين الله سيد سلاطين العرب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 487 والعجم مسعود بن محمود في القصبة، جاءت إليه امرأة عجوز شاكية- في الوقت الذي كان فيه بكتغدي الحاجب قد جاء هاربا من السلاجقة- وقالت له إن الشحنة قد أخذ منها ثلاثة دنانير، بسبب قيام خصومة بينها وبين جارة لها، أدت إلى اللجاج والمكالمة، وانتهت بتمزيق الثياب والملاكمة، فاستدعى السلطان الشحنة وقال له إن جزاء هذه الجنايات هو أرش الزجر، ومقداره عشرة دراهم مع تغريمها ثوبا، ولذا يجب عليك إعادة الدنانير الثلاثة إلى المرأة العجوز، وأمر بتقطيع الشحنة إلى ثلاثة أقسام وتعليقه على ساباط لوش هون: ذي المعالي فليعلون من تعالى ... هكذا هكذا وإلا فلا لا واقعة: بعد دس السم للسلطان ملك شاه «1» وموته في الثاني عشر من شوال سنة خمس وثمانين وأربع مئة، ظهرت الفترة واستولى العيارون على القصبة، فجاء السيد الأجل الزاهد فخر الدين أبو القاسم الفريومديّ «2» قدس الله روحه، من فريومد، وظل في القصبة خمسة أشهر متواصلة يطوف فيها مع أهل السلاح والخدم والفرسان إلى الصبح بالشموع والمشاعل، [275] ليحموا أموال وحرم المسلمين من أي اعتداء قد يقوم به المعتدون والفسقة، وقد كانت نفقة أولئك الخدم والأتباع بأسرها من خالص أمواله، وهذا هو السعي المشكور، والعمل المبرور. واقعة: قبل أن يقدم السيد الأجل فخر الدين أبو القاسم من فريومد إلى القصبة، حدث أن قتل السيد أبو سعيد عبد الله بن محمد بن جمعة البندار «3» ، واحدا من شباب المشايخ المدعو محمد بن أبي سعد بن عليك في ذي القعدة سنة خمس وثمانين وأربع مئة، وهرب قاتله إلى العراق، وصار بعد ذلك في خدمة السلطان محمد بن ملك شاه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 488 ووجد لديه حظا من الاحترام والقبول، ثم إنّ سبطه من قبل بنته أبا سعيد الدّاري، وهو عبد الله بن أحمد بن الحسين الدّاري، قد خاض بعد ذلك في غمرات الجنايات والأعمال الذميمة، واجتمع حوله الغوغاء، وقد قتله الشيخ الأمير علي بن حيدر- أحد مشايخ الناحية- في يوم السبت الثاني عشر من ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة، وكان سكران حيران، المريخ ذلك اليوم في الثور، بحسب درجة طالع بيهق. واقعة: عند ما ذهب السلطان طغرل لحرب أخيه من أمه، إبراهيم بن ينال «1» ، اجتاز بالقصبة. وإلى الوقت الذي ظلت فيه دار الملك بأصفهان، كان السلطان ملك شاه يمر بالقصبة، ويذهب إلى القلعة ويضع عليها العرّادة ويرمي بالأحجار منها. وكان السلطان ألب أرسلان قد اجتاز بالناحية لدى ذهابه لغزو الروم، إلا أن السلطان سنجر رحمه الله لم يمرّ بهذه الناحية أكثر من مرتين، كانت الأولى عند ما عاد من بغداد وقد عين ملكا، والأخرى، عند ما ذهب لمصاف قراجه الساقي «2» . واقعة: حدوث خصومة في قرية رزقن من ربع القصبة، بين خدم السيد جلال الدين محمد، وعز الدين أبي نعيم «3» وغلمان أبيه شهاب الدين، في يوم الأحد، الثاني الجزء: 1 ¦ الصفحة: 489 والعشرين من صفر سنة خمس وثلاثين وخمس مئة، ونشأت من ذلك أمور عظيمة، وذهب على إثر ذلك المشايخ والسادات [276] إلى الحضرة وظلوا هناك مدة، لأجل تفويض ولاية بيهق إلى السيد الأجل جلال الدين محمد رحمه الله. واقعة: مجيء الأمير أرقش الخاتونيّ وقتله لأهل طزر، وإلقاء رئيسهم المعروف بالحسن بن سيمين من مئذنة القصبة، في شوال سنة إحدى وعشرين وخمس مئة «1» . واقعة: مجيء الأمير قجق السّلطانيّ إلى الناحية، وتخريبه قرية طزر، وقتله جماعة من أصحاب القلاع، ومجيء الأمير آق سنقر إلى مزينان في شهور سنة ست وثلاثين وخمس مئة. واقعة: مجيء آق سنقر بخيل الأمير روسبه السّلطانيّ، وقتله أهل طريثيث بقرية ميج، في أواخر رمضان سنة خمس وثلاثين وخمس مئة. واقعة: وقوع الحرب بين أهل سبزوار، وأهل قصبة جشم، في الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة سبع وثلاثين وخمس مئة، كما وقع قتال آخر بينهما في الرابع والعشرين من رجب سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 490 القسم الخامس في غرائب الأمور التي انفردت بها بيهق عن سائر البقاع والنواحي، مع ذكر السادات المدفونين في خسروجرد وغيرها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 491 في غرائب الأمور التي انفردت بها بيهق عن سائر البقاع والنواحي الأول: الفضلاء والأدباء، حيث قيل إن بيهق كانت تدعى في تلك الأيام تهامة الصغرى لكثرة الفضلاء والأدباء الذين كانوا فيها، واليوم حيث أصبحت رسوم نضارة العلم منسوخة، وتردّت همم طلاب الأدب في مهاوي القصور والنقصان، فلا يزيد عدد من صناعتهم الأدب، والمعرفة التامة بلغة العرب، على ثلاثين شخصا يجيدون النظم والنثر. الثاني: إن خطّاطيها نسّاخ، وذلك من الغرائب، حيث يستطيع الخطاط النّسخ، وهو من عجائب الدهر، حتى أن بديع الكتبة علي بن إسماعيل الكاتب- ويقال لأهل بيته بنق- لقب بابن البواب الثاني وابن مقلة «1» وصهره هو معين الأفاضل محمد بن علي بن حيدر الأحنف الأخوينيّ المقرئ، وكان جدّ أبيه الفقيه محمد الأحنف الأخوينيّ [277] فقيها وشاعرا، وهو من أطراف دهستان، وقد ذكرت شعره في وشاح دمية القصر، وكان خطاطا وناسخا، وكان يكتب في اليوم ما يزيد على طبقين من الكاغذ بالخط المنسوب. وأرباب الخطوط الجميلة كثيرون في هذه البلاد، إلّا أن العادة قد جرت أن يقوم شمس الأئمة، والحاج محمد بن الفقيه أبي علي يحيى بن علي المؤذن بترسيس وتسريش ما يكتبه بديع الكتبة بخطه، وكان ذلك التجليد أعجوبة إلى الدرجة التي يصعب معها أن يوجد مثل ذلك الخط وذلك التجليد في هذه الأقاليم، وقد جلّد الفقيه الحاج محمد المؤذن في هذه السنة مصحفا باهض التكاليف لصلاح الدين صالح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 493 الخاتونيّ، أخذت عليه أجرة قدرها عشرون دينارا لتصحيفه وتجليده. فليهبه الله غاية الكمال. الثالث: ظهر في هذه الأرض علماء كبار في أنواع العلوم، إلّا أنهم لم يجدوا الرتبة والرفعة ما داموا في أرض بيهق، فآثروا الغربة والسفر عن الوطن ليتمتعوا بعلومهم. الرابع: يوجد في قريتي جلّين وقاريز، فستق لا يوجد نظيره في نواحي نيسابور. الخامس: يوجد في قريتي باغن وإيزي دجاج داجن مسمّن كالدجاج الكسكري الموجود في حدود بغداد، ولا يوجد مثله في نواحي نيسابور وطوس وسرخس ومرو وهراة. السادس: وجود ست عشرة قناة للماء في قصبة سبزوار يجري أكثرها في داخل القصبة. السابع: فيما مضى كانت صلاة الجمعة والخطبة تقام في خمسة عشر موضعا من هذه الناحية: قرية جلّين، قصبة سبزوار، خسروجرد، كسكن، سدير، كرّاب، باشتين، نامن (نامين) ، ديوره، جشم، خسروآباد، مزينان، بهمناباد، فريومد، قرية بيشين، فيما مضى، وهي الآن تقام في ثمانية مواضع. الثامن: فيها قرية تدعى كروزد تقع في أعلى الرستاق، لا يوجد في كل خراسان مثل مائها في خفة الوزن، وقد علم ذلك بالتجربة حيث وزنه الأطباء، وحكموا له بالخفّة والرّقّة. [278] التاسع: أعجوبة في ماء قصبة سبزوار، وماء عبد الرحيمي- وكلا الماءين كبريتي- إذ لا ينشأ منهما الفساد الذي ينشأ من المياه الكبريتية الأخرى، إلّا حالات نادرة من مرض البواسير. العاشر: فيها الإسكافيون صانعو الصنادل الفضية وأمثالها من خفاف النساء والرجال، مما لا يوجد مثله في نواحي نيسابور. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 494 الحادي عشر: في قرية ششتمد يوجد ماء حلو ثقيل لا يقربه الفساد لمدة طويلة، وفيها التين الرقيق الأصفر، الذي لا يجفّ لرقّته، بينما يجف تين فريومد الأبيض والأصفر. الثاني عشر: في قرية كيذر، يوجد الرمان الذي في غاية الجودة، من رقة القشرة وكثرة الماء وصغر الحبّة. الثالث عشر: في قرية أشتر يوجد العنب الذي يدعى السروستاني، ويكون في ششتمد في غاية الرقة أيضا، لرقة في قشرته، وصغر في حبّته، ويستفاد منه كثيرا، ويوجد في قرية ثرد (بزد) أفرود التي على حدود نيسابور مثل هذا العنب يدعى العنب السرابي. الرابع عشر: يوجد في قرية كهناب، الشيراز» والجبن اللذان هما أكثر حلاوة مما في ناحية أستوا. الخامس عشر: في ربع طبس، يوجد الكمثرى الحلو الذي يسمونه ماول ومنه الصيفي، ومنه الشتوي، ولا يوجد مثله في نواحي نيسابور. السادس عشر: في قرية طبس من الناحية، الجوز الذي قال الفقيه ابو العباس القطنيّ المعروف ب «التّرك» بأنه يستخرج من شجرة واحدة خمس مئة منّ من دهن الجوز، وكل شخص من أهل القرية مستعد لأن يشهد على ذلك. السابع عشر: في قرية طبس نوع من التفاح يقال له الرازيان، وهو شبيه بالأجاص الجرجانيّ [279] بل أكثر جودة منه، وله من جهة الطب منافع وفوائد كثيرة، وهي أكثر من منافع وفوائد الأجاص. الثامن عشر: إذا نبت الريباص في جبل رزمن، وجبل شاره ودربر، فإنه يكون الجزء: 1 ¦ الصفحة: 495 أحسن من ذلك الذي في جبل نيسابور. التاسع عشر: يوجد في جبل طبس عند حدّ بازقن، معدن الجمست، وفي جبل شاره معدن الذهب ومعدن النحاس وهما في غاية الجودة. العشرون: يوجد في قصبة خسروجرد، وقرية أباري أنواع من الفاكهة، من المشمش الفارسيّ الأحمر والأبيض والبلبلي والسّعيديّ، والكرمه، والبوعمري والميوي والفضلويّ وغير ذلك. كما يوجد الكمثرى الصيفي والشتوي، والعنب الزبيبي «1» والسبيدشي والطائفي والخسرواني والبرنياني والملاحي والزورابدي (والروراندي) والكيذكاني والكاولستاني (الكارستاني) والأبيض البلخيّ والأسود اللشي (اللشتي) والبطيخ الباكورة من كنارزي، وفانيذ العنب، والهراتي، والأسود الهراتي والسليماني والرازقي الذي لا يوجد في نواحي نيسابور فاكهة في لذته ومذاقه. الحادي والعشرون: في قرية كيذقان يوجد خوخ شبيه بخوخ خرو، وخوخ شتوي كذلك الذي رأيته في الري. الثاني والعشرون: في قريتي مهر وششتمد يوجد القلم الذي لا يوجد مثله في هراة وبادغيس وعموم بلاد خراسان ومازندران. ومن أقلام التحرير في خراسان ومازندران فإن أفضلها تلك التي ترتفع من قرية مهر ببيهق، ثم تلك التي تنبت بقرية ششتمد. والأقل جودة منها القلم الجرجانيّ. أما أردأ أنواعها فهو الذي بنواحي هراة. الثالث والعشرون: في قرية خسروآباد توجد الثياب التي نسجها على نمط السجاد، التي لا يوجد مثلها في خراسان. [280] الرابع والعشرون: في داخل حدود مزينان تحاك ثياب من الحرير في غاية الحسن لا يحاك مثلها في نواحي نيسابور. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 496 الخامس والعشرون: ينبت في دويين ونواحيها الحرض- الذي هو من أركان حوائج الخلق- مما لا يوجد في النواحي الأخرى، وكذلك القلي، وقد روى لي الشيخ الزّكيّ علي بن الفضل الباسنقانيّ رحمه الله، أن الأمير الرئيس الأجل الشهيد أبا الحسن علي بن الحسين بن المظفر الجشميّ رحمه الله طلب إليّ أن اشتري له من نيسابور ثيابا عتابية وآمدية وقلنسوة بما يزيد على مائة دينار وأبعثها مع غلمانه، ثم أمر جمّاليه فحمّلوا جمالهم بالأشنان وجاءوا به إلى نيسابور عدة مرات، عوضا عن ذلك الثمن، وكتب إليّ رسالة قال فيها: أنا معذور، فإن لي قدما راسخة في الدّهقنة «1» ، ورزقي من الحلال الذي لا شبهة فيه، وقد وجدت أسلافي على هذه الهيئة والصفة. السادس والعشرون: في قرية فريومد، يوجد التين الأحمر والتين الأصفر الذي يمكن أن يجفّف. وقد ورد في كتاب القانون «2» ، أن أفضل أنواع التين وأكثرها ملائمة لطبائع الناس هو ما وجدت أوصافه في التين الفريومديّ. وتوجد هناك قنوات كثيرة للماء، وهواؤها سهلي وجبلي، وفاكهتها ملائمة، ولا ينشأ من تناولها إلّا القليل من الأمراض. السابع والعشرون: في فريومد وحدودها توجد خلايا نحل العسل، الذي هو في غاية الجودة، مما لا مثيل له في نواحي نيسابور. الثامن والعشرون: في قرية سدير وغيرها، يوجد البطيخ الملاقي المسمى بالتّركماني، الذي يزرع في حدود مرو، وبطيخ المليون المأموني، والعبدلكي [281]- وهذا نوع من المليون- وقريب منه الحمشادي، والبطيخ الشتوي الجعد الذي ينبت في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 497 قرية أفجنك وغيرها، الدّلّاع الذي ينبت في قريتي باغن ودلقند، وأما في قريتي راز وكهناب فينبت البطيخ البخاريّ واللاري والطّبريّ، وفي دلقند البطيخ الكرنبي وهو نوع من البطيخ الأحمر الخريفي. قصة شجرتي السرو اللتين في قريتي كشمر وفريومد كان زردشت صاحب المجوس، قد اختار طالعين زرع بموجبهما شجرتي سرو، واحدة في قرية كشمر طريثيث، والأخرى في قرية فريومد، وقد ورد في كتاب ثمار القلوب «1» للشيخ أبي منصور الثّعالبيّ، أن الملك يستاسف أمر بزرعهما، ووصفوا للخليفة المتوكل على الله جعفر بن المعتصم تلك الشجرة [التي في كشمر] وكان قد بدأ ببناء الجعفريّة «2» فكتب إلى عامل نيسابور الشيخ أبي الطيب، وإلى الأمير طاهر بن عبد الله بن طاهر يأمره أن يقطعها ويبعث بأقطاع جذعها وأغصانها كلّها في اللبود إلى بغداد، لينصبها النّجّارون هناك ويوصلوا أغصانها بالمسامير لكي لا يضيع أي غصن من أغصانها وفروعها، وليضعها من ثمّ في ذلك البناء [الجعفريّة] . فاجتمع المجوس وقالوا للشيخ أبي الطيب: إننا مستعدون لدفع خمسين ألف دينار من الذهب النّيسابوريّ إلى خزانة الخليفة، ليتخلى عن قطع هذه الشجرة، فقد مضى على زرع هذه الشجرة أكثر من ألف سنة، ونحن الآن في سنة اثنتين وثلاثين ومئتين، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 498 فيكون قد مضى على زراعتها ألف وأربع مئة وخمس سنوات، ثم إن في قطعها طيرة، ولا ينتفع بها، فقال عامل نيسابور ليس المتوكل من أولئك الخلفاء والملوك الذين يستطيع أحد ردّ أوامرهم، ثم إن الشيخ أبا الطيب نصب الأمير عتاب بن ورقاء الشاعر الشّيبانيّ- وهو من أولاد الشاعر عمرو بن كلثوم- لهذا العمل، فأوكل هذا الأمر إلى نجار ماهر لم يكن له نظير بنيسابور، يدعى حسين النّجّار، فأنفق وقتا طويلا في إعداد المنشار المناسب وبقية الأسباب [282] وكانت استدارة ساق تلك الشجرة- كما ورد في الكتب- سبعة وعشرين عصا، كل عصا رشو وربع بالذراع الشاهي، وقيل إنه كان يتفيأ ظلالها ما يزيد على عشرة آلاف نعجة، وحين لا يكون هناك آدمي أو نعاج وراع، فإن الوحوش والسباع تستقر عندها، وتأوي إلى أغصانها جموع لا يحصيها العدّ من الطيور المختلفة، فلما سقطت تلك الشجرة، اهتزت الأرض في تلك النواحي، وأصيب كثير من القنوات والأبنية بالخلل، وغطّت السماء- وقت صلاة العتمة- أنواع من الطيور كانت تنوح وتعول بأصوات مختلفة، بهيئة جعلت الناس يتعجبون من ذلك، كما ناحت وأعولت النعاج التي كانت تتفيأ ظلالها. أنفق على حمل الشجرة بساقها وأغصانها وفروعها من كشمر إلى الجعفريّة خمس مئة ألف درهم، وحملت فروعها وأغصانها على ألف وثلاث مئة بعير، وحدث أن المتوكل قد قتل في تلك الليلة بأيدي غلمانه، بينما كانت الشجرة قد وصلت إلى أحد منازل الجعفريّة، ولم يرها أو يتمتع بها، قال علي بن الجهم في قصيدة له: فأل سرى بسبيله المتوكّل ... فالسرو يسري والمنية تنزل ما سربلت إلّا لأنّ إمامنا ... بالسيف من أولاده متسربل وكان ذلك في ليلة الأربعاء لثلاث خلون من شوال سنة اثنتين وثلاثين ومئتين «1» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 499 حيث هجم باغر التّركي مع مجموعة من الغلمان بإشارة من المنتصر على المتوكل الذي كان جالسا في مجلس لهو، وكان البحتريّ حاضرا هناك، فقال قصيدة منها: لنعم الدم المسفوح ليلة جعفر ... هرقتم وجنح الليل سود دياجره فلا ملأ الباقي تراث الذي مضى ... ولا حملت ذاك الدعاء منابره وقال أحمد بن إبراهيم الأسديّ «1» : هكذا فلتكن منايا الكرام ... بين ناي ومزهر ومدام بين كأسين أروتاه جميعا ... كأس لذّاته وكأس الحمام [283] وقال «2» : كم آمن متحصّن في جوسق ... قد آب منه بليلة المتوكّل وقد بقيت الشجرة في واحد من منازل الجعفريّة إلى عهد قريب. ولم يحل الحول حتى كان جميع الذين سعوا في ذلك الأمر- أمر الشجرة- قد ماتوا: وإلى نيسابور الذي أمر بذلك- أبو الطيب طاهر- والنّجّار والحدّاد ومن كان يعمل معهم، والنظارة وحاملو الخشب، وهذا من الاتفاقات العجيبة. أما شجرة السرو التي في فريومد فقد كان عمرها أطول من ذلك، إذ بقيت إلى سنة سبع وثلاثين وخمس مئة، أي بعد مئتين وواحد وتسعين عاما على قطع الشجرة التي في كشمر، حيث أمر الأمير الإسفهسالار ينالتكين بن خوارزم شاه بإحراقها، وكان بقاء تلك الشجرة في فريومد، ألفا وست مئة وواحدا وتسعين عاما «3» ولم يقع عليه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 500 ولا على حاشيته أي ضرر، لكونه قد أحرق تلك الشجرة بالنار وكان زردشت الذي زرع تلك الشجرة عابدا للنار. وربما كان سيقع حادث ما، لو أنه قطعها قطعا، وقد بقي الأمير ينالتكين حيا إلى سنة إحدى وخمسين وخمس مئة أي أنه عاش بعدها أربعة عشر عاما. وكانت الخاصية التي في شجرة فريومد هي أن كل ملك تقع عينه عليها، تأتيه نكبة في تلك السنة، وقد تكررت هذه التجربة زمنا طويلا. أعجوبة: لم ينقطع المطر الذي بدأ في السادس من حزيران سنة ست وثلاثين وخمس مئة حتى الثامن من حزيران، حيث كانت الشمس في ثالث درجة الجوزاء، وقد وقع في ناحية بيهق خراب لا يقدر البيان على وصفه، وكانت الشمس في آخر الحوت، فسقط الثلج ليلتين مع نهاريهما، ثم تساقط البرد لمدة أسبوع، وقد بلغ ذلك البرد حدّا أن هلك فيه الكثير من النبات والأشجار، وذلك في سنة ستين وخمس مئة. [284] فصل: وصل إلى باب القصبة مؤيد الدولة والدين كسرى خراسان، ملك المشرق آي آبه «1» خلّد الله دولته في العاشر من محرم سنة إحدى وستين وخمس مئة، بجيش جرّار من الخيّالة والمشاة، وتتابعت الحرب، ودمّر جدار القصبة من جهة الجنوب بأحجار المنجنيق، وقتل كثير من الخلق، وقد انتهت تلك الحرب بتوسط من الأصفهبد فخر الدولة كرشاسف بن مرداويج بن كرشاسف، حيث أخذ ملك المشرق رهائن من الأولاد وأعزة أكابر القصبة، ونقلهم إلى نيسابور، ثم عاد في الخامس من صفر سنة إحدى وستين وخمس مئة ووقعت الحرب مرة أخرى في جمادى الأولى وجمادى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 501 الآخرة من سنة اثنتين وستين وخمس مئة، وتواصلت الحرب شهرين، حيث وضع المنجنيق في الجانب الغربي من القصبة بمحاذاة السالاريين، وكان هناك جماعة من أمراء خوارزم كالأمير إسن آبه يبغو، والأمير نجم الملك علي خواجة، والأمير إيسن، والأمير بوري بسملي (بسملق) بأمر من السلطان المعظم تاج الدنيا والدين إيل ارسلان خوارزم شاه. واتفق أن كانت عودة ملك المشرق ومجيء الموكب السّلطانيّ المعظم لتاج الدنيا والدين بالبركة إلى خراسان في أول يوم من رجب سنة اثنتين وستين وخمس مئة فنشب القتال في خسروجرد، وخرّبت المدينة والقلعة في ذي الحجة سنة إحدى وستين وخمس مئة. وقد خطب بسبزوار للسلطان المعظم تاج الدنيا والدين ملك التّرك والعجم إيل أرسلان بن خوارزم شاه آتسز في يوم عبد الأضحى سنة إحدى وستين وخمس مئة، لما أصبح سلطانا بخراسان، أمّا في نيسابور، فقد خطب له في رمضان سنة اثنتين وستين وخمس مئة. ذكر السادات المدفونين في خسروجرد وغيرها في بيهق: السيد الحسين بن محمد بن الحسين بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين ابن علي بن [285] أبي طالب عليهم الصلاة والسلام، وهو البطن الثامن من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «1» وقد ذكر أن أمه كانت بنت الإمام موسى الكاظم، وكان الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) خاله، وكان قد نزل هو ومجموعة من التجار والشبان عند مدخل خسروجرد، فهجم عليهم جماعة من الأشرار كانوا قد جاءوا من خسروجرد بهدف نهب أموالهم، فقتل هذا السيد خلال ذلك، ثم اتفقت كلمة المشايخ والأعيان والعلماء في خسروجرد على مطالبة الوالي بالاقتصاص من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 502 أولئك الأشرار، ودفنوا هذا السيد، وأقاموا على قبره ضريحا. وبعده السيد إبراهيم بن عبيد الله بن إبراهيم بن محمد بن موسى الكاظم «1» الذي أصيب بعلة الإسهال في قرية أباري، فلبّى نداء الحق تعالى، ونزل عليه الأجل، ودفن إلى جوار ذلك السيد الشهيد. ثم أخو السيد الأجل ركن الدين أبي منصور، وهو السيد الحسين بن علي بن محمد بن محمد بن محمد بن يحيى بن محمد بن أحمد بن محمد الزّبارة بن عبد الله المفقود بن الحسن المكفوف بن الحسن الأفطس بن علي الأصغر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب «2» عليهم الصلاة والسلام، واعتبط شابا، فدفن إلى جوارهما. وبعده دفن في ذلك البيت القديم، السيد الأجل عز الدين زيد بن السيد الأجل الزاهد فخر الدين أبي القاسم علي بن أبي يعلى زيد بن السيد العالم علي بن السيد الأجل أبي الحسين محمد بن يحيى بن محمد بن أحمد بن محمد زبارة بن عبد الله المفقود بن الحسن المكفوف بن الحسن الأفطس بن علي الأصغر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب «3» صلوات الله عليهم. ومن بعدهم بنيت تربة روضة السيد الأجل العالم السعيد العزيز بن هبة الله بن علي بن محمد- وكنا قد ذكرنا نسبه قبل هذا «4» - وفي تلكما القبتين أيضا أقاربهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 503 وأولادهم وأحفادهم، وقد أمر بعمارة تلك القبة مجد الملك أسعد القمّيّ «1» رحمه الله من الأموال التي غنمها من الروم. وفي قصبة جشم على جانب القبلة يوجد مشهد الناصر بن محمد بن أحمد بن الحسين العلوي الحسينيّ [286] الأصغريّ «2» . وفي خسروجرد توجد مقبرتان لاثنين من الصحابة: أحدهما أبو رفاعة تميم بن أسيد «3» والآخر الأسود بن كلثوم، وهو من التابعين. وفي وسط سوق قصبة سبزوار يوجد مشهد السيد الحسن بن الحسين بن عيسى بن زيد بن الإمام الحسن بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «4» (عليهم السلام) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 504 القسم السادس خاتمة الكتاب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 505 يقول مصنف هذا الكتاب: إن بقايا أفاضل العصر كسيرو القلوب وألفّاء الألسن، وحال شيوخ العلماء بين الشباب كالخرقة البالية بين الثياب القشيبة، والفاكهة اليابسة وسط الفاكهة الطرية. ومثل العلماء والسلاطين كمثل المطر والنبات، فإن وجد النبات من المطر النيساني مددا، نما، وإن حرم، عراه الذبول، ولذا قالوا: الدين بالملك يقوى. ولأن استبهام الأخبار، واستعجام أحوال الأخيار والأشرار، هي أسباب توزّع الخاطر، لم يبق مجال للصبر في مدة الانتظار، ومع ذلك فلا وجه لسوء الظن بلطف الحق تعالى سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً «1» . ولأن المجالس الرفيعة- زادها الله رفعة- محط الرجال، واتحاف الفضلاء والعلماء في تلك المجالس كصحائف الأمان وقميص يوسف عليه السلام، زيّن كل واحد منهم بروضة الرضوان، وأنوار البيان، وأزهار البرهان، وكحلت نواظر العالم بكحل سرور مطالعتها، فإن الحظ النائم يستيقظ، والدهر المعاند يسعف، والفلك المعاند يطاوع. لن أغرق بالأثنية والمدائح التي تحصل بها الإراحة المؤقتة، بل سأنشغل بالمواعظ والنصائح التي تعطي الثمار الحسنة في الدّارين، وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ «2» . يجب أن يعرف، أن كل أوائل وبدايات المخلوقات متصلة بالأواخر والنهايات، وكل نظام في العالم سيعقبه التفرق والزوال ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللَّهِ باقٍ «3» ، وكل نعيم لا محالة زائل، يتساوى في ذلك رب التاج [287] والفقراء والمحتاجون، والرءوس والأذناب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 507 * إن ذلك الذي عليه آثار الجاه والنعمة ... وفي خدمته ألف من ذوي المناطق الذهبية تساوى في النّفس الأخير ... مع الفقير ذي القدر المتواضع فيجب أن لا يسمح للشيطان أن يستولي على مكامن الأقوال والأفعال. اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ «1» لكي يكون طريقه واضحا، يوم يلجأ إلى الله، ولا يطرق سمعه نداء آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ «2» . فعدوّه يطفئ مصابيح العقل بنفخ الهوى، ويصيب بالكسوف شمس المعرفة بعقد الحرص وحب الدنيا، وفي ذلك الوقت الذي تعاين فيه نفسه سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِ «3» وتهجره الأموال والأولاد والجاه والنعمة، ويذهب خدمه وحشمه إلى مخدوم آخر، ويتكدر شراب أمله، ويسلمونه إلى تراب اللحد في بيت الوحدة والوحشة، وكلما ازدادت نعمته، ازداد انشغالا في كيفية حفظ تلك النعمة، إلّا أنه لم يخطر على باله التفكير في ولي نعمته، وكل من شغل بالجزع والندبة يقول: ماذا أستطيع أن أفعل في الدنيا من غيرك؟ دون أن يمرّ على خواطرهم: ترى ما الذي يستطيع أن يفعله هو في ذلك العالم بلا مال أو نعمة وخدم وحشم مع وعورة الطريق وانعدام الزاد؟ وينبغي أن لا يخدع نفسه بقوله: إني ربّاني ومؤمن، فإن لذلك دلائل وعلامات كثيرة، فالإيمان والمعرفة اللذان لم يمنعاك من الإصرار والدوام والمواظبة على النواهي والمعاصي، كيف سينجيانك من غضب الله تعالى في الآخرة؟ فكما أن المصباح لا يضيء إلّا باجتماع الفتيلة والزيت، فإنه إن لم تجتمع العقيدة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 508 وأداء الأوامر واجتناب النواهي، لم يظهر أثر نور السعادة، وقد اختلف أهل الملل والنحل على كل الأشياء، إلّا أنهم لم يختلفوا في مسألة أن معصية الحق تعالى ضارة، والإصرار على المعصية والمواظبة والدوام عليها هو البلاء المتراكم، عندما يأتي ملك الموت والحربة في يده [288] فيظهر من القلق والجزع ما لا يثمر إلّا الحسرة وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ «1» . ومن كانت معصيته نقدا وتوبته نسيئة، كان كمن شرب السم القاتل، وأخّر تناول التّرياق الشافي وقصّر في طلبه، وقد ذكروا في الحكايات أن أحد الملوك كان ذا غفلة، فمرّ يوما مع وزيره- وكان عالما عاقلا- على رجل كريه المنظر، ثيابه قد جمّعها من خرق المزبلة، شعره طويل وأظافره غير مقلمة، قد جلس على رماد في أتون حمام، وقد جلست قبالته امرأة عجوز تطبخ الدخن على وقود من الأقذار، وكان ذلك الرجل يردد بيتا من الشعر غير موزون يتغنى فيه بجمال تلك المرأة وسحرها قائلا: من الذي يعطى افضل من هذا؟ هذا وقت غاب عنه العذول والرقيب. فقال الملك: أية حياة هذه، وأية دناءة في الهمّة. قال الوزير: أيّها الملك، إن قياس نعمة الدنيا إلى نعمة الآخرة، هو نفس هذا، فجلوس وقيام وطعام ولباس هذا الرجل وهذه المرأة هو كدولتك ونعمتك، فكما تنظر أنت إلى هذا بعين الحقارة، فإن كل من فكر في لذات العالم الآخر، نظر إلى لذات هذه الدنيا بالاستخفاف والتحقير والتصغير، قال رسول الله صلّى الله عليه: «لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة، ما سقى منها كافرا شربة ماء» «2» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 509 حكاية: يحكى أن ملكا كان يعيش في ملكه وولايته بالسعادة والفرح والدعة، لم يلحق عدو أي ضرر بملكه، ولم تؤثر عين حاسد في محله الرفيع، وفي ليلة كان الجو فيها باردا، انتثر فيها الكافور على العالم، فعادت الأرض بيضاء كالمرآة الشامية وابيضّت مفارق رؤوس الجبال، فأثّر فيها الهرم، لبست المساكن والمواطن لباس الحواصل، وتعرّت الأشجار من الأوراق، وأصبحت حرارة النار حبيبة الحيوانات، واستعار ظلام الليل سواده من القار وجناح الغراب وذوائب [289] الشباب وثياب المفجوعين ومداد الورّاقين، ولما غلب النوم على ذلك الملك، رأى في منامه نفسه وحيدا في بيداء مقفرة لا ملجأ فيها، ثم إن أسدا حمل عليه بغتة، ففر منه إلى جبل، فلما وصله رأى منه واديا فيه بئر، ولأن الأسد صار قريبا منه، ولخوفه منه، ألقى بنفسه في البئر، ثم إنه لهول ذلك الحلم أفاق من منامه قلقا كالحبة في المقلاة الحارة، وانحدرت دموع عينيه على وجهه: كأن فجاج الأرض حلقة خاتم ... عليه فلا تزداد طولا ولا عرضا «1» فجاء الوحي إلى نبي ذلك الزمان أن اذهب إلى فلان الملك وحذّره وقل له: إن وفود إحساني تصل إليك متواترة، وقد قوّيت قلبك بعوني ومواهبي وتوفيقي ووهبتك العزاء، فلم الأنين؟ ولم الجزع؟ لقد كنت قدمت إليك بالوعيد، فلماذا يشكو المسافر الذي وجد الجو صافيا وشعاع قمر الليلة الرابعة عشرة؟ ولم يضيق قلب الظمآن الذي بلغ الماء الزلال؟ لقد رأيت من وعيدي الكرم الذي كان على تلك السماحة، والملك الذي سدّ طريق زواله، وانقطعت عنك أنفاس وساوس الشياطين، ووجدت بضاعة الحلم الذي رأيته قيمتها التامة في سوق التحذير، فلم أودع لك في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 510 جيب الغيب إلّا جواهر المسرة، فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ «1» ، وأسعفت أشجار مساعيك بغوادي الأيادي ولواقح المنائح، وطلعت شمس حسن الاتفاق في ليلك الداجي هذا من أفق التوفيق، وانجلت تلك الغفلة والتقصير: نفس المحبّ على الآلام صابرة ... لعلّ مؤلمها يوما يداويها «2» فاسمع تعبير هذا الحلم لتعود رياض قلبك خضراء، وتبسم شفتا مرادك: إن تلك البيداء هي مثال للموت، وتلك الوحدة هي وحدة يوم القيامة وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ «3» وذاك التراب هو تراب المذلّة والحسرة، وذلك العري هو العري [290] من العلم والطاعة والعبادة، والجبل هو المظالم والخصوم، وذلك الأسد هو المتقاضي لحسابك وقد جاء على أثرك، وأعطاك كتابك بيدك فقلت يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ، وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ «4» والبئر هو جزاء أفعالك كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ «5» فإلى أن ينظر العمال والموكلون في الحساب، ينبغي لك أن تتأمل قليلا في حسابك، «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا» «6» : تحاسب غيرك جهلا وتنسى ... سريع الحساب شديد العقاب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 511 فعندما تصدر أمرا بحبس وقتل عبيد الحق تعالى فكّر بذلك الأمر الذي يقول خُذُوهُ فَغُلُّوهُ «1» وخُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ «2» لكي تتواصل البركات الكثيرة بميامن أيامها في هذا العالم، وتدون سور سيرها في دفاتر المفاخر وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ، أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ «3» . اعلم أن عيب الدنيا من عشرة أوجه: الأول: كلّها شقاء وعناء، فلا تجد أحدا غير مبتلى بنوع من شقائها، لم ير منها أي آدمي الراحة، فكيف بالحيوان الذي يحمّل بعضه العذاب، وبعضه يموت بالعناء، فالطيور في خوف من الفخّ والشرك، والوحوش في شقاء بعضهم مع الآخر «4» : حلاوة دنياك مسمومة ... فلا تأكل الشّهد إلّا بسمّ «5» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 512 ألا إنّما الدنيا على المرء فتنة ... على كل حال أقبلت أو تولّت كفى حزنا للمرء أيام دهره ... تروح له بالنائبات وتغتدي *** وكيف يرجّي المرء فيها سلامة ... وما سلمت منها الحصى والجنادل الثاني: ليس للدنيا وفاء، ولا تتوافق مع أحد، لا الرفيع ولا الوضيع، لا القرشيّ ولا الحبشي: فيوما عند عطار ... ويوما عند بيطار «1» *** [291] دنيا تحول بأهلها ... في كلّ يوم مرّتين «2» فغدوّها لتجمّع ... ورواحها لشتات بين *** دنيا تنقّل من قوم إلى قوم «3» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 513 إنّما الدنيا بلاء ... ليس للدنيا ثبوت «1» إنما الدنيا كبيت ... نسجته العنكبوت الثالث: سريعة الزوال والفناء، حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً «2» . وما دنياك إلّا مثل فيء ... أظلّك ثم آذن بالزوال «3» الرابع: جوهرها خسيس، فالديباج لعاب الدود، والعسل لعاب النحل، والدر جنين الأصداف، والمسك من نافجة الغزال، والفضة والذهب من الحجر، والفاكهة من الخشب، وما كان خسيس الجوهر، فالتعب به ضائع: وفي الأصل غشّ والفروع توابع ... وكيف وفاء النّجل والأب غادر الخامس: عاقبة كل شيء إلى الفساد، والفساد من العفونة فكل ما تدخره يؤول في النهاية إلى العفونة والفساد: وإنّ صلاح الدهر قد صار كلّه ... فسادا وما في ذاك شكّ ولا ريب السادس: تجاري الظالمين وعديمي الدراية أكثر من مجاراتها لأهل الفضل، فبينما يكون لدى النصراني الرومي مائة ألف دينار، يشقى المسلم بقوت يومه قُلْ مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا «4» : الجزء: 1 ¦ الصفحة: 514 وأخو الدراية والنباهة متعب ... والعيش عيش الجاهل المجهول السابع: إن وافقت الهوى ذهبت بماء وجهك، وإن خالفت العقل أتتك بالوجاهة والنباهة في الدّارين: الضبّ والحوت قد يرجى اجتماعهما ... وليس يرجى اجتماع العلم والمال «1» الثامن: بنفس المقدار الذي تزداد فيه اقترابا منها، تبتعد عن رضا الحق تعالى ونعيم الآخرة، وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ «2» أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا «3» . [292] أيا طالب الأموال أقصر فإنما ... بأخذك منها حظ عقباك يبطل التاسع: مهما جمعت منها فلن تشبع ولن يكون معك مقدار ذرة منها في سفر الآخرة، تؤخذ عنك الدنيا وتسأل يوم القيامة عنها وتعاقب عليها، قال عليه السلام: «منهومان لا يشبعان: طالب علم وطالب دنيا» «4» والحرص على الدنيا داء لا دواء له: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 515 والحرص داء عياء لا دواء له ... ومن أتى بابه يخذل ولم يعن العاشر: إن كمال الأمور الدنيوية متعلق بالنقصان والانحطاط حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً «1» . إذا تمّ أمر بدا نقصه ... توقّع زوالا إذا قيل تمّ «2» وسر الدنيا كله مجموع في هذه الآية وهي قوله تعالى: اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ ... «3» . وفقنا الله لطاعته واجتناب معصيته. تمّ كتاب تاريخ بيهق هذا بحول الله تعالى وقوته، فإنه لا حول ولا قوة إلّا بالله. وقد ورد فيه ما بذله هذا المؤلف مما هو في حدود قابليته وما هو بمقدار وسع وإمكان وطاقة البشر. ليجعل الحق تعالى لهؤلاء الماضين النصيب الكامل والحظ الوافر من رحمته ومغفرته ويرزق الباقين ثبات أقدامهم على قاعدة الشريعة والسنة، بحق النبي وآله وأصحابه وعترته الأخيار الأبرار. وفرغ المصنف رحمه الله من نسخ هذا الكتاب في الرابع من شوال سنة ثلاث وستين وخمس مئة بقرية ششتمد. وفرغ من تحرير هذا (كذا) النسخة العبد الضعيف المحتاج إلى رحمة ربه وشفاعة جده كمال الد ... بن شا ... ال ... طاهر ... والحمد لله رب العالمين في غرة الشهر (كذا) جمادى الآخرة سنة خمس وثلاثين وثمان مئة «4» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 516 الفهارس العامة صنعتها السيدة بشرى مشكور 1. فهرس الآيات القرآنية 2. فهرس الأحاديث النبوية 3. فهرس الأعلام 4. فهرس الأنساب والألقاب والصفات 5. فهرس القبائل والأمم والطوائف والجماعات والفرق 6. فهرس المواضع والبلدان 7. فهرس القوافي 8. فهرس الكتب الواردة في المتن 9. فهرس الأمثال 10. فهرس النبات 11. فهرس الحيوان 12. فهرس العقاقير الطبية والعطور والمآكل والمشارب 13. فهرس المعادن والأحجار الكريمة 14. فهرس الثياب والزينة والنقود والآلات 15. فهرس الفأل والفلك والتنجيم 16. فهرس الأمراض والآفات والبلايا والكوارث الطبيعية 17. مصادر الترجمة والتحقيق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 517 1. فهرس الآيات القرآنية السورة ورقم الآية/ الآية/ الصفحة آل عمران: 18/قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب/ 94 آل عمران:/ والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ... أجر العاملين/ 512 135- 136 آل عمران: 187/وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ... ولا تكتمونه/ 507 المائدة: 119/رضي الله عنهم ورضوا عنه/ 100 الأنعام: 17/إن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو/ 127 الأنعام: 44/حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة/ 514، 516 الأنعام: 82/الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم/ 318 الأنعام: 92/لتنذر أم القرى ومن حولها/ 131 الأنعام: 94/ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة/ 511 التوبة: 60/إنما الصدقات للفقراء/ 289 يونس: 91/استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله/ 508 هود: 73/رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت/ 454 يوسف: 54/قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ أمين/ 355 يوسف: 76/وفوق كل ذي علم عليم/ 159 الرعد: 43/قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب/ 94 إبراهيم: 34/وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها/ 89 إبراهيم: 45/وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم ... لكم الأمثال/ 228 النحل: 96/ما عندكم ينفد وما عند الله باق/ 507 الإسراء: 110/قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن .... / 284 مريم: 39/وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة/ 508 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 519 مريم: 75/قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا/ 514 النور: 32/والصالحين من عبادكم وإمائكم/ 281 الفرقان: 74/فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين/ 511 المؤمنون: 11/الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون/ 355 النمل: 52/فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا/ 409 القصص: 82/تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا ...... / 229 الروم: 32/كل حزب بما لديهم فرحون/ 92 لقمان: 13/إن الشرك لظلم عظيم/ 318 الأحزاب: 37/فلما قضى زيد منها وطرا/ 418 الشورى: 20/من كان يريد حرث الدنيا ..... نصيب/ 515 الدخان: 47/خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم/ 512 الأحقاف: 20/أذهبتم طيّباتكم في حياتكم الدنيا/ 515 ق: 19/سكرة الموت بالحق/ 508 النجم: 36- 39/أم لم ينبأ بما في صحف موسى .... إلا ما سعى/ 315 الحديد: 20/اعلموا أنما الدنيا لعب ولهو وزينة/ 516 المجادلة: 19/استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله/ 508 الطلاق: 7/سيجعل الله بعد عسر يسرا/ 507 التحريم: 5/مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات/ 281 الحاقة: 26/يا ليتني لم أوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه/ 511 الحاقة: 30/خذوه فغلوه/ 512 المدثر: 38/كل نفس بما كسبت رهينة/ 511 التكوير: 1/إذا الشمس كورت/ 212 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 520 2. فهرس الأحاديث القدسية والنبوية والمنسوبة للنبي (ص) «إذا أعطى الله أحدكم خيرا فليبدأ بنفسه وأهله ... » / 403 «إذا حضر العشاء والصلاة فابدأوا بالعشاء» / (أنس بن مالك) 380 «إذا سئل أحدكم عما لا يدري فليقل: لا أدري فإنه ثلث العلم ... » / 280 «إذا كان يوم القيامة ضربت لي قبة من ياقوتة ... » / (سلمان الفارسي) 274 «اذكروا الفاسق بما فيه كي يحذره الناس» / 289 «أربع آيات نزلن من كنز العرش ... » / (أبو أمامة الباهلي) 316 «أربع من سعادة المرء، زوجة صالحة ... » / (عبد الله بن الحسن المثنى) 279 «أطولكن طاقة، أعظمكن أجرا يوم القيامة ... » / (المهلب بن أبي صفرة) 120 «أعمار أمتي من الستين إلى السبعين ... » / (أبو هريرة) 368 «اقطعوا عني لسانه» / 121 «إن أبغض الرجال إلى الله، الألد الخصم» / 354 «إن أردت أن يقبل الحق تعالى حجك ... » / (حسين الكرابي) 354 «إن الله جواد يحب الجود ... » / (عبد الله بن عباس) 315 «إن الله مع القاضي ما لم يجر ... » / (ابن أبي أوفى) 339 «إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول» / (البراء بن عازب) 398 «إن كتاب المؤمن يوم القيامة حسن ثناء الناس عليه» / (أبو هريرة) 273 «إن لله تسعا وتسعين اسما مئة غير واحد ... » / (أبو هريرة) 275 «إن المجلس الصالح ليكفر عن المؤمن ... » / (جعفر الصادق) 304 «إن من أعظم الناس أجرا لوزير صالح ... » / 339 «إن النبي (ص) اشتكى فرقاه جبريل ... » / (أبو سعيد الخدري) 374 «انظروا إلى من هو أسفل منكم ... » / (أبو هريرة) 305 «أنين المريض تسبيحه، وصياحه تهليله ... » / (عبد الله بن عمر) 317 «تعلموا الفرائض وعلموه ... » / (أبو هريرة) 395 «ثلاثة من أمتي تستغفر لهم السماوات والأرض ... » / (عبد الله بن عباس) 379 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 521 «جهزوا جيش أسامة» / 246 «خير بلاد خراسان نيسابور» / 118 «خيركم المدافع عن عشيرتي ... » / (سراقة بن جعشم) 404 «رضا الله في رضا الوالدين ... » / (عبد الله بن عمر) 395 «ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها» / (عائشة) 303 «زويت لي الأرض فأريت مشارقها ومغاربها ... » / 215 «سرعة المشي تذهب ببهاء المؤمن» / (عبد الله بن عمر) 324 «سئل رسول الله (ص) عن الصلاة ... » / 385 «سئل رسول الله (ص) عن قوله تعالى: قل ادعوا الله ... » / (ابن عباس) 284 «سئل رسول الله (ص) عن قوله تعالى: وكان تحته كنز ... » / (أبو هريرة) 396 «سئل النبي (ص) : ما الغنى؟ ... » / (عبد الله بن عباس) 369 «العلم علمان: علم الأديان وعلم الأبدان» / 96 «فضل العالم على العابد كفضل ليلة القمر على الكواكب ... » / (أبو الدرداء) 372 «كان رسول الله (ص) إذا أصبح قال ... » / (أبو هريرة) 324 «كان رسول الله (ص) إذا لبس ثوبا بدأ بميامنه» / (أبو هريرة) 271 «كل حسب ونسب ينقطع، إلا حسبي ونسبي» / 174 «كل صلاة لا يقرأ فيها فاتحة الكتاب، فلا صلاة، ... » / (ابن عباس) 307 «كل معروف صدقة» / (جابر بن عبد الله) 277 «لا تسبوا الدنيا فنعم مطية المؤمن هي ... » / (عبد الله بن مسعود) 319 «لا غيبة لفاسق» / 290 «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث» / (عبد الله بن عمر) 278 «لكل بني آدم عصبة ينتمون إليه سوى بني فاطمة ... » / (جابر بن عبد الله) 340 «لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ... » / 509 «للمؤمن عند إفطاره دعوة مستجابة» / (عبد الله بن عمر) 387 «ما أحد من أصحابي يموت ببلدة إلا كان قائدا ... » / 117 «ما تحاب اثنان في الله ... » / (أنس بن مالك) 306 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 522 «ما عند الله شيء أفضل من فقه في الدين» / (عبد الله بن عمر) 314 «ما من أحد يوم القيامة غني أو فقير إلا وودّ ... » / (أنس بن مالك) 380 «ما من امرأة تخرج بغير إذن زوجها ... » / (أنس بن مالك) 382 «ما من ليلة جمعة إلا وينظر الله إلى خلقه ثلاث مرات ... » / (ابن مسعود) 284 «من أراد منكم الباه واستطاع أن يتزوج ... » / 273 «من أريد ماله بغير حق فقاتل فقتل فهو شهيد» / (عبد الله بن عمر) 369 «من أظل رأس عابر (غاز) ، أظله الله يوم القيامة ... » / (سراقة بن جعشم) 404 «من تقحم في الدنيا فهو يتقحم في النار» / (أبو هريرة) 358 «من حفظ على أمتي أربعين حديثا ... » / (عبد الله بن عباس) 353 «من زرع زرعا أو غرس غرسا فأكل منه طير ... » / (أنس بن مالك) 283 «من سمع منا حديثا فليبلغه كما سمعه ... » / 351 «من عكف نفسه ما بين المغرب والعشاء في مسجد ... » / (ثوبان مولى النبي) 352 «من قال فيما لا يدري: لا أدري ... » / (علي بن زيد البيهقي) 281 «من قال هذه الكلمات ... » / (العباس بن عبد المطلب) 321 «منهومان لا يشبعان ... » / (علي بن أبي طالب) 515 «من وعده الله على عمل ثوابا ... » / (أنس بن مالك) 278 «نصر الله عبدا سمع كلامي ثم لم يزد فيه ... » / (معاذ بن جبل) 394 «نقل الحجارة أهون على المنافقين ... » / (عبد الله بن عباس) 303 «وكان تحت كنز لهما، قال: كان تحته صحف العلم» / (أبو هريرة) 396 «ولدت في زمن العادل أنوشروان» / 142 «يا ابن آدم! أبرر والديك ... » / (قبيصة بن جابر) 280 «يا ابن آدم! إن عملت قراب الأرض خطيئة..» / (قبيصة بن جابر) 279 «يا ابن آدم! علق قلبك بالله ... » / (عبيد الله الأنصاري) 277 «يوشك أن يكون خير مال المسلم ثلة من أغنام ... » / (أبو سعيد الخدري) 282 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 523 3. فهرس الأعلام آتسز بن محمد (خوارزم شاه) 361، 485، 535 الآجي- أديب الترك آدم (أبو البشر) 90 آذرك (الفلاح) 143 آق سنقر (الأمير) 490 آي آبه ملك المشرق- المؤيد إبراهيم الخليل 315 إبراهيم الدلال 347 إبراهيم بن إسحاق بن يوسف الأنماطي 250 إبراهيم بن الحسن بن علي 357 إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم البديلي 265 إبراهيم بن خسروشاه بن بهرامشاه 180 إبراهيم بن زياد 369 إبراهيم بن سرور 297 إبراهيم بن شركب 475 إبراهيم بن طاهر بن إبراهيم، شاهك الزكي 252 إبراهيم بن طهمان 398 إبراهيم بن عبدش البيهقي 297، 298 إبراهيم بن عبدوك 283 إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى الهاشمي 368 إبراهيم بن عبيد الله بن إبراهيم بن محمد بن موسى الكاظم 503 إبراهيم بن عرعرة 372 إبراهيم بن علي، ناصح الدين النظام الكاتب 449 إبراهيم بن علي بن حمك، سديد الدين المغيثي 292، 377 إبراهيم بن علي بن كامة 262، 405 إبراهيم بن عمار بن يحيى الخزرجي 250 إبراهيم بن الفضل بن محمد، أبو الحسين الخطيب 441 إبراهيم بن محمد، أبو إسحاق الإسفراييني 326 إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن شداد 250 إبراهيم بن محمد بن طلحة 369 إبراهيم بن محمد، أبو المظفر البيهقي 331 إبراهيم بن محمد بن شاهك إبراهيم 245، 252 إبراهيم بن محمد بن يلطوار 156 إبراهيم بن محمد، أبو إسحاق المغيثي 291، 292، 293، 297 إبراهيم بن محمد بن كيسان 352 إبراهيم بن مسعود بن محمود الغزنوي 179، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 524 332، 437 إبراهيم بن المنذر الحزامي 395 إبراهيم بن المهدي 150 إبراهيم بن هلال الصابي 111 إبراهيم بن يزيد النخعي 318 إبراهيم بن ينال 181، 489 ابن أبي أوفى- عبد الله بن أبي أوفى ابن أبي مريم- سعيد ابن أبي معدان- أحمد بن سعيد بن أحمد ابن الأعرابي 276 ابن الأنباري 253، 276 ابن بسام 176 ابن بشر الأنصاري 119 ابن البواب- علي بن هلال ابن تقن 260 ابن جريج- عبد الملك بن عبد العزيز ابن دريد- محمد بن الحسن بن دريد ابن الرومي 293 ابن شيرذيل 262 ابن طباطبا العلوي 111 ابن الطرابلسي- محمد بن إبراهيم بن جعفر ابن طرخان البلخي- عبد الله بن محمد بن علي ابن عباس (عبد الله) 121، 284، 299، 303، 307، 353، 379 ابن عبد الحكم (الراوي) 403 ابن عزيز جوين 184 ابن فارس 133 ابن فورك 345 ابن المعتز- عبد الله بن المعتز ابن نفطويه 304 أبو أحمد النامي البوشنجي 338 أبو إدريس الخولاني 394 أبو أسامة- حماد بن أسامة أبو إسحاق الإسفراييني- إبراهيم بن محمد أبو إسحاق الثعلبي- أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو إسحاق الزجاج 113 أبو الأسود الدؤلي 374 أبو أمامة الباهلي 316 أبو بكر الصولي 253 أبو بكر القهستاني (علي بن الحسين) 376، 377 أبو بكر بن الحارث الأصفهاني 397 أبو بكر بن صدر الدين محمد بن فخر الملك 188 أبو بكر الخوارزمي- محمد بن العباس أبو بكر بن عياش 369 أبو بكر بن المعتز البيهقي 403 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 525 أبو بكر بن موسى بن قاريغ 181 أبو جعفر الحاكم الزيادي 210، 476 أبو جعفر المقرئ- أحمد بن علي بن أبي صالح أبو جعفر بن القاسم بن كامة 406 أبو جعفر بن محمد بن شاهك العنبري 245 أبو الجوزاء- أوس بن عبد الله أبو حاتم الحنيفي 323 أبو الحارث السجزي 293، 294 أبو حامد الإسفراييني 403 أبو حامد الغزالي 428 أبو الحسن البديلي- علي بن إبراهيم أبو الحسن البندار (والد نظام الملك) 190، 194، 476 أبو الحسن البيهقي 224 أبو الحسن الحناني الواعظ- علي بن محمد، أبو الحسن الحناني أبو الحسن السعيدي 213 أبو الحسن زنكي، ملك الرؤساء 215 أبو الحسن السيمجوري- محمد بن إبراهيم سيمجور أبو الحسن العزيزي 217 أبو الحسن ابن الفقيه الأجل 183 أبو الحسن الفوجاني 481 أبو الحسن المشطب 286 أبو الحسن بن إسماعيل بن صاعد، سديد القضاة 221 أبو الحسن بن أمير 211 أبو الحسن بن الحسين بن محمود الحاتمي 452 أبو الحسن بن حمزة بن علي، ضياء الدين الكسائي 415 أبو الحسن بن عبد الرحمن بن محمد الكسائي 415 أبو الحسن بن القاسم بن الحسن الخطيب 444 أبو الحسن بن محمد بن عبدوس 452 أبو الحسن بن محمد الدلقندي 255 أبو الحسن بن مسعود البازرقان 211 أبو الحسين البهمن آبادي 377، 378 أبو الحسين الفارسي- عبد الغافر بن إسماعيل أبو حفص المطوعي- عمر بن علي أبو حفص بن مسرور- عمر بن أحمد أبو حنيفة (الإمام النعمان بن ثابت) 219، 284، 482، 484 أبو حنيفة البويابادي- عثمان بن علي بن الحسن أبو دجانة البيهقي 285 أبو الدرداء 372 أبو ذر الغفاري 279، 405 أبو ذر المطوعي- محمد بن محمد بن عبد الرحمن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 526 أبو زكريا العنبري 241 أبو زيد القاضي- عبيد الله بن عمر الدبوسي أبو زيد الكيسكي 173 أبو سعد الخركوشي- عبد الملك بن محمد أبو سعد علي الجرجاني 483 أبو سعد بن أحمد بن جمال الملك، ظهير الدين 188، 235 أبو سعد بن أبي ذر، رشيد الأئمة 419 أبو سعد بن الحسن بن علي بن حاتم 248 أبو سعد بن علي بن محمد، تاج الكتّاب المختار 234 أبو سعد بن محمد بن عبد الله، مهذب الأئمة 419 أبو سعيد (الشيخ) 480 أبو سعيد (عامل مزينان) 486 أبو سعيد الأديب 272 أبو سعيد الأشج 322 أبو سعيد الجنابي 175 أبو سعيد الخدري 282، 347 أبو سعيد السيرافي- الحسن بن عبد الله أبو سعيد سيمجور 258 أبو سعيد الضرير 293 أبو سعيد الفاريابي 476، 486 أبو سعيد بن أبي الخير 372 أبو سعيد بن أحمد بن الحسين الداري 236 أبو سعيد بن الحسن بن أبي القاسم الكرابيسي 254 أبو سعيد بن الفضل بن محمد الخطيب 441 أبو سعيد بن محمد الرفاء 450 أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري 368 أبو سهل بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن المطوعي 405 أبو شجاع (من أولاد محمد بن علية) 170 أبو شجاع الحسين 227 أبو صالح السمان (ذكوان) 271، 305 أبو صالح بن محمد بن جعفر الحنيفي 323 أبو صفرة بن سراق 194 أبو طالب المأموني 126 أبو طالب رستم بن فخر الدولة البويهي 180، 228 أبو طالب بن العباس بن محمد المستوفي 238 أبو طالب بن محمد بن علي زبارة 407 أبو طلحة بن شركب 176، 475 أبو الطيب، عامل نيسابور 498 أبو عامر الجرجاني- الفضل بن إسماعيل أبو عباد، ثابت بن يحيى 126 أبو العباس الإسفراييني- الفضل بن أحمد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 527 أبو العباس الخير- جعفر بن محمد الخير أبو العباس القطني المعروف بالترك 495 أبو عبد الرحمن السلمي- محمد بن الحسين بن محمد أبو عبد الله، خواجكك الزيادي 205 أبو عبد الله المحدث 162 أبو عبد الله الحسين شيخ الملك، الأمير 362 أبو عبد الله الحسين بن علي، من ذرية ابن فطيمة 383 أبو عبد الله بن هبة الله المختار الخازن 234 أبو عبيد 312 أبو عثمان النهدي 274 أبو عصمة- نوح بن أبي مريم 315 أبو علي الباروي- أحمد بن أحمد أبو علي البروقني 231 أبو علي البلخي 346 أبو علي الجعفري 312، 470 أبو علي الخميري 439 أبو علي السالار 381 أبو علي سيمجور 257 أبو علي طاهر، مجير الدين 359 أبو علي مسكويه 111 أبو علي المؤذن 430 أبو علي ناصح الدين الدلشادي 381 أبو علي بن أبي منصور بن عثمان 368 أبو علي بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن الحسين الداري 237 أبو علي بن إسماعيل بن صاعد 330 أبو علي بن الحسن بن أحمد بن الحسين العميد 267 أبو علي بن محمد بن علي بن الحسن العماري 249 أبو علي بن محمد بن ناصر 222 أبو علي بن محمد بن أبي القاسم المؤذن 430 أبو علي بن محمد بن يحيى، عين القراء 451 أبو عليك الحذّاء 152 أبو عمرو بن حمدان- محمد بن أحمد بن حمدان أبو الفتح البخاري 450 أبو الفتح البستي 305، 325، 326 أبو الفتح الخاصة 243 أبو الفتح المستوفي، عميد الحضرتين 344 أبو الفتوح سيدك (من السادة العلوية) 169 أبو الفضل البغدادي- علي بن أحمد بن داود أبو الفضل البلعمي 301 أبو الفضل البيهقي (الحكيم) 112، 467 أبو الفضل البيهقي الكاتب- محمد بن الحسين، أبو الفضل أبو الفضل الحدادي- محمد بن الحسين بن محمد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 528 أبو الفضل الزيادي 151، 476، 484 أبو الفضل الكرماني- عبد الرحمن بن محمد بن أميرويه أبو الفضل بن أحمد بن علي بن حاتم 247 أبو الفضل بن الحسين بن علي بن أبي نعيم 232 أبو الفضل بن محمد بن حاتم 248 أبو الفضل بن محمد بن العباس 224، 226 أبو قابوس ملك الشام والروم 475 أبو القاسم حاتمك- علي بن حاتم أبو القاسم سيمجور 257 أبو القاسم عمرو 378 أبو القاسم فات 368 أبو القاسم الفريومدي 231 أبو القاسم الكعبي البلخي- عبد الله بن أحمد بن محمود أبو القاسم، معين الملك 266 أبو القاسم العزيز الكسائي 416 أبو القاسم الكاتب 242، 244، 245 أبو القاسم الوزير 161 أبو القاسم بن أبي جعفر بن محمد العنبري 245 أبو القاسم بن أبي المعالي الجويني 284 أبو القاسم بن أبي المعالي بن حمزة بن الحسين، سعد الملك البرزهي 390 أبو القاسم بن بهاء الدين محمد بن هبة الله الخازن 234 أبو القاسم بن الحسين بن أبي القاسم الكرابيسي 254 أبو القاسم بن الحسين بن شاهك، الأطراف الأديب الأصم 254 أبو القاسم بن الحسين بن علي بن أبي نعيم 232 أبو القاسم بن حمزة بن علي، المجنون الكسائي 412، 416 أبو القاسم بن عبد الحميد بن عبد الجبار، شمس الدين الخواري 398 أبو القاسم بن عبد الله بن محمد السراج 147 أبو القاسم بن علي بن العباس المستوفي 238 أبو القاسم بن علي بن محمد بن علي المستوفي 238، 239 أبو القاسم بن محمد المفخري 468 أبو القاسم بن محمد، تاج الدين البهمن آبادي 378 أبو القاسم بن محمد بن أبي القاسم المؤذن 430 أبو القاسم بن محمد بن أبي نصر بن أبي جعفر، سديد خراسان جمال الدين العنبري 245 أبو القاسم بن محمد بن علي البزاز 254 أبو القاسم بن محمد بن علي المؤذن 430 أبو القاسم بن محمد بن هبة الله الخازن 234 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 529 أبو القاسم بن محمد بن يحيى المؤذن 430 أبو القاسم بن ناصر بن علي 222 أبو القاسم الحسكاني- عبيد الله بن عبد الله بن أحمد أبو القاسم فات 368 أبو القاسم الفوراني- عبد الرحمن بن محمد بن أحمد أبو القاسم القشيري- عبد الكريم بن هوازن أبو القاسم المجنون بن حمزة بن الحسن الغازي 412 أبو القاسم بن عبد الملك بن عبد الله، فخر الإسلام 482 أبو القاسم بن محمد الكاتب شقيق أميرك 243 أبو القاسم بن محمد بن علي البزاز الكرابيسي 254 أبو محمد الحمداني البراكوهي 344 أبو محمد الناصحي- عبد الله بن الحسين أبو محمد بن بكر بن سعد القرشي 380 أبو محمد بن علي بن أحمد بن عبد الله بن عزيز 240 أبو مسلم الخراساني 484 أبو المعالي الجويني- عبد الملك بن عبد الله أبو المعالي الرشيدي- مجدود بن محمد أبو المعالي القومسي 484 أبو المعالي بن أحمد بن الحسين الداري 236، 409 أبو المعالي بن حمزة بن الحسين البرزهي 389 أبو مليكة 307 أبو منصور بن علي بن محمد المختار 234 أبو منصور بن محمد بن ناصر 222 أبو منصور العبادي، قطب الدين- مظفر بن أردشير أبو نصر حسينك 362 أبو نصر العتبي- محمد بن عبد الجبار أبو نصر القشيري- عبد الرحيم بن عبد الكريم أبو نصر الكاتب 242، 243، 477 أبو نصر الكندري- محمد بن منصور أبو نصر بن أبي جعفر بن محمد العنبري 245 أبو نصر بن إسحاق، عم نظام الملك 183 أبو نصر بن ستي عزيزة 236 أبو نصر بن محمد الكاتب، عميد الري 234 أبو نصر بن مشكان 243، 331 أبو نضرة 347 أبو نعيم- عبد الملك بن محمد بن عدي أبو نعيم البروقني 231 أبو نعيم المهرجاني- عبد الملك بن الحسن أبو هريرة 271، 273، 275، 305، 395 أبو يحيى البزاز- محمد بن عبد الرحيم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 530 أبو يعلى الحنيفي 340 أحمد أميرك مؤلف مئة حادثة 367 أحمد توانكر 480 أحمد الغازي 116 أحمد فات 368 أحمد النجار المتكلم- أحمد بن محمد بن إسحاق أحمد بن إبراهيم الأسدي 500 أحمد بن إبراهيم الأعسري 307 أحمد بن إبراهيم بن الحسين، أبو الفضل البديلي 265 أحمد بن إبراهيم بن علي، أبو علي 364 أحمد بن أبي ربيعة 176، 287 أحمد بن أبي ربيعة، أبو نصر الوزير 287 أحمد بن أبي سعدك 211 أحمد بن أبي صالح 247 أحمد بن أبي علي السويزي 402 أحمد بن أبي نصر بن أبي جعفر 245 أحمد بن أحمد الباروي الخواري 416 أحمد بن إسحاق، عم نظام الملك 183 أحمد بن أسد 177 أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن أسد، أبو نصر الساماني المعروف بالشهيد 178 أحمد بن إسماعيل بن أحمد البيهقي القاضي 346 أحمد توانكر 153 أحمد بن حازم، أبو عمرو 319 أحمد بن الحسن الحرشي القاضي 379، 380 أحمد بن أبي الحسن العزيزي 217 أحمد بن الحسن شمس الكفاة الميمندي 217، 361 أحمد بن الحسن بن أبي القاسم البزاز الكرابيسي 254 أحمد بن الحسن بن أحمد المزيناني 322 أحمد بن الحسن بن أحمد بن أبي علي السويزي 402 أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي 324 أحمد بن الحسن بن عبد الله الأنماطي المقرئ 251 أحمد بن الحسن بن علي بن أحمد، أبو علي المستوفي 445 أحمد بن الحسن بن كرامة 392 أحمد بن الحسين بن إبراهيم، أبو الفضل البديلي 410 أحمد بن الحسين الداري (الداريج) 236، 441 أحمد بن الحسين بن أحمد بن الحسين، بدر الرؤساء الداري (الداريج) 273، 408، 409، 410 أحمد بن الحسين بن أحمد بن علي، أبو منصور ابن فطيمة 384 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 531 أحمد بن الحسين بن سعيد، أبو منصور شهاب الملك (العميد) 266، 477 أحمد بن الحسين بن العدل، أبو نصر البيهقي 312 أحمد بن الحسين بن عمرو، أبو نصر 362 أحمد بن الحسين بن محمد الجشمي 202 أحمد بن الحسين، أبو بكر شيخ السنة البيهقي 327، 338، 344، 393، 397 أحمد بن الحسين بن إبراهيم البديلي 410 أحمد بن حمدويه بن مسلم الديوري 279 أحمد بن حنبل 271 أحمد بن خالد، أبو سعيد الضرير 292 أحمد بن الداعي بن زيد بن حمزة 168 أحمد بن داود بن ميكائيل المعروف بقاورت 181 أحمد بن أبي سعدك 211 أحمد بن الحسين بن احمد الداريج 471 أحمد بن سعيد بن أحمد بن محمد بن معدان 114 أحمد بن سيار المروزي 114 أحمد بن صدر الدين محمد بن فخر الملك علاء الدين 188 أحمد بن عبد الصمد العباسي 191 أحمد بن عبد الله بن زكريا 202 أحمد بن عبد الله الخجستاني (الأمير) 151، 175، 176، 484 أحمد بن عبد الله، أبو القاسم تاج الدولة الوزير البيهقي 477 أحمد بن عبد الله بن أحمد بن الحسين الداري 409 أحمد بن عبد الله بن محمد الأنماطي 250 أحمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم 320 أحمد بن عبيد الله بن عمر 90 أحمد بن عثمان الخشنامي 329، 359 أحمد بن علي أبو حامد المقرئ 318 أحمد بن علي، أبو نعيم 152 أحمد بن علي بن أبي صالح، ركن الدين أبو جعفر المقرئ، إمام الجامع القديم بنيسابور 447 أحمد بن علي بن أحمد بن إسحاق 183 أحمد بن علي بن أحمد بن الحسين المقرئ البيهقي 450، 451 أحمد بن علي بن أحمد بن ظفر زبارة 407 أحمد بن علي بن أحمد بن محمد، مقبل الملك الزيادي 360 أحمد بن علي بن إسحاق، قوام الدين بن نظام الملك 183 أحمد بن علي بن إسماعيل الميكالي 237 أحمد بن علي بن إسماعيل، أبو زيد البروقني 166، 231، 232 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 532 أحمد بن علي بن حاتم، ضياء الرؤساء أبو نعيم 247 أحمد بن علي بن الحسن المؤدب الاستوائي 372، 373 أحمد بن علي بن الحسن، ابن فطيمة الخسروجردي 121، 318، 429 أحمد بن علي بن الحسين، أبو نصر وجيه العلماء 230 أحمد بن علي بن خمير، أبو العباس 439 أحمد بن علي بن عبد الله بن علي الزيادي 366 أحمد بن علي بن محمد، أبو جعفر المقرئ، ركن الدين بوجعفرك 317 (انظر أيضا: أحمد بن علي بن محمد أبو جعفر المقرئ) أحمد بن علي بن محمد بن عبد الله، مقبل الملك خواجكك الزيادي 205، 208 أحمد بن علي الخسروجردي (ابن فطيمة) 121 أحمد بن فندق بن أيوب 217 أحمد بن فودكان البيهقي 297 أحمد بن القاسم بن الحسن، أبو علي 444 أحمد ابن الكيال 452 أحمد بن محمد، أبو الحسن أميرك- أميرك الكاتب أحمد بن محمد، أبو الفتح البخاري 434 أحمد بن محمد المظفر 263 أحمد بن محمد الميداني 401 أحمد بن محمد صفي الدين، أبو صالح البهمن آبادي 378 أحمد بن محمد، أبو نعيم المختار 231 أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو إسحاق الثعلبي 302 أحمد بن محمد زبارة أبو جعفر 160 أحمد بن محمد بن أحمد البازارقان 226 أحمد بن محمد بن أحمد، شهاب الملك أبو الفتح البخاري 434 أحمد بن محمد بن أحمد الخفاف 398 أحمد بن محمد بن أحمد السويزي 306 أحمد بن محمد بن إسحاق النجار، أبو حامد المتكلم 283، 377 أحمد بن محمد بن الحسن المفسر الدلقندي 255 أحمد بن محمد بن الحسن، أبو حامد الحافظ 369 أحمد بن محمد بن الحسين أبو حامد الخسروجردي 306 أحمد بن محمد بن سعيد الحداد 114 أحمد بن محمد بن صاعد، أبو نصر 330 أحمد بن محمد بن ظفر، أبو علي زبارة الغازي 160، 324، 358 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 533 أحمد بن محمد بن عبد الله الزيادي خواجكك 360، 470 أحمد بن محمد بن عبد الله المفقود 163 أحمد بن محمد بن علي، بدر الدين البديلي 266، 410 أحمد بن محمد بن عميرة الجشمي 291، 373، 376 أحمد بن محمد بن معقل أبو عمرو المزيناني السرخسي 453 أحمد بن محمد بن يوسف، أبو سعد العدل 394 أحمد بن محمد بن يونس البزاز 114 أحمد بن محمود، أبو نصر الحاجب الطوسي 259 أحمد بن مسعود، حسام الدين عز الرؤساء 231 أحمد بن مسلم، أبو جعفر الزيادي الحاكم 256، 257 أحمد بن المظفر أبو علي صاحب الجيش 263 أحمد بن موسى العسكري 398 أحمد بن نظام الملك- قوام الملك أحمد بن يحيى بن أحمد بن علي المقرئ 451 أحمد بن يحيى ثعلب 304 أحمد بن ناصر الدين محمد- شهاب الدين أحمد أحمد بن يعقوب بن عبد الجبار 321 أحمد بن ينالتكين 108 الأخفش 355 الأحنف بن قيس 122 إدريس بن الحسن الهاشمي 304 إدريس بن علي البياري 392، 451 الأديب الأصم- الأطرف بن الحسين أديب الترك 305 أرسلان أرغو- أرغون أرسلان شاه بن طغرل بن محمد، أبو المظفر 182 أرسلان شاه بن محمود بن محمد 182 أرغون بن ألب أرسلان، أبو الحارث 118، 155، 181، 413، 482، 483 أرفخشذ بن سام 90 أرقش الخاتوني 490 إرمياء 118 الأزد بن الغوث 90 أسامة بن زيد 246 إسحاق الدهقان 189 إسحاق بن إبراهيم الحنظلي 280 إسحاق بن إبراهيم، أبو يعقوب الحافظ 387 إسحاق بن إبراهيم بن محمد العماري 249 إسحاق بن راهويه المروزي 276 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 534 إسحاق بن عمار الخزرجي 250 إسحاق بن فخر الملك بن نظام الملك 184 إسحاق بن نجيح 353 أسد بن عمران 194 إسرائيل بن يونس 303 أسعد بن علي بن هبة الله الداري 236، 408 أسعد بن علي، البارع الزوزني 362 أسعد بن محمد، أبو سعد المزيناني 417 أسعد بن محمد بن موسى، مجد الملك القمي الفراوستاني 155، 380، 504 إسفنديار بن كستاسب (وشتاسف) 210 الإسكندر الرومي (ذو القرنين) 204 أسلم بن زرعة 120 إسماعيل الديواني- إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل إسماعيل بن أبان 319 إسماعيل بن إبراهيم الحلواني 332 إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل، بدر الدين الديواني 226، 236 إسماعيل بن إبراهيم بن علي بن كيسان 307 إسماعيل بن أبي الحسن بن محمد 211 إسماعيل بن أبي خالد 379 إسماعيل بن أحمد بن علي، أبو علي البروقني 231 إسماعيل بن أحمد الساماني 175، 177 إسماعيل بن أحمد بن الحسين، شيخ القضاة أبو علي 337، 346، 393 إسماعيل بن الحسن بن إسماعيل، أبو الحسن الصاعدي 444 إسماعيل بن الحسن بن علي، شمس الأئمة 411، 412، 428 إسماعيل بن الحسين بن حمزة الكسائي 415 إسماعيل بن الحسين بن علي، أبو القاسم المؤذن 430 إسماعيل بن أبي خالد 379 إسماعيل بن سبكتكين 179، 258 إسماعيل بن صاعد، قاضي القضاة أبو الحسن 330 إسماعيل بن عباد- الصاحب بن عباد إسماعيل بن عباس 387 إسماعيل بن عبد الرحمن الأعرج 358، 382 إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني 220، 387، 392، 394، 395 إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال 237 إسماعيل بن عبيد الله بن أحمد الميكالي 238 إسماعيل بن علي بن أحمد، أبو علي البروقني 231 إسماعيل بن علي بن إسحاق، أبو نصر 183 إسماعيل بن علي بن الحسين المؤذن 430 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 535 إسماعيل بن علي بن الطيب بن محمد العنبري 241، 242، 243 إسماعيل بن محمد الحنفي 451 إسماعيل بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن الحنفية 392 إسماعيل بن محمد بن جعفر الحنيفي 341 إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني 277 إسماعيل بن نجيد السلمي 332، 358، 395 إسماعيل بن نوح، الملك المنتصر الساماني 178، 179 إسن آبه يبغو 502 الأسود بن كلثوم العدوي 123، 504 الأشعث بن محمد، أبو يحيى الكثري 262 الأصم- محمد بن يعقوب بن يوسف الأصمعي 292 أعثم الكوفي المؤرخ 110 الأعرج- إسماعيل بن عبد الرحمن الأعمش (سليمان بن مهران) 271، 305، 318 أفراسياب 475 أقليدس 435 ألب أرسلان بن منكوبرس المسمول 182 ألب أرسلان محمد بن داود بن ميكائيل 181، 489 ألب أرغو المسمول بن أرسلان أرغو 181 إلياس بن أسد 177 أم عمران (في الشعر) 308 امرئ القيس بن ثعلبة 90 أمة الواحد بنت علي الدلقندي 255 أمير بن محمد بن أبي نصر العنبري 245 أميرك البروقني- أحمد بن علي بن إسماعيل أميرك جيلان 442 أميرك قاسم- قاسم بن أحمد بن قاسم أميرك قاسم بن علي بن أحمد المستوفي 444 أميرك القريب 183 أميرك الكاتب البيهقي 152، 153، 242، 243، 245، 247، 477، 480 أميرك النزلابادي 152، 187، 381، 484 أميرك بن الحسين الترك 251 أميرك بن الحسين بن فندق- محمد بن الحسين بن فندق أميرك بن علي بن طيفور 357 أميرك بن محمد بن عبد الله، منتجب الدين القاضي 371، 419 أمية بن عبد الله بن خالد 196 أنس بن مالك 278، 283، 306، 379، 280، 382 الأوزاعي 372 أوس بن حارثة 90 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 536 أوس بن عبد الله، أبو الجوزاء الربعي 303 إيسن الأمير 502 إيل أرسلان بن خوارزم شاه آتسز 502 إيلتت (شحنة نيسابور) 486 إيلك خان- هارون موسى أيوب بن الحسن بن عبد الرحمن 90 أيوب بن خزيمة بن محمد 90 باذان، ملك اليمن 275، 276 البارع الفضلوي الهروي 183، 186، 187 البارع الهروي- البارع الفضلوي الهروي باغر التركي 500 الباقر (الإمام محمد) 438 بالويه بن محمد بن بالويه المزيناني 307 بجير بن نوح 284 البحتري الشاعر 293، 295، 500 البحتري بن قبيصة بن أبي صفرة 196 بختيشوع بن جبريل الطبيب 149 بديع الترك- أديب الترك بديع الكتبة- علي بن إسماعيل الكاتب البديع الهمذاني 161، 360 بديل بن محمد بن أسد الحرشي الإسفراييني 264 بديل بن ورقاء الخزاعي 264، 410 البراء بن عازب 398 بركيارق بن ألب أرسلان 182، 184 برويز بن هرمز 275 بشر بن أبي صفرة 195 بشر بن أحمد الإسفراييني 282، 283 بشر بن المهلب 195 بكتغدي (الحاجب) 488 بكتوزون 178 بكر بن مالك، أبو سعيد 263 بلاس بوش- محمد بن ظفر بن محمد بلاش بن فيروز 139، 476 بلال بن جرير 290 بنيمين بن يهودا 138 به آفريد بن ساسان 139 بهرام بن عبد الرحمن 357 بهرام جور بن يزدجرد 135 بهاء الدين علي 457 بهاء الملك بن نظام الملك 183 بهرام شاه بن مسعود، علاء الدين 180 بهمن بن إسفنديار 132، 138 بو جعفرك- أحمد بن علي بن جعفرك بوري برس بن ألب أرسلان محمد، جلال الدين 181، 184، 231، 413، 483 بوري بسملي (بسملق) 502 بوري بن موسى بن قاريغ 181، 485 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 537 بويه بن الحسن 256، 263 بيستون بن شيرزاد بيغو بن ميكائيل بن سلجوق تاج القراء الكرماني- محمود بن حمزة تاج الملك- مرزبان بن خسرو تركان خاتون 449، 483 تكش إلياس بن ألب أرسلان 373 تميم بن أسيد العدوي 504 توتش بن ألب أرسلان محمد 181 توران شاه بن نوح بن قاورت 181 ثابت البناني 278، 306 ثابت بن يحيى، أبو عباد 126 الثعالبي، أبو منصور- عبد الملك بن محمد ثعلب 292 ثعلبة بن ساعدة 90 ثعلبة بن عمرو مزيقياء 90، 195 ثوبان مولى رسول الله (ص) 352 جابر بن عبد الله الأنصاري 110، 277، 339 جاجان بنت علي بن طاهر 161 الجاحظ- عمرو بن بحر جامع بن علي بن الحسن 314 جبرئيل 347 الجراح بن عبد الله 199 جرير الشاعر 90، 290، 291 جرير بن عبد الحميد الرازي 274، 320 جشم بن مالك 90 جعفر الزيادي- جعفر بن علي جعفر العنبري 245 جعفر بن أبي نصر بن أبي جعفر العنبري 245 جعفر بن علي بن إبراهيم، نادر الدهر الزيادي 365، 470 جعفر بن محمد (الحافظ) 305 جعفر بن محمد الخير، أبو العباس الوزير 476 جعفر بن محمد المستفاض الفريابي 394 جعفر بن محمد بن ظفر العلوي الحسيني 339، 340 جعفر بن محمد بن عبد الله القاضي، نجم الأئمة 418، 471 جعفر بن محمد بن علي، الإمام الصادق 304، 438 جعفر بن نعيم بن شاذان 122 جغري بيك- داود بن ميكائيل جغري شاه بن محمود بن محمد 182 جلال الدين محمد 489، 490 الجلالي، أمير الجيش 484 جمال الدين، الحسين بن علي البيهقي 401، 411 جمال الدين بن علاء الدين محمد الكسائي 415 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 538 جمال الرؤساء أبو علي 185 جمال الملك بن فخر الملك بن نظام الملك 184 جمال الملك بن نظام الملك 183، 235 جمعة بن علي البندار 233 الجوري- عمر بن أحمد بن محمد جوهر، الأمير الأجل 484 جوهر التاجي، اختيار الدين 434 جوهر النباجي- جوهر التاجي جوهرك بن يحيى بن محمد زبارة- الحسين بن يحيى بن محمد الجويني- عبد الله بن يوسف حاجب بن أحمد الطوسي 379 الحارث باني حارث آباد 132 حارثة بن ثعلبة بن عمرو 90 الحاكم الزيادي، أبو جعفر الحاكم النيسابوري- محمد بن عبد الله بن حمدويه حامد بن يعقوب 167 حبشي بن التونتاق 484 حبيب بن أبي ثابت 379 حبيب بن المهلب الحجاج بن أرطاة 315 الحجاج بن يوسف الثقفي 195، 196، 198 حسام الدين قزل السلطاني 359، 445، 483 حسان بن ثابت 207 الحسن بن أبي سعد بن علي المختار 234 الحسن بن أبي علي بن عبد الرزاق 311 الحسن بن أبي القاسم بن محمد البزاز الكرابيسي 254 الحسن بن أبي نصر بن أبي جعفر العنبري 245 الحسن بن أحمد النجار 211 الحسن بن أحمد بن الحسين، عزيز الدين العميد 267 الحسن بن أحمد بن ليث 372 الحسن بن أحمد بن محمد بن القاسم السمرقندي 429 الحسن بن أحمد بن محمد بن موسى القرشي 368 الحسن بن إسماعيل بن صاعد 217 الحسن بن إسماعيل بن علي المؤذن 430 الحسن بن الحسين بن الحسن، أبو علي عين القضاة الصاعدي 443، 444 الحسن بن الحسين بن عبد الله البديلي 265 الحسن بن الحسين بن علي الفامي 357 الحسن بن الحسين بن عمرو 362 الحسن بن الحسين بن محمد بن الحسين بن عمرو 348 الحسن بن زيد بن الحسن، تاج الدين نقيب النقباء 216 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 539 الحسن بن زيد بن محمد 224 الحسن بن سفيان 353 الحسن بن سيمين 490 الحسن بن شافع 450 الحسن بن عباس المروزي المزيناني 322 الحسن بن عبد الله البزاز 271 الحسن بن عبد الله السيرافي 374 الحسن بن عبد الله بن محمد الأنماطي 251 الحسن بن عثمان بن أيوب 90 الحسن بن عرفة 368 الحسن بن علي، أبو الفضل البحروي 385، 471 الحسن بن علي بن أحمد، أبو علي الغازي 411، 428 الحسن بن علي بن أحمد بن داود، أبو محمد الساكن في لهاوور 173 الحسن بن علي بن أحمد بن سعيد، القاضي ظهير الدين 412 الحسن بن علي بن احمد بن القاسم 444، 445 الحسن بن علي بن إسحاق- نظام الملك أحمد بن علي بن إسماعيل الميكالي 237 الحسن بن علي بن حاتم مجد الرؤساء 447 الحسن بن علي بن صدقة، جلال الدين الوزير 166 الحسن بن علي بن العباس المستوفي 238 الحسن بن علي بن عبد الله الجليني 445 الحسن بن علي بن عبد الله البديلي، الفقيه الأصيل 266 الحسن بن علي بن محمد، أبو سعد البازرقان 226 الحسن بن علي بن محمد بن علي المستوفي 238، 239 الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى، الإمام العسكري 438 الحسن بن علي بن محمد بن يحيى، ركن الدين 165 الحسن بن علي بن منصور، صفي الدين 187 الحسن بن علي بن يعقوب الترك 251 الحسن بن عمرو 444 الحسن بن فندق بن أيوب، أبو سعد 217 الحسن بن فيروزان 262 الحسن بن محمد بن أبي محمد العزيز 241 الحسن بن محمد بن جعفر الحنيفي 323 الحسن بن محمد بن الحسن بن طيفور 357، 433 الحسن بن محمد بن الحسين بن فندق 222 الحسن بن محمد بن طاهر، ركن الدين 189 الحسن بن محمد بن علي بن حاتم 248 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 540 الحسن بن محمد بن علي بن الحسين، مؤيد الدين 215 الحسن بن محمد بن يحيى المؤذن 430 الحسن بن محمد بن يحيى بن هبة الله، ركن الدين 165 الحسن بن مسعود بن مؤيد الملك، علاء الدين 188 الحسن بن مسعود بن هبة الله الداري 236 الحسن بن مطهر بن سراهنك، التقي زين الأشراف 169 الحسن بن المهدي- المطهر بن سراهنك الحسن بن مهدي بن محمد، تاج الدين 168، 172 الحسن بن أبي نصر العنبري 245 حسنك الميكالي 225 الحسين الأصم 452 الحسين الأديب الخسروآبادي 370 الحسين البيهقي، الأجل الشهيد 242 الحسين الكرابي 354 الحسين الكرجي 436 الحسين المقرئ البيهقي 450 الحسين المؤذن المعلم، من أحفاد أبي ذر المطوعي 405 حسين النجار 499 الحسين بن إبراهيم بن الحسين بن بديل 265 الحسين بن أبي الحسن، الفضل الكاشغري- الحسين بن علي بن خلف الحسين بن أبي القاسم بن محمد البزاز الكرابيسي 254 الحسين بن أبي نصر الداري 235 الحسين بن أحمد، دلبر 461 الحسين بن أحمد، أبو علي البيهقي 298 الحسين بن أحمد، أبو علي الخواري 304 الحسين بن أحمد، تاج الرؤساء الداريج 468، 471 الحسين بن أحمد بن أبي نصر 236 الحسين بن أحمد بن الحسين بن سعيد عزيز الدين 267 الحسين بن أحمد بن الحسن بن موسى القاضي 253 الحسين بن أحمد بن الحسين الداري (الداريج) 236، 252، 408، 409 الحسين بن أحمد بن علي بن الحسن، موفق الدين ابن فطيمة 383، 403 الحسين بن أحمد بن علي بن خواجكك المعتوه الزيادي 360 الحسين بن أحمد بن محمد الداري 235 الحسين بن أحمد بن محمد الفلوي 369 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 541 الحسين بن أحمد بن محمد، أبو علي السلامي 116، 117، 296، 416 الحسين بن أحمد بن محمد بن عبد الله، أبو المحاسن زبارة 163 الحسين بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد الزيادي 360 الحسين بن جعفر، أبو علي الجعفري 312 الحسين بن الحسن المستوفي قمنوايان 444 الحسين بن الحسن بن إسماعيل الصاعدي 443، 444 الحسين بن الحسن بن الحسين بن عبد الله البديلي 265 الحسين بن الحسن بن علي البديلي 265 الحسين بن الحسن بن علي بن أحمد، سديد الدين المستوفي 445 الحسين بن الحسن بن محمد بن يحيى، جمال الدين 165 الحسين بن الحسن بن مهدي، ناصح العترة 169 الحسين بن حمزة بن علي الكسائي 415 الحسين بن داود (والي بيهق) 288 الحسين بن داود، أبو عبد الله (المحدث) 456 الحسين بن زيد، شيخ الملك أبو عبد الله 362 الحسين بن زيد بن محمد 224 الحسين بن سعيد بن أحمد العميد 266 الحسين بن سعيد بن الحسين، عزيز الدين العميد 266 الحسين بن سلم، زين المعالي رئيس خوار 211 الحسين بن شاهك الكرابيسي 254 الحسين بن شيخ الملك أبي محمد زيد (الأمير) 362 الحسين بن عبد الله البديلي 265 الحسين بن عبيد الله بن أحمد الميكالي 238 الحسين بن علي، جلال الدين الكسائي 165 الحسين بن علي، جمال الدين البيهقي 410، 411 الحسين بن علي بن أبي عبد الله، جمال الدين الكسائي 415 الحسين بن علي بن أبي نعيم، عين الرؤساء 231 الحسين بن علي بن إسحاق- الحسين بن نظام الملك الحسين بن علي بدر الدين بن الحسن 169 الحسين بن علي بن الحسن، أبو علي شقيق ابن فطيمة 385 الحسين بن علي بن الحسين بن أحمد المؤذن 430 الحسين بن علي بن الحسين بن علي، أبو شجاع 227، 230 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 542 الحسين بن علي بن الحسين بن فندق، بدر القضاة أبو علي 221 الحسين بن علي بن الحسين بن المظفر، جمال الدين 213، 215 الحسين بن علي بن خلف المعروف بالفضل الكاشغري 223 الحسين بن علي بن زيد، فخر الدين الفريومدي 167 الحسين بن علي بن عبد الله، جمال الدين الكسائي 477، 481، 483 الحسين بن علي بن عبد الله بن طاهر، أبو القاسم 224، 225 الحسين بن علي بن عبد الله بن علي الزيادي 366 الحسين بن علي بن محمد، أبو القاسم البازارقان 226 الحسين بن علي بن محمد بن محمد بن محمد زبارة 502 الحسين بن علي بن المظفر، أبو علي 216 الحسين بن الفضل 250 الحسين بن فندق بن أيوب، أبو علي 218، 221، 405 الحسين بن فوران النيسابوري 428 الحسين بن محمد (الراوي) 346 الحسين بن محمد الواعظ الجرجاني 448 الحسين بن محمد بن أبي محمد العزيز 240 الحسين بن محمد بن جعفر الحنيفي 323 الحسين بن محمد بن جمعة المختار 234 الحسين بن محمد بن الحسن الفوران أو الفوراني 345، 428 الحسين بن محمد بن الحسين بن عيسى الحسيني 502 الحسين بن محمد بن زياد، أبو علي الزيادي 255 الحسين بن محمد بن طاهر، سعد الملك 252 الحسين بن محمد بن علي المستوفي 238 الحسين بن محمد بن علي، ولي الدين العلوي 423 الحسين بن محمود بن أبي الفوارس الحاتمي الزميجي 452 الحسين بن مرداس السلمي 121 الحسين بن المطهر بن سراهنك، ناصح العترة 169 الحسين بن المظفر بن محمد، جمال الرؤساء 189، 208، 267 الحسين بن معاذ البيهقي 290، 302 الحسين بن منصور 284 الحسين بن منصور بن إسحاق، أبو علي 185 الحسين بن منصور بن محمد بن أبي الحسن نوران 172 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 543 الحسين بن نظام الملك، عز الملك 183 الحسين بن الوليد 395 الحسين بن يحيى بن محمد، أبو عبد الله جوهرك 162، 456 حسينك بن علي بن الحسين ... المحترق 172 حفص بن عمر 358، 395 حماد بن أسامة، أبو أسامة القرشي 322 حماد بن سلمة 273 حمدان بن محمد بن رجاء البروقني 278 حمزة المقراضي المتكلم 348 حمزة بن آذرك 143، 150، 415، 479 حمزة بن أترك الخارجي- حمزة بن آذرك حمزة بن أحمد بن سعيد البلخي 356 حمزة بن بيض 200 حمزة بن الحسين، أبو القاسم البرزهي 346، 388، 389، 471 حمزة بن شاهك الكرابيسي 254 حمزة بن ظفر بن محمد بن أحمد زبارة، جمال الدين 160 حمزة بن العباس البزاز 339 حمزة بن علي، أبو العلاء المجيري 461، 462 حمزة بن علي بن أبي عبد الله، القاضي صائن الدين الكسائي 415 حمزة بن علي بن أحمد، أمين الدين الغازي 411، 412، 478 حمزة بن علي بن يعقوب الترك 251 حمزة بن محمد بن الحسين بن فندق 222 حمزة بن محمد بن المظفر 210 حمزة بن محمد بن يحيى، رئيس ناحية بيهق 190، 205، 207 حمويه بن الحسين بن معاذ 196 حمويه بن عباد السراج الطهماني 147- 149 حميد الطويل 380 حميد بن أحمد، أبو غانم الساماني 177 حميد بن قحطبة 484 حميد بن مسعود بن محمود الغزنوي 179 حميد بن مهدي، نائب الأمير قابوس 258 الحنان بن محمد بن الحنان الميداني 378 الحوفزان بن أبي صفرة 195 حيدر بن أحمد بن علي بن خواجكك الزيادي 360 حيدر بن محمد المؤذن 429 حيدر بن محمد بن أبي القاسم المؤذن الشروطي 430 الخاتون مهد العراق 112، 332 خارجة بن منصور 279 خالد بن نهيب (كورموش العربي) 179 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 544 خالد بن الوليد 377 خالد بن يزيد 382 خزيمة بن ثابت، ذو الشهادتين 90، 216 خزيمة بن محمد بن عمارة 90 خسروشاه بن بهرام شاه بن مسعود 180 خطمة بن جشم 90 خطير الدين المستوفي 434 خلاد بن منده 352 خلف بن الليث 293 الخليل بن أحمد السجزي 314، 317 الخليل بن أحمد الفراهيدي 472 خواجكك الزيادي- أحمد الزيادي خواجكك بن شرف الرؤساء علي- خواجكك بن علي بن محمد خواجكك بن علي بن محمد بن علي المستوفي 239، 469 خوارزم شاه حسام الدولة- شاه ملك بن علي الداعي بن زيد بن حمزة 168، 455 داود الطبيب الحكيم 435 داود بن أبي هند 347 داود بن الحسين بن عقيل الخسروجردي 272، 273، 282، 305، 307 داود بن طهمان 272 داود بن محمود بن محمد بن ملك شاه 182 داود بن ملك شاه المسمول بن بركيارق 182 داود بن موسى الدويني 298 داود بن ميكائيل بن سلجوق المعروف بجغري 156، 181، 242، 486، 487 دروداوند 205 دولة شاه بن بهران شاه بن مسعود 180 دولة شاه بن موسى بن قاريغ 181 ديمطريوس بن داود 311 رافع بن هرثمة 176، 287 رامجور (غلام الخجستاني) 176 ربعي (الراوي) 279 الربيع الحارثي 122 الربيع بن أبي سعد بن أبي علي، أبو بكر النيسابوري 359 رجاء بن معاذ بن مسلم 219 رستم (البطل الأسطوري) 210 رستم بن فخر الدولة- أبو طالب البويهي الرضا بن علي بن مانكديم 422 الرضي بن علي بن مانكديم 422 رشيد بن عبد الجبار بن محمد الخواري 397 روح بن حاتم المهلبي 201 روسبه السلطاني 490 الرياشي 292 زاولشاه بن خسروشاه 180 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 545 زرارة بن أوفى 303 زردتشت (زرادشت) 485، 498، 501 زكريا بن دلشاد بن مسلم الفرهاد جردي 381 الزمخشري 438 زنكي بن محمد بن علي، ملك الرؤساء 251 زنكي بن محمد بن هبة الله الخازن 234 الزهري (الراوي) 278 زهير بن ذؤيب العدوي 119 زياد الزيادي، الأمير 350 زياد الفارسي القباني 255 زياد بن أبيه 314 زياد بن أحمد بن مسلم الزيادي 257، 258، 259، 476 زياد بن سليمان الأعجم 195، 197 زياد بن عبد الرحمن، أبو محمد 384 زياد بن مهدي بن عمرو الزيادي 260 زيد حسينك، شيخ الملك أبو محمد 362 زيد السيلقي 169 زيد بن أحمد بن الحسين، شيخ الملك حسينك 362 زيد بن حارثة 246 زيد بن الحباب 271 زيد بن الحسن بن داود، أبو القاسم نقيب النقباء ذخر الدين 162، 216، 414 زيد بن الحسن بن مهدي 169 زيد بن الحسن بن علي الجليني 446 زيد بن حمزة، أبو سعيد العلوي الحسيني 420 زيد بن عبد الله، علم الهدى أبو سعيد الماشداني 448 زيد بن علي بن أحمد، أبو البركات الباشتيني 173 زيد بن علي بن الحسين 146 زيد بن علي بن محمد، عز الدين أبو يعلى الفريومدي 156، 166، 350، 482، 503 زيد بن محمد بن ظفر، أبو سعيد العلوي الحسيني الماشداني 160، 338، 472 زيد بن محمد بن الحسين بن فندق، شمس الإسلام 90، 170، 222، 223، 361، 382، 428، 429، 468 زينب بنت علي بن أبي طالب 171 ساسان بن بابك 139 ساسان بن بهمن 138، 139، 141 ساسويه بن سابور 142 ساعدة بن عامر بن عثمان 90 سالم بن عبد الله 278 سام بن نوح 90 ساوتكين سرهنك، أبو منصور الحاجب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 546 الخاص 218، 475 سبأ بن يشجب 90 سباشي (أمير خراسان) 487 سبكتكين بن قرا بجكم 179 ستّي عزيزة 236 السجاد (علي بن الحسين) 438 سديد الدين الحسين 359 سراق بن المهلب 194 سراقة بن جعشم 404 سراهنك بن المهدي (انظر أيضا: الحسن بن مهدي) 169 سرور (من ذرية أحمد بن فودكان) 297 السري بن إسماعيل 319 السري بن دلويه 115 سعد بن جناح- سعيد بن جناح سعد بن محمد بن منصور، أبو المحاسن الجرجاني 327 سعدى 193 سعيد بن أبي عروبة 303 سعيد بن أبي مريم سعيد بن أحمد بن محمد الميداني 447 سعيد بن أحمد بن محمد، أبو سعد العميد 266 سعيد بن جبير 352 سعيد بن جناح البخاري 114 سعيد بن الحسين بن سعيد، عزيز الملك العميد 266 سعيد بن زيد 303 سعيد بن عباد 396 سعيد بن عثمان بن عفان 196، 251 سعيد بن المختار الحلبي 431 سعيد بن أبي مريم 277 سعيد بن المسيب 273 سعيد بن هشام 303 سعيد بن يزيد الفراء 306 سفيان الثوري 303، 347، 355، 369، 379، 475 سفيان بن عيينة 282، 347 السلامي- الحسين بن أحمد سلجوق بن تقاق 181 سلجوق شاه بن قتلمش 181 سلجوق شاه بن محمد بن ملك شاه 182 سلطان، سيدك (من السادة العلوية) 169 سلمى (في الشعر) 295 سلمان الفارسي 104، 247 سليمان التيمي 274 سليمان بن داود بن ميكائيل 181 سليمان بن عبد الملك 199، 290 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 547 سليمان بن محمد بن داود بن ميكائيل 181 سليمان بن محمد بن ملك شاه 182، 185 سليمان بن مهران الأعمش 271، 305، 318 سماك بن حرب 299 سنجر بن ملك شاه بن ألب أرسلان 182، 184، 214، 234، 235، 311، 399، 436، 439، 449، 477، 478، 483، 489 سهل بن بكار 273 سهل بن محمد الصعلوكي 344، 401 سهيل بن أبي حزم 278 سهيل بن عامر البجلي 279 سهيل بن عبد الله القطعي 278 سور بن سور بن سور بن سور بن فيروز 237 سوري بن المعتز 189، 193، 322، 328، 336، 337 سيار (توجد باسمه سكة بنيسابور) 237 سيدك الشادراهي- القاسم بن علي. سيف بن ذي يزن 210 شادان بن قنبر 122 الشافعي (الإمام) 456، 482 شالخ بن أرفخشند 90 شاه بن علي بن منصور، شمس الرؤساء 187 شاه بن محمد، تاج الأفاضل العنبري 245 شاه بن محمد بن إبراهيم، أبو الفتح زين الأفاضل العنبري 416 شاه بن محمد بن إسحاق النزلابادي 183 شاه بن ميكال 237 شاه فيروز بن علي بن كامة 261، 405 شاهك إبراهيم- إبراهيم بن محمد العنبري شاهك بن إبراهيم بن طاهر- إبراهيم بن طاهر شاهك بن محمد بن علي الكرابيسي 254 شاه ملك بن علي، أبو الفوارس البراني، خوارزم شاه حسام الدولة 152، 153 شبيب بن المهلب 195 شرف السادة البلخي- محمد بن عبيد الله بن علي بن الحسن شركب، أبو طلحة 475 شريح بن عقيل بن رجاء 272 شعبة (الراوي) 271 شعيب بن إبراهيم بن شعيب العجلي 299، 300 شعيب بن محمد بن جعفر الحنيفي 323، 353 شعيب بن محمد بن شعيب 302 شعيب بن يحيى 380 شمس الإسلام- زيد شمس الأئمة 493 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 548 شهاب الإسلام 185 شهاب الدين أحمد بن ناصر الدين 187 شهر بن حوشب 121، 475 شهنشاه بن فرخزاد بن مسعود 181 شهنشاه بن مسعود بن قلج أرسلان 181 الشيباني- القاسم بن عوف شيرزاد (من السادة العلوية) 169 شيرويه بن برويز 275، 276 صاحب الأرزاق- محمد بن يحيى محمد الصاحب بن عباد 256، 263، 264، 307، 394 صاعد بن الحسين بن الحسن الصاعدي 443 صاعد بن محمد أحمد البخاري 434 صاعد بن محمد بن أحمد، أبو العلاء الحنيفي 217، 342، 443 صالح الخاتوني، صلاح الدين 493 صالح بن محمد، أبو علي البغدادي 347 صالح بن موسى 280 صبح (صبيح) بن كندي 194 صدر الدين محمد بن فخر الملك 184، 185 صدر الدين بن ناصر الدين محمد 185 الصلت بن دينار 275 الصولي- أبو بكر الصولي الضحاك بن مزاحم 284 ضياء الدين علي (من آل زبارة) 421، 471 ضياء الدين محمد 457 ضياء الدين محمود (من أسرة نظام الملك) 185 طارق بن شهاب 284 طاهر الدستجردي 359 طاهر، مجير الدين أبو علي 359 طاهر بن إبراهيم بن علي، أبو الطيب الزكي 251 طاهر بن أحمد، أبو الطيب الفقيه 224 طاهر بن الحسين بن مصعب 174 طاهر بن عبد الله بن طاهر بن الحسين 175، 272، 300، 498 طاهر بن عبد الله بن علي بن إسحاق، أبو الحسن 185 طاهر بن عبد الله البيهقي 358 طاهر بن عبيد الله (جد المذكور قبله) 358 طاهر بن علي بن الحسن بن جعفر العريضي 170 طاهر بن فخر الملك، ناصر الدين 184 طغرل برار 335 طغرل السلجوقي- محمد طغرلبك طغرل نزان- طغرل برار طغرل بك بن ميكائيل بن سلجوق- محمد طغرل بك طغرل تكين، الإسفهسالار عز الدين 413 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 549 طغرل شاه بن محمد بن أرسلان شاه 181 طغرل بن محمد بن ملك شاه 182 طفيل العرائس 419 طلحة بن طاهر 174 طلحة بن مصرف 315 ظفر بن محمد بن أحمد، أبو منصور زبارة 319، 322، 350، 351 ظهير الدين بن أحمد بن جمال الملك، أبو سعد 189 ظهير الملك- علي بن الحسن، شرف الدين عابر بن شالخ 90 عاصم (إمام القراء) 369 عاصم بن عبد الله، أبو عصمة البلخي 284 عاصم بن عصام، أبو عصمة 271 عاصم بن محمد بن علاثة 321 عامر بن خطمة بن جشم 90 عامر بن شراحيل الشعبي 100، 319، 322 عامر بن عثمان بن عامر 90 عامر ماء السماء 90 عائشة (أم المؤمنين) 303 عباد بن العباس، والد الصاحب 394 العباس بن عبد الله الخجستاني 176 العباس بن عبد المطلب 321 العباس بن عمرو الغنوي 175 العباس بن محمد الدوري 324 العباس بن محمد بن علي المستوفي 238 العباس بن مرداس السلمي 121 العباس بن مصعب بن بشر المروزي 113 عبدان الخسروجردي- عبد الملك بن عبد الحليم عبد الجبار بن عمر الأيلي 277 عبد الجبار بن الحسن، أبو المظفر الجمحي 336، 470 عبد الجبار بن محمد بن أحمد، أبو محمد الخواري 397 عبد الجليل بن عبد الجبار، نادر الدهر الخواري 397 عبد الحميد بن عبد الرحمن القاضي الوزير 241 عبد الحميد بن علي بن الطيب العنبري 343 عبد الحميد بن قيس بن عاصم 321 عبد الحميد بن محمد بن أحمد فخر القضاة الخواري 306، 397، 398 عبد الرحمن بن أحمد بن عبيد الله 90 عبد الرحمن بن أحمد بن محمد العماري 249 عبد الرحمن بن إسماعيل الدهان 151 عبد الرحمن بن جعفر بن علي القمنواني 444 عبد الرحمن بن حمدان، أبو سعيد البصروي 358 عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 550 282 عبد الرحمن بن عوسجة 398 عبد الرحمن بن عوف 425 عبد الرحمن بن محمد المحاربي 368 عبد الرحمن بن محمد، أبو محمد الدهان 352 عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الفوراني 345 عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل الكسائي 415 عبد الرحمن بن محمد بن أميرويه أبو الفضل الكرماني 392، 427 عبد الرحمن بن محمد بن محمود الغزنوي 179 عبد الرحمن بن مهدي بن حسان العنبري اللؤلؤي 369 عبد الرحيم بن حمويه 134، 150 عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن، أبو نصر القشيري 451 عبد الرحيم بن محمد بن محمود الغزنوي 179 عبد الرحيم بن منيب المروزي 379 عبد الرحيم بن نظام الملك، بهاء الملك أبو الفتح 183 (انظر أيضا: بهاء الملك) عبد الرزاق بن عبد الله (عماد الملك) بن علي بن إسحاق، شهاب الإسلام 185، 187، 386 عبد الرزاق بن همام 278 عبد الرشيد بن محمود 179، 335 عبد العزيز بن عبد الله، أبو القاسم الهاشمي 352 عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز المازه 223 عبد العزيز بن يوسف بن جعفر، أبو القاسم النيسابوري 204، 218، 220، 363، 365، 386، 451 عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر بن محمد، أبو الحسن الفارسي 116 عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر، أبو الحسين الفارسي 223، 385، 390 عبد القاهر بن طاهر، أبو منصور البغدادي 327، 382، 386 عبد القدوس بن إبراهيم 352 العبدلكاني الزوزني- عبد الله بن محمد بن يوسف عبد الكريم بن هوازن القشيري 372، 392 عبد الله، أبو الفضل الأبيوردي 314 عبد الله أبو علي الجليني 446 عبد الله الدستجردي 358 عبد الله بن إبراهيم بن الحسين بن بديل 265 عبد الله بن أبي أوفى 323، 339 عبد الله بن أبي الزناد 358 عبد الله بن أبي صفرة 195 عبد الله بن أحمد بن الحسين الداري، أبو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 551 سعيد 409، 489 عبد الله بن أحمد بن فودكان 297 عبد الله بن أحمد بن محمود الكعبي البلخي 115، 271، 296، 299، 457 عبد الله بن إدريس 318 عبد الله بن إسماعيل، أبو محمد الميكالي 237 عبد الله بن جعفر الطيار 171 عبد الله بن حامد، أبو محمد الأصفهاني 332، 387 عبد الله بن الحسن 369 عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب 279 عبد الله بن الحسن المكفوف بن الحسن الأفطس 454 عبد الله بن الحسين، أبو محمد الناصحي 377، 390 عبد الله بن خازم السلمي 123 عبد الله بن دلشاد البزديغري 381 عبد الله بن زكريا بن عبد الكريم 202 عبد الله بن الزبير 196 عبد الله بن طاهر بن أحمد الفقيه 224 عبد الله بن طاهر بن عبد الله بن طاهر 133، 134، 175، 455 عبد الله بن عامر بن كريز 122، 143، 215 عبد الله بن عباس- ابن عباس عبد الله بن علي القطان 324 عبد الله بن علي بن إبراهيم الزيادي 365، 366 عبد الله بن علي بن إسحاق، أبو القاسم 183، 185، 187، 213 عبد الله بن علي بن الطيب العنبري 241 عبد الله بن عمر 278، 387، 395 عبد الله بن عمرو 369 عبد الله بن عمرو القواريري 314 عبد الله بن فارس 475 عبد الله بن مالك 317 عبد الله بن محمد الأنماطي 250 عبد الله بن محمد البغوي 314 عبد الله بن محمد الحمداني الخوافي- أبو محمد الحمداني البراكوهي عبد الله بن محمد بن أبي سعد البندار 234 عبد الله بن محمد بن أحمد بن حمويه 147 عبد الله بن محمد بن جمعة المختار 234، 488 عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي 354 عبد الله بن محمد بن زياد 273 عبد الله بن محمد بن عزيز 240 عبد الله بن محمد بن علي بن طرخان البلخي 352 عبد الله بن محمد بن مسعود، عز الدين أبو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 552 نعيم المختار 235، 478، 489 عبد الله بن محمد بن مسلم النيسابوري 264 عبد الله بن محمد بن يوسف المعروف بالعبدلكاني الزوزني 334 عبد الله بن مسعود 284، 318 عبد الله بن المعتز (الخليفة) 135 عبد الله بن المعتز بن منصور، أبو مسلم 398 عبد الله بن المقفع 110 عبد الله بن موسى 303 عبد الله بن نافع، أبو شهاب 347 عبد الله بن هاشم العبدي 354 عبد الله بن يحيى بن محمد، أبو محمد العنبري 241 عبد الله بن يوسف، أبو محمد الجويني 381، 428 عبد الملك بن أبي بكر، معين الدين 189 عبد الملك بن أحمد الرازي 394 عبد الملك بن الحسن، أبو نعيم المهرجاني 354 عبد الملك بن عبد الحليم المعروف بعبدان الخسروجردي 279 عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري 372 عبد الملك بن عبد الرزاق، ظهير الدين أبو المكارم 187 عبد الملك بن عبد العزيز التمار 324 عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج 353، 354 عبد الملك بن عبد الله بن يوسف، إمام الحرمين أبو المعالي الجويني 382، 397، 428 عبد الملك بن عمير 280 عبد الملك بن محمد الرقاشي 339 عبد الملك بن محمد، أبو سعد الخركوشي 333، 346 عبد الملك بن محمد، أبو منصور الثعالبي 164، 296، 328، 329، 331، 336، 358، 456، 498 عبد الملك بن محمد، أبو نعيم الإسفراييني 231، 302 عبد الملك بن محمد بن طاهر، معين الدين 189 عبد الملك بن محمد بن يوسف الشيخ الزكي وزير القائم بأمر الله 21 عبد الملك بن محمد بن عدي، أبو نعيم الأسترآبادي 302 عبد الملك بن مروان 120، 196 عبد الملك بن المهلب 195 عبد الملك بن نوح بن منصور 178، 179 عبد الملك بن نوح بن نصر 178 الساماني عبد المنعم بن إدريس 304 عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن، أبو الحسين النيسابوري 405 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 553 عبيد الله بن أبي بكرة 196 عبيد الله بن أبي ذر- عبيد الله بن محمد بن محمد عبيد الله بن أحمد بن علي، أبو الفضل الميكالي 237، 382، 383، 390، 406 عبيد الله بن عبد الله بن طاهر 250، 292 عبيد الله بن عبد الله بن أحمد الحسكاني الحذاء 350، 352 عبيد الله بن علي بن إسحاق- عبيد الله بن نظام الملك عبيد الله بن عمر الدبوسي 382، 434 عبيد الله بن عمر بن الحسن 90 عبيد الله بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن، أبو بكر المطوعي 405 عبيد الله بن نظام الملك، مؤيد الملك 183 (انظر أيضا: مؤيد الملك) عتاب بن ورقاء الشيباني 499 عتبة بن خيثمة، أبو الهيثم 220 العتبي- محمد بن عبد الجبار عتيق بن محمد، أبو بكر السورآبادي 446 عتيك بن الأسد 194 عثمان بن أيوب بن خزيمة 90 عثمان بن بشر 119 عثمان بن أبي زيد المغيثي- عثمان بن علي بن الحسن عثمان بن داود بن ميكائيل 181 عثمان بن صدر الدين بن فخر الملك، أبو المفاخر 188 عثمان بن عامر بن خطمة 90 عثمان بن علي بن إسحاق- فخر الملك بن نظام الملك عثمان بن علي بن الحسن البويابادي 348، 450 عثمان بن علي بن الحسن، موفق الدين المغيثي 478 عثمان بن محمد بن طاهر، علاء الدين 189 عثمان بن نظام الملك 183 عز الأمراء مسعود 459 عز الدين أبو نعيم 445 عز الملك بن نظام الملك 183 عزير النبي 118 العزيز بن إسماعيل بن قاسم، أبو المعالي الكيسكي 173 العزيز بن الطيب العنبري 343 العزيز بن علي بن محمد بن يحيى، جلال الدين 165 عزيز بن المغيرة بن عبد الرحمن 240 العزيز بن هبة الله بن علي، جلال الدين العلوي 164، 187، 210، 439، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 554 454، 456، 470، 530 عطاء بن أبي رباح 353 عكرمة (مولى ابن عباس) 121، 299، 475 علاء الدولة فرامرز- فرامرز بن علي شاه علاء الدين بن معز الإسلام، نقيب هراة 414 علقمة بن قيس 318 علي الجرجاني، أبو سعد 483 علي الغازي السجستاني 411 علي المستوفي 444 علي بن إبراهيم، أبو الحسن البيهقي 321 علي بن إبراهيم، أبو القاسم الزيادي 365، 366، 367 علي بن إبراهيم السبزواري- علي بن إبراهيم الزيادي علي بن إبراهيم، أبو الحسن القطان 378 علي بن إبراهيم، وحيد الدين الكاتب 431 علي بن إبراهيم بن الحسين بن بديل 365 علي بن إبراهيم بن علي، مجد الدين 449 علي بن إبراهيم بن أبي علي بن عبد الرزاق 311 علي بن أبي جعفر بن محمد العنبري 245 علي بن أبي جعفر بن القاسم بن كامة، أبو القاسم 406 علي بن أبي الحسن بن محمد 211 علي بن أبي سعد بن علي المختار 234 علي بن أبي سهل الفسنقري 432 علي بن أبي صالح المقرئ، إمام الجامع القديم بنيسابور 316 علي بن أبي صالح بن علي الصالحي الخواري 116، 117، 212، 223، 292، 388، 389، 390، 393، 400 علي بن أبي طالب 122، 194، 299، 392، 502 علي بن أبي الطيب النيسابوري 259، 363، 441، 450 علي بن أبي عبد الله بن أبي الحسن بن عبد الرحمن الكسائي 415 علي بن أبي الفضل بن محمد بن حاتم 248 علي بن أبي القاسم الجلالي المكفوف 465 علي بن أبي القاسم بن محمد البزاز الكرابيسي 254 علي بن أبي القاسم بن محمد، فخر الدين العنبري 245 علي بن أبي محمد بن علي العزيز 240 علي بن أبي المعالي بن حمزة بن الحسين البرزهي 389 علي بن أبي نعيم- علي بن عبد الملك علي بن أحمد الفنجكردي 306 علي بن أحمد القمي 357 علي بن أحمد، منتجب الدين الكاتب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 555 السلطاني 449 علي بن أحمد، أبو الحسين الفقيه 316 علي بن أحمد أبو الحسن الكردي 368 علي بن أحمد بن إبراهيم المغربي الخسروجردي 321 علي بن أحمد بن أبي الفضل الزميجي 447 علي بن أحمد بن أحمد الباروي الخواري 416 علي بن أحمد بن حسنكا الديوري 394 علي بن أحمد بن الحسين الداري 236، 237، 409 علي بن أحمد بن الحسين المقرئ 451 علي بن أحمد بن الحسين بن إبراهيم أبو القاسم البديلي 410 علي بن أحمد بن داود، أبو الفضل البغدادي 172 علي بن أحمد بن سعيد 412 علي بن أحمد بن ظفر العلوي زبارة 357 علي بن أحمد بن علي بن حاتم 247 علي بن أحمد بن علي بن الحسن، ابن فطيمة 306، 383 علي بن أحمد بن علي بن العباس الصوابي 425، 466 علي بن أحمد بن علي بن المحسن السالار 248 علي بن أحمد بن عميرة الجشمي 292 علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله الزيادي 360 علي بن أحمد بن محمد بن المحسن السالار 248 علي بن أحمد بن ممويه الحلواني 316 علي بن أحمد بن فندق 217 علي بن أحمد بن القاسم بن الحسن بن عمرو المستوفي 444 علي بن أحمد بن محمد المختار 164، 231 علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله، أبو الحسن زبارة 163 علي بن أحمد حمويه الحلواني 316 علي بن أحمد بن محمد بن عميرة 377 علي بن أحمد بن محمد الفلوي 402 علي بن أحمد بن نظام الملك، نظام الدين 188 علي بن إسحاق، شقيق نظام الملك 183 علي بن إسماعيل، بديع الكتبة 493 علي بن إسماعيل بن علي المؤذن 430 علي بن بوري برس 181 علي بن جعفر بن الحسن الحمادي 170 علي بن جعفر بن علي القمنواني 444 علي بن جمعة بن هاني 122 علي بن الجهم 499 علي بن حاتم بن محمد، زين الرؤساء أبو القاسم 246، 247 علي بن حاتمك، شمس الملك 252 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 556 علي بن الحارث البياري 373، 374 علي بن حجر 353 علي بن الحسن الباخرزي 236، 336، 365، 370، 406، 410، 416 علي بن الحسن، أبو الحسن المروزي 302 علي بن الحسن، شرف الدين ظهير الملك 216، 399، 411، 471، 477 علي بن الحسن، أبو بكر القهستاني 376، 377 علي بن الحسن، أبو الحسن العماري 249 علي بن الحسن بن أبي علي بن عبد الرزاق 311 علي بن الحسن بن الحسين بن عبد الله البديلي 265 علي بن الحسن بن عبد الله الأنماطي 251 علي بن الحسن بن عبدويه 273 علي بن الحسن بن علي الدلقندي الفقيه 357 علي بن الحسن بن علي المستوفي 239 علي بن الحسن بن علي بن أحمد، عز الدين المستوفي 445 علي بن الحسن بن علي بن أحمد، شرف الدين ظهير الملك 411، 412، 418 علي بن الحسن بن علي بن حاتم 248 علي بن الحسن بن علي بن عبد الله، قطب الدين الجليني 446 علي بن الحسن بن علي بن محمد البازارقان 226 علي بن الحسن بن مهدي، بدر الدين 169 علي بن الحسن بن مهدي، شمس الدين 169 علي بن الحسين الخسروجردي 273، 274 علي بن الحسين الهمذاني 315 علي بن الحسين اليعقوبي الفوشنجي 357 علي بن الحسين الأردستاني، مجير الملك 426 علي بن الحسين، بدر الدين الحسني 238 علي بن الحسين، أبو البركات العلوي الجوري 332 علي بن الحسين، زين المعالي أبو الحسن الجشمي 185 علي بن الحسين بن أحمد، مقبل الملك الزيادي 361 علي بن الحسين بن أحمد بن الحسين الداريج 408 علي بن الحسين بن بشر الأنماطي 250 علي بن الحسين بن زيد بن الحسين، جمال الأمراء 238 علي بن الحسين بن عبد الرحيم 284 علي بن الحسين بن علي العزيزي 240 علي بن الحسين بن علي بن أحمد المحترق 172 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 557 علي بن الحسين بن علي بن أحمد المؤذن 430 علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، زين العابدين 320 علي بن الحسين بن علي الموفق، أبو الحسن 326 علي بن الحسين بن علي بن أبي نعيم أحمد 232 علي بن الحسين بن علي بن أحمد المؤذن 430 علي بن الحسين بن علي بن عبد الله، أبو القاسم 224، 225، 229 علي بن الحسين بن علي بن المظفر، جمال الدين 216 علي بن الحسين بن فندق، سديد القضاة 221، 410 علي بن الحسين بن محمد، أبو الحسن الجشمي 202 علي بن الحسين بن المظفر، أبو الحسن زين المعالي، شمس المعالي الجشمي 185، 188، 210، 436، 497 علي بن الحسين بن معاذ 290 علي بن حمدون الفسنقري 403 علي بن حمزة بن الحسن، القاضي أبو الحسن 412 علي بن حمزة بن الحسن، فخر الدين الغازي 412 علي بن حمزة بن علي بن أحمد، أبو الحسن 412 علي بن حمزة بن علي بن الحسن، القاضي ضياء الدين 412 علي بن حمزة بن علي بن عبد الله، فخر الدين الكسائي 165، 412، 414، 416 علي بن حميد البياري 211 علي بن حيدر (الأمير) 489 علي بن خواجكك بن مسعود داد، شرف الأفاضل 442 علي بن داود (من ذرية الحسين بن داود البيهقي) 288 علي بن داود القنطري 332 علي بن رضوان بن توتش 182 علي بن زياد بن مهدي الزيادي 260 علي بن زيد، بدر الدين الباشتيني 173 علي بن زيد بن علي، شقيق مؤلف الكتاب 224 علي بن زيد بن علي، المرتضى بهاء الدين الفريومدي 167، 187 علي بن زيد بن علي، فخر الدين أبو القاسم الفريومدي 166، 351، 482، 488 علي بن زيد بن علي بن أحمد، بدر الدين الباشتيني 173 علي بن زيد بن محمد، أبو الحسن البيهقي (مؤلف الكتاب) 90 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 558 علي بن سبكتكين الجتري 478 علي بن سختويه الخسروجردي 325 علي بن سعيد بن أحمد، مؤيد الدين أبو القاسم 266 علي بن سعيد معين الملك مؤيد الدين الخسروبادي 476 علي بن سعيد بن المختار الحلبي 431 علي بن سلمة اللبقي 280 علي بن شاهك، الإمام النادر القصاري 435 علي بن شاهك الكرابيسي 254 علي بن شجاع المصقلي الشيباني 372 علي بن طاهر بن عبد الله بن طاهر 161، 175 علي بن طاهر العلوي الحسيني 255 علي بن الطيب العنبري 343 علي بن العباس بن محمد المستوفي 238 علي بن عبد الحميد بن علي، أبو الحسن بابه (؟) 457 علي بن عبد الحميد بن علي بن عبد الحميد، وجيه (وحيد) الفضلاء 457 علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن ماتي 319 علي بن عبد الله (من أبناء جعفر الطيار) 172 علي بن عبد الله الجليني 445 علي بن عبد الله بن أحمد، ابن أبي الطيب النيسابوري 348 علي بن عبد الله بن إبراهيم البديلي 265 علي بن عبد الله بن جعفر، ابن المديني 316 علي بن عبد الله بن علي، علم الدين الزيادي 366، 367 علي بن عبد الله بن علي، أبو الحسين الخسروجردي 338 علي بن عبيد الله بن أحمد الميكالي 238 علي بن عثمان بن علي البويابادي 450 علي بن عثمان بن نظام الملك، ظهير الملك 118 علي بن علي بن زيد، المرتضى بهاء الدين زبارة 457 علي بن عميرة الجشمي 273 علي بن عيسى بن حرب الخسروجردي 274، 275 علي بن فخر الملك بن نظام الملك، صدر الدين أبو الحسن 184 علي بن الفضل الباسنقاني 497 علي بن القاسم 211 علي بن القاسم بن أحمد جيلان 371 علي بن القاسم بن عبيد الله بن محمد المطوعي 405 علي بن قوام الدين أبي بكر، عمدة الدين 189 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 559 علي بن كامة 260، 216، 262، 405 علي بن المحسن بن القاسم بن كامة 406 علي بن محمد الحجازي القائني 436 علي بن محمد الزيادآبادي 282 علي بن محمد الشجاعي 203، 207، 364، 470 علي بن محمد، أبو الحسن المؤذن (المؤدب) الخسروآبادي 346 علي بن محمد بن أحمد البازرقان 225، 226 علي بن محمد بن إسحاق النزلابادي 183 علي بن محمد بن جعفر المعروف بالمجيدي 467 علي بن محمد بن جمعة المختار، كافي الحضرة 234 علي بن محمد بن الحسن بن فندق 217 علي بن محمد بن الحسن بن علي، علاء الدين الواعظ 239 علي بن محمد بن الحسين بن علي، علاء الدين الواعظ 239 علي بن محمد بن الحسين بن عمرو، أبو القاسم 348، 405 علي بن محمد بن حمدون الفسنقري 403 علي بن محمد البستي- أبو الفتح البستي علي بن محمد الحجازي القائني 436، 471 علي بن محمد الشجاعي 203، 207، 378 علي بن محمد، أبو الحسن الحناني الواعظ 363، 378 علي بن محمد، أبو الحسن السويزي 347 علي بن محمد بن إبراهيم سيمجور- أبو القاسم سيمجور علي بن محمد بن الحسين بن عمرو 362، 378 علي بن محمد بن طاهر، عمدة الدين 189 علي بن محمد بن عبد الله الزيادي 360 علي بن محمد بن علي، جمال الأئمة البديلي 266، 410 علي بن محمد بن علي، أبو منصور المستوفي 238، 239 علي بن محمد بن علي، علاء الدين المستوفي الواعظ 239 علي بن محمد بن علي بن أحمد الكرابيسي 254 علي بن محمد بن علي بن الحسن، بهاء الدين العماري 249 علي بن محمد بن علي بن الحسن الدلقندي 255 علي بن محمد بن علي بن الحسن، أبو القاسم العريضي 170 علي بن محمد بن علي بن الحسن بن علي الحاتمي 248 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 560 علي بن محمد بن الحسين، الأمير الرئيس 215 علي بن محمد بن علي بن مانكديم 422 علي بن محمد بن علي بن موسى، الإمام الهادي 438 علي بن محمد بن نصر، ابن بسام 176 علي بن محمد بن هارون الحميري 318 علي بن محمد بن يحيى المقرئ 451 علي بن محمد بن يحيى، عماد الدين 165 علي بن مسعود بن محمود الغزنوي 179 علي بن منصور بن محمد بن إسحاق، شمس الرؤساء 185، 399، 404، 440 علي بن منكوبرس المسمول 182 علي بن موسى الرضا 150، 438، 502 علي بن نصر بن عمار بن يحيى الخزرجي 250 علي بن هبة الله بن الحسين الداري (الداريج) 236، 408 علي بن هلال، ابن البواب البغدادي 493 عماد الملك بن نظام الملك، أبو القاسم 183، 184، 386 عمارة بن عقيل 290 عمار بن يحيى بن العباس الخزرجي 249، 250 عمارة بن خزيمة بن ثابت 90 عمر الخيام 436 عمر السديمي 397 عمر الطبري 419 عمر المطوعي- عمر بن علي عمر بن أحمد بن عمر أبو حفص بن مسرور 395 عمر بن أحمد بن محمد الجوري 320 عمر بن الحسن بن عثمان 90 عمر بن أبي ربيعة المخزومي 374 عمر بن زرارة 307 عمر بن عبد العزيز 199، 200، 288 عمر بن عبد العزيز بن قتادة 369 عمر بن علي، أبو حفص المطوعي 301، 326 عمر بن محمد بن عبد الملك 317 عمر بن موسى بن قاريغ 181 عمر بن واقد 394 عمران بن داور القطان 339 عمران بن عمرو مزيقياء 195 عمران بن موسى السختياني الجرجاني 195 عمرو بن بحر الجاحظ 125، 126، 432 عمرو بن ثابت 320 عمرو بن جميع الصبري 279 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 561 عمرو بن العاص الكلابي 339 عمرو بن كلثوم 499 عمرو بن الليث 175، 177، 287، 288 عمرو بن مالك 303 عمرو مزيقياء بن عامر 90، 195 عمرو بن المهلب 195 عوانة، أبو سليمان 283 عوض بن محمد بن مانكديم 422 عيسى المسيح (ع) 218 عيسى بن أحمد القطان 428 عيسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري 304 عيسى بن محمد بن جعفر 442 عين بنت سعيد بن عثمان 251 الغانمي محمد بن غانم بن أبي الحسين الغزالي، أبو حامد 190، 428 الغطريف بن عطاء الكندي 476 الغطريف بن عطاء الكندي 476 الغوث بن نبت 90 الفاكه بن ثعلبة 90 فاطمة بنت جعفر بن محمد الخير الوزير 255، 476 فاطمة بنت ميمونة بنت علي بن طاهر 161 فائق بن عبد الله الخاصة الأندلسي 256 فخر الدولة علي بن الحسن البويهي 256، 258، 260، 261 فخر الملك بن نظام الملك 183، 184، 187، 399، 427، 442 فرامرز بن علي شاه، علاء الدولة 410 فرخزاد بن مسعود بن محمود 189، 243، 331 الفردوسي 136 الفرزدق 289 الفضل بن أحمد، أبو العباس الإسفراييني 326 الفضل بن إسماعيل، أبو عامر الجرجاني 220، 416 الفضل بن الحسن الطبرسي 163، 437، 456 الفضل بن حمك (وزير كاشغر) 292 الفضل بن دكين 272 الفضل بن الربيع 148 الفضل بن سهل 150 الفضل بن علي بن الفضل، مجد الدين أبو البركات العلوي الأصغري 168، 442، 471 الفضل بن علي، تاج الرؤساء المزيناني 155، 232 الفضل بن علي، تاج الرؤساء المزيناني 155، 232 الفضل بن علي بن محمد، أبو سعيد البازارقان 226 الفضل بن محمد الشعراني الريودي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 562 275، 276، 277، 320 الفضل بن محمد بن الحسين، أبو العباس الخطيب 441 الفضل بن محمد بن يعقوب الفارسي 226 الفضل بن المسيب 224 الفضل بن موسى السيناني 305، 379 الفقيه المقدم محمد بن أحمد، الفقيه المقدم أبو جعفر فندق بن أيوب 90، 216، 217، 350 فولادوند 205 فياض العربي، الأمير 259 فيروزان بن فولادوند 206 قابوس بن وشكمير 258، 313 القادر بالله (الخليفة) 220 القاسم بن أحمد بن علي، مؤدب جيلان 370 قاسم بن أميرك بن أحمد، شهاب الرؤساء المستوفي 444 القاسم بن الحسن بن عمرو 444 القاسم بن الحسن بن علي، نصير الأئمة الجليني 445 القاسم بن دهيم 278 القاسم بن عبد الرحمن 216 القاسم بن عبيد الله بن محمد المطوعي 405 القاسم بن علي بن إبراهيم الزيادي 365، 366 القاسم بن علي بن أحمد، أبو علي المستوفي 444 القاسم بن علي بن طاهر، أبو إبراهيم سيدك الشادراهي 168 القاسم بن العوف الشيباني 339 القاسم بن عيسى، أبو دلف العجلي 288 قاورت أحمد قاورت بن داود قاورت بن داود بن ميكائيل 181 القائم بأمر الله 218 القائم محمد بن الحسن بن علي، الإمام المهدي قباد بن فيروز 476 قبيصة بن جابر الأسدي 280 قبيصة بن المهلب 195 قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي 283، 303 قتلمش بن يبغو 181 قتيبة بن سعيد 280 قجق السلطاني 490 قحطان بن عابر 90 قرا أرسلان بيك بن جغري بيك (داود) 181 قراتكين الأصفهبدي 219 قراجه الساقي 483، 489 القراريطي 253 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 563 قزل سارغ الأمير حسام الدين قزل قزل السلطاني حسام الدين قزل قطري بن الفجاءة 196 قطن بن عمرو بن الأهتم 120 القعنبي 273 القفال الشاشي محمد بن علي بن إسماعيل قلج أرسلان بن مسعود بن قلج أرسلان 181 قنبر مولى وحاجب الإمام علي 122 قوام الدين أبو بكر، رئيس خراسان 189 (وانظر أيضا: محمد بن طاهر بن عبد الله) قوام الدين الحسن بن ناصر الدين محمد 185 قوام الدين أبو القاسم الأنسابادي 468 قوام الدين بن نظام الملك 183، 184 قيس بن مخرمة بن عبد المطلب 109 قيس بن مسلم 284 قيصر الروم 310 كثير بن أحمد بن كثير، أبو منصور 308 كثير بن قيس 372 كرامة بن إبراهيم بن إسماعيل 293 كرشاسف بن مرداويج، فخر الدولة 501 كريب (مولى ابن عباس) 315 الكسائي النحوي علي بن حمزة كشتاسب بن لهراسب وشتاسب كشمرد محمد بن عمرو كعب بن أبي صفرة 195 كمال الدين أبو الحسن زبارة 421، 471 كهلان بن سبأ 90 كورموش العربي خالد بن نهيب كياكي بن فولادوند 206 كيخسرو بن سياوخس 139، 306 لاحق بن يوسف 396 لبيد 112 لقمان بن شداد 342 الليث (الراوي) 387 ليلى (في الشعر) 193 مازن بن الأزد 90 مالك بن أوس 90 مالك بن زيد بن كهلان 90 ما كان بن كياكي بن فولادوند 206 المأمون (الخليفة) 150، 174 المأموني، أبو طالب 126 المبارك بن فضالة 306 المبرد 253، 290، 292 المتوكل على الله (الخليفة) 498، 499 مجالد بن سعيد (الراوي) 322 مجاهد (المفسر) 439 المجاهد بن محمد بن علي المجاهدي 439 مجد الدولة أبو طالب رستم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 564 مجد الملك أسعد القمي أسعد بن محمد القمي مجدود بن محمد، أبو المعالي الرشيدي 415 مجير الدولة (الوزير) 461 مجير الدين، أبو علي طاهر 359 مجير الملك أبو الفتح، علي بن الحسين الأردستاني 426 المحسن بن أحمد الخالدي المروزي 373، 374 المحسن بن علي بن أحمد، أبو العباس السالار المطوعي 248 المحسن بن علي بن الحسن، أبو سعد بن كامة 406 المحسن بن القاسم بن الحسن بن علي بن كامة 262، 405 المحسن بن أبي القاسم بن أبي ذر المحسن بن القاسم بن عبيد الله المحسن بن القاسم بن عبيد الله رسيد الأئمة أبو سعد المطوعي 405 المحسن بن القاسم بن كامة المحسن بن القاسم بن الحسن المحسن بن محمد بن علي بن المحسن السالار 248 المحسن بن محمد بن كرامة الجشمي 249، 283، 348، 377، 390، 392، 405 المحسن بن هادي بن محمد بن المحسن بن محمد بن كرامة 391، 392 محم، أبو القاسم 231 محمد بن سعيد بن عثمان 251 (انظر أيضا: محمد بن سعيد بن عثمان) محمد، والي ما وراء النهر 476 محمد (من ذرية أبي ذر المطوعي) 405) محمد الأحنف الأخويني 493 محمد البهمن آبادي (حفيد محمد بن عبد الواحد البهمن آبادي) 378 محمد حسن المفخري محمد المفخري محمد الحنيفي، الحاكم 323 محمد، شمس الأئمة 412 محمد العماري، نجم الدين 391 محمد الفراتي 183 محمد المفخري 464 محمد بن إبراهيم السراج الثقفي 253 محمد بن إبراهيم، أبو المظفر البزغشي 227 محمد بن إبراهيم بن أحمد الخسروآبادي 386 محمد بن إبراهيم بن بهرام الخواري 392 محمد بن إبراهيم بن جعفر، ابن الطرابلسي 171 محمد بن إبراهيم بن جمال الملك 188 محمد بن إبراهيم بن سيمجور 219، 256، 262، 263، 309 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 565 محمد بن إبراهيم بن محمد العنبري 245، 343، 416 (وانظر أيضا: محمد بن شاهك إبراهيم) محمد بن أبي البشائر إبراهيم محمد بن إبراهيم بن جعفر محمد بن أبي جعفر الزيادي 260 محمد بن أبي الحسن بن محمد 211 محمد بن أبي الخير، أبو نصر 477 محمد بن أبي سعد بن عليك 488 محمد بن أبي سهل السرخسي 223 محمد بن أبي الفضل بن محمد، جمال الأمراء 248 محمد بن أبي القاسم بن علي المؤذن 430 محمد بن أبي القاسم بن محمد، الحكيم المقرب المعلم 466 محمد بن أبي محمد بن علي بن أحمد 240 محمد بن أبي نصر بن أبي جعفر العنبري 245 محمد بن أحمد المعموري 423 محمد بن أحمد الإسكافي القراريطي 253 محمد بن أحمد، أبو جعفر البيهقي 316 محمد بن أحمد، أبو عبد الرحمن الشادياخي 406 محمد بن أحمد بن أحمد الباروي الخواري 416 محمد بن أحمد بن أحمد الباروي الخواري 416 محمد بن أحمد، أبو عبد الله الخواري 304 محمد بن أحمد بن الحسين، أبو عبد الله البيهقي 393 محمد بن أحمد بن الحسين، أبو منصور السويزي 338، 379 محمد بن أحمد بن حمدان الحيري 353 محمد بن أحمد بن خراسان (؟) ، أبو عبد الله الخواري الفقيه 397 محمد بن أحمد بن سعيد (والد القاضي أبي العلاء صاعد) 217 محمد بن أحمد بن عبد الله (صاحب الأرزاق) 163 محمد بن أحمد بن عبدوس المزكي 339 محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن علي مهران 352 محمد بن أحمد بن الفضل الفارسي 223 محمد بن أحمد بن فندق 217 محمد بن أحمد بن محمد البخاري 434 محمد بن أحمد بن محمد، أبو الحسين زبارة 160، 455 محمد بن أحمد بن محمد بن صاعد، أبو سعيد 482 محمد بن أحمد بن مريم 220 محمد بن أحمد بن معاذ، أبو عبد الله 352 محمد بن أحمد بن نظام الملك، شهاب الدين 188 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 566 محمد بن إدريس، أبو حاتم الرازي 379 محمد بن إدريس الشافعي الشافعي (الإمام) محمد بن إسحاق الصغاني 372 محمد بن إسحاق، أبو عبد الله الفقيه البيهقي 315 محمد بن إسحاق، عم نظام الملك 183 محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن عمار الخزرجي 250 محمد بن إسحاق بن إبراهيم، أبو العباس الزاهد 302 محمد بن إسحاق بن إبراهيم، أبو العباس السراج الثقفي 398 محمد بن إسحاق بن أميرك النزلابادي 183 محمد بن إسحاق بن خزيمة 253، 276، 301، 307، 316 محمد بن إسحاق بن يسار 109، 110 محمد بن أسلم بن سالم الطوسي 303 محمد بن إسماعيل الأخنس 299 محمد بن إسماعيل بن الحسين الكسائي 415 محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق 318 محمد بن أمير 211 محمد بن أميرك الكاتب 244 محمد بن بلطوار محمد بن يلطوار محمد بن جرير الطبري 110، 199، 224، 301 محمد بن جعفر بن الحسين الحنيفي 323 محمد بن جمعة بن علي المختار 234 محمد بن حاتم بن خزيمة 246 محمد بن حاتم بن محمد بن علي بن حاتم 247، 248 محمد بن الحسن الشيباني 414 محمد بن الحسن العماري 249 محمد بن أبي الحسن نوران 172 محمد بن الحسن بن أحمد السالار 248 محمد بن الحسن بن أحمد السراج 369 محمد بن الحسن بن الحسين بن عبد الله البديلي 265 محمد بن الحسن بن دريد الأزدي 237 محمد بن الحسن بن عبد الله الأنماطي 251 محمد بن الحسن بن علي البديلي 265 محمد بن الحسن بن علي، زين الرؤساء المستوفي 239 محمد بن الحسن بن علي بن محمد البازارقان 226 محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي، الإمام المهدي 438 محمد بن الحسن بن فندق، أبو نصر 217 محمد بن الحسن بن محمد ... بن جعفر الصادق 171 محمد بن الحسن بن محمد بن يحيى، جلال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 567 الدين 165 محمد بن الحسن بن المهدي 169 محمد بن الحسين التيمي 322 محمد بن الحسين، أبو الحسن السمرقندي 378 محمد بن الحسين العلوي 369 محمد بن الحسين القطان 395 محمد بن الحسين، أبو الفضل البيهقي 245، 331، 332، 334، 335، 336 محمد بن الحسين بن إبراهيم ... بن بديل 265 محمد بن الحسين بن أبي القاسم الكرابيسي 254 محمد بن الحسين بن خمير 439 محمد بن الحسين بن علي المؤذن 430 محمد بن الحسين بن علي بن أبي عبد الله، علاء الدين الكسائي 415 محمد بن الحسين بن علي بن أبي نعيم 232 محمد بن الحسين بن عمرو، أبو جعفر 348، 362 محمد بن الحسين بن فندق، أبو سليمان أميرك 190، 220، 221، 222، 464، 487 محمد بن الحسين بن محمد، أبو عبد الرحمن السلمي 332، 390 محمد بن الحسين بن محمد بن مهران الحدادي 301 محمد بن الحسين بن محمد بن يحيى البسطامي 401 محمد بن حمزة بن محمد بن يحيى، أبو عبد الله 402 محمد بن حميد الرازي 302 محمد بن حمويه 417 محمد بن الحنفية 392 محمد بن حيدر بن أحمد الزيادي 361 محمد بن داود الحكيم 436 محمد بن داود بن ميكائيل بن سلجوق 181 محمد بن زكريا الرازي 436 محمد بن زنكي بن محمد بن علي، الأمير 215 محمد بن زياد بن مهدي الزيادي 260 محمد بن زيد بن حمزة، شهاب الدين العلوي 420 محمد بن زيد بن محمد 224 محمد بن سابق 398 محمد بن سعدويه 303 محمد بن سعيد البيهقي 457 محمد بن سعيد البيهقي، محم 271، 299، 457 محمد بن سعيد، أبو عبد الله (مؤلف تاريخ خوارزم) 115 محمد بن سعيد بن الحسين، مؤيد الدين أبو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 568 الفتح العميد 266 محمد بن سعيد بن عثمان بن عفان 251 محمد بن سعيد بن المختار الحلبي 431 محمد بن سليمان، أبو سهل الصعلوكي 354 محمد بن سليمان بن محمد 111 محمد بن سيرين 275 محمد بن شاذان 307 محمد بن شاهك إبراهيم العنبري 245 محمد بن شعيب بن إبراهيم العجلي 310، 302 محمد بن صاعد، أبو سعيد 330 محمد بن صدر الدين محمد بن فخر الملك 188 محمد بن طاهر بن إبراهيم الزكي 252 محمد بن طاهر بن عبد الله، قوام الدين 189 محمد طغرل بك بن ميكائيل بن سلجوق 181، 205، 217، 480، 487، 489 محمد بن طغرل بن محمد بن ملك شاه 182 محمد بن طيفور النيسابور 433 محمد بن ظفر بن محمد بن أحمد زبارة 159، 322، 388 محمد بن العباس، أبو بكر الخوارزمي 110، 161، 224، 225، 312، 326 محمد بن العباس، أبو علي التولكي 256 محمد بن عبد الجبار، أبو النصر العتبي 111، 333 محمد بن عبد الجبار بن محمد الخواري 397 محمد بن عبد الرحمن الخشاب محمد بن محمد، أبو الفتح محمد بن عبد الرحيم الوزير 263 محمد بن عبد الرحيم، أبو يحيى البزاز 271 محمد بن عبد الرزاق، أبو عبد الله البيهقي 309 310، 311 محمد بن عبد العزيز، أبو عبد الله المقرئ 404 محمد بن عبد الله بن أحمد بن الحسين، ناصح الدين القاضي 417 محمد بن عبد الله بن الحسن المكفوف، زبارة 455 محمد بن عبد الله بن حمدويه، الحاكم النيسابوري 110، 116، 122، 125، 147، 163، 224، 292، 345، 455 محمد بن عبد الله بن زكريا الجوزقي 338 محمد بن عبد الله بن سليمان 369 محمد بن عبد الله بن عبد المطلب (رسول الله (ص) : ورد اسمه الشريف بكثرة في الكتاب محمد بن عبد الله بن عمر السيدي 401 محمد بن عبد الله بن محمد أبو عبد الله الزيادي المعروف بخواجكك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 569 محمد بن عبد الواحد الخزاعي 346 محمد بن عبد الواحد، أبو الحسين البهمن آبادي 377 محمد بن عبدوس بن حاتم بن يحيى 452 محمد بن عبد الوهاب بن الزبير 347، 395 محمد بن عبيد الله الأنصاري 277 محمد بن عبيد الله بن علي، شرف السادة البلخي 410 محمد بن عقيل بن الأزهر البلخي 115 محمد بن العلاء 318 محمد بن علي، فخر التجار البزاز الكرابيسي 254 محمد بن علي الرشكي- محمد بن علي بن إسماعيل الزانكي محمد بن علي، أبو الحسن المستوفي 238 محمد بن علي، ابن مقلة 493 محمد بن علي زبارة العلوي، بهاء الدين 421 محمد بن علي، أبو الحسن العلوي السويزي 309، 340 محمد بن علي، أبو الطيب العنبري 343 محمد بن علي، أبو الطيب الكرابي 325 محمد بن علي بن أبي طالب- محمد بن الحنفية محمد بن علي بن أحمد بن الحسين البديلي 266 محمد بن علي بن أحمد بن سعيد، شمس الأئمة 412 محمد بن علي بن أحمد بن القاسم، أبو الرضا المستوفي 444 محمد بن علي بن أحمد بن محمد الكرابيسي 254 محمد بن علي بن أحمد بن محمد بن ظفر زبارة 406 محمد بن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله الزيادي 360 محمد بن علي بن إسحاق، جمال الملك بن نظام الملك 183 محمد بن علي بن إسماعيل الزانكي 163 محمد بن علي بن إسماعيل القفال الشاشي 310، 311 محمد بن علي بن الحسن العماري 249 محمد بن علي بن الحسن (شرف الدين ظهير الملك) ، مجير الدين 413 محمد بن علي بن الحسن بن علي الدلقندي 255 محمد بن علي بن الحسن بن علي بن حاتم 248 محمد بن علي بن حسول، أبو العلاء 228 محمد بن علي بن الحسين بن أبي القاسم علي ... بن زين العابدين 171 محمد بن علي بن الحسين بن المظفر، ضياء الدين 194، 213، 214، 215 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 570 محمد بن علي بن الحسين، الرئيس أبو علي الجشمي 202 محمد بن علي بن حيدر الجعفري 223 محمد بن علي بن حيدر الأحنف، معين الأفاضل الأخويني 493 محمد بن علي بن الطيب، أبو جعفر العنبري 343 محمد بن علي بن العباس المستوفي 238 محمد بن علي بن عبد الله الجليني 445 محمد بن علي بن فضلان 395 محمد بن علي بن القاسم جيلان 371 محمد بن علي بن محمد المختار 234 محمد بن علي بن محمد بن يحيى، تاج الدين 165 محمد بن علي بن موسى الرضا، الجواد 147، 438 محمد بن علي بن هبة الله بن الحسين الداريج المعتوه 236، 408 محمد بن عمار بن عطية 358 محمد بن عمارة 279 محمد بن عمارة بن خزيمة 90 محمد بن عمرو (الراوي) 368 محمد بن عمرو، أبو علي الجعفري، من ذرية جعفر الطيار 313 محمد بن عمرو بن جبريل 280 محمد بن عمرو بن الحسن الزيادي 260 محمد بن عمرو بن النضر بن حمران النيسابوري، أبو علي كشمرد 219 محمد بن عميرة، أبو عبد الله الجشمي 373، 374، 377، 471 محمد بن عيسى النجيبي الباشتيني 463، 464 محمد بن غانم بن أبي الحسين 266 محمد بن فخر الملك بن نظام الملك، صدر الدين 266 محمد بن القاسم 211 محمد بن القاسم، ابن الأنباري 253 محمد بن القاسم بن الحسن كامة، أرشد الأفاضل، الوحيد الأصغر 446 محمد بن القاسم بن دهيم 278 محمد بن كثير 379 محمد بن كرامة بن محمد بن أحمد 392 محمد بن مانكديم بن زيد السيلقي 422 محمد بن المحسن بن علي بن محمد السالار 433 محمد بن المحسن بن محمد بن كرامة 391 محمد بن المحسن بن هادي بن محمد، معين الدين 391 محمد بن محمد، أبو طاهر الزيادي 345 محمد بن محمد بن إبراهيم بن سيمجور، ناصر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 571 الدولة أبو الحسن 262 محمد بن محمد بن أبي القاسم المطوعي النيسابوري 404 محمد بن محمد بن جابر، أبو عبد الله البيهقي 317 محمد بن محمد بن الحسن بن علي ... بن سابور الملك 142 محمد بن محمد بن صابر، أبو عمرو 347 محمد بن محمد بن طاهر، عز الدين 189 محمد بن محمد بن عبد الرحمن أبو ذر المطوعي 404 محمد بن محمد بن عبد الرحمن، أبو الفتح الخشاب 398 محمد بن محمد بن عزيز بن محمد العزيز 241 محمد بن محمد بن علي الكرابيسي 254 محمد بن محمد بن يحيى، أبو علي زبارة 455 محمد بن محمد بن محمد بن يحيى زبارة 160 محمد بن محمود بن سبكتكين 179، 331، 480 محمد بن محمود بن محمد بن بغراخان، جلال الدين 485 محمد بن محمود بن محمد بن ملك شاه 182 محمد بن مسعود بن أحمد البروقني 235 محمد بن مسعود بن عبد الله المختار، شهاب الدين (والي الري) 235، 478 محمد بن المظفر، فخر العلماء أبو عبد الله 209، 214 محمد بن المظفر، أبو بكر بن محتاج 203 محمد بن ملك شاه بن ألب أرسلان 182، 184، 488 محمد بن منصور بن أحمد، أبو عبد الله الكرابي 353، 354، 355، 356 محمد بن منصور بن الحسن، أبو سعد الجولكي الجرجاني 327 محمد بن منصور بن الحسين المجاهدي 439 محمد بن منصور، أبو سعيد النسوي (عميد خراسان) 226، 234 محمد بن منصور بن محمد، عميد الملك أبو نصر الكندري 185، 228، 412 محمد بن منصور بن محمد بن إسحاق، بدر الدين 185، 187، 210، 400، 440 محمد بن المنكدر 277 محمد بن المهلب 195 محمد بن ناصر بن علي بن الحسين 222 محمد بن نصر بن عمار الخزرجي 250 محمد بن نصر بن منصور، زين الإسلام أبو سعد الهروي البشكاني 400، 439 محمد بن النضر البيشكي 251 محمد بن نهيك 301 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 572 محمد بن هارون بن مالك الخرم آبادي 317 محمد بن هبة الله الخازن المختار 234 محمد بن همام بن عيسى 303 محمد بن يحيى الذهلي 265، 299، 369، 381 محمد بن يحيى، أبو بكر الصولي 253 محمد بن يحيى، أبو عبد الله الفقيه الرئيس 164، 202- 207، 218، 367، 456، 486 محمد بن يحيى بن أحمد المقرئ 451 محمد بن يحيى بن علي المؤذن 430، 493 محمد بن يحيى بن محمد بن أحمد، جلال الدين أبو الحسن زبارة 160، 162، 164، 455، 486 محمد بن يزيد المبرد 253، 290، 292، 370 محمد بن يعقوب الأموي 372، 380 محمد بن يعقوب، أبو عبد الله الفارسي 225 محمد بن يعقوب بن يوسف، أبو العباس الأصم 402، 403، 404 محمد بن يلطوار 156 محمود (سيف الدولة) 178 محمود بن إبراهيم بن علي، علاء الدين 449 محمود بن أميرك، سديد الدين الرازي 419 محمود بن تاج الدين (من أولاد جمال الملك) 188 محمود بن حمزة، تاج القراء الكرماني 437 محمود بن سبكتكين 108، 111، 112، 166، 179، 180، 217، 229، 232، 244، 246، 258، 322، 342، 349، 363، 480 محمود بن محمد، تاج الدين (من أولاد جمال الملك) 188 محمود بن محمد بن أحمد بن محمد بن صاعد، شمس الدين 189 محمود بن محمد بن طاهر، نصير الدين 189 محمود بن محمد بن ملك شاه 182، 185 المختار بن الحسن، أبو القاسم الجمحي الملقب بأميرك 337، 470 مخلد بن يزيد بن المهلب 195، 199، 200 المدائني (المؤرخ علي بن محمد) 201 مدرك بن المهلب 195 مرزبان بن خسرو، تاج الملك أبو الغنائم 424 المرزوقي 438 مروان بن المهلب 195 مساور بن هند بن قيس 103 المستظهر بالله 478 مسروق بن الأجدع 322 مسعود بن إبراهيم بن جمال الملك 188 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 573 مسعود بن إبراهيم بن مسعود بن محمود الغزنوي 180 مسعود بن أحمد بن الحسين، بهاء الدين العميد 267 مسعود بن أحمد بن علي بن إسماعيل، أبو نعيم البروقني 231، 235 مسعود بن أحمد بن علي بن حاتم 247 مسعود بن الحسن بن علي المستوفي 239 مسعود شاه بن بهرام شاه بن مسعود 180 مسعود بن شعيب بن محمد الحنيفي 323 مسعود بن عبد الله، سديد الدين المستوفي المختار 235، 481 مسعود بن عبد الله بن علي، الحاكم الزيادي 366 مسعود بن عبد الله بن محمد بن أبي سعد، سديد الدين أبو سعد البندار المختار 234، 483 مسعود بن علي بن أحمد الصوابي 237، 240، 391، 407، 425، 466 مسعود بن علي بن أحمد بن حاتم 247 مسعود بن محمد، صدر الدين (من أولاد جمال الملك) مسعود بن محمد بن طاهر، بهاء الدين 189 مسعود بن محمد بن ملك شاه 182 مسعود بن محمد بن منصور، أبو الفتح مشيد الملك النسوي 370 مسعود بن محمود بن سبكتكين 161، 179، 180، 243، 244، 246، 331، 336، 337، 340، 456، 477، 480، 487، 488 مسعود بن هبة الله بن الحسين بن أحمد، عز الأمراء الداري 236، 408، 459 مسلمة (الراوي) 314 مسلمة بن عبد الملك 200 المسيب بن زهير 476 المطهر بن سراهنك (الحسن بن مهدي) 169 المطهر بن محمد بن عيسى بن محمد 168 المطيع الله 310 مظفر بن أردشير، قطب الدين أبو منصور العبادي 239، 453 المظفر بن علي، أبو الفتح البازارقان 330 المظفر بن علي بن الحسين، أبو منصور 230 المظفر بن محمد بن الحسن، الرئيس أبو سعد 205، 207، 208، 209 المظفر بن نظام الملك- فخر الملك معاذ (باني معاذ آباد) 132 معاذ بن جبل 276، 394 المعافى بن أحمد الدويني 298 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 574 المعتضد بالله 175 المعتمد على الله 175 المعداني- أحمد بن سعيد بن أحمد المعرور بن سويد 279 المعلى بن أحمد، أبو محمد الفقيه الرئيس 328 المعلى بن المظفر بن علي البازرقان 211 معمر (الراوي) 278 معمر بن صهبان 324 معن بن زائدة الشيباني 151 المغيرة بن أبي صفرة 195 المغيرة بن أحمد بن محمد بن هارون 195 المغيرة بن المهلب 195- 197 المفضل بن صالح 299 المفضل بن المهلب 198 المقتفي لأمر الله 478 المقرئ محمد حسن- محمد المفخري مكي بن إبراهيم 274، 275 مكين الملك مسعود 442 ملك أرسلان بن مسعود بن إبراهيم الغزنوي 180 ملك شاه بن ألب أرسلان محمد 181، 186، 488، 489 ملك شاه بن خسرو شاه بن بهرام شاه 180 ملك شاه بن محمود بن محمد بن ملك شاه 182 المنجاب بن أبي صفرة 195 المنتصر (الخليفة) 484، 500 منصور بن إسماعيل بن صاعد 221، 330 منصور بن رامش 363 منصور بن قراتكين 219 منصور بن محمد بن أبي الحسن نوران 173 منصور بن محمد بن إسحاق النزلابادي 183 منصور بن محمد بن إسحاق، مقدم الرؤساء 398، 399 منصور بن نظام الملك 183 منصور بن نوح بن منصور، أبو الحارث الأمير الرضي الساماني 178 منكوبرس المسمول 182 منوجهر 475 منوجهر بن يهودا 138 المهدي (الخليفة العباسي) 150، 321 مهدي بن أحمد الخوافي 370 مهدي بن زياد بن مهدي الزيادي 260 مهدي بن عبد الله بن علي، سراج الدين الزيادي 366 مهر بن ساسان بن بهمن 139 مهران بن أبي عمرو 303 مهر هرمز بن ساسان 139 المهلب بن أبي صفرة 120، 151، 194- الجزء: 1 ¦ الصفحة: 575 198، 202 مودود بن مسعود بن محمود 179، 243، 331 موسى النبي (ع) 281، 315 موسى الكاظم- موسى بن جعفر موسى بن جعفر، الإمام الكاظم 438، 502 موسى بن الحسن بن عبد الرحمن، أبو عمران 280 موسى بن داود بن ميكائيل 181 موسى بن عقبة 277 موسى بن قاريغ بن أوكه 181 موسى بن ميكائيل بن سلجوق 181 موسيجه 224 الموفق بن محمد بن المحسن بن محمد بن كرامة 391 الموفق بن المظفر، تاج الحكماء القوامي 462 المؤمل بن الحسن بن عيسى 271، 320 المؤيد آي آبه ملك المشرق 501 المؤيد بن محمد بن الحسن بن علي المستوفي 239 المؤيد بن محمد بن عمر، أبو نصر السيدي 401 مؤيد الملك بن نظام الملك 183، 184 ميكال بن عبد الواحد بن جبريل 237 ميكائيل بن سلجوق بن تقاق 181 ميمونة بنت علي بن طاهر 161 ناصر (من ذرية أبي ذر المطوعي) 405 ناصر بن الحسين، أبو الفتح العمري 392 ناصر بن علي الدركزيني- قوام الدين أبو القاسم ناصر بن علي بن الحسين بن فندق، جمال القضاة 221 الناصر بن محمد بن أحمد العلوي الحسيني الأصغري 504 ناصر الدين سبكتكين 179 ناصر الدين بن فخر الملك 184، 185 نافع بن مالك 314، 317، 324 النامي (الشاعر) 338 نبت بن مالك 90 نجم الإسلام أبو المعالي- الحسن بن عبد الله البزاز نجم الملك علي خواجه 502 نجيب الملك المطيبي 463 نصر بن أحمد، نصير الدين أبو الفضل 188 نصر بن أحمد، أبو أحمد الساماني 177 نصر بن أحمد، أبو الحسن المرغيناني 310 نصر بن أحمد بن إسماعيل الثاني أبو الحسن الساماني 178، 455 نصر بن بويه بن الحسن بن بويه 260 نصر بن الحجاج 210 نصر بن الحسن بن فيروزان 206، 258، 259 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 576 نصر بن سبكتكين ناصر الدين 179، 232 نصر بن سيار 484 نصر بن يعقوب الدينوري 154 النضر بن أبي صفرة 195 نظام الدين (الإمام) 449 نظام الملك الحسن بن علي بن إسحاق 155، 185، 190، 229، 230، 318، 406، 408، 416، 424 النعمان بن ثابت- أبو حنيفة نعيم بن أسيد العدوي 118 نعيم بن عمرو بن الأهتم 120 نفيع بن الحارث، أبو داود 379 نهار بن توسعة 284 نهشل بن سعيد الضبي 284 نوح (النبي) 90، 194 نوح بن أبي مريم 315 نوح بن أسد بن سامان 177 نوح بن منصور، الأمير الرضي الساماني 178 نوح بن ميمون 315 نوح بن نصر الساماني 178 نوشتكين حامل المزراق 335 نوشيروان بن كيقباد 142 هادي بن محمد بن المحسن بن محمد بن كرامة، عفيف القضاة 391 هادي بن مهدي ... بن جعفر الطيار 179 هارون الرشيد 147، 148، 414، 415 هارون بن الفضل 320 هارون بن موسى (إيلك خان) 178 هاني السحاب بن أبي صفرة 195 هاني بن قنبر 122 هبة الله بن ألبتكين 313 هبة الله بن الحسين بن أحمد، أبو نصر الداريج 236، 408، 409، 458 هبة الله المختار، أبو القاسم الخازن- هبة الله بن محمد هبة الله بن علي بن محمد، ركن الدين أبو منصور 162، 164، 205، 216، 370، 453 هدبة بن خالد 278 هشام بن عمار الدمشقي 394 هلال بن العلاء الرقي 387 هما بنت بهمن 138 همام بن زيد بن وابصة 121 هناد بن السري بن يحيى 322 هود (النبي) 194 وشتاسب بن لهراسب 138 وشمكير بن زيار 263 وكيع بن الجراح 332 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 577 الوليد بن جميل القرشي الفلسطيني 316 الوليد بن سلمة (قاضي الأردن) 324 وهب بن منبه 110 الهيثم بن خلف، أبو محمد الدوري 382 ياسر بن النضر، قاضي نيسابور 299 يبغو بن ميكائيل بن سلجوق 181، 487 يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي 402، 403، 404 يحيى بن أحمد الساماني 177 يحيى بن أحمد بن الحسين، أبو علي المقرئ 451 يحيى بن احمد بن محمد، أبو عمرو المخلدي 324 يحيى بن أسد 177 يحيى بن أيوب 380 يحيى بن الحسن بن علي البحروي 386 يحيى بن زيد بن زين العابدين علي 146 يحيى بن زيد بن محمد بن الحسين 224 يحيى بن سعيد القطان 273، 354، 358 يحيى بن علي بن الحسين بن علي المؤذن 430 يحيى بن محمد الضيائي الفريومدي الحكيم 462 يحيى بن محمد الغزنوي المنجم الذهب 436 يحيى بن محمد بن أحمد بن محمد أبو محمد زبارة 161، 455 يحيى بن محمد بن عبد الله بن العنبر السلمي 241 يحيى بن محمد بن علي الحسينك (أو الحسين) تاج الدين 172، 423 يحيى بن المغيرة السعدي 274 يحيى بن هبة الله بن علي، عماد الدين 164، 454، 456، 470 يحيى بن يحيى التميمي 219، 251، 276، 279، 282 يزد خسرو 142 يزد جرد بن شهريار 123 يزيد الجرشي (أو الحرشي) 123 يزيد بن حاتم المهلبي 201 يزيد بن عبد الملك 200 يزيد بن المهلب 121، 195، 198- 202، 290، 291، 475 يزيد بن ميسرة 372 يزيد بن هارون، أبو خالد السلمي 273، 316 يسار مولى النبي (ص) 109 يستاسف- وشتاسب يشجب بن يعرب 90 يعرب بن قحطان 90، 194 يعقوب بن أحمد الساماني 177 يعقوب بن أحمد بن محمد بن أحمد، أبو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 578 يوسف الأديب البارع الكردي 305، 364، 370، 376، 386، 387 يعقوب بن أحمد بن محمد بن يعقوب، أبو يوسف الزاهد 305 يعقوب بن الليث 175، 176، 294 يعقوب بن محمد بن طاهر، صدر الدين 189 يعلى بن عطاء 395 ينالتكين بن محمد خوارزم شاه 484، 485، 500، 501 يهودا بن يعقوب 138 يوسف بن جعفر النيسابوري 219 يوسف بن خالد، أبو خالد السمتي البصري 314 يوسف بن سبكتكين 179 يوسف بن سعيد بن المختار الحلبي 431 يوسف بن صدر الدين محمد بن فخر الملك، كمال الدين 188 يوسف بن عيسى المروزي 305 يوسف بن فخر الملك بن نظام الملك 184 يوسف بن محمد بن طاهر، مؤيد الدين 189 يوسف بن مكي، أبو يعقوب الريحاني 378 يوسف بن ميكائيل بن سلجوق 181 يوسف بن يعقوب (النبي) 210 يوسف بن يعقوب، أبو القاسم الجشمي 387 يونس بن أفلح الترك 251 يونس بن ميسرة 394 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 579 4. فهرس الأنساب والألقاب والصفات الآملي 280 الأبيورديّ 314 الأحنف 493 اختيار الدين 433 الأخنس 299 الأخوينيّ 493 أديب الترك 305 الأردستانيّ 426 أرشد الأفاضل 446 الأزرق 170 الاستوائيّ 372 الأسديّ 280، 500 الإسفراييني 231، 264، 283، 326، 382، 402 الأسفهبد 405، 501 الإسفهسالار 215، 359، 413، 445، 477، 500 الأشتر 322 الأشجّ 322 الأصغر 160، 165، 168، 171، 172، 423، 442 الأصغريّ 170، 454، 472 الأصفهانيّ 387، 397 الأصفهبديّ 219 الأصمّ 241، 402، 403، 404، 452 الأصمعيّ 292 الأصيل 284 أصيل خراسان 226 أصيل الرؤساء 428 الأطرف 254 الأطهر 454 الأعجم 195، 197 الأعرج 358، 382، 395 الأعسريّ 307، 308 الأعمش 271، 318 الأفضل 446 أفضل العالم 188 الأفطس 160، 165، 454، 503 الأفقم 169 أقضى القضاة 439 أقضى قضاة بغداد والممالك 400، 439 إمام الآفاق 90، 217، 350 إمام الأئمة 222 إمام الحرمين 382، 401، 482 الأمويّ 321، 372 أمير الأمراء 181 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 580 أمير المشرق 133 أمير المؤمنين: ورد بكثرة في الكتاب أميرك 337، 365، 366، 367 الأمير الحميد 178 الأمير السعيد 455 الأمير الكريم 178 أمير اللسانين 236، 441 أمين الدين 478 أمين الملة 179 الأنباريّ 253 الأنساباديّ 462 الأنصاريّ 110، 119، 277، 304 الأنماطي 250 الأهوج 179 أوحد الدين 415 الأوزاعيّ 372 الباخرزيّ 236، 336، 365 البارع 183، 186، 187، 362 البارويّ 416 البازارقان 211، 225، 226، 330 البازرقان- البازارقان الباسنقانيّ 497 الباشتينيّ 173، 463 الباقر 438 الباهليّ 282، 316 البجليّ 279 البحتريّ 293، 295، 500 البحرويّ 385، 386، 471 البخاريّ 434، 450 بدر الدين 169، 173، 185، 188، 226، 236، 238، 266، 400، 410، 440، 441 بدر الرؤساء 18، 400 بدر القضاة 221 بديع الترك 305 بديع الكتبة 493 البديع الهمذاني 161 البديليّ 265، 266، 410 البراكوهي 344 البرّانيّ 152 برهان الدين 223 البرزهيّ 346، 388، 389، 471 البروقنيّ 166، 231، 232، 232، 235، 390 البزّاز 114، 254، 271، 339 البزديغريّ 381 البزغشيّ 227 البستيّ 326 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 581 البسطاميّ 401 البصرويّ 358 البصريّ 279 البغداديّ 172، 173، 327، 347، 382 البغويّ 314 بلاس بوش 159، 160 البلخيّ 115، 271، 284، 296، 299، 346، 352، 356، 410، البلعميّ 301 البنانيّ 278 البندار 190، 191، 192، 233، 234، 476، 488، بنق 493 بهاء الدين 167، 187، 189، 234، 266، 457 بهاء الملك 183 البهمن آباديّ 377، 378 البوياباديّ 348، 450 البويهيّ 229، 256 البياريّ 211، 373، 374، 392 البيشكيّ 251 البيهقيّ: ورد في أغلب صفحات الكتاب تاج الأفاضل 343 تاج الحكماء 462 تاج الدنيا والدين 502 تاج الدولة 477 تاج الدين 165، 168، 172، 188، 216، 378، 423 تاج الرؤساء 232 تاج القرّاء 437 تاج الكتّاب 234 تاج الملك 424 التاجيّ 433 الترك 251 التركي 500 التّقيّ 147، 169 التّمّار 324 التّميميّ 251، 322، 352 توانكر 153، 480 التّولكيّ 256 التّيمي 274 الثّعالبيّ 164، 296، 328، 329، 331، 336، 358، 456، 498، الثّعلبيّ 302 الثّقفيّ 195، 253، 398 الثّوريّ 355، 475 الجاحظ 126، 432 الجتري 478 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 582 الجرجانيّ 220، 327، 395، 416، 448، 483 الجرشي 123 الجشميّ 185، 202، 283، 373، 387، 390، 436، 471، 497، الجعفريّ 223، 312، 313، 470 جلال الدين 164، 165، 166، 167، 180، 182، 413، 439، 454، 470، 483، 485، 486، 489، 490، الجلاليّ 465، 484 الجلينيّ 445 جمال الإسلام 428 جمال الأمراء 238 جمال الأئمة 266، 410 جمال الأئمة والأفاضل والكفاة 429 جمال الأئمة والثقات 430 جمال التجار 431 جمال الخطباء 90 جمال الدين 160، 165، 213، 216، 401، 411، 415، 477، 481، 483 جمال الرؤساء 185، 188، 208، 210، 213، 216، 267 جمال السادة 406 جمال القضاة 90، 221، 222 جمال الملك 183، 184، 188، 189، 235 الجمحيّ 336، 337، 470 الجنّابيّ 175 الجوريّ 320، 332 الجوزقيّ 338 جوهرك 456 الجوينيّ 381، 428، 482 جيلان 371، 372 الحاتميّ 452 الحاجب الكنّاس 487 الحارثي 122 الحاكم الحسكاني 350، 352، 455 الحاكم النيسابوري 116، 122، 125، 142، 147، 163، 224، 225، 292، 345 حالب الحجارة 169، 170 حامل المزراق 335 الحجازيّ 436، 471 حجة الإسلام 428 الحدّاد 114 الحدّاديّ 301 الحذّاء 152، 350، 352 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 583 حرّان 271 الحرشيّ 379 الحزاميّ 395 حسام الدولة 153 حسام الدين 231، 359، 445 حسام المسيح 311 الحسكانيّ 350، 352 الحسنيّ 160، 238، 422 الحسينيّ 166، 255، 324، 338، 339، 350، 357، 358، 406، 420، 423، 470، 472، 486، 504 الحقيني 171 الحلبي 431 الحلوانيّ 316، 332 الحمّاديّ 170 الحمداني 344 الحميريّ 318 الحنّانيّ 363، 378، 379 الحنظليّ 280 الحنفيّ 451 الحنيفي 323، 340، 341، 342، 353، 451 الحيريّ 353 الخاتون مهد العراق 332 الخاتونيّ 489، 494 الخارجيّ 143، 150، 415 الخازن 234 الخاصّة 243، 256 الخالديّ 373، 374 الخجستانيّ 151، 175، 176، 484 الخدريّ 282، 347 الخراسانيّ 484 الخركوشيّ 333، 346 الخرّم آبادي 317 الخزاعيّ 161، 346، 410 خزان 271 الخزرجيّ 249، 250 الخسرو آباديّ 370، 386، 476 الخسروجرديّ 274، 279، 283، 305، 338، 381 الخشّاب 398 الخشناميّ 329، 359 الخنشي 264 الخطيب 412، 441 الخطيبيّ 441 خطير الدين 433 الخفّاف 398 خليل الرحمن 274 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 584 الخميريّ 439 الخواجكك 205، 208، 239، 360، 361، 470 الخوارزميّ 110، 161، 224، 225، 226، 312، 326 الخواريّ 116، 117، 212، 223، 292، 304، 388، 389، 390، 393، 396، 400، 416 الخوافيّ 370 الخولاني 394 الخيّام 436 الخيّر 255، 476 الداريّ 235، 236، 252، 408، 410، 441، 458، 468، 471، 489 الداريج- الداري الدّستجرديّ 358، 359 الدّلّال 347 دلبر 461 الدّلشاديّ 381 الدّلقنديّ 255، 357 الدمشقي 394 الدّهّان 151، 352 الدّهقان 148، 189 الدّوريّ 324، 382 الدّوينيّ 298 الديلمي 329 الدّيوانيّ 226، 236 الديوري 394 ذخر الدين 414 الذّماريّ 372 الذّهليّ 265، 282، 299، 369 ذو الثفنات 438 ذو الرئاستين 150 ذو الشهادتين 90 ذو الفخرين 162 ذو القرنين 204 ذو اليمينين 174 الرازي 379، 394 الرشيد 147- 149، 415 رشيد الأئمة 405، 419 الرشيدي 415 الرضا 147، 150، 422، 438، 502 الرضي 162، 178، 240، 422 الرفاء 450 الرقاشي 339 الرقي 387 ركن الدنيا والدين 182 ركن الدين 162، 165، 189، 205، 216، 225، 234، 316، 370، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 585 453، 454، 503 الرومي 170، 204 الرياشي 292 الريحاني 378 الرّيوديّ 276، 277، 279 رئيس الرؤساء 330 رئيس النقباء 187 الزانكيّ 163، 169، 170 زبارة 159، 160، 162، 165، 319، 322، 324، 338، 350، 357، 358، 371، 406، 421، 454، 455 الزّجّاج 113 الزّكيّ 248، 251، 252، 266، 365، 410، 417، 431، 448، 472، 497 الزّمخشريّ 438 الزّميجيّ 447، 452 الزهري 278 الزّوزنيّ 334، 362 الزّياد آبادي 282 الزّيادي 151، 205، 208، 210، 256، 257، 260، 345، 350، 359، 360، 361، 365، 366، 367، 470، 476، 484 زين الإسلام 392، 400، 439 زين الأشراف 169 زين الأفاضل 416 زين الرؤساء 239 زين العابدين 160، 165، 168، 171، 173، 320، 442، 454، 503 زين المعالي 185، 210، 212 الزينبي 171 الساقي 489 السالار 248، 381، 433 السامانيّ 175 السّبزواريّ 365 السجاد 438 السنجري 293، 294، 314، 317 السّختيانيّ 395 سديد خراسان 245 سديد الدين 234، 292، 359، 377، 419، 445، 481، 483 سديد القضاة 221، 410 السّديميّ 397 السرابي (؟) 313 السّرّاج 147، 369، 398 سراج الدين 366 السّرخسيّ 223، 453 سعد الملك 390 السّعدي 274 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 586 السّعيدي 213 السّلاميّ 296 السّلّاميّ 116، 117، 296، 416 السّلجوقيّ 205، 480 السلطان الأعظم 436، 439، 449، 478، 483 سلطان السلاطين 246 السلطان الكريم 437 السلطان المعظم 502 السّلطانيّ 359، 491 السّلميّ 121، 123، 241، 332، 345، 390، 395 السّمرقنديّ 378، 429 السّورآباديّ 446 السّوريّ- السويزي السّويزيّ 306، 309، 347، 379، 402، 403 سيّد آل رسول الله 455 سيد سلاطين العرب والعجم 487 سيّدك الشادراهي 168 سيّد الكتاب 449 سيّد النقباء 165، 486 سيد الوزراء 228 سيّدة نساء العالم 172 السّيّديّ 401 السّيرافيّ 374 سيف الدولة 178 السّيلقيّ 169، 422 السّيمجوريّ 219، 309 السّينانيّ 305 سيوف الله 195 الشادراهيّ 168 الشادياخيّ 406 الشاشيّ 310، 311 الشافعيّ 97، 162، 456، 482 شجاع الدين 181 الشّجاعيّ 203، 207، 364، 470 شرف الأفاضل 442 شرف الدين 216، 399، 411، 418، 471، 477 شرف الرؤساء 402، 469 شرف السادة 410 شرف الصالحين 218، 220 الشرقي 354 الشروطي 430 الشّعبيّ 100، 322 الشّعرانيّ 275، 276، 277، 320 شمس الإسلام 222، 361، 401، 428، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 587 429 شمس الأمراء 185 شمس الأئمة 223، 411، 413، 428، 493 شمس الدين 188، 398 شمس الرّؤساء 185، 187، 210، 399، 440 شمس الكفاة 217 شمس المعالي 313، 436 شمس الملك 252 شهاب الإسلام 185، 187، 386 شهاب الدولة 182، 373 شهاب الدين 185، 188، 235 شهاب دين الله 161، 179، 487 شهاب الرؤساء 444 شهاب الملك 266، 267، 434، 477 الشّيبانيّ 339، 372، 414، 499 شيخ الإسلام 90، 189، 220، 411، 464، 487 الشيخ الأمين 238، 239 شيخ السنة 121 شيخ العترة 160، 319، 454 شيخ العراق 195 شيخ القراء 240 شيخ القضاة 346، 393، 394 شيخ الملك 238، 362 الصابونيّ 220، 387، 392، 394، 395 الصابي 111 صاحب الأرزاق 160، 163، 455 صاحب الألقاب 168 الصادق 170، 171، 304 الصاعديّ 350، 443 الصالحيّ 212، 223 صائن الدين 411، 412، 415 صدر الدين 184، 185، 188، 189، 266 الصّعلوكي 344، 354، 401 الصّغانيّ 372 الصفار 175، 176 صفي الدين 155، 187، 232، 378 صلاح الدين 493 الصّوابي 237، 240، 391، 407، 425، 464، 466 الصّوفيّ 324 الصّوليّ 253 الضّبّيّ 284 الضرير 280، 292، 293 ضياء الدين 185، 194، 213، 214، 215، 412، 415، 421، 457، 471 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 588 ضياء الرؤساء 427 ضياء الملك 440 الضيائي 462 الطّبرسيّ 163، 437، 456 الطّبريّ 110، 224، 226، 301 الطّرابلسيّ 171 الطلحي 280 الطّهماني 147 الطّوسيّ 303، 379 الطويل 380 الطيّار 171، 312 ظهير الدين 187، 188، 397، 411، 412، 435 ظهير الملك 216، 399، 411، 413، 414، 418، 471، 477 العبّادي 239، 453 العبّاسيّ 191 العبدلكانيّ 334 العتبيّ 333 العجلي 299 العدل 312، 394، 430 العدويّ 118، 123 العربي 179، 321 العريضيّ 170 عز الأمراء 459 عز الدين 167، 189، 235، 413، 445، 478، 482، 489 عز الرؤساء 231 عز الملك 183 عزيز الدين 266، 267 عزيز الملك 266، 398 العزيزيّ 217، 239 العسكريّ 398 عضد الدنيا والدين 155 عضد الدولة والدين 410 عضد الدين 482 عفيف القضاة 391 علاء الدولة 410 علاء الدين 188، 189، 239، 414، 415، 449 علم الدين 366، 367 علم الهدى 448، 472 العلوي 111، 255، 309، 319، 322، 324، 332، 338، 339، 340، 357، 358، 369، 406، 420، 422، 423، 442، 470، 472، 486، 504 عماد الإسلام 217، 443 عماد الدين 165، 185، 411، 412، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 589 454، 470 عماد الملك 183، 184 العمّاريّ 249، 391 عمدة الدين 189 العمريّ 392 العميد 266 عميد بغداد 478 عميد الحضرتين 344 عميد خراسان 226، 234، 336، 412، 413 عميد الملك 185، 228 العنبريّ 241، 242، 244، 245، 299، 342، 343، 416 عين الرؤساء 231 عين القرّاء 451 عين القضاة 444 الغازي 116، 159، 160، 411، 412، 428 الغانميّ 266 الغزالي 190، 428 الغزنويّ 436 الغنويّ 175، 319 فات 368 الفارسيّ 104، 116، 223، 225، 274، 385، 390 الفاريابيّ 476، 486 الفاميّ 252، 253، 357 فخر الإسلام 187، 482 فخر التّجّار 254 فخر الدولة 261، 263، 501 فخر الدين 166، 167، 351، 412، 416، 482، 489 فخر الزمان 425 فخر العلماء 209، 210، 214 فخر القضاة 90، 398 فخر الملك 181، 183، 184، 187، 188، 266، 399، 427، 442 الفراء 306 الفراتي 184 الفردوسي 136، 190 الفرهادجردي 381 الفريابيّ 394 الفريومدي 187، 231، 350، 462، 482، 489 الفسنقريّ 403، 432 الفضل 223 الفضلويّ 183، 186 الفقيه المقدم 316، 317 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 590 الفلويّ 369، 402 فقيه القوم 433 الفنجكردي 306 الفوجاني 481 الفوران 345، 428 الفورانيّ 345 القادر بالله 220 القاضي 252، 357، 417 قاضي القضاة 188، 217، 227، 330، 377، 401، 443، 482 القائم 438 القائنيّ 436، 471 القباني 255 القراريطيّ 253 القرشيّ 110، 368، 380 القريب 183 القشيريّ 372، 392، 451 القصّاريّ 435 القطان 324، 379، 395، 428 قطب الدين 453 القطنيّ 120 القعنبيّ 273 القفّال 310، 311 القمنواني 444 قمنوايان 444 القميّ 155، 357، 380، 504 القنطريّ 332 القهستانيّ 376، 377 القواريريّ 314 قوام الدين 183، 185، 189، 462 القواميّ 462 القومسيّ 484 قصير الروم 310 كاسكين 173 الكاشغري 223 الكاظم 502، 503 كافي الحضرة 234 كافي الكفاة 263، 394 الكثريّ 262 الكرّابيّ 353، 354، 355، 356 الكرابيسيّ 254 الكرجي 436 الكرديّ 328، 329، 367، 368 الكرماني 392، 427، 437 الكسائيّ 165، 414، 415، 477، 481 كسرى خراسان 501 الكعبيّ 115، 296، 299، 457 الكلابيّ 339 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 591 كمال الدين 168، 188، 421، 471 الكندريّ 186، 228 الكيّال 452 الكيسكيّ 173 اللّبقيّ 280 المازه 223 الماشتانيّ 448 الماشدانيّ 448، 472 المأمون 150، 174 المأمونيّ 126 المبرّد 253، 290 المتوكل على الله 498، 500 المجاهديّ 439 مجد الخطباء 365 مجد الدولة 180، 229 مجد الدين 168، 442، 449، 471 مجد الرؤساء 247 مجد السادة 166 مجد الملك 155، 380، 504 المجنون 412، 416 المجيدي 467 مجير الدولة 461 مجير الدين 359، 413 مجير الملك 426 المجيريّ 461، 462 المحاربيّ 368 المحترق 172، 423 محم 271، 299، 457 محيي الدنيا والدين 181 المختار 231، 234، 235، 470، 478، 481 مختص الدين 399 المختفي 399 المختفي 173 المخزومي 374 المخلدي 324 المدائنيّ 201 المرتضى 167، 210 المرزوقيّ 438 المرغينانيّ 310 المروزيّ 276، 301، 302، 305، 322، 373، 374 المزكيّ 339، 402 المزيناني 156، 232، 307، 322، 417 المستظهر بالله 478 المستفاض 394 المستوفي 235، 238، 239، 344، 444، 469 المسمول 179، 181، 182 مشرف الدولة 246 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 592 مشرف الممالك 463 مشرف المملكة 266، 478 المشطّب 287، 288 مشيّد الدولة 155 مشيّد الملك 370 المصطفى (ص) : ورد لقبه الشريف في كثير من مواضع الكتاب المصقليّ 372 مضيرة 442 المطّلبيّ 97، 162، 456 المطّوّعيّ 248، 301، 326، 404، 405 المطيبيّ 463 المعتصم 498 المعتضد 175 المعتمد على الله 151، 175 المعتوه 360، 408 المعدانيّ 114، 123 المعدّل 241 معز الإسلام 414 معز الدولة 181 المعلّم 466 المعموريّ 423، 424 معين الأفاضل 493 معين الدين 189، 391 معين الملك 266، 476 مغيث الدين 182 المغيثيّ 291، 292، 293، 296، 377، 478 المفخريّ 464، 468 المفقود 160، 165، 454، 503 مقبل الملك 360، 361 المقتضي لأمر الله 113، 478 مقدّم الرؤساء 185، 399 المقراضيّ 348 المقرئ 316، 318، 321، 447، 450، 451، 468، 493 المكفوف 160، 165، 454، 465، 503 مكين الملك 442 ملك البر والبحر 181 ملك الترك والعجم 502 ملك الرؤساء 215 ملك الشام والروم 475 ملك الطالبية 165 ملك المشرق 178 الملك العادل 181، 361، 485 ملك العالم 235 الملك المعظم 485 الملك المنتصر 178- 179 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 593 ملكة الأرض 449 منتجب الدين 371، 419، 449 المنتصر 178، 484، 500 المنجم المذهب 436 مهذّب الأئمة 419 المهرجانيّ 354 المهلبيّ 201 مؤتمن الملك 469 المؤدب 346، 373، 433 مؤدب جيلان 370 المؤذن 346، 429، 430، 493 موسيجه 224 موفق الدين 383، 384، 403 المؤيد 401، 402 مؤيد الدولة والدين 501 مؤيد الدين 189، 215، مؤيد الملك 183، 184، 188 الميدانيّ 222، 378، 401، 447 الميكاليّ 226، 237، 317، 382، 383، 390، 406 الميمنديّ 217، 361 النادر 254، 435 نادر الدهر 210، 365، 366، 397، 470 ناصح الدين 381، 471 نظام الملة 153 ناصح العترة 169 الناصحيّ 377، 390 ناصر الدولة 219 ناصر الدين 179، 184، 185 النامي 338 النّباجيّ- التاجي النّجّار 211، 283، 377، 499 نجم الإسلام 271 نجم الدين 249، 391 نجم الأئمة 405، 418، 471 نجم الملك 502 نجيب الملك 463 النّجيبيّ 463، 464 النحوي 481 النّزلاباديّ 152، 183، 187، 381، 484 النسوي 370 نصير الأئمة 445 نصير الدين 188، 189 نظام الدين 179، 188، 449 نظام الملك 182، 183، 184، 185، 186، 188، 190، 207، 213، 229، 230، 235، 381، 386، 398، 399، 406، 408، 416، 427، 450، 476 نقيب السادة 454 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 594 نقيب النقباء 160، 162، 165، 216، 319 نقيب نقباء خراسان 414 النّهديّ 247 النوقاني 397 النّيسابوريّ 147، 204، 219، 250، 259، 265، 329، 348، 350، 352، 354، 357، 363، 378، 385، 388، 403، 404، 428، 433، 450، 451 الهاشمي 304، 352، 368 الهرويّ 183، 187 الهمدانيّ 322 الهمذانيّ 161، 315، 360 وجيه العلماء 230 الوحيد الأصغر 446 الورّاق 318 ولي الدين 423 اليعقوبي 357 اليمانيّ 110 يمين الدولة 179، 233 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 595 5. فهرس القبائل والأمم والطوائف والفرق والجماعات آل بويه 260 آل زبارة 167، 437، 448 آل دروداوند 205، آل طاهر- الطاهريون آل ظفر 448 آل فولادوند 205 آل محرق 145 آل المهلب 291 الأبخاز 311 الأتراك الغز 179 أدباء بيهق 126 الإسماعيلية- أصحاب القلاع أصحاب غيرة غزنين 125 أصحاب القلاع 186، 211، 424، 490 الأطباء 79، 123 الأكاسرة 141 أكراد فارس 125 أكلة زهاد خوارزم 126 الأنماطيون 236، 250 أهل الصين 92 أولاد كامة 260 أولاد الكسائي 415، 481 إياد 145 البديليون 264، 311، 429، 452 البرامكة 107 البزازون 254 البلغار 156 البلغر- البلغار بنو إسرائيل 118 بنو ساسان 141 بنو عجل 179 بنو عزيز 241 بنو فاطمة 340 بيت الترك 252 البيهقيون 224 الترك 92، 93 التركمان 487 تركمان حدود قونية وأنكورية 125 الحاتميون 246، 452 الحاكميون 216 حكماء اليونان 125 الحنفيون 363، 482، 484 الخراسانيون 242 الخزر 109 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 596 الخزرج 249 الخطيبيون 441 الخميريون 439 الخوارج 144، 196، 415 الخوارزمية 153 الخوز 126 الداريون 235 الدّلشاديون 135، 381 الدّلقنديون 255 دهاة بلخ 125 الديالمة 206 رماة الترك 125 الروم 92، 93، 226 الزّياديون 176، 255، 257، 260، 360 الزيدية 147، 363، 455 الساسانيون (الشحاذون) 141 الساسيون (الشحاذون) 141 السالاريون 248، 433 السامانيون 177، 178، 226، 257، 476 سحرة ومشعوذ والهند 125 السلاجقة 181، 190، 242، 488 السّليطيون 122 الشافعيون 301، 363، 482 الشحاذون 141 الشّدّاديون 250 الصاعديون 328 صاغة حرّان 125 صباغو سجستان 125 الصفاريون 175 صوفية الدّينور 126 ضعفاء كرمان 125 الطالبية 165 الطاهريون 161، 174، 216، 293 (ودعوا أيضا بآل طاهر) العجم: وردوا بكثرة في الكتاب العرب: وردوا بكثرة في الكتاب العريضيون 170 العزيزيون 239، 425 العلويون 392 العمّاريون 249 العميديون 266 العنبريون 241 العيّارون 166، 488 عيارو طوس 125 الفرس 92 الفندقيّون 216 قريش 110 الغز 179، 432، 485 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 597 الغوريون 256 القضاة 252 القفص 225، 233 كتّاب بغداد 125 الكراميون 363، 481 الكوفج- القفص لصوص الري 126 المجاهديون 439 المجوس 138، 498 محتالو مرو 125 المحموديون 179، 190، 206، 242، 245، 335، 360 المحميون 251 المختارون 231، 233 المستوفون 238 المطوعة 248، 405 المعاذيون 450 ملاح بخارى 125 المماليك 226 المنجمون 435 المهلبيون 194، 201 المؤذنون 429 المؤلفة قلوبهم 121 المؤمليون 238 الميكاليون 226، 237، 238 النبط 126 نساجو اليمن 125 نقاشو الصين 125 الهنود 92، 93 وراقو سمرقند 125 اليونانيون 92 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 598 6. فهرس المواضع والبلدان آزاد منجير 134 آذربايجان 109 الآلان 109، 131، 225 آمل 131، 225 آمن آباد 132، 134 أباري 137، 251، 315، 345، 346، 381، 393، 394، 457، 496، 503 أبر شهر 350 أبكو 134 أبكيرة 178 أبيورد 129، 199، 444 أحمد آباد باغن 134 أحمد آباد منزل 134، 137 الأردن 108، 324 أرض الغوريين 256 الأرمن (بلاد) 109 إستاربد 138 أستراباد 221، 262، 394 أستوا 372، 495 إسحاق آباد 138 أسد آباد 140، 263 أسفرايين 147، 153، 264، 418، 480 اسفريس (محلة) 348، 363، 373، 436، 481 إسفند 475 الإسكندرية 108 أشتر 137، 432 أسترسراي 184 أصفهان 131، 166، 180، 186، 188، 351، 424، 437، 480، 489 أفجنك 135، 415، 498 إفريقية 108 أم القرى (مكة) 131 أنجمذ 197 الأندلس 276 أنكره 178 أنكو 182، 194 أنكورية 125 الأهواز 109، 130 أوزجند 139 إيزي 121، 134، 139، 140، 143، 476، 487، 494 بابل 308 باب معمر بيسابور 357 با خرز 123 بادغوس 137 باد غيس 496 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 599 بارق 145 بازقن 135، 496 باشتين 137، 173، 276، 439، 494 باشين 137 باغن 134، 372، 395، 396، 476، 485، 494، 498 باورد 130 باورين 220 بحرو 385 البحرين 128 البحرين 128 بخارى 125، 163، 177، 222، 256، 258، 347، 354، 382، 434 بر آباد 137 برازق 137 براكوه 344 برزه 137، 388، 390 برشاوور 180 برغمد 479 برقن 137 بركة آباد 134 بروغن 137 بروقن 167، 278 برون 137 بزد 495 بزدر 137 بزدن 137 بزديغر تكاب 381 بساكوه 135 بست 109، 130، 176، 216، 250، 475 بستان شاد (قرية) 247 بسطام 217 بشاكوه 135، 138، 420 بشتنق 137 البصرة 129، 131، 200، 282 البطائح 127 بغداد 113، 125، 129، 150، 183، 184، 187، 239، 292، 296، 368، 413، 478 489، 494 بغشور 181 بفره 137 بلاجرد 137 بلاد الأرمن 109، بلاد البرير 108 بلاد البوارج 108 بلاد الثلج 109 بلاد الخزر 109 بلاد الروم 109، 125، 131 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 600 بلاد الزنج 108 بلاد السغد 109 بلاد الشام 108، 131 بلاد الصغانيان 109 بلاد الصقالبة 109 بلاد العرب 109 بلاد الغور وغرشه 109 بلاد الكرج 109 بلا شاباد 137، 139، 476 بلخ 125، 128، 184، 356، 373، 410 بلغار 109 بلغر 156 (انظر أيضا: بلغار) بلغون أباد 135 بلور 109 بناسابور 142 بهرام جور (قرية) 135 بهمن آباد 138، 377، 494 بيت المقدس 131 بيد خشيدر 137 بيد ستانة 137 بيذخ- بيزك 137 بيزك (برزة) 388 بيشك (قصبة) 251، 475 بيشين 138، 494 بيهق (ورد في أغلب صفحات الكتاب) بيهه 132 بيهين 132 التبت 128 تبريز 207 تبشن 134 ترشيز 143 تركستان 108، 139، 197 تكاب 487 تهامة 109 تهامة الصغرى (بيهق) 493 ثرد (؟) 495 ثغور الروم 109، 131 جابر آباد 1237 جاجرم 133 جاسك 137 جاشك 137 جام 123 الجامع القديم بنيسابور 220، 353 الجامع المنيعي 397 جرجان 130، 150، 199، 202، 258، 259، 262، 448، 483 جسر طوم 122 جشم 137، 189، 202، 291، 311، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 601 331، 373، 387، 408، 431، 439، 490، 494، 504 الجعفري (قصر) 499، 500 الجعفرية (قصر) - الجعفري جلار 137 جلين 133، 134، 140، 302، 470، 487، 494 جنديسابور 176 جهازشك 135 جوريد 264 جوزجانان (الجوزجان) 172 جومند (حصن) 258، 259 جوين 133، 135، 153، 184، 188، 215، 480، 483 جيحون 179 جيرفت 131 جيلان 109 حارث آباد 132، 133، 137، 331 الحجاز 126، 262، 283 حديثة 134 حران 125 حسين آباد 132، 134 حصن جومد 258، 259 حفير 137 حلب 431 حمويه آباد 150 حنين 121 خارسف 137 خاكستر 475 خجستان 176 خراسان 92، 109، 118، 120، 126، 131، 134، 161، 163، 175، 176، 180، 189، 194، 195، 196، 197، 198، 202، 206، 216، 226، 234، 255، 256، 257، 262، 263، 287، 290، 292، 308، 319، 322، 325، 333، 336، 342، 345، 351، 439، 462، 477، 479، 483، 496، 502 خرو 496 الخزر ودار ملك اليهود 109 خسرو آباد بيهق 119، 137، 139، 142، 346، 387، 494، 496 خسروجرد 119، 121، 125، 134، 137، 139، 140، 150، 162، 190، 207، 263، 273، 274، 282، 306، 318، 321، 326، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 602 338، 345، 354، 368، 379، 380، 397، 398، 401، 402، 477، 482، 483، 484، 494، 496، 502، 504 خسرو شير جوين 142 الخطا 109 (انظر أيضا القتا) خوار 304، 307، 392 خوار بيهق 133، 212، 296، 317، 392، 416 خوار الري 397 خوارزم 109، 126، 129، 234، 393، 477 خواشد 137، 140 خواف 475 الخورنق 145 دار السلام- بغداد دار ملك اليهود 109 دارين 137 الدامغان 129، 217 داورزن 138، 486 دربر (جبل) 137، 495 دريجة (قرية) 413 دستجرد 137، 358 دستجرد نامين 137 دسكرة بيت النار 137 دلقند 134، 255، 372، 395، 476، 498 دمشق 131 دهستان 130، 235، 452، 478، 493 دواندر 135 دويين 137، 298، 313، 341، 497 ديار ربيعة 128 الديلم 109 الدينور 126 ديواندر 135 ديورة 122، 137، 279، 286، 287، 312، 394، 485، 486، 494 راز (قرية) 134، 139، 1450، 297، 476 رباط علي آباد 144، 415 ربع كاه 137، 358 رخ 475 رخشان 430 رزسك 137 رزقن 134، 489 رزمن (جبل) 495 رزناباد 215 روح 137 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 603 الروس (بلاد) 109 الروضة النبوية 219 الروم (بلاد) 109 الرويان 260 الري 125، 150، 170، 177، 178، 180، 183، 184، 211، 218، 234، 235، 244، 263، 394، 413، 414، 477، 478، 496 ريود 137، 276، 472 ريوند 134، 476 اغول 137 زردكاه 137 ركاه 137 رين 137 زميج 135، 137، 140، 211، 226، 233، 283، 297، 328، 447، 452، 485 الزنج (بلاد) 109 زنجان 129 زنجبار 108 زورين 143 زياد آباد 134، 282 سابزوار- سبزوار ساروغ 137 ساسان آباد 139، 140 ساسان قاريز 137، 139، 142 ساسقاريز- ساسان قاريز ساسو قاريز 142 ساسويه آباد 142 ساوة 175 سبح 137 سبزوار 139 سبزوار 119، 122، 134، 139، 140، 142، 143، 144، 147، 150، 152، 176، 182، 188، 232، 235، 236، 237، 238، 297، 309، 336، 342، 347، 348، 349، 359، 367، 372، 379، 381، 399، 405، 411، 429، 431، 435، 438، 443، 444، 490، 494 سبه 133 سبيد دز 146 ستاج 137 ستاربد 420 ستون أوند 260 سجستان 109، 122، 125، 127، 130، 175، 196، 293، 479 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 604 سجن أسلم بن زرعة 120 سجن نيسابور 118 سدير 137، 280، 494، 497 السدير 133، 145 سراشغمبر 481 سرإيزي 480 سرخس 122، 123، 130، 150، 167، 178، 179، 187، 373، 494 سرديه 451 سرماجان 413 سرمستانه 217 السغد (بلاد) 107 سفالة الزنج 108 سقسن 109 سقسين 109 سقوسن 137 سكة حرب 219، 294 سكة سيار 310، 429 سكة طيفور 433 سلم آباد 137 سلومة 475 سمرقند 125، 131، 177، 453 سمنان 323 سمنك 262 سناباد 150، 437 سنجريدر- سنقريدر السند 108، 128 سنداد 145 سنقريدر 134 سنقو 108 السودان 108 السوس السوس الأقصى 276 سويز 138، 321، 347 سيدي 134 سيف آباد 135 سيوار 216 شادراه (محلة) 182 شادراه (مقبرة) 182 الشادياخ 137، 188 شادياخ نيسابور 176، 487 شاره (جبل) 137، 495، 496 الشاش 177 الشام 239، 253، 283، 300 شامكان 345 شاه ديوار 480، 481، 482 شروان 119، 130 ششتمد 136، 137، 143، 147، 185، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 605 211، 236، 250، 283، 285، 297، 314، 450، 485، 495، 496 شط الفرات 267 شعراني 137 شقوقن 137 شهر زور 130 شور (نهر) 144 شيراز 372 شيرو 135 صاهه 135 صد خرو 138، 385 الصغانيان 109 صلاح آباد 134 صنعاء 108، 128 الصين 108، 125، 131 الطابران 133 طبرزندجان 479 طبرس 437 طبرستان 128، 455 طبس 134، 135، 140، 316، 361، 495، 496 طبس الكيلكية 486 طبس مسينا 147 طبشن 134، 135 طخارستان 109، 128 طرابلس 171 طرسوس 248 طريثيث 133، 238، 444، 486، 490 طزر 138، 488، 490 طزرق 137 طوس 125، 147، 148، 150، 153، 183، 188، 189، 190، 266، 415، 494 طوم (جسر) 122 عبد الرحيم بن حمويه (قرية) 134 عبد الرحيمي (ماء) 494 عبد الله آباد 134 عبد الملكي 137 عثمان آباد 137 عدن 108 العراق 109، 131، 134، 171، 180، 195، 333، 344، 351، 376، 413، 462 العراقان 290 العقر 201 عسكر مكرم 130 علي آباد 137 عمان 109 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 606 العواصم 131 غانة 108 غرشه 109 الغور 109 غزنة (غزني، غزنين) 125، 131، 180، 190، 191، 243، 244، 335، 363، 437، 480، 487 فارس 109، 125، 126 فارياب 137 فامة 253 فدوقن 137 فرخاردس 135 الفرات (نهر) 166، 167 فرغانة 109، 177، 178 فريومد 178 133، 135، 138، 166، 167، 323، 351، 436، 449، 461، 462، 482، 485، 488، 494، 495، 497، 498، 500 فسنقر 137، 403، 432 فضلوي آباد 137 فيروز آباد 138، 166، 351 قائن 436 قارزي 135 قاريز 494 قاريز هشتقان 316 قاشان (قاسان) 128، 437 القتا (وانظر أيضا الخطا) 109 قرى 137 قرية الأئمة الدلشادية قرية بيت النار 453 قرية زياد 282 قرية سيدي 134 قرية عبد الرحيم بن حمويه 134، 150 قزوين 130 القسطنطينية 131 قشمير (كشمير) 109 قصر الطاهرين 293 قطوان 235، 414 قلعة بيار 211 قلعة سبزوار 445 قلعة ستون أوند 260 قلعة ترمذ 187، 242 قمنوان السفلى 134 قمنوان العليا 134 قناة أبي الأسود 137 قنبلة 108 قندابيل 201 قنوز آباد 215 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 607 قهستان 109، 122، 143 قومس 109، 129، 133، 147، 258، 272 قونية 125 قوهستان- قهستان كابل 109، 131، 258 كاجغرد- كاشغر كارن 137 كاجغر- كاشغر كاشغر 131، 177، 292 كاموند السفلى 137 كاموند العليا 137 كاه 478 كده آباد 137 كرّاب 137، 325، 353، 494 الكرج 288 كرد آباد 135، 137 كرمان 109، 122، 125، 129، 131، 181 كروزد 134، 406، 494 كسكن 137، 494 كش 196 كشمر 498، 4499، 500 الكعبة 140، 162، 217، 356 كلا بدشك 137 كليان 188 كليم آباد بيهق 316 كمال آباد 135 كموزد 138 كنارزي 496 كنج رود (محلة) 276 كنبد 137، 328 كهناب 134، 147، 150، 495 كهناب حمويه 404 كهنة آب (قناة) 148 الكوفة 167 كوه مج 169 كيذر 137، 344، 495 كيذقان 137، 233، 496 اللار 260 لشكرماه 449 لوش هون (ساباط) 488 لهاوور (لاهور) 173، 180 لوهاوور- لهاوور لويدسي 147 مازندران 496 ماشدان 138، 321 ما وراء النهر 109، 131، 342، 354، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 608 476 مايان 138 مايمرغ 179 محلة أسفريس 260 محلة سرديه 451 محلة شادراه 182 محلة كنج رود 276 محلة معمر 260 محلة الميدان 481 محلة نوكوي- نوكوي 363 المحولات 444 مدرسة باب العراق 437 مدرسة البيهقي (انظر أيضا مدرسة سكة سيار) 301 مدرسة الخاتون مهد العراق 112 مدرسة سكة سيار 326، 429 مدرسة الشيخ أميرك النزلابادي 381 مدرسة الصاعدي 350 المدينة المنورة 160، 275 مراغة 207 مرو 118، 125، 129، 131، 181، 197، 361، 392، 412، 413، 486، 494 مروالرود 185، 480 مزينان 138، 160، 249، 256، 258، 260، 307، 321، 322، 453، 490، 494، 496 المسجد الأخضر 484 مسجد جمعة كسكن 429 مسجد جمعة نامين 429 مسجد رجاء 2 مسجد شاذان 122، 147 مسجد عقيل 115 مسجد قلتكاه 437 مسجد مكة 100 مسجد هاني 122 مشهد خسروجرد 265، 380 مشهد الحسن بن الحسين بن عيسى 504 المشهد الرضوي 438 مشهد طوس 160 مشهد سناباد طوس 437 مشهد الكوفة 166 مشهد الناصرين محمد العلوي 504 مصر 108، 126، 130 المصيصة 129 معاذ آباد 132، 134، 290 المغرب الأقصى 108 المغيثة 137، 288، 291 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 609 مقابر قريش 187 مقبرة الحسين بن معاذ 302 مقبرة زيد بن محمد 312 مكتبة سرخس 332 مكتبة مسجد عقيل 115 مكتبة مهد العراق 332 مكة 131، 166، 351 مهر 138، 496 مهر كند 137 المهراس 299 مؤتة 246 الموصل 128، 239 ميج 490 الميدان 170، 481 ميدان رجاء 482 ميلون 137 نارستانه 316 نامن- نامين نامين 137، 280، 494 نجران 108 نحاب 137 نخاب 137 نخشب 196 نرسي 108 نزلاباد (نزل آباد) 134، 150، 191، 303، 398، 403 نسا 130، 199، 253، 444 نصيبين 130 نقابشك 481 نقشابك الحديثة 134 نقشابك القديمة 134 نهاردان 138 نهرشور 144 نهرواله 108 النوبة 129 نوبهار 345 نوديه 133، 135 نورندكان 479 نوقابشك- نقابشك نوقاريز 487 نوكوي (محلة) 363، 378 نيسابور: وردت بكثرة مفرطة في صفحات الكتاب نظرا لكون بيهق من توابعها النيل 429 نيمروز 287 هارون آباد 135 هراة 176، 177، 188، 360، 478، 494، 496 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 610 هماي در 135 همذان 127، 128، 478 الهند 108، 125، 128، 130 والشتان 216 وريان 137 وقف بالويه 307 يحيى آباد 224 يحيى آباد منزل 137 اليمامة 130 اليمن 108، 125، 129، 275، 276، 283، 442 يوزكند 139، 140 اليونان 125 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 611 7. فهرس القوافي قافية الألف يبقى/ الطويل/ 93 بيسراها/ البسيط/ (أبو الحسن صاحب البريد) / 134 تأرّى/ الوافر/ إبراهيم المغيثي/ 296 موسى/ البسيط/ داود بن موسى البيهقي/ 298 بوسى/ البسيط/ الحسين بن أحمد البيهقي/ 298 اللوى/ الرجز/ الحسين بن جعفر الجعفري/ 313 المعلى/ المديد/ أبو منصور الثعالبي/ 329 المعلى/ الوافر/ أحمد بن عثمان الخشنامي/ 329 فلالا/ المديد/ 488 قافية الهمزة بلاء/ الكامل/ البحتري بن قبيصة/ 197 بلاء/ الكامل/ يوسف بن جعفر النيسابوري/ 219 شتراء/ الكامل/ أبو الحسن المشطب/ 287 القضاء/ الوافر/ ظهير الملك البيهقي/ 414 شفاءا/ الخفيف/ يحيى بن زيد البيهقي/ 224 داءا/ الطويل/ الرضي بن علي بن مانكديم/ 422 ساءا/ الطويل/ الرضي بن علي بن مانكديم/ 422 سودائه/ الكامل/ محمد بن القاسم بن كامة/ 447 قافية الباء ترابها/ الطويل/ (رقاع بن قيس الأسدي) / 135 مناقبه/ الطويل/ (أبو بكر العرزمي) / 143 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 612 عجيب/ الطويل/ 193 المهلب/ الطويل/ زياد الأعجم/ 195 جانبه/ الطويل/ البحتري بن قبيصة/ 197 يذهب/ الطويل/ 200 الرقاب/ الوافر/ أبو جعفر الزيادي/ 210 موارب/ الطويل/ محمد بن عبد الرزاق/ 309 أحسب/ الطويل/ علي بن سختويه/ 325 الآداب/ الكامل/ علي بن سختويه/ 325 القلوب/ الوافر/ 356 ريب/ الطويل/ 514 الحجبة/ مجزوء الرجز/ الحسين بن جعفر الجعفري/ 313 أربى/ الطويل/ محمد السويزي/ 340 وهبه/ الرمل/ الحسين الخسروآبادي/ 370 الأدبا/ البسيط/ أحمد بن علي المقرئ/ 451 ذهبي/ البسيط/ إبراهيم المغيثي/ 259 بالغائب/ المتقارب/ (أوس بن حجر) / 102 التجارب/ الطويل/ (بشار بن برد) / 102 المهلب/ الطويل/ نهار بن توسعة/ 197 بابي/ الوافر/ حمزة بن بيض/ 200 بالشباب/ مجزوء الكامل/ (أبو فراس الحمداني) / 214 المآب/ الوافر/ حمزة بن محمد البيهقي/ 222 ثوابي/ الطويل/ زيد بن محمد البيهقي/ 223 نصيبي/ الطويل/ علي بن زيد بن محمد/ 227 الاكتئاب/ الوافر/ وجيه العلماء أحمد/ 230 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 613 عصب/ البسيط/ 300، 435 وانتبه/ المتقارب/ أبو يعلى البيهقي/ 341 شبابك/ مجزوء الرمل/ أبو يعلى البيهقي/ 341 الثواقب/ الطويل/ محمد بن عبد الله بن الزيادي/ 361 به/ الطويل/ القهستانيّ/ 369 مطلوب/ البسيط/ الحسن بن علي البحروي/ 386 غرب/ الطويل/ يوسف بن يعقوب الجشمي/ 388 الكتب/ البسيط/ الحسين بن أحمد الداريج/ 408 الحطب/ الطويل/ 96 العقاب/ المتقارب/ 511 قافية التاء حياته/ الطويل/ مؤلف الكتاب/ 384 ثبوت/ مجزوء الرمل/ (أبو العتاهية) / 514 اتيته/ الطويل/ علي بن الحسين البيهقي/ 327 غنيت/ الرجز/ إسماعيل بن الحسن الغازي/ 412 عرصاتها/ الكامل/ علي بن إبراهيم الكاتب/ 431 الغانيات/ الخفيف/ أبو علي العميد/ 276 العلات/ الخفيف/ أبو الفضل الميكالي/ 383 الممات/ مخلع البسيط/ (منصور بن إسماعيل التميمي) / 330 الثفنات/ الطويل/ الفضل الطبرسي/ 438 تولّت/ الطويل/ 513 قافية الجيم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 614 اجاج/ الوافر/ مؤلف الكتاب/ 428 حاجه/ مجزوء الكامل/ عبد الله العبدلكاني/ 334 المزعج/ الكامل/ إبراهيم النظام الكاتب/ 449 قافية الحاء فمقبح/ الطويل/ (دعبل الخزاعي) / 106 الجموح/ الوافر/ ظهير الدين البيهقي/ 413 روازح/ الكامل/ أبو علي الباروي/ 416 صلاحا/ مخلع البسيط/ (علي الفنجكردي) / 91 اجترحا/ البسيط/ 295 الإصباح/ الكامل/ 138 الواضح/ الكامل/ زياد الأعجم/ 198 بالتسبيح/ الكامل/ 301 النجاح/ الوافر/ البهمن آبادي/ 378 سائح/ الطويل/ أبو علي الباروي/ 416 نصوح/ المتقارب/ محمد المعموري/ 425 قافية الخاء تدويخ/ البسيط/ أبو القاسم البرزهي/ 346 قافية الدال الكبد/ البسيط/ 119 يسعد/ الكامل/ 103 يزيد/ الطويل/ الفرزدق/ 198 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 615 قواعده/ الطويل/ 202 أحد/ الخفيف/ أبو محمد الحمداني البراكوهي/ 344 توقد/ الطويل/ الحسين الداريج/ 409 سادوا/ الوافر/ أسعد المزيناني/ 417 سيدا/ الطويل/ محمد بن منصور/ 210 ماردا/ الطويل/ الفرزدق/ 289 كادا/ البسيط/ جرير/ 291 أسودا/ الطويل/ الحسين قمنوايان/ 445 عمودا/ الكامل/ (أبو تمام) / 455 تزود/ الطويل/ طرفة بن العبد/ 96 محمد/ الطويل/ (أنس الديلي أو سارية أو ... ) / 89 تغتدي/ الطويل/ 98 يغتدي/ الكامل/ (البحتري) / 104 فريد/ الخفيف/ (البحتري) / 112 إياد/ الكامل/ (الأسود بن يعفر) / 145 البلد/ المنسرح/ 154 لمدّهم/ الطويل/ 159 بعده/ الكامل/ 184 سعد/ الطويل/ أحمد الزيادي/ 208 خالد/ الطويل/ (أعشى همدان) / 209 بالإسناد/ الكامل/ محمد بن المظفر/ 210 ولدي/ الطويل/ محمد بن الحسين بن سليمان/ 227 عتادي/ الوافر/ الصاحب بن عباد/ 264 بمحمد/ الطويل/ الحسين الخواري/ 304 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 616 بعبده/ الكامل/ أبو بكر القهستاني/ 377 سعده/ الكامل/ أحمد بن محمد بن عميرة/ 376 مسعود/ السريع/ عبد الجبار الجمحي/ 337 الأرغد/ الكامل/ الحسين بن محمد العلوي/ 423 العقد/ الطويل/ محمد بن نصر بن منصور/ 440 للعقود/ الوافر/ العزيز بن هبة الله/ 440 محمد/ الطويل/ علي الزميجي/ 447 سيعود/ الرمل/ 95 ورد/ ورد/ إسماعيل الحنيفي/ 342 قافية الذال ششتمذا/ البسيط/ مؤلف الكتاب/ 135 قافية الراء الشعر/ البسيط/ (الأخطل) / 99 كثروا/ السريع/ 146 سميرها/ الطويل/ داود بن طهمان/ 154 الدبار/ الوافر/ أحمد بن أبي ربيعة/ 176 النصر/ الطويل/ (أبو تمام) / 179 ذكر/ الطويل/ 192 ضائر/ الكامل/ يزيد بن المهلب/ 199 ساروا/ الكامل/ (ثابت قطنة) / 201 يذر/ البسيط/ 232 بدره/ الوافر/ (أبو أحمد الهروي) / 247 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 617 جاروا/ البسيط/ محمد بن سعيد البيهقي/ 272 خبيرها/ الطويل/ داود بن طهمان/ 272 الصدر/ الطويل/ إبراهيم بن عبدش/ 298 كسره/ السريع/ محمد بن سعيد البيهقي/ 299 يقبر/ الطويل/ محمد بن عبد الرزاق/ 309 القصور/ المديد/ محمد بن عبد الرزاق/ 310 إسفار/ البسيط/ محمد بن عبد الله القاضي/ 418 صدرها/ الكامل/ محمد بن زيد بن حمزة/ 420 دياجره/ الطويل/ البحتري/ 500 غادر/ الطويل/ 514 تيسرا/ الطويل/ 149 مستعارة/ الوافر/ 96 أميرا/ الطويل/ ابن بسام/ 176 نثرا/ مجزوء الكامل/ الحسين بن المظفر/ 213 عزيرا/ مجزوء الرمل/ 240 سعيرا/ المتقارب/ محمد بن عبد الرزاق/ 310 سحرا/ البسيط/ محمد الزيادي/ 360 أنوارها/ الكامل/ جعفر الزيادي/ 393 الغدره/ البسيط/ علي الخواري/ 393 الزوار/ البسيط/ ظهير الملك البيهقي/ 399 منارا/ الكامل/ أحمد البديلي/ 410 الفرارا/ الرجز/ 144 مستطارا/ الوافر/ الحسن البحروي/ 471 القطر/ الطويل/ 126 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 618 الفرار/ الخفيف/ 153 الآثار/ الخفيف/ 178 النحور/ الرمل/ 184 الخبر/ مجزوء البسيط/ (سلم الخاسر) / 191 النسر/ الطويل/ أبو الحسن البندار/ 191 الأبصار/ الكامل/ (الفرزدق) / 199 الساري/ البسيط/ (العرندس الكلابي) / 90 العمر/ البسيط/ 214 عزير/ مجزوء الرمل/ 240 العمر/ الطويل/ ابن أبي الطيب/ 259 صاغر/ الطويل/ أحمد الأعسري/ 308 الصبر/ الرجز/ أبو الفضل البيهقي/ 335 بوري/ الوافر/ عبد الجبار الجمحي/ 336 سوري/ الوافر/ عبد الجبار الجمحي/ 337 وزير/ الوافر/ النامي/ 338 بور/ الكامل/ ابن أبي الطيب/ 350 مذكور/ السريع/ أبو الفتح الخشاب/ 399 النسر/ الطويل/ شمس الرؤساء علي/ 399 الصور/ الكامل/ علي الخواري/ 400 تجري/ الطويل/ جمال السادة/ 406 الوفر/ الطويل/ جمال السادة/ 406 الشهر/ الطويل/ حيدر المؤذن/ 430 البدر/ السريع/ سعيد الحلبي/ 431 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 619 غادر/ الطويل/ إبراهيم النظام/ 499 بيطار/ الهزج/ 513 بصائر/ مجزوء الكامل/ (قس بن ساعدة) / 105 حضر/ الطويل/ إسماعيل الحنيفي/ 451 قافية الزاي عجزا/ الكامل/ (الخنساء) / 153 عزا/ الطويل/ أبو البركات الجوري/ 333 بزه/ مخلع البسيط/ حمزة البرزهي/ 389 حمزه/ مخلع البسيط/ علي الخواري/ 388 قافية السين الناس/ البسيط/ (أبو إسحاق الزجاج) / 113 ينسي/ الطويل/ المهلب بن أبي صفرة/ 197 قافية الصاد الحريص/ الوافر/ الحسين الخسروآبادي/ 370 قرصي/ الوافر/ إسماعيل الحنيفي/ 452 قافية الضاد غرض/ الهزج/ (أبو القاسم الدينوري) / 92 خفضا/ المجتث/ أحمد بن فودكان/ 297 عرضا/ الطويل/ (قيس بن الملوح) / 510 انقراض/ الوافر/ 203 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 620 قافية الطاء قسط/ الطويل/ ظهير الملك البيهقي/ 412 الشرط/ الرجز/ المأموني/ 126 قافية العين المجامع/ الطويل/ (الفرزدق) / 90، 454 الفروع/ الوافر/ 95 صانع/ الطويل/ (الدارمي أو الحميري) / 101 البلاقع/ الطويل/ أبو الحسن المشطب/ 287 تقنع/ الكامل/ (أبو ذؤيب الهذلي) / 106 أربع/ الطويل/ أبو الأسود الدؤلي/ 374 الأربع/ الطويل/ أميرك الزيادي/ 366 ينفعني/ البسيط/ محمد بن منصور/ 401 البضاعة/ الوافر/ 94 مضطلعا/ البسيط/ (شرقي بن القطامي) 196 جميعا/ الكامل/ أبو يعلى البيهقي/ 341 شعاعا/ الوافر/ أبو البركات العلوي/ 443 للأسماع/ الخفيف/ 177 نتجمع/ الطويل/ 193 قافية الفاء الصلف/ البسيط/ إبراهيم بن عبدش/ 298 شرف/ البسيط/ جرير/ 291 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 621 أسفا/ البسيط/ وجيه العلماء أحمد/ 230 وكفا/ البسيط/ علي الفسنقري/ 432 المشرف/ الطويل/ أبو عامر الجرجاني/ 220 المتلهف/ الطويل/ علي الشجاعي/ 365 قافية القاف غاسق/ الطويل/ أحمد الأعسري/ 308 موافق/ الكامل/ محمد بن محمد بن جابر/ 318 عقوق/ الكامل/ القاسم جيلان/ 372 الآفاق/ الكامل/ 213 الآفاق/ الكامل/ شمس الأمراء أبو الحسن/ 213 بالمنطق/ الكامل/ 287 حذق/ الخفيف/ ابن الرومي/ 293 الاشتياق/ الوافر/ محمد بن منصور/ 441 قافية الكاف تدرك/ الكامل/ شاه العنبري/ 417 حائك/ الكامل/ إبراهيم المغيثي/ 295 قافية اللام جاهل/ الطويل/ 94 المماطل/ الطويل/ (أبو فراس الحمداني) / 95 أشكال/ مجزوء البسيط/ (البحتري) / 107 مفلفل/ الطويل/ 126 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 622 الرسول/ الوافر/ 174 شاغله/ الطويل/ 182 معدل/ الطويل/ (أعرابي) / 198 خنشليل/ الخفيف/ أحمد الأعسري/ 307 ماله/ الطويل/ أحمد بن علي بن محمد/ 408 تنزل/ الكامل/ علي بن الجهم/ 499 الجنادل/ الطويل/ 513 يبطل/ الطويل/ 515 كاملا/ الكامل/ (أبو تمام) / 183 حلولا/ الكامل/ جعفر بن محمد بن كشمرد/ 219 خاله/ الوافر/ أبو بكر الخوارزمي/ 225 إقبالا/ البسيط/ (أبو الفتح البستي) / 305 حالا/ الوافر/ أديب الترك/ 306 أبوالا/ البسيط/ (أبو الصلت الثقفي) / 320 أطالها/ الطويل/ علي الشجاعي/ 364 نصلا/ الطويل/ علي الزيادي/ 367 قتالا/ الخفيف/ أحمد الاستوائي/ 373 الشمال/ الوافر/ 90 البقل/ الطويل/ (عمرو الربعي) / 93 ماله/ الكامل/ (أبو تمام) / 95 المجهول/ الكامل/ 95، 326 مثلي/ الطويل/ (معن بن أوس) / 97 بخله/ المتقارب/ 102 خليل/ طويل/ (حبيب بن عوف أو زياد الأعجم) / 198 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 623 يحلل/ الكامل/ 204 الفضل/ الطويل/ أحمد الزيادي/ 208 زوال/ مخلع البسيط/ 248 للموالي/ مجزوء الكامل/ (بدران بن صدقة) / 259 أقوالي/ البسيط/ أبو الفتح البستي/ 326 للهلال/ الوافر/ (المتنبي) / 414 مثل/ السريع/ مسعود الصوابي/ 427 مراحله/ البسيط/ مؤلف الكتاب/ 433 برماله/ الكامل/ محمد السالار/ 433 مثل/ البسيط/ علم الهدى الماشداني/ 448 المتوكل/ الكامل/ (أبو القاسم الزعفراني) / 500 بالزوال/ الوافر/ 514 المال/ البسيط/ (إبراهيم الصابي) / 515 نزل/ الكامل/ 341 مقيم/ الطويل/ (الحسين بن خالويه) / 127 قافية الميم يهزموا/ المتقارب/ الحسين المروروذي/ 153 مهدوم/ البسيط/ 155 الكريم/ الخفيف/ (عبد الرحمن بن حسان) / 243 محروم/ البسيط/ أبو دجانة البيهقي/ 285 تلوم/ الطويل/ (منصور النمري) / 288 قاسم/ الطويل/ (منصور بن باذان) / 288 يوم/ الخفيف/ أبو الفضل البيهقي/ 355 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 624 الكرم/ البسيط/ كمال الدين زبارة/ 421 لجما/ البسيط/ (أبو تمام) / 105 دما/ الطويل/ الحريش/ السعدي/ 119 دما/ الطويل/ نعيم بن عمرو/ 120 خيامه/ مجزوء الكامل/ بديع الزمان الهمذاني/ 162 نجوما/ الكامل/ 192 عظيما/ المتقارب/ أحمد بن عبد الصمد العباسي/ 193 فقوما/ الطويل/ 203 كرامه/ الوافر/ علي الخواري/ 391 متيما/ الطويل/ الحسين الأصم/ 452 التندم/ الطويل/ (تميم بن مقبل) / 95 بأقوام/ البسيط/ 97 للقوادم/ الطويل/ (بشار بن برد) / 105 سنام/ الوافر/ (المتنبي) / 148 الأجسام/ الكامل/ نصر بن يعقوب/ 154 حاتم/ الطويل/ 201 قلمه/ مجزوء البسيط/ 202 هاشم/ الطويل/ قيصر الروم/ 310 العظائم/ الطويل/ محمد بن عبد الرزاق/ 310 التخاصم/ الطويل/ القفال الشاشي/ 311 عظائم/ الطويل/ نصر المرغيناني/ 311 الظلم/ البسيط/ (إسحاق بن خلف) / 330 المتوسم/ الطويل/ 364 الحكم/ البسيط/ أميرك جيلان/ 371 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 625 اللوازم/ الطويل/ 384 مدام/ الخفيف/ أحمد الأسدي/ 500 قوم/ البسيط/ (محمد بن عبد الملك الزيات) / 513 العلوم/ المتقارب/ 91 بسمّ/ المتقارب/ 512 تمّ/ المتقارب/ (أبو العتاهية) / 516 النسيم/ السريع/ ابن المعتز/ 135 قافية النون دونها/ الطويل/ والد المؤلف/ 213 دونه/ الكامل/ 294 التقينا/ الوافر/ الحسين الجعفري/ 313 يهونا/ الخفيف/ المختار الجمحي/ 337 زينا/ الوافر/ أبو يعلى البيهقي/ 340 مانه/ المتقارب/ إسماعيل العنبري/ 343 تبيانا/ البسيط/ علي بن أحمد بن عميرة/ 377 العينا/ السريع/ الحسن الغازي/ 411 حزينا/ الطويل/ محمد بن مانكديم/ 422 سرقينكم/ الكامل/ جعفر الزيادي/ 471 راجعونا/ مخلع البسيط/ 209 إحسان/ البسيط/ 107 الخشن/ البسيط/ 192 بالهوان/ الوافر/ 257 لين/ الوافر/ محمد بن عبد الرزاق/ 309 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 626 بهوان/ الطويل/ محمد بن يحيى/ 367 أركاني/ الطويل/ علم الدين الزيادي/ 367 بين/ الكامل/ أحمد بن الحسين لبيهقي/ 384 بالنيرين/ الكامل/ محمد بن منصور/ 401، 440 الهتن/ البسيط/ شرف الأفاضل علي/ 442 مرتين/ مجزوء الكامل/ 513 يعن/ البسيط/ 516 عيان/ السريع/ محمد الزيادي/ 205 العطن/ الطويل/ مؤلف الكتاب/ 221 يكن/ المتقارب/ محمد الزيادي/ 355 الوسن/ المتقارب/ محمد الزيادي/ 361 بدن/ الطويل/ نجم الأئمة القاضي/ 418 الزمن/ مجزوء الكامل/ منتجب الدين القاضي/ 419 قافية الهاء سواه/ مجزوء الرمل/ محمد بن علي زبارة/ 407 أنزه/ المتقارب/ مسعود الصوابي/ 427 العضاه/ الخفيف/ البارع الزوزني/ 362 قافية الياء السواقيا/ الطويل/ (المتنبي) / 93 فأحيا/ الوافر/ 205 غايه/ الوافر/ مسعود الصوابي/ 391 ليا/ الطويل/ أميرك/ 242 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 627 البلايا/ الخفيف/ أحمد الخشنامي/ 359 بالسعالي/ الخفيف/ علي الخواري/ 212 مراقيها/ البسيط/ أحمد بن علي زبارة/ 407 زهي/ المتقارب/ علي الخواري/ 389 واديها/ البسيط/ أسعد المزيناني/ 417 مهديها/ البسيط/ ضياء الدين زبارة/ 421 يداويها/ البسيط/ 511 فيه/ الوافر/ 421 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 628 8. فهرس الكتب الواردة في المتن الآداب لأبي بكر البيهقي 345 الأدب لأبي نصر البيهقي/ 312 أزهار أشجار الأشعار لمصنف الكتاب 298 إصلاح المنطق لابن السكيت 358 الاعتقاد لأبي بكر البيهقي 345 أعلاق الملوين وأخلاق الأخوين لمسعود الصوابي 426 البعث والنشور لأبي بكر البيهقي 345 تاج المصادر لأبي جعفر البيهقي 317 تاريخ آل محمود لأبي الفضل البيهقي- التاريخ الناصري تاريخ ابن جرير- تاريخ الطبري تاريخ أبي سعد الخركوشي 333 تاريخ أبي المعالي الرشيدي 415 تاريخ بخارى وسمرقند لسعيد بن جناح 114 تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 113، 415 تاريخ بلخ لمحمد بن عقيل 115 تاريخ بيهق، وهو كتابنا هذا 117، 516 تاريخ بيهق للخواري 116 تاريخ خوار- الثار تاريخ خوارزم للسري بن دلويه 115 تاريخ خوارزم لمحمد بن سعيد 115 تاريخ الطبري 110، 224 التاريخ الكبير- تاريخ الطبري تاريخ المحموديين- التاريخ الناصري 113 تاريخ مرو لأحمد بن سيار المروزي 113 تاريخ مرو للعباس بن مصعب المروزي 113 تاريخ مرو للعباس بن أحمد المعداني 114 التاريخ الناصري لأبي الفضل البيهقي 111، 226، 245، 332 تاريخ نيسابور لأحمد الغازي 116 تاريخ نيسابور لأبي القاسم الكعبي 115 تاريخ نيسابور للحاكم النيسابوري 110، 115، 117، 147، 194، 224، 225، 292، 345، 429، 455 تاريخ نيسابور وبيهق 241 تاريخ ولاة خراسان للسلّامي 117، 296، 297، 416 تاريخ هراة للبزاز 114 تاريخ هراة للحداد 114 تتمة يتيمة الدهر للثعالبي 358 تجارب الأمم لأبي علي مسكويه 110 تحكيم العقول للمحسن بن كرامة 390 التذكرة والتبصرة لابن طباطبا العلوي 111 التذكير لمسعود الصوابي 426 تفسير الإمام الزمخشري 438 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 629 تفسير الخطيبي 441 تفسير السورآبادي 446 التفسير الصغير لعلي بن أبي الطيب 348 تفسير الطبرسي- مجمع البيان التفسير الكبير لإبن ابي الطيب 348، 349 تفسير كتاب الله تعالى لمسعود الصوابي 426 التفسير الوسيط لعلي بن أبي الطيب 348 تفضيل التطفيل لمؤلف الكتاب 419 التنقيح لمسعود الصوابي 426 تواريخ آل بويه للصابي 111 تواريخ الملوك لابن المقفع 110 تهذيب التاريخ لأبي علي مسكويه 110 الثار في تاريخ خوار للسلّامي 116، 296، 297 ثمار القلوب للثعالبي 195، 498 جونة الند للبارع الكردي 359، 364 الدارات لمحمد بن عبد الرزاق 309 دلائل النبوة لأبي بكر البيهقي 345 دمية القصر للباخرزي 265، 365، 370، 388، 406، 408، 410، 416 ديوان أبي الفضل الميكالي 237 ديوان علي بن عبيد الله الميكالي 237 ديوان مسعود الصوابي 426 روزنامه للزيادي 360 زهرة معاني البيان في معاني القرآن لمحمد بن منصور الكرابي 353 زينة الكتّاب لأبي الفضل البيهقي 331 سمط الدر (الدرر) لشمس الأئمة إسماعيل 412 السنن لأبي بكر البيهقي 345 سياق التاريخ لعبد الغافر الفارسي 116، 223 السيرة المسعودية لأبي يعلى الحنيفي 340 شرح أبيات أدب الكتّاب لأبي نصر البيهقي 312 شرح أبيات غريب الحديث لأبي نصر البيهقي 312 شرح أبيات مختصر العين لأبي نصر البيهقي 312 شرح أشكال أقليدس 435 شرح الحماسة للمرزوقي 438 شرح عيون المسائل للمحسن بن كرامة 390 شرح كتاب إصلاح المنطق لأبي نصر البيهقي 312 شرح المجسطي للقصاري 435 شرف المكلف لمحمد الزيادي 360 صيقل الألباب لمسعود الصوابي 426 طوالع البلدان 156 عمدة الكتّاب للحسين بن سعيد 266 العين للخليل بن أحمد 472 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 630 عيون المسائل للمحسن بن كرامة 390 الغنية في التصريف للخسروآبادي 387 الفتوح لابن أعثم 110 الفرح بعد الترح لإسماعيل العنبري 342 الفصول للبرزهي 388 فضائل الأوقات لأبي بكر البيهقي 345 فضائل الصحابة لأبي بكر البيهقي 345 قلائد الشرف لأبي عامر الجرجاني 416 القوامع واللوامع لمسعود الصوابي 426 كتاب الألفاظ لمحمد بن عمرو الجعفري 313 كتاب المصادر لمحمد بن عمرو الجعفري 313 كليلة ودمنة 106 لباب الألباب للبارع الكردي 376، 386 لباب الأنساب لمؤلف الكتاب 159، 167، 173، 319، 358، 453 لغة الأدب 312 مبادئ اللغة 253 المبتدأ لوهب بن منبه 110 المبسوط لأبي بكر البيهقي 345 المجسطي لبطلميوس 435 مجمع البيان في تفسير القرآن للطبرسي 438 مجمل اللغة لابن فارس 133 محاسن من قيل له أبو الحسن لحمزة البرزهي 388 محامد من قيل له أبو محمد لحمزة البرزهي 388 المحيط بلغات القرآن لأبي جعفر البيهقي 317 المختار من تفسير الزمخشري للفضل الطبرسي 438 مخزون البلاغة لعبيد الله الميكالي 237 المذهب في أئمة المذهب لعمر المطوعي 301 مزيد التاريخ لمحمد بن سليمان 111، 206، 259، 260 مشارب التجارب وغوارب الغرائب لمؤلف الكتاب 111، 180، 185 المصباح للسلّامي 297 معرفة علوم الأحاديث لأبي بكر البيهقي 345 المغازي لموسى بن عقبة 277 مفاخر الأتراك لعلي الحجازي القائني 436 مفاخر خراسان لأبي القاسم الكعبي 271، 296، 299 مفاخر نيسابور ونواحيها لأبي القاسم الكعبي 457 مقامات البديع الهمذاني 360 مقامات الزيادي 360 المقتصد في النحو لعبد القاهر الجرجاني (؟) 438 المنتحل لعبيد الله الميكالي 237 مولد النبي عليه السلام لإبن أبي عاصم 397 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 631 مئة حادثة لأميرك الزيادي 367 النتف والطرف للسلّامي 297 نظم السلك في مدائح معين الملك 266 نفثة المصدور لمسعود الصوابي 426 نهاية الصناعة في الحسن والبراعة 331 نهج البلاغة 376 الهداية للخسروآبادي 387 وشاح دمية القصر لمؤلف الكتاب 213، 350، 384، 409، 438، 493 يتيمة الدهر للثعالبي 297 اليميني لعبد الجبار العتبي 111، 333 ينابيع اللغة لأبي جعفر البيهقي 317 9. فهرس الأمثال أتتك بحائن رجلاه 191 أتعلمني بضب أنا حرشته 375 أرمى من ابن تقن 260 أعق من ضب 375 أغزل من ابن أبي ربيعة 374 ألأم من أسلم 120 الحر يعطي والعبد يألم قلبه 107 كل ذات ذيل تحنال 92 لا يرد الضب الماء 375 نزو الفرار استجهل الفرارا 144 10. فهرس النبات الأبنوس 151 الأجاص الجرجاني 495 الأشنان 497 الأقحوان 430 الباقلاء 128 البطيخ الأحمر 498 البطيخ الباكورة 496 البطيخ البخاري 498 البطيخ التركماني 497 البطيخ الحمشادي 497 البطيخ الدلاع 498 البطيخ الشتوي الجعد 497 البطيخ الطبري 498 البطيخ العبدلكي 497 البطيخ الكرنبي 498 البطيخ اللاري 498 البطيخ الملاقي 497 البطيخ المليون المأموني 497 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 632 البقلة الحمقاء 128 التفاح الرازيان 495 التين الأحمر 497 التين الأصفر 495، 497 التين الفريومدي 495، 497 الجوز 151 الحرمل 411 الخوخ 496 الرمان 495 الريباص 495 الريحان 199 السرو 214 الشعير 128 العدس 129 العنب الأبيض البلخي 496 العنب الأسود اللشتي 496 العنب الأسود اللشي 469 العنب الأسود الهرات 496 العنب البرنياني 496 العنب الخسرواني 496 العنب الرازقي 496 العنب الروراندي 496 العنب الزبيبي 496 العنب الزورابدي 496 العنب السبيدشي 496 العنب السرايي 495 العنب السروستاني 495 العنب السليماني 496 العنب الطائفي 496 العنب الفانيذ 496 العنب الكارستاني 496 العنب الكاولستاني 496 العنب الكيذكاني 496 العنب الملاحي 496 العنب الهراتي 496 القلم الجرجاني 496 القلم الششتمدي 496 الكمثرى 496 اللوز 285، 308 ماول (نوع من الكمثرى) 495 المشمش البلبلي 496 المشمش البوعمري 496 المشمش السعيدي 496 المشمش الفارسي 496 المشمش الفضلوي 496 المشمش الكرمة 496 المشمش الميوي 496 النخل 125 النيلوفر 286 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 633 11. فهرس الحيوان الأرنب البحري 186 الأسد 461، 511 الأفعى السجستانية 127 الأفعى النوبية 129 البرغوث 126 البعوض 127، 129 البقر 481 البلبل 375 الثعبان 127، 130 الثور 298 الجرادة 128 الجرارة 130 الجرذ 136 الحشرات القارصة 130 الحشرات المائية 124 الحمار 309 الحمل 480 الحوت 514 الخروف 480 الخنزير الوحشي 137 الدجاج الكسكري 494 الذئب 299 السعلاة 212 الشوكز 129 الضب 375، 376 الطاووس 360 العقرب 128، 130 العقرب الطائر 130 العندليب 136 العنز 259 العنقاء 91 الغراب 136 الغزال 356، 514 الفرس 125 الفيل 108 القنفذ 127 الناقة 307، 308 النحل 504 النمس 127 12. فهرس العقاقير الطبية والعطور والمآكل والمشارب الأفيون 261 البزماورد الحامض 260 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 634 البوارد 308 بيض الدجاج 481 الترياق 261 الجبن 329 الحرض 497 الخل 128 الخمر (تخليله) 302 دهن الجوز 495 الرغيف الحواري 329 السنبوسق 261 شحم الأرنب البحري 186 شراب الكدر 261 الشورباجة 334 الشيراز 495 طباهجة 342 طحين الشعير 128 العسل 514 العنبر الشحري 374 الفالوذج 308 الكافور 308 لحم البقر 481 لحم الظبي 480 اللوز 285 مثروديطوس 261 المسك التبتي 374 معجون الراحة 261 المومياء 261 13. فهرس المعادن والأحجار الكريمة البيجاذي 462 الجمست 496 الذهب 252، 262، 329، 496، 514 الرصاص 261 الزاج الأبيض 132 الشذر 437 الفضة 261 القصدير 261 الكبريت 124، 132 الكبريت الأحمر 91 الكلس الأبيض 146 اللؤلؤ الأصفر القطري المدحرج 149 اللؤلؤ الخماناخ 149 اللؤلؤ العماني 149 اللؤلؤ القطري 149 اللؤلؤ اللازك 149 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 635 اللؤلؤ اللباني 149 اللؤلؤ المضرس 149 اللؤلؤ المقعد 149 اللؤلؤ الوردي 149 المياه الكبريتية 494 النحاس 496 النفط 124، 132 الياقوت الأبيض 274 الياقوت الأحمر 274 الياقوت الأخضر 274 14. فهرس الثياب والزينة والنقود والآلات (عدا السيف والرمح) بستوقة الترياق 261 التاج 138 الثياب الآمدية الثياب العتابية الخريطة 192 الدرهم المحمودي 189 الدينار المحمودي 189 السخاب 210 السندس 354 السوط المغولي 361 الصحفة 380 الصندل الفضي 494 العرادة 489 العقد 149 الفضة الغطريفية 476 الفضة المسيبية 479 المرآة الشامية 510 المشعل 294 المغزل 151 منبر من الأبنوس 151 منبر من الجص واللبن 380 15. فهرس الفأل والفلك والتنجيم الاتصال 424 الأوجات 435 الأوساط 435 برج الأسد 154 برج الثور 154، 156، 186 برج الجدي 156، 186 برج الجوزاء 154، 501 برج الحمل 186 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 636 برج الحوت 154، 156، 186، 503 برج الدلو 154، 156 برج السرطان 186 برج الميزان 186 تسيير الكواكب 424، 435 التفؤل بالعلم 293 التفؤل بالقرآن الكريم 332 تقويم الكواكب 435 جرم النحس 424 الجوزاء 154 الزايجة 479 زحل 154، 156، 186، 209 الزهرة 186 الزيج 435 السماك 186 سهيل 100 شعاع النحس 424 الشمس 156 الطالع 424، 457 طالع المولود 437 العروض 435 عطارد 156، 186 القاطع 424 القمر 156، 186 الكدخداه 424 المريخ 154، 156، 186 المشتري 154، 156، 186 المقومات 435 الهيلاج 424 16. فهرس الأمراض والآفات والبلايا والكوارث الطبيعية الأدرة 130 الإسهال 503 الأمراض الكبدية 129 الأمراض المعدية 128 أوجاع العين 130 البرد 501 البواسير 494 تعفن القدمين 130 الجذام 129 الجرب 128 جرب المثانة 428 الجنون 129 الجوع الكلبي 129 الحصبة 126، 128 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 637 الحمى 130 حمى الربع 130 الحمى النافضة 130 الدوالي 129 ريح الجنوب- الريح المريسية الريح المريسية 126 الزلازل 154 السرسام 188 السكتة 209 ضربة الشمس 130 عظم الطحال 128 الفالج 188 القحط 148، 485 القرحة البلخية 128 القولنج 129، 243 الوباء 126، 128، 451 الوجع الناخس 428 ورم الفم 128 يبوسة الدماغ 223 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 638 مصادر التحقيق والترجمة 1- العربية: - الآثار الباقية عن القرون الخالية: أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني (ت 440 هـ) ، تحقيق إدوارد زاخاو، لا يبزك، 1923 م. - الآحاد والمثاني: أحمد بن عمرو بن أبي عاصم (ت 287 هـ) ، تحقيق باسم فيصل الجوابرة، الرياض، 1411 هـ/ 1991 م. - أبجد العلوم: صديق بن حسن القنوجي (ت 1307 هـ) تحقيق عبد الجبار زكار، بيروت، 1978 م. - اتفاق المباني وافتراق المعاني: سليمان بن بنين بن خلف (ت 614 هـ) ، تحقيق يحيى عبد الرؤوف جبر، عمان، 1985 م. - إثبات عذاب القبر: أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هـ) تحقيق الدكتور شرف محمود، عمان، 1405 هـ. - أحاديث الشاموخي عن شيوخه: الحسن بن علي بن محمد الشاموخي (ت 443 هـ) ، تحقيق مشعل المطيري، بيروت، 1417 هـ. - أحكام القرآن: أبو بكر أحمد بن علي الجصاص (ت 370 هـ) ، بيروت، 1415 هـ. - أخبار الدولة السلجوقية: مؤلف مجهول دوّنه بعد 622 هـ، تحقيق محمد إقبال، بيروت، 1404 هـ/ 1984 م. - الأخبار الطوال: أبو حنيفة أحمد بن داود الدينوري (ت 282 هـ) ، تحقيق عبد المنعم عامر، القاهرة، 1960 م. - أدب الإملاء والاستملاء: عبد الكريم بن محمد السمعاني (ت 562 هـ) ، تحقيق سعيد محمد اللحام، مكتبة الهلال، 1409 هـ/ 1989 م. - الأدب المفرد: محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256 هـ) ، تحقيق خالد عبد الرحمن العك، بيروت، 1416 هـ/ 1996 م. - الأذكار النبوية: يحيى بن شرف النووي الدمشقي (ت 676 هـ) ، بيروت، 1414 هـ/ 1994 م. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 639 - الأربعون حديثا: منتجب الدين علي بن عبيد الله بن بابويه الرازي (كان حيا سنة 600 هـ) ، تحقيق مؤسسة الإمام المهدي، قم، 1408 هـ. - الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد: محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي المعروف بالمفيد (ت 413 هـ) ، قم، مؤسسة آل البيت. - الإرشاد في معرفة علماء الحديث: الخليل بن عبد الله القزويني (ت 446 هـ) ، تحقيق الدكتور محمد سعيد عمر إدريس، الرياض، 1409 هـ. - إسبال الكساء على عورات النساء: عبد الرحمن السيوطي (ت 911 هـ) ، تحقيق الدكتور خالد عبد الكريم جمعة وعبد القادر أحمد عبد القادر، الكويت، 1410 هـ/ 1990 م. - الإصابة في تمييز الصحابة: ابن حجر علي بن أحمد العسقلاني (ت 852 هـ) تحقيق عادل أحمد عبد الموجود، بيروت، 1415 هـ. - أصول السرخسي: محمد بن أحمد السرخسي (ت 483 هـ) ، تحقيق أبي الوفاء الأفغاني، حيدر آباد الدكن، 1414 هـ. - الأصيلي: صفي الدين محمد بن علي المعروف بابن الطقطقى (ت 709 هـ) ، تحقيق مهدي الرجائي قم، 1418 هـ. - الأعلام: خير الدين الزركلي (ت 1396 هـ) ، بيروت، 1986 م. - الإعلان بالتوبيخ لمن ذمّ أهل التاريخ: محمد بن عبد الرحمن السخاوي (ت 902 هـ) ، تحقيق فرانز روزنثال، ترجم التعليقات والمقدمة الدكتور صالح أحمد العلي، بيروت، دار الكتب العلمية. - أعيان الشيعة: محسن الأمين العاملي (ت 1317 هـ) ، تحقيق حسن الأمين، بيروت، 1406 هـ/ 1986 م. - الأغاني: أبو الفرج علي بن الحسين الأصفهاني (ت 356 هـ) ، تحقيق عبد علي مهنا، بيروت، 1412 هـ/ 1992 م. - اقتضاء العلم للعمل: أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي (ت 463 هـ) ، تحقيق محمد ناصر الدين الألباني، بيروت، 1397 هـ. - أقرباذين القلانسي: محمد بن بهرام القلانسي السمرقندي (ت 463 هـ) ، تحقيق محمد ناصر الدين الألباني، بيروت 1397 هـ. - أقرباذين القلانسي: محمد بن بهرام القلانسي السمر قندي (ت حوالي 560 هـ) دراسة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 640 وتحقيق الدكتور زهير البابا، حلب 1403 هـ/ 1983 م. - الإكمال: علي بن هبة الله المعروف بابن ماكولا (ت 475 هـ) ، تحقيق يحيى بن عبد الرحمن المعلمي اليماني، حيدر آباد الدكن، 1962- 1967 م. - الأمالي: علي بن الحسين المعروف بالشريف المرتضى (ت 436 هـ) ، تحقيق محمد بدر الدين النعساني الحلبي، قم، 1325 هـ. - الأمالي: محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 هـ) ، قم، 1414 هـ. - الأمالي: محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 هـ) ، قم، 1417 هـ. - الأمان من أخطار الأسفار والأزمان: علي بن موسى المعروف بابن طاووس (ت 664 هـ) ، قم، 1409 هـ. - إمبراطورية الخزر وميراثها: آرثر كوستلر (ت 1983 م) ، ترجمة حمدي متولي صالح، لجنة الدراسات الفلسطينية. - الأمثال في الحديث النبوي: عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبّان (ت 369 هـ) ، تحقيق الدكتور عبد العلي عبد الحميد حامد، بومباي، 1987 م. - أمل الآمل: محمد بن الحسن المعروف بالحر العاملي (ت 1104 هـ) ، تحقيق أحمد الحسيني، قم، 1404 هـ. - إنباه الرواة على أنباه النحاة: علي بن يوسف القفطي (ت 646 هـ) ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة، 1950- 1973 م. - الأنساب: عبد الكريم بن محمد السمعاني (ت 562 هـ) ، تحقيق الدكتور عبد الله عمر البارودي، بيروت، 1408 هـ/ 1988 م. - إيضاح الاشتباه: الحسن بن يوسف بن المطهر الأسدي المعروف بالعلامة الحلي (ت 726 هـ) ، تحقيق محمد الحسون، قم، 1411 هـ. - إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل: محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة (ت 733 هـ) ، تحقيق وهبي سليمان الألباني، منشورات دار السلام، 1990 م. - البحر الرائق في شرح كنز الدقائق: زين الدين إبراهيم بن نجيم المصري (ت 970 هـ) ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 641 تحقيق الشيخ زكريا عميرات، بيروت، 1418 هـ. - البدء والتاريخ: مطهر بن طاهر المقدسي (ألّف كتابه سنة 355 هـ) ، تحقيق كلمان هوار، باريس، 1903 م. - البداية والنهاية: أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي (ت 774 هـ) ، تحقيق علي شيري، بيروت، 1408 هـ. - بدائع الملح: صدر الأفاضل القاسم بن الحسين بن محمد الطرائفي الخوارزميّ (ت 617 هـ) ، تحقيق الدكتور مصطفى أوليائي، طهران، 2003 م. - البرهان في علوم القرآن: بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي (ت 794 هـ) ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة، 1376 هـ/ 1957 م. - بشارة المصطفى: عماد الدين محمد بن أبي القاسم علي الطبري (كان حيا في 553 هـ) ، تحقيق جواد القيومي الأصفهاني، قم، 1420 هـ. - بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث: نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي (ت 807 هـ) ، تحقيق مسعد عبد الحميد السعدني، دار الطلائع. - بغية الطلب في تاريخ حلب: عمر بن أحمد المعروف بابن العديم (ت 660 هـ) ، تحقيق الدكتور سهيل زكّار، دمشق، دار الفكر. - بغية الوعاة: جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911 هـ) ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة، 1964- 1965 م. - البلدان: أحمد بن محمد بن إسحاق الهمذاني المعروف بابن الفقيه (ألّف كتابه حوالي 290 هـ) ، تحقيق يوسف الهادي، بيروت، 1416 هـ/ 1996 م. - بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية: أحمد بن عبد الحليم بن تيمية (ت 728 هـ) ، تحقيق محمد بن عبد الرحمن بن قاسم، مكة المكرمة، 1392 هـ. - البيان والتبيين: عمرو بن بحر الجاحظ (ت 255 هـ) ، تحقيق عبد السلام محمد هارون، بيروت، بلا تاريخ. - تاج التراجم: قاسم بن قطلوبغا السودوني (ت 879 هـ) ، تحقيق محمد خير رمضان يوسف، دمشق، 1413 هـ/ 1992 م. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 642 - تاريخ ابن خلدون- العبر وديوان المبتدأ .... - تاريخ الأدب الجغرافي العربي: إغناطيوس كراتشكوفسكي (ت 1951 م) ، ترجمة صلاح الدين عثمان هاشم، بيروت، 1408 هـ/ 1987 م. - تاريخ بغداد- تاريخ مدينة السلام. - تاريخ التراث العربي: فؤاد سزكين، ترجمة الدكتور محمود فهمي حجازي، الرياض، 1403 هـ/ 1983 م. - تاريخ جرجان: حمزة بن يوسف السهمي (ت 427 هـ) ، تحقيق الدكتور محمد عبد المعين خان، بيروت، 1407 هـ/ 1987 م. - تاريخ حكماء الإسلام: علي بن زيد البيهقي (ت 565 هـ) ، تحقيق محمد كرد علي، دمشق، 1365 هـ/ 1946 م. وهو نفسه كتاب تتمة صوان الحكمة. - تاريخ دولة آل سلجوق: عماد الدين محمد بن محمد الأصفهاني (ت 597 هـ) ، اختصره الفتح بن علي بن محمد البنداري (ت 643 هـ) ، بيروت، 1400 هـ/ 1980 م. - تاريخ سني ملوك الأرض والأنبياء: حمزة بن الحسن الأصفهاني (ت 360 هـ) ، بيروت، دار مكتبة الحياة. - تاريخ الطبري: محمد بن جرير الطبري (ت 310 هـ) ، بيروت، مؤسسة الأعلمي. - تاريخ فاتح العالم: علاء الدين عطا ملك الجويني (ت 681 هـ) ، نقله عن الفارسية الدكتور محمد التونجي، دمشق، 1405 هـ/ 1985 م. - تاريخ مدينة دمشق: علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر (ت 571 هـ) ، تحقيق محب الدين عمر بن غرامة العمروي، دمشق، 1418 هـ/ 1997 م. - تاريخ مدينة السلام: أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي (ت 463 هـ) ، تحقيق الدكتور بشار عواد معروف، بيروت، 1422 هـ/ 2001 م. - تاريخ مولد العلماء ووفياتهم: محمد بن عبد الله بن زبر الربعي (ت 379 هـ) ، تحقيق محمد المصري، الكويت، 1410 هـ/ 1990 م. - تاريخ واسط: أسلم بن سهل الرزاز الواسطي المعروف ببحشل (ت 292 هـ) ، تحقيق كوركيس عواد، بيروت، 1406 هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 643 - تاريخ اليعقوبي: أحمد بن يعقوب بن جعفر بن واضح اليعقوبي (ت 284 هـ) ، بيروت، دار صادر. - تأويل مختلف الحديث: عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت 276 هـ) ، تحقيق إسماعيل الإسعردي، بيروت، دار الكتب العلمية. - تتمة صوان الحكمة: علي بن زيد البيهقي (ت 565 هـ) ، مخطوطة معهد أبي الريحان البيروني للدراسات الشرقية في طاشقند تحت الرقم 1448، كتبت في خوارزم سنة 697 هـ. واعتمدنا أيضا الطبعة التي حققها محمد كرد علي ووضع لها عنوانا من عنده هو: تاريخ حكماء الإسلام. - تتمة يتيمة الدهر: عبد الملك بن محمد الثعالبي (ت 429 هـ) ، تحقيق الدكتور مفيد محمد قميحة، بيروت، 1403 هـ/ 1983 م. - تجارب الأمم: أبو علي أحمد بن محمد مسكويه (ت 421 هـ) ، تحقيق الدكتور أبو القاسم إمامي، طهران، 2001 م. - التحبير في المعجم الكبير: عبد الكريم بن محمد السمعاني (ت 562 هـ) ، تحقيق منيرة ناجي سالم، بغداد، 1975 م. كما اعتمدنا أحيانا مخطوطة المحفوظة بالمكتبة الظاهرية. - تحفة الألباب ونخبة الإعجاب: أبو حامد عبد الرحيم بن سليمان الغرناطي (ت 565 هـ) ، تحقيق الدكتور إسماعيل العربي، بيروت، 1414 هـ/ 1993 م. - تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة: أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني (ت 440 هـ) ، حيدر آباد الدكن، 1377 هـ/ 1957 م. - التدوين في ذكر أهل العلم بقزوين: عبد الكريم بن محمد الرافعي القزويني (ت 623 هـ) ، تحقيق عزيز الله العطاردي، بيروت، 1408 هـ/ 1987 م. - تذكرة الحفّاظ: محمد بن أحمد الذهبي (ت 748 هـ) ، تحقيق عبد الرحمن المعلمي اليماني، حيدر آباد الدكن، 1955- 1958 م. - تذكرة الموضوعات: محمد طاهر بن علي الهندي الفتني (ت 986 هـ) . - تركستان من الفتح العربي إلى الغزو المغولي: فاسيلي بارتولد (ت 1930 م) ، ترجمة الدكتور صلاح الدين عثمان هاشم، الكويت، 1401 هـ/ 1981 م. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 644 - تفسير القرآن العظيم: أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي (ت 774 هـ) ، بيروت، 1412 هـ. - تقويم البلدان: أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي (ت 774 هـ) ، تحقيق دي سلان ورينو، باريس، 1840 م. - التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد: محمد بن عبد الغني البغدادي المعروف بابن نقطة (ت 629 هـ) ، تحقيق كمال يوسف الحوت، بيروت، 1408 هـ/ 1988 م. - تكملة الإكمال: محمد بن عبد الغني البغدادي المعروف بابن نقطة (ت 629 هـ) ، تحقيق الدكتور عبد القيوم عبد رب النبي، مكة المكرمة، 1410 هـ. - تلبيس إبليس: عبد الرحمن بن الجوزي (ت 597 هـ) ، تحقيق الدكتور السيد الجميلي، بيروت، 1405 هـ/ 1985 م. - التمهيد: يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري (ت 463 هـ) ، تحقيق مصطفى بن أحمد العلوي ومحمد عبد الكبير البكري، المغرب، 1387 هـ. - تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين: المحسّن بن محمد بن كرامة الجشمي (ت 494 هـ) ، تحقيق تحسين آل شبيب، قم، 1420 هـ. - التنبيه والإشراف: علي بن الحسين المسعودي (ت 345 هـ) ، تحقيق عبد الله إسماعيل الصاوي، القاهرة، 1357 هـ. - تهذيب الأحكام: محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 هـ) ، تحقيق حسن الموسوي الخرسان، طهران، دار الكتب الإسلامية. - تهذيب الأنساب ونهاية الأعقاب: شيخ الشرف محمد بن محمد العبيدلي (ت 435 هـ) ، تحقيق محمد كاظم المحمودي، قم، 1413 هـ. - تهذيب التهذيب: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ) ، بيروت، 1404 هـ/ 1984 م. - تهذيب الكمال: يوسف بن عبد الرحمن المزي (ت 742 هـ) ، تحقيق الدكتور بشار عواد معروف، بيروت، 1400 هـ/ 1980 م. - تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال: محمد علي الأبطحي (معاصر) ، قم، 1412 هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 645 - التواضع والخمول: أبو بكر عبد الله بن عبيد الله بن أبي الدنيا (ت 281 هـ) ، تحقيق محمد عبد القادر عطا، بيروت، 1409 هـ/ 1989 م. - توضيح المشتبه: ابن ناصر الدين محمد بن عبد الله الدمشقي (ت 842 هـ) ، تحقيق محمد نعيم العرقسوسي، بيروت، 1414 هـ/ 1993 م. - التوفيقات الإلهامية في مقارنة التواريخ الهجرية بالسنين الإفرنكية والقبطية: محمد مختار باشا (ت 1315 هـ) ، تحقيق الدكتور محمد عمارة، بيروت، 1400 هـ/ 1980 م. - التوقيف على مهمات التعاريف: محمد عبد الرؤوف المناوي (ت 1301 هـ) ، تحقيق الدكتور محمد رضوان الداية، بيروت/ دمشق، 1410 هـ. - الثقات: محمد بن حبان التميمي البستي (ت 354 هـ) ، حيدر آباد الدكن، 1385 هـ/ 1975 م. - ثمار القلوب في المضاف والمنسوب: عبد الملك بن محمد الثعالبي (ت 439 هـ) ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة، 1965 م. - الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير: جلال الدين عبد الرحمن السيوطي (ت 911 هـ) ، بيروت، 1401 هـ/ 1981 م. - جامع العلوم والحكم: عبد الرحمن بن علي، ابن الجوزي (ت 597 هـ) ، بيروت، 1408 هـ. - الجرح والتعديل: عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي (ت 327 هـ) ، بيروت، 1373 هـ/ 1953 م. - الجماهر في الجواهر: أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني (ت 440 هـ) ، تحقيق يوسف الهادي، طهران، 1995 م. - جمهرة الأمثال: أبو هلال الحسن بن عبد الله العسكري (ت 395 هـ) ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم وعبد المجيد قطامش، بيروت، 1988 م. - الجهاد: عبد الله بن المبارك (ت 181 هـ) ، تحقيق الدكتور نزيه حماد، جدة، دار المطبوعات الحديثة. - جوامع الجامع: الفضل بن الحسن الطبرسي (ت 548 هـ) ، قم، 1418 هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 646 - الجواهر المضية في طبقات الحنفية: عبد القادر بن محمد القرشي (ت 775 هـ) ، تحقيق الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو، القاهرة/ الرياض، 1413 هـ/ 1993 م. - جواهر المطالب في مناقب الإمام علي: محمد بن أحمد الباعوني الدمشقي (ت 871 هـ) ، تحقيق محمد باقر المحمودي، قم، 1415 هـ. - حدائق السحر في دقائق الشعر: رشيد الدين محمد بن محمد العمري المعروف بالوطواط (ت 573 هـ) ، نقله إلى العربية من الفارسية مع تعريب حواشيه الدكتور إبراهيم أمين الشواربي، القاهرة، 1364 هـ/ 1945 م. - حدود العالم من المشرق إلى المغرب: مؤلف مجهول كتبه سنة 372 هـ، نقله عن الفارسية وحققه يوسف الهادي، القاهرة، 1423 هـ/ 2002 م. - حزّ الغلاصم في إفحام المخاصم: شيث بن إبراهيم بن حيدرة (ت 598 هـ) ، تحقيق عبد الله عمر البارودي، بيروت، 1405 هـ. - حلية الأولياء: أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت 430 هـ) ، بيروت، 1405 هـ. - حياة الحيوان الكبرى: محمد بن موسى الدميري (ت 808 هـ) ، القاهرة، 1390 هـ/ 1970 م. - خاتمة مستدرك الوسائل: حسين بن محمد تقي المعروف بالمحقق النوري الطبرسي (ت 1320 هـ) ، تحقيق مؤسسة آل البيت، قم، 1416 هـ. - خاص الخاص: عبد الملك بن محمد الثعالبي (ت 429 هـ) ، تحقيق حسن الأمين، بيروت، دار مكتبة الحياة. - خريدة القصر وجريدة العصر (قسم شعراء إيران) : عماد الدين محمد بن محمد الأصفهاني (ت 597 هـ) ، تحقيق الدكتور عدنان آل طعمة، طهران، 1999 م. - خريدة القصر وجريدة العصر (القسم العراقي) : تحقيق محمد بهجة الأثري والدكتور جميل سعيد، بغداد، 1396 هـ/ 1976 م. - خزانة الأدب وغاية الأرب: تقي الدين علي بن عبد الله الحموي (ت 837 هـ) ، تحقيق عصام شعيتو، بيروت، 1987 م. - الخلاف: أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 هـ) ، تحقيق علي الخراساني وجواد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 647 الشهرستاني ومحمد مهدي نجف، قم، 1417 هـ. - دائرة المعراف الإسلامية الكبرى: بإشراف كاظم البجنوردي، تصدر باللغتين العربية والفارسية بطهران، وما زالت أجزاؤها مستمرة بالصدور. - الدر المنثور في التفسير بالمأثور: جلال الدين عبد الرحمن السيوطي (ت 911 هـ) ، بيروت، 1365 هـ. - الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة: صدر الدين علي خان المدني الشيرازي الحسيني (ت 1120 هـ) ، قم، 1397 هـ. - درر السمط في خبر السبط: محمد بن عبد الله القضاعي (ت 658 هـ) ، تحقيق عز الدين عمر موسى، بيروت، 1407 هـ/ 1987 م. - دروس في أصول فقه الإمامية: عبد الهادي الفضلي، مؤسسة أم القرى للتحقيق والنشر، 1420 هـ. - الدعوات: قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي (ت 573 هـ) ، قم، 1407 هـ. - دلائل النبوة: إسماعيل بن محمد بن الفضل الأصبهاني (ت 535 هـ) ، تحقيق محمد محمد الحداد، الرياض، 1409 هـ. - دمية القصر وعصرة أهل العصر: علي بن الحسن الباخرزي (ت 467 هـ) ، تحقيق الدكتور محمد التونجي، بيروت. كما اعتمدنا الطبعة التي حققها الدكتور سامي مكي العاني، الكويت، 1405 هـ/ 1985 م. - ديوان ابن الرومي: علي بن العباس (ت 283 هـ) ، تحقيق الدكتور حسين نصار، القاهرة، 1973- 1981 م. - ديوان أبي تمام: حبيب بن أوس الطائي (ت 231 هـ) ، تحقيق الدكتور محيي الدين صبحي، بيروت، 1997 م. - ديوان بديع الزمان الهمذاني: أحمد بن الحسين بن يحيى (ت 398 هـ) ، تحقيق يسرى عبد الغني عبد الله. - ديوان دعبل بن علي الخزاعي: (ت 246 هـ) ، جمعه وحققه عبد الصاحب عمران الدجيلي، بيروت، 1972 م. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 648 - ديوان لغات الترك: محمود بن الحسين الكاشغري (ألّف كتابه ببغداد بين السنوات 464 و 466 هـ) ، دار الخلافة العلية، 1333 هـ. - ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى: أحمد بن عبد الله الطبري (ت 694 هـ) ، مكتبة القدسي، 1356 هـ. - الذرية الطاهرة النبوية: أبو بشر محمد بن أحمد الدولابي (ت 310 هـ) ، تحقيق سعد المبارك الحسن، الكويت، 1407 هـ. - الذريعة إلى تصانيف الشيعة: آقا بزرك الطهراني (ت 1389 هـ) ، النجف، 1355 هـ. - ذكر أخبار أصبهان: أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت 430 هـ) ، تحقيق ديدرنغ، ليدن، 1934 م. - ذيل تاريخ بغداد: محب الدين محمد بن محمود المعروف بابن النجار (ت 643 هـ) ، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا، بيروت، 1417 هـ/ 1997 م. - ذيل تجارب الأمم: ظهير الدين محمد بن الحسن الروذراوري (ت 488 هـ) ، تحقيق الدكتور أبو القاسم إمامي، طهران، 1421 هـ/ 2001 م. - ذيل تذكرة الحفاظ: أبو المحاسن محمد بن علي الدمشقي (ت 748 هـ) ، بيروت، دار إحياء التراث العربي. - ربيع الأبرار ونصوص الأخبار: محمود بن عمر الزمخشري (ت 538 هـ) ، تحقيق الدكتور سليم النعيمي، بغداد، 1982 م. - رجال النجاشي: أحمد بن علي النجاشي الأسدي (ت 450 هـ) ، تحقيق موسى الشبيري الزنجاني، قم، مؤسسة النشر الإسلامي. - الرحلة في طلب الحديث: أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي (ت 463 هـ) ، تحقيق نور الدين عتر، بيروت، 1395 هـ. - رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس: المحسّن بن محمد بن كرامة الجشمي (ت 494 هـ) ، تحقيق حسين المدرس، بيروت، 1415 هـ/ 1995 م. - رسالة ابن فضلان: أحمد بن فضلان (كان حيا في 310 هـ) ، تحقيق الدكتور سامي الدهان، دمشق، 1379 هـ/ 1959 م. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 649 - رسائل أبي بكر الخوارزمي: أبو بكر محمد بن العباس الخوارزمي (ت 383 هـ) ، بيروت، 1970 م. - الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية: زين الدين بن علي بن أحمد العاملي (ت 966 هـ) ، قم، 1410 هـ. - روضة العقلاء: محمد بن حبان البستي (ت 354 هـ) ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، بيروت، 1397 هـ/ 1977 م. - روضة الواعظين: محمد بن الفتال النيسابوري (ت 508 هـ) ، تحقيق محمد مهدي الخرسان، قم منشورات الرضي. - زاد المسير في علم التفسير: عبد الرحمن بن علي المعروف بابن الجوزي (ت 597 هـ) ، تحقيق محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله، بيروت، 1407 هـ. - سبل السلام: محمد بن إسماعيل الكحلاني الصنعاني (ت 1182 هـ) ، مصر، 1379 هـ. - سبل الهدى والرشاد: محمد بن يوسف الصالحي الشامي (ت 942 هـ) ، تحقيق عادل أحمد عبد الموجود، بيروت، 1414 هـ. - سر السلسلة العلوية: أبو نصر سهل بن عبد الله بن داود البخاري (كان حيا في 341 هـ) ، تحقيق محمد صادق بحر العلوم، النجف، 1381 هـ/ 1961 م. - سعد السعود: علي بن موسى بن جعفر، ابن طاووس (ت 664 هـ) ، النجف، 1369 هـ/ 1950 م. - سنن ابن ماجه: محمد بن يزيد القزويني (ت 275 هـ) ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، بيروت، دار الفكر. - سنن أبي داود: سليمان بن الأشعث السجستاني (ت 275 هـ) ، تحقيق سعيد محمد اللحام، بيروت، 1410 هـ/ 1990 م. - سنن الترمذي: محمد بن عيسى الترمذي (ت 279 هـ) ، تحقيق أحمد محمد شاكر وآخرين، بيروت، دار إحياء التراث العربي. - سنن الدارقطني: علي بن عمر الدارقطني (ت 385 هـ) ، تحقيق مجدي بن منصور الشوري، بيروت، 1417 هـ/ 1996 م. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 650 - السنن الكبرى: أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هـ) ، تحقيق محمد عبد القادر عطا، مكة المكرمة، 1414 هـ/ 1994 م. وكذلك طبعة دار الفكر ببيروت. - السنن الكبرى: أحمد بن شعيب النسائي (ت 303 هـ) ، تحقيق الدكتور عبد الغفار البنداري وكسروي حسن، بيروت، 1411 هـ/ 1991 م. - سير أعلام النبلاء: محمد بن أحمد الذهبي (ت 748 هـ) ، تحقيق مجموعة من المحققين، بيروت، 1401 هـ. - سيرة ابن هشام: محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي (ت 151 هـ) ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، القاهرة ن 1383 هـ. - السيرة النبوية: أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير (ت 774 هـ) ، تحقيق مصطفى عبد الواحد، بيروت، 1376 هـ. - الشجرة المباركة: فخر الدين محمد بن عمر الرازي (ت 606 هـ) ، تحقيق مهدي الرجائي، قم، 1419 هـ. - شذرات الذهب في أخبار من ذهب: عبد الحي بن العماد الحنبلي (ت 1089 هـ) ، بيروت، المكتبة التجارية. - شرح الأخبار: القاضي النعمان بن محمد المغربي (ت 363 هـ) ، تحقيق محمد الحسيني الجلالي، قم، مؤسسة النشر الإسلامي. - شرح الأزهار: أحمد بن المرتضى اليماني (ت 840 هـ) ، صنعاء، 1400 هـ. - شرح أسماء العقار: موسى بن عبيد الله الإسرائيلي القرطبي (ت 601 هـ) ، تحقيق الدكتور ماكس ما يرهوف، القاهرة، 1940 م. - شرح حماسة أبي تمام: الأعلم الشنتمري (ت 476 هـ) ، تحقيق الدكتور علي المفضل حمودان، بيروت/ سوريا، 1413 هـ/ 1992 م. - شرح شافية ابن الحاجب: محمد بن الحسن الأسترآبادي (ت 686 هـ) ، تحقيق محمد نور الحسن ومحمد الزفزاف ومحمد محيي الدين عبد الحميد، بيروت، 1395 هـ. - شرح كلمات أمير المؤمنين علي: ميثم بن علي البحراني (من علماء القرن 6 هـ) ، تحقيق مير جلال الدين الحسيني الأرموي، طهران، 1390 هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 651 - شرح مسند أبي حنيفة: الملّا علي القاري (ت 1014 هـ) ، تحقيق خليل محيي الدين الميس، بيروت، دار الكتب العلمية. - شرح نهج البلاغة: عبد الحميد بن هبة الله بن محمد المعروف بابن أبي الحديد المدائني (ت 656 هـ) ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة، 1387 هـ/ 1967 م. - شرح النووي على صحيح مسلم: يحيى بن شرف النووي (ت 676 هـ) ، بيروت، 1393 هـ. - شعب الإيمان: أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هـ) ، تحقيق محمد السعيد بن بسيوني زغلول، بيروت، 1410 هـ. - شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل: أحمد بن محمد بن عمر الخفاجي (ت 1069 هـ) ، تحقيق الدكتور محمد كشاش، بيروت، 1418 هـ/ 1998 م. - الشكر لله: عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا البغدادي (ت 281 هـ) ، تحقيق ياسين السواس وعبد القادر الأرناؤوط، دمشق، 1407 هـ/ 1987 م. - شواهد التنزيل لقواعد التفضيل: عبيد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني الحذّاء (من علماء القرن الخامس الهجري) ، تحقيق محمد باقر المحمودي، قم، 1411 هـ. - الصارم المسلول على شاتم الرسول: أحمد بن عبد الحليم بن تيمية (ت 728 هـ) ، تحقيق محمد عبد الله عمر الحلواني ومحمد كبير شودري، بيروت، 1417 هـ. - صبح الأعشى في صناعة الإنشاء: أحمد بن علي القلقشندي (ت 821 هـ) ، القاهرة، 1963 م. - صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان: علي بن بلبان الفارسي (ت 739 هـ) ، تحقيق شعيب الأرنؤوط، بيروت، 1414 هـ/ 1993 م. - صحيح البخاري: محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256 هـ) ، طبعة بالأوفسيت عن طبعة دار الطباعة العامرة بإستانبول، 1401 هـ. - صحيح مسلم: مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (ت 261 هـ) ، إستانبول، 1329 هـ. - صحيح مسلم بشرح النووي: يحيى بن شرف النووي (ت 676 هـ) ، بيروت، 1407 هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 652 - صحيفة الإمام الرضا: جمع مؤسسة الإمام المهدي، قم، 1408 هـ. - الصحيفة السجادية: الإمام زين العابدين علي بن الحسين (ت 94 هـ) ، قم، 1411 هـ. - الصيدنة في الطب: أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني (ت 440 هـ) ، تحقيق الدكتور عباس زرياب خوئي، طهران، 1991 م. - الضعفاء: محمد بن عمرو بن موسى العقيلي (ت 322 هـ) ، تحقيق الدكتور عبد المعطي قلعجي، بيروت، 1418 هـ. - طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : آقا بزرك الطهراني (ت 1389 هـ) ، قم، مؤسسة إسماعيليان. - طبقات الشافعية: أبو بكر بن هداية الله الحسيني (ت 1014 هـ) ، تحقيق عادل نويهض، بيروت، 1402 هـ/ 1982 م. - طبقات الشافعية: عبد الرحيم الإسنوي (ت 772 هـ) ، تحقيق كمال يوسف الحوت، بيروت، 1407 هـ/ 1987 م. - طبقات الشافعية الكبرى: عبد الوهاب بن علي السبكي (ت 756 هـ) ، تحقيق عبد الفتاح محمد الحلو ومحمود الطناحي، مصر، 1992 م. - طبقات الفقهاء الشافعية: عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري المعروف بابن الصلاح (ت 643 هـ) ، تحقيق محيي الدين علي نجيب، دمشق، 1413 هـ/ 1992 م. - طبقات الفقهاء الشافعيين: أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير (ت 774 هـ) ، تحقيق أحمد عمر هاشم والدكتور محمد زينهم محمد عزب، القاهرة، 1413 هـ/ 1993 م. - الطبقات الكبرى: محمد بن سعد (ت 230 هـ) ، بيروت، دار صادر. - طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها: عبد الله بن محمد بن جعفر المعروف بابن أبي الشيخ الأنصاري (ت 369 هـ) ، تحقيق عبد الغفور عبد الحق البلوشي، بيروت، 1418 هـ/ 1992 م. - طبقات المفسرين: جلال الدين عبد الرحمن السيوطي (ت 911 هـ) ، بيروت، دار الكتب العلمية. - طبقات المفسرين: محمد بن علي الداودي (ت 945 هـ) ، بيروت، دار الكتب العلمية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 653 - طرائف الطرف: الحسين بن محمد بن عبد الوهاب البارع الهروي البغدادي (ت 524 هـ) ، تحقيق هلال ناجي، بيروت، 1418 هـ/ 1998 م. قلت: الكتاب من تأليف البارع الهروي الذي يبدو أنه هو نفسه المذكور في تاريخ بيهق والمعاصر للوزير نظام الملك وليس للبارع البغدادي المتوفى سنة 524 هـ. - العبر في خبر من غبر: محمد بن احمد الذهبي (ت 748 هـ) ، تحقيق الدكتور صلاح الدين المنجّد، الكويت، 1984 م. - العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر: عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي المغربي (ت 808 هـ) ، بيروت، 1391 هـ/ 1971 م. - عجائب الآثار في التراجم والأخبار: عبد الرحمن بن حسن الجبرتي (ت 1237 هـ) ، بيروت، دار الجبل. - العدد القوية لدفع المخاوف اليومية: محمد بن الحسن بن يوسف المعروف بالعلامة الحلي (ت 726 هـ) ، تحقيق مهدي الرجائي، قم، 1408 هـ. - العسل المصفى من تهذيب زين الفتى في شرح سورة هل أتى: أبو محمد أحمد بن علي بن أحمد العاصمي (ولد في 378 هـ) ، هذّبه وعلّق عليه محمد باقر المحمودي، قم، 1418 هـ. - علل الدارقطني- العلل الواردة ... - علل الشرائع: محمد بن علي بن الحسين المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 هـ) ، النجف، 1386 هـ/ 1966 م. - العلل الواردة في الأحاديث النبوية: علي بن عمر الدارقطني (ت 385 هـ) ، تحقيق محفوظ الرحمن زين الله السلفي، الرياض، 1414 هـ. - العلل ومعرفة الرجال: أحمد بن محمد بن حنبل (ت 241 هـ) ، تحقيق الدكتور وصي الله بن محمود عباس، بيروت، 1408 هـ/ 1988 م. - العمدة لابن البطريق- عمدة عيون ... - عمدة الطالب: أحمد بن علي الحسيني المعروف بابن عنبة (ت 828 هـ) ، تحقيق محمد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 654 حسن آل الطالقاني، النجف، 1380 هـ/ 1961 م. - عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار: يحيى بن الحسن الأسدي الحلي المعروف بابن البطريق (ت 600 هـ) ، قم، 1407 هـ. - عيون أخبار الرضا: محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 هـ) ، تحقيق حسين الأعلمي، بيروت، 1404 هـ/ 1984 م. - عيون الأنباء في طبقات الأطباء: أحمد بن القاسم المعروف بابن أبي أصيبعة (ت 668 هـ) ، تحقيق الدكتور نزار رضا، بيروت، 1965 م. - عيون الحكم والمواعظ: علي بن محمد الليثي الواسطي (من أعلام القرن السادس الهجري) ، تحقيق حسين الحسني البيرجندي، قم، 1376 هـ. - الغارات: إبراهيم بن محمد الثقفي (ت 283 هـ) ، تحقيق جلال الدين المحدث، طهران. - غرر الأمثال ودرر الأقوال: علي بن زيد البيهقي (ت 565 هـ) ، مخطوطة معهد لوكدونو باتافيا (هولندا) ، تحت الرقم 1044، وقد طبعها طبعة تصويرية في شيكاغو السيد محمد حسين الحسيني الجلالي. - غريب الحديث: أبو عبيد القاسم بن سلّام الهروي (ت 224 هـ) ، تحقيق محمد عبد المعيد خان، حيدر آباد الدكن. - فارس نامه: ابن البلخي (ألف كتابه في العقد الأول من القرن السادس الهجري) ، نقله إلى العربية وحققه يوسف الهادي، القاهرة، 1421 هـ/ 2001 م. - الفائق في غريب الحديث: محمود بن عمر الزمخشري (ت 538 هـ) ، تحقيق إبراهيم شمس الدين، بيروت، 1417 هـ/ 1996 م. - فتح العزيز في شرح الوجيز: عبد الكريم بن محمد الرافعي القزويني (ت 623 هـ) ، بيروت، دار الفكر. - فتوح البلدان: أحمد بن يحيى البلاذري (ت 279 هـ) ، القاهرة، 1379 هـ. - الفخري في النسب: عزيز الدين إسماعيل بن الحسين بن محمد المروزي الأزوارقاني (كان حيا في 614 هـ) ، تحقيق مهدي الرجائي، 1409 هـ. - فرائد السمطين: إبراهيم بن محمد بن المؤيد الجويني الخراساني (ت 733 هـ) ، تحقيق محمد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 655 باقر المحمودي، بيروت، 1398 هـ/ 1978 م. - الفرج بعد الشدة: المحسن بن أبي القاسم التنوخي (ت 384 هـ) ، القاهرة، دار الطباعة المحمدية. - الفردوس بمأثور الخطاب: شيرويه بن شهردار الديلمي الهمذاني (ت 509 هـ) ، تحقيق محمد السعيد بن بسيوني زغلول، بيروت، 1986 م. - الفرق بين الفرق: عبد القاهر بن طاهر البغدادي (ت 429 هـ) ، بيروت، 1977 م. - فصل المقال في شرح كتاب الأمثال: أبو عبيد القاسم بن سلّام الهروي (ت 224 هـ) ، تحقيق الدكتور إحسان عباس وعبد المجيد عابدين، بيروت، 1983 م. - فضائل الأوقات: أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هـ) ، تحقيق عدنان عبد الرحمن القيسي، مكة المكرمة، 1410 هـ. - فقه السنة: الشيخ سيد سابق، بيروت، 1391 هـ/ 1971 م. - فقه القرآن: قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي (ت 573 هـ) ، تحقيق أحمد الحسيني، قم، 1405 هـ. - الفهرست: محمد بن إسحاق المعروف بابن النديم (ألّف كتابه سنة 377 هـ) ، تحقيق رضا تجدّد، طهران، 1350 هـ. - فهرست علماء الشيعة ومصنفيهم: علي بن عبيد الله بن الحسن ... بن بابويه الرازي (كان حيا سنة 600 هـ) ، تحقيق عبد العزيز الطباطبائي، بيروت، 1406 هـ/ 1986 م، وكذلك الطبعة التي حققها جلال الدين محدث أرموي، قم، 1404 هـ. - فهرست كتب محمد بن زكريا الرازي: أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني (ت 440 هـ) ، تحقيق الدكتور مهدي محقق، طهران، 1987 م. - فهرست مخطوطات مكتبة الجامع الكبير بصنعاء: بإشراف علي بن علي السّمان، 1404 هـ/ 1984 م. - فوائد العراقيين: محمد بن علي بن عمرو النقاش (ت 414 هـ) ، تحقيق مجدي السيد إبراهيم، القاهرة، مكتبة القرآن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 656 - فيض القدير في شرح الجامع الصغير: محمد عبد الرؤوف المناوي (ت 1331 هـ) ، تحقيق أحمد عبد السلام، بيروت، 1415 هـ/ 1994 م. - القاموس الفقهي: الدكتور سعدي أبو حبيب، دمشق، 1408 هـ. - القاموس المحيط: مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي (ت 817 هـ) ، بيروت، دار الجيل. - القانون المسعودي: أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني (ت 440 هـ) ، حيدرآباد الدكن، 1273- 1375 هـ/ 1954- 1956 م. - القراءة خلف الإمام: أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هـ) ، تحقيق محمد السعيد بن بسيوني زغلول، بيروت، 1405 هـ. - قصص الأنبياء: قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي (ت 573 هـ) ، تحقيق غلام رضا عرفانيان، قم، 1418 هـ. - قضاء الحوائج: عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا البغدادي (ت 281 هـ) ، تحقيق مجدي السيد إبراهيم، القاهرة، مكتبة القرآن. - القند في ذكر علماء سمرقند: نجم الدين عمر بن محمد النسفي (ت 537 هـ) ، تحقيق يوسف الهادي، طهران، 1999 م. - الكافي: محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني (ت 328 هـ) ، تحقيق علي أكبر غفاري، طهران، 1388 هـ. - الكامل في التاريخ: محمد بن محمد بن عبد الواحد الشيباني المعروف بابن الأثير (ت 630 هـ) ، تحقيق الدكتور محمد يوسف الدقاق، بيروت، 1415 هـ/ 1995 م، كما اعتمدنا الطبعة التي حققها كارلوس جوهانس تورنبرغ، المطبوعة في ليدن، 1851 م. - الكامل في ضعفاء الرجال: أحمد بن عبد الله بن عدي الجرجاني (ت 365 هـ) ، تحقيق الدكتور سهيل زكّار، بيروت، 1409 هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 657 - كتاب الإخوان: عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا البغدادي (ت 281 هـ) ، تحقيق محمد عبد الرحمن طوالبة، دار الاعتصام. - كتاب الأربعين البلدانية عن أربعين من أربعين لأربعين في أربعين: علي بن الحسن بن عساكر (ت 571 هـ) ، تحقيق محمد مطيع الحافظ، دمشق، 1413 هـ/ 1992 م. - كتاب الأربعين الصغرى: أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هـ) ، تحقيق أبي إسحاق الحويني الأثري، بيروت، 1408 هـ. - كتاب الأوائل: أحمد بن عمر بن أبي عاصم (ت 287 هـ) ، تحقيق محمد ناصر العجمي، الكويت، دار الخلفاء. - كتاب الدعاء: سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360 هـ) ، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا، بيروت، 1413 هـ. - كتاب الدعوات الكبير: أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هـ) ، تحقيق بدر بن عبد الله البدر، الكويت، 1414 هـ/ 1993 م. - كتاب ديسقوريدس العين زربي في هيولى العلاج الطبي: بدانيوس ديسقوريدس (عاش في القرن الأول الميلادي) ، مخطوطة مكتبة جامعة ليدن تحت الرقم.Or.289 - كتاب الزهد: الحسين بن سعيد الكوفي الأهوازي (من أعلام القرنين الثاني والثالث الهجريين) ، تحقيق غلام رضا عرفانيان، قم، 1399 هـ. - كتاب الزهد الكبير: أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هـ) ، تحقيق عامر أحمد حيدر، بيروت، 1996 م. - كتاب سليم بن قيس: سليم بن قيس الهلالي العامري (ت 76 هـ) ، تحقيق محمد باقر الأنصاري الزنجاني، قم، 1416 هـ. - كتاب السّنّة: أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الضحّاك الشيباني (ت 287 هـ) ، تحقيق محمد ناصر الدين الألباني، بيروت، 1410 هـ. - كتاب العلم: أبو خيثمة زهير بن حرب الطائي (ت 234 هـ) ، تحقيق محمد ناصر الدين الألباني، بيروت، 1403 هـ/ 1983 م. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 658 - كتاب القولنج: أبو بكر محمد بن زكريا الرازي (ت 313 هـ) ، تحقيق الدكتور صبحي محمود حمامي، حلب، 1403 هـ/ 1983 م. - كتاب المجروحين: محمد حبّان البستي (ت 354 هـ) ، تحقيق محمود إبراهيم زايد، بيروت، 1412 هـ/ 1992 م. - كشف الخفاء ومزيل الالتباس: إسماعيل بن محمد العجلوني الجراحي (ت 1162 هـ) ، بيروت، 1408 هـ. - كمال الدين وتمام النعمة: محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 هـ) ، تحقيق علي أكبر الغفاري، قم، 1408 هـ. - الكناية والتعريض- النهاية في الكناية. - كنز الدرر وجامع الغرر: أبو بكر عبد الله بن أيبك الدواداري (توفي بعد 736 هـ) ، تحقيق هانس روبرت رويمر، القاهرة، 1960 م. - كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال: علي المتقي الهندي (ت 975 هـ) ، تحقيق بكري الحياني وصفوة السقا، بيروت، 1993 م. - الكنى والألقاب: عباس بن محمد رضا القمي (ت 1359 هـ) ، النجف، 1376 هـ/ 1956 م. - لباب الأنساب والألقاب والأعقاب: علي بن زيد البيهقي (ت 565 هـ) ، تحقيق مهدي الرجائي، قم، 1410 هـ. - لسان الميزان: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ) ، حيدرآباد الدكن، 1406 هـ/ 1986 م. - اللطف واللطائف: عبد الملك بن محمد الثعالبي (ت 429 هـ) ، تحقيق الدكتور محمود عبد الله الجادر، بيروت، 1417 هـ/ 1997 م. - اللمعة الدمشقية: محمد بن مكي العاملي (ت 786 هـ) ، تحقيق الشيخ علي الكوراني، بيروت، 1411 هـ. - ما الفارق أو الفروق: أبو بكر محمد بن زكريا الرازي (ت 313 هـ) ، تحقيق وشرح الدكتور سلمان قطاية، حلب، 1978 م. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 659 - المبسوط: محمد بن أحمد السرخسي (ت 483 هـ) ، بيروت، 1406 هـ. - المبسوط في فقه الإمامية: محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 هـ) ، تحقيق محمد باقر البهبودي، المكتبة المرتضوية، 1387 هـ. - المجازات النبوية: محمد بن الحسين المعروف بالشريف الرضي (ت 406 هـ) ، تحقيق محمد طه الزيني، قم، مكتبة بصيرتي. - مجمع الآداب في معجم الألقاب: عبد الرزاق بن أحمد المعروف بابن الفوطي الشيباني (ت 723 هـ) ، تحقيق محمد الكاظم، طهران، 1417 هـ. - مجمع الأمثال: أحمد بن محمد الميداني (ت 518 هـ) ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، بيروت، دار المعرفة. - مجمع البيان في تفسير القرآن: أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت 548 هـ) ، بيروت، 1415 هـ/ 1995 م. - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: علي بن أبي بكر، ابن حجر الهيثمي (ت 807 هـ) ، القاهرة، 1352 هـ. - محاسبة النفس: تقي الدين إبراهيم بن علي الكفعمي (ت 905 هـ) ، تحقيق فارس الحسون، قم، 1413 هـ. - المحاسن: أحمد بن محمد بن خالد البرقي (ت 274 هـ) ، تحقيق جلال الدين الحسيني، طهران، دار الكتب الإسلامية. - محاسن أصفهان: المفضّل بن سعد بن الحسين المافرّوخي الأصفهاني (ألّف كتابه بين 465 و 485 هـ) ، تحقيق جلال الدين الحسيني الطهراني، طهران، 1352 هـ. - المحدّث الفاصل بين الراوي والواعي: الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي (ت 360 هـ) ، تحقيق الدكتور محمد عجاج الخطيب، بيروت، 1404 هـ. - المحصول: فخر الدين محمد بن عمر الرازي (ت 606 هـ) ، تحقيق الدكتور طه جابر فياض العلواني، بيروت، 1412 هـ/ 1992 م. - ((المحيط بلغات القرآن)) : أحمد بن محمد بن علي البيهقي (ت 544 هـ) ، تحقيق حسين شفيعي فريدني، طبع ضمن مجموعة ميراث إسلامي إيران، قم، 1416 هـ، المجلد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 660 الثالث (ص 751- 830) . - المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي: شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي (ت 748 هـ) ، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا، بيروت، 1417 هـ/ 1997 م. - المدخل إلى علم أحكام النجوم: أبو نصر الحسن بن عليّ القمّيّ (كان حيا في 373 هـ) ، مخطوطة المكتبة الوطنية في تبريز تحت الرقم 3463. له ترجمة قديمة إلى الفارسية طبعها الأستاذ جليل أخوان زنجاني بطهران سنة 1996 م. - مروج الذهب ومعادن الجوهر: علي بن الحسين المسعودي (ت 346 هـ) ، تحقيق يوسف أسعد داغر، بيروت، 1385 هـ/ 1966 م. - المزهر في علوم اللغة: جلال الدين عبد الرحمن السيوطي (ت 911 هـ) ، تحقيق فؤاد علي منصور، بيروت، 1998 م. - مسانيد أبي يحيى الكوفي: فراس بن يحيى المكتب الخار في الكوفي (ت 129 هـ) ، تحقيق محمد حسن المصري، القاهرة، 1413 هـ. - المستدرك على الصحيحين: محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري (ت 405 هـ) ، تحقيق الدكتور يوسف المرعشلي، بيروت، 1406 هـ. - المستطرف في كل فن مستظرف: محمد بن أحمد الأبشيهي (ت 850 هـ) ، تحقيق الدكتور مفيد محمد قميحة، بيروت، 1986 م. - مسند ابن راهويه: إسحاق بن إبراهيم الحنظلي المروزي (ت 238 هـ) ، تحقيق الدكتور عبد الغفور عبد الحق البلوشي، المدينة المنورة، 1412 هـ/ 1991 م. - مسند أبي يعلى الموصلي: أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي (ت 307 هـ) ، تحقيق حسين سليم الأسد، بيروت، 1407 هـ/ 1987 م. - مسند أحمد: أحمد بن حنبل الشيباني (ت 241 هـ) ، مصر، مؤسسة قرطبة. - مسند أسامة بن زيد: عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي (ت 317 هـ) ، تحقيق حسن أمين بن المندوه، الرياض، 1409 هـ. - مسند الحميدي: عبد الله بن الزبير الحميدي (ت 219 هـ) ، تحقيق حبيب الرحمن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 661 الأعظمي، بيروت، 1409 هـ/ 1988 م. - مسند زيد بن علي: الإمام زيد بن علي بن الحسين (ت 122 هـ) ، بيروت، دار مكتبة الحياة. - مسند الشاميين: سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360 هـ) ، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، بيروت، 1417 هـ/ 1996 م. - مسند الشهاب: محمد بن سلامة القضاعي (ت 454 هـ) ، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، بيروت، 1405 هـ/ 1985 م. - مسند عبد بن حميد: عبد بن حميد الكسي (ت 249 هـ) ، تحقيق صبحي البدري السامرائي ومحمود محمد خليل الصعيدي، القاهرة، 1408 هـ/ 1988 م. - المصطلح الأعجمي في كتب الطب والصيدلة العربية: إبراهيم بن مراد، بيروت، 1985 م. - المصنف: عبد الرزاق بن همام الصنعاني (ت 211 هـ) ، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، بيروت، 1403 هـ. - المصنف: عبد الله بن أبي شيبة الكوفي (ت 235 هـ) ، تحقيق كمال يوسف الحوت، الرياض، 1409 هـ. - مطلع البدور ومجمع البحور: صفي الدين أحمد بن صالح بن أبي الرجال اليمني (ت 1092 هـ) ، النسخة المصورة المحفوظة بمكتبة مركز دائرة المعارف الإسلامية الكبرى بطهران. - معارج نهج البلاغة: علي بن زيد البيهقي (ت 565 هـ) ، تحقيق أسعد الطيب، قم، 1422 هـ، وكنا اعتمدنا طبعته الأولى التي حققها محمد تقي دانش بزوه، قم، 1409 هـ. - معالم العلماء: محمد بن علي بن شهر آشوب السروي المازندراني (ت 588 هـ) ، تحقيق محمد صادق بحر العلوم، النجف، المكتبة الحيدرية. - معاني القرآن: أبو جعفر أحمد بن محمد النحاس (ت 337 هـ) ، تحقيق محمد علي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 662 الصابوني، مكة المكرمة، 1409 هـ. - المعتبر في الحكمة: أبو البركات هبة الله بن علي بن ملكا البغدادي (ت 547 هـ) ، تحقيق سليمان الندوي، حيدرآباد الدكن، 1357 هـ. - معجم الأدباء: ياقوت الحموي الرومي (ت 626 هـ) ، تحقيق الدكتور إحسان عباس، بيروت، 1993 م. - معجم الأنساب والأسرات الحاكمة في التاريخ الإسلامي: إدوارد فون زامباور (ت 1949 م) ، ترجمة الدكتور زكي محمد حسن ورفقاه، بيروت، 1400 هـ/ 1980 م. - معجم البلدان: ياقوت الحموي الرومي (ت 626 هـ) ، تحقيق فرديناند وستنفلد، لايبزك، 1869 م. - معجم الحضارات السامية: هنري س. عبودي، بيروت، 1408 هـ/ 1988 م. - معجم الشيوخ: علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر (ت 571 هـ) ، تحقيق الدكتورة وفاء تقي الدين، دمشق، 1421 هـ/ 2000 م. - معجم شيوخ أبي بكر الإسماعيلي: أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل (ت 371 هـ) ، تحقيق الدكتور زياد محمد منصور، المدينة المنورة، 1410 هـ. - المعجم الكبير: سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360 هـ) ، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، القاهرة، مكتبة ابن تيمية. - معجم لغة الفقهاء: محمد قلعجي، بيروت، 1408 هـ/ 1988 م. - معجم ما استعجم: عبد الله بن عبد العزيز البكري (ت 487 هـ) ، تحقيق مصطفى السقا، بيروت، 1403 هـ/ 1983 م. - معجم المؤلفين: الدكتور عمر رضا كحالة، بيروت، دار إحياء التراث العربي. - معرفة علوم الحديث: محمد بن عبد الله المعروف بالحاكم النيسابوري (ت 405 هـ) ، تحقيق السيد معظم حسين، بيروت، 1400 هـ/ 1980 م. - المعيار والموازنة: أبو جعفر محمد بن عبد الله الإسكافي (ت 220 هـ) ، تحقيق محمد باقر المحمودي، بيروت. - المغني: عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة (ت 620 هـ) ، بيروت، دار الكتاب العربي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 663 - مفاتيح العلوم: محمد بن أحمد الخوارزمي (ت 387 هـ) ، تحقيق فان فلوتن، ليدن، 1895 م. - المفردات في غريب القرآن: الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهاني (ت 502 هـ) ، قم، 1404 هـ. - مقاتل الطالبيين: أبو الفرج علي بن الحسين الأصفهاني (ت 356 هـ) ، تحقيق كاظم المظفر، النجف، 1385 هـ/ 1965 م. - مقالات الأدباء ومناظرات النجباء: علي بن عبد الرحمن بن هذيل الفزاري الغرناطي (كان حيا في 763 هـ) ، تحقيق محمد أديب الجادر، دمشق، 1423 هـ/ 2002 م. - مقتل الحسين: الموفق بن أحمد المعروف بأخطب خوارزم (ت 568 هـ) ، تحقيق محمد السماوي، قم، 1418 هـ. - مكارم الأخلاق: رضي الدين أبو نصر الحسن بن الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي (من أعلام القرن السادس الهجري) ، قم، 1392 هـ/ 1972 م. - مكارم الأخلاق: عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا البغدادي (ت 281 هـ) ، تحقيق مجدي السيد إبراهيم، مكتبة القرآن. - المناقب: الموفق بن أحمد المعروف بأخطب خوارزم (ت 568 هـ) ، تحقيق مالك المحمودي، قم، 1411 هـ. - مناقب آل أبي طالب: محمد بن علي بن شهر آشوب السروي المازندراني (ت 588 هـ) ، النجف، 1376 هـ/ 1956 م. - منتخب مسند عبد بن حميد: عبد بن حميد بن نصر الكسي (ت 249 هـ) ، تحقيق السيد صبحي البدري السامرائي ومحمود محمد الصعيدي، بيروت، 1408 هـ/ 1988 م. - منتخب معجم شيوخ السمعاني: عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني (ت 562 هـ) ، مخطوطة مكتبة أحمد الثالث المرقمة 2953. - المنتخب من السياق لعبد الغافر بن إسماعيل الفارسي (ت 529 هـ) ، انتخاب إبراهيم بن محمد بن الأزهر الصريفيني (ت 641 هـ) ، ضبط نصه خالد حيدر، بيروت، 1414 هـ/ 1993 م. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 664 - المنتظم في تواريخ الملوك والأمم: عبد الرحمن بن علي، ابن الجوزي (ت 597 هـ) ، تحقيق الدكتور سهيل زكار، دمشق، 1415 هـ/ 1995 م. - منتقلة الطالبية: إبراهيم بن ناصر بن طباطبا (من أعلام القرن الخامس الهجري) ، تحقيق محمد مهدي الخرسان، النجف، 1388 هـ/ 1968 م. - منح المدح أو شعراء الصحابة ممن مدح الرسول (ص) أو رثاه: ابن سيد الناس محمد بن محمد بن محمد (ت 732 هـ) ، تحقيق عفت وصال حمزة، دمشق، 1407 هـ/ 1987 م. - موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ) ، تحقيق محمد عبد الرزاق حمزة، بيروت، دار الكتب العلمية. - موسوعة التاريخ الإسلامي: محمد هادي اليوسفي، قم، 1417 هـ. - الموضوعات: عبد الرحمن بن علي المعروف بابن الجوزي (ت 597 هـ) ، تحقيق عبد الرحمن محمد عثمان، المدينة المنورة، 1386 هـ/ 1966 م. - ميزان الاعتدال: محمد بن أحمد الذهبي (ت 748 هـ) ، تحقيق علي محمد البجاوي، بيروت، دار المعرفة. - ناسخ الحديث ومنسوخه: أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين (ت 385 هـ) ، تحقيق سمير بن أمين الزهيري، الزرقاء، 1408 هـ/ 1988 م. - نزهة الألباب في الألقاب: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ) ، تحقيق عبد العزيز محمد صالح السديدي، الرياض، 1989 م. - نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة: المحسن بن علي التنوخي (ت 384 هـ) ، تحقيق عبود الشالجي، بيروت، 1995 م. - نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب: أحمد بن محمد المقري التلمساني (ت 1041 هـ) ، تحقيق الدكتور إحسان عباس، بيروت، 1968 م. - نهاية الأرب في تاريخ الفرس والعرب: لمؤلف مجهول (يظن أنه ألّف سنة 75 هـ أو أوائل القرن الخامس الهجري) ، تحقيق محمد تقي دانش بزوه، طهران، 1995 م. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 665 - نهاية الأرب في فنون الأدب: شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري (ت 733 هـ) ، تحقيق محمد فوزي العنتيل، القاهرة، 1405 هـ/ 1985 م. - النهاية في غريب الأثر: المبارك بن محمد الجزري (ت 544 هـ) ، تحقيق طاهر أحمد الزاوي ومحمود محمد الطناحي، بيروت، 1399 هـ/ 1979 م. - النهاية في الكناية المعروف بالكناية والتعريض: عبد الملك بن محمد الثعالبي (ت 429 هـ) ، تحقيق فرج الحوار، تونس، 1995 م. - النهاية في مجرد الفقه والفتاوى: محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 هـ) ، بيروت، دار الأندلس. - نهج البلاغة: مجموع ما اختاره الشريف الرضي من كلام الإمام علي، شرح الإمام محمد عبده، بيروت، دار المعرفة. - نوادر الأصول في أحاديث الرسول: محمد بن علي بن الحسن الترمذي (ت 320 هـ) ، تحقيق الدكتور عبد الرحمن عميرة، بيروت، 1992 م. - نوادر المخطوطات العربية في مكتبات تركيا: رمضان ششن، بيروت، 1400 هـ/ 19890 م. - نوادر المخطوطات العربية من القرن 3- 6 هـ في مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي الكبرى: الدكتور محمود المرعشي النجفي، قم، 2002 م. - هجر العلم ومعاقله في اليمن: القاضي إسماعيل بن علي الأكوع، دمشق، 1416 هـ/ 1995 م. - الوافي بالوفيات: خليل بن أيبك الصفدي (ت 764 هـ) ، تحقيق مجموعة محققين، طبعت أجزاؤه في بيروت وفيسبادن في سنوات مختلفة. - الوصلة إلى الحبيب في وصف الطيبات والطيب: عمر بن أحمد بن هبة الله المعروف بابن العديم الحلبي (ت 660 هـ) ، تحقيق سليمى محجوب ودرية الخطيب، حلب، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 666 1408 هـ/ 1981 م. - وفيات الأعيان: أحمد بن محمد بن خلكان (ت 681 هـ) ، تحقيق الدكتور إحسان عباس، بيروت، 1968- 1972 م. - يتيمة الدهر: عبد الملك بن محمد الثعالبي (ت 429 هـ) ، تحقيق الدكتور مفيد محمد قميحة، بيروت، 1403 هـ/ 1983 م. - اليمنيّ في شرح اليميني: صدر الأفاضل القاسم بن الحسين الخوارزمي (ت 617 هـ) ، مخطوطة مكتبة رئيس الكتّاب (تركيا) ، تحت الرقم 857. - اليميني: محمد بن عبد الجبار العتبي (ت 427 هـ) ، مخطوطة مكتبة قويون أوغلي تحت الرقم 2039. ب- الفارسية: - آثار الوزراء: سيف الدين العقيلي، تحقيق مير جلال محدث، طهران، 1985 م. - اصطلاحات ديواني دوره غزنوي وسلجوقي: حسن أنوري، طهران، 1976 م. - بعض مثالب النواصب في نقض بعض فضائح الروافض المشهور بكتاب النقض: نصير الدين عبد الجليل بن أبي الحسين بن أبي الفضل القزويني (ألّف كتابه بعد 556 هـ) ، تحقيق مير جلال محدث، طهران، 1974 م. - بيان الأديان: أبو المعالي محمد بن نعمة بن عبيد الله العلوي (ألّف كتابه سنة 485 هـ) ، تحقيق محمد تقي دانش بزوه وقدرة الله بيشنماز زاده، طهران، 1998 م. - تاريخ بخارى: ألّفه بالعربية أبو بكر محمد بن جعفر النرشخي سنة 322 هـ، وترجمه إلى الفارسية سنة 522 هـ أبو نصر أحمد بن محمد بن نصر القباوي، ولخّصه سنة 574 هـ محمد بن زفر بن عمر، تحقيق محمد تقي مدرس رضوي، طهران، 1984 م. - تاريخ بيهق: علي بن زيد البيهقي (ت 565 هـ) ، تحقيق الدكتور أحمد بهمنيار، طهران، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 667 1317 هـ. - تاريخ جين (قطعة من جامع التواريخ) : رشيد الدين فضل الله الهمذاني (ت 718 هـ) ، تحقيق الدكتورة وانغ إي دان، طهران، 2000 م. - تاريخ سلاجقه- مسامرة الأخبار. - تاريخ غزنويان وسامانيان وآل بويه از جامع التواريخ: رشيد الدين فضل الله الهمذاني (ت 718 هـ) ، تحقيق محمد دبير سياقي، طهران، 1959 م. - تاريخ كزيده: حمد الله المستوفي (ت 750 هـ) ، تحقيق عبد الحسين نوايي، طهران، 1983 م. - تاريخ ملّا زاده: أحمد بن محمود المعروف بمعين الفقراء (ألّف كتابه بعد سنة 814 هـ بقليل) ، طهران، 1960 م. - تاريخ نيسابور: محمد بن عبد الله المعروف بالحاكم النيسابوري (ت 405 هـ) ، ترجمه إلى الفارسية محمد بن حسين المعروف بالخليفة النيسابوري (كان حيا في 717 هـ) ، تحقيق الدكتور محمد رضا شفيعي كدكني، طهران، 1996 م. - تاريخ الوزراء: نجم الدين أبو الرجاء القمي (ألف كتابه سنة 584 هـ) ، تحقيق محمد تقي دانش بزوه، طهران، 1985 م. - تاريخ وعقايد إسماعيليه: الدكتور فرهاد دفتري، ترجمة الدكتور فريدون بدره إي، طهران، 1997 م. - تعليقات النقض- بعض مثالب ... - جامع التواريخ: رشيد الدين فضل الله الهمذاني (ت 718 هـ) ، تحقيق الدكتور بهمن كريمي، طهران، 1983 م. - جامع التواريخ (القسم الخاص بالإسماعيلية والفاطميين والنزاريين والدعاة والرفاق) : رشيد الدين فضل الله الهمذاني (ت 718 هـ) ، تحقيق محمد تقي دانش بزوه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 668 ومحمد مدرسي زنجاني، طهران، 1977 م. - حبيب السير في أخبار أفراد البشر: غياث الدين بن همام الحسيني المعروف بخواند مير (توفي حوالي 941 هـ) ، تحقيق الدكتور دبير سياقي، طهران، 1974 م. - دائرة المعارف الإسلامية الكبرى: بإشراف كاظم البجنوردي، طهران، ما زالت مستمرة في الصدور. - دستور الكاتب في تعيين المراتب: محمد بن هندو شاه بن سنجر النخجواني (ألّف كتابه بين 757 و 776 هـ) ، تحقيق عبد الكريم علي أوغلي علي زاده، موسكو، 1964 م. - دستور الوزراء: غياث الدين بن همام الحسيني المعروف بخواند مير (توفي حوالي 941 هـ) ، تحقيق سعيد نفيسي، طهران، 1978 م. - راحة الصدور وآية السرور: محمد بن علي بن سليمان الراوندي (انتهى من تأليف كتابه سنة 603 هـ) ، تحقيق محمد إقبال، ليدن، 1921 م. - سياست نامه: الحسن بن علي المعروف بنظام الملك (ت 485 هـ) ، تحقيق الدكتور جعفر شعار، طهران، 1985 م. - شيراز نامه: معين الدين أحمد بن شهاب الدين أبي الخير حمزة الذهبي الشهير بزركوب الشيرازي (ت 789 هـ) ، تحقيق الدكتور إسماعيل واعظ جوادي، طهران، 1972 م. - طبقات ناصري: منهاج الدين عثمان بن سراج الدين الجوزجاني (ت 660 هـ) ، تحقيق عبد الحي حبيبي، طهران، 1984 م. - فرهنك فارسي: الدكتور محمد معين، طهران، 1992 م. - فهرست نسخه هاي خطي كتابخانه آية الله كلبايكاني (في مدينة قم) : أحمد الحسيني ورضا أستادي، قم، 1402 هـ. - لغت نامه دهخدا: علي أكبر دهخدا (ت 1375 هـ) ، طهران، منشورات جامعة طهران. - مجمل التواريخ والقصص: ألفه حفيد المهلب بن محمد بن شادي سنة 520 هـ، تحقيق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 669 ملك الشعراء بهار، طهران، الطبعة الثانية. - مجمل فصيحي: أحمد بن محمد المعروف بفصيح الخوافي (توفي بعد 845 هـ) ، تحقيق محمود فرخ، مشهد، 1961 م. - مسامرة الأخبار ومسايرة الأخيار: كريم الدين محمود بن محمد الآقسرائي (من مؤرخي القرن الثامن الهجري) ، تحقيق الدكتور عثمان توران، أنقرة، 1943 م. - نسائم الأسحار من لطائم الأخبار: ناصر الدين المنشئ الكرماني بن عمدة الملك منتجب الدين المنشئ اليزدي (ألف كتابه سنة 725 هـ) ، تحقيق مير جلال الدين حسين أرموي، طهران، 1985 م. - النقض- بعض مثالب النواصب ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 670 فهرس المحتويات مقدمة مترجم الكتاب ومحققه/ 5 كلمات ورموز/ 79 نسب المؤلف/ 85 القسم الأول مقدمة المؤلف/ 87 القسم الثاني باب في ذكر البيوت القديمة والشريفة في هذه البلدة/ 157 القسم الثالث باب في ذكر العلماء والأئمة والأفاضل الذين نبغوا في بيهق أو انتقلوا إليها مع ذكر حديث من أحاديث المصطفى عليه السلام مما رواه كل واحد منهم، وإثبات شيء من أشعار الأفاضل بالعربية والفارسية/ 269 القسم الرابع فصل في ذكر المشاهير الذين نبغوا في بيهق والوقائع العظام التي حدثت في هذه الناحية/ 473 القسم الخامس في غرائب الأمور التي انفردت بها بيهق عن سائر البقاع والنواحي، مع ذكر السادات المدفونين في خسروجرد وغيرها/ 491 القسم السادس خاتمة الكتاب/ 505 الفهارس العامة 1. فهرس الآيات القرآنية/ 519 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 671 2. فهرس الأحاديث النبوية/ 521 3. فهرس الأعلام/ 524 4. فهرس الأنساب والألقاب والصفات/ 580 5. فهرس القبائل والأمم والطوائف والجماعات والفرق/ 596 6. فهرس المواضع والبلدان/ 599 7. فهرس القوافي/ 612 8. فهرس الكتب الواردة في المتن/ 629 9. فهرس الأمثال/ 632 10. فهرس النبات/ 632 11. فهرس الحيوان/ 634 12. فهرس العقاقير الطبية والعطور والمآكل والمشارب/ 634 13. فهرس المعادن والأحجار الكريمة/ 635 14. فهرس الثياب والزينة والنقود والآلات/ 636 15. فهرس الفأل والفلك والتنجيم/ 636 16. فهرس الأمراض والآفات والبلايا والكوارث الطبيعية/ 637 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 672