الكتاب: شرح شافية ابن الحاجب المؤلف: حسن بن محمد بن شرف شاه الحسيني الأستراباذي، ركن الدين (المتوفى: 715هـ) المحقق: د. عبد المقصود محمد عبد المقصود (رسالة الدكتوراة) الناشر: مكتبة الثقافة الدينية الطبعة: الأولي 1425 هـ- 2004م عدد الأجزاء: 2   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي] ---------- شرح شافية ابن الحاجب - ركن الدين الاستراباذي الأستراباذي، ركن الدين الكتاب: شرح شافية ابن الحاجب المؤلف: حسن بن محمد بن شرف شاه الحسيني الأستراباذي، ركن الدين (المتوفى: 715هـ) المحقق: د. عبد المقصود محمد عبد المقصود (رسالة الدكتوراة) الناشر: مكتبة الثقافة الدينية الطبعة: الأولي 1425 هـ- 2004م عدد الأجزاء: 2   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي] المجلد الأول المقدمة : أحمد الله -سبحانه وتعالى- حمد الشاكرين وأصلّي وأسلّم على المصطفى المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد: فقد خرجتُ من بعض قراءاتي في مجال العربية وفنونها -في مرحلة الماجستير- بانطباع أثار دهشتي واستثار شفقتي وغيرتي؛ إذ وقفت على عالم مُحقق مدقق، لا يقل عن أشهر النحاة تمكنا ورسوخ قدم في مجال لغتنا العربية وآدابها -تأليفًا وشرحًا- قد غُمِطَ حقّه، وأُهمل ذكره، فلم يحظ من جانب من أتوا بعده من المؤلفين والمعنيين بكتابة السير والتراجم إلا بأسطر قليلة لا تكاد تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، بالغرم مما قدمه للغة الضاد من أياد بيض، وما أسهم به في إثراء المكتبة العربية من مصنفات خطية ظلت حبيسة جدران دور الكتب والمكتبات قرابة ثمانية قرون، ألا وهو عالم أستراباذ الجليل ركن الدين الحسن بن محمد الأستراباذيّ، النحويّ، اللغوي، الأديب المتوفّى "715هـ": حسنة طَبَرَستَانَ وَأوْحَدُ ذلك الزمانِ، على حدِّ تعبير ياقوت الحموي رحمه الله. وعندما عقدت النيّة لإعداد رسالة لنيل درجة العالمية العالية الدكتوراه استخرت الله العلي القدير في أن أجعل من ركن الدين موضوعًا لرسالتي، ومن جهوده النحوية والصرفية محورًا يدور الجزء: 1 ¦ الصفحة: 7 حوله بحثي ودراستي. وقد ارتأيت أن أشفع دراستي هذه بإخراج واحد من أهم كتبه إلى دائرة الضوء، إتمامًا للفائدة من جانب وإبرازًا لجهوده في الميدان الصرفي من جانب آخر، ليكون موضوع الرسالة: "ركن الدين الحسن الأستراباذيّ وجهوده النحوية والصرفية، مع تحقيق كتابه شرح شافية ابن الحاجب". وقد نوقشت الرسالة في كلية دار العلوم جامعة القاهرة عام "1992م" ونال بها صاحبها درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى. وقد ارتأيت الآن -وأنا بصدد نشر الرسالة- أن أفصل بين قسميها جاعلًا كل قسم منهما في كتاب مستقلّ؛ الكتاب الأوّل وسمتهُ بـ"ركن الدين الحسن الأستراباذيّ وجهوده النحوية والتصريفية". والكتاب الثاني جعلته خاصًّا بتحقيق كتابه: "شرح شافية ابن الحاجب" ودراسته. وها هو الكتاب الثاني، وقد جعلته في قسمين؛ القسم الأول خاصّ بالدراسة وفيه فصلان يسبقهما تمهيد؛ تحدثت في التمهيد عن عصره وحياته العلمية. وفيه ألقيت الضوء على الحالة السياسية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية والدينية في عصره. وجعلت الفصل الأول خاصًّا بعالمنا ركن الدين، وجعلته في مبحثين: الأول "نشأته وحياته"؛ وفيه سقت ترجمة ضافية له تناولت فيها اسمه ولقبه وكنيته ومولده، ونشأته، وحياته، وموطنه، وتنقلاته، ومكانته العلمية والثقافية، ومذهبه الفقهي، وشيوخه وتلاميذه، ثم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 8 انتقلت إلى المبحث الثاني فتحدثت عن آثاره وبينت الموجود منها, وأشرت إلى المفقود، وأفردت حديثًا لآثاره النحوية والصرفية التي وصلت إلينا. وجعلت الفصل الثاني للكتاب المحقّق، فجاء في مبحثين: أولهما لدراسة الكتاب، والثاني لتوثيقه والحديث عن مخطوطاته وبيان منهجي في تحقيقه. وأما القسم الثاني فهو خاص بتحقيق الكتاب. وختمنا الكتاب بمجموعة الفهارس الفنية اللازمة لتحقيق الكتاب. ولا يفوتني في هذه المقّدمة أن أشير إلى نقطة مهمة، تتعلق بعالمنا ركن الدين، حيث يلتبس الأمر على كثير من الناس فيظن أغلبهم أن ركن الدين ورضي الدين شخص واحد، معتمدين على أن كلًّا منهما قد شرح مقدمتي ابن الحاجب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 9 وأبادر فأقول: إن ركن الدين الأستراباذي ليس هو رضي الدين الأستراباذي، ولا يجمع بين العَلَمين سوى نسبتهما إلى بلدهما "أستراباذ" من بلاد فارس وما وراء النهر، تلك البقعة العلمية الحافلة بالعلماء، والتي أخرجت خلقًا كثيرين من أهل العلم في كل عصر. وبعد: فها أنذا أقدم هذا الكتاب إلى كل من يهمه البحث في اللغة العربية وعلومها، وآمل أن أكون قد وفقت في إخراجه على الوجه المرجوّ؛ فإن كنت قد وفقت فيما سعيت إليه فذلك من توفيق الله عز شأنه وتجلت مشيئته، وإن كانت الأخرى فحسبي أني قد حاولت وكنت صادق العزيمة. وأختم كلمتي هذه بأن أضرع إلى الله العليّ القدير ... داعيًا أن يوفقنا للعمل لوجهه الكريم في كلّ ما هو خير للإسلام والمسلمين واللغة العربية التي هي لغة القرآن الكريم ... إنه سميع مجيب. وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب. د. عبد المقصود محمد عبد المقصود الرياض: التاسع من شهر صفر 1425هـ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 10 الدراسة: ركن الدين الأستراباذي: حياته وآثاره التمهيد: عصر ركن الدين الأستراباذي أ- الحالة السياسية في عصره : شهد بداية القرن السابع الهجري مولد عالم جليل من علماء الدولة الإسلامية هو: ركن الدين الحسن بن أحمد الأستراباذي النحوي اللغوي الأديب. عاش في عصر1 كان العالم الإسلامي آنذاك يموج بالفتن والقلاقل والاضطرابات ويعمه الخراب والدمار؛ حيث كان أكثره تحت سيطرة المغول سلالة جنكيز خان، حيث امتد سلطان هؤلاء المغول فيه من حدود الهند شرقا إلى سوريا غربا وسيطروا سيطرة كاملة، فيما عدا فترات قصيرة كانت السيادة المؤقتة في فارس والعراق للفرس والترك. وكانت العراق وفارس في سلطة الدولة الألخانية، وهي مغولية ثم صارت الأمور إلى الدولة التيمورية، وهي مغولية أيضًا، وتخلل ذلك فترات صارت الأمور فيها إلى دولتين فارسيتين: "الجلابرية، والمظفرية" وأخريين تركيتين هما: "القراقيونلية، والأقاقيونلية".   1 يطلق على هذا العصر "العصر المغولي"، نظرًا لسيطرة المغول آنذاك على معظم الممالك الإسلامية، ويؤرخ له بسقوط بغداد على يد هولاكو سنة 656هـ، وحتى دخول العثمانيين مصر سنة 923هـ ويطلق عليه أيضًا "عصر سلاطين المماليك" نظرًا لسيطرة المماليك على جزء كبير من العالم الإسلامي، وذلك من حدود سوريا شرقًا إلى حدود مصر غربًا بما في ذلك شبه الجزيرة العربية، ويؤرخ له من سنة 646هـ وحتى سنة 923هـ بدخول العثمانيين مصر أيضًا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 11 وكانت تركستان وأفغانستان في قبضة الشغطائية، ثم صارت الأمور إلى التيمورية، وكلتاهما مغولية1. والذي حدث أن هؤلاء التتار2 قد زحفوا كالجراد بقيادة جنكيز خان على أواسط آسيا وغربها منذ عام 606هـ، فملكوا كثيرًا من البلاد، وقتلوا ما لا يحصى من أهلها حتى بلغوا خراسان فانتزعوها من ملكها خوارزم شاه عام 617هـ، بعد أن أفنوا عددًا كبيرًا من مسلميها، ثم عبروا نهر جيحون، وقصدوا مدينة بلخ، وساروا إلى نيسابور فملكوها لضعف أهلها عن مقاومة هؤلاء التتر الكفرة المخربين, وأخرجوا أهلها إلى الصحراء فقتلوهم وسبوا نساءهم وخربوا المنازل، ثم سارت طائفة منهم إلى طوس ففعلوا بها كما فعلوا بغيرها وخربوها، ولم يسلم من شرهم وفسادهم شيء، كما قال المؤرخ ابن الأثير3.   1 ينظر: تاريخ آداب اللغة العربية: 3/ 110. 2 التتار أمم وثنية جاهلة من الجنس المغولي الأصفر، ومنهم الياقوتية والجيرجيزية والساموية. ومساكنهم الأولى الأطراف الشمالية لبلاد الصين، ومنذ الأزمنة السحيقة كانوا يعيشون عيشة البداوة، ويخضعون لأحد ملوك الصين, ثم نجم فيهم رجل قوي الشكيمة شديد البأس، استطاع أن يتملك عليهم، وأن يفوز بعرش الحكم فيهم، ودانت له أمم التتار جميعًا، وأخذ يقودهم من نصر إلى نصر، حتى خضع لحكمهم الأمم المجاورة، ذلك الرجل هو جنكيز خان، ومن صفات هؤلاء التتار الشجاعة وشدة البأس وحب البطش, وكان من أعظم ملوكهم بعد جنكيز خان حفيده هولاكو خان الذي نكبت بغداد على يديه سنة 656هـ، وتيمور لنك الذي خرب بلاد الشام، ومنهم أيضًا أولوغ بك وطغرك بك، وأورخان بك، وغازان، وأبو سعيد، وغيرهم. "نقلًا عن: عصر سلاطين المماليك، المجلد الثالث، ص7، 8 بتصرف". 3 ينظر الكامل في التاريخ: 10/ 421. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 12 وبعد جنكيز خان جاء حفيده هولاكو خان، فاتجه إلى الدولة العباسية ومقرها بغداد وذلك في سنة 654هـ، وفي طريقه عرج على قلعة الموت ففتحها، وأخذها منهم، وقتل من فيها ثم استولى على الريّ، ثم عرج على مدينة بخارى، وكذلك مدينتي سمرقند وبلخ فأحدث بها وبأهلها من الدمار والهلاك والخراب ما أحدث بغيرها، ثم قصد بغداد سنة 656هـ، فمكن له الوزير الشيعي ابن العلقمي1 وزير الخليفة العباسي المستعصم بالله2 من دخول بغداد والاستيلاء عليها وزلزلة الأرض تحت أرجل الخليفة المستعصم3 وذلك نظرًا للخلاف الذي كان قائمًا بينه وبين الخليفة، أو لنقل: الخلاف الكبير الذي كان قائمًا آنذاك بين الشيعة وأهل السنة, فلما استولى هولاكو على بغداد أباحها لجنده أربعين يومًا، وقتل منها، كما يقول بعض المؤرخين ما يقرب من مليوني مواطن، وخرب عمرانها، ورمى كتبها في نهر دجله4. وقد وصف سير توماس أرنولد ما قام به المغول من ضروب الوحشية في غزواتهم للبلاد الإسلامية بقوله: "لا يعرف الإسلام من بين ما نزل به من الخطوب والويلات خطبا أشد هولًا من غزوات   1 في فوات الوفيات فصل عن ابن العلقمي، ينظر في: 3/ 252-255. 2 ينظر ترجمته في البداية والنهاية: 13/ 204-206. 3 ينظر المصدر السابق: 13/ 200-201. 4 ينظر: ظهر الإسلام: 4/ 193، وينظر كذلك: عصر سلاطين المماليك المجلد الثالث، ص9. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 المغول؛ فقد انسابت جيوش جنكيز خان انسياب الثلوج من قُنن الجبال واكتسحت في طريقها الحواضر الإسلامية، وأتت على ما كان لها من مدنية وثقافة، ولم يتركوا وراءهم من تلك البلاد سوى خرائب وأطلال بالية، وكانت تقوم فيها قبل ذلك القصور الفخمة المحاطة بالحدائق الغناء والمروج الخضراء، فبعد أن تحول جيش المغول عن مدينة هراة خرج أربعون من أهلها من مخبئهم فرارًا من الموت، وكان هؤلاء التعساء هم البقية الباقية من سكانها الذين كان يربو عددهم على المائة ألف، ووقفوا مهطعين مقنعي رءوسهم يبكون أطلال مدينتهم، وقد أخذ الهلع والفزع من نفوسهم كل مأخذ1. والواقع أن غزو المغول للشرق الأدني سنة 617هـ هو أعظم كارثة حلت بالإنسانية. ويصف المؤرخ ابن الأثير هَوْل تلك الحادثة بهذه الكلمات: "لقد بقيت عدة سنين معرضًا عن ذكر هذه الحادثة استعظامًا لها كارها لذكرها؛ فأنا أقدم رِجلًا وأؤخر أخرى، ومن الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الإسلام والمسلمين، ومن الذي يهون عليه ذكر ذلك، فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا، إلا أنني حدثتني جماعة من الأصدقاء على تسطيرها، وأنا متوقف، ثم رأيت أن ترك ذلك لا يجدي نفعًا، فنقول: هذا الفصل يتضمن ذكر الحادثة العظمى والمصيبة الكبرى، التي عقت الأيام والليالي عن مثلها، عمت الخلائق وخصت المسلمين، فلو قال   1 تاريخ الإسلام السياسي: 3/ 140. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 14 قائل: إن العالم منذ خلق الله -سبحانه وتعالى- آدم إلى الآن لم يتبلور بمثلها لكان صادقًا؛ فإن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها ولا ما يدانيها ... وهؤلاء لم يبقوا على أحد، بل قتلوا النساء والرجال والأطفال، وشقوا بطون الحوامل، وقتلوا الأجنة، فإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؛ فهذه الحادثة استطار شررها وعم ضررها، وصارت في البلاد كالسحاب استد برتهُ الريحُ"1.   1 الكامل في التاريخ: 10/ 399. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 ب- الحالة الاقتصادية والاجتماعية في عصره : قلنا إن هجوم التتار على المجتمع الإسلامي كان هجوما مدمرًا ومخربًا اجتاح كل شيء أمامه من أخضر ويابس: خربوا الحضارات، وهدموا القصور والمنازل، وفتشوا البيوت وأخذوا ما فيها من أموال وغيره، وشردوا أهلها، وأصبح المجتمع الإسلامي الخاضع لسيطرتهم يعاني من أزمات طاحنة، وتدهورت حالة أفراده الصحية وغير الصحية، وعم هذا المجتمع الخراب والدمار. أما عن حال المجتمع الإسلامي في مصر وشبه الجزيرة العربية، ذلك المجتمع الجديد الذي وفد إليه علماء المشرق الفارون من وجه التتار، ذلك المجتمع الذي وقاه الله شر هجمات التتار المخربين، فكان الوضع فيه مختلفًا؛ حيث كان أكثر غنى وثراء ولكنه كان مُقسمًا إلى طبقات اتسعت الهوة بينها؛ فهناك طبقة رجال الدولة، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 وهي الطبقة المرفهة المنعمة، وهي طبقة سلاطين المماليك والأمراء وأتباعهم من جند المماليك، وهناك طبقة التجار، ثم طبقة الباعة، ثم طبقة الفلاحين، ثم طبقة الفقراء، وهم جُلُّ الفقهاء وطلاب العلم، ثم طبقة الحرفيين والأجراء، ثم طبقة المتسولين1. هذا وقد انتشر التصوف في المجتمع الإسلاميّ بعد سقوط بغداد وتعددت الطرق الصوفية وانتشرت انتشارًا عريضًا، وتغلغلت في أوساط الشعب والخاصة على السواء، وتعددت أسماؤها وأسماء رجالها وشيوخها، وشاعت فلسفة احتقار الدنيا في كتابات العلماء ورجال الدين والكُتاب، ورجال الأدب. والتصوف في صورته الاجتماعية مظهر من مظاهر الانصراف عن الحياة الدنيا لحقارتها وخستها، كما يقول تاجُ الدين السُبكي المتوفى سنة 771هـ2، والإحساس بحقارة الحياة الدنيا يتزايد في أوقات الشدة والضيق، ولا شك أن ما كان فيه العالم الإسلامي آنذاك هو أقصى درجات الشدة والضيق3.   1 ينظر: إغاثة الأمة بكشف الغمة، لتقي الدين المقريزي، ص72. 2 ينظر: معبد النعم ومبيد النقم، ص95. 3 ينظر: الأدب في العصر المملوكي: 1/ 198، وينظر كذلك: ظهر الإسلام: 4/ 219. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 16 جـ- الحالة العلمية والفكرية والثقافية في عصره : ظلَّت بغدادُ زُهاء خمسة قرونٍ العاصمةَ الروحيَّةَ والفكرية للمسلمين قاطبة ولكل الناطقين بلغة الضادِ، ينزِح إليها العلماء من أبناء الأوطان الأخرى يشهدون حلقاتها ودروس علمائها ومناظرات أدبائها ومحاورات ظرفائها، ومسابقات شعرائها، ومفاكهات أئمة المجالس فيها، وامتلأت مكتباتها ودور كتبها بذخائر علمية نفيسة، وأصبحت بغدادُ -بحق- دارة العلم وهالة الأدب -كما يقال- واستمرت على هذه الحال إلى أن وقعت فريسة في يد التتار في عام 656هـ -كما قلنا- ففرقوا أهلها وقتلوا علماءها وشردوا من نجا منهم من القتل، وألقوا بكتبها في نهر دجلة. وعندما اكتسح التتارُ الممالك الإسلامية خربوا الحضارات، وهدموا العمارات، وكانت هذه العمارات نتيجة حضارة قرون، وكانت الكتب التي ألقوا بها في نهر دجلة نتيجة ثقافة قرون, والحضارات والعلوم إنما تبنى على ما قبلها، وتؤسس على ما سبقها، وهي كالماء للنبات الغض فإذا حرم النبات الغض الماء ذبل وجف بعد قليل، وكذلك كان العلم والحضارة الإسلاميان، هذا فضلًا عما أصيبت به الثقافة من نكبات للعلماء، فإذا بقي شيء من العلم فقليل يكفى للتقليد ولا يبعث على التجديد1. وبعد هذه الكارثة العظيمة التي حلت ببغداد وبخارى ونيسابور والري وسمرقند وبلخ، وغيرها من مدن العلم والأدب، انتقل العلم وانتقلت مراكزه إلى القاهرة، وأصبحت القاهرة خليفة بغداد، وعُقد لها لواء الزعامة الفكرية والثقافية منذ منتصف القرن السابع الهجري   1 ظهر الإسلام: 4/ 193. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 وتوافد عليها علماء المشرق والمغرب من أمثال ابن خلكان الإربلي، وابن مالك الأندلسي، وابن منظور الإفريقي، وابن خلدون المغربي، وغيرهم. وقد شعر علماء ذلك العصر بنقص الكتب في أيامهم، فقال الإمام السيوطي في المزهر1 بعد ذكر حكاية الصاحب بن عباد، لما دعي للذهاب إلى بعض الملوك فاعتذر بمشقة الانتقال؛ لأنه يحتاج إلى ستين بعيرًا ينقل عليها كتب اللغة التي كانت عنده: "وقد ذهب جُلٌ الكتبِ في الفتن الكائنة بين التتر وغيرهم؛ بحيث إن الكتب الموجودة الآن في اللغة من تصانيف المتقدمين والمتأخرين لا يجيء حمل جمل واحد". وإذا كان السيوطي -رحمه الله- يبالغ في ذلك إلا أنه إن دل على شيء فإنما يدل على مقدار قلق العلماء لضياع الكتب بالفتن، ويدل أيضا على كثرة الكتب التي ضاعت، سواء بالحرق أو بإلقائها في نهر دجلة. وكان إحراق الكتب قد بدأ في المملكة الإسلامية قبل ذلك بسبب التنازع بين الفرق الإسلامية؛ فكل فرقة تحاول إحراق كتب الأخرى؛ كإحراق السلطان محمود الغزنوي لكتب المُعتزلة، وناهيك عمّا أحرق من كتب العلماء المتهمين بالزندقة والفلسفة، وهي كثيرة، ولعل بينها ما ليس مثله بين ما بقي كما قال جرجي زيدان2. أما التتار فبالغوا في الإحراق والتخريب؛ قال ابن تغري بردي: "وخربت بغداد الخراب العظيم، وأُحرقت كتبُ العلم التي كانت بها   1 1/ 49. 2 ينظر: تاريخ آداب اللغة العربية 3/ 113. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18 في سائر العلوم والفنون التي ما كانت في الدنيا، قيل: إنهم بنوا بها جسرًا من الطين والماء عوضًا عن الأجر1. وإذا كان الغزو المغولي للشرق الأدني قد نتج عنه ذلك الركودُ العلمي والأدبي، إلا أنه كان ركودًا مؤقتًا؛ حيث أخذ النشاط يدب في هذين الميدانين، وذلك بعد أنْ استقر المغول في البلاد التي فتوحها؛ ويرجع ذلك إلى أن بعض المؤلفات العلمية قد نجت من أيدي المغول وبخاصة ما كان منها في المدن الجنوبية من البلاد الخوارزمية. ثم أخذ المغول يتقبلون آراء المسلمين وأفكارهم، ورغبوا تدريجيا في اعتناق المدنية الإسلامية. ليس هذا فحسب، بل وجدنا الكثيرين من سلاطينهم قد اعتنق الإسلام، مثل أبغا بك، وغازان، وأبي سعيد وغيرهم، وبرز كثير من العلماء والأدباء بفضل تشجيع المغول لهم، ومن أشهر هؤلاء في عهد هولاكو العلاّمة نصير الدين الطوسيُّ أستاذ ركن الدين الأستراباذي. وقد امتاز الطوسيُّ بأبحاثه في علم الفلك فشجعه المغول وبنوا له مرصدا عظيمًا في مراغة بأذربيجان، ومكتبة بجانبه, يقال إنها كانت تحوي أربعمائة ألف من المجلدات. وقد امتاز الطوسيُّ أيضًا بمؤلفاته القيمة في الجبر والهندسة والطبيعة والحكمة والأخلاق وآلات الرصد، كما اشتهر بترجمة كثير من الكتب اليونانية في مختلف العلوم، وكان من أكبر المشتغلين بالعلوم العقلية بعد ابن سينا.   1 النجوم الزاهرة: 7/ 51. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 وقد حاول الطوسيُّ جاهدًا أن ينقذ حياة أكبر عدد من العلماء وأن يحفظ أكبر عدد من الكتب الباقية، لذلك اتخذ من مرصد مراغة حجة لجمع الجم الغفير من العلماء وحمايتهم من القتل، واستخلاص الكتب وحفظها والعناية بها، وكان من نتيجة ذلك أن انقلب الأمر وعاد المغول بعد ذلك مسلمين منافحين عن الإسلام. ونبغ في هذا العصر علماء كثيرون من بينهم: ابن مالك "ت 672هـ"، ومحي الدين النووي: "ت 676هـ"، ورضي الدين الأستراباذي: "ت 686هـ"، وجمال الدين بن منظور الإفريقي: "ت 711هـ"، وركن الدين الأستراباذي: "ت 715هـ", وابن آجروم الصنهاجي "ت 723هـ", وأبو حيان "ت 745هـ"، وتقي الدين السبكي: "ت 756هـ"، وابن خلدون المغربي المتوفى سنة 818هـ، ومجد الدين الفيروزابادي المتوفى سنة 817هـ. وغيرهم. وبالجملة يمكن القول بأنه بالرغم مما حَلَّ بالأمصار الإسلامية من خراب ودمار على أيدي التتار، فإنّ سند التعليم كان لا يزال قائمًا كما قال العلامة ابن خلدون رحمه الله تعالى1.   1 ينظر: تاريخ ابن خلدون: 1/ 361. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 د- الحياة الدينية في عصره : كانت الحياة الدينية في بلاد المشرق العربي آنذاك أوفر حظًّا من غيرها من الحَيَوات؛ نظرًا لأن المماليك كانوا يدينون بالدين الإسلاميّ وكانوا يعرفون مدى تأثير الروح الدينية على الناس في الشرق العربي فقد أرادوا أن يتخذوا من الدين دعامة قوية يشجبون عليها كلّ مساوئهم؛ فكانوا يبالغون في الظهور بالمظاهر الدينية؛ من بناء المساجد والزوايا، والاحتفال بالأعياد الدينية وإقامة الموالد والاهتمام ببناء الأضرحة للأولياء. وكان العلماء النازحون من الأقطار الإسلامية يتفاعلون مع هذا الجو الديني ومع هذه الطبيعة الدينية، وبخاصة أن هؤلاء العلماء المضطهدين الفارين من وجه التتار، والذين كانوا يدينون بالدين الإسلامي الحنيف، كانوا متمسكين غاية التمسك بأصول دينهم ومقررات شريعتهم الإسلامية الغراء، يدافعون عن الإسلام والمسلمين وخاصة في تلك الأوقات العصيبة التي يقفون فيها أمام أعدائهم ممن لا دين لهم ولا خلاق. في ظل هذا الجو السياسي المائج بالفتن والقلاقل والاضطرابات، وفي ظل هذه الحياة الاجتماعية والاقتصادية القاسية ... وفي ظل هذه البيئة العلمية الناضجة بالتنافس المزدهرة بالتأليف الحافلة بالموسوعات عاش عالمنا الكبير، ركن الدين الحسن بن أحمد الأستراباذي، وسنرى في السطور التالية -إن شاء الله تعالى- مدى التفاعل بينه وبين بيئته مؤثرًا ومُتأثرًا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 الفصل الأول: ركن الدين: نشأته وحياته وآثاره المبحث الأول: نشأته وحياته أ- اسمه ونسبه : هو السيّد أبو الفضائل ركن الدين، أبو علي الحسن بن أحمد1 ابن شرفشاه2 العلوي3 الحسيني4 الأستراباذي5. تلك هي رواية العاملي، وقد اخترتها من بين الروايات الكثيرة وهي مع كثرتها نراها تأتلف حينًا وتختلف أحيانًا؛ فتارة تقف عند الأب، وأخرى تقف عند الجّد الأوّل، وثالثة تقف عند الثاني من الأجداد، وهي بين هذه وتلك تضطرب اضطرابًا شديدًا، ولا تكاد تستقر على حال حتى تفجأنا باختلاف يسير أو كثير في صيغ الأسماء وفي الكُنَى والألقاب إلى آخر ما هنالك من خلاف. والآن -وبعد هذا الإيجاز- آن لنا أن نُدْلِفَ إلى بيان الروايات حسب الترتيب الزمني.   1 أبو علي، وأحمد: من معجم الأدباء "8/ 5". وفي أعيان الشيعة "أبو محمد، ومحمد". 2 وقيل: شرف الدين شاه. وهو لقب جده الأدنى "علي بن الحسين". 3 نسبة إلى جده الأدنى "علي". 4 نسبة إلى جده الأعلى "الحسين". 5 أعيان الشيعة، للعاملي: 23/ 141. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 اضطراب الروايات في زاوية الأسماء وما يتعلق بها من الكنى والألقاب : 1- فياقوت الحموي "ت 626هـ" وهو أقرب المؤرخين زمنًا إلى ركن الدين، بل عاصره في فترة من حياته، كما سنحقق ذلك عند تحقيقنا للسنة التي ولد فيها ركن الدين -إن شاء الله تعالى- أقول: إن ياقوت لا يذكر إلا الكنية، ويأتي باسم الرجل واسم والده، ثم ينسبه إلى بلده أستراباذ، فيقول في معجم الأدباء1: "الحسن بن أحمد الأستراباذي "أبو علي"". وسلك مسلكه السيوطي "ت 911هـ"2، وحاجي خليفة "ت 1067هـ"3. وحذا حذو هؤلاء من المحدثين عمر رضا كحالة في كتابه "معجم المؤلفين"4. ويلاحظ أن هؤلاء جميعًا لم يذكروا اللقب وهو "ركن الدين"، غير أننا رأينا حاجي خليفة "ت 1067هـ" في موضع آخر من كشف الظنون5 يصرح بذكر اللقب، ليس هذا فحسب، بل وجدنا الأب عنده اسمه "محمد" وليس "أحمد"، يقول: "مرآة الشفاء،   1 8/ 5. 2 ينظر: بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة: 2/ 218. ط السعادة بمصر/ ط أولى/ سنة 1326هـ. 3 ينظر: كشف الظنون، ص1273. ويلاحظ أنه ذكر "حسن" مجردًا من "أل". 4 ينظر: معجم المؤلفين: 3/ 196 -دار إحياء التراث العربي- بيروت، لبنان. 5 ص1648. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 في الطب، للفاضل ركن الدين الأستراباذي، الحسن بن محمد1 وهو في النقل الثاني يحذو حذو بعض المتقدمين مما سنذكرهم الآن. 2- كل أولئك قد وقفوا عند الحلقة الأولى في سلسلة النسب، فلم يذكروا الجد الأول لركن الدين، على حين نرى تاج الدين السبكي "ت 771هـ"، وهو قريب عهد بركن الدين يطفر طفرة تقف به عند الجد الثالث، فيقول: "الحسن بن شرف شاه، السيد ركن الدين أبو محمد، العلوي الحسيني الأستراباذي2؛ حيث صرح بنسبته إلى الجد الأول "علي"، وثنى بالجد الثاني وهو "حسين"، ولم يرد ذكر الجد الثالث. فقوله "العلوي": نسبة إلى جده الأول "علي"، وقوله: "الحسيني": نسبة إلى جده الثاني "الحسين". وبماثله مسلك المقريزي "ت 845هـ"، غير أنه قدم ذكر "الحسيني" على "العلوي"، وأتى بلفظة "الدين" بين جزأي لقب الجد الأول، فقال: "السيد الإمام العلامة ركن الدين، أبو محمد الحسن بن شرف الدين شاه الحسيني العلوي الأستراباذي3. ويماثله أيضًا مسلك ابن حجر العسقلاني "ت 852هـ"، غير أنه اكتفى بذكر لقب الجد الأول ولم يصرح باسمه، وكذلك لم يذكر كنية المترجم له؛ يقول: "الحسن بن شرف شاه الحسيني الأستراباذي   1 المصدر السابق. 2 طبقات الشافعية الكبرى: 9/ 407, ط. أولى 1384هـ. 3 السلوك لمعرفة دولة الملوك: 2/ 158, ط. لجنة الترجمة والتأليف والنشر سنة 1941م. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 ركن الدين1. ويلاحظ أن السبكي "ت 771هـ"، والمقريزي "ت 845هـ"، وابن حجر "ت 852هـ" قد أسقطوا الأب وهو "أحمد"، ولعلهم لم يعمدوا إلى الإسقاط، وإنما جنحوا إلى الإيجاز في سلسلة النسب، كما يحدث في كثير من الأحيان قديمًا وحديثًا ثم جاء ابن العماد الحنبلي بعد ابن حجر بما يقرب من قرنين ونصف القرن "ت 1089هـ" فاقتفى أثره وحذا حذوه، في أحد قوليه2، غير أنه ههنا جود الحسن من "ال". 3- أما المجموعة الثالثة من الروايات النسبية فهي تختلف عما سبقها من روايات في اسم والد ركن الدين؛ حيث صرحت بأن اسمه "محمد" بدلًا من "أحمد"؛ يقول ابن تغري بردي "ت 874هـ": "الشيخ الإمام العلامة السيد ركن الدين حسن بن محمد بن شرف شاه الحسيني الأستراباذي3. ويلاحظ أنه قد أسقط الكنية "أبا علي" وأيضًا جرد الحسن من "ال". وقد حذا حذوه جماعة من المتأخرين، هم: حاجي خليفة "ت 1067هـ"، كما ذكرنا، وابن العماد الحنبلي "ت 1089هـ"   1 الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة: 2/ 16, ط. حيدر آباد سنة 1349هـ. 2 ينظر: شذرات الذهب: 6/ 35 "تحت وفيات سنة 715هـ". 3 النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة: 9/ 231 طبعة مصورة عن طبعة دار الكتب, أحداث سنة 715هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 في القول الآخر1. وإسماعيل باشا البغدادي "ت 1339هـ"2 والزركلي "ت 1390هـ"3، حيث جاء اسم الوالد عددهم "محمدًا" بدلًا من "أحمد". ليس هذا فحسب، بل وجدنا البغدادي "ت 1339هـ" يضيف لقبًا أمام الوالد محمد؛ حيث يقول: "ركن الدين، الحسن بن رضي الدين محمد بن شرف شاه الحسيني الأستراباذي الشافعي"4. هذه زاوية من زوايا اضطراب الروايات في اسم ركن الدين ونسبه تمخضت عن تقسيمها ابتداء إلى مجموعات ثلاث، بعد أن انتهجنا فيها المنهج التاريخي، وسنتناول بقية الزوايا بالمقارنة والتحليل بعد أن نفرغ من متعلقات هذه الزاوية التي تتصل بأسماء الآباء؛ أعني اسم الوالد:   1 ينظر: شذرات الذهب: وفيات سنة 718هـ. 2 ينظر: هدية العارفين: 1/ 283، ط1, إستانبول سنة 1387هـ. 3 ينظر: الأعلام: 2/ 215، دار العلم للملايين، بيروت، ط. سابعة، سنة 1986م. 4 هدية العارفين: 1/ 283. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 أحمد هو أم محمد: جاء في سلسلة النسب -كما رأينا- تارة لفظ "أحمد"، وأخرى لفظ "محمد"، وذلك في اسم والد ركن الدين، وثالثة أسقط ذكره، فأيهما هو الصحيح؟ وأبادر فأقول: إن والد ركن الدين هو "أحمد"، فيما أرجح، فإن قيل ما السبيل إلى هذا الترجيح؟ قلنا إن أول من ترجم لركن الدين هو ياقوت الحموي "ت 626هـ"، وقد عاصره حيث ترجم له في حياته، ثم توفي ياقوت وعمر ركن الدين بعده إلى أن توفي سنة 715هـ، ولا يستبعد أن يكونا قد تقابلا في الفترة التي تعاصرا فيها، ولا شك أن ترجمة المعاصر لمعاصره أكثر ضبطًا وتأكيدًا من ترجمة المتأخرين. وجاء السبكي "ت 771هـ" بعد وفاة ركن الدين بقليل، فلم يذكر اسم والد الركن، لعله لم يقف عليه، أو ربما يكون قد أسقطه اختصارًا، ثم جاء بعده بقليل المقريزي "ت 845هـ" فحذا حذوه ولم يذكره, وهذا عين ما فعله ابن حجر "ت 852هـ" الذي عاصر المقريزي. لكنا وجدنا ابن تغري بردي "ت 874هـ" الذي عاصر ابن حجر والمقريزي يعز عليه أن يسقط الوالد من سلسلة النسب فأتى بلفظة "محمد" ربما لم يطلع على معجم الأدباء وما ذكره فيه ياقوت "ت 626هـ"، وربما جاء بهذا الاسم من مصدر مشكوك فيه. ثم جاء حاجي خليفة "ت 1067هـ" وتابه ابن تغري بردي في ذلك في أحد قوليه -كما ذكرنا- وأيضًا حذا حذو ابن تغري بردي: ابن العماد "ت 1089هـ" وإسماعيل البغدادي "ت 1339هـ"، وخير الدين الزركلي "ت 1390هـ". ولكن السيوطي "ت 911هـ" يأتي بعد ياقوت "ت 626هـ" بنحو ثلاثة قرون لكي يتبنى ما قاله ياقوت ويصرح بأن والد ركن الدين اسمه "أحمد"، يقول: "الحسن بن أحمد الأستراباذي أبو علي اللغوي الأديب الفاضل، أوحد زمانه، شرح الفصيح والحماسة. قاله ياقوت1. ويحذو حَذو السيوطي في ذلك حاجي خليفة في القول الآخر، وكذلك كحالة في معجم المؤلفين2، الذي يحيل من أراد الوقوف على ترجمة ركن الدين إلى معجم الأدباء3.   1 بغية الوعاة: 1/ 499. في أحد قوليه.. 2 3/ 196. 3 ينظر المصدر السابق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 ب- ألقابه : وردت في ترجمة صاحبنا ركن الدين الحسن الأستراباذي التي تناولتها كتب التراجم ألقاب عدة ارتبطت جميعها به، وعرف بها، وقد أطلقت عليه إما للدلالة على مسقط رأسه، وإما للإحاطة بمذهبه الديني، وإما للدلالة على مكانته العلمية، كما أن منها ما كان يطلق تيمنا وتفاؤلًا، كما أن منها ما كان يطلق للدلالة على سلسلة نسبه، وها هي ألقابه التي وقفت عليها. - ركن الدين: وهذا اللقب أثبته كثير من كتب التراجم1، حيث أثبته السبكي2 "ت 771هـ" والمقريزي3"ت 845هـ" وابن حجر "ت 852هـ" وابن تغري بردي4 "ت 874هـ" وحاجي خليفة5 "ت 1067هـ",   1 ينظر: طبقات الشافية الكبرى: 9/ 407. 2 ينظر السلوك: 2/ 158. 3 ينظر: الدرر الكامنة: 2/ 16. 4 ينظر: النجوم الزاهرة: 9/ 231. 5 ينظر: كشف الظنون، ص 1648. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 وابن العماد1 "ت 1089هـ" وإسماعيل البغدادي2 "ت 1339هـ" والزركلي3 "ت 1390هـ". وقد حذا حَذو هؤلاء من المعاصرين -في إثبات هذا اللقب- كل من العاملي4 وبروكلمان5 وآلورد6. ولعل هذا اللقب من الألقاب التي كانت تطلق على أصحابها تيمنا وتفاؤلًا شأنها شأن ألقاب أخرى كـ"بدر الدين وشمس الدين وجمالد الدين وكمال الدين وزين الدين" ونحوها. - السيد: وهذا اللقب أثبته السبكي7 وتابعه في ذلك المقريزي8 ثم ابن تغري بردي9، ثم جاء بعد ذلك ابن العماد10 ثم العاملي11 وأثبتوا هذا اللقب. - العلوي:   1 ينظر: شذرات الذهب: 6/ 35. 2 ينظر: هدية العارفين: 1/ 283. 3 ينظر: الأعلام: 2/ 15. 4 ينظر: أعيان الشيعة: 23/ 70، 141. 5 ينظر: تاريخ الأدب العربي: 5/ 312. 6 ينظر: فهرس آلورد: 6/ 80، 83. 7 ينظر: طبقات الشافعية الكبرى: 9/ 407. 8 ينظر: السلوك: 2/ 158. 9 ينظر: النجوم الزاهرة: 9/ 231. 10 ينظر: الشذرات: 6/ 35. 11 ينظر: أعيان الشيعة: 23/ 141. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 نسبة إلى جده الأدنى علي بن الحسين الملقب بشرف الدين شاه1 وهذا اللقب أثبته السبكي2، وتابعه المقريزي3، وأثبته من المحدثين العاملي في أعيان الشيعة4. - الحسيني: وهذا اللقب نسبة إلى جده الأعلى الحسين الأستراباذي. وهذا اللقب أثبته المؤرخون الثلاثة الذين أثبتوا لقب "العلوي" في الفقرة السابقة، يضاف إليهم ابن تغري بردي5، وابن العماد6 وإسماعيل البغدادي7. وخير الدين الزركلي8. - الأستراباذي: وهذا اللقب نسبة إلى مسقط رأسه "أستراباذ". وسوف نفرد لها حديثًا يخصها. - الشافعي: وهذا اللقب نسبة إلى مذهبه الفقهي، وقد صرح به إسماعيل باشا البغدادي في هدية العارفين9.   1 ينظر ترجمته في: الذريعة إلى تصانيف الشيعة، للطهراني: 1/ 46، ط المغربي/ النجف الأشرف 1355هـ-1936م. 2 ينظر: طبقات الشافعية الكبرى: 9/ 231. 3 ينظر: السلوك: 2/ 158. 4 23/ 141. 5 ينظر: النجوم الزاهرة: 9/ 231. 6 ينظر: الشذرات: 6/ 35. 7 ينظر: هدية العارفين: 1/ 283. 8 نظر: الأعلام: 2/ 215. 9 ينظر: هدية العارفين: 1/ 283. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 جـ- كنيته : يكنى ركن الدين بثلاث من الكنى، هي: أبو الفضائل، أبو علي أبو محمد، وذلك على النحو التالى: - أبو الفضائل: وهذه الكنية تدل على مكانة ركن الدين العلمية وأنه جمع الكثير من الفضائل؛ فهو إمام متقدم علامة في علوم اللغة والأدب، وأيضًا علّامة في العلوم العقلية والنقلية، وغيرها. وهذه الكنية أثبتها العاملي في أعيان الشيعة1، وجاءت أيضًا في فهرس دار الكتب2 عند الحديث عن شرح الشافية لركن الدين؛ حيث جاء ما نصه: "شرح الشافية، لأبي الفضائل ركن الدين الحسن بن محمد بن شرف شاه العلوي الأستراباذي سنة 715هـ". - أبو علي: وهذه الكنية أثبتها ياقوت3، وتابعه في ذلك الإمام السيوطي4 وحاجي خليفة5، وعمر رضا كحّالة6، وهذه من الكنى التي   1 ينظر: 23/ 141. 2 حرف "ش". 3 ينظر: معجم الأدباء: 8/ 5. 4 ينظر: بغية الوعاة: 2/ 218. 5 ينظر: كشف الظنون، ص1273. 6 ينظر: معجم المؤلفين: 3/ 196. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 تطلق تيمنًا وتفاؤلًا؛ كان يقال لمن اسمه إبراهيم "أبو خليل" ولمن اسمه يعقوب "أبو يوسف" ولمن اسمه عمر "أبو حفص" وهكذا. - أبو محمد: وهذه الكنية أطلقها السبكي في ترجمة ركن الدين1. وتابعه المقريزي2، ثم ابن العماد3. ولعله كان يكنى باسم ابنه الأكبر كما يحدث في كل العصور أن يكنى الشخص باسم ابنه الأكبر، هذا ترجيح فقط؛ لأنه لم يرد نص عمن ترجموا له بقطع بذلك، ولم تذكر كتب التراجم التي ترجمت له شيئًا عن أبنائه. وبناًء على ما تقدم من ذكر اسم صاحبنا ركن الدين ونسبه وألقابه وكناه يمكننا -على وجه من الاطمئنان- أن نذكر اسمه كاملًا شاملًا لكل ما سقناه بعد تمحيصه وتجريده؛ فنقول، هو: السيد أبو الفضائل ركن الدين أبو علي -وقيل: أبو محمد- الحسن بن أحمد بن شرف الدين شاه علي بن الحسين الأستراباذي الشافعي.   1 ينظر: طبقات الشافعية الكبرى: 9/ 407. 2 ينظر: السلوك: 2/ 158. 3 ينظر: شذرات الذهب "وفيات سنة 718هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 د- أسرته : لم تذكر لنا كتب التراجم التي ترجمت لركن الدين شيئًا عن والده ويبدو أن والده لم يكن من ذوي الجاه والسلطان والمكانة العلمية المرموقة ليذكر وتتناوله الكتب، بدليل أن المؤرخين الذين أوردوه قد اختلفوا حوله؛ فبعضهم ذكره "أحمد"، وبعضهم محمدًا كما ذكرنا. ولم يرد ذكر أيضًا بشأن أولاده، غير أن بعض المؤرخين أثبت من كناه أبا محمد ورجحنا أنه اسم واحد من أولاده. أما عن جده الأدنى فهو: شرف الدين علي بن الحسن الأستراباذي1؛ جاء في كتاب الذريعة إلى تصانيف الشيعة2 للشيخ أغابزرك الطهراني "ت 1312هـ" ما نصه: "الآيات الباهرة في فضل العترة الطاهرة، للشيخ شرف الدين بن علي النجفي، كما ذكره في أمل الآمل، يأتي بعنوان: تأويل الآيات الطاهرة، وأنه للسيد شرف الدين علي الحسيني الأستراباذي". أما عن جده الأعلى "الحسين" فلم تقف على شيء من أخباره غير ما جاء من إثبات كتب التراجم لاسمه والنص على نسبة ركن الدين إليه؛ وذلك بإثباتها لقب "الحسيني" ضمن سلسلة النسبة.   1 ينظر في ترجمته: الذريعة: 1/ 143. 2 جـ1/ 46. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 هـ- ميلاده : إن كتب التراجم التي بين أيدينا والتي تُرجمت لركن الدين لا تحدثنا عن السنة التي ولد فيها، غير ما جاء في بعضها على سبيل التلميح لا التصريح. أقول: إن كتب التراجم يمكن تصنيفها بالنسبة إلى موقفها من ميلاد ركن الدين إلى ما يلي: أ- بعضها لم يتعرض لميلاده، لا بالتصريح ولا بالتلميح، وذلك هو القسم الأكبر. ب- بعضها تتعرض له بالتلميح دون التصريح؛ بأن تذكر تاريخ الوفاة ثم تذكر عمر ركن الدين حين الوفاة، فكأنها أعطتنا تاريخ الميلاد وإن لم تأت به صريحًا، مع العلم أن ثمة اختلافًا كبيرًا في ذلك بين هؤلاء المؤرخين. جـ- بعضها الآخر ورد به تصريح بتاريخ الميلاد، وذلك في القليل النارد. وإليك البيان مع اضطراب أقوال المؤرخين: أما القسم الأول الذي لم يتعرض لميلاده إطلاقًا، لا بالتصريح ولا بالتلميح، فمنهم: ابن تغري بردي، وحاجي خليفة، وإسماعيل البغدادي والعاملي، وعمر كحّالة. وأما القسم الثاني، ذلك الذي ذكر تاريخ الميلاد بالتلميح، فإليك بيان ما جاء فيه: 1- ذكر السبكي "ت 771هـ" في طبقات الشافعية الكبرى أن ركن الدين توفي سنة 715هـ عن سبعين سنة1. وتابعه في ذلك المقريزي "ت 845هـ" في كتابه السلوك2 ثم ابن حجر "ت 852هـ" في الدرر الكامنة3. فعلى هذا يكون ميلاد ركن الدين سنة 645هـ.   1 ينظر: 9/ 407. 2 ينظر: 2/ 158. 3 ينظر: 2/ 17. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 2- ذكر السيوطي "ت 911هـ" نقلًا عن صلاح الدين الصفدي "ت 764هـ" أن ركن الدين عاش بضعًا وسبعين سنة. وهذا يعني أنه ولد قبل سنة 645هـ. 3- وذكر العيني في عقد الجمان أن ركن الدين قد بلغ الثمانين, ويعني ما قاله العيني أن ركن الدين ولد سنة "635هـ". 4 ويضطرب ابن قاضي شهبة "851هـ"؛ حيث يذكر أنه توفي بالموصل في المحرم سنة "715هـ"، أو سنة 718هـ، عن نَيِّف وسبعين سنة، أو أنه جاوز الثمانين1، وعلى ما قاله ابن قاضي شهبة يكون ركن الدين قد ولد سنة 635هـ، على رأي، أو ما بين هذا التاريخ و645هـ على الرأي الآخر. 5- وقد اضطرب أيضًا ابن العماد الحنبلي "ت 1089هـ" في حديثه عن السنة التي توفي فيها ركن الدين، حيث إنه قد ترجم له تحت حوادث سنة 715هـ، ثم عاد فترجم له تحت أحداث سنة 718هـ، ولم يذكر شيئًا عن مولده ولا عن عمره الذي عاشه، غير أنه صرح بأنه قد شاخ2. وهذه الشيخوخة تبدأ بعد الثمانين إلى ما لا نهاية. وأما القسم الثالث فنراه يصرح بالسنة التي ولد فيها والسنة التي   1 ينظر: طبقات النحاة واللغويين. 2 ينظر: شذرات الذهب: 6/ 35. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 توفي فيها، وقد تفرد بهذا الزركلي في أعلامه؛ حيث يقول وهو بصدد ترجمته: "ابن شرف شاه "645-715هـ": حسن بن محمد بن شرف الحسيني الأستراباذي ركن الدين"1. والزركلي من المُحدثين، حيث توفي سنة 1390هـ، وأراه قد اختار الرأي القائل بأن ركن الدين توفي سنة 715هـ، عن سبعين سنة، ثم قام بعملية حسابية صغيرة، وهي طرح سبعين سنة من تاريخ الوفاة وهو "715هـ" فكان الحاصل أنه ولد سنة 645هـ. لكن، وقد اضطربت الروايات التاريخية هكذا، ما الذي نرجحه بالنسبة إلى السنة التي ولد فيها ركن الدين؟ موقفنا من الروايات السابقة: أبادر فأقول: إنني لا أتفق مع كل هذه الروايات، بل أطرحها جميعًا وأرجح أن ركن الدين ولد قبل أسبق رواية قيلت بشأن مولده "وهي رواية العيني التي نستخلص منها أنه ولد سنة 635هـ". أقول أرجح أنه ولد قبل هذا التاريخ بنحو من ربع قرن. فإن قيل من أين أتيت بهذا التحديد، وما السبيل إلى هذا الترجيح؟ قلنا: إن أسبق رواية قيلت بشأن مولده هي رواية "635هـ"، كما ذكرنا، ثم تعددت الروايات التي نستخلص من بعضها هذا التاريخ ومن بعضها الآخر "645هـ"، وبعضها يتأرجح بين التاريخين. فإذا كان الأمر كذلك ورجحنا واحدة من تلك الروايات التي تبدأ -عن   1 الأعلام: 2/ 215. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 طريق عملية حسابية- بسنة "635هـ" وتنتهى بسنة "645هـ" فماذا نقول إذا علمنا أن ياقوت الحموي المتوفى سنة 626هـ قد ترجم لركن الدين موضوع البحث، حيث جاء في معجم الأدباء "8/ 5" ما نصه: "الحسن بن أحمد الأستراباذي، أبو علي: النحوي، اللغوي, الأديب، حسنة طبرستان، وأوحد ذلك الزمان، وله من التصانيف: كتاب شرح الفصيح، وكتاب شرح الحماسة". فإن قيل: قد يكون المراد عند ياقوت شخصًا آخر غير الحسن بن أحمد الأستراباذي موضوع البحث؟ أقول: إنني وضعت هذا الاحتمال أمام عيني وذهبت لأستشير كل كتب التراجم، وأبحث عن علماء أستراباذ المتقدمين والمتأخرين، الشافعية والشيعة، ممن سبقوا عالمنا بقليل ولهم شرح الحماسة والفصيح، ولكنني بعد جهد جهيد زال ما في نفسي من شك وتأكدت من أن المراد عند ياقوت هو عالمنا المترجم له، وأن ركن الدين هذا قد شرح الفصيح والحماسة, وقد نصت كتب التراجم التي أتت بعد وفاته على أنه شرح هذين الكتابين من بين مؤلفاته، وقد نقل السيوطي "ت 911هـ" ترجمته عن ياقوت "ت 626هـ"، وجاء كحالة بعد ياقوت بما يقرب من ثمانية قرون لينقل ترجمة ركن الدين عن ياقوت أيضًا ويحيل إلى معجم الأدباء "8/ 5" من بين كتب التراجم التي أشار إليها. لذا أرى أن ركن الدين قد عاصره ياقوت "ت 626هـ" في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 شطر من حياته، وكان ركن الدين شابًا يافعا عرف عنه النبوغ المُبكر في عصره وطارت شهرته، وأنه قد شرح هذين الكتابين في وقت مبكر من حياته، ربما لا يكون قد بلغ العشرين من عمره آنذاك، وهما أول مصنفاته، وصل ذكره وذكر كتابيه إلى ياقوت فترجم له قبل وفاته، وكان ركن الدين لا يزال شابا في مقتبل العمر فأثار ذلك إعجاب ياقوت، وقال عنه: "حسنة طبرستان وأوحد ذلك الزمان". ثم توفي ياقوت سنة "626هـ" وكان ركن الدين لا يزال آنذاك حيا، بدليل أن ياقوت لم يذكر تاريخ وفاته ولا حتى مولده. وأرى كذلك أن أصحاب الروايات السابقة التي حددت تلميحًا سنة ميلاده لم يكونوا قد اطلعوا على ترجمة ياقوت له، وإلا كانوا قد رجحوا ما رجحناه. ويؤيد ما رجحناه أيضًا بشأن ميلاد ركن الدين وأنه كان من المعمرين ما قاله ابن العماد الحنبلي؛ حيث نص على أن ركن الدين "قد شاخ"1. ومرحلة الشيخوخة -كما نعلم- تبدأ من بعد الخمسين إلى ما لا نهاية2، وليس بغريب في أي زمن أن يعيش المرء "115" عامًا، أو "120" عامًا أو نحو ذلك، وعلى هذا يكون ركن الدين قد ولد سنة 600هـ، أو حول هذا التاريخ، وهذه   1 شذرات الذهب: 6/ 35. 2 ذكره صاحب اللسان، وأضاف: "وقيل: من الخمسين إلى الثمانين" اللسان "شيخ: 4/ 2373". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 نتيجة قد سلكنا في إثباتها سبيل الظن والترجيح، وذلك بعد معايشة تامة لكتب التراجم جميعها، وبعد جهد جهيد في تقصي أخبار ركن الدين والوقوف على ترجماته. ومما استرعى انتباهي أثناء تَجوالي وتَطوافي بين كتب الطبقات أنني وجدت السيوطي -رحمه الله- ينقل ترجمته لركن الدين عن ياقوت، ويصرح بذلك عقب الترجمة، بقوله: "قاله ياقوت"1، ثم في موضع آخر يذكر نقلًا عن صلاح الدين الصفدي أن ركن الدين عاش بضعا وسبعين سنة, ولم يقف أمام هذه المسألة ليحققها, ولم يلفت انتباهه أنه على ما نقله عن الصفدي يكون قد ولد بعد وفاة ياقوت, فكيف يترجم ياقوت لمن يأتي بعد وفاته؟ كان من المتوقع أن يحقق السيوطي هذه القضية غير أنه -كما عهدنا عنه رحمه الله- لا يكلف نفسه في كثير من الأحيان سوى عناء النقل فقط.   1 بغية الوعاة: 1/ 499. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 و موطنه : ونقصد بموطنه مسقط رأسه حيث ولد ونشأ وقضى طفولته وصباه حتى شب عن الطوق, وبدت عليه معالم النبوغ والتفوق. وكتب التراجم التي بين أيدينا والتي ترجمت لركن الدين لا تحدثنا عن المكان الذي ولد فيه، ولكنا نرجح أنه ولد في مدينة "أستراباذ" بفتح الهمزة وكسرها1؛ وذلك لإجماع المؤرخين على نسبته إليها. - أستراباذ: مدينة كبيرة مشهورة أخرجت الكثيرين من أهل العلم في كل فن، وهي مدينة في شمال فارس، من أعمال طبرستان في بلاد مازندران بين سارية وجرجان. وتقع بالقرب من الجانب الجنوبي الشرقي من بحر قزوين، وتبعد عن البحر من جهة الشرق ثلاثة وعشرين ميلًا، وهي على ارتفاع 380 قدمًا على سطح البحر على سفح جبال شاهقة الارتفاع مغطاة بالغابات الكثيفة، وهي فرع من جبال البرنس، وعلى حافته واد متسع تكثر المستنقعات في كثير من أرجائه، وتقل الزراعة فيه على الرغم من خصوبته، وينتهى بصحراء التركمان الرملية "قُرَه قُمْ". ويفسر البعض معنى "أستراباذ" بمدينة النجوم؛ إذ "أستروستاره" بمعنى "نجم" في الفارسية. والبعض الآخر يفسر معناها بمدينة أو مكان البغال "أستروستر" بالفارسية: البغل؛ إذ يقال إنه لم يسكنها في أول عهدها سوى أصحاب البغال والحمير2.   1 وهذا الضبط لابن الأثير في اللباب: 1/ 51. أما ياقوت فيذكر في معجم البلدان 1/ 174 أنها بفتح الهمزة. 2 ينظر: اللباب: 1"/ 51"، ومعجم البلدان: "1/ 174-175"، ودائرة المعارف الإسلامية: "2/ 87-88". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 ونقل ياقوت عن ابن البناء أن "أستراباذ" كَورة بنسا من نواحي خراسان1. وقيل: أستراباذ كَورة بالسواد يقال لها كَرخ مَيْسان2. وقد يطلق عليها: أستراد، وستراباذ3. واستاراباذ4. إلا أن الأشهر والأكثر "أستراباذ"5.   1 ينظر: معجم البلدان: "1/ 175". 2 ينظر: المصدر السابق. 3 ينظر: دائرة المعارف الإسلامية "2/ 87". 4 ينظر: اللباب "1/ 51". 5 ومن مشاهير أهلها: أبو نُعيم الأستراباذي "ت 320هـ" "ينظر ترجمته في: طبقات الشافعية الكبرى: 3/ 335-336 والنجوم الزاهرة: 3/ 251". وأبو أحمد عمرو بن أحمد بن محمد بن الحسن الأستراباذي "ت 362هـ" "ترجمته في المصدر السابق: "3/ 468-469". ورضي الدين الأستراباذي "ت 362هـ" "ترجمته في المصدر السابق: 3/ 468-469". ورضي الدين الأستراباذي "ت 686هـ" "ترجمته في أعيان الشيعة: 44/ 12-16". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 ز- نشأته وحياته العلمية : إن الفترة الأولى من فترات حياة ركن الدين يكتنفها غموض تام، بل هي مجهولة تمامًا, إذ إن كتب التراجم لم تذكر شيئًا عن مولده أو نشأته الأولى، أو حياته حتى سنة "667هـ" وهي السنة التي رحل فيها إلى مراغة بأذربيجان، ويبدو أنه بدأ حياته بدراسة القرآن الكريم وعلوم اللغة العربية بأستراباذ وبعد أن حَصَّل كل ما يمكن تحصيله في موطنه، تاقت نفسه إلى المزيد من العلم فرحل إلى مراغة سنة 667هـ، حيث كانت مراغة آنذاك مركزًا هاما من مراكز العلم والثقافة خاصة بعد سقوط بغداد. وفي مراغة التقى بالعلامة نصير الدين الطوسي وعمل تحت لوائه وتتلمذ عليه وصار من أكبر تلاميذه حتى عينه الطوسي معيدًا في حلقته، وذلك بعد أن حصل منه علومًا كثيرة1 يقول ابن رافع في "ذيل تاريخ بغداد": "قدم مراغة، واشتغل على مولانا نصير الدين وكان يتوقد ذكاء وفطنة، وكان المولى قطب الدين حينئذ في ممالك الروم، فقدمه النصير، وسار رئيس الأصحاب بمراغة، وكان يجيد دروس الحكمة"2. وقد كان نصير الدين الطوسي هذا من أبرز علماء المسلمين في عصره في بلاد خوارزم شاه، وطارت شهرته في الآفاق، وكانت شهرته في جميع العلوم، وخاصة في الهيئة والفلك والنجوم والأرصاد، وكانت شهرته في علم النجوم والرصد قد بلغت مسامع   1 ينظر: النجوم الزاهرة: 9/ 231. 2 نقلًا عن بغية الوعاة: 1/ 521. وقد اعتمدنا على النقل لعدم تمكننا من الحصول على كتاب ذيل تاريخ بغداد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 هولاكو، فأراد أن يكون هذا العالم الجليل ضمن حاشيته، ليستعين به وبخبرته في النجوم، فاحتل مكانة مرموقة عنده، وحيث إنه برع في العلم الذي يهتم به سلاطين المغول، وهو علم الرصد والنجوم، فكان هولاكو يطيعه ويضع الأموال الطائلة تحت تصرفه، فاستغل الطوسي ذلك وأرسل إلى علماء المشرق والمغرب يدعوهم إلى مراغة وابتنى لهم فيها مرصدًا كبيرًا، ومكتبة ضخمة بلغت محتوياتها زهاء "400.000" مجلد من المخطوطات معظمها من المنهوبات من خزائن بغداد والشام والجزيرة العربية. وكان ركن الدين واحدًا ممن لبوا دعوة الطوسي للتلمذة عليه، والعمل تحت لوائه في الميدان العلمي. وكان ركن الدين مبجلًا عند التتار وجيهًا متواضعًا، يقال إنه كان يقوم لكل واحد حتى للسقاء، وتخرج به جماعة من الأفاضل1، 2.   1 ينظر: الدرر الكامنة: 2/ 16. 2 لم تحدثنا المصادر التي بين أيدينا والتي ترجمت لركن الدين عن أفراد أسرته ووجوده بينهم، ويبدو أن أسرته لم تكن من ذوي الجاه والسلطان، ولا من ذوي المكانة العلمية أو الاجتماعية المرموقة حتى تتناقل أخبارها كتب التراجم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 ح- رحلاته : 1- رحيله إلى بغداد: رحل ركن الدين مع أستاذه الطوسي إلى بغداد، وذلك في عام 672هـ، فلما مات الطوسي في هذه السنة رحل ركن الدين إلى الموصل1. 2- رحيله إلى الموصل: ترك ركن الدين بغداد متوجهًا إلى الموصل وذلك لما مات أستاذه وفي الموصل احتل مكانة علمية مرموقة وصار عالم المَوْصل المتفرد2 ودرس للشافعية3 وولي التدريس بالمدرسة النورية، وبالموصل صنف غالب مؤلفاته4 يقول السيوطي: "ولما توجه النصير إلى بغداد سنة 672هـ لازمه فلما مات النصير في هذه السنة صعد إلى الموصل واستوطنها ودرس بالمدرسة النورية بها وفوض إليه النظر في أوقافها"5.   1 ينظر: بغية الوعاة: 1/ 522. 2 ينظر: الدرر الكامنة: 2/ 16، وهدية العارفين: 1/ 283. 3 ينظر: السلوك: 2/ 158. 4 ينظر: النجوم الزاهرة: 9/ 231. 5 بغية الوعاة: 1/ 522. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 ط- أخلاقه وصفاته : كان ركن الدين وجيهًا حليمًا متواضعًا، يقال إنه كان من شدة تواضعه يقوم لكل واحد حتى للسقاء2. ويقول السبكي في طبقات الشافعية الكبرى1: "وكان جليل القدر معظمًا عند ملوك الزمان حسن السمت والطالع, حكي أنه كان مدرسًا بماردين بمدرسة هناك تسمى مدرسة الشهيد، فدخلت عليه امرأة يومًا، فسألته عن أشياء مُشْكِلة في الحيض، فعجز عن الجواب، فقالت له المرأة: أنت عَذَبَتُكَ3 واصلة إلى وَسَطِكَ وتعجز عن جواب امرأة؟ فقال لها: يا خالة لو علمت كل مسألة أُسأل عنها لوصلت عذبتي إلى قرن الثور".   1 ينظر: الدرر الكامنة: 2/ 16، والشذرات: 6/ 35. 2 9/ 407. 3 عذبة كل شيء: أعلاه أو طرفه. ينظر: القاموس المُحيط/ عذب/ 1: 101. ويقصد بها ههنا: خرقة اللواء؛ أي: العمامة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 ى- مكانته العلمية وثقافته : كان ركن الدين -رحمه الله- نحويا، صرفيا، لغويا، أديبا، فقيهًا. يضاف إلى ذلك أنه كان عالمًا في المنطق والطب وعلم الكلام، وله تصانيف مفيدة في كل هذه المجالات، سوف نتحدث عنها في موضعها من هذا المبحث, إن شاء الله تعالى. وهذا يعني أنه كان على جانب عظيم من الثقافة والاطلاع. قال صاحب أعيان الشيعة: "كان تلميذ المحقق الطوسي الخواجة نصير الدين، ومن أخص أصحابه ومثله في التحقيق وكان علامة في العلوم العقلية والنقلية"1.   1 أعيان الشيعة: 23/ 145. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 وقال كحّالة في معجم المؤلفين1: "عالم مشارك في النحو والتصريف والفقه والمنطق والطب والكلام والأصول". وسوف تبرز مكانته العلمية بصورة أوضح من خلال ما سوف نعرضه من آراء للعلماء فيه، وذلك في موضعه من بحثنا هذا إن شاء الله تعالى. فإن قيل: من أين استمد ركن الدين ثقافته؟ قلنا: إنه اشتغل على النصير الطوسي وحصل منه علومًا كثيرة، لدرجة أنه صار معيدًا في درس أصحابه. يضاف إلى هذا أنه قد شغف بمصنفات ابن الحاجب -رحمه الله- وعلى وجه خاص بالكافية وشرحها، وبالشافية، ومختصر ابن الحاجب في علم الأصول وهو المعروف باسم: "مختصر منتهى الوصول والأمل في علمي الأصول والجدل". ومؤلفات ابن الحاجب هذه قد طارت شهرتها وعمّت الآفاق في كل الأوقات وخاصة في عصر ركن الدين الذي هو عصر ابن الحاجب "ت 646هـ"، فتبناها ركن الدين، وتتلمذ عليها، وصار تلميذًا لابن الحاجب بواسطة مؤلفاته هذه.   1 3/ 196. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 ك- مذهب ركن الدين الفقهي: وعده واحدًا من أكابر علماء الشافعية، وتابعه في هذا المقريزي "ت 845هـ"، ونص في كتابه السلوك على أنه كان مدرسًا للشافعية. وتابعهما في ذلك إسماعيل البغدادي في كتابه هدية العارفين. يضاف إلى ذلك أنه شرح واحدًا من أهم كتب الشافعية، وهو كتاب الحاوي الصغير في فقه الشافعية للقزويني "ت 665هـ"1. وأيضًا نجده يستشهد بكلام الإمام الشافعي؛ حيث أورد له شاهدًا في الوافية2 بعد أن استشهد به في البسيط3، وهو قول الشافعي رحمه الله: ولولا الشعر بالعلماء يزري ... لكنت اليوم أشعر من لبيد4 - صلة ركن الدين بالمذهب المالكي: اتصل ركن الدين بالمذهب المالكي عن طريق الإمام ابن الحاجب "ت 646هـ" حيث إن المعروف عن ابن الحاجب أنه اشتغل بالفقه على مذهب الإمام مالك -رضي الله عنه-5 وفيه صنف غالب مؤلفاته, ومن بينها كتابه منتهى الوصول والأمل في علمي الأصول والجدل ومختصره؛ وهما كتابان في أصول الفقه المالكي. وقد تناول ركن الدين هذا المختصر الأصولي بالشرح،   1 ينظر: الأعلام: 2/ 223. 2 ص72. 3 1/ 136. 4 ديوان الإمام الشافعي ص73. 5 ينظر: وفيات الأعيان: 3/ 248. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 وسمي شرحه: حل العقد والعقل في شرح مختصر منتهى الوصول والأمل. ومن هنا جاء اتصال عالمنا ركن الدين بمذهب الإمام مالك رحمه الله. - اتصاله بالشيعة: إن أحدًا لم يذكر إن ركن الدين الأستراباذي كان متشيعًا؛ بل كان الرجل سلفيا من أهل السنة يتبع مذهب الإمام الشافعي كما ذكرنا. إذن فمن أين جاء اتصاله بالشيعة؟ أقول: إنه اتصل بالشيعة من الطرق التالية: أ- تلمذته على نصير الدين الطوسي "ت 672هـ"، وكان النصير الطوسي شيعيا تحدد مذهبه السياسي بتميزه الشديد للاثنى عشرية، مما بوأه مقعد الزعامة للشيعة الإيرانية بفضل مواهبه وتفننه في علوم شتى1. ب- ألف كتابًا أسماه "نهج الشيعة" ألفه باسم السلطان إدريس بهادرخان2، وواضح أنه ألفه لكسب رضا هذا السلطان الشيعي. جـ- محاولة علماء الشيعة جاهدين أن يستخلصوه لأنفسهم، فيجعلوه من أعيان الشيعة، ويترجم له العاملي في كتابه أعيان الشيعة3. ولعل الذي دفع العاملي ليترجم لركن الدين في أعيان الشيعة أنه   1 ينظر: أعيان الشيعة: 46/ 4-19. 2 ينظر: المصدر السابق: 23/ 145. 3 في: 23/ 70، 145, 146. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 عرف من أخباره أنه كان تلميذ الخواجه الطوسي المفضل ومن أخص أصحابه، ومثله في التحقيق على حد تعبيره1. يضاف إلى ذلك ما عرف عن أسرته؛ حيث كان جده الأدنى علي بن الحسن شرف الدين شاه، من علماء الشيعة، ذكر ذلك صاحب الذريعة إلى تصانيف الشيعة2. وكذلك ما عرف عن ركن الدين من أنه كان فارسي الأصل. وبلاد فارس كانت مرتعًا للشيعة بوجه عام، وإن كانت مدينة "قُم" مركزًا للعصبية الشيعية منذ زمن بعيد3، وهي في بلاد فارس تضاهي الكوفة في العراق4. خلاصة القول في عقيدته وهواه: بعد ما ذكرناه حول عقيدته ومذهبه الفقهي والأدلة التي ذكرناها تأييدًا لما ذهبنا إليه يمكننا القول بأن ركن الدين كان مسلمًا متدينًا ورعا تقيا سلفيا يتبع مذهب أهل السنة على مذهب الإمام الشافعي،   1 المصدر السابق. 2 هو الشيخ أغا بزرك الطهراني. استغرق ستة وعشرين عامًا في تأليف كتاب الذريعة إلى تصانيف الشيعة من سنة 1329هـ إلى سنة 1355هـ. ينظر الكلمة التي كتبها الأوربادي عن حياة المؤلف في مقدمة الكتاب. 3 ينظر: تاريخ الحضارة الإسلامية للمستشرق الروسي "ف. بارتولد" ترجمة حمزة طاهر ص63 الطبعة الثانية. 4 ينظر: الفهرست لابن النديم ص98/ ط. الرحمانية، وينظر كذلك: الفن ومذاهبه في الشعر، د. شوقي ضيف، ص203. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 وليس شيعيا بالرغم من صلته بالمتشيعين. ويؤيد ذلك أننا نراه يستشهد بالحديث النبوي الشريف على القواعد النحوية وأيضًا بكلام الصحابة مثل: عمر بن الخطاب وابن الزبير -رضي الله عنهما- وأيضًا يستشهد بكلام لابن عباس -رضي الله عنه- كما سنوضح في الفصل الخاص بالشواهد النحوية، ولم نره يستشهد بكلام للإمام علي -رضي الله عنه- بعكس عالم آخر هو الرضي الأستراباذي الذي عاصره وظهرت نزعته الشيعية بصورة كبيرة من خلال ما استشهد به في مواطن كثيرة من كلام الإمام علي كرم الله وجه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 ل- شيوخ ركن الدين وتلاميذه : أولًا: شيوخه: لم تذكر لنا كتب التراجم التي ترجمت لركن الدين من شيوخه سوى العلامة نصير الدين الطوسي وسيف الدين الآمدي، وكذلك لم يشر ركن الدين في مؤلفاته التي وصلت إلينا إلى واحد من شيوخه الآخرين. ولكنني أرجح أنه تتلمذ أيضًا على الإمام ابن الحاجب. فإن قيل: ما السبيل إلى هذا الترجيح. قلنا: إننا لو تأملنا ميلاد كل من الطوسي وابن الحاجب وركن الدين، وكذلك تاريخ وفاته م، لوجدنا أنهم تعاصروا؛ فالطوسي ولد سنة 597هـ، وتوفي سنة 672هـ، وابن الحاجب ولد سنة 571هـ، وتوفي سنة 646هـ، وركن الدين رجحنا أنه ولد حول سنة 600هـ تقريبًا؛ حيث ترجم له ياقوت المتوفى سنة 626هـ، وتوفي سنة 715هـ، وكان من المعمرين، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 وقد شاخ على حد عبارة ابن العماد الحنبلي. وقد تعرف الطوسي على كافية ابن الحاجب وشرحها، ومن هذا الشرح نسخة في الأسكوريال ثان رقمها "191"1. وأيضًا تعرف ركن الدين على الكافية وشرحها ثلاثة شروح، وشرح الشافية شرحًا واحدًا، وشرح مختصر المنتهى الأصولي له أيضًا. أقول: فكيف عثر الطوسي وركن الدين على مؤلفات معاصرهم ابن الحاجب في زمن يصعب فيه نشر الكتب وتداولها وطباعتها إلا أن يكونوا قد تقابلوا وتدارسوا هذه الكتب؟. وعلى كل فهذا مجرد ظن وترجيح وإن لم يكن ركن الدين قد تتلمذ مباشرة على ابن الحاجب فقد تتلمذ عليه بطريق غير مباشرة، أعني: تتلمذ على كتبه التي تبناها وجمعها وقرأها وأفاد منها ودرسها وشرحها، وهذا مما لا شك فيه. ويؤكد اهتمامه بجمع كتب ابن الحاجب وبخاصة نسخ الكافية وشرح المصنف لها ما قاله في الوافية2 حيث قال ما نصه: "اعلم أني وجدت نسخة قرئت على المصنف وعليها خطه كان "على الأفصح" بعد قوله: "والآخر الهمزة". وكان فيها بدل قوله: "ومن ثم لم يجز": "ومن ثم ضعف"، وهو قريب من الأول، لكن شرح المصنف يوافق ما ذكرناه أولًا. وعلى كل فسوف نعده واحدًا من شيوخه الذين تتلمذ على كتبهم إن لم تكن تلمذة مباشرة، وفي سطور موجزة نقدم ترجمة مختصرة   1 تاريخ الأدب العربي: 5/ 310. 2 ص320. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 للطوسي ولابن الحاجب، ولنبدأ بالطوسي؛ حيث لا شك في أنه تتلمذ عليه مباشرة: 1- نصير الدين الطوسي: هو أبو جعفر محمد بن محمد بن الحسن أشهر علماء القرن السابع الهجري، فيلسوف، فلكي، إذ كان رأسًا في العلوم العقلية وعلامة بالأرصاد والمجسطي والرياضيات. وهو إخباري متعدد الجوانب، وهو سياسي شيعي. ولد بطوس في الحادي عشر من جمادى الأولى 597هـ/ الثامن عشر من فبراير سنة 1201م. ودرس علوم اللغة من نحو وصرف وأدب بعد دراسته للقرآن الكريم، وتوفي ببغداد في الثامن عشر من ذي الحجة سنة 672هـ/ السادس والعشرين من شهر يولية سنة 1274م. وكانت منزلته عالية عند هولاكو، فكان هولاكو يطيعه فيما يشير به عليه، حتى بنى له مرصدًا عظيمًا في مراغة، واتخذ خزانة ملأها بالكتب التي نهبت من بغداد والشام وشبه الجزيرة العربية، اجتمع فيها من الكتب نحو أربعمائة ألف مجلد وقرر منجمين لرصد الكواكب وجعل أوقافًا تقوم بمعاشهم، وكان هولاكو يمده بالأموال. وصحبه في غزو بغداد. وقيل إن الطوسي هذا هو الذي أشار على هولاكو بقتل الخليفة العباسي المستعصم بالله، بعد دخول بغداد، وساعده الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 في ذلك الوزير ابن العلقمي1. وقد تحدد مذهبه السياسي بتحيزه الشديد للاثنى عشرية مما بوأه مقعد الزعامة للشيعة الإيرانية بفضل مواهبه وتفننه في علوم شتى2. وللطوسي مصنفات كثيرة جدا في كل فروع المعرفة جاوزت المائة بين كتاب ورسالة ومقالة، في مختلف المواضيع، وباللغتين العربية والفارسية، حيث صنف في الحكمة والفلسفة والهيئة والنجوم والرياضيات والطبيعيات والعلوم الدينية وعلوم العربية وغيرها. ومن مؤلفاته التي لا تحصى: شرح كافية ابن الحاجب3، وشكل القطاع، وتجريد العقائد، وتلخيص المحصل، ورسالة في الموسيقي شرحها، وغير ذلك4. 2- السيف الآمدي: هو: علي بن علي بن محمد بن سالم التغلبي، الإمام أبو الحسن سيف الدين الآمدي المشهور صاحب التصانيف الكثيرة. ولد بـ"آمد" سنة 511هـ وتوفي بها سنة 636هـ. وقد نص السيوطي5.   1 ينظر: البداية والنهاية، لابن كثير: 13/ 201. 2 ينظر: ترجمته في: الأعلام: 7/ 257, 258، وأعيان الشيعة: 46/ 4-19، ومعجم المؤلفين: 11/ 307، ودائرة المعارف الإسلامية: 15/ 378-382. 3 ينظر: تاريخ الأدب العربي: 5/ 310. وينظر مؤلفاته في هذا المصدر في: 1/ 508. 4 في فوات الوفيات، لابن شاكر الكتبي، فصل عن نصير الدين الطوسي ومصنفاته؛ ينظر: 3/ 246-252. 5 في بغية الوعاة: 1/ 522. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 على أن ركن الدين قد أخذ عنه. وللرجل مصنفات مفيدة منها: الباهر في علم الأوائل والأواخر، وأبكار الأفلاك في أصول الفقه، والحقائق في علوم الأواخر، وإحكام الأحكام في أصول الفقه، وغير ذلك1. 3- ابن الحاجب: هو أبو عمرو، عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس، جمال الدين الدوني2 الكردي الأصل، المشهور بابن الحاجب، وقد اشتهر بذلك؛ لأن أباه كان حاجبًا للأمير عز الدين موسك الصلاحي. ولد بإسنا بصعيد مصر سنة 570هـ، ونشأ بالقاهرة ثم هاجر إلى دمشق، ومات بالأسكندرية سنة 646هـ، وله مؤلفات كثيرة جدا وعظيمة في مختلف المجالات، تدل على غزارة علمه ودقه فهمه، من بينها المقدمة الكافية في النحو، والشافية في الصرف، وشرحمها والإيضاح في شرح المفصل للزمخشري، ومنتهى الوصول والأمل في علمي الأصول والجدل، ومختصره المعروف بمختصر المنتهى الأصولي، وغير ذلك مما يضيق المقام عن حصره3.   1 ينظر في ترجمته: لسان الميزان: 3/ 134, 135، ومفتاح السعادة: 2/ 179، والأعلام: 5/ 53. 2 قال ابن فرحون في الديباج المذهب: 2/ 89: "ودونه موضع الأكراد ببلاد المشرق". 3 ينظر ترجمة ابن الحاجب في: - وفيات الأعيان، لابن خلكان "ت 581هـ": 3/ 248. تحقيق إحسان عباس "دار الثقافة العربية". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 ثانيًا: تلاميذه لم تذكر لنا كتب التراجم من تلاميذ ركن الدين سوى تاج الدين الأردبيلي، وإن كنت أرى أنه تتلمذ على يديه كثير من أهل العلم والفضل، بدليل قول ابن حجر وهو بصدد ترجمته: "وتخرج به جماعة من الفضلاء"1. تاج الدين الأردبيلي: هو تاج الدين، أبو الحسن، علي بن عبد الله أبي الحسن2 ابن أبي بكر، الأردبيلي، التبريزي، الشافعي، عالم جامع لأنواع العلوم؛ النحو الفقه، التفسير، الحديث، الأصول، الحساب، الهندسة، الكلام، الطب.   - الطالع السعيد، للإدفوي "ت 648هـ"، ص 356، تحقيق سعد محمد حسن, الدار المصرية للتأليف/ سنة 1966م. - البداية والنهاية، لابن كثير "ت 774هـ"، 13/ 176. - الديباج المذهب، لابن فرحون "ت799هـ": 2/ 86. تحقيق الأحمدي أبو النور/ دار التراث بالقاهرة. - مفتاح السعادة، طاش كبري زادة "ت 968هـ" 1/ 139. دار الكتب الحديثة بالقاهرة. - شذرات الذهب، لابن العماد "ت 1089هـ": 5/ 234. - روضات الجنات, للخوانساري "ت 1311هـ": تحقيق أسد الله إسماعيل/ قم سنة 1392هـ. - تاريخ الأدب العربي، بروكلمان: 5/ 308-343. - ابن الحاجب النحوي: آثاره ومذاهبه، طارق عبدعون الجنابي دار التربية ببغداد. 1 الدرر الكامنة: 2/ 16. 2 وفي الأعلام: "5/ 121": "أبو الحسن". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 ولد في أردبيل بآذربيجان سنة 677هـ1، وسكن تبريز، ورحل إلى بغداد فمكة حاجا، فمصر، وتوفي بالقاهرة في رمضان سنة 746هـ، أخذ النحو والفقه عن عالمنا ركن الدين الأستراباذي2، وقرأ عليه شرحه للكافية، وله شيوخ في مختلف العلوم والفنون. وله مؤلفات كثيرة منها: حاشية على شرح الحاوي الصغير للقزويني في الفقة الشافعي. ومبسوط الأحكام، ومختصر علوم الحديث لابن الصلاح والتذكرة في الحساب. وغير ذلك كثير3.   1 وفي الشذرات: 6/ 148: "ولد سنة 667هـ". 2 وتاج الدين الأردبيلي المترجم له: شيخ العلامة ابن هشام الأنصاري "708هـ-761هـ" تعلم النحو والفقه على ركن الدين الأستراباذي، وعلمه لتلميذه ابن هشام، وعلى هذا يكون ابن هشام تلميذًا غير مباشرًا لركن الدين الأستراباذي موضوع البحث. 3 ينظر ترجمته في: الدرر الكامنة: 3/ 72-74، والأعلام: 5/ 121، وهدية العارفين: 1/ 7719، ومعجم المؤلفين: 7/ 134. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 م- وفاته : اختلف المؤرخون حول السنة التي توفي فيها عالمنا ركن الدين وكذلك حول الشهر الذي توفي فيه، والأكثرون على أنه توفي سنة 715هـ، وهذا ما ذكره السبكي "ت 771هـ" في طبقات الشافعية الكبرى1 والمقريزي "ت 845هـ" في السلوك2 وابن حجر "ت 852هـ" في الدرر الكامنة3، وتابعهم في   1 في: 9/ 407-408. 2 2/ 158. 3 2/ 17. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 التصريح بهذا التاريخ إسماعيل البغدادي "ت 1339هـ" في هدية العارفين1. وهناك من عين الشهر الذي توفي فيه في هذه السنة "715هـ"؛ حيث ذكر ابن تغري بردي أنه توفي في صفر سنة 715هـ2، وهو عين ما أثبته العيني في عقد الجمان. وذكر ابن رافع في ذيل تاريخ بغداد أنه توفي في الرابع عشر من صفر سنة 715هـ. وقد اضطرب المتأخرون في تحديد السنة التي توفي فيها؛ حيث ترجم له ابن العماد مرة تحت وفيات "715هـ" وأخرى تحت وفيات "718هـ". وذكر حاجي خليفة أنه توفي سنة "715هـ"3. وهذا ما نص عليه عمر كحّالة في معجم المؤلفين4. ونحن نرجح أنه توفي سنة 715هـ. وهو الرأي الذي عليه الأكثرون من المتقدمين الذين هم أقرب زمنًا إليه، وكانت وفاته في مدينة الموصل في الرابع عشر من شهر صفر عند مشهد الكف وكانت جنازته مشهودة، رحمه الله رحمة واسعة5.   1 1/ 283. 2 ينظر: النجوم الزاهرة: 9/ 231. 3 ينظر: كشف الظنون، ص 1273، 1648. 4 في: 3/ 196. 5 ينظر ترجمة ركن الدين في: معجم الأدباء: 8/ 5، تتمة المختصر بأخبار البشر: 2/ 263، طبقات الشافعية الكبرى: 9/ 407, 408، السلوم في معرفة دولة الملوك: 2/ 158، طبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة: 6/ 86، والدرر الكامنة: 2/ 16, 17، النجوم الزاهرة: 9/ 231، وبغية الوعاة: 2/ 218، كشف الظنون: ص1273، 1648، شذرات الذهب: 6/ 35، والأعلام: 2/ 223، هدية العارفين: 1/ 283، أعيان الشيعة: 23/ 70، 145، معجم المؤلفين: 3/ 196، 197. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 ن- آراء العلماء فيه : عرف القدماء مكانة ركن الدين، وكذلك المحدثون، فكان له من الثناء والتقدير والإعجاب من هؤلاء وأولئك، ما رأيناه يتفق في جملته مع شخصيته وعبقريته، وسنورد بعض ما قيل فيه، وفاء بحقه ومشاركة في التقدير والإعجاب من جهة، واستيفاء للبحث من جهة أخرى، مع الوقوف عند بعض النصوص ومناقشتها كلما دعا الأمر إلى ذلك ثم التعقيب عليها في النهاية لإبداء رأينا الخاص في مثل هذه الآراء مدحًا أو قدحًا. والآن أكتفي بهذه العجالة، وأدلف إلى ما نحن بصدده من البيان: فهذا ياقوت الحموي "ت 626هـ"، ذلك الذي عاصره، يصفه بقوله: "النحوي، اللغوي، الأديب، حسنة طبرستان، وأوحد ذلك الزمان"1. ويقول السبكي "ت 771هـ": "وكان جليل القدر، معظما عند ملوك الزمان، حسن السمت والطالع"2. وقال المقريزي "ت 845هـ" في السلوك3: "عالم بالموصل   1 معجم الأدباء: 8/ 5. 2 طبقات الشافعية الكبرى: 9/ 407. 3 2/ 158. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 ومدرس الشافعية ... وتقدم عند التتار، وتوفرت حرمته، وبرع في علوم المعقولات وكان يجيد الفقه وغيره". وقال ابن حجر "ت 852هـ": "كان من كبار تلامذة النصير الطوسي وكان مبجلًا عند التتار، وتخرج به جماعة من الفضلاء"1. وقال ابن تَغْري بَرْدي "ت 874هـ": "الشيخ الإمام العلامة السيد ركن الدين: كان إمامًا مصنفًا عالمًا بالمعقول"2. ويقول إسماعيل بن علي الذي شرح أبيات شواهد الوافية، وسماه "كشف الوافية في شرح الكافية": "وكان كتاب الوافية، للسيد العلامة، قدوة العلماء والمتبحرين، زبدة المتقدمين والمتأخرين ركن الملة والدين -أسكنه الله تعالى بحابيح جناته- دستورًا في هذا الفن؛ إذ به يعرف أكثر مسائله، ومشهورًا؛ إذ كل واحد يستضيء بنور معالمه مع ما للطلبة من الحرص عليه وقراءته والشغف بدراسته"3. وبصفه ابن العماد الحنبلي "ت 1089هـ" بأنه كان "علامة متكلمًا، نحويا"4. ويقول العاملي: "كان تلميذ المحقق الخواجة نصير الدين، ومن أخص أصحابه، ومثله في التحقيق. وكان علامة في العلوم العقلية والنقلية"5.   1 الدرر الكامنة: 2/ 16. 2 النجوم الزاهرة: 9/ 231. 3 مقدمة كشف الوافية في شرح الكافية. 4 شذرات الذهب: 6/ 35. 5 أعيان الشيعة: 23/ 145. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 وجدير بركن الدين أن يكون موضع تقدير الجميع؛ فهو من عرفت علمًا وخلقًا وتدينًا، وتواضعًا، ولعل ياقوت الحموي "ت 626هـ" قد اكتشف مواهبه المبكرة واتصل به عن قرب وعرف عنه من العلم والفضل أكثر مما عرفناه بكثير، فأطلق عليه عبارته المشهورة التي حفظها التاريخ الطويل وسوف يحفظها للأجيال اللاحقة إن شاء الله، وهي عبارته التي يصف فيها ركن الدين بقوله: "النحوي، اللغوي، الأديب، حسنة طبرستان، وأوحد ذلك الزمان". وقد أعجب العلماء بنحو ركن الدين، لدرجة أننا نرى بعضهم من شدة إعجابه بما كتبه ركن الدين تشحذ قريحته، فينشد شعرًا يصرح فيه بأنه من أراد نحوًا مهذبًا فعليه بكتاب المتوسط، لركن الدين، ويصرح ثانية بأن من يريد نحو الأعالي فعليه بمقال ركن الدين في المتوسط, استمع إليه وهو يقول عن كتاب المتوسط: يا من يهذب منطقا بالنحو خذ ... بالحاجبية وامش في المتوسط إن النتيجة لا يفوز بصدقها ... من لم يفز يوما بخير أوسط لا تطلب الأعلى فإن مناله ... صعب ولا ترض المذل فتسقط فالخير في وسط الأمور وإنني ... شاهدت كل النفع في المتوسط يا قاصدا نحو الأعالى جاهدًا ... في النحو خذ منه بوجه أحوط بالحاجبية خذ وثق في حلها ... بمقال ركن الدين في المتوسط هذا إلى أنني لست أزعم أن صاحبي ركن الدين مبرأ من كل عيب، فما هو بمعصوم ولقد أخذت عليه أنه كان -مع دقته الشديدة- الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 غير دقيق في مسألتين اثنتين: إحداهما1: تتعلق بنسبة رأي إلى صاحبه، حيث ذكر أن عيسى بن عمر، وأبا العباس المبرد، كانا يريان أن المؤنث إذا سمي باسم مذكر، على ثلاثة أحرف ساكن الوسط، مثل زيد ونحوه، يمنع الصرف فقط. ولكني رأيت أنهما يجوزان الأمرين في هذه المسألة، مع ترجيح الصرف. والثانية2 تتعلق بنسبة قراءة إلى صاحبها، وهي قراءة قوله تعالى: "يُسَبَّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِِ، رِجَالٌ"3. ببناء "يُسَبَّحُ" للمفعول، فقد نسب هذه القراءة لعاصم وابن عامر. والحق أنها قراءة ابن عامر وأبي بكر، أما قراءة حفص التي رواها عن عاصم فهي {يُسَبِّحُ} بالبناء للفاعل. وسوف نتحدث عن هذين المأخذين في موضعهما من البحث إن شاء الله تعالى4. وعلى كل فمأخذ في كتاب البسيط على ضخامته، ومأخذ آخر في كتاب الوافية لا يقللان بحال من الأحوال من شأن عالمنا الكبير. فلست إذن بالغاوي ولا المتعصب، ولكنها بموضوعية شديدة الصورة التي انطبعت في نفسي وذهني، بعد دراسة الرجل دراسة فاحصة واعية   1 في البسيط: 1/ 150. 2 في الوافية: ص49. 3 سورة النور: من الآيتين: "36، 37". 4 ينظر: ص من الكتاب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 فيما أحسب. وفي نهاية المطاف أعود فأقول: رحم الله أبا علي، لقد كان شخصية قوية في جبين التاريخ أحبها الجميع فأثنوا عليه ثناء حارا مستفيضًا، وأعترف أني مستريح الآن، بعد أن كشفت النقاب عن شخصية كهذه عرفها القدماء فاعترفوا بفضلها، ولم يكن المحدثون يعرفونها فبعضهم ظنه الرضي، وبعضهم لم يظنه شيئًا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 - المبحث الثاني: آثاره "الموجود منها والمفقود" حفظ التاريخ لركن الدين أسماء بعض آثاره، فذكر له ياقوت في معجم الأدباء اثنين من المؤلفات1 وارتفع بها السبكي إلى سبعة2، وذكر المقريزي من تلك السبعة ستة فقط3، وذكر ابن حجر سبعة من هذه المؤلفات4، وأما ابن تغري بردي فقد ذكر ثمانية مؤلفات، وأردف ذلك بعبارة: "وعدة تصانيف أخر ذكرناها في غير هذا الكتاب"5. وأما صاحب أعيان الشيعة فقد بلغ بها ستة عشر مصنفًا6. ومما لاحظته أن العديد من كتب التراجم كانت تردف ما تقوله بشأن هذه المؤلفات بالعبارة التقليدية التي درج عليها المترجمون حينما يقولون "وغير ذلك" فليتهم ذكروا كل ما وقفوا عليه وأراحوا من جاء بعدهم من عناء كثير. وقد رأيت أن أتتبع آثاره في كل ما وقع تحت يدي من كتب التراجم وغيرها فوجدتها بلغت العشرين، بالرغم من أن معظم المراجع التاريخية -عدا ما ذكرناه- لا يكاد يشير إلا إلى النزر   1 ينظر: 8/ 5. 2 ينظر: طبقات الشافعية الكبرى: 9/ 407. 3 ينظر: السلوك: 2/ 158. 4 ينظر: الدرر الكامنة: 2/ 16, 17. 5 النجوم الزاهرة: 9/ 231. 6 ينظر: أعيان الشيعة: 23/ 145. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 اليسير من آثار ركن الدين، وأحيانًا يطوي الحديث فلا يصرح بكثير أو قليل. على أن جل هذه الآثار قد عدت عليها العوادي فطواها الزمن فيما طوى من ذخائر، ولم يصل إلينا إلا كتب أربعة قمنا بدراستها وتحليلها في كتابنا الموسوم بـ"ركن الدين الأستراباذي وجهوده النحوية والتصريفية" لكي نكشف النقاب عن جهود الرجل في الميدانين، النحوي والصرفي. وقد حاولت جاهدًا أن أتعرف تاريخ تأليف كل كتاب على حدة ليكون تاريخ الإنتاج أساس هذا الترتيب، ولكن عبثًا حاولت، وحين عز علي ذلك عمدت إلى ترتيبها حسب أحرف الهجاء. هذا وسأحاول جاهدًا أن أوثق نسبة كل كتاب إلى ركن الدين، وذلك بذكر المراجع التي أشارت إليه، وبالنصوص التي نقلت منه، كلما استطعت إلى ذلك سبيلًا، وإليك هذه الآثار: 1- الاختيارات النحوية: صنفه ركن الدين وأهداه للسلطان الملك المظفر صاحب ماردين. ذكره العيني في "عقد الجمان"1. والكتاب مفقود بحثت عنه كثيرًا وفتشت عنه في جميع المكتبات العامة، لكن دون جدوى. 2- البسيط: ويسمى "الشرح الكبير": وهو شرح مطول على الكافية.   1 2/ 158. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 لابن الحاجب. وهو واحد من شروح ثلاثة له على الكافية. 3- حل العُقَد والعَقل في ضرح مختصر منتهى الوصول والأمل: وهو شرح على كتاب: مختصر منتهى الوصول والأمل في علمي الأصول والجدل للإمام ابن الحاجب. وهو كتاب في أصول الفقه المالكي. وقد ذكره المقريزي في "السلوك"، وابن حجر في "الدرر الكامنة"1، وابن تغري بردي في "النجوم الزاهرة"2 والبغدادي في "هدية العارفين"3. وجاء في كشف الظنون "ص1853" ما نصه: "ومن شرحه -يعني: مختصر المنتهى لابن الحاجب- السيد ركن الدين الأستراباذي. أوله: أما بعد حمد الله خالق الصور والأشباح ... إلخ سماه: حل العقد والعقل في شرح مختصر الوصول والأمل، ذكر في أوله اسم السلطان الملك المظفر قرأ أرسلان بن السيد نجم الدين الغازي الأرتقي الذي تولى الملك على ماردين سنة 653هـ وكانت وفاته سنة 691هـ والكتاب من الذخائر المفقودة. 4- حواش على التجريد، للطوسي:   1 2/ 17. 2 9/ 231. 3 1/ 283. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 وهي حواش على كتاب: تجريد العقائد، لنصير الدين الطوسي ويعرف أيضًا بتجريد الكلام. ذكره العاملي في أعيان الشيعة1. وهذه الحواشي جمعها في كتاب، وهو مفقود: 5- حواش على كليات القانون: ذكره العاملي في أعيان الشيعة2، وهو مفقود. 6- الزينية: وهي مقدمة في النحو ذكرها العيني في عقد الجمان3. وتابعه العاملي في أعيان الشيعة4 وهذه المقدمة من الذخائر العلمية المفقودة. 7- شرح الحاوي الصغير: وهو شرح على كتاب "الحاوي الصغير"5، للإمام عبد الغفار بن الكريم بن عبد الغفار نجم الدين، المعروف بالخطيب القزويني المتوفى سنة 665هـ. وهو كتاب في الفقه على المذهب الشافعي.   1 ينظر: 23/ 145. ويوجد من كتاب التجريد للطوسي نسخة خطية بدار الكتب المصرية تحت رقم "305" علم كلام طلعت. تقع في "33" ق. 2 ينظر: 23/ 145. 3 2/ 296. 4 23/ 145. 5 من الحاوي الصغير نسختان خطيتان بدار الكتب المصرية بالقاهرة، الأولى في "104" ق، خط سنة 788هـ، برقم "1413" فقه شافعي. والأخرى في "100" ق خط سنة 678هـ برقم: "123793/ رمز "ب". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 وذكر ابن حجر العسقلاني أن ركن الدين شرح الحاوي شرحين1 وذكر إسماعيل البغدادي في هدية العارفين: أن هذا الشرح في أربعة مجلدات2. وذكر هذا الشرح أيضًا السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى"3 والمقريزي في "السلوك لمعرفة دولة الملوك"4 وهو بعد مفقود. 8- شرح ديوان الحماسة: وهو شرح على ديوان الحماسة الذي جمعه أبو تمام، حبيب أوس الطائي "ت 231هـ"5. وهذا الشرح مفقود، ذكره ياقوت في "معجم الأدباء"6 والسيوطي في "بغية الوعاة"7، وإسماعيل البغدادي في "هدية العارفين"8، وكحّالة في "معجم المؤلفين"9.   1 ينظر: الدرر الكامنة: 2/ 17. 2 ينظر: هدية العارفين: 1/ 283. 3 ينظر: 9/ 407. 4 ينظر: 2/ 158. 5 طبع ديوان الحماسة لأبي تمام، في بغداد بتحقيق د. عبد المنعم أحمد صالح ونشرته دار الشئون الثقافية العامة بوزارة الثقافة والإعلام. اعتمادًا على نسخة فريدة، محفوظة في مكتبة الدراسات العليا في كلية الآداب جامعة الآداب جامعة بغداد، برواية أبي منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي "ت 540هـ". 6 ينظر: 8/ 5. 7 ينظر: 1/ 499. 8 ينظر: 1/ 283. 9 ينظر: 3/ 197. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 وهذا الشرح صنفه ركن الدين في مرحلة مبكرة من حياته، أي: قبل سنة 626هـ، التي توفي فيها ياقوت الحموي. وهذا يؤكد ما رجحناه بشأن ميلاده، وأنه كان من المعمرين1. 9- شرح شافية ابن الحاجب: وهو شرح على مقدمة ابن الحاجب في التصريف، والمعروفة بالشافية، وسوف نفرد لهذا المصنف حديثًا خاصا في موضعه من هذا البحث، إن شاء الله تعالى. 10- شرح شمسية المنطق: وهو شرح على كتاب "الشمسية" في المنطق لأستاذه وشيخه نصير الدين الطوسي. ومن الشمسية نسخة خطية بمدرسة يحيى باشا بالموصل برقم "19". وشرح ركن الدين ذكره السبكي في طبقات الشافعية الكبرى وقال: "وقد وقفت عليه"2. وهو بعد مفقود. 11- الشرح الصغير على كافية ابن الحاجب: وهو شرح ثان له على الكافية، لمصنفها العلامة ابن الحاجب وهو شرح مختصر، اختصر به مصنفه شرحه الكبير. 12- شرح فصيح ثعلب: وهذا الكتاب شرح فيه مصنفه ركن الدين كتاب "الفصيح" في   1 ينظر ص"23" من البحث. 2 طبقات الشافعية الكبرى: 9/ 407. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 اللغة لإمام العربية أبي العباس، أحمد بن يحيى ثعلب "ت 291هـ"1. وذكره ياقوت في "معجم الأدباء"2، والسيوطي في "بغية الوعاة"3، وحاجي خليفة في "كشف الظنون"4، والبغدادي في "هدية العارفين"5. وكحالة في "معجم المؤلفين"6. وهو من الكتب المفقودة. 13- شرح قواعد العقائد، للغزالي:   1 وكتاب الفصيح لثعلب قد اختار فيه مؤلفه الفصيح من كلام العرب مما يجري في كلام الناس وكتبهم. ومنه نسخة خطية بدار الكتب المصرية برقم "446" لغة، خطت سنة 1177هـ، وأخرى بالمدينة المنورة، مصورة عن النسخة الخطية المحفوظة بدار الكتب المصرية برقم "9" رمز "س"، خطت سنة 1298هـ، وعليها شرح أرجوزة أبي نواس في غريب اللغة لابن جني، مطلعها: وبلدة فيها زور ... صعراء تخطا في صعر ومنه نسخة ثالثة ضمن مجموعة محفوظة بدار الكتب المصرية برقم "15" رمز "س"، كتبت سنة 1301هـ. وقد طبع الكتاب بلييسك عام 1876م في نحو من سبعين صفحة، ومعه مقدمة وملاحظات بالألمانية، وطبع أيضًا بالمطبعة النموذجية بمصر سنة 1368هـ. نشره وعلق عليه الأستاذ محمد عبد المنعم خفاجي. 2 ينظر: 8/ 5. 3 ينظر: 1/ 499. 4 ينظر: ص1283. 5 ينظر: 1/ 283. 6 ينظر: 3/ 2967. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 وهو شرح لكتاب "قواعد العقائد"1 تأليف حجة الإسلام، أبي حامد بن أحمد الغزالي "450هـ-505هـ". وذكره صاحب "النجوم الزاهرة"2، وحاجي خليفة في "كشف الظنون"3 والبغدادي في "هدية العارفين"4. وهو مفقود أيضًا. 14- شرح قواعد العقائد النصيرية: وهو شرح لكتاب "قواعد العقائد النصيرية" في علم الكلام، تأليف شيخه الخواجة نصير الدين الطوسي، كتب ركن الدين شرحه لولد أستاذه الطوسي في حياة الأستاذ، ذكر ذلك العاملي في أعيان الشيعة5. وهو مفقود. 15- شرح المطالع في المنطق في مجلدين: ذكر ذلك السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى"6، وكذلك ابن تغري بردي في "النجوم الزاهرة"7. وهو بعد مفقود. 16- شرح المعالم في أصول الدين: اختصر ركن الدين المعالم في أصول الدين، وشرحه. قال   1 وهو كتاب في علم الكلام حققه الأستاذ سعيد زايد. وطبع في القاهرة سنة 1960 في "128" صفحة من القطع المتوسط. 2 ينظر: 9/ 231. 3 ص1358. 4 ينظر: 1/ 283. 5 23/ 146. 6 ينظر: 9/ 407. 7 ينظر: 9/ 231. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 السبكي في طبقات الشافعية الكبرى: "وقد وقفت عليه"1 ولكنه لم يصل إلينا. 17 مرآة الشفاء في الطب: ذكره حاجي خليفة في "كشف الظنون"2، والبغدادي في "هدية العارفين"3. وهو من الآثار المفقودة. 18- نهج الشيعة: ألفه باسم السلطان إدريس بهادر خان. ذكر ذلك العاملي في "أعيان الشيعة"4. وهو مفقود لم يصل إلينا. 19- الوافية في شرح الكافية "المتوسط": وهو شرح ثالث على كافية ابن الحاجب، ويعرف بين الدارسين بالمتوسط. 20- له كتاب جمع فيه أسئلة كان قد سألها شيخه الطوسي: وأجاب عنها. ذكر ذلك العاملي في "أعيان الشيعة"5. والكتاب من الآثار المفقودة.   1 9/ 407. 2 ص1648. 3 1/ 283. 4 23/ 145. 5 ينظر: 23/ 146. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 ما وصل إلينا من مصنفاته : وصل إلينا من مؤلفات عالمنا -رحمه الله- المصنفات التالية: 1- كتاب البسيط ، وهو شرح كبير على كافية ابن الحاجب. 2- كتاب الوافية في شرح الكافية، وهو معروف بين العلماء باسم المتوسط. 3- شرح شافية ابن الحاجب في الصرف. وفي هذه العجالة نقدم تعريفًا مفصلًا بهذه المصنفات ونذكر مخطوطاتها ونعرف بأماكن وجودها، وننص على ما طبع منها، ومكان طبعته وسبب تأليفها، وأيضًا نلقي الضوء على ماهية كل مُؤَلَّف ومحتواه ونكشف النقاب عن أهم ما يمتاز به بين مؤلفات العربية ومصنفاتها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 1- كتاب البسيط : وهو شرح كبير صنفه الإمام ركن الدين الأستراباذي على كتاب "الكافية"1 لصاحبه الإمام ابن الحاجب رحمه الله تعالى. وهو شرح كبير حاول فيه ركن الدين -على حد تعبيره- تفسير مشكلات الكافية وشرح معضلاتها، وإيضاح إشاراتها ورموزها، وإبراز ما تحتها من دفائن وكنوز بعبارات واضحة وألفاظ لائحة جلية. -توثيق اسم الكتاب:   1 الكافية: مختصر تعليمي في النحو، حذا فيه مؤلفه حذو الزمخشري في مفصله -في الغالب- ولكنه امتاز عن الزمخشري بجعله موضوعات الكافية نحوية محضة. وأفرد بين الموضوعات الصرفية كتابًا خاصا هو "الشافية"، بعكس الزمخشري الذي جمع في مفصله بين الموضوعات النحوية والموضوعات الصرفية -كما فعل سيبويه في كتابه- وبهذا يكون ابن الحاجب قد انتهج منهجًا جديدًا يقوم على التخصيص التأليفي. ومما يلاحظ أن الكافية خالية من المقدمة، خالية من الحمدلة، وقد أشار إلى ذلك الجامي في مقدمة كتابه "الفوائد الضيائية"، واعتذر له، بقوله: "اعلم أن الشيخ -رحمه الله- لم يصدر رسالته هذه بحمد الله سبحانه، بأن جعله جزءًا منها هضمًا لنفسه بتخييل أن كتابه هذا من حيث إنه كتابه ليس ككتب السلف -رحمهم الله تعالى- حتى يصدر به على سننها، ولا يلزم من ذلك عدم الابتداء به مطلقًا حتى يكون بتركه أقطع، لجواز إتيانه بالحمد من غير أن يجعله جزءًا من كتابه. وبدأ بتعريف الكلمة والكلام؛ لأنه يبحث في هذا الكتاب عن أحوالها؛ فمتى لم يعرفا كيف يبحث عن أحوالها، وقدم الكلمة على الكلام؛ لكون إفرادها جزءًا من إفراد الكلام، ومفهومه جزءًا من مفهومه". وهذا الكتاب مع وجازته واختصاره جامع لكل مسائل النحو وقضاياه، وقد أعجب العلماء به في كل العصور والأمصار، وشحذ قرائح الشعراء فقال فيه بعضهم شعرًا: ما أبصرت عين بمثل الكافية ... مجموعة تدرى المآرب شافية يا طالبا للنحو الزم حفظها ... واعلم يقينا أنها لك شافية وقال الآخر: صاغ الإمام العالم ابن الحاجب ... دررا فأخفاها كغمز الحاجب لما تواتر حسنها بين الورى ... قالت أنا السحر الحلال فحاج بي ونظرًا لإعجاب العلماء بها أقبلوا عليها بالشروح والتعليقات والاختصارات والنظم وقد أحصيت لها "150" ما بين شرح ومختصر ومنظومة عليها لأفاضل العلماء منذ عصره وحتى الآن, ولا أجد هنا متسعًا لعرضها أو تفصيل القول فيها. "والوقوف عليها ينظر: كشف الظنون: 1370-1376، وتاريخ الأدب العربي: 5/ 309-326، وابن الحاجب النحوي: آثاره ومذاهبه، ومقدمة تحقيق الفوائد الضيائية: 1/ 31-41". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 اسم هذا الكتاب هو "البسيط"، غير أننا قد نجده أحيانًا يطلق عليه اسم "الشرح الكبير". فما حقيقة هاتين التسميتين؟ أبادر فأقول: إن اسمه هو كتاب "البسيط" كما جاء في كشف الظنون1 وكذلك في هدية العارفين2، وفي أعيان الشيعة3. وكذلك جاء هذا الاسم عنوانًا للكتاب على غلاف ثلاث نسخ خطية: الأولى محفوظة في المكتبة الأزهرية تحت رقم "636" 4329. والثانية: محفوظة كذلك في المكتبة الأزهرية تحت رقم "634" 4327، والثالثة: محفوظة في الخزانة التيمورية بدار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة، تحت رقم "329". ولأجل أنه شرح كبير على الكافية نرى من يكتفي بأن يطلق عليه اسم "الشرح الكبير"؛ إذ إن للرجل على الكافية ثلاثة شروح: كبير ومتوسط وصغير. وهذه التسمية أطلقها صاحب النجوم الزاهرة4 وكذا صاحب طبقات الشافعية الكبرى5. ومثل ذلك جاء على غلاف نسخة محفوظة بالخزانة التيمورية بدار الكتب المصرية تحت رقم 563/ هـ. هذا ولم يرد في مقدمة المؤلف ولا في آخره شيء عن تسمية   1 ص1372. 2 1/ 283. 3 23/ 70، 145. 4 9/ 231. 5 9/ 407. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 الكتاب. - توثيق نسبته إلى ركن الدين: هذا الكتاب ذكره جمهرة من المترجمين ونسبوه إلى ركن الدين، نذكر من هؤلاء: السبكي1، والمقريزي2، وابن حجر3، وابن تغري بردي4، وحاجي خليفة5، والبغدادي6، والعاملي7. وجاء في التعريف بالكتاب في فهرس الكتب الموجودة في المكتبة الأزهرية "4/ 116" ما نصه: البسيط: وهو شرح للعلامة السيد ركن الدين حسن بن شرف شاه الحسيني العلوي المعروف بالأستراباذي المتوفى سنة 715هـ على الكافية لابن الحاجب, وهو المعروف بالشرح الكبير، وأوله: أما بعد حمد الله المتفرد ... إلخ". وكذلك جاء على غلاف مخطوطات الكتاب الثلاث: "كتاب البسيط لركن الدين الأستراباذي على كتاب الكافية". وجاء على غلاف النسخة الرابعة ما نصه: الشرح الكبير لركن الدين على الكافية الحاجبية.   1 في طبقات الشافعية الكبرى: 9/ 407. 2 في السلوك: 2/ 158. 3 في الدرر الكامنة: 2/ 16. 4 في النجوم الزاهرة: 9/ 231. 5 في كشف الظنون: 1372. 6 في هدية العارفين: 1/ 283. 7 في أعيان الشيعة: 23/ 70، 145. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 وقد ذكره ركن الدين نفسه -هو بصدد التقديم لكتابه الوافية؛ حيث قال: "وبعد: فإني بعد أن شرحت كتاب الكافية في النحو مع إيرادات وأجوبة وأبحاث كثيرة شرحته ثانيًا مقتصرًا على حل ألفاظه وشرح معانيه والإشارات إلى تحليلات تركيباته ومبانيه إلا نادرًا، مع ذكر علل أكثرها". ونختم هذه المسألة بتوثيق ركن الدين لكتابه هذا في مقدمة كتابه؛ حيث قال: "أما بعد حمد الله المتفرد بالعز والجبروت والمتوحد بالملك والملكوت الواجب الذي لا يحول حوله الإمكان والقيوم الذي هو منزه عن الزمان والمكان، الكامل الذي تتوجه إليه الرغبات ... فإن كتاب الكافية في النحو المنسوب إلى الإمام العلامة جمال الدين أبي عمرو عثمان بن أبي بكر المعروف بابن الحاجب المغربي -رحمه الله وجعل الجنة مثواه- كتاب صغير الحجم كثير العلم لاشتماله على جل أقوال النحويين، مع زيادات شريفة وأبحاث نفيسة وقواعد لطيفة وضوابط كلية استقل بإبداعها مصنفه، لكن لما كان في عباراته انغلاق وفي ألفاظه إيجاز صعب على الطالبين فهم مقاصده وعسر على المبتدئين استخراج مطالبه، مع أن مؤلفه -رحمه الله- شرحه شرحًا أشكل من الكتاب، ولولا ذلك الشرح لما أمكن تحليل الكتاب. فالتمس مني وألح المجلس الرفيع وهو المولى العالم الفاضل ربيب الدولة ورئيس الملة وقدوة الحكماء والأطباء، الفاضل، قبلة الأكابر والفضلاء الأماثل -بلغه الله مطالبه وجعل في الدارين مآربه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 - فسر مشكلاته وشرح معضلاته وإيضاح إشاراته ورموزه، وإبراز ما تحته من دفائنه وكنوزه، بعبارات واضحة وألفاظ لائحة، فأبيت عن ذلك لقصوري واعترافي بعجزي عن فهم ما أودعه فيه من النكت والغرائب التي خلت منها مصنفات القوم في هذا الفن. لكن لما كرر الالتماس وأكثر الإلحاح وكلفني تكليفًا لا يمكن المحيص عنه، استخرت الله تعالى وشرعت فيما التمسه مني وكتبت ما وصلت إليه قريحتي وذهني، وسألته أن يهديني سواء السبيل وأن يجنبني طرق الأباطيل. - مخطوطاته: يوجد لهذا الكتاب أربع نسخ خطية؛ ثنتان بالمكتبة الأزهرية بالقاهرة وثنتان بالخزانة التيمورية بدار الكتب المصرية. وهاك وصفًا عاما لهذه النسخ الأربع: أ- في المكتبة الأزهرية: 1- نسخة في مجلد بقلم تعليق قديم كتبت سنة 703هـ -أي: في حياة المؤلف- بخط علي بن موسى بن منصور الشهرستاني، وعنوانها: "البسيط، لركن الدين الأستراباذي". وهي نسخة خطية محفوظة بالمكتبة تحت رقم "636/ 4329" وعدد لوحاتها "208" لوحة، باللوحة صفحتان، مسطرتها 17 سطرًا، وبهامش بعض أوراقها حواش. وآخرها قوله: "وليكن آخر كلامنا هذا الفصل وبه يتم الكتاب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب والواجب بوجود الحمد بلا حد ونهاية، ولنبيه محمد وآله الصلوات التحيات بلا عد وغاية، والحمد لله رب العالمين. 2- النسخة الثانية: نسخة في مجلد بقلم معتاد قديم خطت سنة 792هـ، وعدد لوحاتها "180" لوحة، باللوحة صفحتان، مسطرتها "25" سطرًا، وبهامشها بعض تعليقات، وفي بعض أوراقها تقطيع وترميم وبها آثار رطوبة، وهي محفوظة بالمكتبة تحت رقم: "634/ 4327" بعنوان "البسيط" ولم يعلم الناسخ. ب- في الخزانة التيمورية: 1- نسخة خطت بخط واضح مع وجود بعض كلمات مطموسة كتبها ابن أمير حسيني حسن الحسيني سنة "1097هـ". وعدد صفحاتها "534" صفحة من القطع الكبير. وهي محفوظة بالدار تحت رقم "329" تحت عنوان "البسيط" أيضًا. 2- أخرى محفوظة أيضًا بالخزانة بالدار برقم "563هـ" في "463" صفحة، وعنوانها: الشرح الكبير لركن الدين على الكافية الحاجبية. ولم يعلم الناسخ ولا السنة التي نسخت فيها. جـ- نسخ أخرى للكتاب: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 وثمة نسخ أخرى للكتاب ذكرها بروكلمان في كتابه1 وأشار إلى أماكن وجودها، وها هي: 1- نسخة في بطرسبرج برقم "169". 2- أخرى في المكتب الهندي "وأشار إلى فهرس المكتبة العربية ص912-916". 3- ثالثة في نيكيبور برقم "20/ 2049". 4- رابعة في بون برقم "291". 5- خامسة في الأسكوريال ثان برقم "94". 6- سادسة في مكتبة سليم أغا "وأشار إلى الفهرس ص1156, 1157". - طباعته: أشار بروكلمان إلى أن هذا الكتاب طبع في لكنو سنة "1280هـ" ولم أعثر على هذه النسخة المطبوعة ولا على أية نسخة مطبوعة أخرى. وقد قام بتحقيق الكتاب الباحث عبد المنعم محمود علي سعيد وحصل به على درجة الدكتوراه في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر الشريف. - ما يمتاز به هذا الكتاب: يعد هذا الكتاب من أهم الشروح التي صنفت على كتاب الكافية؛ وذلك لما يمتاز به من ميزات وسمات أهلته لأن يحتل هذه المكانة الكبيرة منها وضوح الأسلوب الفلسفي فيه وغلبة المصطلحات المنطقية وهو كتاب جامع لمسائل النحو وأبحاثه. وقد اعتمد مؤلفه على السرد والتساؤل بطريقة جذابة مكثرًا فيه من ذكر ما يمكن أن يتصور من الاعتراضات على المسألة النحوية الواحدة مجيبًا عليها إجابة تدل على عبقريته ورجاحة عقله وقوة فهمه بأسلوب تعليمي ميسر.   1 ينظر: تاريخ الأدب العربي: 5/ 321. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 2- كتاب المتوسط : - تعريف بالكتاب: كتاب "الوافية في شرح الكافية" المعروف بين الدارسين بالمتوسط هو شرح ثان للعلامة ركن الدين صنفه على كتاب الكافية، بعد أن صنف شرحه الكبير المعروف بالبسيط الذي تحدثنا عنه منذ قليل. وقد ابتعد فيه مصنفه عن المماحكات اللفظية والقضايا المنطقية الجدلية، وقد اقتصر فيه على حل ألفاظ الكافية، وشرح معانيها، وتحليل تركيباتها ومبانيها، وقد صرح بهذا بنفسه في مقدمة الكتاب، حيث قال -بعد حمد الله تعالى، والصلاة على رسوله الكريم- عليه الصلاة والسلام: "وبعد فإني بعد أن شرحت كتاب الكافية في النحو مع إيرادات وأجوبة وأبحاث كثيرة شرحته ثانيًا مقتصرًا على حل ألفاظه وشرح معانيه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 والإشارة إلى تحليل تركيباته ومبانيه إلا نادرًا، مع ذكر علل أكثرها"1. وجعله لرسم خدمة الأمير يحيى بن إبراهيم ملك خُتَن، ونص على ذلك في المقدمة أيضًا، حيث قال: "وجعلته لرسم خدمة الأمير الأكبر العالم الفاضل الكامل، سلالة الأمراء والوزراء، مفخرة العرب والعجم، ناصر الدولة والدين، شمس الإسلام والمسلمين، يحيى بن المخدوم المعظم، ملك صلاح العالم والوزراء، صاحب السيف والقلم، جلال الدنيا والدين، إبراهيم ملك ملوك الخُتَنى، أعز الله أنصارهما، وضاعف اقتدارهما بسبب اشتغاله بهذا الكتاب الذي هو دستور في هذا الفن الأول لذوي الألباب"2. - توثيق عنوانه، ونسبته إلى ركن الدين: هذا الكتاب مشهور بين الدارسين والعلماء، ومتداول بينهم باسم "المتوسط"؛ وذلك لأنه وسط وسط بين شرحين: الشرح الكبير "البسيط" والذي تحدثنا عنه منذ قليل وشرح آخر اسمه "الشرح الصغير" وهو مفقود، كما بينا. وقد سماه ركن الدين: "الوافية في شرح الكافية" وصرح بذلك في مقدمته حيث قال: "وسميته: الوافية في شرح الكافية؛ لكونه وافيًا بحل ألفاظه وشرح معانية"3.   1 مقدمة الوافية: ص1. 2 المصدر السابق. 3 الوافية ص1. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 وجاء على غلاف النسخة التي طبعت عن وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان "1403هـ-1983م"، والتي طبعت عن نسخة خطية محفوظة بمكتبة وزارة التراث القومي والثقافة هناك، جاء ما نصه: "الوافية في شرح الكافية: تأليف: العلامة ركن الدين الحسن بن محمد بن شرف شاه العلوي الأستراباذي". وقد نقل الإمام الفاكهي -رحمه الله- نصا عن هذا الكتاب في كتابه: "كشف النقاب عن مخدرات ملحة الإعراب"1، في باب ما لا ينصرف, بشأن منع صرف ما جاء مماثلًا في وزنه فعلان، حيث قال: "والمانع له من الصرف الصفة، وزيادة الألف والنون. ومن اشترط وجود فَعْلَى ليس شرطًا بالذات، بل لكونه مستلزمًا لانتقاء فعلانة الذي هو شرط الذات"2. والنص في الوافية، ص37، وفيها ما نصه: "والأول هو الحق؛ لأن وجود فَعْلَى ليس مستلزمًا بالذات، بل لكونه مستلزمًا لانتفاء فعلانة الذي هو شرط بالذات". أما عن التوثيق التاريخي، فقد جاء في كثير من كتب التراجم باسم "المتوسط"، حيث ذكره السبكي3 ضمن مؤلفات ركن الدين   1 وقد قمنا بدراسة هذا الكتاب وتحقيقه، وحصلنا به على درجة الماجستير في كلية دار العلوم سنة 1988م. 2 النص في ص396 في رسالتنا "كشف النقاب". 3 في طبقات الشافعية الكبرى 9/ 407. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 وذلك ذكره المقريزي1، وابن حجر2، وابن تغري بردي3، وحاجي خليفة4، والبغدادي5، والعاملي6. - أهمية هذا الكتاب: تكمن أهمية الكتاب في أنه شرح ابتعد فيه صاحبه عن المماحكات اللفظية والقضايا المنطقية الجدلية التي تخرج بالنحو عن الغاية التي وضع من أجلها، وعرض مادته العلمية بطريقة سهلة ميسرة، راعى فيها التيسير على المتعلمين. ونظرًا لأهمية الكتاب، وقيمته العلمية كثرت شروحه، والحواشي عليه وشرحت أبياته شروحًا متعددة، كما سنوضح ذلك عما قريب إن شاء الله تعالى. وعن هذا الكتاب قال إسماعيل بن علي الذي شرح أبيات شواهده، وسماه: "كشف الوافية في شرح الكافية": "وكان كتاب الوافية، للسيد العلامة، قدوة العلماء والمتبحرين، زبدة المتقدمين والمتأخرين، ركن الملة والدين -أسكنه الله تعالى بحابيح جنانه- دستورًا في هذا الفن؛ إذ به يعرف أكثر مسائله، ومشهورًا؛ إذ كل واحد   1 في السلوك: 2/ 158. 2 في الدرر الكامنة: 2/ 16. 3 في النجوم الزاهرة: 9/ 231. 4 في كشف الظنون: 1372. 5 في هدية العارفين: 1/ 283. 6 في أعيان الشيعة: 2/ 70، 145. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 يستضيء بنور معالمه، مع ما للطلبة من الحرص عليه وقراءته والشغف بدراسته"1. - مخطوطات الكتاب: لكتاب المتوسط نسخ خطية كثيرة منتشرة في مكتبات العالم، وهاك حصرًا شاملًا لها ولأماكن وجودها: أ- في المكتبة الأزهرية: يوجد في المكتبة الأزهرية سبع نسخ خطية لكتاب الوافية، وبيانها كما يلي: - النسخة الأولى: نسخة في مجلد واحد بقلم معتاد، كتبها أحمد بن محمد بن عبد الله سنة 1088هـ، بأولها نقص، وهي بعنوان: "الوافية في شرح الكافية". وتقع في 137 ورقة، بالورقة صفحتان. ومسطرتها 19 سطرًا. وحجمها 21سم. وهي محفوظة بالمكتبة تحت رقم "37" 243. - النسخة الثانية: نسخة في مجلد واحد بقلم معتاد، قديم، كتبت سنة 890هـ. ولم يعرف كاتبها، بأولها نقص، وبها أوراق بخط مغاير، وبها آثار رطوبة. وتقع في "190" ورقة، بالورقة صفحتان مسطرتها "17" سطرًا، في 20سم. وهي محفوظة بالمكتبة تحت رقم "210" 1346.   1 مقدمة كشف الوافية في شرح الوافية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 - النسخة الثالثة: نسخة في مجلد واحد بقلم معتاد، ولم يعرف الكتاب ولا السنة التي كتبت فيها. بأولها نقص، في "91" ورقة، وبالورقة صفحتان وبالصفحة "21" سطرًا، 18سم. وهي محفوظة بالمكتبة تحت رقم "202" 1283. - النسخة الرابعة: نسخة في مجلد واحد، ضمن مجموعة كتبت بقلم معتاد سنة 986هـ، كتبها عبد الله بن علي بن علي الخراشي، المعروف بابن صباح، بهامشها وبين سطورها حواش ومسطرتها "25" سطرًا، 22سم. وهي في المجموعة من ورقة "1" إلى ورقة "121". وهي محفوظة بالمكتبة تحت رقم "364" 2482. - الخامسة: نسخة في مجلد واحد أيضًا، كتبت بقلم معتاد، كتبها علي المشرقي العلواني وذلك سنة 974هـ. بها آثار رطوبة وتقع في "174" ورقة، بالورقة صفحتان بالصفحة "17" سطرًا، 21سم. وهي محفوظة بالمكتبة تحت رقم "843" 6050. - السادسة: نسخة في مجلد واحد، كتبت بقلم فارسي، وتقع في "141" ورقة, بالورقة صفحتان, وبالصفحة 21 سطرا, 21 سم. ولم يعلم الناسخ ولا تاريخ النسخ. وهي محفوظة بالمكتبة تحت رقم "749" 20027. - السابعة: نسخة في مجلد واحد، كتبت بقلم معتاد، بخط علي بن محمد، سنة 1114هـ، وبهامش بعض أوراقها حواش، تقع في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 "127" ورقة. وبالورقة صفحتان، بالصفحة "19" سطرًا، 20سم. وهي محفوظة بالمكتبة تحت رقم "2300" رافعي/ 27205. ب- في المكتبة المركزية بجامعة القاهرة: يوجد منه أربع عشرة نسخة خطية، بيانها كالتالي: - الأولي: تحت عنوان: "الوافية في شرح الكافية، لأبي عمرو عثمان بن عمر بن أبي بكر، المعروف بابن الحاجب" وهي مكتوبة بقلم نسخ في مجلد واحد. وتقع في "548" صفحة، بالصفحة "11" سطرًا وبها حواش وتعليقات، ولم يعلم الناسخ ولا تاريخ النسخ. وأولها قوله: "وبع نستعين وعليه التكلان". وهي محفوظة بمكتبة الجامعة تحت رقم "16309". - الثانية: توجد ضمن مجموعة كتبت بقلم معتاد في "165" ورقة، بالورقة صفحتان، بالصفحة "15" سطرًا، وأولها قوله: "أحمد الله على عظمة جلاله". وهي محفوظة بالمكتبة تحت رقم "21234". ولم يعلم الناسخ ولا تاريخ النسخ. - الثالثة: نسخة في مجلد واحد، كتبت بقلم فارسي معتاد، في "569" صفحة، بالصفحة "11" سطرًا. أولها: أحمد الله على عظمة قدره. كتبت سنة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 1062هـ، ولم يعلم الناسخ. وهي محفوظة بالمكتبة تحت رقم "15860". - الرابعة: نسخة في مجلد واحد، كتبت بقلم، سنة 1023هـ. وتقع في "468" صفحة، ولم يعلم الناسخ. وهي محفوظة بالمكتبة تحت رقم "16131". - الخامسة: نسخة في مجلد واحد، كتبت بقلم معتاد، سنة 1932م، وتقع في "418" صفحة. ولم يعلم الناسخ. وهي محفوظة بالمكتبة تحت رقم "16169". - السادسة: نسخة كتبت بقلم نسخي، سنة 1044هـ، تقع في "384" صفحة بالصفحة "21" سطرًا في 9×14سم. وهي محفوظة بالمكتبة تحت رقم "16170". - السابعة: نسخة كتبت بقلم نسخي، في "130" صفحة، في مجلد واحد بآخرها نقص ولم يعلم الناسخ، ولا تاريخ النسخ. وهي محفوظة بالمكتبة تحت رقم "16172". - الثامنة: نسخة في مجلد واحد، كتبت بقلم معتاد، سنة 848هـ، في "402" صفحة، بالصفحة "13" سطرًا بأولها خرم. وهي محفوظة بالمكتبة تحت رقم "16205". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 - التاسعة: نسخة في مجلد، مكتوبة بخطوط مختلفة، لم يعلم الناسخ، ولا السنة التي كتبت فيها، وتقع في "468" صفحة. وهي محفوظة بالمكتبة تحت رقم "16257". - العاشرة: نسخة في مجلد واحد، كتبت سنة 1037هـ، تقع في "331" صفحة والناسخ غير معروف. وهي محفوظة تحت رقم "16258". - الحادية عشرة: نسخة قديمة مكتوبة بأقلام مختلفة ناقصة من أولها. وآخرها. وأول ما فيها "المفرد؛ فاللفظ ما يتلفظ به الإنسان". صفحاتها "326" صفحة، محفوظة تحت رقم: "16259". الثانية عشرة: نسخة في مجلد واحد، كتبت بقلم معتاد، سنة 887هـ، وفي "372" صفحة بالصفحة "15" سطرًا، في 8×12سم. وهي محفوظة تحت رقم "16261". - الثالثة عشر: نسخة في مجلد واحد، مكتوبة بأقلام مختلفة أغلبها بالقلم الفارسي والناسخ غير معروف، وكذلك السنة التي كتبت فيها، تقع في "565" صفحة، وهي محفوظة تحت رقم "16290". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 - الرابعة عشرة: نسخة في مجلد، كتبت بقلم شبيه بالرقعة، سنة 1004هـ، وفي "404" صفحة بالصفحة "21" سطرًا. وهي محفوظة تحت رقم "16363". جـ- وفي دار الكتب القومية بالقاهرة: يوجد منه عشر نسخ خطية محفوظة بالدار، أرقامها: 375/ نحو، 389/ نحو، 1162/ نحو، 1194/ نحو، 1195/ نحو، 1227/ نحو، 1566/ نحو، 1672/ نحو، 1682/ نحو، 1705/ نحو. وعدد الأوراق: 254ق، 120ق، 181ق، 228ق، 148ق، 97ق، 124ق، 202ق، 140ق، 179ق. د- وفي الخزانة التيمورية بدار الكتب القومية بالقاهرة ثلاث نسخ أرقامها: 100 نحو تيمور، 139/ نحو، 629 نحو تيمور. وعدد الأوراق: 317 ص، 390 ص، 357 ص. هـ- ومنه نسخة محفوظة بالمدرسة الإسلامية بالموصل "بالجامع الكبير": برقم "9841". و ومنه نسخة محفوظة بالمدرسة الأحمدية بالموصل:، تحت رقم "1041". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 ز- وفي جامع المحمودين بالموصل: نسخة محفوظة تحت رقم "1066". ح- نسخة محفوظة بمكتبة وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان: خطت بقلم السيد سلطان بن الإمام أحمد بن سعيد بن أحمد بن محمد البوسعيدي الأزدي، مكتوبة بخط جيد الوضوح، إلا أن بها بعض التآكل والأخطاء في النسخ. ط- يضاف إلى ما سبق نسخ أخرى ذكرها بروكلمان في كتابه1، وأشار إلى أماكن وجودها، وهاك بيانها: - نسخة في برلين، وأشار إلى رقم: "6565، 6566: 521-179". - أخرى في ليدن، وأشار إلى الرقم "185". - ثالثة في مكتبة جمعية المستشرقين الألمان، وأشار إلى رقم "70". - رابعة في جاريت، وأشار إلى "361-365". - خامسة في طهران سه سالار، وأشار إلى "2/ 363-366". - سادسة في قوله، وأشار إلى "130, 131". - سابعة في باتنه، وأشار إلى 1/ 175، رقم "1619". - ثامنة في ليبزج، تحت رقم "426".   1 5/ 313. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 - تاسعة في توبنجن، تحت رقم "64". - عاشرة في هايد لبرج، تحت رقم "216، 71". - وأشار إلى وجود نسخة في بريل أول، وأشار إلى "143-144". - وأخرى في بريل ثان، وأشار إلى "323-324". - وأخرى في بولون، وأشار إلى الرقم "292-298". - وأخرى في الأمبروزيانا "VB". - وأخرى في الفاتيكان ثالث "348"، رقم "2، 264، 2/ 838, 839". - وأخرى في المتحف البريطاني ثالث برقم "746 Or 7730". - وأخرى في المتحف البريطاني ثالث برقم "49". - وأخرى في مانشستر، برقم "711, 712". - وأخرى في برنستون، وأشار إلى "56, 57". -وأخرى في بطرسبرج رابع، وأشار إلى "939". -وأخرى في بطرسبرج ثالث، وأشار إلى "811, 812". -وأخرى في سليم أغا، وأشار إلى "1152". -وأخرى في الظاهرية بدمشق، وأشار إلى "76/ 72-74". -وأخرى في مشهد، وأشار إلى "12/ 21"، رقم "74-77". -وأخرى في بوهار، وأشار إلى رقم "380". -وأخرى في رامبور، وأشار إلى رقم "1/ 545"، رقم "1634". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 - وأخرى إلى باتا فياثان، وأشار إلى رقم "763". بالإضافة إلى أربع نسخ خطية في الموصل، بأرقام: 119، 294، 345، 349. - طباعته: طبع كتاب الوافية في لكنو سنة 1864م1 وطبع أيضًا في سلطنة عمان، عن وزارة التراث القومي والثقافة، بتحقيق عبد الحفيظ شلبي ونشرته أيضًا وزارة التراث القومي والثقافة بالسلطنة، في حين أن نسخ هذا الكتاب قاربت على السبعين، وفي هذه الطبعة إشكالات كثيرة مردها الاعتماد على نسخة واحدة رديئة، وعمل المحقق لا يكاد يذكر؛ إذ إنه اكتفى بنسخ المخطوطة وإضافة صفحة ونصف كمقدمة للطبعة، دون أن يعلق تعليقًا واحدًا على امتداد صفحات الكتاب ودون تخريج لشاهد نحوي فيه، يضاف إلى ذلك أنه لم يضع فهرسًا لموضوعات الكتاب، أو أي فهرس آخر. وحُقق الكتاب أكثر من تحقيق؛ فقد حققه في مصر الباحث خالد فائق أحمد محمود ونال به درجة الدكتوراه في كلية اللغة العربية -جامعة الأزهر في عام 1977م-1397هـ، وحقق في العراق: وحققه الباحث محمد علي هادي الحسيني ونال به درجة الماجستير من جامعة بغداد سنة 1972م2. وحُقق في سوريا، وقامت بتحقيقه الباحثة نيفت خضور، ونالت به درجة الماجستير في كلية الآداب -جامعة دمشق- سجلت في 18/ 3/ 1980م3.   1 ينظر: تاريخ الأدب العربي: 5/ 313. 2 ينظر: فهرس المطبوعات العراقية: 2/ 23. 3 ملف الدراسات العليا في جامعة الجمهورية العربية السورية: 136. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 - الشروح والحواشي على الكتاب : أولًا: الشروح: 1- شرح لإسماعيل بن محمد، على أبيات الوافية، وسماه: "كشف الوافية في شرح الكافية". وقال في مقدمته -بعد الديباجة: "وكان كتاب الوافية للسيد العلامة قدوة العلماء والمتبحرين، زبدة المتقدمين والمتأخرين، ركن الملة والدين -أسكنه الله تعالى بحابيح جنانه- دستورًا في هذا الفن؛ إذ به يعرف أكثر مسائله، ومشهورًا، إذ كل واحد يستضيء بنور معالمه، مع ما للطلبة من الحرص عليه وقراءته والشغف بدراسته"1. 2- شرح لأبي سعيد بن أحمد الزواوي، ذكره بروكلمان وأشار إلى وجود نسخ خطية له في: جوتا "256"، وأويسالا 2/ 60 رقم "2".2.   1وهذا الشرح قد اطلعنا عليه في المكتبة الأزهرية مخطوطًا. وقد ذكره العاملي في أعيان الشيعة: 23/ 145. 2 ينظر: تاريخ الأدب العربي: 23/ 145. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 3- شرح السيد الشريف الجرجاني1: "ت 816هـ"، وقد مات دون أن يكمله فأكمله ابنه محمد. ذكر ذلك العاملي في أعيان الشيعة2. 4- عون الوافية: وهو شرح لشواهد كتاب الوافية، ألفه كمال بن عبد الرحمن بن إسحاق3. 5- كشف الوافية في شرح الكافية: وهو شرح لمحمد بن عمر الحلبي، من علماء القرن التاسع "ت 860هـ" أولها: "لك الحمد يا من صرف قلوبنا نحو المعاني والبيان" فرغ من تأليفها سنة 823هـ4.   1 وقد اطلعت على نسخة خطية له، محفوظة في مكتبة البلدية بالأسكندرية تحت رقم "13" نحو، وعاودت قراءتها أكثر من مرة. هذا وقد أشار بروكلمان إلى وجود نسخ أخرى لهذا الشرح في: الأسكوريال ثان "81 رقم 1، 154"، وبنكيور: 20/ 2050، وباتنه "1/ 165 رقم 1549"، والفاتيكان ثالث "353 رقم1" وطبع الكتاب في دلهي عام 1285هـ. 2 ينظر: 23/ 70. 3 وقد اطلعت على نسخة خطية له محفوظة بمكتبة البلدية بالأسكندرية تحت رقم "26" نحو خطت سنة 926هـ. 4 ومنه نسختان خطيتان بالمكتبة الأزهرية: الأولى كتبت بقلم فارسب سنة 955هـ بخط محمد بن داود يوسف، وبهامش بعض أوراقها حواش، تقع في "188" ورقة بالورقة صفحتان، بالسطر "15" سطرًا، وهي محفوظة تحت رقم "973/ 7615". والثانية: كتبت بقلم فارسي أيضًا سنة 871هـ، كتبها علي بن محمد، وبها آثار رطوبة وأكل أرضة، تقع في "144" لوحة، باللوحة صفحتان، بالصفحة "17" سطرًا في المتوسط، وهي محفوظة بالمكتبة تحت رقم "2289/ 27194". وقد اطلعت على هاتين النسختين وعاودت قراءتهما أكثر من مرة. وثمة نسخ أخرى أشار إليها بروكلمان في كتابه "5/ 313" وهي: نسخة في برلين "1567"، وأخرى في باريس "4040" وثالثة في جاريت "366-367"، ورابعة في ميونخ "713" وخامسة في بولون "299، 396" برقم "3"، وسادسة في بريل أول "145"، وسابعة في بريل ثان "327"، وثامنة في سليم أغا "1099" وتاسعة في الموصل "82" برقم "49". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 6- شرح لمحمد بن محمد القرمي: ذكره بروكلمان في كتابه1. 7- شرح لأبيات الكتاب, مجهول المؤلف. ومنه نسخة خطية اطلعت عليها في دار الكتب المصرية، عنوانها: "شرح أبيات المتوسط" تقع في "52" ورقة، محفوظة برقم "1913" نحو. 8- شرح لمجهول، ذكره بروكلمان2. 9- شرح آخر لمجهول أيضًا، ذكره بروكلمان3.   1 5/ 313، وأشار إلى وجود نسخة خطية له في برلين برقم "523" 3453. 2 5/ 313. وأشار إلى وجود نسخة خطية له في جاريت "368, 369". 3 المصدر السابق: وأشار إلى وجود نسخة خطية له في أو يسالا: 2/ 1 رقم "3". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 ثانيًا: الحواشي 1- حاشية لمحمد بن عبد الله المزيني. ذكرها العاملي في أعيان الشيعة1. 2- حاشية لمحمد بن عز الدين بن صلاح "ت 1050هـ"2. 3- حاشية لملا الأبيوردي3.   1 23/ 70. 2 ذكرها بروكلمان في كتابه "5/ 313، وأشار إلى وجود نسخة خطية له، وأحال إلى كتالوج هاراسوفيتس ص444، برقم 37 "3". 3 ذكرها بروكلمان أيضًا في كتابه "5/ 313" وأشار إلى أنه توجد نسخة خطية له في مشهد 12/ 8، رقم 23. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 - تعقيب: تبين مما سبق أن ركن الدين قد شرح الكافية ثلاثة شروح: كبير ومتوسط، وصغير. وأن الكبير والمتوسط قد وصلا إلينا. وأما الصغير فبعد مفقود. والآن يمكن أن يقال: - لماذا كتب ركن الدين -رحمه الله- ثلاثة شروح شروح على كتاب الكافية؟ - ولمن كتب هذه الشروح الثلاثة؟ وقبل أن نجيب عن هذين السؤالين نجد أمامنا سؤالًا أعم منهما يفرض نفسه ويحتاج إلى الإجابة عنه، وقد يكون متضمنًا بعض إجابة عن السؤالين السابقين، وهذا السؤال هو: لمن كتب ابن الحاجب -رحمه الله- مقدمته "الكافية"، ولماذا عاد وشرحها بنفسه؟ وللإجابة عن السؤال الثاني الخاص بابن الحاجب نقول: إن من يعود إلى القرن السابع الهجري، ويستعرض مؤلفات ذلك العصر يجد أن عددًا لا بأس به من المؤلفات المختلفة المواضيع قد كتبت بشكل مختصرات نثرية أو شعرية, ولكنه يلاحظ أيضًا أن مؤلفي ذلك العصر قد عادوا وشرحوا مختصراتهم بأنفسهم, وذلك كما فعل ابن الحاجب وابن مالك وغيرهما. ويلاحظ أيضًا أن العلماء قد انكبوا على هذه المختصرات والمتون، وشرحوها شروحًا كثيرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 وبعد دراسة العصر قد يصل الباحثُ إلى أن تلك المختصرات والمتون والمقدمات قد تكون ردا على النزاع والقلق الذين سادا في العالم الإسلامي يومذاك، بسبب كثرة الفتن والقلاقل والاضطرابات الناجمة عن هجوم الصليبيين والتتار على البلدان الإسلامية، وأيضًا بسبب صراعات المسلمين أنفسهم بين بعضهم البعض، وكذلك منازعات خلفاء صلاح الدين بين بعضهم البعض. فالمختصرات إذن رد على الوضع وتأقلم معه؛ لأن صغر حجمها يُسهِّل نقلها وحفظها واستظهارها، ويقلل من فُرضِ ضياعها وتلفها، بدليل أن أصحاب المُختصرات أنفسهم قد عادوا وشرحوا مختصراتهم عندما شعروا بنوع من الأمان والاستقرار؛ وهذا ما فعله ابن الحاجب، حيث كتب مقدمته "الكافية" في النحو فيما لا يزيد على "28" صفحة، لكنه جمع فيها، بالرغم من صغر حجمها، كل أبحاث النحو ومسائله وقضاياه، وأشار فيها إلى اختلاف لهجات العرب ولغاتهم، وإلى اختلاف العلماء في بحث القضية الواحدة، وإلى تداخل بعض اللغات. وهذا ما فعله أيضًا في مقدمته التصريفية "الشافية" حيث كتبها فيما لا يزيد على "4" صفحة لكنه أيضًا جمع فيها -بالرغم من صغر حجمها- كل أبحاث التصريف، وأشار فيها أيضًا إلى اختلاف لهجات العرب ولغاتهم، وغير ذلك. وأرى الآن أنه أصبح من اليسير معرفة الدافع وراء تعدد شروح العلامة ركن الدين على كافية ابن الحاجب؛ فهو قد كتب شرحه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 الكبير أولًا، مُستعرضًا فيه كل ما وصلت إليه قريحتهُ في هذ الفن، موظِّفًا قدرتهُ المنطقية والكلامية في خدمة قضاياه النحوية، فخرج الكتاب عميقًا شاملًا، يمكننا أن نقول إن صاحبه قد استطاع أن "يُمَنْطِقَ النحوَ في كتابه هذا" إن صحَّ هذا التعبير. ولكنه أيضًا وجد أنه من الضروريّ اختصار هذا الشرح، كي يكون في متناول الجميع، وليسهل حمله في حلّه وترحاله، نتيجة لظروف العصر الذي يعيش فيه فشرح الكافية شرحًا ثانيًا ابتعد فيه عن المماحكات اللفظية والقضايا المنطقية الجدلية التي حشاها في شرحه الأول "البسيط"، ولعلَّ هذا هو السبب وراء ذيوع وشهرة هذا الشرح الثاني "الوافية"، المعروف بين العلماء والدارسين بالمتوسط. ثم أراد أن يشرحه شرحًا ثالثًا أكثر اختصارًا فصنف كتابه: الشرح الصغير. ومن هنا نقول: إن الاختصار هنا أيضًا كان ردا على النزاع والقلق اللذين سادا العالم الإسلامي آنذاك بسبب كثرة الفتن والقلاقل والاضطرابات التي كانت سائدة، وقد يضاف إلى ذلك أنه قد يكون الدافع وراء الاختصار أيضًا دافعًا تعليميا، مراعيًا بذلك التيسير على المُتعلمين في عصره وبعد عصره. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 3- شرح الشافية : وهو شرح لركن الدين على مقدمة الإمام ابن الحاجب في علم التصريف، المعروفة بالشافية1. وهو الكتاب الذي نقوم بتحقيقه في قسم من رسالتنا إن شاء الله. وسنفرد لهذا الكتاب حديثًا آخر في الفصل الثاني من هذا الكتاب -إن شاء الله تعالى.   1 وهي مقدمة تصريفية مختصرة، وهي مع اختصارها وافية جامعة لكل القضايا والمسائل الصرفية، وأشار فيها إلى اختلاف لهجات العرب ولغاتهم وقد نالت إعجاب العلماء؛ فقال عنها الجاربردي: "كتاب مع صغر حجمه ووجازة لفظه، مشتمل على فوائد شريفة وقواعد لطيفة ومحتو على دقائق الأسرار العربية، ومنطو على المباحث التي هي مفتاح العلوم الأدبية" "مجموعة الشافية: 1/ 4". وهي عند الحسيني، المعروف بنقره كار: "عباب كثير علمه بالرغم من صغر حجمه". "المصدر السابق: 2/ 2" وعند الكرمياني: "وافية من بين تصانيف الصرف في قضاء الوطر". "المصدر السابق: 2/ 280". ونظرًا لإعجاب العلماء بها أقبلوا عليها إقبالًا عظيمًا، فشرحوها شروحًا كثيرة، ولا أجد هنا متسعًا لعرض هذه الشروح أو تفصيل القول فيها، "وللوقوف على تلك الشروح، ينظر: تاريخ الأدب العربي 5/ 327-332". وابن الحاجب النحوي: "73-76" وأبنية الفعل في شافية ابن الحاجب ص73، وما بعدها، وكشف الظنون، ص1020-1022. وقد قام ابن الحاجب هو أيضًا بشرح شافيته. وهنا يمكن أن يقال -بعد أن عرفنا اهتمام العلماء بالكافية والشافية وإقبالهم عليها بالشروح والتعليقات والنظم- لماذا اهتم العلماء بكتب ابن الحاجب هذا الاهتمام العظيم؟ ويمكننا أن نقول في الإجابة عن هذا التساؤل: إن كتب العلامة ابن الحاجب -رحمه الله- مدرسة قائمة بذاتها عاش على فائدتها النحويون. وقد قال عنه الرواة إنه خالف النُحاة في مواضع، وأورد عليهم إشكالات وإلزامات مُفْحِمة يعسر الجواب عنها "الشذرات: 5/ 234" وقال الإدفوي في الطالع السعيد "ص188" عن كتب ابن الحاجب: "إن الناس انتفعوا بتصانيفه، لما فيه من كثرة النقل مع صغر الحجم وتحرير اللفظ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 الفصل الثاني: كتاب شرح شافية ابن الحاجب المبحث الأول: دراسة الكتاب من أبرز مؤلفات ركن الدين في الميدان الصرفي كتابه "شرح الشافية". وهو شرح وافٍ على كتاب الشافية الذي صنفه الإمام ابن الحاجب في علم التصريف: - قيمة الكتاب : يُعدُّ كتاب "شرح الشافية" الذي صنفه عالمنا ركن الدين إضافة علمية عظيمة تثري المكتبة الصرفية التي لم تحظ -حتى الآن- بما حظيت به المكتبة النحوية من المصنفات. وتكمن أهمية الكتاب في أن صاحبه أودع فيه كل مباحث علم التصريف وعالجها معالجة علمية وافية، وكان في معالجته يتوقف عند كل مسألة صرفية يعالجها كي يطلعنا على آراء العلماء حولها، وكان يعرض تلك الآراء والأقوال بطريقة جذابة بعيدة عن الملل، ثم يناقشها ويفندها ويختار أصحها، ويُعلِّل رفضه للمذهب الآخر. وركن الدين في كتابه هذا يطلعنا على اللهجات العربية الواردة في كل مسألة من مسائله الصرفية التي يعالجها، أو قضية يتناولها, وسوف نُخصص مبحثًا في هذا الفصل إن شاء الله تعالى للحديث عن اللهجات العربية الواردة في الكتاب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 - منهج ركن الدين في عرض قضاياه التصريفية في هذا الكتاب : بدأ ركن الدين في كتابه هذا بخطبة استهلّها بحمد الله تعالى والصلاة على نبيه -صلى الله عليه وسلم- وبعد ذلك بيّن الدافع وراء تأليفه وهو إلحاح جماعة من العلماء من معاصريه عليه في أن يشرح لهم مقدمة ابن الحاجب الموسومة بالشافية شرحًا سهل التناول والاستيعاب كما أشار إلى ذلك في مقدمة هذا الكتاب. وأمّا عن منهجه في الكتاب فهو منهج يتّسم بالوضوح؛ فعباراته واضحة وألفاظه لائحة، على حدّ عبارته؛ إذ يقول في مقدّمته: "وشرحتها بعبارة واضحة وألفاظ لائحة شرحًا بِفَسْر مشكلاتها حاويًا، وبحلِّ معضلاتها وافيًا، مذلًِّلا من قشرها لبابها، مجتهدًا في كشف القناع عن مخدراتها، متوغِّلًا في هتك السِّتر عن مستتراتها، مشيرًا إلى حقائقها المدفونة, مُظهرًا لدقائقها المكنونة، ذاكرًا على أكثرها الأدلة المعهودة والمسلمات المشهودة". وكان الرجل يستعين في فهم قضايا الشافية بالرجوع إلى مُصنّفات ابن الحاجب أعني كتابيه: الإيضاح في شرح المفصل وشرحه على شافيته، ويصرح الركن بهذا فيقول: "مع عجزي عن فهم أكثر ما أودعه مصنِّفها إلا باستعانة من تصانيفه". وركن الدين يبدأ شرحه بذكر جزء من متن الشافية ثم يتناوله بالشرح والتعليق شارحًا ما يُذكر في المتن وما لم يذكر من قضايا صرفية، مُستشهدًا بشواهد من القرآن الكريم أربت على المائة، وبشواهد من الشعر بلغت نيِّفًا وأربعين شاهدًا من الشعر والرجز، نسب منها ستة ولم ينسب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 البواقي. وكذلك استشهد بالعديد من أقوال العرب وأمثالهم وحكمهم. ونلاحظ أن الركن لم يذكر في كتابه هذا من الأحاديث سوى حديث واحد، وهو قوله -صلى الله عليه وسلم- على لهجة بعض العرب: "ليس من امبِرِّ امصيِامِ في امسفَرِ". وأنشده شاهدًا على أنّ بعض العرب يبدلون لام التعريف ميمًا. وركن الدين بعد أن يفرغ من شرح المسألة الصرفية يورد ما قيل فيها من أقوال ومذاهب ثم يناقشها مناقشة علمية جادة تدل على رجاحة عقله وسعة أفقه واطلاعه، ثم يختار لنفسه ما يراه راجحًا -من وجهة نظره- مؤيِّدًا اختياره بالدليل والبرهان والشاهد، كما سنوضح ذلك في المبحث الخاص بالمسائل الخلافية في كتابه في هذا الفصل إن شاء الله تعالى. ويعرض الرجل في كتابه جميع اللهجات العربية الواردة عن العرب في الظاهرة اللغوية التي يعالجها، وكان في الأعمّ الأغلب ينسب اللهجة إلى القبيلة التي تتكلّم بها، كما سيأتي. والرجل يهتمّ اهتماما عظيمًا بتفسير الألفاظ اللغوية الصعبة التي تحتاج إلى تفسير، ومما يؤيد ذلك قوله: "القاصعاءُ: جحر من جحرة اليربوع، وهو الباب الذي يقصع فيه؛ أي: يدخل فيه. والنافقاءُ: إحدى جحرة اليربوع يكتمها ويظهر غيرها ويعدها لهروبه. والداماء: إحدى جحرة اليربوع التي يدمها بالتراب؛ أي: يطلي رأسه به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 والسابياء: المشيمة التي تخرج مع الولد"1. ومنه قوله: "البازُل: هو البعير الذي طعن في السنة التاسعة2. ومنه قوله: "الحَرْمَى: ناقةٌ تَشْتَهِي الفَحْل"3. وقد اعتمد الرجل على مجموعة من المصادر اعتمادًا كبيرًا, نصّ على بعضها ولم ينصّ على البعض الآخر؛ فنراه يعتمد على كتاب سيبويه4 فينقل منه الكثير من آرائه وآراء شيخه الخليل. وينقُل أيضًا عن يحيى بن زياد الفراء5، وعن أبي عثمان المازني6، وعن أبي العباس المبرد7، وابن السراج8، وأبي   1 شرح الشافية، ص459 من هذا الكتاب. 2 الكتاب ص460. 3 الكتاب ص464. وثمة مواضع أخرى كثيرة منتشرة في أثناء الكتاب. 4- ينظر الكتاب: 193، 195، 203، 217، 242، 244، 263، 278، 284، 291، 301، 305، 318، 326، 365، 366، 381، 382، 390، 392، 403، 406، 407، 411، 425، 457، 484، 517، 525، 532، 533، 548، 571، 598، 599، 600، 602، 604، 611، 621، 631، 632، 690، 698، 711، 714، 744، 773، 782، 783، 797، 798، 799، 801، 805، 808، 809، 836، 838، 924، 950، 1019، 1034. 5 ينظر الكتاب: 185، 194، 195، 293، 295، 301، 303، 437، 439، 570، 571، 602، 603، 616، 631، 651، 757. 6 ينظر الكتاب: 224، 532، 534، 724، 728، 952، 1035. 7 ينظر الكتاب: 221، 327، 352، 367، 381، 382، 403، 415، 531، 532، 533، 634، 933، 1021، 1035. 8 ينظر الكتاب: 222، 425، 582. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 علي الفارسي1، وتلميذه ابن جني2، والأزهري3. ويعتمد كثيرًا على صحاح الجوهري4، ومجمل ابن فارس5، ومحكم ابن سيده6، ومفتاح عبد القاهر7، وأبنية ابن القطاع8، ومفصَّل الزمخشري9، وشرحه لابن يعيش10. وينقل عن ابن مالك في مواضع كثيرة من كتابه11. واعتمد الركن من بين مصادره على كتب العلامة ابن الحاجب، ونصّ على ذلك في مقدمته، حيث قال: "مع عجزي عن فهم أكثر ما أودعه مصنّفها إلاّ باستعانة من تصانيفه"12. وخصَّ من بين مصادره شرحَه على مفصَّل الزمخشريّ وشرحه على شافيته. ومما يشار إليه ههنا أني رأيت ركن الدين يخرج على مذهب ابن الحاجب، وكثيرًا ما كان يعترض على قوله ويصحح له؛ فلم يكن الرجل إذا مقلدًا ولا تابعًا لأحد، بل كانت له شخصيته الواضحة وإسهاماته الجليلة, وسوف نفرد حديثًا لهذه القضية:   1 ينظر الكتاب: 424، 567، 832، 971، 980، 982، 983، 984، 985. 2 ينظر الكتاب: 175، 224، 985، 986. 3 ينظر الكتاب: 657. 4 ينظر الكتاب: 644، 723، 794. 5 ينظر الكتاب: 723. 6 ينظر الكتاب: 420، 707. 7 ينظر الكتاب: 200. 8 ينظر الكتاب: 462، 707، 822، 939. 9 ينظر الكتاب: 306، 315، 382. 10 ينظر الكتاب: 878، 879. 11 ينظر الكتاب: 593، 644، 697، 832، 980، 1021. 12 ينظر الكتاب: ص164. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 بين ركن الدين وابن الحاجب : كثيرًا ما كان يعترض ركن الدين على ما يقوله ابن الحاجب ويصحح له، وكان يأتي بعبارات منها قوله: "وفي عبارته تعسف عظيم"1. وقال في موضع آخر: "واعلم أن في كلام المصنف نظرًا؛ لأنه يقتضي وجوب رد المحذوف من "دم" في النسبة؛ لأنه محرَّك الأوسط، والمحذوف لام، ولم يعوض همزة وصل، لكنه لا يجب رده فإنه يجوز الوجهان: الرد وعدم الرد"2. وقال أيضًا: "وكان من الواجب أن يقول: وتقلب الألف الأخيرة الثالثة أو الرابعة المنقلبة التي لغير الإلحاق، ثم يذكر حكمها فيما بعد"3. وقال في موضع آخر: "واعلم أنه لو قيل: لم يُرَدّ في تصغير "عيد" إلى أصله؛ للفرق بين تصغير "عِيد" وتصغير "عُود" لكان أصوب؛ لعدم الحاجة إلى تلك الواسطة"4. وقال في موضع آخر: "اعلم أنه لو قال: وحملوا أيما ويتيمًا على   1 شرح الشافية: ص173. 2 الكتاب: 402. 3 الكتاب: 386. 4 الكتاب: 332. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 "وَجِع وحَبِط" لكان أولى"1. واعترض ركن الدين على جعل المصنف "تغافل" و"تكلم" ملحقًا بتدحرج2. وقال في موضع آخر: "اعلم أن في قول المصنف -وهو أن حذف الهمزة في "الله" غير قياس- نظرًا؛ لأنه قياس مرَّ في باب تخفيف الهمزة"3. ونراه يختلف مع ابن الحاجب ومن تابعه كالرضي؛ حيث جعل مثال: "ملكوت" من "قضيت" على "قضوت"، وأن أصله قضيوت فقلبت الياء ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها، ثم حذفت الألف4. على حين نجد ابن الحاجب والرضي يريان أن الأصل أن يقال "قَضَوُوت" لخروج الاسم بهذه الزيادة عن موازنة الفعل، فلا تقلب الواو والياء ألفًا، كما لا تقلب في الصوري والحيدي5. واعترض عليه في موضع آخر قائلًا: "اعلم أن في عبارته نظرًا؛ لأن قوله: "وقلب كل ألف" يغني عن قوله: "وقلبها"، وعن ذكر الهمزة في قوله: "وكذا قلب ألف التأنيث نحو حبلى همزة"6.   1 شرح الشافية: 455. 2 الكتاب: ص235. 3 الكتاب: ص982. 4 الكتاب: ص991. 5 ينظر: شرح الرضي على الشافية: 3/ 305. 6 الكتاب: ص535. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 وقال في موضع آخر: "اعلم أنه لو قال: ما أوله ميم زائدة من الصفات على أي وزن كان يستغنى بتصحيحه عن تكسيره إلا "مُفعَلًا" المخصوص بالمؤنث كان أولى؛ ليشمل نحو: مُعَلِّم ومُعَلَّم ومقاتِل ومقاتَل، فإنه يُجمع جمع السلامة ولا يكسّر، ويخرج عنه مُشدِن ومُطْفِل ومُرْضِع ومُتْل ونحوها مما هو على وزن "مُفْعِل" مخصوص بالمؤنث؛ فإنه يكسّر على "مفاعل" قياسًا، غير مقصور على السماع، نحو: مشادن ومطافل ومراضع ومتال1. ليس هذا فحسب؛ بل نجده يستدرك على المُصنف بعض المسائل الصرفية، نذكر منها قوله في باب الجمع: "اعلم أنه لم يتعرّض لـ"فَعُول" المذكر، ولم يبسط القول في "فَعول" المؤنث أيضًا، لكن يجب أن تعلم أن "فَعول" إذا كان وصفًا يستوي فيه المُذكر والمؤنّث؛ فإن كان مُذكرًا يجمع على "فُعُل" فحسب؛ كصَبُور وصُبُر، وغَدور وغُدُر، وعَقور وعُقُر. وإن كان مؤنَّثًا يجمع على "فُعُل، وفعائل"؛ نحو: عَجوز وعُجُز وعجائز، وقَلوص وقُلُص وقلائص، وسَلوب وسُلُب وسلائب. قال سيبويه: "وقد يستغنى ببعض من هذا عن بعض؛ نحو: "صَعائد" في جمع "صَعود". ولا يقال "صُعُد". ويقال "عُجُل" ولا يقال "عجائل". في جمع "عَجول""2. وننتقل بعد هذا إلى الحديث عن المسائل الخلافية الواردة في الكتاب وبيان طريقة ركن الدين في استعراض هذه المسائل وذكر الأقوال المُتعددة في المسألة الواحدة وكيف كان يناقشها ويختار لنفسه مذهبًا منها.   1 الكتاب: 472، 473. 2 الكتاب: 456, 457. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 أولًا: المسائل الخلافية في الكتاب: حرص ركن الدين -وهو يعالج قضاياه الصرفية ومسائله- على أن يذكر الآراء المختلفة للنحويين الأوائل -رحمهم الله- في المسألة الواحدة إذا تعددت حولها الآراء والأقوال، وذلك بطريقة سهلة ميّسرة تجذب القارئ وتعينه على فهم المسألة بدقائقها، وكان يُناقش هذه الآراء، ويناقش أيضًا حجج كلّ فريق، ثمّ بعد ذلك يختار لنفسه مذهبًا, مؤيِّدًا ما يختاره بالأدلة المقنعة. ولكي يتضح منهجه في عرض مسائله الخلافية والخلاف حولها ومناقشة الآراء وموقفه منها نورد طائفة من هذه المسائل، وإليك البيان: 1- خلافهم حول أصل "كَيَّنُونَة": ذكر لنا ركن الدين خلافا بين البصريين والكوفيين حول أصل "كَيَّنونة" ولنترك له المجال لنرى ماذا يدور بين الفريقين من خلاف: يقول: "قال البصريون: إنه مغير عن "كَيْنُونة" بحذف العين، بدليل عوده إليه في قوله: حتى يعود الوصلُ كَيَّنونة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 واستدلوا عليه بوجود "فَيْعَلول" كـ"خَيْثَعو". وقال الكوفيون: هو مغيَّر بإبدال ضمة أوّله فتحة، وأصله "كُونونة" على وزن "سُرْجُونة" وهي الطبيعة1، وبعد أن عرض رأي البصريين والكوفيين نراه يرفض رأي الكوفيين بقوله: "وهو ضعيف؛ لأنّه لو كان الأمر في هذا كما قال الكوفيون لم يكن لإبدال الواو ياء وجهٌ، ولا لإبدال ضمّة أوّله فتحة"2. وهو بهذا يختار رأي سيبويه وجمهور البصريين كما هو واضح3. 2- أصل الهاء المتطرقة في "هناه": ذكر ركن الدين في هذه المسألة مجموعة من الأقوال بدأها برأي جمهور البصريين، عدا أبي زيد والأخفش، ثُمَّ ذكر رأيًا ثانيًا لبعض البصريين، ثم ذكر ثالثًا لبعضهم، ورابعًا، وبعد ذلك عرض رأي الكوفيين، ثم ختم الحديث بذكر قول لأبي البقاء العكبري. ولنترك له الزمام ليحدثنا عن أقوالهم التي وقف عليها: يقول: "والهاء في قول امرئ القيس: وقد رابَنِي قَولها يا هَنَا ... هُ ويحك أَلْحَقْتِ شرًّا بشرّ مبدلة عن الألف المُنقلبة عن الواو في هنوات، على رأي وأصله: هَنَاوٌ؛ فقلبت الواو ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها؛ لأن الفاصل غير   1 الكتاب: ص807. 2 الكتاب: 807. 3 ينظر كتاب سيبويه: 4/ 365، والمنصف: 2/ 15، والممتع: 2/ 502, 503. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 حصين، فالتقى ألفان؛ فقلبت الألف الثانية هاء، على وجه الشذوذ, ولو سُلِكَ بها طريق القياس لقلبت همزة. فإن قيل: من أين جاءت الألف التي قبل الهاء؟ قلنا: هي الألف التي في "هنات" جمع "هن"، فأبدلت الواو المقدرة بعدها ألفًا، ثم أبدلت الألف هاء، وهي المتولدة من إشباع الفتحة. وإنما قال: "على رأي"، لأنَّ في هاء "يا هناه" أقوالًا للبصريين غير ما ذكره وقولًا واحدًا للكوفيين والأخفش. أما أقوال البصريين؛ فأحدها: أنها بدل عن الواو1. وثانيها: أنها بدل عن ألف مبدلة من واو2. وثالثها: أن الهاء أصلية وليست بدلًا، وضعف لقلة باب سلس3. ورابعها: أن الألف بدل من الواو التي في هَنَوات، والهاء للسكت. وأما قول الكوفيين والأخفش، فهو أن الهاء والألف زائدتان، والهاء للسكت والوقف واللام محذوفة: كما حذفت في: هن، وهنة. ويبطل هذا القول الرابع للبصريين جوازُ تحريكها في السعة، وهاءُ السكت والوقف لا يجوز تحريكُها في السعة. وأجابوا عنه بأنها إنما حُرِّكتْ لمَّا وصلت؛ تشبيها لهاء السكت بهاء الضمير. وقال أبو البقاء: "إنَّه هَنْ أضيف إلى ياء المتكلم   1 ينظر الممتع: 1/ 401، والإيضاح: 2/ 410، وشرح الشافية للرضي: 3/ 225. 2 ينظر المنصف: 3/ 140-143، والمفصل: 370، والإيضاح: 2/ 410. 3 ينظر الممتع: 1/ 401، والإيضاح: 2/ 411. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 فصار: يا هَنِي، ثم أبدلت من الكسرة فتحة ومن الياء ألفًا، كما فعلوا في "غلام"، وألحق في آخره الهاء للوقف، فصار: "يا هناه"، كما قيل يا غلاماه. وهو حسن"1. فهو بهذا العرض الميسّر قد أوقفنا على كل ما قيل بشأن هذه المسألة من أقوال ومذاهب. 3- وزن "أشياء" وعلة المنع من الصرف: تعرض أبو البركات للحديث عن هذه المسألة في كتابه الإنصاف في المسألة "118" إلا أنّ حديثه فيها كان حديثًا مجملًا؛ إذ يقول: "ذهب الكوفيون إلى أنّ "أشياء" وزنه "أفعاء" والأصل "أفعلاء". وإليه ذهب أبو الحسن الأخفش من البصريين. وذهب البصريون إلى أن وزنه "لفعاء" والأصل "فعلاء""2. ثم شرع يسرد حجج الفريقين ويناقش حجج الكوفيين، على حين نجد ركن الدين فصَّل القول فيها, وينسب كلَّ رأي لصاحبه ولا يعمِّم كما فعل الأنباريّ؛ يقول: "قال الخليل وسيبويه وأتباعهما: وزنه "لفعاء". وأصله "شيئاء" على وزن "فعلاء" فمنع الصرف لألف التأنيث ثم تُقلب اللام إلى موضع الفاء، فصار "أشياء" على وزن "لفعاء". وقال الكسائيّ: وزنه "أفعال" لأنّ "فعلاء" معتلّ العين يجمع على "أفعال" كـ: قَيْل وأقيال. وقال الفرّاء: وزنه: "أفعاء"   1 الكتاب: ص876. 2 الكتاب: ص194. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 وأصله "أشيئاء" على وزن "أفعلاء"؛ فخفف بحذف الهمزة الأولى ورأى أن شيئًا أصله: "شَيِّء" على وزن "فيعل" ثمّ خُفِّف كما خُفِّف "مَيْت" ثمّ جمع على "أشياء" كما جمع "نَبِيّ" على "أنبياء" ثمّ حذفت الهمزة التي هي لام الفعل تخفيفًا كراهة اجتماع همزتين بينهما ألف، فصار وزنه "أفعاء"1. ثم يرجح مذهب الخليل وسيبويه على غيره من المذاهب مقدِّما الحجج والأدلة والبراهين التي تؤيِّد اختياره؛ إذ يقول: "ومذهب الخليل وسيبويه أصحّ من مذهبي الكسائي والفرَّاء. أما كونه أصحّ من مذاهب الكسائي؛ فلأنّ مذهب الكسائي مستلزم لمنع صرف الاسم بغير علة، وانتفاؤه معلوم من لُغتهم. والقلب الذي هو مذهب الخليل وسيبويه كثير شائع؛ فارتكابه أولى من ارتكاب ما لا نظير له في كلامهم. وأمّا كونه أصحّ من مذهب الفرّاء؛ فلأنّ مذهب الخليل وسيبويه يستلزم خلاف الظاهر -أعني القلب- وهو كثير شائع، ومذهب الفّراء يستلزم خلاف الظاهر بوجهين أحدهما غير شائع والآخر غير جائز. والأول تقديره "شيئاء". وأن "شيِّئًا" على وزن "فَيْعِل"؛ فإنه خلاف الظاهر مع أنّه لم يسمع؛ فلو كان هو الأصل لكان هو الكثير الشائع، كما أنّه لما كان "ميِّت وبيِّن" أصل "مَيْت وبيْن" كان أكثر من "مَيْت وبَيْن" لكنه ليس كذلك"2.   1 الكتاب، ص194. 2 الكتاب، ص196. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 4- أصل الألف المنقلبة عن التنوين في الاسم المقصور حال الوقف: قال ركن الدين: "اعلم أنه يوقف على كل شيء منون مقصور ثلاثيا كان أو غير ثلاثي، على الألف باتفاق، سواء كان مرفوعًا أو منصوبًا أو مجرورًا، نحو: هذه عصى ورحى ومسمّى ومُعلَّى، ورأيت عصى وروحى ومُسمّى ومُعلَّى، ومررت بعصى ورحى ومُسَمَّى ومُعَلَّى. لكن اختلفوا في هذه الألف؛ فقال المُبرِّد: هي الألف الأصلية في الأحوال الثلاث. وقال المازنيُّ: هي الألف المبدلة من التنوين في الأحوال الثلاث. وقال سيبويه: هي الألف المبدلة من التنوين حال النصب، والألف الأصلية حالتي الرفع والجرّ واستدلّ على قول المبرد بوجهين: أحدهما: أنهم أمالوا رحى ومسمى ومعلى في الوقف حالة النصب والرفع والجر، فلو كانت الألف فيها عوضا عن التنوين لم تمل. والثاني: أنهم كتبوا معلى ومسمى بالياء في الأحوال الثلاث، فلو كانت الألف عوضًا عن التنوين لوجب أن يكتب ألفًا كما كتبت: رأيت زيدا، بالألف. واستدل على قول المازني بأنه إنما قلب التنوين ألفًا في الوقف حالة النصب، لوقوعه بعد الفتحة، وهذه العلة موجودة في الأحوال الثلاث في هذا الباب فوجب قلبهما ألفًا في الأحوال الثلاث عملا بالعلّة واستدل على قول سيبويه بأن المعتل الذي يشكل أمره يحمل على مثاله من الصحيح، لكنه قد ثبت في الصحيح أنهم يقلبون التنوين ألفًا في حالة النصب ويحذفونه في حالة الرفع، فوجب أن يكون المُعتل كذلك"1.   1 الكتاب: ص533. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 واختار رأي سيبويه واعترض على ما قاله المبرد والمازني بقوله: "ويمكن أن يجاب عن دليل المبرد بأنا لا نسلم أن من كان رأيه غير رأي المبرد أمالها وكتبها بالياء، بل أمالها وكتبها بالياء من كان رأيه رأي المبرد، فلم قلتم إنه ليس كذلك. وعن دليل المازني بأنا لا نسلّم أن الفتحة المقتضية لقلب التنوين ألفًا موجودة قبل التنوين في الأحوال الثلاث؛ لأنّ الفتحة المقتضية له هي الفتحة المقدرة لا الملفوظة العارضة ولهذا لا اعتبار للحركة والسكون العارضين، بل للحركة والسكون الأصليين، كما مرَّ في باب التقاء الساكنين"1. 5- وزن "إنسان": ذكر ركن الدين خلافًا حول وزن لفظة "إنسان"؛ فبعضهم يرى أن وزنه "فِعْلان"، والبعض الآخر يرى أن الوزن "إفْعان" يذكر ركن الدين هذين المذهبين ثم يختار المذهب الأول ويرى أنه الصواب, يقول: "اختلف في إنسان؛ فقال بعضهم: إنه فِعْلان، من الأنس". وقال بعضهم: إفعان -من نَسِي- لمجيء تصغير إنسان على أُنَيْسِيَان. والتصغير يردُّ الأشياء إلى أصولها؛ فأصل إنسان أنيسان، فحذفت الياء على غير قياس، فبقي إنسان على وزن "إفعان". والأول هو الصواب؛ لأن الإنسان موافق لأنس وأنيس في اللفظ والمعنى، فيكون الألف والنون زائدتين، والإنسان ليس بموافق لِنَسِيَ   1 الكتاب: ص534. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 لا في اللفظ ولا في المعنى"1. والرأي الأول اختاره الجوهري في صحاحه، وذكر أن أصحاب الرأي الثاني استدلوا على مذهبهم بقول ابن عباس -رضي الله عنه- سُمي إنسانًا؛ لأنه عُهِدَ إليه فنسِيَ2. 6- وزن "هَمَّرِش": ذكر ركن الدين خلافًا حول وزن "هَمَّرِش"، وأن اتجاهًا يرى أن الميم المكررة زائدة والآخر يرى أن الميم منقلبة عن نون "هَنْمَرِش" يقول: "اختلف في "همّرِش" على قولين: أحدهما: وهو قول الأكثرين: بتضعيف العين؛ أي: تكرير الميم، فالميم الثانية زائدة. والثانية وهو قول الأخفش: ليس بتضعيف عينه. بل أصله "هَنْمَرِش"؛ فقلبت النون ميمًا، وأدغمت الميم في الميم، فلهذا توهم التضعيف وليس بتضعيف، فوزنه: فَعْلَلِلٌ كجَحْمَرِش. ويؤكد عدم كونه مضعفا مجيء فعلل. ولعدم مجيء فعلل. ولعدم مجيء فعلل لم يظهروا النون؛ لأنه حينئذ لا يحصل الالتباس؛ لتعيين كونه فَعْلَلِلًا، فلو التبس وجب الإظهار؛ لئلا يلتبس المثالان، كما فعل في غيره"3.   1 الكتاب: ص597, 598. 2 ينظر: الصحاح: "أنس": 3/ 904. 3 الكتاب: ص620. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 والأول هو رأي الخليل وسيبويه وجمهور البصريين1 والثاني: هو رأي الأخفش، كما ذكر ركن الدين، ووافقه الكوفيون2. وينشأ عن خلافهما خلاف حول التصغير، فتصغير هَمَّرِش عند الخليل وسيبويه "هُمَيْرِشٌ"، وعند الأخفش "هُنَيْمِرٌ". 7- اشتقاق لفظة "سُرِّيَّة": قال ركن الدين: "واختلفوا في اشتقاق سُرِّيَّة؛ فقال بعضهم: إنها من السرِّ الذي هو الجماع أو الذي يكتم؛ لأنها توافق معنى الجماع ومعنى الذي يكتم، لأن الغالب في السرية الإسرار عن حرية وهي فُعْلِيَّةٌ منسوبة إلى السر بمعنى الجماع والإخفاء، وإنما ضمت سينها؛ لأن الأبنية قد تغير في النسب خاصة كما قالوا في النسبة إلى الدهر: دُهْرِيّ، وإلى الأرض السهلة سُهَلِيّ. والجمع السراري فالياءان زائدتان. وقال بعضهم: وزنها فُعْوُلَةٌ -سُرُّورة من السرِّ أيضا- أبدلوا من الراء الأخيرة ياء للتضعيف ثم أدغموا. وقال بعضهم: إنها من السراة، وهي الخيار؛ لأنه لا يجعل الأمة سُرّيَّة إلا بعدما اختارها لنفسه، ولا يختارها لنفسه إلا إذا كانت سُرِّيَّة، فوزنها عند هؤلاء فُعِّيلَة، فتكون الراء الواحدة زائدة، وكذا الياء الواحدة. وكونها من السر أنسب من كونها من السراة؛ لقوة المعنى واللفظ. أما قوة المعنى؛ فلما تقدم، وأما قوة اللفظ فلكثرة فُعْلِيَّة وعدم فُعَّيلَة. وقال الأخفش: إنها مشتقة من السرور، يسر بها، فوزنها فُعْلُولة إلا أنهم   1 ينظر الكتاب: 4/ 330. 2 ينظر حاشية "3" من ص620 من الكتاب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 أبدلوا من الراء الأخيرة ياء لكثرة التضعيف ثم قلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء"1. والرأي الأول: هو رأي الجوهري صرح به في صحاحه2، والرأي الأخير حكاه الجوهري عن أبي الحسن الأخفش3. واختار ركن الدين رأي صاحب الصحاح. 8- اشتقاق لفظة "مَئُوَنة": قال: واختلف في مئونة؛ فقال بعضهم إنها مشتقة من: مَانَ يَمُونَ، لفظا، وهو ظاهر. ومعنى؛ لأن معنى: مَانَه: قام بمَئُونَتِهِ. ووزنها عندهم فَعُولَة؛ قلبت الواو الأولى همزة. وقال بعضهم: إنها مشتقة من الأَوْن -وهو الثقل- لاستلزام المَؤُونَةِ الثِّقل، فوزنها عندهم مَفْعُلَة. وأصلها: مَأْوُنَة، فنقلت حركة الواو إلى الهمزة على مقتضى القياس، فصار: مَئُونَة. وقال الفراء: إنها مشتقة من الأَيْنِ -وهو التعب- بناء على أصله، وهو أن الياء إذا وقعت عينا وكان ما قبلها مضموما قلبت الياء واوا ليسلم ضم ما قبلها، ولم تبدل الضمة كسرة لتسلم كما هو مذهب سيبويه، فأصل "مئونة" على مذهب الفراء: مَأْيُنَة، على وزن مَفْعُلَة، فنقلت حركة الياء إلى الهمزة، ثم قلبت الياء واوا لضمة ما قبلها فصار: مَأْوُنَة.   1 ص601 من الكتاب. 2 ينظر "سرر": 2/ 682. 3 ينظر المصدر السابق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 والأول هو الوجه، لدلالة مَئُونَة على مدلول: مان يمون، مباشرة، وعدم دلالتها على الثقل والتعب، لا مباشرة ولا لزوما، بل اتفاقا؛ لأنه يمونه من غير ثقل ولا تعب في بعض الصور. ولئن سلمنا دلالتها على الثقل والتعب لزوما، لكن لا نسلم دلالتها عليهما مباشرة1. وبعد أن استعرض هذه المذاهب في المسألة المذكورة واختار الوجه الأول، عاد إلى مذهب الفراء ومن تابعه من الكوفيين قائلا: "وأما مذهب الفراء فأبعد المذاهب؛ لأنه إذا وقعت ياء قبلها ضمة كان الأولى، بل الواجب، أن تبدل الضمة كسرة لتسليم الياء، كما في "أدل" جمع "دلو"2. 9- خلافهم حول وزن "أوّل": استعرض ركن الدين مذاهب النحاة؛ فبدأ بمذهب جمهور البصريين، ثم ثنى بمذهب لبعض البصريين، ثم بقول آخر لبعضهم واختار المذهب الأول وعلل له، وفي نهاية المسألة ذكر رأي الكوفيين وأبطله، واستدل على بطلانه. ولنترك الحديث لركن الدين ليحدثنا عن هذه الأقوال والمذاهب: قال: "وكان وزن "أَوَّل" أَفْعَل، لمجيء مؤنثه على الأُولى وجمع مؤنثه على الأُوَل، وظاهر أنهما الفُعلَى والفُعَل، فيكون أَوَّل أَفْعَل، والصحيح أنه من "وول"؛ أي:   1 الكتاب: 602, 603. 2 ينظر ص603. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 حروفه الأصول واو وواو ولام؛ فأصله على هذا: أوول؛ فأدغمت الواو في الواو فصار أول. وقال بعضهم: إنه من "وأل"؛ أي: حروفه الأصلية: واو وهمزة ولام. فأصله على هذا: "أو أل"؛ فقلبت الهمزة واوا وأدغمت الواو في الواو, والتزم ذلك لكثرته واستثقال الهمزة بعد الواو وقال بعضهم: من "أول"، أي: حروفه الأصول: همزة وواو ولام. فأصله على هذا: ""أأول"؛ قلبت الهمزة واوا وأدغمت الواو في الواو. والصحيح الأول: لمخالفة غيره القياس. وقال بعضهم: ليس أول على وزن أَفْعَل، بل على وزن فَوْعَل -من أول- فزيدت عليه واو فَوْعَل، وأدغمت في الواو التي هي عين، فصار أول. ويدل على بطلانه مجيء الأول؛ فإنه لا يجيء من "فَوْعل" مثل ذلك"1. 10- الزائد في التضعيف: الثاني أم الأول؟: ذكر ركن الدين ثلاثة آراء بشأن هذه المسألة؛ الأول رأي الجمهور، والثاني رأي الخليل، والثالث رأي سيبويه، واختار رأي الأكثرين، يقول: "اعلم أنهم اختلفوا في الزائد في التضعيف نحو كرَّم؛ فقال الأكثرون: هو الثاني، وقال الخليل: هو الأول وجوز سيبويه الأمرين. والصحيح أن يكون الزائد هو الثاني؛ لأنا نعلم بأن الدال في "قَرْدَد" إنما جعلت بإزاء الراء في "جَعْفَر" والدال التي بإزاء راء   1 الكتاب: ص 588, 589. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 "جَعْفَر" هي الثانية: وإذا كان في "قَرْدَد" كذلك كان الزائد هو الثاني في غير "قَرْدَد"، لأنه مثله"1. 11- الهاء في "هِجْرَع" زائد أم أصلية: اختلف حول أصالة الهاء في "هِجرع"؛ فذهب الأخفش إلى أنها زائدة، وأن الهجرع مشتق من الجَرع، وذهب ركن الدين إلى أن الهاء أصلية غير زائدة، وأن وزن هجرع: فعلل2. وركن الدين ههنا يذهب إلى ما ذهب إليه جمهور النحاة واللغويين3، ويستبعد مذهب الأخفش ومن وافقه كعبد القاهر الجرجاني في كتابه "المفتاح"4. 12- أصل "استطاع": ذكر ركن الدين خلافا بين سيبويه والفراء، فذكر أن أصل "اسطاع" عند سيبويه: "أطاع" زيدت السين تعويضا عما فات الفعل من التصحيح فصار "اسطاع" ولا اعتداد بالسين عنده؛ لأنها زائدة عنده5.   1 الكتاب: ص621. وقد وثقنا هذه المذاهب في حواشي الصفحة المذكورة. 2 ينظر ص637 من الكتاب. 3 ينظر الكتاب: 4/ 289، والصحاح "هجرع": 3/ 1306، واللسان "هجرع": 6/ 4621، والقاموس "هجرع": 3/ 89، والمقتضب: 1/ 66، 256، 2/ 108، و3/ 338، وإصلاح المنطق: 222، وتهذيبه: 1/ 513. 4 ص89. 5 ينظر ص631. وينظر كتاب سيبويه: 4/ 285. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 وذكر أن أصلها عند الفراء: "استطاع" حذفت التاء للتخفيف، فبقي "اسطاع" -بكسر الهمزة- على القياس، ثم فتحت الهمزة على غير القياس1. وبعد أن يذكر ركن الدين رأي سيبويه والفراء، يقول: "وقول سيبويه أشذ وأقيس؛ لأنه لم يرتكب شذوذا"2. 13- تثنية اللَّذَيَّا واللتيا: ذكر ههنا خلافا بين سيبويه والأخفش، وهذا الخلاف بمثابة خلاف بين البصريين، ويعبر عنهم مذهب سيبويه، وبين نظرائهم الكوفيين منضما إليهم أبو الحسن الأخفش من البصريين, قال ركن الدين: "وقالوا في تثنيتهما: اللَّذَيَّانِ واللَّتَيَّانِ، في الرفع واللَّذَيِّين واللَّتَيِّين في النصب والجر. واختلف سيبويه والأخفش في ذلك؛ فسيبويه لا يقدر المزيد في تصغير مفرديهما، وهو ألف اللَّذَيَّا واللَّتَيَّا، والأخفش يقّدره ويحذفه لالتقاء الساكنين. ولا يظهر أثر الخلاف بينهما في التثنية، بل في الجمع؛ فتقول على مذهب سيبويه في جمع اللَّذَيَّا: اللَّذَيُّون في الرفع، بفتح الذال وضم الياء وتشديدها، واللَّذِيِّين بكسر الذال والياء، في النصب والجر. وتقول على مذهب الأخفش: اللَّذَيٌّون، في الرفع، واللَّذَيِّين   1 ينظر ص631. 2 الكتاب: ص632. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 في النصب والجر، بفتح الياء فيهما، فلفظة التثنية والجمع متساوية على مذهبه"1. 14- خلافهم حول كتابة الألف الثلاثية في الاسم المنون: قال ركن الدين: "وعلى تقرير كتابة الألف الثلاثية بالياء، فإن كان الاسم الذي فيه الألف منونا فالمختار عندنا أنه يكتب أيضا بالياء، وهو قياس المبرد. وقياس المازني أن تكتب بالألف في الأحوال كلها؛ أي: في النصب والجر والرفع؛ لأنها ألف التنوين في الأحوال الثلاث عنده. وقياس سيبويه أن يكتب المنصوب بالألف وأن يكتب ما سواه، أعني: المرفوع والمجرور، بالياء؛ لأن الألف الموجودة في النصب ألف التنوين عنده، بخلاف الألف الموجودة في الرفع والجر. وقد تقدم في باب الوقف ما يرشد إلى ذلك"2. وبعد هذا العرض لمسائل الخلاف عند ركن الدين، وبعد أن وضح من خلاله منهجه في عرض المذاهب المتعددة في المسألة الواحدة ومناقشته لها واختيار أصحها، أود أن أشير إلى نقطة مهمة، وهي أن الطابع البصري كان واضحا عند عالمنا الكبير في كل مسألة صرفية يعالجها كما كان واضحا أيضا في معالجته مسائله النحوية، كما أثبتنا من قبل، عند الحديث عن مذهبه النحوي3.   1 الكتاب: ص365, 366. 2 الكتاب: ص1036. وينظر توثيق المذاهب المذكورة في حواش هذه الصفحة. 3 ينظر كتابنا: ركن الدين الأستراباذي وجهوده النحوية والتصريفية، ص148, 190. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 ثانيا: اللهجات العربية الواردة في الكتاب 1- قلب الكسرة والياء ألفا في كل ياء مفتوحة فتحة بناء وقبلها كسرة لهجة طيئ: تحدث ركن الدين عن هذه اللهجة، فقال: "وطيئ يقلبون الكسرة فتحة ويقلبون الياء ألفا في كل ياء مفتوحة بناء وقبلها كسرة، فيقولون في بقِي يبقى: بقَى يبقَى, وفي فَنِي يفنَى: فنىَ يفنَى وفي دُعِي وبُنِي: دُعَى وبُنَى قياسا؛ طلبا للتخفيف؛ لأن الفتحة والألف أخف من الكسرة والياء"1. وركن الدين بعد أن يذكر هذه اللهجة يأتي لها بما يؤيدها من كلامهم، فيقول2: "ومنه قول الشاعر على لغتهم: نستوقد النَّيل بالحضيض ونصـ ... طاد نفوسا بُنَتْ على الكَرم3 وهذا الشاهد الذي أتى به لرجل من بني بَوْلان4. وبنو بولان حي في طيء، وفيه جاء: "بُنَتْ"، من الفعل "بُنِيَ" المبني للمفعول من "بَنى" متصلة به تاء التأنيث، وحذف الألف. وعلى لغة غيرهم: "بُنِيَتْ"، كما هو القياس. 2- لهجة هُذَيل في الثلاثي المعتل العين إذا جُمع جمعَ مؤنث سالما:   1 الكتاب: ص281. 2 المصدر السابق. 3 ينظر المصدر السابق. 4 ينظر السابق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 إذا جمع باب "فَعلة" -بفتح الفاء وسكون العين- جمع التصحيح يجمع على "فَعَلات" إن كان اسما صحيحا، نحو تَمْرَة وتَمرات؛ فرقا بين الاسم والصفة. ويجوز إسكان العين للضرورة. أما إذا كان الاسم معتل العين جمع على فَعْلات بسكون العين، نحو بَيْضَة وبَيْضَات، وجَوْزَة وجَوْزات؛ لاستثقال الحركة على الواو والياء إن لم يقلبوهما ألفا، وحصول التغيرات قلبوهما ألفا. هذه هي اللغة المشهورة، ولكننا نجد هذيلا تسوي بين الصحيح والمعتل ههنا، فتحرك العين في المعتل كما تحركها في الصحيح، نقول في جمع بَيْضة وجَوْزة: بَيَضات وجَوَزات، استمع إلى ركن الدين وهو يحدثنا عن هذه اللهجة فيقول: "وهذيل تسوي بين الصحيح والمعتل العين فتقول في جمع بَيْضة وجَوْزة: بَيَضات وجَوَزات بفتح الباء والواو، ولم يلتفت إلى حركتهما لعروضهما"1. وقد أشار سيبويه في كتابه إلى هذه اللغة2. 3- تسكين العين في نحو حُجْرات وكِسْرات لهجة تميم: إذا جمع "فُعْلَة" -بضم الفاء وسكون العين- جمع التصحيح وكان صحيح العين جمع على "فُعَلات" -بفتح العين- على الأصل   1 الكتاب: ص432. 2 ينظر كتاب سبيويه: 3/ 600. وعلى هذه اللغة ورد قوله تعالى في "ثَلَاثُ عَوَرَاتٍ لَكُمْ" [سورة النور الآية: 58] في قراءة ابن أبي إسحاق. "ينظر مختصر ابن خالويه 103". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 وضم العين اتباعا، نحو: "حَجَُرات" -بفتح الجيم وضمها- في جمع: "حُجْرة". ولكن بني تميم يسكنون العهين فيقولون: "حُجْرات"، قال ركن الدين: "وقد يسكن في لغة بني تميم العين في جمع "فِعْلة" -بكسر الفاء وسكون العين- وفي جمع فُعْلة -بضم الفاء وسكون العين- فيقال في جمع كِسْرة وحُجْرة: كِسْرات وحُجْرات بسكون العين والجيم"1. 4- لهجات العرب في نطق الأمر المدغم للواحد والمضارع المجزوم بالسكون: قال ركن الدين: "ونحو "رُدَّ" و"لم يَرُدَّ" في لغة تميم؛ لأن أصل "رُدَّ": ارْدُدْ، وأصل "لم يَرُدَّ": لم يَرْدُدْ؛ فثقلت حركة الدال الأولى إلى ما قبلها للإدغام لاجتماع المثلين، فاجتمع ساكنان وهما: الدال الأولى المسكنة للإدغام والدال المسكنة للأمر أو النهي، فحركت الثانية لالتقاء الساكنين وأدغمت الأولى في الثانية"2. وعلق على قول ابن الحاجب: "في تميم" بقوله: "وإنما قال: "في تميم؛ لأن أهل الحجاز يقولون: "ارْدُدْ"، و"لم يَرْدُدْ" على الأصل من غير تسكين الدال الأولى للإدغام؛ لأن من شرط الإدغام تحرك الحرف الثاني؛ لتلا يلزم التقاء الساكنين، وكان بني تميم لا يلتفتون إلى سكون الثانية؛ لكونه عارضا"3.   1 الكتاب: ص435. 2 السابق: ص498. 3 السابق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 وقال في موضع آخر: "يجوز في مثل "رُدَّ"، و"لم يَرُدَّ": الضم للاتباع، والفتح لكونه أخف، والكسر على الأصل"1. وقال في موضع آخر: "وأما كسر الدال نحو "رُدَّه" فلغة قليلة سمعها الأخفش من بني عقيل؛ لأن الواو تنقلب ياء لكسرة الهاء ولا يستكره اجتماع الياء مع الكسرتين، لكون الهاء خفيفة"2. وركن الدين في هذه المواضع يشير إلى اللهجات العربية في الأمر المضعف للواحد وكذلك المضارع المجزوم بالسكون المضعف، وهذه اللهجات هي: - لهجات بني أسد وغيرهعم من بني تميم بفتح الدال. وهذه اللغة حكاها سيبويه في كتابه3 ونقلها عنه الزمخشري في مفصله4. - لهجة كعب وغني ونمير كسر الدال، فيقولون: "رد"، و"لم يرد"5. - لهجة حكاها الأخفش عن بني عقيل: وهي التي تكسر الدال لكسرة الهاء   1 الكتاب: ص505. 2 السابق: ص508. 3 3/ 533. 4 354. 5 وهذه اللهجة ذكرها سيبويه في كتابه: 3/ 534. وينظر شرح الشافية للرضي: 2/ 243. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 بعدها، فيقولون: "رَدِّهِ"1. - لهجة الحجازيين الإظهار: "ارْدُدْ"، و"لم يَرْدُدْ". وقد أكدت المصادر أن هناك قبائل عربية عرفت بالإدغام وهي: تميم وطيئ وأسد وبكر بن وائل وتغلب وعبد القيس، وهي القبائل التي تسكن وسط الجزيرة وشرقها، وهناك قبائل عربية أخرى تؤثر الإظهار وهي: قريش وثقيف والأنصار وهذيل2. وقد جاء القرآن الكريم غالبا بلهجة الحجازيين بالنسبة لهذه الظاهرة، يقول الله تبارك وتعالى: {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ} 3. ويقول: {وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى} 4، ويقول أيضا، {وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ} 5. ويقول أيضا: {وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} 6. وقد ورد في القرآن بلهجة تميم ومن على شاكلتهم، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ} 7. ومثله {مَنْ يُشَاقِّ} 8   1 ينظر في هذه اللهجة: المفصل: 354، وشرح الأشموني: 3/ 897. 2 ينظر الخصائص: 3/ 92، وابن عقيل: 2/ 611, 912. 3 سورة "آل عمران": من الآية "120". 4 سورة "طه": من الآية "81". 5 سورة "لقمان": من الآية "19". 6 سورة "المدثر": من الآية "6". 7 سورة "المائدة": من الآية "54". 8 سورة "الحشر": من الآية "4". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 وعلى هذا يمكننا أن نقول: إن اللغة الأدبية اعترفت بشقي الظاهرة، أما القرآن الكريم فقد فضل الحجازية وإن اعترف بالتميمية كذلك. والسر في التزام الحجازيين فك الإدغام أنه يترتب على الجزم عادة نقل النبر من موضعه إلى المقطع الذي قبله؛ لأن النبر يختصر أواخر الكلمات على حد تعبير الدكتور إبراهيم أنيس رحمه الله1. والقبائل التي تؤثر الإدغام في المضارع المجزوم والأمر المضعف للواحد في نحو "لم يَرُدَّ"، و"رُدَّ" ليست على نمط واحد في هذه اللهجة، بل انقسموا إلى لهجات أخرى من حيث ضبط الحرف الأخير، فبنو أسد وغيرهم من بني تميم يؤثرون الإدغام مع التحريك بالفتح على كل حال؛ فهم يقولون: حجَّ, و"إن تَحُجَّ، أحُجَّ". ولغة بني أسد2 كلغة أهل نجد إلا أن يقع بعد الفعل حرف ساكن؛ فإنهم أجازوا الكسر في نحو: "غُضِّ الطرف". وكعب ونمير وغني3 يدغمون مع الكسر في كل حال، فيقولون: رِدِّ وغُضِّ وفِرِّ وإن تردِّ أرُدِّ. 5- حذف الواو والياء اللتين هما ضميران لغة لبعض قيس وأسد:   1 ينظر: في اللهجات العربية، ص150. 2 ينظر شرح ابن عقيل: 2/ 612. 3 ينظر التصريح: 2/ 406. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 قال ركن الدين: "ونحو: "الزيدون صنعُ" قليل قبيح؛ لأن الواو والياء فيما ذكرناه اسم مستقل وحذفه محال، بخلاف الواو والياء في نحو: زيد يغزو، وزيد يرمي وجاءني القاضي؛ لأنها جزء كلمة في الآخر فإذا حذفت في الآخر كانت بقية الكلام دالة عليها فلذلك استقبح قوله: لا يبعد الله أقواما تركتهم ... لم أدرِ بعد غداة البين ما صنعُ1 أي: ما صنعوا. وقوله: يَا دَارَ عَبْلَةَ بِالْجِوَاءِ تكلَّمِ ... ............................. 2 يريد: تكلمي. وهذه اللغة التي ذكرها ركن الدين ونص على أنها قليلة قبيحة هي لغة لبعض قيس وبني أسد، كما ذكر الرضي في شرح الشافية3. 6- إبدال الميم من لام التعريف لغة طائية: قال ركن الدين في مواضع إبدال الميم4: وإبدالها من لام التعريف ضعيف، وهي لغة طائية، كقوله عليه السلام: "لَيْسَ مِنْ أمْبِرِّ أمصيامِ فِي أمْسفَر" 5.   1 البيت لتميم بن أبي بن مقبل. ينظر تخريجه في حاشية "2"، ص552. 2 البيبت لعنترة وهو في ديوانه برواية "تكلمي" ينظر تخريجه في حاشية "4" ص552. 3 ينظر: 2/ 305. 4 الكتاب: ص866. 5 ينظر ص866. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 وبعد أن ذكر هذه اللغة عاد وذكر أن هذه الميم التي جاءت على هذه اللغة قد لا تكون بدلا من اللام لجواز أن تكون مرادفة لها ويكون التعريف بالاستقلال لا لكونها بدلا من اللام1. 7- إبدال الهاء من الهمزة لهجة طائية: تحدث ركن الدين عن هذه اللهجة وهو بصدد الحديث عن مواضع إبدال الهاء من الهمزة، فقال: "وهو في "هن فعلت"، لغة طائية"2. 8- أهل اليمن ينطقون الجيم كافا: نص على ذلك ركن الدين، حكاية عن ابن دريد قال: "الكاف التي كالجيم، قال ابن دريد: هي لغة أهل اليمن، يقولون في جمل: "كمل"، وهي كثيرة في عوام أهل بغداد، فإنهم يقولون في جَمَل: كَمَل، وفي رَجُل: رَكُل وهي مردودة رديئة"3. 9- قلب ألف التأنيث ياء في الوقف لهجة بعض فزارة، وقلبها واوا لهجة بعض طيئ: نص على ذلك ركن الدين، حيث قال: "اعلم أن ناسا من فزارة يقلبون ألف التأنيث ياء في الوقف، فيقولون: "حُبْلَيْ" بالياء وأن بعض طيئ يقلب ألف التأنيث واوا، فيقول: "حُبْلَوْ" ومنهم من يسوي   1 ينظر الكتاب، ص866. 2 ينظر الكتاب: 873، وهذه اللهجة ذكرها ابن عصفور في الممتع: 1/ 397، والرضى في شرح الشافية: 3/ 224. 3 الكتاب: 922. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 في القلب بين الوقف والوصل فيقول فيهما: "حُبْلَوْ وحُبْلَيْ"1. وهذه اللغة ذكرها الرضي في شرح الشافية2. 10- قيس يقربون الصاد من الزاي في النطق: تحدث ركن الدين عن هذه اللغة، وذكر أنها لغة لقيس وأنهم يقربون الصاد في نطقهم من الزاي في مثل: يصدر، ويصدق، ثم قال3: "وقرئ على لغتهم في المشهور: "حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ"4 و"الصِّرَاطَ"5. وذكر الشيخ محمد الدمياطي الشهير بالبناء أنها لغة أسد6. 11- اللهجات العربي في الوقف على المنون: تحدث ركن الدين عن الوقف على المنون فذكر ثلاث لهجات: الأولى: قلب التنوين حرف مد من جنس حركة ما قبله، والثانية: حذف التنوين في الأحوال الإعرابية الثلاثة. والثالثة إبدال الألف من التنوين في المنصوب المنون، وعدم الإبدال في المرفوع والمجرور يقول: "اعلم أن في المنون في الوقف ثلاث لغات: إحداها: أن يقلب التنوين حرف مد من جنس حركة ما قبله، فتقول: جاءني زيدو،   1 الكتاب: 535. 2 ينظر: 2/ 286. 3 الكتاب: 919. 4 القصص: من الآية "23". وهي قراءة حمزة والكسائي وخلف، ووافقهم رويس، ينظر النشر: 2/ 250، 341. 5 سورة "الفاتحة" من الآية "6"، وكذلك: طه "135"، والصافات: "128". وهي قراءة خلف عن حمزة، ووافقه المطوعي، كما ذكرنا في تخريجها في ص919. 6- ينظر الإتحاف: 123. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 ورأيت زيدا، ومررت بزيدي. والثانية: أن يحذف التنوين في الأحوال الثلاثة كلها، ويوقف عليها كما يوقف على غير المنون فتقول: جاءني زيد ورأيت زيد، مرت بزيد، وليست هاتان اللغتان فصيحتين. والثالثة: أن تبدل الألف من التنوين في المنصوب المنون، ولا يبدل في المرفوع والمجرور الواو والياء من التنوين، لثقل الضمة والكسرة مع الواو والياء، وخفة الفتحة مع الألف، وهذه اللغة هي الفصيحة"1. واللغة الأولى التي ذكرها ركن الدين ذكر أبو الخطاب أنها لغة أزد السَّراة2. واللغة الثانية حكاها أبو الحسن الأخفش عن بعض العرب3، وذكر الأشموني أن ابن مالك نسبها إلى ربيعة4. واللغة الثالثة، وهي المشهورة، ذكرها سيبويه في كتابه5. 12- بعض العرب يقف على الهاء في المؤنث بالتاء: ذكر ذلك ركن الدين وهو بصدد الحديث عن الوقف على تاء التأنيث في نحو رحمة، وشجرة، ونعمة وغيرها من الكلمات المؤنثة بالتاء، وذكر أن الوقف على مثل هذه الكلمات بالهاء على اللغة   1 الكتاب: ص 529, 530. 2 ينظر كتاب سيبويه: 4/ 166, 167. 3 ذكر ذلك الأستاذ عبد السلام هارون في حاشية "2" في كتاب سيبويه: 4/ 168. 4 ينظر شرح الأشموني: 3/ 747. 5 ينظر: 4/ 166, 167. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 المشهورة، وفي المقابل ذكر أن بعض العرب يقف عليها بالتاء في مثله، يقول1: "وإنما قلنا: عند الأكثر"، لأن بعض العرب لا يقلبها هاء في الوقف، بل يقف عليها تاء، فيقول: رحمت وظلمت. وقد قرئ به في القرآن بالهاء والتاء جميعا، ومنه قول الشاعر: دارا لسلمى بعد حول قد عفت ... بل جَوْزَ تَيْهاءَ كظهرِ الحَجْفَتْ2 وهذه اللغة حكاها أبو الخطاب عن ناس من العرب3، ولها ما يؤيدها من الشواهد، كقول الراجز: الله نجاك بكفَّيْ مَسْلَمَتْ من بعد ما وَبَعْدِ مَا وَبَعْدِ مَتْ صَارَتْ نُفُوسُ الْقَوْمِ عند الغَلْصَمَتْ وكادت الحُرَّةُ أن تُدْعَى أمَتْ4 وعلى هذه اللغة جاءت كلمات وقف عليها بالتاء عند نافع وابن عامر وعاصم وحمزة، وقد ذكرنا هذه الكلمات جميعا في موضعها من الكتاب5.   1 الكتاب: ص536. 2 ينظر تخريج الشاهد في ص537, 538 من هذا الكتاب. 3 ينظر كتاب سيبويه: 4/ 167. 4 ينظر ص536, 537. 5 وذلك في ص537. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 13- وَجَدَ يَجُدُ لغة عامرية: تحدث ركن الدين عن هذه اللهجة، فقال: "وأما: وجد يجُد -بضم العين في المضارع فضعيف، لا اعتداد به، لخروجه عن القياس واستعمال الفصحاء"1. وهذه لغة عامرية لا نظير لها في المثال، ذكرها ابن منظور في اللسان2.   1 الكتاب: ص274. 2 ينظر: "وجد": 6/ 4770. وينظر كذلك: شرح الشافية للرضي: 1/ 132. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 المبحث الثاني: الكتاب "توثيقه ومخطوطاته" تحقيق عنوانه، وتوثيق نسبته إلى مؤلفه: اتفق المؤرخون الذين تعرضوا للترجمة لركن الدين على أنه صنف من بين مصنفاته شرحا على شافية ابن الحاجب. ومن أشهر هؤلاء السبكي1 "ت 771هـ" والمقريزي2 "ت 845هـ"، وابن حجر العسقلاني3 "ت 852هـ", وابن تغري بردي4 "ت 874هـ", والسيوطي5 "ت 911هـ"، وحاجي خليفة6 "ت 1067هـ"، وابن العماد الحنبلي7 "ت 1089هـ" وإسماعيل البغدادي8 "ت 1339هـ" وكذا ذكره الزركلي9، والعاملي10، وعمر رضا كحّالة11، وآلْوُرْد12 وكارل بروكلمان في كتابه تاريخ الأدب العربي13.   1 في كتابه: طبقات الشافعية الكبرى: 9/ 408. 2 في كتابه: السلوك لمعرفة دولة الملوك: 2/ 158. 3 في كتابه: الدرر الكامنة: 2/ 17. 4 في كتابه: النجوم الزاهرة: 9/ 231. 5 في كتابه: بغية الوعاة: 1/ 552. 6 في كتابه: كشف الظنون: 1021. 7 في كتابه: شذرات الذهب: 6/ 35. 8 في كتابه: هدية العارفين: 1/ 283. 9 في كتابه: الأعلام. 10 في كتابه: أعيان الشيعة: 23/ 70، 145. 11 في كتابه: معجم المؤلفين: 3/ 196. 12 فهرس آلورد: 6/ 80. 13 5/ 328. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 وجاء في فهرس دار الكتب ما نصه: "شرح الشافية، لأبي الفضائل، ركن الدين الحسن بن محمد بن شرفشاه العلوي الأستراباذي سنة 715هـ أوله بعد الديباجة: أما بعد حمدِ الله تعالى على توالي نعمه ... إلخ". وأشار الفهرس إلى وجود نسخة خطية منه محفوظة بالدار تحت رقم 5731هـ. وبالرجوع إلى النسخة المشار إليها وجدت على غلافها ما نصه: كتاب "شرح الشافية في علم الصرف، لشارح الكافية الشيخ ركن الدين حسن بن محمد الأستراباذي صاحب المتوسط المتوفى سنة 715هـ أوله بعد الديباجة: أما بعد حمدِ الله تعالى على توالي نعمه ... إلخ، كما جاء في الفهرس1. ثم أخذت في البحث والتنقيب عن نسخ أخرى له، فوقفت على نسخة برقم "13 - صرف قولة" غير منسوبة إلى أحد، ونسخة أخرى برقم "159 صرف" منسوبة للسيد الشريف، وهما نسختان متطابقتان تمام التطابق مع النسخة التي معنا المنسوبة لركن الدين. وبأدنى تأمل تجد أن ثمة خطأ واضحا في نسبة المخطوطة رقم "159 صرف" إلى السيد الشريف؛ حيث إنها للسيد ركن الدين. وأرجح أن هذه النسخة لم يدون عليها عنوانها إلا في مرحلة متأخرة، وأنها قد تملكها السيد الشريف الذي كان شغوفا بالاطلاع على علم ركن الدين والذي صنف بعض الحواشي على بعض كتبه ككتاب الوافية2   1 1/ 1296. 2 كما ذكرنا عند حديثنا عن الحواشي على الكتاب المذكور وذلك في موضعه من هذا الكتاب في ص80. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 وبعد أن توفي السيد الشريف المذكور آلت إلى غيره فظنها من مصنفاته هو، فدون عليها عنوانها منسوبا إليه. ويؤيد هذا أن هذه النسخة كتبت في حياة المؤلف، حيث إنها كتبت سنة 713هـ؛ أي: قبل وفاته بعامين، وتاريخ النسخ هذا مدرج في متن الكتاب بخط الناسخ، على حين ولد السيد الشريف سنة 740هـ وتوفي سنة 816هـ؛ أي: كان ميلاده بعد كتابة النسخة بأكثر من ربع قرن. والآن، وبعد ما ذكرناه يمكننا أن نقرر بما لا يدع مجالا لشك أن كتاب: "شرح الشافية" الذي نتحدث عنه الآن هو من تصنيف العلامة ركن الدين الأستراباذي المتوفى سنة 715هـ. تاريخ تأليفه: ليس لدينا دليل مادي من كتب التراجم، ولا من نسخ الكتاب الخطية يحدد تاريخ تأليف الكتاب، ولم نعثر في مصدر ما على تحديد ولو بصورة تقريبية لزمن التأليف. الدافع وراء تأليفه: اهتم ركن الدين بمصنفات ابن الحاجب، لما تمتاز به من شهرة وذيوع صيت، ولما تمتاز به من ميزات خاصة كانت دافعا وراء تسابق العلماء، وعلى اختلاف أزمانهم وأوطانهم على أن يشغفوا بها وأن يتسابقوا على شرحها، حيث إن كتب ابن الحاجب تعد مدرسة قائمة بذاتها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 وكان من نتيجة اهتمامه بهذه المصنفات أن شرح الكافية ثلاثة شروح، المرة بعد المرة, وشرح أيضا لابن الحاجب المنتهى الأصولي ومختصره. وتعرف ركن الدين على كتاب الشافية عن طريق شيخه النصير الطوسي الذي قام بشرحه، كما أثبتت بعض كتب التراجم. ونظرا لمكانة ركن الدين العلمية آنذاك بين علماء عصره، ونظرا لصعوبة كتاب الشافية ووجازته واختصاره، طلب من ركن الدين شرحه شرحا واضحا جامعا مانعا بأسلوب ميسر، فاستجاب الرجل لما طلب منه وصنف هذا الشرح، وقد نص على ذلك في مقدمته، حيث قال -بعد أن حمد الله سبحانه وتعالى وأثنى عليه بما هو أهله: "فالتمس مني جماعة أن أشرح المقدمة في التصريف المنسوبة إلى المولى العالم العلامة جمال العرب وترجمان الأدب جمال الدين أبي عمرو عثمان بن أبي بكر المالكي تغمده الله بغفرانه وأسكنه في روضة من جناته شرحا سهل المأخذ قريب المتناول يصل بواسطته إلى مطالبها أفهام المحصلين بسهولة، ويقف على مقاصدها أذهان المبتدئين بلا صعوبة مع حل مشكلاتها وفسر معضلاتها، فاستخرت الله تعالى وشرحتها بعبارة واضحة وألفاظ لائحة شرحا بِفَسْر مشكلاتها حاويا، وبحل معضلاتها وافيا، مذلِّلا صعابها، مميزا من قشرها لبابها، مجتهدا في كشف القناع عن مخدراتها، متوغلا في هتك الستر عن مستتراتها إلى حقائقها المدفونة، مظهرا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 لدقائقها المكنونة، ذاكرا على أكثر مطالبها الأدلة المعهودة، والمسلمات المشهورة المألوفة، مع عجزي عن فهم أكثر ما أودعه مصنفها فيها إلا باستعانة من تصانيفه، فإن جاء مطابقا لمرادهم فذلك بحسن توفيقه تعالى: "والحق أن ركن الدين وفى بكل ما وعد به في هذه المقدمة". مخطوطاته: عندما عزمت على تحقيق هذا الكتاب أخذت في البحث والتنقيب عن نسخ خطية له، فقمت بعمل مسح شامل لشروح الشافية الموجودة بدار الكتب القومية بالقاهرة، وقرأت ما وقعت يدي عليه منها قراءة متأنية واعية، وكررت ذلك في معهد إحياء المخطوطات العربية بالقاهرة، ثم المكتبة الأزهرية بالقاهرة، ثم مكتبة البلدية، بالأسكندرية, ثم دار الكتب بالمنصورة، وكنت في أثناء البحث والتنقيب لا أكتفي بما في فهارس هذه المكتبات؛ إذ الفهارس قد تكون مضللة في كثير من الأحيان, وقد لا توقع الباحث على طلبته بصورة يقينية, ولكني فتشت أدراج وأرفف المخطوطات، وذلك بمساعدة الأساتذة العاملين بقسم المخطوطات، واعترف أنهم قدموا لي مساعدات جليلة، فجزاهم الله عني خير الجزاء. وقد كان من نتائج جولتي هذه ما يلي: 1- حصلت على نسخة خطية محفوظة بدار الكتب بالقاهرة تحت رقم "573هـ" منسوبة لركن الدين، نسخت سنة 722هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 2- حصلت على نسخة أخرى محفوظة بالدار أيضا برقم "13 - صرف قولة" غير منسوبة لركن الدين، وبعد مطابقتها بالنسخة التي معي تبين لي أنها نسخة أخرى للكتاب. 3- حصلت على نسخة ثالثة برقم "159" صرف، مكتوبة، سنة 713هـ ونسبت خطأ للسيد الشريف، وبعد مضاهاتها على النسختين الأخريين تبين لي أنها نسخة ثالثة للكتاب المذكور وبين هذه النسخ الثلاث اختلافات جزئية في بعض المفردات سوف نثبتها في موضعها في ثنايا تحقيق الكتاب إن شاء الله. وبعد ذلك ذهبت لأستشير الكتب المعنية بذكر الكتب التراثية؛ ككتاب صنعه آلورد، فلم أجد فيهما ذكرا لنسخ خطية للكتاب. وقد أشار بروكلمان إلى نسخة قولة وأحال إلى الفهرس، الجزء الثاني ص38، ولم يشر إلى النسختين الأخريين، ولكنه أشار إلى وجود ثلاث نسخ: الأولى في المكتبة العاملة ببرلين بألمانيا برقم "6604"، والثانية في المكتبة العامة في بطرسبورج بليننجراد برقم "174"، والثالثة في الهند في مكتبة رامبور برقم "38, 39"، وأحال إلى فهرس المخطوطات الشرقية هناك, الجزء الأول ص524 وهذه النسخ الثلاث التي أشار إليها بروكلمان قد بذلت كل ما في وسعي للحصول على صورة لكل واحدة منها؛ حيث أرسلت في طلبها مرارا ولكن للأسف الشديد باءت كل محاولاتي إزاء الحصول الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 على ما أردت بالفشل، وسوف أرفق ههنا صورة لواحد من خطابات كثيرة أرسلتها إلى المكتبات المشار إليها. وبهذا يكون قد توافر لدي من كتاب شرح شافية ابن الحاجب ثلاث نسخ خطية هاك ترتيبها حسب جودتها ودقتها: - الأولى: النسخة المحفوظة بالدار تحت رقم "159" صرف، وقد اعتبرتها الأصل الذي اعتمدت عليه في التحقيق؛ وذلك لمرجحات سوف أذكرها عند حديثي عن النسخ المعتمدة في التحقيق، في موضعه من هذا البحث إن شاء الله. الثانية: النسخة المصورة عن "قولة" برقم "13 - صرف قولة" ورمزت لها بالرمز "ق". الثالثة: النسخة المحفوظة بالدار برقم "5731هـ"، ورمزت لها بالرمز "هـ". وهاك وصفا عاما للنسخ الثلاث حسب هذا الترتيب: النسخة الأولى: نسخة في مجلد واحد، بقلم نسخي جيد متقن، تقع في "198" لوحة، باللوحة صفحتان، مقاسها 27 × 18سم، ومسطرتها "23" سطرا, بكل سطر "10" عشر كلمات في المتوسط وعلى غلافها كتب عنوان الكتاب: "شرح مقدمة ابن الحاجب في التصريف"، وبأسفله: "للسيد الشريف" وذلك في منتصف الصفحة "ب" من أعلى. وفوق العنوان عبارة تملك نصها: "بالشراء من السيد أحمد ناجي الجمال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 الحلبي ومضاف في 21 سبتمبر 1897م نمرة 75". وبأسفل العبارة مباشرة رقم عمومي هو "30565"، ورقم خصوصي هو "159" صرف - وهو رقم المخطوطة في الدار. وبمنتصف الصفحة عبارة تملك أخرى نصها: "من كتب الفقير إلى الله سبحانه " ... " خليل البغدادي من تركة السيد محمد بن السيد أسعد المالكي". وبالصفحة نفسها عبارات تملك أخرى، وبعض التعليقات لمالكيها. وبالصفحة "أ" من لوحة الغلاف هذه بيانات دونتها أمانة المخطوطات بالدار كما سيظهر من خلال النماذج الخطية التي سنعرضها. وتبدأ اللوحة الأولى بصلب الكتاب مصدرة بديباجة ركن الدين. وبالنسخة بعض الهوامش والتعليقات، وعلى وجه خاص في الصفحات الأولى منها، وتقل تدريجيا حتى تنعدم في الربع الثاني منها تقريبا. وليس بها خرم أو سقط أو أثر أرضة, وكذا ليس بها تصحيف أو تحريف إلا نادرا جدا، مما يجعلنا نطمئن إليها ونفضلها على غيرها من نسخ الكتاب الأخرى. وليست هذه النسخة مقسمة إلى أجزاء أو كراسات, وإنما هي متتابعة الصفحات من بدايتها إلى نهايتها. هذا ولم يعلم الناسخ. أما عن تاريخ النسخ فهو يوم الأحد العشرين من رجب من سنة ثلاث عشرة وسبعمائة، كما صرح الناسخ نفسه في الصفحة الأخيرة منها كما سيتضح من خلال النموذج الخطي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 الذي سنعرضه. وتنتهي هذه النسخة بخطبة الختام التي جاءت التي جاء فيها: "والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب، وهوحسبي ونعم الوكيل. نجز الجزء المبارك بحمد الله وعونه وحسن توفيقه والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله وسلم". وبعد الخاتمة كتب بالصفحة "ب" بخط مغاير ما نصه: "بلغ مقابلة وتصحيحا حسب الجهد والطاقة وإفراغ الوسع، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، على نسخة الشيخ الإمام العالم الفاضل سراج الدين الدمنهوري بعد تصحيحه لها وتعبه عليها، وذلك في أواخر صفر سنة ثلاثين وسبعمائة". وهذه النسخة محفوظة كما قلنا بدار الكتب القومية بالقاهرة برقم "159 صرف". وقد حصلنا على صورة ورقية لها. النسخة الثانية: مخطوطة في مجلد واحد بقلم نسخي جيد متقن مشكول بعض كلماتها، تقع في "147" صفحة، مقاس الصفحة: 5 و22 × 16سم، ومسطرتها "31" سطرا بالسطر "21" كلمة في المتوسط. ولم يكتب على غلافها أو بداخلها العنوان أو المؤلف، ولكن يوجد خاتم وقف محتواه: "الله ربي. من الكتب التي وقفها الفقير إلى الله وآلائه الباهرة عبده المدعو بين الوزراء بمحمد علي الوالي بمصر القاهرة، وهو حسبي". وذلك بأسفل الصفحة من جهة اليسار، يضاف إلى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 ذلك تعليقات كثيرة منتشرة في ثنايا هذه الصفحة. وتبدأ الصفحة الأولى بصلب الكتاب مباشرة، ولم ينهج الناسخ فيها نهجا مطردا بشأن عبارة ابن الحاجب؛ حيث أثبت عبارة المتن كاملة في الربع الأول منها، ثم بعد ذلك كان يكتفي بذكر جزء من العبارة بعده "إلى آخره". والنسخة ليست مقسمة إلى أجزاء أو إلى كراسات، ولكن صفحاتها تسير باطراد وتتابع. وهي خالية من أية هوامش أو تعليقات أو حواش، وخالية كذلك من أي خَرم أو سقط أو أثر أرضة. وتنتهي هذه النسخة بخاتمة جاء فيها: "الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله أجمعين. تم". والناسخ مجهول، وتاريخ النسخ كذلك، والنسخة محفوظة بدار الكتب تحت رقم "13 - صرف قولة". وقد حصلنا على صورة ورقية لها. - النسخة الثالثة: نسخة في مجلد واحد بقلم معتاد يصعب قراءته إلا بالاستعانة بالنسخ الأخرى. تقع في "106" لوحة، باللوحة صفحتان، مقاس الصفحة: 14×20سم، ومسطرتها "23" سطرا، بالسطر "19" كلمة في السطر. وبصفحة الغلاف عنوان الكتاب، هكذا: "كتاب شرح الشافية في علم الصرف لشارح الكافية الشيخ ركن الدين حسن بن محمد الأستراباذي صاحب المتوسط المتوفى "715هـ"، أوله بعد الديباجة: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 أما بعد حمد لله تعالى على توالي نعمه ... إلخ". وذلك بأسفل الصفحة "ب" وعلى يسار العنوان عبارة تملك نصها: "من فضل الله تعالى آلت إلى توبة العبد الفقير عبد المعطي بن الحاج أحمد زريق، لطف الله بهما في الدارين.. آمين، سنة 1168هـ". وبيسار الصفحة من أعلى عبارة تملك أخرى باسم السيد عبد القادر سلطان، وبمنتصف الصفحة من أسفل كتب رقم المخطوط المحفوظ به في الدار وهو 5731هـ. وبالصفحة "أ" من لوحة الغلاف فائدة وإجازة، هكذا: "فائدة: لوجع الضرس يكرر قوله تعالى: {لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ} ويضع يده على محل الوجع، يبرأ بإذن الله تعالى. وأجازني بقراءتها أخونا سيد أحمد الحلاق الحافظة، كما أجازه مشايخه، جزاه الله تعالى خيرا". وتبدأ الصفحة الأولى بعد الغلاف بصلب الكتاب المباشرة. والنسخة غير مقسمة إلى أجزاء أو إلى كراسات، وإنما تسير باطراد وتتابع. وهي خالية من أية حواش أو تعليقات وبها آثار رطوبة وأكل أرضة وترقيع وطمس لكثير من كلماتها. وبأثنائها وقفات كاتب. وكتبها محمد بن محمود بن محمد بن عبد العزيز ميرزاخان في منتصف رجب سنة 722هـ كما جاء في خاتمتها. وهي محفوظة بالدار تحت رقم "5731هـ"، وقد حصلنا على صورة ورقية لها أيضا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 النسخ المعتمدة في التحقيق: بعد أن تجمعت لدي صورة ورقية لكل من مخطوطات الكتاب الثلاث وأخذت في مقابلتها جميعا لأبين أوجه الكمال والنقص فيها ومناحي الترجيح والاطراح، وزوايا الوفاء بالغرض والقصور عنه، آثرت الاعتماد على المخطوطة المحفوظة بدار الكتب القومية بالقاهرة برقم "159" صرف ورأيت أن تكون هي الأساس الذي يقوم عليه تحقيقي لهذا الكتاب وذلك لما ترجح بها المخطوطتين الأخريين من ميزات أبرزها: 1- عدم وجود سقط بها أو تحريف أو تصحيف مما يطمئن الباحث على أنها متكاملة وعلى جانب من الدقة، إذا ما قورنت بما جاء بالنسخة "هـ" من: أ- كثرة التحريف والتصحيف مما يحد من اطمئنان الباحث إلى سلامة المتن. ب- كثرة الأخطاء النحوية واللغوية التي يصادفها الباحث منشورة في ثنايا لكتاب. ت- اضطراب التراكيب، وعدم تلاؤم العبارات في بعض المواطن. ث- كثرة السقط والكلمات المطموسة بها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 2- وضوح الخط فيها وجودته وإتقانه بدرجة تفتقدها النسخة "هـ"، ذلك مما يساعد الباحث على الوقوف على طلبته في سهولة ويسر. 3- أنها كتبت سنة 713هـ، في حياة المؤلف، ولعلها نسخة المؤلف نفسه آلت بعد ذلك للسيد الشريف ثم لغيره. 4- أنها صححت على نسخة أخرى هي نسخة السراج الدمنهوري بعد وفاة المؤلف بخمسة عشر عاما، وهذا يعني أنها سليمة المتن. والنسخة "ق" مع أنها تتوافر فيها الصفحات التي توافرت في النسخة التي جعلتها الأصل، من سلامة المتن ووضوح الخط وغير ذلك إلا أنني جعلتها مساعدة ولم أجعلها الأصل الذي يقوم عليه التحقيق لسبب آخر، وهو أنها مجهولة الناسخ من ناحية، ومن ناحية أخرى أن تاريخ النسخ مجهول أيضا، فلم يعلم أنها نسخت في حياة المؤلف أو بعد ذلك. وعلى ذلك فقد جعلت النسخة المحفوظة بالدار برقم "159" صرف, الأصل الذي يقوم عليه تحقيق الكتاب, ثم جعلت النسختين الأخريين "ق"، "هـ" مساعدة لها، والله الموفق ومنه يستمد العون. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 نماذج خطية من النسخ المعتمدة في التحقيق : الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 منهجي في تحقيق الكتاب : بعد الحصول على مخوطات الكتاب الثلاث والرمز لكل واحدة منها برمز معين يمكن تلخيص ما قمت به في تحقيق الكتاب في النقاط التالية: 1- قمت بمقابلة المخطوطات الثلاث للكتاب، ونبهت على ما بينها من أوجه الخلاف أو التصحيف أو التحريف. 2- وضعت عناوين جزئية، وجعلتها بين معقوفتين. 3- عزوت الآراء التي ذكرها صاحب الكتاب إلى أصحابها ونبهت عليها في مظانها الأصلية. 4- خرجت الآيات القرآنية من المصحف الشريف، بذكر السورة التي وردت بها ورقمها، وضبطتها ضبطا دقيقا. 5- خرجت القراءات القرآنية من كتب القراءات المعتمدة، ونسبت كل قراءة إلى صاحبها. 6- خرجت الأحاديث النبوية الواردة بالكتاب؛ بذكر مصادرها الأصلية وضبطها ضبطا دقيقا. 7- وثقت الشواهد الشعرية بالرجوع إلى دواوين أصحابها -إن وجدت- وإلا فبالرجوع إلى كتب الأدب والشواهد التي أوردتها، ونسبتها إلى قائليها وشرحت مفرداتها الصعبة، وبينت المراد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 منها، ثم نبهت على موضع الشاهد فيها، وضبطها بالشكل. 8- أكملت ما نقص من الشواهد الشعرية من الصدور أو الإعجاز وأثبت ما ورد فيها من روايات، مع ذكر القصيدة التي ورد فيها الشاهد ما أمكن ذلك. 9- وثقت المسائل النحوية الواردة من مواضعها في أمهات النحو ومطولاته. 10- خرجت الأمثال والحكم العربية وأقوال العرب بإرجاعها إلى مصادرها من كتب الأمثال والحكم وإلا عزوتها إلى مصادرها من كتب الأمثال والحكم وإلا عزوتها إلى كتب النحو التي أوردتها، مع ذكر قائليها، والموارد التي أوردها فيها أصحابها ما أمكن ذلك. 11- صححت ما جاء في المتن أو الشرح محرفا ونبهت على ذلك. 12- راعيت إثبات رقم اللوحات في المخطوطة التي جعلتها الأساس في التحقيق، وذلك بوضع الرقم بـ"بنط" كبير بين قوسين في وسط الكلام، ثم وضعت كل ما كان من وضع المحقق بين معقوفتين ونبهت عليه في الحاشية. 13- سقت ترجمة وافية للأعلام الذين ورد ذكرهم في الكتاب ونبهت على مواضع الترجمة في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 مصادرها الأصلية، على أن لا تتكرر الترجمة لعلم واحد أكثر من مرة. 14- قمت بشرح عبارات الشرح التي رأيت أن بها غموضا أو يصعب إدراك المعنى المراد منها، وذلك في حاشية الصفحة. 15- علقت على الكثير من المواضع التي كانت موضع خلاف بين النحويين. 16- أوردت الكثير من آراء النحويين حول الظاهرة النحوية إذا تعددت حولها الآراء والأقوال. 17- قمت بتفسير الألفاظ الغربية الواردة في الكتاب من معاجم اللغة، وكان جل اعتمادي على كتاب الصحاح لإسماعيل بن حماد الجوهري الذي ارتضاه الشارح نفسه واعتمده أكثر من غيره من معاجم اللغة. 18- خرجت البلدان من أماكنها في معاجم البلدان. 19- وثقت اللهجات العربية الواردة في الكتاب بالرجوع إلى أمهات كتب النحو واللغة. 20- أتممت ما ذكره الشارح مبتورا من عبارات متن الشافية في حاشية الصفحة، وذلك بنقلها من كتاب الشافية. 21- حافظت على الأصل المكتوب دونما تغيير أو تبديل إلإ ما غلب على الظن أنه ساقط فأضيفه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 مستعينا بالمخطوطات الأخرى ووضعته بين معقوفتين ونبهت عليه في الحاشية، كما التزمت بالكتابة الإملائية المتبعة حاليا. 22- قمت بعمل فهارس فنية لمحتويات الكتاب: الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وأمثال العرب وأقوالهم، والأشعار والأرجاز، والأعلام، والبلدان، واللهجات والقبائل والشعوب والجماعات النحوية، والكتب الواردة بالتحقيق، والموارد اللغوية، والمصادر والمراجع، والموضوعات. 23- رتبت الفهارس الفنية ترتيبا أبجديا، عدا الآيات القرآنية، حيث رتبتها بحسب ورود سورها في المصحف الشريف ورتبت الآي بحسب أرقامها. 24- أثبت قائمة بالمصادر والمراجع التي رجعت إليها في تحقيق الكتاب، موضحا: اسم الكتاب، واسم المؤلف، واسم المحقق إن وجد, ودار الطبع أو النشر، والسنة التي فيها خرج الكتاب ما أمكن ذلك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 بسم الله الرحمن الرحيم كتاب: شرح شافية ابن الحجاب لأبي الفضائل ركن الدين الحسن الأستراباذي المتوفى سنة "715هـ" : مقدمة المؤلف : "الله عوني وبه توفيقي"1 أما بعد حمد الله على توالي نعمه ونواله وتواتر كرمه وأفضاله، والصلاة على خير خلقه محمد وصحبه2 وآله، فالتمس مني جماعة أن أشرح المقدمة في التصريف المنسوبة إلى المولى العالم العلامة جمال العرب وترجمان الأدب جمال الدين أبي عمرو عثمان بن أبي بكر المالكي، ابن الحاجب3 تغمده الله بغفرانه وأسكنه في روضة من جنانه, شرحا سهل المأخذ قريب المتناول تصل بواسطته إلى مطالبها أفهام المحصلين4 بسهولة، ويقف على مقاصدها أذهان المبتدئين بلا صعوبة، مع حل مشكلاتها، وفَسْرِ5 معضلاتها، فاستخرت الله تعالى6 وشرحتها بعبارة واضحة، وألفاظ لائحة شرحا7 بفَسْر مشكلاتها8 حاويا، وبحل معضلاتها وافيا، مذللا صعابها، مُمَيِّزا من قشرها لبابها مجتهدا في كشف القناع عن مخدراتها، متوغلا في هتك   1 في "هـ": رب يسر وأعن. 2 وصحبه: ساقطة من "هـ". 3 ابن الحاجب: ساقط من "ق"، "هـ". 4 أفهام المحصلين: موضعه بياض في "هـ". 5 الفسر: البيان، وكشف المغطَّى. يقال: فَسَرَ الشيء يفْسِرُهُ بالكسر، ويَفْسُرُ بالضم، فَسْرا: أبانه. "ينظر: اللسان "فسر" 5/ 3412". 6 لفظة "تعالى": ساقطة من "هـ". 7 شرحا: موضعها بياض في "هـ". 8 في "ق": مشكلاته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 الستر عن مستتراتها، مشيرا إلى حقائقها المدفونة، مظهرا لدقائقها المكنونة ذاكرا على1 أكثر مطالبها الأدلة المعهودة، والمسلمات المشهورة المألوفة، مع عجزي عن فهم أكثر ما أودعه مصنفها فيها إلا باستعانة من تصانيفه. فإن جاء مطابقا لمرادهم "فهو المبتغى وإلا فهو المستعان وعليه التكلان"2. [ولما رأيت العلم أشرف النفائس والذخائر، وأعز التحف والهدايا عند ذوي البصائر، خدمت بهذا الشرح خزانة مخدوم خصه الله تعالى بالنفس القدسية والرياسة الأنسية، "وهو المولى المخدوم العالم العادل المؤيد المنصور المظفر"3 المالك صاحب السيف والقلم "آصف4 العهد، صلاح العالم، نظام الملك، سلطان الوزراء في الشرق والغرب، مولى ملوك المسلمين، مخدوم العالمين، صدر الحق والملة والدنيا والدين، غياث الإسلام والمسلمين، المؤيد بألطاف رب العالمين، ملاذ الملوك، ملجأ الضعفاء والمساكين: أبو الفضائل أحمد بن مولانا سلطان العلماء والفضلاء في العالم علامة العرب والمشار إليه في علم الأدب، قاضي القضاة، شرف الملة   1 ذاكرا على موضعها بياض في "هـ". 2 في "ق"، "هـ": "فذلك بحسن توفيقه تعالى"، موضع العبارة التي بين المعقوفتين. 3 في "هـ": "وهو المولى العالم المظفر المنصور"، موضع العبارة التي بين القوسين. 4 جاء في القاموس المحيط "أص ف" ما نصه "آصف، كهاجر: كاتب سليمان -صلوات الله عليه- دعا بالاسم الأعظم، فرأى سليمان العرش مستقرا عنده. والأصَفُ محركة: الكبر. ينظر اللسان "أص ف". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 والدين برهان الإسلام والمسلمين بابا بن السعيد الشهير1 الإمام العلامة، سلطان العلماء المحققين، مفتي الفرق، قاضي القضاة، وصدر الملة والدين، حجة الإسلام والمسلمين عبد الرزاق الخالدي الزَّنجاني 2 أعز الله نصره، وأنفذ في جميع الآفاق نهيه وأمره وحذر ملك ديوانه. ورفع3 على عام الكواعب مشيد بنيانه، وأضحك أيام دولته ضحك الزهر في أغصانه، ونسج محاسن السير بسيرة عدله وإحسانه، وذلل رقاب الجبابرة حتى يخضع كل منهم بإذعانه، وهو قبلة الفضائل إذا صلت وبدرها إذا ضلت وليس لأهل العلم ملجأ إلا لديه، ولا لأرباب الفضل معول إلا عليه. فإن لاحظه بعين الرضا فذلك هو المبتغى وبالله الاستعانة وعليه الإعانة"4] 5.   1 في المخطوط "ك" الشهيد. والصواب: الشهير، كما أثبتنا. 2 هو عبد الرزاق بن أحمد بن محمد بن عمر بن أبي المعالي محمد بن محمود بن أحمد بن محمد بن أبي المعالي المفضل بن غياث بن عبد الله بن معن بن زائدة الشيباني المروزي الأصل: أديب، كاتب، ناظم، محدث، مؤرخ، حكيم, متكلم، ولد في 17 محرم "642هـ" وأخذ عن نصير الدين الطوسي علوم الأوائل، واشتغل في اللغة والأدب والتاريخ وأيام العرب والتاريخ وأيام الناس، وعني بالحديث فجمع وأفاد وأقام بمراغة مدة ثم عاد إلى بغداد، وولي خزانة الكتب بمراغة فبقي عليها حتى توفي في المحرم "723هـ" وقيل "722هـ". "ترجمته في: الدرر الكامنة: 2/ 364، والأعلام: 4/ 124، والمؤلفين: 5/ 217". 3 في المخطوط: ودفع. والصواب ما أثبتناه. 4 في "هـ" موضع ما بين القوسين عبارات أخرى: "سلطان وزراء الشرق والغرب صدر الملة والحق والدين، غياث الإسلام والمسلمين، أبو الفضل أحمد الخالدي. 5 ما بين المعقوفتين برمته إضافة من "ق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 قوله: [الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فقد سألني من لا يسعني مضايقته ولا يوافقني مُخَالَفَته أنْ أُلحَقَ بِمقدِّمَتِي في الإعْرابِ مُقَدِّمَةً في التَّصْرِيفِ عَلَى نَحْوِها، ومقدِّمَةً في الخَطِّ، فَأَجَبْته سائلاً متضرِّعاً أنْ يَنْفَعَ بِهِما كَمَا نفع بأختهما، والله الموفق] 1.   1 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ"، وهي ديباجة متن المصنف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 [ حد التصريف ] : "التصريف علم بأصول يعرف بها أَحْوَالُ أَبْنِيَةِ الْكَلِمِ الَّتي لَيْسَتْ بإِعْراب"1، 2. إنما قال: "علم بأصول"؛ لأنه لا يمكن تعريف علم من العلوم إلا باعتبار متعلقه؛ لأنه يبحث في ذلك العلم عن عوارضه. ومتعلق هذا العلم هو الأصول المذكورة3. وإنما قال: "تعرف بها أحوال أبنية الكلم" ولم يقل: تعرف بها أبنية الكَلِم كما قال بعض التصريفيين4؛ لأنه لو قال كذلك لخرج عنه أحكام   1 في "هـ" عبارة ابن الحاجب مبتورة، وهي هكذا: قوله: "التصريف علم ... " إلى آخره. 2 عرف عبد القاهر الجرجاني "471هـ" التصريف بقوله: "اعلم أن التصريف "تَفْعِيل" من الصرف، وهو أن تصرف الكلمة المفردة، فتتولد منها ألفاظ مختلفة، ومعان متفاوته". "المفتاح في الصرف: 26". 3 ويعني بالأصول: القوانين الكلية المنطبقةَ على الجزئيات، كقولهم مثلاً: "كل واو أو ياء إذا تحركت وانفتح ما قبلها قلبت ألفا "انظر: شرح الرضي على الشافية: 1/ 1-2". 4 قال الرضي في شرح الشافية "2/ 7": "والمتأخرون على أن التصريف علم بأبنية الكلمة، وبما يكون لحروفها من أصالة وزيادة وحذف وصحة وإعلال وإدغام وإمالة، وبما يعرض لآخرها مما ليس بإعراب ولا بناء من الوقف وغير ذلك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 الوقف وبعض أحكام الإدغام وبعض أحكام التقاء الساكنين؛ لأن الوقف على المتحرك الذي هو نحو جَعْفَر [وزيد بالإسكان] 1 والرَّوْم والإشمام2 وتحريك الباء في نحو: لم يضرب الرجل. لالتقاء الساكنين وإدغام [الباء في الباء في نحو] 3: اضرب بعده ليست من أبنية الكلم، بل من أحوالها، لكن لا يجوز خروجها عنه؛ [لأنها من التصريف] 4. وإنما قلنا: بعض أحكام الإدغام؛ لأن بعضها راجع إلى أبنية الكلم، لا إلى أحوالها [نحو: شد يشد. وإنما] 5 قلنا: بعض أحكام التقاء الساكنين؛ لأن بعضها راجع إلى أبنية الكلم لا إلى أحوالها [نحو: انطلق، بسكون اللام] 6 وفتح القاف في "انطلق" -أمرا- ونحو: "لم يلد"7 بسكون اللام وفتح الدال؛ فإنه [من] 8 [حكم التقاء الساكنين] 9 مع أنه راجع إلى أبنية الكلم.   1 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ". 2 سيأتي تعريف لمصطلحي الروم والإشمام في موضعه من هذا البحث وذلك في باب الوقف، إن شاء الله تعالى. 3 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ". 4 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ". 5 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ". 6 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ". 7 وذلك في مثل قول رجل من أزد السَّراة "من الطويل": عَجِبْتُ لِمَوْلُودٍ وَلَيْسَ لَهُ ابٌ ... وَذِي وَلَدٍ لم يلده أبوان "والبيت في الكتاب: 1/ 266، 4/ 115". 8 لفظة "من": إضافة من "ق". 9 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "ق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 ولقائل1 أن يقول: ينبغي أن يقول: بعض أحكام الوقف أيضا؛ لأن بعضهما [راجع إلى أبنية الكلم] 2 أيضا، وهو الوقف بتضعيف الآخر في نحو: "جعفر"، على ما يجيء3. وإنما قيد الأحوال بالتي ليست بإعراب، ليخرج عنه النحو؛ لأنه علم بأصول يعرف بها الإعراب. والإعراب من أحوال أبنية الكلم. [واعلم أن المراد بأبنية الكلم4 أوزان الكلم التي يكون لها قبل أن يعمل بها ما يقتضيه القياس التصريفي وبعده إن اقتضى القياس التصريفي تغيرها عن الأوزان التي كانت لها من الأصل.   1 ولقائل: موضعه بياض في "هـ". 2 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "ق". 3 قال الجاريردي في شرحه على شافية ابن الحاجب: "وأورد عليه بعض الشارحين بأنه ينبغي أن يقال: بعض أحكام الوقف أيضا؛ لأن بعضها راجع إلى أبنية الكلم أيضا، وهو الوقف بتضعيف الآخر نحو: جعفر. وفيه نظر؛ لأنا قد ذكرنا أن بعض أحكام الإدغام راجع إلى الأبنية وهو ما يكون في كلمة واحدة، وبعضها إلى أحوال الأبنية وهو ما يكون في كلمتين. وهكذا ذكرنا في التقاء الساكنين، فبأي شيء يفرق بين أحوال جعفر إذا وقف عليه بالسكون أو بالروم أو بالإشمام أو بالتضعيف، فجعل بعضها راجعا إلى الأبنية والبعض الآخر راجع إلى أحوال الأبنية تحكم؛ إذ الوقف الإشمام مثلا في حالة كالتضعيف في حالة أخرى، ولا أثر لكون التغيير في بعض الصور بالحذف؛ ألا يرى إلى قول الشارحين الإعراب داخل في أحوال أبنية الكلم؛ لأن البنية تكون أيضا على حال باعتباره، فإنه يدل على ما قلناه. "مجموعة الشافية: 1/ 10". 4 قال ابن جماعة في حاشيته على شرح الجاربردي -وهو بصدد التعليق على عبارة: المراد بأبنية الكلم: "والأولى أن يقال: البنية عبارة عن اعتبار حروف مخصوصة وتأليفها من غير اعتبار الحركات والسكنات فيها. وإنما كان أولى؛ لأن المصدر عند ابن الحاجب من أحوال الأبنية وتحقيق الشارح خارج عن تعريف الأبنية فيلزم المخالفة بين الشرح والمتن هذا مسموع من مولانا ركن الدين رحمه الله: "مجموعة الشافية: 1/ 11 بحاشية شرح الجارودي". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 والمراد بأحوال أبنية الكلم: أحوال تلحق أوزانا من التصغير والنسب والجمع والإمالة والوقف وتخفيف الهمزة والتقاء الساكنين والابتداء بالساكن والقلب والإبدال والحذف والإدغام، إلى غير ذلك] 1. ولقائل أن يقول: هذا التعريف غير مانع لشموله بعض أقسام النحو، وهو الذي يعلم منه البناء ككون النكرة المفردة مبنية2 مع لا على الفتح، نحو: [لا رَجُلَ] وككون المنادي المفرد المعرفة مبنيا على الضم، نحو: [يا زيد] . وكون [قبل وبعد] 3 وغيرهما من الجهات الست مبنيا على الضم عند قطعها عن الإضافة ونية الإضافة نحو: {مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} 4 وحينئذ لو قال: التي ليست بإعراب ولا بناء آخر الكلمة لكنا أولى5.   1 ما بين المعقوفتين ساقط برمته من "ق". 2 في الأصل: مبنيا. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 4 سورة الروم: من الآية "4". 5 ويمكن أن يجاب عن هذا الاعتراض بأن المصنف أراد بالإعراب في التعريف علم النحو بأقسامه. ويشهد لذلك ما قاله الجاربردي في شرحه على الشافية: "وخرج بقوله: "ليست بإعراب" علم النحو بأقسامه؛ أي: بحث المبنيات والمعربات؛ فإنه يقال: هذا كتاب إعراب القرآن مثلا, وإن كان مشتملا على ذكر البناء والإعراب، ويشهد له قول المصنف في أول الكتاب: "أن ألحق بمقدمتي في الإعراب "فاندفع اعتراض بعض الشارحين بأنه غير مانع لدخول المبنيات فيه. "مجموعة الشافية: 1/ 9". ونقل عن المتقدمين، ومنهم سيبويه ما يوافقه. وهو ظاهر عبارة المصنف. فلو عبر الشارح بعلم الإعراب بدلا من علم النحو لوافق ذلك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 ولقائل أن يقول: الحد المذكور غير جامع؛ لأنه يخرج عنه أبواب التصريف التي تعرف بها أبنية الكلم1. لا يقال: إذا دل2 الحد على أنه تعرف بها أحوال أبنية الكلم دل على أنه يعرف بها أبنية الكلم أيضا بمفهوم الموافقة؛ لأنا نقول: لا يدل عليه بمفهوم الموافقة؛ لأن شرط مفهوم الموافقة أن يكون المسكوت عنه مساويا للمنطوق أو أولى منه، وهو منتف ههنا. ويمكن أن يقال: إنما لم يذكر الأبنية وذكر أحوالها؛ لأن كل واحد يعرف أن معرفة الأبنية من التصريف ولم يعرف أن معرفة   1- ويمكن أن يجاب عن هذا الاعتراض بأن المتقدمين من النحاة يطلقون النحو على ما يشمل التصريف، ويعرفون النحو بأنه علم يعرف به أحكام الكلم العربية إفرادا وتركيبا، أو بأنه العلم بالمقاييس المستنبطة من استقراء كلام العرب الموصلة إلى معرفة أحكام أجزائه التي ائتلف منها. والمتأخرون على أن التصريف قسيم النحو لا قسم منه، فيعرف كل واحد منهما بتعريف يميزه عن قسيمه وعن كل ما عداه. ويؤيد ذلك ما قاله ابن جماعة في حاشيته على شرح الجاربردي "وقد صرح كثير بأن علم النحو مشتمل على نوعين: أحدهما علم الإعراب، والآخر علم التصريف, قالوا: وذلك أن علم النحو مشتمل على أحكام الكلم العربية، وتلك الأحكام نوعان: إفرادية وتركيبية. فالإفرادية هي علم التصريف. والتركيبية هي علم الإعراب ... ". "مجموعة الشافية 1/ 9 الحاشية". وقال الرضي في شرحه على الشافية "1/ 6": "واعلم أن التصريف جزء من أجزاء النحو بلا خلاف من أهل الصناعة". 2 في "ق": إذ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 أحوالها من التصريف، ولهذا تعرض لذكر1 معرفة أحوال الأبنية ولم يتعرض لذكر2 معرفة الأبنية. ولو قال: علم بأصول تعرف بها أبنية الكلم وأحوالها التي ليست بإعراب ولا بناء الآخر لكان أصوب؛ لأنه لم يتوجه الإشكال المذكور حينئذ3.   1 في "ق": بذكر. 2 لذكر: ساقطة من "ق". 3 حينئذ: ساقطة من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 [ أنواع الأبنية ] : قوله: "وَأَبْنِيَةُ الاسْمِ الأصُولُ ثُلاثِيَّةٌ ورُباعِيَّةٌ وخُمَاسِيَّةٌ، وَأَبْنِيَةُ الفعل ثلاثية ورباعية"1، 2. إنما قيد الأبنية بالأصول؛ لأن مطلق الأبنية أكثر من هذه الثلاثة. وإنما لم يأت من الفعل البناء الخماسي؛ لأن الفعل ثقيل المعنى3 لدلالته على الحدث والزمان وعلى الفاعل وغيرها، [بخلاف الاسم] 4، فكرهوا أن يجمعوا بين ثقل المعنى وثقل اللفظ.   1 فصّل الجرجاني القول في أبنية الأفعال الثلاثية والرباعية، وكذلك أبواب الثلاثي والرباعي. "ينظر المفتاح: 36-47". 2 في "هـ" جاءت عبارة ابن الحاجب مبتورة هكذا: "قوله: وأبنية الاسم الأصول ثلاثية ... " إلى آخره. 3 علل أبو عثمان المازني عدم مجيء الخماسي في الأفعال، بقوله: "وتكون الأسماء على خمسة أحرف لا زيادة فيها، ولا يكون ذلك في الأفعال؛ لأن الأسماء أقوى من الأفعال فجعلوا لها على الأفعال فضيلة لقوتها واستغناء الأسماء عن الأفعال، وحاجة الأفعال إليها، ولا يكون فعل من بنات الخمسة البتة. وعلق ابن جني على عبارة المازني السابقة بقوله: "اعلم أنه قد عرّف العلة في أن لم يكون فعل من ذوات الخمسة وأبان عن مذهبه, وقد قال سيبويه في هذا المعنى قولا أنا أذكره ليضاف إلى هذا القول: وذلك أن الأفعال لم تكن على خمسة أحرف كلها أصول؛ لأن الزوائد تلزمها للمعاني، نحو حروف المضارعة، وتاء المطاوعة في تدحرج، وألف الوصل والنون في احْرَنْجَمَ، فكرهوا أن يلزمها ذلك على طولها ... ". "المصنف 1/ 28, 29". 4 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 وتوجد ههنا نسخة هكذا: "وأبنية الكلم الأصول ثلاثية1 ورباعية وخماسية، والأولان للفعل؛ أي: الثلاثي والرباعي للفعل2 أيضا كما أنهما للاسم والأخير؛ أعني الخماسي للاسم فقط"3. ولو قال: والأخير الاسم فقط لكان أصوب. وفي عبارته تعسف عظيم والنسخة [الأولى أولى وأصوب] 4 والأصول: صفة للأبنية على النسختين.   1 ثلاثية: موضعها في "هـ". 2 في "هـ": للمفعول. ولعله سهو من الناسخ رحمه الله. 3 لم أعثر على هذه النسخة التي أشار إليها الشارح من بين نسخ متن الشافية التي اطلعت عليها ولعلها مفقودة ولم تصل إلينا. 4 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 [ الميزان الصرفي ] 1: قوله: "وَيُعَبَّرُ عَنْهَا بِالْفَاءِ وَالْعَيْنِ وَاللاَّمِ2، "وَمَا زَادَ بلام ثانية وثالثة"3". أي: ويعبر عن الحروف التي هي الأصول بالفاء والعين واللام فيقال [نَصَرَ] على وزن [فَعَلَ] ، ويقال: النون فاء الفعل والصاد عين الفعل والراء لام الفعل؛ لمقابلتهم4 الأصول في الوزن بهذه الحروف. ويعبر عن الحرف الأصلي الزائد على الثلاثة الأصول بلام ثانية؛ فيقال [دَحْرَجَ] على وزن [فَعْلَلَ] و [جَعْفَر] على وزن [فَعْلَلَ] . ويعبر عن الحرفين الأصليين الزائدتين على الثلاثة الأصول بلام ثانية وثالثة؛ فيقال [جَحْمَرِش] 5 على وزن [فَعْلَلِل]-بثلاث لا مات- وهذا لا يكون إلا في الأسماء. وإنما خُص الميزان بهذه الحروف الثلاثية؛ لشمول معنى الفعل معنى كل فعل، علاجا كان أو غيره، غريزة كانت6 أو غيرها.   1 أطلق الجرجاني على هذا الباب مصطلحا آخر، وهو التمثيل، وعرفه بقوله: "وهو أن تقابل حروف الكلمة الثلاثة بالفاء والعين واللام، وتكرر اللام في الرباعي مطلقا، وكذا في الاسم الخماسي". "المفتاح، ص27". 2 واللام: ساقطة من "هـ". 3 ما بين القوسين من عبارة ابن الحاجب إضافة من "ق". 4 في الأصل: لمقابلاتهم. 5 الجَحْمَرِش من النساء: الثقيلة السمجة، والعجوز المسنة. من الإبل: الكبيرة السن. وأفعى جَحْمَرِش: خشناء غليظة. والجحمرش: الأرنب الضخمة، وهي أيضا الأرنب المرضع. والجمع: جحامر. والتصغير: جحيمر بحذف آخر الحرف. "ينظر اللسان: جمرش 1/ 553, 554". 6 في "ق": كان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 وإنما كان الميزان ثلاثيا لكون الثلاثي أكثر من غيره؛ ولأنه لو كان رباعيا أو خماسيا لم يمكن وزن الثلاثي به إلا بحذف حرف أو أكثر، ولو كان ثلاثيا لم يمكن وزن الرباعي أو الخماسي به إلا بزيادة اللام مرة أو مرتين، والزيادة عندهم أسهل من الحذف، ولهذا قيل: ادعاء زيادة الهاء في "أمهات" أحسن من ادعاء حذفها في [أمَّات] ، ذكره ابن جني1 في سر الصناعة2. قوله: "ويعبر عن الزائد بلفظه". [أي: ويعبر عن الحرف الزائد بلفظ ذلك الزائد] 3 إذا كان في البنية حرف زائد؛ فيقال: ضارب على وزن فاعل، ومضروب على وزن مفعول. قوله: "إلاَّ الْمبدلَ مِنْ تَاء الافْتِعَالِ فَإِنَّهُ بِالتّاء". أي: ويعبر عن الزائد بلفظ الزائد، إلا [عن الزائد] 4 الذي هو يدل عن تاء الافتعال؛ فإنه يعبر عنه بالتاء، لا بذلك المبدل؛ مثلا إذا   1 هو أبو الفتح عثمان بن جني الأزدي بالولاء، مملوك رومي لسليمان بن فهد الأزدي. ولد بالموصل، وتلقى عن علمائها، تصدر للتدريس في الموصل ثم في بغداد بعد أبي علي الفارسي. من مؤلفاته: الخصائص وسر صناعة الإعراب، والمحتسب، واللمع، توفي ببغداد سنة 392هـ. ينظر في ترجمته: إنباه الرواة: 2/ 235، وبغية الوعاة: 322، وشذرات الذهب: 3/ 140، والنجوم الزاهرة: 4/ 205، ومعجم الأدباء: 12/ 81. 2 الجزء الثاني: وينظر المصنف: 1/ 26. وهذا الكلام بنصه، نقله ابن جماعة الكناني في حاشية على شرح الجاربردي على الشافية "ينظر مجموعة الشافية: 1/ 15 - بهامش الشرح المذكور". 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 بني افْتَعَل من ضَرَبَ وزَجَرَ، يقال: اضْطَرَبَ وازْدَجَر بإبدال الطاء والدال عن التاء، فيقال: إنهما على وزن: افْتَعَلَ، لا على وزن: افْطَعَلَ وافْدَعَلَ1؛ لأنه يؤدي إلى الاستثقال؛ أو لأنه2 يقصد بوزنها بيان أصل الزِّنة. قوله: "وإلا المكرر للإلحاق أو غيره3 فإنه بما تقدمه": عطف على قوله: "إلا المبدَل" أي: ويعبر عن الزائد بلفظه إلا المبدل عن تاء الافتعال، وإلا المكرر للإلحاق أو لغير الإلحاق؛ فإنه لا يوزن بلفظ ذلك المكرر، وإنما يوزن بالحرف الأصلي الذي قبل ذلك المكرر، سواء فصل بين الأصلي الذي قبله وبين المكرر حرف زائد، نحو: نِحْرير4، أو لم يفصل، نحو: جَلْبَب وعلّم،   1 واعترض الرضي على ما قاله ابن الحاجب ههنا وقال: "وهذا مما لا يسلم، بل نقول: اضْطَربَ على وزن افْطَعَل، وفَحَصْطُ على وزن فَعَلْط وهَرَاقَ وزنه هَفْعَل، وفُقَيْمِجٍّ وزنه فُعَيْلِجٍّ؛ فيعبر عن كل الزائد المبدَل منه بالبدل، لا بالمبدل منه. "شرح الشافية: 1/ 18". ثم قال: "وقال عبد القاهر في المبدل عن الحرف الأصلي: "يجوز أن يعبر عنه بالبدل، فيقال في قال: إنه على وزن فال". "المصدر السابق". والذي قاله عبد القاهر، هو: "إلا: اضْطَرَبَ، وازْدَجَرَ، فوزنهما: افْتَعَلَ بالتاء لا بالطاء والدال ... وفي البدل من الأصل جاز فيه المثالان، فمثل: كِساء: فِعال أو فِعاء، أصله: كساو؛ قلبت الواو همزة لتطرفها. "المفتاح: 28". 2 أو لأنه: موضعه بياض في "ق". 3 في "ق": وغيره. 4 النِّحرِير: الحاذق الماهر العاقل المجرب. وقيل: الرجل الطَّبِن الفَطِن المتقن البصير في كل شيء. "اللسان: نحر: 6/ 4365". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 وسواء كان المكرر من حروف الزيادة، نحو: حِلْتِيت1، أو لم يكن منها، نحو: احْمَرَّ وقَرْدَدَ. فيقولون: [نِحْرِير] على وزن: فِعْليل لا على وزن: فِعْلِير. و [جَلْبَبَ] على وزن، فَعْلَلَ، لا على وزن، فَعْلَبَ، و"احْمَرَّ" على وزن: افْعَلَّ2، لا على وزن افْعَلْرَ، و"عَلَّمَ" على وزن: فَعَّلَ لا على وزن: فَعْلَلَ, ولا على وزن: فَلْعَلَ. أما تغيير المكرر للإلحاق بحرف أصلي قبله فلكون الحرف الملحق جاريا مجرى الحرف الأصلي فقوبل بما يقابل به الحرف الأصلي. وأما تغير المكرر لغير الإلحاق؛ فلأنهم قصدوا بهذه الزيادة تكرير ما قبلها الذي هو الأصل، فيقابل بما يقابل به3 ما قبله. قوله: "وإن كان من حروف الزيادة4 إلا بتثبت5". تأكيد لما قبله؛ أي: ويعبر بما تقدمه وإنْ كان من حروف الزيادة. فما قبله ساد مسد جوابه؛ لأنه يدل عليه قوله [إلا بتثبت] ؛ أي: يعبر بما تقدمه وإنْ كان من حروف الزيادة إلا إذا دل دليل على أنهم لم يقصدوا تكرار6 الحرف المتقدم ذكره بل قصدوا زيادة   1 الحِلْتِيتُ: صمغ الأنجذان. "الصحاح "حلت": 1/ 247". ونقله صاحب اللسان. ينظر "حلت": 2/ 960. وفي المعجم الوسيط "حلت": 198: الحلتيت: صمغ كريه الرائحة وهو المعروف بأبي كبير، ويستعمل في الطب. 2 في "ق": احمر، ولعله سهو من الناسخ رحمه الله. 3 به: ساقطة من "هـ". 4 في "هـ": الزائد. 5 إلا بتثبت: إضافة في عبارة ابن الحاجب من "ق". 6 في "هـ": تكرير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 حرف واتفق أنه كان موافقا لما قبله؛ فإنه لم يعبر بما قبله حينئذ1، بل بلفظه، وإنما احتاج إلى دليل عليه؛ لأن الظاهر قصد التكرار إذا كان موافقا لما قبله. قوله: "ومن ثمة2 كَانَ حِلْتِيتٌ فِعْلِيلا لاَ فِعْلِيتا، [وسُحْنونٌ وعُثْنونٌ فُعْلُولا لا فُعْلُونا لذلك ولعدمه"] 3. أي: ومن أجل أنه يعبر بما تقدمه وإنْ كان من حروف الزيادة، إلا بدليل قيل: حِلتيت، وهو صمغ الأَنْجُذان4 على وزن: فِعْلِيل لا على وزن: فِعْلِيت، وإن جاء فِعْلِيت كعِفْريت؛ لأنه لم يدل دليل على عدم قصد التكرار. وسُحنونٌ وعُثنون على وزن: فُعْلُول، لا على وزن: فُعْلُون، للدليل المذكور في حلتيت، ولعدم مجيء فُعْلُون في كلامهم، ومجيء فُعْلُول. وسحنون5: اسم رجل6. والعثنون: رأس اللحية، أو شعيرات طوال تحت حنك البعير7   1 حينئذ: ساقطة من "هـ". 2 في "ق"، "هـ": ومن ثم. وما جاء في الأصل موافق لما جاء في الشافية. 3 عبارة ابن الحاجب التي بين المعقوفتين إضافة من "ق" وجاء في "هـ": "ومن ثم كان ... إلى آخره. 4 ينظر اللسان "حلت": 2/ 960. والأنجذان: نبات طبي من فصيلة الخيميات. "المعجم الوسيط "نجذ": 938". 5 في "ق": والسحنون. 6 في "هـ": اسم الرجل. 7 قاله صاحب اللسان في "عثن": 4/ 2810. وقال صاحب القاموس: العثنون: اللحية، أو ما فضل منها بعد العارضين، أو ما نبت على الذقن وتحته، أو هو طولها، وشعيرات طوال تحت حنك البعير. ومن الريح والمطر أولهما، أو عام المطر، أو المطر ما دام بين السماء والأرض. "القاموس "عثن": 4/ 246". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 لِنُدُورِ فَعْلول وَهُوَ صَعْفُوق، وخَرْنوب ضَعيفٌ وسَمْنانٌ فَعْلانٌ، وخَزْعَالٌ نَادِرٌ، وبُطنان فُعْلان، وقُرْطاس ضَعِيفٌ مع أنه نقيض ظَهْران"1. من ههنا شرع فيما وجد فيه دليل على أنه لم يقصد فيه قصد التكرار، فقال -سَحنون- بفتح السين، اسم رجل إن صح مجيئه في كلامهم، فقال، على وزن فَعْلون لا "على وزن"2 فَعْلول، وإن وجد التكرار الدليل، وهو أن فَعْلُون جاء في كلامهم كثيرا كحمدون وهو مختص بالعلم، وأن فعلولا نادر، وذلك النادر: صَعْفُوق. ذكر في الصحاح3 أنه خَوَل باليمامة4.   1 عبارة ابن الحاجب المذكورة من "ق". وجاءت في الأصل وفي "هـ"، هكذا: وسحنون ... " إلى آخره. 2 على وزن: إضافة من "هـ". 3 في "صعفق": 4/ 1507. وذكر في اللسان أن الصَّعْفوق هو اللئيم من الرجال، وبني صَعفوق: قوم باليمامة من بقايا الأمم الخالية ضلت عنهم أنسابهم، وقيل خَوَل باليمامة. "ينظر اللسان: صعفق: 4/ 2449". 4 الخَوَل - بفتحتين-: الخدم والرعاة إذا حسن قيامهم على الحال والغنم، الواحد خَوَلِي كعَرَب وعربي. "ينظر اللسان "خول": 2/ 1293, 1294". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 قال العجاج1: 1 من آل صَعفوق وأتباع أُخر من طاعمين2 لا ينالون الغُمَر3   1 في ديوانه، ص19. والعجاج: شاعر راجز إسلامي، اسمه عبد الله وكنيته: أبو الشعثاء، وكان يقال له عبد الله الطويل ولقب بالعجاج؛ لأنه كان يقول: حتى يعِجَّ عندها من عَجْعَجَا. وقد ترجم له البغدادي في شرح شواهد الكافية, الشاهد الحادي والعشرون "ص170". 2 في الأصل: طماعين، ولعله خطأ من الناسخ. وفي "هـ": الطاعمين. 3 رجز، للعجاج، قاله يخاطب عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي. وقبله قوله: فهو ذا، فقد رجا الناس الغِيَر من أمرهم على يديك والثُّؤَرْ وثمة اختلافات يسيرة في رواية هذا البيت، ففي الصحاح: "طاعمين" وفي اللسان: من طامعين لا يبالون الغَمَر وفي شرح الجاربردي: الطاعمين لا يبالون الغَمَر وفي شرح شواهد الشافية، للبغدادي: الطامعين لا ينالون الغَمَر والغَمَر: الحقد والغل. والغُمَر: أصغر الأقداح يقتسم القوم به الماء بينهم إذا قل في السفر، بل يلقوا فيه حصاة ويُعطى كل منهم من الماء قدر ما يغمر هذه الحصاة. والأنسب للمعنى أنه على من يقول: "لا يبالون" أن يقول "الغَمَر". وعلى من يقول: "لا ينالون" أن يقول: الغُمَر". "ينظر في الشاهد: أدب الكاتب: 111، وإصلاح المنطق: 244، والاقتضاب في شرح أدب الكتاب: 470، والصحاح "صعفق": 4/ 1507"، وتهذيب إصلاح المنطق: 1/ 505، وشرح الجاربردي على الشافية "مجموعة الشافية: 1/ 19"، وشرح شواهد الشافية، للبغدادي, الشاهد الأول، ص4، واللسان "صعفق": 4/ 2249. موضع الشاهد: أنشده شاهدا على أن صعفوقا على فعلول -بالفتح- نادر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 وهو اسم أعجمي غير منصرف للعلمية والعجمية، والنادر كالمعدوم. وإنما قال: "سَحنون، بفتح السين -إن صح"؛ لأن المشهور سُحنون، بضم السين. فإن قيل: جاء "خَرْنُوب" بفتح الفاء، لنبت معروف1. قلنا: خَرنوب، بفتح الفاء، ضعيف؛ لأن الفصيح "خُرنوب" بضم الفاء. وقيل: إن "خَرنوب" -بفتح الفاء- متفرع على "خَرُّوب"؛ أبدلوا النون من إحدى الراءين كراهية2 التضعيف، ووزنه3: فَعْنُول. قلنا: خَرنوب -بفتح الفاء- ضعيف؛ لأن الفصيح "خُرنوب". وقيل أيضا: لصَعفوق نظير، وهو "زَرْنوق"؛ لغة4 فصيحة في "زُرْنوق"5. وهو: ما ينصب على البئر ليسقى6 عليه7.   1 جاء في اللسان: الخرنوب: شجر ينبت في جبال الشام" "خرنب: 2/ 1146". 2 في "ق": كراهية. 3 في "هـ" فوزنه. 4 في اللسان: "قال اللحياني: ما كان من الأسماء على فُعلول فهو مضموم الأول، مثل بُهلول وقُرقور، إلا أحرفا جاءت نوادر منها بالضم والفتح؛ يقال لحي من اليمن: صَُعفوق، ويقال: زَرنوق وزُرنوق، لبناءين على شفير البئر". "زرنق: 3/ 1829". 5 ينظر السابق. 6 في "ق": ليستقي. 7 وقال صاحب اللسان: الزُّرنوق: البئر الصغير" "اللسان "زرنق": 3/ 1829". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 و"قَرْبوس" في "قُرْبوس"1، و"عَصْفور" في "عُصْفور". وسَمْنان -بفتح السين اسم موضع2- على وزن فَعْلان، لا على وزن فَعُلال؛ لأن فَعْلالا نادر، والنادر كالمعدوم، وذلك النادر "خَزْعال"؛ يقال: ناقة "بها"3 خَزْعال، أي: ظَلْع. وخَزْعَل في مشيته؛ أي: عرج4. وقالوا: ليس في الكلام فَعْلال من غير البناء5 المكرر، نحو: زَلزال6 إلا خَزْعال وقَهْقار7 للحجر8. وأما بَهْرام9 وشَهْرام فعجميان.   1 القُربوس: لغة في القَربوس حكاها أبو زيد، كما ذكر صاحب اللسان. وهو: حِنُو السَّرج. ونقل صاحب اللسان عن الجوهري قوله: والقَرَبوس للسرج، ولا يخفف إلا في الشعر مثل: طَرَسوس؛ لأن "فَعْلول" ليس من أبنيتهم". "اللسان: قربس: 5/ 3570" وهو موجود في الصحاح "قربس": 2/ 959. 2- معجم البلدان: 5/ 128. 3 بها: إضافة من "ق". 4 اللسان "خزعل": 2/ 1150. 5 البناء: ساقطة من "ق". 6 في "هـ": الزلزال. 7 جاء في اللسان: قال الفراء: وليس في الكلام فَعْلال مفتوح الفاء، من غير ذوات التضعيف إلا حرف واحد. يقال: ناقة بها خَزْعال، إذا كان بها ظَلْع. وزاد ثعلب: قَهْقار". "خزعل: 2/ 1150". 8 جاء في اللسان: "القَهقَرُ والقَهْقرُّ بتشديد الراء: الحجر الأملس الأسود الصلب، وكان أحمد بن يحيى يقول وحده: القهقار". "قهقر: 5/ 3765". 9 بَهْرام: اسم المريخ. وإياه عنى أبو تمام في قوله: له كِهْرِياء المشترى وسُعُوده ... وسَوْرَة بَهْرام وظرف عَطارِد "ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: 2/ 71". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 "وبُطنان"1 فُعْلان، لا فُعْلال، لدليلين: أحدهما: مجيء "فُعْلان" في أبنيتهم، وعدم مجيء "فُعْلال". و"قُرْطاس"، بضم القاف، ضعيف2؛ لأن الفصيح "قِرْطاس" بكسر القاف3. والثاني: أن "بُطْنان" نقيض "ظُهْران"،بضم الظاء؛ لأن "بُطْنان" اسم لباطن الريش و"ظُهْران" اسم لظاهر الريش، والنون زائدة في "ظُهْران" فتكون [زائدة] 4 كذلك في "بُطْنان"؛ لأنه يعلم من "ظُهْران" [أنهم قصدوا] 5 ببطنان قصد نقيضه؛ أعني: قصد "ظُهْران"، بناء على حملهم أحد النقيضين على الآخر.   1 "البُطنان" من كل شيء: وسطه الوسيط "بطن": 64. 2 ذكر أبو حيان هذه اللغة دون أن يحكم بتضعيفها. "ينظر: ارتشاف الضرب: 1/ 70". 3 ينظر معاني "القِرْطاس" في اللسان "قرطس": 5/ 3592. 4 "زائدة": إضافة من "ق". 5 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "ق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 [ القلب المكاني ] : قوله: [ثُمَّ إِنْ كانَ قَلْبٌ في المَوْزُونِ قُلبت الزِّنة مثله كقولهم في آدُر أَعَفُل] 1. إشارة إلى تعريف وزن الكلمة إذا قلبت2؛ أي: إذا [جعلت اللام موضع العين] 3 أو موضع الفاء، 4 والعين موضع الفاء، جعل كذلك في الموزون، كقولك: "آدُر"، المقلوب من "أَدْؤُر" جمع "دار" على وزن "أَعْفُل"، لا وزن "أَفْعُل"؛ تنبيها على القلب.   1 عبارة ابن الحاجب هذه من الموزون قلبت الزنة مثله ... إلى آخره. وفي "هـ": "ثم إن كان قلب في الموزون ... "إلى آخره. 2 يعني بالقلب تقديمَ بعض حروف الكلمة على بعض. وأكثر ما يكون القلب في المعتل والمهموز. وقد جاء في غيرهما قليلاً، نحو: امْضَحَلَّ واكْرَهَفّ في: اضْمَحَلَّ واكْفَهَرَّ: "ينظر شرح الشافية، للرضي: 1/ 21". 3 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "ق". 4 في "ق": أو. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 [ علامات القلب ] : قوله: [ويعرف القب بِأَصْلِهِ كَنَاءَ يَنَاءُ مَعَ النَّأْيِ، وَبِأَمْثِلَةِ اشْتِقَاقِهِ كَالجَاهِ وَالحَادِي وَالقِسِيِّ، وَبِصِحَّتِهِ كَأَيِسَ، وَبِقِلَّةِ اسْتِعْمَالِهِ كآرَامٍ وآدُر، وبأدَاءِ تَرْكِهِ إِلَى هَمْزَتَيْنِ عِنْدَ الْخَلِيلِ نَحْوَ جَاءٍ, أَوْ إِلَى مَنْعِ الصَّرْفِ بِغَيْرِ عِلَّةٍ -عَلَى الأَصَحِّ- نَحْوَ أَشْيَاءَ؛ فَإِنَّها لَفعاء، وَقَالَ الْكِسَائيُّ: أفْعال، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَفْعاء وأصلها أَفْعِلاء] 1، 2. أعلم أنه يعرف القلب بأشياء: أحدها: أنه يعرف بأصل المقلوب أي بما يشتق منه، نحو: ناء بناء؛ فإنه على وزن: فَلَع يَفْلَع، مقلوب من نأى ينأى؛ لأنه مشتق من النأي3، والفعل منه: نأى ينأى وهو اللغة الكثيرة، فعلم أنهم نقلوا اللام إلى موضع العين، والعين إلى موضع اللام. وثانيها: أنه يعرف بأمثلة اشتقاقه؛ أي: بالكلمات التي علم أن جميعها راجعة إلى أصل واحد كالجاه؛ فإنه نقل فيه الفاء إلى موضع العين وبالعكس، فوزنه عفل؛ لأن الجاه والوجيه والتوجيه والتوجه ووجه وتوجه راجعة إلى أصل واحد، وهو الوجه. والحادي: مقلوب من "واحد"؛ لأن الحادي والواحد والتوحيد.   1 عبارة ابن الحاجب هذه من "ق". وفي الأصل، "هـ": "ويعرف القلب بأصله ... " إلى آخره. 2 ينظر الخلاف حول وزن "أشياء" وعلة منع صرفها في كتاب الإنصاف في مسائل الخلاف، للأنباري. مسألة "118"، ص481-487. 3 في "ق": النسائي. وهو تحريف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 والتوحد ووحَّد وتَوحَّد راجعة إلى أصل واحد، وهو الوحدة، فالحادي على وزن العالِف؛ فجعل الفاء موضع اللام، واللام موضع العين. والقِسِيّ: مقلوبة من "قُوُوس" على وزن "فِليع" لا على وزن فِعِيل1، وأصله، قُوُوس على وزن فُعُول2؛ فنقلت الواو إلى آخر الكلمة، ثم قلبتا ياءين، وأدغمت الياء الأولى في الياء الثانية للتخفيف على ما يجيء، وكسرت السين للياء التي بعدها والقاف للتبعية كراهة للانتقال3 من الضمة إلى الكسرة. والذي يدل على كون القِسِي مقلوبة من قُوُوس أن القسيَّ والأقواس والتقوس والتقويس وقوّس وتقوَّس راجعة إلى أصل واحد،   1 ركن الدين في جعله القيسي على وزن الفِلِيع -بكسر الفاء واللام وقلب الواو ياء- متأثر بعبارة الجوهري التي ستأتي في حاشية2، وهي: "فصارت قِسِي على فِلِيع". والجوهري راعى الإعلال بالقلب في الميزان، وتابعه في ذلك ركن الدين. وحكي عن عبد القاهر المتوفى "471هـ" أنه راعى ذلك، وذكر أن وزن قال فال؛ لأن القلب عن حرف أصلي وهو الواو، وهو عين الكلمة "شرح الشافية للرضي: 238" ولكن جمهور النحاة يذهبون إلى أن الإعلال بالقلب لا يراعى في الميزان؛ فقال: على وزن: فَعَل، وقيل: على وزن فُعِل، وقِسِيّ: على وزن فُلُوع. المحقق". 2 قال الجوهري: "وكان أصل قِسِيّ: قُوُس؛ لأنه فُعُول، إلا أنهم قدموا اللام وصيروه "قُسُو" على فُلُوع, ثم قلبوا الواو ياء وكسروا القاف, كما كسروا عين عِصِي, فصارت قسي على فِليع، كانت من ذوات الثلاثة فصارت من ذوات الأربعة، وإذا نسبت إليها قلت: قُسَوِيّ، لأنها مغير من فعول، فتردها إلى الأصل". "الصحاح "قوس": / 964" وهذا الكلام قد نقله ابن منظور بتمامه عن الجوهري. "ينظر اللسان "قوس": 4/ 3773". 3 في "هـ": لكراهيتهم الانتقال. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 وهو القوس، فعلمنا أنه جعلت العين في القسي موضع اللام، واللام موضع العين. ولقائل أن يقول: معرفة القلب بأمثلة الاشتقاق راجعة إلى المعرفة بالأصل1. وثالثها: أنه يعرف القلب بصحة حروف2 العلة مع تحركها وانفتاح ما قبلها، نحو: أَيِسَ يَأْيَسُ، فإنه مقلوب من يَئِسَ؛ لأنه لو كان أَيِسَ هو الأصل لوجب أن يقال: آس؛ لتحرك الياء3 وانفتاح ما قبلها، ولما لم يقل كذلك علم أن أَيِسَ4 مقلوب من: يئس؛ فوزن أَيِسَ غَفِلَ لا فَعِلَ. ورابعها: أنه يعرف القلب بقلة استعماله5، نحو آرام، وآدُر: جمع رِئْم ودار؛ فإنهما أقل استعمالا من أرآم وأدْؤُر؛ فالأولى أن يجعل ما هو أكثر استعمالا، وهو أرآم وأدؤر، هو الأصل، فعلم أن آراما على وزن "أعفال" لا "أفعال" وأن أدؤرا على وزن "أعْفُل".   1 قال الرضي، معلقا على جعل المصنف القوس مما يعرف بأمثلة اشتقاقه؛ "وهذا منه عجيب، لم جعله قسمنا آخر وهو من الأول، أي: مما يعرف بأصله؟ بل الكلمات المشتقة من ذلك الأصل تؤكد كون الكلمات المذكورة مقلوبة"."شرح الشافية: 1/ 23". وقال نقرة كار: "ويجوز أن يعرف القلب فيه بأصله، وهو القوس؛ لأن الواحد أصل للجمع", "مجموعة الشافية: 2/ 10". 2 في "هـ": حرف. 3 في "ق": لتحركها. 4 وهو الظبي. ينظر اللسان "رأم": 2/ 1536. 5 في "ق": "استعمالها". يريد استعمال المقلوب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 لا "أَفْعُل". ولقائل أن يقول: هذا القسم والذي قبله راجعان إلى القسم الأول؛ لأنه يعرف القلب فيهما بأصلهما، وهو: الرِّئْم، والدار، واليأس1. ويمكن أن يجاب عنه بأن معرفتها بأصلها لا يمنع معرفتها بصحة حروف علته وبقلة استعماله؛ لأن المعرف ههنا أمارة، ويجوز اجتماع أمارات كثيرة على شيء واحد2. وخامسها: أنه يعرف القلب بأن عدم القلب يؤدي إلى الجمع بين همزتين عند الخليل وأتباعه3 وهو غير جائز، نحو "جاء"؛ فإنه اسم فاعل، وأصله: جائي، بلا خلاف؛ لأنه من المجيء، فلو بقيت الياء التي بعد الألف غير مقلوبة4؛ أي: غير منقولة اللام إلى   1 قال الرضي: "ويصح أن يقال: إن جميع ما ذكر من المقلوبات يعرف بأصله، وكذا أَيِسَ يَأيَسُ باليَأسِ، وآرام وآدُر بِرِئم وَدَارٍ فإن ثبت لغتان بمعنًى يِتَوَهَّم فيهما القلب، ولكل واحد منهما أصل، كجَذَب جَذْبَاً، وجَبَذ جَبْذاً، لم يحكم بكون إحداهما مقلوبة عن الأخرى. ولا يلزم كون المقلوب قليل الاستعمال، بل قد يكون كثيراً كالحادي والجاه، وقد يكون مَرْفُوض الأصل كالقِسِيّ؛ فإن أصله -أعني القووس- غير مستعمل". "شرح الشافية: 1/ 24". 2 وهذا الجواب نقلة الجاربردي في شرح الشافية، يقول: "ورجوع هذه الأقسام -غير الأول- إلى الأول, بناء على أنه يمكن البيان في الكل والأصل, لا يضر لجواز اجتماع دلائل كثيرة على مدلول واحد". شرح الشافية "مجموعة الشافية: 1/ 23, 24". ونقله أيضا الشيخ زكريا الأنصاري في: مناهج الكافية في شرح الشافية بهامش شرح النقرة كار "المصدر السابق: 2/ 11". 3 أي: إن الخليل يعرف القلب بهذا ويحكم به، وهو أن يؤدي تركه إلى اجتماع همزتين. "ينظر الكتاب: 4/ 376, 377". 4 والقلب في هذا الموضوع عندهم قياس. ومثل "جاء" في ذلك: "سواء" وهي جمع "سائية"، مؤنث ساء، اسم فاعل من قولهم: ساءه سوءا وسواء وسواءة وسواية وسوائية ومسائية -على القلب- أي: فعل به ما يكره. "ينظر شرح الشافية، للرضي: 1/ 24". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 العين وبالعكس لوجب أن تقلب الياء التي بعد الألف همزة مثلها في "سائر وسائل"1 من: سار وسال، لقاعدة كلامهم، فيصير جائئا، بهمزتين مجتمعتين، فلذلك قال الخليل: لا تقلب الياء همزة لكن ترد الهمزة التي هي لام إلى موضع العين، فصار2 "جائي" على وزن: فَالِع، ثم أعل إعلال قاض3. وإنما قلنا عند الخليل، لأن سيبويه وأتباعه لا يقولون بالقلب، بل يقولون: إذا اجتمعت همزتان في مثلها قلبت الثانية ياء ثم أعلت إعلال قاض، ولا يهربون عن توالي إعلالين هما قلب العين همزة وقلب اللام ياء4.   1 في الأصل: سائل وسائل، ولعله سهو من الناسخ. 2 في الأصل: فيبقى. 3 واعترض الرضي على مذهب الخليل، قائلا: "وليس ما ذهب إليه الخليل بمتين؛ وذلك لأنه إنما أدى الأمر إلى مكروه إذا خيف ثباته وبقاؤه، أما إذا أدى الأمر إلى مكروه وهناك سبب لزواله فلا يجب الاحتراز من الأداء إليه، كما أن نقل حركة واو نحو "مَقُوُول" إلى ما قبلها، وإن كان هناك سبب مُزيل له، وهو حذف أولها، وكذا في مسألتنا قياسٌ موجب لزوال اجتماع الهمزتين وهو قلب ثانيتهما في مثله حرف لين، كما هو مذهب سيبويه وإنما دعا الخليل إلى ارتكاب وجوب القلب في مثله أداء ترك القلب إلى إعلالين، كما هو مذهب سيبويه. وكثرة القلب في الأجوف الصحيح اللام، نحو: شاك وشَوَاع في: شائك وشوائع؛ لئلا يهمز ما ليس أصله الهمز ... ". "شرح الشافية: 1/ 25". 4 قال سيبويه: "واعلم أن الهمزتين إذا التقتا في كلمة واحدة لم يكن بد من بدل الأخيرة، ولا تخفف؛ لأنهما إذا كانتا في حرف واحد لزم التقاء الهمزتين الحرف، وإذا كانت الهمزتان في كلمتين فإن كل واحدة منهما قد تجري في الكلام ولا تلزق بهمزتها همزة، فلما كانتا لا تفارقان الكلمة كانتا أثقل فأبدلوا من إحداهما ولم يجعلوها في الاسم الواحد. والكلمة الواحدة بمنزلتهما في كلمتين، فمن ذلك قولك في فاعل من جئت: جائي، أبدلت مكانها الياء؛ لأن = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 وقد أورد عليهم سؤال، وتقرير: أنه لو كانت الياء في "جاء" مقلوبة عن الهمزة الثانية أثبتت ولم تعل إعلال ياء قاض ووقف عليها على الأفصح كما أن الياء في "داري" و"مُسْتَهْزِيينَ"1 لما كانت مقلوبة عن الهمزة أثبتت ولم تعل إعلال ياء "قاض" ووقف عليها على الأفصح. وكما أن الياء المبدلة عن الهمزة في "رئيا" للتخفيف في قوله تعالى: {هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا} 2 [لما كانت] 3 مبدلة عن الهمزة أثبتت ولم تدغم في الياء الثانية على الأفصح ولما لم تثبت الياء في "جاء" ولم يوقف عليها علم أنها ليست مبدلة عن الهمزة4.   = ما قبلها مكسور فأبدلت مكانها الحرف الذي منه الحركة التي قبلها كما فعلت ذلك بالهمزة الساكنة حين خففت "الكتاب: 3/ 552". وقد نقل سيبويه عن الخليل مثل ذلك أيضاً، وذلك أنه حكى عنه أنه إذا اجتمعت همزتان في كلمة واحدة اختير تخفيفُ الأخيرة نحو جاء وآدم، حيث قال في الكتاب: 3/ 549: "وكان الخليل يستحب هذا القول، فقلت له: لمه؟ فقال: إني رأيتهم حين أرادوا أن يبدلوا إحدى الهمزتين اللتين تلتقيان في كلمة واحدة أبدلوا الأخيرة، وذلك نحو: جائي وآدم". فقد حكم على ما ترى بانقلاب ياء الجائي عن الهمزة، وهو عين مذهب سيبويه. 1 دارئ: اسم فاعل من قولك: درأه درءا ودرأة، إذ دفعه وتقول: ناقة دارئ مغدة، ومستهزي: اسم فاعل من استهزأ منه وبه أي: سخر: "ينظر الوسيط: درأ: 286، هرأ: 1023". 2 سورة مريم من الآية "74". 3 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ". 4 الشارح يعترض على الإعلال بالحذف بأنه لو صح أن الياء منقلبة عن الهمزة الثانية وليست هي العين أخرت إلى موضع اللام لكان يجب لها كما بقيت الياء المنقلبة عن الهمزة في داري ومستهزئين، وأصلهما: دارئ ومستهزئون، خففت الهمزة فيهما بقلبها من جنس حركة ما قبلها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 وأجيب عنه بمنع الملازمة وبالفرق بين "جاء" وبين "داري" ومستهزيين و"رِيِيا"1، وهو أن إبدال الياء عن الهمزة في "جاء" واجب، فيكون حكمها حكم الياء الأصلية وإبدال الياء عن الهمزة في "داري ومستهزيين ورييا" جائز غير واجب فيكون كالعارض، فلا اعتداد بها2. وأورد على هذا الجواب بأنه قد تُبْدَل الياء عن الهمزة وجوبا مع أنه لا يكون حكمها كحكم3 الياء الأصلية، وقد تبدلت عنها جوازا مع أنه يجعل حكمها كحكم4 الياء الأصلية ويعتد بها.   1 وهي قراءة حمزة، حيث وقف على "رئيا" بإبدال الهمزة ياء مع الإظهار اعتبارا بالأصل فقال "رِيْيا" وبالإدغام. وقال صاحب الإتحاف: "ورجح الأول صاحب الكافي وغيره، ورجح الثاني الداني في الجامع، قال: لأنه جاء منصوصا عن همزة، ولموافقته الرسم، وأطلق في التيسير الوجهين على السواء، وتبعه الشاطبي". "الإتحاف: 300، 65". وقرأ ورش من طريق الأصبهاني بإبدال الهمزة ياء أيضا "ينظر: الإتحاف 53"، وقرأ أبو جعفر وقالون وابن ذكوان بتشديد الياء من غير همزة "ريَّا" وانفرد هبة الله المفسر عن زيد عن الداجوني عن أصحابه عن هشام بالهمز، ورواه عنه سائر الرواة، وبذلك قرأ الباقون "ينظر النشر: 1/ 389". 2 واعترض الرضي أيضا عما اعترض عليه الركن، ثم أجاب عن اعتراضه بقوله: "فإن قيل: لو كانت الثانية منقلبة عن الهمزة لم تعل بحذف حركتها كما في داري ومستهزيين. فالجواب أن حكم حروف اللين المنقلبة عن الهمزة انقلابا لازما حكم حروف اللين الأصلية التي ليست بمنقلبة عن الهمزة، وإن كان الانقلاب غير لازم كما في داري ومستهزيين". "شرح الشافية: 1/ 26". 3 في "ق": حكم. 4 في "ق": حكم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 أما الأول فلأن الياء في أئمة مبدلة عن الهمزة وجوبا كما في "جاء" مع أنه ليس حكمها حكم1 الياء الأصلية، وإلا وجب أن تقلب ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فيقال "آمة". وأما الثاني؛ فلأن إبدال الياء أو الواو عن2 الهمزة في "خَطيّة ومَقْروّة" ليس بواجب كما في "رِيْيا"3 مع أنه يعتد بها، ولهذا يجب الإدغام عند المبدلين. وأجيب عن الأول بأنا لا نسلم أنه لو كان حكم4 "الياء" المبدلة عن الهمزة وجوبا حكم الأصل5 لوجب أن تقلب الياء ألفا في "أئمة"، وإنما وجب أن6 لو لم تكن حركة الياء عارضة لكن حركتها عارضة؛ لأن أصل "أئمة": "أأمِمَة" على وزن "أَفْعِلة"؛ فانقلبت7 حركة الميم الأولى إلى ما قبلها للإدغام ثم أدغمت8 الميم في الميم فصار "أإمة"، ثم أبدلت الياء عن هذه الهمزة9 فصار "أئمة"؛ فالحركة على10 الياء عارضة لكونها عارضة على الهمزة   1 في "ق": كحكم. 2 في "هـ": من 3 رييا: أصله: رئيا، خففت الهمزة بإبدالها من جنس حركة ما قبلها. والرئي: المنظر الحسن. "وينظر الوسيط "رأى": 332". 4 لفظة "الياء" إضافة من "ق"، "هـ". 5 في الأصل: الأصلي. 6 في "ق": أنه. 7 في "هـ": فنقل. 8 في "هـ": أدغم. 9 في "ق": الشجرة. والصحيح ما أثبتناه من النسختين الأخريين. 10 في الأصل: عن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 وإذا كانت عارضة لا يعتد بحركتها كما لا يعتد بحركة الياء في: اخْشَيِ القومَ1. وأجيب عن الثاني بأنه لا يعتد بالياء أو الواو المبدلة عن الهمزة إبدالا غير واجب إذا كان إبدالها عن الهمزة لغير الإدغام كجاء، أما إذا كان إبدالها عنها لإدغام فإنه يعتد بها في خطيّة ومقروَّة، ولهذا لا يجوز إبدالها عنها في مثل "خطيّة" و"مقروَّة" من غير إدغام2. وسادسها: أنه يعرف القلب بأن عدم القلب يؤدي إلى منع صرف الاسم بغير علة3، كأشياء؛ فإنه غير منصرف4 بالاتفاق؛ فقال الخليل وسيبويه وأتباعهما: وزنه لفعاء، وأصله: شيئاء، على وزن: فعلاء، فمنع صرفه لألف التأنيث ثم تقلب اللام إلى موضع الفاء، فصار أشياء على وزن لفعاء5.   1 ينظر: شرح الشافية للرضي: 1/ 27. 2 ينظر: شرح الشافية، للرضي: 228. 3 أي: يعرف القلب على الأصح بأداء تركه إلى منع صرف الاسم من غير علة، ودعوى القلب بسبب أداء تركه إلى هذا مَذْهَبُ سيبويه، فأما الكسائي فإنه لا يعرف القلب بهذا الأداء، بل يقول: أشياء أفعال، وليس بمقلوب، وَإن أدى إلى منع الصرف من غير علة. ويقول: امتناعه من الصرف شاذ. "ينظر شرح الشافية، للرضي: 1/ 28, 29". 4 في "ق": فإنها غير منصرفة. 5 في سيبويه "4/ 380": "وكان أصل أشياء شيئاء، فكرهوا منها مع الهمزة مثل ما كره من الواو". وقال المبرد: "ومن ذلك "أشياء" في قول الخليل: إنما هي عنده "فعلاء" وكان أصلها شيئاء يا فتى، فكرهوا همزتين بينهما ألف فقلبوا ... فصارت اللام التي هي همزة في أوله فصار تقديره من الفعل: "لفعاء" ولذلك لم ينصرف". "المقتضب: 1/ 30". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 وقال الكسائي: وزنه أفعال؛ لأن فَعْلا معتل العين يجمع أفعال، كقَيل وأقيال1. وقال الفراء2: وزنه أَفْعَاء3، وأصله "أَشْيئاء" على وزن "أَفْعِلاء" فخفف4 بحذف الهمزة5 الأولى، ورأى أن شيئا أصله "شيئ" على وزن "فَيْعِل" ثم خفف كما خفف "ميت"، ثم جمع على "أشيئاء" كما جمع "نبي" على "أنبياء"، ثم حذفت الهمزة التي هي لام الفعل تخفيفا، كراهة6 اجتماع همزتين بينهما ألف فصار وزنه "أفعاء"7، 8.   1 ينظر: شرح الرضي على الشافية: 1/ 29. 2 ينظر: معاني القرآن: 1/ 321. وهذا ما يراه الأخفش أيضا "ينظر: المقتضب 1/ 30، الإنصاف مسألة 118، ص 481-487" فهما اتفقا في الوزن، ولكنهما اختلفا في "شيء" "الذي هو مفرد أشياء"، فمذهب أبي الحسن أنه "فَعْل" كـ"مَيْت"، ومذهب الفراء أنه مخفف من "فَعْيِل"، والأصل شيء فخفف. "ينظر الممتع: 2/ 513". 3 في الأصل: أفعلاء. 4 في "ق": يخفف. 5 في "ق": الياء، والصواب ما أثبتناه من الأصل ومن "هـ". 6 في "هـ": لكراهتهم. 7 ينظر معاني القرآن، للفراء: 1/ 321 "وينظر تفصيل القول في هذه المسألة، في: "المنصف: 2/ 94-101، والإنصاف مسألة "118"". 8 وعلى هذا تكون "أشياء" عند الخليل وسيبويه اسم جمع لا جمع، كالقَضْباء والغَضْياء والطًَّرقاء، وفي: القصبة والغضباء والظَّرفة. وأصلها: شَيئاء، قدمت اللام على الفاء كراهة اجتماع همزتين بينهما حاجز غير حصين -أي: الألف- مع كثرة استعمال هذه اللفظة, فصار "لَفْعَاء". وقال الكسائي: هو جمع شيء، كبيت وأبيات، منع صرفه توهما أنه كحمراء، وقال الأخفش والفراء: أصله أشيئاء جمع شَيِّء، نحو بيّن وأَبْيناء. "ينظر شرح الشافية، للرضي: 1/ 29, 30". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 ومذهب الخليل وسيبويه أصح من مذهبي الكسائي والفراء1. أما كونه أصح من مذهب الكسائي؛ فلأن مذهب الكسائي مستلزم لمنع صرف الاسم بغير علة، وانتفاؤه معلوم من لغتهم، والقلب الذي هو مذهب الخليل وسيبويه كثير شائع، فارتكابه أولى من ارتكاب ما لا نظير له في كلامهم2. وأما كونه أصح من مذهب الفراء؛ فلأن مذهب الخليل وسيبويه يستلزم خلاف الظاهر بوجه -أعني القلب- وهو كثير شائع، [ومذهب الفراء يستلزم خلاف الظاهر بوجهين3: أحدهما غير شائع] 4 والآخر غير جائز5.   1 وقال الرضي: "وجمعه على أشْياوَاتٍ مما يقوِّي مذهب سيبويه؛ لأن فعلاء الاسمية تجمع على فَعْلاوات مطرداً نحو: صحراء على صحراوات، وجمع التاء بالألف والتاء كرجلات وبيوتات غير قياس. "شرح الشافية: 1/ 30". 2 وقال الرضي: "ويضعف قول الأخفش والكسائي قولهم: أَشَايا وأشَاوَى في جمع أشياء كَصَحَارى في جمع صحراء، فإن أفْعِلاَء وأفعالا لا يُجْمَعَان على فَعَالَى، والأصل هو الأشايا وقلبت الياء في الأشَاوى واواً على غير قياس كما قيل: جبيتُه جباية وجباوة". "المصدر السابق: 1/ 31". 3 في "هـ": من وجهين. 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 5 في "هـ": أحدهما غير جائز والآخر غير شائع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 والأول تقديره: شيئاء، [وأنَّ] 1 شَيِّئا على وزن فَيْعِل، فإنه خلاف الظاهر مع أنه لم يسمع "شيِّء"، فلو كان هو الأصل لكان هو الكثير الشائع "كما أنه لما كان ميت وبيّن أصل مَيُت وبَيُن"2 كان أكثر من "مَيْت وبَيْن" لكنه ليس كذلك. والثاني: حذف الهمزة التي هي لام الفعل مع أن الهمزة3 التي وقعت بعدها همزة بينهما ألف لا يجوز حذفها4. قوله: "وَكَذِلِكَ الْحَذْفُ5 كَقَوْلِكَ فِي قَاضٍ فَاعٍ، إِلاَّ أن يبين فيهما"6. أي: وكالقلب الحذف في الزنة؛ فإنه إذا كان في الموزون حذف حُذف في الزِّنة ما حذف في الموزون، لما ذكرناه في القلب، فقاض على وزن فاع، ويَمُت على وزن يَعُل، وقل على وزن فل إلا إذا أريد أن يبين وزنها في الأصل، فإنه لا يقلب ولا يحذف في الزنة، فيقال أيس في الأصل على وزن: فَعِل، وأشياء في الأصل على وزن: فَعْلاء، وقاض في الأصل على وزن: فاعِل، وقل في الأصل على وزن: افْعُل.   1 وأن: إضافة في المحقق يتطلبها السياق. 2 في الأصل: "كما أنه لما كان هو ميت وبين هو الأصل". وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 في الأصل، ق: حذف الهمزة، وما أثبتناه من "هـ". 4 وقد ضعف الرضي أيضا رأي الأخفش والفراء هذا، بثلاثة وجوه، راجعها في شرح الشافية: 1/ 30. 5 قوله: "وكذلك الحذف" عطف على قوله: "إن كان في الموزون قلب قلبت الزنة مثلة". 6 عبارة ابن الحاجب المذكورة من "ق". وفي الأصل، هـ: "وكذلك الحذف ... " إلى آخره. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 [ الصحيح والمعتل ] : قوله: "وَتَنْقَسِمُ إلى صَحيح وَمُعْتَلٍّ؛ فَالْمُعْتَلُّ: مَا فِيهِ حَرْفُ عِلَّةٍ، وَالصَّحِيحُ بِخِلاَفِهِ؛ فَالْمُعْتَلُّ بِالْفَاءِ مِثَالٌ، وَبِالْعَيْنِ أَجْوَفُ وذو الثلاثة1، وَبِاللاَّم مَنْقُوصٌ وذو الأربعة، وَبِالْفَاءِ وَالْعَيْنِ أَو بِالْعَيْنِ وَاللاَّمِ لَفِيفٌ مقرون، وبالفاء واللام لفيف مفروق". يجوز تذكير "ينقسم" وتأنيثه"2. أي: وينقسم البناء أو الأبنية إلى صحيح ومعتل، فالمراد "6" بالصحيح عند التصريفيين3: ما ليس في أصوله حرف علة، أعني الواو والياء والألف كـ"ضرب". وإنما قال: "في أصوله" [لجواز أن يكون في غير أصوله حرف علة، نحو: يَضْرِب وضارِب. والمراد بالمعتل: في أصوله] 4 حرف علة. وقد يكون حرف العلة فاء، نحو: وعد ويسر. وقد يكون عينا، نحو: قال وباع، وقد يكون عينا، نحو: قال وباع، وقد يكون لاما نحو: غزا ورَمى. ويسمى المعتل الفاء في اصطلاح المتقدمين مثالا؛ لمماثلته الحرف الصحيح في صحته وعدم إعلاله، كما ذكرناه، بخلاف   1 في "ق": وذو زيادة. والصواب ما أثبتناه من الأصل، ق، والشافية. 2 في "ق": وفي الأصل: "وينقسم إلى صحيح ومعتل ... " إلى آخره. وفي "هـ": "وينقسم ... " ويجوز تذكير ينقسم وتذكيره، ولعله سهو من الناسخ، إذ يريد بالعبارة الأخيرة التذكير والتأنيث. 3 في "هـ": البصريين. والصحيح ما أثبتناه من الأصل، ق. 4 ما بين المعقوفتين ساقط برمته من "ق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 المعتل العين واللام. وإنما قال في اصطلاح الأولين1 لأن المتأخرين تركوا ذلك الاصطلاح. ويسمى المعتل العين أجوف؛ لكون حرف العلة وسطه الذي هو كالجوف، وذا الثلاثة لكونه مع ضمير الفاعل المتحرك على ثلاثة أحرف في المتكلم والمخاطب المذكر والمخاطب المؤنث2 نحو: قلت وبعت، بضم التاء وفتحها وكسرها. ويمسى المعتل اللام منقوصا لنقصان الحركة منه حالة الرفع، نحو: يعزو ويرمي ويخشى، أو لنقصان اللام منه في الاسم [كقاص في الرفع والجر] 3 والمضارع جزما، وذا الأربعة لكونه مع ضمير الفاعل المتحرك على أربعة أحرف في المتكلم والمخاطب المذكر والمؤنث، نحو: غزوت وشريت4 بضم التاء وفتحها وكسرها. ويسمى المعتل الفاء والعين نحو يَيَّتُ، أي: كتبت الياء، وكيوم ويَيَن -اسم موضع- أو بئر5، في الاسم.   1 في الأصل، ق: الاصطلاح الأول. وما أثبتناه من "هـ". 2 في "ق": والمخاطبة المؤنثة. 3 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". 4 في "هـ": "رميت" موضع "شريت". 5 في القاموس المحيط "يين": 4/ 279: "يَيَنُ -محركة- عين أو واد بين ضاحك وضويحك. ونقل ياقوت عن الزمخشري أن يَيْن "هكذا ضبطت في معجم البلدان": عين بواد يقال له حوتان، ونقل عن ابن جني أنه واد بين ضاحك وضويحك وهما جبلان أسفل الفرش. وحكي عن غيرهما أنه موضع في بلاد خزاعة "ينظر معجم البلدان: 8/ 533". وفي اللسان: "قال ابن بري: ذكر ابن جني في سر الصناعة أن يين: اسم واد بين ضاحك وضويحك؛ جبلين أسفل الفرش "بين": 6/ 4976. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 والمعتل العين واللام نحو: طوى ولوى لفيفا مقرونا، لالتفاف أحد حرفي العلة بالآخر واقترانه من غير فصل. ويسمى المعتل الفاء واللام، نحو: ولى وورى لفيفا مفروقا؛ لالتفاف أحد حرفي العلة بالآخر والتفرق بينهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 [ أبنية الاسم الثلاثي ] : قوله: "وللاسْمِ الثُّلاثِيِّ الْمُجَرَّدِ عَشَرَةُ أَبْنِيَةٍ1، وَالْقِسْمَةُ تَقْتَضِي اثني عشر: سقط منها فُعِل وفِعُل2 استثقالا وَجُعِلَ الدُئِلُ مَنْقُولاً، والحِبُكُ إن ثَبَتَ فَعَلَى تَدَاخُل اللُّغَتَيْنِ في حَرْفَي الْكَلِمَةِ, وَهِيَ فَلْسٌ وفَرَسٌ وكَتِفٌ وعَضُدٌ وحِبْرٌ وعِنَبٌ وإبِلٌ وقُفْلٌ وصُرَدٌ وعُنُقٌ"3، 4. إنما ابتداء بالثلاثي؛ لأنه أكثر استعمالا لكثرة أبنيته، بخلاف أخويه؛ ولأنه أخف. اعلم أن للاسم5 الثلاثي المجرد عن الزوائد عشرة أبنية، لكن القسمة العقلية تقتضي أن يكون اثني عشر؛ لأن الفاء إنما يكون مفتوحا أو مكسورا أو مضموما، ولا يمكن أن يكون ساكنا لامتناع الابتداء بالساكن. وعلى كل واحد من التقادير الثلاثة إما أن يكون العين مفتوحا أو مكسورا أو مضموما أو ساكنا؛ فتكون اثني عشر حاصلة من ضرب ثلاثة في أربعة، لكن عُدم منها بناءان وهما فُعِل وفِعُل6 لاستثقالهم الانتقال من الضمة إلى الكسرة ومن الكسرة إلى الضمة7   1 في "ق": أمثلة. وما أثبتناه من الأصل، ق، ومتن الشافية. 2 هذه عبارة عبد القاهر نقلها ابن الحاجب عنه "ينظر المفتاح ص29, 30". 3 عبارة ابن الحاجب هذه من "ق". وفي الأصل، هـ: "وللاسم الثلاثي المجرد عشرة أبنية". 4 ينظر في أبنية الاسم الثلاثي المجرد: المفتاح، ص 29, 30، والمفصل 240. 5 في الأصل: الاسم. 6 قاله عبد القاهر. ينظر المفتاح، ص30. 7 ينظر المنصف: 1/ 20. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 لكون الضمة والكسرة ثقيلتين متضادتين في المخرج1. ولم يستثقلوا في الفعل البناء الأول نحو ضُرِب لحاجتهم إليه، ولعروض ضم الفاء وكسر العين في الأفعال، والبناء الأول أخف من البناء الثاني؛ لأن الانتقال من الضمة إلى الكسرة انتقال من أثقل إلى ما دونه في الثقل، والانتقال من الكسرة إلى الضمة انتقال من ثقيل إلى ما هو أثقل منه، بناء على أن الضمة أثقل من الكسرة. وقد أورد على البناء الأول "دُئِل"2. وأجيب عنه بأنه اسم قبيلة لأبي الأسود3؛ فهو علم، والأعلام لا يعول عليها في الأبنية لجواز أن تكون منقولة كـ"ضُرِب" إذا سمّي به.   1 ينظر: شرح الشافية، للرضي: 1/ 34. 2 قال ابن جني: "وليس في الكلام اسم على فُعِل -بضم الفاء وكسر العين، إنما هو بناء يختص به الفعل المبني للمفعول نحو: ضُرِب وقُتِل- إلا في اسم واحد وهو "دئل"، وهي دويبة، وبها سميت قبيلة أبي الأسود الدؤلي. وإنما فتحت الهمزة في النسب لتوالي الكسرتين مع ياءي الإضافة". "المنصف: 1/ 20". 3 أبو الأسود الدؤلي: هو ظالم بن عمر، يرتفع نسبه إلى الدئل بن بكر وإليه ينسب. ولد بمكة ورحل إلى المدينة فروى عن عمر -رضي الله عنه- وقرأ على عثمان وعلي -رضي الله عنهما- توفي بالبصرة سنة 69هـ وأخذ عن يحيى بن يعمر وميمون الأقرن وعنبسة الفيل. "راجع في ترجمته: بغية الوعاة "2/ 22، 23"، وإنباه الرواة: 1/ 16، 380، والأنساب "233" وطبقات ابن سعد ص7". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 ولئن سُلّم أنه اسم لدويّبة شبيهة بابن عِرْس1 كما قاله الأصمعي2، 3 في قوله4: 2- جاءوا بجيش لو قيسَ مُعْرَسُه ... ما كان إلا كمُعرس الدُّئِلِ5 "7" و [والمُعْرَس: موضع نزول القوم] 6. فلا نسلم أنه غير منقول من الفعل إلى تلك الدويبة، سلمنا ولكنه شاذ لا يعتد به7.   1 أي: اسم جنس. حكاه ابن فارس في المجمل "دأل". 2 لفظة "الأصمعي" من "ق". وفي الأصل، هـ: بعضهم. والأصمعي هو أبو سعيد عبد الملك بن قُرَيب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مظهر بن رباح، المعروف بالأصمعي؛ كان لغويا ونحويا، وإماما في الأخبار والنوادر والملح والغرائب وكان شديد الاحتراز في تفسير الكتاب والسنة. توفي -رحمه الله- في صفر سنة ست عشرة، وقيل: أربع عشرة، وقيل: سبع ومائتين بالبصرة، وقيل: بِمَرْو، والله أعلم بالصواب. "وفيات الأعيان: 4/ 323/ طبعة السعادة بمصر عام 1367هـ". 3 ونقله عنه صاحب اللسان "دأل": 2/ 1312. 4 في قوله: ساقط من "ق". 5 البيت من المنسرح، قاله كعب بن مالك الأنصاري -رضي الله عنه- في وصف جيش أبي سفيان الذي ورد المدينة في غزوة السويق، وأحرقوا النخيل ثم انصرفوا. وهو في ديوان كعب "ص251"، والمنصف: 1/ 20 والمجمل: "دأل": 343، والصحاح: 4/ 1694 "دأل": 4/ 1694، وشرح الشافية للرضي 1/ 37 وشرح الجاربردي "مجموعة الشافية: 1/ 29، وشرح شواهد الشافية للبغدادي: رقم "5". وينظر كذلك اللسان "دأل" وأنشده شاهدا على مجيء الدئل اسم جنس، لدويبة شبيهة بابن عِرْس. 6 ما بين المعقوفتين: إضافة من "هـ". والمُعْرَس: موضع نزول القوم آخر الليل. والأشهر فيه: مُعَرّس. يقال عَرّس تعريسا: إذا نزل آخر الليل. "ينظر اللسان: عرس 4/ 2880, وشرح شواهد الشافية, شاهد رقم "5". 7 الاعتراض والجواب نقلهما الجاربردي في شرحه على الشافية "ينظر مجموعة الشافية: 1/ 29". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 وقيل: جاء رِئم -للاست1. ووُعِلَ- لغة في الوَعْل2. وأجيب عنه بأنه من الأجناس المنقولة من الأفعال كـ"تُنَوِّط"3 وتُنَثِّر4 -لطائرين- ولذلك لم يعتد بهما سيبويه5. وقد أورد على البناء الثاني الحِبُك6، بكسر الحاء وضم الباء، وهو بعيد عن لغتهم. وأجيب عنه بأنه من تداخل اللغتين؛ لأنه يقابل [حُبُك كعُنُق7 و] حِبِك كإبل فالمتكلم بـ"حِبُك" بكسر الحاء وضم الباء, كأنه قصد "حِبِك" بكسر الحاء والياء. أولا، فلما تكلم بالحاء مكسورة   1 في اللسان "رأم": 3/ 1537. والرِّئْمُ: الاست "عن كراع"، حكاها بالألف واللام، ولا نظير لها إلا الدئل، وهي دويبة، قال رؤبة: ذلّ وأَقْعَت بالخضيض رُئِمُه 2 والوَعْل والوَعِل والوُعِل: تيس الجبل، والأخيرة نادرة. حكى ذلك صاحب اللسان عن ابن سيده وجاء في اللسان أيضا "وعل" 6/ 4875: "قال الليث: ولغة العرب وُعِل -بضم الواو وكسر العين- من غير أن يكون ذلك مطردا؛ لأنه لم يجئ في كلامهم فُعِل اسما إلا دُئِل، وهو شاذ. وقال الأزهري: وأما الوُعِل فما سمعته لغير الليث". 3 تقول: ناط الشيء ينوطه نوطا؛ أي: علقه. ونوَّط للمبالغة. و"تُنُوِّط" أصله فعل مضارع مبدوء بتاء المضارعة؛ فهو بضم التاء وفتح النون وتشديد الواو المكسورة. وحكى صاحب اللسان عن الأصمعي أنه سُمّي هذا الطائر بهذا الفعل؛ لأنه يدلي خيوطا من شجرة ثم يفرخ فيها. ينظر اللسان "نوط": 6/ 4578. 4 يقال: نثّر الشيء يُنَثِّره: فرّقه. وتُنَثِّر: أصله فعل مضارع مبدوء بتاء المضارعة؛ فهو بضم التاء وفتح النون وتشديد الثاء المكسورة. "المحقق". 5 وذكر أنه ليس في الأسماء والصفات ما هو على هذا الوزن "ينظر الكتاب: 4/ 244". 6 ينظر المفتاح "ص30". 7 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 غفل عن ذلك فقصد اللغة الأخرى وهي "حُبُك" بضم الحاء والباء1 وهذا التداخل في كلمة لكن التداخل أكثر ما يكون من كلمتين؛ فإنهم يقولون "قنِط يقنِط" بكسر النون في الماضي والمضارع، ولا يجيء "يَقْنُطُ" من "قَنِط" وكذا يقولون: "قنَط يقنَط" بفتح النون فيهما"2 [ولا يجيء يَقْنَطُ من قنَط بفتح النون] 3 بل يجيء من قنِط -بكسر النون- يقنَط -بفتح النون- كعلِم يعلَم4، ويجيء من "قنّط" بفتح النون "يقنِط" بكسر النون5، كضرَب يضرِب؛ فأخذ الماضي من إحدى اللغتين والمضارع من اللغة الأخرى فقيل "قنط يقنط" بكسر النون وبفتحها فيهما6. وهذا التداخل شائع كثير، بخلاف الأول. وإذا سقط بناءان من اثني عشر بقي عشرة أبنية، وأشار إلى عدها بقوله: "وهي فَعْل ... إلى آخرها".   1 "الحِبُك" عدها ابن جني قراءة أبي مالك الغفاري في قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ} في الذاريات/ 7. وقال: "وأما الحِبُك -بكسر الحاء وضم العين- فأحسبه سهوا، وذلك أنه ليس في كلامهم "فِعُل" بكسر الفاء وضم العين، وهو المثال الثاني عشر متن تركيب الثلاثي، فإنه ليس في اسم ولا فعل أصلا البتة. أو لعل الذي قرأ به تداخلت عليه القراءتان بالكسر "الحبك" والضم "الحبك". المحتسب: 3/ 283". وأشار ابن هشام في أوضح المسالك "3/ 303" إلى أن "الحبك" بكسر فضم، قراءة أبي السمال. 2 وهذه اللغة حكاها صاحب اللسان عن ابن جني "ينظر اللسان: قنط 5/ 3752". 3 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق", "هـ". 4 وهذه اللغة -أعني: قَنِطَ يَقْنَط- حكاها صاحب اللسان أيضا عن ابن جني. "ينظر اللسان: "قنط": 5/ 3752". 5 ينظر المصدر السابق. 6 في "هـ": بفتح النون أو بكسر النون فيهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 فبدأ بالمفتوح الفاء، وله أربعة أبنية: - أحدها: فَعْل -بفتح الفاء وسكون العين- ويكون اسما كفَلْس، وصفة كصَعْب. - وثانيها: فَعَل -بفتح الفاء والعين- ويكون اسما كفَرَس، وصفة كبَطَل. - وثالثهما: [فَعِل] 1 -بفتح الفاء وكسر العين- ويكون اسما ككَتِف، وصفة كحَذِر. - ورابعهما: "فَعُل"2 -بفتح الفاء وضم العين- ويكون اسما كعَضُد3، وصفة كطَمُع، من: طمع طمعا، فهو طَمُع وطَمِع. وثنى بمكسور4 الفاء، وله ثلاثة أمثلة: - أحدهما: [فِعْل] 5 بكسر الفاء وسكون العين -ويكون اسما كحِبْر، وصفة كنِضْو- لجمل هزيل6.   1 ما بين المعقوفتين إضافة من المحقق. 2 ينظر الهامش السابق. 3 العضد من الإنسان وغيره: الساعد، وهو ما بين المرفق إلى الكتف. "ينظر اللسا: عضد 4/ 2982". 4 في الأصل: بكسر. 5 ما بين المعقوفتين إضافة من المحقق. 6 وقيل: الهزيل من جميع الدواب. "ينظر اللسان "نضو" 6/ 4457". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 - وثانيها: "فِعَل" بكسر الفاء وفتح العين -ويكون اسما كعِنَب، وصفة كزِيَم-لمتفرق1 وعِدًى في: قوم عِدًى، أي: أعداء2، ومكان سِوًى3، أي: مستو4. - وثالثها: [فِعِل] 5 بكسر الفاء والعين -ويكون اسما كإبل وصفة كبِلِز- للمرأة الضخمة القصيرة6. وثلث بمضموم الفاء، وله ثلاثة أمثلة: - أحدها: [فُعْل] 7 -بضم الفاء وسكون العين- ويكون اسما كقُفْل، وصفة كحر.   1 منزل زِيَم، أي: متفرق الأهل، قال النابغة الذبياني: باتت ثلاثَ ليال، ثم واحدة ... بذي المجاز تراعي منزلا زِيَما "ديوانه: ص103 "دار صادر" ضمن قصيدة طويلة، بدأها بقوله: بانت سعاد ... ". 2 حكى صاحب اللسان عن الأصمعي قوله: "يقال: هؤلاء قوم عدًى، مقصور، يكون للأعداء وللغرباء، ولا يقال: قوم عدًى إلا أن تدخل الهاء، فتقول عداة" "اللسان "عدا" 4/ 2848". 3 وعليها قراءة الكوفيين وابن عامر لقوله تعالى [من الآية 161: الأنعام] : "مَكَانًا سِوَى". 4 قال سيبويه في وزن "فِعَل" "ولا نعلمه جاء صفة إلا في حرف من المعتل يوصف به الجماع "الجمع"، وذلك قولهم قوم عدًى ولم يكسر على عِدًى واحد، ولكنه بمنزلة السَّفْر والرَّكْب" "الكتاب 4/ 44". 5 ما بين المعقوفتين إضافة من المحقق. 6 قال أبو حيان: "فأما امرأة بِلِز فحكاه الأخفش فخفف الزاي، فأثبته بعضهم، وحكاه سيبويه بالتشديد، فيحتمل ما حكاه الأخفش أن يكون مخففا من المشدد". "ارتشاف الضرب: 1/ 19". 7 ما بين المعقوفتين: إضافة من المحقق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 - وثانيها: "فُعَل"1 -بضم الفاء وفتح العين، ويكون اسما كصُرَد2، وصفة نحو لُكَع، يقال: رجل لُكَع، أي: لئيم3. - وثالثها: [فُعُل] 4 -بضم الفاء والعين، ويكون اسما كعُنُق، وصفة كسُرُح يقال: ناقة سُرُح أي: سريعة.   1 ينظر المصدر السابق. 2 الصُّرَد: نوع من الغربان، "ينظر اللسان "صرد"، 4/ 2427". 3 اللسان: لكع. 5/ 4068. 4 ما بين المعقوفتين: إضافة من المحقق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 [ رد بعض الأبنية إلى بعض ] : قوله: "وَقَدْ يُرَدُّ بَعْضٌ إلَى بَعْضٍ؛ ففَعِل مِمَّا ثانيه حرف حلق كـ"فَخِذ" يجوز فيه فَخْذ وفِخْذ وفِخِذ"1. أي: وقد يرد بعض هذه الأبنية إلى بعض، ففَعِل, بفتح الفاء وكسر العين مما ثانيه حرف حلق كـ"فَخِذ" يرد إلى "فَعْل" بفتح الفاء وسكون العين؛ للخفة ويرد إلى "فِعْل" بكسر الفاء وسكون العين، كـ"فِخْد" بنقل كسرة العين إلى الفاء بعد حذف حركة الفاء للتخفيف. ولم يقتصروا على سكون الخاء لقوة كسرة الخاء؛ فأرادوا أن يبقى لها أثر فنقلوا2 حركتها "8" إلى ما قبلها. ويرد أيضا إلى "فِعِل" بكسر الفاء والعين؛ كـ"فِخِذ"، لكون كسرة حرف3 الحلق قوية، فناسب4 أن5 يكسر ما قبلها لقوتها. وإذا عرفت ذلك لا يكون "فِخْذ" بكسر الفاء وسكون الخاء؛ كـ"حِبْر" لفرعية "فِخْذ" وأصلية "حِبْر"، وكذلك الوزنان الآخران6، 7.   1 في الأصل، وفي "هـ": "وقد يرد بعض إلى بعض.." إلى آخره وما أثبتناه من "ق". 2 في "هـ": فيقولوا، والصواب ما أثبتناه من النسختين الأخريين. 3 لفظة "حرف": ساقطة من الأصل. وهي إضافة من "ق"، "هـ". 4 في "ق": فناسب. والكلمة مطموسة في "هـ". 5 في "هـ": أي، بدلا من "أن". 6 في "هـ": الأخيران. 7 قال الرضي: "وجميع هذه التفريعات في كلام بني تميم، وأما أهل الحجاز فلا يغيرون البناء ولا يفرعون؛ ففَعِل الحلقي العين، فِعْلاً كان كشَهِد، أو اسماً كفخِذ ورَجُل مَحِك يطرد فيه ثلاث تعريفات اطراداً لا ينكسر، واثنان من هذه الفروع يشاركه فيهما ما ليس عنه حلقيا ... ", "شرح الشافية: 1/ 40". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 قوله: "وكذلك الفعل كـ: شَهِد"1. أي: وكذلك الفعل الذي أوله مفتوح2 وثانيه حرف حلق مكسور كـ"شهد" يرد إلى "شَهْد" بفتح الشين وسكون الهاء، وإلى "شِهْد" بكسر الشين وسكون الهاء3، وإلى "شِهِد" بكسر الشين والهاء، لما ذكرناه في "فَخِذ". وإنما ذكر حكم [هذا الفعل] 4 ههنا وإن لم يكن موضع ذكر أحكام الفعل لاتحادهما في هذا الحكم. قوله: "ونحو كَتِف يجوز فيه: كَتْف وكِتْف"5. أي: ونحو "فَعِل" مفتوح الفاء مكسور العين، مما ليس ثانيه حرف حلق نحو: "كَتِف" يجوز أن يرد إلى "كَتْف" بفتح الفاء وسكون العين؛ طلبا للتخفيف، وإلى "فِعْل" بكسر الفاء وسكون العين   1 في الأصل، "ق" بعد العبارة المذكورة قوله: "إلى آخره" وقد حذفناه، إذ لا حاجة إليه ههنا؛ لأن الكلام مقتصر في هذه العبارة على الفعل "شهد" فقط. و"كشهد" ساقط من "هـ". 2 لفظة "مفتوح": مطموس في هـ. 3 وسكون الهاء: ساقط من "ق". 4 ما بين المعقوفتين مطموس في "هـ". 5 في الأصل: "ونحو كتف ... " إلى آخره. وفي "هـ": و"نحو كتف". وما أثبتناه من "ق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 بنقل حركة العين إلى الفاء بعد حذف حركة الفاء للتخفيف والتنبيه على كسر العين في الأصل, ولا يرد إلى "كِتِف" بكسر الفاء والعين؛ لأن كسرة التاء ليست بقوية مثل قوة كسرة حرف1 الحلق. قوله: "ونحو عَضُد يجوز فيه عَضْد"2. أي: ويجوز في3 نحو عَضُد بفتح الفاء وضم العين فرع واحد وهو "عَضْد" بفتح الفاء وسكون العين، للتخفيف، ولا يجوز عِضْد، بكسر العين وسكون الضاد4؛ لأن ضمة الضاد مرادة، فيؤدي إلى تقدير "فِعُل" بكسر الفاء وضم العين لعروض5 سكون الضاد؛ ولأن جواز "كِتْف" بكسر الكاف6 وسكون التاء، بنقل كسرة التاء إلى الكاف وليست على ضاد "عضد" كسرة لتنقل إلى الفاء. ويظهر منه أنه لا يجوز "عِضِد" بكسر العين والضاد. لا يقال: ينبغي أن يجوز في عَضُد عُضْد، بضم العين وسكون الضاد؛ لأن الضمة في "عضُد" كالكسرة في "كتِف"؛ لأنا نقول: نعم7 يجوز   1 لفظة "حرف" ساقطة من "هـ". 2 في الأصل: "ويجوز في عضد". وفي "هـ": "ونحو عضد ... " وما أثبتناه من "ق". 3 لفظة "في" ساقطة من "هـ". 4 في "ق": بكسر الفاء وكسر العين. 5 "لعروض": ساقطة من "هـ". 6 في "هـ": الفاء. 7 لفظة "نعم" مطموسة في "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 ذلك عند بعضهم على أنه لا يلزم ذلك1؛ لأن الضمة أثقل من الكسرة ولا يلزم من جواز كتف بكسر الفاء وسكون العين جواز عضد، بضم الفاء وسكون الضاد. قوله: "ونَحوُ عُنُق يَجُوزُ فِيهِ عُنْق، وَنَحوُ إبِل وبِلِز ويجوز فِيهِما إبْل وبِلْز، وَلاَ ثَالِثَ لَهُمَا، وَنَحْوُ قُفْل يَجُوزُ فِيهِ قُفُل عَلَى رَأْيٍ؛ لِمَجِيءِ عَسُر ويُسُر"2. أي: ويجوز في نحو [عُنُق: عُنْق] 3 بضم العين وسكون النون4 طلبا للتخفيف، لاستثقال ضمة بعد ضمة. ويجوز في نحو5 إبِل وبِلِز: إبْل وبِلْز، بكسر الفاء وسكون العين، لاستثقال الكسرة بعد الكسرةن كاستثقال ضمة بعد ضمة في   1 في اللسان "عضد": "العَضُدُ والعَضْد والعُضُد والعُضْد والعَضِد من الإنسان وغيره: الساعد وهو ما بين المرفق إلى الكتف". حيث أشار إلى اللغات الواردة جميعها في "عضد" والواقع أن في عبارة اللسان خلطا من جهة أنه عرّف العضد بأنه الساعد، إذ العضد غير الساعد؛ فالعضد فوق الساعد؛ لأن العضد ما بين المرفق إلى الكتف، والساعد ما بين المرفق إلى الكف. ففي القاموس "عضد": 1/ 314 "والعضد ما بين المرفق إلى الكتف" وفي اللسان "سعد" 3/ 2012: والساعد ملتقى الزندين من لدن المرفق إلى الرسغ". وهذا هو الصواب والمشهور. 2 العبارة من "ق". وفي الأصل: "ويجوز في عنق" وفي "هـ": "ونحو عنق". 3 ما بين المعقوفتين ساقط في "هـ". 4 في اللسان "عنق": "العُنْق والعُنُق: وصلة ما بين الرأس والجسد" وحكى صاحب اللسان عن سيبويه قوله: "عُنْق، خف من عُنُق، والجمع فيها أعناق، لم يجاوزوا هذا البناء. 5 لفظة "نحو" ساقط من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 عنق، إلا أن إسكان العين في "عنق" أفصح من إسكانها في إبل وبِلِز1 لزيادة استثقال الضمة على استثقال الكسرة. قال: وليس في كلام العرب فِعِل بكسر الفاء والعين إلا إبل في الأسماء2، وبِلِز في الصفات3. وفيه نظر؛ لأنه جاء "إبِد" للأتان الوحشية والولود من النساء4 والإِبِد نحو: "لا أفعلُ أبَدَ الإبِدِ" حكاه ابن دريد5، وحِبِرٌ لِقَلَحِ   1 لفظة "بلز" إضافة من "ق". 2 قال هذا بناء على أن سيبويه نص على أنه لا يعرف لهذا الوزن "فِعِل" غير إبل. "ينظر الكتاب: 4/ 244، وارتشاف الضرب: 1/ 19، وشرح الشافية للرضي: 1/ 45, 46". 3 امرأة بلز -بكسرتين- ضخمة. ويقال: البِلِزُ المرأة السمينة القصيرة. "ينظر المجمل "بلز" 135, "اللسان بلز 1/ 343" "وبلز" زادها الأخفش. "ينظر شرح الشافية للرضي: 1/ 46". وقال أبو حيان: "فأما امرأة بِلِز، فحكاه الأخفش مخفف الزاي، فأثبته بعضهم، وحكاه سيبويه بالتشديد، فتحتمل ما حكاه الأخفش أن يكون مخففا من المشدد". "ارتشاف الضَّرَب: 1/ 19". 4 حكى صاحب اللسان عن ثعلب قوله: "لم يأت من الصفات على "فِعِل" إلا حرفان: امرأة بِلِز، وأتان إِبِد". "اللسان: بلز: 1/ 343". 5 في الجمهرة: 3/ 407. وابن دريد هو: أبو بكر محمد بن الحسن، من أكابر علماء العربية مقدما في اللغة وأنساب العرب وأشعارهم، كان يقال عنه: إنه أعلم الشعراء وأشعر العلماء، وكان واسع الرواية، لم ير الرواة أحفظ منه، وكان يُقرأ عليه دواوين العرب فيسابق إلى إتمامها بالحفظ لها، وهو أحد الذين أخذ السيرافي عنهم. "ينظر إلى ترجمته: الفهرست: 61, 62، وإنباه الرواة: 3/ 92-100". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 الأسنان1، وبِلِصُ لطائر2 وعِبِلُ اسم بلد3، وجِلِخْ جِلِبْ لعبة للصبيان، وجِحِط زَجْر للغنم، وخِدِجْ. وإِجِدْ4 زَجْر للغنم خاصة وجِحِض زَجر للكبش، وجِطِخ زجر للعَنز وتِغِز، تِفِز حكاية الضَّحك وتِفِزْ تِفِزْ كذلك5. ودِبِس لغة في الدِّبْس6، ووِتِد في الوتد، ومِشِط في المُشْط، وإِثِر لغة في الأَثَر وإطِل لغة في الأَطِل7 وهو الخصر، وإِجِد لغة في أُجُد، يقال: ناقة أُجُد؛ أي: قوية8. وأيضا أُجُد9 زجر للإبل10.   1 ذكره ابن منظور في اللسان "حبر": 1/ 750. وقال الرضي: "وقال السيرافي: الحِبِر صفرة الأسنان". "شرح الشافية: 1/ 46". 2 البِلِص: لم أجد هذا الوزن لا في اللسان ولا في القاموس وإنما هو "بِلّص" بتشديد اللام وهو طائر. "ينظر اللسان "بلص": 1/ 344 والقاموس "بلص": 2/ 296". 3 العِبِل: أخذها أبو حيان عنه "ينظر ارتشاف الضرب: 1/ 19" ولم أجد هذا الوزن في اللسان والقاموس. وإنما الموجود فيهما العَبْل، والعَبَل. 4 في "هـ": إخط وإجط، زجر للإبل، وقيل: زَجْر للغنم "ينظر المجمل: 4/ 344/ إجط". 5 جِلِخ جِلِب، جِحِظ، جِدِج، إخد، جِحِض، جِطِخ، تِغِز تِغِز، وتِفِز تِِفِز، هذه الألفاظ بأوزانها هذه لم ترد في اللسان أو القاموس، ونقلها ركن الدين عن ابن القطاع في كتاب الأبنية: 2/ 65. 6 الدِّبْس: عصارة الرطب. "أساس البلاغة: دبس: 182". 7 وهذه اللغة "إطل" حكاها ابن دريد في الجمهرة "3/ 407"، ونقلها صاحب اللسان في "1/ 93" وهذه اللغات أعني: دِبِس، وِتِد، ومِشِط، وإِثِر، وإِطِل ذكرها أبو حيان في ارتشاف الضرب "1/ 19". 8 حكاه ابن فارس في المجمل "أجد": 88. 9 إجد: ساقطة من "ق". 10 حكاه ابن فارس في المجمل "إجد": 88. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 ويجوز في نحو "قُفْل" بإسكان العين "قُفُل" بضم العين "9" عند بعضهم1 والأكثرون على عدم جوازه2. واستدل المجوزون ذلك بقولهم: عُسُر ويُسُر [في عُسْر ويُسْر] 3. وليس "عُسُر ويُسُر" هما الأصل "وليس"4 عُسْر ويُسْر5 بسكون العين فرعين عن "عُسُر ويُسُر" بضم العين؛ لأنه لو كان "عُسُر ويُسُر" هما الأصل لكانا هما الأكثر كـ"عُنُق" بضم العين وسكونه6 ولما لم يكن "عُسُر ويُسُر" هما7 الأصل دل على أنهما فرعا8 "عُسْر ويُسْر" بسكون العين فظهر أن مثل "قُفْل" يجوز فيه "قُفُل" بضم الفاء والعين. وفيه نظر لجواز أن لا يكون أحدهما فرعا للآخر، بل كل واحد منهما أصل إلا أن أحدهما أكثر استعمالا9.   1 جاء في شرح الشافية، للرضي: 1/ 46،: "يحكى عن الأخفش أن كلَّ "فُعْل" في الكلام فتثقيله جائز إلا ما كان صفة أو معتل العين كـ"حُمُر وسُوق"؛ فإنهما لا يثقلان إلا في ضرورة الشعر, وكذا قال عيسى بن عمر: إن كلَّ "فُعْل" كان فمن العرب من يخففه ومنهم من يثقله، نحو: عُسُر ويُسُر. 2 وذلك لأن فيه عدولا من الأخف إلى الأثقل. قاله نقره كار، في شرح الشافية "ينظر مجموعة الشافية: 2/ 17". 3 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ". 4 "وليس": إضافة من المحقق يتطلبها السياق. 5 في "هـ": ويسر وعسر. 6 العبارة التي وضعت بين قوسين فيها شيء من الغموض، لركاكتها. وهو يريد أن يقول: عُسُر ويُسُر بضم السين فرعان على عُسْر ويُسْر بسكونها؛ لأنهما بسكون السين أكثر استعمالا منهما بضمه. والأكثر استعمالا أولى بالأصالة "المحقق". 7 "هما": إضافة من "ق"، "هـ". 8 "فرعا": من "ق": وفي الأصل، هـ: "فرع". 9 وهذا الاعتراض نقله نقره كار "ت 800 هـ تقريبا" عن ركن الدين. "ينظر مجموعة الشافية: 2/ 17". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 [ أبنية الرباعي المجرد ] : قوله: "وللرباعي المجرد1 خمسة: جَعْفَر وزِبْرِج وبُرْثُن، ودِرْهَم وقِمَطْر وَزَادَ الأَخْفَشُ2 نَحْوَ جُخْدَب، وَأَما جُنَدِل وعُلَبِط فَتَوَالي الحَرَكَاتِ حَمَلَهُمَا عَلَى بَابِ جَنادِل وعُلابِط"3. اعلم أن للرباعي خمسة أبنية بالاستقراء: - أحدهما4: فَعْلَل بفتح الفاء وسكون وفتح اللام نحو "جعفر" للنهر الصغير -في الأسماء- "وسَلْهَب" للطويل5 في الصفات6. - والثاني: فِعْلِل بكسر الفاء واللام وسكون العين نحو "زِبْرِج" في الأسماء للسحاب الرقيق، وللذهب، ولزينة السلاح والوشي. ذكره في المجمل7 ودِفْنِس8 للحمقاء من النساء، في الصفات.   1 لفظة "المجرد": إضافة من "ق". 2 ينظر ترجمته في: "طبقات النحويين واللغويين، للزبيدي: 72-74 ومراتب النحويين: 68, 69، أخبار النحويين البصريين 50, 51، ومعجم الأدباء: 11/ 224-230. 3 العبارة من "ق". وفي الأصل: "وللرباعي خمسة ... إلى آخره". وفي "هـ": "وللرباعي خمسة". 4 في الأصل: أحدهما، خطأ. 5 في "ق": لطويل. 6 وذكر سيبويه أنه لا يعلم هذا المثال جاء وصفا "الكتاب 4/ 277". 7 ينظر: "زبرج": 452. 8 وقيل: الرعناء البلهاء. وقيل الأحمق البذيء. "ينظر اللسان: دفنس". 2/ 1399. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 - والثالث: فُعْلُل -بضم الفاء واللام وسكون العين- نحو: بُرْثُن لمخلب الأسد1 في الأسماء، وجُرْشُع للطويل2 في الصفات. - والرابع: فِعْلَل -بكسر الفاء وسكون العين وفتح اللام- نحو: درهم في الأسماء وهِبْلَع للأكول3، في الصفات4. - والخامس: فِعَلّ5 -بكسر الفاء وفتح العين وسكون اللام- نحو: قِمَطْر، في الأسماء لوعاء السكر، ولما يصان فيه الكتب، وللتشديد ومنه: {عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا} 6. - ذكر الأخير في المجمل7.   1 وقيل: البُرْثُن للأسد كالإصبع للإنسان. وحكى صاحب اللسان عن أبي زيد قوله: "البُرْثُن مثل الإصبع والمخلب ظفر البرثن قال امرؤ القيس: وترى الضبِّ خفيفا ماهرا ... رافعا بُرْثُنَهُ ما ينعِفَر" اللسان: برثن 1/ 243. والمشهور والمعروف في شعر امرئ القيس "ثانيا برئنه" ينظر ديوانه: 105 "دار صادر". 2 والجُرْشُع: العظيم الصدر. قاله في اللسان "جرشع. 1/ 599". 3 وقيل: الهِبْلَعُ اللئيم. وقيل: الكلب السلوقي "ينظر اللسان هبلع": 6/ 4608. 4 حكاه ابن دريد في الجمهرة "3/ 368". 5 النسخ الثلاث: فِعَلْل. والصحيح ما أثبتناه. 6 سورة الإنسان: من الآية "10". 7 مادة "قمطر": 3/ 763 وهذا المعنى في المنصف: 4/ 3. وقيل: القِمَطْر: الجمل القوي السريع. وقيل: الجمل الضخم القوي. قال حميد بن ثور "ديوانه: ص15". قِمَطْر بَلُوح الوَدْع تحت لبانه ... إذا أرْزَمَت من تحته الريحُ أرْزَما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 وسِبَطْر للطويل الممتد1، في الصفات. وزاد الأخفش سادسا هو فُعْلَل2 -بضم الفاء وسكون العين وفتح اللام الأولى-نحو: جُخْدَب- لنوع من الجراد وللجمل3 الضخم، وقيل لدابة كالحِرباء4. فإنه يرويه بفتح الدال. وسيبويه لا يرويه إلا بضمها5 وكذا يروي الفراء6 في: بُرْقَع وطُحْلَب وجُؤْذَر بفتح الثالث7 فيها، وإن كان الأجود فيها "عند الفراء"8 ضمها9.   1 الطويل الممتد من "هـ". وفي الأصل، ق: لطويل ممتد. 2 قاله عبد القاهر في المفتاح "ص33" وذكر أن الذي حكاه الأخفش من هذا الوزن جُنْدَب: وفي شرح التصريف "2/ 356" "وزاد الأخفش والكوفيون هذا الوزن". وذكره سيبويه أيضا ومثل له من الأسماء بـ"عُنْدَد وسُرْدَد وعُنْبَب، ومن الصفات بـ"قُعْدَد ودخلل "ينظر الكتاب: 4/ 277". وينظر ما بين البصريين والكوفيين من خلاف حول هذا الباب في المنصف "1/ 24-28". وذكر أبو علي الفارسي هذا البناء ومثل له بلفظة واحدة وهي بُرْقَع. "التكملة 229". 3 في الأصل: والجمل، وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 4 وقيل: الجُخْدَب: الضخم الغليظ من الرجال والجمال. "ينظر اللسان "جخدب": 1/ 555". 5 ينظر الكتاب: 2/ 94. 6 ينظر ترجمة الفراء في: طبقات النحويين واللغويين: 131-133. ومراتب النحويين: 139، ومعجم الأدباء: 7/ 276، والشذرات 2/ 19. 7 في الأصل "اللام" وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 8 "عند الفراء": إضافة من "هـ". 9 هذه اللغة حكاها ابن منظور في "اللسان "برقع": 1/ 264, 265. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 ويدل على صحة المثال السادس وجهان: أحدهما: رواية الأخفش والفراء، وهما ثقة والثاني: أنه جاء عُنْدَد، قال أبو زيد1: ما لي عنه عُنْدَد وعُنْدُد، أي: بُدّ2. والدال الثانية فيه3 للإلحاق، بدليل فك الإدغام؛ فلو لم يكن للإلحاق لقيل عُنَدّ4. وإذا كان للإلحاق علمنا أن هذا المثال موجود في الراباعي ليلحق به؛ لأن الإلحاق يستدعي مثالا يلحق به5. وأما نحو جُنَدِل6، وعُلَبِط للضخم7، وهُدَبِد -للبن الخاثر8- فلا يعتد به، لكونه نادرا وللعلم -بالاسقراء9 في10 كلامهم- بأنه لا يجتمع أربع حركات متواليات11 في كلمة واحدة؛ فتوالي الحركات الأربع المتوالية حملهم على أن حكموا فيها بأنها محذوفات من "جَنادِل   1 هو أبو زيد سعيد بن أوس بن ثابت بن العتيك بن حرام بن محمود بن رفاعة بن بشر بن الضيف بن الأحمر بن القيطوم بن عارم بن ثعلبة بن حارثة الأنصاري: نحوي لغوي بصري. له كتب كثيرة ونوادر في اللغة مشهورة. توفي "215هـ" خمس عشرة ومائتين عن أربع وتسعين سنة. "ينظر ترجمته في: طبقات النحويين واللغويين: 165, 166". 2 حكاه ابن فارس في المجمل "عند": 633. 3 في "هـ": منه. 4 في الأصل: عندد. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 في الأصل: ليلتحق. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 6 الجندل: الجنادل. وقيل: المكان الغليظ فيه حجارة. "اللسان: جندل 1/ 699". 7 وقيل: العُلَبِط القطيع من الغنم "اللسان: علبط: 4/ 3064, 3065". 8 وقيل: الهُدَبِد: الصمغ الذي يسيل من الشجر أسود "السابق: هدبد" 6/ 4630. 9 في "ق": باستقراء. وكذا في "هـ". 10 لفظة "في" ساقطة من "هـ". 11 في "هـ": متوالية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 وعُلابِط1 وهُدابِد". ولا يمكن أن يقال: جخدَب -بفتح الدال- محذوف من جُخادب لسكون الخاء من جُخْدب، ولو كان محذوفا منه لقيل: جخَدب، يفتح الخاء. اعلم أن القسمة تقتضي أن يكون للرباعي ثمانية وأربعون2 مثالا؛ لأن الفاء لا تحتمل إلا الحركات الثلاث، والعين تحتمل الحركات الثلاث والسكون. ومضروب الثلاثة في الأربعة اثنا عشرة "10" واللام الأولى تحتمل الحركات الثلاث والسكون ومضروب الاثني عشر في الأربعة ثمانية وأربعون3، إلا أنه يمتنع منها ثلاثة4 أمثلة. فتح الفاء مع سكون العين واللام، وضمها مع سكونها، وكسرها مع سكونهما والبواقي منها غير الخمس5 أو الست غير مستعمل، لاستثقال الرباعي وللاستغناء بغيرها6 عنها.   1 قال ابن دريد: "علابط: الضخم العريض المنكبين". "الجمهرة: 3/ 393". 2 في الأصل: وأربعين، خطأ. والصواب ما أثبتناه من ق، هـ. 3 في الأصل: وأربعين، خطأ، والصواب ما أثبتناه من ق، هـ. 4 في الأصل: ثلاث. وما أثبتناه من ق، هـ. 5 في "ق": "و". 6 في الأصل: بغيرهما. والصواب ما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 [ أبنية الخماسي ] : قوله: "وللخماسي أربعة: سَفَرْجَل وقِرْطَعْب وجَحْمَرِش وقُذَعْمِل، وللمزيد فيه أبنية كثيرة، ولم يجئ في الخماسي إلا عَضْرَفُرط وخُزَعْبِيل وقِرْطَبُوس وقَبَعْثَرَى وخَنْدَرِبس، على الأكثر"1. اعلم أن للخماسي أربعة أمثلة: - "أحدهما"2: فَعَلّل -بفتح الفاء والعين وسكون اللام الأولى وفتح اللام الثانية- نحو "سفرجل" في الأسماء، و" هَمَرْجَل" لواسع الخطو، في الصفات3. - والثاني: فِعْلَلّ4 -بكسر الفاء وسكون العين وفتح اللام الأولى وسكون اللام الثانية نحو: قِرْطَعْب، للخرقة- في   1 في الأصل: "وللخماسي أربعة ... " إلى آخره. وفي "هـ": "وللخماسي". والعبارة من "ق". 2 أحدها: إضافة من "ق"، "هـ". 3 في "ق": وهَمَرْجَل في الصفات: وهو واسع الخطو. وقيل: الهَمَرْجَل: الجمل الضخم. حكاه صاحب اللسان عن ابن الأعرابي "ينظر: همرجل 6/ 4698". وقال ابن دريد في الجمهرة "3/ 369": "الهمرجل: الخفيف السريع من كل شيء. 4 في النسخ الثلاث: فعللل: والصحيح ما أثبتناه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 المجمل1، أو لشيء حقير2، في الأسماء، وجِرْدَحْل للإبل: الضخم3 في الصفات. - والثالث: فَعْلَلِل -بفتح الفاء وسكون العين وفتح اللام الأولى وكسر اللام الثانية- نحو قَهْبَلِس، للأفعوان العظيم والرجل المسن4 وجَحْمَرِش، للمرأة المسنة، وللأفعى العظيمة5 وقال أبو العباس6: لا يكون فَعْلَلِل إلا صفة7. وجعل بعضهم القَهْبَلِس من الأسماء8. ولم أعرف معناه   1 مادة "قرطعب": 5/ 763. 2 ينظر اللسان "قرطعب": 5/ 3593. 3 وفي اللسان "جِرْدَحْل" 1/ 590: "وذكر عن المازني أن الجِرْدَحْل الوادي، قال ابن سيده: ولست منه على ثقة". 4 وقيل: القَهْبَلِس: الضخمة من النساء. "ينظر اللسان، "قهبلس" 5/ 3763". 5 وقيل: الجحمرش من النساء: الثقيلة السمجة: وقيل: الأرنب الضخمة "ينظر اللسان "جحمرش": 1/ 553, 554". 6 أي: المبرد. راجع ترجمته في: طبقات النحويين واللغويين: 101-110. 7 جاء في المقتضب: 1/ 68، عن هذا البناء الخماسي، ما نصه: "ويكون على "فَعْلَلِل" نعتا. وذلك قولهم: عجوز جحمرش، وكلب نَخْوَرِش". ولم ينفرد المبرد بهذا القول، وإنما تبع سيبويه؛ لأن سيبويه يقول في كتابه "4/ 302" -عن أبنية الخماسي: "ويكون على مثال "فَعْلَلِل" في الصفة، وقالوا: قهبلس وجحمرش وصهصلق. ولا نعلمه جاء اسما". 8 وهو أبو عثمان المازني، إذ ذكر في تصريفه أن أوزان الخماسي المجرد الخمسة تكون أسماء وصفات. وقال ابن جني في شرحه عن بناء "فَعْلَلِل": "وفعللل: ذكر أبو عثمان أنه يكون اسما وصفة؛ لأنه قال قبيل: وتكون هذه الخمسة أسماء وصفات، وذكر أبو العباس أنه إنما جاء هذا المثال في النعت نحو "جحمرش ونخورش". ونخورش ليس عندي من بنات الخمسة؛ لأن فيه واوا، والواو لا تكون أصلا في ذوات الخمسة: ومثل "جحمرش" عندي "صهصلق وقهبلس وقنفرش". المنصف: 1/ 30, 31. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 بمعنى1 الاسم. - والرابع: فُعَلِّل -بضم الفاء، وفتح2 العين وسكون اللام الأولى وكسر اللام الثانية- نحو: "قُذَعْمِل" في الأسماء ولشيء يقال: "ما له قُذَعْمِل"، أي: ليس له شيء، وقيل: لضخم من الإبل3، و"خُبَعْثِن" للشديد، في الصفات4. وقد ذكر ابن السراج5 مثالا خامسا وهو: "هُنَدْلِع" لبقلة6. وفيه نظر؛   1 في "هـ": بحسب. 2 لفظة "فتح" ساقطة من "هـ". 3 وهذا ما ذكره صاحب اللسان "قذعمل". وهذا يعني أن "قُذَعْمِل" تكون اسما وتكون صفة كذلك. وذكر سيبويه أن القذعمل صفة، القذعملة اسم "الكتاب: 4/ 302 ولكن المبرد عده صفة لا غير "المقتضب: 1/ 68". وذكر ابن جني أنها تكون اسما وتكون صفة "المنصف: 1/ 31، 3/ 5". 4 ذكر ذلك سيبويه في الكتاب "4/ 302" والمبرد في المقتضب "1/ 68"، وابن جني في المنصف "ا/ 31" وينظر كذلك اللسان "خبعثن" 2/ 1095. 5 ابن السراج: هو أبو بكر محمد بن السَّري السراج: نحوي بصري وأديب شاعر، له كتب في النحو مفيدة، منها: كتاب أصول النحو، وكتاب في مختصر النحو اختصر فيه أصول العربية وجمع مقاييسها. توفي سنة 316هـ. "هذه الترجمة منقولة من: طبقات النحويين واللغويين: 112 - بتصرف". 6 قال ابن السراج في الأصول "3/ 186": "وأما هُنْدَلِع فلم يذكره سيبويه". وقالوا هي بقلة. "ينظر التكملة للفارسي: 230، والمنصف 1/ 31". وقد حكى عبد القاهر بناء آخر وهو "فُعَلَّل" مثل هُمَيْسَع "المفتاح: 34". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 لاحتمال أن يكون رباعيا ونونه زائدة ووزنه فُنْعَلِل1. اعلم أن القسمة تقتضي أن يكون للخماسي مائة واثنان وتسعون مثالا؛ لأن الفاء لا تحتمل إلا الحركات الثلاث، لامتناع الابتداء بالساكن والعين تحتمل الحركات الثلاث والسكون، ومضروب الثلاثة في الأربعة اثنا عشر، واللام الأولى تحتمل الحركات الثلاث والسكون، ومضروب الاثنى عشر في الأربعة ثمانية وأربعون، واللام الثانية تحتمل الحركات الثلاث والسكون، ومضروب الثمانية والأربعين في الأربعة مائة واثنان وتسعون2. إلا أن بعضها ممتنع وبعضها غير مستعمل إلا الأربعة المذكورة. اعلم أن للثلاثي3 والرباعي المزيد فيهما أمثلة كثيرة تعرف4 في باب زيادة الحروف وللخماسي المزيد خمسة أبنية لا أكثر5،   1 ينظر شرح الرضي على الشافية: 1/ 49. 2 وقال الرضي: "وكان حقُّ أبنية الخماسي أن تكون مائةً واحد وسبعين، وذلك بأن تضرب أربع حالات اللام الثمانية في الثمانية والأربعين المذكورة -أي: عدد أبنية الرباعي- فيكون مائة واثنين وتسعين، يسقط منها أحد وعشرون؛ وذلك لأنه يسقط بامتناع سكون العين واللام الأولى فقط تسع حالات الفاء واللام الثانية وتسقط بامتناع اللام الأولى والثانية فقط, تسع حالات الفاء والعين وتسقط بامتناع سكون العين واللامين معاً ثلاث حالات الفاء يبقى مائة وواحد وسبعون بناء" "شرح الشافية: 1/ 47, 48". 3 في الأصل، هـ: الثلاثي. 4 في "ق"، "هـ": يعرف. 5 في "ق"، "هـ": على أكثر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 وهي: عَضْرَفُرط -لذكر العِظاء1 في المجمل2، وقال ابن جني في غريب تصريف المازني إنه: "العِظاية الضخمة العريضة3, وخُزَعْبِيل للباطل4، وقَرْطَبُوس للداهية5، أو ناقة شديدة أو عظيمة6، وقَبَعْثَرَى7 لفصيل مهزول وقيل لجمل ضخم8, وخَنْدَرِيس9 للخمر القديمة10.   1 في "هـ" زيادة، لعلها شرح من الناسخ، هو: "والعظاء ممدود جمع عظاة وعظاية وهي دويبة أكبر من الوزغة". 2 قال ابن فارس "ت 395 هـ" العضرفرط: ذكر العظاة "الجمل: عضرفوط: 678. وقال ابن دريد "ت 321 هـ": "عضرفوط ذكر العظاء "الجمهرة: 3/ 407" وحكى ذلك ابن جني "ت 392هـ" في أحد قوليه "ينظر المنصف: 3/ 12". 3 المنصف: 3/ 12. وفي "هـ": العظيمة" بدلا من "العريضة". وهي متفقة مع واحدة من نسخ المنصف الخطية، هي النسخة المحفوظة في معهد إحياء المخطوطات العربية بالقاهرة برقم "12" صرف. 4 قاله من اللسان خزعبل 2/ 1150، ومثل به سيبويه "الكتاب 4/ 303". 5 في الأصل، هـ: لداهية. 6 جاء في اللسان "قرطبس 5/ 3592" القَرْطَبُوس: الداهية، بفتح القاف. والقرطبوس، بكسرها: الناقة العظيمة الشديدة, مثل بهما سيبويه وفسرها السيرافي". ا. هـ. وقد مثل بهما سيبويه في الكتاب "4/ 303". 7 وقد مثل به سيبويه في الكتاب: 2/ 303. 8 قال ابن جني في المنصف: "3/ 12": "قَبَعْثَرى: جمل غليظ شديد. أخبرني ابن مقسم عن ثعلب، قال: القبعثرى: الجمل الضخم، والأنثى القَبَعْثَراة". 9 مثل به سيبويه في كتابه "2/ 303". 10 قاله صاحب اللسان "خندريس: 2/ 1273". وقال ابن دريد في الجمهرة "3/ 401": خندريس اسم من أسماء الخمر وأظنة معربا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 وإنما قال "على الأكثر" لأن أكثر الناس على أن النون أصلية؛ فوزنه فَعْلَلِيل1 وذهب الأقلون إلى أن النون زائدة؛ فوزنه فَنْعَلِيل؛ فعلى هذا يكون رباعيا لا خماسيا. والحق هو الأول؛ لأن الحرف إذا تردد بين أصلي وزائد فالأصل أن يكون أصليا2. وقد عورض بأنه إذا ترددت الكلمة بين وزن -إذا فرض الحرف3 المحتمل للزيادة أصليا- وبين وزن آخر -إذا فرض ذلك الحرف فيه4 زائدا- ولم يكن مثال ذينك الوزنين5 "11" في أبنيتهم كان جعل ذلك الحرف زائدا أولى من جعله أصليا6. وأجيب عنه: أما أولا: فبأنا لا نسلم أن جعله زائدا أولى على إطلاقه حينئذ، بل أولى فيما يكون أمثلة المزيد فيه كثيرة كما في الثلاثي والرباعي، لا فيما يكون أمثلة المزيد فيه قليلة، كما في الخماسي7.   1 وهو مذهب سيبويه وجمهور البصريين "ينظر الكتاب: 4/ 303". 2 وهذا تعليل البصريين. "ينظر شرح نقره كار على الشافية، ضمن مجموعة الشافية: 2/ 19". 3 الحرف من "هـ". وفي الأصل، ق: الوزن. 4 "فيه": ساقطة من "ق". 5 في "ق": الوزن، ولعله سهو من الناسخ رحمه الله. 6 وهذا الاعتراض أورده الرضي أيضا في شرحه على الشافية "ينظر: 1/ 50". 7 وهذا الجواب ذكره الرضي أيضا. "ينظر: شرح الشافية: 1/ 50" ثم أورد اعتراضا على المصنف، حيث قال: "ولو قال المصنف بدل "خندريس": "برقعيد" لا ستراح من قوله "على الأكثر"؛ لأنه "فَعْلَلِيل" بلا خلاف، إذ ليس فيه من حروف "اليوم تنساه" شيء غير الياء، ويمكن أن يكون إنما لم يذكره لما قيل إنه أعجمي، ولو ذكر غلطميسا وجعفليقا لم يرد شيء؛ لأن حرف الزيادة غير غالب زيادته في موضعه فيهما". "المصدر السابق: 1/ 50, 51". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 وأما ثانيا فبأنه قد ثبت عَضْرَفُوط. وليس بين عَضْرَفُوط وخَنْدَرِس فرق إلا بالواو والباء وهما أخوان، فكما أن الضاد أصل في عضرفوط كذلك النون أصل في خَنْدَرِيس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 226 [ أحوال الأبنية ] : قوله: "وأحوال الأبنية قد تكون للحاجة؛ كالماضي والمضارع وَالأَْمْرِ وَاسْمِ الفاعل وَاسْمِ الْمَفْعُولِ وَالصِّفَةِ المُشَبَّهَةِ وَأَفْعَلِ التَّفْضِيلِ وَالْمَصْدَرِ وَاسْمَيِ الزَّمَانِ وَالْمَكَانِ وَالآلَةِ وَالْمُصَغَّرِ وَالْمَنْسُوبِ وَالْجَمْعِ وَالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ وَالابْتِدَاءِ وَالْوَقْفِ، وقدْ تَكُونُ لِلتَّوَسُّع كَالْمقْصُورِ وَالْمَمْدُودِ وذِي الزِّيَادَةِ، وَقَدْ تَكُونُ لِلْمُجَانَسَةِ كَالإِْمَالَةِ، وَقَدْ تَكُونُ لِلاسْتِثْقَالِ كتخفيف الهمزة والإعلال والإبدال والإدغام والحذف"1. اعلم أن وضع الأبنية المختلفة وأحوال الأبنية إما لمسّ الحاجة إليه أو2 لا لمس الحاجة إليه؛ فإن كان الأول، أي: لمس الحاجة إليه3 فأما وضع الأبنية فكوضع4 الماضي والمضارع ... إلى قوله "والآلة" من المصادر، ووضع المصغَّر من المكبَّر والمنسوب من المنسوب إليه، والجمع من المفرد. عرف الانحصار فيما ذكره بالاستقراء. وأما وضع أحوال الأبنية فكوضع أحوال التقاء الساكنين والوقف والابتداء؛ فإن الحاجة ماسة لوضع الأبنية والأحوال5 المذكورتين.   1 في الأصل: "وأحوال الأبنية قد تكون للحاجة ... " إلى آخره. وفي "هـ": "وأحوال الأبنية..". وما ذكرناه من "ق". 2 في "هـ": "وإما" بدلا من "أو". 3 إليه: إضافة من "هـ". 4 في الأصل "كوضع". وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 في "هـ": وأحوال. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 وإن كان الثاني، وهو أن يكون وضع الأبنية وأحوالها لا1 لمس الحاجة إليه فالغرض منه إما2 التوسع في اللغة للوزن أو للروي3 أو التجنيس أو للمطابقة4، أو غيرها كالمقصور والممدود وذي الزيادة، أو لا لذلك بل للمجانسة، كالإمالة، أو لا لهما، بل لِلاسْتِثْقَالِ؛ كَتَخْفِيفِ الْهَمْزَةِ وَالإِْعْلاَلِ وَالإِْبْدَالِ وَالإِْدْغَامِ وَالْحَذْفِ, علم ذلك بالاستقراء. وإنما قال: "أحوال الأبنية" ليتناول الأبنية وأحوالها، على ما مر في تعريف التصريف. وقد عرفت ما فيه ثمة5. وإنما كان هذا القول منه إشارة إلى حصر أبواب التصريف فيما ذكره، وتسمية الأبنية وأحوالها التي يبحث في التصريف عنها بتلك الأبواب. [ثم يأتي] 6 المصنف بتلك الأبواب على الترتيب الذي ذكره ههنا7. ولقائل أن يقول: جميع الأبنية والأحوال التي ذكرها تمس الحاجة   1 في "هـ": "ما" بدلا من "لا". 2 لفظة "أما": ساقطة من "هـ". 3 في "ق"، "هـ": "أو الروي". 4 في "ق"، "هـ": "أو المطابقة". 5 في "هـ": "ثم". 6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 7 لفظة "ههنا" ساقطة من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 إلى وضعها، وإلا كان وضعها عبثا، وحينئذ لا يجوز قسمتها إلى ما تمس الحاجة إليه وإلى ما لا تمس الحاجة إليه، إلا أن مس الحاجة إلى البعض أكثر من البعض1؛ لأن2 الحاجة تنتهي3 إلى الضرورة والوجوب في البعض دون البعض4، 5.   1 في "ق"، "هـ": "بعض". 2 في "هـ": "أو أن" بدلا من "لأن". 3 في "هـ": "نتبين". 4 في "هـ": "بعض". 5 قال الرضي: "وفي جملة المقصور والممدود وذي الزيادة من باب التوسع مطلقاً نظر؛ لأن القصر والمد إنما صير إليهما في بعض المواضع بإعلال اقتضاه الاستثقال, كاسم المفعول المعتل اللام من غير الثلاثي المجرد، واسمي الزمان والمكان، والمصدر مما قياسه مَفْعَل ومُفْعَل، وسائر ما ذكره في المقصور، وكالمصادر المعتلة اللام من أفعل وفاعل وافتعل؛ كالإعطاء والرماء والاشتراء وسائر ما نذكره في الممدود، وربما صير إليهما للحاجة كمؤنث أفعل التفضيل، ومؤنث أفعل الصفة. وكذا ذو الزيادة: قد تكون زيادته للحاجة، كما في زيادات اسم فاعل واسم المفعول ومصادر ذي الزيادة ونحو ذلك، وكزيادات الإلحاق، وقد يكون بعضهما للتوسع في الكلام كما في سعيد وحمار وعصفور وكُنابِيل ونحو ذلك. ويجوز أن يقال في زيادة الإلحاق: إنها للتوسع في اللغة، حتى لو احتيج إلى أنه لا بد لكل زائد من معنى، ولا دليل على ما ادعى". "شرح الشافية: 1/ 66, 67". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 [ أبنية الماضي المجرد الثلاثي ] : قوله: [الماضي للثلاثي المجرد ثلاثة أبنية: فَعَل وفَعِل وفَعُل "نَحْوَ: ضَرَبَهُ وَقَتَلَهُ وَجَلَسَ وَقَعَدَ وشرِبه ووَمِقَه وفَرِح ووَثِقَ وكَرُمَ1] . وإنما كان للماضي الثلاثي المجرد ثلاثة أمثلة؛ لأن أول الماضي لا يكون إلا مفتوحا لامتناع الابتداء بالساكن واستثقال الضمة والكسرة عليه. ولا يشكل ببناء المفعول على ضم الفاء؛ لأنه للفرق بين بناء الفاعل وبناء المفعول. ولم يعكس الأمر؛ لأن بناء الفاعل أكثر من بناء المفعول؛ ولأن بناء الفاعل سابق على بناء المفعول، فابتدئ بالأخف. ولا يشكل بـ"شِهِد" بكسر الشين؛ لأنه ليس بأصل بل فرع "شَهِد" بفتح الشين وكسر الهاء. كما مر. والحرف الثاني منه لا يكون إلا متحركا؛ لاستلزام سكونه اختلاط الأبنية والتقاء الساكنين عند اتصال الضمير المرفوع البارز المتحرك بالفعل وحركاته لا تزيد على ثلاثة؛ فتكون2 أبنية الماضي الثلاثي3 المجرد ثلاثة، مضروبة واحد في ثلاثة؛ ففَعَل بفتح العين نحو: قتله وضربه وقعد وجلس "12".   1 ما بين المعقوفتين من متن الشافية من "ق". وفي "هـ" جاءت عبارة ابن الحاجب مبتورة، هكذا: "الماضي: للثلاثي..". 2 في "هـ": ويكون. 3 في "هـ": الثلاثي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 230 وإنما أورد له1 أمثلة أربعة ليعلم أن مضارعة قد يكون "على وزن"2: يفعُل ويفعَل بضم العين وكسرها. وعلى كل واحد من التقديرين يكون متعديا ويكون لازما، لا3 يقال من مضارع فعَل يفعَل بفتح العين فيهما4، وكان من الواجب أن يذكر "وهَب" أيضا لأنا نمنع ذلك؛ لأن مضارعه بالحقيقة ليس "يفعَل" بفتح العين، بل بكسرها على ما يجيء. والأولى أن يذكر مثالا واحدا؛ لأنه ليس في بيان وجوه مضارعه ولا تعديه وعدم تعدبه. وفَعِل -بكسر العين- نحو: شرِبه وومِقه -إذا أحبه5- وفرِح ووثِق. وإنما أورد له أيضا أربعة أمثلة ليعلم أن مضارعه يكون على "يفعَل ويفعِل" بفتح العين وكسرها. وعلى كل واحد من التقديرين يكون متعديا ولازما. والأولى أن يذكر مثالا واحدا، لما ذكرناه6 [وفعُل -بضم العين- نحو: كرُم] 7.   1 له: ساقطة من "هـ". 2 في "هـ: بوزن. 3 لفظه "لا" ساقطة من "هـ". 4 "فيهما" ساقطة من "هـ". 5 في "هـ": إذا أحب. 6 في "ق": لما ذكرنا. 7 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 [ أبنية الماضي الثلاثي المزيد فيه ] : قوله: "وللمزيد فيه خمسة وعشرون: ملحق بـ"دَحْرَجَ" نَحْوُ: شَمْلَلَ وحَوْقَل وبَيْطَرَ وجَهْوَرَ وقَلْنَسَ وقَلْسَى، وملحق بـ"تَدَحْرَجَ" نَحْوُ: تَجَلْبَبَ وتَجَوْرَبَ وتَشَيْطَنَ وتَرَهْوَكَ وتَمَسْكَنَ وتَغافَل وتَكلَّمَ وملحق بـ"احْرَنْجَمَ" نَحْوَ: اقْعَنْسَسَ واسْلَنْقَى وَغَيْرَ مُلْحَقٍ، نَحْوٍ أخْرَج وجَرّب وقاتَل وانطَلَق واقْتَدَر واستخْرَج واشْهابّ واشْهَبّ واغْدَوْدَنَ واعْلَوّطَ واستكانَ، قيل افْتَعَلَ -مِنَ السّكُونِ- فَالْمَدُّ شَاذٌّ، وَقِيلَ: اسْتَفْعَلَ -مِن كانَ- فَالْمَدُّ قياسي"1. أي: وللثلاثي المزيد فيه خمسة وعشرون بناء، خمسة عشر منها للإلحاق، وعشرة منها لغير الإلحاق، والتي للإلحاق فهي إما ملحقة بالرباعي غير المزيد فيه2. أو ملحقة بالرباعي المزيد فيه. والملحقة بالرباعي غير المزيد فيه3 ستة، وهي: شَمْلَلَ وحَوْقَلَ وبَيْطَرَ4 وجَهْوَرَ وقَلْنَسَ وقَلْسَى؛ فإنها ملحقة بـ"دَحْرَجَ"؛ من: شَمِل وحَقِل إذا يبس، وقَدُم، وبطر -إذا شق- ومنه5 البيطار، وجهر -إذا   1 عبارة ابن الحاجب من "ق"، وفي الأصل جاءت هكذا: "وللمزيد فيه خمسة وعشرون ... " إلى آخره. وفي "هـ": "وللمزيد فيه ... ". 2 في الأصل، هـ: الغير مزيد. وما أثبتناه هو الأصح، وهو من "ق". 3 في الأصل، ق: الغير المزيد. وما أثبتناه من "هـ". 4 بيطر الدابة: شق حافرها ليعالجها وينظر المعجم الوسيط "بيطر": 82. 5 في الأصل، هـ: ومنها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 أعلن بالشيء -وقَلْنَسَ- إذا لبس القَلَنْسُوَة1. يقال: شمللت الرجل: إذا ألبسته شَمْلَة2، وشَمْلَل: إذا أسرع. وحَوْقَل الشيخ: إذا كَبِرَ وعجز، وقيل: إذا اعتمد بيديه على خصره عند مشيه3، وجَهْوَرَ بمعنى: جَهَر في كلامه4. ويقال: قلنسته قلنسة، وقلسيته قلساة، إذا ألبسته القَلَنْسُوَة5. اعلم أنه قيل: جاء من الملحق بالرباعي أوزان كثيرة غير ما ذكرها6 وهي "فَأْعَل" نحو "تَأْبَل القِدْرُ" بمعنى: تَبَّلَها7، و"فَنْعَل" نحو "سَنْبَل الزرع" بمعنى: أسبل8، و"فَتْعَل" نحو "فَتَْرَصَ الشيء"   1 وقَلْنَسَ الشيء: غطاه وستره. وقَلْسَى الرجل: ألبسه القلنسوة "اللسان قلنس: 5/ 3730". 2 هذا ما حكاه ابن جني، في شرح غريب تصريف المازني "ينظر المنصف: 3/ 130". وقيل: شَمْلَل النخلة، أي: لفط ما عليها من الرطب. حكاه صاحب اللسان عن أبي سعيد السيرافي: ينظر اللسان "شمل: 4/ 2333". 3 ذكره في اللسان "حقل": 2/ 947. وفي المعجم الوسيط: حوقل فلان، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. "حوقل": 215. 4 ينظر المعجم الوسيط: "جهر": 148. 5 والأخيرة -أعني: قلسى- حكاها صاحب اللسان عن السيرافي "ينظر اللسان: قلس "5/ 3720". 6 في "هـ": غير ما ذكرناها. 7 يقال: تأبلت القدر -بالهمز-: وضعت فيه التابل، وهو أبزار الطعام. وأصله: تابلت بدون همز على وزن: فاعلت، فلما أبدلت الهمزة عن ألف أصبح وزنه: فاعلت. وهذا الوزن حكاه ابن جني عن بعض العرب، وقال إنه مما همز من الألفات التي لا حظ لها في الهمز. "ينظر: سر صناعة الإعراب: 1/ 102، وينظر كذلك اللسان "تبل" 1/ 411". 8 أي: خرج سنبله. "ينظر اللسان "سبل": 3/ 1930". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 بمعنى: فَرَصَه، أي: قَطَعَه1 و"يَفْعَل" نحو "يَرْنَأَ رأسه"2، أي: خضَّه باليُرَنَّاء، أي: بالحناء3، و"نَفْعَل" نحو "نَخْرَبَ الشجرة" "أي"4: ثقبها5. و"يَفْعَلَ" نحو: يَرْفَل [في مشيه] 6 "أي"7 تبختر -من الرَّفْل8- و"هَفْعَل" نحو "هَلْقَمَ الشيء" بمعنى: لَقَمَه9، و"فَعْيَلَ" نحو: عَذْيَطَ10، و"فَعمَلَ" نحو "جَلْمَطَ رأسه" بمعنى: جَلَطَه؛ أي: حلقه11، و"فَعْلَمَ" نحو: غَلْصَمَه؛ بمعنى:   1 ينظر اللسان "فترص": 5/ 3341. 2 رأسه: موضعها بياض في "هـ". 3 في "ق"، "هـ": الحناء "وينتظر في معنى "يرنأ" اللسان" يرنأ": 6/ 4956. 4 لفظة "أي" إضافة من "ق". 5 نَخْرَب: في اللسن ذكره مرتين؛ الأولى في "خرب" على أنه ثلاثي، والنون زائدة في أوله، فيكون وزنه "نفعل" كما ذكرها ركن الدين ههنا. "ينظر اللسان: 2/ 1122" والثانية في "نَخْرب" الرباعي، ووزنه: فَعْلَل، وأشار إلى أن ابن جني جعله ثلاثيا مزيدا بالنون "المصدر السابق: 6/ 4376". 6 ما بين المعقوفتين. ساقط من "هـ". 7 لفظة "أي" إضافة من "ق". 8 ينظر اللسان "رفل": 3/ 1696". 9 ركن الدين عد "هَلْقَمَ" ثلاثيا مزيدا بالهاء، ولكن صاحب اللسان عده رباعيا وذكره في "هلقم" فقط دون "لقم": ينظر 6/ 4686. 10 ذكره صاحب اللسان. وقال: "العُذْيُوط والعِذْبَوْط الذي أتى أهله وقد أبدى، أي: سَلَح وأكسل". "مادة: عذط: 4/ 2860". 11 جلط: ذكره في اللسان في "جلمط" وعده رباعيا أصلي الميم. ثم قال: "وقال الجوهري: الميم زائدة. والله أعلم". "ينظر اللسان": 1/ 667 و"ينظر الصحاح "جلط": 3/ 1618". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 غَلَصَه؛ أي: قطع غَلْصَمَتَه1. والملحقة بالرباعي المزيد فيه إما ملحقة بـ"تدحرج"، وإما ملحقة بـ"احْرَنْجَمَ"2 والملحقة بـ"تدحرج" سبعة، وهي: "تَجَلْبَبَ" إذا لبس الجلباب، و"تَجَوْرَب" إذا لبس الجَوْرَب3، و"تَشَيْطَنض" و"تَرَهْوكَ" إذا تَمَوَّجَ4 في مشيه5، و"تَمَسْكَن" و"تَغافَل" و"تَكَلَّم"؛ من: جلب وجرب6 وشطن ورهك وسكن وغفل وكلم. اعلم أنه قيل في جعله "تَغافَل" و"تَكَلَّم" ملحقا بـ"تدحرج" نظر؛ لأن الألف لا تكون للإلحاق إلا7 بدلا من الباء في الطرف؛ كما في "اسْلَنْقَى"، وإذا كان كذلك لم يكن "تَفاعَل" ملحقا بـ"تَفَعْلَل"8 وكذا "تفعل" لا يكون ملحقا بـ[تَدَحْرَج] 9 لأن "تَفَعَّل" مطاوع   1 وقيل الغلصمة: أصل اللسان، ذكره صاحب اللسان وعد الميم أصلية "وينظر اللسان "غلصم": 5/ 3281" وقال الجوهري: "الغلصمة: رأس الحلقوم، وهو الموضع النّاتئ في الحلق. وغلصمه، أي: قطع غلصمته. "الصحاح "غلصم" 5/ 1997". 2 يقال: احْرَنْجَم القومُ، ازدحموا. واحْرَنْجَمَت الإبل: اجتمعت وبركت "ينظر: المنصف 3/ 12، وينظر اللسان كذلك "حرجم" 2/ 824". 3 في "ق"، "هـ": جورب. 4 في "هـ": تمرج. تحريف. 5 قاله ابن فارس في المجمل "رهك": 403 وينظر كذلك في معنى ترهوك اللسان "رهك": 3/ 1756. 6 في "ق"، "هـ": جورب، والصواب ما أثبتناه من الأصل. 7 في "هـ": ولا. 8 في "هـ": بتدحرج. 9 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 "فعَّل"، و"فعَّل"غير ملحق بـ"دحرج" لعدم مساواته له في المصدر فكذا مطاوعه1. والملحقة بـ"احْرَنْجَم": اقْعَنْسَسَ واسْلَنْقَى؛ [يقال: اقْعَنْسَسَ إذا اجتمع أو تأخر. قال أبو عمرو2: سألت الأصمعي: ما الإقْعَنْساس3؟ فقال: هكذا؛ فقدّم بطنه وأخَّرَ صدرَه4] ،5، من قَعَسَ الرجل بمعنى: اقْعَنْسَسَ6. ويقال اسْلَنْقَى، إذا نام على قفاه؛ من "13":   1 وأيضا اعترض الرضي على جعل المصنف تفاعل وتفعل ملحقا بـ تدحرج "ينظر شرح الشافية: 1/ 69". 2 هو أبو عمرو الشيباني، إسحاق بن مرار: عالم جليل القدر، بل إنه كان من أعلم الناس باللغة وأحفظهم وأكثرهم أخذا عن ثقات العرب، ذكره الزبيدي في الطبقة الثانية من طبقات اللغويين الكوفيين. وهو من أهل الريادة بالكوفة. قيل إنه توفي سنة 205هـ، وقيل: 206، وقيل: 210، وقيل: 213، وقيل: 216، على خلاف في ذلك. ومن آثاره الجليلة: كتاب الجيم، وكتاب النوادر "ينظر في ترجمته: مراتب النحويين: 91, 92، وطبقات النحويين واللغويين 194, 195. 4 العبارة التي بين المعقوفتين نقلها ركن الدين بنصها عن ابن جني في المنصف "3/ 12" دون إشارة إلى ذلك. واختلاف النسخ في لفظه "الإقعنساس" والتي أشرنا إليه في حاشية "1" يقابله أيضا اختلاف فيها بين نسخ المنصف الخطية، فالنسخة الخطية المحفوظة في معهد إحياء المخطوطات العربية بجامعة الدول العربية بالقاهرة "برقم 12 صرف" فيها "ما الإقعنساس" مثل النسخة الأصلية ههنا. وفي النسختين المحفوظتين -من المنصف- في دار الكتب المصرية بالقاهرة "برقمي 6141هـ, 2 صرف ش": ما الأقعس, مثل ما في "ق"، "هـ" ههنا. 5 وفي كتاب خلق الإنسان للأصمعي ص211: القَعَس دخول الظهر وخروج البطن. 6 وقيل: اقعنس البعير وغيره: امتنع ولم يَتْبَع. "اللسان "قعس". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 سلقيتُه: إذا رميته على قفاه1. يقال: احْرَنْجَمَ الإبل، إذا اجتمع بعضهما إلى بعض2. والأبنية العشرة التي لغير الإلحاق: أخْرَجَ وَجَرَّبَ وَقَاتَل وانْطَلَقَ وَاقْتَدَرَ وَاسْتَخْرَجَ وَاشْهَابَّ الفرس واشهَبَّ، إذا ارتفع على رجليه، واغْدَوْدَنَ الشعر، إذا طال واسترضى3، واعْلَوَّطَ البعير؛ إذا تعلق بعنقه قلادة، وقيل: "اعلوَّطَ4 البعير، إذا ركبه عريانا -هذا قول أبي عبيدة5 وقال الأصمعي: إذا اعتنقه"6. ويعلم منه أن الموازن للرباعي غير7 المزيد فيه والرباعي المزيد   1 هذا كلام ابن جني في شرحه على تصريف المازني. "ينظر المنصف: 3/ 14". 2 قاله ابن جني في المنصف: 3/ 14، وينظر كذلك: المجمل "حرجم" 368 واللسان "حرجم": 2/ 824. 3 المنصف: 3/ 13. 4 في "ق": واعلوّد. 5 هو أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي. وكان من أجمع الناس للعلم. وأعلمهم بأيام العرب وأخبارها. وأكثر الناس رواية. وله مصنفات كثيرة، عده الزبيدي في الطبقة الرابعة من طبقات اللغويين البصريين وقد توفي سنة عشر ومائتين "210هـ" عن أربع وتسعين سنة رحمه الله رحمة واسعة. "ينظر ترجمته في: طبقات النحويين واللغويين: 175-178". 6 وقال ابن جني في تصريف المازني: "يقال: اعلوَّط المهر: إذا ركبه عريا، هذا قول أبي عبيدة. وقال الأصمعي: اعتنقه، قال الراجز: اعلوَّطا عمرا ليُشْبِياه ... في كل شيء ويُدَرْبِياه "المنصف: 3/ 13". ويقال: اعلَّط فلان رأسه: ركب رأسه وتقحم على الأمور بغير رَوِيّة. واعلوّط الجمل الناقة: ركب عنقها وتقحم من فوقها. ينظر اللسان: علط/ 3070: 4. 7 في النسخ الثلاث: الغير. والأصح ما أثبتناه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 237 فيه قد يكون للإلحاق وقد يكون لغير الإلحاق، فإن "شَمْلَل" وما بعده موازن لـ"دَحْرَج" وملحق به، وأن "تَجَلْبَبَ" وما بعده موازن لتدحرج وملحق به، وأن اقْعَنْسَسَ واسْلَنْقَى موازن لـ"احْرَنْجَمَ" وملحق به، وأن أخرجّ وجرَّب وقاتل موزان لـ"دحرج"1وغير ملحق به، وأن استخرج موزان لـ"احرنجم" وغير ملحق به. إنما حكمنا على بعض الموازن للرباعي بأنه ملحق به، وعلى بعض بأنه غير ملحق به؛ لأن من شرط الإلحاق اتحاد المصدرين؛ ففي صورة حكمنا فيها بالإلحاق وجد هذا الشرط وفي صورة حكمنا فيها بعدم الإلحاق لم يوجد هذا الشرط. وأما "استكان" فقال بعضهم إنه من السكون، على وزن "افْتَعَل"؛ فمد الكاف حينئذ شاذ؛ لأنه حينئذ يكون "استكن" على وزن "افتعل"2. وقال بعضهم: إنه من "كان" على وزن "استفعل"؛ أصله: استكون؛ فنقلت حركة الواو إلى الكاف وقلبت الواو ألفا، فمد الكاف قياس3، 4.   1 الواو ساقطة من "ق". 2 ويرى صاحب هذا الرأي أن فتحة الكاف قد مدت بالألف، كما يمدون الضمة بالواو، والكسرة بالياء. واحتج بقوله "فأنظور" أي: فأنظر. وبـ"شِيمال" في موضع: الشمال. 3 وهو رأي أبي علي الفارسي، حكاه عنه صاحب اللسان حكاية عن ابن الأنباري "ينظر اللسان: كين: 5/ 3970". وقولهم: استكان الرجل خضع وذل. ومنه قوله تعالى: {فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ} [المؤمنون: 76] وقوله تعالى: {فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا} [آل عمران: 146] . 4 و"استكان": ذكرها صاحب اللسان مرتين، الأولى في "سكن: 3/ 2056". والثانية في "كين: 5/ 3970". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 اعلم أن أصول الأبنية أربعة، ثلاثة ثلاثية وهي: فعَل وفعِل وفعُل، وواحد رباعي وهو فَعْلَلَ، نحو: دحرج. والثلاثية أصل لاثني عشر بناء، وهي: أَفْعَلَ وفَعَلَ وفَاعَل وتَفَعّلَ وتَفاعَل وافْتَعَل وانْفَعَل واسْتَفَعَل وافْعَلَّ نحو: احْمَرَّ، وافعالَّ نحو: احْمارَّ وافْعَوْعَل نحو: اغْدَوْدَنَ، وافْعَوَّلَ، نحو: اعْلَوَّطَ1. والرباعي أصل لثلاثة أبنية: أحدها: تَفَعْلَلَ، نحو: "تَدَحْرَجَ"؛ أصله "دحرج" زيدت فيه التاء. وثانيها: افْعَنْلَلَ، نحو: "احْرَنْجَمَ"؛ أصله: حرجم، زيدت فيه همزة الوصل والنون. وثالثها: افْعَلَلّ، نحو: اقْشَعَرَّ2، أصله: قشعر؛ زيدت فيه همزة الوصل وإحدى الراءين. فهذه تسعة عشر بناء، ثلاثة ثلاثية الحروف، وأربعة رباعية الحروف وستة خماسية الحروف، وستة سداسية الحروف والأبنية الباقية المذكورة في الكتاب إما ملحقة بالأصل الرباعي، وهو "فَعْلَل" أو ملحقة بفروعها الثلاثة، وهي: تَفَعْلَلَ وافْعَنْلَلَ وافْعَلَلّ.   1 في "ق": اعلود. 2 من القُشَعْرِيرة؛ وهي الرِّعْدَة واقشِعرار الجلد. ينظر اللسان: قشعر": 5/ 3638. وقال ابن جني: "أخبرني ابن مقسم عن ثعلب, يقول الشاعر: لها وَفْضَة فيها ثلاثون سيفحا ... إذا آنَسَت أولى العَدِي اقْشَعَرَّتِ "المنصف: 3/ 14". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 [معاني: الأبنية في الأفعال] : [ معاني أبنية الثلاثي ] : قوله: " [فَفَعَل: لِمَعَانٍ كَثِيْرَةٍ، وَبَابُ الْمُغَالَبَةِ يُبْنَى عَلى "فَعَلْتُهُ أَفْعَلُهُ" بالضم -نَحْوَ كارَمَنِي فكَرَمْتُهُ أَكْرُمُهُ، إلا باب وَعَدْتُ وبِعْتُ ورَمَيْتُ فَإِنَّهُ أَفْعِلُهُ - بالكسر] 1 وعن الكسائي في نحو شاعَرني فشَعَرْتُهُ أَشْعَرُهُ - بالفتح"2. اعلم أن "فَعَلَ" بفتح العين، تجيء لمعان لا تنضبط كثرة وسعة منها باب المغالبة. والمراد بباب المغالبة أن يقصد كل واحد من الاثنين غَلَبَة3 الآخر في الفعل المقصود لهما، فيسند الفعل إلى الغالب منهما. وباب المغالبة في غير المعتل الفاء والعين واللام بالياء فيهما مخصوص بفَعَل -بفتح العين- يَفْعُل بضم العين4، وإن كان أصل ذلك الفعل على خلاف فعَل -بفتح العين- يَفْعُل -بضم العين- نحو كارَمَنِي فَكَرَمْتُهُ أَكْرُمُهُ، وكاثَرَنِي فكثرته أَكْثُرُهُ، وعازَرَني فَعَزَرْتُهُ   1 هذه الفقرة التي وضعتها بين قوسين معقوفتين نقلها ابن الحاجب بتمامها عن عبد القاهر الجرجاني "ت 471هـ"، من كتابه المفتاح، ص48. 2 عبارة ابن الحاجب من "ق". وجاءت مبتورة في الأصل، وفي "هـ"؛ إذ جاءت في الأصل: "ففعل، لمعان كثيرة ... " إلى آخره. وفي "هـ": "ففعل: لمعان كثيرة". 3 في "ق"، "هـ": غلبته. 4 وهذا مذهب البصريين. ينظر الكتاب "4/ 68" والمقتضب "2/ 105". وذكره أبو حيان في ارتشاف الضرب "1/ 78". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 أَعزُّه، وهاجاني فهَجَوْتُهُ أَهْجُوه. أما إذا كان معتل الفاء كـ"وعدت"، أو معتل العين أو اللام من بنات الياء كـ"بِعْتُ" و"رَمَيْتُ"؛ فإنه يجيء منه "14" يفعِل -بكسر العين- لا يفعُل -بضم العين؛ لأن مجيئه على يفعُل -بضم العين- يؤدي إلى خلاف1 لغتهم، لأنه ليس في2 كلامهم وَعَدَ يَوْعُد، ولا باع يَبُوع، ولا رمى يرمو3، فلذلك4 استعمل المضارع على القياس فقيل وامَقْتُهُ فوَمِقْتُهُ أَمِقُهُ، وبايعته فبعته أبيعه، وراميتُه فرميتُهُ أرمِيه. وروي عن الكسائي5 أنه استثنى أيضا ما فيه حرف الحلق، فقال إنه يقال فيه أفعَلَه6؛ بالفتح، نحو: شاعرته فشعرته أشعره بالفتح7. وما ذكره غيره وهو عدم استثناء ما فيه حرف الحلق أولى؛   1 في الأصل: "حذف" والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 2 لفظة "في" ساقطة من "هـ". 3 في الأصل: يرموا. 4 في "هـ": ولذلك. 5 هو أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله بن عثمان بن فيروز، فارسي الأصل وأحد أئمة القراء السبعة، وإمام النحاة الكوفيين، توفي سنة تسع وثمانين ومائة للهجرة. وقيل: ثلاث وثمانين ومائة. وقيل: ثلاث وتسعين ومائة. "تفصيل ترجمته في طبقات النحويين واللغويين: 127-130، ومراتب النحويين: 120، ووفيات الأعيان 1/ 416. 6 في الأصل: "يفعله". 7 ينظر شرح الشافية، للرضي: 1/ 71، وارتشاف الضرب: 1/ 78، واللسان "شعر": 4/ 2274. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 لثبوت الضم فيما فيه حرف الحلق بالنقل، فإن أبا زيد حكى: شاعرته فشعرته أشعره، وفاخرته أفخره بالضم1؛ ولأن اعتبار تلك القاعدة أولى من مخالفتها؛ لكثرتها. قال سيبويه: "وليس في كل شيء يكون2 باب المغالبة3، ألا ترى أنهم لا يقولون: نازَعَنِي فنَزَعْتُه؛ استغني عنه4 بغَلَبْتُهُ"5.   1 ينظر شرح الشافية، للرضي: 1/ 71. 2 لفظة "يكون" ساقطة من "ق". 3 في "ق": المبالغة. 4 في سيبويه: "عنها" بدلا من "عنه". 5 وهذا مذهب سيبويه وجمهور البصريين؛ ففي الكتاب "4/ 68": "واعلم أن "يَفْعُل" من هذا الباب على مثال "يَخْرُجُ" نحو: عازَّني فعزرته أعزُّه، وخاصمني فخصمته أخْصُمُه. وشاتمني فشتمته أشتُمُه، تقول: خاصمني فخصمته أخْصُمُه. وكذلك جميع ما كان من هذا الباب, أي: باب المغالبة. إلا ما كان من الياء، مثل: رمدت وبعت وما كان من باب "وعد"؛ فإن ذلك لا يكون إلا على أفعله؛ لأنه لا يختلف، ولا يجيء إلا على "يفعل" وليس في كل شيء يكون هذا؛ ألا ترى أنك لا تقول: نازعني فنزعته، استغني عنها بغلبته، وأشباه ذلك". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 [معاني: فَعِلَ] : قوله: "وفَعِلَ: تكثر فيه العلل والأحزان وأضدادهما، نحو: سَقِمَ ومَرِضَ وحَزِنَ وفَرِحَ، وتجيء الألوان وَالْعُيُوبُ والحِلَى كُلُّها عَلَيْهِ. وَقَدْ جَاءَ: أَدُِمَ وسَمُِرَ وعَجُِفَ وحَمُِقَ وخَرُِقَ وعَجُِمَ ورَعُِنَ، بالضم والكسر".1، 2. اعلم أن فَعِلَ -بكسر العين- يكثر فيه العلل والأحزان وأضدادهما يعني3: الأفراح, نحو سَقِمَ ومَرِض في العلل، وحَزِن في الأحزان، وفَرِح وجَذِل وأَشِرَ4 في الأفراح. وقوله: "تكثر فيه" ينبئ بأنه يجيء فيه غيرها، كشَرِب وسَمِع. وتجيء جميع الألوان والعيوب والحِلَى على وزن "فَعِلَ" بكسر العين ثم5 استثنى ما جاء فيه الضم أيضا مع الكسر6، وأشار بقوله: "فقد جاء أَدُِمَ ... " إلى قوله "بالكسر والضم". فقوله: "أَدُِمَ وسَمُِرَ" من الألوان، و"عَجُِفَ" من عيوب7 البدن، و"حَمُِقَ وخَرُِقَ وعَجُِمَ" من عيوب النفس، و"رَعِن" من الحِلَى8.   1 هذه الفقرة نقلها ابن الحاجب بتمامها من كتاب المفتاح، لعبد القاهر، ص48. 2 عبارة ابن الحاجب من "ق". وفي الأصل: "وفَعِل: تكثر فيه العلل والأحزان وأضدادهما ... " إلى آخره. وفي "هـ" "وفَعِل تكثر فيه العلل". 3 في "ق": أعني. 4 لفظة "أشر" ساقطة من "هـ". 5 في "هـ": نحو. 6 في "هـ": الكثير. والصواب ما أثبتناه من الأصل، "ق". 7 في "هـ": العيوب. 8 يعني ركن الدين بالحِلَى ههنا: العلامات الظاهرة للعيوب في أعضاء الحيوان أو الإنسان؛ فـ"رَعَنَ الرجل، صار أرعن، والرجل الأرعن: الطويل الأنف. الوسيط "رعن": 368. والحلى: جميع حِلية، وهي الخلقة، والصفة والصورة. ينظر اللسان: حلا: 2/ 985". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 واعلم أنه جاء أيضا منه غير ما استثناه، نحو: صَهُبَ الشَّعر وصَهِب صُهْبَة وصَهْبًا: احمر ظاهره "وباطنه أسود"1، 2، وكَهُبَ وكَهِبَ كُهْبَة. هكذا حكاه سيبويه3. وقال أبو عمرو: [الكُهْبَة لون ليس بخالص في الحُمْرَة. وهي في الحمرة خاصة] 4 وحكي غيره شَهُبَ الدابة وشَهِب: خالط بياض شعرها سوادا"5. وقالوا: خَطُبَ اللون خُطْبَة بالضم لا غير. والخُطْبَة: حمرة في كدرة كلون القُمّارِيّ والوحش.   1 وفي "هـ": واسود باطنه. 2 قاله الأزهري في التهذيب "صهب": 6/ 112, 113. 3 ينظر الكتاب: 2/ 222. 4 العبارة التي بين المعقوفتين من "هـ". وهي بتمامها في اللسان "كهب": 5/ 3945. وحكى ابن فارس أن الكُهْبَةُ عبرة مُشْرَبَة سوادا في الإبل "المجمل: كهبه: 773". 5 حكاه ابن فارس في المجمل. "شهب": 523. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 [معاني فعُل] : قوله: "وفَعُل لأَِفْعَالِ الطَّبَائِعِ وَنَحْوِها؛ كحَسُن، وقَبُح، وكَبُر، وصَفُر. فَمِنْ ثَمَّةَ كانَ لازِماً، وشَذَّ رَحُبَتْكَ الدَّارُ: أي رَحُبَتْ بك"1. أي: وفَعُل -بضم العين- لأفعال الطبائع والغرائز نحو حَسُن وقَبُح وكَثُر صَغُر.   1 عبارة ابن الحاجب من "ق": وجاءت في الأصل: "وفعل: لأفعال الطبائع ... " إلى آخره. وفي "هـ": وفعل ... " وهذه العبارة نقلها ابن الحاجب من كتاب المفتاح، لعبد القاهر، ص48. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 ومن أجل أن فَعُل -بضم العين- لأفعال الغريزة لا يكون إلا لازما؛ لأنه لا يقتضي معناه تعلقه بالمفعول، بل يختص بالفاعل. [والمراد بأفعال الطبائع: أفعال طُبِعَ الفاعل عليها. والمراد بنحوها أفعال لم يطبع الفاعل عليها لكن صارت ملكة له بالتكرار والتكلف حتى صارت كأفعال الطبائع فيكون الواحد نحو: كَرُمَ، مثلا بالنسبة إلى شخص يكون من أفعال الطبائع، وبالنسبة إلى شخص آخر لا يكون من أفعال الطبائع] 1. قوله: "وشذ: رَحُبَتْكَ الدار"2 جواب عن سؤال مقدّر، وتقدير السؤال أن ما ذكرتم منقوض بـ"رَحُبَتْكَ الدار" فإن "رَحُبَتْ" فَعُل، مع أنه متعد إلى المفعول الذي هو الكاف. وأجاب عنه بأنه شاذ في استعماله متعديا، ثم بيّن أنه ليس بمتعدٍّ في الحقيقة؛ لأن أصله: رَحُبَتْ بك "الدار"3؛ فلما كثر استعماله حذفوا الياء تخفيفا4.   1 ما بين المعقوفتين بتمامة ساقط من "ق". 2 زاد في الأصل، "ق"، عبارة إلى آخره". والأنسب حذفها كما في "هـ"؛ إذ لا حاجة إليها. 3 الدار: إضافة من "هـ". 4 في اللسان: "وكلمة شاذة تحكى عن نصر بن سَيار: أَرَحُبَكُمُ الدخول في طاعة ابن الكِرْمانِيّ؟ أي: أوَسِعَكُم؛ فَعُدِّي "فَعُلَ" وليست متعدية عند النحويين، إلا أن أبا علي الفارسي حكى أن هُذيلا تعدّيها إذا كانت قابلة للتعدي بمعناها، كقوله: ولم تُبصر العين فيها كِلابا قال في الصحاح: لم يجئ في الصحيح "فَعُل" بضم العين، متعديا، غير هذا" "رحب: 1/ 135". وقد حكى الجوهري كلمة نصر بن سيار عن الخليل "ينظر المصدر السابق". واعترض الرضي على إجابة ابن الحاجب ههنا، وقال: "والأولى أن يقال: إنما عُدّي لتضمنه معنى وَسَع؛ أي: وَسِعَتْكم الدار. وقول المصنف: "أي: رَحُبَتْ بك" فيه تعسف لا معنى له" "شرح الشافية: 1/ 75, 76". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 قوله: "وأَما باب "سُدْتُهُ" فالصحيح أَن الضم لبيان بنات الواو لا للنقل، وكذلك بَابُ "بِعْتُهُ" وَرَاعَوْا في بَابِ "خِفْتُ" بَيَانَ البنية"1. اعلم أن باب المعتل العين من الياء "أو الواو"2 إذا أسند إلى ضمير بارز متحرك لزم كسر الفاء في المعتل الياء نحو: بِعْتُ، وضمها في المعتل الواو "نحو: سُدْت". واختلف في تعليل ذلك، فقال الأكثرون3: إنما نقل "فَعَلْتُ" بفتح العين في المعتل الياء إلى "فَعِلْت"- بكسر العين، [وإلى فَعُلْتُ بضم العين في المعتل الواو] 4؛ لأنه لو لم ينقل لزم قلب الواو والياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها وحذف الألف لالتقاء "15" الساكنين فقيل "بَعْتُ وسَدْتُ" -بفتح الفاء- فالتبس الأفعال المتصرفة بالفعل غير5 المتصرف، وهو "لَسْت" ثم استثقلت الضمة والكسرة على الواو والياء فنقلتا إلى ما قبلهما ثم حذفتا لالتقاء الساكنين، فصار: بِعت وسُدت. قال المصنف في الشرح: إنه ضعيف6؛ لأنه يلزمهم نقل   1 عبارة ابن الحاجب المذكورة من "ق": وفي الأصل: "وأما باب سدته، فالصحيح ... " إلى آخره. وفي "هـ" وأما باب سدته ... ". 2 في الأصل: والواو. 3 وهو رأي سيبويه وجمهور النحاة "ينظر شرح الرضي على الشافية 1/ 79". 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 5 في النسخ الثلاث "الغير" والأصح ما أثبتناه. 6 أي: شرحه على الشافية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 وزن يخالفه لفظا ومعنى وهو بعيد. أما مخالفته إياه لفظا فظاهرة، وأما مخالفته إياه معنى؛ فلأنه بيّن أن كل واحد بين فَعُِلَ -بفتح العين وكسرها وضمها- لمعنى غير معنى الآخر. وإنما ارتكبوا هذا النقل مع كونه بعيدا لوجهين: أحدهما أنه لو كان كسر الفاء وضمها في بِعْت وسُدْت للفرق بين "الياء والواو"1 لحصل هذا الفرق في خِفْت وبِعْت لكنه لم يحصل. والثاني: أنهم رأوا أنهم إذا أعلوا عين الفعل بالحذف لنقلوا2 حركتها إلى ما قبلها، نحو: قُل وبِعْ وخَفْ. وقال الأقلون: إن ضم الفاء في "سُدْت" وكسرها في "بِعْتُ" للفرق بين ذوات الواو "وذوات"3 الياء4. وقال5 المصنف: الأصح أن الضم في "قُلت" لبيان الواو المحذوفة والكسرة في "بِعْت" لبيان الياء المحذوفة لا للنقل، كما ذهب إليه الأكثرون. ولم يفرقوا مع غير الضمير المرفوع البارز المتحرك لتعذر الضم والكسر قبل الألف في قال باع.   1 في "هـ": الياء والياء: لعله سهو من الناسخ رحمه الله. 2 في "هـ" نقلوا. 3 "ذوات": إضافة من "هـ". 4 ينظر شرح الشافية، للرضي: 1/ 179. 5 في الأصل، ق: فقال. وما أثبتناه من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 وإنما لم1 يفرقوا بين ذوات الواو والياء في خِفْت وهِنْت؛ لأنه كان يمكنهم مراعاة البنية والدلالة عليها في خِفت؛ لأن كسرة فاء الفعل تدل على كسرة العين؛ لأن "الكسرة"2 فيها نقلت إلى الفاء، وفرقوا في قلت وبعت؛ لأن الضمة هي "قُلت" لا تدل على فتح العين, وكسروا الفاء في: "بِعْت"، و"هِنْت"3 لتدل على الياء المحذوفة. فإن قلت: احتمل أن يكون مضموم الفاء فُعُل، بضم العين، وأن يكون مكسور الفاء فعِل، بكسر العين، فيحصل الالتباس. قلنا: يعلم كونه ليس مضموم اللعين بكونه متعديا كقُلْتُه وصُمْتُه، ولمجيء اسم الفاعل على فاعل نحو: قائم وصائم، وهو في مضموم4 العين نادر كخاثر وحامض. ويعلم كونه مكسور الفاء، ليس فعِل مكسور العين بمجيء5 مضارعه على يفعِل بكسر العين.   1 لفظة "لم": ساقطة من "هـ". 2 لفظة "الكسرة": ساقطة من "ق"، "هـ". 3 لفظة "هنت" ساقطة من "هـ". 4 لفظة "في" ساقطة من "هـ". 5 في "ق"، "هـ": لمجيء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 [معاني أفعَل] : قوله: "وأَفْعَل: لِلتَّعْدِيَةِ غَالِباً، نَحْوَ: أَجْلَسْتُهُ، ولِلتَّعْرِيضِ نَحْوُ: أَبَعْتُه، وَلِصَيْرُورَتِهِ ذَا كَذَا نَحْوَ: أَغَدَّ الْبَعِيرُ، ومنه أَحْصَدض الزَّرْع، ولوجوده على صفة نحو: أَحْمَدْتُهُ وأَبْخَلْتُهُ وللسَّلْبِ نَحْوَ: أَشْكَيْتُهُ، وَبِمَعْنَى فَعَلَ نَحْوَ: قِلْتُهُ وأَقَلْتُهُ"1. اعلم أن "أَفْعَلَ" يأتي لمعان كثيرة. أحدها: أن يأتي للتعدية. ومعنى التعدية: أن يصير ما كان فاعلا للفعل الثلاثي مفعولا لأَفْعَلَ، موصوفا بأصل الفعل، نحو جلسَ زيدٌ وأَجْلَسْتُهُ. وثانيها: أن يأتي2 للتعريض بالشيء3. ومعنى التعريض: أن يجعل ما كان فاعلا للفعل الثلاثي معرضا لمصدر الفعل الثلاثي، نحو: باع زيد فرسه وأَبَعْتُهُ؛ أي: عرضته لأن يبيع فرسه وجعلته بسبب4 منه5.   1 عبارة ابن الحاجب من "ق". وفي الأصل: "وأفعل للتعدية غالبا ... " إلى آخره. وفي "هـ": "وأفعل للتعدية ... " "وهذه العبارة بتمامها نقلها ابن الحاجب عن كتاب المفتاح" ص49 لكنه قال: "لوجوده" على صفة بدلا من: "لوجوده عليها" عند عبد القاهر. 2 "أن يأتي": ساقطة من "هـ". 3 في "ق"، "هـ": للشيء. 4 في "هـ": مسببا. 5 قال سيبويه: "وتجيء أفعلته على أن تعرضه لأمر، وذلك قولك: أقتلته، أي عرضته للقتل". "الكتاب: 4/ 59". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 وثالثها: أن يأتي لصيرورة الشيء ذا كذا1، أي: يصير الفاعل منسوبا إلى ما اشتق منه ذلك الفعل نحو: أَغَدِّ البعير؛ أي: صار ذا غُدَّة2 ومنه: أَحْصَدَ الزرع؛ أي: صار ذا حصاد3. إنما قال: "منه"، ولم يقل "وأحصد الزرع"؛ لأن انتساب الزرع إلى الحصاد على سبيل المجاز؛ لأنه تسمية الشيء باسم ما يئول إليه وهو بالحقيقة للحينونة، أي: حان حصاده؛ فإنه يقال: أحصد الزرع: إذا حان حصاده وإن لم يحصد4. ورابعها: أن يكون لوجود الشيء5 على صفة. معناه: أن فاعله "16" وجد المفعول موصوفا بصفة مشتقة من فعل الثلاثي، وتلك الصفة قد تكون في معنى الفاعل، نحو: "أبخلته"؛ أي: وجدته بخيلا. وقد تكون في معنى المفعول، نحو: أحمدته، أي: وجدته محمودا6. وخامسا: أن يكون للسلب، أي: لإزالة الفاعل عن المفعول -بمعنى مصدر الثلاثي- نحو: "أَشْكَيْتُه"؛ أي: أزلت شكايته.   1 قاله سيبويه. ينظر الكتاب: 4/ 59. 2 ينظر اللسان "غدد". 5/ 3216. 3 في "ق": صار الزرع ذا حصاد. 4 ينظر أساس البلاغة "حصد 128 واللسان: حصد 2/ 894". 5 في "ق"، "هـ": شيء. 6 في "هـ" وردت العبارة بتغيير طفيف، هكذا: "وتلك الصفة قد تكون في معنى الفاعل وقد تكون المفعول، نحو: أبخلته، أي: وجدته بخيلا، وأحمدته، أي: وجدته محمودا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 وسادسها: أن يكون بمعنى "فعل" نحو قِلْتُهُ1 البيع وأقَلْتُهُ2، وبَكَرَ وأَبْكَرَ3: إذا أسرع إلى شيء أي وقت كان4. وقد يجيء للدخول في مكان، نحو: أنْجَدَ وأغار، أي: دخل في النَّجْدِ والغَوْر5.   1 في "ق"، "هـ": قلت. 2 ينظر: أساس البلاغة "قيل": 531. 3 قاله سيبويه في الكتاب: 4/ 61. 4 ينظر اللسان "بكر": 1/ 332. 5 حكى ابن فارس: أنجد فلان: إذا علا من الغور إلى نجد". "المجمل: نجد" 855. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 [معاني: فَعَّلَ] : قوله: "وفَعَّلَ: لِلتَّكثِيرِ غَالِباً، نحو: غَلَّقْتُ، وقَطَّعْتُ، وجَوَّلْتُ وطَوَّقْتُ ومَوَّتَ المالَ، وَلِلتَّعْدِيَةِ نَحْوُ: فَرَّحْتُه، وَمِنْهُ فَسَّقْتُه، وَلِلسَّلْبِ نَحْوُ: جَلَّدْتُه وقَرَّدْتُه، وَبِمَعْنَى "فَعَلَ" نَحْوُ: زِلْتُه وزَيَّلْتُهُ"1. اعلم أن "فَعَّلَ" يأتي لمعان: - أحدها: أن يأتي للتكثير غالبا، إلا أنه إن كان متعديا كان التكثير في متعلقه أي: في مفعوله، نحو: غَلَّقْتُ الأبواب، وقَطَّعْتُ الأيدي.   1 عبارة ابن الحاجب هذه من "ق". وجاءت مبتورة في الأصل وفي "هـ" ففي الأصل: "وفعل غالبا للتكثير ... " إلى آخره، وفي "هـ": "وفعل غالبا ... " وهذه العبارة أيضا نقلها ابن الحاجب من كتاب المفتاح ص49. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 وإن كان لازما كان التكثير في فاعله، نحو: جَوَّلْتُ وطَوّقْتُ؛ أي: أكثرت1 الجوَلان والطواف ومَوَّت المال، أي: هلك. وفيه نظر؛ لأن التكثير ليس في الفاعل بل في الفعل2. ثم3 اعلم أن المراد بقولنا: "إن التكثير في المفعول" أنه لا يستعمل غلقت بالتضعيف إلا إذا كان المفعول جمعا حتى لو كان واحدا وغلّق مرات كثيرة. لم4 يستعمل الإغلاق بلا تضعيف إلا على سبيل المجاز. - وثانيها: أن يأتي للتعدية، نحو: فَرِح زيد وفَرَّحْتُه، ومنه: فسق زيد وفَسَّقْتُه. وإنما قال: "ومنه فَسَّقْتُهُ" ولم يقل "وفَسَّقْتُهُ" لأنه قد لا يكون موصوفا بأصل الفعل وهو الفِسْق؛ لأنه بمعنى نسبته إلى الفِسق [والنسبة إلى الفسق] 5 لا تستلزم ثبوت الفسق6.   1 في النسخ الثلاث: "كثرت". والصحيح ما أثبتناه. 2 في "ق": الفاعل. 3 لفظة "ثم" ساقطة من "هـ". 4 في "ق": ثم. 5 ما بين المعقوفتين ساقطة من "هـ". 6 وقال الرضي: "قوله" ومنه فَسَّقْته". إنما قال ذلك لأن أهل التصريف جعلوا هذا النوع قسماً برأسه، فقالوا: يجيء فَعَّل لنسبة المفعول إلى أصل الفعل وتسميته به، نحو فَسَّقْته: أي نسبته إلى الفسق. وسميته فاسقاً، وكذا كَفَّرْته، فقال المصنف: يرجع معناه إلى التعدية أي: جعلته فاسقا بأن نسبته إلى الفسق" "شرح الشافية: 1/ 94". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 252 - وثالثها: [أن يأتي] 1 للسلب، نحو: جَلَّدْتُ البعيرَ وقَرَّدْتُهُ أي: أزلت جلده وقراده، يعني: سلخت جلده2 ونزعت قراده3. - ورابعها: أن يأتي بمعنى "فَعَل"، نحو: زِلْتُهُ وزَيَّلْتُهُ، أي: فَرَّقْتُهُ.   1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 2 حكاه ابن منظور عن الأزهري. "ينظر اللسان: جلد": 1/ 653. 3 حكاه ابن منظور في اللسان: "قرد": 5/ 3575. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 [معاني: فاعَلَ] : قوله: "وفاعَل لِنِسْبَةِ أَصْلِهِ إِلَى أَحَدِ الأَْمْرَيْنِ مُتَعَلِّقاً بالآْخَرِ لِلْمُشَارَكَةِ صَرِيحاً، فَيَجِيءُ الْعَكْسُ ضِمْنًا، نَحْوُ: ضَارَبْتُهُ، وشارَكْتُهُ1 وَمِنْ ثَمَّ جاءَ غَيْرُ الْمُتَعَدِّي مُتَعَدِّياً، نَحْوَ: كارَمْتُه، وشاعَرْتُه، وَالْمُتَعَدِّي إلَى واحِدٍ مُغَايِرٍ لِلْمُفَاعَلِ مُتَعَدِّياً إلى اثْنَيْنِ نَحْوَ: جَاذَبْتُهُ الثوب، بخلاف شاتمته، وبمعنى "فَعَلَ" نحو: سافرت2. اعلم أن "فاعَلَ" يأتي لمعان: - أحدها: أن يأتي غالبا لنسبة مصدر الفعل الثلاثي إلى أحد الأمرين متعلقا بالأمر الآخر "مشاركا له"3، وينعكس ضمنا، أي:   1 قاله سيبويه في الكتاب: 4/ 68. 2 العبارة: بتمامها من "ق" وجاءت مبتورة في الأصل وكذلك في "هـ". إذ جاءت في الأصل، هكذا: "وفاعل لنسبة أصله إلى أحد الأمرين" إلى آخره. وفي "هـ": "وفاعل لنسبة أصله إلى أحد الأمرين "إلى آخره". وفي "هـ": "وفاعل لنسبة أصله" وهذه العبارة بتمامها نقلها ابن الحاجب أيضا عن كتاب المفتاح، ص49. 3 في "هـ": مشاركته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 ويكون لنسبة مصدر الفعل الثلاثي إلى الأمر الثاني متعلقا بالأمر الأول مشاركا له ضمنا نحو: ضارَبَ زيد عمرا فإن "ضارب" لنسبة الضرب إلى زيد، متعلقا بعمرو مشاركا له1 صريحا. ويلزمه2 نسبة الضرب إلى عمرو متعلقا بزيد مشاركا له؛ لأن من شارك زيدا في شيء شاركه زيد في ذلك الشيء. ولأجل أن "فاعَلَ" لنسبة مصدر الفعل الثلاثي [إلى3 أحد4] الأمرين متعلقا بالأمر الآخر مشاركا له في أصل الفعل صار "فاعَلَ" المبني من "فعل"5 اللازم متعديا إلى مفعول لتضمنه إسناد أصل فعله إلى أحد الأمرين وتعلقه6 بالأمر الآخر ومشاركته إياه نحو: "كارَمْتُه"، وصار "فاعَل" المبني من "فَعَل"7 المتعدي إلى واحد متعديا إلى مفعولين8، نحو: جَذَبَ زَيْدٌ الثَّوْبَ، وجاذبت زيدا الثوبَ، إلا أن يكون المشارك وهو مفعول "فاعَلَ" في المعنى هو مقتضى أصل ذلك الفعل الذي اشتق منه "فاعَلَ" لاتحاد المشارك ومقتضى أصل ذلك الفعل، نحو "زيد" في: شاتمتُ زيدا، فإنه   1 لفظة "له" ساقطة من "هـ". 2 في "هـ" ويلزم منه. 3 لفظة "إلى" ساقطة من "هـ". 4 في "ق": الواحد، بدلا مما بين المعقوفتين. 5 في "ق": الفعل. 6 في الأصل: "متعلقا". وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 7 في "هـ": الفعل. 8 في "هـ": المفعول. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 مشارك فاعل "شاتَم" ومقتضى أصل شتم، بخلاف: جاذبت "17" زيدا الثوب، فإن1 المشارك "المتكلم"2 في "جاذب" هو "زيد" ومقتضى أصل فعله هو "الثوب"، ولهذا تعدى "جاذب" إلى مفعولين و"شاتم" إلى مفعول واحد. - وثانيها: أن يأتي بمعنى3 "فَعَّل"، يعني للتكثير، نحو: ضاعفت، بمعنى4: ضعَّفت، وناعمت بمعنى نعَّمت5. - وثالثها: أن يأتي بمعنى "فعَل" نحو: سافرت6. -ورابعها: أن يأتي بمعنى "أفْعَل"، نحو: عافاك الله، وطارقت النعل، بمعنى: أعفاك الله، وأطرقت النعل7.   1 في "هـ": وإن. 2 لفظة "المتكلم" ساقطة من "هـ". 3 بمعنى: ساقطة من "هـ". 4 في "هـ": لمعنى. 5 قاله سيبويه في الكتاب: 4/ 68. 6 أي: سافرت بمعنى سفرت. وظاهر هذه العبارة أن الثلاثي من هذه المادة مستعمل، ويؤيده ما في الصحاح واللسان، قال ابن منظور: "ويقال: سفرت أسفر سفورا: خرجت إلى السفر، فأنا سافر وقوم سَفْرٌ "مثل صاحِب وصَحْب" اللسان: سفر": 3/ 2024". 7 ذكره سيبويه في كتابه: 4/ 68. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 [معاني: تَفَاعَلَ] : قوله: "وتَفاعَل: لِمُشَارَكَةِ أَمْرَيْنِ فَصَاعِداً فِي أَصْلِهِ صَرِيحاً، نحو: تَشَارَكا، ومِن ثم نَقَصَ مفعولا عن فاعَلَ، ولِيَدُلّ على أنَّ الفاعل أَظْهر أَنَّ أَصْلَهُ حَاصِلٌ لَهُ وَهُوَ مُنْتَف عنه، نحو: تَجاهَلْتُ وتَغَافَلْتُ1. وَبِمَعْنَى "فَعَلَ" نَحْوُ: تَوانَيْتُ، ومُطاوِع "فاعَلَ" نَحْوُ: باعَدْتُهُ فتَباعَدَ"2. اعلم أن "تَفاعَلَ" يأتي لمعان: - أحدها: أن يأتي لِمُشَارَكَةِ أَمْرَيْنِ3 فَصَاعِداً فِي أَصْلِهِ صَرِيحاً، نَحْوَ: تضاربا أو تضاربوا، أي: اشتركا أو اشتركوا في الضرب4. "ومن أجل"5 أنهما أو أنهم6 اشتركوا في الضرب صريحا نقص "تَفَاعَل" مفعولا عن "فاعل"؛ لأن نسبة أصل الفعل في تفاعل إلى أمرين فصاعدا على سبيل التشارك صريحا، ونسبة أصل الفعل في   1 نقل ابن الحاجب هذه العبارة أيضا من كتاب المفتاح، ص50. 2 عبارة ابن الحاجب فيها من "ق". وفي الأصل: "وتفاعل ... " إلى آخره. وفي "هـ": "وتفاعل". 3 في "هـ": الأمرين. 4 واعترض الرضي على قول المصنف ههنا: "لمشاركة أمرين فصاعدا في أصله صريحاً" بقوله: "لا شك أن في قول المصنف قبلُ "لنسبة أصل إلى أحد الأمرين متعلقا بالآخر صريحاً" وقوله ههنا: "لمشاركة أمرين فصاعدا في أصله صريحا" تخليطا ومجمجة؛ وذلك أن التعليق المذكور في الباب الأول والمشاركة المذكورة ههنا أمران معنويان، لا لفظيان، ومعنى "ضَارَبَ زيد عمراً" و"تضارب زيد وعمرو" شيء واحد، كما يجيء. فمعنى التعلق والمشاركة في كلا البابين ثابت، فكما أن للمضارعة تعلقا بعمرو صريحا في قولك: "ضارب زيدا عمرا فكذا للتضارب في" تضارب زيد وعمرو" تعلق صريح به ... ". "شرح الشافية 1/ 100". 5 في "هـ": ولأجل. 6 في "ق": أنهم أو أنهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 فاعل أحدهما صريحا وإلى الآخر ضمنا فصار1 "تَفَاعَلَ" المبني من "فاعَلَ" المتعدي إلى واحد غير متعد، نحو: تضاربنا، وصار "تفاعل" المبني من "فاعل" المتعدي إلى مفعولين متعديا إلى واحد نحو: تجاذبنا الثوب. وقال بعضهم في الفرق بين "فاعل"و"تفاعل" من حيث المعنى وإن اشتركا في صدور الفعل عن اثنين فصاعدا أن البادي بالفعل في فاعل -وهو الفاعل- معلوم، وفي "تفاعل" غير معلوم2 ولهذا يقال في: "ضاربَ زيد عمرا" على سبيل الاستبعاد   1 في "ق": صار. 2 وفي الفرق بين "فاعل" و"تفاعل" قال الرضي: "والأولى ما قال المالكي، وهو: أن "فَاعَلَ" لاقتسام الفاعلية والمفعولية لفظاً والاشتراك فيهما معنى، و"تفاعل" للاشتراك في الفاعلية لفظاً، وفيها وفي المفعولية معنى" "شرح الشافية: 1/ 100, 101". ثم استطرد الرضي قائلا: "ثم اعلم أنه لا فرق من حيثُ المعنى بين "فاعل" و"تفاعل" في إفادة كون الشيء بين اثنين فصاعداً، وليس كما يتوهم من أن المرفوع في باب "فاعل" هو السابق بالشروع في أصل الفعل على المنصوب، بخلاف باب "تفاعل"، ألا ترى إلى قول الحسن بن علي -رضي الله تعالى عنهما- لبعض من خاصمه: "سفيه لم يجد مسافها"؛ فإنه رضي الله عنه سمى المقابل له في السفاهة مسافها, وإن كانت سفاهته -لو وجدت- بعد سفاهة الأول. وتقول: "إن شتمتني أشاتمك" ونحو ذلك، فلا فرق من حيث المغزى والمقصد الحقيقي بين البابين؛ بل الفرق بينهما من حيث التغيير عن ذلك المقصود، وذلك إنه قد يعبر عن معنى واحد بعبارتين تخالف مفردات أحدهما مفردات الأخرى معنى من حيث الوضع، وكذا إعراباتها ... ", وهذا ما قاله أبو حيان، حيث قال في ص84/ جـ1 من ارتشاف الضرب: "فاعل: لاقتسام الفاعلية والمفعولية لفظا والاشتراك فيهما معنى نحو: ضارب زيدا عمرا" وقال في ص83 منه: "وتفاعل، فيكون للاشتراك في الفاعلية لفظا وفيها وفي المفعولية معنى: "نحو": تضارب زيد وعمرو". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 257 والإنكار، أضارب زيد عمرا أم ضارب عمرو زيدا ولم يقل ذلك1 "في"2: تَضَارَبَ زيدٌ عمروٌ. - وثانيها: أن يأتي للدلالة عل أن الفاعل أظهر أن معنى مصدر ثلاثيه حاصل له والحال أنه منتف عنه نحو: تجاهل زيد وتغافل، فإن زيدا أظهر أن الجهل حاصل له، وأن3 الغفلة حاصلة له مع أنهما ليسا حاصلين "له"4. - وثالثها: أن يأتي بمعنى "فَعَلَ" نحو: تَوَانَيْتُ في الأمر، أي: وَنَيْتُ من الونى وهو الضعف5. - ورابعها: أن يأتي مطاوع "فاعل" نحو: باعَدْتُهُ فتَبَاعَدَ.   1 لفظة "ذلك" ساقطة من "ق". 2 لفظة "في" إضافة من "ق"، "هـ". 3 لفظة "أن" ساقطة من "ق". 4 "له": ساقطة من "ق"، "هـ". 5 ينظر اللسان "ونى" 6/ 4928. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 258 [معاني: تَفَعَّلَ] : قوله: "وَتَفَعَّلَ: لِمُطَاوَعَةِ "فَعَّلَ" نَحْوُ: كَسَّرْتُهُ فتَكَسَّرَ، وللتكَلَّفَ نَحْوُ: تَشَجَّعَ وتَحَلَّمَ، وَلِلاِتِّخَاذِ، نَحْوُ: تَوَسَّدَ، وَلِلتَّجَنُّبِ نَحْوُ [تَأَثَّمَ، وتَحَرَّجَ] 1، وَلِلْعَمَلِ الْمُتَكَرِّرِ في مُهْلَةٍ نَحْوُ: تَجَرَّعْتُهُ وَمِنْهُ: تَفَهَّمَ، وَبِمَعْنَى اسْتَفْعَلَ نَحْوَ: تَكَبَّرَ وتَعَظَّمَ"2. اعلم أن تفعّل يأتي لمعان: - أحدها: أن يأتي مطاوع "فَعَّلَ" نحو: كَسَّرْتُه فتكَسَّرَ. ومعنى المطاوعة صدور فعل عن فعل، نحو صدور التكسُّر عن التكسير، فيقال: "تَكَسَّرَ" الذي مصدره "وهو"3 التكسُّر صادر عن مصدر"كَسَّر" الذي هو التكسير4، [فيكون مطاوعا] 5 لـ" كسر"، وكسَّر مطاوع تكسَّر. - وثانيها: أن يأتي للتكلف6، يعني ليدل على أن فاعله تكلف حصول معنى مصدر ثلاثيه له ليتمرن فيحصل له معنى مصدر ثلاثيه، نحو: تَشَجَّعَ، وتَحَلَّمَ فإنه يتكلف حصول   1 العبارة التي بين المعقوفتين نقلها ابن الحاجب أيضا من كتاب المفتاح، ص50. وزاد فيها لفظة "تأثم" فقط. 2 العبارة بتمامها من "ق". وفي الأصل: "وتفعل: لمطاوعة فعل ... " إلى آخره. وفي "هـ": "وتفعل: لمطاوعة ... ". 3 "وهو": إضافة من "ق"، "هـ". 4 في الأصل: الذي مصدره هو التكسير. وحذفنا لفظه "مصدره" لأنها تكررت ولا معنى لها. ويؤيده عدم وجودها في "ق"، "هـ". 5 في "ق"، "هـ": مطاوع، بدلا مما بين المعقوفتين. 6 في الأصل: التكلف. تحريف. وما أثبتناه من "ق، "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 259 الشجاعة والحلم1 له ليتمرن فيحصل له الشجاعة والحلم. والفرق بين "تفعّل" و"تفاعَل" مع اشتراكهما في أن أصلهما ليس حاصلا للفاعل وأن الفاعل فيهما يظهر حصوله له، أن الفاعل في "تحلّم" يطلب أن يكون حليما والفاعل في تجاهل لا يطلب أن يكون جاهلا. - وثانيها: أن يأتي للاتخاذ، يعني: لاتخاذ أصل ما اشتق منه ذلك الفعل نحو: توسَّدت الحجر؛ أي: اتخذت الحجر وسادة. ومنه تَبَنَّاه. - ورابعها: أن يأتي للتجنب، يغني ليدل على أن الفاعل جانب ما اشتق الفعل منه، نحو: تأَثَّم زيدٌ، وتحرَّج؛ "يعني"2: جانب زيد الإثمَ والحَرَجَ. - وخامسها: أن يأتي للعمل المتكرر في مهلة؛ يعني ليدل على أن ما اشتق منه ذلك الفعل, وهو تفعَّل حصل3 للفاعل مرة بعد مرة، نحو: تجرَّعتُه، أي: فَعَلْتُهُ4 جرعة بعد جرعة، ومنه: تفهَّمْتُ المسألة أو الكتاب، أي "18": فهمتهما بالتدريج لا دفعة. - وسادسها: أن يأتي بمعنى استفعل، يعني5 لطلب أصل الفعل؛ لأن "استفعل" لطلب أصل الفعل غالبا، نحو: تكبَّر وتعظَّم، أي: طلب أن يكون كبيرا وعظيما.   1 في الأصل: والحكم. تحريف. 2 لفظة "يعني" إضافة من "ق"، "هـ". 3 في "هـ": حاصل. 4 في "ق"، "هـ": جعلته. 5 لفظة "يعني" ساقطة من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 260 [معاني انْفَعَلَ] : قوله: "وانْفَعَلَ لاَزِمٌ، مطاوعُ "فَعَلَ"، نَحْوُ: كَسَرْتُهُ فانكَسَرَ وجاء مُطَاوعَ أَفْعَل، نَحْوُ: أَسْفَقْتُهُ فانْسَفَقَ، وأَزْعَجْتُهُ فانزَعَجَ قَلِيلاً. وَيَخْتَصُّ بِالْعِلاَجِ وَالتَّأْثِيرِ، وَمِنْ ثَمَّ قِيلَ "انْعَدَمَ" خطأ"1. اعلم أن "انفعل" لا يكون إلا لازما؛ لأن معناه حصول الأثر وهو مطاوع "فَعَلَ" غالبا، نحو: كَسَرْتُهُ فانْكَسَرَ، وحَطَمْتُهُ فانْحَطَمَ. وقد جاء قليلا مطاوع "أَفْعَلَ" نحو: أسفقت الباب، أي: ردَدْتُهُ فانْسَفَقَ2، وأَزْعَجْتُهُ فانْزَعَجَ. ويختص بالعلاج؛ لأنه وضع لحصول أثر فخصوه بما يظهر أثره وهو العلاج, تقوية للمعنى الذي وضع له، وظهور الأثر عن3   1 العبارة بتمامها من "ق". وفي الأصل: "وانفعل لازم مطاوع فعل ... " إلى آخره. وفي "هـ": وانفعل ... ". والعبارة بتمامها نقلها ابن الحاجب بلفظها عن كتاب المفتاح، "ص50" غير أنه زاد فيها مثالا وهو: أسفقته فانسفق". 2 حكى صاحب اللسان عن أبي زيد قوله: "سفقت الباب وأسفقته إذا رددته "اللسان "سفق": 3/ 2030. 3 في "ق": من. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 غير العلاج غير ظاهر، ولهذا لا يقال: علمته فانعلم، ولا قصدته فانقصد، ولا عدمته فانعدم؛ لأن العلم والقصد1 والعدم غير علاج ويقال: قُلْتُهُ فانْقَالَ؛ لأن القول علاج؛ لأن القائل يعمل في تحريك لسانه وإنما ذكر اللازم ليعلم أن "انفعل"2 لا يجيء إلا لازما. وإنما ذكر المطاوع بعد ذكر اللازم؛ لأن اللازم قد لا3 يكون مطاوعا لشيء كقَعَدَ4 وقد يكون مطاوعا لشيء [نحو انكسر] 5، فذكر أنه مع كونه لازما مطاوع فَعَلَ وأَفْعَلَ، لا مطاوع6 غيرهما.   1 والقصد: ساقطة من "هـ". 2 في "ق": الفعل. 3 لفظة "لا" ساقطة من "هـ"، "ق". 4 كقعد: ساقطة من "هـ"، "ق". 5 ما بين المعقوفتين ساقطة من "ق"، "هـ". 6 لفظة "مطاوع" ساقطة من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 262 [معاني: افْتَعَلَ] : قوله: "وافْتَعَلَ: لِلْمُطاوَعَةِ غَالِباً نَحوُ: غَمَمْتُهُ فاغْتَمَّ، وَللاِتِّخَاذِ نَحْوُ: اشْتَوَى وللتَّفاعُلِ، نَحْوُ: اجْتَوَرُوا، ولِلتَّصَرُّفِ، نَحْوُ: اكْتَسَبَ1". اعلم أن افتعل يأتي لمعان: - أحدها: أن يأتي للمطاوعة غالبا نحو: غَمَمْتُهُ فاغْتَمَّ، واتْغَمَّ وشَوَيْتُهُ فاشْتَوَى وانْشَوَى. - وثانيها: أن يأتي للاتخاذ، نحو: اطَّبَخَ، واشْتَوَى، أي:2 اتَّخذَ طبيخا وشِواء لنفسه3. - وثالثها: أن يأتي للمفاعلة، نحو اختصموا واجتوروا، إذا4 تخاصموا وتجاوروا، واعلم أنه لو قال للتفاعل كان أولى. - ورابعها: أن يأتي للتصرف في تحصيل ذلك الفعل الذي يقتضي مفعوله؛ ولهذا قال سيبويه: معنى كسبت المال: أصبته ومعنى اكتسب المال تصرفت "فيه"5، 6 "تنبيها على أن الثواب يحصل بأدنى ملابسة المثاب عليه، وأن العقاب إنما   1 نقل ابن الحاجب هذه العبارة أيضا عن عبد القاهر، إلا أنه غيّر فيها قليلا؛ ففي المفتاح "ص50" قال عبد القاهر: "وافْتَعَلَ: لِلْمُطاوَعَةِ غَالِباً، نَحوُ غَمَمْتُهُ فَاغْتَمَّ، وَللاِتِّخَاذِ، نحو:اطبخ واشتوى. وللتصرف نحو: اكتسب. وللمفاعلة، نحو: اجتوروا واختصموا". 2 في "ق"، "هـ": إذا. 3 وفي اللسان "طبخ": 4/ 2632, 2633،: "طبخ القدر واللحم يطبِخه ويطبُخه طبخا، واطبخه "الأخيرة عن سيبويه" فانطبخ واطَّبَخَ، أي: اتخذ طبيخا، افتعل، ويكون الاطباخ اشتواء واقتدارا". 4 في "هـ": أي. 5 لفظة "فيه" إضافة من "هـ". 6 في الكتاب "4/ 74": "وأما كسب فإنه يقول أصاب، وأما اكتسب فهو التصرف والطلب". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 263 يحصل بعد التصرف وإظهار ما يقتضي حصول المعاقب عليه فيه1، ولهذا قال الله2 تعالى: [لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت] 3، 4.   1 "فيه": ساقطة من "ق". 2 لفظ الجلالة نقص من "ق". 3 سورة البقرة: من الآية "286". 4 العبارة التي وضعت بين معقوفتين فيها تقديم وتأخير في "هـ"، هكذا: "ولهذا قال الله تعالى: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} "تنبيها على أن الثواب يحل بأدنى ملابسة المثاب عليه وأن العقاب يحصل بعد التصرف وإظهار ما يقتضي حصول المعاقب عليه". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 264 [ معاني: استفعل ] : قوله: "واسْتَفْعَلَ لِلسُّؤَالِ غَالِباً: إِمَّا صَرِيحاً، نَحْوُ: اسْتَكْتَبْتُهُ، أَوْ تَقْدِيراً نَحْوُ اسْتَخْرَجْتُهُ، ولِلتَّحَوُّلِ نَحْوُ: اسْتَحْجَرَ الطينُ، وَ"إنَّ البُغاثَ بِأَرْضِنَا يَسْتَنْسِرُ". وَقَدْ يجيء بمعنى "فَعَلَ" نحو: قَرَّ واسْتَقَرَّ1". واعلم أن استفعل يأتي لمعان: - أحدها: أن يأتي للسؤال غالبا، وذلك السؤال إما أن يكون صريحا نحو: استكتبته، أي: طلبت منه الكتابة، وإما أن يكون غير صريح نحو: استخرجت الوتد من الحائط، فإنه لا يكون ههنا طلب الخروج من الوتد   1 العبارة بتمامها من "ق". وفي الأصل: "واستفعل للسؤال غالبا ... " إلى آخره وفي "هـ": "واستفعل ... " وهذه العبارة نقلها ابن الحاجب عن عبد القاهر، من كتابه المفتاح "ص51". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 264 تحقيقا، بل مجرد تخيل في قصد الخروج فنُزِّلَ التخيل في قصد الخروج منزلة طلب الخروج1. - والثاني: أن يأتي للتحول2 أي: لتحويل فاعله إلى ما اشتق منه الفعل حقيقة، نَحْوُ: "اسْتَحْجَرَ الطينُ"، وَ"إنَّ"3 البُغاثَ بِأَرْضِنَا يستنسر4، أي: يتحول5 الطين إلى صفة الحجر، والبُغاث بأرضنا يتحول إلى صفة النسر. [اعلم أنه إن أريد به6 تحوله إلى صفة المشتق منه فالأَوْلى أن يقال أن يأتي للتشبه، وإن أريد بـ"استحجر الطين" تحويله إلى الحجر فإنه يكون التحول7 حقيقة] 8.   1 وهذا المعنى ذكره سيبويه في كتابه "4/ 70. 2 قال سيبويه: "وقالوا في التحويل من حال إلى حال هكذا، وذلك "قولك": استنوق الجمل، واستتيست الشاة" "الكتاب: 4/ 71". 3 لفظة "أن" إضافة من "هـ". 4 البغاث -بضم الباء وكسرها وفتحها: ضعاف الطير "ينظر اللسان: بغث". وهذا مثل يضرب للضعيف يصير قويًّا، وللذليل يعز بعد ذل. وجاء في اللسان "بغث": "يضرب مثلا للئيم يرتفع أمره، وقيل: معناه أي من جاورنا عزبنا", "ينظر المثل في: مجمع الأمثال "1/ 10 - دار الفكر"، والمفتاح "51" وشرح الشافية للرضي "1/ 111" واللسان: بغث 1/ 318". 5 في "هـ": تحول. 6 لفظة "به" إضافة من "ق". 7 في "ق": للتحول. 8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 265 - والثالث: أن يأتي بمعنى فَعَلَ، نحو: قَرَّ واسْتَقَرَّ1، 2.   1 ينظر الكتاب: 4/ 71. 2 لم يذكر ابن الحاجب معاني: افعوعل وافعوَّل وافْعَلّ وافعالَ، في الشافية. ولم يستدركها عليه ركن الدين ههنا، وهذه المعاني قد ذكرها عبد القاهر، حيث قال في المفتاح "ص51": "وافْعَوْعَلَ مبالغة "فَعُلَ" و"أفعل" كاخْشَوْشَنَ، واعْشَوْشَبَ. و"افْعَوَّل" مثله في المبالغة نحو: اعْلَوَّطَ، واخْرَوَّطَ، واجْلَوَّذَ. وافْعَلَّ وافْعَالّ للألوان والعيوب، نحو ابْيَضَّ وابْيَاضَّ، واعْوَرَّ واعْوَارَّ. وافعالّ أبلغ" وهذه المعاني قد استدركها الرضي في شرحه وذكرها وذكر أمثلتها وشرحها. "ينظر شرح الشافية: 1/ 112, 113" وقد التبس الأمر على محقق كتاب المفتاح: فذكر في حاشية "28" من ص51 أن ابن الحاجب ذكر هذه الأوزان الأربعة الأخيرة وأمثلتها بتصرف يسير، وأشار إلى شرح الرضي 1/ 112, 113. والحق أن الذي ذكرها هو الرضي وليس ابن الحاجب، فهي ليست مذكورة في متن الشافية "ص3" ضمن معاني الأبنية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 266 [ أبنية الرباعي ] : قوله: "وللرباعي المجرد بناء واحد، نَحْوُ: دَحْرَجْتُهُ ودَرْبَخَ1، وَلِلْمَزِيدِ فِيهِ ثَلاَثَةٌ: تَدَحْرَجَ، واحْرَنْجَمَ، واقْشَعَرَّ2، وهي لازمة"3. اعلم أن للرباعي4 المجرد عن الزوائد بناء واحدا وهو "فَعْلَل"، ولم يتصرفوا كما تصرفوا في الثلاثي المجرد من فتح عينه وكسرها وضمها لثقل الرباعي.   1 ينظر المفتاح، ص45. 2 ينظر المصدر السابق، ص46، وأطلق عبد القاهر على الأفعال المزيدة مصطلح الأفعال المشبعة. 3 العبارة بتمامها من "ق". وجاءت في الأصل "وللرباعي المجرد ... " إلى آخره وفي "هـ": "وللرباعي المجرد ... ". 4 في الأصل: "الرباعي". وما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 266 وإنما جوزوا استعمال الفتحات الثلاث فيه لخفتها، وإنما سكنوا الثاني طلبا للخفة؛ لأنه ليس في كلامهم أربع حركات "19" متوالية في كلمة واحدة، لما فيه من الاستثقال. وإنما كان الثاني أولى بالتسكين؛ لأنه يتعذر تسكين الأول لامتناع الابتداء بالساكن, وكذا الرابع لوجوب بناء الماضي على الفتح ما لم يتصل به [واو ولا] 1 ضمير مرفوع بارز متحرك, وكذا الثالث؛ لأنه يلزم منه التقاء الساكنين على غير حدة؛ لأنه قد يسكن الرابع وذلك إذا اتصل به ضمير مرفوع بارز متحرك، وهو قد يكون متعديا نحو: دحرجت الحجر وقد يكون "غير"2 متعد، نحو: دَرْبَخَ الرجل، إذا طَاطَأَ رأسه وبَسَطَ ظَهْره3. وللرباعي المزيد فيه ثلاث أبنية: أحدها: تَفَعْلَل نحو "تدحرج". - والثاني: افْعَنْلَل نحو "احْرَنْجَمَ" يقال: حرجمت الإبل فاحرنجمت، إذا رددتها فارتد بعضها إلى بعض فاجتمعت4. - والثالث: افْعَلَلّ نحو "اقْشَعَرّ"5، لأن الهمزة والراء الثانية زائدتان مثل "أحمر".   1 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 2 لفظة "غير" إضافة من "ق"، "هـ". 3 قاله صاحب اللسان. "ينظر: دربخ" 2/ 1350 وذكر ابن جني أن الأفعال الرباعية المبنية للفاعل لا تكون إلا على مثال "فعلل" فقط "ينظر المنصف: 1/ 28". 4 ينظر اللسان "حرجم": 2/ 824. 5 من القشعريرة. "ينظر اللسان: قشعر": 5/ 3638. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 267 [ الفعل المضارع وأبوابه ] : قوله: "المضارع بزيادة حرف المُضَارِعَةِ عَلَى المَاضِي؛ فَإِنْ كَانَ مُجَرَّداً عَلَى "فَعَل" كُسرت عَيْنُهُ أَوْ ضُمت أَوْ فُتحت إِنْ كانَ الْعَيْنُ أوِ اللاَّمُ حَرْفَ حَلْقٍ غَيْرَ ألِفٍ، وَشَذَّ: أَبَى يأْبَى: وَأَمَّا قَلَى يَقْلَى فعامرية, ورَكَنَ يَرْكَنُ من التداخل"1. اعلم أن المضارع يحصل بزيادة حرف المضارعة، أعني الهمزة أو النون أو التاء أو الياء على الماضي2. ثم إن كان الماضي مجردا عن الزوائد على وزن "فَعَل" -بفتح العين- أسكنت فاؤه وكسرت عينه في المضارع، أو ضمت نحو:   1 عبارة ابن الحاجب من "ق". وجاءت في الأصل: "والمضارع بزيادة حرف المضارعة على الماضي ... " إلى آخره. وفي "هـ": والمضارع ... ". 2 عن تعريف المضارع وما يعرف به، قال عبد القاهر: "والمضارع: ما دل على زمانَي الحال والاستقبال ويسمّى حاضرا أو مستقبلا، كـ"يفعل"، ويعرّف بأن تتعقب على أوله الهمزة والنون والتاء والياء ويكون آخره مرفوعا ومنصوبا ومجزوما، ما لم يتصل به ضمير جماعة النساء، نحو: "يضربن" "المفتاح: 53, 54". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 268 ضرَب يضرِب، وقتَل يقتُل, وإنما لم يتعرض لسكون الفاء لظهوره أو فتحت عينه إن كانت عينه أو لامه حرفا من حروف الحلق غير ألف غالبا نحو: نحَب ينحَب1 ومنَع يمنَع2. وقد يأتي عينه مضموما أو مكسورا مع وجود حرف الحلق، نحو: دخَل يدخُل، ونَبَحَ يَنْبَح. وقد شذ: فعَل يفعَل -بفتح العين فيهما- نحو: أبى يأبَى3. وإنما جوّزه4؛ لأن الياء ينقلب إلى حرف الألف الذي هو حرف الحلق، لتحركها وانفتاح ما قبلها5 فتكون من الذي لامه حرف حلق6. واعلم أن في عَدِّ الألف من حروف الحلق نظرا. [حيث إن غيره لم يعد الألف من حروف الحلق] 7.   1 في الأصل: نحت ينحت: وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 2 ينظر ما قاله الرضي حول علة فتح عين المضارع إن كانت عينه أو لامه من حروف الحلق غير الألف، في شرح الشافية "1/ 118, 119". 3 وحكى سيبويه في "أبَى يأبَى" لغة ثانية، قال: "وقالوا: أبى يَأبَى، فشبهوه بِيَقْرَأ وفي "يأبى" وجه آخر: أن يكون مثل: حسب يحسِب، فُتِحا كما كُسِرا" "الكتاب: 4/ 105". 4 في "ق"، "ق": "جوزوه". 5 قال سيبويه: "اتبعوا الأول، يعني في يأبى؛ لأن الفاء همزة" "الكتاب: 4/ 105" وقال أبو سعيد السيرافي: "وقد دل هذا أن سيبويه ذهب في أبى يأبى أنهم فتحوا من أجل تشبيه ما الهمزة فيه أولى بما الهمزة فيه أخيرة ومثله: عضضت يعض". "شرح السيرافي بهامش الكتاب 2/ 254 "بولاق"". 6 في "ق"، "هـ": الحلق. 7 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 ومما شذ أيضا: جَبَى الخراجَ يَجْبَاه1، ووَذَرَ يَذَرُ2 وقال3 في الصحاح4: "قال أبو عبيدة5 عضَضْتُ -بالفتح- لغة في الرِّباب6 فعلى هذا عضَّ يَعَضُّ في الرِّباب من الشاذ. وأما قلى يقلَى، بفتح العين فيهما فليس بصحيح7، وإنما هو8 لغة عامرية9. وأما ركَن يركَن -بفتح العين فيهما- كما   1 حكاه سيبويه: "ينظر الكتاب: 4/ 105" وقال في اللسان: "جَبَى الخراجَ والمالَ والحوضَ يَجْباه ويجبِيه: جمعه وجَبَى يَجْبَى مما جاء نادرا مثل أبَى يأبَى؛ وذلك أنهم شبهوا الألف في آخره بالهمزة في قرأ يقرأ، وهدأ يَهْدَأ" "جبى": 1/ 541. 2 وَذَرَ يَذَرُ -بالفتح فيهما- شاذ؛ لأن المسموع: وذَر يذِر، ووذِر يذَر. "ينظر اللسان: وذر: 6/ 4805". 3 الواو ساقطة من "ق". 4 في "عضض": 3/ 1091. 5 يعني أبا عبيدة معمر بن المثنى "سبقت ترجمته". 6 في اللسان "عض" 4/ 2986: "وحكى الجوهري عن ابن السكيت: عضضت باللقمة فأنا أعض، وقال أبو عبيدة: عضضت -بالفتح- لغة في الرباب. قال ابن بري هذا تصحيف على ابن السكيت. والذي ذكره ابن السكيت في كتاب الإصلاح: عَصِصْتُ باللقمة فأنا أعِصّ بها عصَصًا. قال أبو عبيدة: وعَصَصْتُ -بالفتح- لغة في الرِّباب". ا. هـ. وينظر كذلك الصحاح: "عض": 3/ 1091 وعلى كل فقد حكى سيبويه هذه اللغة -أعني: عَضَضْت تَعَضُّ- في كتابه "4/ 106" وهو أسبق من ابن السكيت، حيث توفي سيبويه قبل أن يولد ابن السكيت بست سنوات. 7 قال سيبويه: "وأما جَبَى يَجْبَي، وقلَي يقلَي فغير معروفين إلا من وُجَيْهٍ ضعيف، فلذلك أمسك عن الاحتجاج لهما". "الكتاب: 4/ 106". 8 لفطة "هو" ساقطة من "هـ". 9 وفي اللسان أنها لغة طيئ. "قلى": 5/ 3731. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 270 حكاه1 أبو عمرو فإنه من اللغة المتداخلة؛ يعني أن ركَن يركُن بفتح العين في الماضي وضمها في المضارع2، ورَكِن يركَن -بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع لغتان، فأخذ الماضي من اللغة الأولى والمضارع من اللغة الثانية، فقيل: ركَن يركَن -بفتح العين فيهما3- وقال بعضهم: إن قلَى يقلَى لغة في قَلَى يقلِي؛ فإن صح هذا كان قَلَى يقلَى -بفتح العين فيهما- من اللغة المتداخلة4 أيضا. قوله: "ولزموا الضم في الأجوف بالواو والمنقوص بها، والكسر فيهما بالياء"5. يعني: إذا كان الماضي على فَعَل -بفتح العين- لزموا ضم العين في المضارع في الأجوف والناقص الواويين نحو: قام يقوم، ودعا   1 في "هـ": كما رواه. 2 في الأصل: المستقبل. 3 قاله الجوهري في الصحاح "ركن": 5/ 2126" ونقله عنه ابن منظور في اللسان "ركن": 3/ 1721 وينظر شرح الشافية، للرضي: 1/ 125. 4 وأن تكون لغة طائية؛ لأنهم يجوزون قلب الياء ألفاً في كل ما آخره ياء مفتوحة فتحةً غير إعرابية مكسورٌ ما قبلها، نحو "بَقَى" في "بَقِيَ" و"دَعَى" في "دُعِيَ" وغير ذلك. "ينظر شرح الشافية، للرضي: 1/ 125". 5 عبارة ابن الحاجب من "ق". وفي الأصل: "ولزم الضم ... " إلى آخره وفي "هـ": "ولزموا الضم ... ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 271 يدعو؛ لمناسبة الضمة الواو؛ لأنهم1 لو كسروا العين لزم التغيير وهو قلب الواو ياء لكسرة ما قبلها ولزموا كسر العين في المضارع في الأجوف والناقص اليائيين، نحو: باع يبيع، رمى يرمي؛ لمناسبة الكسرة الياء؛ ولأنهم لو ضموا العين لزم التغير "20" وهو قلب الياء واوا لضم ما قبلها. قوله: "ومن قال طَوَّحْتُ وأَطْوَحُ، وتَوَّهْتُ وأَتْوَه"؛ فَطَاحَ يَطِيحُ، وَتَاهَ يِتِيهُ شاذٌ عِنْدَهُ أَوْ من التداخل"2. اعلم أن هذا جواب عن سؤال مقدر3، وتقدير السؤال: أنكم قلتم إن4 الماضي إذا كان على فعَل -بفتح العين- في الأجوف بالواو، لا يكون مضارعه إلا على يفعُل -بضم العين، وطَاح وتَاه "فعل"، من الأجوف، بالواو لقولهم: طَوَّحْتُ وتَوَّهْتُ؛ مع أنه جاء طاح يطِيح، وتاه يتِيه، وهو: فَعَل يفعِل -بفتح العين في الماضي وكسرها في المضارع؟ وأجاب عنه بأن من يقول: طَوَّحْتُ وتَوَّهْتُ، وهو أَطْوَحُ منه وأَتْوَهُ منه للتفضيل، فَطَاحَ يَطِيحُ وَتَاهَ يَتِيهُ، شاذٌ عِنْدَهُ أَوْ من اللغة   1 في "ق" ولأنهم. 2 عبارة ابن الحاجب من "ق". وفي الأصل: "ومن قال طوحت وأطوح ... " إلى آخره وفي "هـ": ومن قال طوحت ... ". 3 لفظة "مقدر" ساقطة من "ق". 4 لفظة "إن" ساقطة من "ق"، "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 272 المتداخلة؛ وذلك لأنه جاء: طَاحَ يطُوح وتاه يتُوه حينئذ بالواو1 وجاء: طاح يطيح، وتاه يتيه بالياء2. اعلم3 أن القول بأن طاح يطيح، وتاه يتيه من اللغة المتداخلة عند من يقول: طَوَّحْتُ وتَوَّهْتُ بعيد؛ لأنه إن لم يقل طَيَّحْتُ وتَيَّهْتُ لم يكن عنده متداخلا بل شاذا وإن قال به فهو من الأجوف اليائي، وكذا إن قال به غيره، وحينئذ لا يكون شاذا ولا متداخلا، [على أن التداخل لا يتصور ضمنا؛ لأن صورة الماضي في التغيير واحدة] 4 وأما فإن قال طيَّحْتُ وتَيَّهْتُ، فطاحَ يطِيح، وتاه يَتِيه جاء على القياس5.   1 في "ق"، "هـ": بالواو حينئذ. 2 قال سيبويه: "وأما طاح يطيح وتاه يتيه فزعم الخليل أنهما فعِل يَفْعِل بمنزلة حَسِبَ يَحْسِبُ. وهي من الواو ويدلك على ذلك طَوَّحت وتَوَّهت، وهو أطوَحُ منه وأتوَهُ منه، فإنما هي فعِل يَفْعِل من الواو كما كانت منه فعِل يَفْعَل، ومن فَعِل يَفْعِل اعتلتا. ومن قال: طيَّحت وتيَّهت فقد جاء بها على باع يبيع مستقيمة. وإنما دعاهم إلى هذا الاعتلال ما ذكرت لك من كثرة هذين الحرفين فلو لَم يفعلوا ذلك وجاء على الأصل أدخلت الضمة على الياء والواو والكسرة عليهما في فَعُلْتُ وفَعِلْتُ ويَفْعُل ويَفْعِل، ففروا من أن يكثر هذا في كلامهم مع كثرة الياء والواو، فكان الحذف والإسكان أخف عليهم. ومن العرب من يقول: ما أتيهه، وتيَّهت، وطيَّحت" "الكتاب: 4/ 344, 345"، وينظر كذلك المنصف: 1/ 261, 263". 3 في "هـ": واعلم. 4 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". 5 في اللسان "طوح": "قال سيبويه في طاح يطيح: إنه فَعِل يَفْعِلُ؛ لأن فَعَل يَفْعَل لا يكون في بنات الواو، كراهة الالتباس ببنات الياء، كما أن فَعَل يَفْعَل لا يكون في بنات الياء؛ كراهة الالتباس ببنات الواو أيضا، فلما كان ذلك عدما البتة. ووجدوا فَعِل يَفْعِل في الصحيح كحَسِبَ يَحْسِبُ وأخواتها وفي المعتل كوَلِي يَلِي وأخواته، حملوا طاح يطيح على ذلك، وله نظائر، كتاه يتيه وما يميه. وهذا كله فيمن لم يقل إلا طوَّحه وتوَّهه، وماهت الرَّكيّة مَوْهًا. وأما من قال طيَّحه وتيَّهه، وماهت الركيَّة منها، فقد كفينا القول في لغته؛ لأن طاح يطيح وأخواته على هذه اللغة بنات الياء، كباع يبيع ونحوها" "4/ 2717". وقال المازني في تصريفه: "ومن العرب من يقول" تيَّه، وطيَّح "فهو عند هؤلاء مثل باع يبيع" وقال أبو الفتح: إنما ذهب أبو عثمان إلى أن "تيَّه" و"طيَّح" من الياء؛ لأنهما لو كانا من الواو لقالوا "توَّه، وطوَّح" كما حكى الخليل "المنصف: 1/ 262". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 273 قوله: "وَلَمْ يَضُمُّوا في المِثَالِ، ووَجَدَ يَجُدُ ضَعيفٌ". يعني: إذا كان الماضي على فعَل -بفتح العين- في المعتل الفاء نحو1 "وَعَدَ" لم يضموا العين في المضارع؛ فلم يقولوا: وعد يوعُد لاستثقال الضمة، سواء بقيت الواو أو حذفت، وأبقيت2 الضمة بعد حذف الواو بخلاف الكسرة، فإنها أخف من الضمة. وأما: وَجَدَ يَجُدُ -بضم العين في لمضارع- فضعيف لا اعتداد به3 لخروجه عن القياس واستعمال الفصحاء4، 5. وقوله: "ولزموا الضم في المضاعف المتعدي، نحو: يَشُدُّ ويَمُدُّ"6.   1 لفظة "نحو": ساقطة من "هـ". 2 في الأصل: "وبقيت". وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 "به": ساقطة من "هـ". 4 في الأصل: الفصاحة. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 وجد يجُد -بضم عين المضارع- لغة عامرية، لا نظير لها في باب المثال. "ينظر اللسان "وجد": 6/ 4770، وشرح الشافية للرضي: 1/ 132". واللغة القياسية والمستعملة: وجَد يَجِد "ينظر اللسان "وجد" 6/ 4770". 6 عبارة ابن الحاجب هذه من "ق". وفي الأصل: "ولزموا الضم ... " إلى آخره. وفي "هـ": "ولزموا الضم ... ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 274 أي: إذا كان الماضي على فعَل -بفتح العين- في المضاعف المتعدي، لزموا ضم العين في المضارع نحو: "شدَّ يَشُدُّ"، و"مَدَّ يَمُدُّ" لأنه لا يجوز فتحها؛ لأنه ليس عينه ولا لامه حرفا من حروف الحلق، ولا كسرها للاستثقال مع كثرة مجيء المضاعف المتعدي1. وقد جاء أفعال بكسر العين في المضارع وهي: نَمَّهُ يَنِمُّهُ، وبَتَّهُ يَبِتُّهُ، وعَلَّهُ في الشراب يَعِلُّهُ، وشَدَّ ُيَشِدُّهُ، وهرَّ الشيء يَهِرُّه؛ أي: كرهه، وصدَّه يَصِدُّه -مع مجيء الضم أيضا فيها. وقد جاء حَبَّه يَحِبُّه بالكسر فقط2. وإنما قيّد المضاعف بالمتعدي؛ لأنه لو كان لازما لزم فيه "الكسر"3 نحو: حنَّ يَحِنُّ وأنَّ يَئِنُّ وظلَّ يَظِلُّ، وضَنَّ يَضِنُّ، أي: بخل. قوله: "وَأِنْ كَانَ عَلَى فَعِلَ فُتحت عَيْنُهُ أوْ كُسِرَتْ إنْ كَانَ مِثَالاً, وَطَيِّئٌ تَقُولُ في4 باب بَقِيَ يَبْقَى: بقَى يَبْقَى"5.   1 في "ق": للمتعدي. 2 قال الجوهري في الصحاح "حبب" 1/ 242: "تقول: بَتَّهُ يَبُتُّهُ ويَبِتُّهُ. وهذا شاذ؛ لأن باب المضاعف إذا كان يفعِل منه مكسورا، لا يجيء متعديا إلا أحرف معدودة، وهي: بَتَّهُ يَبُتُّهُ ويَبِتُّهُ. وعلَّهُ في الشراب يَعُلُّهُ ويَعِلُّهُ ونمَّ الحديث يَنُمُّهُ ويَنِمُّهُ، وشَدَّه يَشُدُّهُ ويَشِدُّهُ، وحَبَّهُ يَحِبُّهُ، قال: وهذه وحدها على لغة واحدة، وإنما سهّل تعدي هذه الأحرف إلى المفعول اشتراك الضم والكسر فيهن. 3 لفظة "الكسر" إضافة من "هـ". 4 لفظة "في" ساقطة من "ق". 5 العبارة من "ق": وفي الأصل: "وإن كان على فعل ... " إلى آخره، وفي "هـ": "وإن كان على فعل ... ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 275 أي: وإن كان الماضي على فعِل -بكسر العين- فتحت عينه وكسرت في المضارع نحو: عَلِمَ يَعْلَمُ، وحَسِبَ يَحْسَبُ. وفتح العين في المضارع هو القياس. وقد جاء الكسر في أحرف، مع جواز الفتح فيها، وهي: حَسِبَ يَحْسِبُ، ونَعِمَ يَنْعِمُ ويَبِسَ يَيْبِسُ1. وحكى اللِّحيانِيُّ2: فَضِلَ يَفْضَلُ3. وحكى الأخفش: قَنِطَ يِقْنِطُ4. وحكى الأصمعيُّ: عَرِضَتْ له الغولُ تَعْرِضُ5.   1 وقد ذكر ذلك ابن جني في شرحه على تصريف المازني، ثم قال: "فهذا كله فيه لغتان: إحداهما الأصل، وهي الفتح، والأخرى لضرب من الاتساع، وهي الكسر، "المنصف: 1/ 208". 2 اللحياني، هو: علي بن حازم، إمام كوفي من أئمة اللغة، عدَّه الزبيدي في الطبقة الثانية من طبقات اللغويين الكوفيين عاصر الفراء، وكان أحفظ الناس للنوادر، باعتراف الفراء نفسه، وله كتاب في النوادر لطيف. "عن: طبقات النحويين واللغويين، ص195، بتصرف يسير". 3 حكاه عنه ابن منظور "اللسان "فضل": 5/ 3429". 4 جاء في معاني القرآن للأخفش "ص380": "قال: "وَمَنْ يَقْنِطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ"؛ لأنها من قَنِطَ يَقْنِطُ. وقال بعضهم يَقْنُطُ مثل يَقْتُلُ، ويَقْنَطُ مثل: عَلِمَ يَعْلَمُ. ونقله ابن منظور في اللسان "قنط": 5/ 3752. وقال: "إنما هو على الجمع بين اللغتين". والقراءة المذكورة "يقنِط" في سورة الحجر "56"، نسبت إلى أبي عمرو بن العلاء والأعمش والكسائي, ينظر الطبري: 14/ 40، والسبعة 367، والكشف: 2/ 31، والتيسير: 136, والبحر المحيط 5/ 459. 5 لا أدري من أين أتى بهذه الحكاية عن الأصمعي، فقد فتشت في كتب اللغة جميعها فلم أعثر عليها حكاية عن الأصمعي، وإنما هي حكاية عن أبي زيد، كما ذكر ذلك صاحب الصحاح قال: "أبو زيد: يقال: عَرَضَتْ له الغولُ وعَرِضَتْ، أيضا بالكسر "الصحاح "عرض" 3/ 1082. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 276 [ومعنى: عَرِضَتْ؛ أي: ظهرت] 1، 2. وضَلِلْتُ أَضِلُّ3 لغة تميمية4. ويمكن أن يقال: ضَلِلْتُ أَضِلُّ من اللغة المتداخلة، [وكذا فَضِل يفضِل] 5 لأنه جاء ضَلَلْتُ أَضِلُّ وضَلِلْتُ أضَلُّ. "وكذا في": وَصِب في ماله يَصِبُ6 -إذا أحسن القيام عليه7-[من اللغة المتداخلة؛ لأنه8] قد جاء: وَصِبَ يَوْصَب9. [ووَصَبَ يَصِبُ10] 11. "ونَعِمَ يَنْعِمُ، بالكسر فيهما".   1 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". 2 ينظر المصدر السابق، والمجمل "عرض" 660 واللسان "عرض" 4/ 2886. 3 "ضللت أضل": من "ق". وفي الأصل، "هـ": "وظللت أظل". 4 وفي اللسان: "ضَلَلْتَ تَضِلُّ، هذه اللغة الفصيحة، وضَلِلْتَ تَضَلُّ ضلالا وضلالة وقال كراع: وبنو تميم يقولون: ضَلِلْتُ أَضِلُّ, وضَلِلْتُ أَضَلُّ، وقال اللحياني: أهل الحجاز يقولون: ضَلِلْتُ أضَلُّ، وأهل نجد يقولون: ضَلِلْتُ أَضِلُّ، قال: وقد قرئ بهما جميعا قوله تعالى: {قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي} ، وأهل العالية يقولون: ضَلِلْتُ، بالكسر، أَضَلُّ" 4/ 2601 "ضلل". 5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 6 هذه اللغة حكاها صاحب اللسان عن كراع. "ينظر اللسان: وصب" 6/ 4848. 7 ينظر المصدر السابق. 8 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". 9 ينظر المصدر السابق. 10 ما بين المعقوفتين إضافة من المحقق يتطلبها السياق. 11 ووَصَبَ يَصِبُ -كـ"وعَدَ يَعِدُ"- حكاها صاحب اللسان عن كراع. "ينظر اللسان "وصب": 6/ 4848". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 277 وقد جاء أحرف من المعتل الفاء بكسر العين فيها ولم يُرْوَ فيها الفتح في المضارع وهي: وَرِثَ يَرِثُ ووَثِقَ يَثِقُ، ووَمِقَ يَمِقُ، ووَرِمَ يَرِمُ من الوَرَم، ووَرِعَ يَرِعُ1. وقد حكى سيبويه: وَرِعَ يَوْرَعُ2 -ووَلِي يَلِي- بالكسر لا غير ووَفِقَ أمره يَفِقُ "21" إذا صادفه موافقا. ووَلِهَ يَلِهُ إذا أفرط في الحرن3 والأكثر يَوْلَه4. ووَغِمَ يَغِمُ بمعنى: نعِم ينعم، ووَهِمَ في الشيء يَهِمُ إذا ذهب الوهم إليه. وآن يئين5، أصله: أَوِنَ بكسر العين؛ لأنه لو كان بفتح العين لكان مضارعه يئون6. وطاح يطِيح، وتاه يَتِيه -أصلها: فَعِل يَفْعِل- بكسر العين فيهما؛ لأنه لو كان فعل يفعل -بفتح العين- وهو من ذوات الواو لقالوا: طُحْتُ وتُهْتُ بضم الفاء.   1 الكتاب: 4/ 54، وينظر اللسان "ورع": 6/ 4814. 2 ينظر المصدر السابق. 3 في الأصل: الجنون. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 4 أي: على القياس. حكاها الجوهري في الصحاح "وله" 6/ 2256، ونقلها عنه ابن منظور في اللسان "وله": 6/ 4919". 5 حكاه ابن الأعرابي وأبو زيد. ذكر ذلك ابن منظور في اللسان "أين" 1/ 192. 6 أي: يرفق. "ينظر اللسان "أون": 1/ 177". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 ووَحِرَ صدره يَحِرُ من الغضب، ووَغِرَ صدره يَغِرُ، والأجود يَوْحَرُ1 ويَوْغَرُ2, ووَحَر الصدر: غِشُّه3. ووَطئ يَطَأَ، ووَسِعَ يَسَعُ والأصل الكسر، ولذلك4 حذفت الواو منهما ثم فتح حرف الحلق5. ووَلِغَ يَلِغُ6. وحكى أبو زيد: يَوْلَغُ7 وحكى غيره: وَلََغَ يَلَغُ8. وحُكي أيضا: وَهِنَ يَهِنُ9 وحكى ابن دريد: وَهِنَ يَوْهَنُ10 ووَهِلَ يَهِلُ والمستعمل يَوْهَلُ11. وحكي: لَبِبْتُ تَلَبُّ بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع12. وأما وَبِقَ يَبِقُ13، ووَرِي الزَّنْدُ   1 ذكر ابن منظور اللغتين -أعني: يَحِرَ ويَوْحَرُ- وقال: "ويَوْحَر أعلى" "اللسان: وحر 6/ 4783". 2 الصحاح "وغر" 2/ 846. وينظر اللسان "وغر": 6/ 4878. 3 في اللسان: "قال الكسائي والأصمعي في قوله: وَحِر صدره: الوَحَرُ غِشُّ الصدرِ وبلابله "وحر": 6/ 4783". 4 في الأصل: وكذلك. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 قال أبو عثمان المازني: "وكان أصل" يَسَعُ: يَوْسِع" فلزم الواو الحذف كما لزمها في "يَعِد" فحذفت، ثم فتحت السين في "يَسَع" والطاء في "يَطَأ" لأن العين والهمزة من حروف الحلق "المنصف: 1/ 206". 6 حكاه ابن منظور عن اللحياني "ينظر اللسان "ولغ": 6/ 4917". 7 حكاه ابن منظور عن اللحياني. "ينظر اللسان "ولغ": 6/ 4917". 8 المصدر السابق. 9 المصدر السابق "وهن": 6/ 4935. 10 الجمهرة: "وهن": 3/ 182. 11 ينظر اللسان: "وهل": 6/ 4933, ووهل: ضعف وفزع وجبن. 12 حكاه صاحب اللسان في "لبب": 5/ 3979. 13 وبَق يبق، ووبِق يبق: هلك "اللسان "وبق": 6/ 4755". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 279 يَرِي، إذا أخرج النار، ووَرِي المخُّ يَرِي -إذا اكتنز1- فقد جاء الفتح في ماضيها2. اعلم أن قياس المضارع من "فَعِلَ" بكسر العين في المتعدي واللازم, يَفْعَلُ بفتح العين, وإنما جاء المضارع منه يَفْعِلُ -بكسر العين في المتعدي وغيره- قليلا بشرط أن يكون معتل الفاء؛ لاستلزام3 التخفيف حينئذ بحذف الواو؛ لوقوعها بين ياء مفتوحة وكسرة لازمة بخلاف "يَفْعَلُ" -بفتح العين- فإنهم لو قالوا: يَوْمَقُ -بفتح الميم- كان ثقيلا، ولم يوجد ما يوجب حذف الواو؛ لأنهم لو فتحوا عين المضارع من وَلِيَ يَلِي وشبهه، لأدى إلى استثقال إن بقيت الواو التي هي فاء في المضارع، وإلى4 إعلالين إن حذفت الواو؛ وهما حذف الواو في الأول وقلب الياء ألفا؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها، وكل واحد منهما محذور عنه. وإنما قلنا بشرط أن يكون معتل الفاء؛ لأن الصحيح والمعتل العين أو اللام جار على القياس إلا نادرا. وطيئ يقلبون الكسرة فتحة ويقلبون الياء ألفا في كل ياء مفتوحة فتحة بناء وقبلها كسرة، فيقولون في بَقِي يَبْقَى: بَقَى يَبْقَى, وفي فَنِيَ   1 المصدر السابق "ورى": 6/ 4822. 2 ينظر شرح الشافية، للرضي: 1/ 135. 3 في "ق"، "هـ": لاستلزامه. 4 في "ق": "أو إلى". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 يَفْنَى: فنَى يَفْنَى، وفي دُعِيَ وبُنِيَ: دُعَى وبُنَى قياسا1؛ طلبا للتخفيف؛ لأن الفتحة والألف أخف من الكسرة والياء، ومنه قول الشاعر على لغتهم: 3- نستوقد النَّبل بالحِضيضِ ونَصْـ ... طاد نفوسا بُنَتْ على الكرم2 "و"3 قال بعضهم: إنَّ قَلَى يَقْلِي لغة في: قَلِيَ يَقْلَى4, فإن صح ذلك كان قَلِيَ يَقْلَى من تداخل اللغتين، أو كان حكمه حكم: بَقَى يَبْقَى على لغة طيئ5. قوله: "وأما فَضِلَ يَفْضُلُ ونَعِمَ يَنْعُمُ فمن التداخل"6.   1 قال الجوهري: وطيئ تقول: بَقَى وبَقَتْ، مكان بَقِيَ وبَقِيتُ. وكذلك أخواتها من المعتل "الصحاح "بقي": 6/ 2284". ونقله ابن منظور في اللسان "بقى": 1/ 331 دون إشارة إلى أنه كلام الجوهري. وينظر كذلك: شرح الشافية للرضي 1/ 125. 2 هذا بيت من المنسرح أورده أبو تمام في حماسته، وذكر قبل بيتا آخر، هو: نحنُ حَبَسْنَا بَنِي جَدِيلَة فِي ... نَارٍ مِنَ الحرب حَجْمَةِ الضَّرَمِ ونسبهما لرجل من بني بَوْلان، من طيئ، وتابعه في هذه النسبة الجوهري وابن منظور وابن الحنبلي والبغدادي، ينظر: ديوانه الحماسة "ص54"، حماسية رقم "32"، الصحاح "بقي" "6/ 2284" واللسان "بقى" 1/ 331، وشرح الرضي على شرح الشافية 1/ 124 وشرح الجاربردي "مجموعة الشافية: 1/ 57" وشرح نقره كار "مجموعة الشافية 2/ 36" وشرح شواهد الشافية للبغدادي ص50، وربط الشوارد: 156، "34". وقيل: قائله رجل من بني القين بن جسر "ينظر: شرح شواهد الشافية ص50. والشاهد في قوله: "بُنَتْ" حيث جاءت على لغة طيئ، وغيرهم يقولون: بُنِيَتْ. 3 الواو إضافة من "هـ". 4 ينظر اللسان "قلى": 5/ 3731. 5 ينظر شرح الشافية، للرضي: 1/ 125. 6 عبارة ابن الحاجب من "ق". وفي الأصل جاءت: "وأما فضل يفضل ... " إلى آخره، وفي "هـ": "وأما فضل ... ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 اعلم أن فَضِلَ يَفْضُلُ، ونَعِمَ يَنْعُمُ -بكسر العين في الماضي وضمها في المضارع- من اللغة المتداخلة؛ لأنه جاء فَضَلَ يَفْضُل1 بفتح العين في الماضي وضمها في المضارع ونَعُمَ يَنْعُمُ -بالضم فيهما- وجاء: فَضِلَ يَفْضَلُ2، ونَعِمَ يَنْعَمُ -بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع من الفضلة، فإذا قيل: فَضِلَ يَفْضُلُ، ونَعِمَ يَنْعُمُ -بكسر العين في الماضي وضمها في المضارع، وفَضَلَ يَفْضَلُ- بفتح العين فيهما- أخذ الماضي من إحدى اللغتين، والمضارع من اللغة الأخرى3. وأما فَضَلْته -من الفضل للغلبة- فمخصوص بـ"فَعَل يفعُل" بفتح العين في الماضي وضمها في المضارع، كما مرّ في باب المغالبة. وكذا مِتُّ -بكسر الميم4- يَمُوتُ5، ودِمْتَ تَدُومُ من اللغة المتداخلة؛ لأنه جاء6: مُتُّ7 تموت، [كقُلْتَ تَقُولُ] 8   1 وهي اللغة المشهورة "ينظر اللسان: "فضل": 5/ 3429". 2 حكاه ابن السكيت. ذكر ذلك الجوهري في الصحاح "فضل" 5/ 1791. 3 قال الجوهري -بعد أن ذكر اللغة المشهورة: فَضَلَ يَفْضَلُ، واللغة الثانية التي حكاها ابن السكيت -أعني: فَضِلَ يَفْضَلَ: "وفيه لغة ثالثة مركبة منهما: فَضِلَ بالكسر، يفضُل، بالضم، وهو شاذ لا نظير له. قال سيبويه: هذا عند أصحابنا إنما يجيء على لغتين قال: وكذلك نَعِمَ يَنْعُمُ "الصحاح "فضل": 5/ 1791". 4 "بكسر الميم": ساقط من "هـ". 5 ينظر الصحاح "موت": 5/ 1791. وهذه اللغة حكاها سيبويه في كتابه "4/ 40". 6 في "هـ": جاءت. 7 لفظة "مت": ساقطة من "هـ". 8 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 ومِتّ تَمَات -بكسر الميم [كخِفْت تخاف] 1، ودُمْتَ تَدُومُ. ودِمْتَ -بكسر الدال- تدام؛ فأخذ الماضي من إحداهما والمضارع من الأخرى. وكذا شَمَلَ يَشْمَلُ -بفتح العين فيهما-2 من اللغة المتداخلة؛ لأنه جاء "23": شَمِلَ يَشْمَلُ3 -بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع [وشَمَلَ يَشْمُل4, بفتح العين في الماضي، وضمها في المضارع] 5. قوله: "وإن كان على فَعُلَ ضُمَّتْ". أي:6 وإن كان الماضي على "فَعُلَ" -بضم العين- ضمّت العين في المضارع قياسا مطردا إلا أن سيبويه حكى كُدْتَ تَكَاد -بضم الكاف في الماضي وفتحها في المضارع- وهو شاذ7. والجيد: كِدْتَ تَكَادُ، مثل: نِمْتَ تَنامُ.   1 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". 2 ما بين الشرطتين: ساقط من "هـ". 3 وهي اللغة المشهورة. يقال: شَمِلَهم الأمرُ يَشْمَلُهُمْ، إذا عمّهم. "الصحاح: 5/ 1738". 4 في الصحاح "شمل" 5/ 1739: "وشَمِلَهُمْ -بالفتح- يَشْمُلُهُمْ لغة، ولم يعرفها الأصمعي". 5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 6 الواو ساقطة من "ق". 7 في الكتاب "4/ 40": "وقد قال بعض: كُدْتَ تَكادُ، فقال فَعُلْتَ تَفْعَل، كما قال: فَعِلْت أَفْعَلُ وكما نزل الكسرة كذلك ترك الضمة. وهذا قول الخليل. وهو شاذ من بابه كما أن فَضِلَ يَفْضُلُ شاذ من بابه". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 وحكى الزجاج1 عن بعض العرب: لَبُبْتَ تَلَبُّ -بضم العين في الماضي وفتحها في المضارع2 والأكثرون: لبِبْتَ تَلَبُّ3 [بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع] 4. قوله: "وإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ كُسر مَا قَبْلَ الآخِرِ، مَا لَمْ يَكُنْ أَوَّلُ مَاضِيهِ تَاءً زَائِدَةً، نَحْوُ: تَعَلَّمَ، وتَجَاهَلَ فَلاَ يُغير، أَوْ تَكُنْ الَّلامُ مُكَرَّرَةً، نَحْوُ: احْمَرَّ واحْمَارَّ فيُدغم5. أي: وإن كان الماضي غير الثلاثي المجرد، سواء كان ثلاثيا بزيادة أو رباعيا مجردا، أو رباعيا بزيادة، كسر ما قبل آخر المضارع إذا لم يكن أول ماضيه تاء زائدة ولم تكن لامه مكررة، نحو: يَنْفَعِل ويَسْتَفْعِل ويُدَحْرِجُ ويَحْرَنجم.   1 هو أبو إسحاق إبراهيم بن السري بن سهيل الزجاج، كان أول أمره يخرط الزجاج ثم مال إلى طلب العلم فلزم ثعلبا ثم المبرد فأخذ عنهما، ثم اتصل بالمكتفي وصار نديما له. توفي سنة 310هـ ومن أشهر مؤلفاته: الاشتقاق، وشرح أبيات سيبويه، وما ينصرف وما لا ينصرف، ومعاني القرآن وإعرابه وغير ذلك. "ينظر في ترجمته: طبقات النحويين واللغويين: 111, 112، ومراتب النحويين 179، وأخبار النحويين والبصريين: 108 وبغية الوعاة: 179، وإنباه الرواة: 1/ 159 - 166، والشذرات: 2/ 259". 2 ينظر اللسان "لبب": 5/ 3979. 3 ينظر: المصدر السابق. وينظر كذلك: تهذيب إصلاح المنطق 1/ 488 وحكى الخطيب التبريزي لغة أخرى هي: لَبَبْتُ ألَبّ. "المصدر السابق". 4 في الأصل، "ق": "بكسر الماضي وفتح المضارع". 5 عبارة ابن الحاجب من "ق". وجاءت في الأصل: "وإن كان غير ذلك ... " إلى آخره. وفي "هـ": "وإن كان غير ذلك ... ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 284 أما إذا كان أول ماضيه تاء زائدة، نحو: تَضارَبَ يَتَضارَبَ، وتَكَلَّمُ يَتَكَلَّمُ وتَدَحْرَجَ يَتَدَحْرَجُ، فإنه لا يكسر ما قبل آخره، بل يبقى مفتوحا كما كان؛ لئلا يشتبه أمر مخاطبه بمضارع فاعَل وفَعَّل، نحو: يُضارِبُ ويُكَلِّمُ؛ لجواز عدم سماع المخاطب حركة1 أول الفعل، أو كان لامه مكررة فيسكن ما قبل آخره ويدغم فيما بعده لاجتماع المثلين نحو: احْمَرَّ يَحْمَرَّ، واحمارَّ يحمارَّ، فما قبل آخره مكسور بالتحقيق. قوله: "وَمِنْ ثَمَّ كَانَ أَصْلُ مَضَارِع أَفْعَلَ: يُؤَفْعَل إلا أنه رفض لما لزم من توالي الهمزتين في التكلم فخفف الْجَمِيع. وَقَوْلُهُ: "فَإِنَّهُ أَهْلٌ لأَِنْ يُؤَكْرَمَا. شَاذٌّ"2. أي: ومن أجل أن المضارع إنما يحصل بزيادة حرف المضارعة على الماضي مع حروف الماضي كان أصل مضارع "أَفْعَلَ" يُؤَفْعِلُ نحو: أَكْرَمَ يُكْرِمُ؛ فإن "يُكْرِمُ"3 أصله: يُؤَكْرِمُ؛ حذفت الهمزة منه؛ لأنه يجب حذف الهمزة في "أُأَكْرِم"؛ لاجتماع الهمزتين، فحذفت في يُكْرِم، وتُكْرِم، ونُكْرِم، وإن لم تجتمع الهمزتان اطرادا للباب. والشاعر لما اضطر إلى ردِّها ردَّها في قوله:   1 في الأصل: كحركة. 2 عبارة ابن الحاجب هذه من "ق". وفي الأصل: "ومن ثمة كان أصل مضارع أفعل ... ". إلى آخره. وفي "هـ": "ومن ثم كان أصل مضارع ... ". 3 لفظة "يكرم" إضافة من "ق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 285 4- فإنه أهل لأن يُؤَكْرَما1 وهو شاذ. قوله: "وَالأَْمْرُ واسْمُ الْفَاعِلِ وَاسْمُ الْمَفْعُولِ وَأَفْعَلُ التَّفْضِيلِ" تقدمت2.   1 هذا بيت من الرجز المشطور لم أقف له على نسبة إلى قائل معين. وقد أنشده المبرد في: المقتضب "2/ 98"، والسيرافي في: ما يحتمل الشعر من الضرورة "ص278"، وابن جني في: المنصف "1/ 192" والأنباري في: الإنصاف "ص148، 7، 461"، والرضي في: شرح الشافية: 1/ 139 والجاربردي في: شرح الشافية "مجموعة الشافية 1/ 59", والنقره كار "مجموعة الشافية 2/ 38" والسيوطي في الهمع "2/ 218" والبغدادي في: الخزانة: "2/ 316" والجوهري في الصحاح "كرم" 5/ 2020 وابن منظور في: اللسان: كرم: 5/ 3862 وكل هؤلاء قد أنشدوه غير معزو إلى أحد. وذكر البغدادي أنه بحث كثيرا فلم يتمكن من نسبته إلى أحد، يقول: "وهذا المقدار أورده الجوهري في صحاحه في مادة كرم غير معزو إلى قائله، ولا كتب عليه ابن بَرّي شيئا في أماليه، ولا الصفدي في حاشيته عليه وهو مشهور في كتب العربية قلما خلا منه كتاب، وقد بالغت في مراجعة المواد والمظان فلم أجد قائله ولا تتمته". "شرح شواهد الشافية: 58". وقد نسبه ابن الحنبلي في ربط الشوارد ص76 "رقم 10" إلى أبي حيان الفقعسي، تبعا للعيني. وقد نسبه د. عوض القوزي، محقق كتاب: ما يحتمل الشعر من الضرورة للسيرافي ص278، حاشية3" إلى أبي حيان الفقعسي أيضا. والشاهد في قوله: "يؤكرما" حيث اضطر الشارع فرده إلى أصله، والمشهور: "يُكْرِم" بحذف الهمزة، وهو القياس. 2 أي: في النحو. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 286 المشتقات : [ الصفة المشبهة ] : "الصفة المشبهة من نو فَرِحَ عَلَى فَرِحٍ غَالِباً. وَقَد جَاءَ مَعَهُ الضَّمُّ فِي بَعْضِها، نَحْوُ: نَدُسٍ وحَذُرٍ وعَجُلٍ، وَجَاءَت عَلَى سَلِيم وشَكْسٍ وحُرٍّ وصِفْرٍ وغَيُورٍ، ومن الألوان والعيوب والحِلَى على "أَفْعَلَ"، ومن نحو كَرُمَ على كريم غَالِباً، وَجَاءَتْ عَلَى خَشِن وحَسَن وصَعْب وصُلْب وجَبَان وشُجَاع ووَقُور وجُنُب، وَهِيَ مِنْ "فَعَل" قَلِيلَةٌ. وَقَدْ جَاءَ نَحْوُ حَرِيص وأَشْيَب وضيِّق وَتَجِيءُ مِنَ الْجَمِيعِ بِمَعْنَى الْجُوعِ وَالْعَطَشِ وَضِدَّهِمَا عَلَى "فَعْلان" نَحْوَ: جَوْعان وشَبْعان وعَطْشان ورَيَّان"1. اعلم أن من أبواب التصريف أبواب الأمر والنهي واسم الفاعل واسم المفعول واسم التفضيل، وقد تقدمت في النحو، فلهذا لم يذكرها في التصريف. وأما الصفة المشبهة فقد تقدم معناها وعملها2. والكلام [في التصريف] 3 في كيفية بنائها. وهي لا تبنى إلا من فعل لازم؛ فهي جاءت من فَعِل -بكسر العين- على "فَعِل" غالبا نحو: فَرِحَ فهو فَرِحٌ، وقد جاء مع مجيء "فَعِل" -بكسر العين- "فَعُلَ" -بالضم، نحو: نَدِسَ فهو4 نَدُِسٌ -بكسر الدال وضمها- لمن يدَقِّق النظر في   1 في الأصل: "الأمر واسم الفاعل ... " إلى آخره. وفي "هـ"، "ط" والأمر واسم الفاعل ... ". 2 وذلك في النحو. 3 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". 4 "فهو" ساقطة من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 287 الأمور1. وحَذِرَ فهو حَذُِرٌ "وعَجِفَ فهو عَجُِفٌ"2 وعَجِلَ فهو عَجُِلٌ. وجاءت من "فَعِل" -بكسر العين- على "فَعِيل" نحو: سَلِمَ فهو سَلِيم. وعلى "فَعْل". نحو: شَكِسَ فهو شَكْس لمن ساءت أخلاقه3. وعلى "فُعْل" نحو: حَرِرْتَ تحِرُّ فأنت حُرٌّ، وعلى "فِعْل"، نَحْو: صَفِرُ يصْفِرُ فهو صِفْرٌ4. وعلى "فَعُول" للمبالغة، نحو: غَار يَغارُ فهو غَيُور، وعَجِلَ5 يَعْجَلُ فهو عَجُول، وجاءت من "فَعِلَ" -بكسر العين- من الألوان والعيوب والحِلَى على "أَفْعَلَ" "23" قياسا مطردا، نحو: سَوِدَ وصَفِرَ وحَمِرَ فهو أسودُ وأصفرُ وأحمرُ، ونحو: أَشْهَب6 وأَصْهَب7 وأَكْهَب8 وأَكْدَر وأَغْيدَ وأَهْيَف وأعوَر وأحوَل. وجاءت من "فَعُلَ" -بضم العين- على "فَعِيل" غالبا، نحو: كَرُمَ فهو كريم، وشَرُفَ فهو شَرِيف.   1 قال الجوهري: "رجل نَدُس ونَدِس"، أي فَهِم. وقد نَدِسَ -بالكسر- يَنْدَسُ نَدَسا". "الصحاح: ندس 3/ 982". 2 وعَجِفَ بمعنى هزل. والعَجِفُ: الهزيل وحكى صاحب الصحاح عن الفراء قوله: "قال الفراء: "يقال: عَجِفَ المال بالكسر, وعجُف أيضا بالضم". "عجف" 4/ 1399". 3 ينظر المصدر السابق "شكس" 3/ 940. وقال الجوهري: "وحكى الفراء: رجل شَكْسٌ". وهو القياس" "المصدر السابق". 4 الصِّفْرُ: الخالي. يقال: بيت صِفْر من المتاع، ورجل صِفْر اليدين "قاله الجوهري في الصحاح "صفر": 2/ 714. 5 عَجِل: أسرع. وفي التنزيل العزيز: {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طه: 84] . 6 الفرس الأشهب: الذي خالط بياض شعره سواد. ينظر الصحاح "شهب" 1/ 159". 7 قال الجوهري: "والأصهب من الإبل: الذي يخالط بياضه حمرة، وهو أن يحمر أعلى الوبر وتبيض أجوافه". "الصحاح: صهب: 1/ 166". والرجل الأصهب: الأشقر "ينظر المصدر السابق". 8 لفظة "أكهب" ساقطة من "ق". والكُهْبَة: لون ليس بخالص في الحمرة. وهو في الحمرة خاصة. حكاه الجوهري عن أبي عمرو. "الصحاح "كهب" 2/ 215". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 288 وعلى "فَعَل"، نحو: حَسُن فهو حَسَن، [وعلى "فَعِلَ"، نحو: خَشِنَ فهو خَشِن] 1. وعلى "فَعْل"، نحو: صَعُب فهو صَعْب. وعلى "فُعْل"، نحو: صَلُب فهو صُلْب. وعلى "فَعَال"، نحو: جَبُن فهو جَبَان. وعلى "فُعال"، نحو: شَجُع فهو شُجاع. وعلى "فَعُول"، نحو: وَقُرَ فهو وَقُور. وعلى "فُعُل" نحو: جَنُبَ فهو جُنُب -للذي أصابته الجنابة- وعلى "أَفْعَل" نحو: حَطُبَ اللون فهو أَحْطَب، وحَرُشَ الشيء, أي: خَشُن فهو أَحْرَش. وعلى "فاعِل" نحو: عَقُرَت المرأة -فهي عاقِر، وفَرُهَ الرجل فهو فارِه والصفة المشبهة من "فَعَلَ" -بفتح العين- قليلة؛ استغناء عنها باسم الفاعل من "فَعَل" -بفتح العين. وقد جاءت منه على "فَعِيل" نحو: حَرص فهو حَرِيصٌ. وعلى "فَعْل"، نحو: شاخَ فهو شَيْخ. وعلى "فِعْل"، نحو: ناءَ اللحمُ يَنِيء فهو نِيْء ضد نَضُج. وعلى "فُعْل"، نحو: حلا الشيء فهو حُلْو. وعلى "فُعُل"، نحو: أَفَقَ الفرس فهو أُفُق إذا كان فاضلا2. وعلى "أَفْعَل" نحو: شاب يَشِيب فهو أَشْيَب، وعلى "فَيْعِل"، نحو: ضاقَ يَضِيق فهو ضَيِّق. وقد تجيء الصفة المشبهة من الجميع، أي: من فَعَلَ وفَعِلَ وفَعُلَ مما فيه معنى الجوع والعطش وضدّهما، على "فَعْلان"، نحو:   1 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". 2 قال الجوهري: "فرس أفق -بالضم- أي: رائع، وكذلك الأنثى. "الصحاح "أفق": 4/ 1446". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 289 جاع يجوع فهو جَوْعان، وعَطِش يَعْطش فهو عَطْشان، وشبع يشبع فهو شَبْعان، ورَوِي من الماء -بالكسر- يروي، فهو ريَّان. وقد تجيء لغير ما ذكرنا، نحو: خزى يخزي1 خِزْيا، فهو خَزْيان.   1 لفظة "يخزى" ساقطة من "ق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 290 المصدر : قوله: "الْمَصْدَرُ: أبْنِيَةُ الثُّلاَثِيِّ الْمُجَرَّدِ مِنْهُ كَثِيرَةٌ، نَحْوَ: قَتْل وفِسْق وشُغْل ورَحْمة ونِشْدة وكُدْرة ودَعْوَى وذِكْرى وبُشْرى وَلَيَّانٍ وحِرْمان وغُفران ونَزَوان وطَلَب وحَنَق وصِغَر وهُدًى وغَلَبة وسَرَقة وذََهاب وصَراف وسُؤال وزَهادَة ودِرايَة وبُغايَة ودُخُول ووَجِيفٍ وقَبُول وصُهُوبة ومَدْخَل ومَرْجِع ومَسْعاة ومَحْمَدة وكَراهِيَة1". اعلم أنَّ أبنية المصدر2 في الثلاثي المجرد عن الزوائد كثيرة ذكرى سيبويه أنها ترتقي إلى اثنين وثلاثين بناء3، وزاد المصنف عليها بناءين هما: بُغايَة4 وكَرَاهِيَة5؛ نحو: قَتْل من: قَتَلَ يَقْتُل وفِسْق من: فَسَقَ يَفْسُق، وشُغْل من: شَغَلَه يَشْغَلُه، ورَحْمَة من: رَحِمَ يَرْحَم، ونِشْدَة من: نَشَدْتُ الضّالَّة أَنْشُدها، وكُدْرَة من: كَدُرَ الماء -بالضم- يَكْدُرُ، ودَعْوَى من: دَعَا يَدْعُو -في النَّسَب- وذِكْرَى من: ذَكَر يَذْكُرُ، وبُشْرَى من: بَشَرْتُ الرجل أَبْشُرُهُ -بالضم- ولِيَّان: من: لَوِى يَلْوِي، وحِرْمان من: حَرَمه -إذا منعه- يَحْرِمُه وغُفْران من: غَفَر يَغْفِرُ، ونَزَوَان من: نَزا الفحل يَنْزو، وطَلَب من: طَلَب يَطْلُب، وحَنَق من: حَنِق يَحْنَقُ، وصَغَر من:   1 في الأصل: "المصدر: أبنية المجرد ... " إلى آخره. وفي هـ: "المصدر ... ". 2 لم يرد تعريف للمصدر عند ابن الحاجب، وتابعه الشارح. والمصدر عند عبد القاهر: "ما دل على الحدث لا غير. ويسمى حَدَثا، وحدَثانا، واسم معنى" "المفتاح: 52". 3 ينظر الكتاب: 4/ 50-54. 4 حكى ابن منظور هذا البناء عن الأصمعي. "ينظر اللسان "بغا": 1/ 321". 5 حكاه الجوهري في الصحاح "كره": 6/ 2247". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 صَغِرَ الرجل -بالكسر1- يَصْغَرُ، وهُدًى من: هداه يَهْدِيه وغَلَبة من: غَلَبَ يَغْلِب، وسَرِقَة من: سَرِقَ يسْرِقُ، وذهاب من: ذَهَب يذهَبُ، وصِراف من: صَرَفَت الكلبةُ تَصْرِف، إذا اشتهت الفحل2 وسُؤال من: سأل يسأل وزَهادَة من: زَهِدَ يَزْهَدُ، ودِراية من: دَرَى يَدْرِي، ودُخُول من: دخل يدخُل، وقَبول من: قَبِل يَقْبَل، ووَجِيف من: وَجَف البعير يَجِف -والوجيف ضرب من سير الإبل3- وصُهُوبة من: صَهُبَ الشعر يَصْهُبُ: إذا احمر حمرة صافية4، ومَدْخل من: دَخَل يدْخُل، ومَرْجِع من: رَجَع يَرْجِع، ومَسْعَاة من: سَعَى يَسْعَى، ومَحْمَدَة من: حَمِد يَحْمَدُ، وبُغاية من: بَغَى الشَّيءَ -إذا طلبه بُغاية، وكراهِيَة من: كَرِه يَكْرَهُ كَرَاهَةً وكَرَاهِيَةً. اعلم أن ابن القطاع5 "24" زاد على ما ذكره المصنف واحدا   1 حكاه ابن منظور في اللسان "صغر": 4/ 2452. 2 حكاه ابن منظور في اللسان "صرف" 4/ 2436. 3 قاله صاحب الصحاح في "وجف" 4/ 1437، وزاد عليه: "والخيل". 4 ينظر المصدر السابق "صهب" 1/ 166. 5 هو أبو القاسم، علي بن جعفر بن علي السعدي، عالم باللغة والأدب. ولد في صقلية عام 433هـ وارتحل إلى مصر لما احتل الإفرنج صقيلة، فظل يعلم ولد الأفضل الجمالي. وكانت وفاته بمصر عام 515هـ. وله تصانيف مفيدة، من أهمها: كتاب الأفعال -مطبوع- وأبنية الأسماء والأفعال والمصادر، والدرة الحظيرة في المختار من شعر شعراء الجزيرة والبارع، في العروض، وغير ذلك. راجع ترجمته في: معجم الأدباء: 12/ 280-283، وبغية الوعاة: 2/ 153, 154 والشذرات: 4/ 45, 46". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 وستين بناء. وذكر ابن القطاع1 أيضا أنه يجيء من الفعل الواحد أربعة عشر مصدرا، نحو: شنئته شَنْأً وشُنْأً وشِنْأً وشَنَأً وشَنَاءً وشَناءة ومَنْشَأً ومَشْنِئَة ومَشْنأةً وشَنْأَة وشَنْآنا وشَنَآنا وشُنْآنا وشِنآنا2. قوله: "إلاَّ أنَّ الْغَالِبَ في "فَعَلَ" اللاَّزِمِ، نَحْو: "رَكَعَ" عَلَى "رُكُوع"، وَفِي المُتَعَدِّي، نَحْوُ "ضَرَبَ" عَلَى "ضَرْبٍ"، وَفِي الصَّنَائِعِ وَنَحْوِهَا نَحْوُ "كَتَبَ" على "كِتابة" وفي الاضطرابات نَحْوُ "خَفَق" عَلَى "خَفَقان"، وَفِي الأَْصْوَاتِ نَحْوُ "صَرَخ" عَلَى "صُراخ" وَقَالَ الْفَرَّاءُ: إِذَا جَاءَكَ "فَعَل" مِمَّا لَمْ يُسمع مَصْدَرُهُ فَاجْعَلْهُ فَعْلا للحِجاز وفُعُولا لنَجْد"3. اعلم أنه لما ذكر أبنية مصدر الثلاثي المجرد شرع يذكر القياس4 والغالب منها؛ فقال: فَعَل -بفتح العين- إذا كان "غير متعد"5 يجيء6 المصدر منه غالبا على وزن "فُعُول" نحو: خرَج خُروجا، ودخَل دُخولا. وإذا كان متعديا يجيء7 على "فَعْل" نحو: ضرب ضَرْبا   1 ابن القطاع: ساقطة من "ق"، "هـ". 2 ابن القطاع وأثره في الدراسات الصرفية، مع تحقيق كتابه أبنية الأسماء والأفعال والمصدر: "2/ 413" من التحقيق. 3 في الأصل: "إلا أن الغالب في فعل اللازم ... " إلى آخره. وفي "هـ": "إلا أن الغالب". 4 في "ق": القياس. 5 في "هـ": "غير متعدي"، خطأ. 6 في "هـ": "نحو", بدلا من "يجيء". 7 لفظة "يجيء" ساقطة من "ق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 وقَتَل قَتْلا. ويجيء مصدر "فَعَلَ" -بفتح العين- في الصناعة وشبهها غالبا على "فِعَالة" نحو: كَتب كِتابة، ونَجَر نِجارة1، ووَلِي2 وِلاية، وأمَر إِمارة، وسَفَر سِفارة. وقالوا: عَبَر الرؤيا عِبارة -وإن لم تكن صناعة؛ لأنهم أجروها مُجْرى الصنائع، وإنما قالوا: بطل بِطالة، مع أنها ليست صناعة ولا مشابهة لها؛ حملا للشيء على ضده. و3 يجيء مصدر "فَعَلَ" -بفتح العين- في الأفعال التي فيها اضطراب على فَعَلانٍ نحو: خَفَقَ خَفَقَانا، وجال جَوَلانا. وإنما لم يقلبوا الواو ألفا مع تحركها وانفتاح ما قبلها؛ لكون حركة الواو مقصودة للتنبيه بلزوم حركتها على أن مدلوله مستلزم للحركة، ولولا ذلك لقلبت ألفا، ويجيء مصدره في الأصوات على "فُعال" غالبا نحو: صَرخ صُراخا وصاح صُياحا، ونَبَح نُبَاحا، ورغَى البعيرُ رُغاء: إذا ضجّ4. وقال الخليل: إنما قالوا -بَكى بُكاء- بالمد؛ لأنه من باب الصراخ؛ للزوم الصراخ البكاء في العادة، والذين5 قالوا: بَكَى بُكًى -بالقصر- جعلوه   1 في "ق"، "هـ": تجر تجارة. 2 لا موضع للتمثيل بـ "ولي" ههنا، فهو يمثل لـ"فعَل" مفتوح العين، وولي "فعِل" مكسور العين. 3 الواو ساقطة من "هـ". 4 في "هـ": صاح. 5 في "ق": والذي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 294 كالحُزن، وهو خلاف السرور، يعني لم يعتبروا فيه معنى الصراخ لعروّ البكاء عن معنى الصراخ في بعض الوقات، فلم يجروه مجرى الأصوات1 وقال الفراء: إذا سمعت فَعَل -بفتح العين- ولم تسمع مصدره فاجعل مصدره على وزن "فَعْل" لأهل الحجاز، وعلى "فُعُول" لأهل نَجْد2. قوله: "وَنَحْوُ: هُدًى وقِرًى مُختص بِالمَنْقُوصِ، وَنَحْوُ طَلَب مختص بـ"يَفْعُل" إلا جَلَبَ الجُرْح َوالغَلَبَ"3. اعلم أن المصدر الذي على وزن "فُعَل أو فِعَل" بضم الفاء أو كسرها وفتح العين مخصوص بالمقصور4، نحو: هَدَيْتُه هُدًى وقَرَيْتُهُ قِرًى. والمصدر الذي على وزن "فَعَل" بفتح الفاء والعين5 مخصوص بـ"يَفْعُلُ" نحو: طَلب يَطْلُب طَلَبا، ولا يأتي من فعَل يفعِل -بكسر العين في المضارع- إلا شاذا، نحو: غَلَبَ يَغْلِبُ غَلَبا وجَلَبَ الجرح يَجْلِبُ جَلَبا من الجلبة، وهي جُلَيْدَة تعلو الجرح عند البُرْء6، 7. وأما مصدر جَلَب يَجْلُب -بضم العين في المضارع- فعلى القياس.   1 ينظر الكتاب: 3/ 540. وينظر كذلك اللسان "بكا": 1/ 337. 2 ينظر معاني القرآن: 1/ 449, 450، 2/ 97. 3 في الأصل: "ونحو هدى وقرى ... " إلى آخره. وفي "هـ": "ونحو هدى ... ". 4 في "هـ": بالمنقوص. والصحيح ما أثبتناه. 5 في "هـ": بفتح العين والفاء. 6 في الأصل: البراء. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 7 قاله الجوهري في الصحاح "جلب: 1/ 101". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 اعلم أن الجرح في قوله "إلا جَلَب الجُرح" مجرور بإضافة المصدر إليه وليس "جَلَب" فيه بفعل ماض. ويدل عليه عطف الغَلَب عليه. وإنما قيد الجلب بالإضافة1 احترازا عن الجَلَب الذي ليس بمعناه؛ فإن ذلك جاء على القياس. قوله: "وفَعِل اللاَّزِمُ نَحْوُ: "فَرِح" عَلَى فَرَح، وَالْمُتَعَدِّي نَحْوُ: "جَهِلَ" عَلَى جَهْل وَفِي الأَْلْوَانِ وَالْعُيُوبِ نحو: "سَمِر" و"أَدِمَ" على سُمْرة وأُدْمَة"2. اعلم أن "فَعِل" -بكسر العين- إذا كان لازما يأتي مصدره على "فَعَل" قياسا، نحو: فَرِح فَرَحا وأَذِنَ أَذَنا3. وإذا كان متعديا يأتي على "فَعْل" -بفتح الفاء وسكون العين- نحو: جَهِل جَهْلا. ومصدر "فَعِل" -بكسر العين- في الألوان والعيوب على "فُعْلَة" نحو: سَمِرَ سُمْرة وحَمِرَ وحُمْرة، وصَفِرَ صُفْرة، وأَدِمَ أُدْمة4.   1 بالإضافة: من "ق"، "هـ". 2 في الأصل جاءت عبارة ابن الحاجب مبتورة، هكذا: "وفعل اللازم ... " إلى آخره. وفي "هـ": "وفعل اللازم ... ". 3 أذن بالشيء يأذن أذنا: علم. وأذِن له إذَنا: استمع. ينظر اللسان/ أذن: 1/ 51, 52". 4 الأُدْمَة: السمرة. والأدْمَة في الإبل: البياض الشديد، ويقال هو الأبيض الأسود المقلتين ينظر الصحاح "أدم": 5/ 1859. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 296 قوله: "وفَعُلَ نحو "كَرُمَ" على كَرامَة غالباً، وعِظَمَ وكَرَمَ كثيرا"1 اعلم أن "فَعُل" بضم العين "25" يأتي مصدره على "فَعالَة" "غالبا"2، نحو: كَرُمَ كَرَامة، وسَفُِهَ سَفاهة، ويأتي كثيرا على "فِعَل" -بكسر الفاء وفتح العين- وعلى "فَعَل"- بفتح الفاء والعين -نحو: عظُم عِظَما، وكَرُم كَرَما، وشَرُف شَرَفا. قوله: "وَالْمَزِيدُ فِيه والرُّبَاعِيُّ قِيَاسٌ؛ فَنَحْو: أَكْرَم عَلَى إِكْرَامٍ وَنَحْوُ كَرَّمَ عَلَى تَكْرِيمٍ وتَكْرِمَة، وَجَاءَ كِذاب وكِذَّاب"3. اعلم أن4 مصدر الفعل الثلاثي المزيد فيه والرباعي يأتي على قياس مطرد؛ فيأتي مصدر "أَفْعَلَ" على إفعال، نحو: أخرجَ إخراجا ومصدر "فَعَّل" على "تفعيل" و"تَفْعِلَة" نحو: كرِّم تكريما وتكرمة وجاء على "فِعَال" و"فِعَّال" نحو: كذَّب تكذيبا وكِذّابا وكِذّابا. ويجيء على "فَعَال"، وهو اسم ينوب مناب المصدر، نحو: سلَّم5 سلاما وكلَّم كلاما6. وأكثر ما يجيء المصدر على "تَفْعِلَة"   1 في الأصل عبارة ابن الحاجب مبتورة، هكذا: "وفعل نحو كرم ... " إلى آخره. وفي "هـ": "وفعل ... ". 2 لفظة "غالبا" إضافة من "ق". 3 عبارة ابن الحاجب جاءت مبتورة في الأصل وفي "هـ"، إذ جاءت في الأصل: "والمزيد فيه ... ". 4 لفظة "أن" ساقطة من "ق". 5 في "ق": سلمت. 6 يفرق النحويون بين المصدر واسم المصدر، فيعرفون المصدر بأنه اسم الحدث الجاري على الفعل، ويحترزون بقولهم "الجاري على الفعل" من اسم المصدر، فإنه وإن كان اسما دالا على الحدث، لكنه لا يجري على الفعل؛ كأعطيت إعطاء. فإنما الذي يجري على "أعطيت" هو إعطاء؛ لأنه مستوف لحروفه، بل وزاد عليها. وليس "عطاء" لأنه ليس مستوفيا لحروف الفعل. ومثله: سلَّمت تسليما. وأما سلاما وعطاء وكلاما فهي أسماء مصادر لا مصادر. ولكننا نجد ركن الدين يعد سلاما وكلاما ضمن المصادر، ويذكر أنهما اسمان نابا مناب المصرد فعوملا معاملته. وإذا قيل: لعله يريد بقوله: "اسم ينوب مناب المصدر" اسم المصدر. نقول: ولو أراد ذلك أيضا؛ فإنه قد أدخله في المصادر ولم يخرجه؛ لنقصان حروفه عن حروف فعله، كما فعل النحويون "المحقق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 في الناقص، نحو1: وصَّيته تَوْصِيَة "ولا تحذف منه الهاء إلا لضرورة الشعر، وإذا حذفت الهاء منها عاد إلى "تفعيل" كقوله"2: 5- فهي تُنَزِّي دَلوها3 تَنْزِيًّا ... كما تُنَزِّي شَهْلَة صَبِيًّا4 يريد: تَنْزِيَة. يصف ناقته5 بأنها تحرك دلوها6.   1 لفظة "نحو" ساقطة من "هـ". 2 في الأصل: "وإذا حذفت الهاء منها عاد إلى تفعيل، ولا تحذف منه الياء إلا لضرورة الشعر، كقوله". وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 في "ق": دلونا. 4 رجز، لمنقف على نسبته إلى قائل معين، وقد أنشده الرضي في شرحه. وشرحه البغدادي دون أن ينسبه إلى أحد. "ينظر في الشاهد: شرح الشافية، للرضي "1/ 165" وشرح شواهد الشافية ص67 -شاهد رقم "28"، اللسان "نزا": 6/ 4402" تُنَزِّي: تحرك. ونزا به قلبه: طمح. والنزاء: داء يأخذ الشاء فتنزو منه حتى تموت. والشهلة: العجوز. وخص الشهلة؛ لأنها أضعف من الشابة؛ فهي تنزي الصبي، أي: ترقضه بثقل وضعف. والشاهد في قوله: "تنزيا" حيث جاء المصدر المعتل اللام لفعل على تفعيل، ضرورة والقياس أن يأتي على تَفْعِلة، كـ"تَكْرِمَة". 5 في "هـ": ناقة. 6 في "ق": دلونا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 298 قوله: "والتزموا الحذف والتعويض في نحو: تَعْزِيضة وإِجَازَةٍ واستِجازة، وَنَحْوُ: ضارَبَ عَلَى مُضارَبة وضِراب، ومِراء شَاذٌّ، وَجَاءَ قِيتال، وَنَحْوُ تَكَرَّمَ عَلَى تَكَرُّم، وجاء تِمِلَّاق. والباقي واضح"1. أي: و2 التزموا حذف الياء أو غيرها في مصدر "فَعَّل" إذا كان ناقصا، وفي مصدر "أَفْعَلَ" و"استَفْعل" إذا كان أجوف. اعلم أن "فعَّل" إذا كان ناقصا، نحو: "عَزَّى" حذف من مصدره إحدى الياءين؛ أي: الأصلية أو الزائدة3؛ أعني ياء التفعيل للتخفيف، وعوض4 عن5 تاء التأنيث منها وأن "أفْعَلَ" و"استَفْعل" إذا كان أجوف نحو: أجازَ واستَجاز، تقول في6 مصدرهما إجازة واستجازة؛ أصلها: اجوازا واستجوازا؛ نقلت حركة الواو إلى ما قبلها وقلبت ألفا فحذفت إحدى7 الألفين لالتقاء الساكنين، ثم عوضت تاء التأنيث عن المحذوف. وإنما التزموا الحذف في المواضع الثلاثة لئلا يلزم الجمع بين العوض -وهو التاء- والمعوض عنه.   1 جاءت عبارة ابن الحاجب مبتورة في الأصل، وكذلك في "هـ"، حيث جاءت في الأصل هكذا: "والتزموا الحذف في نحو تغزية وإجازة واستجازة ... " وفي "هـ": "والتزموا الحذف ... ". 2 الواو ساقطة من "ق"، "هـ". 3 في الأصل: أو الزيادة. 4 في "هـ": وعرض، تحريف. 5 لفظة "عن" ساقطة من "هـ". 6 "تقول في": موضعه بياض في "هـ". 7 لفظة "إحدى" موضعها بياض في "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 ويأتي المصدر من "فاعَلَ" على "مفاعلة وفِعال" نحو: قاتَل مُقاتلة وقِتالا. وأهل اليمن يقولون: قِيتالا1. ويأتي من "تَفَعّل" على "تَفَعُّل" نحو: تَكَرَّم تَكَرُّما. ويأتي على "تِفِعَّال" نحو: تَمَلَّق تَمَلُّقا وتِمِلَّاقا. ومن "تفاعَل" على "تفاعُل" نحو: تَقاتَل تَقاتُلا، إلا أنك إذا بنيت التفاعُل والتفعُّل على "تفاعُل" نحو: تَقاتل تَقاتُلا، إلا أنك إذا بنيت التفاعُل والتفعُّل من الناقص كسرت العين منهما نحو: تمنَّى تَمَنِّيا، وتجافى تجافيا؛ لأن الناقص إن كان يائيا فظاهر؛ لمجانسة الكسرة الياء، وإن كان واويا؛ فلأنه يجب قلب الواو ياء والضمة التي قبلها كسرة، لما ثبت في كلامهم أنه إذا كان آخر2 المتمكن واو قبلها ضمة قلبت الواو ياء والضمة كسرة. ويأتي من "افْتَعَل" على افْتِعال، نحو: اكْتَسَبَ اكتسابا. ومن "انْفَعَل" على "انْفِعال" نحو: انْطَلَق انْطِلاقا. ومن "افْعَلَّ" على "افْعِلال" نحو: احْمَرّ احْمِرارا. ومن "افْعالّ" على "افْعيلال" نحو: احمارّ احميرارا. ومن "افْعَوْعل" على افْعِيعال، والأصل فيه "افْعِوْعال"؛ قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها نحو: اعْشَوْشَبَت الأرض3   1 ذكر ذلك أيضا في شرحه على الكافية. "ينظر الوافية، ص227". وهذه اللغة ذكرها ابن منظور في اللسان "قتل": 5/ 3528". 2 في "هـ": في آخره. 3 اعشوشبت الأرض: كثر عشبها. "ينظر اللسان "عشب": 4/ 2951". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 300 اعشيِشابا. ولم تنقلب في: اجلوَّذ اجلوّاذا1؛ للإدغام. وبناء افْعَوْعَل للمبالغة والتوكيد2. قوله: "ونحو التَّرداد والتَّجوال والحِثّيثَى والرَّمِيّا للتكثير"3. اعلم أن سيبويه جعل التِّفْعال تكثيرا ومبالغة لمصدر الفعل الثلاثي نحو "التَّهْذار" للهَذْر4 "26"، و"التَّلعاب" للّعب، و"التَّرْداد" للردّ، و"التَّكرار" للكَرِّ، و"التَّصْفاق" للصَّفق، و"التَّقْتال" للقَتْل، و"التَّجوال" للجَوَلان -وهو قياس مطّرد5. والفراء وغيره من الكوفيين يجعلون "التَّفْعال" بمنزلة "التَّفعيل" وألف التكرار بمنزلة ياء التكرير6. والحق ما قاله سيبويه؛ لأنه يقال "التَّلعاب" ولا يقال "التلعيب". فلو كان "التَّلعاب" بمنزلة "التلعيب" لقيل "التلعيب"7.   1 يقال: اجلوَّذ الليل: ذَهَب. "ينظر السابق "جلذ: 1/ 656". وذكر سيبويه أنه لا يستعمل إلا مزيدا. "ينظر الكتاب: 4/ 76". 2 على ما ذهب إليه سيبويه في هذا النحو "ينظر الكتاب: 4/ 75, 76". 3 في الأصل: "ونحو الترداد والتجوال ... " إلى آخره. وفي "هـ": "ونحو الترداد ... ". 4 للهذر: ساقطة من "هـ". 5 ينظر الكتاب "4/ 84". 6 ينظر المنقوص والممدود، للفراء: ص12. 7 في الأصل: "للتلعب". وكذا في "ق". والصحيح ما أثبتناه من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 301 "و"1 كذلك الحِثِّيثَى والرِّمِيَّا لتكثير الفعل2 الثلاثي والمبالغة. وإذا قلت: "كان بينهم حِثّيثَى أو رِمِيَّا "كان معناه: كان بينهم حَثّ كثير وترام كثير3.   1 الواو ساقطة من الأصل. وهي إضافة من "ق"، "هـ". 2 في الأصل: "للتكثير للفعل". 3 ذكر الجوهري أن الحثيثى هو الحث نفسه، وأن الرِّمِيّا هو الترامي. "ينظر الصحاح "حثث": 1/ 278، "رمى": 6/ 2362". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 [ المصدر الميمي ] : قوله: "ويجيء المَصْدَرُ مَنَ الثُّلاَثِيِّ الْمُجَرَّدِ أَيْضَاً عَلَى "مَفْعَل" قياسا مطردا، كـ"مَقْتَل" و"مَضْرَب". وأما "مَكْرَم" و"مَعُون"، ولا غيرهما، فنادران حتى جعلهما الفراء لـ"مَكْرُمة" و"مَعُونة". ومن غيره على زِنة المفعول كـ"مُخْرَج، ومُسْتَخْرج"، وكذلك الباقي"1. "أي"2 [من الفعل الثلاثي] 3 "متعديا كان أو غير متعد على وزن مفعل -بفتح العين- قياسا مطردا؛ كمَقْتَل ومَضْرَب ومَخْرَج؛ من: قَتَل يَقْتُل: وضرَب يضرِب، وخرَج يخرج. وأما مجيء مصدر كَرُم يَكْرُم وعان يعون على: مَكْرُم ومَعُون فشاذ لا يجيء غيرهما على هذا الوزن مصدرا لفَعُلَ. وقال الفراء4: إنهما جمع مَكْرُمَة ومَعُونة على حد تَمْرَة وتَمْر؛ استبعادا لمجيء المصدر على وزن "مَفْعُل". وذُكِر في الصحاح مجيء "مَهْلَك" مصدر "هَلَكَ"؛ يعني: هَلَك يَهْلِكُ هلاكا وهُلُوكا ومَهْلَكا ومَهْلُكا5.   1 في الأصل: "ويجيء المصدر ... " وكذا في "هـ". 2 لفظة "أي" إضافة من "هـ". 3 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". 4 ينظر معاني القرآن: 1/ 151, 152. 5 ينظر الصحاح "هلك": 4/ 1616. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 وجاء: "مَيْسُر" بضم السين، بمعنى السعة والغنى. ذكره ابن القطاع1. وقرأ بعضهم2: "فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسُرَةٍ"3 بضم السين4 والإضافة. وكذا ذكر ابن القطاع5 وصاحب الصحاح6 أنه جاء "مَأْلُك" -بضم اللام- بمعنى الرسالة والكلام. وقال الأخفش: ليس في الكلام "مَفْعُل" بغير الهاء7. قوله: "ولا غيرهما": ههنا نسختان؛ إحداهما بغير الواو قبل "لا"، والأخرى بالواو قبل "لا". وعلى التقديرين فغيرهما مرفوع بأنه مبتدأ خبره محذوف؛ أي: لا غير "مَكْرُم" و"مَعون" جاء من المصادر على هذا الوزن. ولقائل أن يمنع عدم مجيء غيرهما على هذا الوزن لما ذكر8. فإنه جاء: هَلَك مَهْلُكا، ويَسَرَ مَيْسُرا، وأَلَكَ مَأْلُكًا بمعنى الرسالة.   1 ينظر: ابن القطاع وأثره في الدراسات الصرفية، مع تحقيق كتابه أبنية الأسماء والأفعال والمصادر: 2/ 97. 2 وهو ناقع. ووافقه ابن محيصن "ينظر: البحر المحيط: 2/ 340، والنشر: 2/ 236، والإتحاف، ص166". 3 سورة البقرة: من الآية "280". 4 وهذه هي لغة أهل الحجاز، وهي قليلة جدا. "ينظر الإتحاف: 166". 5 ينظر ابن القطاع وأثره ... "2/ 97". 6 ينظر: الصحاح. "ألك": 4/ 1573. 7 وأضاف: "وأما مكرم ومعون، فهما جمع مكرمة ومعونة" حكاه عنه الجوهري في الصحاح: "يسر: 2/ 857". 8 "لما ذكر": ساقط من "ق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 [ المصدر مما جاء على أكثر من ثلاثة أحرف ] : يجيء المصدر من غير الفعل الثلاثي المجرّد1؛ أعني من الثلاثي المزيد فيه، والرباعي المجرد، والرباعي المزيد فيه، على وزن مفعوله، قياسا مطّردا، نحو: أخرجتُه مخرجا، واستخرجته مُسْتَخرجًا، وانطلق منطلقا، ودحرجتُه مدحرجا، وكذلك سائرها، فالمفعول والمصدر بالميم واسما الزمان والمكان في غير الثلاثي المجرد بوزن واحد. قوله: "وَأَمَّا مَا جَاءَ عَلَى مَفْعُولٍ كالمَيْسُور والمَعْسُور والمْجَلُود والمَفْتُون فقليل"2. أي: وأما المصادر التي جاءت على وزن "مفعول" فقليلة؛ كالميسور والمعسور، بمعنى: اليسر3 والعسر؛ من يَسُر وعَسُر4 -بالضم- يَيْسُرُ ويعسُر يسرا وعسرا وميسورا ومعسورا، وكقولهم: دَعْهُ إلى مَيسُوره. [وقال سيبويه: هما صفتان: معناهما عنده: دَعْه إلى زمان يُوسر فيه وإلى زمان يُعْسَر فيه5؛ لأنه يمتنع مجيء   1 لفظة "المجرد" ساقطة من الأصل. وهي إضافة من "ق". 2 في الأصل: "وأما ما جاء على مفعول ... إلى آخره. وما أثبتناه في "ق"، "هـ". 3 في الأصل: السرور. 4 لفظة "عسر" ساقطة من "ق". 5 نص عبارة سيبويه: "وأما قوله: "دعه إلى ميسوره ودع معسوره" فإنما يجيء هذا على المفعول كأنه قال: دعه إلى أمر يوسر فيه أو يعسر فيه". "الكتاب 4/ 97". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 المصدر عنده على وزن مفعول. وكالمرفوع والموضوع، بمعنى: الرفع والوضع. وقال سيبويه هما صفتان؛ معنى" هذا مرفوع وموضوع1: هذا ما أرفعه وما أوضعه2] 3. وكالمجلود؛ فإنه مصدر بمعنى الجلد "27" والجلادة. والمفتون؛ فإنه مصدر بمعنى: الفتنة، ومنه قوله تعالى: {بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ 4} ، إن قلنا: إن الباء ليست زائدة، وليس منه إن قلنا إنها زائدة. وقد ذكر جار الله5 في حروف الجر أنها زائدة6. وكالمعقول؛ فإنه مصدر بمعنى   1 في الأصل: مرفوعي وموضوعي. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 2 ينظر الكتاب: 4/ 97. 3 العبارة التي بين المعقوفتين جاءت في "ق" هكذا: "وكالمرفوع والموضوع، بمعنى الرفع والوضع. قال سيبويه: هما صفتان. ومعنى هذا مرفوع وموضوع: هذا ما أرفعه وما أوضعه. وقال سيبويه: هما صفتان معناهما عنده: دعه إلى زمان يوسر فيه، وإلى زمان يعسر فيه؛ لأنه لا يمتنع مجيء المصدر عنده على وزن مفعول". 4 القلم: من الآية "6". 5 هو أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد بن عمر الخوارزمي، الزمخشري، أديب، لغوي، نحوي، ولد بزمخشر سنة 467هـ. وإليها نسب. ورد بغداد غير مرة وأخذ الأدب عن كثير من علمائها، ووصل إلى خراسان وجاور بمكة المكرمة حتى قيل له: جار الله وتوفي بخوارزم سنة 538هـ، وله مصنفات كثيرة، أشهرها: المفصل والأنموذج، وأساس البلاغة، والكشاف، والفائق في غريب الحديث. "ينظر ترجمته في: وإنباه الرواة: 3/ 265-272، وبغية الوعاة: 388، وشذرات الذهب: 4/ 118-121، ومعجم الأدباء: 19/ 126-135، والنجوم الزاهرة: 5/ 274، ونزهة الألباء: 274-276. 6 ينظر المفصل، ص285. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 306 العقل. وقال سيبويه إنه صفة معناه: عقل له شيء، أي: حبس1. وكالمحلوف2؛ فإنه صدر من: حَلَفَ يحْلِف حَلِْفا ومحلوفا. قوله: "وفاعِلَة كالعافية والعاقبة والباقية والكاذبة أقل"3. اعلم أن مجيء المصدر على وزن "فاعلة" أقل من مجيء المصدر على وزن "مفعول" كالعافية، نحو: عافاه الله عافية، وكالعاقبة نحو: عقَّب فلان مكان أبيه عاقبة، وكالباقية؛ كقوله تعالى: {فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ} 4؛ أي: بقاء. وكالكاذبة كقوله تعالى: {لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ} 5؛ أي: كذب. قوله: "وَنَحْوُ: دَحْرَجَ عَلَى دَحْرَجَة ودِحْراج -بِالْكَسْرِ؛ ونَحْوُ: زَلْزَل على زَلْزِال بالفتح والكسر"6. اعلم أن المصدر من الرباعي وما ألحق به يأتي على وزن فَعْلَلَة وفِعْلال، نحو: دَحْرَجَ دَحْرَجَة ودِحْراجا، وجَلْبَبَ جَلْبَبَة وجِلبابا. وأما الذي كُرِّر فيه الأول والثاني فيجيء مصدره على وزن فَعْلَلَة وفِعْلال وفَعْلال، نحو: زلزل زلزلة وزِلزالا وزَلزالا. والكسر أفصح؛ لأنه أصله   1 ينظر الكتاب: 4/ 97. 2 في الأصل: وكأن المحلوف. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 في الأصل: "وفاعله كالعافية" ... " إلى آخره. 4 الحاقة: من الآية "8". 5 الواقعة: من الآية "2". 6 في الأصل: "ونحو دحرج ... " إلى آخره. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 والمختار أن أصله: فِعْلال، لما سيأتي. اعلم أن ظاهر قوله؛ وهو: "نحو دحرج على دحرجة ودِحراج، يدل على أن الفَعْلَلَة والفِعْلال سيان1 في مجيء المصدر من فَعْلَلَ عليهما -وليس كذلك؛ لأن المصدر من "فَعْلَل" غير المكرر على "فَعْلَلة" فحسب إلا إذا سمع "فِعلال"، نحو: سَيْرَجَ عليه الأمر سَيْرَجَة؛ أي: عمّاه2، وبَرْطَم بَرْطَمَة؛ أي: قَطَبَ3. وفعلال محفوظ4. لا يقال: سَبْرَجَ سِبراجا ولا بَرْطَم بِرطاما، لكنه سمع بكثرة في غير ذلك. نعم قياس المصدر من "فَعْلَل" المكرر فَعْلَلَة وفعلال، نحو: زلزل زلزلة وزلزالا ويأتي من "تَفَعْلَل" على تَفَعْلُل، نحو: تَدَحْرَجَ تَدَحْرُجا. ومن "افْعَنْلَل" على "افْعِنْلال"، نحو: احْرَنْجَمَ احْرِنْجَاما. ومن "أفْعَلَلَّ" على "افْعِلّال" نحو: اقْشَعَرَّ اقْشِعْرارًا.   1 في "ق": سيأتي، لعله سهو من الناسخ. 2 اللسان "سبرج": 3/ 1921. 3 وبرطم الليل، إذا اسودّ. والبرطمة: الانتفاخ من الغضب. ينظر المصدر السابق "برطم" 1/ 260". 4 لفظة "محفوظ" ساقطة من "ق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 308 [ اسم المصدر ] : اعلم أن العطاء والكلام والبنيان والطُمأنينة والقُشَعْرِيرة والسلام والثبات والغارة ونحوها أسماء يراد بها ما يراد بالمصادر، وتستعمل موضعها وليست بمصادر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 308 [ اسم المرة ] : قوله: "وَالْمَرَّةُ مِنَ الثُّلاَثِيَّ الْمُجَرَّدِ الَّذي1 لا تَاءَ فِيهِ عَلَى "فَعْلَة" نَحْوُ: ضَرْبَة وقَتْلَة، وَبِكَسْرِ الْفَاءِ لِلنَّوْعِ نَحْوُ: ضِرْبَة وقِتْلَة، ومَا عَدَاهُ عَلَى2 الْمَصْدَرِ الْمُسْتَعْمَلِ، نَحْوُ: إناخَة؛ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَاءٌ زِدْتَهَا. وَنَحْوُ3 أَتيته إتْيَانَةً ولَقيته لِقاءة شاذ"4. أي5: بناء المرة الواحدة من الثلاثي المجرد من الزوائد الَّذي6 لا تَاءَ فِيهِ عَلَى "فَعْلَة"، نَحْوُ: ضَرَبْتُ ضَرْبَة، وقَتَلْتُ قَتْلَة، وقُمْت قَوْمَة، وقَعَدْت قَعْدَة. واحترز بقوله: "المجرد". عن الثلاثي المزيد فيه؛ فإن بناء المرة فيه لا يكون على وزن "فَعْلَة". واحترز بقوله: "الذي لا تاء فيه" عن المصدر الذي فيه تاء، نحو: طلبة ونشدة وكدرة؛ فإن بناء المرة فيه لا يكون على وزن "فَعْلَة"، كما يجيء. وبناء النوع من المصدر الثلاثي المجرد على "فِعْلَة" -بكسر الفاء- نحو: ضَرَبْتُ ضِرْبة وقَتَلْت قِتْلَةَ سُوء,   1 لفظة "الذي" ساقطة من "ق". 2 في "ق": فعلى. 3 لفظة "نحو" ساقطة من "ق". 4 في الأصل: "المرة من الثلاثي المجرد ... " إلى آخره. 5 في "ق": "اعلم أن"، بدلا من "أي". 6 في "ق": التي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 ومات مِيتَةَ سوء. وبناء المرة والنوع مما عدا الثلاثي المجرد عن الزوائد الذي لا تاء فيه على وزن المصدر المستعمل، وهو إما ثلاثي مجرد فيه تاء، أو غير ثلاثي مجرد: فإن كان ثلاثيا مجردا فيه تاء، نحو: طِلْبَة ونِشْدَة وكُدْرَة؛ فإنه يستعمل على حاله للمرة والنوع، ويفرق بين المرة والنوع بقرينة لفظية، نحو: نَشَدْتُ نِشْدَة واحدة، أو نوعا: نحو: نِشْدَة سوء، أو نِشْدَةَ لُطْف، أو بقرينة معنوية. وإن كان غير ثلاثي مجرد؛ بأن "28" كان ثلاثيا مزيدا فيه، أو رباعيا؛ فإن كان فيه تاء، نحو: إجابة واستجابة ودحرجة، يستعمل على حاله، ويفرق بين النوع والمرة بقرينة لفظية أو معنوية، وإن لم يكن في المصدر المستعمل تاء وقصدت المرة رُدت التاء فيه، نحو: انطلقت انطلاقة واستخرجت استخراجة، واحمررت احمرارة، وأعطيت إعطاءة. وأما قولهم: أتيته إتيانة، ولَقيته لِقاءَة للمرة، فشاذ؛ لأن القياس: أَتيتُه أَتْيَة، ولَقِيتُه لَقْيَة؛ لأنا ذكرنا أن مصدر الثلاثي المجرد إذا لم يكن فيه تاء يبنى للمرة على "فَعْلَة" -بفتح الفاء وسكون العين- وأتى ولقى ثلاثي مجرد [لا تاء في مصدره] 1.   1 في "ق": "لا تاء فيه، أي: في مصدره" بدلا مما بين المعقوفتين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 310 [ أسماء الزمان والمكان ] : قوله: "أسماء الزمان والمكان مما مضارعه مفتوح العين أَوْ مَضْمُومُهَا، وَمِنَ الْمَنْقُوصِ عَلَى "مَفْعَل" نَحْوُ مَشْرَب ومَقْتَل ومَرْمَى وَمِنْ مَكْسُورِهَا وَالْمِثَالِ عَلَى "مَفْعِل" نحو: مَضْرِب ومَوْعِد، وجاء المَنْسِكُ والمَجْزِرُ والمَنْبِتُ والمَطْلِعُ والمَشْرِقُ والمَغْرِبُ والمَفْرِقُ والمَسْقِطُ والمَسْكِنُ والمَرْفِقُ والمَسْجِدُ والمَنْخُِر. وأَمَّا مِنْخَر ففرغ كمِنْتِنٍ"1. المراد بأسماء الزمان والمكان: أسماء موضوعة للزمان والمكان باعتبار وقوع الفعل فيه؛ فالمراد بالمخرج الخروج المطلق "أو زمان"2 الخروج المطلق. [ولأجل أن المراد بأسماء الزمان أو المكان زمان الفعل ومكانه لم يعمل في مفعول ولا ظرف. ولأجل أنها لا تعمل قيل3: المجر] 4 -قول النابغة5:   1 عبارة ابن الحاجب جاءت في الأصل مبتورة، هكذا: "أسماء الزمان والمكان مما مضارعه مفتوح العين ... ". إلى آخره. 2 في الأصل "والزمان" والصحيح ما أثبتناه من "ق". 3 قاله الزمخشري -رحمه الله- في المفضل، ص239. 4 ما بين المعقوفتين ساقط برمته من "هـ". 5 النابغة: هو زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني، كنيته أبو أمامة، ولقبه النابغة، لقب به لنبوغه في الشعر وإكثاره منه بعد ما احتنك. وهو أحد شعراء الطبقة الأولى، عده ابن سلام بعد امرئ القيس وقبل زهير والأعشى. وكان الخليفة عمر بن الخطاب يعده أشعر العرب. وكان وفاته سنة 602م. وينظر ترجمته في الأغاني: 11/ 3-36. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 6- كَأَنَّ مجَرَّ الرَّامِسَاتِ ذُيُولها ... عَلَيْهِ قَضِيمٌ نَمّقته الصوانع1 مصدر بمعنى الجر، والمضاف إلى المَجَر محذوف تقديره: كأن أثر جر الرامسات. ومعنى كلامه أن اسمي الزمان والمكان من الثلاثي المجرد من الزوائد من الذي مضارعه مفتوح العين أو مضمومها، ومن الفعل الناقص وإن كان مكسور العين، إنما يبنيان على وزن "مَفْعَل" بفتح العين؛ نحو: مَشْرب، من: شَرِب يشْرَب، ومَقْتَل من: قَتَلَ يَقْتُلُ، ومَرْمَى من رمي يَرْمِي. ويبنيان من الذي مضارعه يَفْعِلُ -بكسر العين- ومن المعتل الفاء، وإن كان مفتوح العين على وزن مَفْعِل -بكسر العين-   1 هذا بيت من الطويل، قاله النابغة ضمن قصيدة طويلة يمدح بها النعمان بن المنذر ويعتذر إليه، ويهجو مرة بن ربيع بن قريع وهو في ديوانه ص79، برواية: "حصير" بدلا من "قضيم". وقد أنشده الزمخشري في مفصله ص239، والرضي في شرح الشافية: 2/ 16، "رقم 45" والجاربردي في شرح الشافية 1/ 70، وشرحه البغدادي تحت رقم "50" في شرحه لشواهد الشافية ص82، 106. والرامسات: الرياح الشديدات الهبوب التي ترمس الأثر، أي: تعقبه وتدفنه، ذبول الرياح: أواخرها. نمقته: زينته. والشاهد في قوله: "مجر الرامسات"؛ حيث استعمل "مَجَرّ" مصدرا ميميا بمعنى الجر، وإضافته إلى الرامسات من إضافة المصدر لفاعله، والكلام على تقدير مضاف، وكأنه قال: كأن جر الرامسات ذيولها. كما ذكر ركن الدين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 نحو مَضْرِب من: ضرَبَ "يضْرِب"1، ومَوْضِع من: وَضَعَ. وقد جاء الفتح شاذا مع الكسر نحو: مَدَِبّ2 النمل، ومَأْوَِى الإبل3 ومَوْجَِل4. وقد جاءت أسماء الزمان والمكان من الذي مضارعه "يَفْعَل" -بضم العين- على وزن "مَفْعِل" -بكسر العين- على خلاف القياس من إحدى عشرة كلمة5، وهي6: المَنْسِكُ، والمَجْزِر، والمَنْبِت، والمَطْلِع، والمَشْرِق، والمَغْرِب، والمَفْرِق، والمَسْقِط، والمَرْفِق، والمَسْجِد، والمَنْخِر7 من: نسَكَ ينْسِك، ونَبَت ينْبُت، وطَلَعَ يَطْلُع، وشَرَقَ يَشْرُقُ وغَرب يغرُب، وفَرَقَ يفْرُقُ، وسَقَطَ يَسْقُط، ورَفَق يرفُق، وسجَد يَسْجُد، ونخر ينخُر من النخير، وهو صوت بالأنف.   1 لفظ "يضرب" ساقطة من الأصل. وهي إضافة من "ق"، "هـ". 2 ذكر ابن منظور أن مدِبّ -بكسر الدال- اسم، وأن مدَبّ -بفتحها مصدره. "ينظر اللسان "دبب": 2/ 1315". 3 أرى أنه قد التبس الأمر على ركن الدين ههنا فذكر أن الفتح شاذ مع الكسر، في مأوى الإبل. والصواب أن الفتح قياس متبع والكسر شاذ، وهو لغة فيه؛ لأن المعتل اللام مفتوح أبدا. كالمأتى والمرمى والمأوى والمشوى, كما صرح بذلك الجوهري في الصحاح "أوى" 6/ 2274، والزمخشري في مفصله، ص238. والذي ذكر لغة: مأوِي الإبل -بالكسر- هو الفراء وقد حكاها عن بعض العرب وذكر أنها نادرة "ينظر معاني القرآن: 2/ 14". 4 ذكرها الجوهري في صحاحه "وجل": 5/ 1840، أن "الموجل" بفتح الجيم -مصدر، وأن "الموجل" بالكسر -اسم موضع. 5 ذكرها الزمخشري في مفصله، ص237. 6 "وهي": ساقطة من "هـ". 7 ينظر: الهمع: 2/ 168. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 313 وجاء الفتح في بعضها أيضا على القياس، وهو: المَنْسَكُ والمَطْلَعُ والمَفْرَقُ1 قيل: والفتح في كلِّها جائز، وإن لم نسمعه2. وقد جاء من المفتوح العين المجمع -بكسر الميم. وأما مِنْخِر- بكسر الميم والخاء فإنما كسر الميم اتباعا لكسرة الخاء كما قالوا في [مُنْتِن -بضم الميم وكسر التاء] 3 مِنْتِن -بكسر الميم- للاتباع؛ فمِنْخِر -بكسر الميم والخاء- فرع مَنْخِر -بفتح الميم وكسر الخاء- لثقب الأنف، ومِنْتِن -بكسر الميم والتاء- فرع مُنْتِن -بضمّ الميم وكسر التاء4. قوله: "ولا غيرهما". أي: ولا يجيء في الكلام مِفعل -بكسر الميم غيرهما، فهما نادران؛ لأن مِفْعِلا -بكسر الميم والعين- ليس منه أبنية الكلام5، مع أنه يمكن جعلهما فرعين لبناءين موجودين في كلامهم كما ذكرناه.   1 وزاد عليها الرضي: المحشر، والمسجد، والمَحَلّ -بمعنى المنزل. "ينظر شرح الشافية: 1/ 182". 2 قاله الفراء في معاني القرآن: 2/ 148، 230، 357، وحكاه الجوهري منسوبا للفراء. "ينظر الصحاح: سجد: 2/ 484". 3 ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، وهو إضافة من "ق"، "هـ". 4 قاله الجوهري في الصحاح "نخر": 2/ 824". 5 قاله الجوهري أيضا. "ينظر المصدر السابق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 314 اعلم أن صاحب المفصل والميداني لم يذكرا المَنْخَِر، وذكرا المسكَِن1 من سكن2 فإنه مما روي فيه الكسر والفتح3. واعلم "29" أن المصنف أورد مَوْعِدا في الشرح لمثال المكان والزمان من معتل4 الفاء، وهو ليس بنص في مطلوبه لجواز أن يكون كسر عينه في المكان والزمان لكسر عين مضارعه. وأن في قوله: "ومن مكسورها والمثال مَفْعِل" نظرا؛ لأنه يقتضي أن يكون أسماء الزمان والمكان من وَحِشَ يَوْحِشُ، ووَسُمَ يَوْسُمُ، ويَتِمَ الولد يَيْتَمُ ويَتُمَ يَيْتُمُ، ويَقِظَ من نومه يَيْقَظَ ويَعِطَ بالذئب يَيْعَطُ5؛ أي: زجره، مَفْعِل -بكسر العين- وليس كذلك لأنه مَفْعَل -بفتح العين6   1 وهذا ما فعله قبلهما عبد القاهر المتوفى 471هـ، وذلك في المفتاح "ينظر، ص60". 2 في "ق": يسكن. وكذا في "هـ". 3 ينظر المفصل، ص237. 4 في "ق": المعتل. 5 يعط ييعط: لم أعثر عليها. والذي في الصحاح واللسان: أَيْعَطْتُ بالذئب. وفي اللسان أيضا: يعَّط، وياعط. "ينظر الصحاح "يعط": 3/ 1169، واللسان "يعط": 6/ 4962" ولا أرى من أين أتى ركن الدين بما ذكره. 6 ونحن نرى أن إيراد المصنف موعدا في الشرح نص في مطلوبه وليس كما ذكر ركن الدين ههنا من أنه أورده لجواز أن يكون كسر عينه في المكان والزمان لكسر عين مضارعه؛ لأنا نقول إن ابن الحاجب ههنا متأثر بعبد القاهر الذي يرى أن معتل الفاء يأتي منه اسم الزمان والمكان على "مَفْعِل" سواء كان مفتوح العين أو مضمومها أو مكسورها، وأورد من الأمثلة: المَوْضِع والمَوْعِد والمَوْسِم -من وسم يوسم. "ينظر: المفتاح، ص60" وقد تابع عبد القاهر في رأيه هذا الزمخشري في مفصله؛ حيث نص على أن معتل الفاء مكسور أبدا كالمَوْعِد والمَوْرد والمَوْضِع والمَوْحِل والمَوْجِل. "ينظر المفصل، ص238". ويكون ابن الحاجب قد تابع هذين العلمين في ذلك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 315 قوله: "ونحو الْمَظنَّة والْمَقْبَُرَةِ فَتْحا و1 ضمًّا ليس بقِياس2". اعلم أنه قد يدخل على بعضها تاء التأنيث، كالمظُنة والمزَُلّة والمقبَُرة والمشرَُفَة، ضما وفتحا، في: المقبرة والمشرفة، وهو ليس بقياس3 وأما ما جاء على "مَفْعُلَة" بالضم، كالمقبُرة والمشرُفة والمزرُعة فإنها لا يُذْهَبُ بها مذهب الفعل4. وقد جاء في هذه الثلاثة الكسر أيضا. قوله: "وما عداه فعلى لفظ المفعول". أي: وأما5 ما عدا الثلاثي المذكور فبناء اسمي الزمان والمكان منه على لفظ مفعوله نحو "مُخْرَج" من: أخرَج يُخْرِج، و"مُسْتَخْرَج" من: استخرج يَستخرج، و"مُنْطَلَق" من انطلق ينطلِق و"مُدَحْرَج" من: دحرج يدحرج، وقد تقدم هذا.   1- في "ق": "أو" بدلا من الواو. 2- في "هـ" جاءت عبارة ابن الحاجب مبتورة، هكذا: "ونحو المظنة .... " إلى آخره. واتفق الأصل مع "ق" في مجيء العبارة كاملة فيهما. 3- ينظر المفصل، ص238. 4- ذكر ذلك الزمخشري في المفصل. "ينظر ص238". 5- لفظة "أما" ساقطة من "ق"، "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 وقد بنت العرب ألفاظا من الفعل الثلاثي إذا أرادت تكثير الشيء بالمكان فقالوا: أرض مَسْبَعة ومَأْسَدَة ومَذْأَبَة1، إذا كانت كثيرة السباع والأسد والذئاب. وقالوا في بنات الأربعة: مُثَعْلَبَة ومُعَقْرَبَة، إذا كانت فيها الثعالِب والعقارب كثيرة2 لكن ليس بقياس فيما زاد على الثلاثة3. ونقول من "ثُعَالَة": "مَثْعَلَة" من الثلاثي والألف زائدة4.   1- ينظر الكتاب: 4/ 94، المفصل، ص238. 2- لفظة "كثيرة" ساقطة من "ق". 3- وسيبويه يرى أنهم لم يجيئوا بنظير هذا فيما جاوز ثلاثة أحرف، نحو الضفدع والثعلب وكراهية أن يثقل عليهم؛ ولأنهم قد يستغنون بأن يقولوا: كثيرة الثعالب ونحو ذلك، وإنما اختصوا بها بنات الثلاثة لخفتها. "ينظر الكتاب: 4/ 94". 4- ينظر المصدر السابق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 [ اسم الآلة ] : قوله: "والآلة عَلَى مِفْعَل ومِفْعال ومِفْعَلَة، كالْمِحْلَبِ والْمِفْتاحِ والْمِكْسَحَة"5. اعلم أن الآلة اسم ما يعالج به؛ فإنها تجيء على وزن "مِفْعَل ومِفْعَال ومِفْعَلَة" كالْمِحْلَب؛ فإنه اسم لما يُحْلَبُ به. وبالحقيقة اسم لما يُحْلَبُ فيه، لكن لما كان يستعان به في الحلب جاز إطلاق اسم   1 في الأصل: "والآلة على مفعل .... " إلى آخره. وفي "هـ": "والآلة على مفعل". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 الآلة عليه، وكالمِفْتاح اسم لما يُفْتَح به، والمِكْسَحَة؛ فإنها اسم لما1 يُكْسَحُ به. قوله: "وَنَحْوُ المُسْعُط والمُنْخُل والمُدُقّ والمُدْهُن والمُكْحُلَة والمُحْرُضَة ليس بقياس"2. اعلم أن ما جاء مضموم الميم والعين كالمُسْعُط والمُنْخُل والمُدُقّ والمُدْهُن والمُكْحُلَة والمُحْرُضَة فأسماء لآلات3 مخصوصة لا باعتبار معنى الفعل فيها، وليست بقياس، ولأجل أن هذه آلات4 مخصوصة لا باعتبار معنى الفعل فيها قال سيبويه: "لم يذهبوا فيها مذهب الفعل، ولكنها جعلت اسما لهذه الأوعية"5؛ لأن الجاري على الفعل لا يختص بآلة مخصوصة، وهذه آلة مخصوصة؛ فلا يقال مُدْهُن إلا6 لآلة جعلت للدهن، ولو جعل الدهن في وعاء غيره لم يسم ذلك الوعاء بمدهن، بخلاف ما تقدّم من المفتاح والمكسحة وغيرهما.   1 لفظة "لما" ساقطة من "هـ". 2 في الأصل: "ونحو المسعط" إلى آخره. وفي "هـ": ونحو المسعط". 3 في "ق": آلات. 4 في "ق": الآلات. 5 الكتاب: 4/ 91. 6 لفظة "إلا" ساقطة من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 [باب المُصَغَّر] : قوله: "المصَغَّر الْمَزِيدُ فيهِ لِيَدُلَّ عَلَى تَقْلِيل؛ فالمتمكِّن يُضمُّ أَولُهُ ويُفتح ثَانِيهِ وَبَعْدَهُما يَاءٌ سَاكِنَةٌ، وَيُكْسَرُ مَا بَعْدَهَا في الأَرْبَعَة إلاَّ فِي تاء التأنيث وألفيهِ والألفِ والنونِ والمُشبَّهتين بهما وألف أَفْعَالِ جَمْعا"1. الاسم المصغَّر هو الاسم الذي زيد فيه ليدل على تقليل فيه. وإنما لم يقل: زيد فيه ياء ثالثة؛ ليشمل تصغير المبهمات؛ لأنه2 لا يزاد فيه الياء ثالثة. وأشار إلى الغرض الذي تزاد له هذه الياء بقوله: "لتدل على تقليل". ولقائل أن يقول إنه لا يتناول التصغير الذي للتعظيم، نحو: دُوَيْهِيَة3 ولا الذي للشفقة كتصغير الوالد لولده: يا بُنَيّ "30". وأجيب عن الأول بأن الداهية إذا كانت عظيمة تدل على سرعة   1 عبارة ابن الحاجب هذه جاءت مبتورة في الأصل وفي "هـ"، هكذا: "المصغر المزيد فيه ليدل على تقليل". وما أثبتناه من "ق". 2 في "هـ": لأنها. 3 في قول لبيد بن ربيعة العامري: وكل أناس سوف تدخل بينهم ... دُوَيْهِيَة تَصْفَرّ منها الأنامل وهي في ديوانه ص132، ضمن قصيدة طويلة يرثي بها النعمان بن المنذر؛ إذ مات النعمان في بداية القرن السابع الميلادي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 319 وصولها فتكون لتقليل المدة1. وعن الثاني أن كونه للشفقة لا ينافي كونه للتقليل. ثم إن الاسم الذي يراد تصغيره، إما متمكن أو غير متمكن، فغير المتمكن يجيء حكمه في آخر هذا الباب والمتمكن إذا أريد تصغيره ضم أوله، إن لم يكن مضموما، وفتح ثانيه إن لم يكن مفتوحا. ويمكن أن يقال: فالمتمكن يضم أوله ويفتح ثانيه من غير أن يقال: إن لم يكن أوله مضموما وثانيه مفتوحا لجواز أن يقال: الضمة التي في أول المصغر والفتحة التي في ثانيه غير الضمة والفتحة اللتين في المكبر، كما قالوا في "فُلْك وهِجَان" في المفرد والجمع. ويكسر ما بعد ياء التصغير في الاسم الذي على أربعة أحرف نحو: جُعَيْفِر؛ ليكون ما بعد الياء مناسبا للياء عند الإمكان كما في الرباعي، بخلاف الثلاثي نحو: فُلَيْس؛ لأن ما بعد الياء في الثلاثي محلّ2 الإعراب؛ فلا يمكن أن يكسر لياء التصغير، بخلاف ما فيه تاء التأنيث وألفا التأنيث3 المقصورة والممدودة، والألف والنون   1 هذه إجابة البصريين؛ إذ إنهم يمنعون مجيء التصغير لغرض التعظيم ويتأولون هذا وما يشبهه على التقليل. ولكن الكوفيين يذهبون إلى أن الغرض من التصغير ههنا هو التعظيم. "ينظر: التصريح: 2/ 319، والهمع 1/ 185". 2 في الأصل: "على". والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 لفظة "التأنيث" ساقطة من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 320 المشبهتان1 بألفي التأنيث وألف التكسير، نحو: غُلَيْمَة وحُبَيْلَي وحُمَيْراء وسُكَيْران وأُجَيْمال؛ فإنه لا يكسر ما قبل الآخر في هذه المواضع؛ لالتزامهم الفتحة قبل هذه الحروف، أما مع تاء التأنيث؛ فلأنهم2 يفتحون ما قبل تاء التأنيث كما يفتحون آخر الاسم الأول في المركّب من الاسمين؛ طلبا للتخفيف، ولا فرق في ذلك بين أن يكون [الاسم مع التاء على أربعة، نحو طلحة، أو بدون] 3 التاء، نحو قائمة. وأما مع ألفي التأنيث؛ فلمراعاة بقاء ألفي التأنيث بحالهما. اعلم أن المقصورة إذا كانت خامسة نحو: حُبَارَى4، وجُمَادَى، وقَرْقَرَى اسم موضع5 يجوز أن يقال في تصغيرها: حُبَيْر، وجُمَيْد، وقُرَيْقِر6. ويجوز أن يقال: حُبَيْرَى، وجُمَيْدَى وقُرَيْقِرَى وهو أحسن7. ويجوز حُبَيْرَة, بتعويض التاء عن الألف   1 في الأصل، "هـ": المشبهتين، والصحيح ما أثبتناه من "ق". 2 في "هـ": فإنهم. 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 4 الحُبارَى: طائر يقع على الذكر والأنثى، واحدها وجمعها سواء، وإن شئت قلت في الجمع حباريات. قال الجوهري في الصحاح "حبر": 2/ 621. وينظر كذلك: حياة الحيوان: 1/ 204. 5 قَرْقَرى: اسم موضع مخصب باليمامة "ينظر معجم البلدان: 4/ 326". 6 حكى سيبويه عن يونس والخليل أن هذه الألف إذا كانت خامسة عندهم فكانت للتأنيث أو لغيره، حذفت وذلك قولك في قَرْقَري: قُرَيْقِرٌ، وفي حَبَرْكَى: حُبَيْرِك. ينظر الكتاب: 1/ 419. واختار الزمخشري حذفها ههنا "ينظر المفضل، ص204". 7 وهو اختيار المبرَّد "ينظر المقتضب: 2/ 261، 277". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 321 المحذوفة1 بخلاف الممدودة؛ فإنه لا يحذف2 ألفها، لقوتها بالحركة. وأما مع الألف والنون المشبهتين بألفي التأنيث فلتشبههما3 [بألفي التأنيث] 4. وأما مع ألف التكسير فللمحافظة على ألف الجمع؛ للفرق بين الجمع وبين الإفراد؛ فإنك تقول5 في تصغير "أعلام" مصدرا: أُعَيْلِيم6 فلو قلت "في تصغير أعلام"7 جمع "علم" كذلك لحصل اللبس فلذلك8 تقول في تصغيره: أُعَيلام. وليس الاسم الذي هو على صورة ما فيه الألف والنون المشبهتان أو ألف التأنيث المقصورة أو الممدودة وكذلك؛ تقول في تصغير سُلْطان وسِرْحان: سُلَيْطِين وسُرَيْحِين؛ لأن الألف والنون فيهما ليستا بمشبهتين بألفي التأنيث.   1 قاله أبو عمرو بن العلاء، وحكاه عنه سيبويه والمبرد. "ينظر: الكتاب: 3/ 437، والمقتضب: 2/ 262". وسيببويه يرى أنك مخيَّر في ذلك، إن شئت قلت: حُبَيْرَى، وإن شئت قلت: حُبَيْر. "الكتاب: 3/ 436". 2 في "هـ": فإنها لا تحذف. 3 في "هـ": فلشبههما. 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 5 في الأصل: "فإنه يقول" وهكذا في "هـ". وما أثبتناه من "ق". 6 في "ق": أعيلم. 7 في "ق": "في تصغيره، أي: تصغير أعلام". 8 في الأصل: فكذلك وما أثبتناه من "ق"، "هـ" هو الأنسب للمعنى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 322 وفي تصغير "مَغْزَى" و"كساء": مُغَيْز وكُسَيّ؛ لأن الألف فيهما ليس1 للتأنيث2. وإنما غُيّر أول المصغر؛ للفرق بينه وبين المكبر بالضم؛ تشبيها له بالفعل المبني للمفعول؛ لأن كل واحد منهما مغيّر عن أصل معناه، وغُيّر ثانيه، ولم يقتصر على ضم الأول؛ لجواز أن يكون أول المكبّر مضموما فلم يحصل الفرق, وخص بالفتح؛ لأنه أخف3 "الحركات"4 مع أن ما بعدها "31" ياء وزيد الياء؛ لأنه قد لا يحصل الفرق بينهما في مثل صُراد وغُراب, وإنما خص الياء؛ لأنه أخف من الواو، ولم يزد الألف مع كونها أخف من الياء؛ لأنها زيدت5 للجمع في نحو "دراهم". وإنما خُص الجمع بالأف؛ لأن الألف أخفّ6 والجمع أثقل. وإنما كانت الياء ساكنة؛ لأن سكونها هو الأصل. وإنما جعلت7 ثالثة حملا على ألف الجمع، ولذلك كسر ما بعد الياء حيث أمكن، كما كسر بعد الألف في الجمع.   1 في "ق": ليست. 2 في "هـ": لتأنيث. 3 "لأنه أخف" ساقطة من "هـ". 4 لفظة "الحركات" إضافة من "هـ". 5 في "هـ": زيد. 6 لفظة "أخف" ساقطة من "هـ". 7 في "ق": حلت. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 قوله: "ولا يُزاد على أربعة". أي: ولا يزاد المصغر على أربعة أصول للاستثقال. وإنما قال: "على أربعة أصول"؛ لأنه يزاد على أربعة غير أصول نحو: عُصَيْفِير وقُنَيْدِيل في: عُصْفُور وقِنْديل. وإنما جاز الزيادة على أربعة غير أصول؛ لأنه إذا كان الحرف زائدا على الأصول كان في حكم العدم. قوله1: "وَلِذَلِكَ لَمْ يَجِئْ في غَيْرِهَا إلاَّ فُعَيل وفُعَيْعِل وفُعَيْعِيل2". أي: ولأجل أن الاسم المتمكن يضم أوله ويفتح ثانيه ويزاد بعدهما ياء ساكنة ويكسر ما بعده3 في الرباعي، ولا يزاد المصغر على أربعة أصول، لم يجئ في غير الأربعة التي مع تاء التأنيث وألفي التأنيث4 والألف والنون المشبهتين بهما5 وألف التكسير إلا فُعَيْل وفُعَيْعِل وفُعَيْعِيل؛ لأن الاسم الذي هو غيرها إن كان ثلاثيا كان تصغيره على فُعَيْل، وإن كان رباعيا من غير مدة قبل آخره كان   1 لفظة "قوله" ساقطة من "هـ". 2 في الأصل، وفي "هـ": "ولذلك لم يجئ في غيرها ... " إلى آخره. 3 في "هـ": ما بعدها. 4 وألفي التأنيث: ساقطة من "هـ". 5 بهما: ساقطة من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 تصغيره على فُعَيْعِل نحو "جُعَيْفِر" في "جعفر"، وإن كان رباعيا قبل آخره مدة كان تصغيره على فُعَيعِيل نحو: سُلَيْطِين، في: سُلْطان، وعُصَيْفِير في: عُصْفُور وقُنَيْديل، في: قِنديل. ولا يعنون بـ"فُعَيْل وفُعَيْعِل وفُعَيْعِيل" باعتبار الفاء والعين واللام في أوزان التصغير، ولهذا يقولون: "مُكَيْرِم" داخل في فُعَيْعِل1، و"مُفَيْتِيح" داخل في فُعَيْعيل، ولو عنوا باعتبار الفاء والعين واللام لقيل: "مُكَيْرِم" داخل في "مُفَيعِل" و"مفيتيح" داخل في "مُفَيعِيل" بل صورة الثلاثة من حيث إن الأول مضموم والثاني مفتوح والثالث ياء التصغير، ولهذا كرروا2 العين دون اللام في أمثلة التصغير، نحو: فُعَيْعِيل مع أن عادتهم تكرير اللام لمعرفة الأوزان. اعلم أن المعتبر كون [مصغر المفرد في الجمع والمثنى على أحد هذه الأمثلة] 3 لا مصغر الجمع والمثنى، نحو: حُسَيْنُون وضُوَيْرِبُون مُلَيْعِنُون وحُسَنْيَنان وضُوَيْرِبان. وكذلك تصغير ما قبل الواو والنون في شبيه الجمع، وهو العشرات   1 في الأصل: فعيل. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 2 في "ق": كرر، وكذا في "هـ". 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 325 من عشرين إلى تسعين؛ تقول: عشيرون وتسيعون وثليثون وثمينون؛ بحذف الألف فيها عند سيبويه1، وثليثون وثمينون، بقلب الألف ياء وإدغام ياء التصغير فيها عند المبرد2. واعلم أيضا أن تصغير المركب من كلمتين، نحو: بَعْلَبَكَ3 وحَضْرَمَوْت4 وخمسة عشر، لا يكون على أحد هذه الأمثلة؛ لأنك تقول في تصغيرها: بُعَيْلَبَكّ وحُضَيْرَمَوت وخُمَيْسةَ عشرَ5. وفي اثني عشر: ثُنَيّا عشر، وفي المؤنث: ثُنَيْتا عَشْرَة؛ فكأنك صغّرت اثنين واثنتين6. وعشرة: بمنزلة النون التي فيهما7. ويعلم مما ذكرناه أن ضم أول المصغر وفتح ثانيه ليس مخصوصا بالمتمكن.   1 قال سيبويه: "سألت يونس عن تحقير ثلاثين، فقال: ثليثون، ولم يثقل، شبهها بواو جلولاء؛ لأن ثلاثا لا تستعمل مفردة على حد ما يفرد ظريف، وإنما ثلاثون بمنزلة عشرين لا يفرد ثلاث من ثلاثين كما لا يفرد العشر من عشرين, ولو كانت إنما تلحق هذه الزيادة الثلاث التي تستعملها مفردة لكنت إنما تعني تسعة، فلما كانت هذه الزيادة لا تفارق شبهت بألف جلولاء". "الكتاب: 3/ 442". 2 ينظر المقتضب: 2/ 65، 277. 3 بَعْلَبَكّ: مدينة قديمة. "ينظر: معجم البلدان: 4/ 453". 4 حضرموت: مدينة في اليمن الجنوبي. 5 ينظر الكتاب: 2/ 267، 3/ 475, 476، والمقتضب: 4/ 20. 6 لفظة "اثنتين" ساقطة من "هـ". 7 ينظر الكتاب: 3/ 476. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 326 قوله: "وَإِذَا صُغِّر "32" الْخُمَاسِيُّ عَلَى ضَعْفه؛ فالأَوْلى حَذْفُ الْخَامِسِ، وَقِيلَ: مَا أَشْبَهَ الزَّائِدَ، وَسَمِعَ الأَخْفَشُ سُفَيْرِجِل"1. اعلم أن الاسم إذا كان على أكثر من أربعة أحرف2 أصول3 ولم يكن خماسيا حذفت زوائده حتى تصير على أربعة أحرف، نحو: "مُخَيْرِج" في: مستخرج وسُرَيفيل وسُمَيْعِيل "وبُرَيْهِيم"4 في تصغير: إسرافيل وإسماعيل وإبراهيم عند سيبويه5؛ تشبيها للهمزة في أولها بهمزة الوصل. وأسيرف وأسيمع وأُبَيْرِه عند المبرد6. والأول أولى؛ لأنه أقل حذفا ولبقائه على فُعَيْعِيل مع كون رابعه حرف لين؛ ولأنه أدل عل المكبر، فإن "بريهيم" أدل على إبراهيم من "أُبَيْرِه".   1 في الأصل: "وإذ صغر الخماسي على ضعفه" إلى آخره وفي "هـ": "وإذا صغر الخماسي". 2 لفظة "أحرف" ساقطة من "ق". 3 لفظة "أصول" ساقطة من "هـ". 4 في الأصل: بريهم. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 ينظر الكتاب: 3/ 446. 6 ينظر الهمع: 3/ 192. وقال الجوهري: "وتصغير إبراهيم أبيره؛ وذلك لأن الألف من الأصل؛ لأن بعدها أربعة أحرف أصول، والهمزة لا تلحق بنات الأربعة زائدة في أولها وذلك يوجب حذف آخره كما يحذف من سفرجل فيقال: سُفَيْرِج. وكذلك القول في إسماعيل وإسرافيل وهذا قول المبرد. وبعضهم يتوهم أن الهمزة زائدة إذا كان الاسم أعجميا فلم يعلم اشتقاقه، فيصغره على بُرَيْهِيم وسُمَيْعِيل وسُرَيْفِيل. وهذا قول سيبويه. وهو حسن، والأول قياس". "الصحاح "برهم" 5/ 1871, 1872". ونقله عنه صاحب اللسان. "ينظر "برهم" 1/ 271". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 327 وإن كان خماسيا كان تصغيره مستكرها ضعيفا؛ فإذا صُغِّرَ الْخُمَاسِيُّ عَلَى ضَعْفِهِ فالأَوْلَى حَذْفُ الْخَامِسِ منه1؛ لأنه لا يزال في سهولة حتى يرتدع بالخامس فيحذف الذي ارتدع عنه وهو الخامس، نحو: "سُفَيْرِج" في سَفَرْجَل، و"جُحَيْمِر" في جَحْمَرِش2. وبعضهم يختار حذف ما أشبه الزائد وإن لم يكن آخرا، فيقول في جَحْمَرِش: "جُحَيْرِش"؛ فيحذف الميم لأنها من حروف الزوائد في غيره3، وفي فَرَزْدَق: "فُرَيْزِق" بحذف الدال لشبهها الزائد؛ لأنها4 تشبه التاء من حروف الزوائد5. وروى الأخفش أنه سمع من يقول6: "سُفَيْرِجِل" بتحريك الجيم بالكسر للاتباع7؛ ولأن الانتقال من الكسرة إلى الفتحة كالانتقال من سفل إلى علو [من غير حذف] 8. وهو ضعيف.   1 في الأصل، وفي "ق": "فيه" والأنسب للمعنى ما أثبتناه من "هـ". 2 وهذا هو تعليل البصريين. "ينظر الكتاب: 3/ 448, 449، والمقتضب 2/ 249". 3 ورده سيبويه بقوله: "ولا يجوز في جحمرش حذف الميم وإن كانت تزاد؛ لأنه لا يستنكر أن يكون بعد الميم حرف ينتهى إليه في التحقير كما كان ذلك في جعيفر" "الكتاب: 3/ 448". 4 لفظة "لأنها" ساقطة من "ق". 5 ينظر الكتاب: 3/ 448. والقياس في فَرَزْدَق: فُرَيْزِد. وقد جعل المبرد "فريزق" شبيها بالغلط. "ينظر المقتضب: 2/ 249". 6 لفظة "يقول" ساقطة من "هـ". 7 رواه عنه الزمخشري في المفصل، ص203. 8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 328 قوله: "وَيُرَدُّ نَحْوُ بَابٍ وَنَابٍ ومِيزان ومُوقِظ إِلَى أصله؛ لذهاب المقتضي"1. أي: إذا صغّر ما البدل2 فيه غير لازم، نحو باب وناب، مما قلبت عينه ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، ونحو: ميزان مما قلبت فاء فعله "التي هي"3 الواو ياء لكسرة4 ما قبلها، ونحو "مُوقِظ" مما قلبت فاء فعله "التي هي"5 الياء واوا لضمة ما قبلها، يرد إلى أصله6 لذهاب المقتضي للقلب7؛ لأنك إذا صغّرت بابا ونابا ضممت أوله8، وإذا ضممت أوله9 زالت علة قلب عينه ألفا، وهي10 تحرك الواو أو11 الياء وانفتاح ما قبلهما12، فترد الألف إلى أصلها فتقول: بُوَيْب ونُيَيْب.   1 في الأصل: "ويرد نحو باب وناب وميزان ... " إلى آخره. وفي "هـ": "ويرد نحو باب .... " وما أثبتناه من "ق". 2 في "ق": فالبدل. 3 في النسخ الثلاث: "الذي هو"، والأنسب للمعنى ما أثبتناه. 4 في "هـ": للكسر. 5 في النسخ الثلاث: "الذي هو". 6 في "ق": أصلها. 7 في "ق": القلب. 8 في "هـ": الأول. 9 في "هـ": الأول. 10 في الأصل: "وهو". والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 11 في الأصل: "و". و"أو" من "ق"، "هـ". 12 في "هـ": ما قبلها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 وإذا صغرت ميزانا ضممتَ أوله1 وحركت الواو فزال موجب قلب الواو ياء وهو سكون الواو وكسر2 ما قبلها، لصيرورة الواو متحركة والميم مضمومة حينئذ، فترد الياء إلى الواو. وإذا صغرت مُوقِظا حركت الياء التي هي الثاني فزال موجب قلب الياء واوا وهو سكون الياء ليصيرورة الياء متحركة حينئذ فترد الواو إلى الياء فتقول في مِيزان ومُوْقِظ: مُوَيْزِين ومُيَيْقِظ. قوله: "بِخلاف قائم وتُراث وأُدَر"3. أي: يرد باب وناب، مما فيه البدل غير لازم، إلى أصله، بخلاف باب قائم وتراث4 وأُدَد5 وهو الذي البدل فيه لازم، لوجود المقتضي للقلب في التصغير6 أيضا؛ لأن علة قلب الواو والياء همزة في قائم وبائع كونهما اسمي7 فاعل من المعتل العين وهي   1 في "هـ": "الميم" بدلا من: "أوله". 2 في "هـ": وانكسار. 3 في "هـ": "بخلاف قائم". 4 تراث، أصله: وُراث؛ استثقلوا الواو المضمومة في أول الكلمة فأبدلوها تاء إبدالا على غير قياس. 5 أُدَد: أبو قبيلة من اليمن، وهو أُدد بن زيد بن كهلان من سبأ بن حمير. "الصحاح "أُدَد": 2/ 440". وأدد أصله: وُدَد؛ فقلبت الواو المضمومة ضمة لازمة همزة جوازا، فإذا صغر لم يزل التصغير سبب القلب فيه لبقاء الضمة. ومثله في ذلك "تراث". 6 في "هـ": تصغير. 7 في الأصل، "هـ": اسم. والصحيح ما أثبتناه من "ق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 330 موجودة في المصغر كما هي موجودة في المكبر، فلهذا قيل في تصغير قائم وبائع: قويئم وبييئع1، وأن العلة في قلب الواو تاء في تُراث وهمزة في أُدَد كون الواو مضمومة في أول الاسم وهي موجودة حال التصغير2. قوله: "وقالوا: عُيَيْد، لقولهم أَعْياد"3. هذا جواب عن سؤال مقدر، "وتقدير"4 السؤال أن زوال علة القلب لو كان مقتضيا للرد "33" إلى الأصل "لوجب"5 أن يقال في تصغير "عِيد" عُوَيْد لا عُيَيْد؛ لأن أصل عيد عِوْد -مشتق من العود6- وعلة قلب الواو ياء سكون الواو وكسر ما قبل الواو وهي معدومة في التصغير. وأجاب عنه بأنه لما جُمِع على أعياد من غير الرد إلى أصله صغر أيضا من غير رد إلى أصله حملا للتصغير على التكسير؛ لأن التصغير والتكسير من باب واحد7.   1 في "هـ": "قويم وبويع". 2 ينظر المفصل، ص203. 3 في "هـ": "قالوا: عييد". 4 في النسخ الثلاث: "تقرير" وما أثبتناه هو الأنسب للمعنى. 5 في النسخ الثلاث "الواجب". وما أثبتناه هو الأنسب للمعنى. 6 ما بين الشرطتين ساقط من "ق"، "هـ". 7 وهذا تعليل الزمخشري أخذه ابن الحاجب عنه "ينظر المفصل، ص203". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 وإنما قالوا أعياد في التكسير من غير رد إلى أصله؛ للفرق بين جمع عِيد وعُود1. واعلم أنه لو قيل: لم يرد في تصغير عِيد إلى أصله؛ "للفرق بين تصغير عِيد وتصغير عُود2" لكان أصوب؛ لعدم الحاجة إلى تلك الواسطة. قوله: "فَإِنْ كَانَتْ مَدَّة ثَانِيَةٌ فَالْوَاوُ لاَزِمَةٌ، نَحْوُ: ضُوَيْرِب في ضارب، وضُوَيْرِيب في ضِيراب"3. أي: فإن كانت بعد فاء الاسم ألف أو ياء لا أصل لها قلبت واوا؛ لانضمام ما قبلها، فقيل في ضارِب: ضُوَيْرِب، وفي ضِيراب ضُوَيْرِيب، وإن كان لها أصل قلبت إلى الأصل4 كما مر. اعلم أن ظاهر كلامه يقتضي أنه لو كان بعد الفاء واو قلبت واوا، لكنه ليس كذلك؛ لأنه لا فائدة فيه. قوله: "وَالاسْمُ عَلَى حَرْفَيْنِ يرَدّ مَحْذُوفُهُ؛ تَقُولُ في عِدَة وكُل -اسْماً: وُعَيْدَة، وأُكَيْل، وَفِي سَهٍ ومُذْ -اسما: سُتَيْهَة ومُنَيْذ، وفي دَم وحِر: دُمَيّ وحُرَيْح"5.   1 لأن جمع عود: أعواد. 2 في "هـ": اختلاف طفيف في هذه العبارة، وهو: "للفرق بين تصغير عود وعيد". 3 في الأصل: "فإن كانت مدة ثانية .... " إلى آخره. وفي "هـ": "فإن كانت مدة". 4 كما في نحو: القِير -وهو شيء أسود يطلى به السفن والإبل، كالقار والناب. تقول في تصغيرهما: قُيَيْر ونُيَيْب. 5 في "هـ": "والاسم على حرفين". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 أي: إذا كان الاسم المتمكن الذي يراد تصغيره على حرفين بالإعلال -قياسيا كان الإعلال أو غير قياسي- يُرَدّ محذوفه في التصغير حتى يصيرَ على مثال فُعَيل؛ فتقول في "عِدَة" وُعَيْدَة، بردّ الواو، وفي "كُلْ" اسما1 أُكَيْل برد الهمزة المحذوفة من الفاء، وفي "سَهٍ" سُتَيْهَة- بردّ العين؛ لأن أصل "سَهٍ"2 سَتَه، بدليل أنه يجمع على أستاه. وفي "مُذْ" اسما: مُنَيْذٌ بردّ العين؛ لأن أصل "مُذْ" منذ؛ فخففت عنها. وتقول في تصغير "دَم، وحِر" دُمَيّ وحُرَيْح، برد اللام فيهما؛ لأن أصل3: دَم: دَمَو أو دَمَي4، وأصل حِر: حِرح؛ لأنه يجمع على "أحراح"؛ فحذفت الحاء على   1 في "هـ" زادت جملة اعتراضية ههنا، تعليقا على قول المصنف "اسما" وهي: قوله "اسما": احترازا من "كُلْ" فعلا؛ فإنه لا يجوز تصغيره؛ لأن التصغير من خواص الاسم. وإثباتها في الحاشية ههنا أجود من إثباتها في المتن. 2 في "سه" ثلاث لغات إحداها هذه والثانية: سَت -بحذف اللام مع فتح السين- والثالثة: است- بحذف اللام وإسكان السين والمجيء بهمزة الوصل. "ينظر شرح الشافية، للرضي: 1/ 219". 3 في الأصل: "الأصل" وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 4 وجَعْل الذاهب منه الواو أو الياء هو قول سيبويه، ويستدل على ذلك بجمعه على دِماء "ينظر الكتاب: 3/ 322، 451". ولكن المبرد يرى أن الذاهب منه الياء وأن أصل "الدم" فَعَل -بالتحريك- أي: دَمَى، وإن جاء جمعه مخالفا لنظائره، ويستدل بـ"دَمِيَتْ". "ينظر المقتضب: 2/ 237". والرضي وافق المبرد في ذلك وصرح بأن أصل لام دم ياء "شرح الشافية: 1/ 219". ولكن الجوهري في صحاحه يرى أن الدم أصله: دَمَو -بالتحريك- وإنما قالوا: دَمِيَ يَدْمَى لحال الكسرة التي قبل الياء، كما قالوا: رَضِيَ يَرْضَى -وهو من الرضوان. وذكر أن بعض العرب تقول في تثنيته: دَمَوانِ. "ينظر "دما": 6/ 2340". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 غير قياس1. قوله: "وَكَذَلِكَ بَابُ: ابْنٍ وَاسْمٍ وَأُخْتٍ وَبِنْتٍ وهَنْت"2. أي: وكذلك يردّ وجوبا محذوف باب: ابن واسم وأخت وبنت وهنت في التصغير, وهو ما حذف لامه وعوض عن لامه؛ أما رده في ابن واسم؛ فلئلا يبقى على حرفين؛ لأن الهمزة غير معتد بها؛ لأنها وجب حذفها؛ لأنها لو ثبتت لوجب تحريكها في الابتداء، وحينئذ إن ثبتت في الوصل صارت همزة الوصل همزة القطع وإن حذفت اختل بناء فُعيل، وكل واحد منهما محال. وإذا رد المحذوف قلب ياء وأدغم3 الياء في الياء4 وقيل: بُنَي وسُمَي5، 6. وأما رد المحذوف في: أخت وبنت وهَنْت؛ فلأنه لا يعتد بالتاء لكونها تاء التأنيث، ولا اعتداد بتاء التأنيث في بناء التصغير، وحينئذ لو لم يرد المحذوف، فإن لم تحذف التاء وقلت "أُخَيْت" لاعتددت   1 وحذفت الحاء لاستثقال الحاءين بينهما حرف ساكن. "ينظر شرح الشافية للرضي: 1/ 219". 2 في "هـ": "وكذلك باب". 3 في الأصل: وإذا دغم. ولعله سهو من الناسخ رحمه الله. 4 الواو إضافة من "ق". 5 لفظة "سمى" ساقطة من "هـ". 6 ينظر المفصل، ص203. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 بتاء التأنيث؛ لأنه بها يتم بناء فُعَيل ولو حذفتها لم يستقم بناء1 فُعَيْل من غير رد المحذوف فوجب ردّ المحذوف، إلا أنه لا تحذف التاء لبقاء المعنى الذي أتى بها وهو التأنيث، لكن لا تجعل حكمها حكم التاء التي كانت قبل التصغير لخروجها عن التعويض بردّ المحذوف، بل تجعلها تاء تأنيث مثلها في قائمة، فلذلك تقف عليها هاء وتكتبها هاء وتحرك ما قبلها حينئذ. ويمكن أن يقال: حذفت تلك التاء وأتيت بتاء التأنيث. وإذا رُدّ المحذوف قلب ياء وأدغم الياء في الياء2، وقيل: أُخَيَّة وبُنَيَّة وهُنَيَّة. قوله: "بخلاف باب مَيْت [وهار وناس] "3. [أي: ويرد المحذوف في باب ابن واسم وجوبا، بخلاف باب: مَيْت وهار وناس] 4؛ أي: ولا يرد المحذوف وجوبا في الباب الذي يكون الباقي بعد المحذوف مما يمكن بناء فُعَيْل منه، نحو: مَيْت وهار وناس؛ فإن أصل "34" مَيْت: مَيِّت؛ فالباقي بعد الحذف يمكن بناء فُعَيل منه5 وهو مُيَيْت.   1 لفظة "بناء" ساقطة من "هـ". 2 وتؤنث، وتذهب بالتاء اللاحقة. 3 ما بين المعقوفتين ساقط من عبارة ابن الحاجب، من "ق". 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 5 لفظة "منه" ساقطة من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 وإن أصل هار: فاعِل؛ حذفت عُينه فتقول في تصغيره هُوَيْرٌ1 من هار الجُرْفُ2 يَهُور3. وأصل ناس4: أُناس5؛ فتقول في تصغيره: نُوَيْس6. وإنما لم يجب ردُّ المحذوف؛ ههنا لأنه يمكن بناء "فُعَيْل" من الباقي، لكنه يجوز ردّ المحذوف؛ فإذا رددته7 قلتَ في تصغيره "مُيَيِّتٌ، وهُوَيِّرٌ، وأُنَيِّسٌ" على بناء "فُعَيْعِل". قوله: "وَإِذَا وَلِيَ يَاءَ التَّصْغِيْرِ وَاوٌ أَوْ أَلِفٌ منقلبة أو زائدة قُلبت ياء"8. أي: إذا وَلِيَ ياء التصغير واو نحو "عُرْوَة" أو ألف منقلبة عن واو نحو "عصا" أو عن ياء نحو "فتى" أو ألف زائدة نحو "رِسالة وغَزال وغُلام"؛ قلبت تلك الألف في التصغير ياء، وأدغِمت ياء   1 وحكى سيبويه عن يونس إن ناساً من العرب يقولون "هار": هُوَيْئِر. ورد سيبويه بأن هؤلاء لم يحقروا هارا، إنما حقروا هائرا الذي هو الأصل "ينظر الكتاب: 3/ 45". 2 في "هـ": الحذف. 3 ينظر الصحاح "هار": 2/ 856، واللسان "هار" 6: 4719. 4 في "ق": أناس. 5 وحذفت الهمزة لا لعلة موجبة، بل للتخفيف، وهذه العلة غير زائلة في حال التصغير ولا حاجة ضرورية إلى رد المحذوف. "شرح الرضي على الشافية: 1/ 224". 6 ينظر الكتاب: 3/ 457. 7 في "هـ": رددت. 8 في الأصل: "وَإِذَا وَلِيَ يَاءَ التَّصْغِيْرِ وَاوٌ أَوْ أَلِفٌ ... " إلى آخره وفي "هـ": "إذا ولي". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 336 التصغير فيها نحو "عُرَيَّة وعُصَيَّة1 وفُتَيّ ورُسَيِّلة وغُزَيِّل وغُلَيِّم. وإنما قلبت الواو ياء في عُرْوَة؛ لاجتماع الواو والياء وسبق إحداهما الأخرى بالسكون. وإنما وجب قلب الألف ياء في البواقي؛ لأنه لما وقعت الألف في موضع يجب تحريكها قُلِبَتْ ياء وأدغمت ياء التصغير فيها. أما إذا كانت الألف مقلوبة عن ياء كفتى فظاهر. وأما إذا كانت مقلوبة عن واو؛ فلأن الواو تقلب ياء، كما ذكرناه2؛ فالمبدل منها كذلك. وأما إذا كانت زائدة فلوجوب القلب ومناسبة الياء ياء التصغير. قوله: "وَكَذَلِكَ الْهَمْزَةُ الْمُنْقَلِبَةُ بَعْدَهَا نَحْوُ: عُرَيَّة وعُصَيَّة ورُسَيِّلَة"3. أي: وكذلك الهمزة المنقلبة عن واو أو ياء بعد الألف نحو: كساء ورداء وعطاء؛ فإنها تقلب ياء؛ لأنه تزاد ياء التصغير ثالثة فتقلب الألف التي4 بعد ياء التصغير ياء، كما مر، وتدغم ياء التصغير فيها، ثم ترد الهمزة التي هي بدل عن الواو "أو"5 الياء   1 لفظة "عصية" من "ق". 2 في "هـ": لما ذكرنا. 3 في الأصل: "وكذلك الهمزة المنقلبة بعدها .... " إلى آخره وفي "هـ": "وكذلك الهمزة". 4 في "هـ": الذي. 5 لفظة "أو" ساقطة في الأصل. وهي إضافة من "ق"، "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 إلى أصلها لزوال مقتضى القلب؛ أي: قلب الواو أو1 الياء همزة، وهو وقوع الواو أو2 الياء طرفا بعد الألف ثم تقلب الواو ياء إن كانت الهمزة بدلا عن الواو، لكسر3 ما قبلها، فتحذف الياء الأخيرة لاجتماع ثلاث ياءات، على ما يجيء. قوله: [وتصحيحها في باب أُسَيِّد "وجُدَيِّل قليل] 4. اعلم أن القياس في تصغير "أَسْوَد" و"جَدْوَل" أن تقلب الواو ياء وتدغم ياء التصغير فيها، لما ذكرناه من أنه إذا ولي ياء التصغير واو قلبت الواو ياء وأدغمت ياء التصغير فيها، نحو: أُسَيِّد، وجُدَيِّل في تصغير: أَسْود وجَدْول. لكنه جاء في تصغيرهما تصحيح الواو، نحو أُسَيْوِد وجُدَيْوِل، تنبيها على أصله، وهو قليل5. ولا تقلب الواو ياء حتى تدغم الياء في الياء في "سُوَيد" تصغير ترخيم "أسود" بخلاف: "أُسَيْوِد" تصغير "أَسْود".   1 في "هـ" "و". 2 في الأصل: "و"، و"أو" من "ق"، "هـ". 3 في "ق": لكسرة. 4 ما بين المعقوفتين من عبارة ابن الحاجب ساقط من "هـ". 5 قال الزمخشري: "والواو إذا وقعت ثالثة وسطا، كواو أسود وجدول، فأجود الوجهين أُسَيِّد وجُدَيِّل. ومنهم من يظهر فيقول أُسَيْوِد وجُدَيْوِل" "المفصل، ص204". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 لكن لا تصغير1 ترجيم مع اشتراكهما في اجتماع الواو والياء وسبق إحداهما الأخرى بالسكون؛ لأن الثاني في "سُوَيْد" ساكن وفي "أُسَيْوِد" متحرك. قوله2: "فَإِنِ اتَّفَقَ اجْتِمَاعُ ثَلاَثِ يَاءاتٍ حُذفت الأَخِيْرَةُ نَسْياً، عَلَى الأَفْصَح، كَقَوْلِكَ في عَطَاء وإدَاوَةٍ وغاوِية ومعاوية: عُطَيّ وأُدَيَّة وغُوَيَّة ومُعَيَّة3". يعني: إذا اجتمعت4 ثلاث ياءات مع ياء التصغير حذفت الياء الأخيرة، نَسيا مَنْسيا على الأفصح؛ أي: لا يعتد بها، ويعرب على ما قبلها، وإن كان بعد الأخيرة تاء فُتِح ما قبل الياء الأخيرة للتاء ولم يعتد بالمحذوف -على الأفصح- نحو عطاء وإداوة وغاوية، تقول5 في تصغير عطاء "عُطَيّ"، وأصله: عُطَيِّو؛ قلبت الواو التي هي بدل6 "35" عن الهمزة ياء، فاجتمعت ثلاث ياءات: فالياء الأولى ياء التصغير، والياء الثانية هي المبدلة عن ألف عطاء؛ لأنها كألف كتاب وقد وجبَ قلبُها ياء كما تقدم، والياء الثالثة هي اللام، فلما   1 في "ق": لا يصغر. 2 قوله: ساقطة من "هـ". 3 في الأصل: "فَإِنِ اتَّفَقَ اجْتِمَاعُ ثَلاَثِ يَاءاتٍ حُذِفَتِ الأَخِيْرَةُ نسبا على الأفصح. وفي "هـ": "فإن اتفق اجتماع ثلاث ياءات ..... " إلى آخره. 4 في الأصل: أجمعت. 5 في "هـ": فتقول. 6 في الأصل: تدل. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 اجتمعت ثلاث ياءات حذفت الياء الأخيرة نسيا؛ استثقالا وجعل الإعراب على ما قبلها، كَيَد ودَم، وليس هذا الحذف إعلاليا حينئذ، بل اعتباطا1؛ فقيل: هذا عُطَيّ، ورأيت عُطَيّا، ومررت بعُطَيّ، ولو اعتُدّ بالياء المحذوفة لقيل: هذا عُطَيّ، ومررت بعُطَيّ في الرفع والجر، ورأيت عُطَبِيّا -في النصب- كقاض، لكنه لم يقل ذلك. وتقول في تصغير: إداوة -للمِطْهَرَة2 -وغاوِيَة- من غَوَى -ومُعاوِية- من عَوَى3: أُدَيَّة وغُوَيَّة ومُعَيَّة بحذف الياء الأخيرة؛ لأنه يجتمع ثلاث ياءات، الأولى منها ياء التصغير، والثانية بدل الألف في إداوة ومُعاوِية، ومن الواو في غاوية والثالثة هي اللام؛ فلما اجتمع4 ثلاثُ ياءات؛ حذفت الياء الأخيرة نسيا مَنْسيا للاستثقال وفتح ما قبلها للتاء. [وألف غاوية5] قلبت واوا في التصغير6 كما قُلِبَتْ في ضارِب. واعلم أنه قد أورد على قوله: "على الأفصح" أنه يقتضي جواز أن يقال في تصغير نحو "عَطَاء": "هذا7" عُطَيّ، ومررت   1 في "هـ": اعتباط. 2 ينظر الصحاح "أدا": 6/ 2266. 3 من غوى: ساقطة من "هـ". 4 في "ق": اجتمعت. 5 في "هـ": والألف في غاوية. 6 في "هـ": للتصغير. 7 لفظة هذا من "ق"، "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 بعُطَيّ، ورأيت عُطِيَيّا، كقاض1. ولا تكون الياء المحذوفة نسيا "مَنسيا2" وهذا لا يجوز ولا يقول به أحد. والصواب أن تقول3: فإن اجتمع في الطرف ثلاث ياءات حُذفت الأخيرة من غير باب "أحوى" نسيا بإجماع. ويمكن أن يقال "على الأفصح" قَيدٌ في "قوله4": حذف الياء، لا نسيا، فإن بعض النحويين يقول في تصغير "عَطاء وكِساء": عُطَيّ وكُسَيّ، كما تقول في تصغير "أَحْوَى": أُحَيّ -بسكون الياء كحذف الضمة والكسرة من الياء وإثباتها لعدم موجب حذفها5. قوله: "وَقِيَاسُ أَحْوَى أُحَيّ غيرَ مُنصَرف، وَعِيْسَى يَصْرِفُهُ، وقال أبو عمرو: أُحَيٍّ"6.   1 كقاض: ساقطة من "هـ". 2 لفظة منسيا إضافة من "هـ". 3 في "ق"، "هـ": يقال. 4 قوله: إضافة من "هـ". 5 جاء في شرح الرضي على الشافية ما نصه: "وقال ابن خروف في مثله -أي: في مثل عطاء وكساء- أن القياس إعلاله إعلال قاض، لكن المسموح حذف الثالثة نَسْياً، بل قال الأندلسي والجوهري: إن ترك الحذف مذهب الكوفيين، وأنا أرى ما نسبا إليهم وَهْما منهما" "1/ 235". 6 في الأصل: "وقياس أحوى: أحيّ؛ غير منصرف .... إلى آخره". وفي "هـ": "وقياس أحوى". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 341 اعلم أن القياس في تصغير "أحْوَى": أُحَيّ، غير منصرف للصفة ووزن الفعل؛ لأن أصله: أُحَيْوَي؛ فقلبت الواو ياء وأدغمت ياء التصغير فيها على القياس المتقدم، فاجتمعت ثلاث ياءات، فحذفت الثالثة نَسْيا وجعل الإعراب على ما قبلها فقيل: أُحَيّ غير منصرف للصفة ووزن الفعل؛ فإن وزن الفعل معتد به؛ ألا ترى أن أُفَيْضِل تصغير أَفْضَل، غير منصرف للاعتداد بوزن الفعل، فكذا ههنا. وذهبَ عيسى بن عمر1 إلى صرفه2؛ لأنه لما حُذِف منه حرف على غير قياس خَرَجَ عن وزن الفعل, كما خرج "خير وشر" عن وزن الفعل بحذف حرف على غير قياس، وإن كان المراد: "أَخْيَر وأَشَر". وإذا خرج عن وزن الفعل لم يعتد به كما لم يعتد به في خَيْر وشَرّ. ولا يجوز الاستدلال على كون "أُحَيّ" غير منصرف بمثل "هو أَغْيَلُ منك" فيمن نَوّنه؛ للاتفاق على منع صرف "هو أُفَيْضِل منك" وأما من نوَّن "هو أَغْيَل منك"؛ فإنما نَوَّنه على أصله وهو أن هذا   1 عيسى بن عمر الثقفي، إمام مشهور في العربية والنحو، وقراءته مشهورة. قيل إنه ألف في النحو كتابين، هما: الإكمال والجامع. وفيهما يقول الخليل بن أحمد. بَطَل النحو الذي قد جَمَّعتم ... غير ما ألَّف عيسى بن عمر ذاك "إكمال" وهذا جامع ... وهما للناس شمس وقمر وكانت وفاته عام تسع وأربعين ومائة. "ينظر ترجمته في: طبقات النحويين واللغويين: 40-45، ومراتب النحويين، ص23". 2 حكاه سيبويه. وقال إنه خطأ. "ينظر الكتاب: 3/ 472" وينظر كذلك المفصل، ص205. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 342 التنوين تنوين عوض عن الياء أو عن الإعلال كما مرَّ في النحو، ولم ينوّنه على أنه "غير1" منصوف. وذهب أبو عمرو إلى أن "أُحَيّ" كقاض؛ لأن أصله "أُحَيِيّ" كما تقدم، فأعلت الياء إعلال ياء قاض2. لكن يلزمه أن يجعل التنوين فيه تنوين العوض عن الإعلال3 مثله في "جوار" عند القائلين بأنه عوض عن الإعلال، ويلزمه أن يقول: عُطَيّ في -الرفع والجر "36" ورأيت عُطَيِيّا -في النصب؛ لأن إعلاله عنده كإعلال قاض، ويلزمه أيضا أن يقول: أُدَيِّئة، وغُوَيِّية، ومُعَيِّيَة؛ لأنه أعلها إعلال قاض ولا مُوجب لحذف الياء الثالثة حينئذ، ويلزمه أن يصرف "هو أُفَيْضِل"؛ لاختلال وزنن "أَفْعَل" لا يقال: "أُفَيْضِل" باق على كمال صيغة "أَفْعَل" بخلاف "أُحَيّ"؛ فإنه خرج بالحذف عن وزن "أَفْعَل"؛ لأنا نقول المحذوف بالإعلال كالموجود؛ بدليل منع صرف "أَعْلَى" مع أن الألف فيه محذوفة. فإن قيل الألف في "أَعْلَى" ثانية فيكون وزن الفعل باقيا.   1 لفظة "غير" إضافة من "ق"، "هـ". 2 حكاه سيبويه في كتابه. ورد عليه بأنه لو جاز ذلك لقلت في عَطَاء: عُطَيّ؛ لأنها ياء كهذه الياء، وهي بعد ياء مكسورة، ولقلت في سِقاية: سُقَيِّيَة، وشاو: شُوَيّ. "ينظر الكتاب: 3/ 472". 3 في "هـ": الاعتلال. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 قلنا: إنما يثبت الألف في "أَعْلَى" لمنع صرفه؛ فثبوت صرفِه1 متفرِّع2 على مَنْعِ صرفه؛ لأنه لو صرف لزال الألف لالتقاء الساكنين كزوال الياء في "أُحَيّ"؛ فلو أثبت منع صرفه "بثبوت الألف3" لزم الدور. قوله: "وعلى قِياس أُسَيْوِد أُحَيْوٍ"4. اعلم أن قياس من قال "أُسَيْوِد" أن يقال "أُحَيْو" على الأقوال الثلاثة؛ لعدم اجتماع ثلاث ياءات؛ فلا تحذف الأخيرة نَسْيا لاجتماع ثلاث ياءات؛ فقياس الياء التي بعد الواو أن تُعل إعلال ياء قاض، فيقال: هذا أُحَيْو، ومررت بأُحَيْو -بعويض التنوين عن الإعلال، ورأيت أُحَيْوِي. ومن لا يعوِّض عن الإعلال التنوين في مثله يلزمه أن يقول في الجر والرفع أُحَيْوِي بإثبات الياء؛ لأن أصله أُحَيْوِي؛ فأعلت الياء إعلالها في القاضي فثبتت الياء ساكنة لثقل الضمة والكسرة على الياء وعدم موجب حذف الياء.   1 في "هـ": ألفه. 2 في "هـ": متفرعا. 3 في "هـ": "بثبوته؛ أي: الألف". 4 هذه عبارة الزمخشري، نقلها عنه ابن الحاجب؛ حيث يقول في مفصله "ص204": "ومن قال أَسَيْوِد قال أُحَيْو". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 344 قوله1: "وتُزاد للمؤنث2 الثلاثي بغير تاءٍ تاءٌ، كعُيَيْنَة وأُذَيْنَة وعُرَيْب وعُرَيْس شاذ"3. أي: إذا صُغِّر المؤنث الثلاثي الذي4 لا تاء فيه زِيدت5 في تصغيره التاء، فيقال في عَيْن: عُيَيْنَة، وفي أُذن: أُذَيْنَة؛ إظهارا لتائه المقدّرة في مكبَّره مع خفة الثلاثي. [نعم6] : إذا سمي مذكر بمؤنث على ثلاثة7 أحرف ليس فيه تاء ثم صُغِّر لم تلحقه التاء؛ كـ"أُذُن" سُمّي بها رجل8 خلافا ليونس9، 10.   1 لفظة "قوله" ساقطة من "هـ". 2 في "هـ": وزاد المؤنث. 3 في الأصل: وتزاد للمؤنث الثلاثي بغير تاءٍ تاءٌ ..... " إلى آخره. وفي "هـ": "وزاد المؤنث" فقط. 4 لفظة "الذي" ساقطة من "هـ". 5 في "ق"، "هـ": زيد. 6 لفظة "نعم" إضافة من "ق". 7 في "هـ": ثلاث. 8 هذا مذهب سيبويه "ينظر الكتاب: 3/ 484". 9 هو أبو عبد الرحمن يونس بن حبيب الضَّبّي، مولى بني ضَبّة. أخذ النحو عن أبي عمرو بن العلاء وحماد بن مسلمة، تتلمذ عليه سيبويه والكسائي والفراء وأبو عبيدة، أكثر سيبويه النقل عنه في كتابه. من مؤلفاته: معاني القرآن، وكتاب اللغات، والنوادر الكبير والنوادر الصغير، وكتاب الأمثال. توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة للهجرة. "ينظر في ترجمته: طبقات النحويين واللغويين، للزبيدي: 50-53، ومراتب النحويين: 21-23 والأعلام: 9/ 344". 10 لأنه يدخل التاء ويحتج بأُذَيْنَة. ورد سيبويه بأنه إنما سمي بمحقر. "ينظر الكتاب: 3/ 484". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 وإذا سُمي مؤنث بمذكر على ثلاثة أحرف ليس فيه تاء ثم صُغِّر لحقته التاء "كحَرْب سمي بها امرأة"1. وأما قولهم في تصغير عرب وعِرس: عُرَيْب وعُرَيْس من غير التاء، مع أنهما مؤنثان2 - فشاذ، والقياس: عُرَبْيَة وعُرَيْسَة. قوله: "بخلاف الرباعي كعُقَيْرِب. وقُدَيْدِيمة ووُرَيِّئَة شاذ"3. أي: وتزاد التاء في تصغير المؤنث الثلاثي الذي بغير التاء، بخلاف الرباعي المؤنث الذي لا تاء فيه؛ فإنه لا يزاد في تصغيره التاء لكثرة حروفه؛ فيقال في تصغير عَقْرَب: عُقَيْرِب؛ لأنهم لو قالوا عُقَيْرِبة لكان مستثقلا، ولهذا الاستثقال قالوا: الحرف الرابع في الرباعي يقوم مقام تاء التأنيث. وأما قولهم في تصغير قُدَّام وَوَرَاء: قُدَيْدِيمة ووُرَيِّئَة فشاذ مخالف للقياس4، لما ذكرناه. ذكر في شرح   1 موضع ما بين المعقوفتين عبارة أخرى في "هـ"، هي،: "كلفظ الشجرة سمي به امرأة، وأن يقال في تصغيره: شُجَيْرة". 2 في الأصل: مؤنث. ومثله في "ق". وما أثبتناه من "ق". 3 في الأصل: "وبخلاف الرباعي .... " إلى آخره. وفي "هـ": وبخلاف الرباعي. 4 قال الجوهري: "وقُدّام: نقيض وراء، وهما يؤنثان ويصغران بالهاء: قُدَيْدِمَة ووُرَيِّئَة وقُدَيْدِيمة أيضا، وهما شاذان؛ لأن الهاء لا تلحق الرباعي في التصغير". ثم احتج بشاهد للقطامي، وهو قوله: قُدَيْدِيمة التجريب والحِلْم إنني ... أرى غَفَلات العيش قبل التجارب "الصحاح" قدم": 5/ 2008". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 الكتاب: إنما خالفا1 القياس؛ لأنه لا يمكن معرفة تأنيثهما بالإخبار عنهما؛ لأنهما ملازمان2 الظرفية، ولا بوصفهما، ولا بإعادة الضمير إليهما، بل بالتصغير فقط، بخلاف مثل العَقْرَب، فأعيدت التاء في تصغيرهما ليعلم تأنيثهما3. اعلم أن تاء التأنيث الظاهرة لا تحذف أصلا في التصغير. قوله: "وتَحذف ألف التأنيث المقصورة غير الرابعة كـ"جُحَيْجِب وحُوَيْلِيّ" في: جَحْجَبَى وحَوْلايا4، وتَثْبت الْمَمْدُودَةُ مُطْلَقَاً ثُبوت الثاني في بَعْلَبَكّ"5. أي: وتحذف ألف التأنيث المقصورة غير الرابعة، بأن كانت خامسة فصاعدا نحو: جُحَيْجِب، وحُوَيْلِيّ، في تصغير: جَحْجَبَى -حي من الأنصار6 "37" وتصغير: حَوْلايا -اسم موضع7- لاستثقالهم إياها خامسة فصاعدا.   1 في "هـ": خالفتا. 2 في "هـ": ملازما. 3 حكاه الرضي عن السيرافي "ينظر شرح الشافية: 1/ 234". 4 في "هـ": خالفتا. 5 في الأصل جاءت عبارة ابن الحاجب مبتورة هكذا: "وتحذف ألف التأنيث المقصورة .... " إلى آخره. وفي "هـ": "وتحذف ألف التأنيث". 6 قاله ابن منظور في اللسان "جحجب": 1/ 546. 7 وهي قرية كانت بنواحي النهروان خربت الآن. "ينظر معجم البلدان: 3/ 368"، وينظر كذلك المفصل: 204. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 347 ولا تحذف رابعة نحو: حُبَيْلَى، في تصغير حُبْلَى؛ لعدم استثقالهم إياها؛ لخفة الثلاثة1. وتثبيت ألف التأنيث الممدودة مطلقا، أي2: سواء كانت رابعة أو خامسة فصاعدا, ثبوت الاسم الثاني في تصغير المركب من اسمين نحو بَعْلَبَكّ، نحو: حُمَيْراء وخُنَيْفِساء، في تصغير: حَمْرَاء وخُنْفُسَاء. وإنما لم تحذف الممدودة مطلقا؛ لأنها لما كانت على حرفين جعلوها مع ما فيها3 كالمركب من اسمين فأثبوتها مطلقا كما أثبتوا الاسم الثاني في تصغير مثل: بَعْلَبَكّ بخلاف المقصورة. قوله: "و4 المَدّة الوَاقِعَةُ بَعْدَ كَسْرَةِ التَّصْغِيرِ تَنْقَلِبُ يَاءً إنْ لم تَكُنْها؛ نحو: مُفَيْتِيح وكُرَيْدِيس"5. اعلم أن المَدّة الوَاقِعَةُ بَعْدَ كَسْرَةِ التَّصْغِيرِ تَنْقَلِبُ يَاءً إنْ لم تكن تلك المدة ياء، لسكونها؛ وانكسار ما قبلها، نحو الألف في مِفْتاح، والواو في كُرْدُوس؛ فإنهما ينقلبان ياء في مُفَيْتِيح وكُرَيْدِيس6.   1 ينظر المفصل، ص204. 2 لفظة "أي": إضافة من "ق". 3 في النسخ الثلاث: ما فيه. 4 الواو إضافة من "ق". 5 جاءت عبارة ابن الحاجب مبتورة في الأصل، هكذا: "والمَدّة الواقعة بعد كسرة التصغير ... " إلى آخره, وفي "هـ": "والمَدّة الواقعة". 6 ينظر المفصل، ص204. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 348 والكُرْدُوس: قطعة عظيمة من [الخيل1] 2 وقيل: فقرة من فقرات الكاهل3. وإنما قال: "إن لم تكنها"؛ لأن تلك المدة إذا كانت ياء بقيت ياء ولم تنقلب نحو: مُنَيْدِيل في تصغير: مِنْدِيل. قوله: "وذو الزِّيادتين غيرها من الثلاثي يُحذف أقلها فائدة؛ كـ"مُطَيْلِق ومُغَيْلِم ومُضَيْرِب ومُقَيْدِم" فِي: مُنْطَلِق ومُغْتَلِم ومُضارب ومُقَدِّم فإن تساويا فمُخَيَّر كـ"قُلَيْسِيَة" وكقُلَيْنِسَة وحُبَيْنِط وحُبَيِّط، وَذُو الثَّلاَثِ غَيْرَها تُبقَّى الفُضْلَى منها كـ"مُقَيْعِس" في مُقْعَنْسِس، ويُحْذَفُ زَياداتُ الرُّباعي كُلُّهَا مُطْلَقاً غير المَدّة كـ"قُشَيْعِر" في مُقْشَعِرّ، وحُرَيْجِيم في احْرِنْجام. ويَجُوزُ التَّعْوِيضُ عن حَذْفِ الزِّيَادَةِ بمَدّة بَعْدَ الكَسْرَةِ فِيمَا لَيْسَتْ فيه كـ"مُغَيْلِم" في مُغْتَلِم. ويُردّ جَمْعُ الْكَثْرَةِ لاَ اسْمُ الْجَمْعِ إِلَى جَمْعِ قِلَّته، فيُصَغَّرُ نَحْوُ غُلَيِّمَة في غِلْمَان، أوْ إلى واحِدِهِ، فيُصَغَّرُ ثُمَّ يُجْمع جَمْعُ السلامة، نحو: غُلَيِّمُون ودُوَيْرَات. وما جاء على غير ذلك كـ"أُنَيْسِيان وعُشَيْشِيَة وأُغَيْلِمة وأُصَيْبِيَة" شاذ. وَقَوْلُهُمْ: أُصَيْغِر مِنْكَ ودُوَيْنَ هَذَا، وفُوَيْقَه لِتَقْلِيلِ ما بينهما. ونَحْوُ: مَا أُحَيْسِنَه شَاذٌّ. وَالْمُرَادُ الْمُتَعَجَّبُ مِنْهُ"4.   1 في "هـ": الجبل. والصحيح ما أثبتناه من النسختين الأخريين. 2 قاله الجوهري في صحاحه "كردس": 3/ 970. 3 قاله ابن منظور "ينظر اللسان "كردس": 5/ 3850" وقيل: كل عظمين التقا في مَفْصِل فهو كُرْدُوس، نحو المنكبين والركبتين والوَرِكين. "ينظر الصحاح "كردس": 3/ 970". 4 في الأصل جاءت عبارة ابن الحاجب مبتورة أيضا، هكذا: "وذو الزيادتين غيرهما من الثلاثي يحذف ..... " إلى آخره. وفي "هـ": "وذو الزيادتين". وما أثبتناه من "ق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 349 اعلم أن الاسم الثلاثي إذا كان فيه زيادتان غير المَدّة التي تقع1 بعد كسرة التصغير يحذف في التصغير أقلها فائدة، نحو: مُطَيْلِق ومُغَيْلِم ومُضَيْرِب ومُقَيْدِم في تصغير2: مُنْطَلِق، ومُغْتَلِم -للذي هاج من شهوة الضِّراب3- ومُضارِب ومُقَدّم. اعلم أن الميم والنون في "مُنْطَلِق" زائدتان، والنون أقلهما فائدة للزوم الميم في اسم الفاعل من الثلاثي الذي هو ذو الزيادتين فكانت أقعد وأولى بالإبقاء. وإنما تلزمُ الميمُ دون غيرها؛ لأن الميم موضِّحة للمسمّى، والزيادة الأخرى توضح ما يعرض له من انفعال أو مفاعلة أو تفعيل أو افتعال أو نحوها، فيقال: مُطَيْلِق -بحذف النون. وكذلك الميم والتاء زائدتان في "مُغْتَلِم" والتاء أقلُّهما فائدة. وكذلك الميم والألف زائدتان في "مُضارِب" والألف أقلهما فائدة، كذا4 الميم والدال "زائدتان"5 في مُقَدّم، والدال أقلهما فائدة، لما ذكرنا6، فيقال في تصغيرها: مُغَيْلِم ومُضَيْرِب ومُقَيْدِم.   1 في "هـ": وقع. 2 لفظة "تصغير" ساقطة من "ق"، "هـ". 3 ينظر الصحاح "غلم": 5/ 1997. 4 في "ق": وكذلك. 5 زائدتان: إضافة من "ق". 6 في "ق": لما ذكرناه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 350 وإنما قال: "غيرها"؛ لأنه لو كانت إحدى الزائدتين1 "من2" تلك المَدّة وجب إبقاؤها؛ لما مر. وكذا لو كان فيه زيادتان3 وهذه المدة، نحو "مِفتاح" يجب إبقاؤها. وإن تساوت زائدتان ولم يكن لإحداهما مزية على الأخرى فأنت مخير في حذف أيهما4 شئت؛ كقَلَنْسُوَة؛ فإن النون والواو فيها زائدتان من غير أن يكون لإحداهما5 مزية على الأخرى، فأنت مخير بين أن تقول في تصغيرها: قُلَيْنِسَة، بحذف الواو، وبين أن تقول6: قُلَيْسِيَة، بحذف النون7. وكذلك الألف والنون في حَبَنْطَى8 زائدتان متساويتان، فأنت في تصغيره؛ مخير بين حُبَيْنِط -بحذف الألف، وبين حُبَيْط -بحذف النون وقلب الألف ياء، بكسر ما قبلها ثم إعلالها إعلال قاض9.   1 في "هـ": الزيادتين. 2 لفظة "من": إضافة من "ق". 3 في "ق"، "هـ": زائدتان. 4 في "ق"، "هـ": أيتهما. 5 في "هـ": في إحداهما. 6 في الأصل: تكون. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 7 ينظر اللسان "قلس": 5/ 3720. وقال الجوهري: "ولك أن تعوض فيهما وتقول: قُلَيْنِيسة وقُلَيْسِيّة بتشديد الياء الأخيرة" "الصحاح "قلس": 3/ 965". 8 الحَبَنْطَى: القصير البطن. "الصحاح "حبط": 3/ 1118". 9 وإن شئت عوضت من المحذوف في الموضعين، فقلت: حُبَيِّط بتشديد الياء والطاء مكسورة، وقلبت: حُبَيْنِيط. "ينظر المصدر السابق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 351 قوله: "وذو الثلاث غيرها تُبقَّى الفُضْلَى منها كـ"مُقَيْعِس في مُقْعَنْسِس"1. أي: ذو الزيادات الثلاث غير المدة التي2 تقع بعد كسرة التصغير من الثلاثي تبقى في تصغيره الزيادة "38" الفضلى من الزيادات الثلاث وتحذف الأخريان؛ فيقال3 في تصغير4 مُقْعَنْسِس: مُقَيْعِس5؛ لأن الميم والنون وإحدى السينين زائدة، فتبقى الميم وتحذف النون والسين؛ لأن الميم هي الفُضلى؛ لقوة دلالتها على اسم الفاعل. والمبرد يحذف الميم ولا يحذف السين؛ فيقول في تصغيره قُعَيْسِس6 لأن السين للإلحاق فتجرى مجرى الأصلي؛ فكما تقول في مُحْرَنْجِم: حُرَيْجِم كذلك تقول: قُعَيْسِس7. ولقائل أن يمنع أنه إذا كان السين للإلحاق تجري مجرى الأصل، ويدل عليه حذف الزائد للإلحاق مع سائر الزوائد لتصغير الترخيم8.   1 في الأصل: وذو الزيادة تبقى الفضلى .... " إلى آخره, وفي "هـ": "وذو الثلاث ... ". 2 لفظة "التي" ساقطة من "هـ". 3 فيقال: ساقطة من "هـ". 4 لفظة "تصغير" ساقطة من "ق"، "هـ". 5 وتقول أيضا مُقَيْعِيس. وهذا مذهب سيبويه. "ينظر الكتاب: 3/ 429". 6 في الأصل: قعيس. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 7 وأيضا عنده قُعَيْسيس، مثل حُرَيْجيم "ينظر المقتضب: 3/ 254". 8 هذه الفقرة بتمامها جاءت في الأصل متأخرة عن الفقرة التي بعدها والترتيب المذكور في "ق"، "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 352 وإنما قال: "غير المَدّة المذكورة"؛ لأن إحدى الزيادات إذا كانت تلك المدة تبقى بكل حال، كما مر. قوله: "ويُحذف زِيَادَاتُ الرُّبَاعِيِّ كُلُّهَا مُطْلَقاً غيرَ المَدّة كـ"قُشَيْعِر في مُقْشَعِرّ وحُرَيْجِيم في احْرِنْجام"1. أي: ويحذف جميع الزيادات التي في الاسم الرباعي غير المدة التي تقع بعد كسرة التصغير مطلقا؛ لأن الغرض من حذف الزيادات أن يبقى المصغر على بناء التصغير؛ فلو بقيت في الرباعي زيادة يخرج بتلك الزيادة عن بناء2 التصغير، فوجب حذف الجميع نحو: قُشَيْعِر وحُرَيْجِم، في تصغير: مُقْشَعِرّ واحْرِنْجام3. وإنما قال: "غير المدة المذكورة" لأن ثبوتها لا يخل ببنية التصغير ألا ترى أنك إذا قلت في تصغير احْرِنْجام: حُرَيْجِيم، وحذفت الزيادات كلها غير هذا الألف لم يخرج بها عن4 بناء فُعَيْعيل. قوله5: "ويَجُوزُ التَّعْوِيضُ مِنْ حَذْفِ الزِّيَادَةِ بمَدّة بَعْدَ الكسرة فيما ليست فيه كـ"مُغَيْلِيم في مُغْتَلِم"6.   1 في الأصل: "وتحذف زيارات الرباعي كلها" إلى آخره. وفي "هـ": "وتحذف زيارات الرباعي". 2 لفظة "البناء" ساقطة من "هـ". 3 يقال: احْرَنْجَم القومُ، أي: ازدحموا. "الصحاح "حرجم" 5/ 1198". 4 لفظة "عن" ساقطة من "ق". 5 لفظة "قوله" ساقطة من "هـ". 6 في الأصل: "ويجوز التعويض من حذف الزوائد ..... " إلى آخره. وفي "هـ": "ويجوز التعويض". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 353 أي: ويجوز التعويض عن حذف الزوائد بمدة بعد كسرة التصغير في الاسم الذي ليست فيه [المدة "بعد"1 كسرة التصغير] 2 نحو: مُغَيْلِيم في: مُغْتَلِم؛ فإن المُغْتَلِم إذا صغَّرْتَه حذفت التاء في3 تصغيره فقلت: مُغَيْلِم، وليس فيه [مدة التصغير] 4 فجاز أن تعوض عن التاء بمدة فتقول: مُغَيْلِيم5، فتأتي بمدة بعد كسرة ياء التصغير. والفائدة في حذف التاء والتعويض عنها بمَدّة أن حذف التاء والتعويض عنها بمدة لا يخل ببناء التصغير، بخلاف بقاء التاء؛ فإنه يخل ببناء التصغير. وإنما قال: "فيما ليست فيه"؛ لأنه لو كانت المدة فيه لم يمكن6 التعويض عن الزائد المحذوف؛ لاشتغال محلها بمثلها، نحو حُرَيْجِيم، في تصغير: احْرِنْجام. قوله: "ويُردّ جَمْعُ الْكَثْرَةِ، لاَ اسْمُ الْجَمْعِ، إِلَى جَمْعِ قِلَّته، فيُصَغَّرُ نَحْوُ: غُلَيِّمَة في غِلْمان، أوْ إلى واحِدِهِ، فَيُصَغَّرُ ثُمَّ يُجْمَعُ جَمْعُ السلامة نحو: غُلَيِّمون ودُوَيْرات"7.   1 المدة بعد: ساقط من "ق". 2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 3 في "هـ": "من" بدلا من "في". 4 في "ق": كسرة التصغير. وفي "هـ": المدة. موضع مما بين المعقوفتين. 5 في "ق": مغيلم. 6 في الأصل، "هـ": "يكن". وما أثبتناه من "ق". 7 في الأصل: "ويرد جمع الكثيرة، لا اسم الجمع .... " إلى آخره, وفي "هـ": "ويرد جمع". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 354 أي: [وَيُرَدُّ جَمْعُ الْكَثْرَةِ، لاَ اسْمُ الْجَمْعِ، إِلَى جمع القلة1] إذا أريد تصغيره. اعلم أن جمع الكثرة إذا أريد تصغيره يرد إلى جمع قلَّة مفردِه2 إن كان لمفرده جمع قلة ثم يصغر جمع قلته، أو3 يرد إلى وَاحِدِهِ فَيُصَغَّرُ ثُمَّ يُجْمَعُ جَمْعُ السَّلاَمَةِ بالواو والنون، أو جمع المؤنث بالألف والتاء على ما يقتضيه الأصول، فتقول في تصغير غِلْمان: غُلَيِّمَة أو غُلَيِّمون, يرد4 غِلْمان إلى غِلْمة وتصغير غِلْمَة على غُلَيِّمَة، أو يرد غِلْمان إلى غُلام ويصغر5 غلالم على غُلَيِّم ثم جمعه6 على غُلَيِّمون. فإن قلت كيف جُمع غُلام بالواو والنون مصغرا مع أنه لا7 يجوز كونه مكبرا؟ قلنا: لأن المصغر كالصفة.   1 في "هـ": عبارة مضطربة موضع ما بين المعقوفتين، وهي: "ويرد جمع الكثرة الاسم يجمع إلى اسم الجمع إلى جمع القلة". 2 مفردة: ساقطة من "هـ". 3 في "هـ": أي. 4 في "هـ": ويرد. 5 في "هـ": وتصغير. 6 في "هـ": جمع. 7 لفظة "لا" ساقطة من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 "و"1 تقول في تصغير نحو دُور: أُدَيِّر2؛ ترد "دُور" إلى "أَدْؤُر"3، ثم4 تصغرها على "أُدَيِّر" أو "دُوَيْرات"؛ ترد "دُور" إلى "دار" وتصغيرها على "دُوَيْر" ثم جمعها على "دُوَيْرَات". فإن لم يكن له جمع قلة تعين رده إلى واحده ثم جمعه جمع السلامة لمذكر أو مؤنث "39" على ما تقتضيه الأصول؛ كقولك في "شُسُوع": شُسَيْعات5. فإن قيل: إذا رد جمع الكثرة إلى جمع القلة للتصغير فأَنِّث الكثرة. قلنا: لا يفوت، إلا أنه يُستعار صيغة القلة للكثرة. وإنما يردون جمع الكثرة للتصغير إلى جمع القلة6 أو إلى الواحد؛ لأنه لا واحد له من لفظه؛ ولأن اسم الجمع بمنزلة جمع القلة. ويعلم منه أنه يجوز تصغير جمع القلة على بنائه، نحو7 أُكَيْلِب، في "أَكْلُب".   1 الواو إضافة من "ق". 2 لفظة "أدير": ساقطة من "هـ". 3 في "هـ": دؤر. 4 لفظة "ثم": ساقطة من "هـ". 5 حيث يرد الشُسُوع إلى مفرده -وهو الشِّسْع- ثم يصغر ويجمع جمع السلامة لمؤنث، وهذا مذهب سيبويه طينظر الكتاب: 3/ 491". والشِّسْع: واحد شُسُوع النعل التي تشد إلى ومامها. وقيل: فلان شِسْعُ مال، إذا كان حسن القيام عليه. "ينظر الصحاح "شسع": 3/ 1237". 6 في "ق"، "هـ": جمع القلة. 7 لفظة "نحو": ساقطة من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 356 لقرب القلة من معنى التصغير والتحقير. اعلم أن ما ذكره يشكل بمثل سَكَارَى وحُمْر؛ فإنه ليس له قلة، ولا يجمع مفرده بالواو والنون، ولا بالألف والتاء ولا يشكل بجمع1 الكثرة الذي ليس له واحد مستعمل في الكلام، نحو: عَبادِيد2؛ لأنا نقول: قال سيبويه برده إلى ما يجوز أن يكون واحده في القياس إذا جمع؛ فعَبادِيد إما جمع فُعْلُول أو فِعْلِيل أو فِعْلال وأيا ما كان فإن تصغيره3 عُبَيْدِيد، وجمعه4 بالواو والنون على عُبَيْدِيدونَ، وبالألف والتاء على عُبَيْدِيدات5.   1 في الأصل: بجميع. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 2 العبايد: الفرق من الناس الذاهبون في كل وجه، كذلك العبابيد. والنسبة عباديدي. "الصحاح "عبد": 2/ 504". 3 تصغيره: ساقطة من "هـ". 4 في "هـ": وجمع. 5 قال سيبويه: "وإذا جاء الجمع ليس له واحد مستعمل في الكلام من لفظة يكون تكسيره عليه قياسا ولا غير، فتحقيره على واحد هو بناؤه إذا جمع في القياس. وذلك نحو عباديد، فإذا حقرتها قلت: عبيديدون؛ لأن "عباديد" إنما هو جمع فُعْلُول أو فِعْلِيل أو فِعْلال. فإذا قلت: عُبَيْديدات فأيا ما كان واحده فهذا تحقيره" "الكتاب: 3/ 493". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 357 [ شواذ التصغير ] : قوله: "وما جاء على غير ما ذُكر؛ كأُنَيْسِيان وعُشَيْشِية وأُغَيْلِمة وأُصَيْبِيَة شاذ"1. أي: وما جاء من المصغرات على خلاف ما ذكرنا2 فشاذ على خلاف القياس نحو "أُنَيْسِيان" في تصغير "إنسان" والقياس: أُنَيْسان؛ لأنه لا ياء في إنسان بعد السين، لا لفظا ولا تقديرا3. ونحو "عُشَيْشِيَة" في تصغير: عِشَيَّة -لتقريب الوقت- والقياس: عُشَيَّة4؛ لأن القياس يقتضي5 أن يُضَمَّ أولها ويفتح ثانيها ثم تزاد ياء التصغير، فيجتمع ثلاث ياءات فتحذف الأخيرة. وأُغَيْلِمة وأُصَيْبِيَة في تصغير: غِلْمَة وصِبْيَة، والقياس: غُلَيْمة وصُبَيَّة، وهو ظاهر. فجاءت هذه التصغيرات على غير مكبَّرها وكأن6 عُشَيْشِيَة تصغير عَشَّاة؛ فإن فيها شِينَين يَفصل بينهما ياء التصغير7.   1 في الأصل: "وما جاء على غير ما ذكر إلى آخره" ومثله في "هـ" عدا: "إلى آخره". 2 في "ق": ما ذكر. 3 ينظر الكتاب: 3/ 457. 4 ينظر المصدر السابق: 3/ 484. 5 يقتضي: ساقطة من "هـ". 6 في "ق": وكانت. 7 ينظر الكتاب: 3/ 484. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 358 ويمكن أن يقال: لما اجتمعت ثلاث ياءات أبدلت الشين من إحداهما؛ فكأن1 "أُنَيْسِيَان" تصغير إنسيان2 على وزن فِعْلِيان. وكأن أُغَيْلِمة وأُصَيْبَة تصغير: أَغْلِمة وأَصْبِية؛ لأن غلاما فُعال مثل غراب، وصَبِيا فَعِيل، مثل قَفِيز, وهما يجمعان في القلة على أَفْعِلَة كأَغْرِبة وأَقْفِزة، فردوهما في التصغير إلى بابهما، ومن العرب من يجريهما على القياس فيقول: صُبَيَّة وغُلَيْمَة. قوله: "وقولهم: أُصَيْغِر منك، ودُوَيْن هذا، وفُوَيق هذا لتقليل ما بينهما"3. اعلم أن التصغير في قولهم: هو أُصَيْغِر منك، ودُوَين هذا، وفُوَيق هذا، ليس للذات التي وُضع اللفظ لها في التحقيق؛ لأنك إذا قلت: هذا أُصَيْغِر4 منك، لست تريد إلا تقليل ما بينهما من الزمان ولا يجوز أن يراد به بيان انحطاط المذكور عن5 المخاطب في الصغر؛ لأن صيغة أصغر تفيده بدون التصغير. وإذا قلت: دُوَيْن هذا، وفُوَيْق هذا لست تريد إلا تقليل ما بينهما من التفاوت6، ولهذا لو قال7: السماء فوقنا كان صادقا،   1 في "ق"، "هـ": وكأن. 2 في "هـ": إنسان". 3 في الأصل: "وقولهم أصيغر منك ..... " إلى آخره, وفي "هـ": "وقولهم: أصيغر منك". 4 في الأصل: أصغر. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 في "هـ": من. 6 وهذا مثال ما يحقر لدنوه من الشيء وليس مثله. 7 في الأصل، "هـ": قبل وما أثبتناه من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 ولو قال: فويقنا كان كاذبا. ولو قال1: آتيك بعد اليوم، فأتاه بعد سنة لم يكن مخلفا لوعده ولو قال: آتيك بُعيد اليوم، فأتاه بعد سنة أو شهر كان مخلفا2 لوعده. ومنه: "أُسَيِّد" في تصغير "أُسَيْوِد" الذي هو تصغير أَسْوَد؛ أي: لم يبلغ السواد, وحينئذ "40" لم يكن التصغير إلا للسواد الذي فيه، وإذا قيل: هذا مُثَيْل ذاك3 كان المراد به بيان القرب في المماثلة مع بيان الانحطاط4. قوله: "ونَحْوُ: مَا أُحَيْسِنَه شَاذٌّ، وَالْمُرَادُ الْمُتَعَجَّبُ مِنْهُ"5. اعلم أنهم يصغرون فعل التعجب؛ [فيقولون في ما أَحْسَنه: ما أُحَيْسِنَه وهو شاذ؛ لأن فعل التعجب] 6 فعل، والتصغير من خواص الأسماء7.   1 في "هـ": قيل. 2 في "ق": مخالفا. 3 في الأصل: ذلك. 4 ينظر الكتاب: 3/ 477. 5 في "هـ": جاءت عبارة ابن الحاجب مبتورة هكذا: "ونحو ما أحيسنه". 6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ"، لانتقال نظر الناسخ. 7 القول بأن أفعل في التعجب فعل هو قول البصريين، والكوفيون يجعلونه اسما ويستدلون على اسميته بالتصغير في قول الشاعر: يَا مَا أُمَيْلِح غِزْلانا شَدَنّ لَنَا ... مِنْ هَاؤُليَّائِكُنّ الضال والسَّمر "ينظر الإنصاف - مسألة "15"، ص81". وقال سيبويه: "سألت الخليل عن قول العرب: ما أُمَيْلِحَه، فقال: لم يكن ينبغي له أن يكون في القياس؛ لأن الفعل لا يحقر وإنما تحقر الأسماء؛ لأنها توصف بما يعظم ويهون والأفعال لا توصف، فكرهوا أن تكون الأفعال كالأسماء لمخالفتها إياها في أشياء كثيرة، ولكنهم حقروا هذا اللفظ, وإنما يعنون الذي تصفه بالملح، كأنك قلت مُلَيِّح، شبهوه بالشيء الذي تلفظ به وأنت تعني شيئا آخر نحو قولهم: يطؤهم الطريق، وصِيدَ عليه يومان. ونحو هذا كثير في كلامهم. وليس شيء من الفعل ولا شيء مما سمي به الفعل يحقر إلا هذا وحده وما أشبهه من قولك: ما أفعله" "الكتاب: 3/ 477, 478". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 والذي يدل على أن الفعل لا يصغر أن اسم الفاعل إذا أُعمل لا يصغر؛ لقربه من الفعل؛ فعدم تصغير الفعل أولى؛ ولهذا1 قيل: المراد منه تصغير المتعجب منه؛ وهو الاسم الذي اشتق منه فعل التعجب2، كالحسن في مثالنا أو هو فاعل أُحَيْسِن، وهو "ما"، و"ما"3 لا يصغر، فجعل التصغير واقعا على الفعل؛ لأنهم لو عدلوا عن "ما" إلى لفظ4 آخر وصغروه لبطل معنى التعجب. قوله: "ونحو جُمَيْل وكُعَيْت -لطائرين، كُمَيْت -للفرس، موضوع على التصغير"5. اعلم أن نحو "جُمَيْل، وكُعَيْت" -لطائرين6 - "وكُمَيْت"   1 ولهذا: ساقطة من "هـ". 2 وهو مذهب الخليل. "ينظر الكتاب: 3/ 478". 3 وما: ساقطة من "هـ". 4 لفظ: ساقطة من "ق". 5 في "هـ": "ونحو جميل" فقط. 6 وجمعهما: جِمْلان وكِعْتان "ينظر الصحاح "جمل": 4/ 1660" وفي الصحاح "الكعيت: البلبل" "ينظر "كعت": 1/ 262". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 361 للفرس1 وضعوها على ألفاظ التصغير في أصل وضعها. وقولهم في جمع جُمَيل وكُعَيت: جِمْلان وكِعْتان، وفي جمع كُمَيت: كُمْت يدل على أنهم قدروا مكبر جُمَيْل وكُعَيْت على فُعَل، فجمعوهما جمع فُعَل، [لأن فِعْلان جمع فُعَل] 2 كصُرَد وصِرْدان3 وقدروا مبكر كُمَيْت على أَكْمَت؛ لأنهم جمعوا كُمَيْتا جمع أَكْمَت وهو كُمْت؛ لأن فُعَلا في باب الألوان جمع أَفْعَل.   1 وقال الجوهري: "الكُمَيْتُ: من الخيل، يستوي فيه المذكر والمؤنث، ولونه الكُمْتَة، وهي حُمْرَة يدخلها قنؤ" "الصحاح "كمت": 1/ 263". وقال سيبويه: "وسألت الخليل عن كُمَيءت فقال: هو بمنزلة جُمَيْل وإنما هي حمرة مخالطها سواد ولم يخلص, فإنما حقروها؛ لأنها بين السواد والحمرة ولم يخلص أن يقال له أسود ولا أحمر وهو منهما قريب, وإنما هو كقولك: هو دُوَين ذلك". "الكتاب: 3/ 477". 2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 3 الصُّرَد: طائر, وجمعه صِرْدان. والصُّرَد أيضا: بياض يكون على ظهر الفرس من أثر الدَّبَرِ "الصحاح "صرد": 2/ 497". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 [ تصغير الترخيم ] : قوله: "وتصغير الترخيم يحذف منه كل الزوائد، ثم يصغر كحُمَيْد في أَحْمَدَ"1. اعلم أن لهم في التصغير بابا آخر، وهو أن يحذف جميع الزوائد ثم يصغر على ما بقي، فيقال في أَسْود: سُوَيْد، وفي مَخْرج: خُرَيْج. وسُمي هذا تصغير2 الترخيم؛ تشبيها له بالترخيم3؛ لأن كل واحد منهما حذف لمجرد التخفيف.   1 جاءت عبارة ابن الحاجب مبتورة في الأصل وفي "هـ"؛ إذ جاءت في الأصل: "وتصغير الترخيم يحذف منه كل الزوائد ... " إلى آخره, وفي "هـ": "وتصغير" 2 في "هـ": "وتصغير". 3 الترخيم: التبيين، ويقال: الحذف. ومنه ترخيم الاسم في النداء، وهو أن يحذف آخر حرف أو أكثر. "الصحاح "رخم": 5/ 1930". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 [ تصغير المبنيات ] : قوله: "وخُولف بالإشارة والموصول فأُلحِقَت قبل آخِرِها ياء وزيد بعد آخرها ألف، فقيل ذَيَّا, وتَيَّا، واللذَيَّا واللَّتَيَّا واللذيَّان واللتَيَّان واللذَيُّون واللتيَّات"1. اعلم أنهم خالفوا في تصغير2 أسماء الإشارة و3 الموصولات التي تصغر تصغير الأسماء المتمكنة؛ للإيذان من أول الأمر أنها غير متمكنة فألحقوا4 قبل آخرها ياء، وزيد في آخرها ألف, عوضا عن ضم الأول وفتح الثاني في المتمكن. وقالوا في "ذا": ذيَّا وفي "تا": تيَّا، وفي5 "أُوَلى": أُوَليَّا؛ لأنهم لما زادوا ياء قبل آخرها [وكان في آخرها] 6 ألف انقلبت تلك الألف ياء وأدغمت ياء التصغير فيها, ووجب فتح الياء لزيادة الألف بعدها، ولم يصغروا ذي وذه؛ لئلا يلتبس بتصغير المذكر للاستغناء7 بتصغير "تا" عن تصغيرهما8. وقالوا في الذي والتي: اللذَيَّا واللتَيَّا؛ لأنهم لما زادوا قبل الآخر   1 جاءت هذه العبارة مبتورة أيضا في الأصل، وفي "هـ"، حيث جاءت في الأصل: "وخولف بالإشارة والموصول ..... " إلى آخره وفي "هـ": "وخولف ... ". 2 لفظة "تصغير" ساقطة من "ق". 3 الواو ساقطة من "هـ". 4 في "ق"، "هـ": فألحق. 5 وفي: ساقطة من "هـ". 6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 7 في "هـ": مع الاستغناء. 8 ينظر المفصل، ص206. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 ياء للتصغير اجتمعت1 مع ياء الذي فأدغموا الياء في الياء وفتحوا لزيادة2 الألف بعدها، وفتحوا ما قبل ياء التصغير؛ ليكون على نحو ذا، وتا؛ لاطراد باب المبهمات. وقالوا في تثنيتهما: اللذَيَّان واللتيَّان -في الرفع- واللَّذيِّين واللَّتيِّين -في النصب والجر. واختلف سيبويه والأخفش في ذلك؛ فسيبويه والأخفش في ذلك؛ فسيبويه لا يقدر3 المزيد في تصغير مفرديهما، وهو ألف اللَّذَيَّا واللَّتَيَّا4 والأخفش يقدره ويحذفه لالتقاء الساكنين5. ولا يظهر أثر الخلاف بينهما في التثنية، بل في "41" الجمع؛ فتقول على مذهب سيبويه في جمع اللذيا: اللَّذَيُّون، في الرفع - بفتح الذال وضم الياء وتشديدها، واللَّذِيِّين -بكسر الذال والياء- في النصب والجر. وتقول على مذهب الأخفش: اللَّذَيُّون -في الرفع واللَّذَيَّيْن في النصب والجر -بفتح الياء فيهما؛ فلفظة التثنية والجمع متساوية على مذهبه6؛ لأنه يحذف7 الألف التي8 في اللَّذَيَّا في الجمع، لاجتماع الساكنين؛   1 اجتمعت: ساقطة من "ق". 2 في "ق": الزيادة. 3 في الأصل "يعتد". وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 4 ينظر الكتاب: 3/ 488. 5 وهذا الخلاف بين سيبويه والأخفش قد ذكره السيرافي في شرحه على الكتاب. ينظر: شرح السيرافي, بهامش الكتاب: 2/ 140 "بولاق". 6 ينظر المقتضب: 2/ 290، وشرح السيرافي، بهامش الكتاب، 2/ 140، "بولاق". 7 في الأصل: لا يحذف. والصحيح حذف "لا" كما هو في "ق"، "هـ". 8 لفظة "التي": ساقطة من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 الألف الذي في اللذيا وواو الجمع أو ياء الجمع, أصله: اللَّذَيَّاون في الرفع، واللَّذَيَّاين1- في النصب والجر، فلما حذفت الألف لالتقاء2 الساكنين بقيت الفتحة بعد حذف الألف بحالها كما بقيت في المُصْطَفَيْن والمُصْطَفَوْن3. وقال سيبويه: اللاتي لا يصغّر على لفظه استغناء بتصغير واحدها وهو "التي" على اللّتَيَّا ثم جمعه على اللّتَيَّات4. وقال الأخفش: تصغير5 اللاتي واللائي على لفظهما؛ فقال: تصغير6 اللاتي: اللَّوَيتا، بقلب ألف اللاتي واوا وزيادة ياء التصغير والألف في آخرهان وحذف الياء الأخيرة التي قبل الألف7 لأنه لو صغر على التمام لكان المصغر بزيادة الألف في آخره على خمسة أحرف سوى ياء التصغير، ولم يكن الرابع حرف مد ولين نحو اللَّويتيا8 -وهذا لا يكون في المصغر9، فحذف حرف10 منه وهو الياء الأخيرة.   1 في "هـ": اللذيان. 2 لالتقاء: ساقطة من "هـ". 3 ينظر المقتضب: 2/ 290. 4 الكتاب: 3/ 489. 5 في "ق"، "هـ": يصغر. 6 في "هـ": يصغر. 7 نقل المبرد قول الأخفش هذا. وقال: "وهذا هو القياس". "المقتضب: 2/ 290". 8 في "ق"، "هـ": اللوتيا. 9 وبعض البصريين يقول: اللويتيا واللويئيا. قاله الرضي في شرح الشافية "1/ 288". 10 لفظة "حرف" ساقطة من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 وتصغير اللائي: اللَّوَيَّا1؛ بحذف إحدى الياءين, وهي الأخيرة لما ذكرناه في تصغير اللاتي. وأما اللائين فيفعل به في التصغير ما فعل بالذين في التصغير. اعلم أن قوله: "وزيد بعد آخرها ألف" ليس على إطلاقه؛ لأن الألف قد لا يزاد في آخرها2 نحو أوليَّا وأُوَليَّائِك. في تصغير: أُولاءِ وأُولَئِكَ. ويمكن أن يجاب عنه بأنه يزاد فيه الألف أخيرا عند أبي إسحاق3 كما يزاد في جميع هذا الباب، ثم قلبت همزة. نعم عند المبرد تزاد الياء قبل الهمزة محافظة على الهمزة4. ثم اعلم أن جميع الموصولات وأسماء الإشارة لا تصغّر وإن كان لفظُه يُوْهِم5 أنه يصغَّر؛ فإن: مَن، وما6، وأي، وذو الطائية،   1 حكاه المبرد عن الأخفش. ينظر المقتضب: 2/ 290. 2 لفظة "نحو": ساقطة من "هـ". 3 هو أبو إسحاق إبراهيم بن السري بن سهيل الزجاج، وكان أول أمره يخرط الزجاج، ثم مال إلى طلب العلم، فلزم ثعلبا ثم المبرد فأخذ عنهما ثم اتصل بالمكتفي وصار نديما له. وتوفي سنة ست عشرة وثلاثمائة، وقيل: سنة عشرة وثلاثمائة. ومن أشهر مؤلفاته: الاشتقاق، شرح أبيات سيبويه، وما ينصرف وما لا ينصرف وغير ذلك. ينظر في ترجمته أخبار النحويين البصريين: 108، وطبقات النحويين واللغويين: 111, 112، وإنباه الرواة: 1/ 159-166، الأعلام: 1/ 33، والشذرات: 2/ 259. 4 ينظر المقتضب: 2/ 289. 5 في الأصل، "هـ": "وإن كان يوهم لفظه" وما أثبتناه من "ق". 6 في "هـ": ما ومن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 وذا1 بعد "ما" الاستفهامية، نحو: ماذا صنعت؟ وهُنا وهَنَّا وثَمَّ لا تصغر2. قوله: "ورفضوا تصغير الضمائر، نحو: مَتَى وَأَيْنَ وَمَنْ وَمَا وَحَيْثُ وَمُنْذُ وَمَعَ وَغَيْرِ وَحَسْبُكَ، وَالاسْمِ عَامِلاً عَمَلَ الْفِعْلِ، فَمِنْ ثَمَّ جَازَ ضُوَيْرِب زَيْدٍ، وَامْتَنَعَ ضُوَيْرِب زَيْداً"3. أي: ورفضوا تصغير الضمائر4؛ لأن منها ما لا يمكن تصغيره وهو الذي على حرف واحد أو حرفين، فحمل الباقي5 عليه؛ اطرادا للباب. ورفضوا تصغير: أين ومتى زمن وما؛ لتوغلها في شبه الحرف؛ ولأن المقصود الأعم6 منها الاستفهام7؛ ولأن [من وما على وجه لا يمكن تصغيرهما.   1 في "هـ": ذوا. 2 في الأصل: لا تغصر. تحريف. 3 جاءت عبارة ابن الحاجب مبتورة في الأصل، هكذا: "ورفضوا تصغير الضمائر". وفي "هـ": "ورفضوا". 4 ينظر الكتاب: 3/ 478. 5 في "ق"، "هـ": البواقي. 6 في "هـ": الأهم. 7 في الأصل، "هـ": استفهام. وما أثبتناه من "ق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 368 ورفضوا تصغير حيث] 1 استغناء بتصغير المكان عن تصغيره ورفضوا تصغير منذ، لتوغلها في معنى الحرف، والاستغناء2 عن تصغير منذ بتصغير مذ. ورفضوا تصغير مع، لتعذر بناء فعيل منها3 ورفضوا تصغير غير، لتوغله في معنى4 الحرف وهو الاستثناء أو معنى لا النافية ورفضوا أيضا تصغير حسبك، لوجود معنى الفعلية فيه، ولئلا يلتبس بتصغير5 الحَسَب. ورفضوا تصغير الاسم الذي يعمل عمل الفعل حال كونه عاملا، لا تقول: هذا ضُوَيْرِب زيدا لقوة معنى الفعل حال كونه عاملا. [وإنما قلنا: رفضوا تصغيره حال كونه عاملا] 6 لأنه يجوز تصغيره في غير وقت عمله، نحو: ضُوَيْرِب؛ لعدم قوة معنى الفعل فيه حيئنذ. وكذلك لا يصغر "42" المصدر العامل واسم المفعول والصفة المشبهة.   1 ما بين المعقوفتين ساقط برمته من "هـ". 2 في "ق"، "هـ": وللاستغناء. 3 في "ق": فيها. 4 لفظة "معنى" ساقطة من "هـ". 5 في "هـ": مصغر. 6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 369 [باب الاسم المنسوب] : قوله: "المَنْسُوبُ الْمُلْحَقُ بِآخِرِهِ يَاءٌ مُشَدَّدَة لِيَدُلَّ عَلَى نِسْبتِهِ إِلَى الْمُجَرَّدِ عَنْهَا، وَقِيَاسُهُ حَذْفُ تاء التأنيث مطلقا"1. أي: الاسم المنسوب هو الذي أُلحق آخره ياء مشددة لتدل على أنه منسوب إلى الاسم المجرد عن تلك الياء، نحو: هاشمي وبصري. اعلم أن هذه العبارة أولى من عبارة الكتاب2؛ لأن عبارة الكتاب تدل على أن المنسوب هو المنسوب إليه؛ لأن الذي ألحق آخره ياء مشددة هو المنسوب إليه لا المنسوب؛ لأن المنسوب هو المركب من المنسوب إليه ومن الياء المشددة؛ ولأن الذي آخره ياء مشددة لا يدل على نسبته إلى المجرد عنها؛ لأنهما واحد. وقيل: التعريف الذي3 في الكتاب تعريف بما يساويه في المعرفة والجهالة؛ لاشتماله على نسبة4.   1 في الأصل: "المَنْسُوبُ الْمُلْحَقُ بِآخِرِهِ يَاءٌ مُشَدَّدَة لِيَدُلَّ عَلَى نسبته إلى المجرد عنها إلى آخره". وفي "هـ": "المنسوب الملحق". 2 عبارة الكتاب، هي: "اعلم أنك إذا أضفت رجلا إلى رجل فجعلته من آل ذلك الرجل، ألحقت ياءي الإضافة. فإذا أضفته إلى بلد فجعلته من أهله، ألحقت ياءي الإضافة وكذلك إن أضفت سائر الأسماء إلى البلاد، أو إلى حي أو قبيلة". "الكتاب: 3/ 335". واعلم أن عبارة المصنف هذه التي ارتضاها ركن الدين هي عبارة الزمخشري، قالها في مفصله، ص206. 3 في "ق"، "هـ": المذكور. 4 لم أقف على قائل هذه العبارة، ولعلها مقولته هو. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 ويمكن أن يجاب عنه بأنه يعرف المنسوب الاصطلاحي بالنسبة اللغوية، فلا يلزم ما ذكرتموه؛ لأن النسبة اللغوية معلومة1. وقياس النسبة حذف تاء التأنيث من المنسوب إليه مطلقا؛ لئلا تكون تاء التأنيث وسطا، ولئلا يؤدي إلى اجتماع تأنيثين في نسبة مؤنث إلى مؤنث، كما إذا نسبت امرأة إلى ظُلْمَة، فقلت: ظُلَِمّية2 ولئلا يلزم تأنيث المذكر في نسبة مثل رجل إلى ضاربة، نحو: هذا رجل ضاربتيّ. وفيه نظر؛ لأنه لا يلزم تأنيث المذكر؛ لأن تلك التاء3 لتأنيث المنسوب إليه لا لتأنيث المنسوب، وإنما يلزم أن لو قيل ضاربتية4 لأن هذا "التأنيث"5 لتأنيث المنسوب، لكنه لم يقل ذلك، وإنما قال تاء التأنيث؛ لأن ألف التأنيث لا يجب حذفه كما يقال في النسبة إلى "حُبْلَى": حُبْلِيّ، وحُبْلَوِيّ، وحُبْلاوِيّ6 وإلى "صحراء" صَحْراوِيّ.   1 النسب في اللغة: واحد الأنساب. والنِّسْبَة والنُّسْبَة مثله. وانتسب إلى أبيه، أي: اعتزى وتَنَسَّب، أي: ادعى أنه نسيبك. وفي المثل: "القريب من تَقرَّيب لا من تَنَسَّب". قاله الجوهري في صحاحه "نسب": 1/ 224. 2 في الأصل: ظلمته. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 لفظة "التاء" ساقطة من "هـ". 4 في الأصل, "هـ": ضاربية. 5 في الأصل، "هـ": التاء. وما أثبتناه من "ق". 6 ولم يذكر سيبويه في النسبة إلى "حبلى" إلا حُبْلِيّ وحُبْلَوِيّ، وقال: "فأحسن القول أن تقول "حبلى"؛ لأنها زائدة لم تجئ لتلحق بنات الثلاثة ببنات الأربعة، فكرهوا أن يجعلوها بمنزلة ما هو من نفس الحرف، وما أشبه ما هو من نفس الحرف، وما أشبه ما هو من نفس الحرف .... ومنهم من يقول: حبلوي، فيجعلها بمنزلة ما هو من نفس الحرف ... " "الكتاب: 3/ 352, 353". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 فإن قيل: ينبغي أن يجب حذفا ولا يجوز وقوعها في وسط الكلمة، كما لا يجوز وقوع التاء في وسط الكلمة. قلنا: لا نسلم ذلك؛ لأن التاء علم للتأنيث وليست الألف كذلك؛ ولأنها1 تنقلب إلى حرف آخر، فلا يكره وقوعها في الوسط مثل كراهة التاء في الوسط. قوله: "وَزِيَادَةِ التَّثْنِيَة وَالْجَمْعِ إِلاَّ عَلَما قَدْ أُعرب بالحركات"2. أي: وقياس النسبة حذف زيادة التثنية والجمع3، إلا إذا كان المنسوب إليه علما أُعْرب بالحركات، فتقول في النسبة إلى "ضاربان" ضاربيّ4, وإلى "ضاربون" ضاربي، وإلى5 "زيدون": زيديّ، وفي ضاربات وثمرات: ضارِبِيّ وثَمَرِيّ6. أما إذا كان علما أعرب بالحركات؛ فلم تحذف علامة التثنية   1 في "ق": لأنها. 2 في الأصل: "وزيادة التثنية والجمع ... ". وفي "هـ": "وزيادة التثنية .... ". 3 أي: حذف النون والألف والواو والياء, أما حذف النون فلدلالتها على تمام الكلمة، وياء النسبة كجزء من أَجزائها، وأّما حذف الألف والواو والياء المذكورة فلكونها إِعراباً ولا يكون في الوسط إِعراب، وأَيضاً لو لم تحذف لاجتمع العلامتان المتساويتان في نحو: مسلمانيان ومسلمانيون؛ فيكون للكلمة إعرابان. "شرح الشافية للرضي: 2/ 10". 4 ضاربي: ساقطة من "هـ". 5 في "هـ": "وأولى". موضع "وإلى". 6 ينظر المفصل، ص207. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 والجمع؛ لامتزاجها بالاسم وصيرورتها كالجزء منه1. قوله: "فلذلك جاء قِنَّسْرِينيّ وقِنَّسْرِيّ". أي: ولأجل أنه يحذف علامة التثنية والجمع في النسب2 -إلا إذا كان المنسوب3 علما- أعرب بالحركات، جاء: قِنَّسْرِي -بحذف العلامة- وجاء: قِنَّسْرِينيّ -بعدم حذفها؛ لأنه أعرب قِنّسْرين بالحروف وبالحروف وبالحركات أيضا، فمن قال: قِنَّسْرون بالواو حالة الرفع قال في النسبة: قِنَّسْريّ -بحذف الواو والنون- ومن قال: قِنَّسْرين -بالياء والإعراب على النون- قال: قِنَّسْرِينيّ4 كما تقول في غِسْلِين: غِسْلِينيّ. قوله: "ويُفتح الثاني من نحو نَمِر والدُّئل وبخلاف, تَغْلِبيّ على الأفصح"5. أي: ويفتح الحرف الثاني في الاسم الثلاثي الذي ثانيه كسرة نحو: نَمِر والدُّئِل6 وإبل7، فتقول: نَمَرِيّ ودُئَلِيّ8 وإبَلِيّ- بفتح الثاني كراهة "43" توالي الكسرتين والياء مع حركة قبل الكسر، بخلاف   1 كما في نحو: "بَحْراني، وقِنَّسْريني، وذلك في النسبة إلى: بَحْران، وقِنَّسْرين. 2 في "هـ": النسبة. 3 في "ق": المنسوب إليه. 4 ينظر المفصل ص207. 5 على الأفصح: ساقطة من الأصل. 6 لفظة "الدئل" مطموسة في "هـ". 7 في "هـ": والإبل. 8 في "ق": والدئلي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 373 ما كان على أكثر من ثلاثة أحرف1؛ فإنه يجوز فيه توالي الكسرتين مع ياء النسبة إذا كان قبل الكسرة ساكن، نحو: تَغْلِب ويَثْرِب؛ فإن الأحسن والأفصح فيه بقاء الكسرة؛ لقوة الكسرة بالزيادة على الثلاثة، ولحصول2 الخفة بالساكن الذي قبل الكسرة نحو: تَغْلِبِيّ ويَثْرِبِيّ. ويجوز فيه أيضا الفتحة3 كراهة اجتماع الكسرتين والياء. قوله: "وتُحْذف الْوَاوُ وَالْيَاءُ مِنْ فَعُولة وفَعِيلَة، بِشَرْطِ صحة العين ونفي التضعيف كحَنَفِيّ وشَنَئِيّ"4. أي: وتحذف الياء من فَعِيلَة، والواو من فَعُولة، بشرط أن تكون عينهما صحيحة غير مضافعة، نحو: "حَنَفِيّ وشَنَئِيّ" في "حَنِيفة وشَنُوءة". وإنما تحذف الياء والواو5؛ للفرق بين النسبة إلى فَعِيلَة وفَعُولة؛ وبين النسبة إلى فَعِيل وفَعُول؛ لأنهما لا يحذفان6 من فَعِيل وفَعُول؛ تقول في النسبة7 إلى كَرِيم وصَبور: كَرِيْميّ وصَبُورِيّ. ولم يفعل الأمر بالعكس؛ لأن المؤنث أولى بالحذف لاستثقالهم إياه.   1 أحرف: ساقطة من "هـ". 2 في الأصل: وبحصول. وفي "ق": "لحصول". وما أثبتناه من "هـ". 3 فيقال: تَغْلَبِيّ ويَثْربِيّ. "ينظر المفصل، ص207". 4 في الأصل: "وتحذف الياء والواو من فعيلة وفعولة ..... " إلى آخره, وفي "هـ": "وتحذف الياء .... ". 5 في "هـ": الواو والياء. 6 في "هـ": لا يحذف فإن. 7 في "ق": النسب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 وإنما قال: بشرط أن تكون عينهما صحيحة غير مضاعفة؛ لأنها لو كانت معتلة أو مضاعفة لم تحذف الواو والياء فيهما, كما لم يحذفا في فَعُول وفَعيل، نحو: طَوِيليّ -في: طَوِيلَة وطَوِيل- وشَديديّ -في: شَديدَة وشَدِيد؛ لأنهما لو حذفا لقيل طَوَلِيّ -بفتح الواو، وشَدَدِيّ -بفك الإدغام- وهو مستثقل؛ فإن قلبت الواو ألفا في طولي وأدغم الدال في شددي لزم زيادة التغيير؛ وهو1 حذف الياء وقلب الواو ألفا في طولي، وحذف الياء والإدغام في شددي، ولأنه يلتبس بالمنسوب إلى طال -اسم رجل- ويشد -اسم رجل. قوله: "ومن فُعَيْلَة غير مضاعف كجُهَنِيّ"2. أي: ويحذف3 الياء من فُعَيْلَة غير مضاعفة، نحو: "جُهَنِيّ" في: جُهَيْنَة4، و"عُقَلِيّ" في: عُقَيْلَة؛ فرقا بينها وبين فُعَيْل. وإنما قال: "غير مضاعفة؛ لأنها لو كانت مضاعفة نحو شديدة لم تحذف الياء؛ لئلا يلزم اجتماع المثلين من غير إدغام. وإنما لم5 يدغم؛ لأنه لو أدغم لالتبس بالمنسوب إلى شد- اسم رجل. ويعلم منه أنه لا يشترط صحة العين في حذف الياء؛ فإنك تقول: عُيَنِيّ في عُيَيْنَة.   1 في الأصل: وهي. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 2 كجهني: ساقطة من عبارة ابن الحاجب في الأصل. 3 في الأصل: وحذف. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 4 جهينة: قبيلة يقال في المثل: وعند جهينة الخبر اليقين ينظر الصحاح "جهن": 5/ 2096". 5 لفظة لم إضافة من "ق"، "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 وإنما لم تقلب الياء ألفا؛ لعدم موجب القلب، وهو فتح ما قبلها. قوله: "بخلاف شَديدي وطَويلي". استثناء من فَعِيلَة وفَعُولة؛ أي: ويحذف الياء والواو من فَعِيلة وفَعُولة، بخلاف "فعيل وفعول1". فإنه لا يحذف فيهما الواو والياء، نحو: "شَدِيديّ" و"طَوِيليّ". في: شَديد وطَويل، لما ذكرناه. قوله: "وسَلِيقِيّ في الأَزْد، وَعِميرِيّ في كلب شاذ2". أي: سَليقي -لرجل من أهل السليقة، وهي الطبيعة3- وسَلِيمِيّ في4 سَلِيمة -حي في الأزد5، وعَمِيرِيّ في عميرة -حي في كلب6- شاذ7، وكان القياس: سَلَقِيّ, وسَلَمِيّ، وعَمَرِيّ. وهو مستثنى من فَعِيلة؛ فإنه حكم بأنه تحذف الياء في المنسوب إلى فَعِيلة ولم تحذف الياء في المنسوب إلى هذه الكلمات، فيكون شاذا.   1 في "هـ": فعول وفعيل. 2 في "هـ" جاءت عبارة ابن الحاجب مبتورة، هكذا: "وسيلقي .... ". 3 ينظر الصحاح "سلق": 4/ 1498. 4 في "هـ": من. 5 ينظر اللسان "سلم": 3/ 2083. 6 ينظر المصدر السابق "عمر": 4/ 3104. 7 حكاه سيبويه، وقال: "قال يونس: هذا قليل خبيث" "الكتاب: 3/ 339" وقال المحقق الرضي، تعليقا على عبارة المصنف المذكورة: "يعني إِن كان في العرب سَلِيمة في غير الأزْد وعَمِيرة في غير كَلْب، أَو سميت الآن بسَلِيمة أَو عَمِيرة شخصاً أَو قبيلة أَو غير ذلك قلت: سَلَمِيّ وعَمَرِيّ -على القياس- والذي شذ هو المنسوب إِلى سَلِيمة -قبيلةٌ من الأزد، وإِلى عَمِيرة قبيلةٌ من كَلْب، كأَنهم قصدوا الفرق بين هاتين القبيلتين وبين سليمة وعميرة من قوم آخرين" "شرح الرضي: 2/ 28". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 قوله: "وعُبَدِيّ وجُذَمِيّ في: بَنِي عَبِيْدَةَ وجَذِيمَةَ أشذّ"1. هذا "44" أيضا استثناء من فَعِيلة، [أي: وعُبَدِيّ وجُذَمِيّ- في النسبة إلى عَبِيدَة، وهو عَبِيدَة2 بن معاوية3، وجذِيمَة -وهي حي من عبد القيس أو من أسد4- أشذ5] 6؛ لأن القياس: عَبَدِيّ وجَذَمِيّ بفتح الفاء فضم الفاء أبعد من عدم حذف الواو والياء؛ لأن الأصل عدم الحذف. قوله7: "وخُرَيْبِيّ شاذ"8. وهو مستثنى من فُعَيلة -بضم الفاء؛ لأنه ذكر9 أنه إذا نسب إلى فعيلة حذف ياؤها ولم تحذف الياء [في] 10 المنسوب11 إلى خَرِيبة12.   1 في "هـ" جاءت عبارة ابن الحاجب مبتورة هكذا: "وعبدي ... ". 2 في "ق": عبيد. 3 وقيل هو عَبِيدَة بن عمرو. وبنو عَبِيدَة: حي "ينظر اللسان "عبد": 4/ 2781". 4 ينظر الصحاح "جذم": 5/ 1884. 5 في "هـ" تغيير يسير في العبارة التي وضعتها بين المعقوفتين، وذلك بتقديم وتأخير في داخلها، هكذا: "أي: وعبدي وجذمي -في النسبة إلى جذيمة- وهي حي من عبد القيس أو من أسد، وعبيدة -وهو عبيدة بن معاوية- أشذ". 6 وجُذَمِيّ في النسب إلى جَذِيمة حكاه سيبويه في كتابه "3/ 339"، وقال الجوهري: "قال سيبويه: وحدثني من أثق به أن بعضهم يقول في بني جَذِيمَة جُذَمِيّ -بضم الجيم. قال أبو زيد: إذا قال سيبويه: حدثني من أثق به، فإنما يعنيني" "الصحاح "جذم" 5/ 1884". 7 "قوله": ساقطة من "هـ". 8 لفظة "شاذ" ساقطة من عبارة ابن الحاجب من "هـ". 9 لفظة "ذكر": ساقطة من "هـ". 10 لفظة "في" إضافة من "ق". 11 في "هـ": بالمنسوب. 12 ينظر المفصل ص212. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 قوله: "وثَقَفِيّ وقُرَشِيّ وفُقَمِيّ فِي كِنانة، ومُلَحِيّ في خُزاعة، شاذ"1. اعلم أن "ثَقَفِيّ" مستثنى من فَعِيل؛ لأنه قال [لا تحذف الياء من فعيل في النسبة] 2 وقد3 حذف4؛ لأن النسبة إلى ثَقِيف5: ثَقَفِيّ. والقياس: ثَقِيفيّ. وأما: قُرَشِيّ وفُقَمِيّ ومُلَحِيّ فمستثنى من فُعَيل؛ لأنه قال لا تحذف الياء في النسبة إلى فُعَيْل وقد حذف ههنا؛ لأنه يقال "قُرَشِيّ" في قُرَيْش، و"فُقَمِيّ" في فُقَيْم -حي من كِنانة6- و"مُلَحِي" في مُلَيْح -حي في "خُزاعة7"8. قوله: "وتُحذَف الْيَاءُ مِنَ الْمُعْتَلِّ اللاَّمِ مِنَ المُذَكَّرِ والمؤنث، وتقلب الياء الأخيرة واوا كغَنَوِيّ وأُمَوِيّ"9.   1 في الأصل جاءت عبارة ابن الحاجب مبتورة، هكذا: "وثقفي ... " إلى آخره. وفي "هـ": كذلك: "وثقفي .... ". 2 في "هـ" موضع ما بين المعقوفتين: "لا تحذف الياء في النسبة إلى فعيل". 3 في "هـ": وهو. 4 في "ق": حذفت. 5 لفظة "سقيف" ساقطة من "ق". 6 قاله الجوهري في صحاحه "فقم": 5/ 2003. 7 في "ق"، "هـ": قضاعة. 8 قاله الجوهري أيضا في صحاحه "ملح": 1/ 408. 9 في الأصل: "وتحذف الياء من المعتل .... " إلى آخره. وفي "هـ": "وتحذف الياء ... ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 أي: وتحذف الياء في1 المعتل اللام من2 فَعِيل وفُعَيل3 إذا نسب إليهما، وتفتح العين في النسبة إلى "فعيل"، وتقلب الياء الأخيرة واوا؛ فيقال في غَنِيّ4، وقَصِيّ5، وأُمَيّة6: غَنَوِيّ وقَصَوِيّ وأمَوِيّ- بحذف ياء فَعِيل وفُعَيل وقلب الياء الأخيرة واوا؛ لكراهتهم اجتماع أربع ياءات. وإذا حذفت الياء [الزائدة] 7 وجب فتح الحرف الثاني في غَنَوِيّ، كما وجب فتح الثاني في نَمَرِي، مع صحة الثاني.   1 في "ق": في. 2 في "ق": من. 3 لفظة: "فعيل". ساقطة من "هـ". 4 غَنِيّ: حيّ من غَطفَان. قاله الجوهري في صحاحه "غني": 6/ 2450. 5 قُصَيّ -مصغر: اسم رجل "ينظر المصدر السابق "قصي": 6/ 2463. 6 في النسخ الثلاث "أمي"، وهي الجارية، والتاء في "أَمَة" عوض عن اللام المحذوفة، وأصلها الواو، بدليل جمعها على "أموات"، فلما أرادوا تصغيرها ردوا اللام كما هو القياس في تصغير الثلاثي الذي بقي على حرفين، ثم قلبوا الواو ياء لاجتماعها مع الياء ولكونها ساكنة، وأدغمت ياء التصغير فيها، وزادوا تاء التأنيث على ما هو قياس الاسم الثلاثي المؤنث بغير التاء. فأما تاء العوض فقد حذفت حين ردت اللام؛ لأنه لا يجمع بين العوض والمعوض عنه. "المحقق". 7 لفظة الزائدة: إضافة من "ق"، "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 واعلم أن حكم فَعِيلة وفُعَيلة حكم1 فَعِيل وفُعَيل في جميع ما ذكرناه إذا كان معتل اللام2، فيقال في غَنِيّة وقُصَيّة وأُمَيّة: غَنَوِيّ [وقُصَوِيّ وأُمَوِيّ] 3. قوله: "وجاء: أُمَيِّيّ4، بخِلافِ غَنَوِيّ"5. أي: وجاء أَُمَيِّيّ وقُصَيِّيّ -بإثبات ياء "فَعِيل" وعدم قلبها واوا- ولم يجئ "غَنِيِّيّ"6 من غير قلب الياء واوا وإبقاء كسرة النون بحالها؛ لأنه يلزم من غَنِيِّيّ الجمع بين كسرتين وأربع ياءات، ولم يلزم ذلك في أُمَيِّيّ وقُصَيِّيّ؛ لأنه ليس قبل الياء الأولى كسرة فيها. ويعلم منه أنه يجوز "غَنَيِّيّ" بإثبات الياء وفتح النون، لعدم الكسرتين حينئذ. "فغَنَيِّيّ حينئذ كأُمَيِّيّ"7. قوله: "وأَمَوِيّ". أي: وأَمَوِيّ - بفتح الهمزة شاذ؛ لأنه على غير قياس8.   1 في "ق" و"هـ": كحكم. 2 في "هـ": العين. 3 ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل. وهو إضافة من "ق"، "هـ". 4 في الأصل، "هـ": أمي. والصحيح ما أثبتناه من "ق". 5 بخلاف غنوي: ساقطة من "هـ". 6 هذه عبارة المصنف تابعه فيها ركن الدين، ولكن الرضي يذكر أنه قد يقال: غَنِيِّيّ، وأنها حكاية يونس. "ينظر: شرح الشافية 2/ 30". 7 في الأصل: "فغنيي كأموي" وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 8 هذا إذا جعلناها نسبا إلى أُمَيّة -بزنة التصغير- أما إذا جعلناها منسوبة إلى "أَمَة" -مكبر أُمَيّة- وهي الجارية، فيكون جاريا على القياس. "المحقق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 قوله1: "وأُجري تَحَوِي -في تَحِيّة- مَجْرَى غَنَوِيّ". وإنما أجرى "تَحَوِيّ" المنسوب إلى تحيّة2 -اسم قبيلة3- مجرى غَنَوِيّ في حذف الياء الأولى وقلب الياء الأخيرة واوا لئلا يجتمع كسرتان وأربع ياءات, كما فعل كذلك في غَنَوِيّ. وإنما خُص التَّحَوِيّ بالذكر لأن "تَحِيَّة" ليست "فَعِيلة" بل "تَفْعِلَة" مع أن حكمها في النسبة حكم "فَعِيلة". قوله4: "وأما نحو: عَدُوّ، فَعَدُوِّيّ اتفاقا، ونحو: عَدُوّة قال المبرد: مِثْلُهُ, وقال سيبويه: عَدَوِيّ"5. يعني: وأما "فَعُول" من المعتل6 اللام فالنسبة إليه "فَعُولِي" اتفاقا7، نحو "عَدُوِّيّ" في "عَدُوّ" على القياس في الصحيح، كـ"صَبُورِيّ" في "صَبور".   1 قوله: إضافة من المحقق. 2 قال سيبويه: سألت أبا عمرو عن الإضافة إلى تحية، فقال: "تَحَوِيّ" الكتاب: 3/ 346. 3 وقيل: التحية: الملك. قال زهير بن جناب الكلبي: ولكل ما نال الفتى قد نِلته إلا التَّحِيّه "الصحاح "حيا": 6/ 2325". وقيل: التحية: السلام والبقاء "ينظر اللسان "حيا": 2/ 1078". 4 قوله: ساقطة من "هـ". 5 في "هـ": "وأما نحو عدو ... ". 6 في "هـ": معتل. 7 لفظة "اتفاقا" ساقطة من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 وأما فَعُولَة نحو "عَدُوَّة"1؛ فالمبرِّد يقول "فَعُوِلي" كـ"عَدُوِّي" في "عَدُوَّة"، [كما تقول عَدُوِّيّ في عَدُوّ] 2 إجراء للواوين مُجْرَى واوا واحدة للإدغام3 [على] 4 خلاف باب الصحيح؛ لأن قياس باب الصحيح حذف الواو وفتح الثاني. وسيبويه يُجريها مُجْرى "45" الصحيح؛ فيقول في "عَدُوَّة" "عَدَوِيّ" بفتح الثاني وحذف الواو، كما في الصحيح اللام نحو "شَنَئِيّ" في "شَنُوءة" ولا يعتد بالإدغام5. اعلم أن المصنف نَقَلَ في الشرح6 هذا الخلاف بالعكس، وهو خلاف ما ذكره في المتن، والحق ما ذكره في المتن, ومثل المتن نقله صاحب المفصل7.   1 العَدُوَّة: مؤنث العَدُوّ، قيل: إنما أدخلوا فيها الهاء تشبيها لها بـ"صديقة"؛ لأن الشيء قد يبنى على ضده. "ينظر الصحاح "عدا": 6/ 2419, 2420". 2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 3 ذكره السيوطي في الهمع: 2/ 195. 4 لفظة "على": إضافة من "ق". 5 ينظر الكتاب: 3/ 345. وينظر في خلاف بين سيبويه والمبرد في هذه المسألة الهمع 2/ 195. 6 أي: في شرح الشافية. 7 ظاهر عبارة ركن الدين يوحي بأن صاحب المفصل نقل عبارة ابن الحاجب. وكان الأولى أن يقول: "وما جاء في المتن يتفق مع ما في المفصل" لأن الزمخشري توفي سنة 538هـ، وكانت وفاة ابن الحاجب سنة 646هـ. وجاء في المفصل، ص208: "وفي فَعُول: فَعُولي، كقولك في عَدُوّ. عَدُوِّيّ. وفرق سيبويه بينه وبين فَعُولة، فقال في عَدُوّ: عَدُوِّيّ، كما قالوا في شَنُوءة: شَنَئِيّ. ولم يفرق المبرد وقال فيهما فَعُولِيّ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 قوله: "وتُحذف الياء الثانية في1 نحو: سَيْدِيّ ومَيْتِيّ ومُهَيْمِيّ من هَيَّمَ"2. أي: وتحذف الياء الثانية في النسبة إذا كان قبل الآخر ياء مشددة مكسورة، نحو "سَيْدِيّ، ومَيْتِيّ، ومُهَيْمِيّ". في: سيِّد، ومَيِّت، ومُهَيِّم -اسم فاعل من: هيَّمه الحب يُهَيِّمُهُ: إذا جعله هائما3؛ لأنه لو لم يحذف وقيل: سَيِّدِيّ, ومَيِّتِيّ ومُهَيِّمِيّ لزم الجمع بين كسرتين وأربع ياءات. وإنما حُذفت الياء الثانية؛ لأنه لو [لم تحذف الثانية و] 4 حذفت الأولى لقيل: سَيِّدِيَ -بكسر5 الياء وفتح ما قبلها؛ فإن لم تقلب الياء ألفا لكان ثقيلا، وإن قُلِبَتْ لزم التغييرات. قوله: "وطائيّ شاذ". وإنا كان شاذا؛ لأن القياس "طَيْئِيّ" لأنه منسوب إلى "طَيِّء" كـ"سَيِّد"؛ فحذفت الياء الثانية ونسب إلى الباقي، فصار "طَيْئِيّ"   1 في "ق": من. 2 في "هـ": "وتحذف الياء". 3 ينظر اللسان "هيم": 6/ 4740. 4 ما بين المعقوفتين: إضافة من "هـ". 5 في الأصل، "هـ": "بفتح". وما أثبتناه من "ق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 كـ"سَيْدِيّ" ثم قلبت هذه الياء الباقية ألفا1، فصار "طائي"2. وهذ القلب سبب شذوذه. قوله: "فإِن كان نحو مُهَيِّم، تصغير: مُهَوِّم -من هَوِّم الرجل إذا هز رأسه من النعاس3- قيل: مُهَيِّمِيّ -بالتعويض". وإنما كان كذلك لأنه إذا صغر "مُهَوِّم" كان قياسه حذف إحدى الواوين، لما مر في التصغير، وحينئذ تنقلب الواو الثانية4 ياء لسكون ياء التصغير قبل هذه الواو5 وتدغم ياء التصغير فيهما6 فيصير: "مُهَيِّم" -على لفظ اسم الفاعل- من "هَيِّم". فلو قيل في النسبة إليه "مُهَيِّمِيّ"، كما قالوا في [النسبة إلى7] تصغير "مُهَيِّم" -في اسم الفاعل من هَيَّم- حصل الالتباس فقيل في النسبة إلى: مُهَيِّم، تصغير مَهُوّم "مُهَيِّمِيّ" بالتعويض عن المحذوف في التصغير. ولم يعكس الأمر لأنه كان هو8 أولى بالتعويض؛ لأنه قد حذفت نه إحدى الواوين.   1 لفظة "ألفا": ساقطة من "هـ". 2 قال سيبويه: "ولا أراهم قالوا: طائي إلا فرارا من طَيِّئِيّ، وكان القياس: طَيْئِيّ، ولكنهم جعلوا الألف مكان الياء" "الكتاب: 3/ 371". 3 قال الجوهري في صحاحه: "هوم": 5/ 2062. 4 في "ق"، "هـ": الباقية. 5 في الأصل: وقد، والصحيح حذف "قد" كما هو في "ق"، "هـ". 6 في "ق": فيها. 7 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". 8 لفظة "هو": ساقطة من "ق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 وإنما جوزوا زيادة الياء مع اجتماع الكسرتين1 وأربع ياءات؛ لأن السكون من غير إدغام كالاستراحة، على أن السكون في حرف المدِّ أثبتُ وأقعد. قوله: "و2 تُقلب الألف الأخيرة الثالثة والرابعة المنقلبة واوا كـ"عَصَوِيّ ورَحَوِيّ ومَلْهَوِيّ"3. أي: وتقلب الألف الأخيرة الثالثة أو4 الرابعة المنقلبة عن واو أو عن5 ياء واوا في النسبة، ثالثة كانت تلك الألف أو رابعة. أما قلب الألف؛ فلوجوب كسرة ما قبل ياء النسبة وامتناع قبول الألف الحركة وامتناع حذفها؛ لعدم الثقل في الاسم [في التلفظ] 6 بها مع كونها بدلا من الأصلي. وأما قلبها7 واوا؛ فلأنها إن كانت منقلبة عن واو كان انقلابها إلى الواو أولى لرجوعها إلى الأصل، نحو: "عَصَوِيّ" في   1 في "ق": و"هـ": كسرتين. 2 الواو: ساقطة من "هـ". 3 في الأصل: "وتقلب الألف الأخيرة الثالثة والرابعة ..... " إلى آخره, وفي "هـ":" وتقلب الألف ... ". 4 في الأصل: "و"، والصحيح "أو" كما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 لفظة "عن": ساقطة من "ق"، "هـ". 6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق"، "هـ". 7 في "هـ": قلبها، تحريف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 "عَصى" في الثلاثي، و"مَلْهَوِيّ" في "مَلْهًى" في الرباعي، وألف "عَصًى ومَلْهًى" مقلوبة عن واو، يدل عليها عَصَوْتُ واللهْوُ. وإن كانت منقلبة عن ياء كان انقلابها إلى الواو أيضا1 "46" أولى؛ لئلا يجتمع ثلاث ياءات، نحو "رَحَوِيّ" في "رَحًى" في الثلاثي, و"مَرْمَوِيّ" في "مَرْمِيّ" في الرباعي، وألف الرَّحَى والمَرْمَى مقلوبة عن ياء، يدل عليه الرَّحَيان2 والرَّمْي. اعلم3 أن الرابعة إذا كانت للإلحاق، نحو: "مَعْزًى" منقلبة عن ياء؛ لأنها ياء في الأصل تحركت وانفتح ما قبلها فقُلبت ألفا، ولهذا ترد ياء، فيقال في سَلْقَى "سَلْقَيْتُ" لا سَلْقَات، مع أن حكمها بخلاف ما ذكره ههنا؛ لأن ألف الإلحاق إذا كانت رابعة تقلب واوا، وقد تحذف. [وقد تزاد الألف قبل بدلها] 4 تشبيها بألف التأنيث، فيقال في النسبة إلى مِعْزًى: مِعْزَوِيّ، مِعْزَاوِيّ، ومِعْزِيّ5. وكان من الواجب أن يقول: وتقلب الألف6 الأخيرة الثالثة أو الرابعة المنقلبة التي لغير الإلحاق، ثم يذكر حكمها فيما بعد.   1 لفظة "أيضا" ساقطة من "هـ". 2 في الأصل، "ق": رحيان. وما أثبتناه من "هـ". 3 في "هـ": واعلم. 4 في "ق": "وقد تزاد الألف قبلها، أي: قبل ألف بدلها". موضع ما بين المعقوفتين. 5 لفظة "معزى" ساقطة من "هـ". 6 لفظة "الألف" إضافة من "ق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 قوله: "ويُحذف غيرهما1, كـ: حُبْلِيّ وجَمَزِيّ ومُرَامِيّ وقُبَعْثَرِيّ2". أي: ويحذف في النسبة الألف التي هي غير الألف الثالثة أو3 الرابعة المنقلبة عن واو أو ياء، وتلك الألف إما رابعة غير منقلبة أو خامسة منقلبة [أو غير منقلبة] 4، أو سادسة [غير منقلبة] 5 تقول في: حُبْلَى "حُبْلِيّ" وألفها رابعة غير منقلبة، "وفي جَمَزَى6 -لسريع: جَمَزِيّ7" 8، وألفها خامسة غير منقلبة، وفي مرامي: "مُرامِيّ" وألفها خامسة منقلبة عن ياء، وفي قَبَعْثَري -لجمل9 غليظ شديد10 "قَبَعْثَرِيّ" وألفها سادسة غير منقلبة.   1 في "هـ": غيرها. 2 في "هـ": "ويحذف غيرها .... ". 3 في "ق"، "هـ": "و" بدل "أو". 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 5 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ". 6 في "ق": جمازى. 7 في الأصل: "وفي جَمَزَى: جَمَزِيّ -لسريع". 8 يقال: حمار جَمَزَى، أي: سريع. "ينظر الصحاح "جمز": 3/ 869". 9 في "ق": لجهل. تحريف. 10 وقيل أيضا: القَبَعْثَرَى الفصيل المهزول "ينظر اللسان "قبعثر" 5/ 3516". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 قوله: "وقد جاء في نحو حُبْلى ... " إلى آخره1. أي: وقد جاء في الألف الرابعة غير المنقلبة2 إذا كان ثاني الاسم ساكنا، نحو "حُبْلَي" وجهان آخران: أحدهما "حُبَلَوِيّ" بقلب الألف واوا كما قلبت في "مَلْهى" تشبيها لها بها؛ لأها لا تبلغ مبلغ الاستثقال. وثانيها "حُبْلاوِي" بقلب الألف واوا مع زيادة ألف قبلها. ولم يجئ هذان الوجهان إذا كان "ثاني"3 الاسم متحركان نحو "جَمَزَى" للاستثقال. قوله: "وتقلب الياء الأخيرة [الثالثة .... " إلى آخره] 4، 5. أي: وتقلب الياء التي وقعت في آخر الكلمة ثالثة وكان ما قبلها مكسورا واوا، ويفتح ما قبلها نحو عَمٍ وشَجٍ؛ تقول في المنسوب إليهما "عَمَوِيّ وشَجَوِيّ" برد الياء المحذوفة؛ لعدم موجب حذفها حينئذ، وقلبها واوا لئلا يجتمع ثلاث ياءات.   1 جاءت عبارة ابن الحاجب مبتورة في النسخ الثلاث، وهي بتمامها، هكذا: "وَقَدْ جَاءَ فِي نَحْوِ حُبْلَى: حُبْلَوِيّ وحُبْلاوِيّ، بخلاف نحو جَمَزَى". "الشافية: 5". 2 في النسخ الثلاث: الغير منقلبة والصحيح ما أثبتناه. 3 لفظة "ثاني" إضافة من "ق". 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 5 جاءت عبارة ابن الحاجب مبتورة في النسخ الثلاث، وهي بتمامها: "وَتُقْلَبُ الْيَاءُ الأَخِيرَةُ الثَّالِثَةُ الْمَكْسُورُ مَا قَبْلَهَا واوا ويفتح ما قبلها كـ"عَمَوِيّ وشَجَوِيّ"، وتحذف الرابعة على الأفصح, كقاضي" "الشافية: ص5". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 وإنما فتح ما قبل الواو لاستثقال الكسرتين والياءين. وتحذف الياء التي وقعت في آخر الكلمة رابعة، وكان ما قبلها مكسورا، على الأفصح؛ فيقال في قاض "قاضيّ" على الأفصح. وإنما قال: "على الأفصح" لأنه يجوز قلب الياء واوا وفتح ما قبلها نحو قَاضَوِيّ؛ إجراء لها مُجْرَى الألف الثالثة، كما أُجْرِيَ "مَلْهَوِيّ" مُجري "رَحَوِيّ". وإنما يجب1 فتح ما قبل الواو ههنا ولم يعتد بالسكون الذي قبل الضاد كما اعتد به في "تَغْلِبِيّ" لأنه مستثقل ههنا لأجل الإعلال، بخلاف "تَغْلِبِيّ"؛ فإن "قاضَوِيّ" أثقل من "تَغْلِبِيّ". قوله: "ويحذف ما سِواهما، [كـ: مُشْتَرِيّ] 2. أي: ويحذف الياء التي هي غير الياء الثالثة والرابعة في الآخر وهي الياء الخامسة أو السادسة في الأخير "47" فيقال في مُشْتَر ومُسْتَسْقٍ "مُشْتَرِيّ ومُسْتَسْقِيّ" -بحذف الياء لا غير؛ لكثرة حروف الخماسي والسداسي. قوله: "وباب مُحَيّ ... " إلى آخره3، 4.   1 في "ق": وجب. 2 كمشتري: إضافة في عبارة ابن الحاجب من الشافية "ص6". 3 إلى آخره: ساقطة من "هـ". 4 وردت عبارة ابن الحاجب مبتورة في النسخ الثلاث، وهي بتمامها: "وباب مُحَيّ جاء على مُحَوِيّ ومُحَيِيّ كأُمَوِيّ وأُمَيِيّ". "الشافية، ص6". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 والمراد بباب مُحَيّ: ما كان الياء فيه خامسة في الآخر، ما قبلها مكسورة، فإن "مُحَيّ" اسم فاعل من حيّا يحيّي، فإذا نسب إليه قيل مُحَوِيّ كأُمَوِيّ؛ بحذف إحدي الياءين وقلب الياء الأخرى واوا؛ لئلا تجتمع الياءات مع الكسرة. وقيل أيضا مُحَيِيّ -بحذف إحدى الياءين وإبقاء الياء الأخرى كأُمَيِيّ. قوله1: "ونحو ظَبْيَة ... " إلى آخره2، 3. اعلم أن فَعْلَة وفُعْلَة وفِعْلَة في المعتل اللام اليائي، نحو: ظَبْيَة، ورُقْيَة، وقِنْية -من قَنَيْتُ الغنم وغيرها قِنْية4- ومن المعتل الواوي نحو: غَزْوَة، وعُرْوَة, ورِشْوَة ينسب إليها بحذف تاء التأنيث عند سيبويه على القياس كالصحيح؛ لأن الياء والواو في آخر الاسم إذا كان ما قبلها ساكنا كان حكمها حكم الصحيح؛ فيقال في ظَبْيَة: ظَبْيِيّ. كما يقال في تَمْرَة: تَمْرِيّ، وفي قِنْيَة: قِنْيِيّ وفي رُقْيَة:؛ رُقْيِيّ، وفي غَزْوَة: غَزْوِيّ، وفي عُرْوَة: عُرْوِيّ, وفي رِشْوَة: رِشْوِيّ5. والرِّشْوة: معروفة.   1 قوله: "ساقطة من "هـ". 2 إلى آخره: ساقطة من "هـ". 3 وردت عبارة ابن الحاجب مبتورة في النسخ الثلاث، وتمامها: "ونحو ظَبْيِة وقِنْيَة ورُقْيَة وغَزْوَة ورِشْوَة وعُرْوَة -على القياس عِنْدَ سِيبَويْهِ- وزِنَوِيّ وقُرَوِيّ شَاذٌّ عنده. وقال يونس: ظبوي وغزوي وغنوي: واتفقا في باب ظبي وغزو". "الشافية: ص6". 4 بمعنى: اقتنيتها لنفسك لا للتجارة "الصحاح "قنا": 6/ 2467". 5 ينظر الكتاب: 3/ 348. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 وعُرْوَة القَمِيص والكوز "معروفة"1. والعُرْوَة: الأسدُ2. وأما زِنَوِيّ -في بني زِنْيَة3، وقُرَوِيّ- في قَرْيَة؛ فشاذ عند سيبويه4؛ لأن القياس زِنَيِيّ وقَرَيِيّ, كما في الصحيح. وقال يونس: النسبة إلى ما لا تاء فيه كظَبْي وغَزْو، حكمها حكم الصحيح، فيقال في المنسوب إليهما: ظَبْيِيّ وغَزْوِيّ, والنسبة إلى ما فيه التاء كظَبْيَة وغَزْوَة إنما هي بفتح الساكن الذي قبل الياء والواو وقلب الياء واوا كظَبوِيّ وغَزَوِيّ- بفتح الياء والزاي بالقياس على عَمَوِيّ في قلب الياء واوا وفتح الميم وكذلك سائرها5. وهذا القياس بعيد؛ للفرق, وهو أن ما قبل الياء في ظَبْيَة وغَزْوَة ساكن، والسكون يجعل الياء كالصحيح كما ثبت في الإعراب في نحو ظَبْي ودَلْو. وإنما قيل: الياء في عم متحركة، واتفق سيبويه ويونس على أن حكم النسبة في ظَبْي وغَزْو حكم الصحيح6. قوله7: "وبَدَوِيّ شاذ عندهما"8.   1 لفظة "معرفة" إضافة يقتضيها السياق. 2 وبه سمي الرجل عُرْوَة. قاله الجوهري في صحاحه "عرا" 6/ 2423. 3 بنو زِنْيَة حي من العرب. قاله سيبويه في كتابه "3/ 347". 4 ينظر الكتاب: 3/ 347. 5 حكاه عنه يونس في الكتاب: 3/ 346, 347. 6 المصدر السابق. 7 قوله: ساقطة من "هـ". 8 لفظة "عندهما": غير موجودة بمتن الشافية، لعلها إضافة من ركن الدين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 أي: بَدَوِيّ -بتحريك الدال- شاذ عند سيبويه ويونس؛ لأن القياس سكون الدال عندهما1 لما مرّ؛ فتحريكه غير قياسي2. قوله: "وباب طيّ وحيّ ... " إلى آخره3. المراد بباب طيّ "وحيّ"4 فَعْلٌ، من المعتل اللام بالياء الذي عينه معتلة بالياء أو الواو، نحو طيّ وحيّ؛ لأنهما من طَوَى، والحياة. فإذا5 نُسِبَ إليهما6 يقال: طَوَوِيّ وحَيوِيّ -برد العين إلى أصلها وفتحها، وقلب الياء7 الثانية واوا؛ لئلا يجتمع ثلاث ياءات ولا يقال: طَيِّيّ ولا8 حَيِّيّ؛ لاجتماع الكسرة وأربع ياءات. لا يقال "حَيّ" إذا كان مشتقا من الحياة لم تكن لامه ياء بل واوا؛ لأنا نقول: لا نسلم ذلك لأن هذه الواو بدل من الياء، لعدم مجيء "حَيَوتُ" في كلامهم ومجيء "حَيَيْتُ"، وإنما قلبت ياء كراهة اجتماع الياءين.   1 لأنه منسوب إِلى الْبَدْو، وهو مجرد عن التاء، فهو عند الجميع شاذ. "ينظر شرح الشافية للرضي: 2/ 49". 2 ينظر الكتاب: 3/ 346. 3 هكذا في الأصل، "ق". وفي "هـ": "وباب طئ "وتمام العبارة: "وباب طي وحي ولية ترد الأولى إلى أصلها وتفتح، فيقال: طَوَوِيّ وحَيَوِيّ ولَوَوِيّ" "الشافية: ص6". 4 وحي: إضافة من "ق"، "هـ". 5 في "هـ": وإذا. 6 في الأصل، "هـ": إليه. وما أثبتناه من "ق". 7 لفظة الياء: ساقطة من "ق". 8 ولا: إضافة من "ق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 قوله: "بخلاف دَوِّيّ وكَوِّيّ"1. أي: بخلاف ما إذا كان في آخر فَعْل "48" واو مشدَّدة نحو دوٍّ للمفازة2 وكَوٍّ3؛ فإنها تبقى على حالها؛ فيقال في المنسوب إليها4. دَوِّيّ وكَوِّيّ؛ لأنه ليس استثقال اجتماع الياءين والواوين كاستثقال اجتماع الياءات الأربع، فإن "طيّ" أثقل من "دَوِّيّ". فلهذا قيل "طَوَوِيّ" بالتغيير5، و"دوِّيّ" بعدم التغيير. قوله: "وما آخره ياء مشددة بعد ثلاثة .... " إلى آخره6. أي: الاسم الذي آخره ياء مشددة بعد ثلاثة أحرف؛ فإما أن تكون تلك الياء غير زائدة أو زائدة؛ فإن كانت غير زائدة وذلك بأن تكون إحدى الياءين أصلية والأخرى زائدة، نحو: مَرْمِيّ ففيها7 وجهان: أحدهما "مَرْمَوِيّ" كغَنَوِيّ، في: غَنِيّ- بحذف إحدى8   1 وكوي: ساقطة من "ق". 2 قاله الجوهري في صحاحه "دوي": 6/ 2343. 3 الكَوُّ والكَوَّةُ: الخَرْقُ في الحائط، والثقب في البيت ونحوه. "اللسان "كوي": 5/ 3964". 4 في الأصل، "ق": إليها. وما أثبتناه من "هـ". 5 في "هـ": بالتغير. 6 في "هـ": "وما آخره"، فقط. والمذكور من الأصل، "ق". والعبارة بتمامها: "وما في آخره ياء مشددة بعد ثلاثة، إن كانت أصلية، كما في نَحْو: مَرْمِيٍّ قِيلَ: مَرْمَوِيٌّ وَمَرْميٌّ، وَإِنْ كَانَتْ زَائِدَةً حُذِفَتْ كَكُرْسيٍّ وَبَخَاتِيٍّ، في: بخاتي -اسْمَ رجل" "الشافية: ص6". 7 في "هـ": فيها. 8 في "هـ": أحد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 الياءين وقلب "الياء"1 الأخرى واوا وفتح ما قبل الواو للتخفيف. والثاني2 "مَرْمِيّ" بحذف الياءين، كما قيل في ملهى "مَلْهِيّ" وهو الأفصح. والأولى لغة ضعيفة. وإن كانت زائدة كشافعي، وكُرسِيّ, وبَخَاتِيّ -اسم رجل- فتقول في المنسوب إلى شافعي "شافعي" وإلى كُرْسي "كُرسِيّ" وإلى بَخَاتِيّ "بَخَاتِيّ" بحذف الياءين اللتين كانتا في المنسوب إليه. اعلم أن بَخاتِي غير منصرف سواء كان جمعا أو علما؛ لأنه كمصابيح جمعا أو علما3. والبَخاتِيّ المنسوب منصرف4، لخروجها عن الوزن المانع من الصرف؛ لأن ياء النسبة لا تُعَدّ في أبنية الكلمة. اعلم أنه إنما قال: "بعد ثلاثة" ليخرج عنه نحو [غَنِيّ وقَصِيّ] 5 وطيّ وحيّ؛ فإنه ليس حكمه كذلك، بل كما مرّ. قوله: "وما آخره همزة بعد ألف" إلى آخره6.   1 لفظة "الياء" إضافة من "ق"، "هـ". 2 في "هـ": والياء في. 3 ينظر الكتاب: 3/ 230، 231 واللسان "بخت": 1/ 219. 4 ينظر المقتضب: 3/ 138. 5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق"، "هـ". 6 في "هـ": "وما آخره". وما ذكرناه من الأصل، "ق". وعبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَمَا آخِرُهُ هَمْزَةٌ بَعْدَ أَلِفِ إِنْ كَانَتْ للتأنيث قلبت واوا، كصحراوي. وروحاني وبهراني وصنعاني وجلولي وحروري شاذ. وإن كانت أصلية تثبت على الأكثر كقرائي وإلا فالوجهان، ككساوي وعلباوي" "الشافية: ص6". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 أي: الاسم الذي آخره همزة بعد ألف؛ فأما أن تكون همزته للتأنيث أو تكون1 لا للتأنيث ولا أصلية؛ فإن كانت للتأنيث، نحو: "حمراء" قلبت تلك الألف واوا في النسبة, كحَمْرَاوِيّ وصَفْرَاوِيّ؛ لكون الهمزة أثقل وكون الواو أولى من الياء، لئلا يجتمع "ثلاث"2 ياءات مع الكسرة. وأما صَنْعانِيّ وبَهْرانِيّ ورَوْحانِيّ -بفتح الراء-3 فشاذ لجعلهم4 النون موضع الواو, والقياس صَنْعاوِيّ وبَهْراوِيّ ورَوْحاوِيّ. اعلم أن صَنْعاءَ قَصَبَةُ اليمنِ5، وبَهْراء قبيلة من قصاعة6، ورَوْحَاء: واسعة؛ يقال نعامة رَوْحَاء "أي"7: واسعة ما بين رجليها وقَصْعَة رَوْحَاء: قريبة القعر8.   1 لفظة "تكون" ساقطة من "ق". 2 لفظة "ثلاث" إضافة من "ق". 3 ما بين الشرطتين إضافة من "ق"، "هـ". 4 في الأصل: بجعلهم. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 قاله الجوهري في صحاحه "صنع": 3/ 1246. وفي "هـ": قصبة من اليمن. 6 قاله الجوهري في صحاحه "بهر": 2/ 598. 7 لفظة "أي": إضافة من "ق". 8 ذكره ابن منظور في اللسان "روح": 3/ 1770 وقبل: روحاء: بلد "ينظر الصحاح "روح": 1/ 371". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 وكذا: جَلُولِيّ وحَرورِيّ شاذ في: جَلُولاء وحَرُوراء. والقياس: جَلُولاوِيّ وحَرُوراوِيّ؛ فحذفت الهمزة وما قبلها من الألف. جَلُولاء -بالمد: قرية بناحية فارس1. وحَرُورا -تمد وتقصر- اسم قرية نُسِبَ الحَرُورِيّة من الخوارج إليها، كان أول مجتمعهم بها وتحكيمهم منها2. وإن كانت الهمزة أصلية ثبتت تلك الهمزة في النسبة على الأكثر، نحو: قَرَّائِيّ "في قُرَّاء"3؛ لأنه من قرأ4. وإنما قال: "على الأكثر"؛ لأنه قد تقلب الهمزة واوا نحو "قَرَّاوِيّ" تشبيها بكَسِاوِيّ. وإن لم تكن الهمزة للتأنيث ولا أصلية، نحو: كِساء، ورِداء، وعِلْباء جاز قلبها واوا نحو: كِساوِيّ ورِداوِيّ وعِلْباوِيّ؛ تشبيها لها بهمزة التأنيث من حيث "إنها"5 لم تكن أصلية وجاز إبقاؤها همزة نحو: كِسائي ورِدائي وعِلْبائي، تشبيها لها بالهمزة الأصلية من حيث كانت بدلا عن أصل، كما في كساء ورداء؛ لأن أصلها   1 قاله الجوهري في الصحاح "جلل": 4/ 1661. 2 قاله الجوهري أيضا في الصحاح "حرر": 2/ 628. 3 "في قراء": ساقطة من "هـ". 4 في "ق"، "هـ": قراء. 5 "إنها": إضافة من "ق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 396 كساو ورداي، أو تشبيها بالأصل بأن زيدت للإلحاق، كعِلْباء، فإنه زيدت الهمزة للإلحاق بجرداح -ناقة1. قوله: "وباب سقاية ... " إلى آخره2. المراد بباب سقاية الاسم الذي تقع فيه الياء بعد الألف الزائدة3 وبعدها تاء التأنيث وصحت تلك الياء لوجود تاء التأنيث فيه نحو سِقاية4، فالقياس في النسبة إليه أن يقال "سِقائِيّ" بالهمزة؛ لأنه لما حذف التاء للنسبة وجب قلب الياء همزة لكونها متطرفة بعد ألف زائدة. اعلم أنه لو قيل في النسبة "49" إلى سِقاية: سِقاوِيّ، لم يبعد؛ لأن نحو هذه الهمزة تقلب واوا كـ"رِداوِيّ" في رِداء. وقالوا في باب شقاوة5 "شقاوى" من6 غير قلب الواو همزة لعدم استثقالهم الواو مع ياء النسبة كاستثقالهم التاء مع ياء النسبة؛ ولأنه لو وقعت الهمزة في هذا الموضع لقلبت واوا. قوله: "وباب: رَاي وَرَايَة ... ". إلى آخره7.   1 لفظة "ناقة": ساقطة من "ق"، "هـ" ولعلها تفسير من ناسخ. 2 إلى آخره: سشاقطة من "هـ". والعبارة بتمامها: "وبَابُ سِقَايَةَ: سِقائي- بالْهَمْزَةِ وبَابُ شَقَاوَة: شقاوِيّ -بالواو" "الشافية: ص6". 3 الواو إضافة من "ق"، "هـ". 4 سِقاية الماء معروفة. والسِّقاية التي في القرآن، قالوا: الصُّواع الذي كان المَلِك يشرب فيه. قاله الجوهري. "الصحاح "سقى": 6/ 2380". 5 الشَّقاءُ والشَّقاوة: نقيض السعادة. "الصحاح "شقي": 6/ 2394". 6 لفظة "من" مطموسة في "هـ". 7 وتمام عبارة ابن الحاجب: "وباب" راي وراية: رايِيّ ورائِيّ وراوِيّ" "الشافية: ص6". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 المراد بباب "راي، وراية" الاسم الثلاثي الذي تقع فيه الياء بعد ألف مقلوبة من حرف1 أصلي، وتكون تاء التأنيث فارقة بين الواحد والجمع، نحو راي وراية، وثاي وثايَة2. اعلم أن باب "راي، وراية" في النسب على حال3 واحدة؛ لأنه وجب حذف التاء عن راية في النسب4، وحينئذ لا يبقى فرق بين راي وراية؛ لتقول في النسبة إليهما: رايِيّ، كما تقول: ظَبْيِيّ؛ يجوز5 اجتماع الياءات مع الكسرة، لسكون ما قبل الياء الأولى كما جُوّز في ظبييّ. وتقول أيضا في النسبة إليهما رائي -بالهمزة- تشبيها له بسقائي لوقوع الياء في الموضعين بعد الألف وتقول أيضا في النسبة إليهما: راويّ؛ لأنه لما اجتمعت الياءات بعد ألف كان أثقل من باب ظبييّ؛ لأن الساكن في ظبييّ صحيح، بخلاف رايي، فقلبت الياء في رايي واوا. واعلم أن الصحيح راي وراية -غير المعجمة- والراية: العلم وهي من رويت الحديث، أي: أشفيته6، وزنا7 فَعْلة، والألف منقلبة عن واو. بخلاف ألف سقاية فإنها زائدة.   1 في "هـ": حروف. 2 الثاية: الحظيرة. وحجارة ترفع فتكون علما يهتدى به، ومظلة تتخذ من ثوب وأعواد، وسفينة صغيرة للرياضة والسباحة، المعجم الوسيط "ثوي" "107". 3 في "هـ": حالة. 4 في النسب: ساقطة من "هـ". 5 في "ق"، "هـ": فجوز. 6 ينظر الصحاح "روي": 6/ 2364. 7 في "هـ": ووزنها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 قوله: "وما كان من الأسماء على حرفين ... " إلى آخره1. اعلم أن الاسم إذا كان على حرفين وكان متحرك الأوسط في الأصل فإن كان المحذوف منه لاما، ولم يعوض المحذوف همزة وصل، كأب وأخ وست, يجب رد المحذوف، فيقال في النسبة إليها: أَبَوِيّ، وأَخَوِيّ وسَتَهِيّ. وإنما يجب رده؛ لأن المحذوف لام، واللام محل التغيرات قابل لها. وإنما قال: "ولم يعوض همزة الوصل"؛ لأنه لو عُوض همزة الوصل كابن, لم يجب رد المحذوف؛ لأن المعوض يقوم مقام المحذوف. وإن كان المحذوف من ذلك الاسم فاء, وذلك الاسم معتل اللام نحو شِيَةٍ2؛ أصلها: وِشْي، فحُذِف منها الفاء وعوّض التاء وجب3 رد المحذوف أيضا؛ لأنه بعد التاء للنسبة يبقى على حرفين وليس في   1 في "هـ": "وما كان .... " وعبارة ابن الحاجب بتمامها: "وما كان من الأسماء عَلَى حَرْفَيْنِ إِنْ كانَ مُتَحَرِّكَ الأَوْسَطِ أَصْلاً والمحذوف هو اللام ولم يعوض همزة وصل أو كان المحذوف فاء وهو المعتل اللاَّمِ وَجَبَ رَدُّهُ, كأَبَوِيّ وأَخَوِيّ وسَتَهِيّ -في سَتٍ- ووِشَوِيّ -فِي شِيَة- وقَالَ الأخْفَشُ: وِشْيِيّ -في سَتٍ- ووِشَوِيّ -فِي شِيَة- وقَالَ الأخْفَشُ: وِشْيِيّ، عَلَى الأَصْلِ. وَإِنْ كانَت لاَمُهُ صَحِيحَةً والْمَحْذُوفُ غَيْرُهَا لَمْ يُرَدَّ، كَعِدِيٍّ وَزِنِيٍّ وَسَهِيٍّ -في سه- وجاء عَدوِيّ، وليس يرد" "الشافية: ص6". 2 الشِّيَةُ: كل لون يخالف معظم لون الفرس وغيره، والهاء عوض من الواو الذاهبة من أوله، والجمع شِيات. يقال: ثَور أَشْيَهُ، كما يقال فرس أبلق, وتيس أذرأ وقوله تعالى: {لَا شِيَةَ فِيهَا} أي: ليس فيها لون يخالف سائر لونها. يقال: وَشَيْت الثوبَ أشِيهِ وَشْيا وشِيَة، ووَشَّيْتُهُ وتَوْشِيَة، فهو مَوْشِيّ ومُوَشّي. "الصحاح "وشي": 6/ 2525". 3 في الأصل: ووجب. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 الأسماء المعربة المستقلة اسم على حرفين ثانيهما حرف لين، فلا بد من رد المحذوف ليكون على ثلاثة أحرف. ولا يشكل بمثل "عِدَة" في النسبة؛ لأنه ليس ثانيهما بعد حذف التاء حرف لين. ولا بمثل "ذو مال"1؛ لأنه ليس بمستقل. وإذا رُدَّ المحذوف حرِّكت العين؛ لئلا يلزم وجودُ عِلَّة حذف الواو مع وجود الواو مع وجود الواو، وهي كون الواو فاء2 مكسورة مع سكون ما بعدها3 فتقول في النسبة إليا "وِشَوِيّ"4 -بفتح الشين- وقلب الياء واوا كراهة اجتماع ثلاث ياءات. وقال الأخفشُ: يقال5 في النسبة إليها "وِشْيِيّ" برد الواو وإبقاء الياء على الأصل6، ووجهُه أنه لما رجعت الكلمة إلى أصلها فصارت "وِشْيَة" والنسبة إلى وِشْيَه "وِشْيِيّ" فكذلك ههنا7.   1 لفظة "مال": ساقطة من "ق". 2 لفظة "فاء" ساقطة من "هـ". 3 في "هـ": ما قبلها. 4 هذا مذهب سيبويه "ينظر الكتاب: 3/ 369, 370". وتابعه أبو العباس المبرَّد "ينظر المقتضب: 3/ 169". 5 لفظة "يقال": ساقطة من "ق"، "هـ". 6 حكاه المبرِّد في مقتضبه: 3/ 156, 157، وكذلك الجوهري في صحاحه "وشي" 6/ 2524. 7 ينظر المصدرين السابقين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 وهو ضعيف لأنه أثبت الواو مع وجود المُوجِبِ لحذفها "5" في شِيَة. والشِّيِةُ: كل لون يُخالِفُ1 مُعْظَمَ لَوْنِ الفرس وغيره2. وإن كانت3 لام الاسم الذي على حرفين صحيحة، والمحذوف منه غير اللام4 "سواء"5 كان المحذوف فاء نحو "عِدَةٍ، وزِنَةٍ" [أصلهما: وِعْدَة ووِزْنَة] 6، أو عينا، نحو "سَه". أصله: سَتَه -لم يرد المحذوف- فتقول في النسبة إليهما "عِدِيّ، وسَهِيّ"، لا وِعْدِيّ وسَتَهِيّ؛ لعدم الحاجة إلى ردّ المحذوف، لكون الباقي بعد الياء حرفين ليس ثانيهما حرف لين؛ ولأنه لا يلزم من رد اللام رد غيرها؛ لأن اللام محل التغير. لكنه جاء في النسبة إلى عَدِةٍ "عِدَوِيّ"7 وأنه ليس برد؛ لأنَّ المحذوف هو الفاء، بل زيادة حرف موضع اللام كالعوض من الفاء المحذوفة8.   1 في "هـ": بخلاف. 2 قاله الجوهري في صحاحه: "وشي": 6/ 2524. 3 في "هـ": كان. 4 في "هـ": لام. 5 لفظة "سواء": من "ق"، "هـ". 6 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ". 7 جاء في شرح الشافية، للرضي "2/ 63"، ما نصه: "والفراء يجعل الفاء المحذوفة في هذا الباب، من الصحيح اللام كان أَو من المعتلة، بعد اللام، حتى يصير في موضع التغيير -أَي: الآخر- فيصح ردها، فيقول: عِدَوِيّ وزِنَوِيّ وشِيَوِيّ، في: عِدَة وزِنَة وشِيَة، وحملَه على ذلك ما رُوِيَ عن ناس من العرب عِدَوِيّ في عِدَة فقاس عليه". 8 في "ق"، "هـ": المحذوف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 ويمكن أن يقال: إنه رُدّ المحذوف ثم قلب إلى موضع اللام ليكون المحذوف في محل التغيير. وإنما قال: "في سَهٍ"، لئلا يتوهم أنه منسوب إلى "سَتٍ". ولقائل أن يقول: لا يُتَوَهَّمُ ذلك؛ لأنه بيَّن من قبل أن النسبة إلى ست "سَتَهِيّ". اعلم أن في كلام المصنف نظرا؛ لأنه يقتضي وجوب رد المحذوف من دم في النسبة؛ لأنه محرك1 الوسط، والمحذوف لام و2 لم يعوض همزة وصل لكنه لا يجب رده، فإنه يجوز الوجهان الرد، وعدم الرد3. ويمكن أن يجاب عنه بأن دما في الأصل فَعْل -بسكون العين- عند سيبويه4 والأخفش5. نعم عند المبرد فَعَل -بفتح العين   1 في "هـ": متحرك. 2 الواو: ساقطة من "ق". 3 وهذا مذهب سيبويه. جاء في الكتاب "3/ 358": "فمن ذلك قولهم في دَم: دَمِي وفي يَدٍ: يَدِيّ. وإن شئت قلت: دمَوِيّ ويَدَوِيّ، كما قالت العرب في غد: غَدَوِيّ. كل ذلك عربي". 4 ينظر المصدر السابق. 5 ينظر المقتضب: 3/ 152. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 واستدل عليه بقولهم: دَمِيَ يَدْمَى دَمَيا1، كما يقال: فَرِق يَفْرَقُ فَرَقا وحَذِرَ يَحْذَرُ حَذَرا، واسم الفاعل منه دَم كحَذِر وفَرِق2. وهو ضعيف؛ لجواز أن يكون الشيء على وزن، فإذا اشتق منه فعل كان مصدر ذلك الفعل على غير ذلك،3 نحو: جَنِبَ الرجل يجنَبُ جَنَبًا: إذا اشتكى جَنْبه4، والفعل مأخوذ من الجَنْبِ -بسكون النون، والمصدر فَعَل -بفتح العين: جَنَبا. قوله: "وما سواهما يجوز فيه الأمران"5. أي: ويجوز الأمران: الرد وعدم الرد في الاسم الذي على حرفين في غير هذين البابين. أحدهما: يجب رد المحذوف فيه, والآخر يمتنع رده فيه، وأشار إلى الباب الأول بقوله: "وَمَا كانَ عَلَى حَرْفَيْنِ إِنْ كانَ مُتَحَرِّكَ الأوسط أصلا .... " إلى قوله: "وجب رده". وأشار إلى الباب الثاني بقوله: "وإن كانت لامه صحيحة   1 في "ق"، "هـ": دما. 2 قاله أبو العباس: "وسيبويه يزعم أن "دما": "فَعْل" في الأصل، وهذا خطأ؛ لأنك تقول: دَمِي يَدْمَى فهو دَم، فمصدر هذا لا يكون إلا "فعَل"ن كما تقول: فَرِق يفْرَق، والمصدر الفَرَق، الاسم: فَرِق، وكذلك الحَذَر، والبطَر، وجميع هذا الباب "المقتضب: 3/ 153". 3 في "ق", "هـ": على غير وزنه ذلك. بزيادة "وزن". 4 ويقال أيضا: جَنِب البعير يَجْنَبُ جَنَبا: "إذا ظلع في جنبه" ينظر الصحاح "جنب": 1/ 103. 5 وتمام عبارة ابن الحاجب: "نَحْوُ: غَدِيّ وغَدَوِيّ وابنِيّ وبَنَوِيّ وحِرِيّ وحِرَحِيّ. وأَبو الْحَسَنِ يُسَكِّنُ مَا أَصْلُهُ السُّكُونُ، فَيَقولُ: عَدْوِيّ وحِرْحِيّ" "الشافية: ص6". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 والمحذوف غيرها لم تردّ1 -نحو غد ويد2، وابن وحِر، فإن غدا ليس بمتحرك الأوسط [في الأصل] 3 وإن كان لامه محذوفة وكذلك يد. والابن عوض فيه همزة الوصل وإن كان متحرك الأوسط محذوف اللام. والحِر ليس بمتحرك الأوسط في الأصل مع أن لامه صحيحة والمحذوف هو اللام، فتقول في النسبة إليها: غَدِيّ ويَدِيّ وحِرِيّ -بغير رد المحذوف- وغَدَوِيّ ويَدَوِيّ4 وحِرَحِيّ -برد المحذوف وفتح العين5. و6 أما جواز الرد وعدمه؛ فلأن المحذوف لام، واللام قابل للتغيير بالرد7 وغيره. وأما فتح العين في غد [وحِر ويَد] 8؛ فلأن العين كانت محل الإعراب، فلما سلب ذلك برد اللام عوض9 عنه بالحركة10.   1 وذلك نحو: عِدِيّ وزِنِيّ وسَهِيّ- في سَه. "من الشافية: ص6". 2 لفظة "يد" إضافة من "ق"، "هـ". 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 4 في "ق": يدي. 5 وهذا مذهب سيبويه في النسبة إلى ما حذفت لامه "ينظر الكتاب 3/ 358, 359". وينظر كذلك: المقتضب 3/ 152. ولكن أبا الحسن الأخفش ينسب اليد وما شابهه على: يَدِيّ ويَدييّ. "ينظر المقتضب: 3/ 152". 6 الواو ساقطة من "ق"، "هـ". 7 في "ق": بالزيادة. 8 في "ق": "ويَدٍ وحِرٍ" موضع ما بين المعقوفتين. 9 في الأصل: عوض. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 10 في الأصل: الحركة. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 "والأخفش يقول: غَدْوِيّ ويَدْيِيّ وحِرْحِيّ بسكون العين تنبيها على أصلها، وكذلك1 كل ما كان عينه ساكنا في الأصل2 -وهو الأقيس. وتقول في النسبة إلى ابن: ابنِيٌ وبَنَوِيٌّ3. أما ترك الرد كابْنِيّ؛ فلأن الهمزة عِوض عن المحذوف ولا4 حاجة إلى رده. وأما الرد فبحذف الهمزة حتى يصير الباقي كأن أصله: بَنَو كأبَو، فكما يجب الردُّ في "أب" كذلك يجب في "ابن" بعد حذف الهمزة "51". وحكم الاسْت حكم الابن حتى يقال: اسْتِيّ وسَتَهِيّ5. قوله: "وأُخْت وبِنْت ..... " إلى آخره6.   1 في "ق"، "هـ": وكذا. 2 حكاه المبرد في مقتضبه: 3/ 152. 3 وهذا قول سيبويه, أخذه عن يونس عن أبي عمرو بن العلاء "ينظر الكتاب: 3/ 361". 4 في "ق": فلا. 5 قاله سيبويه في كتابه، ثم قال: "وإنما جئت في اسْت بالهاء؛ لأن لامها هاء ألا ترى أنك تقول: الأستاه وسُتَيْهة في التحقير" "الكتاب: 3/ 361". 6 إلى آخره: ساقطة من "هـ". وعبارة ابن الحاجب بتمامها: "وأُخْتٌ وبِنْتٌ كأَخٍ وَابْنٍ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ. وَعَلَيْهِ: كلوي. وقال يونس: أختي، وعليه: كلتيّ وكَلتَوِيّ وكلتاوِيّ" "الشافية: ص6". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 أي: وحكم أُخت وبِنْت في النسب حكم أخ وابن عند سيبويه1، فالنسبة إلى أخت كالنسبة إلى أخ؛ لأنه يجب حذف تاء التأنيث فيبقى الأخ حينئذ، فينسب إليه كما ينسب إلى "أخ"، فيقال: أَخَوِيّ. والنسبة إلى بنت بعد حذف التاء -كالنسبة إلى ابن- بعد حذف الهمزة2، والنسبة3 إلى ابنة كالنسبة إلى ابن؛ فقال في النسبة إلى ابنة: ابْنِيٌّ وبَنَوِيّ4، كما يقال في النسبة إلى ابن. ابْنِيّ وبَنَوِيّ. وعلى مذهب سيبويه كانت النسبة إلى كِلْتا: كِلَوِيّ؛ لأن التاء عنده للتأنيث فتحذف للنسبة ويقلب الألف الذي هو اللام واوا ويفتح ما قبلها كما يفعل في مثلها. هكذا نقل5 سيبويه6. وفيه نظر؛ لأن الألف ليست عنده لام الفعل، بل للتأنيث. ونقل المصنف أيضا في شرح المفصل أن كِلْتَا عند سيبويه فِعْلَى7 أصله: كلوي أبدلت الواو تاء إشعارا بالتأنيث، ولم يكتف بالألف   1 قال سيبويه: "وإذا أضفت إلى أخت قلت: أخوي، هكذا ينبغي له أن يكون على القياس. وذا القياس قول الخليل، من قِبَل أنك لما جمعت بالتاء حذفت تاء التأنيث كما تحذف الهاء، ورددت إلى الأصل. فالإضافة تحذف كما تحذف الهاء، وهي أرد له إلى الأصل". "الكتاب: 3/ 360, 361". 2 في "ق"، "هـ": همزته. 3 لفظة النسبة: ساقطة من "هـ". 4 ينظر الكتاب: 3/ 361. 5 في "ق"، "هـ": نقله. 6 ينظر الكتاب 3/ 363. 7 في الجزء الأول ص601. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 لأنها تنقلب ياء في النصب والجر، فلما نسب إليه لم يبق لإثبات التاء وجه فحذفت، فلما حذفت وجب أن يقال1 كِلَوِيّ -بتحريك اللام على ما ذكر فيما تقدم- أي2: ترد الواو التي3 أبدل عنها التاء ووجب حذف الألف كراهة4 اجتماع الواوين لو5 قلبت6, هذا تصريح منه7 بأن الألف للتأنيث وليست لام الفعل، وأن تلك الألف حذفت "وأن"8 الواو المذكورة هي الواو التي في الأصل. نعم: مذهب "بعض"9 النحاة أن الألف لام الفعل والتاء للتأنيث غير عوض، ووزنه فِعْتَلٌ10. وقال يونس: "إن"11 النسبة إلى أخت وبنت: أُخْتِيّ وبِنْتِيّ12، إجراء للتاء مُجرى حرف أصلي؛ لأنه عوض عن أصلي.   1 لفظة "يقال" مطموسة في "هـ". 2 في "ق"، "هـ": "و" بدلا من "أي". 3 في الأصل "الذي". وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 4 لفظة "كراهة" مطموسة في "هـ". 5 لفظة "لو" ساقطة من "هـ". 6 الإيضاح في شرح المفصل: 1/ 601, 602. 7 في "هـ": من المصنف". 8 في الأصل: فإن. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 9 لفظة "بعض" إضاف من المحقق: وهي إضاف يتطلبها المعنى. 10 هذا المذهب نقله ابن الحاجب عن بعض النحاة "ينظر الإيضاح: 1/ 602". 11 لفظة "إن" إضافة من "هـ". 12 حكاه سيبويه في كتابه: 3/ 363. وينظر المفصل، ص210. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 وعلى مذهب يونس يقال1 في النسبة إلى "كِلْتا": كِلْتِيّ2 كما يقال: أُخْتِيّ. وكِلْتَوِيّ3 وكِلْتَاوِيّ، كما يقال: حُبْلَوِيّ وحُبْلاوِيّ4. وقياس النسبة5 - إلى "كِلتا" على مذهب من يقول وزنه فِعْتَل: كِلْتَوِيّ -على الأفصح- وكِلْتِيّ -على غير الأفصح6- لكن هذا المذهب ليس بشيء، لامتناع وقوع تاء التأنيث متوسطة. قوله7: "والمُرَكَّبُ يُنْسَبُ "إلى صَدْرِهِ .... " إلى آخره"8. اعلم أنه يمتنع النسبة9 إلى كلمتين10 معا في المركب منهما للاستثقال، فحذف الثاني كما تحذف11 تاء التأنيث، فقيل في بَعْلَبَكّ: بَعْلِيّ، كما قيل في طَلْحَة: طَلْحِيّ.   1 لفظة "يقال". إضافة من "ق"، "هـ". 2 لفظة "كلتى": ساقطة من "هـ". 3 ينظر الكتاب: 3/ 363، والمفصل، ص210. 4 ينظر الإيضاح 1/ 602. 5 في "ق": النسب. 6 قاله ابن الحاجب "ينظر المصدر السابق". 7 قوله: ساقطة من "هـ". 8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". وعبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالمُرَكَّبُ يُنْسَبُ إِلى صَدْرِهِ، كبَعْلِيّ وتَأَبّطِيّ وخَمْسِيّ -في خَمْسَةَ عَشَرَ، عَلَمَاً. وَلاَ يُنسَبُ إِلَيْهِ عَدَداً. وَالمُضَافُ إِنْ كانَ الثَّانِي مَقْصُوداً أَصْلاً كابن الزبير وأبي عمرو، قيل: زُبَيْرِيّ وعَمْرِيّ، وَإِنْ كانَ كَعَبْدِ مَنافٍ وَامْرِئ القَيْسِ قِيلَ عبدِي ومَرَئِيّ "الشافية: ص6". 9 في "ق": النسب. 10 في "ق": الكلمتين. 11 في "ق"، "هـ": حذفت. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 وكذلك قيل في تأبَّط شرًّا: تَأَبَّطِيّ. وفي "كُنْت"- المركب من كان وضمير المتكلم علما: كَوْنِيّ. وإنما رَدّ الواو؛ لأنها كانت سقطت لالتقاء الساكنين، وقد زال بحذف ضمير المتكلم. وفي "خمسة عشر" -علما- خَمْسِيّ1، ولا ينسب إلى خمسة عشر وهو عدد؛ لأن كل واحدة من الخمسة والعشرة مقصودة؛ فلو حذفت إحداهما اختل المعنى، بخلاف ما إذا كان علما؛ لأنه لم يختل المعنى -هذا في غير المركب من المضاف والمضاف إليه2. [وأما المركب من المضاف والمضاف إليه] 3 فلا يخلو من أن يكون الثاني -أعني المضاف إليه- مقصودا في الأصل كابن الزبير، وأبي عمرو فإنهم قصدوا بالأول ابنا له أب اسمه زُبَيْر، وقصدوا بالثاني أبا له ولد اسمه عَمرو، أو4 لا يكون الثاني مقصودا. فإن5 كان الثاني مقصودا ينسب إلى الثاني، فيقال: زُبَيْرِيّ وعَمْرِيّ6، حرصا على البيان؛ لأنه لو قيل: بَنَوِيّ وأَبَوِيّ، لحصل الالتباس، بخلاف زُبَيْرِيّ وعَمْرِيّ.   1 ينظر الكتاب: 3/ 374. 2 ينظر المفصل، ص210. 3 ما بين المعقوفتين ساقط من"ق". 4 في "هـ": "و". 5 في الأصل: "وإن". وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 6 ينظر المفصل، ص210. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 [وفيه نظر] 1. [اعلم أنه لم يحصل الالتباس إذا لم تكن النسبة إلى المضاف إليه مشهورة] 2. وإنما قال "في الأصل" ليدخل فيه "52" مثل أبي عمرو، الذي له ولد ليس اسمه عمرا، والذي ليس له ولد، ولو كان طفلا فإنه ينسب إليه كذلك, مع أن الثاني ليس بمقصود ههنا؛ لأن الكُنَى أصلها القصد إلى الثاني، وإنما أجريت على الأطفال تفاؤلا. وإن لم يكن الثاني مقصودا، كعبد مناف وامرئ القيس ينسب3 إلى الاسم الأول بحذف4 الثاني، لقلة اللبس؛ لأن الثاني غير مقصود فيقال: عبدي ومَرَئِيّ. واعلم أنه قد يحذف الأول وينسب إلى الثاني ههنا نحو "أَشْهَلِيّ" في: عبد الأَشْهَل، و"مَنَافِيّ" في عبد مناف. قال سيبويه: "سألت الخليل عن قولهم في عبد مناف: منافيّ فقال: أما القياس فكما ذكرت لك، إلا أنهم5 قالوا "منافيّ" خوف اللبس"6 وإذا عرفت ذلك لم يجز ضم عبد مناف إلى امرئ القيس.   1 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". 2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 3 في "ق": فنسب. 4 في "ق": ويحذف. 5 في "هـ": "لأنهم". 6 الكتاب: 3/ 376. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 قوله1: "والجَمْعُ يُرَدّ إلى الواحِدِ .... "2. إذا أريد النسبة إلى الجمع رد الجمع إلى الواحد3 ونسب إلى الواحد، لكون الجمع أثقل، وحصول الفرض بالنسبة إلى الواحد، فيقال في النسبة إلى كُتُبِ وصُحُف ومساجِد وفرائِض: كِتابِيّ وصحَفِيّ ومَسْجِدِيّ وفَرَضِيّ4 -هذا إذا كان الجميع غير علم وكان للجمع واحد مستعمل. أما إذا كان علما, كما إذا سُمِّي رجل بمساجد؛ فإنه ينسب إلى لفظه؛ لأن حكمه حكم المفرد؛ لأنه لا يفيد معنى الجمع؛ ولأن الأعلام لا تغير، فيقال في مساجد علما: مساجديّ، وفي الأنصار: أنصاري5؛ لأن الأنصار غلب حتى صار علما، وفي كِلاب: كِلابي، وفي مدائن: مَدائِنِيّ6 -لأنه اسم بلد.   1 "قوله": موضعها بياض في "هـ". 2 هكذا في النسخ الثلاث. وتمام العبارة: "والجمع يرد إلى الواحد, فيقال فِي كُتُبِ وَصُحُفٍ وَمَسَاجِدِ وَفَرَائِضَ: كِتَابِيٌّ وَصَحَفِيٌّ وَمَسْجِدِيٌّ وَفَرَضِيٌّ. وَأَمَا بَابُ مَسَاجدَ -عَلَماً فَمَسَاجِدِيّ، كأنصاري وكلابي". "الشافية: ص6". 3 ينظر الكتاب: 3/ 378. 4 قال سيبويه عن هذا وأشباهه: "وهذا قول الخليل، وهو القياس على كلام العرب". "المصدر السابق". 5 ينظر المصدر السابق: 3/ 380. 6 قال سيبويه: "وسألته -أي: الخليل- عن قولهم: مدائني، فقال: صار هذا البناء عندهم اسما لبلد" "المصدر السابق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 411 وأما1 قولهم أَعْرابِيّ2، فلكونه3 جاريا مُجْرى القبيلة؛ ولأنه ليس بجمع، لا يقال إنه جمع عرب؛ لأن الأعراب سكان البوادي من العرب -والعرب غير العجم- سواء سكن الحضر أو البادية، فلو كان جمعا له4 لكان المفرد أعم من جمعه، وأنه محال5. وأما إذا لم يكن للجمع واحد فإنه ينسب إلى الجمع نحو عَبَادِيدِيّ في: عباديد6. والعباديد7: هي الخيل المتفرقة في ذهابها ومجيئها، وقال الأصمعي: هي الطرق المختلفة، قال: يقال: صاروا عَبادِيدَ وعَبابِيدَ، أي: متفرقين8. وإنما لم يرد إلى ما جاز أن يكون واحده في القياس كما ردوه إليه في التصغير9؛ لأنه ليس رده إلى فُعْلُول أو فِعْلِيل أو فِعْلال   1 الواو ساقطة من "هـ". 2 في "ق"، "هـ": الأعرابي. 3 في "ق": فلكونها. 4 له: إضافة من "ق". 5 قاله ابن الحاجب في الإيضاح: 1/ 605. 6 ينظر الكتاب: 3/ 379. وحكى عن أبي الحسن الأخفش قوله: "ذهب إلى أنه لو كان له واحد لرد في النسب إليه" "ينظر اللسان "عبد": 4/ 2780". 7 في "هـ": وهي. 8 هذه الفقرة موجودة في اللسان "عبد": 4/ 2780. 9 في "ق": للتصغير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 412 بأولى1 من ردِّه إلى الآخر، بخلاف التصغير؛ لأن تصغير الكل واحد، وليس النسبة إلى الكل واحدة. وكذلك لا يرد الجمع الذي2 ليس على لفظ واحده إلى واحده، نحو: مَحَاسِبي ومُشابِهيّ ومَذاكِيريّ، في النسبة إلى محاسن ومشابه ومذاكير. قوله3: "وَمَا جَاءَ عَلَى غَيْرِ مَا ذُكر فشَاذٌّ". أي: النسبة التي جاءت على غير القياس الذي [ذكرنا فشاذ4] وبعضها قد مر، كأَمَوِيّ -بفتح الهمزة، وصَنْعانِيّ وسَلِيقِيّ، وبعضها لم يمر، كبَدَوِيّ -منسوب إلى البادية، وبِصْرِي5 منسوب إلى البصرة التي هي الحِجارة6، وعَلَوِيّ منسوب إلى عالية الحجاز7، ودُهْرِيّ -منسوب إلى الدَّهر- والمراد به القديم8 وبَحْرانِيّ -نسبة إلى9.   1 في "ق": أولى. 2 لفظة "الذي" ساقطة من "هـ". 3 "قوله": موضعها بياض في "هـ". 4 في "ق"، "هـ": "ذكرناها شاذة" موضع ما بين المعقوفتين. 5 والقياس: بَصْرِيّ -بفتح الباء. 6 قال الجوهري: "والبصرة: حجارة رخوة إلى البياض, وبها سميت البصرة. وقال ذو الرمة: تَداعَيْن باسم الشِّيب في مُتَثَلِّمِ ... جَوَانِبُهُ من بَصْرَةٍ وسَلامِ فإذا أسقطت منه الهاء قلت: بصر -بالكسر" "الصحاح "بصر" 2/ 591". 7 وقياسه: عَالِيّ. ينظر الصحاح "علا": 6/ 2436. 8 ينظر المصدر السابق: 2/ 662. 9 في "ق": منسوب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 413 بحرين، وخُراسِيّ، وخُرْسِيّ -منسوب إلى خُراسان1، 2. وحَرْناني منسوب إلى حَرَّان3 و"أَقْحاطِيّ" -منسوب4 إلى قَحْطان5 و"هُنْدُوانِي" بكسر الهاء وضمها -سيف منسوب إلى الهند، ومَرْوَزِيّ منسوب إلى مَرْو6، و"أَزَلِيّ" -منسوب إلى "لم يزل" ولم يستقم "53" إلا بالاختصار فقالوا: يَزَلِيّ, ثم أبدلوا من الياء ألفا؛ لأنها أخف فقالوا: "أَزَلِيّ"، كقولهم للمنسوب إلى ذي يَزَن: أزنيّ، و"ثُلاثي" منسوب إلى ثلاثة لا إلى ثلث؛ لأنه ليس المراد به المنسوب إلى ثلاث الذي هو بمعنى ثلاثة ثلاثة، بل المراد به لفظ منسوب إلى ثلاثة، وكذا رباعي وخماسي وغيرهما. قوله7 [وكثر مجيء فَعَّال "في الحرف ... " إلى آخره] 8   1 والقياس: خُراسانِيّ. حكاها جميعا في الصحاح "خرس": 3/ 922. 2 كل ذلك حكاه سيبويه في كتابه: 3/ 336. 3 حران: بلد بالجزيرة. قاله الجوهري في الصحاح "حرر": 2/ 627. 4 لفظة "منسوب" ساقطة من "هـ". 5 والقياس: قَحْطانِيّ: وكلاهما عربي فصيح. وقحطان: أبو اليمن، وهو في قول نسابة العرب: قحطان بن هود، وبعضهم يرى أنه: قحطان بن أَرْفَخْشذ بن سام بن نوح. "ينظر الصحاح "قحط": 3/ 3537". 6 مَرْو: اسم بلد بفارس ذكره ابن منظور "مرو" 5/ 4188 وقياس النسبة إليها مَرْوِيّ. يقال: ثوب مَرْوِيّ، على القياس. "ينظر الصحاح "مرا": 6/ 2491" وفي "مرو" لغة ثالثة وهي: مَرَوِيّ ذكرها ابن منظور وقال إنها نادرة "ينظر اللسان "مرو": 5/ 4188". 7 قوله: بياض في "هـ". 8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". وتمام عبارة ابن الحاجب: "وكثر مجيء فعّال في الحرف، كبتات وعواج وثواب وجمال. وجاء فاعل أيضا بمعنى ذي كذا،، كتامر ولابِن ودارِع ونابِل ومنه: {عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} ، "وطاعم كاس" "الشافية: ص6". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 أي: وكثر مجيء فعّال في الحرف، بمعنى المنسوب إلى ما اشتُقّ منه إذا كان حرفة1 له في عمله أو فى التجارة فيه، حتى لا يبعد دعوى القياس فيه، كبَتَّات لمن ينسب إلى البتّ [وهو الطَّيْلَسان] 2 [والبتّات: هو الذي يعمله أو يبيعه] 3، وعوَّاج -لمن ينسب إلى العاج4، إما للتجارة فيه أو لعمله فيه، وثواب5 لمن يتجر في الثياب، وجمال -لمن يكون عمله بالجِمال6. فبتات بمعنى: بَتَّيّ، وعواج بمعنى: عاجِيّ، وثواب بمعنى: ثَوْبِيّ، وجمال بمعنى: جَمَلِيّ -وهو قياس عند المبرد7. ومنع سيبويه دعوى القياس فيه؛ إذ لا يقال لصاحب8 البُرِّ: برّار وكذا لصاحب الدقيق والفاكهة: دقّاق وفكّاه، بل يقال لصاحب   1 في "هـ": حرف. 2 في الأصل، "ق": وهو القطع. بدلا مما بين المعقوفتين الذي أثبتناه من "هـ". 3 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". وينظر في معنى: البت، والبتات: الصحاح: "بتت": 1/ 242. 4 والعاج: عظم الفيل، الواحدة عاجة. "ينظر الصحاح "عوج": 1/ 332". 5 في "هـ": وكثواب. 6 في "ق": بالجمل. وفي "هـ": في الجمال. 7 ينظر المقتضب: 3/ 161, 162. 8 في الأصل، "هـ": في صاحب. وما أثبتناه من "ق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 الدقيق: دَقِيقيّ، ولصاحب الفاكهة: فاكِهيّ1، ولا يبنى من غير الثلاثي؛ لأنه لا يمكن من غيره. وجاء فاعل بمعنى أنه: ذو مشتق منه2، قليلا، فلا يمكن دعوى القياس فيه لندوره، كتامِر ولابِن ودارِع ونايِل، بمعنى: ذي تَمْر، [وذي لَبَن] 3، وذي دِرع، وذي نَبْل. وقال الخليل: راضية في قوله تعالى {فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} 4 بمعنى ذات رِضًى؛ لأنه لا يستقيم أن تكون راضية فاعلة، من رضيت، لكونها صفة العيشة5، والعيشة لا توصف براضية بمعنى فاعله، بل ذات6 رِضًى حتى كانت بمعنى مرضية7. وقولهم: طاعم كاس محمول على هذا المعنى8. وكذا في9 قولهم:   1 قال سيبويه: "وليس في كل شيء من هذا قيل هذا. ألا ترى أنك لا تقول لصاحب البُرّ بُرّار، ولا لصاحب الفاكهة: فكاه، ولا لصاحب الشعير: شعّار، ولا لصاحب الدقيق: دقّاق" "الكتاب: 3/ 382". 2 في "ق": من. 3 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ". 4 سورة الحاقة: من الآية "21". 5 في "ق": للعيشة. 6 في "ق"، "هـ": بذات. 7 ينظر الكتاب: 3/ 382. 8 ينظر المصدر السابق. 9 لفظة "في" ساقطة من "ق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 416 7- دَع المكارِم لاَ ترْحَل1 لبُغيتها ... وَاقْعُدْ2 فَإِنَّكَ أنت3 الطاعِم الكاسي4، 5 محمول عليه؛ لأن معنى طاعم: من6 له طعام، ومعنى كاس: من له كسوة. وليس ههنا فعل7 بمعنى من8 له طعام وكسوة؛ لأنه ليس معنى طعم وكسى هنا9 هذا، فيكون طاعم وكاس10 بمعنى ذو طعام وذو كسوة. وأما طاعم وكاس فاسم فاعل من طعم وكسى ليس بهذا المعنى، بل جاء على القياس.   1 في "ق": لا تنهضي. 2 في "ق": فاقعد. 3 لفظة "أنت" ساقطة من "ق". 4 في "هـ": الكاس. 5 هذا بيت من البسيط، قاله الحطيئة ضمن قصيدة يمدح بها بغيضا ويهجوا الزِبْرِقان بن بدر. "وهو في ديوانه ص108". ينظر في البيت: الصحاح "كسا": 6/ 2475، واللسان "كسا" 5/ 3879. وشرح الشافية للرضي: 2/ 88، وشرح شواهد الشافية، للبغدادي "رقم62" ص120. والشاهد في قوله: "الطاعم الكاسي"، حيث جاءا للنسبة, أي: ذو طعام، وذو كسوة. 6 لفطة "من" ساقطة من "ق". 7 في الأصل: "فعل". والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 8 لفظة "من" ساقطة من "ق". 9 لفظة "هنا" ساقطة من "هـ". 10 في الأصل: كاسي. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 والفرق بين فعّال وفاعِل بمعنى النسب أن فعَّالا لذي1 صنعة يزاولها ويديمها، وعليه أسماء المحترفين2، وأن فاعلا لمن يلابس الشيء3 في الجملة، لا على أن ذلك الشيء حرفته.   1 في "هـ": "الذي له" بدلا من "لذى". 2 في "هـ": المتحرفين. تحريف. 3 لفظة "الشي" ساقطة من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 [باب الاسم المجموع] : قوله: "الْجَمْعُ: الثُّلاَثِيُّ الغالِب فِي1 نَحْوِ فَلْس عَلَى أَفْلُس2 ... " إلى آخره3. اعلم أن أكثر الجمع موقوف على السماع، إلا أن بعض الجموع غالب4 في بعض الأوزان فنذكر الغالب منها. فالغالب5 أن يجمع فَعْل -إذا كان صحيح العين- في القلة على "أَفْعُل"، وفي الكثرة على "فُعُول"، وكجمع فَلْس على أَفْلُس وفُلُوس. والغالب على "فَعْل" في المعتل العين أن يجمع في القلة على "أفعال" لا على "أفْعُل"، لاستثقال "أفعل" في المعتل العين، فإنه يجمع ثَوْب في القلة على أثواب لا على6 أَثْوُب. وقوله: 8 لكل دهر قد لَبِست أَثْوُبا7   1 لفظة "نحو" إضافة من "ق". 2 ومما يشار إليه ههنا أن ابن الحاجب قد سلك طريقة سيبويه في الابتداء بالاسم المفرد وسلك غيره طريقة الابتداء بالجمع، كابن مالك ومن تبعه كالجلال السيوطي وغيره. ينظر الهمع: 2/ 174". 3 عبارة ابن الحاجب غير مذكورة في "هـ" وتمامها: "وفلوس. وباب ثوب، على أثواب "الشافية: ص6". 4 في "ق"، غالبا. 5 في "هـ": والغالب. 6 لفظة "على" ساقطة من "ق". 7 رجز، نسبه ابن منظور لمعروف بن عبد الرحمن، وذكر بعده بيتين آخرين، هما: حتى اكتسى الرأس قناعا أشيبا أملحَ لا لذّا ولا محببا وقد أنشد الجوهري الأبيات الثلاثة في صحاحه "ثوب": 1/ 94، ولم ينسبهما. ونسبت في حاشية الصحاح لمعروض بن عبد الرحمن أيضا والشاهد في قوله: "أثوب"، حيث جاء جمعا لثوب، شاذ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 شاذ. "إلا أن"1 قوله: "وباب ثوب" يُوْهِمُ أن باب: بَيْت وسَيْف لا يجمع على أفعال في القلة. وليس كذلك لأنه يجمع في القلة على أبيات وأسياف. قوله2: "وجاء زِناد في غير باب سَيْل". أي: و3 جاء فِعال في فِعْل معتل العين الذي هو غير باب سيل يعني: بغير باب سَيْل فعلا معتل العين بالواو، نحو ثوب، فإنه يجمع في الكثرة على ثياب. ولم يجمع باب سيل على سيال إلا شاذا4، كضياف، في: ضيف -حكاه صاحب المُحْكَم5- لحصول الخفة في ثيات بانقلاب الواو ياء وعدم هذه الخفة في سيال. اعلم أنه لو قال: وجاء فِعال في باب ثَوْب دون باب سَيْل لكان أولى.   1 في الأصل "لأن". وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 2 "قوله": ساقطة من "هـ". 3 الواو ساقطة من "ق". 4 في الأصل: "إلا شاذ". 5 وصاحب المحكم هو ابن سيده علي بن إسماعيل، الأندلسي المرسي، الضرير، أبو الحسن عالم بالنحو واللغة والأشعار وأيام العرب وما يتعلق بعلومها، توفي "458هـ" وله آثار مفيدة. ينظر في ترجمته: إنباه الرواة: 2/ 233، وفيات الأعيان: 1/ 431، الشذرات: 3/ 305. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 قوله "54": [ورِئْلان "وبُطْنان ..... إلى آخره"] 1، 2. أي: وقد جاء فِعْلان وفُعْلان وفِعْلة وفُعُل في فَعْل، كمجيء رِئْلان وبُطْنان وغِرَدَة وسُقُف في: [رَأْل3 -لولد النعام] 4، وفي بطن للجانب الطويل من الريش5، وفي غَرْد -لضرب من الكمأة6، وفي سقف. ومجيء أفْعِلة من فَعْل شاذ، كنجد وأنجدة. قوله: "ونحو حِمْل عَلَى أَحْمال .... " إلى آخره7. أي: باب فِعْل صحيح -بكسر الفاء وسكون العين- يجمع في القلة على أَفْعال، وفي الكثرة على فُعُول كثيرا، نحو: "جمع"8 حِمْل على أَحْمال وحُمُول9. وقد جاء جمعه على فعال وأفعُل وفِعلان وفُعلان وفِعَلة نحو قِدْح وقِدَاح ورِجْل وأَرْجُل وصِنْو لنخل وصِنْوان وذِئْب وذُؤْبَان وقِرْد وقِرَدَة.   1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 2 وعبارة ابن الحاجب بتمامها "ورئلان وبطنان وغردة وسقف، وأنجدة شاذ". 3 الصحاح "رأل": 4/ 1703. 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 5 الصحاح "بطن": 5/ 2079. 6 المصدر السابق "غرد": 2/ 517، حكى الجوهري عن الفراء قوله: "سمعت أنا "غَرْد" بالفتح مثل جَبْء وجِبْأة" والمشهور: غِرْد. ذكره الجوهري أيضا. "ينظر المصدر السابق". 7 المذكور في "هـ": "ونحو حمل". ولكن تمام عبارة ابن الحاجب: "ونحْوُ حِمْل عَلَى أَحْمَالٍ وحُمُول وجاءَ علَى قِداح وأرجُل، وعلى صِنْوان وذُؤبان وقِرَدَة" "الشافية: ص6". 8 لفظة "جمع" إضافة من المحقق. 9 قاله سيبويه في كتابه "ينظر: 3/ 574, 575". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 قوله: "ونحو قُرْء على أَقْراء ... " إلى آخره1. أي: باب فُعْل صحيح -بضم الفاء وسكون العين- يجمع كثيرا في القلة على أَفْعال، وفي الكثرة على فُعُول، نحو: قُرْء، على أَقْرَاء وقُرُؤ2. وقد جاء على فِعَلَة وفِعَال وفُعْل، نحو: قِرَطَة، في جمع قُرْط وخِفاف في خُفّ وفُلْك [في جمع فُلْك] 3، بناء على أن الضمة التي في المفرد غير الضمة التي في الجمع، فالضمة التي في المفرد بمنزلة ضمة قُفْل والضمة التي في الجمع بمنزلة ضمة أسد4. قوله: "وباب عُود [على عِيدان] 5". أي: ويجمع فعل [إذا كان] 6 معتل العين بالواو في الكثرة على فُعلان؛ لأنهم كرهوا أن يجمع على فُعُول، وإن كان باب فعل يجمع في7 الكثرة على فعول للاستثقال.   1 في "هـ": "ونحو قُرْء ..... " إلى آخره. وتمام عبارة ابن الحاجب: "ونحو قُرْء على أقراء وقُرُؤ، وجَاء على قِرَطَة وخِفاف وفُلْك، وبَابُ عُود على عيدان". "الشافية: ص6". 2 ينظر الكتاب: 3/ 576. 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 4 قال سيبويه: "وقد كسر حرف منه -أي: من فعل- كما كسر عليه فعل، وذلك قولك للواحد: هو الفلك فتذكر, وللجميع: هي الفلك. وقال الله عز وجل: {فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} [الشعراء: 119] ، فلما جمع قال: {وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ} [البقرة: 164] كقولك: أسد وأسد. وهذا قول الخليل، ومثله: رَهْن ورُهْن" "الكتاب: 3/ 577". 5 ما بين المعقوفتين ساقط من عبارة ابن الحاجب من "هـ". 6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 7 لفظة "في" ساقطة من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 422 قوله: "ونحو جَمَل .... " إلى آخره1. أي: ويجمع "فَعَل" صحيح -بفتح الفاء والعين- غالبا، في القلة على "أَفْعال"، وفي الكثيرة على "فِعَال" نحو: أَجْمال وجِمال، في جمع "جَمَل". وقد جاء جمعه على فُعُول وأَفْعُل وفِعْلان وفُعْلان وفِعْلَة وفِعْلَى نحو "ذكور" في جمع ذَكَر، و"أَزْمُن" في جمع زَمَن، وخِرْبان في جمع خَرَب -وهو ذكر الحُبَارى2 و"حُمْلان" في جمع حَمَل، و"جيرة" في جمع جار، و"حِجْلَى" في جمع حَجَل. وهو القَبَح3. قوله: "ونحو فَخِذ على أَفْخاذ .... " إلى آخره4. أي: ويجمع باب "فَعِل" صحيح -بفتح الفاء وسكون العين غالبا في القلة والكثرة على أَفْعال، نحو أفخاذ، في جمع فَخِذ. وقد جاء جمعه على فُعُول وفُعُل نحو نُمُور ونُمُر [في جمع نَمِر5] .   1 إلى آخره: ساقط من "هـ". وعبارة ابن الحاجب بتمامها: "ونَحْوُ جَمَل عَلَى أَجْمَالٍ وَجِمَالٍ، وَبَابُ تَاجٍ عَلَى تِيجان، وَجَاءَ عَلَى ذُكور وأَزمُن وخِرْبان وحُمْلان وجِيرَة وحِجْلَى. 2 قاله الجوهري في صحاحه "خرب: 1/ 119". 3 ينظر الصحاح: حجل: 4/ 1667، ولم يجئ الجمع على فِعْلَى -بكسر الفاء إلا في حرفين: الظِرْبَى جمع ظَرِبان- وهي دويبة منتنة الريح، وحِجْلَى جمع حَجَل، ولا ثالث لهما، نص على ذلك أبو علي الفارسي وغيره, ولأجل ذلك قال ابن السراج إنه اسم جمع، وقال الأصمعي حِجْل لغة في الحَجَل لا جمع "ينظر الهمع: 2/ 178". 4 في "هـ": ونحو فخذ. وتمام عبارة ابن الحاجب: "ونحو فَخِذ على أَفْخاذ فيهما, وجاء على نُمُور ونُمُر" "الشافية: ص6". 5 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 423 قوله: "ونحو عَجُز ... " إلى آخره"1. أي: ويجمع "فَعُل" صحيح -بفتح الفاء وضم العين- على أَفْعَال2، غالبا، نحو: "أَعْجاز" في جمع عَجُز. وقد جمع على "فِعَال"، نحو3: سِباع، في جمع سَبُع. لا يقال: إنه يجمع على فِعْلة -بكسر الفاء وسكون العين, نحو رِجْلَة -لجماعة الرجال- في جمع "رَجُل"؛ لأنا نقول ليس رِجْلَة جمع رَجُل -على المختار- بل اسم منفرد موضوع لجماعة الرجال، لتصغيرها على لفظها, ولمجيئها مميز أحد عشر إلى تسعة عشر ومميز عشرين وما فوقها من العشرات. وهي جمع عند أبي علي4. وقد أُورد على المصنف أنه إن أورد رَجْلَة -بفتح الراء- فلا شك5 أنه ليس بتكسير بل اسم جمع؛ لأن فَعْلَة ليس من أبنية الجمع لئلا6 يتوهم أنه جمع رَجُل -بضم الجيم، بل يتوهم أنه جمع راجِل7، وحينئذ لا وجه لإيراده ههنا، وإن أورده ههنا بكسر   1 إلى آخره ساقطة من "هـ". وتمام عبارة ابن الحاجب: "ونحو عَجُزِ عَلَى أَعْجَاز، وَجَاء سِبَاعٌ، وَلَيْسَ رَجْلَةٌ بتكسير". "الشافية: ص6". 2 في "هـ": فعال. 3 في "هـ": "في" بدلا من "نحو". 4 ينظر التكملة: وهذا الرأي قد نقله صاحب اللسان في "رجل": 3/ 1598. 5 في الأصل: يشكل. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 6 في "هـ": لكن. بدلا من "لئلا". 7 في اللسان: "وقد جاء في الشعر الرجلة، وقال تميم بن أبي: ورَجْلَة يضربون البيض عن عُرُض قال أبو عمرو: الرَّجْلَة الرجالة في هذا البيت، وليس في الكلام فَعْلَة جاء جمعا غير رَجْلَة جمع راجِل، وكَمْأة جمع كَمْء" "رجل: 3/ 1598". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 424 الراء فإنه جمع لأنه يقال: ثلاثة رِجْلَة بمعنى: ثلاثة رجال1 "55". و2 مذهب سيبويه أن فِعْلَة من أبنية التكسير3، ولم يخالف في ذلك إلا ابن السراج4. والمصنف لم يتبع في ذلك ابن السراج؛ لأن المصنف عدّه5 مثل غيره6 في أمثلة جمع فَعُل، ولم يذكر أنه ليس بتكسير، فعلم أنه جرى في ذلك على مذهب سيبويه. وضعفه ظاهر؛ لأن إضافة ثلاثة فما فوقها إلى رَجْلَة لا يدل على أن رَجْلَة جمع؛ لجواز أن يكون اسم جمع. والمصنف يسلم أن فَعْلَة من أمثلة جمع فَعُل، لكن يمنع أن فِعْلَة من أمثلة جمع فَعُل -بفتح الفاء وضم العين- ولا يكون رَجْلَة جمع رَجُل بدليل "ما"7 ذكرناه.   1 ينظر المصدر السابق. 2 الواو ساقطة من "هـ". 3 ينظر الكتاب: 3/ 574. 4 حيث يرى أنه اسم جمع لا جمع، وحجته أنه رآه لا يطرد. ورد عليه أبو حيان قائلا إنها حجة ضعيفة؛ لأن لنا أبنية جموع بإجماع ولا تطرد "ينظر الأصول: 2/ 431، الهمع: 2/ 175". 5 لفظة "عده" ساقطة من "ق"، "هـ". 6 في "ق"، "هـ": "يجيزة" بدلا من "غيره". 7 لفظة "ما" إضافة من "ق"، "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 425 قوله: "ونحو عِنَب على أَعْناب ... " إلى آخره1. أي: ويجمع "فِعَل" صحيح -بكسر الفاء وفتح العين- على أَفْعال في الغالب، نحو: عِنَب على2 أَعْناب. وجاء جمعه على أَفْعُل، في القلة, وعلى فُعُول في الكثرة نحو: أَضْلُع وضُلُوع3، في جمع ضِلَع4، 5. قوله: "ونحو إِبِل ... " إلى آخره.6 أي: ويجمع فِعِل -بكسر الفاء والعين- في القلة والكثرة [على أفعال] 7 نحو إِبِل وآبال، ولا يجيء غيرهما في الأسماء، وقد مر ما فيه. قوله: "ونحو صُرَد على صِرْدان ..... " إلى آخره8.   1 في "هـ": جاءت عبارة ابن الحاجب، هكذا: "ونحو عنب" والعبارة بتمامها: "ونحو عِنَب على أعناب فيهما، وجاء أَضْلُع وضُلُوع". "الشافية: ص6". 2 في "ق"، "هـ": "و" بدلا من "على". 3 ويجمع أيضا على أضلاع. "ينظر الصحاح "ضلع": 3/ 1250". 4 الضِلَعُ: الجُبَيْل المنفرد، وقيل: الجبل الذليل المستدِقّ. "المصدر السابق". 5 قال سيبويه: "وما كان على ثلاثة أحرف وكان "فِعَلا" فهو بمنزلة الفعل، وهو أقل وذلك قولك: قِمَع وأقماع، ومِعا وأمعاء، وعِنَب وأَعْناب، وضِلَع وأَضْلاع، وإِرَم وآرام وقد قالوا: الضُّلُوع والأُرَوم كما قالوا: النُّمور. وقد قال بعضهم: الأضلع؛ شبهها بالأزمن "الكتاب: 3/ 573". 6 "إلى آخره" ساقطة من "هـ". وتمام عبارة ابن الحاجب "ونحو إِبِل على آبال فيهما" "الشافية: ص6". 7 ما بين المعقوفتين إضافة من المحقق. 8 في "هـ": "ونحو صرد" وعبارة ابن الحاجب بتمامها: "ونحو صُرَد على صِرْدان فيهما، وجاء أرطاب ورباع، ونحو عُنُق على أعناق فيهما" "الشافية: ص6". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 426 أي: ويجمع فُعَل -بضم الفاء وفتح العين- على فِعْلان, في القلة والكثرة، نحو: صِرْدان، في جمع صُرَد- لطير مُصَوِّت1. وجاء جمعه على أَفْعَال وفِعَال، نحو أَرْطَاب، في جمع رُطَب ونحو رِباع، في جمع رُبْع -وهو الفصيل الذي ينتج2 في الربيع3. ويجمع فُعُل -بضم الفاء والعين- في القلة والكثرة على أفعال، نحو أعناق، في جمع عُنُق. قوله: "وامتنعوا [من أَفْعُل .... " إلى آخره] 4. أي: وامتنعوا أن يجمع معتل العين في الأبواب المذكورة على أفعل؛ فلا يجمع عُود وسَيْل على أَعْوُد وأَسْيُل، وإن كان القياس جمعه على ذلك؛ لاستثقال الضمة على الواو والياء. وأما جمع القَوْس والثَّوْب والعَيْن والنَّاب، وهو السِّن5، على أقوُس وأثوُب وأعيُن وأنيُب فشاذّ لا يقاس عليه6. [وإنما فسرنا الناب بالسن؛ لأنه لو كان لعين الناقة لم يجمع   1 والصُّرَد أيضا: بياض يكون على ظهر الفرس من أثر الدَّبَر. "ينظر الصحاح "صرد": 2/ 496". 2 في "ق": نتج. 3 قاله الجوهري في صحاحه "ربع": 3/ 1212. 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". وعبارة ابن الحاجب بتمامها: "وامْتَنَعُوا مِن أَفْعُل في الْمُعْتلِّ الْعيْنِ، وأَقْوُس وأَثْوَبٌ وأَعْيُن وأنيُب شاذٌّ، وامْتَنَعُوا مِنْ فِعَالٍ في الْيَاء دُونَ الْوَاوِ, كفُعُولٍ في الْوَاوِ دون الياء، وفُئُوج وسئوق شاذ" "الشافية: ص6". 5 ينظر الصحاح "ينب": 1/ 230. 6 ينظر الكتاب: 3/ 588. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 على أنيب1] 2. وامتنعوا عن جمع معتل العين، بالياء لا بالواو، على فعال، كما مر من جواز جمع ثَوْب على ثِياب، لا جمع سَيْل على سِيال، إلا شاذّا، كما امتنعوا في المعتل الواو دون الياء على جمعه على فعول، فلا يقال في جمع ثَوْب: ثُئُوب؛ لاستثقال الواوين والضمتين. ويقال في جمع سَيْل سُيُول، وبَيْت بُيُوت؛ لعدم ذلك الاستثقال وأما جمع الفَوْج3 -وهو الجماعة4- والساق، على: فووج وسووق، فشاذ. قوله: "والمؤنث5". أي: الثلاثي الذي لحقته تاء التأنيث؛ فإن كان على وزن فَعْل بفتح الفاء وسكون العين -يجمع في القلة والكثرة غالبا على فِعَال كقِصاع, في6 جمع: قَصْعَة. وقد جاء جمعها على "فُعُول، وفِعَل، وفُعَل" نحو: بُدُور وبِدَر   1 بل يجمع حينئذ على النيب. قاله الجوهري في صحاحه "نيب" 1/ 230. 2 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 3 في "هـ": الفرج. تحريف. 4 ينظر الصحاح "فوج": 1/ 336. 5 في "هـ": قوله: فقط. وعبارة ابن الحاجب بتمامها: "والمؤنث: نحو قَصْعَة عَلَى قِصاع، وبُدُور وبُدُر ونُوَب، ونحو لِقْحَة على لِقَاح غَالِبَاً، وَجَاءَ عَلَى لِقَاح وأَنْعُم، ونحْوُ بُرْقَة على بُرَق غالبا، وجاء على حُجُوز ويِرَام. "الشافية: ص6". 6 لفظة "في" ساقطة من "ق"، "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 في جمع "بَدْرَة" وهي عشرة آلاف درهم1، ونحو "نُوَب" في جمع نَوْبَة. وإن كان على وزن فِعْلَة -بكسر الفاء وسكون العين- وأشار إليه بقوله: "ونحو لِقْحَة" يجمع على "فِعَل" بكسر الفاء وفتح العين نحو: لِقَح، في جمع: لِقْحَة -وهي الحلوب من النوق2. وقد جاء جمعها على فِعَال، نحو لِقاح، في جمع: لِقْحَة، وعلى أَفْعُل، نحو: أَنْعُم، في جمع: نِعْمَة3. وإن كان على وزن فُعْلة -بضم الفاء وسكون العين يجمع غالبا على فُعَل "56"، نحو بُرَق، في جمع: بُرْقَة -وهي غليظة4 الأرض فيها حجارة ورمل5. وقد جاء جمعها على فُعُول [نحو: حُجُوز6، في جمع حُجْزَة7 وعلى فِعَال وفُعْل -بضم الفاء وسكون العين- نحو: بِرَام   1 الصحاح "بدر": 2/ 587. 2 المصدر السابق "لقح": 1/ 401. 3 كذا ذكره سيبويه. ينظر الكتاب: 3/ 581, 582. وذكر الجوهري أن لقاحا جمع لَقُوح، كقَلاص وقَلُوص. "ينظر الصحاح "لقح": 1/ 401". 4 في "هـ": الغليظة. وفي "ق": غليظة. 5 ينظر الصحاح "برق": 4/ 1449. 6 جاء في اللسان "حجز": 2/ 786: "قال ابن الأثير: وجاء في سنن أبي داود حُجُوز أو حُجُور بالشك، وقال الخطابي: الحجور بالراء لا معنى لها ههنا وإنما هو بالزاي جمع حُجَز؛ فكأنه جمع الجمع، وقال الزمخشري: واحد الحجوز حِجْز، بكسر الحاء وهي الحُجْزة، ويجوز أن يكون واحدها حجزة". 7 وتجمع حُجْزَة على حُجَز، ذكره ابن منظور "ينظر المصدر السابق". ولم ترد في كتب اللغة التي اطلعت عليها جمع حُجْزة على فُعْل أي: حُجْز. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 وبُرْم] 1، في جمع بُرْمَة2. والبُرْمَة: القِدْر3. وحُجْزَة السراويل هي التي فيها التكَّة، وحُجْزَةُ الإزار: مَعْقِدُه4. قوله: "ونحو رَقَبَة على رِقاب ..... " إلى آخره5. أي: وإن كان الثلاثي الذي لحقته تاء التأنيث على وزن فَعْلَة -بفتح الفاء- يجمع على فِعَال، نحو: رِقَاب جمع: رَقَبة. وقد جاء جمع معتل العين منها على أَفْعُل وفِعَل6، نحو: أنيُق، في جمع: ناقة، وتِيَر، في جمع تارة، أصلهما: نَوَقة وتَيَرة؛ يقال: فعل ذلك تاارة، أي: مرة. وقال صاحب الصحاح: "تِيَر" مقصور عن تِيار7، أي: تارة جمعت على تِيَار، فحذفت الألف منها فصار "تِيَر". وقد جاء جمعها على فُعْل أيضا، نحو: بُدْن، في جمع: بَدَنَة8.   1 في النسخ الثلاث: "وفُعْل -بضم الفاء وسكون العين, نحو: حَجُوز، في جمع حُجْزة وبرام". وما أثبتناه ووضعناه بين المعقوفتين هو الأنسب لما يشرح من نص ابن الحاجب. 2 لم يذكر لها الجوهري إلا جمعا واحدا، وهو بِرام "ينظر مادة "برم": 5/ 1870". وذكره لها ابن منظور: بُرَم، وبِرام، وبُرْم "اللسان "برم" 1/ 2609". 3 ذكره الجوهري. "ينظر المصدر السابق". 4 قاله الجوهري أيضا. "ينظر المصدر السابق"، وينظر كذلك اللسان "حجر" 2/ 786". 5 وتكملة عبارة ابن الحاجب: "وجاء على أنيُق وتِيَر وبُدْن، ونحْوُ: مَعِدَة عَلَى مِعَد، ونحوَ: تُخْمَة على تُخَم". "الشافية: ص6". 6 وفعل: ساقطة من "هـ". 7 الصحاح "تير": 2/ 603. 8 البَدَنَة: ناقة أو بقرة تُنْحَر بمكة؛ سميت بذلك لأنهم كانوا يسمنونها والجمع: بُدُن. وكذلك بُدْن -كما ذكر الشارح- مثل: عُسُر وعُسْر. "ينظر المصدر السابق "بدن": 5/ 2077". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 وإن كان على وزن فَعِلَة1 -بفتح الفاء وكسر العين- يجمع على فِعَل2، كمِعَد3 في جمع مِعدة، وإن كان على وزن4 فَعَلة بضم الفاء وفتح العين -يجمع على فُعَل، نحو: تُخَم، في جمع: تُخَمَة- من: [أتخم من5 الطعام] 6.   1 في "هـ": فعل. 2 في "ق": فعلة. 3 في "ق"، "هـ": نحو معد. 4 لفظة "وزن" ساقطة من "هـ". 5 لفظة "من" إضافة من "ق". 6 ما بين المعقوفتين ساقط من " هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 [ حكم عين الثلاثي المؤنث في جمع المؤنث ] : قوله: "وإذا صُحح باب تَمْرَة" إلى آخره1. أي: إذا جُمِع باب فَعْلَة -بفتح الفاء وسكون العين- جمع التصحيح يجمع على فَعَلات -بفتح الفاء والعين2- إن كان اسما صحيحا نحو تَمَرات، في جمع: تَمْرَة؛ فرقا بين الاسم والصفة، ويجوز إسكانُ العينِ للضرورة. وإن كان معتلّ العين يجمع على فَعْلات -بسكون العين، نحو: بَيْضَات وجَوْزَات، في جمع: بَيْضة وجَوْزَة، لاستثقال الحركة على الواو والياء إن لم يقلبوهما ألفا، وحصول التغيير إن قلبوهما ألفا. وهُذَيْل تُسَوِّي بين الصحيح والمعتل العين، فتقول في جمع بَيْضَة وجَوْزَة: بَيَضات وجَوَزات3 -بفتح الياء [والواو] 4- ولم تلتفت إلى حركتهما لعروضهما. وإن5 جمع باب فِعْلة -بكسر الفاء وسكون العين- جمع التصحيح إن كان صحيحا جمع على فِعَلات -بكسر الفاء وفتح العين،   1 "إلى آخره" ساقط من "هـ". وعبارة ابن الحاجب بتمامها: "وإذا صُحح بَابُ تَمْرَة قِيلَ تَمَرات -بالْفَتْحِ- والإِسْكانُ فيهِ ضَرُورَةٌ، والمُعْتلُ الْعَيْنِ سَاكِنٌ، وهُذَيلٌ تُسَوِّي، وَبَابُ كِسْرَة على كِسَرات -بالفتح والكسر، والمعتل العين والمعتل اللام وبالواو يُسْكَنُ ويُفْتَحُ، وَنَحْوُ حُجْرَة عَلَى حُجُرات -بالضَّمِّ والْفَتْحِ، والْمُعْتَلُّ الْعَيْنِ والْمُعْتَلُّ الّلام بالْيَاءِ يُسَكَّنُ ويُفْتَح". "الشافية: ص6". 2 ما بين الشرطتين إافة من "ق"، "هـ". 3 ينظر الكتاب: 3/ 600. 4 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ". 5 في "ق"، "هـ": وإذا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 432 وكسرها للاتباع، [تقول في جمع كِسْرة: كِسَرات وكِسِرات -بفتح السين وكسرها] 1. وإن كان معتل العين أو معتل اللام بالواو يجمع على فِعْلات بسكون العين وفتحها، نحو: دِيْمَات ورِشْوات، في جمع: دِيْمَة2 ورِشْوَة؛ أما السكون في دِيْمَات ورِشْوَات فلكونه أصلا؛ لمراعاة حرف العلة، وأما الفتح في دِيَمَات؛ فلأن فتح حرف العلة مع كسر ما قبلها3 لا يستثقل4. ولم يَجُز دِيِمات -بكسر العين- لاستثقال الكسرة على الياء مع كسرة5 ما قبلها. وأما الفتح في رِشَوات، فلكونه أصلا، وحركة الواو مع فتح ما قبلها جائزة6 إذا كان بعدَها ساكن، كما في عَصَوات. ولم يجز رِشِوات -بكسر الشين- لامتناع حركة الواو مع كسرة ما قبلها، ولهذا يقلبون الواو ياء لكسرة ما قبلها.   1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 2 الدِّيمَة: المطر الذي ليس فيه رَعْد ولا بَرْق. حكاه الجوهري عن أبي زيد "ينظر الصحاح "ديم": 5/ 1924". 3 في "ق": ما قبله. 4 في "هـ": لا يستعمل. 5 في "ق"، "هـ" كسر. 6 في الأصل: جائز. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 وإنما قال: "والمعتل اللام بالواو" لأنه لو كان معتل1 اللام2 بالياء، نحو قِنْيَة3؛ فإنه يجوز في جمعه كسر "57" العين أيضا، نحو: قِنِيات؛ لأن4 الياء المفتوحة مع5 كسر ما قبلها في آخر الاسم كالحرف الصحيح نحو: رأيت قاضيا. وإذا جُمع فُعْلَة -بضم الفاء وسكون العين جمع التصحيح، فإن كان صحيحا جمع على فُعُلات -بفتح العين على الأصل، وضم العين للاتباع -نحو حُجَُرات- بفتح الجيم وضمها- في جمع حُجْرة. وإن كان معتل بالواو6 أو معتل اللام بالياء جمع7 على فَعْلات -بسكون العين وفتحها؛ أما السكون فيهما؛ فلمراعاة الواو والياء، وأما الفتح فيهما؛ فلأنه الأصل. وانفتاح الواو متوسطة8 مع ضم ما قبلها في دُوَلات غيرُ ثقيل, وتحريك الياء مع انفتاح ما قبلها في رُقَيات إذا كان بعدها ساكن9 جائز كما في قَنَيات.   1 في "ق"، "هـ": المعتل. 2 في الأصل: "الواو"، وبدلا من اللام. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 القِنْيَة: ما اكْتُسِب، والجمع: قِنَى. "ينظر اللسان "قنا": 5/ 3760". 4 في "هـ": فإن. 5 لفظة "مع": ساقطة من "هـ". 6 "بالواو" ساقطة من "ق". 7 في "ق": يجمع. 8 في "هـ": المتوسطة. 9 في "هـ": ساكن بعدها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 ولم يَجُز ضم العين في دُولات ورُقَيات؛ ولاستثقال ضمة على الواو بعد ضمة في دُولات، وللزوم ياء متطرفة قبلها ضمة في رُقيات، وهو مرفوض. قوله: "وقد يُسكّن في تميم نحو1 حُجْرَات وكِسْرات". أي: وقد يُسكّن في لغة بني تميم العين في جمع "فِعْلَة" -بكسر الفاء وسكون العين- وفي جمع "فُعْلَة" -بضم الفاء وسكون العين- فيقال في "جمع"2 كِسْرَة وحَجْرَة: كِسْرات وحُجْرَات -بسكون السين والجيم. قوله: "والمضاعف ساكن في الجمع". أي: والمضاعف ساكن العين في جمع الجميع؛ أي: في جمع فَعْلَة وفُعْلَة وفِعْلَة؛ لأن تحريك العين يؤدي إلى فك الإدغام مع أن الإدغام واجب؛ لاجتماع المثلين، نحو: شَدّات ودُرّات ومِدّات، في جمع: شَدّة ودُرّة ومِدّة -لما يجتمع في الجرح من القيح3. قوله: "وأما الصِّفات" فيما ذكره4 ... إلى آخره5. أي: وأما جمع تصحيح الصفات لفَعْلَة وفُعْلَة فبإسكان العين   1 في الأصل، "ق": "في" بدلا من "نحو". والصحيح ما أثبتناه من "هـ". لمناسبته نسخ الشافية. 2 لفظة "جمع" إضافة من "ق"، "هـ". 3 ينظر الصحاح "مدد": 2/ 537. 4 فيما ذكره: ساقطة من "ق" وفي "هـ": فيما ذكر. 5 وتمام عبارة ابن الحاجب: "وأما الصفات فبالإسكان". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 على الأصل، نحو: "صَعْبات" في جمع: صَعْبَة، و"صُلْبَات" في جمع: صُلْبَة، و"صِفْرات" في جمع: صِفْرة -من كف صفرة. قوله: "وقالوا: لَجَبات ورَبَعات لِلَمْحِ اسمية أصلية". هذا1 جواب عن سؤال مقدّر، وتقدير2 السؤال: أن قولكم: باب فَعْلَة، إذا كان صفة يجمع على فَعْلات -بسكون العين3- منقوض بِلَجَبات ورَبَعات -بفتح الجيم والباء- في جمع: لَجْبَة ورَبْعَة، وهما صفتان4، لأن اللَّجْبَةَ هي الشاة التي خَفَّ لبنها5. والرَّبْعَة هي القصيرة6 وقيل هو المربوع؛ لا طويل ولا قصير7. يقال: شاة لَجْبَة، ورجل أو8 امرأة رَبْعَة. وتقرير الجواب أنه إنا فتح عينهما9 في الجمع؛ لأنهما في الأصل اسمان، ثم استعملتا في الصفة فلما اجتمعتا10 لُمِحَ فيهما حكم معنى11 الاسمية الأصلية في تحريك عينهما، فيجوز في   1 لفظة "هذا" ساقطة من "ق"، "هـ". 2 في الأصل:"وتقرير"، وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 لفظة "العين": ساقطة من "هـ". 4 في "ق": وهي صفات. 5 حكاه الجوهري في صحاحه "لجب": 1/ 218. 6 ينظر اللسان "ربع": 3/ 1566. 7 حكاه الجوهري في صحاحه "ربع": 3/ 1214. 8 في الأصل: "و" بدلا من "أو" التي أثبتناها من "ق"، "هـ". 9 في "ق"، "هـ": عينيهما. 10 في الأصل: اجتمعت والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 11 لفظة "معنى": ساقطة من "ق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 جمعها السكون، نظرا إلى الأصل -وهو القياس، والفتح نظرا إلى [أن الوصف عارض1] . قوله: "وحُكم "نحو"2 أرض .... " إلى آخره3. أي: وحكم المؤنث الذي لا تاء فيه كحكم4 المؤنث الذي فيه التاء في أحكام الجمع بالألف والتاء، لتقدير التاء فيه، نحو: أرض وأهل وعُرْس وعِير -للإبل التي تحمل الميرة5- فيقال6 في جمعهما المصحح بالألف والتاء: أَرَضَات -بفتح العين لكونها اسما ليس فيها معنى الصفة، وأَهَلات -بسكون الهاء وفتحها- لأن الأهل اسم فيه معنى الصفة؛ فالفتح نظرا إلى الاسمية, والسكون نظرا إلى الوصفية. وعن الفراء أنه جمع أهلة7؛ فإنه8 لغة في أَهْل. وعُرَُسات -بضم العين للاتباع وفتحها؛ لأنه أخف من الضمة.   1 في "ق"، "هـ": الوصف العارض، بدلا مما بين المعقوفتين. 2 لفظة نحو: إضافة من "ق". 3 عبارة ابن الحاجب بتمامها: الوصف العارض "وحُكم نحو أرض وأهل وعُرْس وعِير، كذلك". "الشافية: ص6". 4 في الأصل "حكم": وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 ذكره الجوهري في صحاحه "عير": 2/ 764. 6 في "هـ": ويقال. 7 قال الفراء: "فجمع "الأَهْلَة": أهلات، مثل حَسْرة وحَسَرات وشَهْوة وشَهَوات". "المذكر والمؤنث، ص108". 8 في "هـ": فإنها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 وعِيرات -بسكون الياء؛ لأنه أخف، وفتحها؛ لأن فتحة الياء مع كسرة قَبْلَها خفيفة. قوله: "وباب سَنَة .... " إلى آخره1. أي2: ما لَحِقَه تاء التأنيث وحُذف لامه، نحو: سَنَة, وقُلَة وثُبَة يجمع بالواو والنون وإن كان على خلاف القياس "58"؛ فكأنهم جعلوا الواو والياء والنون كالعوض من المحذوف -وهو اللام. وإذا جمعوه بالواو والنون ضموا أوله وكسروه، فيقولون: سُِنُون وقُِلُون وثُِبُون. ويجمع أيضا بالألف والتاء على القياس -وقد يردّ المحذوف وقد لا يردّ- فيقولون: سَنَوات، في جمع: سَنَة، وعِضَوات في جمع: عِضَة -وهي ضرب من الشوك3- بالرد، وثُبَات وهَنَات -بعدم الردّ- في جمع: ثُبَة وهَنَة. اعلم أن أصل "سَنَة": سَنو، والهاء عوض عن الواو4. والقُلَة: عودان يلعب بهما الصِّبيان5، وأصلها قُلْوٌ، والهاء   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَبَابُ سَنَة جَاءَ فيهِ: سِنُون وقِلُون وَثُبُونَ، وجاء قُلُوث وسَنَوات وعضوات وثبات وهنات". "الشافية: ص6". 2 لفظة أي: ساقطة من "هـ". 3 ينظر الصحاح: عضه: 6/ 2240 وقيل: العضة القطعة والفرقة "ينظر اللسان "عضه": 4/ 2991، و"عضا": 4/ 2993". 4 وقيل: أصل "سَنَة": سَنْهَه، فاستثقلوا الجمع بين هاءين، فقالوا سنة، بدليل جمعه على سَنَهات، أيضا، مثل عضة وعضوات وعضهات "ينظر الصحاح "سنه": 6/ 2235"، "ينظر كذلك: اللسان "سنه": 3/ 2127". 5 ينظر الصحاح "قلا": 6/ 2467. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 438 عوض عن الواو1. وقال الفراء ضم الفاء ليدل على الواو2. وثُبَة: اسم رجل، واسم للجماعة، ولوسط الحوض الذي يجتمع فيه الماء3. أصلها ثُبَيٌ -والهاء عوض عن الياء.4. والعِضَة واحد العِضين في قوله تعالى: {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ} 5. أصلها عِضَو، والهاء عوض من6 الواو7، وهي من العُضْو واحد الأعضاء، ويقال: عَضَّيْت الشاة تَعْضِيَة: إذا جزأتها أعضاء8.   1 ينظر المصدر السابق. 2 حكاه الجوهري في صحاحه "قلا": 6/ 2467. 3 كل ذلك ذكره الجوهري في صحاحه: "ثبا" 6/ 2291. 4 وقال الجوهري: "والهاء ههنا عوض عن الواو الذاهبة من وسطه؛ لأن أصله ثُوَب كما قالوا أقام إقامة، وأصله إقواما، فعوّضوا الهاء من الواو الذاهبة من عين الفعل" "المصدر السابق". 5 سورة الحجر: من الآية "91". 6 في "هـ": عن. 7 اختلف أهل العربية في اشتقاق أصل "العِضَة" وتفسيره؛ فمنهم من قال: واحدتها عِضَة، وأصلها: عِضْوة -من: عَضَّيْتُ الشيء إذا فرّقته، جعلوا النقصان الواو، المعنى أنهم فرقوا -يعني المشركين- أقوالهم في القرآن فجعلوه كذبا وسحرا وشعرا وكهانة ومنهم من جعل نقصانه الهاء، وقال: أصل العِضَة عِضْهَة؛ فاستثقلوا الجمع بين هاءين فقالوا عِضَة، كما قالوا: شَفَة والأصل: شَفْهَة "ينظر الصحاح "عضه": 6/ 2241"، "واللسان "عضه" 4/ 2991". 8 ينظر الصحاح "عضا": 6/ 2430. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 والهَنَة: كناية عن شيء، وأصل "هَنَة": هنوٌ، والهاء عوض عن الواو1. وكذلك أصل "هَن": هَنَو، فحذفت الواو من غير عوض، كأخ وأخت2. قوله: "وجاء آم كَآكُم". اعلم أن الأَمَة خلاف الحُرّة؛ أصلها أَمَوَة3 -بالتحريك- ويجمع على "آم"4؛ أصلها آمُوُا كأَدْلُو، على وزن "آكُم"، جمع أَكَمَة -وهي جبل صغير لا ينبت5: قلبت الهمزة الثانية ألفا وجوبا كما قلبت في آدم، وقلبت الواو المتطرفة ياء والضمَّة التي قبلَها كسرة، كما قلبت في أدلُو، فصار: آمِيٍ كأَدْلِيٍ، ثم أُعل إعلال قاض؛ فيقال: هذه آمٍ ومررت بآمٍ، ورأيت آميًا.   1 المصدر السابق "هنا": 6/ 2536, 2537. 2 ينظر المصدر السابق. 3 في "هـ": أمو. 4 وتجمع كذلك على إماء، وإِمْوان, كإخْوَان. ينظر في جمعها واشتقاقها الصحاح "أما": 6/ 2271, 2272. 5 وقيل: الأَكَمَة القُفّ من حِجارة واحدة. وقيل: هو الموضع الذي هو أشد ارتفاعا مما حوله، وهو غليظ لا يبلغ أن يكون حجرا. "ينظر اللسان "أكم": 1/ 103". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 [ جمع التكسير للثلاثي الصفة ] : قوله: "الصِّفة؛ نحو صَعْب"1. المراد بالصفة الصفة التي هي2 على ثلاثة أحرف. فإن كان الثلاثي من الصفات على وزن فَعْل -بفتح الفاء وسكون العين- فإن كان غير معتل العين يجمع على فِعال غالبا نحو صَعْب وصِعاب. [وإن كان معتل العين يجمع على "أَفْعَال" غالبا] 3، نحو: شَيْخٍ وأَشْيَاخ. [وقد جاء جمعه على "فِعْلانَ" -بكسر الفاء وسكون العين- نحو: ضِيفان، في4 جمع: ضَيْف] 5. وقد جاء على "فُعْلان" -بضم الفاء وسكون العين- كَوُغْدَان في جمع وَغْد، وهو الذي يخدم الطعام بطنه، وقيل: هو الرجل الدني6.   1 هكذا ذكرت عبارة ابن الحاجب في النسخ الثلاث. وتمامها: "الصِّفة؛ نَحْوُ صَعُب عَلَى صِعاب غَالِباً، وبَابُ شَيُخ عَلَى أَشُيَاخ، وجَاءَ ضِيفان ووُغْدان وكُهُول ورِطَلَة وشِيخة وورد وسُحْل وسُمَحَاء". "الشافية: ص6". 2 لفظة "هي": ساقطة من "ق"، "هـ". 3 العبارة التي بين المعقوفتين ساقطة من "هـ". 4 لفظة "في": ساقطة من "هـ". 5 العبارة التي بين المعقوفتين ساقطة من "هـ". 6 قاله الجوهري في صحاحه "وغد": 2/ 552. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 والوَغْد أيضا: قدح من سهام الميسر لا نصيب له1. وعلى فعول -بضم الفاء- نحو كُهُول في جمع كَهْل. وعلى "فِعُلَة"، نحو: "رِطَلَة" في "رَطْل"- وهو الرَّجُل الرِّجُل الرِّخْو2، والذي يوزن به3. ويجوز كسر رائه أيضا4. وفي المفصل5 الكسر. وعلى "فِعَلَة"6 -بكسر الفاء وفتح العين- كشِيَخَة في جمع شَيْخ. وعلى "فُعْل" بضم الفاء [وسكون العين-كَوُرْد في جمع وَرُد؛ يقال للفرس وَرُد، وللأسد: وَرُد -وهو ما بين الكميت والأشقر7] 8. وعلى "فُعُل" -بضم الفاء والعين- نحو "سُحُل" في جمع "سَحْل" -وهو الثوب الأبيض من الكُرْسف، من ثياب اليمن9. وعلى فُعَلاء -بضم الفاء وفتح العين- نحو "سُمَحاء" في جمع   1 قاله الجوهري أيضا في المصدر السابق. 2 قاله الجوهري أيضا في صحاحه "رطل": 4/ 1709. 3 ينظر المصدر السابق. 4 فيقال: رِطْل. ينظر المصدر السابق. 5 ص191. 6 في "هـ": "قوله" بدلا من "فعلة". 7 في الصحاح "ورد": 2/ 550. 8 العبارة الموضوعة بين المعقوفتين مكررة في "ق". 9 ذكره الجوهري في صحاحه "سحل": 5/ 1726. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 "سَمْح" -وهو الكريم1. قوله: "ونحو خِلْف .... "2. أي: ويجمع باب "فِعْل" بكسر الفاء وسكون العين على "أفعال" كثيرا، نحو جِلْف وأَجْلاف. وجاء جمعه على "أَفْعُل" نادرا، نحو: جِلْف، وأَجْلُف. ويجمع فُعْل -بضم الفاء وسكون العين- على أفعال، نحو: حُر وأحرار. ويجمع "فَعَل" -بفتح الفاء والعين- على "أفعال"3، نحو: بَطَل4 وأبطال وعلى فِعَال نحو حَسَن وحِسان، وعلى "فِعُلان" بكسر الفاء وسكون العين- نحو: أخ وإخوان، وعلى "فُعْلان" "59" -بضم الفاء وسكون العين- نحو ذَكَر5 وذُكْران, وعلى "فُعُل" -بضم الفاء والعين- كنُصُف جمع نَصَف -بفتح الفاء والعين- رجل نَصَف، أي: مُنْصِف6.   1 ينظر المصدر السابق "سمح": 1/ 376. 2 هكذا في النسخ الثلاث. وتمام العبارة: "ونَحْوُ جِلْف عَلَى أَجْلاف كَثِيراً، وأَجْلُف نَادِرٌ، ونحو حُرّ على أحرار، ونحْوُ بَطَل عَلَى أَبْطال، وحِسان وَإِخْوَانٍ وذُكْران ونُصُف، وَنَحْوُ نَكِد عَلَى أَنْكَادٍ ووِجاع وخُشُن، وَجَاءَ وَجَاعَى وَحَبَاطَي وحَذَارَى، وَنَحْوُ يَقُظ عَلَى أيقاظ، وبابه التصحيح، ونحو جنيب أجناب". "الشافية: ص6، 7". 3 "على أفعال": ساقطة من "هـ". 4 في "ق": "على" بدلا من "و". 5 في الأصل: "على" بدل "و". وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 6 وقيل: النَّصَف: المرأة بين الحَدَثَة والمُسِنَّة. وقيل: النَّصَف الخُدّام. "ينظر الصحاح "نصف": 4/ 1432". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 ويجمع "فَعِل" -بفتح الفاء وكسر العين- على "أفعال" نحو: نَكِد وأنكاد؛ رجل نَكِد، أي: عَسِر1. وعلى "فِعَال" -بكسر الفاء- نحو: وِجَاع، جمع2 وَجِع، صفة مشبهة من: وجع يوجع. وعلى "فُعُل" بضم الفاء والعين نحو: خُشُن، في جمع: خَشِن. وقد جاء جمعه على "فَعالى" -بفتح الفاء- نحو: وَجاعى3 -جمع: وَجِع، وحَبَاطى- جمع حَبِط، وهو الذي تنطلق4 بطنه من أكل التمر،5 وقيل الماشية التي ينفخ بطنها من أكل الحندقوق6، وقيل الباطل7 [من قولهم: حَبِط عمله، أي: بطل] 8. وحَذَارَى -جمع حَذِر؛ من حذر يحذر. ويجمع "فَعُل" -بفتح الفاء وضم العين- على أفعال، نحو: يَقُظ وأيقاظ، وباب يَقُظ يجمع جمع التصحيح، وقل جمع التكسير فيه. ويجمع فُعُل -بضم الفاء والعين- على أفعال نحو جُنُب وأجناب.   1 ذكره الجوهري في صحاحه "نكد": 2/ 545. 2 لفظة "جمع" ساقطة من "ق". 3 في "هـ": وجاع. 4 في "ق" "وضع" بدلا من "تنطلق". 5 ينظر اللسان "حبط": 2/ 755, 756". 6 حكاه الجوهري عن ابن السكيت "ينظر الصحاح "حبط" 3/ 1118". 7 المصدر السابق. 8 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 [ جمع التصحيح في الصفات ] : قوله: "ويجمع الجميع1 ..... 2" إلى آخره3. أي4: ويجمع بالواو والنون جميع الصفات إذا كانت للعقلاء الذكور، نحو: صَعْبُون وحَسَنُون وجُنُبون وحَذِرون ونَدُسُون. وأما مؤنث هذه الصفات فلا يجمع إلا بالألف والتاء، نحو عَبْلَة لضَخْمة5 وحَذِرَة ويَقُظَة؛ فإنها تجمع على عَبْلات وحَذِرات ويَقُظات، إلا باب فَعْلَة، فإنه يجمع أيضا مكسرا على فِعال، نحو: عبلة وعِبال، وكَمْشَة -لناقة صغيرة الضرع6- على كِماش. وقد جاء "فِعَل" -بكسر الفاء وفتح العين- في جمع "فِعْلَة" نحو عِلَج، في جمع: عِلْجَة. العِلْجُ: الرجل من كفّار العجم7. والعَلِج -بفتح الفاء وكسر العين: الرجل الشديد8.   1 في "هـ": والجمع يجمع. 2 وتمام عبارة ابن الحاجب: "ويجمع الجميع جمع السَّلاَمَةِ لِلْعُقَلاَءِ الذكُورِ، وأَمَّا مُؤنَّثُهُ فَبِالأَلِفِ وَالتَّاءِ لا غير، نحو: عبلات وحلوات وحلوات وحذرات ويقظات, إلا نحو عبلة كمشة، فَإِنَّهُ جَاءَ عَلَى عِبَالٍ وَكِمَاشٍ، وقَالُوا: عِلَجٌ، في جمع علجة" "الشافية: ص7". 3 إلى آخره: ساقط من "هـ". 4 لفظة "أي" ساقطة من "هـ". 5 ينظر الصحاح "عبل": 5/ 1756. 6 قاله الجوهري في صحاحه "كمش": 3/ 1018. 7 ويجمع العِلُج على: عُلُوج وأعلاج وعَلِجَة "ينظر المصدر السابق". "علج" 1/ 330. 8 المصدر السابق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 [ عود إلى جمع التكسير ] : قوله: "وما زيادته مَدَّة ثالثة1 .... " إلى آخره2. أي: الثلاثي الذي زيادته مدة ثالثة، فإن كانت تلك الزيادة ألفا جاء ذلك الثلاثي على فَعال -بفتح الفاء [وضمها وكسرها3] . فإن كان "فَعَالا" -بفتح الفاء- جمع على "أَفْعِلَة" غالبا، نحو: زمان وأَزمِنة. وجاء جمعها4 على "فُعُل" -بضم الفاء والعين- نحو: قَذَال -لمؤخر الرأس5- وقُذُل6 وعلى "فِعلان"، نحو: غَزَال وغِزْلان، وعلى "فُعُول" بضم الفاء نحو: عَناق وعُنُوق7. العَناق: أنثى من ولد المعز8.   1 لفظة "ثالثة": ساقطة من "هـ". 2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَمَا زيَادَتُهُ مَدَّةٌ ثالِثَةٌ في الاسْمِ، نَحْوُ زَمَان عَلَى أَزْمِنَةٍ غَالِباً وجاء قُذُل وغَزُلان وعُنُوق، ونَحْوُ حِمار على أَحْمِرَة وحُمُر غالباً، وَجَاء صِيرَانٌ وَشَمَائلُ، ونَحْوُ غُرَاب عَلَى أَغْربَةً وجاء قرد وغِرْبان وزُقّان، وغِلْمة وَغِلْمَةٌ قَليل وذُبّ نَادِرٌ، وجَاءَ في مؤنَّثِ الثلاثة أَعْنُق وأَذْرُع وأعقُب، وأمكُن شاذ. وَنَحْوُ: رَغِيفٍ عَلَى أَرْغِفة ورُغُف ورُغْفان غَالِباً، وَجَاءَ أَنْصِبَاءُ وَفِصَالٌ وأَفَائِلُ، وظِلْمان قَلِيلٌ، وَرُبَّمَا جاء مضاعفه على سُرُر، ونحو عمود على أَعْمِدَة وعُمُد، وجاء قِعْدان وأفلاء وذَنائِب" "الشافية: ص7". 3 في الأصل، "ق": وضم الفاء. وما أثبتناه من "هـ". 4 في الأصل: جميعها. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 ينظر الصحاح "قذل": 5/ 1800. 6 ويجمع أيضا على أقذِلة. "المصدر السابق". 7 وكذا أعنق. "المصدر السابق". 8 وأيضا العَنَاق: شيء من دواب الأرض كالفهد، وأيضا: الداهية "المصدر السابق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 وإن كان فعالا -بكسر الفاء- يجمع على "أَفْعِلَة" و"فُعُل" بضم الفاء والعين غالبا، نحو: حِمار وأَحْمِرَة وحُمُر. وقد جاء جمعه على "فِعلان"، نحو صِيران في جمع صِوار وهو القطيع من البقر، ولوعاء المِسْك1. وعلى فَعَائل، نحو: شَمَائل، في جمع: شِمال- وهو الخُلُق2. وإن كان فُعالا -بضم الفاء- يجمع على أَفْعِلَة غالبا، نحو: غُراب وأَغْرِبة [وعلى فعل نحو: قُرَاد وقُرُد [وعلى فعل نحو: قُرَاد وقُرُد، وعلى "فِعْلان" بكسر الفاء نحو: غُرَاب وغِرْبان] 3. وعلى "فُعْلان" -بضم الفاء- نحو زُقَاق -للسكة-4 وزقّان. وجمعه على "فُعْل" -بضم الفاء وسكون العين- نادِر، نحو: ذُبّ في جمع: ذُبَاب. وقد جاء الجمع في مؤنث الثلاثي المعنوي على أفعُل في فَِعَال بفتح الفاء وكسرها وضمها -نحو: أعنُق، في جمع: عَنَاق, وأذرُع في جمع: ذِراع، وأعقُب، في جمع: عُقاب للطير الضاري5.   1 وقد جمع الشاعر المعنيين في قوله: إذا لاح الصِّوار ذَكَرْتُ لَيْلَى ... وأذكرها إذا نفخ الصِّوار "ينظر الصحاح "صور": 2/ 716". 2 ذكره الجوهري "ينظر المصدر السابق "شمل": 5/ 1740". 3 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق". 4 ما بين الشرطتين إضافة من "ق"، "هـ". 5 ينظر الصحاح "عقب". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 ومجيء جمع "فَعال -بفتح الفاء- من المذكر على "أفعُل" شاذ، نحو: أَمْكُن في جمع: مَكَان. وإن كانت تلك الزيادة ياء يجمع1 ذلك "60" الاسم على "أَفْعِلَة" و"فُعْل" بضم الفاء وسكون العين -و"فُعْلان" بضم الفاء وسكون العين- غالبا نحو: أَرْغِفَة ورُغْف ورُغْفاَن, في جمع: رَغِيف. وجاء جمعه على "أَفْعِلاء"، نحو: أَنْصِبَاء، جمع: نصيب وعلى "فِعَال" -بكسر الفاء- نحو: فِصَال في جمع: فصيل -وهو ولد الناقة إذا فصل عن أمّه2 وعلى "فَعَائل" -بفتح الفاء- نحو: أفائل، جمع أَفِيل -وهو صغير الإبل3، وقيل: هو الواحدة من بنات المخاض فما فوقها4. ومجيء "فَعِيل" على "فِعْلان" -يكسر الفاء وسكون العين- قليل نحو: ظِلْمَان، في جمع: ظَلِيم- وهو الذكر من النعام5. وقد يجيء جمع مضاعف "فَعِيل" على: "فُعُل"، نحو: سَرِير وسُرُر. وإن كانت تلك الزيادة واوا جمع ذلك الاسم الذي فيه الواو على "أَفْعِلَة" و"فُعُل" غالبا، نحو جمع عَمود على أَعْمِدَة وعُمُد.   1 لفظة "يجمع" موضعها بياض في "هـ". 2 ذكره الجوهري في صحاحه "فصل": 5/ 1791. 3 ينظر الكتاب: 3/ 605، وينظر كذلك: "الصحاح "أفل": 4/ 1623". 4 ذكره الجوهري في صحاحه "أفل": 4/ 1623. 5 ذكره الجوهري "ينظر المصدر السابق "ظلم": 5/ 1978". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 448 وجاء جمعه على "فِعْلان" نحو: قِعْدان، جمع قَعُود -وهي الناقة التي يقعدها الراعي في1 حاجاته2. وعلى "أفعال"، نحو: أَفْلاء في جمع: فَلُوّ -وهو ولد3 الجمل الذي يفطم4، وعلى "فعائل"، نحو ذَنَائب جمع ذَنوب -وهو الدلو الملأى "ماء"5 والفرس الطويل الذَّنَب، والنَّصِيب6. قوله: "الصفة .... "7. أي: الصفة في الثلاثي الذي ثالثة مدة زائدة، فإن كانت تلك8 المدة ألفا، فإن كانت تلك الصفة على وزن9 فَعَال -بفتح الفاء يجمع على "فُعَلاء"، نحو: جَبَان وجُبَناء.   1 لفظة "في" ساقطة من "ق". 2 حكاه الجوهري عن أبي عبيدة "ينظر الصحاح "قعد": 2/ 525". 3 في "هـ": الولد. 4 هكذا في النسخ الثلاث. وفي الصحاح: الفَلُوّ المُهْرُ؛ لأنه يُفْتَلى، أي: يفطم، "فلا: 6/ 2456". وفي اللسان: "الفَلُوّ والفُلُوّ والفِلُو: الجحش والمُهْر إذا فُطِم" "فلا: 5/ 3469". 5 لفظة "ماء" إضافة من المحقق، يتطلبها المعنى. 6 ذكر ذلك الجوهري في صحاحه "ذنب": 1/ 128, 129". 7 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "الصفة، نحو جَبان على جُبَناء وصُنُع وجِياد، ونحو كِناز وهِجَان، ونحو شُجَاع عَلَى شُجَعاء وشُجْعَان وشجعة، ونحو: كرِيم على كُرَماء وكِرام ونُذُر وثنيان وخصيان وأشراف وأصدقاء وأشِحَّة وظُرُوف، ونحو: صبور على صُبُر غالِبا، وعلى وُدَدَاء وأعدَاء. "الشافية: ص7". 8 لفظة "تلك" ساقطة من "هـ". 9 لفظة "وزن" ساقطة من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 وعلى فُعُل -بضم الفاء والعين- نحو: صَنَاع وصُنُع، يقال: امرأة صَنَاعُ اليَدَيْن، أي: حاذِقَة ماهِرة بعمل اليدين1. وعلى فِعال نحو: جِياد في2 جمع جَواد -للفرس3. وقالوا في جمع جواد من الرجال: جُودّ4، كأنه جمع بضم العين، كقُذُل في جمع قِذَال، ثم سكن. وإن كانت تلك الصفة على وزن فِعال -بكسر الفاء- تجمع على فَعُل -بضم الفاء والعين- نحو كِنَاز وكُنُز، يقال: ناقَةٌ كِناز بالكسر: مكتنزة اللحم5. وعلى "فِعَال" -بكسر الفاء، نحو: "هِجَان" في المفرد، و"هِجَان" في الجمع؛ فكسرة "هِجَان" في6 المفرد ككسرة "كِتاب"، وكسرة "هِجَان" المجموع ككسرة "رجال". وغن كانت تلك الصفة على وزن "فُعَال" -بضم الفاء- يجمع على فُعَلاء وفُعْلان بضم الفاء, وفِعْلان بكسر الفاء نحو: شُجَعَاء7 وشُجْعان، في جمع: شُجَاع. وإن كانت تلك المدة ياء، نحو: فَعِيل، يجمع على: فُعَلاء وفِعَال نحو: كُرَمَاء وكِرام، في جمع: كَرِيم. وعلى فُعُل نحو: نُذُر، في جمع: نَذِير. وعلى فُعُل نحو: نُذُر، في جمع: نَذِير.   1 الصحاح "صنع": 3/ 1426. 2 لفظة "في" ساقطة من "ق"، "هـ". 3 ينظر الصحاح "جيد": 2/ 461. 4 ينظر المصدر السابق. 5 قاله الجوهري في صحاحه "كنز": 3/ 893. 6 لفظة "في" ساقطة من "ق"، "هـ". 7 لفظة "شجعاء" ساقطة من "ق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 وعلى فُعْلان -بضم الفاء- نحو: ثُنْيان، في جمع: ثِنْيٍ -وهو من النوق: التي1 وضعت بطنين، وثِنْيُها ولدها2. وعلى فِعْلان نحو: خِصْيان, جمع: خَصِيّ. وعلى أفعال، نحو: أَشراف، جمع: شَرِيف. وعلى أفْعِلاء نحو: أَصْدِقَاء، في جمع: صَدِيق. وعلى أَفْعِلة, نحو: أشِحَّة، في جمع: شَحِيح. وعلى فُعُول، نحو: ظُرُوف، في جمع: ظَرِيف، فإن الظَّريف يجمع على ظُرَفاء وظِراف. وقد3 قالوا في جمعه: ظُرُوف؛ كأنهم جمعوا ظَرفا بعد حذف الزوائد4 من ظريف. وإن كانت تلك المدة واوا، نحو: فَعُول، يجمع على: فُعُل "61" بضم الفاء والعين -غالبا كـ"صَبُور وصُبُر". وقد يجمع على فُعَلاء، نحو: وَدُود ووُدَدَاء. وعلى أَفْعَال، نحو عَدُوّ وأَعْدَاء. قوله: "وفَعِيلٌ بمَعْنَى مَفْعول .... "5. إلى آخره. اعلم أن فَعِيلا إذا كان بمعنى مفعول فقياسه أن يجمع على فَعْلَى   1 في الأصل "الذي". وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 2 قاله الجوهري في الصحاح "ثنا": 6/ 2294. 3 لفظة "قد" ساقطة من "هـ". 4 في "ق": الزائد. 5 تمام عبارة ابن الحاجب: "وفَعِيل بِمَعْنَى مَفْعُولٍ بابُهُ فَعْلَى كجَرْحَى وأسْرَى وقَتْلَى, وجاء أسَارَى، وشذ قُتَلاء وأَشَراءُ، ولا يجمع جمع التصحيح؛ فَلاَ يُقَالُ: جرِيحُون وَلا جَرِيحات، لِيَتَمَيَّزَ عَنْ فَعِيل الأصل". "الشافية: ص7". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 بفتح الفاء وسكون العين -كجمع جَرِيح على جَرْحَى، وأَسِير على أسرى، وقتيل على قتلى. وقد جاء جمع "فَعِيل" على وزن: فُعَالَى -بضم الفاء- كأُسَارَى في جمع أسِير. وشذّ جمع فَعِيلٍ على فُعَلاء، كجمع1 قَتِيل وأَسِير على قُتَلاء وأُسَراء. ولا يجمع فعيل [إذا كان] 2 بمعنى مفعول جمع السلامة؛ فلا يقال: جَرِيحونَ ولا جَرِيحات حينئذ. أما امتناع جمعه بالواو والنون فللفرق بين فَعِيل بمعنى مفعول وفَعِيل بمعنى فاعِل؛ فإن الثاني جمع بالواو والنون، نحو: كَرِيمونَ وظَرِيفونَ. وأما امتناع جمعه على جَرِيحات؛ فلأن جريحا إذا كان مذكرا لم يجمع جمع السلامة بالواو والنون، فلو جمع جَرِيح على جَرِيحات لكان للفرع مَزِيَّة على الأصل؛ لأن المذكر أصل والمؤنث فرع. اعلم أن قوله: "فَعِيل بمعنى مَفْعُول بابُه فَعْلَى"3 ليس على إطلاقه، بل إذا كان فعيل بمعنى مُوجَع أو مُعات4، نحو جَرِيح   1 في "هـ": نحو جمع. 2 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ". 3 المصنف في إطلاقه هذا يحذو حَذُوَ الزمخشري في مفصله؛ يقول الزمخشري: "وأما فعيل بمعنى مفعول فبابه أن يكسر على فَعْلى، كجَرْحَى وقَتْلَى. وقد شذ: قُتَلاء وأسَراء" "المفصل: ص194". ولم يتعرض ابن الحاجب لهذه العبارة في شرحه على المفصل، لا بالشرح ولا بالتعليق عليها. 4 أي: ما كان متضمنا للآفات والمكاره التي يتعرض لها الأحياء. "ينظر: شرح الشافية للرضي؛ 2/ 142". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 وجَرْحى، ولَذْعى، وقَتِيل وقَتْلى، وما سوى فَعِيل بمعنى مُوجع أو مُمْات من فعيل بمعنى مفعول ليس يجمع على فَعْلَى، ولا يكاد يوجد ذلك، نحو: نَطِيح بمعنى مَنْطُوح1 -في: نعجة نَطِيح- ولبن مَذِيق بمعنى مَمْذُوق، وأَجِير بمعنى مَأْجور، وحليب بمعنى مَحْلُوب وقضيب بمعنى مقضوب, أي: بمعنى2 مقطوع، ونَبِيذ بمعنى مَنْبُوذ وطبيخ بمعنى مطبوخ ومخيض بمعنى ممخوض وفصيل بمعنى مفصول، ورجيم بمعنى مرجوم، وحميد بمعنى3 محمود، وبئر خسيف بمعنى مخسوفة4. ونحوها لا يستقيم أن يجمع على فَعْلَى ولا على غيره، وإنما يرجع في أمره إلى5 السماع، نحو: قَضِيب وقُضُب، ونَبِيذ وأَنْبُذَة6 وطَبِيخ وطَبائخ. قوله: "ونحو مرضى .... "7 إلى آخره. هذا جواب عن سؤال مقدر. وتقدير السؤال: أن مريضا بمعنى فاعل؛ لأنك تقول: مَرِضَ فهو مريض، مع أنه جمع على فَعْلَى، وأنت قلت: فعيل بمعنى مفعول يجمع على فَعْلى؟   1 بمعنى منطوح: ساقط من "ق". 2 بمعنى: ساقطة من "هـ". 3 بمعنى: ساقطة من "هـ". 4 في الأصل: مخسوف. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 في "ق": على. 6 في الأصل: وأنبذ. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 7 تمام عبارة ابن الحاجب: "وَنَحْوُ مَرُضَى مَحْمُولٌ عَلَى جَرُحَى، وَإِذَا حملُوا عليه هَلُكى ومَوُتَى وجَرُبَى فهذا أجدر" "الشافية: ص6". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 453 وأجاب عنه بأن مريضا1 محمول على باب جريح لموافقته إياه في المعنى؛ لأن المريض في المعنى لمن أصابه داء، كما أن الجريح2 لمن أصابه جُرْح. وإذا حملوا على باب جريح بمعنى مفعول باب هَالِك، وميِّت، وأَجْرَبَ جمعوها على هَلْكى ومَوْتى وجَرْحى؛ لموافقتها إياه3 في أصل المعنى4 من حيث إنها كانت لمن أصابه ضرر من هَلاك ومَوْت وجَرَب، فأشبه من أصابه جُرْح، فحَمْل مريض على جريح بمعنى مفعول أولى من حمل هالك وميت وأجرب عليه؛ لموافقة مريض جريحا في المعنى والزِّنَة، وموافقة هالك وميت وأَجْرَب إياه في المعنى، لا في الزنة. قوله: "كما حملوا أَيَامَى ويَتَامَى على وَجَاعَى وحَبَاطَى". اعلم "62" أن حق فَعَالَى أن يكون فَعْلاء، نحو: صَحَارَى في جمع صحراء، ثم جمع فَعْلان على فَعَالَى؛ للمشابهة التي بين ألف فَعْلاء والألف والنون التي في فَعْلان، ثم حُمِل5 فَعِل على فَعْلان في جمعه على فَعَالَى؛ لموافقتهما في كونهما صفة لفَعِل، نحو عَطِشَ، فهو عَطِش وعَطْشَان، وغَرِثَ فهو غَرِثٌ وغَرْثان،   1 في الأصل، "ق": مريض والصحيح ما أثبتناه من "هـ"، إلا إذا حمل على الحكاية. 2 في الأصل، "ق": جريح. وما أثبتناه من "هـ". 3 في الأصل "إياها". والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 4 في "هـ": معناه. 5 في "ق": "فحمل" بدلا من "ثم حمل". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 454 وصَدِيَ فهو صَدٍ وصَدْيان، فجمع عَطِش وعَطْشان على1 عَطَاشى ثم جمع فعِل الذي ليس معه فَعْلان على فَعَالَى، نحو: وَجِع وحَبِط فإنه يجمع على وَجَاعَى2 وحَبَاطَى ثم حُمل فَيْعِل وفَعِيل على فَعِل في جمعه على فَعَالَى، نحو: أَيَامَى ويَتَامَى، في جمع: أَيِّم ويَتيمٍ لتقاربهما في الوزن -إلا3 بزيادة الياء، ولموافقة الأيِّم واليتيم لوَجِع وحَبِط [في كون الأيِّمة واليُتْم4] آفة في الأيِّم واليتيم. اعلم أنه لو قال: وحملوا أيِّما ويَتِما على وَجِع وحَبِط لكان أولى. قوله: "المؤنث .... "5. أي: المؤنث من باب ما ثالثه مدة في الصفات؛ فإن فَعِيلَة منه تجمع على فِعَال -بكسر الفاء- وفَعَائِل؛ كجمع6 صَبِيحَة على صَباح وصَبَائح. وقد جاء جمع فَعِيلَة على فُعَلاء، نحو: خُلَفَاء، في جمع: خَلِيفة، فكأنهم جعلوه خَلِيفا كشَرِيف.   1 في الأصل: "عطاش". والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 2 في "هـ": وجاع. 3 في الأصل، "هـ": لا. والصحيح ما أثبتناه من "ق". 4 في "ق": "في كونهما" موضع ما بين المعقوفتين. 5 تمام عبارة ابن الحاجب: "المُؤَنَّث؛ نَحْوُ صَبِيحة عَلَى صِباح وصَبائح وَجَاءَ: خُلَفاء، وجَعْلُه جَمْعَ خَلِيفٍ أَوْلَى، وَنَحْوُ عَجُوزٍ على عَجَائز". "الشافعية: ص7". 6 في "ق": نحو. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 455 وقال قوم: إنه جمع خَلِيف، وأما خَلِيفَة فجمعها خَلائف1. وقال المصنف: "هذا أولى"؛ لاستبعاد أن تجمع فَعِيلَة على فُعَلاءَ؛ لكثرة جمع فعيل على فُعَلاءَ نحو كُرَمَاء وظُرَفَاء، في جمع كَرِيم وظَرِيف. وقالوا ليس في المؤنث فعلاء إلا: فَقِيرة من نسوة فُقَراءَ، وسَفِيهَة من نسوة سُفَهَاء، وأما أَصْدِقاء وأَغْنِياءُ وأَصْفِياءُ فخاص بالمذكر. ويُجمع فَعُول المؤنث، في الصِّفة, على: فَعَائل، نحو عَجَائز في جمع: عَجُوز. وإنما لم يذكر المصنف جمع فَعَالة وفِعَالة وفُعَالة في الصفات لعدم مجيئها. اعلم أنه لم يتعرض لفَعُول المذكر ولم يبسط في فَعُول المؤنث أيضا، لكن يجب أن تعلم أن "فَعُول"2 إذا كان وصفا يستوي فيه المذكر والمؤنث، فإن كان مذكر يجمع على فُعُل فحسب، كصَبُور وصُبُر، وغَدُور وغُدُر، وعَقُور وعُقُر، وإن كان مؤنثا يجمع على فُعُل وفَعَائل، نحو: عَجُوز وعُجُز وعَجائز، وقَلُوص3 وقُلُص   1 قال سيبويه: "وقالوا: خليفة وخلائف فجاءوا بها على الأصل وقالوا خلفاء من أجل أنه لا يقع إلا على مذكر، فحملوه على المعنى، وصاروا كأنهم جمعوا خليف حيث علموا أن الهاء لا تثبت في تكسير". "الكتاب: 3/ 636". 2 في الأصل، "ق": فعول. وما أثبتناه من "هـ". 3 القَلُوص من النوق: الشابة، وهي بمنزلة الجارية من النساء "قاله الجوهري في صحاحه "قلص": 3/ 1054". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 وقَلائص، وسَلُوب وسُلُب وسَلائب. قال سيبويه: "وقد يستغنى ببعض من1 هذا عن بعض"2؛ نحو: صَعَائد في جمع صَعُود [و] 3 لا يقال صُعُد، ويقال: عُجُل ولا يقال عَجَائل في جمع عَجُول.   1 لفظة "من" ساقطة من "هـ". 2 الكتاب: 3/ 636. 3 الواو إضافة من "ق"، "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 [ جمع فاعل الاسم ] : قوله: "فاعل الاسم .... " إلى آخره1. اعلم أن فاعلا2 إذا كان اسما يجمع على فَواعِل، نحو: كَواهِل، في جمع كاهِل -وهو ما بين الكتفين3- وجاء جمعُه على فُعْلان، بضم الفاء وسكون العين، وفِعْلان، بكسر الفاء وسكون العين، نحو: حُجْزَان، في جمع حاجِز، وهو ما يمسك الماء عند شفه الوادي4، وجِنَّان، في جمع جانّ- وهو أبو الجِنّ5. قوله6: "المؤنث .... "7. أي: جمع المؤنث من باب "فاعل" الاسم إذا كان مؤنثا بالتاء على وزن "فَواعِل"؛ فإن فاعلة إذا كانت اسما تجمع على فواعِل، نحو: كاثِبَة وكَواثِب. والكاثِبَة من الفرس: مقدم المِنْسج حيث تقع عليه يد الفارس8 "63".   1 تمام عبارة ابن الحاجب: "وَفَاعِلٌ الاسْمُ، نَحْوُ: كِاهِلٍ، عَلَى كَوَاهِلَ، وَجَاء: حُجْزان وجِنّان". "الشافية: ص7". 2 في "ق"، "هـ": "فاعل". 3 ينظر الصحاح "كهل": 5/ 1814. 4 وفي اللسان: الحاجز بين الشيئين "حجز: 2/ 786". 5 ينظر المصدر السابق "جنن": 5/ 2094. 6 قوله: ساقطة من "هـ". 7 تمام عبارة ابن الحاجب: "والْمُؤَنَّثُ نَحْوُ كاثِبَة عَلَى كواثِب، وَقَدْ نَزَّلُوا فاعِلاء مَنْزلتَهُ فَقَالُوا: قَواصِع ونَوافق ودَوامّ وسَواب" "الشافية: ص7". 8 ذكر ذلك الجوهري في صحاحه "كتب": 1/ 210. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 458 وقد نزلوا "فاعِلاء" الذي هو المؤنث بالألف منزلة "فاعلة" المؤنث بالتاء في جمعه على "فواعل"، فجعلوا ألفي التأنيث بمنزلة تاء التأنيث، فقالوا في جمع قاصِعاء: قَواصِع وفي جمع نافِقاء: نَوافق، وفي جمع دامَّاء: دَوامّ، على وزن: فَوَاعِل. والقاصِعاء: حُجْر من جِحَرَة اليربوع، وهو الباب الذي يقصع فيه؛ أي: يدخل فيه1. والنَّافِقاء: إحدى جِحَرَة اليربوع، يكتُمها ويُظهر غيرها ويعدها لهربه، وهو يرققه، فإذا أُتي من قبل القاصعاء ضرب النّافِقاء برأسه وخرج منه2. والدَّامَّاء -بالمد، وتشديد الميم-: إحدى جِحَرَة اليربوع التي يدمها بالتراب؛ أي: يطلي رأسها به3. وفي جمع سابِياء: سَوَاب، كجَوَار. والسَّابِياء: المشيمة4 التي تخرج مع الولد5.   1 ذكره الجوهري في صحاحه "قصع": 3/ 1266". 2 المصدر السابق "نفق": 4/ 1560. 3 المصدر السابق "دمم": 5/ 1921. 4 في الأصل: المسيبة. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 والسابياء: أيضا: النتاج. وكذا: إذا كثر نسل الغنم فهي السابياء. "كل ذلك ذكره الجوهري في صحاحه "سبا 6/ 2372". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 [ جمع فاعل الصفة ] : قوله: "الصفة .... " إلى آخره1. يعني إن كان "فاعل" صفة تجمع على "فُعّل" و"فُعّال" غالبا، كما يجمع جاهِل على جُهَّل وجُهَّال. ويجمع على "فَعَلَة" كثيرا كفَسَقَة، في جمع: فاسِق. وعلى "فُعَلَة"2 في المعتل3 العين، نحو: قُضَاة، في جمع: قاض. وعلى "فُعُل"، نحو: بُزُل، في جمع: بازِل -وهو البعير الذي طعن في السنة التاسعة4- وعلى "فُعْلاء"، نحو: شُعَراء, في جمع: شاعِر. وعلى "فُعْلان" -بضم الفاء وسكون العين- نحو: صُحْبان، في جمع: صاحب. وعلى "فِعال" -بكسر الفاء- نحو: تِجار، في جمع: تاجر -وهو الذي يتّجر، أو5 بائع الخسر؛ فإن العرب تسمي بائع الخمر تاجرا6. وعلى "فُعول" -بضم الفاء7   1 تمام عبارة ابن الحاجب: "الصِّفة, نحو جاهِل عَلَى جُهَّل وجُهَّال غَالِباً، وفَسَقَة كَثِيراً وعلى قُضَاة في المعتل اللام، وعلى نُزُل وشَعَراء وصُحْبان وتِجَار وَقُعُودٍ، وأمَّا فَوَارِس فَشَاذٌّ". "الشافية: ص7". 2 في الأصل، "ق": فعاة. وما أثبتناه من "هـ". 3 في "هـ": معتل. 4 ذكره الجوهري في الصحاح "بزل": 4/ 1633. 5 في "هـ": أي. 6 قاله الجوهري في الصحاح "تجر": 2/ 600. 7 في الأصل، "ق": بفتح الفاء. والصحيح ما أثبتناه من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 نحو قُعُود، في جمع قاعِد. والقاعد من النخل: الذي تناله اليد1. وأما مجيء جمع "فاعل" للمذكر العاقل في الصفات على "فواعل" فشاذ، نحو فَوَارِس2، جمع فارس؛ لأنه لا يقال: فارسة؛ و3 لأنه لا يكاد أن يذكر موصوفه فجرى مُجرى الأسماء. وكذا: نَواكِس وسَوابِق وهَوالِك، في جمع: ناكِس، وسابِق وهالِك كقول الفرزدق4: 9 وإذا الرجال رأوا يزيد رأيتهم ... خُضُع الرقاب نواكِس الأبصار5 أي: مطأطئ الرءوس، إجلالا له6. وكقول الآخر:   1 ذكره الجوهري في الصحاح "قعد": 2/ 525. 2 في "ق": الفوارس. 3 الواو ساقطة من "هـ". 4 الفرزدق: هو أبو فِراس، همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارِم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، البصريّ. 5 البيت من الكامل، قاله الفرزدق، ضمن قصيدة يمدح بها آل المُهَلّب وخص من بينهم ابنه يزيد، وكان يزيد هذا والياً على خُرَاسان من قبل بني أمية. والبيت في ديوانه ص376. وينظر في هذا الشاهد: "الكتاب: 3/ 380، والمقتضب: 1/ 121، 2/ 19"، والمنقوص والممدود، للفراء: 131، والصحاح "نكس" 3/ 896، وشرح أدب الكاتب ص25، وابن يعيش: 5/ 506، شرح الشافية للرضي: 2/ 153 "رقم 64"، واللسان "نكس": 6/ 4540، وشرح شواهد الشافية: 142، "رقم 74"، والخزانة: 1/ 204 " رقم30". والشاهد فيه: جمع "ناكس" صفة العاقل على نواكس ضرورة. 6 إجلالا له: ساقط من "ق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 10 وأَيْقَنْتُ أنِّي عِنْدَ ذَلك ثائر ... غَداتَئِذٍ أو هالِك في الهَوَالِك1 قيل: في الأخير نظر؛ لجواز أن يكون جمع هالكة، تقديره: في المنهج الهالك. قال ابن2 القطاع في كتاب الأبنية: "يجمع"3 الصاحب على صواحب". وإذا كان فاعل4 وصفا لغير عاقل جمع قياسا على فواعل، نحو: صاهِل وصَواهِل، وحاجِب العين وحَواجِب، وشارِب وشَوارِب، وساعِد وسَواعِد، وناظِر ونَواظِر، وغارِب -لما بين السنام والعنق5 وغوارب، وحارك6 -للكاهل- وحوارك7، 8، وشامخ وشوامخ9.   1 هذا بيت من الطويل نسبه الجوهري في صحاحه لابن جِذُل الطِّعان، رواية عن أبي عمرو بن العلاء، وتابعه في ذلك صاحب اللسان. وقبله: تجاوزت هندا رغبة عن قتاله ... إلى مالِك أعشو إلى ذِكْر مالك ينظر فيه: الصحاح "هلك" 4/ 1617، واللسان "هلك" 6/ 4686، والشاهد في قوله: "أو هالك في الهوالك"، حيث جمع "هالك" على "هوالك" ضرورة. 2 في الأصل: بين. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 لفظة "يجمع": من "ق"، "هـ". 4 في "ق"، "هـ": الفاعل. 5 ذكره الجوهري في صحاحه "غرب": 1/ 193. 6 في "ق": وجاذي. 7 في "ق": وجواذل. 8 ينظر الصحاح "حرك" 4/ 1579، اللسان "حرك": 2/ 844. 9 في الأصل: سامج وسوامج. تحريف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 قوله: "والمؤنث نحو نائمة على نوائم". أي: فاعل1 إذا كان مؤنثا يجمع على فواعل وفُعَّل، سواء كان بالتاء، نحو: نائمة، ونوائم2 ونوَّم، أو كان بغير التاء كحائض وحوائض وحيَّض.   1 في "ق"، "هـ": الفاعل. 2 لفظة "نوائم" ساقطة من "ق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 463 [ جمع ما آخره ألف التأنيث ] : قوله: "المؤنث بالألف رابعة1 .... " إلى آخره2. أي: ويجمع الاسم المؤنث بالألف المقصورة إذا كانت رابعة على فِعال -بكسر الفاء- نحو: إناث، جمع أنثى. وبالألف الممدودة إذا كانت رابعة، نحو: فَعْلاء، على: فَعَالي، نحو: صَحَراء "64" وصَحَاري. وتجمع الصفة المؤنثة3 بالألف المقصور إذا كانت رابعة وكانت تلك الصفة على وزن "فَعْلَى"4 -بفتح الفاء- على "فِعال" نحو: عَطْشَى وعِطَاش. وإن كانت على وزن "فِعْلَى" -بكسر الفاء- يجمع على "فَعَالَى" نحو حَرْمَى وحَرَامَى. والحَرْمَي: ناقة تشتهي الفحل5.   1 لفظة "رابعة" ساقطة من "هـ" -وفي الأصل، "ق": رابعا. وما أثبتناه من متن الشافية. 2 عبارة ابن الحاجب بتمامها "المؤنَّثُ بِالأَلِفِ رَابِعَةً: نَحْوُ أُنْثى عَلَى إِنَاثٍ، وَنَحْو صَحْراء عَلَى صَحَاري، والصِّفَةُ نَحْو عَطْشَى عَلَى عِطَاش، وَنَحْوُ حَرْمَى عَلَى حَرَامَى، وَنَحْوُ بَطْحَاء عَلَى بِطاح، وَنَحْوُ عُشراء على عِشار، وفُعْلى أَفْعَل كالصُّغْرَى على الصُّغَر, وبالأَلِفْ خَامِسَةً نحو حُبارَى على حُبارَيَات". "الشافية: ص7". 3 في النسخ الثلاث: المؤنث. وما أثبتناه هو الأنسب للمعنى. 4 في "هـ": فعل. 5 ينظر الصحاح "حرم": 5/ 1896. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 464 وتجمع الصِّفة المؤنثة بالألف الممدودة إذا كانت رابعة وكانت على ون فَعْلاء -بفتح الفاء وسكون العين- أو فُعَلاء -بضم الفاء وفتح العين- على "فِعَال" كبَطْحاء على بِطاح. والبطحاء: سَيْل واسع فيه دِقاق الحَصى. ومنه بَطْحاء مكة1. وعُشَراء على عِشار. والعُشَراء: صفة الناقة التي أتت عليها من يوم أُرْسِل عليها الفحل عشرة أشهر، ويبقى لها هذا الاسم إلى وقت الولادة2. وإن كانت الصفة التي ألف تأنيثها المقصورة رابعة فُعْلَى -بضم الفاء وسكون العين- الذي مذكرها3 أفعَل يجمع على "فُعَل" نحو: صُغْرَى على4 "صُغَر" وفُضْلَى على "فُضَل" ولو قدِّم هذا على الممدودة كان أنسب. ويجمع المؤنث بالألف خامسة بالألف والتاء، نحو: حُبارى، على: حُبارَيات. ذكر في الصحاح أن حُبارى: طائر يقع5 على الذكر والأنثى واحدها وجمعها سواء، وإن شئت قلت في الجمع حُبارَيات.   1 ذكره الجوهري في صحاحه "بطح": 1/ 356. 2 ينظر المصدر السابق "عشر": 2/ 747. 3 في النسخ الثلاث: مذكرة. وما أثبتناه هو الأنسب للمعنى. 4 في الأصل: "في". وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 في الأصل "يرتفع". والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ"، لموافقته ما في الصحاح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 465 وذكر أيضا1 أن ألفه ليست2 للتأنيث ولا للإلحاق، وإنما بُني الاسم عليها فصارت كأنها من نفس الكلمة لا تصرف في معرفة ولا نكرة؛ أي: لا ينون. وقال الصنعاني: إنه سَهْو منه؛ لأن الألف التي فيه للتأنيث كشُكاعَى -لِنَبْت3- وسُمانَى -لطائر4. والدليل على أنها للتأنيث أنها5 لو لم تكن للتأنيث لانصرفت.   1 في الصحاح "حبر": 2/ 621. 2 في النسخ الثلاث: ليس. والصحيح ما أثبتناه. 3 وهو نبت يُتداوى به "ينظر الصحاح "شكع": 3/ 1238". 4 ينظر المصدر السابق: سمن: 5/ 2138. 5 "أنها" ساقطة من "ق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 466 [جمع أفْعَل: اسما وصفة] قوله: "وأفْعَل: الاسم كيف تصرَّف1 .... " إلى آخره2. اعلم أن أَفْعَل إذا كان اسما كيف تصرَّفَت3 حركاته من أَفْعل وإفْعَل وأفعُل: يجمع على "أفاعل" نحو جمع أَجْدَل وأَحْوَص -علما- وإصبع، على: أجادِل وأحاوِص وأصابع. وإنما جمع أَحْوَص -علما- على حُوص مع أنه لا يجمع أفْعل على فُعْل إلا إذا كان وصفا وهو ليس بوصف حينئذ، نظرا إلى الوصفية الأصلية. وإنما ذكر أن جمع أحوص على أحاوص مع استغنائه عنه بذكر أَجْدَل، ليذكر بعده أنه يجمع على فُعْل أيضا, إذا كان علما، نظرا إلى الوصفية الأصلية، كقول الأعشى4.   1 كيف تصرف: ساقطة من "هـ". 2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وأَفْعَل: الاسْمُ كَيْفَ تصرَّف، نَحْوُ أجْدَل وإصْبَع وَأحْوَصٍ، عَلَى: أجَادِلَ وأصَابِعَ وَأحَاوِصَ، وَقَوْلُهُمْ: حُوص لِلَمْح الْوَصْفِيَّةِ الأَصْلِيَّةِ، وَالصِّفة نَحْوُ أَحْمر عَلَى حُمَرات وحُمْر، وَلاَ يُقَالُ: أحْمَرُونَ لِتُمَيِّزَهُ عَنْ أفْعَلِ التَّفْضِيلِ، وَلاَ حَمْرَاوَاتٌ لأنه فَرْعُهُ، وجَاءَ الْخَضْرَاوَاتُ لِغَلَبَتِهِ اسْماً، وَنَحْوُ الأَفْضَلِ عَلَى الأَفَاضِلِ وَالأَفْضَلِينَ" "الشافية: ص7". 3 كيف تصرف: ساقطة من "هـ". 4 وهو ميمون بن قيس، ولد في قرية منفوحة -وهي الآن حي في الرياض- في قومه بني قيس بن ثعلبة، وهم بطن من بطون بكر بن وائل بن ربيعة عرفوا بالفصاحة فنشأ على فصاحتهم، وكان أعشى العينين فلقب بالأعشى, وكني بأبي بصير تفاؤلا له بشفاء بصره، توفي سنة 629هـ. "ينظر في ترجمته وأخباره: الأغاني: 9/ 104-125". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 467 "11" أتَانِي وَعِيد الحُوص مِنْ آلِ جَعْفَر ... فَيَا عَبْد عمرو لو نَهَيْت الأحاوِصا1 وذلك أنه قد كان هجا عَلْقَمَة بن عُلاثة بن عوف بن الأحوص ومدح عامر بن الطفيل فتوعده بالقتل فقال ذلك. وأراد بالأحاوص: من ولده الأحوص، وهم: عوف بن الأحوص وعمرو بن الأحوص، وشريح بن الأحوص. وأفعل إذا كان صفة يجمع على فُعْلان -بضم الفاء وسكون العين- وعلى فُعْل -بضم الفاء وسكون العين- نحو أحمر: حُمْران وحُمْر. ولا يجمع باب "أحمر" بالواو والنون؛ فلا يقال: أحمرون2 للفرق بين أفعل للتفضيل، وبين أفعل [الذي هو الصفة لغير   1 هذا بيت من الطويل، من قصيدة طويلة، وهي في ديوانه "ص99, 100". 2 وأراد بالحوص والأحاوص: أولاد الأحوص بن جعفر، الذي ذكرهم ركن الدين. والأحوص: اسمه ربيعة بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وسمي الأحوص لضيق كان في عينيه. ينظر في الشاهد: الصحاح "حوص": 3/ 1034، وتهذيب إصلاح المنطق: 2/ 313، والمفصل "ص195", والإيضاح في شرح المفصل: 1/ 547 "رقم 169"، واللسان "حوص": 2/ 1050، وشرح الشافية للجاربردي: 1/ 146، وشرح شواهد الشافية للبغدادي ص144 "رقم 76". والشاهد في قوله: "الحوص"، "والأحاوص"، حيث جمع الأحوص على الحوص بالنظر إلى كونه وصفا في الأصل، وجمعه على الأحاص بالنظر إلى الاسمية. 2 في "هـ": أحمرين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 468 التفضيل، فإن] 1 أفعل التفضيل يجمع بالواو والنون، نحو: "أفضلون". ولا يجمع باب "حمراء" بالألف والتاء؛ فلا يقال حمراوات؛ لأن جواز جمع المؤنث بالألف والتاء فرع جواز جمع مذكره بالواو والنون، لكون المؤنث فرع المذكر، وامتناع أن يكون للرفع مَزِيَّة على الأصل. وإنما جمع خضراء "65" على الخضراوات مع كونها مؤنث الأخضر، وامتناع: أخضرون لغلبة استعماله "اسما"2 من غير النظر إلى أنها وصف لموصوف، فجمعوها جمع الأسماء وجمع أفعل التفضيل مكسرا على أفاعِل3 ومصححا على الأفْعَلِينَ، نحو الأفضل4، والأفاضِل، والأفضَلِينَ.   1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 2 لفظة "اسما" من "هـ". 3 في الأصل: "فاعل": والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 4 لفظة "الأصل" ساقطة من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 469 [جمع فَعْلان: اسما وصفة] قول: "و1 نحو شيطان .... " إلى آخره2. يعني أن الاسم الذي لحقه الألف والنون، نحو: فَعْلان، إن كان اسما يجمع على فَعَالِين كيف تصرَّف حركاته3، نحو: شيطان وشياطين، وِسْرحان -للذئب4- وسراحين، وسُلطان وسلاطين. وقد جاء جمعه على فِعال -بكسر الفاء- سِرحان وسِراح. وإن كان صفة يجمع في الأكثر على فِعال -بكسر الفاء- وعلى فَعَالَى -بفتح العين- نحو: غَضْبان، وغِضاب، وسَكْران، وسُكَارى. وقد جاء جمع أربع كلمات على وزن فُعَالى -بضم الفاء- وإن كان الأصل فيه الفتح نحو: كَسْلان وكُسَالى، وسَكْران وسُكارى، وعَجْلان وعُجَالى، وغَيْران وغُيَارى.   1 الواو ساقطة من "ق". 2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَنَحْوُ شَيْطَانٍ وسَلْطان وَسِرْحَانٍ عَلَى شَيَاطِينَ وَسَلاَطِينَ وسَراحين، وجاء سِراح، والصفة نَحْوُ غَضْبَان عَلَى غِضاب وسَكَارَى، وَقَدْ ضُمت أربعة كُسَالى وسُكارى وعُجالى وغُيارى". "الشافية: ص7". 3 المقصود بعبارة "كيف تصرف حركاته": مهما تغير حركات أوله، فتحة كانت أو ضمة أو كسرة. 4 للذئب: ساقطة من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 470 قوله: "فَيْعِل .... " إلى آخره1. أي: الاسم الذي على وزن "فَيْعِل" يجمع على "أفعال" نحو: مَيِّت وأموات، وعلى "فِعال" بكسر الفاء، نحو: جَيِّد وجِياد، وعلى "أَفْعِلاء"، نحو بَيِّن وأَبْيِنَاء -والبَيِّن: الرجل الفصيح2- وهَيِّن وأَهْوِناء3. وجاء أَجْوِدَاء في جَيِّد. قوله: "ونحو شَرَّابون .... " إلى آخره4. اعلم أن فَعَّالا -بفتح الفاء- وفُعَّالا -بضم الفاء وتشديد العين- وفِعِّيلا -بكسر الفاء وتشديد العين- ومَفْعولا ومَفْعَلا جمعت السلامة بالواو والنون نحو "شَرَّاب" على "شَرَّابون"، و"حُسَّان" على "حُسّانون"، و"فِسِّيق" على "فِسِّيقون" و"مضروب" على "مضروبون" و"مكرم" على "مُكْرِمُون"، و"مُكْرَم" اسم مفعول على "مُكْرَمُون" واستغنى فيها بجمع التصحيح على5 جمع التكسير.   1 تمام عبار ابن الحاجب: "وفَيْعِل نَحْوُ مَيِّت عَلَى أَمْوات وجِياد وأبيِنَاء". "الشافية: ص7". 2 ينظر الصحاح "بين": 5/ 2082. 3 في الأصل: أهيناء. وما أثبتناه من "ق"، "هـ" هو المناسب للشرح. 4 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "ونحو: شَرَّابُون، وحُسّانُون، وفِسِّيقون ومَضْروبون، مُكْرَمُون، ومُكْرَمُونَ اسْتُغْنِيَ فِيهَا بِالصَّحِيحِ. وَجَاءَ عَوَاوير ومَلاعِين ومَيَامِين ومَشَائِيم ومَيَاسِير ومَفَاطِير ومَنَاكير ومَطَافِل ومَشَادِن. "الشافية: ص7". 5 في الأصل: "على". والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 471 وقد جاء جمعها مكسرا قليلا، نحو "عَوَاوِير" في جمع: عوِّار وهو: الخُطَّاف، والجَبَان، والرَّمَد1. و2 نحو: "ملاعين" في جمع: ملعون، و"ميامين" في جمع: ميمون، و"مشائيم" في جمع مشئوم، و"مياسير" في جمع ميسور -لضدّ المعسر3- و"مفاطير" في جمع مفطر -لضد الصائم- و"مناكير" في جمع مُنْكَر -وهو اسم ملك، واسم مفعول أنكر أيضا- ومطافل، في جمع: مطفل -وهو الظبية أو الناقة التي معها ولدها وهي قريبة العهد بالنَّتَاج4، ويقال في جمعها أيضا مطافيل5. ومشادِن، في جمع: مُشْدِن -وهي الظبية التي قوي ولدها6 ويقال في جمعها أيضا: مشادين7. اعلم أنه لو قال: ما أوله ميم زائدة من الصفات على أي وزن كان يستغى بتصحيحه عن تكسيره إلا مُفْعلا المخصوص بالمؤنث [كان أولى] 8 ليشمل نحو: معلِّم ومعلَّم ومقاتِل ومقاتَل؛ فإنه   1 ذكره الجوهري في صحاحه "عور": 2/ 761. 2 الواو ساقطة من "ق". 3 في الأصل "هـ": المعسور. وما أثبتناه من "ق". 4 قاله الجوهري في الصحاح "طفل": 5/ 1751. 5 ينظر المصدر السابق. 6 ينظر المصدر السابق "شدن": 5/ 2144. 7 المصدر السابق. 8 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 472 يجمع جمع السلامة ولا يكسر، [ويخرج عنه1] نحو: مُشْدِن، ومُطْفِل ومُرْضِع ومُتْل، ونحوها مما هو على وزن مُفْعِل مخصوص بالمؤنث، فإنه يكسر على مفاعل قياسا غير مقصور على السماع، نحو: مشادن ومطافل ومراضع ومتال.   1 في "ق": "وإن" موضع ما بين المعقوفتين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 473 [ تكسير الرباعي والمشبه به ] : قوله: "والرباعي نحو جَعْفر .... " إلى آخره1. اعلم أن الرباعي كيف ما تصرفت2 حركاته يجمع على فعالل قياسا مطردا، فيقال في جمع: جَعْفَر وزِبْرِج ودِرْهَم وقِمْطَر وجُحْذَب3 "66": جَعَافِر وزَبارج ودراهم وقماطر وجُخادِب. فإن كان قبل آخر الرباعي المزيد عليه مدة انقلبت ياء لكسرة ما قبلها نحو: قِرْطاس وقراطيس. وكذلك كل ما كان على زنة الرباعي سواء كان ملحقا بالرباعي نحو: كَوْكَب، أو غير ملحق به مع زيادة غير مدة، نحو جَدْوَل4. وتَنْضُب يجري مجرى الرباعي في الجمع، نحو: كَوْكَب وكَوَاكِب وجَدْوَل وجَداوِل، وعِثْيَر للغبار5 وعَثَاير، وتَنْضُب -لشَجَر6 وتَنَاضِب ومِدْعَس- للرمح؛ لأنه يدعس به7 -ومَداعِس.   1 تمام عبارة ابن الحاجب: "وَالرُّبَاعِيُّ نَحْوُ جَعْفر وَغَيْرِهِ عَلَى جَعَافِرَ قِيَاساً، وَنَحْوُ قِرْطَاسٍ عَلَى قَرَاطِيسَ، وَمَا كَانَ عَلَى زِنَتِهِ مُلْحَقاً أوْ غَيْرَ مُلْحَقٍ بِغَيْرِ مَدَّةٍ أوْ مَعَهَا يَجْرِي مَجْرَاهُ نَحْوُ كَوْكَب وجَدْوَل وعِثير وتَنْضُب ومِدْعَس". "الشافية: ص7". 2 في "هـ": تصرف. 3 الجُخْدَب: الجمل الضخم. "ينظر الصحاح "جخدب": 1/ 97". 4 في الأصل: "أجدل" والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 ينظر الصحاح "عثر": 2/ 736. 6 وهو شجر تتخذ منه السهام. ينظر المصدر السابق "نضب": 1/ 226. 7 ينظر المصدر السابق: "دعس": 3/ 929. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 474 وإنما قال: بغير مدة -أي: لم يكن في غير المدة- احترازا به عن مثل: فاعل وفعول وفعيل؛ فإن جمعه على ما تقدم لا على جمع الرباعي. قوله: "وقِرواح ..... " إلى آخره1. اعلم أن الثلاثي إذا كان ملحقا بالرباعي وزيد فيه بعد الإلحاق ألف، نحو: قِرْواح -للناقة الطويلة2 أو الأرض البارزة للشمس التي لم يختلط بها شيء3 -ونحو قُرْطاط- للبَرْدَعة4، أو كان غير ملحق به، لكن يكون فيه زيادة تكون بها على وزن الملحق بالرباعي، نحو: مِصْباح؛ فإنه يجمع على: قَرَاوِيح وقَرَاطِيط ومَصَابِيح؛ بقلب الألف ياء لكسرة ما قبلها؛ فإن القِرْوَاح من القرح، والقُرْطَاط من القُرْط، والمصباح من الصَّبْح. وفي عبارته نظر؛ لأنه يقتضي أن يفعل في جمعه ما يفعل في جمع الرباعي؛ لأنه معطوف على ما5 زنته زنة الرباعي. قوله: "ونحو جَوَارِبَة .... " إلى آخره6. أي: الرباعي وكل ما هو على زنته إذا جمع جمع التكسير وهو   1 تمام عبارة ابن الحاجب: "وقِرْوَاح وقُرْطَاط ومِصْبَاح". "الشافية: ص7". 2 أي: الطويلة القوائم. 3 قاله الجوهري في صحاحه: "قرح": 1/ 396. 4 ينظر المصدر السابق: "قرط": 3/ 1151. 5 لفظة "ما" ساقطة من "هـ". 6 تمام عبارة المصنف: "ونحو جَوَارِبة وأَشاعِثَة في الأعجمي والمنسوب" "الشافية: ص7". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 475 أعجمي، نحو: جَوْرَب، أو منسوب إلى حَيّ، نحو: أَشْعَثِي -المنسوب إلى أشعث- وهو حيّ1 -أتى في جمعه بتاء التأنيث، ليدل على أنه أعجمي أو منسوب إلى حي، فيقال في جمع جَوْرَب: جَوَارِبة، وفي أَشْعَثِيّ: أشاعِثَة2. فقوله: "ونحو جواربة": مبتدأ, وقوله: "في الأعجمي" خبره، أي: لحوق تاء التأنيث بهذا الجمع إنما يكون لكونه مفردا أعجميا أو منسوبا إلى حيٍّ. وقد يكون للتعويض، نحو: فَرَازِنَة3، ولتأكيد معنى الجمع، نحو: صَيَاقِلَة4 وقشاعِمَة5 وحَجَائزة6.   1 وفي الصحاح "شعث: 1/ 285": الأشعث: اسم رجل. 2 والهاء في أشاعثة للنسب والأشاعثة: قوم من الخوارج منسوبون إلى الأشعث بن قيس الكندي، وابنته جعدة بنت الأشعث هي التي سمت الحسن بن علي -رضي الله تعالى عنهما- وكانت زوجه فحرضها معاوية على ذلك. "شرح الشافية للرضي: 2/ 185: حاشية". 3 الفِرزان: من لعب الشطرنج, أعجمي معرَّب وجمعه فرازين "ينظر اللسان "فرزن" 2/ 3378"، و"القاموس "فرز": 2/ 186" وليس في اللسان أو في القاموس أن الفرزان يجمع على الفرازنة، إلا أن القياس لا يأباه، إذا قيس على نظيره وهو الجحجاح الذي يجمع على جحاجح وجحاجحة وجحاجيح كما ذكر صاحب اللسان في: جحجح: 1/ 547. 4 الصياقلة: جمع صَيْقَل, وهو الذي يشحذ السيوف ويجلوها. فَيْعَل من الصقل. "ينظر الصحاح "صقل" 5/ 1744". 5 القشاعمة: جمع قَشْعَم، وهو المُسِنّ من الرجال والنُّسور، وقيل: الضخم، وقيل: هو اسم من أسماء الأسد. "ينظر اللسان "قشعم": 5/ 3638". 6 في الأصل و"ق": حجارة. وما أثبتناه من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 476 [ جمع الخماسي ] : قوله: "وتكسير الخماسي [مستكره كتصغيره1 .... ] "2 إلى آخره. أي: وجمع الخماسي مستكره، كما أن تصغيره مستكره، لكثرة حروفه، فإن كسر الخماسي مع استكراهه كسر بحذف خامسه؛ لأن الثقل إنما يوجد عند الخامس، فيقال في فَرَزْدَق: فَرَازِد3 عند الأكثرين -كما يصغر بحذف خامسه، ويقال عند الأقلين في تكسيره فَرَازِق- بحذف الدال؛ لأنها تشبه حرف الزيادة، وهو التاء4 وبالجملة: التكسير يجري في الحذف وفي رد المحذوف على ما ذكرناه في التصغير. قوله: "ونحو تَمْر وحَنْظَل5 .... " إلى آخره6. اعلم أن الاسم الذي يتميز واحده7 عن غير واحده بالتاء ليس   1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 2 يضاف إلى عبارة ابن الحاجب المذكورة: "بحذف خامسه" وهي من الشافية: ص7. 3 لفظة "فرازد" ساقطة من "هـ". 4 ومذهب الأكثرين هو مذهب سيبويه والمبرد وجمهور البصريين "ينظر الكتاب: 3/ 417، والمقتضب: 2/ 230". ومذهب الأقلين ذكره المبرد في المقتضب، ثم قال: "وليس ذلك بالجيد". "المقتضب: 2/ 230". 5 وحنظل: ساقطة من "هـ". 6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "ونَحْوُ تَمْر وحَنْظَل وَبِطْيخٍ مِمَّا يَتَمَيَّزُ وَاحِدُهُ بِالتَّاءِ لَيْسَ بِجَمْعٍ عَلَى الأَصَحِّ، وَهُوَ غَالِبٌ في غير الْمَصْنُوعِ، وَنَحْوُ سَفِين ولَبَن وقَلَنْس لَيْسَ بِقِيَاسٍ" "الشافية: ص7". 7 في "ق": "به"، بدلا من: "واحده". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 477 بجمع، بل اسم جنس -على الأصح- وقد تقدم بيانه في النحو، نحو: تَمْرَة وتَمْر وحَنْظَلَة وحَنْظَل وبَطّيخ وبَطّيخة1. والفرق بين الواحد والجنس أو الجمع بوجود التاء في الواحد في المخلوقات، كما ذكرناه، دون المصنوعات، لكنه قد جاء في المصنوعات قليلا، نحو: سَفِينة ولَبِنَة وقَلَنسوة -للواحد، وسَفِين ولَبِن وقَلَنْس -لغير الواحد- فإنه شاذ. [قوله: "67" وكَمْأَة] 2 وكَمْء ... " إلى آخره3. اعلم أن كَمْأة وكَمْء وجَبْأَة وجَبْء عكس تَمْرَة وتَمْر لأن "كَمْء" و"جَبْء" بغير التاء للوحدة، وكمأة وجبأة مع التاء لغير الواحد -وهو من النوادر4. والكمء: نبت معروف5. والجبء: هو الأحمر من الكمأة6.   1 في "هـ": وبطيخه وبطيخ. 2 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ". 3 العبارة بتمامها: "وكَمْأَة وكَمْء وجَبْأَة وجَبْء عَكْسُ تَمْرَة وتَمْر". "الشافية: ص7". 4 لأنه على غير قياس، إذ القياس العكس. قاله الجوهري في صحاحه "كمأ" 1/ 70. وينظر اللسان "كمأ": 5/ 3926. وحكى ابن منظور عن سيبويه أن الكمأة ليست بجمع كمء؛ لأن فَعْلَة ليس مما يكسر عليه فعل، إنما هو اسم للجمع "ينظر: المصدر السابق". وفي اللسان أيضا: "وقال أبو خيرة وحده: كمأة للواحد وكمء للجميع. وقال مُنْتَجِع: كمء للواحد وكمأة للجميع. فمر رؤبة فسألاه، فقال: كمء للواحد وكَمأة للجمع، كما قال منتجع. وقال أبو حنيفة: كَمأة واحدة وكمأتان وكمئات. وحكي عن أبي زيد أن الكمأة تكون واحدة وجمعا. والصحيح من ذلك كله ما ذكره سيبويه "المصدر السابق. 5 وهو نبات يُنَقِّض الأرض فيخرج الفُطْرُ. "المصدر السابق". 6 قاله الجوهري في صحاحه "جبأ": 1/ 39. وحكي عن الحمر، قوله: "الجَبْأة هي التي تضرب إلى الحُمْرة، والكمأة هي التي إلى الغبرة والسواد. "المصدر السابق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 478 [ اسم الجمع ] : قوله1: "ونحو رَكْب وحَلَق .... " إلى آخره2. اعلم أن الأصح أن فَعْلا -بفتح الفاء وسكون العين- ليس جمعا لفاعل كَرَكْب؛ فإنه ليس بجمع لراكب، وأن فَعَلا- بفتح الفاء والعين- ليس جمعا لِفَعَلة كحَلَق؛ فإنه ليس بجمع3 للحلقة وأن فاعلا ليس جمعا لِفَعَل -بفتح الفاء والعين- كجامل للقطيع من الجمل4- فإنه ليس جمعا لجمل، وأن فَعَلَة -بفتح الفاء والعين- ليس جمعا لفعيل كسَرَاة؛ أصلها سَرَوَة5؛ فإنها ليست جمعا لسَرِيّ وهو السيد6، وأن فُعْلة -بضم الفاء وسكون العين- ليس بجمع لفاعل7 كفُرْهَة، إنها ليست بجمع لفارِه- وهو الحاذق8- وأن فُعَالا -بضم الفاء- ليس بجمع لفَوْعَل، كتُؤَام؛ فإنه ليس بجمع   1 قوله: موضعها بياض في الأصل، وهي من "ق"، "هـ". 2 تمام عبارة ابن الحاجب: "وَنَحْوُ رَكْب وحَلَق وَجَامِلٍ وسَرَاة وفُرْهة وغَزِيّ وتَوْأم ليس بجَمْع". "الشافية: ص7". 3 في "ق"، "هـ": جمعا. 4 ذكره الجوهري في صحاحه: "جمل": 4/ 1661. 5 في الأصل: سورة، لعله سهو من الناسخ رحمه الله. 6 ينظر الصحاح "سرى": 6/ 2375. 7 في "هـ": الفاعل. 8 ينظر الصحاح "فره": 6/ 2242. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 479 لتَوْأم، وأن فَعِيلا ليس بجمع فاعل1، كغَزِيّ2؛ ليس بجمع لغاز. وإنما قلنا3 إن هذه الألفاظ ليست بجمع؛ لأنها لو كانت جمعا لكانت جمع كثرة، لانتفاء4 وزن جمع القلة فيها. ولو كانت جمع كثرة لم يجز تصغيرها على لفظها، لما مر في باب التصغير؛ ولأنها لو كانت جمعا لم تقع تمييزا لأحدَ عَشَرَ إلى تسعةَ عشَرَ ومميز عشرين وما فوق من العشرات؛ لأن مميزها لا يكون إلا مفردا، لكنها5 تقع مميزا6 لها، فلم تكن جمعا.   1 في "هـ": جمعا لفاعل. وفي "ق": جمع فاعل. 2 في "هـ": نحو غَزِيّ. 3 في "ق": قال. 4 في "ق": انتقاء. 5 في "ق": ولكنها. 6 في "ق": تمييزا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 480 [ شواذ الجمع ] : قوله1: "ونحو أَرَاهِط .... " إلى آخره2. إشارة إلى جموع3 جاءت مبنية على غير واحدها المستعمل، نحو: أراهِط؛ فإنه جمع رَهْط، والرَّهْط يجمع على: أَرْهُط وأَرْهَاط وأََراهِط4؛ فكأن أراهطَ جمع أرهط؛ لأن الأفاعِل5 ليس من أبنية جمع فَعْل. وأباطيل جمع باطل، وأفاعيل ليست من أبنية جمع فاعل؛ فكأنهم جمعوا إبطيلا. وأحاديث جمع حديث، وأفاعيل ليس من أبنية جمع فعيل؛ فكأنها6 جمع أحدوثة. وأعاريض جمع عروض، وأفاعيل ليس من أبنية جمع7 فعول، وكأنهم8 جمعوا إعريضا. وأقاطيع جمع قَطِيع، وهو ليس من أبنية جمع فَعِيل، وكأنهم9 جمعوا إقطيعا.   1 قوله: موضعها بياض في "هـ". 2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَنَحْوُ: أَرَاهِط وأَبَاطِيلَ وأَحَادِيثَ وَأَعارِيضَ وأَقَاطِيعَ وَأَهَال ولَيَالٍ وحَمِير وَأَمْكُنٍ عَلَى غَيْرِ الْوَاحِدِ مِنْهَا". "الشافية: ص7". 3 في "هـ": جمع. 4 وأراهط: مشطوبة من الأصل، وساقطة من "هـ". وهي من "ق". 5 في "ق"، "هـ": أفاعل. 6 في "ق":وكأنها. 7 لفظة "جمع": ساقطة من "هـ". 8 في "ق"، "هـ": فكأنهم. 9 في "ق"، "هـ": فكأنهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 481 وأهال جمع أهل -وقياس جمعه إهال؛ زادوا فيه الياء [وفتح الهمزة] 1 غير قياس فأُعِلّ كما أعل ياء جوار لذلك2 يجري مجراه3. وقياس مفرد أهال: أَهْلَاة، كمَوْمَاة4. وليال: جمع ليلة، وقياس جمعها ليال، كضَيْعَة5 وضِياع, وزادوا فيها الياء [وفتحوا اللام] 6 كما زادوا في أهال ونحوها7 "وفتحوا8". [وقياس مفرد] 9 ليال: لَيْلَاة، كمَوْمَاة. وأَمْكُن، جمع: مكان -وهو خلاف القياس؛ لأن فَعَالا لا يجمع على أفعل إلا إذا كان مؤنثا وقياس مفرد أمكُن: مَكْن، كفَلْس. [وهذا الأخير مكرر، وقد مر من قبل] 10.   1 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". 2 في الأصل: وكذلك. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 في الأصل: مجرى. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 4 الموماة: المفازة الواسعة الملساء، وقيل: هي الفلاة التي لا ماء بها ولا أنيس. "ينظر اللسان: "موم": 6/ 4301". 5 الضيعة: العقار. "ينظر الصحاح: "ضيع": 3/ 1252". 6 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". 7 ونحوها: ساقطة من "ق"، "هـ". 8 وفتحوا: إضافة من "ق"، "هـ". 9 ما بين المعقوفتين مطموس في "هـ". 10 في "ق": "وحَمِير جمع حِمار، على خلاف القياس؛ لأن "فِعال" لا يجمع على فعيل، وقياسه أن يجمع على أحمِرة. وهذان الأخيران مكرران، قد مر بيانهما من قبل". موضع ما بين المعقوفتين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 482 [ جمع الجمع ] : قوله1: "وقد يجمع الجمع .... " إلى آخره2. اعلم أنه يجمع الجمع مثل جمع الواحد الذي على زِنَتِه، فإذا أرادوا جمعه قدروه مفردا وجمعوه مثل "68" جمع المفرد، فيجمعون أكلبا على أكالب، كما يجمعون إصبعا على أصابع، ويجمعون أنعاما على أناعيم، كما يجمعون قرطاسا على قراطيس ويجمعون جمالا الذي هو جمع جمل على جمائل، كما يجمعون شِمالا -وهي3 الريح التي تهب من ناحية القطب4- على شمائل. ويجمعون الجمع جمع السلامة بالألف والتاء، نحو: جمالات في جمع: جِمال، وكلابات في جمع كلاب، وبيوتات في5 جمع بيوت، وحُمُرات في جمع: حُمُر، جمع: حمار، وصواحبات، في جمع: صواحب. وكذلك المذكر الذي لم يكسر يجمع بالألف والتاء، نحو: السرادقات، وجمال سِبَحْلات، جمع: سِبَحْل6 وهو   1 قوله: موضعها بياض في الأصل. 2 تمام عبارة ابن الحاجب: "وقد يجمع نحو أكالب وأناعم وجمائل وجمالات وكلابات وبيوتات وحُمُرات وجُزُرات". "الشافية: ص7". 3 في النسخ الثلاث: وهو. والأنسب للمعنى ما أثبتناه. 4 ينظر الصحاح: "شمل": 5/ 1739. 5 لفظة "في" ساقطة من "ق". 6 ينظر الكتاب: 3/ 615. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 483 الضخم1 -وجمال سِبَطْرات2-[جمع سِبَطْر] 3 -للطويل4. وقال سيبويه: لا يقال جُوَالِقات لمجيء جُوَالِيق جمع: جُوَالِق5. وجوَّزه غيره6 وقد اتفقوا على وجود الجمعين، وهما: بِوانات وبُون، في جمع بِوان -بكسر الباء7- لعمود من أعمدة البيت8. واعلم أن جمع الجمع لا يطلق9 على أقل من تسعة، كما أن جمع المفرد لا يطلق على أقل من ثلاثة، إلا مجازا.   1 والسَّبَحْل أيضا: السقاء، والجارية. والأنثى سِبَحْلة. "ينظر الصحاح: "سبحل": 5/ 1724". 2 ينظر الكتاب: 3/ 615. 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 4 يقال: جمال سِبَطْرات: طوال على وجه الأرض وأسد سِبَطْر أي: يمتد عند الوثبة "ينظر الصحاح: "سبطر": 3/ 676". 5 نص عبارة سيبويه: "وقالوا: جُوَالِق وجُوَالِيق، فلم يقولوا: جوالقات حين قالوا: جواليق". "الكتاب: 3/ 615". والجُوالِق: وعاء. ذكره الجوهري في صحاح "جلق": 4/ 1454". 6 ذكر ذلك الجوهري في المصدر السابق. 7 وضمها أيضا، كما ذكر الجوهري في المصدر السابق "بون": 5/ 2081". 8 ينظر المصدر السابق. 9 في "ق": لا ينطلق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 484 [ التقاء الساكنين ] : قوله1: "التقاء الساكنين يغتفر في الوقف مطلقا .... "2. أي: يجوز التقاء الساكنين في الوقف على كل كلمة قبل آخرها ساكن، كزيد وسميع؛ لأن الوقف محل تخفيف، ويجوز في غير الوقف، لا مطلقا، بل في مواضع: أحدها: أن يكون أحد الساكنين مدغما في حرف والساكن الآخر حرف لين قبل المدغم [إذا كان الحرف المدغم] 3 وحرف اللين في كلمة واحدة، وحرف4 اللين الذي5 قبل المدغم إما ياء، نحو خُوَيِّصة6، في تصغير: خاصّة، وإما ألف نحو: الضّالّين، وإما واو، نحو: تُمُوَدّ الثوب. وتُمُوَدَّ: فعل ما لم يسم فاعله، من7: تَمادَدْنا الثوب. فإذا بني "تمادّ" لما لم يسم فاعله، ضم أوله وثانيه على ما   1 قوله: موضعها بياض في "هـ". 2 تكملة عبارة ابن الحاجب: "وَفِي الْمُدْغَمِ قَبْلَهُ لِينٌ فِي كَلِمَةٍ نَحْوُ خُوَيصة وَالضَّالِّينَ وتُمُوَدّ الثَّوْبُ، وفي نَحْوِ مِيْمْ وَقَافْ وَعَيْنْ مِمَّا بُنِيَ لِعَدَم التَّرْكِيبِ، وَقْفاً وَوَصْلاً، وَفِي نَحْوِ الْحَسَنُ عِنْدَكَ وَآيْمُنُ الله يَمِينُكَ؛ لِلاِلْتِبَاسِ، وَفِي نَحْوِ لاَهَا اللهِ وَإي الله جائز". "الشافية: ص7". 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 4 في "هـ": وحروف. 5 في "هـ": التي. 6 لفظة في: ساقطة من "هـ". 7 لفظة من: ساقطة من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 485 هو المقرر في النحون فيلزم انقلاب الألف واوا لضم ما قبلها، نحو: تُضُورِب. وإنما جاز التقاء الساكنين ههنا؛ لأن المد الذي في الساكن الأول قام مقام الحركة فكأنه لم يجتمع ساكنان، ولأن الحرف المدغم في آخر يتوهم1 أنه متحرك. وإنما قال: "في كلمة"؛ لأنهما لو كانا في كلمتين يكون حرف2 اللين في آخر كلمة والحرف المدغم في أول كلمة أخرى لم يجز التقاء الساكنين، بل يجب [حذف] 3 حرف اللين، سواء كان واوا، نحو: "قالوا ادّارأنا"، أو ألفا، نحو: "قالا ادّارأنا"، أو ياء، نحو: "في ادّارأنا"4. وإنما يجب حذفه5 ههنا؛ لأنه وقع آخر الكلمة وآخر الكلمة6 محل التغير7 بخلاف8 ما إذا كانا في كلمة واحدة.   1 في "ق": "في الآخر يوهم". وفي "هـ": "في آخر يوهم". 2 في "ق": ككون الحرف. وفي "هـ": ككون حرف. 3 في "ق": "حذفه، أي": موضع "حذف". 4 ادّارأنا: اختلفنا وتدافعنا. أصله: تدارأنا، فأدغمت التاء في الدال، واجتلبت الألف ليصح الابتداء بها. "ينظر الصحاح: "درأ": 1/ 49". 5 في "ق": حذفها. 6 "وآخر الكلمة": ساقط من "ق". 7 في "هو": التغييرات. 8 في "هـ": للإعراب بخلاف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 486 وثانيهما1: [أنه يجوز التقاء الساكنين وصلا ووقفا] 2 في الكلمات إذا عددت تقديرا3 وكان قبل آخرها حرف لين، سواء كانت تلك الكلمات من حروف الهجاء، نحو: قاف وميم وعين، أو لم يكن منها، نحو: زَيْد وإنسان، وغيرهما4 مما بناؤه5 لعدم التركيب. أما جواز التقاء الساكنين فيها حالة الوقف فظاهر؛ لما ذكرناه في أول الباب، وأما جوازه حالة الوصل؛ فللفرق بين ما بُنِي لوجود المانع من الإعراب وبين ما بُنِي لعدم المقتضي الإعراب وهو التركيب. وإنما لم يفعل بالعكس؛ لقلة ما بني لعدم مقتضي الإعراب6 وكثرة ما بني لوجود المانع من الإعراب. ومنهم من زعم أن السكون فيها سكون الوقف حال7 الوصل "69"8 وإنما سكنت أواخرها بنية الوقف، ولذلك جاز التقاء الساكنين فيها.   1 في الأصل: وثانيهما. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 3 في الأصل: تقديرا. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 4 في "هـ": وغيرهما. 5 في "ق": مما بني. 6 في "هـ": المقتضي للإعراب. 7 في "هـ": حالة. 8 الواو ساقطة من "ق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 487 وثالثها: أنه يجوز التقاء الساكنين في الاسم المعرف باللام، [نحو: الحسن1] 2، وفي أيمن الله يمينك، [وأيم الله يمينك3] إذا كان قبلها4 همزة الاستفهام. وإنما جوزوا التقاء الساكنين ههنا؛ لأنه لو حذفت همزة الوصل ههنا5 لالتبس الاستفهام بالخبر، فأتى بمدة عوضا عن همزة الوصل قبل الساكن [وهو اللام في المعرف باللام، وهمزة القطع في أيمن الله، وأيم الله] 6، فقيل: آلحسين عندك، وآيمن الله وآيم الله7 يمينك. ومن العرب من يجعل همزة الوصل بين بين؛ أي: بين المدة والهمزة، فيقول: أألحسن عندك، وأأيمن الله يمينك وأأيم الله يمينك -وهو ليس بفصيح. والذي يدل على وقوع هذا قول الشاعر8:   1 فيقال: آلحسن؛ حيث دخلت همزة الاستفهام على "الحسن" وأوله همزة وصل مفتوحة، فلم يجز حذف همزة الوصل وإن وقعت في الدرج لئلا يلتبس الاستخبار بالخبر؛ لأن حركتي الهمزتين متفقتان، إذ هما مفتوحتان. "ينظر شرح الشافية للرضي: 2/ 224". 2 "نحو الحسن": ساقط من "ق". 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 4 في الأصل، "هـ": فيها. وما أثبتناه من "ق". 5 "ههنا": ساقطة من "هـ". 6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 7 "وآيم الله": من طق"؛ فهي مشطوبة من الأصل، وساقطة من "هـ". 8 في "هـ": قوله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 488 "12" وَمَا أَدْرِي إذَا يَمَّمْت وَجْهاً ... أُريد الخَيْر أَيُّهما يَلِيني أَأَلْخير الَّذِي أنَا أبْتَغِيهِ ... أمِ الشَّرُّ الَّذِي هو يبتغيني1 فلو لم تجعل الهمزة في هذا البيت بين بين لم يتزن البيت. قوله: "وحَلََقتا البِطان شاذ". أي: التقاء الساكنين في قولهم: "التقت حَلَقَتا البِطان"2 شاذ؛ لأن الساكن الأول وإن كان مدة لكن لم يكن الثاني حرفا مدغما، على أن الساكنين ليسا من كلمة بل من كلمتين. والبطان، للقتب: الحزام الذي يُجعل تحت بطن البعير، فيه حلقتان متى التقيا فقد بلغ الشد غايته3. ويضرب مثلا في الحادثة إذا بلغت النهاية، فيقال للحادثة إذا اشتدت: "التقت حَلَقَتا البِطان"4.   1 هذان بيتان من الوافر، قالهما المثقِّب العبدي، واسمه عائذ بن محصن بن وائلة بن عَدِي، وهو شاعر جاهلي أقدم من النابغة الذبياني. وهما آخر بيتين في قصيدة له بعنوان مفاجأة وعتاب، وقال في بدايتها: أفاطِم قبل بَيْنك متِّعيني ... ومنعك ما سألت كأن تَبِيني ينظر في البيتين: المغني: 69، وابن يعيش: 9/ 138 والمفضليات: 292. وقد أنشد الرضي البيت الثاني في شرحه على الشافية: 2/ 268 رقم 282، وينظر كذلك: شرح شواهد شروح الشافية، للبغدادي 188 "رقم 96". 2 الصحاح: "بطن": 5/ 2079. 3 الصحاح: "بطن": 5/ 2079. 4 ينظر مجمع الأمثال: 2/ 186، والصحاح: "بطن": 5/ 2079. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 489 قوله: "وإن كان غير ذلك وأولهما مَدّة1 .... " إلى آخره2. أي: فإن كان التقاء الساكنين في غير ما ذكرنا؛ أي: في غير الوقف وفي غير ما كان الأول من الساكنين مدّة والثاني مدغما في كلمة، وفي غير الحسن وآيمن الله وآيم الله، فلا يخلو من أن يكون أولهما مدة أو لا يكون. فإن كان أولهما مدّة حذفت تلك المدّة، نحو: خَفْ وقُل وبِع، فإنه حذفت الألف في: خَفْ، والواو في: قُلْ, والياء في: بِع. ونحو: تَخْشيْن يا امرأة، أصله: تَخْشَيِين؛ قُلبت الياء ألفا لتحركِها وانفتاح ما قبلها، فالتقى ساكنان [هما: الألف وياء الضمير، فحُذِفَت الألف، فصار: تَخْشَين. ونحو: اغزوا يا قوم؛ أصله: اغْزُوُوا؛ استثقلت الضمة على الواو فحذفت الضمة، فالتقى ساكنان] 3 وهما: الواو التي حذفت الضمة عنها، وواو الضمير، فحذفت الأولى. ونحو: ارمي يا امرأة؛ أصله: ارْمِيِي؛ استثقلت الكسرة على الياء مع كسرة ما قبلها فحُذِفَت الكسرة، فالتقى ساكنان: تلك الياء وياء الضمير، فحذفت تلك الياء.   1 "وأولها مدة" ساقط من "هـ". 2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "فإنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ وَأوَّلُهُمَا مَدَّةٌ حُذِفَت، نَحْوُ: خَف وقُل وبِع وتَخْشَين واغْزُوا وارْمِي واغْزُنَّ وارْمِنّ ويخشى القوم ويَغْزُو الجيشَ ويَرْمِي الغرضَ" "الشافية: ص7، 8". 3 ما بين المعقوفتين ساقط برمته من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 490 ونحو اغْزُنَّ يا قوم؛ اصله: اغْزُوُون؛ حُذفت الواو التي هي ضمير كما حُذِفت في: اغْزُوا القوم، فصار: اغْزُوُنَّ، فحذفت الضمة للاستثقال، وحذفت الواو لالتقاء الساكنين. ونحو: ارْمِنَّ يا امرأة؛ أصله: ارْمِييِنَّ؛ حُذفت الياء التي هي الضمير لالتقاء الساكنين كما حذفت في: ارْمِيي القوم؛ وحذفت كسرة الياء لاستثقالها مع كسرة ما قبلها، ثم حذفت الياء أيضا لالتقاء الساكنين. ونحو: يَخْشَى القوم، ويَغْزُو العدو1، ويَرْمِي الغَرَضَ؛ فإنه حذف2 الألف في يخشى، والواو في يغزو، والياء في يرمي، لالتقاء الساكنين. وإنما أورد هذه الثلاثة [أيضا تنبيها على أن المدة تحذف لالتقاء الساكنين من كلمتين "70" كما] 3 تحذف من كلمة. قوله4: "والحركة5 في خَفِ الله .... " إلى آخره6.   1 في "ق"، "هـ": "الجيش" بدلا من "العدو". 2 في "هـ": حذفت. 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 4 قوله: موضعها بياض في "هـ". 5 في "هـ": "من"، بدلا من "في". 6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "والحركة في نحو: خَفِ الله واخْشَوُا الله واخْشى الله واخْشُون واخْشَيِن غَيْرُ مُعْتَدّ بها، بخلاف نحو خَافا وخافنَّ". "الشافية: ص8". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 491 هذا جواب عن سؤال مقدر. وتقدير السؤال: أنه إنما حُذف الألف من: خَف، والواو من: اخْشَوا، والياء من: اخْشِي لالتقاء الساكنين، وقد انْتَفَتْ1 هذه العِلَّة في: خَفِ الله، واخْشَوُا الله، واخشوُنَّ، واخْشين؛ لحركة2 الفاء في خَفِ الله، والواو في: اخْشوا الله، واخْشَوُنّ, وحركة3 الياء في اخْشَيِنّ, فيجب أن يُرَدَّ الألف: في خَفِ الله، [والواو في: اخْشَوا الله، واخشَوُنّ] 4 والياء في: اخْشَيِنَّ، لكنها لا تُرَدّ. وأجاب عنه بأن حركة الفاء [والواو] 5 والياء غير معتد بها؛ لأنها عارضة أتي بها لمجيء ساكن بعدها في كلمة أخرى [أو بمنزلة كلمة أخرى] 6 وذلك غير لازم، فوجودها كعدمها، بخلاف حركة الفاء في نحو: خَافا وخَافُوا وخافِي7، وخافن؛ لأن حركة الفاء فيهن8 كالحركة الأصلية لاتصال ما بعد الفاء بالكلمة اتصال الجزء, فلهذا رُدَّت الألف فيه.   1 في الأصل، "ق": انتقى وما أثبتناه من "هـ". 2 في الأصل، "ق": لحركة. وما أثبتناه من "هـ". 3 لفظة "حركة" ساقطة من "ق"، "هـ". 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 5 والواو: إضافة من المحقق. 6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 7 وخافي: إضافة من "ق"، "هـ". 8 في الأصل، "ق": فيه. وما أثبتناه من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 492 قوله: "فإن1 لم يَكُنْ مَدَّة حُرِّك2 .... " إلى آخره3. أي: فإن كان التقاء الساكنين في غير ما جوّزناه ولم يكن أولهما مَدَّة حرك الساكن الأول، نحو اذْهَبِ [اذْهَبْ؛ فإن باء اذهب الأول ساكنة والذال في اذْهَب] 4 الثاني ساكنة فحركت الباء. ونحو: لم أبِلَهْ. أصله: لم5 أبالي؛ حذفت6 الياء للجزم، وكثر استعمال "أُبَال" -بحذف الياء- حتى صار كأنه لم يحذف منه شيء وصار اللام كآخر الكلمة، فأسكنت اللام كما يسكن آخر الكلمة الصحيحة فاجتمع حينئذ ساكنان -الألف واللام- فحذفت الألف كما في نحو: لم يَخَفْ. و7 ليس هذا الحذف موضع الاستشهاد، فصار: لم أُبلّ، فألحق به هاء السكت لمراعاة حركة اللام الأصلية فالتقى ساكنان -اللام وهاء السكت، فحركت اللام بالكسر8 لالتقاء الساكنين- وهو موضع الاستشهاد -فروعيت حركة اللام حيث ألحقت هاء السّكت وروعي سكون اللام حيث حذف الألف   1 في "هـ": وإن. 2 في الأصل: حركت. واللفظة ساقطة من "هـ". 3 تمام عبارة ابن الحاجب: "فَإنْ لَمْ يَكُنْ مَدَّةً حُرِّكَ، نَحْوُ: اذْهَبِ اذْهَبْ، ولم أبَلِهْ، وألم الله واخْشَوُا الله واخشي الله". "الشافية: ص8". 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ"، لانتقال نظر الناسخ. 5 في "هـ": ألم. 6 في "هـ": فحذفت. 7 الواو ساقطة من "هـ". 8 بالكسر: ساقطة من "ق"، "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 493 وحُركت لالتقاء الساكنين. وفي1 نحو: {الم، اللَّهُ} 2، فإن الميم الثانية ساكنة ولام التعريف بعدها ساكنة، فالتقى ساكنان ليس أولهما مدة، فحرك الأول أعني الميم -لالتقاء الساكنين- وإنما حرك بالفتح محافظة على بقاء التفخيم في اسم الله تعالى. وفي نحو: اخْشَوُا الله، واخْشَيِ الله. وأصل "اخْشَوُا الله": اخْشَيُوا الله3؛ قلبت الياء ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها، ثم حذفت الألف لالتقاء الساكنين، ثم اجتمعت الواو ساكنة، مع لام التعريف بعدها ولم تكن الواو مدة، فوجب تحريك الواو لالتقاء الساكنين. وحركت بالضم للفرق بين واو الجمع "وواو غير الجمع4 كواو "لو" في نحو: "لو استطعنا"5.   1 لفظة "في" ساقطة من "ق"، "هـ". 2 سورة آل عمران: 1، 2. ومن وقف على "ألم" وعدها آية وابتدأ بـ"الله" محركاًَ لهمزته بالفتح فلا كلام فيه، وأما من وصل ألم بالله، فإنه يحرك ميم "ميم" بالفتح لا غير، وهو مذهب سيبويه، والمسموح من كلامهم. واختلف في هذه الفتحة، والأقرب -كما قال الزمخشري- أنها فتحة همزة "الله" ثقلت إلى "ميم" كما قلنا في ثَلا ثَهَرْبَعَه. وقال بعضهم: هي لإزالة الساكنين. "ينظر: شرح الشافية، للرضي: 2/ 235, 236 والمفصل ص353". 3 لفظة الجلالة سقط من "ق"، "هـ". 4 في "هـ": وإن لم تكن. 5 في الأصل: وبين غير واو الجمع. وفي "ق": وبين غير الجمع. وما أثبتناه من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 494 وأصل "اخشَيِ الله": اخْشَيي [الله] 1، قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فحذفت الألف لالتقاء الساكنين -وهما الألف وياء الضمير- ثم التقى ساكنان -ياء الضمير واللام التي بعدها- ولم تكن الياء مَدّة، فوجب تحريك الياء؛ ولأنه لو حذفت الياء، وقيل: اخْشَ الله، التبس "71" بالمذكر. قوله: "ومن ثم قيل اخْشَوُنَّ واخْشَيِنَّ؛ لأنه كالمنفَصِل"2. أي: و3 من أجل أنه إذا كان بعد "اخْشَوا"4 أو بعد "اخْشَي" كلمة منفصلة أولها ساكن لم تحذف الواو والياء -بل5 تحرك6 الواو بالضم والياء بالكسر- ضم واو "اخشوا" وكسر ياء "اخْشَي" عند اتصال نون التأكيد بهما7 فتقول: اخْشَوُنَّ واخْشَيِنَّ   1 لفظ الجلالة: إضافة من "ق"، "هـ". 2 اعترض الرضي على قول المصنف: "لأنه كالمنفصل"، قائلا: لا وجه لا يراد هذا الكلام ههنا أصلاً؛ لأن الساكن الأول يحرك إذا لم يكن مدة وإن كان الثاني متصلاً مثل الهاء في "لم أبله" أو منفصلا كاخْشَوا الله واخْشَى الله، أو كالمفصل كاخْشَوُنّ واخْشَيِنَّ فأي فائدة لقوله: "لأنه كالمنفصل" وحكم المتصل أيضاً كذلك؟ وهذا مثل ما قاله في آخر الكافية: "وهما في غيرهما مع الضمير البارز كالمنفصل" كأنه توهم ههنا أن حق الواو والياء في مثله الحذف كما في اغْرُنَّ، لكن لما كان النون المؤكدة التي بعد الضمة كالكلمة المنفصلة لم يحذف، كما لم يحذفا في نحو: اخْشَوُا الله وأخُشَيِ الله". "شرح الشافية: 2/ 237". 3 الواو ساقطة من "هـ". 4 في "ق": "و"، بدلا من "أو". 5 لفظة "بل" ساقطة من "هـ". 6 في "ق"، "هـ": حرك. 7 في الأصل: بها. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 495 لأن نون التأكيد في "اخْشَوا" و"اخْشَي" بمنزلة كلمة منفصلة، بخلاف "خافن"؛ فإن نون التأكيد فيه كالكلمة المتصلة؛ لأن نون التأكيد مع الضمير البارز كالمنفصل، ومع غير البارز1 كالمتصل كما مر في النحو. قوله: "إلا في نحو: انطلقَ ... "2. أي: فإن لم يكن أولهما مدّة حُرك الأول إلا في نحو3 "انْطَلْقَ" و"لم يَلْدَهُ"4. أي: إلا في كل موضع سُكّن الأول للتخفيف، فإنه حرك الثاني لا الأول؛ لئلا يلزم ما فروا منه، نحو: "انْطَلْقَ" -أمرا للمخاطب، و"لَمْ يَلْدَهُ"؛ فإن أصل5 "انْطَلْقَ": انْطَلِقْ [بكسر اللام وسكون القاف] 6، فسكنت اللام للتخفيف كما سكنت في نحو "كَتْف"7؛ فكأنهم عاملوا بعض الكلمة معاملة كلها، فالتقى ساكنان -اللام والقاف- فحركت القاف - لا اللام - لما ذكرناه. ونحو: لم يَلْدَه، في قوله:   1 في "ق": ومع الضمير غير البارز. وفي "هـ": ومع غير الضمير البارز. 2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "إلا في نحو انْطَلْْقَ وَلَمْ يَلْدَهُ، وَفِي نَحْوِ: رُدّ وَلَمْ يَرُدّ فِي تَمِيمٍ مِمَّا فَرَّ مِنْ تَحْرِيكِهِ لِلتَّخفِيفِ فحرك الثاني". "الشافية: ص8". 3 لفظة "نحو" ساقطة من "ق". 4 الهاء ساقطة من "هـ". 5 لفظة "أصل" ساقطة من "ق". وفي "هـ": الأصل. 6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 7 أي: فشبه طَلِق بكَتِف في لغة تميم. "ينظر شرح الشافية، للرضي: 2/ 238". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 496 13- عجبت لمولود ولي لَهُ ابٌ ... وَذِي وَلَدٍ لَمْ يَلْدَهُ أَبَوَانِ1 المراد بالأول: عيسى، وبالثاني آدم [عليهما السلام] 2. وأصل "لم يَلْدَهُ": لم يَلِدْهُ3 -بسكون الدال وكسر اللام- فسكنت اللام للتخفيف، وحركت الدال لالتقاء الساكنين. وإنما فتحت القاف في "انْطَلْقَ" والدال في "لم يَلْدَهُ" ولم يكسرا لالتقاء الساكنين اتباعا لفتحة الطاء والياء؛ لعدم اعتدادهم بالحاجز لكونه سكونا ولأنه لو كسرا لزم التزام ما فروا4 منه في الساكن الأول وهو الكسر.   1 هذا بيت من الطويل، لرجل من أزد السراة. وقد أنشده سيبويه في كتابه: "2/ 266 4/ 115، والكامل: 2/ 132، وابن جني في الخصائص "2/ 333"، وابن عصفور في المقرب: "ص42"، وابن يعيش في شرح المفصل: "4/ 84، 9/ 123، 126" والرضي في شرحه على الشافية رقم "9": "1/ 45، 2/ 238"، وابن هشام في شرح اللخمة البدرية، "2/ 245"، وفي المغني: "1/ 135"، والشيخ خالد في التصريح: 2/ 18، السيوطي في الهمع: 1/ 54، 2/ 26، وابن الحنبلي في ربط الشوارد: 108، والشنقيطي في الدرر: 1/ 31، 2/ 18. وينظر في البيت كذلك: شرح شواهد سيبويه، للأعلم، بهامش الكتاب: "1/ 341، 2/ 258 - بولاق"، وشرح شواهد الشافية، للبغدادي "رقم 10" ص22، 23، والخزانة 2/ 381". والشاهد في قوله: "لم يلد"؛ حيث إنه سكن اللام وفتح الدال وكان أصله: "لم يَلِدْهُ - بكسر اللام وسكون الدال. وفيه رواية أخرى وهي: ألارُبَّ مَوْلود ... ، شاهدا على مجيء رب للتقليل. 2 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". 3 في "هـ": لم يلد. 4 في "ق"، "هـ": ما فر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 497 ونحو: رُدَّ، ولم يَرُدَّ في لغة تميم؛ لأن أصل "رُدَّ": ارْدُدْ، وأصل "لم يَرُدَّ"1: لم يَرْدُد، فنقلت حركة الدال الأولى2 إلى ما قبلها للإدغام، لاجتماع المثلين، فاجتمع ساكنان -وهما الدال الأولى المسكنة للإدغام والدال المسكنة للأمر أو النهي- فحركت الثانية لالتقاء الساكنين وأدغمت الأولى في الثانية. وإنما قال: "في تميم"؛ لأن أهل الحجاز يقولون: ارْدُدْ، ولم يَرْدُدْ -على الأصل من غير تسكين الدال الأولى للإدغام؛ لأن من3 شرط الإدغام تَحَرُّك الحرف الثاني؛ لئلا يلزم التقاء الساكنين وكأن بني تميم4 لا يلتفتون إلى سكون الثانية لكونه عارضا. قوله: "وقراءة حَفْص: "ويَتَّقْهِ" ليست5 منه على الأصح". اعلم أن أكثر6 الناس ذهبوا إلى أن قراءة حفص: "ويَتَّقْهِ7" بسكون الفاء8 من هذا الباب، وقالوا: كأن أصله: يتقي، فحذفت الياء   1 لفظة: "يرد" ساقطة من "هـ". 2 في الأصل "الأول". وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 لفظة "من" ساقطة من "ق". 4 في "هـ": "بنو تميم". 5 في الأصل، "ق": ليس. والصحيح ما أثبتناه من "هـ". 6 في "ق" "كثيرا من"، بدلا من: "أكثر". 7 وذلك في قول الله تبارك وتعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} [سورة النور الآية: 52] . 8 وتسكين القاف ههنا انفرد به حفص، فكلهم كسر القاف. ووافق حفصا في اختلاس كسرة الهاء، قالون ويعقوب. وقرأها أبو عمرو وأبو بكر بإسكان الهاء ووافقهما اليزيدي والحسن البصري والأعمش "ينظر الإتحاف، ص35". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 498 للجزم، ثم ألحقت هاء السكت فصار: يَتَّقِهْ -بفتح التاء وكسر القاف- ثم سكّنت القاف تشبيها ليِتَّقِهْ بكتف، كما ذكرناه في: يَلْدَه، ثم حركت هاء السكت لالتقاء الساكنين، وهما القاف وهاء السكت1. وقال المصنف: "الأصح أنه ليس منه"؛ لأن فيه نوعا من التعسف "72" مع الاستغناء عنه، والأولى أن يقال: الهاء2 في "يَتَّقْهِ" ضمير عائد إلى الله [تعالى] 3. وأصله: ويَتَّقيهِ4؛ فحذفت الياء للجزم، فصار: يَتَّقِهِ، ثم سكنت القاف كما سكنت [التاء] 5 في: كتف6 -هذا هو الوجه في هذه القراءة7. فلو جعلنا هذه القراءة مما نحن فيه لزم ارتكاب مُسْتَبْعَدَيْنِ، أحدهما: تحريك هاء السكت. والثاني: إثباتها في الوصل8.   1 وهذا مذهب الزمخشري وجمهور النحاة. "ينظر الكشاف: 3/ 249". وينظر كذلك: شرح الشافية للرضي: 2/ 239, 240". 2 في الأصل: أنها وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 لفظة "تعالى" إضافة من "ق"، "هـ". 4 في "ق": ويتقي. 5 "التاء" إضافة من المحقق. 6 حيث شُبّه تَقِهِ بكَتِف ههنا. 7 وهذا مذهب المصنف واختاره الرضي "ينظر شرح الشافية: 2/ 240". وهذا الذي ذهب إليه المصنف واختاره الرضي وركن الدين هو مذهب عبد القاهر حكاه عنه الجاربردي في شرحه على الشافية "مجموعة الشافية: 1/ 159". 8 وهو بهذا يرد على الزمخشري فيما ذهب إليه. "ينظر شرح الرضي على الشافية: 2/ 239, 240". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 499 قوله: "والأصل الكسر؛ فإن خُولِف فلعارض ... "1. أي: الأصل في التحريك لالتقاء الساكنين هو التحريك بالكسر؛ لأن السكون في الأفعال المجزومة عِوَضٌ عن الكسر الذي في الأسماء المعربة المجرورة، فلما احتيج ههنا2 إلى تحريك الساكن كان الأَوْلى التحريك بحركة كان السكون عوضا عنها على سبيل المقاصَّة3 والمعاوضة، فإن حرك الساكن بغير الكسر فذلك لعارض اقتضى ذلك وجوب غير الكسر أو اختيار غير الكسر، مع جواز الكسر أيضا أو مساواة غير الكسر الكسر4. وقد تجيء أمثلة الوجوب والاختيار والمساواة بالتفصيل. وأشار إلى أمثلة الوجوب بقوله: "كوجوب الضم5 في ميم الجمع ومُذ". اعلم أنه يجب لالتقاء الساكنين ضم ميم الجمع, الذي لا تقع تلك الميم فيه بعد الهاء [التي بعد الياء] 6 أو بعد الكسرة، نحو: "عَلَيْكُمُ اليوم" 7؛ لأن أصل هذه8 الميم الضم، يدل عليه قراءة   1 وتمام العبارة قوله: " ... كوجوب الضم في ميم الجمع وفي مذ". "الشافية: ص8". 2 لفظة "ههنا" ساقطة من "هـ". 3 في الأصل: المقاصصة. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 4 لفظة "الكسر" ساقطة من "هـ". 5 في "ق": "الضمة". 6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 7 وذلك في قوله تعالى: {لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ} [سورة يوسف الآية: 92] . 8 في النسخ الثلاث: هذا. والصحيح ما أثبتناه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 500 أهل مكة بضم هذه الميمات بواو بعدها نحو: "عَلَيْكُمُو1 اليوم2". ولما كان أصل هذه3 الميم الضم واحتيج إلى تحريكه4 وجب تحريكه بالحركة الأصلية. واحترزنا بقولنا: "بعد الهاء التي بعد الياء" عن مثل: "عليهم الله"، وبقولنا: "بعد الهاء التي بعد كسرة" عن مثل قوله تعالى: {فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ} 5, لأنه لم يجب ضم ميم الجمع لالتقاء الساكنين: فإنه كسره بعضهم6؛ لأنه لما كسرت الهاء [بالياء] 7 في مثل قولهم8: "عليهم" وبالكسرة التي قبلها في مثل9 "في10 قلوبهم العجل" كسرت الميم تبعا للتخفيف.   1 في الأصل: عليكم. 2 لفظة "اليوم" ساقطة من "هـ". 3 في "هـ": هذا. 4 في "هـ": تحريك. 5 سورة البقرة: من الآية "93". 6 وهو أبو عمرو. ووافقه اليزيدي والحسن البصري، وكسر الميم عندهم لمجاوزة كسرة الهاء. وقرأها نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم، وكذا أبو جعفر بضم الميم وكسر الهاء، وهي لغة بني أسد وأهل الحرمين. ووافقهم ابن مُحَيْصِن. "ينظر الإتحاف: 124". 7 بالياء: إضافة من "ق"، "هـ". 8 في "ق"، "هـ": قوله. 9 في "هـ": قوله. 10 لفظة "في" ساقطة من"هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 501 ومنهم1 من يُبْقِي2 ضمة الميم مع ذلك، ومنهم من لا يكسر الهاء حينئذ بل يضمها. وإنما وجب ضم [الذال في] 3 "مُذْ" لالتقاء الساكنين؛ لأن أصلها "مُنْذُ" -بضم الذال فلما احتيج إلى تحريكها حركت بحركتها الأصلية. قوله: "وكاختيار الفتح في4: آلم. الله". هذا مثال ما يكون الفتح مختارا5 فيه لالتقاء الساكنين مع جواز الكسر. وإنما كان الفتح مختارا فيه [مع جواز الكسر] 6 محافظة لبقاء التفخيم في اسم الله [تعالى] 7. قوله: "وكجواز الضم ... إلى آخره"8. هذا مثال ما يجوز الضم فيه مع جواز الكسر بالسوية، وهو أنه إذا كان بعد الساكن الثاني ضمة أصلية في كلمة الساكن الثاني جاز   1 "ومنهم" ساقطة من "ق". 2 في الأصل, "ق": يتقي. والصحيح ما أثبتناه من "هـ". 3 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". 4 في "ق": "نحو". بدلا من "في". 5 في "هـ": مختار. 6 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". 7 لفظة تعالى إضافة من "هـ". 8 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَكَجَوَازِ الضَّمِّ إذَا كَانَ بَعْدَ الثَّانِي مِنْهُمَا ضمة أصلية في كلمته نحو: و {قَالَتِ اخْرُجْ} وقالت اغزِي، بخلاف "إن امرؤ" وقالت ارموا، و"إن الحكم" "الشافية: ص8". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 502 ضم الساكن الأول مع جواز كسره، سواء "73" بقيت الضمة، نحو {قَالَتِ اخْرُجْ} 1 و {قُلِ ادْعُوا اللَّه} 2. أو لم يبق لعارض، نحو "قَالَتِ اغْزِي" فإن الساكن الأول هو التاء والساكن الثاني هو الغين وبعده ضمة أصلية، لكنها غير باقية لإبدال الكسرة عنها لأجل الياء. وإنما3 جاز ضم الساكن الأول لاتباعه الضمة التي بعد الساكن الثاني مع ضعف الحاجز4. وإنما قيد الضمة بالأصلية؛ لأنها لو لم تكن أصلية لم يجز الضم، نحو5: "قالت ارموا"؛ فإن ضمة الميم عارضة، لنقل ضمة الياء إليها. ونحو "إنِ امْرُؤٌ"6؛ فإن ضمة الراء بتبعية ضمة الهمزة، ولهذا تكسر الراء إذا كانت الهمزة مكسورة، وتفتح إذا كانت مفتوحة وإذا كانت عارضة كان وجودها كعدمها، فلهذا لا يجوز ضم الساكن الأول بل يجب كسره. وإنما قال: "في كلمته"؛ لأنه لو كانت الضمة الأصلية في غير كلمة الساكن الثاني لم يجز ضم الساكن الأول لالتقاء الساكنين،   1 سورة يوسف: من الآية "31". 2 سورة الإسراء: من الآية "110". 3 في "هـ": فإنما. 4 في "ق": الحاج. 5 لفظة "نحو" ساقطة من "هـ". 6 سورة النساء: من الآية "176". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 503 نحو: {إِنِ الْحُكْمُ} 1؛ فإن الساكن الأول هو النون والساكن الثاني هو اللام، والضمة التي بعد اللام ليست في كلمة اللام؛ لأن اللام كلمة برأسها، وما بعدها2 كلمة أخرى. وإنما شرط أن تكون الضمة في كلمة الساكن الثاني؛ لأنه لو كان في كلمة أخرى لم تكن لازمة بالنسبة إلى الساكنين، فكانت كالعارض، نحو: "قَالَتِ ارْمُوا" فلا يعتد بذلك الضم كما لا يعتد بالضم الذي3 في: "قَالَتِ ارْمُوا". لا يقال: لو كانت عارضة لم يحتج إلى هذا القيد لخروج مثله عنه بقوله: "لازمة"؛ لأنا نقول لا نسلم عدم الاحتجاج إليه حينئذ؛ لأن ضمة الحاء في: {إِنِ الْحُكْمُ} وإن كانت لازمة للحكم لكنها غير لازمة للساكنين. فإن قالت: الكسرة جائزة في الساكن الأول لالتقاء الساكنين في مثل: {قَالَتِ اخْرُجْ} 4 و {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ} 5 فلم لا يجوز في همزة الوصل في مثل هذا المحل، نحو: اقْتُل واخْرُج؟ قالت: لأن همزة الوصل ههنا من الكلمة التي فيها الضمة التي بعد الساكن فكانت أتم لزوما فلزمها الاتباع؛ لئلا يخرج من كسر إلى الضم في كلمة واحدة.   1 الأنعام: من الآية "57". ويوسف: من الآيتين "40، 67". 2 في "ق": وما بعده. 3 في النسخ الثلاث: "التي". والصحيح ما أثبتناه. 4 سورة يوسف: من الآية "31". 5 سورة الإسراء: من الآية "110". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 504 قوله1: "وَاخْتِيَارِهِ في نَحْوِ: اخْشَوُا الْقَوْمَ"، عَكْسَ2: "لَوْ استطعنا". أي: وكاختيار الضم لالتقاء الساكنين في واو الضمير المتصل بالفعل الذي حذف لامه إذا كان بعده لام التعريف، نحو: اخْشَوُا اللهَ. وإنما كان ضم الواو محتارا لكراهة الكسر3 على الواو والإشعار4 بأنه ضمير جمع، فيحصل الفرق بين واو الضمير وبين الواو التي ليست بضمير نحو واو "لو". وعكس واو "اخْشَوُا اللهَ" واو "لو" في نحو "لو استطعنا" يعني أن المختار في واو "لو" الكسر. ويعلم من اختيار الضم في واو الضمير واختيار الكسر في واو "لو" جواز الكسر في واو الجمع وجواز الضم في واو "لو"، تشبيها لها بواو الضمير؛ فإن كسر الواوين5 لغة قوم، وضمهما لغة آخرين. وقوله: "وَكَجَوَازِ الضَّمِّ وَالفَتْحِ في نَحْوُ "74" رُدّ، وَلَمْ يَرُدّ" فإنه يجوز في مثل: رُدّ، ولم يَرُدّ الضم للاتباع6، والفتح لكونه   1 قوله: موضعها بياض في "هـ". 2 في النسخ الثلاث: وعكسه. وما أثبتناه من الشافية، ص8. 3 في "هـ": الكسرة. 4 في "ق"، "هـ": وللإشعار. 5 في "ق": فإن الكسر، أي: كسر الواوين. 6 وهو الأكثر في كلامهم. "ينظر الكتاب: 3/ 531". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 505 أخف1، 2 والكسر على الأصل3، بخلاف ما إذا كان بعده ساكن، نحو: ردّ القوم4، ولم يَرُدّ5 القوم؛ فإن المختار كسره مع جواز الضم والفتح؛ لأن الكسر حركته في الأصل إذا قدر فك الإدغام ولهذا تقول6: "ارْدُدِ القَوْمَ" -بالكسر لا غير، فكأنهم   1 وهي لغة أسد، وناس غيرهم "ينظر الكتاب 3/ 533، والمفضل ص354". 2 الواو ساقطة من "ق". 3 وهي لغة كعب وغَنِيّ، كما قال سيبويه في كتابه: 3/ 534، وقال الرضي في شرحه على الشافية "2/ 243": "أقول: اعلم أن بني تميم ومن تبعهم إذا أدغموا مثل هذا الموقوف والمجزوم كما ذكرنا -ذهبوا فيه مذاهب: منهم من يفتحه كما في نحو: انْطَلْقَ ولم يَلْدَهُ، نظرا إلى كونه فعلا، فتجنيبه الكسرة اللازمة أولى، وأما في "ارْدُدْ القوم" فعروضها سهل أمرها، فتقول: مُدّ وعَضّ وعِزَّ, وفتح عَضّ عنده ليس للاتباع، وإلا قال مُدّ بالضم وعِزّ بالكسر، ومنهم من يفر من الكسر إلى الاتباع كما في مُنْذُ، فنقول مُدّ وعِزّ وغَضّ، والكسر في عِزّ ليس عنده؛ لأن الساكن يحرك بالكسر، إلا كسر عَضّ ومُدّ أيضا، ومنهم من يبقي الجميع على الكسر الذي هو الأصل في إزالة الساكنين، وهم كعب وغَنِي، فنقول: مُدّ وعَضّ وعِزّ، والكسر في عِزّ عنده ليس للاتباع، وإلا أتبع في مد وعض أيضا" ا. هـ. 4 قال الأشموني في شرحه على الألفية في باب الإدغام "3/ 897": والتزم أكثرهم الكسر قبل ساكن فقالوا: "رُدّ القومَ" لأنها حركة التقاء الساكنين في الأصل، ومنهم من يفتح وهم بنو أسد، وحكى ابن جني الضم، وقد روي بهن قوله وهو جرير: فَغُضّ الطرف، إنك من نمير ... فلا كعبا بلغت ولا كلابا نعم الضم قليل، قال في التسهيل في باب التقاء الساكنين: "ولا يضم قبل ساكن، بل يكسر، وقد يفتح، هذا لفظه" ا. هـ. 5 في "ق"، "هـ": لا ترد. 6 في "ق": منقول. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 506 لما أدغموا أبقوا الثاني على حركته وهي الكسر، والذين ضموه وفتحوه لم يراعوا عروض الساكن بعده. اعلم أن جواز الضم والفتح والكسر في أمر المضاعف الذي مضارعه على يفعل -بضم العين- أما إذا كان على1 يفعَل أو يفعِل بفتح العين أو كسرها، نحو "عض" من "يعض"2 و"نم"، من "ينم" فإنه لا يجوز فيه إلا الكسر والفتح؛ لأنه لا يمكن الضم بالاتباع. قوله: "وَكَوُجُوبِ الْفَتْحِ [فِي نَحْوِ رُدَّها، وَالضَّمِّ فِي نحو: رُدُّهُ] 3". أي: وجب الفتح في "رُدَّها"، "عضَّها"، و"لم يَرُدَّها" لكون الهاء بعد الدال [خفية، فكأن4 بعد الدال ألفا، ووجبت5 الفتحة قبل الألف، ووجب الضم في: ردُّه وعضُّه؛ لخفاء الهاء، فكأن6 الواو واقعة بعد الدال و7 الضاد] 8 والضمة مناسبة للواو9.   1 لفظة "على" ساقطة من "هـ". 2 في "هـ": من عض. 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 4 في "ق": وكأن. 5 في "ق": ووجب. 6 في "ق": وكأن. 7 في "ق": "أو" بدل "و". 8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 9 وحكى الكوفيون "رُدُِّها" بالضم والكسر، و"رُدَِّه" بالفتح والكسر وذلك في المضموم الفاء. وحكى ثعلب الأوجه الثلاثة قبل هاء الغائب. "شرح الأشموني: 3/ 897". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 507 وأما كسر1 الدال، نحو: "ردِّه"2 فلغة قليلة سمعها الأخفش من بني عقيل3؛ لأن الواو تنقلب ياء لكسرة الهاء، ولا يستكره اجتماع الياء مع كسرتين -كسرة الدال وكسرة الهاء- لكون الهاء خفية. وغلطوا ثعلبا4 في تجويزه في فصيحه5 فتح الدال في "رُدَّه" [لأنه منكور حمله على صورة فقد الضمير] 6، "لأنه حمل "رُدَّه" على "رُدَّ" والحمل عليه لا يجوز؛ لأن الواو بعد الضمير موجودة، والهاء حاجز غير حصين، فوجب الضم في "رُدُّه"، بخلاف [رُدَّ] 7. قوله8: "والفتح في نون من [مع لام التعريف] 9".   1 في "ق": كسرة. 2 ومثله: عضه. 3 ينظر المفصل ص354، وينظر كذلك: شرح الأشموني: 3/ 897. 4 هو أبو العباس أحمد بن يحيى بن يسار الشيباني، المعروف بثعلب إمام الكوفة في النحو واللغة والحديث، ولد سنة مائتين، وتوفي سنة إحدى وتسعين ومائتين. وله مؤلفات كثيرة أربت على الأربعين، من أشهرها: الفصيح، والمجالس. ينظر في ترجمته: طبقات النحويين واللغويين: للزبيدي: 141-150.، والفهرست لابن النديم: ص110، تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي: 5/ 204، ومعجم الأدباء: 5/ 102، وبغية الوعاة: ص172، وشذرات الذهب: 2/ 207. 5 وفي فصيحه: ساقطة من "هـ". 6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 7 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". 8 قوله: موضعها بياض في "هـ". 9 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 508 أي: وكوجوب الفتح في نون "مِن" مع لام التعريف، نحو "مِنَ الرَّجل"، طلبا للتخفيف لكثرة استعمال "من" مع لام التعريف مع لزوم الكسر قبلها1. وقد جاء كسر "من" مع لام التعريف على الأصل، نحو: مِنِ الرَّجُل, وهو ضعيف2. قوله: "عكس: مِنِ ابنِك". أي: حكم "مِنْ" مع لام التعريف عكس "من" مع نحو "ابنك"؛ فيكون الكسر3 في نون "مِنِ ابْنِكِ" وغيره من الساكن الذي4 لا يكون لام التعريف واجبا؛ لأن كسر نون "مِن" هو الأصل مع أنه يكثر كثرته مع لام التعريف. وقد جاء فتح نون "من" في: مِنَ ابْنِكَ؛ كراهة توالي الكسرتين وهو ضعيف5. وأما نون "عن" فمكسورة6 مع لام التعريف ومع غيره على الأصل؛ لأنها لم تكثر كثرة [مِن] 7، مع أن قبل نونها فتحة في   1 قبلها: إضافة من "ق"، "هـ". 2 وقد حكى سيبويه ذلك "الكتاب: 4/ 154". وقال الزمخشري: وهي لغة خبيثة "الفصل، ص 355". 3 لفظة "الكسر" ساقطة من "هـ". 4 في "هـ": والذين. 5 ولغة الفتح هذه حكاها سيبويه عن قوم فصحاء "الكتاب: 4/ 155". 6 في "ق"، "هـ": مكسورة. 7 لفظة "من": إضافة من "ق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 509 حرف1 مستعل2، فكره توالي الفتحات3 مع حروف الاستعلاء نحو: عَنِ الرَّجُلِ, وعَنِ ابْنِكَ. وقد حكي عن الأخفش: عَنُ الرَّجل -بضم النون- فإنه لغة قبيحة رديئة4. وتوجيهها التشبيه5 بواو الضمير في: اخْشَوُا اللهَ قوله6: "وجاء في المُغْتَفَر: النَّقُر7 ... " إلى آخره8. أي: وجاء في المغتفر في الوقف -أي: المرخص الجائز فيه نحو النَّقُر، ومِنَ النَّقِر، لالتقاء الساكنين، واضْرِبُهْ. وجاء قلب الألف همزة مفتوحة فيما كان أول الساكنين ألفا والثاني مدغما، نحو: دَأَبَّه وشَأَبَّه، بخلاف ما كان فيه أول الساكنين مدة غير ألف، نحو: "تَأْمُرُونِّي"9؛ فإنها لا تنقلب همزة. اعلم أنه جاز الوقف في نحو: النُّقُر، على ما يجيء، بنقل حركة   1 في "هـ": حروف. 2 في "هـ": مستعمل. 3 في "هـ": الحركات. 4 ينظر المفصل: ص355، وشرح الشافية، للرضي: 2/ 247. 5 في "ق": التشبة. 6 قوله: موضعها بياض في "هـ". 7 لفظة "النقر" ساقطة من "هـ". 8 إلى آخره: ساقطة من "هـ". وعبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَجَاءَ فِي الْمُغْتَفَرِ: النَّقُر، ومِنَ النَّقِر، واضْربِهُ ودَأَبَّه، وشَأَبَّه، وجَأَنَّ: تَأْمُرُونِّي. "الشافية: ص8". 9 في قوله تعالى: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ} [سورة الزمر: 64] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 510 الحرف1 الموقوف عليه إلى ما قبله حالتي الرفع والجر "75" فإذا وقفت عليه -لا على هذه اللغة بل على اللغة الكثرى -التقى ساكنان هما الراء والقاف وحينئذ جاء تحريك الساكن الأول بحركة الساكن للوقف فرارا من التقاء الساكنين2. وكذلك إذا وقف على الهاء في نحو "اضْرِبْه" بسكون الهاء جاز تحريك الباء بحركة الهاء فيقال "اضْرِبُهْ". وإذا كان أول الساكنين ألفا والثاني مدغما قُلب الألف همزة مفتوحة نحو: دَأَبَّه وشَأَبَّه، وجَأْنَّ. في دَابَّة وشَابَّة، وجَانَّ، مبالغة في الهرب من التقاء3 الساكنين. وإن كان أول الساكنين مَدَّة غير ألف نحو "تَأْمُرُونِّي" لم يجئ قبلها همزة. النَّقْر: التِقاط الطائر الحبَّة4. وهو أيضا صُوَيْتٌ5 يُزْعَجُ به الفرسُ وذلك بأن تلصق لسانك بحنكك ثم تفتح6. وقيل صُوَيت7 يسكن به الفرس إذا احتد في حركته8، 9.   1 لفظة "الحرف" ساقطة من "ق". وفي "هـ": حرف. 2 في الأصل: الساكنين. خطأ. 3 في الأصل: "ق": لالتقاء. وما أثبتناه من "هـ". 4 ينظر الصحاح "نقر": 2/ 834. 5 في الأصل: صوت. وما أثبتناه من "ق"، "هـ" يتفق مع ما في الصحاح. 6 الصحاح "نقر": 2/ 834. 7 في الأصل: صوت. وما أثبتناه من "ق"، "هـ" يتفق مع ما في الصحاح. 8 في "هـ": في حركة. 9 وقيل: النَّقْر ضرب الرحى والحجر وغيره بالمنقار. وقيل: النَّقْر هو صُوَيْت يُسمع من قرع الإبهام على الوسطى. "ينظر اللسان "نقر": 6/ 4519, 4520". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 511 [الابتداء] : قوله: "الابتداء: لا يُبتدأ إلا بمتحرك ... " إلى آخره1. اعلم أنه لا يبتدأ بساكن لتعذره [كما لا يوقف إلا على ساكن لا لتعذره] 2 بل للاستحسان؛ لأن الوقف ليس إلا على آخر الكلمة وآخر الكلمة محل التخيف، فناسب ذلك أن يؤتى بالحرف على أخف أحواله. ثم إذا3 كان أول الكلمة ساكنا، وذلك السكون في الأسماء والأفعال والحروف كما يجيء، فإن كان في الأسماء فهو إما سماعي أو قياسي. والسماعي في عشرة أسماء لا غير4، وهي: "ابن وابنة ... " إلى قوله: "وايمن الله". أما الابن والابنة والاسم والاست، فأصلهما: بَنَوٌ وسُِمْوٌ -بكسر السين، أو ضمها وسكون الميم- وسته، فلما حذف الواو من بَنَو وسُِمْو، والهاء من سَتَه وأسكن الفاء احتيج إلى همزة الوصل5.   1 إلى آخره: موضعها بياض في "هـ". وعبارة ابن الحاجب بتمامها: "الابْتِدَاءُ: لاَ يُبْتَدَأُ إلاَّ بِمُتَحَرِّكٍ كما لا يُوقَفُ إلاَّ عَلَى سَاكِنٍ فَإنْ كَانَ الأَوَّلُ سَاكِناً -وَذلِكَ في عَشَرَةِ أسْمَاءٍ مَحْفُوظَةٍ، وَهِيَ: ابْنٌ، وَابْنَةٌ، وابْنُمٌ، واسْمٌ واسْتٌ، واثْنَان، وَاثْنَتَانِ، وامْرُؤٌ، وامرأة، وايْمُنُ الله، وَفِي كُلِّ مَصْدَرٍ بَعْدَ ألِفِ فِعْلِهِ المَاضِي أرْبَعَةٌ فَصَاعِداً، كالاِقْتِدَارِ وَالاسْتِخْرَاجِ وَفِي أَفْعَالِ تِلْكَ الْمَصَادِرِ مِنْ مَاضٍ وَأمْرٍ، وَفِي صيغة أمر الثلاثي، وفي لام التعريف وميمه" "الشافية: ص8". 2 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق"، "هـ". 3 في "ق"، "هـ": إن. 4 لا غير: ساقطة من "ق". 5 في "هـ": وصل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 512 لامتناع الابتداء بالساكن، وكذلك ابنم؛ أصله: بَنَوٌ: حذف الواو وأسكن الفاء فاحتيج إلى همزة الوصل فأُتِي بها وزيد الميم في آخره. واثنان واثنتان أولهما ساكن؛ لأنهما من الثني، فاحتيج فيهما1 إلى همزة وصل2، فأتي بها3. [وكذا أصل امرئ وامرأة، مَرْءٌ ومرأة] 4، فلما أسكن فاؤهما احتيج إلى همزة وصل5 فأتي بها. وكذا في "ايْمِ الله"، "وايْمُنِ الله"؛ لأنهما من اليمين -والياء ساكنة6. والقياس في كل مصدر بعد ألف فعله الماضي أربعة7 أحرف [فصاعدا كالاقتدار والانطلاق] 8 والاستخراج والاحمرار والاحميرار9 والاسحنكال ونحوها. وإنما قال: "بعد ألف فعله الماضي أربعة أحرف فصاعدا"؛ لأنه   1 فيهما: ساقطة من "ق". 2 في "ق"، "هـ": الوصل. 3 فأتي بها: إضافة من "هـ". 4 في "هـ": عبارة فيها بعض الاختلاف، عما بين المعقوفتين، وهي: "وكذا في امرئ وامرأة، أصلهما: مرء ومرأة". 5 في "ق"، "هـ": الوصل. 6 في "ق": ساكن. 7 أربعة: موضعها بياض في "هـ". 8 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ". 9 في الأصل: الاحميرار. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 513 لو كان بعدها حرفان، نحو: أَكَل، أو ثلاثة أحرف1، نحو: أَكْرَم لا يكون أول مصدرهما ساكنا، نحو: الأَكْل والإِكْرَام. وإن كان سكون الأول في الأفعال فهو في أفعال تلك المصادر؛ أعني [التي] 2 بعد ألف فعله الماضي أربعة أحرف فصاعدا من ماض، نحو: انْطَلَقَ واقْتَدَرَ واسْتَخْرَجَ. أو أمر، نحو: انْطَلِقَ واقْتَدِرَ واسْتَخْرِجَ. وفي صيغة الأمر الثلاثي، نحو: اخْرُج واعْلَمْ واضْرِب، كما مر في النحو. أعلم أنه أراد بصيغة أمر3 الثلاثي بعض صيغة أمر4 الثلاثي وهو الذي لم يعتل من مضارعه الفاء والعين؛ لأن الأول5 فيما اعتل من الثلاثي الفاء والعين لا يكون "76" ساكنا، نحو عِدْ وثِقْ6 وقُلْ وبِعْ وخَفْ. وأنه يلزم منه أن تكون الهمزة7 في أهراق إهراقة وأسطاع إسطاعه همزة وصل. وليست كذلك. ويمكن أن يجاب عنه بأنه أراد بالحروف في قوله: "بعد ألف فعله الماضي أربعة أحرف فصاعدا" حروفا أصلية، وحينئذ لم   1 لفظة "أحرف" ساقطة من "هـ". 2 لفظة "التي" إضافة من "هـ". 3 في "هـ": الأمر. 4 في "ق"، "هـ": الأمر. 5 في "ق": الأولى. 6 عد وثق: ساقط من "ق"، "هـ". 7 في "هـ": همزة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 514 يلزم؛ لأن أصل أهراق وأسطاع1: أراق وأطاع، وإن كان سكون الأول في الحرف2 فهو في3 لام التعريف وميم التعريف في لغة طيئ، نحو: الرَّجُل وامرَجُل4. قوله: "ألحق في الابتداء [خاصة ... " إلى آخره] 5. جواب6: فإن كان الأول ساكنا؛ "أي"7: فإن كان أول الكلمة ساكنا، وذلك في عشرة أسماء وفي المصادر المذكورة، وفي أفعالها من الماضي والأمر، وفي صيغة الأمر الثلاثي، وفي لام التعريف وميم التعريف، ألحق في ابتداء الكلمة خاصة همزة وصل مكسورة على الأصل، إلا فيما كان بعد ساكنه ضمة أصلية؛ فإن همزة الوصل تضم حينئذ للاتباع، سواء كانت صورة الضمة باقية، نحو: اقْتُل واغْزُ، أو لم تكن باقية لعارض؛ نحو: اغْزِي؛ فإن   1 في الأصل: واستطاع. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 2 في الأصل: "ق": الحرف. وما أثبتناه من "هـ". 3 لفظة "في" ساقطة من "ق". 4 روي أن النمر بن توْلَب قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: $"ليس من امبر امصيام في امسفر؛ يريد: ليس من البر الصيام في السفر؛ فأبدل لام التعريف ميما "ينظر اللسان "برر": 1/ 252". 5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". وعبارة ابن الحاجب بتمامها: "أُلْحِقَ في الابْتِدَاءِ خَاصَّةً هَمْزَةُ وَصْلٍ مَكْسُورَةٌ إلا فيما بعد ساكنه ضمة أصلية فإنما تُضَمُّ، نَحْوُ اقْتُلْ اغْزُ، اغْزِي، بِخِلاَفِ أرْمُوا. وَإلاَّ في لاَمِ التَّعْرِيفِ وَايْمُنٍ، فَإِنَّهَا تُفتح". "الشافية: ص7". 6 لفظة "جواب" ساقطة من "ق". 7 لفظة "أي" إضافة من "ق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 515 الضمة زالت لعارض, وهو ياء الضمير بخلاف باب "امرئ" وباب "ارمُوا"1؛ لأن الضمة فيهما غير أصلية؛ لأن ضمة ميم2 "ارموا" عرضت بسبب نقل حركة الياء إليها، وضمة راء3 "امرئ" عرضت لاتباع حركة آخره4. ولا يشكل بمثل انْطُلِقَ به5، واقْتُدِرَ عليه -مفعول ما لم يسمَّ فاعله فإن ضمة الطاء والتاء6 عارضة؛ لأنها عرضت لبناء ما لم يسمّ فاعله مع وجوب ضم الهمزة، و7 لأنا نمنع عروضها فإنها8 أصلية لازمة بالنسبة إلى ما لم يسم فاعله وإن كانت عارضة بالنسبة إلى ما يُسمّى فاعله قوله: "وإلا في لام التعريف وايمن الله"9 عطف10 على "إلا فيما11 بعد ساكنه"؛ فإنه يجب فتح الهمزة الداخلة على لام التعريف؛ إما لأن الهمزة ليست همزة وصل؛ لأن12 الهمزة مع   1 في "ق"، "هـ": "بخلاف باب ارموا وباب امرئ". 2 في "ق"، "هـ": راء. 3 في "ق"، "هـ": ميم. 4 في "ق"، "هـ": "أخيره". 5 به: "ساقطة من "هـ". 6 في "هـ": التاء والطاء. 7 الواو ساقطة من "ق". 8 فإنها: ساقطة من "ق". 9 لفظة الجلالة "الله" من "هـ". 10 في الأصل: عطفا. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 11 فيما: مطموسة في الأصل. 12 في "ق"، "هـ": بل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 516 قوله1: "وإثباتها وصلا لحن"2. أي: وإثبات همزة الوصل حالة الوصل لحن؛ لأنه خروج عن كلام العرب؛ لأنه3 إنما أتى4 بها ليُتوصَّل بها إلى النطق بالساكن5 فإذا أوصل6 الساكن بما قبله استغني عنها لزوال علة حاجتها7. وإثبات همزة الوصل "77" في الوصل8 للضرورة شاذ، كقوله: 14- إِذَا جَاوزَ الإِثْنَيْنِ سِرٌّ فَإِنَّهُ ... بِنَثّ وتكثير الوشاة قمين9   1 قوله موضعها بياض في "هـ". 2 لفظة "لحن" ساقطة من "هـ". 3 في النسخ الثلاث: "لأنها". والصحيح ما أثبتناه. 4 إنما أتى: ساقط من "هـ". 5 ولهذا سماها الخليل سلم اللسان "شرح الجاربردي: مجموعة الشافية: 1/ 166". 6 في "ق"، "هـ": وصل. 7 في "هـ": حالتها: تحريف. 8 في الوصل: ساقط من "هـ". 9 هذا بيت من الطويل، وهو من أبيات لقيس من الخطيم رواها أبو علي القالي في أماليه وقبله: أجود بمضمون التِّلاد وإنني ... بسرك عمن سألني لضنين وبعده: وإن ضيع الإخوان سرا فإنني ... كتوم لأسرار العشير أمين وهو في ديوانه ص28 "برواية: بنشر، بدلا من: بنث. والحديث، يدل: الوشاة". وينظر في البيت: الصحاح "بثت": 1/ 294، والمفصل "ص356" وشرح الشافية للرضي: "2/ 265" وشرح الجاربردي "مجموعة الشافية: 1/ 167، واللسان "نثث": 6/ 4339 وشرح شواهد الشافية: ص183 "رقم 94". والشاهد في قوله: "الإثنين" حيث قطع همزة الوصل للضرورة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 518 قوله: "والتزموا جعلها ألفا لا بَيْن بَيْن". أي: والتزموا جعل همزة الوصل التي مع لام التعريف خاصة1 والتي مع ايمن الله وايم الله2 في الاستفهام ألفا؛ لئلا يلتبس الاستفهام بالخبر، لا جعلها بَيْن بَيْن -على الأفصح- على ما تقدم في باب التقاء الساكنين. قوله3: "وأما سكون [هاء: وَهْوَ وَهْيَ ... " إلى آخره4] 5. أي: وأما سكون أول: هو وهي الواقعتين بعد الفاء والواو ولام الابتداء، كقوله تعالى: "وَهْوَ خَيْرٌ لَكُمْ"6، وقوله تعالى: "فَهْيَ كَالْحِجَارَة"7، وقوله تعالى: "لَهْوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ"8   1 لفظة "خاصة" ساقطة من "هـ". 2 وايم الله: ساقطة من "ق". 3 قوله: ساقطة من "هـ". 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 5 وتكملة عبارة ابن الحاجب: "وفَهْوَ وفَهْيَ ولَهْيَ ولَهْوَ فَعَارِضٌ فَصِيحٌ وَكَذَلِكَ لاَمُ الأَمْرِ نَحْوُ: "وَلْيُوفوا"، وشبّه به: أَهْوَ وأَهْيَ، و"ثُمّ" ليَقْضوا. ونحو "أن يُمِلَّ هو" قليل". "الشافية: ص8". 6 سورة البقرة: من الآية "216". وإسكان الهاء ههنا قراءة قالون وأبي عمرو والكسائي وأبي جعفر في واحدة من روايتين عنه. "ينظر النشر: 2/ 209، والإتحاف: 132". 7 سورة البقرة من الآية "74". وهي قراءة قالون وأبي عمرو والكسائي وكذا أبي جعفر "ينظر المصدران السابقان". 8 سورة الحج: من الآية "58". وهي قراءة قالون وأبي عمرو والكسائي وكذا أبي جعفر في رواية عنه. "ينظر النشر: 2/ 209، والإتحاف: 132". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 519 فليس بأصل حتى يحتاج إلى همزة وصل، بل عارض لمجيء ما اتصل به؛ لأن قولك "وَهُوَ" كعَضُد، وقولك "وَهِيَ" ككَبِدَ، فلهذا سكّن تخفيفا على1 ما ذكر من الاتصال. وإذا ابتُدِئ به رُدّ إلى أصله، نحو: هُوَ، وَهِيَ. فنبه بقوله: "عارض" على أن سكونه مستغن عن همزة الوصل2. وبقوله: "فصيح" على عدم شذوذه. قوله: "وكذلك لام الأمر". أي: وكذلك سكون لام الأمر بعد الواو والفاء، كقوله تعالى: {وَلْيُوفُوا نُذُورَهُم} 3 وقوله تعالى: {فَلْيَنْظُرْ} 4 ليس بأصل، بل عارض؛ لأن "وَلْيَ" من {وَلْيُوفُوا} ، و"فَلْيَ" {فَلْيَنْظُرْ} ككبد، فخففت5. قوله: "وشُبّه به: أَهْوَ، وأَهْيَ"6. أي: وشبه بقولك: وَهْوَ ووَهْيَ، قولك: أَهْوَ وأَهْيَ: ونحو "أَنْ يُمِلَّ هْوَ"7 في إسكان الهاء.   1 في "ق"، "هـ": عندما. 2 في الأصل: وصل. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 سورة الحج: من الآية "29". 4 الكهف "19"، الحج "15"، عبس "24"، والطارق "5". 5 ينظر الكتاب: 4/ 151. 6 أهو، وأهي: ساقط من "هـ". 7 سورة البقرة: من الآية "282" وهي قراءة قالون وأبي جعفر. وقرأ الاثنان أعني: قالون وأبا جعفر بالضم كذلك، قال ابن الجزري: "والوجهان فيهما صحيحان عن قالون وأبي جعفر" "النشر: 2/ 209. وينظر كذلك: الإتحاف: 132". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 520 وشبه بقوله تعالى: {فَلْيَنْظُرْْ} ، {وَلْيُوفُوا} قوله تعالى1 {ثُمَّ لْيَقْضُوا} 2 في إسكان اللام3. أما تشبيه: أَهْوَ وأَهْيَ بقولنا: وَهْوَ, وَهْيَ؛ فلكونه على صيغته. وأما تشبيه نحو "أَنْ يُمِلَّ هْوَ" بقولنا: وَهْوَ؛ فلكون "لَهْوَ" في نحو "أَنْ يُمِلَّ هْوَ" على صيغة "وَهْوَ". وأما تشبيه: {ثُمَّ لْيَقْضُوا} بقوله [تعالى] 4 {فَلْيَنْظُرِ} ، {وَلْيُوفُوا} ؛ فلوقوع لام الأمر في الصورتين بعد حرف العطف، وأن "وَلْيَ" في {ثُمَّ لْيَقْضُوا} مثل "وَلْيَ"، "وفَلْيَ" في {وَلْيُوفُوا} ، و {فَلْيَنْظُرِ} . وإنما قل سكون: أهْو وأهْي دون وهْو، وهْي؛ لقلته في كلامهم وقد جاء: 15- ............................................... ... فقلت أهي سَرَتْ أم عادَنِي5 حُلُم6   1 لفظة "تعالى" ساقطة من "ق". 2 سورة الحج: من الآية "29". 3 قرأ ابن عامر وأبو عمرو وورش ورويس بكسر اللام على الأصل في لام الأمر؛ فرقا بينها وبين لام التأكيد، ووافقهم اليزيدي وقُنبل. وقرأ الباقون بإسكان اللام للتخفيف. "ينظر النشر: 2/ 326، والإتحاف ص314". وذكر الرضي أن الإسكان قراءة الكسائي وغيره وذكر أن البصريين يستقبحونها؛ لأن "ثم" مستقلة يوقف عليها. "شرح الشافية: 2/ 270". 4 لفظة "تعالى" إضافة من المحقق. 5 في "ق"، "هـ": عاقني. 6 هذا عجز بيت من البسيط، قاله المرار العدوي، نسبه إليه البغدادي في شرح شواهد شروح الشافية "الشاهد رقم 98, ص190" وكذا في شرح شواهد الشافية "الشاهد رقم 379". وصدره: وقمت للزّور مرتاعا وأرقني وقبل الشاهد، قوله: زارت رويقةة شعثا بعد ما هجعوا ... لدى نواحل في أرساغها الخدم والشاهد أنشده الجاربردي في شرحه "مجموعة الشافية: 1/ 167" وأنشده ركن الدين في البسيط "رقم 98". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 521 بسكون الهاء. وأما: {ثُمَّ لْيَقْضُوا} وإن كان أقل من نحو: "و1 لْيَقْضُوا" في الاستعمال؛ لأن امتزاج حرف واحد -وهو الواو- بما بعده2 أشد من امتزاج ما هو على ثلاثة أحرف -وهو ثُمّ- بما بعده، فليس في القلة كـ"أَهْوَ وأَهْيَ". وأما نحو "أَنْ يُمِلَّ هْوَ"، فهو في القلة مثل "أَهْوَ". اعلم أن قوله: "وأما سكون هاء وَهْو ... " إلى آخره. جواب عن سؤال مقدّر وتقدير3 السؤال: أنكم قلتم ما يكون أوله ساكنا أتي بهمزة وصل4 للنطق به. وأول: وَهْوَ وَهْيَ في الصورتين المذكورة ولام الأمر، بعد حرف العطف ساكن، ولم يؤت بهمزة وصل للنطق به. وأجاب عنه بأن السكون في مثل هذه الصور5 غير أصيل، بل عارض   1 الواو ساقطة من "هـ". 2 في الأصل: بما بعدها، وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 في "ق"، "هـ": وتقدير. 4 في "ق": الوصل. 5 في "هـ": الصورة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 522 اللام للتعريف كـ"هَلْ وبَلْ" -كما هو مذهب الخليل1- وإنما حذف حركتها عند وجود الحركة قبلها للتخفيف؛ لكثرة استعمالها، فإذا ابتُدِئ بها رُدّت إلى أصلها. وإما لكثرة استعمالها في كلامهم مع كونها همزة وصل ففتحوها للتخفيف -كما هو مذهب سيبويه2. وأما فتح الهمزة الداخلة على ميم التعريف فبالحمل على الهمزة الداخلة على لام التعريف. وأما فتح همزة "ايم الله"، و"ايمن الله" فلكثرة استعمالها3. وإنما سميت هذه الهمزة همزة الوصل؛ لأن يتوصل بها إلى النطق بالساكن. وقيل إنما سمّيت4 همزة الوصل؛ لسقوطها في الوصل -وهو ضعيف- لأنه تسمية للشيء بالنسبة إلى حال عدمه. واللائق أن تُسمّى همزة الابتداء لثبوتها فيه. وحال الثبوت أشرف من حال العدم. ومنهم من سماها ألف5 الوصل؛ لأن صورتها في الخط ألف. والمصنف سماها بذلك، لقوله: "بعد ألف فعله الماضي".   1 قال سيبويه: "وزعم الخليل أن الألف واللام اللتين يعرفون بهما حرف واحد كقَدْ، وأن ليست واحدة منهما منفصلة عن الأخرى كانفصال ألف الاستفهام في قوله: أأربد، ولكن الألف كألف "أيم" في "ايم الله", وهي موصولة كما أن ألف "ايم" موصولة, حدثنا بذلك يونس عن أبي عمرو، وهو رأيه". "الكتاب: 3/ 324". 2 ينظر الكتاب: 4/ 147. 3 تشبيها لهذه الهمزة بالهمزة التي قال "ال". "ينظر الكتاب: 4/ 147". 4 في الأصل: سمى. وما أبثتناه من "ق"، "هـ". 5 في "ق"، "هـ": بألف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 [ الوقف ] : قوله: "الوقف: قطع الكلمة عما بعدها". أي: الوقف قطع الكلمة عما بعدها إن كان بعدها شيء. [وإنما قيدنا بهذا القيد؛ لأنه قد يقف الواقف لا يكون بعدها شيء] 1 وإنما سُمّي الوقف وقفا؛ لأنه وقف فيه عن وصله بما بعده. ويدل على صحّة ما ذكرناه أنه لو أسكن آخر الكلمة ووصل2 ما بعدها بها من غير سكنة تُؤذِن بوقفة [78] لم يعد ذلك السكون وقفا ولا ذلك المسكن واقفا. ولو حرك آخر الكلمة وقَطَعَها عما بعدها كان ذلك القطع وقفا, وكان ذلك القاطع واقفا، إلا أنه مخطئ3 في تركه حكم الوقف. والمشهور عنهم أنه إنما سُمّي الوقف وقفا؛ لأنه وقف عن تحريكه. وقال المصنف إنه غير واضح؛ لأنه قد لا يكون متحركا حتى يوقف عن تحريكه؛ نحو: مَْن وهَلْ؛ ولأنه قد يوقف عن تحريكه وهو لا يكون وقفا، ولا الواقف عن4 تحريكه واقفا؛ لأنه لو قال واحد اثنان ثلاثة5، عد واصلا مع كونه وقفا6 عن التحريك.   1 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ". 2 في "هـ": وفصل. 3 في الأصل: مخط. وفي "هـ": يخطئ. وما أثبتناه من "ق". 4 في "هـ": ولا الوقف. 5 في الأصل: وثلاثة. والصحيح إسقاط الواو، كما في "ق"، "هـ". 6 لفظة "وقفا" ساقطة من "هـ". وهي في الأصل: "وقف" خطأ. وما أثبتناه من "ق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 523 قوله: "وفيه وُجُوه [مختلفة في الحُسْن والْمَحَلّ] 1. أي:2 وفي الوقف وجوه مترتبة في الحسن، وذلك بأن بعض الوقوف3 أحسن من بعض، ووجوه مختلفة في محل أحكامه، كما يجيء. ووجوه الوقف: الإسكان الصريح، والرَّوْم، والإشمام [وإبدال الألف من التنوين، وإبدال تاء التأنيث هاء، وزيادة الألف وإلحاق هاء السكت، وحذف الباء، وحذف الواو] 4 وإبدال الهمزة والتضعيف، ونقل الحركة إلى ما قبلها، وغير ذلك5 على ما يجيء تفاصيله. ثم شرع في بيان أحكام الوقف على التفصيل ومحال أحكام الوقف فقال: "فالإسكان المجرد" عن الرَّوْم والإشمام لا يكون إلا "في المتحرك"6 -وهو ظافر- سواء كان قبله ساكن، نحو: زيد وعمرو، أو لم يكن، نحو: جَعْفَر. والرَّوم أيضا لا يكون إلا في المتحرك؛ [لأن الرَّوْم هو7] :   1 ما بين المعقوفتين ساقط من عبارة ابن الحاجب من "هـ". 2 الواو ساقطة من "ق". 3 في "هـ": الوقف. 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 5 ينظر النشر: 2/ 120. 6 لأن الوقف بالسكون هو تفريغ الحرف من الحركات الثلاث، وهو لغة أكثر العرب، وهو اختيار جماعة من النحاة وكثير من القراء "المصدر السابق". 7 في "هـ": وهو موضع ما بين المعقوفتين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 524 [أن يأتي بحركة الحرف الموقوف عليه خفية1. ولا يمكن الإتيان بحركته خفية] 2 إلا بعد أن كان متحركا. والرَّوْم في المفتوح قليل لخفة الفتحة والعين بالإتيان بها خفيّة، ولهذا لم يقرأ أحد من القراء بالرَّوْم3 في المفتوح في القرآن، وإنما ذكره سيبويه عن العرب4. والإشمام لا يكون إلا في المضموم؛ لأن الإشمام هو أن تضم الشفتين بعد إسكان الحرف الموقوف عليه ليعلم أنه مضموم في الوصل، فلو أشممته في غير المضموم لأوهمت خلافه5.   1 هذا عند النحاة، قال الجوهري في صحاحه "روم": 5/ 1938: "وروم الحركة الذي ذكره سيبويه، هي حركة مختلسة مختفاة لضرب من التخفيف، وهي أكثر من الإشمام؛ لأنها تسمع، وهي بزنة الحركة وإن كانت مختلسة مثل همزة بَيْن بَيْن" ا. هـ. وينظر ما قاله سيبويه في معنى الرَّوْم في الكتاب: 4/ 168. وأما الرَّوم عند القراء فهو عبارة عن النطق ببعض الحركة. وقال بعضهم: هو تضعيف الصوت بالحركة حتى يذهب معظمها. وكلا القولين واحد. "ينظر النشر: 2/ 121". 2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 3 بالروم: ساقط من "هـ". 4 قال سيبويه: "وأما ما كان في موضع نصب أو جر فإنك تروم فيه الحركة وتضاعف وتفعل فيه ما تفعل بالمجزوم على كل حال، وهو أكثر في كلامهم ... وأما رَوْم الحركة فقولك: رأيت الحارث، ومررت بخالد. وإجراؤه كإجراء المجزوم أكثر" "الكتاب: 4/ 171, 172". 5 وقال ابن الجزري: وأما الإشمام فهو عبارة عن الإشارة إلى الحركة من غير تصويت بها وقال بعضهم: أن تجعل شفتيك على صورتها إذا لفظت بالضمة. وكلاهما واحد، ولا تكون الإشارة إلا بعد سكون الحرف. وهذا مما لا يختلف فيه. نعم حكي عن الكوفيين أنهم يسمعون الإشمام رَوْما والرَّوْم إشماما، قال مكي: وقد روي عن الكسائي الإشمام في المخفوض. قال: وأراه يريد به الروم؛ لأن الكوفيين يجعلون ما سميناه رَوْما إشماما وما سميناه إشماما رَوْما. "النشر: 2/ 121". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 525 والأكثرون1 على أنه لاَ رَوْمَ وَلاَ إشْمَامَ فِي هَاء التَّأْنِيثِ -أي: في تاء التأنيث المبدلة هاء في الوقف، نحو: ضَارِبَه- ولا في ميم الجمع، ولا في الحركة العارضة2، أمّا إنّه لا رَوْم في هاء التأنيث على الأكثر فلأنّ الحركة إنما كانت على التاء لا على الهاء التي هي بدل عن التاء، فلو أتيت بها على الهاء لأتيت بحركة على حرف لم يكن عليه [إعراب] 3 وأما أنه لا إشمام في هاء التأنيث؛ فلأن الغرض به الدلالة على أن الحرف الموقوف عليه مضموم في الوصل فلو أشممت مع الوقف بالهاء الذي هو العوض لأوهمت أن الضمة على الهاء، وصل، وذلك لا يجوز. نعم لو وقفت   1 تابع ركن الدين ابن الحاجب في قوله "الأكثر". ولكن الرضي يعترض على كلام ابن الحاجب ههنا ويبيّن منشأ توهمه في أن بعض النحاة أو القراء جوّز الرَّوْم والإشمام فِي هَاء التَّأْنِيثِ ومِيمِ الْجَمْعِ وَالْحَرَكَةِ الْعَارِضَة، بقوله: "لم أر أحداً: لا من القراء ولا من النحاة ذكر أنه يجوز الروْم والإشمام في أحد الثلاثة المذكورة، بل كلهم منعوهما فيها مطلقاً، وأرى أن الذي أوهم المصنف أنه يجوز الروم والإشمام فيها قول الشاطبي -رحمه الله تعالى بعد قوله: وَفِي هَاءِ تَأْنِيثٍ وَميم الجميع قل ... وَعَارِض شكل لم يكونا ليدخلا وفي الهاء للإضمام قوم أبوهما ... ومن قبله أو الكسر مثلا أو أما هما واو وياء وبعضهم ... يرى لهما في كل حال محللا فظن أنه أراد بقوله: "في كل حال" في هاء التأنيث وميم الجمع وعارض الشكل وهاء المذكر، كما وهم بعض شراح كلامه أيضا، وإنما عني الشاطبي في كل حال من أحوال هاء المذكر فقط، كما يجيء كلامه" "شرح الشافية، للرضي: 2/ 276, 277". 2 ينظر النشر: 2/ 122. 3 لفظة "الإعراب" إضافة من المحقق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 526 بالتاء لجرى الرَّوم والإشمام فيها اتفاقا نحو: أُخْت وبِنْت؛ لعدم المانع1. ووجه2 من وقف على الهاء المبدلة عن تاء التأنيث بالإشمام والروم هو أن الغرض بيان حركة الحرف في الوصل مضموم والوقف عليها بالروم أضعف من الوقف عليها بالإشمام. وأما أنه لا رَوْم ولا إشمام في ميم الجمع، مثل: إليهم وعليهم وفيهم على الأكثر3 لأن عدم الرَّوْم والإشمام عند من وصل بالإسكان واضح4 لأن الوصل لا حركة فيه والروم هو الإتيان بحركة الوصل خفّية، والإشمام ضم الشفتين بعد الإسكان لبيان حركة الوصل. وأما "79" أنه لا يحسن الرَّوم والإشمام عند من ضم ميم الجمع ووصلها بواو؛ فلأنه لما وقف بحذف الواو لم يبق للروم والإشمام تحقيق؛ لأن الروم هو الإتيان بحركة الحرف الذي هو آخر الكلمة [خفية والإشمام هو ضم الشفتين بعد إسكان آخر الكلمة لبيان ضم آخر الكلمة] 5   1 لأن الوقف إذ ذاك على الحرف الذي كانت الحركة لازمة له فيسوغ فيه الروم والإشمام والله أعلم "النشر: 2/ 126". 2 في "ق": ووجوه. 3 وذلك في قراءة من حرك ميم الجمع في الوصل ووصله، وفي قراءة من لم يحركه ولم يصله. وشذ مكي فأجاز الروم والإشمام في ميم الجمع لمن وصلها، قياسا على هاء الضمير وانتصر لذلك وقواه. وقال ابن الجزري: "وهو قياس غير صحيح؛ لأن هاء الضمير كانت متحركة قبل الصلة، بخلاف الميم، بدليل قراءة الجماعة، فعوملت حركة الهاء في الوقف معاملة سائر الحركات ولم يكن للميم حركة فعوملت بالسكون، فهي كالذي تحرك لالتقاء الساكنين. "النشر: 2/ 122". 4 في "ق"، "هـ": فواضح. 5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 527 ولما لم يكن الميم آخر الكلمة لم يحسن ذلك فيه. والرَّوْم والإشمام فيمن1 ضم الميم في الوصل أشبه من الرَّوْم والإشمام فيمن سكّنه في الوصل وهو ظاهر. وأما وجه الحركة العارضة نحو {قُلِ ادْعُوا اللَّه} 2، 3 يوقف عليها بالإسكان لا بالرَّوم والإشمام على الأكثر؛ فلأنه4 ليس للحرف حركة بنفسه بل لالتقاء الساكنين؛ فتلك الحركة كالعدم عند الوقف لزوال المقتضي له وحينئذ يمتنع الرَّوْم والإشمام؛ لأنهما لبيان حركة ذلك الحرف عند الوصل. فقوله: "والرَّوم في المتحرك": مبتدأ وخبر. وهما معطوفان على قوله: "فالإسكان المجرد في المتحرك". وكذا5 "الإشمام في المضموم" على قوله: "فالإسكان المجرد في المتحرك". قوله: "وإبدال الألف في المنصوب" [المنون، و [في] إذا و"في"6 نحو اضْرِبَنْ] 7، 8. اعلم أن "وإبدال الألف" مبتدأ. وقوله: "في المنصوب" خبره9 ومجموعهما معطوف على قوله: "فالإسكان المجرد في المتحرك".   1 في الأصل: من. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 2 لفظة الجلالة ساقط من "ق"، "هـ". 3 سورة الإسراء: من الآية "110". 4 في "ق"، "هـ": لأنه. 5 في "ق", "هـ": لأنه. 6 لفظة "في" إضافة من الشافية. 7 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 8 وتكملة العبارة: "بِخِلاَف الْمَرْفُوع وَالْمَجْرُور فِي الْوَاوِ وَالْيَاءِ، عَلَى الأفصح" "الشافية: ص8". 9 في "هـ": خبر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 528 أي: وإبدال الألف عن التنوين في المنصوب المنون، نحو: "رأيت زيدا" لا في المرفوع والمجرور وفي1 إذا، وفي نحو: اضْرِبَنْ. اعلم أن في المنوَّن في الوقف ثلاثَ لغات: إحداها: أن يقلب التنوين حرف مَدّ من جنس حركة ما قبله2، فتقول: جاءني زيدو، ورأيت زيدا، ومررت بزيدي3. والثانية: أن يحذف التنوين في الأحوال الثلاثة كلها وتقف عليها كما تقف على غير المنون، فتقول: جاءني زيد، ورأيت زيد، ومررت بزيد.4 وليست هاتان اللغتان فصيحتين. والثالثة: أن تبدل الألف من التنوين في المنصوب المنون ولا يدل في المرفوع والمجرور الواو والياء من التنوين، لثقل الضمة والكسرة مع الواو والياء وخفة الفتحة مع الألف, وهذه اللغة هي الفصيحة5.   1 الواو ساقطة من "هـ". 2 في الأصل، "ق": ما قبلها. والصحيح ما أثبتناه من "هـ". 3 زعم أبو الخطاب أنها لغة أَزْد السَّراة. "الكتاب: 4/ 166, 167". 4 وهذه لغة ربيعة، نسبها إليها ابن مالك "ينظر شرح الأشموني 3/ 747". وهذه اللغة حكاها أبو الحسن عن بعض العرب. "ينظر حاشية "2" من الكتاب: 4/ 166". 5 ينظر الكتاب: 4/ 166, 167. وقال ابن مالك في ألفيته. تنوينا إثر فتح اجعل ألفا ... وقفا، وتلو غير فتح احذفا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 529 وأجري "إذا" مجرى المنصوب في1 قلب نونها ألفا -على الأكثر2- لأن صورته صورة المنصوب المنون. وكذا تقلب نون باب "اضْرِبَنْ" في الوقف ألفا ولا تثبت؛ لئلا يكون [للفعل على الاسم مزية] 3 وستجيء الأحكام إذا وقعت الضمة أو الكسرة قبل نون التأكيد على تفصيلها، إن شاء الله تعالى. ولقائل أن يقول: لو قال وإبدال الألف في المنصوب المنوَّن غير المؤنث بالتاء لكان4 أولى؛ لأن الوقف في نحو: رأيت ضَارِبَهْ، بإبدال التاء هاء، لا بإبدال التنوين ألفا. ويمكن أن يجاب عنه بأنه يعرف ذلك من قوله: "وإبدال تاء التأنيث الاسمية هاء".   1 في الأصل: "وأجري مجرى المنصوب إذا". وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 2 يقول ابن هشام في المغني، ص20: "والصحيح أن نونها تبدل ألفا، تشبيها لها بتنوين المنصوب. وقيل: يوقف بالنون؛ لأنها كنون "لن"، و"أن" روي عن المبرد والمازني. وينبني على الخلاف في الوقف عليها خلاف في كتابتها، فالجمهور يكتبونها بالألف، وكذا رسمت في المصاحف، والمازني والمبرد بالنون، وعن الفراء: إن عملت كتبت بالألف، وإلا كتبت بالنون، للفرق بينها وبين "إذا". وتبعه ابن خروف" ا. هـ. "وينظر كذلك: شرح الشافية، للرضي: 2/ 279, 280، وشرح الأشموني: 3/ 1750". 3 في "ق": اختلاف طفيف في العبارة التي بين المعقوفتين، إذ جاءت هكذا: "للفعل مزية على الاسم". 4 في "ق"، "هـ": كان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 530 لا يقال: كان من الواجب عليه أن يقول: "بخلاف المرفوع والمجرور في الياء والواو1 على الأفصح" بل يحذف التنوين؛ لأن قوله المذكور يدل على أن الأفصح عدم إبدال التنوين فيهما واوا أو ياء وذلك لا يدل على حذف التنوين فيهما؛ لأنا نقول ذلك معلوم من قوله: "فالإسكان المجرد في المتحرك". قوله: "ويُوقَفُ على الألف2 [في بَابِ عَصاً، ورَحًى باتفاق] "3. اعلم أنه يوقف على كل منوّن مقصور4، ثلاثيا كان أو غيره على الألف باتفاق، سواء كان مرفوعا أو منصوبا، أو مجرورا، نحو: هذه5 عصى ورحى ومسمى "80" ومعلى، ورأيت عصى ورحى ومسمى ومعلى، ومررت بعصى ورحى ومسمى ومعلى. لكن اختلفوا في هذه الألف؛ فقال المبرد هي الألف الأصلية في   1 واعترض الرضي على عبارة المصنف هذه، وقال: "قوله: بخلاف المرفوع والمجرور في الواو والياء" عبارة ركيكة، ولو قال: بخلاف الواو والياء في المرفوع والمجرور لكان أوضح، يعني لا يقلب تنوين المرفوع واواً وتنوين المجرور ياء، كما قلبت تنوين المنصوب ألفاً، لأداء ذلك إلى الثقل في موضع الاستخفاف. "شرح الشافية، 2/ 280". 2 في "ق": ألف. 3 ما بين المعقوفتين ساقط من عبارة ابن الحاجب من "هـ". 4 لفظة "مقصور" ساقطة من "هـ". 5 في الأصل: "هـ": "هذا". وما أثبتناه من "ق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 531 الأحوال الثلاث1. وقال المازني2: هي الألف المبدلة من التنوين في الأحوال الثلاث3.وقال سيبويه هي الألف المبدلة من التنوين حالة النصب، والألف الأصلية حالتي الرفع والجر4، 5. واستدل على قول المبرد بوجهين: أحدهما: أنهم أمالوا رحًى ومسمًّى ومُعَلًّى في الوقف "حالة النصب والرفع والجر"6؛ فلو كانت الألف فيها عوضا عن التنوين [لم تمل] .   1 ينظر المقتضب: 1/ 258. 2 هو: أبو عثمان بكر بن محمد بن حبيب بن بقية، من بني مازن الشيبانيين من أهل البصرة، بها مولده ومربّاه. أكب منذ صباه على حلقات النحاة واللغويين البصريين كما أكب على حلقات المتكلمين ولزم الأخفش وقرأ كتاب سيبويه عليه. وكان إماما في اللغة وراوية واسع الرواية. كما كان بارعا في الحجاج والمناظرة توفي سنة 249هـ، على أرجح الروايات. وله مؤلفات كثيرة ومفيدة منها: علل النحو، والتصريف، والعروض والقوافي وغير ذلك. "ينظر ترجمته في: طبقات النحويين واللغويين: 87-93، وإنباه الرواة: 1/ 246". 3 ينظر المنصف: هو مذهب أبي الحسن والفراء وأبى علي الفارسي في التذكرة "ينظر: شرح الأشموني: 3/ 748". 4 نص عبارة سيبويه: "واعلم أن كل ياء أو واو كانت لاما، وكان الحرف قبلها مفتوحا فإنها مقصورة تبدل مكانها الألف، ولا تحذف في الوقف، وحالها في التنوين وترك التنوين بمنزلة ما كان غير معتل، إلا أن الألف تحذف لسكون التنوين، ويتمون الأسماء في الوقف "الكتاب: 3/ 309". وهذا هو مذهب معظم النحويين، وإليه ذهب أبو علي الفارسي في غير التذكرة، وذهب في التذكرة إلى موافقة المازني "الأشموني: 3/ 749". 5 وثمة مذهب آخر، وهو: أنها الألف المنقلبة في الأحوال الثلاث، وأن التنوين حذف، فلما حذفت عادت الألف، وهو مروي عن أبي عمرو والكسائي والكوفيين، وإليه ذهب ابن كيسان والسيرافي، ونقله ابن الباذش عن سيبويه والخليل. "ينظر شرح الأشموني: 3/ 748". 6 في "هـ": "حالة الرفع والنصب والجر". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 532 والثاني: أنهم كتبوا مُعَلًّى ومُسمًّى بالياء في الأحوال الثلاث، [فلو كانت الألف عوضا عن التنوين] 1 لوجب أن يكتبا ألفا، كما كتبت: رأيت زيدا بالألف. واستدل على قول المازني بأنه إنما قلب2 التنوين ألفا في الوقف حالة النصب لوقوعه3 بعد الفتحة وهذه العلة موجودة في الأحوال الثلاث في4 هذا الباب فوجب قلبها ألفا في الأحوال الثلاث عملا بالعلة. واستدل على قول سيبويه بأن المعتل الذي يشكل أمره يحمل على مثاله من الصحيح، لكنه قد ثبت في الصحيح أنهم يقلبون التنوين ألفا في حالة النصب و5 يحذفونه في حالة الرفع والجر، فوجب أن يكون المعتل كذلك. ويمكن أن يجاب عن دليل المبرد بأنا لا نسلم أن من كان رأيه غير رأي المبرد أمالها وكتبها بالياء، بل أمالها بالياء6 من كان رأيه رأي المبرد، فلم 7قلتم أنه ليس كذلك.   1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 2 في "ق":قلبت. 3 في "ق"، "هـ": لوقوعها. 4 لفظة "في" ساقطة من "ق". 5 في الأصل، "ق"، أو. وما أثبتناه من "هـ". 6 بالياء: ساقطة من "هـ". 7 في "ق": ولم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 533 وعن دليل المازني بأنا لا نسلم أن الفتحة المقتضية لقلب التنوين ألفا موجودة قبل التنوين في الأحوال الثلاث؛ لأن الفتحة المقتضية له هي الفتحة المقدرة لا الملفوظة العارضة. ولهذا لا اعتبار1 للحركة والسكون العارضين، بل للحركة والسكون الأصليين كما مر في باب التقاء الساكنين. والمقدّر في مُسَمًّى2 حالة الرفع هو الضمة؛ لأن أصله مسمّيٌ [بضم الياء، وحالة الجر هو الكسر؛ لأن أصله مسمّيٍ] 3 -بكسر الياء- وحالة النصب هو الفتح؛ لأن أصله: رأيت مسميا. قوله: "وقلبها وقلب كل ألف ... "4 إلى آخره5. أي: وقلب الألف وقلب6 كل ألف همزة في الوقف، نحو: رأيت عصأ ورحأ ورجلأ، ضعيف. وكذا قلب ألف التأنيث همزة أو واو أو ياء في الوقف، نحو: حُبْلأ وحُبْلَوْ وحُبْلَيْ: ضعيف.   1 في "ق"، "هـ": الاعتبار. 2 في "هـ": المسمى. 3 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ". 4 في "هـ" فقط من عبارة ابن الحاجب: "وقبلها وقلب ... ". 5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "قلبها وقلب كل ألف همزة ضعيف. وكَذَلِكَ قَلْبُ ألِفٍ نَحْوُ حُبْلَى هَمْزَةً أوْ واوا أو ياء" "الشافية: ص8". 6 لفظة "قلب" ساقطة من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 534 اعلم أن في عبارته نظرا؛ لأن قوله: "وقلب1 كل ألف" يغني عن قوله: "وقلبها" وعن ذكر الهمزة في قوله: "وكذا قلب ألف التأنيث نحو حبلى همزة"2. اعلم أن ناسا من فزارة وقيس يقلبون ألف التأنيث ياء في الوقف فيقولون: حُبْلَيْ -بالياء3 - وأن بعض طيّئ يقلب ألف التأنيث واوا فيقول: حُبْلَو4. ومنهم من يُسَوِّي في القلب بين الوقف والوصل فيقول فيهما: حُبْلَوْ وحُبْلَيْ5. فقال المصنف إنه ضعيف. قوله: "وَإبْدَالُ تَاءِ التَّأْنِيثِ [الاسْمِيَّةِ هَاءً فِي نَحْوِ رَحْمَة على الأكثر] 6. اعلم أن "إبدال تاء التأنيث" مبتدأ. وقوله: "في نحو رحمة" خبره. والمجموع معطوف على قوله: "فالإسكان المجرد في المتحرك".   1 وقلب: ساقط من "هـ". 2 وهذا الاعتراض على عبارة المصنف اعترضه الرضي أيضا في شرحه على الشافية "2/ 285, 286". 3 خص المصنف هذا القلب عند هؤلاء بألف نحو حُبْلَي، وتابعه في ذلك ركن الدين، ولكن الرضي يعترض على ذلك ويذكر أن هؤلاء يقلبون كل ألف في الآخر ياء سواء كان للتأنيث كحُبْلَى، أو لا كمُثَنَّى، ويشير إلى أنه قول النحاة ويعلل لقلبها ياء بأن الألف خفية. "ينظر شرح الشافية: 2/ 286". 4 ينظر المصدر السابق. 5 ينظر المصدر السابق. 6 ما بين المعقوفتين ساقط من عبارة ابن الحاجب من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 535 أي: وإبدال تاء التأنيث الاسمية [في الاسم المفرد] 1 هاء في الوقف -عند الأكثر- في نحو رحمة؛ فرقا بينها وبين التاء الأصلية نحو: وَقْت ومَوْت وأُخْت2. واحترزنا بقولنا: "في الاسم المفرد" عن [التاء في] 3 الجمع، نحو: غرفات وظلمات. واحترزنا بقولنا [81] : "الاسمية" عن تاء التأنيث الفعلية في الوقف؛ فإنها لا تبدل هاء؛ للفرق بين تاء التأنيث الاسمية والفعلية، [فإن تاء التأنيث الفعلية لا تُبْدَل هاء في الوقف4] 5. وإنما قلنا: عند الأكثر6؛ لأن بعض العرب لا يقلبها هاء في الوقف، بل يَقِف عليها تاء فتقول7: رَحْمَت وظُلْمَت8. وقرئ في   1 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". 2 وهذا الذي اختاره هو مذهب سيبويه "الكتاب: 4/ 166"، ووافقه الفراء وابن كيسان وأكثر النحاة "ينظر شرح الشافية: 2/ 288". 3 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 5 بل تبدل تاء وأصلها تاء أيضا. 6 في "هـ": الأكثرين. 7 في "هـ": "نحو". 8 وهذه اللغة حكاها أبو الخطاب عن ناس من العرب. "ينظر الكتاب: 4/ 167" ومن الشواهد التي جاءت على هذه اللغة قول الراجز: الله نجاك بكفي مَسْلَمَتْ من بعد ما وبعد مَتْ صارت نفوس القوم عند الغَلْصَمَتْ وكادت الحردة أن تُدعى أَمَتْ "الشاهد "رقم 91" من شواهد شرح الرضي على الشافية: 2/ 289". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 536 القرآن بالهاء والتاء جميعا1 ومنه قول الشاعر: 16- دارا لسلمى بعد حول قد عَفَتْ بل جوز تَيْهاء كظهر الحَجَفَتْ2   1 وجاء ذلك في كلمات وقف عليها بالتاء والهاء، وهذه الكلمات هي: - "رَحْمَتْ" في البقرة "218"، والأعراف "56"، وهود "73"، مريم "2"، والروم "50"، والزخرف "32". - و"نِعْمَتْ" في البقرة "231"، وآل عمران "103"، والمائدة "11"، وإبراهيم "28"، والنحل "72"، وفي لقمان "31"، وفاطر "3". والطور "29". - و"امْرَأَتْ" في آل عمران "35"، يوسف "51"، القصص "9"، والتحريم "10"، "11". - و"سُنَّتْ" في الأنفال "38"، فاطر "43"، غافر "85". - و"لَعْنَتْ" في آل عمران "61"، النور "7". - و"مَعْصَيِتْ" في المجادلة "8، 9". - و"كَلِمَتْ" في الأعراف "137"، و"بقيت" في هود "86". - و"قُرَّتْ" في القصص "9". - و"فِطْرَتْ" في الروم "30". - و"شَجَرَتْ" في الدخان "43". - و"جَنَّتْ" في الواقعة "89". - و"ابْنَتْ" في التحريم "12". فوقف عليها بالتاء: نافع وابن عامر وعاصم وحمزة، ووقف عليها بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي. وقيل ويعقوب. "ينظر النشر: 2/ 129, 130". 2 رجز، نسبه ابن بري في أماليه على الصحاح لسؤر الذئب، ونقله صاحب اللسان وكذا نقله البغدادي في شرح الشواهد. ينظر في الشاهد: الصحاح "حجف": 4/ 1341، والمفصل ص341" والإنصاف ص232، مسألة "55"، وشرح الجاربردي "مجموعة الشافية: 1/ 174"، وحاشية ابن جماعة، بهامشة، وشرح شواهد الشافية، للبغدادي ص198، "برقم 101"، وينظر كذلك اللسان "حجف": 2/ 786. وقد أورد ابن منظور الأرجوزة كاملة: والشاهد في قوله: "كظَهْرِ الحَجَفَتْ"؛ حيث وقف على الحجفة بالتاء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 537 أي: كظهر1 الحَجَفَة -وُقِفَ عليها بالتاء- وهي تُرْس من الصَرْم يشبه التَّيْهَاء2، وهي المغازة بظهر التُّرْسِ الذي من الصَّرْمِ، في الملامسة3. ودارا: منصوبة بعرفت، مذكورا4 قبل البيت. وجَوْز الشيء: وَسَطُه. وجره بإضمار "رب". قوله: "وتشبيه تاء هَيْهَات به قليل"5. أي: وتشبيه "تاء هيهات"6 بتاء التأنيث قليل. ولو أشبهت7 تاء هيهات بتاء التأنيث؛ وذلك بأن تجعل "هيهات" مفردة وأصلها: هَيْهَيَة، فانقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، تقلب8 ياؤه هاء   1 في "هـ": ظهر. 2 ينظر الصحاح "حجف": 4/ 1341, واللسان "حجف": 2/ 786. 3 في "هـ": الملامسة. 4 لفظة "مذكورا" ساقطة من "هـ". 5 به قليل: ساقط من عبارة ابن الحاجب من "هـ". 6 تاء هيهات: ساقطة من "هـ". 7 في "ق"، "هـ": وإذا. 8 في "هـ": فتقلب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 538 في الوقف وهو قليل. وإن جعلت جمع "هيهية" أصلها: هيهاة1 فحذفت2 اللام على غير قياس. ويمكن أن يقال: قلبت الياء ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها "ثم حذفت"3 الألف لالتقاء الساكنين، فبقي: هيهات، فوقفت بالتاء لا غير. وقد قرئ "هيهات" بالتاء والهاء4 حال الوقف5. قوله: "وفي الضاربات6 ضعيف"7. أي: وتشبيه تاء الجمع، الضاربات بتاء التأنيث في المفرد حتى يوقف عليها بالهاء ضعيف. قوله: "وعِرْقَات ... " إلى آخره8.   1 في الأصل: هيهات. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 2 في "هـ": فحذف. 3 في الأصل: فحذفت، وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 4 في "هـ": وبالهاء. 5 في قوله تعالى: {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ} . في الآية "36" من سورة "المؤمنون". وجاء في النشر "2/ 231, 232" "وأما هيهات, وهو الحرفان في "المؤمنون" فوقف عليها بالهاء الكسائي والبزي. واختلف عن قُنْبُل فروي عنه العراقيون قاطبة الهاء كالبزي وهو الذي في الكافي والهداية والهادي والتجريد وغيرها, وقطع له بالتاء فيهما صاحب التبصرة والتيسير والشاطبية والعنوان والتذكرة وتلخيص العبارات وغيرها. وبذلك قرأ الباقون. إلا أن الخلاف في العنوان والتذكرة والتخلص لم يذكر في الأول، وانفرد صاحب العنوان عن أبي الحارث بالتاء في الثانية كالجماعة". 6 في "هـ": ضاربات. 7 لفظة "ضعيف" ساقطة من عبارة ابن الحاجب من "ق"، "هـ". 8 إلى آخره: ساقطة من "هـ". وعبارة ابن الحاجب بتمامها: "وعرقات إن فتحت تاؤه في النصب فبالهاء، وإلا فبالتاء" "الشافية: ص8". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 539 اعلم أنه روي "عرقاتهم" في قولهم: "استأصل الله عِرْقاتِهم" بفتح التاء وكسرها -فإن فُتِح تاؤه1 في النصب فالوقف عليها بالهاء، وكان بمنزلة "سعلاة"2، والألف للإلحاق والتاء لتأنيث الواحد -وهي العرق- وإن كسر تاؤه في النصب كان جمعا، كأنه: عِرْقَة وعِرْقَات -أي: عُروق، كسِدْرَة وسِدْرات- فالوقف عليها بالتاء. والراء من "عريقات" تسكّن وتكسر. اعلم أن الوقف على تاء الفعل، نحو: "ضربت" بالتاء؛ للفرق بين التاء التي تدخل الاسم والتاء التي تدخل الفعل. وكذا الوقف على التاء التي تلحق الحروف، نحو: ثُمَّت ورُبَّت. قوله: "وأما ثلاثَةَ أَرْبَعَهْ ... " إلى آخره3. هذا4 جواب عن سؤال "مقدر"5 وتقدير السؤال: أن تاء الثلاثة لا تنقلب هاء إلا حالة الوقف6. والوقف عليها مع7 حركتها متعذر.   1 في الأصل: هاؤه. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 2 في الأصل: سعلات. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 إلى آخره: ساقطة من "هـ". وعبارة ابن الحاجب بتمامها "وَأَمَّا ثلاثَةَ ارْبَعَةَ فِيمَنْ حَرَّكَ؛ فَلأَنَّهُ نَقَلَ حركة همزة القطع لما وصل، بخلاف: ألم الله؛ فإنه لما وصل التقى ساكنان" "الشافية: ص8". 4 لفظة "هذا" ساقطة من "هـ". 5 لفظة "مقدر" إضافة من "ق"، "هـ". 6 لفظة "الوقف" ساقطة من "هـ". 7 في الأصل: من. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 540 وتقرير الجواب: أنا لا نسلم أن تاء الثلاثة لا تنقلب هاء إلا حالة الوقف، لجواز أن تنقلب هاء حالة الوصل؛ بأن يجري الوصل مجرى الوقف باعتبار وقلب تاء ثلاثة هاء والحركة التي على هاء ثلاثة تكون حركة همزة القطع -أعني حركة همزة أربعة- نقلت إلى هاء ثلاثة، بخلاف الحركة التي على الميم في {الم، اللَّهُ} 1؛ فإنها ليست كذلك، بل لما وصل {الم} بالله التقى ساكنان -الميم الأخيرة من ميم ولام التعريف- فحركت الميم لالتقاء الساكنين. وإنما ذكر هذا الكلام ههنا؛ لأن من الناس من يتوهم أن حركة الميم هي الحركة المنقولة من لام {اللهُ} إليها، فدفع هذا الوهم بأن ما ذكرناه في "ثَلاثَةَ ارْبَعَهْ" للضرورة، وهي منتفية ههنا. قوله: "وزيادة الألف في أنا"2. زيادة الألف "82": مبتدأ. وخبره: في أنا. والجملة معطوفة على قوله: "فالإسكان المجرد في المتحرك"؛ لأن زيادة الألف قسم من أقسام الوقف. فإذا وُقِفَ على "أنا" فالفصيح3 أن يقال: أنا -بزيادة الألف ومن أجل أن الوقف على "أنا" بزيادة الألف كان الوقف على "لَكِنَّا" في قوله تعالى: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي} 4 بالألف؛ لأن أصل "لَكِنَّا"، لَكِنْ أَنَا، فكما   1 آل عمران: "1"، "2". 2 وتكملة عبارة ابن الحاجب: "وَمِنْ ثَمَّ وُقِفَ عَلَى {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ} بالألف" "الشافية: ص8". 3 في "ق": فالصحيح. 4 سورة الكهف: من الآية "38". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 541 يوقف على "أنا" بالألف يوقف على "لكنا" بالألف؛ فنُقِلت1 حركة الهمزة إلى النون، وحذفت الهمزة ثم أدغمت النون في النون، فقيل: لَكِنَّا. أما إثبات الألف فيه في الوصل -وهي قراءة ابن عامر2 فليست بضعيفة، بخلاف إثبات الألف في "أنا" في الوصل؛ لئلا يحصل اللبس بلَكِنَّ. وإنما قلنا إن أصل "لكنا" ههنا: لَكِنْ أَنَا؛ لأن "لكنَّ" المشددة لا يقع بعدها المضمر3 المرفوع، كما يقع بعد "إن". ولا يمكن أن يقدر ضمير الشأن "المحذوف حتى يكون اسم "لكن" ويكون المبتدأ والخبر بعدها -أعني: هو الله- خبر "لكن" لأنه لا يحذف ضمير الشأن"4 إلا في حال الضرورة؛ ولأنه لولا أن أصله: "لكِن أَنَا" لم يَجْرِ5 الوقف عليها بالألف. قوله: "وَمَهْ وأَنَهْ قَلِيل". يعني: أن الوقف على "ما" الاستفهامية بالهاء6 والوقف على   1 في "هـ": نقلت. 2 وهي أيضا قراءة أبي جعفر ورويس، وقرأ الباقون بغير ألف ولا خلاف في إثباتها في الوقف اتباعا لرسم المصحف. "ينظر النشر: 2/ 311". 3 في "هـ":الضمير. 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 5 في الأصل: "لم يجري" خطأ. 6 أقول: أجاز بعضهم حذف ألف ما، والوقف عليه بالهاء، وإن لم مجروراً، كما في حديث أبي ذؤيب: قدمت المدينة ولأهلها ضجيج بالبكاء كضجيج الحجيج أهلوا بالإحرام، فقلت: مَهْ فقيل: هلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم. "ينظر شرح الشافية، للرضي 2/ 296". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 542 "أنا" بالهاء قليل1. قوله: "وَإلْحَاقُ هَاءِ السَّكت لاَزِمٌ فِي نَحْوِ: رَهْ ... " إلى آخره2 عطف على قوله: "فالإسكان المجرد في المتحرك"؛ لأن إلحاق هاء السكت قسم من أقسام الوقف. اعلم أن إلحاق هاء السكت على ضربين: أحدهما لازم والآخر جائز. أما اللازم ففي كلمة ليست كالجزء مع ما قبلها؛ أي: ليست مع ما قبلها كشيء واحد، وليس لحوق الهاء به لتبيين الألف، نحو: رَهْ أمرًا -من: رَأَى يَرَى- وَرِه -أمرا من وَرِيَ يَرِي، وَقِهْ- أمرا من وَقَى يَقِي، و: مَجِيءَ مَهْ، ومِثْل: مَهْ فِي: مَجِيءَ مَ جِئْتَ؟ ومثل مَ أَنْتَ؟. أما: رَهْ وَرِهْ وَقِهْ فظاهر أنها ليست مع ما قبلها كلمة3 واحدة وأما "ما" فِي مَجِيء مَ جئتَ؟ وَمِثْلُ مَ أنتَ؟ فلأن "ما" متصل باسم مستقل بفائدته في مدلوله الإفرادي، فليست كالجزء مما قبلها. و"ما" فيهما استفهامية وقعت مضافا إليها، فوجب تقديم المضاف وهو المجيء والمثل عليها؛ لأنه لا يمكن تقديم المضاف إليه على   1 الوقف على "أنا" بالهاء لغة لبعض طيئ، فيقولون: إنه. "ينظر المصدر السابق". 2- في "هـ" فقط من عبارة ابن الحاجب: "وإلحاق هاء السكت" وتمامها: "وقِهْ، ومَهْ في: مَجِيء مَهْ جِئْتَ؟، ومثل مَهْ أنتَ؟ وجائز في نحو: لَمْ يَخْشَهْ وَلَمْ يَغْزُهْ وَلَمْ يَرْمِهْ وغُلامِيَهْ وغُلامُهْ، وحَتَّامَه وإلامهْ مِمَّا حَرَكَتُهُ غَيْرُ إعْرَابِيَّةٍ وَلاَ مشبهة بها، كالماضي وباب يا زيدو لا رجل" "الشافية: ص8". 3 في "ق"، "هـ" ككلمة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 543 المضاف ووجب تأخير الفعل، وهو: جئتَ؛ لأن الاستفهام يقتضي صدر الكلام. وأصله: جئتَ مجيءَ أي شيء؟، ومثل أي شيء أنت؟ فالأول استفهام عن صفة المجيء، والثاني استفهام عن مثل أي شيء هو، فلما وقف على "ما" وجب الوقف بالهاء؛ لأن ألفها1 قد زالت، لوقوعها مضافا إليها، فوجب إلحاق الهاء. وأما الجائز ففي كلمة كانت كالجزء مع ما قبلها ولم تكن حركة آخره إعرابا، نحو: حركة الرجل ويضرب، ولا مشبهة بحركة الإعراب كحركة الماضي، فإن الماضي مبني2 على حركة لمشابهته المضارع، وكحركة باب يا زيد، ولا رجل؛ فإن حركة المنادى المضموم وحركة المبني مع "لا" على الفتح تشبه حركة الإعراب؛ لعروضها في المنادى "83"، والمنفي بـ"لا"، بما يشبه العامل؛ لعروض3 حركة الإعراب بالعامل، ولهذا جاءت صفة المنادى المفرد المعرفة والنكرة المبنية مع "لا" على الفتح معربة على لفظها أو في كلمة كأن إلحاق الهاء بها لتبين الألف. ويعلم مما ذكرنا أنه لا تلحق هاء السكت في الوقف نحو الرجل، وضَرَبَ، ويا زيد، ولا رجلَ؛ أما عدم إلحاقه بالرجل؛ فلأنه اسم   1 في "ق": الألف. 2 في "هـ": بني. 3 في "ق"، "هـ": بعروض. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 544 معرب. وأما عدم إلحاقه بمثل يا زيد، ولا رجل؛ فلمشابهة حركتهما حركة الإعراب. وأما عدم إلحاق بمثل ضَرَبَ؛ فلأنه لو ألحق به نحو: ضَرَبَهُ، التبس بهاء الضمير من غير اضطراب في بابه. وإنما قلنا: من غير اضطراب في بابه. احترازا عن مثل: لم يَخْشَهْ؛ فإنه يحصل الالتباس، لكن اضطر إلى1 إلحاقه ببابه، نحو: رَهْ، فألحق الكل؛ أي: بكل الباب، إجراء للباب كله مجرى واحد. وإنما قلنا إنَّ "رَهْ"، [ولم يَخْشَ] من باب واحد؛ لأن الأمر مأخوذ من المضارع. والأمر حكمه حكم المجزوم، أو مجزوم، كما أن مثل: "لم يَخْشَ" مجزوم. وأما مثال جواز إلحاق الهاء بكلمة لكونها مع ما قبلها ككلمة "واحدة"2، ففي نحو: لَمْ يَخْشَهُ، وَلَمْ يَغْزُهُ، وَلَمْ يَرْمِهِ، وَغُلاَمِيَةْ فيمن حرَّك الياء في غُلامِيَه، وفي حَتَّامه والإمه وعَلامَه؛ لأنها صارت متوسطة. [و] 3 أما كون: يَخْشَ ويَغْزُ4 ويَرْمِ، مع "لم" ككلمة واحدة فظاهر. وكذا الياء في غلامي؛ لأنه لا يمكن التلفظ بالياء, التي هي الضمير المتصل من غير المضاف. وأما "ما" الاستفهامية بعد حرف الجر، نحو: حَتَّامَهْ وإلامَهْ   1 لفظة "إلى" ساقطة من "هـ". 2 لفظة "واحدة" إضافة من "ق". 3 الواو إضافة من "هـ". 4 في الأصل: ويغزو. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 545 وعلامه؛ فلأن الجار والمجرور بمنزلة كلمة واحدة ولهذا كتبت ياء حتى وإلى وعلى، في: حتامهْ وإلامه وعلامه بالألف، بخلاف ما الاستفهامية التي تقع بعد الاسم؛ لأن الاسم مستقل بفائدته في مدلوله الإفرادي، ولهذا لم يجعل كالمتصل معه. وإنما قلنا: "غلامَيْه" فيمن حرّك الياء في "غُلامِيَ"؛ لأنه عند من لا يحرّك الياء وقال غلاميْ بإسكان الياء, لم يقف عليه بإلحاق الهاء، [بل بحذف الياء] 1؛ لأن الوقف بالهاء في "غلامي" بحركة الياء، إنما هو لبيان حركة الياء مع أنه يجوز في "غلامي" بحركة الياء الوقف2 عليه بسكون الياء. وحكم "ضربنيَ" بحركة الياء كحكم: غلامي بحركة الياء، فيجوز الوقف عليه بحذف الياء وسكون النون، كقوله تعالى: {رَبِّي أَكْرَمَن} 3، و {أَهَانَنِ} 4 في قراءة أبي5 عمرو6.   1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 2 في "ق": للوقف. 3 سورة الفجر: من الآية "15". 4 سورة الفجر: من الآية "16". 5 في الأصل: "ابن". والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 6 هذا في الوقف. واختلف عن أبي عمرو وصلا، والذي عليه الجمهور عنه التخيير في إثبات الياء أو حذفها. والآخرون بالحذف، وعليه عوَّل الداني والشاطبي. قال في النشر: "والوجهان صحيحان مشهوران عن أبي عمرو، والتخيير أكثر والحذف أشهر". "النشر: 2/ 191، وينظر كذلك: الإتحاف، ص438". وأثبت الياء فيهما وصلا نافع وأبو جعفر، وفي الحالين فيهما البزي ويعقوب. "ينظر المصدران السابقان". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 546 وأما وقف على الكاف "أكرمتك" بالهاء فجائز، لبيان حركة الكاف -لا واجب- لأنه اسم منفصل عما قبله؛ لأنه مفعول، والمفعول لا يمتزج بالفعل امتزاج الفاعل به والوقف عليه بالإسكان جائز؛ لأنه ممتزج بالفعل ولا يلفظ به منفردا. وكذا الوقف على الكاف في "عنك" بالسكون. قوله: "وفي نحو ههناه وهؤلاء". أي: وإلحاق هاء السكت للوقف جائز في نحو ههناه، وهؤلاء بالقصر, ووازيدا وشبهه "وهو"1 معطوف على لم يخشه، هذا مثال "84" كلمة تلحق هاء السكت بها لتبيين الألف. وإنما قلنا: وهؤلاء بالقصر؛ لأنه إذا كان بالمد كان ألفه بينا لا يحتاج إلى بيان الألف. وإنما لم يوقف على نحو حُبْلَى وأَعْمَى وأَفْعَى بالهاء، فلا يقال حُبْلَاهْ وأَعْمَاهْ، وأفعاهْ تبيينا للألف، لئلا يظن أنه مضاف كعصاه ورحاه. قوله: "وحذف الياء في نحو القاضي ... " إلى آخره2. فـ"حذف الياء": مبتدأ. و"في نحو القاضي": خبره.   1 وهو: إضافة من "هـ". 2 في "هـ" جاء في عبارة ابن الحاجب فقط قوله: "وحذف الياء". والعبارة بتمامها: "وَحَذْفُ الْيَاءِ في نحو الْقَاضِي وَغُلاَمِي حُرِّكَتْ أو سكنت، وإثباتها أكثر، عكس قاض". "الشافية: ص8". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 547 ومجموعهما معطوف على قوله: "فالإسكان المجرد في المتحرك" لأنه وجه من وجوه الوقف. اعلم أن الاسم إذا كان في آخره ياء ثابتة في الوصل قبلها كسرة نحو القاضي، ويا قاضي، وغلامي، سواء حركت ياء غلامي أو سكنت وقف عليه بحذف الياء عند الأقلين1 فرقا بين الوصل والوقف والوقف2 عليه عند الأكثرين3 بإثبات الياء في الأحوال الثلاث؛ لأنها كانت ثابتة في الوصل فتثبت في الوقف؛ لعدم موجب حذف الياء. وإن كانت الياء ساقطة في الوصل بالتنوين، نحو قاض، سقطت تلك الياء في الوقف عند الأكثرين -وهو اختيار سيبويه4؛ لأن ذلك التنوين مقدر لكونه متصرفا غير معرف5 باللام والإضافة. ومنهم من يقف عليها6 بالياء, وهو أجود عند يونس7،   1 في "هـ": عند الأولين: والصحيح ما أثبتناه. والوقف بحذف الياء في: يا قاضي، وغلامي، هو اختيار يونس وقواه سيبويه وأما في نحو: القاضي، فالبيان عنده أجود من الحذف "الكتاب: 4/ 183, 184". 2 لفظة "الوقف" ساقطة من "هـ". 3 وهو مذهب الخليل حكاه عنه تلميذه سيبويه "ينظر الكتاب: 4/ 183" وينظر كذلك "شرح الشافية، للرضي: 2/ 301". 4 ينظر الكتاب: 4/ 183. 5 في "هـ": غير معروف. 6 في الأصل، "ق": عليه. وما أثبتناه من "هـ". 7 قال سيبويه: "وحدثنا أبو الخطاب ويونس أن بعض من يوثق بعربيته من العرب يقول: هذا رامي وغازي، وعَمِي؛ أظهروا في الوقف حيث صارت في موضع غير التنوين؛ لأنهم لم يضطروا ههنا إلى مثل ما اضطروا إليه في الوصل من الاستثقال فإذا لم يكن في موضع تنوين فإن البيان أجود في الوقف. وذلك قولك: هذا القاضي، وهذا العمي؛ لأنها ثابتة في الوصل. "الكتاب: 4/ 183". موضع تنوين فإن البيان أجود في الوقف. وذلك قولك: هذا القاضي، وهذا العمي؛ لأنها ثابتة في الوصل. "الكتاب: 4/ 183". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 548 لزوال موجب حذف الياء وهو التنوين عند الوقف، لكن إثبات الياء في نحو القاضي، للوقف أكثر من إثباتها له في نحو قاض، لعدم موجب حذف الياء في نحو القاضي بوجه من الوجوه، ووجود1 موجب حذفها في نحو قاض وهو التنوين المقدر حكما. قوله: "وإثباتها في نحو يا مُرِي اتفاق"2. أي: وإثبات الياء في نحو: يا مُرِي، في الوقف اتفاق. اعلم أن أصل يا مُري: يا مُرْئِيٌ من أَرَى يُرِي؛ أصلها3: أرْ أي: يُرْئِي؛ فتقلب حركة الهمزة إلى ما قبلها4 وحذفوها قياسا, فصار: يا مُرِيٌ، بضم الياء فاستثقلت الضمة على الياء مع كسرة ما قبلها، فحذفت فصار: يا مُرِي بسكو الياء. وإذا وقفوا عليه لم يحذفوا5 الياء في الوقف كما حذفوها في "نحو"6 القاضي، ويا قاضي في الوقف؛ لئلا يلزم اختلال الكلمة بحذف بعد حذف من غير إعلال موجب للحذف. ولا7 يلزم النقض بباب: "جاءني مُرٍ   1 ووجود: ساقط من "هـ". 2 لم يرد من عبارة ابن الحاجب في "هـ" إلا قول المصنف: "وإثباتها". 3 في "ق": أصلهما. 4 في "هـ": وحذفت. 5 في "ق"، "هـ": لم تحذف. 6 لفظة "نحو" إضافة من "ق"، "هـ". 7 في الأصل: ولم. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 549 يا فتى" وباب "وزيدا"، مع حذف الهمزة والياء في "مُرٍ" و "ر" لأن حذف الهمزة فيهما قياس وحذف الياء فيهما للإعلال الموجب للحذف. أما في: "جاءني مُرِ"1 فلالتقاء الساكنين وهما الياء والتنوين. وأما في "رَ" فلكونه: مجزوما أو شبيها بالمجزوم على اختلاف فيه، بخلاف [حذف] 2 الياء في يا مُرِي للوقف، لوجوب حذفه في باب "القاضي" في الوقف، فإنه لمجرد التخفيف. قوله: "وإثْبِاتُ الواو والياء ... " إلى آخره3. أي: وإثبات الواو والياء فيما آخره واو أو4 ياء جزء كلمة، وحذفهما في الفواصل5 والقوافي فصيح، نحو: زيد يغزو ويرمي، وجاءني القاضي، وقوله تعالى: {الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} 6 {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ 7}   1 في الأصل، "ق" مري. وما أثبتناه من "هـ". 2 لفظة "حذف" إضافة من "ق"، "هـ". 3 لم يرد هي "هـ" من عبارة المتن إلا قوله: "وإثبات الواو". وعبارة ابن الحاجب بتمامها هي: "وإثْبَاتُ الْوَاوِ وَالْيَاءِ وَحَذْفُهُمَا فِي الْفَوَاصِلِ وَالْقَوَافِي فصحيح. وحذفهما فيهما في نحو لم يغزو ولم تَرمي وصنعوا قليل". "الشافية: ص8". 4 في الأصل: "و". 5 يعني بالفواصل: رءوس الآي ومقاطع الكلام. 6 سورة الرعد: من الآية "9". وقد أثبت الياء في الحالين ابن كثير ويعقوب وحذفها في الحالين قُنْبُل. وحذفها الباقون موافقة لرسم المصحف الشريف ورءوس الآي. "ينظر النشر 298، والإتحاف ص270". 7 سورة الفجر: من الآية "4" وأثبت الياء بعد الراء وصلا في "يسر" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين: ابن كثير ويعقوب وإثباتها هو الأصل؛ لأنها لام فعل مضارع. وحذفها الباقون موافقة لخط المصحف الكريم ورءوس الآي. ومن فرق بين حالتي الوقف والوصل؛ فلأن الوقف محل استراحة "ينظر النشر: 2/ 400، والإتحاف 438". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 550 و"يَوْمَ التَّنَادِ"1 إلا أن الأقيس إثباتهما مع أن الحذف أيضا فصيح2 لأن المحل محل التخفيف، بخلاف "85" وقوعهما في غير الفواصل والقوافي -أعني في أثناء الكلام- فإنه ليس بفصيح؛ لأنه يجوز في القوافي والفواصل3 ما لا يجوز في غيرهما للتناسب وحذف الواو والياء في الفواصل والقوافي في4 نحو: الزيدون لم يغزوا، وأنت يا امرأة لم ترمي، وأنت يا امرأة لم تحملي5. ونحو الزيدون صنع6 قليل قبيح؛ لأن الواو والياء فيهما ذكرناه اسم مستقل وحذفه محال7، بخلاف الواو والياء في نحو: زيد8 يغزو وزيد9 يرمي، وجاءني   1 سورة غافر، من الآية "32" وقد أثبت الياء في "التناد" وصلا ورش وابن وردان، وفي الحالين ابن كثير ويعقوب. وحذفها الباقون موافقة لخط المصحف الكريم ورءوس الآي. "ينظر الإتحاف، ص378". 2 وهو قول سيبويه. "الكتاب: 4/ 185". 3 في "ق": الفواصل والقوافي. 4 لفظة "في" ساقطة من "هـ". 5 في "ق"، "هـ": لم تكلمي. 6 أي: صنعوا. وحذف الواو والياء اللتين هما ضميران لغة لبعض قيس وأسد. "ينظر شرح الشافية، للرضي: 2/ 305". 7 في "ق": مخل. 8 لفظة "زيد" ساقطة من "هـ". 9 لفظة "زيد" ساقطة من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 551 القاضي؛ لأنها جزء كلمة في الآخر؛ فإذا حذفت "في الآخر"1 كانت بقية الكلام دالة عليها فلذلك استقبح قوله: 17- لا يُبعِدِ الله أقواما تركتهم ... لم أدر بعد غداة البَيْن، ما صَنع2 أي: ما صنعوا. وقوله: 18- يا دار3 عبلة بالجَواء تكلَّمِ ... ............................ 4   1 في الآخر: إضافة من "هـ". 2 هذا بيت من البسيط، قاله تميم بن أبي بن مقبل، وهو شاعر إسلامي معاصر للفرزدق وجرير. وهو في ديوانه ص168 برواية ما صنعوا. وينظر فيه: الكتاب: 4/ 211، برواية "أصحابا" بدلا من "أقواما" وشرح الشافية للرضي: 2/ 306 "رقم 102" برواية "إخوانا" وشرح شواهد الشافية للبغدادي ص236 "رقم 120". والمشاهد فيه حذف واو الجماعة من صنعوا، كما تحذف الواو الزائدة إذا لم يريدوا الترنم. وهو قبيح؛ لأن الواو اسم جاء لمعنى فلا يحسن حذفه. 3 في النسخ الثلاث: ديار. بدلا من: يا دار. وما أثبتناه هو الصحيح، كما جاء في ديوان عنترة. 4 هذا صدر بيت من الكامل، قاله عنترة بن شداد العبسي، وعجزه: "وعَمِيِ صَبَاحا دار عَبْلَةَ واسْلَمِي" وهو أول بيت في معلقته الشهيرة، وهو في ديوانه ص "15" برواية: تكلمي، اسلمي. وينظر فيه: الكتاب: 2/ 269، 4/ 213، وشرح الشافية، للرضي: 2/ 206، "رقم 103"، وشرح شواهد شروح الشافية ص238 "رقم 121"، وحاشية ابن جماعة على شرح الجاربردي "مجموعة الشافية: 1/ 184" والتصريح 2/ 185. والشاهد فيه حذف ضمير المخاطبة من "تكلمي" وهو الياء للوقف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 552 [يريد: تكلمي] 1. قوله: "وحذف الواو في ضربه .... " إلى آخره2. حذف الواو: مبتدأ. وقوله "في ضربه": خبره. ومجموعهما معطوف على قوله: "في ضربه": خبره. ومجموعهما معطوف على قوله: " [فالإسكان المجرد] 3 في المتحرك"؛ لأنه وجه من وجوه الوقف؛ أي: و4 حذف الواو في نحو ضربه وضربهم فيمن ألحق الواو "بضربهم" في الوصل. وحذف الياء في نحو "تِهِ وذِهِ" فيمن ألحق الياء به في الوصل. اعلم أنك تقول في الوصل: ضَرَبَهُ زَيْدٌ. فإذا وقف عليه تقول: ضَرَبَهْ -بحذف الواو وإسكان الهاء- وإن من ألحق الواو بـ"ضربهم" في الوصل؛ فإذا وقف عليه وقف5 بحذف الواو وسكون الميم. وإنما قيده بهذا القيد؛ لأن من لم يلحق الواو بـ"ضربهم" في الوصل امتنع منه حذف الواو في الوقف. وكذلك الوقف على "تِهِي، وذِهِ" بإلحاق الياء في الوصل إنما هو بحذف الياء وسكون الهاء كما يكون الوقف على "بهِ وضربهِ" بحذف الياء والواو وسكون الهاء.   1 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق". 2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَحَذْفُ الْوَاوِ في ضَرَبَهُ وضَرَبَهُم فيمَنْ ألحَقَ وحذف الياء في تِهِ وهَذِهِ" "الشافية: ص8". 3 ما بين المعقوفتين ساقط برمته من "هـ". 4 الواو ساقطة من "هـ". 5 لفظة "وقف" ساقطة من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 553 قوله: وإبدال الهمزة حرفا من حَرَكَتِها ... " إلى آخره1. إبدال الهمزة: مبتدأ. وقوله: "عند قوم": خبره. ومجموعهما معطوف على قوله: "فالإسكان المجرد في المتحرك"؛ لأنه وجه آخر من وجوه الوقف. اعلم أن بعض العرب يقف على الاسم الذي2 في آخره همزة قبلها فتحة3 أو ساكن بإبدال الهمزة حرفا من جنس حركة تلك الهمزة، ثم إن كان ما قبل الهمزة مفتوحا تبقى الفتحة على حالها بعد الإبدال، وإن كان ما قبل ساكنا4 حرك الساكن بحركة الهمزة قبل الإبدال، فتقول في: الكَلَأ والخَبْء والبُطْء والرِّدْء، إذا وقفت5 عليها حال الرفع "هذا6" الكَلَوْ والخَبُوْ والبُطُوْ والرِّدُوْ بإبدال الهمزة واوا7. وحال النصب: رأيتُ الكَلَا والخَبَا والبُطَا والرِّدَا بإبدال الهمزة ألفا. وحال الجر: مررت بالكَليْ والخَبِي والبُطِي والرِّدِي   1 لم يرد من عبارة ابن الحاجب في "هـ" إلا قوله: "وإبدال الهمزة". والعبارة بتمامها: "وإبدال الهمزة حرفا من حَرَكَتِها عند قوم في مِثْل: هَذَا الكَلَوْ والخَبُوْ والبُطُوْ والرِّدُو، ورأيتُ الكَلَا والخَبَا والبُطَا، والرِّدا، ومررتُ بالكَلِي والخَبِي والبُطِي والرِّدَي. ومنهم من يقول: هَذَا الرِّدِي، ومن البُطُو فيتبع" "الشافية: ص8". 2 لفظة "في" ساقطة من "هـ". 3 في "هـ": همزة. 4 في الأصل: ساكن. وكذا في "هـ": والصحيح ما أثبتناه "ق". 5 في "ق": وقف. 6 لفظة "هذا" إضافة من "ق"، "هـ". 7 الواو ساقطة من "ق"، "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 554 بإبدال الهمزة ياء. والخَبْءُ: ما خُبِّئ1. والبُطْء: خلاف السُّرعة2. والرِّدْءُ: العون3. اعلم أنه قد أُورِدَ على المصنف أن لغة هؤلاء الذين نقل عنهم أن يوقف على الهمزة بإبدالها من جنس حركتها من غير تغيير الفتحة التي قبلها ولا السكون الذي قبلها إلا في حال النصب؛ فإنه إذا أبدلت الهمزة ألفا حال النصب فُتِحَ الساكن الذي قبل الهمزة "86" لتعذر مجيء الألف بعد الساكن؛ فيقال: هَذَا4 الكَلَوْ والخَبْو والبِطْو والرِّدْو، ورأيت الكَلَا والخَبَا والرِّدَا والبُطَا، ومررتُ بالكَلْي والخَبْي والرِّدْي والبُطْي. وأما قول بعضهم: الخَبْوْ والبُطْوْ والرِّدْوْ، فليس على هذه اللغة5، بل إنما هو على لغة النقل، فلما نُقلت حركة: الهمزة و6 بقيت ساكنة خففها بالإبدال كما خففوا راسا وبيرا وبوسا.   1 ينظر الصحاح "خبأ": 1/ 46. 2 ينظر المصدر السابق "بطأ": 1/ 36. 3 ينظر المصدر السابق "ردأ": 1/ 52. 4 في الأصل، "هـ": هذه. والصحيح ما أثبتناه. 5 أي: فليس ما ذكرناه جاريا على هذه اللغة، فأصحابها يحذفون حركة الهمزة ولا ينقلونها ثم يقلبون الهمزة إلى حرف علة يجانس حركة الهمزة, فيقولون: هذا الخَبْوْ والبُطْوْ والرِّدْوْ, ومررتُ بالخَبْيْ والبُطْيْ والرِّدْيْ. وأما في حالة النصب فلا يمكنهم تسكين ما قبل الألف؛ إذ الألف لا تجيء إلا بعد فتحة كما ذكر الشارح، فيقولون رأيت الخَبَا، والبُطَا والرِّدَا؛ بالنقل والقلب. "ينظر شرح الشافية للرضي: 2/ 312". 6 الواو ساقط من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 555 ومن هؤلاء من يقول -وهم ناس من بَنِي تميم- في الردء والبطؤ إذا وقفت1 عليهما: هذا الرِّدِي، ومن البُطُو -بكسر الدال اتباعا لحركة الراء، وبضم الطاء اتباعا لحركة الباء2. ولم يُقَل: هذا3 الرِّدؤْ ومن البُطِئ؛ لعدم مجيء "فِعُل" -بكسر الفاء وضم العين- وعدم مجيء "فُعِل"- بضم الفاء وكسر العين في الأسماء في كلامهم. "ولقائل أن يقول: ليس في كلامهم ما آخره واوا قبلها"4 ضمة فإن وُجِد ذلك في موضع فُرَّ منه، وقلبت الواو ياء والضمة كسرة. وأجيب عنه بأنه ليس في كلامهم ما آخره واو أصلية وقبلها ضمة. والبُطُو ليس كذلك؛ لأن الواو فيه عارضة. ولقائل أن يقول: "فُعِل" -بضم الفاء وكسر العين- "وبالعكس5" ليس في كلامهم إذا كان أصليا، أما إذا كان عارضا فَلِمَ لا يجوز. والبطو والردي عارض في الوقف.   1 في "ق"، "هـ": وقف. 2 أي: إنهم يتبعون العينَ فيهما الفاء في الأحوال الثلاث، فيقولون: هذا البُطُؤ؛ ورأيتُ البُطُؤ، ومررتُ بالبُطُؤ، وهذا الرِّدِئ ومَرَرْتُ بالرِّدِئ، ورأيتُ الرِّدِئ،؛ وذلك أنهم لما رأوا أنه يؤدي النقل في البُطء في الحال الجر، وفي الردء في حال الرفع إلى الوزنين المرفوضين أتبعوا العين الفاء في حال الجر في البطؤ وفي حال الرفع في الرِّدْء، فتساوى الرفع والجر فيهما، فكرهوا مخالفة النصب إياهما، فأتبعوا العين الفاء في الأحوال الثلاث. "ينظر شرح الشافية، للرضي: 2/ 312". 3 في الأصل: هذه. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 4 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ". 5 وبالعكس: إضافة من "ق"، "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 556 [وأما إذا كان قبل الهمزة ضمّة أو كسرة، نحو: أَكْمُؤ - جمع كَمْء1، وهو نبت2 -ونحو أَهْنِئ، يقال في الوقف] 3 عليهما4 في5 لغة من يقول: هذا الرِّدِي ومن البُطُو: أَكْمُو وأَهْنِي، فتصير الهمزة ياء لسكونها وانكسار ما قبلها. وأَهْنِئُ6: اسم رجل؛ من: هَنَأَنِي الطعام يُهْنِئُنِي، أو من هَنَأْتُ الرجل: أَهْنَؤُهُ وأَهْنِئُهُ أيضا7: إذا أعطيته8. قوله: "والتَّضْعِيف في المتُحَرِّك الصحيح ... " إلى آخره9. التضعيف: مبتدأ. وقوله: "في المتحرك": خبره. والمجموع معطوف على قوله: "فالإسكان المجرَّد في المتحرك"؛ لأنه نوع من أنواع الوقف. والوقف بالتضعيف إنما يكون في المتحرك الآخر الصحيح الآخر غير الهمزة المتحرك ما قبل الآخر.   1 في النسخ الثلاث: كمئ. والصحيح ما أثبتناه. 2 ينقص الأرض فيخرج كما يخرج الفطر. "اللسان "كما": 5/ 3926". 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 4 في الأصل: عليهم. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 في "ق"، "هـ": على. 6 وأَهْنِئُ: مع هِنْءِ، وهو العطاء. 7 لفظة "أيضا" ساقطة من "هـ". 8 أو من هَنَأْتُ البعير أَهْنُؤُه: إذا طليته بالهِنَاء، وهو القَطِران. "الصحاح "هنأ": 1/ 84" 9 لم يرد من عبارة ابن الحاجب في "هـ" إلا قوله: "التضعيف". وعبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالتَّضْعِيفُ فِي الْمُتَحَرِّكِ الصَّحِيح غَيْرِ الْهَمْزَةِ الْمُتَحَرِّكِ ما قبله مثل: هذا جعفر، وهو قليل" "الشافية: ص8". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 557 و1 احترز بقوله: "المتحرك الآخر" عن ساكن الآخر؛ لأنه إذا كان ساكنا لم يوقف بالتضعيف؛ لأن التضعيف كالعوض من الحركة في الوقف. واحترز بقوله: الصحيح الآخر "عن معتل2 الآخر، نحو: رأيت القاضي؛ فإنه لا يوقف بالتضعيف؛ لأن المعتل ثقيل، فلا يزاد ثقلا بالتضعيف واحترز بقوله: "غير3 الهمزة" عن المهموز، مثل الكلأ، فإنه لا يوقف عليه بالتضعيف؛ لاستثقال تضعيف الهمزة. واحترز بقوله: "المتحرك ما قبله" عن الساكن ما قبله، نحو: بَكْر؛ فإنه لا يوقف عليه بالتضعيف4؛ لئلا يلزم اجتماع ثلاث سواكن5، نحو: جَعْفَرّ ويَجْعَلّ6.   1 الواو ساقطة من "ق"، "هـ". 2 في "هـ": المعتل. 3 في "ق"، و"هـ": عن. 4 في الأصل: بالتسكين. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 يجوز الوقف على المشدد الذي تقع الألف قبله، نحو: الدوابّْ، وصواف وغير مضارّْ ولا جانّْ، وما أشبهه مما يجتمع فيه ثلاث سواكن في الوقف، وكذلك: اللذانّْ وهذانّْ، على قراءة ابن كثير؛ لأن التقاء الساكنين ههنا يجري مجرى التقاء متحرك وساكن؛ لأن الألف للزوم حركة ما قبله قوي المد بها فصارت لذلك بمنزلة المتحرك، فلذلك تمكن التقاء الساكن بعد الألف في الوقف "ينظر النشر: 2/ 127، وحاشية ابن جماعة بهامش شرح الجاربردي "مجموعة الشافية: 1/ 187". 6 وأجاز عبد القاهر تضعيف الحرف إذا كان قبله مدة كسعيد وثمود نظرا إلى إسكان الجمع بين اللين والمضاعف الساكن بعده، ويدفعه السماع والقياس. قاله الرضي في شرح الشافية: 1/ 315. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 558 والوقف بالتضعيف قليل؛ لأنه مخالف للقياس لمجيء التضعيف في الموضوع الذي يقصد فيه التخفيف. قوله1: "ونحو القَصَبَّا شاذ ضرورة". أي: و2 تضعيف القَصَبَّا في مثل3 قوله: 19- مثل الحريق وافَقَ القَصَبَّا4 شاذح لأنه أتى بحكم الوقف في5 حال الوصل لضرورة الشعر لا يقال هذا التضعيف جاء في آخر البيت، وآخر البيت موضع الوقف فأتى بحكم الوقف حالة الوقف، فلا يكون شاذا؛ لأنا [تقول لا] 6 نسلم أنه أتى بحكم الوقف حالة الوقف؛ لأن حكم الوقف بالتضعيف   1 قوله: ساقطة من "هـ". 2 الواو ساقطة من "هـ". 3 لفظة "مثل": ساقطة من "ق"، "هـ". 4 هذا بيت من مشطور الرجز، وقد عده بعض العروضيين من مشطور السريع ونحن نتفق مع أستاذنا الدكتور شعبان صلاح في أن إلحاق هذا البيت، وما جاء على صورته، بالرجز أحق من إلحاقه بالسريع المشطور "ينظر: موسيقى الشعر بين الاتباع والابتداع: 122, 123". والبيت لرؤبة بن العجاج "في ملحقات ديوانه، ص169". وينظر في البيت: الكتاب: 4/ 170، وشرح الشافية للرضي: 2/ 318، رقم "111"، وشرح الجاربردي "مجموعة الشافية: 1/ 187", وحاشية ابن جماعة بهامشه, وشرح النقره كار "مجموعة الشافية: 2/ 32" وشرح شواهد الشافية: 254 "رقم 130". والشاهد فيه: تحريك "القصبا"، المضعف للوقف, وهو شاذ للضرورة عند غير سيبويه، وليس ضرورة عند سيبويه، وتابعه الزمخشري في مفصله "ص342". 5 لفظة "في" ساقطة من "هـ". 6 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 559 هو تضعيف الحرف الموقوف عليه من غير الحركة، وههنا حركة الباء، وحركة الباء لا تكون إلا في الوصل؛ ولأنه1 "87" ما وقف على الباء؛ لأنه زاد على الباء الألف فهو حالة الوقف، فأجري الوصل مجرى الوقف في إعطائه حكم الوقف. وشذ من ذلك قوله: 20- لقد خشيت أن أرى جَدَبَّا ... في عامنا ذا بعد ما أَخْصَبَّا2 أراد: جَدَبَّا ففتح الساكن ليمكنه التضعيف. قوله: "ونقل الحركة [فيما قبله ساكن] 3.. "إلى آخره4.   1 في الأصل: "أن". وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 2 هذا بيتان من الرجز المشطور. وقد عدهما بعض العروضيين من السريع المشطور ولكن أستاذنا الدكتور شعبان صلاح يرى أن إلحاقهما بالرجز أحق من إلحاقهما بالسريع، كما ذكرنا في البيت الساق. ينظر حاشية "8". من الصفحة السابقة. البيتان لرؤبة "في ملحقات ديوانه: 169". وقال البغدادي: "نسبهما ابن عصفور وابن يَسْعون نقلاً عن الْجَرْمي والسخاوي إلى ربيعة بن صبيح". ينظر في البيتين: الكتاب: 4/ 170، وشرح شواهده للأعلم: بهامش الكتاب: 2/ 282، 283 "بولاق، وابن يعيش: 9/ 69، وشرح الشافية للرضي: 2/ 319، وشرح شواهد شروح الشافية ص254، التصريح، 2/ 346 والشاهد في قوله: "جَدَتَّا، أَخْصَبَّا"، حيث شدد الباء ضرورة وحرك الدال بحركة الباء قبل التشديد؛ لالتقاء الساكنين وكذلك شدد أَخْصَبَّا؛ للضرورة. 3 ما بين المعقوفتين ساقط من عبارة ابن الحاجب من "هـ". 4 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "ونقل الحركة فيما قبله ساكن صحيح إلا الفتحة إلا في الهمزة، وهو أيضا قليل، مثل: هذا بَكُرْ وخَبُؤْ، ومررت بِبَكِرْ وخَبِئ، ورأيت الخَبَأ، ولا يقال: رأيت البَكَرْ، ولا هذا جِبُرْ، ولا من قُفِل، ويقال: هذا الرِّدُؤْ ومن البُطِئْ، ومنهم من يَفِرّ فَيُتْبِع "الشافية: 8، 9". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 560 نقل الحركة: مبتدأ. وقوله: "فيما قبله ساكن": خبره. والجموع معطوف على قوله: "فالإسكان المجرد في المتحرك"؛ لأنه وجه آخر من وجوه الوقف؛ أي: ونقل حركة الحرف الموقوف عليه إلى ما قبله إنما يكون قبل آخره حرف ساكن صحيح إلا الفتحة فإنها لا تنقل إلى ما قبله إلا إذا كانت تلك الفتحة1 على الهمزة، فإنها تنقل إلى ما قبلها. فقوله: "ساكن". احتراز به عما قبلَه متحرك، نحو: رجل؛ فإنه لا ينقل حركته إلى ما قبله؛ لأن المتحرك لا يقبل الحركة. وقوله: "صحيح". احتراز به أن يكون قبله ساكن غير صحيح نحو: زيد، وثمود2؛ فإنه لا تنقل حركته إلى ما قبله؛ لاستثقال الحركة على حرف العلة. وقوله: "إلا الفتح" احترز به عن مثل: رأيت البَكَرْ؛ فإنه لا تنقل حركته3 إلى ما قبل الراء؛ لأنهم إنما نقلوا الضمة والكسرة لقوتهما وكراهتهم حذف القوي مع إمكان بقائه بوجه، بخلاف الفتحة فإنها خفيفة فجوز حذفها. ولأن: رأيت البَكَرْ فرع: رأيت بَكْرا؛ لأن المعروف فرع المنكر، فكما4 لا يجوز النقل في الأصل لا يجوز النقل في الفرع.   1 في "هـ": الحركة. 2 في الأصل: وثمود. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 في "ق"، "هـ": فتحته. 4 في "ق": وكما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 561 وإذا كانت الفتحة على الهمزة جاز نقلها إلى ما قبلها؛ لأنَّ الوقف على قولك: رأيت الخَبَأْ1 -بإسكان الهمزة- مستثقل، بخلاف الوقف على قولك: رأيت البَكَرْ ... بإسكان الراء، فلما كان الاستثقال لازما للوقف على ما آخره همزة قبلها ساكن بالإسكان -بخلاف غيره- نُقِلَتْ حركته في جميع أحواله إلى ما قبله، فقيل: رأيت الخَبَأْ، ولم يقل: رأيتُ البَكَرْ. اعلم أنه لا بد لجواز النقل للوقف من أن يكون الحرف الموقوف عليه صحيحا، وأن تكون إعرابية؛ لأنه لو كان معتلا، نحو2 ظَبْي ودَلْو لم يُنْقَل؛ لأنه يُفْضِي إلى الإعلال بتغير الكلمة. ولو كانت حركته بنائية نحو حركة "أمس"، ومن قبل لم تنقل؛ لأن حركة الإعراب يؤذن بها العامل؛ لا حركة البناء. لكنه3 قد جاء قليلا في الأفعال نحو اضْرِبُهْ وضَرَبَتُهْ4، كقوله: 21- عَجِبْتُ والدَّهْرُ كثير عَجَبُهْ ... من عَنَزِيّ سَبَّنِي لم أضرِبُه5   1 في "هـ": خبأ. 2 لفظة "نحو" ساقطة من "هـ". 3 في "هـ": لكن. 4 حكاه سيبويه عن بعض العرب "ينظر الكتاب: 4/ 179". 5 رجز لزياد الأعجم، نسبه إليه سيبويه، وكذا الأعلم في شرح شواهده. ينظر في هذا البيت: الكتاب: 4/ 179, 180، وشرح شواهده، للأعلم بهامش الكتاب: 2/ 287 "بولاق"، وابن يعيش: 9/ 70, 71، وشرح الشافية للرضي: 2/ 322 "رقم 114"، وشرح شواهد شروح الشافية، ص261 "رقم 131" والهمع: 2"/ 208". وينظر كذلك: الصحاح "لمم": 5/ 2032 برواية: "يا عجبا والدهر جم عجبه"، واللسان "لمم": 5/ 4081". والعَنَزِيّ: منسوب إلى عَنَزة -بفتح العين والنون- وهي قبيلة من ربيعة بن نزار. والشاهد في قوله: "لم أضْرِبُه"؛ حيث نقل حركة هاء "اضْرِبُه" إلى الباء قبلها لتكون أبين للهاء في الوقف؛ لأن مجيئها ساكنة بعد ساكن أخفى الهاء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 562 وكقول الآخر: 22- فَقَرَّبَنْ هذا وهذا زَحِّلُه1 أي: بَعِّده. وإنما جاز "ذلك"2؛ لأنه لما كانت الهاء خفيفة وكان سكون ما قبلها يضعف اعتمادها في النطق نقلوا الحركة ليتمكن. قوله: وهو قليل. أي: الوقف بنقل حركة الحرف الموقوف عليه إلى ما قبله قليل، كما أن الوقف بتضعيف الحرف الأخير من الكلمة قليل، نحو: هذا بَكُرْ وضَبُؤْ، ومَرَرْتُ ببَكِرْ وخَبِئْ، وَرَأَيْتُ الخَبَأ. وَلاَ يُقَالُ: رأيت البَكَرْ، بنقل حركة الراء إلى الكاف؛ لما "88" ذكرناه. ولا يقال في هذا: حِبْر، عند الوقف عليه: هذا حِبُر، بالنقل، ولا: من قُفِلْ؛ لأن عليهما بالنقل مؤدٍّ إلى مثال ليس في أبنية   1 رجز، لأبي النجم العجلي، نسبة إليه سيبويه وكذا الأعلم في شرح شواهده. ينظر في البيت: الكتاب: 4/ 180، وشرح شواهده، للأعلم بهامش الكتاب: 2/ 287 "بولاق"، والمقرب: 154، وابن يعيش: 9/ 71 "برواية: أزحله". والأرجوزة في العقد الفريد: 1/ 172. والشاهد في قوله: "زحله"، حيث نقل حركة الهاء إلى اللام قبلها ليكون أبين لها في الوقف. 2 لفظة "ذلك" إضافة من "هـ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 563 أسمائهم, على ما مر في أمثلة1 الثلاثي. قوله: "ويقال هذا الرِّدُو، ومن2 البُطِي". أي: ويقال في الردء والبطء -عند الوقف عليهما: الرِّدُو ومن البُطِي، ينقل حركة الحرف الموقوف عليه إلى ما قبله وقلب الهمزة حرفا من جنس حركتها، وإن لم يقل: هذا حِبُرْ، ومن قُفِل بنقل الحركة لوجود التخفيف بالنقل وإبدال الهمزة حرفا من جنس حركتها فيما آخره همزة وعدم التخفيف بالنقل في مثل: هذا حِبُرْ، ومن قُفِل، بل حصول الثقل به. قوله: "ومنهم من يَفِرُّ فيُتْبِع"3 أي: و4 منهم من يفر عن الزنة المستكرهة -أعني: فِعُل وفُعِل، بضم العين وكسر الفاء وبالعكس- إلى نقل حركة الهمزة إلى ما قبلها وجعل الحركة المنقولة تابعة لحركة ما قبل الساكن من الكسرة و5الضمة، لقوة كراهة الهمزة الساكنة بعد الساكن فيحصل التخفيف بالنقل والفرار عن الزنة المستكرهة بالاتباع، فيقولون:   1 لفظة "أمثلة" مطموسة في "هـ". 2 لفظة "من": ساقطة من "هـ". 3 فيتبع: ساقطة من "هـ". 4 الواو ساقطة من "هـ". 5 في "هـ": أو الضمة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 564 هذا الرِّدِيْ، ومررتُ1 بالبُطُوْ، فيتبعون الحركة المنقولة حركة ما قبل الساكن من الكسرة والضمة. وهؤلاء لا ينقلون مع الاتباع في باب حبر وقفل؛ لأن سكون الحرف الموقوف عليه مع سكون ما قبله ليس بمستكره؛ لأنه ليس بثقيل بخلاف ما إذا كان الحرف الموقوف عليه همزة ساكنة، ما قبلها ساكن.   1 في "ق": ومن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 565 [ المقصور والممدود ] : قوله1: "المقصور ما آخره ألف مفردة ... " إلى آخره2. الاسم المقصور: اسم [معرب] 3 آخره ألف مفردة، أي: ليس بعدها همزة، كالعصا والرَّحى والاسم الممدود اسم [معرب] 4 في آخره ألف بعدها همزة؛ كالكساء والرِّدَاء. وإنما سُمي المقصور مقصورا؛ لأنه قُصِر منه الإعراب لفظا -أي: مُنع- لأن الألف لا تقبل الحركة أو لأنه لا يمد إلا مقدار ما في ألفه من المد. وإنما سُمّي المدود ممدودا؛ لأن ألفه تمد، لأجل وقوع الهمزة بعد ألفه. ولا يُشْكَل تعريف المقصور بمثل: إلى وحَتّى، لأنهما ليسا باسم بل يشكل أما أولا: فيمثل: إذا ومتى، مع أنه لا يسمى مقصورا إلا الاسم المعرب إذا كان في آخره ألف. وأما ثانيا؛ فلأنه لا حاجة إلى تقييد الألف بالمفردة، لأنه ليس في آخر الممدود ألف، بل همزة، فإن التزم بأن الهمزة ألف أيضا دخل في حده الخطأ والفَرَأ5.   1 قوله: ساقطة من "هـ". 2 لم يرد من عبارة ابن الحاجب في "هـ": إلا قوله: "المقصور ما آخره". وتمام عبارة ابن الحاجب: "كَالْعَصَا والرَّحَى. والْمَمْدُودُ: مَا كَان بَعْدَهَا فيه همزة كالكساء والرداء". "الشافية: ص9". 3 لفظة "معرب" إضافة من المحقق. 4 لفظة "معرب" إضافة من المحقق. 5 عد الفراء الخَطَأ والفَرَأ من المقصور والمهموز الذي لا نظير له "ينظر المنقوص والممدود، ص31" والفراء: الحمار الوحشي. "المصدر السابق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 566 ولا يُشكل تعريف الممدود بمثل جاء وشاء؛ لأنه ليس باسم. وتسمية الفراء مثل جاء وشاء ممدودا1 إنما هي على مقتضى اللغة لا الاصطلاح. بل2 يشكل: أما أولا: فلأنه ليس آخر الممدود ألف3 بعدها همزة بل آخره همزة. وأما ثانيا فلأنه يدخل في تعريفه ما آخره همزة بعد ألف بدل عن أصل، نحو: ماء وراي؛ أصلهما: مَوَهٌ وروى من رَوَيْتُ الحديث؛ قلبت الواو ألفا، وهاء ماء وياء راي همزة، مع أنه لا يسمى ممدودا، نص عليه أبو علي الفارسي4، 5 لعروض المد فيه؛ لأن ألفها واو في الأصل. فلو قيل: الممدود ما في آخره همزة بعد ألف زائدة كان أولى6.   1 المصدر السابق: ص50. 2 في الأصل، "ق": بلى. وما أثبتناه من "هـ". 3 في الأصل: ألفا. 4 هو الحسن بن أحمد، المعروف بأبي علي الفارسي. ولد بِغَا مدينة قريبة من شيراز, وأخذ عن ابن السراج وغيره، رحل إلى أقطار من الدولة وتوفي ببغداد سنة 377هـ. وله مصنفات كثيرة، منها: الإيضاح في النحو، والتكملة في الصرف، والحجة في علل القراءات السبع. "ينظر ترجمته في: إنباه الرواة: 1/ 273-275، ومعجم الأدباء 7/ 232، والنجوم الزاهرة: 4/ 151، ونزهة الألباء: 216, 217، وشذرات الذهب: 3/ 88. 5 التكملة: 6 وهذا هو تعريف الممدود في الاصطلاح، إذ الممدود كل اسم معرب آخره همزة قبلها ألف زائدة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 567 قوله: "والقياسي من المقصور أن يكون ما قبل آخر نظيره من الصحيح ... "1 إلى آخره. اعلم أن كل واحد من الاسم "89" المقصور والممدود إما قياسي وإما سماعي. فالقياسي ما عرف بقاعدة معلومة من استقراء كلامهم يرجع إليها فيه، والسماعي ما ليس كذلك بل يفتقر معرفة قصر كل كلمة ومدها إلى السماع2. فالقياسي من المقصور ما تكون حركة ما قبل آخر نظيره من الصحيح فتحه. والقياسي من الممدود وما يكون ما3 قبل آخره ألِفاً. فَالْمُعْتَلُّ اللاَّمِ مِنْ أسْمَاءِ الْمَفَاعِيلِ مِنْ غير الثلاثي المجرد مقصور، نحو: مُعَطيٌ ومُشْتَرَيٌ: قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها. وكذلك المعتل اللام من أسماء الزمان والمكان والمصدر من الأفعال التي يكون قياس أسماء الزمان والمكان والمصدر منها على وزن مُفْعَل -بضم الميم وفتح العين- أو على وزن مَفْعَل -بفتح   1 لم يرد من عبارة ابن الحاجب في "هـ" إلا قوله: "والقياسي". وتكملة عبارة ابن الحاجب: "فتحة. ومن الممدود أن يكُونُ ما قَبْلَه ألِفاً؛ فَالْمُعْتَلُّ اللاَّمِ مِنْ أسْمَاءِ الْمَفَاعِيلِ مِنْ غَيْرِ الثَّلاَثِيِّ الْمُجَرَّدِ مَقْصُورٌ كمُعْطَى ومُشْتَرًى؛ لأَنَّ نَظَائِرَهُمَا مُكْرَم ومُشْتَرَك، وَأَسْمَاءِ الزمان والمكان والمصدر مما قياسه مَفْعَل ومُفْعَل كمَغْزَى ومَلْهَى؛ لأَنَّ نَظَائِرَهُمَا مَقْتَلٌ ومَخْرَج، وَالْمَصْدَرُ مِنْ فَعِلَ فَهْوَ أَفْعَلُ أوْ فَعْلَانُ أوْ فَعِلٌ كالعَشَى والصَّدَى والطَّوَى؛ لأن نظائرها الحَوَل والعَطَشُ والفَزَعُ. والفَرَأُ شَاذٌّ، والأَصْمَعِيُّ يَقْصُرُه، وجَمْعِ فُعْلَة وفِعْلَة كعُرى وجِزًى؛ لأن نظائرهما قُرَب وقِرَب". "الشافية: ص9". 2 في "هـ": سماع. 3 لفظة "ما" ساقطة من "ق". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 568 الميم والعين -كمُغْزًى ومُلْهًى، وكمَغْزًى ومَلْهًى يجب أن تكون مقصورة؛ لأن نظائرها من الصحيح على وزن: مَفْعَل ومُفْعَل، نحو مَقْعَد ومُخْرَج. وكذلك المعتل اللام من المصادر التي من فِعل -بكسر العين- فهو أَفْعَل أو فَعْلان أو فَعِل؛ لأن قياس مصدرها: فَعَل كالعَشَى والصَّدَى والطَّوَى؛ فإن العَشَى من: عَشِي -بالكسر- يَعْشَى عَشًى فهو أَعْشَى -وهو الذي لا يبصر بالليل ويبصر بالنهار1. وإنما قلنا: إنه مقصور؛ لأن نظيره: حَوِل يَحْوَل حَوَلا، فهو أَحْوَل. وأصله2: عَشَي؛ قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها. والصَّدَى: العَطَش، من صَدِيَ يَصْدَى صَدًى3، فهو صَدٍ وصَدْيَان4. وإنما قلنا إنه مقصور؛ لأن نظيره عَطِشَ يَعْطَشُ عَطَشًا فهو عَطْشان. وأصله: صَدَي؛ قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، ونظيره أيضا: فَرِقَ يَفْرَقُ5 فَرَقًا، فهو فَرِق. والطَّوَى: الجوع، من: طَوِي -بالكسر- يَطْوَى طَوًى، فهو طيَّان6.   1 ينظر الصحاح "عشا": 6/ 2427. 2 في "هـ": وأصل. 3 لفظة "صدى" ساقطة من "هـ". 4 ينظر الصحاح "صدى": 6/ 2399. 5 لفظة "يفرق" ساقطة من "هـ". 6 وأيضا. هو طاو. ينظر الصحاح "طوي": 6/ 2415. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 569 وإنما قلنا إنه مقصور؛ لأن نظيره: عَطِش -بالكسر- يَعْطَشُ عَطَشا، فهو عَطْشان. والمصنف جعل في الشرح نظير الطَّوَى الفَرَق -وهو الخوف- وكذا ينبئ1 المتن. وفيه نظر؛ لأن فَرِق وطَوِي ليسا نظرين في اسم الفاعل؛ لأن اسم فاعل طَوِي -بالكسر- طاو وطيَّان، واسم فاعل فَرِق -بالكسر- ليس على وزن فاعل وفَعْلان، بل فَعِل -بكسر العين. وجعل في شرح المفصل نظير الطَّوَى: عَطِشَ يَعْطَش، فهو عَطْشان2. ونظير الصَّدَى -من صَدِي يَصْدَى، فهو صَد, الفَرِق من: فَرِق يَفْرَق، فهو فَرِق3- وهو صحيح ظاهر. والغَرَاء -بفتح الغين والمد- للذي يُلْزَق به الشيء يكون من السمك،4 شاذ؛ لأن القياس القصر كما يقول الأصمعي5؛ لأنه من غَرِي -بالكسر- فهو غَرٍ كصَدِيَ فهو صَدٍ6.   1 في "هـ": "في". موضع: ينبئ. 2 ينظر شرح المفصل، للمصنف: 1/ 623. 3 ينظر المصدر السابق. 4 الذي في الصحاح: "الغراء: الذي يُلْصَقُ به الشيء، يكون من السمك، إذا فتحت الغين قصرت وإن كسرت مددت؛ تقول منه: غَرَوت الجلد، أي: ألصقته بالغِرَاء" "غرا": 6/ 2445". 5 وحكاه عنه الزمخشري في مفصله "ص217". وقد اعتمدت على النقل لا النص لأني لم أعثر على النص في كتب الأصمعي. 6 وفي اللسان: "الغِرَاء -بالمد والقصر- هو الذي يلصق به الأشياء وتتخذ من أطراف الجلود والسمك. "غرا: 5/ 3249". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 570 بالمد نقله سيبويه1 والفراء2، 3. وكذلك جمع فُعْلَة وفِعْلَة إذا كان معتل اللام مقصور، نحو عُرًى جمع عُرْوَة4 وجِزًى جمع جِزْية؛ لأن نظيرهما قُرْبَة وقُرَب وقِرْبَة وقِرَب. أصل عُرَّى وجِزًى: عُرَوٌ وجِزَيٌ؛ قلبت الواو والياء ألفا لتحركهما وانفتاح ما قبلهما. قوله: "ونحو الإعطاء والرِّماء ... "5 إلى آخره. أي: القياس من الممدود، كمصدر: أعطَى ورامَى واشترى واحْبَنْطَى فهو إعطاء ورِماء واشْتِرَاء واحْبِنْطَاء6. وإنما قلنا إنها ممدودة؛ لوقوع "90" الألف قبل الأواخر في نظائرهن7 من الصحاح8؛ لأن نظير الإعطاء من الصحيح الإكرام،   1 الكتاب: 3/ 538. 2 قال الفراء في المنقوص والممدود "ص24, 25": "الغِرَاء الذي يُغْرَى به، مقصور وممدود. وإذا فتح أوله قصر وكتب بالألف لأنه من الواو؛ يقال: سرج مَغْرُوّ، وسهم مَغْرُوّ. وفي أمثالهم أدركني ولو بأحد المَغْرُوّين. 3 وبالمد أيضا نقله ابن السكيت، وشارحه التبريزي. "ينظر تهذيب إصلاح المنطق: 2/ 27". 4 في الأصل: عرية. وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 في "هـ": لم يرد من عبارة ابن الحاجب إلا قوله: "ونحو الإعطاء". والعبارة بتمامها: "وَنَحْوُ الإِعْطَاءِ، والرِّماء، والاشْتِراء، وَالاِحْبِنْطَاء" مَمْدُودٌ؛ لأنَّ نظائرها الإكرام والطِّلاب والافتتاح والاحرِنْجام، وأسماء الأصوات المضموم أولها، كالعُواء والثُّغاء؛ لأن نظائرها النُّبَاح والصُّراخ ومفرد أَفْعِلَة، نحو كِساء وقِباء؛ لأن نظائرها حمار وقَذَال، وأندية شاذ. "الشافية: ص9". 6 ينظر المفصل، ص217. 7 في "هـ": نظائر. 8 وهذه العلة أخذها ركن الدين عن ابن الحاجب، الذي أخذها عن الزمخشري "ينظر المفصل، ص217". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 571 ونظير1 الرِّماء2 الطِّلاب، ونظير الاشتراء الافتتاح ونظير الاحبنطاء الاحْرِنْجام. وأصلها: إعطاي، ورِمَاي واشْتِراي واحْبِنطاي؛ قلبت الياء همزة لوقوعها طرفا قبلها ألف زائدة. وكأسماء الأصوات المضموم أوائلها كالعُواء -صوت الذئب3 والثُّغاء -صوت الغنم4 والرُّغاء5؛ لأن نظائرها من الصحاح الأصوات: النُّباح، والصُّراخ، والضُّبَاح وهو صوت الثعلب6. وحكم الداء7 حكم الصوت نحو النُّزاء -بالضم- وهو داء يقع في الشاة8، وهو ممدود؛ لأن نظيره من الصحيح9 من الداء10 القُمَاص وهو داء يقع في الغنم والإبل11.   1 لفظة "نظير" ساقطة من "هـ". 2 الرِّماء: مصدر رَامَيْته. "ينظر الصحاح "رمي": 6/ 2362". 3 وأيضا العُواء: صوت الكلب وابن آوَى "ينظر المصدر السابق "عوى": 6/ 2441". 4 ينظر المصدر السابق "ثغا": 6/ 2293. 5 الرُّغاء: صوت ذوات الخُفّ "المصدر السابق "رغا": 6/ 2359". 6 قاله الجوهري في صحاحه: "صنيح": 1/ 385. 7 في الأصل، "ق": العلاج. والصحيح ما أثبتناه من "هـ". 8 قاله الجوهري في الصحاح "نزا": 6/ 2507. 9 في "ق"، "هـ": الصحاح. 10 في الأصل، "ق": العلاج. والصحيح ما أثبتناه من "هـ". 11 وهو أن يرفع البعير أو الفرس أو غيرهما يديه ويطرحهما معا ويَعْجِن برجليه. "ينظر القاموس المحيط "قمص": 2/ 315". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 572 وكمفرد1 أَفْعِلَة إذا كان ذلك المفرد معتل اللام فإنه ممدد، نحو: كِسَاء وأَكْسِيَة، وقَبَاء وأَقْبِية؛ لأن نظير كِساء وأَكْسِيَة من الصحيح: حمار وأحمرة، ونظير قَبَاء وأَقْبِيَة قَذَال وأَقْذِلَة، فعلم أن2 قبل آخرها ألف. أصلها: كِسَاو وقَبَاي؛ قلبت الواو والياء ألفا لوقوعهما طرفا قبلهما ألف زائدة3. قوله4: "وأندية شاذ". جواب عن سؤال [مقدر] 5. وتقدير السؤال: أنكم قلتم: مفرد أفعلة إذا كان معتل اللام ممدود، وهو منقوص بندًى؛ فإنه مفرد "أَنْدِية" مع أنه معتل اللام ليس بممدود، بل مقصور. والنَّدَى: المطر، والبلل. ويجمع على: أَنْدَاء وأَنْدِية، لقوله6: 23- في ليلة من جُمادى ذات أَنْدِية لا يبصر الكلب من ظَلْمائها الطُّنُبا7   1 وكمفرد: مطموسة في "هـ". 2 في "هـ": أنها. 3 لفظة "زائدة" ساقطة من "ق". 4 قوله: موضعها بياض في "هـ". 5 لفظة "مقدر" إضافة من "ق"، "هـ". 6 في "ق"، "هـ": كقوله. 7 هذا بيت من البسيط، لمرة بن مَحْكان التميمي، وهو شاعر أموي عاصر جريرا والفرزدق، وكان شاعرا مقلا. والبيت من قصيدة له، وقد اختار أبو تمام منها ثلاثة عشر بيتا في باب المديح والأضياف "الحماسية رقم 689 - ص501 -510" وأولها: أنا ابن مَحْكان أَخْوالِ بَنُو مَطَر ... أُنْمي إلَيْهِمْ وَكَانُوا مَعْشَراً نُجُبا والطُّنُب: حبل الخباء، وعِرْق الشجر، وعصب الجسد "الصحاح: طنب: 1/ 172"، ينظر في البيت: الصحاح "ندى": 6/ 2507، والمفصل: 218، والإيضاح في شرح المفصل: 1/ 625. "174" وابن يعيش 6/ 41، والأزمنة والأمكنة للمرزوقي: 1/ 168، وشرح الشافية للرضي: 2/ 329 "117" واللسان "ندى": 6/ 4386،وشرح شواهد شروح الشافية: 277 "134". الشاهد في قوله "أندية"؛ حيث إنه جمع "ندى" المقصور على أندية، وهو شاذ؛ لأن أَفْعِلَة جمع للمدود لا المقصور. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 573 وأجاب عنه بأنه شاذ، لا يعوَّل عليه؛ أي: جمع نَدًى على أَنْدِية شاذ، كما أن جمع نَجْد على أَنْجِدَة شاذ1. قوله2: "والسَّماعي ... " إلى آخره3، 4. أي: والمقصور السماعي، نحو: الرَّحَى والعَصَا5، والممدود السماعي، نحو: الخَفَاء والأَبَاء مما ليس له نظير في الصحيح ليحمل عليه فيعلم من نظيره قصره أو مده، وحينئذ لا يعلم قصره ومده إلا بالسماع؛ لعدم الطريق للقياس فيه. والخَفَاء من خَفِي. والأَبَاء بفتح أوله: القَصَب، والواحدة أَباءَة، وقيل هو6 أَجَمَة الحَلْفاء والقصب خاصَّة7.   1 ينظر المفصل، ص218. 2 قوله: موضعها بياض في "ق". 3 إلى آخره: ساقطة من "هـ". 4 وعبارة ابن الحاجب بتمامها: "والسَّمَاعِيُّ نَحْوُ: العَصَا والرَّحَى والخَفَاء والأَبَاء مِمَّا ليس له نظير يحمل عليه". 5 في "هـ": العصا والرحى. 6 في "ق": هي. 7 قاله الجوهري في الصحاح "أبا": 6/ 2259. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 574 المجلد الثاني تابع النص المحقق [ حروف الزيادة ] : [قوله: "وذو الزيادة: حروفها .... " إلى آخره1] . اعلم أنه قد تقدم كيفية الوزن فيما فيه زيادة. وحروف الزيادة عشرة يجمعها قولك: الْيَوْمَ تَنْسَاهُ، أوْ سَأَلْتُمُونِيهَا2، أو السِّمان هويتُ3. وليس المراد بكونها4 حروف الزيادة أنها لا تقع إلا زوائد، بل إنه لا يزاد حرف لغير الإلحاق وغير التضعيف إلا أن يكون منها.   1- ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". وعبارة ابن الحاجب: "ذو الزِّيَادَة: حُرُوفُهَا الْيَوْمَ تَنْسَاهُ، أوْ سَأَلْتُمُونِيهَا، أو السِّمَانَ هَوِيتُ, أي: الَّتِي لاَ تَكُونُ الزِّيَادَةُ لِغَيْرِ الإِلْحَاقِ والتَّضْعِيفِ إلاَّ مِنْهَا، وَمَعْنَى الإِلْحَاقِ أنَّهَا إنَّمَا زِيدت لِغَرَضِ جَعْلِ مِثَالٍ على مثال أزيد منه ليعامل معاملته؛ فنحو: قَرْدَد مُلْحَقٌ، وَنَحْوُ مَقْتل غَيْرُ مُلْحَقٍ؛ لِمَا ثبت من قياسها لغيره، ونحو أفعل وفعل وفاعل كذلك؛ لذلك، ولمجيء مصادرهما مخالفة "الشافية، ص9". 2- قيل: سأل تلميذ شيخه عن حروف الزيادة، فقال: سألتمونيها، فظن أنه لم يجبه إحالة على ما أجابهم به قبل ذلك، فقال: ما سألتك إلا هذه النوبة، فقال الشيخ: اليوم تنساه، فقال: والله لا أنساه فقال: قد أجبتك يا أحمق مرتين. وقيل: إن المبرد سأل المازني عنها, فأنشد المازني: هويت السمان فشيبني وقد كنت قِدْمًا هويت السمانا فقال: أنا أسألك عن حروف الزيادة وأنت تنشدني الشعر! فقال: قد أجبتك مرتين. وقد جمع ابن خروف منها نيفا وعشرين تركيبا محكيا وغير محكي, قال: وأحسنها لفظا ومعنى قوله: سألت الحروف الزائدات عن اسمها ... فقالت ولم تبخل أمان وتسهيل "شرح الشافية, للرضي: 2/ 331". 3- في "هـ": هويت السمان. 4- في الأصل: من كونها, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 575 وإنما قلنا: لغير الإلحاق وغير1 التضعيف؛ لأنه يزاد من2 غير هذه الحروف للإلحاق، نحو: جَلْبَب وقَرْدَد, وللتضعيف نحو: كَرَّم. والغرض من الإلحاق أن يجعل مِثَالٍ عَلَى [مِثَالٍ] 3 أزْيَدَ مِنْهُ لِيُعَامَلَ مُعَامَلَتَهُ؛ فيجعل ذلك الحرف الزائد للإلحاق في المزيد فيه مقابلا للحرف الأصلي في الملحق به؛ فنحو4 قردد5 ملحق بجعفر لأنهم يعاملونه معاملته، فيقولون في جمعه: قَرَادِد، كما يقولون: جَعَافِر. ونحو "مقتل" غير ملحق مع أنه يقال في جمعه: مقاتل؛ لما ثبت من أن زيادة الميم ههنا للإلحاق, وهو الدلالة على المصدر والزمان والمكان "91" في المفعل. وإذا كانت زيادة الميم لمعنى امتنع أن تكون مزيدة للإلحاق؛ لأن الزائد للإلحاق لا يفيد أكثر من جعل مثال على وزن مثال آخر, ومساويا له في الحكم، ولأنه لو كان المفعل ملحقا بجعفر لما أدغم في نحو "مَرَدّ" كما لم يدغم في نحو "قردد" ولما أعل ما عينه واو في نحو "مقام" كما لم يعل في نحو "عِثْوَلّ" لرجل عيي مسترخ ثقيل6، لكنه أدغم نحو "مرد" وأعل نحو "مقام". ولأنه حرف الإلحاق   1 وغير ساقطة من "ق"، "هـ". 2 لفظة "من" ساقطة من "هـ". 3 لفظة "مثال" إضافة من "ق"، "هـ". 4 في "هـ": نحو. 5 القردد: المكان الغليظ المرتفع. "ينظر الصحاح: قرد: 2/ 524". 6 الصحاح "عثل": 5/ 1758. وينظر اللسان "عثل: 4/ 2808". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 576 لا يكون في أول الكلمة. والزيادة في نحو أفعل وفعّل وفاعل ليست للإلحاق بالرباعي؛ لأنه ثبت أن هذه الزيادات في هذه الأفعال1 لمعنى غير الإلحاق، ولأن مصادرها مخالفة لمصدر الرباعي، ومن شرائط الإلحاق أن يتوافق مصدر الملحق والملحق به، مع أن الألف في أفعل وقعت في أول الكلمة، وحرف الإلحاق لا يكون في أول الكلمة. وقوله: "كذلك". أي: ونحو: أفعل وما بعده غير ملحق [به] 2 وقوله "لذلك" أي: لما ثبت3 من أن هذه الزيادة لغير الإلحاق. قوله: "ولا يقع الألف للإلحاق ... "4 إلى آخره. اعلم: أن الألف لا تقع للإلحاق في أول الكلمة وهو ظاهر, ولا في وسطها؛ لأنه لو وقع حشوا للإلحاق لزم تحريكها؛ لأنها إن كانت ثانية وجب تحريكها في التصغير، وإن كانت ثالثة وجب تحريكها بعد ياء التصغير، وإن كانت [رابعة كانت آخرا] 5 في التصغير والجمع؛ لأنها إذا كانت رابعة حشوا، وهي للإلحاق، فلا   1 في "ق": الزيادات، لعله سهو من الناسخ, رحمه الله. 2 به إضافة من "ق". 3 لفظة "ثبت" مطموسة في "هـ". 4 لم يرد من عبارة ابن الحاجب في "هـ" إلا قوله: "ولا يقع الألف". والعبارة بتمامها: "ولا يقع الألف للإلحاق في الاسم حشوا؛ لما يلزم من تحريكها". "الشافية، ص9". 5 ما بين المعقوفتين مطموس في الأصل. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 577 تكون إلا للإلحاق بالخماسي, فيجب1 حذف الآخر ليمكن جمعه وتصغيره كما مر، وإذا كان كذلك لم يقع الألف للإلحاق إلا آخرا لإمكان بقائها غير محركة, هذا تقرير ما ذكر المصنف. وقيل: فيه نظر: أما أولًا: فلأنه يقتضي جواز زيادة الألف للإلحاق حشوا في الأفعال، وطرفا في الأفعال والأسماء, وهو ممنوع؛ لأنه لا خلاف في أن الألف لا تكون أصلا في الأسماء المتمكنة ولا في الأفعال، بل2 تكون زائدة فيهما أو بدلا من أصل، وكما لا تكون الألف أصلا لا تكون بإزاء أصل، ولا يزاد للإلحاق أصلا لا حشوا ولا طرفا، وإنما يكون بدلا مما زيد للإلحاق طرفا، كما في عَلْقَى لنبت3 وسَلْقَى؛ فإنها بدل عن ياء وكذلك في اسْلَنْقَى4. وأما ثانيًا: فلأنا لا نسلم عدم تحريك الألف، فإن الألف كثيرا ما يعرض لها التحريك في التصغير وغيره, فتقلب واوا أو ياء، نحو: كويتب في كاتب, وكتيب في كتاب, وحينئذ لو صح زيادة الألف للإلحاق لجاز أن يعرض لها التحريك فتقلب واوا أو ياء كما تنقلب الألف التي لغير الإلحاق، ولأنه لما جاز قلب واو الإلحاق ياء   1 في "هـ": فوجب. 2 لفظة "بل" ساقطة من "هـ". 3 الصحاح "علق": 4/ 1532، وفي القاموس "علق: 3/ 267": "والعَلْقَى كسَكْرَى: نبت يكون واحدا وجمعا، قضبانه دِقاق عَسِر رَضّها, يُتخذ منه المكانس ويُشرب طبيخه للاستسقاء". 4 قال الجوهري: "اسْلَنْقَى الرجل، إذا نام على ظهره، وهو افْعَنْلَى" "سلق: 4/ 149". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 578 لوقوعها بعد1 ياء التصغير في نحو: قسور وقُسَيّر، جاز قلب الألف للإلحاق ياء أو واوا. قوله: "ويُعرَف الزائد بالاشتقاق .... "2 إلى آخره. أي3: اعلم أن هذا الباب موضوع لمعرفة الحرف الزائد من الحروف الأصلية في الأسماء والأفعال. ويعرف الزائد من الأصلي بالاشتقاق، وهو اشتراك لفظين مختلفي المعنى متفقين في المعنى4 الأصلي والحروف الأصول، أو رد كلمة إلى كلمة لنوع من الاشتراك بينهما "92" في اللفظ والمعنى، فإذا كان حرف موجودا في المشتق ولم يكن موجودا في المشتق منه، نحو: الألف في ضارب, الذي هو مشتق من الضرب أو ضَرَبَ؛ حكم بزيادة ذلك الحرف. ويعرف بعدم النظير؛ أي: لو حكم بأصالته لم يوجد له نظير في لغتهم، فيحكم بزيادته على ما يجيء. ويعرف أيضا بغلبة الزيادة في ذلك الحرف؛ أي: بأن يقع ذلك الحرف زائدا غالبا, كما يجيء. ويعرف الزائد أيضا بترجيح أسباب معرفة الزائد من الأصلي   1 في الأصل, "ق": بين, والصحيح ما أثبتناه من "هـ". 2 لم يرد من عبارة ابن الحاجب في "هـ" إلا قوله: "ويعرف الزوائد" والعبارة بتمامها: "وَيُعْرَفُ الزَّائِدُ بالاشْتِقَاقِ وَعَدَم النَّظِيرِ وَغَلَبَةِ الزِّيَادَةِ فِيهِ، وَالتَّرْجِيحُ عِنْدَ التَّعَارُضِ، وَالاشْتِقَاقُ الْمُحَقَّقُ مُقَدَّمٌ". "الشافية، ص9". 3 لفظة "أي" ساقطة من "هـ". 4 متفقين في المعنى, ساقطة من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 579 عند تعارض أسباب الزائد وأسباب الأصلي، والاشتقاق المحقق مقدم على عدم النظير وغلبة الزيادة وعلى سائر ما يعرف به الزائد من الأصلي في معرفة الزائد من الأصلي, وهو ظاهر. والاشتقاق المحقق إنما يكون فيما دلالته على المعنى1 المشترك مقطوع بها كعَنْسَل للذئب2, فإنه يدل على معنى العَسَلان -وهو العَدْو- قطعا. والاشتقاق غير المحقق إنما يكون فيما دلالته على المعنى المشترك غير مقطوع بها كهَِجْرَع3 -للطويل4- عند من يرى زيادة هائه، وأنه مأخوذ من الجرع5 -وهو ما استوى من الرمل- فإنه يحتمل أن يكونوا سموا الرجل المستوي جَرْعا؛ لأنه مستطيل فيكون بين الهجرع6 والجرع7 قدر مشترك، فتكون الهاء فيه   1 في الأصل، "ق": معنى, وما أثبتناه من "ق". 2 قال الجوهري: "العنسل: الناقة السريعة". "الصحاح "عسل": 5/ 1765". 3 الهجرع, مثال الدرهم: الطويل "المصدر السابق: هجرع: 3/ 1316". وفي القاموس: الهجرع، كدرهم وجعفر: الأحمق، والطويل المشوق والمجنون، والطويل الأعراج، والكلب السلوقي الخفيف" "هجرع: 3/ 98". 4 في الأصل: للتطويل، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 وهو عبد القاهر الجرجاني, "ينظر المفتاح، ص89" وكذلك الزمخشري "ينظر المفصل، ص359". 6 في الأصل: هجرع, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 7 في الأصل: وبين جرع, وفي "ق"، "هـ": وبين الجرع, والصواب حذف بين لوقوعها بين ظاهرين كما أثبتناه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 580 ذزائدة. ويحتمل أن يكونوا سموا الرجل المستوي جرعا لغير معنى الطول؛ فلا يكون بين هجرع وبينه قدر مشترك -وهو الأقرب- فلهذا كان الأخذ بالاشتقاق غير المحقق ضعيفا دون الأخذ بالاشتقاق المحقق. قوله: "فلذلك حكم بثلاثية عَنْسَل .... "1 إلى آخره. أي: ولأجل أن الاشتقاق المحقق مقدم على ما عداه, حكم بثلاثية عنسل وما بعده إلى قوله: "وتَرْنَمُوت". اعلم أن العنسل هو الذئب السريع السير، أو الناقة السريعة السير؛ حكم فيه بزيادة النون2؛ لأنه موافق لعسل -إذا أسرع- في المعنى الأصلي والحروف الأصول, وأن الشَّأْمَل، والشَّمْأَل3 وهو الريح التي تهب من ناحية القطب, حكم فيه بزيادة الهمزة لاشتقاقها من: شملت الريح4, إذا هبت من ناحية القطب5, وأن النّيدل والنَّيْدُلان6 -وهو الكابوس7- حكم فيه بزيادة الياء لاشتقاقه من   1 لم يرد من عبارة ابن الحاجب في "هـ" إلا قوله: "فلذلك حكم". والعبارة بتمامها: "ولذلك حكم بثلاثية عنسل وشأمل وشمأل وتَنْدُل ورَعْشَن وفِرْسِن وبِلْغَن وحُطائط ودُلامِص وتُمارِص وهِرْماس وقِنْعاس وفِرْناس وترنموت" "الشافية، ص9". 2 قاله الجوهري في صحاحه "ينظر "عسل": 5/ 1765". 3 الشأمل والشمأل لغتان في الشمال. ذكر ذلك الجوهري في صحاحه "شمل: 5/ 1739". 4 لفظة "الريح" ساقطة من "ق". 5 "ينظر الصحاح "شمل": 5/ 1739". 6 النيدلان بفتح الدال, وقد تضم. قاله الجوهري في صحاحه "ندل: 5/ 1828". 7 تقول العرب: إنه لا يعتري إلا جبانا. "المصدر السابق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 581 النَّدْل1, وأن الرَّعْشَن وهو المرتعش2, حكم فيه بزيادة النون لظهور اشتقاقه من الرعش -بالتحريك- وهو الرِّعْدَة3, وأن الفرسن -بكسر الفاء والسين وسكون الراء- قال في الصحاح: وهو من البعير بمنزلة الحافر من الدابة، وربما استعير في الشاة4. قال ابن السراج: النون زائدة [فيه] 5 لأنها من فرست6. وأن البَلْغَن -وهو البلاغة- حكم فيه بزيادة النون؛ لاشتقاقه7 من البلوغ, وأن حُطَائِط -بالضم- وهو الرجل القصير8 حكم فيه بزيادة الألف والياء؛ لاشتقاقه من: حط, وأن الدلامص -وهو من الدرع البرَّاق9- حكم فيه بزيادة الميم والألف؛ لاشتقاقه من10 دَلَصَت الدرع -بالفتح- إذا برقت11, والدَّلِيص والدِّلاص: اللين البراق12, وأن القُمارِص بمعنى القارص, وهو اللبن الشديد   1 وهو النقل والاختلاس. "المصدر السابق". 2 ينظر المصدر السابق "رعش": 3/ 1006. 3 قاله الجوهري في صحاحه "رعش": 3/ 1006. 4 "فرس": 3/ 1006. 5 فيه إضافة من "هـ". 6 الأصول: 3/ 239. 7 في "ق"، "هـ": لظهور الاشتقاق. 8 يقال: رجل حطائط -بالضم- أي: صغير "الصحاح: حطط: 3/ 1119". 9 المصدر السابق "دلص": 3/ 1040. 10 لفظة "من" ساقطة من "هـ". 11 في الأصل: أبرقت, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 12 الصحاح "دلص": 3/ 1040. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 582 الحموضة- حكم فيه بزيادة الألف والميم؛ لاشتقاقه من القَرْص1. وأن الهِرْمَاس -للأسد2- حكم فيه3 بزيادة الميم والألف؛ لظهور اشتقاقه من الهَرْس؛ يقال: أسد هَرِس, أي: شديد4, وأن الذُّرْقُم هو5 الأزرق6؛ فالميم زائدة, وأن القِنْعَاس من الإبل عظيم7 الخَلْق، حكم فيه بزيادة النون والألف؛ لظهور اشتقاقه من القَعَس8, وأن الفِرْناس -للأسد9 الغليظ الرقبة10- حكم11 فيه بزيادة الألف والنون؛ لاشتقاقه من "فَرَسَ الفريسة"12: دَقّ عنقها, وأن   1 ينظر المصدر السابق "قرص". 2 الصحاح "هرمس": 3/ 990. وفي اللسان: الهرماس: من أسماء الأسد. وقيل: هو الشديد من السباع واشتقه بعضهم من الهرس الذي هو الدقّ، وهو على ذلك ثلاثي، وقد تقدم "أي في باب هرس". الكسائي: أسد هرماس وهُرامس وهو الجريء الشديد, وقيل: الهرماس: الأسد العادِي على الناس. ابن الأعرابي: الهرماس: ولد النَّمِر. "هرمس: 6/ 4657" وينظر كذلك "هرس: 6/ 4651". 3 لفظة في ساقطة من "ق". 4 الصحاح "هرس": 3/ 990. 5 في "هـ": وهو. 6 في الصحاح: والزرقم: الشديد الزرق, والمرأة زرقم أيضا. "زرق: 4/ 1489". 7 في "هـ": العظيم. 8 الصحاح "قمس": 3/ 965. 9 في "هـ": وهو الأسد. 10 الصحاح "فرس": 3/ 958. 11 في "ق": يحكم. 12 في "هـ": الفرس. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 583 ترنموت، وهو الترنّم1 -رنم وترنّم: رَجَّع صوته2- زادوا فيه الواو والتاء بعد حذف إحدى النونين، كما زادوا في مَلَكُوت. قوله: "وكان أَلَنْدَدُ أَفَنْعَلا .... " إلى آخره3. عطف على حكم؛ أي: ولذلك كان ألندد -للشديد4 الخصومة- على وزن أفنعل؛ لأنه من اللَّدَد، فزادوا فيه النون؛ ليلحقوه ببناء سَفَرْجَل، فحكم على الهمزة والنون بالزيادة وإن كان5 وزنه غريبا لظهور الاشتقاق. والألندد واليَلَنْدد: شديد الخصومة مثل الأَلَدّ6. وكان مَعَدّ؛ وهو أبو العرب -وهو معد بن عدنان- على وزن فَعَلّ؛ لمجيء تَمَعْدَدَ على وزن تفعلل, أي: انتسب إلى معد، أو تزيَّا بزيهم، أو تصبر على عيش معد من الخشونة، فحُكم على الميم بالأصالة وعلى الدال بالزيادة، مع كثرة زيادة الميم7.   1 الصحاح "رنم": 5/ 1938". 2 المصدر السابق. 3 إلى آخره: ساقط من "هـ", وتمام عبارة ابن الحاجب: "ومعد فعلا؛ لمجي تمعدد". "الشافية، ص9". 4 للشديد: ساقط من "هـ". 5 لفظة "كان" ساقطة من "هـ". 6 الصحاح "لدد": 2/ 535. 7 هذا مذهب سيبويه "ينظر الكتاب: 4/ 66". وقد حكاه عنه الجوهري في صحاحه, واختاره الزمخشري وتابعه ابن الحاجب في الشافية، وفي الإيضاح. "ينظر المفصل: ص358، والإيضاح: 2/ 384". ومما يشار إليه ههنا أن الجوهري خالف سيبويه وجعل الميم زائدة، وأورد "معد" في مادة "عدد" ولم يوردها في مادة "معد". "ينظر الصحاح "عدد": 6052". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 584 قوله1: "ولم يُعتد بتَمَسْكَنَ .... " إلى آخره2. جواب عن سؤال مقدر، وتقدير السؤال: أنه لا يجوز أن يكون تمعددوا تفعللوا؛ فإنه جاء "تَمَفْعَل" نحو تمسكن وتمدرع3 وتمندل؛ مع أنه لم يحكم فيه4 بأصالة الميم، بل بزيادتها. وأجاب عنه بأنه لم يعتد بتمسكن وتمدرع وتمندل؛ لقلته وظهور شذوذه5. وإنما حكم فيه بزيادة الميم بالاشتقاق؛ لأن تمسكن من السكينة، وتمندل من النَّدْل، وتمدرع من الدرع6. قوله: "ومراجل ..... " إلى آخره7.   1 قوله: بياض في "ق". 2 إلى آخره: ساقط من "هـ". وتمام العبارة: "وتمدرع وتمندل لوضوح شذوذه "الشافية، ص9"". 3 وتمدرع: من "ق"، "هـ". 4 فيه: ساقطة من "هـ". 5 وينظر الإيضاح: 2/ 384. 6 وهذه العلة ذكرها أيضا في الإيضاح: 2/ 384. 7 إلى آخره: ساقط من "هـ". وعبارة ابن الحاجب بتمامها: "ومَرَاجِل فَعَالِل لِقَوْلِهِمْ: ثَوْبٌ مُمَرجل، وضَهْيَأ فَعْلَأ؛ لِمَجِيءِ ضَهْيَاء, وفَيْنَان فَيْعَالا؛ لِمَجِيءِ فَنَن، وجُرَائض فُعَائلا لمجيء جِرْواض، ومِعْزى فِعْلى لقولهم مَعَز، وسَنْبَتة فعلتة لقولهم سَنَب، وبُلَهْنِيَة فُعَلْنِيَة من قولهم: عيش أبله، والعِرَضْنة فِعَلْنة؛ لأنه من الاعتراض، وأوّل أفعل لمجيء الأولى والأول، والصحيح أنه من وَوَل، لا من وأل، ولا من أول، وإِنْقَحْل إنفعلا = لأنه من قحل: أي يَبِسَ، وأُفْعُوان أُفْعُلانا لمجيء أفعى، وإِضْحِيان إِفْعِلان من الضحى، وخَنْفَقِيق فَنْعَلِيلا من خفق، وعَفَرْنَى فَعَلْنَى من العَفَر". "الشافية، ص9". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 585 أي: ولذلك حكم بأن "مراجل" -وهو ثياب الوشي- على وزن "فَعَالِل" لا على وزن "مَفَاعِل" وأن الميم فيها أصلية لمجيء: ثوب ممرجل1. والممرجل: ضرب من ثياب الوَشْي2، والميم الثانية في ممرجل أصلية؛ لأنها لو كانت زائدة كان وزنه مُمَفْعَلًا، وليس في كلامهم ممفعل، بل وزنه "مفعلل"3. وإذا كانت الميم في "ممرجل" أصلية كانت في "مَرَاجل" أصلية، ومن ثمة حكم أن ضهيأ -وهي المرأة التي تشبه الرجل في أنه لا يتدلى ثديها ولا تحيض4، 5- على وزن فعلأ6 لا فَعْيَل7 لمجيء "ضهياء" على وزن فعلاء. وإذا كانت الياء أصلية في "ضهياء" كانت أصلية في ضهيأ8؛ لأنهما بمعنى واحد من باب واحد.   1 وهذا هو رأي سيبويه. "ينظر الكتاب: 4/ 311". 2 ينظر اللسان "رجل": 3/ 1601. 3 وقد جعل ابن منظور الممرجل مُمَفْعلا، لا مُفَعْللا، وذكره في مادة "رجل", وذكر أن جعله مفعللا هو قول سيبويه. 4 في "ق": ولا تحيض. 5 ينظر الصحاح "ضها": 6/ 2410، واللسان "صفها": 4/ 2617. 6 في "ق": فعلى. 7 في الأصل، "ق": لا فعيأ, والصحيح ما أثبتناه من "هـ". 8 فيكون ضهيأ على وزن فعلأ, وهو مذهب سيبويه "الكتاب: 4/ 1325" وحكى الرضي عن الزجاج أن الضهيأ على وزن الفعيل، بزيادة الياء. "ينظر شرح الشافية: 2/ 338". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 586 هذا على أنهم يقولون: ضاهيت به1 من المضاهاة، بمعنى المشاكلة -ضهيأ بمعنى ضاهيت2- والياء في ضاهيت أصلية، وكذلك في ضهيأ. لا يقال: إنهم قالوا: ضاهأت -بالهمزة- فإن قلنا3: ضهيأ منه, كان وزنه فَعْيَلا. وجعله من "ضاهيت" ليس أولى من جعله من "ضاهأت" فيتعارضان؛ لأنا نقول: لا نسلم أن جعله من "ضاهيت" ليس أولى من جعله من "ضاهأت"، بل أولى. ويدل عليه وجوه: أحدها: أن فَعْلَأ أقرب من فَعْيَل. والثاني [94] : أن ضاهيت أكثر من ضاهأت. والثالث: أن ضهيأ متعين أن يكون من "ضاهيت"؛ لوجوب زيادة الهمزة فيه, وضهيأ مثل ضهياء؛ فلهذا حكمنا بأن وزنه فعلأ لا فعيل. وفَيْنَان وزنه "فَيْعَال" لا فَعْلَان؛ لموافقته فَنَنًا في الاشتقاق وهو الغصن4. وكان جرائض فعائلا؛ لمجيء "جِرواض" بمعناه، وهو الضخم5 العظيم البطن6. ومعلوم أن أصول جرواض: جيم وراء وضاد، فكذلك أصول جُرائض؛ لكونه بمعناه.   1 به: ساقطة من "هـ". 2 ما بين الشرطتين ساقط من "هـ". 3 في "ق"، "هـ": جعلنا. 4 الصحاح "فنن": 6/ 2178. 5 لفظة الضخم ساقطة من "هـ". 6 الصحاح "جرض": 3/ 1069. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 587 وكان وزن مِعْزى فِعْلى؛ لمجيء مَعَز1 بمعناها2، وليس في معزى إلا الألف. وكان وزن سنْبتة فعلتة؛ لمجيء سنب بمعنى سنبتة -وهو برهة من الدهر-3 وقد جاء سنبت, بزيادة تاء واحدة. وكان وزن بلهنية فعلنية, من قولهم: عيش أبله. ولا شك أن حروفه الأصلية: باء ولام وهاء؛ فوجب أن يكون النون والياء في بلهنية زائدتين4. وكان وزن "عِرَضْنة -بكسر العين وفتح الراء- فِعَلْنة؛ لأنه من الاعتراض5؛ يقال: ناقة عرضنة، إذا كان من عادتها أن تمشي معترضة للنشاط6, فالنون زائدة7. وكان وزن أول أفعل؛ لمجيء مؤنثه على الأولى وجمع مؤنثه على8 الأول, وظاهر أنهما الفعلى والفعل، فيكون أول أفعل. والصحيح أنه من وول؛ أي: حروفه الأصول: واو وواو ولام9. فأصله على هذا   1 المعز: الصلابة من الأرض. 2 في "هـ": لمعناه. 3 الصحاح "سنبب": 1/ 150. 4 وهو مذهب سيبويه "ينظر الكتاب: 4/ 320". 5 في "هـ": الإعراض. 6 الصحاح "عرض": 3/ 1085. 7 وهو مذهب سيبويه "ينظر الكتاب: 4/ 320". 8 لفظة "على" ساقطة من "هـ". 9 وهو رأي جمهور البصريين "ينظر شرح الكافية، للرضي: 2/ 202". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 588 أَوْوَل؛ فأدغمت الواو في الواو فصار أول. وقال بعضهم: إنه من وأل، أي: حروفه الأصلية: واو وهمزة ولام. فأصله على هذا: أَوْأَل؛ فقلبت الهمزة واوا وأدغمت الواو في الواو والتزم ذلك؛ لكثرته واستثقال الهمزة بعد الواو1. وقال بعضهم: من أَوَل؛ أي: حروفه الأصول: همزة وواو ولام. فأصله على هذا أَأْوَل؛ قلبت الهمزة واوا وأدغمت الواو في الواو2, والصحيح الأول؛ لمخالفة غيره القياس. وقال بعضهم: ليس أول على وزن أفعل, بل على وزن فَوْعَل -من أول3- فزيدت عليه4 واو فوعل وأدغمت في الواو التي هي عين, فصار أول5. ويدل على بطلانه مجيء الأولى والأول؛ فإنه لا يجيء من فوعل مثل ذلك. وكان إِنْقَحْل -وهو المسن جدا6- إنفعلا؛ لأنه من قحل -إذا يبس؛ لأن في المسن يبسا- فحكم فيه بزيادة الهمزة والنون.   1 وهو رأي بعض البصريين "ينظر شرح الكافية، للرضي: 2/ 202". 2 وهو رأي بعض البصريين "ينظر المصدر السابق". 3 أي: من وول؛ فقلبت الواو الأولى همزة، فصار "أول". 4 عليه: ساقطة من "ق". 5 وهو رأي الكوفيين "ينظر شرح الرضي على الكافية: 2/ 202". 6 الصحاح "قحل": 5/ 1799. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 589 وكان وزن أفعوان -وهو ذكر الأفاعي1- أفعلانا؛ لمجيء مؤنثه أفعى؛ ولهذا حكم فيه بزيادة الألف والنون. لا يقال: مجيء أفعى لا يدل على أنه أفعل وأن الهمزة زائدة؛ لجواز أن يكون فَعْلَى، وتكون الألف مزيدة للإلحاق في لغة من صرفه، وللتأنيث في لغة من لم يصرفه. وكان وزن إضحيات إفعلانا؛ لكونه من الضحى. وفي الصحاح2: ليلة إضحيانة بالكسر: مضيئة لا غيم فيها. وفي غير الصحاح: يوم إضحيان: لا غيم فيه3. وكان حنفقيق -للداهية "95"، وللخفيفة من النساء الجريئة- فَنْعَلِيلا؛ لأنه من خفق؛ فحكم بزيادة النون فيه4. وكان عفرنى -للأسد- فَعَلْنى؛ لكونه5 من العفر وهو التراب؛ زيدت6 الألف والنون للإلحاق بسفرجل7.   1 المصدر السابق "فعا: 6/ 2456". 2 مادة "ضحا: 6/ 2406". 3 ينظر اللسان "ضحا: 4/ 2562". 4 وهو مذهب إمام النحاة سيبويه، ذكره في كتابه "4/ 320" ونقله الجوهري في صحاحه "خفق: 4/ 1470". 5 في "ق": لأنه. 6 في "هـ": زيد. 7 قاله الجوهري في صحاحه "عفر: 2/ 753". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 590 قوله1: "فإن رجع إلى اشتقاقين [واضحين ..... "2 إلى آخره] 3. أي: فإن رجع الاسم إلى اشتقاق من شيء وإلى اشتقاق من شيء آخر, ويكون4 كل واحد من الاشتقاقين واضحا، جاز الأمران؛ أي: جاز أن يكون مشتقا من هذا الشيء, وجاز أن يكون مشتقا من ذلك الشيء؛ نحو: أَرْطى وأَوْلَق؛ فإنه يقال: بعير آرِط: إذا أكل الأَرْطَى5. وأديم مَأْرُوط: إذا دُبغ بالآرط -وهو القرط- فإن "آرط" يدل على أن الألف في أرطى زائدة، وأن وزنه فاعل مركب من: همزة وراء وطاء. فأرطى على فعلى6.   1 قوله: موضعها بياض في "هـ". 2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "فإنْ رَجَعَ إلَى اشْتِقَاقَيْنِ وَاضِحَيْن كأرْطًى وأوْلَقٍ حيث قيل: بعير آرط وراطٍ، وأديم مأروط وَمَرْطيّ, وَرَجُلٌ مَأْلُوقٌ وَمَوْلُوقٌ جَازَ الأَمْرَانِ، وكَحَسَّانٍ وحمار قَبَّان حيث صُرف ومُنع، وَإلاَّ فالأَكْثَرُ التَّرْجِيحُ كَمَلأَكٍ، قِيلَ: مَفْعَل مِنَ الأَلُوكة، ابْنُ كَيْسَانَ: فَعْألٌ مِنَ المُلك، أَبُو عُبَيْدَةَ: مَفْعَلٌ مِنْ لأَكَ, أي: أرْسَلَ، ومُوسَى مُفْعَل مِنْ أوْسَيْتُ أيْ: حَلَقْتُ، والْكُوفِيُّونَ فُعْلى مِنْ مَاسَ، وَإنْسَانٌ فِعْلان مِنْ الأُنْسِ، وَقِيلَ: إفعان من نسي؛ لمجيء أُنَيْسيان، وتربوت فعلوت من التراب عند سيبويه؛ لأنه الذلول، وقال في سُبْرُوت: فُعْلُول، وقيل: من السبر، وقال في تِنْبَالة: فعلانة، وقيل: من النَّبْل للصغار؛ لأنه القصير. وسُرِّيَّة قيل: من السر، وقيل: من السَّرَاة، ومئونة قيل: من مان يمون، وقيل: من الأَوْن؛ لأنها ثِقَل، وقال الفراء: من الأين". "الشافية، ص9". 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 4 في "ق": فيكون. 5 في النسخ الثلاث: الأرط, والصحيح ما أثبتناه لاتفاقه مع معاجم اللغة. 6 ينظر الصحاح "أرط": 3/ 1114، واللسان "أرط": 1/ 63. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 591 ويقال: بعير راطٍ، وأديم مَرْطِيّ بمعنى: آرط ومأروط. وراط فاعل؛ مركب من: راء وطاء وياء، مثل: قاضٍ؛ فتكون الهمزة في أرطى زائدة, وأرطى أفعل1. ويقال: رجل مألوق ومَوْلوق، إذا أخذه الأَوْلق وهو الجنون2، فإن قلنا: إن الأولق من: أَلِق الرجل فهو مألوق، كان أولق على وزن فَوْعل، والواو فيه زائدة3؛ لأن تركيب أُلق ومألوق من همزة ولام وقاف. وإن قلنا: إنه من: وُلق الرجل فهو مولوق, كانت همزة أولق زائدة، وتركيبه من: واو ولام وقاف فيكون أولق على وزن أفعل، فجاز أن يكون أولق أفعل، وجاز أن يكون فوعلا. وكحسّان، وحمار قبّان؛ [فإن الحسّان جاز أن يكون من الحسّ] 4 فيكون فعلان غير منصرف, وجاز أن يكون من الحسن فيكون فعَّالا منصرفا. وإن القبان جاز أن يكون من القب5 فيكون فعلان غير منصرف وأن يكون من "القَبْن"، يقال: قبن في الأرض: ذهب6, فيكون فَعّالا منصرفا.   1 ينظر الصحاح "رطا": 6/ 2358، واللسان "رطا". 2 الصحاح "ألق": 4/ 1447. 3 المصدر السابق. 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 5 القب: الخشبة التي وسط البكرة وفوقها أسنان من خشب. والقب أيضا: ما يدخل في جيب القميص من الرقاع. والقب: العظم الناتئ من الظهر بين الأليتين. "الصحاح "قبب": 1/ 197". 6 المصدر السابق "قبن": 6/ 2179. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 592 و1 ذكر في الصحاح2: أن قبان في: حمار قَبَّان: دويبة، وهو فَعْلاَن من قَبَّ؛ لأن العرب لا تصرفه، وهو معرفة عندهم3، ولو كان فعالا لصرفته4, 5. وذكر ابن مالك6 أن المسموع في "حسان" منع الصرف لا غير7. وكلام المصنف يدل على أن في8 كل واحد منهما الصرف9 ومنع الصرف؛ إلا أنه قال: ويترجح اشتقاقهما من الحس والقب؛ لكون10 فعلان في الأسماء الأعلام أكثر من فعال.   1 الواو ساقطة من "ق"، "هـ". 2 في "هـ": الصحان، تحريف. 3 في "ق": عند بعضهم. 4 في "هـ": لصرفه. 5 الصحاح "قبب": 1/ 197, 198. 6 جمال الدين محمد بن مالك الطائي الجيَّاني، ولد بجيَّان في الأندلس سنة 600هـ، تتلمذ في الأندلس على الشلوبين، وفي مصر على ابن الحاجب، وفي دمشق على السخاوي وابن يعيش. وقد ألف نظما: الكافية الشافية، والألفية, وألّف نثرا: الفوائد، والتسهيل وشرحه، وشرح المقدمة الجزولية وغير ذلك. توفى بدمشق سنة 672هـ. "ينظر في ترجمته: مداخل المؤلفين: 41، والأعلام: 7/ 111, ووفيات الأعيان: 6/ 45، وسركيس: 232". 7 مستدلا بقول الشاعر: ألا من مبلغٌ حسانَ عني مغلغلة تَدِبّ إلى عكاظ "ينظر شرح الكافية الشافية: 4/ 2044". 8 لفظه "في" ساقطة من "ق"، "هـ". 9 في "ق"، "هـ": صرف. 10 في الأصل: لكن, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 593 قوله: "وإلا فالترجيح" أي: وإن لم يكن الاشتقاقان واضحين، بل كان أحدهما أوضح وأرجح فالترجيح للاشتقاق الراجح نحو: ملأك، قيل: إنه مَعْفَل؛ لأنهم قالوا في جمعه: ملائكة، وهذا يدل على إرادة الهمزة في واحده, فوجب أن يكون ملأك معفلا، من الألوكة وهي الرسالة، والمُلك فيه معنى الرسالة؛ لأن الملك مرسل, فوجب أن يكون أصله مألكا فقلب؛ أي: نقل الفاء إلى موضع العين, والعين إلى موضع الفاء ليمكن تخفيفه بنقل "حركة الهمزة"1 إلى اللام [بعد حذف الهمزة] 2، وقيل: ملأك ثم خفف بحذف الهمزة ونقل حركتها "96" إلى اللام فقيل: ملك3. وقال ابن كيسان4: مَلْأَك فَعْأَل, من المُلك؛ لأن المَلَك يملك من الأمور ما لا يملكه الإنسان5. وهو بعيد, والأول أولى؛ لأن "فعألا" نادر، و"مفعلا" كثير، وليس في المذهب الأول إلا القلب، وارتكاب القلب لفائدة أسهل من   1 في "هـ": حركتها. 2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 3 وهو مذهب الكسائي، نسبه إليه الرضي في شرح الشافية: "2/ 1347". 4 هو أبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن كيسان. أخذ عن أبي العباس المبرد، وثعلب، وغيرهما. ألف في مختلف علوم العربية؛ منها في النحو: المهذب، والمختار في علل النحو، والمسائل على مذهب النحويين مما اختلف فيه البصريون والكوفيون، والفاعل والمفعول به. توفي ببغداد سنة 299هـ. "ينظر في ترجمته: طبقات النحويين واللغويين للزبيدي: 153، والأعلام: 6/ 197، وسركيس: 229". 5 ينظر شرح الشافية، للرضي: 2/ 347. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 594 ارتكاب نظير شمأل؛ لأن القلب -وهو معفل- شائع كثير في كلامهم, ومثل فعأل نادر. وقال أبو عبيدة1: ملأك مفعل من لأك بمعنى أرسل2. وقال المصنف: إنه بعيد من حيث المعنى؛ لأن المعنى في الملك أنه رسول لا مُرسِل، فإن كان من لأك كان3 معناه مرسِلا لا مرسَلا؛ لجواز أن يكون مُفْعِلا من لاك بمعنى موضع الرسالة، أو4 بمعنى المرسَل عبر5 عن الموضع أو6 عن المفعول [بالمُفْعَل] 7؛ لأن المفعل لا يمتنع وقوعه في موضع اسم المفعول, كما لا يمتنع وقوعه في موضع اسم الفاعل. والحق أنه إن ثبت أن لأك بمعنى أرسل كان جعل ملأك من لأك أولى؛ لسلامته عن القلب وعن مثال نادر8. وقوله: "وكموسَى" أي: وكموسَى الحديد؛ فإنه على وزن   1 هو أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي، كان من أجمع الناس للعلم، وأعلمهم بأيام العرب وأخبارها، وأكثر الناس رواية. ومن مؤلفاته: مجاز القرآن، توفي سنة 210، وقيل: 201, وقد قارب المائة. "طبقات النحويين واللغويين: 175-178". 2 ذكره الرضي في شرحه على الشافية: 2/ 347. قد اعتمدت على النقل لا الأصل -أعني: كتب أبي عبيدة- لعدم التوصل إلى مذهبه هذا في كتبه. 3 لفظة "كان" ساقطة من "هـ". 4 في "هـ": "و"، بدلا من "أو". 5 في الأصل: غير. 6 في "هـ": "و"، بدلا من "أو". 7 بالمفعول: إضافة من "ق". 8 وركن الدين بهذا يختار مذهب أبي عبيدة، ويخالف مذهب المصنف الذي حكم على مذهب أبي عبيدة بأنه بعيد. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 595 مُفْعَل1، من: أوسيتُ رأسه: إذا حلقته2. وقال الكوفيون: إنه على وزن "فُعْلَى" من ماس رأسه يموسه3: إذا حلقه4. والأول هو الحق؛ لأنا لا نسلم مجيء ماس بمعنى حلق، بل [ماس يميس] 5 بمعنى تبختر6, ونسبة موسى الحديد إلى الحلق أكثر من نسبتها إلى الميس الذي هو التبختر. سلمنا مجيئه بمعنى حلقه لكنه يجب أن يكون مفعلا لا فعلى؛ لأنه لو كان فعلى لما صرف7؛ لأن ألف فُعْلى لا يكون إلا للتأنيث لكن موسى صرف [   1 وهو مذهب البصريين، وقد حكاه الجوهري عن عبد الله بن سعيد الأموي. "ينظر الصحاح: وسى: 6/ 2524". 2 في "هـ": حلقه. 3 يموسه: ساقطة من "هـ". 4 وهو رأي الفراء, وهي عنده مؤنثة، وأنشد: فإن تكن المُوسَى جَرَتْ فوق بظرها فما خُتنت إلا ومصان قاعد وحكاه الجوهري أيضا عن الكسائي. "ينظر الصحاح "وس": 6/ 2524"، "ينظر المذكر والمؤنث: 286". 5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 6 قاله الجوهري في صحاحه "موسى": 3/ 980. 7 وهي مصروفة, وغير مصروفة باعتراف الفراء وهو كوفي، بل رأس المدرسة الكوفية، يقول: "والموسى تُجرَى ولا تُجرَى". "المذكر والمؤنث: 86". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 596 بكرة, وفعلى لا ينصرف لكل حال] 1 فلا يكون فُعْلَى بل مُفْعَلا، فالميم فيه زائدة لا2 الألف3. فإن قيل: لا نسلم أن ألف فعلى لا يكون إلا للتأنيث؛ فإنه قال بعضهم: دنيًا بالتنوين. قلنا: إن هذا القول نادر, لا نظير له في كلام العرب. قوله4: "وإنسان" أي: وكإنسان. اختُلف في إنسان؛ فقال5 بعضهم: إنه فعلان, من الأُنس6. وقال بعضهم: إِفْعَان -من نسي7- لمجيء تصغير إنسان على أُنيسيان، والتصغير يرد الأشياء إلى أصولها؛ فأصل8 إنسان: إِنْسِيان9؛ فحذفت الياء على غير قياس، فبقي إنسان على وزن إفعان. والأول هو الصواب؛ لأن الإنسان موافق لأنس وأنيس في اللفظ   1 ما بين القوسين إضافة من "هـ". 2 في الأصل: إلا, والتصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 وقد أورده الجوهري في مادة "وسى"، وفصل القول في الخلاف حول وزنها وتذكيرها أو تأنيثها. "ينظر الصحاح "وسى": 6/ 2524". 4 قوله: موضعها بياض في "هـ". 5 فقال: ساقطة من "هـ". 6 وهو رأي الجوهري، وعليه أورد لفظة إنسان في مادة "أنس". "ينظر الصحاح: "أنس": 3/ 904". 7 واستدل هؤلاء بقول ابن عباس, رضي الله عنه: إنما سمي إنسانا؛ لأنه عهد إليه فنسي. "المصدر السابق". 8 في "ق": فأصول. 9 على إِفْعِلان. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 597 والمعنى, فيكون الألف والنون زائدتين، والإنسان ليس بموافق لنسي لا في اللفظ, ولا في المعنى. أما عدم موافقته إياه في اللفظ؛ فلأنه ليس في الإنسان ياء، وفي نسي ياء، وهو لامه. وأما عدم موافقته إياه في المعنى؛ فلأن الإنسان لا دلالة له على نسيان بوجه. وأما استدلالهم بالتصغير فضعيف1؛ لجواز مجيء التصغير على خلاف القياس، ولأنه لو كان مشتقا منه لكان فيه دلالة عليه [بوجه2] لكن لا دلالة فيه عليه بوجه. قوله: "وتَرَبُوت" أي: وكتربوت. يقال: جمل تربوت، وناقة تربوت؛ أي: ذلول3. و4 قال سيبويه: "وزنه فَعَلُوت5؛ من التراب؛ لأن المذلة تناسب التراب، فحكم بأن تربوتا مشتق من التراب6, والواو والتاء زائدتان.   1 فضعيف: ساقطة من "ق". 2 بوجه: إضافة من "ق"، "هـ". 3 الصحاح "ترب": 1/ 91. 4 الواو: ساقطة من "ق"، "هـ". 5 الكتاب: 4/ 272، 316. 6 لم يقل سيبويه: إنه من التراب، بل يرى أن التربوت من الدُّرْبة, يقول: "وكذلك التربوت؛ لأنه من الذلول، يقال للذلول: مُدَرَّب, فأبدلوا التاء مكان الدال، كما قال: الدَّوْلَج في التَّوْلَج, فأبدلوا الدال مكان التاء. "الكتاب: 4/ 316". والذي قال: إنه مشتق من التراب هو الجوهري "الصحاح: ترب: 1/ 91". واعترض ابن بري على ما قاله الجوهري, حيث قال: الصواب ما قاله أبو علي في تربوت, أن أصله دربوت؛ من الدربة، فأبدل من الدال تاء، كما أبدلوا من التاء دالا في قولهم: دولج وأصله تولج، ووزنه تَفْعَل، من "ولج". "التنبيه والإيضاح عما وقع في الصحاح: "ترب": 1/ 45". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 598 اعلم أن هذا الاشتقاق بعيد لا يقوى "97" بمفرده, وإنما يقوى1 ههنا بكثرة زيادة الواو والتاء في آخر مثله، نحو: رَغَبُوت وجبروت ورَحَمُوت ورهبوت2. وغير سيبويه يقول: تَرَبُوت فَعَلُول3. وقال سيبويه: "سُبْرُوت فُعْلُول"4، وهو كالمناقض لما ذكر، وهو أن تربوتا الذي هو الذلول5 جعله فَعَلُوتا, مشتقا من التراب مع ما بينهما من البعد، وسبروت أولى أن تكون فُعْلُوتا من تربوت؛ لأن سبروتا اسم الدليل6 الحاذق في الطرقات وسَبْرها7، فهو ظاهر في أنه السبر؛ لأنه موافق إياه في اللفظ والمعنى8.   1 في "ق"، "هـ": قوي. 2 ينظر الكتاب: 4/ 272، 316. 3 لم أقف على صاحب هذا المذهب. 4 أي: إن التاء أصلية عند سيبويه. "ينظر الكتاب: 4/ 318". 5 في "ق": الذليل. 6 في "ق"، "هـ": للدليل. 7 جاء في اللسان "سبر" 4/ 1919: السبر: التجرِبة, وسبر الشيء سبرًا: حرره وخبره, والسُّبْر: استخراج كُنْه الأمر. 8 والجوهري جعله رباعيا وزنه فُعْلُول، وأورده تحت مادة "سبرت" وتابعه ابن منظور في ذلك, فالتاء ههنا أصلية. "ينظر الصحاح: سبرت: 1/ 251، واللسان: سبرت: 3/ 1921". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 599 وغير سيبويه1 يقول: سُبْرُوت فُعْلُوت2؛ لما ذكرناه. وقال سيبويه: تِنْبَالة -وهو الرجل القصير- فِعْلَالة3, مع ظهور اشتقاقها من النَّبَل, والنبل: الصِّغَار4. وإنما لم يقل سيبويه: إنها5 تِفْعَالة6؛ لأنه رأى أن تفعالة بعيدة عن الأوزان، وفعلالة كثيرة, والاشتقاق بعيد. واختلفوا في اشتقاق سُرِّيَّة7؛ فقال بعضهم8: "إنها من السر الذي هو الجماع أو الذي يُكتَم؛ لأنها توافق معنى الجِمَاع ومعنى الذي يكتم؛ لأن الغالب في السرية الإسرار عن حُرَّته, وهي فُعْلِيَّة منسوبة إلى السر بمعنى الجماع9 و10 الإخفاء. وإنما ضُمت سينها؛ لأن   1 فسيبويه ههنا يرجّح عدم النظير على الاشتقاق؛ فقال: هو فُعْلول كعصفور، وليس بفُعْلُوت؛ لندرته، وغيره يرجح الاشتقاق ويحكم بكونه فعلوتا ملحقا بعصفور -وإن نَدّ- بشهادة الاشتقاق الظاهر. وركن الدين لا يذهب إلى ما ذهب إليه سيبويه في هذه المسألة, كما ذكر. 2 الكتاب: 4/ 318. 3 وقيل: النبل: الكبار، أيضا. "ينظر الصحاح "نبل": 5/ 1824". 4 والجوهري جعله رباعيا وزنه فُعْلُول، وأورده تحت مادة "سبرت" وتابعه ابن منظور في ذلك, فالتاء ههنا أصلية. 5 في الأصل: إنهما, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 6 والقول بأن تنبالة تفعالة هو رأي ثعلب, حكاه ابن منظور في اللسان, وإن كان صاحب اللسان أورده في مادة تنبل الرباعي على مذهب سيبويه. "ينظر اللسان: تنبل: 1/ 450". 7 السرية: الأمة التي بوَّأتَها بيتا "الصحاح سرر: 2/ 682". 8 وهو إسماعيل بن حماد الجوهري، قاله في الصحاح "سرر" 2/ 682. 9 في الأصل، "ق": النكاح, وما أثبتناه من "هـ" موافق لما في الصحاح. 10 في "ق": أو الإخفاء. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 600 الأبنية قد تغير في النسب خاصة، كما قالوا في النسبة إلى الدهر: دُهْري، وإلى1 الأرض السهلة: سُهْلي والجمع السَّرَاري؛ فالياءان زائدتان". وقال بعضهم: وزنها فعلولة, سرورة من السر أيضا؛ أبدلوا من الراء الأخيرة ياء للتضعيف, ثم أدغموا. وقال بعضهم: إنها من السراة وهي الخيار؛ لأنه لا يجعل الأمة سُرية إلا بعدما اختارها لنفسه ولا يختارها2 لنفسه إلا إذا كانت سرية, فوزنها عند هؤلاء فُعّيلة؛ فتكون الراء الواحدة زائدة، وكذا الياء الواحدة3. وكونها من السر أنسب من كونها من السراة؛ لقوة المعنى واللفظ. أما قوة المعنى؛ فلما تقدم, وأما قوة اللفظ؛ فلكثرة فُعْلِية وعدم فُعِّيلة. وقال الأخفش: إنها مشتقة من السرور؛ لأنه يسر4 بها، فوزنها فعلولة5، إلا أنهم أبدلوا من الراء الأخيرة ياء لكثرة التضعيف, ثم قلبت الواو ياء وأدغمت [الياء] 6 في الياء.   1 لفظة "إلى" إضافة من "ق". 2 في الأصل، "ق": ولا يختار, وما أثبتناه من "هـ". 4 ينظر شرح الشافية، للرضي: 2/ 349. 4 في الأصل: سر, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 حكاه الجوهري عن أبي الحسن الأخفش. ينظر الصحاح "سرر": 2/ 682. 6 لفظة "الياء" إضافة من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 601 واختُلف في مئُونة؛ فقال بعضهم: إنها مشتقة من: مان يمون؛ لموافقتها: مان يمون، لفظا وهو ظاهر, ومعنى لأن معنى مانه قام بمئُونته. ووزنها عندهم فَعُولة؛ أصلها: موونة؛ قلبت الواو الأولى همزة1. وقال بعضهم: إنها مشتقة من الأون -وهو الثقل-[لاستلزام المئونة الثقل] 2، فوزنها عندهم مَفْعُلة. وأصلها: مَأْوُنة؛ فنقلت حركة الواو إلى الهمزة على مقتضى القياس, فصار مئونة3. وقال الفراء: إنها مشتقة من الأَيْن -وهو التعب- بناءً على أصله, وهو أن الياء إذا وقعت عينا وكان ما قبلها مضموما؛ قلبت الياء واوا ليسلم ضم ما قبلها4 [و] 5 لم تبدل الضمة كسرة لتسلم الياء، كما هو مذهب سيبويه. فأصل مئونة على مذهب الفراء: مَأْيُنة على وزن مَفْعُلة؛ فنقلت حركة الياء إلى الهمزة، ثم قلبت الياء واوا لضمة ما قبلها فصار مَئُونة. والأول هو الوجه؛ لدلالة مئونة على مدلول مان يمون مباشرة, وعدم دلالتها على الثقل والتعب لا مباشرة ولا لزوما، بل "98" اتفاقا؛ لأنه يمونه من غير ثقل ولا تعب في بعض الصور. ولئن سلمنا دلالتها   1 ينظر شرح الشافية، للرضي: 2/ 349. 2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 3 ينظر شرح الشافية، للرضي: 2/ 350. 4 مذهب الفراء هذا, نقله الرضي في شرح الشافية: 2/ 350. 5 الواو إضافة من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 602 على الثقل والتعب لزوما، لكن لا نسلم دلالتها عليهما مباشرة. وأما1 مذهب الفراء فأبعد المذاهب، لأنه إذا وقعت ياء قبلها ضمة كان الأولى، بل الواجب أن تبدل الضمة كسرة ليسلم الياء، كما في أدل جمع دلو. قوله2: "وما منجنيق ..... " إلى آخره3، 4. أي: وأما منجنيق5 فإن اعتد بجنقونا -أي: رمونا بالمنجنيق كان وزنه منفعيلا؛ لأن أصوله حينئذ: الجيم والنون والقاف. والنون الأولى زائدة، لكنه اعتد به؛ لأنه قال السيرافي: أخبرنا ابن دريد عن أبي عبيدة أنه حكى عن بعض العرب أنه قال: "ما زلنا نجنق" وحكم غيره "كنا نجنق مرة ونرشق أخرى"6. وحكى الفراء "جنقناهم"7، وإن لم يعتد به؛ لقلة استعماله، ولقول8 الفراء: إنه   1 في الأصل: فأنا. 2 قوله: موضعها بياض في "هـ". 3 إلى آخره ساقطة من "هـ". 4 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَأَمَّا مَنْجَنِيقٌ فإن اعْتُدَّ بِجَنْقُونَا فَمَنْفَعِيلٌ وَإلاَّ فإن اعتد بمجانيق فقنعليلن وَإلاَّ فإنِ اعْتُدَّ بِسَلْسَبِيلٍ عَلَى الأَكْثَرِ فَفَعْلَليلٌ، والإ فعلنيل "الشافية: ص9". 5 المنجنيق التي ترمي بها الحجارة، معربة. وأصلها بالفارسية: من جرنيك، أي ما أجودني، وهي مؤنثة. ينظر الصحاح: جنق: 4/ 1455. 6 حكاه الجوهري في صحاحه "جنق": 4/ 1455 وفي اللسان: "قيل لأعرابي: كيف كانت حروبكم؟ قال: كانت بيننا حروب عُونٌ، تفقأ فيها العيون، فتارة نجنق وأخرى ترشق". "جنق: 1/ 701". 7 وعلى ذلك يكون وزن منجنيق عند الفراء منفعيل "ينظر المصدر السابق، وحكى الفارسي عن أبي زيد: جنقونا بالمنجنيق، أي رمونا بأحجارها. "اللسان: جنق: 1/ 701". 8 في "ق"، "هـ": وكقول. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 603 مُولَّد من لفظ المنجنيق, لا إنه موضوع في لغة العرب؛ فإن اعتد بجمعه على مجانيق كان وزنه فَنْعَليلا، كما هو مذهب سيبويه1؛ لأن النون الأولى حينئذ زائدة؛ لأنها لو كانت أصلية لحذف في الجمع الحرف الأخير أو الياء التي2 قبل الحرف الأخير -لا النون- فينبغي أن يجمع على مناجيق3 أو مناجق، فلما قيل: مجانيق، علم أن النون الأولى زائدة. وإن كانت النون الأولى زائدة كانت الميم أصلية؛ لئلا يجتمع زائدتان في أول الاسم الرباعي4، و5 لأنه لو لم تكن الميم أصلية كان وزنه مَنْفَعِيلا، وهو معدوم في أبنيتهم وإن لم يعتد بمجانيق؛ فإن اعتُدّ بسلسبيل كما هو عند الأكثرين6 فإن وزن سلسبيل عند الأكثرين فَعْلَلِيل [وإذا كان وزنه فَعْلَلِيلا، وقد اعتد به جاء في أبنيتهم فعلليل] 7 فوجب أن يكون وزن منجنيق فَعْلليلا؛ لعدم دلالة الدليل على زيادة8 ميم "منجنيق" ونونه. وإن لم يعتد بشيء مما ذكرناه, كانت النون الأولى زائدة، فيكون وزنه حينئذ9 فَنْعَليلا.   1 قال سيبويه: "وأما منجنيق فالميم منه من نفس الحرف .... فإنما منجنيق بمنزلة عَنْتَرِيس، ومَنْجَنُون بمنزلة عَرْطَلِيل, فهذا ثبت. ويقوي ذلك مجانيق ومناجيق" "الكتاب: 4/ 309". 2 لفظه "التي" ساقطة من "ق". 3 في "هـ": مجانيق. 4 وهذه علة أصالة الميم في منجنيق عند سيبويه "ينظر الكتاب: 4/ 309". 5 الواو ساقطة من "هـ". 6 في "ق": الأكثر. 7 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 8 لفظه "زيادة" مطموسة في الأصل. 9 حينئذ: ساقطة من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 604 والذين لا يعتدون بسلسبيل يقولون: وزن سلسبيل فَعْفَعِيل، وحينئذ لا يحملون منجنيقا على سلسبيل. و1 لا يقال: كلام المصنف يقتضي أن من يرى أن فَعْلليلا موجود في الكلام لا يحكم على منجنيق بأنه فنعليل, وهو ممنوع؛ لأن سيبويه يرى أن فنعليلا موجود في الكلام مع أن منجنيقا عنده فنعليل؛ لأنا نقول: لا نسلم أن كلام المصنف يقتضي ذلك؛ لأنه قال في الأول: إن اعتد بمجانيق كان وزنه فنعليلا. ثم قال: فإن لم يعتد بمجانيق؛ فإن اعتد بسلسبيل كان وزنه فَعْلَلِيلا وإلا فوزنه فَنْعَلِيل، فجاز أن يكون سيبويه جعله فنعليلا للاعتداد بمجانيق، لا لعدم الاعتداد بسلسبيل. اعلم أني وجدت نسخة الأصل2 هكذا: "أما منجنيق, فإن اعتد بجنقونا فمنعليل، وَإلاَّ فإنِ اعْتُدَّ بِسَلْسَبِيلٍ عَلَى الأَكْثَرِ فَفَعْلَليلٌ وإلا ففنعليل". وعلى هذه الرواية يتوجه الإيراد المذكور، إلا أن شرح المصنف3 موافق لما ذكرته أولا4, فلا يتوجه الإيراد5 المذكور على مقتضى شرحه, وعلى مقتضى الرواية يتوجه. قوله6: "ومجانيق يحتمل ثلاثة".   1 الواو ساقطة من "ق"، "هـ". 2 لم أحصل على هذه النسخة من بين نسخ الشافية، والنسخ التي حصلت عليها موافقة لما ذكره ركن الدين, وشرحه قبل ذلك. 3 أي: شرح ابن الحاجب على شافيته. 4 في "ق": وإلا. 5 لفظة "الإيراد": ساقطة من "هـ". 6 قوله: موضعها بياض في "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 605 اعلم أن مجانيق على النسختين1 يحتمل ثلاثة أوزان هي: مفاعيل، وفلاليل، وفعاليل؛ لأنا إن قلنا: منجنيق2 على وزن منفعيل -وذلك عند الاعتداد بجنقونا- كان مجانيق على وزن مفاعيل؛ لكون الميم والنون الأولى زائدتين. وإن قلنا: إنه على وزن فَعْلَليل؛ وذلك عند الاعتداد بسلسبيل، كان مجانيق على فلاليل3؛ لأن الميم والنون أصليتان حينئذ, والعين محذوفة. وإن قلنا: إنه على وزن فنعليل؛ وذلك "99" عند الاعتداد بمجانيق، كان حينئذ على وزن فعاليل؛ لأن الميم حينئذ أصلية والنون زائدة. قوله4: "وَمَنْجَنُونٌ مِثْلُهُ، لمجيء مَنْجَنِينٍ، إلاَّ في مَنْفَعِيلٍ"5. أي: ومنجنون -وهو الدولاب التي يستقى6 عليها7- مثل منجنيق في8 أوزانه؛ لمجيء "منجنين" بمعناه، إلا في وزن منفعيل9؛ لأنه إن اعتد بمجانين فمنجنين على وزن فنعليل لما ذكرناه في منجنيق.   1 أي: النسخة التي اعتمد عليها في شرحه, والتي تتفق مع النسخة التي اعتمدنا عليها نحن أيضا في توثيق ابن الحاجب، والنسخة الأخرى التي وجدها وعلقت في حاشية1. 2 في "ق": منجنق. 3 في "ق": فلعليل. 4 قوله: موضعها بياض في "هـ". 5 لم يرد من عبارة ابن الحاجب في "هـ" إلا قوله: "ومنجنون". 6 في الأصل: يسقي, وما أثبتناه من "ق"، "هـ" موافق لما ذكره الجوهري حيث النقل عنه. 7 الصحاح "جنن": 5/ 2095. 8 في "هـ": على. 9 أورد الجوهري: المنجنون في مادة "جنن" وذكر أنه ثلاثي على وزن منفعيل، ولكن ابن منظور أورده في "منجن"، وأشار إليه في مادة "جنن" وقال: "المنجنون" الدولاب التي يستقى عليها. نذكره في منجن، فإن الجوهري ذكره هنا، ورد عليه ابن الأعرابي وقال: حقه أن يذكر في منجن؛ لأنه رباعي، وسنذكره هناك "اللسان: جنن: 1/ 706". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 606 ومنجنون فنعلول، وإن لم يعتد بمجانين لقلته، فإن اعتد بسلسبيل فهو على وزن فعلليل، ولا يجوز أن يكون على وزن منفعيل؛ لعدم الدليل؛ لأنه لم يستعمل جَنَّنونا كما استعمل جَنَّقونا، ولولا وجود "منجنين" كان "منجنون" على وزن فعللول1؛ لمجيء هذا الوزن في كلامهم كعَضْرَفُوط, لذكر العظاء2، 3. اعلم أن من جعل النون الأولى في "منجنون" و"منجنين" أصلية جمعه على "مناجين"4 [وكذا يجمعه عامة العرب، ومن جعلها زائدة جمعها على مجانين] 5. واعلم أيضا أن لو قال: ومنجنين مثله كان أولى؛ لأن صورة "منجنين" مثل صورة "منجنيق" لا صورة "منجنون". قوله: "وخَنْدَرِيس كمنجنين"6.   1 حكى ابن منظور عن ابن بري أن منجنونا وزنه فَعْلَلُول مثل عضرفوط "اللسان: منجن 6/ 4274". 2 في الأصل: لعضاة الذكر, وما أثبتناه من "ق". 3 وقيل: العضرفوط: دويبة بيضاء ناعمة. "اللسان: عضرفط: 4/ 2986". 4 المنجنون عند سيبويه بمنزلة العَرْطَليل، وأن وزنه فَعْلنول وهو خماسي عنده، وأنه ليس في الكلام فنعلول، والنون لا تزاد ثانية إلا بثبت ويقويه بمناجين. "ينظر الكتاب: 4/ 309". 5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 6 كمنجنين: ساقطة من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 607 أي: وزن "خندريس" للخمر1 كوزن "منجنين"؛ لأنه إن اعتد بسلسبيل فخندريس على وزن فعلليل، وإن لم يعتد به فهو على وزن فنعليل؛ لأن كل حرف لزم من أصليته بناء ليس في الأصول, ولزم من زيادته أيضا بناء2 ليس في كلامهم, كان جعله زائدا هو الوجه. قوله: "فإن فقد .... 3 إلى آخره"4. أي: فإن فُقد الاشتقاق لمعرفة الوزن, يعرف الزائد بخروج الوزن عن الأصول على تقدير الحرف أصلا. يعني: إن قٌدِّر الحرف أصلا خرج الوزن عن الأصول, فحكم بزيادة ذلك الحرف كتاء تَتْفُل -بفتح التاء- لولد الثعلب5؛ فإنه لو حكم بأصالة التاء الأولى لخرج الوزن عن الأصول؛ لأنه على وزن فَعْلُل -بفتح الفاء وضم اللام- وليس في أبنيتهم، فكان "تتفل" على وزن "تَفْعُل".   1 في اللسان "خندرس: 2/ 1273"، والخندريس: الخمر القديمة، قال ابن دريد: أحسبه معربا، سميت بذلك لقدمها. ومنه: حنطة خندريس, للقديمة. 2 في "ق": "ما" بدلا من "بناء". 3 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "فإن فُقد الاشتقاق فَبِخُرُوجِهَا عَنِ الأُصُولِ، كَتَاءِ تَتْفُل وتُرْتَب, وَنُونِ كُنْتَأْل وكَنَهْبُل، بخلاف كَنَهْور ونون خُنْفساء". "الشافية، ص9". 4 إلى آخره: ساقط من "هـ". 5 حكى الجوهري عن اليزيدي قوله: "التَّتْفُل والتُّتْفُل: ولد الثعلب، والتاء زائدة" "الصحاح: تفل: 4/ 1644". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 608 بزيادة ذلك الحرف كتاء "تتفل" -بفتح التاء- لولد الثعلب1؛ فإنه لو حكم بأصالة التاء الأولى لخرج الوزن عن الأصول؛ لأنه على وزن فعلل -بفتح الفاء وضم اللام- وليس في أبنيتهم، فكان "تتفل" على وزن "تفعل". فإن قلت: ليس في أبنيتهم تفعل أيضا، فحمله على الزائد دون الأصل ترجيح بغير مرجح. قلنا: لا نسلم ذلك؛ لأن حمله على الزائد أولى؛ لكثرة الزائد بالنسبة إلى الأصول. على أنا لا نسلم أنه ليس في أبنيتهم "تفعل". وكتاء "ترتب" -بضم التاء الأولى وفتح [التاء] 2 الثانية وسكون الراء- فإنه لو حكم بأصالة التاء الأولى لكان على وزن "فُعْلَل" بضم الفاء وسكون العين وفتح اللام، و3 هو ليس في أبنيتهم فالتاء الأولى زائدة، وهو على وزن "تُفْعَل". يقال: أمر ترتب؛ أي: راتب4. [ولقائل أن يمنع فقدان الاشتقاق منه؛ لأنه من: رَتَبَ؛ أي: ثبت] 5.   1 حكى الجوهري عن اليزيدي قوله: "التَّتفل والتُّتفل: ولد الثعلب، والتاء زائدة". "الصحاح: تفل: 4/ 1644". 2 لفظة "التاء" إضافة من "ق"، "هـ". 3 الواو ساقطة من "ق". 4 قال الجوهري: "أمر راتب؛ أي: دائم ثابت، وأمر ترتب، على تفعل -بضم التاء وفتح العين- أي: ثابت". "الصحاح: رتب: 1/ 133". 5 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 609 وكنون "كُنْتَأل" مهموزا وغير مهموز، بضم الكاف -اتفاقا للقصير1- فإنه لو حكم بأصالة النون فيه2 لكان على وزن "فُعْلَلّ" أو "فُعْلَأْل" وكلاهما ليس في كلامهم؛ فوزنه "فُنْعَلّ" أو "فُنْعَأْل". وكنون "كَنَهْبُل" -بضم الباء- لنوع من الشجر3؛ لأنه لو حكم بأصالة النون لكان على وزن "فَعَلّل" -بضم اللام- وهو ليس في أبنيتهم, ولأنه جاء فيه كَهْبَل4؛ فالنون زائدة؛ فهو على وزن "فَنَعْلُل"5، بخلاف كَنَهْوَر -للسحاب الأبيض أو العظيم6- لأنه لو حكم بأصالة نونه لكان على وزن فَعَلّل -بفتح اللام- وهو موجود في أبنيتهم، إلا أن الواو فيه للإلحاق، فوزنه حينئذ فَعَلْوَل7. وكنون "خنفساء" بفتح الفاء، و"قُنْفَخْر" بضم القاف8، وهو عظيم الجثة من الرجال9 أو الشيء الفائق في10 نوعه11؛ فلو   1 الصحاح: كتل: 5/ 1809. 2 في "هـ": منه. 3 الصحاح: كهل: 5/ 1814. 4 يقال: رجل كَهْبَل: قصير. "اللسان: كهبل: 5/ 3945". 5 وهذا مذهب سيبويه, رحمه الله. "ينظر الكتاب: 4/ 324". 6 الصحاح "كهر": 2/ 811, واللسان "كنهر": "5/ 3944". 7 ولكن النون والواو زائدتان، فيكون وزنه فَنَعْوَلًا. 8 وقنفخر -بضم القاف- استدل بها سيبويه على زيادة نون قِنْفَخْر، مع قُفَاخِرِيّ. "الكتاب: 4/ 324". 9 اللسان "قفخر": 5/ 3699. 10 في "هـ": من. 11 حكاه صاحب اللسان عن السيرافي "اللسان: قفخر: 5/ 3699". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 610 حكم بأصالة نون "خنفساء" كان وزنه "فُعْلَلاء" بضم الفاء وسكون العين وفتح اللام، وهو ليس في أبنيتهم، فحكم بزيادتها "100" فوزنه "فَنْعَلاء" ولو حكم بأصالة نون "قُنْفَخْر" كان وزنه "فُعْلَلّ" بضم الفاء وسكون العين وفتح اللام، وهو ليس في أبنيتهم فحكم بزيادتها، فوزنه "فُنْعَلّ". قوله1: "وبخروج زنة أخرى .... "2 إلى آخره3. عطف على: فبخروجها، أي: فإن فقد الاشتقاق ولم يخرج بالحكم بأصالة الحرف عن الأصول بتلك الزنة في كلمة, وخرج بالحكم بأصالته بزنة أخرى عن الأصول في تلك الكلمة, حكم بزيادته أيضا في الزنة التي لم تخرج بالحكم بأصالته فيها عن الأصول, لكون إحداهما هي الأخرى في اللفظ والمعنى، كتاء "تُتْفُل" بضم التاء، فإنه لو حُكم بأصالة التاء الأولى لم يخرج حينئذ عن الأصول؛ لمجيء "بُرْثُن"، لكنا نحكم بزيادتها؛ لأنه يجب زيادتها في "تتفل" بفتح التاء الأولى؛ لما ذكرنا، فتجب زيادتها ههنا لأنها هي هي. وكتاء "تُرْتُب" بضم التاء الأولى والثانية؛ فإنه لو حكم بأصالة التاء الأولى فيه لم يخرج عن الأصول؛ لمجيء "برثن". لكن لما كانت التاء الأولى زائدة في ترتب، بضم التاءين؛ لأنه هو اللفظ والمعنى.   1 قوله: موضعها بياض في "ق"، "هـ". 2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "أو بخروج زنة أخرى لها، كتاء تُتْفل وتُرْتُب مع تُرْتَب وتَتْفُل ونون قنفخر مع قنفخر، وخنفُساء مع خنفَساء، وهمزة أَلَنْجَج مع أَلَنْجوج" "الشافية، ص9". 3 إلى آخره: ساقط من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 611 وكذا لو حكمنا1 بأصالة نون "كنهبل" -بفتح الباء- لم يخرج عن الأصول لمجيء مثل سفرجل، لكن لما كانت زائدة في "كنهبل" -بضم الباء "لما ذكرناه كانت زائدة في كنهبل -بفتح الباء- لأنه هو في اللفظ والمعنى"2. وكذا لو حكمنا بأصالة3 النون في خُنْفُساء -بضم الفاء- لم يخرج عن الأصول؛ لمجيء قُرْفُصاء بضم الفاء. لكن لما كانت النون زائدة في خنفساء -بفتح الفاء- لما ذكرناه, حكمنا بزيادتها في خنفساء بضم الفاء؛ لأنها هي في اللفظ والمعنى. وكذا لو حكم بأصالة4 الهمزة في "ألنجج" وهو العود الذي يتبخر به5، لم يخرج عن الأصول لمجيء مثل سفرجل، لكن لما ثبت زيادة الهمزة في "ألنجوج" لعدم نظيره في الأصول حكم بزيادة [الهمزة في] 6 "ألنجج"؛ لاتحادهما في المعنى والأصول. وكذلك اليَلَنْجَج بمعناهما7.   1 في "هـ": حكم. 2 في "ق": موضع العبارة التي بين المعقوفتين عبارة أخرى، هي: "وكذا لو حكمنا بزيادتها في كنهبل -بفتح الباء- لما ذكرناه, كانت زائدة في كنهبل؛ لأنه هو في اللفظ والمعنى". 3 في "ق": بزيادة. 4 المصدر السابق. 5 الصحاح "لجج": 1/ 338. 6 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". 7 ينظر الصحاح "لجج": 1/ 328. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 612 قوله1: "فإن خرجتا [معا .... "2 إلى آخره3] . أي: وإن خرجت الكلمة مع الحكم بأصالة الحرف عن الأصول, وخرجت الكلمة أيضا مع الحكم بزيادة ذلك الحرف عنها, حكم بزيادة الحرف؛ لكثرة أوزان الزوائد وقلة أوزان الأصول كنون "نرجس"؛ فإنه لو حكم بزيادتها كان4 نرجس على وزن "نفعل"، ولو حكمنا بأصالتها كان على وزن "فعلل" ولا نظير لكل واحد منهما في أبنيتهم. وكنون "حِنْطَأو" -وهو الرجل القصير5، وقيل: هو العظيم البطن6- فإنها زائدة؛ لأنه لا نظير له في كلامهم على تقدير أصالة النون؛ لأنه ليس في كلامهم "فِعْلَأْو" ولا "فِعْلَلْو". وإنما أوردنا7 المثالين؛ لأنه على تقدير أصالة النون احتمل أن يكون الحرف الذي قبل الواو زائدا, واحتمل أن يكون أصليا ولا نظير له أيضا على تقدير زيادة النون. قيل عليه: لا نسلم أن8 حنطأوا لا   1 قوله: موضعها بياض في "هـ". 2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "فإنْ خَرَجَتَا مَعاً فَزَائِدٌ أيضاً كَنُونِ نَرْجِسٍ وحنطأ ونون جُنْدَب إذا لم يثبت جُخْدَب". "الشافية، ص9". 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 4 في "هـ": لكان. 5 اللسان "حنطأ: 2/ 1024". 6 المصدر السابق. 7 في "هـ": أورد. 8 لفظة "أن" ساقطة من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 613 نظير له1 على تقدير زيادة نونه؛ لأن2 وزنه حينئذ "فِنْعَلْو"؛ من: حَطَأ به الأرض، إذا ضربها به3. ونظيره "كِنْثَأْو" -لعظيم اللحية4- من: كَثَأَت لحيته, أو أوبار الإبل إذا نبتت5. وقال بعضهم: كِنْتَأْو بالتاء6. وعِنْزَهْو7؛ يقال: رجل عنزهو، وعِزْهَاة، وعِزْهى، وعِزَه للذي لا يحدث النساء ولا يلهو, وفيه غفلة8. وسِنْدَأْو9 -من السدو- مصدر: سدت الإبل في سيرها: مدت أيديها، وسدى الرجل إلى الشيء: مد يده10. ويمكن أن يجاب عنه بأنا لا نسلم تحقق المعنى المشترك بين الحنطأو -بمعنى القصير- وبين حطأ به الأرض, إذا ضربها به "101".   1 لفظه "له" ساقطة من "هـ". 2 في الأصل: "لأنه", وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 اللسان "حطأ" 20/ 912، والقاموس: 1/ 12. 4 ما بين الشرطتين إضافة من "ق". 5 اللسان "كثا": 5/ 3825. 6 والكنتأو: الجمل الشديد والعظيم اللحية الكثها، أو الحسنها. "ينظر القاموس المحيط "كتأ": 1/ 25". 7 عنزهو؛ حكاها ابن منظور عن الفارسي "ينظر اللسان: عزه: 4/ 2033". 8 المصدر السابق. 9 السِّنْدَأْو: الخفيف، والجريء المقدم، والقصير، والرقيق الجسم مع عرض رأس والعظيم الرأس، الذئبة, وزنه فِنْعَلْو "القاموس المحيط: سدأ: 1/ 18". 10 ينظر اللسان "سدأ": 3/ 1977. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 614 نعم, لو كان مشتقا من حطأ به الأرض، كما ذكر1 صاحب الصحاح2 توجه ما ذكره ولزم الخلف أيضا3؛ لأن الكلام فيما فقد فيه الاشتقاق. ولقائل أن يقول: لا نسلم أنه4 لا نظير لحِنْطَأْو على تقدير أصالة النون، فإن نظيره حينئذ جِرْدَحْل. وأجيب عنه بأنه حكم بزيادة النون فيه لأمرين: أحدهما: التزام كون الثاني من هذا النحو حرفا من حروف الزيادة دون ما سواها؛ فإن التزام ذلك أمارة على أنها مزيدة. والثاني: أن أكثر ما جاء من ذلك قد دل فيه الاشتقاق على زيادة النون مع الواو كما في الأمثلة المذكورة من قبل، أو على زيادة النون مع الهمزة كما في نحو سندأو؛ لأنه من السدو، وما لم يعلم اشتقاقه من ذلك يحمل على ما علم اشتقاقه. ولقائل أن يقول: لو كان الأمر كما ذكره, لا يعلم زيادة النون في حنطأو بما ذكره. اعلم أنه ذكر المصنف في الشرح5 أن نون "كُنابيل" لاسم البلد6، وبَرْنَاساء زائدة كنون نرجس.   1 في "ق": ذكره. 2 ينظر الصحاح: حطأ: 1/ 44. 3 لفظة "أيضا" ساقطة من "ق". 4 في الأصل: لأنه, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 أي: في شرحه على شافيته. 6 حكاه سيبويه "ينظر الكتاب: 4/ 294". وينظر معجم البلدان "كنبل": 7/ 281. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 615 البرناساء والبراساء هو الناس1، 2. وكنون "جندب" -لضرب من الجراد3- عند من لا يثبت جخدبا4، فإنها زائدة على وزن "فنعل"5, ومن أثبته فنونه أصلية وهو على وزن "فعلل". اعلم أنه أُورِد عليه بأن قوله هذا يوهم الاختلاف في قبول روايته فتح الثالث من جُخْدُب، لكن لا خلاف فيه؛ لأنه لم6 يرد أحد على الأخفش والفراء ما روياه من فتح ثالث جُخْدَب وطُحْلَب وبُرْقَع7 وجُرْشَع8، ولكن منهم من اعتد به واستدركه على سيبويه؛ لأنه لم يثبت فُعْلَلا9. ومنهم من لم يعتد به؛ لأنه ليس أصلا بل مخففا من فعلل بضم الثالث؛ لأن كل ما سمع فيه الفتح سمع فيه الضم من غير عكس.   1 في "ق": الفارس. 2 ينظر اللسان: برنس: 1/ 270. 3 الصحاح "جدب": 1/ 97. 4 الجخدب: الجمل الضخم. "المصدر السابق "جخدب": 1/ 97". 5 حكاه الجوهري عن سيبويه "ينظر المصدر السابق". 6 في "هـ": لا. 7 حكى ابن منظور عن أبي حاتم أنه لا يقال: برقع "ينظر اللسان: برقع: 1/ 265" والصحيح أن البُرْقَع -بفتح القاف- ثابتة، ذكرها ابن السكيت وغيره. "ينظر: تهذيب إصلاح المنطق: 1/ 295". 8 الجرشع والجرشعة من الإبل: العظيم "ينظر الصحاح: جرشع: 3/ 1195". 9 ينظر تهذيب إصلاح المنطق: "1/ 295، 297". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 616 وهذا الإيراد ضعيف؛ لأن مراد المصنف من قوله: "من أثبته1" من اعتد به وجعله أصلا، ومن قوله: "من لم يثبته" من لم يعتد به ولم يجعله أصلا. ولقائل أن يمنع أن جُنْدَبًا فُعْلَل عند من أثبته2؛ لأن الاشتقاق يدل على زيادة نونه؛ لأن الجندب3 ضرب من الجراد، فهو من الجدب؛ لأن الأرض تجدب مع الجراد غالبا, وأن يمنع أن جندبا من باب نرجس؛ لأنه لا يلزم من أصالة نوعه عدم النظير؛ لوجود نظيره قطعا، وهو مثل جخدب، إما بالأصالة أو بالفرعية على غيرها, والأقرب الثاني. قوله4: "إلا أن تشذ [الزيادة ... "5 إلى آخره6] . أي: فإن خرجت الكلمة بتقدير زيادة الحرف, وبتقدير أصالته عن الأصول إلا أن تشذ تلك7 الزيادة؛ أي: إلا أن تكون زيادة ذلك   1 أثبته: ساقطة من "هـ". 2 في الأصل، "ق": لم يثبته. والأنسب للمعنى ما أثبتناه من "هـ". 3 في الأصل: جندب, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 4 قوله: موضعها بياض في "هـ". 5 وعبارة ابن الحاجب بتمامها: "إلاَّ أن تَشِذَّ الزِّيَادَةُ كَمِيم مَرْزَنْجُوش دُونَ نونها, إذا لَمْ تُزَدِ الْمِيمُ أوَّلاً خَامِسَةً، وَنُونِ بَرْنَاسَاءَ، وأما كُنَأْبيل فمثل خُزَعْبيل". "الشافية، ص9". 6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 7 لفظة "تلك" ساقطة من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 617 الحرف مستبعدة في ذلك المحل في لغتهم, فيحكم حينئذ بأصالته، كميم مَرْزَنْجُوش1؛ فإنه حكم بأصالة الميم؛ لأنه لم يثبت زيادة الميم في أول الكلمة حال كونها خامسة إذا ابتدئ من آخر الكلمة, وحكم بزيادة النون لتعذر كونها أصلية لعدم "فعللول". قوله: ونون برناساء, معطوف على: نونها, أي: دون نون مرزنجوش ودون [نون] 2 برناساء؛ فإنهما زائدتان3، لما ذكرناه في "مرزنجوش". وأما "كُنَأْبِيل" فهو "فُعَلِّيل" لمجيء خُزَعْبِيل؛ فلا تكون النون زائدة. وهو منافٍ لما ذكرناه4 من قبل بسطور في الشرح. والمصنف لم يتعرض لشرح برناساء وكنأبيل ههنا, وهو5 غير خالٍ من الخَبْط. قوله: "فإن لم يخرج فَبِالْغَلَبَةِ، كَالتَّضْعِيفِ فِي مَوْضِعٍ أوْ مَوْضِعَيْنِ مَعَ ثلاثة أصول ... "6 إلى آخره.   1 قال في اللسان "مرزجش: 6/ 4179": "المرزجوش: نبت، وزنه فَعْلَلُول بوزن عضرفوط، والمرزنجوش لغة فيه". 2 لفظه "نون": إضافة من "هـ". 3 في الأصل: زائدة, وكذا في "هـ". وفي "ق": زائدتين, والصحيح ما أثبتناه. 4 في "ق"، "هـ": ذكره. 5 وهو: ساقطة من "ق". 6 لم يرد من عبارة ابن الحاجب في "هـ" إلا قوله: "فإن لم تخرج فبالغلبة" وتمام العبارة: "للإِلْحَاقِ وَغَيْرِهِ، كقَرْدَد ومَرْمَرِيس وعَصَبْصَب وهَمَّرِش. وَعِنْدَ الأخفش أصله: هَنْمَرِش كجَحْمَرِش لعدم فَعّلِل، قال الأخفش: ولذلك لم يظهروا" "الشافية، ص9". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 618 أي: فإن لم يكن اشتقاق ولم تخرج عن الأصول بنفسها ولا بزنة أخرى, حكم بالزيادة بغلبة الزيادة في ذلك المحل "102" كغلبة1 الزيادة في صورة التضعيف فِي مَوْضِعٍ أوْ مَوْضِعَيْنِ مَعَ ثَلاَثَةِ أُصُولٍ للإلحاق وغير الإلحاق، كقَرْدَد لأرض صلبة2, ومَرْمَرِيس لرجل داهية3, وعَصَبْصَب للشديد4, وهَمَّرِش للعجوز الكبيرة, والناقة الغزيرة اللبن5، 6, فإنه حكم بزيادة دال "قردد" وهو مثال ما يكون التضعيف فيه, أي: التكرير في موضع, وحكم بزيادة الميم والراء في "مرمريس" والصاد والباء في "عصبصب"، وهو مثال ما يكون التضعيف فيه في موضعين؛ فإنه كرر الفاء والعين في "مرمريس" والعين واللام في "عصبصب" فوزن "مَرْمَرِيس": فَعْفَعِيل, ووزن "عَصَبْصَب" فَعَلْعَل.   1 كغلبة: مطموسة في "ق". 2 قال الجوهري: "والقردد: المكان الغليظ المرتفع، وإنما أظهر التضعيف؛ لأنه ملحق بفَعْلَل، والملحق لا يدغم, والجمع: قرادِد, وقد قالوا: قراديد، كراهة الدالين" "الصحاح: قرد: 2/ 524". 3 قال الجوهري: "والمرمريس: الداهية، وهو فعفعيل، بتكرير الفاء والعين, يقال: داهية مرمريس، أي: شديدة. قال محمد بن السري: هو من المراسة "المصدر السابق: مرس: 3/ 978". 4 يقال: يوم عصيب وعصبصب؛ أي: شديد "المصدر السابق: عصب: 1/ 183". 5 المصدر السابق "همرش": "3/ 1027". 6 وحكى الجوهري عن الأخفش قوله عن الهمرش: "هو من بنات الخمسة، والميم الأولى نون، مثل جحمرش؛ لأنه لم يجئ شيء من بنات الأربعة على هذا البناء. وإنما لم يبين النون لأنه ليس له مثال يلتبس به, فيفصل بينهما" "المصدر السابق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 619 وكذا كرر اللام في علّم والراء في احمرّ واحمارّ، ومثله كثير معلوم بالاشتقاق، فحمل عليه ما لم يعرف له اشتقاق. واختُلف في "همرش" على قولين: أحدهما، وهو قول الأكثرين: بتضعيف1 لعينه -أي: تكرير الميم- فالميم الثانية2 زائدة3. والثاني, وهو قول الأخفش4: ليس بتضعيف عينه؛ بل أصله: هَنْمَرِش؛ فقلبت النون ميما وأدغمت الميم في الميم؛ فلهذا توهم التضعيف وليس بتضعيف، فوزنه فَعْلَلِل5 كجحمرش, ويؤكد عدم كونه تضعيفا عدم مجيء فَعّلِل. ولعدم مجيء6 فعلل لم يظهروا النون؛ لأنه حينئذ لا يحصل الالتباس؛ لتعيين كونه فَعْلَلِلًا، فلو التبس وجب الإظهار؛ لئلا يلتبس المثالان، كما فعل في غيره7.   1 في "هـ": من تضعيف. 2 في النسخ الثلاث: الثاني, والصحيح ما أثبتناه. 3 وهو رأي الخليل وسيبويه، جاء في الكتاب "4/ 330": "وأما الهمرش فإنما هي بمنزلة القَهْبَلِس، فالأولى نون، يعني: إحدى الميمين نون ملحقة بقهبلس؛ لأنك لا تجد في بنات الأربعة على مثال فعلل" "ا. هـ". 4 حكاه الجوهري في صحاحه "همرش": 3/ 1027. 5 في الأصل: "فعلل", والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 6 لفظه "مجيء" ساقطة من "ق". 7 وعلى ذلك يكون تصغير "همرش" عند الأخفش: هُنَيْمر, وعند الخليل وسيبويه: هُمَيْرِش. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 620 [ تعيين الزائد من حرفي التضعيف ] : قوله: "والزائد في نحو كَرَّم ..... "1 إلى آخره. اعلم أنهم اختلفوا في الزائد في التضعيف نحو كرَّم؛ فقال الأكثرون: هو الثاني, وقال الخليل: هو الأول, وجوز سيبويه الأمرين2. والصحيح أن يكون الزائد هو الثاني؛ لأنا نعلم بأن الدال في "قردد" إنما3 جعلت بإزاء الراء في جعفر، والدال التي بإزاء راء جعفر هي الثانية. وإذا كان في "قردد" كذلك كان الزائد هو الثاني في غير قردد؛ لأنه مثله.   1 وعبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالزَّائِدُ في نَحْوِ "كَرَّمَ" الثَّانِي، وَقَالَ الْخَلِيلُ: الأول، وجوز سيبويه الأمرين" "الشافية ص9، 10". 2 في الكتاب "4/ 329": "سألت الخليل فقلت: سُلَّم, أيتهما الزائدة؟ فقال: الأولى هي الزائدة؛ لأن الواو والياء والألف يقعن ثواني في فَوْعل وفاعل وفَيْعَل .... وأما غيره فجعل الزائد هي الأواخر، وجعل الثالث في سلم وأخواتها هي الزائدة؛ لأن الواو تقع ثالثة في جدول والياء في عِثْيَر". 3 في الأصل: وأنما. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 621 [بيان ما يضعف, وما لا يضعف من الأصول] : قوله1: "ولا تضاعف الفاء [وحدها ..... "2 إلى آخره] 3. اعلم أنه لا تضاعف فاء الفعل وحدها -أي: من غير تكرير العين مع الفاء- عند البصريين4, وإذا كان كذلك فنحو: زلزل، وصِيصِية للحصن5, وقَوْقَيْتُ من: قوقى الديك، قوقأة "وقوقأة وقيقاء"6: إذا صاح7، وضَوْضَيت من: ضَوْضَى8 الرجال ضوضاة وضوضأة: سمعت أصواتهم, رباعي وليس بتكرير لفاء الفعل ولا لعين الفعل9. وكذا قَرْقَفٌ للخمر10, وحَدْرَدٌ للقصير11؛ لأنه لم يثبت في لغة العرب تكرير يراد به الزيادة مع وجود الفصل بحرف أصلي مغاير لما زيد   1 قوله: موضعها بياض في "هـ". 2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَلاَ تَضَاعَفُ الفَاء وَحْدَهَا، وَنَحْوُ: زَلْزَلَ وَصِيصِيَةٍ وقوقيت وضوضيت, رباعي وليس بتكرير لفاء ولا عين للفصل" "الشافية، ص10". 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 4 ينظر الكتاب: 4/ 314. 5 والصيصية كذلك: شوكة الحائك التي يسوي بها السَّداة واللُّحْمَة، وهي أيضا: قرن البقرة وكذلك: الوتد الذي يقلع به التمر, والصنارة التي يغزل بها وينسج. "ينظر اللسان: صيص: 4/ 2537". 6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق"، "هـ". 7 ينظر الصحاح "قوي: 6/ 2470"، واللسان "قوي: 5/ 3791". 8 قيل: إن ضوضى مخفف ضوضأ، "ينظر اللسان: ضوي: 4/ 2621". 9 ينظر المصدر السابق، وينظر الكتاب: 4/ 314. 10 الصحاح: قرقف: 4/ 1416. 11 قاله الفيروزآبادي: ينظر القاموس المحيط: حدرد: 1/ 287. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 622 ولا يرد عليه النقض1 بنحو مرمريس؛ لأنه ما زيد الفاء وحدها, بل زيدت الفاء والعين بعد الفاء والعين من غير فصل بينهما, وكذا ما أشبهه، فلما جاء زلزل مع فصل العين بين الزايين2 وجب أن تكون الزاي الثانية لغير تكرير الفاء؛ لوجود فصل العين من غير تكرير العين بعد؛ لأن اللام الثانية لام الفعل لا عين الفعل، لعدم مجيء لام الفعل بعدها لا لفظا ولا تقديرا، فمن ثم حكم بأن زلزل فَعْلَلَ لا فَعْفَلَ، وكذا حكم ما أشبهه. وبالدليل الذي عرفناه، أن الفاء غير مكررة، يعرف أن العين غير مكررة في الآخر، بوجود الفصل بينهما بحرف أصلي وهو الزاي. فكما أن زلزل ليس وزنه فَعْفَل [كذلك3] ليس وزنه فَعْلَع. ونحو وزن "صيصية" فِعْلِلَة لا فِعْفِلَة؛ لأن الصاد الثانية ليست بتكرير الفاء, ولا فِعْلِعَة؛ لأن الياء الثانية ليست بتكرير العين. قوله4: "ولا بذي زيادة [لأحد حرفي اللين] 5" أي: وليس بتكرير الفاء [ولا بتكرير العين] 6, ولا بذى زيادة لأحد حرفي اللين في مثل صيصية، وقوقيت، وضوضيت، مع أن الياء لا تقع مع   1 في "هـ": النقص. 2 في "ق": الزاءين. 3 كذلك: إضافة من "ق". 4 قوله: موضعها بياض في "هـ". 5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 623 ثلاثة أصول إلا زائدة. اعلم أنه لا يجوز الحكم بزيادة الياءين لوجوب كون إحداهما أصلية1؛ لامتناع كون الأصل على حرفين، ولا الحكم "103" بزيادة إحدى الياءين دون الأخرى؛ للزوم التحكم والترجيح بغير مرجح لكونهما متساويين، ولأنه لو جعلت الأولى زائدة صار مثل "صيصية" من باب "يَيَن"، أي: من باب ما يكون فاؤه وعينه من حرف واحد؛ لأن الصاد الأولى فاء والصاد2 الثانية عين حينئذ, وباب "يَيَن" قليل, واليين3: اسم مكان4. ولو جعلت الياء الثانية زائدة صار من باب سلس، أي: من باب ما يكون فاؤه ولامه من حرف5 واحد؛ لأن الصاد الأولى فاء والياء الأولى عين والصاد الثانية لام حينئذ، وباب سلس أيضا قليل. ولأجل هذا حكم على "صيصية" بأنها6 فِعْلِلَة، وعلى قوقيتُ وضوضيتُ بأنهما فَعْلَلْتُ7 لا فَعْلَيْتُ ولا فَعْلَوْتُ, وأن اللام الثانية واو قلبت ياء لوقوعها رابعة.   1 لفظة "أصلية" ساقطة من "ق". 2 لفظة "الصاد" ساقطة من "هـ". 3 في الأصل: اللين, تحريف. 4 في القاموس المحيط: يين: 4/ 279: "يَيَنُ -محركة- عين، أو وادٍ بين ضاحك وضُوَيْحك, وهما جبلان". 5 في "هـ": حروف. 6 في الأصل، "ق": بأنه. 7 في النسخ الثلاث فعللة, والصحيح ما أثبتناه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 624 قوله1: "وكذلك سلسبيل" أي: وكما أن نحو: زلزل وصيصية رباعي, كذلك نحو2 سلسبيل -لعين في الجنة3- خماسي؛ لأنه لا يحكم4 بتكرير الفاء بعد العين للزيادة لوجود الفصل المذكور، ولا بتكرير العين بعد السين الثانية للفصل المذكور, فوزنه: فَعْلَلِيل لا فَعْفَلِيل ولا فَعْلَلِيع. قوله5: "وقال الكوفيون [زلزل .... "6 إلى آخره] 7. [أي] 8: قال الكوفيون: تكرير9 الفاء وحدها10؛ أي: من غير تكرار العين للزيادة؛ فهي11 مكررة في زلزل وصيصية وقوقيت وضوضيت؛ لأن زلزل بمعنى زَلَّ، وصرصر بمعنى صَرَّ يقال: صرصر أو صر الجندب أو البازي: إذا صَوَّت. وريح صرصر   1 قوله: موضعها بياض في "هـ". 2 لفظة "نحو" ساقطة من "ق". 3 قال تعالى في سورة الإنسان آية: 18: {عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا} . 4 في "ق": يحكم. 5 قوله: موضعها بياض في "هـ". 6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وقال الكوفيون: "زلزل" من زل, و"صرصر" من: صر، و"دمدم" من: دم؛ لاتفاق المعنى". "الشافية، ص10". 7 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 8 لفظة "أي": إضافة من "هـ". 9 في "ق": تكرر. 10 في "ق": وحده. 11 في "هـ": فهو. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 625 وصَر أي: باردة1, ودَمْدَم بمعنى: دَمَّ, ودمدمه ودمه: أهلكه, فوجب أن يكون المكرر زائدا كغيره؛ لأن الاشتقاق أوضح الدلائل، كما مر. وهو ضعيف لما ذكرناه؛ وهو أنه لم يثبت في لغة العرب تكرير يراد به الزيادة مع الفصل بحرف أصلي مغاير لما زيد. قوله: "وكالهمزة [أولًا مع ثلاثة أصول فقط] "2، أي: ما كان أوله همزة مع ثلاثة أصول فقط، فتلك الهمزة زائدة وإن لم يدل عليه الاشتقاق؛ لكثرة وقوع الهمزة زائدة [في أول الكلمة مع ثلاثة أصول فقط] 3؛ فأَفْكَل4 -وهو الرِّعْدة- أفعل، والمخالف -وهو القائل: إنها أصلية ووزنه فَعْلَل- مخطئ؛ لكثرة وقوع الهمزة زائدة فيما كانت أولًا بعدها ثلاثة أحرف أصول فقط، يدل عليه فيما له اشتقاق كأحمر وأسود وأبيض وأرنب, وفي كون الأرنب مشتقا نظر. وإن كانت الهمزة أولًا مع أكثر من ثلاثة أصول فهي أصلية5, إن كان لذلك الاسم الذي فيه هذه الهمزة نظير في الأصول، كإصطبل فإنه فِعْلَلّ؛ لمجيء6 مثل قِرْطَعْب.   1 ينظر الصحاح: صرر: 2/ 712. 2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 4 الأَفْكَل لا يبنى منه فِعْل. يقال: أخذه أَفْكَل, إذا ارتعد من برد أو خوف، وهو ينصرف؛ فإن سميت به رجلا لم تصرفه في المعرفة للتعريف ووزن الفعل، وصرفته في النكرة. "الصحاح: فكل: 5/ 1792". 5 في الأصل: "مشتقة", والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 6 لمجيء: ساقطة من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 626 قوله1: "والميم كذلك" أي: و2 الميم كالهمزة فيما ذكرناه, فإنها إذا وقعت أولا مع ثلاثة أصول فقط نحو مقعد, كانت زائدة؛ لكثرة وقوعها زائدة، وإن كانت أولا مع أكثر من ثلاثة أصول فهي أصلية إن كان لذلك الاسم الذي فيه هذا الميم نظير في الأصول؛ كمَرْزَنْجُوش. وزيادة الميم في أول الكلمة التي بعد ميمها أربعة أصول مطردة فيما يجري على الفعل؛ أي: فيما يكون مشتقا من الفعل؛ كاسمي الفاعل والمفعول، نحو: مدحرِج ومدحرَج, ومعرفة زيادة الميم حينئذ تكون في باب الاشتقاق. ومما يعرف زيادته بالغلبة الياء مع ثلاثة أصول فصاعدا، أولا أو غير أول؛ فإنها حينئذ تكون زائدة، إلا في أول الرباعي؛ فإنها تكون أصلية، [نحو] 3: يَسْتَعْوِر، إلا إذا كان الرباعي جاريا على الفعل "104" فإنها زائدة حينئذ كـ "يدحرج". وإنما كانت الياء في "يستعور" أصلية؛ لأنها وقعت أول الرباعي الذي ليس بجار4 على الفعل؛ فهو على وزن فَعْلَلُول كعَضْرَفُوط5.   1 قوله: موضعها بياض في "هـ". 2 الواو ساقطة من "هـ". 3 لفظة "نحو" إضافة من "هـ". 4 في "هـ": بجا. 5 نسب الجوهري هذا المذهب لأبي العباس المبرد. ينظر الصحاح "يسعر": 2/ 859, وينظر المقتضب: 2/ 109، 249. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 627 والياء في سُلَحْفِيَة1 -لسُلَحْفاة- زائدة، ووزنها فُعَلِّيَة؛ لأنها مع أربعة أحرف غير أول الرباعي. ويستعور: ضرب من الشجر، أو بلد تسكنه الجن، أو كساء مخطط، أو الباطل2. قوله3: "والواو والألف [زيدتا .... "4 إلى آخره] 5. أي: و6 مما يعرف زيادته بالغلبة الواو والألف مع ثلاثة أصول فصاعدا، نحو: كَنَهْوَر، وصَلْصَال للطين الحرّ، وجَحْجَبَى لقبيلة7, وقَمَحْدُوَة8، إلا إذا كانت الواو في أول الكلمة فإنها   1 قال الجوهري: قال أبو عبيد: وحكى الرؤاسي: سُلَحْفِيَة مثال بُلَهْنِيَة، وهو ملحق بالخماسي بألف، وإنما صارت ياء لكسرة ما قبلها. "المصدر السابق: سلحف: 4/ 1377". 2 القاموس المحيط: يسعر: 2/ 164. 3 قوله: موضعها بياض في "هـ". 4 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "والواو والألف زِيدتا مَعَ ثَلاَثَةٍ فَصَاعِدَاً، إلا في الأَوَّلِ؛ ولذلك كان وَرَنْتَل كجَحَنْفَل، والنون كثرت بعد الألف آخرا، أو ثالثة ساكنة نحو شَرَنْبَت وعُرُنْد، واطردت في المضارع والمطاوع، والتاء في التفعيل ونحوه، أو في رغبوت وجبروت، والسين اطردت في استفعل، وشذت في أسطاع, قال سيبويه: هو أطاع؛ فمضارعه يُسطيع بالضم، وقال الفراء: الشاذ فتح الهمزة وحذف التاء, فمضارعه بالفتح" "الشافية، ص10". 5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 6 الواو ساقطة من "هـ". 7 وقيل: هو حي من الأنصار "القاموس المحيط: جحجب: 1/ 44". 8 القمحدوة: الهَنَة الناشزة فوق القفا وأعلى القَذَال خلف الأذنين ومؤخرة القذال, والجمع قماحد "المصدر السابق: قمحد: 1/ 330" وقد ذكره الجوهري في "قحد" واعترض عليه صاحب القاموس في ذلك. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 628 حينئذ1 أصلية كوَرَنْتَل للشر2؛ ولذلك حكم على "كَنَهْوَر" بأنه فَعَلْوَل، وعلى "صَلْصال" بأنه فَعْلال، وعلى جَحْجبى بأنه فَعْللى, وعلى قَمَحْدُوَة بأنها فَعَلُّوَة3، وحكم على "ورنتل" بأنه كجَحَنْقَل للغليظ الشفة4, أي: فَعَنْلَل، فحكم بأصالة الواو وزيادة النون؛ لأنها وقعت أول الكلمة وهي لا تزاد أولا. وما يعرف زيادته بالغلبة النون بعد الألف آخرا كسكران, أو ثالثة ساكنة5 نحو6 "شَرَنْبَت" لجاف غليظ7, و"عُرُنْد"8 للوتر الغليظ9. واطردت زيادة النون في أول المضارع، نحو: "نفعل"، وفي أول المطاوع10 نحو "انفعل".   1 حينئذ: ساقطة من "هـ". 2 وقيل: الورنتل: الداهية والأمر العظم، كالورنتل. "القاموس المحيط: ورنتل: 4/ 64". 3 في الأصل، "ق": فعللوة, وما أثبتناه من "هـ". 4 الصحاح: جحفل: 4/ 1653. 5 لفظة "ساكنة" ساقطة من "ق". 6 لفظة "نحو" ساقطة من "هـ". 7 ينظر القاموس المحيط: 1/ 168. 8 حكاه سيبويه، وذكر أنه على فُعُنْل، وأنه قليل. "ينظر الكتاب: 4/ 270"، ونقله الجوهري في صحاحه: عرد: 2/ 508. 9 الصحاح: عرد: 2/ 508. 10 ويعني بالمطاوع: انْفَعَل وافْعَنْلَل وفروعهما من المصدر والأمر والمضارع. وقد تابع ركن الدين ابن الحاجب في جعله حروف المضارعة حروف مبنى, على حين نجد الرضي يعترض على ابن الحاجب ويرى أن حروف المضارعة حروف معنى لا حروف مبنى كنوني التثنية والجمع والتنوين "ينظر شرح الشافية، 2/ 376". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 629 واطردت زيادة التاء في تفعيل ونحوه1 [كتفعل وتفاعل وتفعال] 2 [وتفعلل] 3. [ومعنى اطراد زيادة التاء في تفعل وتفاعل أنها تكون زائدة في كل ما كان على هذا الوزن, وفي كل ما كان مشتقا منهما4، كالماضي والمضارع والأمر والنهي واسمي الفاعل والمفعول. ومعنى "اطراد التاء"5 في تفعيل وتفعال أنها6 تكون زائدة في كل ما كان على هذا الوزن, لا7 فيما كان مشتقا منها. واطردت زيادة التاء] 8 في آخره9 نحو10 رغبوت للرغبة11, ورهبوت للرهبة12, ورحموت للرحمة13   1 نحوه: ساقط من "ق". 2 في "ق": وتفعال وتفعل وتفاعل موضع ما بين المعقوفتين. 3 وتفعلل: إضافة من "هـ". 4 في "هـ": من تفعل وتفاعل بدلا من: منهما. 5 في "ق": اطرادها. 6 في الأصل، "هـ": أن, وما أثبتناه من "ق". 7 في الأصل: إلا, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 8 الفقرة التي بين المعقوفتين جاءت في "ق" متأخرة عن موضعها ههنا ثلاث فقرات. 9 لفظة "آخره" ساقطة من الأصل, وفي "ق": الآخر. 10 لفظة "نحو" ساقطة من "هـ". 11 اللسان: رغب: 3/ 1679. 12 ينظر الصحاح: رهب: 1/ 140. 13 ينظر الصحاح: رحم 5/ 1929, ويقال: "رهبوت خير من رحموت" أي: لأن ترهب خير من أن ترحم "المصدر السابق والقاموس: رحم: 4/ 117". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 630 وجبروت للتجبر, والمُلْك العظيم، وملكوت للتملك1، وخَلَبُوت2 للخائن الخداع3. ومعنى اطراد التاء فيها اطراد زيادتها في هذا البناء بالاستقراء. واطردت زيادة السين في استفعل. ومعنى اطراد زيادة السين في استفعل أنها زائدة في كل فعل كان وزنه وفيما كان ملتبسا به كالمصدر وأسماء الفاعل والمفعول وغيرها4. وشذت زيادتها في "أسطاع"5. قال سيبويه: أسطاع هو أطاع، زيدت السين تعويضًا عما فات الفعل من التصحيح فصار أسطاع، ومضارعه حينئذ6 يسطيع7 بضم الياء8. ولا اعتداد بالسين عند سيبويه؛ لأنها زائدة عنده9. وقال الفراء: الشاذ فتح الهمزة وقطعها في أسطاع، وحذف10 التاء؛ لأن أصله: استطاع؛ فحذفت التاء للتخفيف، فبقي اسطاع   1 في "ق"، "هـ": والملكوت للملك. 2 في الأصل: غلبوت, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 ينظر اللسان: خلب: 2/ 1220. 4 في الأصل، "هـ": وغيرهما, وما أثبتناه من "ق". 5 في "هـ": استطاع. 6 حينئذ: ساقطة من "هـ". 7 في "هـ": يستطيع, خطأ. 8 النقل ههنا بالمعنى لا بالنص. ينظر نص سيبويه في الكتاب 4/ 285. 9 ينظر المصدر السابق. 10 في الأصل، "هـ": وحذفت. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 631 بكسر الهمزة على القياس ثم فتحت الهمزة على غير القياس، فمضارعه على هذا: يَسْطيع -بفتح الياء- ولا شذوذ في المضارع بفتح الهمزة؛ لأنه الأصل1. وقول سيبويه أشد وأقيس؛ لأنه لم يرتكب شذوذا. قوله2: "وعدّ سين الكَسْكَسَة .... "3 إلى آخره4. أي: وعدهم5 سين الكسكسة في قولهم: أكرمتُكس، ومررت بكس من حروف الزيادة غلط لوجهين: أحدهما: أنه لو عد سين الكسكسة من حروف الزيادة لعد شين الكشكشة في قولهم: أكرمتُكش، ومررت بكش من حروف الزيادة   1 ينظر معاني القرآن, وينظر الخلاف حول همزة "اسطاع" في اللسان "طوع": 4/ 2721. 2 قوله: موضعها بياض في "هـ". 3 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَعَدُّ سِينَ الْكَسْكَسَةِ غَلَطٌ لاسْتِلْزَامِهِ شينَ الْكَشْكَشَةِ، وأمَّا اللاَّمُ فَقَلِيْلَةٌ، كزيْدل وعبْدل، حَتَّى قَالَ بعضهم في فَنْشَلة: فَيْعَلة، مع فَيْشَة، وفي هيْقل فيْعل مَعَ هَيْق، وَفِي طَيْسَلٍ مَعَ طَيْسٍ لِلْكَثِير، وفي فحجل -كجعفر- مع أفحج، وأمَّا الْهَاء فَكَانَ الْمُبَرِّدُ لاَ يَعُدُّهَا وَلاَ يلزمه نحو اخْشَه، فإنها حرف معنى كالتنوين وباء الجر ولامه، وإنما يلزمه نحو أمهات، نحو: أمهتي خِنْدِف وإلياس أبي. وأم فُعْل بدليل الأمومة. وأجيب بجواز أصالتها، بدليل تأمَّهت، فيكون أُمَّهة فُعَّلة كأُبَّهة، ثم حذفت الهاء، أو هما أصلان كدَمْت ودِفْتَر وثَرَّة وثَرْثَار ولؤلؤ ولآل, ويلزمه أيضا نحو: أهراق إهراقة. قال أبو الحسن: هِجْرع للطويل -من الجرع- للمكان السهل, وهِبْلع -للأَلول -من البلع, وخولف. وقال الخليل: هِرْكولة -للضخمة- هِفْعولة؛ لأنها تَرْكُل في مشيها، وخولف". "الشافية، ص10". 4 إلى آخره: ساقط من "هـ". 5 في "هـ": وعد. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 632 والجامع كون كل واحد منهما حرفا جاء لمعنى. ولا قائل "105" يقول: شين الكشكشة من حروف الزيادة. والثاني: أنه لو كان سين الكسكسة1 من حروف الزيادة لكانت الحروف التي جاءت لمعنى من حروف الزيادة, وهو باطل؛ لأنهم يريدون بحروف الزيادة حروفا تزاد لم تكن لمعنى، أي: حروف الهجاء. وأما اللام فزيادتها قليلة، نحو: زيدل وعبدل، في: زيد وعبد. ولقلة زيادة اللام حكم بعضهم2 بأصالتها في فَيْشَلة لرأس الذكر3, وهيقلة لذكر النعام4,وطيسل للعدد الكثير5، وفحجل لمتباعد6 ما بين الرجلين7, وقال: إنها فيعلة مع وجود فَيْش بمعنى8 الفيشلة، ومع وجود هَيْق بمعنى الهيقلة، ووجود   1 في الأصل "هـ": شين الكشكشة, وما أثبتناه من "هـ". 2 وهو الجوهري، حيث أورد في صحاحه الفيشلة في فشل "5/ 1790"، وأورد طيسلا في طسل "5/ 1751". 3 قاله الجوهري "ينظر المصدر السابق: فشل: 5/ 1790" وقد أورد ابن منظور الفشلة مرتين، الأولى: في الفشل "5/ 3418" وفيها ذكر الخلاف حول أصالة اللام أو زيادتها, وكذلك أورده في اللسان مرة أخرى في فيش "5/ 3499". 4 ينظر "الصحاح: هقل: 5/ 1851, واللسان: هقل: 6/ 4679". 5 يقال: ماء طيسل، ونَعَم طيسل، أي: كثير. والطيسل: الغبار، "الصحاح "طسل": 5/ 1751". 6 في "ق": لتباعد. 7 جاء في القاموس "فجل" 4/ 28: "والأفجل والفنْجل، كجندل: المتباعد ما بين القدمين". وفي "فحجل" 4/ 29: "الفحجل، كجعفر، ذكره النحاة وفسروه بالأفحج، وعندي أنه وهم، وإنما الأفحج هو الفنجل، لكنهم لما ذكروه أوردته". 8 في "هـ": لمعنى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 633 طَيْس1 بمعنى2 طيسل3 ووجود أفحج بمعنى فحجل، فيكون الفيش والفيشلة لفظين مختلفين موضوعين لمعنى واحد, ولا يكون أحدهما متفرعا على الآخر، وكذا غيرهما، وليس اللام في: ذلك وهنالك وأولئك هذه اللام؛ لأنها من حروف المعاني، كهاء السكت. [قوله: "وأما الهاء" أي] 4: وأما الهاء فالمبرد5 لا يعدها من حروف الزيادة, ولا يلزم المبرد نقضا، نحو: اخشه، مع زيادة الهاء على اخش6؛ لأن الهاء في نحو اخشه حرف معنى، وهو الوقف كالتنوين وياء الجر ولام الجر، ولا يلزم من زيادة الهاء إذا كان لمعنى إذ لم تكن لمعنى، وهو أن يكون كحرف الهجاء. وإنما يلزم المبرد7 نقضا، نحو: أمهات, ونحو قول الشاعر: 24" أمهتي خِنْدِف وإلياس أبي8   1 في الأصل: طيس, وما أثبتناه من "ق", "هـ". 2 في "هـ": لمعنى. 3 في الأصل: طيشل, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 4 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". 5 في "هـ": فكان المبرد. 6 في الأصل, "ق": اخشه, وما أثبتناه من "هـ". 7 في "ق": الفراء, والمراد: المبرد، كما في الأصل "هـ"، ومتن ابن الحاجب. 8 هذا بيت من مشطور الرجز، نُسب لقصي بن كلاب بن مرة، جَدَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- وقبله: إنِّي لَدَى الْحَرْبِ رَخِيّ اللَّبَب عِنْدَ تَنَادِيهِمْ بِهَال وَهَب معتزم الصولة عالي النسب وخندف: امرأة إلياس بن مضر، واسمها ليلى، وهي أم مدركة بن إلياس بن مضر، فهي جدة قصي, وكذلك إلياس بن مضر جده. وإلياس: يريد "إلياس"، فوصل الهمزة المقطوعة ضرورة. ينظر في هذا الشاهد: الصحاح "أمه": 6/ 2225، والمفصل ص359، وشرح الرضي على الشافية 2/ 282، واللسان "أمم" 1/ 136، 145, وشرح شواهد الشافية 303. والشاهد في قوله: "أمهتي"، حيث زاد الهاء في المفرد على "أم"، بدليل الأمومة، وهو شاذ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 634 لأن الهاء ههنا زائدة لا لمعنى, وأُمّ فُعْل؛ بدليل مجيء الأمومة من غير الهاء؛ فالهاء زائدة. وأجيب عن هذا الإلزام بجواز أصالة الهاء بدليل تأمهت؛ فيكون وزن "أُمَّهَة" فُعَّلَة كأُبَّهَة، ثم حذفت الهاء فبقي أُمَّت، ثم حذفت التاء فبقي أم؛؛ فوزن أم "فُعّ" واللام محذوفة1. وأجيب بأن كل واحد من أم وأمهة2 أصل وليس أحدهما فرعا للآخر3، نحو: ثرة وثرثارة للغزيرة, قال: عين ثرة وثرثارة4 أي: غزيرة [الدموع] 5.   1 قال البغدادي: "وأجاز أبو بكر في قول من قال: أمَّهة في الواحد, أن تكون الهاء أصلية وتكون فَعَّلة، وهي في قول أبي بكر بمنزلة تُرَّهة وأُبَّهة وَقُبَّرة، ويُقوِّي هذا الأصل قول صاحب العين: تأمهت أمّا، بيّن أنه تَفَعَّلَت بمنزلة تَفَوَّهَتْ وَتَنَبَّهَتْ, إلا أن قولهم في المصدر الذي هو الأصل أمُومة يُقَوِّي زيادة الهاء في أمَّهة، وأن وزنها فُعْلَهة". "شرح شواهد الشافية: 302". 2 في الأصل، "ق": أمة, والصحيح ما أثبتناه من "هـ". 3 في "ق": على الآخر. 4 في النسخ الثلاث: وثرثار, والصحيح التأنيث كما هو موجود في المعاجم، وأيضا لمناسبة العين المؤنثة. 5 الدموع: إضافة من المحقق، لازمة للمعنى، ينظر اللسان "ثرر" 1/ 476. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 635 ودَمِث ودِمَثْر للين الخُلُق، أو للمكان السهل1, من قولهم: دمث المكان دمثا فهو دمث دمثر، أي: سهل2. ولؤلؤ ولآّل3 -لبائع اللؤلؤ- فإن لآلا لبائع اللؤلؤ ليس من لؤلؤ الرباعي؛ لأن فَعَّالا للنسبة لا يجيء إلا من الثلاثي، كما هو معلوم من قاعدتهم؛ فاللآل من ثلاثي لم يستعمل ذلك الثلاثي4. وإذا كان كل واحد منهما أصلا لا يرد النقض؛ لأن الهاء في أمهات وأمهة لا تكون زائدة. قوله5: "ويلزمه نحو6 أهراق إهراقة"7 أي: ويلزم المبرد نقضا، نحو: أهراق إهراقة، إذا8 صب؛ لأن الهاء زائدة ههنا9، لأن أصله: أراق إراقة، فزِيدت10 الهاء.   1 ينظر اللسان "دمت": 2/ 1418، وكذلك "دمثر": 2/ 1419. 2 ينظر المصدر السابق، والصحاح "دمث": 1/ 282، والقاموس "دمث" 1/ 166, 167. 3 في "ق": ووأ آل, تحريف. 4 أي: من لأل. 5 قوله: موضعها بياض في "هـ". 6 لفظة "نحو" ساقطة من "هـ". 7 لفظة "إهراقة" ساقطة من "هـ", وفي "ق": هنا. 8 في "ق"، "هـ": أي. 9 ههنا: ساقطة من "هـ", وفي "ق": هنا. 10 في النسخ الثلاث: فزيد, والأنسب للمعنى ما أثبتناه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 636 ولا جواب عنه إلا دعوى الغلط عمن قاله؛ لأنه لما أبدل الهمزة هاء فقيل: هراق، توهم أن الهاء فاء, فأدخلت1 الهمزة على الفاء وأسكنت الهاء2. وقال أبو الحسن الأخفش: هجرع3 -للطويل- وإنه مشتق من الجرع4، والجرع: اسم للمكان السهل، أو لما استوى من الرمل, فالهاء زائدة في "هجرع"5. وهو بعيد6؛ لعدم المناسبة بين الطويل والمكان السهل، وما استوى من الرمل.   1 في "هـ": فدخلت. 2 قال الرضي في شرح الشافية "2/ 384, 385": "اعلم أن اللغة المشهورة أرَاق يُريق، وفيها لغتان أُخريان: هَرَاق -بإبدال الهمزة هاء، يَهَرِيقُ- بإبقاء الهاء مفتوحة؛ لأن الأصل يُؤَرِيق, حذفت الهمزة لاجتماع الهمزتين في الحكاية عن النفس؛ فلما أبدلت الهمزة هاء لم يجتمع الهمزتان؛ فقلبت يهريق مهريقا مهراقة، والمصدر هراقة؛ هَرِق، لا تهرق، الهاء في كلها متحركة. وقد جاء أهراق -بالهمزة ثم بالهاء الساكنة- وكذا يهريق إهراقة مهريق، مهراق، أهرق، لا تهرق, بسكون الهاء في كلها. قال سيبويه: الهاء الساكنة عوض من تحريك العين الذي فاتها كما قلنا في أسطاع". 3 في "ق": الهجرع. 4 حكاه الزمخشري في مفصله "ص359". 5 ووافقه عبد القاهر الجرجاني "ينظر المفتاح: 89"، وينظر اللسان "هجرع": 6/ 4621. 6 رفض ركن الدين مذهب الأخفش ههنا؛ لأنه يرى أن الهاء أصلية غير زائدة, وهو رأي جمهور النحاة واللغويين. "ينظر الكتاب: 4/ 289، والصحاح "هجرع": 3/ 1306، واللسان "هجرع" 6/ 4621، والقاموس "هجرع": 3/ 89، والمقتضب: 1/ 66، 256، 2/ 108، 3/ 338، وإصلاح المنطق 222، وفي تهذيبه: 1/ 513". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 637 وقال أبو الحسن أيضا: هِبْلَع -للأكول- من البلع1. وهو الأقرب من القول بأن الهِجْرَع من الجَرَع؛ لوجود المناسبة ههنا وعدم المناسبة ثَمَّت، على أنه خُولف فيهما الأصل مع عدم الحاجة لمجيء "درهم"2. [و] 3 قال الخليل "106": الهِرْكَوْلة للجارية الضخمة، أو العظيمة الوركين4, وزنها: هِفْعَوْلة؛ من الركل -وهو الضرب بالرجل الواحدة5- لأنها تركل في مشيها؛ "لاستلزام الضخمة الركل"6 عند مشيها. وهو أيضا بعيد؛ لأنها قد تمشي من غير ركل، ولأنه خلاف الظاهر مع عدم الحاجة إليه لمجيء مثل قِرَطْعَب7. فالتاء في "هركولة" للتأنيث، والواو للإلحاق، مثل "البِرْذَوْن والبرذونة" ولهذا خولف الخليل في هذا القول، وحكم بأصالة الهاء في "هركولة8".   1 ووافقه عبد القاهر أيضا, "ينظر المفتاح: 89" وخالفه غيره كما خالفوه في هجرع, ينظر الكتاب: 4/ 289، الصحاح "هبلع": 3/ 1305، واللسان "هبلع": 6/ 4608, والقاموس "هبلع": 3/ 89. 2 في الأصل "قرطعب" وهو غير مناسب للوزن, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 الواو إضافة من "ق". 4 وقيل: الجارية الضخمة المرتجَّة الأرداف "الصحاح "هركل": 5/ 1849". 5 المصدر السابق "ركل": 4/ 1712. 6 في "هـ": لاستلزام الركل الضخمة. 7 في الأصل: درهم, وهو خطأ؛ لعدم مطابقته الوزن المراد. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 8 فتكون وزنها: فِعْلَوْلَة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 638 قوله1: "فإن تعدد [الغالب مع ثلاثة أصول .... "2 إلى آخره] 3. أي: فإن تعدد الحرف4 الغالب عليه زيادته في ذلك المحل، مع ثلاثة أصول فيما لم يكن5 اشتقاق ولا خروج عن أصله ولا بزنة أخرى له، حكم بزيادة تلك الحروف6 المتعددة7 في محالها إن كانت اثنتين، كما في مُقْعَنْسِس -وهو الشديد8- وفي محالها إن كانت اثنتين, كحَبَنْطَى، يحكم بزيادة الميم والنون والسين الأخيرة في مقعنسس، وبزيادة النون والألف في حبنطى؛ لأن زيادة كل واحد منها غالبة في محلها مع ثلاثة أصول، فوجب الحكم بزيادتها؛ فإن تعين أحد الغالبين بالزيادة ولم يمكن الحكم بزيادتهما؛ وذلك إذا كان مع أصلين فقط، رُجِّح أحدهما بالأصالة والآخر بالزيادة؛ وذلك بأنه إذا فرض أحدهما زائدا خرج الكلمة عن أصولها دون الآخر، نحو   1 قوله: موضعها بياض في "هـ". 2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "فإنْ تَعَدَّدَ الْغَالِبُ مَعَ ثَلاَثَةِ أُصُولٍ, حُكم بالزيادة فيها أو فيهما؛ كحبنطى؛ فَإن تَعَيَّنَ أحَدُهُمَا رُجِّحَ بخُرُوجِهَا، كَمِيم مَرْيَمَ ومدين، وهمزة أَيْدع، وتاء تيَّجان، وَتَاءٍ عِزْوِيت، وَطَاءِ قَطَوْطَى، وَلاَمِ اذْلَوْلَى، دون ألفهما لعدم فعلولى وافْعَوْلَى وَوَاو حَوْلَايا دون يائها، وأوَّلِ يَهْيَرّ، والتضعيف دون الياء الثانية، وهمزة أَرْوَنَان دون واوه، وإن لم يأت إلا أتيجان". "الشافية، ص10". 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 4 لفظة "الحرف" ساقطة من "ق". 5 لفظة "يكن" ساقطة من "هـ". 6 في الأصل: الحرف, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 7 في الأصل: المتعدد, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 8 ينظر الصحاح "قعس": 3/ 964. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 639 ميم مريم ومدين؛ فإن الغالب على كل واحد من الميم والياء في محلهما الزيادة1, لكن إن جعلنا الميم زائدة كان وزنهما مَفْعَلًا؛ وهو غير خارج عن أصولهم، وإن جعلنا الياء زائدة كان وزنهما فَعْيَلًا، وهو خارج عن أصولهم؛ فوجب الحكم بزيادة الميم دون الياء، وأن وزنهما مَفْعَل لا فَعْيَل. وكهمزة أيدع مع يائه -وهو الزعفران2- فإن فُرض الهمزة زائدة كان وزنه أَفْعَل، وهو كثير في أبنيتهم، وإن فرض الياء زائدة كان وزنه فَيْعَلًا، وهو قليل في أبنيتهم، وإن زائدة3، 4، فيجب الحكم بزيادة الهمزة دون الياء، ووزنه أفعل لا فيعل. وكياء تَيّجان5 مع تائه -لرجل طويل6، أو فُضُولي7- فإن حكم بزيادة الياء فوزنه فَيْعِلان؛ وهو موجود في أبنيتهم، وإن حكم بزيادة التاء فوزنه تَفْعَلان؛ وهو معدوم8 في أبنيتهم, فالياء زائدة دون التاء.   1 لفظه الزيادة ساقطة من "هـ". 2 الصحاح: "يدع": 3/ 1310. 3 في "هـ": فعيلا، تحريف. 4 في أبنيتهم: ساقط من "ق". 5 يروى بكسر الياء وفتحها "ينظر اللسان "تيج": 1/ 458". 6 المصدر السابق. 7 ينظر الصحاح "تيج": 1/ 357, وفي القاموس: "التَّيِّجان: الكثير الحركة العريض والأمر المقدر، كالمتاح". "تيج: 1/ 217". 8 في "ق": معلوم, تحريف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 640 وكتاء عِزْوِيت مع واوه لاسم أرض1, وقيل: الداهية2. وقيل: غزويت أيضا -بغين معجمة-[فالواو زائدة دون الياء] 3 فإن حكم بزيادة التاء فوزنه: فِعْلِيت، وهو موجود في أبنيتهم كعفريت. وإن حكم بزيادة الواو فوزنه فِعْوِيل، وهو غير موجود في أبنيتهم. وكطاء "قطوْطى" -[للمقارب مشيه من كل شيء] 4 والمتبختر5 في مشيه6- مع الألف؛ فإنه إن حكم بزيادة الطاء، فوزنه: فعوْعل، وهو موجود في أبنيتهم، نحو "عثوثل" -وهو الرجل الضخم المسترخي الأعضاء الثقيل7- وإن حكم بزيادة الألف، فوزنه: فَعَوْلى، وهو غير موجود في أبنيتهم؛ فالطاء زائدة. لا يقال: الطاء ليس من حروف8 الزوائد9, فكيف جعله من حروف الزوائد، [لأنا نقول: ما جعله من حروف الزوائد10] بل   1 حكاه ابن منظور عن ابن دريد "ينظر اللسان "عزا": 4/ 2935" وينظر كذلك القاموس "عزا": 4/ 362. 2 في "ق": للداهية. 3 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق"، "هـ". 5 في "ق": للمتبختر. 6 ينظر اللسان "قطا": 5/ 3684, وجاء في القاموس "قطا": 4/ 379: "القطوطى: الطويل الرجلين, المتقارب الخطو". 7 اللسان "عثل": 4/ 2808. 8 في "ق": الحروف. 9 في "هـ": الزيادة. 10 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 641 جعله زائدا للإلحاق، والحرف الزائد للإلحاق لا يجب أن يكون من حروف الزوائد. وكذا المراد بزيادة لام اذلولى؛ فإن زيادتها للإلحاق، مع أنها من حروف الزوائد، وكـ "لام" "اذلولى" مع ألفها، فإن حكم بزيادة اللام فوزنه: افعوْعل، وهو موجود في أبنيتهم1, وإن حكم بزيادة الألف فوزنه: افْعَوْلَى، وهو معدوم "107" في أبنيتهم2. واذلولى: أسرع3. والضمير في قوله: "دون ألفهما" يعود إلى قطوطى, واذلولى. وكواو "حَوْلَايا" مع يائها؛ فإن حكم بزيادة الواو فوزنها فوعالى، وهو موجود في أبنيتهم، وإن4 حكم بزيادة الياء فوزنه فعلايا، وهو معدوم في أبنيتهم. وكياء5 "يَهْيَرّ" الأولى وأحد حرفي التضعيف, أعني: الراء الثانية مع الياء الثانية؛ فإن حكم بزيادة الياء الأولى والتضعيف فوزنه يفعلّ، وهو موجود, وإن حكم بزيادة الياء الثانية فوزنه فَعْيَلّ، وهو معدوم [في أبنيتهم] 6.   1 في أبنيتهم: إضافة من "هـ". 2 في "ق": كلامهم. 3 في الصحاح "ذلى" 6/ 2347: "اذلولى اذْلِيلاء، أي: انطلق في استخفاء". 4 في "هـ": ولذا. 5 وكياء: ساقطة من "هـ". 6 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 642 واليَهْيَرّ: صِمْغ الطَّلْح1, وقيل: ضرب من الشجر2, وقيل: دويبة أعظم من الجُرَذ3, وقيل: حجارة مثل الأكف4, وقيل: السَّرَاب5. وكهمزة "أَرْوَنَان" مع واوه؛ فإن حكم بزيادة الهمزة فوزنه: أَفْعَلان، وهو موجود في أبنيتهم, وإن حكم بزيادة الواو فوزنه: فَعْوَلان6، وهو معدوم؛ فالهمزة زائدة، يقال: يوم7 أرونان؛ أي: شديد الحر8. قوله: "وإن لم يأتِ إلا أَنْبَجان"9 أي: أفعلان10 موجود في أبنيتهم، وإن لم يأت إلا أنبجان, فإنه كفى في الحمل عليه؛ لأن الحمل على ما وجد له مثال واحد أولى من الحمل على ما لا يوجد له مثال البتة. اعلم أن المضبوط في النسخ "أنبجان" بالجيم, وهو العجين الحامض11   1 حكاه الجوهري عن أبي عمرو "ينظر الصحاح: هير: 2/ 856". 2 قاله في القاموس: هير: 2/ 163. 3 المصدر السابق. 4 المصدر السابق. 5 المصدر السابق. ينظر كذلك الصحاح: هير: 2/ 856. 6 في "هـ": فعلوه. خطأ. 7 في الأصل: قوم. تحريف. 8 ينظر الصحاح: رون: 5/ 2127. 9 إلا أنبجان: ساقط من "هـ". 10 في "هـ": فعلان، لعله سهو من الناسخ. 11 في الصحاح: "وعجين أَنْبَجان، أي: مدرك منتفخ. ولم يأت على هذا البناء إلا حرفان: يوم أرونان، وعجين أنبجان" "نبج: 1/ 343". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 643 وذكر الجوهري أنه وُجد في بعض الكتب بالخاء المعجمة [وقال] : وسماعي عن أبي سعيد وأبي الغوث1 وغيرهما بالجيم2. وذكر أبو سعيد في شرح3 الكتاب: يقال: عجين أنبخان -بالخاء- إذا كان قد سُقِي ماء كثيرا وأحكم عجنه4. وذكر ابن مالك "أنبخان" -بخاء معجمة5- لأنه معروف في الكلام، وأما أنبجان فغير معروف، وإنما المعروف أنبجاني وأنبجانية، لكساء مخطط6, وليس منسوبا إلى أنبجان7؛ لأن أنبجانا غير معروف، فقيل: هو منسوب إلى منبج, وقد دخله تغيير النسب8. وقيل فيه غير ذلك9. قوله: "فإن خرجتا [رُجِّحَ بأكثرهما ... "10 إلى آخره] 11.   1 في الأصل: وأبي العون، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 2 الصحاح "نبج": 1/ 343. 3 في "هـ": الشرح. 4 ونقله صاحب اللسان في "نبخ": 6/ 4321. 5 في "هـ": بالخاء المعجمة. 6 وهو كساء يُتخذ من الصوف, وهي من أدق الثياب الغليظة. ينظر اللسان "نبج" 6/ 4320. 7 وحكى ابن منظور هذا الرأي عن ابن الأثير. ينظر المصدر السابق. 8 جاء في اللسان: "يقال: كساء أنبجاني، منسوب إلى منبج المدينة المعروفة، وهي مكسورة الباء، ففتحت في النسب، وأبدلت الميم همزة". و"نبج: 6/ 4320". 9 وقيل: إنها منسوبة إلى موضع اسمه أنبجان. "المصدر السابق". 10 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "فإن خرجتا رجع بأكثرهما كالتضعيف في تئَِفَّان وواو كَوَأْلَل ونون حِنْطَأ وواوهما" "الشافية، ص 10". 11 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 644 أي: وإن1 تعدد الحرفان في محلين يكون الغالب عليهما الزيادة في ذينك المحلين, وخرجت الكلمة بتقدير زيادة كل واحدة منهما عن أبنيتهم؛ رجح أحدهما بأكثر2 زيادة؛ أي: حكم بزيادة أكثرهما زيادة كالتضعيف3 مع التاء في تَئِفَّان4؛ فإن رجح التضعيف بالزيادة على التاء؛ فإن حكم بزيادة التضعيف فوزنه "فَعِلَّان"، وإن حكم بزيادة التاء فوزنه "تَفِعْلَان". وكل واحد منهما خارج عن أبنيتهم، لكن زيادة التضعيف أكثر وأقيس من زيادة التاء؛ فحكم بزيادة التضعيف دون التاء. يقال: جاء على تئفان ذلك "وتئفه"5 أي: وقته، أو أول وقته. وقيل: هو النشاط6. وقد7 حكم في الصحاح بزيادة التاء لا التضعيف8. وكالواو مع الهمزة في "كَوَأْلَل"، أي: قصير9. فإن حكم بزيادة الواو فوزنه على10 "فَوَعْلل"، وإن حكم بزيادة الهمزة:   1 في "هـ": فإن. 2 في الأصل, "ق": بأكثر, وما أثبتناه من "هـ". 3 في "ق"، "هـ": كأحد حرفي التضعيف. 4 التئفان: النشاط. "اللسان: تأف: 1/ 412". 5 تئفته: إضافة من "ق". 6 ينظر اللسان "أفف": 1/ 95, 96. 7 قد: ساقطة من "هـ". 8 قال الجوهري: "وجاء على تَئِفَّة ذلك، مثال: تَعِفَّة ذلك، وهي تَفِعْلَة" "الصحاح: أفف: 4/ 1331". 9 الصحاح: كأل: 5/ 1808. 10 لفظة "على" ساقطة من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 645 "فَعَأْلَل" وكل واحد منهما خارج عن أبنيتهم، وزيادة الواو أكثر من زيادة الهمزة؛ فحكم بزيادة الواو دون الهمزة1. وكالنون مع الواو في "حِنْطَأْو"؛ فإن حكم بزيادة الواو فوزنه "فِعْلَأْو". وإن حكم بزيادة النون، فوزنه "فِنْعَلّ" وكل واحد منهما معدوم في أبنيتهم. [لكن زيادة أكثر النون أكثر من زيادة الواو؛ فحكم بزيادة النون دون الواو] 2. وإن كان من: حطأ به الأرض -كما ذكره الجوهري3- "108" كانت4 الواو والنون زائدتين ووزنه "فِنْعَلْو". قوله: "وإن5 لم تخرج فيهما [رجح بالإظهار ... "6 إلى آخره] 7. أي: وإن8 تعدد الحرف الذي يغلب عليه الزيادة مع أصلين, فإن لم9 تخرج الزنة عن النظير على تقدير زيادة أي واحد من   1 في "هـ": دون زيادة الهمزة. 2 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق". 3 في "هـ": كما ذكره صاحب الصحاح. 4 في الأصل: فإن, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 في "ق": فإن. 6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "فَإِنْ لَمْ تَخْرُجْ فِيهمَا رُجِّح بالإِظْهَارِ الشَّاذِّ، وقِيلَ: بِشُبْهَةِ الاشْتِقَاقِ، وَمِنْ ثَمَّ اخْتُلِفَ في يَأْجَج ومَأْجَج". "الشافية، ص10". 7 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 8 في الأصل، "ق": فأن, وما أثبتناه من "هـ". 9 في "هـ": "ولم" بدل: "فإن لم". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 646 المتعددين؛ فقال بعضهم: يرجح بالإظهار الشاذ فيما فيه1 مثلان مفكوكان؛ أي: ما لزم من أصالته شذوذ الإظهار فهو زائد والآخر أصلي؛ هربًا عن الإظهار الشاذ2. وقال بعضهم: يرجح3 شبهة الاشتقاق، وهي موافقة البناء بناء4 كلامهم في الحروف الأصول دون المعنى، فما أدت زيادته من أحد المتعددين إلى تركيب مهمل فهو أصل5 والآخر زائد، هربًا من تركيب مهمل. [وما لم تؤد زيادته من المتعددين إلى تركيب مهمل6] يرجح فيه بالإظهار الشاذ لا غيره. ولأجل الاختلاف في سبب الترجيح, اختُلف في يأجج7 اسم قبيلة8,   1 في الأصل: قبله, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 2 أي: يكون ترجيح أصالة أحدهما بحصول الإظهار الشاذ بزيادته، ويحكم بزيادة ما لم يثبت بزيادته إظهار شاذ؛ فيحكم في: هدد بزيادة الدال، فيكون ملحقا بجعفر؛ فلا يكون الإظهار شاذاً؛ لأن مَفْعَلاً لا يكون ملحقاً. "ينظر شرح الشافية، للرضي: 2/ 294". 3 لفظة "يرجح" ساقطة من "ق". 4 لفظة "بناء" ساقطة من "ق". 5 في "ق": أصلي. 6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 7 حكى ابن منظور عن ابن سيده عن سيبويه أن "يأجج -مفتوح الجيم- مصروف ملحق بجعفر" "ينظر اللسان: يأج: 6/ 4945". وقال الرضي: والمشهور الفتح في يأجج, ومأجج ويأجج غير منصرفين: إما للوزن والعلمية والتأنيث, وإما للعلمية والتأنيث, وهي "اسم أرض". "شرح الشافية 2/ 394". 8 جاء في القاموس: "يأجَُِج، كيسمع، وينصر, ويضرب: موضع بمكة" "أجج: 1/ 177, يأج: 1/ 214". وفي اللسان: "يأجج" مكان من مكة على ثمانية أميال، وكان من منازل عبد الله بن الزبير، فلما قتله الحجاج أنزله المجذمين "أجج: 1/ 31". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 647 ومأجج اسم مكان. فإن جعلنا الياء في "يأجج" والميم في "مأجج" زائدتين كان وزن يأجج يَفْعَلًا، ووزن مأجج مَفْعَلًا، وإن جعلنا الجيم فيهما زائدا للتكرار للإلحاق كان وزنهما فَعْلَلًا، وكل واحد منهما غير خارج عن أبنيتهم؛ فمن رجح بالإظهار الشاذ1 جعل التضعيف زائدا للإلحاق؛ فوزن [يأجج و] 2 مأجج فعلل عنده3. ومن رجح بشبهة الاشتقاق فوزن يأجج يفعَل، ووزن مأجج مفعل؛ لأن في بنائهم "أَجَّ" وليس في بنائهم "يأج" ولا "مأج". وإذا4 كان "أج" في بنائهم وليس5 "يأج، ومأج" في بنائهم، فَحَمْلُ "يأجج، ومأجج"6 على "أج" أولى وأشبه من حملهما على "يأج، ومأجج" فتكون الياء في "يأجج" والميم في "مأجج" زائدتين، والجيم أصلية7.   1 وقد يكون الإظهار شاذا في كليهما، كما روى الرواة: يأجج -بكسر الجيم- فيكون الإظهار في فَعْلِل شاذاً أيضاً، كما هو شاذ في: يَفْعِل، إذ لم يجئْ مثل جَعْفِرٍ -بكسر الفاء- حتى يكون يأجج ملحقا به "ينظر شرح الشافية، للرضي: 2/ 389". 2 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ". 3 ينظر شرح الشافية، للرضي: 2/ 387. 4 في "هـ": فإذا. 5 في "هـ": فليس. 6 في "هـ": فحمل مأجج ويأجج. 7 وهذا الرأي اختاره الرضي، وعلل له بقوله: "لأن إثبات تركيب مرفوض في كلام العرب أصعب من إظهار شاذ، إذ الشاذ كثير، ولا سيما في الأعلام؛ فإن مخالفة القياس فيها غير عزيزة، كمَوْرَق ومَحْبَب وحَيْوَة". "شرح الشافية: 2/ 387". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 648 وهذا القول ضعيف؛ لاستلزامه الإلحاق بالأقل [وترك الإلحاق بالأكثر؛ لأنه ألحق يأجج ومأجج بأَجَّ الذي يستلزم شذوذ فك الإدغام في يأجج ومأجج] 1 وترك الإلحاق بيأج ومأج، الذي لم يستعمل من تراكيب الياء والهمزة والجيم، ولا من تراكيب الميم والهمزة والجيم، إلا بناءان وهما: جاء يجيء جيئا2، وجأى الثوب يجآه جأيا3؛ أي: خاطه4, هذان من تراكيب الياء والهمزة والجيم, ومَؤُجَ الماء مُئُوجة فهو مَأْج, إذا ملح, وهذا من تراكيب الميم والهمزة والجيم، وأمثلة ما شذ فيه فك الإدغام أقل من التراكيب التي لم يستعمل فيها إلا بناء واحد. قوله5: "ونحو مَحْبَب -علما6-[يقوي الضعيف .... " 7 إلى آخره] 8. أي: مجيء محبب [علما] 9 -بفك الإدغام- يقوي القول الضعيف؛ لإجماعهم10 على أن محببا هذا مفعل؛ ففك الإدغام11   1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 2 في مادة "جيأ". 3 اللسان "جأى": 1/ 530. 4 المصدر السابق. 5 قوله: موضعها بياض في "هـ". 6 علما: إضافة من "ق". 7 تكملة عبارة ابن الحاجب: "وأجيب بوضوح اشتقاقه". "الشافية، ص10". 8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 9 علما: إضافة من "هـ". 10 في "هـ": لاجتماعهم. 11 في "ق"، "هـ": إدغامه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 649 شاذ، ولم يرجح بالإظهار الشاذ؛ لأنه لو رُجِّح به لقيل: وزنه فَعْلَل، بل رجح بشبهة الاشتقاق حتى جعل وزنه مَفْعَلًا. وأجيب1 عنه بأنه إنما لم يرجح بالإظهار الشاذ لوضوح اشتقاقه من المحبة، ولأنه علم فرُخِّص فيه الإظهار الشاذ؛ "لأنه2" يغتفر في الأعلام ما لا يغتفر في غيرها. قيل: فيه نظر؛ لأن ظهور اشتقاق محبب من المحبة، ليس لأنها لازمة لمسماه, بل لأن "محب"3 مهمل في كلامهم، فالظاهر أن الرجل سمي بمَحْبَب، من حب بمعنى أنه يُحِب أو4 يُحَب. ويأجج مثل محبب "وذلك"5؛ لأن يأجج مهمل في الكلام، فالظاهر أنه سمي المكان بيأجج، من أج؛ لأنه تؤجج فيه النيران، "أو لأنه"6 يئج حرا؛ فلو كان ظهور الاشتقاق كافيا في الجزم بتعيين الزيادة، لكان "يأجج" مثل محبب عند جميع النحاة. لا يقال: إذا كان يأجج واضح الاشتقاق من أج، كما أن محببا واضح الاشتقاق من حب، فلِمَ أُجْمِع على أن محببا مفعل واختلف في يأجج "109"؛ لأنا نقول: لأنهم أهملوا جميع تراكيب محب ولم   1 وهي إجابة المصنف في الشافية. 2 في الأصل, "ق": ولأنه, وما أثبتناه من "هـ". 3 في الأصل: محبب, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 4 في "هـ": أن بدل: أو. 5 في الأصل, "ق": في ذلك, وما أثبتناه من "ق". 6 في الأصل: أو أنه, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 650 يهملوا جميع تراكيب يأج، كما ذكرناه؛ فلهذا وجب أن يكون محبب مفعلا من حب، فشاذ فك الإدغام، وامتنع أن يكون فعللا من محب؛ لاستلزامه [التركيب مما] 1 أهمل جميع2 تركيباته، وليس يأجج مثل محبب؛ لإهمال3 بعض وجوه تركيباته4، كما مر؛ فيجوز أن يكون يَأْجَج "يَفْعَلًا"5 من أَجَّ -شاذ فك الإدغام للحمل على التركيب6 المستعمل- وأن يكون فَعْلَل من يأج المستعمل بعض وجوه تركيباته7 وإن كان مهملًا في نفسه؛ هربًا من الإظهار الشاذ. اعلم أن لقائل أن يقول: لا نسلم أن ظهور اشتقاق محبب من المحبة؛ ليس لأنها لازمة لمسماه، لجواز أن يكون المحب8 مصدرا؛ فإن المصدر من فعل يفعل -بكسر العين في المضارع- على وزن مفعل بفتح العين. على أن الفراء جوز أن يكون حَبّ يَحُبّ: فعُل يفعُل -بضم العين9- فيكون للمكان أيضا.   1 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في الأصل. 2 لفظة "جميع" ساقطة من "هـ". 3 في الأصل: لاستعمال, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 4 في "هـ": تراكيبه. 5 في الأصل: يفعل, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 6 في "هـ": التركيب. 7 في "هـ": تراكيبه. 8 في الأصل: المحبب, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 9 حكاه صاحب اللسان في "حبب": 2/ 744. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 651 وأما مأجج فيجب أن يكون فَعْلَلًا مثل مَهْدَد؛ لأنه يقال: أَجَّتِ النار تَئِج وتَؤُج؛ أي: صَوَّتَت1، ومؤُج الماء مئوجة2 فهو مَأْج, إذا ملح3. فمأجج على هذا فعلل [من مأج4، لا مفعل من أج؛ لئلا يلزم حمل فك الإدغام على الشذوذ لغير فائدة. قوله: "فإن ثبتت "فيها"5 "فبالإظهار .... "6 إلى آخره] . أي: فإن ثبتت شبهة الاشتقاق في التقديرين -أي: على تقدير زيادة هذا الحرف، وعلى تقدير زيادة ذلك الحرف- يرجح بالإظهار الشاذ بالإجماع كمهدد -من أسماء النساء7- فإن حكم بزيادة الدال فوزنه "فعلل" وبناؤه من "مهد". وإن حكم بزيادة الميم فوزنه مفعل وبناؤه من هَدَّ, فعلى التقديرين شبهة الاشتقاق موجودة، وإذا كان   1 في اللسان "أجج": 1/ 30: "وأجت النار تئج وتؤج أجيجا، إذا سمعت صوت لهيبها". 2 لفظة "مئوجة" ساقطة من "هـ". 3 ينظر اللسان "مأج": 6/ 4119. 4 في الأصل, "ق": من فعل وهو ساقط من هـ, والصحيح ما أثبتناه لأنه المناسب للسياق. 5 في الأصل: فيها, والصحيح ما أثبتناه من "ق". 6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "فإنْ ثَبَتَتْ فِيهِمَا فَبِالإِظْهَارِ اتِّفَاقاً، كدال "مهْدَدَ" فإن لم يكن إظهار فشبهة الاشتقاق كميم مَوْظَب ومَعْلًى، وفي تقديم أغلبهما عليها نظر؛ ولذلك قيل: رُمّان فُعّال؛ لغلبتهما فِي نَحْوِهِ، فَإِنْ ثَبَتَتْ فيهِمَا رُجِّحَ بِأَغْلَبِ الوزنين، وَقِيلَ: بِأَقْيَسِهِمَا، وَمِنْ ثَمَّ اخْتُلِفَ في مَوْرَق دون حَوْمان". "الشافية، ص10". 7 ينظر اللسان: مهد: 6/ 4286. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 652 كذلك تعين الترجيح بالإظهار الشاذ؛ فلهذا حكم بأن وزنه "فعلل" لا "مفعل"1. فإن لم يكن إظهار شاذ على تقدير زيادة أية واحدة من الحرفين, ترجح شبهة2 الاشتقاق، كـ "ميم" موظب بفتح الظاء: اسم موضع3 مع الواو، وكـ"ميم" معلى مع الألف. فإن جعل ميم موظب زائدة فوزنه: مفعل؛ وتركيبه من ظاء وواو وباء، وهو بناء مستعمل. وإن4 جعل الواو زائدة فوزنه فَوْعَل5؛ وتركيبه6 من ميم وظاء وباء7، وهو تركيب غير مستعمل. وكذلك إن جعل ميم معلى زائدة، فوزنه مفعل؛ وتركيبه من عين ولام وواو، وهو تركيب مستعمل. وإن جعل الألف زائدة فوزنه فَعْلى؛ وتركيبه من ميم وعين ولام، وهو غير مستعمل، فتكون الميم [فيها] 8 زائدة.   1 فحكم بأن الميم أصل؛ لأنها لو كانت زائدة لم تكن الكلمة مفكوكة, وكانت مدغمة كمسدّ ومردّ. "ينظر اللسان: مهد: 6/ 4286". 2 في "ق": بشبهة. 3 وحكى ابن منظور عن أبي العلاء أنه موضع مَبْرَك إبل بني سعد مما يلي أطراف مكة. "ينظر اللسان: وظب: 6/ 4869". 4 في "هـ": فإن. 5 فوزنه فوعل: ساقط من "ق"، "هـ". 6 في "ق"، "هـ": فتركيبه. 7 في "ق": وياء. تحريف. 8 في الأصل "هـ": فيها, والصحيح ما أثبتناه من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 653 [وفيه نظر؛ لأنا لا نسلم أن التركيب من الميم والعين واللام مهمل؛ فإن صاحب الصحاح قال: مَعَلَني عن حاجتي؛ أي: عجلني1 وذكر معاني أخر2] 3. قوله4: "وفي تقديم أغلبهما عليهما5 نظر". اعلم أنهم يقدمون أغلب الوزنين على شبهة الاشتقاق؛ لأن الحمل على ما كثرت نظائره أولى من الحمل على ما قلت نظائره. وقال المصنف: فيه نظر؛ لجواز أن يكون رده إلى أغلب الوزنين ردا إلى تركيب مهمل، ورده إلى غير أغلب الوزنين -أعني شبهة الاشتقاق- ردا إلى تركيب مستعمل، ورد الكلمة إلى تركيب مستعمل أولى من ردها إلى تركيب مهمل. ولأجل أنهم يرجحون أغلب الوزنين على شبهة الاشتقاق قالوا: رُمّان فُعّال، من رَمَن، وإن كان رمن غير مستعمل، ولا [فعلان] 6   1 الصحاح "معل": 5/ 1819. 2 قال: مَعَلْتُ الشيء مَعْلًا، إذا اختلستُه. والمعل: السرعة في السير. ومعلت أمرك؛ أي: عجلت به وقطعته وأفسدته. ويقال: لا تُمعلوا ركابكم؛ أي: لا تقطعوا بعضها من بعض. "المصدر السابق". وحكى أيضا عن أبي عمرو قوله: معلت الحمار وغيره معلا، وهو ممعول، إذا استلت خصيتاه. "المصدر السابق". 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 4 قوله: موضعها بياض في "هـ". 5 في "ق": عليهما. 6 لفظة "فعلان" إضافة من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 654 من رم؛ لغلبة فُعَّال من أسماء النبات، نحو: حُمَّاض وتفاح وقُلَّام -لضرب من الحمض1- وعلام للحناء2. فإن ثبت شبهة الاشتقاق في التقديرين -أي: على تقدير زيادة أية واحدة من الحرفين- يرجح بأغلب الوزنين في لغة العرب. [وقيل: يرجح "110" بأقيس الوجهين. وهذا3 الاختلاف اختلف في "مورق" -اسم رجل4- فإن جعلت الميم زائدة فوزنه: مفعل من: ورق، وهو مستعمل, وإن جعلت الواو زائدة فوزنه: فوعل، من مَرَقَ، وهو أيضا5 مستعمل. فههنا ثبتت شبهة الاشتقاق بالنظر إلى الحرفين معا، وحينئذ يرجح بأغلب الوزنين عند الأكثر، فيكون وزنه حينئذ مفعلا؛ لأنه أكثر من فوعل في لغة العرب] 6. ويرجح بأقيس الوجهين عند بعضهم، فوزنه حينئذ فَوْعَل لا مَفْعَل؛ لأن قياس ما زيدت الميم في مثله أن تكسر7 عينه، نحو   1 الصحاح "قلم": 5/ 2041. 2 المصدر السابق "علم": 5/ 1991. 3 في "هـ": ولهذا. 4 ينظر الصحاح "ورق": 4/ 1566. وجاء في القاموس: "ومَوْرَق كمَقْعَد: ملك الروم, ووالد طريف المدني المحدث، ولا نظير لها سوى مَوْكَل ومورن وموهب وموظب وموحد". "ورق: 3/ 289". 5 في الأصل "ق": بناء, وما أثبتناه من "هـ". 6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 7 في "ق": يكسر. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 655 "موعِل وموجل"1 ومورد؛ فلو كانت2 الميم في "مورق" زائدة كان قياسه مورقا -بكسر الراء- فلما قيل: مورق -بفتح الراء- كان وزنه فوعلا لا مفعلا؛ لفقدان مفعل في مثل بنائه. ولم يُختلف في حَوْمَان؛ لعدم خلاف القياس على تقدير زيادة كل واحد3 من الحرفين؛ لأنه إن حكم بزيادة الواو فوزنه: فَوْعَال، وإن حكم بزيادة النون فوزنه: فَعْلَان. وكل واحد منهما موجود في أبنيتهم؛ فلهذا حكم بأن حومان فعلان لا فوعال؛ لأن فعلان أكثر من فوعال في كلامهم. والحومان واحدها: حومانة، وجمعها: حوامين، وهي أماكن غلاظ4. قوله5: "فإن ندرا [احتملهما كأُرْجُوان] 6"7. أي: فإن ندر الوزنان مع تحقق شبهة الاشتقاق [في الوزنين؛ لأن المفروض وجود شبهة الاشتقاق] 8، كأرجوان؛ فإنه يحتمل   1 في "هـ": موجل وموعد. 2 في النسخ الثلاث: كان, والصحيح ما أثبتناه. 3 في "ق": واحدة. 4 قال لبيد يصف ثور وحش: وأضحى يقتري الحومان فردا كنصل السيف حُودت بالصقال "ديوان لبيد: 106". 5 قوله: موضعها بياض في "هـ". 6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 7 تكملة عبارة ابن الحاجب: "فَإِنْ فُقِدَتْ شُبْهَةُ الاشْتِقَاقِ فِيهِمَا فَبِالأَغْلَبِ، كَهَمْزَةِ أفعى وأوْنَكان، وميم إِمَّعَة" "الشافية، ص10". 8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 656 زيادة الهمزة وأصالة الواو فيكون أُفْعُلان، من: رجون -وهو نادر- كأفعوان لذكر الأفاعي, وأقحوان للبابونج1، من قولهم: قحوت الدواء, أي: جعلت فيه الأقحوان. واحتمل زيادة الواو وأصالة الهمزة فيكون فُعْلُوان2 -وهو أيضا نادر- كعنفوان الشباب والنبات، لأول بهجته3. قال الأزهري4: عُنْفُوان فُعْلُوان، من العنف، ضد الرفق5. ولا يجوز أن يكون أرجوان على وزن أفعوال في الكلام، من: رجن بالمكان، إذا أقام6 به؛ لعدم أفعوال في الكلام. الأرجوان: صِبْغ شديد الحمرة7. وقيل أيضا: معرب، وهو بالفارسية: أرغوان -وهو شجر له   1 البابونج: زهرة كثيرة النفع. "القاموس: بنج: 1/ 179". 2 الواو ساقطة من "هـ". 3 ينظر اللسان "عنف": 4/ 3133. 4 الأزهري: هو محمد بن أحمد بن الأزهري بن طلحة بن نوح بن الأزهري بن نوح بن حاتم الأزهري الهروي، الشافعي "أبو منصور" أديب لغوي، ولد في هراة بخراسان سنة 282هـ، وعني بالفقه أولا ثم غلب عليه علم العربية، فرحل إلى طلبه، وقصد القبائل وتوسع في أخبارهم. توفي سنة 370هـ. "ينظر في ترجمته: معجم الأدباء: 17/ 164-167، ووفيات الأعيان: 1/ 635, 636، وطبقات الشافعية للسبكي: 2/ 106, 107، ومرآة الجنان: 2/ 395, 396، وشذرات الذهب: 3/ 72, 73، والأعلام: 2/ 49". 5 تهذيب اللغة 3/ 3. 6 في الأصل "هـ": قام, وما أثبتناه من "ق". 7 قاله الجوهري في صحاحه "رجا": 6/ 2353, وأضاف: "قال أبو عبيد: وهو الذي يقال له: النَّشَاسْتَج, قيل: والبَهْرَمَان دونه". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 657 نور أحمر أحسن ما يكون- ويسمى أيضا كل لون يشبهه أرجوانا1. فإن فقدت شبهة الاشتقاق في الوزنين رجح بالأغلب، كهمزة أفعى مع الألف؛ فإن قدرت الهمزة زائدة فوزنه: أفعل؛ وتركيبه من فاء وعين وألف -أعني: فعى- وهو غير مستعمل، وإن قدرت الألف زائدة فوزنه: فَعْلَى؛ وتركيبه من همزة وفاء وعين، وهو -أعني: أَفْعَ-[أيضا] 2 غير مستعمل، وإذا كان كذلك كان وزنه أفعل لا فعلى؛ لأن أفعل أكثر من فعلى. وكهمزة "أَوْتَكان" مع واوها؛ فإن قدرت الهمزة زائدة فوزنه: أفعلان، وإن قدرت الواو زائدة فوزنه: فوعلان، مع أنه ليس في بنائهم "وتك" ولا "أتك". وإذا كان كذلك, كان وزن أوتكان أفعلان لا فوعلان؛ لأن أفعلان أكثر من فوعلان. وكـ "ميم" "إمعة" مع3 همزتها؛ فإن قدرت الميم زائدة فوزنها: فِعَّلَة, وتركيبها من همزة وميم وعين كـ "إِمَّع"، وإن قدرت الهمزة زائدة فوزنها: إِفْعَلة؛ وتركيبها من ميم وميم وعين كـ "ممع" وكل4 واحد من: أمع وممع غير مستعمل في كلامهم.   1 قاله الجوهري أيضا. "المصدر السابق". 2 لفظة "أيضا" إضافة من "ق"، "هـ". 3 في "ق": "و" بدل "مع". 4 في الأصل، "هـ": فكل, وما أثبتناه من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 658 والإمعة: هو الذي يظهر1 الموافقة لكل أحد2؛ أي: يقول لكل واحد: أنا معك3. قوله4: "فإن ندرا [احتملهما] 5 .... "6. [أي] 7: فإن ندر الوزنان باعتبار تقدير زيادة [الحرف الأول] 8 وباعتبار زيادة الحرف الثاني، مع فقد شبهة الاشتقاق فيهما احتُمل الوزنان؛ كأسطوانة "111" [فإنها إما أُفْعُوالة وإما فُعْلُوَانة9] فإنه إن10 ثبتت11 أفعوالة في بنائهم، فأسطوانة أفعوالة كأقحوانة، بزيادة الهمزة وأصالة النون، من سطن وإن لم يكن سطن معروفا, وإن لم تثبت أفعوالة فأسطوانة فعلوانة -وهو مذهب الأخفش12-   1 في الأصل: يظاهر, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 2 في "ق": واحد. 3 ومثله: إلاِمَّع. "ينظر الصحاح: أمع: 3/ 1183". وحكى الجوهري عن أبي بكر بن السراج قوله عن الإمع: هو فِعَّل؛ لأنه لا يكون إفعل وصفا. "المصدر السابق". 4 قوله: موضعها بياض في "هـ". 5 احتملهما: ساقطة من "هـ". 6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "فإن ندر احْتَمَلَهُمَا كَأسْطُوَانَةٍ إنْ ثَبَتَتْ أُفْعُوَالَةُ، وَإِلا ففُعْلُوَانَة، لا أفعلانة؛ لمجيء أساطين" "الشافية: ص10". 7 لفظة "أي" إضافة من "ق"، "هـ". 8 ما بين المعقوفتين مطموس في "هـ". 9 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". 10 في "هـ": "فأن" بدل "فإنه إن". 11 في "هـ": ثبت. 12 حكاه الجوهري في صحاحه "سطن": 5/ 2135. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 659 بزيادة النون وأصالة الهمزة [من: أسط، وإن1] لم يكن أسط معروفا، لا أفعلانة بزيادة الهمزة والنون وأصالة الواو -من: سطوت- لمجيء أساطين في جمع أسطوانة، فلو كانت الواو أصلية في الأسطوانة لم تحذف في الجمع، لكنها حذفت؛ لأن الياء في أساطين زائدة قطعا، وليست بدلا عن الواو؛ لأنه2 لا يقع بعد ألف الجمع ثلاثة أحرف بغير هاء التأنيث إلا وأوسطها حرف مد زائد، كمصابيح وقناديل، ولو كانت أسطوانة أفعلانة لقيل في الجمع: أساطٍ وعلى التعويض: أساطي، كما يقال في جمع أقحوان: أقاح، وبالتعويض: أقاحي. وإذا كانت أسطوانة أفعوالة أو فعلوانة فقد فُقِد فيهما شبهة الاشتقاق لعدم التركيب من أسط ومن سطن، وأفعوالة أو فعلوانة نادرتان. وإذا كان كذلك احتمل أن يكون كل واحدة من أفعوالة وفعلوانة وزن أسطوانة. و3 ذكر في الصحاح [أنه] 4 لا يجوز أن يكون أسطوانة فعلوانة؛ لأن5 الواو حينئذ زائدة, إلى جنبها زائدتان: الألف والنون، وهذا لا يكاد يكون6، 7.   1 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في الأصل. 2 في الأصل, "هـ": ولأنه. 3 الواو ساقطة من "ق". 4 أنه: إضافة من "هـ". 5 في الأصل: لكن, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 6 في "ق": وهذا لا يكون يكاد. لعله سهو من الناسخ. 7 الصحاح "سطن": 5/ 2135. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 660 وقال بعضهم: سطن معروف ويستعمل؛ لأنه يقال: أساطين مُسَطَّنة، وسطنت الأساطين, ذكره في الصحاح1. وأجاب عنه بعضهم بأن الأقرب أنه من باب لآّل ولؤلؤ. وتقريره أنه يجوز أن يكون2 سطّن فرعا لسطن -بالتخفيف- بألا يكون سطن مستعملا أصلا، كما أن لآّلا ليس فرعا للؤلؤ3 الذي هو الرباعي، بل فرعا على ثلاثي4 لم يستعمل ذلك الثلاثي أصلا, بناء على أن فَعَّالًا للنسبة لا يجيء [إلا] 5 من الثلاثي، وأن اللؤلؤ رباعي.   1 في "سطن": 5/ 2135. 2 في الأصل، "ق": لا يكون, وما أثبتناه من "هـ". 3 في "هـ": اللؤلؤ. 4 في الأصل: الثلاثي, وما أثبتناه من "ق", "هـ". 5 لفظة "إلا" إضافة من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 661 الإمالة 1: قوله2: "الإمالة: أن يُنْحَى بالفتحة نحو الكسرة .... "3. هذا4 التعريف أولى من تعريفها بأن ينحى بالألف نحو الياء5 ومن تعريفها"6 بأن ينحى بالفتحة7 نحو الكسرة وبالألف نحو الياء8؛ لأنهما لا يتناولان إمالة نحو {بِشَرَرٍ} 9، و {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ   1 خالف ابن الحاجب الزمخشري في جعله باب الإمالة بعد باب الوقف؛ لأن الزمخشري قدم الإمالة على الوقف في المفصل، فذكر الإمالة في ص235 وذكر الوقف في ص238، وللإمالة مصطلحات أخرى، كالكسر، والبطح، والاضطجاع "ينظر شرح الأشموني: 3/ 762". 2 قوله: موضعها بياض في "هـ". 3 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "الإمالة: أن ينحى بالفتحة نحو الكسرة، وسببها قصد المناسبة لكسرة أو ياء، أو لكون الألف منقلبة عن مكسور أو ياء, أو صائرة ياء مفتوحة, وللفواصل، أو لإمالة قبلها على وجه. فالكسرة قبل الألف في نحو عِماد وشِملال، ونحو "درهمان" سوّغه خفاء الهاء مع شذوذه، وبعدها في نحو عالم، ونحو من الكلام قليل، لعروضها، بخلاف نحو من دار, للراء، وليس مقدرها الأصلي كملفوظها على الأفصح, كجاد وجواد، بخلاف سكون الوقف، ولا تؤثر الكسرة في المنقلبة عن واو، ونحو: من ماله وبابه، والكَبَا شاذ كما شذ العَشَا والمكا وباب وعال والحجاج والناس بغير سبب, وأما إمالة الربا، ومن دار؛ فلأجل الراء" "الشافية، ص10". 4 في الأصل، "هـ": وهذا. 5 وهذا تعريف الزمخشري في مفصله ص335. 6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 7 بالفتحة: ساقط من "هـ". 8 واعترض ابن الحاجب على عبارة الزمخشري في تعريف الإمالة. "ينظر الإيضاح في شرح المفصل: 2/ 291, 292". 9 في قوله تعالى: {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} [المرسلات: 32] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 662 الضَّرَرِ} 1؛ فإن الراء الأولى تُمال لأجل كسرة الراء الثانية، مع أنه لم يُنْحَ بالألف نحو الياء, ولا إمالة نحو "رحمة" لهذا الأمر. وما ذكره في الكتاب يتناول جميع أنواع الإمالة2. وسبب الإمالة3 قصد المناسبة لفظًا أو تقديرًا لكسرة قبل [ألف] 4 الإمالة أو بعدها أو لياء قبلها. أو [لكون] 5 الألف منقلبة عن حرف6 مكسور, أو عن ياء وإن لم تكن7 مكسورة، أو لكون الألف صائرة ياء مفتوحة، أو لكون الألف للفواصل، أو لإمالة قبل الألف على وجه. أما الإمالة لكسرة قبل الألف بحرف ففي عماد، وبحرفين ثانيهما ساكن ففي شِمْلال -لناقة سريعة8 السير9- فلو كانت الكسرة قبل الألف بحرفين متحركين ثانيهما هاء، نحو: "يريد أن ينزعها   1 وذلك في قوله تعالى: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النساء: 95] . 2 ما تجدر الإشارة إليه أن أصحاب الإمالة هم: بنو تميم ومن جاورهم من سائر أهل نجد كأسد وقيس. وأما أهل الحجاز فيفخِّمون بالفتح، وهو الأصل، ولا يميلون إلا في مواضع قليلة. 3 أسباب الإمالة مجوّزة لها لا موجبة، وتعبير أبي علي ومن تبعه عنها بالموجبات تَسَمّح, فكل ممال يجوز فتحه "ينظر شرح الأشموني 3/ 762". 4 لفظة "ألف" إضافة من "هـ". 5 في الأصل: يكون, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 6 في "هـ": حروف. 7 في "ق": يكن. 8 في "هـ": سريع. 9 الصحاح: "شمل": 5/ 1740. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 663 ويضربها"1, أو لثلاثة أحرف تالي الكسرة فيها ساكن والذي قبل الألف هاء نحو: عندها, أو الذي بعد الساكن هاء نحو: "درهمان" لجازت الإمالة شاذة. ووجهه من القياس أن الهاء خفية فسوّغ الإمالة خفاء الهاء وسكون الحرف الذي بعد الكسرة؛ لأن وجود الهاء حينئذ كعدمها، فيعود إلى أن يكون الفصل بين الكسرة "112" والألف بحرف واحد أو بحرفين متحركين ليس ثانيهما هاء, أو بثلاثة أحرف ثاني الكسرة ساكن، وليس الذي قبل الألف2 ولا الذي بعد الساكن هاء، نحو: أكلتُ عِنَبًا وفَتَلْتُ قَتبًا، ولم تؤثر الكسرة في الإمالة. ومثال ما تكون الكسرة فيه3 بعد الألف: عالم4. فإن كانت الكسرة بعد الألف عارضة على غير الراء نحو: مِنْ كَلام, فإن إمالته قليلة؛ لعروض الكسرة. أما إذا كانت عارضة على الراء نحو: من دار، فإمالته كثيرة؛ لما في الراء من التكرار فكأن بعد الألف كسرتين. وليس مقدر الكسرة كملفوظ الكسرة على الأفصح، كجاد وجواد، فإن أصلهما جادِد وجوادِد؛ لأنهم لما التزموا إدغام الدال الأولى في الدال الثانية صارت الكسرة كالعدم في الأفصح.   1 ينظر الكتاب: 4/ 123. 2 لفظة "الألف" مطموسة في "هـ". 3 فيه: ساقطة من "هـ". 4 ومثل عالم: عابد، ومساجد، ومفاتيح، وعُذَافِر، وهابيل. وإنما أمالوها للكسرة التي بعدها؛ أرادوا أن يقربوها منها كما قربوا في الإدغام الصاد من الزاي حين قالوا: صدر، فجعلوها بين الصاد والزاي. "ينظر الكتاب: 4/ 117". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 664 وإنما قال: "في الأفصح"؛ لأنه يجوز إمالة مثل: جادّ وجوادّ نظرًا إلى الأصل، بخلاف سكون المكسور للوقف، نحو: مِنْ دَار، ومن قرار؛ فإنه لا تمتنع1 الإمالة؛ لزوال السكون بالوصل, فكأن2 الكسرة بعد الألف موجودة، بخلاف الإدغام. [للزوم الإدغام] 3. ولا تؤثر الكسرة الواقعة بعد ألف منقلبة عن واو، نحو: من4 بابه وماله، ومن باب ومال؛ لضعف5 هذا السبب6, وهو الكسرة لكون الألف منقلبة عن واو ولا ترجع إلى الياء بحال. وإمالة الكِبَاء -لضرب من العود7- والمُكَاء -للصغير8- حالة الجر شاذة9؛ لأن ألفهما10 منقلبة عن واو؛ لأن الكباء من: كبا يكبو, والمكاء من: مكا يمكو: صَغِر. كما شذ إمالة العشا، والمكا11،   1 في "ق": لا يمنع. 2 في "ق": وكأن. 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 4 لفظة "من" ساقطة من "هـ". 5 في "هـ": كضعف. 6 في الأصل، "هـ": النسب, وما أثبتناه من "ق". 7 الصحاح "كبا": 6/ 2471. 8 السابق "مكا": 6/ 2495. 9 في "هـ": شاذ. 10 في النسخ الثلاث: ألفها، والصحيح ما أثبتناه. 11 المكا -بالفتح مقصورا- هو جحر الثعلب والأرنب ونحوهما. "اللسان: مكا: 6/ 4251". وقال سيبويه: "وقد قالوا: الكبا والعشا، والمكا وهو جحر الضبّ، كما فعلوا ذلك في الفعل". "الكتاب: 4/ 119". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 665 وباب، ومال1، والحجاج2، والناس3 بغير سبب من الكسرة4 بعد الألف وغيرها. وأما جواز إمالتهم الرِّبا، ومِنْ دار، مع أن ألفهما5 منقلبة عن واو؛ فلأجل الكسرة على الراء قبل الألف أو بعد الألف؛ لأن تلك الكسرة بمنزلة الكسرتين. قوله6: "والياء إنما يؤثر [قبلها .... "7 إلى آخره] 8. أي: والياء9 إنما تؤثر في جواز الإمالة إذا كانت قبل الألف متصلة بها، نحو: سيال, لضرب من10 الشجر له شوك11،   1 قال سيبويه: "وقال ناس ممن يوثق بعربيتهم: هذا باب، وهذا مال". "الكتاب: 4/ 128". 2 وشذ إمالة الحجاج أيضا، إذا كان اسما لرجل؛ لأنه على غير قياس؛ وذلك لأنه كثر في كلامهم فحملوه على الأكثر؛ لأن الإمالة أكثر في كلامهم. وأكثر العرب ينصبه ولا يميل ألف حجاج, إذا كان صفة يجرونه على القياس. "ينظر الكتاب: 4/ 127". 3 قال سيبويه: "وأما الناس فيميله من لا يقول: هذا مال بمنزلة الحجاج، وهم أكثر العرب لأنها كألف فاعل إذا كانت ثانية فلم تُمَل في غير الجر؛ كراهية أن تكون كباب رميت وغزوت لأن الواو والياء في قلتُ وبعتُ أقرب إلى غير المعتل وأقوى". "المصدر السابق: 4/ 128". 4 في النسخ الثلاث: الكثرة, والصحيح ما أثبتناه. 5 في النسخ الثلاث: ألفها، والصحيح ما أثبتناه. 6 قوله: موضعها بياض في "هـ". 7 تكملة عبارة ابن الحاجب: " ..... في نحو: سيال وشيبان". "الشافية، ص10". 8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 9 والياء: ساقطة من "هـ". 10 لفظة "من" مطموسة في "هـ". 11 الصحاح "سيل": 5/ 1734. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 666 أو منفصلة عنها بحرف لكنها من كلمة الألف، نحو: شيبان, أو منزل منزلة كلمة الألف، نحو: فينا وعلينا، أو بحرفين ثانيهما هاء وأولهما غير مضموم، نحو: رأيت يدها، وهو بيني وبينهما، ويريد أن يكيلها؛ لأن الهاء خفية، فكان انفصال الياء عن الألف بحرف. أما إذا كان أولها مضموما نحو: هو يَكِيلُها، فلا تمال1. قوله2: "والمنقلبة [عن مكسور ... "3 إلى آخره] 4. أي: ومثال الألف المنقلبة عن واو مكسورة نحو "خاف"5؛ لأن أصله خَوِف6. ومثال الألف المنقلبة عن ياء نحو ناب؛ لأن أصله نيب، بدليل جمعه على أنياب وتصغيره على نييب, ونحو رحى بدليل: رحيان في التثنية, ونحو: سال، بدليل أن مضارعه: يسيل, ونحو: رمى بدليل الرمي ويرمي. ومثال الألف الصائرة ياء مفتوحة نحو: دعا؛ فإن ألفه وإن كانت منقلبة عن واو -لأنه من الدعوة- لكنها تصير ياء مفتوحة في "دُعي".   1 في الأصل، "هـ": ولا, وما أثبتناه من "ق". 2 قوله: موضعها بياض في "هـ". 3 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالْمُنْقَلِبَةُ عَنْ مَكْسُورٍ نَحْوُ: خَافَ، وَعَنْ يَاءٍ نحو: ناب والرحى وسال ورمى، والصائرة ياء مفتوحة نحو: دعي وحُبْلى والعُلَا، بخلاف جال وحال". "الشافية, ص10". 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 5 وهي في خمس آيات من الكتاب الكريم: البقرة: 182، هود: 103، إبراهيم: 14، الرحمن: 46، النازعات: 40. 6 ينظر الكتاب: 4/ 121، والنشر: 2/ 33. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 667 ما لم يسم فاعله؛ لكسرة ما قبلها، ونحو حبلى1، بدليل: حبليان. [ولقائل أن يقول: لو لم يذكر حبلى ههنا لكان أولى2؛ لأن ألفها منقلبة عن ياء] 3. ونحو العُلَى، وهو فُعَل جمع فُعْلى، فإن ألفها وإن كانت منقلبة عن واو؛ لأنه "113" من العلو، لكنها تصير ياء مفتوحة؛ لأنك تقول: عليا -وهو فعلى- مفرد عُلَى، بخلاف جال وحال، فإنه لا يصير ألفهما ياء مفتوحة مع أنها منقلبة عن الواو، فلا تجوز فيهما4. واعلم أنه لا حاجة إلى قوله: "بخلاف جال وحال" لأنه يعلم ذلك من قوله "الصائرة ياء مفتوحة". وإنما قال: "ينقلب ياء" لأنها لو لم تصر ياء نحو العصا, لا يجوز فيه الإمالة. وإنما قال: "مفتوحة" لئلا يَرِد عليه النقض بمثل: جال وحال, فإن ألفهما تصير ياء في جبل وحيل، لكن لا ياء مفتوحة، مع أنه لا يجوز الإمالة فيهما.   1 ينظر الكتاب: 4/ 120. 2 قال سيبويه: "ومما يميلون ألفه كل اسم كانت في آخره ألف زائدة للتأنيث أو لغير ذلك؛ لأنها بمنزلة ما هو من بنات الياء. ألا ترى أنك لو قلت في مِعْزى وفي حُبْلى فعلتُ على عدة الحروف، لم يجئ واحد من الحرفين إلا من بنات الياء. وناس كثيرون لا يميلون الألف ويفتحونها، يقولون: حبلى الألف ومعزى. "الكتاب: 4/ 120". 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 4 في الأصل: فيها, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 668 وإنما اعتُبرت الألف في الإمالة إذا صارت ياء مفتوحة؛ لأن الحركة تزيدها قوة في اليائية، وإن كان عارضا، بخلاف انقلابها ياء ساكنة؛ لأن الحرف الساكن كالميت لا سيما حرف1 المد واللين. قوله2: "والفواصل نحو الضحى ... "3. أي: ومثال الفواصل نحو: {وَالضُّحَى} 4؛ فإن الفواصل يمال لها ما لا يمال لغيرها. ألا ترى5 أن "الضحى" تمال للفواصل ولا تمال لغيرها؛ لأن ألفها بدل عن واو وليس ههنا شيء يجوز الإمالة. ومثال الإمالة6 للإمالة نحو7: رأيت عمادا؛ فإن الإمالة في ميم عماد لكسرة العين وإمالة الدال لكسرة الميم8، فإمالة الدال لأجل إمالة الميم9. ونحو "معزانا" فإنه يجوز إمالة فتحة النون تبعًا لإمالة فتحة الزاي, إجراء لما هو بمنزلة المتصل مجرى المتصل.   1 في "ق": حروف. 2 قوله: ساقطة من "هـ". 3 تمام العبارة: "والإمالة نحو: رأيت عمادا" "الشافية، ص13". 4 سورة الضحى: الآية 1. وقيل: إن الإمالة في "الضحى" بسبب إمالة رءوس الآي قبل وبعد، فكانت من الإمالة للإمالة. "ينظر النشر: 2/ 34". 5 ألا ترى: ساقط من "ق". 6 الكلمتان ساقطتان من "هـ". 7 في الأصل، "ق": في نحو, وما أثبتناه من "هـ". 8 ينظر النشر: 2/ 34. 9 لفظة "الميم" ساقطة من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 669 قوله1: "وقد تمال [ألف التنوين .... 2"] 3. اعلم أن أكثر المميلين4 لا يميلون الألف المبدلة عن التنوين للوقف في نحو: "رأيت زيدا" لأن هذه الألف عارضة للوقف، فهي في حكم التنوين. وبعضهم يميلونها؛ نظرا إلى وجود الألف لا إلى الأصل5. وإلى قول الأقلين أشار بقوله: "وقد تمال ألف التنوين"6. قوله7: "والاستعلاء في غير باب خاف [وطاب وصغا مانع ... "8 إلى آخره9] .   1 قوله: موضعها بياض في "هـ". 2 تمام العبارة: " ..... في نحو: رأيت زيدا". "الشافية، ص10". 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 4 في "ق": الملين. 5 وسيبويه يرى أنها لا تمال؛ لأنها نون وليست كالألف في: معنى ومغزى. "الكتاب: 4/ 134". 6 حكاه سيبويه عن بعض العرب "المصدر السابق". 7 قوله: موضعها بياض في "هـ". 8 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "والاستعلاء في غير باب خاف وطاب وصغا مانع، قبلها يليها في كلمتها، وبحرف، وبحرفين على رأي، وبعدها يليها في كلمتها، وبحرفين وبحرف على الأكثر، والراء غير المكسورة إذا وليت الألف قبلها، أو بعدها مُنعت منع المستعلية وتغلب المكسورة بعدها المستعلية وغير المكسورة، فيمال: طارد وغارم ومن قرارك، فإذا تباعدت فكالعدم في المنع والغلب عند الأكثرين فيمال: هذا كافر، ويفتح: مررتُ بقادر، وبعضهم يعكس، وقيل: هو الأكثر. وقد يمال ما قبل هاء التأنيث في الوقف وتحسن في نحو: رحمة، وتفتح في الراء نحو: كُدْرَة، وتتوسط في الاستعلاء في نحو: حقة" "الشافية، ص10، 11". 9 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 670 اعلم أن حروف الاستعلاء سبعة، وهي: الصاد والضاد [والطاء والظاء1] والغين2 "والقاف والخاء"3, وهي لا تمنع4 الإمالة في نحو باب: خاف وطاب وصغا واستقى، وما كانت تنقلب [ألفه5] ياء كالوسطى. والمراد بباب خاف: ما ألفه مقلوبة6 عن مكسور، وبباب طاب: ما ألفه مقلوبة7 عن ياء, وبباب صغا: ما ألفه مقلوبة8 عن ياء نحو رمى، أو صائرة ياء "مفتوحة9" نحو: دعا، لقولك: دُعِي. وإنما لم تمنع10 المستعلية إمالتها لقوة السبب فيه؛ لأن الألف الممالة إما ياء11 في الأصل أو عليها كسرة، بخلاف غيرها؛ لضعف سببها. [وصغا يصغو، إذا12 مال] 13.   1 في "هـ": والظاء والطاء. 2 والغين: مطموسة في "هـ". 3 في "هـ": والخاء والقاف. 4 في الأصل "هـ": لا تمتنع, وما أثبتناه من "ق". 5 ألف: إضافة من "ق". 6 في "ق": منقلبة. 7 المصدر السابق. 8 المصدر السابق. 9 لفظة "مفتوحة" إضافة من "ق". 10 في الأصل، "هـ": لا تمتنع, وما أثبتناه من "ق". 11 لفظة "ياء" ساقطة من "هـ". 12 لفظة "إذا" ساقطة من "هـ". 13 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 671 وتمتنع1 الإمالة في غيره؛ لأن هذه الحروف يعلو بها اللسان إلى الحَنَك الأعلى، والإمالة انخفاض، وسبب الإمالة في غيره ضعيف، بشرط وقوعها قبل الألف يليها من غير حرف بينهما نحو: صَاعِد وضامن وطالب وظالم وغالب وحامد وقاعد؛ لكراهتهم التسفُّل2 مع ما فيها من الاستعلاء، فإن وقعت مكسورة قبل الألف بحرف في كلمتها نحو: قِفاف وخفاف وصعاب وضباب وغلاب وطلاب [وظلام] 3, أو ساكنة بعد كسرة نحو: مِقْلات4 -للمرأة التي يعيش ولدها5، 6- ومصباح ومطعان، لا تمنع الإمالة على المشهور، وتمنعها عند بعض7. وأما إذا كانت "114" مفتوحة، نحو قوائم8، فإنها تمنع الإمالة بلا خلاف. ويعلم مما ذكرناه أن كلامه مطلق, والمراد به التقييد9 حتى يصحّ.   1 في الأصل، "هـ": تمتنع, وما أثبتناه من "ق". 2 في الأصل: السفل, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 وظلام: إضافة من "ق". 4 في "ق": مقلاب. 5 ما بين الشرطتين ساقط من "ق"، "هـ". 6 والمقلات من النُّوق: التي تضع واحدا ثم لا تحمل بعدها. "ينظر الصحاح: قلت: 1/ 261". 7 ولم يذكر سيبويه في مثله ترك الإمالة ههنا؛ لأجل حروف الاستعلاء وإن كانت مكسورة وهو مع ذلك قليل عندهم، والإمالة أكثر. "ينظر شرح الشافية، للرضي: 3/ 17". 8 في "هـ": قائم. 9 في الأصل، "ق": المقيد, وما أثبتناه من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 672 وإن1 وقعت الحروف المستعلية بعد الألف بغير حرف مُنعت الإمالة، كعَاصِم وعاضل وعاطس وعاضد2 وواغل وباطل3 وناقف4, وإن وقعت بعدها بحرف من كلمتها [أو من غير كلمتها] 5، كنَاشِص وناشط وباهظ ونابغ [وسابق ونافخ وناهض] 6، 7 أو بعدها بحرفين من كلمتها أو من غير كلمتها نحو: معاريض ومناشيط ومواعيظ ومنافيخ ومباليغ ومجانيق ومقاريض؛ منعت الإمالة عند الأكثرين8. وإنما مُنعت الإمالة إذا وقعت بعد الألف بحرفين عند الأكثر9, ولم يمنعها إذا وقعت قبلها بحرفين؛ لأن الإمالة إذا كان الاستعلاء قبل الألف عدول عن علو إلى سفل، وإن10 كان بعد الألف عدول عن سفل إلى علو، والعدول عن علو إلى سفل أقل كراهة من العدول عن سفل إلى علو.   1 في "هـ": فإن. 2 في "ق": كاظم. 3 في "ق": وفاخر. 4 في "ق": وتاقف. 5 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". 6 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق". 7 في الأصل: "ونحو: عالم وقاسم" موضع ما بين المعقوفتين. 8 ذكر سيبويه أن هذه الألفات جميعها لا يميلها أحد إلا من لا يؤخذ بلغته. "ينظر الكتاب: 4/ 129". 9 في "هـ": عند الأكثرين. 10 في الأصل: وإذا, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 673 ويعلم من قوله: "وبحرف في كلمتها" أنه لو كان قبل الألف حرف الاستعلاء يليها بحرف في غير كلمتها نحو: "مرض عالم" لا1 يمنع الإمالة. فقوله2: "وبحرف" معطوف على مقدر، تقديره: الاستعلاء مانع قبلها يليها بغير حرف وبحرف في كلمتها، لا بحرف في غير كلمتها، على رأي، ومانع بعدها يليها بغير حرف وبحرف3 وبحرفين، على الأكثر. قوله4: "والرَّاءُ غَيْرُ الْمُكْسُورَةِ [إِذَا وَلِيت الأَلفَ قَبْلَهَا أو بعدها"5] . اعلم أن الراء غَيْرُ الْمُكْسُورَةِ6 إِذَا وَلِيَتِ الأَلفَ قَبْلَهَا أَوْ بعدها منعت الإمالة منع المستعلية في غير خاف وطلب وصغا والوسطى؛ لأن [في] 7 الراء من التكرار، فيقوى أمر الفتحة فيها مع ضعف سبب الإمالة نحو: هذا راشد، وهذا حمارك, ورأيت حمارك8.   1 لا: ساقطة من "هـ". 2 فقوله: ساقط من "هـ". 3 وبحرف: ساقط من "ق". 4 قوله: موضعها بياض في "هـ". 5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 6 في النسخ الثلاث: الغير المكسورة, والأصح ما أثبتناه. 7 لفظة "في": إضافة من "ق"، "هـ". 8 قال سيبويه: "والراء إذا تكلمت بها خرجت كأنها مضاعفة، والوقف يزيدها إيضاحا، فلما كانت الراء كذلك قالوا: هذا راشد، وهذا فراس، فلم يميلوا؛ لأنهم كأنهم قد تكلموا براءين مفتوحتين، فلما كانت كذلك قويت على نصب الألفات، وصارت بمنزلة القاف، حيث كانت بمنزلة حرفين مفتوحين، فلما كان الفتح كأنه مضاعف وإنما هو من الألف، كان العمل من وجه واحد أخف عليهم". "الكتاب: 4/ 136". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 674 وإنما قيد الراء بغير المكسورة؛ لأنها لو كانت مكسورة لم تمنع الإمالة؛ لأنها تكون مقدرة بكسرتين، وحينئذ يقوى السبب المجوز للإمالة، فمن ثَمَّت1 بحال طارد وغارم، ومن قرارِك2. ولا يمال طالب وغانم ومن مزاجك. وإليه أشار بقوله: "وتغلب [الراء] 3 المكسورة بعدها المستعلية وغير المكسورة" أي: ويغلب الراء المكسورة الواقعة بعد الألف الحرف المستعلية؛ فلهذا أميل طارد وغارم. وتغلب الراء المكسورة: الواقعة بعد الألف الراء غير المكسورة4؛ ولهذا5 أميل: من قرارك، فإن الراء الأولى تمنع الإمالة، والراء الثانية التي هي المكسورة غلبت الراء الأولى؛ فلهذا أُميلت6. وفي عبارته نظر؛ لأنها توهم أن الراء المكسورة بعد الألف تغلب المستعلية بعدها كما تغلبها وهي قبل الألف، لكنه ليس كذلك، فإن الراء المكسورة لا تغلب المستعلية بعد الألف؛ فإنه لا يمال نحو:   1 في "هـ": ثم. 2 حكاه سيبويه وعلل له. "ينظر الكتاب: 4/ 136, 137". 3 لفظة "الراء" إضافة من "ق". 4 في النسخ الثلاث: الغير المكسورة, وما أثبتناه هو الأصح. 5 في "ق"، "هـ": ولهذا. 6 في الأصل، "ق": أميل, وما أثبتناه من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 675 فارق، ومفاريق وهي الناقة، أو الأنيُق التي أخذها المخاض1, وحينئذ لو قال: وتغلب المكسورة بعد الألف المستعلية قبلها وغير المكسورة لكان أصوب؛ ليندفع هذا الوهم. قوله2: "فإذا تباعدتْ" أي: فإذا تباعدت الراء عن الألف فهي كالعدم في منع الإمالة, وفي غلبتها -إذا كانت مكسورة- المستعلية، وغير المكسورة، عند أكثرها؛ لبعدها عن الألف الذي هو موضع الإمالة، فأمالوا: هذا كافر، ولم يميلوا: مررت بقادر3 كما لم يميلوا: مررت بقادم "115"؛ لأن بعد الراء عن الألف يجعلها كالعدم, فيعمل حرف الاستعلاء عمله في المنع. وقال بعضهم: الأمر بالعكس، فلم يميلوا: "هذا كافر" [اعتبارًا للراء المضمومة في المنع وإن بعدت] 4، تفخيمًا للراء، وأمالوا: "مررت بقادر؛ اعتبارًا للراء المكسورة5. وقيل: هذا هو الأكثر.   1 قال سيبويه: "وتقول: هذه ناقة فارق وأنيق مفاريق، فتنصب كما فعلت ذلك حيث قلت: ناعق ومنافق ومناشيط" "الكتاب: 4/ 137". 2 قوله: موضعها بياض في "هـ". 3 حكاه صاحب المفصل في ص337. 4 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق". 5 قال سيبويه: "وقد قال قوم ترتضى عربيتهم: مررت بقادر قبل، للراء حيث كانت مكسورة. وذلك أنه يقول: قارب كما يقول: جازم، فاستوت القاف وغيرها، فلما قال: مررت بقادر, أراد أن يجعلها كقوله: مررت بكافر، فيسويها ههنا. وسمعنا من نثق به من العرب يقول، لهدبة بن خشرم: عسى الله يغني عن بلاد بن قادر ... بمنهمر جون الرباب سكوب ويقول: هذا قادر "أي: بدون إمالة". "الكتاب: 4/ 138, 139". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 676 [ إمالة الفتحة قبل هاء التأنيث في الوقف ] : قوله1: "وَقَدْ يُمَالُ مَا قَبْلِ هَاءِ التَّأنِيثِ فِي الوقف2". اعلم أن تاء التأنيث اللاحقة بالأسماء، نحو الرحمة والضاربة، تقلب هاء في الوقف -على الأفصح- كما تقدم3 في باب الوقف. فإذا4 قُلبت تاء التأنيث هاء حال الوقف؛ فمنهم من أمالها5, كما أميلت ألف التأنيث6؛ لمشابهة هاء التأنيث ألف التأنيث لفظا وحكما: أما لفظا؛ فلخفائها كخفاء ألف التأنيث، وكون كل واحدة منهما7 زائدة، وسكون كل واحدة منهما وفتح ما قبل كل واحدة منهما. وأما حكما، فلكونها للتأنيث.   1 قوله: موضعها بياض في "هـ". 2 في الوقف: ساقط من "هـ". 3 في "هـ": كما مر. 4 في "هـ": وإذا. 5 في "ق": أماله. 6 وهو الكسائي؛ حيث اتفق الرواة عنه على الإمالة فيما قبل هاء التأنيث, إذا كان ما قبلها واحدا من خمسة عشر حرفا يجمعها قولك: فجثت زينب لذود شمس. وقيل للكسائي: إنك تميل ما قبل هاء التأنيث, فقال: هذه طباع العربية. قال الحافظ أبو عمرو الداني: يعني بذلك أن الإمالة هنا لغة أهل الكوفة وهي باقية فيهم إلى الآن، وهم بقية أبناء العرب, يقولون: أخذته أخذة وضربته ضربة. قال: وحكى نحو ذلك عنهم الأخفش سعيد بن مسعدة. "ينظر النشر: 2/ 82، 84". 7 منهما: ساقطة من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 677 ثم منهم من يعمم الإمالة في كل هاء التأنيث، سواء كان قبلها راء نحو: كُدْرَة، أو حرف الاستعلاء، نحو: حِقَّة، كما أميل الحمْقى والذكْرى، أو لم يكن قبلها شيء منهما نحو رحمة1. ومنهم من يجعل الراء أو حرف2 الاستعلاء قبلها مانعا من الإمالة كما في صاعد وراشد؛ لأن الراء وحرف3 الاستعلاء [لما] 4 منعا الألف المخففة5 عن الإمالة6، فلأن يمنعا7 ما يشبه الألف عن الإمالة أولى وأجدر. والأحسن أن8 الإمالة تحسن فيما لم يكن قبل هاء التأنيث راء ولا حرف الاستعلاء9 نحو رحمة، وتقبح عند قوم فيما قبلها راء نحو كدرة، وتتوسط في الحسن والقبح فيما قبل آخره حرف الاستعلاء نحو حقة؛ نظرًا إلى أن الراء المفتوحة أقوى في المنع من حروف10 الاستعلاء.   1 وهذا مذهب أبي بكر بن الأنباري وابن شنبوذ وابن مِقْسم وأبي مزاحم الخاقاني وأبي الفتح فارس بن أحمد وشيخه أبي الحسن عبد الباقي الخراساني. وبه قرأ الداني على أبي الفتح المذكور, وبه قال السيرافي وثعلب والفراء. "ينظر النشر: 2/ 86". 2 في الأصل، "ق": أو حرف, وما أثبتناه من "هـ". 3 في الأصل، "ق": وحرف, وما أثبتناه من "هـ". 4 لما: إضافة من "ق". 5 في "هـ": المتخففة. 6 عن الإمالة: ساقط من "هـ". 7 في الأصل: يمنعها, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 8 لفظة "أن" ساقطة من "هـ". 9 في الأصل: استعلاء, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 10 في الأصل: حرف, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 678 ثم اعلم أن إمالة هاء التأنيث رواية الكسائي1، وأصح الروايات عنه أن حرف الاستعلاء والراء إذا لم يكن قبلها ياء ولا كسرة يمنعان الإمالة. قوله2: "والحروف لا تمال ... "3 إلى آخره4. اعلم أن الحروف لا تمال؛ لأنه لا5 أصل لألفاتها فتمال لمناسبة, فإن سمي بالحروف كان حكمها حكم الأسماء في جواز الإمالة وعدم جوازها، فإن وجدت بعد التسمية ما يقتضي جواز الإمالة كأمّا وإمّا وإلا أميلت؛ لأن الألف الرابعة إذا كانت في الأسماء, محكوم عليها بأنها بدل عن ياء؛ فلهذا تمال الألف الرابعة إذا كانت في الأسماء، كحَتَّى بعد التسمية؛ فإنها6 تمال لما ذكرناه، ولأنه يقال في تثنيته: حَتَّيَانِ. وإن لم يوجد بعد التسمية ما يقتضي جواز الإمالة فيها لم تُمَل كما لو سمي بنحو: إلى، وعلى؛ لأنك تقول في تثنيتهما7 حينئذ: إَلَوَانِ وعَلَوَانِ، ولا تؤثر كسرة إلى في جواز الإمالة وإن أثرت في كبا؛   1 ينظر النشر: 2/ 84. 2 قوله: موضعها بياض في "هـ". 3 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالْحُرُوف لاَ تُمَالُ؛ فإِنْ سُمِّيَ بِهَا فَكَالأَسْماءِ، وَأُمِيلَ: بَلَى، وَيا، وَلاَ في إمَّا لا؛ لِتَضَمُّنِهَا الْجُمْلَةَ، وَغَيرُ الْمُتَمَكِّنِ كَالْحَرْفِ، وَذَا وأَنَّى ومتى كـ "بلى" وأميل عسى لمجيء عسيت". "الشافية، ص11". 4 إلى آخره: ساقط من "هـ". 5 لفظة "لا" ساقطة من "هـ". 6 في "هـ": فلهذا. 7 في الأصل: تثنيتها, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 679 لأن إمالة كبا شاذة1, لا يقاس عليها. قوله2: "وأُمِيل: بلى "ولا ويا"3 في أَمَّا لا". وإنما أميلت بلى [ولا ويا] 4 في: أما لا -بفتح الهمزة- لتضمنها الجملة المتضمنة للفعل أو الاسم5، فإن بلى في جواب من قال: أَمَا قام زيد؟ 6 قائم مقام: قام زيد, وإن يا [في يا زيد] 7 قائم مقام: أدعو وأنادي, وإن معنى: أمّا لا، هو إن كنت لا تفعل ذلك فافعل هذا؛ أي: لئن كنت، فحذفت اللام وزيدت اللام وزيدت ما وقلبت النون ميما وأدغمت الميم في الميم. فلما كانت هذه الحروف متضمنة للجمل، سوغت فيها الإمالة؛ لكونها واقعة موقع الفعل "116" أو الاسم8. وإنما أميلت حروف التهجي، نحو: ياء وتاء وثاء؛ لأنها أسماء للحروف فشبهت بما أميل لموجب. قوله9: "وغير المتمكن كالحرف".   1 في الأصل: شاذ, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 2 قوله: موضعها بياض في "هـ". 3 في "هـ": ويا ولا. 4 المصدر السابق. 5 في "هـ": والاسم. 6 في الأصل: أقام زيد, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 7 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". 8 في "هـ": والاسم. 9 قوله: موضعها بياض في "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 680 اعلم أن الأسماء غير المتمكنة1 كالحروف في عدم جواز الإمالة لمشابهتها2 الحرف؛ ولهذا بنيت، لكن أميل منها الاسم المستقل، نحو: ذا ومتى وأنّى، كما3 أميل: بلى؛ لاستقلالها. فإذا أميل الحرف لاستقلاله, فإمالة الاسم المستقل أولى وأجدر، كأنى ومتى وذا. وإنما قلنا: إنها مستقلة لجواز الاقتصار عليها في الجواب، تقول: ذا، لمن قال: من فعل كذا؟ وتقول: من أنى، لمن قال: ألك ألف فرس؟ وتقول: "متى" لمن قال: زيد يسافر. ولا يمال غير المستقل من الأسماء غير المتمكنة4، نحو: إذا، وما الاستفهامية، والشرطية, والموصولة5, وما كذلك. وأميل: عسى؛ لكون ألفها بدلا عن الياء وصيرورة ألفها ياء، نحو: عسيت. وإنما ذكر "عسى" مع كونها فعلا صريحا من ذوات الياء؛ لئلا يتوهم أنها لعدم تصرفها، أي: لعدم مجيء المضارع والأمر والنهي وغيرها منها، تكون كالحرف، فلا تمال. اعلم أنه لا تمال من الأفعال غير المتصرفة6 إلا "عسى".   1 في النسخ الثلاث: الغير المتمكنة, وما أثبتناه هو الأصح. 2 في الأصل: لمشابهة, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 في الأصل: وإلى, والتمثيل الصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 4 في النسخ الثلاث: الغير المتمكنة, والأصح ما أثبتناه. 5 في "ق": والموصوفة. 6 في النسخ الثلاث: الغير المتصرفة, وما أثبتناه هو الأصح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 681 قوله1: "وقد تمال الفتحة منفردة"2. أي: وقد تمال الفتحة نحو الكسرة منفردة عن الألف, إذا كانت تلك الفتحة3 على الراء [أو غيرها] 4 كما في قولهم: من الضَّرَرِ, ومن الكِبْرِ5، ومن المُحاذر6. وإنما تمال الفتحة منفردة عن الألف مع الراء خاصة؛ لقوة الكسرة عليها؛ لما فيها من التكرار. وإنما لم7 يمنع المستعلي الإمالة في الصغر؛ لأن الراء المكسورة تغلب المستعلي. ولا يجوز إمالة ألف محاذر بعد إمالة فتحة الذال لأجل كسرة الراء8؛ لأن كسرة الذال عارضة، فلا9 تأثير لها فكأن بعد الألف فتحا وقبلها فتحا.   1 قوله: ساقطة من "هـ". 2 لفظة "منفردة" ساقطة من "هـ". 3 في "هـ": الكسرة. 4 أو غيرها: إضافة من "ق". 5 نص عليه سيبويه, وعلل لإمالة الحرف الذي قبل الراء ههنا. "ينظر الكتاب: 4/ 142". 6 منع سيبويه إمالة الألف في نحو: من المحاذر، إذا أميلت فتحة الذال, قال: ولا تقوى على إمالة الألف، أي: ولا تقوى إمالة الفتحة على إمالة الألف لأجل إمالتها. وزعم ابن خروف أن من أمال ألف "عمادا" لأجل إمالة الألف قبلها, أمال هنا ألف "المحاذر" لأجل إمالة فتحة الذال، وضعف بأن الإمالة للإمالة من الأسباب الضعيفة، فينبغي ألا ينقاس شيء منها إلا في المسموح، وهو إمالة الألف لأجل إمالة الألف قبلها أو بعدها. "ينظر شرح الأشموني: 3/ 777". 7 لفظة "لم" ساقطة من "ق". 8 وهو مذهب سيبويه، كما ذكرنا في حاشية6 من الصفحة الحالية. 9 في "هـ": لا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 682 [ تخفيف الهمزة ] : [قوله: "تخفيف الهمزة ... "1 إلى آخره] 2. أي: لا يخلو3 تخفيف الهمزة4 عن هذه الثلاثة، وهي إبدال الألف أو الياء أو الواو من الهمزة وحذف الهمزة وجعل الهمزة بين بين؛ أي: بين الهمزة وبين الحرف الذي منه حركتها5. وقيل: بين الهمزة وبين الحرف الذي منه حركة ما قبلها في بعض المحال، وسيجيء بيان ذلك والخلاف فيه. والأصل: بين بين؛ لأنه تخفيف مع بقاء الهمزة بوجه، ثم الإبدال؛ لأنه إذهاب الهمزة بعوض, ثم الحذف؛ لأنه إذهاب الهمزة بغير عوض6.   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "تَخْفِيفُ الْهَمْزَةِ يَجْمَعُهُ الإبْدَالُ وَالْحَذْفُ وَبَيْنَ بَيْنَ أيْ: بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَرْفِ حَرَكَتِهَا، وَقِيلَ: أوْ حرف حركة ما قبلها، وشرطه ألا يكون مبتدأ بها". "الشافية، ص11". 2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 3 لا يخلو: ساقط من "هـ". 4 الهمزة حرف حلقي يخرج من أقصى الحلق، وهو حرف مجهور، شديد، منفتح. "ينظر الكتاب: 4/ 433، 434، 436". وفي الهمزة ثلاثة أشياء: التحقيق، والتخفيف, والبدل. والذي سيعالج في هذا الباب هو تخفيفها بصيرورتها بين بين، أو بإبدالها, أو بحذفها. 5 أي: فإن كانت مفتوحة جعلناها متوسطة في إخراجها بين الهمزة وبين الألف؛ لأن الفتحة من الألف، وذلك قولك: سال إذا خففنا: سأل، وقرا إذا خففنا: قرأ. وإذا كانت مضمومة فجعلناها بين بين أخرجناها متوسطة بين الهمزة والواو، كقولنا: لوم تخفيف: لؤم, وإذا كانت مكسورة جعلناها بين الياء وبين الهمزة. "ينظر الكتاب: 4/ 541-543". 6 وهذا الترتيب أخذه عن إمام النحاة سيبويه. "ينظر المصدر السابق 3/ 541". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 683 وإنما لم يذكر له تعريفا وعدل إلى أقسامه؛ لأن اسمه اللغوي ينبئ عنه. وشرط تخفيف الهمزة ألا تكون الهمزة مبتدأ بها؛ أي: أن يتقدمها شيء. مثال المبتدأ بها: أحد، إبل، أُم". وإنما لم تخفف مبتدأ بها1؛ لأنها لو خففت لم يمكن تخفيفها بإبدال الألف عنها لامتناع وقوع الألف في الابتداء، ولإبدال الواو والياء عنها؛ لأن إبدالهما2 منها لا يكون إلا إذا كانت ساكنة أو متحركة قبلها مدة، أو مفتوحة قبلها مكسور أو مضموم, وكل3 ذلك منتف ههنا. ولا بالحذف؛ لأن تخفيفها بالحذف لا يكون إلا إذا تقدمها ساكن، وهو منتف ههنا. ولا بين بين4 لكراهتهم الابتداء بما يشبه الساكن؛ لأن الهمزة [المجعولة] 5 بين بين قريبة من الساكن. لا يقال "117": ما ذكرتم منقوض بـ "خُذْ وكُلْ"، فإنه خففت الهمزة بالحذف ههنا ابتداء, وأنتم قلتم: لا يجوز ذلك؛ لأنا نقول: لا نسلم أن حذف الهمزة ههنا ابتداء؛ لأن المحذوف من أأخذ وأأكل هو الهمزة الثانية، وهي ليست ابتداء؛ بل بعد همزة الوصل, فلما حذفت الثانية حذفت همزة الوصل استغناء بحركة ما بعدها.   1 بها: ساقطة من "هـ". 2 في الأصل: إبدالها, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 في "هـ": وكان. 4 في الأصل، "هـ": ولا بين بين, وما أثبتناه من "ق". 5 المجعولة: إضافة من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 684 وكذا حذف همزة أقول بعد نقل حركة الواو إلى القاف. قوله1: "وهي ساكنة ومتحركة2 .... "3. أي: الهمزة إما4 ساكنة وإما5 متحركة، فإن كانت ساكنة تبدل بحرف حركة ما قبلها؛ يعني: إن كانت قبلها فتحة قلبت6 ألفا كـ "راس", وإن كانت قبلها7 كسرة قلبت ياء كـ "بير", وإن كانت قبلها ضمة قلبت واوا نحو سُوت8. ولا فرق في ذلك بين أن تكون الهمزة والحركة التي قبلها في كلمة واحدة، كما ذكرنا، أو في   1 قوله: موضعها بياض في "هـ". 2 ومتحركة: ساقطة من "هـ". 3 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَهِيَ سَاكِنَةٌ وَمُتَحَرِّكَةٌ، فَالسَّاكِنَةُ تُبدل بِحَرْفِ حَرَكَةِ مَا قَبْلَهَا: كَرَاسٍ، وَبِيْرٍ، وَسُوت، وَإِلَى الْهُدَاتِنَا، والذيتمن، ويقولوذن لي. وَالْمُتَحَرِّكَةُ إنْ كَانَ قَبْلَهَا سَاكِنٌ وَهُوَ وَاوٌ أَوْ يَاءٌ زَائِدَتَانِ لِغَيْرِ الإِلْحَاقِ, قُلِبَتْ إليْهَا وَأُدْغِمَتْ فِيهَا، كَخَطِيَّةٍ وَمَقْرُوَّةٍ وأُفَيِّس، وَقَوْلُهُمُ الْتَزِمَ في بَنِيّ وبَرِيَّة غير صحيح، ولكنه كثير، وإن كان ألفا فبين بين المشهور، وإن كان حرفا صحيحا أو معتلا غير ذلك نقلت حركتهما إليه وحذفت، نحو: مَسَلَة، وخَبُ، وشَيٌ، وسَوٌ، وجَيَل، وحَوَبة، وأبوَ يُّوب, وذُوَ مْرِهم, وابتغيَ مْرَهُ، وقاضوَ بِيك" "الشافية، ص11". 4 لفظة "إما": ساقطة من "ق". 5 لفظة "إما": ساقطة من "هـ". 6 قلبت: ساقطة من "هـ". 7 قلبت: ساقطة من "هـ". 8 في "هـ": كسوت. والسوت مخفف السوت وهو الخَفْق، من: سَأَتَه يسأَته سَأْتا, إذا خنقه حتى يموت. حكاه الجوهري عن أبي عمرو وأبي زيد "ينظر الصحاح: سأت: 1/ 250". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 685 كلمتين كقوله تعالى: "إلى الهُدَاتِنا"1، 2 بقلب الهمزة ألفا، و"الذِيتُمِن"3، 4 بقلب الهمزة ياء، وكقوله تعالى5: "يقولُوذَنْ"6، 7, بقلب الهمزة واوا. هذا حكم الهمزة الساكنة لغير الوقف. وأما الساكنة للوقف إذا كان8 قبلها ساكن, فسيجيء9 الكلام عليها. فإن10 كانت الهمزة متحركة؛ فإما أن يكون قبلها ساكن أو قبلها متحرك. فإن كان قبلها ساكن فإن كان ذلك الساكن واوا أو ياء وهما زائدتان لغير الإلحاق، قلبت الهمزة واوا أو ياء, وأدغمت فيها جوازا لا وجوبا كخَطِيّة ومَقْرُوّة وأُفَيِّس. فإن أصل خطية: خطيئة،   1 سورة الأنعام: من الآية "71". وهي قراءة حمزة، حيث أبدل الهمزة ألفا بلا إمالة. "ينظر الإتحاف: 210". 2 في الأصل: {إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا} وما أثبتناه من "ق"،"هـ". 3 في قوله تعالى: {فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ} [البقرة: 283] وإبدال الهمزة ياء ههنا عن ورش وأبي عمرو وأبي جعفر, وبه حمزة وجها واحدا. "ينظر الإتحاف: 167". 4 في الأصل: والذي اؤتمن, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 في "ق": كقولك, وفي "هـ": كقولهم. 6 في قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي} [التوبة: 49] وأبدل الهمزة واوا ساكنة وصلا ورش وأبو عمرو وأبو جعفر. "ينظر الإتحاف: 242". 7 في الأصل: {يَقُولُ ائْذَنْ} . 8 في الأصل: كانت, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 9 في الأصل: فيجيء, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 10 في "ق": وإن. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 686 وأصل مقروة: مقروءة، وأُفَيِّس: "أفيئِس"1، تصغير أفؤس، جمع فأس؛ فقلبت الهمزة ياء في خطيئة، وأفيئس2 وأدغمت الياء في الياء، وقلبت الهمزة واوا3 في مقروءة، وأدغمت الواو4 في الواو. وإنما أورد مثالين للذي يكون قبل5 الهمزة ياء؛ لأن الحركة قبل الياء في خطية مكسورة، وفي أفيس مفتوحة. وقول النحويين: التزم قلب الهمزة ياء وإدغامها6 في نبي وبرية, غير صحيح7 لثبوت الهمزة فيهما في [بعض] 8 القراءات السبع، فإن نافعا9 يقرأ: "النبيء" بالهمز في جميع القرآن10،   1 أفيئس: إضافة من "هـ". 2 في الأصل: أفياس, وفي "هـ": أفيس, وما أثبتناه من "ق". 3 في الأصل: ياء, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 4 الواو: ساقطة من "هـ". 5 في الأصل، "هـ": قيل, والصحيح ما أثبتناه من "ق". 6 في "هـ": وأدغمها. 7 في الأصل: غير صريح, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 8 لفظة "بعض" إضافة من المحقق. 9 هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي بالولاء، أحد القراء السبعة، أصله من أصبهان، سكن المدينة وانتهت إليه رئاسة الإقراء فيها. أخذ القراءة عرضا في تابعي أهل المدينة مثل عبد الرحمن بن هرمز الأعرج وأبي جعفر القارئ. روى عنه عيسى بن وردان ومالك بن أنس. مات في المدينة سنة 169هـ. "ينظر ترجمته في: غاية النهاية: 2/ 330، الإعلام 8/ 317". 10 ينظر النشر: 2/ 347، والإتحاف: 58. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 687 ونافعا وابن ذكوان1 يقرآن: "البريئة"2 بالهمز3. وإذا كان كذلك فلو قيل: [قلب همزة نبي وبرية كثير] 4 لكان أولى. وإن كان الساكن الذي قبل الهمزة المتحركة ألفا, جعلت الهمزة بين بين المشهورة؛ و5 هو أن تجعل الهمزة بين الهمزة وبين الحرف الذي منه حركتها، نحو: ساءل، ويُسائل، وقائل. وإنما فعلوا ذلك؛ لتعذر نقل حركة الهمزة إلى ما قبلها وتعذر الإدغام، فلم يبق إلا بين بين. [وإنما التزم بين بين] 6 المشهور لا الآخر7؛ لتعذر الآخر، لعدم حركة ما قبلها.   1 هو عبد الله بن أحمد بن بشر "وقيل: بشير" بن ذكوان بن عمرو بن حسان بن داود حسنون بن سعد بن غالب بن نهر بن مالك بن النضير، أبو عمرو، وأبو محمد، القرشي الفهري الدمشقي الإمام الشهير, الراوي الثقة شيخ الإقراء بالشام وإمام جامع دمشق، أخذ القراءة عن أيوب بن تميم وهو الذي خلفه في القيام بالقراءة بدمشق. ولد يوم عاشوراء سنة ثلاث وسبعين ومائة, وتوفي يوم الاثنين لليلتين بقيتا من شوال -وقيل: لسبع خلون منه- سنة اثنتين وأربعين ومائة. "ترجمته في غاية النهاية في طبقات القراء: 404, 405". 2 وذلك في قوله تعالى: {أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ، إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} [البينة: 6, 7] . 3 ينظر النشر: 2/ 403، والإتحاف: 59. 4 في "ق"، "هـ": كثر القلب في نبي وبرية. 5 الواو إضافة من "ق"، "هـ". 6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 7 أي: بين بين البعيد. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 688 وإن كان الساكن الذي قبل الهمزة المتحركة حرفا صحيحا أو معتلا غير الياء والواو1 الزائدتين للإلحاق2, وغير الألف المذكورة, تنقل3 حركة الهمزة إلى ذلك الحرف وتحذف الهمزة نحو مسألة؛ نقلت حركة الهمزة إلى السين4 وحذفت الهمزة5، ونحو: الخَبْء -لما خبئ- وشيء، وسَوْء لرجل سوء, وجيئل6 -للضبع- وحوأبة لموضع, واسم7 ماء، وسبع8, وأبو أيوب، وذو أمرهم، وابتغي أمره، وقاضو أبيك، تنقل9 حركة الهمزة إلى ما قبلها، وتحذف الهمزة، فيقال: الخبُ، وشيٌ، وسَوٌ، وجيَل، وحوَبة، وأبوَ يُّوب، وذُوَ مْرهم10 وابتغيَ مْره، وقاضوَ بيك. قوله11: "وجاء باب: شيء وسوء مدغما" يعني: وجاءت الياء والواو "118" اللتان ليستا بزائدتين مشبهتين بالواو والياء   1 في "هـ": الواو والياء. 2 في "هـ": لغير الإلحاق. 3 في "ق": ينقل. 4 في "هـ": العين. 5 فيقال: مسلة. 6 جيئل: اسم للضبع: على فَيْعَل، وهو معرفة بلا ألف ولام. قاله الجوهري في صحاحه "جأل": 4/ 1650. 7 في "هـ": أو اسم. 8 في "هـ": أو سبع. 9 في "ق": بنقل. 10 الواو ساقطة من "هـ". 11 قوله: ساقطة من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 689 الزائدتين قي قلب الهمزة ياء إذا1 كان قبلها ياء, أو قلبها2 واوا إذا كان قبلها واو، وإدغام الياء في الياء في نحو شيّ3, وإدغام الواو في الواو نحو سوّ4. لكن المشهور هو الأول، أي: نقل حركة الهمزة إلى ما قبلها وحذف الهمزة. قوله: "والتُزم ذلك في باب: يَرَى، وَأرَى: يُرِي"؛ فإن يرى أصله: يَرْأَى؛ فنقلت حركة الهمزة إلى الراء وحذفت الهمزة فصار: يَرَى. وأصل أرى: يُرِي: أراي: يرئي من الإراءة؛ فنقلت حركة الهمزة إلى الراء وحذفت الهمزة، فصار: أرى يُرِي. وإنما التزم الحذف فيه لكثرة استعمالهم إياه في كلامهم، بخلاف قولك: ينأى، مضارع: نأى, وأنأى، يُنئي؛ فإنه لم يلتزم5 حذفها فيه؛ لعدم كثرته في كلامهم كثرة: يرى، وأرى يُرِي. وقيل: استعمل: أرأى، وأرأيته. رواه سيبويه عن أبي6 الخطاب7 عن العرب الموثوق بهم8.   1 في "هـ": إذ. 2 في "ق": قبلها, "وفي "هـ": أو قبلها. 3 في الأصل: شيء, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 4 في الأصل: سؤ, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 في الأصل: لم يلزم, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 6 لفظة "أبي" ساقطة من الأصل. 7 أبو الخطاب: هو عبد الحميد بن عبد المجيد، المعروف بالأخفش الكبير. أخذ اللغة والنحو عن يونس, مات ولم يعرف تاريخ وفاته. وذكره الزبيدي في الطبقة الرابعة من طبقات النحويين البصريين. "ينظر في ترجمته: طبقات النحويين واللغويين: 40، ومراتب النحويين: 23". 8 ينظر الكتاب: 3/ 546. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 690 قوله: "وكثر في سَل". أي: نقل حركة الهمزة إلى ما قبلها, وحذف الهمزة كثر1 في سل لكثرته2. أصل: "سل": اسأل؛ نُقلت حركة الهمزة إلى السين وحذفت الهمزة, فصار "اسَلْ"، ثم حذفت همزة الوصل3 استغناءً عنها بحركة ما بعدها. ولما كان استعمال "سل" أكثر من استعمال "جر" الذي أصله "اجأرْ" ولم يبلغ كثرة يرى، وأرى يُرِي، لم يكثر حذف الهمزة من "اجأر" ولم يلتزم حذفها في "اسأل". قوله: "وَإذَا وُقف4 عَلَى الْمُتَطَرِّفَةِ, وُقف بِمُقْتَضَى الْوَقْفِ بعد التخفيف .... "5. اعلم أنه إذا وقف على الهمزة المتطرفة المتحركة في الوصل, وقف عليها بعد تخفيف الهمزة على ما يستحق من التخفيف لو كانت موصولة بما يقتضيه حكم6 الوقف في مثله7 من رَوْم أو إشمام8   1 في "هـ": كثير. 2 في "هـ": فللكثرة. 3 في "ق": ثم حذفت الهمزة، أي: همزة الوصل. 4 في الأصل: وقفت, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 تكملة عبارة ابن الحاجب: "فَيَجيءُ فِي هَذَا الخَبُ وبَرِيّ ومقرُوّ السُّكُونُ وَالرَّوْمُ والإشْمَامُ, وَكَذَلِكَ شَيٌّ وَسَوٌّ؛ نَقَلْت أوْ أدغمت". 6 لفظة "حكم" ساقطة من "ق". 7 في مثله: ساقط من "ق". 8 في الأصل: وإشمام, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 691 أو سكون، فإذا خففت1 همزة "الخبء" وهمزة "بريء" وهمزة "مقروء" على ما يقتضيه تخفيف الهمزة ههنا، جاز الوقف عليهما بعد التخفيف بالروم والإشمام والسكون؛ لأن تخفيف الخبء بتقدير الوصل إنما هو بنقل الحركة إلى الباء وحذف الهمزة، يبقى2 "الخَبُ" في الرفع, بباء مضمومة. وإذا وقف على ما آخره حرف مضموم, جاز الوقف عليه بالروم والإشمام والسكون، على ما مر. وتخفيف بريء، ومقروء في الرفع, بقلب الهمزة في بريء ياء وإدغامها في الياء، وفي مقروء، بقلب الهمزة واوا، وإدغامها في الواو، فصار في الرفع: بريّ بياء مشددة مضمومة، ومقروّ بواو مشددة مضمومة. وإذا وقف على مثله جاز الإسكان والروم والإشمام، كما مر. وتخفيف شيء3، وسَوْء إنما يجوز بوجهين: أحدهما: بنقل4 حركة الهمزة إلى ما قبلها ثم حذف5 الهمزة، فيبقى: شَيٌ، وسَوٌ، والوقف على مثله في الرفع يجوز بالسكون والروم والإشمام.   1 في "ق": خفف. 2 في الأصل، "هـ": بقي, وما أثبتناه من "ق". 3 في "ق"، "هـ": وتخفيف الهمزة في شيء. 4 في "هـ": بانتقال. 5 في "هـ": ثم حذفت. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 692 والثاني: بقلب الهمزة في شيء ياء وإدغامها في الياء، وبقلب الهمزة في سوء واوا1 وإدغامها في الواو، فصار: شيٌّ، [و] 2 سوٌّ, والوقف3 على مثله جاز بالإسكان والروم والإشمام. قوله4: "إلا أن يكون ما قبلها [ألفا5 .... "6 إلى آخره] 7. أي: إذا كانت الهمزة متحركة بعد ألف كقراء، فالقياس في تخفيف همزتها أن تجعل بين بين -كما مر- وإذا كانت8 كذلك كان الوقف عليها بعد التخفيف بالروم، محافظة على بين بين, وهو حال9 الوصل. وأشار إليه بقوله: "فإن وُقِف بالروم فالتسهيل". أي: فإن وقف عليها بالروم, كان الوقف عليها بالتسهيل "119" أي:   1 واوا: ساقطة من "ق". 2 و: إضافة من "ق". 3 في "هـ": والموقوف. 4 قوله: موضعها بياض في "هـ". 5 في النسخ الثلاث: ألف, والصحيح ما أثبتناه. 6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "إلاَّ أنْ يَكُونَ مَا قَبْلَهَا ألِفاً إذَا وُقِفَ بالسُّكونِ وجَبَ قَلْبُهَا ألِفاً؛ إذْ لاَ تقل، وَتَعَذَّرَ التَّسْهِيلُ، فَيَجُوزُ الْقَصْرُ والتَّطْوِيلُ، وَإنْ وُقِفَ بالروم فالتسهيل كالوصل. وإن كان قبلها متحرك فتسع: مفتوحة وما قبلها الثَّلاَث، وَمَكْسُورَةٌ كَذَلِكَ, وَمَضْمُومَةً كَذَلِكَ، نَحْوُ سَألَ ومائة ومؤجل وسلم ومستهزئين وسئل ورءوف و"مستهزئون" ورءوس؛ فَنَحْوُ مُؤَجَّلٍ وَاوٌ، ونَحْوُ مِائَةٍ يَاءٌ، وَنَحْوُ "مستهزئون" وسئل بين بين المشهور، وقيل: البعيد، والباقي بين بين المشهور". "الشافية، ص11". 7 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 8 في "هـ": كان. 9 في "هـ": حالة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 693 بين بين, كما كان تخفيف الهمزة حالة الوصل بين بين ولم يوقف عليها بالإسكان والإشمام؛ لتعذرهما مع بين بين, فإذا1 أردت الوقف عليها بالإسكان ولم تراع بين بين وجب قلب الهمزة ألفا؛ لأنه يمتنع2 نقل حركتها إلى ما قبلها لوجود الألف قبلها ويمتنع التسهيل، وهو بين بين، مع إسكان الهمزة. وإنما وجب قلب الهمزة ألفا لوجود الألف قبلها ووجوب قلب الهمزة حرفا من جنس حركة ما قبل الألف، فاجتمع ألفان؛ الألف التي قبل الهمزة والألف التي هي بدل عن الهمزة، وحينئذ منهم من يقصر الاسم3 حال الوقف بحذف أحد الألفين؛ لاجتماع الساكنين, ومنهم من يمد الاسم4 لإمكان الجمع بين الألفين الساكنين5 بالمد, ومنهم من يمد أطول من المد لألفين؛ نظرًا إلى المد الذي كان بين الألف والهمزة قبل قلب الهمزة ألفا، فيجمع الألف الذي6 قبل الهمزة والألف الذي هو7 يدل على الهمزة والمد الذي كان بين الألف والهمزة قبل قلب الهمزة ألفا8.   1 في "ق": فإن. 2 في "ق": ممتنع. 3 في "هـ": الألف. 4 في "هـ": الألف. 5 الساكنين: ساقط من "هـ". 6 في "ق": التي. 7 في النسخ الثلاث: التي هي, والأنسب للمعنى ما أثبتناه. 8 ألف: ساقط من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 694 قوله: "وإن كان قبلها متحرك" قسيم1 لقوله: "وإن2 كان قبلها ساكن". أي: فإن3 كان قبلها متحرك4 فالهمزة تنقسم بحركة ما قبلها إلى تسعة أقسام؛ ثلاثة منها أن تكون الهمزة مفتوحة وقبلها الحركات الثلاث، أعني: الفتحة والضمة والكسرة5 نحو: سأل ومائة ومؤجل, وثلاثة منها أن تكون الهمزة مكسورة وقبلها6 الحركات الثلاث، نحو: سَئِم، ومستهزئين، وسئل, وثلاثة منها أن تكون الهمزة مضمومة وقبلها الحركات الثلاث، نحو: رءوف، ومستهزئون, ورءوس. وإذا7 عرفت ذلك؛ فنقول: الهمزة المفتوحة إن كان قبلها ضمة نحو "مؤجل" قلبت واوا؛ لكراهتهم أن تجعل الهمزة بين بين؛ لأنهم لو جعلوها بين بين قرُبت8 من الألف وقلبها ضمة، فكره أن تكون الضمة قبل ما يشبه الألف. وإن كان قبلها كسرة قُلبت ياء نحو مائة؛ لكراهتهم الكسرة قبل ما يشبه الألف لو جعلت بين بين.   1 في الأصل، "هـ": قسم، وما أثبتناه من "ق". 2 في "ق": وإن. 3 في "ق": وأن. 4 في الأصل: ساكن, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 في الأصل "هـ": أعني الضمة والفتحة والكسرة, وما أثبتناه من "ق". 6 في الأصل: قبلها. 7 في "هـ": فإذا, وفي الأصل: إذا, وما أثبتناه من "هـ". 8 في الأصل: قريبا, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 695 والهمزة1 المضمومة إن كان قبلها كسرة نحو: مستهزئون، والهمزة المكسورة إذا كان2 قبلها ضمة نحو سئل، ففيها3 الخلاف؛ فالمشهور أن تجعل بين بين المشهور، وهو أن يجعل الهمزة بين الهمزة والحرف الذي منه حركتها؛ فتكون همزة "مستهزئون" بين الهمزة والواو, وهمزة "سئل" بين الهمزة والياء. وقيل: يجعل الهمزة بين بين البعيد؛ أعني: بين بين الشاذ، وهو أن يجعل الهمزة بين الهمزة وبين الحرف الذي منه حركة ما قبلها, فتكون4 همزة: مستهزئون بين الهمزة والياء، و5 همزة: سئل بين الهمزة والواو. وبعضهم يقلب الهمزة في نحو: مستهزئون ياء محضة, وفي نحو6 سئل واوا محضة. وأما البواقي بعد إخراج نحو: مؤجل، ومائة، ومستهزئون، وسئل, وهي خمسة أقسام؛ فتخفيف الهمزة فيها بين بين المشهور. قوله: "وجاء مِنْسَاة وسال و [نحو] 7 الواجي وصلا .... 8".   1 في "هـ": فالهمزة. 2 في "هـ": كانت. 3 في الأصل: ففيهما, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 4 فتكون ساقطة من "هـ". 5 الواو ساقطة من "هـ". 6 نحو: ساقطة من "ق". 7 لفظة "نحو" إضافة من "ق"، ومن الشافية. 8 وتكملة عبارة ابن الحاجب: "وأما: يشجج رأسه بالفهر واجي فعلى القياس، خلافًا لسيبويه". "الشافية، ص11". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 696 أي: وجاء1: منساة، عن منسأة، وسال، عن قوله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} 2, 3, والواجي من الواجئ، في حال الوصل، بقلب الهمزة حرف لين4 من جنس حركة ما قبلها، وهذا ليس بقياس؛ لأن القياس في هذه الصورة5 حالة الوصل هو جعل الهمزة بين بين المشهور، لا إبدالها ألفا في منساة، وسال، ولا ياء في الواجي. وقال ابن مالك -رحمة الله عليه6-: ليس سال7 في القراءة8 مخففا من سأل, وإنما هو مثل هاب9، أي: سال هذا معتل العين, مرادف لسأل -مهموز العين- لأنهم يقولون: سلت تسأل نحو: هبت تهاب، بمعنى: سألت تسأل.   1 لفظة جاء ساقطة من "هـ". 2 سورة المعارج: الآية "1". وقرأها نافع وابن عامر وأبو جعفر، بلا همز بوزن قال وهي لغة قريش، فهو من السؤال أبدلت همزته على غير قياس، وكان القياس بين بين، أو من السيلان فألفه عن ياء كباع. وقرأها الباقون بالهمز من السؤال فقط، وهي اللغة الفاشية. "ينظر الإتحاف: 423". 3 في "هـ": اكتفى بجزء الآية موضع الظاهرة. 4 في "هـ": حرفا. 5 في "ق": في الهمزة المتحركة, المتحرك ما قبلها. 6 ما بين الشرطتين إضافة من "هـ". 7 سورة المعارج: من الآية "11". 8 أي: قراءة نافع وابن عامر وأبي جعفر, وقيل: إنها لغة قريش. "ينظر النشر 2/ 390, والإتحاف: 423". 9 ينظر الكافية الشافية: 4/ 2108. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 697 وأما الواجي "120" في قول عبد الرحمن بن حسان: "25" وَكُنْتُ أذَلَّ مِنْ وتد بقاع ... يشجج رأسه بالفهْرِ وَاجي1 فعلى القياس؛ لأن الهمزة سكنت للوقف، فصارت الهمزة ساكنة ما قبلها مكسورة, وقياسها أن تقلب ياء محضة كبيرة، خلافا لسيبويه، فإنه أنشده فيما جاء من التخفيف الخارج عن القياس2، وهو ضعيف لما ذكرناه3.   1 هذا بيت من الوافر، قاله عبد الرحمن بن حسان بن ثابت يهجو عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاصي, وقبله: وَأمَّا قَوْلُكَ الْخُلَفَاءُ مِنَّا ... فَهُمْ مَنَعُوا وريدك من وداجي ولولاهم لَكُنْتَ كَحُوتِ بَحْرٍ ... هَوَى فِي مُظْلِمِ الْغَمَرَاتِ داجي ينظر في البيت: الكتاب: 3/ 555، والمقتضب: 1/ 166، والمحتسب 1/ 81، والخصائص: 3/ 152، والمنصف: 1/ 76، والأضداد في اللغة: 209، والمفصل: 350، وشرح ابن يعيش: 9/ 114، والإيضاح في شرح المفصل: 2/ 341، وشرح شواهد الشافية: 341، واللسان "وجأ": 6/ 4766. والشاهد في قوله "الواجي"؛ فأصله الواجئ، فسكنت الهمزة للوقف وما قبلها مكسور، فقلبت ياء قياسا, خلافا لسيبويه. 2 ينظر الكتاب: 3/ 555. 3 واعترض ابن الحاجب في شرح المفصل، وقال: "وأصله: واجئ، فقلبت الهمزة ياء, وقد أنشده سيبويه أيضا على مثل ذلك، وهو وهم عندي، فإن هذه الهمزة موقوف عليها، فالوجه أن تسكن لأجل الوقف, وإذا سكنت دبرها حركة ما قبلها، فيجب في التسهيل أن تقلب ياء، فليس لإيرادهم لها فيما خرج عن القياس من إبدال الهمزة حرف لين وجه مستقيم .... ". "الإيضاح في شرح المفصل6: 2/ 341". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 698 والفهر: الحجر1. والواجي: الداقّ2. قوله: "والتزموا خُذْ وكُلْ على غير القياس للكثرة .... "3. اعلم أن قياس باب خذ وكل أن يقال فيه: اأْخُذ واأْكُل4، كما يقال: اأخر؛ اأشر، اأْلَم، من: أجر العظم يأجر5، وأشر يأشر, إذا بطر6، وألم يألم, إذا7 وجع8. وأصلهما: اأخُذ، واأكُل9، [لكنه] 10 لما كثر استعمالهما حذفت الهمزة الأصلية تخفيفا للكثرة دون همزة الوصل؛ لكونها العلامة11, ثم استُغني عن همزة الوصل لتحرك ما بعدها، فحذفت، فقيل: خذ وكل.   1 الصحاح "فهر: 2/ 784". 2 الواجئ: اسم فاعل من: وجأ التيس وجْئا ووجاء: إذا دق عروق خصيتيه بين حجرين من غير أن يخرجهما. "ينظر اللسان "وجأ": 6/ 4766". 3 تكملة عبارة ابن الحاجب: "وَقَالُوا: مُرْ، وَهُوَ أفْصَحُ مِنْ اؤْمُرْ، وَأَمَّا وأمر فأفصح من ومر". "الشافية، ص 11". 4 في "ق": أوكل. 5 أي: برأ على عثم, حكاه الجوهري عن الأصمعي. "ينظر الصحاح "أجر": 2/ 576". 6 ينظر المصدر السابق "أشر": 2/ 579. 7 إذا: ساقطة من "هـ". 8 ينظر الصحاح "ألم": 5/ 1863. 9 في "هـ": واأكل. 10 لكنه: إضافة من "ق". 11 في الأصل: العلامة, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 699 وقالوا في الأمر من أمر يأمر: مُرْ، واأمُر1 بحذف الهمزة وبقائها؛ لأنه كثر استعماله، ولم يبلغ في الكثرة مبلغ كل وخذ، فجعل له حكم متوسط وهو جواز الأمرين, إلا أن "مر" أفصح "عند الابتداء به، واأمر2 أفصح3" عند الوصل بما قبله؛ لأنه إذا قيل: واأمر لم يكن ثقيلا؛ لعدم اجتماع الهمزتين؛ لأنه حذفت همزة الوصل، للاستغناء عنها بما تقدم. قوله4: "وإذا خُفِّفت5 همزة6 باب الأحمر ... "7 إلى آخره. [أي] 8: إذا نقل حركة الهمزة في باب الأحمر إلى لام التعريف وحذفت الهمزة, جاز ألا تحذف همزة الوصل -وهو الأكثر- لكون حركة اللام عارضة، فيقال: الَحْمَر، وجاز أن تحذف همزة الوصل لتحريك ما بعدها -وهو اللام- فيقال: لَحْمَر.   1 في الأصل: وأمر, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 2 في الأصل: وأمر, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 4 قوله: موضعها بياض في "هـ". 5 في الأصل: خفف. 6 لفظة "همزة" إضافة من "ق". 7 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وإذا خُففت همزة بَابُ الأَحْمَرِ، فَبَقَاءُ هَمْزَةِ اللاَّمِ أَكْثَرُ، فَيُقَالُ: الَحْمَر ولَحْمَر، وَعَلَى الأَكْثَرِ قِيلَ: مِنَ لَحْمر، بِفَتْحِ النُّونِ، وفِلَحمر، بِحَذْفِ الْيَاء، وَعَلَى الأَقَلِّ: "عاد لولَى"، ولم يقولوا: اسَلْ، ولا: اقُلْ لاتحاد الكلمتين". "الشافية، ص11". 8 لفظة "أي" إضافة من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 700 وإنما اعتد بحركة اللام على هذه اللغة, ولم يعتد بها في نحو: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ} 1؛ لأن اللام2 في لحمر صار مع المعرف كالجر لفظا؛ لكونه حرفا واحدا متصلا به، ومعنى لصيرورته مع ما بعده لمعنى غير مدلول عليه3 ما بعده؛ لأنهما صارا لواحد معين بعد أن كان ما بعده بدونه لواحد لا بعينه، فلما كانت كالجزء أشبهت حركة سل. والأظهر أن باب الاستغفار والاقتدار كباب الأحمر في جواز: الستغفار، والقتدار4. وعلى الأكثر إذا دخل من أو في على الحمر، قِيلَ5: مِنْ لَحْمَرِ بِفَتْحِ النُّونِ, وَفِلَحْمَرِ بِحَذْفِ الياء لالتقاء الساكنين؛ لأن اللام في حكم الساكن. وعلى الأقل: من لحمر بسكون النون، وفي لحمر بإتيان الياء. وعلى الأقل جاءت6 قراءة أبي عمرو ونافع7 "عادَ لُّولى8" لأن أصله: {عَادًا الْأُولَى} 9, فلما نقلت حركة الهمزة إلى اللام كانت   1 سورة البينة: من الآية 1. 2 في "هـ": اللين. 3 عليه: ساقط من "ق". 4 في "هـ": وعلى القتدار. 5 في "هـ": يقال. 6 في "هـ": جاء. 7 ووافقهما أبو جعفر ويعقوب. ينظر النشر: 1/ 404، والإتحاف: 60، وينظر كذلك: التكملة للفارسي: 45، والكشاف: 4/ 42. 8 سورة النجم: من الآية "50". 9 كما عليه قراءة الباقين. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 701 اللام في حكم المتحرك على هذه اللغة، فيبقى التنوين ساكنا على حاله ولم يحرك لالتقاء الساكنين [لعدم التقاء الساكنين1، حينئذ فتدغم النون في اللام على ما هو القياس. وأما على اللغة الكثيرة, فكانت2 اللام في حكم الساكن، فيلتقي ساكنان: التنوين ولام التعريف, فيجب كسر التنوين لالتقاء الساكنين] 3. قوله4: "وَلَمْ يَقُولُوا: اِسَلْ، وَلاَ اقُل لاتِّحَادِ الْكَلِمَةِ". هذا جواب عن سؤال مقدر، وتقدير السؤال: أن سل أصله: اسأل، فنقلت حركة الهمزة إلى السين وحذفت الهمزة، وأصل قل: أقول؛ فنقلت حركة الواو إلى القاف، فحذفت الواو لالتقاء الساكنين، فحذفت همزة الوصل في: اسَلْ واقُل، اعتدادًا بالحركة العارضة، ولم تحذف الهمزة في: الحْمَر؛ لعدم الاعتداد بالحركة العارضة على اللام. والفرق "121" مشكل لكون كل واحدة من الحركتين عارضة. والجواب عنه بالفرق: أما أولًا: فلاتحاد كلمة [الحرف المنقول عنه] 5 والحرف المنقول إليه في: اسل واقل، بخلاف الحمر؛ فإن الحرف المنقول إليه [لام التعريف6] وهو غير كلمة الحرف المنقول   1 لعدم التقاء الساكنين: ساقط من "هـ". 2 في الأصل: فكان, وفي "هـ": وكانت, وما أثبتناه من "ق". 3 ما بين المعقوفتين تكرر في "ق". 4 قوله: موضعها بياض في "هـ". 5 ما بين المعقوفتين تكرر في "ق". 6 في الأصل: وهو لام التعريف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 702 عنه، فالحركة في مثل اسل واقل كاللازمة. وأما ثانيًا1: فلأن نقل حركة ما بعد لام التعريف إلى لام التعريف غير غالب، ونقل الحركة في مثل اسأل واقول إلى ما قبلها غالب بل واجب، فيصير مثل2 حركة السين والقاف في اسَلْ واقُلْ كاللازمة. اعلم3 أن الأخفش حكى عن بعض العرب اسَلْ في سَلْ؛ لعدم الاعتداد بحركة السين لعروضها4. ولقائل أن يقول: ما ذكرتموه منقوض بالأمر من جأَر ورؤُف؛ فإنك تقول: اجْأَرْ وارْؤُفْ، فإذا نقلت حركة الهمزة إلى ما قبلها وحذفت الهمزة, جاز إبقاء همزة الوصل وجاز حذفها، نحو: اجَرْ وارُفْ، وجَرْ ورُفْ؛ لأنهما مثل سَلْ. ويمكن أن يجاب عنه بأن علة وجوب حذف همزة الوصل في سل ما ذكرناه ثمة مع كثرة الاستعمال, وكثرة الاستعمال منتفية5 في أمر: جار ورؤُف.   1 في "هـ": ثانيها. 2 لفظة "مثل" ساقطة من "هـ". 3 في "هـ": وأعلم. 4 حكاه المبرد عن الأخفش، ثم قال معترضًا: "وهذا غلط شديد؛ لأن السين متصرفة كسائر الحروف، وألف الوصل لا أصل لها، فمتى وجد السبيل إلى إسقاطها سقطت, واللام مبنية على السكون لا موضع لها غيره. فأمرهما مختلف؛ ولذلك لحقتها ألف الوصل مفتوحة مخالفة لسائر اللغات". "المقتضب: 1/ 254". 5 لفظة "منتفية" ساقطة من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 703 [ تخفيف الهمزتين المجتمعتين ] : قوله: "والهمزتان في كلمة [إن سكنت الثانية ... "1 إلى آخره] 2. أي: إذا اجتمعت الهمزتان في كلمة واحدة، فإن كانت الهمزة الثانية ساكنة وجب قلب الهمزة الثانية حرفا من جنس حركة3 ما قبلها كآدم، ايت, أُوتُمن، في: أَأْدم، وائْتِ, وأُأْتُمن؛ طلبًا للتخفيف. قوله: "وليس آجر منه"4. أي: [و] 5 ليس آجر مما اجتمع فيه همزتان ثانيتهما ساكنة، فقلبت الثانية ألفا؛ لأن آجَرَ فاعل، لا أفعل كما توهمه بعضهم؛ فإنه توهم أن آجَرَ أصله: أأجر، فقلبت الثانية ألفا6.   1 تكملة عبارة ابن الحاجب: ..... وجب قلبها كآدم وايت وأوتمن، وَلَيْسَ آجَرَ مِنْهُ لأَنَّهُ فَاعَلَ، لاَ أَفْعَلَ؛ لِثُبُوتِ يُؤَاجِرُ. ومِمَّا قُلْتُهُ فِيهِ: دَلَلْتُ ثَلاَثاً على أن يوجر ... لاَ يَسْتَقِيمُ مُضَارِعَ آجَرْ فِعَالَةُ جَاءَ وَالإِفْعَالُ عز ... وصحة آجر تمنع أجر "الشافية، ص11". 2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 3 لفظة "حركة" مطموسة في "هـ". 4 منه: ساقطة من "هـ". 5 و: إضافة من "ق", و"ليس" مطموسة في "هـ". 6 قال الزمخشري في مادة "أجر": "أجرك الله على ما فعلت، وأنت مأجور عليه, وآجرني فلان داره فاستأجرتها، وهو مُؤْجِر، ولا تقل: مُؤَاجِر، فإنه خطأ وقبيح، وليس آجر الأجير مؤاجرة، كقولك: شاهره وعاومه، وكما يقال: عامله وعاقده. وتقول: طلب الأجرة, فأعطاه الآجُرَّة". "أساس البلاغة: 12". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 704 وإنما قلنا: إنه فاعل لا أفعل؛ لأن مضارعه يجيء على وزن يؤاجر، كآخذ يؤاخذ، فكما أن الألف في آخذ ليست مقلوبة عن همزة بل هي ألف فاعل، كذلك ألف آجر. قوله: "ومما قلته [فيه] 1". أي: ومما قلته2 في أن آجر فاعل لا أفعل, هذان البيتان وهما: "26" دللت ثلاثا على أن يوجر ... لاَ يَسْتَقِيمُ مُضَارِعَ آجَرْ فِعَالَةُ جَاءَ وَالإِفْعَالُ عز ... وصحة آجر تمنع أجر3 أي: دللت ثلاثا على أن آجر فاعل لا أفعل، فعبر عنه بلازمة لأن كون آجر فاعل, يستلزم ألا يكون يُوجر مضارع آجر؛ لأن يوجر لا يكون إلا مضارع أفعل. استدل على أن آجر فاعل، ليس أفعل، بدلائل ثلاثة: أحدها: أن مصدر آجر جاء على إجارة، وفعالة يكون مصدر فاعل لا أفعل نحو: كاتبه كتابة وكتابا, وكتابة للفرد، وكتابا للجنس. فآجر فاعل لا أفعل؛ لأن صحة كون آجر فاعل يمنع كونه أفعل؛ لأن الأصل [عدم اشتراك اللفظ بين الوزنين] 4.   1 فيه: إضافة من "ق". 2 في "ق": قلت. 3 البيتان لابن الحاجب في الشافية ص11، وفي شرح الرضي: 3/ 52. 4 في "ق": عدم الزيادة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 705 والثاني: أن آجر لو كان أفعل لكان مصدره إيجارا؛ لأن مجيء مصدر أفعل على إفعال قياس مطرد، لكنه لا يجيء مصدر آجر على إيجار. والثالث: أنه جاء آجر يؤاجر، وهو فاعل يفاعل. وإذا صح مجيء آجر على وزن فاعل منع مجيئه على وزن أفعل؛ لأن "فاعل" لا بد له من أصل ثلاثي لا رباعي، نحو: كاتب من كتب, وقاتل من قتل، وهو قياس مطرد. وإذا كان كذلك وجب أن يكون أصل آجر من "أجر" أي: فعل, لا "آجر" أي: أفعل. ولقائل أن يقول: في الكل نظر، أما في الأول؛ فلأنه يدل "122" على أن آجر الذي مصدره إجارة فاعل، ولا يلزم منه ألا يكون آجر أفعل البتة؛ لجواز أن يكون مشتركا بين فاعل وأفعل، ومصدر الأول فِعَالة, ومصدر الثاني إِفْعال. وقد يخالف الأصل لدليل, وهو مجيء المضارع على يؤجر، والمصدر على إيجار. وأما في الثاني: فلأنا لا نسلم أنه لا يجيء مصدره على إيجار، فإن صاحب كتاب المحكم1 حكى: آجرت المرأة البغيّ نفسها إيجارا2.   1 هو أبو الحسن علي بن إسماعيل الأندلسي، المرسي، الضرير، المعروف بابن سيده، عالم بالنحو واللغة والأشعار وأيام العرب وما يتعلق بعلومها. توفي لأربع بقين من ربيع الآخر "458هـ". من تصانيفه: المحكم والمحيط الأعظم في لغة العرب, شرح الحماسة لأبي تمام، الوافي في علم القوافي، شرح إصلاح المنطق. ينظر في ترجمته: معجم الأدباء: 12/ 231-235، وفيات الأعيان: 11/ 431, وإنباه الرواة: 2/ 223, وبغية الوعاة 327، والشذرات: 3/ 305, 306". 2 ينظر المحكم, مادة "أجر". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 706 وأما قوله1: "والإفعال عَزَّ" فإن أراد به أنه لم يوجد فممنوع, وإن أراد به أنه قليل فمسلم ولا يحصل به مطلوبه. وأما في الثالث: فلأنا لا نسلم أنه لا بد لفاعل من ثلاثي، وأنه قياس مطرد. والحق أن آجر2 مشترك بين فاعل وبين أفعل. حكى ابن القطاع في كتاب الأفعال من كتاب الأبنية أنه يقال: آجره الله أجرا، وآجره يؤجره، وأجرت المملوك والأجير، وآجرته اؤجره: أعطيته أجره. وهو ظاهر في أن آجر بالمعنى المذكور أفعل لا فاعل؛ لأن يؤجر لا يكون مضارعا لغير أفعل. وأما آجرت الدار والدابة ونحوهما ففيه لغتان، إحداهما: أنه فاعل، [والمضارع منه] 3 يؤاجر، والأخرى4: أفعل, والمضارع منه يؤجر. والذي يدل عليه قول صاحب المحكم: وآجرت المرأة البغي نفسها مؤاجرة وإيجارا؛ أي: أباحتها بأجرة. فهذا من قبيل: آجرت الدار، مع أنه جاء له مصدران، فالمؤاجرة مصدر فاعل، والإيجار مصدر أفعل.   1 قوله: موضعها بياض في "هـ". 2 أن آجر: ساقط من "هـ". 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 4 والأخرى: ساقط من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 707 قوله: "وإن تحركت [وسكن ما قبلها .... "1 إلى آخره] 2. أي: وإن اجتمعت همزتان في كلمة وتحركت الهمزة الثانية وسكن3 ما قبلها، فإن كانت الهمزة عينا ثبتت كـ "سئّال" و"جئّار"؛ "لأن"4 الأولى "لا"5 تكون مدغمة في الثانية حينئذ، والإدغام لا يمكن معه التسهيل، ولأنه6 لو سُهِّلت لم يعلم أنه فعال أو فعّال. وإن كانت الهمزة لاما قلبت ياء كـ "قِرَأْي" نحو: قِمَطْر؛ من: قرأ, فإن نحو هذا تتحصن الهمزة الثانية منه بالإدغام، ولا يجوز أن يقال: قرَّاء، كما يقال: سئَّال. وإن تحركت الهمزة الثانية وتحرك ما قبلها -أي: الهمزة الأولى- وجب قلب الهمزة الثانية ياء إن انكسر ما قبلها، نحو: جاءٍ وشاءٍ، وانكسرت الهمزة الثانية نحو: أيِمَّة. وإن لم ينكسر ما قبلها ولم تنكسر هي -أي: الهمزة الثانية- انقلبت الهمزة الثانية واوا. وأشار إليه بقوله: "وواوا في غيره" أي: انقلبت7 الهمزة   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَإنْ تَحَرَّكَتْ وَسَكَنَ مَا قَبْلَهَا كَسَئّالٍ تَثْبُتُ، وَإِنْ تَحَرَّكَتْ وَتَحَرَّكَ مَا قَبْلَهَا قَالُوا: وَجَبَ قَلْبُ الثَّانِيَةِ يَاءً إنِ انْكَسَرَ مَا قَبْلَهَا أَوِ انْكَسَرَتْ، وَوَاواً فِي غَيْرِهِ نَحْوُ: جَاءٍ وأيِمة وأُوَيْدِم". "الشافية، ص11". 2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 3 في "هـ": وسكون. 4 في الأصل: كان, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 في الأصل: أن, ولا: ساقطة من "ق". 6 في "هـ": ولأن. 7 في "ق": انقلب. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 708 الثانية واوًا في غير الهمزة المكسور ما قبلها نحو أُوَيْدم في تصغير: آدم، ونحو: أوادم في جمع آدم. اعلم أن أصل جاءٍ: جائئ عند1 غير الخليل، فكره اجتماع الهمزتين، فقلبت الهمزة الثانية ياء فصار: جائيٌ، ثم أعل إعلال قاضٍ. وإنما قلنا: عند غير الخليل؛ لأن أصله عند الخليل: جايءٌ، بالقلب2 كما مر، فلم يكن من هذا الباب. وأصل أَيِمَّة: أَإِمَّة؛ لأنه جمع إمام, وأصل أإمة: أَأْمِمَة؛ نقلت حركة الميم إلى الهمزة عند قصد [إدغام الميم الأولى في الميم الثانية3] فصار أَإِمَّة، فكره اجتماع همزتين4، فقلبت الهمزة الثانية ياء؛ لمناسبة الياء الكسرة. وإذا5 صغرت آدم قلت: أُوَيْدم، أصله: أُأَيْدم؛ فكره اجتماع الهمزتين6, فقلبت الهمزة الثانية واوا؛ [لمناسبة الواو الضمة التي قبلها. وإذا جمعت آدم جمع التكسير] 7 قلت: أَوَادِم، أصله: أَأَادِم، على وزن أفاعل، فكره اجتماع همزتين "123"، فقلبت الهمزة الثانية واوا، كما قلبت الواو همزة في كثير من المواضع.   1 لفظة "غير": ساقطة من "هـ". 2 حكاه سيبويه في الكتاب: 3/ 549، واختاره سيبويه "السابق: 3/ 552". 3 في "ق": الإدغام, موضع ما بين المعقوفتين. 4 في "هـ": الهمزتين. 5 في الأصل: فإذا, وما أثبتناه من "ق". 6 في "ق"، "هـ": همزتين. 7 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 709 قوله: "ومنه خطايا1 ..... "2 إلى آخره3. أي: والخطايا في التقدير الأصلي، مما اجتمع فيه همزتان ثانيتهما متحركة وأولاهما مكسورة، فقلبت الثانية ياء خلافا للخليل؛ لأن أصله عند سيبويه خطايئ4 فقلبت5 الياء همزة، فصار: خطائئ باجتماع همزتين6: الأولى هي التي بدل من الياء، والثانية الهمزة التي هي7 لام الكلمة، ثم أبدلت الثانية ياء فصار: خطائي، ثم عمل به ما عمل بمطايا، كما يجيء، حتى صار: خطايا. وإنما قيد التقدير بالأصلي؛ لأن "خطائي" -بالهمزة ثم بالياء بعدها- تقديره أيضا، لكن ليس تقديره الأصلي [بل خطائئ بالهمزتين تقديره الأصلي] 8. وبالحقيقة هذا أيضا ليس تقديره الأصلي بل خطايئ -بالياء ثم بالهمزة- تقديره الأصلي، إلا أن "خطائئ" بالهمزتين أصلي9 بالنسبة إلى خطائي بالهمزة، ثم بالياء بعدها.   1 في الأصل، "ق": الخطايا, وما أثبتناه من "هـ" والشافية. 2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَمِنْهُ خَطَايَا فِي التَّقْدِير الأَصْلِيِّ، خِلاَفاً لِلْخَلِيل". "الشافية، ص11". 3 إلى آخره: ساقطة من "هـ". 4 ينظر الكتاب: 3/ 553. 5 في "ق": قلبت. 6 في "هـ": الهمزتين. 7 في "ق"، "هـ": "تلي" موضع "هى". 8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 9 في "هـ": أصل. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 710 وأما أصل خطايا عند الخليل فخطايئ، ثم قلبت اللام إلى موضع العين؛ لئلا تجتمع همزتان، فصار: خطائي، ثم حذفت الضمة عن1 الياء، وقلبت الهمزة ياء مفتوحة والياء ألفا، فصار: خطايا. وكلا المذهبين حسن، إلا أن مذهب سيبويه أقيس وأصح؛ لما سمع عن العرب الموثوق بعربيتهم "اللهم اغفر لي خطائئي" بتحقيق الهمزتين2، فلو كانت خطايا مقلوبة كما زعم الخليل، لقيل: خطائي, بهمزة واحدة لا غير. قوله: "وَقَدْ3 صَحَّ التَّسْهِيلُ وَالتَّحْقِيقُ4 فِي نَحْوَ أيمَّةٍ". أي: قد صح تسهيل الهمزة وتحقيقها في أيمة. اعلم أن النحاة قالوا: إن قلب الهمزة ياء في نحو: أيمة ملتزم5, فقال المصنف: هذا القول منهم غير صحيح؛ لأنه ثبت في القراءات السبع تسهيل هذه الهمزة -أي: جعلها بين بين- وتحقيقها6،   1 في "هـ": من. 2 في المفصل، ص351: "وقد سمع أبو زيد من يقول: اللهم اغفر لي خطائئي, همزها أبو السمح ورداد ابن عمه، وهو شاذ" ا. هـ. 3 لفظة "قد" ساقطة من الأصل، ومن "هـ". 4 والتحقيق: ساقط من "ق". 5 ينظر المفصل، ص351، والنشر: 1/ 374. 6 قال الزمخشري في الكشاف "2/ 251" عند تفسيره الآية "12" من سورة التوبة: "فإن قلت: كيف لفظ أئمة؟ قلت: همزة بعدها همزة بين بين؛ أي: بين مخرج الهمزة والياء. وتحقيق الهمزتين قراءة مشهورة، وإن لم تكن بمقبولة عند البصريين. وأما التصريح بالياء فليس بقراءة، ولا يجوز أن تكون قراءة، ومن صرح بها فهو لاحن محرف" ا. هـ. وقال ابن الجزري ردا على كلام الزمخشري السابق: "وهذه مبالغة منه, والصحيح ثبوت كل من الوجوه الثلاثة، أعني: التحقيق, وبين بين، والياء المحضة عن العرب، ولكل وجه في العربية سائغ قبوله, والله تعالى أعلم". "النشر: 1/ 375". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 711 والقراءات السبع متواترة, وإن قلنا: إنها ليست بمتواترة فلا أقل1 من أن تكون أخبار آحاد, عدول في قبول اللغة عنهم. وأجيب عنه بأن مراد النحاة بأن قلب هذه الهمزة ياء2 ملتزم أنه قياس, وما خالفه شاذ يحفظ ولا يقاس عليه، وهو لا يخالف مجيء خلافه في القراءات السبع؛ لجواز أن يكون شاذا مخالفا للقياس. قوله3: "والتُزم في باب أُكرِمُ حذف الثانية, وحُملت عليه أخواته". أي: و4 التزم حذف الهمزة الثانية من باب مضارع أُفْعِل5 إذا كان للمتكلم، نحو: أُكْرِم؛ كراهة اجتماع الهمزتين فيما كثر بابه. وإنما حذفت الثانية لا الأولى؛ لأن الأولى للعلامة؛ ولأن ضمة الأولى تدل على المحذوف؛ ولأن الاستثقال إنما جاء من الثانية، ثم حذفت الهمزة الثانية في أخواته، وهي: تُكرِم وتُكرم ويُكرِم وإن لم يجتمع همزتان؛ حملًا على أكرم؛ اطرادًا للباب. قوله: "وقد التزموا قلبها6 مفردة [ياء مفتوحة في باب مطايا] 7".   1 في "هـ": فلا أقبل. 2 لفظة "ياء" ساقطة من "هـ". 3 قوله: بياض في "هـ". 4 و: ساقطة من "ق". 5 في "هـ": أكرم. 6 في الأصل: قبلها, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 7 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 712 أي: وقد التزموا قلب الهمزة مفردة عن همزة أخرى ياء مفتوحة في باب1 مطايا2 ورَكَايَا وشَوَايَا وحَوَايَا، جمع: مطية وركية -وهي البئر3- وشَوِيَّة -وهم4 بقية قوم هلكوا5- وحَوِيَّة, وهي كساء محشوّ حول سنام البعير6. وهو: كل جمع على مثال مساجد وقعت بعد ألفه7 همزة بعدها ياء. اعلم أن مطايا جمع مطية، وأصله: مطائي8 بإبدال الياء التي بعد ألف الجمع همزة؛ لكونه مدة مزيدة في الواحد9، كما في الصحيح، نحو: رسائل وصحائف جمع "124": رسالة وصحيفة، ثم استثقلت الكسرة على الهمزة لكونها حرف علة قبل حرف علة في آخر صيغة منتهى الجموع, فقلبت تلك الكسرة فتحة, فتحركت الياء   1 لفظة "باب" ساقطة من "هـ". 2 في "ق": مطايي, تحريف. 3 الصحاح "ركا": 6/ 2397. 4 في "ق"، "هـ": وهي. 5 الصحاح "شوى": 6/ 2397. 6 المصدر السابق "حوى": 6/ 2321. 7 في "ق"، "هـ": ألف. 8 في "ق"، "هـ": مطائئ. 9 في الأصل: الواحدة, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 713 وانفتح ما قبلها فقلبت الياء ألفا، فصار مطاءا1، فاستثقلت الهمزة المفتوحة بين ألفين, فقلبت ياء فصار: مطايا2. و3 من هذا الباب: خطايا، على القولين، أي: على4 قول سيبويه وعلى5 قول الخليل، كما مر. قوله6: وفي كلمتين يجوز [تحقيقهما .... 7 إلى آخره] 8. هذا قسيم لقوله: "والهمزتان في كلمة". يعني: إذا9 اجتمعت همزتان في كلمتين، كقوله تعالى: {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} 10 يجوز تخفيفهما11؛ وذلك بأن تخفف كل واحدة منهما على ما يقتضيه قياس تخفيف كل واحدة منهما لو انفردت، من الإبدال والحذف وبين وبين، كما مر، أو بأن تخفف   1 في "هـ": مطاء. 2 في "هـ": مطاياه. 3 و: ساقطة من "هـ". 4 لفظة "على" ساقطة من "هـ". 5 لفظة "على" ساقطة من "هـ". 6 قوله: ساقطة من "ق". 7 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وفي كلمتين يجوز تحقيقهما، وتخفيفهما وَتَخْفِيفُ إِحْدَاهُمَا عَلَى قِيَاسِهَا، وَجَاءَ فِي نَحْو: يشاء إلى الواو أيضا في الثانية" "الشافية، ص11". 8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 9 في "هـ": إن. 10 سورة محمد, من الآية "18". 11 وهي لغة أهل الحجاز "ينظر الكتاب: 3/ 550". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 714 الأولى على ما يقتضيه قياس التخفيف لو انفردت, ثم تخفف الثانية على ما يقتضيه تخفيفها للاجتماع في كلمة، كما مر ويجوز تخفيف إحداهما، وذلك بأنهما إن كانتا غير متفقتين في حركتهما خففت أيهما شئت على ما يقتضيه قياس التخفيف1. والخليل يختار تخفيف الثانية2. [كل ذلك على القياس المتقدم في تخفيف الهمزة] 3. ومنهم من يُقحم بينهما ألفا. قال ذو الرمة4: "27" ........................ ... آأنتِ أَمْ أُمّ سالم5   1 فمن كلام العرب تخفيف الأولى وتحقيق الآخرة، وهو قول أبي عمرو، تقول: "فقد جاء أشراطها"، وحكى سيبويه عن بعض العرب: "فقد جاء أشراطها"، بتحقيق الأولى وتخفيف الثانية "ينظر الكتاب: 3/ 549". 2 ينظر المصدر السابق. 3 ينظر المصدر السابق. 4 هو غيلان بن عقبة، من بني صعب بن مالك بن عدي بن عبد مناة، ويكنى أبا الحارث, وسمي ذا الرمة بقوله: لم يبق فيها أبد الأبيد ... غير ثلاث ما ثلاث سود وغير مرضوخ القفا موتود ... أشعث باقي رمة التقليد 5 هذه قطعة من بيت من بحر الطويل، لذي الرمة "في ديوانه: 622" والبيت بتمامه: أيا ظبية الوعساء بين جُلاجل وبين النقا آأنت أم أم سالم ينظر في البيت: الكتاب: 3/ 551، والمقتضب: 1/ 163، والخصائص: 2/ 458, وأمالي ابن الشجري: 1/ 320، والإنصاف 482, والمفصل: 352، وشرح ابن يعيش: 1/ 94، 9/ 199، وشرح الشافية للرضي: 3/ 64 "136"، والهمع: 1/ 172، وشرح شواهد الشافية: 347-348 "168". والشاهد في قوله "آأنت"، حيث فصل بين الهمزتين بألف زائدة؛ كراهية لاجتماعهما. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 715 وأجاب عنه بعضهم بأنه يجعل الهمزة الأولى بين بين1 إذا ألقيت عليها حركة الهمزة الثانية, ويجعل2 الهمزة الثانية بين بين إذا قلبت الأولى "ألفا"3. وفيه نظر؛ لأنه لم يمكن4 جعل الهمزتين بين بين معا والمقدر خلافه. قوله: وَجَاءَ فِي نَحْو: {يَشَاءُ إِلَى} [الْوَاوُ أيْضاً في الثانية] 5. "أي"6: وجاء في نحو: {يَشَاءُ إِلَى} 7 مع تحقيق الهمزتين وتخفيف الهمزتين [وتخفيف إحداهما فقط] 8 الواو أيضا في الهمزة الثانية، أي: قلب9 الهمزة الثانية واوا10 وهو مذهب كثير من القراء11, وهو يشابه مذهب من يقول في سُئِل "سُوِل"؛ لأنه يقلبها حرفا من جنس حركة ما قبلها.   1 في "هـ": الهمزتين بين بين. 2 في الأصل, "ق": وتجعل. 3 ألفا: إضافة من "ق"، "هـ". 4 في "ق"، "هـ": يكن. 5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 6 لفظة "أي" ساقطة من "هـ". 7 في قوله تعالى: {قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [البقرة: 142] . 8 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق". 9 في الأصل: وقلب. 10 ينظر شرح الشافية، للرضي: 3/ 65. 11 وهم: نافع وابن كثير وأبو عمرو ورويس، وهذا مذهب أكثر المتقدمين "ينظر الإتحاف: 149". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 716 قال بعضهم: إنما يثبت ذلك في مثل: آأنت، وأما في نحو: جاء أحدكم فلا. ثم1 منهم من يحقق بعد إقحام الألف بينهما، ومنهم من يخفف2. وفي: اقرأ آية، ثلاثة أوجه: أن تقلب الأولى ألفا لسكونها وانفتاح ما قبلها، فينطق بألف بعده3 همزة محققة4, وأن تحذف الثانية بعد أن تلقى حركتها "على الأولى كمسالة5" 6, وأن يجعلا معا بين بين، وهي حجازية7. اعلم أن في جعل الهمزتين بين بين معا نظرا8؛ لأن شرط جعل "الهمزة الأولى9 بين بين" أن تكون متحركة، وهمزة اقرأ ساكنة.   1 في "هـ": "و" بدل "ثم". 2 ينظر الكتاب: 3/ 551، والمفصل: 352. 3 في "هـ": بعدها. 4 فيقال على هذه اللغة: اقرا آية، بتخفيف الهمزة الأولى؛ لأن الهمزة الساكنة إذا خففت أبدل مكانها الحرف الذي منه حركة ما قبلها. "ينظر الكتاب: 3/ 550". 5 في "هـ": على الأولى نحو مسألة. 6 فيقال على هذه اللغة: اقر آية؛ لأنك خففت همزة متحركة قبلها حرف ساكن, فحذفتها وألقيت حركتها على الساكن الذي قبلها. "ينظر المصدر السابق". 7 قال سيبويه: "وأما أهل الحجاز فيقولون: اقرأ آية؛ لأن أهل الحجاز يخففونها جميعا, يجعلون همزة اقرأ ألفا ساكنة ويخففون همزة آية. ألا ترى أن لو لم تكن إلا همزة واحدة خففوها، فكأنه قال: اقرا، ثم جاء بآية ونحوها" "المصدر السابق". 8 في "هـ": نظر. 9 الأولى: إضافة من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 717 قوله: "وجاء في المتفقتين1 .... "2 إلى آخره3. "أي"4: وجاء في الهمزتين المجتمعتين في كلمتين5, المتفقتين في الفتح أو الضم أو الكسر حذف6 إحدى الهمزتين. مثال المتفقتين7 في الفتح: {جَاءَ أَحَدَهُمُ} 8. ومثال المتفقتين في الضم: {أَولِيَاءُ أُولَئِكَ} 9. ومثال المتفقتين في الكسر10: في البغاء إلى11. وإنما قال: "حذف إحداهما" من غير تعيين أنها الأولى أو الثانية؛ لأن منهم من يقول: المحذوفة هي الأولى، بناء على أن الأولى وقعت آخر الكلمة محل التغيير. ومنهم من يقول: المحذوفة هي الثانية بناء على أن الاستثقال إنما جاء عندها.   1 في الأصل، "هـ": المتفقين, وما أثبتناه من "ق". 2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وجاء في المتفقتين حذف إحداهما وقلب الثانية كالساكنة"."الشافية، ص11". 3 إلى آخره: ساقط من "هـ". 4 لفظة "أي": ساقطة من "هـ". 5 في "ق": الكلمتين. 6 في "هـ": حذفت. 7 في "هـ": المتفقتين. 8 في قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} [المؤمنون: 99] . 9 وذلك في سورة الأحقاف, من الآية "32". 10 في "هـ": الكسرة. 11 في الأصل، "هـ": في البغضاء إلى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 718 وجاء في المتفقتين1 أيضا قلب الثانية حرفا من جنس حركة ما قبلها, كما جاء في الهمزة الثانية2 قلبها حرفا من جنس حركة ما قبلها, فقلبت3 الثانية في: {جَاءَ أَحَدَهُمُ} ألفا، وفي {أَولِيَاءُ أُولَئِكَ} واوا, وفي "في البغاء4 إلى" ياء. وهذه القراءة رواية البصريين عن ورش5.   1 في "هـ": المتفقتين. 2 في الأصل، "ق": الساكنة. 3 في "ق": فتقلب. 4 في "ق"، "هـ": البغضاء. 5 ينظر النشر: 1/ 378، والإتحاف: 324، 392، وورش هو: أبو سعيد، عثمان بن سعيد القرشي، شيخ القراء المحققين، انتهت إليه رئاسة الإقراء. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 719 الإعلال : قوله: "الإعلال: تغيير حروف1 العلة .... "2 إلى آخره3. اعلم أن الإعلال تغيير4 حروف5 العلة للتخفيف, ويجمع [الإعلال القلب] 6 والحذف والإسكان، أي: لا يخلو الإعلال من أحدها. وحروف الإعلال: الألف والواو والياء؛ لأنها7 حروف العلة. ثم قال "125": [الألف] 8 لا تكون9 أصلا في الاسم المتمكن والفعل؛ لأنهم لما لم يضعوا الألف للإلحاق بالأصل، فلأن "لم10" يضعوها أصلا كان أولى.   1 في "هـ": حرف. 2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "الإِعْلاَلُ: تَغْييرُ حَرْفِ الْعِلَّةِ لِلتَّخْفِيفِ، وَيَجْمَعُهْ الْقَلْبُ والحذف والإسكان، وحروفه الألف والياء ولا يكون الألف أصلا في اسم متمكن وَلاَ فِي فِعْلٍ، وَلَكِنْ عَنْ وَاو أَوْ ياء، وقد اتفقتا فاءين كوعد وَيُسْر، وَعَيْنَينِ كَقُوْل وَبَيْع، وَلاَمَيْنِ كَغَزو وَرَمْيٍ، وعينا ولاما كقوة وحية، وتقدمت كل واحدة منهما على الأخرى فاء وعينا كيوم وويل، واختلفا في أن الواو تقدمت عينا على الياء لاما، بخلاف العكس، وواو حيوان بدل من ياء" "الشافية، ص11". 3 إلى آخره: ساقط من "هـ". 4 في "هـ": تغيير. 5 في "ق"، "هـ": حرف. 6 ما بين المعقوفتين مطموس في "هـ". 7 في "ق": ألفها. 8 الألف: إضافة من "ق". 9 لا تكون: مطموسة في "هـ". 10 لم: إضافة من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 720 وإنما قال: "في متمكن"؛ لأنهم وضعوها أصلا في غير1 متمكن نحو: ما، وإذا، ومتى. وإنما لم يضعوها في الفعل أصلا2؛ لأن أصل الفعل هو الثلاثي وحروفه3 كلها متحركة في الماضي؛ وحينئذ لا يمكن جعل الألف أصلا في الفعل الثلاثي؛ لامتناع قبول الألف الحركة. وأما الألف في نحو ضارب وأحمر4، فليست بأصل5؛ للعلم بزيادتها بأصله. وإن لم يعلم وجوه6 زيادتها -إن أمكن- حمل على كونها زائدة؛ لأن الحمل على الغلب أظهر. وإذا كان كذلك، فإن لم تكن زائدة فلا بد من أن تكون7 منقلبة عن واو أو ياء. ثم إن الواو والياء قد اتفقتا فاءين، أي: وقعت كل واحدة منهما فاء، كوعد ويسر، وإن اتفقتا "عينين كقول"8 وبيع، واتفقتا لامين نحو غزو ورمى.   1 لفظة "غير" ساقطة من "هـ". 2 لفظة "أصلا" ساقطة من "ق". 3 في الأصل, "هـ": حروفها, وما أثبتناه من "ق". 4 في "ق": واحمار. 5 في "هـ": أصل. 6 في الأصل, "هـ": وجود, وما أثبتناه من "ق". 7 في "ق": يكون. 8 في "هـ": عين قول. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 721 وقد تقدمت كل واحدة منهما على الأخرى، أي: وقد تقدمت الواو على الياء فاء وعينا نحو: ويل وويح -فإنه دعاء على المسخوط1- وقد تقدمت الياء على الواو2 قليلا، نحو: يوم وتصاريفه3, ويوح, علم للشمس4. قوله5: "واختلفتا". أي: واختلفت الواو والياء فِي أَنَّ الْوَاوَ تَقَدَّمَتْ عَيْناً عَلَى الْيَاءِ لاما نحو: طويت ولويت، بخلاف العكس، أي: لم6 تتقدم الياء عينا على الواو لاما. قوله: "وواو حيوان بدل عن ياء"7. هذا جواب عن سؤال مقدر، وتقدير8 السؤال: إن الياء تقدمت في الحيوان عينا على الواو لاما، وإنكم قلتم: لا يوجد ذلك؟ وتقرير9 الجواب أنه ليس كذلك؛ لأن الواو في الحيوان مقلوبة عن الياء عند المحققين؛ لأن أصله: حَيَيَان.   1 وقيل: ويح: كلمة رحمة, وويل كلمة عذاب. وحكي عن اليزيدي أنهما بمعنًى. "ينظر الصحاح "ويح": 1/ 1417". 2 في "هـ": على الياء. 3 وتصاريفه: ساقط من "هـ". 4 ينظر القاموس المحيط "يوح": 1/ 256. 5 قوله: موضعها بياض في "هـ". 6 في "هـ": ولم. 7 في "هـ": عن الياء. 8 في "ق"، "هـ": وتقدير. 9 في الأصل: وتقدير, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 722 وإنما قلنا ذلك؛ لأنه مثله غير واقع1 في الأصل، فلما احتمل هذه الواو القلب عن الياء اغتفر ارتكابه. وكان القياس "الأصلي2" أن يقال في حيوان: حايان؛ لتحرك الياء وانفتاح ما قبلها، لكن تركوا هذا القياس لأصل, وهو أن معنى الاسم إذا دل على تحول3 واضطراب حركوا العين في الصحيح، نحو: الخفَقان؛ ليكون موافقا لمدلوله في التحرك. وصححوا حرف العلة في المعتل العين، نحو: الجَوَلَان والسَّيَلَان، إجراء له مجرى الصحيح ولا يرد المَوَتَان؛ لحملهم إياه على نقيضه في الصحة وهو الحيوان. ولما وجب لهذا الأمر بقاء ياء الحيوان "للمعتل"4 متحركة, قلبوا الياء الثانية واوا لكراهتهم اجتماع الياءين5. وإنما كانت الثانية أولى بالتغيير؛ لأنها لام، واللام أولى بالتغيير. وإنما لم يدغموا إحدى الياءين في الأخرى؛ لأنهم لو أدغموا وقالوا: حيان، لم يدر أنه ساكن العين أو متحرك العين في الأصل، وسقطت الحركة للإدغام.   1 في "هـ": ويقع. 2 الأصلي: إضافة من "ق"، "هـ". 3 في الأصل: تحول, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 4 للمعتل: إضافة من "ق". 5 وهو مذهب سيبويه، فنراه يقول: "وأما قولهم: حيوان, فإنهم كرهوا أن تكون الياء الأولى الساكنة، ولم يكونوا ليلزموها الحركة ههنا والأخرى غير معتلة من موضعها؛ فأبدلوا الواو ليختلف الحرفان كما أبدلوها في رحوى حيث كرهوا الياءات، فصارت الأولى على الأصل، كما صارت اللام الأولى في ممل ونحوه على الأصل, حيث أبدلت الياء من آخره". "الكتاب: 4/ 409". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 723 وإنما قلبوا "الياء"1 الثانية واوا في الحيوة2؛ لكراهتهم اجتماع الياءين مع امتناع الإدغام فيها لكون الياء الثانية ساكنة3. وأما حَيْوَة عَلَمًا، فإنما قلبت فيه الياء واوا؛ للفرق بينها وبين حية، اسم جنس. قال أبو عثمان المازني: واو الحيوان أصل لا بدل -وإن لم يكن في الكلام حيوان- مثل فاظ: يفيظ "126" فَيْظا وفَوْظا، إذا مات، مع عدم مجيء: يفوظ4. ولقائل أن يمنع عدم مجيء يقوظ، فإنه حكى الجوهري وابن فارس5: قاظ يقوظ قوظا، وقاظ يقيظ قيظا6، فأخذ7 مصدر يقوظ وركبه مع فعله "قيظا"8، وبنى عليه9 غرضه. والاستدلال بحيي على أن أصل الواو في الحيوان هو الياء ضعيف؛ لأن الواو في مثل هذا الموضع تنقلب ياء؛ لكسرة ما قبلها نحو رضي.   1 الياء: إضافة من "ق"، "هـ". 2 في الأصل: الحياة, وفي "هـ": الحيوان, وما أثبتناه من "ق". 3 فكأنه من حيوت، وإن لم يقل به, وهو مذهب سيبويه أيضا. "ينظر الكتاب: 4/ 399". 4 نقله ركن الدين بالمعنى لا بالنص. ينظر المنصف: 2/ 285. 5 ينظر الصحاح: "قيظ": 3/ 1178. 6 ينظر المجمل: "قيظ": 3/ 739. 7 أي: من حكى عنه هذا. 8 في "هـ": قيظ. 9 في "هـ": عليها. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 724 قوله: "وأن الياء وقعت فاء وعينا [في بين .... "1 إلى آخره] 2. أي: واختلفت الواو والياء في أن الياء وقعت فاء وعينا نحو يَيَن3 وهو اسم مكان4، وأنها5 وقعت فاء ولاما، نحو يَدَيْتُ6 بخلاف الواو، فإنها لم تقع7 فاء وعينا إلا في أول, ولا فاء ولاما إلا في الواو، في وجه؛ لأن القول الصحيح في "أول" أنه مبني من واو وواو ولام8، كما مر، وأن الوجه في لفظ الواو أنه مبني من واو وياء وواو9، وألفها مبدلة عن الياء؛ لأن باب سلس في كلامهم أكثر من باب يَين.   1 تكملة عبارة ابن الحاجب: " ..... وَفَاءً وَلاَماً فِي يَدَيْتُ، بِخِلافِ الْوَاوِ إلاَّ فِي أَوَّلَ عَلَى الأَصَحِّ، وَإلاَّ فِي الْوَاوِ على وجه". "الشافية، ص11". 2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 3 هكذا ضبطها صاحب القاموس في مادة "يين": 4/ 279, ولكنها ضُبطت في معجم البلدان "يين" بفتح الياء الأولى وتسكين الثانية "8/ 533". 4 حكى ياقوت أن "يَيَن" موضع في بلاد خزاعة، وحكى أيضا عن الزمخشري أنه عين بواد يقال له: حوتان. وحكي عن ابن جني أنه واد بين ضاحك وضويحك. "ينظر معجم البلدان: 8/ 533". 5 في الأصل: وإنما, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 6 ذكره سيبويه في الكتاب 4/ 410، ويديت الرجل: أصبت يده. 7 في "ق"، "هـ": يقع. 8 وهذا مذهب البصريين، وعندهم أول على زنة أفعل, ولكنه عند الكوفيين فَوْعَل من: أول أو وأل. "ينظر شرح الشافية للرضي: 2/ 340". 9 ذكر الرضي أنه مذهب أبي علي الفارسي. "ينظر شرح الشافية: 3/ 74". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 725 وإنما قال: "على وجه"1؛ لأن الواو على وجه2 مبني من واو وواو وواو3، وألفها بدل عن واو4. وفيما ذكره نظر. قوله: "وأن الياء وقعت فاء وعيناً ولاماً .... "5 إلى آخره6. أي: واختلف الواو والياء في أن الياء وقعت فاء وعينا ولاما، نحو: يَيَّيْتُ7، بخلاف الواو، إلا في وجه، وهو أن يكون ألفها بدلا عن واو8، لقولك في التصغير: أُوَيَّة بقلب فائه همزة؛ لكونها أولى9 واوين مصدّرين. ولو كانت عينه ياء لقيل في التصغير: وُيَيَّة، ولأن كون العين واوا10، نحو: جال وحال، أكثر   1 في النسخ الثلاث: في وجه, وما أثبتناه من الشافية. 2 في النسخ الثلاث: في وجه, وما أثبتناه من الشافية. 3 وواو: ساقطة من "هـ". 4 وهو مذهب الأخفش، حكاه عنه الزمخشري في مفصله "ص374". وينظر كذلك شرح الشافية، للرضي: 3/ 74. 5 تكملة عبارة ابن الحاجب: " .... في يَيَّيْتُ، بِخِلاَفِ الْوَاوِ، إلاَّ فِي الْوَاوِ على وجه". "الشافية، ص11". 6 إلى آخره: ساقط من "هـ". 7 أي: كتبت ياء. 8 في "ق": الواو. 9 في "هـ": أول. 10 في "ق": واو. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 726 من كونها ياء، نحو باع ومال، والحمل على الأكثر أولى1 عند التردد. فالواوات موافقة للياءات في يَيَّيْتُ في وقوعها فاء وعينا ولاما. قوله: "الفاء: تقلب [الواو همزة لزوما .... "2 إلى آخره] 3. اعلم أنه أخذ يتكلم على حروف الإعلال فاء وعينا ولاما، فإذا اجتمعت واوان متحركتان في أول الكلمة وتحركت الثانية تقلب الأولى التي4 هي فاء همزة، نحو أواصل5 في جمع: واصلة, أصله: وواصل، فالواو الأولى هي فاء واصل والواو6 الثانية هي المبدلة عن ألف واصل، كما في ضوارب. وإنما قلبت الواو الأولى همزة لزوما؛ لكراهتهم اجتماع الواوين في أول الكلمة مع تحرك الواو الثانية. ونحو: أُوَيْصِل، أصله: وُوَيْصِل، فقلبت الواو الأولى همزة. ونحو الأُوَل -جمع الأولى- فإن أصله -على المختار- الْوُوَل، كما مر، فقلبت الواو الأولى همزة لزوما، كما مر7، بخلاف   1 أولى: ساقطة من "هـ". 2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "الفاء: تُقلب الْوَاوُ هَمْزَةً لُزُوماً فِي نَحْوِ: أَوَاصِلَ وَأُوَيْصِلٍ وَالأُوَلِ، إِذَا تَحَرَّكَتِ الثَّانِيَةُ، بِخِلاَفِ: وُورِي، وَجَوَازاً فِي نَحْوِ: أُجُوه، وأُوري، وَقَالَ الْمَازِنِيُّ: وَفِي نَحْوِ إشَاحٍ، وَالْتَزَمُوهُ فِي الأَولَى حملا على الأول". "الشافية، ص11". 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 4 لفظة "التي" ساقطة من "هـ". 5 في الأصل, "هـ": واصل, والصحيح ما أثبتناه من "ق". 6 لفظة "الواو" ساقطة من "هـ". 7 في الأصل, "ق": "لما مر", وما أثبتناه من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 727 ما إذا وقعت الواو الثانية فيه ساكنة نحو: وُوري من: وارى, فإن الأكثر على ألا تقلب الواو الأولى همزة؛ لقلة النقل لسكون الواو الثانية. قوله: "وجوازا" معطوف على "لزوما". أي: وتقلب1 الواو همزة جوازا لا لزوما إذا كانت الواو فاء مضمومة مفردة عن واو أخرى، نحو وجوه, أو مضمومة بعدها واو ساكنة نحو وُوري2، من وارى، فإنه يجوز قلب الواو همزة، ويجوز إبقاؤها نحو أُجُوه3 ووُجُوه وأُوري ووُوري. وقال المازني: "قلب الواو همزة وإبقاؤها فيما ذكرناه، وفي واو مكسورة إذا كانت فاء، نحو: وشاح وإشاح، قياس"4. وقال غيره: يجوز قلبها همزة وإبقاؤها في وشاح، وفي غيره يتبع السماع5. قوله: "والتزموه في الأولى". أي: والتزموا قلب الواو همزة في الأولى حملًا على الأول.   1 في الأصل: نقلت, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 2 في الأصل: وُري, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 في "هـ": وجوه. 4 نص عبارة المازني: "واعلم أن الواو إذا كانت أولا, وكانت مكسورة فمن العرب من يبدل مكانها الهمزة ويكون ذلك مطردا فيها, فيقولون في وسادة: إسادة، وفي وعاء: إعاء، وفي وفادة: إفادة, ويقولون: إشاح في: وشاح, ولا يهمزونها مكسورة إذا كانت غير أول، لا يقولون في طويل وعويل ونحو ذلك إلا بالواو". "المنصف: 1/ 228, 229". 5 ينظر المفصل: 362، والإيضاح في شرح المفصل: 2/ 396. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 728 هذا جواب عن سؤال مقدر، وتقدير1 السؤال: أن الأولى أصله وُولى -على المختار- والواو الثانية "ساكنة"2، فكان قياسه جواز قلب الواو الأولى همزة، لا الوجوب كما في وُوري. وأجاب عنه بأنهم إنما التزموا قلب الواو فيه همزة3 حملًا له4 على جمعه، وهو الأُوَل؛ لأنه لما وجب قلب الواو همزة في جمعه وجب قلبها همزة في المفرد ليتوافقا لفظًا، قيل: وفيه نظر؛ لأنه جاز أن يقال: إنما قلبت في الأولى لزوما للاستثقال5 لا لحمل المفرد على الجمع؛ لأنه إذا بني "من"6 وعد مثل كَوْثَر، كان قلب الواو المفتوحة همزة لازما، وحينئذ كان قلب الواو المضمومة همزة أولى بلزوم. فإن قيل: إذا كان القلب في الأولى لازما لاستثقال الضمة، فلِمَ لم يلزم في نحو ووري [لهذه العلة؟ قلنا: إنما لم يلزم في ووري؛ لأنهم شبّهوا المدة في نحو ووري] 7 بألف فاعل؛ لكونها بدلا عنها، وكونها مثلها في الزيادة والمدة, فعاملوا الواو التي قبلها معاملة الواو المفردة، عن واو أخرى في   1 في "ق"، "هـ": وتقرير. 2 ساكنة: إضافة من "ق"، "هـ". 3 في "ق"، "هـ": همزة فيه. 4 له: إضافة من "ق"، "هـ". 5 في "ق": للاستعمال. 6 لفظة "من": إضافة من "ق"، "هـ". 7 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 729 جواز قلبها همزة وإبقائها على حالها1، بخلاف المدة التي في الأولى، فإنها غير بدل ولا زيادة، فعاملوا الواو التي قبلها معاملة الواو التي قبل الواو المتحركة في وجوب قلبها همزة. قوله: وأما أُنَاةٌ وَأَحَدٌ [وَأَسْمَاءُ فَعَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ] 2. اعلم أن قياس الواو المفردة المفتوحة في أول الكلمة أن تبقى3 صحيحة، فلو قلبت همزة كان4 على غير القياس5 فيحفظ ولا يتجاوز، كأناة للمرأة التي فيها فُتُور عند القيام6، من الونَى, أصله: وَنَاة7. وكأحد، من الوحدة، أصله: وَحَد. وكأسماء، اسم علم، أصله: وَسماء8, عند الأكثر. فقلبت الواو في الكل همزة على غير القياس، ولا يقاس عليها غيره9.   1 في الأصل, "ق": بحالها, وما أثبتناه من "هـ". 2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 3 في "ق": يبقى. 4 في الأصل: كانت, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 في "ق": قياس. 6 في الأصل, "ق": عند القياس, والصحيح ما أثبتناه من "هـ". 7 قال الجوهري: وامرأة وَنَاة: فيها فُتُور، وقد تقلب الواو همزة فيقال: أناة. وقال "أي: أبو حية النميري": رمتْه أَنَاة من ربيعة عامر نئوم الضحى في مأتم أي مأتم "الصحاح: ونى: 6/ 2531". 8 ووزنه: فعلاء، من الوسامة، فيكون مفردا وليس بجمع. 9 في "هـ": غيرها. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 730 وقال بعضهم: أسماء: اسم علم، جمع اسم سمي به المؤنث، فامتنع من الصرف للعلمية والتأنيث المعنوي. والأول أصح [من وجهين] 1: أما أولًا: فلأن التسمية بالصفات أكثر من التسمية بالجمع, فكان2 جعله من الأكثر أولى. وأما ثانيًا: فلأنه لو سمي به مذكر لامتنع من الصرف أيضا، فلو كان جمعا لاسم لم يكن كذلك. وأجيب بمنع هذه الملازمة لجواز أن امتناعه من الصرف لأنه اسم لمؤنث سمي به مذكر، فاعتبر فيه التأنيث المعنوي، كما اعتبر في زينب إذا سمي به مذكر.   1 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". 2 في "ق": وكان. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 731 [ قلب الواو والياء تاء إذا كانتا فاءين ] : قوله1: "وتُقْلَبَانِ تَاءً [فِي نَحْوِ: اتَّعَدَ وَاتَّسَرَ، بِخَلاَفِ ايتزر"] 2. أي: وتقلب كل واحدة من الواو والياء تاء إذا وقعت فاء في باب افتعل، من نحو: وعد، ويسر، نحو: اتّعد واتّسر، أصلهما: اوتعد وايتسر، فقلبت الواو والياء تاء، وأدغمت التاء في التاء ليحصل3 التخفيف. "بخلاف ايتزر"، أي: بخلاف ما إذا كانت الياء فيه منقلبة عن همزة، فإنها لا تقلب ياء نحو ايتزر، أصله: اأْتزر، [قلبت الهمزة ياء لسكونها وانكسار ما قبلها, فصار: ايتزر] 4. وإنما لم تقلب ههنا ياء5؛ لمراعاة الهمزة الأصلية، لكون الياء "عارضة تزول"6 عند وصل ايتزر بكلمة قبلها، نحو: واتزر فاتزر.   1 قوله: موضعها بياض في "هـ". 2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 3 في "ق": لتحصيل. 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 5 في الأصل: تاء, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 6 في "ق": عارضة عن همزة تزول. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 732 [قلب الواو ياء، والياء واو] : قوله1: "وَتُقْلَبُ الْوَاوُ يَاءً [إذَا انْكَسَرَ مَا قَبْلها ... "2 إلى آخره] 3. أي: وَتُقْلَبُ الْوَاوُ يَاءً إذَا انْكَسَرَ مَا قَبْلها للمناسبة، نحو: ميزان وميقات، أصله: "128" مِوْزان، ومِوْقات، من: الوزن والوقت، قُلبت4 الواو ياء للمناسبة وطلب الخفة. وإذا انضم ما قبل الياء قلبت واوا، نحو: مُوقِظ ومُوسِر، أصله5: مُيْقظ ومُيْسر، من: اليقظة واليسر، قلبت الياء واوا للمناسبة وطلب الخفة. وهذان الأصلان، أعني: وجوب قلب الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، ووجوب قلب الياء6 واوا لسكونها وانضمام ما قبلها, مطردان.   1 قوله: موضعها بياض في "هـ". 2 وتكملة عبارة ابن الحاجب: " ..... وتقلب الياء وَاواً إذَا انْضَمَّ مَا قَبْلَها نَحْوُ: مِيزَانٍ وميقات, وموقظ وموسر". "الشافية، ص12". 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 4 في "ق"، "هـ": فقلبت. 5 في "ق": أصلها. 6 في "ق": التاء. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 733 [ حذف الواو والياء فاءين ] : قوله1: "وتحذف الواو [من "نحو"2: يعد ويلد .... "3 إلى آخره] 4. أي: وتحذف الواو الواقعة بين ياء5 مفتوحة وكسرة أصلية في مضارع باب وعد، نحو: يلد ويعد6، فإن أصلهما: يَوْعِد ويَوْلِد، فحذفت الواو لثقلها؛ لوقوعها بين ياء وكسرة. ولأجل أنه تحذف7 الواو إذا وقعت بين ياء مفتوحة وكسرة لم تُبْنَ نحو: وددت بفتح العين؛ لما يلزم في مضارعه -وهو يد- من إعلالين: حذف الواو، وإدغام الدال في الدال، وهو غير جائز؛ لأنه مخل بالكلمة، بل بُني: وَدِدْت -بكسر العين- لأنه لا يلزم ذلك.   1 قوله: موضعها بياض في "هـ"، وساقطة من "ق". 2 لفظة "نحو" ساقطة من النسخ الثلاث، وهي من الشافية. 3 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُحْذَفُ الْوَاوُ مِنْ نحو: يَعِدُ وَيَلِدُ؛ لِوُقُوعِها بين ياء وكسر أصلية، ومن ثم لم يبن نحو وَدَدْتُ -بالفتحُ- لِمَا يَلْزَمُ منْ إعْلاَلَيْن فِي يد, وحمل عليه أَخْوَاتُهُ نحوُ: "تَعِدُ وَنَعِدُ وَأَعِدُ" وَصِيغَةُ أَمْرِهِ عليه؛ ولذلك حملت يسع ويضع على العروض وفتحه عين يوجَل عَلَى الأَصْلِ، وَشُبِّهَتا بالتَّجَارِي وَالتَّجَارِبِ، بِخِلاَفِ اليَاءِ في نحو ييئِس وييسِر، وَقَدْ جَاءَ: يَئِسُ وَجَاءَ: ياءَس، كَمَا جَاءَ: ياتعد وياتسر، وعليه جاء: مُوتَعد ومُوتَسر في لغة الشافعي". "الشافية، ص12". 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 5 لفظة "ياء" ساقطة من "هـ". 6 في "ق"، "هـ": يعد ويلد. 7 في "ق": يحذف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 734 ولما حذفت الواو في يعد ويلد1, 2 حذفت في أخواته، وهي: أعد، ويعد، وتعد، وإن لم تقع بين ياء وكسرة، حملًا لأخواته عليه طردا للباب؛ لأن في أوائل كلها حروف المضارعة. وحملت عليه في حذف الواو صيغة أمره؛ لأن المضارع أصل الأمر؛ لأن الأمر يؤخذ منه. وإنما قال: "وكسرة" لأنها لو وقعت بين ياء وغير كسرة لا تحذف3، نحو: وسم يَوْسَم، ووجل يَوْجَل. ولقائل أن يقول: وجب أن يقول: بين ياء مفتوحة؛ لئلا يُشْكِل بمثل يُوعِد مضارع أوعد، فإنها لا تحذف مع أنها وقعت بين ياء وكسرة أصلية؛ لأنها لم تقع4 بين ياء مفتوحة5. لا يقال: الحذف أولى حينئذ؛ لأن الضم أثقل من الفتح؛ لأنا نقول: النطق بالواو مع الفتح، ولهذا لم تحذف الواو في: وسم يوسم. قوله: [وَلِذَلِكَ6 حُملت فَتْحَةُ "يَسَعُ وَيَضَعُ عَلَى العُرُوض"] 7.   1 ويلد: ساقطة من "هـ". 2 في "ق": يلد ويعد. 3 في "ق": يحذف. 4 في "ق": يقع. 5 جاء في هامش لوحة 129: "وجوابه: أن يوعد ونحوه، لم تقع فيه الواو بين ياء وكسرة, وإنما وقعت في الأصل بين همزة وكسرة؛ لأن أصله: يُؤَوْعد، كيُؤَكْرم، فحذفت الهمزة حملًا على أَوْعَد، ولم تحذف الواو؛ نظرا إلى الأصل" ا. هـ. 6 في "ق": وكذلك. 7 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 735 هذا جواب عن سؤال مقدر، وتقدير1 السؤال: إنكم قلتم: تحذف هذه2 الواو؛ لوقوعها بين فتحة ياء3 وكسرة، وقد حذفت في نحو: يَهَب ويسع ويضع، مع أنها لم تقع بين فتحة4 ياء5 وكسرة. وأجاب عنه بأن فتحة نحوه6 محمولة على العُروض، أي: هذه الواو واقعة في الأصل بين ياء مفتوحة وكسرة؛ ولهذا قال: "وكسرة أصلية" إلا أنه فُتحت العين للتخفيف لوجود حرف الحلق، كما فتحت في نحو: يوقع7. فإن قيل: لا نسلم أن الفتحة في يسع غير أصلية، فإن ماضيه وَسِع -بكسر العين- في مضارع فَعِل -بكسر العين- يَفْعَل -بفتح العين- ويجب ألا تحذف الواو منه، كما لم تحذف من يَوْجَل ويَوْجَع. قلنا: حذف الواو في يسع دليل على أن أصل فتحتها كسرة، وإن كانت مخالفة لذلك الأصل، وعدم حذفها في "يوجل ويوقع" دليل على أن فتحتهما على الأصل وأنهما موافقان لذلك الأصل، ومضارع فعل بفتح العين لا يجيء بفتح العين إلا إذا كانت عينه أو لامه حرفا من حروف الحلق.   1 في "ق"، "هـ": وتقرير. 2 لفظة "هذه" ساقطة من "ق". 3 في "هـ": ياء مفتوحة. 4 لفظة "فتحة" ساقطة من "ق". 5 لفظة "ياء" إضافة من "ق". 6 في "ق": نحو. 7 في الأصل: يرفع, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 736 [ولا يتوجه الإشكال نحو يَوْجَل ويَوْجَع، فإنه1 لم تحذف مع وجود حرف الحلق فيه كوجوده في يَسَع؛ لأن فتحته أصلية غير عارضة؛ لأن ماضي يَوْجَل وَجِل2 -بكسر العين- والغالب على مضارع فَعِل -بكسر العين- يفعَل بفتح العين, ويفعِل -بكسر العين- نادر, وأن ماضي يهَب وهَب -بفتح العين- ومضارع فعل -بفتح العين- لا يجيء إلا بكسر العين, إلا إذا كان عينه أو لامه حرفا من حروف الحلق] 3. قوله: "وشُبِّهتا4 بالتِّجاري والتَّجارب"5. أي: وشبهت الفتحة في "يهب ويسع"6 بالكسرة في التجاري، حيث كانت الفتحة في يسع ويهب7 عارضة؛ لأن قياس مضارع فعَل -بفتح العين- يفعِل -بكسر العين- كما كانت الكسرة في التجاري الذي هو مصدر: تَجارى يتجارى8 عارضة؛ لأنه تفاعل   1 في "ق": "حيث" بدل "فإنه". 2 لفظة "وجل" ساقطة من "ق". 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 4 في الأصل: وشبهت, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ" لأنه موافق لما جاء في الشافية. 5 والتجارب: ساقط من "ق"، "هـ". 6 في "هـ": يسع ويهب. 7 في "ق": تسع وتهب. 8 في "ق": جارى يجاري. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 737 فأصله: تَجَارُي -بضم الراء- فقلبت1 الضمة2 كسرة؛ لوقوعها قبل ياء متطرفة, فالكسرة عارضة. وشبهت الفتحة التي في "يَوْجَل" بالكسرة التي3 في التِّجارِي4 حيث كانت الفتحة في "يوجل" أصلية "129" لأن قياس مضارع "فعِل" بكسر العين "يفعَل" بفتح العين، كما كانت الكسرة في التِّجارب أصلية؛ لأنه5 جمع "تجرِبة"، وقياس جمع تَفْعِلة "تَفَاعِل" بكسر العين6. ولما كانت الفتحة عارضة في "يسَع" و"يهَب" و7 كان الأصل هو8 الكسر, حذفت الواو فيهما. ولما كانت الفتحة أصلية في "يوجل" لم9 تحذف الواو فيه؛ لعدم موجب حذف الواو فيه10. قوله: [بخلاف الياء "في يَيْئِس ويَيْسِر"] 11.   1 في "هـ": قلبت. 2 لفظة "الضمة" ساقطة من "ق". 3 في "هـ": "لأنه" بدل "التي". 4 في "ق": التجاري. 5 في "هـ": لأنها. 6 بكسر العين: ساقط من "هـ". 7 الواو ساقطة من "ق"، "هـ". 8 لفظة "هو" ساقطة من "هـ". 9 في "ق": "ثم" بدل "لم". 10 فيه: ساقط من "هـ". 11 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 738 أي: تحذف الواو الواقعة بين ياء مفتوحة وكسرة، بخلاف الياء الواقعة بين ياء مفتوحة وكسرة نحو: يَيْئِس ويَيْسِر، فإنها لا تحذف لكون الواو أثقل من الياء، لكنه جاء حذف الياء الواقعة بين ياء مفتوحة وكسرة إذا كانت العين همزة، وجاء إبقاؤها ياء وقلبها1 ألفا2، نحو: يئس، فإنه يجوز3 في مضارعه ييأس -بإثبات الياء -ويَسُ- بحذف الياء- كيَعِد. وإنما جاز حذف الياء في "ييأس" دون "ييسر" لاستثقال الياء4 بين الياء والهمزة. ويجوز يائس -بقلب الياء ألفا- لكون الألف أخف من الياء كما جاء [في يَوْتَعد5] 6 يَتَّعِد7 -بقلب الواو8 تاء، وإدغام التاء في التاء- وياتعد9- بقلب الواو10 ألفا- وإنما لم تقلب الواو ألفا   1 في "ق"، "هـ": وقبلهما. 2 ألفا: ساقط من "ق". 3 في "ق": جاء. 4 لفظة "الياء" ساقطة من "ق". 5 في الأصل, "ق": يتيعد, وما أثبتناه من "هـ". 6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 7 في "ق": يتقد. 8 في الأصل, "ق": الفاء, وما أثبتناه من "هـ". 9 في "ق": ياتقد. 10 في الأصل, "ق": الفاء, وما أثبتناه من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 739 في الماضي وهو "اوْتَعد" لكسرة الهمزة قبل الواو, وكل واحد من يائس1 وياتعد2 شاذّ. وعلى مجيء ياتعد3 وياتسر جاء مُوتَعِد4 ومُوتَسِر. [وبهذه اللغة كان يتكلم الإمام الشافعي, رضي الله عنه] 5. قوله: "وشذ في مضارع وجل ..... 6" إلى آخره7. أي: وشذ في مضارع وَجِل مجيء "يَيْجَل" عند قوم، بقلب الواو ياء8؛ لأن الياء أخف من الواو "ويَاجَل" بقلب الواو ألفا عند قوم؛ لكون الألف أخف من الواو والياء، و"يِيجَل" بقلب الواو ياء وكسر حرف9 المضارعة عند قوم. وإنما كسر حرف المضارعة؛ ليتوصل به10 إلى قلب الواو ياء، وهي أشذها.   1 في "ق": يأيس. 2 في "ق": ياتقد. 3 في "ق": ياتقد. 4 في "ق": موتقد. 5 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". 6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَشَذِّ فِي مُضَارِع وَجِلَ: يَيْجَل ويَاجَل ويِيجَل، وَتُحْذَفُ الْوَاوُ مِنْ نَحْوِ: العِدة والمِقة، وَنَحْوَ: وِجْهة قليل". 7 إلى آخره: ساقط من "ق". 8 ههنا زيادة في"هـ"، وهي: وإنما جاز ذلك. 9 لفظة "حرف" ساقطة من "هـ". 10 به: ساقطة من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 740 وإنما شذت هذه الوجوه لكونها1 مخالفة للقياس، ووجهه أنه كثر استعمال "يَوْجَل" فاستثقل فيه ما لم يستثقل في غيره. قوله: "وتحذف الواو [من نحو2: العِدَة والمِقَة"] 3. اعلم أنه إذا قصد بناء "فِعْلة" من الفعل المعتل الفاء بالواو, حذفت4 الواو منها، نحو: عدة ومقة. أصلهما: وِعْدة، ووِمْقة، نقلت حركة الواو إلى ما بعدها؛ فحذفت للتخفيف. وإثبات الواو في "فعلة" من المعتل الفاء بالواو قليل، ونحو "وِجْهة" قليل نادر لا يقاس عليه.   1 لكونها: ساقط من "هـ". 2 لفظة "نحو" ساقطة من "ق". 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 4 في "ق": حذف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 741 [ قلب الواو والياء ألفا وهما عينان ] : قوله: "العين1: يقلبان2 "ألفا ..... "3 إلى آخره"4. أي: تقلب كل واحدة من الواو والياء إذا وقعت عينا وتحركت وانفتح ما قبلها، أو كان ما قبلها في حكم المفتوح، في اسم ثلاثي، أو في فعل ثلاثي، أو في فعل محمول على الفعل الثلاثي, أو في اسم محمول على "الفعل"5 الثلاثي، أو محمول على المحمول على الثلاثي، قلب ألفا لما يدرك من الاستثقال؛ لتحرك الواو والياء "مع انفتاح" ما قبلهما، أو لحمله على ما يتحرك6 الواو والياء [فيه وانفتح ما قبله7] . مثال الاسم الثلاثي نحو: ناب وباب. أصلهما: نَيَب وبَوَب، قلبت الياء والواو ألفا؛ لتحركهما وانفتاح ما قبلهما.   1 لفظة "العين" ساقطة من "ق". 2 في "ق"، "هـ": يقلبان. 3 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "الْعَيْنُ: تُقْلَبَانِ ألِفاً إذَا تَحَرَّكَتَا مَفُتْوحاً مَا قَبْلَهُمَا أَوْ فِي حٌكْمِهِ، فِي اسْم ثُلاثِيِّ، أَوْ فِعْلٍ ثُلاَثِيٍّ، أوْ مَحْمُولٍ عَلَيْهِ، أوِ اسْم مَحْمُولٍ عَلَيْهِمَا، نَحْوُ: بَابٍ وَنَابٍ وَقَامَ وَبَاعَ وَأَقَامَ وَأَبَاعَ وَاسْتَقَامَ وَاسْتَبَانَ، وَاسْتَكَانَ مِنْهُ، خِلافَاً لِلأْكَثَرِ؛ لِبُعْدِ الزِّيَادَةِ, وَلِقَوْلِهِمْ: اسْتِكَانَةٌ، وَنَحْوُ: الإقامة والاستقامة، ومُقام ومَقام، بخلاف قَوْل وبَيْع، وَطَائِيٌّ وَيَاجَلُ شَاذّ، وَبِخِلاَفِ قاوَل وَبَايَعَ وَقَوَّمَ وبيّع وتقوم وتبيع وتقاوم وَتَبَايَعَ، وَنَحْوُ: القَوَد وَالصَّيَدِ وأخْيَلَتْ وَأغَيْلَتْ وَأَغْيَمَتْ شاذ" "الشافية، ص12". 4 إلى آخره: ساقط من "هـ". 5 لفظة "الفعل" إضافة من "ق". 6 في الأصل: تحرك, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 7 في "ق": مع انفتاح ما قبلها. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 742 ومثال الفعل الثلاثي: قام وباع. أصلهما: قَوَم وبَيَع، قلبت الواو والياء ألفا لتحركهما وانفتاح ما قبلهما. ومثال المحمول على الفعل الثلاثي: أقام وأباع. أصلهما: أقْوَم وأبْيَع، فجعل ما قبل الواو والياء في موضع الحركة، أو نقلت حركة الواو والياء إلى ما قبلهما, وجعلتا1 في موضع الحركة فقلبتا ألفا؛ حملا لهما2 على أصلهما وهو: قام وباع، فصارا3: أقام وأباع. ومثال الاسم المحمول على الثلاثي نحو: مقام، أصله: مَقْوَم، فجعلت القاف في حكم المتحرك حملًا على قام، أو نقلت حركة الواو إلى ما قبلها, فجعلت الواو في حكم المتحرك، حملا على أقام، وقلبت ألفا. ومثال الاسم المحمول على المحمول على الثلاثي: الإقامة والاستقامة. أصلهما: الإقْوَام والاستقْوَام4، فجعلت القاف في حكم المتحرك [أو نقلت حركة الواو إلى القاف, وجعلت الواو في حكم المتحرك] 5 "130" حملا على فعليهما6 الذي هو: أقام واستقام، المحمولين على قام، فالتقى [ألفان] 7 ساكنان، فحذفت إحداهما8   1 وجعلتا: ساقطة من "هـ". 2 في "ق": إليهما. 3 في الأصل "ق": فصار, والصحيح ما أثبتناه من "هـ". 4 في الأصل "ق": الإقوامة والاستقوامة, والصحيح ما أثبتناه من "هـ". 5 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ". 6 في "ق": فعلهما, وفي "هـ": أفعالهما. 7 ألفان: إضافة من "هـ". 8 في الأصل, "ق": فحذف أحدهما, وما أثبتناه من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 743 وهي "الثانية"1 الزائدة2 عند الخليل وسيبويه3، والأولى التي هي4 عين عند الأخفش5، 6. وكذلك المُقام -بضم الميم- فإنه محمول في قلب الواو ألفًا على أقام، وأقام محمول على قام. وقوله7: "وَاسْتَكَانَ مِنْهُ، خِلافَاً لِلأْكَثَرِ؛ لِبُعْدِ الزِّيَادَةِ, وَلِقَوْلِهِمْ8: استقامة". أي: استكان9، لخضع، من باب: استفعل، من: كان، نحو: استقام10, من: قام، لا من باب افتعل، من سكن، خلافا للأكثرين لوجهين: أحدهما: أنه لو كان افتعل، من سكن؛ لكانت الألف في استكان زائدة، وزيادة الألف في افتعل بعيد11.   1 لفظة "الثانية" إضافة من "هـ". 2 في "ق": الأولى، لعله سهو من الناسخ. 3 ينظر الكتاب: 4/ 361. 4 في "ق": الذي هو. 5 لفظة "الأخفش": ساقطة من "ق". 6 وهذا الخلاف أورده ابن جني في المنصف: 1/ 291, 292، وابن عصفور في الممتع 2/ 490. 7 الواو ساقطة من "ق". وقوله: موضعها بياض في "هـ". 8 في "هـ": وكقولهم. 9 في "ق": استكانة. 10 في "هـ": استفهام. 11 في الأصل: بعيد, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 744 والثاني1: أنه لو كان افتعل لم يجئ مصدره على: استكانة، بل على2 استكان -بغير التاء- لأن مصدر افتعل افتعال, لا افتعالة. قوله: "بخلاف ..... ". أي: بخلاف المصدر الذي يكون عينه واوا، أو ياء3 ساكنة قبلها فتحة، نحو: قول وبيع4, فإنها لا تقلب ألفا؛ لعدم علة القلب، وهي مجموع حركة الواو والياء وانفتاح ما قبلهما5. ولقائل أن يقول: الفعل أصل في الإعلال للمصدر، وحينئذ يجب قلبهما6 [واوا7 أو ياء] 8 حملا لهما على قام وباع، وكما حمل الإقامة والاستقامة على: أقام واستقام [المحمولين على قام] 9 في قلب الواو ألفا. قوله10: "وطائي11, وياجل شاذ".   1 في "هـ": والثلاثي. تحريف. 2 لفظة "على" ساقطة من "هـ". 3 في "ق": وياء. 4 في الأصل: بيع وقول, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 في الأصل, "ق": ما قبلها, وما أثبتناه من "هـ". 6 في الأصل: قلبها, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 7 في "ق": وواو, تحريف. 8 واوا أو ياء: ساقط من "هـ". 9 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 10 قوله: موضعها بياض في "هـ". 11 في "ق": وطاري. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 745 [هذا] 1: جواب عن سؤال مقدر، وتقدير2 السؤال أن طائيا أصله: طَيّئِيّ, وأصل أصله: طَيْئ. وحكم الياء المشددة المكسورة إذا وقعت في النسبة3 أن تحذف الياء الثانية، كما مر في باب النسبة، فإذا حذفت بقي "طيئ" ثم قلبت الياء الساكنة فيه، والواو الساكنة في يوجل ألفا، مع أنكم قلتم: لا تقلب الواو والياء4 الساكنة المفتوح ما قبلها5، كقول وبيع. وأجاب عنه بأن قلب6 الواو والياء7 فيهما [ألفا] 8 فيهما, شاذ على غير قياس. اعلم أن ذكر "ياجل" مكرر؛ لأنه ذكر شذوذه من قبل عند إعلال الفاء، فلو قال: وطائيّ9، وتابَتِيّ10, وصامتيّ في: تبتُ إليك فتقبل تابتي، وصمت ربي11 فتقبل صامتي، أي: توبتي وصومتي شاذ, لكان أولى.   1 لفظة "هذا" إضافة من "ق". 2 في الأصل: وتقرير, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 في "ق": النسب. 4 في "ق": الياء والواو. 5 في الأصل "ق": ما قبلها, والصحيح ما أثبتناه من "هـ". 6 في "ق"، "هـ": قلبت. 7 في "هـ": الياء والواو. 8 لفظة "ألفا" إضافة من "هـ". 9 في "ق": وطاري. تحريف. 10 في "ق": وتابنتي. تحريف. 11 لفظة "ربي": ساقطة من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 746 قوله: "وبخلاف: قاوَل وبايَع" [عطف على قوله ... "بخلاف: قول وبيع1"] 2. أي3: وبخلاف ما وقع فيه الواو والياء4 متحركة، ما قبلهما5 ساكن بالأصالة، نحو: قاول وبايع وقوّم وبيّن [وتقول] 6 وتبين [وتقاول] 7 وتبايع، فإنهما لا تقلبان ألفا؛ لعدم علة قلبها ألفا، وهي حركة ما قبلها لفظا أو حكما؛ لكون الحرف الواقع قبلها ساكنا بالأصالة لا بالعرض. قوله: "وَنَحْوُ القَوَد [وَالصَّيَدِ وأخْيَلَتْ وأغْيَلت8 وأغْيَمت شَاذّ"] 9. أي: تصحيح الواو والياء فيهما10 شاذ11؛ لوجود علة قلبها12 ألفا وهي كون الواو والياء متحركتين13, أو في حكمهما مع انفتاح ما قبلهما.   1 في الأصل "هـ": بيع وقول, وما أثبتناه من "ق". 2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 3 الواو ساقطة من "ق". 4 في "ق": الياء والواو. 5 في الأصل "ق": ما قبلها، والصحيح ما أثبتناه من "هـ". 6 وتقول إضافة من "ق"، "هـ". 7 في الأصل "هـ": وتقاوم, وما أثبتناه من "ق". 8 وأغيلت: ساقطة من "ق". 9 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 10 في الأصل: فيها, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 11 لفظة "شاذ" ساقطة من "هـ". 12 في "ق": قبلها, وفي "هـ": ما قبلهما. 13 في "ق": متحركين. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 747 والقَوَد: هو1 القصاص2. والصيد، مصدر3: صَيِدَ البعيرُ4: مال إلى جانب خلفه، وصَيِد الرجلُ5: تكبر6. وأخيلتُ الناقةَ: إذا وضعت7 قرب ولدها خيالا ليفزع منه الذئب8, وأخالت السحاب: إذا كانت ترجى9 المطر10. وأغيلت المرأةُ: إذا سقت ولدها الغيل11، وهو12 اسم لبن ترضعه الأم عند13 المجامعة بها, وقد جاء: أغالت14. وأغيمت15 السماء: صارت ذات غيم16.   1 في "ق": وهو, ولفظة "هو" ساقطة من "هـ". 2 ذكره الجوهري في صحاحه "قود": 2/ 528. 3 في "ق": وهو مصدر. 4 في "ق"، "هـ": من صيد البعير. 5 لفظة "الرجل" ساقطة من "هـ". 6 ينظر الصحاح: صيد: 2/ 500. 7 في "ق": وقعت. 8 الصحاح "خليل": 4/ 1692. 9 في "هـ": ترضى. 10 الصحاح "خيل": 4/ 1692. 11 المصدر السابق "غيل" 5/ 1787. 12 في "ق"، "هـ": والغيل. 13 في الأصل: غير, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 14 حكاه الجوهري في صحاحه "غيل": 5/ 1787. 15 في "ق": وأغمت. 16 ينظر الصحاح "غيم": 5/ 1999. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 748 والقَوَد: هو1 القصاص2. والصيد، مصدر3: صَيِدَ البعيرُ4: مال إلى جانب خلفه، وصَيِد الرجلُ5: تكبر6. وأخيلتُ الناقةَ: إذا وضعت7 قرب ولدها خيالا ليفزع منه الذئب8, وأخالت السحاب: إذا كانت ترجى9 المطر10. وأغيلت المرأةُ: إذا سقت ولدها الغيل11، وهو12 اسم لبن ترضعه الأم عند13 المجامعة بها, وقد جاء: أغالت14. وأغيمت15 السماء: صارت ذات غيم16.   1 في "ق": وهو, ولفظة "هو" ساقطة من "هـ". 2 ذكره الجوهري في صحاحه "قود": 2/ 528. 3 في "ق": وهو مصدر. 4 في "ق"، "هـ": من صيد البعير. 5 لفظة "الرجل" ساقطة من "هـ". 6 ينظر الصحاح: صيد: 2/ 500. 7 في "ق": وقعت. 8 الصحاح "خليل": 4/ 1692. 9 في "هـ": ترضى. 10 الصحاح "خيل": 4/ 1692. 11 المصدر السابق "غيل" 5/ 1787. 12 في "ق"، "هـ": والغيل. 13 في الأصل: غير, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 14 حكاه الجوهري في صحاحه "غيل": 5/ 1787. 15 في "ق": وأغمت. 16 ينظر الصحاح "غيم": 5/ 1999. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 749 [ تصحيح العين إذا اعتلت اللام ] : قوله: "وصح باب قَوِي وهَوِي1". هذا جواب عن سؤال مقدر، وتقدير2 السؤال: أن الواو في: قوي، وهوي متحركة3 وما قبلها مفتوح، فكان4 يجب قلب الواو ألفا، مع أنها لم تقلب5. وأجاب عنه بأنها "إنما"6 لم تقلب ألفا؛ لئلا يؤدي إلى الإعلالين7, وتقديره: أن أصل قوي: قَوِوَ؛ قلبت8 الواو ياء؛ لتحركها9 وانكسار ما قبلها. وأصل هوي: هوى، قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار قوي وهوى, فلو قلبت الواو في قوي وهوي ألفا لأدى إلى إعلالين، وهو لا يجوز إلا لضرورة. قوله: [وباب طَوِي "وحَيِي .... "10 إلى آخره] 11.   1 وهوي: ساقط من "هـ". 2 في "ق"، "هـ": وتقدير. 3 في "ق": متحرك. 4 في "هـ": حينئذ فكان. 5 في "هـ": لم يقلب. 6 لفظة "إنما" إضافة من "هـ". 7 في "هـ": إعلالين. 8 في "ق": وقلبت. 9 في الأصل "هـ": لكونها, وما أثبتناه من "ق". 10 تكملة عبارة ابن الحاجب: " ..... لأنه فرعه". "الشافية، ص12". 11 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ", وإلى آخره: ساقط من "هـ", وإلى آخره: ساقط من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 750 هذا أيضا جواب عن سؤال، وتقدير1 السؤال ظاهر، كما مر. وأجاب عنه بأن طَوِي يطوَى فرع: طوَى يطوِي, وحيِيَ فرع حَيَا؛ لأن "فعل" -بفتح العين- أصل، و"فَعِل" فرع؛ لأن "فعل" -بفتح العين- أخف وأكثر من "فعل" -بكسر العين- ولما وجب تصحيح طوي وحيي؛ لئلا يؤدي2 إلى إعلالين، [وجب تصحيح طوى وحيا وإن لم يتأد إلى الإعلالين] 3 إجراء له مجرى أصله في البناء، ولأنه لو أُعل لقيل: طَايَ وحَايَ، فيقضي4 إلى وقوع ياء متطرفة بعد ألف، وهو نادر في كلامهم. [يقال: طوي الرجل: إذا جاع] 5. قوله: "أو لما يلزم [من يَقَايُ .... "6 إلى آخره] 7.   1 في "ق"، "هـ": وتغرير. 2 في "ق"، "هـ": يتأدى. 3 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق". 4 في "هـ": فيؤدي. 5 ما بين المعقوفتين من "هـ". وذكر في الأصل "ق" في الموضع الذي فيه المربع وبداخله رقم "7". 6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "أوْ لِمَا يَلْزَمُ مِنْ يقايُ ويطايُ ويحايُ، كثر الإِدْغَامُ فِي بَابِ حَيِيَ لِلْمِثْلَيْنِ، وَقَدْ يُكْسَرُ الفاء، بخلاف باب قوي؛ لأن الإعلال قَبْلَ الإِدْغَامِ؛ وَلِذَلِكَ قَالُوا: يَحْيَى وَيَقْوَى واحواوَى يَحْوَاوِي وارعوَى يرعوِي، فَلَمْ يُدْغِمُوا، وَجَاءَ: احوِيوَاء واحوِيَّاء، وَمَنْ قَالَ: اشهِبَاب قَالَ: احْوِوَاء كَاقْتِتَالٍ، وَمَنْ أدغم اقتتالا قال: حِوَّاء، وجاز الإدغام في أُحيِيَ واستُحيِيَ، بخلاف أحيا واستحيا، وأما امتناعهم في يُحيي ويستحيِي فلئلا ينضم ما رُفض ضمه". "الشافية، ص12". 7 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 751 هذا وجه آخر في تصحيح: قوى، وطوى، وحيا. وتقريره: أنه لو قلبت الواو والياء ألفا فيها, لوجب قلبهما ألفا في مضارعها. مثلها "في"1: خاف يخاف، ولو قلبت الفاء في مضارعها لقيل: يَقَايُ ويَطَايُ، فيلزم تحرك2 الياء التي هي لام3 بالضم, وهو مرفوض في4 كلامهم. وإنما لم يذكر مضارع هوَى؛ لأنه لا يلزم ضم الياء التي هي لام فيه؛ لأن مضارعه "يهوِي" بكسر العين. قوله: [وكثر الإدغام "في باب حيا"] 5. اعلم أن حيَّ، أعني: فَعَلَ، من مضاعف الياء، وإن لم تقلب ياؤه ألفا، فقد كثر الإدغام فيه؛ نظرًا إلى اجتماع المثلين عند الأكثرين6. ومنهم من لم يدغم؛ نظرًا إلى مضارعه؛ لأن قياس ما أدغم في الماضي أن يدغم في مضارعه، ولو أدغم في مضارعه لقيل: يَحَيّ -بفتح الحاء وضم الياء- فيؤدي إلى تحريك الياء بالضم، وهو مرفوض.   1 لفظة "في": إضافة من "هـ". 2 في "ق": تحريك. 3 في "ق": لامه. 4 في الأصل: من, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 6 قال سيبويه في باب التضعيف من بنات الياء: "وذلك قولك: قد حَيَّ في هذا المكان, وقد عَيَّ بأمره، وإن شئت قلت: قد حَيِيَ في هذا المكان وقد عَيِيَ بأمره، والإدغام أكثر، والأخرى عربية كثيرة". "الكتاب: 4/ 395". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 752 ومن يدغم في حَيَّ، فمنهم من يبقي فاءه1 مفتوحة فيقول: حي -بفتح الحاء- ومنهم من يكسر فاءه، فيقول: حِيَّ؛ لأنه لما سكنت الياء الأولى للإدغام كُسر ما قبل الياء الساكنة للتناسب، نحو: لِيّ، ولُيّ، في جمع أَلْوَى2. هكذا ذكره المصنف. وفيه نظر؛ لأن لقائل أن يقول: [الضمة التي قبل] 3 الياء المدغمة في ليّ ثقيلة، فناسب أن يهرب عنها إلى الكسرة [للياء التي بعدها وليست للفتحة التي في حي قبل الياء المدغمة، ثقيلة فلا يناسب أن4 يهرب عنها إلى الكسرة] 5. فالأولى أن يقال في جواز فتح الفاء وكسرها: إنه يجوز حذف حركة العين من غير النقل6 إلى الفاء7 للإدغام، ويجوز حذفها عنها ونقلها إلى الفاء. فمن حذف حركة العين في حي للإدغام نقلها8 إلى الفاء فقال "حَيَّ" بفتح الفاء9, ومن نقل حركتها إلى الفاء للإدغام قال: حِيَّ بكسر الحاء.   1 في "ق": "فإنه" بدل "فاءه". تحريف. 2 الألوى: الرجل المجتنب المنفرد. "الصحاح "لوي": 6/ 2486". 3 في "هـ": الضمة التي هي قبل. 4 في "ق": "إلى" بدل "أن". 5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 6 في "هـ": نقل. 7 في الأصل, "ق": الفاء, وما أثبتناه من "هـ". 8 في "هـ": وما يقلبها. 9 "هـ": بفتح الحاء. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 753 قوله: "بخلاف باب قَوِيَ؛ لأن الإعلال قبل الإدغام". أي: كثر الإدغام في فَعَلَ من مضاعف الياء، نحو: حَيَّ، بخلاف باب قَوِيَ -أي فَعِلَ- من مضاعف الواو، فإنه لم يدغم الواو في الواو مع أن أصله: قَوِوَ، بل قلبت1 الواو ياء لانكسار ما قبلها؛ لأن الإعلال قبل الإدغام، ومقتضى الإعلال قبل الواو الثانية ياء لانكسار ما قبلها، وبعد الإعلال لم يمكن الإدغام؛ لعدم اجتماع المثلين "132"، "ولعدم ما يقتضي الإدغام"2. ولأجل أن الإعلال قبل الإدغام لم يدغموا في نحو: يَحْيَا ويَقْوَى، مع أن أصلهما3: يَحْيَيُ ويَقْوَوُ؛ قلبت4 الياء والواو5 ألفا لتحريكهما6 وانفتاح ما قبلهما؛ لكون الإعلال قبل الإدغام، وعدم ما يقتضي الإدغام بعد الإعلال؛ ولهذا لم يدغموا في: احْوَاوَى يَحْوَاوِي7, وارعوى يرعوِي، مع أن أصلهما: احوَاوَو يحْوَاوِو، وارعوَو يرعوِو؛ قلبت الواو المتطرفة8 في: احواوَوَ وارعوَوَ ألفا؛ لتحريكها   1 في "ق": قلب. 2 في "ق": ولا يقتضي الإدغام. وفي "هـ": ولا ما يقتضي الإدغام. 3 في "ق": أصله. 4 في "ق": وتقلب. 5 في "هـ": الواو والياء. 6 في الأصل: لتحركها, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 7 يحواوي: ساقطة من "ق". 8 المتطرفة: ساقطة من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 754 وانفتاح ما قبلها، وياء في: يحواوِو، ويرعوِو؛ لانكسار ما قبلها، وبعد القلب لم يوجد مقتضى الإدغام. و1 يقال: احوَاوَى الفرس؛ إذا كان أحوى وهو أصفى من الأحم قليلا2. وارعوى عن كذا: إذا كفّ عنه3. وإنما قلنا: إن الإعلال مقدم على الإدغام؛ لأن4 سبب الإعلال موجب للإعلال5 وسبب الإدغام ليس بموجب، بل مجوز. ويدل عليه امتناع التصحيح في شيء من باب رَضِيَ وشَقِيَ، وجواز الفكّ في باب حَيّ وغَيّ. قوله: "وجاء: احويواء واحويّاء". أي: وجاء في مصدر احواوَى إظهار الواو والإدغام، نحو: احوِيوَاء، واحوِيَّاء. أما الإظهار فليناسب6 المصدر فعله في الصورة في ترك الإدغام, وأما الإدغام فلاجتماع الواو والياء، وسبق إحداهما الأخرى بالسكون.   1 الواو ساقطة من "ق". 2 حكاه صاحب اللسان عن أبي عبيدة. "ينظر اللسان "حوى": 2/ 1062". 3 وينظر الصحاح "رعى": 6/ 2359. 4 في "ق": "لا" بدل "لأن". 5 في "ق": الإعلال. 6 في "ق": فلتناسب. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 755 قوله: "ومن قال: اشهِبَاب1". أي: ومن قال: اشهباب -بحذف الياء منه؛ لأن أصله: اشهِيبَاب- يلزمه حذف الياء من احوِيوَاء؛ لأنه أثقل من اشهِيبَاب؛ لأن الياء فيه محفوفة بالواوين، بخلاف الياء في اشهيباب. وبعد حذف الياء يبقى احوِوَاء2، فمنهم من لم يدغم الواو في الواو كما لم تدغم في3 اقتتال؛ لسكون4 ما قبل المثلين. ومنهم من لم يلتفت إلى سكون ما قبل المثلين وأدغم في اقتتال، فقال5: قتال بإسكان المثل الأول وتحريك الساكن الذي قبله, فقال: حِوَّاء6 بالإدغام. قوله: "وجاز7 الإدغام في أُحْيِيَ [واستُحْيِيَ، بخلاف أحيَا واستحيَا" عطف على "كثر الإدغام"] 8. أي: وكثر الإدغام في حَيِي، وجاز9 في أُحيِيَ واستُحيِيَ المبنيين للمفعول10؛ لاجتماع المثلين، إلا أن الإدغام فيهما لم يكثر   1 في "ق": اشهيباب. 2 في "ق": احواوء. 3 لفظة "في": ساقطة من "ق"، "هـ". 4 في "ق": السكون. 5 فقال: ساقطة من "ق". وفي "هـ": وقال. 6 في "ق": إحواء. 7 في الأصل, "ق": وجاء, وما أثبتناه من "هـ". 8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 9 في الأصل: وجاز الإدغام. 10 فيقال: أحيّ واستحيّ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 756 كثرته في "حي" لسكون ما قبل الياء الأولى فيهما وعدم سكون ما قبل الياء الأولى في حي، بخلاف: أَحْيَا1 واستَحْيَا2 المبنيين للفاعل لوجوب قلب الياء الثانية ألفا؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها لوجوب تقدم الإعلال على الإدغام، وعدم مقتضي الإدغام بعد الإعلال. وأما3 امتناع النحاة عن الإدغام في يُحيِيُ ويستحيِيُ؛ لأنهم لو أدغموا لقيل: يُحِىُّ ويستحِيُّ -بضم الياء- فيلزم ارتكاب ما رفضوه، وهو غير جائز4. ومن العرب من لا يبالي بظهور الضم على الياء؛ لسكون ما قبلها فتقول: يحِيُّ، ومنه ما أنشده5 الفراء6: "28" وكأنها بين النساء سبيكة ... تمشي بسُدَّة بَيْنِها فَتَعَيَّ7 أي: فتعيا، فنقل حركة العين8 إلى الفاء9 ثم أدغم، وهو قليل.   1 في "ق": أحياي. 2 في "ق": استحياي. 3 وأما: ساقط من "ق". 4 في "ق": جاز. 5 في "ق"، "هـ": ما أنشد. 6 في معاني القرآن: 1/ 411، 412، 3/ 213. 7 هذا بيت من الكامل لم يعلم قائله، أورده الفراء في موضعين في معاني القرآن كما ذكرنا في الحاشية السابقة. السبيكة: القطعة المذوبة من الذهب والفضة. والسُّدَّة: باب الدار, تقول: رأيته قاعدا بسدة بابه. ينظر المنصف: 2/ 181، 182، والدرر: 1/ 31, والشاهد في قوله: فتَعَيَّ، حيث نقل حركة الياء إلى الفاء ثم أدغم, وذلك على لهجة تميم. 8 في "هـ": الياء. 9 إلى الفاء: ساقطة من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 757 قوله: "ولم يبنوا من باب قوي .... "1 إلى آخره2. أي: لم يبنوا من باب قوي، أي: "من"3 فَعِلَ، مضاعف الواو، مثل ضَرَبَ ولا شَرُفَ، أي: فَعَل -مفتوح العين- ولا فعُل مضموم العين؛ لأنهم لو بنوهما منه لقالوا للماضي المتكلم حينئذ: قَوَوْتُ4 وقَوُوْتُ5 -باجتماع الواوين مع الفك- لعدم موجب قلب الواو والياء بخلاف ما بني منه فَعِلت -بكسر العين- فإنه تنقلب الواو الثانية6 ياء. قوله: "ونحو القُوَّة .... "7 إلى آخره8. "هذا"9 جواب عن سؤال، وتقدير10 السؤال: إن قولكم: لا يجوز: قوَوتُ وقوُوتُ لكراهتهم اجتماع الواوين "133" منقوض   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَلَمْ يَبْنُوا مِنْ بَابِ قَوِيَ مِثْلَ ضَرَبَ ولا شرف كراهة قوَوت، وقوُوت". "الشافية، ص12". 2 إلى آخره: ساقطة من "ق"، "هـ". 3 لفظة "من": إضافة من "ق"، "هـ". 4 في "ق": قوو. 5 وقووت: ساقطة من "هـ". 6 لفظة "الثانية" إضافة من "ق"، "هـ". 7 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "ونحو: القوّة والصوّة والبوّ والحوّ محتمل للإدغام" "الشافية، ص12". 8 إلى آخره: ساقط من "ق"، "هـ". 9 لفظة "هذا" إضافة من "ق". 10 في "ق"، "هـ": وتقرير. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 758 بمثل القُوّة والصُّوّة والبَوّ والحُوّ. [وأجاب عنه باحتمال اجتماع الواوين في مثل: القوة والصوة والبو والحو] 1. وإنما جاز لحصول الخفة بالإدغام؛ لأن اللسان يدفع2 بالمثلين في الإدغام دفعة واحدة3. الصوة: واحدة الصوَى، وهي الأحجار المنصوبة علامات للطريق4. والبو: جلد الحُوَار5 يُحْشَى لتراه الناقة، فتَرْأَمه6 وتَدِرّ عليه7. والحو: جمع أحوى، وهو الأسْوَد8.   1 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". 2 في "ق"، "هـ": يندفع. 3 لفظة "واحدة" ساقطة من "ق". 4 الصحاح "صوى": 6/ 2404. 5 في "هـ": الجواد. تحريف. 6 في "ق": فتزأمه. 7 وفي الصحاح "بوى": البو: جلد الحوار يحشى ثُمامًا فتُعطَف عليه الناقة إذا مات ولدها. "6/ 2288". 8 المصدر السابق "حوى": 6/ 2322. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 759 [ بعض ما لا يعل من الصيغ وسبب ذلك ] : قوله: "وصح باب ما أَفْعَلَهُ .... 1" [إلى آخره2. أي: وصح باب ما أفعله3] ، نحو: ما أَقْوَلَه4، وما أبيعه5؛ لعدم تصرفه تصريف الأفعال أو للفرق6 بين باب التعجب وغيره في المعتل العين. وصح "أَفْعِلْ به" في التعجب، نحو "أَقْوِلْ به" حملًا له على "ما أفْعَلَه". وصح أفعل التفضيل، نحو: زيد أقول وأبيع منك؛ حملًا7 له على: ما أفعله؛ لأن بابي التعجب وأفعل التفضيل يجريان مجرى واحدا8 فيما يجوز ويجب ويمتنع، أو للفرق بين لفظ الاسم ولفظ الفعل المتصرف نحو: أقام، وأباع لما اتفقا في الحروف؛ لئلا يحصل الالتباس بينهما، فحمل9 المصنف أفعل التفضيل في التصحيح على فعل التعجب.   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَصَحَّ بَابُ مَا أَفْعَلَهُ لِعَدَمِ تَصَرُّفِهِ، وَأَفْعَلُ منه محمول عليه أو للّبس بالفعل". "الشافية، ص12". 2 إلى آخره: ساقط من "هـ". 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 4 في "هـ": ما أوقله. تحريف. 5 في "ق": وما بيعه. تحريف. 6 في "هـ": وللفرق. 7 له: ساقط من "هـ". 8 في "ق": واحد. 9 في "هـ": حمل. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 760 وهذا عكس ما فعله سيبويه؛ وذلك لأنه قال, سيبويه: إنما يتم أفعل، اسما، نحو: هو أقول الناس، وهو أقول منك؛ ليفصلوا بينه وبين الفعل المتصرف، نحو: أقام وأباع، ويتم ما أفعله؛ لأن معناه معنى أَفْعَل1 منك2. قوله: "وازدوجوا [واجتوروا .... "3 إلى آخره] 4. أي: وصح باب ازدوجوا واجتوروا؛ لأن باب افتعلوا ههنا بمعنى تفاعلوا، وصح عين5 تَفَاعل في مثله، نحو: تزاوجوا وتجاوروا؛ لعدم العلة الموجبة لقلب الواو ألفا، فأجروا ما كان في معناه عليه تنبيهًا على كونه بمعناه، وصح باب: اعْوَارّ واسْوَادّ؛ لأنه لو أعل6 لأدى إلى اللبس؛ لأنه لو7 أعل "لأعل"8 بنقل حركة الواو إلى العين في اعوار وإلى السين في اسواد وحذف9 همزة الوصل وقلب الواو ألفا، فلزم حذف إحدى الألفين لالتقاء الساكنين، فصار: عارّ وسادّ، فيحصل الالتباس؛ لأنه   1 في الأصل, "ق": أفضل منه, وفي "هـ": أفعل به, وما أثبتناه من كتاب سيبويه. 2 الكتاب: 4/ 320. 3 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَازْدَوَجُوا وَاجْتَوَرُوا؛ لأَنَّهُ بِمَعْنَى تَفَاعَلُوا، وَبَابُ اعْوَارَّ واسواد للبس، وعوِر وسوِد؛ لأنه بمعناه". "الشافية، ص12". 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ", وإلى آخره: ساقط من "ق". 5 في الأصل: غير, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 6 في الأصل: لو اعتل, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 7 لو: ساقطة من "هـ". 8 لأعل: إضافة من "ق"، "هـ". 9 في الأصل, "هـ": وحذفت, وما أثبتناه من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 761 لم يدر أنه افْعَالّ أو افْعَلّ1، ولهذه العلة صح اعْوَرّ، واسْوَدّ، وصح عَوِرَ وسَوِدَ؛ لأنهما في معنى اعور واسود فصَحَّا؛ تنبيهًا على أنهما موافقان لاعوارّ واسوادّ في المعنى. قوله: "وما تصرف [مما صح ... 2" إلى آخره] 3. أي: وما تصرف من الصحيح، فالذي تصرف من نحو: ازدوجوا واجتوروا، واعوار4 واسواد, واعور واسود، وعوِر وسوِد، وقاول وبايع, وصحيح لا يعل أيضا تنبيها على أنها مشتقة من ذلك الأصل، نحو: أعورتُهُ واستعورته، وتعوَّرَ وتسود، وعاور وساود، "وأسْوَد وأعور"5، ومُقاوِل ومبايع. ومن لم يراع اعوَرّ واسود لزمه أن يقول6: عار وساد بالإعلال, على وزن: قال وباع. ومن قال: "عار" [لزمه أن يعل "كل"7 ما يتصرف منه، فيقول: أعار واستعار ويعار ويستعار] 8 وعائر مثل قائل.   1 في "هـ": وأفعل. 2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وما تصرف مما هو صَحِيحُ أيْضاً كَأَعْوَرْتُهُ وَاسْتَعْوَرْتُهُ وَمُقَاوِلٍ وَمُبَايعٍ وَعَاوِرٍ وَأَسْوَدَ، وَمَنْ قَالَ: عَارَ قَالَ: أَعَارَ واسْتَعَارَ وعائر". "الشافية، ص12". 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 4 في "ق": واعوار. تحريف. 5 في "هـ": واعور واسود. 6 في "ق": يقال. 7 لفظة "كل" إضافة من "هـ". 8 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 762 قوله: "وصح تَقْوَال1 [وتَسْيَار ... 2" إلى آخره] 3. أي: وصح الواو في تقوال وتسيار, لدفع4 اللبس بصورة الفعل؛ لأنه لو أعل لنقلت حركة الواو والياء إلى ما قبلهما5 فانقلبا ألفا؛ لتحركهما وانفتاح ما قبلهما، فحذفت إحدى الألفين لالتقاء الساكنين فصار: تَقَال وتَسَار، فيحصل الاشتباه ببناء ما لم يسم فاعله من مضارع قال وسار6. وصح الواو [والياء] 7 أيضا في مِقْوَال ومِخْيَاط, لدفع8 اللبس؛ لأنهما لو أُعلَّا لقيل: مِقَال ومَخَاط، وحينئذ لم يعلم أنهما مِفْعَال أو مِفْعَل لإعلال مِقْوَل ومِخْيَط على مِقال ومِخاط أيضا، و9 لأن المِقْوال والمِخْياط10 ليسا على مثال الفعل؛ لمفارقته له11 بالألف التي بعد العين، ولأنه قد اكتنف حرف العلة ساكنا، واكتناف   1 في "ق": تفعال. 2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَصَحَّ تَقْوَالٌ وَتَسْيَارٌ لِلَّبْسِ، وَمِقْوَالٌ وَمِخْيَاطٌ لِلَّبْس، ومقول ومخيط محذوفان منهما، أو لأنهما بمعناهما" "الشافية، ص12". 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". وإلى آخره: ساقط من "ق". 4 في الأصل: لرفع, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 من "ق": ما قبلها. 6 في "هـ": وسال. 7 والياء: إضافة من "هـ". 8 في الأصل: لرفع, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 9 الواو ساقطة من "هـ". 10 في "هـ": مقوال ومخياط. 11 له: ساقطة من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 763 الساكنين في الفعل يوجب التصحيح في الفعل، نحو اسوادّ، ففي "134" الاسم أجدر. وصح الواو في مِقْوَل ومِخْيَط؛ لأنهما محذوفان عن مِقْوال ومِخْياط بحذف الألف، ولما كانت الواو "والياء"1 في أصليهما2 صحيحتين3, كانتا4 في الفرع صحيحتين5 تنبيهًا على أنهما فرعهما, ولأن المقول والمخيط بمعنى: المقوال والمخياط؛ لكونهما للآلة, فتصح6 الواو في مقول ومخيط، تنبيهًا على أنهما بمعنى المقوال والمخياط. لا يقال: لا حاجة إلى الاعتذار عن صحة الواو في هذه المواضيع لعدم علة القلب؛ لأنا نقول: لا نسلم عدم علة الإعلال -وهي الحمل على الأصل- وهو: قال وخاط وسار. قوله: "وأُعل نحو يقوم .... "7 إلى آخره8.   1 والياء إضافة من المحقق. 2 في "ق": أصلهما. 3 في النسخ الثلاث: كان, والصحيح ما أثبتناه. 4 في النسخ الثلاث: كان, والصحيح ما أثبتناه. 5 في النسخ الثلاث: صحيحا, والصحيح ما أثبتناه. 6 في "ق": فصح, وفي "هـ": فصحح. 7 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وأُعِلَّ نَحْوُ: يَقُومُ وَيَبِيعُ, وَمَقُومٍ وَمَبِيع بِغَيْرِ ذلك اللبس". "الشافية، ص12". 8 إلى آخره: ساقط من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 764 أي: وأعل نحو: يقوم، ويبيع، ومقوم ومبيع [لا بقلب الواو والياء ألفا، بل بنقل حركتهما إلى ما قبلهما فقط, في: يقوم ويبيع ومقوم ومبيع] 1. فإن أصل: يَقُوم ومَقُوم ويَبِيع ومَبِيع: يَقْوُم ومَقْوُم ويَبْيِع ومَبْيِع؛ نقلت ضمة الواو إلى القاف في يقْوُم ومقْوُم, وكسرة الياء إلى الباء في يبيِع ومبيِع2. وإنما لم تقلب الواو والياء ألفا؛ لأنهما لو قلبتا3 ألفا لقيل: يقام ويباع4, وحينئذ لم يعلم أنه يفعل -بفتح العين- أو يفعل -بكسر العين- أو يفعل, بضم العين. وكذا لو قلبوا في مقوم ومبيع بعد نقل5 حركة الياء والواو إلى ما قبلهما6, حتى صارا مقاما ومباعا, لم يعلم أنهما مفعَل أو مفعِل أو مفعُل7. اعلم أن في مجيء مَقُوم -بفتح الميم وضم القاف8- نظرا, فلو ذكر مَعُونا9 بدل مَقُوم لكان أولى؛ لأنه جاء: معون، ومعونة   1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 2 في الأصل عبارة زائدة ليست في موضعها, وهي: وبنقل حركتهما إلى ما قبلهما، وحذف إحدى الواوين في مقوم، والياء في مبيع. 3 في "ق": لو قلبت. 4 في الأصل "ق": يباع ويقام, وما أثبتناه من "هـ". 5 في الأصل: قلب, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 6 في "ق": ما قبلها. 7 أو مفعل: ساقط من "ق". 8 ما بين الشرطتين ساقط من "ق". 9 في "هـ": معون. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 765 ومَشُورة، على وزن مَفْعُل ومَفْعُلة. أصلهما: مَعْوُن ومَعْوُنة ومشْوُرة؛ فنقلت حركة العين إلى ما قبلها. ولا يريد بمَقُوم ومَبِيع اسم المفعول [لأنه لا يجيء المفعول من قام] 1 لأن قام2 لازم, ولأنه ذكر مقوما ومبيعا3 ثم ذكر4 اسم المفعول [بعدهما] 5 فيما بعد6 عند قوله: ويسكنان, وتنقل7 حركتهما في يقوم8 ويبيع. وإن أراد بهما اسم المفعول على تقدير: مَقُوم به، فأصلهما: مَقْوُوم ومَبْيُوع9؛ نقلت10 ضمة الواو والياء إلى ما قبلهما، فحذف أحد الساكنين، على ما يجيء. قوله: "ونحو جواد ... "11 إلى آخره,   1 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". 2 في "هـ": "لأنه" بدل "لأن قام". 3 في الأصل "ق": مبيعا ومقوما, وما أثبتناه من "هـ". 4 في "هـ": يذكر. 5 لفظة "بعدها" إضافة من "هـ". 6 في "هـ": في أبعد. تحريف. 7 في "ق": وينقل. 8 في "هـ": يقول. 9 في الأصل: مقوم ومبوع, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 10 في "هـ": فنقلت. 11 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وصح نحو: جَوَاد وَطَويلٍ وغَيُور لٍِلإلْبَاسِ بِفَاعِلٍ أَوْ بِفَعَلَ, أَوْ لأَنَّهُ لَيْسَ بجارٍ عَلَى الْفِعْلِ وَلاَ موافق، ونحو: الجَوَلان والحيوان والصَّوَرَى والحَيَدَى للتنبيه بحركته على حركة مسماه، وصح المَوَتَان؛ لأنه نقيضه، أو لأنه ليس بجار ولا موافق له، وصح نحو: أَدْوُر وأَعْيُن للإلباس, أو لأنه ليس بجار ولا مخالف له، وصح نحو: جَدْول، وخِرْوع، وعُلْيب؛ لمحافظة الإلحاق أو للسكون المحضّ". "الشافية، ص12". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 766 عطف على "تقوال"1. أي: وصح الواو في نحو: جواد وطويل وغيور لأمرين: أحدهما: دفع2 الالتباس بفاعل أو بفعل3؛ لأنهم لو أعلوها لقالوا: جاد وطال وغار؛ لأنه إذا قلبت الواو والياء4 ألفا لتحركهما5 وانفتاح ما قبلهما6, حذفت الألف في جواد, والواو في غيور، والياء في طويل لالتقاء الساكنين، وحينئذ احتمل أنه7 اسم فاعل من: طَلَيْتُه بالدهن وجَدَيْتُه8 أي: سألته9، وغَرَيْتُه10 أي: ألصقته بالغراء،   1 في "ق": تفعال. 2 في الأصل "ق": رفع, وما أثبتناه من "هـ". 3 في "ق": لفاعل أو لفعل. تحريف. 4 في الأصل: الياء والواو, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 في "ق": لتحركها، ما قبلها. 6 في "ق": لتحركها، ما قبلها. 7 في "ق": بأنه. 8 لغة في جدوتُهُ, حكاها صاحب اللسان "جدا": 1/ 572. 9 في "ق": ساءلته. 10 ينظر اللسان "غرا": 5/ 3250. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 767 أو من غريتُ، أي: عجبت1, أو أنه فعل ماضٍ من: طال يطول, وجاد يجود، وغار يغور, أو مخفف2 جواد وطويل وغيور. والثاني: أنها3 ليست جارية على الفعل، ولا موافقة للفعل في الحركات والسكنات4 الموافقة5 التي سنذكرها6 في إعلال العين ليجري فيه7 أحكام الفعل، وهي الإعلال. وصح الجَوَلَان والحَيَوَان والصَّوَرَى والحَيَدَى؛ لتبقى حركتها الدالة على حركة مسماه واضطرابه. وصح الموتان مع عدم حركة مسماه؛ لأنه نقيض الحيوان، فحمل النقيض على النقيض، كما حمل النظير على النظير. يقال: اشْتَرِ8 من المَوَتَان ولا تَشْتَرِ من الحَيَوان9. [والجولان مصدر: جال يجول بالشيء, وأجال به أي: طاف به] 10,   1 الغرو: العجب, ولا غرو ولا غروى، أي: لا عجب. "اللسان "غرا" 5/ 3251". 2 في "هـ": أو مخففة. 3 في "هـ": أنهما. 4 والسكنات: ساقطة من "هـ". 5 في "هـ": لموافقة. 6 في "هـ": نذكرها. 7 في "هـ": منه. 8 في "ق": اشترى. خطأ. 9 أي: اشتر الأرض والدور, ولا تشتر الرقيق والدواب. "الصحاح: موت: 1/ 267". وحكى الجوهري عن الفراء أنه قال: الموتان من الأرض: التي لم تُحْيَ بعدُ. "ينظر المصدر السابق". 10 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 768 والصَّوَرَى: المائل, وصَوَرَى أيضا: اسم ماء بقرب المدينة1. وكذا الحَيَدَى2، يقال: حمار حيدى أي: حايد؛ أي: يحيد، بمعنى: يعدل عن ظله لنشاطه3 "135". ولأن باب الجولان4 والموتان ليس بجارٍ على الفعل ولا موافقٍ للجاري على الفعل في الحركات والسكنات الموافقة5 التي6 سيأتي ذكرها، لتجري7 فيه أحكام الفعل، وهي الإعلال. وصح: أَدْوُر وأَعْيُن، لدفع الالتباس؛ لأنه لو أعل لم يعل إلا بحذف حركة الواو، وضم الدال للواو في أدور, وبحذف حركة الياء وكسر العين للياء في أعين، فيصير أَدُور وأَعِين، و8 حينئذ يحصل الالتباس بمضارع9: دار، وعان وهو: أَدُور أَعِين, من: عان علينا فلان10 يعين11 عيانة: إذا صار عينا، ولأنه "ليس"   1 الذي في القاموس: صورى، كسكرى: ماء قرب المدينة. 2 في "هـ": والحيدى: المائل. 3 الصحاح "حيد": 2/ 467. 4 في "هـ": الحيوان. 5 في "ق": موافقة. 6 لفظة "التي" ساقطة من "ق". 7 في "ق": ليجري. 8 الواو ساقطة من "هـ". 9 في "هـ": بمصادر. تحريف. 10 في الأصل: فلانا, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 11 في "هـ": معين. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 769 مثل أدور وأعين جاريًا على الفعل، ولا مخالفًا للفعل، يعني: "أنه"1 ليس موافقا للفعل [موافقة معتبرة؛ لأن الموافقة المعتبرة في الإعلال أن يكون موافقا للفعل] 2 بشرط أن يكون مخالفا له3 بوجه خاص على ما يأتي4. ولما لم تكن5 في أدور وأعين تلك المخالفة, وجب التصحيح لفقدان شرط الإعلال. وصح6: جَدْوَل، للنهر الصغير7، وخِرْوع, لشجر معروف, وعُلَيْب -اسم وادٍ8- لمحافظة9 بيان10 الإلحاق والتنبيه عليه ولتعلم11 الزنة به، ولأن السكون الذي قبل الواو والياء لازم غير عارض، وحينئذ لم يكن ما قبل12 الواو والياء مفتوحا، أو في حكم المفتوح.   1 أنه: إضافة من "ق"، "هـ". 2 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 3 في "هـ": له مخالفا, وله: ساقطة من "ق". 4 في الأصل "ق": على ما يأتي, وما أثبتناه من "هـ". 5 في "ق": يكن. 6 في الأصل: وصح نحو. 7 قاله الجوهري في صحاحه "جدل": 4/ 1654. 8 قاله الجوهري في صحاحه "علب": 1/ 189. وأضاف: "ولم يجئ على فعيل -بضم الفاء وتسكين العين وفتح الياء- شيء غيره". 9 في "ق": بمحافظة. 10 في "ق": بنيان. 11 في "ق": ليعلم. 12 ما: ساقطة من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 770 [ إعلال الياء والواو عينين بقلبهما همزة ] : قوله: "وتُقلبان همزة في نحو [قائم و] 1 بائع ... "2 عطف على قوله: "وتُقلبان ألفًا" في قوله: "تقلبان ألفا إذا تَحَرَّكَتْ". وإنما أعاد "تقلبان" ههنا؛ لأن هذا باب آخر من القلب. أي: ويقلب الواو والياء همزة في نحو: قائم وبائع، أي: في كل اسم فاعل من فعل معتلّ3 العين للتخفيف. وإنما لم تقلبا4 ألفا؛ [لأن سكون] 5 ما قبلها6 لازم غير عارض، ولأنه لو قلبا لالتبس7 بالفعل الماضي مع الغنية عنه؛ لوجوب حذف8 إحدى الألفين لالتقاء9 الساكنين، بخلاف عاور10   1 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". 2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وتُقْلَبَانِ هَمْزَةً فِي نَحْوِ: قَائِم وَبَائِعٍ الْمُعْتَلِّ فِعْلُهُ، بِخِلاَفِ نحو: عَاوِرِ، وَنَحْوُ: شَاكِ وَشَاكٌ شَاذ، وَفِي نَحْو جاءٍ قَوْلاَنِ، قَالَ الْخَلِيلُ: مقلوب كالشاكي, وقيل: على القياس" "الشافية، ص12". 3 في "ق": المعتل. 4 في الأصل: تقلب, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 في "ق"، "هـ": لسكون. 6 في الأصل: ما قبله, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 7 في "ق": لالتبس. 8 لفظة "حذف" ساقطة من "هـ". 9 في "ق": لا التقاء, لعله سهو من الناسخ. 10 في الأصل: عار, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 771 اسم فاعل من عَوِرَ؛ لصحة "عَوِرَ" الذي هو أصل عاوِر في الإعلال والصحة. قوله: "وشاك1 شاذ". جواب عن سؤال "مقدر2". وتقدير3 السؤال: إن أصل شاكٍ: شائك4 -لتامّ السلاح- من: شاكتني الشوكة، إذا دخلت في جسدي5, فهو مثل قاوم6 مع أن واوه لم تقلب همزة بل حذفت, وأنتم قلتم: إنها تقلب همزة؟ وأجاب عنه بأنه شاذ، فمن قال: شاك -بكسر الكاف- نقل العين إلى موضع اللام، ثم أعله إعلال قاضٍ7، ومن قال: شاك -برفع الكاف- حذف حرف العلة الذي هو8 العين؛ طلبًا للتخفيف وجعله نسيا منسيا، والأصل -وهو شائِك بقلب الواو همزة- مستعمل كثير9.   1 وشاك: من "هـ". 2 لفظة "مقدر" إضافة من "ق". 3 في "ق"، "هـ": وتقدير. 4 مقلوب "شاكي" حكاه الجوهري عن الأخفش. "ينظر الصحاح "شكا": 6/ 2395". 5 حكاه الجوهري عن الأصمعي. "ينظر الصحاح: شوك: 4/ 1595. 6 في "هـ": قائم. 7 كما هو رأي الأخفش الذي حكاه الجوهري كما قلنا. 8 في النسخ الثلاث: التي هي, والصحيح ما أثبتناه. 9 حكاه سيبويه عن كثير من العرب. "ينظر: 4/ 378". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 772 قوله: "وفي جاءٍ قولانِ". أي: في اسم فاعل فعل, معتل العين, مهموز اللام، نحو: جاءٍ وشاءٍ قولان: أحدهما, وهو قول الخليل: أنه مقلوب، أي: منقول عينه إلى لامه كالشاكي؛ لئلا يلزم اجتماع الهمزتين1. والثاني, وهو قول سيبويه، وهو2 مختار الأكثرين3: لأنه على القياس، وهو أنه قلبت عينه وهي الياء همزة، كما قلبت في قائم وبائع، ثم قلبت الهمزة التي هي لام الفعل ياء لاجتماع الهمزتين, ثم أعل إعلال قاضٍ4. قوله: "وفي نحو: أوائل وبوائع ... 5" إلى آخره6. أي: وتقلب الواو والياء همزة إذا وقعتا7 بعد ألف باب: مساجد وقبل الألف واو وياء، نحو: أوائل وبوائع، جمع: أول، وبائعة, أصلهما: أَوَاوِل وبَوَايِع؛ قلبت الواو والياء اللتان هما العين همزة؛ لما ذكرناه في قائم وبائع، بخلاف: عَوَاوِير وطَوَاوِيس في جمع   1 الكتاب: 4/ 377, 378. 2 لفظة "هو": ساقطة من "ق"، "هـ". 3 في "هـ": لأكثرين. 4 الكتاب: 4/ 376, 377. 5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَفِي نحْوِ: أَوَائِلَ وَبَوَائِعَ, مِمَّا وَقَعَتَا فيهِ بَعْدَ ألِفِ بَابِ مَسَاجِدَ وَقَبْلَهَا وَاوٌ أَوْ يَاءٌ، بِخِلاَفِ عَوَاوِيرَ وَطَوَاوِيسَ وضياوِن شَاذّ، وصَحَّ عواور وأعل عيائل لأن الأصل: عواوير فحذفت، وعيائل فأشبع". "الشافية، ص12". 6 إلى آخره: ساقطة من "ق"، "هـ". 7 في "ق": وقعت. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 773 عُوَّار وطاووس1، فإنه لا تقلب واوهما "136" التي هي العين همزة؛ لوقوع الياء الساكنة بعد الواو، وهو موجب للخفة. قوله: "وضَيَاوِن شاذ". هذا جواب عن سؤال [مقدر] 2, وتقدير3 السؤال: إن قياس "ضَيَاوِن" جمع ضَيْوَن، للسَّنَّور البرِّيَّة4 "ضيائن"؛ بقلب الواو همزة لعدم ساكن بعدها، كأوائل. وأجاب عنه بأنه شاذ. قوله: "وصح عَوَاوِر" جواب عن سؤال [مقدر] 5 وتقدير6 السؤال: إن قياس عواور: عوائر7 بقلب الواو همزة كأوائل؛ لعدم الياء الساكنة بعدها، فلِمَ قيل: عواور بعدم القلب؟ وأجاب عنه بأنه فرع عواوير8؛ لأن المراد بعواور [عواوير] 9 جمع عُوَّار. والعوار يجمع على عواوير، بقلب الألف ياء، فصُحح حملا على أصله ومراعاة لأصله، فكأن الياء بعد الواو مقدرة.   1 في "ق": وطاووليس. تحريف. 2 لفظة "مقدر" إضافة من "ق". 3 في "ق"، "هـ": وتقدير. 4 الصحاح "ضون": 6/ 2156. 5 لفظة "مقدر" إضافة من "ق". 6 في "ق"، "هـ" إضافة من "ق". 7 عوائر: ساقطة من "ق". 8 في حاشية الورقة 137 من الأصل: "بحذف الياء من عواوير" وهو موجود في "ق"، "هـ". 9 عواوير: إضافة من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 774 وأُعل: عيائل [مع أنه كعواوير؛ لأن أصله عيائل] 1 [لأنه جمع عيل، لصاحب العيال2. والعَيِّل يجمع على عيال وعيائل] 3 لا على "عَيَائِيل"، مثل "جيد" على "جياد" و"جيائد"، فأشبع الهمزة فتولد الياء من الإشباع، فتركت الهمزة ولم تُرَدّ إلى أصلها [الذي هو الياء مراعاة لأصله] 4 الذي هو "عيائل". قوله: "ولم يفعلوه5 [في باب مَقَاوِم ومَعَايش ... "6 إلى آخره] 7. أي: [ولم يقلبوا الياء والواو همزة في مقاوم ومعايش ومعاون] 8 جمع: مقامة ومعيشة ومعونة؛ للفرق بين الياء والواو [الزائدتين كما في نحو: رسائل وصحائف وعجائز، وبين الواو والياء] 9 الأصليتين10، كما في مقاوم ومعايش.   1 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 2 ينظر الصحاح "عيل": 5/ 1780. 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 5 في "هـ": ولم يفعلوا. 6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَلَمْ يَفْعَلُوهُ فِي بَابِ مَعَايِشَ وَمَقَاوِمَ؛ لِلْفَرْقِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ بَابِ رَسَائِلَ وَعَجَائِزَ وَصَحَائِفَ، وَجَاءَ مَعَائِشُ بِالْهَمْزِ، عَلَى ضَعْفٍ، وَالْتُزٍمَ هَمْزُ مَصَائِبَ". "الشافية، ص12". 7 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ", وإلى آخره: ساقط من "ق". 8 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 9 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق". 10 في الأصل, "هـ": الأصليين, وما أثبتناه من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 775 وجاء "معائش" بقلب الياء همزة1، وهو ضعيف؛ لأنه لم يثبت في شيء من القراءات السبع2. وقد أورد3 عليه أنه إن أراد4 بالفرق دفع5 اللبس بين الياءين، فليس بشيء؛ لأنه لا التباس بينهما على تقدير قلب الواو والياء فيهما همزة، لجواز أن يفرق بينهما بالأصل. وإن أراد به وجود علة تفصل6 بين الياءين في الحكم فهو7 صحيح؛ لأنهم همزوا باب "رسائل" جمع رسالة مما قبل آخر واحده ألف مزيدة؛ لأن هذه الألف وقعت بعد ألف الجمع، وامتنع تحريكها لامتناع تحريك الألف، وامتنع إبقاؤها8 ساكنة لسكون الألف قبلها، وامتنع أيضا حذفها؛ لإخلاله   1 وذلك تشبيهًا لمعيشة بفعيلة. وقال الجوهري: "والمعيشة جمعها: معايش بلا همز، إذا جمعتها على الأصل. وأصلها: مَعْيِشَة، وتقديرها: مَفْعِلَة، والياء أصلية متحركة فلا تنقلب في الجمع همزة, وكذلك مكايد ومبايع ونحوهما. وإن جمعتها على الفرع همزت وشبهت مَفْعِلَة بفعلِية، كما همزت في المصائب لأن الياء ساكنة. وفي النحويين من يرى الهمز لحنا". "الصحاح "عيش": 3/ 1013". 2 اتفق القراء على قراءة معايش بالياء، بلا همز؛ لأن ياءها أصلية، جمع معيشة من العيش. ولكن روى خارجة عن نافع أنه همزها ورُدّ بأن خارجة غلط فيه، حيث لا يهمز إلا ما كانت الياء فيه زائدة نحو: صحائف ومدائن. "ينظر الإتحاف: 222". 3 في "ق": أوارد. تحريف. 4 في "ق": إن هو إرادة. 5 في "هـ": رفع. 6 في "ق": يفصل. 7 في الأصل, "ق": وهو, وما أثبتناه من "هـ". 8 في الأصل, "هـ": إبقاؤه, وما أثبتناه من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 776 بصيغة الجمع اضطر إلى قلبها1 ولم يكن لها أصل لتقلب2 إليه فقلبت همزة؛ لأنها أقرب حروف القلب إلى الألف في المخرج، ثم حملوا باب صحائف، جمع صحيفة، وعجائز، جمع "عجوز" على باب "رسائل" جمع "رسالة" لمشابهة ما3 قبل آخر صحيفة, وعجوز ألف رسالة في كون كل واحد منها زائدا4 مدة لا حظ لها5 في الحركة. وأما باب: مقامة ومقاوم، ومعيشة ومعايش، مما قبل آخر الواحد منه حرف لين غير زائد وله أصل في التحريك؛ لأن أصلها: مَقْوَمة ومَعْيِشة، فإذا وقع بعد ألف الجمع واحتِيج إلى تحريكه في الجمع يرد إلى أصله؛ لعدم الحاجة إلى قلبه همزة، اللهم إلا إذا وجد مزيد ثقل يكون ما قبل ألف الجمع حرف علة، كما في: أوائل وبواقع، وليس مقاوم ومعايش "ومعاون"6 كذلك. قوله: "والتُزم همز مصائب". أي: والتزم همز "مصائب" وإن كان خلاف القياس؛ لأنه جمع مصيبة، من صاب السهم يَصُوب: إذا قصد ولم يَحِر، أصلها7:   1 في "ق": قبلها. تحريف. 2 في "ق": ليقلب. 3 لفظة "ما" ساقطة من "هـ". 4 في "هـ": زائدة. 5 في الأصل "هـ": لهما, وما أثبتناه من "ق". 6 ومعاون: إضافة من "هـ". 7 في "ق": وأصلها. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 777 مُصْوِبَة1، فنقلت حركة الواو إلى الصاد، وقلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، والواو فيه عين، وقياسه2: مصاوب كمقاوم3 بالواو4. وإنما التزم الهمزة فيه للتنبيه على أنه جمع مُفْعِلَة لا مفعَلة ولا مفُعَلة، وأكثر العرب يقولون: مصاوب بالواو5. قوله: "وتقلب ياء فُعْلَى اسما .... 6". أي: وتقلب ياء فعلى واوا في الاسم نحو: طُوبَى لشجرة7 في الجنة من الطيب, وكُوسَى من الكَيْس8, ولا تقلب واوا في الصفة   1 في "ق": مصونة. تحريف. 2 في "هـ": فقياسه. 3 كمقاوم: ساقطة من "ق". 4 بالواو إضافة من "ق". 5 قال الجوهري: "والمصيبة: واحدة المصائب, والمصوبة -بضم الصاد- مثل المصيبة، وأجمعت العرب على همز المصائب. وأصله الواو، كأنهم شبّهوا الأصلي بالزائد. ويجمع أيضا على "مصاوب" وهو الأصل". "الصحاح: صوب: 1/ 165". 6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُقْلبُ يَاءُ فُعْلَى اسْماً وَاوَاً فِي نَحْوِ: طوبى وكوسى، ولا تقلب في الصفة، ولكن يكسر ما قبلها لتسلم الياء، نحو: مِشْيَة حِيكَى و {قِسْمَةٌ ضِيزَى} ، وكذلك باب بيض واختلف في غير ذلك؛ فقال سيبويه: القياس الثاني, فنحو مَضُوفة شاذ عنده، ونحو معيشة يجوز أن يكون مَفْعِلة ومَفْعُلة. وقال الأخفش: القياس الأول، فمضوفة قياس عنده، ومعيشة مَفْعِلة وإلا لزم مَعُوشة، وعليها لو بنى من البيع مثل تُرْتُب لقيل: تُِبْيُِع وتُبْوُع". "الشافية، ص12". 7 في "ق": شجرة. 8 والكيس: خلاف الحمق. والكوسى: نعت للمرأة الكيسة "الصحاح: كيس 3/ 972". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 778 "فرقا بين الاسم والصفة، ولكنهم يقلون الضمة كسرة في1 الصفة لتسليم الياء التي هي عين نحو: مشية حِيكى، أي: فيها تبختر {قِسْمَةٌ ضِيزَى} 2 فإن حيكى من: حاك يحيك حيكانا، إذا تبختر في مشيه3 و {ِضيزَى} من: ضاز في الحكم يضيز، و {قِسْمَةٌ ضِيزَى} أي: جائرة4. وحيكى وضيزى فُعْلَى لا فِعْلَى؛ لأنه لم يوجد في كلامهم فِعْلى صفة إلا عِزْهَى5، للذي لا يطرب للهو، بل وجد في الأسماء نحو: الشِّعْرى والدِّفْلى والمِعْزَى. اعلم أنه ذكر في الصحاح أن "كُوسَى" صفة لأنها6 أنثى الأكيس7 الذي هو أفعل التفضيل. من: كاس الرجل في عمله لدنيا أو آخرة كيسًا، أي: حذق, وهو مخالف لقول المصنف. اعلم أن ضِيزى احتمل أن يكون مخفف8 ضِئْزَى9 بالهمز "فِعْلَى" بكسر الفاء. من: ضأزه حقه يضأزه، بمعنى: ضازه يضيزه, إذا منعه حقه.   1 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 2 سورة النجم: من الآية "22". 3 في "ق": مشيته. 4 ينظر الصحاح "ضيز": 3/ 883. 5 في "ق": عِزَهَاي. 6 في النسخ الثلاث: لأنه, والأنسب ما أثبتناه. 7 الصحاح "كيس": 3/ 972. 8 في "ق": مخففة. 9 وحكى الجوهري عن الفراء أن بعض العرب يقول: ضيزى, وحكى أيضا عن أبي حاتم عن أبي زيد أنه سمع العرب تهمز ضيزى. "ينظر الصحاح "ضيز": 3/ 883". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 779 قوله: "وكذلك باب بيض". أي: وكذلك يقلبون الضمة في فعل -بضم الفاء وسكون العين- في معتل1 العين بالياء؛ ليسلم الياء، نحو: بِيض، جمع أبيض كحُمْر وسُود، جمع: أحمر وأسود2. واختلف في غير باب حِيكى وبِيض، مما وقعت فيه عينه ياء ساكنة قبلها ضمة في أن تقلب الياء واوا للضمة [قبلها أو تقلب الضمة] 3 كسرة للياء التي بعدها، فقال4 سيبويه: القياس هو الثاني5؛ لأنه إذا كان لا بد من تغيير حرف أو تغيير حركة كان تغيير6 الحركة أولى من تغيير الحرف؛ لأنه أقل تغييرا. وإذا كان كذلك كان نحو7: مَضُوفة، وهي الأمر الذي يشفق منه -من ضافه الهم، أي: نزل به- شاذا عند سيبويه؛ إذ القياس مَضِيفَة عنده8؛ لأنه من الضيف, والمَضُوفة: فَعُولة9.   1 في "هـ": في المعتل. 2 في "هـ": نحو بيض ونحو حمر وسود جمع: أحمر وأسود, موضع ما بين المعقوفتين. 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 4 في "ق": قال. 5 ينظر الكتاب: 4/ 364. 6 في "ق": تغير. 7 لفظة "نحو" ساقطة من "ق". 8 ينظر الكتاب: 4/ 349. 9 على اعتبار الواو المحذوفة في "مضوفة". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 780 وأما نحو "مَعِيشة" فإنه يجوز أن يكون عنده1 مَفْعِِلة -بكسر العين- ومَفْعُلة، أي: معيُشة2، نقلت3 ضمتها إلى العين، ثم أبدلت كسرة لتسلم الياء. وقال الأخفش: القياس هو الأول، وهو بقاء الضمة وقلب الياء واوا4 كما فعلوا في طوبى وكوسى، وإذا كان كذلك كان مضوفة عند الأخفش قياسا لا شاذا5, وكانت مَعْيُشة مَفْعُلة؛ لأنه لو كانت مفعلة لزم أن يقال: معوشة على أصله. وأجيب عن قياس الأخفش على طوبى وكوسى بأنهم إنما خالفوا في طوبى وكوسى في قلب الضمة كسرة؛ للفرق بين الاسم والصفة. ويتفرع على القولين أنه لو بُنِي من البَيْع مثل تُرْتُب -بضم التاءين- لقيل: يُبْيِع6 بالياء وقلب ضمة الياء المنقولة من الباء إليها كسرة على قول سيبويه7. وتُبْوُع8 ببقاء ضمة الياء وقلبها واوا للضمة على قول الأخفش9.   1 عنده: ساقط من "هـ". 2 وهذا رأي الخليل. ينظر الكتاب: 4/ 349، والمنصف: 1/ 296. 3 في "ق": تقلب, وفي "هـ": فقلب. 4 أي: معوشة, وهذا الرأي حكاه أبو عثمان المازني عن أبي الحسن الأخفش. ينظر المنصف: 1/ 297, 298، وينظر كذلك الهمع: 2/ 469. 5 ينظر الممتع: 2/ 470. 6 في "ق": ببيع. 7 ينظر الكتاب: 4/ 353. 8 في "ق": ببوع. 9 وهذا الرأي اختاره المبرد. "ينظر المقتضب: 1/ 110". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 781 [حكم الواو المكسور ما قبلها وهي عين] : قوله: وَتُقْلَبُ الْوَاوُ الْمَكْسُورُ [مَا قَبْلَهَا فِي الْمَصَادِرِ ياء .... 1] 2. أي: وتقلب الواو التي كسر ما قبلها ياء3 في المصادر التي أفعالها معتلة، نحو: قام قياما، [وقِيَما] 4، وعاذ بالله عياذًا: لجأ إليه. أصلها5: قِوَاما وقِوَما6 وعِوَاذا. وإنما أعلت هذه المصادر إجراء لها مجرى أفعالها في الإعلال. وإنما قلبت واوها ياء؛ لانكسار ما قبلها ومناسبة الياء الكسرة. وأما عدم قلب الواو ياء في: حِوَلا في: حال حولا، فشاذ7، كما أن القود8 شاذ في عدم قلبها ألفا، بخلاف عدم قلب الواو ياء في مصدر نحو: لاوذ لِوَاذًا، أو9 قاوم قِوَامًا، مع انكسار ما قبلها   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وتقلب الواو المكسورة مَا قَبْلَهَا فِي الْمَصَادِرِ يَاءً نَحْوُ: قِيَاماً وعياذا وقياما؛ لإِعْلاَلِ أًفْعَالِهَا، وَحَالَ حِوَلا شَاذٌّ، كَالْقَوَدِ، بِخِلاَفِ مصدر لاَوَذَ، وَفِي نَحْوِ: جِيَادٍ وَدِيَارٍ وَرِيَاحٍ وتِيَر ودِيَم؛ لإِعْلاَلِ الْمُفْرَدِ، وَشَذَّ طِيَال، وَصَحَّ رَوَاءٌ جمع ريان؛ كراهة إعلالين، وثواء جمع ثاوٍ، وَفِي نَحْوِ رِيَاضٍ وَثِيَابٍ؛ لِسُكُونِهَا فِي الْوَاحِدِ مَعَ الأَلِفِ بَعْدَهِا، بِخِلاَفِ كِوَزة وعِوَدة، وَأَمَّا ثِيَرة فشاذ". "الشافية، ص12". 2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 3 لفظة "ياء" ساقطة من "هـ". 4 وفيما: من "هـ". 5 في الأصل: أصلهما, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 6 وقوما: ساقطة من "هـ". 7 فشاذ: ساقطة من "هـ". 8 في الأصل: القول, والتمثيل الصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 9 في "هـ": "و" بدل "أو". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 782 لأنه لما صحت الواو في مصدر لاوذ [الرجل صاحبه ملاوذة] 1 لعدم علة إعلالها، صحت2 في: لِوَاذًا؛ لكون المصدر فرعا للفعل في الإعلال. يقال: لاوذ الرجل صاحبه مُلَاوذةً3 ولِوَاذًا: إذا كان كل واحد منهما يلوذ بصاحبه، أي: يطوف به4. وتقلب5 الواو المكسور ما قبلها في الجمع لإعلال مفرده نحو: جِيَاد، ودِيَار، ورِيَاح، وتِيَر، ودِيَم. أصلها: جِوَاد، ودِوار، ورِواح6، وتِور, ودِوم: قلبت الواو فيها ياء لإعلال آحادها مع انكسار ما قبلها؛ لأن مفرد جياد: جَيِّد أصله: جَيْوِد، من: جاد يجود، قلبت الواو ياء وأدغمت في الياء. ومفرد ديار: دَار، أصله "138": دَوَر، من دار يدور؛ قلبت الواو ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها. ومفرد: رياح "ريح". أصلها: رِوْح، من الروح؛ قلبت الواو7 ياء لسكونها وانكسار ما قبلها. ومفرد تير: تارة، أي: مرة. أصلها: تَوَرة, من: تار يتور, قلبت الواو ألفا.   1 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق". 2 في "هـ": صح. 3 في "هـ": ملاوذا. 4 ينظر الصحاح "لوذ": 2/ 570. 5 في "هـ": ويقلب. 6 ورواح: ساقطة من "ق"، "هـ". 7 في "ق": ألفا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 783 ومفرد ديم: دِيمة، للمطر1 الذي يدوم ثلاثة أيام أو يوما بليلته2, أصلها: دِوْمة, من: دام يدوم؛ قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها. ولما أعلت مفردات هذه الجموع, أعلت هذه الجموع3؛ حملًا للفرع على الأصل. وإنما خُص إعلال4 الجموع بقلب الواو ياء؛ لانكسار ما قبلها. وشذ مجيء "طِيا" في جمع "طويل"5؛ بقلب الواو ياء والأكثر "طِوَال", وإنما كان شاذا لأن الجمع تابع لمفرده في الإعلال والصحة، وكان6 الواو في مفرده مصححا، فكذا7 كان يجب في الجمع. وإنما صح رِواء, في جمع: ريّان؛ من رَوِي8، مع مجيء مفرده وهو الريان, معلا لكراهة اجتماع الإعلالين؛ لأن الهمزة في "رواء"   1 في "هـ": للمد. 2 في "ق"، "هـ": بليلة. 3 هذه الجموع: ساقطة من "ق". 4 في الأصل: الإعلال, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 وذلك في قول أنيف بن زبان النبهاني: تَبَيَّنَ لي أنَ الْقَمَاءَةَ ذِلة وَأنَّ أعِزَّاءَ الرجال طيالها "ينظر المنصف: 1/ 342، والمفصل: 381، وابن يعيش: 10/ 88، والممتع: 2/ 496، واللسان "طول" 4/ 2726, والحماسة البصرية: 1/ 35، وينظر شرح الحماسة للمرزوقي ص169، وللتبريزي: 1/ 166". 6 في الأصل: وإن كان, والصحيح حذف "إن" كما في "ق"، "هـ". 7 في "هـ": وكذا. 8 والريان: ضد العطشان؛ يقال: رجل ريان، وامرأة رَيَّا من قوم رِوَاء. "ينظر اللسان "روي": 3/ 1784". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 784 مقلوبة عن الياء، فلو قلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها لزم اجتماع الإعلالين, وهما قلب الواو ياء وقلب الياء همزة. وإنما صح "نِوَاء" في "ناوٍ" لصحة العين، وهي الواو في مفرده. والناوي: الجمل السمين, والناوية: الناقة السمينة؛ من: نوت الناقة أي: سمنت، تنوي نواية1. قوله: "وفي نحو رياض وثياب"2. أي: وتقلب الواو المكسور3 ما قبلها ياء في الجمع الذي وقع بعد الواو منه ألف, إذا كان مفرده ساكن العين، نحو: رياض جمع روضة, وثياب، جمع: ثوب. وإنما قلبت الواو فيه ياء لكسرة ما قبل الواو في الجمع مع وجود الألف بعدها وسكون الواو في الواحد، بمنزلة الإعلال؛ لأنها أميتت بالسكون4. كان هذا جوابا5 عن سؤال "مقدر" 6, وتقدير السؤال أن نحو رياض وثياب، جمع روضة وثوب، أصلهما7: رِوَاض، وثِوَاب   1 ينظر الصحاح "نوى": 6/ 2517. 2 وثياب: ساقطة من "هـ". 3 في النسخ الثلاث: المكسورة, والصحيح ما أثبتناه. 4 في "هـ": لأنهما أميتتا. 5 في الأصل, "ق": جواب, والصحيح ما أثبتناه من "هـ". 6 لفظة "مقدر" إضافة من "ق". 7 في الأصل: جمعها, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 785 قلبت الواو فيه ياء لانكسار ما قبلها، مع أنه لم يعل واحده, وأنتم قلتم: الجمع تابع للواحد1 في الإعلال والتصحيح2. وأجاب عنه بأنه أُعل الجمع لوجود علة الإعلال، ومنع أنه لم يعل واحده، وذلك3 بأن سكون4 الواو في الواحد بمنزلة إعلالها؛ لأنها بالسكون كالميتة، بخلاف عِوَدة5، وكِوَزة6، في جمع: عَوْد7، وهو المسن من الإبل8، وكُوز، فإنه لم تقلب9 الواو فيهما ياء، مع وجود علة قلب الواو ياء التي كانت موجودة في نحو: رياض وثياب10، وهي كسرة ما قبل الواو، وسكون الواو في المفرد الذي هو بمنزلة إعلال المفرد؛ لأن علة قلب الواو ياء في نحو: رياض وثياب ليست كسر ما قبل الواو وسكون الواو في المفرد, بل كسر11 ما قبل الواو، ووجود   1 في "ق": لواحده. 2 والتصحيح, إضافة من "ق"، "هـ". 3 وذلك: ساقطة من "هـ". 4 في الأصل: تكون, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 في "ق": عورة. 6 في "ق": كورة. 7 في الأصل: عور, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 8 الصحاح "عود": 2/ 514. 9 في "ق": لم يقلب. 10 في "ق": وثوب. 11 في الأصل "ق": كسره, وما أثبتناه من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 786 الألف بعد الواو وسكون الواو في المفرد، وليس1 الألف موجودة بعد الواو ههنا في الجمع. وإنما [كان لوجود الألف بعد الواو المكسور ما قبلها في الجمع] 2 تأثير في قلب الواو ياء في الجمع؛ لاستثقال الواو حينئذ لطول النطق بها مع الألف. قوله: "وأما ثِيَرة". هذا3 جواب عن سؤال، وتقدير4 السؤال: أن ثيرة5 جمع ثور، أصله: ثِوَرة، قلبت الواو فيه ياء لكسرة ما قبلها مع عدم الألف بعد الواو، وأنتم جعلتم6 وجود الألف بعدها شرطا لقلب7 الواو ياء؛ ولهذا ما قلبتم8 الواو ياء في عِوَدة وكِوَزة.   1 في الأصل "ق": ليس, وما أثبتناه من "هـ". 2 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في الأصل، وهو إضافة من "ق"، "هـ". 3 لفظة "هذا" ساقطة من "هـ". 4 في "ق"، "هـ": وتقدير. 5 في الأصل: إن كان ثيرة, والصحيح حذف "كان" كما في "ق"، "هـ". 6 في "ق": قلتم. 7 في الأصل, "ق": شرط قلب, وما أثبتناه من "هـ". 8 في "ق": ما قلتم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 787 [ قلب الواو ياء لاجتماعها والياء ] : قوله: "وتُقلب الْوَاوُ عَيْناً [أَوْ لاَماً أَوْ غَيْرَهُمَا ... "1 إلى آخره] 2. هذا قسم آخر من أقسام الإعلال الذي هو القلب. أي: وتقلب الواو ياء وتدغم في الياء ويكسر3 ما قبل المدغم إن كان ما قبله ضمة لمناسبة الكسرة الياء إذا وقعت عينا أو لاما "139" أو غيرهما, واجتمعت4 تلك الواو مع ياء وسبق الساكن على5 الآخر -واوا كان الساكن أو ياء- كسيد، أصله: سَيْوِد؛ قلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء، وكان السابق ياء ساكنة. وكأيام، أصله: أَيْوَام؛ لأنه جمع يوم. وكدَيَّار، أصله "دَيْوَار" على وزن "فَيْعَال"6 لا فَعَّال. من: دار يدور؛ لأنه لو كان على وزن "فعال" لقيل: دوار، بتكرار7 الواو الأصلية   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُقْلَبُ الْوَاوُ عَيْناً أَوْ لاَماً أَوْ غَيْرَهُمَا يَاءً إذَا اجْتَمَعَتْ مَعَ يَاءٍ وَسَكَنَ السَّابِقُ، وَتُدْغَمُ وَيُكْسَرُ مَا قَبْلَهَا إن كَانَ ضَمَّةً، كَسَيِّدٍ وَأَيَّام وَدَيَّار وَقَيَّام وَقَيُّوم ودُليّة وَطَيٍّ ومرميّ ونحو مسلمي رفعا". "الشافية، ص13". 2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ" وإلى آخره: ساقط من "ق". 3 في "ق": وتكسر. 4 في الأصل: وأجمعت, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 لفظة "على": ساقطة من "هـ". 6 فالواو إذا وقعت بعد ياء ساكنة قلبت ياء وأدغمت، مثل أيّام وليّام. "الصحاح "دور" 2/ 660". 7 في "ق": بتكرير. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 788 يقال: ما بها ديّار، أي: أحد1. وكقيّام، أصله: قَيْوَام، وزنه فَيْعَال لا فَعَّال، من: قام يقوم لما ذكرناه. و"القيَّام": هو الله تعالى، ومعناه: القائم بتدبير خلقه. وكقَيّوم، بمعنى: قَيَّام، أصله: [قَيْوُوم، ووزنه] 2: فَيْعُول لا فَعُّول, وإلا لزم أن يقال: قَوُّوم. وكدُلَيَّة، أصلها: دُلَيْوَة؛ لأنه تصغير دَلْو. وكطي، وأصله: طَوْي3؛ لأنه مصدر: طويت. والسابق في هذه الصورة واو4 ساكنة. وإنما لم يكسر ما قبل المدغم؛ لأنه لم يكن قبله [ضمة] 5 في أصله6، [بخلاف: مَرْمِيّ] 7، أصله: مَرْمَوِيّ؛ لأنه مفعول من: رمى يرمي، وكمسلميّ، رفعا، أصله: مسلِمُوي؛ قلبت الواو ياء وأدغمت في الياء، وكسر ما قبل المدغم. وإنما قال: "رفعا"؛ لأنه لا يجتمع الواو والياء في النصب والجر.   1 في "هـ": واحد. 2 ما بين المعقوفتين إضافة من المحقق. 3 في الأصل: طيوي, وفي "ق": طيو, وما أثبتناه من "هـ". 4 في الأصل: ياء, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 لفظة "ضمة" إضافة من "ف"، "هـ". 6 في أصله: ساقط من "ق"، "هـ". 7 في "ق"، "هـ": وكمرميّ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 789 ولم تقلب1 الواو ياء ولم تدغم2 في الياء مع وجود علته3 في: سُويِر وبُويِع وتُسُويِر وتُبُويِع، مجهولات: سايَرَ وبايع وتساير وتبايع؛ لئلا يلتبس بمجهول4 فَعَّل وتَفَعَّل، وهو: فُعِّل وتُفُعِّل، فإذا قيل: سير5 لم يعلم أنه [مجهول سيّر أو ساير] 6. لا يقال: يحصل الالتباس في ديّار وقيّام؛ لأنه لا يعلم أنهما7 فيعال أو8 فعّال؛ لأنا نقول: وجود الياء يرفع هذا اللبس؛ لأنه لو كان فعّالا9 لقيل: دوّار، وقوّام. ويمكن أن يقال: لم يدغم في: سُوْيِر، وقُوْوِل10؛ لأن الواو بدل من الألف, والألف لا يدغم11 في شيء، فكذلك12 الحرف الذي هو بدل عنها.   1 في "ق"، "هـ": تقلب. 2 في "هـ": يدغم. 3 في "هـ": هذه العلة. 4 في "هـ": لمجهول. تحريف. 5 في الأصل, "ق": سير حينئذ، والأصح حذف "حينئذ" كما في "هـ". 6 في "هـ": مجهول ساير, أو مجهول سير. 7 في الأصل, "ق": أنه, وما أثبتناه من "هـ". 8 في الأصل: "و" وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 9 في "هـ": فعّال. 10 في "هـ": وبويع. 11 في "ق": لا تدغم. 12 في الأصل, "ق": كذلك, والأصح ما أثبتناه من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 790 قوله: "وجاء: لُِيّ .... "1 إلى آخره2. أي: وجاء: لي -بضم اللام وكسرها- في جمع: أَلْوي، مع أن الأصل كسر اللام3؛ لوقوع الضم قبل ياء ساكنة. أما ضم اللام فللتنبيه على الأصل دفعًا للالتباس، وأما كسرها فعلى القياس المذكور، وهو4 أنه تقلب5 الضمة كسرة إذا كانت قبل ياء ساكنة. [واللِّيّ] 6 من: لوى الرجل، إذا اشتدت خصومته7. وإنما قال: "في جمع أَلْوَي" احترازًا عن اللَّيّ الذي هو المصدر، فإنه لا يجوز فيه ضم اللام ولا كسرها. قوله: "وأما ضَيْوَن8 وحَيْوَة ونَهُوّ فشاذ".   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَجَاءَ لُِيّ فِي جَمْعِ أَلْوَي -بَالْكَسْرِ وَالضَّمِّ- وأما نحو: ضيون وَحَيْوَة وَنَهُوٍّ فَشَاذٌ، وَصُيَّم وَقُيَّم شَاذ، وقَوْلُهُ: "فما أرق النيام إلا سلامها" أشذ". "الشافية: ص13". 2 إلى آخره: ساقط من "هـ". 3 في "ق": كسرها. 4 وهو: ساقط من "هـ". 5 في "هـ": لقلب. 6 واللي: إضافة من المحقق. 7 في "هـ": خصومه. 8 والضيون يجمع على الضياون، وقد صحت الواو في الجمع لصحتها في الواحد، ولم تدغم في الواحد؛ لأنه اسم موضوع وليس على وجه الفعل. ينظر الصحاح "ضون": 6/ 2156. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 791 وإنما كان ضَيْوَن, للسِّنَّور البري1، وحَيْوَة، اسم رجل، شاذين؛ لأنه اجتمع فيهما الواو والياء وسكون السابق على الآخر، وكان2 قياسهما3: ضيّن وحيّة. وإنما كان نُهُوّ [للمبالغة كما في قولهم: نُهُوّ عن المنكر] 4 شاذا [لأنه من النهي، وهو فَعُول, بفتح الفاء وضم العين وسكون الواو] 5 وقياسه أن تقلب [الواو ياء وتدغم] 6 الياء في الياء، [وتكسر الهاء للياء والنون للإتباع، فيقال: نِهِيّ] 7. [ولقائل أن يقول: جاء "نَهَوْتُه" بمعنى: نهيته، ذكره صاحب الصحاح8، وإذا كان كذلك لم يكن شاذا. نعم، لو قيل: إنه من النهي لم يكن شاذا] 9.   1 ينظر المصدر السابق. 2 في "هـ": فكان. 3 في "ق": قياسه. 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 5 ما بين المعقوفتين من "هـ" وموضعه في الأصل "ق" عبارة أخرى هي: لأنه فعول من النهي, من: نهى الرجل، ونهو لغة فيه، نهوا أي: انتهى, فعينه واو ساكنة ولامه ياء متحركة. 6 في "ق": الواو والياء وأدغم. 7 في الأصل "ق" عبارة أخرى موضع ما بين المعقوفتين، وهي: ويكسر ما قبل الياء, وههنا قد قلب الياء واوا وأدغم الواو في الواو، وكان قياسه نِهِيّ, بكسر الهاء والنون, والأكثر استقامة ما أثبتناه من "هـ". 8 لعله حُدِّث به عن صاحب الصحاح؛ لأنه غير موجود في الصحاح. وفي اللسان: وقال في المعتل بالألف: نهوته عن الأمر، بمعنى نهيته. "نهى: 6/ 4564". 9 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 792 وإنما كان صُيَّم وقُيَّم شاذين؛ لأن قياسهما1: قُوَّم، وصُوَّم من: صام، وقام يقوم، فقلبت الواوان ياءين مع عدم المقتضي للقلب. وأما قوله: "29" ............... ... فَمَا أَرَّق النُّيَّامَ إلاَّ سلامُها2 فهو أشذ من صُيَّم وقُيَّم. أما شذوذ النيام "140" فلقلب الواوين فيه ياءين، مع عدم موجب القلب؛ لأن أصله: النوام؛ لأنه من النوم. وأما كونه أشذ؛ فلبعد الواو عن آخر الكلمة [بالألف الواقعة بعد الواو وعدم بعد الواو في: صيم وقيم عن آخر الكلمة] 3 الذي هو محل التغيير4.   1 في الأصل, "ق": أصلهما, وما أثبتناه من "هـ". 2 هذا عجز بيت من الطويل، قاله ذو الرمة، وصدره: ألا طرقتنا مية بنة منذر والبيت في ديوانه ص"38". وينظر في البيت: المنصف: 2/ 5، والتصريف الملوكي: 87، والمفصل: 383، وابن يعيش: 10/ 93، وشرح المفصل لابن الحاجب 2/ 449، والممتع: 2/ 498، وشرح الرضي على الشافية: 3/ 143، وشرح شواهد شروح الشافية: 381-383. وهذا البيت اختُلف في رواية صدره، كما ذكر ذلك عبد القادر البغدادي في شرح الشواهد، فروي: ألا طرقتنا مية بنة منذر كما أثبتنا، وروي: ألا خيلت في وقد نام صحبتي وقيل في رواية عجزه: فما أرق التهويم إلا سلامها والشاهد في قوله "النيام"؛ حيث قلب الواوين فيه ياءين مع عدم موجب القلب وهو شاذ. 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 4 في "هـ": التي هي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 793 [ الإعلال بالنقل ] : قوله: "وتسكنان1 [وتنقل حركتهما ..... "2 إلى آخره] 3. هذا باب آخر من الإعلال، هذا مكرر لأنه ذكره4 من قبل، وأُعِلَّ نَحْوُ: يَقُومُ وَيَبِيعُ ومَقُوم ومَبِيع بِغَيْرِ ذلك اللبس. أي: وتسكن الواو والياء5 وتنقل حركتهما إلى ما قبلهما في6 نحو: يَقُوم ويَبِيع، أصلهما: يقْوُم7 ويبْيِع، على وزن: يَفْعُل بضم العين، ويفعِل بكسر العين. وإنما أعلا لإعلال ماضيهما الذي هو الأصل، "واستثقال الضمة والكسرة"8 على الواو والياء.   1 في "ق": وسكنا. 2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُسْكَّنَانِ وَتُنْقَلُ حَرَكَتُهُمَا فِي نَحْوِ: يَقُومُ وَيَبِيعُ، لِلَبْسِهِ بِبَابِ يَخَافُ، ومَفْعُل ومَفْعِل كَذَلِكَ، وَمَفْعُولٌ نَحْوُ: مَقُولٍ وَمَبِيعٍ كَذَلِكَ، وَالمَحْذُوفُ عِنْدَ سِيبَوَيْه وَاوُ مَفْعُولٍ، وَعِنْدَ الأَخْفَشِ الْعَيْنُ، وَانْقَلَبَتْ وَاوُ مفعول عنده ياء للكسرة, فخالف أصليهما وشذ: مَشِيب ومَهُوب". "الشافية، ص13". 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". وإلى آخره: ساقط من "ق". 4 في "هـ": ذكر. 5 في "ق": الياء والواو. 6 لفظة "في" ساقطة من "ق". 7 في "هـ": قام. 8 في الأصل: والاستثقال للكسرة, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 794 وإنما لم تقلب1 الواو والياء ألفًا، كما قلبتا في ماضيهما؛ لئلا يلتبس بباب: خاف يخاف، أي: فَعِل -بكسر العين- يفعَل -بفتح العين- لأنهما لو قلبتا لقيل: قام يقام، وباع يباع، فحصل الالتباس. وكذلك2 تسكن3 الواو والياء وتنقل حركتهما إلى ما قبلهما في مَفْعُل ومَفْعِل، نحو: مَقُوم ومَبِيع، أصلهما: مَقْوُم4 ومَبْيِع5، فاستثقلت الضمة على الواو والكسرة على الياء, فنقلتا إلى ما قبلهما ولم تقلبا ألفا؛ لأنهما لو قلبتا ألفا وقيل: مقام ومباع؛ لحصل الالتباس وقد مر الكلام عليه. وكذلك تسكن الواو والياء وتنقل حركتهما إلى ما قبلهما في: مقول ومبيع؛ لأن أصلهما: مَقْوُول ومَبْيُوع6، فاستثقلت الضمة على الواو والكسرة على الياء فنقلتا إلى ما قبلهما، فاجتمع ساكنان7: العين وواو مفعول, فحذف أحدهما8. إلا أن سيبويه حذف واو   1 في "ق": لم يقلب, وفي "هـ": لم يقلبوا. 2 في الأصل: ولذلك, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 في "هـ": بسكون. 4 في "هـ": يقوم, وفي "ق": مقول. 5 في "هـ": ويبيع. 6 في "ق": ومبيع. 7 في "ق"، "هـ": الساكنان. 8 في النسخ الثلاث: فحذفت إحداهما, والصحيح ما أثبتناه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 795 مفعول فيهما من غير تغيير آخر في مقول1, وقلب في مبيع الضمة كسرة؛ لتسلم2 العين التي هي الياء3. والأخفش حذف الواو التي هي عين فيهما من غير تغيير آخر في: مقول, وقلب في: مبيع4 الضمة كسرة؛ فانقلب واو مفعول ياء لكسرة ما قبلها5. وكل واحد منهما خالف أصله: أما سيبويه فلأن أصله [أنه] 6 إذا اجتمع ساكنان والأول منهما حرف لين حذف الأول، وههنا حذف الثاني. وأما الأخفش فلأن أصله أنه إذا وقعت الفاء مضمومة وبعدها ياء أصلية قلبت الياء واوا محافظة للضمة. وههنا لم يراع هذا الأصل؛ لأنه قلب الضمة كسرة مراعاة للياء المحذوفة. ومع ذلك, فقد راعى كل واحد منهما أصله بوجه آخر: أما سيبويه فلأن أصله أن الياء التي هي عين إذا انضم ما قبلها قلبت الضمة كسرة، فراعى هذا الأصل في مبيع؛ لأنه قلب ضمة ياء مبيع7 كسرة للياء8.   1 في الأصل: مفعول. 2 في "هـ": ليسلم. 3 ينظر الكتاب: 4/ 348, وينظر المنصف: 1/ 287، والممتع: 2/ 454. 4 في الأصل: مبوع, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 حكاه ابن جني في المنصف: 1/ 287, 288، ونقله ابن عصفور في الممتع: 2/ 454. 6 أنه: إضافة من "ق"، "هـ". 7 في "ق": مبييع. 8 في النسخ الثلاث: لياء, والأصح ما أثبتناه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 796 وأما الأخفش؛ فلأنه راعى أن الكسر للفرق بين ذوات الياء وذوات الواو, وأن1 حذف الحرف الأصلي أولى وأقيس عند التقاء الساكنين، وهذا أصله. ولقائل أن يقول: لا نسلم أن أصل سيبويه أن الساكنين إذا اجتمعا2 وأولهما حرف لين [أن] 3 يحذف الأول منهما على إطلاقه، بل بشرط أن يكون الثاني صحيحا، نحو: خَفْ وقُلْ، أو الثاني من كلمة منفصلة، أو يكون4 حذف الثاني مفوِّتا للدلالة على معناه "141" كما في "المصطَفَوْنَ". وأما فيما عداه فلِمَ قلتم: إن حذف الأول أصله؟ قوله: "وشذ: مَشِيب، ومَهُوب". وإنما قلنا: إنه شاذ؛ لأن قياس اسم المفعول من: شابه يشوبه من الشوب: مشوب، كمقول؛ من: قال يقول. وقياس اسم المفعول من هابه يهابه5، من الهيبة: مَهِيب، كمبيع، من: باع يبيع. وقد جاء: مشيب، من: شابه يشوبه، ومهوب، من: هابه يهابه6, فيكون شاذا.   1 في "ق": فإن. 2 في "ق": اجتمعت. 3 لفظة "أن" إضافة من "هـ". 4 في الأصل: أو لا يكون, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ" بحذف "لا". 5 في الأصل, "ق": يهوبه, وما أثبتناه من "هـ". 6 في الأصل: يهوبه, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 797 قوله: "وكثر نحو: مبيوع .... "1 إلى آخره2. أي: وكثر تصحيح اسم المفعول في المعتل الياء حتى صار قياسا وهو لغة بني تميم3، نحو: مَبْيُوع، ومخيوط، ومكيول، ومزيوت4 ومطيوب، ومغيوم5. وأنشد أبو عمرو بن العلاء6: "30" وكأنها7 تفاحة مطيوبة8, 9   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وكثر نحو: مبيوع، وقلّ نحو: مصوون، وإعلال تلوون ويستحيي قليل". "الشافية، ص13". 2 إلى آخره: ساقط من "ق"، "هـ". 3 ينظر شرح الكافية الشافية: 4/ 2143. 4 في "ق": مزلون. 5 قال علقمة "من البسيط": حتى تذكر بيضات، وهيَّجه ... يوم رذاذ، عليه الريح، مغيوم ينظر في البيت: ديوان علقمة: ص56، والمنصف: 1/ 286، وأمالي ابن الشجري: 1/ 210، والممتع: 2/ 460. 6 قال أبو عثمان المازني, رحمه الله: وسمعت الأصمعي يقول: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: سمعت من شعر العرب: وكأنها تفاحة مطيوبة وقال علقمة بن عبدة: يوم رذاذ عليه الدَّجْن مغيوم أخبرني أبو زيد: أن تميما تقول ذلك؛ ورواه الخليل وسيبويه عن العرب. "المنصف 1/ 286". 7 في "ق": فكأنها. 8 في "ق": مطبوخة. 9 هذا شطر بيت من الكامل، لا يعلم قائله ولا تتمّته. وقد أورده ابن جني في المنصف: 1/ 286، والخصائص 1/ 260، وابن الشجري في أماليه: 1/ 210، وابن عصفور في الممتع 2/ 460، وابن يعيش 10/ 8، وابن الحاجب في الإيضاح: 2/ 436، وابن منظور في اللسان "طيب": 4/ 2732. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 798 وشذ تصحيح اسم المفعول في المعتل الواو، نحو: ثوب مَصْوُون. قال سيبويه: لا يعلم أنهم صححوا في بنات1 الواو، ونحو: مصوون شاذ يحفظ، ولا يقاس عليه؛ لخفة الياء واستثقال الواو أكثر من الياء2. على أنه جاء: فرس مَقْوُود، وقول مَقْوُول، ومسك مَدْوُوف3 أي: مبلول، من قولهم: دُقت الدواء و4 المسك5، أي: بللته بماء أو بغيره, فهو مَدُوف ومَدْوُوف6. قوله: "وإعلال تلوون [وتستحيي قليل"] 7. اعلم أن الأصل في مضارع لوى: يلوون، والجمع المذكر بواوين, ومنه قوله تعالى: {وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا} 8.   1 في "ق": إثبات. 2 ينظر الكتاب: 4/ 348. 3 في "ق": مسكن مدووق. 4 في "هـ": "أو" بدل "و". 5 في "ق": والمسكن. 6 ينظر الصحاح "دوف": 4/ 1361. 7 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 8 سورة النساء: "من الآية "135" وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وعاصم والكسائي. "ينظر كتاب السبعة: 239، والنشر: 2/ 252". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 799 من: لوى الرجل [رأسه] 1 إذا أعرض وأمال رأسه2. قال ابن عباس3 -رضي الله عنهما4- المراد به القاضي، يكون لَيّه وإعراضه لأحد الخصمين5. وإن الأصل في ماضي الاستحياء ومضارعه تصحيح الياء الأولى, ونقل حركة الواو إلى اللام. وحذف إحدى الواوين في: تَلْوُوا، {وَإِنْ تَلْوُوا} 6 خلاف7 الأصل. وقد قرئ بواو واحدة مضمومة اللام8, أعني "تَلُوا" من: وَلِيت. قال مجاهد9: [أي: إن تَلُوا الشهادة فتقيموها أو تعرضوا   1 رأسه: إضافة من "هـ". 2 في "ق": برأسه. 3 هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم أبو العباس الهاشمي: بحر التفسير وحبر الأمة الذي لم يكن على وجه الأرض في زمانه أعلم منه. حفظ المحكم في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم عرض القرآن كله على أبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وقيل: إنه قرأ على علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ولد قبل الهجرة بثلاث سنين، توفي بالطائف سنة ثمان وستين للهجرة, رحمه الله رحمة واسعة. "غاية النهاية: 1/ 425, 426". 4 ما بين الشرطتين إضافة من المحقق. 5 نقله ركن الدين عن الجوهري. "ينظر الصحاح "لوى": 6/ 2485". 6 النساء: من الآية "135". 7 في "ق": اختلاف. 8 وهي قراءة ابن عامر وحمزة. وعلق عليها الأخفش في معانيه "247, 248" بقوله: "وقال بعضهم: إن "تَلُوا" فإن كانت لغة فهو لاجتماع الواوين، ولا أراها إلا لحنًا إلا على معنى الولاية، وليس للولاية معنى ههنا إلا في قوله: "وإن تلوا عليهم" فطرح "عليهم" فهو جائز". ا. هـ. 9 مجاهد: هو مجاهد بن جبير المكي، أبو الحجاج: مفسر. من آثاره: كتاب تفسير القرآن. توفي مجاهد "104هـ/ 722م". "ينظر كشف الظنون: 458، ومعجم المؤلفين: 8/ 177". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 800 عنها فتتركوها] 1. وكذلك نقل حركة الياء الأولى في استحيا يستحيي إلى الحاء، وقلب الياء2 الثانية ألفا، وحذف إحدى الألفين خلاف الأصل، وهو قليل3؛ لأنه يستلزم اجتماع الإعلالين في كلمة واحدة، وهو مكروه. قوله: "وتحذفان "في"4 "نحو"5: قلت وبعت ... "6 إلى آخره7. هذا نوع آخر من الإعلال. أي: وتحذف الواو والياء8 من الماضي المعتل العين عند عروض ما يوجب سكون آخر الفعل لالتقاء الساكنين، وتكسر9 فاء الفعل إن كانت العين ياء، نحو: بِعْتُ وبِعْنَ، أو كانت العين واوا مكسورة في   1 ما بين المعقوفتين هو نص عبارة الجوهري في صحاحه، مادة "لوى" 6/ 2485. وقد نقله ركن الدين بنصه دون أن يشير إليه، وهو مأخذ يُؤخذ عليه ههنا. 2 في "هـ": وقلبها. 3 في "هـ": القليل. 4 لفظة "في": إضافة من "ق"، "هـ". 5 لفظة "نحو": إضافة من الشافية. 6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُحْذَفَانِ فِي نَحْو: قلتُ وبعتُ وقلنَ وبعنَ، وَيُكْسَرُ الأَوَّلُ إنْ كَانَتِ الْعَيْنُ يَاءً، أَوْ مَكْسُورَةً، وَيُضَمُّ فِي غَيْرِهِ، وَلَمْ يَفْعَلُوهُ فِي لستُ؛ لِشَبَهِ الحرْفِ, وَمَنْ ثَمَّ سَكَّنُوا اليَاء وفي: قل وبع؛ لأنه عن: تقول وتبيع وفي: الإقامة والاستقامة". "الشافية، ص13". 7 إلى آخره: ساقط من "هـ". 8 في "هـ": الياء والواو. 9 في "ق"، "هـ": ويكسر. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 801 الأصل، نحو: خِفْتُ، وخِفْنَ، وتضم1 الفاء في غيرهما، نحو: قُلْتُ وقُلْنَ. وقد مر أن سبب كسرة الفاء في القسم الأول وضمة الفاء في القسم الثاني أي شيء هو. ولم يكسروا أول ليس عند اتصال الضمير المرفوع المتصل البارز المتحرك به؛ لمشابهة ليس الحرف؛ لكونه غير متصرف، فلم يتصرف فيه تصرف الأفعال المتصرفة. ولعدم تصرف ليس سكنوا ياءها ولم يقلبوها ألفا، مع أن أصلها: لَيِس بكسر الياء، أو: لَيَس، بفتح الياء. ثم سكنوا الواو والياء في مثل2: قل وبع وحذفوها لالتقاء الساكنين؛ لكونه فرعا3 عن: تقول وتبيع4. وسكنوا الواو "و"5 قلبوها ألفا ثم حذفوها لالتقاء الساكنين في مثل: الإقامة والاستقامة؛ لكونها فرعا لفعله، أصله: "الإقوام، والاستقوام"6: قلبت الواو ألفا؛ إجراء له7 مجرى أصله,   1 في "ق"، "هـ": ويضم. 2 لفظة "مثل" ساقطة من "هـ". 3 لفظة "فرعا" ساقطة من "ق". 4 في "ق": يقول ويبيع. 5 الواو ساقطة من "ق". 6 في الأصل, "هـ": الإقوامة والاستقوامة, وما أثبتناه من "ق". 7 له: ساقطة من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 802 يعني1: أقام، واستقام, وقام، ثم حذفت إحدى الألفين؛ لالتقاء الساكنين2. و3 قال المصنف: هي الأولى4. اعلم أن هذا أصل الأخفش في نحو مبيع5, وأما أصل سيبويه فيقتضي أن "142" تكون6 المحذوفة هي الثانية7. اعلم أن إعلال: قل وبع والإقامة والاستقامة مكرر؛ لأنه قد ذكره من قبل. قوله: ويجوز الحذف في نحو: سَيِّد [ومَيِّت وكَيَّنُونة وقَيَّلُولة8] . هذا نوع آخر من الإعلال. أي: ويجوز حذف العين في باب فيعل مما اعتلت عينه، نحو: سيد وميت, وفي باب فيعلولة، مما أعلت9 عينه، نحو: كينونة,   1 في "ق": يعين. 2 ثم عوض بتاء التأنيث عن الألف المحذوفة. 3 الواو ساقطة من "هـ". 4 اختار ابن الحاجب هنا رأي الأخفش القائل بأن المحذوفة هي الأولى, وهو تابع في هذا لأبي عثمان المازني، حيث رجح مذهب الأخفش في مفعول وفي إفعال، بعد أن ذكر مذهب الخليل وسيبويه ومذهب الأخفش. ينظر المنصف: 1/ 287. 5 حكاه عنه أبو عثمان المازني. ينظر المصدر السابق. 6 في "ق": يكون. 7 وهو مذهب الخليل أيضا. "ينظر الكتاب: 4/ 348، والمنصف: 1/ 287". 8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 9 في الأصل, "هـ": اعتلت, وما أثبتناه من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 803 وقيلولة، مصدر: كان يكون، وقال يقيل؛ للتخفيف. إلا أن الحذف في كينونة وقيلولة أكثر وأحسن من الحذف في باب سيد وميت؛ لطوله1 بالزيادة وتاء التأنيث. وفيه نظر؛ لأنه لم يستعمل2 لمثل كينونة وقيلولة أصل حتى3 يكون هو مخففا عنه, إلا ما ندر في قوله: "31" يا ليت أَنَّا ضمنا4 سفينهْ ... حتى يعود الوصل كينونه5   1 في "ق": بطوله. 2 في "ق": يستوي. تحريف. 3 لفظة "حتى" ساقطة من "ق"، "هـ". 4 في "ق": ضمنا. 5 بيتان من الرجز المشطور، لم ينسبا إلى قائل معين، وحكي عن المبرد أنه قال: أنشد النهشلي. "ينظر شرح شواهد الشافية: 392". وقبلهما: قد فارقت قرينها القرينهْ ... وشحطت عن دارها الظعينهْ ينظر: المنصف: 2/ 15، والإنصاف: 470، والممتع: 2/ 505، وشرح الشافية للرضي: 3/ 152 "147"، وشرح شواهد شروحها: 392 "182"، واللسان "كون": 5/ 3962. وأنشده شاهدا على أن "كينونة" أصلها بياء مشددة، فحذفت الياء الزائدة، وبقيت عين الكلمة، وهي الياء الثانية المنقلبة عن الواو، والأصل كَيْوَنونة، فانقلبت الواو ياء لاجتماعها مع الياء الساكنة وأدغمت فيها، ثم حذفت الياء الأولى تخفيفا وجوبا, ولا يجوز ذكرها إلا في الشعر، كما في البيت. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 804 وإذا كان كذلك لم يجز جعله من باب ما تحذف عينه على سبيل الجواز؛ لأنه أصل مرفوض لا يصار إليه إلا لضرورة، إلا أنه لا خلاف أنه مغيَّر عن أصله؛ لأنه ليس في كلامهم فعلولة إلا نادرا كـ "صعفُوق" فقال البصريون1: إنه مغير عن كَيْنُونة -بحذف العين- بدليل عوده إليه في قوله: حتى يعود الوصل كيَّنُونَهْ [ووجود فَيْعَلول، كخَيْثَعو, لكل شيء لا يدوم على حالة واحدة ويضمحل كالسراب] [وكالذي ينزل من السماء في شدة الحر, كنسخ العنكبوت] 2. وقال الكوفيون: هو مغير بإبدال ضمة أوله فتحة, وأصله: كُونُونة، على وزن سُرْجُوجة, وهي الطبيعة3. وهو ضعيف؛ لأنه لو كان الأمر4 في هذا كما قاله الكوفيون, لم يكن لإبدال الواو ياء وجه، ولا لإبدال ضمة أوله فتحة5.   1 وهذا مذهب سيبويه. ينظر الكتاب: 4/ 365, وينظر كذلك: المنصف: 2/ 15، والممتع: 2/ 502، 503، 505، ولكن الكوفيين يزعمون أن أصل كينونة: كُونُونة، بضم الفاء، ثم قلبت الضمة فتحة؛ حملًا لها على ذوات الياء، مثل: صَيْرورة التي أصلها: صُيْرورة، ففتحوا الفاء وقلبوا الواو ياء. "ينظر الممتع: 2/ 503, 504". 2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 3 ينظر حاشية "1" من هذه الصفحة. 4 لفظة "الأمر" ساقطة من "ق". 5 وقد رد ابن عصفور مذهب الكوفيين في هذه المسألة وحكم بأنه فاسد، ثم أورد أوله فساده. "ينظر الممتع: 2/ 504, 505". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 805 قوله: "وفي باب: قيل وبيع ثلاث لغات1 .... "2. اعلم أن في بناء ما لم يسم فاعله من الماضي الثلاثي المعتل العين3- نحو: قيل، وبيع أصله: قُوِل، وبُيِع؛ استثقلت4 الكسرة على الواو والياء بعد الضمة فحذفت- ثلاث5 لغات: إحداها: بالياء6 فيهما، ووجهه7: أنه بعد حذف الكسرة بقيت في بيع ياء ساكنة8 ما قبلها مضموم، فقلبت الضمة كسرة لتسلم9 الياء، كما هو أصل سيبويه -وبهذا يقوى مذهب سيبويه على مذهب الأخفش- ثم حمل باب قول على: بيع10 في قلب ضمة القاف   1 ثلاث لغات: ساقطة من "هـ". 2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَفِي بَابِ قِيلَ وَبِيع ثَلاَثُ لُغَاتٍ: الْيَاءُ، والإِشْمَامُ، وَالْوَاوُ, فإنِ اتَّصَلَ بِهِ مَا يُسَكِّنُ لاَمَهُ نَحْوُ: بُِعْتَ يَا عَبْدُ وَقُِلْتَ يا قَوْلُ، فَالْكَسْرُ وَالإِشْمَامُ وَالضَّمُّ، وَبَابُ: اختِير وانقِيد مثله فيها، بخلاف: أُقيم واستُقيم". "الشافية، ص13". 3 لفظة "العين" ساقطة من "ق". 4 في الأصل, "ق": استثقل, وما أثبتناه من "هـ". 5 في الأصل: وجاز ثلاث, والصواب حذفها كما جاء في "ق"، "هـ". 6 بالياء: ساقطة من "ق". 7 في الأصل: ووجه, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 8 في "ق"، "هـ": بقيت الياء في: بيع ساكنة. 9 في "هـ": ليسلم. 10 على بيع: ساقط من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 806 كسرة ثم قلب الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها؛ لأنهما من باب واحد. والثانية: الواو فيهما، نحو: قُول وبُوع، ووجهه أنه بعد حذف الكسرة بقيت في قول واو ساكنة ما قبلها مضموم، فوجب ثبوتها لعدم موجب التغيير, ثم حمل بوع1 بقلب الياء واوا2 لتسلم الضمة، وبه يقوى مذهب الأخفش على مذهب سيبويه, [إلا أنه لغة رديئة لا اعتداد بها، بخلاف ما قوي به مذهب سيبويه] 3، فإنه لغة فصيحة؛ لأن في اللغة الأولى حمل الثقيل على الخفيف, وفي اللغة الثانية حمل الخفيف على الثقيل، وحمل الثقيل على الخفيف ليخف أولى من العكس ليثقل. واللغة الثالثة: الإشمام، وهو أن تضم الشفتين ثم تتلفظ بـ: "قيل وبيع" تنبيهًا على "143" أن أصل هذا الكسر هو الضم، مع الإتيان بعده بأخف اللغتين. فإن اتصل بنحو: قيل وبيع ما يسكن لامه من الضمير4 المرفوع البارز المتحرك، وحذفت العين لالتقاء الساكنين, جاز أيضا ثلاث لغات: كسر الفاء، نحو: قِلت وبِعت، فرعًا على لغة: قِيل وبِيع.   1 في النسخ الثلاث: بيع, والصحيح ما أثبتناه. 2 في "هـ": بقلب الواو ياء, وهو غير مناسب على هذه اللغة. 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 4 لفظة "الضمير" ساقطة من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 807 وضم الفاء، نحو: قُلت وبُعت، فرعًا1 على لغة: قُول وبُوع، والإشمام وهو أن تضم الشفتين ثم تتلفظ بـ "قلت وبعت". وإنما أشار إليه؛ ليعلم أنه لا تأثير لحذف العين في هذه اللغات الثلاث بسبب ملاقاتها للساكن بعدها. وفيه نظر؛ لأنه ينبني2 على أن من قال: قيل وبيع [بالياء] 3 لا يقول: قلت [وبعت] 4 -بضم القاف- وهو5 ممنوع. قوله6: "وباب: "اخْتِير، وانْقِيد"7 مثله". أي: بناء المجهول من الماضي المعتل العين بالواو والياء من باب الافتعال والانفعال نحو: اختير، وانقيد مثل: قيل، وبيع، في جواز ثلاث لغات؛ لأن أصل اختير وانقيد8: اختُيِر وانقُوِد9. فخُيِر مثل بُيِع، وقُوِد مثل قُوِل، فيجوز فيهما ما جاز في قيل وبيع, فتقول على لغة قيل وبيع: اختير -بكسر التاء- وانقيد -بكسر القاف- وقلب الواو ياء. وعلى لغة قول، وبوع: "انقُود -بضم   1 لفظة "فرعا" ساقطة من "ق". 2 في "ق": ينبئ. 3 بالياء إضافة من "هـ". 4 وبعت: إضافة من "هـ". 5 في "هـ": وأنه. 6 قوله: ساقط من "ق". 7 في "و": انقيد واختير. 8 في "هـ": انقيد واختير. 9 في "ق": انقيد. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 808 القاف وسكون الواو- واختُور, بضم التاء وقلب الياء واوا"1. وتقول أيضا بالإشمام. وجاز أيضا عند اتصال الضمير المرفوع البارز المتحرك ثلاث لغات, بخلاف ما إذا كان الماضي من باب الافتعال والاستفعال2، نحو: أقيم واستقيم؛ لأن أصلهما: أُقْوِم، واستُقْوِم -بسكون القاف- فلا يبقى بعد الهمزة من أقوم، وبعد الهمزة والسين والتاء من استقوم مثل "قول"3، فلم تجز فيه تلك اللغات؛ لأنه لا يقع قبل4 الواو ضمة. قوله: "وَشَرْطُ إعْلاَلِ الْعَيْنِ [فِي الاسْمِ غَيْرِ الثُّلاَثِيِّ5 ..... "6 إلى آخره] 7.   1 في "هـ": اختُور -بضم التاء وقلب الياء واوا- وانقود, بضم القاف وسكون الواو. 2 في "ق": والاستثقال. تحريف. 3 في "ق": قوم. 4 لفظة "قبل" ساقطة من "هـ". 5 في النسخ الثلاث: الغير الثلاثي, والأصح ما أثبتناه. 6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَشَرْطُ إعْلاَلِ الْعَيْنِ فِي الاسْمِ غَيْرِ الثُّلاَثِيِّ المجرد, وغير الجاري عَلَى الْفِعَلِ مِمَّا لَمْ يُذْكَرْ مُوَافَقَهُ الْفِعْل حَرَكَةً وسُكُوناً مَعَ مُخَالَفَةٍ بِزِيَادَةِ أَوْ بِنْيَةٍ مَخْصُوصَتَيْنِ؛ فَلِذَلِكَ لَوْ بَنَيْتَ مِنَ الْبَيْعِ مِثْلَ مَضْرب وَتَحْلِئ قُلْتَ: مَبِيعٌ وتِبِيعٌ مُعَلاًّ، وَمِثْلَ تَضْرِب قلت: تَبْيِع مصححا". "الشافية، ص13". 7 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 809 [أي: وَشَرْطُ إعْلاَلِ الْعَيْنِ] 1 فِي الاسْمِ غَيْرِ الثُّلاَثِيِّ2، غير الجاري على الفعل مما لم يذكر أن يكون موافقا للفعل حركة وسكونا، مع مخالفته للفعل بزيادة مخصوصة بالاسم، أي: لا تكون تلك الزيادة في الأفعال3, أو مخالفته4 للفعل ببنية5 مخصوصة للاسم6، أي: "لا تكون"7 تلك البنية في الأفعال، نحو: مَفْعِل ويَفْعِل8, وتِحْلِئ وتُرْتُب -بضم التاءين- فإن وزن مفعل وتفعل كوزن9 الفعل باعتبار الحركات والسكنات، لا باعتبار الزنة المعهودة؛ لأن حركاتهما وسكناتهما كحركات يفعل ويفعل "وسكناتهما"10، لا باعتبار الزنة؛ لأن "مضرِبا" و"مقلَما" لا تكون على وزن تَفْعِل ويَفْعَل، بل على وزن مفعِل ومفعَل11؛ لأن هذا الوزن بزيادة الميم مخصوص12 بالاسم.   1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 2 في النسخ الثلاث: الغير الثلاثي, والأصح ما أثبتناه. 3 في "ق": أفعال. 4 في الأصل, "هـ": أو مخالفة, وما أثبتناه من "ق". 5 في "ق": بنيته. 6 في الأصل, "هـ": الاسم, وما أثبتناه من "ق". 7 لا تكون: إضافة من "ق". 8 في الأصل "هـ": ومفعل ومفعل, وما أثبتناه من "ق". 9 في "ق": كون. 10 وسكناتهما: إضافة من "ق"، "هـ". 11 في "هـ": تفعل. 12 في النسخ الثلاث: مخصوصة, والصحيح ما أثبتناه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 810 وكذلك تِحْلِئ وتُرْتُب موافقان للفعل في الحركات والسكنات؛ لأنهما مثل: يفعِل ويفعَل في الحركات "المطلقة"1 والسكنات، إلا أن هذه الأبنية2 وهي تِفْعِل وتُفْعُل مخصوصة بالاسم, ولأجل أن شرط الاسم غير الثلاثي3 غير الجاري4 على الفعل في الإعلال كونه موافقا للفعل. على الوجه المذكور أنك لو بنيت من باع يبيع -مِنَ الْبَيْعِ5- مِثْلَ: مَضْرِب وتِحْلِئ, قُلْتَ: مَبْيِع وتِبْيِع بالإعلال، أي: بنقل كسرة6 الياء إلى ما قبلها7 لوجود شرط الإعلال, وهو عدم وجود بناء8 مَفْعِل وتِفْعِل في الأفعال. والتحلئ: القشر الذي فيه الشعر فوق الجلد9. ولو بنيت مثل: "تَضْرِب" من باع يبيع -من البيع- قلت: تَبْيِع بالتصحيح؛ لانتفاء شرط إعلاله لوجود هذه البنية في   1 المطلقة: إضافة من "هـ". 2 في الأصل, "ق": البنية, وما أثبتناه من "هـ". 3 في النسخ الثلاث: الغير الثلاثي, والأصح ما أثبتناه. 4 في النسخ الثلاث: الغير الجاري, والأصح ما أثبتناه. 5 من البيع: ساقط من "هـ". 6 في "هـ": حركة. 7 في الأصل, "ق": ما بعدها. 8 في الأصل, "ق": أبنية, وما أثبتناه من "هـ". 9 والتحلئ أيضا: ما أفسده السكين من الجلد إذا قُشر. "ينظر الصحاح "حلأ": 1/ 44". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 811 الأفعال1 -وهي تضرب, فإن قيل: ينبغي2 ألا يعل- يريد وأبان؛ لأنهما من الأعلام ولم يوجد فيهما شرط "144" الإعلال؛ لأنهما3 على بنية توجد في الأفعال, وهي: يفعِل وأفعَل, أو يبيع وأباع. قلنا: إنما أعلّا حال كونهما فعلا، ثم نقلا إلى العلم، ولم يعلا بعد النقل إلى العلم. هذا في أبان إن قلنا: إنه أفعل. وأما إن قلنا: إنه فَعَال, فلا يتوجه الإيراد المذكور؛ لأنه4 لم يوجد فَعَال في أبنية الأفعال. [فمن اعتقد أنه أفعل منع صرفه] 5, ومن اعتقد أنه فَعَال صرفه؛ لعدم مقتضي منع صرفه. ولا يستدل على أنه ليس أفعل بأنه لو كان أفعل لما صرفه في قول الشاعر: "32" درس المَنَا بمتالع6 فأبانِ ... .................. 7   1 في "هـ": في الإعلال. 2 لفظة "ينبغي" ساقطة من "ق". 3 لأنهما: ساقطة من "ق". 4 في "ق": إلا أنه. 5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 6 في الأصل, "ق": بمطالع, وما أثبتناه من "هـ". 7 هذا صدر بيت من الكامل، للبيد بن ربيعة العامري الصحابي, وعجزه: فتقادمت بالحُبْس فالسوبان والبيت في ديوان لبيد ص306، المنا: أراد المنازل. متالع: جبل بنجد. أبان، والحبس، والسوبان: أماكن. ينظر في البيت: شرح شواهد سيبويه، للأعلم، بهامش الكتاب 1/ 8 "بولاق"، والخصائص 1/ 81، وشرح الجاربردي "مجموعة الشافية 1/ 300" وشرح شواهد شروح الشافية ص397, 398 "184"، والهمع: 1/ 81". وأنشده شاهدا على أن "أبان" قيل: إنه على وزن أفعل فيمنع من الصرف، وقيل: فعال, فيصرف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 812 [ إعلال اللام ] : قوله: "اللاَّمُ تُقْلَبَانِ ألِفاً [إذَا تَحَرَّكَتَا وَانْفَتَحَ مَا قبلهما] 1 ... "2. أي: و3 تقلب الواو والياء ألفا إذا وقعتا لاما وتحركتا وانفتح ما قبلهما ولم يكن بعدهما4 موجب لفتحهما، نحو: غزا، ورمى، ويقوَى، ويحيَى، وعصا5، ورحى [فإن أصلها: غَزَيَ، ورَمَيَ، ويقوَيُ، ويحيَيُ، وعصَوَ، ورحَيَ] 6، قلبت الواو والياء فيها ألفا لتحريكهما وانفتاح ما قبلهما مع عدم الموجب لفتحهما. وإنما قال: "إذا لم يكن بعدهما موجب لفتحهما"7؛ لأنه8 لو كان بعدهما موجب لفتحهما نحو غزوَا، ورميَا لم يقلبا ألفا؛ لأنهما لو قلبتا9 ألفًا لحذف إحدى الألفين؛ لاجتماع الساكنين، فتصير10: غزا ورمى، فيحصل الالتباس بين المفرد والمثنى.   1 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 2 تكملة عبارة ابن الحاجب: " ..... إِنْ لَمْ يَكُنْ بَعْدَهُمَأ مُوجِبٌ لِلْفَتْحٍ كَغَزَا ورمى ويقوى ويحيى وعصا ورحى". "الشافية، ص13". 3 الواو ساقطة من "ق". 4 في "ق": ما بعدهما. 5 وعصا: ساقط من "ق". 6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 7 لفتحهما: ساقط من "هـ". 8 في الأصل: لأنهما, والأصح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 9 في الأصل, "هـ": لو قلبا, وما أثبتناه من "ق". 10 في "ق": فيصير. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 814 لا يقال: لا يحصل الالتباس المذكور في نحو: عَصَوَانِ، ورَحَيَانِ, واخشَيَا، واخشَيَن؛ لأنهما لو قلبتا وحذفت الألف لالتقاء الساكنين, لبقي: عَصَان، ورَحَان، واخْشَى، واخْشَان. ولم يحصل الالتباس؛ لأنا نقول: إنما لم تقلب ههنا -وإن لم يحصل الالتباس- حملًا لهما على نحو: غزوا ورميا؛ لموافقتهما له في وجوب1 الفتح لما2 بعده. قوله: "بخلاف: غَزَوْتُ .... "3 إلى آخره4. أي: بخلاف: غزوت، ورميت، وأغزيت، واستغزيت، وغزونا, ورمينا، ويخشيْنَ لجمع المؤنث، ويأبين، فإنه لا تقلب الواو والياء فيها ألفًا لعدم المقتضي "للقلب"5 لسكون الواو والياء6 فيها7. وبخلاف: غَزْو، ورَمْي؛ فإنه تقلب الواو والياء فيهما ألفا؛ لعدم المقتضي "للقلب"8 لسكون ما قبل الواو والياء فيهما.   1 في الأصل: وجود, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 2 في الأصل, "هـ": بما, وما أثبتناه من "ق". 3 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "بخلاف: غزوتُ ورميت, وغزونا ورمينا, ويخشين ويأبين, وغزْو ورمْي، وَبِخِلاَفِ: غَزَوْا ورَمَيَا, وَعَصَوَانِ وَرَحَيَانِ لِلإِلْبَاسِ، واخْشَيَا نَحْوُهُ؛ لأنَّهُ مِنْ بَابِ لَنْ يَخْشَيَا، وَاخشَيَنَّ لِشَبهِهِ بِذَلِكَ، بِخِلاَفِ: اخشَوْا واخشَوُنَّ واخشَيْ واخشَيِنَّ". "الشافية، ص13". 4 إلى آخره: ساقط من "ق". 5 للقلب: إضافة من "ق". 6 في "هـ": الياء والواو. 7 في "هـ": فيهما. 8 للقلب: إضافة من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 815 وبخلاف: غزوا، ورميا1، فإنه لا تقلب الواو والياء فيهما2 دفعًا للالتباس, كما ذكرناه. ولا "في"3 عصوان، ورحيان؛ للحمل على: غزَوَا، ورمَيَا, لوجود موجب فتح الواو والياء "فيهما"4 بعدهما. وبخلاف: اخشيا، "ونحوه كاخشين"5، فإنه لا تقلب الياء ألفا مع عدم الالتباس بقلب الياء ألفا؛ لحمله على غَزَوَا، لموافقته له في وجود موجب فتح الواو والياء بعدهما. ولقائل أن يقول: إنه غير محتاج إليه؛ لأنه يعلم ذلك من قوله: "إن لم يكن بعدهما موجب للفتح". قوله: "بخلاف6: اخشَوْا، واخشَوُنَّ، واخشَيْ7, واخشَينَّ" فإنه تقلب العين فيها ألفا؛ لأنه لم يكن بعدهما موجب للفتح، فإن أصل8: اخشوا: اخشَيَوا؛ قلبت الياء ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها, ثم حذفت الألف لالتقاء الساكنين، فصار: اخشَوْا، فلما اتصل به   1 في "هـ": وبخلاف: رميا وغزوا. 2 في الأصل, "ق": في: غزوا ورميا, وما أثبتناه من "هـ". 3 لفظة "في": إضافة من "ق"، "هـ". 4 فيهما: إضافة من "ق"، "هـ". 5 في الأصل: ونحو اخشين, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 6 في "هـ": وبخلاف. 7 واخشَيْ: ساقطة من "هـ". 8 فإن أصل: ساقط من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 816 نون التأكيد حُرِّكت الواو بالضم؛ لكونها واوا قبلها فتحة لقيت ساكنا نحو: اخشَوُا الْقوم. وأصل: اخشَيْ1: اخشَيِي؛ قلبت الياء ألفاً لتحركها وانفتاح "145" ما قبلها، ثم حذفت الألف لالتقاء الساكنين, فصار: اخشَي2، فلما اتصل به نون التأكيد وجب تحريك الياء بالكسر؛ لكونها3 ساكنة قبلها فتحة لقيت ساكنا بعدها، نحو: اخشَىِ الْقوم. وإنما لم تقلب الواو في: اخشوُنَّ، والياء في: اخشيِنَّ؛ لكون حركة الواو والياء4 عارضة كما في: اخشَوُا الله، واخشَيِ الله.   1 في "ق": اخشوا. 2 فصار اخشي: ساقط من "ق". 3 في الأصل, "ق": لسكونها, والصحيح ما أثبتناه من "ق". 4 في "ق": الياء والواو. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 817 [ قلب الواو ياء وهي لام ] : قوله: "وتقلب الواو ياء إذا وقعتْ .... "1 إلى آخره. هذا نوع آخر من الإعلال. أي: وتقلب الواو ياء إذا كان ما قبلها مكسورا نحو: دُعِيَ، ورُضِيَ. أصلهما: دُعِوَ، ورُضِوَ, قلبت الواو ياء2؛ لكونها متطرفة بعد الكسرة. أو وقعت الواو فيه رابعة فصاعدا مطلقا؛ أي: سواء كان ما قبلها مكسورا، نحو: الغازِي، أو لم يكن نحو: أغزَيْتُ، و3 تغزَّيْتُ واستغزَيْتُ، ويغزيان، ويرضيان، أصلها: أغزوتُ، و4 تغزوتُ واستغزوتُ, ويغزُوَان، ويرضوَان. وإنما قلبت الواو فيها ياء لوجهين: أحدهما: أنه لما كثر وقوعها فيما يجب قلبها ياء في بعض متصرفاته، فإنه حمل على ذلك البعض غيره، نحو: يُغزِي، ويستغْزِي مضارعي: أغزيتُ واستغزيتُ. أصلهما: يُغزِوُ، ويستغزِوُ   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُقْلَبُ الْوَاوُ يَاءً إذَا وَقَعَتْ مَكْسُوراً مَا قَبْلَهَا، أَوْ رَابِعَةً فَصَاعِداً وَلَمْ يَنْضَمَّ مَا قَبْلَهَا، كدُعي، ورُضِي والغازِي، وأغزيتُ وَتَغَزَّيْتُ وَاسْتَغْزَيْتُ، وَيُغْزَيَان ويَرْضَيَانِ بِخِلاَفِ: يَدْعُو, وَيَغْزُو، وقِنْيَة وَهُوَ ابْنُ عَمِّي دِنْيَا شَاذٌّ، وطيِّئٌ تَقْلِبُ الْيَاءَ في باب رضي وبقي ودعي ألفا" "الشافية ص13". 2 في الأصل, "هـ": قلبت الياء واوا, والصحيح ما أثبتناه من "ق". 3 في "هـ": "أو" بدل "و". 4 الواو ساقطة من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 818 قلبت الواو فيهما ياء لكسرة1 ما قبلها مع تطرفها، فوجب في: أغزوت، واستغزوت اطرادًا للباب؛ لكونها من باب واحد. ونحو: غُزِيا، أصله: غُزِوا؛ قلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها, فيجب قلبها ياء في: يُغزوان2؛ اطرادًا للباب. [ونحو: رَضِيَ، أصله: رَضِوَ؛ قلبت3 الواو ياء لكسرة ما قبلها، فيجب في: يرضوان؛ اطرادًا للباب] 4. والثاني: أنه لما زاد على ثلاثة أحرف ثقل، والياء أخف من الواو وليس قبلها ضم يمنع من قلب الواو ياء, فقلبت ياء؛ طلبًا للتخفيف. وإنما قال: "ولم ينضم ما قبلها"؛ لأنه لو كان قبلها ضم لمنع من قلب الواو ياء، نحو: يدعُو ويغزُو؛ فإن الواو فيهما رابعة لكن لما كانت قبل الواو ضمة لم تقلب ياء؛ للمنافاة بينهما. قوله: "بخلاف يدعو ويغزو". أي: لا تقلب الواو ههنا ياء، وإن وقعت رابعة؛ لوجود الضمة قبلها، وهو غير محتاج إليه؛ لأنه يعلم ذلك من قوله: "ولم ينضم ما قبلها". قوله: "وقِنْيَة، وهو5 ابن عمي دنيا، شاذ".   1 في "هـ": لانكسار. 2 في الأصل: يغزون, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 في الأصل, "ق": فقلبت, وما أثبتناه من "هـ". 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 5 لفظة "هو" ساقطة من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 819 أي: وقلب الواو ياء في قنية, وهي الكسب، وفي دنيا، شاذ؛ لعدم موجب قلب الواو ياء لوقوع الواو ثالثة، مع عدم الكسر قبلها؛ لكون النون فاصلة بين الواو والكسرة. وإنما قلنا: إنهما من الواو؛ لأن القنية من: قنوت الغنم وغيرها، إذا قنيتها لنفسك لا للتجارة1. والدنيا من: دنا يدنو. يقال: هو ابن عمي دِنْي ودِنْيا، أي: لَحًّا2. ولقائل أن يقول: لا نسلم أن قنية شاذ؛ لأنه حكى ابن القطاع في كتاب "الأبنية"3: قنوت الشيء وقنيته قُنْوة وقِنْوة، وقُنْيَته وقِنْيَته: أي: كسبته. فالقُنْوة والقِِنْوة من قنوت، والقِنْية والقُنْية من قنيت4. قوله: "وطيئ تقلب الياء في باب رَضِي، ودُعِي، وبَقِي ألفا". [أي: وطيئ] 5 يقلبون الياء ألفا، والكسرة قبل الياء6 فتحة فيما [كان في آخر الكلمة ياء] 7 قبلها كسرة، نحو: رضي،   1 قال الجوهري: "قنوت الغنم وغيرها قِنْوة وقُنْوة، وقنيت أيضا قِنْية وقُنْية، إذا اقتنيتها لنفسك لا للتجارة" الصحاح "قنا": 6/ 2467. 2 السابق "دنا": 6/ 2342. 3 أبنية الأفعال والأسماء. 4 وهذا ما ذكره الجوهري في صحاحه "قنا": 6/ 2467. 5 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في الأصل, وهو من "ق"، "هـ". 6 قبل الياء: ساقط من "ق". 7 ما بين المعقوفتين بياض في الأصل, وهو من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 820 ودُعِيَ، وبَقِيَ، فيقولون: رضَى، ودعا، وبَقَى, وهو أصل مطرد عندهم1. وتوجيهه: أنهم استثقلوا الكسرة قبل الياء فقلبوها فتحة، ثم انقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها2. قوله: "وتقلب الواو طَرَفًا بعد ضمة [في كل متمكن ياء] 3"4 ...... إلى آخره. أي: إذا وقعت الواو طرفا في كل اسم متمكن، ووقعت قبل الواو ضمة، تقلب الواو ياء. ويلزم منه انقلاب الضمة كسرة لأجل الياء "146" كالتغازي والتعزِّي, فإنهما تفاعل وتفعّل. أصلهما: التعازُو والتعزُّو, بضم الزاي فيهما؛ قلبت الواو ياء لوقوعها5 طرفا قبلها ضمة، ثم انقلبت   1 وعلى ذلك جاء قول شاعرهم "نسبه أبو تمام لبعض بني بولان, حيث أورده في الحماسية 32، ص54": نستوقد النبل بالحضيض ونصـ ... ـطاد نفوسا بُنَت على الكرم إذ أصل بُنَت: بُنِيَت، فقلبت كسرة النون فتحة عندهم وقلبت الياء ألفا، ثم حذفت الألف. وينظر في هذه اللغة: الصحاح "بقي" 6/ 2284، واللسان "بقي": 1/ 331، وشرح الشافية: 1/ 124, وربط الشوادر: 159 "34". 2 في "هـ" أضيفت عبارة وهي: "وهو أيضا مكرر". 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 4 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وتقلب الواو طرفا بعد ضمة في كل متمكن ياء, فتقلب الضمة كسرة كما انقلبت في: الترامي والتجاري، فيصير من باب قاضٍ، ونحو: أدْلٍ وقَلَنْس وبخلاف قَلَنْسُوَة وقَمَحْدُوَة، وبخلاف العين كالقُوَباء والخُيَلاء". "الشافية، ص12". 5 في "ق": لوقوعهما. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 821 الضمة كسرة [لأجل الياء المتطرفة كما تنقلب الضمة1 كسرة] 2 في: الترامي والتجاري، فصارا: التعازي والتعزي، فيصير الاسم بعد قلب الواو ياء وانقلاب الضمة كسرة من باب قاضٍ، نحو: أدل، وقلنس قبلها، ثم انقلبت الضمة كسرة، فصار: "أَدْلِي" و"قَلَنْسِي" كقاضي3, ثم استثقلت الضمة والكسرة على الياء فحذفتا، ثم حذفت4 الياء لالتقاء الساكنين، فصارت: أدلٍ، وقَلَنْس كقاضٍ. وكذلك التعازي والتعزي. ومنهم من يقول: قلبت الضمة كسرة ثم انقلبت الواو ياء، ثم أعل إعلال قاض. اعلم أن كل واحد من القولين مستلزم للآخر، لكن الأول أشبه لأن جعل تغير الحركة تابعا لتغير الحرف أولى وأشبه من العكس. وإنما قال: في متمكن؛ لأنه لو وقعت الواو طرفا قبلها ضمة في غير المتمكن لم5 تقلب ياء، والضمة كسرة، نحو: هُو. قوله: "بخلاف قلنسوة، وقَمَحْدُوة، وبخلاف المعتل العين كالقُوَباء والخُيَلاء".   1 لفظة "الضمة" ساقطة من "ق". 2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 3 في الأصل كقاضي, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 4 في "ق": "فحذفت" بدل "ثم حذفت". 5 في "ق": "ثم" بدل "لم". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 822 أي: تقلب1 الواو في قَلَنْس، بخلاف: قلنسوة، وقمحدوة2، فإنه لا تقلب الواو فيهما ياء والضمة كسرة3 لعدم وقوع الواو فيهما طرفا, لاعتداد التأنيث. وإنما تقلب الواو ياء والضمة كسرة في الطرف دون غيره؛ لأنه يستثقل في الطرف ما لا يستثقل في الوسط. وبخلاف الواو الواقعة في العين مع وجود الضمة قبلها [نحو: القوباء، وبخلاف الياء الواقعة في العين مع وجود الضمة قبلها] 4 كالخيلاء، فإنه لا تقلب الواو في الصورة الأولى ياء والضمة كسرة، [ولا الضمة في الصورة الثانية كسرة] 5 لعدم وقوع الواو والياء فيهما طرفا. القوباء: الريقة6, ذكره في الصحاح7.   1 في "هـ": وتقلب. 2 القمحدوة: الهَنَة الناشزة فوق القفا، وهي بين الذؤابة والقفا، منحدرة عن الهامة إذا استلقى الرجل أصابت الأرض من رأسه, والجمع: قماحد. وقيل: القمحدوة أيضا: أعلى القَذَال. "ينظر اللسان "قمحد": 5/ 3735". 3 والضمة كسرة: ساقط من "ق". 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 6 في "هـ": الداهية. 7 الذي في الصحاح: "القُوَبَاء: داء معروف يتقشر ويتسع، يعالج بالريق". ثم أضاف: "وهي مؤنثة لا تنصرف ..... وقد تسكن الواو منها استثقالًا للحركة على الواو، فإن سكنتها ذكَّرت وصرفت. والياء فيه للإلحاق بقرطاس والهمزة منقلبة منها. قال ابن السكيت: وليس في الكلام فعلاء -مضمومة الفاء ساكنة العين ممدودة- إلا حرفين: الخُشَّاء، وهو العظم الناتئ وراء الأذن، وقوباء. قال: والأصل فيهما تحريك العين: خُشَشَاء وقُوَبَاء". "الصحاح "قوب" 1/ 206, 207". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 823 وقيل: شبيهه ما يخرج من1 الفم غِبّ2 الحُمَّى. والخيلاء: التكبر، من: خال الرجل؛ إذا تكبّر3. قوله4: ولا أثر للمَدَّة الفاصلة [في الجمع إلا في الإعراب] 5 .... إلى آخره] 6، 7. أي: ولا أثر في الجمع للمدة الفاصلة بين الواو التي في الطرف وبين الضمة التي قبلها إلا في جريان الإعراب على الواو, وليس لها أثر في منع قلب الواو ياء والضمة كسرة؛ لاستثقال الجمع، نحو: عُتِيّ وجُثِيّ؛ فإنهما جمع: عاتٍ، وجاثٍ8؛ من: عتا الملك يعتو إذا تجبر9, ومن: جثا يجثو إذا جلس على ركبتيه10، 11.   1 لفظة "من" ساقطة من "ق". 2 غب كل شيء: عاقبته. وقد غَبَّت الأمور، أي: صارت إلى أواخرها. وغب الحمى: عقبها. وينظر الصحاح "غبب": 1/ 190. 3 ينظر الصحاح "خيل": 4/ 1691. 4 قوله: موضعها بياض في "هـ". 5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 7 تكملة عبارة ابن الحاجب: " ..... نَحْوَ: عُتِيّ وجُثِيّ، بِخِلاَفِ الْمُفْرَدِ، وَقَدْ تُكْسَرُ الْفَاءُ لِلإتْبَاعِ، فَيُقَالُ: عِتِيّ وجِثِيّ، ونَحْو: نُحُوّ شاذ". "الشافية ص13". 8 في "هـ": جات، تحريف. 9 ينظر الصحاح "عتا": 6/ 2418. 10 في "ق": ركبته. 11 ينظر الصحاح "جثا": 6/ 2298. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 824 أصلهما: عُتُوّ، وجُثُوّ؛ قلبت الواو ياء1، والضمة التي قبل المدة كسرة لتطرفها ووقوع الضمة قبلها، وإن كانت المدة فاصلة لاستثقال الجمع، بخلاف المفرد نحو: عتا عتوا -أي2: تجبر- وجثا جثوا، وحنا عليه يحنو3 -أي: عطف- حنوا، وسلا سلوا, وبدا الشيء بدوا؛ فإنه لا تقلب الواو [المذكورة] 4 في المفرد ياء والضمة كسرة لخفة المفرد. وقد تكسر فاء الفعل في الجمع، فيقال في عُتِيّ وجُثِيّ: عِتِيّ، وجِثِيّ لإتباع كسرة الفاء كسرة العين. وتصحيح الواو في الجمع شاذ، كنُحُوّ جمع5: نَحْو، وفُتُوّ جمع: فتى، وأُبُوّ جمع: أب, والقياس: نحيّ، وفتيّ، وأبيّ6. وقد جاء في المفرد للإعلال [نحو: ضحا يضحُو] 7 ضُحِيا8 أي: برز للشمس9، وعتا الملك يعتو عُتِيّا وعِتِيّا وعُتُوّا: تكبَّر10.   1 لفظة "الياء" ساقطة من "ق". 2 في "هـ": "أو" بدل "أي". 3 لفظة "يحنو" ساقطة من "هـ". 4 لفظة "المذكورة" إضافة من "هـ". 5 في "هـ": "في" بدل "جمع". 6 وأبي: ساقطة من "ق". 7 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ". 8 لفظة "ضحيا" مطموسة في "هـ". 9 ينظر اللسان "ضحا": 4/ 2561. 10 الصحاح "عتا": 6/ 2418. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 825 وعتا الشيخ يعتو عُتِيّا وعِتِيّا وعُتُوّا1، إذا كبر وولَّى2, وعسا الشيخ يعسو عُسِيّا، إذا كبر وولى3 مثل عتا4, والقياس واو. قوله: "وَقَدْ جَاءَ نَحْوُ: مَعْدِيّ، ومغزِيّ كَثِيراً, وَالْقِيَاسُ الواو". اعلم أن اسم المفعول من: فعل -بفتح العين- مما لامه واو، فقياسه التصحيح نحو: رجوته5، فهو مرجوّ, وعزوته، فهو معزو, وعدوت عليه، فهو معدوّ عليه. "147" لكنه جاء فيه الإعلال كثيرا، نحو: مغزي ومعدي6 عليه. وإنما ذكره ههنا؛ لأنه مناسب لما هو فيه؛ لأنه مما7 في آخره واو قبلها8 ضمة المدة فاصلة.   1 والأصل في هذه الصيغ عُتُوّ، ثم أبدلوا من إحدى الضمتين كسرة فانقلبت الواو ياء فقالوا: عُتِيّا، ثم أتبعوا الكسرة الكسرة فقالوا: عِتِيّا ليؤكدوا البدل. نص عليه الجوهري في المصدر السابق. 2 ينظر المصدر السابق. 3 المصدر السابق "عسا": 6/ 2425. 4 في الأصل: عتيا, وما أثبتناه من "ق"، "هـ" موافق لما في الصحاح, حيث إن ما ذكره ركن الدين ههنا هو نص عبارة الجوهري, ذكرها في الصحاح "عسا" 6/ 2425. 5 في الأصل: رجو، وفي "ق": رجوت, وما أثبتناه من "هـ". 6 حيث أبدلت الياء من الواو استثقالا. وعلى ذلك جاء قول عبد يغوث بن وقاص الحارثي "من الطويل": وقد علمت عرسي مليكة أنني ... أنا الليث معديا عليه وعاديا "ينظر الكتاب: 4/ 385، والصحاح "عدا": 6/ 2421، والمنصف: 1/ 118، 2/ 122, وشرح شواهد شروح الشافية: 40". 7 لأنه مما: ساقط من "هـ". 8 في الأصل: قبل، وفي "ق": قبله, وما أثبتناه من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 826 وإن1 كان فعل -بكسر العين- معتل اللام بالواو، فاسم المفعول منه بالإعلال نحو: ضَرِي2 الكلب بالصيد، فهو مَضْرِيّ به, وغبي عن الأمر غباوة، فهو مَغْبِي عنه3, وشهيت الشيء شهوة، فهو مشهي؛ أي: مشتهى، ورضيت الشيء, فهو مرضيّ. وكقوله تعالى: {ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} 4. و5 قال بعضهم: "مَرْضُوَّة"6 وهو قليل.   1 في "ق": فإن. 2 في "ق": ضد. 3 عنه: ساقطة من "ق". 4 سورة الفجر: من الآية "28". 5 الواو ساقطة من "هـ". 6 فجاء به على القياس. ينظر الصحاح "رضا": 6/ 2357. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 827 [ قلب الواو والياء همزة طرفا ] : قوله: "وتقلبان همزة إذا1 وقعتا طرفا ... " إلى آخره2. هذا باب آخر للإعلال مطرد, أي: وتقلب الواو والياء هَمْزَةً إذَا وَقَعَتَا طَرَفاً بَعْدَ أَلِفٍ زَائِدَةٍ، نحو: كساء، ورداء، أصلهما: كساوٌ وردايٌ، من: كسوت ورديت؛ قلبت الواو والياء همزة؛ لوقوعهما طرفا بعد ألف زائدة. بخلاف: رَاي وثَاي, في جمع: راية وثاية؛ فإنه لا تقلب الياء فيهما همزة مع وقوعها طرفا بعد ألف؛ لأن الألف قبلها أصلية. الثاية: حجارة يجعلها الراعي في مكان ليضع عندها متاعه؛ مخافة أن يضل3. قوله: "ويعتد بتاء التأنيث ... " إلى آخره4, 5. أي: ويعتد بتاء التأنيث الواقعة بعد الواو والياء المذكورة، حتى لا يجعلا6 كالمتطرفة لاعتدادهم بتاء التأنيث، نحو: شقاوة، وسقاية, فإنهما لم يقلبا همزة لعدم وقوعهما متطرفتين7.   1 في "هـ": إن. 2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُقْلَبَانِ هَمْزَةً إذَا وَقَعَتَا طَرَفاً بَعْدَ أَلِفٍ زَائِدَةٍ، نَحْوُ: كِسَاءٍ وَرِدَاءٍ، بِخِلاَفِ: رَايٍ وثَايٍ". "الشافية، ص13". 3 ينظر الصحاح "ثوى": 6/ 2296. 4 إلى آخره: ساقط من "ق" في هذا الموضع, وفي غيره من المواضع التالية باطراد. 5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَيُعْتَدُّ بِتَاءِ التَّأنِيثِ قِيَاساً نَحْوُ: شَقَاوَةٍ وَسِقَايَةٍ, ونحو: صلاءة وعظاءة وعباءة شاذ". "الشافية، ص13". 6 في "ق": لا تجعلا, وفي "هـ": لا يجعلان. 7 في النسخ الثلاث: متطرفة, والصحيح ما أثبتناه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 828 وأما "مجيء"1 نحو: صَلَاءة2، وعَظَاءة3، وعَبَاءة، بقلب الياء همزة مع وجود تاء التأنيث بعدها فشاذ، والقياس: صلاية، وعظاية، وعباية، كما جاءت على هذا القياس. اعلم أن بعض الفضلاء قال: والصواب أن يقال: ويعتد بتاء التأنيث إذا كانت لازمة نحو: شقاوة وسقاية؛ لأنها إذا كانت عارضة لا يعتد بها؛ لأنها في قوة الانفصال، نحو: عدَّاءة، وبنَّاءة، وشوَّاءة4 من: عدا يعدو، وبنى يبني، وشوى يشوي؛ فإنه يقال للمذكر: عدّاء، وشوّاء، وبنّاء5. وإذا كان كذلك فمن أعل صلاءة، وعناءة كانت التاء عنده عارضة؛ لأنه بنى الواحد على اسم الجنس وهو الصَّلَاء، والعَبَاء. ومن صححها فقال: عباية وصلاية6 كانت التاء عنده لازمة؛ لأنه [لم] 7 يقصد بما هي فيه البناء على شيء؛ أي8: لم يقصد بناء صلاية، وعباية على صلاء وعباء.   1 لفظة "مجيء" إضافة من "ق". 2 الصلاءة والصلاية: مدق الطيب. وينظر الصحاح "صلا": 6/ 2403. 3 العظاءة والعظاية: دويبة أكبر من الوَزَغَة، وتسمى شحمة الأرض, وهي أنواع كثيرة منها الأبيض والأحمر والأصفر والأخضر وكلها منقَّطة بالسواد. "ينظر الصحاح "عظا": 6/ 2431". 4 في "هـ": وبناء وشواء. 5 في "هـ": وبناء وشواء. 6 في "هـ": صلاية وعباية. 7 لم: إضافة من "هـ". 8 في "هـ": زيادة "أنه" بعد "أي". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 829 [ قلب الياء واوا والواو ياء في الناقص ] : قوله: "وتقلب الياء واوا في فَعْلَى .... "1. هذا نوع آخر من الإعلال. أي: وَتُقْلَبُ الْيَاءُ وَاواً فِي فَعْلَى، اسْماً كتَقْوَى2، من: وقيت, وبقوى من بقي، كلاهما من الياء، فقلبوا ياءهما واوا3 [بخلاف الصفة، فإن فعلى إذا كانت صفة لم تقلب ههنا ياؤهما واوا] 4 نحو: صَدْيَا، ورَيَّا. صديا: أنثى صديان، بمعنى: عطشان، من: صدي، إذا عطش5. وريا: ضد صديا، وهي أنثى ريان، من: روي، فهو ريان6. وريا7: أيضا اسم للرائحة8، 9.   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُقْلَبُ الْيَاءُ وَاواً فِي فَعْلَى اسْماً، كَتَقْوَى ويقوى، بخلاف الصفة، نحو: صديا وريا". "الشافية، ص13". 2 في "هـ": لتقوى. تحريف. 3 في "ق": واو. 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 5 ينظر الصحاح "صدي": 6/ 2399. 6 ينظر المصدر السابق "روي": 6/ 2363. 7 في الأصل: والرياء، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 8 في القاموس المحيط "روي": 4/ 337: "والريا: الريح الطيبة". 9 في "هـ" عبارة زائدة جاءت بعد "للرائحة" وهي: "وإنما لم يقلبوا الواو فيهما في الرياء بمعنى الرائحة واوا، وإن كانت اسما، كاغاب معنى الصفة". ولعلها إضافة فيها من عمل الناسخ، إذ السياق لا يتطلبها. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 830 وإنما لم تقلب ياؤهما1 واوا2؛ فرقا بين الاسم والصفة. وإنما لم يفعل الأمر بالعكس؛ لأن الأسماء أخف من الصفات, ولهذا كانت الصفة أحد3 الأسباب4 المانعة من الصرف. قوله5: "وتقلب الواو ياء في فُعْلَى ... " إلى آخره6. هذا نوع آخر من الإعلال، وهو عكس ما قبله. أي: وتقلب الواو ياء في فعلى إذا كانت اسما نحو: الدنيا، والعليا أصلهما: الدُّنْوَا، من: دنا7 يدنو، والعلْوَى8، من: علا يعلو, من العلو. وشذ عدم قلب الواو ياء في نحو: القصوى، وحُزْوَى9 اسم مكان10.   1 في "ق": ياءها. 2 في "ق": واو. 3 في الأصل: إحدى, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 4 في الأصل, "ق": أسباب, وما أثبتناه من "هـ". 5 قوله: موضعها بياض في "هـ". 6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُقْلَبُ الْوَاوُ يَاءً فِي فُعْلَى اسْماً، كالدُّنْيَا والعليا، وشذ نحو: القصوى وحزوى، بخلاف الصفة كالغُزْوَى". "الشافية، ص13". 7 في "هـ": الدنا. 8 في الأصل, "هـ": والعلو. 9 في "هـ": والجزوى، وفي "ق": جروى. تحريف. 10 وهو اسم مكان بنجد وفي ديار بني تميم, وقيل: جبل من جبال الدهناء, وقيل: موضع باليمامة. معجم البلدان "حزو" 3/ 231. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 831 بخلاف الصفة، فإن فعلى إذا كانت صفة لم تقلب واوها ياء؛ فرقا1 بين "148" الأسماء والصفات، كالغُزْوَى2, مؤنث الأغْزَى أفعل التفضيل من: غزا يغزو. وقال بعض الفضلاء: هذا تمثيل من عنده وليس معه فيه نقل، والقياس: الغُزْيَا، كما يقال: العُلْيَا والدُّنْيَا. قال ابن مالك: "زعم3 أكثر النحويين أن [الياء] 4 تبدل من الواو لاما لفعلى5، اسما، إلا فيما شذ، ثم لا يميلون إلا بصفة محضة، كالعليا، [أو جارية مجرى الأسماء"6. وقال أبو علي الفارسي، وسائر أئمة اللغة7: الياء تبدل من الواو لاما لفعلى -صفة محضة- كالعليا] 8، والقصيا، والدنيا -أنثى الأدنى- أو جارية مجرى الأسماء9، كالدنيا -لهذه الدار-   1 لفظة "فرقا" ساقطة من "ق". 2 في "هـ": كالغزي. 3 في "هـ" زيادة لفظة "المصنف" بين "زعم"، و"أكثر". 4 لفظة "الياء" إضافة من "هـ". 5 في "ق": لفعل. 6 ينظر الكافية الشافية: 4/ 2121. 7 ينظر المنصف: 2/ 161. 8 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 9 جاء في اللسان "قصا" 6/ 3657: "والقصوى والقصيا: الغاية البعيدة، قلبت فيه الواو ياء؛ لأن فُعْلَى إذا كانت اسما من ذوات الواو أبدلت واوها ياء، كما أبدلت الواو مكان الياء في فَعْلَى، فأدخلوها عليها في فُعْلى؛ ليتكافآ في التغيير، قال ابن سيده: هذا قول سيبويه، قال: وزدته أنا بيانًا، قال: وقد قالوا: القصوى، فأجروها على الأصل؛ لأنها قد تكون صفة بالألف واللام. وفي التنزيل: {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى} . قال ابن السكيت: ما كان من النعوت مثل العليا والدنيا فإنه يأتي بضم أوله وبالياء؛ لأنهم يستثقلون الواو مع ضمة أوله، فليس فيه اختلاف إلا أن أهل الحجاز قالوا: القصوى, فأظهروا الواو وهو نادر وأخرجوه على القياس، إذ سكن ما قبل الواو، وتميم وغيرهم يقولون: القصيا". "ينظر الكتاب 4/ 389". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 832 إلا فيما شذ كالحلوى -للحلو1- بالإجماع، والقصوى- للبعيد2- عند غير تميم. فإن كان فعلى اسما فلا إبدال، كـ "حُزْوَى"3، اسم مكان؛ لأن الاسم أخف فكان أحمل للثقل، بخلاف الصفة. قوله4: "ولم يفرق في [فَعْلَى من الواو ... "5 إلى آخره] 6، 7. أي: ولم يفرقوا في فَعْلى من الواو بين الأسماء والصفات في قلب الواو ياء8 في إحداهما دون الأخرى، كدعوى9 في الأسماء, وشهوى في الصفات.   1 للحلو: ساقط من "ق". 2 للبعد: ساقط من "ق". 3 في "هـ": لحزوى. 4 قوله: موضعها بياض في "هـ". 5 تكملة عبارة ابن الحاجب: " .... نَحْوُ: دَعْوَى وَشَهْوَى، وَلاَ فِي فُعْلَى مِنَ الياء نحو: الفُتْيَا والقُضْيَا" "الشافية ص13". 6 إلى آخره: ساقط من "ق". 7 تكررت العبارة التي بين المعقوفتين في "هـ". 8 لفظة "الياء" ساقطة من "هـ". 9 في "هـ": كعدوى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 833 وشهوى: أنثى؛ رجل شهوان للشيء؛ أي: مُشْتَهٍ1، 2. ولم يفرقوا أيضا في فُعْلَى من الياء بين الأسماء والصفات في قلب الواو ياء3 في الأسماء، وعدم قلبها في الصفات كالفتيا في الأسماء, والقصيا [تأنيث الأقصى من قصيت] 4, [في الصفات؛ لأنهم لو فعلوا ذلك في الواوات والياءات اختلط البابان، فخصوا] 5 فَعْلَى بتغيير الياء، وفُعْلَى بتغيير الواو في أحد6 البابين؛ للفرق بين الأسماء والصفات.   1 في النسخ الثلاث: مشتهي, والصحيح ما أثبتناه. 2 ينظر الصحاح "شها": 6/ 1397، واللسان "شها" 4/ 2354. 3 في الأصل: الياء واوا, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 6 في النسخ الثلاث: إحدى, والصحيح ما أثبتناه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 834 [ قلب الياء ألفا والهمزة ياء في مفاعل وشبهه ] : قوله: "وتقلب الياء إذا وقعت بعد همزة واقعة بعد ألف ... "1 إلى آخره2. هذا نوع آخر من الإعلال. إذا وقعت الياء بعد همزة واقعة بعد ألف باب مساجد، وليس مفردها كذلك قلبت تلك الياء ألفا وتلك الهمزة ياء، نحو: مطايا وركايا؛ فإن أصلهما3: مطايي، وركايي؛ لأنهما جمع: مَطِيّة، ورَكِيّة4، فقلبت الياء الأولى فيهما همزة، كما قلبت همزة في صحائف، فصارا: مطائي5 وركائي، ثم وقعت الياء الأخيرة بعد همزة واقعة بعد ألف في باب مساجد، فقلبت الياء ألفا والهمزة ياء لكراهتهم وقوع الهمزة بين حرفي العلة [في الجمع المستثقل، مع عدم وقوع الهمزة بين حرفي العلة] 6 في مفرده الذي هو أخف من الجمع، فصار: مطايا وركايا.   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُقْلَبُ الْيَاءُ إذَا وَقَعَتْ بَعْدَ هَمْزَةٍ بَعْدَ أَلفٍ فِي بَابِ مَسَاجِدِ, وَلَيْسَ مُفْرَدُهَا كَذَلِكَ ألِفاً، وَالْهَمْزَةُ يَاءً، نَحْوُ مَطَايَا وَرَكَايَا وَخَطَايَا عَلَى الْقَوْلَيْنِ، وَصَلاَيَا جَمْعِ الْمَهْمُوزِ وَغَيْرِهِ، وَشَوَايَا جَمْعِ شَاوِيَةٍ، بِخِلاَفِ شَوَاء جَمْعِ شَائِيَةٍ، مِنْ: شَأَوْتُ, وَبِخِلاَفِ: شَوَاء وجَوَاء جَمْعَيْ شَائِيَةٍ وَجَائِيَةٍ عَلَى الْقَوْلَيْنِ فِيهِمَا، وَقَدْ جَاءَ: أَدَاوَى وعَلَاوَى وهَرَاوَى مراعاة للمفرد" "الشافية، ص13". 2 إلى آخره: ساقط من "ق". 3 في الأصل, "ق": فإن أصل مطايا وركايا, وما أثبتناه من "هـ". 4 الركية: اسم من أسماء البئر. "ينظر كتاب البئر، ص58". 5 لفظة "مطائي" مطموسة في "هـ". 6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 835 وإنما قال: "وليس مفردها كذلك" احترازًا1 من أن تكون الهمزة واقعة بعد ألف في مفرده؛ فإنه2 لا تنقلب3 فيه الياء ألفا والهمزة ياء4؛ لتحقق5 المشاكلة بين المفرد6 والجمع، ومثاله: يجيء. قوله: "وخطايا على القولين". أي: وكخطايا في جمع خطية، على قول سيبويه، وقول الخليل؛ لأنها تصير7: خطاءَي8 على القولين بعد الإعلال كمطاءَي, ثم تقلب9 الياء ألفا والهمزة ياء، فصار: خطايا، كمطايا10.   1 في "ق", "هـ": احتراز. 2 في "ق": فإنها. 3 في "ق"، "هـ": لا تقلب. 4 في "هـ": الياء. 5 في الأصل: لتتحقق, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 6 لفظة "المفرد" ساقطة من "ق". 7 في "ق": يصير. 8 في الأصل: خطائي, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 9 في "ق"، "هـ": ثم قلبت. 10 جاء في الكتاب "4/ 9553": "وأما خطايا فكأنهم قلبوا ياء أبدلت من آخر خطايا ألفا؛ لأن ما قبل آخرها مكسور، كما أبدلوا ياء مطايا ونحوها ألفا، وأبدلوا مكان الهمزة التي قبل الآخر ياء، وفتحت للألف، كما فتحوا راء مدارَى، فرقوا بينها وبين الهمزة التي تكون من نفس الحرف، أو بدلا مما هو من نفس الحرف. فلما أبدلوا من الحرف الآخر ألفا استثقلوا همزة بين ألفين، لقرب الألفين من الهمزة. فلما كان ذا من كلامهم أبدلوا مكان الهمزة التي قبل الآخر ياء". وينظر أيضا الكتاب: 4/ 377. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 836 وإنما قلبت الهمزة ياء في الجمع؛ لأنها ليست بعد الألف في المفرد1. وكصلايا في جمع المهموز، وهو2 صَلِيئة كخَطِيئة، فإن جمعها3 صلايا، على القولين. وفي جمع غير المهموز، وهو صليّة كمطية وركية، وجمعها أيضا: صلايا كمطايا وركايا. وكشَوَايا في جمع شَاوِيَة وشَوِية، كبقية4 قوم هلكوا5؛ لأن أصل شوايا شواءي6؛ قلبت الياء7 ألفا والهمزة ياء؛ لأنه "149" ليست الهمزة بعد الألف8 في مفرده9، فصار شوايا. بخلاف: شَوَاء، في جمع شائية، من شأوت، إذا سبقت10، من الشَّأْو11؛ فإنه لا يقال [في جمعها: شوايا12 -بقلب الياء ألفا والهمزة ياء- لوجود الهمزة بعد الألف في المفرد, وهو شائية بل   1 لفظة "المفرد" ساقطة من "ق". 2 في "هـ": وهي. 3 في "ق": جمعهما. 4 في "ق": كبقية. 5 ينظر الصحاح "شوى": 6/ 2397. 6 في الأصل, "ق": شوائي، وما أثبتناه من "هـ". 7 في "ق": الياء الأولى. 8 في "ق"، "هـ": ألف. 9 في "هـ": مفردها. 10 في الأصل: إذا سقت, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 11 وهو السبق. حكاه الجوهري عن أبي زيد. "ينظر الصحاح "شأو" 6/ 2388". 12 في "هـ": شواءا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 837 يقال1] في جمعها: شواء؛ لأن أصله: شواءيٌ؛ استثقلت الضمة على الياء فحذفت الضمة، ثم أعل إعلال قاضٍ, رفعا وجرا. وبخلاف: شَوَاء وجَوَاء، في جمع: شائية وجائية، من: جاء يجيء وشاء يشاء على قول سيبويه والخليل؛ لأن أصل جمعها: شوائي وجوائي2. أما عند سيبويه فلقلب الهمزة الثانية ياء، وأما عند الخليل فلنقل3 الياء إلى موضع اللام. وعلى التقديرين لا تقلب الياء ألفا والهمزة ياء؛ لأن الهمزة واقعة بعد الألف في المفرد. فعلى الوجهين4 يعل إعلال قاضٍ5، فتصير: [جواءٍ، وشواءٍ] 6 في الرفع والجر, [وجوائي، وشوائي] 7 في النصب. قوله: "وَقَدْ جَاءَ: أَدَاوَى وعَلَاوَى وهَرَاوَى، مُرَاعَاةً لِلْمُفْرَدِ".   1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 2 ينظر الكتاب: 4/ 391, 392. 3 في الأصل "ق": فلقلب, والصحيح ما أثبتناه من "هـ". 4 في الأصل: التقديرين, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 في قوله: "يعل إعلال قاضٍ" نظر؛ لأن "قاض"، حذفت ياؤه وعوض عنها بالتنوين, فهذا التنوين عوض عن الياء المحذوفة. 6 في "هـ": شواء وجواء. 7 في "هـ": شوائي وجوائي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 838 اعلم أن مقتضى الأصل المذكور أن يقال: أَدَايَا، وعَلَايَا، وهَرَايَا؛ لأن أصلها: أَدَايِوُ، [وعَلَايِوُ، وهَرَايِوُ] ، فقلبت [الواو ياء فيها1] لكونها متطرفة وانكسار ما قبلها، فصار: أدايي وعلايي وهرايي، ثم قلبت الياء الأولى همزة كما قلبت في صحائف ونحوها2، فصار: أدائي، وعلائي، وهرائي3. وكان4 ينبغي أن تقلب الياء ألفا والهمزة ياء؛ لأن الهمزة غير واقعة بعد الألف في المفرد، فيقال: أدايا، وعلايا، وهرايا. وإنما قلبوا الهمزة واوا ليشاكل الجمعُ الواحدَ في وجود الواو فيهما؛ لأن مفردها: إداوة وعلاوة وهراوة. والإِدَاوة: المِطْهَرَة5. والعِلَاوة: ما يُعَلَّق على البعير بعد حمله6. والهِرَاوة: العصا الضخمة7.   1 في "هـ": الواو فيها ياء. 2 ونحوها: ساقط من "هـ". 3 في "ق"، "هـ": أداءي، وعلاءي، وهراءي. 4 في "ق"، "هـ": فكان. 5 الصحاح "أدا": 6/ 2266. 6 والعلاوة أيضا: رأس الإنسان ما دام في عنقه. يقال: ضرب علاوته أي: رأسه. "المصدر السابق": 6/ 2439". 7 المصدر السابق "هرا": 6/ 2535. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 839 [إسكان الواو والياء] : قوله: "وتُسَكَّنان في باب يغزو ويرمي ... "1 إلى آخره2. هذا نوع آخر من الإعلال. أي: وتسكن الواو إذا وقعت طرفا مضموما ما قبلها. وتسكن3 الياء إذا وقعت طرفا مكسورا ما قبلها، نحو: يغزُو4، ويرمِي، في5 حالة الرفع؛ لاستثقال الضمة على الواو بعد الضمة6, واستثقال الضمة على الياء بعد الكسرة، لا7 في حالة النصب لخفة الفتحة عليهما. ونحو: الغازِي والرامِي، رفعا وجرا، تقول: جاءني الغازي والرامي، ومررت بالغازي والرامي، أصلها: جاءني الغازِيُ والرامِيُ بضم الياء، ومررت بالغازِيِ والرامِيِ بكسر الياء فيهما8، استثقلت الضمة والكسرة على الياء فحذفتا.   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُسَكَّنَأن فِي بَابِ: يغزُو ويرمِي مَرْفُوعَيْنِ, والغازِي والرامِي مَرْفُوعاً وَمَجْرُوراً، وَالتَّحْرِيكُ فِي الرَّفْعِ وَالْجَرِّ فِي الْيَاءِ شَاذٌّ، كالسُّكُونِ فِي النَّصْبِ وَالإِثْبَاتِ فيهما وفي الألف في الجزم". 2 إلى آخره: ساقط من "هـ". 3 وتسكن: مطموسة في "هـ". 4 في "ق": تغزو. 5 لفظة "في": ساقطة من "هـ". 6 بعد الضمة: مطموسة في "هـ". 7 لفظة "لا" ساقطة من "ق"، "هـ". 8 لفظة "فيهما": ساقطة من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 840 وتقول: رأيت الغازِيَ -بالنصب لفظًا- لخفة الفتحة على الياء. وتحريك الياء والواو في حالي الرفع والجر شاذّ، كقوله: "34" .............................. ... كجوارِيٍ يلعبن بالصحراء1 كما أن سكونهما في حال2 النصب شاذ، كقوله: "35" ..................................... ... أبى الله أنْ أسمُوْ بِأمّ وَلاَ أب3 وكقوله: "36" يا دار هند عفت إلا أثافيها ... ...................... 4   1 هذا عجز بيت من الكامل، لم يعرف قائله، صدره: مَا إنْ رَأَيْتُ وَلاَ أرَى فِي مُدَّتي ينظر البيت في: ما يحتمل الشعر من الضرورة، للسيرافي: 74، وأمالي الزجاجي: 54, والمفصل: 386، وابن يعيش: 10/ 101، وشرح الشافية للرضي: 3/ 183، وشرح الشافية للجاربردي "مجموعة الشافية 1/ 312"، وشرح شواهد الشافية: 403 "188"، والخزانة: 3/ 526. الشاهد في قوله: "كجوارِيٍ" حيث أنشده شاهدا على أن قوما من العرب يجرون الياء مجرى الحرف الصحيح في الاختيار, فيحركونها بالجر والرفع. قال السيرافي: فجمع بين ضرورتين: إحداهما: أنه كسر الياء في حال الجر. والثانية: أنه صرف ما لا ينصرف. "ما يحتمل الشعر من الضرورة: 74". 2 في "هـ": حالة. 3 هذا عجز بيت من الطويل، لعامر بن الطفيل العامري الجعدي، وصدره: فما سودتني عامر عن وراثة ينظر البيت في: المفصل: 384، وشرح الشافية للرضي: 3/ 183، وشرح الشافية للجاربردي "مجموعة الشافية: 1/ 312" وشرح شواهد الشافية: 404 "189". وأنشده شاهدا على أن تسكين الواو من "أسموْ" مع الناصب شاذ. 4 هذا صدر بيت من البسيط قاله الحطيئة "ديوانه: 240" وعجزه: بين الطَّوِيّ فصارات فواديها ينظر البيت في: الكتاب: 3/ 306، والخصائص: 1/ 307، 2/ 291، والمنصف: 2/ 185، 3/ 82، والمحتسب: 1/ 126، 2/ 343، والأمالي الشجرية: 1/ 296، والمفصل: 385، وابن يعيش: 10/ 100، وشرح شواهد الشافية: 410 "196". والشاهد فيه: تسكين الياء من "أثافِيْها" للضرورة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 841 [حذف الواو والياء لامين] : قوله: "وتحذفان في مثل: يغزُون ويرمُون1 .... "2. هذا نوع آخر من [الإعلال] 3 راجع إلى الحذف لالتقاء الساكنين. أي: وتحذف الواو والياء4 لالتقاء الساكنين في5 نحو: يغزُون ويرمُون؛ لأن أصل يغزُون "يغزُوون" [استثقلت الضمة على الواو فحذفت الضمة، ثم حذفت الواو لالتقاء الساكنين] 6. وأصل يرمون: يرمِيُون؛ استثقلت الضمة على الياء فحذفت الضمة، ثم حذفت الياء لالتقاء الساكنين؛ ثم ضُمت الميم لأجل الواو التي بعدها.   1 ويرمون: ساقطة من "هـ". 2 وتكملة عبارة ابن الحاجب: " .... واعزُنَّ واعزِنَّ وارمُنَّ وارمِنَّ". "الشافية، ص13". 3 في الأصل: الحذف, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 4 في "ق"، "هـ": الياء والواو. 5 لفظة "في": ساقطة من "ق". 6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 844 فحذفت اللام في الأولين، فصارا: يَدٌ ودَمٌ، وحذفت اللام في سمو وبنو، وأسكن فاؤهما وأُتي1 بهمزة الوصل، فصارا: "ابن" و"اسم". وحذف2 اللام في أَخَو, ولم يعوض عنه للمذكر وعوض عنه التاء للمؤنث، فصار: "أخ" و"أخت". فقال3 المصنف: "حذف اللام في هذه الأسماء شاذ، ليس بقياس" فلا يقاس عليها4. وإنما حذفت ههنا على خلاف القياس؛ لكثرة استعمالها5 في كلامهم.   1 في "ق"، "هـ": وأوتي. 2 في "ق"، "هـ": وحذفت. 3 في الأصل, "ق": فقال, وما أثبتناه من "هـ". 4 في الأصل: عليهما, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 في "هـ": الاستعمال. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 847 إسكان الواو والياء وكقولهم1 في المثل2: "أعط3 القوس بارِيْها [وأنزل] 4 الدار بانِيْها"5. وكما أن إثبات الياء والواو والألف في الجزم شاذ، كقوله تعالى في بعض القراءات: "إنه من يتقي ويصبر"6، بإثبات الياء في7 "يتقي" "150" مع كونه مجزومًا بـ "مَنْ". اعلم أن أبا علي أجاز أن تكون من موصولة، ويتقي صلته8 وجعل جزم "ويصير" عطفا على محل "يتقي"؛ لأن الموصول ههنا يتضمن معنى الشرط بدليل دخول الفاء في خبره، وهو: {فَإِنَّ   1 وكقولهم: ساقط من "هـ". 2 في "هـ": مثل. 3 في الأصل: أعطى, تحريف, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 4 وأنزل: إضافة من "هـ". 5 معنى المثل: اسْتعِنْ على عملك بأهل المعرفة, والحذق فيه. ينظر: مجمع الأمثال 2/ 19، وعليها جاء قول الشاعر: يَا بَارِيَ الْقَوْسِ بَرْياً لَيْسَ يُحْكِمُهُ لاَ تفسد القوس أعط القوس بارِيْها. ينظر شرح شواهد الشافية: 411 "197". حيث سكن ياء "باريها" شذوذاً، والقياس فتحها؛ لأن باريها المفعول الثاني لـ "أعط". 6 سورة يوسف: من الآية "90" وهي قراءة قنبل. "ينظر النشر 2/ 297". 7 لفظة "في" ساقطة من "هـ". 8 في "هـ": صلة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 742 اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} 1، 2. وعلى تقدير أن تكون "من" شرطية, احتمل أن يكون ثبوت الياء لإشباع الكسرة، وكقوله: "37" ما أنس لا أنساه آخر عيشتي3 ... ......................... 4 بإثبات الألف في "لا أنساه"5 مع أنه جواب الشرط وهو ما. وكقوله: "38" إذا العجوز غضبت6 فطلق ... ولا تَرَضَّاها ولا تملق7   1 سورة يوسف: من الآية "90". 2 ينظر الهمع: 1/ 51. 3 لفظة "عيشتي" ساقطة من "هـ". 4 هذا صدر بيت من الكامل، وعجزه: ما لاح بالمعزاء ربع سراب والبيت نسبه البغدادي في شرح الشواهد إلى الحصين بن قعقاع بن معيد بن زرارة، مع بيت قبله، نقلا عن ابن الأعرابي في نوادره، والبيت الذي قبله: بكر النعي بخير خندف كلها ... بعتيبة بن الحارث بن شهاب ينظر البيت في: المفصل: 388، وشرحه لابن الحاجب 2/ 359 "273"، وابن يعيش: 10/ 107، وشرح الشافية للجاربردي "مجموعة الشافية" 1/ 312, وشرح الشواهد للبغدادي: 413 "198". والمعزاء بفتح الميم: أرض ذات حجارة صلبة. والشاهد فيه: إثباته الألف في "أنساه" شذوذًا، والقياس: لا أنسه، بحذفه. 5 في "ق": الإنسان. تحريف. 6 لفظة "غضبت" إضافة من "هـ"، إذ هي ساقطة من البيت من الأصل "ق". 7 رجز لرؤبة بن العجاج "ديوانه: 179". ينظر: الخصائص: 1/ 307، والمنصف: 2/ 115، والإنصاف: 16، والمفصل: 388، وشرحه لابن الحاجب: 2/ 460 "274", وشرح الشافية للرضي: 3/ 185 "155"، وشرح الشواهد للبغدادي: 409 "194", والخزانة: 3/ 533 "635". والشاهد فيه: إثبات الألف في "ترضَّاها" مع لا الناهية الجازمة التي تقتضي حذف حرف العلة، وذلك شاذ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 743 حذف الواو والياء لامين ومثل: اغزُنَّ، واغزِنّ، وارمُنّ، وارمِنّ. أصل: اغزُنّ, بضم الزاي: اغزُوُو1؛ فحذفت الضمة من الواو لاستثقال الضمة عليها، فحذفت2 الواو لالتقاء الساكنين، ثم اتصلت به نون التأكيد، فحذفت الواو الثانية لالتقاء الساكنين. ولم تحرك3 الواو مع النون، كما حركت في اخشَوُنّ؛ لوقوع الضمة قبل الواو في: اغزُنّ، بخلاف: اخشَوُنّ. وأصل اغزِنّ, بكسر الزاي: اغزُوِي؛ استثقلت الكسرة على الواو فحذفت الكسرة، ثم حذفت الواو4 أيضا لالتقاء الساكنين، [ثم كسرت الزاي لوقوع الياء بعدها، ثم اتصل به نون التوكيد5، فحذفت الياء لالتقاء الساكنين] 6، ولم تحرك الياء كما حركت في: اخشَيِنّ؛ لوقوع الكسرة قبلها، بخلاف اخشَيِنّ. وأصل ارمُنَّ7, بضم الميم: ارمِيُوا, وأصل ارمِنّ, بكسر الميم: ارمِيِي؛ فأعلا كما ذكرناه في: اغزُنّ، واغزِنّ.   1 في "ق": اغزووا. 2 في الأصل: وحذفت, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 في "ق"، "هـ": يحرك. 4 في الأصل: الكسرة, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 في "ق": التأكيد. 6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 7 ارمن: موضعها بياض في "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 745 [ حذف اللام سماعا ] : قوله: "ونحو: يد ودم ... "1 إلى آخره2. اعلم أن أصل يد: يَدْيٌ3، وأصل دم: دَمَيٌ4، وأصل اسم: سُِمْوٌ5، وأصل ابن: بَنَوٌ6، وأصل [أخ و] 7 أخت: أَخَوٌ8.   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَنَحْوُ: يَدٍ وَدَمٍ وَاسْمٍ وَابْنٍ وَأَخٍ وأخْتٍ ليس بقياس". "الشافية، ص13". 2 إلى آخره: ساقط من "ق". 3 بدليل قولنا: يديْتُ إلى فلان يَدًا، أي: أهديت إليه معروفا. "ينظر الصحاح "يدي": 6/ 2541". 4 بدليل دَمَيَان، قال الشاعر وهو علي بن بدال السلمي: فلو أنا على حجر ذُبحنا ... جرى الدَّمَيَانِ بالخبر اليقين ومن العرب من يقول: دَمَوَانِ، وهو قليل، وهو على هذه اللغة من باب ما حذف منه الواو. "ينظر: شرح اختيارات المفضّل، للتبريزي 762، والممتع 2/ 624". 5 الاسم مشتق من السمو -أي: من سموت- لأنه تنويه ورفعة. واسْمٌ تقديره: افْعٌ، والذاهب منه الواو؛ لأن جمعه أسماء وتصغيره سُمَيّ، واختلف في تقدير أصله فقال بعضهم: فِعْل، وقال بعضهم: فُعْل. وإن نسبت إلى الاسم قلت: سَمَوِيّ، وإن شئت تركته على حاله وقلت: اسْمِيّ. "الصحاح سما: 6/ 2383". 6 ومثله: بنت. والنسب إلى ابن: بَنَوِيّ، وبعضهم يقول: ابْنِيّ. والنسب إلى بنت: بَنَوِيّ كذلك, وكان يونس يقول: بِنْتِيّ, بإثبات التاء. "ينظر الصحاح بنا: 6/ 2287". 7 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ". 8 والنسب إلى الأخ: أخوي, وكذلك إلى الأخت؛ لأننا نقول: أَخَوَانِ, وكان يونس يقول: أُخْتِيّ، وليس بقياس. "ينظر الصحاح "أخا": 6/ 2264". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 746 [ الإبدال ] 1: قوله: "الإبدال2 .... يُعَرَّف بأمثلة اشتقاقه ... "3 إلى آخره4. الإبدال يقع في الأنواع الثلاثة، نحو: أُجُوه، وهَرَاقَ، وأَلَّا فَعَلْتَ5. أي: يعرف الإبدال6 بأمثلة اشتقت مما اشتق منه الكلمة التي فيها الحرف المبدل، كتُراث -للمال الموروث- فإن أمثلة اشتقاقه: وَرِث، ويَرِث، ووارث, ووارثة "151", وموروث.   1 الغرض من هذا الباب بيان الحروف التي تبدل من غيرها إبدالا شائعا بغير إدغام، فإن إبدال الإدغام لا ينظر إليه في هذا الباب؛ لأنه يكون في جميع حروف المعجم إلا الألف، ويراد بالإبدال ما يشمل القلب؛ إذ كل منهما تغيير في الموضع، إلا أن الإبدال إزالة، والقلب إحالة، ومن ثم اختص بحروف العلة والهمزة. "ينظر الممتع: 1/ 319، وشرح الكافية الشافية: 4/ 2077، والأشموني: 3/ 820". 2 لفظة "الإبدال": ساقطة من "ق". 3 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "الإبدال: جعل حرف مكان حرف غيره، ويعرف بأمثلة اشتقاقه كتراث وأجوه، وبقلة استعماله كالثَّعَالي، وبكونه فرعا والحرف زائد كضُوَيْرِب، وبكونه فرعا وهو أصل كمُوَيْه، وبلزوم بناء مجهول نحو: هَرَاق واصطبر وادَّارَك. وحروفه: "أنصت يوم جد طاه زل"، وقول بعضهم: "استنجده يوم طال" وهم في نقص الصاد والزاي؛ لثبوت صراط وزقر, وفي زيادة السين، ولو أورد: اسَّمَع ورد: اذَّكَر واظَّلَم". "الشافية، ص13". 4 إلى آخره: ساقط من "ق". 5 قال الرضي: "الإبدال في اصطلاحهم أعم من قلب الهمزة، ومن قلب الواو والياء والألف، لكنه ذكر قلب الهمزة في تخفيف الهمزة مشروحا، وذكر قلب الواو والياء والألف في الإعلال مبسوطا, فهو يشير في هذا الباب إلى كل واحد منهما جملا، ويذكر فيه إبدال غيرها مفصلا". "شرح الشافية: 3/ 197". 6 في "هـ": اعلم أن الإبدال يعرف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 848 فبهذه1 الأمثلة يعرف أن التاء في "تراث" مبدلة عن الواو2؛ لأنه فرع على ما اشتق منه، والفرع لا بد من أن يوجد فيه حروف الأصل3. وكأُجُوه؛ فإنه جمع وجه وتصرفات الوجه بالواو, نحو: وُجّه، وتَوَجّه، ووجاهة، ووجوه، والتوجيه، والتوجّه؛ فعلم منها أن الهمزة في أجوه بدل من4 الواو. ويعرف الإبدال بقلة استعمال ما ذلك الحرف فيه، بخلاف ما فيه الحرف الآخر، كالثَّعَالي والأَرَاني، فإنهما أقل استعمالا من الثعالب والأرانب. ويعرف الإبدال في الثعالي بأمثلة اشتقاقه "أيضا"5؛ لأنه جمع ثعلب. ويقال6: ثعلبة للأنثى, وثُعْلُبَان للذكر7. ويعرف الإبدال أيضا بكون الكلمة فرعا لكلمة أخرى والحرف زائد في الأصل؛ فالحرف الذي بإزاء الزائد في الفرع بدل عن الزائد كضُوَيْرِب في تصغير ضارب، [فإنه فرع ضارب] 8. والألف زائدة في الأصل؛ فالواو التي هي بإزاء الألف بدل من9 الألف التي في ضارب.   1 في الأصل, "ق": فهذه, وما أثبتناه من "هـ". 2 ينظر كتاب الإبدال، لابن السكيت: 139. 3 في الأصل, "ق": زيادة لفظة "أصلية" بعد "الأصل"، ولا أراها مناسبة. 4 في "هـ": عن. 5 لفظة "أيضا" إضافة من "هـ". 6 قاله السائي، حكاه عنه الجوهري في صحاحه "ثعلب" 1/ 93. 7 في "ق": للذكور، وفي "هـ": للمذكر. 8 العبارة التي بين المعقوفتين مكررة في "هـ". 9 في "هـ": عن. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 849 وهو منقوض بعَلْقَيَان؛ لأن علقيان فرع على الواحد الذي عَلْقَى، و1 ياؤه زائدة، وليست بدلا عن الألف في عَلْقَى2، بل الألف بدل عن الياء. وفيه نظر [لأنا لا نسلم أن الياء في علقيان هي الياء التي أبدل ألف علقى عنها, بدليل حُبْلَيان في حُبْلَى] 3. ويعرف الإبدال أيضا بكون ما فيه الحرف فرعا لكلمة أخرى، والحرف أصل في الفرع، فالحرف الذي في الأصل بإزاء ذلك الحرف بدل عن ذلك الحرف، كمُوَيه، فإنه فرع ماء؛ لأنه تصغيره, فلما كان مُوَيْه تصغير ماء، والهاء أصل في مويه، والهمزة في ماء بإزاء هاء في مويه، اعلم أن الهمزة في ماء بدل من الهاء, وأن4 أصله: مَوَه؛ لأن التصغير يرد الأشياء إلى أصولها، فقلبت الواو ألفا والهاء همزة. فإن قيل: هذا منقوض [بأوائل] 5؛ لأن6 نحو "أوائل" فرع "الأول"، والهمزة في أوائل غير زائدة، مع أنه ليس ما في الواحد بدلا منها، بل هي بدل مما في الواحد.   1 الواو ساقطة من "هـ". 2 علقى: نبت. قيل: يكون واحدا وجمعا, وألفه للتأنيث فلا ينون. قال العجاج يصف ثورا: "فحط في عَلْقَى وفي مكُور" "ينظر الصحاح "علق": 4/ 1532". 3 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ", وموضعه في الأصل "ق": "وكذا في المتن". 4 في الأصل: فإن, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 بأوائل: إضافة من "ق". 6 في الأصل, "هـ": بأن, وما أثبتناه من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 850 قلنا: لا يتوجه هذا النقض؛ لأنه لا يلزم من كون الهمزة غير زائدة1 في الفرع أن تكون أصلية؛ [لجواز أن تكون بدلا] 2 في الفرع. ويعرف [الإبدال أيضا] 3 بلزوم بناء مجهول في كلامهم4 إن لم يحكم بالإبدال، نحو: هراق, فإن لم يكن الهاء5 في6 هراق بدلا من7 الهمزة في أراق لكان هراق على وزن هَفْعَل، فإن الراء والقاف حروف أصلية، والألف بدلا من8 العين، وحينئذ لو لم تكن الهاء9 بدلا من10 الهمزة لوجب الإتيان بالهاء في وزن هراق، فوزنه حينئذ هَفْعَل، وهو بناء مجهول في كلامهم. ونحو "اصطبر" فإن لم نحكم بأن الطاء بدل من التاء لكان وزنه "افطعل" وهو بناء مجهول في كلامهم11. فلهذا حكمنا بأن الطاء   1 زائدة: مطموسة في "هـ". 2 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". 3 ما بين المعقوفتين مطموس في "هـ". 4 في "هـ": الكلام. 5 في الأصل: الفاء, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 6 لفظة "في": ساقطة من "ق". 7 في "هـ": عن. 8 في "هـ": عن. 9 في الأصل: الفاء, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 10 في "هـ": عن. 11 وللرضي رأي آخر غير هذا، يعترض على المصنف ههنا ويرى أن اضْطَرب على وزن افْطَعَل، وفَحَصْط، وزنه فَعَلْط، وهراق وزنه هفعل، وفُقَيْمِح وزنه فُعَيْلِج، وأنه يعبر عن كل الزائد المبدل منه في هذه المواضع بالبدل، لا بالمبدل منه. "ينظر شرح الشافية 10/ 18". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 851 بدل من التاء حتى يكون وزنه افتعل، وهو موجود في كلامهم. ونحو "ادّارك"، فإنا لو لم1 نحكم بأن الدال الأولى بدل من2 التاء لكان وزنه افْدَاعَل، وهو بناء مجهول في كلامهم؛ فلهذا قلنا: الدال الأولى بدل من التاء، حتى يكون وزنه: تفاعل3، فأبدلت التاء دالا وأسكنت الدال الأولى وأدغمت4 "125" في الدال الثانية, ثم أُتي بهمزة الوصل لئلا يلزم الابتداء بالساكن.   1 لفظة "لم" إضافة من "ق"، "هـ". 2 في "هـ": عن. 3 في "هـ": اتفاعل. 4 وأدغمت: ساقطة من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 852 [ حروف الإبدال ] : وحروف الإبدال عنده هي1 الهمزة، والنون, والصاد، والتاء, والياء، والواو، والميم، والجيم، والدال، والطاء، والألف، والهاء، والزاي، واللام, ويجمعها: "أنصت يوم جد طاه زل". وقال بعضهم, منهم صاحب المفصل: يجمع حروف الإبدال قولهم: "استنجده2 يوم طال" ولم يذكر الصاد والزاي, [وزاد السين] 3. وهذا وهم منه4 في نقصان الصاد والزاي5؛ لأن كل   1 في النسخ الثلاث: هذه, والصحيح ما أثبتناه. 2 في الأصل, "ق": استنجد، والصحيح ما أثبتناه من "هـ". 3 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ". 4 أي: من صاحب المفصل. 5 بل هو وهم من ابن الحاجب ومن تابعه، كركن الدين والرضي والأشموني، فابن الحاجب يذكر في الشافية وفي شرح المفصل أن الزمخشري أسقط الصاد والزاي, وأن حروف الإبدال يجمعها عنده: "استنجده يوم طال" وتابعه ركن الدين والرضي والأشموني. والحق أن الزمخشري لم يسقطهما، فهو يقول في المفصل "ص360": "وحروفه حروف الزيادة والطاء والدال والجيم والصاد والزاي, ويجمعها قولك: "استنجده يوم صال زط"". فالزمخشري أضاف السين وعدّها من حروف الإبدال، لكنه لم يسقط الصاد والزاي كما ذكر ابن الحاجب ومن تابعه. وللوقوف على ما قاله ابن الحاجب والرضي والأشموني في نسبة ذلك للزمخشري, ينظر الإيضاح: 2/ 392، وشرح الشافية 3/ 199، والأشموني: 3/ 823. والذي أسقط الزاي دون زيادة السين هو ابن عصفور الإشبيلي المتوفى "ت 669هـ" حيث يرى أن حروف الإبدال الشائعة يجمعها قولنا: "أجد طويت منهلا". "ينظر الممتع 1/ 319". ويذكر ابن مالك في التسهيل "ص: 300" أن حروف الإبدال الشائعة في غير إدغام يجمعها قولك: "لجد صرف شكس آمن طي ثوب عزته" وأن الضروري في التصريف = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 853 واحد1 منهما يبدل2 من السين في سراط3 وسقر؛ لثبوت صراط4 وزقر5. وكذلك في زيادة السين، فإنه ليس من حروف الإبدال.   = هجاء: "طويت دائما". ولكنه يقول في شرح الكافية الشافية "4/ 2077": "حروف الإبدال المبوب عليها في كتب التصريف هي الحروف التي تبدل من غيرها لغير إدغام, والتي لا بد من ذكرها, وهي هذه التسعة أي: هادأت مطوي, وما سواها مما ذكره الزمخشري وغيره مستغنى عنه كاللام والنون والجيم والسين. وربما كان غير هذه مجاورة حرف الاستعلاء مطردا على لغة, فذكرها أولى من ذكر السين، إذ ليس للسين موضع يطرد إبدالها فيه. وكذلك اللام والنون إبدالهما من غيرهما إنما هو بالنقل في كَلِم محفوظة، كقولهم في: "أُصَيْلان: أُصَيْلال". 1 في "ق": واحدة. 2 في "هـ": بدل. 3 جاء في اللسان: والسراط: السبيل الواضح، والصراط لغة في السراط، والصاد أعلى لمكان المضارعة، وإن كانت السين هي الأصل. "سرط: 3/ 1993". 4 وأبدلت الزاي من السين كذلك، فقيل: زراط. "المصدر السابق "زرط": 3/ 1826". وقرأ قنبل من طريق ابن مجاهد، وكذا رويس بالسين في {الصِّرَاطَ} في قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6] ، ووافقهما ابن محيصن. ويقرأ خلف عن حمزة بإشمام الصاد الزاي في كل القرآن، ومعناه: مزج الصاد بالزاي، وهي لغة قيس، ووافقه المطوعي، والباقون بالصاد وهي لغة قريش. "ينظر الإتحاف: 123". وقال الأخفش: "الصراط فيه لغتان: السين والصاد، إلا أنا نختار الصاد؛ لأن كتابتها على ذلك في جميع القرآن". معاني القرآن: 16. 5 في اللسان: "السقر: من جوارح الطير, معروف، لغة في الصقر والزقر: الصقر، مضارعه؛ وذلك لأن كلبا تقلب السين مع القاف خاصة زايًا، ويقولون في {مَسَّ سَقَرَ} : مس زَقَر، وشاة زَفْعَاء، في: سَفْعَاء" "سقر: 3/ 2036". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 854 فإذا ورد إبدال1 السين من التاء في "اسَّمع"؛ لأن أصله: استمع، فأبدلت السين عن2 التاء وأدغمت السين في السين، فصار "اسّمع"، ورد حينئذ أن تكون الذال والظاء من حروف الإبدال، لمجيء: اذّكر واظّلم؛ أصلهما: اذْتَكَر واظْتَلَم؛ فأبدلت الذال من التاء3، والظاء4 من التاء، وأدغمت الذال في الذال، والظاء في الظاء, فصارا: اذّكر، واظّلم. لكن الذال والظاء ليستا5 من حروف الإبدال، فلم تكن السين أيضا من حروف الإبدال. ويعلم مما ذكرناه أن المراد بحروف الإبدال حروف تبدل لا للإدغام؛ لأنه لو لم يكن المراد ذلك لكان جميع الحروف غير الصاد والشين والفاء والزاي حروف الإبدال؛ لأن غيرها تبدل للإدغام، لكن لا يسمى جميع الحروف التي هي غيرها حروف الإبدال6.   1 في "هـ": يدل. 2 في "هـ": من. 3 في "ق": الذال. 4 "والظاء": ساقطة من "ق". 5 في "ق"، "هـ": ليسا. 6 ينظر الممتع: 1/ 319، والأشموني: 3/ 820. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 855 [ مواطن إبدال الهمزة ] : قوله: "فالهمزة [تُبدل1 من حروف اللين والعين والهاء ... "2. اعلم أن أحد حروف الإبدال الهمزة] 3، وهي تبدل من حروف اللين ومن العين ومن الهاء.   1 لفظة "تبدل" ساقطة من "ق". 2 عبارة المصنف بتمامها: "فالهمزة تبدل من حروف اللين وَالْعَيْنِ وَالْهَاءِ، فَمِنَ اللِّينِ إعْلاَلٌ لاَزِمٌ فِي نحو: كساء ورداء وقائل وبائع وأواصل, وجائز في: أجوه وأوري. وأما نحو: دأبة وشأبة والعألم وبأز وشئمة ومؤقد فشاذ, وأُباب -بحر- أشذ, وما شاذ". "الشافية، ص14". 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 856 [ إبدال الهمزة من حروف اللين ] : أما إبدالها من حروف اللين فواجب1، نحو2: كساء ورداء وقائل وبائع وأواصل. أصلها: كساوٌ، ورداي، وقاول، وبايع، ووَوَاصل، أبدلت الهمزة عنها وجوبا3، لما مر، وجائز4 في نحو: أجوه وأوري. أصلهما: وجوه ووري؛ أبدلت الهمزة من الواو جوازا، لما مر. وأما إبدال الهمزة من الألف في "دأبّة" و"شأبّة"5 و"العألم"6   1 في "هـ": فلازم، وفي "ق": فجائز. 2 زادت في الأصل "ق" لفظة "في" قبل "نحو", والأصح حذفها كما في "هـ". 3 في "هـ": وجبا. 4 في الأصل: وجوازا, والمناسب للسياق ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 حكي ذلك عن أبي زيد في كتابه الهمز. ينظر الممتع: 1/ 320، وشرح شواهد الشافية 168. 6 همز العجاج "العالم" في قوله: فخندف هامة هذا العألم ينظر ديوانه ص58، 60، وسر الصناعة: 1/ 101، وشرح الشافية 3/ 205، وشرح شواهدها: 428. وقيل: إن العجاج همز "العالم" ضرورة ليجنب البيت السناد، حيث إن ألف "عالم" تأسيس لا يجوز معها إلا مثلها، فلما قال: اسلمي همز "العالم"؛ ليجري القافية على منهاج واحد في عدم التأسيس. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 856 وبأز1، وعن الياء في "شئمة"2, وعن الواو في "مؤقد" فشاذ ضعيف؛ لأنه يزيد ثقلا3.   1 حكاه اللحياني عن العرب، وأصله واو، بدليل: أبواز. "ينظر الشافية، للرضي: 3/ 205". 2 الشئمة: الخلق والطبيعة، وأصله: الشيمة بالياء، فهمز. "ينظر اللسان شيم: 4/ 2379". 3 يزيد ثقلا: مطموس في "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 857 [ إبدال الهمزة عن العين ] : وأما إبدال الهمزة عن العين فهو أشذ، نحو: أُباب البحر1، أي: عُباب البحر، وهو معظم الماء؛ لكون هذا الإبدال في غاية القلة2.   1 ينظر سر الصناعة: 1/ 121، وفيه يرى ابن جني أن الأرجح أن تكون الهمزة في "أباب البحر" أصلًا. 2 سمع قول الراجز: أباب بحر ضاحك زهوك ينظر سر الصناعة 1/ 121، والمفصل 363، وشرح الشافية 3/ 207، وشرح شواهدها 432-436، واللسان أبد: 1/ 4. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 857 [ إبدال الهمزة عن الهاء ] : وأما إبدال الهمزة عن الهاء فشاذ؛ لقلة هذا الإبدال، لكنه لازم في ماء. أصله: ماه، بدليل التصغير على مويه، وعدم استعمال ماه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 857 [ مواطن إبدال الألف ] : والألف تبدل عن1 أختيها، أي: من الواو والياء والهمزة والهاء. أما إبدال الألف عن أختيها فلازم في2 نحو: قال وباع، ونحو: آل على رأي، فإن أصله عند الكسائي أول؛ لأن تصغيره عند بعضهم "أويل"3، قلبت الواو ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار: آل. [وإنما قال: "على رأي"؛ لأن الألف فيه مبدلة عن الهاء عند البصريين] 4. وآل الرجل: أهله وعياله5. وضعيف في ياجل6، من يَيْجَل7؛ لعدم موجب القلب. وشاذ مع لزومه في نحو: طائي، لما مر.   1 في "ق"، "هـ": من. 2 لفظة "في": ساقطة من "هـ". 3 في اللسان "أول" 1/ 174: "وروى الفراء عن الكسائي في تصغير آل: أويل". 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 5 الصحاح أول: 4/ 1627. وفي اللسان "أهل" 1/ 164: "وآل الرجل: أهله، وآل الله وآل رسوله: أولياؤه أصلها أهل، ثم أبدلت الهاء همزة فصارت في التقدير: أأل، فلما توالت الهمزتان أبدلوا الثانية ألفا كما قالوا: آدم وآخر، وفي الفعل: آمن وآزر، فإن قيل: ولِمَ زعمت أنهم قلبوا الهاء همزة ثم قلبوها فيما بعد، وما أنكرت من أن يكونوا قلبوا الهاء ألفا في أول الحال؟ فالجواب أن الهاء لم تقلب ألفا في غير هذا الموضع فيقاس هذا عليه, فعلى هذا أبدلت الهمزة ألفا. 6 في "هـ": يا رجل. تصحيف. 7 ينظر الكتاب: 4/ 238. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 858 "وأما"1 إبدال الألف من2 الهمزة ففي "راس" كما تقدم في تخفيف الهمزة. وأما إبدال الألف من3 الهاء ففي "آل" على رأي، وهو رأي البصريين؛ فإن أصله عندهم "أهل", فأبدلت الألف4 من الهاء5.   1 وأما: إضافة من "ق"، "هـ". 2 في "هـ": عن. 3 في "هـ": عن. 4 في "هـ": الهمزة. 5 ينظر الحاشية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 859 [ مواطن إبدال الياء ] : قوله1: "والياء من أختيها .... 2 إلى آخره"3. أي: وتبدل الياء من أختيها -أعني: الواو والألف-4 ومن الهمزة، ومن أحد حرفي5 المضاعف، ومن النون والعين "153" والباء والسين والتاء. أما إبدالها من أختيها فيكون6 لازما في نحو: مِيقات، وغازٍ، وقِيام, وحِياض. أصلها: مِوْقات، وغازِو، وقِوَام، وحِوَاض، فأبدلت الياء من الواو لانكسار ما قبلها إبدالا لازما، وقد مر ذلك. ويكون شاذا في: حبلى، وصُيَّم, وصِبْيَة، ويَيْجَل؛ فإن إبدال الياء عن ألف حبلى شاذ ضعيف. وكذلك إبدال الياء عن الواو في صيم، جمع صائم، من: صام يصوم، وفي ييجل، أصله: يَوْجَل,   1 قوله: موضعها بياض في "هـ". 2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "والياء من أختيها، وَمِنْ الْهَمْزَةِ، وَمِنْ أَحَدِ حَرْفِي الْمُضَاعَفِ، وَالنُّونِ، وَالْعَيْنِ، وَالْبَاءِ، وَالسِّينِ، وَالثَّاءِ. فَمِنْ أُخْتَيْهَا لاَزِمٌ فِي نَحْوِ: مِيقَّاتٍ وغازٍ وَأَدْل وَقِيَامٍ وَحِيَاضٍ ومفاتيح ومفيتيح ودتم وَسَيِّد، وَشَاذٌّ فِي نَحْوِ: حُبْلَى وَصُيَّم وَصِبْيَةٍ وَيَيْجَلُ، وَمِنَ الْهَمْزَةِ فِي نَحْوِ: ذِيبٍ، وَمِنَ الباقي مسموع كثير في نحو: أمليت وقصيت, وَفِي نَحْوِ: أَنَاسِيَّ، وَأَمَّا الضَّفَادِي وَالثّعَالِي وَالسَّادِي والثالي فضعيف". "الشافية، ص14". 3 إلى آخره: ساقط من "ق". 4 ما بين الشرطتين إضافة من "هـ". 5 في الأصل, "ق": حروف, وما أثبتناه من "هـ". 6 في "ق": ليكون. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 860 وفي صبية، جمع صَبِيّ، من: صبا يصبو, شاذ1؛ لعدم موجب الإبدال، لكنه لازم2. وأما إبدال الياء من3 الهمزة ففي4 نحو: ذيب؛ لكونها ساكنة بعد كسرة, وقد مر في تخفيف الهمزة. وأما إبدال الياء عن الإدغام, فمسموع كثير في نحو: أمليت، وقصيت, أصلهما: أمللت5، وقصصت. وأما [إبدال الياء] 6 من النون ففي نحو: أناسيّ، أصله: أناسين؛ لأنه جمع إنسان، فأبدلت من النون وأدغمت الياء في الياء. وأما إبدال الياء من العين ففي نحو: الضفادي، في: الضفادع, ومن الباء، في نحو7: الثعالي في الثعالب8, ومن السين، في نحو: السادي في: السادس، ومن الثاء في9 نحو: الثالي في: الثالث, فشاذ ضعيف.   1 في الأصل: شاذا, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 2 في "هـ": لازما. 3 في "هـ": عن. 4 في "هـ": في. 5 لفظة "أمللت" ساقطة من "ق". 6 في "هـ": إبداله. 7 لفظة "نحو" ساقطة من "ق". 8 في "هـ": ثعالب. 9 لفظة "نحو": إضافة من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 861 [ مواطن إبدال الواو ] : قوله1: "والواو من أختيها .... 2 إلى آخره"3. أي: وتبدل الواو من أختيها، أعني4: الياء والألف، ومن الهمزة. أما إبدال الواو من أختيها فلازم وشاذ ضعيف. أما اللازم، ففي5: ضوارب، وضويرب؛ لأن ضوارب جمع ضاربة، وضويرب تصغير ضارب، فالواو فيهما بدل من6 ألف ضارب، لازم. وفي نحو: رحوي وعصوي7, فإنه أبدلت الواو فيهما من ألف رحى وعصا إبدالا لازما لوجوب الإبدال في النسبة؛ لوجوب كسر ما قبل ياء النسبة, وكان إبدال الواو منهما أولى لئلا يجتمع ثلاث ياءات. وفي نحو: موقن، وطُوبى، وبوطر، وبَقْوَى؛ فإنه أبدلت الواو فيها من الياء إبدالا واجبا.   1 قوله: موضعها بياض في "هـ". 2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "والواو تبدل مِنْ أُخْتَيْهَا، وَمِنَ الْهَمْزَةِ. فَمنْ أُخْتَيْهَا لاَزِمٌ في: ضوارب وضويرب ورجوي وعصوي وموقن وطوبى وبوطر وبقرى، وشَاذّ ضَعيفٌ فِي: هَذَا أَمْرٌ مَمْضُوّ عَلَيْهِ، وَنَهُوٌّ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَجِبَاوَةٍ. وَمِنَ الْهَمْزِ فِي نحو: جُونَة وجُون". "الشافية، ص14". 3 إلى آخره: ساقط من "ق". 4 لفظة "أعني" ساقطة من "هـ". 5 لفظة "نحو" ساقطة من "ق". 6 في "هـ": عن. 7 في "هـ": عدي. تصحيف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 862 أما إبدالها من1 الياء فلأن الموقن من اليقين، وطوبى من الطيب، وبوطر من البَيْطَرة، وبَقْوَى من بقي. وأما إبدالها [منها] 2 بالوجوب، فلِمَا مر. وأما الشاذ الضعيف ففي قولهم: هذا أمر مَمْضُوّ عليه، وهذا أمر نهوّ عن المنكر؛ وفي جباوة؛ لأن الممضو عليه من: مضيت عليه؛ فأصله: مَمْضِيّ عليه، وأن نهوًّا عن المنكر من نهى ينهى، على وزن: فعول, وأصله3: نهيٌّ، وأن4 جباوة أصلها5: جباية، من: جبا يجبي؛ أبدلت الواو من الياء في هذه الصورة إبدالا6 شاذا ضعيفا. اعلم أن في كون واو7 الممضو بدلا من الياء نظرا؛ لأنه يقال: مضيت على الأمر مُضِيًّا, ومضوت على الأمر مَضُوًّا ومُضُوًّا8. وكذا في كون الواو بدلا في جباوة من الياء في جباية نظر9؛ لأن جباوة وجباية لغتان؛ يقال: جبا الماء في الأرض جبوا وجبيا،   1 في "هـ": عن. 2 منها: إضافة من "ق"، "هـ". 3 في "هـ": وقياسه. 4 في "هـ": "وفي" بدل "وأن". 5 لفظة "أصلها" ساقطة من "هـ". 6 في "هـ": وإبدالها. 7 في "هـ": الواو. 8 ذكره ابن منظور في اللسان "مضى": 6/ 4222. 9 لفظة "نظر" ساقطة من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 863 وجبا الخراج جباوة وجباية1. وكما أن الواو في: جبوا ليس بدلا من الياء في: جبيا, كذلك الواو في جباوة ليست بدلا من الياء في جباية. وأما إبدال الواو من الهمزة ففي نحو2: جونة وجون؛ أصلهما3: جؤنة [وجؤن] 4 بالهمزة، فأبدلت الواو منها5 "154". وقيل: المثال غلط؛ لأن تركيب جأن مهمل في الكلام, وحينئذ لا يعلم أن أصل عين6 جونة الهمزة. ولا دليل على جواز همز7 عينها سوى قول صاحب الصحاح: [والجونة -بالضم- مصدر الجَوْن من الخيل8. ثم قال] 9: والجونة أيضا جونة العطار، وربما همز10، 11.   1 ينظر اللسان "جبى": 1/ 541. 2 لفظة "نحو" ساقطة من "ق". 3 في النسخ الثلاث: أصلها, والمناسب للمعنى ما أثبتناه. 4 وجؤن: إضافة من المحقق. 5 ينظر الممتع: 1/ 362. 6 لفظة "عين" ساقطة من "ق". 7 في "هـ": همزة. 8 الصحاح "جون" 5/ 2096. 9 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 10 الصحاح جون: 5/ 2096, وفي الأصل "ق": همزت, وما أثبتناه من "هـ" يوافق ما في الصحاح. 11 وذكر ابن منظور الجُؤْنَة تحت مادة "جأن"، وقال: "الجؤنة: سلة مستديرة مغشَّاة أدما, يجعل فيها الطِّيب والثياب". "اللسان "جأن": 1/ 530". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 864 وقول صاحب الصحاح: "وربما همز"1 ظاهر في إرادة عكس ما ذكر2 المصنف؛ لأنه جعله معتلا في الأصل والهمزة فيه بدلا3 من4 الواو. والمثال5 المطابق: جُؤْوَة وجُؤًى، من جَئِيَ الفرس جُؤْوَة، وهي حُمرة في سواد6. وتجمع الجؤوة على جؤى، على حد: غُرْفَة وغُرَف. وإذا7 خفف همزته8 قيل9: جُوَّة، وجُوًى.   1 في "ق": همزة. 2 في "هـ": ما ذكره. 3 في "هـ": بدل. 4 في "هـ": عن. 5 في "ق": مثال. 6 ينظر الصحاح "جأى": 6/ 2297. 7 في "هـ": فإذا. 8 في الأصل, "ق": همزة, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 9 لفظة "قبل" ساقطة من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 865 [ مواطن إبدال الميم ] : قوله: "والميم من الواو [واللام] 1 ... "2 إلى آخره3. أي: وتبدل الميم من الواو واللام والنون والباء. أما إبدالها من الواو فلازم في "فم" وحده [إذا لم يضف] 4 لئلا يلزم اسم معرب على حرف واحد، على ما مر في النحو. وإبدالها من لام التعريف ضعيف5، وهي لغة طائية، كقوله6 -عليه الصلاة والسلام-7: "ليس من امبر امصيام في امسفر"8.   1 واللام: إضافة من "ق"، "هـ". 2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالْمِيمُ مِنَ الْوَاوِ وَاللاَّمِ وَالنُّونِ وَالْبَاءِ، فَمِنَ الْوَاوِ لاَزِمٌ فِي فَمٍ وَحْدَهُ وضَعِيفٌ فِي لام التعريف، وهي لغة طائية، ومن النون لازم في عَنْبَرِ وشَنْبَاءَ, وَضَعِيفٌ فِي الْبَنَامِ وَطَامَهُ اللهُ على الخير، ومن الباء في: بنات مَخْر, وما زلت راتما, ومن كثم". "الشافية، ص14". 3 إلى آخره: ساقط من "ق". 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 5 في "هـ": فضعيف. 6 في "ق": لقوله. 7 ما بين الشرطتين إضافة من "هـ". 8 في البخاري, 9/ 116, 117، كتاب الصوم: "حدثنا آدم، حدثنا شعبة، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الأنصاري قال: سمعت محمد بن عمرو بن الحسين بن علي بن جابر بن علي بن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهم- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فرأى زحاما ورجلا قد ظُلِّل عليه، فقال: $"ما هذا؟ " فقالوا: صائم، فقال: $"ليس من البر الصوم في السفر". ا. هـ. وينظر في الحديث كذلك: صحيح مسلم 4/ 229، وسنن أبي داود صوم: 2/ 1317, والترمذي صوم: 3/ 81، والنسائي 4/ 175, 176، وابن ماجه: 1/ 532، والدارمي: 2/ 9. ورواية: "ليس من امبر امصيام في امسفر" موجودة في مسند الإمام أحمد 5/ 434. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 866 ولقائل أن يمنع كونها بدلا من اللام؛ لجواز أن تكون مرادفة لها, فيكون التعريف بالاستقلال1، لا لكونها بدلا من اللام. وأما إبدالها من النون فلازم في: عَمْبَر وشَمْبَاء -من الشنب- يقال: شَنِبَ2 الثغر شَنَبًا، إذا رقت أسنانه3 وجرى الماء عليها4, والوصف منه أشنب, والأنثى منه5: شَنْبَاء6. وكذا كل نون وقعت ساكنة قبل الباء. وكذا لو كانت من كلمتين نحو7: رجلٌ باع؛ لأن التنوين نون ساكنة, وإبدال الميم من النون ضعيف في قولهم: البنام، في: البنان8 وهي أطراف الأصابع، جمع: البنانة9. وطامه10 الله على الخير   1 في "هـ": باستعمال. 2 لفظة "شنب" مطموسة في "هـ". 3 في "هـ": الإنسان. 4 ينظر اللسان "شنب": 4/ 2336. 5 منه: ساقطة من "هـ". 6 وقال الجوهري: "الشنب: حدة في الأسنان، ويقال: برد وعذوبة, وامرأة شنباء, بينة الشنب. قال الجرمي: سمعت الأصمعي يقول: الشنب: برد الفم والأسنان, فقلت: إن أصحابنا يقولون: هو حدتها حين تطلع، فيراد بذلك حداثتها وطراءتها؛ لأنها إذا أتت عليها السنون احتكت. فقال: ما هو إلا بردها". "الصحاح "شنب": 1/ 158". 7 في الأصل: "في نحو", والأنسب حذف "في" كما في "ق"، "هـ". 8 ينظر الممتع: 1/ 392، وشرح الشافية للرضي: 3/ 216. 9 ينظر الصحاح "بنن": 5/ 2081. 10 ينظر المفصل: 367، والممتع: 1/ 394, وشرح الشافية 3/ 217. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 867 في: طانه الله على الخير، أي1: جبله2 على الخير، من الطين3. وكذا إبدالها من الباء ضعيف في قولهم4: بنات مخر، في: بنات5 بخر6، يقال للسحاب يأتين قُبُلَ الصيف منتصبات: بنات بَخْر ومَخْر7، والباء هي الأصل لأنه من البخار. ويقال لهذا السحاب: بنات بحر ومحر, بالحاء المهملة أيضا8. وفي قولهم9: ما زلت راتما، أي: راتبا؛ من: رتب الرجل وغيره رَتْبا ورُتُوبا، فهو راتب، وراتم: إذا انتصب قائما10. ونحو: كَثَم11 في: كَثَب، وهو القُرْب12.   1 لفظة "أي" ساقطة من "هـ". 2 في "هـ": جبل. 3 ينظر الصحاح "طين": 6/ 2159. 4 ينظر الإبدال لأبي الطيب: 1/ 41، والممتع: 2/ 392، وشرح الشافية: 3/ 217. 5 لفظة "بنات" ساقطة من "هـ". 6 وعلى الإبدال جاء قول طرفة: كبَنَات المَخْر يمأذن كما ... أنبت الصيف عساليج الخضر "ديوانه: 74، والممتع: 1/ 392". 7 الصحاح "بخر": 2/ 86. 8 ينظر الصحاح "بحر": 2/ 585. 9 حكاه أبو عمرو الشيباني عن العرب. ينظر الممتع: 1/ 393. 10 ينظر الصحاح "رتب": 1/ 133. 11 ينظر الإبدال، لأبي الطيب: 1/ 49، والممتع: 1/ 393. 12 ينظر الصحاح "كثب": 1/ 209. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 868 [ مواطن إبدال النون ] : قوله: "والنون من الواو واللام شاذ ... "1 إلى آخره2. أي: وإبدال النون من الواو شاذ في صنعاني، وبهراني؛ لأن أصلهما: صنعاوي، وبهراوي؛ لأنهما منسوبان إلى: صنعاء، وهي قصبة اليمن3، وبهراء، وهي قبيلة من اليمن4. وقياس النسبة إليهما: صنعاوي وبهراوي. وكذلك5 إبدال النون من اللام ضعيف في "لَعَنَّ", أصله: "لَعَلَّ"6.   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "والنون من الواو واللام شاذ في نحو: صنعاني وبهراني، وضعيف في: لَعَنَّ" "الشافية، ص14". 2 إلى آخره: ساقط من "هـ". 3 معجم البلدان: 5/ 386, 387. 4 ينظر اللسان: 1/ 371. 5 في "ق"، "هـ": وكذا. 6 وقيل: هما أصلان؛ لأن الحرف قليل التصرف. "ينظر: شرح الشافية، للرضي: 3/ 219". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 869 [ مواطن إبدال التاء ] : قوله1: "والتاء من الواو .... "2 إلى آخره3. أي: وتبدل التاء من الواو والياء والسين والباء والصاد. أما4 إبدالها من الواو والياء فلازم في نحو5: اتَّعد، واتَّسر؛ لأن أصلهما: اوْتَعد وايْتَسر؛ قلبت الواو والياء تاء وأدغمت التاء في التاء، فصارا: اتعد، واتسر6، كما مر7. وشاذ في أَتْلَجه8، أي: أولجه -من الولوج- فأبدلت9 التاء من الواو إبدالا شاذا. وأما إبدالها من السين، ففي طسْت10 وحده، أصله "155": طسّ لأن جمعه طسوس، فأبدلت التاء من السين الأخيرة. فإن قيل: يجمع أيضا على "طُسُوت" فلِمَ حكمتم بأن السين أصل,   1 قوله: موضعها بياض في "هـ". 2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالتَّاءُ مِنَ الْوَاوِ وَالْيَاءِ وَالسِّين وَالْبَاءِ والصَّادِ، فَمِنَ الْوَاوِ والْيَاءِ لاَزِمٌ فِي نَحْوِ: اتَّعَدَ وَاتَّسَرَ عَلَى الأَفْصَحِ، وشَاذّ فِي نَحْوِ: أَتْلَجَهُ، وَفِي طَسْتِ وَحْدَهُ, وَفِي الذَّعَالِت ولِصْت ضَعِيفٌ". "الشافية: ص14". 3 إلى آخره: ساقط من "ق". 4 في "ق": وأما. 5 لفظة "نحو" ساقطة من "هـ". 6 في "هـ": ايتسر, لعله سهو من الناسخ. 7 كما مر: ساقط من "هـ". 8 ينظر المفصل: 367، والممتع: 1/ 384. 9 في الأصل, "ق": فإبدال, وما أثبتناه من "هـ". 10 ينظر المفصل: 368، والممتع: 1/ 389. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 870 والتاء بدل من غير عكس؟ قلنا: لِمَا تقدم من أن ليست من حروف الإبدال، مع أنه لم يثبت إبدال السين من التاء، بخلاف عكسه. وأما إبدالها من الباء ففي الذَّعَالِت1 من الذعالب، جمع الذِّعلبة وهي النعامة2. ويقال أيضا للناقة السريعة السير: ذعلبة3؛ تشبيهًا بالنعامة في سرعتها4. وقيل: الذعالب: أخلاق من الثياب، جمع ذُعْلُوب5. [وفي الصحاح6: "أنها قِطَع الخِرَق", أصلها: ذعاليب. إذا قلنا: إنها جمع ذعلوب] 7 حذف الياء منها. ويقال للجمل: ذعلب؛ تشبيهًا بالنعامة في سرعتها8. وإنما قضي بأصالة الباء في ذعالب دون التاء؛ لأن الباء لا تكون بدلا، ولأنها أكثر استعمالا. ومن الصاد في لِصْت9 -من لِصّ- ضعيف.   1 ينظر المفصل: 368. 2 ينظر اللسان "ذلب": 3/ 1504. 3 في "هـ": ذعلبة. 4 ينظر الصحاح "ذعلب": 1/ 127, 128، واللسان "ذعلب" 3/ 1503, 1504. 5 ينظر اللسان "ذعلب": 3/ 1504. 6 ذعلب: 1/ 128، وحكى الجوهري عن أبي عمرو أن أطراف الثياب يقال لها: الذعاليب. "ينظر المصدر السابق". 7 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 8 ينظر اللسان "ذعلب": 3/ 1504. 9 ينظر المفصل: 368. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 871 [ مواطن إبدال الهاء ] : قوله: "والهاء من الهمزة والألف والياء .... "1 إلى آخره2. أي: وتبدل الهاء من الهمزة والألف والياء والتاء. أما إبدالها من الهمزة ففي: هَرَقْتُ الماء3، وهَرَحْتُ الدابة4، وهِيَّاك5، ولِهَنّك فاعل، وفي: هِنْ فعلتَ فعلتُ6, من: أرقتُ, وأرحتُ، وإياك، ولأنك: أبدلت الهاء من الهمزة لكراهتهم بقاء صورة إن مع لام الابتداء؛ لأن لام الابتداء لا تجامع إن، كما مر في النحو. [وهو في لهنك7 ضعيف.   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالْهَاءُ مِنَ الْهَمْزَةِ وَالأَلِفِ وَالْيَاءِ وَالتَّاءِ. فَمِنَ الهمزة فمسموع فِي: هَرَقْتُ وَهَرَحْتُ وَهِيَّاكَ وَلَهِنَّكَ، وَهِنْ فَعَلْتَ، في طيئ، وهَذَا الَّذِي فِي: أذَا الَّذِي. وَمِنَ الأَلِفِ شَاذٌّ في أَنَه وحيهلَه وَفِي مَهْ مستفسرا، وفي يا هناه عَلَى رَأي, وَمِنَ الْيَاءِ فِي هَذِهْ، وَمِنَ التاء في باب رحمة وقفا". "الشافية، ص14". 2 إلى آخره: ساقط من "ق". 3 ينظر الإبدال لابن السكيت: 88. 4 حكاه ابن السكيت عن الكسائي. "ينظر المصدر السابق". 5 قال ابن عصفور في الممتع "1/ 397": "أنشد أبو الحسن "الأخفش": فهِيَّاك والأمر الذي إن توسعت ... موارده ضاقت عليك المصادر والبيت أورده أبو تمام في حماسته ص335 "رقم 422" برواية: "إياك" على أنه مجزوم. وينسب البيت لمضرِّس بن ربعي الفقعسي، ولطفيل الغنوي. "ينظر الممتع: 1/ 397, وشرح الشافية للرضي: 3/ 223، وشرح شواهدها: 476 "228"، وشمس العلوم: 1/ 16". 6 لفظة "فعلت" ساقطة من "هـ". 7 لهنك: مطموسة في "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 872 وإن فعلتَ فعلتُ1؛ فأبدلت الهاء من الهمزة] 2 وهو في: هِنْ فعلت لغة طائية3. وأما إبدالها من الهمزة في قولهم: "هذا الذي"4 في "أذا الذي" فشاذ. وأما إبدال الهاء من الألف في هَنَا، من: أنا5، وفي حيهلَهْ، من: حيهلا، وفي مَهْ من: ما للاستفهام، فشاذ6, والهاء في قول امرئ القيس7: "39" وقد رابني قولها: يا هَنَاهُ ... ويحك ألحقت شرا بشر8 مبدلة عن الألف المنقلبة عن الواو في هنوات، على رأي9، وأصله: هَنَاوٌ، فقلبت الواو ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها؛ لأن   1 فعلت: ساقطة من "هـ". 2 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 3 ينظر شرح الشافية للرضي 3/ 223، وينظر كذلك الممتع: 1/ 397. 4 ينظر المفصل: 369، والممتع: 1/ 399, 400، وابن يعيش: 10/ 43، وشرح الشافية للرضي: 3/ 224، وشرح شواهدها: 447. 5 من أنا: ساقط من "هـ". 6 ينظر المفصل: 369، وشرح للرضي: 3/ 224. 7 ديوانه، ص: 111. 8 البيت من المتقارب، وهو من قصيدة له يصف فرسه وخروجه إلى الصيد. ينظر في المفصل: 369، وأساس البلاغة: 707، والإيضاح في شرح المفصل: 2/ 410، وابن يعيش: 10/ 43. والشاهد فيه أن الهاء بدل من الواو عند أهل البصرة، وعند الكوفيين للوقف. 9 وهذا رأي البصريين عدا أبي زيد والأخفش. ينظر الممتع: 1/ 401، والإيضاح 2/ 410 وشرح الشافية: 3/ 225، وشرح الكافية: 2/ 138. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 873 الفاصل غير حصين، فالتقى ألفان1، فقلبت [الألف] 2 الثانية هاء، على وجه الشذوذ. ولو سلك بها القياس لقلب همزة. فإن قيل: من أين جاء الألف التي قبل الهاء؟ قلنا: هي الألف التي في هنات، جمع هن، فأبدلت الواو المقدرة بعدها ألفا، ثم أبدلت الألف3 هاء، وهي المتولدة من إشباع الفتحة. وإنما قال: "على رأي" لأن في هاء: يا هناه أقوالا للبصريين غير ما ذكره4، وقولا واحدا للكوفيين والأخفش. أما أقوال البصريين، فأحدها: أنها5 بدل عن6 الواو7. وثانيها: أنها8 بدل عن ألف9 مبدلة عن واو10. وثالثها: أن الهاء أصلية وليست بدلا, وضعف لقلة باب سلس11.   1 في الأصل: الساكنان, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 2 لفظة "الألف" إضافة من "ق"، "هـ". 3 لفظة "الألف" ساقطة من "ق". 4 غير ما ذكره: ساقط من "ق". 5 في "ق": أنه, وفي "هـ": أن الهاء. 6 في "ق"، "هـ": من. 7 ينظر شرح الشافية للرضي: 3/ 225، وشرح الكافية له: 2/ 138. 8 في "هـ": أن الهاء. 9 في النسخ الثلاث: همزة، والصحيح ما أثبتناه. 10 ينظر المصنف: 3/ 140-143، والمفصل: 370، والإيضاح: 2/ 410. 11 ينظر الممتع: 1/ 401، وقال ابن الحاجب: ليس هذا بعيدا. "الإيضاح 2/ 411". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 874 ورابعها: أن الألف بدل من الواو [التي في هنوات، والهاء للسكت1. وأما قول الكوفيين والأخفش2 فهو: أن الهاء والألف3 زائدتان4] والهاء للسكت والوقف5, واللام محذوفة، كما حذفت في هن وهنه. ويبطل هذا القول والقول الرابع للبصريين جواز تحريكها في السعة، وهاء السكت والوقف لا يجوز تحريكهما في السعة6.   1 في "هـ": ورابعها: أن الهاء للسكت والألف بدل من الواو التي في هنوات. 2 ومعهم أبو زيد. ينظر المنصف: 3/ 142، والممتع: 1/ 401، وشرح الشافية: 3/ 225، وابن يعيش: 10/ 44. 3 في "هـ": الألف والهاء. 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 5 واختاره ابن عصفور، حيث قال: "والوجه عندي أنها زائدة للوقف؛ لأن ذلك قد سمع له نظير في الشعر، كما ذكرت لك. وأيضا فإن ابن كيسان -رحمه الله- قد حكى في "المختار" له أن العرب تقول: يا هناه, بفتح الهاء الواقعة بعد الألف وكسرها وضمها، فمن كسرها فلأنها هاء السكت فهي في الأصل ساكنة، ومن حركها بالفتح فإنه أتبع حركتها حركة ما قبلها، ومن ضم فإنه أجراها مجرى حرف من الأصل, فضمها كما يضم آخر المنادى. ولو كانت الهاء بدلا من الواو لم يكن للكسر والفتح وجه، ولوجب الضم كسائر المناديات". "الممتع: 1/ 402". 6 ينظر الإيضاح 2/ 410, ويبطل قول الكوفيين أيضا أن هاء السكت لا تكون في الوصل وهذه في الوصل, فثبت أنها ليست هاء السكت، وإذا لم تكن هاء السكت فلا تخلو إما أن تكون أصلية أو زائدة، ولا تكون زائدة لأن الهاء لا تزاد آخرا فثبت أنها أصلية، فإما أن تكون هاء في الوصل أو بدلا وليست هاء في الوصل بدليل قولهم: هَنَوَات، فثبت أنها بدل عن أصل، وإذا ثبت أنها بدل عن أصل لم يخل إما أن تكون عن ألف أو لا، وقد ثبت أن أصلها واو، وأنها في محل ينقلب فيه الواو ألفا، فثبت أنها عن الألف. "الإيضاح: 2/ 410, 411". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 875 وأجابوا عنه بأنها إنما حركت لما وصلت؛ تشبيهًا لهاء السكت بهاء الضمير1. وقال أبو البقاء2: "إنه هن أضيف إلى ياء المتكلم، فصار: ياهَنِي، ثم أبدلت من الكسرة فتحة، ومن الياء ألف، كما فعلوا في غلام، وألحق في آخره الهاء للوقف، فصار: يا هناه، كما قيل3: يا غلاماه" وهو حسن. وقال بعض الفضلاء: معنى قولنا: يا هناه: يا رجل سوء4. وأما إبدال الهاء من الياء، ففي: هَذِه, أصله: هَذِي5. وإنما جعلت الياء أصلا دون الهاء؛ لأنه ثبت أن الياء للتأنيث في باب تضربين، واضربي؛ ولهذا عد كثير من النحاة الياء من علامة التأنيث6.   1 ينظر شرح الشافية للجاربردي "مجموعة الشافية: 1/ 323". 2 هو عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن الحسين الإمام محب الدين، أبو البقاء العكبري البغدادي الضرير النحوي الحنبلي. ولد ببغداد عام "538هـ"، وتوفي "616هـ". من مصنفاته: إعراب القرآن، إعراب الحديث، إعراب الشواذ، التفسير، شرح الفصيح، شرح اللمع، شرح أبيات الكتاب، اللباب، وغيرها. "ينظر في ترجمته بغية الوعاة: 2/ 38-40، والإعلام: 4/ 208, 209". 3 في "ق": نحو. 4 لم أستدل على صاحب هذا القول, والذي في اللسان: "ويقال في النداء خاصة: يا هناه، معناه: يا فلان". "هنا: 6/ 4713". 5 ينظر الإبدال، لأبي الطيب: 2/ 530، والمنصف: 3/ 149. 6 ينظر شرح الجاربردي "مجموعة الشافية: 1/ 323". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 876 وأما إبدال الهاء من التاء1 ففي الوقف على الأسماء المؤنثة بالتاء، نحو "رحمة"؛ فإنها تقلب هاء2 في الوقف مطلقا، كما مر في الوقف3.   1 من التاء: ساقط من "ق". 2 في "هـ": الهاء. 3 ينظر ص"535" من البحث, وفي "ق": "النحو" بدل "الوقف". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 877 [ إبدال اللام ] : قوله1: "واللام من النون والضاد ... "2 إلى آخره3. أي: وإبدال4 اللام من النون لقرب المخرج بينهما، نحو: أُصَيْلَال والأصل: أُصَيْلَان5, قليل. وأُصَيْلَان: تصغير أُصْلان [وأُصْلان: جمع الأصيل] 6 فإن الأصيل يجمع7 على أُصْلان؛ مثل: بعير وبُعْران، فأبدلت اللام من النون8.   1 قوله: موضعها بياض في "هـ". 2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "واللَّامُ مِنَ النُّونِ وَالضَّادِ فِي أُصْيَلاَلٍ قَلِيلٌ، وفي الطجع رديء". "الشافية، ص14". 3 إلى آخره: ساقط من "ق". 4 في "هـ": وأبدل. 5 ينظر الكتاب: 2/ 314، وشمس العلوم: 1/ 15، والمفصل: 370، والممتع: 1/ 403، وابن يعيش: 10/ 46، وشرح الشافية للرضي: 3/ 226. ورُوي قول النابغة الذبياني "من البسيط": وقفت فيها أُصَيْلانا أسائِلها ... عَيَّت جوابا وما بالربع من أحد بالنون واللام في الديوان "30"، والكتاب "2/ 314", والإنصاف "111": "أصيلانا" بالنون. وفي المفصل: 370، والإيضاح 2/ 411، وابن يعيش 9/ 143، 10/ 45", وشرح الجاربردي "مجموعة الشافية: 1/ 323"، وشرح شواهد شروح الشافية "481": "أصيلالا" باللام. وينظر كذلك: المقتضب: 4/ 114، والإيضاح للفارسي: 211، ومجاز القرآن 2/ 310، وإصلاح المنطق: 47. 6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 7 في الأصل: "جمع", وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 8 ينظر الصحاح "أصل": 4/ 1623، وحكى الجوهري عن اللحياني: لقيته أصيلالا وأصيلانا. "المصدر السابق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 878 والأصيل: وقت مقارنة الغروب1. وإبدال اللام من الضاد2، نحو: الْطَجع, في3: اضْطَجع4 رديء5.   1 ينظر المصدر السابق. 2 من الضاد: مطموس في "هـ". 3 في "هـ": "و" بدل "في". 4 حيث جاء في قول منظور بن حبة الأسدي "من الرجز": لما رأى أن لادعه ولا شبع مال إلى أرطاة حقف فالْطَجَع يريد: فاضْطَجع. ينظر: المنصف: 2/ 32، والخصائص: 1/ 63، 3/ 163، وإصلاح المنطق 95، وشرح شواهد الإصلاح ورقة "90"، والمفصل: 370، وابن يعيش: 9/ 143، 10/ 46، وشرح الشافية للرضي: 3/ 226، وشرح شواهد شروحها: 480. 5 في الصحاح "ضجع" 3/ 1248: "وقال المازني: بعض العرب يقول: الطجع، ويكره الجمع بين حرفين مطبقين، ويبدل مكان الضاد أقرب الحروف إليها, وهو اللام". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 879 [ إبدال الطاء ] : قوله: "والطاء من التاء لازم ... "1 إلى آخره. أي: وإبدال الطاء من التاء2 فيما وقعت فيه تاء الافتعال بعد الضاد3، لازم، نحو "اصطبر". أصله: اصتبر. وفي "فعلتُ" إذا كانت التاء بعد الصاد أو الضاد أو الطاء، نحو: حُصْطُ، وحُضْطُ، وخَبَطّ في: حصتُ، وحضتُ، وخبطتُ، شاذ, وهو لغة بني تميم4. [حصت، من: حاص يحيص حَيْصًا، إذا عدل وحاد5. وحضت من: حاض الماء] 6 يحوض حَوْضًا7. وخبطت من: خبط البعير الأرض بيده، خَبْطًا، إذا ضربها8.   1 العبارة بتمامها: "والطَّاءُ مِنَ التَّاءِ لاَزِمٌ فِي اصْطَبَرَ، وشاذٌّ في حصط" "الشافية، ص14". 2 ينظر الكتاب: 4/ 239، والممتع: 1/ 360. 3 ليس بعد الضاد وحدها، ولكن بعد أي حرف من حروف الإطباق المستعلية التي هي: الصاد والضاد والطاء والظاء؛ وذلك لأن التاء مهموسة لا إطباق فيها، وهذه الحروف مجهورة مطبقة، فاختاروا حرفاً مستعلياً من مخرج التاء، وهو الطاء، فجعلوه مكان التاء؛ لأنه مناسب للتاء في المخرج, والصادِ والضاد والظاء في الإطباق. "المحقق". 4 الكتاب: 4/ 240. وعلى هذه اللغة جاء قول علقمة الفحل "من الطويل": وفي كل حي قد خَبَطَّ بنعمة ... فحق لشأس من نداك ذنوب رواه أبو علي الفارسي، عن أبي بكر عن أبي العباس: "خَبَطَّ" على إبدال الطاء من التاء. قاله ابن عصفور في الممتع: 1/ 361. وينظر البيت في ديوان علقمة "37"، وسر صناعة الإعراب: 1/ 225، ومجالس ثعلب: 1/ 78 "برواية: خَبَطْتَ". 5 اللسان "حيص": 2/ 1070. 6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 7 ينظر الصحاح "حوض": 3/ 1073. 8 الصحاح "خبط": 3/ 1121. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 880 [ إبدال الدال ] : قوله: "والدال من التاء ... "1 إلى آخره2. أي: وإبدال الدال من التاء لازم في كل موضع وقعت فيه تاء الافتعال بعد الزاي3 أو الذال، نحو: ازدجر، وادّكر. في: ازتجر واذتكر من الزجر، والذكر. وسيأتي في باب الإدغام4. وشاذ في نحو قولهم: "فُزْد"5 في: فُزْتُ، وفي "اجدمعوا" في: اجتمعوا، و"اجْدَزَّ" في: اجْتَزَّ، و"دَوْلِج" -لكناس الوحش الذي يلج فيه6- في: تَوْلِج. والتاء في تولج بدل من الواو؛ لأنه من الولوج7.   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالدَّالُ مِنَ التَّاءِ لاَزِمٌ فِي نَحْوِ: ازْدَجَرَ، وادكر، وشاذ في: فزد واجدمعوا واجدز ودولج" "الشافية، ص14". 2 إلى آخره: ساقط من "ق". 3 في "ق"، "هـ": الراء. وعلة القلب ههنا أن الزاي مجهورة والتاء مطموسة، والتاء شديدة والزاي رخوة، فتباعد ما بين الزاي والتاء، فقربوا أحد الحرفين من الآخر ليقرب النطق بهما، فأبدلوا الدال من التاء؛ لأنها أخت التاء في المخرج والشدة، وأخت الزاي في الجهر. "الممتع: 1/ 356". 4 وذلك في ص "889" من الكتاب. 5 ينظر الكتاب: 4/ 240. 6 الصحاح "ولج" 1/ 348. 7 في "ق": الولوجة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 881 [ إبدال الجيم ] : قوله: "وَالْجِيمُ مِنَ الْيَاءِ الْمُشدَّدَةِ .... "1 إلى آخره2. أي3: والجيم تبدل من الياء المشددة في الموقف، وهي لغة قوم من بني سعد من تميم4. وإنما جاز إبدال الجيم من الياء لاشتراكهما في المخرج؛ لكونهما من وسط, واشتراكهما في الجهر. وإنما اختص هذا الإبدال بالوقف5؛ لأن الوقف يزيدها خفاء وهو شاذ، نحو6: فُقَيْمِجّ، أي: فُقَيْمِيّ7. فالجيم أبدلت من الياء المشددة للنسبة في حال الوقف.   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "والجيم من الياء الْمُشَدَّدَةِ فِي نَحْوِ: لاهُمّ إنْ كُنْتَ قَبِلْتَ حجتَجْ أشذ، ومِنَ الْيَاءِ الْمَفْتُوحَةِ فِي نَحْوِ قَوْلِهِ: حَتَّى إذَا مَا أمسجَتْ وأمسجَا أشَذُّ". "الشافية، ص14". 2 إلى آخره: ساقط من "ق". 3 لفظة "أي" ساقطة من "هـ". 4 ينظر الكتاب 4/ 240، وسر الصناعة: 1/ 192-195. 5 في "هـ": في الوقف. 6 في "ق": في. 7 وذلك فيما حكي عن أبي عمرو بن العلاء من أنه لقي أعرابيا فقال له: ممن أنت؟ فقال: فقيمج. فقال له: من أيهم؟ فقال: مُرِّج. يريد: فقيمي، ومري. "ينظر الإبدال لابن السكيت: 95، والإبدال لأبي الطيب 1/ 259، والأمالي للقالي: 2/ 77 والمفصل: 371، والممتع 1/ 353". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 882 وقد أجرى الوصل مجرى الوقف من قال: "40" خالي عويف وأبو عَلِجّ ... المطعمان اللحم1 بالعَشِجّ2 أي: وأبو عليّ، وبالعشيّ. وهذا الإبدال أشذ؛ لعدم الوقف. وتبدل أيضا من الياء غير المشددة3، كقولهم4:   1 في "ق"، "هـ": الشحم. 2 لرجل من أهل البادية لم يعرف اسمه، قال ابن جني في سر الصناعة "1/ 192: "قرأت على أبي بكر، عن بعض أصحاب يعقوب بن السكيت، عن يعقوب، قال: قال الأصمعي: حدثني خلف، قال: أنشدني رجل من أهل البادية: عمي عويف وأبو علج إلى آخر الأبيات الأربعة, يريد: أبو علي، وبالعشي". "ينظر الإبدال لابن السكيت ص95"، وينظر في البيتين: الكتاب: 4/ 182، والمنصف: 2/ 178، 3/ 79، والمفصل: 371، والممتع: 1/ 353، والمقرب: 152، 214، وابن يعيش 9/ 74، 10/ 50، والعيني: 4/ 585، وشمس العلوم 1/ 15، وشرح الشافية للرضي: 2/ 287, وشرح شواهد الشافية: 212-215، والتصريح: 2/ 67. والاستشهاد بالبيتين على أن بعض بني سعد يبدلون الياء جيما في الوقف. 3 في النسخ الثلاث: الغير المشددة, والأصح ما أثبتناه. 4 بيتان من الرجز المشطور، ينسبان لرجل من أهل اليمن لم يذكر اسمه. ينظر فيهما: النوادر: 194، ومجالس ثعلب: 1/ 177، والإبدال لابن السكيت: 96، وسر الصناعة: 1/ 193، والإبدال لأبي الطيب: 1/ 260، والمفصل: 372، والممتع: 1/ 355، والعيني: 4/ 570، وشرح الشافية: 2/ 287، وشرح شواهدها: 215-218. والشاحج: الحمار أو البغل. والشاهد: إبدال الجيم من الياء غير المشددة, كما ذكر ركن الدين. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 883 "41" لاهُمّ إن كنت قبلت حجتِجْ ... فلا يزال شاحج يأتيك بِجْ أي: حجتي، وبي. وهذا الإبدال أشذ من إبدالها من الياء المشددة لعدم التشديد. وإبدالها من الياء في قوله: "42" حَتَّى إذَا مَا أمسجَتْ وأمسجَا1 "157" أي: أمْسَيَتْ، وأمسيا أشذ؛ لأن حق هذه الياء أن تقلب ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها. اعلم أن صاحب المفصل [لم يتعرض لشذوذ هذا الإبدال2, وذكر الموفق3 الأندلسي4 في شرح المفصل5] 6 أن هذا الإبدال حسن بشروط ثلاثة: تشديد الياء، والوقف، والشعر. فإن اختل أحدها7 فهو قليل8.   1 رجز، لم يعرف قائله. أنشده ابن جني في سر الصناعة: 1/ 194، والزمخشري في مفصله: 373, وابن عصفور في الممتع: 1/ 355. وينظر كذلك: شمس العلوم: 1/ 15، وشرح الشافية للرضي: 3/ 230، وشرح شواهد شروحها: 486، والعيني: 4/ 570. والشاهد فيه: إبدال الجيم من الياء في: "أمْسَجَتْ، وأمْسَجَا" والأصل: أمسيت وأمسيا. 2 حيث ذكر الشاهد السابق ولم يعلق عليه، ولم يذكر شذوذ ما فيه. "ينظر المفصل: 373". 3 في الأصل: الموافق, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 4 هو يعيش بن علي بن يعيش بن محمد بن يحيى النحوي الحلبي موفق الدين، أبو البقاء المشهور بابن يعيش، ولد "553هـ" وكان من كبار أئمة العربية، ماهرا في النحو والتصريف, توفي "643هـ". من أهم مصنفاته: شرح المفصل وشرح تصريف المازني وشرح التصريف الملوكي. ينظر في ترجمته بغية الوعاة: 2/ 351, 352. 5 9/ 74. 6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 7 في الأصل "هـ": أحدهما, والصحيح ما أثبتناه من "ق". 8 زيدت لفظة "شاذ" في "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 884 [ إبدال الصاد ] : قوله1: "والصاد تبدل من السين2 .... " إلى آخره3. أي: وتبدل الصاد من السين الذي4 بعدها غين أو خَاءٌ أَوْ قَافٌ أَوْ طَاءٌ، جَوَازاً، نَحْوُ: أَصْبَغ، وصَلَخ، ومسّ صَقر, وصِرَاط, في: أسبغ, وسلخ، ومس سقر، وسراط5. وإنما أبدلوا الصاد من السين بعد هذه الحروف6؛ لموافقة الصاد هذه الحروف في الاستعلاء، ومنافرة السين حروف الاستعلاء، مع موافقة السين الصاد في المخرج والصفير والهمس7. اعلم أن إبدال الزاي من السين قبل القاف في نحو: {مَسَّ سَقَرَ} 8 لغة بني كلب9.   1 قوله: موضعها بياض في "ق"، "هـ". 2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "والصاد من السين التي بعدها غين أو خَاءٌ أَوْ قَافٌ أَوْ طَاءٌ جَوَازاً، نَحْوُ: أصبغ, وصلخ، ومس صقر، وصراط". "الشافية، ص14". 3 إلى آخره: ساقط من "ق". 4 في الأصل, "هـ": الذي، وما أثبتناه من "ق". 5 ينظر سر الصناعة: 1/ 220، والإبدال لأبي الطيب: 2/ 172-196, والمفصل: 373، وابن يعيش: 10/ 51، والممتع: 1/ 410. 6 قال ابن عصفور: "والسبب في ذلك -أي: في هذا الإبدال- أن القاف والطاء والخاء والغين حروف استعلاء والسين حرف من سفل, فكرهوا الخروج من تسفل إلى تصعد، فأبدلوا من السين صادا؛ ليتجانس الحرفان". الممتع: 1/ 411. 7 في "ق": والهمزة. تصحيف. 8 سورة القمر: من الآية "48". 9 فيقولون: مس زقر. ينظر اللسان "سقر": 3/ 2036. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 885 [ إبدال الزاي ] : قوله: "والزاي من السين ... "1 إلى آخره2. أي: والزاي تبدل من السين3 والصاد الساكنتين4 الواقعتين قبل5 الدال؛ لأن الزاي حرف مجهور6 كالدال ويوافق الصاد والسين في المخرج والصفير نحو: يَزْدُل، وكقول حاتم7:"هكذا فَزْدِي أَنَهْ"8، أي: يَسْدُل، وهكذا فَصْدي أنا9.   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالزَّايُ مِنَ السِّينِ وَالصَّادِ الْوَاقِعَتَيْنِ قَبْلَ الدَّالِ ساكنتين، نحو: يزدل، وهكذا فزدي أنه". "الشافية، ص14". 2 إلى آخره: ساقط من "ق". 3 لفظة "السين" مطموسة في "ق". 4 في "ق": الساكنة. 5 في "ق": بعد. 6 في "ق", "هـ": مهجور. تحريف. 7 هو حاتم بن عبد الله بن سعد بن حشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيئ بن أدد بن زيد بن كهلان. ينظر ترجمته في: الأغاني: 17/ 278. 8 هذه عبارة نسبت لحاتم الطائي، قيل: إنه كان أسيرا، فأمرته ربة المنزل أن يفصد لها ناقة، فنحرها، فلامته على نحره إياها، فقال: هكذا فصدي. "ينظر المفصل: 373، وابن يعيش: 10/ 53، والإيضاح 2/ 414، وشرح الشافية للرضي: 2/ 294، 3/ 232". والذي في مجمع الأمثال للميداني "2/ 293": "هكذا فصدي". قيل: إن أول من تكلم به كعب بن ماقة، وذلك أنه كان أسيرا في عنزة, فأمرته أم منزله أن يفصد لها ناقة, فنحرها فلامته على نحره إياها، فقال: هكذا فصدي. يريد أنه لا يصنع إلا ما تصنع الكرام" ا. هـ. 9 ينظر المصدر السابق. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 886 وهذا الإبدال قليل. قوله: "وقد ضُورع بالصاد والزاي دونها ... "1 إلى آخره2. أي: و [قد] 3 ضُورع بالصاد الساكنة الزاي، ولم يضارع بالزاي الصاد؛ يعني يقولون: "يصدق" بإشمام الصاد الزاي؛ لإمكان ذلك فيها، ولا يقولون: يَزْدُل, بإشمام الزاي4 الصاد؛ لعدم إمكان ذلك فيها. وضُورع بالصاد المتحركة أيضا الزاي5، فيقولون في صَدَرَ، وصَدَفَ: صدر وصدف، بإشمام الصاد الزاي، ولم يقولوا بإشمام الزاي الصاد. ولم يقولوا: زَدَرَ، بإبدال الزاي عن الصاد؛ لقوة الصاد بالحركة. والمضارعة أكثر من الإبدال, والبيان أكثر من المضارعة والإبدال.   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَقَدْ ضُورِعَ بالصَّادِ الزَّايُ دُونَهَا, وَضُورِعَ بِهَا مُتَحَرِّكَةً أَيْضاً، نَحْوُ: صَدَرَ وَصَدَقَ، وَالْبَيَانُ أَكْثَرُ فِيهِمَا، وَنَحْوُ: مسَّ زَقَرَ, كَلْبِيَّةٌ, وَأَجْدَرُ وَأَشْدَقُ بالمضارعة قليل". "الشافية، ص14". 2 إلى آخره: ساقط من "ق". 3 لفظة "قد" إضافة من "هـ". 4 لفظة "الزاي" ساقطة من "ق". 5 معنى قوله: "وضورع بالصاد الزاي" جعل الصاد مضارعاً للزاي، بأن يُنْحَى بالصاد نحو الزاي، فيشَمّ الصادُ صوتَ الزاي، ولا يجوز قلبها زاياً صريحا؛ لوقوع الحركة فاصلة بينهما. "ينظر شرح الشافية، للرضي: 3/ 232". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 887 وأما1 أجدر2، بمضارعة الجيم الشين, وأشدق، بمضارعة الشين الجيم, فقليل3 يتعسر ذلك في النطق؛ ولهذا لم يأت في القرآن والكلام الفصيح4.   1 في الأصل: وما, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 2 في "هـ": أجل. تصحيف. 3 ينظر المفصل: 374. 4 قال ابن الحاجب في الإيضاح "2/ 415": "ومثل الصاد في المضارعة إشراب الجيم صوت الشين، وإشراب الشين صوت الجيم وهي لغة قليلة رديئة؛ لعسر ذلك في النطق، لذلك لم يأت في القرآن ولا في كلام فصيح بخلاف إشراب الصاد بصوت الزاي, فإنه ورد في القرآن وفي الكلام الفصيح". ا. هـ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 888 الإدغام : قوله: "الإدغام: أن تأتي بحرفين .... "1 إلى آخره2. اعلم أن الإدغام في اللغة: الإخفاء والإدخال. قال ابن دريد3: "أدغمت اللجام الفرس، إذا4 أدخلته في فيه5"6. وفي الاصطلاح: أنْ تَأْتِي بِحَرْفَيْن، سَاكِنٍ فَمُتَحَرِّك، مِنْ مُخْرَجٍ واحد، من غير فصل7. وقوله: "ساكن فمتحرك" بمنزلة جنسه، وباقي قيوده كالفصل. وإنما قال: "فمتحرك" -بالفاء- ولم يقل بالواو؛ ليعلم الترتيب, ولم يقل8 بثم؛ ليعلم انتفاء المهلة والتراخي.   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "الإِدْغَامُ: أنْ تَأْتِي بِحَرْفَيْن, سَاكِنٍ فَمُتَحَرِّك, مِنْ مخرج واحد, من غير فصل". "الشافية، ص14". 2 إلى آخره: ساقط من "ق". 3 سبقت الترجمة له. 4 في "هـ": أي. 5 في "ق": فمه. 6 وهذه العبارة ذكرها الجوهري في صحاحه "دغم": 5/ 1920. 7 وهذا التعريف بنصه نقله الأشموني عن ابن الحاجب ولم يشر إليه. "ينظر شرح الأشموني: 3/ 889". وقال ابن عصفور: "الإدغام هو رفعك اللسان بالحرفين رفعة واحدة, ووضعك إياه بهما موضعا واحدا, وهو لا يكون إلا في المثلين أو المتقاربين". الممتع: 2/ 631. 8 لفظة "يقل" ساقطة من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 889 وقوله: "من مخرج واحد" احتراز به عن مثل فَلْس؛ فإن اللام ساكنة1 والسين متحركة، لكنهما ليسا2 من مخرج واحد. وقوله: "من غير فصل" احتراز به عن مثل "رِيْيًا"3 [فإن4 الياءين ههنا ساكنا فمتحركا، من مخرج واحد] 5، لكن فصل بينهما بنقل اللسان؛ فإن الفصل قد يكون بحرف وقد يكون بنقل اللسان من محل إلى محل آخر، ومن محل ثم إلى ذلك المحل، بخلاف النطق بهما دفعة؛ ولهذا يوجد الفرق "158" بين قولنا: قَدَّ، وقَوَّلَ بالإدغام، وبين قولنا: قَدْدَ وقَوْوَلَ بفك الإدغام، فإنه يتلفظ بالدالين والواوين في الأول برفع اللسان دفعة، وفي الثاني برفعه مرتين. لا يقال: لا حاجة إليه لأنه يعلم ذلك من الفاء في قوله: "فمتحرك" لأنا نقول: لا نسلم ذلك؛ لأن الفاء تدل على التعقيب عادة، نحو: مررت بمراغة6 فتِبْرِيز7. ولا يلزم منه ألا يكون التلفظ بحرفين يفصل بينهما بنَفَس8 أو غيره.   1 في "ق"، "هـ": ساكن. 2 لكنهما ليسا: ساقط من "ق". 3 في الأصل, "ق": لأن, والأنسب ما أثبتناه من "هـ". 4 ينظر ص 726. 5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 6 مراغة: أشهر بلاد آذربيجان. ينظر معجم البلدان: 8/ 5. 7 تبريز: من أشهر مدن آذربيجان. ينظر المصدر السابق 1/ 362, 363. 8 في الأصل: بتنفيس, وما أثبتناه من "ق". واللفظة ساقطة من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 890 لا يقال: يشكل بمثل قولنا: قُلْ لزيد، وقُلْ لنا بالإظهار؛ فإن التعريف المذكور ينطبق عليه مع أنه ليس بإدغام. لأنا نقول: لا نسلّم انطباق التعريف عليه؛ لوجود الفصل فيه بين الحرفين. [لا يقال: الإدغام واجب في هذه الصور، فلا يجوز الإظهار، فلا يتوجه النقض1؛ لأنا نقول: لا نحتاج توجه هذا النقض على جواز هذا الإظهار؛ فإن الحد المذكور يتوجه عليه2 هذا الإظهار، مع أنه ليس بإدغام، سواء يجوز هذا الإظهار أو لا يجوز] 3. قوله: "ويكون في المثلين4 ... "5 إلى آخره6. أي: الإدغام7 قد يكون في المثلين، وقد يكون في المتقاربين لكن بعد أن يصيرا مثلين ليمكن الإدغام, وقد يجيء تعريف المتقاربين. ثم اعلم أن الإدغام يجب، ويمتنع، ويجوز جوازا مستحسنا وجوازا مستقبحا. ويكون في كلمة و [في] 8 كلمتين، ويكون بين   1 في "هـ": فهذا النقض لا يتوجه. 2 في "هـ": على. 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 4 في "هـ": مثلين. 5 وتمام عبارة ابن الحاجب: " ..... والمتقاربين". "الشافية، ص14". 6 إلى آخره: ساقط من "ق". 7 أي الإدعام: ساقط من "ق". 8 لفظة "في": إضافة من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 891 متماثلين ومتقاربين1. [لكنه في كلمة أولى منه في كلمتين، وفي مثلين أكثر منه في المتقاربين] 2، وفي حروف الضم أولى منه في حروف الطرفين, وفيما سكونه لازم أولى منه فيما سكونه غير لازم.   1 في "هـ": متقاربين ومتماثلين. 2 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 892 [ إدغام المثلين ] : قوله: "فالمثلان واجب ... "1إلى آخره2. اعلم أن الإدغام في المثلين واجب3 عند سكون الأول وتحرك4 الثاني، نحو: "لم يبرح حَّاتم"، و"لم يذهب بَّكر"، إلا إذا كان الساكن الأول والمتحرك الثاني همزتين، نحو: املأ إجابة؛ فإنه لا يدغم؛ للاستثقال، إلا إذا كانتا في كلمة وبعد الهمزة الثانية ألف،   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "فَالْمِثْلاَنِ وَاجِبٌ عِنْدَ سُكُونِ الأَوَّلِ إلاَّ فِي الهمزتين, إلا في السأَّال والدّأَّاث، وإلا في الألفين لتعذره، وإلا فِي نَحْو: قُووِل لِلإِلْبَاسِ، وَفِي نَحْو: تُووِي ورِييا -عَلَى الْمُخْتَارِ- إِذَا خَفَّفْتَ، وَفِي نَحْوِ: قَالُوا وَمَا، وَفِي يَوْم, وَعِنْدَ تَحَرُّكِهِمَا فِي كَلِمَةٍ وَلاَ إِلْحَاقَ وَلاَ لَبْس نَحْوُ: رَدَّ يردّ، إلا في نحو: حيي، فإنه جائز، وإلا في نحو: اقتتل, وتتبزل، وتتباعد وسيأتي". "الشافية، ص14". 2 إلى آخره: ساقط من "ق". 3 والسبب في ذلك أن النطق بالمثلين ثقيل؛ لأنك تحتاج فيهما إلى إعمال العضو الذي يخرج منه الحرف المضعف مرتين، فيكثر العمل على العضو الواحد, وإذا كان الحرفان غَيْرَيْنِ لم يكن الأمر كذلك؛ لأن الذي يعمل في أحدهما لا يعمل في الآخر. وأيضا فإن الحرفين إذا كانا مثلين فإن اللسان يرجع في النطق كما يتسرح في الغيرين، بل يكون في ذلك شبيهًا بمشي المقيد، فلما كان فيه هذا الثقل رفع اللسان بهما رفعة واحدة؛ ليقل العمل ويخفّ النطق بهما على اللسان. "الممتع: 2/ 631". 4 في "هـ": وتحريك. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 892 نحو: سأَّال، والدَّأَّاث -اسم داء1- من: دأث الطعام دَأْثًا: أكله, والشيء: دنسه2. وإلا إذا كان المثلان المذكوران ألفين؛ فإنه لا يدغم لتعذر الإدغام. وإلا في مجهول فاعَل معتل العين، نحو: قُووِلَ؛ لئلا يحصل الالتباس؛ لأنه لو أدغم لقيل: قُوِّل، فلم يعلم3 أنه مجهول فاعل4 أو مجهول فَعَّل. وكذا5 في بُويِعَ. وإلا في6 نحو "تُووِي"، من الإيواء، من: آويته: أنزلته وضممته7. وفي "رِييا"8، للمنظر الحسن، على المختار، إذا خففت همزته؛ لأن الواو الأولى في "تووي"، والياء الأولى في "رييا" بدل عن9 الهمزة، فتكون الواو والياء عارضتين10،   1 في الأصل: اسم وادٍ, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 2 اللسان "دأث" 2/ 1310، وينظر كذلك الصحاح "دأث" 1/ 281. 3 لفظة "يعلم" ساقطة من "ق". 4 لفظة "فاعل" ساقطة من "هـ". 5 وكذا: ساقطة من "ق". 6 في الأصل: "ففي", وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 7 ينظر اللسان "أوا": 1/ 179. 8 من الآية "74" من سورة "مريم". والآية بتمامها: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا} . ووقف حمزة على "رئيا" بإبدال الهمزة ياء مع الإظهار. "ينظر النشر: 1/ 389، والإتحاف: 300". 9 في "هـ": من. 10 في "ق": عارضين. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 893 فلم يلزم الإدغام؛ لأنه ليس مما اجتمع فيه المثلان، لمراعاة الهمزة الأصلية. ويظهر منه أن المراد بنحو "تووي" أن تكون الواو الأولى1 بدلا من الهمزة. ومنهم2 من قرأ: "ورِيَّا" بالإدغام3. وفيه قولان: أحدهما4: أن أصله: "رئيا"، فخففت5 همزته6, واعتد فيه بالعارض فأُدغم7. والثاني: أنه -فعّل- من: رَوِي؛ لأن للريان نضارة8 وحسنا9. وإلا في نحو: {قَالُوا وَمَا} 10, وفي نحو: {فِي يَوْمٍ} 11 فإنه لا تدغم واو {قَالُوا} في واو {وَمَا} ، ولا ياء {فِي} ؛ في   1 لفظة "الأولى" ساقطة من "هـ", وفي "ق": الثاني. 2 ومنهم: ساقطة من "هـ". 3 وهي قراءة أبي جعفر وقالون وابن ذكوان. "ينظر النشر: 1/ 389، والإتحاف: 300". 4 أحدهما: ساقط من "ق". 5 في "هـ": فخفف. 6 في "هـ": الهمزة. 7 ينظر الصحاح "رأى": 6/ 2439. 8 في "هـ": نظارة. تحريف. 9 ينظر الصحاح "روي": 6/ 2364. 10 سورة البقرة: من الآية "246". 11 سورة "إبراهيم": من الآية "14". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 894 ياء {يَوْمٍ} ؛ لأنه لا يجوز حذف المد الذي بين الحرفين؛ لأن هذا المد من صفة الواو والياء "159" في هذا المحل، ومع بقائه يمتنع الإدغام لوجود الفصل بين الحرفين المدغم أحدهما في الآخر. ولقائل أن يقول: كان من الواجب على المصنف أن يقول: وفي نحو: {مَالِيَهْ، هَلَكَ} 1؛ فإن هاء السكت لا تدغم2 لأنه إما3 موقوف عليه، أو منويّ به الوقف عليه. ثم يقول: وعند تحركهما في كلمة. قوله: "عند تَحَرُّكِهِمَا فِي كَلِمَةٍ, وَلاَ إِلْحَاقَ4 وَلاَ لَبْس". هذا معطوف على: "عند سكون الأول". أي: الإدغام واجب عند سكون الأول، وعند تحرك المثلين في كلمة واحدة، والحال أن الحرف الثاني لا يكون للإلحاق، وأنه5 لا يحصل اللبس بالإدغام إلا في نحو: حيي؛ فإن الإدغام فيه جائز لا واجب؛ لأن وجوبه مستلزم6 وجوب الإدغام في مضارعه وهو يُحيي، مع ضم الياء في المضارع، وهو مرفوض في كلامهم غير جائز.   1 من الآيتين "28، 29" من سورة الحاقة. 2 ينظر شرح الكافية الشافية: 4/ 2175. 3 لفظة "إما" مطموسة في "هـ". 4 ولا إلحاق: مطموس في "هـ". 5 في "هـ": فإنه. 6 في "هـ": يستلزم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 895 ولقائل أن يقول: لو جاز الإدغام في حيي لجاز في مضارعه مع ضم الياء فيه, وهو مرفوض. وإلا في نحو: اقْتَتَلَ، وتَتَنَزَّل، وتَتَبَاعَد؛ فإن الإدغام فيه لا يجب. وإنما لم يجب الإدغام فيهما؛ لأن الإدغام يؤدي إلى قوة ليس صيغة بصيغة؛ لأنه لو أدغم اقتتل لنقل حركة التاء الأولى إلى القاف، فأدغمت في الثانية، وحذفت همزة الوصل للاستغناء عنها حينئذ، وقيل: قتَّل، فهو في قوة الالتباس بقتَّل الذي هو ماضي التقتيل, ولو أدغم: تتنزل، وتتباعد لقيل: اتَّنَزل، واتَّبَاعد؛ لوجوب إسكان التاء الأولى، والإتيان بهمزة الوصل. واتنزل في قوة الالتباس في الكتابة بمضارع: نَزَّل، وتَنَزَّل ماضي: يَتَنَزَّل؛ لاحتمال أن تكون الهمزة فيه همزة الاستفهام. واتَّباعد في قوة الالتباس في الكتابة بماضيه وهو تباعد؛ لاحتمال أن تكون الهمزة فيه همزة الاستفهام, بل يجوز فيه الإدغام لما في "حَيَّ". ولقائل أن يقول: جواز الإدغام مستلزم لجواز الإدغام المقتضي للالتباس, فينبغي ألا يجوز. ويمكن أن يجاب عنه بأن جواز الإدغام لا يقتضي إلا جواز الالتباس، ووجوب الإدغام يقتضي وجوب الالتباس, وهو أقبح. واعلم أنه لو قال: إلا في نحو: حي، واقتتل، وتتنزل، وتتباعد فإنه جائز، لكان أولى؛ لأن الكل يشترك في جواز الإدغام, أو الجزء: 2 ¦ الصفحة: 896 عدم وجوب الإدغام. وإنما قال: "ولا إلحاق ولا لبس" لأنه لو كان إلحاق نحو: قَرْدَد1، واقْعَنسَسَ2، لم يدغم؛ لما مر من أن الإدغام يقضي إلى عدم المقصود. ولقائل أن يقول: لا حاجة حينئذ إلى قوله: "وإلا في نحو اقتتل" وما بعده؛ لأن عدم وجوب الإدغام فيه للالتباس. ويمكن أن يجاب عنه بأن الالتباس لم يحصل ههنا في اللفظ. والمراد بقوله: "ولا لبس" هو اللبس لفظا، لما مر. ولعدم حصول اللبس ههنا لفظا جاز الإدغام، وأيضا -كما مر- جاز الفك. وإنما قال: "في كلمة"؛ لأنه لو "160" كان في كلمتين نحو: ضرب بكر، لم يجب الإدغام؛ لأنه لا يلزم3 أن يلقى أول الكلمة الثانية آخر الكلمة الأولى متماثلين, وفيه نظر4. قوله: "وتنقل حركته إن كان قبله ساكن ... "5 إلى آخره.   1 القردد: المكان الغليظ المرتفع. وإنما أظهر التضعيف لأنه ملحق بفَعْلَلَ والملحق لا يدغم, والجمع: قرادد. "الصحاح قرد: 2/ 524". 2 القعس: هو دخول الظهر وخروج البطن, والاقعنساس مثله. قاله الأصمعي في كتاب خلق الإنسان: ص211. 3 في "هـ": لا يجب. 4 جملة "وفيه نظر": ساقطة من "ق". 5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُنْقَلُ حَرَكَتُهُ إنْ كَانَ قَبْلَهُ سَاكِنٌ غَيْرُ لين، نحو: يَرُدّ وسكون الوقف كالحركة". "الشافية، ص14". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 897 أي: في صورة يجب الإدغام عند [اجتماع المثلين المتحركين بنقل1 حركة المثل الأول إلى ما قبله, إن كان ما قبله2 ساكنا] 3 غير حرف من حروف اللين، نحو: يَرْدّ, أصله: يَرْدُدُ؛ فإنه تنقل حركة الدال الأولى إلى الراء4 ليمكن الإدغام، ثم تدغم في الدال الثانية. وكذا يَعَضّ، ويَجِدّ. أصلهما: يَعْضُض ويَجْدِد، وسكون الحرف الثاني للوقف كحركته في عدم منع الإدغام. ولو كان قبله متحرك5، نحو: رد، أو ساكن6 هو حرف لين، نحو: تُمُودّ الثوب، لم تنقل حركة الحرف الأول إلى ما قبله, بل تُحذف وتُدغم. قوله: "ومكَّنني ويمكنني .... "7 إلى آخره8. هذا جواب عن سؤال مقدر, وتقدير السؤال: أنه اجتمع مثلان متحركان على الوجه الموجب للإدغام، وهما: النونان في   1 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 2 ما قبله: ساقط من "ق". 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 4 في "هـ": إلى ما قبلها. 5 لفظة "متحرك" مطموسة في "هـ". 6 لفظة "ساكن" مطموسة في "هـ". 7 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "ونحو: مكنني ويمكنني، و {مَنَاسِكَكُمْ} , و {مَا سَلَكَكُمْ} من باب كلمتين". "الشافية، ص14". 8 إلى آخره: ساقط من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 898 "مَكَّنَنِي"1، ويمكِّنني، والكافان في: {مَنَاسِكَكُمْ} 2 و {مَا سَلَكَكُمْ} 3 مع عدم وجوب الإدغام فيه. وأجاب عنه بمنع اجتماع المثلين المتحركين على الوجه الموجب للإدغام؛ لكون المثلين ههنا من كلمتين، وإن كانا في الصورة من كلمة واحدة؛ لأن إحدى4 النونين لام الفعل الماضي، والأخرى ليست5 منه؛ لأنه مع ياء المتكلم بمنزلة كلمة أخرى, وإحدى6 الكافين من تتمة الاسم أو الفعل والأخرى7 من الضمير المخاطب. ونحن قلنا: يجب الإدغام إذا كانا من كلمة واحدة؛ ولهذا كان الإدغام فيه جائزا لا واجبا. قوله: "وممتنع [في] 8 الهمزة .... "9 إلى آخره.   1 وهي قراءة ابن كثير لقوله تعالى في: {قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ} [الكهف: 95] . وقرأ الباقون بنون واحدة مشددة مكسورة بإدغام النون التي هي لام الفعل في نون الوقاية. "ينظر الإتحاف: 295". 2 من الآية "200" من سورة "البقرة". 3 من الآية "42" من سورة "المدثر". 4 في الأصل, "ق": أحد, وما أثبتناه من "هـ". 5 في الأصل: والآخر لي, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 6 في الأصل, "ق": أحد, وما أثبتناه من "هـ". 7 في الأصل, "ق": والآخر, وما أثبتناه من "هـ". 8 لفظة "في" إضافة من "هـ". 9 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وممتنع في الهمزة على الأكثر، وفي الألف, وعند سكون الثاني لغير الوقف نحو: ظَلِلْتُ ورسُول الحَسَن، وتميم تدغم في نحو: رُدَّ ولم يَرُدَّ". "الشافية، ص14". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 899 أي: ويمتنع الإدغام في الهمزتين في غير نحو1، 2: سأّال وجأّار والدأّاث عند الأكثرين3؛ لزيادة الثقل، والمطلوب من الإدغام التخفيف. والمراد بـ "سأّال وجأّار" أن يكون بعد الهمزتين ألف نحو فعّال. وإنما جاز إدغام الهمزتين فيه لوجود الألف بعدهما، والألف مسهلة من4 أمره، فيحصل تخفيف ما. والمراد بغير "سأال" ألا يكون بعد الهمزتين ألف. ويمتنع الإدغام أيضا في الألفين؛ لتعذر الإدغام لتعذر حركتهما, ووجوب حركة المدغم فيه5. ويمتنع أيضا عند سكون المماثل الثاني لغير الوقف، سواء كان في كلمة نحو: "ظَلِلْتُ"، أو في كلمتين نحو: "رَسُول الحَسَن"؛ لأنه لو أدغم لوجب تحريك المماثل الثاني، وذلك يمتنع في نحو: ظَلِلْتُ؛ لأنه لا يكون قبل ضمير الفاعل المتحرك إلا ساكن. وكذلك في نحو: "رسول الحسن"؛ لأنه لا يحرك لام التعريف للإدغام.   1 لفظة "نحو" ساقطة من "هـ". 2 في النسخ الثلاث: "في نحو: غير"، والأصح ما أثبتناه. 3 وقد يجوز الإدغام في الهمزتين على ما حكي عن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي وناس معه من أنهم كانوا يحققون الهمزتين إذا كانتا في كلمتين نحو: "قدأ أبوك"؛ لأنه يجتمع لهم مثلان. وقيل: قد تكلمت العرب بذلك, وهو رديء. "ينظر الكتاب: 4/ 433, والممتع: 2/ 633". 4 لفظة "من" ساقطة من "هـ". 5 أي: لأنه لا يدغم إلا في متحرك، والألف لاتتحرك. "وينظر الممتع: 2/ 623". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 900 وأما بنو تميم فيدغمون فيما وقع السكون في ثاني المثلين عارضًا، ولم يعتدوا بالسكون العارض، نحو: رُدَّ، ولم يَرُدَّ1, فإن "161" أصل "رُدَّ": ارْدُدْ، وأصل "لم يَرُدّ": لم يَرْدُدْ2. فسكون الثاني عارض في "لم يرد" للجزم, وفي "اردد" للجزم3 عند الكوفيين، أو لأن حكمه4 حكم المجزوم عند البصريين5. لا يقال: سكون اللام في "ظللت" عارض، فينبغي أن يجوز فيه الإدغام عند بني تميم، كما جاز في: رُدّ، ولم يَرُدّ. فإن قلت: يزول السكون في "لم يرد" بزوال الجازم, قلنا: يزول السكون في "ظللت" بزوال ضمير الفاعل المتحرك، فهما   1 أشار الفراء إلى هذه اللغة وهو بصدد تفسيره لقوله تعالى: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} [آل عمران: 120] . "ينظر معاني القرآن: 1/ 232" وتحدث عنها سيبويه أيضا في كتابه: 4/ 423. 2 في الأصل "ق": فإن أصل "لم يرد": لم يردد, وأصل "رد": اردد, وما أثبتناه من "هـ". 3 لفظة "للجزم" ساقطة من "هـ". 4 "حكمه" ساقطة من "هـ". 5 فعل الأمر "اردد" وغيره مجزوم عند الكوفيين؛ لأنه عندهم مقتطع من المضارع؛ لأن الأفعال عندهم قسمان بإسقاط فعل الأمر، وأصل "افْعَل" عندهم: لِتَفْعَلْ، وذلك كأمر الغائب، ولكن لما كان أمر المخاطب أكثر على ألسنتهم استثقلوا مجيء اللام فيه, فحذفوها مع حرف المضارعة طلبًا للتخفيف مع كثرة الاستعمال؛ لذا فهو عندهم معرب. ولكن البصريين يرون أن الفعل ثلاثة أقسام: ماضٍ ومضارع وأمر. والأمر عندهم حكمه حكم المجزوم، لكنه مبني على ما يجزم به مضارعه. ينظر المسألة رقم "72" في كتاب الإنصاف للأنباري, وينظر كذلك: التصريح: 1/ 55. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 901 متشاركان1 في امتناع زوال السكون مع وجود الجازم والفاعل المذكور, وجواز زوال السكون مع زوال الجازم وزوال الفاعل المذكور؛ لأنا نقول: الفرق بينهما أن التاء في "ظللت" كالجزء من الكلمة، والجازم كلمة مستقلة. فالسكون في "ظللت" كاللازم، وفي نحو2: "لم يرد" عارض؛ ولهذا لم يدغم أحد في "ظللت" إلا في شذوذ رديء. ويمكن أن يقال: لم يدغم في "رد"، و"لم يرد" إلا بعد أن3 أسكن المثل الأول، ثم حرك الثاني4 لالتقاء الساكنين. وهو الجواب فيما نقل عن بكر بن وائل5 من "مرت" و"ردت" في: مررن ورددن, ولاحتمال أنهم قدروا [انفصال ضمير] 6 الفاعل [فأدغموه ثم ألحقوا به, أو7 لأنهم أجروا ضمير الفاعل مثل الفاعل] 8 مظهرا، نحو: رد زيد.   1 في "ق": مشاركان, وفي "هـ": مشتركان. 2 لفظة "نحو" ساقطة من "ق"، "هـ". 3 لفظة "أن" ساقطة من "ق". 4 لفظة "الثاني": ساقطة من "ق". 5 جاء في الممتع "2/ 660": "إلا ناسا من بكر بن وائل، فإنهم يدغمون في مثل هذا، فيقولون: رَدَّتُ، ورَدَّنَ، كأنهم قدروا الإدغام قبل دخول النون والتاء، فلما دخلتا أبقوا اللفظ على ما كان عليه قبل دخولهما". ا. هـ. وينظر: شرح الشافية للرضي: 2/ 246، والتصريح: 2/ 403. 6 ما بين المعقوفتين مطموس في "هـ". 7 في "ق": "و" بدل "أو". 8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 902 قوله: "وعند الإلحاق واللبس ... "1 إلى آخره. أي: ويمتنع2 الإدغام عند الإلحاق، كقَرْدَد، [وجَلْبَب؛ فإنه ألحق: قردد بجعفر، بزيادة الدال] 3, وجلبب بدحرج؛ بزيادة الباء, فلو أدغم لبطل هذا الغرض؛ ولذلك لا يدغم قَرَادِد. ويمتنع الإدغام عند لبس زنة بزنة أخرى، نحو "سُرُر" بضمتين جمع سرير، و"سُرَر" -بضم الفاء وفتح العين- جمع سُرَّة؛ لأنه لو أدغم "سُرُر" جمع سرير مثلا, لالتبس فُعُل بفُعْل, ساكن العين. ولا يقال: الالتباس حاصل في "رَدَّ"؛ لأنه لا يعلم أنه فَعَل أو فَعُل؛ لأنا نقول: يزول4 الالتباس عند الفك، نحو: رددتُ, ونحو: ظللتُ5؛ فإنه لا يدغم؛ لأنه لو أدغم لالتبس بفِعْل كالظِّلّ. ويعلم من قوله: "وعند الإلحاق واللبس" وشرحه كميةُ الاحترازات في قوله: "وَعِنْدَ تَحَرُّكِهِمَا6 فِي كَلِمَةٍ, وَلاَ إِلْحَاقَ وَلاَ لبس".   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَعِنْدَ الإِلْحَاقِ وَاللَّبْسِ بِزْنَةٍ أُخْرَى نَحْو: قَرْدَد وسُرُر، وعند ساكن صحيح قبلهما في كلمتين نَحْوُ: قَرْم مالِك, وحُمل قَوْلُ القُرَّاءِ عَلَى الإخفاء، وجائز فيما سوى ذلك". "الشافية، ص14". 2 في "ق": ويمنع. 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 4 في "ق": بزوال. 5 في الأصل: ظلل, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 6 في "ق": تحريكهما. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 903 واعلم أنه لو قال: "ولا عروض لحركة الثاني" لكان أولى؛ لأنها إذا كانت عارضة لا يجب الإدغام، نحو: ارْدُدِ القوم. واعلم أيضا أنه يمتنع الإدغام فيما شذ فكه، نحو: قَطِط الشعر: اشتدت جعودته1, ودَبِبت المرأة: نبت الشعر على جبينها2, ولححت العين ولخخت: التصقت3, وصَكِك4 الفرس: صك أحد عرقوبيه الآخر5، 6. واعلم أيضا أنه يجوز فك الإدغام للضرورة فيما يجب إدغامه، كقوله: "43" مهلا أعاذل قد جربت من خلقي ... أني أجود لأقوام وإن ضَنِنُوا7، 8   1 ينظر الصحاح "قطط": 3/ 1154، وشرح الكافية الشافية 4/ 2181. 2 ينظر اللسان "دبب": 2/ 1316. 3 ينظر المصدر السابق "لحح": 5/ 4004، "لخخ": 5/ 4016. 4 في "هـ": وصكيك. 5 ينظر المصدر السابق "صكك": 4/ 2475. 6 حكى ابن منظور عن ابن عمرو قوله: "كل ما جاء على فَعِلَتْ ساكنة التاء من ذوات التضعيف فهو مدغم نحو: صَمَّتِ المرأة وأشباهه، إلا أحرفا جاءت نوادر في إظهار التضعيف وهو: لَحِحَت عينه إذا التصقت، وقد مَشِشَت الدابة، وصَكِكَت, وقد ضَبِبَت البلد إذا كثر ضبابه، وأَلِل السقاء إذا تغيرت ريحه، وقد قَطِط شعره". "المصدر السابق". 7 في الأصل: ظننوا تحريف, والصواب ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 8 هذا بيت من البسيط قاله قعنب ابن أم صاحب الغطفاني أحد بني سعد بن سحيم, واسم أبيه ضمرة. ينظر البيت في: الكتاب: 1/ 3، 29/ 535، والمقتضب: 1/ 142, 253, 3/ 354، والموشح: 94، والمنصف: 1/ 2، 69, 303, 339، والخصائص: 1/ 160, 757، والصحاح "ضنن": 6/ 2156، وشرح الشافية للرضي: 3/ 241، وشرح شواهدها: 490، واللسان "ضنن": 4/ 2614، وربط الشوارد: 98. والشاهد فيه: فك التضعيف في "ضَنِنُوا"، وكان القياس "ضَنُّوا". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 904 قوله: "وعند ساكن صحيح قبلهما"1. أي: يمتنع الإدغام إذا وقع قبل المثلين ساكن صحيح من كلمتين نحو: قَرْمُ مَالك, بالراء. والقرم: السيد2، وهو في الأصل اسم للفحل من "162" الإبل3. لأنه لو أدغم، فإذا سكن الميم الأول، فإن لم تنقل حركته إلى القاف وأدغم4 لزم التقاء الساكنين في آخر الكلمة، وذلك لا يجوز إلا عند الوقف، ومع الإدغام لا يكون الوقف و5 إن نقل حركته6 إلى القاف7 تغير بناء الكلمة. وكذا8 في نحو9: {كُنْتُ تُرَابًا} 10، وأَنْتَ تُكْرِهُ، و {مَسَّ سَقَرَ} 11.   1 في الأصل: قبلها, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 2 في اللسان: السيد المعظم. "ينظر: قرم: 4/ 3604". 3 وخُصّ بالفحل الذي يترك من الركوب والعمل, ويودع للفحلة. 4 عبارة المصنف المذكورة فيها انغلاق شديد, وصوابها أن يقول: لأنه لو أدغم ولم تنقل حركة الميم الأولى إلى القاف الساكنة. 5 الواو ساقطة من "هـ". 6 في "ق": حركة الراء. 7 في "هـ": إلى الراء. 8 في "هـ": وكذلك. 9 لفظة "نحو" ساقطة من "هـ". 10 سورة "النبأ": من الآية "40". 11 سورة "القمر": من الآية "48". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 905 اعلم أن المراد بالصحيح في قوله: "ساكن صحيح" حرف المد، وحينئذ لا يدغم في: دَلْو وَالد1، وظَبْي يَاسر، وقرمِ مَالك لما ذكرناه. فإن قيل: ينبغي أن يجوز الإدغام في نحو: عدوّ وَليد، ووليّ يَزيد لوجود المدة قبلهما مع أنه لا يدغم أيضا؛ لأن الواو الأولى من عدو والياء الأولى من ولي بمنزلة الواو2 من دلو والياء من ظبي؛ فإذا سكن الحرف الثاني للإدغام، فإما أن تنقل حركة الواو إلى الواو الأولى وحركة الياء الأولى أو لا تنقل، فإن نقل تغير بناء الكلمة، وإن لم ينقل لزم التقاء الساكنين في آخر الكلمة، وهو لا يجوز إلا للوقوف. قلنا: لا نسلم وجود المدة ههنا؛ لأنه لم تبق المدة عند الإدغام؛ لأنها تذهب بالإدغام، فصارت الواو والياء بمنزلة غيرهما من الحروف التي لا تكون للمدة. وقد أورد ههنا سؤالا، تقديره: إن النحاة قالوا: لا يجوز الإدغام في المثلين3 المتحركين في كلمتين إذا كان قبل الأول ساكن غير مدة، والقراء أطبقوا على جواز الإدغام في مثله, والجمع بين قولهما متعذر4؟   1 في "ق": ولد. 2 في الأصل, "ق": اللام, وما أثبتناه من "هـ". 3 لفظة "المثلين" ساقطة من "هـ". 4 ينظر الإيضاح: 2/ 479. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 906 وأجاب عنه الشاطبي1 في قصيدته2 بأنه يمكن الجمع بينهما, وذلك بأن يحمل قول النحاة على الإدغام المحض الصريح3، وقول القراء على الإخفاء الذي هو قريب من الإدغام. فعلى هذا لا يلزم التناقض4. وقال المصنف في شرح المفصل5: "هذا الجواب، وإن كان جيدا على ظاهره، إلا أنه لم يثبت أن القراء امتنعوا من الإدغام الصريح، بل ثبت أنهم أدغموا الإدغام الصريح". وهذا المجيب -وهو الشاطبي- يقرأ به في نحو: {الْعِلْمِ مَا لَكَ} 6. وقال المصنف: "والأولى أن يمنع إجماع النحاة [حينئذ] 7 على امتناع الإدغام؛ لأن من8 القراء جماعة من النحاة، وهم يقولون بالإدغام الصريح, فلا يكون إجماع النحاة حينئذ9 حجة؛ لأنه ليس   1 هو القاسم بن فيرة بن خلف بن أحمد الشاطبي الرعيني الضرير. قرأ على أبي عبد الله محمد بن أبي العاص وابن هذيل ومحمد بن حميد، نظم قصيدة في القراءات, وتوفي "590 هـ". "ينظر في ترجمته: ذيل الروضتين: 7، وغاية النهاية: 2/ 30، ووفيات الأعيان: 1/ 422، وبغية الوعاة: 379". 2 المسماة: حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع. 3 في الأصل: الصحيح، والأنسب ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 4 ينظر سراج القارئ المبتدي وتذكار القارئ المنتهي في شرح منظومة الشاطبي: ص36. 5 2/ 479. 6 سورة البقرة: من الآية "120". 7 "حينئذ" إضافة من "هـ". 8 لفظة "من" ساقطة من "هـ". 9 "حينئذ": ساقطة من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 907 إجماعهم إجماعا لجميع النحويين مع مخالفة القراء. ولئن سلمنا أنه ليس في القراء نحاة، إلا أن القراء ناقلون لهذه اللغة، فهم مشاركون للنحاة في نقل اللغة, فلا يكون إجماع النحاة وحدهم حجة. وإذا ثبت ذلك كان المصير إلى قول القراء أولى؛ لأنهم ناقلون القرآن عمن ثبتت عصمته من الغلط في مثله؛ لأن ما نقله القراء من القراءات تواتر، وما نقله النحاة آحاد, فقولهم أرجح. ولئن سلمنا أنه ليس تواترا، لكن القراء أكثر وأعدل، فكان الرجوع إلى قولهم1 أولى"2.   1 في الأصل "ق": أقوالهم, وما أثبتناه من "هـ". 2 الإيضاح: 2/ 479. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 908 [ الإدغام الجائز ] : قوله: "وجائز فيما سوى ذلك". اعلم أنك إذا عرفت أن الإدغام [في أي موضع واجب] 1 وأنه في أي موضع ممتنع, فاعلم أن الإدغام فيما سواهما2 جائز "163". وفيه نظر؛ لأن المثلين المتحركين إذا كان أولهما كلمة يصح الابتداء به نحو: جادَ بِبَدره، غير القسمين المذكورين، مع أن الإدغام فيه ممتنع، لا يقول أحد بجوازه، بخلاف المثلين اللذين أولهما كلمة لا يصح الابتداء به، نحو: اخشَوْا وَاقدا، واخشَيْ يَاسرا, فإن إدغامه جائز؛ لأنه بمنزلة جزء كلمة, فصحّ فيه الإدغام.   1 تكررت العبارة في "هـ". 2 في "ق"، "هـ": فيما عداهما. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 908 [ إدغام المتقاربين ] : قوله: "المتقاربان ... "1 إلى آخره2. المتقاربان: حرفان متقاربان في المخرج وفي صفة تقوم مقام تقاربهما في المخرج، على ما يجيء3. فإذا كان الإدغام يقع في المتقاربين كما يقع في المتماثلين, فلا بد من ذكر مخارج الحروف لتتميز الحروف المتقاربة المخرج من الحروف المتباعدة المخرج.   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "الْمُتِقَارِبَانِ، وَنَعْنِي بِهِمَا مَا تَقَارَبَا فِي الْمَخْرَج أوْ فِي صِفَةٍ تَقُومُ مَقَامَهُ، وَمَخَارِجُ الْحُرُوفِ سِتَّةَ عَشَرَ تَقْرِيباً وَإلاَّ فَلِكُلٍّ مَخْرَجٌ، فَلِلْهَمْزَة والهاء والألف أقصى الحلق، وللعين والحاء وسطه، وَلِلْغَيْنِ وَالْخَاءِ أدْنَاهُ، وَلِلْقَافِ أقْصَى اللِّسَانِ وَمَا فَوْقَهُ مِنَ الْحَنَكِ، وَلِلْكَافِ مِنْهُمَا مَا يَلِيهِمَا، وللجيم والشين والياء وسط اللسان وما فوقه من الحنك، وللضاد أول إحدى حافتيه وما يليهما من الأضراس، وللام ما دون طرف اللسان إلى منتهاه وما فوق ذلك، وللراء منهما ما يليهما، وللنون منهما ما يليهما، وللطاء والدال والتاء طرف اللسان وأصول الثنايا، وللصاد والزاي والسين طرف اللسان والثنايا، وللظاء والذال والثاء طرف اللسان وطرف الثنايا، وللفاء باطن الشفة السفلى وطرف الثنايا العليا، وللباء والميم والواو ما بين الشفتين". "الشافية، ص14". 2 إلى آخره: ساقط من "ق". 3 في الأصل: يجيء, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 909 [ مخارج الحروف الأصلية ] : ومخارج الحروف ستة عشر تقريبا1. وإنما قلنا: "تقريبا" لأن مخارجها بالتحقيق أكثر من ذلك؛ لأن لكل واحد من الحروف مخرجا بالتحقيق2. الأول: مخرج الهمزة والهاء والألف، على الترتيب3 وهو أقصى الحنك.   1 ينظر الأصل: 4/ 433، والمقتضب: 1/ 192، وسر الصناعة: 1/ 52, 53, والمفصل: 393، وشرحه لابن الحاجب: 2/ 480، وشرحه لابن يعيش: 10/ 123-125، والممتع: 2/ 668، والتسهيل: 319، والنشر: 1/ 198-202، وشمس العلوم: 1/ 20, 21، وشرح الشافية للرضي: 3/ 250-254. 2 قال ابن الحاجب: "قسم النحويون مخارج الحروف إلى ستة عشر على التقريب، وإلحاق ما اشتد تقاربه بمقاربه وجعله معه من مخرج واحد، والتحقيق أن كل حرف له مخرج يخالف الآخر, وإلا كان إياه .... ". "الإيضاح: 2/ 480". 3 هذا الترتيب الذي ذكره ركن الدين هو ترتيب سيبويه، حيث يقول في كتابه "4/ 433": "فأقصاها مخرجا: الهمزة والهاء والألف". واختاره الزمخشري في مفصله "393", وابن الحاجب في الشافية, وابن مالك في التسهيل "319". ولكن ابن الحاجب في شرح المفصل يختار ترتيبا آخر حيث يقول: "فجعلوا للهمزة والألف والهاء أقصى الحلق، ولا شك أن الهمزة أول والألف بعدها والهاء بعدها، ولكن لما اشتد التقارب اغتفروا ذكر التفرقة". "الإيضاح: 2/ 480". وذهب أبو الحسن الأخفش إلى أن الهمزة أول، وأن الهاء والألف بعدها وليست واحدة عنده أسبق من الأخرى. "الممتع: 2/ 688". وزعم ابن عصفور أن مذهب سيبويه أن الهمزة أولى، والألف بعدها والهاء بعدها, معتمدا في ذلك على ترتيب سيبويه لحروف العربية الأصول في كتابه "4/ 431". يختار هذا المذهب ويعترض على مذهب الأخفش بقوله: "والذي يدل على فساد مذهبه وصحة ما ذهب إليه سيبويه أنه متى احتِيج إلى تحريك الألف اعتمد بها على أقرب الحروف إليها فقلبت همزة نحو: رسالة ورسائل. فلو كانت الهاء من مخرج واحد لقلبت هاء؛ لأنها إذ ذاك أقرب إليها من الهمزة". "الممتع: 2/ 668". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 910 والثاني: مخرج العين والحاء، وهو وسط الحلق. والثالث: مخرج العين والخاء، وهو أدنى الحلق, وتسمى هذه الحروف حروف الحلق. والرابع1: مخرج القاف، وهو أقصى اللسان وما فوقه من الحنك [الأعلى] 2. والخامس3: مخرج الكاف، وهو ما يلي مخرج القاف من اللسان والحنك. ويعرف ذلك بأن تقف على القاف والكاف نحو: ثوبك؛ فإنك تجد القاف أدخل إلى الحلق. والسادس4: مخرج الجيم والشين والياء, وهو وسط اللسان وما يحاذيه من وسط الحنك الأعلى, وهي مترتبة في النطق على الوجه الذي ذكرناه. والسابع: مخرج الضاد، وهو أول أحد طرفي اللسان وما يليه من الأضراس, والأكثر على إخراجها من الجانب الأيسر. وقد يتيسر لبعض من الجانب الأيمن, وقد يستوي الجانبان عند بعض. والثامن: مخرج اللام، وهو ما دون أول طرف اللسان إلى   1 لفظة "الرابع" موضعها بياض في "هـ". 2 لفظة "الأعلى" إضافة من المحقق. 3 لفظة "الخامس" مطموسة في "هـ". 4 لفظة "السادس" موضعها بياض في "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 911 منتهى طرفه وما يحاذي ذلك من أدنى الحنك الأعلى فُوَيْق الثنية. فأُخِّرت عن الضاد؛ لأن مخرجها يشترك فيه طرف اللسان1 إلى منتهاه, والضاد لا تصل2 إلى منتهاه. والتاسع3: مخرج الراء. والعاشر: مخرج النون4. وأشار إلى تعريفهما بقوله: وَلِلرَّاءِ مِنْهُمَا مَا يَلِيهِمَا، وَلِلنُّونِ مِنْهُمَا مَا يليهما5. والظاهر أن ضمير المثنى يعود إلى ما دون أول6 طرف اللسان وما يحاذيه من أدنى الحنك الأعلى، أي: وللراء والنون [منهما] 7 ما يلي8 ما دون أول طرف اللسان وما يحاذيه, ولم يظهر من بين مخرجيهما فرق على ما ذكر.   1 في "هـ" زادت لفظة "اللام" بعد "اللسان". 2 لا تصل: ساقطة من "هـ". 3 لفظة "التاسع" ساقطة من "هـ". 4 ذكر سيبويه النون قبل الراء في الترتيب، حيث قال: "ومن حافة اللسان من أدناها إلى منتهى طرف اللسان ما بينهما وبين ما يليهما من الحنك الأعلى وما فويق الثنايا مخرج النون. ومن مخرج النون غير أنه أدخل في ظهر اللسان قليلا؛ لانحرافه إلى اللام مخرج الراء". "الكتاب: 4/ 433". 5 عبارة "وللنون منهما ما يليهما" ساقطة من "هـ". 6 لفظة "أول" مشطوبة في الأصل. 7 منهما: إضافة من "ق"، "هـ". 8 لفظة "ما" ساقطة من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 912 [لكن ذكر] 1 في المفصل: وللنون ما بين طرفي2 اللسان وفويق الثنايا، وللراء ما هو داخل في ظهر اللسان قليلا من مخرج النون3, والنون أخرج من مخرج اللام قليلا, والراء أدخل في ظهر4 اللسان قليلا5 من مخرج النون6. والحادي عشر: مخرج الطاء والدال والتاء، وهو ما بين طرفي اللسان وأصول الثنايا. وقيل: أو بعد أصول الثنايا قليلا. والثاني عشر: مخرج الصاد والزاي "164" والسين، وهو ما بين طرف اللسان والثنايا. والثالث عشر7: مخرج الظاء والذال والثاء، وهو ما بين طرف اللسان وأطراف الثنايا.   1 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 2 في "ق": طرف. 3 المفصل: 394. 4 في "هـ": ظاهر. 5 في "ق": في. 6 وأضاف ابن الحاجب قائلًا: "وذكر مخرج الراء بهذه الصفة مقتصرًا, يؤذن بأنه قبل النون؛ لأنه إذا كان أدخل كان قبل، وإنما أراد أن المخرج بعد مخرج النون يستثقل به. ألا ترى أنك إذا نطقت بالنون والراء ساكنين وجدت طرف اللسان عند النطق بالراء فيما هو بعد مخرج النون، هذا هو الذي يجده المستقيم الطبع، وقد يمكن إخراج الراء مما هو أدخل من مخرج النون، ومن مخرجها، ولكن يتكلف لا على حسب إجراء ذلك على الطبع المستقيم. والكلام في المخارج إنما هو على حسب استقامة الطبع, لا على التكلف". ينظر الإيضاح: 2/ 481. 7 الثالث عشر: موضعه بياض في "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 913 والرابع عشر: مخرج الفاء، وهو باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العليا. المراد بالثنايا في جميع هذه المواضع هو ثنيتان1, وعبروا عنهما بالجمع؛ لأنه أخف نطقا2، مع أنه لا لبس3. والخامس عشر: مخرج الباء والميم4 والواو، وهو ما بين الشفتين. اعلم أن المصنف وصاحب المفصل ذكرا أن المخارج ستة عشر5 تقريبا, ولم يعدا إلا خمسة عشر6. لا يقال: السادس عشر هو النون الخفية7، ويقال: الخفيفة، نحو: عنك؛ لأنهما8 يذكرانها في المتفرع على الحروف الأصلية. والمراد بالمخارج المذكورة مخارج الحروف الأصلية، وإلا زادت على ستة عشر، على أنهما ذكرا الحروف التسعة والعشرين في المخارج الخمسة عشر المذكورة، فلم يبق شيء حتى يكون له مخرج   1 ثنيتان: مطموسة في "هـ". 2 في "ق": مطلقا. 3 ينظر الإيضاح: 2/ 481. 4 والميم: ساقطة من "هـ". 5 ستة عشر: ساقط من "هـ". 6 ينظر المفصل "393, 394"، وشرحه لابن الحاجب "2/ 480, 481". 7 عدها سيبويه المخرج السادس عشر، وذكر أنها تخرج من الخياشيم, وتابعه ابن عصفور. "ينظر الكتاب: 4/ 434، والممتع: 2/ 670". 8 لأنهما: ساقطة من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 914 السادس عشر. اعلم أن المراد بمخرج كل حرف هو الموضع الذي يتقطع ذلك الحرف1 عنده ولا يشاركه فيه غيره، فإن شاركه فلا بد من امتيازه بصفة غير عمل اللسان. ويعتبر المخرج بأن يزاد على الحرف همزة الوصل مكسورة، ثم ينطق به ساكنًا بحيث ينقطع جرس الحرف، فهو مخرجه، نحو: اعْ، اقْ، اهْ. قيل2: ومن ثمة3 لم يكن للألف مخرج؛ لأن صوتها لا ينقطع عند مركز معين, بل هو4 هواء مستطيل يمتد من غير حصر. اعلم أن هذا منافٍ لما ذكره5 من قبل، وهو أن أقصى الحلق مخرج الهمزة والهاء والألف.   1 في "هـ": الحروف. 2 لفظة "قيل" ساقطة من "ق". 3 في "هـ": ثم. 4 لفظة "هو" ساقطة من "هـ". 5 في الأصل: لما ذكرناه, والأنسب ما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 915 [ مخارج الحروف الفرعية ] : قوله: "ومخرج المتفرع واضح ... "1 إلى آخره. اعلم أن عدد الحروف يرتقي إلى اثنين وأربعين2، لكن حروف العربية الأصول في اللسان العربي تسعة وعشرون3. وإنما كانت هذه الأصول في اللسان العربي لتصفيتها وخلاصتها عند إخراجها من مخارجها, من غير أن يختلط بها غيرها, والذي يتفرع منها يمتزج عند النطق بها من غيرها ويختلط بها. ويتفرع على هذه الأصول ما ذكره في الكتاب4 ثلاثة عشر،   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَمَخْرَج الْمُتَفَرِّع وَاضِحْ، وَالْفَصِيحُ ثَمَانِيَةٌ: هَمْزَةُ بَيْنَ بين وهي ثلاثة، والنون الخفيفة نَحْوُ عَنْكَ، وَأَلِفُ الإِمَالَةِ، وَلاَمُ التَّفْخِيم، وَالصَّادُ كالزَّاي, وَالشِّينُ كالْجِيم. وَأَمَّا الصَّادُ كالسِّينِ والطَّاءُ كالتَّاء وَالْفَاءُ كالْبَاءِ وَالضَّادُ الضَّعِيفَةُ, وَالْكَافُ كَالْجِيم فَمُسْتَهْجَنَةٌ. وَأَمَّا الْجِيمُ كالكاف والجيم كالشَّين فَلاَ يتحقق". "الشافية: 14, 15". 2 ينظر الكتاب: 4/ 432. وذكر الزمخشري أنها ترتقي إلى ثلاثة وأربعين؛ منها تلك التسعة والعشرون الأصول، وتتفرع منها ستة مأخوذ بها في القرآن وكل كلام فصيح, والبواقي حروف مستهجنة. ينظر المفصل: 394. وهو ما ذكره ابن عصفور في الممتع: 2/ 665. 3 ينظر الكتاب: 4/ 431، وسر الصناعة: 1/ 46-51، والمفصل: 394، وشرحه لابن يعيش: 10/ 125-128، والممتع: 2/ 663، وشرح الشافية: 3/ 250-257. وخالف في ذلك أبو العباس المبرد، حيث جعل حروف المعجم الأصول ثمانية وعشرين, أولها الباء وآخرها الياء، وأخرج الهمزة من حروف المعجم بحجة أنها لا تثبت على صورة واحدة، فكأنها عنده من قبيل الضبط، إذ لو كانت حرفا من حروف المعجم لكان لها شكل واحد لا تنتقل عنه كسائر حروف المعجم. "ينظر المقتضب: 2/ 192". ورَدّ عليه ابن عصفور في الممتع "ينظر: 2/ 664". 4 أي: في كتاب الشافية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 916 بعضها مستحسن موجود في القرآن وكلام فصيح، وهي1 ثمانية عند المصنف، وستة عند صاحب المفصل. وإنما استحسنت لما استفادت بالامتزاج من تسهيل اللفظ, وتحقيق النطق بها. أحدها وثانيها وثالثها: الهمزة التي2 بين بين؛ لأن همزة بين بين هي الهمزة التي تجعل بين الهمزة وبين الحرف الذي منه حركتها3؛ فإن كانت مكسورة فجعلت بين بين [فهي بين الهمزة والياء. وإن كانت مضمومة فجعلت بين بين] 4 فهي بين الهمزة والواو. وإن كانت مفتوحة فجعلت بين بين، فهي بين الهمزة والألف. وإنما جعلها سيبويه واحدة؛ لأن جعل الهمزة بين بين يشمل الأقسام الثلاثة؛ فهو كالجنس لها5.   1 في الأصل, "ق": وهو, والأصح ما أثبتناه من "هـ". 2 في "ق": الذي. 3 في "هـ": حركاتها. 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 5 وعلى ذلك تكون الحروف المستحسنة عند سيبويه ستة لا ثمانية, وتابعه في ذلك الزمخشري في مفصله كما ذكر ركن الدين. ينظر الكتاب: 4/ 432، والمفصل: 394. ولكن ابن الحاجب يفصل في الهمزة التي بين بين فيجعلها ثلاثة، استمع إليه وهو يقول في الإيضاح "2/ 482": "ولو عددت همزة بين بين ثلاثة باعتبار حقيقة تفاصيلها وتميز أحدهما عن الآخر لكان صوابا؛ لأن الغرض تعداد حروف زائدة على الأصول، فهذه وإن سميت باسم جنس فلها ثلاثة أنواع، فهي في الحقيقة ثلاثة أحرف، فيكون على هذا المتفرع الفصيح ثمانية أحرف بالخمسة التي ذكرها الزمخشري والساقط الذي ذكرنا أنه ثلاثة أنواع حرف بين الألف والهمزة، وحرف بين الواو والهمزة، وحرف بين الياء والهمزة، وإن شئت قلت: والهمزة التي كالألف، والهمزة التي كالواو، والهمزة التي كالياء". ا. هـ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 917 والرابع: النون [الخفية, ويقال لها: النون الخفيفة] 1، وهي نون ساكنة تخرج من الخيشوم، لا عمل2 للفم فيها، نحو: عَنْكَ. وشروط خروج النون من الخيشوم أن تقع قبل الحروف التي يخفى فيها، وهي غير حروف الحلق، أعني3 حروف الفم، نحو: عنك4. وحروف الفم التي تخفى النون بعدها "165" خمسة عشر حرفا, وهي: القاف والكاف والجيم والشين والصاد والضاد والسين والزاي والطاء والدال والتاء والظاء والذال والثاء والفاء. وإذا كان بعدها حرف من هذه الحروف فمخرجها من الخيشوم، لا علاج للفم5 في إخراجها, هكذا ذكره سيبويه6. فلو كانت آخرا نحو "عن" أو كـ "عن", أو بعدها حرف حلق7 نحو: {مَنْ خَلَقَ} 8، ومن أبوك؟ تعين أن تكون الأولى, أعني: من التسعة والعشرين، ويكون مخرجها من الفم.   1 في "ق"، "هـ": "الخفيفة .... الخفية". 2 في "هـ": لا علم. تحريف. 3 في "هـ": عني. 4 "نحو: عنك": ساقط من "هـ". 5 في النسخ الثلاث: على الفم, والأنسب ما أثبتناه. 6 ينظر الكتاب: 4/ 434. 7 لفظة "حلق" ساقطة من "هـ". 8 سورة العنكبوت "من الآية: 44"، وسورة لقمان "من الآية: 25"، وسورة الزمر "من الآية: 38"، والزخرف "من الآية: 9", والملك "من الآية: 14". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 918 والخامس1: ألف الإمالة، نحو2: رمى، وهي ألف يُنْحَى بها نحو الياء. والسادس: لام التفخيم, نحو3: الصلاة، بتفخيم الصلاة. وذكر صاحب المفصل4 ألف الإمالة5، نحو: عالم، وألف التفخيم نحو: الصلاة. وألف التفخيم: ألف ينحى بها6 نحو الواو. وزعموا أن كتابة الصلاة بالواو تنبيه على هذه الألف, ولم يذكر في المفصل لام التفخيم7. والسابع: الصاد التي هي كالزاي، نحو: يصدر، ويصدق, وقرئ به في المشهور في8 نحو قوله [تعالى] 9: {حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ} 10، و {الصِّرَاطَ} 11.   1 لفظة "الخامس" مطموسة في "هـ". 2 لفظة "نحو" مطموسة في "هـ". 3 لفظة "نحو" ساقطة من "ق". 4 في ص394. 5 ألف الإمالة: مطموسة في "هـ". 6 لفظة "بها" ساقطة من "هـ". 7 ولم يذكرها سيبويه، ولا ابن عصفور، وذكرا بدلا منها ألف التفخيم. 8 لفظة "في" ساقطة من "هـ". 9 لفظة "تعالى" إضافة من المحقق. 10 سورة "القصص" من الآية "23". وهي قراءة حمزة والكسائي وخلف, ووافقهم رويس. "ينظر النشر: 2/ 250, 341". 11 سورة "الفاتحة" من الآية "6"، و"طه" من الآية "135"، و"الصافات" من الآية "118"، وهي قراءة خلف عن حمزة، ووافقه المطوعي, وهي لغة قيس. "ينظر الإتحاف: 123". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 919 والثامن: الشين التي هي1 كالجيم, ولم يقرأ به في المشهور نحو2: أجدق, في: أشدق. وإنما قربوا الشين من لفظ الجيم في مثل: أشدق؛ لأن الدال مجهورة شديدة، [والجيم أيضا مجهور شديد] 3، والشين حرف مهموس رخو، فهو ضد الدال لكونها للرخاوة والهمس، وكون الدال للجهارة، فقربوها من لفظ الجيم؛ لأن الجيم قريبة من مخرج الشين، مع كونها موافقة للدال في4 الجهر. قوله: "وأما5 الضاد كالسين" إلى قوله: "فمستهجنة" هذه خمسة أحرف مستهجنة: أحدها: الصاد التي كالسين، فإن الصاد تقرب من السين لكونهما6 من مخرج واحد، فيقال في صِبْغ: سِبْغ، وهو7 مستهجن؛ لأنه ليس في هذا الإبدال حسن؛ لأن الصاد أصفى في السمع وأصفر في الفم8.   1 لفظة "هي": ساقطة من "هـ". 2 لفظة "نحو": ساقطة من "هـ". 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 4 في "هـ": "مع" بدل "في". 5 في "هـ": وإنما. 6 في "هـ": لكونها. 7 "وهو": ساقط من "هـ". 8 ينظر الممتع: 2/ 666. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 920 والثاني: الطاء التي كالتاء. تكثر1 هذه في العجم، لا سيما في عجم أهل الشرق؛ لأن الطاء لا توجد في أصل حروفهم، فإذا احتاجوا إلى النطق بشيء من العربية التي فيها2 طاء, ضعف نطقهم بها، فيقولون في طالع: تالع، وهو3 مستهجن؛ لأنه ليس بعربي؛ والعربي الذي يتكلم به إنما يتكلم به لمخالطته4 العجم، لا سيما عجم أهل الشرق5. والثالث: الفاء التي كالباء. يكثر هذا في لغة الفرس وغيرهم، فإنهم أخرجوا حرفا من الفاء والباء المخلصين6. والذين تكلموا بهذا الحرف من العرب قوم خالطوا العجم فاسترقوا لغتهم؛ لأن الطبع سَرّاق. والرابع: الضاد الضعيفة. هذه الضاد7 من لغة قوم ليست في أصل لغتهم الضاد، فإذا أرادوا التكلم بها من لغة غيرهم عصت عليهم، فأخرجوها8 ظاء؛ لأنهم يخرجونها من طرف اللسان وأطراف الثنايا، وربما تكلفوا إخراجها من مخرج الضاد، فلم يتأتَّ   1 في الأصل: تكثرت, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 2 في "هـ": هي. 3 في "هـ": وهي. 4 في "هـ": لمخالطة, وفي "ق": لمخاطبته. 5 ينظر الممتع: 2/ 666. 6 ينظر الممتع: 2/ 667. 7 في "هـ": أيضا. 8 في "ق": أخرجوا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 921 لهم فخرجت بين الضاد والظاء، فيقولون في ضَرَبَ: ظَرَبَ. فالضاد الضعيفة هي التي انحرفت1 عن مخرجها إلى اليمين أو2 الشمال؛ وذلك لأن مخرجها من أول "166" حافة اللسان وما يليها من الأضراس مطبقة، فإن انصرفت عنه ظهرت ضعيفة وزال الإطباق، وصارت بتكلف الإطباق في غير موضعه. ولأجل هذا كان هذا الحرف مستهجنا. والخامس: الكاف التي كالجيم. قال ابن دريد3: "هي لغة أهل اليمن، يقولون في جمل: كمل. وهي كثيرة في عوامّ أهل بغداد، فإنهم يقولون في جَمَلَ: كَمَلَ، وفي رَجُل: رَكُل, وهي مردودة رديئة". وأما4 الجيم التي كالكاف، وهي5 عكس الكاف التي كالجيم، فلا يتحقق أنها غير الكاف التي كالجيم، بل هما شيء واحد. وكذلك6 الجيم التي كالشين لا يتحقق أنها غير الشين التي كالجيم، بل هما واحد7 كالفاء التي كالباء، والباء التي كالفاء8.   1 في "هـ": انحرف. 2 في "ق": "و" بدل "أو". 3 الجمهرة: 1/ 5, وينظر ابن يعيش: 10/ 127، والممتع: 2/ 665. 4 في "ق": فأما. 5 في الأصل, "هـ": وهو, وما أثبتناه من "ق". 6 في الأصل: وكذا, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 7 نحو: اشتمعوا, وأشدر في: اجتمعوا، وأجدر. "ينظر الممتع: 2/ 666". 8 التي كالفاء: مطموس في "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 922 وإذا كان كذلك, فلا حاجة إلى ذكر الجيم التي كالكاف، ولا إلى ذكر الجيم التي كالشين. هذا ما فهمته. ولقائل أن يقول: لا نسلّم أنه لا حاجة إليه؛ لأن1 منهم من يأتي في موضع الجيم من نحو2: جزر وجهم وملجم3 وخلج بحرف بين الجيم والكاف4. [ومنهم من يأتي في موضع الجيم بحرف بين الجيم والشين] 5. ومنهم6 من يأتي في موضع الكاف من نحو: كَسْب ووَكْد ومُلْك بحرف بين الكاف والجيم. ومنهم7 من يأتي في موضع الشين من شُكْر وحَشْد ونَهْش بحرف بين الجيم والشين. فلا بد من التنبيه على هذه اللغات، ولا يصح الاستغناء بذكر بعضها عن بعض؛ لأنه لا يلزم من المجيء بجيم كالكاف في موضع الجيم وبجيم كالشين في موضع الجيم، المجيء بكاف كالجيم في موضع الكاف، وبشين كالجيم في موضع الشين، كما لا يلزم من المجيء بصاد كالزاي في موضع الصاد, المجيء بزاي كالصاد في موضع الزاي؛ فلهذا احتِيج إلى التنبيه على ذلك كله.   1 "لأن": ساقطة من "هـ". 2 لفظة "نحو" ساقطة من "ق"، "هـ". 3 "وملجم": من "ق". 4 في "هـ": والشين. 5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق"، "هـ". 6 "ومنهم": ساقطة من "هـ". 7 "ومنهم": ساقطة من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 923 وإنما1 سُمِّيت هذه الحروف مستهجنة؛ لأنها غير مستعملة في الشعر ولا في كلام فصيح، مع رداءتها2 على ما ذكرناه. اعلم أن المصنف ذكر من المتفرع عن الأصول الذي هو مستحسن3 ثمانية، ومن المستهجن خمسة، وهما مع الأصول التي هي تسعة وعشرون, اثنان وأربعون التي هي رأي سيبويه4. وقد ذكروا من المستهجنات أكثر من ذلك، كالشين التي كالزاي، نحو: أَزَرْتُ في: أَشَرْتُ, وكالجيم التي كالزاي، نحو: اخْرُزْ [في: اخْرُجْ] 5, وكالقاف التي كالكاف، نحو كال في: قال6.   1 في الأصل: وإن, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 2 ينظر الكتاب: 4/ 432، والممتع: 2/ 665. 3 في "هـ": التي هي مستحسنة. 4 ينظر الكتاب: 4/ 432. 5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 6 وذكروا أيضا من المستهجن الياء التي كالواو في: قُيِل وبُيِع بالإشمام، والواو التي كالياء في: مذعُور، وابن نَور. "ينظر شرح الرضي على الشافية: 3/ 257". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 924 [ صفات الحروف ] : قوله: "ومنها المجهورة والمهموسة .... "1 إلى آخره2. اعلم أن هذه قسمة الحروف باعتبار الصفات, لا باعتبار المخارج. والحروف بهذا3 الاعتبار تنقسم إلى ثمانية عشر قسمًا، وهي: المجهورة, والمهموسة، والشديدة4، والرِّخْوة، وما بينهما،   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَمِنْهَا الْمَجْهُورَةُ، وَالْمَهْمْوسَة، وَمِنْها الشَّدِيدَةُ وَالرِّخْوَةُ وَمَا بينهما، ومنها المطبقة والمنفتحة، ومنها المستعلية وَالْمُنْخَِفضَةُ، وَمِنْهَا حُرُوفُ الذَّلاَقَةِ وَالْمُصْمَتَهُ، وَمِنْهَا حُرُوفُ القلقلة والصفير واللينة والمنحرف والمكرر, والهاوي والمهتوت. فالمجهورة ما ينحصر جري النَّفَس مع تحركه وهي ما عدا حروف: "ستشجثك خصفه"، والمهموسة بخلافها، ومثلا بققق وككك، وخالفهم بعضهم فجعل الضاد والظاء والذال والزاي والعين والغين والياء من المهموسة، والكاف والتاء من المجهورة، ورأى أن الشدة تؤكد الجهر، والشديدة: ما ينحصر جري صوته عند إسكانه في مخرجه فلا يجري, ويجمعها: "أَجِدُكَ قَطَبْتَ" والرخوة بخلافها، وما بينهما لا يتم له الانحصار ولا الجري، ويجمعها: "لم يروعنا"، ومثلت بالحج والطش والخل، والمطبقة: ما ينطبق على مخرجه الحنك، وهي الصاد والضاد والطاء والظاء، والمنفتحة بخلافها, والمستعلية: ما يرتفع اللسان بها إلى الحنك وهي المطبقة والخاء والغين والقاف، والمنخفضة بخلافها، وحروف الذلاقة: ما لا ينفك رباعي أو خماسي عن شيء منها لسهولتها، ويجمعها: "مُرْ بِنَفْلٍ"، والمصمتة بخلافها؛ لأنه صمت عنها في بناء رباعي أو خماسي منها، وحروف القلقلة: ما ينضم إلى الشدة فيها ضغط في الوقف، ويجمعها: "قَدْ طُبِجَ"، وحروف الصفير: ما يُصفر بها، وهي الصاد والزاي والسين، واللينة: حروف اللين، والمنحرف اللام؛ لأن اللسان ينحرف به، والمكرر الراء؛ لتعثر اللسان به، والهاوي الألف؛ لاتساع هواء الصوت به، والمهتوت التاء؛ لخفائها". "الشافية، ص14". 2 إلى آخره: ساقط من "ق". 3 في "ق"، "هـ": بهذه. 4 والشديدة: ساقطة من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 925 والمطبقة [والمنفتحة والمستعلية والمنخفضة وحروف الذلاقة والمصمتة وحروف القلقلة وحروف الصفير واللينة والمنحرف] 1 والمكرر والهاوي والمَهْتُوت. فالمجهورة: حروف2 ينحصر جري النفس مع تحركها فيرتفع الصوت، وهي ما عدا حروف3 "سَتَشْحَثُكَ خَصَفَهُ"، وهي الحروف المهموسة "167". فالحروف المجهورة تسعة عشر حرفًا، وهي: الهمزة والألف والعين والغين والقاف والجيم والياء والضاد واللام والنون والراء والطاء والذال والزاي والظاء والدال والياء والميم والواو. والمهموسة بخلاف المجهورة4، وهي حروف5 لا ينحصر النفس مع تحركها. والمهموسة عشرة، وهي: الحاء والهاء والخاء والكاف والسين والتاء والفاء والثاء والصاد والشين, ويجمعها "سَتَشْحَثُكَ خَصَفَهُ".   1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 2 في "هـ": فالمجهورة حرف. تحريف. 3 لفظة "حروف" ساقطة من "ق". 4 المجهور: حرف أشيع الاعتماد عليه في موضعه، فمنع النفس أن يجري معه حتى ينقضي الاعتماد. غير أن الميم والنون من جملة المجهورة قد يعتمد لهما في الفم والخياشيم فتصير فيهما غنة. والمهموس: حرف أضعف الاعتماد عليه في موضعه حتى جرى معه النفس, واعتبار ذلك بأن تكرر الحرف نحو: سَسَ، كَكَكَكَ، فتجد النفس يجري مع الحرف ولو رُمْتَ ذلك في المجهور لما أمكنك. ينظر الكتاب: 4/ 434، والممتع: 2/ 671، 672. 5 في "هـ": حرف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 926 والخَصَفَة: وعاء التمر1, وخَصَفَة من أسماء الرجال2. وقيل: إن "شَحَثَ" ما جاء من كلام العرب3 ولا "شسثا" من تأليف "شر ح ث". وقيل: شحث بمعنى: شحذ. ومثل لتصور انحصار جري النفس مع تحرك الحرف المجهور4 بتكرر الحروف المجهورة، نحو: قَقَ. ومثل لعدم انحصار النفس مع تحرك الحروف المهموسة بتكرار المهموس5. فإذا قلت: قَقَ، وجدت النَّفَس محصورا لا يحس مع النطق بشيء بين الحرفين. وبهذا الاعتبار سميت حروف الجهر مجهورة؛ لأن النفس إذا6 انحصر7 مع هذه الحروف قوي الصوت بها. وإذا قلت: كَكَ، [وجدت النفس جاريا مع] 8 النطق بها غير   1 وهي جُلَّة تُعمَل من الخوص. "الصحاح "خصف": 4/ 1350". 2 وهو خصفة بن قيس عيلان، أبو حيّ من العرب "المصدر السابق". 3 جاء في اللسان "شحث": "قال الليث: بلغنا أن شحيثا كلمة سريانية, وأنها تنفتح بها الأغاليق بلا مفاتيح". "3/ 2204". 4 في "هـ": الحروف المجهورة. 5 في "ق": الحروف, وفي "هـ": الحروف المهموسة. 6 لفظة "إذا" مطموسة في "هـ". 7 في "هـ": انحصرت. 8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 927 محصور1. وبهذا الاعتبار سميت حروف الهمس مهموسة؛ لأنه إذا جرى النفس مع الحروف ضعف الصوت بها, هذا قول المتقدمين2. وأما بعض المتأخرين, فجعل الضاد والطاء والدال والزاي والراء والعين والعين والياء من المهموسة، وجعل الكاف والتاء من المجهورة؛ لأن الكاف والتاء من الحروف الشديدة، ورأى أن الشدة تأكد الجهر3. وقال المصنف في الشرح4: و5 لو قال ذلك البعض من المتأخرين في الضاد وما بعدها ... إلى قوله "والياء": إنها بين المجهورة والمهموسة، لكان أقرب6، مع أن الصاد بعيدة من الهمس. وأما جعله الكاف والتاء من المجهورة فبعيد؛ لأنه ليس الشدة في الجهر, وإنما الشدة في انحصار جري الصوت عند الإسكان. والجهر: انحصار جري النفس مع تحركه، كما مر. وقد يجري النفس ولا يجري الصوت، كالكاف والياء, وقد يجري الصوت ولا يجري النفس، كالضاد والعين7.   1 في "هـ": محصورة. 2 ينظر الكتاب: 4/ 434. 3 قاله ابن الحاجب في الشافية "ص15"، وينظر شرح الجاربردي "مجموعة الشافية: 1/ 341". 4 أي: شرح الشافية. 5 الواو ساقطة من "هـ". 6 في "هـ": أولى. 7 ونقله أيضا الجاربردي في شرح الشافية "ينظر مجموعة الشافية: 1/ 341". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 928 والحروف الشديدة: حروف ينحصر جري صوتها عند إسكانها في مخرجها ولا يجري. وهي ثمانية أخرى، وهي: الهمزة والقاف والكاف والجيم والطاء والدال والتاء والباء. وبجمع هذه الحروف: "أَجِدُكَ قَطَبْتَ" أو: "أَجَدْتَ طَبَقَكَ"1. والحروف الرخوة بخلاف2 الحروف الشديدة؛ فهي حروف لا ينحصر جري صوتها عند إسكانها. وهي ما عدا [الحروف] 3 الشديدة، وهي ثلاثة عشر حرفًا: الهاء، والحاء, والخاء، والعين، والشين، والصاد، والضاد، والزاي، والسين، والظاء، والذال، والثاء، والفاء4. والحروف التي "بين الشديدة والرِّخْوة"5: حروف لا يتم لها الانحصار المذكور ولا الجري المذكور، كاللام والميم, وهي ثمانية ويجمعها: "لم يرو عنا"6 أو: "لم يروعنا"7. ومثل للحروف الشديدة بالحَجّ، وللحروف الرخوة بالطَّشّ للمطر الضعيف8، ولما بينهما بالخَلّ "168".   1 ينظر الكتاب 4/ 434، والممتع: 2/ 672. 2 لفظة "بخلاف" تكررت في "هـ". 3 لفظة "الحروف" إضافة من "هـ". 4 ينظر الكتاب: 4/ 434, 435، والممتع: 2/ 672. 5 في الأصل: بين الحروف الشديدة, والحروف الرخوة. 6 ينظر الممتع: 2/ 673، والتسهيل: 320. 7 "لم يروعنا": ساقطة من "هـ". 8 الصحاح "طشش": 3/ 1009. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 929 فإذا قلت: الحج بالوقف [وجدت الصوت منحصرا لا يجري، وهو معنى الشدة, وإذا قلت: الطش -بالوقف] 1- وجدت الصوت جاريا. وإذا قلت: الخل -بالوقف- وجدت الصوت بالحروف2 لا يجري مثل جري الطش ولا ينحصر مثل انحصار الحج، بل يخرج على اعتدال بينهما. والحروف المطبقة: حروف "لا"3 ينطبق الحنك على مخارجها من اللسان، بل ينطبق اللسان على ما حاذاه من4 الحنك الأعلى، وهي5: الصاد والضاد والطاء والظاء6؛ ولهذا سميت مطبقة. والحروف المنفتحة7: حروف ينفتح الحنك عند النطق بها عن اللسان، وهي ما عدا الحروف المطبقة8. والمستعلية: حروف يرتفع اللسان بها إلى الحنك، وهي: الخاء والغين والقاف والحروف المطبقة، أعني: الصاد والضاد والطاء والظاء9.   1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 2 في "هـ": بالحرف. 3 لفظة "لا" إضافة من "ق"، "هـ". 4 لفظة "من" ساقطة من "هـ". 5 في "هـ": "وهو". 6 ينظر الكتاب: 4/ 436. 7 ينظر المصدر السابق. 8 في "هـ": المنطبقة. 9 ينظر الممتع: 2/ 675. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 930 ولا يلزم من الاستعلاء الإطباق المذكور, ويلزم من الإطباق المذكور الاستعلاء؛ [فإذا قلت: حَجَ، أو غَغَ، أو قَقَ استعلى أقصى اللسان إلى الحنك من غير إطباق] 1. وإذا قلت: صَصَ، وطَطَ، استعلى اللسان وانطبق الحنك على وسط اللسان. وإنما سميت مستعلية؛ لأن اللسان يستعلي عند النطق بها إلى الحنك. فالأربعة منها2 مستعلية مطبقة، والثلاثة3 الباقية مستعلية غير مطبقة. والمنخفضة: حروف لا يرتفع اللسان بها إلى الحنك، وهي ما عدا الحروف المستعلية4. وحروف الذَّلاقة: حروف لا ينفكّ رباعي وخماسي عن شيء منها؛ لسهولتها نطقًا. ولهذا قيل5: لو رأيت رباعيا أو خماسيا، ولم يكن فيه حرف من   1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 2 لفظة "منها" ساقطة من "هـ". 3 في الأصل: والثالثة, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 4 ينظر الممتع: 2/ 675، والتسهيل: 320. 5 قال ابن عصفور: "وفي الحروف الذلقية سر طريف يُنتفع به في اللغة؛ وذلك أنك متى رأيت اسما رباعيا أو خماسيا غير ذي زوائد, فلا بد فيه من حرف منها أو حرفين أو ثلاثة، نحو: جعفر، وقَعْضَب، وسَلْهَب، وفَرَزْدَق، وسفرجل, وقِرْطَعْب, فمتى وجدت كلمة رباعية أو خماسية معرّاة من حروف الذلاقة فاقضِ بأنه دخيل في كلام العرب وليس منه؛ ولذلك سمي ما عدا هذه الحروف مصمتا؛ أي: صُمت عن أن تُبنى منه كلمة رباعية أو خماسية. وربما جاء بعض ذوات الأربعة معرى من حروف الذلاقة، وذلك قليل جدا، نحو: العَسْجَد والعَسَطُوس والدَّهْدَقة والزَّهْزَقة". "الممتع: 2/ 677". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 931 حروف الذلاقة أو الألف, فليست1 عربية أصلية، نحو: عَسْجَد2، وهي ستة أحرف: الباء والراء والفاء واللام والميم والنون3. ويجمعها "مُرْ بِنَفْل"4، سميت بذلك لاعتماد اللافظ بها على ذَوْلَق اللسان -وهو5 طرفه- من: ذَلِق اللسان وذَلُق ذلاقة وذَلَقا وذَلْقا: حَدَّ. يقال: لسان ذَلْق؛ أي: حادّ6. [وإنما سميت حروف الذلاقة؛ لأنها تخرج من ذولق اللسان7, وهو طرفه] 8. والحروف المصمتة، وهي حروف ينفكّ عنها رباعي وخماسي, وإنما سميت بها لأنها صُمِت عنها في بناء رباعي وخماسي؛ لأنهم لم يبنوا منها رباعيا ولا خماسيا لكونها ثقيلة9. وحروف القلقلة ينضم فيها إلى الشدة ضغط في الوقف, وإنما سميت [بها لتقلقل] 10 الصوت وحفزه وضغطه عند النطق بها،   1 في "ق": ليس, وفي "هـ": لم تكن. 2 أي: ذهب. 3 الواو ساقطة من "هـ". 4 ينظر التسهيل: 320. 5 في الأصل: وهي, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 6 الصحاح "ذلق": 4/ 1479. وحكى الجوهري عن ابن الأعرابي: لسان ذَلْق: طَلْق، وذَلِيق: طَلِيق، وذُلُق: وطُلُق، وذُلَق: طُلَق. "المصدر السابق". 7 ينظر المصدر السابق. 8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 9 في الأصل: ثقيلة. تحريف. 10 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 932 فإذا وقفت على "الحق"1 وجدت الصدر حَفِزًا، يصعد الصوت عنه، ولا تجده في غيرها. والحفز: الدفع2. والقلقلة: شدة الصوت3. وهي خمسة؛ وهي: الباء والجيم والطاء والدال والقاف, ويجمعها "قد طبج"4. والطَّبْج: الضرب على الشيء المجوف كالبطيخ5. وزاد المبرد الكاف، [وقال: الكاف] 6 دون القاف7. وحروف الصفير: حروف توجد الصفير عند النطق بها [وهي ثلاثة: الصاد والزاي والسين8، وسميت بها لما فيها من شبه الصفير عند النطق بها] 9. والحروف اللينة: حروف المد واللين، وهي: الواو والياء والألف.   1 في "هـ": الحلق. 2 ينظر الصحاح "حفز": 3/ 874. 3 ينظر اللسان "قلقل": 5/ 3729. 4 وقيل: يجمعها: "قُطْبُ جُد". ينظر التسهيل: 320. 5 حكاه ابن منظور عن ابن حمويه عن شَمِر. "ينظر اللسان "طبج" 4/ 2632". 6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 7 قال المبرد, وهو بصدد الحديث عن حروف القلقلة: "فمنها القاف والكاف، إلا لأنها دون القاف؛ لأن حصر القاف أشد". "المقتضب 1/ 196". 8 ينظر المفصل: 395. 9 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 933 وإنما سميت بها لما فيها من اللين وقبول المد. ولا يكون الواو والياء حرفي لين1 إلا أن يكون قبلهما حركة مجانسة. والحرف المنحرف اللام2؛ لأن اللسان "169" ينحرف به عند النطق إلى داخل الحنك قليلا. والحرف المكرر الراء. وإنما سميت مكررا؛ لما فيه من التكرار، يعرف ذلك بالوقف عليها مشددة3. والحرف الهاوي الألف. وإنما سميت الهاوي؛ لاتساع مخرجه لهواء الصوت به أشد من اتساع مخرج الياء والواو4. والحرف المهتوت: التاء5. إنما سميت التاء بالمهتوت لضعفها وخفائها, من: هَتّ، إذا أسرع في الكلام6. وقد غلّط بعض الفضلاء قول المصنف: المهتوت التاء, وقال: الصواب أن المهتوت الهمزة7؛ لأن فيها عصرا، والناطق بها   1 في "هـ": المد. 2 ينظر الكتاب: 4/ 435. 3 ينظر الكتاب: 4/ 435. 4 ينظر الكتاب: 4/ 435، 436. 5 ينظر المفصل: 396. 6 حكى الجوهري عن الأصمعي: "يقال للرجل إذا كان جيد السياق للحديث: هو يسرده سردًا, ويَهُتُّه هَتًّا". وأضاف الجوهري: "ورجل مِهَتّ وهَتَّات، أي: خفيف, سريع الكلام". "الصحاح هتت: 1/ 270". 7 هذا قول ابن مالك "672هـ". ينظر التسهيل: 320. = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 934 كالساعل، فهي حرف مهتوت، أي: معصور، والهَتّ شبه العصر للصوت. وقال أبو بكر بن القوطية1: "هَتّ الإنسان: تكلم بالهمزة؛ لأنها مهتوتة في أقصى الحلق"2. اعلم أن الفائدة في معرفة هذه الصفات كبيرة، إلا أن الفائدة في باب الإدغام العلم بما يجوز3 أن يدغم وبما لا يجوز أن يدغم. فإذا عرف ما له فضيلة وقوة ومزية على غيره لم يجز أن يدغم في ذلك الغير؛ لئلا تذهب تلك المزية؛ كالميم التي لها غُنَّة لا تدغم في الباء التي ليس لها غنة؛ لأنه لو أدغمت في الباء لذهبت فضيلة الغنة4.   ونجد أيضا محقق كتاب الإيضاح لابن الحاجب يثبت "الياء" بدل "التاء" في المهتوت, ولعله سهو منه أو خطأ في الطباعة. 1 هو أبو بكر محمد بن عمر بن عبد العزيز بن إبراهيم بن عيسى بن مزاحم النحوي, مولى عمر بن عبد العزيز. طال عمره حتى سمع منه طبقة بعد طبقة, وصنف كتبا عظيمة, من أهمها: الأفعال، والمقصود والممدود، وتاريخ الأندلس، وشرح رسالة أدب الكاتب. توفي بقرطبة سنة 367هـ. ينظر ترجمته في: البغية: 1/ 198، والشذرات: 3/ 62، والأعلام: 7/ 201. 2 كتاب "الأفعال": 189. 3 لفظة "يجوز" مطموسة في "هـ". 4 فالميم لا تدغم في الباء, ولكن تدغم الباء فيها؛ إذ هي لا تدغم في مثل قولنا: أَكْرِمْ بِهِ؛ لأنهم يقلبون النون ميما في قولهم: العنبر، ومن بدا لك، فلما وقع مع الباء الحرف = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 935 [ طريق إدغام المتقاربين ] : قوله1 "ومتى قُصد إدغام المتقارب .... 2" إلى آخره. أي: متى قصد إدغام أحد المتقاربين في الآخر، فلا بد3 من قلب أحدهما إلى الآخر ليصيرا من جنس واحد؛ لأنه لا تتحقق حقيقة الإدغام إلا بذلك. ثم القياس أن يقلب الأول إلى4 الثاني وهو الكثير؛ لأن الأول "لا"5 يدغم في الثاني إلا العارض يقتضي قلب الثاني أول6، نحو: اذبَحْ عَتُودًا، وهو من أولاد المعز: ما رعى وقوي, واذبح هذه؛ فإنه تقلب العين حاء، والهاء حاء, ثم تدغم الحاء في الحاء7. ولم تقلب الحاء عينا ولا هاء؛ لأن العين والهاء أدخل في الحلق من الحاء، والحاء أقرب إلى الفم، ولا تدخل الحاء في الأدخل في الحلق.   1 لفظة "قوله" موضعها بياض في "ق"، "هـ". 2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "ومتى قصد إدغام الْمُتَقَارِبَيْنِ فَلاَ بُدَّ مِنَ الْقَلَبِ، وَالْقِيَاسُ قَلْبُ الأَوَّلِ إلاَّ لِعَارِضٍ في نِحْوِ: اذْبَحَّتُودًا واذبحَّاذِهِ، وَفِي جُمْلَةٍ مِنْ تَاءِ الافْتِعَالِ لِنَحْوِهِ وَلِكَثْرَةِ تَغَيُّرِهَا، ومَحُّمْ فِي مَعَهُمْ ضَعِيفٌ، وَسِتٌّ أصْلُهُ: سِدْس, شاذ لازم". "الشافية، ص15". 3 في "هـ": لا بد. 4 لفظة "إلى" ساقطة من "ق"، "هـ". 5 لفظة "لا" إضافة من "هـ". 6 في "هـ": الأول. 7 فيقال: اذبحَّتُودًا، واذبَحَّاذِهِ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 936 وفي جملة من تاء الافتعال, فإنها تقلب إلى الحرف الذي قبلها ولا ينعكس لنحوه, ولكثرة تغير هذه التاء على ما سيأتي. وأما مَحُّمْ، في: مَعَهُمْ، فضعيف؛ لأنهم قلبوا المتقاربين، وهما العين والهاء، غيرهما وهو الحاء، وهو على خلاف القياس؛ لأن القياس قلب أحد المتقاربين إلى الآخر. وأما ست في: سِدْس، فشاذ لازم؛ أما شذوذه فلأنه مثل محم في قلب الدال والسين إلى غيرهما, وهو التاء. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 937 [امتناع إدغام المتقاربين للبس, أو ثقل] : قوله: "ولا يدغم منها في كلمة .... "1 إلى آخره2. أي: ولا يدغم من الحروف في كلمة ما يؤدي إلى اللبس في حروف الكلمة، نحو: وَطَدَه وأَطَدَه3 وَطْدًا، أي: أثبته وثقَّله4, ووتد الوتد يَتِده وَتْدًا؛ فإنه لو أدغما نحو: وَدّ لم يدر هل5 هما دالان، أو طاء ودال، أو تاء ودال؟   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَلاَ يُدْغَمُ مِنْهَا فِي كَلِمَةٍ مَا يُؤَدِّي إلَى لَبْسٍ بِتَرْكِيبٍ آخَرَ، نَحْوُ: وَطَدَ وَوَتَدَ وَشَاةٍ زَنْماء، وَمِنْ ثَمَّ لَمْ يَقُولُوا: وَطْداً وَلاَ وَتْداً، بل قَالُوا: طِدَة وتِدَة، لِمَا يَلْزَمُ مِنْ ثِقَلٍ أَوْ لَبْسٍ، بِخِلاَفِ نَحْوِ: امَّحَى واطَّيَّر، وَجَاءَ وَدّ فِي وَتِد, فِي تميم". "الشافية، ص15". 2 إلى آخره، ساقط من "ق" في هذا الموضع، وساقط أيضا في موضعه في الصفحات التالية، حتى نهاية الكتاب, ونكتفي بالإشارة إليها ههنا. 3 لفظة "أطده" ساقطة من "ق". 4 ينظر الصحاح "وطد" 2/ 551. 5 في الأصل على, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 937 وكذلك لو أدغم في شاة زَنْمَاء، بقلب النون ميمًا، وإدغام الميم في الميم، لم يدر أنهما ميمان، أو نون وميم؛ ولهذا لا يدغم في مصدرهما. والزنماء1: مقطوع2 شيء من أذنها3, من: زَنِمَتِ العَنْزُ فهي زنماء؛ أي: صار تحت أذنها زنمة, وهي للمعز كالقُرْط للمرأة "170"4. من أجل أنه لا يدغم في "وطد" و"وتد" لحصول الالتباس، لم يقولوا: وطْدا ولا وتْدا -بسكون الطاء والتاء- لأنهم لو أدغموا لأدى إلى اللبس، وإن أظهروا لأدى إلى الثقل المدرك عند النطق ضرورة. بخلاف: امَّحَى، واطَّيَّر, أصلهما: انمحى واتطير؛ فقلبت النون ميما، وأدغمت الميم في الميم، وقلبت التاء في اتطير طاء، وأدغمت الطاء في الطاء5، وأُتي بهمزة الوصل لامتناع الابتداء [بالساكن] 6. وإنما جاز الإدغام ههنا؛ لأنه لا لبس7؛ لأن انمحى: انْفَعَلَ؛   1 في "هـ": وزنماء. 2 زادت في "هـ" لفظة "شاة". 3 في "هـ": الأذن. 4 ينظر الصحاح "زنم": 5/ 1945، واللسان "زنم": 3/ 1873. 5 في الطاء: ساقط من "هـ". 6 بالساكن: إضافة من "هـ". 7 في "ق"، "هـ": لا يلتبس. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 938 لأنه لو جعل افّعَل للزم بناء ما ليس في كلامهم. وكذلك اطَّيَّر: تَفَعَّل1؛ لانتفاء: افَّعَّل2 في كلامهم. [وكذلك أدغم [في: هَنْمَرِش، فقيل] 3: هَمَّرِش؛ لعدم اللبس للعلم4 بأنه فَنْعَلِل؛ لعدم بناء فَعَّلِل في كلامهم] 5. وقد جاء: وَدّ في: وَتِد -أحد الأوتاد- في بني تميم6, وهو شاذّ7. اعلم أن في عدم قولهم: وَطْدًا، ووَتْدًا نظرًا؛ لأنه ذكر في الصحاح8: "وطدت الشيء أطده وطدا؛ أي: أثبتّه". وكذا ذكر ابن القطاع في كتاب "الأبنية"9: "وطد الشيء وطْدا، وطِدَة: ثَبَتَ". [وحكى ابن القوطية10: وتدت الوتد وتدا، وأوتدته، أي: أثبتّه في الأرض] 11.   1 في الأصل, "ق": افتعّل, وما أثبتناه من "هـ". 2 في "هـ": فعّل. 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 4 في "هـ": للفم. 5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 6 حيث إنهم يخففون "وَتِد" بحذف كسرة التاء، كما في: كَبْد وفَخْذ. "ينظر شرح الشافية للرضي: 3/ 268". 7 لفظة "شاذ" ساقطة من "هـ". 8 في "وطد": 2/ 551. 9 الجزء الثاني، ص239. 10 كتاب الأفعال: 161. 11 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 939 [امتناع إدغام المتقاربين؛ للمحافظة على صفة الحرف] : قوله: "ولا تدغم حروف: ضَوِيَ مِشْفَر ... "1. أي2: ولا يدغم شيء من حروف "ضوي مشفر" فيما يقاربها من الحروف في المخرج؛ لزيادة صفتها على صفة غيرها. أما الضاد؛ فلأن فيها استطالة, وأما الواو والياء؛ فلما فيهما من المد واللين, وأما الميم؛ فلما فيها من الغنة, وأما الشين والفاء، فلما فيهما من التفشِّي؛ لزيادة رخاوتهما، وأما الراء، فلما فيها من التكرار. فلو أدغمت في مقاربها لزالت صفتها من غير3 شيء يخلفها لعدم صفتها في مقاربها. يقال4: ضوي الرجل: هَزُل جسمه5. والمشفر من البعير بمنزلة الشَّفَة للإنسان6، 7. قوله: "ونحو: سيد، ولية ... "8 إلى آخره.   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "ولم تدغم حُرُوفُ "ضَوِيَ مِشْفَرٌ" فيما يُقارِبُهَا؛ لِزِيَادَةِ صِفَتِهَا". "الشافية، ص15". 2 لفظة "أي": ساقطة من "هـ". 3 في "ق": لغير. 4 لفظة "يقال": ساقطة من "هـ". 5 ينظر الصحاح "ضوي": 6/ 2410. 6 للإنسان: ساقطة من "ق". 7 اللسان "شفر": 4/ 2288. 8 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَنَحْوُ: سَيِّد وَلَيَّةٍ, إنَّمَا أُدغما لأَنَّ الإعْلاَلَ صيرهما مثلين". "الشافية، ص15". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 940 هذا جواب عن سؤال مقدر، وتقدير السؤال: إن أصل سَيِّد ولَيَّة: سَيْوِد ولَيْوَة، مع أنهم أدغموا الواو في الياء1 -والواو من حروف: ضوي مشفر- وأنتم قلتم: لا يجوز ذلك؟ وأجاب عنه بأنه لم2 تقلب الواو ياء للإدغام، بل لما أعل الواو لوجود مقتضى الإعلال اجتمع ياءان، فلزم من ذلك الإدغام. [وإذا كان كذلك لم يدغم إلا مثلان, ونحن قلنا: لا يجوز إدغام] 3 حروف "ضوي مشفر" فيما يقاربها؛ أي: لا يقلب أحد حروفه حرفا يقاربه لأجل الإدغام. قوله: "وأدغمت النون ... "4 إلى آخره. أي: وأدغمت النون في اللام والراء، مع ما فيه من الغنة نحو: مَن لَّك، ومن رَّاشد؛ لكراهة5 نبرتها؛ أي: لكراهة6 رفع صوتها. فلهذا لم يأتوا بها ظاهرة إلا مع حروف الحلق، على ما سيأتي   1 في "هـ": الياء في الواو. 2 لفظة "لم" ساقطة من "هـ". 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 4 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَأُدْغِمَتِ النُّونُ فِي اللاّمِ والرَّاءِ لِكَرَاهَةِ نَبْرَتِهَا، وفي الميم -وإن لم يتقاربا- لغنتها، وَفِي الْوَاو وَالْيَاءِ لإِمْكَانِ بَقَائِهَا، وَقَدْ جَاءَ: لِبَعْض شَّأنهِمْ, وَاغْفِر لي، ونَخْسِف بِّهِمْ، وَلاَ حُرُوفُ الصَّفِيرِ فِي غَيْرِهَا؛ لِفَوَاتِ صِفَتِهَا، وَلا الْمُطْبَقَةُ فِي غَيْرِهَا مِنْ غَيْرِ إِطْبَاقٍ عَلَى الأَفْصَح، وَلا حَرْفُ حَلْقٍ فِي أَدْخَلَ مِنْهُ إلاَّ الْحَاءُ فِي الْعَيْنِ وَالْهَاءِ، وَمِنْ ثَمَّ قالوا فيهما: اذبحَّتودا، واذبحّاذه". "الشافية، ص269". 5 في "هـ": لكراهية. 6 في "هـ": لكراهية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 941 وقد أورد عليه أن النبرة ليست للنون، بل للهمزة؛ لأن النفس بها يرتفع من أقصى الحلق. وحكى ابن القطاع: نَبَرَ "171" الحرف: همزه1. وقريش لا تنبر؛ أي: لا تهمز2, ولا يعرف أحد النبر من صفات النون. فالأولى أن يقال: النون تدغم بغنة وغير غنة في اللام؛ لقرب مخرجها من مخرج اللام. وأدغمت في الراء أيضا؛ لقرب مخرجها من مخرج الراء؛ لكونها مثلها في الشدة. وأدغمت النون في الميم [نحو] 3 مِن مّحمد4، مع أنهما لا يتقاربان في المخرج5؛ لما فيهما6 من الغنة التي جعلتهما كالمتقاربين في المخرج. وأدغمت في الواو والياء، نحو: "من وَّاقد"، و"من يَّقول"؛ لإمكان بقاء غنة النون7 عند إدغامها في الياء والواو8، لما فيهما من اللين.   1 ينظر الأبنية. 2 ينظر النشر: 1/ 22. 3 لفظة "نحو" إضافة من "ق"، "هـ". 4 زاد في "هـ": صلى الله عليه وسلم. 5 في المخرج: ساقط من "ق". 6 في "ق": فيها. 7 لفظة "النون" ساقطة من "هـ". 8 في "هـ": في الواو والياء, وفي "ق": في الياء والياء. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 942 وإنما لم تدغم النون فيما هو قريب من مخرجها كالجيم؛ لعدم بقاء غنتها لو أدغمت في الجيم، لما فيها من الشدة. وقد جاء إدغام "الضاد في الشين"1 في قوله تعالى: {لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ} 2 في قراءة أبي عمرو3؛ لقرب مخرجها، والشين أكثر استطالة، وفي الشين تفشٍّ ليس في الضاد. والنحويون ينكرونه4؛ لأن الضاد، بل سائر حروف "ضوي مشفر" لا تدغم إلا في مثلها، ولأنه لو أدغمت ههنا لزم التقاء الساكنين على غير حدّه، مع أنه لم يرو عنه الإدغام في قوله تعالى: {وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ} 5، ولا في قوله تعالى: {ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا} 6. اعلم أنه لو قدّم إدغام النون فيما ذكره على إدغام حروف "ضوي مشفر" أو أخّره عنه لكان أولى؛ لأنه لا وجه لذكره في الكتاب؛ [لأن النون ليست من تلك الحروف] 7.   1 في "ق": "النون في الهاء" لعله سهو من الناسخ. 2 سورة "النور" من الآية "62". 3 ينظر النشر: 1/ 291. 4 ويرون أن ذلك ينبغي أن يحمل على الإخفاء؛ لما في الإدغام من الجمع بين ساكنين وليس الأول حرف مد ولين. "ينظر الممتع: 2/ 725". 5 سورة "النحل" من الآية "73". ونقل ابن الجزري عن الداني قوله: "ولا أعلم خلافا بين أهل الأداء في إظهاره". "النشر: 1/ 291". 6 سورة "عبس" من الآية "26". 7 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 943 وقد جاء إدغام الراء في اللام1 مع أن الراء من حروف "ضوي مشفر" [واللام ليست كذلك، نحو: "اغفر لّي"2, وإدغام الفاء في الباء نحو: "يخسف بّهم"3 في قراءة الكسائي4، مع أن الفاء من حروف "ضوي مشفر"، والياء ليست كذلك] 5. والنحويون ينكرون ذلك6. قوله: "ولا تدغم حروف الصفير في غيرها".   1 ومن ذلك ما روي عن يعقوب الحضرمي من إدغام الراء في اللام, وكذلك أيضا روى أبو بكر بن مجاهد عن أبي عمرو أنه كان يدغم الراء في اللام, متحركة كانت الراء أو ساكنة. قاله ابن عصفور في الممتع: 2/ 723, 724. 2 سورة "الأعراف" من الآية "151"، و"إبراهيم" من الآية "41"، و"ص" من الآية "35"، و"نوح" من الآية "28". 3 سورة "سبأ" من الآية "9". 4 ينظر النشر: 2/ 12، وينظر كذلك الممتع: 2/ 720. 5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق"، "هـ". 6 لأن الفاء من الحروف التي لا تدغم في مقاربها، ولا يحفظ ذلك من كلامهم وهو ضعيف في القياس لما فيه من إذهاب التفشي الذي في الفاء. قال ابن عصفور في الممتع "2/ 720": "وهذا مخالف لما ذكره سيبويه من أن الراء لا تدغم في مقاربها لما فيها من التكرار، وهو القياس، ولم يحفظ عن سيبويه الإدغام في ذلك. وروى أبو بكر بن مجاهد عن أحمد بن يحيى عن أصحابه عن الفراء أنه قال: كان أبو عمرو يروي عن العرب إدغام الراء في اللام. وقد أجازه الكسائي أيضا، وله وجه من القياس، وهو أن الراء إذا أدغمت في اللام صارت لاما، ولفظ اللام أسهل من الراء لعدم التكرار فيها، وإذا لم تدغم الراء كان في ذلك ثقل؛ لأن الراء فيها تكرار, فكأنها راءان واللام قريبة من الراء، فتصير كأنك قد أتيت بثلاثة أحرف من جنس واحد". "الممتع: 2/ 724, 725, وينظر الكتاب: 4/ 448". وأجازه ابن مالك أيضا في التسهيل "ينظر: 323". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 944 وإنما لم تدغم1؛ لفوات الصفير منها2. ولا الحروف الْمُطْبَقَةُ فِي غَيْرِهَا مِنْ غَيْرِ إِطْبَاقٍ، عَلَى الأفصح، كإدغام الطاء في التاء نحو قولك: أحبطت, و [قوله تعالى] 3: {فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} 4. ويعلم من قوله: "من غير إطباق" أنه تدغم الحروف المطبقة في غيرها مع تبقية الإطباق، كقراءة أبي عمرو: "فرطتُّ في جنب الله" وفيه نظر5 سيأتي. ولا يدغم حرف حلق في حرف6 حلق آخر أدخل منه؛ لأنه يؤدي إلى إدغام الأسهل في الأثقل، إلا الحاء في العين والهاء؛ فإنها تدغم في العين، مع أنها أدخل في الحلق منها؛ لشدة تقاربهما في المخرج, وتدغم في الهاء؛ لأنها مثلها في الهمس والانخفاض، لكن لا تدغم الحاء فيها على ما عهد في إدغام المتقاربين من قلب الأول والثاني، بل على العكس من ذلك؛ لأن التقاء الحاءين أخف7 عليهم من التقاء العينين أو الهاءين.   1 في "ق": لم يدغموا. 2 لفظة "منها" ساقطة من "ق". 3 ما بين المعقوفتين إضافة من المحقق. 4 سورة "الزمر" من الآية "56". 5 لفظة "نظر": ساقطة من "هـ". 6 في "هـ": حروف. 7 لفظة "أخف" ساقطة من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 945 وأشار إليه بقوله: "ومن ثم1 قالوا فيهما: اذبَحَّتُودًا". أي: ومن أجل أنه لا يدغم حروف حلق [في حرف2] 3 حلق آخر أدخل منه، لم يقولوا في: اذبحْ عَتُودًا، واذبح هذه: اذبَعَّتودا ولا: اذبَهَّذه, بقلب [الحاء عينا أو هاء، بل قالوا: اذبَحَّتودُا واذبَحَّذه بقلب العين] 4 والهاء حاء. وقد خُولف هذا الاستعمال في قراءة أبي عمرو5: "فمن زحزح عَّن النار"6 -بقلب الحاء عينا- فرارًا من الأمثال، يعني7 الحاءين؛ ولذلك [لم يقرأ به في] 8 مثل: {ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ} 9.   1 في الأصل: ثمة, وما أثبتناه من "ق"، "هـ" يناسب ما جاء في الشافية. 2 في "ق": حروف. 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 5 من رواية شجاع وعباس وأبي زيد، وعن اليزيدي من رواية ابنه. "ينظر النشر: 1/ 288". وقال ابن عصفور: "ومن ذلك إدغام أبي عمرو الحاء في العين من قوله تعالى: "فمن زحزح عَّن النار" في إحدى الروايتين. وذلك أن اليزيدي روي عنه أنه قال: من العرب من يدغم الحاء في العين كقوله تعالى: "فمن زحزح عَّن النار" قال: وكان أبو عمرو لا يرى ذلك. الصحيح أن إدغام الحاء في العين لم يثبت, وإن جاء من ذلك ما يوهم أنه إدغام فإنما يحمل على الإخفاء". "الممتع: 2/ 722, 723". 6 سورة "آل عمران" من الآية "185". 7 في "هـ": أعني. 8 في "ق" موضع ما بين المعقوفتين: "لم يقرأ بقراءته في". 9 سورة "المائدة" من الآية "3". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 946 [ إدغام حروف الحلق ] : قوله: "فالهاء في الحاء والعين .... " إلى آخره1. هذا شروع في ذكر الحروف على التفصيل، وفي بيان ما يدغم فيه كل حرف من مقاربه, أو ما2 يتنزّل منزلته3. فالهاء تدغم في الحاء نحو: اجْبَحَّاتمًا؛ أي: اجْبَه حاتمًا. والعين تدغم في الحاء، نحو: ادفَحَّاتمَا "172" في: ادفَعْ حاتمًا. فالحاء تدغم في العين والهاء بقلبهما حاء، كما تقدم. وقد جاء إدغام الحاء في العين -بقلب الحاء عينا- في قراءة أبي عمرو: "فمن زُحْزِعَ عن النار"4 لشدة التقارب بين الحاء والعين. والعين تدغم في الخاء، نحو: ادفع خَّالدا، في: ادفعْ خَالدًا. [والخاء تدغم في الغين] 5 نحو "اسلُخ غَّنمك" في "اسلخ غنمك"؛ فقلب الخاء غينا، وإن كان الغين أدخل6 في الحلق من7 الخاء؛ لشدة تقاربهما.   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "فَالْهَاءُ فِي الْحَاءِ, وَالْعَيْنُ فِي الْحَاءِ, وَالْحَاءُ فِي الْهَاءِ وَالْعَيْنِ بِقَلْبِهِمَا حَاءَيْنِ، وَجَاءَ "فَمَنْ زُحْزِعَ عَّنِ النَّارِ" وَالْغَيْنُ فِي الْخَاءِ, وَالْخَاءُ في الغين, وَالْقَافُ فِي الْكَافِ, وَالْكَافُ فِي الْقَافِ, وَالْجِيمُ في الشين". "الشافية، ص15". 2 لفظة "ما" ساقطة من "ق". 3 في الأصل: منزلة, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 4 سورة آل عمران من الآية "185", وينظر حاشية "5" صفحة ص946. 5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 6 في "هـ": أول. 7 لفظة: "من" مطموسة في "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 947 والقاف تدغم في الكاف، مثل: "خَلَقكُّمْ"1. والكاف تدغم في القاف، نحو: "لَك قَّالَ"2. والجيم تدغم في الشين، نحو: أخرج شَّيئًا.   1 سورة النساء من الآية "1". 2 سورة يوسف من الآية "23". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 948 [ إدغام لام التعريف ] : ولام التعريف تدغم وجوبًا في اللام1، نحو: اللَّحم واللَّبن، وفي ثلاثة عشر حرفا2، وهي: التاء، والثاء، والدال، والذال، والراء، والزاي، والسين، والشين، والصاد، والضاد، والطاء3, والنون4؛ فإنه يجب إدغامها مع هذه الحروف لكثرة دورها في الكلام وموافقتها لهذه الحروف في المخرج؛ لأن اللام من طرف اللسان, [وأحد عشر حرفا منها أيضا من طرف اللسان] 5, [وحرفين منها مخالطان لطرف اللسان، وهما الشين والصاد] 6.   1 قال ابن الحاجب: "وَالَّلامُ الْمُعَرِّفَةُ تُدْغَمُ وُجُوباً فِي مِثْلِهَا وَفِي ثلاثة عشر حرفا, وغير المعرفة لازم في نحو: "بل رَّانَ" وجائز في البواقي". "الشافية، ص15". 2 ينظر الكتاب: 4/ 457. 3 والضاد والطاء: ساقطة من "هـ". 4 جاء في حاشية الورقة "173" من الأصل ما نصه: "وقد نظمت هذه الحروف التي تدغم فيها لام التعريف في هذين البيتين: واللام للتعريف قد أدغمت ... في النون والتاء والثاء وفي حروف نصفها خمسة ... وهي من الدال إلى الظاء 5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 948 وأما اللام التي هي غير لام التعريف، نحو لام: هَلْ وبَلْ، فإدغامها لازم في1 نحو: "بل رَّانَ"2 لشدة التقارب بين اللام والراء3. وران على الشيء، رَيْنًا، ورَانًا، ورُيُونًا: أحاط به4. وجائز في القوافي5. وقال صاحب المفصل: "إدغام اللام التي لغير التعريف في هذه الحروف جائز, لكن يتفاوت جوازا إلى حسن6، وهو إدغامها في الراء، نحو: هل رَّأيت, وإلى قبيح؛ وهو إدغامها في النون، نحو: هل نخرج, وإلى وسط، وهو إدغامها في البواقي. وقرئ: "هَثّوّبَ الكفار"7، أي8: {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ} .   1 لفظة "في" ساقطة من "هـ". 2 سورة المطففين من الآية "14". 3 وسكت حفص على لام "بل" سكتة لطيفة بلا تنفس وصلًا، ويبتدئ بـ "ران". "ينظر الكشاف 4/ 721، والنشر 2/ 399، والإتحاف 435". 4 ينظر الصحاح "رين" 5/ 2129، واللسان "رين" 3/ 1796. 5 بل جائز في القوافي وفي غيرها، غير أنه لازم في القرآن فقط، وهو ما يفهم من نص سيبويه السابق، وأيضا من كلام الرضي في شرح الشافية "3/ 279". 6 في الأصل "ق": إلى الحسن, وما أثبتناه من "هـ" يتفق مع ما في المفصل. 7 سورة "المطففين" من الآية "36" وهي قراءة حمزة والكسائي وهشام في المشهور عنه "ينظر الإتحاف: 435". وفي البحر المحيط "8/ 443": "قراءة الجمهور: {هَلْ ثُوِّبَ} بإظهار لام هل, والنحويان وحمزة وابن محيصن بإدغامها في الثاء, والنحويان هما: أبو عمرو بن العلاء، وعلي بن حمزة الكسائي. 8 المفصل: 399، وينظر الكتاب: 4/ 459. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 949 واعلم أن كلام سيبويه يدل على ما ذكره صاحب المفصل؛ لأن سيبويه بعدما ذكر إدغام لام التعريف في الحروف الثلاثة عشر قال: "فإذا كانت غير لام "هل" و"بل" كان الإدغام في بعضها أحسن .... "1 إلى آخر ما ذكره2, ولم يذكر أن إدغامها في شيء منها لازم. ولا يدغم في اللام غير المعرفة إلا مثلها والنون، نحو: من لك. ولا تدغم الراء في اللام، في الأفصح؛ لما فيها من التكرير. والمجوز اغتفر ذهاب التكرير لشدة3 التقارب. وقال صاحب المفصل: وإدغام الراء في اللام حسن4.   1 قال سيبويه: "فإذا كانت غير لام المعرفة نحو لام وبل، فإن الإدغام في بعضها أحسن، وذلك قولك: هل رأيت؛ لأنها أقرب الحروف إلى اللام وأشبهها بها منها ولا أقرب، كما أن الطاء ليس حرف أقرب إليها ولا أشبه بها من الدال. وإن لم تدغم فقلت: هل رأيت، فهي لغة لأهل الحجاز، وهي عربية جائزة". "الكتاب: 4/ 457". 2 في "هـ" أضيفت عبارة "صاحب المفصل" بعد قوله "ما ذكره". والصواب حذفها؛ إذ إن الضمير في "ذكره" راجع إلى سيبويه، لا إلى صاحب المفصل. 3 لشدة: ساقطة من "هـ". 4 المفصل: 400. وقال ابن يعيش: اختلف النحويون في إدغام الراء في اللام، فقال سيبويه وأصحابه: لا تدغم الراء في اللام ولا في النون, وإن كن متقاربات لما في الراء من التكرير، ولتكريرها تشبه بحرفين ولم يخالف سيبويه أحد من البصريين إلا ما روي عن يعقوب الحضرمي أنه كان يدغم الراء في اللام في قوله تعالى: {يَغْفِرْ لَكُمْ} وحكى أبو بكر بن مجاهد عن أبي عمرو أنه كان يدغم الراء في اللام، ساكنة كانت اللام أو متحركة، وأجاز الكسائي والفراء إدغام الراء في اللام، والظاهر أن هذا الرأي موافق لرأي ابن الحاجب ومخالف للزمخشري. "شرح المفصل: 10/ 143". ويعلق ابن الحاجب على عبارة الزمخشري المذكورة بقوله: "على أن نقل إدغام الراء في اللام أوضح وأشهر، ووجهه من حيث التعليل ما بينهما من شدة التقارب حتى صارا كالمثلين، بدليل لزوم إدغام اللام في الراء في اللغة الفصيحة, ولولا شدة التقارب لم يكن ذلك، وكان ذلك يقتضي أن تدغم في اللام لزومًا إلا أنه عارضه ما في الراء من التكرار, فلمح تارة فأظهر واغتفر تارة لشدة التقارب, وذلك واضح". "الإيضاح: 2/ 505, 506". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 950 [ إدغام النون ] : وللنون الساكنة مع الحروف خمس أحوال1: إحداها: وجوب إدغامها في حروف "يَرْمُلُونَ" مع بقاء الغنة2. والثانية: وجوب إدغامها [فيها مع ذهاب الغنة. لكن الأفصح بقاء الغنة مع إدغامها في الواو والياء3, مع أنه جاء ذهاب الغنة مع إدغامها] 4 فيهما في قراءة حمزة. والأفصح ذهاب الغنة مع إدغامها في اللام والراء5, وبقاء الغنة فيهما رديء. والثالثة: أن تقلب النون ميمًا قبل الباء؛ لكراهة6 نبرتها نحو: شمباء وعمبر, في: شنباء، وعنبر7.   1 قال ابن الحاجب: "وَالنُّونُ السَّاكِنَةُ تُدْغَمُ وَجُوباً فِي حُرُوف "يَرْمُلُون" وَالأَفْصَحُ إبْقَاءُ غُنَّتها فِي الَْوَاوِ والْيَاءِ وَإِذْهَابُهَا فِي اللاَّمِ وَالرَّاءِ، وَتُقْلَبُ مِيماً قَبْلَ الْبَاءِ، وتخفى في حُرُوف الْحَلْقِ؛ فَيَكُونُ لَهَا خَمْسُ أحْوَالٍ، وَالْمُتَحَرِّكَةُ تدغم جوازا". "الشافية، ص15". 2 ينظر المفصل: 400. 3 ينظر الإيضاح: 2/ 506. 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 5 ينظر الإيضاح: 2/ 506. 6 في "هـ": لكراهية. 7 قال سيبويه: "وإذا كانت مع الباء لم تتبين، وذلك قولك: شمباء والعمبر، ولأنك لا تدغم النون وإنما تحوِّلها ميمًا, والميم لا تقع ساكنة قبل الباء في كلمة، فليس في هذا = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 951 والرابعة: أن تخفى النون مع غير حروف الحلق، وهي خمسة عشر حرفا "173" وهي: القاف والكاف والجيم والسين والشين والصاد والضاد والزاي والطاء والظاء والدال والذال والتاء والثاء والفاء نحو: من جابر، ومن كفر، ومن قتل. وإنما أخفيت عند هذه الحروف؛ لأنها حروف1 الفم فصارت هذه الحروف ملابسة2 بالاشتراك في الفم، والنون تدغم في بعض حروف الفم, والمقصود من الإخفاء والإدغام واحد وهو الخِفَّة3. وقال أبو عثمان المازني: بيانها مع حروف الفم لَحْن4. والخامسة: أن تبين مع حروف الحلق5، نحو: مِنْ أَجلك، ومنْ هَانئ، ومنْ عِندك، ومن جملك، ومن غيرك، ومن خافك6،   = التباس بغيره". "الكتاب: 4/ 455, 456". وعلة قلبها ميما ههنا وعدم الإدغام أن الباء لا تقارب النون في المخرج كما قاربتها الراء واللام، ولا فيما يشبه الغنة وهو اللين، ولا في الغنة كما قاربتها الميم، فلما تعذر إدغامها في الباء قلبت معها ميما؛ لأن الباء من مخرج الميم فعُوملت معاملتها، فلما قلبت النون مع الميم قلبت ميما أيضا مع الباء، وأُمن الالتباس؛ لأنه ليس في الكلام ميم ساكنة قبل باء. "الممتع: 2/ 698, 699". 1 في "هـ": حرف. 2 لفظة "ملابسة" مطموسة في "هـ". 3 ينظر الممتع: 2/ 700. 4 المنصف, وينظر التكملة للفارسي: 374، والمفصل: 401، والإيضاح لابن الحاجب: 2/ 507. 5 ينظر الإيضاح: 2/ 506. 6 في "ق": خالك. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 952 إلا في لغة قوم أخفوها1 مع الغين والخاء، فقالوا: مُنْخَل، ومُنْغَل اسم فعل2 من: نَغِل الأديم، إذا فسد3؛ لأن النون سهلة الإخراج لا يحتاج معها إلى كلفة. وإنما يجب تبيين النون قبل حروف الحلق؛ لتعذر إخفائها أو لبعد إخفائها قبل هذه الحروف؛ لأن حروف الحلق أشد علاجا وأصعب إخراجا وأحوج إلى تمكن4 حركة الصوت لها من غيرها. ولأجل ذلك لا يمكن النطق بالهمزة والهاء والعين والحاء، وقبلها النون الساكنة التي مخرجها الخيشوم؛ إذ لا علاج ولا اعتماد في إخراجها وحروف الحلق تحتاج إلى اعتماد في اللسان، بخلاف ما إذا كانت النون متحركة, فإنها تمكن العلاج والاعتماد حينئذ5. والنون المتحركة تدغم في حروف "يرملون" جوازًا، مع بقاء الغنة، ومع ذهابها، نحو: من يَّقول، ومن رَّاشد، ومن محمد، ومن لك، ومن واقد، ومن نكر؛ بغنة، وبغير غنة. قوله: "والطاء والدال6 .... " إلى آخره.   1 ينظر المفصل: 400. 2 هذا مصطلح لركن الدين أراد به اسم المفعول، إذ إن "مُنْغَلّ" اسم مفعول من انغلّ الأديم: أفسده، فهو مُنْغَلّ. 3 ينظر الصحاح "نغل": 5/ 1832. 4 في "هـ": التمكن. 5 ينظر الممتع: 2/ 699. 6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "والطاء والدال والتاء والظاء والذال والثاء تدغم بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ, وَفِي الصَّادِ وَالزَّاي وَالسِّين". "الشافية، ص15". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 953 أي: والطاء والدال والذال والثاء والظاء والذال والتاء تدغم بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ، [وَفِي الصَّادِ وَالزَّاي وَالسِّين. مثال إدغام الطاء1 في هذه الحروف التي بعدها] 2: فرطتّ فرط3 دّائما4، فرط ظّالم، فرط ذّا، فرط ثّمود، فرط صّابر, فرط زّايد، فرط سّابق. مثال إدغام التاء في هذه الحروف الثمانية: سكت طَّالب، سكت دائما، سكت ظالم5, سكت ذلك، سكت6 ثمود، سكت صابر، سكت زايد، سكت سابق. [مثال إدغام الدال في هذه الحروف الثمانية: وجد7 طّالبا، وجدتّهم، وجد ظّالم، وجد ذلك، وجد ثمود، وجد صابر، وجد زايد، وجد سابق] 8. مثال إدغام الظاء في هذه الحروف: وعظ طّالب، وعظ تّميم، وعظ داود، وعظ ذلك، وعظ ثمود، وعظ سابق.   1 في "ق": التاء. 2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 3 لفظة "فرط" ساقطة من "هـ". 4 لفظة "دائما" ساقطة من "هـ". 5 "سكت ظالم" ساقطة من "هـ". 6 لفظة "سكت" ساقطة من "ق". 7 في الأصل: وجدت, والتمثيل الصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 8 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 954 [ومثال إدغام الذال في هذه الحروف: أخذ طّالب، أخذ دّاود، أخذ تّميم، أخذ ظالم، أخذ ثمود، أخذ صابر، أخذ زايد، أخذ سابق] 1. مثال إدغام الثاء في هذه الحروف: حنث2 طّالب، حنث دّاود, حنث تّميم، حنث ظالم، حنث ذلك، حنث صابر, حنث زايد، حنث سابق. ولا يدغم الصاد والزاي والسين في الطاء وما بعدها إلى الثاء؛ لأن الصاد والزاي والسين حروف صغيرة، ففيها زيادة تبطل الإدغام3. قوله: "الإطباق في نحو: فرطت .... "4 إلى آخره. هذا إشكال على قولهم: تدغم المطبقة في غيرها مع بقاء الإطباق. [وتقديره: أن "174" الإطباق] 5 في الطاء والظاء في نحو: فرطت وأغلظت، مع الإدغام مما يتنافيان؛ لأن الإطباق لا يوجد إلا مع المطبقة، وعند الإدغام لم تبقَ المطبقة فلا يمكن وجود الإطباق. فإن كان فيهما إطباق مع الإدغام فلا يكون إلا بإتيان طاء   1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 2 في الأصل, "ق": حث, وما أثبتناه من "هـ". 3 ينظر الممتع: 2/ 708. 4 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالإِطْبَاقُ فِي نَحْوِ: فَرَّطْتُ, إنْ كَانَ مَعَ الإدغام فهو إتيان بطاء أخرى، وجمع بين ساكنين، بِخِلاَفِ غُنَّةِ النُّونِ فِي "مَنَ يَّقُولُ". وَالصَّادُ وَالزَّايُ وَالسِّينُ يُدْغَمُ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ، وَالْبَاءُ في الميم والفاء". "الشافية، ص280". 5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 955 أخرى بعد التاء الأولى المبدلة من الطاء، فيلزم اجتماع ساكنين: التاء المبدلة1 من الطاء، والطاء المأتِيّ بها للإطباق. ولا يجاب عنه بمنع أن الإطباق لا يبقى بدون المطبقة، قياسا على الغنة بدون النون عند إدغام النون في الراء واللام والواو والياء نحو: من يقول؛ لأن الغنة تخرج من الخيشوم, فيجوز أن تبقى بدون النون لأنه ليس بين الغنة والنون ملازم من الطرفين، بخلاف الإطباق، فإن الإطباق والنطق بالمطبقة متلازمان. وأجاب عنه في الشرح2 بأن التحقيق [أنه لا إدغام] 3 محققا مع بقاء الإطباق. لكنه لما اشتدت تقارب حروف المطبقة من غيرها صار في الصورة كأنه إدغام, وليس بإدغام تحقيقًا. قوله: "والصاد والزاي والسين تدغم بعضها في بعض": - مثال إدغام الصاد في الزاي والسين: خلص زّايد، خلص سّائر. - مثال إدغام الزاي في الصاد والسين: فاز صّابر، فاز سّائر. - مثال إدغام السين في الصاد والزاي: أفلس4 صّابر، أفلس زّايد. وتدغم الباء في الميم، نحو: "يعذب من يَّشَاءُ"5, وفي الفاء نحو: يعذب في النار.   1 لفظة "المبدلة" مطموسة في "هـ". 2 شرح الشافية. 3 في "ق": أن الإدغام. 4 لفظة "أفلس" ساقطة من "ق". 5 سورة "المائدة": من الآية "40"، والعنكبوت: من الآية "21". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 956 [ إدغام تاء الافتعال والإدغام فيها ] : قوله: "وقد تدغم تاء افتعل .... "1. اعلم أن افتعل إذا كان بعد تائها تاء نحو "اقتتل" جاز البيان وجاز الإدغام؛ وذلك بأن تسكن الأولى وتدغم في الثانية؛ فمنهم من يسكن التاء الأولى ويحذف حركتها، فيلتقي ساكنان: القاف والتاء الأولى، فتكسر القاف وتحذف همزة الوصل استغناءً عنها، فيقول: قِتّل بكسر القاف. ومنهم من ينقل حركة التاء الأولى إلى القاف ويحذف همزة الوصل استغناء عنها فيقول: قَتّل بفتح القاف، وقِتّل بكسر القاف. وقَتّل -بفتح القاف- يُقَتّلون، ومُقَتّلون، ويُقِتّلون، ومُقِتّلون: بفتح القاف وكسرها2. ويجوز: مُقُتّلون -بضم القاف- إتباعا للميم3, كما جاء عن بعضهم4: "مُرُدِّفِينَ"5 بالإتباع، أصله: مُرْتَدفين6 من قولك:   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَقَدْ تُدْغَمُ تَاءُ افْتَعَلَ فِي مِثْلِهَا, فَيُقَالُ: قَتَّل وقِتَّل, وعليها مُقَتّلون ومُقِتّلون، وقد جاء "مُرُدِّفِينَ" إتباعا، وتدغم الثاء فِيهَا وُجُوباً عَلَى الْوِجْهَيْنِ نَحْوُ: اثَّأرَ وَاتَّأرَ. وَتُدْغَمُ فِيهَا السِّين شَاذًّا عَلَى الشَّاذِّ نَحْوُ: اسَّمع؛ لامْتِنَاع اتّمَع، وَتُقْلَبُ بَعْدَ حُرُوفِ الإِطْبَاقِ طاء؛ فتدغم فيها وجوبا في اطَّلَبَ، وَجَوَازَاً عَلَى الْوَجْهَيْنِ فِي اظطَلم، وَجَاءَتِ الثَّلاَثُ فِي: ويُظْلَم أَحْيَاناً فيظْطَلِم وَشَاذّاً عَلَى الشَّاذِّ فِي: اصَّبَر واضَّرَب؛ لامْتِنَاعِ اطَّبَر واطَّرَب". "الشافية، ص15". 2 وكسرها: ساقط من "ق"، "هـ". 3 ينظر الإيضاح: 2/ 513. 4 ينظر الكشاف: 2/ 201. 5 سورة الأنفال: من الآية "9". 6 ينظر المفصل: 401. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 957 ارتدفه، أي1: استدبره. وإذا بنيت من الثأر "افتعل" نحو: اثتأر2، وجب الإدغام، وذلك إما بقلب التاء ثاء وإدغام الثاء في الثاء، نحو: اثّأر -وهو الأفصح- وإما بقلب الثاء تاء وإدغام التاء في التاء نحو: اتّأر3 -وهو فصيح- ليس بأفصح4. يقال: اثأر واتأر: إذا أخذ بالثأر5. وإذا كان قبل تاء الافتعال سين، نحو: استمع6، فالأفصح الإظهار وعدم الإدغام، نحو: استمع، وجاز الإدغام وذلك بقلب تاء الافتعال سينًا وإدغام السين في السين نحو: اسَّمع، ومسَّمع؛ لامتناع: اتَّمع بقلب السين تاء وإدغام التاء في التاء؛ لفوات صفير السين7 بإدغامها في التاء. وإنما سماه شاذا على الشاذ؛ لأن الأصل عدم الإدغام "175" ههنا, وإدغام السين في التاء على هذا الوجه أيضا بخلاف الأصل؛ لأن الأصل في إدغام أحد8 المتقاربين في الآخر أن يقلب   1 لفظة "أي" ساقطة من "ق". 2 في "هـ": اثأره. 3 نحو اثأر: ساقطة من "هـ". 4 ليس بأفصح: ساقطة من "هـ". 5 ينظر اللسان "ثأر": 1/ 465, 466. 6 في "ق": استمر. 7 في "ق" زيادة "في الثاء" بعد "السين". 8 لفظة "أحد" ساقطة من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 958 الأول حرفًا من جنس الثاني, ويدغم في الثاني. قوله: "وتقلب بعد حروف الإطباق طاء". أي: إذا وقعت تاء افتعل بعد حروف الإطباق قلبت طاء, فيدغم1 فيها وجوبا في نحو: اطّلب، لاجتماع المثلين. أصله: اطْتَلَب، قلبت التاء طاء وأدغمت الطاء في الطاء. وجوازا على الوجهين في نحو: اظْتَلم؛ فإنه تقلب التاء طاء, وحينئذ يجوز فيه ثلاثة أوجه: أحدها: الإظهار نحو: اظطلم. الثاني: الإدغام؛ بقلب الطاء ظاء وإدغام الظاء في الظاء نحو: اظّلم. الثالث: الإدغام؛ بقلب الظاء طاء فإدغام الطاء في الطاء نحو: اطّلم. وعلى الوجوه الثلاثة2 ينشدون: "44" ...................... ... ........... ويظلم أحيانا فيَظْطَلِم3   1 في "هـ": ويدغم. 2 أي: الطاء والظاء المشدّدتان، والظاء قبل الطاء. 3 هذه قطعة من بيت من البسيط، لزهير بن أبي سلمى المزني "في ديوانه ص152". وهو من قصيدة له يمدح فيها هرم بن سنان المري، وأولها قوله: قِفْ بِالدِّيَارِ الَّتِي لَمْ يَعْفُها الْقِدَمُ ... بَلَى وغيرها الأرواح والديم والبيت بتمامه: هُوَ الْجَوَادُ الَّذِي يُعْطِيكَ نَائِلَهُ ... عَفْواً وَيُظْلَمُ أحيانا فيظطلم وقد أنشده سيبويه محتجًّا به على وجه الطاء المشددة "فيطَّلم". ينظر الكتاب: 4/ 468. وينظر كذلك: ابن يعيش: 10/ 47، وشرح الشافية للرضي: 3/ 289، وشرح شواهدها: 493، والتصريح: 2/ 391. والشاهد فيه: جواز الأوجه الثلاثة في "فيظطلم" وهو ترك الإدغام، والإدغام على الوجهين بالظاء والطاء, وأورده سيبويه على الإدغام بالوجهين. وينظر شرح شواهد سيبويه للأعلم، بهامش الكتاب: 2/ 421, 422 "بولاق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 959 قوله: "وشاذاً على الشاذ في اصَّبَرَ" [واضَّرَبَ] 1. أي: وتدغم شاذا على2 الشاذ في: اصْطَبر واضْطَرب، اللذين أصلهما: اصتبر واضترب، فيقال: اصّبر واضّرب، بقلب الطاء صادا، وإدغام الصاد في الصاد في الأول، وضادا وإدغام الضاد في الضاد في الثاني لامتناع: اطبر واطرب, بقلب الصاد طاء والضاد طاء وإدغام الطاء في الطاء؛ لزوال [المزيَّة المذكورة] 3 [أعني] 4: الصفير الذي في الصاد والضاد5. وإنما قال: "تدغم شاذا على الشاذ؛ لأن قلب تاء افتعل طاء خلاف الأصل، ثم قلب الطاء صادا في: اصطبر، وضادا في: اضطرب خلاف الأصل. وكل ما كان على خلاف الأصل كان شاذا   1 واضرب: إضافة من الشافية. 2 في "ق": من. 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 4 لفظة "أعني" إضافة من المحقق. 5 عد الشارح الضاد من حروف الصفير وهي ليست كذلك؛ إذ إن حروف الصفير هي: الصاد والزاي والسين. ينظر التسهيل ص319. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 960 فيكون الإدغام شاذا1 على شاذ؛ لأنه خلاف الأصل المخالف للأصل الآخر2. [ويمكن أن يحمل الشاذ الأول على الإدغام في مثله؛ لأن الفصيح: اصْطَبَر، من غير إدغام، والشاذ الثاني على قلب الثاني إلى الأول في إدغام المتقاربين؛ لأن الأصل عكسه كما هو مقرر في قاعدتهم. وكان هذا مراد المصنف3] 4. قوله: "وتقلب مع الدال والذال والزاي ... " إلى آخره5. أي: إذا وقعت تاء "افتعل" بعد الدال أو الذال أو الزاي قلبت دالا بعد هذه الثلاثة. لكن أدغمت الدال في الدال وجوبا إذا كان قبل تاء الافتعال دال، نحو: "ادّان" من الدين. أصله: ادْتَان؛ قلبت التاء دالا وأدغمت الدال في الدال. وأدغمت إدغاما قويا، لا وجوبا، إذا كان قبله ذال، نحو "اذَّكر" أصله: اذْتَكر، من الذكر؛ قلبت التاء دالا، فصار: اذدكر, وحينئذ جاز: ادّكر؛ بقلب الذال دالاً، وإدغام الدال في الدال -وهو الفصيح- وجاز: اذدكر، على الإظهار، وهو ضعيف, والإدغام قوي.   1 لفظة "شاذا" ساقطة من "ق". 2 وينظر شرح الشافية، للرضي: 3/ 389. 3 وينظر شرح الشافية، للرضي: 3/ 389. 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُقْلَبُ مَعَ الدَّالِ والذَّال وَالزَّاي دَالاً, فَتُدْغَمُ وجوبا في ادَّان، وَقَويّاً في ادَّكَرَ، وَجَاءَ: اذَّكَر واذْدَكر, وضعيفا في ازَّانَ؛ لامْتِنَاعِ ادَّانَ. وَنَحْوُ: خَبَطُّ وحِصْطُ وفزدُ وعُدُّ في: خبطت وحصدت وفزت وعدت شاذ". "الشافية، ص15". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 961 ويدغم على ضعف إذا كان قبله زاي، نحو: "ازدان". أصله: ازْتَان -من الزين- قلبت التاء دالا، فصار: ازْدَان، فجاز على ضعف: "ازَّان" بقلب الدال زايا وإدغام الزاي في الزاي. ولم يجز: ادَّان بقلب الزاي دالا، وإدغام الدال في الدال لما فيه من فوات الصفير. قوله: "وخَبَطْتُ وحِصْتُ"1. اعلم أن بعض العرب يجري تاء الضمير في: خبطت وحصت وفزت وعدت مجرى تاء الافتعال؛ فيقول في خبطت: خَبَطّ, بقلب تاء الضمير طاء وإدغام الطاء في الطاء2, ويقول في [حصت] 3: حِصْط, بقلب التاء طاء, ويقول في فُزْتُ: فزدُ, بقلب التاء دالا, وفي عُدْتُ: عُدُّ بقلب التاء دالا "176" وإدغام الدال في الدال, وهو شاذ. قوله: "ونحو: خَبَطّ": مبتدأ, وقوله: "شاذ": خبره. [و] 4 يقال: حاص عنه يحيص, إذا عدل5.   1 في الأصل: حصط, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 2 لفظة "الطاء" مطموسة في "هـ". 3 لفظة "خضت" إضافة من المحقق. 4 الواو إضافة من المحقق. 5 حكاه الجوهري عن أبي زكريا الفراء. "ينظر الصحاح "حيص" 3/ 1035". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 962 [إدغام تاء مضارع تفعّل وتفاعل] : قوله: "وقد1 يدغم نحو: تتنزل أو تتنابز ... "2 إلى آخره. أي: وتدغم تاء تفعّل وتتفعّل وتفاعل وتتفاعل، نحو: تتنزل وتتنابز في التاء الأخرى في الوصل, إذا لم يكن قبلها ساكن صحيح؛ وذلك بأن يكون قبلها متحرك، نحو: فَتَتنزل أو فَتَتنابز, أو قبلها ساكن غير صحيح؛ أي ساكن مدة نحو: قالوا تتنزل وقالوا تتنابز؛ لاجتماع المثلين وعدم المانع من الإدغام. ويعلم من قوله: "وصلا" أنها لا تدغم ابتداء؛ لئلا يلزم الابتداء بالساكن, ومن قوله: "وليس قبلها ساكن صحيح" أنها لا تدغم لو كان قبلها ساكن صحيح، نحو: هل تتنزل؛ لاستلزامه التقاء الساكنين على غير حده. على أنه قد جاء إدغامها في قوله تعالى: "قل هَلْ تَّرَبَّصُونَ3"4 وقوله تعالى: "من ألف شهر، تَّنَزَّلُ الملائكة"5 في قراءة البزي6, مع أن قبله ساكنا صحيحا، وهو لام {هَلْ} والتنوين في {شَهْرٍ} .   1 لفظة "قد" ساقطة من "ق". 2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وقد تدغم تاء نحو: تتنزل, تتنابزوا وصلًا, وليس قبلها ساكن صحيح". "الشافية، ص15". 3 في "هـ": تربصوا، خطأ. 4 سورة "التوبة": من الآية "52". 5 سورة القدر: من الآية "4". 6 ينظر الإتحاف: 442, والبزي: هو أبو الحسن أحمد بن محمد, إمام في القراءة، محقق، ضابط، متقن لها، ثقة، انتهت إليه مشيخة الإقراء بمكة. وكان مؤذن المسجد = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 963 قوله: "وتاء تفعل وتفاعل ... "1 إلى آخره. أي: وتدغم تاء تفعل وتفاعل فيما تدغم فيه التاء، وهو الطاء والدال والظاء والذال والثاء والصاد والزاي والسين، إلا أن هذا الإدغام لو كان في الابتداء لوجب الإتيان بهمزة الوصل مكسورة؛ لامتناع الابتداء بالساكن. وإنما كسرت هذه الهمزة؛ لما مر، نحو: تَطيَّروا، وتزيّنوا, وتثاقلوا، وتدارءوا؛ قلبت التاء طاء أو زايا أو ثاء أو دالا، وأدغمت فيما بعدها، ووجب الإتيان بهمزة الوصل في الابتداء مكسورة، فإذا أتي بها قيل: اطّيّروا، وازينوا، واثاقلوا, وادارءوا. وتقول في المضارع إذا أدغمت: يطّيرون، ويزّينون، ويثاقلون، ويدارءون. والأصل: يتطيرون، ويتثاقلون، ويتزينون2, ويتدارءون؛ فقلبت وأدغمت. ويجوز هذا الإدغام في مصادر هذه الأفعال نحو: اطّير اطّيّرا, وازّين ازّيّينا، واثاقل اثاقلا. وكذلك يجوز في أمر هذه الأفعال ونهيها.   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وتاء تفعل وتفاعل فيما تدغم فيه التاء، فَتُجْلَبُ هَمْزَةُ الْوَصْل ابْتِدَاءً نحْوَ: اطَّيَّرُوا وازَّيَّنُوا واثاقلوا وادارءوا، وَنَحْوُ: اسطَّاعَ مُدْغَماً مَعَ بَقَاءِ صَوْتِ السِّينِ نادر". "الشافية، ص15". 2 في "ق": يتزيّنون ويتثاقلون. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 964 وأما إدغام تاء استطاع1، واستطعم في الطاء, وتاء استضاء واستضعف في الضاد، وتاء استدان، واستدرك في الدال مع بقاء صوت السين فنادر؛ لأن الثاني ساكن في استطاع، واستطعم، واستضعف، واستدرك, وأن الثاني في نية السكون في استضاء واستدان؛ لأن أصلهما: استضْوَأ2 واستَدْون, ولأنه لو أدغم فيها لزم الجمع بين ساكنين على غير حده, وهو في قراءة حمزة3، 4.   1 في الأصل، "هـ": زادت لفظة "نحو" قبل "استطاع", والأنسب حذفها كما في "ق". 2 في الأصل: استضواء, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 وهو: حمزة بن حبيب بن عمارة الزيات الفرضي التميمي، الكوفي. توفي بحلوان في خلافة أبي جعفر المنصور عام "156هـ". "غاية النهاية: 1/ 261-263". 4 قراءته لقوله تعالى: "فما اسطَّاعوا أن يظهروه" [الكهف: 97] . ينظر النشر: 2/ 316. وخطأه النحاة في ذلك، حيث جمع بين ساكنين وصلا. "ينظر شرح الشافية للرضي 3/ 292". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 965 [ الحذف ] : قوله: "الحذف الإعلالي1 .... "2 إلى آخره. اعلم أن الحذف الإعلالي والحذف الترخيمي قد تقدما؛ أما الحذف الإعلالي ففي باب الإعلال من التصريف, وأما الحذف الترخيمي ففي النحو3 في باب الترخيم. وقد جاء أيضا حذف -غير الحذف الإعلالي "177" وغير الحذف الترخيمي- في باب تتفعّل وتتفاعل، نحو: تَتَنَزَّل وتَتَنَابَز؛ فإنه يحذف منه إحدى التاءين، فيقال: تَنَزّل، وتَنَابز؛ لكراهة اجتماع التاءين وهي فصيحة كإثباتها, وإدغام [إحداهما في الأخرى] 4 قليل. واختلف في المحذوف من التاءين: فقيل الأولى، وقيل الثانية -وهو الوجه- لأن الأولى للعلامة وهي المضارعة بخلاف الثانية, ولأن الاستثقال جاء من الثانية لا من الأولى. وجاء الحذف في نحو: مِسْتُ، وأَحَسْتُ، وظَِلْتُ5, في: مَسِسْتُ   1 في الأصل: الإعلال, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "الحذف الإعلالي والترخيمي قد تقدم، وَجَاءَ غَيْرُهُ فِي تَفَعَّلُ وتَفَاعَلُ، وَفِي نَحْوِ: مست وأحست وظلت واسطاع يستطيع، وَجَاءَ يَسْتِيعُ، وَقَالُوا: بَلْعَنْبَرِ وَعَلْمَاءِ ومِلْمَاءِ، فِي: بَنِي الْعَنْبَرِ وَعَلَى الْمَاءِ وَمِنَ الْمَاءِ. وَأمَّا نَحْو: يَتَسِعُ وَيَتَقِي فَشَاذٌّ، وَعَلَيْهِ جَاءَ: "تَق اللهِ فِينَا وَالْكِتَابَ الَّذِي تَتْلُو" بِخِلافِ: تَخِذَ يتخذ، فَإِنَّهُ أَصْلٌ، وَاسْتَخَذَ مِنَ اسْتَتْخَذَ. وَقِيلَ: أبْدِلَ مِنْ تَاءِ اتَّخَذَ وَهُوَ أشَذُّ، وَنَحْوُ: تُبَشِّرُونِي وإني قد تقدم". "الشافية، ص16". 3 ففي النحو: ساقط من "ق". 4 في الأصل: أحدهما في الآخر, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 5 ينظر الكتاب: 4/ 483. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 966 وأحسستُ، ظللتُ. لكن الحذف في أَحَسْتُ بنقل حركة المحذوف إلى الحاء, وكذا في مِسْت، وظِلْت -بكسر الميم والظاء- لا بفتحهما. والحذف1 في ظِلت2 فصيح؛ لكثرة استعماله، بخلاف: مِسْت وأَحَسْت. وإنما حذف في ذلك؛ لتعذر الإدغام بسكون الثاني، فحذفوا ما كانوا يدغمونه3, وهو الأول. وقيل: حذفوا الثانية. وجاء حذف التاء في نحو4: استطاع يستطيع، فيصير: اسطاع يسطيع5, وهو فصيح في "استطاع"6؛ لكثرته.   1 في "ق": والفتح. 2 في الأصل: ظللت, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 في "ق": يحذفونه. 4 لفظة "نحو" ساقطة من "هـ". 5 في استطاع أربع لغات على رأي الفراء: اسطاع يُسْطيع -بفتح الهمزة في الماضي وضم حرف المضارعة- فهو من أطاع يطيع. والثانية: استطاع يَستطيع -بكسر الهمزة في الماضي وفتحها في حرف المضارعة- وهو استفعل نحو: استقام واستعان. والثالثة: اسطاع يَستطيع -بكسر الهمزة في الماضي ووصلها وفتح حرف المضارعة- والمراد: استطاع، فحذفت الهمزة تخفيفا لاجتماعها مع الطاء وهما من معدن واحد. والرابعة: استاع يَستيع، بحذف الطاء لأنها كالتاء من الشدة وتفضلها بالإطباق، وقيل: المحذوف التاء؛ لأنها زائدة وإنما أبدلوا من الطاء بعد تاء من مخرجها وهي أخف، وهو حذف على غير قياس. والأولى رأي سيبويه حيث قال: ومن قال: يسطيع فإنما زاد السين على أطاع يطيع, وجعلها عوضا من سكون موضع العين "الكتاب: 4/ 483" وينظر كذلك ابن يعيش: 10/ 429. 6 في الأصل: اسطاع. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 967 وجاء "يَسْتِيع"؛ بحذف الطاء من يستطيع، وهو قليل. وكأنه لما امتنع الإدغام؛ لسكون ما قبلها فيما لا1 يمكن تحريكه حذفوا؛ فمن قال: "يسطيع" حذف الأول، وهو التاء، ومن قال: "يستيع" حذف الثاني، وهو الطاء. وهذا يدل على جواز حذف2 الأول والثاني على البدل من نحو: "مَسِست" و"أَحْسَست". وكون "يسطيع" أقوى من "يستيع" يدل على قوة حذف الأول3. وقالوا أيضا: بَلْعَنْبَر، وعَلْمَاء، ومِلْمَاء -بالحذف- فِي: بَنِي الْعَنْبَرِ4، وَعَلَى الْمَاءِ، وَمِنَ الْمَاءِ. ووجه الحذف تعذر الإدغام بسكون الثاني، فحذفوا كما تقدم، وهو قليل. وأما نحو: يَتَسِع ويَتَقِي -بحذف الواو- فشاذ؛ لأن الواجب قلب الواو تاء وإدغامها في التاء، كما في الماضي. ووجه حذف الواو ههنا أنهم حذفوا الواو لأجل ياء المضارعة كما حذفوا في أصلها، وهو: يَسَع ويَقِي؛ لأنهما من باب واحد. وعلى حذف الواو من يتقي جاء الابتداء بها [في قوله] 5:   1 في الأصل: "ولا", وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 2 في "ق": الحذف. 3 وهو رأي سيبويه "ينظر الكتاب: 4/ 483". 4 بنو العنبر. العنبر: أبو حي من تميم، وهو العنبر بن عمرو بن تميم، وينتسب إليه بنو العنبر، قال سيبويه: ومن الشاذ قولهم في بني العنبر: "بلعنبر" بحذف النون "الكتاب: 2/ 430". وينظر الصحاح "عنبر: 2/ 759". 5 ما بين المعقوفتين إضافة من المحقق. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 968 "45" ............................. ... تَقِ الله فينا والكتاب الذي تتلو1 لأنه إذا حذف من "يَتَقِي" حرف المضارعة يبقى "تَقِي"، فحذف الياء لأجل الأمر، فصار "تَقِ". وليس تَخِذ محذوفا من اتَّخَذ يتَّخِذ بل هو أصل، ولأجل أنه أصل غير محذوف منه شيء قيل في الأمر منه: اتخذ, وفي الماضي منه مع ضمير المتكلم: تَخِذْتُ. نعم، لو قيل في مضارعه: يَتَخِذ -بحركة التاء المخففة- لكان من باب يَتَقِي، وكان الأمر منه: تَخِذْ. وقد جاء: استَخِذْ، في: استَتْخِذْ، بمعنى: اتَخِذْ بحذف التاء الثانية.   1 هذا عجز بيت من الطويل، وصدره: زيادتنا نعمان لا تنسَيَنَّها والبيت من قصيدة لعبد الله بن همام السَّلُولي خاطب بها النعمان بن بَشير الأنصاري، وكان أميراً على الكوفة في مدة معاوية، وكان معاوية قد زاد ناساً في عَطَائهم عشرة فأنفدها النعمان وترك بعضهم؛ لأنهم جاءوا بكتب بعدما فرغ من الجملة، وكان ابن همام ممن تخلف، فكلمه فأبى عليه، فقال ابن همام هذه القصيدة يرقّقه فيها، ويتشفع بالأنصار ويمدح معاوية. "ينظر شرح شواهد الشافية: 496". وقد أنشده ابن الحاجب في الشافية شاهدا على أن "تَقِ" أمر من "يَتَقِي" بفتح التاء المخففة، وماضيه تَقَى. وأصلهما: اتّقى يتّقي بالتشديد. والأصل: اوتقى يوتقي؛ فقلبت الواو في الأولى ياء لانكسار ما قبلها، ثم أبدلت تاء وأدغمت, وأبدلت في الثانية تاء وأدغمت. فلما كثر الاستعمال كذا حذفوا التاء الساكنة منهما, وهي فاء الفعل، فصار تَقَى يَتَقِي, بتخفيف التاء المفتوحة, وحذفوا الهمزة من الماضي لعدم الحاجة إليها فصار: تَقَى ووزنه: تَعَل. فأخذ الأمر وهو "تَقِ" من "يَتَقِ" بدون همزة وصل؛ لأن ما بعد حرف المضارعة محرك. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 969 وقال بعضهم: أبدلت السين من التاء الأولى من: اتخِذْ، فقيل: اسْتَخِذْ, وهو أشذ من يَتَقِي ويَتَسِع. وقال بعضهم: استخذ: استفعل، مخفف1 من استتخذ. وقد استغني بمخففه عنه، وحينئذ لا تكون سينه بدلا من التاء. قوله: "ونحو: يبشروني وتبشريني وإني، قد تقدم". يعني: إذا اتصل ياء المتكلم بمثل "بشر"2 وتبشران3 "178" وتبشرون وتبشرين، وإن وأن4 ولكن وأخواتها5، يجوز أن تأتي بنون العماد، فتقول: تبشرانني وتبشرونني وتبشرينني وإنني كما [في الفرد] 6 نحو: تبشرني، وتشبيها بأن تبشر7. ويجوز حذفها منه كراهة اجتماع النونين أو النونات، فتقول: تبشرانِي, وتبشرونِي، وتبشرينِي، وإنِّي8. وقد تقدم ذلك في النحو في المضمرات.   1 في "هـ" محذوف. 2 لفظة "تبشر" إضافة من "هـ". 3 وتبشران: ساقطة من "ق". 4 لفظة "أن" ساقطة من "هـ". 5 وأخواتها: ساقطة من "ق". 6 ما بين المعقوفتين مطموسة في "هـ". 7 في الأصل: تبشروني, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 8 إذا اجتمعت نون الرفع ونون الوقاية في كلمة, فلك فيها ثلاث لغات: أولاها: إبقاؤهما من غير إدغام، نحو: تضربونَنِي، وعليه قوله تعالى: {لِمَ تُؤْذُونَنِي} . وثانيتها: إبقاؤهما مع الإدغام، وعليه قوله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ} . وثالثتها: أن تحذف إحداهما وتكتفي بواحدة. وذكر الشارح الأولى والثالثة، ولم يذكر الثانية. "المحقق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 970 [ مسائل التمرين ] : قوله: "هذه مسائل للتمرين ... "1. هذه المسائل التي ذكرها ههنا إنما ذكرها2 ليُمَرّن بها متعلمو التصريف؛ أي: ليبينوا في معرفة بناء الأبنية المشكلة فيما علموا من تفاصيل أبواب التصريف. ومعنى قولهم: "كيف تبني كذا من كذا؟ " أنك إذا ركبت من كلمة زنة كلمة أخرى وقد عملت ما يقتضيه القياس التصريفي في لغة العرب3, فكيف ينطق بها؟ أي: فكيف تصير بالتصريف؟ وقال أبو علي4: إن معنى ذلك أنك إذا ركبت من كلمة زنة كلمة أخرى وعملت ما يقتضيه القياس التصريفي في لغة العرب, وحذفت منها ما حذفت في الأصل بالقياس, فكيف ينطق بها؟   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وهذه مسائل التمرين. معنى قولهم: كيف تبني مِنْ كَذَا مِثْلَ كَذَا؟ أيْ: إذَا رَكَّبْتَ مِنْهَا زِنَتَهَا وَعَمِلْتَ مَا يَقْتَضِيهِ الْقِيَاسُ فَكَيْفَ تنطق به؟ قياس قَوْل أبِي عَلِيٌّ: أَنْ تَزِيدَ وَتَحْذِفَ مَا حَذَفْتَ فِي الأَصْلِ قِيَاساً، وَقِيَاسُ آخَرِين: أنْ تحذف المحذوف قِيَاساً أَوْ غَيْرَ قِيَاسِ، فَمِثْلُ مُحَوِيٌّ مِنْ: ضَرَبَ مُضْربِي، وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ: مُضَرِيّ، وَمِثْلُ اسْمٍ وَغَدٍ مِنْ دَعَا دِعْو ودَعْو, لا إِدْع وَلاَ دَع خِلاَفاً لِلآخَرِين، وَمِثْلُ صَحَائِفَ مِنْ دَعَا: دَعَايَا باتّفَاقٍ إذْ لاَ حَذْفَ في الأصل، وَمِثْلُ: عَنْسَل مِنْ عَمِلَ: عَنْمَل، وَمِنْ بَاعَ وقال: نَبْيَع وقَنْوَل, بإظهار النون فيهن للإلباس بفَعّل، ومثل قِنْفَخْر من عمل: عِنْمَلّ، ومن باع وقال: بِنْيَعّ وقِنْوَلّ بالإظهار؛ للإلباس بعَلَّكَد فيهن". "الشافية: ص16". 2 في "ق": ذكر, وفي "هـ": نذكر. 3 أي: من القلب أو الحذف أو الإدغام. 4 التكملة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 971 [وقال آخرون: معنى ذلك أنك إذا ركبت من كلمة زنة كلمة1 أخرى وعملت2 ما يقتضيه القياس التصريفي في لغة العرب, وحذفت منها ما حذف في الأصل بالقياس وغير القياس, فكيف ينطق بها؟ 3] 4. فإذا بنيت من "ضرب" مثل "مُحَوِيّ" منسوبا إلى "مُحَيّ" اسم فاعل، من: حَيَّاه أي: سلّم5 عليه، فقياس قول الأولين: مُضَرِبِيّ؛ لأنه ليس فيه ما يقتضي التغيير6. وقياس قول أبي7 علي وقول الآخرين: "مُضَرِيّ"؛ لأن "محوي" منسوب إلى "محي" اسم فاعل، على8 وزن مُفَعّ [فلما زيد عليه ياء النسبة للنسبة صار: "مُحَيِّيّ، بأربع ياءات، وكسرة على الياء؛ فحذفت إحدى الياءات، وقلبت الياء الأخرى واوا لكراهة اجتماع   1 "زنة كلمة": ساقطة من "ق". 2 في "ق": وعلمت. 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 4 قال ابن عصفور: "فإذا قيل لك: ابن من كذا مثل كذا, فإنما معناه: فك صيغة هذه الكلمة، وصغ من حروفها الأمثلة التي قد سئلت أن تبني مثلها، بأن تضع الأصل في مقابلة الأصل، والزائد في مقابلة الزائد, إن كان في الكلمة التي تبني مثلها زوائد، والمتحرك في مقابلة المتحرك, والساكن في مقابلة الساكن، وتجعل حركات المبني على حسب حركات المبني منه الذي صيغ عليه, من ضم أو فتح أو كسر". "الممتع: 2/ 731". 5 في الأصل: يسلم, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 6 لفظة "التغيير" ساقطة من "هـ". 7 في "ق": أبو علي. 8 لفظة "على" ساقطة من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 972 الياءات الثلاث مع الكسرة، فصار: مُحَوِيّ، على وزن: مُفَعِيّ] 1، فحذف من الفرع ما حذف من الأصل على جهة القياس. وقد حذف من الأصل بالإعلال لام الكلمة وإحدى الياءين، للنسبة، فيحذف من الفرع لام الكلمة وإحدى العينين، فبقي: مُضَرِيّ، بحذف إحدى الراءين والياء. وإذا بنيت مثل "اسم" من: دعا، قلت على القول [الأول وقول أبي علي] 2: دِعْو، أو: دُعْو -بسكون العين وكسر الدال أو3 ضمها- لأن أصل اسم: سِمْو4 أو سُمْو بسكون الميم وكسر السين أو ضمها. وليس في اسم تغيير قياسي من الحذف والزيادة، فيجب ألا يكون في الفرع على هذين القولين. وقلت: ادْع، على القول الثالث؛ لأنه حذف من الأصل واو، وزِيد همزة على غير جهة القياس ففُعل كذلك في الفرع. وإذا بنيت مثل "غَد"5 من: دعا، قلت على القول الأول وقول أبي علي: "دَعْو"؛ لأن أصل غد: غَدْو؛ فحذفت الواو حذفا على غير قياس، وحينئذ لا يحذف عن الفرع، على القولين. وقلت على القول الثالث: "دَع" بحذف الواو كما حذف من الأصل.   1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 3 في "ق": "و" بدل "أو". 4 لفظة "سمو" ساقطة من "ق". 5 في الأصل "عن", وما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 973 وإذا بنيت مثل "صحائف" من "دعا" قلت: "دَعَايَا" باتفاق الأقوال الثلاثة؛ لأن أصله: دَعَايِوٌ؛ لأنه يزاد في الفرع بعد العين الألف والياء كما زيدتا في الأصل. فالألف بإزاء [ألف صحائف، والياء بإزاء] 1 ياء صحائف، والواو لام بإزاء فاء صحائف؛ قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها، وقلبت الياء همزة مثلما قلبت في صحائف, فقلبت الياء ألفا والهمزة ياء كما في: شَوَايا ورَكَايا "179". وإنما اتفقت الأقوال الثلاثة ههنا؛ لأنه لا حذف في الأصل ولا زيادة، لا على القياس ولا على غير القياس. وإذا بنيت مثل "عَنْل" -للذئب-2 من "عَمِل"، قلت: "عَنْمَل" بعد إدغام النون في الميم؛ لئلا يحصل اللبس. وإذا بنيت مثل "عَنْسل" -للذئب3- من: "باع"4 وقال, قلت: "بَنْيَع"، "وقَنْوَل" بالتصحيح في الأقوال الثلاثة؛ لسكون ما قبل حرف العلة، وبعدم إدغام النون في الياء والواو لئلا يلتبس بفعّل. وإذا بنيت مثل "قِنْفَخَر" من "عمل"، قلت: "عِنْمَلّ" باللامين؛ لأن القياس أنه إذا بني رباعي من ثلاثي أن تكرر اللام مرة، وإذا بني خماسي من ثلاثي أن تكرر اللام مرتين.   1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 2 للذئب: إضافة من "هـ"، "ق". 3 وتكون النون زائدة أخذًا من عَسَلان الذئب. "ينظر اللسان: عنسل: 4/ 3130". وقال الجوهري: العنسل: الناقة السريعة "الصحاح: عسل: 5/ 1765". 4 لفظة "باع" ساقطة من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 974 وإذا بنيت مثل "قِنْفَخر" من: باع وقال1، قلت: بِنْيَعّ وقِنْوَلّ بتشديد اللام؛ لما ذكرناه. وإنما لم تدغم النون في الميم في "عِنْمَلّ"، وفي الياء والواو2 في "بِنْيَعّ، وقِنْوَلّ"؛ لأنه لو أدغمت في عنمل، وبنيع، وقنول قيل: عِمّلّ وبِيّعّ وقِوَّلّ، لم يعلم أنه مثل قنفخر، أي: فِنْعَلّ وأدغمت النون فيما بعدها, أو مثل عِلَّكْد، أي: فِعّلّ، في أصله. العلكد: البعير3 الغليظ, الشديد العنق4. قوله: "وَلا يُبْنَى مِثْلُ جَحَنْفَل مِنْ كسرتُ أو جعلتُ .... " إلى آخره5. أي: لا يبنى مثل "جحنفل" -للغليظ الشفة-6 من: كسرت ولا من جعلت؛ لما يؤدي إلى الأمر المرفوض عندهم؛ لأنك لو بنيت مثله منهما لقلت: كَسَنْرَر، وجَعَنْلَلَ، وحينئذ إما ألا تدغم النون، أو تدغم فيما بعدها. لا سبيل إلى الأول؛ لأنه يؤدي إلى الثقل   1 لفظة "قال" ساقطة من "ق". 2 في "هـ": الواو والياء. 3 لفظة "البعير" ساقطة من "ق". 4 اللسان "علكد": 4/ 3078. 5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَلا يُبْنَى مِثْلُ جَحنْفَلٍ مِنْ كَسَرتُ أو جعلت؛ لرفضهم مثله لا يلزم من ثقل أو لبس. وَمِثْلُ أُبْلُم مِنْ وَأَيْتُ أُوءٍ، وَمِنَ أَوَيْتُ أُوٍّ مُدْغَماً؛ لِوُجُوبِ الْوَاوِ، بِخِلاَفِ تُووِي. وَمِثْلُ إِجْرِد مِنْ وَأيْتُ أيءٍ، وَمِنْ أَوَيْتُ إيٌّ فِيمَنْ قَالَ: أُحَيّ، وَمَنْ قَالَ أُحَيّ قَالَ: أيّ" "الشافية، ص16". 6 الصحاح "جحفل": 4/ 1653. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 975 المرفوض في كلامهم، ولا إلى الثاني؛ لأنه يؤدي إلى الالتباس بفعلّل, أي: لا يعلم أنه فَعَنْلَل أو فَعَلَّل, واللبس مرفوض في كلامهم. وإذا بنيت مثل "أُبْلُم" -لخوص المُقْل1- من "وَأَيْتُ" من الوَأْي -وهو الوعد- قلت: أُوء. أصله: أُوؤُيٌ؛ قلبت الضمة كسرة قياسا كما قلبت في التَّجاري، وأَدْل، فصار: أُوئيٌ على الأقوال الثلاثة، ثم استثقلت الضمة والكسرة على الياء حالتي الرفع والجر, فحذفتا وحذفت الياء لالتقاء الساكنين، فصار: أُوء. وإذا بنيت مثل "أبلم" من "أَوَيْتُ" قلت: "أُوّ" بالإدغام. أصله: أُأْوُيٌ؛ قلبت الهمزة الثانية واوا لسكونها وانضمام ما قبلها، وأدغمت الواو في الواو التي بعدها فصار "أُوُّيٌ"، ثم قلبت ضمة الواو كسرة فصار "أُوِّي", ثم أعل إعلال قاضٍ فصار2 "أُوّ"، على وزن "أُفْع" ولذلك3 نقول في النصب: رأيت أُوِّيًا. يقال: وأى له: رحمه4, وأوى إليه أُوِيًّا: نزل عليه5.   1 الصحاح "بلم": 5/ 1874. 2 فصار: ساقطة من "هـ". 3 في "هـ": وكذلك. 4 في كتب اللغة: وأى فلانا: وعده. ويقال: وأى له, ووأيت لفلان كذا: ضمنت له عِدَة. ينظر الصحاح "وأى: 6/ 518"، واللسان "وأى: 6/ 4750", والقاموس "وأى: 4/ 398"، والوسيط "وأى: 1049". 5 ينظر الصحاح "أوى": 6/ 2274. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 976 فإن قيل: لِمَ أدغمت الواو المبدلة عن الهمزة التي في "أُؤْوُي" في الواو وجوبا، على أن الفصيح في يؤوي إذا قلبت همزته واوا ألا تدغم الواو في الواو؟ قلنا: للفرق بينهما، وهو أن قلب الهمزة واوا في "أُؤْوُي" واجب, فالواو المقلوبة عن الهمزة حينئذ كالأصلية, وقلب الهمزة واوا في "يُؤْوي" جائز غير واجب، فلم تكن حينئذ كالأصلية. وإذا بنيت مثل "إِجْرِد" -لبَقْلَة1- من "وأيت" قلت: "إيء" أصله: إِوْئِيٌ؛ قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، فصار: إِيْئِي، ثم أعلت إعلال قاض، فصار: "إيء" وتقول في النصب: رأيت إيئيًا. وإذا بنيت مثل "إِجْرِد" من "أويت" قلت: "إِيّ" -فيمن قال "أُخَيّ"- أي: يكون الإعراب على الياء جاريا كجريانه على ياء أُحي؛ لأن أصله: إِئْوِي؛ قلبت الهمزة ياء وجوبا لسكونها وانكسار ما قبلها فصار: إِيْوِي، فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء التي قبلها فيها، على ما تقدم في مثله، فصار: إييّ, باجتماع ثلاث "180" ياءات. وقياس ما اجتمعت في آخره ثلاث ياءات أن تحذف الياء2 الأخيرة حذفًا غير إعلالي -على الأكثر- فيعرب3 على4 ما   1 اللسان "جرد": 1/ 590. 2 لفظة "الياء" موضعها بياض في "هـ". 3 في الأصل: فيعرف, تحريف, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 4 لفظة "على" ساقطة من "ق", وفي "هـ": في. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 977 قبلها، فيقال1: [هذا إِيّ، ومررت بإِيّ، ورأيت إِيًّا] 2، كما يقال على هذا الوجه: هذا أُحَيّ -تصغير أَحْوَى-[ومررت بأحي، ورأيت أحي] 3، بمنع الصرف. وعند بعضهم تعل الياء الأخيرة إعلال ياء قاضٍ عند اجتماع ثلاث ياءات، فلا يعرب على ما قبل الياء المحذوفة، فيقول: هذا إِيّ، ومررت بإِيّ، ورأيت إِيِيًّا، كما يلزمه أن يقول على هذا الوجه: هذا أُحَيّ، ومررت بأحي، ورأيت أحي. قوله: "ومثل إِوَزَّة .... إلى آخره"4. أي: وإذا بنيت مثل "إوزة"5 من وأيت، قلت: "إِيئَاة" لأن أصله: إِوْأَيَة، على وزن إِفْعَلَة وهو ظاهر؛ قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، فصار: إِيْأَيَة، ثم قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار: إِيئَاة. وإذا بنيت مثل "إوزة" من "أويت"، قلت: "إِيَّاة" مدغما؛ لأن أصله: إِئْوَيَة، على وزن إِفْعَلَة وهو ظاهر؛ قلبت الهمزة ياء   1 في "ق": فصار. 2 في "هـ": هذا إيّ، ورأيت إِيّا، ومررت بإي. 3 في "هـ": ورأيت أحي، ومررت بأحي. 4 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَمِثْلُ إوَزَّة مِنْ وَأَيْتُ: إِيْئَاة، وَمِنْ أَوَيْتُ: إِيّاة مدغما". "الشافية، ص176". 5 أصل إوزة: إوْزَزَة على وزن إِفْعَلَة؛ لأن أفَعْلة ليست بموجودة، والهمزة زائدة دون التضعيف، لقولهم: وَزٌّ أيضا بمعناها. "ينظر شرح الشافية للرضي: 3/ 299". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 978 لسكونها وانكسار ما قبلها، فبقي: إِيْوَيَة؛ قلبت الواو ياء، وأدغمت الياء الأولى فيها، فبقي: إِيَّيَة، ثم قلبت الياء الثالثة ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار "إِيَّاة". قوله: "ومثل: اطْلَخَمّ، من: وأيت .... "1. أي: وإذا بنيت مثل "اطلخم" من: وأيت، قلت: "ايْأَيّا"؛ لأن أصله: اوْأَيَّيَ على وزن افْعَلَّلَ بتكرار اللام مرتين؛ قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، فصار: ايْأَيَّيَ، ثم أدغمت الياء التي بعد الهمزة في الياء التي بعدها لاجتماع المثلين، فصار: ايْأَيَّيَ، ثم قلبت الياء الأخيرة ألفا، لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار: "ايْأَيَّا". وإذا بنيت مثل "اطلخم" من: أويت، قلت "ايْوَيَّا"؛ لأن أصله: ائْوَيَّيَ؛ قلبت الهمزة ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، فصار: ايْويي، ثم2 أدغمت الياء التي بعد الواو في الياء التي بعدها، فصار: ايْوَيَّيَ ثم قلبت الياء الأخيرة ألفا؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها فصار: "ايْوَيَّا". ولم تدغم الياء في الواو؛ لأن الهمزة في "ايْوَيَّا" همزة وصل، فلو وصلته بما قبلها حذفتها، فترجع الهمزة الأصلية التي أبدلت الياء عنها إلى أصلها. ألا ترى أنك لو قلت: قال: ائوَيّا، لرجعت الياء المبدلة من الهمزة إلى همزتها؛ فلذلك لم تدغم الياء في الواو.   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَمِثْلُ اطْلَخَمَّ مِنْ وَأَيْتُ "ايْأَيَّا" وَمِنْ أوَيْتُ "ايْوَيَّا". "الشافية، ص16". 2 لفظة "ثم" ساقطة من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 979 يقال: اطلخم الليل إذا أظلم, واطلخم الشعر إذا اشتد سواده1. وأصل اطلخَمَّ: اطْلَخْمَمَ؛ فنقلت حركة الميم الأولى إلى [ما] 2 قبلها، وأدغمت الميم في الميم3. اعلم أنه لو أورد "اقْشَعَرّ" مكان "اطْلَخَمّ" لكان أولى؛ لأن اقشعر رباعي الأصول، ووزنه: افعللّ، بلا خلاف. فبناء مثله من "وأيت": ايْئَيَيَّا, ومن: أويت "ايْوَيَّا" من غير شبهة. وأما "اطلخم" ففيه قولان: أحدهما: وهو المشهور، أنه رباعي مثل "اقشعر". والآخر, وهو اختيار ابن مالك: أنه ثلاثي ولامه زائدة، وهو مشتق من الطخمة وهي الظلمة، ووزنه على هذا "افلعَلّ"؛ فبناء مثله من وأيت "وأويت"4، على هذا القول: ايلأيّا وايْلَيَّا5. قوله: "وَسُئِلَ أُبُو عَلِيٍّ عَنْ مِثْلِ: مَا شَاءَ الله ..... " إلى آخره6. اعلم أنه سئل أبو علي عن بناء مثل "ما شاء الله" من "أَوْلَق"   1 ينظر اللسان "طلخم: 5/ 2688". ويقال: اطلخم الرجل: تكبر "المصدر السابق". 2 لفظة "ما" إضافة من "ق"، "هـ". 3 ينظر شرح الشافية للرضي: 3/ 299. 4 وأويت ساقطة من "ق"، "هـ". 5 جاء في حاشية الورقة "181" من الأصل ما نصه: "أصله: ايْلَوَيّ"، قلبت الواو ياء وأدغمت في الياء. 6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَسُئِلَ أُبُو عَلِيٍّ عَنْ مِثْلِ مَا شَاءَ اللهُ مِنْ أَوْلَقٍ، فَقَالَ: مَا أَلِق الإلَاقُ عَلَى الأَصْلِ، واللاَّقُ عَلَى اللَّفْظِ، والأَلِقُ عَلَى وجه، بني على أنه فَوْعَل. وأجاب باسم بالق أو بالق على ذلك". "الشافية، ص16". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 980 فقال في الجواب: ما ألِقَ الإِلاق1؛ فإنه بنى هذا الجواب على أن أولق: فوعل لا أفعل؛ لأنه بنى من أولق "أَلِق" مثل: شاء. ولو كان أولق "181" عند أبي علي على "أفعل" لبنى أولق من وَلِق، مثل: شاء, وبنى الإلاق على مثال الله، ولو2 كان أولق عنده أفعل لبنى "الولاق"3 على مثاله, وهو ظاهر. وأما جعله "ألق" على مثال "شاء" فظاهر، وأما جعله "الإلاق" على مثال "الله"؛ لأن أصل الله تعالى: الإلاه؛ فحذفت الهمزة وأدغمت اللام في اللام، فصار: الله4. وإذا كان "أولق" عنده "أفعل"5 كان فعال عنده من: "أولق" ولاقا.   1 ويجوز عند أبي على أن يقال: مَا أَلِقَ الإِلاقُ، من غير تخفيف الهمزة بنقل حركتها وحذفها؛ وذلك لأن مثل هذا الحذف وإن كان قياساً في الأصل والفرع لتحرك الهمزة وسكون ما قبلها, إلا أن مثل هذا الحذف إذا كانت الكلمة في أول الكلمة نحو: "قَدْ افْلح" أَقَلُّ منه في غير الأول؛ لأن الساكن إذن غير لازم؛ إذ ليس جزءَ كلمةِ الهمزة كما كان في غير الأول، واللام كلمة على كل حال، وإن كانت كجزء الداخلة عليه فيها؛ فتخفيف الأرض والأسماء أقل من تخفيف نحو: مسألة وخَبْء، ويجوز عنده أيضاً أن تنقل حركتها إلى ما قبلها؛ لأنه قياس في الفرع وإن قل، مع كون اللام كالجزء وهو مطرد غالب في الأصل، فقوله: "ما ألق الإلاق"، يجوز أن يكون مخففا وغير مخفف؛ لأن كتابتها سواء. "شرح الشافية للرضي: 3/ 301". 2 في "ق": فلو. 3 في "هـ": الإلاق. 4 ينظر الخلاف حول اشتقاق لفظ الجلالة في البيان في غريب إعراب القرآن لأبي البركات الأنباري: 1/ 32. 5 في النسخ الثلاث: فوعل, والصحيح ما أثبتناه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 981 وإنما لم يقل في الجواب: ما ألق اللاق -بحذف الهمزة وإدغام اللام في اللام كما فعلوا في الأصل- لأن حذف الهمزة وإدغام اللام في اللام ليس بقياس، وأبو علي لا يحذف في الفرع إلا ما حُذف في الأصل قياسًا. ولو بنى على أن1 "أَوْلََق" أفعل، لقيل في مثل2: ما3 شاء الله: ما ولق الوَلَاق. اعلم أن في قول المصنف -وهو أن حذف الهمزة [في الله] 4 غير قياس- نظرًا؛ لأنه قياس مر في تخفيف الهمزة. قوله: "واللّاق على اللفظ". أي: البناء من "أولق" على لفظ الله "اللاق" -بحذف الهمزة- وإدغام اللام في اللام؛ أي: "ما ألق اللَّاق" على لفظ الله. وإن كان هذا ليس على رأي أبي علي، وإنما ذكر ذلك ليعلم ما حُذف من الأصل. قوله: "والأَلِق على وجه" إشارة إلى قول آخر في اسم الله, وهو أن أصله: لَيِهٌ, من لاه لَيَهًا: استتر؛ فقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار: لاه، ثم أدخلت الألف واللام عليه، وأدغمت اللام في اللام5، فقال: بناء "ما شاء الله" من: أولق، على هذا القول: "ما ألق الأَلِق".   1 لفظة "أن" ساقطة من "هـ". 2 في "هـ": مثال. 3 لفظة "ما" ساقطة من "ق". 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 5 ينظر البيان: 1/ 32. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 982 وسئل أبو علي عن مثل قولك "بِاسْم" من "أولق"، فقال في الجواب: "بِالْق" أو "بُالْق" فأجاب عنه بناء على أن "أولق" فوعل، لا أفعل. [ولهذا حذف واو "أولق" في الجواب؛ لكونها زائدة] 1 وأتى بالجواب بناء على أن أصل اسم: سِمْو أو سُمْو. ولم يأت بلفظه أي: لم يحذف من الفرع ما حذف من الأصل؛ لأن المحذوف من اسم على غير قياس في الإتيان بلفظه. نعم, يكون الجواب على القول الثالث قولنا2 "بأل" بسكون الفاء؛ وهو الهمزة، [والإتيان بهمزة الوصل، وقلب الهمزة ياء ابتداء3] وحذف4 القاف؛ لأنه حذف في الأصل اللام وأسكن الفاء ففعل في الفرع كذلك, وإن كان الحذف والإسكان في الأصل "على"5 غير6 قياس. والجواب عنه بناء على أنه أفعل "بِولق" أو "بُولق"؛ لكون الهمزة حينئذ زائدة والواو أصلية. قوله: "وسأل أبو علي ابنَ خالويه عن بناء7 مثل "مُسْطَار" من آءَة ... " إلى آخره8.   1 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 2 قولنا ساقط من "هـ". 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 4 في "ق": وحذفت. 5 لفظة "على" إضافة من "هـ". 6 لفظة "غير" ساقطة من "ق". 7 لفظة "بناء" ساقطة من "ق". 8 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وسأل أبو علي ابنَ خَالَوَيهِ عَنْ مِثْلِ "مُسْطَارٍ" من آءَةٍ, فَظَنَّه مُفْعالًا، وتحير فقال أبو علي: مُسْآء فأجاب على أصله، وعلى الأكثر مستآء، وَسَأَلَ ابْنُ جِنِّي ابْنَ خَالَوَيْهِ عَنْ مِثْلِ كَوْكَب مِنْ وَأيْتُ مَخَفَّفاً مَجْمُوعاً جَمْع السَّلاَمَةِ, مُضَافاً إلى يَاءِ الْمُتَكَلِّم فَتَحَيَّرَ أيْضاً فَقَالَ ابن جني: أَوَيّ". "الشافية، ص16". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 983 اعلم أن أبا علي سأل ابن خالويه عن بناء مثل "مُسْطَار" من آءَة, لشجرة وهو واحد: آءٍ على وزن: عاعٍ, فظن ابن خالويه أن مُسْطَارًا مُفْعَال، وتحير في الجواب عنه. فأجاب أبو علي وقال: إن مثل "مسطار" من "آءة": "مُسْآء". قال المصنف في تصحيح ما قاله أبو علي: إن أبا علي أجاب على أصله؛ وهو أن ما حذف من الأصل على جهة القياس يحذف من الفرع. وأصل مسطار: مستطار؛ حذفت التاء لاجتماعها مع الطاء؛ فإن في النطق بها قبل الطاء عُسْرًا لاتحادهما في المخرج، وتباينهما في الانخفاض والاستعلاء والهمس والجهر، كما حذف من اسْطَاع يَسْطِيع؛ أي: استطاع يستطيع1. فعلى هذا يكون أصل "مُسْآء": "مُسْتَأيأ"، تقلب حركة الياء إلى همزة التي قبلها، فكانت الياء في موضع الحركة وما قبلها مفتوحا فقلبت الياء ألفا فصار "مُسْتَئَاء"، ثم حذف في الفرع ما حذف في الأصل, وهو التاء "182" فصار: "مُسْآء"، على وزن "مُسْطَار". وتقول2 على القول الأول: مسْتَآء؛ لأن القائلين بالقول الأول لا يحذفون من الفرع إلا ما اقتضاه الفرع في نفسه، لا بالنظر إلى أصله.   1 ينظر اللسان "طير": 4/ 2738. 2 في "هـ": وهو. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 984 قال المصنف: يلزم أبا علي ألا يكون مثال: "ما شاء الله" من [أولق: ما] 1 أولق الإلاق، بل: ما ألق اللَّاق؛ لأن الهمزة حذفت من الأصل حذفا قياسيا، كما مر في تخفيف الهمزة. فإن قال أبو علي: إن حذف الهمزة في مثل هذه الصورة غير واجب, قلنا: حذف التاء في "مستطار" أيضا غير واجب؛ فإن المحذوف من الأصل إن لم يحذف في "مستاء". ثم قال: ولعل جواب أبي2 علي كان "مُسْآءة"، وإنما وقع الغلط من الناسخ؛ لقرب مُسْآء ومُسْآءة في الخط. المسطار: الخمر الحديثة؛ سميت بذلك لانتشارها في غليانها، من قولهم: استطار الشيء أي: انتشر3. اعلم أن في كلام المصنف -وهو أن أبا علي أجاب على أصله- نظرا؛ لأن الحذف في "مُسْطار" غير قياس، وإلا جاز في: استطاع الشيء، واستطاف به -بمعنى: طاف- واستطال بمعنى: تطاول. ولا يجوّز ذلك أحد, ولا نظير لـ "مسطار" إلا اسْطَاع يَسْطِيع4. وسأل ابن جني ابن خالويه عن بناء مثل "كوكب" من "وأيت"   1 ما بين المعقوفتين إضافة من "المحقق". 2 لفظة "أبي" ساقطة من "هـ". 3 ينظر اللسان "طير": 4/ 2738، وينظر شرح الشافية للرضي: 3/ 301. 4 وقال الرضي: "والحق أن الحذف في مثله ليس بمطرد، فلا يقال: اسطال يَسْطِيل, واسطاب يسطيب". "شرح الشافية: 3/ 302". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 985 مَخَفَّفاً، مَجْمُوعاً1 جَمْع السَّلاَمَةِ، مُضَافاً إلى يَاءِ2 المتكلم. والمراد بقوله "مخففا": وايْتُ بعد حذف الهمزة عنه, فتحير ابن خالويه أيضا. وأجاب عنه ابن3 جني وقال: بناء مِثْلِ "كَوْكَبٍ" مِنْ "وايْتُ" مَخَفَّفاً، مَجْمُوعاً جَمْع السلامة, مضافا إلى ياء المتكلم: أَوَيّ. قال المصنف في تصحيح ما قاله ابن جني: إن "كوكب" "فوعل", فإذا بنى ابن جني من "وأيت" "فَوْعل"، قال: "وَوْأَيٌ"؛ فقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار: ووأَى، [ثم خفف بنقل حركة الهمزة إلى الواو وحذفت الهمزة؛ لأن المفروض كذلك؛ لأنه قال من "وايت" مخففا، فصار "وَوَى" ثم جمع جمع السلامة فصار: وَوَوْنَ] 4, ثم أضيف إلى ياء المتكلم، وحذفت النون لهذه الإضافة، فصار: وَوَوْي، ثم قلبت الواو الأخيرة ياء وأدغمت الياء في الياء على القياس المشهور فصار: وَوَيّ، ثم قلبت5 الواو الأولى همزة؛ لاجتماع الواوين، كما قلبت في أواصل وأويصل، فصار: أَوَيّ. ثم قال المصنف -رحمه الله-6: فقلبت الواو الأولى همزة في مثله   1 لفظة "مجموعا" ساقطة من "ق"، "هـ". 2 لفظة "ياء" ساقطة من "ق". 3 لفظة "ابن" ساقطة من "ق". 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 5 لفظة "قلبت" ساقطة من "هـ". 6 جملة "رحمه الله" إضافة من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 986 غير لازم؛ لأن الواو الثانية في حكم الساكن لعروض نقل الحركة إليها, وحينئذ لو قيل: وَوَيّ، لكان مستقيمًا. قوله: "ومثل عنكبوت .... " إلى آخره1. [أي] 2: و3 إذا بنيت مثل "عنكبوت" من: بعت، قلت: بَيْعَعُوت -وهو واضح- بناء على أن الزائد في "عنكبوت" هو الواو والتاء. وإذا بنيت مثل "اطمأنّ" من: بعت، قلت: ابْيَعَعّ، على4 وزن: افْعَلَلّ, بتصحيح الياء وعدم قلبها ألفا؛ لسكون ما قبلها. وإذا بنيت مثل "اغْدَوْدَن" من: بعت5 قلت6: "ابْيَيَّع"؛ لأن أصله: "ابْيَوْيَع"؛ قلبت الواو ياء وأدغمت في الياء، فصار: "ابْيَيَّع".   1 عبارة ابن الحاجب: "ومثل عنكبوت من بعت: بيععوت، ومثل اطمأن ابيعع مصححا، وَمِثْلُ اغْدوْدَنَ منْ قُلْتُ: اقْوَوَّل. وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ: اقوَيَّل، لِلْوَاوَاتِ. وَمِثْلُ اغْدُودِنَ مِنْ قُلْتُ وبعت: اقْوُووِل وابْيُويِعَ مظهرا، وَمِثْلُ مَضْرُوبٍ مِنَ الْقُوَّةِ مَقْوِيّ, ومِثْلُ عَصْفُورٍ قُوِّي, وَمِنَ الْغَزْوِ: غُزْوِيّ، وَمِثْلُ عَضُدٍ مِنْ قضيت قَضٍ، ومثل قُذَعْمِلَة قُضَبَّبَة كمُعَيَّة في التصغير, ومثل قذعْمِيلة قُضَوِيَّة، ومثل حَمَصِيصية قَضَوِيَّة، تقلب كرَحَوِيَّة، وَمِثْلُ مَلَكُوتٍ قَضَوُوت, ومَثْلُ جَحْمَرِش قَضْيِي ومن حييت حَيَّو، ومثل حِلِبْلَاب قِضِيضَاء، ومثل دحرجتُ من قرأ قَرْأَيْتُ ومثل سِبَطْر قِرَأْي، ومثل اطمأننت أقرأيَأْتُ ومضارعه يَقْرَئِيء مثل يقرعِيع" "الشافية، ص16". 2 لفظة "أي" إضافة من "ق"، "هـ". 3 الواو ساقطة من "هـ". 4 لفظة "على" ساقطة من "ق". 5 لفظة "بعت" ساقطة من "ق". 6 لفظة "قلت" ساقطة من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 987 وإذا بنيت مثل "اغْدَوْدَن" من "قُلْتُ" قلت: "اقْوَوَّل"1؛ لأن أصله "اقْوَوْوَل"، على وزن: افْعَوْعَل بثلاث واوات: الأولى عين الكلمة، والثانية زائدة، والثالثة لتكرير العين، فأدغمت الواو الثانية في الواو الثالثة، فصار: اقْوَوَّل. وقال أبو الحسن2: اقْوَيَّل؛ لأن أصله: اقْوَوَّل؛ فأدغمت الواو الثانية في الواو الثالثة، فصار: اقْوَوَّل، فكره اجتماع الواوات، فقلبت الواو المشددة ياء، فصار: اقْوَيَّل3. وإذا بنيت مثل "اغدودن" من قلت، وبعت قلت: اقْوُووِل، وابْيُويِع؛ مظهرا؛ أي: من [غير] 4 إدغام الواو في الواو في: اقووول، والياء في: ابيويع؛ لئلا يحصل اللبس ببناء آخر، كما تقدم. وإذا بنيت مثل "مَضَرُوب" من القوة، قلت: مَقْوِيّ "183"؛ لأن أصله: مَقْوُوْوُ؛ قلبت الواو المتطرفة ياء كراهة اجتماع ثلاث واوات [كما قلبت] 5 في6: قَوِوّ، فقيل: قَوِيّ، فصار7: مَقْوُوي، ثم قلبت الواو الثانية ياء، وأدغمت في الياء وكسرت الواو8 الأولى   1 ينظر المقتضب: 1/ 176؛ والمنصف: 2/ 243, 244، والممتع: 2/ 747. 2 في الأصل: "أبو الحسين", والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 حكاه ابن عصفور عن الأخفش. ينظر الممتع: 2/ 747. 4 لفظة "غير" إضافة من "ق"، "هـ". 5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 6 لفظة "في" ساقطة من "هـ". 7 فصار: ساقطة من "ق". 8 لفظة "الواو" ساقطة من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 988 للياء على القياس المشهور، فصار: مَقْوِيّ، كما فعلوا في: مَرْضِيّ ومَرْمِيّ. وإذا بنيت مثل1 "عُصْفُور" من القوة، قُقْت: لأن أصله قُوُوووٌ بأربع واوات؛ الأولى: عين الكلمة، والثانية: لام الكلمة، والثالثة: زائدة، والرابعة: لام مكررة؛ قلبت2 الواو الأخيرة ياء كراهة اجتماع الواوات، ثم قلبت الواو الزائدة ياء وأدغمت في الياء على القياس، وكسرت الواو الثانية لأجل الياء، فصار: قُووِيّ، ثم أدغمت الواو الأولى في الواو الثانية، فصار: قُوِّيّ. وإذا بنيت مثل "عصفور" من الغزو، قلت: غُزْوِيّ؛ لأن أصله: غُزْوُووُ, بثلاث واوات؛ الأولى: لام، والثانية: زائدة, والثالثة: لام مكررة؛ فقلبت الواو الأخيرة ياء، ثم قلبت الثانية ياء وأدغمت في الياء، وكسرت الواو الأولى لأجل الياء، فصار: غزوي. وإذا بنيت مثل "عَضُد" من: قضيت، قلت: قَضٍ، لأن الأصل: قَضُي؛ قلبت ضمة الضاد كسرة لأجل الياء كما في التجارِي، فصار قَضِي، ثم أعل إعلال قاض، فصار: قَضٍ. وإذا بنيت مثل "قُذَعْمِلة" من: قضيت، قلت: قُضَيَّة؛ لأن أصله: قُضَيْيِيَة بثلاث ياءات؛ الأولى: لام الكلمة، والثانية والثالثة لام مكررة مرتين، فحذفت الياء الأخيرة كما حذفت الياء الأخيرة في   1 لفظة "مثل" ساقطة من "هـ". 2 في "هـ": فقلبت. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 989 تصغير معاوية، عند اجتماع ثلاث ياءات، فقيل: مُعَيَّة، كما مر في باب التصغير، ثم أدغمت الياء الأولى الساكنة في الياء [الثانية المتحركة] 1 فصار: قُضَيَّة. القُذَعْمِلَة من النساء: الخسيسة, القصيرة2. وإذا بنيت مثل "قذعملة" من: قضيت، قلت: قُضَوِيَّة؛ لأن أصله: قُضَيْيِييَة بأربع ياءات؛ الأولى: لام الكلمة، والثانية: لام مكررة، والثالثة: زائدة، والرابعة: لام مكررة ثابتة؛ أدغمت الياء الأولى في الياء الثانية، والياء الثالثة في الياء الرابعة، فحذفت الياء الأولى، وقلبت الياء الثانية واوا، كما فعلوا في أموِيّ، فصار: قُضَوِيَّة3. وإذا بنيت مثل "حَمَصِيصة"4 -لبقلة حامضة ولها ثمر كثمر الحُمَّاض، ولاسم رجل- من: قضيت، قلت: قَضَوِيَّة؛ لأن أصله: قَضَيِييَة، أدغمت5 الياء الثانية في الياء6 الثالثة، فصار: قَضَيِيَّة ثم قلبت الياء الأولى واوا؛ كراهة اجتماع الياءات، كما قلبت في: رَحَوِيَّة.   1 في "ق": المتحركة الثانية. 2 ينظر الصحاح "قذعمل": 5/ 1800. 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 4 الحَمَصِيصَة واحدة الحَمَصِيص, وهي بقلة دون الحماض في الحموضة، طيبة الطعم. وحكى ابن منظور عن أبي حنيفة قوله: "بقلة الحمضيض حامضة تجعل في الأقط, تأكله الناس والإبل والغنم". "ينظر اللسان "حمص": 2/ 996". 5 في "ق": ثم أدغمت. 6 لفظة "الياء" ساقطة من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 990 وإذا بنيت مثل "مَلَكُوت" من: قضيت، قلت: "قَضَوْت"؛ لأن أصله: قَضَيُوت، قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها, وحذفت الألف لالتقاء الساكنين، فصار: قَضَوت، على وزن: فَعَوْت1. وإذا بنيت مثل "جَحْمَرِش" -لعجوز مسنة، وللأفعى- من قضيت، قلت: قَضْيَي بباءين؛ لأن أصله: قَضْيَيِي -بثلاث ياءات- أعل إعلال قاض، فصار: قَضْيَي. ولم تقلب هذه الياء -أعني الأخيرة- ألفا، مع تحريكها وانفتاح ما قبلها؛ لأنها للإلحاق وقعت متوسطة، وياء الإلحاق إذا وقعت متوسطة لا تعل2. [وإنما أعلت الياء الأخيرة إعلال قاض، مع أنها للإلحاق أيضا؛ لأن الياء تعل] 3 وإن كانت للإلحاق، نحو: عِلْبَاء ومِعْزى. وإذا بنيت مثل "جحمرش" من: حييت، قلت: حَيَّو؛ لأن أصله: حَيْيَيِي بأربع ياءات، أعلت الياء الأخيرة إعلال قاض، فصار: حَيَّيٍ، ثم أبدلت الياء الأخيرة واوا لاجتماع ثلاث ياءات، فصار: حيو.   1 ركن الدين ههنا يختلف مع ابن الحاجب ومن تابعه كالرضي؛ حيث جعل مثال "مَلَكوت" من قضيت على قضوت، وأن أصله "قَضَيُوت" فقلبت الياء ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها، ثم حذفت الألف. على حين نجد ابن الحاجب والرضي يريان أن الأصل أن يقال: "قَضَوُوت" لخروج الاسم بهذه الزيادة عن موازنة الفعل، فلا تقلب الواو والياء ألفاً كما لا يقلب في الصَّوَرى والحَيَدَى. "ينظر شرح الشافية للرضي: 3/ 305". 2 في "ق": لم تعلّ. 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 991 وإذا بنيت مثل "حِلِبْلَاب" -لنبت معروف1- من: قضيت قلت: قِضِيضَاء؛ لأن أصله: قِضِيضَاي، على وزن فِعِلْعَال "184" قلبت الياء الأخيرة همزة لوقوعها طرفًا بعد ألف2 زائدة فصار: قضيضاء. وإذا بنيت مثل "دَحْرَجْتُ" من: قرأ، قلت: "قَرْأَيْتُ"؛ لأن أصله: قَرْأَأْتُ؛ لوجوب تكرير اللام للإلحاق بالرباعي، فقلبت الهمزة الثانية ياء لاجتماع الهمزتين. وكان القياس يقتضي أن تقلب ألفًا؛ لكونها ساكنة ما قبلها مفتوح، فيقال: قَرْأَأْت، كما مر في تخفيف الهمزة. ولهذا يقال: قَرَأْي بغير التاء، لكن3 لما اتصل بها تاء المتكلم وجب قلبها ياء؛ لأنه لا يكون قبل ياء المتكلم الألف ليس كذلك، ولهذا ينقلب ألف "غزا" واوا في "غزوت"، وألف "رمى" و"أغزى" ياء في: رميت وأغزيت؛ ليتبين سكون ما قبل التاء، لأجل اتصال التاء به. وإذا بنيت مثل "سِبَطْر" من: قرأ، قلت: قِرَأْي؛ لأن أصله: قِرَأْأ -بفتح الراء وسكون الهمزة الأولى وحركة الهمزة الثانية- لوجوب تكرير اللام للإلحاق بالرباعي, فقلبت الهمزة الثانية ياء وجوبا لاجتماع الهمزتين.   1 وهو نبت تدوم خضرته في القيظ، وله ورق أعرض من الكف، تسمن عليه الظباء والغنم. وقيل: هو نبت سهلى "ينظر اللسان "حلب" 2/ 959". 2 لفظة "ألف" ساقطة من "ق". 3 في الأصل: ولكن. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 992 قال المصنف: ولو قيل: "قِرَأْو" لكان أولى؛ لأن الهمزة الثانية في كلمة إذا كانت متحركة إنما تقلب ياء في نحو: جاء وأئمة؛ لأجل الكسرة، وتقلب فيما عداهما1 واوا، كما مر. وإذا بنيت مثل "اطمأننت" من: قرأ، قلت: اقْرَأْيَأْت؛ لأن أصله: اقرَأْأَأْتُ -بثلاث همزات- لوجوب تكرير اللام مرتين، ليصير على2 وزنه: الأولى والثالثة منها ساكنة والثانية متحركة. قلبت الهمزة الثانية ياء3 كراهة اجتماع الهمزات فصار: اقرأيأت. قال المصنف: ولو قيل: "اقرَأْوَأْت" لكان أولى؛ لما ذكرناه الآن. وإذا بنيت [مثل] 4 مضارع "اطمأننت" -وهو يطمئن- من: قرأ، قلت: يَقْرَئِيء، مثل يقرعيع؛ لأن أصله "يقرأْإِأ" نظرا إلى أصله يطمئن -أعني: يطمَأْنِن- بثلاث همزات لوجوب تكرير اللام مرتين، ليصير على وزنه: الأولى ساكنة، والثانية مكسورة، والثالثة متحركة بإعراب الفعل المضارع؛ نقلت5 حركة الهمزة الثانية إلى الهمزة الأولى، ثم قلبت الهمزة الثانية ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، فصار: "يقرئيء" على وزن "يقرعيع".   1 في "ق"، "هـ": فيما عداه. 2 لفظة "على" ساقطة من "ق". 3 في النسخ الثلاث: "واوا" والصحيح "ياء". 4 لفظة "مثل" إضافة من "ق". 5 في الأصل: تقلب, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 993 وإنما قالوا في مثل "يطمئن": يَقْرَئِئ ولم يقولوا: يقرَأْيئ -بقلب الهمزة الثانية ياء من غير نقل حركتها إلى ما قبلها، بل ببقاء كسرتها عليها- ولا يقرَأْوئ -بقلب الهمزة الثانية واوا من غير نقل حركتها إلى ما قبلها- لأن باب1 يطمئن تقلب2 فيه حركة اللام الأولى إلى ما قبلها، فتقلب3 في مثاله. وإنما لم تدغم الهمزة الثانية بعد نقل حركتها إلى ما قبلها في الهمزة الأخيرة كما أدغمت النون الأولى بعد نقل حركتها إلى ما قبلها في النون الثانية في يطمئن؛ لأن الهمزة لا تدغم في مثلها في كلامهم إلا في مثل: سأآل, والله أعلم4.   1 لفظة "باب" ساقطة من "ق". 2 في الأصل: تقلب, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 في الأصل: فتقلب, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 4 جملة "والله أعلم" ساقطة من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 994 [ الخط ] : قوله: "الخط: تصوير اللفظ .... " إلى آخره1. أي2: الخط تصوير اللفظ المقصود تصويره برسم حروف هجائه، لا برسم أسماء حروف3 هجائه. فإذا قلت: كتبت زيدا, فإنك تكتب مسمى: زايا وياء ودالا، دون أسمائها؛ لأنهم احتاجوا في4 تعليم حروف الهجاء إلى التوقيف على مسمياتها. ثم إن كان للفظ مدلول تصح كتابته نحو: أكتب شعرا, فإن دلت قرينة على أن المقصود لفظ "شعر" كتبت هذه الصورة: "شعر". وإن لم تدل قرينة على ذلك فالمقصود5 أن يكتب ما ينطبق عليه شعر. وأسماء الحروف إذا قصد مسمياتها، كقولك: اكتب: جيم, عين, فاء، "راء"6، وقصدت به تصوير المسمى فإنما تكتب مسمياتها،   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "الْخَط تَصْوِيرُ اللَّفْظِ بِحُرُوفِ هِجَائِهِ إلاّ أسْمَاءَ الْحُرُوفِ إذَا قُصِدَ بِهَا الْمُسَمَّى، نَحْوُ قَوْلِكَ: اكتب: جيم، عين، فاء، راء، فَإِنَّكَ تَكْتُبُ هَذِهِ الصُّورَةَ "جَعْفَر" لأَنَّهَا مُسَمَّاهَا خَطُّا وَلْفظاً؛ وَلِذَلِكَ قَالَ الْخَلِيلُ لَمَّا سَأَلَهُمْ: كَيْفَ تَنْطِقُونَ بِالْجِيم مِنْ جَعْفَرٍ؟ فقالوا: جِيمٌ، فقال: إنما نطقتم بالاسم ولم تنطقوا بالمسئول عَنْهُ، وَالْجَوَابُ جَهْ؛ لأنه الْمُسَمَّى، فَإنْ سُمِّيَ بِهَا مُسَمَّى آخَرُ, كُتِبَتْ كَغَيْرِها نحو: ياسِين وحَامِيم، وَفِي الْمُصْحَفِ عَلَى أصْلِهَا عَلَى الْوَجْهَيْنِ، نحو: يس وحم". "الشافية، ص16". 2 لفظة "أي" ساقطة من "هـ". 3 في "ق"، "هـ": حروف أسماء. 4 في "هـ": "إلى" بدل "في". 5 في الأصل: المقصود, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 6 لفظة "راء" إضافة من المحقق. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 995 وهي هذه1 الصورة المركبة نحو: جعفر، أو المفردة: نحو: ج ع ف ر؛ لأنها مسمياتها خطا ولفظا: أما أنها مسمياتها خطا فظاهر؛ لأن هذه الصورة2 وضعوها للتوقيف. وأما أنها مسمياتها لفظا، فلأن "185" الْخَلِيلُ لَمَّا سَأَلَهُمْ: كَيْفَ تَنْطِقُونَ بِالْجِيم مِنْ جَعْفَرٍ؟ فقالوا3: جِيمٌ، فقال: إنَّمَا نَطَقْتُمْ بالاسْم ولم تنطقوا بالمسئول عنه وهو المسمى. فقال الخليل: قولوا في الجواب: جَهْ؛ لأنه مسمى الجيم4. فإن سمي بهذه الأسماء مسمى آخر، كما لو سمي رجل بـ: يس وحم، كتب كغيرها، أي: كتبت على ما يتلفظ بها؛ كتبت على وفق   1 في "ق": هي وهذه. 2 في الأصل: الصور, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 في "ق"، "هـ": قالوا. 4 الذي في كتاب سيبويه: "قال الخليل يوماً وسأل أصحابه: كيف تقولون إذا أردتم أن تلفظوا بالكاف التي في لك والكاف التي في ما لك، والباء التي في ضرب؟ فقيل له: تقول: باء, كاف. فقال: إنما جئتم بالاسم ولم تلفظوا بالحرف, وقال: أقول كَهْ وبَهْ. فقلنا: لِمَ ألحقت الهاء؟ فقال: رأيتهم قالوا: عَهْ, فألحقوا هاء حتى صيروها يستطاع الكلام بها؛ لأنه لا يلفظ بحرف. فإن وصلت قلت: ك وب, فاعلم يا فتى كما قالوا: ع يا فتى. فهذه طريقة كل حرف كان متحركا، وقد يجوز أن يكون الألف هنا بمنزلة الهاء؛ لقربها منها وشبهها بها، فتقول: با وكا، كما تقول: أنا. ثم قال: كيف تلفظون بالحرف الساكن نحو: ياء يا غلامي وباء اضرب ودال قد؟ فأجابوا بنحو ما أحابوا في المرة فقال: أقول: إِبْ وإي وإدْ، فألحق ألفا موصولة". "الكتاب: 3/ 320، 321". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 996 مسمياتها في الأصل, وأن تقلب إلى غير مسمياتها، أي: إلى غير تلك الحروف، كما إذا جعلت أسماء للسور. اعلم أن قوله: "أسماء الحروف إذا قصد مسمياتها، فإنها يكتب مسماها" على إطلاقه، ليس بجيد؛ لأنه إذا استعملت هذه الأسماء مركبة ودخلها الإعراب كتبت على لفظها، كما إذا قلت لإنسان نطق بضاد ضعيفة وكتبت ضادا حسنة: قد نطقت بضاد ضعيفة وكتبت ضادا حسنة. اعلم أن المصنف ذكر في الشرح1 أنه إن سمي بهذه الأسماء مسمى آخر، كما لو سمي رجل بـ "يس" فللكُتَّاب فيه مذهبان: أحدهما: أن يكتب على لفظ الأسماء نحو: ياسين، وحاميم، والآخر: أن يكتب على صورة مسماها، نحو: يس وحم, ولفظ المتن يدل على أنها تكتب على أصلها فقط. [الكتابة تكون بالنظر للابتداء والوقف] : قوله: "والأصل في كل كلمة ... " إلى آخره2.   1 أي: في شرح الشافية. 2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالأَصْلُ فِي كُلِّ كَلِمَةٍ أَنْ تُكتب بِصُورَةِ لَفْظَها بِتَقْدِيرِ الابْتِدَاءِ بِهَا وَالْوَقْفِ عَلَيْهَا، فَمِنْ ثم كتب نحو: رَهْ زَيْداً بِالْهَاءِ، ومِثْلُ مَهْ أَنْتَ وَمَجِيءَ مَهْ جِئْتَ بِالْهَاءِ أيْضاً، بخِلافِ الْجَارِّ، نَحْوَ: حَتَّامَ وإِلَام وعَلَامَ؛ لِشِدَّة الاتِّصَالِ بِالْحَرْفِ، وَمِنْ ثَمَّ كُتِبَتْ مَعَهَا بألِفَاتٍ وكُتِبَ مِمَّ وعَمَّ بِغَيْرِ نُونٍ، فإِنْ قَصَدْتَ إلى الْهَاءِ كَتَبْتها وَرَدَدْتَ الياء وغيرها إن شئت, وَمِنْ ثَمَّ كُتِبَ: أنَا زَيْدٌ بِالأَلِفِ. وَمِنْهُ: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ} وَمِنْ ثَمَّ كُتِبَتْ تاءِ التَأْنِيثِ في نَحْو: رَحْمَةٍ وَتُخَمَةٍ هَاء، وَفِيمَنْ وَقَفَ بِالتَّاءِ تَاءً، بِخِلاَفِ أُخْتٍ وَبِنْتٍ وَبَابِ قائمات وباب قامت هند". "الشافية، ص16". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 997 أي: وَالأَصْلُ فِي كُلِّ كَلِمَةٍ أَنْ تُكْتَبَ بِصُورَةِ لفظها، بتقدير الابتداء1 بها, وبتقدير الوقوف عليها، وهو أصل معتبر في الكتابة والخط مبني عليه, كما يجيء تفصيله. ومن أجل أنه تكتب كل كلمة بصورة لفظها بتقدير الابتداء بها والوقوف عليها كتب نحو: رَهْ زيدا، وقِهْ زيدا، بالهاء؛ لأنه إذا وقف عليهما2 قيل: ره، وقه بالهاء. ومن ثم كتب "ما" في "مَهْ أنت"3، "ومجيء مَهْ جئت" بالهاء؛ لأنه يوقف عليها4 بالهاء بخلاف "ما" في: حتام، وإلام، وعلام؛ فإنه لا يكتب بالهاء، وإن وقف عليها بالهاء في [الابتداء، إلا إذا قصد الوقف عليها] 5, فإنها تكتب بالهاء أيضا. [وإنما6 لم تكتب بالهاء من غير قصد الهاء] 7 لشدة اتصال "ما" بالحروف التي قبلها, فصارت كأنها جزء مما قبلها. ولأجل أنهما كالجزء مما قبلها كتبت هذه الحروف معها بألفات؛ [لكون ألفاتها في الوسط حينئذ] 8.   1 بتقدير الابتداء: ساقط من "ق". 2 في الأصل, "ق": عليها, وما أثبتناه من "هـ". 3 لفظة "أنت" ساقطة من "ق"، "هـ". 4 في "ق": عليه. 5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 6 في "هـ": لا. 7 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 8 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 998 ولشدة اتصال ما بالجار كتبت: مِمّ وعَمّ، بغير نون، [أي: بحذف نون] 1 من وعن، فإن قصد في: حتام وإلام وعلام ومم وعم إلى الوقف على2 الهاء جاز وكتبت بالهاء, ورجعت حينئذ إن شئت3 الياء في: حتام وإلام4 وعلام, ورجعت -إن شئت- أيضا [غير الياء، وهو5] النون في مم وعم، فتقول: حتى مه، وإلى مه, وعلى مه، ومن مه, وعن مه. ومن أجل أن "كل"6 كلمة تكتب بصورة لفظها بتقدير الابتداء بها, والوقوف عليها كتبت "أنا زيد" بالألف؛ لأنه يوقف على "أنا" بالألف. ومما كتبت "أنا" بالألف في قوله تعالى: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ} 7؛ لأن الأصل: "لَكِنْ أَنَا"، فنقلت حركة همزة "أنا" إلى نون لكن8، وحذفت الهمزة، ثم أدغمت النون في النون، فصار: لكنا. ويدل على أن أصل "لكنا" ههنا: "لكن أنا" الوقف عليها   1 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق"، "هـ". 2 الوقف على: ساقط من "ق"، "هـ". 3 لفظة "شئت" ساقطة من "هـ". 4 وإلام: ساقطة من "هـ". 5 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ". 6 لفظة "كل" إضافة من "ق"، "هـ". 7 سورة "الكهف": من الآية "38". 8 "نون لكن": ساقط من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 999 بالألف1, وإثباتها في الوصل في قراءة ابن عامر2، 3، ووقوع المضمر4 المنفصل بعدها. فلو كانت "لكن" لم يكن فيها شيء5 من ذلك. ومن أجل ما ذكرناه كتبت تاء التأنيث في نحو: رحمة وفحمة6 هاء، فيمن وقف على تاء التأنيث بالهاء. وكتبت في نحوهما [تاء] 7 فيمن وقف عليها بالتاء، بِخِلاَفِ: أُخْتٍ وَبِنْتٍ، وَبَابِ: قَائِمَاتٍ، وَبَابِ: قَامَتْ هند، فإن الوقوف8 على الجميع بالتاء؛ فلهذا كتبت بالتاء لا بالهاء9 على "قائمات"10. ويلزم أهل هذه اللغة كتبها11 بالهاء حينئذ.   1 لا خوف في إثباتها في الوقف اتباعا للرسم. "ينظر النشر: 2/ 311". 2 ابن عامر: هو عبد الله بن عامر اليحصبي الشامي، قاضي دمشق في خلافة الوليد بن عبد الملك، وهو من التابعين، توفي "118هـ". "ينظر في ترجمته: غاية النهاية: 1/ 423-425". 3 ووافقه أبو جعفر ورويس. ينظر النشر: 2/ 111-143. 4 في "ق"، "هـ": الضمير. 5 لفظة "شيء" ساقطة من "هـ". 6 في "هـ": وقمحة. 7 لفظة "تاء" إضافة من "ق"، "هـ". 8 في "ق"، "هـ": الوقف. 9 ينظر الكتاب: 4/ 166, 167. 10 أي: تاء الجمع هاء في الوقف؛ لكونها مفيدة معنى التأنيث كإفادتها معنى الجمع، فيشبه بتاء المفرد، وحكى قطرب: "كيف البنون والبناه". "ينظر شرح الشافية، للرضي: 2/ 292". 11 في "ق"، "هـ": كتابتها. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1000 قوله: "ومن ثم كُتب المنون المنصوب بالألف ... " إلى آخره1. أي: من أجل أن كل كلمة تكتب بصورة لفظها بتقدير الابتداء بها والوقوف2 عليها كتب المنون المنصوب بألف3؛ لأن "186" الوقف عليها بالألف، نحو: رأيت زيدا, وغير المنون المنصوب بالحذف، نحو: جاءني زيد، ومررت بزيد [لأن الوقف عليه بالحذف. وكتبت إذن بالألف على الأكثر4] لأن الوقف عليه, على الأكثر بالألف. وإنما قال: "على الأكثر"5؛ لأن منهم من كتبها بالنون توهمًا منه بأن الألف [نون في الوقف، أي: توهما منه بأن الألف6] بدل من النون الذي في الأصل. وكتب "اضْرِبَا" بالألف -على الأكثر- لأنه إذا وقف على "اضْرِبَنْ" [وقف] 7 بقلب النون ألفا عند الأكثر.   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَمِنْ ثَمَّ كُتِبَ الْمُنَوَّنُ الْمَنْصُوبُ بالأَلِفِ، وَغَيْرُهُ بِالْحَذْفِ، وَإذَنْ بِالأَلِفِ عَلَى الأَكْثَر، وَكَذَا اضربَنْ، وَكَانَ قِيَاسُ اضرِبُن بِوَاوٍ وَألِفٍ، واضرِبِنْ بِيَاءٍ، وَهَلْ تضربُنْ بِوَاوٍ وَنُونٍ، وَهَلْ تضربِنْ بِيَاءٍ وَنُونٍ، وَلَكِنَّهُمْ كَتَبُوهُ عَلَى لَفْظِهِ؛ لِعُسْرِ تَبَيُّنِهِ أَوْ لِعَدَمِ تَبَيُّنِ قَصْدِهَا، وَقَدْ يُجرَى اضربَنْ مجراه". "الشافية، ص16". 2 في "هـ": والوقف. 3 في "ق"، "هـ": بالألف. 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 5 لفظة "الأكثر" مطموسة في "هـ". 6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 7 في "ق": فكان. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1001 وإنما قال: "على الأكثر" لأنه كتب عند بعضهم بالنون؛ إلحاقا لاضربَنْ باضربُنْ, على ما سيأتي. وكان القياس يقتضي أن يكون الوقوف1 على "اضربَنْ"2, بواو وألف3 نحو "اضربُوا" وعلى "اضربِنْ"، بياء نحو "اضربي" وهل تضربُنْ، بواو ونون غير هذه النون, وعلى4 هل تضربِنْ بياء ونون غير هذه النون؛ لأنه تبين أن الوقوف على: اضربُنْ اضربِنْ، و5 هل تضربِنْ تضربُنْ بحذف النون ورد المحذوف. والأصل المذكور أن تكتب كل كلمة بصورة لفظها بتقدير الابتداء بها, والوقوف عليها. وإنما تركوا هذا الأصل ههنا وكتبوه6 على لفظه لعسر تبين هذا الأصل ههنا؛ لأنه لا يعرف الوقف على هذه7 الألفاظ على الوجه المذكور إلا الحُذَّاق8 بعلم الإعراب, ولأنها لو كتبت على هذه الصورة9 لم يتبين10 المقصود منها؛ لأنه لم يعلم التأكيد حينئذ لأنها   1 لفظة "الوقوف" ساقطة من "هـ", وفي "ق": الوقف. 2 زاد في "هـ" لفظة "كتابة" قبل "اضربن". 3 في "ق"، "هـ": بالواو والألف. 4 لفظة "على" ساقطة من "هـ". 5 في الأصل: زادت لفظة "على" بعد الواو. 6 في "هـ": وكتبوا. 7 في "هـ": وهذا. 8 في "ق": الحذق. 9 في "ق"، "هـ": هذا الأصل. 10 في الأصل: بيتني, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1002 على هذه الصورة عند إرادة عدم التأكيد1. قوله: "و [قد] 2 يُجْرَى اضربَنْ مجراه". أي: وقد يجرى: اضربَنْ للمفرد المذكر مجرى هذه الألفاظ المذكورة ههنا في أنه يكتب على لفظ اضربَنْ لا بالألف؛ لأن التي في آخره نون خفيفة كالنون التي في آخر اضربُنْ اضربِنْ, وهل تضربُنْ وهل تضربِنْ. وقد تكتب: اضربِنْ -للمفرد المذكر- بالألف؛ لفوات المانعين المذكورين؛ لأنه يتبين التأكيد بكتابة النون ألفا، ولا يعتبر بتبين هذا الأصل. قوله: "وَمِنْ ثَمَّ كُتب بَابُ قاضٍ بِغَيْرِ يَاءٍ ... " إلى آخره3. أي: ومن أجل أن كل كلمة تكتب بصورتها بتقدير الابتداء بها والوقوف عليها, كتب باب قاض في4 حالتي الرفع والجر بغير ياء؛ لأن الوقف عليها بغير ياء على الأفصح، وكتب باب القاضي بالياء؛ لأن الوقف عليها بالياء على الأفصح. وإنما قال: "على الأفصح" فيهما؛ لأن منهم من يقف فيهما بياء, ومنهم من يقف فيهما بحذف الياء. لكن يلزم من يقف بياء أن يكتبها   1 في الأصل، "ق": عند عدم إرادة التأكيد, وما أثبتناه من "هـ". 2 لفظة "قد" إضافة من "ق". 3 وتمام عبارة ابن الحاجب قوله: " ..... وَبَابُ الْقَاضِي بِالْيَاءِ عَلَى الأَفْصَحِ فِيهِمَا، وَمِنْ ثَمَّ كُتِبَ نَحْوُ: بَزَيْدٍ وَلِزَيْدٍ وَكَزَيْدٍ مُتَّصِلاً؛ لأَنًّهُ لا يُوقَفُ عَلَيْهِ، وَكُتِبَ نَحْوُ: مِنْكَ وَمِنْكُمْ وَضَرَبَكُمْ متَّصِلاً؛ لأنَّهُ لا يُبْتَدَأُ بِهِ". "الشافية، ص16". 4 لفظة "في" ساقطة من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1003 بياء، ومن يقف فيهما1 بحذف الياء أن يكتبهما بغير الياء. ومن أجل الأصل المذكور كتب نحو: بِزَيد ولِزَيد وكَزَيد متصلا حرف الجر بما بعده كالجزء منه، كما كتبت الكاف ونحوها في: منك ومنكم وضربكم متصلة؛ لأنه لا يبتدأ بهذه الكاف ونحوها. قوله: "والنظر بعد ذلك فيما لا صورة تخصه .... " إلى آخره2. أي: بعد النظر فيما لا صورة تخصه [هو النظر في شيئين: أحدهما: النظر فيما لا صورة له تخصه] 3, والثاني: النظر4 فيما خُولف فيه الأصل المذكور، إما بوصل وإما بزيادة، وإما بنقص وإما بتبدل.   1 فيهما: ساقطة من "ق". 2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالنَّظَرُ بَعْدَ ذَلِكَ فِيمَا لاَ صُورَةَ لَهُ تَخُصُّهُ، وَفِيمَا خُولِفَ بِوَصْلٍ أَوْ زِيَادَةٍ أَوْ نَقْصٍ أَوْ بَدَلٍ، فَالأَوَّلُ الْهَمْزَةُ وَهُوَ أَوَّلٌ وَوَسَطٌ وَآخِرٌ. الأَوَّلُ أَلِفٌ مُطْلَقاً نَحْوُ: أَحَد وأُحُد وإِبِل، وَالْوَسَطُ: إمَّا سَاكِنٌ فَيُكْتَبُ بِحَرْفِ حَرَكَتِهِ مِثْلُ: يَسأَل ويلؤُم ويُسئِم، وَمِنْهُمْ مَنْ يَحْذِفُهَا إنْ كَانَ تَخْفِيفُهَا بِالنَّقْلِ أَوِ الإِدْغَام، وَمِنْهُمْ مَنْ يَحْذِفُ الْمَفْتُوحَةَ فَقَطْ وَالأَكْثَرُ عَلَى حَذْفِ الْمَفْتُوحَةِ بَعْدَ الأَلِفِ، نَحْوُ سَاءَلَ، وَمِنْهُمْ من يحذفها في الجميع, وإما متحرك فيكتب على ما يسهل؛ فلذلك كتب نحو مؤجل بالواو, ونحو فئة بالياء على نحو: سأل ولؤم ويئس، ومن مقرئك ورؤوف، بحرف حركته، وجاء في سئل ويقرئك القولان، والآخر إن كان ما قبله ساكنا حُذف نحو: خَبْء وخِبْء وخَبْئا، وإن كان متحركا كتب بحرف حركة ما قبله كيف كان، نحو قرأ ويقرئ وردُؤ ولم يقرَأْ ولم يُقْرِئْ ولم يردُؤْ" "الشافية، ص16, 17". 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 4 لفظة "النظر" ساقطة من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1004 والنظر الأول في المهموز. والمهموز إما أن تكون همزته "187" أصلية في1 أوله أو في وسطه أو في آخره. فإن كانت همزته في أوله تكتب الهمزة بالألف2 مطلقا، أي: سواء كانت مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة، نحو: أَحَد وأُحُد وإِبِل؛ للمناسبة التي3 بينها وبين الألف. وإن كانت همزته في وسطه، فإما أن تكون الهمزة ساكنة أو متحركة. فإن كانت ساكنة تكتب الهمزة بحرف4 حركة ما قبلها، يعني: إن كان ما قبلها مفتوحا يكتب بالألف, وإن كان ما قبلها مضموما5 يكتب بالواو، وإن كان ما قبلها6 مكسورا يكتب بالياء، نحو: يأكل ويؤمن وبئس؛ اعتبارًا بتخفيفها. وإن كانت متحركة، فإما أن يكون قبلها ساكن أو قبلها متحرك؛ فإن كان قبلها ساكن تكتب بحرف حركة الهمزة، أعني: إن كانت الهمزة مفتوحة كتبت بالألف، وإن كانت الهمزة7 مضمومة كتبت بالواو، وإن كانت مكسورة كتبت بالياء، نحو: يسأَل ويلؤُم ويُسْئِم.   1 لفظة "في" ساقطة من "هـ". 2 لفظة "بالألف" ساقطة من "هـ". 3 لفظة "التي" موضعها بياض في "هـ". 4 في "ق": بحذف. تحريف. 5 ما قبلها: ساقط من "هـ". 6 ما قبلها: ساقط من "ق"، "هـ". 7 لفظة "الهمزة" ساقطة من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1005 ومنهم من يحذف الهمزة في الخط إن كان تخفيف الهمزة بنقل حركتها إلى ما قبلها أو بإدغامها في حرف1: مثال النقل: يَسَل2 ويَلُم ويُسِم. ومثال الإدغام: "سَوَّة", أي: سَوْءَة، فقلبت الهمزة واوا وأدغمت "الواو"3 في الواو. ومنهم من يحذف الهمزة المفتوحة بعد النقل في الخط، نحو: يَسْأَل، دون المضمومة والمكسورة نحو: يلؤُم ويُسْئِم؛ لأن حركتها أخف، فهي بالحذف أولى لحركتها، بخلاف المضمومة والمكسورة, فإن حركتيهما قويتان، فلم تناسبا الحذف. والأكثر على حذف الهمزة المفتوحة بعد الألف في الخط نحو: ساءَل. ومنهم من يحذف المفتوحة والمضمومة4 والمكسورة بعد الألف نحو: ساءَل وتساؤُل ويُسائِل5. وإن كانت الهمزة متحركة وقبلها متحرك كتبت بما تسهل به، يعني: إن سهلت بالواو كتبت بالواو، وإن سهلت بالياء كتبت بالياء، وإن سهلت بالألف كتبت بالألف؛ ولذلك6 كتبت نحو: "مُؤَجَّل" بالواو, ونحو: "فِئَة" بالياء، ونحو: "سَأَل" بالألف.   1 في "ق": حروف. 2 في الأصل: يسأل, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 لفظة "الواو" إضافة من "ق"، "هـ". 4 والمضمومة: ساقطة من "ق". 5 ويسائل: ساقطة من "ق". 6 في "هـ": فلذلك. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1006 وَكُتِبَ نَحْوُ: سَأَل، ولؤُم، ويَئِس، ومِنْ مُقْرِئِك، ورؤُوف بحرف حركة الهمزة، "أي"1: إن كانت حركة الهمزة فتحة كتبت بالألف, وإن كانت ضمة كتبت بالواو, وإن كانت كسرة2 كتبت بالياء. والمراد بنحو: "سأل .... " إلى قوله: "ومن رؤُوف" ألا يكون قبل ضمة، سواء كانت قبلها فتحة أو كسرة. وجاء في: سُئِل، ويُقْرِئُكَ القولان، يعني: [أنه يجوز أن تكتب سئل بالواو، من حيث إن همزته تسهل بالواو؛ لضمة ما قبلها, ويجوز أن تكتب بالياء من حيث إن همزته مكسورة, ويجوز أن تكتب "يقرئك" بالياء من حيث إن همزته تسهل3 لكسرة ما قبلها، ويجوز أن تكتب بالواو من حيث إن همزته مضمومة. والمراد بنحو: "سُئِل" ما تكون الهمزة فيه مكسورة وما قبلها مضموما. والمراد بنحو: "يقرِئُك" ما تكون "188" الهمزة فيه4 مضمومة وما قبلها مكسورا. وإن كانت5 الهمزة آخرا، فإن كان ما قبلها ساكنا حذفت الهمزة نحو: هذا خَبْء, ومررت بخبء، ورأيت خبئا.   1 لفظة "أي" إضافة من "ق"، "هـ". 2 في الأصل، "ق": مكسورة, وما أثبتناه من "هـ". 3 في "ق": سهل. 4 فيه: ساقطة من "هـ". 5 في الأصل: كان, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1007 وليست الألف التي في: [رأيت خبئا] صورة الهمزة، وإنما هي الألف التي يوقف عليها عوضًا من التنوين مثلها في: رأيت زيدا. وإن كان ما1 قبلها متحركا كتبت بحركة حرف ما قبلها كيفما كانت, يعني: سواء كانت2 الهمزة مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة أو ساكنة، نحو: قَرَأَ يَقْرَأُ، ورَدُؤَ [الشيء يَرْدُؤُ، رَدَاءَة] 3، إذا4 فسد، ولم يَقْرَأْ ولم يُقْرِئْ5 ولم يَرْدُؤْ؛ لأن الوقف بالسكون هو الأصل, فلما قدرت ساكنة وما قبلها متحرك كانت الهمزة مديّرة بحركة ما قبلها؛ ولهذا كتبت الهمزة التي قبلها فتحة بالألف، والتي قبلها ضمة بالواو، والتي قبلها كسرة بالياء, كيفما كانت حركات الهمزة. قوله: [وَالطَّرَفُ الَّذِي لاَ يُوقَف عَلَيْهِ6؛ لاتِّصَالِ غَيْرِهِ .... ] إلى آخره7.   1 لفظة "ما" ساقطة من "ق". 2 في "هـ": ما كانت. 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 4 في "هـ": أي. 5 لفظة "يقرئ" ساقطة من "ق"، "هـ". 6 في "ق"، "هـ": عليها. 7 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالطَّرَفُ الَّذِي لاَ يُوقَفُ عَلَيْهِ؛ لاتِّصَالِ غَيْرِهِ كَالْوَسَطِ نَحْوُ: جُزْؤُك وجُزْأَك وجُزْئِك، وَنَحْوُ: رِدْؤُك وردأَك وردئِك، وَنَحْوُ: يَقْرَؤُهُ ويُقْرِئُكَ، إلا فِي نحو: مقرُوَّة وبرِيَّة بِخِلاَفِ لِئَلاَّ؛ لِكَثْرَتِهِ، أَوْ لِكَرَاهَةِ صُورَتِهِ، وَبِخِلاَفِ لَئِنْ؛ لكثرته". "الشافية، ص17". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1008 أي: الهمزة المتطرفة التي لا يوقف عليها؛ لاتصال غيرها من الضمير المتصل وتاء التأنيث بها كالهمزة المتوسطة. وقد عرفت حكم الهمزة المتوسطة في الكتابة، فكذلك حكم هذه الهمزة من إثبات صورها1 ومن حذفها. فمن كتبها بصورها في الوسط كتبها بصورها في الطرف, ومن حذفها في الوسط حذفها في الطرف، نحو: هذا جُزْؤُك، ومررت بجزْئِك، ورأيت جزْأَك, ونحو2: هذا رِدْؤُك، ومررت بردْئِك، ورأيت ردْأَك, ونحو: يقرَؤُه، ويُقرِئُك. قوله: [إلا في نحو: مَقْرُوَّة وبَرِيَّة] . أي: حكم الهمزة المتطرفة المتصل بها ضمير متصل وتاء التأنيث كحكم الهمزة المتوسطة في الكتابة إلا في: مقروة وبرية؛ فإنهم3 كتبوهما بحذف الهمزة من الخط، كما حذفوها من اللفظ. قوله: "بخلاف الأول المتصل به غيره". أي: حكم الهمزة المتطرفة المتصل بها غيرها كالهمزة المتوسطة, بخلاف الهمزة الواقعة في الأول المتصلة بغيرها، نحو: بِأَحَد ولِأَحَد وكَأَحَد، فإنه ليس حكمها حكم الهمزة المتوسطة في الكتابة، بل تكتب صورتها التي كانت تكتب بها قبل الاتصال.   1 في "ق": صورتها. 2 ونحو: ساقط من "هـ". 3 في "ق": كأنهما. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1009 قوله: "بخلاف لئلا" هذا جواب عن سؤال مقدر1، وتقدير السؤال: إن الهمزة وقعت فيه أولًا واتصلت باللام، فكان قياسه أن تكتب بالألف على ما ذكرتم، لكنها كتبت بالياء؟ وأجاب عنه2 بوجهين: أحدهما: كثرة استعماله، فصارت الهمزة في أول الكلمة كالمتوسطة. والثاني: كراهة صورته، يعني: أنها لو كُتبت بالألف مع حذف النون لكانت صورتها: لألا، فكُره ذلك فكتبت بالياء. وبخلاف "لَئِنْ"، فإنه يكتب بالياء أيضا؛ لكثرة استعماله, [أو فرقًا بينها وبين المفتوحة الهمزة، فإنها تكتب ألفا, والله أعلم] 3. قوله: "وكل همزة بعدها حرف مد ... " إلى آخره4. أي: وكل همزة بعدها حرف مد كصورة الهمزة تحذف الهمزة نحو5: رأيت خطأ6 كراهة اجتماع المثلين مع الاستغناء "عنه"7؛ لأنه ينبغي أن يكون بعد الهمزة ألف، كما كان بعد الدال في نحو:   1 لفظة "مقدر" ساقطة من "هـ". 2 عنه: ساقط من "ق". 3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق"، "هـ". 4 تمام عبارة ابن الحاجب: "وَكُلُّ هَمْزَةٍ بَعْدَهَا حَرْفُ مَدٍّ كصُورَتِهَا تُحْذَفُ نحو: "خَطَئًا" في النصب، و"مستهزِئُون" و"مستهزِئِين". "الشافية، ص17". 5 لفظة "نحو": ساقطة من "ق". 6 في حاشية الورقة "189" بالأصل: "وأما هذا خطأ ومن خطأ، فإنه يكتب بألف في صورة الهمزة؛ لأنها تطرفت وتحرك ما قبلها، فقياسها أن تصور بحركة ما قبلها، كما تقدم". 7 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1010 رأيت زيدا؛ فلذلك كتبوا: [رأيت خطأ] بألف واحدة -وهي ألف التنوين- وكتبوا: "مستهزئون" بواو واحدة هي واو الإعراب، و"مستهزئين" بياء واحدة هي علامة1 الإعراب وحذفوا الهمزة. قوله: "وقد تكتب الياء2 .... "3 "إلى آخره"4. أي: وقد تكتب الياء بدل الهمزة في نحو: "مستهزِئُون" و"مستهزِئِين"؛ لأن الياء ليست مثل الواو في الاستثقال "189", فيستثقلون الواوين لفظا وخطا, ولم يستثقلوا الياءين، ولا الواو والياء لفظا وخطا. فإن قيل: الألف أخفّ من الواو فينبغي أن يكتب بدل الهمزة الألف, قلنا: إنما لم يكتب الألف؛ لكراهتهم صورة الألف5 مرتين في المثنى رفعًا نحو: مستهزئان، فلم6 تكتب في غيره، اطرادًا للباب, بخلاف: قرأا، يقرأان7، فإنهم كتبوا ذلك بألفين؛ خوف لبس   1 لفظة "علاقة" ساقطة من "ق"، "هـ". 2 عبارة ابن الحاجب ساقطة من "ق". 3 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَقَدْ تُكْتَبُ بِالْيَاءِ، بِخِلاَفِ: قَرَأَا وَيَقْرَأَانِ للَّبْس، وبخلاف نحو: مستهزِئَيْنِ في المثنى لعدم الحدّ، وَبِخِلاَفِ نَحْوِ: ردَائِي وَنَحْوِهِ فِي الأَكْثَرِ؛ لِمُغَايَرَةِ الصورة، أو للفتح الأصلي، وبخلاف نحو: جِنَّائِيّ فِي الأَكْثَرِ؛ لِلْمُغَايَرَةِ وَالتَّشْدِيدِ, وَبِخِلاَفِ: لَمْ تَقْرَئِي للمغايرة واللبس". "الشافية، ص17". 4 إلى آخره: إضافة من "هـ". 5 في "ق": الألفين. 6 لفظة "تكتب" ساقطة من "هـ". 7 في الأصل: لم يقرأان, والصحيح حذف "لم" كما في "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1011 المثنى [بالمفرد لو كتبوا: قرأا بألف واحدة، وخوف لبس المثنى] 1 بالمجموع لو كتبوا: يقرأان بألف واحدة؛ لأنه لم يعلم حينئذ أن2 يقرأان أو يقرأن, جمع المؤنث. وبخلاف نحو "المستهزِئَيْنِ" في المثنى3، فإنهم كتبوا المثنى بياءين وكتبوا الجمع بياء واحدة نحو "مستهزِئِينَ"؛ لوجود المدة التي تقوم مقام الياء في الجمع, وعدم المدة التي تقوم مقام الياء في المثنى. وبخلاف رِدَائي في الأكثر، فإنهم كتبوه بياءين في الأكثر لتغاير صورتي الياءين؛ لأن الياء الأولى مخالفة في الصورة للياء الثانية؛ لأن الياء الثانية متطرفة ذات بطن، بخلاف "مستهزئين" لو كتبت بياءين فإن4 صورتيهما5 متحدة6, و7 لفتح الياء الثانية   1 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 2 لفظة "أن" ساقطة من "ق"، "هـ". 3 اعترض الرضي على ما قاله ابن الحاجب ههنا بقوله: "قوله: بخلاف مستهزئَين في المثنى لعدم المد, ليس بتعليل جيّد؛ لأن المد لا تأثير له في الخط بل إنما كان الحذف لاجتماع المثلين خطا، وهو حاصل سواء كان الثاني مداً أو غير مد، بل الوجه الصحيح أن يقال: إن الأصل ألا تحذف الياء كما ذكرنا؛ لخفة كتابتها على الواو كما ذكرنا، بخلاف الواوين والألفين مع أن أصل مستهزئَيْنِ هو مستهزِئان, تثبت فيه للهمز صورة، فحمل الفرع عليه في ثبوتها. وأما أصل مستهزِئِينَ في الجمع فلم يكن للهمز فيه صورة مثل "مستهزِءُون"؛ لاجتماع الواوين، فحمل الفرع عليه". "شرح الشافية: 3/ 325". 4 في "هـ": لأن. 5 في الأصل: صورتها, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 6 في "هـ": متخدمة. 7 في الأصل، "ق": "أو" بدل "و". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1012 في الأصل، أي: ولأن أصل الياء الثانية "في"1 "ردائي" للفتح، فرُوعِيَ ذلك الفتح الأصلي، بل يعتبر فيها المد حال2 الإسكان3، وحينئذ لم تجتمع الياء الأخرى التي هي صورة الهمزة مع حرف4 مد؛ اعتبارًا لفتح الياء الأصلي. وإنما قال: في الأكثر؛ لأن بعضهم كتب: "رِدَائِي" بياء واحدة. وبخلاف: حِنَّائِيّ، فإنها5 كتبت في الأكثر بياءين "لتغاير صورتي الياءين6"، ولتغايرهما في التشديد، فإن7 الثانية مشددة فكرهوا أن يحذفوا الياء الأخرى التي هي صورة الهمزة. ويعلم من قوله: "في الأكثر" أن منهم من يكتب "حِنَّائِيّ" بياء واحدة. وبخلاف: لم تَقْرَئِي يا امرأة؛ لتغاير صورتي الياءين، ولحصول لبسه بتَقْرِي8 لو كتبت بياء واحدة. قوله: "وأما الوصل فقد وصلوا ... " إلى آخره9.   1 لفظة "في" إضافة من المحقق. 2 في "ق": "إدخال" بدلا من "المد حال". 3 في الأصل: الإمكان. تحريف. 4 في "ق": حروف. 5 في "ق"، "هـ": فإنه. 6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 7 في "هـ": لأن. 8 من القري. 9 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَأَمَّا الْوَصْلُ فَقَدْ وَصَلُوا الْحُرُوفِ وَشِبْهَهَا بِمَا الحرفية، = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1013 أي: وأما الوصل الخارج عن القياس, فَقَدْ وَصَلُوا الْحُرُوفِ وَشِبْهَهَا1 بِمَا الْحَرْفِيَّةِ، نَحْوَ: {إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ} 2، وحيثما، وأينما تكن أكن، وكلما أتيتَني أكرمتك، و {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ 3} 4, بخلاف5 "ما" بمعنى "الذي"، نحو6: إن ما عندك حسن، [وأين ما وعدتني؟ وكل ما عندك حسن] 7؛ لأن "ما" الحرفية كالتتمة للكلمة التي قبلها8 فوصلوها9 بها، و"ما" الاسمية مستقلة بدلالاتها10؛ فلذلك لم يصلوها. نعم, وصلوا11 "ما" الاستفهامية بحرف الجر: مِمَّهْ، [وعَمَّهْ   1 في "ق": وتشبها, وفي "هـ": وشبههما. 2 سورة "طه": من الآية "98". 3 في "ق": خطاياكم, وفي "هـ": خطاياهم. 4 سورة "نوح": من الآية "25". 5 بخلاف: ساقطة من "هـ". 6 لفظة "نحو" موضعها بياض في "هـ". 7 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 8 قبلها موضعها بياض في "هـ". 9 في "ق": فوصلوا. 10 في "ق"، "هـ": مستثقلة بدلالتها. 11 في "ق": أوصلوا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1014 وفِيمَهْ] 1؛ لأنها لما حذفت ألفها بقيت على حروف واحد, فوجب الإيصال2. قوله: "وكذلك: عَنْ مَا في الوجهين3 ... " "إلى آخره4، 5". أي: وكذلك أوصلوا6 "ما" الحرفية بمن وعن، فقالوا: مِمَّا وعَمَّا، نحو: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ} و {عَمَّا قَلِيلٍ} 7, وفصلوا "ما" الاسمية8 عنهما فقالوا: أخذت مِنْ مَا أخذت منه. وقد تكتب "ما" الحرفية و"ما" الاسمية متصلتين بمن وعن؛ لوجوب إدغام نون من وعن في الميم التي في "ما"؛ مراعاة للفظ مع كون الأول حرفا.   1 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ". 2 في "هـ": الاتصال. 3 في الوجهين: موضعه بياض في "هـ". 4 إلى آخره: إضافة من "هـ". 5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَكَذَلِكَ: عَنْ مَا ومِنْ مَا فِي الْوَجْهَيْنِ, وَقَدْ تُكْتَبَانِ مُتَّصِلَتَيْنِ مُطْلَقاً لِوُجُوبِ الإدْغَام، وَلَمْ يَصِلُوا مَتَى؛ لِمَا يَلْزَمُ مِنْ تَغْيِيرِ الْيَاءِ, وَوَصَلُوا أَنِ النَّاصِبَةِ لِلْفِعْل مَعَ لاَ بِخِلاَفِ الْمُخَفَّفَةِ نَحْوُ: عَلِمْتُ أَنْ لا يقومُ، وَوَصَلُوا إن الشرطية بلا وما، ونحو: {إِلَّا تَفْعَلُوهُ} ، و {إِمَّا تَخَافَنَّ} ، وحذفت النون في الجمع؛ لتأكيد الاتصال، ووصلوا نحو: يومئذٍ وحينئذٍ في مذهب البناء, فمن ثم كتبت الهمزة ياء وكتبوا نحو الرجل على المذهبين متصلا؛ لأن الهمزة ياء, وكتبوا نحو الرجل على المذهبين متصلا؛ لأن الهمزة كالعدم، أو اختصارًا للكثرة". "الشافية، ص17". 6 في "هـ": وصلوا. 7 سورة "المؤمنون": من الآية "40". 8 في "ق": الاستفهامية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1015 اعلم أن النون إذا لقيها ميم من كلمة أخرى حذفت النون من الخط للإدغام نحو: سَلْ عَمَّ شِئْتَ "190"، و {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} 1. ومنه {مِمَّنْ خَلَقَ} 2، {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ} 3, سواء كانت استفهامية أو خبرية. وقال ابن مالك: يجب أن توصل "في" بمن الاستفهامية, و"من" و"عن" بمن الاستفهامية والخبرية4 نحو: فِيمَنْ رغبت، ومِمَّنْ أنت, وعمَّن رويت، وأخذت ممَّن أخذت [وليس في نحو: رغبت في من رغبت إلا الفصل] 5. ولم يصلوا متى بما الحرفية وإن كانت متى مثل أين؛ لما يلزم من قلب الياء ألفًا لوصل ما بمتى؛ فيقع الوهم "فيها"6. وإذا لقيتْ ميمُ "أم" ميمًا من كلمة أخرى كتبت بميم واحدة، نحو: "أمَّنْ هو قانت"7, ونحو: "أهم أشد خلقا أمَّنْ خلقنا"8.   1 سورة "النبأ": الآية: 1. 2 سورة "المائدة": من الآية "18"، وسورة "طه": من الآية "4". 3 سورة "التوبة": من الآية "101". 4 جاء في التسهيل ص332: "ووصلت من بمن مطلقا وبما الموصولة غالبا، وعن بمن كذلك, وفي بمن الاستفهامية مطلقا وبما الموصولة غالبا، والثلاثة بما الاستفهامية محذوفة الخبر". ا. هـ. 5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 6 لفظة "فيها" إضافة من "ق"، "هـ". 7 سورة "الزمر": من الآية "9". 8 سورة "الصافات": من الآية: "11". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1016 ووصلوا "أن" الناصبة للفعل المضارع مع "لا"1 بالفعل ولم تظهر لها صورة في الخط, نحو: أريد أَلَّا تخرج؛ لأن عملها يدل عليها, ولكثرة استعمالها في كلامهم، بخلاف "أَنْ" المخففة من الثقيلة نحو: علمت2 أَنْ لا يقومُ، [أي: أنه لا يقوم, "و"3 نحو] 4 [ {أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ} 5، إذ الأصل أنهم لا يقدرون] 6؛ إما لقلة استعمالها, وإما لكون أصلها التشديد، فكرهوا أن يزيدوها إجحافًا بالحذف. ووصلوا "إِنْ" الشرطية بـ "لا" و"ما"، نحو: "إِلَّا تفعل" و {إِمَّا تَخَافَنَّ} 7. قال ابن مالك [رحمه الله] 8: "الوصل في {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ} 9، و {بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي} 10, وفي:   1 ينظر التسهيل: 332. 2 لفظة "علمت" ساقطة من "ق". 3 الواو إضافة من المحقق؛ كي يستقيم المعنى. 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 5 سورة "الحديد": من الآية "29". 6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 7 في "ق": إلا تفعلن، وإما تفعلن تخافن, و {إِمَّا تَخَافَنَّ} [الأنفال: 58] . 8 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ". 9 سورة البقرة: من الآية "90". 10 سورة "الأعراف": من الآية "150". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1017 "كَيْلَا"1 في بعض المواضع شاذّ. وكذا الوصل وحذف النون في: "فَإِلَّمْ يستجيبوا لكم"2، وفي3: {أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا} 4. وفي: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ5 عِظَامَهُ} 6 شاذ. أي: فإن لم يستجيبوا لكم، وأن لن نجعل لكم موعدا، وأن لن نجمع عظامه"7. وقال الموفق الأندلسي8: "يجوز في: نِعِمَّا وبِئْسَمَا الوجهان"9 وليس بمنافٍ لما ذكره ابن مالك. قوله: "وحُذِفت النون في الجميع". أي: وحذفت نون أن الناصبة للفعل المضارع عند اتصالها مع لا بالفعل, ونون إن الشرطية عند اتصالها بـ "لا"، و10 ما. وإنما حذفت   1 سورة "الحشر": من الآية "7". 2 سورة "هود": من الآية "14". 3 لفظة "في" ساقطة من "هـ". 4 سورة "الكهف": من الآية "48". 5 في "هـ": نجعل. تحريف من الناسخ. 6 سورة القيامة من الآية "3" 7 جاء في التسهيل "ص332" ما نصه: "وشاذ وصل" بئس" بما قبل {اشْتَرَوْا بِهِ} ، و {خَلَفْتُمُونِي} ووصل إن بـ {لَمْ يَسْتَجِيبُوا} ووصل "أن" بلن في الكهف والقيامة، وبلا في بعض المواضع، وكذا وصل أم بمن، وكي بلا، وتحذف نون من وعن وإن وأن وميم أم عند وصلهن". 8 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 9 شرح المفصل: 7/ 134. 10 لفظة "ليس" ساقطة من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1018 النون ههنا ليتأكد الاتصال. وإنما حذفت النون خطا؛ لأنها تحذف لفظا وجوبا للإدغام، فحذفت خطا ليوافق الخط اللفظ. ولا يريد بحذف النون في اللفظ حذفها بالكلية؛ لأنها تقلب لاما أو ميما ولا تحذف1 بالكلية. ووصلوا "إذ" بحين ويوم، في: حينئذ ويومئذ2، في مذهب من يبني حين ويوم3 بإضافتهما إلى "إذ". ولأجل وقوع الهمزة متوسطة حينئذ كتبت الهمزة بالياء، وإلا كان القياس أن تكتب ألفا. ولكن لما وصلت "إذ" بيوم وحين صار كالمتصل يديرها حركة نفسها وهي مكسورة, فكتبت بالياء. وقد توصل بيوم وحين وتكتب بالياء, وإن لم يكن يوم وحين مبنيا. وكتبوا اللام متصلة بالاسم الذي بعده، نحو: الرجل، على مذهب سيبويه [والخليل فإن اللام وحدها للتعريف على مذهب سيبويه4] 5, والهمزة واللام معا للتعريف على مذهب الخليل6.   1 ولا تحذف: موضعه بياض في "هـ". 2 في الأصل، "ق": يومئذ وحينئذ, وما أثبتناه من "هـ". 3 في الأصل، "ق": يوم وحين. وما أثبتناه من "هـ". 4 وهذا هو مذهب الأخفش, ونسب إلى سيبويه. "ينظر كشف النقاب: 220، وشرح اللمحة البدرية: 1/ 258, 259". 5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 6 مذهب الخليل وسيبويه أن "أل" بجملتها للتعريف. لكن الخليل عنده الهمزة همزة قطع حذفت في الوصل لكثرة الاستعمال, وسيبويه يرى أن الهمزة همزة وصل، فهي زائدة لكنها معتد بها في الوضع. "ينظر الكتاب: 3/ 324, 325". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1019 فكتابة اللام متصلة بما بعدها على مذهب سيبويه ظاهر؛ لأنها حرف واحد، فيجب إيصالها وكتابتها متصلة. وعلى مذهب الخليل يحتاج إلى اعتذار؛ لأن "أل" عنده كَهَلْ1، فكان قياسها أن تكتب منفصلة. [وإنما كتبت متصلة] 2؛ لأن الهمزة "191" لزم حذفها عند الوصل, فصارت كالعدم، أو للاختصار بالاتصال لكثرة استعماله3 في كلامهم. قوله: "وَأَمَّا الزَّيَادَةُ, فَإِنَّهُمْ زَادُوا بَعْدَ وَاوِ الْجَمْعِ [المتطرفة] 4 ..... " إلى آخره5، 6.   1 ينظر المصدر السابق: 3/ 325. 2 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 3 في "ق": استعمالهم. 4 لفظة "المتطرفة" إضافة من "هـ". 5 إلى آخره: ساقط من "هـ". 6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَأَمَّا الزَّيَادَةُ, فَإِنَّهُمْ زَادُوا بَعْدَ وَاوِ الْجَمْعِ الْمُتَطَرِّفَةِ فِي الْفِعْلِ ألِفاً نَحْوُ: أكَلُوا وَشَرِبُوا؛ فَرْقاًَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ وَاوِ الْعَطْفِ، بِخِلاَفِ: يَدْعُو وَيَغْزُو، وَمِنْ ثَمَّ كُتِبَ: "ضَرَبُوا هُمْ" فِي التَّأْكِيدِ بِأَلِفٍ، وَفِي الْمَفْعُولِ بِغَيْرِ ألِفٍ. وَمِنْهُمْ من يكتبها في نحو: "شاربوا الماء"، ومنهم من يحذفها في الجمع، وزادوا في مائة ألفا؛ فرقا بينها وبين "منه"، وألحقوا المثنى به بخلاف الجمع، وزادوا في عمرو واوا؛ فرقا بينه وبين عمر مع الكثرة، ومن ثم لم يزيدوه في النصب، وزادوا في أولئك واوا فرقا بينه وبين إليك، وأجري أولاء عليه، وزادوا في أولى واوا فرقا بينه وبين إلى، وأجري أولو عليه". "الشافية، ص17". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1020 اعلم أنهم زَادُوا بَعْدَ وَاوِ الْجَمْعِ الْمُتَطَرِّفَةِ فِي الْفِعْلِ الماضي والأمر ألفا إذا كانت منفصلة نحو: جادوا، وسادوا, وزادوا؛ للفرق بينها وبين الواو الأصلية نحو: يدعو ويغزو، وبينها وبين واو العطف. وزادوا أيضا بعد واو الجمع المتطرفة ألفا وإن لم تكن منفصلة نحو: أكلوا وشربوا؛ اطرادا للباب، بخلاف: يدعو، ويغزو، فإنه لا يزاد بعد الواو ههنا ألف؛ لعدم اللبس، لعدم زيادة الألف بعدها، وإن كانت الواو منفصلة، نحو: يغزو؛ لأن المفرد لا بد من الواو في بنيته. ولقائل أن يمنع عدم اللبس؛ لأنه إذا كان بعدها ألف علم أنه مضارع: غزا، وإذا لم يكن التبس مضارع غزا بمضارع غزوا. اعلم أنه قد يزاد الألف في نحو: يدعو ويغزو, نص عليه المبرد1 -رحمه الله2- وغيره3, وإن اقتضى ظاهر كلام المصنف أنه لا يزاد. ولأجل أنهم زادوا بعد واو الجمع المتطرفة ألفا للفرق، كتبوا4: ضربوا هم5 بألف, إذا كان "هم" تأكيدا لواو الجمع6.   1 ينظر المقتضب: 1/ 260، 3/ 40. 2 جملة "رحمه الله" إضافة من "هـ". 3 ينظر الهمع: 2/ 238. 4 في الأصل، "ق": كتبت, وما أثبتناه من "هـ". 5 في "هـ": اضربوهم. 6 ينظر الهمع: 2/ 238. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1021 وإذا كان مفعولا به لم يكتب1: ضربوهم بألف؛ للفرق بين التأكيد وبين المفعول, والمفعول ههنا ضمير متصل والمتصل كالجزء مما قبله. ومنهم من يكتب الألف بعد واو الجمع الذي في اسم الفاعل نحو: شاربوا الماء، وزائروا زيد2 كما كتبت بعد الواو المتطرفة في الفعل لاطراد الباب. ومنهم من يحذف الألف في الجميع، أي: في الفعل واسم الفاعل, ويلزم الالتباس لندوره ولزواله بالقرائن. وزادوا الألف في مائة؛ للفرق بينها3 وبين مِنْه4. وخصت مائة بالزيادة لكونها اسما، ولأنه قد حذف منها5 لامها, فالزيادة جائزة لما حذف منها6.   1 ينظر المصدر السابق. 2 نسب السيوطي هذا الرأي إلى الكوفيين. ينظر الهمع: 2/ 238. 3 في "هـ": بينه. 4 هذه العلة أخذها أبو حيان وغيره عن ابن الحاجب. ينظر الهمع 2/ 238. 5 في النسخ الثلاث: منه, والأنسب للمعنى ما أثبتناه. 6 جاء في الهمع "2/ 239": "وجعل الفرق في "مائة" دون "منه" إما لأن "مائة" اسم ومنه حرف، والاسم أصل للزيادة من الحرف، وإما لأن المائة محذوفة اللام يدل على ذلك: أَمْأَيْتُ الدراهم، فجعل الفرق في "مائة" بدلا من المحذوف مع كثرة الاستعمال؛ ولذلك لم يفصلوا بين "فئة" و"فيه" لعدم كثرة الاستعمال. وقال محمد بن حرب البصري المعروف بالملهم صاحب الأخفش: كانت هذه الألف في "مائة" أولى منها بمنه؛ لأن أصل "مائة" مئية على وزن فعلة, من مئيت ". ا. هـ. وهذا تعليل البصريين لزيادة الألف في "مائة". واعترض الكوفيون عليه وقالوا: "إنما زيدت فرقا بينها وبين فئة ورئة في انقطاع لفظها في العدد وعدم انقطاع فئة ورئة؛ لأنك تقول: تسع مائة. ولا تقول: عشر فئات، بل تقول: ألف. وتقول: تسع فئات وتسع رئات وعشر رئات، فلا ينقطع ذكرها به في التعشير، فلمخالفتها فيما ذكر خالفوا بينها وببينها". "المصدر السابق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1022 وألحقوا مثنى مائة، وهو مائتان، بمائة في زيادة الألف وإن لم يحصل الالتباس في المثنى؛ لوجود صورة المفرد في المثنى، بخلاف الجمع نحو: مئات؛ فإنه لا لبس ولا وجود لصورة [المفرد فيه؛ لسقوط] 1 ياء "مائة" في: مئات. وزادوا الواو في عمرو؛ للفرق بينه وبين عمر. [ولأجل أن زيادة الواو بعد عمرو للفرق بينه وبين عمر] 2 لم يزيدوا الواو بعد "عمرو" في النصب؛ لوجود الفرق بينهما بالألف بعد عمرو وعدمها بعد عمر. وإنما زيدت الواو دون الألف والياء؛ لئلا يلتبس بالمضاف إلى ياء المتكلم. وإنما خص عمرو بزيادة الواو؛ لأنه أخف في اللفظ من عمر. وزادوا الواو بعد أولئك؛ للفرق بينه وبين إليك3. وإنما خصت بالزيادة لكونها اسما.   1 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ". 2 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 3 وزعم الكوفيون أن زيادة الواو بعد أولئك؛ للفرق بينها وبين إليك الاسمية؛ لأن إلى قد تستعمل اسما، حكوا من كلام العرب: انصرفت من إليك. وهذا منهم بناء على أن الفرق إنما جعل في المتحد الجنس. "ينظر الهمع: 2/ 239". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1023 وأُجري "أولاء" على "أولئك" في زيادة الواو وإن لم يكن فيه لبس؛ لأنه هو هو. وكذا يزاد الواو في "أولات" وإن لم يحصل الالتباس؛ لوجود "أولاء" فيه. قوله: "وأما النقص فإنهم كتبوا .... " إلى آخره"1. أي: وأما النقص "192" الخارج عن القياس، فإنهم كتبوا كل مشدّد من كلمة واحدة حرفا واحدا نحو: شدّ، ومدّ، وادّكر، إلا في: {بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ} 2، فإنه كتب3 في المصحف بياءين وهو شاذ, لا يقاس عليه4. وأجري نحو: قَتَتُّ، وهو أن يكون لام الفعل الماضي مدغما في تاء الضمير للفاعل [مجرى المشدد من كلمة في كتابته حرفا واحدا؛ لشدة اتصال الفاعل] 5 بالفعل مع كون لام الفعل وتاء الفاعل مثلين.   1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وأما النقص فَإِنَّهُمْ كَتَبُوا كُلَّ مُشَدَّدٍ مِنْ كَلِمَةٍ حَرْفاً وَاحِداً نَحْوُ: شَدَّ وَمَدَّ وَادّكَرَ، وَأُجْرِي نَحْوُ: قتت مجراه، بخلاف نحو: وَعَدْتُ واجبَهْهُ، بخلاف لام التعريف مطلقا نحو: اللحم والرجل؛ لكونها كَلِمَتَيْنِ، وَلِكَثْرَةِ اللَّبْسِ، بِخِلاَفِ الَّذِي وَالَّتي وَالَّذِينَ؛ لِكَوْنِهَا لاَ تَنْفَصِلُ، وَنَحْوُ اللذينِ فِي التَّثْنِيَةِ بلامين، وحُمل اللتين عليه، وكذا اللاءون وَأخَوَاتُهُ، وَنَحْوُ: عَمَّ وَمِمَّ وَإمَّا وَإلاَّ لَيْسَ بِقِيَاسٍ، وَنَقَصُوا مِنْ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} الألف؛ لكثرته، بخلاف بالرجل ونحوه". "الشافية، ص17". 2 سورة "القلم": من الآية "6". 3 في الأصل، "هـ": فإنهم كتبوه, وما أثبتناه من "هـ". 4 عليه: موضعها بياض في "ق". 5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1024 بخلاف نحو: "وعدت" مما قلبت "فيه"1 لام الماضي تاء وأدغمت في تاء الفاعل، فإن المشدد يكتب حرفين؛ لفقدان المثلين. وبخلاف: "اجْبَهْهُ"؛ لفقدان كون المدغم فيه فاعلا. وبخلاف لام التعريف المدغم في الحرف الذي من كلمة أخرى، سواء كان ذلك الحرف لاما نحو: اللحم, أو غيره نحو: الرجل؛ فإنه يكتب المشدد حرفين؛ لكونهما كلمتين، أي: لكون لام التعريف كلمة والحرف الذي أدغم فيه لام التعريف من كلمة، ولأنه لو كتبت المشدد ههنا حرفا "واحدا"2، نحو: الّحم، وارّجل أدى إلى كثرة اللبس, أي: لبس المعرف باللام بغير المعرف باللام الداخل عليه همزة الاستفهام. بخلاف: الذي والتي والذين؛ فإن اللام المشددة فيها كتبت حرفا واحدا، على القياس؛ لأن لام التعريف ههنا لا تنفصل عن الكلمة التي أدغمت في أولها؛ فإنه لا يقال: لذي ولتي ولذين، ولا: ذي وتي وذين، بخلاف لام التعريف التي في نحو: الرجل واللحم، فإنها تنفصل نحو: لحم ورجل، ولأن لام التعريف في: الذي والتي والذين كالجزء منها، ولكثرة استعمال الذي والتي والذين.   1 لفظة "فيه" إضافة من المحقق. 2 لفظة "واحدا" إضافة من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1025 وإنما كتبوا "اللذيْنِ" للتثنية بلامين مع أنها لا تنفصل كالذي والذين للجمع؛ للفرق بين المثنى والمجموع، ولأنه لم يكثر كثرة المفرد والجمع. وإنما كتبوا "اللتين" للتثنية بلامين، مع أنه لا يلتبس1 بالمجموع لأن جمعها: اللواتي، حملا للتين في التثنية على اللذين في التثنية؛ لأن كل واحد منهما مثنى من الموصولات. وكذلك كتبوا اللاتي2 وأخواتها، أعني: اللاتي واللائي3 واللواتي، بلامين مع "أن القياس"4 يقتضي أن يكتبوا بلام واحدة؛ لأن من جملة جمع المؤنث اللاء ويجب كتابته بلامين؛ لأنهم لو كتبوا بلام واحدة "لالتبس" بإلا، فكتبت البواقي أيضا بلامين؛ اطرادًا لباب جمع المؤنث؛ لأنها بمعناه ولفظها5 كلفظه، ولأن اللتين واللواتي وأخواتها لم تكثر كثرة الذي والتي والذين. اعلم أنهم حذفوا نون "عن" و"من" في اللفظ عند إدغامها في الميم التي في "ما" الاستفهامية والخبرية، نحو6: "سل عَمَّ شئت"   1 في "ق": لا يلبس. 2 في "هـ": اللاءون. 3 واللائي: ساقط من "ق". 4 ما بين المعقوفتين مطموس في "هـ". 5 في "ق": ولفظه. 6 في "ق": مثل. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1026 و {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} 1، {مِمَّ خُلِقَ} 2 و {مِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ} 3, وحذفوا نون إن الشرطية في اللفظ عند إدغامها في لام "لا"4 وميم "ما" نحو: إِلَّا تذهب أذهب5, وأما6 نحو: "46" إِمَّا ترى رأسي تغير لونه ... ...................... 7 فقال المصنف -رحمه الله تعالى8-: هذا الحذف -[وهو حذف] 9 الحرف الذي هو10 آخر إحدىالكلمتين في اللفظ إذا أدغمت في أول الكلمة الأخرى- شاذ، فلا يقاس عليه.   1 سورة "النبأ": الآية "1". 2 سورة "الطارق": من الآية "5". 3 سورة "التوبة": من الآية "101". 4 لفظة "لا" ساقطة من "ق". 5 لفظة "أذهب" ساقطة من "هـ". 6 لفظة "أما" ساقطة من "ق"، "هـ". 7 هذا صدر بيت من الكامل، قاله حسان بن ثابت الأنصاري، وعجزه: شَمَطًا فأصبح كالثَّغَام المُمْجل ينظر اللسان "ثغم": 1/ 487، والهمع: 2/ 78، والدرر: 2/ 97 وهو في ديوانه "310". والثغام: نبت يكون في الجبل يبيضّ إذا يبس "الصحاح: ثغم: 5/ 1880". وأنشده شاهدا على حذف نون "إن" الشرطية في اللفظ عند إدغامها في "ما" وهو شاذ. 8 ما بين الشرطتين إضافة من "هـ". 9 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 10 لفظة "هو" ساقطة من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1027 ونقصوا الألف من الاسم في: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"؛ لكثرة استعماله، بخلاف: باسم الله "193" مقتصرا عليه، وباسم ربك، ونحوه. وكذلك1 نقصوا الألف من: الله، والرحمن مطلقا2، أي: في: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" وفي3 غيره؛ لكثرة استعمالها. وكذلك نقصوا "الألف"4 من "الحرث"5 -علما- ما لم يخل من الألف واللام، ومن "السلم6 عليكم"7, ومن "عبد السلم8" ومن "مليكة"، و"سموات"، و"صلحين", و"صلحات"، ونحوها، ما لم9 يخف لبس. وكذا من "ثمنية"10 ونحو "ثمني11 عشر"، وفي: ثمنين12 وثلث وثلثين؛ لطول الاسم.   1 في "ق": وهكذا. 2 لفظة مطلقا ساقطة من "ق". 3 لفظة "في" ساقطة من "ق". 4 لفظة "الألف" إضافة من "هـ". 5 في "ق": الحارث. 6 في الأصل، "ق": السلام, وما أثبتناه من "هـ". 7 في "هـ": عليك. 8 في الأصل، "ق": عبد السلام, وما أثبتناه من "هـ". 9 في الأصل: فيما. 10 في الأصل: ثمانية, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 11 في الأصل: ثماني, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 12 قال ابن مالك: "في ثمانين وجهان". التسهيل: 336. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1028 ويجوز أيضا من "الثلث". فإن لم يضف ولم يُوصف بها فإثبات الألف لا غير، نحو: "احفظ ثلاثا"؛ لأنه لم يطل كطول الأول. ويجوز حذف الألف من: "دراهم1"، إذا أضيف إليها ثلاثة إلى عشرة، نحو: "ثلاثة درهم، وعشرة درهم"؛ لأنه قد علم أن هذا العدد لا يضاف إلا إلى الجمع، فإن لم يضف إليها نحو: "هذه الدراهم"، لم يحذف. لكن لا يجوز حذف الألف من: دنانير، وقراريط، وطساسيج إذا أضيف إليها ثلاثة إلى عشرة؛ لكراهتهم الجمع بين الأمثال، فأثبتوا الألف حاجزا بينهما, ولا الألف من هاهنا؛ لئلا يجمع بين هاءين. قوله: "ونقصوا من نحو: للرجل وللدار، جرا وابتداء". اعلم أنه إذا دخل لام الابتداء أو لام الجر على نحو: الرجل والدار نقصوا الألف في الكتابة، فقالوا2: "للرَّجُلُ خيرٌ من المرأة"، "وللدار الآخرة3 خير من الأولى" وهذا السيف للرجل, وهذا الحصير للدار. وإنما نقصوا الألف مع أن القياس إثباتها، نحو: بالرجل وكالرجل لئلا يلتبس؛ لأنه لو كتبت4 الألف مع لام الجر أو لام الابتداء لصار   1 في "هـ": الدراهم. 2 فقالوا: موضعها بياض في "هـ". 3 في "ق"، "هـ": الأخيرة. 4 في الأصل: كتبت, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1029 صورتها صورة "لا" بعدها صورة "لرجل", بخلاف قولك: "بالرجل وكالرجل، فإنه لا يحصل الالتباس"1 بكتابة الألف. ومعنى قوله: "جرا وابتداء" أنه نحو "للرجل" حال كون اللام للجر أو للابتداء. قوله: "ونقصوا مع الألف .... " إلى آخره2. أي: ونقصوا اللام مع نقص الألف فيما أوله لام نحو3: اللحم واللبن إذا دخل عليه لام الجر, أو لام الابتداء نحو: لِلَّحم ولِلَّبن، أما حذف الألف فلما ذكرناه. وأما حذف اللام فلئلا يجتمع4 ثلاث لامات؛ لام الابتداء وفاء الكلمة. قوله: "ونقصوا من أَبْنُك ... " إلى آخره5.   1 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ". 2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَنَقَصُوا مَعَ الألفِ واللاَّمِ مِمَّا فِي أَوَّلِهِ لامٌ نَحْوُ: لِلَّحْمِ ولِلَّبَنِ كَرَاهِيَةَ اجْتِمَاعِ ثَلاثِ لامَاتٍ، وَنَقَصُوا مِنْ نَحْوِ: "أَبْنُكَ بَارٍّ؟ " في الاستفهام، و"أصطفى البنات"، ألف الوصل، وجاء في: "آلرجل الأمران". "الشافية، ص17". 3 لفظة "نحو" ساقطة من "هـ". 4 في "ق": فلئلا. 5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "ونقصوا من نحو ابْنٍ إِذَا وَقَعَ صِفَةً بَيْنَ عَلَمَيْنِ أَلِفَهُ مِثْلُ: هَذَا زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو، بِخِلاَفِ زيدٌ ابْنُ عَمْرٍو، وَبِخِلاَفِ الْمُثَنَّى، وَنَقُصُوا أَلِفَ "هَا" مع اسم الإشارة نحو: هذا وهذه وهذان وهؤلاء بخلاف هاتا وهاتي؛ لقلته، فإن جاءت الكاف ردت، نحو: هاذاك وهاذانك، لاتصال الكاف، ونقصوا الألف من ذلك وأولئك، ومن الثلث والثلثين، ومن لكنْ ولكنَّ، ونقص كثير الواو من داود، والألف من إبراهيم وإسماعيل وإسحاق، وبعضهم الألف من عثمان وسليمان ومعاوية". "الشافية، ص17". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1030 أي: ونقصوا ألف الوصل من نحو قولك: "أَبْنُكَ بَارٌّ؟ "، و {أَصْطَفَى الْبَنَاتِ} 1 مع أن القياس ألا يحذف؛ لأن دخول الحرف على الاسم أو الفعل لا يوجب حذف ألف الوصل في الكتابة إذا كان في أوله ألف وصل، نحو: بابنك، ولابنك. وإنما حذفت ههنا كراهة اجتماع الألفين في أول الكلمة مع وجوب حذفها لفظا. اعلم أن في إطلاق ألف الوصل على ألف "اصطفى"، و"ابنك" نظرا. قوله: "وجاء في "آلرجل؟ " الأمران". أي: إذا دخل حرف الاستفهام على الاسم المعرف بلام التعريف نحو: الرجل جاز الأمران؛ حذف ألف2 الوصل في الخط؛ لما ذكرناه، وإثباتها في الخط لئلا يلتبس الاستخبار بالخبر فيما3 كثر استعماله بخلاف "أصطفى"، فإنه يحذف في الخط أحد الألفين؛ لأنه لم يكثر كثرة: آلرجل، ولأنه بإثبات الألفين في اللفظ، فكذا عملوا في الخط، بخلاف "أصطفى"؛ فإن أكثرهم "194" يحذفون إحدى الألفين منه. قوله: "ونقصوا من ابن, إذا وقع صفة".   1 سورة "الصافات": من الآية "153". 2 لفظة "ألف" ساقطة من "هـ". 3 في "هـ": فلما. تحريف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1031 أي: ونقصوا الألف -أي: الهمزة- لفظا وخطا من "ابن" مضافا إلى علم إذا وقع صفة لعلم، نحو: هذا زيدُ بنُ عمرو؛ لكثرة الاستعمال، مع أمن اللبس، بخلاف ما إذا وقع خبرا بين علمين نحو: زيدٌ ابنُ عمرو، بخلاف ما إذا وقع1 صفة لغير علم، نحو: يا رجلُ ابنَ عمرو, أو2 مضافا إلى غير علم نحو: يا زيد ابن أخينا, وبخلاف مثنى الابن وجمعه الواقعين صفة بين علمين نحو: يا زيدانِ ابنا عمرو3، ويا زيدون ابنو عمرو4، فإنه لا تحذف الهمزة في هذه الصور؛ لأنه لم يكثر استعماله في هذه المواضع كثرته. ونقصوا ألف "ها" في: هذا، وهذه، وهؤلاء؛ لكثرة استعمالها وجعلها كلمة واحدة, وفي: هذان، للحمل على: هذا، لكونه تثنية "هذا" بخلاف: هاتا وهاتي، فإنه لا تحذف الألف فيهما؛ لأنه لم يكثر كثرة هذا، وهذه، وهؤلاء. وبخلاف ما إذا صُغِّر نحو: هَاذَيّا وهاؤُلَيَّاء؛ لأنه لم يكثر [كثرة: هذا] 5 وهؤلاء.   1 في الأصل: كان, وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 2 في الأصل: "و", وما أثبتناه من "ق"، "هـ". 3 رفع ركن الدين تابع المنادى "ابنا" المضاف إلى ما بعده حملًا على لفظ المنادى المبني على الألف، ولو حمل على المحل لقال "ابني". 4 رفع كذلك "ابنو" حملًا على لفظ "زيدون"، ولو حمل على المحل لقال: "ابنيْ". 5 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1032 ولو فصل بينهما الضمير نحو: "هاهوذا"، و"هاأناذا" لم يحذف1 الألف؛ لامتناع جعل "ها" مع "ذا" كلمة واحدة، مع وجود الفصل، ولقلة الاستعمال. فإن اتصلت كاف الخطاب بهذا رُدَّت الألف، نحو: هاذاك وهاذانك؛ لاتصال الكاف به، يعني: لما اتصل الكاف بذا، وصارت الكاف كالجزء منه كرهوا أن يصلوا معه هاء، مع إمكان انفصاله عنه؛ لئلا يمزجوا ثلاث كلمات مع استثقال الكلمة الأولى وهي "ها"، ولأنهم إنما ردوا الألف لقلة استعمال: هاذاك، وهاذانك. قوله: "ونقصوا الألف من ذلك وأولئك". أي: ونقصوا الألف في الكتابة من: ذلك وأولئك، ومن الثلث والثلثين؛ للاختصار. ونقص كثيرٌ الواوَ من: داوُد، وطاوُس، وناوُس؛ كراهة اجتماع الواوين, وكذا من: رءوس -جمع رأس- عند بعضهم. ولا تحذف الواو من: ذَوُو مال؛ لئلا يلتبس بالواحد، ولا من نحو2 طواويس عند الأكثرين؛ لأن لام الكلمة قد حذفت، ولأن الفتحة خفيفة. ونقص بعضهم الألف من: عثمان وسليمان ومعاوية في الخط؛ طلبا للتخفيف لكثرة استعماله، مع كونه علما مشهورا.   1 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ". 2 لفظة "نحو" ساقطة من "ق". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1033 اعلم أن حذف الألف من الأعلام1 ليس مخصوصا بهذه الأسماء, بل هو كثير فيما كثر استعماله من الأعلام الزائدة على ثلاثة أحرف ما لم يحذف منها شيء كإسرائيل وداود، ولم يخف الالتباس، فكما يحذف من سليمان وعثمان يحذف2 من: مروان وغطفان. وإن لم يكثر استعماله في الكلام، نحو: إسرافيل وميكائيل وإلياس, لم يحذفوا. هذا في الأسماء التي لا تستعمل إلا أعلاما. أما في3 غير تلك الأسماء نحو: الحارث والقاسم والظاهر, الأعلام, فإنه يحذف منها الألف؛ لطولها بالألف واللام. [فإن لم يكن علما بل صفة، أو علما لكن مع الألف واللام] 4 نحو: حارث وقاسم وظاهر، أعلاما، فإنه لا يحذف منها، اللهم إلا إذا كان مشهورا كثير الاستعمال. قوله: "وأما البدل فإنهم كتبوا كل ألف ... " إلى آخره5. أي: وأما البدل الخارج عن قياس الكتابة الأصلي, فَإِنَّهُمْ "195" كَتَبُوا كُلَّ ألِفٍ رَابِعَةٍ فَصَاعِداً فِي اسم أو فعل ياء، نحو: مَغْزَى، ويَعْرَى، وأنثى، وقربى؛ تنبيهًا على أنها تنقلب ياء، فإنها تكتب   1 في "ق": الصلاة. 2 في "ق": بخلاف. 3 في الأصل زادت لفظة "الأعلام" بعد "في". 4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَأَمَّا الْبَدَلْ, فَإِنَّهُمْ كَتَبُوا كُلَّ ألِفٍ رَابِعَةٍ فَصَاعِداً فِي اسْمِ أَوْ فِعْلٍ يَاءً إلاَّ فِيمَا قَبْلَهَا يَاءٌ، إلاَّ فِي نَحْوَ: يَحْيَى ورَيَّى, عَلَمَيْنِ". "الشافية، ص18". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1034 وإن لم تكن مبدلة عن ياء كتبت ألفا، سواء كانت مبدلة عن واو نحو: عصا, أو لم تكن مبدلة عن شيء. ومنهم من يكتب الباب كله، أي: الألف الثالثة سواء كانت غير مبدلة أو مبدلة عن ياء أو مبدلة عن واو بالألف؛ لأن القياس أن تكتب الألف بالألف1 مع أنه أنفى للغلط على الكاتب. وعلى تقدير كتابة الألف الثلاثية بالياء؛ فإن كان الاسم الذي فيه هذه الألف منونا, فالمختار عندنا2 أنه يكتب أيضا بالياء, وهو قياس المبرد3. وقياس المازني أن تكتب بالألف في الأحوال كلها4، أي: في النصب والجر والرفع؛ لأنها ألف التنوين في الأحوال الثلاث عنده. وقياس سيبويه أن يكتب المنصوب بالألف وأن يكتب ما سواه -أعني: المرفوع والمجرور- بالياء؛ لأن الألف الموجودة في النصب ألف التنوين عنده, بخلاف الألف الموجودة في الرفع والجر. وقد تقدم في باب الوقف ما يرشد إلى ذلك. قوله: "ويُتَعَرَّف الياء من الواو بالتثنية ... " إلى آخره5.   1 بالألف: ساقطة من "هـ". 2 أي: عند البصريين, وهو واحد منهم. 3 ينظر المقتضب: 3/ 81، 83، وينظر كذلك الهمع: 2/ 242. 4 ينظر المنصف: 1/ 7. 5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "ويتعرف الياء من الواو بِالتَّثْنِيَةِ، نَحْوُ: فتيانِ وعصوانِ، وَبِالْجَمْعِ نَحْوُ: الْفَتَيَاتِ وَالْقَنَوَاتِ، وَبِالْمَرَّةِ نَحْوُ: رَمْية وغَزْوة، وَبِالنَّوْعِ نَحْوُ: رِمْية وغِزْوة, وَبِرَدِّ الْفِعْلِ إلى نَفْسِكَ نَحْوُ: رَمَيْتُ وَغَزَوْتُ, وَبالمُضَارَع نَحْوُ: يَرْمِي وَيَغْزُو، وَبِكَوْنِ الْفَاءِ وَاواً نَحْوُ: وَعَى، وَبِكَوْنِ الْعَيْنِ وَاواً نَحْوُ: شَوَى إلاَّ مَا شَذَّ نَحْوُ: القُوَى والصُّوَى فإِنْ جُهلت, فَإنْ أُميلت فَالْيَاءُ نَحْوُ: مَتَى وَإلاَّ فَالأَلِفُ. وَإِنَّمَا كَتَبُوا: لَدَى بِالْيَاءِ لِقَوْلِهِم: لديك، وكلا كتبت على الوجهين لاحتمالهما. وَأمَّا الْحُرُوفُ فَلَمْ يُكْتَبْ مِنْهَا بِالْيَاءِ غَيْرُ: بلى وإلى وحتى وعلى. والله أعلم بالصواب". "الشافية، ص18". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1035 وإن لم تكن مبدلة عن ياء كتبت ألفا، سواء كانت مبدلة عن واو نحو: عصا, أو لم تكن مبدلة عن شيء. ومنهم من يكتب الباب كله، أي: الألف الثالثة سواء كانت غير مبدلة أو مبدلة عن ياء أو مبدلة عن واو بالألف؛ لأن القياس أن تكتب الألف بالألف1 مع أنه أنفى للغلط على الكاتب. وعلى تقدير كتابة الألف الثلاثية بالياء؛ فإن كان الاسم الذي فيه هذه الألف منونا, فالمختار عندنا2 أنه يكتب أيضا بالياء, وهو قياس المبرد3. وقياس المازني أن تكتب بالألف في الأحوال كلها4، أي: في النصب والجر والرفع؛ لأنها ألف التنوين في الأحوال الثلاث عنده. وقياس سيبويه أن يكتب المنصوب بالألف وأن يكتب ما سواه -أعني: المرفوع والمجرور- بالياء؛ لأن الألف الموجودة في النصب ألف التنوين عنده, بخلاف الألف الموجودة في الرفع والجر. وقد تقدم في باب الوقف ما يرشد إلى ذلك. قوله: "ويُتَعَرَّف الياء من الواو بالتثنية ... " إلى آخره5.   1 بالألف: ساقطة من "هـ". 2 أي: عند البصريين, وهو واحد منهم. 3 ينظر المقتضب: 3/ 81، 83، وينظر كذلك الهمع: 2/ 242. 4 ينظر المنصف: 1/ 7. 5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "ويتعرف الياء من الواو بِالتَّثْنِيَةِ، نَحْوُ: فتيانِ وعصوانِ، وَبِالْجَمْعِ نَحْوُ: الْفَتَيَاتِ وَالْقَنَوَاتِ، وَبِالْمَرَّةِ نَحْوُ: رَمْية وغَزْوة، وَبِالنَّوْعِ نَحْوُ: رِمْية وغِزْوة, وَبِرَدِّ الْفِعْلِ إلى نَفْسِكَ نَحْوُ: رَمَيْتُ وَغَزَوْتُ, وَبالمُضَارَع نَحْوُ: يَرْمِي وَيَغْزُو، وَبِكَوْنِ الْفَاءِ وَاواً نَحْوُ: وَعَى، وَبِكَوْنِ الْعَيْنِ وَاواً نَحْوُ: شَوَى إلاَّ مَا شَذَّ نَحْوُ: القُوَى والصُّوَى فإِنْ جُهلت, فَإنْ أُميلت فَالْيَاءُ نَحْوُ: مَتَى وَإلاَّ فَالأَلِفُ. وَإِنَّمَا كَتَبُوا: لَدَى بِالْيَاءِ لِقَوْلِهِم: لديك، وكلا كتبت على الوجهين لاحتمالهما. وَأمَّا الْحُرُوفُ فَلَمْ يُكْتَبْ مِنْهَا بِالْيَاءِ غَيْرُ: بلى وإلى وحتى وعلى. والله أعلم بالصواب". "الشافية، ص18". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1036 اعلم أنه يُتَعَرَّف ذوات الياء من ذوات الواو بوجوه، منها: التثنية، فإن الألف في ذوات الياء تنقلب ياء، وفي ذوات الواو تنقلب واوا في التثنية، نحو: فتيانِ وعصوانِ, في: فتى وعصا. وأما الفتوة فشاذ [عند من يقول: فتى يائي. ومنها: الجمع بالألف والتاء، نحو: الفتيات والقنوات] 1، في: الفتى والقنا، أي: الفتاة والقناة. ومنها: المرة، كرَمْية وغَزْوة، فإنه بها يتعرف أن رمى من الياء, وغزا من الواو. ومنها: النوع، نحو: رِمْية وغِزْوة، فإنه يتعرف به أيضا أن رمى من الياء، وغزا من الواو. ومنها: رد الفعل الثلاثي إلى المتكلم، كرد "رمى" و"غزا" إلى: رميتُ وغزوتُ [فإنه [يعرف] بسماع: رميتَ وغزوتَ] 2. اعلم أن "رمى" من الياء، وأن3 "غزا" من الواو.   1 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 2 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق". 3 لفظة "أن" ساقطة من "ق"، "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1037 ومنها: كون الفاء واوا نحو: وَعَى ووَرَى؛ فإنه يتعرف به أن ألفه من الياء، لا من الواو؛ لأنه ليس في كلامهم ما فاؤه واو ولامه واو إلا نادرا. ومنها: كون العين واوا، نحو: شوى؛ فإنه يتعرف به1 أن ألفه من الياء؛ لأنه ليس في كلامهم ما عينه2 "196" ولامه واو3 إلا ما شذ، نحو: القُوَى، والصُّوَى4 -لأحجار هي علامات الطرق5- فإن جهل وذلك بأن لم يجز فيه شيء مما ذكرناه [فإن أميلت كتبت بالياء، نحو: متى, وإن لم تمل كتبت بالألف. وإنما كتبوا "لَدَى" بالياء، مع أنه لا يجري فيها شيء مما ذكرناه] 6؛ لانقلابها ياء في: لَدَيْك. وأما "كلا" فإنها تكتب على الوجهين، أي: على الألف و"على"7 الياء؛ لأن عدم قلب ألفها ياء في كلتا يدل على أن ألفها بدل من الواو   1 به: ساقطة من "ق". 2 ما عينه: ساقط من "ق". 3 ولامه واو: موضعه بياض في "هـ". 4 والصوى: موضعه بياض في "هـ". 5 حكاه الجوهري عن أبي عمرو. ينظر الصحاح "صوى": 6/ 2404. 6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 7 لفظة "على" إضافة من "هـ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1038 وإمالتها تدل على أنها بدل من الياء؛ لأنه لا يمكن1 إمالتها لكسرة الكاف؛ لأن الكسرة [لا تمال لها ألف ثالثة] 2 وهي بدل عن واو. وأما الحروف فلم يكتب شيء مِنْهَا بِالْيَاءِ غَيْرُ: بَلَى، وإِلَى، وعَلَى، وحَتَّى. أما كتابة: إلى، وعلى بالياء، فلقلب ألفهما ياء مع الضمير نحو: إليك وعليك. وأما كتابة "حتى" بالياء؛ فلحملها على "إلى"، لكونها بمعناها الأصلي، وهو انتهاء الغاية. وأما كتابة "بلى" بالياء؛ فلقوة إمالتها واستقلال3 الإمالة في الدلالة على الياء غالبا. والله أعلم بالصواب، وعليه المرجع والمآب، وهو حسبي ونعم الوكيل. نَجَزَ الجزء المبارك بحمد الله وعونه وحسن توفيقه، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله وسلم. وكان الفراغ منه يوم الأحد، العشرين من رجب الفرد، سنة ثلاث عشرة4 وسبعمائة.   1 في "ق": لم يمكن. 2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ". 3 في "هـ": واستثقال. 4 في المخطوط: سنة ثلاث عشر, والصحيح ما أثبتناه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1039 أحسن الله خاتمتها بحمده وآله وسلم وغفر الله لمالكه، وكاتبه والناظر فيه، والداعي لهم بالمغفرة، إنه على ما يشاء قدير1، 2.   1 بعد الخاتمة المذكورة كتب في الصفحة المقابلة بخط مغاير ما نصه: "بلغ مقابلة وتصحيحًا حسب الجهد والطاقة وإفراغ الوسع، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، على نسخة الشيخ الإمام العالم الفاضل سراج الدين الدمنهوري، بعد تصحيحه لها وتعبه عليها, وذلك في أواخر صفر سنة ثلاثين وسبعمائة". 2 خاتمة "ق": "والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله وصحبه أجمعين, تم". وخاتمة "هـ": والله أعلم بالصواب, ومنه الهداية وإليه المآب. تم الكتاب وربنا محمود ... وله العز والفضل والجود فرغ من تحريره العبد الضعيف أحوج خلق الله تعالى، محمد بن محمود بن محمد بن عبد العزيز الأمجد الخطيب، يومئذ كان في منتصف شهر الله الأصم رجب سنة اثنتين وعشرين "في المخطوط: اثني عشرين" وسبعمائة. وصلى الله على سيدنا محمد. ويلاحظ أن ناسخ "هـ" قد سمى رجبا الأصم؛ جريًا على نهج أسلافه من العرب، قال الفراء في الأيام والليالي والشهور ص19: ومن العرب من يسمي رجبا الأصم, والتثنية: الأصمان، والجمع: الصم. قال الشاعر: يا رب ذي خال وذي عم عمم ... قد ذاق كأس الموت في الشهر الأصم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1040 الفهارس الفنية للكتاب أولا: فهرس الشواهد القرآنية : السورة والآية رقم الآية رقم الصفحة "1" فاتحة الكتاب: {الصراط} 6 885، 919. "2" البقرة: {بئسما اشتروا به} 90 1017 {في قلوبهم العجل} 93 500، 501. {العلم مالك} 120 907. {يشاء إلى} 142 717. {مناسككم} 200 899. {وهو خير لكم} 216 519. {قالوا وما} 246 894. "فنظرة إلى مَيْسُرة" 280 304. {أن يمل هو} 282 521، 522. "الذِيتُمِن" 283 686. {لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت} 286 264. "3" آل عمران: {الم, الله} 1، 2 394، 541. {فمن زحزح عن النار} 185 946، 947. "4" النساء: "خلقكّم" 1 948. {غير أولي الضرر} 95 660، 663. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1043 {وإن تلووا} : "وإن تلوا" 135 800 {إن امرؤ} 176 503. "5" المائدة: {ذبح على النصب} 3 946. {ممن خلق} 18 1016. {يعذب من يشاء} 40 955. "6" الأنعام: {إن الحكم} 57 504. {إلى الهداتنا} 71 686. "7" الأعراف: {بئسما خلفتموني من بعدي} 150 1017. {اغفر لي} 151 944. "8" الأنفال: {مردفين} 9 957. {وإما تخافن} 58 1017. "9" التوبة: {لو استطعنا} 42 505. {يقولوذن} 49 686. "قل هل تّربصون" 52 963. {ممن حولكم من الأعراب} 101 1016. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1044 "10" هود: {فإلم يستجيبوا لكم} 14 1017. "11" يوسف: {لك قال} 23 948. {قالت اخرج} 31 503، 505. {إن الحكم} 40، 67 504. {إنه من يتقي ويصبر} 90 842. {فإن الله لا يضيع أجر المحسنين} 90 843. {عليكم اليوم} 92 500. "12" الرعد: {الكبير المتعال} 9 505. "13" إبراهيم: {في يوم} 18 894. {اغفر لي} 41 944. "14" الحجر: {الذين جعلوا القرآن عضين} 91 439. "15" النحل: {والأرض شيئا ولا يستطيعون} 73 943. "16" الإسراء: {قل ادعوا الله} 110 503، 505, 528. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1045 "17" الكهف: {فلينظر} 19 520. {لكنا هو الله ربي} 38 541. {ألن نجعل لكم موعدا} 48 1017. {مكنني} 95 899. {فما اسطاعوا} 97 965. "18" مريم: {هم أحسن أثاثا ورييا} 74 190، 191، 893، 894. "19" طه: {ممن خلق} 4 1026. {إنما إلهكم الله} 98 1014. {الصراط} 135 885، 919. "20" الحج: {فلينظر} 15 520، 521. {ثم ليقضوا} 29 521، 522. {وليوفوا نذورهم} 29 520. {لهو خير الرازقي} 58 519. "21" المؤمنون: {هيهات} 36 539. {عما قليل} 40 1015. {جاء أحدهم} 99 718. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1046 "22" النور: {الم, الله} 1، 2 394، 541. {لبعض شأنهم} 62 943. {ويتقه} 52 498. "23" القصص: {حتى يصدر الرعاء} 23 919. "24" العنكبوت: {يعذب من يشاء} 21 955. {من خلق} 81 1026. "25" الروم: {من قبل ومن بعد} 4 169. "26" لقمان: {من خلق} 25 1026. "34" سبأ: "يخسف بّهم" 9 944. "35" الصافات: {أهم أشد خلقا} 11 1016. {الصراط} 118 885، 919. {أصطفى البنات} 153 130. "36" ص: {اغفر لي} 35 944. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1047 "37" الزمر: {أمن هو قانت} 9 1016. {من خلق} 38 1026. {فرطت في جنب الله} 56 945. {تأمروني} 64 510، 511. "38" غافر: {يوم التناد} 32 551. "39" الزخرف: {من خلق} 9 1026. "40" الأحقاف: {أولياء أولئك} 32 718. "41" محمد: {فقد جاء أشراطها} 18 714. "42" النجم: {قسمة ضيزى} 22 780. "عَادَلُّولَى" 50 701. "43" القمر: {مس سقر} 48 885، 905. "44" الواقعة: {ليس لوقعتها كاذبة} 2 307. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1048 "45" الحديد: {ألا يقدرون على شيء} 29 1017. "46" الحشر: "كَيْلَا" 7 1017. "47" الملك: {من خلق} 14 1026. "49" القلم: "بِأَيِّكُم المفتون" 6 206، 1024. "50" الحاقة: {فهل ترى لهم من باقية} 8 307. {في عيشة راضية} 21 416. {ماليه, هلك} 28، 29 895. "51" المعارج: {سأل سائل بعذاب واقع} 1 697. "52" نوح: {ومما خطيئاتهم} 25 1014. {اغفر لي} 28 944. "53" المدثر: {ما سلككم} 42 899. "54" القيامة: {أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه} 3 1018. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1049 "55" الإنسان: {عبوسا قمطريرا} 10 216. "56" المرسلات: {بشرر} 32 660. "57" النبأ: {عم يتساءلون} 1 1015، 1026. {كنت ترابا} 40 905. "58" عبس: {فلينظر} 24 520. {ثم شققنا الأرض شقا} 26 943. "59" المطففين: "بل رَّان" 14 949. "هَثُّوبَ الكفار" 36 949. "60" الطارق: {مم خلق} 5 520، 1026. "61" الفجر: {والليل إذا يسر} 4 550. "رب أَكْرَمَنْ" 15 546. "أهانَنْ" 16 546. {ارجعي إلى ربك راضية} 28 827. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1050 "62" الضحى: {والضحى} 1 969. "63" القدر: {من ألف شهر تنزل الملائكة} 3، 4 963. "64" البينة: {لم يكن الذين} 1 701. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1051 ثانيا: فهرس الحديث : الحديث رقم الصفحة "ليس من امبر امصيام في امسفر" 866. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1051 ثالثا: فهرس الأمثال والأقوال العربية : الموضوع الصفحة آجرت المرأة البغي نفسها إيجارا 707. استأصل الله عِرْقَاتهم 540. اشتر من المَوَتَان ولا تشتر من الحَيَوَان 768. أعط القوس باريها وأنزل الدار بانيها 842. أكلت عنبا وفتلت قتبا 664. التقت حلقتا البِطَان 489. إن البَُِغاث بأرضنا يستنسر 264، 265. تبت إليك ربي فتقبل تابَتِي 746. دَعْهُ إلى ميسُوره 305. صُمْتُ ربي فتقبل صَامَتِي 746. طانه الله على الخير 867، 868. كان بينهم حثيثى وريا 302 كنا نُجْنَق مرة ونُرْشَق أخرى 603. اللهم اغفر لي خطائئي 711. لاوذ الرجل صاحبه ملاوذة 485. ما زلت رَاتِما 868. ما زلنا نجنق 603. هذا أمر مَمْضُوّ عليه 863. هذا أمر نهوّ عن المنكر 863. هذا ما أرفعه وما أوضعه 305. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1052 هكذا فَزْدِي أَنَهْ 886. هو ابن عمي دنيا 819. هو أغيل منك 342. يريد أن ينزعها ويضربها 664. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1053 رابعا: فهرس الأشعار : م رقم الشاهد القافية البحر الشاعر الصفحة 1 34 بالصحراءِ الكامل - 841. 2 23 الطنبا البسيط مرة بن محكان 573. 3 35 أب الطويل عامر بن الطفيل 841. 4 37 سراب الكامل الحصين بن زرارة 843. 5 25 واجِي الوافر عبد الرحمن بن حسان 698. 6 26 آجرْ المتقارب ابن الحاجب 705. 7 9 الأبصار الكامل الفرزدق 461. 8 39 بشرّ المتقارب امرؤ القيس 873. 9 7 الكاسي البسيط الحطيئة 417. 10 11 الأحاوصا الطويل الأعشى 468. 11 6 الصوانع الطويل النابغة 312. 12 17 ما صنعُ البسيط تميم بن أبي مقبل 552. 13 10 الهوالكِ الطويل ابن جذل 462. 13 2 الدئلِ المنسرح كعب بن مالك 202. 15 46 الممحلِ الكامل حسان بن ثابت 1026. 16 29 سلامُها الطويل ذو الرمة 793. 17 15 حلمُ البسيط المرار العدوي 521. 18 44 فيظطلمُ البسيط زهير بن أبي سلمى 959. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1054 19 3 الكرَمِ المنسرح - 281. 20 27 سالمِ الطويل ذو الرمة 715. 21 18 واسلمي الكامل عنترة 552. 22 43 ضننُوا البسيط قعنب ابن أم صاحب 904. 23 14 قمينُ الطويل قيس بن الخطيم 518. 24 32 فالسوبانِ الكامل لبيد بن ربيعة 812. 25 13 أبوانِ الطويل رجل من أزد السراة 497. 26 33 تعرفوني الوافر سحيم بن وثيل الرياحي 813. 27 12 يبتغيني الوافر المثقب العبدي 489. - - يليني الوافر المثقب العبدي 489. 28 36 فوادِيها البسيط الحطيئة 841. 29 45 تتلُو الطويل عبد الله السلولي 969. 30 28 فَتَعيّ الكامل - 757. 31 مصراع مفرد: وكأنها تفاحة مَطْيُوبة كامل لمجهول 798. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1055 خامسا: فهرس الأرجاز : م رقم الشاهد القافية الراجز الصفحة 1 20 جدبَّا ربيعة بن صبيح 560. - - أخصبَّا ربيعة بن صبيح 560. 2 19 القصبَّا رؤبة 559. 3 8 أثوبا معروف بن عبد الرحمن 419. 4 21 عجبُهْ زياد الأعجم 562. - - اضربُهْ زياد الأعجم 562. 5 24 أبي قصي بن كلاب 634. 6 16 عفت سؤر الذئب 537. - - الحجفَتْ سؤر الذئب 537. 7 41 بج لرجل يمني 884. - - حجتج لرجل يمني 884. 8 40 العشج لرجل بدوي 883. - - علج لرجل بدوي 883. 9 42 امسجا - 884. 10 1 أُخَرْ العجاج 180. - - الغُمَرْ العجاج 180. 11 38 فطَلِّقِ العجاج 843. - - تملقِ العجاج 843. 12 22 زحِّلهْ أبو النجم العجلي 563. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1056 13 4 يؤكرما أبو حيان الفقعسي 286. 14 31 سفينهْ - 804. - - كيِّنونهْ - 804. 15 5 تنزيا - 298. - - صبيّا - 298. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1057 سادسا: فهرس أصحاب اللهجات العربية : القبيلة الصفحة الأزد 376. أسد 377. بكر بن وائل 902. بهراء 395. تغلب 274. تميم 435، 498، 556، 833، 882. ثقيف 378. جذيمة 377. جهينة 375. الحجاز 416. خزاعة 378. الرباب 270. سليمة 376. شنوءة 374، 382. طيِّئ 215، 281، 383، 746، 822. عامر 270. عبد القيس 377. عقيلة 375. عميرة 376. غنيّ 379. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1058 فزارة 535. قريش 378، 942. قضاعة 395. قيس 535. كلب 376. كنانة 378. هذيل 423. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1059 سابعا: فهرس الأعلام : العلم الصفحة الأخفش: 217، 276، 304، 327، 366، 367، 401، 403، 404، 508، 510، 601، 616، 637، 638، 659، 690, 703، 744، 783، 798، 799، 805، 809، 874، 875، 983، 984، 985، 986. الأزهري: 657. أبو الأسود: 201. الأصمعي: 202، 236، 237، 276، 412، 570. امرؤ القيس: 873. البزي: 963. تأبّط شرًّا: 409. ثعلب: 508. ابن جني: 175، 224، 985، 986. الجوهري: 430، 464، 723، 794، 864, 865. حاتم الطائي: 886. ابن الحاجب: 163، 247، 382، 402، 425، 456، 499، 523، 570، 578، 582، 593، 605، 617، 653، 760، 765، 847، 865، 907، 917، 924، 961، 982، 984، 985، 986، 993، 996، 1027، 1028. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1060 الحجاج: 666. حمزة: 965. ابن خالويه: 983، 984، 985، 986. الخليل: 185، 188، 189، 193، 195، 411، 416، 621، 708، 710، 714، 715، 836، 838، 1019. ابن دريد: 212، 279، 603، 889، 922. ذو الرمة: 715. ابن الزبير: 409. الزجاج: 284، 367. الزمخشري: 306، 315، 382، 853، 884، 918، 919، 949، 950. الزنجاني: 165. أبو زيد الأنصاري: 218، 242، 279. ابن السراج: 222، 425، 582. سيبويه: 189، 193، 195، 203، 217، 242، 244، 278، 284، 291، 301، 305، 318، 326، 365، 366، 381، 382، 390، 392، 403، 406، 407، 411، 416، 425، 457، 484، 517، 525، 532، 533، 548، 571، 598، 599، 600، 602، 604، 605، 616، 621، 631، 632، 690، 698، 714، = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1061 716، 744، 773، 782, 783, 797، 798، 799، 801، 805، 808، 836، 838، 924، 950، 1019، 1034. السيرافي: 602، 603، 644. الشاطبي: 907. الشافعي: 740. صاحب المحكم: 420، 707. الصنعاني: 466. ابن عامر: 1000. ابن عباس: 802. عبد الرحمن بن حسان: 698. أبو عبيدة: 237، 270، 595. عبيدة بن معاوية: 377. العجاج: 180. أبو علي الفارسي: 424، 567، 832، 971، 980، 981، 982، 983، 984، 985. العكبري "أبو البقاء": 876. أبو عمرو: 236، 244، 270، 341، 343، 409، 564، 800، 943، 945، 946، 947. عيسى بن عمر: 341. أبو الغوث: 644. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1062 ابن فارس: 723. الفراء: 185، 194، 195، 293، 295، 301، 303، 437، 439، 567، 570، 571، 602، 603، 616، 631، 651، 757. الفرزدق: 461. ابن القطاع: 292، 293، 304، 462، 707، 822، 939، 942. ابن القوطية: 935، 939. الكسائي: 185، 194, 195، 240، 241، 679، 858، 944. ابن كيسان: 594. اللحياني: 276. المازني: 224، 532، 534، 724، 728، 952، 1035. ابن مالك: 593، 644، 697، 980، 1021. المبرد: 221، 327، 367، 381، 382، 403، 415، 531، 532، 533، 634، 966، 1021، 1035. مجاهد: 802. الموفق الأندلسي "ابن يعيش": 1021. الميداني: 315. النابغة: 311. ورش: 719. يونس: 345، 391، 392، 408، 548. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1063 ثامنا: فهرس الطوائف والجماعات النحوية : الطائفة أو الجماعة الصفحة الأقلون: 477، 548. الأكثرون: 477. الأنصار: 411، 412. أهل الحجاز: 295. أهل مكة: 501. أهل اليمن: 300، 922. الأولون: 198. البصريون: 622، 719، 807، 858، 859، 874، 875، 901. بعض التصريفيين: 166. بعض العرب: 536، 832، 934، 962. بعض الفضلاء: 829، 876. بعض النحاة: 341، 407، 712. بنو زنية: 391. بنو عبيدة: 377. بنو عقيل: 508. بنو سعد: 882. بنو كلب: 885. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1064 التصريفيون: 197. الخوارج: 396. القراء: 717، 907، 908. الكوفيون: 301، 625، 807، 874، 875، 901. المتأخرون: 198، 920. المتقدمون: 197، 815. النحويون: 687، 908، 943، 944. المحققون: 722. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1065 تاسعا: فهرس الأماكن والبلدان : المكان الصفحة أنبجان: 644. البادية: 413. البحرين: 414. بعلبك: 326، 348، 409. تبريز: 890. جلولاء: 396. الحجاز: 293. حران: 414. حروراء: 396. حزوى: 831، 833. حضرموت: 326. خراسان: 414. سُلَيْمة: 376. صنعاء: 869. عالية الحجاز: 413. علباء: 396. فقيم: 378. المدائن: 412. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1066 مراغة: 890. مرو: 415. مليم: 378. نجد: 293، 421. الهند: 415. يثرب: 374. اليمامة: 179. يَيَن: 624، 725، 747. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1067 عاشرا: فهرس الكتب الواردة في الكتاب المحقق : الكتاب الصفحة سر الصناعة: 175. شرح الشافية: 382، 615، 570، 928، 956، 996. شرح غريب تصريف المازني: 224. شرح الكافية: 388. شرح الكتاب "السيرافي": 346، 347. شرح المفصل "ابن الحاجب": 407، 570، 884، 907. شرح المفصل "ابن يعيش": 884، 1021. الصحاح: 179، 270، 303، 465، 582، 590، 593، 645، 781، 794، 825، 872. فصيح ثعلب: 508. الكتاب: 371. كتاب الأبنية: 462، 707، 822، 939. المجمل: 210، 216، 221، 224. المحكم: 420. المفصّل: 382، 442، 315. المنصف: 805. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1068 حادي عشر: فهرس المواد اللغوية: المادة الكلمة الصفحة أبد إبد، الإبد 212. أبل إبل، آبال 200، 206، 212، 426. - تأبل 233. أبه أُبّهة 635. أبو أبوي 399، 410. - أبوّ 827. أبى أبى يأبى 268، 269. - يأبين 817. - الإباء، الإباءة 574. أتى ايت 704. - إتيانة 309، 310. أثر إِثِر 213، 243. أجج مأجج 648، 652. - يأجج 647، 648. - أجّ، يأجّ 648، 651. - يئجّ، تؤجّ، مؤج، مُئُوجة، مأج 652. أجد إجد 213. أجر آجره يؤجره، مؤجره، آجرت 707. - إيجارا، يؤاجر، إجارة 705، 706. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1069 أجل مؤجل 695. أجمة أجمة 574. أخذ أخذ - - تخذ، اتخذ، استخذ، استتخذ 969، 970. أدد أدد 330. أدم أدم 295، 342، 343، 704. - أدمة 295. - أدم، أويدم، أوادم 709. أدا إداوة، أديَّة 339، 340. - إداو، إدايا 839. أذن أذن، أذينة 295، 345. أرط أرط، أرطى، مأروط، راط، مرطى 591، 592. أرنب الأراني 849. أسد مأسدة 316. أسر أسير، أسرى، أسارى، أسراء 452. أسط أسطوانة "انظر سطن". أشر أشر 699. اصطبل إصطبل 626. أصف آصف 164. أصل الأصيل، أصلان، أصيلان، أصيلال 878. أطل إطل 123. أفف أفف 290. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1070 - تئفة، تئفان 645. أكل أكيل 332. أكم آكم، أكمة 440. ألجج ألنجج 612. ألق ألق، مألوق، ولق، أولق 591، 592. ألك مألك 304. - الألوكة 595. إلى إِلَوَان 679. أمر ذُوَمْرِهِم 688. أمم أئمة، أيمة 192. - أمهة 636. - أمهات 175، 634، 636. - آم 440. - أمَّات 175. - أمَّة 191. أمن اوتمن 704. أمو أموي 379، 380. - أميّي 380، 390. أنس أنس، أناسين، أناسي 861. - أنيسان، إنسان 597. - أنيسيا 349، 358. أهل آل الرجل 858، 859. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1071 - أهل 437، 482. - أهلة 437. - أهلاة، أهال 482. أول أوائل 773، 774، 775، 850. أون أون 602. أوي أوى، يؤوي، أويته، إيواء 893. - مأوى 313. - تووي 894. أيس أيس 185، 187. أيم أيم، أيامى 454، 455، 488، 517. أين آن يئين 275، 278. بأر بير 555، 685. بئس بوس 555. بتت بتَّات 275، 415. بحر بحراني 414. بخت بخاتي 394. بَخْر بنات بَخْر 868. بخل أبخلته 249. بدر بدور، بدرة 429. بدن بدن، بدنة 430. بدو بدويّ 391، 392، 413. - البادية 412. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1072 برأ بريء 692. - البريئة 688. برثن البُرْثُن 215، 216، 611. بردعة البردعة - برذون البرذون، البرذونة 638. برر برَّار 416. برس البراساء 615. - برنساء 616، 618. برطم برطم، برطمة، برطام 308. برق برقة 429. برقع برقع 217، 616. برم برم، برمة، برام 430. برنس برناساء 678. برهم بريهيم، أبيره 327. برى برية 692. بزل بزل 460. بزى بزي - - البازي 963. بشر بشر وتصاريفه 970. - بشرى 291. بطأ البطء البطو، البطي، البطؤ 554، 555، 556، 564، 565. بطح بطاح، بطحاء 465. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1073 بطل إبطيل، أباطيل - بطن بطنان 179، 183، 421. - البطنان 421. بعد تباعد، اتباعد 896. بعر بعير، بعران 878. بعل بعليّ 409. بغث البغاث 264، 265. بغى "ابتغيَ مْرَه" - - بغاية 291. - البغاء 822. بقي بقي 275، 282، 283. - بقوى 830، 862، 863. - الباقية 307. بكى بكى، بكاء 251، 294. بلز بلز 206، 212. بلص بلص - بلعنبر بلعنبر 968. بلغن البلغن 582. بلم أبلم 976. بله بلهنية 588. بلي أبله 493، 588. بنم البنام 867. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1074 بنن البنان 867. بنو ابن 846. بنى بنى يبني 829. - بُنَى 281. - بناء 829. - بناءة 829. بهر بهراني، بهراويّ 395، 869. بهرم بهرام 181. باز بأز 857. بون بوان، بوانات 484. بوو البوّ 758، 759. بيت بيوت، بيوتات 483. بيض بيضات - بيطر بوطر - - بيطر 232. بيع بُعْتُ 809. - بوع 975. - يبيع 240. - أبيعة 760. - مبيع 796، 797، 799. - بوائع 773، 775. - مبيوع 800. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1075 - ابْيَوْيَعَ 987. - ابْيَيَّع 987. - بيععوت 987. بين بين بين 683، 684، 688، 893. - بيّن، أبيناء 471. تأم تؤام - تبل تبّلها 233. تتفل التتفل 609، 611. ترب تربوت 598، 783. ترتب ترتب 609، 611. ترنم ترنموت 584، 981. تغز تغز تفز - تفز تفر تفز - تكك التكة - تمر تمور، تُمُر، تمرة، تمرات 423. - تمري 390. تنبل تنبالة - توب تابتي - تارة تير 430، 785، 786. - تيرة، تيار 273، 278، 786. - تاه، يتيه 272، 273. تاه توهت أتوه - الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1076 - تيهاء - تاج تيجان 640. ثأر اثأر، اثتأر، الثأر 958. تأى ثاي، ثاية 828. ثرر ثرة 635. ثرثر ثرثارة 635. ثعلب ثعلبة، ثعلبان، ثعالة 849. - مثعلبة، مثعلة 316. - الثعالي 849، 861. ثغا الثغاء 572. ثقل أثاقل، اثّاقل، اثّاقلوا، يتثاقلون، تثّاقلوا 964. ثلث الثالي 861. ثنى ثنى، ثنتيان 451. ثوب ثياب 428، 787، 788. - أثوب 419. ثور ثيرة 789. جأذر جؤذر 217. جأر جأر، اجأر 703. - جآر 900. جأل جيئل 688. جأن جؤن، جؤنة - جأى جأى، يجأه 649. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1077 - جؤوة، جووّة، جؤي، جوي 865. جبأ جبأ، جبأة 478. جبر جبروت 200، 599، 631. جبه أجبه حاتما، أجبحَّاتما، أجبهُ حاتما 947. جبا جبا يجبي جباية، جبا جبوا وجبيا 269، 863. جثا جثا يجثو 862. - جثو، جثى 827. جحجبى جحجبى 347، 628، 629. جحفل جحنفل 975. جحمرش جحمرش 219، 221، 328، 620، 991. جخدب جخدب 215، 217، 219، 474. - جخادب 219، 474. جدل أجدل, أجادل 467. - جدول 474، 770. - جديل، جديول 338. جذب جذبته 253. جذل جذل 243. جذم جُذَمِيّ 377. جرب جورب، جواربة 476. - التجارب 824. جرح جريح، جرحى 452، 453، 454. جردح جرداح 587. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1078 جردحل جردحل 221، 397، 615. جرر المجرّ 311. جرشع جرشع 216، 616. جرض جرائض 587. جرع هجرع 580، 637. جزر المجزر 311، 313. جزز اجتزّ، اجدَزّ 881، 887. جزى جزى، جزية 570. جلب جلب 295. - الجلبة 176. جلبب جلبب 576، 903. - تجلبب 232، 235، 238. جلد جلدت 251، 253. جلذ اجلوذ، اجلواذ 301. جلف جلف، أجلف، أجلاف 443. جلل جلولى 386. جلمط جلمط رأسه 233. جمز جمزى، جمزيّ 387، 388. جمع اجتمعوا، اجدمعوا 881. - المجمع 314. جمل جميل، جملان 361. - جمالات 483. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1079 جنب جنب وتصريفاتها 287، 403. - أجناب 444. - جنبون 445. جندب جندب 616، 617. جندل جندل، جنادل 215، 218. جنق جنقناهم، جنقونا 606. - منجنيق 603، 607. - مجانق 604. - مجانيق 606، 673. جنن جنان 458. - منجنون 606. - منجنين 607، 608. - مناجين 607. جهر الجهر والمجهورة 926، 928. - المجهور، وحروف الجهر 927. جهور جهور 232، 233. جهل جهل، جهال، جاهل 296، 460. جاء جاءٍ 708. - جائية، جاء يجيء 838. جاد أجودت، استجودت، الجودة 664، 665، 749. - جواد 664، 665، 767. جار اجتوروا، تجاوروا 262، 767. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1080 جوأب جوأبة 688. جورب الجورب 235. - تجورب 232، 235. - جواربة 475، 476. جوز جوزة، جوزات 432. جاع جوعان 287، 290. جال جول، يجول 569. - الجولان 252، 294، 768، 769. - التجوال 251، 252، 301. جولق جوالق، جواليق، جوالقات 484. جان جونة، جون، جؤن، جؤنة 864. جيأل جيئل 688. جيد جيد, أجوداء 450، 471. - جياد 450، 471، 776، 785. - جيائد 776. حبب محبب 275، 648، 650. حبر حبر 205، 208. - حبير، حبيرى 321. - حبارى، حباريات 321، 423، 465. حبط حبط 880. - حبيط 349. - حبينط، حبينيط 349، 351. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1081 - حبنطى 351، 639. - احبنطى 571. - احبنطاء 571، 572. - حباطى 444، 454، 455. حبك الحبك 200، 203، 204. حبل حبلى 387، 388, 533، 668. - - 780، 850، 860. - حبلو، حبلأ 533، 535. - حبيلى 348. - حبليان 850. - حبلويّ، حبلاويّ 388. حتى حتامَهْ 545. حثث الحثيثى 301، 302. حجب حاجب، حواجب 462. حجج حجتج 884. حجر استحجر 264، 265. - حجائرة 476. حجز حجزة 429، 430. - حاجز، وحجزان 458. - حجوز 429. حجف الحجفت 537. - الحجفة 537. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1082 حدث أحدوثة 480. حجل حجلى 423. حدرد حدرد 622. حذر حذر 205، 287، 288، 403. - حذرة، حذرون، حذرات 445. - حذارى 444. حذق حذق 242. حرب الحرباء 217. حرجم احرنجم 232، 235، 236، 237. - - 238، 239, 267، 285. - - 305، 353، 354. - يحرنجم 353. - احرنجام 287، 349، 353، 572. - محرنجم 288، 352. - حريجم، حريجيمحرّ 349، 352، 353. حرر أحرار 287، 443. - حررت 288. - حروريّ 396. حرض المحرضة 318. حرف المنحرف "الحرف المنحرف" 243، 934. - المنحرفة 962. حرم حرمى 464. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1083 - حرمان 291. حرن حرناني 414. حسب حسب، يحسب 275، 276، 413. حسس حست، أحست 966. - حسست، أحسست 967، 968. حطأ حطأ به، حطأه 613، 614، 615. - حنطأو 615، 646. حطب حطب 244. - الحطبة 244. - أحطب 289. حطط حطائط 582. حقف حقاف 422. حلأ تحلئ 810، 812. حلب حلبلاب 992. حلت حلتيت 178. حلف حليف، حلائف 456. حلق حلق 474. حمد محمدة 291. حمر احمرّ 267. - احمارّ، احميرار 300. - حمُر، أحمرة 447. - احميرار 285. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1084 حمص حمصيصة 990. - حماص 655. حمق الحمقى 242، 678. حمل حملان 423. - أحيمال 321. حندق الحندقوق 444. حنظل حنظل، حنظلة 478. حنق حنق 291. حنن حنّ، يحنّ 275. حوبا حوبة 688. حاذ استحوذ 749. حاص أحوص، أحاوص 846. - حصط 880. حاض حضت "حضط" 880. - حيّض، حوائض، حائض 463. - حياض 860. حوقل حوقل 232، 233. حاك الحوكة 749. حال حول 668. - أحول 289، 569. - حولايا 642. حوى الحو 758، 759. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1085 - أحوى - - حواء - - حوية، حوايا 713. - احواوى يحواوي 754، 755. - احوواء، احوياء، احويواء 755. حيد حيدى 768، 769. حاص حاص يحيص - - حصت "حصط" - حاض محيض - حاك حيكى 780، 781، 782. حان حيهلا 873. حيا الحياة 392، 1034. - حيوة 724. - حية 724. - حيوان 722، 723، 724. - حيي 724، 750، 751، 752. - حي 896. - حيو 869. - أحيا، استحيا 757. خبأ الخبء 478، 554، 555، 692. - الخبو 554، 555، 688. - الخبي 555. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1086 خبط خبط، خبطت 880، 962. خبعثن خبعثن 222. خثعر خيثعور 807. حدج حدج - خرب خربان 423. - خروب 181. خرنب خرنوب 179، 181. خزعل خزعال 179، 181. - خزعبيل 220، 224. خزا خزي يخزي خزى خزيان 290. خس خس 289، 444. خشي خشي وتصاريفه 491، 492، 494، 510. خصص خويّصة 485. خصف الخصفة 927. خطأ خطيئة 686، 837. - خطايا 710، 711، 714، 836. خفض المنخفض "الحرف المنخفض" 926، 931. خفق خفقان 293، 294، 723. - خنفقيق 590. خفي الخفاء 574. خلب خلبوت 631. - المخلب 316. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1087 خلص خلص - خلف خلائف - خلل الخل - خندرس خندريس 220، 224، 226، 608. خنفس خنفساء 610، 611، 612. - خنيفاء 348. خاض المخاض - خار اختِير 810. خاط مخياط 763، 764. - مخيوط 800. خاف خف الله 491. - خفاف 672. - خفت، خفن 803. خال أخالت 748. - أخيلت 747، 748. - خيلاء 824، 826. دأث دأث 893. - الدأاث 893، 900. دأل دئل 201. دبب دببت 904. - مدب 313. - دابة "دأبة" 510، 511، 856. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1088 دحرج دحرجت 232، 238، 239، 992. - دحرجة، دحراج 307. درأ دارئ 191. - ادَّارأنا 486. -يدّارءون 964. - يتدارءون - دربخ دربخ 267. درر درّات 435. درك ادّارك 825. - استدرك 965. درهم درهم 215، 216، 474، 638. درى دراية 291. دعس مدعس، مداعس 474. دعا دُعِي، دُعَا 281، 820، 822, 823. - دعوى 291، 833. - دعايا، دعايو 973. دفس دفنس 215. دفع ادفحاتما 947. دفل الدفلى 781. دقق دقاق 416. دلص دلصت، الدليص 582. دلمص الدلامص 582. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1089 دلو: دَلْو، دُلَيَّة 391. - أدلٍ 824. دمث دمث 636. دمثر دمث 636. دمم داماء، دوام 459. دمدم دمدم 626. دمي دم، دمي يدمي دميا 332، 846، 847. دنا دنا يدنو 822، 831، 833. - الدنيا، الدنوا 579، 822، 831، 832. دهر دهر 601. - دهري 414، 616. دار: دار يدور، ديار 785. - دور، أديّر 356. - دويرات 354. - ديّار 789، 791. - أدور 769. داف مدووف 801. دال دولات 435. دام ديم 282، 785، 786. دان دوين 349، 359. دوه دويهية 319. دوو الدوّ، دوّى 393. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1090 دين: ديمة، ديمات 433. دين استدان 965. - ادَّان 961. ذأب ذئب 421. - ذيب 861. - مذأبة 317. - ذؤبان 421. ذبح اذبح عتودا، اذبحَّتودا، اذبعَّتودا - - اذبهَّذه 936، 946. ذرقم: ذرقم 583. ذعلب: ذعلبة، ذعلوب، الذعالب - - الذعالب، الذعاليب 871. ذكر: ادَّكر 881. - اذَّكر 855، 961. - اذتكر، اذدكر 961. - ذكرى 291، 678. - ذكران 443. - مذاكري 413. ذلق: ذلق ذلقا 932. - الذلاقة 926، 931، 932. ذلى اذلول 642. ذنب ذنوب، ذنائب 449. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1091 ذهب ذهاب 291. ذاق مذيق 365. رأس راس 555، 685، 859. رأل رأل، رئلان 421. رئم آرام 185، 187. رأى رأى، رَهْ 543. - ريّا 1034. - راي، راية 397، 398، 399، 828. - رئيا، ريّا 830. - رييا 191، 192، 890. ربع ربع، رباع 427. - ربعة، ربعات 436. رتب رتب، رتبا، راتبا، راتما، رتوبا 868. رجل رجلة 424. - ممرجل، مراجل 585، 586. رجن أرجوان 656، 657، 658. رحب رحبتك الدار 245. رحم: رحمة 291، 535، 663، 677، 678، 877، 1000. - رحمت 536. - رحموت 599، 630. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1092 رحا: رحويّ 358، 368، 389، 862. - رحوية 990. - رحيان 386، 667، 817، 818. رخو الرخوة 929. ردأ رداء 369، 397، 828، 856. - الردء 554، 555، 556. - الرَّدا 555. - الرَّدو 554، 555، 564. ردد الرَّدِي 555، 556. - ردّ يردّ 498، 505. - ردّ 898، 901، 902. - ردّه، ردّها 506. - يردّ، يردد 898. - اردد 904. - رددن 902. - الترداد 301. ردف مرتدفين 957. رسل رسالة 778، 779. - رسائل 713، 777، 778. رشا رِشْوَة 390. رصص رصّ 564. رضع مرضع، مراضع 473. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1093 رضي رضى 455، 821، 822. - يرضوان 821. - يرضيان 820. رطل رطلة 442. رعش الرعش، رعشن 582. رعن رعن 242، 243، 582. رعو ارعوى، يرعوي 554، 555. رغب رَغَبُوت 599، 630. رغف رغيف، أرغفة، رغفان 448. رغن أرغوان 657. رغا رغا رغاء 294، 572. رفق المرفق 311، 313. رفل يرفل 233. رقي رقية، رُقَيِيّ 390. - رقيات 435. ركب ركاب 430. ركن ركن يركن 268، 270، 271. ركى ركية 713، 735. - ركايا 713، 735، 837، 973. رمى رمى يرمي 667. - رميت، رمينا، رميا 817. - يرمون 844. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1094 - ارمن 844، 855. - ارمِين 491. - الرامي 840. - الرمي 368، 667. - الرميا 301. - الرماء 571، 572. - الترامي 824. - مرميّ 311، 393، 394. - مرامي 387. رنم رنم، الترنُّم 584. رهب رَهَبُوت 599، 630. رهط أرهط، أرهاط، أراهط 481. رهق إرهاقة 514. رهوك ترهوك 232، 235. روح روحاء، روحانيّ 395. - رياح 785. روض رياض 787، 788. رون أرونان 643. روى روى يروي 290، 787، 894. - ريّان 287، 290، 830، 894. - رواء 787. ريح أرحت الناقة وهرحتها 872. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1095 ريق أرقت، هرقت 872. زبرج زبرج، زبارج 215، 474. زجر ازدجر 881. زرنق زرنوق 181. زعفر الزعفران 639. زقر زقر "لغة في سقر" 853. زقق زقاق، زقَّان 447. زكو الزكاة 1034. زلزل زلزال 181، 622. - زلزلة 307. زند زناد 419. زنم زنماء 938. زهد زهادة 291. زوج ازدوجوا، تزاوجوا 761. زيت مزيوت 800. زيدل زيدل 633. زيل زلته، زيلته 251، 253. زيم زيم 206. زين ازدان 962. - ازّيّن ازّيّنا، تزيّنوا 964. سأل سأل 189، 291. - سُؤِل، سُوِل 716. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1096 - سلت، تسال، تسأل 697. - اسل 703. - سآل 900. - يسل 1006. - سال "مخفف سأل" 696، 697. - مسألة 716. سأم يُسْئِم 695، 1005، 1006. سبحل سبحل، سبحلات 483. سبر سبروت 599، 600. سبطر سبطر، سبطرات 484، 992. سبغ سبغ، أسبغ "أصبغ" 855. - مسبغة 317. سبق سابق 673. - سوابق 461. سبى سابياء، وسوابّ 459. سحل سحل 442. سحن سحنون 178، 181، 189. سدس سدس 936. سدل يزدل "في يسدل" 886، 887. سرج سرجوجة 807. سرح سرحان، سراحين، سراح 207، 321، 470. سردق سرادقات 483. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1097 سرر سرير، سرر 488، 903. - سريّة 600، 601. - سراري 606. سرط سراط 854، 855. سرق سرقة 291. سرو سراة، سروة 189، 247، 479. سري سريّ 479. سطن أسطوانة 659، 660. - أساطين 660، 661. سعى مسعاة 291. سعلاة سعلاة 540. سفرجل سفرجل 328، 590، 612. - سفيرجل، سفيرج 327، 328. سقر سقر 854، 855. سقط المسقط 311، 313. سقف سقف 421. سقم سقم 243. سقى سقاية 397، 828، 829. - استقى 671. سكر سكارى 357. سكن تمسكن 585. - المسكن 311، 315. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1098 سلب سلوب، سلائب 457. سلحف سلحفاة، سلحفية 628. سلخ سلخ 855. سلس سلس 874. سلسبيل سلسبيل 604، 605، 606، 625. سلقى سلقى 237، 386، 578. - سليقيّ 232، 236، 376، 413. - اسلنقى 578. سلهب سلهب 290. سلا سلا وتصاريفها 827. سمح سمحاء 442. سمر سمرة 242، 243، 296. سمع اسمع 855. - استمع، مسمع 958. سمن سمنان 179، 181. - سماني 466. سمو اسم 512. سنب سنبت، سنبتة 588. سندأ سندأو 614، 615. سه سه 401، 402. سوأ سوّ 690. - سوّة، سوءة 1006. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1099 سوت سوت 685. سود ساد وتصاريفها 614. سير تسيار 763. سيرج سيرج، سيراجة 308. سال سال وتصاريفها 667، 695. - سيل 420، 427، 428. - سيال 428. شأم مشائيم 472. شأمل الشأمل 581. شدد الشديدة 275. - شديديّ 374. - شدديّ 375. شدق أشدق، "أحدق" 887، 920. شدن مشدن، مشادين 472، 473. شرب مشرب 311. شرق المشرق 311، 313. - المشرقة 316. شرنث شرنبث 629. شرى شريت 198. - اشتراء 571، 572. - مشاري 413. شسع شسوع، شسيعات 356. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1100 شعث أشعث، أشعثى، أشاعثة 476. شعر شعرته، شاعرته 240، 241، 253. - الشعرى 781. شغل شغل 291. شفر مشفر 940. شقا شقاوة 828، 829. - شقاء، شقويّ 397. - شقي 755. شكس شكس 287، 288. شكع شكاعى 465. شكى شاك، شائك، الشاكي، شاكتني 772. - أشكيته 249، 250. شمخ شامخ، وشوامخ 462. شمأل شمأل 595. شمل شملة 233. - شمال 483، 581. - شمائل 447، 483. شملل شملل 232، 233، 238. - شملال 663. شنأ شنأ وتصاريفها 293. - شنوءة، شنئيّ 374، 382. شنب شمباء 951. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1101 - شنباء 867. شهب اشهبّ 298. - اشهبّ، اشهابّ 232، 237، 244. - اشهباب، اشهيباب 756. شهل أشهليّ 410. شهو شهوي 833، 834. شاء شاء 567، 708، 838. - يشاء 567، 717. - شائية، شواء 838. شاب شابه، يشوبه، مشيب 799. - شأبّة 856. شار مشورة 766. شوى شوى، يشوي، شواءة 829. - اشتوى 263. - شوية، شواية 713. شيأ شوايا 973. - شي "بتخفيف الهمزة" 688، 690. - أشياء 185، 193. شيخ شيخة 289. - شيخ، وأشياخ 414. شيطن تشيطن 235. - شيطان، شياطين 470. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1102 شيم شئمة 857. صبح صبيحة، صباح، صبائح 455. صبر اصّبر 880. - اصطبر 851، 880، 960. - صبُر، صبور 451. - صبوريّ 381. صبع إصبع 885. - أصابع 467، 483. صبا صبي، أصيبية 349، 358. - صبية 369. صحب صواحبات 483. - صحبان 460. - صاحب، صواحب 462. صحف صحيفة 778، 779. - صحائف 713، 777، 778، 835، 839، 973. صدر يصدر 919. صدق يصدق 887، 919. صدى الصدي 445، 569، 830. - صديا 455، 570، 830، 1034. - صديان 455، 830. صرح صراح 293، 294، 572. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1103 صرد صرد 207. - صرد، صردان 361، 426، 427. صرصر صرصر 625. صرط صراط 885، 919. صعب صعب، صعاب 289، 441، 672. صعد صعد، صُعُد، صعود، صعائد 457. - صعات 436. - صعدون 445. صغر صغر، أصيغر 291، 349، 359. صرف صراف 291. صعفق صعفوق 181، 191، 807. صفر صفريّ 465. - صفر، صفرة، صفرات 436. - الصفير 926، 942. صفق التصفاق 301. صقل صياقلة 476. صلب صلبة، صلبات 436. صلصل صلصال 628، 629. صلو الصلاة 919، 1034. صلى الصلاء، الصلاءة، صلاية 829. - صليئة 837. - صلايا 827، 829. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1104 صمت المصمتة "الحروف المصمتة" 926، 932. صنع صنع 450. - صناع اليدين 450. - صنعاني 395، 413، 869. - صعاوي 395. صنو صنو، صنوان 421. صهب صهب، صهبة 244. - أصهب 244. - صهوبة 244، 291. صهل صاهل وصواهل 426. صوب استصوب 749. - مصيبة، مصائب، صاب, يصوب, ومصاوب 779, 780. صور الصورى 769. - صوار وصيران 447. صوم صيّم 796، 860. - صامتي 746. صون مصوون 801. صوى الصوة، الصوى 758، 759. صيد الصيد 747، 748. صيص صيصية 622، 623، 624، 625. ضأز ضئزى، ضيزى 871. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1105 - ضاز يضيز 780. ضبب ضباب 672. ضبح الضباح 572. ضجع الطجع، اضطجع 879. ضحا ضحا، يضحو، ضحيا 827. - الضحى 669. - أضحيان 590. ضرب ضارب، وضويرب، وضاربة 864. - اضربه 511. - اضطرب، اطَّرب، اضَّرب 960. - ضراب، مضاربة 299. - ضيراب، ضُويرِب 332، 333، 368. - ضاربي، ضاربتي 371، 372. - ضوارب 727، 864. - مضرب 303، 311، 313، 810. - ضويربان، ضويربون 325. ضعف استضعف 965. ضفضع الضفادع، الضفادي 861. ضلل ضللت، أضل 277. - الضالين 485. ضنن ضننوا 285. ضهى ضاهأت، مضاهاة، ضاهيت به 687. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1106 - ضهيأ، ضهياء 586، 687. ضوء استضاء 965. ضوض ضوضى 622. - ضوضيت 622، 623، 624، 625. - ضوضاة، ضوضأة 622. ضون ضيون، ضيّن 774، 775، 793، 794. - ضيائن، ضياون 733، 774، 775. ضوى ضوى 940. ضيع ضيعة وضياع 482. ضيف مضوفة، ضافه 782. - ضياف 420. ضيفن ضيفن، ضيفان 441. طبج الطبج 263. طبق إطباق 931. - مطبقة 926، 930، 931، 945. طحلب طحلب 616. طرد طارد 675. طسج طساسيج 1027. طسس طست، طسوس 870. طسل طيسل 633، 644. طفل مطفل، مطافل، مطافيل 472، 473. طلب طلب 295. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1107 - اطّلب 959. - اطلب 572. - طلبة 310. طلخ اطَّلخ 979. طلس الطيلسان 415. طلع المطلع 311، 313، 314. طلق انطلق 232، 496، 514، 516. - مطيليق 349، 350. طلى طليته بالدهن 767. طمأن اطمأنّ 987. - اطمأننت 993. - طمأنينة 308. طاب طوبيّ 375. طاح طوح، أطوح 272، 273. طاس طاووس، طواويس 773، 775. طاع اسطاع، اسطاعة، يسطيع 514، 515، 531، 532، 967، 984، 986. - استطاع 965، 967، 985. طاف الطوفان 251، 252، 768. طول طويل 761. - طال 375، 768. طوى طوى 570، 750. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1108 - الطوي 392، 569، 570. - يطاي 752. - طيّ 392، 393، 791، 870. - طووِيّ 392، 393. - طيّان 570. طيأ طائيّ 383، 384، 746، 855. - طائية 866، 873. - طيئ 383، 535، 746، 822. - طيئيّ 383. طيب اطيبت 749. - طوبى 780، 783، 862، 863. - مطيوب 800. طيح طاح يطيح 272، 273، 278، 279. طير اطَّير 938، 939، 960، 964. - اطير، تطير 964. - مستطار "مسطار" 983، 984، 985. طاس طيس 634. طاف استطاف 985. طال استطال 985. - طيال 786. طان طانه 867، 868. ظبى ظَبَيِيّ 390. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1109 - ظبية 391، 398. ظلل ظلت 966. - ظللت 901، 902، 903، 967. ظلم اظَّلم، اظتلم، اطَّلم 855، 959. - ظيلم، ظلمان 448. - ظلمية 371. ظنت المظنة 316. ظهر ظهران 179، 183. عبب عباب "أباب" 857. عبدد عبديد 357. عبد عبدي 377. - عباديد، عبيدات، عباديدي 357، 412. عبدل عبدل 633. عبل عبلة، عبلات 445. عبى العباء، العباءة، عباية 829. - عييد، أعياد 332، 333. عتا عتا عتوّا، عتا يعتو، عتي، عتو 826، 827، 828. عثر العثير، العثاير 474. عثل عثوثل 641. - عثول 576. عجز عجز 456. - عجائز 456، 777، 778. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1110 عجف عجف 242. عجم عجم 242، 243. عجل عجل 287، 288. - عجالى، عجلان 457. - عجول، عجائل 470. عدا عدي 206. - عداءة، عدا يعدو 829. - عدة 332، 333. عذب عذب 200، 206. عرب عريب 345. عرد عرند 628. عرس عرسات 437. عرص معاريص 673. عرق عرقة 540. - عرقاتهم، عريقان 539. عرا عروة 333، 390، 391، 571. - عرا 571. عرى عُريَّة 337. - عرويّ 390. عزه عزه، عزهي 614، 781. - عزهاة، عنزهز 614. عزز عاززني، عززته 240. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1111 عزو عزوته، معزوّ 828. - عزويت 641. عسجد العسجد 932. عسر المعسور 305. عسل عنسل 580، 581. - العسلان 580. عشب اعشوشب 301. - اعشيشاب 301. عشر عشراء وعشار 465. عشش عشيشية 349، 358. عشا عشا، يعشو، العشي 569. عصب عصبصب 619. عصفر عصفور 323، 324، 989. عصا عصا 530، 534، 547، 566. - عصوي 385، 862. - عصوان 817. - عصوات 433. عضد عضد 200، 205. عضرف عضرفوط 607، 627. عضض عض، يعض 270، 506، 898. - عضضت 270. - عضّه، عضّها 506. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1112 عضو عضة 439. - عضوات 438. عطش عطشى, وعطاش 464. - عطشان 454، 455، 830. - عطاشى 455. عطا إعطاءة 310. - العطاء 308، 341، 571. - عطيّ 339، 340. - عُطي، وعُطَيّ 341. عظم عظم، استعظم 965. عظا عظاءة وعظاية 829. عفر عفرنى 590. عفا العافية 307. عقب العاقبة 307. - عقاب، أعقب 447. عقر عاقر، عقرت 289. - عُقُر، عقور 456. عقرب معقربة 317. - العقارب، عُقَيْرب 246. علبب علبب 770. علج علج، علجة، علوج 445. علق علقى 578، 850. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1113 - علقيان 850. علكد العلكد 975. علل علّه، يعلّه 275. علم العألم "مهموز العالم" 674، 856، 919. علا العليا 668، 831، 832. - العلا، العلو 668. - علاوة، وعلايا 839. - علاوى 838. - علوان 679. - المستعلية 926، 930، 931. عمر عميرى 376. - عمري 376، 409. عمو عمويّ، عم 388. عنبر عنبر "عمبر" 951. عندد عندد 218. عنف عنفوان 657. عنق أعنق، أعناق 427، 447. - عناق، عنوق 446. عنكب عنكبوت 987. عاج عاج، عواج، عاجي 415. عاد عدت "عد" 962. - عودة 788. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1114 عاذ عاذ عياذا 784. عار عور 762، 773، 775. - اعورّ 762. - أعورته، استعورته، اعوار، عاور 762. - عوّار، عواور 472، 774، 776. - عواوير 773، 774، 775، 776. عان معون 303، 766. - معونة 303، 766، 777. - معاون 777، 779. عوى عاوية، معاوية 339، 340. - العواء 572. عار عيرات 438. عاش معيشة 777، 779، 782، 783. - معائش، معايش 777، 779. عيل عيل، عيائل 774، 776. عان أعين 427، 769. - عينيّ 375. - عيينة 345. غدد أغد 250. غدر غدور 456. غدن اغدودن 988. غدو غد 404، 405. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1115 غرب المغرب 311، 313. - غارب، غوارب 462. - غراب، غربان، أغربة 359، 447. غرث غرث، غرثان 454. غرد غرد، غردة 421. غرم غارم 675. غرى غرى 570. - الغراء 767. غزل غزال 336، 446. - غزيل 337. غزن غزنة 401. غزا غازٍ 860. - الغازي 820، 840. - أغزيت، واستغزيت 817. - يستغزي 820. - اغزن 491، 844، 845، 849. - تغزون 844. - التغازي 820، 823. - غزوى 390، 832. - الأغزى 832. - الغزيا 821، 832. غسل غسلين، غسلينى 373. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1116 غفر غفران 291. غلب غلبة 291. غلصم غلصم، غلصمة 234، 235. غلم غلمية، غليمون، أغيلمة، مغيلم 349. - أغليمة 358، 359. - غلمية 321، 359. - مغتلم، مغيّلم، غليّمة، غليّمون 350، 353، 354. غمم غممته، اغتمّ 263. غار أغار 251. غيد أغيد 289. غير غيور 287، 288. غيل أغيلت 747، 748. - أغالت 748. غيم أغيمت 747، 748. - أغامت 748. - مغيوم 800. فأس أفيس، أفيئس 686، 687. فتح مفتاح 316، 318. - منفتحة 929، 930. فترض فترض 233. فتن المفتون 206، 1024. فتى فتوّ 827. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1117 - فُتَيّ 337، 827، 1036. - الفُتْيَا 834. فجج أفجج 634. فحجل فحجل 633، 634. فخد أفخاد 208، 209، 423. فرزن فرازنة 476. فرزدق فرزدق 477. - فرازد، فرازق 477. فرسن الفرسن 582. فرط فرطت 945. فرق فرق 403. - فارق 676. - المفرق 311، 313، 314. - المفاريق 676. فره فره 289، 301. - فرهة 479. - فاره 289، 479. فرنس الفرناس 583. فسر فسر 163. فسق فسق 251، 252، 291. - فاسق، وفسقة 460. - فسّيق، وفسّيقون 471. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1118 فشل فيشلة، وفيشل 633، 634. فضل فضل، يفضل 276، 277، 282. - فضل، وفضلى 465. فعو أفعوان 590، 657. فقم فقيميّ، فقيمج 882. - فقمي 378. فكل أفكل 626. فكه فكاه 416. فلس أفلس 200، 205، 419، 955. فلو فلو، أفلاء 449. فهر الفهر 699. فوج الفوج 428. فوز فزت "فزد" 962. فاظ فاظ، يفيظ، فوظا، ويفيظ، فيظا 724. فاق فويق 359. - فويقة 349. فيل أفيل، أفائل 448. - استفيل 749. فين فينان 587. قبب القبّ 592. قبر المقبرة 316. قبعثر قبعثرى، قبعثريّ 387. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1119 قبن القبن، قبان، القب 592. قتل قتل 203، 291. - اقتتل وتصاريفه 515، 896، 897، 957. - القتال 473. - قيتال 299، 300. - تقتال 301. قحط أقحاطيّ 414. قحل انقحل 589. قحو قحوت 657. - أقحوان 660. - أقاحٍ 660. قدم قديديمة 246. قذعمل قذعمل 220، 222. - قذعملة، قذعميلة 989، 990. قذل قذال 446، 450، 573. - أقذلة 573. - قذل 446. قرأ قرء، أقراء، قروء 442. - اقرأ آية 716. - قرّاء 396، 708. - قرأى 708. - قرأى، قرأيت 708. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1120 - مقرؤ، مقروء 692. - مقروّة 686، 687. قربس قربوس 181. قرد قردت 251، 253. - قردة 421. - قرد، قراد 447. قردد قردد 171، 576، 619، 621، 897، 903. - قرادد 903. قرض مقاريض 673. قرط قرطة 422. - القرط، قرطاط 475. قرطبوس قرطبوس 220، 224، 289. قرطس قرطاس، قراطيس 179، 181، 474، 483. قرطعب قرطعب 220، 626، 638. قرفس قرفصاء 612. قرقر قرقرى، قريقر، قريقرى 321. قرقف قرقف 622. قرم قرم، قرم مالك 905، 906. قروح قرواح 475. قسور قسور، قسير 579. قشعر قشعر 267، 353. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1121 - اقشعرّ، اقشعرار 307، 979. - مقشعرّ 267، 349، 353. - القشعريرة 267، 308. قشم قشاعمة 476. قصب القصبّا 559. قصص قصصت 861. قصع قصعة، قصاع 428. - قاصعاء، قواصع 459. قصا الأقصى 834. - القصوى 831، 833. - القصيا 832، 834. قضى قاضوياء 389. - قاضوّ 688. - قضاة 460. قطط قطط 904. - قَطَوْطَى 641، 642. قطع أقطيع، أقاطيع 250، 480. قعد قعدان، قعود 449، 461. قعس قعيس، مقيعس، مقعنسس 352. - اقعنسس، اقعنساس 897. - مقعنسس 349، 352، 639. - قعيسيس 352. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1122 قفخر قنفخر 610، 611، 975. قفل قفل 200، 214، 422. قلس قلسى 478. - قليسية 233. - قلساة 233. قلنس قلنس 232، 233، 824، 825. - قلينسة، قليسنة 349. - القلنسوة 233، 351، 478، 824. قلص قلوص، قلص، قلائص 456، 457. قلقل القلقلة 926، 932، 933. قلم قلام 655. قلى قلى يقلي 268، 270، 281. قمحد قمحدوة 628، 629، 824، 825. قمرص القمارص 582. قمص القماص 572. قمطر قمطر، قماطر 215، 216، 474. قندل قنديل، قُنَيْديل 325. قنس قنّسريّ، قنّسرينيّ، قنّسرون 373. قنط قنط يقنط، ولغاتها 204، 276. قننا قينان 587. قنا قنوت، قنيت، قنوة 822. - قنية 390، 434، 821، 822. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1123 - القنوات 1036. قهبلس قهبلس 221. قوب القوباء 824، 825. قود القود 747، 748. - مقوود 801. قوس أقوس 427. - القسي 185، 186. - الأقواس، التقويس، التقوّس، قوّس 186. قاظ قاظ يقوظ قوظا، قاظ يقيظ قيظا 724. قاق قوقيت 622، 623، 624، 625. - قوقى، قوقاة، قيقاة 622. قال قاول، قول 747. - ما أقوله 760. - مقول 764، 798. - مقوول 801. - مقوال 763، 764. - تقال، تقوال 763. - قلته وأقلته 247، 251. - قيل 808، 819. - قيلولة 805، 806. قام قائم 330. - قوائم 672. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1124 - قوّم 747. - قيوم 791. - قيام 791، 860. - قيم 796. - مقام 744. - مقامة، مقاوم 777، 779. - مقوم 765، 766، 796، 797. - أقام، استقام 804. - استقامة، إقامة 743، 805. قوي قوي يقوى 754. - قوي يقوى 751, 754. - القوة 758، 759. - قوي 748، 752، 754, 758. - يقاي 751، 752. قيد انقيد، مقيدم 349. كأل كوألل 645. كبا كبا يكبو 665، 679، 680. - الكباء 665. كتب استكتب 264. - كتابة، كتابا 704. كتف كنف، كتف 205، 209، 496، 499. كثأ كثأ 614. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1125 كثب كثب "كثم" 868. - كاثبة 458. - كواثب 458. كثر كاثرني، فكثرته أكثره 240. كحل المكحلة 318. كدر كدرة 291، 310، 678. كذب كذبا 297، 298. كردس الكردوس 349. - كريديس 348. كرر التكرار 301. كرم كَرَّم 576، 621. - كرامة 297. - كرماء، كريم، كرام 450، 456. - أكرم، تكرم، يكرم 712. - إكرام 571. - مكرمون 471. - مكيرم 325. - يؤكرم 240، 285. - مكرم، مكرمة 240، 303. - أكرمتكس 253. كره كراهية 291. كسح المكسحة 316، 318. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1126 كسب اكتسب 263. كسا كساء 323. - كساء 337، 828. - أكسية 573. - الكساء 566، 573، 856. كعت كعيت، كعتان 361، 362. كلأ الكلأ، الكلو، الكلى 554، 555، 558. كلب أكلب، أكاليب، كلاب، كلابات 483. - كلابي 412. كلتا كلتى، كلتاوي، كلتوي 406، 407، 408. - كلوي 406، 407. كمأ كمء 478، 557. - كمأ، كمأة 478. - أكمؤ 557. كمت كميت 361. كهب كهب، كهبة 244. كهبل كهبل 610. - كتهبل 610، 612. كهل كهول 442. - كواهل، كاهل 458. كنبل كنابيل 615. - كنأبيل 618. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1127 كنتأ كنتأو 614. كنتل كنتال 609. كنثأ كنثأو 6. كنهر كنهور 628، 629. كاز كوزة 788. كوثر كوثر 729. كوكب كوكب 474. كان كنت 409. - كينونة 805، 806، 807. - كوني 409. - استكان 232، 238، 744، 745. - استكانة 744، 745. كوّ كوّي 393. كاس كاس 781. - كوسى 780، 781، 783. - الأكيس 781. كال مكيول 800، 924. لألء لألء، لأك 595. - ملأك وألوكة 594. لأل لآل 636. لألأ لؤلؤ 636. لؤم يلؤم 1005، 1006. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1128 لبب تلب، لببت 280، 284. لتى اللتيات، اللتين 364، 365. لجم ملجم 923. لدد اللدد، ألندد 584. لذع لذعى، لذيع 453. لصص لص، لصت 871. لعب التلعاب, التلعيب 301. لعن لعنّ 869. - ملعون، ملاعين 472. - مليعنون 325. لقح لقحة 429. لقي لقيته، لقاءة 309، 310. لاذ لاوذ، يلوذ، ملاوذة، لواذا 485. لوى ألوى 793. - لَيّ، لُيّ 753، 793. - لويت 722. - يلوون 801. ليل ليال 482. لين ليان 478. - اللينة 478، 962. مأج مأج، مؤج، مئوجة 648. مثل مثيل 360. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1129 محا انمحى، امَّحى 938، 939. - محويّ، محيي 389، 390، 972. مرأ مراء 299. - مرئيّ 410. مرزنجوش مرزنجوش 618، 627. مرس مرمريس 619، 624. مرط مرطيّ 592. مسس مست، مسست 966، 967، 968. مضى ممضوّ، ممضيّ عليه، مضوت 862، 863. مطى مطيّ 713، 835، 837. - مطايا 710، 713، 714، 833، 835، 873. معدد تمعدد 584. معز المعزى 386، 569، 588، 781. - معزويّ، معزاويّ 386. - معزانن 669. مع معهم، محهم 937. معى معيَّة 339، 340. مكن مكنني، يمكنني 898، 899. - أمكن 448، 482. مكا المكا، المكاء، مكا يمكو 665. ملح ملحيّ 378. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1130 ملق تملق، تِمِلَّاق 299، 300. ملك ملكوت 584، 631، 991. ملى أمليت 861. مات ميْت، ميتي 196، 335، 383، 454. - المَوَتَان 768، 769. ماد تمود، تماددنا 485. ماس ماس، يميس، موس 595، 596. مام موماة 482. ماه ماء 567. - ماه، موه 857. - مويه 857، 894. نأى ينأى 690. نبأ نبيّ 687. نبت المنبت 311، 313. نبج أنبجان، أنبجاني، أنبجانية، منبج 643، 644. نبح النباح 572. نبذ أنبذة، نبيذ، منبوذ 453. نبز تنابز، تتنابز 966. نبل النبل 600. - نابل 416. نتن مُنْتِن 311، 314. نجد أنجد، أنجدة 421، 574. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1131 نحا نُحُوّ نُحَيّ 827. نخر المنخر 311، 313، 314، 315. نخرب نخرب 233. نخل منخل 318، 953. ندس ندس 287، 288. - ندسون 445. ندل الندل 582. - تمندل 585. ندا أندية 575. - أنداء 573. نرجس نرجس 613. نزل تَنَزَّل، تَتَنَزَّل 896، 963، 966. نزا النزاء 572. - نزوان 205، 291. - تنزية 299. نسأ منسأة 696، 797. نسي نسيا منسيا 339، 340. نسك المنسك 311، 313، 314. نشد نشدة 310. نشص ناشص 673. نصف نصف 443. نظر ناظر، نواظر 462. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1132 نعم نعم ينعم 276، 282. - أنعم، نعمة 429. نغل منغل 953. نفق نافقاء، نوافق 459. نقر النقر 510، 511. نقف ناقف 673. نكد نكد، وأنكاد 444. نكر منكر، مناكير 472. نكس نكس، نواكس 461. نوب ناب، أنيب، نيب 427، 428، 429. نوس نويس 336. نوق نوقة، أنيق 430. - استنوق 794. نام نائم، نوائم، نوّم 463. نوى الناوي، الناوية، نواء 787. ناب الناب 667. هبقل هبقلة 633. هبلع هبلع 216، 683. هتت هتّ 935. - مهتوت 962، 934. هجرع الهجرع 580، 631. هجن هجان 320، 450. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1133 هجا هجاني، هجوته، أهجوه 241. هدبد هدبد، هدابد 218، 219. هدد مهدد 652. هذر التهذار 295، 301. هرس الهرس 583. هرق هراق 848، 854. - أهراق يهريق 515، 636. - هرقت الماء 871. هركل الهركولة 633. هرمس الهرماس 583. هرا هراوة، هراوى، هرايا 838، 839، 840. هرى هارٍ 275. هزأ مستهزئون 695، 696، 1010. هلقم هلقم 234. هلك مهلك 304. همرجل همرجل 220، 515، 619، 620. همرش همّرش، هنمرش 939. همس الهمس، الحروف المهموسة 926، 927، 928. هنأ أهنى، أهنئ 557. هندلع هندلع 222. هنا يا هناه، يا هني 876. - هنوات 875. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1134 هام مهوم 384. هان هيِّن، أهوناء 471. هوى يهوي 752. - الهاوي 929، 934. هير يهير 642، 643. هيم مهيم 384. وأى وأيت 976، 986. - آءة، آء 983، 984. وبق وبق 280. وتد وتد 937، 938، 939. - ودّ "في وتد" 939. وتك أوتكان 658. وجد وجد يجد 898. وجع وجع، وجاع 444. - وجاعى 444، 454، 455. وجف وجيف 291. وجل وجل يجل 740. - وجل يوجل 735، 736، 737, 738. - ياجل 740، 745، 858. - موجل 313، 656. وجه وجه وتصاريفه 185، 848، 849. - وجوه، أجوه 728، 849، 856. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1135 - الجاه 185. وجا الواجي 696، 697، 699. وحر وحر يحر ويوحر 279. وحش وحش يوحش 315. ودد وددت 734. وذر وذر, يذر 269. ورنتل ورنتل 629. ورث ورث وتصاريفه 848. - تراث 849. ورد ورد 442. - مورد 656، 657. ورع ورع، يورع 278. ورم ورم يرم 278. ورى ورى 199، 280، 727. - أوري، ووري 728، 856. وزر ايتزر 732. وزز إوزّة 976. وزن ميزان 330، 733. وسع يسع، يتسع 279، 735، 736، 737، 738. وسم وسم، يوسم 315، 735. - وسميّ 334. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1136 وشح وشاح، إشاح 728. وشى شِية 399، 401. وصب وصب، يصب 277. وصل أواصل، وواصل 298، 727، 856. - واصلة 727. وضع يضع 735، 736. وطأ وطأ يطأ 479. وطد وطد وتصاريفه 937، 938، 939. وطر يوطر 862، 863. وظب مُوظِب 653. وعد وعد، يعد 240، 729، 734، 735، 739. - موعد 311، 315. - عدة 400، 401، 402، 741. - اتَّعد 732، 770. - ياتعد 740. - ييعد 739. وعظ وعظ 945. وعل موعل 656. وغد وغد، وغدان 441، 442. وغر وغر، يغر، يوغر 279. وغم وغم يغم 278. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1137 وفق وفق يفق 278. وقت ميقات 733، 860. وقد واقد 942. - مؤقد 857. وقر وقور 287، 289. وقظ موقظ، ميقظ، يقظة 330، 733. وقى يتقي 968، 969. - تَقِ 969. - قِهْ 543، 873. - تقوى 830، 989. ولج أتلجه، أولجه، ولوج 870. ولد يَلْدَه 496. ولغ ولغ يلغ 279. ولق أولق 981، 985. وله وله يله 278. ولي ولي يلي 199. - ولاية 294. ومق مقة 741. - ومق يمق 241، 278. ونى أناة، ووناة، الونى 730. وهب يهب 763، 737، 738. وهل يوهل 280. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1138 وهم وهم، يهم 278. وهن وهن، يهن، يوهن 279. - هنة 291. ويح ويح 722. ويل ويل 722. يأج يأجج 650. يئس يأس 187. - ييئس 738. - ييأس 739. يتم يتُم ييتُم 315. - يتامى 454، 455. يدع أيدع 639. يدي يد 404، 846، 847. - يديت 725. يرنأ يرنأ، اليرناء 234. يستعر يستعور 627، 628. يسر اتَّسر، ايتسر 732، 870. - موسر، ميسر 304، 733. - ميسور 305. - مياسر، ومياسير 472. يعط يعط، يعيط 315. يقظ يقظ، ييقظ، أيقاظ 444. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1139 - يقظة، يقظات 445. يمن ميمون، ميامين 472. يوح يوح 722. يوم يوم، أيام، أيوام 790. يين يين 624، 625. ييي ييَّيت 726، 747. "انتهت فهارس المواد اللغوية" الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1140 حادي عشر: فهرس المواد اللغوية - ظبية 391، 398. ظلل ظلت 966. - ظللت 901، 902، 903، 967. ظلم اظَّلم، اظتلم، اطَّلم 855، 959. - ظيلم، ظلمان 448. - ظلمية 371. ظنت المظنة 316. ظهر ظهران 179، 183. عبب عباب "أباب" 857. عبدد عبديد 357. عبد عبدي 377. - عباديد، عبيدات، عباديدي 357، 412. عبدل عبدل 633. عبل عبلة، عبلات 445. عبى العباء، العباءة، عباية 829. - عييد، أعياد 332، 333. عتا عتا عتوّا، عتا يعتو، عتي، عتو 826، 827، 828. عثر العثير، العثاير 474. عثل عثوثل 641. - عثول 576. عجز عجز 456. - عجائز 456، 777، 778. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 110 ثاني عشر: فهرس مصادر البحث ومراجعه : - أولا: القرآن الكريم: "كتاب العربية الأول". ثانيا: المخطوطات: 1- الأمالي النحوية: لابن الحاجب/ مخطوط بمعهد إحياء المخطوطات بجامعة الدول العربية برقم "18" نحو. 2- حاشية السيد الشريف الجرجاني على كتاب الوافية لركن الدين الأستراباذي: تأليف السيد الشريف علي بن محمد الجرجاني/ مخطوط بمكتبة البلدية/ بالأسكندرية/ تحت رقم "13" نحو. 3- شرح أبيات المتوسط: لمجهول/ مخطوط بدار الكتب المصرية تحت رقم "1913" نحو. 4- شرح الإيضاح والتكملة، للعكبري: مخطوط بدار الكتب بالقاهرة برقم "207" نحو. 5- شرح شواهد إصلاح المنطق: يوسف السيرافي/ مخطوط بدار الكتب المصرية بالقاهرة/ برقم "4625" أدب. 6- شرح على كافية ابن الحاجب: لمجهول/ مخطوط بالمكتبة الأزهرية تحت رقم "841" "6048". 7- شرح الكافية: لابن الحاجب/ مخطوط بدار الكتب المصرية/ بالقاهرة/ برقم "1555" نحو. 8- شرح كتاب سيبويه: أبو سعيد السيرافي/ مخطوط مصوَّر بمكتبة جامعة القاهرة/ برقم "26181" نحو. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1141 9- عون الوافية: كمال بن عبد الرحمن بن إسحاق/ مخطوط بمكتبة البلدية/ بالأسكندرية/ برقم "26" نحو. 10- كشف الوافية في شرح الكافية: تأليف محمد بن عمر الحلبي/ مخطوط بالمكتبة الأزهرية بالقاهرة برقم "973" "7615", ونسخة أخرى برقم "2289" "27194". 11- المحصل في شرح المفصل: العكبري/ مخطوط بدار الكتب المصرية/ برقم "292" نحو. 12- المنصف "شرح تصريف المازني"، لابن جني: - نسخة خطية بمعهد إحياء المخطوطات العربية/ بالقاهرة/ برقم "12" صرف. - أخرى بدار الكتب المصرية بالقاهرة/ برقم 6141هـ. - ثالثة بدار الكتب المصرية/ بالقاهرة/ برقم "2" صرف. ثالثا: المطبوعات: 13- الإبدال: أبو الطيب اللغوي: تحقيق عز الدين التنوخي/ دمشق/ 1960م. 14- أبنية الفعل في شافية ابن الحاجب: د. عصام نور الدين/ المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع/ الطبعة الأولى/ 1402هـ/ 1982م. 15- إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربع عشر: الشيخ محمد الدمياطي/ دار الندوة الجديدة/ بيروت/ لبنان/ "د. ت". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1142 16- الإتقان في علوم القرآن: جلال الدين السيوطي/ دار الندوة الجديدة/ بيروت/ 1370هـ. 17- أخبار النحويين البصريين: أبو سعيد السيرافي/ المطبعة الكاثوليكية/ بيروت/ لبنان/ 1936م. 18- أدباء العرب في الجاهلية والإسلام: بطرس البستاني/ دار مارون عبود للطباعة والنشر/ "د. ت". 19- الأدب في العصر المملوكي: د. محمد زغلول سلام/ دار المعارف بمصر/ "د. ت". 20- أدب الكتاب: ابن قتيبة الدينوري/ تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد/ مطبعة السعادة بمصر سنة 1963م. 21- ارتشاف الضرب من لسان العرب: أبو حيان الأندلسي/ تحقيق د. مصطفى النحاس: الطبعة الأولى/ مطبعة النسر الذهبي بمصر/ سنة 1404هـ, 1984م. 22- الأزمنة والأمكنة: أبو علي المرزوقي/ مطبعة دائرة المعارف العثمانية/ حيدر آباد الدكن الهند/ سنة 1332هـ. 23- الاستشهاد والاحتجاج باللغة: د. محمد عيد/ عالم الكتب بالقاهرة/ سنة 1988م. 24- الإشارات والتنبيهات: ابن سينا/ تحقيق د. سليمان دنيا/ الطبعة الثالثة/ دار المعارف/ مصر "د. ت". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1143 25- اشتقاق الأسماء: الأصمعي: تحقيق د. رمضان عبد التواب ود. صلاح الدين الهادي/ مكتبة الخانجي/ مصر/ "د. ت". 26- إصلاح غلط المحدَثين: الخَطَّابي: تحقيق ودراسة د. حاتم صالح الضامن/ مؤسسة الرسالة/ بيروت/ لبنان/ الطبعة الثانية 1405هـ, 1985م. 27- إصلاح المنطق: ابن السكيت: تحقيق أحمد شاكر، وعبد السلام هارون/ دار المعارف/ مصر/ 1949م. 28- الأصمعيات: الأصمعي: تحقيق أحمد محمد شاكر وعبد السلام هارون/ دار المعارف بمصر/ سنة 1964م. 29- الأصول في النحو: ابن السراج: تحقيق د. عبد الحسين الفتلي/ مؤسسة الرسالة/ بيروت/ لبنان/ الطبعة الثالثة/ سنة 1408هـ, 1988م. 30- الأضداد في اللغة: محمد بن القاسم الأنباري: تحقيق عبد القادر سعيد/ المطبعة الحسينية بمصر/ "د. ت". وتحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم/ مطبعة الكويت/ سنة 1960م. 31- أطلس التاريخ الإسلامي: تصنيف هاري وهازارد, وترجمة الأستاذ إبراهيم زكي خورشيد/ مكتبة النهضة المصرية/ "د. ت". 32- إعراب القرآن: أبو جعفر النحاس: تحقيق د. زهير غازي زاهد/ مطبعة العاني/ الناشر وزارة الأوقاف العراقية/ بغداد/ "د. ت". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1144 33- الأعلام: خير الدين الزركلي: الطبعة الثالثة/ دار العلوم/ بيروت/ لبنان/ "د. ت". 34- أعيان الشيعة: محمد الأمين الحسيني العاملي: مطبعة الإتقان/ دمشق/ سنة 1365هـ, 1946م. 35- الأغاني: أبو الفرج الأصبهاني: دار الثقافة العربية/ بيروت/ لبنان/ الطبعة السادسة/ سنة 1404هـ, 1983م. 36- الإفصاح في شرح أبيات مشكلة الإعراب: الفارابي: تحقيق سعيد الأفغاني/ مؤسسة الرسالة/ الطبعة الثالثة/ 1400هـ, 1980م. 37- الاقتضاب في شرح أدب الكتاب: البطليوسي: راجعه عبد الله البستاني/ المطبعة الأدبية/ بيروت/ لبنان/ سنة 1901م. 38- الإقناع في القراءات السبع: ابن الباذش: تحقيق د. عبد المجيد قطامش/ الطبعة الأولى/ مطبعة ركابي ونضر/ دمشق/ 1403هـ. 39- الأمالي: أبو علي القالي: دار الكتب المصرية/ بالقاهرة/ 1344هـ. 40- الأمالي: أبو القاسم الزجاجي: الطبعة الأولى/ القاهرة/ سنة 1324هـ. 41- أمثال العرب: المفضل الضبي: مطبعة الجوائب بإستانبول/ سنة 1300هـ. 42- إنباه الرواة على أنباه النحاة: القفطي: تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم/ دار الكتب المصرية/ 1374هـ, 1955م. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1145 43- الإنصاف في مسائل الخلاف: أبو البركات الأنباري: تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد/ الطبعة الأولى/ مطبعة الاستقامة/ بالقاهرة/ سنة 1364هـ, 1945م. 44- أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك: ابن هشام الأنصاري: تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد/ دار إحياء التراث العربي/ بيروت/ لبنان/ 1966م. 45- الأيام والليالي والشهور: أبو زكريا الفراء: تحقيق إبراهيم الإبياري/ المطبعة الأميرية/ بالقاهرة/ 1956م. 46- الإيضاح العضدي: أبو علي الفارسي: تحقيق حسن شاذلي فرهود/ الطبعة الأولى/ دار التأليف بمصر/ 1389هـ, 1969م. 47- الإيضاح في شرح المفصل: ابن الحاجب: تحقيق موسى بناي العليلي/ مطبعة العاني/ بغداد 1402هـ, 1982م. 48- الإيضاح في علل النحو: الزجاجي: تحقيق مازن المبارك/ مطبعة المدني/ الناشر مكتبة العروبة/ بمصر/ 1378هـ, 1959م. 49- البداية والنهاية: ابن كثير الدمشقي: الطبعة الأولى/ مطبعة السعادة بمصر/ 1351هـ, 1932م. 50- البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع: الشوكاني/ مكتبة ابن تيمية/ بالقاهرة/ "د. ت". 51- البرهان في علوم القرآن: الزركشي/ دار إحياء الكتب العربية/ 1376هـ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1146 52- بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة: جلال الدين السيوطي: تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم/ دار الفكر/ الطبعة الثانية/ سنة 1399هـ, 1979م. 53- البيان في غريب إعراب القرآن: أبو البركات الأنباري: تحقيق د. طه عبد الحميد طه/ الهيئة المصرية العامة للكتاب/ 1400هـ, 1980م. 54- تاريخ آداب اللغة العربية: جرجي زيدان: مطبعة الهلال/ سنة 1931م. 55- تاريخ الأدب العربي: كارل بروكلمان: ج1، 2، 3 ترجمة د. عبد الحليم النجار/ دار المعارف/ بمصر سنة 1961م, ج4، 5، 6, ترجمة د. رمضان عبد التواب، ود. السيد يعقوب بكر/ دار المعارف بمصر/ سنة 1977م. 56- تاريخ الإسلام السياسي: سير توماس أرنولد, ترجمة د. حسن إبراهيم حسن/ د/ عبد المجيد عابدين/ لندن/ سنة 1935. 57- تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي: حسن إبراهيم حسن/ الطبعة الأولى/ مكتبة النهضة المصرية/ 1967م. 58- تاريخ بغداد: الخطيب البغدادي: مطبعة السعادة بمصر/ سنة 1349هـ. 59- تاريخ الحضارة الإسلامية: المستشرق الروسي ف. بارتولد, نقله إلى العربية حمزة طاهر/ الطبعة الثانية/ دار المعارف بمصر/ "د. ت". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1147 60- تاريخ الشعوب الإسلامية: كارل بروكلمان: ترجمة نبيه أمين فارس ومنير البعلبكي/ دار العلم للملايين/ بيروت/ لبنان/ "د. ت". 61- تاريخ اللغات السامية: إسرائيل ولفنسون/ طبعة القاهرة/ 1929م. 62- التذييل والتكميل في شرح التسهيل: أبو حيان: مخطوط بدار الكتب/ برقم "62" نحو. 63- تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد: ابن مالك: تحقيق محمد كامل بركات/ دار الكتاب العربي للطباعة والنشر/ 1387هـ, 1967م. 64- التصريح بمضمون التوضيح: الشيخ خالد بن عبد الله الأزهري: مطبعة عيسى البابي الحلبي/ مصر/ سنة 1343هـ. 65- التكملة: أبو علي الفارسي: تحقيق د. حسن شاذلي فرهود/ الناشر/ عمادة شئون المكتبات/ جامعة الرياض/ المملكة العربية السعودية/ الطبعة الأولى سنة 1401هـ, 1981م. 66- تهذيب إصلاح المنطق: الخطيب التبريزي: تحقيق د. فوزي عبد العزيز مسعود/ الهيئة العربية العامة للكتاب/ سنة 1987م. 67- تهذيب اللغة: أبو منصور الأزهري: تحقيق عبد السلام هارون/ الدار القومية للطباعة/ سنة 1384هـ, 1964م. 68- التيسير في القراءات السبع: أبو عمرو الداني: تصحيح أوتوبرتزل/ إستانبول/ مطبعة الدولة للنشريات الإسلامية لجمعية المستشرقين الألمان/ 1920م. 69- جمهرة أشعار العرب: أبو زيد القرشي: بولاق/ سنة 1308هـ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1148 70- جمهرة الأمثال: أبو هلال العسكري: تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم وعبد المجيد قطامش/ القاهرة سنة 1964م. 71- جمهرة أنساب العرب: ابن حزم الأندلسي: دار الكتب العلمية بيروت/ لبنان/ الطبعة الأولى/ سنة 1403هـ, 1983م. 72- جمهرة اللغة: ابن دريد: الطبعة الأولى/ مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية/ حيدر آباد الدكن/ سنة 1345هـ. 73- ابن الحاجب النحوي: آثاره ومذهبه: طارق عبد عون الجنابي/ مطبعة أسعد/ بغداد/ سنة 1972م. 74- حاشية الأمير على مغني اللبيب: محمد الأمير: مطبعة حجازي بالقاهرة/ 1372هـ. 75- حاشية ابن جماعة على شرح الجاربردي على الشافية: ابن جماعة الكناني/ بهامش شرح الجاربردي المذكور. 76- حاشية الدسوقي على مغني اللبيب: مصطفى الدسوقي/ القاهرة/ 1358هـ. 77- حاشية الصبان على الأشموني: الشيخ محمد الصبان/ طبعة الحلبي/ بمصر/ 1329هـ. 78- حجة القراءات: ابن خالويه: تحقيق د. عبد العال سالم مكرم/ الطبعة الثانية/ دار الشروق/ 1397هـ, 1977م. 79- الحماسة البصرية: صدر الدين البصري/ حيدر آباد/ 1964م. 80- حياة الحيوان: الدميري: المطبعة الميمنية/ "د. ت". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1149 81- خزانة الأدب ولب لسان العرب: عبد القادر البغدادي: تحقيق عبد السلام هارون/ دار الكتاب العربي للطباعة والنشر/ بالقاهرة/ 1387هـ, 1967م. 82- الخصائص: ابن جني: تحقيق محمد علي النجار/ الطبعة الثالثة/ الهيئة المصرية العامة للكتاب/ 1408هـ, 1988م. 83- خلق الإنسان: الأصمعي/ نشر وتعليق د. أوجست هفنر "ضمن الكنز اللغوي" المطبعة الكاثوليكية/ بيروت/ لبنان/ 1903م. 84- دائرة المعارف الإسلامية: نقلها إلى العربية: إبراهيم خورشيد, وأحمد الشنتناوي/ الصين/ طالقان. 85- الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة: ابن حجر العسقلاني الطبعة الأولى/ مطبعة مجلس دائرة المعارف الإسلامية/ حيدر آباد/ الهند/ 1349هـ. 86- الدرر اللوامع على همع الهوامع: الشنقيطي: دار المعرفة/ بيروت/ لبنان/ "د. ت". 87- الديباج المذهب في معرفة علماء المذهب/ ابن فرحون: تحقيق د. الأحمدي أبو النور/ دار التراث بالقاهرة/ "د. ت". 88- ديوان الأعشى "ميمون بن قيس": طبعة دار صادر/ بيروت/ لبنان/ "د. ت". 89- ديوان الإمام الشافعي: مكتبة الكليات الأزهرية/ الطبعة الثانية/ 1406هـ, 1986م. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1150 90- ديوان امرئ القيس: دار صادر/ بيروت/ لبنان/ "د. ت". 91- ديوان البحتري: تحقيق محمد عبده عزام/ الطبعة الرابعة/ دار المعارف/ بمصر/ "د. ت". 92- ديوان أبي تمام، بشرح التبريزي: تحقيق محمد عبده عزام/ الطبعة الرابعة/ دار المعارف/ بمصر/ "د. ت". 93- ديوان تميم بن أبيّ بن مقبل: تحقيق د. عزة حسن/ دمشق/ سنة 1381هـ. 94- ديوان جميل بثينة: دار صادر/ بيروت/ لبنان/ "د. ت". 95- ديوان حاتم الطائي: دار صادر/ بيروت/ 1401هـ, 1981م. 96- ديوان حسان بن ثابت الأنصاري: دار صادر/ بيروت/ لبنان/ "د. ت". 97- ديوان الحماسة: جمعه أبو تمام: حبيب بن أوس الطائي: تحقيق د. عبد المنعم أحمد صالح/ الناشر دار الشئون الثقافية العامة بوزارة الثقافة والإعلام/ بغداد/ "د. ت". 98- ديوان ذي الرمة: تحقيق كارليل هنري هيس/ كمبردج/ سنة 1919م. 99- ديوان طرفة بن العبد/ القاهرة/ 1958م. 100- ديوان عامر بن الطفيل: دار صادر/ بيروت/ لبنان/ "د. ت". 101- ديوان عبيد بن الأبرص: دار صادر/ بيروت/ لبنان/ 1399هـ. 102- ديوان عبيد الله بن قيس الرقيات: تحقيق وشرح د. محمد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1151 يوسف نجم/ دار صادر/ بيروت/ لبنان "د. ت". 103- ديوان العجاج: تحقيق وشرح د. عزة حسن/ دار الشروق/ بيروت/ لبنان/ سنة 1971م. 104- ديوان علقمة بن عبدة: جمع الأعلم الشنتمري/ الجزائر/ 1952م. 105- ديوان عنترة: دار صادر/ بيروت/ لبنان/ 1377هـ, 1958م. 106- ديوان الفرزدق: تحقيق الأستاذ الصاوي/ سنة 1354هـ. 107- ديوان قيس بن الخطيم: نشره كوفالسكي/ ليبزج/ 1914م. 108- ديوان كعب بن مالك الأنصاري: تحقيق د. سامي مكي العاني/ مطبعة المعارف/ بغداد/ سنة 1966م. 109- ديوان لبيد بن ربيعة العامري: دار صادر/ بيروت/ لبنان/ "د. ت". 110- ديوان المثقب العبدي: تحقيق كامل حسن الصيرفي/ القاهرة/ 1931م. 111- ديوان مروان بن أبي حفصة: جمع وتحقيق د. حسين عطوان/ الطبعة الثالثة/ دار المعارف بمصر/ "د. ت". 112- ديوان النابغة الذبياني: تحقيق أحمد عبد المجيد الغزالي/ مطبعة مصر/ سنة 1913م. 113- ديوان أبي نواس: تحقيق أحمد عبد المجيد الغزالي/ مطبعة مصر/ سنة 1913م. 114- ديوان الهذليين: دار الكتب/ سنة 1369هـ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1152 115- الذريعة إلى تصانيف الشيعة: الشيخ أغا بزرك الطهراني/ مطبعة العزي/ النجف/ بغداد/ 1355هـ, 1936م. 116- ربط الشوارد في حل الشواهد: ابن الحنبلي: تحقيق د. شعبان صلاح/ دار الثقافة العربية/ القاهرة/ الطبعة الأولى/ 1409هـ, 1989م. 117- رسالة في علم الموسيقى: نصير الدين الطوسي: تحقيق زكريا يوسف/ مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر/ سنة 1964م. 118- روضات الجنة في أحوال العلماء والسادات: محمد باقر الخوانساري: تحقيق أسد الله إسماعيليان/ قم/ سنة 1392هـ. 119- روضة الأدب في طبقات شعراء العرب: إسكندر إبكاريوس/ بيروت/ 1858م. 120- أبو زكريا الفراء ومذهبه في اللغة والنحو: أحمد مكي الأنصاري/ المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية/ "د. ت". 121- زينة الفضلاء في الفرق بين الضاد والظاء: أبو البركات الأنباري: تحقيق د. رمضان عبد التواب/ مؤسسة الرسالة/ بيروت/ لبنان/ الطبعة الثالثة/ 1408هـ, 1988م. 122- السبعة في القراءات: ابن مجاهد: تحقيق د. شوقي ضيف/ دار المعارف بمصر/ سنة 1972م. 123- سراج القارئ المبتدي وتذكار القارئ المنتهي في شرح منظومة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1153 الشاطبي المسماة: حرز الأماني ووجه التهاني: أبو القاسم علي بن عثمان/ مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر/ 1955م. 124- سر صناعة الإعراب: ابن جني: تحقيق مصطفى السقا، ومحمد الزفزاف/ الطبعة الأولى/ مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر/ سنة 1374هـ, 1954م. 125- السلوك لمعرفة دولة المملوك: تقي الدين المقريزي: لجنة التأليف والترجمة والنشر/ 1941م. 126- سنن الترمذي "الجامع الصحيح": أبو عيسى محمد بن عيسى بن سَوْرة: تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي/ الطبعة الثانية/ مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر/ 1388هـ, 1968م. 127- سنن الدارمي: أبو محمد عبد الله بن بهرام الدارمي/ دار الفكر/ بيروت/ لبنان/ "د. ت". 128- سنن أبي داود: أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني, راجعه وعلق عليه محمد محيي الدين عبد الحميد/ دار إحياء التراث العربي/ بيروت/ لبنان/ "د. ت". 129- سنن ابن ماجه: أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني: تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي/ المكتبة العلمية/ بيروت/ لبنان/ "د. ت". 130- سنن النسائي بشرح السيوطي: دار الكتب العلمية/ بيروت/ لبنان/ "د. ت". 131- سير أعلام النبلاء: شمس الدين الذهبي: تحقيق إبراهيم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1154 الزيبق/ الطبعة الأولى/ مؤسسة الرسالة للطبع والنشر/ بيروت/ لبنان/ 1403هـ, 1983م. 132- الشافية في علمي التصريف والخط: ابن الحاجب/ المطبعة الميمنية/ القاهرة/ سنة 1305هـ. 133- شذرات الذهب في أخبار من ذهب: ابن العماد الحنبلي/ المكتب التجاري للطباعة/ بيروت/ لبنان/ "د. ت". 134- شرح أبيات سيبويه: أبو جعفر النحاس: تحقيق د. وهبة متولي سالمة/ الطبعة الأولى/ مطبعة النهضة بمصر/ سنة 1405هـ, 1985م. 135- شرح أدب الكاتب: الجواليقي: نشره القدسي/ سنة 1350هـ. 136- شرح اختيارات المفضل: الخطيب التبريزي: دمشق/ 1971م. 137- شرح الأشموني على ألفية ابن مالك: الأشموني: الطبعة الأولى/ مطبعة السعادة بمصر/ الناشر مكتبة النهضة المصرية/ 1375هـ, 1955م. 138- شرح ألفية ابن مالك: ابن الناظم: تحقيق د. عبد الحميد السيد محمد عبد الحميد/ دار الجيل/ بيروت/ "د. ت". 139- شرح الحماسة: التبريزي: مطبعة حجازي بالقاهرة/ "د. ت". 140- شرح الحماسة: المرزوقي: القاهرة/ 1372هـ. 141- شرح ديوان امرئ القيس: أبو بكر عاصم بن أيوب: المطبعة الرحمانية/ "د. ت". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1155 142- شرح شافية ابن الحاجب: الجاربردي: "ضمن مجموعة الشافية". 143- شرح شافية ابن الحاجب: رضي الدين الأستراباذي: بتحقيق محمد نور الحسن، ومحمد الزفزاف، ومحمد محيي الدين عبد الحميد/ دار الفكر العربي/ بيروت/ لبنان/ سنة 1395هـ, 1975م. 144- شرح شافية ابن الحاجب: النقرة كار: "ضمن مجموعة الشافية". 145- شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب: ابن هشام الأنصاري: تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد/ دار الاتحاد العربي/ القاهرة/ سنة 1961م. 146- شرح شواهد سيبويه: الأعلم الشنتمري: بأسفل الكتاب/ طبعة بولاق/ سنة 1317هـ. 147- شرح شواهد شروح الألفية: العيني: مطبعة الحلبي/ بالقاهرة/ "د. ت". 148- شرح شواهد المغني/ جلال الدين السيوطي: لجنة التراث العربي/ بالقاهرة/ "د. ت". 149- شرح الكافية: ابن الحاجب: طبعة إستانبول/ سنة 1311هـ. 150- شرح كافية ابن الحاجب: رضي الدين الأستراباذي: دار الكتب العلمية/ بيروت/ لبنان/ "د. ت". 151- شرح كتاب سيبويه: أبو سعيد السيرافي: بهامش الكتاب/ طبعة بولاق/ سنة 1317هـ. 152- شرح اللمحة البدرية في علم العربية لأبي حيان: ابن هشام الأنصاري: تحقيق د. رواي/ ط2/ مطبعة حسان بالقاهرة/ "د. ت". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1156 153- شرح المفصل: ابن يعيش: المطبعة المنيرية/ بالقاهرة/ "د. ت". 154- شرح الوافية نظم الكافية: ابن الحاجب: تحقيق موسى بناي العليلي/ مطبعة الآداب/ النجف/ العراق/ 1400هـ, 1980م. 155- الشعر والشعراء: ابن قتيبة: تحقيق أحمد محمد شاكر/ دار المعارف بمصر/ سنة 1364هـ. 156- شمس العلوم: نشوان الحميري: مطبعة بريل/ 1951م. 157- شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح: ابن مالك: تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي/ لجنة البيان العربي/ 1957م. 158- الصاحبي: ابن فارس: القاهرة/ سنة 1910م. 159- الصحاح "تاج اللغة وصحاح العربية": إسماعيل بن حماد الجوهري: تحقيق أحمد عبد الغفور عطار/ دار الكتاب العربي بمصر/ الطبعة الثانية/ سنة 1402هـ, 1982م. 160- صحيح البخاري بشرح الكرماني: دار إحياء التراث العربي/ بيروت/ لبنان/ الطبعة الثانية/ 1401هـ, 1981م. 161- صحيح مسلم بشرح النووي: دار الفكر/ بيروت/ لبنان/ 1403هـ, 1983م. 162- ضرائر الشعر: ابن عصفور الإشبيلي: تحقيق السيد إبراهيم محمد/ دار الأندلس/ الطبعة الأولى/ 1980م. 163- ضرائر الشعر "أو ما يجوز للشاعر في الضرورة": محمد بن جعفر القزاز القيرواني: تحقيق المنجي الكعبي/ الدار التونسية/ 1971م. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1157 164- الطالع السعيد: الإدفوي: تحقيق سعد محمد حسن/ الدار المصرية للتأليف والترجمة والنشر/ سنة 1966م. 165- طبقات الشافية: ابن قاضي شهبة: مطبعة الحسينية بمصر/ "د. ت". 166- طبقات الشافية الكبرى: تاج الدين السبكي: تحقيق عبد الفتاح محمد الحلو, ود. محمود محمد الطناحي/ الطبعة الأولى/ مطبعة الحلبي بمصر/ 1384هـ, 1965م. 167- طبقات الشعراء: ابن المعتزّ: تحقيق عبد الستار أحمد فراج/ الطبعة الرابعة/ دار المعارف بمصر/ "د. ت". 168- طبقات فحول الشعراء: ابن سلام: تحقيق محمود شاكر/ دار المعارف بمصر/ سنة 1373هـ. 169- طبقات النحويين واللغويين: أبو بكر الزبيدي: تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم/ الطبعة الثانية/ دار المعارف/ "د. ت". 170- ظهر الإسلام: أحمد أمين: الطبعة الأولى/ مكتبة النهضة المصرية/ بالقاهرة/ "د. ت". 171- غاية النهاية في طبقات القراء: أبو الخير بن الجزري: عني بنشره ج. برجستراشر/ مطبعة السعادة بمصر/ الناشر مكتبة الخانجي بمصر/ سنة 1933م. 172- العرف الطيب في شرح ديوان أبي الطيب: الشيخ ناصيف اليازجي: طبعة دار صادر/ بيروت/ لبنان/ 1987م. 173- عصر سلاطين المماليك ونتاجه العلمي والأدبي: د. محمود رزق سليم: المطبعة النموذجية بالقاهرة/ الناشر مكتبة الآداب بالقاهرة "د. ت". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1158 174- عصور الاحتجاج في النحو العربي: د. عبادة/ دار المعارف/ مصر/ 1980م. 175- العمدة: ابن رشيق: الطبعة الثانية/ مطبعة السعادة بمصر/ سنة 1374هـ, 1955م. 176- الفصيح: ثعلب: نشر محمد عبد المنعم خفاجي/ ط أولى/ نشر مكتبة التوحيد بمصر/ 1368هـ, 1949م. 177- فقه اللغة: د/ علي عبد الواحد وافي: مكتبة النهضة المصرية/ الطبعة الثانية/ 1363هـ, 1944م. 178- فهرس آلورد: آلورد: برلين/ سنة 1984م. 179- الفهرست: ابن النديم: بعناية قوستاف فلوغل/ مكتبة خياط/ بيروت/ لبنان/ "د. ت"، والرحمانية/ بالقاهرة/ "د. ت". 180- فهرس الكتب الموجودة بالمكتبة الأزهرية إلى سنة 1366هـ, 1947م/ المطبعة الأزهرية/ 1367هـ, 1948م. 181- الفوائد الضيائية، شرح كافية ابن الحاجب: نور الدين الجامي: تحقيق د. أسامة طه الرفاعي/ منشورات وزارة الأوقاف والشئون الدينية/ بغداد/ 1402هـ, 1983م. 182- فوات الوفيات: ابن شاكر الكتبي: تحقيق د. إحسان عباس/ دار صادر/ بيروت/ لبنان/ "د. ت". 183- في أصول النحو: سعيد الأفغاني: الطبعة الثالثة/ لجنة البيان العربي بالقاهرة/ 1952م. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1159 185- القاموس المحيط: مجد الدين الفيروزآبادي: دار الفكر/ بيروت/ لبنان/ سنة 1398هـ, 1978م. 186- القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث: د. عبد الصبور شاهين/ دار القلم/ القاهرة/ 1966م. 187- القراءات واللهجات: د. عبد الوهاب حمودة/ مكتبة النهضة المصرية/ المطبعة الأولى/ 1368هـ, 1948م. 188- قطر الندى وبَلّ الصدى: ابن هشام الأنصاري: تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد/ طبعة بيروت/ "د. ت". 189- قواعد العقائد: الغزالي: تحقيق سعيد زايد/ الدار القومية للطباعة والنشر/ 1960م. 190- الكافية في النحو: ابن الحاجب: الطبعة الرابعة/ مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر/ 1369هـ. 191- الكافية في النحو: ابن الحاجب: تحقيق طارق نجم عبد الله/ الناشر مكتبة الوفاء/ جدة/ المملكة العربية السعودية. 192- الكامل في التاريخ: ابن الأثير: راجعه وصححه د. محمد يوسف الدقاق/ دار الكتب العلمية/ بيروت/ لبنان/ "د. ت". 193- الكامل في اللغة والأدب: أبو العباس المبرّد: تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم، والسيد شحاتة/ دار نهضة مصر "د. ت". 194- الكتاب: سيبويه: تحقيق عبد السلام هارون/ دار القلم بالقاهرة/ دار الرفاعي بالرياض/ الطبعة الثانية/ 1403هـ, 1983م. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1160 195- كتاب الأفعال: أبو بكر محمد بن القوطية: مطبعة بريل/ ليدن/ 1892م. 196- كتاب البئر: أبو عبد الله محمد بن زياد الأعرابي: تحقيق د. رمضان عبد التواب/ الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر/ 1970م. 197- كتاب الجيم: أبو عمرو الشيباني: تحقيق عبد الكريم الغرباوي/ الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية/ القاهرة/ 1395هـ, 1975م. 198- كتاب النجاة: ابن سينا: الطبعة الأولى/ منشورات دار الآفاق الجديدة/ 1405هـ, 1985م. 199- الكشاف عن غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التنزيل: جار الله الزمخشري: الناشر دار الريان للتراث بالقاهرة, ودار الكتاب العربي ببيروت/ لبنان/ الطبعة الثالثة/ 1407هـ, 1987م. 200- كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون: حاجي خليفة/ مطبعة وكالة المعارف/ سنة 1364هـ, 1943م. 201- الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها: مكي بن أبي طالب: تحقيق د. محيي الدين رمضان/ مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق/ 1394هـ, 1974م. 202- اللباب في تهذيب الأنساب: ابن الأثير الجزري: دار صادر/ بيروت/ 1400هـ, 1980م. 203- لسان العرب: ابن منظور: طبعة دار المعارف/ "د. ت". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1161 204- اللهجات العربية في معاني القرآن للفراء: د. صبحي عبد الكريم/ الطبعة الأولى/ دار الطباعة المحمدية بالأزهر/ 1406هـ, 1986م. 205- ما يحتمل الشعر من الضرورة: أبو سعيد السيرافي: تحقيق د. عوض القوزي/ الطبعة الثانية/ دار المعارف بمصر/ 1412هـ, 1991م. 206- مجاز القرآن: أبو عبيدة: تحقيق د. فؤاد سزكين/ الطبعة الثانية/ القاهرة/ سنة 1970م, وتحقيق د. محمد فؤاد/ الطبعة الأولى/ مطبعة السعادة بمصر/ سنة 1945م. 207- مجالس ثعلب: أحمد بن يحيى ثعلب: تحقيق عبد السلام هارون/ الطبعة الرابعة/ دار المعارف بمصر/ سنة 1400هـ, 1980م. 208- مجمع الأمثال: الميداني: تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد/ دار الفكر/ سنة 1393هـ, 1972م, ودار المعرفة/ بيروت/ لبنان/ "د. ت". 209- مجمع البيان في تفسير القرآن: الطبري/ بيروت/ سنة 1379هـ. 210- مجمل اللغة: أحمد بن فارس: تحقيق زهير عبد المحسن سلطان/ مؤسسة الرسالة/ الطبعة الأولى/ سنة 1404هـ, 1984م. 211- مجموعة الشافية من علمي الصرف والخط: عالم الكتب/ بيروت/ لبنان/ "د. ت". 212- المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها: ابن جني: تحقيق علي النجدي ناصف، وعبد الفتاح شلبي، ومحمد علي النجار/ الناشر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية/ القاهرة/ 1969م. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1162 213- مختارات شعراء العرب: ابن الشجري: تحقيق د: نعمات محمد أمين طه/ الطبعة الأولى/ دار التوفيقية للطباعة/ الرياض/ 1399هـ, 1979م. 214- مختصر منتهى الوصول والأمل في علمي الأصول والجدل: ابن الحاجب: مطبعة كردستان العلمية بالقاهرة/ 1326هـ. 215- المدارس النحوية: د. شوقي ضيف: دار المعارف بمصر/ سنة 1968م. 216- مدرسة البصرة النحوية: د. عبد الرحمن السيد: الطبعة الأولى/ مطبعة سجل العرب/ 1388هـ, 1968م. 217- المدرسة النحوية في مصر والشام في القرنين السابع والثامن الهجريين: د. عبد العال سالم مكرم/ دار الشروق/ بيروت/ الطبعة الأولى/ 1400هـ, 1980م. 218- المذكر والمؤنث: أبو زكريا الفراء: تحقيق د. رمضان عبد التواب/ الناشر مكتبة دار التراث بمصر/ سنة 1975م. 219- مراتب النحويين: أبو الطيب اللغوي: تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم/ مطبعة نهضة مصر بالفجالة بالقاهرة/ سنة 1955م. 220- المسند: الإمام أحمد بن حنبل: المكتب الإسلامي للطباعة والنشر "د. ت". 221- المصطلح النحوي: دراسات نقدية تحليلية د. أحمد عبد العظيم/ دار الثقافة للنشر والتوزيع/ القاهرة/ 1410هـ, 1990م. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1163 222- المصطلح النحوي: نشأته وتطوره حتى أواخر القرن الثالث الهجري: د. عوض القوزي/ نشر عمادة شئون المكتبات/ بجامعة الرياض/ 1981م. 223- معالم أصول الدين: الإمام فخر الدين الرازي: تحقيق طه عبد الرءوف سعد/ دار الكتاب العربي/ 1404هـ, 1984م. 224- معاني القرآن: لأبي الحسن الأخفش: تحقيق د. فائز فارس/ دار البشير ودار الأمل/ الطبعة الثانية/ 1401هـ, 1981م. 225- معاني القرآن: أبو زكريا الفراء: تحقيق الأساتذة: أحمد يوسف نجاتي، ومحمد علي النجار، وعبد الفتاح شلبي/ طبعة دار الكتب المصرية/ "د. ت". 226- معاني القرآن وإعرابه: الزجاج: تحقيق عبد الجليل شلبي/ منشورات المكتبة العصرية/ بيروت/ لبنان/ "د. ت". 227- معجم الأدباء: ياقوت الحموي: دار المأمون بمصر/ "د. ت". 228- معجم الأطباء: أحمد عيسى: مطبعة فتح الله إلياس/ مصر/ "د. ت". 229- معجم ألقاب الشعراء: د. سامي مكي العاني: الطبعة الأولى/ مطبعة النعمان/ النجف/ العراق/ سنة 1971م. 230- معجم البلدان: ياقوت الحموي/ الطبعة الأولى/ مطبعة السعادة/ مصر/ سنة 1324هـ, 1906م. 231- معجم الشعراء: المرزباني/ نشر القدسي بتهذيب المستشرق د. سالم الكرنكوي/ 1354هـ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1164 232- معجم شواهد العربية: عبد السلام هارون/ مكتبة الخانجي بمصر/ الطبعة الأولى/ سنة 1392هـ, 1972م. 233- معجم قبائل العرب القديمة والحديثة/ عمر رضا كحالة/ الطبعة الخامسة/ مؤسسة الرسالة للطبع والنشر/ 1405هـ, 1985م. 234- معجم المؤلفين: عمر رضا كحالة/ دار إحياء التراث العربي/ بيروت/ لبنان/ "د. ت". 235- معجم مصطلحات النحو والصرف والعروض والقافية: د. محمد إبراهيم عبادة/ دار المعارف "د. ت". 236- المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي الشريف: نشر د. أ. ي. ونسنك، ود. ي. ب منسنج/ مطبعة بريل/ ليدن/ 1943م. 237- المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم: وضعه محمد فؤاد عبد الباقي/ دار الريان للتراث/ 1407هـ, 1987م. 238- المعجم الوسيط: مجمع اللغة العربية بالقاهرة/ مكتبة الصحوة/ مصر/ "د. ت". 239- معيد النعم ومبيد النقم: تاج الدين السبكي/ تحقيق محمد علي النجار، وأبي زيد شلبي/ الطبعة الأولى/ طبعة دار الكتاب العربي بمصر/ 1367هـ, 1948م. 240- مغني اللبيب عن كتب الأعاريب: ابن هشام: تحقيق محيي الدين عبد الحميد/ دار الكتب المصرية/ القاهرة/ "د. ت". 241- مفاتيح العلوم/ الخوارزمي/ المطبعة المنيرية/ سنة 1332هـ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1165 242- مفتاح السعادة ومصباح السيادة: كاش كبرى زاده/ تحقيق كامل بكري، وعبد الوهاب أبي النور/ دار الكتب الحديثة بالقاهرة/ "د. ت". 243- المفتاح في الصرف: عبد القاهر الجرجاني/ تحقيق د. علي توفيق الحمد/ دار الرسالة للطبع والنشر ودار الأمل/ الطبعة الأولى/ سنة 1407هـ, 1987م. 244- المفصل في علم العربية: جار الله الزمخشري/ دار الجيل/ بيروت/ لبنان/ "د. ت". 245- المفضل في شرح المفصل: علم الدين السخاوي: تحقيق عبد الكريم جواد كاظم/ دكتوراه كلية اللغة العربية بالقاهرة. 246- المفضليات: المفضل بن محمد الضبي: شرح وتحقيق أحمد شاكر, وعبد السلام هارون/ دار المعارف بمصر/ 1371هـ. 247- المقتبس من اللهجات العربية والقرآنية: د. محمد سالم محيسن/ مؤسسة شباب الجامعة للطباعة والنشر والتوزيع بالأسكندرية/ 1986م. 248- المقتصد في شرح الإيضاح: عبد القاهر الجرجاني: تحقيق د. كاظم بحر مرجان/ بغداد/ سنة 1982م. 249- المقتضب: أبو العباس المبرد: تحقيق محمد عبد الخالق عضيمة/ عالم الكتب/ بيروت/ لبنان/ "د. ت". 250- المقدمة: ابن خلدون: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات/ بيروت/ لبنان/ 1391هـ, 1971م. 251- الممتع في التصريف: ابن عصفور الإشبيلي: تحقيق فخر الدين قباوة/ منشورات دار الآفاق الجديدة/ بيروت/ لبنان/ طبعة ثالثة "د. ت". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1166 252- مناهج تحقيق التراث بين القدامى والمحدثين: د. رمضان عبد التواب: الطبعة الأولى/ مطبعة المدني/ الناشر مكتبة الخانجي بالقاهرة/ 1406هـ, 1986م. 253- مناهج الكافية في شرح الشافية: الشيخ زكريا الأنصاري, بهامش شرح شذور الذهب. 254- منتهى الأرب بتحقيق شرح شذور الذهب: الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد, بهامش شرح شذور الذهب. 255- منتهى الوصول والأمل في علمي الأصول والجدل: ابن الحاجب/ الطبعة الأولى/ مطبعة السعادة بمصر/ 1326هـ. 256- المنصف شرح تصريف المازني: أبو الفتح بن جني: تحقيق إبراهيم مصطفى, وعبد الله أمين/ الطبعة الأولى/ مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر/ سنة 1373هـ, 1954م. 257- المنقوص والممدود: أبو زكريا الفراء: تحقيق عبد العزيز الميمني الراجكوتي/ دار المعارف/ "د. ت". 258- منهج البحث في الأدب: لانسون، وماييه: نقله من الفرنسية إلى العربية د. محمد مندور/ دار العلم للملايين/ بيروت/ لبنان/ "د. ت". 259- الموفي في النحو الكوفي: صدر الدين الكنغراوي: شرحه محمد بهجة البيطار/ مطبوعات المجمع العلمي العربي/ دمشق/ "د. ت". 260- موقف النحاة من الاحتجاج بالحديث النبوي الشريف: د. خديجة الحديثي/ منشورات وزارة الثقافة والإعلام بالعراق/ 1981م. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1167 261- النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة: ابن تغري بردي/ المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر "د. ت". 262- نزهة الطرف في علم الصرف, للميداني: دار الآفاق الجديدة/ بيروت/ لبنان/ الطبعة الأولى/ 1401هـ, 1981م. 263- نسب قريش, للمصعب الزبيري: تحقيق أ. ليفي بروفنسال/ دار المعارف بمصر/ سنة 1953م. 264- النشر في القراءات العشر: ابن الجزري: دار الكتب العلمية/ بيروت/ لبنان/ "د. ت". 265- النوادر في اللغة: أبو زيد الأنصاري: دار الكتاب/ بيروت/ لبنان/ 1387هـ. 266- هدية العارفين: إسماعيل البغدادي: الطبعة الثالثة/ إستانبول/ سنة 1387هـ, 1947م. 267- وفيات الأعيان أنباء أبناء الزمان: ابن خلكان: تحقيق إحسان عباس/ دار الثقافة/ بيروت/ لبنان/ "د. ت". رابعا: الرسائل العلمية: 268- البسيط شرح كافية ابن الحاجب: تحقيق عبد المنعم محمود علي سيد, رسالة دكتوراه بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، 1976م. 269- شرح الوافية نظم الكافية: ابن الحاجب: تحقيق طارق نجم عبد الله، رسالة ماجستير، كلية اللغة العربية بالقاهرة. 270- الكافي في شرح الهادي: الزنجاني: تحقيق محمود فجال، رسالة دكتوراه بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر بالقاهرة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1168 271- كتاب كشف النقاب عن مخدرات ملحة الإعراب: عبد الله الفاكهي: تحقيق ودراسة عبد المقصود محمد عبد المقصود، ماجستير, كلية دار العلوم/ 1408هـ, 1988م. 272- المصطلحات النحوية، نشأتها وتطورها: سعيد أبو العزم، ماجستير، دار العلوم، 1977م. 273- الوافية في شرح الكافية: ركن الدين الأستراباذي، تحقيق خالد فائق أحمد محمود، دكتوراه، كلية اللغة العربية بالأزهر سنة 1397هـ, 1977م. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1169 فهرس الموضوعات : الموضوع التقديم 7. الدراسة: ركن الدين الأستراباذي: حياته وآثاره 9. التمهيد: عصر ركن الدين الأستراباذي 11. الحالة السياسية في عصره 11. الحالة الاقتصادية والاجتماعية في عصره 15. الحالة العلمية والفكرية والثقافية في عصره 16. الحياة الدينية في عصره 20. الفصل الأول: ركن الدين: نشأته وحياته وآثاره 22. المبحث الأول: نشأته وحياته 22. أ- اسمه ونسبه 22. اضطراب الروايات في زاوية الأسماء, وما يتعلق بها من الكنى والألقاب 23. أأحمد هو أم محمد؟ 26. ب- ألقابه 28. ج- كنيته 31. د- أسرته 32. هـ- ميلاده 33. و موطنه 39. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1170 ز- نشأته وحياته العلمية 41. ح- رحلاته 43. ط- أخلاقه وصفاته 44. ي- مكانته العلمية وثقافته 45. ك- مذهبه الفقهي 46. ل- شيوخه وتلاميذه 50. م- وفاته 56. ن- آراء العلماء فيه 58. المبحث الثاني: آثاره "الموجود منها والمفقود" 63. ما وصل إلينا من مصنفاته 72 1- كتاب البسيط: 72. توثيق اسم الكتاب 73. توثيق نسبته إلى ركن الدين 75. مخطوطاته 77. طباعته 79. ما يمتاز به هذا الكتاب 79. 2- كتاب المتوسط: تعريف بالكتاب 80. توثيق عنوانه, ونسبته إلى ركن الدين 81. أهمية هذا الكتاب 83. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1171 مخطوطات الكتاب 84. طباعته 92. الشروح والحواشي عليه: 93. أولا: الشروح 93. ثانيا: الحواشي 95. تعقيب 96. 3- شرح الشافية: 99. الفصل الثاني: كتاب شرح شافية ابن الحاجب 100. المبحث الأول: دراسة الكتاب: 100. قيمة الكتاب 100. منهج ركن الدين في عرض قضاياه التصريفية في الكتاب 101. بين ركن الدين وابن الحاجب 105. المسائل الخلافية في الكتاب: 108. 1- خلافهم حول أصل "كيّنونة" 108. 2- أصل الهاء المتطرفة في "هناه" 109. 3- وزن "أشياء" وعلم منعها من الصرف 111. 4- أصل الألف المنقلبة عن التنوين في الاسم المقصور حال الوقف 113. 5- وزن "إنسان" 114. 6- وزن "همَّرش" 115. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1172 7- اشتقاق لفظة "سُرّيّة" 116. 8- اشتقاق لفظة "مئونة" 117. 9- خلافهم حول "أَوَّل" 118. 10- الزائد في التضعيف: الثاني أم الأول؟ 119. 11- الهاء في "هجرع" زائدة أم أصلية؟ 120. 12- أصل "استطاع" 120. 13- تثنية اللذيّا واللتيّا 121. 14- خلافهم حول كتابة الألف الثلاثية في الاسم المنوّن 122. اللهجات العربية الواردة في الكتاب: 1- قلب الكسرة فتحة والياء ألفا في لهجة "طيئ" 123. 2- لهجة "هذيل" في الثلاثي المعتل العين, إذا جمع جمع مؤنث سالما 123. 3- تسكين العين في نحو "حُجْرات" و"كِسْرات" لهجة تميم 124. 4- لهجات العرب في نطق الأمر المدغم للواحد, والمضارع المجزوم بالسكون 125. 5- حذف الواو والياء اللتين هما ضميران لغة لبعض قيس وأسد 128. 6- إبدال الميم من لام التعريف لغة طائية 129. 7- إبدال الهاء من الهمزة لهجة طائية 130. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1173 8- أهل اليمن ينطقون الجيم كافا 130. 9- قلب ألف التثنية ياء في الوقف لهجة لبعض فزارة, وقلبها واوا لغة طيئ 130. 10- قيس يقربون الصاد من الزاي في النطق 131. 11- اللهجات العربية في الوقف على المنوّن 131. 12- بعض العرب يقف على الهاء في المؤنث بالتاء 132. 13- وجد يجُد: لغة عامرية 134. المبحث الثاني: الكتاب؛ توثيقه ومخطوطاته: 135. تحقيق عنوانه وتوثيق نسبته إلى مؤلفه 135. تاريخ تأليفه 137. الدافع وراء تأليفه 137. مخطوطاته 139. وصف ما اطلعت عليه من نسخ مخطوطاته 141. النسخ المعتمدة في التحقيق 146. نماذج خطية من النسخ المعتمدة في التحقيق 148. منهجي في تحقيق الكتاب 156. النص المحقق: مقدمة المؤلف 163. حد التصريف 166. أنواع الأبنية 172. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1174 الميزان الصرفي 174. القلب المكاني 184. علامات القلب 185. الصحيح والمعتل 197. أبنية الاسم الثلاثي 200. رد بعض الأبنية إلى بعض 208. أبنية الرباعي المجرد 215. أبنية الخماسي 220. أحوال الأبنية 227. أبنية الماضي المجرد الثلاثي 230. أبنية الماضي الثلاثي المزيد فيه 232. معاني الأبنية في الأفعال 240. معاني أبنية الثلاثي: 240. معاني فَعِلَ 242. معاني فَعُلَ 244. معاني أَفْعَلَ 248. معاني فَعَّلَ 251. معاني فَاعَلَ 253. معاني تَفَاعَلَ 255. معاني تَفَعَّلَ 258. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1175 معاني انْفَعَلَ 261. معاني افْتَعَلَ 262. معاني اسْتَفْعَلَ 264. أبنية الرباعي 266. الفعل المضارع وأبوابه 268. الصفة المشبهة 286. المصدر 291. المصدر الميمي 303. المصدر مما جاء على أكثر من ثلاثة أحرف 305. اسم المصدر 308. اسم المرة 309. أسماء الزمان والمكان 311. اسم الآلة 317. الاسم المصغر 319. شواذّ التصغير 358. تصغير الترخيم 363. تصغير المبنيات 364. الاسم المنسوب 370. الاسم المجموع 419. حكم عين الثلاثي المؤنث في جمع المؤنث 432. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1176 جمع التكسير للثلاثي الصفة 441. جمع التصحيح في الصفات 445. عود إلى جمع التكسير 446. جمع فاعل الاسم 458. جمع فاعل الصفة 460. جمع ما آخره ألف التأنيث 464. جمع أفعل اسما وصفة 467. جمع فعلان اسما وصفة 470. تكسير الرباعي والمشبه به 474. جمع الخماسي 477. اسم الجمع 479. شواذّ الجمع 481. جمع الجمع 483. التقاء الساكنين 485. الابتداء 512. الوقف 523. المقصور والممدود 566. حروف الزيادة 575. تعيين الزائد من حرفي التضعيف 621. بيان ما يضعف, وما لا يضعف من الأصول 622. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1177 الإمالة 662. إمالة الفتحة قبل هاء التأنيث في الوقف 677. تخفيف الهمزة 683. تخفيف الهمزتين المجتمعتين 704. الإعلال: 720. قلب الواو والياء تاء إذا كانتا فاءين 732. قلب الواو ياء والياء واوا 733. حذف الواو والياء فاءين 734. قلب الواو والياء ألفا وهما عينان 742. تصحيح العين إذا اعتلت اللام 750. بعض ما لا يعلّ من الصيغ, وسبب ذلك 760. إعلال الياء والواو عينين بقلبهما همزة 771. حكم الواو المكسور ما قبلها وهي عين 782. قلب الواو ياء لاجتماعها والياء 788. الإعلال بالنقل 794. إعلال اللام 814. قلب الواو ياء وهي لام 818. قلب الواو والياء همزة طرفا 828. قلب الياء واوا والواو ياء في الناقص 830. قلب الياء ألفا والهمزة في "مفاعل" وشبهه 835. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1178 إسكان الواو والياء 840. حذف الواو والياء لامين 844. حذف اللام سماعا 846. الإبدال: 848. حروف الإبدال 853. مواطن إبدال الهمزة 856. إبدال الهمزة من حروف اللين 856. إبدال الهمزة عن العين 857. إبدال الهمزة عن الهاء 857. مواطن إبدال الألف 858. مواطن إبدال الياء 860. مواطن إبدال الواو 862. مواطن إبدال الميم 866. مواطن إبدال النون 869. مواطن إبدال التاء 870. مواطن إبدال الهاء 872. إبدال اللام 878. إبدال الطاء 880. إبدال الدال 881. إبدال الجيم 882. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1179 إبدال الصاد 885. إبدال الزاي 886. الإدغام: 889. إدغام المثلين 892. الإدغام الجائز 908. إدغام المتقاربين 909. مخارج الحروف الأصلية 910. مخارج الحروف الفرعية 916. صفات الحروف 925. طريقة إدغام المتقاربين 936. امتناع إدغام المتقاربين للبس أو لشغل 937. امتناع إدغام المتقاربين للمحافظة على صفة الحرف 940. إدغام حروف الحلق 947. إدغام لام التعريف 948. إدغام النون 951. إدغام تاء الافتعال والإدغام فيها 957. إدغام تاء مضارع تفعل وتفاعل 963. الحذف 966. مسائل التمرين: 971. الخط 995. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1180 الكتابة تكون بالنظر إلى الابتداء والوقف 997. خاتمة المؤلف 1039. الفهارس الفنية للتحقيق: 1041. 1- الآيات القرآنية 1043. 2- الأحاديث النبوية 1051. 3- الأمثال والأقوال العربية 1052. 4- الأشعار 1054. 5- الأرجاز 1056. 6- أصحاب اللهجات العربية 1058. 7- الأعلام 1060. 8- الطوائف والجماعات النحوية 1064. 9- الأماكن والبلدان 1066. 10- الكتب الواردة بالكتاب المحقق 1068. 11- المواد اللغوية 1069. 12- مصادر البحث ومراجعه 1141. 13- فهرس الموضوعات 1171. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1181