الكتاب: فضائل القرآن (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الخامس) المؤلف: محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي النجدي (المتوفى: 1206هـ) المحقق: عبد العزيز بن زيد الرومي، وصالح بن محمد الحسين الناشر: جامعة الإمام محمد بن سعود، الرياض، المملكة العربية السعودية عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي] ---------- فضائل القرآن لمحمد بن عبد الوهاب محمد بن عبد الوهاب الكتاب: فضائل القرآن (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الخامس) المؤلف: محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي النجدي (المتوفى: 1206هـ) المحقق: عبد العزيز بن زيد الرومي، وصالح بن محمد الحسين الناشر: جامعة الإمام محمد بن سعود، الرياض، المملكة العربية السعودية عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي] فضائل القرآن تأليف: الإمام محمد بن عبد الوهاب بسم الله الرحمن الرحيم (1) باب فضائل تلاوة القرآن وتعلمه وتعليمه وقول الله عز وجل: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} 1 وقوله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} 2. وعن عاثشة (رضي الله عنها) قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران" 3 أخرجاه4. وللبخاري5 عن عثمان (رضي الله عنه) أن رسول الله صلى الله   1 سورة المجادلة آية: 11. 2 سورة آل عمران آية: 79. 3 البخاري: تفسير القرآن (4937) , ومسلم: صلاة المسافرين وقصرها (798) , والترمذي: فضائل القرآن (2904) , وأبو داود: الصلاة (1454) , وابن ماجه: الأدب (3779) , وأحمد (6/48 ,6/94 ,6/98 ,6/110 ,6/170 ,6/192 ,6/239 ,6/266) , والدارمي: فضائل القرآن (3368) . 4 البخاري في الصحيح 6: 138 في باب التفسير - تفسير سورة "عبس" - بلفظ "مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام, ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران": ومسلم بهذا اللفظ 1. 549 , 550 في صلاة المسافرين "باب فضل الماهر بالقرآن والذي يتتعتع فيه". وأخرجه ابن ماجه - 2. 1242 في الأدب (باب فضل القرآن) رقم الحديث 3779 وفيه "والذي يقرؤه يتتعتع فيه" بدون واو وأحمد في مسنده 6, 94 بلفظ "إن الذي يقرأ القرآن الماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرؤه تشتد عليه قراءته فله أجران". وأبو داود بمعناه رقم (1454) 2: 148 في ثواب قراءة القرآن. والترمذي 8: 112 في "باب ما جاء في فضل قارئ القرآن". والدارمي 2: 444 في "باب فضل من يقرأ القرآن ويشتد عليه" مع اختلاف يسير في لفظه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 3 عليه وسلم قال: "خيركم من تعلم القرآن وعلّمه" 1. ولمسلم 2 عن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه. اقرؤوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران؛   1: 158 في فضائل القرآن "باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه وزاد "قال: وأقرأ أبو عبد الرحمن في إمرة عثمان حتى كان الحجاج, قال: وذاك الذي أقعدني مقعدي هذا". ورواه أيضا بلفظ "إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه". كما رواه الترمذي في ثواب القرآن "باب ما جاء في تعليم القرآن" بهذا اللفظ وبلفظ " خيركم أو أفضلكم ... ". وابن ماجه 1: 76, 77 في المقدمة -باب فضل من تعلم القرآن وعلمه برقم (211) ولفظه "قال شعبة: خيركم, وقال سفيان: أفضلكم ... وأبو داود 2: 147- في الصلاة "باب في ثواب قراءة القرآن". والدارمي 2: 437 في فضائل القرآن "باب خياركم من تعلم القرآن وعلمه" عن علي بلفظه وعن عثمان ومصعب بن سعد بمعناه مع زيادة يسيرة. 2 البخاري: فضائل القرآن (5027) , والترمذي: فضائل القرآن (2907 ,2908) , وأبو داود: الصلاة (1452) , وابن ماجه: المقدمة (211) , وأحمد (1/57 ,1/58 ,1/69) , والدارمي: فضائل القرآن (3338) . 2 2: 197 في الصلاة "باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة بزيادة: قال معاوية: بلغني أن البطلة السحرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 4 فإنهما تأتيان 1 يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان2، أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما، 3 اقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة، وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة". وله4 عن النواس بن سمعان قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به، تقدمه5 سورة "البقرة وآل عمران". وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: "كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان6 عن صاحبهما". وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ حرفا من كتاب الله فله به7 حسنة، والحسنة بعشر أمثالها. لا أقول (الم)   1 في الأصل "يأتيان". 2 في الأصل "غيابتان". 3 في الأصل "يحاجان لصاحبهما" والتصحيح في الجميع من مسلم. 4 2: 197, 198 في الصلاة, باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة". ورواه الترمذي 8: 98, 99 في ثواب القرآن وفضائله "باب ما جاء في سورة آل عمران" مع اختلاف في اللفظ, وانظر أحمد 5: 348 , 352, والدارمي 2: 455, 451. 5 في الأصل "يقدمه". 6 في الأصل "يحاجان". 7 في الأصل "فله حسنة" ولفظ مسلم ما أثبتناه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 5 حرف ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف" رواه الترمذي1 وقال: حديث حسن صحيح. وله2، وصححه عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها 3 ". ولأحمد4 نحوه من حديث أبي سعيد وفيه: "فيقرأ ويصعد بكل آية درجة، حتى يقرأ آخر شيء معه 5") ولأحمد6 أيضا عن بريدة مرفوعا:   1 8: 115, 116 في ثواب القرآن "باب ما جاء فيمن قرأ حرفا من القرآن ما له من الأجر". ورواه الدارمي بمعناه 2: 429 في فضائل القرآن, باب فضل من قرأ القرآن". 2 8: 117 في ثواب القرآن. 3 في الأصل "عند آخر آية" والزيادة في الترمذي. ورواه أبو داود 2: 153 في الصلاة "باب استحباب الترتيل في القراءة" وفي آخره "فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها". وأحمد 2: 192 بلفظ ".. اقرأ, وارق, ورتل.. تقرؤها". 4 3: 40 ورواه ابن ماجه 2: 1242 في الأدب "باب ثواب القرآن". 5 في الأصل "منه" ولفظ أحمد ما أثبتناه. 6 5: 348 وانظر صفحة 352 , ورواه الدارمي 2: 450 , 451 في فضائل القرآن "باب فضل سورة البقرة وآل عمران" بلفظ قريب من لفظ أحمد. وابن ماجه 2: 1242 مختصرا في الأدب- باب ثواب القرآن". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 6 "تعلموا سورة البقرة" 1 فذكر مثل ما تقدم في الصحيح في البقرة وآل عمران، وفيه: "وإن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب، فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك. فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر، وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة. فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسا والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذه؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن. ثم يقال له: اقرأ واصعد في درجة الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ هذًا كان أو ترتيلا2". وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" 3 رواه أحمد والنسائي. 4   1 أحمد (5/348) , والدارمي: فضائل القرآن (3391) . 2 في الأصل زيادة ونقص في أماكن مختلفة من الحديث لم نر حاجة في الإشارة إلى كل منها ولفظ أحمد ما أثبتناه. 3 ابن ماجه: المقدمة (215) , وأحمد (3/127 ,3/242) , والدارمي: فضائل القرآن (3326) . 4 أحمد 3: 127 بأطول من هذا ولفظه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لله أهلين من الناس, فقيل: من أهل الله منهم؟ قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته وانظر الصفحات 127 , 128 , 242 من الجزء نفسه. والنسائي. كما رواه ابن ماجه 1: 76 في المقدمة "باب فضل من تعلم القرآن وعلمه" ولفظه قريب من أحمد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 7 (2) باب ما جاء في تقديم أهل القرآن وإكرامهم وكان القراء أصحاب مجلس عمر كهولا كانوا أو شبابا، عن أبي 1 مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يؤم القوم اقرؤهم لكتاب الله. فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة. فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة. فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنا" وفي رواية سلما "ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه، ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه" 2 رواه مسلم3. وللبخاري4 عن جابر: "أنه صلى الله عليه وسلم كان يجمع   1 في الأصل "ابن مسعود" والتصحيح من مسلم ولفظه عن أبي مسعود الأنصاري وذكر الحديث. 2 مسلم: المساجد ومواضع الصلاة (673) , والترمذي: الصلاة (235) , والنسائي: الإمامة (780 ,783) , وأبو داود: الصلاة (582) , وابن ماجه: إقامة الصلاة والسنة فيها (980) , وأحمد (4/117 ,4/121 ,5/272) . 3 1: 465 في المساجد ومواضع الصلاة- "باب من أحق بالإقامة" ورواه النسائي 2: 86 في الإقامة بمعناه, وابن ماجه 1: 313, 314 في إقامة الصلاة "باب من أحق بالإقامة" وأحمد بمعناه 1: 118, 121, 5: 272. 4 2: 80 في كتاب الجنائز باب "72" وتمامه: "وقال: أنا شهيد كل هؤلاء يوم القيامة وأمر بدفنهم بدمائهم ولم يغسلوا ولم يصلَّ عليهم" وباب "75" وقال في آخره: "ولم يصلِّ عليهم, ولم يغسِّلهم". ورواه الترمذي 3: 411 في الجنائز "باب ما جاء في ترك الصلاة على الشهيد" وآخره "ولم يصلَّ عليهم ولم يغسَّلوا". وابن ماجه 1: 485 في الجنائز "باب ما جاء في الصلاة على الشهداء ودفنهم" وهو موافق للفظ البخاري في الباب (75) الا أنه زاد في لفظ "الثلاثة" حيث قال: "كان يجمع بين الرجلين والثلاثة. ". والنسائي 4: 62 في الصلاة على الشهداء وآخره: "ولم يصلِّ عليهم ولم يغسَّلوا". وأبو داود 3: 501 في الجنائز رقم (3138) وآخره "ولم يغسَّلوا وليس فيه ذكر الصلاة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 8 بين الرجلين من قتلى أُحد (في ثوب واحد) 1 ثم يقول: أيهم2 أكثر أخذًا للقرآن؟ فإذا أشير له3 إلى أحدهما قدمه في اللحد". وعن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان" 4 حديث حسن رواه أبو داود.5   1 ليست في الأصل. 2 في الأصل "أيهما". 3 في الأصل "فإذا أشير إلى.. ". 4 أبو داود: الأدب (4843) . 5 5: 174 في الأدب 23- باب في تنزيل الناس منازلهم. وهذا لفظه, وفيه زيادة "المقسط" بعد قوله: "ذي السلطان". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 9 (3) باب وجوب تعلم القرآن وتفهمه واستماعه والتغليظ على من ترك ذلك وقول الله تعالى: {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً} 1 وقال تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ} 2 وقوله: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً} 3 الآية. عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا، فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير. وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس، فشربوا وسقوا وزرعوا. وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ. فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به، فعلم وعلّم 4. ومثل5 من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله   1 سورة الأنعام آية: 25. 2 سورة الأنفال آية: 22. 3 سورة طه آية: 124. 4 في الأصل: فتعلم وعمل ولفظ ابن حبان "فعلم وعمل". 5 في الأصل: ومن لم يرفع.. والتصحيح من البخاري ومسلم, وأحمد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 10 الذي أرسلت به" أخرجاه1. وعن ابن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "2 ارحموا ترحموا، واغفروا يغفر الله لكم. ويل لأقماع القول ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون" رواه أحمد.3   1 البخاري 1: 22, 23 في كتاب العلم 20- باب فضل من عَلِمَ وعلَّم بهذا اللفظ إلا قوله: "وأصاب منها طائفة أخرى" ففيه: وأصابت, ولفظ مسلم: " وأصاب طائفة منها أخرى" ومسلم 4: 1787 1788 في الفضائل 5- باب بيان مثل ما بعث النبي صلى الله عليه وسلم من الهدى والعلم مع اختلاف في بعض ألفاظ الحديث وأوله: "إن مثل ما بعثني الله به عز وجل.. ". وأخرجه أحمد 4: 399 عن أبي موسى قال: ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه إبراهيم وحنّكه بتمرة.. إلى أن قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن مثل ما بعثني الله عز وجل به من الهدى والعلم كمثل غيث.. وذكر الحديث. ورواه ابن حبان 1: 3 باب الاعتصام بالسنة وما يتعلق بها نقلا وأمرا وزجرا. 2 في الأصل عن ابن عمر.. "واغفروا يغفر لكم" وصوابه من أحمد ما أثبتنا. 3 2: 165, 219 عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال -وهو على المنبر- "ارحموا تُرْحموا" الحديث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 11 (4) باب الخوف على من لم يفهم القرآن أن يكون من المنافقين وقوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ} 1 الآية، وقوله عز وجل {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا} 2 الآية. عن أسماء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريب ا 3 من فتنة الدجال؛ يؤتى أحدكم [فيقال: ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن أو الموقن، لا أدري أي ذلك قالت أسماء] 4 فيقول: هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى، فأجبنا وآمنا واتبعنا. فيقال: نم صالحا فقد علمنا إن كنت لمؤمنا 5. وأما المنافق أو المرتاب فيقول: لا أدري. سمعت الناس يقولون شيئا فقلته".   1 سورة محمد آية: 16. 2 سورة الأعراف آية: 179. 3 في الأصل بياض بين قوله: "في قبوركم وقوله: أو قريبا من فتنة الدجال هكذا ".. في قبوركم أو قريبا.. ". 4 ما بين القوسين ليس في الأصل فنقلناه من البخاري لضرورة وضوح المعنى. 5 في الأصل: "إنك لمؤمن" وليس في ألفاظ البخاري, ولفظ مسلم: "قد كنا نعلم إنك لتؤمن به" الجزء: 1 ¦ الصفحة: 12 أخرجاه1. وفي حديث البراء 2 في 3 الصحيح: " أن المؤمن يقول: هو رسول الله، فيقولان: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت" 4   1 البخاري 1: 23, 24 في كتاب العلم 24- باب من أجاب الفتيا بإشارة اليد والرأس, 1: 40, 41 في الوضوء 37- باب من لم يتوضأ إلا من الغشي لمثقل, 2: 10 في الجمعة 28- باب من قال في الخطبة بعد الثناء: أما بعد, 2: 33 في المكسوف 10- باب صلاة النساء مع الرجال في الكسوف, 9: 77 في الاعتصام 3- باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومسلم 2: 264 في الكسوف رقم 11. وأخرجه أحمد 6: 345, 346, ومالك في الموطأ 1: 188, 189 في الكسوف. هذا والمؤلف رحمه الله أورد الحديث بشيء من الاختصار كما يعلم ذلك بالرجوع إلى كتب الحديث. 2 أخرجه أبو داود في كتاب السنة مطولا 27- باب في المسألة في القبر وعذاب القبر رقم الحديث 4753 , 4754 قال: عن أبي عمر زاذان قال: سمعت البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكر نحوه وأحمد 4: 287 مطولا.3 كذا في الأصل. والأقرب الصحيح. 4 أبو داود: السنة (4753) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 (5) باب قول الله تعالى: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ} الآية وقوله: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً} 1 الآية. عن أبي الدرداء قال: "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فشخص ببصره 2 إلى السماء، ثم 3 قال: " هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء 4". فقال زياد بن لبيد الأنصاري: كيف يختلس5 منا وقد قرأنا القرآن؟ فوالله لنقرأنه ولنقرئنه نساءنا6 وأبناءنا فقال: "ثكلتك أمك يا زياد إن كنت لأعدك من فقهاء المدينة 7. هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني عنهم؟ ".   1 سورة الجمعة آية: 5. 2 في الأصل: فشخص بصره. 3 في الأصل: فقال. 4 في الأصل: "حتى لا يقدرون على شيء منه". 5 في الأصل: "زياد بن لبيد". 6 في الأصل: "فوالله لنقرئنه نساءنا". 7 في الأصل: "من فقهاء أهل المدينة". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 14 رواه الترمذي 1 وقال: حسن غريب. وعن عائشة رضي الله عنها: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أنزل عليه: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} ? إلى قوله: {سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} 2 قال: "ويل لمن قرأ هذه الآية ولم يتفكر فيها" رواه ابن حبان في صحيحه.   1 7: 304 في كتاب العلم 5- باب ما جاء في ذهاب العلم. وانظر الدارمي 1: 77- باب في ذهاب العلم. 2 سورة آل عمران الآيتان: 190 - 191. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 (6) باب إثم من فجر بالقرآن وقوله تعالى: {وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ} 1 وقوله: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} 2 وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً} 3 الآية. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يخرج في هذه الأمة - ولم يقل منها - قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم وحلوقهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، فينظر إلى نصله إلى رصافه، فيتمارى في فوقه، هل علق به من الدم شيء" 4 أخرجاه. 5   1 سورة البقرة آية: 26. 2 سورة المائدة آية: 44. 3 سورة البقرة آية: 174. 4 البخاري: استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم (6931) , ومسلم: الزكاة (1064) , والنسائي: الزكاة (2578) وتحريم الدم (4101) , وأبو داود: السنة (4764) , وأحمد (3/4 ,3/31 ,3/33 ,3/56 ,3/60 ,3/64 ,3/65 ,3/68 ,3/72 ,3/73) . 5 البخاري 4: 109 في كتاب الأنبياء باب 9- 6: 162, 163 في فضائل القرآن 373- باب من رايا بقراءة القرآن أو تأكل به أو فجر به 5: 134 في المغازي 139- باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني جذيمة, 9: 102 في باب 22 وانظر الباب (55) باب قراءة الفاجر والمنافق وأصواتهم وتلاوتهم لا تجاوز حناجرهم من نفس الجزء ومسلم بلفظ قريب من هذا 2: 740 في الزكاة 47- باب ذكر الخوارج وصفاتهم رقم الحديث 147 وانظر رقم 742, 743, 745, 746, 747, 748, 750. ورواه أبو داود بمعناه 5: 122 وما بعدها في السنة 31- باب قتال الخوارج, والنسائي 5: 65 , 66 في الزكاة- باب المؤلفة قلوبهم. ومالك في الموطأ 1: 204 كتاب القرآن 4- ما جاء في القرآن الحديث رقم 10 وأحمد مطولا 3: 5 , 52 , 60 , 68 , 73 , 353 , 486. وابن ماجه 1: 59 وما بعدها في المقدمة 12- باب في ذكر الخوارج. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 16 وفي رواية "يقرؤون القرآن رطبا 1 ". وكان ابن عمر يراهم شرار الخلق وقال: "إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين". وللترمذي 2 وحسنه عن أبي هريرة مرفوعا: " من سئل عن علم فكتمه، ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار" 3   1 لعله يشير إلى رواية البخاري 5: 134 في المغازي. ومسلم 472 في الزكاة ونصها: "إنه يخرج من ضئضيء هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا لا يجاوز حناجرهم". 2 7: 301 , 302 في كتاب العلم 3- باب ما جاء في كتمان العلم بلفظ "ثم كتمه" وفيه زيادة (علمه) وأخرجه أحمد في المسند 2: 495 بلفظ: "من سئل عن علم يعلمه فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار وانظر صحيفتي 499 , 508 من الجزء نفسه, وابن ماجه 1: 97 , 98 في المقدمة 24- باب من سئل عن علم فكتمه. 3 الترمذي: العلم (2649) , وأبو داود: العلم (3658) , وابن ماجه: المقدمة (266) , وأحمد (2/263 ,2/296 ,2/305 ,2/344 ,2/353 ,2/495) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 (7) باب إثم من رايا بالقرآن عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه 1 رجل استشهد فأُتي به فعرّفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها 2؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن، فأُتي به فعرّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم 3 ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ، فقد قيل. ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل وسّع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله 4، فأُتي به فعرّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها، قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيه إلا أنفقت فيه لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال:   1 في الأصل تقديم "عليه" على "يوم القيامة". 2 لفظ (فيها) ساقط من الأصل. 3 لفظ (العلم) ساقط من الأصل. 4 لفظ (كله) ساقط من الأصل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18 هو جواد 1 فقد قيل. ثم أمر به فسحب على وجهه ثم 2 أُلقي في النار". رواه مسلم. 3   1 لفظ هو ساقط من الأصل. 2 في الأصل لفظ "حتى" مكان "ثم" والتصحيح في الكل من مسلم. 3 3: 1513 , 2414 في كتاب الإمارة 34- باب من قاتل ليقال: فلان جريء. وأحمد 2: 322 ولفظه قريب من مسلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 (8) باب إثم من تأكل بالقرآن عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اقرؤوا القرآن وابتغوا به وجه الله1 عز وجل قبل أن يأتي يوم يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه 2 ولا يتأجلونه" رواه أبو داود 3، وله معناه من حديث سهل بن سعد. وعن عمران "أنه مر برجل يقرأ على قوم فلما فرغ سأله، فقال عمران إنا لله وإنا إليه راجعون، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قرأ القرآن فليسأل الله (تبارك وتعالى) ب هـ 4 فإنه سيجيء قوم يقرؤون القرآن يسألون به الناس" رواه أحمد والترمذي. 5   1 عبارة "وابتغوا به وجه الله" ليست في أبي داود وإنما ورد في المسند 3: 357 بلفظ "وابتغوا به الله عز وجل". 2 في الأصل "يستعجلونه". 3 1: 520 في كتاب الصلاة 139- باب ما يجزئ الأمي والأعجمي من القراءة. ورواه أحمد 3: 155, 357, 397, 5: 338. 4 لفظ "به" ساقط من الأصل. 5 أحمد 4: 432 بهذا اللفظ إلا قوله: "يسألون به الناس" فهو لفظ أبي داود ولفظ أحمد "يسألون الناس به" وانظر الصحائف 432 , 433 , 436 , 437 , 439 , 445 من نفس الجزء وأبو داود 8: في ثواب القرآن 20- باب اسألوا الله بالقرآن. مع يسير اختلاف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 (9) باب الجفاء عن القرآن عن سمرة بن جندب في حديث الرؤيا الطويل مرفوعا قال: "أتاني الليلة اثنان فذهبا بي، قالا: انطلق وإني انطلقت معهما وإنا أتينا على رجل مضطجع، وإذا آخر قائم عليه بصخرة، وإذا هو يهوي بالصخرة على رأسه فيثلغ رأسه، فيتدهده الحجر هاهنا فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصبح رأسه كما كان. ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل في المرة الأولى. فقلت لهما: سبحان الله ما هذا؟ قالا: هذا رجل علمه الله القرآن فنام عنه بالليل، ولم يعمل فيه بالنهار. يفعل به إلى يوم القيامة" وفي رواية: 1 "الذي يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة " رواه البخاري 2 ولمسلم عن أبي موسى أنه قال لقراء البصرة: "اتلوه، ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم" وعن "ابن مسعود قال: إن بني إسرائيل لما طال عليهم الأمد فقست قلوبهم فاخترعوا كتابا من عند أنفسهم استحلته أنفسهم، وكان الحق يحول بينهم وبين كثير من شهواتهم حتى نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم"   1 هي رواية البخاري في الجنائز والتي قبلها روايته في التعبير. 2 9: 37 , 38 في التعبير -باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح. ورواه أيضا في الجنائز 2: 87 باب 93 وقد رواه في الموضوعين مطولا. ورواه أحمد 5: 8 , 14. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 (10) باب من ابتغى الهدى من غير القرآن وقول الله عز وجل {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانا} 1 الآيتين وقوله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ} 2 الآية. وعن زيد بن أرقم قال: "قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا بماء يدعى: خما، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر، ثم قال: أما بعد، أيها الناس إنما أنا بشر مثلكم يوشك أن يأتيني رسول من ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما: كتاب الله، فيه الهدى والنور. فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحث على كتاب الله ورغب فيه. ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي " 3 (وفي لفظ) 4: "أحدهما كتاب الله، هو حبل الله، من تبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على الضلالة " رواه مسلم، 5 وله 6 عن جابر   1 سورة الزخرف آية: 36. 2 سورة النحل آية: 89. 3 مسلم: فضائل الصحابة (2408) , وأحمد (4/366) , والدارمي: فضائل القرآن (3316) . 4 أي لمسلم. 5 4: 873 , 1874 في كتاب فضائل الصحابة 4- باب فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه الحديث رقم 36 , 37. وأخرجه أحمد 4: 367 , 371. والدارمي: 2: 431 , 432. 6 أي لمسلم 2: 952 في كتاب الجمعة 13- باب تخفيف الصلاة- والخطبة. وقد اقتصر الشيخ رحمه الله- كعادته على ذكر ما يشهد للترجمة من الحديث. وأخرجه ابن ماجه 1: 17 في المقدمة 7- باب اجتناب البدع والجدل والنسائي 3: 53 في العيدين باب كيف الخطبة بلفظ: "إن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد" وذكر الحديث ورواه عن جابر أيضا مختصرا 3: 49 في كتاب السهو- باب التعود في القرآن بلفظ: "أحسن الكلام كلام الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. ورواه أحمد 3: 310 بلفظ: فإن أصدق الحديث, وأفضل الهدي. , 319 بلفظ: إن أحسن الحديث كتاب الله عز وجل وأحسن الهدي هدي محمد. وانظر البخاري 7: 22 كتاب الأدب, 9: 75 كتاب الاعتصام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (كان) إذا خطب يقول: أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة" 1 وعن سعيد بن مالك قال: "نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم: القرآن فتلاه عليهم زمانا، فقالوا: يا رسول الله لو قصصته، علينا، فأنزل الله عز وجل: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} 2 الآية فتلاه عليهم زمانا" رواه ابن أبي حاتم بإسناد حسن، وله عن المسعودي عن القاسم: "أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ملوا ملة فقالوا حدثنا يا رسول الله فنزلت:   1 مسلم: الجمعة (867) , والنسائي: صلاة العيدين (1578) , وابن ماجه: المقدمة (45) , وأحمد (3/310 ,3/371) , والدارمي: المقدمة (206) . 2 سورة يوسف الآية: 1. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً} 1. ثم ملوا ملة فقالوا: حدثنا يا رسول الله، فأنزل الله عز وجل: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} 2 الآية. ورواه عبيد عن بعض التابعين، وفيه: {فإن طلبوا الحديث دلهم على القرآن} . وكان معاذ بن جبل يقول في مجلسه كل يوم - قلّ ما يخطئه أن يقول ذلك -: "الله حكم قسط. هلك المرتابون. إن وراءكم فتنًا يكثر فيها المال، ويفتح فيها القرآن حتى يقرأه المؤمن والمنافق والمرأة والصبي، فيوشك أحدهم أن يقول: قد قرأت القرآن فما أظن أن يتبعوني حتى ابتدع لهم غيره. فإياكم وما ابتدع، فكل بدعة ضلالة، وإياكم وزيغة الحكيم، وإن المنافق قد يقول كلمة الحق، فتلقوا الحق ممن جاء به، فإن على الحق نورا" الحديث رواه أبو داود 3 وروى البيهقي عن عروة بن الزبير "أن عمرأراد أن يكتب السنن فاستشار الصحابة، فأشاروا عليه بذلك. ثم استخار الله شهرا ثم قال: إني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله عز وجل، وإني لا ألبس كتاب الله بشيء أبدًا".   1 سورة الزمر الآية: 23. 2 سورة الحديد الآية: 16. 3 5: 17 , 18 في كتاب السنة 7- باب لزوم السنة مختصرا مع اختلاف في بعض ألفاظه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 (11) باب الغلو في القرآن فيه حديث الخوارج المتقدم 1 وفي الصحيح 2 عن عبد الله بن عمر قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألم أخبر أنك تصوم الدهر، وتقرأ القرآن كل ليلة؟ قلت: بلى يا رسول الله، ولم أرد بذلك إلا الخير. قال: فصم صوم داود فإنه كان أعبد الناس، واقرأ القرآن كل شهر قلت: يا رسول الله إني أطيق أفضل من ذلك. قال: فاقرأه في كل عشر قلت: يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك قال: فاقرأه في كل سبع، ولا تزد على ذلك" 3. ولمسلم 4 عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه   1 في "باب إثم من فجر بالقرآن". 2 أي صحيح البخاري 2: 48 في التهجد باب 20 , 3: 35 في الصوم 55- باب صوم الدهر, 7: 28 في النكاح 90- باب لزوجك عليك حق , 8: 27 في الأدب 84- باب حق الضيف, ورواه مسلم بتمامه 2: 813 في الصيام 35- باب النهي عن صوم الدهر لمن تضرر به أو فوت به حقا أو لم يفطر العيدين والتشريق وبيان تفضيل صوم يوم وإفطار يوم. وأحمد 2: 200 والنسائي 4: 180 , 181 مطولا في كتاب الصيام. 3 البخاري: الجمعة (1131 ,1153) والصوم (1975) والأدب (6134) , ومسلم: الصيام (1159) , والنسائي: الصيام (2391 ,2392) , وأبو داود: الصوم (2427) , وابن ماجه: الصيام (1712) , وأحمد (2/158) , والدارمي: فضائل القرآن (3486) . 4 4: 2055 في العلم 4- باب هلك المتنطعون. ونصه: عن الأحنف بن قيس عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هلك المتنطعون قالها ثلاثا. وأخرجه أحمد 1: 386 بلفظ "ألا هلك المتنطعون". وانظر سنن الدارمي "المقدمة" 1: 54. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 وسلم قال: "هلك المتنطعون" 1. ولأحمد 2 عن عبد الرحمن بن شبل مرفوعًا: "اقرؤوا القرآن، ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به". وعن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا ألفين 3 أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري 4 مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول: لا أدري 5، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه" رواه أبو داود والترمذي. 6   1 مسلم: العلم (2670) , وأبو داود: السنة (4608) , وأحمد (1/386) . 2 3: 444 وما ذكره الشيخ هو لفظ أحمد وانظر الجزء 4: 437, 445. 3 في الأصل "لألفين". 4 هذا لفظ أبي داود ولفظ ابن ماجه: "يأتيه الأمر مما أمرت به" ولفظ الترمذي: "يأتيه أمر مما أمرت به". 5 هذا لفظ الترمذي وابن ماجه ولفظ أبي داود "لا ندري". 6 أبو داود 5: 12 في كتاب السنة 6- باب في لزوم السنة, والترمذي 7: 309, 310 في أبواب العلم 10- باب ما نهى عنه أن يقال عند حديث النبي. ورواه ابن ماجه 1: 6, 7 في المقدمة 2- باب تعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والتغليظ على من عارضه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 (12) باب ما جاء في اتباع المتشابه في الصحيح 1 عن عائشة رضي الله عنها: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} إلى قوله: {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} 2 فقال: إذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم" انتهى. وقال عمر: "يهدم الإسلام زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن، وحكم الأئمة المضلين" ولما سأل صبيغ (عمر) 3 عن (الذاريات) وأشباهها (ضربه عمر) . والقصة مشهورة. 4   1 مسلم 4: 2053. في العلم 1- باب النهي عن اتباع متشابه القرآن والتحذير من متبعيه. ورواه الدارمي 1: 55 في المقدمة- باب من هاب الفتيا وكره التنطع والتبدع. ورواه أبو داود 5: 6 كتاب السنة 2- باب النهي عن الجدال واتباع المتشابه, والترمذي 8: 177 في تفسير القرآن. 2سورة آل عمران الآية: 7. 3 لفظ "عمر" ليس في الأصل وقد أثبت في الدرر ج 2 ص 8 وكذلك قوله: ضربه عمر. والمقام يقتضي إثباتهما. 4 انظر الدارمي 1: 54 , 55. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 (13) باب وعيد من قال في القرآن برأيه وبما لا يعلم وقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} 1 إلى قوله: {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} 2. وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قال في القرآن برأيه" 3 وفي رواية: "من غير علم فليتبوأ مقعده من النار" 4 رواه الترمذي وحسنه، 5 وعن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ" 6 رواه أبو داود والترمذي 7 وقال: غريب.   1 سورة الأعراف آية: 33. 2 سورة البقرة آية: 169. 3 الترمذي: تفسير القرآن (2951) , وأحمد (1/233 ,1/269) . 4 الترمذي: تفسير القرآن (2950) , وأحمد (1/233 ,1/269) . 5 8: 146, 147 في كتاب التفسير 1- باب ما جاء في الذي يفسر القرآن برأيه. ورواه أحمد 1: 233 , 269 وانظر صفحة 323 , 327 من نفس الجزء. 6 الترمذي: تفسير القرآن (2952) , وأبو داود: العلم (3652) . 7 أبو داود 4: 64 في كتاب العلم 5- باب الكلام في كتاب الله بغير علم. ولفظه: من قال في كتاب الله عز وجل ... والترمذي. 8: 147 في التفسير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 (14) باب ما جاء في الجدال في القرآن قال أبو العالية آيتان ما أشدهما على من يجادل في القرآن: قوله تعالى: {مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا} 1، وقوله: {وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} 2. عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "جدال في القرآن كفر" 3 رواه أحمد وأبو داود 4 وإسناده جيد، وفي حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: "سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما يتمارون في القرآن فقال: إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب 5") .   1 سورة غافر آية: 4. 2 سورة البقرة آية: 176. 3 أبو داود: السنة (4603) , وأحمد (2/258) . 4 أحمد 2: 258 , 478 , 494 , ورواه بلفظ: "مراء في القرآن كفر" 2: 503. وأبو داود 5: 9 في كتاب السنة 5- باب النهي عن الجدال في القرآن بلفظ "المراء في القرآن كفر". 5 رواه أحمد 1: 401 من حديث عبد الله بن مسعود بلفظ ".. فإنما هلك من كان قبلكم باختلافهم ثم قال: انظروا أقرأكم رجلا فخذوا بقراءته, وانظر صحيفة 421. ورواه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو وذكر قصته 4: 2053 في كتاب العلم 1- باب النهي عن اتباع متشابه القرآن والتحذير من متبعيه والنهي عن الاختلاف في القرآن. قوله: "باختلافهم في الكتاب" ساقط من الأصل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 (15) باب ما جاء في الاختلاف في القرآن في لفظه أو معناه وقول الله عز وجل: {وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} 1 الآية، وقوله: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ} 2 الآية. وفي الصحيح 3 عن ابن مسعود قال: "سمعت رجلا يقرأ آية سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ خلافها، فأخذت بيده فانطلقت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له، فعرفت في وجهه الكراهة، فقال: كلاكما محسن فلا تختلفوا، فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا" 4. وفيه أيضا5 عن 6 ابن عمرو قال: "هجّرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسمعت أصوات رجلين اختلفا في آية، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه   1 سورة آية: 118-119. 2 سورة البقرة آية: 213. 3 أي صحيح البخاري 3: 106 في الخصومات باب 1 ما يذكر في الأشخاص والخصومة بين المسلم واليهودي, 4: 140 في كتاب الأنبياء باب 51- 6: 163 في فضائل القرآن باب 374 اقرأوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم ورواه أحمد 1: 456 وانظر 1: 401 , 421 , 5: 124. 4 البخاري: الخصومات (2410) , وأحمد (1/393 ,1/401 ,1/405 ,1/412 ,1/419 ,1/421 ,1/452 ,1/456 ,5/124) . 5 مسلم 4: 2053 في العلم 1- باب النهي عن اتباع متشابه القرآن والتحذير من متبعيه والنهي عن الاختلاف في القرآن. وأخرجه أحمد 2: 192. 6 في الأصل "ابن عمر". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 وسلم يعرف في وجهه الغضب، فقال: إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب". وفي المسند 1 عنه من حديث عمرو بن شعيب قال: "كنا جلوسا بباب النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم: ألم يقل الله كذا وكذا؟ وقال بعضهم: ألم يقل الله كذا وكذا؟ (فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم) . 2 فخرج كأنما فقئ في وجهه حب الرمان، فقال: أبهذا أُمرتم أو بهذا بعثتم، أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض؟ إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا، إنكم لستم مما هاهنا في شيء 3. انظروا الذي أمرتم به فاعملوا به والذي نهيتم عنه فانتهوا عنه" وفي رواية4: "خرج وهم يتنازعون في القدر". وكذا رواه الترمذي 5 من حديث أبي هريرة وفيه "خرج ونحن نتنازع في القدر" وقال: حسن.   1 2: 196. 2 ساقط من الأصل. 3 في الأصل "إنكم لم تؤمروا بهذا" والتصحيح من أحمد. 4 أي لأحمد 2:178. 5 6: 306 في القدر 1- باب ما جاء في التشديد في الخوض في القدر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 (16) باب إذا اختلفتم فقوموا في الصحيح 1 عن جندب "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اقرؤوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم، فإذا اختلفتم 2 فقوموا عنه 3") . ولهما 4 عن ابن عباس "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه: ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده قال: فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع وإن عندنا كتاب الله حسبنا، وقال بعضهم: بل   1 البخاري: 6: 163 في فضائل القرآن باب 374 اقرأوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم", 9: 90 في الاعتصام باب 2 كراهية الخلاف, ومسلم 4: 205 في العلم 1- باب النهي عن اتباع متشابه القرآن.. وأخرجه أحمد 4: 313 والدارمي 2: 441, 442, بأكثر من لفظ. 2 في الأصل: اختلفت. 3 نص البخاري في أحد لفظيه وفي الآخر زيادة "عليه" بعد قوله: "ائتلفت" كما هي لفظ مسلم وأحمد ولفظ "عنه" انفرد به البخاري. 4 البخاري 1: 28 في العلم باب 39 كتابة العلم, 4: 55 في الجهاد باب 173 جوائز الوفد, 78 في الجزية باب 6 إخراج اليهود من جزيرة العرب, 6: 9 في كتاب المغازي باب 152 مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته, 9: 90 في الاعتصام باب 2 كراهية الخلاف ومسلم 3: 1257, 1259 في الوصية 5- باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه. وأخرجه أحمد 1: 222, 293, 324. وانظر ص 355 من نفس الجزء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 ائتوا بكتاب. فاختلفوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قوموا عني ولا ينبغي عند نبي تنازع" 1 ولمسلم 2 عن ابن مسعود "أنه قرأ سورة يوسف، فقال رجل: ما هكذا أُنزلت فقال: أتكذب بالكتاب؟ "   1 البخاري: الجهاد والسير (3053) , ومسلم: الوصية (1637) , وأحمد (1/222 ,1/293 ,1/324 ,1/336 ,1/355) . 2 1: 551 في المسافرين 40- باب فضل استماع القرآن وطلب القراءة من حافظه للاستماع والبكاء عند القراءة والتدبر ولفظه: "عن عبد الله قال: كنت بحمص فقال لي بعض القوم: اقرأ علينا فقرأت عليهم سورة يوسف قال: فقال رجل من القوم: والله ما هكذا نزلت, قال: قلت: ويحك والله لقد قرأتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال لي: أحسنت فبينما أنا أكلمه إذ وجدت منه ريح الخمر, قال: فقلت: أتشرب الخمر وتكذب بالكتاب؟ لا تبرح حتى أجلدك قال: فجلدته الحد". ورواه البخاري 6: 153 في فضائل القرآن باب 345 القراءة من أصحاب النبي. وأحمد 1: 378, 425. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 (17) باب قول الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا} 1 الآية قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الكبر بطر الحق وغمط الناس 2". وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "من أكبر الذنوب عند الله أن يقول العبد: اتق الله فيقول: عليك بنفسك" وفي الصحيح 3 عن   1 سورة السجدة الآية: 22. 2 رواه مسلم 1: 93 في الإيمان. 39- باب تحريم الكبر وبيانه. ولفظه عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر, قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا قال: إن الله جميل يحب الجمال: الكبر بطر الحق وغمط الناس. وانظر أبا داود 4: 352 في اللباس 29- باب ما جاء في الكبر, وأحمد 1: 385 , 427. 3 البخاري 1: 20 في العلم باب 8 من قعد حيث ينتهي به المجلس ومن رأى فرجة في الحلقة فجلس فيها, 85 في الصلاة باب 84 الحلق والجلوس في المسجد. ومسلم: 4: 1713 في السلام 10- باب من أتى مجلسا فوجد فرجة فجلس فيها أو وراءه. ورواه مالك في الموطأ 2: 960 في السلام 3- باب جامع السلام, والترمذي 7: 353 في الاستئذان 29- باب اجلس حيث انتهى بك المجلس. وأحمد 5: 219. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 أبي واقد الليثي قال: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذهب واحد. قال: فوقفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها، وأما الآخر فجلس خلفهم، وأما الثالث فأدبر ذاهبا. فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا أخبركم عن النفر الثلاثة؟ أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله، وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه" 1 انتهى. قال قتادة في قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ} 2 الآية: "لعله أن لا يكون أنفق مالا، وبحسب امرئ من الضلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحق".   1 البخاري: العلم (66) , ومسلم: السلام (2176) , والترمذي: الاستئذان والآداب (2724) , وأحمد (5/219) , ومالك: الجامع (1791) . 2 سورة لقمان الآية: 6. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 (18) باب ما جاء التغني بالقرآن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما أذن الله لشيء 1 ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن". وفي رواية: "لنبي حسن الصوت يتغنى 2 ب القرآن يجهر به " أخرجاه 3. وعن أبي لبابة أن رسول الله   1 في الأصل "إذنه". 2 لفظ "يتغنى" غير مثبت في الأصل. 3 البخاري 6: 157 في فضائل القرآن باب 356 من لم يتغن بالقرآن ولفظه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أذن الله لشيء ما أذن للنبي أن يتغنى بالقرآن" قال سفيان: تفسيره يستغنى به. ا. هـ, 9: 114 في التوحيد باب 30 قوله تعالى: ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له.. الآية. ومسلم 1: 545 في المسافرين 34- باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن الحديث رقم (232) ولفظه " ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن" 233 بلفظ "ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به". وأخرجه أبو داود 2: 157 في الصلاة 355- باب استحباب الترتيل في القراءة رقم الحديث 1473. والنسائي 2: 140 في كتاب الافتتاح- تزيين الصوت بالقرآن. والدارمي 1: 349 في الصلاة باب التغني بالقرآن: وأحمد 2: 271 , 285 , 450. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 صلى الله عليه وسلم قال: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن" 1 رواه أبو داود 2 بسند جيد، والله سبحانه وتعالى أعلم آخره وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه. جاء في آخر النسخة التي اعتمدنا عليها والموجودة بالمكتبة السعودية تحت رقم 460 / 86 ما نصه: تمت والحمد لله رب العالمين في ضحى يوم الثلاثاء يوم السادس عشر من شهر الله المحرم رجب سنة تسعين بعد المائتين والألف من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم بقلم الفقير إلى الله عبده وابن عبده وابن أمته عبد بن مبارك أبو عقيل غفر الله له ولوالديه ولوالديهم ولجميع المسلمين بمنه وكرمه آمين وصلى الله على محمد وسلم.   1 البخاري: التوحيد (7527) , ومسلم: صلاة المسافرين وقصرها (792) , والنسائي: الافتتاح (1017 ,1018) , وأبو داود: الصلاة (1473) , وأحمد (2/271 ,2/284 ,2/450) , والدارمي: فضائل القرآن (3490 ,3491 ,3497) . 2 2: 156 , 157 في كتاب الصلاة 355- باب استحباب الترتيل في القراءة. وأخرجه البخاري 9: 123 في التوحيد باب 42 قول الله تعالى: وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور ... والدارمي 1: 349- باب التغني بالقرآن. وأحمد 1: 172, 175, 179. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37