الكتاب: عقيدة الحافظ تقي الدين عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي المؤلف: عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي الجماعيلي الدمشقي الحنبلي، أبو محمد، تقي الدين (المتوفى: 600هـ) المحقق: عبد الله بن محمد البصيري الناشر: مطابع الفردوس، الرياض، المملكة العربية السعودية الطبعة: الأولى، 1411هـ/1990م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي] ---------- عقيدة الحافظ تقي الدين عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي المقدسي، عبد الغني الكتاب: عقيدة الحافظ تقي الدين عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي المؤلف: عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي الجماعيلي الدمشقي الحنبلي، أبو محمد، تقي الدين (المتوفى: 600هـ) المحقق: عبد الله بن محمد البصيري الناشر: مطابع الفردوس، الرياض، المملكة العربية السعودية الطبعة: الأولى، 1411هـ/1990م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي] مقدمة ... عَقيدَة الحافظ تقي الدّين عَبدالغني بن عَبدالواحد المقدسي "ت600هـ" حَققها وَخرج أحاديثها وعَلق عَليها: عَبدالله بن مُحمّد البُصَيري بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمداً كثيراً مباركاً فيه، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: فإني عثرت وبتوفيق الله تعالى على ثلاث نسخ خطية لعقيدة الإمام الحافظ تقي الدين عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي رحمه الله، وحيث أن هذه العقيدة تمثل منهج السلف رحمهم الله في أهم قضايا العقيدة وخاصة فيما يتعلق بصفات الله تعالى، ولما للعقيدة السلفية من أهمية بالغة في حياة المسلم فقد رأيت أن أقوم بتحقيقها ونشرها مساهمة مني في خدمة العقيدة السلفية ونشرها بين أبناء المسلمين، وأود أن أشير إلى أن هذه العقيدة قد طبعت عام 1391هـ ضمن مجموع في العقيدة بعناية الشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله، لكنها نفذت الآن أسأل الله تعالى أن يجعل عملي خالصاً لوجهه الكريم وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه وبهذه المناسبة أشكر الله تعالى على معونته وتوفيقه لي بخدمة هذه العقيدة كما أشكر كل من قدم لي عوناً أو مساعدة في نشرها وبالله التوفيق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 5 3- عملي في الكتاب. أولاً: ترجمة 1 الحافظ عبد الغني اسمه ونسبه: هو الإمام الحافظ تقي الدين أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور بن رافع بن حسن   1 مصادر ترجمة الحافظ عبد الغني رتبتها حسب أقدمية الوفاة: 1- ياقوت الحموي "626هـ" معجم البلدان 2/160 "جماعيل". 2- محمد بن عبد الغني الشهير بابن نقطة "ت629هـ" في التقييد 2/138. 3- ابن الدبيثي= أبو عبد الله محمد بن سعيد "ت637هـ" في تاريخه: "انظر: المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي" انتقاء الذهبي 3/82-83. 4- ابن النجار= محمد بن محمود "ت643هـ" في ذيل تاريخ بغداد "انظر: المستفاد من ذيل تاريخ بغداد لابن الدمياطي ص 167-169". 5- المنذري - زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي "ت656هـ" في التكملة لوفيات النقلة 2/17-19 رقم 778. 6- أبو شامة= عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي الدمشقي "ت665هـ" في الذيل على الروضتين ص 46-47. 7- الذهبي= محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي "ت748هـ" في تذكرة الحفاظ 4/1372، وفي سير أعلام النبلاء 21/443-471، وفي العبر 3/129، وفي دول الإسلام 2/107، وفي المعين في طبقات المحدثين ص 186. 8 ابن كثير= إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي "ت774هـ" في البداية والنهاية ج 13/38-39. 1 9- ابن رجب= عبد الرحمن بن أحمد الحنبلي "ت795هـ" في الذيل على طبقات الحنابلة 2/5-34. 10- جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي "ت874هـ" النجوم الزاهرة 6/185. 11- السيوطي= جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي "ت911هـ" في طبقات الحفاظ 485-486، وفي حسن المحاضرة 1/354. 12- ابن طولون= محمد بن طولون الصالحي "ت952هـ" تاريخ الصالحية 2/439. 13- حاجي خليفه= مصطفى بن عبد الله "ت1067هـ" في كشف الظنون 1013،1164،1509،2053. 14- ابن العماد الحنبلي= عبد الحي بن العماد الحنبلي "ت1089هـ" شذرات الذهب ج 4/345-346. 15- صديق حسن خان "ت 1307هـ" في التاج المكلل 213. 16- إسماعيل باشا البغدادي "ت 1337هـ" ذيل كشف الظنون 2/69،148، 493،196،296،308،318. هدية العارفين له 1/589 "هنا ترجمته" 17- الكتاني: محمد بن جعفر "ت 1345هـ" الرسالة المستطرفة 49. 18- بروكلمان "ت 1376هـ" تاريخ الأدب العربي 6/185-192. 19- خير الدين الزركلي "ت 1396هـ" الأعلام 4/34. 20- عمر رضا كحاله، في معجم المؤلفين 5/275. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 7 وأقام هناك مدة سمع فيها من السلفي، ثم عاد إلى دمشق ثم رحل أيضاً إلى الإسكندرية سنة سبعين وأقام بها ثلاث سنين وسمع بها من الحافظ السلفي وأكثر عنه حتى قيل لعله كتب عنه ألف جزء وسمع من غيره -أيضاً-، وسمع بمصر من أبي محمد بن بري النحوي وجماعة، ثم عاد إ لى دمشق ثم سافر بعد السبعين إلى أصبهان وكان قد خرج إليها وليس معه إلا قليل فلوس فسهل الله له من حمله وأنفق عليه حتى دخل أصبهان وأقام بها مدة وسمع بها الكثير وحصل الكتب الجيدة ثم رجع. وسمع بهمذان من عبد الرزاق بن إسماعيل القرماني والحافظ أبي العلاء وغيرهما، وبأصبهان من الحافظين أبي موسى المديني وأبي سعد الصائغ وطبقتهما، وسمع بالموصل من خطيبها أبي الفضل الطوسي وكتب بخطه المتقن ما لا يوصف كثرة وعاد إلى دمشق ولم يزل ينسخ ويُصنِف ويحدث ويفيد المسلمين، ويعبد الله حتى توفاه الله على ذلك. وقد جمع فضائل الحافظ وسيرته الحافظ ضياء الدين في جزأين وذكر فيها أن الفقيه مكي بن عمر بن نعمة المصري جمع فضائله -أيضاً-. حفظه: قال الحافظ الضياء كان شيخنا الحافظ لا يكاد أحد يسأله عن حديث إلا ذكره له وبينه وذكر صحته أو سقمه ولا يسأل عن رجل إلا قال: هو فلان بن فلان الفلاني ويذكر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 8 نسبه. وأنا أقول1: كان الحافظ عبد الغني أمير المؤمنين في الحديث. قال الضياء: وشاهدت الحافظ غير مرة بجامع دمشق يسأله بعض الحاضرين وهو على المنبر: اقرأ لنا أحاديث من غير أجزا فيقرأ الأحاديث بأسانيدها عن ظهر قلبه. وسمعت2 أبا سليمان بن علي الحافظ يقول: سمعت بعض أهلنا يقول: إن الحافظ سئل لم لا تقرأ الأحاديث من غير كتاب؟ فقال: إني أخاف العجب وسمعت أبا العباس أحمد بن محمد بن الحافظ قال: سمعت علي بن فارس الزجاج الشيخ الصالح قال: لما جاء الحافظ من بلاد العجم قلت: يا حافظ ما حفظت بعد مائة ألف حديث؟ قال: بلى أو ما هذا معناه. ثناء العلماء عليه: لقد وصفه جمع من مشاهير العلماء بأوصاف كثيرة تنبئ عن تمكنه من علم الحديث ورجاله وصفاء سريرته وقوة اعتقاده وصلابته في السنة واتباعه لها، وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وغضبه لانتهاك حدود الله لا تأخذه في الله لومة لائم كما وصف بالكرم والجود والزهد والورع وكثرة العبادة -رحمه الله- قال ابن النجار في تاريخه حدث بالكثير وصنف في الحديث تصانيف حسنة وكان غزير الحفظ من أهل الإتقان والتجويد، قيّما بجميع فنون الحديث عارفاً بقوانينه   1 القائل هو الحافظ الضياء. 2 للضياء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 9 وأصوله وعلله وصحيحه وسقيمه وناسخه ومنسوخه وغريبه وشكله وفقهه ومعانيه وضبط أسماء رواته ومعرفة أحواله، وكان كثير العبادة ورعاً متمسكاً بالسنة على قانون السلف "وقال ابن الدبيثي في تاريخه:"وكان زاهداً عابداً أمّارا بالمعروف نهاء عن المنكر أثنى الحفاظ والأئمة على فهمه وحذقه وحفظه وكان داعية إلى السنة ناصراً لها "وأثنى عليه الذهبي فقال: "الإمام العالم الحافظ الكبير الصادق العابد الأثري المتبع." وقال في موضع آخر بعد ذكر شيوخه: ولم يزل يطلب ويسمع ويكتب ويسهر ويدأب ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويتقي الله ويتعبد ويصوم ويتهجد وينشر العلم إلى أن مات1وذكره المنذر فقال: الفقيه الحافظ، كتب الكثير وله تصانيف مفيدة ولم يزل يجمع ويسمع ويسمع2. وقال ابن كثير: الحافظ عبد الغني أبو محمد المقدسي صاحب التصانيف المشهورة3وقال سبط ابن الجوزي: كان عبد الغني ورعاً زاهداً عابداً يصلي كل يوم ثلاثمائة ركعة ويقوم الليل ويصوم عامة السنة وكان كريماً جواداً لا يدخر شيئاً ويتصدق على الأرامل والأيتام حيث لا يراه أحد وكان يرقع ثوبه ويؤثر بثمن الجديد، وكان قد   1 السير 21/445. 2 التكملة 2/18. 3 البداية 13/38. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 10 ابن1جعفر المقدسي الجماعيلي2 ثم الدمشقي المنشأ الصالحي الحنبلي.   2 نسبة إلى جمّاعيل وهي قرية في جبل نابلس من أرض فلسطين "معجم البلدان 2/159". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 11 مولده: ولد بجمّاعيل من أرض نابلس سنة إحدى وأربعين وخمسمائة1، ونسب لبيت المقدس لقرب جماعيل منه ولأن نابلس وأعمالها جميعاً من مضافات البيت المقدس2، ثم انتقل مع أسرته من بيت المقدس إلى مسجد أبي صالح خارج الباب الشرقي لمدينة دمشق أولاً، ثم انتقلت أسرته إلى سفح جبل قاسيون فبنوا داراً تحتوي على عدد كبير من الحجرات دعيت بدار الحنابلة، ثم شرعوا في بناء أول مدرسة في جبل قاسيون وهي المعروفة ب"المدرسة العمرية"3، وقد عرفت تلك الضاحية التي سكنوها بالصالحية فيما بعد نسبة إليهم لأنهم كانوا من أهل العلم والصلاح. حياته العلمية: اتجه الحافظ عبد الغني إلى طلب العلم في سن مبكرة، فتتلمذ في صغره على عميد أسرته العلامة الفاضل الشيخ محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي أبو عمر،   1 قاله الحافظ الضياء، لكن قال المنذري: ذكر عنه أصحابه ما يدل على أن مولده سنة أربعة وأربعين وخمسمائة، وكذلك ذكر ابن النجار في تاريخه أنه سأل الحافظ عبد الغني عن مولده، فقال: إما في سنة ثلاث أو في سنة أربع وأربعين وخمسمائة، قال الحافظ: والأظهر أنه في سنة أربع. 2 معجم البلدان 2/159. 3 هذه المدرسة من خيرة مدارس المسلمين خرجت عدداً كبيراً من مشاهير العلماء، وكانت بها مكتبة عظيمة عز نظيرها، وقد أنشأها الشيخ أبو عمر المقدسي الزاهد محمد بن أحمد بن قدامة أخو الموفق ابن قدامة رحمهم الله. "انظر: القلائد الجوهرية 1/249 وما بعدها". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 12 ثم تتلمذ على شيوخ دمشق وعلمائها فأخذ عنهم الفقه وغيره من العلوم. رحلاته العلمية: كانت له رحلات علمية جاب خلالها كثير من البقاع، وسمع فيها بدمشق والإسكندرية وبيت المقدس ومصر وبغداد وحران والموصل وأصبهان وهمذان وغيرها، سافر إلى بغداد مرتين ومصر مرتين، وكان ارتحاله إلى دمشق وهو صغير بعد سنة خمسين وخمسمائة فسمع بها من أبي المكارم ابن هلال وسلمان بن علي الرحبي وأبي عبد الله محمد بن حمزة القرشي وغيرهم، ثم رحل إلى بغداد سنة إحدى وستين وخمسمائة مع ابن خاله الشيخ الموفق فأقاما ببغداد أربع سنين، وكان الموفق ميله إلى الفقه والحافظ عبد الغني ميله إلى الحديث فنزلا على الشيخ عبد القادر وكان يراعيهما ويحسن إليهما وقرءا عليه شيئاً من الحديث والفقه، وحكى الشيخ الموفق أنهما أقاما عنده نحواً من أربعين يوماً ثم مات وأنهما كانا يقرآن عليه كل يوم درسين من الفقه فيقرأ هو من الخرقي من حفظه والحافظ من كتاب الهداية قال الضياء: وبعد ذلك اشتغلا بالفقه والخلاف على ابن المني وصارا يتكلمان في المسألة ويناظران، وسمعا من أبي الفتح ابن البطي وأحمد بن المقرئ الكرخي وأبي بكر ابن النقور، وهبة الله بن الحسن بن هلال الدقاق وأبي زرعة وغيرهم ثم عاد إلى دمشق ثم رحل الحافظ سنة ست وستين إلى مصر والإسكندرية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 ضعف بصره من كثرة المطالعة والبكاء وكان أوحد زمانه في علم الحديث والحفظ1وقال الضياء: سألت خالي الإمام موفق الدين عن الحافظ فكتب بخطه وقرأته عليه، كان جامعاً للعلم والعمل وكان رفيقي في الصبا وفي طلب العلم وما كنا نستبق إلى خير إلا سبقني إليه إلا القليل وكمل الله فضيلته بابتلائه بأذى أهل البدعة وعداوتهم إياه وقيامهم عليه، ورزق العلم وتحصيل الكتب الكثيرة إلا أنه لم يعمر حتى يبلغ غرضه في روايتها ونشرها رحمه الله تعالى. أوقاته: كان لا يضيع شيئاً من زمانه بلا فائدة فإنه كان يصلي الفجر ويلقن الناس القرآن وربما قرأ شيئاً من الحديث ثم يقوم يتوضأ فيصلي نفلاً إلى قبل الظهر ثم ينام نومة يسيرة إلى وقت الظهر ويشتغل إما للتسميع بالحديث أو بالنسخ إلى المغرب، فإن كان صائماً أفطر بعد المغرب، وإن كان مفطراً صلى من المغرب إلى العشاء الآخرة فإذا صلى العشاء نام إلى نصف الليل أو بعده ثم قام كأن إنساناً يوقظه فيتوضأ ويصلي لحظة كذلك ثم توضأ وصلى كذلك، ثم توضأ وصلى كذلك إلى قرب الفجر وربما توضأ في الليل سبع مرات فقيل له في ذلك، فقال: ما تطيب لي الصلاة إلا مادامت أعضائي رطبة. ثم ينام نومة يسيرة إلى الفجر وهذا دأبه، وقال أخوه العماد: ما رأيت أحداً أشد محافظة على وقته من أخي، وقال الضياء: سمعت محمود بن   1 البداية 13/39. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 14 سلامة التاجر الحراني يقول: كان الحافظ عبد الغني نازلاً عندي بأصبهان وما كان ينام من الليل إلا قليلاً بل يصلي ويقرأ ويبكي1. ما ابتلي به الحافظ: قال ابن كثير في ترجمته: ثم رحل إلى أصبهان فسمع بها الكثير ووقف على مصنف للحافظ أبي نعيم في أسماء الصحابة فأخذ في مناقشته في أماكن من الكتاب في مائة وتسعين موضعاً فغضب بنو الخجندي من ذلك وأرادوا هلاكه فخرج منها مختفياً في إزار، ولما دخل الموصل في طريقه سمع بها كتاب العقيلي في الجرح والتعديل فثار عليه الحنفية بسبب أبي حنيفة فخرج منها -أيضاً- خائفاً يترقب فلما ورد دمشق كان يقرأ الحديث بعد صلاة الجمعة برواق الحنابلة من جامع دمشق فاجتمع الناس عليه وإليه وكان رقيق القلب سريع الدمعة فحصل له قبول من الناس جداً وانتفع الناس بمجالسه كثيراً فوقع الحسد عند المخالفين من أهل دمشق فجهزوا الناصح الحنبلي فتكلم تحت قبة النسر وأمروه أن يجهر بصوته مهما أمكنه حتى يشوش عليه فحول عبد الغني ميعاده إلى بعد العصر فذكر يوماً عقيدته فثار عليه القاضي ابن الزكي وضياء الدين الدولعي وعقدوا له مجلساً في القلعة يوم الاثنين الرابع والعشرين من شهر ذي القعدة سنة خمس وتسعين وخمسمائة، وتكلموا معه في مسألة العلو ومسألة النزول ومسألة الحرف والصوت وطال الكلام وظهر عليهم   1 السير 21/452-453. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 بالحجة، فقال له برغش نائب القلعة: كل هؤلاء على الضلالة وأنت على الحق؟ قال: نعم، فغضب برغش من ذلك وأمره بالخروج من البلد، فارتحل بعد ثلاث إلى بعلبك، ثم إلى القاهرة، فنزل عند الطحانين وصار يقرأ الحديث، فثار عليه الفقهاء أيضاً فكتبوا إلى الصفي بن شكر وزير العادل أنه قد أفسد عقائد الناس ويذكر التجسيم على رؤوس الأشهاد، فكتب إلى والي مصر بنفيه إلى المغرب فمات قبل وصول الكتاب إليه1قلت: عقيدة الحافظ عبد الغني هي عقيدة السلف رحمهم الله وهي الإيمان بآيات وأحاديث الصفات، وإثباتها لله من غير تشبيه ولا تعطيل ولا تأويل {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} قال الحافظ الضياء سمعت بعض أصحابنا يقول:-إن الحافظ أمر أن يكتب اعتقاده فكتب:- أقول كذا لقول الله كذا وأقول كذا لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم التي يخالفون فيها، فلما وقف عليها الملك الكامل قال: إيش في هذا يقول بقول الله عز وجل وقول رسول الله صلي الله عليه وسلم الحافظ ابن رجب: قرأت بخط الإمام الذهبي: ولم يبد من الرجل أكثر مما يقوله خلق من العلماء الحنابلة والمحدثين من أن الصفات الثابتة محمولة على الحقيقة لا على المجاز أعني أنها تجري على مواردها لا يعبر عنها بعبارات أخرى كما فعلته المعتزلة أو المتأخرون من الأشعرية، هذا مع أن صفاته تعالى لا يماثلها   1 البداية 13/39، وابن رجب في الذيل 2/26 ببعض التصرف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 16 شيء، وبكل حال فالحافظ عبد الغني من أهل الدين والعلم والتأله والصدع بالحق ومحاسنه كثيرة فنعوذ بالله من الهوى والمرا والعصبية والافتراء ونبرأ من كل مجسم ومعطل1. شيوخه: سمع أبا الفتح بن البطي وأبا الحسن علي بن رباح الفراء، وابن المني والشيخ عبد القادر الجيلي وهبة الله ابن هلال الدقاق وأبا زرعة المقدسي ومعمر بن الفاخر وأحمد ابن المقرب ويحيى بن ثابت وأبا بكر بن النقور وأحمد بن عبد الغني الباجسرائي، وعدة ببغداد، والحافظ أبا طاهر السلفي بالإسكندرية وأقام عنده ثلاث سنين فكتب عنه نحوا من ألف جزء، وبدمشق من أبي المكارم بن هلال وسلمان بن علي الرحبي وأبا المعالي بن صابر وعدة، وبمصر محمد بن علي الرحبي وعبد الله بن بري وطائفة، وبأصبهان الحافظ أبا موسى المديني وأبا الوفاء محمود بن حمكا وأبا الفتح الخرقي وابن ينال الترك ومحمد بن عبد الواحد الصائغ وحبيب بن إبراهيم الصوفي، وبالموصل أبا الفضل الطوسي وغيرهم من الأئمة المشهود لهم بالعلم والفضل2. تلاميذه: حدث عنه الشيخ موفق الدين وأولاده الثلاثة الحافظ عز الدين محمد والحافظ أبو موسى عبد الله والفقيه أبو سليمان، والحافظ الضياء المقدسي والخطيب سليمان بن   1 ذيل طبقات الحنابلة 2/24، سير أعلام النبلاء 21/465. 2 سير أعلام النبلاء 21/444. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 رحمه الأسعردي والبهاء عبد الرحمن، والشيخ الفقيه محمد اليونيني والزين بن عبد الدائم وأبو الحجاج ابن خليل والتقي اليلذاني والشهاب القوصي وعبد العزيز بن عبد الجبار القلانسي والواعظ عثمان بن مكي الشارعي وأحمد بن حامد الأرناحي وإسماعيل بن عبد القوي بن عزون وأبو عيسى عبد الله بن علاق الرزاز ... وخلق آخرهم موتاً سعد الدين محمد بن مهلهل الجيني، وروى عنه بالإجازة شيخنا أحمد بن أبي الخير الحداد1. مصنفاته2: 1ـ "المصباح في عيون الأحاديث الصحاح"مشتمل على أحاديث الصحيحين فهو مستخرج عليهما بأسانيده في ثمانية وأربعين جزء. 2ـ"هاية المراد من كلام خير العباد"لم يبيض كله في السنن نحو مائتي جزء. 3ـ "كتاب اليواقيت" مجلد 4ـ كتاب "حفة الطالبين في والمجاهدين" 5ـ كتاب " الآثار المرضية في فضائل خير البرية" أربعة أجزاء 6ـ كتاب "الروضة"أربعة أجزاء   1 الذهبي: سير أعلام النبلاء 21/446. 2 انظر: سير أعلام النبلاء 21/446-448، وذيل طبقات الحنابلة 2/18-19 وانظر عن مخطوطاتها وأماكن وجودها: تاريخ الأدب العربي 6/185 وما بعدها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18 7ـ كتاب "الذكر"جزآن 8ـ كتاب "الأسرار"جزآن. 9ـ كتاب "التهجد"جزآن. 10ـ كتاب " الفرج " جزآن 11ـ كتاب "الصلات من الأحياء إلي الأموات "جزآن 12ـ كتاب " الصفات "جزآن 13ـ كتاب " محنة الإمام أحمد "لاثة أجزاء. 14ـ كتاب" ذم الريالءجزء كبير 15ـ كتاب "ذم الغيبة " جزء ضخم 16ـ كتاب " الترغيب في الدعاء جزء كبير وقد طبع بتحقيق يوسف محمد بن حسن سنة 1411هـ القاهرة ثم طبع بتحقيق فالح الصغير ونشرته دار العاصمة بالرياض سنة 1417هـ 18ـ كتاب " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " جزء 19ـ كتاب " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " طبع بتحقيق سمير أمين الزهيري ونشرته دار السلف بالرياض 20ـ كتاب " فضائل رمضان " جزء 21ـ جزء في فضائل عشر ذي الحجة 22ـ جزء في فضائل الصدقة 23ـ جزء في فضائل الحج 24ـ جزء في فضائل رجب 25ـ جزء في وفاة النبي صلي الله عليه وسلم 26ـ جزء في الأقسام التي أقسم بها النبي صلي الله عليه وسلم 27ـ كتاب " الأربعين " 28ـ كتاب " الأربعين " آخر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 29ـ كتاب " الأربعين من كلام رب العالمين " 30ـ كتاب " الأربعين بسند واحد " رابع " 31ـ كتاب " اعتقاد الإمام الشافعي " جزء كبير 32ـ كتاب " الحكايات " سبعة أجزاء 33ـ كتاب " غنية الحافظ في تحقيق مشكل الألفاظ " في مجلدين. 34ـ كتاب "الجامع الصغير لأحكام البشير النذير" لم يتمه. 35ـ خمسة أجزاء من كتاب لم يتمه على صفة. 36ـ كتاب "من صبر ظفر". 37ـ وجزء في "ذكر القبور". 38ـ أجزاء أخرجها من الأحاديث والحكايات كان يقرؤها في المجالس تزيد على مائة جزء. 39ـ جزء في مناقب عمر بن عبد العزيز. 40ـ "مناقب الصحابة" عدة أجزاء. وأشياء كثيرة جداً ما تمت والجميع بأسانيده بخطه المليح الشديد السرعة. ومن الكتب بلا إسناد: 41ـ كتاب "الأحكام على أبواب الفقه" ستة أجزاء"مجلد". 42ـ كتاب "العمدة في الأحكام1 مما اتفق عليه   1 طبع عدة طبعات. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 البخاري ومسلم" جزآن "مجلدين". 43ـ كتاب "درر الأثر على حروف المعجم" تسعة أجزاء "مجلد". 44ـ كتاب "سيرة النبي صلى الله عليه وسلم " جزء كبير طبع بتحقيق السيدة هديان أديب الضناوي ونشرته دار الجنان ببيروت 1410هـ. 45ـ كتاب "النصيحة في الأدعية الصحيحة"1. 46ـ كتاب "الاقتصاد في الاعتقاد" جزء كبير. 47ـ كتاب "تبيين الإصابة لأوهام حصلت لأبي نعيم في معرفة الصحابة" جزآن تدلان على براعته وحفظه. 48ـ كتاب "الكمال في معرفة الرجال" 2. يشتمل على رجال الصحيحين وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة3 في أربعة أسفار يروي فيه بأسانيده. وهذا ما ذكره الذهبي وابن رجب من مؤلفاته وزاد غيرهما عليها ما يلي: 49ـ "أبو العاص بن الربيع". 50ـ"صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء". 52ـ "حديث الإفك". طبع بتحقيق أبي إسماعيل هشام بن إسماعيل السقا ونشرته دار عالم الكتب بالرياض1405هـ. 53ـ "فضائل عمر بن الخطاب".   1 طبع بتحقيق محمود الأرنؤوط ونشرته مؤسسة الرسالة بيروت سنة 1401هـ. 2 قام بتهذيبه وزاد عليه الحافظ المزي. وقد طبع بتحقيق د. بشار معروف ونشرته مؤسسة الرسالة، في خمسة وثلاثين مجلداً. 3 عبد الغني هو أول من جمع رجال الكتب الستة في مصنف واحد، نعم ألف قبله الحافظ ابن عساكر ""المعجم المشتمل"" لكنه خصصه لشيوخ الكتب الستة فقط. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 54ـ "تلخيص كتاب الكنى للحاكم". 55ـ "أخبار الحسن البصري". 56ـ "عقيدة" ذكرها جميعاً برو كلمان، طبع عدة مرات. 57ـ "أشراط الساعة" 1. 58ـ "نزهة السامعين من أخبار سيد المرسلين" 2. 59ـ "أحاديث الشعرا" طبع بتحقيق إحسان عبد المنان الجبالي ونشرته المكتبة الإسلامية بالأردن سنة1410هـ. 60ـ"تحريم القتل وتعظيمه" طبع بتحقيق أبي عبد الله عمار بن سعيد تمالت، ونشرته دار ابن حزم بالرياض سنة 1420هـ. 61ـ "التوحيد" طبع بتحقيق مصعب بن عطا الله الحايك، ونشرته دار المسلم بالرياض سنة 1419هـ. وفاته: مازال رحمه الله يتحف الأمة بعلمه وكتبه ورسائله القيمة ويعبد الله عز وجل ويدعو الناس إلى دينه حتى توفاه الله يوم الاثنين الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ستمائة للهجرة وله تسع وخمسون سنة. ودفن بمقبره القرافة بمصر إلى جوار الشيخ أبي عمرو بن مرزوق رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. وقد رثاه غير واحد من الأئمة منهم الإمام أبو عبد الله محمد بن سعد المقدسي الأديب بقصيدة طويلة مطلعها: هذا الذي كنت يوم البين أحتسب ... فليقض دمعي عنك بعض ما يجب وقد خلف من الولد عز الدين أبو الفتح محمد، وجمال الدين أبو موسى، وأبو سليمان عبد الرحمن، ثلاثتهم من العلماء رحمهم الله.   1 ذكره الكتاني في الرسالة المستطرفة 49. 2 نفس المصدر 182. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 ثانياً: وصف النسخ الخطية اعتمدت في تحقيق هذه العقيدة على ثلاث نسخ خطية هي كما يلي: الأولى:" وهي الأصل وهي التي اعتمدت عليها في تحقيق الكتاب" وهي نسخة نفيسة جداً إذ يعود تاريخ نسخها إلى سنة خمس وستين وستمائة وخطها جيد ومضبوط وعليها تصحيح ومقابلة لأحد العلماء كتب في نهايتها:"قوبل بنسخة بخط الشيخ المؤلف رضي الله عنه" وناسخها اسمه أبو الحرم بن علي برسم السمس محمد بن علوي في سنة 665هـ وعدد أوراقها ثماني عشر ورقة مسطرتها 18 × 13 سم وعدد الأسطر 17 سطراً تقريباً، وقد جعلتها الأصل واعتمدت عليها في تحقيق الكتاب لجودتها وضبطها وقرب تاريخها من وفاة المؤلف رحمه الله، ولمقابلتها أيضاً بنسخة المؤلف رحمه الله. الثانية: صورتها من مكتبة الجامعة الإسلامية ولم يكتب الناسخ ولا تاريخ النسخ ويبدو من خطها أنها كتبت في الهند وخطها نسخ جيد وقد أخذت عليه بعض الأخطاء اليسيرة، وعدد أوراقها 20 ورقة ومسطرتها 19×13سم وعدد الأسطر 17 سطراً. الثالثة: بقلم علي بن مطلق، وتقع ضمن مجموع فيه كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب وبعض الرسائل له، وبعض رسائل شيخ الإسلام ابن تيمية، وبعض الرسائل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 لعلماء نجد، ويرجع تاريخها إلى سنة 1307هـ تقريباً كما صرح به الناسخ في آخر كتاب الانتصار لحزب الله الموحدين للشيخ عبد الله أبا بطين رحمه الله، وخطها لا بأس به فاتته بعض الأخطاء اليسيرة، وعدد أوراقها 10 ورقات مسطرتها 22×15سم وعدد الأسطر 22 سطراً تقريباً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 ثالثاً: عملي في الكتاب 1- قمت بنسخ نسخة الأصل وقابلتها مع النسختين، وأثبت الاختلاف في الهامش كما قابلتها مع المطبوعة في بعض المواضع. 2- جعلت للنصوص أرقاماً متسلسلة من أول الكتاب إلى آخره. 3- وضعت عناوين للموضوعات تسهيلاً للرجوع إلى موضوعات الكتاب. 4- خرجت أحاديث وآثار الكتاب بالرجوع إلى مصادرها من كتب السنة وذكرت ما قاله العلماء في الحكم عليها من حيث الصحة والضعف بإيجاز. 5- علقت على بعض المواضع التي رأيت أنها تحتاج إلى بيان وتوضيح. 6- شرحت الكلمات الغريبة في بعض الأحاديث. 7- عزوت الآيات القرآنية إلى مواضعها من كتاب الله. 8- وضعت الفهارس الآتية: أ - فهرس الآيات. ب- فهرس الأحاديث. جـ- فهرس الآثار. د- فهرس الأعلام. هـ- فهرس الموضوعات. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 المصطلحات التي استعملتها: أنسخة الأصل. جـ نسخة الجامعة الإسلامية. ع النسخة الثالثة التي بخط علي بن مطلق. ط المطبوعة. تقريب: تقريب التهذيب لابن حجر. فتح: فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 مدخل ... بسم الله الرحمن الرحيم قال1 الشيخ الإمام العالم الزاهد الحافظ تقي الدين أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي رحمه الله: 1- الحمد لله المتفرد بالكمال والبقاء والعز والكبرياء الموصوف بالصفات والأسماء المنزه عن الأشباه والنظراء الذي سبق علمه في بريته بمحكم القضاء من السعادة والشقاء واستوى على عرشه فوق السماء، وصلى الله على الهادي إلى المحجة البيضاء والشريعة الغراء محمد سيد المرسلين والأنبياء وعلى آله وصحبه الطاهرين الأتقياء صلاة دائمة إلى يوم اللقاء2. 2- اعلم وفقنا الله وإياك لما يرضيه من القول والنية3 والعمل وأعاذنا وإياك من الزيغ والزلل أن صالح السلف وخيار   1 في "ج" بعد البسملة: رب يسر وأعن والحمد لله وحده وحسبنا الله ونعم الوكيل: قال الشيخ. وفي "ع" بعد البسملة: وبه نستعين وعليه نتوكل: الحمد لله المتفرد.. وليس فيه من قوله: قال الشيخ.. إلى آخره، وكذا في المطبوعة. 2 في "ع" البقاء وكذا في المطبوعة. 3 في "ج" السنة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 الخلف وسادة الأئمة وعلماء الأمة اتفقت أقوالهم وتطابقت آراؤهم على الإيمان بالله عز وجل وأنه واحد فرد صمد، حي قيوم سميع بصير لا شريك له ولا وزير ولا شبه له1 ولا نظير ولا عدل، ولا مثل، وأنه عزوجل موصوف بصفاته القديمة التي2 نطق بها كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وصح بها3 النقل عن نبيه وخيرته من جميع4 خلقه محمد سيد البشر الذي بلغ رسالة ربه ونصح لأمته وجاهد في الله حق جهاده وأقام الملة وأوضح المحجة5 وأكمل الدين وقمع الكافرين ولم يدع لملحد6 مجالاً ولا لقائل7 مقالاً. 3- فروى طارق بن شهاب8 قال: جاء يهودي إلى عمر ابن الخطاب9 فقال يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها لو علينا معشر اليهود نزلت "نعلم"10 اليوم الذي نزلت فيه" لاتخذنا   1 كذا في الأصل وفي "ج" ولا شبيه له ونظير وكذا في "ع" والمطبوع. 2 في "ط" الذي. 3 في "ط" به. 4 ليست في "ع" و"ط". 5 في "ع" الحجة وكذا في "ط". 6 في "ع" و"ط" للملحد. 7 في "ع" و"ط" لمجادل. 8 "9" في "ع" رضي الله عنه في الموضعين. 10 استدركت في هامش الأصل وكتب عليها صح وسقط من "ع" و"ط" ما بين القوسين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 ذلك اليوم عيداً، قال أي آية؟ قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} 1 فقال2:إني لأعلم3 اليوم الذي نزلت4، والمكان5 نزلت على رسول الله صلي الله عليه وسلم ونحن بعرفة عشية جمعة6. 4- فآمنوا بما قال الله سبحانه في كتابه وصح عن نبيه وأمّروه كما ورد من غير تعرض لكيفية أو اعتقاد شبهة أو مثلية، أو تأويل يؤدي إلى التعطيل ووسعتهم السنة المحمدية والطريقة المرضية ولم يتعدوها7 إلى البدعة المردية8 الردية، فحازوا بذلك الرتبة السنية والمنزلة العلية.   1 الآية: 3 من سورة المائدة. 2 في "ع" و"ط" فقال عمر. 3 في "ع" و"ط" ذلك. 4 في "ع" نزلت فيه وفي "ط": نزلت على رسول الله صلي الله عليه وسلم. 5 في "ع": والمكان الذي نزلت فيه. 6 الحديث متفق عليه رواه البخاري في صحيحه في عدة مواضع: في الإيمان 1/14، باب زيادة الإيمان ونقصانه، وفي المغازي، باب حجة الوداع، 5/145،146، وفي تفسير سورة المائدة، باب اليوم أكملت لكم دينكم، 6/42، وفي الاعتصام في فاتحته 9/74، ومسلم رقم 3017 في أول التفسير، والترمذي رقم 3043 في التفسير، والنسائي 8/100 في الإيمان، باب زيادة الإيمان و5/202 في الحج، باب ما ذكر في يوم عرفة، وأخرجه أحمد رقم 188، 272، والطبري "11094"، وانظر تفسير ابن كثير 3/67. 7 في "ط" ولم يتعدوا بها. 8 ليست في "ط". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 " الاستواء " 5- فمن صفات الله عزوجل التي وصف بها نفسه1 "ونطق بها كتابه، وأخبر بها نبيه: أنه مستو2 على عرشه كما أخبر عن نفسه". 6- فقال عز من قائل في سورة الأعراف: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} 3. 7- وقال في سورة يونس عليه السلام: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} 4. 8- وقال في سورة الرعد: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} 5. 9- وقال في سورة طه: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} 6.   1 بعدها في "ط": الاستواء فقال عز من قائل في سورة الأعراف، وما بين القوسين غير موجود. 2 في "ج" استوى. 3 سورة الأعراف آية 54. 4 سورة يونس آية 3. 5 سورة الرعد آية 2. 6 سورة طه آية 5. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 10- وقال في سورة الفرقان: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ} 1. 11- وقال في سورة السجدة: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} 2. 12- وقال في سورة الحديد: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} 3. 13- "فهذه سبعة مواضع أخبر فيها سبحانه أنه على العرش"4. 14- وروى أبو هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول:"إن الله عز وجل كتب كتاباً قبل أن يخلق الخلق إن رحمتي سبقت غضبي فهو عنده فوق العرش" 5. 15- وروى العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أن   1 سورة الفرقان آية 59. 2 سورة السجدة آية 4. 3 سورة الحديد آية 4. 4 ما بين القوسين استدرك في هامش الأصل وكتب عليه صح وهو في بقية النسخ. 5 رواه البخاري: 6/331: فتح، ومسلم 4/2107، وأخرجه أحمد 2/258، 260، 358، 313، 381، وابن خزيمة في التوحيد ص8، وابن أبي عاصم في السنة 1/270، والدارقطني في الصفات رقم 15 ص 19، والبيهقي في الأسماء والصفات ص 525-526. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 النبي صلي الله عليه وسلم ذكر "سبع سموات وما بينها ثم قال وفوق ذلك بحر بين أعلاه وبين1 أسفله كما بين سماء إلى سماء " "ثم فوق ذلك ثمانية أوعال2 ما بين أظلافهن وركبهن ما بين سماء إلى سماء ثم فوق ظهورهن العرش ما بين أعلاه وأسفله ما بين سماء إلى سماء"3 والله فوق ذلك رواه أبو داود4 والترمذي5 وابن ماجه6 القزويني. 16- وقالت أم سلمة زوج النبي صلي الله عليه وسلم ومالك7 بن أنس في قوله عز وجل: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} 8 "الاستواء9   1 ليست في "ج". 2 الأوعال جمع وعل وهو تيس الجبل أو العنز الوحشي، والمراد ملائكة على صورة الأوعال. "النهاية 5/207، عون المعبود 13/8، تحفة الأحوذي 9/235". 3 ما بين القوسين استدرك في هامش الأصل وكتب عليه صح. 4 رقم 4723. "5" 3320. 5 6 رقم 193. وأخرجه كذلك أحمد 1/206 -207، وابن أبي عاصم في السنة 1/253 رقم 577، قال الشيخ ناصر: إسناده ضعيف. "انظر: إثبات صفة العلو: لابن قدامه ص 59-60، وكتاب العرش وما روى فيه لمحمد بن عثمان بن أبي شيبه ص 55". 7 مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو الأصبحي أبو عبد الله المدني الفقيه إمام دار الهجرة وشيخ الإسلام إمام من أئمة المسلمين وأعلامهم، توفي سنة تسع وسبعين ومائة. "سير أعلام النبلاء 8/43، تقريب 326". 8 سورة طه آية 5. 9 الاستواء استدركت في هامش " ج " وكتب عليها صح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 غير مجهول والكيف غير معقول والإقرار به إيمان والجحود به كفر"1. 17- وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم   1 الأثر عن أم سلمة رضي الله عنها: أخرجه اللالكائي في شرح السنة 1/397، وأبو عثمان الصابوني في عقيدة السلف "23"، وابن قدامة في صفة العلو ص 109، رقم 82" وعنه الذهبي في العلو 65. قال الذهبي: ""هذا القول محفوظ عن جماعة كربيعة الرأي ومالك الإمام وأبي جعفر الترمذي، فأما عن أم سلمة فلا يصح لأن أبا كنانة ليس بثقة، وأبو عمير لا أعرفه"". وقال ابن تيمية في الفتاوى "5/365" بعد ذكر قول الإمام مالك في الاستواء: وقد روي هذا الجواب عن أم سلمة رضي الله عنها موقوفاً ومرفوعاً ولكن ليس إسناده مما يعتمد عليه. أهـ. وقال الذهبي في العلو:104، وفي مختصره 141:هذا ثابت عن مالك وتقدم نحوه عن ربيعة شيخ مالك وهو قول أهل السنة قاطبة: أن كيفية الاستواء لا نعقلها بل نجهلها وأن استواءه معلوم كما أخبر في كتابه وأنه كما يليق به لا نتعمق ولا نتحذلق ولا نخوض في لوازم ذلك نفياً ولا إثباتاً بل نسكت ونقف كما وقف السلف ونعلم أنه لو كان له تأويل لبادر إلى بيانه الصحابة والتابعون، ولما وسعهم إقراره وإمراره والسكوت عنه، ونعلم يقيناً مع ذلك أن الله جل جلاله لا مثل له في صفاته ولا في استوائه ولا في نزوله، سبحانه عما يقول الظالمون علواً كبيراً. وأما الرواية عن مالك فقد رواها اللالكائي في شرح السنة "664" وأبو عثمان الصابوني في عقيدة السلف 25، وأبو نعيم في الحلية 6/325-326، ورواه الدارمي في الرد على الجهمية ص 55-56، وكذلك البيهقي في الأسماء والصفات 515-516 من طريقين، وابن قدامة في صفة العلو 119، وابن عبد البر في التمهيد 7/151، 138، بإسناد صحيح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 قال1: "والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى" 2. 18- وروى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: " ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر من في السماء صباحاً ومساءً" 3. 19- وروى معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال لجاريته: "أين الله؟ " قالت: في السماء، قال:"من أنا؟ " قالت: أنت رسول الله، قال:"اعتقها فإنها مؤمنة" رواه مسلم بن الحجاج4 وأبو داود5وأبو عبد الرحمن النسائي6.   1 قال والذي تكررت في "ج". 2 أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب النكاح، باب تحريم امتناعها من فراش زوجها 2/1060. 3 رواه البخاري في صحيحه: في كتاب المغازي 7/665 رقم 4351، فتح، ومسلم: 2/742، في كتاب الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم، وأحمد في المسند3/4. 4 في صحيحه: 1/381-382 رقم 537. 5 في سننه رقم 930. 6 في سننه: 3/13-14، ورواه مالك في الموطأ 2/776-777، وأبو داود الطيالسي "1105" وأحمد في المسند 5/448، وابن خزيمة في التوحيد 121، والبيهقي في سننه 2/249-250، 10/57، وفي الأسماء والصفات 532، والذهبي في العلو 16،17، وابن أبي عاصم في السنة 1/215، واللالكائي في السنة 3/391-392 ح652، وابن قدامة في العلو ص46،47 رقم16، والدارمي في الرد على الجهمية 60،61،62. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 20- ومن أجهل جهلاً وأسخف عقلاً وأضل سبيلاً ممن يقول أنه لا يجوز أن يقال أين الله؟ بعد تصريح صاحب الشريعة بقوله: أين الله؟.21 21- وروى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كانت زينب بنت جحش تفخر على أزواج النبي صلي الله عليه وسلم تقول: زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سموات رواه البخاري1. 22- وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم "ذكر المؤمن عند موته وأنه يعرج بروحه حتى ينتهي بها إلى السماء التي فيها الله". رواه الإمام أحمد2 والدارقطني، وغيرهما3. 23- وروى أبو الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: "من اشتكى منكم أو اشتكى أخ له فليقل: ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك أمرك في السماء والأرض   1 رواه البخاري في صحيحه: كتاب التوحيد 13/415، باب وكان عشره على الماء وهو رب العرش العظيم، فتح الباري رقم 7420، وأخرجه أحمد 3/226، والنسائي 6/65، والترمذي 3213، وابن سعد 8/106، وأبو نعيم في الحلية 2/52، وابن قدامة ص108 رقم 81 في إثبات صفة العلو. 2 في المسند 2/364، 365. 3 ورواه النسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف 10/78، وابن ماجه 4262، وابن قدامة في العلو رقم 24، قال الشيخ ناصر الألباني في تخريج المشكاة رقم "1627": إسناده حسن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 كما رحمتك في السماء1 اغفر لنا حوبنا وخطايانا أنت رب الطيبين أنزل رحمة2 وشفاء من شفائك على هذا الوجع فيبرأ" رواه أبو القاسم الطبري في سننه34. 24- وفي هذه المسألة أدلة من القرآن والسنة يطول بذكرها الكتاب5. 25- ومنكر أن يكون الله عز وجل في جهة العلو بعد هذه الآيات والأحاديث مخالف لكتاب الله منكر لسنة رسول الله.   1 في "ع" و"ط" اجعل رحمتك في الأرض وهو موافق لرواية أبي داود. 2 في "ع" أنزل رحمة من رحمتك وكذا في رواية أبي داود والمطبوعة. 3 علق في هامش "ج" رواه أبو داود. 4 أبو القاسم، الطبري: هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري المشهور باللاكائي ت 418هـ، أخرجه في كتابه المشهور: شرح السنة ص 389 رقم 648، ورواه أبو داود في سننه ح 3892، والنسائي في عمل اليوم والليلة "1038"، والبيهقي في الأسماء والصفات 533، وابن قدامة في العلو "48"، والحاكم 1/344، 4/218،219، كلهم من طريق الليث بن سعد به وصححه الحاكم ورد الذهبي تصحيح الحاكم بقوله: زيادة قال البخاري وغيره منكر الحديث، وذكر في ترجمته في الميزان 2/98: أنه تفرد بهذا الحديث، ورواه أحمد 6/20-21 من طريق آخر لكن فيه ضعف وجهالة. 5 انظر المزيد من الأدلة على علو الله تعالى على خلقه في كتاب العلو للذهبي وإثبات صفة العلو لابن قدامه وغيرها من كتب السلف رحمهم الله في العقيدة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 26- وقال مالك بن أنس1: "الله في السماء2 وعلمه في كل مكان لا يخلو من علمه مكان"3. 27- وقال الشافعي4: "خلافة أبي بكر حق قضاها الله في السماء5 وجمع عليها قلوب أصحاب نبيه صلي الله عليه وسلم "6. 28- وقال عبد الله بن المبارك7: "نعرف ربنا فوق سبع" سموات بائنا من خلقه ولا نقول كما قالت الجهمية أنه ههنا وأشار إلى الأرض8.   1 مالك بن أنس تقدم في فقرة 16. 2 في "ج" بعد قوله الله في السماء: قال علمه في كل مكان. 3 رواه أحمد -رواه عنه ابنه عبد الله في السنة 1/106-107 فقرة 11 و173 فقرة 213،280 فقرة 532، "34 ط 1". وعنه كل من أبي داود في المسائل ص 263، والآجري في الشريعة 289، وابن عبد البر في التمهيد 7/138، واللالكائي "673"، وابن قدامة في إثبات العلو ص115، والذهبي في العلو: مختصره ص140 فقرة 130، ورجاله ثقات. 4 محمد بن إدريس بن العباس أبو عبد الله القرشي ثم المطلبي الشافعي المكي الإمام عالم العصر فقيه الملة صنف التصانيف ودون العلم من أئمة المسلمين وعلمائهم المقتدي بهم. توفي سنة أربع ومائتين "سير أعلام النبلاء 10/5، تقريب 289". 5 في "ج":في سمائه، وكذا في "ع"، "ط". 6 جزء من وصية للشافعي ذكرها ابن قدامة في صفة العلو ص 124-125 وذكرها الذهبي في العلو 120 وأعلها بأن إسنادها واه. 7 عبد الله ابن المبارك المروزي مولى بني حنظلة ثقة ثبت فقيه عالم جواد مجاهد جمعت فيه خصال الخير روى له الجماعة توفي سنة 181 وله 63 سنة "تقريب 187". 8 أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة 1/111، فقرة 22، 174-175 فقرة 216،307 فقرة 598، وأبو سعيد الدارمي في الرد على الجهمية: 67،162 "وفي الرد على المريسي 24، 103" والبيهقي في الأسماء والصفات 538، والبخاري في خلق أفعال العباد ص 15 فقرة 13، وصححه ابن تيمية في الحموية 119 "النفائس"، وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية ص44،45، وكذلك الذهبي في العلو: مختصره ص151. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 " إثبات صفة الوجه " 29- ومن الصفات التي نطق بها القرآن وصحت بها الأخبار الوجه. 30- وقال الله عز وجل: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ} 1. 31- وقال تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ} 2. 32- وروى أبو موسى رضي الله عنه عن صلي الله عليه وسلم قال: "جنات الفردوس أربع ثنتان من ذهب حليتهما وآنيتهما وما فيهما وثنتان من فضة حليتهما وآنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم عز وجل إلا رداء الكبرياء" على وجهه في جنة عدن3.   1 من الآية 88 من سورة القصص. 2 الآية 27 من سورة الرحمن. 3 رواه البخاري: فتح 8/491 رقم 4878 في التفسير: باب ومن دونهما جنتان وفي التوحيد 13/433، رقم 7444 باب قول الله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَة إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} ، ومسلم رقم 180 في الإيمان باب قوله عليه السلام: إن الله لا ينام، والترمذي رقم 2528 في صفة الجنة، وابن ماجه "186"، وأحمد 4/411، والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف 6/467-468، وابن حبان 9/240 رقم 7343، وابن أبي داود في البعث رقم 58، والبيهقي في البعث والنشور ص 158 رقم 216 وفي الاعتقاد ص 130، وابن أبي عاصم في السنة 613، وأبو نعيم في صفة الجنة 437 وفي الحلية 2/316، والبغوي في شرح السنة 15/216، وابن خزيمة في التوحيد 1/39. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 33- وروى أبو موسى قال: قام فينا رسول الله صلي الله عليه وسلم بأربع فقال: "إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل النهار1، وعمل النهار قبل الليل حجابه النار2 لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره ثم قرأ 3 {أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا} 4.رواه5 مسلم6.   1 كذا في "أ" وفي "ج" وفي "ع" عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل وهو موافق لرواية مسلم. 2 وفي رواية لمسلم النور. 3 يعني أبو عبيدة وهو أحد رواة الحديث كما في رواية ابن خزيمة وأبي داود الطيالسي والبيهقي. 4 من الآية 8 من سورة النمل. 5 ليست في "ط". 6 في الإيمان: باب في قوله عليه السلام إن الله لا ينام … 1/161،162، رقم 292-295، وأحمد في المسند 4/401، 405، وأبو داود الطيالسي رقم 491 ص 67، وابن ماجه رقم 195، 196، 1/70-71، وعبد بن حميد في المنتخب 1/479 رقم 540، ورواه ابن خزيمة في التوحيد 1/45-48، 28-29،30،31،32، والبيهقي في الأسماء 391-392. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 34- فهذه صفة ثابتة بنص الكتاب وخبر الصادق الأمين فيجب الإقرار بها والتسليم كسائر الصفات الثابتة بواضح الدلالات. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 " النزول " 35- وتواترت الأخبار وصحت الآثار بأن الله عز وجل ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا فيجب الإيمان به والتسليم له وترك الاعتراض عليه، وإمراره من غير تكييف ولا تمثيل ولا تأويل ولا تنزيه ينفي حقيقة النزول. 36- فروى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "ينزل ربنا عز وجل كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب لهمن يسألني فأعطيه1 من يستغفرني فأغفر له حتى يطلع الفجر" 2.   1 في "ج" من يسألني عطيه. 2 رواه البخاري 13/473 في التوحيد باب قول الله: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ} ، ومسلم رقم 758 في صلاة المسافرين باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل، ومالك في الموطأ 1/214 في القرآن، باب ما جاء في الدعاء، والترمذي رقم 3498 في الدعوات، وأبو داود رقم 1315 في الصلاة باب أي الليل أفضل، وابن ماجه رقم 1366، باب ما جاء في أي ساعات الليل أفضل، وأحمد في المسند 2/258،264،265،267،282،383،419،433،487، 504،509،521، وابنه في السنة 1101،1103،1187،1197،1200، وعبد الرزاق في المصنف 10/444-445، وابن خزيمة في التوحيد 1/290-327 وساق فيه عدة روايات من طريق أبي هريرة وغيره، وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة 1/217،218، واللالكائي في شرح السنة 3/435 رقم 742، والبيهقي في الأسماء 565. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 37- وفي لفظ ينزل الله عز وجل. 38- ولا يصح حمله على نزول القدرة ولا الرحمة، ولا نزول ملك. 40- لما روى مسلم بإسناده عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "ينزل الله عزوجل إلى سماء الدنيا حين يمضي ثلث الليل الأول فيقول أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجب له، من ذا الذي يستغفرني فأغفر له حتى يضيء الفجر" 1. 41- وروى رفاعه بن عرابة23 الجهني أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "إذا مضى نصف الليل أو ثلث الليل ينزل الله عزوجل إلى السماء الدنيا فيقول: لا أسأل عن عبادي أحداً غيري، من ذا الذي يستغفرني أغفر له، من ذا الذي يدعوني أستجيب له، من الذي يسأني أعطيه، حتى ينفجر الصبح" رواه الإمام أحمد4.   1 رواه مسلم 1/522 رقم 759. 2 هو رفاعة بن عرابة بفتح المهملة والراء الموحدة الجهني المدني صحابي له حديث واحد، ترجمته في الاستيعاب رقم "780" وفي أسد الغابة 2/321 رقم 1693 وفي الإصابة 2/284 وفي التقريب 104. 3 في "ع" عروبة وكذا في المطبوعة وما أثبتناه في "أ" و"ج" وهو الصواب. 4 في المسند 4/16، والنسائي في عمل اليوم والليلة رقم 475 وابن ماجه رقم 1367، قال الحافظ ابن حجر في الإصابة 3/284، في ترجمة رفاعة حديثه عند النسائي بإسناد صحيح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 41- وهذان الحديثان يقطعان تأويل كل متأول ويدحضان حجة كل مبطل. 42- وروى حديث النزول: علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وجبير بن مطعم، وجابر بن عبد الله، وأبو سعيد الخدري، وعمرو بن عنسبة وأبو الدرداء، وعثمان ابن أبي العاص، ومعاذ بن جبل، وأم سلمه زوج النبي صلي الله عليه وسلم، وخلق سواهم12. 43- ونحن مؤمنون بذلك مصدقون من غير أن نصف له كيفية أو نشبهه بنزول المخلوقين 44- وقد قال بعض العلماء سئل أبو حنيفة3 عنه -يعني النزول- فقال ينزل بلا كيف4.   1 بعدها في "ع" رضي الله عنهم. 2 ذكر اللالكائي في شرح السنة أنه رواه عن النبي صلي الله عليه وسلمعشرون نفساً، وقد ذكرها الدارقطني في كتابه النزول. 3 أبو حنيفة النعمان بن ثابت التيمي الكوفي ولد سنة 80هـ في حياة صغار الصحابة ورأى أنس بن مالك، ولم يثبت له حرف عن أحد منهم، عني بطلب الآثار وارتحل في ذلك وهو إمام فقيه قال الذهبي وأما الفقه والتدقيق في الرأي وغوامضه فإليه المنتهى والناس عليه عيال في ذلك، توفي سنة خمسين ومائة "سير أعلام النبلاء 6/390". 4 رواه البيهقي في الأسماء والصفات 572، وفي الفقه الأكبر المنسوب إلى أبي حنيفة: وصفاته كلها بخلاف صفات المخلوقين يعلم لا كعلمنا ويقدر لا كقدرتنا، ويرى لا كرؤيتنا، ويتكلم لا ككلامنا ويسمع لاكسمعنا،.ثم قال: فما ذكره الله تعالى في القرآن من ذكر الوجه واليد والنفس فهو له صفات بلا كيف ... " "شرح الفقه الأكبر ص 114 بشرح الماتريدي، 58-60 بشرح القاري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 45- وقال محمد بن الحسن الشيباني1 صاحبه: الأحاديث التي جاءت أن الله يهبط إلى سماء الدنيا ونحو هذا من الأحاديث2 أن هذه الأحاديث قد روتها الثقات، فنحن نرويها ونؤمن بها ولا نفسرها3. 46- وروينا عن عبد الله بن أحمد بن حنبل4 قال كنت أنا وأبي عابرين في المسجد فسمع قاصاً يقص بحديث5 النزول: فقال إذا كان ليلة النصف من شعبان ينزل الله عزوجل إلى سماء الدنيا بلا زوال ولا انتقال، ولا تغير حال، فارتعد أبي رحمه الله وأصفر لونه ولزم يدي وأمسكته حتى سكن، ثم قال: قف بنا على هذا المتخرص6 فلما حاذاه قال: يا هذا رسول الله صلي الله عليه وسلم   1 محمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة كان إماماً في الفقه والأصول، توفي سنة 189هـ "تاريخ بغداد 2/172". 2 تكررت في "ج". 3 رواه اللالكائي 741، وابن قدامة في العلو رقم 98 ص 117، وعنه الذهبي في العلو 113، وفي مختصره 159، وقال ابن تيمية في الفتاوى 4/4-5 ثبت عن محمد بن الحسن. 4 عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل الإمام الحافظ الحجة أبو عبد الرحمن محدث العراق ولد سنة 213هـ، قال الخطيب: كان ثقة ثبتاً فهماً "ت290هـ" "سير أعلام النبلاء 13/516". 5 في "ط" في حديث النزول. 6 في "ج" المتخوض. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 أغير على ربه عز وجل منك، قل كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم وانصرف1. 47- قال حنبل2: قلت لأبي عبد الله -يعني أحمد بن حنبل-:ينزل الله إلى سماء الدنيا قلت نزوله بعلمه أو ماذا فقال لي: اسكت عن هذا، ما لك ولهذا؟ مضى الحديث على ما روي بلا كيف ولا حد على ما جاءت به الآثار وبما جاء به الكتاب3. 48- وقال إسحاق4 بن راهويه قال لي الأمير عبد الله بن طاهر: يا أبا يعقوب هذا الحديث الذي ترويه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ينزل ربنا عز وجل كل ليلة إلى سماء الدنيا كيف ينزل؟ قال قلت: أعز الله الأمير لا يقال لأمر الرب عز وجل كيف إنما ينزل بلا كيف5.   1 ذكره مرعي بن يوسف الكرمي في أقاويل الثقات ص 62-63. 2 حنبل بن إسحاق بن حنبل أبو علي الشيباني ابن عم الإمام أحمد، قال الخطيب: كان ثقة ثبتاً، توفي سنة 273هـ بواسط. "طبقات الحنابلة 1/143". 3 ذكره اللالكائي في شرح السنة رقم 777 وذكره ابن القيم عن الخلال مختصر الصواعق 2/251. 4 إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي أبو محمد بن راهويه المروزي ثقة حافظ مجتهد قرين أحمد بن حنبل. مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين، "تقريب 27". 5 رواه أبو عثمان الصابوني في عقيدة السلف رقم 41، وأورده ابن تيمية في شرح حديث النزول ص 51، معزوا إلى الصابوني، وذكره الذهبي في العلو -مختصرة- رقم 236، ورجاله ثقات. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 49- ومن قال يخلو العرش عند النزول أو لا يخلو فقد أتى بقول مبتدع ورأي مخترع. " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 " إثبات صفة اليدين " 50- ومن صفاته سبحانه الواردة في كتابه العزيز الثابتة عن رسوله المصطفى الأمين: اليدان 51- قال الله عز وجل: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} 1. 52- وقال عز وجل: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} 2. 53- وروى أبو هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "التقى آدم وموسى فقال موسى يا آدم أنت أبونا خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته خيبتنا وأخرجتنا فقال آدم: أنت موسى كلمك الله تكليماً وخط لك التوراة بيده واصطفاك برسالته، فبكم وجدت في كتاب الله، {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} 3 قال: بأربعين سنة، قال: فتلومني على أمر قدره علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة، قال رسول صلي الله عليه وسلم: "فحج آدم موسى" 4.   1 آية 64 من سورة المائدة. 2 سورة ص آية 75. 3 من الآية 121 من سورة طه. 4 رواه البخاري في أحاديث الأنبياء: باب وفاة موسى 6/508 رقم 3409 وفي تفسير سورة طه باب قوله: "واصطنعتك لنفسي" رقم4736،4738 وفي القدر باب تحاج آدم وموسى عند الله رقم 6614، وفي التوحيد باب قول الله {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} رقم 7515، ومسلم رقم 2652 في القدر، باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام، ومالك في الموطأ 2/898، كتاب القدر، باب النهي عن القول بالقدر، وأبو داود رقم 4701 في السنة، باب القدر، والترمذي رقم213 في القدر باب رقم2. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 54- فلا نقول يد كيد، ولا نكيف ولا نشبه ولا نتأول اليدين على القدرتين كما يقول أهل التعطيل والتأويل. 55- بل نؤمن بذلك ونثبت الصفة من غير تحديد ولا تشبيه. 56- ولا يصح حمل اليدين على القدرتين فإن قدرة الله واحدة ولا على النعمتين فإن نعم الله عز وجل لا تحصى. 57- كما قال عز وجل: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا} 1. 58- وكل ما قال الله عز وجل في كتابه وصح عن رسوله بنقل العدل عن العدل مثل المحبة والمشيئة، والإرادة، والضحك، والفرح، والعجب، والبغض، والسخط، والكره، والرضا، وسائر ما صح عن الله ورسوله وإن نبت عنها أسماع بعض الجاهلين واستوحشت منها نفوس المعطلين.   1 سورة النحل، آية 18. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 " النفس " 59- ومما1نطق بها القرآن وصح بها النقل من الصفات: النفس.   1 في "ع" وما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 60- قال الله عز وجل إخباراً عن نبيه عيسى عليه السلام أنه قال: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} 1. 61- وقال عز وجل: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} 2. 62- وقال عزوجل لموسى عليه السلام: {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} 3. 63- وروى أبوهريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "يقول الله عزوجل أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن اقترب إلى شبراً اقتربت إليه ذراعاً، وإن اقترب إلي ذراعاً اقتربت إليه باعاً وإن أتاني يمشي أتيته هرولة" 4. 64- وروى أبو هريرة قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "لما خلق   1 المائدة، آية 116. 2 الأنعام 54. 3 سورة طه آية 41. 4 رواه البخاري 13/395، باب قول الله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} وص521 في التوحيد، باب ذكر النبي صلي الله عليه وسلم وروايته عن ربه، ومسلم 2675 في الذكر والدعاء، باب الحث على ذكر الله تعالى، والترمذي رقم3603 في الدعوات، باب حسن الظن بالله عزوجل، وابن ماجه في الأدب رقم3822، باب فضل العمل، وأحمد في المسند 2/251،316،413،435،480،482، 500،509،524،534. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 الله الخلق كتب في كتاب فكتبه على نفسه فهو موضوع عنده على1 العرش إن رحمتي تغلب غضبي" 2.   1 كتب في أصل "ع" فوق، واستدرك في الهامش على صح. 2 رواه البخاري 13/395 في التوحيد رقم 7404، ومسلم 4/2108، وابن خزيمَة في التوحيد 1/18-19، وانظر تخريج الحديث رقم 14. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 " الرؤية " 65- وأجمع أهل الحق واتفق أهل التوحيد والصدق أن الله تعالى يرى في الآخرة كما جاء في كتابه وصح1 عن رسوله. 66- قال الله عز وجل: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} 2. 67- وروى جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال كنا جلوساً ليلة مع النبي صلي الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال: "إنكم سترون ربكم عز وجل كما ترون هذا القمر لا تضامون3 في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل   1 في "ع" وصح به النقل عن رسول الله صلي الله عليه وسلم. 2 سورة القيامة الآيات 22-23. 3 تضامون: روى بتخفيف الميم من الضيم: الظلم، المعنى أنكم ترونه جميعاً لا يظلم بعضكم في رؤيته فيراه البعض دون البعض وروى بتشديد الميم من الانضمام والازدحام أي لا يزدحم بكم في رؤيته "جامع الأصول 10/558". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا "ثم قرأ: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ} 1"2.   1 الآية 39 من سورة ق، والحديث رواه البخاري 2/40 رقم 554 في كتاب مواقيت الصلاة، باب فضل صلاة العصر، وفي باب فضل صلاة الفجر رقم 573، وفي التفسير في تفسير سورة ق رقم 4851، وفي التوحيد باب قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} رقم 7434-7436، ومسلم رقم 633 في المساجد: باب فضل صلاة الصبح والعصر والمحافظة عليها، وأبو داود في السنة رقم 4729، باب في الرؤية، والترمذي رقم 2551 في صفة الجنة، باب ما جاء في رؤية الله تبارك وتعالى، وابن ماجه رقم 177، وأحمد في المسند 4/360،362، 365،366، وابن حبان في صحيحه الإحسان 9/267، وعبد الله بن أحمد في السنة 1/229، وما بعدها وابن خزيمة في التوحيد 167،168، 1/410 وما بعدها والآجري في الشريعة 258 وما بعدها، واللالكائي في السنة رقم 825 ص475 وما بعدها، وابن أبي عاصم في السنة 1/194 وما بعدها، وقال ابن القيم في كتابه حادي الأرواح 288: وأما الأحاديث عن النبي صلي الله عليه وسلم وأصحابه الدالة على الرؤية فمتواترة رواها عنه أبو بكر وأبو هريرة وأبو سعيد الخدري وجرير بن عبد الله البجلي وصهيب بن سنان الرومي وعبد الله بن مسعود الهذلي وعلي بن أبي طالب وأبو موسى الأشعري وعدي بن حاتم الطائي وأنس بن مالك الأنصاري وبريدة بن الحصيب الأسلمي وأبو رزين العقيلي، وجابر بن عبد الله الأنصاري وأبو أمامة الباهلي، وزيد بن ثابت، وعمار بن ياسر، وعائشة أم المؤمنين، وعبد الله بن عمر، وعمارة بن رويبة، وسلمان الفارسي، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن العباس، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وحديثه موقوف، وأبي بن كعب، وكعب بن عجرة، وفضالة بن عبيدة، وحديثه موقوف، ورجل من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم غير مسمى، ثم ساقها بأسانيدها وطرقها. 2 ما بين القوسين سقط من "ع". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 68- وفي رواية: "سترون ربكم عياناً" 1. 69- وروى صهيب عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة نودوا يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعداً لم تروه فيقولون ما هو2؟ ألم يبيض وجوهنا ويزحزحنا عن النار ويدخلنا الجنة؟ قال: فيكشف الحجاب فينظرون إليه، قال: فوالله ما أعطاهم الله شيئاً أحب إليهم من النظر إليه، ثم تلى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى} 3، رواه مسلم4. 70- وقال مالك5 بن أنس رضي الله عنه: الناس ينظرون إلى الله تعالى بأعينهم يوم القيامة6. 71- وقال أحمد7 بن حنبل: من قال إن الله لا يرى في الآخرة فهو كافر8.   1 الرواية في صحيح البخاري رقم 7435 فتح، وفي التوحيد لابن خزيمة 1/413، وفي الرد على الجهمية للدارمي 88. 2 استدركت في هامش الأصل وكتب عليها صح. 3 الآية 26 من سورة يونس. 4 مسلم في كتاب الإيمان 1/163 رقم 297-298، وأبو داود الطيالسي "2842"، والدارمي في الرد على الجهمية رقم 175 عن صهيب. 5 تقدم في رقم 16. 6 رواه الآجري في الشريعة 254، واللالكائي في السنة 3/501 رقم 870، وذكره ابن القيم في حادي الأرواح 327 وإسناده صحيح. 7 أحمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني المروزي نزيل بغداد أبو عبد الله أحد الأئمة ثقة حافظ فقيه حجه. مات سنة 241 وله سبع وسبعون سنة. "تقريب 16". 8 رواه أبو داود في المسائل ص 327، وعنه الآجري في الشريعة 255، ورواه إسحاق بن إبراهيم النيسابوري في المسائل أيضاً ص152، وذكره ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة 1/59 من رواية المروزي ومن رواية حنبل 1/145، وانظر حادي الأرواح 329 وما بعدها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 " كلام الله " 72- ومن مذهب أهل الحق أن الله عز وجل لم يزل متكلماً بكلام مسموع مفهوم مكتوب. 73- قال الله عز وجل: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} 1. 74- وروى عدي بن حاتم قال: قال رسول الله: "ما منكم من أحد إلا سيكلمه2 الله يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان3 ثم ينظر أيمن45 منه" فلا ينظر6 إلا شيئاً قدمه، ثم ينظر "أشأم7 منه" فلا يرى إلا شيئاً قدمه، ثم ينظر تلقاء وجهه   1 الآية 164 من سورة النساء. 2 في "ج" سيكلم الله. 3 معنى الترجمان ناقل الكلام من لغة إلى لغة. "ابن الأثير جامع الأصول 1/429". 4 في "أ" ثم ينظر عن يمينه وكتب في الهامش أصل أيمن منه، وأثبتنا ما هو في نسخة الأصل أي نسخة المؤلف رحمه الله وكذا في بقية النسخ. 5 معنى "أيمن منه وأشام منه": يعني عن يمينه وشماله واليد اليسرى تسمى الشؤمى. "ابن الأثير جامع الأصول 1/429". 6 في "ع" فلا يرى. 7 كتب في "أ" ثم ينظر عن شماله: وفي الهامش كتب: في "ص" ثم ينظر أشأم منه فلا يرى ... ، يعني في نسخة الأصل وهي نسخة المؤلف وأثبتنا ما في الأصل وكذلك بقية النسخ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 فتستقبله النار فمن استطاع منكم أن يقي وجهه النار ولو بشق تمرة فليفعل " 1. 75- وروى جابر2 بن عبد الله قال: لما قتل عبد الله3 بن عمرو بن حرام قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: يا جابر ألا أخبرك ما قال الله لأبيك قال بلى، قال وما كلم الله أحداً إلا من وراء حجاب وكلم أباك كفاحاً4 قال يا عبد الله تمن علي أعطك قال يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية، قال إنه سبق مني أنهم إليها5 لا يرجعون قال فأبلغ من ورائي فأنزل الله عز وجل: {وَلا تَحْسَبَنَّ   1 الحديث رواه البخاري في الزكاة، باب الصدقة قبل الرد 3/330 رقم 1413، وفي المناقب 6/706 رقم 3595، وفي الرقاق 11/408 رقم 6539، وفي التوحيد 13/433 رقم 7443، و482 رقم7512، باب كلام الرب عزوجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم، وأخرجه مسلم رقم "1017" في الزكاة 2/703-704، باب الحث على الصدقة ولو بشق تمره، والترمذي رقم 2415 في صفة القيامة باب في القيامة، وأخرجه أحمد في السنة 43،44، وفي المسند 4/256،377، وابن خزيمة 149،150، وابن ماجه رقم "185" و1843، والآجري 269، 270، والبيهقي في الأسماء ص 283، والطبراني في الصغير 2/136 رقم 917، والروض الداني "53" ط 1، والدارمي في الرد على الجهمية ص 151 رقم 318. 2 في "ع" جرير وهو خطأ. 3 في "ع" عمرو بن عبد الله بن حرام وعليه إشارة وهو خطأ أيضاً. 4 كفاحاً: أي مواجهه ليس بينهما حجاب ولا رسول "النهاية 4/185". 5 ساقطة من "ع". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} 1 رواه ابن ماجه2. 76- والقرآن كلام الله عز وجل، ووحيه وتنزيله3، والمسموع من القارئ كلام الله عزوجل. 77- قال عز وجل: {فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} 4 وإنما سمعه من التالي. 78- وقال الله عزوجل: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ} 5. 79- وقال الله عز وجل: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} 6. 80- وقال عز وجل: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} 7. 81- وهو محفوظ في الصدور.   1 سورة آل عمران آية 169. 2 في المقدمة رقم 190 ص 68، وفي الجهاد رقم 2800، وأخرجه الترمذي في التفسير رقم 3010، قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، والبيهقي في الدلائل 3/298،299، وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة 1/267 رقم 602 قال الشيخ ناصر: إسناده حسن. 3 في "ج" بعد وتنزيله: وهو وصححت في الأصل. 4 سورة التوبة آية 6. 5 سورة الفتح آية 15. 6 سورة الحجر آية 9. 7 سورة الشعراء آية 193. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 82- كما قال عز وجل: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} 1. 83- وروى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: استذكروا القرآن فهو أشد تفصيا2 من صدور الرجال من النعم3 من عقله 456. 84- وهو مكتوب في المصاحف منظور بالأعين.   1 الآية 49، من سورة العنكبوت. 2 تفصيّا بفتح الفاء، وكسر الصاد المهملة الثقيلة بعدها تحتانية خفيفة أي تفلتا وتخلصا، قال ابن الأثير: كل شيء كان لازماً لشيء ففصل عنه قيل تفصى منه كما يتفصى الإنسان من البلية أي يتخلص منها وقال في النهاية: أي أشد خروجاً يقال تفصيت من الأمر تفصياً إذا خرجت منه وتخلصت. انظر ما يلي: النووي مسلم 6/77، ابن الأثير جامع الأصول 2/449،450، النهاية -فصى- ابن حجر فتح الباري 8/700. 3 النعم أصلها الإبل والبقر والغنم والمراد هنا الإبل خاصة لأنها التي تعقل. 4 في "ع" من عقلها وكذا في المطبوع وهي رواية البخاري فتح 8/701. 5 العقل بضم العين والقاف ويجوز إسكان القاف جمع عقال، قلت: وقع في هذه الرواية من عقله وهي عند مسلم وفي رواية بعقلها وفي رواية ثالثة في عقلها، قال النووي وكلها صحيح. انظر لتعليق رقم "1"، "3" ما يلي: النووي مسلم 6/77، ابن الأثير جامع الأصول 2/449،450، النهاية -فصى- ابن حجر فتح الباري 8/700. 6 الحديث رواه البخاري 8/697 في فضائل القرآن، باب استذكار القرآن وتعاهده ورقم 5039 فتح، ومسلم رقم 790 في صلاة المسافرين، باب الأمر بتعهد القرآن، والترمذي رقم "2942" في القراءات، والنسائي 2/119 في الصلاة، باب جامع ما جاء في القرآن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 85- قال الله عز وجل: {وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ} 1. 86- وقال عز وجل: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} 2. 87- وروى عبد الله بن عمر أن النبي صلي الله عليه وسلم3 نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو 4. 88- وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه: "ما أحب أن يأتي علي يوم ولا ليلة5 حتى أنظر في كلام الله عز وجل -يعني القراءة6 في المصحف"7.   1 الآية 1، 2، 3، من سورة الطور. 2 سورة الواقعة آية 77، 78، 79. 3 في "ج" قال. 4 رواه البخاري في الجهاد والسير، باب كراهية السفر بالمصاحف إلى أرض العدو 6/155 رقم 2990 فتح، ومسلم رقم 1869 في الإمارة، باب النهي أن يسافر بالمصحف إلى أرض الكفار إذا خيف وقوعه بأيديهم، ورواه أبو داود رقم 2610، وذكر أن قوله: مخافة أن يناله العدو من قول مالك، وهو كذلك في الموطأ 2/446 في الجهاد، باب النهي عن أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو، ورواه ابن ماجه رقم 2879، 2880، وأحمد بعدة أسانيد عن نافع عن ابن عمر به، 2/6، 55، 63، 128. 5 في "ج" يوم وليلة. 6 في "ع" القرآن. 7 رواه عبد الله في السنة رقم 122، وفي الزهد 128، وأبو نعيم في الحلية 7/300، والبيهقي في الأسماء والصفات ص 313، وفي الاعتقاد 105، وذكره ابن كثير في ترجمة عثمان رضي الله عنه "البداية 7/214". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 89- وقال عبد الله بن أبي مليكة1 كان عكرمة2 بن أبي جهل رضي الله عنه يأخذ المصحف فيضعه على وجهه فيقول كتاب ربي عز وجل وكلام ربي عز وجل3. 90- وأجمع أئمة السلف والمقتدي بهم من الخلف على أنه غير مخلوق ومن قال مخلوق فهو كافر4. 91- وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في القرآن:   1 عبد الله بن أبي مليكة = عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة بالتصغير المدني فقيه ثقة أدرك ثلاثين من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم ومات سنة 117هـ "تقريب181". 2 عكرمة بن أبي جهل بن هشام المخزومي صحابي أسلم يوم الفتح وحسن إسلامه واستشهد بالشام في خلافة أبي بكر على الصحيح، "تقريب 242". 3 رواه الدارمي في سننه 2/316 رقم 3353، وعبد الله بن أحمد في السنة رقم 110، والطبراني في الكبير 17/371-372، قال الهيثمي في المجمع 9/385، رواه الطبراني مرسلاً ورجاله رجال الصحيح، ورواه الحاكم 3/243، وقال الذهبي: مرسل، وذكره ابن كثير في ترجمة عكرمة، "البداية 7/34". 4 حكى الإمام اللالكائي في كتابه السنة 1/216،234، إلى آخر الجزء الثاني الإجماع على أن القرآن كلام الله غير مخلوق، وذكر خمسمائة وخمسين من أسماء العلماء من شتى البلدان والأمصار القائلين بأن القرآن كلام الله غير مخلوق، وكذا حكى الإجماع على ذلك الإمام الصابوني في عقيدة أصحاب الحديث ص 7. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 "ليس بخالق ولا مخلوق ولكن كلام الله منه بدأ وإليه يعود"1. 92- وقال عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس: "القرآن كلام الله منه بدأ وإليه يعود"2. 93- وروي عن سفيان بن عيينة3 قال سمعت عمرو4ابن دينار يقول: أدركت مشايخنا والناس منذ سبعين سنة يقولون: "القرآن كلام الله منه بدأ وإليه يعود"5 رواه محمد ابن جرير6 بن   1 رواه اللالكائي في السنة رقم 373-374 بإسناد فيه ضعف وجهالة. 2 رواه عنهما اللالكائي في السنة 2/230-231، ورواه عن ابن عباس البيهقي في الأسماء 312. 3 سفيان بن عيينه بن أبي عمران ميمون الهلالي أبو محمد الكوفي ثم المكي ثقة حافظ فقيه إمام حجة، كان أثبت الناس في عمرو بن دينار، مات سنة ثمان وتسعين ومائة، وله إحدى وتسعون سنة، "تقريب 128". 4 عمرو بن دينار المكي أبو محمد الأثرم الجمحي أحد الأعلام وشيخ الحرم في زمانه ثقة ثبت روى عن عدد من الصحابة مات سنة 126هـ، "سير أعلام النبلاء 5/300، تقريب 259". 5 فقرة 93 استدركت في هامش الأصل وكتب عليها صح، وهي موجودة في باقي النسخ. 6 محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب أبو جعفر الطبري من أهل أمل بطبرستان ولد سنة أربع وعشرين ومائتين، قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: "استوطن الطبري بغداد وأقام فيها إلى حين وفاته وكان أحد الأئمة العلماء يحكم بقوله ويرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، وكان حافظاً لكتاب الله عارفاً بالقراءات بصيراً بالمعاني فقيهاً في أحكام القرآن عالماً بالسنن وطرقها ... ، قلت: وكتابه العظيم في التفسير "جامع البيان في تفسير القرآن" يدل على إمامته وسعة علمه، توفي سنة عشر وثلاثمائة هـ "تاريخ بغداد 2/163". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 يزيد الفقيه، وهبة الله بن الحسن1 بن منصور الحافظ الطبريّان في كتاب السنة لهما، وقد أدرك عمرو بن دينار أبا هريرة، وابن عباس، وابن عمر23. 94- واحتج أحمد4 على ذلك بأن الله كلم موسى فكان الكلام من الله والاستماع من موسى5. 95- وبقوله عز وجل: {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي} 6.   1 هبة الله بن الحسن -هو الإمام اللالكائي المشهور "تقدم في رقم 23". 2 كما أدرك: جابر بن عبد الله، وابن الزبير، وأبا سعيد، والبراء بن عازب، وعبد الله ابن عمر، وزيد بن أرقم، وأنس والمسور بن مخرمة، وأبا الطفيل. 3 وقد روى هذا الأثر محمد بن جرير الطبري في كتابه صريح السنة ص19 رقم16 وإسناده صحيح، ورواه هبة الله بن الحسن في السنة ص233 وما بعدها، كما رواه البخاري في خلق أفعال العباد رقم "1" وفي التاريخ الكبير 2/338، ومن طريقه البيهقي في الأسماء والصفات 315، فجعله عن سفيان، كما رواه الدارمي في الرد على الجهمية "344"، والبيهقي في السنن 10/43،205، وفي الأسماء 315، وفي الاعتقاد ص106، وأبو بكر الخلاّل كما في العلو للذهبي 115 من طريقين عن إسحاق بن راهويه، عن سفيان، عن عمرو بن دينار به، قال الذهبي: هذا متواتر عن سفيان، وقال البيهقي في الاعتقاد بعد إيراده الرواية: "ومشايخ عمرو جماعة من الصحابة ثم أكابر التابعين فهو حكاية إجماع منهم". 4 في "ع" ابن حنبل. 5 رواه المؤلف في "محنة الإمام أحمد بن حنبل" ص 74،75. 6 سورة السجدة، آية 13. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 96- وروى الترمذي من رواية خباب بن الأرت أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " إنكم لن تتقربوا إلى الله بأفضل مما خرج منه"1 يعني: القرآن 2. 97- ونعتقد أن الحروف المكتوبة والأصوات المسموعة عين كلام الله عز وجل لا حكاية ولا عبارة. 98- قال الله عزوجل: {الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ} 3. 99- وقال: {المص} 4. 100- وقال: {الر} 56.   1 لم أجده في الترمذي من رواية خباب، والذي في الترمذي من رواية أبي أمامة عن النبي صلي الله عليه وسلم ... وفيه: "وما تقرب العباد إلى الله بمثل ما خرج منه"، قال أبو النضر -يعني القرآن-، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، ثم رواه من وجه آخر عن جبير بن نفير مرسلاً عن النبي صلي الله عليه وسلم بلفظ: "إنكم لن ترجعوا إلى الله بأفضل مما خرج منه"، يعني القرآن، " جامع الترمذي 5/176،177 رقم 2911،2912"، والأثر عن خباب رواه أحمد في الزهد 35، وفي السنة رقم 96، 111، والبخاري في خلق أفعال العباد "132 ضمن عقائد السلف"، وابن أبي شيبة في المصنف، فضائل القرآن 10/510، والآجري في الشريعة "ص77"، واللالكائي في السنة ص340 رقم 558، والبيهقي في الاعتقاد 103، 104، وفي الأسماء 310،311، وقال البيهقي: إسناده صحيح. والحاكم 2/441، والدارمي في الرد على الجهمية رقم 310. 2 هنا في هامش "ص": بلغ مقابلة. 3 الآية 1،2 من سورة البقرة. 4 الآية 1 من سورة الأعراف. 5 الآية 1 من سورة يونس. 6 سقط من "ج". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 101- وقال: {المر} 1. 102- وقال: {كهيعص} 2. 103- وقال: {حم عسق} 3. 104- فمن لم يقل إن هذه الأحرف عين كلام الله عزوجل فقد مرق4 من الدين وخرج عن جملة المسلمين. 105- ومن أنكر أن يكون حروفاً فقد كابر العيان وأتى بالبهتان. 106- روى الترمذي من طريق عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال: "من قرأ حرفاً من كتاب الله عزوجل فله عشر حسنات" 5، قال الترمذي: هذا حديث صحيح. 107- ورواه غيره من الأئمة وفيه: "أما إني لا أقول {الم} حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف".   1 الآي 1 من سورة الرعد. 2 الآية 1 من سورة مريم. 3 الآية 1،2 من سورة الشورى. 4 في "ج" فرق. 5 رواه الترمذي في جامعه رقم 2910 في فضائل القرآن، باب ما جاء فيمن قرأ حرفاً من القرآن ما له من الأجر وفيه قوله: لا أقول "الم" حرف إلخ قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، ورواه الدارمي في سننه 2/380: موقوفاً على عبد الله، ورواه الحاكم في المستدرك 1/555، وصححه لكن قال الذهبي إبراهيم بن مسلم ضعيف، وذكره الألباني في صحيح الجامع الصغير 5/340 رقم 6345 وفي الصحيحة 660، وانظر: شرح العقيدة الطحاوية 201. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 108- وروى يعلى بن مملك1 عن أم سلمة رضي الله عنها: "أنها نعتت قراءت رسول الله صلي الله عليه وسلم فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفاً حرفاً2 رواه أبو داود، وأبو عبد الرحمن النسائي وأبو عيسى الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح. 109- وروى سهل بن سعد الساعدي قال بينا نحن نقتري3 إذ خرج علينا رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: "الحمد لله كتاب الله واحد وفيكم الأخيار، وفيكم الأحمر والأسود اقرؤوا القرآن قبل أن يأتي أقوام يقرؤونه4 يقيمون حروفه كما يقام السهم لا يجاوز تراقيهم يتعجلون أجره ولا يتأجلونه" 5 رواه أبو بكر الآجري وأئمة غيره.   1 في "ج" يعلى بن مالك وهو خطأ والصواب: يعلى بن مملك كما في بقية النسخ وكما في مصادر ترجمته. 2 رواه أبو داود رقم 1466، 4001، والنسائي 2/141، 3/174، وأحمد في المسند 6/294،300، والترمذي 2923، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب. 3 نقتري: نحن نقرأ القرآن: يقرئ بعضنا بعضاً. 4 في "ج" يقرؤونه ولا يتأجلونه وسقط باقي الكلام. 5 رواه أبو بكر الآجري في "أخلاق أهل القرآن" ص94،95، رقم29، وابن المبارك في الزهد "ص 280"، وابن أبي شيبة كما في المطالب العالية 3/285، وإسناده ضعيف لكن رواه أبو داود 1/520 رقم 831، وابن حبان في صحيحه الإحسان 2/69، 8/256 بإسناد آخر عن سهل بن سعد ورجاله ثقات غير وفاء بن شريح الصدفي لم يوثقه غير ابن حبان، وله شواهد ذكرها الألباني في الصحيحة 1/120 وما بعدها، وانظر: جامع الأصول 2/450،451. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 110- وروي عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما قالا: "إعراب القرآن أحب إلينا من حفظ بعض حروفه"1. 111- وروى أبو عبيدة2 في فضائل القرآن بإسناده قال: سئل علي رضي الله عنه عن الجنب أيقرأ القرآن؟ فقال: لا، ولا حرفاً3. 112- وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "من كفر بحرف منه4 -يعني القرآن- فقد كفر به5 أجمع6.   1 رواه القرطبي في مقدمة تفسيره 1/23 نقلاً عن ابن الأنباري، وعزاه المتقي الهندي في كنز العمال 2/336 إلى ابن الأنباري. 2 أبو عبيدة: القاسم بن سلام الهروي الأزدي الخزاعي بالولاء الخراساني البغدادي من كبار العلماء بالحديث والفقه واللغة والأدب له مؤلفات كثيرة مفيدة طبع منها الإيمان بتحقيق الشيخ ناصر الألباني، وكتاب غريب الحديث في أربعة مجلدات، وكتاب الأمثال وكتاب الأموال، وكتابه فضائل القرآن حققه أحد الطلبة في جامعة أم القرى رسالة ماجستير، توفي سنة 224هـ "الأعلام 5/176". 3 رواه عبد الرزاق في المصنف 1/336 رقم 1306، وابن أبي شيبة في المصنف 1/102، والبيهقي في السنن الكبرى 1/89، وذكره ابن قدامة في المغني 1/134،135 عن علي. 4 في "ع" بحرف من القرآن. 5 في "ع" فقد كفر بالقرآن. 6 رواه عبد الرزاق في المصنف 8/472 رقم 15946، والبيهقي في السنن الكبرى 10/43، واللالكائي في السنة رقم 379. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 113- وقال أيضاً: "من حلف بسورة البقرة فعليه بكل حرف منها يمين"1. 114- وقال طلحة2 بن مصرف قرأ رجل على معاذ بن جبل فترك واواً فقال: "لقد تركت حرفاً أعظم من جبل أحد"3. 115- وقال الحسن4 البصري في كلام له "قال الله عزوجل: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا} 5، وما تدبر آياته إلا أتباعه أما والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده حتى أن أحدهم ليقول: قد قرأت القرآن كله فما اسقطت منه حرفاً، وقد أسقطه كله6. 116- وقال عبد الله بن المبارك7: "من كفر بحرف من القرآن فقد كفر بالقرآن ومن قال: لا أومن بهذه اللام فقد كفر"8.   1 رواه عبد الرزاق في المصنف 8/473 رقم 15950. 2 طلحة بن مصرف بن عمرو بن كعب اليامي بالتحتانية الكوفي ثقة قارئ فاضل روى له الجماعة مات سنة اثنتي عشر ومائة أو بعدها. "تقريب 157". 3 لم أجده. 4 الحسن بن أبي الحسن البصري واسم أبيه يسار بالتحتانية والمهملة الأنصاري مولاهم ثقة فقيه فاضل روى له الجماعة مات سنة عشر ومائةهـ وقد قارب التسعين. "تقريب 69". 5 سورة ص، آية 29. 6 عزاه ابن كثير في تفسيره 7/198 إلى ابن أبي حاتم. 7 تقدم في رقم 28. 8 لم أجده عن عبد الله بهذا اللفظ لكن روى عنه نحوه، أخرجه الآجري في الشريعة 79 من رواية أحمد بن يونس قال: سمعت ابن المبارك قرأ شيئاً من القرآن. ثم قال: من زعم أن هذا مخلوق فقد كفر بالله العظيم جل جلاله، وروى عنه أنه قال: ثم قال: "إنني أنا الله لا إله إلا أنا " "طه 14" مخلوق فهو كافر""، رواه البخاري في خلق أفعال العباد رقم 11،16، وأبو سعيد الدارمي في الرد على الجهمية رقم 375. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 117- وروى عبد الله بن أنيس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: "يحشر الله الناس يوم القيامة وأشار بيده إلى الشام عراة غرلاً1 بهما -قلت ما بهما- قال: ليس معهم شيء فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب أنا الملك أنا الديان لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة واحد من أهل النار يطلبه بمظلمة، ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وأحد من أهل الجنة يطلبه بمظلمة حتى "أقصه منه"2 قالوا: وكيف وإنما نأتي الله عراة غرلاً3 قال: بالحسنات والسيئات". رواه أحمد وجماعة4 من الأئمة.   1 غرلاً: جمع أغرل: الأقلف: وهو الذي لم يختن. "النهاية 3/362، مسلم 4/2194". 2 استدركت في هامش الأصل وكتب عليها صح. 3 في "ج" بهما. 4 رواه أحمد في المسند 3/495، والبخاري في خلق أفعال العباد رقم 463، وفي الأدب المفرد رقم 970 ص337، وفي الصحيح مختصراً ومعلقاً في التوحيد، في باب قوله الله {وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} 13/465، والحاكم في موضعين 2/437، 4/574، 575، والبيهقي في الأسماء 346،347، والخطيب في الرحلة في طلب الحديث 31،32، وفي الجامع لأخلاق الراوي 2/223، والطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد 1/133، وابن عبد البر في جامع بيان العلم 1/93، كلهم من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي في الموضعين، وقال الهيثمي: عبد الله بن محمد ضعيف، أقول: عبد الله بن محمد قال الترمذي: هو صدوق، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه وسمعت محمد بن إسماعيل -يعني البخاري- يقول: كان أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه، والحميدي يحتجون بحديث عبد الله بن محمد بن عقيل، قال محمد هو: مقارب الحديث. وله متابعة من طريقين: الأولى: أخرجها الطبراني في مسند الشاميين، وتمام الرازي في فوائده كما في تغليق التعليق 5/356،357 من طريق الحجاج بن دينار عن محمد بن المنكدر عن جابر ... فذكر نحوه قال الحافظ في الفتح 1/209: وإسناده صالح. الثانية: أخرجها الخطيب في الرحلة في طلب الحديث 32، فهذا التعدد في الإسناد يقوي الحديث مع كونه حجة بنفسه عند أحمد وغيره من العلماء وإطلاق الصوت على كلام الله، قد ثبت في غير هذا الحديث كما في البخاري رقم 7483 فتح وغيره، فالواجب إثبات ذلك على الوجه اللائق بالله كسائر الصفات كما هو مذهب أهل السنة. والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 118- وروى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء كجر السلسة على الصفوان فيخرون سجداً " 1 وذكر الحديث.   1 أخرجه أحمد رواه عنه ابنه عبد الله في السنة رقم 536 موقوفاً على ابن مسعود، وعلقه البخاري في كتاب التوحيد باب قوله تعالى: {وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} 13/461 فتح، ورواه مرفوعاً بلفظ: إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماء للسماء صلصلة كجر السلسة على الصفاء فيصعقون ... إلخ"، أبو داود في السنة رقم 4738، وابن خزيمة في التوحيد 1/350، والبيهقي في الأسماء والصفات 262،263، وقال الألباني في الصحيحة رقم 1293: إسناده صحيح على شرط الشيخين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 119- وقول القائل بأن الحرف والموت لا يكون إلا من مخارج باطل محال. 120- قال الله عزوجل: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} 1. 121- وكذلك قال إخباراً عن السماء والأرض أنهما قالتا أتينا طائعين2 فحصل القول من غير مخارج ولا أدوات. 122- وروي عن النبي صلي الله عليه وسلم: " أنه كلمه الذراع المسمومة"3. 123- وصح4 أنه سلم عليه الحجر5.   1 سورة ق، آية 30. 2 يشير إلى قوله تعالى: ?ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين? سورة فصلت، آية 11. 3 رواه أبو داود رقم 4510 في الديات من رواية الزهري، عن جابر، وإسناده منقطع، وأصل القصة في الصحيحين من رواية أبي هريرة وأنس. انظر: جامع الأصول 11/236 وما بعدها، وفتح الباري رقم 3169،4249، 5777، ودلائل النبوة للبيهقي 4/256 وما بعدها، وسيرة ابن هشام 3/450 وما بعدها، وزاد المعاد 3/335، وابن سعد 2/200 وما بعدها، والبداية 4/208 وما بعدها. 4 وصح كتبت في هامش الأصل وكتب عليها صح وليست في "ع" وأثبتت في "ج". 5 رواه مسلم رقم 2277 في الفضائل، باب فضل نسب النبي صلي الله عليه وسلم وتسليم الحجر عليه قبل النبوة، والترمذي رقم 3624 في المناقب، عن جابر بن سمرة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "إن بمكة حجراً كان يسلم علي ليالي بعثت إني لأعرفه الآن". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 124- وسلمت عليه الشجرة1.   1 رواه الترمذي عن علي رضي الله عنه قال: كنت مع النبي صلي الله عليه وسلم بمكة فخرجنا في بعض نواحيها فما استقبله شجر ولا جبل إلا وهو يقول السلام عليك يا رسول الله. الترمذي 3626، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وانظر: سيرة ابن هشام 1/238، ودلائل النبوة لأبي نعيم 2/501 وما بعدها، ودلائل النبوة للبيهقي 2/153،154، والبداية 6/134. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 " القدر " 125- وأجمع أئمة السلف من أهل الإسلام على الإيمان بالقدر خيره وشره حلوه ومره قليله وكثيره، بقضاء الله وقدره لا يكون شيء إلا بإرادته ولا يجري خير وشر إلا بمشيئته خلق من شاء للسعادة واستعمله بها فضلا، وخلق من أراد1 للشقاء2 واستعمله به عدلاً، فهو سر استأثر به، وعلم حجبه عن خلقه، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. 126- قال عزوجل: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالأِنْسِ} 3. 127- وقال عزوجل: {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} 4.   1 في "ع" وخلق من شاء. 2 سورة الأعراف، آية 179. 3 في "ع" للشقاوه. 4 سورة السجدة، آية 13 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 128- وقال عزوجل: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} 1. 129- وروى علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا رسول الله صلي الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصره2 فنكس وجعل ينكت3 بمخصرته ثم قال: "ما منكم من أحد إلا قد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة، فقالوا: يا رسول الله! أفلا نتكل على كتابنا فقال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له أما من كان من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاء4 فسيصير لعمل الشقاء5 ثم قرأ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} 67. 130- وروى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: حدثنا   1 سورة القمر، آية 49. 2 مخصره: ما يمسكه الإنسان بيده من سوط وعصا "جامع الأصول 10/111،112". 3 ينكت: النكت ضرب الشيء بالعصا واليد ليؤثر فيه "المرجع السابق". 4 "2" كذا في الأصل وفي بقية النسخ الشقاوة. 5 6 الآيات 5-10 من سورة الليل. 7 الحديث رواه البخاري في الجنائز، باب موعظة المحدث عند القبر وقعود أصحابه حوله 3/267 رقم 1362، 4945، 4946، 4949، 6217،6605،7252، فتح الباري، ومسلم رقم 2647 في القدر، وأبو داود رقم 4694 في السنة، باب في القدر، والترمذي رقم 2136 في القدر، باب ما جاء في الشقاء والسعادة ورقم 3344 في التفسير، باب ومن سورة "والليل إذا يغشى". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: "إن خلق أحدكم "يجتمع"1 في بطن أمه أربعين2 يوماً ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله إليه ملكاً بأربع كلمات يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد، فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل3 أهل الجنة فيدخلها" 4. 131- وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي رواه مسلم في الصحيح، وأبو داود في السنن وغيرهما من الأئمة، أن جبريل عليه السلام قال للنبي عليه السلام: ما الإيمان؟ قال:" أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره"5، "قال: فإذا فعلتُ ذلك فقد آمنتُ؟ قال: نعم". 132- وفيه من الأدلة ما لو استقصيناه لأدى إلى الاملال.   1 كذا في الأصل وفي "ج" و"ع" و"ط": يجمع. 2 في "ع" و"ط": أربعين يوماً نطفة ... 3 سقطت من "ج". 4 رواه البخاري في بدء الخلق 6/350 رقم 3208 ورقم 3332، 6594،7454، ومسلم رقم 2643 في القدر، وأبو داود في السنة رقم 4708، والترمذي رقم 2137، باب ما جاء في أن الأعمال بالخواتيم. 5 رواه مسلم في الإيمان: باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان ووجوب الإيمان بإثبات قدر الله سبحانه وتعالى. وبيان الدليل على التبرئ ممن لا يؤمن بالقدر وإغلاظ القول في حقه ج1/36 حديث رقم 8، وأبو داود في السنة رقم 4695، باب في القدر، ورواه الترمذي في الإيمان رقم 2610، والنسائي في الإيمان 8/88، باب نعت الإسلام، وابن ماجه في المقدمة رقم 63 في الإيمان دون قوله: قال فإذا فعلت ذلك فقد آمنت. والذي فيه أنه لما أخبره عن الإيمان قال: صدقت. وهذه الزيادة وردت في أحاديث أخرى من رواية ابن عباس وأبي عامر ابن عمر وأنس ذكرها الهيثمي في مجمع الزوائد 1/38 وما بعدها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 " الإسراء والمعراج " 133- وأجمع القائلون بالأخبار والمؤمنون بالآثار أن رسول الله صلي الله عليه وسلم أسري به إلى فوق1 سبع سموات ثم إلى سدرة المنتهى، أسرى به ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى -مسجد بيت المقدس- ثم عرج به إلى السماء بجسده وروحه جميعاً2 ثم عاد من ليلته إلى مكة قبل الصبح. 134- ومن قال إن الإسراء في ليلة والمعراج في أخرى3 فقد غلط4. 135- ومن قال: إنه منام وإنه لم يسر بجسده فقد كفر5.   1 ساقطة في "ج". 3 في "ج" والمعراج في ليلة. 2 4 5 قال الحافظ ابن حجر في الفتح 7/237 اختلف السلف بحسب اختلاف الأخبار الواردة. فمنهم من ذهب إلى أن الإسراء والمعراج وقعا في ليلة واحدة في اليقظة بجسد النبي صلي الله عليه وسلم وروحه بعد المبعث، وإلى هذا جمهور العلماء من المحدثين والفقهاء تواردت عليه ظواهر الأخبار الصحيحة ولا ينبغي العدول عن ذلك ... ".. ثم قال: وقال بعض أهل العلم إن ذلك وقع مرتين مرة في المنام توطئة وتمهيداً، ومرة ثانية في اليقظة وذكر دليلهم. ثم قال: وقال بعض المتأخرين كانت قصة الإسراء في ليلة والمعراج في ليلة، وذكر مستنده"، وقال القاضي عياض في الشفا 1/359: "اختلف السلف والعلماء هل كان إسراؤه بروحه وجسده على ثلاث مقالات: 1- فذهب طائفة إلى أنه إسراء بالروح وأنه رؤيا منام مع اتفاقهم على أن رؤيا الأنبياء حق. وإلى هذا ذهب معاوية وعائشة وحكى عن الحسن والمشهور عنه خلافه، وذكر أدلتهم. = 2- ذهب معظم السلف والمسلمين إلى أنه إسراء بالجسد وفي اليقظة، وهذا هو الحق ثم ذكر من قال به من الصحابة والتابعين. 3- وقالت طائفة: كان الإسراء بالجسد يقظة من المسجد الحرام إلى بيت المقدس وإلى السماء بالروح. قلت وهذه مسألة خلافية بين العلماء لتعدد الروايات فيها واختلافها فلا ينبغي فيه التكفير، والله أعلم. راجع أيضاً: زاد المعاد لابن القيم 3/34، وتفسير ابن كثير 5/106-143، والقرطبي 10/208 وما بعدها ودلائل النبوة للبيهقي 2/354، والسيرة لابن هشام 2/4 وما بعدها، وتفسير ابن جرير 15/1 وما بعدها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 136- قال الله عزوجل: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} 41. 137- وروى قصة الإسراء عن النبي صلي الله عليه وسلم أبو ذر وأنس بن مالك ومالك بن صعصعة وجابر بن عبد الله وشداد بن أوس   "14" الآية رقم 1 من سورة الإسراء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 وغيرهم، كلها صحاح مقبولة مرضية عند أهل النقل مخرجة في الصحاح1.   1 انظر المصادر التي أشرنا إليها قبل قليل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 " رؤية النبي صلي الله عليه وسلم ربه " 138- وأنه صلي الله عليه وسلم رأى ربه عز وجل1.   1 مسألة رؤية النبي صلي الله عليه وسلم ربه في الدنيا: من المسائل الخلافية أيضاً بين أهل السنة، والخلاف فيها قد وقع بين الصحابة رضي الله عنهم أنفسهم: 1- فيروى إثباتها عن ابن عباس وسائر أصحابه وأنس وكعب الأحبار والزهري ومعمر وآخرون، وبه قال أحمد، واختلف عن أبي ذر. 2- وروي نفيها عن عائشة وابن مسعود وروي عن أبي هريرة كلا القولين وانقسم العلماء، بعد إلى ثلاث طوائف: أ - طائفة أثبتت الرؤية البصرية. ب- طائفة نفت الرؤية البصرية وأثبتت الرؤية القلبية. جـ- طائفة توقفت بحجة أنه ليس في الباب دليل قاطع وغاية ما استدل به للطائفتين ظواهر متعارضه. والذي يتبين من الأدلة -والله أعلم- أن الصحيح رؤيته صلى الله عليه وسلم لربه بالقلب دون البصر. والله أعلم. راجع:"الشفا للقاضي عياض 1/375 وما بعدها، ومسلم بشرح النووي 3/4، وزاد المعاد لابن القيم 3/36 وما بعدها، وفتح الباري 8/472 وما بعدها، والتوحيد لابن خزيمة 1/477 وما بعدها، وتفسير ابن كثير 8/100 وما بعدها، والقرطبي 7/55 وما بعدها. وابن جرير 27/44 وما بعدها". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 139- كما قال عز وجل: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} 1. 140- قال الإمام أحمد -فيما روينا عنه2-:وأن النبي صلي الله عليه وسلم رأى ربه عز وجل. فإنه مأثور عن النبي صلي الله عليه وسلم، رواه قتادة عن عكرمة عن ابن عباس، ورواه الحكم بن إبان، عن عكرمة، عن ابن عباس. ورواه علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس3. 141- والحديث على ظاهره كما جاء عن النبي صلي الله عليه وسلم "والكلام فيه بدعة ولكن نؤمن به كما جاء"4 على ظاهرة ولا تناظر فيه أحداً.   1 الآيتان 13-14 من سورة النجم. 2 أورده ابن الجوزي في المناقب ص 223. 3 قال الحافظ في الفتح 8/475 وممن أثبت الرؤية لنبينا صلي الله عليه وسلم الإمام أحمد، فروى الخلال في "كتاب السنة" عن المروزي قلت لأحمد إنهم يقولون أن عائشة قالت: "من زعم أن محمداً رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية"، فبأي شيء يدفع قولها. قال بقول النبي صلي الله عليه وسلم رأيت ربي، قول النبي صلي الله عليه وسلم أكبر من قولها. وأما الرواية عن ابن عباس في رؤية النبي صلي الله عليه وسلم لربه فقد رواها الإمام أحمد في المسند 1/285،290، قال ابن كثير في التفسير 8/102: إسناده على شرط الشيخين. ورواه ابنه عبد الله في السنة 1/292 رقم 563،1044-1045، ورواه ابن خزيمة في التوحيد 1/481 وما بعدها، واللالكائي في السنة 3/513، والآجري في الشريعة 494، وابن أبي عاصم في السنة 1/188. 4 ما بين القوسين استدرك في هامش الأصل وكتب عليه صح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 142- وروي عن عكرمة عن ابن عباس قال: إن الله عزوجل اصطفى إبراهيم بالخلة واصطفى موسى بالكلام واصطفى محمداً صلي الله عليه وسلم بالرؤية1. 143- وروى عطاء عن ابن عباس رضي الله عنه قال: رأى محمد صلي الله عليه وسلم ربه مرتين2. 144- وروي عن أحمد رضي الله عنه أنه قيل له: بِمَ تجيب "عن"3 قول عائشة رضي الله عنها من زعم "أن محمداً"4 قد رأى ربه عزوجل الحديث؟ قال بقول النبي صلي الله عليه وسلم رأيت ربي عزوجل5. 145- وفي حديث شريك بن عبد الله بن أبي6 نمر عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: فرجعت إلى   1 رواه عبد الله بن أحمد في السنة 577-579، 1041-1043، وابن خزيمة في التوحيد 1/479،485، والآجري في الشريعة 491، وابن أبي عاصم في السنة 1/189، وقال الألباني في إسناده صحيح. 2 رواه أحمد رواه عنه ابنه عبد الله في السنة رقم 1138، قال محققه: رجاله ثقات. وأخرجه ابن خزيمة في التوحيد 1/491، واللالكائي في السنة 3/518 رقم 912 بلفظ: رأى ربه بفؤاده مرتين. وأخرجه مسلم في الإيمان 1/158 ح176 عن ابن عباس في قوله تعالى: ?ما كذب الفؤاد ما رأى، ولقد رآه نزلة أخرى? قال رآه بفؤاده مرتين. 3 استدركت في الأصل بخط مغاير. 4 ما بين القوسين سقط من الأصل واستدركناه من بقية النسخ. 5 انظر ما تقدم في رقم: 140. 6 ساقطة في "ع". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 ربي وهو في مكانه. والحديث بطوله مخرج في الصحيحين1 والمنكر لهذه اللفظة بعد هذا الحديث راد على الله ورسوله.   1 رواه البخاري في التوحيد 13/486، باب ما جاء في قوله عزوجل ?وكلم الله موسى تكليما? فتح. ومسلم 1/148 في الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلي الله عليه وسلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 " الشفاعة " 146- ويعتقد1 أهل السنة ويؤمنون بأن النبي صلي الله عليه وسلم يشفع "يوم القيامة"2 لأهل الجمع كلهم شفاعة عامة، ويشفع في المذنبين من أمته فيخرجهم من النار بعد ما احترقوا. 147- كما روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "لكل نبي دعوة يدعو بها فأريد إن شاء الله أن أختبي دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة" 3. 148- وروى أبو هريرة رضي الله عنه أنه قال: قلت: يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال: "لقد ظننت أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أوّل منك لما رأيت من   1 في "ع" ويعتقدون. 2 ما بين القوسين ليس في "ج". 3 رواه البخاري في الدعوات باب لكل نبي دعوة رقم 6304، وفي التوحيد رقم: 7474، ومسلم رقم 198 في الإيمان، باب اختباء النبي صلي الله عليه وسلم دعوة الشفاعة لأمته، ورواه مالك في الموطأ 1/212 في القرآن، باب ما جاء في الدعاء، والترمذي رقم: 3602 في الدعوات، كما رواه البخاري، ومسلم عن أنس، ورواه مسلم أيضاً عن جابر. انظر: جامع الأصول 10/475. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 حرصك على الحديث أن أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة: مَن قال: لا إله إلا الله خالصاً من قلبه" رواه البخاري1. 149- وروى حديث الشفاعة بطوله: أبو بكر الصديق، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وأنس بن مالك، وحذيفة بن اليمان، وأبو موسى عبد الله بن قيس، وأبو هريرة وغيرهم2.   1 في كتاب العلم 1/233 رقم 99، باب الحرص على الحديث، وفي الرقاق، باب صفة الجنة والنار رقم 6570 فتح. 2 أحاديث الشفاعة ثابتة ومتواترة، رواها البخاري، ومسلم وغيرهم من الأئمة، انظر: جامع الأصول 10/475 وما بعدها، ومسلم بشرح النووي 3/35 وما بعدها، وتفسير ابن كثير 5/215 وما بعدها عند قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً} ، وقد أوردها في الأحاديث المتواترة كل من مرتضى الزبيدي في لقط اللآلىء المتناثرة في الأحاديث المتواترة الحديث الثاني والعشرين ص75، والسيوطي في قطف الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة رقم 112 ص 303، عن اثنى عشر من الصحابة رضي الله عنهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 " الإيمان بالحوض " 150- ثم الإيمان بأن1 لرسول الله صلي الله عليه وسلم حوضاً ترده أمته كما صح عنه وأنه2 كما بين عدن إلى عمان البلقاء. 151- وروي من مكة إلى بيت المقدس. 152- وبألفاظ أخر   1 في "ع" ثم الإيمان بأن للرسول. 2 سقطت في "ج". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 153- ماؤه أشد بياضاً1 من اللبن وأحلى من العسل وأكوابه عدد نجوم السماء رواه عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وأبي بن كعب، وأبو ثور، وثوبان مولى رسول الله صلي الله عليه وسلم وأبو أمامة الباهلي ويزيد الأسلمي2.   1 استدركت في الهامش وكتب عليها صح. 2 رواه البخاري في الرقاق، باب في الحوض وقول الله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} 11/471-472 من رواية عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو وابن مسعود، وابن عباس، وأنس بن مالك، وسهل بن سعد، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وجندب، وعقبة بن عامر، وحارثة بن وهب، وأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهم. ورواه مسلم رقم 2299، في الفضائل، باب إثبات حوض نبينا صلي الله عليه وسلم وصفاته، وأبو داود في السنة 4745، باب في الحوض عن ابن عمر رضي الله عنهما وأحاديث الحوض ثابتة ومتواترة، وأجمع على إثباتها أهل السنة من السلف والخلف، قال الحافظ في الفتح 11/745، روى أحاديث الحوض عن النبي صلي الله عليه وسلم من الصحابة ما ينيف على الثلاثين منهم في الصحيحين ما يزيد على العشرين وفي غيرهما بقية ذلك. وقال الزبيدي في لقط اللآليء المتناثرة 251، رواه من الصحابة خمسون نفساً ثم ذكرها وكذلك السيوطي في الأخبار المتواترة ص 297 رقم 110. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 " الإيمان بعذاب القبر " 154- والإيمان بعذاب القبر حق واجب وفرض لازم. 155- رواه عن النبي صلي الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، وأبو أيوب وزيد بن ثابت، وأنس بن مالك، وأبو هريرة، وأبو بكرة، وأبو رافع، وعثمان بن أبي العاص، وعبد الله بن عباس، وجابر ابن عبد الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 وعائشة زوج النبي صلي الله عليه وسلم وأختها أسماء وغيرهم1. 156- وكذلك الإيمان بمسائلة2 منكر ونكير3. 157- والإيمان "بأن"4 الجنة والنار5 مخلوقتان لا   1 أحاديث إثبات عذاب القبر رواها البخاري، ومسلم وغيرهم من الأئمة. انظر: صحيح البخاري 3/274، باب ما جاء في عذاب القبر، ومسلم رقم 584 في المساجد، باب استحباب التعوذ من عذاب القبر، ورقم 2866 في الجنة، باب عرض مقعد الميت من الجنة والنار عليه، ومالك في الموطأ 1/239 في الجنائز، باب جامع الجنائز، والترمذي رقم 1072 في الجنائز، باب ما جاء في عذاب القبر، والنسائي 4/83 في الجنائز، عذاب القبر، وانظر: جامع الأصول 11/164 وما بعدها، وتفسير ابن كثير عند قوله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} سورة إبراهيم، آية27،4/561، وإثبات عذاب القبر للبيهقي وغيرها من كتب السنة. 2 في "ع" بمسألة. 3 سؤال الملكين رواه البخاري 3/275 في الجنائز، باب ما جاء في عذاب القبر، ومسلم رقم 2870 في الجنة، وأبو داود رقم 3231 في الجنائز، والنسائي 4/79 في الجنائز، باب مسألة الكافر، وأما تسميتهما: منكر ونكير، فرواه الترمذي في الجنائز، باب ما جاء في عذاب القبر رقم 1071، وابن حبان في صحيحه، الإحسان 5/47،48، والآجري في الشريعة 365، وابن أبي عاصم في السنة 2/416-417 عن أبي هريرة، وقال الترمذي إسناده حسن، وكذلك قال الشيخ ناصر في تخريج السنة، وفي الصحيحة 1391، وانظر: لوامع الأنوار البهية للسفاريني 2/6-7، ورواه عن عمر كل من ابن أبي داود في البعث ص35، والبيهقي في إثبات عذاب القبر رقم 103-105، وفي الاعتقاد 222-223. 4 سقطت في "ج" و"ع". 5 في "ع" ولعله وإنهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 يفنيان أبداً خلقتا للبقاء لا للفناء، وقد صح في ذلك أحاديث عدة1.   1 من الأدلة على خلق الجنة والنار قوله تعالى: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} سورة البقرة، آية 35، وقال تعالى: في وصف الجنة: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} سور آل عمران، آية 133، وقال تعالى في وصف النار: {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} سورة البقرة، آية 24، والمعدة لا تكون إلا موجودة. ومن الأحاديث ما رواه البخاري، ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: قال الله عزوجل: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر"، قال أبو هريرة: فاقرؤوا إن شئتم: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} سورة السجدة، آية 17، وقد أفاض البيهقي رحمه الله في ذكر الأدلة على خلق الجنة والنار في كتاب البعث ص 132 وما بعدها، وأما بقاء الجنة والنار وأنهما لا تفنيان فهو مذهب جمهور الأئمة من السلف والخلف، وقد نقل ابن حزم الاتفاق على خلود الجنة والنار وأنهما لا تفنيان. انظر: مراتب الإجماع 173، وشرح العقيدة الطحاوية ص 480، والإبانة الصغرى 206 وما بعدها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 " الإيمان بالميزان " 158- والإيمان بالميزان. 159- قال الله عزوجل: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} 1.   1 سورة الأنبياء، آية 47. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 " الإيمان " 160- والإيمان بأن الإيمان قول وعمل ونية يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية1. 161- قال الله عزوجل: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً} 2. 162- وقال عزوجل: {لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ} 3. 163- وقال عزوجل: {وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً} 4. 164- وروى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:"الإيمان بضع وسبعون" وفي رواية "بضع5 وستون شعبة6 والحياء شعبة من الإيمان"، ولمسلم وأبي داود فأفضلها "قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق" 7.   1 وهذا هو قول عامة السلف وهو من شعائر أهل السنة، انظر: الإبانة الصغرى لابن بطه 177. 2 سورة التوبة، آية 124. 3 سورة الفتح، آية 4. 4 سورة المدثر، آية 31. 5 ساقطة من "ع". 6 هي للبخاري. 7 الحديث رواه البخاري في الإيمان، باب أمور الإيمان 1/67 رقم 9 فتح، ومسلم في الإيمان، باب بيان عدد شعب الإيمان رقم 35، وأبو داود في السنة، باب رد الإرجاء رقم 4676، والترمذي في الإيمان رقم 2614، والنسائي في الإيمان 8/96-97، وابن ماجة في المقدمة رقم 57. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 165- والاستثناء في الإيمان سنة ماضية فإذا سئل الرجل أمؤمن أنت قال إن شاء الله. 166- روي ذلك عن عبد الله1 بن مسعود وعلقمة2ابن قيس والأسود3 بن يزيد وأبي4 وائل شقيق بن سلمة، ومسروق5 بن الأجدع، ومنصور6 بن المعتمر، وإبراهيم7   1 عبد الله بن مسعود الصحابي الجليل مشهور. 2 علقمة بن قيس بن عبد الله النخعي الكوفي ثقة ثبت فقيه عابد من أصحاب عبد الله بن مسعود، مات بعد الستين، وقيل بعد السبعين. "تقريب 243". 3 الأسود بن يزيد بن قيس النخعي أبو عمر أو أبو عبد الرحمن مخضرم ثقة مكثر فقيه، روى له الجماعة، مات سنة أربع أو خمس وسبعين. "تقريب 36". 4 أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي ثقة مخضرم، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز، وله مائة سنة، روى له الجماعة. "تقريب 147". 5 مسروق بن الأجدع بن مالك الهمداني الوادعي أبو عائشة الكوفي ثقة فقيه عابد مخضرم، مات سنة اثنتين، ويقال سنة ثلاث وستين. "تقريب 334". 6 منصور بن المعتمر بن عبد الله السلمي الكوفي ثقة ثبت، مات سنة ثنتين وثلاثين ومائة. "تقريب 348". 7 إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي أبو عمران الكوفي الفقيه ثقة، مات سنة ست وتسعين، وهو ابن خمسين أو نحوها. "تقريب 24". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 النخعي، ومغيرة1 بن مقسم الضبي، وفضيل2 بن عياض وغيرهم3. 167- وهذا استثناء على يقين. 168- قال4 الله عزوجل: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ} 5.   1 مغيرة بن مقسم بكَسر الميم الضبي مولاهم أبو هاشم الكوفي الأعمى ثقة متقن إلا أنه كان يدلس ولا سيما عن إبراهيم، مات سنة ست وثلاثين ومائة، "تقريب 345". 2 فضيل بن عياض بن مسعود التيمي أبو علي أصله من خراسان وسكن مكة ثقة عابد مشهور إمام، مات سنة سبع وثمانين ومائة، وقيل قبلها. "تقريب 277". 3 وهؤلاء هم جلة أصحاب عبد الله بن مسعود رضي الله عنهم. انظر: الشريعة للآجري 136 وما بعدها، والسنة لعبد الله بن أحمد 1/307 وما بعدها، والإبانة لابن بطه: 179 وما بعدها. 4 في "ع" فأنزل الله. 5 سورة الفتح، آية 27. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 " الفرق بين الإسلام والإيمان " 169- والإيمان هو الإسلام وزيادة. 170- قال الله عزوجل: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} 1. 171- وروى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت   1 سورة الحجرات، آية 13. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول:"بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصيام شهر رمضان، وحج البيت" 1. 172- فهذه حقيقة الإسلام. 173- والإيمان فحقيقته ما رواه أبو هريرة فيما قدمناه2. 174- وروى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال أعطى "رسول الله صلي الله عليه وسلم3 رهطاً وأنا جالس وترك رسول الله صلي الله عليه وسلم منهم رجلاً هو أعجبهم إليّ فقمت فقلت: ما لك عن فلان والله إني لأراه مؤمناً، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: أو مسلماً، ذكر ذلك سعد ثلاثاً وأجابه بمثل ذلك، ثم قال إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكب في النار على وجهه 4.   1 رواه البخاري في الإيمان باب قول النبي صلي الله عليه وسلم بني الإسلام على خمس 1/64 رقم 8، ومسلم في الإيمان، باب أركان الإسلام رقم 16، والترمذي في الإيمان، باب بني الإسلام على خمس رقم 2609، والنسائي في الإيمان، باب على كم بني الإسلام 8/95. 2 رقم 164. 3 سقط من "ع". 4 رواه البخاري في الإيمان، باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة وكان على الاستسلام أو الخوف من القتل ... 1/99،100، وفي الزكاة رقم 1478، ومسلم في الإيمان رقم 150، وأبو داود في السنة رقم 4683-4685، والنسائي 8/92، باب تأويل قوله تعالى: {. قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا..} . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 175- قال الزهري1 فنرى أن الإسلام الكلمة والإيمان العمل الصالح2. 176- قلنا فعلى هذا قد يخرج الرجل من الإيمان إلى الإسلام ولا يخرجه3 من الإسلام إلا الكفر بالله عزوجل4.   1 الزهري: محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب القرشي الزهري، وكنيته أبو بكر، الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه، مات سنة خمس وعشرين ومائة، وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين. "تقريب 318". 2 أخرجه الحميدي في مسنده "1/37 رقم 69، وأبو داود رقم 4684. 3 في "ج" ولا يخرج من الإسلام إلا إلى الكفر بالله. 4 انظر: الإيمان لابن منده 1/311 وما بعدها، والإبانة لابن بطه 182 وما بعدها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 " خروج الدجال ونزول عيسى عليه السلام " 177- ونؤمن بأن الدجال خارج في هذه الأمة لا محالة كما أخبر رسول الله صلي الله عليه وسلم وصح عنه1. 178- وأن عيسى بن مريم عليه السلام ينزل على المنارة البيضاء شرقي دمشق فيأتيه "وقد حصر المسلمون على عقبة   1 أحاديث خروج الدجال ثابتة وصحيحة رواها البخاري، ومسلم وغيرهم من الأئمة. انظر: جامع الأصول 10/332-361، ونزول عيسى عليه السلام قد صحت به الأخبار، رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والإمام أحمد وغيرهم من الأئمة، والرواية التي ذكرها المؤلف رواها مسلم وأبو داود والترمذي جامع الأصول 10/341، لكن ليس فيه ذكر حصر المسلمين في عقبة أفيق، وإنما وردت في رواية أخرى رواها الإمام أحمد في المسند من رواية عثمان بن أبي العاص 4/216-217. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 أفيق1" فيهرب فيقتله عند باب لّد الشرقي. 179- ولّد من أرض فلسكين بالقرب من الرملة على نحو ميلين منها.   1 عقبة أفيق: قال العلامة ياقوت في معجم البلدان عند ذكر (افيق) :" هي قرية من حوران في طريق الغور في أول العقبة المعروفة بعقبة أفيق تنزل هذه العقبة الى الغور وهو الأردن وهي عقبة طويلة نحو ميلين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 " الإيمان بملك الموت " 180- ونؤمن بأن ملك الموت1 أرسل إلى موسى عليه السلام فصكه ففقأ عينه كما صح عن رسول الله صلي الله عليه وسلم2، لا   1 استدركت في هامش الأصل وكتب عليها صح. 2 رواه البخاري في الجنائز 3/245،246، باب من أحب الدفن في الأرض المقدسة، وفي الأنبياء، باب وفاة موسى عليه السلام رقم 3407، ومسلم رقم 2372 في الفضائل، باب من فضائل موسى عليه السلام، والنسائي 4/96، في الجنائز، باب نوع آخر في التعزية، ورواه أحمد في المسند 2/269،315، 351،533، قال الحافظ في الفتح 6/510: قال ابن خزيمة: "أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث وقالوا إن كان موسى عرفه فقد استخف به، وإن كان لم يعرفه فكيف لم يقتص له منه؟ والجواب: أن الله لم يبعث ملك الموت لموسى وهو يريد قبض روحه حينئذ، وإنما بعثه إليه اختباراً وإنما لطم موسى ملك الموت لأنه رآه آدمياً دخل داره بغير إذنه ولم يعلم أنه ملك الموت. قلت: وقد ورد في رواية لأحمد: كان ملك الموت يأتي الناس عياناً فأتى موسى فلطمه ... قال الألباني سنده صحيح، صحيح الجامع 1/309، وانظر بقية كلام ابن خزيمة وأجوبة أخرى في الفتح 6/510. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 ينكره إلا ضال مبتدع راد على الله ورسوله. 181- ونؤمن بأن الموت يؤتى به يوم القيامة فيذبح، كما روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:"يؤتي بالموت كهيئة كبش أملح فينادي مناد يا أهل الجنة فيشرئبون1 وينظرون فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: هذا الموت وكلهم قد رآه، ثم ينادي2 يا أهل النار فيشرئبون وينظرون فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم هذا الموت، وكلهم قد رآه فيذبح ثم يقول يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت3، ثم قرأ: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} 4.   1 معنى قوله فيشرئبون: اشرأب إلى الشيء إذا تطلع ينظر إليه ومالت نحوه نفسه. ابن الأثير جامع الأصول 10/493. 2 في "ع" مناد. 3 رواه البخاري في التفسير 8/282، في تفسير سورة مريم، باب {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ} ، ومسلم رقم 2849 في الجنة، باب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء، والترمذي رقم 2558، باب ما جاء في خلود أهل الجنة وأهل النار، وروى البخاري، ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما نحوه، انظر: جامع الأصول 10/491. 4 سورة مريم، آية 39. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 فضائل المصطفى صلي الله عليه وسلم وخصائصه " فصل " 182- ونعتقد أن محمداً المصطفى خير الخلائق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 وأفضلهم وأكرمهم "على الله عزوجل"1 وأعلاهم درجة وأقربهم إلى الله وسيلة، بعثه الله رحمة للعالمين، وخصه بالشفاعة في الخلق2 أجمعين. 183- روى جابر بن عبد الله أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي، نصرتُ بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم، ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي3 يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة" 4. 184- وروى أبو هريرة رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في دعوة فرفع إليه الذراع، وكانت تعجبه فنهش56   1 ما بين القوسين ليس في "ج". 2 في "ع" للخلائق. 3 في المطبوعة وكان النبي من الأنبياء 4 رواه البخاري 1/519 في التيمم، باب التيمم، وفي المساجد، باب قول النبي صلي الله عليه وسلم:""جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً" رقم 438، وفي الجهاد رقم 3122، باب قول النبي صلي الله عليه وسلم: أحلت لكم الغنائم، ومسلم رقم 521 في المساجد في فاتحته. 5 في المخطوطات الثلاث بالشين المعجمة وفي المطبوعة بالسين المهملة قال الحافظ: وهي رواية. 6 نهس: النهس أخذ اللحم بمقدم الأسنان والنهش الأخذ بجميعها. "النهاية 5/36". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 منها نهشة ثم قال: "أنا سيد1 الناس يوم القيامة" وذكر حديث الشفاعة بطوله2. 185- وروى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "آتى يوم القيامة باب الجنة فأستفتح فيقول الخازن من أنت؟ فأقول محمد فيقول3 بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك " رواه مسلم45. 186- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع "وأول"6 مشفع" رواه مسلم7، وأبو داود8.   1 استدركت في هامش الأصل وكتب عليها صح. 2 رواه البخاري 6/438 في الأنبياء، باب قول الله عزوجل: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ} رقم 3361، وفي تفسير سورة بني إسرائيل، باب {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً} رقم 4712، 8/247، ومسلم رقم 194 في الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها، والترمذي رقم 2434 في صفة القيامة، باب ما جاء في الشفاعة. 3 في "ع" لك. 4 سقطت من "ع". 5 رواه مسلم رقم 197 في الإيمان، باب قول النبي صلي الله عليه وسلم: أنا أول الناس يشفع في الجنة. 6 استدركت في هامش الأصل وكتب عليها صح. 7 رواه مسلم في الفضائل رقم 2278، باب تفضل نبينا صلي الله عليه وسلم على جميع الخلائق، وأبو داود في السنة رقم 4673، باب في التخيير بين الأنبياء. 8 سقطت من "ع". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 " الخلفاء رضي الله عنهم " 187- ونعتقد أن خير هذه الأمة وأفضلها بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم صاحبه الأخص وأخوه في الإسلام ورفيقه في الهجرة والغار "أبو بكر الصديق"1 وزيره في حياته وخليفته بعد وفاته، عبد الله بن عثمان عتيق بن أبي قحافة. 188- ثم بعده الفاروق أبو حفص عمر بن الخطاب الذي أعز الله به الإسلام2 وأظهر الدين. 189- ثم بعده ذو النورين أبو عبد الله عثمان بن عفان الذي جمع القرآن وأظهر العدل والإحسان. 190- ثم ابن عم رسول الله صلي الله عليه وسلم وختنه3 علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم. 191- فهؤلاء الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون4. 192- ثم الستة الباقون من العشرة: طلحة بن عبيد5 الله والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح، رضوان الله عليهم.   1 سقطت من "ج". 2 سقطت في الأصل وفي "ج" وأثبتناها من "ع" و"ط". 3 أي زوج ابنته. النهاية 2/10. 4 في "ع" المهتدون وكذا في "ط". 5 في "ع" و"ج" والمطبوعة عبد الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 193- فهؤلاء العشرة الكرام البررة الذين شهد لهم الرسول صلي الله عليه وسلم بالجنة1. 194- فنشهد لهم بها كما شهد لهم بها إتباعاً لقوله وامتثالاً لأمره. 195- وقد شهد رسول الله صلي الله عليه وسلم بالجنة لثابت بن قيس بن شماس2. 196- وعبد الله بن سلام3. 197- ولبلال4 بن رباح. 198- ولجماعة من النساء والرجال من أصحابه.   1 رواه أبو داود في السنة رقم 4648-4650، باب في الخلفاء، والترمذي رقم 3757 في المناقب، من رواية سعيد بن زيد رضي الله عنه، وهو حديث صحيح، كما رواه الترمذي عن عبد الرحمن بن عوف في المناقب رقم 3747، وهو حديث صحيح أيضاً. انظر: جامع الأصول 8/557،4561. 2 رواه البخاري 6/717 في المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي تفسير سورة الحجرات عند قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ..} الحجرات، آية 2، رقم الحديث 4846، ومسلم في الإيمان رقم119، باب مخافة المؤمن أن يحبط عمله، عن أنس بن مالك رضي الله عنهم. 3 رواه البخاري ومسلم عن سعد بن أبي وقاص، وعن قيس بن عباد، رضي الله عنهم، جامع الأصول 9/81 وما بعدها. 4 رواه البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله، وعن أبي هريرة، والترمذي عن بريدة، جامع الأصول 8/575-576، 9/70. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 199- وبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب1لا صخب2 فيه ولا نصب34. 200- وأخبر أنه رأى الرميصاء بنت ملحان في الجنة5. 201- فكل من شهد له رسول الله صلي الله عليه وسلم بالجنة شهدنا له ولا نشهد لأحد غيرهم بل نرجو للمحسن ونخاف على المسيء ونكل علم الخلق إلى خالقهم. فالزم رحمك الله ما ذكرت لك من كتاب ربك العزيز وكلام نبيك الكريم ولا تحد عنه، ولا تبغ الهدى في غيره ولا تغتر بزخارف المبطلين، وآراء المتكلفين، فإن الرشد والهدى والفوز والرضا فيما جاء من عند الله ورسوله. لا فيما أحدثه المحدثون، وأتى به المتنطعون من آرائهم المضمحلة6 ونتائج عقولهم الفاسدة، وارض بكتاب الله وسنة رسوله7 بدلاً من قول كل قائل وزخرف وباطل.   1 القصب ههنا اللؤلؤ المجوف، وقيل: هو جوهر طويل مجوف. 2 صخب: الضجة والغلبة. 3 نصب: التعب راجع التعليق"1""2""3":ابن الأثير، جامع الأصول9/120-121. 4 رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن أبي أوفى، وعن أبي هريرة رضي الله عنهم، جامع الأصول 9/120-121. 5 رواه البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، جامع الأصول 8/575. 6 في "ع" المضلة. 7 في الأصل كتب "عوضاً" وعليها علامة، وفي الهامش كتب بدلاً وكتب عليها صح وفي "ج": عوضاً وبقية النسخ بدلاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 "فصل في فضل1 الإتباع" 202- روى جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول في خطبته: "نحمد الله ونثني عليه بما هو أهله، ثم يقول: من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل الله فلا هادي له، إن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، ثم يقول: بعثت أنا والساعة كهاتين، وكان إذا ذكر الساعة أحمرت وجنتاه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه نذير جيش "يقول"2 صبحكم مساكم3، ثم قال: من ترك مالاً فلأهله ومن ترك ديناً أو ضياعاً فإلي أو علي وأنا ولي المؤمنين" رواه مسلم والنسائي4. "ولم يذكر مسلم: وكل ضلالة في النار" 5. 203- وروى زيد بن أرقم قال: قام فينا رسول الله صلي الله عليه وسلم يوماً خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد:   1 في "ع" فصل في فضائل. 2 يقول ليست في المخطوطات الثلاث وأثبتناها من صحيح مسلم والنسائي. 3 في المطبوعة مسائكم. 4 الحديث رواه مسلم 2/592-593 رقم 43-45 في الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، والنسائي في العيدين، كيف الخطبة 3/153، وابن ماجة في المقدمة 1/17، باب اجتناب البدع والجدل، والدارمي في المقدمة 1/61 مختصراً، أحمد في المسند 3/310،371. 5 استدركت في هامش الأصل وكتب عليها صح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 " أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي عزوجل فأجيبه وأنا تارك فيكم الثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به، وأخذ به كان على الهدى، ومن تركه وأخطاه كان على الضلالة وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، ثلاثة مرات" رواه مسلم12. 204- وروى العرباض بن سارية السلمي رضي الله عنه قال: "وعظنا رسول الله صلي الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها الأعين ووجلت منه القلوب، فقال قائل: يا رسول الله! كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ قال: "أوصيكم بتقوى الله وعليكم بالسمع والطاعة وإن كان عبداً حبشياً فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة".رواه أبو داود3 والترمذي، وقال: حديث صحيح.   1 ما بين القوسين سقط في "ج". 2 في فضائل الصحابة رقم 2408، 4/1873-1874، ورواه الدارمي في فضائل القرآن 2/310 رقم 3319، وأحمد في المسند 4/367-368. 3 رواه أبو داود في السنة 5/13 رقم 4607، باب في لزوم السنة، والترمذي رقم 2676 في العلم، باب في الأخذ بالسنة واجتناب البدع، وأحمد في المسند 4/126-127، والحاكم في المستدرك 1/95-96، وابن حبان في صحيحه 1/104، وابن أبي عاصم في السنة 1/17، والدارمي في سننه 1/43-44، وصححه الترمذي، والحاكم ووافقه الذهبي وكذا الألباني في تخريج السنة 1/17. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 205- ورواه ابن ماجه وفيه قال: "قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك" 1. 206- وروى أبو الدرداء قال: خرج علينا رسول الله صلي الله عليه وسلم ونحن نذكر الفقر ونتخوفه فقال: "الفقر2 تخافون والذي نفسي بيده لتصبن3 الدنيا4 عليكم حتى لا يزيغ قلب أحدكم إن أزاغه إلاهيه، وأيم الله قد تركتكم على البيضاء ليلها ونهارها سواء"، قال أبو الدرداء: صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم تركنا على مثل البيضاء ليلها ونهارها سواء.. رواه ابن ماجه5. 207- وروى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إني قد خلفت فيكم ما لن تضلوا بعدهما ما أخذتم بهما "أو عملتم بهما"6 كتاب الله وسنتي، ولن يفترقا حتى يردا على   1 رواه ابن ماجه في المقدمة رقم 43، باب اتباع الخلفاء الراشدين المهديين، والحاكم في المستدرك 1/96، وابن أبي عاصم في السنة 33،48، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وقال الشيخ ناصر في تخريج السنة رقم 33: حديث صحيح. 2 سقطت من المطبوعة ومن "ع". 3 في المطبوعة لتصب. 4 ساقطة من "ع". 5 رواه ابن ماجه في المقدمة 1/4 رقم 5، قال الشيخ ناصر: إسناده حسن صحيح، سنن ابن ماجة رقم 5، الصحيحة 688، تخريج السنة 47. 6 في هامش الأصل وكتب عليها صح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 الحوض" رواه أبو القاسم الطبري الحافظ في السنن1. 208- وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه في خطبته إنما أنا متبع ولست بمبتدع2. 209- وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "قد فرضت لكم الفرائض وسنت لكم السنن وتركتم على الواضحة إلا أن تضلوا بالناس يميناً وشمالاً"3. 210- وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه إنا نقتدي ولا نبتدي ونتبع ولا نبتدع ولن نضل ما تمسكنا بالأثر4.   1 الحديث رواه أبو القاسم الطبري، اللالكائي في السنة 1/80 رقم 90، وابن شاهين في السنة رقم 45، وفي الترغيب 3/33، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات ورقة 77، والحاكم في المستدرك 1/93، كلهم من طريق صالح بن موسى الطلحي وهو ضعيف، لكن له شاهد أخرجه الحاكم في المستدرك 1/93 من رواية عكرمة، عن ابن عباس وفيه: يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم فلن تضلوا أبداً كتاب الله وسنة نبيه صلي الله عليه وسلم. وقال: وقد احتج البخاري برواية عكرمة واحتج مسلم بأبي أويس وسائر رواته متفق عليهم وله أصل في الصحيح في خطبة النبي صلي الله عليه وسلم في حجة الوداع، ورواه مالك في الموطأ ... 2/899 رقم3 مرسلاً، وصححه الألباني في الجامع الصغير1/39. 2 رواه ابن سعد في الطبقات 3/182-183، وابن جرير في تاريخه 3/223-224، وابن كثير في البداية 6/302-303. 3 رواه مالك في الموطأ 2/824 في الحدود، باب ما جاء في الرجم، وابن سعد في الطبقات 3/234، وابن أبي زيد في الجامع 119-120، والشاطبي في الاعتصام 1/77. 4 رواه اللالكائي في السنة 1/86 رقم 105-106. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 211- وروى الأوزاعي1 عن الزهري2 أنه روى أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "لا يزني الزاني وهو مؤمن" فسألت الزهري ما هذا؟ فقال: من الله العلم وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم أمرّوا أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم كما جاءت، وفي رواية فإن أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم أمّروها3. 212- وقال عمر بن عبد العزيز4 رضي الله عنه، سن رسول الله صلي الله عليه وسلم وولاة الأمر بعده سنناً الأخذ بها تصديق5 لكتاب الله واستكمال لطاعته وقوة على دين الله ليس لأحد   1 الأوزاعي: عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرو الأوزاعي أبو عمرو الفقيه ثقة جليل روى له الجماعة، مات سنة سبع وخمسين ومائة. "تقريب 207". 2 الزهري تقدم في رقم 170. 3 رواه أبو نعيم في الحلية 3/369، والذهبي في سير أعلام النبلاء 5/346، 337، وذكره ابن تيمية في الإيمان 30 بمعناه من رواية الإمام أحمد في الإيمان، وذكره البخاري في التوحيد 13/513 تعليقاً، ووصله الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي 2/111-112 بمعناه، ومن طريقه الحافظ في التعليق 5/365-366، وذكره النووي في شرح مسلم 1/42 عن الزهري. 4 عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي أمير المؤمنين، أمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، ولي امارة المدينة للوليد وكان مع سليمان بن عبد الملك كالوزير وولي الخلافة بعده فعد مع الخلفاء الراشدين، مات سنة إحدى ومائة، وله أربعون سنة، ومدة خلافته سنتان ونصف، روى له الجماعة. "تقريب 255". 5 في "ع" تصديقاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 تغييرها ولا تبديلها، ولا النظر في رأي من خالفها فمن اقتدى بما سنوا اهتدى ومن استبصر بها بصر، ومن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيراً1. 213- وقال الأوزاعي2: "اصبر على السنة وقف حيث وقف القوم، وقل فيما قالوا، وكف عما كفوا، واسلك سبيل سلفك الصالح، فإنه يسعك ما وسعهم"3. 214- وقال نعيم4 بن حماد: "من شبه الله بخلقه فقد كفر "ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر"5 وليس ما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه"6.   1 رواه يعقوب البسوي في السنة ضمن كتابه المعرفة 3/386، وابن أبي زيد في الجامع 117، والآجري في الشريعة 48،64-65، 307، واللالكائي في السنة 1/94، وأبو نعيم في الحلية 6/324، والخطيب في الفقيه والمتفقه 1/173، والذهبي في سير أعلام النبلاء 8/88، وابن تيمية في الحموية 5/40، والشاطبي في الاعتصام 1/87. 2 الأوزاعي تقدم في رقم 204. 3 رواه أبو القاسم اللالكائي في السنة 1/154 رقم 315، وأبو نعيم في الحلية 6/143، والهروي في ذم الكلام "كما في صون المنطق ص 57-58". 4 نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث الخزاعي أبو عبد الله المروزي نزيل مصر، قال الذهبي: أحد الأئمة الأعلام على لين في حديثه وكان شديداً على الجهمية. "الميزان 4/267". 5 ما بين القوسين ساقط من "ع". 6 رواه الذهبي في العلو -مختصرة- 184، قال الألباني: إسناده صحيح، ورواه ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية ص 86 من رواية البخاري عنه، وذكره شارح العقيدة الطحاوية ص 120 عن نعيم بن حماد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 215- وقال سفيان1 بن عيينة: "كل شيء وصف الله به نفسه في القرآن فقراءته تفسيره لا كيف ولا مثل"2.   1 سفيان بن عيينه تقدم في رقم 93. 2 رواه الدارقطني في الصفات 41، وأبو عثمان الصابوني في عقيدة أهل الحديث ص 56، ورواه البيهقي في الأسماء 397، وفي الاعتقاد 118، واللالكائي في السنة 3/431، والبغوي في السنة 1/171، وقال ابن كثير رحمه الله في التفسير 3/488، في تفسير سورة الأعراف عند قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ.} الآية 54. فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جداً ليس هذا موضع بسطها وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديماً وحديثاً وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله تعالى، فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ... ثم قال: "فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال الله ونفى عن الله تعالى النقائص فقد سلك سبيل الهدى". وذكر البغوي مثله، وقال ابن تيمية بعد أن ذكر قول السلف أمروها كما جاءت قال: فقولهم: ""أمروها كما جاءت"" رد على المعطلة، وقولهم: ""بلا كيف"" رد على الممثلة. وقول ربيعه ومالك: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، موافق لقول الباقين: "امروها كما جاءت بلا كيف" فإنما نفوا علم الكيفية ولم ينفوا حقيقة الصفة. ولو كان القوم قد آمنوا باللفظ المجرد من غير فهم لمعناه - على ما يليق بالله- لما قالوا الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ولما قالوا امروها كما جاءت بلا كيف. فإن الاستواء حينئذ لا يكون معلوماً بل مجهولاً بمنزلة حروف المعجم إلى آخر كلامه رحمه الله. انظر: الفتوى الحموية في أول 5/39 وما بعدها من مجموع الفتاوى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 216- 1 وقال أبو بكر1 المروزي: سألت أحمد بن حنبل عن الأحاديث التي تردها الجهمية في الصفات والرؤية والإسراء، وقصة العرش، فصححها أبو عبد الله وقال: قد تلقتها العلماء بالقبول تمر الأخبار كما جاءت3. 217- وقال محمد بن الحسن4 الشيباني صاحب أبي حنيفة:"اتفق الفقهاء كلهم من الشرق إلى الغرب على الإيمان بالقرآن، والأحاديث التي جاءت بها الثقات عن رسول الله في صفة الرب عزوجل من غير تفسير5ولا تشبيه فمن   1 أبو بكر المروزي = أحمد بن محمد بن الحجاج بن عبد العزيز أبو بكر فقيه محدث من كبار أصحاب الإمام أحمد وكان إماماً في السنة شديد الاتباع، مات سنة 275هـ ببغداد. طبقات الحنابلة 1/56، سير أعلام النبلاء 13/173. 2 رواه ابن أبي يعلى في الطبقات 1/56، وروى الخلال عن أحمد نحوه. انظر: اجتماع الجيوش الإسلامية 83. 3 محمد بن الحسن الشيباني تقدم في رقم 45. 4 أراد به تفسير الجهمية المعطلة الذين ابتدعوا تفسير الصفات بخلاف ما كان عليه الصحابة والتابعون من الأثبات. قاله ابن تيمية في الفتوى الحموية 5/50 من مجموع الفتاوى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 فسر اليوم شيئاً من ذلك فقد خرج مما كان عليه النبي صلي الله عليه وسلم وأصحابه فإنهم لم يفسروا ولكن أفتوا بما في الكتاب والسنة ثم سكتوا فمن قال بقول جهم1 فقد فارق الجماعة لأنه وصفه بصفة لا شيء"2. 218- وقال عباد3 بن العوام قدم علينا شريك4 "بن   1 جهم بن صفوان أبو محرز الراسبي مولاهم السمرقندي الكاتب المتكلم رأس الجهمية كان صاحب ذكاء وجدال وكان ينكر الصفات ويقول بخلق القرآن ويقول إن الله في كل مكان وكان يقول: الإيمان المعرفة بالقلب، وإن ارتكب الكبائر، هلك في صغار التابعين. مقالات الإسلاميين 1/213، سير النبلاء 6/226، والبداية 9/350، 10/19. 2 الأثر أخرجه اللالكائي في السنة رقم 740 ص 432، ونقله عنه ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية 87، ورواه ابن قدامه في إثبات صفة العلو ص 117، بمعناه مختصراً. وقال ابن تيمية: وثبت عن محمد بن الحسن أنه قال:.. ثم ذكره "مجموع الفتاوى 4/4-5، وذكره في الحموية 5/50 عن اللالكائي، وانظر: الأثر رقم 45. 3 عباد بن العوام بن عمر الكلابي مولاهم أبو سهل الواسطي ثقة روى له الجماعة مات سنة 185هـ، أو بعدها، وله نحو من سبعين سنة. "تقريب 145". 4 شريك بن عبد الله النخعي الكوفي القاضي بواسط ثم الكوفة أبو عبد الله صدوق يخطيء كثيراً تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة وكان عادلاً فاضلاً عابداً شديداً على أهل البدع، مات سنة سبع أو ثمان وسبعين ومائة. "تقريب 145". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 عبد الله"1 فقلنا: إن قوماً ينكرون هذه الأحاديث: إن الله ينزل إلى السماء الدنيا، والرؤية وما أشبه هذه الأحاديث، فقال إنما جاء بهذه الأحاديث من جاء بالسنن في الصلاة والزكاة والحج، وإنما عرفنا الله بهذه الأحاديث2. 219- فهذه جملة مختصرة من القرآن والسنة وآثار من سلف فالزمها وما كان مثلها مما صح عن الله ورسوله وصالح سلف الأمة ممن حصل الاتفاق عليه من خيار الأئمة ودع أقوال من كان عندهم محقوراً مهجوراً مبعداً مدحوراً مذموماً ملوماً، وإن اغتر كثير من المتأخرين بأقوالهم وجنحوا إلى اتباعهم فلا تغتر بكثرة أهل الباطل. 220- فقد روي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال: "بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء" رواه مسلم وغيره3. 221- وروي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال: "ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة" 4.   1 ما بين القوسين من الهامش، وكتب عليها صح. 2 الأثر أخرجه الآجري في الشريعة 306، والدارقطني في الصفات 43، والذهبي في سير أعلام النبلاء 8/185، بلفظ مختلف. 3 رواه مسلم رقم 145 في الإيمان، باب بيان أن الإسلام بدأ غريباً، عن أبي هريرة، وأخرجه الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مثله. قال: حديث حسن غريب صحيح. جامع الترمذي 5/18 رقم 2629. 4 الحديث رواه أحمد في المسند 4/102، وأبو داود 5/5-6 رقم 4597، والدارمي 2/158، والحاكم 1/128، والآجري في الشريعة 18، واللالكائي في السنة 1/101-102، والمروزي في السنة 14-15، وابن أبي عاصم في السنة ح 65 من رواية معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه. قال الألباني في تخريج السنة: صحيح بما قبله وما بعده، وله طرق وشواهد كثيرة، انظرها في الصحيحة رقم 204. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 222- وفي رواية قيل فمن الناجية؟ قال:"ما أنا عليه اليوم1 وأصحابي" 2 رواه جماعة من الأئمة. 223- واعلم رحمك الله أن الإسلام وأهله أتوا من طوائف3 "ثلاث"4 فطائفة ردت5 أحاديث الصفات وكذبوا رواتها فهؤلاء أشد ضرراً على الإسلام وأهله من الكفار. وأخرى قالوا بصحتها وقبولها ثم تأولوها فهؤلاء أعظم ضرراً من الطائفة الأولى، والثالثة: جانبوا القولين الأولين6 وأخذوا بزعمهم ينزهون7 وهم يكذبون فأداهم ذلك إلى القولين الأولين.   1 ساقطة من "ع". 2 هذه الرواية أخرجها الترمذي 2641، والحاكم 1/128-129، والمروزي في السنة 18، وابن وضاح في البدع والنهي عنها 85، والآجري في الشريعة 15، واللالكائي في السنة 1/99 رقم 147، كلهم من رواية عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وقال الترمذي: حديث مفسر غريب لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه. 3 في "ط" طرائق. 4 في الأصل و"ج" طوائف ثلاثة. 5 في "ط" روت. 6 سقطت في "ع". 7 في "ع" و"ط" بنزولها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 وكانوا أعظم ضرراً من الطائفتين الأولين1. 224- فمن السنة2 اللازمة السكوت عما لم يرد فيه نص عن الله3 ورسوله أو يتفق المسلمون على إطلاقه، وترك التعرض له بنفي أو إثبات فكما لا يثبت إلا بنص شرعي كذلك لا ينفي إلا بدليل سمعي. 225- نسأل الله سبحانه أن يوفقنا لما يرضيه من القول والعمل والنية وأن يحيينا على الطريقة التي يرضاها ويتوفانا عليها وأن يلحقنا بنبيه وخيرته من خلقه محمد المصطفى وآله وصحبه ويجمعنا معهم في دار كرامته إنه سميع قريب مجيب. 226- وكل حديث لم نضفه إلى من أخرجه فهو متفق عليه، أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما 54.   1 ما بين القوسين سقط في "ج". 2 في المطبوعة فمن السنن. 3 سقطت من "ع". 4 وكتب في الهامش قوبل بنسخة بخط الشيخ المؤلف رضي الله عنه. 5بعدها في "ج" آخره والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. وبعدها في "ع" والله أعلم، وأعز وأكرم، وصلى الله على محمد وآله وصحبه، بقلم العبد الفقير المعترف لله عزوجل بالعجز والتقصير عبده وابن عبده وابن أمته راجي فضله ومنته علي بن مطلق غفر الله له ولوالديه ومشائخه وإخوانه آمين. تم. وبعدها في المطبوعة: تم المعتقد بعون الله وأسأل الله أن يحيينا ويميتنا عليه. آمين يا رب العالمين ويا أرحم الراحمين. وفي الهامش كتب المحقق: ووجدنا في ذيل هذه الرسالة: تم بقلم فقير ربه وأسير دينه عبده راجي عفو ربه وغفرانه محمد الحمد بن سايح غفر الله له ولوالديه ولوالدي والديه ومشائخه وأحبابه ومن صنع إليه معروفاً آمين. وذلك في ليلة الجمعة المباركة التي هي ليلة تسع وعشرين من الشهر المحرم رجب الفرد سنة 1302 هجرية، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 تم بحمد الله وعونه وصلواته على سيدنا محمد وآله. وذلك لرابع ساعة من نهار الأحد خامس شهر رجب الفرد سنة خمس وستين وستمائة كتبه أبو الحرم بن علي برسم السمس محمد بن علوي عفى الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 مصادر ومراجع ... " ثبت المصادر " " أ " "1" إثبات صفة العلو: موفق الدين بن قدامة المقدسي، تحقيق بدر البدر، ط. 1، 1406هـ الكويت. "2" إثبات عذاب القبر: البيهقي تحقيق د شرف محمود القضاة، ط.1، 1403هـ دار الفرقان، الأردن عمان. "3" اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية: لابن قيم الجوزية الدمشقي، الناشر: المكتبة السلفية بالمدينة المنورة، بدون تاريخ. "4" الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان: الأمير علاء الدين الفارسي، بعناية كمال يوسف الحوت، الطبعة الأولى 1407هـ دار الكتب العلمية بيروت. "5" أخلاق أهل القرآن: محمد بن الحسين الآجري، تحقيق محمد عمرو بن عبد اللطيف، ط.1، 1406هـ دار الكتب العلمية بيروت. "6" الأدب المفرد: للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري - الطبعة الثانية - 1379هـ، القاهرة، نشرة قصي محب الدين. "7" إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل: تخريج الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ط.1، 1399هـ المكتب الإسلامي. "8" الاستيعاب في معرفة الأصحاب: لأبي عمر يوسف بن عبد البر.. مطبوع مع الإصابة تحقيق طه محمد الزيني، ط.1، الناشر مكتبة الكليات الأزهرية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 "9" أسد الغابة في معرفة الصحابة: لعز الدين ابن الأثير الجزري.. تحقيق محمد إبراهيم البناء وآخرين. دار الشعب القاهرة 1390هـ. "10" الأسماء والصفات: أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، مصورة عن الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت 1405هـ. "11" الإصابة في تمييز الصحابة ابن حجر العسقلاني: ومعه الاستيعاب لابن عبد البر، الطبعة الأولى، مكتبة الكليات الأزهرية 1396هـ. "12" الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد:- البيهقي - تحقيق أحمد عصام الكاتب، ط.1،1401هـ. "13" الأعلام: خير الدين الزركلي، الطبعة الخامسة 1408هـ دار العلم للملايين بيروت. "14" أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات: مرعي بن يوسف الكرمي الحنبلي، تحقيق شعيب الأرناؤط، ط.1، 1406هـ، مؤسسة الرسالة، بيروت. "15" الإيمان: لأبي عبيد القاسم بن سلام، تحقيق ناصر الدين الألباني، دار الأرقم الكويت. "16" الإيمان: ابن أبي شيبة، تحقيق الألباني، دار الأرقم، الكويت. "17" الإيمان: ابن تيمية، المجلد السابع من مجموع الفتاوى. "18" الإيمان: لابن منده، تحقيق. د. علي ناصر فقيهي، ط.1، 1401هـ، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. "19" إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون، إسماعيل باشا البغدادي، مكتبة المثنى بغداد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 "ب" "20" البداية النهاية في التاريخ: ابن كثير، ط.1، 1348هـ. "21" البدع والنهي: محمد بن وضاح القرطبي، تحقيق محمد أحمد دهمان. "22" البعث: ابن أبي داود، تحقيق أبي إسحاق الجويني الأثري، ط.1، 1408هـ، دار الكتاب العربي بيروت. "23" البعث والنشور: البيهقي، تحقيق عامر أحمد حيدر، ط.1، 1406هـ، مؤسسة الكتب الثقافية بيروت. "ت" "24" التاج المكلل: صديق بن حسن الحسيني القنوجي البخاري، ط.2، 1383هـ، نشر شرف الدين، الكتبي وأولاده - الهند -. "25" تأريخ الأدب العربي: كارل برو كلمان، تعريب عبد الحليم النجار، ط.4، 1397هـ، جمال الدين. "26" تاريخ بغداد: للخطيب البغدادي، الناشر دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان. "27" تاريخ الطبري: تاريخ الرسل والملوك، محمد بن جرير الطبري، تحقيق أبي الفضل محمد إبراهيم، الطبعة الرابعة، دار المعارف، بمصر. "28" التاريخ الكبير: البخاري، دار الكتب العلمية، مصور عن الطبعة الأولى في الهند. "29" تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: محمد بن عبد الرحمن المباركفوري، الطبعة الثانية 1383هـ، القاهرة، الناشر المكتبة السلفية بالمدينة المنورة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 "30" تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف: جمال الدين المزي، نشر الدار القيمة، بمباي، الهند، 1384هـ. "31" تذكرة الحفاظ: شمس الدين الذهبي، دار إحياء التراث العربي، بيروت. "32" تغليق التعليق: ابن حجر العسقلاني، تحقيق سعيد عبد الرحمن القزفي، ط.1، 1405هـ، المكتب الإسلامي. "33" تفسير ابن كثير: عماد الدين بن كثير، ومعه معالم التنزيل للبغوي، ط.1،1343هـ، مطبعة المنار مصر. "34" تقريب التهذيب: لابن حجر العسقلاني، ط.1، 1393هـ، دار نشر الكتب الإسلامية، باكستان. "35" التقييد لمعرفة الرواة والسنن والمسانيد: لأبي بكر محمد بن عبد الغني الشهير بابن نقطه، ط.1، 1404هـ، بمطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن، الهند. "36" التكملة لوفيات النقلة: زكي الدين أبو محمد عبد العظيم المنذري، تحقيق د. بشار عواد معروف، ط.2، 1401هـ، مؤسسة الرسالة بيروت. "37" التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد: أبو عمر يوسف ابن عبد البر، تحقيق سعيد عراب وآخرين ط.1، 1402هـ. "38" التوحيد وإثبات صفة الرب عز وجل: ابن خزيمة، راجعه وعلق عليه محمد خليل هراس، الطبعة الثانية، دار الفكر1393هـ. نسخة أخرى بتحقيق د عبد العزيز بن إبراهيم الشهوان، ط.1، 1408هـ، دار الرشد، الرياض. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 "39" تهذيب الكمال في أسماء الرجال: للمزي، نسخة كاملة مصورة، نشر دار المأمون للتراث، 1402هـ، نسخة أخرى مطبوعة من جزء 1- 15 لم تكمل بتحقيق د. بشار معروف ط.1، مؤسسة الرسالة. "ج" "40" جامع الأصول من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ابن الأثير الجزري، تحقيق وتخريج عبد القادر الأرناؤط، مطبعة الملاح، دمشق، ط.1، 1391هـ. "41" جامع بيان العلم وفضله: ابن عبد البر، 1398هـ، دار الكتب العلمية. "42" جامع البيان على تأويل القرآن: لأبي جعفر محمد بن جرير، ط.3، الحلبي 1388هـ، القاهرة. "43" الجامع الصحيح: محمد بن إسماعيل البخاري، تقديم وتحقيق وتعليق محمد النواوي وآخرين، 1377هـ، القاهرة. "44" الجامع الصحيح: أبو عيسى محمد بن عيسى بن سوره الترمذي، الطبعة الثانية، 1398هـ، بمطبعة الحلبي، القاهرة. "45" الجامع في السنن والآداب: ابن أبي زيد القيرواني، تحقيق محمد أبو الأجفان، ط.1، 1402هـ، مؤسسة الرسالة. "46" الجامع لأحكام القرآن: القرطبي، دار إحياء التراث العربي. "47" الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع: للخطيب البغدادي. تحقيق د. محمود الطحان، ط.1، 1403هـ، مكتبة العارف، الرياض. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 "ح" "48" حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح: ابن قيم الجوزية، مطبعة المدني، 1398هـ. "49" حلية الأولياء وطبقات الأصفياء: لأبي نعيم الأصبهاني، ط.3، 1400هـ، دار الكتاب العربي. "50" الحوادث والبدع: أبو بكر محمد بن الوليد الطرطوشي، تحقيق محمد الطالبي، دار الأصبهاني وشركاه. "خ" "51" خلق أفعال العباد: محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق بدر البدر، ط.1، 1405هـ، الكويت، نسخة أخرى ضمن مجموع عقائد السلف جمع علي سامي النشار، 1391هـ. "د" "52" الدر المنثور في التفسير بالمأثور: السيوطي، ط.1، 1403هـ، دار الفكر بيروت. "53"دلائل النبوة: لأبي نعيم، تحقيق محمد رواس قلعجي، ط.1، 1390هـ، حلب. "54"دلائل النبوة: للبيهقي، تحقيق د. عبد المعطي قلعجي، ط.1، 1405هـ، دار الكتب العلمية، بيروت. "ذ" "55"الذيل على طبقات الحنابلة: ابن رجب الحنبلي، ط.1، مطبعة السنة المحمدية 1372هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 "ر" "56"الرحلة في طلب الحديث: الخطيب البغدادي، تحقيق نور الدين عتر، ط.1، 1395هـ. "57"الرد على الجهمية: الدارمي، تحقيق بدر البدر، ط1، الكويت، 1405هـ. "58"الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة: محمد بن جعفر الكناني، ط.4، 1406هـ. "ز" "59"زاد المعاد في هدي خير العباد: ابن قيم الجوزية، تحقيق وتخريج عبد القادر الأرناؤط، ط.2، 1402هـ، مؤسسة الرسالة. "60"الزهد: لابن المبارك، حققه حبيب الرحمن الأعظمي، دار الكتب العلمية، بيروت. "61"الزهد: الإمام أحمد بن حنبل، دار الكتب العلمية، بيروت، 1398هـ. "س" "62"سلسلة الأحاديث الصحيحة: محمد ناصر الدين الألباني، ط.2، 1399هـ، المكتب الإسلامي. "63"سنن أبي داود: سليمان بن الأشعث السجستاني، إعداد وتعليق عزت الدعاس، ط1، 1388هـ، حمص. "64"سنن النسائي: ط.1، 1383هـ، الحلبي وشركاه، القاهرة. "65"نن ابن ماجة: تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، ط1، 1395هـ، الحلبي وشركاه، القاهرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 "66"سنن الدارمي: ط1، بعناية عبد الله هاشم يماني، 1386هـ، القاهرة. "67"السنن الكبرى: البيهقي، مصورة عن الطبعة الأولى، دار المعرفة، بيروت. "68"السنة: عبد الله بن أحمد بن حنبل، ط1، 1349هـ، المطبعة السلفية، بمكة المكرمة، طبعة أخرى بتحقيق، د. محمد سعيد القحطاني، ط1، 1406هـ، دار ابن القيم. "69"السنة لابن أبي عاصم: تخريج محمد ناصر الدين الألباني، ط1، 1400هـ، المكتب الإسلامي. "70"السنة: لمحمد بن نصر المروزي، ط1، دار الثقافة الإسلامية، بالرياض. "71"سير أعلام النبلاء: للذهبي، تحقيق شعيب الأرناؤط وآخرين، ط1، 1401هـ، مؤسسة الرسالة. "72"سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: لابن هشام، مراجعة وتعليق محمد خليل هراس، القاهرة، بدون تاريخ. "ش" "73"شذرات الذهب في أعيان من ذهب: عبد الحي بن العماد الحنبلي، دار الآفاق الجديدة، بيروت. "74" شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: هبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي، تحقيق د. أحمد سعد حمدان، ط1، 1402هـ، دار طيبة، الرياض. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 "75" شرح السنة: البغوي، تحقيق شعيب الأرناؤط، ط1، 1390هـ، المكتب الإسلامي. "76" شرح العقيدة الطحاوية: طبع المكتب الإسلامي، ط4، 1391هـ. "77" شرح الفقه الأكبر: الماتريدي، بعناية عبد الله بن إبراهيم الأنصاري، المكتبة العصرية، بيروت. "78" شرح الفقه الأكبر: الملا علي القاري، ط1، 1404هـ، دار الكتب العلمية، بيروت. "79" الشرح والإبانة عن أصول السنة الديانة "الإبانة الصغرى": ابن بطه العكبري، تحقيق وتعليق د. رضا بن نعسان معطي، ط.1، 1402هـ. "80" الشريعة: محمد بن حسين الأجري، تحقيق محمد حامد الفقي، مصورة عن الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت. "81" الشفاء بتعريف حقوق المصطفى: القاضي عياض اليحصبي، تحقيق محمد أمين قره علي وآخرين، الناشر: مكتبة الفارابي، مؤسسة علوم القرآن، دمشق. "ص" "82" صحيح الجامع الصغير: تخريج وتحقيق محمد ناصر الدين الألباني، ط.1، 1388هـ، طبع المكتب الإسلامي. "83" صحيح مسلم: تحقيق محمد عبد الباقي، ط.1، 1374هـ، الحلبي وشركاه، القاهرة. "84" صحيح مسلم: بشروح النووي، المطبعة المصرية، 1349هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 "85" صحيح سنن ابن ماجة: ناصر الدين الألباني، ط.1، 1407هـ، المكتب الإسلامي. "86" صريح السنة: محمد بن جرير الطبري، تحقيق بدر بن يوسف المعتوق، ط1، 1405هـ، دار الخلفاء، الكويت. "87" الصفات: الدارقطني، تحقيق الشيخ عبد الله الغنيمان، ط.1، 1402هـ، مكتبة الدار بالمدينة المنورة. "88" صفة الجنة لأبي نعيم: تحقيق علي رضا عبد الله، ط.1، 1406هـ، دار المأمون للتراث. "ط" "89" طبقات الحفاظ: السيوطي، تحقيق علي محمد عمر، ط.1، 1393هـ، القاهرة. "90" طبقات الحنابلة: ابن أبي يعلى، دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت. "91" الطبقات الكبرى: لابن سعد، دار صادر، بيروت. "ع" "92" عقيدة السلف أصحاب الحديث: إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، تحقيق بدر البدر، ط1، 1404هـ، الدار السلفية، الكويت. "93" عمل اليوم والليلة: النسائي: تحقيق د. فاروق حمادة ط.1، 1401هـ. "ف" "94" فتح الباري بشرح صحيح البخاري: ابن حجر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 العسقلاني، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، المطبعة السلفية، ط2، 1400هـ. "95" الفقيه والمتفقه: الخطيب البغدادي، تحقيق إسماعيل الأنصاري، ط.2، 1402هـ، دار الكتب العلمية، بيروت. "ق" "96" قطف الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة: جلال الدين السيوطي، تحقيق الشيخ خليل محي الدين الميس، ط.1، 1405هـ، المكتب الإسلامي. "97" القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية: محمد بن طولون الصالحي، تحقيق محمد أحمد دهمان، ط.2، 1401هـ، دمشق. "ك" "98" كشف الظنون: حاجي خليفة، مكتبة المثنى. "99" كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال: المتقي بن حسام الدين الهندي، ط.1،مطبعة البلاغة، حلب. "ل" "100" لقط اللآلي المتناثرة في الأحاديث المتواترة: محمد مرتضى الزبيدي، تحقيق محمد عبد القادر عطاء، ط.1، 1405هـ، دار الكتب العلمية، بيروت. "م" "101" مجمع الزوائد: الهيثمي، ط.3، 1402هـ، دارالكتاب العربي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 "102" مجموع فتاوى ابن تيمية: جمع وترتيب عبد الرحمن بن قاسم، تصوير الطبعة الأولى، 1398هـ. "103" محنة الإمام أحمد بن حنبل: عبد الغني المقدسي، تحقيق د. عبد الله عبد المحسن التركي ط.1، 1407هـ. "104" مختصر الصواعق المرسلة: ابن القيم، مكتبة الرياض الحديثة. "105" مختصر العلو للعلي الغفار: للذهبي، اختصار وتحقيق وتخريج ناصر الدين الألباني، ط.1، المكتب الإسلامي، بيروت،1401هـ. "106" المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي: انتقاء الحافظ الذهبي، تحقيق د. مصطفى جواد ط1، 1397هـ، مطبعة المجمع العلمي العراقي. "107" مسائل أحمد بن حنبل: رواية إسحاق النيسابوري، ط1، 1400هـ، المكتب الإسلامي. "108" مسائل الإمام أحمد: رواية أبي داود السجستاني، دار المعرفة، بيروت. "109" المستدرك على الصحيحين: الحاكم النيسابوري، ومعه التلخيص للحافظ الذهبي، دار الكتاب العربي، بيروت. "110" المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: الدمياطي، حيدر آباد، الهند، 1399هـ. "111" مسند الإمام أحمد: تصوير دار صادر، بيروت. "112" مسند أبي داود الطيالسي: الطبعة الأولى، حيدر آباد، الدكن، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 الهند، 1321هـ. "113" مسند الحميدي: تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، عالم الكتب، بيروت. "114" مشكاة المصابيح: التبريزي، تحقيق وتخريج محمد ناصر الدين الألباني، ط.2، 1399هـ، المكتب الإسلامي. "115" مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه البوصيري: تحقيق محمد الكشناوي، ط.1، 1403هـ، دار العربية، بيروت. "116" مصنف ابن أبي شيبة: الدار السلفية، بالهند، ط.2، 1399هـ. "117" مصنف عبد الرزاق الصنعاني: بتحقيق وتخريج حبيب الرحمن الأعظمي، ط.1، 1390هـ، المكتب الإسلامي. "118" المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: ابن حجر العسقلاني، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي. "119" معجم البلدان: ياقوت الحموي، دار صادر بيروت، 1397هـ. "120" المعجم الكبير: الطبراني، تحقيق حمدي عبد الحميد السلفي، ط.1، 1397هـ، بغداد. "121" المعرفة والتاريخ: يعقوب البسوي، تحقيق د. أكرم ضياء العمري، ط.2،1401هـ، مؤسسة الرسالة بيروت. "122" المعين في طبقات المحدثين: الذهبي، تحقيق د. همام عبد الرحيم، 1404هـ، دار الفرقان. "123" المغني: ابن قدامة، ومعه الشرح الكبير، مطبعة المنار، بمصر، ط.1، 1345هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 "124" المنتخب: عبد بن حميد، تحقيق مصطفى بن العدوي، ط.1، 1405هـ، دار الأرقم، الكويت. "125" الموطأ: الإمام مالك بن أنس، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، الحلبي وشركاه، ط.1، 1370هـ. "ن" "126" النجوم الزاهرة: ابن تغري بردي مصورة عن طبعة دار الكتب، المؤسسة المصرية. "127" النزول: الدارقطني، تحقيق د. علي ناصر فقيه، ط.1، 1403هـ. "128" النهاية في غريب الحديث: ابن الأثير، تحقيق طه الزيني، الناشر: المكتبة الإسلامية، الحاج رضا الشيخ. "129" هدية العارفين: إسماعيل باشا البغدادي، مكتبة المثنى، بغداد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146