الكتاب: تعبير الرؤيا (مخطوط) المؤلف: إبراهيم بن يحيى بن غنام، أبو طاهر الحراني المقدسي النميري الفقيه الحنبلي المُعَبِّر (المتوفى: نحو 779هـ) الناشر: صورة مخطوطة - مكتبة الجامعة الأردنية عدد الأجزاء: 1   [الكتاب مرقم آليا، مخطوط] ---------- تعبير الرؤيا (مخطوط) ابن غَنَّام، إبراهيم الكتاب: تعبير الرؤيا (مخطوط) المؤلف: إبراهيم بن يحيى بن غنام، أبو طاهر الحراني المقدسي النميري الفقيه الحنبلي المُعَبِّر (المتوفى: نحو 779هـ) الناشر: صورة مخطوطة - مكتبة الجامعة الأردنية عدد الأجزاء: 1   [الكتاب مرقم آليا، مخطوط] بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَبِه الْإِعَانَة الْحَمد لله الَّذِي جعل النّوم رَاحَة للأجساد، ثمَّ توفى انفسنا عِنْد حُلُول الرقاد، فَيمسك الَّتِي قضى عَلَيْهَا الْمَوْت الى يَوْم التناد، وَيُرْسل الْأُخْرَى الى أجل مُسَمّى فَلَا ينقص الْأَجَل وَلَا يُزَاد جعل الرُّؤْيَا جُزْءا من النُّبُوَّة ووحيا إِلَى الْعباد، فَمِنْهَا بِشَارَة للطائعين بِمَا حصلوا من الزَّاد وَمِنْهَا نذارة للعاصين لما أَحْدَثُوا من الْفساد. فنسأل الله الْعَفو وَالْمَغْفِرَة يَوْم يقوم الأشهاد وَخير من سُئل جلّ عَن الْأَمْثَال والأنداد جعل السَّمَاء سقفا مَحْفُوظًا بِلَا عماد وسطح الأَرْض على يتأر المَاء وَجعل الْجبَال لَهَا كالأوتاد لطفا مِنْهُ لِئَلَّا تميد بالعباد. اصْطفى مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأرْسلهُ الى كل حَاضر وباد صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله مَا هطل غمام وسال وَاد قَالَ أَبُو طَاهِر إِبْرَاهِيم بن يحيى بن غَنَّام الْحَنْبَلِيّ الْمعبر غفر الله لَهُ لما رَأَيْت كثيرا من المعبرين المؤلفين الْكتب للسائلين من المختصرات والمطولات فِيمَا يسأم المتطلع فِي شرحهم الطَّوِيل وَلَا يحصل لَهُ من الْمُخْتَصر إِلَّا الْقَلِيل اخْتَرْت أَن أؤلف كتابا على حُرُوف المعجم ليَكُون بَين كتبهمْ كَالْعلمِ ويسهل على كل طَالب وراغب يقْرَأ وَيفرق مَا بَين الرُّؤْيَا الْبَاطِلَة والبشرى وَيَأْخُذ من كل حرف تَفْسِير مَا رأى من غير تَعب وَلَا عناد من كل حرف ينْطق بِهِ صَاحب الرُّؤْيَا مَعَ شَاهد من التَّفْسِير كبشارة وتحذير ثمَّ جعلت فِي صدر الْكتاب أَربع عشرَة مقَالَة: الْمقَالة الأولى: فِي مَاهِيَّة الرُّؤْيَا، الْمقَالة الثَّانِيَة: فِي آدَاب الْمعبر الْمقَالة الثَّالِثَة: فِي آدَاب النَّائِم الْمقَالة الرَّابِعَة فِي كَيْفيَّة الرُّؤْيَا الْمقَالة الْخَامِسَة: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 2 فِي ذكر ملك الرُّؤْيَا الْمقَالة السَّادِسَة: فِي أَقسَام الرُّؤْيَا الْمقَالة السَّابِعَة الَّتِي هِيَ تحزين من الشَّيْطَان وَلَا تعد من الرُّؤْيَا الْمقَالة الثَّامِنَة: الَّتِي هِيَ من همة النَّفس الْمقَالة التَّاسِعَة: فِي الْأَوْقَات الَّتِي تصح فِيهَا الرُّؤْيَا الْمقَالة الْعَاشِرَة: فِي قُوَّة الرُّؤْيَا وضعفها الْمقَالة الْحَادِيَة عشر: فِي الأضغاث الْمقَالة الثَّانِيَة عشر فِي الشُّهُور الْعَرَبيَّة وَالْأَيَّام الْمقَالة الثَّالِثَة عشر فِي المختارين من مشاهير المعبرين وهم مائَة رجل فِي خَمْسَة عشر طبعة الْمقَالة الرَّابِعَة عشر: آدَاب الْقَاص لرؤيا وَهِي آخر المقالات. ثمَّ بدأت بِالْألف من كل اسْم يرد فِي التَّعْبِير وختمت الْكتاب بِالْيَاءِ غير أَنِّي جعلت للضياع ذكرا فِي حرف اليا الْمقَالة الاولى: فِي مَاهِيَّة الرُّؤْيَا قَالَ الْمُسلمُونَ اذا صفا الدَّم والبلغم واعتدلت الطبايع وصفت غشي بخارها نَام الانسان فَنَامَ سَرِيعا، وَإِذا اخْتلفت وتكدرت لم يَأْخُذهُ نوم. وَقَالَ ارطاميدورس: إِن الْمَرْء إِذا اسْتعْمل حواسه واتبعا ضعفت وانحل رباطه حَتَّى لَا يكَاد يحس شَيْئا فسكن ونام وَذَلِكَ لِأَن الْحَواس قوامها بِالروحِ فَإِذا تعبت الرّوح حن الرّوح إِلَى السّكُون. الْمقَالة الثَّانِيَة: فِي آدَاب الْمعبر: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا قصت عَلَيْهِ رُؤْيا قَالَ: (خيرا تَلقاهُ، وشرا توقاه، وَخير لنا وَشر لأعدائنا وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين إقصص رُؤْيَاك) وَقَالَ المعبرون يَنْبَغِي للمعبر أَن يكون صَاحب ديانَة وحلم وصيانة وكتمان على النَّاس عَوْرَاتهمْ وَيسمع السُّؤَال أجمعه من السَّائِل ويميز بَين الشريف والوضيع ويتمهل وَلَا يعبر الرُّؤْيَا وَقت اضْطِرَاب، وَهِي ثَلَاث سَاعَات: عِنْد طُلُوع الشَّمْس وَعند غُرُوبهَا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 3 وَعند الزَّوَال فَإِذا زَالَت الشَّمْس كَانَ التَّعْبِير صَحِيحا ورؤيا الْمُلُوك لَيست كرؤيا الرّعية فَلَا تقص رُؤْيا حَتَّى تعلم لمن هِيَ وتفرق بَين كل جنس من النَّاس وَمَا يَلِيق بِهِ مِثَال ذَلِك أَن من أصَاب درهما صَحِيحا وَله امْرَأَة حَامِل فَإِنَّهَا تضع غُلَاما وَإِن كَانَ الَّذِي وجد الدِّرْهَم لَهُ عَدو فَإِنَّهُ يسمع مِنْهُ كلَاما حسنا وَإِن كَانَ مُفلسًا نَالَ شَيْئا من الدُّنْيَا وَإِن كَانَ زاهدا فَإِنَّهُ يكثر التَّسْبِيح لِأَن الدِّرْهَم مَكْتُوب عَلَيْهِ اسْم الله وَإِن كَانَ الَّذِي وجد الدِّرْهَم فَاسِقًا من الأوباش وَهُوَ يقْرَأ مَا عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يضْرب لِأَن الدِّرْهَم مَكْتُوب عَلَيْهِ ضرب هَذَا الدِّرْهَم من رأى حَيَّة فِي مَنَامه وَله عَدو فَإِنَّهَا عدوه وَإِن كَانَ مِمَّن لَهُ زرع فَإِنَّهَا زرعه وَإِن كَانَ لَهُ مَال فَإِنَّهَا مَاله وَهِي للْمَرِيض حَيَاته وَإِذا رأى الْمحرم حَيَّة فَإِنَّهَا رزقه وحياته وَيذْهب عسره وَالْعَبْد إِذا رأى رُؤْيا فَإِنَّهَا أَكثر مَا تفسر لسَيِّده وَكَذَلِكَ الطِّفْل لوَالِديهِ والمراة إِذا لم تصلح لَهَا الرُّؤْيَا فَهِيَ لزَوجهَا لِأَنَّهَا خلقت من ضلعه الْقصير وَرَأى رُؤْيا وَلَيْسَ هُوَ من أَهلهَا فَإِنَّهَا تعود إِلَى أسلافه من آبَائِهِ أَو أحد من أَقَاربه والرؤيا تخرج من الْأَب للِابْن مِثَال ذَلِك: أَن أسيد بن الْعَاصِ رأى كَأَنَّهُ قد ولي على مَكَّة فقصت على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " إِن صدقت الرُّؤْيَا ليلين عَلَيْهَا وَلَده عتاب ". وَكَانَ كَذَلِك لِأَن أَبَاهُ كَانَ قد توفّي والرؤيا تخرج فِي الْمُسَمّى والنظير والشقيق فالقتل لِلْمُؤمنِ حلاوة الْقُرْآن وللفاجر حلاوة الدُّنْيَا وللمهجور حلاوة الْوَصْل وَأَشْبَاه ذَلِك كثير فقس عَلَيْهِ ترشد وَمن اختلق رُؤْيا وسألك عَنْهَا فَقَصَّهَا فَإِن كَانَت شرا فَإِنَّهُ لَاحق بِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 4 وَإِن كَانَ خيرا فَإِنَّهُ يصل إِلَيْك لِأَنَّهُ مخذول وَتَصْحِيح ذَلِك قصَّة يُوسُف والفتيان فِي السجْن عنادا إِذْ قَالَ أَحدهمَا: (إِنِّي أَرَانِي أعصر خمرًا وَقَالَ الآخر إِنِّي اراني أحمل فَوق رَأْسِي خبرزا تَأْكُل الطير مِنْهُ) فَقَصَّهَا يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام فَوَقَعت كَمَا قَالَ: فَكَانَت عنادا وَإِن عبر معبر على غير الْوَجْه عنادا وَكَانَ خيرا وصل إِلَى صَاحب الرُّؤْيَا وَإِن كَانَ شرا وصل إِلى الْمعبر وَيَنْبَغِي للمعبر أَن يسْأَل عَن حِرْفَة صَاحب الرُّؤْيَا واسْمه فَإِن لم يَصح لَك ذَلِك من هَذِه العلامات فاجتهد بِرَأْيِك واستر عورات الْمُسلمين فقد قَالَ رَسُول الله: " لَا تَطْلُبُوا عورات الْمُسلمين " وتعبر فِي سر كَمَا أوحى الله فِي سر وَقَالَ رَسُول الله " خُذ بالأسماء. . يَعْنِي من اسْم سَلامَة ويحمد ويحمدت وَقَالَ دانيال إِذا أردْت أَن تَأْخُذ بِالِاسْمِ فَانْظُر يَوْم السبت أول شخص تَلقاهُ فسله عَن اسْمه وَاسم أَبِيه فَإِن كَانَ مُوَافقا لاسم الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام مثل إِبْرَاهِيم ومُوسَى فَإِن الْأَمر الَّذِي أَنْت طَالبه مبارك مُخْتَار لِأَن الله عز وَجل اخْتَار الْأَنْبِيَاء وَاخْتَارَ أَسْمَاءَهُم وَإِذا قصت عَلَيْك رُؤْيا فَانْظُر إِلَى شَيْء يَقع نظرك عَلَيْهِ فَإِن كَانَ بغلا فَإِنَّهُ سفر وَإِن كَانَ عجوزا فَهِيَ دنيا وَإِن كَانَ نظرك وَقع على حمَار أَو فرس فَإِن ذَلِك دَال على زِينَة الدُّنْيَا وسفر أَيْضا لقَوْل الله عز وَجل: (الْخَيل وَالْبِغَال وَالْحمير لتركبوها وزينة) الْمقَالة الثَّالِثَة: فِي آدَاب النَّائِم قَالَ رَسُول الله: " إِذا تقَارب الزَّمَان لَا تكَاد رُؤْيا الْمُؤمن تكذب وأصدقكم رُؤْيا أصدقكم حَدِيثا " وَإِن كَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 5 صَاحب الرُّؤْيَا كذابا وَكره الْكَذِب من غَيره صحت رُؤْيَاهُ وَإِن كَانَ كذابا وَلم يكره الْكَذِب من غَيره لم تصح رُؤْيَاهُ وَيسْتَحب للْإنْسَان ان ينَام على طَهَارَة لتَكون الرُّؤْيَا صَالِحَة وَقد كَانَ رَسُول الله يسْأَل أَصْحَابه غفر الله لَهُم عنما رَأَوْا فيخبرونه بِمَا يرَوْنَ ثمَّ سَأَلَهُمْ مرَارًا فَلم يخبروه فَرَأى أظفارهم قد طَالَتْ وفيهَا رفغ فَقَالَ: - " كَيفَ ترَوْنَ والرفغ فِي أظفاركم " قَالَ ابْن سِيرِين: من نَام على جنبه الْأَيْمن وَأَرَادَ أَن يرى رُؤْيا حَسَنَة فليستقبل الْقبْلَة وليقرأ وَالشَّمْس وَضُحَاهَا وَاللَّيْل إِذا يغشى والتين وَالزَّيْتُون وَقل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ وَسورَة الْإِخْلَاص والمعوذتين وَيسْأل الله تَعَالَى، فَمَا يرِيه إِلَّا مَا يحب، وَمن نَام على شقَّه الْأَيْمن وَرَأى رُؤْيا فَهِيَ بِشَارَة من الله عز وَجل أَو نذارة ". وَمن نَام على شقَّه الْأَيْسَر وَرَأى رُؤْيا فَهِيَ من الرّوح وَرُبمَا كَانَت من البطنة وَذَلِكَ أضغاث وَكَانُوا يستحبون ان يَقُولُوا عِنْد النّوم اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من سيئ الأحلام وأستجيرك من تلاعب الشَّيْطَان فِي الْيَقَظَة والمنام الْمقَالة الرَّابِعَة: فِي كَيْفيَّة الرُّؤْيَا قَالَ دانيال عَلَيْهِ السَّلَام: الْأَرْوَاح يعرج بهَا إِلَى السَّمَاء السَّابِعَة حَتَّى توقف بَين يَدي رب الْعِزَّة فَيُؤذن لَهَا بِالسُّجُود فَمَا كَانَ طَاهِرا مِنْهَا سجد تَحت الْعَرْش وَبشر فِي مَنَامه وَمَا كَانَ مِنْهَا غير طَاهِر سجد ... . . فَلذَلِك يسْتَحبّ للرجل أَن ينَام على الطَّهَارَة وَقَالَ المعبرون: من الْمُسلمين الرُّؤْيَا يَرَاهَا الْإِنْسَان بِالروحِ ويفهمها بِالْقَلْبِ ومستقر الرّوح فِي نقطات دم فِي الْقلب ومستقر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 6 الْعقل فِي دسومه الدِّمَاغ وَالروح مُعَلّق بِالنَّفسِ فَإِذا نَام الانسان امْتَدَّ روحه مثل السراج فَرَأى بنوره وَقضى الله مَا يرِيه ملك الرُّؤْيَا وذهابه ورجوعه مثل الشَّمْس إِذا غطاها السَّحَاب وانكشف عَنْهَا فَإِذا عَادَتْ الْحَواس باستيقاظه إِلَى أفعالها ذكر الرّوح مَا أرَاهُ الْملك وخيله لَهُ كرؤيا الْعين. الْمقَالة الْخَامِسَة: فِي ذكر ملك الرُّؤْيَا قَالَ دانيال عَلَيْهِ السَّلَام اسْم الْملك الْمُوكل بالرؤيا صديقون وَمن شحمة أُذُنه إِلَى مَنْكِبه مسيرَة سبع مائَة سنة وَهُوَ الَّذِي يضْرب الْأَمْثَال للآدميين فيريهم بضياء الله عز وَجل من علم غيبه فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ مَا هُوَ كَائِن من خير أَو شَرّ لَا يشْتَبه عَلَيْهِ شَيْء من ذَلِك وَمثل هَذَا الْملك كَمثل الشَّمْس إِذا وَقع نورها على شَيْء بصرت ذَلِك الشَّيْء بِهِ وَكَذَلِكَ يعرفك هَذَا الْملك بضياء الله عز وَجل معرفَة كل شَيْء ويهديك ويبشرك ويحذرك من مَعْصِيّة قدهممت بهَا ثمَّ إِن هَذَا الْملك يقدم رُؤْيا الشَّرّ وَيُؤَخر رُؤْيا الْخَيْر لفائدة نذكرها وَذَلِكَ لشفقة من الله عز وَجل على عباده وَلَو كَانَت رُؤْيا الشَّرّ تتأخر لَكَانَ الْإِنْسَان إِذا قصها وَعلم أَنَّهَا شَرّ لم يزل منتظرا وُقُوع ذَلِك لَهُم فَلَا يزَال مهموما فَعجل كَيْلا يطول همه وحزنه. وَأما رُؤْيا الْخَيْر فأخرت لِأَن الْإِنْسَان إِذا بشر بهَا فَرح وَإِن تَأَخَّرت لِأَنَّهُ منتظر وُقُوعهَا وَاعْلَم أَن الرُّؤْيَا معلقَة على تَأْوِيلهَا فَمَتَى أولت وَقعت لقَوْل النَّبِي: الرُّؤْيَا على رجْلي طَائِر فَمَتَى عبرت وَقعت ". الْمقَالة السَّادِسَة: فِي أَقسَام الرُّؤْيَا: قَالَ النَّبِي الرُّؤْيَا ثَلَاثَة: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 7 رُؤْيا بشرى من الله عز وَجل، ورؤيا تحذير من الشَّيْطَان، ورؤيا يحدث الْإِنْسَان بهَا نَفسه فيراها فِي النّوم وَأما الْبشَارَة فَهِيَ رُؤْيا الله عز وَجل قَالَ النَّبِي: " خير مَا رأى أحدكُم فِي مَنَامه أَن يرى ربه أَو نبيه أَو يرى أَبَوَيْهِ مُسلمين " قَالُوا: يَا نَبِي الله، وَهل يرى أحد ربه قَالَ: السُّلْطَان وَالسُّلْطَان الَّذِي لَا يعرف هُوَ بِمَنْزِلَة الْحق عز وَجل وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام: " من أفرى الفرى أَن يَقُول الْإِنْسَان ارى فِي الْمَنَام مَا لم يبصر وَجَمِيع الْحَيَوَان الَّذِي لَيْسَ بناطق كَالْبَهَائِمِ وَالطير إِذا نطق بِشَيْء فِي الْمَنَام فَإِن كَلَامه حق والرؤيا صَحِيحَة وينال من سَمعه شَيْئا يتعجب النَّاس مِنْهُ لِأَنَّهُ لَا يحسن الخديعة فِي القَوْل والهاتف إِذا قَالَ شافه شَيْئا فَهُوَ كَمَا قَالَ والرؤيا إِذا عبرت فِي الْمَنَام فَهِيَ كَمَا عبرت. وَالصبيان إِذا رَأَوْا رُؤْيا فَهِيَ صَادِقَة لأَنهم لَا يحسنون الْكَذِب والضلال والموتى إِذا أخبروا بِشَيْء فَهُوَ حق لأَنهم مشغولون عَن الْبَاطِل وَإِن قَالَ الْمَيِّت شَيْئا بَاطِلا فَهُوَ من الأضغاث وَأما الرُّؤْيَا الَّتِي تكون مُتَعَلقَة بِالْخَيرِ وَالشَّر فإنظر إِلَى الشَّاهِد فَأَيّهمَا أقوى فَخذ بِهِ واترك الآخر مِثَال ذَلِك: أَن ترى الْإِنْسَان كَأَنَّهُ يضْرب بالطنبور فِي الْمَسْجِد فيتوب إِلَى الله عز وَجل ويشتهي ذكره لِأَن الْمَسْجِد مَوضِع التِّلَاوَة وَالْمَلَائِكَة وَالْبر والسنك فَإِذا لعب بِهِ سَاعَة سأم وَترك والبقعة أقوى لدوام الصَّلَاة وَالْقِرَاءَة فِيهَا وَأما من يقرا الْقُرْآن فِي الْحمام فَإِنَّهُ يشْتَهر فِي أَمر فَاحش ويقود لِأَن الْحمام بَيت الشَّيْطَان وَمَوْضِع كشف العورات وَالْمَلَائِكَة لَا يتهيأ لَهُم دُخُول الْحمام وَلَا يتهيأ للشَّيْطَان دُخُول الْمَسْجِد. الْمقَالة السَّابِعَة: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 8 فِي الرُّؤْيَا الْبَاطِلَة الَّتِي هِيَ تحزين من الشَّيْطَان وَلَا تعد من الرُّؤْيَا: مِثَاله: أَن يرى الله تَعَالَى فِي صُورَة أَو يرى ملكا جَاءَ اليه فِي لَهو وَلعب. أَو يرى نَبيا من الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام يعْمل عمل الفراعنة. أَو يرى النَّبِي مكفوفا أَو عَالما يُفْتِي بفحش أَو أَن السَّمَاء تحولت سقفا أَو يخَاف أَن تقع عَلَيْهِ أوالأرض تحولت رَحا تَدور وَيرى قد نبت فِي السما شَجرا أَو طلع فِي الأَرْض نُجُوم أَو صَار الْجَبَل رملا والفيل قملة والأسد نملة وَقد يتَمَثَّل الشَّيْطَان بِكُل شَيْء وَلَا يُمكنهُ أَن يتَمَثَّل فِي صُورَة ملك وَلَا نَبِي وَلَا بالشمس وَلَا بالقمر وَلَا بالنجوم فِي موَاضعهَا وَلَا بالسحاب مَعَ الْمَطَر وَلَا بِالتَّوْرَاةِ وَلَا بالإنجيل وَلَا بِالْقُرْآنِ فَلَا يغرنك شَيْء من ذَلِك. الْمقَالة الثَّامِنَة: - الَّتِي هِيَ من همة النَّفس مِثَال ذَلِك: أَن إنْسَانا يرى فِي مَنَامه كَأَنَّهُ مَعَ من يحب قلبه فَذَلِك من همة النَّفس فَكَذَلِك إِذا كَانَ يخَاف شَيْئا وَرَآهُ فَذَلِك من همة الْخَوْف وَكَذَلِكَ من نَام جائعا وَيرى كَأَنَّهُ يَأْكُل أَو كَانَ ممتلئا وَرَأى كَأَنَّهُ يتقيأ وَكَذَلِكَ أَنه فِي مَاء يجد ... الْبرد إِذا انتبه فالرؤيا بَاطِلَة. وَكَذَلِكَ إِذا رأى أَنه فِي نَار يَحْتَرِق وانتبه وَكَانَ نَومه فِي الشَّمْس فَكل ذَلِك بَاطِل وَكَذَلِكَ إِذا رأى كَأَنَّهُ يعذب أَو يضْرب فانتبه وَبِه وجع فِي أَعْضَائِهِ فَإِنَّمَا رأى الوجع كَمَا رأى الْحر وَالْبرد وَهُوَ بَاطِل. الْمقَالة التَّاسِعَة: فِي الْأَوْقَات الَّتِي تصح فِيهَا الرُّؤْيَا قَالَ رَسُول الله: " أصدق الرُّؤْيَا مَا كَانَ بالأسحار " وَقَالَ: أصدق الرُّؤْيَا بِالنَّهَارِ ". وَلِأَن الله تَعَالَى خصني بِالْوَحْي نَهَارا وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: (اصدق الرُّؤْيَا القيلولة) لِأَن الْحُسَيْن بن عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا رأى رَسُول الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 9 وَهُوَ يَقُول: " أتسرعون السّير والمنايا تسرع بكم الى الْجنَّة. . فَقَالَ الْحُسَيْن يَا أَبَت لَا حَاجَة لي إِلَى الرّجْعَة إِلَى دَار الدُّنْيَا بعد رؤيتك فَقَالَ النَّبِي: لَا بني لَا بُد لَك من الرّجْعَة وَهِي سَاعَة لم يكذب فِيهَا " ثمَّ صلى الظّهْر وَركب جَوَاده فَقتل شَهِيدا فَهَذَا دَلِيل على أَن الرُّؤْيَا اصح مَا تكون عِنْد الزَّوَال وَإِن كَانَت الرُّؤْيَا فِي أول اللَّيْل فَإِنَّهَا تصح بعد شهر أَو عشرَة أَيَّام. والرؤيا فِي آخر اللَّيْل لَا تتأخر وَقيل أَكثر مَا تُؤخر الرُّؤْيَا الى سنة لِأَن الْأَعْمَار قد قصرت وَمن رأى رُؤْيا وَهُوَ مستلق على ظَهره فَهِيَ صَحِيحَة وَكَذَلِكَ على شقَّه الْأَيْسَر هَذَا قَول الْحُكَمَاء. وَصحت على رُؤْيا مُحَمَّد بعد عشْرين سنة. الْمقَالة الْعَاشِرَة: فِي قُوَّة الرُّؤْيَا وضعفها أما قُوَّة الرُّؤْيَا فَهُوَ فِي زمن جَرَيَان المَاء فِي عروق الشّجر إِلَى حِين يسْقط وَرقهَا وَلَا سِيمَا عِنْد خُرُوج الثِّمَار لِأَن فِي ذَلِك الْحِين إِذا كسرت غصنا خرج عوضه اثْنَان وَكَذَلِكَ الْوَرق إِذا قطعت ورقة خرج عوضهَا خَمْسَة أوراق واقبال السّنة إقبال وإدبارها أدبار فَلذَلِك اول النَّهَار للتفسير خير من آخِره. الْمقَالة الْحَادِيَة عشر: فِي الأضغاث: وَأما أضغاث الْمَنَام فَإِنَّهَا أَرْبَعَة أَشْيَاء مَتى زَادَت على طبيعة الْإِنْسَان فَإِنَّهَا تريه شَيْئا يُنَاسب ذَلِك وَهِي: البلغم، والسوداء والدماء والصفراء. فَمن غلب عَلَيْهِ البلغم والرطوبة فكثرة مَا يرى الْبحار والأمطار والأهوال وَمن غلب عَلَيْهِ الدَّم فكثرة مَا يرى الألوان من الْأَحْمَر وَالْخمر والملاهي والأغذية الحلوة وَإِن كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ الصَّفْرَاء فكثرة مَا يرى الصَّوَاعِق والمعصفرات وَالْحَرب وَمن غلب عَلَيْهِ الْمرة السَّوْدَاء فكثرة مَا يرى السوَاد والظلمات والمخاوف والحرارة ترى الشموس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 10 وَالْحمام وَالنَّار وَأما اليبوسة فترى تمزيق الثِّيَاب ونتف الشّعْر وَمن غلب عَلَيْهِ الإمتلاء ... فَإِنَّهُ يرى كَأَنَّهُ يحمل مَا لايطيق بِهِ وَمن كَانَ بِهِ شدَّة فَإِنَّهُ يرى الخناق والضيق وَمن كَانَ بِهِ عفونة فِي جسده فَأكْثر مَا يرى الْعذرَة والأشياء المنتنة. وَمن كَانَ معتدل المزاج فَإِنَّهُ يرى السرُور وَلبس المفاخر من الثِّيَاب والبطر. . الْمقَالة الثَّانِيَة عشر: فِي الشُّهُور الْعَرَبيَّة وَالْأَيَّام. وَأما إِذا كَانَ فِي ضمير صَاحب الرُّؤْيَا اسْم الشَّهْر أَو الْعِيد أَو الْيَوْم فَلِكُل شهره تذكره أَو الْيَوْم. . تَفْسِير يَجِيء فِي هَذِه الْمقَالة إِن شَاءَ الله تَعَالَى. أما الْمحرم فَإِن الرُّؤْيَا فِيهِ صَحِيحَة لَا تكَاد تخطيء وَلَا تحمد الرُّؤْيَا فِي صفر لاسمه والتطير بِهِ إِلَّا أَن يكون صَاحب الرُّؤْيَا فِي هم فتفرج عَنهُ. وَإِن كَانَ مَرِيضا شفي. وَفِي شهر ربيع الأول ربح فِي التِّجَارَة وَزِيَادَة فِي السرُور. وَأما شهر ربيع الآخر فَإِن الرُّؤْيَا إِن كَانَت خيرا أَبْطَأت وَإِن دلّت على الشَّرّ تعجلت وَأما من رأى رُؤْيا فِي ضَمِيره أَن رُؤْيَاهُ فِي جمادي الأول، فيجمد أمره وَلَا يرغب فِي البيع وَالشِّرَاء وَأما شهر جمادي الآخر فَإِن دلّت على خير أَبْطَأت لِأَنَّهُ شهر جامد وَأما شهر رَجَب فَإِنَّهُ يدل على تفتح أَبْوَاب الْخَيْر ويبدل الشَّرّ خيرا. وَأما رُؤْيا شعْبَان فَإِنَّهَا إِن دلّت على الْخَيْر تدل على تشعب كل خير. وَأما الرُّؤْيَا فِي شهر رَمَضَان فَإِنَّهَا إِن دلّت على الْخَيْر صحت وَإِن دلّت على الشَّرّ فَلَا تصح لِأَن فِيهِ تغلق أَبْوَاب الْفَوَاحِش ووالعسر قد يكون من البطنة وَكَثْرَة الإمتلاء إِذا كَانَت ردية. وَلَيْسَ للْكَافِرِ فِيهِ إِلَّا الشَّرّ إِذا رأى مناما لِأَنَّهُ عَدو الله. وَأما شَوَّال فَإِن الرُّؤْيَا فِيهِ إِذا دلّت على شَرّ تعجلت. وَأما رُؤْيا ذِي الْقعدَة فَمن دلّت رُؤْيَاهُ على السّفر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 11 فَلَا يُسَافر وليحفظ نَفسه فِي الْحَضَر " وَإِذا دلّت على هم فليجتنب الفضول. وَأما رُؤْيا ذِي الْحجَّة فَإِن دلّت رُؤْيَاهُ على السّفر فَلْيفْعَل لِأَنَّهُ مبارك وَفِيه الْقرْبَة إِلَى الله تَعَالَى وَالْأُضْحِيَّة وَيقرب عَلَيْهِ الْبعيد. وَأما الْأَيَّام فَإِذا رأى الْإِنْسَان فِي مَنَامه وَفِي ضَمِيره أَن ذَلِك يَوْم الْجُمُعَة فَيدل على جمع شَمل وَشَيْء متفرق لاسمه وَمَا فِيهِ من الْجمع وَأما يَوْم السبت فَإِن الرُّؤْيَا إِذا عبرت بِخَير وَقع كَذَلِك لِأَنَّهُ يَوْم رَاحَة وبطالة وَأما الْأَحَد فَإِنَّهُ يدل على ذهَاب الْهم وَالْغَم وَيدل على الْعَمَل والعمارة لِأَن فِيهِ بَدَأَ الله عز وَجل بِخلق السَّمَوَات وَيدل على دوَام مَا يعمر وثباته. وَأما الِاثْنَيْنِ: فَهُوَ فِي الرُّؤْيَا خير للسَّفر والزواج وَقَضَاء الْحَوَائِج وَيَوْم الثُّلَاثَاء يَوْم الدَّم والحجامة وَيدل على الغموم وَيَوْم الْأَرْبَعَاء يَوْم نحس مُسْتَمر فِيهِ أغرق الله قوم نوح ودمرت ثَمُود واصحاب الرس والحوائج فِيهِ منحوسة من طَرِيق الفأل وَيَوْم الْخَمِيس يَوْم أنس فَفِيهِ تقضى الْحَوَائِج بمستأنس فِيهِ يقْضِي الله الْحَوَائِج وَقَالَ الآواخر من المعبرين يَوْم السبت تعرفه الرُّؤْيَا بِخَير فَتخرج فَتكون كَمَا تعبر وَيَوْم الْأَحَد كَحَد السَّيْف وَمن كَانَ فِي غم ذهب عَنهُ وينجو من الشَّرّ إِلَى الْخَيْر الدَّائِم وَإِذا كَانَت رُؤْيا خير فَإِنَّهَا تصح وَيَوْم الْإِثْنَيْنِ يَوْم مبارك للسَّفر والتزوج وَلأَهل بَيت النَّبِي عسر وَيَوْم الثُّلَاثَاء إِذا دلّت على الْقِتَال فليحذر وَلَا يقرب السُّلْطَان فِيهِ لِأَنَّهُ يَوْم إِرَاقَة الدِّمَاء وَيَوْم الْأَرْبَعَاء تصح فِيهِ رُؤْيا الشَّرّ سَرِيعا وقوى لتقوى فِيهِ أَنه يَوْم نحس مُسْتَمر وَيَوْم الْخَمِيس يَوْم يأنس فِيهِ الإخوان وَإِذا كَانَت الرُّؤْيَا ردية انقلبت إِلَى الْخَيْر فعبرها بالسرور وَيَوْم الْجُمُعَة مبارك فِيهِ الصّلاح والرشد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 12 واجتماع شَمل وَهُوَ عيد الْمُسلمين. الْمقَالة الثَّالِثَة عشر: فِي ذكر المختارين من مشاهير المعبرين فهم فِي خمس عشر طبقَة قَالَ نصر بن يَعْقُوب قد ضمن الْحسن بن الْحُسَيْن الْخلال كِتَابه المترجم بطبقات المعبرين ذكر أَسمَاء سَبْعَة الف وَخَمْسمِائة معبر من مشاهيرهم الَّذين ضربوا فِي هَذَا الْعلم بِسَهْم واخذوا مِنْهُ بقسم وجعلهم خمس عشر طبقَة انموذجا يدل على مَا وَرَاه أَو لغيت ذكر معبري بارهمة الْهِنْد للعجمة الَّتِي فِي أسمائهم واشتباهها على الْقَارئ القاريء. فالطبقة الاولى من الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام إِبْرَاهِيم وَيَعْقُوب ويوسف ودانيال، وَذُو القرنين، وَمُحَمّد. الطَّبَقَة الثَّانِيَة من الصَّحَابَة رضوَان الله عَلَيْهِم: أَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي وَعبد الله بن عَبَّاس وَعبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ وَعبد الله بن سَلام وَأَبُو ذَر الْغِفَارِيّ وَأنس بن مَالك وَحُذَيْفَة بن الْيَمَان وَعَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ وَأَسْمَاء اختها. والطبقة الثَّالِثَة من التَّابِعين غفر الله لَهُم: سعيد بن الْمسيب وَالْحسن الْبَصْرِيّ وَعَطَاء بن أبي رَبَاح وَالشعْبِيّ وَالزهْرِيّ وَإِبْرَاهِيم النَّخعِيّ وَعمر بن عبد الْعَزِيز وَقَتَادَة وَمُجاهد وَسَعِيد بن جُبَير وطاووس وثابت الْبنانِيّ. الطَّبَقَة الرَّابِعَة من الْفُقَهَاء من بعدهمْ غفر الله لَهُم: الشَّافِعِي وَأَبُو ثَوْر والاوزاعي وسُفْيَان الثَّوْريّ وَأَبُو يُوسُف القَاضِي وأبن ابي ليلى وَأحمد بن حَنْبَل وأسحق بن رَاهَوَيْه والبويطي وَمَنْصُور بن الْمُعْتَمِر وَعبد الله بن الْمُبَارك. والطبقة الْخَامِسَة من الزهاد: غفر الله لَهُم مُحَمَّد بن وَاسع وتيم الدَّارَانِي وشقيق الْبَلْخِي وَمَالك بن دِينَار وَسليمَان التَّيْمِيّ وَمَنْصُور بن عمار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 وَمُحَمّد بن السماك وَيحيى بن معَاذ وَأحمد بن حَرْب. والطبقة السَّادِسَة من أَصْحَاب التأليفات: مُحَمَّد بن سِيرِين وَإِبْرَاهِيم بن عبد الله الْكرْمَانِي وَعبد الله بن مُسلم اليمني وَالْحسن بن الْحُسَيْن وارطاميدورس اليوناني. والطبقة السَّابِعَة من الفلاسفة: افلاطون ومهراديين وارسطاطاليس وبطليموس وَيَعْقُوب بن اسحق الْكِنْدِيّ وابو زيد الْبَلْخِي. والطبقة الثَّامِنَة من الْأَطِبَّاء جالينوس وابقراط وتحنون وَمُحَمّد بن زَكَرِيَّا. والطبقة التَّاسِعَة من الْيَهُود: حييّ بن اخْطُبْ وَكَعب بن الْأَشْرَف ومُوسَى بن يَعْقُوب. والطبقة الْعَاشِرَة من النَّصَارَى: حنين بن اسحاق المترجم وَأَبُو مخلد وزين الطَّبَرِيّ. والطبقة الْحَادِيَة عشر من الْمَجُوس: هُرْمُز بن أزدشير وبزدحمير بن تحيكان وانو شرْوَان وكسمرد وجاماسب. والطبقة الثَّانِيَة عشر من مُشْركي الْعَرَب: أَبُو جهل بن هِشَام وَعبد الله بن أبي وَنَوْفَل بن عبد الله وَعَمْرو بن عدود وَابْن الزِّبَعْرَى، وَأَبُو طَالب، وَأَبُو الْعَاصِ. والطبقة الثَّالِثَة عشر من الكهنة: سطيح، وشق، والخزرجي، وعوسجة، والقطامي وَأَبُو زُرَارَة. والطبقة الرَّابِعَة عشر من السَّحَرَة: عبد الله بن هِلَال وقرط بن زيد الْأَيْلِي وعتاب بن شحره الرَّازِيّ. والطبقة الْخَامِسَة عشر من أَصْحَاب الفراسة: سعيد بن سِنَان، وَإيَاس بن مُعَاوِيَة، وجندل بن الحكم وَمُعَاوِيَة بن كُلْثُوم. الْمقَالة الرَّابِعَة عشر فِي أدب الْقَاص لرؤياه: قَالَ النَّبِي اذا رأى أحدكُم الرُّؤْيَا الصَّالِحَة فَلَا يقصها إِلَّا على من يعلم أَنه نَاصح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 14 لَهُ فَإِنَّهُ سَوف يَقُول خيرا والرؤيا على مَا أولت. وَمثل ذَلِك كَمثل رجل قَائِم على رجل وَاحِدَة وَهُوَ ينْتَظر مَتى يَضَعهَا وَإِذا رأى أحدكُم رُؤْيا فَلَا يحدث بهَا إِلَّا عَالما أَو ناصحا والرؤيا على رجل طَائِر مَا لم يحدث بهَا فَإِذا حدث بهَا وَقعت " وَقَالَ النَّبِي " من كذب فِي الرُّؤْيَا كلف يَوْم الْقِيَامَة عقد شعيرتين ". وَقَالَ المعبرون من الْمُسلمين إِذا رَأَيْت رُؤْيا فاقصصها على ذِي علم ورأي وَلَا تقصص رُؤْيَاك أمْرَأَة وَلَا عَدو لَك وَلَا أهل جَهَالَة للأمور. وَإِذا رَأَيْت شَيْئا تكرههُ وَلم تقدر على عَالم بالرؤيا فَقل أسْتَغْفر الله من شَرّ رؤيايي هَذِه ان تضرني فِي دنياي وآخرتي ثمَّ اتفل عَن يسارك ثَلَاثًا فَلَا يقص أحد رُؤْيَاهُ وَفِي مقره أَو أقليمه معبر وَاحِد وَمِنْه لِأَن فِرْعَوْن لما قصّ رُؤْيَاهُ على معبري بَلَده وَقَالُوا أضغاث أَحْلَام وَلم تكن من الأضغاث فعبرها يُوسُف فَوَقَعت كَمَا عبر. بَاب حرف الْألف فَأَما حرف الْألف إِذا نطق بهَا صَاحب الرُّؤْيَا وَكَانَ فِيهَا شَاهد خير فَإِنَّهَا ألف: أَمَان إِسْلَام. . أما إسرافك اجل وَذَلِكَ مَعَ شَاهد الرُّؤْيَا رُؤْيَة ... قَالَ المعبرون رَضِي الله عَنْهُم أَجْمَعِينَ: من رأى أَنه قَائِم بَين يَدي الله تَعَالَى منكس الرَّأْس فَإِنَّهُ ظَالِم لقَوْله عز وَجل: (وَلَو ترى إِذْ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عِنْد رَبهم) وَمن رأى الله عز وَجل على نوره وبهاءه وَلم يعاين صفة أَو صُورَة أَو مِثَالا بل يرَاهُ عَظِيما كَأَنَّهُ سُبْحَانَهُ أكْرمه وَأَدْنَاهُ وقربه وَغفر لَهُ فَإِن ذَلِك يدل على لِقَائِه إِيَّاه على مثل ذَلِك وَدخُول الْجنَّة وَمن رأى أَن الله تَعَالَى اشْتَرَاهُ من نَفسه فَإِنَّهُ يقتل فِي سَبيله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 وَيدخل الْجنَّة لقَوْله عز وَجل (إِن الله اشْترى من الْمُؤمنِينَ أنفسهم) الْآيَة وَمن رأى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يمسح على رَأسه وتبارك فِيهِ، فَهُوَ تَعَالَى يخصصه ويقربه مِنْهُ لقَوْله تَعَالَى: (وباركنا عَلَيْهِ فِي الآخرين) إِلَّا أَنه لَا يرفع عَنهُ الْبلَاء إِلَى أَن يَمُوت وَمن رأى كَأَنَّهُ يحدث الله فَإِنَّهُ يقْرَأ الْقُرْآن وَيكثر الاسْتِغْفَار لقَوْله تَعَالَى: (أفبهذا الحَدِيث أَنْتُم مدهنون) وَمن رأى أَنه يُصَافح الله تَعَالَى فَإِنَّهُ يحجّ ويصافح الْحجر الْيَمَانِيّ لقَوْل عَمْرو رَضِي الله عَنهُ عندالحجر الْيَمَانِيّ: (يَمِين الله فِي الارض) وَمن رأى ان الله عز وَجل أباعه فَإِنَّهُ يكفر وَيدخل فِي الْمعاصِي وَيتْرك الصَّلَاة وَالذكر وَالْقُرْآن لقَوْله تَعَالَى: (وَإِن الْكَافرين لَا مولى لَهُم) وَمن رأى أَنه ينظر إِلَى الله عز وَجل فَهِيَ رَحمته لَهُ وَهَذِه رُؤْيا الْأَبْرَار. وَمن قد أخْلص وشمر فِي الطَّاعَة فَإِن لم يكن صَاحب هَذِه الرُّؤْيَا برا فليحذر يَوْم يقوم النَّاس لرب الْعَالمين وَإِن رَآهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قد نزل بِأَرْض فَإِن الْعدْل وَالْخصب ينزل بِتِلْكَ الأَرْض وَمن رَآهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَقد سجد لَهُ فَإِنَّهُ يقربهُ لقَوْله تَعَالَى واسجد واقترب وَمن رأى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَله شَيْئا من مَتَاع الدُّنْيَا من يَده إِلَى يَده فَإِنَّهُ يُصِيبهُ مرض وَيُوجب الله لَهُ الْجنَّة وَلَا يجد لَهُ فِي دينه وَقيل إِنَّه يرى ذَلِك فِي الْيَقَظَة وَمن رأى الله تَعَالَى وعده مشافهة فَإِنَّهُ يغْفر لَهُ وَلَا يعذبه وَمن رأى الله من وَرَاء حجاب فَإِنَّهُ مُتبع للسّنة لقَوْله تَعَالَى: (وَمَا كَانَ لبشر أَن يكلمهُ الله إِلَّا وَحيا أَو من وَرَاء حجاب وَمهما رأى الْإِنْسَان من الله من قرب ولطف ومؤانسة وكل ذَلِك لَا يُنكر من الله لأوليائه جلّ جَلَاله وَمن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 16 رأى الله تَعَالَى كَأَنَّهُ وَالِده أَو ذُو مَوَدَّة فَإِن الله تَعَالَى يلاطف هَذَا العَبْد ويشفق عَلَيْهِ شَفَقَة الْوَالِد وَبِهَذَا جَاءَ الحَدِيث إِن الله اشفق على العَبْد من وَالِديهِ ويتعاهده الْمَرَض كَمَا يتعاهده وَالِده بالشفقة ليكرمه فِي متقلبه إِلَيْهِ وَيجْعَل ذَلِك الْمَرَض زجرا لَهُ وثوابا عِنْده وَمن رأى الله تَعَالَى فِي صُورَة رجل مَعْرُوف فَإِن ذَلِك الرجل لَا يزَال منتصرا مستعليا قاهرا مكذوبا عَلَيْهِ فَافْهَم وَكَانَ بعض المعبرين إِذا اتاه شخص وَيَقُول رَأَيْت الله فِي الْمَنَام فَيَقُول مَه وَلَا يسمع لَهُ كلَاما. وَمن رأى الله تَعَالَى ساخطا فَإِنَّهُ عَاق لوَالِديهِ لقَوْله تَعَالَى: (أَن اشكر لي ولوالديك إِلَيّ الْمصير) . وَمن رأى الله تَعَالَى غضبانا عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يَقع من مَوضِع مُرْتَفع لقَوْله تَعَالَى (وَمن يحلل عَلَيْهِ غَضَبي فقد هوى) . وَمن رأى هوى من مَوضِع مُرْتَفع فَإِن الله عَلَيْهِ غَضْبَان وَمن رأى فِي مَنَامه كَأَنَّهُ يسب الله تَعَالَى فَإِنَّهُ جَاحد لنعمة الله تَعَالَى وَلم يرض بِمَا قسم الله لَهُ من الرزق. وَمن رأى أَنه يُنَاجِي ربه فَإِنَّهُ ينَال الْقرب من الله تَعَالَى لقَوْله عز وَجل (وقربناه نجيا) وَمن رأى الله جلّ جَلَاله يُصَلِّي فِي مَكَان أَو يسبح فَإِن مغفرته وَرَحمته تحل فِي ذَلِك الْمَكَان وَإِن كَانَ أَهله فِي قحط أَو حضر فرج عَنْهُم لقَوْله تَعَالَى: (اولئك عَلَيْهِم صلوَات من رَبهم وَرَحْمَة) . وَقَبله الْحق عز وَجل فِي حرف الْقَاف وَمن رأى الله يُنَادِيه أَو سَمَّاهُ باسمه ارْتَفع شَأْنه وقهر أعداءه وَإِذا رأى الْكَافِر الله عز وَجل على نوره وبهائه فَإِنَّهُ يسلم وَالله أعلم. حِكَايَة الرُّؤْيَا المعبرة: رأى فرقد السبخي كَأَنَّهُ اوقف بَين يَدي الله تَعَالَى وَكَانَ الله عز وَجل يَقُول: يَا فرقد احتكم على حَاجَتك فَقَالَ حَاجَتي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 يَا رب أَن تغْفر لي فَقَالَ: قد غفرت لَك فَسَأَلَ فرقد ابْن سِيرِين عَن رُؤْيَاهُ هَذِه فَقَالَ لَهُ: أبشر برحمة الله واستعد للبلاء. فَلم يلبث فرقد ان فلج وَبَقِي مفلوجا إِلَى ان مَاتَ وَرَأى فَقِيها من فُقَهَاء الْبَصْرَة كَأَن الله عز وَجل قد كَسَاه ثَوْبَيْنِ فلبسهما مَكَانَهُ فَسَأَلَ ابْن سِيرِين عَن ذَلِك فَقَالَ لَهُ: استعد للبلاء فَلم يلبث أَن جذم وَمن رأى الله تَعَالَى فِي صُورَة يَضَعهَا (ويحدها) فَإِن رُؤْيَاهُ من الأضغاث لِأَن الله تَعَالَى لَا يحد وَلَا يشبه بِشَيْء من مخلوقاته لقَوْله تَعَالَى: (لَيْسَ كمثله شَيْء وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير) وَمن رأى الله تَعَالَى عز وَجل نَاوَلَهُ خَاتمًا فَإِنَّهُ يخْتم أَعماله بالصالحات وَتقبل مِنْهُ. رُؤْيا آدم عَلَيْهِ السَّلَام: وَمن رأى آدم عَلَيْهِ السَّلَام على حسنه وجماله وَكَانَ الرَّائِي من أهل الْإِمَارَة أَو الْقَضَاء أَو الْخلَافَة نالها لقَوْله تَعَالَى: (إِنِّي جَاعل فِي الأَرْض خَليفَة) وَمن رأى آدم عَلَيْهِ السَّلَام وَكَانَ الرَّائِي من عَامَّة النَّاس نَالَ عزا وشرفا من ملك أَو خَليفَة وَإِن أعطَاهُ آدم شَيْئا نَالَ نعْمَة. وَمن رأى آدم على صورته شاحب اللَّوْن فَإِنَّهُ ينْتَقل من مَكَان إِلَى مَكَان وتزول نعْمَته وَيَقَع فِي زلَّة ويأتيه الْفرج لقَوْله تَعَالَى: (فَتلقى آدم من ربه كَلِمَات فَتَابَ عَلَيْهِ) وَقَالَت النَّصَارَى من رأى آدم عَلَيْهِ السَّلَام فَإِنَّهُ يغتر بقول عَدو وَهُوَ لَا يعلم وتنزل بِهِ بلية وفتنة ثمَّ ينجو وَيرد الله عَلَيْهِ خيرا. رُؤْيا إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام وَمن رأى إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام فَإِنَّهُ يعق أَبَاهُ ويرزق الْحَج وينصر على أعدائه وينال شدَّة من ملك وينصر عَلَيْهِ وينال زَوْجَة مُؤنَة وَيكون خَائفًا وَقَالَت النَّصَارَى من رأى إِبْرَاهِيم فَإِنَّهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18 ينَال رئاسة ومالا وَلَو كَانَ فَقِيرا ويرزق ولدا ذكرا مُبَارَكًا بعدالكبر ويرزق الخصب فِي تِلْكَ الْمَدِينَة. رُؤْيا اسماعيل عَلَيْهِ السَّلَام: قَالَت الْمُسلمُونَ: من رأى إِسْمَاعِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَإِنَّهُ ينَال رئاسة وفصاحة وَيَبْنِي مَسْجِدا لقَوْله تَعَالَى (وَإِذ يرفع إِبْرَاهِيم الْقَوَاعِد من الْبَيْت واسماعيل) وَقَالَت النَّصَارَى: من رأى اسماعيل فِي الْمَنَام فَإِنَّهُ يلقى شدَّة من قبل أَبِيه ويسافر وينفع النَّاس وَيخرج من نَسْله الْمُلُوك وَتوسع لَهُ الْخيرَات. رُؤْيا اسحاق عَلَيْهِ السَّلَام: قَالَ الْمُسلمُونَ: من رأى اسحق عَلَيْهِ السَّلَام أَصَابَهُ هول وينجو وَيُقَال بِشَارَة لقَوْله تَعَالَى: (وبشرناه باسحق) وَمن رأى اسحق مقشعرا فَإِنَّهُ يذهب بَصَره وَقَالَت الْيَهُود: من رأى اسحق نَالَ رئاسة وخصبا وَقَالَت النَّصَارَى: يُصِيبهُ هم من ملك وينجو ويولد لَهُ ولدان أَحدهمَا بار وَالْآخر عَاق. رُؤْيا أَيُّوب عَلَيْهِ السَّلَام: من رأى أَيُّوب عَلَيْهِ السَّلَام فَإِنَّهُ يبتلى بِشَيْء يذهب مَاله وَتَمُوت اولاده ثمَّ يعوضه الله أَضْعَاف ذَلِك وينال بعد الْغم رَاحَة لقَوْله تَعَالَى: (وَوَهَبْنَا لَهُ أَهله وَمثلهمْ مَعَهم) . اعْتِكَاف: وَمن رأى كَأَنَّهُ معتكف فَإِنَّهُ ينَال تقى وصيانة فِي الدّين فَإِن اعْتكف بِلَا صَوْم فَإِنَّهُ يدْخل فِي أَمر لَا يتم لَهُ أَو يدْخل عَلَيْهِ مَا يفْسد أُمُور دينه. رُؤْيا إسْرَافيل عَلَيْهِ السَّلَام: من رأى اسرافيل عَلَيْهِ السَّلَام فِي الْمَنَام وَهُوَ ينْفخ فِي الصُّور وَلم يظنّ أَن أحدا سمع النفحة غَيره فَإِنَّهُ يَمُوت، وَإِن اعْتقد أَن النَّاس قد سمعُوا النفخة مَعَه فَإِن الْمَوْت يكثر فِي ذَلِك الْعَام بِالْمَكَانِ الَّذِي سمع النفخة فِيهِ وَإِن كَانَ أهل تِلْكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 الارض يتوقعون بلَاء حل بهم وَقَالَ القيرواني فِي مُخْتَصره: النفخة الأولى تدل على الوباء وَالثَّانيَِة تدل على الْحَيَاة وَرفع الطَّاعُون لقَوْله تَعَالَى: (وَنفخ فِي الصُّور فَصعِقَ من فِي السَّمَوَات وَمن فِي الأَرْض إِلَّا من شَاءَ الله ثمَّ ننفخ فِيهِ أُخْرَى فَإِذا هم قيام ينظرُونَ) . وَقيل رُؤْيا اسرافيل تدل على السّفر والزهد وَالْعِبَادَة. فَإِن تحول فِي صورته انسان كثر خَيره وَدينه وَيكون مُطَاعًا فِي قومه. وَسَيَأْتِي ذكر النفخ ايضا فِي حرف النُّون إِن شَاءَ الله تَعَالَى. رُؤْيا ابي بكر رَضِي الله عَنهُ: تدل على اتِّبَاع السّنة وآثار النَّبِي فَمن رَآهُ جَالِسا مَعَ النَّبِي فَإِنَّهُ يتبع الْحق ويقتدي بِالسنةِ وَيكون ناصحا لأمة مُحَمَّد. الْأكل: فَأَما الْأكل فَإِنَّهُ صِحَة جسم وَقُوَّة لِأَنَّهُ عمَارَة الْبدن. وَأكل الْعلمَاء زِيَادَة فِي علمهمْ وتقويهم على الطَّاعَة أَلا ترَاهُ يعين الصَّائِم على صَوْمه وَمن أكل جَمِيع مَا فِي الْإِنَاء فقد فرغ رزقه من ذَلِك الْمَكَان أَو يَمُوت وَأَن أكل حَتَّى مَلأ بَطْنه ومعدته حَتَّى وصل الْأكل إِلَى حلقه أَو فَمه فقد انْتهى رزقه وَفرغ أَجله وَمن أكل مَالا يُؤْكَل كالخشب وَالْحِجَارَة والخزف فَإِنَّهُ يصحب غير جنسه وَمن أكل شَيْئا مرا فَإِنَّهُ يشرب دَوَاء ويتشرط أَو يحتجم أَو يفتصد وَالْخبْز المر عَيْش فِيهِ نكد الْإِنْسَان فِي الْمَنَام كل شخص يعرف فَهُوَ ذَلِك بِعَيْنِه ذكرا كَانَ ا , انثى أَو سميه أَو نَظِيره. والشاب الْمَجْهُول عَدو الشَّيْخ الْمَجْهُول جد الْإِنْسَان وسعده وَقد يكون الشَّيْخ الْمَجْهُول صديقا فِي التَّأْوِيل فَمن رأى شَيخا مَجْهُولا ضَعِيفا أَو صَغِير الصُّورَة فَذَلِك نقص فِي جد الرَّأْي وسعده والكهل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 الَّذِي لم يتق الْبيَاض أقوى لجد الْإِنْسَان وسعده. وَالصَّبِيّ الْبَالِغ قُوَّة وَبشَارَة لقَوْله تَعَالَى: (يَا بشرا هَذَا غُلَام) وَالصَّبِيّ الْحسن إِذا دخل مَدِينَة محاصرة أَو بهَا قحط زَالَ عَنْهُم ذَلِك عَنْهُم وَإِن كَانُوا فِي طاعون ارْتَفع عَنْهُم. وَكَذَلِكَ إِذا نزل من السَّمَاء أَو خرج من الأَرْض فَهُوَ بِشَارَة لكل ذِي هم ويعبر أَيْضا بِملك من الْمَلَائِكَة مِثَال ذَلِك: أَن يرى الْمَرِيض أَو يرى لَهُ كَأَن صَبيا أَمْرَد أَخذه وَضرب عُنُقه فَإِنَّهُ ملك الْمَوْت. والشاب الْأَشْقَر عَدو شيخ والشاب التركي عَدو لأآمانة لَهُ. والشاب الضَّعِيف عَدو ضَعِيف، والشاب الأسمر عَدو غَنِي، والشاب الْأَبْيَض عَدو دين. استراق السّمع مَذْكُور فِي حرف السِّين. المراة هِيَ الدُّنْيَا والمجهولة أقوى من الْمَعْرُوفَة لقَوْل النَّبِي (عرضت عَليّ الدُّنْيَا لَيْلَة الْإِسْرَاء بِي فِي صُورَة امْرَأَة حَاسِرَة الذراعين) وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام: طَلقتك ثَلَاثًا " اراد بهَا الدُّنْيَا وَحسن المراة أحسن مليح، وقبحها أحسن قَبِيح. وَالْمَرْأَة السَّوْدَاء تعبر بليلة مظْلمَة والبيضاء بِالنَّهَارِ، فَمن رأى امْرَأَة سَوْدَاء غَابَتْ عَنهُ وَظهر لَهُ امْرَأَة بَيْضَاء ذَلِك دَلِيل الصَّباح وَزَوَال الظلام. وَالْمَرْأَة الَّتِي كَون للسُّلْطَان أَو هِيَ سُلْطَانه تفسر بِملك ظَالِم معجب أَو تكون بِمَنْزِلَة الْعَرُوس. والزانية هِيَ لأهل الْعلم زِيَادَة فِي علمهمْ وصلاحهم. والزانية هِيَ لأهل الزّهْد زِيَادَة فِي خَيرهمْ وزهدهم ولغير هَؤُلَاءِ مَال حرَام وَالْمَرْأَة العريانة من رَآهَا نَاظر إِلَيْهَا، وَقع فِي خَطِيئَة. والمراة إِذا رَأَتْ امْرَأَة مَجْهُولَة شَابة فَإِنَّهَا عَدو لَهَا والمجهولة جدها وسعدها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 وتعبر المراة بِالسنةِ، فَإِن كَانَت سَمِينَة فَهِيَ سنة خصب وَإِن كَانَت هزيلة فَهِيَ سنة جَدب وَإِنَّمَا شبهت الْمَرْأَة بِالسنةِ لِأَنَّهَا كالأرض. قَالَ الله تَعَالَى: (نِسَاؤُكُمْ حرث لكم) وَلِأَنَّهَا ذَات نتاج إِذا اسقيت بِالْمَاءِ أخرجت النَّبَات كَمَا تخرج الْمَرْأَة الْأَوْلَاد من مَاء الرجل، وَسَيَأْتِي ذكر الْعَجُوز والصبية فِي حرفيهما إِن شَاءَ الله تَعَالَى. وَالْمَرْأَة المنتقبة عسر لمن رَآهَا، والمكشوفة الْوَجْه دنيا لَيْسَ فِيهَا تَعب وَجَمَاعَة النِّسَاء زِينَة الدُّنْيَا لقَوْله تَعَالَى: (زين للنَّاس حب الشَّهَوَات من النِّسَاء والبنين) فَمن أقبلن عَلَيْهِ أَدْبَرت الدُّنْيَا عَنهُ. والشخص الْقَبِيح الصُّورَة هُوَ أَمر يكرههُ والسواد فِي الْمَنَام سوء والخصي الْمَجْهُول يعبر بِملك من الْمَلَائِكَة لانتزاع الشَّهْوَة عَنهُ. وَذَات الْحسن من النِّسَاء يعبر بِرَجُل غدار والنديم المعربد وَذي رئاسة يخبر من قَصده وَإِذا عَادَتْ ذَات الْحسن عَجُوز فَهِيَ سنة قحط وَإِن كَانَت مَعْرُوفَة فَهِيَ خسارة للتاجر، لِأَن نتاجها بَطل، وَمن عَادَتْ عجوزه صبية نَالَ كسبا وخصبا وَرُبمَا كَانَت إقبالا من رتبته. الآذان فِي الْمَنَام عز ورفعة من سُلْطَان لقَوْله تَعَالَى: (ورفعنا لَك ذكرك) فَهُوَ الآذان وَيدل ذَلِك على سَلامَة الْإِنْسَان من كيد الشَّيْطَان لقَوْله: (إِذا نُودي للصَّلَاة أدبر الشَّيْطَان وَله ضراط حَتَّى لَا يسمع التأذين " والآذان فِي الْمَنَام على وُجُوه: فَمن رأى كَأَنَّهُ أذن وَكَانَ أَهلا للولاية فَإِنَّهُ ينَال ولَايَة بِقدر مَا بلغ صَوته فِي الْقُوَّة والبلاغ وَإِن كَانَ لَيْسَ بِأَهْل للولاية كثرت اجراره وينال رئاسة عَلَيْهِم. وَإِن كَانَ تَاجِرًا ربح وَكثر لَهُ المشترون وَمن رأى بَين يَدَيْهِ آذانه أوآذان غَيره وَإِن كَانَ نَائِما فِي النَّهَار فَذَلِك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 إِشَارَة لَهُ فِي الْقيام إِلَى الصَّلَاة وَمن سمع آذَانا من بِئْر أَو جرة أَو خابية أَو صندوق أَو ظرف فَإِنَّهُ يبشر بِولد ذكر إِن كَانَ لَهُ امْرَأَة حَامِل أَو ياتيه خبر من غَائِب. وَالْكَافِر إِذا أذن فَإِنَّهُ يَمُوت أَو يسلم وَإِذا أَذِنت المراة خَاصَمت وافتضحت وَأَن كَانَت حَامِلا بشرت بِغُلَام، وَرُبمَا كَانَ آذان الْمَرْأَة لقيمها عزا أَو لولدها يخرج مُؤذنًا إِذا تمّ آذانها فِي وقته. وَمن اشْترى مَمْلُوكا مُؤذنًا فَإِنَّهُ يَشْتَرِي ديكا وَمن أذن على حَائِط فَإِنَّهُ يَدْعُو رجلا إِلَى الصُّلْح فَإِن أذن فِي بَيته فَإِنَّهُ يَدْعُو امْرَأَته الى الصُّلْح وَمن أذن على مَنَارَة فَإِنَّهُ يَدْعُو النَّاس إِلَى منهاج الدّين وَقيل إِن هَذِه الْآيَة نزلت فِي المؤذنين: (وَمن أحسن قولا مِمَّن دَعَا إِلَى الله وَعمل صَالحا وَقَالَ انني من الْمُسلمين) . وَمن أذن فِي زمن الْحَج فَإِنَّهُ يحجّ لقَوْله تَعَالَى: (وَأذن فِي النَّاس بِالْحَجِّ يأتوك رجَالًا) وَمن أذن فِي بِئْر فِي بِلَاد الْكفْر فَإِنَّهُ يَدْعُو النَّاس إِلَى منهاج الدّين. وَإِن أذن فِي بِلَاد الْمُسلمين فِي جب فَإِنَّهُ جاسوس. وَقد يكون بِدعَة وَيَدْعُو النَّاس إِلَيْهَا وَمن أذن فِي مريعة وَهُوَ متدين فَإِنَّهُ يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَإِن كَانَ فَاسِقًا ضرب وَمن رأى أَنه أذن فَلَا يجِيبه أحد فَإِنَّهُ بَين قوم ظلمَة وَمن أذن على سطح جَاره فَإِنَّهُ يخون الْجَار فِي امْرَأَته لقَوْل تَعَالَى: (فَأذن مُؤذن بَينهم أَن لعنة الله على الظَّالِمين) وَمن أذن فَوق سطح الْكَعْبَة فَإِنَّهُ مُبْتَدع أَو يسب أَصْحَاب النَّبِي وَالصَّبِيّ إِذا أذن فَذَلِك بَرَاءَة لِوَلَدَيْهِ من الذُّنُوب وَمن أذن مُضْطَجعا فَإِنَّهُ امْرَأَته تستغيب النَّاس وتؤذيهم بلسانها وَإِن كَانَ عزبا تزوج امراة كَذَلِك. آذَانا لَا تعرفه يسرق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 والآذان فِي الْأَسْوَاق والأزقة أَخْبَار طيبَة وَمن أذن على بَاب السُّلْطَان فِي مَنَامه يشْهد بِشَهَادَة حق وَمن أذن فِي سَرِيَّة فَإِنَّهُ جاسوس اللُّصُوص وَإِن أذن فِي الْعَسْكَر فَإِنَّهُ جاسوس الْعَسْكَر وَمن اقام الصَّلَاة على بَاب أَو سَرِير فَإِنَّهُ يَمُوت. وَقيل الآذان فِي الْمَنَام تدل على فرقة الشَّرِيك لقَوْله تَعَالَى: (وآذان من الله وَرَسُوله إِلَى النَّاس يَوْم الْحَج الْكبر أَن الله بَرِيء من الْمُشْركين وَرَسُوله) وَمن رأى أَنه يُؤذن لاهيا أَو لاعبا حرم الله عَلَيْهِ الْعقل والفطنة لقَوْله تَعَالَى: (وَإِذا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاة اتَّخَذُوهَا هزوا وَلَعِبًا ذَلِك بِأَنَّهُم قوم لَا يعْقلُونَ) وَمن أذن فَأَتمَّ آذانه كَانَ طَالب حَاجَة قضيت حَاجته، وَإِن لم يتم آذانه تعسرت الْحَاجة عَلَيْهِ وَمن أذن فِي غير وَقت الآذان فَإِنَّهُ يُخَاصم، فَإِن أتم الآذان قهر خَصمه وَمن أذن فِي مَنَامه مرَّتَيْنِ فَإِنَّهُ يحجّ لِأَن بِعَرَفَات يُؤذن مرَّتَيْنِ. وَمن أذن فِي الْحمام رَاجع امْرَأَته وَمن أذن فِي قافلة فَإِنَّهُ يتهم لقَوْله تَعَالَى: (فَأذن مُؤذن أيتها العير إِنَّكُم لسارقون) وَمن أذن فِي الْحمام فِي الْبَيْت الْحَار فَإِنَّهُ يحم حما حاره، وَإِن أذن فِي الْبَيْت الْأَوْسَط فَإِنَّهُ يحم حما نَاقِصَة. حِكَايَة الرُّؤْيَا المعبرة: أَتَى رجل ابْن سِيرِين فَقَالَ: رَأَيْت كَأَنِّي أأذن وَأنْظر لحيتي فَقَالَ ابْن سِيرِين: اتَّقِ الله وَلَا تنظر فِي دور الْجِيرَان الإمرأة حِرْفَة الْإِنْسَان ودكانه فَإِن رَآهَا سمنت كَانَ ذَلِك زِيَادَة فِي كَسبه وَكَذَلِكَ إِن صَار لَهُ أما غير أمه فَذَلِك زِيَادَة فِي كَسبه أَو صَنْعَة تعلمهَا غير صَنعته وَهَذَا (لقى) ضعف فِي معاشه وبرها يدل على الصَّلَاة ومودتها كساد معاشه وَقد تكون امهِ رَأسه، وَقد تكون أستاذه ومعلمه ومشطه الْإِسْلَام. الْإِسْلَام للْكَافِرِ مَوته لِأَن الْمَوْت حق وَالْإِسْلَام الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 وَقد يَقع الْإِسْلَام للْكَافِرِ مثلا بِمثل: فَإِذا رأى أَنه يسلم فَيسلم الأَرْض فِي الْمَنَام هِيَ الدُّنْيَا والحيوة وَإِذا بسطت لإِنْسَان فِي مَكَان مَعْرُوف فَذَلِك طول عمره وبركة ينالها لقَوْله " تمسحو بِالْأَرْضِ فَإِنَّهَا برة بكم وَالْأَرْض تعبر بِوُجُوه شَتَّى: فَإِذا كَانَت مدركة الْحَد فَهِيَ زَوْجَة. وَإِذا كَانَت وَاسِعَة مَجْهُولَة فَإِنَّهَا تدل على السّفر وَالدُّنْيَا وَيكون السّفر بَعيدا وَالْأَرْض المدركة الْحَد سفر قريب وَالْأَرْض المملحة تدل على دكان الطَّبِيب أَو الْعَالم فَمن أَخذ مِنْهَا شَيْئا وَرجع إِلَى منزله فَإِنَّهُ يسمع جَوَابا من فَقِيه أَو يَأْخُذ دَوَاء من طَبِيب. أَو يَأْخُذ شَيْئا من المملوحات فَإِنَّهُ ينَال مَالا من عَجُوز عقيم لِأَن الأَرْض السبخة لَا تنْبت والعجوز الْعَقِيم لَا تَلد وَمن رأى فِي الْمَنَام كَأَنَّهُ يحْفر الأَرْض وَيَأْكُل من ترابها فَإِنَّهُ ينَال مَالا بمكر واحتيال وَالْأَرْض المخضرة هِيَ الْإِسْلَام وَالْأَرْض الجذبة هِيَ الْكفْر. حِكَايَة الرُّؤْيَا المعبرة أَتَى رجل إِلَى أبي بكر رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ: رَأَيْت كَأَنِّي فِي ارْض مخضبة فتركتها وَدخلت أَرضًا مجذبة فَقَالَ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ: إِن صدقت رُؤْيَاك لتخْرجن من الْإِسْلَام إِلَى الْكفْر فَدخل الرجل إِلَى الرّوم وَتَنصر بهَا وَمن رأى الأَرْض طويت لَهُ فَإِن حَيَاته قد نفذت. وَإِن كَا ملكا فَإِنَّهُ يملك من الأَرْض بِقدر مَا طوى لَهُ، لقَوْل النَّبِي (زويت لي الأَرْض فرايت مشارقها وَمَغَارِبهَا، وسيبلغ ملك أمتِي مَا زوي لي مِنْهَا وَقيل طي الأَرْض ضيقَة فِي معيشه أَو حركه وَمن رأى كَأَنَّهُ ينظر إِلَى الأَرْض فَإِنَّهُ يتَزَوَّج لقَوْله تَعَالَى: (نِسَاؤُكُمْ حرث لكم فَأتوا حَرْثكُمْ أَنى شِئْتُم) والْحَارث ينظر إِلَى الأَرْض وَمن رأى الأَرْض تصلبت فَلم يخرج مِنْهَا شَيْء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 وَلَا يدْخل فِيهَا شَيْء فَإِنَّهَا تجذب بِالْقَحْطِ فَإِن خرج مِنْهَا شَيْء استقام حد تِلْكَ الأَرْض لأَهْلهَا وَإِن خرج مِنْهَا شَاب فَإِن الْعَدَاوَة تظهر بِتِلْكَ الأَرْض. وَإِن خرج من الأَرْض سبع فَإِن الْعَدَاوَة تظهر بِتِلْكَ الأَرْض وَكَذَلِكَ إِن خرج من الأَرْض سبع فَإِن الْجور يحل بذلك الْمَكَان من سُلْطَان ظَالِم لما أحدث أَهلهَا من الْفساد والجحود فيستحقون بذلك الْعَذَاب وَكَذَلِكَ إِن خرج مِنْهَا حَيَّة عَظِيمَة وَمن رأى الأَرْض تفطرت بالنبات فَإِن ذَلِك الْموضع يكثر خَيره وَمن رأى الأَرْض تكَلمه نَالَ أمرا تعجب النَّاس لَهُ حِكَايَة من الرُّؤْيَا المعبرة أَن رجلا رأى فِي مَنَامه كَأَن شخصا خرج من الأَرْض وَقَالَ: أَنا منتظرك فَمَا قعودك ثمَّ غَابَ عَنهُ فَمَا كَانَ إِلَّا قَلِيل حَتَّى مَاتَ الْمَطْلُوب وَلحق بِهِ وَمن رأى الأَرْض كلهَا لَهُ وفيهَا أَبْوَاب مفتحة وَفِي داخلها شَيْء يُعجبهُ من مَتَاع الدُّنْيَا فَإِنَّهُ ينَال مَا يتَمَنَّى وَيَمُوت بعد ذَلِك لقَوْله تَعَالَى (حَتَّى إِذا أخذت الأَرْض زخرفها وازينت) إِلَى قَوْله: (أَتَاهَا أمرنَا) وَقَالَ تَعَالَى: (حَتَّى إِذا فرحوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَة) وَمن رأى الأَرْض تكَلمه توبيخ فليتق الله فِي شَيْء يحدثه فَوق الأَرْض وَخسف الأَرْض فِي الْمَنَام عدل واليها أَو خوف السُّلْطَان وَمن غَابَ فِي الأَرْض فَذَلِك فَقده بسفر بعيد أَو موت وَقَالَت النَّصَارَى وَمن رأى أَنه يمشي فَوق أَرض يابسة نَالَ مَالا وَمن رأى الأَرْض تديره تَغَيَّرت حَاله وَدَار الأَرْض فِي طلب رزقه الإيوان فِي الْمَنَام من اللَّبن رجل قوي صَاحب دين وَإِن بناه بالآجر فَهُوَ رجل فِيهِ نفاق فَإِن كَانَ بالجص فَهُوَ دين مُجَدد وَقيل إِذا كَانَ بالآجر فَهُوَ مَال من قبل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 مضاربه اصطرلاب المنجم فِي الرُّؤْيَا رجل مُتَّصِل بالسلطان الآتون فِي الْمَنَام أَمر جليل وسرور فَمن رأى كَأَنَّهُ يَبْنِي أتون فَإِنَّهُ ينَال ولَايَة وسلطانا وَإِن لم يكن لذَلِك أَهلا فَإِنَّهُ يشغل النَّاس بِشَيْء عيظم من قبل السُّلْطَان وَمن رأى أَنه يُصَلِّي فِي الأتون فَإِنَّهُ يَأْتِي الذكران الإجاص فِي الْمَنَام قَالَ الْمُسلمُونَ: هُوَ مرض الصَّحِيح وللمريض شِفَاء وَقيل من أكل الإجاص فِي الْمَنَام وَهُوَ صَحِيح سلم من الْمَرَض وَقَالَ ارطاميدورس: الإجاص إِذا كَانَ فِي وقته فَهُوَ مَال الإجاص فِي حِينه قدوم مُسَافر، وَفِي غير حِينه مرض أقاح سنّ ذَات الْجمال قَالَ الشَّاعِر: (كَأَنَّمَا ابتسم عَن لُؤْلُؤ ... منضدا وبَرداً وأقاح) الْأرز فِي الْمَنَام مَال كثير مَعَ نصب وصخب وَهُوَ ربح إِذا كَانَ مطبوخا وَمن الرُّؤْيَا المعبرة أَن امْرَأَة رَأَتْ فِي منامها كَأَنَّهَا تبْكي ارزا فَقَالَ: هَل لَك مَرِيض؟ فَقَالَت: نعم قَالَ: تكافيء رز وَأخذ من اشتقاق اللَّفْظ الأقحوان فِي الْمَنَام امْرَأَة جميلَة، فَمن التقطها من سفح جبل فَإِن كَانَ ملكا يطللق لَهُ جَارِيَة جميلَة وَقيل الأقحوان قرَابَة امْرَأَة صَاحب الرُّؤْيَا فَمن أَخذ أقحونا فَإِنَّهُ يُصَادف قوما من أهل زَوجته الْأسر فِي الْمَنَام رجل وفى بعهده وَإِن رَأَتْ امْرَأَة على رَأسهَا اكليلا مِنْهُ فَإِنَّهُ تتَزَوَّج بِرَجُل تدوم صحبته والأس مَال لمن رَآهُ وَمن أَخذ من شَاب أساً فَإِنَّهُ يَأْخُذ عهدا من عَدو وَلَا يغدر فِيهِ، وَمن غرس أساً فَإِنَّهُ يعمر عمَارَة وَثِيقَة أَو يعْمل عملا يَدُوم عَلَيْهِ لدوام الآس شتاءً وصيفا وَحكي أَن امْرَأَة رَأَتْ فِي منامها كَأَن بيد زَوجهَا باقتين أَحدهمَا آس وَالْأُخْرَى نرجس فسالت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 زَوجته أحديهما فناولها النرجس وناول ضَرَّتهَا الآس، فَأَنت معبرا من الأهوز فَسَأَلته عَن ذَلِك فَقَالَ: إِن صدقت الرُّؤْيَا ليطلقنك، ويتمسك بالضرة فَكَانَ كَذَلِك فبلغت الْقِصَّة الى المتَوَكل بِاللَّه أَمِير الْمُؤمنِينَ فَأحْضرهُ وَأَعْطَاهُ جَائِزَة حَسَنَة وَقَالَ: من أَيْن اخذت ذَلِك؟ فَقَالَ من قَول الشَّاعِر: (لَيْسَ للنرجس عهد ... إِنَّمَا الْعَهْد للآس) فَلَمَّا كَانَ لَا يُقيم إِلَّا أَيَّامًا قَلَائِل عبره بِالطَّلَاق وَعبر الآس للضرة بدوام الصُّحْبَة مَعَ الزَّوْج لدوام الاس الأبنوس فِي الْمَنَام رجل صلب ذُو مَال وَقيل امْرَأَة هندية الْأنف فِي الرُّؤْيَا جاه صَاحبه فَمَا حدث فِيهِ فَهُوَ فِي جاه من رَآهُ وَمن خرم أنف إِنْسَان قهره وَرَغمَ أَنفه وَقيل خرم الآنف موت صَاحبه. وَمن كَانَت امْرَأَته حَامِلا وَرَأى أَنفه مخروما مَاتَت امْرَأَته وَمن قطع أَنفه مَا اكثر عشيرته وَقيل الْأنف فِي الْمَنَام يُفَسر بِالْأَبِ وَالْعم وَالْولد، وَمن شم ريحة طيبَة وَله امْرَأَة بشر بِغُلَام وَمن رأى كَأَنَّهُ بِلَا أنف فَهُوَ بلَاء زحم وَمن رأى كَأَن لَهُ أنفين فَإِن ذَلِك خلف يَقع بَينه وَبَين أَهله أَو رجل لَهُ جاه وَمن قطعت ارنبة أَنفه فَإِنَّهُ يَمُوت وَالْأنف يعبر بالفرج لِأَنَّهُ مَحل القذارة وَشعب الْوَسخ فَإِن بدا فية شَيْء فانسبه إِلَى الْفرج أَو إِلَى التَّعَب وَإِن بدا فِي الْفرج شَيْء فانسبه إِلَى الْأنف والمنخران ضرثان وَمن جذع أَنفه وَكَانَ تَاجِرًا خسرت تِجَارَته الْأذن فِي الْمَنَام زَوْجَة ابْنة وَقيل أَب وَأم أَتَى رجل إِلَى معبر فَقَالَ رَأَيْت كَأَن أُذُنِي قطعت فَقَالَ: تصاب بِأحد أَبَوَيْك، أما أمك فخزانتك وأبويك فسمعك وَمن رأى أذن رئيسه فقد أذن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 لَهُ فِي أَمر يَطْلُبهُ الْأَصَابِع فِي الْمَنَام تعبر بالصلوات الْخمس فالإبهام صَلَاة الْفجْر وَالْبَاقِي على التَّرْتِيب فَمَا حدث فِيهَا نقص فَفِي الصَّلَوَات وَقيل الْخِنْصر تعبر بِالْفَجْرِ وَالْبَاقِي على التَّرْتِيب وَقيل الْخِنْصر يدل على صَلَاة السّفر لقصرها وَقيل الْأَصَابِع تعبر بالأولاد الْأَخ لِأَن الْكَفّ أَخ والأصابع بِمَنْزِلَة الْأَوْلَاد وَقيل الْأَصَابِع تعبر تعبر بِالْمَالِ فَمن رأى إنْسَانا قطعت لَهُ اصبعا فَإِنَّهُ يُؤْذِيه فِي مَاله الَّذِي يعتمدعليه وَطول الْأَصَابِع فِي الْمَنَام زِيَادَة طمع وَمن رأى أحد الْأَصَابِع انْتقل إِلَى مَوضِع الْأُخْرَى فَإِنَّهُ يوخر الصَّلَاة إِلَى وَقت الصَّلَاة الْأُخْرَى وتشبيك الْأَصَابِع اجْتِمَاع بالأقارب وَرُبمَا جمع الصَّلَوَات الْخمس فِي وَقت وَاحِد والأصابع شباك أَو كلاب حَدِيد أَو أَغْصَان شجر والأظفار ثَمَر والسباحة سَلام حبيب أَو رجل رَئِيس وَقد تكون تسبيحا فَإِن زَادَت فِي كف فَهِيَ زِيَادَة فِي التَّسْبِيح واجتماع بحبيب أَو رَئِيس الْأسر فِي الْمَنَام ضيقَة فِي المعاش فَمن رأى كَأَنَّهُ أَسِير اشتدت عَلَيْهِ أَبْوَاب الْمَعيشَة وَقد يكون عَلَيْهِ دين لَا يُمكنهُ قَضَاؤُهُ وَمن رأى من الْكفَّار كَأَنَّهُ أَسِير فِي أَيدي الْمُسلمين وَنِيَّته الْإِسْلَام فَإِن الله تَعَالَى يؤتيه خيرا لقَوْله تَعَالَى: (يَا أَيهَا النَّبِي قل لمن فِي أَيْدِيكُم من الأسرى أَن يعلم الله فِي قُلُوبكُمْ خيرا يُؤْتكُم خيرا فَمَا أَخذ مِنْكُم) وَرُبمَا أسلم وَغفر لَهُ. أُفٍّ، وَمن قَالَ أُفٍّ فِي مَنَامه: فَإِنَّهُ عَاق لوَالِديهِ قَالَ تَعَالَى: (وَلَا تقل لَهما أُفٍّ وَلَا تنهرهما) وَقيل من قَالَ أُفٍّ فَإِنَّهُ يشْتم وَيَدْعُو وَهُوَ فِي اللُّغَة قلامة الظفر الَّتِي ترمى وَلَا يعبأ بهَا كَمَا قَالَ الله تَعَالَى إِخْبَارًا عَن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام (أُفٍّ لكم وَلما تَعْبدُونَ من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 من دون الله) أَي هُوَ لكم شتما وَقيل من قَالَ: أُفٍّ ناله امرا يكرههُ أَو ضعف فِي بدنه وَقَالَ الشَّاعِر (وَإِذا الشَّيْخ قَالَ أُفٍّ فأمل ... وَإِنَّمَا الضعْف ملآ) الإسم إِذا تحول فِي الْمَنَام إِلَى غَيره مثل شَرّ ة يتَحَوَّل إِلَى سعد أَو الْمقَاتل إِلَى سَالم فَإِن التَّعْبِير فِي هَذَا يكون بالفأل فسعد سَعَادَة، وَسَالم سَلامَة وَإِن شخص فِي مَنَامه كَانَ اسْمه تحول اسْم ذِي عاهة كالأعمى والأعرج فَإِنَّهُ يبتلى بذلك نَعُوذ بِاللَّه وكل اسْم ينْتَقل فِي الْمَنَام فانتسبه إِلَى ذَلِك الِاسْم من خير أَو شَرّ الأجمة فِي الْمَنَام تدل على قوم فيهم عنز لِأَن القانص يخفى فِيهَا ويرمى الصَّيْد فِيهَا وَهُوَ غافل وَقَالَ ارطاميدورس: الاجمة فِي الرُّؤْيَا دَلِيل خير للرعاة فَقَط وَأما لسَائِر النَّاس فَإِنَّمَا تدل على البطالة، وللمسافر على تعذر سَفَره وَذَلِكَ لسَبَب انْقِطَاع الطَّرِيق فِيهَا الأرنب فِي الْمَنَام، قَالَ الْمُسلمُونَ الأرنب غير ألفة، وَإِن ذَبحهَا فَهِيَ زَوْجَة لَيست بباقية وَقَالَت الْيَهُود الأرنب يدل على قوم هاربين والأرنب تعبر بفرج الْمَرْأَة والفرج بالأرنب وَمن رأى بِيَدِهِ فرج امْرَأَة فَإِنَّهُ يصير أرنبا وَكَذَلِكَ إِن عكست الْإِمَامَة فِي الْمَنَام هِدَايَة وَولَايَة وَمَوْت فَمن أم بِالنَّاسِ فِي مَنَامه وَكَانَ أَهلا للإمارة فَإِنَّهُ ينالها وَيكون ولية على مِقْدَار الْقَوْم الَّذين اتَّبعُوهُ فِي إِمَامَته وَإِن كَانَ من الْعلمَاء نَالَ هِدَايَة فِي دينه لقَوْله تَعَالَى: (وجعلناهم أَئِمَّة يهْدُونَ بأمرنا لما صَبَرُوا) وَمن أم بِالنَّاسِ وَلَيْسَ هُوَ من أهل الْإِمَامَة فَإِنَّهُ يَمُوت لِأَن الْمَيِّت كَالْإِمَامِ وَالنَّاس خَلفه وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة إِذا أمت بِالنَّاسِ فَإِنَّهَا تَمُوت أَو تفتضح بِأَمْر يحل بهَا وَمن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 رأى كَأَنَّهُ يؤم بِالنَّاسِ قائدا وَالنَّاس من وَرَائه جُلُوس فَإِنَّهُم لَا يُقِيمُونَ بِوَاجِب حَقه والإمامة مَال من مِيرَاث لقَوْله تَعَالَى: (ونجعلهم أَئِمَّة ونجعلهم الْوَارِثين) الإبرة حِيلَة وَمَنْفَعَة وَهِي جَارِيَة تدل على تآلف أَمر متفرق وَمن أكل إبرة فشيء سره إِلَى من يضرّهُ وَمن أَدخل خيطا فِي ابرة تزوج الْأَب وَالأُم أما الْأَب فرؤياه تدل على خير لقَوْل النَّبِي: " خير مَا رأى أحدكُم فِي مَنَامه أَن يرى ربه أَو نبيه أَو أحد وَالِديهِ مُسلمين ") ، فرؤيهما زِيَادَة فِي جد الْإِنْسَان لَا تهمل كَانَا سَببا إِلَى وجوده إِلَى دَار وَالدُّنْيَا وَالأُم تدل على حِرْفَة الْإِنْسَان فَمن رَآهَا مَاتَت كسدت صَنعته وحياتها حَيَاة الصَّنْعَة وَمن رأى أمه احترقت ناله هم مهما حدث بِالْأُمِّ فانسبه إِلَى الْأَوْلَاد، لِأَن مصيبتهم كمصيبتها وَالأُم تعبر بالعقار فَمن بَاعَ أمه بَاعَ عقاره أَو ترك صَنعته وَالْأَب طَبِيب الْإِنْسَان، فَمن مَاتَ طبيبه مَاتَت أمه وَأم الْمَرْأَة ماشطتها وماشطتها أمهَا بَاب حرف الْبَاء وَأما حرف الْبَاء إِذا كَانَ فِي أول لفظ صَاحب الرُّؤْيَا فَإِنَّهَا بِشَارَة بركَة يَرَاهَا بلية بلادة بني يسْتَدلّ على ذَلِك بِشَاهِد الرُّؤْيَا الْبُسْتَان فِي الْمَنَام: امْرَأَة وثمره ولودها وسعته طول حَيَاتهَا وَغلظ شَجَره سمنها وَمن رأى بستانه يَابسا اعتزل زَوجته عَن النِّكَاح وَإِن سقَاهُ عَاد إِلَى نِكَاحهَا وَمن سقى بستانه رجل من غير ساقتيه فَإِن ذَلِك الرجل يخونه فِي امْرَأَته وَمن رأى بستانا مَجْهُولا يَابسا ناله هم وَقيل إِن الْبُسْتَان يعبر بِبَطن الْمَرْأَة والأمعاء سواقيه وَحمله من الحوامض وَمَا حدث فِي سَاقيه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 الْبُسْتَان فَذَلِك فِي الأمعاء والبستان دنيا عريضة وَفَرح وسرور لقَوْله تَعَالَى (حدائق ذَات بهجة مَا كَانَ لكم ان تنبتوا شَجَرهَا) والبستان الْوَاسِع الَّذِي لَا يعرف لَهُ حد هُوَ الْجنَّة وَرُبمَا كَانَ الْبُسْتَان عَالما أَو علوما يحويها من دخله أَو ملكه وَمن بَاعَ بستانا فَإِنَّهُ يَتُوب وَيعْمل صَالحا الْبر وَهُوَ الْحِنْطَة مَال بتعب وَهِي مَال حرَام لِأَن مصيرها إِلَى النَّار ذكرهَا القيرواني وَمن الرُّؤْيَا المعبرة أَن ابْن سِيرِين أَتَاهُ رجل فَقَالَ: رَأَيْت كَأَنِّي قد بِعْت الْحِنْطَة بِالشَّعِيرِ قَالَ: بئس الرُّؤْيَا أَنْت رجل قد تركت الْقُرْآن وتعلمت الشّعْر فَأخذ من الِاسْم من الْبر برا وَمن الشّعير شعرًا الْبكر من النِّسَاء وَمن وطيء بكرا فَإِنَّهُ ينشر دفا أورخاما وَمن عَادَتْ بكرا فَإِن زَوجهَا يقف معاشه وَإِن نكح السُّلْطَان بكرا فتح حصنا وَقد يكون وَطْء الْبكر مبارزة لما فِي ذَلِك من الدِّمَاء ودف الْبكر ارتقاب كَوْكَب الصُّبْح وَقيل الْبكر وَجه عبوس وَقيل حمام تبطل وَقيل من مَاء يتْرك وَقيل الْبكارَة إِيَاس الْحمل وَإِن عَادَتْ الْمَرْأَة العاهر بكرا فَإِنَّهَا تتوب أَو قد نذرت صوما أَو صَلَاة وَقد تكون أَيْضا ببطل حرثها البقل فِي الْمَنَام همُّ لِأَن بني إِسْرَائِيل استبدلته بعد الْمَنّ والسلوى قَالَ الله تَعَالَى: (من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها. . إِلَى قَوْله. . اتستبدلون الَّذِي هُوَ أدنى بِالَّذِي هُوَ خير) الباقلاء فِي الْمَنَام إِذا كَانَ أَخْضَر فَهُوَ هم وَقيل هُوَ قلَّة من اسْمه وَمن رأى شعيرَة عَاد إِلَى باقلاء فَإِن مَاله يعود إِلَى قلَّة ويفتقر البندق فِي الْمَنَام: رجل غَرِيب سخي ثقيل الرّوح وَقيل البندق مَال نكد وَقَالَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 أرطاميدورس: البندق وكل مَا لَهُ قشر صلب يدل على الصخب وَقيل كل شَيْء لَهُ قشر صلب فَهُوَ مَال مَحْجُوب البلوط فِي الرُّؤْيَا: رجل صَعب كثير المَال وَقَالَ أرطاميدورس: شجر البلوط يدل على شيخ غَنِي وعَلى زمَان على عبودية وَذَلِكَ لشوكه وَطول مقَامه الْبِطِّيخ فِي الرُّؤْيَا: هم من حَيْثُ لَا يدْرِي وَهُوَ رجل صَاحب هموم وَمرض وَإِن كَانَ لَهُ ذَنْب فَهُوَ هم يتبعهُ هم وَقَالَ ابْن سِيرِين: أكل الْبِطِّيخ للمسجون خُرُوج من سجنه لقَوْله تَعَالَى: (فَابْعَثُوا أحدكُم بورقكم هَذِه إِلَى الْمَدِينَة فَلْينْظر أَيهَا أزكى طَعَاما) وَهُوَ الْبِطِّيخ وَكَانَ قد خرج من الْكَهْف والبطيخ الَّذِي لم ينضج هُوَ صِحَة جسم لمن أكله فِي الْمَنَام. والبطيخ يدل على البطالة، لِأَن اليونان يسمون البطالة بطيخا، وَيدل على خير لمن أَرَادَ أَن يَأْمر آخرا وَيُحِبهُ الباذنجان فِي الْمَنَام رزق بتعب مَعَ هم يسير فِي غير وقته هم والبطيخ الْأَخْضَر ردليل على خير لصَاحب الْحمى لِأَنَّهُ يذهب الْحَرَارَة وَهُوَ صِحَة جسم ورزق رجل رَئِيس لِأَنَّهُ ذُو جَوْهَر بَاقٍ وَمن نَاوَلَهُ النَّاس بطيخا أخضرا فَهُوَ بَارِد ثقيل فِي اعين النَّاس البهار فِي الرُّؤْيَا: ولد يَمُوت طفْلا وَفَرح لَا يَدُوم وتجارة أَو ولَايَة تَزُول وَقيل البهار دَرَاهِم البنفسج جَارِيَة حسناء البصل فِي الْمَنَام دَلِيل شَرّ لمن أكله فَمن رأى كَأَنَّهُ يَأْكُل بصلا وَكَانَ مَرِيضا فَإِنَّهُ يَمُوت لِأَن من يَأْكُل بصلا تَدْمَع عَيْنَيْهِ وَمن يَمُوت تَدْمَع عَيْنَيْهِ عِنْد خُرُوج الرّيح والاخضر مِنْهُ يدل على ريح مَعَ كد وَالْكثير مِنْهُ يدل على صِحَة جسم مَعَ حزن وفراق وَمن رأى كَأَنَّهُ يقشر بصلا فَإِنَّهُ يتملق رجلا والبزور كلهَا خير إِذا علقت وَإِذا لم تعلق فَهُوَ دَلِيل شَرّ وَقيل البزر إِذا علق فَهُوَ ولد ينْسب إِلَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 ذَلِك النَّوْع البصاق: قُوَّة الرجل وَمَاله وَمن نشف رِيقه عجز عَن مرامه وَمن بَصق دَمًا فَإِنَّهُ لَا يكْسب إِلَّا حَرَامًا البكرة فِي الْمَنَام رجل يسْعَى فِي الْأُمُور للْمصَالح البيدر مَال مَجْمُوع مَعَ شغل طَوِيل الْبسَاط: عز وسلطان لِأَنَّهُ كَانَ من آيَات سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ بِسَاط الرزق لقَوْله تَعَالَى (يبسط الرزق لمن يَشَاء من عباده) والبساط الْجَدِيد الطَّوِيل يدل على طول عمر لمن يجلس عَلَيْهِ أَو ملكه وَمن طوى بساطه فقد ملكه أَو عمره والعتيق المقطع المقطع هم وغم البرص: دَرَاهِم جدد لمن رَآهُ بجسده وَقيل ثوب جَدِيد مَقْصُور وَإِذا أصَاب البرص المراة السَّوْدَاء فَإِنَّهَا تلبس اللُّؤْلُؤ وَقد يكون البرص صبرا عكس حُرُوفه والبرص يعبر بالشمس، فَمن رَآهُ بجسم امْرَأَة مَجْهُولَة فَهُوَ طُلُوع الشَّمْس وبالقمر ايضا يعبر وَمن طلع فِي جِسْمه أقمار فَهُوَ برص وَمن رأى شموسا فِي جِسْمه فَذَلِك برص الْبركَة امْرَأَة لِأَنَّهَا وعَاء المَاء ومبركة لاسمها وخرابها موت امْرَأَة أَو طَلاقهَا وَزَوَال بركَة وَمن بنى بركَة تزوج الْبرد الَّذِي ينزل من السَّمَاء: مَال وَكَثِيره عَذَاب لقَوْله تَعَالَى (وَينزل من السَّمَاء من جبال فِيهَا من برد فَيُصِيب بِهِ من يَشَاء ويصرفه عَن من يَشَاء) وَالْبرد إِذا كَانَ مَعْرُوف الْعدَد فَهُوَ لُؤْلُؤ أَو مَال الْبِئْر فِي الرُّؤْيَا: امْرَأَة وَقيل رجل صَاحب مَعْرُوف وَمن حفر بِئْرا وَخرج لَهُ مَاء فقد سعى فِي رَأس مَال وَحصل ذَلِك وَمن فارت بئره وَلم يغرق شَيْئا نَالَ رزقا بِلَا تَعب وَقيل من امْتَلَأت بئره فَإِن امْرَأَته تشفق عَلَيْهِ وَلَا تكلفه كثير نَفَقَة وَقيل إِن الْبِئْر إِذا امْتَلَأت دلّت على حمل الْمَرْأَة وتهدم الْبِئْر موت المراة وَمن أدلى رجلَيْهِ فِي بِئْر ذهب مَاله بمكر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 اَوْ غضب مِنْهُ والبئر المجهولة سفر لِأَن الْمُسَافِرين يأوون إِلَيْهَا وَمن رأى بِئْرا لَا مَاء فِيهِ فقد دنت وَفَاته وبئر السَّبِيل امْرَأَة زَانِيَة لِأَنَّهَا لَا تمنع قاصدها وَكَذَلِكَ الزَّانِيَة لاتمتنع من الَّذِي يطْلبهَا وتعبر الْبِئْر بحلق الرجل وسنه حجارتها كَذَلِك عبرها ابْن سِيرِين رَحمَه الله الْبرد الَّذِي هُوَ ضد الْحر فقر فَمن رأى كَأَنَّهُ يبرد فَذَلِك فقره وَحَاجته إِن كَانَ صيفا أَو شتاء البصاق مَذْكُور فِي حرف الْفَاء فِي الْفَم فِي حَاشِيَة الْكتاب والبهق مَال مدخر الْبَحْر فِي الْمَنَام يعبر بِالْملكِ والعالم والجليس فَهُوَ للجندي سُلْطَانه، وللتلميذ شَيْخه وَلمن وَقع فِيهِ وَلَا يُمكنهُ الْخُرُوج مِنْهُ حَبسه وَالْبَحْر يعبر بِرَجُل كريم وعالم فَيُقَال بَحر الْعلم ويعبر بالدنيا وَمَا فِيهِ من الْوَحْش فاسمها وَمن رأى أَنه قَاعد على متن الْبَحْر أَو مُضْطَجعا فَإِنَّهُ يداخل الْملك وَيكون مِنْهُ على ضَرَر لِأَن المَاء لَا يُؤمن من الْغَرق وَمن عبر بحرا غنم مَال عَدو، لِأَن بني إِسْرَائِيل لما عبروا الْبَحْر غنموا مَال فِرْعَوْن وَمن شرب من مَاء الْبَحْر نَالَ مَالا من الْملك فَإِن شرب مَاء الْبَحْر كُله نَالَ مَال الْملك كُله وَمن رأى الْبَحْر من بعيد وَلم يخالطه فَإِن ذَلِك أَمر يفوتهُ وَمن شرب من مَائه فِي الْمَنَام وَله شريك فَإِنَّهُ يُفَارِقهُ لقَوْله تَعَالَى (وَإِذ فرقنا بكم الْبَحْر) ورؤيا الْبَحْر تدل على طول الشتَاء فِي تِلْكَ السّنة وَإِذا كَانَ الْبَحْر مضطربا بأمواج عالية دلّ على مضار كَثِيرَة وَمن مَشى فِي الْبَحْر فِي طَرِيق يَابِس فَإِنَّهُ يَأْمَن من خوف لقَوْله تَعَالَى (فَاضْرب لَهُم طَرِيقا فِي الْبَحْر يبسا لَا تخَاف دركا وَلَا تخشى) وَإِذا دخل مَاء الْبَحْر إِلَى دور النَّاس فنال القماش أَو كَانَ فِيهِ وَحْشَة فَأكل طَعَام النَّاس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 فَذَلِك ظلم من الْملك وَالْبَحْر يعبر بالعالم ويعبر بالدنيا وَمن غاص الْبَحْر فِي الْمَنَام ليخرج شَيْئا من الدّرّ فَإِنَّهُ يدْخل فِي غامض الْعلم وَمن قطع الْبَحْر سبحا إِلَى الْمَكَان الآخر فَإِنَّهُ ينجو من هول وغم وَمن سبح فِي الْبَحْر فِي زمن الشتَاء ناله من الْملك هم أَو أَصَابَهُ مرض أَو يحبس أَو يَنَالهُ وجع من الرِّيَاح الْبحيرَة فِي الرُّؤْيَا تدل على الْقُضَاة والولاة والموالي الَّذِي يَفْعَلُونَ الْأَشْيَاء بِلَا مؤاجرة والبحيرة للْمُسَافِر تدل على تعذر السّفر والبحيرة الصَّغِيرَة تدل على امْرَأَة غنية وَالْبَحْر إِذا كَانَ هَارِبا دلّ على البطالة البرزخ: رجل حاذر قد جرب السلاطين بجريان المَاء فِيهِ فَإِذا كَانَ فِيهِ مَاء فَهُوَ وَال وَإِذا لم يكن فِيهِ مَاء جَار فَهُوَ وَال مَعْزُول يعسرعلى صَاحب الرُّؤْيَا امْرَهْ الْبَاب فِي الرُّؤْيَا قيم الدَّار فَإِذا وَقع مرض وَإِن انْكَسَرَ كسراً لَا يُرْجَى عمله فَإِنَّهُ يَمُوت وَالدَّار ببابين يدل على فَسَاد الزَّوْجَة وتعلقها بِرَجُل غير زَوجهَا وحلقة الْبَاب هِيَ الْحَاجِب لتِلْك الدَّار وَالْبَاب بالحلقتين غريمان يطالبان بدين وَالْبَيْت وبابه يعبر بِالْمَرْأَةِ وَمن رأى بَابه مقلوعا وَقد ركب غَيره فَإِنَّهُ يَبِيع دَاره وَمن دخل بَيْتا وغلق بَابا عصم من مَعْصِيَته لقَوْله تَعَالَى (وغلقت الْأَبْوَاب) وَمن كَانَ بَيته صَار من ذهب فَإِن بَيته يَحْتَرِق واتساع الْبَاب عَن الْقدر الْمَعْرُوف رجال يدْخلُونَ بِغَيْر إِذن صَاحبه فِي مصيبته الْبَطن فِي الْمَنَام: بَيت المَال فَإِذا كبر زَاد المَال وَإِذا نقص نقص المَال والبطن بُسْتَان وَحمله من الحامص والأمعاء سَوَاء وَمن قَالَ الْبَطن بَيت الأضلاع أخشابه فَمن تَكَسَّرَتْ أضلاعه فخشب الْبَيْت ينكسر ا , يسْقط وَقيل الْبَطن سفينة دن الْمَرْء وجرته وقربته فَمَا حدث فِيهِ من شَيْء فانسبه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 إِلَى مَا ذكرنَا وَقيل الْبَطن سفينة تحمل أسرارا وذواخر فالقلب والكبد ذواخير وَمن رأى أَنه أخرج مَا فِي جَوْفه وغسله وَأَعَادَهُ إِلَى مَكَانَهُ أَو لم يعده فَإِنَّهُ يَتُوب وَقيل من خرج مَا فِي جَوْفه خشِي عَلَيْهِ من هتك سرته وَخُرُوج الأمعاء من الْفَم موت الْأَوْلَاد وَمن خرجت أمعاؤه خطبت ابْنَته وَمن شقّ بَطْنه فَلم يجد فِيهِ شَيْئا من الأمعاء والاحشاء فَذَاك خراب منزله وَمَوْت اولاده وَقيل بطن الْإِنْسَان بَاطِنه وبطن الْمَرْأَة قبر لِأَنَّهَا تحوي الآجنة وهم كالموتى وَمن دخل فِي بطن امْرَأَة خشِي عَلَيْهِ الْمَوْت وَقيل الْبَطن سجن لِأَنَّهُ كَانَ ليونس عَلَيْهِ السَّلَام سجنا الْبَوْل فِي الرُّؤْيَا: مَال حرَام وَمن رأى أَنه حاقن فَإِنَّهُ يغْضب على امْرَأَته وَمن بَال دوراً كثرت أَوْلَاده وَمن بَال دَمًا نكح ذَات محرم وَهُوَ لايعلم وَإِن وجد للدم حرقة فَإِنَّهُ يَأْتِي مطلقته وَقد يكون بَوْل الدَّم ولدا سقطا وَقيل بَوْل الدَّم يدل على الزِّنَا وَقيل الْبَوْل يدل على خُرُوج المسجون لِأَنَّهُ مسجون فِي مَحَله وَقيل دين يَقْضِيه وَمن بَال فِي إِنَاء مسدود الرَّأْس بِخرقَة فَإِنَّهُ يَأْتِي حَائِضًا وَكَذَلِكَ لوبال فِي مَاء فِيهِ حمرَة أَو كدرة وَأي شَيْء بَال الْإِنْسَان فِي مَنَامه من الْحَيَوَان فينسب الْوَلَد إِلَى ذَلِك الْحَيَوَان وَمن بَال غائطا نكح فِي الدبر وَمن بَال زعفران رزق ولدا مَرِيضا وَمن بَال لَبَنًا فَإِنَّهُ يضيع دينه وَمن أَرَادَ الْبَوْل وَلَا يجد مَكَانا يدفنه فِيهِ، وَمن رأى النَّاس يتمسحون ببوله فَإِن لَهُ ولد يَنْتَفِعُونَ النَّاس بِعِلْمِهِ وَمن بَال على سلْعَة خسر فِيهَا وَمن بَال قَائِما أنْفق مَاله جهلا وعسر الْبَوْل دين لَا يُمكنهُ قَضَاؤُهُ أَو معاش يقف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 وَمن رأى كَأَنَّهُ يَبُول وَمَعَهُ آخر يَبُول فَإِنَّهُ يصاهره وَمن بَال على مصحف فَإِنَّهُ يرْزق ولدا يحفظ الْقُرْآن وَمن بَال فِي محراب فَإِنَّهُ يرْزق ولدا إِمَامًا وَمن الرُّؤْيَا المعبرة أَن رجلا رأى فِي مَنَامه أَنه يَبُول فِي محفل النَّاس فولي الْحِسْبَة وَذَلِكَ لِأَن الْوُلَاة مشتهرون النَّاس وَمن بَال على إِنْسَان فَإِن جلادته تقوى وغيرته من كَلَام يسمعهُ من الَّذِي بَال عَلَيْهِ البيع فِي الْمَنَام: حَاجَة وضرورة إِلَّا أَن يكون البَائِع يَبِيع شَيْئا مَكْرُوها كالخلقان وَغَيرهَا فَإِنَّهُ ينجو من هم وَمن بَاعَ زَوجته فَإِنَّهُ يطلقهَا لِأَن النِّكَاح رق فِي الحَدِيث النَّبَوِيّ وَمن رأى كَأَنَّهُ يُبَاع ناله هم وَإِن اشترته امْرَأَة نَالَ خيرا لقصة يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام البلوعة فِي الرُّؤْيَا: خَادِم سَفِيه وَقيل امْرَأَة سَفِيهَة والبلوعة المجهولة امْرَأَة زَانِيَة وَمن سدت بلوعته ضَاقَتْ عَلَيْهِ مذاهبه ويعسر بَوْله الْبُخْل فِي الرُّؤْيَا: مذمة والمذمة بخل الْبَغي مذلة تلْحق من بغى ونصرة لمن بغي عَلَيْهِ لقَوْله تَعَالَى (ثمَّ بغى عَلَيْهِ لينصرنه الله) الْبَرْق فِي الْمَنَام: قَالَ الْمُسلمُونَ الْبَرْق خَازِن ملك عَظِيم فَمن رأى أَنه تنَاول شَيْئا من الْبَرْق أَو أَصَابَهُ فَإِن إنْسَانا يحثه على خير ورؤيا الْبَرْق خوف مَعَ مَنْفَعَة لقَوْله تَعَالَى (يريكم الْبَرْق خوفًا وَطَمَعًا) وَإِذا كَانَ الْبَرْق سَحَاب فَلَيْسَ فِيهِ خوف لمن رَآهُ وَقَالَت النَّصَارَى: من رأى الْبَرْق أحرق ثِيَابه فَإِنَّهُ يَمُوت فِي تِلْكَ السّنة وَإِن كَانَ ذَا زَوْجَة مَرضت زَوجته وَمن رأى الْبَرْق وَكَانَ لَهُ عَدو فَإِنَّهُ يَنَالهُ والبرق يدل على الْبَصَر والدمع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 بِمَنْزِلَة الْمَطَر لقَوْله تَعَالَى: (برق الْبَصَر) الْبكاء فِي الْمَنَام: فَرح إِذا لم يكن مَعَه رنة أَو صُرَاخ عَال وَإِن كَانَ مَعَه ذَلِك فَإِنَّهُ هم وحزن والبكاء من خشيَة الله تدل على النجَاة من عَذَاب النَّار لقَوْل النَّبِي " ثَلَاثَة أعين حرمت على النَّار: عين بَكت من خشيَة الله، وَعين سهرت فِي سَبِيل الله، وَعين غضت عَن محارم الله " والبكاء يدل على زَوَال الْهم لقَوْل الشَّاعِر: (لَا يمي فِي الْبكاء غير مُصِيب ... إِن فِي الدمع رَاحَة للقلوب) وَسَيَأْتِي ذكر الدمع فِي حرف الدَّال إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَالْمَيِّت إِذا بَكَى فَهُوَ نادم على مَا سلف من ذنُوبه وَرُبمَا كَانَ عتابا بَين محبين يشكوان حزنا وهجرا البطم فِي حرف الْحَاء مُسَمّى الْحبَّة الخضراء الْبيض فِي الرُّؤْيَا يعبر بِالنسَاء لقَوْل الله تَعَالَى (كأنهن بيض مَكْنُون) والبيضة الْوَاحِدَة بنت، لمن رَآهَا بِيَدِهِ إِن كَانَ لَهُ حَامِل وَإِلَّا كَانَت زَوْجَة وَمن الرُّؤْيَا، حِكَايَة معبرة أَن امْرَأَة قَالَت لِابْنِ سِيرِين: رَأَيْت قد بضت بيضتين فَخرج مِنْهَا فروجتين وبندى مصحف، والفروجتين تلْتَقط من الْمُصحف سطرا سطرا فَقَالَ تَضَعِينَ بنتين ويتعلمان الْقُرْآن وَمن رأى الْبيض تجرف من مَكَان كَمَا تجرف الأزبال فَإِنَّهُ سبى نسَاء ذَلِك الْمَكَان وَمن أكل بيضًا نيئا فَإِنَّهُ يَأْكُل مَالا حَرَامًا والمطبوخ رزق حَلَال بتعب وَمن قشر بَيْضَة فَرمى صفارها وَأكل بياضها فَإِنَّهُ نباش الْقبُول لما روى عَن ابْن سِيرِين أَنه أَتَاهُ رجل فَقَالَ رَأَيْت كَأَنِّي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 أقشر بَيْضَة فأرمي صفارها وآكل بياضها فَقَالَ ابْن سِيرِين: هذانباش الْقُبُور فَقيل لَهُ من أَيْن اخذت ذَلِك فَقَالَ الْبَيْضَة بِمَنْزِلَة الْقَبْر والصفار جَسَد الْمَيِّت وَالْبَيَاض الْكَفَن فَيلقى الْمَيِّت وَيُؤْخَذ الْكَفَن وَهُوَ الْبيَاض فيأكل ثمنه وَمن الرُّؤْيَا المعبرة ان امْرَأَة أَتَت ابْن سِيرِين فَقَالَت: رَأَيْت كَأَنِّي أَضَع الْبيض تَحت أخشاب فَتخرج فراريجا فَقَالَ ابْن سِيرِين: وَيلك اتَّقِ الله أَنْت امْرَأَة تؤلفين بَين الرِّجَال وَالنِّسَاء فِيمَا لَا يُحِبهُ الله تَعَالَى فَقَالَ جُلَسَاؤُهُ: قذفت الْمَرْأَة من أَيْن لَك ذَلِك؟ فَقَالَ من قَوْله تَعَالَى يصف النِّسَاء (كأنهن بيض مَكْنُون) وَقَالَ تَعَالَى يشبه الْمُنَافِقين بالخشب (كَأَنَّهُمْ خشب مُسندَة) فالبيض هُوَ النِّسَاء، والخشب هُوَ المُنَافِقُونَ، والفراريج هِيَ أَوْلَاد الزِّنَا وَالْبيض يدل على ذهب وَفِضة فبياضه وصفاره ذهب الْيُسْر فِي الرُّؤْيَا مَال حَلَال ورزق بِلَا تَعب مَا جَاءَ فِي الْحَيَوَان على حرف الْبَاء الْبَغْل فِي الْمَنَام يدل على السّفر لمن رَكبه وَيدل على طول الْحَيَاة لِأَنَّهُ أطول الدَّوَابّ عمرا وَإِذا رَأَيْت الْبَغْل مَعَ الْفرس الْأُنْثَى فِي اصطبل فَهُوَ زَان والبغل إِذا نَازع إنْسَانا فَإِنَّهُ ولد زنا لَا أصل لَهُ عَرَبِيّ صَعب المرام وَالْبَغْلَة امْرَأَة عَاقل ومرتبه فالسوداء امْرَأَة ذَات مَال والبيضاء ذَات خشب وَإِذا بَال الْبَغْل فِي فرَاش الْإِنْسَان أَو فِي إِنَاء طَعَامه أَو كنيفه فَهُوَ زَان يخونه فِي زَوجته فحذره مِنْهُ وَمن نزل عَن بغلته نزولا لَا يضمر الرُّجُوع إِلَيْهَا طلق امْرَأَته وَإِن سقط عَنْهَا نزل عَن مرتبته تكون البغلة سفرا والزوال عَنْهَا ترك السّفر البوم فِي الْمَنَام: لص مكابر وَقيل ملك يشق مرائر الرّعية وَلَا نَاصِر لَهُ والبوم يدل على البطالة وَذَهَاب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 الْخَوْف لِأَنَّهُ من طيور اللَّيْل بَيت يعبر بأمرأة فَإِذا خرب مَاتَت الْمَرْأَة وَقد يكون رجلا فَإِذا خرب مَاتَ الرجل لِأَن بِهِ عِمَارَته وَرُبمَا دلّ على الطَّلَاق إِذا خرب ويعبر بالقميص لِأَنَّهُ يستر كَمَا يستر الْقَمِيص الببغاء: رجل كَذَّاب نُحَاس وَقيل رجل فيلسوف وفرخه ولد فيلسوف وَقيل الببغاء جَارِيَة أَو غُلَام يَتِيم البلبل فِي الرُّؤْيَا: رجل مُوسر وَقيل امْرَأَة موسرة وَقيل ولد قاريء لكتاب الله لَا يلحن فِيهِ بنت وردان عَدو ضَعِيف البراغيث فِي الْمَنَام: أَعدَاء ضِعَاف طعانون وهم جند الله والبراغيث أوباش النَّاس وَقَالَ جاماسب: من قرصه برغوث نَالَ مَالا وَذَلِكَ لخُرُوج الدَّم والبق أَيْضا أَعدَاء ضِعَاف وَبهَا أهلك الله تَعَالَى النمرود وهم جند لَا وَفَاء لَهُم وَلَا تجلد فِي أصوات منخطفة والبق يدل على الْهم والحزن لِأَن البق يمْنَع النّوم والهم والحزن يمْنَع النّوم الْبَقر فِي الرُّؤْيَا: يعبر بِالسِّنِينَ كَمَا عبرها يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام فالسمان خصب والضعاف سنُون الجذب على عَددهَا إِذا كَانَت سُودًا أَو بيضًا وَإِن كَانَت صفرا أَو حمرا تنطح الشّجر بقرونها أَو الْأَبْنِيَة فتسقطها فَإِنَّهَا فتن تحل بمَكَان دخلت إِلَيْهِ فِي الْمَنَام بواقر نواطح وَلقَوْل النَّبِي " إِن الْفِتَن تكون فِي آخر الزَّمَان كصياصي الْبَقر وكعيون الْبَقر وَالْبَقَرَة الصَّفْرَاء سنة فِيهَا سرُور والغرة فِي الْبَقَرَة شدَّة فِي أول السّنة والبلقة فِي أعجازها شدَّة فِي آخر السّنة وَالنّصف من الْبَقَرَة مُصِيبَة فِي أُخْت أَو بنت أَو زَوْجَة وَكَذَلِكَ مِنْهُم كل ينْسب إِلَى من يُورث كالربع وَالثمن وَالْبَقَرَة امْرَأَة فَإِن رَآهَا صَارَت ثورا فَإِنَّهَا تخاصمه خُصُومَة عَظِيمَة فتثور عَلَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 وَرُبمَا كَانَت عاقرا لِأَن الذُّكُور لَا تحمل وَلَا يحمد صَوتهَا فَهُوَ قلَّة أدب وَمن حلب بقرة غَيره فَإِنَّهُ يخون إنْسَانا فِي امْرَأَته وَمهما رأى الرَّائِي ببقرته فَإِن ذَلِك عَائِدًا إِلَى زَوجته أَو نسبته وحلب الْبَقر مَال حَلَال جزيل وأصول الْبَقر يدل على قوم معروفين بِلَا أدب وخدشها مرض وَمن وثب عَلَيْهِ بقرة أَو ثَوْر وَلم يفلته فَإِنَّهُ يَمُوت فِي تِلْكَ السّنة وَالْبَقر فِي الْمَنَام خير لجَمِيع الفلاحين فانسب الْبَقر فِي الْمَنَام إِلَى مَا ينْسب اليه الْخَيل وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة: أَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت: (رَأَيْت كَأَنِّي على تل وحولي بقر تنحر فقصصتها على مَسْرُوق فَقَالَ: إِن صدقت رُؤْيَاك فَإِن حولك ملحمة قتال وَمن رأى بقرة تمص لبن عجلها فَإِنَّهَا مرأة تقود على ابْنَتهَا وَإِن حلب عبد بقرة سَيّده فَإِنَّهُ يتَزَوَّج بِامْرَأَة السَّيِّد وَمن بقرة دخلت دَاره وتنطحه بقرونها فَإِنَّهُ يخسر فِي مَاله وأتى ابْن سِيرِين رجل فَقَالَ: رَأَيْت كَأَنِّي اذْبَحْ بقرة أَو ثورا فَقَالَ ابْن سِيرِين أَخَاف ان يثغر رجلا وَإِن رَأَيْت دَمًا فَهُوَ أَشد وَإِن لم تَرَ دَمًا فَهُوَ أَهْون الباشق والبازي: أما الباشق فَإِنَّهُ لص وَقيل ولد ذكر وَمن حمل باشقا على يَده حبس لص بِسَبَبِهِ الْبَازِي يدل على سُلْطَان لمن هُوَ من أهل الْإِمَارَة فَإِن ذهب من يَده وَبَقِي شباقه ذهب ملكه وَبَقِي ذكره وَإِن بَقِي فِي يَده شَيْء من الريش بَقِي فِي يَده شَيْء من المَال وَمن ذبح بازيا فِي الْمَنَام ظفر بلص وَذبح البزاة يدل على موت الْمُلُوك السلاطين والبزاة للرجل السوقي ورئاسة وَشرف البوق فِي الْمَنَام خير يظْهر وَقيل من سمع صَوت البوق فَإِنَّهُ يدعا إِلَى وقْعَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 والبوق يُفَسر بحلق المراة فَمن رَأْي فِي بوقه عَيْبا فانسب ذَلِك إِلَى حلقه بَاب حرف التَّاء وَأما التَّاء فَإِنَّهَا تَوْبَة أَو تأييد أَو تهنئة أَو إِمَّا تلاف أَو تبدير أَو تَحْويل ويستدل على ذَلِك بِكَلَام صَاحب الرُّؤْيَا التِّين قَالَ الْمُسلمُونَ: التِّين خضب وَمَال لمن أَصَابَهُ فِي مَنَامه وشجرته رجل نفاع لأَهله ويأوى اليه أعداؤه لِأَن الْحَيَّات تأوي إِلَى شَجَرَة التِّين وَلَيْسَ فِي الثِّمَار شَيْء يعدله وَمن أكل التِّين كثر نَسْله وَزَاد جمَاعه وَأمن من الْأَبْرَد وَقيل التِّين فِي الرُّؤْيَا رزق من جِهَة الْعرَاق بِلَا تَعب وَيظْهر عَلَيْهِ أَثَره وكل وَاحِدَة ألف والتين الْأَبْيَض دَلِيل خير لمن صنعه تَحت الشَّمْس والهواء وَالْأسود يدل على برد وأمطار وَمن أكل التِّين وَالزَّيْتُون جَمِيعًا فَإِنَّهُ يحلف يَمِينا لقَوْله تَعَالَى (والتين وَالزَّيْتُون) قسما بهَا وَقيل التِّين وورقه فِي الْمَنَام ندامة لِأَن آدم عَلَيْهِ السَّلَام لما هرب من الْجنَّة نوديت شَجَرَة التِّين أَن خذيه فندم على مَعْصِيَته وَقيل إِنَّهَا هِيَ الشَّجَرَة الَّتِي نهى آدم عَنْهَا وَذَلِكَ لقَوْله تَعَالَى (وَلَا تقربا هَذِه الشَّجَرَة) وَمن أكل التِّين فِي الْمَنَام وَكَانَ خَائفًا أَمن لقَوْله تَعَالَى (والتين وَالزَّيْتُون وطور سِنِين وَهَذَا الْبَلَد الْأمين) وَأما التِّين الْيَابِس فَإِنَّهُ مَال حَلَال وَلَا يعبر بالندم إِلَّا إِذا كَانَ رطبا وَقيل أَن آدم جلس تَحت شَجَرَة التِّين وَأخذ وَرقهَا يستر بِهِ سوءته وَكَذَا فعلت حَوَّاء عَلَيْهَا السَّلَام قَالَ الله تَعَالَى: (وطفقا يخصفان عَلَيْهِمَا من ورق الْجنَّة) والتين يدل على شخص اسْمه أَبُو بكر لِأَنَّهُ لين هَين التكة فِي الْمَنَام امْرَأَة وَهِي للْمَرْأَة أَخ وصهرة وَعم وَمن نسج تكة من دم فَإِنَّهُ يقتل رجلا من غيرَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 امْرَأَة والتكة للحامل بنت التُّخمَة فِي الرُّؤْيَا تدل على أكل المَال الْحَرَام التَّوْرَاة فِي الرُّؤْيَا: حِكْمَة وَعلم وهداية لقَوْله تَعَالَى (إِنَّا أنزلنَا التَّوْرَاة فِيهَا هدى وَنور)) وَمن كَانَ لَهُ حَامِل وَرَأى التَّوْرَاة بِيَدِهِ بشر ببنت لِأَن اسْمهَا مُؤَنّثَة التمتمة فِي الرُّؤْيَا تدل على الْعلم والفقة لقَوْله تَعَالَى: (واحلل عقدَة من لساني يفقهوا قولي) التليظ يدل على طيب النَّفس التَّوْبَة نجاة من السجْن لقَوْله تَعَالَى (فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاة وَآتوا الزَّكَاة فَخلوا سبيلهم) التفاح يعبر بالهمة والحلو مِنْهُ خير من الحامض لِأَن الحامض مَال حرَام وكل ثَمَرَة لم يدْرك نضجها فَهِيَ مَال حرَام إِلَّا الْبِطِّيخ فَإِن أخضره يدل على صِحَة جِسْمه وَقَالَ قوم لَا بَأْس بحموضة التفاح، وَرُبمَا دلّت التفاحة الْحَمْرَاء على خد ذَا حمرَة وَقَالَ الشَّاعِر (فَوجه فِيهِ تفاح ... وَصدر فِيهِ رمان) وَمن رأى سُلْطَانا رَمَاه بتفاحة فَإِن التفاحة رَسُول فِيهِ مناه وشهوته وشجرة التفاح رجل مدرهم وكل من جنى ثَمَرَة من غير شجرتها فَإِنَّهُ مُقيم على أَمر حرَام وَمن شم تفاحة فِي مجْلِس خمر فَإِنَّهُ يلهو ويفسق ويشتهر وَمن رأى أَنه شم تفاحة فِي مَسْجِد فَإِنَّهُ يتَزَوَّج وَمن عض تفاحة اَوْ رَآهَا بِعَيْنِه نَالَ خيرا وَمن جنى تفاحة تزوج وَقد شبه ثغر الْمَرْأَة بالتفاحة فَقَالَ بَعضهم: (تفاحة تَأْكُل تفاحة ... يَا لَيْتَني كنت الَّتِي تُؤْكَل ... فالثم الثغر لكَي اشتفى ... بعلة الْأكل وَلَا أكل) التِّبْن فِي الْمَنَام مَال: وَكَانَ ابْن سِيرِين إِذا رَآهُ يقظة يَقُول: يَا لَيْتَني رَأَيْت هَذَا فِي الْمَنَام وَقَالَ القيرواني فِي مُخْتَصره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 التِّبْن مَال بِلَا تَعب لِأَنَّهُ لَا يُوصل إِلَيْهِ إِلَّا بعد الدق التَّمْر فِي الْمَنَام مَال حَلَال هني لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: " ثَمَرَة طيبَة وَمَاء طهُور " وشجرته رجل رفيع لقَوْله تَعَالَى: (وَالنَّخْل باسقات لَهَا طلع نضيد) وَقد تكون النَّخْلَة امْرَأَة مُؤمنَة لقَوْل النَّبِي: " أكْرمُوا عمتكم النَّخْلَة " وَمن شقّ ثَمَرَة فَأخْرج نَوَاه فَإِنَّهُ يرْزق ولدا لقَوْله تَعَالَى (فالق الْحبّ والنوى يخرج الْحَيّ من الْمَيِّت) وَالتَّمْر فِي حِينه قُرْآن وَعلم وَفِي غير حِينه علم لَا يعْمل بِهِ والنوى من التَّمْر سفر وَبعد من اسْمه نأى الرجل إِذا بعد التمساح فِي الرُّؤْيَا عَدو مسلط وَهُوَ نَظِير الْأسد وَقيل التمساح لص مكابر ذُو مكر التُّرَاب فِي الْمَنَام مَال لمن حواه أَو أكله التَّحْمِيد فِي الرُّؤْيَا زِيَادَة فِي الرزق وتدل على وَلدين ذكرين لقَوْله تَعَالَى (الْحَمد لله الَّذِي وهب لي على الْكبر اسمعيل واسحاق) وَقَالَ تَعَالَى (لَئِن شكرتم لأزيدنكم) التَّيَمُّم يدل على قرب الْفَرح فَإِن تيَمّم وَهُوَ يجد المَاء فَإِنَّهُ ينْكح الْإِمَاء مَعَ طوله لنكاح الْحرَّة وَرُبمَا تقرب إِلَى السُّلْطَان بِالْكَذِبِ وَرُبمَا آثر ركُوب الْبر فِي السّفر دون الْبَحْر التَّنور: قيم الدَّار مَا حدث فِيهِ من خير أَو شَرّ فانسبه إِلَى قيم الدَّار الَّذِي يقوم بمصالحها وَمن رأى تنورا نَالَ ولَايَة والتنور بِلَا رماد يُفَسر بِالْمَرْأَةِ وَمن سجر تنورا فِي مَنَامه ربح فِي تِجَارَته وَمن رأى نَارا فِي تنور فَذَلِك حمل امْرَأَة التل: رجل رفيع ذُو مَال التمطي مَال وكسل التثاؤب فسق وَعمل يرضى بِهِ الشَّيْطَان مثل نواح وكسل عَن صَلَاة وَقد يكون مَرضا يَسِيرا لَا يَرْمِي صَاحبه وَفِيه حَدِيث نبوي أَنه من الشَّيْطَان التخنيث فِي الْمَنَام: هُوَ هول وَخَوف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 وَمن رأى كَأَنَّهُ خُنْثَى ناله هول وَخَوف التنين فِي الرُّؤْيَا: ملك وَإِن كَانَ لَهُ رأسان أَو ثَلَاثَة فَهُوَ أَشد بشره وَالْمَرِيض إِذا رأى التنين دلّ على مَوته وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة أَن امْرَأَة رَأَتْ فِي منامها كَأَنَّهَا وضعت تنينا فَولدت ولدا زَمنا وَذَلِكَ لِأَن التنين يجر نَفسه إِذا مَشى فَكَذَلِك الزَّمن يجر نَفسه التَّسْبِيح نجاة من الْخَوْف والسجن لقَوْله تَعَالَى (فلولا أَنه كَانَ من المسبحين للبث فِي بَطْنه إِلَى يَوْم يبعثون) التملق فِي طلب الدُّنْيَا مَكْرُوه وذل وَمن تملق لعالم بِسَبَب الْعلم نَالَ عزا وشرفا لقَوْل النَّبِي: (التملق لَيْسَ من أَعمال الْبر إِلَّا فِي طلب الْعلم) التابوت فِي الْمَنَام ملك أَو رجل عَظِيم والتابوت يدل على قدوم مُسَافر والتابوت علم وفقار ونصرة وسكينة لقَوْله تَعَالَى (إِن آيَة ملكه أَن يأتيكم التابوت فِيهِ سكينَة من ربكُم) التواري من النَّاس فِي الْمَنَام يدل على وضع الْبِنْت لمن لَهُ حَامِل لقَوْله تَعَالَى (وَإِذا بشر أحدهم بِالْأُنْثَى ظلّ وَجهه مسودا وَهُوَ كظيم يتَوَارَى من الْقَوْم) الترس فِي الْمَنَام: يعبر بِالْمَرْأَةِ وَبِالرجلِ الَّذِي لَهُ الملجأ والترس أَيْضا يعبر بِولد شَقِيق أديب كريم فَإِن كَانَ أسود فَهُوَ ذُو مَال وَإِن كَانَ أَخْضَر فَهُوَ رجل دين والأحمر صَاحب لَغْو فَمن رأى فِي حانوته ترسا فَهُوَ حلاف فِي بيع السّلع لقَوْله تَعَالَى (اتَّخذُوا أَيْمَانهم جنَّة فصدوا عَن سَبِيل الله) وَمن تترس بترس فِي مَنَامه فَإِنَّهُ يلجأ إِلَى رجل يستظهر بِهِ على أعدائه أَو يرْزق ولدا يَقِيه الْمَكَان وَيكون لَهُ كفوا أَو يتَزَوَّج امْرَأَة تستر دينه والترس يدل على النقاب فَإِن اشْترى نقابا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 فَإِنَّهُ يشترى ترسا وكذاك لَو اشْترى ترسا فَإِنَّهُ يَشْتَرِي نقابا التنصر فِي الْمَنَام وَمن رأى أَنه تنصر فَإِنَّهُ إِن كَانَ ذَا حُكُومَة تنصر وَالنَّصَارَى فِي الرُّؤْيَا اصحاب مَوَدَّة لقَوْله تَعَالَى (ولتجدن أقربهم مَوَدَّة للَّذين آمنُوا الَّذين قَالُوا إِنَّا نَصَارَى) وَقيل من تنصر فَإِنَّهُ يضارع اعْتِقَاده اعْتِقَاد النَّصَارَى وَهُوَ فِي ضَلَالَة من دينه وَقيل من تنصر ورث خَاله أَو خَالَته والنصرانية تدل على زق خمر أَو حريق قار وَالنَّصَارَى تدل على الْخَنَازِير لمن رَآهُمْ وَإِن نسبتها إلأى الأَرْض فنبتها حنضل بَاب حرف الثَّاء وَأما حرف الثَّاء فَإِنَّهُ ثروة أَو ثَنَاء أَو ثَوَاب أَو بثور أَو ثوى الثَّعْلَب فِي الرُّؤْيَا: امْرَأَة فَمن داعب ثعلبا فِي مَنَامه فَإِنَّهُ امْرَأَة تحبه ويحبها وَقيل الثَّعْلَب رجل ذُو مكر وخديعة فَمن نازعه نَازع امْرَأَة كَذَلِك وَمن أكل لحم ثَعْلَب أَصَابَهُ وجع من الرِّيَاح وَيُبرئ وَقيل إِنَّه عَدو من قبل السُّلْطَان وَقَالَت الْيَهُود: الثَّعْلَب فِي الرُّؤْيَا يدل على الطَّبِيب والمنجم وَقَالَت النَّصَارَى: من رأى كَأَنَّهُ يقتل ثعلبا أصَاب امْرَأَة عزيزة وَقيل من قتل ثعلبا قبل قَوْله رجل شرِيف وَقيل الثَّعْلَب امْرَأَة زَانِيَة وَمن شرب لبن ثَعْلَب شفي من مرض وَمن نَازع ثعلبا فِي نَومه خَاصم ذَا قرَابَة الثوم فِي الرُّؤْيَا: مَال حرَام وَقيل هُوَ كَلَام قَبِيح وَصَاحب الثوم يُبدل الْخَيْر بِالشَّرِّ وَأكل الثوم فِي الْمَنَام رُجُوع عَن فحشاء وَقَالَ جاماسب من قلع ثوما أَو بصلا تضرر من أَقَاربه وَإِنَّمَا كَانَ الضَّرَر من جِهَة الْأَقَارِب لِأَنَّهُ يُغير طعم الْفَم والفم بَيت الْقرَابَات وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 أَتَى رجل إِلَى أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ: رَأَيْت رَسُول الله جَالِسا فِي الْمَسْجِد وَالنَّاس يدْخلُونَ ويسلمون عَلَيْهِ فَجئْت لأدخل الْمَسْجِد فَإِذا رجال مَعَهم السِّيَاط فمنعوني الدُّخُول فَقلت دَعونِي أَدخل على رَسُول الله فَقَالُوا: إِنَّك أكلت ثوما فطردوني فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة: هَذَا مَال خَبِيث الثور فِي الرُّؤْيَا: رجل ثَائِر بَاغ فَإِن قتل أَو ذبح فَإِن الثائر والباغي يهْلك ويعبر أَيْضا بِرَجُل عَامل فَمن رَآهُ نطحه وأزاله عَن مَكَانَهُ وَكَانَ واليا عزل وَمن رأى ثورا ذبح فِي مَكَان وَقسم لَحْمه فَإِن عَاملا يَمُوت وَيقسم مَاله وَمن ركب ثورا أسوداً نَالَ مَالا وسؤددا وَإِن أدخلهُ إِلَى منزله واستوثق مِنْهُ نَالَ خيرا فِي تِلْكَ السّنة من عَامل وَإِذا رأى للثور قرونا كَثِيرَة فَإِنَّهَا سنُون على قدر الْقلَّة وَالْكَثْرَة هَذَا إِذا كَانَ مَوضِع القرنين اللَّذين للثور فِي رَأسه وَإِن رأى كَأَن ثيرانا حمرا وصفرا دخلت قَرْيَة أَو مَدِينَة وَهِي بِلَا أَصْحَاب فَإِنَّهَا أمراض وَمن ركب ثورا أصفرا أَو أحمرا بِلَا آلَة الرّكُوب فَإِنَّهُ يمرض وَمن الرُّؤْيَا المعبرة قَالَ رجل لِابْنِ سِيرِين: رَأَيْت كَأَن ثورا خرج من جُحر وَأَرَادَ أَن يدْخلهُ فَلم يقدر فَقَالَ ابْن سِيرِين هِيَ الْكَلِمَة تخرج من فَم الْإِنْسَان فَلَا يقدر على ردهَا وَالْمَرْأَة إِذا ركبت ثورا ذل لَهَا زَوجهَا الثَّلج فِي الرُّؤْيَا: رزق وخصب فِي أَوَانه وَإِن كَانَ كثيرا عَالِيا فَهُوَ عَذَاب لِأَنَّهُ من الْآيَات الَّتِي ابتلى بهَا بَنو إِسْرَائِيل فَمن وَقع عَلَيْهِ ثلج ناله هم وَمن اشْترى فِي الصَّيف حمل ثلج ليتبرد بِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 فَذَلِك مَال يستريح إِلَيْهِ الثريا فِي الْمَنَام: رجل حَازِم للأمور وَمن رَآهَا سَقَطت على أَرض فَإِنَّهَا تدل على موت الْأَنْعَام وَقلة الثِّمَار ورؤيا الثريا للصناع تدل على حِكْمَة مَا يصنعون الثالول فِي الرُّؤْيَا: يدل على مَال بَاقٍ لم يخْش عَلَيْهِ من التّلف فَمن رأى ثالولا بجسده نَالَ مَالا يبْقى مَعَه الثدي فِي الرُّؤْيَا امْرَأَة وَابْنَة والثدي يدل على زق خمر إِذا كَانَ فِيهِ اللَّبن لِأَنَّهُ يسكن الاطفال وَقيل الثدي رجل كريم وَقيل هُوَ منَّة لِأَن النِّسَاء يمنن على الْوَلَد بِهِ وَقد عبر الثدي ببيض نعام أَو أترج وَقد يَكُونَا مملوكين وَقيل أَب وَأب وَمن رأى امْرَأَة معلقَة بثديها فَإِنَّهَا امْرَأَة زَانِيَة وتلد ولدا من غير زَوجهَا لقَوْل النَّبِي لجبريل عَلَيْهِ السَّلَام لَيْلَة الْإِسْرَاء وَقد رأى امْرَأَة معلقَة بثديها وَسَأَلَهُ عَنْهَا فَقَالَ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام (كَانَ هَذَا فعلهَا) يَعْنِي الزِّنَا وَمن رأى من الرِّجَال بثديه لَبَنًا فَإِنَّهُ يَسْتَغْنِي ويفيد أَخَوَيْنِ بِشَيْء من الرزق وَإِن كَانَ أعزبا تزوج ورزق ولدا وَمن رأى كَأَن ثدييه سقطا مَاتَ لَهُ ولدان وَإِن لم يكن لَهُ أَوْلَاد ذهب شَيْء من مَاله وَإِذا رَأَتْ الْمَرْأَة أَن أبزازها سَقَطت أَصَابَهَا هم وحزن لِأَن النِّسَاء إِذا اصابهن حزنا جذبن أبزازهن وَإِذا رأى الرجل أبزازه تضرب على صَدره لكبرها فَإِنَّهُ عاشق وَكَذَلِكَ المراة إِذا رات أبزازها تجول على صدرها وَهِي أعظم مِمَّا تعرفها فَهِيَ عاشقة والثدي إِذا عظم دلّ على الْفُجُور وَإِذا رأى الْمعلم كَأَنَّهُ يمص أبزاز النِّسَاء فَإِنَّهُ يقبل صبيانه والطول فِي الثدي إِلَى الركب يدل على الزِّنَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 فجدد من رأى ذَلِك وَإِذا رأى الرجل لَهُ نهدين تزوج بِذَات نهدين ويعانقها فَهِيَ لَهُ كالنهدين ثِيَاب الْإِنْسَان: وَمن رأى ثِيَابه تخرقت خَاصم أَقَاربه وَمن غسل ثِيَابه نَالَ تَوْبَة وصلاحا فِي دينه وَزَالَ همه ووفى دينه وَذَلِكَ مُسْتَوفى فِي بَاب الْقَاف فِي الْقَمِيص بَاب حرف الْجِيم وَأما الْجِيم فَإِنَّهُ يعبر بِالْجِهَادِ والجنود وَالْجمال وَقد يكون جورا ا , جَهَالَة أَو جفَاء جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام شدَّة ينالها من رَآهُ من الْكفَّار ونصرة للْمُسلمين لِأَنَّهُ ملك الْعَذَاب، وَمن رأى أَنه يعادي جِبْرِيل فَإِن رَأْيه يُوَافق لرأي الْيَهُود لقَوْله تَعَالَى: (من كَانَ عدوا لله وَمَلَائِكَته وَرُسُله وَجِبْرِيل وميكال فَإِن الله عَدو للْكَافِرِينَ) وَرُوِيَ عَن النَّبِي أَنه دخل على أبي بكر رَضِي الله يعودهُ فَوَجَدَهُ ثقيل الْمَرَض فَخرج من عِنْده، وَدخل على عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا ليخبرها عَنهُ، وَإِذا أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ بِالْبَابِ. فَقَالَت: يَا رَسُول الله أبي يسْتَأْذن فِي الدُّخُول فَقَالَ رَسُول الله " أَدخل يَا أَبَا بكر وتعجب من تَعْجِيل الْعَافِيَة " فَقَالَ أَبُو بكر: وَالَّذِي أكرمك لتمن وَرَأَيْت فِيمَا يرى النَّائِم كَأَن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام جَاءَ فاستعطى سعطه فَقُمْت لَا أجد بَأْسا الْجنَّة: من رأى كَأَنَّهُ دخل الْجنَّة ونال من ثَمَرهَا فَإِنَّهُ ينَال علما وعيشا هَنِيئًا لِأَنَّهَا دَار السرُور وَقيل من دخل الْجنَّة فِي الْمَنَام فَإِنَّهُ يعْمل عملا يسْتَوْجب بِهِ الْجنَّة لقَوْله تَعَالَى (وَتلك الْجنَّة الَّتِي اورثتموها بِمَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ) وَأما الْمَرِيض إِذا رأى أَنه دخل الْجنَّة وَلم يخرج مِنْهَا فَإِنَّهُ يَمُوت لِأَنَّهَا دَار الْمُؤمنِينَ وَالْكَافِر إِذا دخل الْجنَّة فِي مَنَامه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 وَهُوَ مَرِيض فَإِنَّهُ ينجو أَو يقوم إِلَى الدُّنْيَا الَّتِي هِيَ جنته وَالْجنَّة تعبر بالبستان لقَوْله تَعَالَى (وَدخل جنته) يُرِيد بستانه وَمن رأى أَنه اشْترى جنَّة فَإِنَّهُ يَشْتَرِي بستانا وَمن رأى كَأَنَّهُ طرد من الْجنَّة فَإِنَّهُ يفْتَقر ويذل لقصة آدم عَلَيْهِ السَّلَام وَمن رأى دخل الْجنَّة من الْمُسلمين فِي مَنَامه فَإِنَّهُ يدْخل بستانا يتنزه فِيهِ وَمن دخل الْجنَّة فِي مَنَامه وَكَانَ عزبا تزوج لِأَن الْجنَّة دَار النِّكَاح وَيدل دُخُول الْجنَّة على السَّعْي فِي طلب الْعلم ومجالس الذّكر وَمن رأى أَنه بَاعَ جنَّة وَاشْترى نَارا فَإِنَّهُ يَبِيع بستانا وَيَشْتَرِي حَماما فَإِن بَاعَ نَارا وَاشْترى جنَّة فَإِنَّهُ يَبِيع حَماما وَيَشْتَرِي بستانا وَقد يكون ذَلِك عَائِدًا إِلَى الْأَعْمَال فَإِذا بَاعَ نَارا وَاشْترى جنَّة فَإِنَّهُ يَتُوب وَيعْمل عملا يسْتَوْجب بِهِ الْجنَّة وَإِن بَاعَ جنَّة وَاشْترى نَارا فَإِنَّهُ يدْخل فِي الْمعاصِي الَّذِي يسْتَوْجب بهَا النَّار الْجِهَاد يدل على المسارعة فِي قوت الْعِيَال وينال ثَنَاء حسنا وذكرا جميلا لقَوْله تَعَالَى (وَجَاهدُوا فِي الله حق جهاده) وَمن جَاهد فَإِنَّهُ يعْمل عملا يُحِبهُ الله عَلَيْهِ لقَوْله تَعَالَى (إِن الله يحب الَّذين يُقَاتلُون فِي سَبيله صفا كَأَنَّهُمْ بُنيان مرصوص) وَقيل الْجِهَاد فِي الْمَنَام يدل على رزق وَاسع لقَوْل الله تَعَالَى (وَمن يُهَاجر فِي سَبِيل الله يجد فِي الأَرْض مراغما كثيرا وسعة) الْجنب فِي الرُّؤْيَا: حَاجَة لم يتوض لَهَا فَمن رآى كَأَنَّهُ جنب فَإِنَّهُ يسْعَى فِي حَاجَة بِغَيْر وضوء وَمن رأى أَنه يُصَلِّي وَهُوَ جنب فَإِنَّهُ يُسَافر فِي طَاعَة لقَوْل الله تَعَالَى: (وَلَا جنبا إِلَّا عابري سَبِيل حَتَّى تغتسلوا) وَقيل إِن الْجَنَابَة فِي الْمَنَام اخْتِلَاط أَمر على من رَآهَا الجرب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 فِي الْمَنَام مَال من كد إِذا لَهُ صديد وقيح وَإِن كَانَ بِلَا صديد فَإِنَّهُ هم وحزن من قبل الْأَقَارِب وَأي عُضْو رأى الْإِنْسَان فِيهِ الجرب فانسبه إِلَى من ينْسب إِلَيْهِ ذَلِك الْعُضْو فِي الأقرباء وَإِن كَانَ الجرب فِي الرَّأْس فانسبه إِلَى الْأَب وَإِن كَانَ فِي الْيَد الْيُسْرَى فانسبه إِلَى الْمَرْأَة وكل شَيْء يظْهر فِي الْبدن وَله مدد فَإِنَّهُ مَال لقَوْله تَعَالَى (وَجعلت لَهُ مَالا ممدودا) وَإِن ظهر فِي الْعُنُق أَو على الظّهْر فَإِنَّهُ دين يجْتَمع على من رأى ذَلِك الْجحْد فِي الْمَنَام: كفر لقَوْله تَعَالَى (وَمَا يجْحَد بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ فَمن رأى أَنه جحد حَقًا فَإِنَّهُ يكفر الجذام فِي الْمَنَام: مَال حرَام لما فِيهِ من الدَّم وَمن رأى كَأَنَّهُ مجذوم وَهُوَ فِي الصَّلَاة نسي الْقُرْآن وَمن رأى كَأَنَّهُ مجذوم أَشَارَ النَّاس إِلَيْهِ بِأَمْر قَبِيح وَهُوَ بَرِيء وَقيل الجذام يدل على حريق يَقع بمَكَان يحل فِيهِ الجذام لِأَنَّهُ دم احترقت سوداؤه الجدري: مَال أَيْضا وكل سلْعَة تخرج من الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ والبطن فَإِنَّهَا مَال وَلَا تحمل السّلع على الظّهْر وَلَا فِي الْعُنُق فَإِنَّهَا دين يجْتَمع على من رَآهَا بظهره أَو عُنُقه وَذَلِكَ من الْمثل السائر: لفُلَان فِي عنق فلَان كَذَا وَكَذَا فالظهر مَحل الْحمل الجورب فِي الْمَنَام: يُفَسر بالخادم وَالْمَرْأَة وَالْجَارِيَة أَو مَنْفَعَة وَهُوَ وقاية فِي الدّين وَالْمَال وَقيل الجورب يدل على زِيَارَة الوالدة للابسة الجعبة فِي الْمَنَام امْرَأَة فَمن استخرج مِنْهَا سَهْما رزق ولدا ذكرا وَمن اشْتَرَاهَا وَأَخذهَا تزوج امْرَأَة أَو اشْترى جَارِيَة وَقيل الجعبة هَيْبَة على الْأَعْدَاء والجسر: رجل يتَوَصَّل النَّاس بِهِ إِلَى أُمُورهم كالحاجب فأشبهه وَرَأى شخص كَأَنَّهُ صَار جِسْرًا فَقَالَ علم الْعِبَادَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 وَذَلِكَ لِأَن الجسر يعبرون النَّاس عَلَيْهِ كَمَا يعبرن أحلامهم وَرَأى آخر كَأَنَّهُ صَار جِسْرًا فأهين وَذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ من غير أهل الْعلم الْجُبَّة غنا لمن لبسهَا فِي الْمَنَام: لِأَنَّهَا تمنع الْبرد وَهُوَ فقر الجيرجير: بقلة أهل النَّار فَلَا خير فِيهَا وَمن رأى أَنه أكلهَا فَإِنَّهُ يعْمل عمل أهل النَّار الجلبان: رزق وَإِقَامَة عَن سفر ودعا لَهُ عِيسَى جوز الْهِنْد: مَذْكُور فِي حرف النُّون مُسَمّى نَار جبل الْجَوْز مَال مكنوز من قبل الْعَجم وشجرته رجل أعجمي فَإِذا كَانَ الْجَوْز منزوع القشر فَهُوَ مَال بِلَا تَعب وَإِذا سمع للجوز حس فَإِنَّهُ يدل على الْمُخَاصمَة وكل شَيْء لَهُ قشر صلب فَهُوَ رزق بصخب وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة أَتَت امْرَأَة إِلَى ابْن اسيرين فَقَالَت: رَأَيْت والدتي فِي الْمَنَام فَقلت لَهَا: أَي الْأَعْمَال أفضل؟ فَقَالَت يَا بنية: عَلَيْك بالجوز فَقَالَ ابْن سِيرِين: إِن لَك مَالا مكنوز فَإِن أَنْت أخرجتيه فِي سَبِيل الله فَهُوَ الَّذِي قَالَت لَك أمك فَقَالَت إِنِّي كنزت مَالا فِي ايام الطَّاعُون وَهُوَ بَاقٍ الجمد مَال، والمجمدة بَيت مَال الْملك الجمد فِي الْمَنَام هم إِلَّا إِذا ضَب المَاء بِالْمَاءِ فِي شَيْء وجمد فَهُوَ مَال لمن حواه الجزر فِي الرُّؤْيَا: رجل بَرِيء سهل المرام وَمن رأى بِيَدِهِ جزرا وَكَانَ فِي أَمر صَعب أَو حبس نجا من ذَلِك وَسَهل أمره وَقيل الجزر فِي الْمَنَام هم الْجلد: مَال الْإِنْسَان وستره فَمن رأى جلده وسلخ وَكَانَ مَرِيضا فَإِنَّهُ يَمُوت وَإِن كَانَ صَحِيحا افْتقر وَافْتَضَحَ وجلود سَائِر الْحَيَوَان مِيرَاث وَقيل الْجُلُود بيُوت لمن ملكهَا لقَوْله تَعَالَى: (وَجعل لكم من جُلُود الْأَنْعَام بُيُوتًا تستخفونها يَوْم ظعنكم وَيَوْم إقامتكم) وَإِذا سلخ الْملك جُلُود النَّاس فَإِنَّهُ يظلمهم وَيَأْخُذ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 مِنْهُم الْأَمْوَال وسلخ جلد الْعَالم تَركه الْعلم ونسيانه لقَوْله تَعَالَى (آتيناه آيَاتنَا فانسلخ مِنْهَا) وَإِن رَأَيْت إمرأة سَوْدَاء قد سلخت جلدهَا فَذَلِك طُلُوع الْفجْر بعد ظلام اللَّيْلَة والمظلمة وَمن سلخ جلد شَاعِر فَإِنَّهُ يسرق من شعره وَرُبمَا كَانَ نزع قَمِيص حَتَّى يدْخل الْحمام أَو سرق لَهُ شَيْء من ملبوسه الْجَبْهَة فِي الْمَنَام: الكدر المعاش وَمن رَآهَا خدشت خشِي عَلَيْهِ الْمَوْت والجبهة أَيْضا جاه الرجل فَمن رأى بهَا شَيْئا أَو حسنا فَهُوَ فِي جاهة وَقيل الزِّيَادَة فِي الْجَبْهَة ولد يسود أَهله لبس الْجَدِيد فِي الرُّؤْيَا: يدل على طول الْعُمر وَيدل على زَوَال الْهم لِأَن أَيُّوب عَلَيْهِ السَّلَام لما كشف الله ضره لبس الْجَدِيد الْجَبَل فِي الرُّؤْيَا: رجل رفيع الْقدر بِقدر عَظمته وهيبته وَفِيه قساوة وَقَالَ ابْن سِيرِين رُبمَا كَانَ الْجَبَل غَايَة فِي نفس الْإِنْسَان، فَإِذا رقاه نَالَ مناه هَذَا إِذا كَانَ طلوعه فِيهِ كطلوعه فِي طرق الْجبَال الَّتِي تسلك وَيَمْشي فِيهَا وَمن طلع فِي جبل عَال مُقَومًا فَإِنَّهُ يعاني أمرا فِيهِ مشقة وَلَا يكَاد يَنَالهُ وَحمد ابْن سِيرِين النُّزُول من الْجَبَل لسُهُولَة ذَلِك وَقيل من سقط من جبل أَو مَكَان عَال عسر أمره وَمن رقا جبلا وَكَانَ فِيهِ مَاء فَشرب مِنْهُ نَالَ ولَايَة إِن كَانَ أَهلا لذَلِك وَمن رأى جبالا تسير فَإِن الْعدْل يبسط هُنَاكَ لقَوْله تَعَالَى (وَيَوْم نسير الْجبَال) وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة وَالْعدْل: والجبل الَّذِي لَهُ نَبَات هُوَ رجل مُسلم فِي التَّعْبِير فَالَّذِي لَا نيات فِيهِ فَهُوَ رجل كَافِر وَمن ملك بجلا تمكن من ذِي قُوَّة وبأس وَمن حفر جبلا وَنقل مِنْهُ حِجَارَة إِلَى مَكَان آخر فَإِنَّهُ يعاني امرا من جِهَة شخص قَاس قلبه الْجُبْن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 فِي الرُّؤْيَا: مَال بِلَا تَعب وكل قالب مِنْهُ بِأَلف دِرْهَم أَو مائَة على قدر صَاحب الرُّؤْيَا وَرُبمَا كَانَ الْجُبْن دَال على الذلة والمسكنة وَذَلِكَ من اسْمه والذليل يُسمى جبان واليابس مِنْهُ رزق فِي سفر والطري فِي الْحَضَر الجرس والجلاجل فِي الْمَنَام: أما الجرس فَهُوَ رجل مؤذ من قبل سُلْطَان كالغواني وَغَيره الجلاجل: خُصُومَة وَكَلَام يشْتَهر الجراب والجواليق: خازنان لِلْمَالِ والسر فَإِن بَان مِنْهُمَا شَيْء ظهر مَا يسترانه جَام الْحَلَاوَة فِي الْمَنَام: حبيب ومحبوب فَمن أهدي إِلَيْهِ جَام من الْحَلَاوَة فَإِنَّهُ ينَال زِيَادَة محبَّة من الَّذِي أهْدى إِلَيْهِ ذَلِك لقَوْله (تهادوا تحَابوا) والجام يعبر بِأَلف دِرْهَم أَو مائَة على قدر صَاحب الرُّؤْيَا الْجُوع: حرص ويصيب مَالا بِقدر مَا بلغ مِنْهُ الْجُوع وَرُبمَا دلّ الْجُوع على صُحْبَة من لَا خير فِيهِ كَمَا ورد: (بئس الضجيع الْجُوع) وَرُبمَا دلّ على الهزال وللزاهد على الصَّوْم وَرُبمَا دلّ على غلاء السّعر والقلة والفقر جب الْحِنْطَة: يدل على الْأُم لِأَن الطِّفْل مَكْنُون فِي جَوف أمه يقتات مِنْهَا وَالطَّعَام مَكْنُون فِي الْحبّ وَمن رأى جُبَّة ملأنا من التُّرَاب فَإِنَّهُ يملأه فِي رخص السّعر وَرُبمَا دلّ الْجب على الزَّوْجَة فَإِذا امْتَلَأَ حملت والجب الْمَجْهُول وَالنَّاس حوله هُوَ السّنة فَإِن كَانَ نَاقِصا كَانَ دَالا على الغلاء للطعام وَإِن كَانَ ملأنا فَهُوَ دَال على الرخَاء وَجب الْقَمْح: يُفَسر بِرَأْس الْإِنْسَان وَعَلِيهِ غطاء فَإِذا حدث فِي المخ شَيْء فَذَلِك فِي الْحِنْطَة وَكَذَلِكَ الْجب إِذا حدث فِيهِ شَيْء فَهُوَ فِي الرَّأْس ذكر ذَلِك القيواني فِي قصيدته الرَّايَة الجرة: أجِير وَقيل امْرَأَة وَكَذَلِكَ كل وعَاء مؤنث للْمَاء الْجراح فِي الْمَنَام: خير إِذا لم ير دَمًا فَمن جرح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 فِي رَأسه نَالَ خيرا من رئيسه وَإِن كَانَ الْجرْح فِي يَده الْيُمْنَى نَالَ خيرا من قرَابَته وَإِن كَانَ الْجرْح فِي يَده الْيُسْرَى نَالَ مَالا من امْرَأَة وَإِذا سَالَ الدَّم من الْجرْح فَهُوَ خُرُوج مَال وَنَفَقَة فَمن جرح عدلا فَإِنَّهُ يتَكَلَّم فِي حَقه بِكَلَام سوء لِأَن اللِّسَان بِمَنْزِلَة السَّيْف قَالَ الله تَعَالَى (سلقوكم بألسنة حداد) وَإِذا رأى أَن شَابًّا جرحه واسال دَمه فَإِن الْمَجْرُوح ينَال ثَوابًا وياثم الَّذِي جرحه وَمن جرح كَافِرًا واسال دَمه فَإِنَّهُ ينَال مَالا حَلَالا لِأَن الْكَافِر دَمه حَلَال للْمُسلمِ وَمن جرح إنْسَانا وتلطخ بدمه فَإِنَّهُ يبسط لِسَانه على الْمَجْرُوح. الجناحان: مَال وولدان فَمن كسر جنَاحه مرض وَلَده وَإِن قلع جنَاحه مَاتَ والجناح مَال وسفر وَرُبمَا كَانَ الْجنَاح جرحا يُصِيب من صَار لَهُ فَانْظُر إِلَى شَاهد الرُّؤْيَا فَإِن كَانَ الْجنَاح يثقله وَلَا يقدر ان يطير بِهِ فَذَلِك آثم لقَوْله تَعَالَى: (لَيْسَ عَلَيْكُم جنَاح) أَي إِثْم وعقوبة مَا جَاءَ فِي الْحَيَوَان على حرف الْجِيم الْجمل فِي الْمَنَام حج لقَوْله (الْجمل الْأَعرَابِي يدل على الْحَج) لقَوْله تَعَالَى: (وَتحمل أثاقلكم إِلَى بلد) والبختي رجل أعجمي وَمن رأى جملا يصول عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يُخَاصم سَفِيها وَقيل من نَازع جملا خشِي عَلَيْهِ الْمَرَض وَمن قاد جملا بخطامه فَإِنَّهُ يهدي رجلا ضَالًّا، وَمن أكل رَأس جمل أغاث رجلا رَئِيسا وَمن رعى إبِلا عرابا ولي على قوم من الْأَعْرَاب وَإِذا رأى إبِلا كَثِيرَة فِي بلد فَإِنَّهَا تَلد على أمراض وحروب وَمن ملك إبِلا مقدرَة وسطوة وَمن رأى جملان يقتتلان فَإِنَّهُمَا ملكان وَرُبمَا كَانَ الْجمل حملا من المَال فَمن مَاتَ جمله خرج مِنْهُ جملَة من المَال وَلَقَد جربت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 ذَلِك فِيمَن مَاتَ جمله فِي الْمَنَام فناله فقر من مَال خرج مِنْهُ وَمن نحر جملا فَهُوَ عدوا وَقَالَ ارطاميدورس: الْجمل يدل على مقاديف السَّفِينَة وعَلى سرعَة سَيرهَا وَالْجمال إِذا لم يعرف لَهَا اصحاب فَإِنَّهَا تدل على قوم جُهَّالًا لَا معرفَة لَهُم وَلَا رَأْي وَالْغَالِب عَلَيْهِم الذلة لحم الْجمل: مرض وَقَالَ ابْن سِيرِين لَا بَأْس بِلَحْم الْجمل لقَوْله تَعَالَى: (والأنعام خلقهَا لكم فِيهَا دفء وَمَنَافع وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَلكم فِيهَا جمال حِين تريحون وَحين تسرحون وَتحمل أثاقلكم) وَمن سقط من ظهر جمل خشِي عَلَيْهِ من الْفقر وَمن رمحه جمل مرض والقطار من الْإِبِل أمطار إِذا كَانَت يَتْلُو بَعْضهَا بَعْضًا ويحملوا الأُثقال كَمَا تحمل السَّحَاب الأمطار وَإِذا ذبحت الْجمال فِي مَكَان وَلم يكن فِي ذَلِك الْمَكَان رجل قتال: فَإِنَّهَا دَعْوَة للكرام وَمن رأى فِي مَنَامه كَأَنَّهُ صَار جملا فَإِنَّهُ يحمل ثقلا من تبعات النَّاس وَلِأَن هَذِه الدَّوَابّ إِنَّمَا خلقت للتعب والعناء وَالْبخْت سفر بعيد لراكبها بِلَا عناء الجاموس رجل شُجَاع جليد لَا يخف أحدا يحْتَمل أَذَى النَّاس فَوق طاقته وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَن لَهَا قرن جاموس تزوجت ملكا وَإِلَّا كَانَ ذَلِك قُوَّة ومنعة لقيمها الْجَارِيَة فِي الْمَنَام تِجَارَة لمن ملكهَا أَو اشْتَرَاهَا أَو وهبت لَهُ فَمن دعِي إِلَى جَارِيَة ليشتريها دعِي إِلَى تِجَارَة جدة الْإِنْسَان بِمَنْزِلَة أمه فاعبرها بِمَا ذكرت فِي الْأُم جده بِمَنْزِلَة أَبِيه فأعبره بِمَا ذكرت فِي الْأَب وَقد يكون جده، جده وسعده فَإِن مَاتَ نقص جده الجدي فِي الْمَنَام: ولد فَمن رأى جديا مذبوحا فَهُوَ موت وَلَده الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة روى عَن النَّبِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 وَسلم أَنه أَتَاهُ جِبْرِيل رجل أَعْرَابِي فَقَالَ يَا رَسُول الله رَأَيْت كَأَن اتانة لي قد وضعت جديا اسفع احوى فَقَالَ رَسُول الله : لَعَلَّك خلفت أمه فِي الْعَرَب حَامِلا " فَقَالَ يَا رَسُول الله: خلفت امة فِي الْعَرَب أَظن انها حَامِل فَقَالَ رَسُول الله " إِنَّهَا قد اتتك بِولد ذكر فَقَالَ يَا رَسُول الله مَاله اسفع احوى فَقَالَ النَّبِي " أدن مني حَتَّى اساررك " فَلَمَّا دنا مِنْهُ الْأَعرَابِي قَالَ لَهُ النَّبِي " بك برص وتكتمه " فَقَالَ: وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ نَبيا بِي برص وأكتمه وَمَا علم بِي أحد سواك فَعبر النَّبِي الأتانة بالأمة والجدي بِالْوَلَدِ والبلقة فِيهِ بالبرص الجرد فِي الْمَنَام لص نقاب رُؤْيَاهُ تدل على نقلة وتحويل لقَوْله تَعَالَى (فَأَرْسَلنَا عَلَيْهِم سيل العرم) ، وَكَانَ بِسَبَب الجرد وَقعت النقلَة من تِلْكَ الأَرْض وَمن أكل لحم الجرد فَإِنَّهُ يغتاب إنْسَانا فَاسِقًا وَسَيَأْتِي ذكر الفار فِي حرف الْفَاء إِن شَاءَ الله تَعَالَى الْجَرَاد فِي الرُّؤْيَا: جند الله عز وَجل لِأَنَّهُ من آيَات مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ عَذَاب وَإِذا وَقع فِي مَوضِع يُؤْخَذ ويؤكل فَهُوَ خير ونعمة، وَإِذا جعل فِي جرة أَو قدرَة فَهُوَ دَنَانِير أَو دَرَاهِم وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة أَتَى ابْن سِيرِين رجل فَقَالَ: رَأَيْت كَأَنِّي أخذت جَرَادًا جعلته فِي جرة فَقَالَ ابْن سِيرِين: دَرَاهِم توصلها إِلَى امْرَأَة وَمن انطر عَلَيْهِ جَراد من ذهب عوضه الله تَعَالَى عَن شَيْء ذهب مِنْهُ ضعفه لقصة أَيُّوب عَلَيْهِ السَّلَام الْجعل فِي الْمَنَام: عَدو ثقيل بغيض وَقيل إِنَّه رجل مُسَافر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 ينْقل المَال الْحَرَام من بلد إِلَى بلد الْجِنّ فِي الرُّؤْيَا هم دهاة النَّاس أَصْحَاب الْحِيَل وَالْمَكْر لما كَانُوا يصنعون لِسُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام من المحاريب والتماثيل فَمن نَازع أحدامن الْجِنّ فِي الْمَنَام فَإِنَّهُ يُنَازع قوما أَصْحَاب مكر وَمن رأى كَأَنَّهُ يعلم الْجِنّ الْقُرْآن فَإِنَّهُ ينَال ولَايَة ورئاسة لقَوْله تَعَالَى: (قل أُوحِي إِلَيّ أَنه اسْتمع نفر من الْجِنّ وَالْجِنّ فِي الرُّؤْيَا منزلَة اللُّصُوص فَمن رأى دخلت الْجِنّ دَاره ليحذر اللُّصُوص وَالْجِنّ يدلون على الْحَرِيق إِذا كَانُوا فِي مَكَان لأَنهم خلقُوا من النَّار قَالَ الله تَعَالَى (والجان خلقناه من قبل من نَار السمُوم) وَمن رأى جنية تقاد لَهُ فَإِنَّهُ يجْتَمع بِامْرَأَة فَاتَت تستتر مِنْهُ فتظهر لَهُ وَمن كَانَ طَالب معدنا من الْمَعَادِن وَرَأى الْجِنّ فهم دَلِيل خير لأَنهم مستورون عَن الْأَعْين كَمَا الْمَعَادِن مستورة وَالْجِنّ دَلِيل خير لمن صَنعته بالنَّار كالحداد وَغَيره وَقيل الْجِنّ يدلون على الرِّيَاح لسرعتهم فِي الْأَشْيَاء الْجُنُون فِي الْمَنَام على وُجُوه: فَمن رأى أَنه قد جن فَإِنَّهُ ينَال غنى قَالَ الشَّاعِر جن لَهُ الدَّهْر فنال الْغنى وَقيل الْجُنُون يدل على ضرب من الَّذِي جن أَو يضْرب الأتراه فِي أنزعاجه كَالْمَجْنُونِ وَالْجُنُون عشق يتَعَلَّق بِالْقَلْبِ فَلَا يسمع عدلا ويظن أَنه على الصَّوَاب: جننا بليلى وَهِي جنت بغيرنا وَالْجِنّ دَلِيل الْخَيْر لصائد السّمك، لِأَن السّمك مَسْتُور عَن الْأَبْصَار وَالْجِنّ أَيْضا إِذا برزوا فَإِنَّهُم مخازن تظهر وَقيل الْجُنُون يدل على أكل الرِّبَا لقَوْله عز وَجل (الَّذين يَأْكُلُون الرِّبَا لَا يقومُونَ إِلَّا كَمَا يقوم الَّذِي يتخبطه الشَّيْطَان من الْمس) وَقيل الْجُنُون: يدل على دُخُول الْجنَّة لقَوْل النَّبِي صلى الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 عَلَيْهِ وَسلم اطعلت على اهل الْجنَّة فَوجدت أَكثر اهلها البلة والمجانين وَقيل إِن الْجُنُون فِي الْمَنَام اسراف فِي المَال فانسب الْجُنُون إِلَى الرَّأْي وَمَا يَلِيق بِهِ وَإِذا رَأَتْ الْمَرْأَة أَنَّهَا قد جنت وعولجت بالعزائم والرقى فَإِنَّهَا تحمل ولدا يكون دهاء ومكرا وَذَلِكَ مَأْخُوذ من الإسم الْجُنُون بِمَنْزِلَة الْجَنِين المستور عَن الْأَبْصَار بَاب حرف الْحَاء وَأما الْحَاء فِي الرُّؤْيَا فَإِنَّهَا تعبر بالحلاوة وَالْحب والحلم وَأما حسرة أَو حرقة أَو حَمَاقَة حَوَّاء من رأى حَوَّاء فَإِنَّهُ يعبر بقول امْرَأَة وَقد يكون رجلا يسمع من امْرَأَته الْحَج فِي الْمَنَام: يدل على وُجُوه فَإِن كَانَ فِي زمن الْحَج وَكَانَ مُسَافِرًا رَجَعَ سالما وَإِن كَانَ عَلَيْهِ دين قضي وَإِن كَانَ تَاجِرًا ربح وَإِن كَانَ معزولا من ولَايَة ردَّتْ عَلَيْهِ وَإِن كَانَ مَرِيضا شفي وَإِن كَانَ ضَالًّا هدي وَإِن رأى أَنه يحجّ فِي غير زمن الْحَج فَإِن ذَلِك عسر فِي جَمِيع مَا قدمنَا ذكره وَمن رأى كَأَنَّهُ ملب فِي زمن الْحَج فَإِنَّهُ يقهر من غَالب وَمن لبّى فِي الْحرم فَإِنَّهُ يقهر من عداهُ حصا الْجمار ورميه يدل على وَفَاء دين قدره على سَبْعَة دَرَاهِم أَو دَنَانِير أَو سَبْعمِائة وَنَصره على عَدو وَعمل بر وَمن أكل جَمْرَة من الْحَصَا أكل مَال يَتِيم لِأَن اسْم فِيهَا وَقيل من حج فِي الْمَنَام فَإِنَّهُ يُؤَدِّي الْأَمَانَة وَيكون صَاحب ديانَة وَمن اعْتَمر فَإِنَّهُ يعِيش طَويلا وَإِن جاور بِمَكَّة فَإِنَّهُ يبلغ ارذل الْعُمر وَمن رأى أَنه يخرج إِلَى الْحَج وَحده وَالنَّاس يودعونه وينصرفون عَنهُ فَإِنَّهُ يَمُوت لِأَن الْحَاج ذَاهِب إِلَى الله وَمن رأى أَنه يحجّ فِي غير زمن الْحَج فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 بَعيدا عَاجلا وَيكون سالما فِي سَفَره وَمن رأى كَأَنَّهُ يعمر الْبَيْت أَو يامر بعمارته فَإِنَّهُ يبر وَالِديهِ وَكَذَلِكَ عمَارَة الْمَسَاجِد وَمن رأى كَأَنَّهُ متكيء إِلَى الْكَعْبَة فَإِنَّهُ يُجَالس رَئِيسا ويستفيد مِنْهُ وخراب الْكَعْبَة يدل على موت الْعلمَاء وَقيل خراب الْبَيْت الْحَرَام يدل على موت الإِمَام وَمن دخل الْبَيْت أَمن مِمَّا يخَاف لقَوْله تَعَالَى (وَمن دخله كَانَ آمنا) وَمن حج وَعمل شَيْئا من الْمَنَاسِك فَذَلِك زِيَادَة فِي دينه وصلاحه وَمن رأى كَأَنَّهُ خرج من مَكَّة وَالنَّاس يدْخلُونَهَا فَإِنَّهُ يَمُوت وَقد يكون الْحَج فِي الْمَنَام حجا فِي الْيَقَظَة وَمن أحرم وَهُوَ مَرِيض فَإِنَّهُ يَمُوت لشبه ثوب الْإِحْرَام بالكفن وَمن أحرم هُوَ وَزَوجته فَإِنَّهُ يطلقهَا فتصيرحراما عَلَيْهِ وَمن حج وَلم يعْمل شَيْئا من أَعمال الْحَج فَإِنَّهُ يقْصد الإِمَام فِي حَاجَة (يرومها) وَعِنْدِي من رآى كَأَنَّهُ هدم مَكَّة فَإِنَّهُ يكون تَارِكًا للصَّلَاة وَأَنه يكون عاقا لأمه وَمن كسا مَكَّة كسا أمه أَو بعض مَحَارمه أَو الْيَتَامَى الْحجر الْأسود فِي الْمَنَام: حج لقَوْل النَّبِي: " الْحجر الْأسود يَمِين الله فِي الأَرْض " الْحَوْض فِي الرُّؤْيَا: رجل سخي منفق وَمن شرب مِنْهُ مَاء فَإِنَّهُ ينَال رزقا من رجل كريم الْحَصاد فِي الرُّؤْيَا يدل على ثَوَاب يَجْزِي بِهِ الْحَصاد لِأَن الدُّنْيَا مزرعة للآخرة قَالَ الشَّاعِر (إِذا أَنْت لم تزرع وأبصرت حاصدا ... نَدِمت على التَّفْرِيط فِي زمن الْبَدْر) يُرِيد بذلك إِن غَدا فِي الْقِيَامَة إِذا رُؤِيَ ثَوَاب العاملين وَمَا نالوا من مجازات رب الْعَالمين نَدم على مَا فرط فِي دَار الدُّنْيَا الَّتِي هِيَ مزرعة للآخرة وَإِن كَانَ الْحَصاد فِي غير وقته فَإِنَّهُ يَمُوت أَو قتال وَإِن كَانَ الْحَصاد فِي الزَّرْع الْأَخْضَر فَهُوَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 موت الشَّبَاب وَإِن كَانَ الْحَصاد فِي الزَّرْع الْأَبْيَض فَهُوَ موت الشُّيُوخ لِأَن الله عز وَجل شبه النَّاس بالزرع فَقَالَ (مثلهم فِي التَّوْرَاة وَمثلهمْ فِي الانجيل كزرع اخْرُج شطأه فآزره) فالزرع بَنو آدم والمناجل بِمَنْزِلَة السَّيْف وَمن مَشى فِي زرع محصود فَإِنَّهُ يمشي بَين صُفُوف الْمُجَاهدين وشيب المراة المجهولة دَلِيل أَن الْحَصاد قد دخل وقته وَإِن كَانَ فِي الشتَاء تَحت خوف من عَطش حَتَّى يبس حمرَة الْوَجْه فِي الْمَنَام تدل على الجاه إِذا لم يكن الْوَجْه كالحا وَإِن كَانَ مَعَ الْحمرَة بَيَاض فَهُوَ يدل على سرُور وَفَرح وَقد تكون حمرَة الْوَجْه خجلا وَالْوَجْه إِذا احمر قد يلون لحمى حَار الحفاة فِي الْمَنَام: تعبا إِذا لم يخلع النَّعْل وَمَشى حافيا فَإِنَّهُ ينَال ولَايَة لقَوْله تَعَالَى (اخلع نعليك إِنَّك بالواد الْمُقَدّس طوى) وَقيل الحفاة ذهَاب الْهم ا , طَلَاق الْوَجْه أَو مَوتهَا الْحيض فِي الْمَنَام: وَمن رأى أَنه حَائِض فَإِنَّهُ يَأْتِي محرما فَإِذا رَأَتْ المراة أَنَّهَا حائضة اخْتَلَط عَلَيْهَا أمرهَا وَأَن رَأَيْت أَنَّهَا مُسْتَحَاضَة وَهِي الَّتِي لم يَنْقَطِع الدَّم عَنْهَا فَإِنَّهَا كَثِيرَة الذُّنُوب لم تلبث على تَوْبَة لِأَن الاثم صَار طبع فِيهَا وَهُوَ الدَّم وَقيل إِن الرجل إِذا رأى أَنه حَائِض فَإِنَّهُ يكذب وَإِن رأى أمْرَأَته حائضة اتعلق عَلَيْهِ امْرَأَة وَقيل الْحيض حجامة أَو فصاد وَقيل الْحيض شَيْطَان فَمن رَأَتْ شَيْطَانا رَأَتْ الْحيض وَالْحيض قدوم مُسَافر وَقيل حَاضَت قدم لَهَا مُسَافر وَقيل الْحيض شعر الْفرج فَإِذا ظَهرت ازالت الاعانة وَالْحيض نقص فِي الدّين لمنعة الصَّوْم وَالصَّلَاة وَقد يكون الْحيض قناة الْحس فَإِذا أَتَى فَإِن الْقَنَاة الَّذِي للحش قد فتحت وَقيل الْحيض مرض الْحَرْب يدل على غلي السّعر فَمن رأى أهل مَدِينَة يتحاربون فَإِن السّعر يغلو بذلك وان حَارب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 السُّلْطَان رخصت الأسعار الْحلف فِي الْمَنَام غرور إِذا كَانَ من الْعَدو لقَوْله تَعَالَى (وقاسمهما إِنِّي لَكمَا لمن الناصحين فدلالهما بغرور) وَالْحلف من غير الْعَدو إِحْسَان لقَوْله تَعَالَى (إِن أردنَا إِلَّا احسانا وتوفيقا) وَمن حلف وَهُوَ يعْتَقد أَنه كَاذِب فَإِنَّهُ يدل على شتات وخراب لما ورد أَن الْيَمين الْفَاجِرَة تدع الديار بَلَاقِع الْحَاجِب فِي الْمَنَام: هُوَ زِينَة الرجل فَمَا حدث فِيهِ من زِيَادَة أَو نقص فَهُوَ فِي الزِّينَة الَّتِي يتزين بهَا الْإِنْسَان كملبوس وَغَيره والحاجب الْأَمِير وَالْملك حَاجِبه فِيمَا يرى فِيهِ من نقص أَو زِيَادَة فَهُوَ فِي الْحَاجِب وَهُوَ قَوس سهامه اللحظ من الْعُيُون الحسان الحقنة فِي الْمَنَام تدل على إصْلَاح فِي الدّين إِذا كَانَت للتداوي وَإِن احتقن لغير تداوي فَإِنَّهُ يرجع فِي هبة أَو عَدو أَو نذر الْحَشِيش فِي الْمَنَام صَلَاح فِي الدّين وَالْخَيْر وَمن رأى الْحَشِيش نبت على كَفه رأى امْرَأَته مَعَ غَيره وَأَن رأى الْحَشِيش نبت على بَاطِن كَفه فَإِنَّهُ يَمُوت وينبت الْحَشِيش على قَبره وَمن رأى الْحَشِيش نبت فِي غير مَحَله كالبيت وَالْمَسْجِد فَإِنَّهُ يدل على مصاهرة نبت عَلَيْهِ الْحَشِيش نَالَ خصبا وَخيرا إِذا لم يغط الْحَشِيش سَمعه وبصره وَإِذا رَأَيْت الْحَشِيش فِي أَيدي النَّاس أَو يجْرِي فِي القنوات فَهُوَ خصب فِي ذَلِك الْعَام. الحمص: مَال بتعب حِكَايَة وأتى ابْن سِيرِين رجل فَقَالَ: رَأَيْت كَأَنِّي أكل حمصا حارا فَقَالَ: أَنْت تقبل زَوجتك فِي رَمَضَان الحرشف فِي الرُّؤْيَا رجل سَرِيرَته خير من عَلَانِيَته وَهُوَ رزق بتعب الْحِنَّاء سيد الرياحين وَهُوَ زِينَة فِي المَال والعيال وَكَانَ النَّبِي يحب أَن يرَاهُ على جسده والخضاب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 بِهِ يَأْتِي فِي حرف الْخَاء فِي الْيَد إِن شَاءَ الله تَعَالَى الحلفا فِي الْمَنَام دَلِيل خير لمن أَرَادَ الْمُشَاركَة من اسْمهَا والحلفا للْمَرِيض دَلِيل مَوته الحسك فِي الْمَنَام: نفاق ونميمة: الحرمل: مَال يصلح بِهِ مَال فَاسد الحزام نظام الْأَمر الحفرة: مكر وخديعة فَمن وَقع فِي حُفْرَة وَقع فِي مكر والحفار مكار إِذا لم يخرج مَاء فَإِن خرج لَهُ مَاء فِي حفرته نَالَ رزقا ومعيشة والحفرة للْمَرِيض الثقيل قَبره، لما ورد: الْقَبْر حُفْرَة من حفر النَّار أَو رَوْضَة من رياض الْجنَّة الْحمى فَسَاد فِي الدّين فَمن رأى كَأَن بِهِ حمى فَإِنَّهُ يَقع فِي أَمر يفْسد عَلَيْهِ دينه والحمى رَسُول ملك الْمَوْت ينذره ليصلح مَا بَينه وَبَين الله عز وَجل وَمن رأى كَأَنَّهُ يحم فِي كل يَوْم فَإِنَّهُ مصر على الذُّنُوب وَمن حم حمى غبا فَذَلِك ذَنْب قد عُوقِبَ عَلَيْهِ وَقد تَابَ مِنْهُ وَمن حم حمى ربعا فقد عوقت وَقد تَابَ مرَارًا والنافض متهاون فِي أُمُور الدّين وَمن رأى أَنه حم وَمَات وَدفن فَإِنَّهُ مصر على الذُّنُوب وَذَلِكَ نَذِير لَهُ وَلَا يَرَاهَا إِلَّا عاصي وَمن رأى أَنه مَحْمُوم وَلم يدر أَي حمى هِيَ فَذَلِك طول عمره وَيصِح جِسْمه ويطمع النَّاس فِيهِ ويلجئون إِلَيْهِ وَرُبمَا دلّت الْحمى على حمام يدخلهَا الرَّائِي فيناله كرب وعطش فَخذ شَاهد الرُّؤْيَا نصب الحصبا مَال فَمن رأى كَأَنَّهُ محصوب نَالَ مَالا من سُلْطَان وخشي هَلَاكه الحبو فِي الْمَنَام زَمَانه وَخُرُوج مَال خبا فَمن رأى كَأَنَّهُ يحبو على بَطْنه انفق مَاله خبا وأصابه زَمَانه وَمن ذهبت جلده بَطْنه من الحبو وَلَا يقدر أَن يحبو وَسَأَلَ النَّاس أَن يحملوه فَإِنَّهُ يفْتَقر وَيسْأل النَّاس الحكة: وَمن رأى أَنه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 يحك جسده فَإِنَّهُ يفْتَقر أَحْوَال قراباته وينال مِنْهُم تعبا فَإِن احتك وَلم تسكن الحكة ناله تَعب من أَهله حَتَّى يعي لَهُ وَإِن سكتت الحكة فَإِنَّهُ ينَال خيرا عَظِيما بعد غم الحدبة فِي الْمَنَام: مَال فَمن رأى بظهره حدبة أصَاب مَالا من ظهر قوي من ذِي قرَابَة ويرزق فطنة لقَوْله تَعَالَى (وهم من كل حدب يَنْسلونَ) وَعِنْدِي الحدبة أَمر فِيهِ شهرة وَدين يجْتَمع عَلَيْهِ فيعجز عَن قاضئه لِأَن الظّهْر مَحل الْحمل وَرُبمَا كَانَت وزرا وَقيل الحدبة طول حَيَاة ونسل أَوْلَاد الْحَبْس فِي الرُّؤْيَا ذل لقَوْله تَعَالَى (ليسجنن وليكونا من الصاغرين) وَمن اخْتَار لنَفسِهِ سجنا عصم من ذَنْب لقَوْله تَعَالَى (قَالَ رب السجْن أحب إِلَيّ مِمَّا يدعوني اليه) وَالْحَبْس الْمَجْهُول للْمَرِيض مَوته وَالْحَبْس الْمَعْرُوف هم لمن دخله وللمسافر تعطل سَفَره الْحَبل فِي الْمَنَام زِيَادَة فِي المَال ذكر رأه أَو أُنْثَى وَقيل إِن الرجل إِذا رأى قد حَبل فَإِنَّهُ فِي هم ثقيل خَفِي عَن النَّاس والمراة إِذا رَأَتْ أَنَّهَا حُبْلَى فَإِنَّهَا تواضب على أمرهَا وتنال زِيَادَة فِي المَال وفخرا وَعزا وثناء حسنا وَحمل الْعَجُوز سفن موقرة وَقيل حملهَا خزانَة السِّلَاح لِأَنَّهَا فتْنَة وَقيل حمل الْعَجُوز كمين يظْهر وَقيل الْحمل بطالة من شغل وَقيل الْحمل زِيَادَة الأَرْض بالنبات وَقيل حمل الْعَجُوز خصب بعد جَدب والمراة الخالية من الزَّوْج وَالْبكْر إِذا رَأَتْ كَأَنَّهَا حملت فَإِنَّهُمَا يتزوجان لِأَن الْحمل لَا يكون إِلَّا من فَحل الحماة فِي الرُّؤْيَا: هم وَخَوف وهول وَقيل الحماة بودد وَقيل الخضراء مَال من رجل غَرِيب شَدِيد الْحَصَا فِي الرُّؤْيَا كَلَام فِيهِ قساوة وَالْكثير مِنْهُ شغل شاغل وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة أَتَى ابْن سِيرِين رجل فَقَالَ رَأَيْت كَأَن فِي أُذُنِي حَصَاة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 فمجتها أُذُنِي مجا فَقَالَ ابْن سِيرِين: هَذَا الرجل قد سمع كلمة قاسية فمجتها أُذُنه مجا الْحَطب فِي الْمَنَام: نميمة لقَوْله تَعَالَى (وَامْرَأَته حمالَة الْحَطب) الْحَبل عهد وميثاق لقَوْله تَعَالَى (واعتصموا بِحَبل الله جَمِيعًا وَلَا تفَرقُوا) وَالْحَبل من السَّمَاء هُوَ الْقُرْآن وَالْحَبل أَيْضا يُفَسر بالعز والجاه لقَوْله تَعَالَى (ضربت عَلَيْهِم الذلة أَيْنَمَا ثقفوا إِلَّا بِحَبل من الله وحبل من النَّاس) الْحَلَاوَة فِي الْمَنَام: رزق حَلَال وَكَلَام لطيف وَهِي لِلْمُؤمنِ حلاوة الْإِيمَان ولطالب الدُّنْيَا وللفاجر حلاوة الدُّنْيَا والحلاوة عنَاق حبيب والحلاوة للعزب زَوْجَة وَقيل من حبيب ومسكب مَال ونفاق سلع التِّجَارَة وتدل على تِلَاوَة الْقُرْآن، بِصَوْت طيب الْحجامَة فِي الرُّؤْيَا كتاب شَرط وَهُوَ للْمَرِيض شِفَاء لما ورد فِي الحَدِيث أَنَّهَا شِفَاء وَمن حجم وَهُوَ فِي الْجِهَاد قتل وَإِن كَانَ عَلَيْهِ دم خشِي عَلَيْهِ وَمن حجم شخصا يخافه فَإِنَّهُ يامن من شَره وَمن تحجم فِي غير مَوضِع الْحجامَة فَإِنَّهُ لَا يتم لَهُ مَا يُرِيد كتب من شَرط أَو خُرُوج مَال والمحاجم لصوص والمشراط مِفْتَاح اللص وَإِذا احْتجم الْغَنِيّ اخْرُج ذَهَبا فِي غَرَامَة وَقيل الْحجامَة شرب دَوَاء مر يصبر عَلَيْهِ كصبره فِي ألم المشراط حَتَّى ينَال الصِّحَّة والحاجم ذُو ولَايَة يخالط الأشرار من النَّاس وَإِذا حجمت امْرَأَة امْرَأَة فَإِنَّهَا تساحقها وَإِذا كَانَت الْحجامَة لَيست صنعتها وَرُبمَا كَانَت الْحجامَة سما يخرج مِنْهَا الدَّم الْحَانُوت فِي الرُّؤْيَا معيشة الرجل وَقيل الْحَانُوت امْرَأَة يصبو اليها من رَآهُ فِي الْمَنَام وَمن كنس حانوته فَإِنَّهُ يتَحَوَّل مِنْهُ وَمن رأى بَاب حانوته مغلقا فَذَلِك كساد فِي معيشته وَمن سد حانوته فَإِنَّهُ يَمُوت وَفتح أَبْوَاب الْحَانُوت يدل على نفاق ورزق والحانوت يعبر بِالْأَبِ وَالأُم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 لَان الْإِنْسَان يأوي إِلَى حانوته كَمَا يأوي إِلَى ابيه وَأمه الْحَرِير فِي الْمَنَام وَأما المحلول من الْحَرِير فَإِنَّهُ يدل على الْعِشْق لمن رَآهُ وَمن لبس ثوب الْحَرِير من الْمُلُوك فَإِنَّهُ متكبر وَإِذا رَأَيْت الْحَرِير على الْمَيِّت فَإِنَّهُ منعم لقَوْله تَعَالَى (ولباسهم فِيهَا حَرِير) والأصفر والأحمر من الْحَرِير مرض وَقيل إِن الْأَصْفَر والأحمر من الْحَرِير لَيْسَ بِمَرَض لِأَنَّهُ يشجع الرِّجَال فِي الْحَرْب حلق ابْن ادم فِي الْمَنَام: حَيَاته ورئاسته وَمن خرج من حلقه خيطا وَشعر فَذَاك طول حَيَاته إِذا لم يَنْقَطِع أَو يفرغ وَقد يدل ذَلِك على مخاصمة الرئيس وَإِذا رأى ذَلِك الْوَزير نَالَ زِيَادَة فِي أمره وَخرج فِيهِ الخيوط وَالشعر من حلق التَّاجِر تدل على نفاق سلْعَة وَحلق الْإِنْسَان يعبر بقناة الدَّار فِي بئره أَو بوقه فَإِن يجد فِي حلقه عَيْبا فَذَلِك فِي بوقه أَو قناته الْحساب وَمن رأى كَأَنَّهُ فِي الْحساب وَقد حُوسِبَ حسابا يَسِيرا وينقلب إِلَى أَهله مَسْرُورا وَمن رأى كَأَنَّهُ حُوسِبَ حسابا شَدِيدا فَإِنَّهُ يخسر لقَوْله تَعَالَى (فحاسبناها حسابا شَدِيدا وعذبناها عذَابا نكرا) وَقيل من حُوسِبَ فِي مَنَامه فَإِنَّهُ فِي غَفلَة من الذّكر لقَوْله عز وَجل (اقْترب للنَّاس حسابهم وهم فِي غَفلَة معرضون) الْحَرْث فِي الْمَنَام تَزْوِيج لقَوْله تَعَالَى (نِسَاؤُكُمْ حرث لكم) الْحمام فِي الرُّؤْيَا على وُجُوه فجود وَدين وَامْرَأَة وحبِيب وحميم فَمن رأى حَماما بنيت محلّة فَإِن هُنَاكَ امْرَأَة زَانِيَة وَمن دَخلهَا فَإِنَّهُ زَان وَمن اتخذ الْحمام مسكنة فَإِنَّهُ مصر على الذُّنُوب لما فِيهِ من الذَّم بئس الْبَيْت الْحمام فِيهِ ترْتَفع الْأَصْوَات وتبدوا العورات وَمن دخل حَماما واغتسل وَخرج مِنْهَا خرج من هم امْرَأَة أَو دين وَإِنَّمَا كَانَت الْحمام امْرَأَة لِأَنَّهَا مَحل الْإِزَار وَالْمَرْأَة مَحل إِزَار الرجل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 إِذا خلابها وَقيل الْحمام الشَّديد الْحَرَارَة هم لمن دخله والمعتدل لذاذة الْعَيْش والبارد فقر وَقلة وَمن دخل حمام لبن وَله مَرِيض فَإِنَّهُ يَمُوت لِأَن اللَّبن لَا بَقَاء لَهُ على المَاء وَمن غنى فِي الْحمام فَإِنَّهُ يتَكَلَّم بِكَلَام يسمع لَهُ جَوَابا وَقيل الْحمام تدل على احكومه لجيريان المَاء والعرق وَالْغَلَبَة أَو وَلِيمَة يحضرها أَو جَنَازَة وَإِذا خرج الْمَرِيض من حمام نجا من الْحمى وَمن دخل الْحمام من قناة الْوَسخ أَو كوَّة أَو من غير بَابه فَإِنَّهُ زَان وَالْحمام المظلم سجن وخزانة الْحمام امْرَأَة سوء لَا خير فِيهَا لقربها من النَّار الْحَائِط فِي الْمَنَام: رجل جليل الْقدر فَمن رأه سقط إِلَى دَاخل الدَّار مرض صَاحبهَا وَإِن سقط إِلَى خَارج الدَّار فَذَلِك مَوته وَإِن كَانَ مُسَافِرًا قدم من السّفر وَمن رأى حَائِطا تجرد فِي مَكَان فَإِنَّهُ مصاهرة وَمن بنى حَائِطا من لبن عمل عملا وَلَا يحمد الْبناء بالاجر والجص لقَوْله تَعَالَى (فَأوقد لي يَا هامان على الطين فَاجْعَلْ لي صرحا) وَإِنَّمَا كَانَ الْبناء بِهِ مذموما لِأَنَّهُ قد لامس النَّار والحائط إِذا انْشَقَّ فِي مَكَان فَإِنَّهُ زِيَارَة شخص فِي ذَلِك الْمَكَان وَكَذَلِكَ الشَّجَرَة المشقوقة وَمن سقط عَلَيْهِ حَائِط فقد اذنب ذنوبا كَثِيرَة وتعجلت لَهُ الْعقُوبَة وَمن رأى صورته فِي حَائِط فَإِنَّهُ يَمُوت وَيكْتب اسْمه على لوح قَبره وَخُرُوج المَاء من الْحَائِط هم من قبل أَخ أَو صهر الْحمل الثقيل فِي الْمَنَام: جَار السوء وَقد يكون الْحمل الثقيل ذنوبا قَالَ الله تَعَالَى (ولتحملن أثقالهم وأثاقلا مَعَ أثقالهم) وَالْحمل الثقيل للمراة حَبل ا , زوج ذُو شَرّ الْحَدِيد فِي الرُّؤْيَا: قُوَّة بعد ضعف لقَوْله تَعَالَى (وأنزلنا الْحَدِيد فِيهِ بَأْس شَدِيد وَمَنَافع للنَّاس) وَمن رأى كَأَنَّهُ يَأْكُل الْحَدِيد فَإِنَّهُ يظفر على من أَرَادَ وَأَن أكل الْحَدِيد بالخبز فَإِنَّهُ يُدَارِي بِسَبَب معيشه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 وَمن مضغ الْحَدِيد استغاب نَاسا لَهُم بَأْس شَدِيد وَمن ملك حديدا فِي الْمَنَام نَالَ رزقا بتعب لما فِيهِ من الكلفة فِي قطعه من معادنه مَا جَاءَ فِي الْحَيَوَان على حرف الْحَاء الْحُجْرَة امْرَأَة شريفة مباركة لقَوْل النَّبِي: " ظُهُورهَا عز وبطونها كنز " فَمن ركب حجرَة فِي منامة بِآلَة الرّكُوب نكح امْرَأَة فِي عقد صَحِيح وَمن ركب حجرَة بِلَا سرج وَلَا لجام فَإِنَّهُ ينْكح بِغَيْر عصمَة أَو يركب امرا لَا يثبت لَهُ والحجرة الدهماء امْرَأَة ذَات مَال والبيضاء ذَات حسب والحمراء ذَات زِينَة والصفراء ذَات مرض وَقد تكون الْحُجْرَة سنة فالسمينة خصب والضعيفة جذب وَمن اشْترى حجرَة وَمَعَهَا مهر فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة فِي صحبتهَا ولد وَكَذَلِكَ سَائِر الدَّوَابّ وَضعف الْفرس ضعف الجاه وَالسمن فِيهَا عزة وسلطان الْحمار فِي الْمَنَام: جد الْإِنْسَان وسعده ركُوبه نجاة من هم وَمَوْت الْحمار وهزاله فقر صَاحبه أَو مَوته وَقيل النُّزُول من ظَهره من غير ضمير الرُّجُوع إِلَيْهِ أَو بَيْعه فقر أَيْضا وَمن رأى ذَنْب حِمَاره طَويلا دلّ على بَقَاء دولة صَاحبه وَمن ذبح حِمَاره ليأكله نَالَ سَعَة فِي رزقه فَإِن ذبحه لغير الْأكل فسد معاشه وَالْحمار الَّذِي لَهُ سرج يُفَسر بِالْوَلَدِ والعز وَمن رأى أَنه لَا يحسن يركب فَإِنَّهُ يتحلا بِمَا لَيْسَ هُوَ من أَهله والمهازيل من الْحمير مَال فِي زِيَادَة وَالسمان مِنْهَا مَال قد انْتهى وَالْحمار الْمصْرِيّ هُوَ وَكيل وَنعم الْوَكِيل وَالْإِنَاث مَال من حَرْب وَهن زَوْجَات وَمن ركب حمارة وَخَلفهَا جحش فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة وَمَعَهَا ولد وَمن رأى حِمَاره لَا يمشي إِلَّا بِالضَّرْبِ فَإِنَّهُ لَا يطعم إِلَّا بِالدُّعَاءِ وَأما حمَار الْوَحْش فَإِنَّهُ يدل على الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 مَعْصِيّة لمن رَكبه وان سقط من ظَهره فليحذر من مَعْصِيّة يعقبها ضَرَر وَمن شرب من لبن حمَار وَحش نَالَ نسكا فِي دينه وَمن حوى شَيْئا من لَحمهَا وملكها نَالَ غنيمَة ومالا وَمن رأى حمارا موقرا دخل منزله فَذَلِك خير سَاقه الله إِلَيْهِ على قدر جَوْهَر ذَلِك الْحمل وَلبن الحمارة خصب فِي تِلْكَ السّنة وَمن شرب مِنْهُ ناله مرض وينجو وَلحم الْحمار مَال لمن أكله وحمار المراة زَوجهَا فَإِن مَاتَ طَلقهَا أَو مَاتَ زَوجهَا وَمن صارع حمارا مَاتَ بعض أقرابه وحمار الْوَحْش إِذا أنس وَصَارَ كالأهلي فِي أنسه وطاعته فَهُوَ خير ونفع وَإِن صَار الْحمار الأهلي وحشيا فَهُوَ ضَرَر وَمن رأى حِمَاره صَار فرسا نَالَ خيرا من السُّلْطَان وَإِن صَار بغلا نَالَ خيرا من سفر وَمن حمل حِمَاره فِي الْمَنَام نَالَ قُوَّة فِي السَّعَادَة حَتَّى يتعجب مِنْهُ حافر: وَمن رأى أَن لَهُ حافرا فَذَلِك قُوَّة فِي المَال وَالتَّصَرُّف وَكَذَلِكَ الْخُف وَمن سمع صَوت الحوافر من غير ان يرى ذواتها فَإِنَّهَا أمطار ويفسر الْحمار بِرَجُل جَاهِل وَإِذا بَال على فرَاش إِنْسَان أَو أكل فِي قصعته أَو نَام فِي سَرِيره فَهُوَ فَاسق يخونه فِي زَوجته وَكَذَلِكَ سَائِر الْحَيَوَان إِذا فعل كَذَلِك وَمن رأى حمارا نزل من السَّمَاء فَدس ذكره فِي دبره نَالَ مَالا عَظِيما يَسْتَغْنِي لَا سِيمَا إِن كَانَ الرَّائِي ملكا أَو كَانَ الْحمار اسودا ارادهم الحداة فِي الْمَنَام ملك خامل الذّكر ظَالِم وَذَاكَ لقُوَّة سلاحه وقربه من الأَرْض وَمن أصَاب حداة ولد لَهُ غُلَام وينال قبل الْبلُوغ ملكا وان طَار مِنْهُ مَاتَ الْوَلَد وَقَالَ ارطاميدورس: الحداة تدل على اللُّصُوص والخطافين وتدل على النِّسَاء الْحَمَامَة فِي الرُّؤْيَا: امْرَأَة مباركة لَا تبغي ببعلها بَدَلا وَالْحمام على رَأس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 الْمَرِيض هُوَ حمام الْمَوْت وبرج الْحمام جمع النِّسَاء وأفراخها بنُون وَمن رأى أَنه يعلف الْحمام ويدعوهن اليه فَإِنَّهُ يَقُود وَإِن حشر الْحمام والغربان فِي مَكَان وَاحِد فَإِنَّهُ يَقُود أَيْضا لِأَن الْغرْبَان من الْفُسَّاق وكل شَيْء يحْشر مَعَ غير جنسه كالنعاج وَالْكلاب فَإِن ذَلِك قيادة وهدير الْحمام كَلَام بَاطِل وَمن سمع حمامة تهدر فَهِيَ امراة تعاتب زَوجهَا وَمن رأى حمامة قدمت عَلَيْهِ وتلقاها ورد عَلَيْهِ كتاب وَمن تقرب حمامته وَلم تعد اليه تطلق زَوجته أَو تَمُوت وَمن كَانَت لَهُ حمائم فَإِنَّهُ مِمَّن يَشْتَرِي الْجَوَارِي وَمن قصّ جنَاح حمامته فِي الْمَنَام: فقد حلف على زَوجته أَن لَا تخرج من بَيته أَو تَلد أَو تحمل لِأَن النّفاس وَالْحمل يمْنَع الْخُرُوج ولحمام الَّذِي يهدي إِلَى الطَّرِيق فَهُوَ خير يَأْتِيك من بعيد وَالْحمام فِي الْمَنَام دَلِيل خير يَأْتِيك لمن يصادقه أَو يُشَارِكهُ لِاجْتِمَاع بعضه مَعَ بعض فِي الْمَنَام (المزاجة) وَقَالَ جاماسب من أصَاب الْحمام فِي الْمَنَام أكل مَال أعدائه وَمن رأى بِعَين حمامته نقصا فَهُوَ نقص فِي دين زَوجته وَخَلفهَا الحجلة فِي الْمَنَام: امْرَأَة غير أَلفه الْجَارِي رجل سخي صَاحب دخل وَخرج بِلَا مَنْفَعَة كثير الْأكل وَالشرب لَا يفتر لَيْلًا وَلَا نَهَارا الْحَيَّة فِي الْمَنَام: تعبر باشياء كَثِيرَة فَهِيَ عَدو ودولة وحياة وسبل وَولد وامراة فَمن نَازع حَيَّة وَهِي تُرِيدُ نَفسه فَإِنَّهُ يُنَازع عدوا لقَوْله تَعَالَى: (اهبطوا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضكُم لبَعض عَدو) وَمن رأى حَيَّة وَأَخذهَا وَلم يخف مِنْهَا ويصرفه حَيْثُ يَشَاء فَإِنَّهُ ينَال دولة ونصرة لِأَن مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام بهَا نَالَ النُّصْرَة على فِرْعَوْن وَكَانَت دولته وَمن رأى حَيَّة خرجت من فِيهِ وَكَانَ مَرِيضا فَإِنَّهُ يَمُوت لِأَنَّهَا حَيَاته خرجت من فِيهِ وَإِن دخلت حَيَّة من فَم إِنْسَان قهره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 عدوه وَمن رأى حيات تمشي فِي خلال الزَّرْع وَالشَّجر فَإِنَّهَا سيل لأَنهم قد شبهوا جَرَيَان المَاء بسعي الْحَيَّات هَذَا إِذا كَانَ جريها بِلَا نفخ وَلَا إحراق شَيْء وَمن قتل حَيَّة على فرَاشه مَاتَت امْرَأَته وَمن كَانَت امْرَأَته حبلة وَولدت حَيَّة أَتَاهُ ولد عَاق والسود من الْحَيَّات اعداء لَهُم قُوَّة وَالْبيض اعداء ضِعَاف وَمن رأى حَيَّة كَلمته نَالَ سُرُورًا وَمن ملك سود الْحَيَّات نَالَ ملكا وَولَايَة وَمن وجد حَيَّة ميتَة ذَاك عَدو كَفاهُ الله تَعَالَى شَره والحية الملساء الَّتِي يَرَاهَا الْإِنْسَان ويملكها ويصرفها حَيْثُ يَشَاء يدل على غنى لمن رَآهَا وَمن أكل لحم حَيَّة مطبوخا نَالَ مَال عَدو وَإِن أكله نيئا أغتاب الْعَدو وَقيل الْحَرَام (الْحَيَاة فِي الْمَنَام) در بَاقٍ من عَدو وَإِذا كَانَ جلد الْحَيَّة من ذهب فَإِنَّهَا كنز لِأَنَّهَا مأوى الأَرْض وَمن رأى حَيَّة نزلت من عَال فَإِنَّهَا موت رَئِيس ذَلِك الْمَكَان وَمن رأى حَيَّة ابتلعته نَالَ سُلْطَانا والأفاعي فِي الْمَنَام أَقوام اغنياء لِكَثْرَة السم والحيات إِذا فقدوا من مَكَان فَإِن الوباء وَالْمَوْت يكثر فِي ذَلِك الْمَكَان لِأَن الْحَيَّات تعبر بِالْحَيَاةِ فِي بعض الْوُجُوه وَمن رأى كَأَنَّهُ يتخطى الْحَيَّات وَلَا تضره فَإِنَّهُ يَأْمَن اعدائه وَإِن كَانَ مسجونا خرج من السجْن والحيات الْكَثِيرَة الَّتِي ترى فِي الطرقات تمنع النَّاس بنفخها ونفسها ذَلِك ظلم من السُّلْطَان الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة أَتَى ابْن سِيرِين رجل فَقَالَ: كَأَنِّي شربت أَرضًا وَلَا أَطَأ فِيهَا إِلَّا على رُؤُوس الْحَيَّات فَقَالَ ابْن سِيرِين رَحمَه الله تَعَالَى: أبشر فَإنَّك لَا تزرع فِي هَذِه الأَرْض شَيْئا إِلَّا يجنى وينبت حيات الْبَطن وَأما حيات الْبَطن فَإِنَّهَا أَكثر مَا تدل على قوم حسان من الْأَقَارِب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 والعيال الَّذين ياكلون مَعَ الْإِنْسَان على مائدته فَمن رأى حَيَّة من هَذِه فَإِنَّهُ يُفَارق إنْسَانا كَانَ يؤاكله والحيات المائية أَمْوَال وَمن شدّ وَسطه بحية فَإِنَّهُ يشده بهميان الحرباء فِي الْمَنَام وَزِير ملك أَو خَليفَة لَا يكَاد يُفَارِقهُ وَهِي دودة تخرج عِنْد طُلُوع الشَّمْس تَدور مَعَ الشَّمْس إِلَى حِين غُرُوبهَا وتختفي إِلَى أَن تطلع ووتظهر عِنْد طُلُوعهَا كَمَا فعلت اولا الحلبة فِي الْمَنَام مَال عسر مَعَ كد وتعب صَلَاح للحسود وَفَسَاد للحاسد بَاب حرف الْخَاء وَأما حرف الْخَاء فَإِنَّهُ خير وخلة وخصب وَخَوف وخيانة وخمله رُؤْيا الْخضر عَلَيْهِ السَّلَام تدل على أَمَان الْخَائِف ورخاء وخصب الْخَيل فِي الْمَنَام: زِينَة وَعز وَقُوَّة لقَوْله تَعَالَى (وَالْخَيْل وَالْبِغَال وَالْحمير لتركبوها وزينة) وَهِي أشرف مَا ركب من الدَّوَابّ فَمن ملك شَيْئا من الدَّوَابّ أَو ارتبطه نَالَ قُوَّة لقَوْله تَعَالَى (وَأَعدُّوا لَهُم مَا اسْتَطَعْتُم من قُوَّة وَمن رِبَاط الْخَيل ترهبون بِهِ عَدو الله وَعَدُوكُمْ) وَالْفرس تعبر للحامل بِولد فَارس وَتعْتَبر بِرَجُل شرِيف وتجارة وَامْرَأَة وَشريك وَمن رأى فرسا مَاتَ فِي يَده فَذَلِك موت من ينْسب الْفرس إِلَيْهِ كَالْوَلَدِ والمراة وَالشَّرِيك والأبلق من الْخَيل أَمر مَشْهُور وَكَذَلِكَ الْأَغَر المحجل لقَوْل الشَّاعِر (أَلا حييا ليلى وقولا لأَهْلهَا ... لقد ركبت امرا اغر محجلا) والرديف هُوَ شخص يتَوَصَّل إِلَى جنس المركوب فالأسود والأدهم يدلان على المَال والأصفر والمند يدلان على الْمَرَض لمن ركب احدهما أَو كِلَاهُمَا وَمن الرُّؤْيَا المعبرة قَالَ المُصَنّف: إِنِّي رَأَيْت فرسا أصفر وَقد ضَاعَ مني وَكَانَ عَارِية وثمنه ثَمَانُون درهما على صَاحبه وَكنت مَرِيضا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 فَلَمَّا انْتَبَهت من النّوم اولت ان الْمَرَض مفارق لي بعد ثَمَانِينَ يَوْمًا فَكَانَ ذَلِك كَذَلِك ونجوت والأشقر يدل على دين أَو حزن وَقيل فتْنَة وَقَالَ ابْن سِيرِين: لَا أحب الْأَشْقَر لشبهه بِالدَّمِ والأشهب يعبر بِرَجُل صَاحب قلم كَمَا عبره ابْن سِيرِين فِي قَوْله الأ ترَاهُ سَواد فِي بَيَاض والكميت يدل على قُوَّة وَلَهو وطرب وَحرب وَمن ركب فرسا وأجراه حَتَّى عرق فَإِنَّهُ يركب امرا فِيهِ هوى نفس ويتلف مَالا لمَكَان الْعرق والعرق تَعب والركض يدل على ارْتِكَاب الْهوى لقَوْله تَعَالَى (لَا تركضوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أترفتم فِيهِ) وَمن نزل عَن فرسه وَلم يكن لَهُ نِيَّة الرُّجُوع فَإِنَّهُ يعْزل إِذا كَانَ واليا والجموح رجل مَجْنُون والحرون متهاون بطيء بطر وَمن رأى شعر فرسه كثيرا زَاد مَاله وَأَوْلَاده وَإِن كَانَ سُلْطَانا كثر جَيْشه وَمن قطع ذَنْب فرسه فَإِنَّهُ لَا يعقب ولدا وَإِن كَانَ لَهُ اولاد فَإِنَّهُم يموتون وَإِن كَانَ سُلْطَانا ذهب جَيْشه وَكَذَلِكَ اذا كَانَ الْفرس ملهوبا تفرق الْجَيْش الَّذِي يتبع صَاحب الْفرس وكل شُعْبَة من الْفرس هِيَ شُعْبَة مزجاه صَاحبه وَمن رأى أَنه يَقُود فرسا فَإِنَّهُ يطْلب خدمَة إِنْسَان شرِيف وَلَا خير فِي ركُوب الْفرس فِي غير مَحل الرّكُوب كالسطح أَو الْحَائِط وَمن رأى خيلا تطير فِي الْهَوَاء فَإِنَّهَا فتْنَة وَالْفرس البحري فَإِنَّهُ يدل على كذب وَأمر لَا يتم وَالْفرس الْخصي يدل على خَادِم وَالدَّابَّة بِلَا لجام أَو مقود فَهِيَ امراة زَانِيَة لِأَنَّهَا كَيفَ مَا أَرَادَت مشت وَكَذَلِكَ العاهر فاعرف ذَلِك وَمن رأى كَأَنَّهُ يَأْكُل لحم فرس نَالَ ثَنَاء حسنا واسما صَالحا وَقيل إِنَّه مرض الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 وَذَاكَ لصفرته وَقيل من رأى البرذون فَهُوَ خصومه وَقيل البرذون فِي الرُّؤْيَا غُلَام والبرذون يعبر أَيْضا بِرَجُل أعجمي والبراذين رجال من الْأَعَاجِم والبرذون امْرَأَة فَمن سرق برذونه طلق امْرَأَته وضياعه فجور المراة وَمن نازعه فرسه خرج عَلَيْهِ عَبده فَإِن كَانَ تَاجِرًا خرج عَلَيْهِ شَرِيكه خيل الْبَرِيد قرب اجل من ركبهَا فِي الْمَنَام الرُّؤْيَا معبرة حِكَايَة أَتَى ابْن سِيرِين رجل فَقَالَ: رَأَيْت كَأَنِّي رَاكب على فرس قوائمه من حَدِيد فَقَالَ ابْن سِرين: توقع الْمَوْت الْخِنْزِير، فَقَالَ الْمُسلمُونَ: الْخِنْزِير عَدو قوي مكار جزوع عَن النوائب غدار فَمن رَكبه نَالَ مَالا وقهر عدوا كَمَا وصفت وَمن أكل لحم خِنْزِير مطبوخا نَالَ مَالا وتجارة من غير حل وَمن رأى كَأَنَّهُ تحول خنزيرا نَالَ مَالا مَعَ وَهن وذلة وَنقص فِي الدّين وَمن مَشى كَمَا يمشي الْخِنْزِير نَالَ سُرُورًا وَقُوَّة عين وَذَلِكَ لِأَن مَشْيه يتواضع وَأَوْلَاد الْخَنَازِير هموم لمن ملكهَا أَو رَآهَا وَالْخِنْزِير الأهلي خصب لمن رَآهُ بدار وكل حَيَوَان يربى عَاجلا ويالف فَهُوَ تَمام قصد من رَآهُ فِي الْمَنَام وتقضى لَهُ حَاجَة وَالْخِنْزِير الْبري يدل على سفر ومطر وَبرد وَمن رعى الْخَنَازِير فِي الْمَنَام ولي على قوم من الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَمن عزم على زَوْجَة وَرَأى فِي مامه خنزيرا أَو خنزيرة فَإِنَّهُ يطلقهَا لِأَن الْخِنْزِير محرم لِأَن الْخِنْزِير هُوَ خير لجَمِيع النَّاس لِأَن الْخِنْزِير لَا ينفع إِلَّا بعد مَوته وَهُوَ مَال حرَام لقَوْله عز وَجل (إِنَّمَا حرم عَلَيْكُم الْميتَة وَالدَّم وَلحم الْخِنْزِير) وَرُبمَا يعبر الْخِنْزِير بِرَجُل من الْيَهُود لقَوْله تَعَالَى (مِنْهُم القردة والخنازير) وَقد يعبر بِرَجُل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 من النَّصَارَى لأَنهم يكرمونه ويقنونه ويأكلوه وكل ينْسب إِلَى من هُوَ فِي ارضه كَالْجمَلِ رجل أَعْرَابِي وَالْبخْت وَقوم الْأَعَاجِم والخطاف فِي الْمَنَام يُفَسر بِامْرَأَة وَرجل وَولد قاريء لكتاب الله عز وَجل ويعبر بِمَال مَغْصُوب فَمن رأى أَنه اخذ خطافا أَخذ مَالا حَرَامًا وَذَلِكَ لاسمه خطَّاف بِمَنْزِلَة الخطف وَمن رأى بَيته ملان خطفا نَالَ مَالا حَلَالا لِأَنَّهُ لم ياخذه وَقيل الخطاف رجل أديب انس ودع فَمن رأى أَنه استفاده من غَيره فَإِنَّهُ يأنس إِلَى شخص وَمن أَخذه فَإِنَّهُ يظلم امْرَأَة وَقَالَت النَّصَارَى من رأى انه ياكل لحم الخطاف وَقع فِي خُصُومَة وَمن رأى الخطاف يخرج من دَاره تفرق عَنهُ أقرباؤه من جِهَة سفر وَقيل الخطاف يدل على الأشغال والأعمال لِأَنَّهُ لَا يظْهر فِي زمن البطالة والشتاء وَإِنَّمَا يظْهر فِي زمن الأشغال وَالربيع والصيف وَصَوت الخطاف تَنْبِيه على عمل الْخَيْر لِأَنَّهُ كالتسبيح وَيدل على امراة صَاحِبَة أَمَانَة وَقَالَ جاماسب: من صَار خطافا دخلت اللُّصُوص عَلَيْهِ الخروف فِي الْمَنَام: ولد ذكر طائع لوَالِديهِ فَمن وهب لَهُ خروف وَله امراة حَامِل بشر بِولد طائع وَجَمِيع الصغار من الْحَيَوَان هموم لمن ملكهَا لِأَنَّهَا تحْتَاج الى كلفة فِي التربية إِلَّا الْبَنَات من بني آدم فَإِنَّهَا دنيا وَزِيَادَة ونمو الخفاش فِي الْمَنَام: رجل ناسك وَقَالَ جاماسب: الخفاش يدل على بطالة وَذَهَاب الْخَوْف لِأَنَّهَا من طيور اللَّيْل وَلَا يُؤْكَل لَحمهَا وَهِي دَلِيل خير للحبالى لِأَنَّهَا تَلد ولادَة وَلَا تحمد للْمُسَافِر برا وبحرا وتدل على خراب منزل من تدخل اليه وَقيل الخفاش فِي الْمَنَام امراة سَاحِرَة والخفاش يدل أَيْضا على رجل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 جَائِر ذِي حرمَان الْخلد: رجل ضَرِير فَقير وَقيل ذُو مكر من الْفُسَّاق وَرُبمَا دلّت رُؤْيَاهُ على الثَّبَات فِي الْأَمَاكِن من اسْمه لقَوْله تَعَالَى (أخلد إِلَى الأَرْض) وَقَالَ تَعَالَى (هم فِيهَا خَالدُونَ) الخنفساء) عَدو قذر بغيظ الْخِيَار: الَّذِي هُوَ قثاء هم لمن أكله وَيسْعَى فِي أَمر ثقيل وَذَلِكَ لثقله فِي طول هضمه وَهُوَ رزق فِي أَوَانه والأصفر مِنْهُ مرض إِذا كَانَ فِي غير اوانه والخيارة تفسر ببنت فَمن أكل خيارة وَله امراة حَامِل بشر بِجَارِيَة والخيارة أَيْضا تدل على حَبل امْرَأَة من رَآهَا فِي الْمَنَام بِيَدِهِ وَالْخيَار دَلِيل خير للمرضى إِذا قطع بالسكين لزوَال الرُّطُوبَة مِنْهُ الخشخاش مَال مهني الْخَرْدَل سم فَمن رأى كَأَنَّهُ يَأْكُل خردلا فليحذر من السم أَو يَقع فِي شَيْء رَدِيء وَقيل من أكل خردلا سقِِي شَيْئا مرا وَقيل الْخَرْدَل مَال شرِيف بتعب الْخَوْف فِي الرُّؤْيَا أَمن لقَوْله تَعَالَى (وليبدلهم من بعد خوفهم أمنا) وَمن رأى انه خَائِف وَهُوَ ينْتَظر الْخَوْف فَإِنَّهُ يُقَاتل لقَوْله تَعَالَى (فَإِذا جَاءَ الْخَوْف) أَرَادَ بِهِ الْقِتَال الْخشب الْيَابِس فِي الْمَنَام: نفاق لقَوْله تَعَالَى (كَأَنَّهُ خشب مُسندَة) أَرَادَ بذلك الْمُنَافِقين، لِأَن الْخشب ميت مُنْذُ قطع من شَجَره الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة: أَتَت امْرَأَة الى ابْن سِيرِين، قَالَت: رَأَيْت كَأَنِّي اضع الْبيض تَحت الْخشب فَتخرج فراريجا فَقَالَ ابْن سِيرِين: اتَّقِ الله فَأَنت امْرَأَة تؤلفين بَين الرِّجَال وَالنِّسَاء فِيمَا لَا يحب الله فَعبر الْبيض بِالنسَاء والخشب بالمنافقين المفسدين والفراريج بأولاد الزِّنَا الخروب فِي الرُّؤْيَا: يدل على موت الْمَرِيض وخراب جِسْمه سَوَاء أكله أَو رَآهُ أَو ملكه الخرس فِي الْمَنَام قَول الْبُهْتَان وَفَسَاد فِي الدّين وَقيل الخرس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 فِي الرُّؤْيَا يدل على مسَبَّة اصحاب النَّبِي، وَقيل الخرس عزل عَن ولَايَة وَحجَّة تدحض لمن لَهُ محاكمة والخرس للْمَرْأَة خير الخدش فِي الرُّؤْيَا يدل على مضرَّة فِي المَال فَمن رأى إنْسَانا خدشه ضره فِي مَاله الخناق فِي الْمَنَام: قهر على أَدَاء أَمَانَة وَرُبمَا دلّ على مُطَالبَة بدين وتضيق عَلَيْهِ فِيهِ وَمن رأى أَنه يخنق وَبِه شدَّة أَو يبس فرؤياه من الأضغاث الخوخ: قَالَ الْمُسلمُونَ: الخوخ فِي غير وقته مرض والحامض مِنْهُ خوف والخوخ الحلو بُلُوغ أمل وَقَضَاء الشَّهَوَات وشجرة الخوخ رجل غَنِي خطير منفق شُجَاع ثَابت عِنْد الْمحبَّة يجمع مَالا كثيرا وَرُبمَا كَانَ ( ... .) يختصر وَيَمُوت وَمن الْتقط من شَجَره شَيْئا نَالَ مَالا من رجل كريم الخضاب فِي غير مَحَله خوف وهم وَفِي مَحَله زِينَة وخضاب رجْلي الرجل ونقشها موت اهله وللمرأة موت الزَّوْج إِذا كَانَ اسودا وَهُوَ مشبه بالسخام وَمن (خضبت) رَأسه أَو لحيته بالطين أَو الْعَجِين أَو مَالا يمسك خضابه فَإِنَّهُ يستر أَحْوَاله بالرؤيا والنفاق وَلَا يخفى امْرَهْ بل يظْهر عَلَيْهِ فَقل لَهُ يتْرك مَا عزم عَلَيْهِ وخضاب الْيَد ونقشها فِي بَاب الْيَاء فِي الْيَد الْخلاف فِي الْمَنَام رجل يُحِبهُ أَهله من غير مَنْفَعَة لَهُم فِي ( ... .) أَو يُخَالف من عاشره ويتقرب إِلَى من عَادَاهُ الخرج فِي الرُّؤْيَا مخرج ورزق لقَوْله تَعَالَى (وَمن يَتَّقِي الله يَجْعَل لَهُ مخرجا وَيَرْزقهُ من حَيْثُ لَا يحْتَسب) الْخلّ: مَال مَعَ ورع وبركة وَطول حَيَاة وَقلة لَهو لمن أكله بالخبز والردي مِنْهُ مَال سَاقِط قَلِيل وَقَالَ ارطاميدورس: شرب الْخلّ يدل على معاداة الْأَهْل وَذَلِكَ لقبوضته فِي الْفَم والفم بَيت الْقرَابَات وَكره ابْن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 سِيرِين الْخلّ لخصمه وَقَالَ القيرواني فِي مُخْتَصره الْخلّ للمسجون نجاة من السجْن وَذَلِكَ لاسمه فَهُوَ تخلية وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة اتى جَعْفَر الصَّادِق رجل فَقَالَ: رَأَيْت كَأَن رَبِّي سقاني شربة خل فَقَالَ: تعلم ابْنك صَنْعَة وأود وَلَا تَمُوت إِلَّا عَن وَصِيَّة الْخصي الْمَجْهُول: يُفَسر بِملك لانتزاع الشَّهْوَة عَنهُ وَمن رأى كَأَنَّهُ خصي ناله ذلة وخضوع وَقَالَت النَّصَارَى من رأى نَفسه خَصيا نَالَ منزلَة فِي الْعِبَادَة وعفة الْفرج والخصي الْأَبْيَض ملك الرَّحْمَة والخصي الْأسود الْوَحْش ملك الْعَذَاب فَفرق بَين الْحسن والقبح فِي كل صوره فالحسنة بِشَارَة والقبيحة هم وقبح خَال الْإِنْسَان الَّذِي فِي جِسْمه وَكَذَلِكَ خَالَته وَقد تكون الْخَالَة أمه وَقَالَ عَليّ بن أبي طَالب: لَا يبعد أَن تكون اخته خروف: من ملك خروفا وَله امْرَأَة حَامِل بشر بِولد ذكر والخروف دَلِيل الْخَيْر لمن أَرَادَ الْمُوَافقَة فِي أَمر يَطْلُبهُ لِأَن الخروف سريع الْأنس إِلَى ابْن آدم وَمن ذبح خروفا لغير الْأكل مَاتَ وَلَده الخلعة عز وَشرف وحياء ورئاسة وَولَايَة وَقد تكون الخلعة جَارِيَة أَو خلعة بِعَينهَا الْخُف فِي الرُّؤْيَا سفر فِي بَحر وَمن لبس خفا جَدِيدا فَهُوَ لَهُ وقاية من المكاره وَإِن كَانَ مَعَه سلَاح فَهُوَ من الْأَعْدَاء والخف الضّيق هم وضيق أَو مُطَالبَة بدين وَرُبمَا كَانَ الْخُف قيدا لمن لبسه وَلَيْسَ الْخُف مَعَ الطيلسان زِيَادَة فِي الجاه وسعة فِي الدُّنْيَا وَقيل الْخُف فِي إقبال الشتَاء خير وَفِي إدباره هم وَمن رأى خفا وَلم يلْبسهُ نَالَ مَالا من الْأَعَاجِم وَمن رأى ضَاعَ لَهُ خف عَتيق زَالَ عَنهُ هم الدّين وَمن وَقع خفه فِي بِئْر أَو احْتَرَقَ مَاتَت امْرَأَته لِأَنَّهُ من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 اللبَاس، قَالَ الله تَعَالَى (هن لِبَاس لكم وَأَنْتُم لِبَاس لَهُنَّ) وَمن وثب على خفه ذِئْب أَو بغل فَإِنَّهُ فَاسق يتبع امراته والخف يعبر بالماشية لما رُوِيَ عَن ابْن سِيرِين انه اتاه رجل فَقَالَ رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن احدى خَفِي قد احْتَرَقَ فَقَالَ ابْن سِيرِين: لَك مَاشِيَة بالعجم وَقد تلف نصفهَا فَكَانَ كَذَلِك من سيل ذهب بِنصْف مَاشِيَته الْخِتَان: من رأى أَنه اختتن فقد شَيْئا طهره الله بِهِ من الذُّنُوب واذا اختتن الرجل فِي مَنَامه فَإِنَّهُ يفتصد وَالْبكْر تتَزَوَّج وَرُبمَا تحيض لِأَن الْخِتَان خُرُوج دم خوذة: تدل على رجل رَئِيس تدفع المكاره عَن من لبسهَا وَهِي من الْملك ولَايَة وَهِي للْعَرَب زَوْجَة من بَيت ذِي بَأْس شَدِيد وَعز وَهِي هَيْبَة على الْأَعْدَاء الْخيام فِي الْمَنَام: ملك لمن دَخلهَا وَضربت لاجله وَإِن كَانَ من غير أهل للْملك نَالَ عزا من قبل سُلْطَان والخباء والقبة دون الْخَيْمَة ولخيام الْبيض الَّتِي لم تعرف فِي الرُّؤْيَا هِيَ قُبُور الشُّهَدَاء وَكَذَلِكَ الْخضر من الْخيام وَمن خرج من خيمة خُرُوج مُفَارقَة فَإِنَّهُ يخرج عَن سُلْطَانه ويعزل عَن أعوانه وَمن رأى خيامه طويت فَذَاك نفاد عمره ونفاد سُلْطَانه والقبة امْرَأَة وكل شَيْء ينشر حَتَّى يلبس فَذَلِك أَمر قد شرع فِيهِ وَلَا يتم حَتَّى يتم فعله كالدابة حَتَّى تركب والقميص يلبس الخراب فِي الرُّؤْيَا: يدل على شتات شَمل للأهل وموتهم وخراب الْمَدِينَة يدل على موت مليكها أَو ظلمَة وَمَوْت الْملك يدل على خراب الْمَدِينَة وَكَذَلِكَ كل مسكن ينْسب الى صَاحبه فعبره بظُلْم أَو موت لقَوْله تَعَالَى (فَتلك بُيُوتهم خاوية بِمَا ظلمُوا) وَمن رأى نَفسه فِي خراب فَإِنَّهُ يبْلى بِقوم لَا طَاقَة لَهُ بهم الخرز فِي الْمَنَام: مَال وضيع وَمن رأى فص خَاتمه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 خرزا يشبه الْيَاقُوت فَإِنَّهُ يَدعِي الشّرف وَلَيْسَ بشريف أَو يتشبه بِقوم وَلَيْسَ مِنْهُم والخرز مَال لَا خطر فِيهِ والقليل مِنْهُ خدم لَا خطر فِيهِ الْخَاتم، يعبر على وُجُوه: ولد وَزَوْجَة وَجَارِيَة وعقار وَمَال ودابة والخاتم إِذا اتَّسع فِي يَد الْملك أَو الْأَمِير وَالْقَاضِي حَتَّى صَار كالطوق فَذَلِك عزل عَن الْولَايَة لِأَنَّهَا سريعة السُّقُوط وَإِذا اتسعت فِي يَد الْمَرْأَة فَإِنَّهَا تطلق لإنها لَا ولَايَة لَهَا إِلَّا على الْبَيْت فتعزل مِنْهُ أَو يخرج مِنْهَا مَال وَمن كَانَ لَهُ حَامِل وَرَأى خَاتمًا من الذَّهَب رزق ولدا ذكرا لقَوْله تَعَالَى (وَخَاتم النَّبِيين) وَقيل الْخَاتم الذَّهَب للرجل ذل وللمرأة زِينَة، وَقَالَ ارطاميدورس: الْخَاتم الْحَدِيد مَال بتعب وَذَلِكَ لما فِيهِ تَخْلِيص الْحَدِيد من الكلفة من معادنه وَقيل من لبس خَاتم حَدِيد نَالَ عزا من سُلْطَان وَمن قَالَ: الْخَاتم دَرَاهِم فَإِن قَلِيله وَاضح الْخَاتم فصه منقوشة وَالدَّرَاهِم فصة منقوشة وَكسر الْخَاتم فِرَاق الزَّوْجَة والخواتم من الْقُرُون والعاج دَلِيل خير للنِّسَاء والخاتم للسُّلْطَان ملكه والفص هيبته والختم نَفاذ امْرَهْ والنقش فِيهِ مُرَاده وَمن سقط فص خَاتمه مَاتَ وَلَده أَو فقد شَيْئا من مَاله وَمن لبس خَاتمًا من فضَّة وأنفذه حَيْثُ شَاءَ وَحَازَ لَهُ ذَلِك فَإِنَّهُ ينَال سُلْطَانا أَو ملكا لِأَن سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ سر ملكه بالخاتم وَمن رأى أَنه تختم بِخَاتم الْخَلِيفَة وَكَانَ من بني هَاشم فَإِنَّهُ ينَال ولَايَة وَإِن كَانَ من الموَالِي وَله أَب فَإِن أَبوهُ يَمُوت وَيصير خَلِيفَته بعده يقوم مقَامه وَإِن لم يكن لَهُ أَب فَإِن امْرَهْ يَنْقَلِب إِلَى خلاف مَا يتمناه وَمن وجد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 خَاتمًا وَكَانَ عزبا تزوج امراة أَو اشْترى جَارِيَة لقَوْله تَعَالَى (أَو مَا ملكت ايمانكم)) فهم وَمن رأى خواتيما تبَاع فِي السُّوق فَإِنَّهَا دور قوم من الرؤساء تبَاع وَمن لبس خَاتمًا وَجعل فصه مِمَّا يَلِي رَاحَته فَإِنَّهُ رجل يلوط، إِن كَانَ فِي الرُّؤْيَا شَاهد ويعلن بِالْفِسْقِ وَإِلَّا فَهُوَ رجل يتبع سنة النَّبِي وَمن لبس خَاتمًا وَله فصان أَحدهمَا إِلَى بَاطِن كَفه وَالْآخر إِلَى ظَاهر الْكَفّ، وَنقش كل وَاحِد مِنْهُمَا لَا يُخَالف الآخر، فَإِنَّهُ يَلِي ولايتين: ظَاهِرَة وباطنة وَمن لبس خَاتم عقيق، ذهب عَنهُ الْفقر لما رُوِيَ عَن النَّبِي (ان العقيق يَنْفِي الْفقر وَهُوَ أول حجر أقرّ للرحمن بالوحدانية) وَمن رأى السَّمَاء تمطر الخواتيم فَإِن فِي تِلْكَ السّنة تولد بنُون كَثِيرَة وَمن رأى أَنه يضع خَاتمًا فِي خِنْصره فيجعلها فِي بنصره أَو نَزعهَا من بنصره فَجَعلهَا فِي الْوُسْطَى من أَصَابِعه فَإِنَّهُ رجل يَقُود على امراته وَإِن تحولت الْخَاتم من اصبع إِلَى آخر من ان ينقلها الرَّائِي فَإِن امْرَأَته تخونه وَمن بَاعَ خَاتمه بدقيق أَو سمسم فَإِنَّهُ يُفَارق امْرَأَته بِكَلَام حسن وَكَذَلِكَ إِذا بَاعَ الْخَاتم فَإِنَّهُ يُفَارق الزَّوْجَة والخاتم من السُّلْطَان ولَايَة لمن رَآهَا فَإِن كَانَ الْخَاتم ذَهَبا ولي امرا حَرَامًا وَإِن كَانَ الْخَاتم من فضَّة ولي امرا حَلَالا وَإِن أَخذ من السُّلْطَان خَاتم رصاص ولي امرا وضيعا وَكَذَلِكَ الصفر امْر وضيع مَعَ ذكر وصيت وانسب فص الْخَاتم وجوهره إِلَى الْوَلَد أَو الْجَارِيَة من حسن أَو علم والخاتم الْفضة للحامل بنت لِأَن الْفضة جَوْهَر النِّسَاء وَمن الرُّؤْيَا المعبرة أَتَى ابْن سِيرِين رجل فَقَالَ: رَأَيْت كَأَنِّي ختمت على أَفْوَاه الرِّجَال وخورج النِّسَاء بخاتمي هَذِه فَقَالَ ابْن سِرين: تؤذن فِي شهر رَمَضَان قبل الْوَقْت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 فتمنع الرِّجَال من الطَّعَام وَالشرَاب وفروج النِّسَاء من النِّكَاح خَليفَة وَمن رأى الْخَلِيفَة اعطاه شَيْئا من السِّلَاح أَو من الثِّيَاب الْحَسَنَة نَالَ ولَايَة وَمن صَار خَليفَة وَهُوَ من بني الْعَبَّاس نَالَ امارة أَو قَضَاء وَإِن كَانَ لَهُ اب فَإِنَّهُ يخلف أَبَاهُ فِي مَاله وبيته إِن لم يكن اهلا لولاية وَإِن لم يكن لَهُ أَب يخلفه فَإِنَّهُ يبتلى بامر يعجز عَنهُ فحذره ان يدْخل فِي شَيْء وَلَيْسَ هُوَ من أَهله الخفقان: وَمن رأى قلبه يخْفق فَإِنَّهُ يبطل سفرا وَيتْرك خُصُومَة وَإِن عزم على الزواج فَإِنَّهُ يُبطلهُ الخدر فِي الرجلَيْن: خذلان فِي المَال وعاقة عَن سفر أَو مرض عَبده أَو جَارِيَته وَكَذَلِكَ الخدر فِي الْيَدَيْنِ، خذلان فِي المَال وخدر الْجَسَد مرض ثقيل ثمَّ يَزُول الْخَسْف لَا خير فِيهِ عِنْد جَمِيع النَّاس لقَوْله تَعَالَى (فَمنهمْ من خسفنا بِهِ الأَرْض) والخسف تهدد من السُّلْطَان الْخمر فِي الْمَنَام: مَال حرَام والنبيذ أخف مِنْهُ فِي التَّحْرِيم وَالْخمر الممزوج مَال فِيهِ شُبْهَة مختلطة من مَال حَلَال وَحرَام وَهُوَ بِلَا تَعب تب وجرة الْخمر: امْرَأَة حَائِض لشبه الْخمر بِالدَّمِ وَالتَّحْرِيم سِيمَا إِذا كَانَت الجرة مسدودة الراس بِخرقَة فالخرقة عصارة الدَّم وَمن شرب الْخمر فِي جمَاعَة وَبينهمْ كأس يَدُور فَإِنَّهُ يحضر فتْنَة أَو يعادي من يشرب الْخمر مَعَهم لقَوْله تَعَالَى: (إِنَّمَا يُرِيد الشَّيْطَان ان يُوقع بَيْنكُم العدواة والبغضاء فِي الْخمر وَالْميسر) وَمن شرب الْخمر وَحده نَالَ مَالا بِلَا تَعب وَالسكر من الْخمر عز وَمَال يسْعَى بِهِ وَالسكر يدل على الوطيء وَالسكر دَلِيل على النّوم وَالضَّرْب يُقَال ضربه حَتَّى سكر وَيدل على الْعِشْق وَالنَّظَر إِلَى الْعُيُون المراض قَالَ الشَّاعِر (مَا نظرة إِلَّا بهَا سكرة ... كَأَنَّمَا طرفك خمار) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 وسكر المراة المجهولة غيث وسيل حق يعْمل لَهُ السكر إِمَّا لنفع أَو مضرَّة وَقيل السكر مرض يغيب الْعقل وَقيل ذهَاب مَال باللصوص وَقيل خبال وَإِذا سكرت المراة فَذَلِك حمل يشغلها ويثقلها وعصر الْخمر خُرُوج من سجن وَمن سكر من غير خمر ناله مُصِيبَة لقَوْله تَعَالَى (وَترى النَّاس سكراى وَمَا هم بسكارى) وَمن دعى الى مجْلِس خمر وَفِيه فَاكِهَة كَثِيرَة فَإِنَّهُ يدعى إِلَى الْجِهَاد لقَوْله تَعَالَى (يدعونَ فِيهَا بفاكهة كَثِيرَة وشراب) وَمن عصر خمرًا خدم سُلْطَانا وَمن شرب خمرًا من نهر وَقع فِي فتْنَة وَقيل شرب الْخمر فِي الْمَنَام يدل على خسارة فِي المَال لِأَن شربه لَا يتهيأ إِلَّا بخسارة وَالْمَرِيض إِذا رأى أَنه شرب الْخمر فَإِنَّهُ يَمُوت فَيكون ذَلِك كأس المينة وَلِأَن الْخمر يغيب الرشد، وَكَذَلِكَ الْمَرِيض عندالموت يغيب رشده وَالْخمر دَلِيل خير من أَرَادَ الزواج لامتزاج المَاء فهيا واختلاطه وَإِذا رايت الْمَيِّت يشرب الْخمر فَاعْلَم انه منعم فِي الْآخِرَة لقَوْله تَعَالَى (وأنهار من خمر لَذَّة للشاربين)) فوصف الْجنَّة بِالْخمرِ وَإِن اهلها ليشربونه الْخبز فِي الْمَنَام على وُجُوه شَتَّى: فالأبيض يدل على الرزق الهني والعيش الرغد وَالْأسود يدل على النكد فِي الْعَيْش، وَقيل كل رغيف يدل على أَرْبَعِينَ سنة وَقيل الرَّغِيف يدل على عقد من المَال إِمَّا ألف أَو مائَة أَو عشرَة على مِقْدَار حَال الرَّائِي وَمَا يَلِيق بِهِ وَالْخبْز المر عَيْش مر وَالْخبْز الحلو غلاء سعره إِذا صَار كالعسل أَو السكر وَذَلِكَ الْحِنْطَة وَمن أكل الْخبز بالعذرة فَإِنَّهُ يَأْكُل الْعَسَل بشمعه وَإِذا صَار الْخبز كالصخر أَو الْحَلَاوَة فَإِنَّهُ يغلو سعره وأجود الْخبز الْعَرَبِيّ الناضج والكعك والقسماط صِحَة جسم لمن أكله وَالْخَبَر العفن رخص سعره وَإِذا صَار لَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 اجنحة فَإِنَّهُ يغلو إِذا طَار والرقاق عمر طَوِيل وَقلة فِي الرزق وخبز الذّرة والمدخن والحمص ضيقَة وَغَلَاء فِي السّعر وَإِذا رَأَيْت الْخبز فِي الْمَزَابِل فَإِنَّهُ يرخص الرَّغِيف الْوَاسِع رزق وَاسع وَعمر طَوِيل وَقيل الرَّغِيف أم مربية وَقيل امْرَأَة وَقيل علم خَالص وَمن بَال على الْخبز نكح ذَات محرم وَالْخبْز يدل على ذهَاب الْهم، لقَوْله تَعَالَى (وَقَالُوا الْحَمد لله الَّذِي أذهب عَنَّا الْحزن) وَهُوَ شرا الْخبز والقرص الصغار عمر قصير ورزق قَلِيل وَمن رأى أرغفة من غير أكل فَإِنَّهُ يجْتَمع بإخوانه ورغيف الشّعير كد فِي الْمَعيشَة مَعَ ورع وَدين واليابس قتر فِي الْمَعيشَة وخبز الشّعير لمن لَيْسَ لَهُ عَادَة فِي أكله ضيقَة أَو غلاء السّعر لِأَنَّهُ يَأْكُل فِي الغلاء وَمن أعطي كسرة فِي الْمَنَام نَالَ خيرا وَقيل الْكسْوَة بَاقِي عمر من رأها والرغيف الْكَبِير إِذا كَانَ من السُّلْطَان فَهُوَ عدله وَمن الصَّانِع نصحه فِي صناعته إِذا كَانَ ناصحا والرغيف للعزب زَوْجَة، والرغيف الْحَار رزق فِيهِ شُبْهَة لِأَن النَّار بَاقِيَة فِيهِ وَمن رأى رغيفا مُعَلّقا فِي جَبهته فَذَلِك فقره وَحَاجته وَالْخبْز المنكرج مَال لَا ينْتَفع بِهِ صَاحبه ويزكيه وَأما خبز الْملَّة فَإِنَّهُ يدل على ضيق فِي المعاش لِأَنَّهُ لَا يخبزه إِلَّا مُضْطَر وَمن أكل الْخبز بِلَا أَدَم فَإِنَّهُ يَمُوت وحيدا وَمن خبز خبْزًا فَإِنَّهُ يسْعَى فِي معيشة بِطَلَب مَنْفَعَة دائمة إِن خبز عَاجلا وَإِن لم يبرد التَّنور فَإِنَّهُ ينَال دولة وَيحصل مَالا بِيَدِهِ بِقدر مَا خبز فِي مَنَامه وَقَالَ ارطاميدورس: الْخبز الَّذِي لم ينضج فَإِنَّهُ يدل على حمى شَدِيد لَا يحْتَاج إِلَى حرارة تنضجه وَالْخبْز الْجَوَارِي يدل على الْأَغْنِيَاء والحشكار يدل على الْفقر أَو هُوَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 للأغنياء قلَّة الخلخال فِي الرُّؤْيَا: هم لمن لبسه من الرِّجَال وَهُوَ للنِّسَاء زِينَة وَقيل الخلخال للرِّجَال حبس وَقيد وخلخال المراة إِذا كَانَ فِيهِ مَا يخشخش فَهُوَ شناعة وَرُبمَا كَانَ نعلا لَهُ صرير ذَا مشت فِيهِ وَرُبمَا كَانَ الخلخال فِرَاق خل من اسْمه الخصيتان فِي الرُّؤْيَا بنتان وَهِي الْأَعْدَاء وَمحل النَّسْل فَمن رَآهَا صغرت ناله ذل وَإِن كَبرت ناله شجاعة وظفر بالأعداء وَمن فَارق خصيتيه فَارق اولاده وَامْرَأَته وَقل نَسْله وَمن رأى بِيَدِهِ خصيتي إِنْسَان قهره ونال مَالا عَظِيما وَقطع الخصيتين قطع نسل الْإِنْسَان وَمن رأى النَّاس كلهم بِلَا خصيتين فَإِنَّهُم يذلون وَإِن كَانُوا جندا فِي حَرْب فَإِنَّهُم يكسرون وَكَذَلِكَ من لَهُ مخاصمة أَو محاكمة وفقد خصيتيه فَإِنَّهُ يقهر ويغلب بَاب حرف الدَّال وَأما حرف الدَّال فَإِنَّهُ دولة ودوام وديانة أَو دمار ودناءة أَو دمامة الدمامة ضعف وهزال دَاوُود عَلَيْهِ السَّلَام وَمن رأى دَاوُود عَلَيْهِ السَّلَام فَإِنَّهُ ينَال عزا وَقُوَّة وسلطانا وَيَقَع فِي أَمر ينْدَم عَلَيْهِ وينال زهدا ويبتلى بسُلْطَان ظَالِم وينصر عَلَيْهِ وَقَالَت النَّصَارَى رُؤْيا دَاوُود عَلَيْهِ السَّلَام تدل على عدل يبسط فِي مَكَان يرى فِيهِ من سُلْطَانه أَو وزيره أَو قاضيه أَو واليه وَإِن كَانَ الْملك وَمن ذكرنَا ظالمين عزلوا وَأقَام الله تَعَالَى الْعدْل بغيرهم وَمن رأى دَاوُود عَلَيْهِ السَّلَام وَكَانَ أَهلا للْقَضَاء ناله لقَوْله تَعَالَى (يَا دَاوُود انا جعلناك: خَليفَة فِي الأَرْض فاحكم بَين النَّاس بِالْحَقِّ) دانيال عَلَيْهِ السَّلَام وَمن رأى دانيال عَلَيْهِ السَّلَام فَإِنَّهُ يصير إِمَامًا فِي التَّعْبِير وَقَالَت الْيَهُود من رأى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 دانيال فَأَنَّهُ يصير اميرا أَو وزيرا أَو ينَال علما وَقد يَنَالهُ أَذَى من ملك ويتمكن مِنْهُ الدُّعَاء: فَهُوَ صَلَاة يُصليهَا الرَّائِي لِأَن الصَّلَاة فِي اللُّغَة هِيَ الدُّعَاء وَالدُّعَاء يدل على النجَاة من الْهَلَاك لقَوْله تَعَالَى (فَمن الله علينا ووقانا عَذَاب السمُوم إِنَّا كُنَّا من قبل نَدْعُوهُ ... الْآيَة) وَالدُّعَاء ايضا يدل على الْإِجَابَة لقَوْله تَعَالَى (ادْعُونِي استجب لكم) وَالدُّعَاء أَيْضا يدل على الْوَلَد لقَوْله تَعَالَى يخبر عَن زَكَرِيَّا فِي كِتَابه الْعَزِيز (لَا تذرني فَردا وَأَنت خير الْوَارِثين) وَإِذا كَانَ الدُّعَاء بِشدَّة عالية وصراخ فَإِنَّهُ يدل على المصائب والفتن لِأَن الدُّعَاء بِالصِّحَّةِ يسْتَعْمل فِي مثل ذَلِك وَرُبمَا دلّ الدُّعَاء على قلَّة الْغَيْث إِذا كَانَ لَهُ ضجة فيطلب الْغَيْث بِجَمَاعَة فِي ظَاهر الْبَلَد، وَينزل الْغَيْث برحمة الله تَعَالَى الدب فِي الرُّؤْيَا: عَدو أَحمَق لص مُخَالف مخنث محتال فِي المحاججة وَمن ركب دبا نَالَ ولَايَة دنية إِن كَانَ اهلا لَهَا وَإِلَّا ناله هم وَخَوف ثمَّ ينجو وَهُوَ يدل على امْرَأَة وعَلى سفر ثمَّ يرجع إِلَى مَكَانَهُ وَقَالَ عَليّ بن أبي طَالب والقيراواني: الدبة امراة زَانِيَة فَمن ركبهَا خدره من الزِّنَا وَهِي من المسوخ ملعونة وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة رأى رجل كَأَنَّهُ نسخ دبا فصلب فِي شَجَرَة وَجَاء الدب فَأَكله وامتزج بِلَحْمِهِ الدلق فِي الْمَنَام: لص كَذَّاب يتَوَارَى الديك رب الدَّار كَمَا أَن الدَّجَاجَة ربة الْبَيْت والديك مَمْلُوك لِأَنَّهُ ضمن التدرج لنوح عَلَيْهِ السَّلَام لما انفذه يكْشف خير المَاء إِن كَانَ نقص فغدر وَلم يَأْتِي فَبَقيَ الديك رهنا كالمملوك من ذَلِك الزَّمَان وَامْتنع ان يسرح مَعَ الطير وَقيل الديك رجل محَارب من قبل المماليك وَإِذا كَانَ الديك ابيض افرق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 فَهُوَ مُؤذن وَمن ذبحه فَإِنَّهُ لَا يُجيب الْمُؤَذّن وَمن صَار ديكا فَإِنَّهُ يصير مَمْلُوكا أَو يعود للنَّاس مُؤذنًا عَالما بالأوقات وَقيل رُؤْيا الديك تدل على مصاحبة الْعلمَاء وأولي الْحِكْمَة والرؤيا المعبرة رأى إِنْسَان ديكا يَصِيح بِبَاب إِنْسَان وينشد هَذَا الْبَيْت (قد كَانَ من رب هَذَا الْبَيْت ماكانا ... هيئوا لصَاحبه يَا قوم أكفانا) فَقَصَّهَا على ابْن سِيرِين فَقَالَ: يَمُوت الرجل بعد اربعة وَثَلَاثِينَ يَوْمًا وَذَلِكَ من حِسَاب الْجمل وَأَتَاهُ آخر فَقَالَ: رَأَيْت كَأَن ديكا دخل منزلي وَهُوَ يلتقط حبات الشّعير فَقَالَ ابْن سِيرِين: إِن سرق لَك شَيْء فَأَعْلمنِي فَمَا كَانَ إِلَّا اياما وأتى الرجل إِلَيْهِ وَقَالَ سرق لي بِسَاط من سطح منزلي فَقَالَ ابْن سِيرِين: الْمُؤَذّن اخذه وَأَتَاهُ آخر فَقَالَ: رَأَيْت كَأَنِّي اخنق ديكا فَقَالَ ابْن سِيرِين: هَذَا رجل ينْكح يَده وَقيل الديك رجل دلال يُنَادي وَقيل هُوَ رجل مُغنِي وَسُئِلَ عَن رجل يَقُول سَمِعت ديكا يَقُول الله الله الله فَقَالَ ابْن سِيرِين: هَذَا رجل لم يبْق من أَجله سوى ثَلَاثَة أَيَّام لِأَن الديك قد أعلن أَنه لَا يبْقى إِلَّا الله وتكرار اسْم الله تَعَالَى ثَلَاث مَرَّات هِيَ الثَّلَاثَة أَيَّام الَّتِي بقيت من عمره وَرَأى عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ كَأَن ديكا نقره نقرة أَو نقرتين فَقَصَّهَا على اسماء بنت أبي بكر رَضِي الله عَنهُ فَقَالَت: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ: سيقتلك رجل من الْأَعَاجِم بضربة أَو ضربتين فَضَربهُ ابو لؤلؤة وَهُوَ فِي الصَّلَاة ضربتين فَقتله الدَّجَاجَة فِي الْمَنَام: امْرَأَة عناء حمقاء ذَات جمال وَقيل سَرِيَّة أَو خَادِم. وَقيل من رأى أَنه ذبح دجَاجَة فَإِنَّهُ يقْتَصّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 جَارِيَة وَمن صادها نَالَ مَالا من الْعَجم وَإِذا رَأَيْت الدَّجَاج والفراريج يساقون من مَكَان إِلَى مَكَان فَإِنَّهُم سبي وَمن رأى الدَّجَاج والطواوويس تهدر فِي مَكَان لَهُ فَإِنَّهُ صَاحب فجور وَقيل الدَّجَاجَة وريشها مَال وَقد تكون الدَّجَاجَة امْرَأَة تربي الْأَيْتَام كَمَا قَالَ القيراواني هِيَ امراة تربي الْأَيْتَام وتسعى بهم لأخذ الصَّدقَات ونبش الكناسات وَهِي ذَات نفع دود القز فِي الْمَنَام: زبون التَّاجِر ورعية السُّلْطَان وحريف الصناع فَمن أَخذ مِنْهُ شَيْئا مَنْفَعَة مِنْهُم وَعين دود القز يُفَسر بِمَال حرَام ويفسر بالضر فَمن زَالَ عَنهُ دود زَالَ عَنهُ الضّر والدود يعبر بالأولاد الدراج فِي الرُّؤْيَا مَال وَقيل إِنَّه امراة أَو مَمْلُوك الدَّجَّال: سُلْطَان جَائِر مخادع لَا يَفِي بِمَا يَقُول وَله أَصْحَاب اردياء وهم وهم أَغْنِيَاء الدَّرن: ذنُوب فَمن رأى على رَأسه أَو جسده شَيْئا مِنْهُ فَإِنَّهُ مصر على الذُّنُوب والدرن فِي الْوَجْه ذنُوب تظهر على من رَآهَا بِوَجْهِهِ فِي الْمَنَام الدلب: قَالَ الْمُسلمُونَ شجر الدلب رجل رفيع كثير الْأَوْلَاد عسر سيء الْخلق فَمن اصاب من ثمره نَالَ مَالا من رجل عسر كماوصفت قَالَ ارطاميدورس: الدلب الظرفاء جيد لمن يُرِيد الْحَرْب لما يعْمل مِنْهَا فِي السِّلَاح وَأما لسَائِر النَّاس فَلَا يحمد لِأَن ثَمَرهَا لَا ينفع وَيدل على فقر ومسكنه الدبوس فِي الْمَنَام: ولد مُوَافق أَو اخ أَو خَادِم بَيت عَن صَاحبه الدِّينَار: قَالَ الْمُسلمُونَ الدِّينَار الْعَتِيق هُوَ الدّين الحنيفي وَالْعلم وَذَلِكَ لاسمه وَالدِّينَار الْفَرد يُفَسر بِولد ذكر لمن لَهُ حَامِل وَالدَّنَانِير الْكَثِيرَة ولَايَة وغنا وَأَدَاء لشهادة والخمسة من الدَّنَانِير هِيَ الْخمس صلوَات الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 وَكَذَلِكَ كل خَمْسَة من جنس وَاحِد فَمن ضيع دِينَارا ترك صَلَاة أَو مَاتَ لَهُ ولد وَقيل الدَّنَانِير تعبر بالأمانات لقَوْله تَعَالَى (من أَن تأمنه بقنطار يؤده اليك) وَمن رأى أَنه بلع دِينَارا فَإِنَّهُ يخون فِي أَمَانَته وتفرق الدَّنَانِير على النَّاس هِيَ قرض يقرضها الْإِنْسَان وَالدَّنَانِير المطلية كَلَام زور وَالدَّنَانِير كَلَام يُقَال فِي عرض من وجدهَا أَو فِيمَن يعز عَلَيْهِ وَالدِّينَار من الدَّنَانِير كَلَام مَكْرُوه وَمن رأى أَن لَهُ من الدَّنَانِير أحمالا ناله هم لِأَن الْكثير مِنْهَا لَا يدبر إِلَّا بهم وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة أَتَى رجل إِلَى النَّبِي فَقَالَ يَا رَسُول الله رايت فِي الْمَنَام: كاني اصبت أَرْبَعَة عشر دِينَارا فَوَضَعتهَا كلهَا فَلم اصب مِنْهَا إِلَّا اربعة فَقَالَ لَهُ النَّبِي: (أَنْت رجل مضيع لصَلَاة الْجَمَاعَة وَتصلي وَحدك وَعَن مُحَمَّد بن سِيرِين أَنه قَالَ: الدَّنَانِير تفسر بِالْكتاب لِأَنَّهُ مَكْتُوب على وجهيه وَمن بلع دِينَارا كتم شَهَادَة وخان فِيهَا الدَّرَاهِم فِي الْمَنَام: تدل على الْكَلَام فَإِن كَانَت جيادا فَإِنَّهَا علم وَكَلَام حسن وَقَضَاء حَاجَة أَو صَلَاة والنقية صفاء دنيا صَاحب الرُّؤْيَا وَحسن مُعَامَلَته لكل أحد فالنثار من الدَّرَاهِم فِي الْمَنَام كَلَام حسن وعددها عدد أَعمال الْبر لِأَن عَلَيْهَا مَكْتُوب لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُول الله وَلَا تتمّ الْأَعْمَال إِلَّا باسم الله وَمن رأى بِيَدِهِ درهما فَعَاد فلسًا اصابه إفلاس وَإِن كَانَ بِيَدِهِ فلس فَعَاد درهما ناله ربحا وَخيرا ونصيحة وَإِن عَاد درهمه نصفا فَإِنَّهُ يخسر نصف مَا بِيَدِهِ من المَال وَكَذَلِكَ لَو عَاد ربعا وَقس على ذَلِك وَإِن عَاد الدِّرْهَم دِينَارا فَإِنَّهُ يكْسب إِذا حَاز ذَلِك وان صَار الدِّرْهَم قِطْعَة ذهب فَهُوَ ذهَاب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 وَلَا يحمد الذَّهَب إِلَّا اذا كَانَ دِينَارا وَالدِّرْهَم الْفَرد ولد ذكر لمن لَهُ حَامِل وَالدِّرْهَم الْوَاسِع دنيا وَاسِعَة وَمن رأى على عضده دَرَاهِم مشدودة فَهِيَ صَنْعَة يتكسب بهَا ويأمن الْحَاجة وجود الدَّرَاهِم فرج وسرور وَمن رأى لَهُ إِنْسَان دَرَاهِم صحاحا فَإِن لَهُ عَلَيْهِ شَهَادَة حق فَإِن أعطَاهُ إِيَّاهَا مكسرة مَال عَن الشَّهَادَة وَمن ضيع فِي الْمَنَام درهما صَحِيحا نصح جَاهِلا وَلَا يسمع مِنْهُ لِأَنَّهُ ضيع فِيهِ الْكَلَام الصَّحِيح وَصَوت الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير كَلَام حسن والبهرج غش وَكذب ومحزقة معيشة فِي حرَام وإيتاء الْكَبَائِر وَالدَّرَاهِم الَّتِي لم ينقش كَلَام لَيْسَ فِيهِ ورع وَالدَّرَاهِم الَّتِي فِيهَا الصُّور بِدعَة حاملها أَو ضار بهَا وَالدَّرَاهِم الْمُقطعَة خُصُومَة لَا تَنْقَطِع وَقيل بل تَنْقَطِع وَأخذ الدَّرَاهِم خير من دَفعهَا وعددها يدل على التبسبيح لِأَن اسْم الله تَعَالَى عَلَيْهَا مَكْتُوب وَمن سرق درهما وَتصرف بِهِ فَإِنَّهُ يروي مَالا يسمع وَمن رأى أَن مَعَه خَمْسَة دَرَاهِم فَصَارَت عشرَة فَإِن مَاله يزْدَاد إِلَى ذَلِك وَإِن كَانَ مَعَه عشرَة فَصَارَت خَمْسَة نقص مَاله يزْدَاد إِلَى ذَلِك وَقس على هَذَا وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة ان السفاح رأى فِي مَنَامه كَأَنَّهُ نَالَ إِبْرَاهِيم خَمْسَة دَرَاهِم مِنْهَا ثَلَاثَة بيض وَاثْنَانِ سود فَقَصَّهَا على معبر فَقَالَ: هِيَ الْخمس صلوَات فالثلاثة الْبيض هِيَ صَلَاة النَّهَار والسود صَلَاة اللَّيْل وأتى ابْن سِيرِين رجل فَقَالَ: رايت كَأَنِّي اضع قدمي على خد النَّبِي أهلك بت البارحة بخفك؟ فَقَالَ الرجل نعم فَقَالَ ابْن سِيرِين اخلعه فانفضه فَفعل الرجل ذَلِك فَوَقع مِنْهَا دِرْهَم عَلَيْهِ مَكْتُوب لَا إِلَه إِ الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 مُحَمَّد رَسُول الله فَقَالَ ابْن سِيرِين هَذَا الَّذِي كنت تضع قدمك عَلَيْهِ وَأَتَاهُ آخر فَقَالَ رَأَيْت البارحة كَأَنِّي وجدت درهما كسراويا فَقَالَ: تنَال خيرا وَقَالَ آخر: رَأَيْت كَأَنِّي وجدت درهما أَعْرَابِيًا فَقَالَ إِنِّي أَخَاف عَلَيْك من الضَّرْب فَقيل لَهُ: وَكَيف ذَلِك وَمَا المفرق بَينهمَا والرؤيا وَاحِدَة؟ فَقَالَ: الدِّرْهَم الكسرواني عَلَيْهِ تَاج وَملك. وَالدِّرْهَم الْأَعرَابِي عَلَيْهِ مَكْتُوب ضرب هَذَا الدِّرْهَم. وَالدِّرْهَم المستورة خير من الظَّاهِرَة وَمن تنَاول صرة دَرَاهِم فَهُوَ سر يستودعه دود الْبَطن مَذْكُور فِي حرف الْحَاء فِي الْحَيَّات وَخُرُوج الدُّود من الْجَسَد ذهَاب هم لِأَنَّهُ ضرّ وَكَذَلِكَ الْقَيْح إِذا خرج فَهُوَ زَوَال هم أَو خُرُوج مَال وَقيل الدُّود بَنَات: لِأَن الْوَاحِد مِنْهَا دودة فِي الْمَنَام ملامة إِذا كَانَت وَلِيمَة فَمن رأى كَأَنَّهُ صنع وَلِيمَة ودعا النَّاس اليها فَإِنَّهُ يدْخل نَفسه فِي عمل يلام عَلَيْهِ لقصة سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام لما سَأَلَ ربه أَن يَجْعَل عَلَيْهِ رزق الْعباد فَلم يجب إِلَّا إِلَى وَاحِد فَلم يشبعه حَتَّى شكى الْجُوع فَصَارَ شكواه ملامة لِسُلَيْمَان والدعوة إِذا كَانَت بمزمار لَهو فَإِن صَاحبهَا ينْفق مَالا على قوم كَذَّابين لقَوْله تَعَالَى: (سماعون للكذب أكالون للسحت) وَمن رأى أَنه دَعَا النَّاس إِلَى طَعَام صنعه ورآهم دخلُوا منزله وَخَرجُوا مِنْهُ نَالَ رئاسة على قوم وَإِن كَانَ ثمَّ مَرِيض شفي أَو مهموم فرج همه لقَوْل النَّبِي " من أصَاب ضيقا غفر لَهُ " الدّين هم وَمن رأى أَنه قضى دينا وصل رحما ويسهل عَلَيْهِ أَمر عسر الدخن وَالدَّار ( ... .) قَالَ الْمُسلمُونَ: الدخن وَالدَّار ( ... .) مَال يحاط بِهِ الْأَمْوَال قَالَ ارطاميدورس الدخن يدل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 على ذهَاب المَال وَهُوَ جيد لمن معاشه من النَّاس الدَّوَاء فِي الْمَنَام: صَلَاح فِي الدّين فَمن شرب دَوَاء ليصلح بِهِ بدنه فَإِنَّهُ يصلح دينه الدرة بِكَسْر الدَّال: ولَايَة فَمن رأى سُلْطَانا نَاوَلَهُ درة فَإِنَّهُ يوليه ولَايَة الدرة بِضَم الدَّال ولد ذكر للحامل فَمن رأى زَوجته ناولته درة رزق مِنْهَا ولدا ذكرا حسن الصُّورَة وَإِن كَانَت الدرة لَا ضوء لَهَا فَهِيَ جَارِيَة أَيْضا لِأَن الْأُنْثَى تستر وَالذكر بارز للعيون الدَّقِيق فِي الْمَنَام: مَال مَجْمُوع وَهُوَ أَجود من الْحِنْطَة وَالْخبْز لِأَنَّهُ لم يلابس النَّار وَمن رأى كَأَنَّهُ يعجن دَقِيقًا فَإِنَّهُ يُسَافر إِلَى اقاربه والعجين مَال شرِيف قد جعل فِي التِّجَارَة فَإِذا خمر نمت وزادت وَإِن حمض الْعَجِين وفاض خسرت التِّجَارَة وَمن عجن عجينا من الشّعير فَإِنَّهُ مُؤمن وينال ولَايَة وظفرا باعدائه وَقيل الْعَجِين يدل على الوطيء ذكره القيرواني فِي قصيدته الرائية إِنَّه يُشبههُ يشبهبالوطئ فِي الْحَرَكَة وَالْمَاء وَأما النخالة فشدة فِي معيشة وَمن رأى كَأَنَّهُ يَأْكُل نخالة افْتقر وَقيل: النخالة مَال حرَام الدَّم فِي الْمَنَام: مَال لقَوْل النَّبِي " مَال ابْن آدم كدمه " فَمن رأى دَمًا خرج مِنْهُ من غير فصد وَلَا حجامة وَلَا جرح خرج مِنْهُ مَال بِقدر ذَلِك الدَّم إِن كَانَ لَهُ مَال وَإِن كَانَ فَقِيرا افاد مثله وَمن شحط فِي الدَّم فَإِنَّهُ يتقلب فِي مَال حرَام أَو يدْخل فِي إِثْم عَظِيم وَمن وَقع فِي خابية دم أَو جرة أَو حُفْرَة فَذَلِك دم يعج عَلَيْهِ وَسَيَأْتِي خُرُوج الدَّم أَيْضا فِي الْعَضُد والرعاف إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَالدَّم الَّذِي فِي الجرة هُوَ امْرَأَة حَائِض فَإِن كَانَ رَأس الجرة مسدود بِخرقَة فَهُوَ رِبَاط الْحيض الرُّؤْيَا المعبرة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 رأى شخص كَأَن الْحجَّاج بن يُوسُف الثَّقَفِيّ كَأَنَّهُ يحلب النوق البخت لَبَنًا ثمَّ حلبها دَمًا فَقَصَّهَا على ابْن سِيرِين فَقَالَ هَذَا رجل يَلِي على الْأَعَاجِم وَيَأْخُذ مِنْهُم الزَّكَاة ثمَّ يظلمهم وَيَأْخُذ المَال الْحَرَام وَهُوَ الدَّم فَكَانَ كَذَلِك الدَّلْو فِي الْمَنَام: رجل يسْتَخْرج الْأَمْوَال بالمكر والحيل وَمن رأى أَنه يسْتَخْرج مَاء من بِئْر ويحرزه فِي إِنَاء فَإِنَّهُ ينَال رزقا بمكر وحيلة وَإِن أخرج مَاء وألقاه فِي غير إِنَاء نَالَ مَالا وَلَا يلبث مَعَه وَإِن سقى بِهِ بستانا فَإِنَّهُ يخرج مَالا بِسَبَب امْرَأَة وان اثمر الْبُسْتَان حملت الإمرأة وَإِن سقى غنما أَو إبِلا أَو بقرًا فَإِن ذَلِك عمل بر وإحسان وَمن ادلى دلوا فِي الْمَنَام إِلَى جب وَله امراة حَامِل رزق ولدا ذكرا لقَوْله تَعَالَى (فأدلى دلوه وَقَالَ يَا بشرى هَذَا غُلَام) وَإِن لم يكن لَهُ حَامِل فَهُوَ طَالب رزق وَإِن خرج فِي الدَّلْو مَاء نَالَ ذَلِك الرزق قَالَ الشَّاعِر: (وَمَا طلب الْمَعيشَة بالتمني ... وَلَكِن الق ذكرك فِي الدلاء ... يَجِيء بِملَّة طورا وطورا ... يَجِيء بحماة وَقَلِيل مَاء) الدُّف فِي الْمَنَام: هم لمن ضرب بِهِ من الرِّجَال وَإِن كَانَ بيد جَارِيَة فَهُوَ خير ظَاهر وَإِن كَانَ الدُّف بدار وَمَعَهُ معازف وقنات فَإِنَّهُ مُصِيبَة وَإِن كَانَ مَعَ رجل فَإِنَّهُ فِي أَمر بَاطِل فَلَا تقربه الدهليز فِي الْمَنَام: خَادِم تجْرِي على يَده الْحل وَالْعقد والدولاب: خَازِن المَال وَقيل الدولاب يدل على السّفر إِذا كَانَ يَدُور فَإِن انْكَسَرَ ووقف وقفت الْمَعيشَة أَو بَطل السّفر الدّهن فِي الْمَنَام: مَال وزينة إِذا لم يسل على الْوَجْه وَمن دهن رَأسه فَإِنَّهُ يداهن رئيسه قَالَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 الله تَعَالَى: (ودوا لَو تدهن فيدهنون) وَمن حوى الدّهن فِي وعَاء نَالَ مَالا بِلَا تَعب وَمن دهن إنْسَانا فَإِنَّهُ يطْلب أَن يخدعه وَإِذا كَانَ فِي الدّهن مسك أَو طيب فَهُوَ ثَنَاء حسن بِمَا لَيْسَ فِيهِ الدواة فِي الْمَنَام: امراة وَجَارِيَة فَمن اشْترى دَوَاة نَالَ جَارِيَة ينْسب إِلَى جَوْهَر الدواة والدواة دولة وَمَنْفَعَة ولد والدواة خُصُومَة لبَعض الْأَهْل وَمن رأى كَأَن بِيَدِهِ قَلما وَهُوَ يَلِيق بِهِ دَوَاة فَإِنَّهُ يلوط بِغُلَام قَالَ الشَّاعِر: (وَأي جُحر لم حره ارقمه ... وَالله وَالله لقد حل دَمه) والدواة تدل على الدَّوَاء والدواء من اسْمهَا وَمن رَآهَا وَبِه ذَا فقد ندب إِلَى التَّدَاوِي وبرأ إِن شَاءَ الله تَعَالَى الدَّار فِي الرُّؤْيَا: إِذا كَانَت فِي جِدَار فَهِيَ دَار الدُّنْيَا فَإِذا كَانَت وَاسِعَة وَثِيقَة الْأَركان فَإِنَّهَا غنا لمن دَخلهَا فَإِن كَانَ فَقِيرا اسْتغنى وَإِن كَانَ غَنِيا ازْدَادَ غنى وسقف الدَّار رفْعَة صَاحبهَا وَكَثْرَة مخازنها تجاراته ومعالفها دوابه وَمن راى لَهُ دَارا من حَدِيد فَذَلِك طول حَيَاته ودولته وَالدَّار المنفردة عَن الْجِدَار وفيهَا أموات هِيَ دَار الاخرة فَمن دَخلهَا وَلم يخرج مِنْهَا فَإِنَّهُ يَمُوت وَإِن خرج مِنْهَا أشرف على الْمَوْت وَنَجَا والمخدع امْرَأَة وَمن بنى فِي نَومه دَارا مَجْهُولَة تزوج إِذا كَانَ عزبا وميزاب الدَّار قيمها وَرَئِيس قَلِيل الْمَنْفَعَة لِأَنَّهُ لَا يجْرِي إِلَّا أَحْيَانًا وَقَالَت النَّصَارَى: (من بنى دَارا مَاتَ بعض أَقَاربه أَو أحد من أَوْلَاده وَمن رأى كَأَنَّهُ يكنس دَارا ناله غم وخشي عَلَيْهِ من الْمَوْت أَو يفْتَقر وَمن بَاعَ دَاره طلق زَوجته وَمن خرب دَاره فقد هدم دينه بِعَمَل السوء وَقد يكون خراب الدَّار طَلَاق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 زَوجته وَمن خرج هَارِبا من مستقره نجا لقَوْله تَعَالَى (فأخرجنا من كَانَ فِيهَا من الْمُؤمنِينَ فَمَا وجدنَا فِيهَا غير بَيت) الْآيَة فنجوا بخروجهم الدرجَة فِي الرُّؤْيَا: أَعمال الْخَيْر مثل الصَّلَاة وَالزَّكَاة وَغَيرهَا من أَعمال البرك وَالْحج وَالصِّيَام فَمن رأى فِي الْمَنَام كَأَنَّهُ يرقى درجا من لبن ا , طين ارْتقى فِي الْإِسْلَام وَالدّين بِقدر مَا ارْتقى فِي الدرج وَلَا خير فِي الدرج إِذا كَانَ من آجر لِأَنَّهَا قد لامست النَّار وَأول من بنى الْآجر هامان وَهِي رفْعَة مَعَ طغيان ونفاق وَإِن كَانَت من حجر فرفعة مَعَ قساوة قلب وَإِن كَانَت من خشب فرفعة مَعَ نفاق وَإِن كَانَت الدرج من ذهب وارتقاها نَالَ خصبا ودولة واسما وَأَن كَانَت من فضَّة فَإِنَّهُ ينَال جوارا بِعَدَد مَا ارْتقى فِي الدرج وَإِن كَانَت من صفر فَإِنَّهُ ينَال شَيْئا من مَتَاع الدُّنْيَا وَمن صعد مرقاة نَالَ فطنة والدرجة تفسر بِرَجُل عَابِد وَمن قرب مِنْهُ نَالَ خيرا والارتقاء فِي الدرج هُوَ رفْعَة ينالها تدرجا قَلِيلا قَلِيلا والدرجات منَازِل فِي الْجنَّة لقَوْله تَعَالَى (ورفعنا بَعضهم فَوق بعض دَرَجَات) وَمن ارْتقى درجا وَهُوَ يعدها فَإِنَّهُ يعِيش بسنين على عَددهَا وَالْخمس دَرَجَات هِيَ الْخمس صلوَات فَمَا حدث فِيهَا من نقص فَهُوَ فِي صَلَاة من رأى ذَلِك الدغدغة: وَمن رأى إنْسَانا يدغدغه فَإِنَّهُ يحول بَينه وَبَين صَنعته الدبادب فِي الرُّؤْيَا: قوم أَغْنِيَاء بخلاء وتمزق طبل الْملك يدل على موت صاحبخيره الدُّنْيَا: تعبر بالمراة كَمَا أَن المراة تعبر بالدنيا فَمن رأى كَأَنَّهُ ترك الدُّنْيَا وَطَلقهَا فَإِنَّهُ يُطلق الزَّوْجَة وَقَالَ ارطاميدورس رأى إِنْسَان كَأَن الْعَالم كُله قد هلك وَلم يبْق فِي الدُّنْيَا أحد إِلَّا سواهُ فَعرض لَهُ بعد ذَلِك كَأَنَّهُ عمي وَذَاكَ لِأَن الْعَمى لَا يرى أحدا وَمن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 رأى الدُّنْيَا قد اسْتَوَت لَهُ وَمهما طلب وَأَرَادَ حصل لَهُ ذَلِك فَإِنَّهُ يتفقر وَيهْلك لقَوْله تَعَالَى (حَتَّى إِذا اخذت الأَرْض زخرفها وإزينت وَظن أَهلهَا انهم قادرون عَلَيْهَا أَتَاهَا أمرنَا) وَقَالَ الراجز: (إِذا تمّ امْر بدا نَقصه ... توقع زوالا إِذا قيل تمّ) الدفتر فِي الْمَنَام: يدل على تدبر الْعَيْش وتذكر الْإِنْسَان الْأَشْيَاء الْقَدِيمَة لِأَن النَّاس إِنَّمَا يقرؤون الدفاتر ليتدبروا مَا كَانَ فِي الزَّمَان الْمُتَقَدّم الدَّرْب: فَمن رأى أَنه دخل فِي درب دُخُول فِي سوم تَاجر أويدخل فِي ولَايَة أَو صناعَة وَمن دخل فِي درب مَفْتُوح دخل فِي عمل عَامل الدّكان فِي الرُّؤْيَا هِيَ الْمَعيشَة فَمن رأى بَاب دكانه مغلقا كسدت معيشته وَمن رأى دكانا تَجَدَّدَتْ على بَاب دَاره فَذَلِك صديق امْرَأَته وَفِي حرف الْحَاء فِي الْحَانُوت مَا يُغني عَن الدّكان هَا هُنَا الدبق فِي الرُّؤْيَا: يدل على رُجُوع الابق ورد السّرقَة وإمساك الخداعين الدبل فِي الْمَنَام: مَال مَجْمُوع لمن رَآهَا بجسد وَكَذَلِكَ السّلع كلهَا أَمْوَال إِلَّا إِذا رَآهَا فِي عُنُقه أَو فَوق ظَهره فَإِنَّهَا دُيُون تَجْتَمِع عَلَيْهِ لَان الدُّيُون مَحل الذِّمَّة وَالظّهْر مَحل الْحمل وَمن الْمثل السائر بَين النَّاس لفُلَان فِي عنق فلَان كَذَا وَكَذَا الدبر فِي التَّأْوِيل: يعبر بِالزَّوْجِ وَالْمَال فَمن رأى دبره قد سد فَإِنَّهُ يَمُوت وَمن رأى دبر أمه بَطل حجه إِن كَانَ عزم عَلَيْهِ وَإِلَّا وقف معاشه وَأدبر كَسبه وَمن رأى دبر إِنْسَان فَإِنَّهُ يرى وَجها عبوسا والدبر رجل ذليل وَقيل هُوَ رجل زمار وطبال وَقيل هُوَ بغض الْمَحَارِم وَقيل هُوَ رجل يدْفع الضّيق والحرج وَقيل رجل يكتم الْأَسْرَار وَقيل بل يغشيها فانسب ذَلِك إِلَى من يَلِيق بِهِ مَا ذكرت فَمن قطع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 دبره قطع رحم أَو زَوْجَة وَإِن كَانَ اميرا لَهُ زامرا طرده وَمهما خرج مِنْهُ من دم أَو غَائِط خرج مِنْهُ مَال على قدر ذَلِك وَإِن خرج مِنْهُ الْغَائِط فِي الْمَكَان الْمُعْتَاد خرج مِنْهُ مَال فِي مصلحَة وَخُرُوج الْغَائِط فِي غير الْموضع الْمُعْتَاد فَإِنَّهُ خُرُوج مَال فِي غير مصلحَة وَمن احدث على فرَاش أخرج مَالا على امْرَأَة كَالنَّفَقَةِ وَالْكِسْوَة وَرُبمَا طلق زَوجته لِأَن الْغَائِط يمْنَع النِّكَاح كَمَا يمنعهُ الطَّلَاق وَقيل الدبر رجل سَفِيه ودبر المراة المجهولة أدبار الدُّنْيَا عَن من رَآهُ وَقيل الدبر دير رَاهِب والوطيء فِيهِ كنس اٌ لأقذار وَخُرُوج الرّيح مِنْهُ فِي حرف الضَّاد وَالْفَاء وَمن رأى أَنه يشرب المَاء بدبره فَإِنَّهُ مابون وَإِن لم يكن مابونا فَإِنَّهُ يحتقن وَمن رأى الدُّود يخرج من دبره فَارق عِيَاله وَالدَّم إِذا خرج من الدبر فَإِنَّهُ أَوْلَاد الْأَوْلَاد وَمن تلطخ بِدَم خرج مِنْهُ مَال حرَام وَقد ذكرت فِي حرف الْغَيْن فِي الْغَائِط مَا يُغني عَن ذكره هَا هُنَا وَمن خرج من دبره أَو بَطْنه خرقَة فَارق قوما غرباء كَانُوا يَأْكُلُون من مَاله كعياله وَمن كشف عَجزه لإِنْسَان أطْعمهُ دسما فَإِن راى دبره ناله أدبار الدرْع فِي الرُّؤْيَا: وقاية من الْأَعْدَاء لمن لبسه لقَوْله تَعَالَى (وعلمناه صَنْعَة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم) وَمن نسج درعا فِي مَنَامه بنى حصنا والدرع للْمَرْأَة نقاب أَو بعل يَسْتُرهَا (الدقاح فِي الْمَنَام قُوَّة وَسَنَد وَامْرَأَة فَمن تغطى بِهِ نَالَ قُوَّة وسندا وَإِذا رَآهُ عزبا تزوج فِي الرُّؤْيَا مَال فَمن رأى الدمع يَدُور فِي عينه فَإِنَّهُ قد أدخر مَالا يُرِيد اظهاره وَيظْهر على يَد عدوه وَإِن سَالَ الدمع فَهُوَ نَفَقَة عَن طيب نفس والدمع الْبَارِد فَرح وسرور والدمع الْحَار فِرَاق وحزن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 وَمن راى دمعته على خَدّه من غير بكاء فَإِنَّهُ يطعن فِي نسبه وينفد فِيهِ القَوْل بَاب حرف الذَّال وَأما الذَّال إِذا كَانَ فِي اول لَفْظَة صَاحب الرُّؤْيَا فَهُوَ ذكرا أَو دمام أَو ذلة أَو ذمّ وَالذكر فِي الرُّؤْيَا يعبر بِوُجُوه: فَهُوَ ذكر فَمن رَآهُ كبر كبرا لَا يشين صَاحبه فَذَلِك زِيَادَة فِي مَاله وَذكره وَمن فقد ذكره وَهُوَ يتأسف عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يفقد وَلَده أَو يُسَافر وَيَنْقَطِع ذكره وَإِن كَانَ مَرِيضا فَإِنَّهُ يَمُوت وَإِن كَانَ واليا عزل وانتصاب الذّكر يدل على النشاط وَالْجد وَمن رأى لَهُ ذكرين فَإِنَّهُ يرْزق وَلدين ذكرين وَإِن رأى لَهُ ذكرين وَكَانَ الْوَاحِد فَوق الآخر فَإِنَّهُ ياتي الذكران هَذَا إِذا كَانَ فِي كَلَام صَاحب الرُّؤْيَا شَاهد يعلن بِالْفِسْقِ سِيمَا إِن نَالَ من الذّكر الفوقاني فِي الكنيف أَو بَال مِنْهُ عذرة وَمن رأى بِيَدِهِ ذكرا غير ذكره فَإِنَّهُ ينَال مَالا قدره الف دِينَار أَو ألف دِرْهَم ا , مائَة على قدر حَالَة وَمن رأى وجعا بِذكرِهِ فقد أَسَاءَ إِلَى قوم يذكرُونَهُ بالسوء وَقد ترك بِهِ عُقُوبَة وَالذكر للْمَرْأَة دَلِيل على انها تكون مساحقة تعلو بِهِ كَمَا يَعْلُو الرجل وَإِن كَانَت بكرا أَو خَالِيَة من زواج فَإِنَّهَا تتَزَوَّج وَإِن كَانَت ذَات زوج فَإِنَّهَا تطلق لِأَن الْمَرْأَة لَو كَانَ لَهَا ذكرا كَانَ الرجل يعاف يكرههُ وَإِذا رَأَتْ المراة أَن لَهَا ذكرا وَكَانَت حَامِلا بشرت بِولد ذكر وَإِن كَانَ لَهَا ولد فَإِنَّهُ يسود قومه وَإِن كَانَت لَا ولد لَهَا وَلَا هِيَ حَامِل فَإِنَّهَا لَا تَلد ابدا وَقد صَارَت بِمَنْزِلَة الرِّجَال وَكَذَلِكَ إِذا رَأَتْ لَهَا لحية وَقد يكون الذّكر واللحية زِيَادَة وَقُوَّة بِمن يقوم بأمرها وَقيل أَن المراة إِذا رَأَتْ لَهَا ذكرا أَو لحية أَو تلبس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 لبس الرِّجَال فَإِنَّهَا تكون سليطة على زَوجهَا إِذا كلمها بِكَلَام تَقول لَهُ مثله مص الذّكر فرج وَمن قطع ذكره فِي فرج زَوجته وَهِي حَامِل هلك الْوَلَد وَإِن كَانَ لَهُ بُسْتَان انْقَطع المَاء عَن بستانه لِأَن الْمَرْأَة بُسْتَان وَالذكر الْقَنَاة والساقية قطع الذّكر قطع النَّسْل من الذُّكُور الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة رأى إِنْسَان كَأَن ذكره بِيَدِهِ وشق اثْنَيْنِ وَهُوَ يلف احدهما فِي خرقَة فَوضعت زَوجته توما وَمَات الَّذِي كَانَ يلفه فِي الْخِرْقَة فَكَانَت بِمَنْزِلَة الْكَفَن الذّبْح فِي الرُّؤْيَا: ظلم فَمن ذبح إنْسَانا فَإِنَّهُ يَظْلمه وَمن ذبح بعض مَحَارمه فَإِنَّهُ يهمل قدره ويقاطعه وَالْعَبْد إِذا ذبح فِي الْمَنَام فَإِنَّهُ يعْتق وَمن كَانَ مهموما وَرَأى كَأَنَّهُ ذبح فرج عَنهُ همه لِأَن الذّبْح تَمام انْقِضَاء الْحَيَاة وَقَالَ ارطاميدورس: من كَانَ مهموما وَرَأى قوما مذبحين فرج عَنهُ ذَلِك الْهم لِأَن الْمَوْت آخر الْحَيَاة فقد نفد مَا كَانَ فِيهِ من الْهم وَالذّبْح أَيْضا نِكَاح فَمن ذبح مَا يدل على النِّسَاء كالحمام والدجاج فَإِنَّهُ يتَزَوَّج وَمن ذبح شَيْئا من قَفاهُ فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ فِي الدبر الرُّؤْيَا المعبرة رأى إِنْسَان كَأَنَّهُ ذبح غزالة فَلَمَّا انْتهى الذّبْح وجدهَا ابْن اخيه ثمَّ عرض لَهُ بعد الرُّؤْيَا أَنه زوج ابْن اخيه فَلَمَّا كَانَ سَبَب الذّبْح كَانَ سَببا للنِّكَاح وَهَذَا من شكل الرَّمْز فِي الرُّؤْيَا وَرَأى إِنْسَان كَأَنَّهُ ذبح سَمَكَة وشم مِنْهَا رَائِحَة قبيحة فَقَصَّهَا على معبر فَقَالَ: تنْكح بِغَيْر عصمَة وَتسمع كلَاما قبيحا وَذَلِكَ لِأَنَّهُ ذبح مَا لَيْسَ عَادَته ان يذبح فالرائحة القبيحة هِيَ الشَّاهِد فِي الرُّؤْيَا لفسق الذُّنُوب وَمن رأى كَأَنَّهُ ركب ذَنبا اجْتمع عَلَيْهِ دين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 الْعَرَب تسمى الذُّنُوب ديونا قَالَ الشَّاعِر: (فَلَا تحملي ذَنبي وَأَنت ضَعِيفَة ... فَحمل دمي يَوْم الْقِيَامَة يثقل) وَمن رأى عَلَيْهِ ذَنْب اجْتمع عَلَيْهِ دين لِأَن الذَّنب تَابع لمن رَآهُ الذقن فِي الرُّؤْيَا: سيد الْعَشِيرَة وَصَاحب لِأَنَّهُ يجمع الاهل الذوابة: ولد لمن لَهُ حَامِل وَهِي مَال لمن رَآهَا تراسه والذوآبة أَيْضا جَارِيَة والذوائيب الْكَثِيرَة جوَار لمن رَآهَا الذلة نصر لقَوْل الله عز وَجل (وَلَقَد نصركم الله ببدر وَأَنْتُم أَذِلَّة) الذرع والشبر والمساحة سفر وَيكون السّفر على مِقْدَار مَا ذرع أَو مسح أَو شبر فِي الْقلَّة وَالْكَثْرَة الذّرة فِي الْمَنَام: مَال خامل الذّكر قَلِيل الْمَنْفَعَة وَهُوَ كثير الذَّر فِي الْمَنَام يُفَسر بالنسل لقَوْله تَعَالَى (وَإِذ اخذ رَبك من بني آدم من ظُهُورهمْ ذرياتهم) والذر يُفَسر بالضعفاء من النَّاس وَقيل الذَّر جند لِأَنَّهُ من النَّمْل الذراريج: قَالَ ارطاميدورس: هِيَ ردية لمن عَملهَا وسخ وللعطارين نصْرَة وَأما لسَائِر النَّاس فَإِنَّهَا جَيِّدَة الذِّئْب فِي الرُّؤْيَا: لص ظلوم وجروه ولد لص يسرق بِلَا خُفْيَة وَمن ربى جرو ذِئْب فَإِنَّهُ يُربي لقيطا من لص وَيخرب بَيته وَيهْلك نَسْله وَمن رأى ذئبا صَار إنسيا اكالخروف فَإِنَّهُ لص يَتُوب وَمن رأى ذئيبا دخل دَاره فليحذر اللُّصُوص وَمن رأى ذئبا فَإِنَّهُ يتهم إنْسَانا وَيكون بَرِيئًا لقصة يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام وَمن صَار ذئبا فِي مَنَامه نَالَ سُرُورًا الذَّهَب: وَمن اصاب الذَّهَب فِي الْمَنَام ذهب لَهُ شَيْء بِقدر مَا أصَاب من الذَّهَب هَذَا إِذا لم يكن مَضْرُوبا بالسكة دَنَانِير بَاب حرف الرَّاء وَأما حرف الرَّاء فَإِنَّهَا رفْعَة ورئاسة وَرَحْمَة وَأما رِيَاء أَو ريب، رز، رضوَان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 خَازِن الْجنان سرُور دَائِم لقَوْله تَعَالَى (وَقَالَ لَهُم خزنتها سَلام عَلَيْكُم طبتم) الراس فِي الرُّؤْيَا يعبر بالرئيس ويعبر بِالْأَبِ ويعبر بِرَأْس مَال لقَوْله تَعَالَى (وَإِن تبتم فلكم رُؤُوس أَمْوَالكُم) وَمن رأى بِرَأْسِهِ وجعا مرض ربيبه أَو أَبوهُ وَمن رأى رَأسه تحول رَأس أَسد فَإِنَّهُ ينَال ملكا وَمن رأى بِيَدِهِ رَأس أدمي فَإِنَّهُ ينَال مَالا قدره ألف ينار والرؤوس المقطعات فِي الْمَنَام رؤوساء النَّاس وَمن أَخذ شَيْئا من شعرهَا أَو لَحمهَا نَالَ مَالا من قوم رؤوساء وَمن رأى رَأسه كَبِيرا حسنا نَالَ حلما ورئاسة وَمن تحول رَأسه رَأس فرس نَالَ خيرا ومالا لما ورد فِي الْخَبَر (الْخَيْر مَعْقُود فِي نواصي الْخَيل) فَإِن تحول رَأسه حمارا فَإِنَّهُ يكون يرفع رَأسه فِي صلَاته قبل إِمَامه لما فِي الحَدِيث النَّبَوِيّ أَو أَنه يصير جَاهِلا سَفِيها أَو يطعم من مخ حمَار ليفسد دماغه وَمن قطع رَأسه وَكَانَ مَمْلُوكا عتق أَو مهموما فرج عَنهُ الْهم وَإِن كَانَ مَرِيضا شفى ويعبر بِالْعقلِ لِأَنَّهُ مَحَله وَرَأس الْمَرْء أمه يُقَال أم رَأسك وَالرَّأْس رَئِيس الْمركب والراس حب طَعَام وَعَلِيهِ غطاء وَقيل رجل مزارع وشعره زرعه والراس كبره وَمن رأى رَأسه قطع وَكَانَ مِمَّن يخْدم فَارق رئيسه وَمن رأى رَأسه يرْضخ بِحجر فَإِنَّهُ قد نَام عَن عشَاء الْآخِرَة لقَوْل النَّبِي لَيْلَة الْإِسْرَاء وَقد رأى رجلا يرْضخ رَأسه فَقَالَ لجبريل: مَا هَذَا " قَالَ نَام عَن صَلَاة الْعَتَمَة " وَمن رأى رَأسه رَأس كلب أَو فرس أَو حمَار فَإِنَّهُ ينَال تعبا لِأَن هَذِه الدَّوَابّ خلقت للتعب وَإِن رأى رَأسه رَأس طير فَإِنَّهُ يكون الْأَسْفَار وَمن رأى كَأَن رَأسه بِيَدِهِ وَكَانَ لَهُ رَأس آخر فَإِن ذَلِك يدل على تَدْبِير الْأُمُور الردية واصطلاحها ويقاوم الْأُمُور الَّتِي تكتنفه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 وَأكل رَأس كل حَيَوَان مَال لم يَك يرجوه طول حَيَاة إِذا كَانَ غير نيء قد طبخ أَو شوي الرجل فِي الْمَنَام: للْملك رِجَاله وَإِن رأى ملك كَأَنَّهُ قطع رجل ملك آخر فَإِنَّهُ يَأْخُذ عداء من رِجَاله وَمن رأى رجله اطول من الْأُخْرَى فَإِنَّهُ يُسَافر وَيرجع إِلَى مَكَانَهُ وَرجل الْإِنْسَان رجل مركبه الَّذِي يركبه من السفن وَقد يكون رجل الْإِنْسَان ركباه لسرجه وَرجل الصَّبِي أَبَوَاهُ: فاليمين أَبوهُ وَالشمَال أمه وَمن رأى لَهُ أَرْبَعَة أرجل وَهُوَ من الْفُقَرَاء فَإِنَّهُ يُسَافر وينال مساعدة وَإِن كَانَ غَنِيا فَإِنَّهُ يمرض لِأَن الْغَنِيّ يحْتَاج إِلَى من يمشي فِي أُمُوره وَمن رأى لَهُ ارجلا كَثِيرَة وَهُوَ يمشي بهم فَإِنَّهُ يعمى وَيحْتَاج إِلَى من يَقُودهُ وَيَمْشي بِهِ ليهديه الطَّرِيق هَذَا إِذا كَانَ نظره ضَعِيفا وَإِن راى فَاسِقًا أَو وَال ان لَهُ ارجلا كَثِيرَة يمشي بِهن فَإِنَّهُ يعْزل وَلَا يمشي إِلَّا بالوكلاء وَمن رأى حذوا لرجليه خذل فِي مَاله وَمن رأى انه زنا بِرجلِهِ فَإِنَّهُ يتبع النِّسَاء وَمن رأى رجلَيْهِ طلعتا إِلَى السَّمَاء وَلم يراهما نزلت فَإِن أَبَوَيْهِ يموتان وَمن مَشى على أَرْبَعَة أرجل فَإِنَّهُ يعمى ويقوده غَيره فَهُوَ كمن يمشي بِأَرْبَع وَمن مَشى على رجل وَاحِدَة فَإِنَّهُ يخسر نصف مَاله وَقطع الرجل سجن أَو ركُوب فِي بحرا وهجر مَكَان كَانَ يسْعَى إِلَيْهِ وَقيل من مَشى على أَربع فَإِنَّهُ يَمُوت وَيحمل نعشه أَرْبَعَة وَرُبمَا ركب دَابَّة وَمن رأى رجله كسرت فَلَا يقربن السُّلْطَان وَسَنذكر الْقدَم والساق فِي بابيهما إِن شَاءَ الله تَعَالَى الرّكْبَة فِي الْمَنَام مَحل الكد والمعاش فَمَا حدث بهَا من قُوَّة أَو ضعف فانسبه إِلَى الْمَعيشَة وَقَالَ ارطاميدورس: الركبتان فِي الْمَنَام يدلان على الْحَرَكَة وَالْبدن وَمَا يرى فِيهَا من قُوَّة فَهِيَ دَلِيل حَيّ للْمُسَافِر وَالركبَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 مركبة وركابه دَابَّته فَمَا حدث فِيهَا فانسبه إِلَى مَا ذكرنَا الرئة فِي الْمَنَام: مَحل الرّوح فَمن عفنت رئته نفد عمره والرئة أَيْضا مَحل غَضَبه وتعبر بِالْمَرْأَةِ والرمد فِي الرُّؤْيَا: نقص فِي الدّين الرُّؤْيَا المعبرة: رَأَتْ امْرَأَة كَأَن عينيها قد رمدت فَمَرض بنوها لِأَن الْعَينَيْنِ تعبر بالأولاد وَسَيَأْتِي ذكرهمَا فِي آخر حرف الْعين الرِّيق مَذْكُور فِي رف الْفَاء مَعَ الْفَم الراهب وَمن رأى كَأَنَّهُ رَاهِب فقد تفرد ببدعة لقَوْله تَعَالَى (ورهبانية ابتدعوها) وَقيل من صَار رَاهِبًا ناله ذل وخضوع وعسرت عَلَيْهِ دُنْيَاهُ الرخم فِي الْمَنَام: إِنْسَان احمق قدر: وَمن رأى الرخم فِي نوم النَّهَار مرض وَمن أَخذ رخمه فَإِنَّهُ يَقع فِي حَرْب ويسفك فِيهِ دم كثير وَقيل من أَخذ رخمة مرض مَرضا شَدِيدا وَقَالَت النَّصَارَى: الرخم الْكثير يدل على عَسْكَر عَظِيم يحل بذلك الْمَكَان وهم سفل يَأْكُلُون الْحَرَام وَقَالَ ارطاميدورس: الرخم دَلِيل خير لمن صَنعته خَارج الْبَلَد كالكلاسين وصناع الْآجر لِأَن الرخم لَا يدْخل الْبَلَد والرخم أَيْضا يدل على مغسلي الْمَوْتَى وعَلى سكان الْمَقَابِر لِأَن الرخم تَأْكُل الْجِيَف وَلَا تسكن المدن وَمن رأى رخمة فِي دَاره وفيهَا مَرِيض فَإِنَّهُ يَمُوت وَإِن لم يكن فِي الدَّار مَرِيض خشِي على صَاحب الدَّار الْمَوْت أَو الْمَرَض الشَّديد الرتيلا فِي الْمَنَام: عَدو قتال حقير المنظر شَدِيد الطعنة الرمانة فِي الْمَنَام امْرَأَة وَولد وَمَال وشجرة رجل صَاحب مَال كثير وَدين فَإِن كَانَ تَاجِرًا كثرت تِجَارَته وَإِن كَانَ سُلْطَانا غلب السلاطين والرمانة تفسر بالف دِرْهَم أَو مائَة أَو عشرَة على قدر صَاحب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 الرُّؤْيَا: وَإِذا نسبت الرمانة إِلَى الْمَرْأَة فَهِيَ صَاحِبَة جمال وَالْعرب تشبه الثديين الناهدين بالرمانتين والرمانة تعبر للسُّلْطَان بِالْمَدِينَةِ إِذا كسرهَا فتح مَدِينَة فقشرها سورها وحبتها رجالها وشحمها مَالهَا وَمن أكل قشور رمانة فِي مَنَامه بَرِيء من مرض وَإِذا كَانَ حب الرمانة أَبيض دلّ على الدَّرَاهِم وَإِذا كَانَ أَحْمَر دلّ على الدَّنَانِير والرمانة تفسر بالصندوق المقفول وَرُبمَا تدل على بَيت الْبُخْل وقرص الشهد وَقَالَ ارطاميدورس: الرُّمَّان يدل على فزع أَو دمل وَذَلِكَ بِسَبَب لَونه الرطب والريباس اما الرطب: فَهُوَ ولَايَة فِي كورة عامرة وَفِي غير أَوَانه مرض لقَوْله تَعَالَى (وهزي إِلَيْك بجذع النَّخْلَة تساقط عَلَيْك رطبا جنيا) فَأكلت وَهِي مَرِيضَة وَكَانَ فِي غير اوانه وَقيل الرطب رزق تقر بِهِ عين من أكله (فكلي واشربي وقري عينا) وَأما الريباس فَإِنَّهُ مَنْفَعَة من قبل قرَابَة إِذا كَانَ حلوا وَإِذا كَانَ حامضا فَهُوَ ندامة الرَّوْضَة الخضراء: قَالَ الْمُسلمُونَ: الرياض الخضراء الَّتِي لَا يعرف جوهرها هِيَ الْإِسْلَام وَقَالَ ابْن سِيرِين الرَّوْضَة عضادة الدُّنْيَا وَنَعِيمهَا وَالرَّوْضَة قد أولت بالقينة ذَات الْجمال فشقيقها شفتاها ونرجسها عَيناهَا وَمن رأى قينة دخل رَوْضَة وَكَذَلِكَ إِن عكست فَإِن رأى رَوْضَة رأى قينة وَمن الرُّؤْيَا المعبرة ان رجلا أَتَى أَبَا بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ رَأَيْت كَأَنِّي فِي أَرض مخصبة فَخرجت مِنْهَا وَدخلت فِي أَرض مجذبة فَقَالَ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ: إِن صدقت رُؤْيَاك خرجت من الْإِسْلَام إِلَى الْكفْر فَدخل الرجل إِلَى الرّوم وَتَنصر بهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 وَقَالَ جاماسب: من رأى رَوْضَة تضرر سرعَة الريش فِي الْمَنَام: مَال وَكِسْوَة لقَوْله تَعَالَى (يَا بني آدم قد أنزلنَا عَلَيْكُم لباسا يواري سوائتكم وريشا وَلبس التَّقْوَى) وَمن نبت على جسده ريش زَاد مَاله وَكسوته وَرُبمَا وَقع لَهُ سفر يُقَال فلَان قد ريش إِذا كثر مَاله الرقص فِي الْمَنَام مُصِيبَة وَمن رقص لغيره فَإِنَّهُ يُشَارِكهُ فِي الْمُصِيبَة وَقَالَ ارطاميدورس: من رقص فِي منزله وَحده فَرح وشبع لِأَن الرقص لَا يكون إِلَّا عَن شبع وبطر وَالْمَرِيض إِذا رقص كثر قلقه وَمن جذب إِلَى الرقص فَأبى نجا من شدَّة وتهمه والرقص للطفل لَا يحمد وخشي عَلَيْهِ من الخرس لِأَن الْأَخْرَس يُشِير بِيَدِهِ والطفل إِذا رقص يُشِير بِيَدِهِ والرقص للمراة لَا يحمد غنية كَانَت أَو فقيرة وَيدل على فضيحة وَلَا يحمد الرقص لراكب السَّفِينَة فَإِنَّهُ شدَّة والمسجون إِذا رأى كَأَنَّهُ يرقص فَإِنَّهُ يخرج من السجْن لِأَن الرقص لَا يكون إِلَّا فِي مَكَان وَاسع والسجن يضيق بأَهْله والرقص على الْمَكَان الْمُرْتَفع خوف والتقلب يدل على مَا دلّ عَلَيْهِ الرقص الرفس فِي الْمَنَام: معبره فَمن رفس إنْسَانا فَإِنَّهُ يعيره بالفقر الرانات ولَايَة لمن لبسهَا الرغد فِي الرُّؤْيَا: تهدد من سُلْطَان وَإِذا كَانَ مَعَ الرغد برق فَإِنَّهُ طبل وسيوف تبرق الرماد كَلَام بَاطِل لقَوْله عزل وَجل (كرماد اشتدت بِهِ الرّيح فِي يَوْم عاصف) وَمن كحل صَبيا أَو امْرَأَة برماد (فجربهما) الركاب إِذا عرى عَن ظهر الدَّابَّة فَهُوَ امْرَأَة لِأَنَّهُ مَحل الرّكُوب والوثب إِذا كَانَ على الدَّابَّة فَهُوَ آلَة من الرّكُوب وَقد يكون الركاب للأمير ركاب دَاره فَإِذا حدث فِيهِ شَيْء فانسبه إِلَى ركاب دَاره أَو فرسه الرمل فِي الْمَنَام مَال لمن حواه وَإِذا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 كَانَ كثيرا غَالِبا وَمَشى فِيهِ فَهُوَ شغل شاغل الرّيح العاصف عَذَاب إِذا حلت بمَكَان لقَوْله تَعَالَى (فَأَرْسَلنَا عَلَيْهِم الرّيح الْعَقِيم مَا تذر من شَيْء اتت عَلَيْهِ الا جعلته كالرميم) وَمَتى جَاءَ لفظ الرِّيَاح فَلَا تكون إِلَّا بِشَارَة لقَوْله تَعَالَى (وَهُوَ الَّذِي يُرْسل الرِّيَاح بشرا بَين يَدي رَحمته) وَقَالَ عز وَجل (وَمن آيَاته أَن يُرْسل الرِّيَاح مُبَشِّرَات) الرّبيع فِي الرُّؤْيَا يدل على الدَّرَاهِم الرمْح فِي الرُّؤْيَا يعبر بأَشْيَاء كَثِيرَة مِنْهَا أَنه ولد وَأَخ وَصَاحب يذب عَن صَاحبه أَو ولَايَة وَإِذا رأى الْملك كَأَن رمحه طَال حَتَّى جَاوز الْحَد فَإِنَّهُ يظلم رَعيته ويعتدى عَلَيْهِم فَمن رأى بِيَدِهِ رمحا وَهُوَ يُشِير بِهِ فِي السُّوق فَإِنَّهُ يرْزق ولدا ذكرا وَإِن جعله خلف بَابه أَو غطاه بلَيْل فَإِن حاملتته تضع جَارِيَة لِأَن الْبِنْت تستر وتخبأ وَالذكر بارز للعيون وَالرمْح بِلَا حَدِيد آنِية للحامل وترزق تِلْكَ البنية بَنَات بِعَدَد عقد الرمْح إِذا عدهَا صَاحب الرُّؤْيَا فِي مَنَامه وَمن رأى سُلْطَانا وَله رمحا فَإِنَّهُ يوليه ولَايَة فَإِن كَانَ فِي الرمْح راية فالولاية لَهَا صيت وَمن رأى إنْسَانا طعنه بِرُمْح فَإِنَّهُ يُؤْذِيه بِلِسَانِهِ بِلِسَانِهِ ويطعن فِي عرضه لقَوْله تَعَالَى (وطعنا فِي الدّين) وَمن ملك رمحا وَلَيْسَ لَهُ حَامِل فَإِنَّهُ يصحب إنْسَانا يذب عَنهُ أَو اخا يَقِيه اعداءه وَالرمْح الْقصير الَّذِي قدره شبر إِذا استعد بِهِ للبراز هُوَ دَلِيل الْوَطْء للكر لِأَنَّهُ مَظَنَّة الْجراح والدماء الرَّايَة فِي الْمَنَام تَزْوِيج وللحامل ولد ذكر والراية للرجل ذكر وصيت من رجل لَهُ عز فِي النَّاس والراية السَّوْدَاء سؤدد والخضراء سفر فِي دين وبر والحمراء حَرْب والراية الصَّفْرَاء مرض فِي الْجند والرايات الْكَثِيرَة ريَاح وأمطار وحاجب الرَّايَة يُفَسر بِالْقَاضِي لِأَنَّهُ مَنْظُور الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 إِلَيْهِ فَإِن حملهَا من كَانَ طَالب الْقَضَاء ناله الرَّحْمَة دين وإحسان لقَوْل النَّبِي " لَيْسَ منا من لم يرحم صَغِيرنَا " رهن النَّفس دُيُون على من رهن نَفسه لقَوْله تَعَالَى (كل نفس بِمَا كسبت رهينة) وَمن اخذ رهنا فَإِنَّهُ يظلم إنْسَانا الرَّجْم مسَبَّة فَمن رأى إنْسَانا يَرْجُمهُ فَإِنَّهُ يسبه وَمن رجم فِي حفيره فَإِنَّهُ زَان فَأمره بِالتَّوْبَةِ الرعاف فِي الْمَنَام: مَال حرَام يُصِيبهُ الراعف إِن كَانَ سَائِلًا رَقِيقا وَإِن كَانَ غليظا كثيفا فَإِن امْرَأَة صَاحب الرُّؤْيَا تسْقط جَنِينهَا لِأَن الْوَلَد علقَة دم بعد النُّطْفَة وَمن رعف وَهُوَ يعْتَقد أَن ذَلِك الرعاف يَنْفَعهُ فَإِنَّهُ ينَال مَالا من قبل رجل رَئِيس وَلَو رعف قَطْرَة أَو قطرتين أَو رَطْل أَو رطلين وَهُوَ يعْتَقد أَن ذَلِك الرعاف يَنْفَعهُ فَهُوَ صِحَة جسم وَيخرج من إِثْم وَقَالَ انوشروان كسْرَى الرعاف خير يَأْتِيك من رئيسك الرَّضَاع فِي الْمَنَام: هم وسجن لقَوْله تَعَالَى (وأوحينا إِلَى أم مُوسَى أَن أرضعيه فَإِذا خفت عَلَيْهِ) فَحصل بعد الرَّضَاع الْخَوْف وَقَالَ ابْن سِيرِين لَا خير فِي المراضع وَلَا المرتضع وَمن رأى الْمَرِيض يرضع فَإِنَّهُ يبرأ من مَرضه لِأَن بِاللَّبنِ كَانَ نشوه الرصاص: يدل على عوام النَّاس وسفلهم وَهُوَ مَال من قبل الْمَحْبُوس وَمن أَخذ رصاصا ذائبا فِي مَنَامه فليحذر على مَاله وَإِن كَا جَامِدا فَلَا بَأْس عَلَيْهِ وَمن رأى كَأَنَّهُ يذيب الرصاص فَإِنَّهُ يُخَاصم فِي امْر وضيع وَيَقَع فِي أَلْسِنَة النَّاس وَمن رأى رجلَيْهِ من رصاص فَإِنَّهُ على حذر من الفالج لرخاوة الرصاص أَو يمشي فِي أَمر دب فِيهِ وَهن وَرُبمَا دلّ على الرصاص على أَمر ثَابت لطول بَقَائِهِ فِي الأَرْض وَالْبناء المرصص قَالَ الله تَعَالَى (إِن الله يحب الَّذين يُقَاتلُون الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 فِي سَبيله صفا كَأَنَّهُمْ بُنيان مرصوص) الريحان فِي الرُّؤْيَا إِذا كَانَ نابتا فِي مَحَله فَهُوَ ذكر جميل وَكَلَام يسر بِهِ وعرق الريحان ولد ذكر وَمن رأى رَأسه اكليلا من الريحان فَإِنَّهُ يعْزل إِن كَانَ واليا لِأَن آدم عَلَيْهِ السَّلَام لما هَبَط نزل على رَأسه اكليل من الريحان وبائع الريحان صَاحب هموم لانها لَا إِقَامَة لَهَا وَالريحَان الْمَقْطُوع من مَحَله هم الراووق فِي الْمَنَام رجل صَادِق الْكَلَام رخ الشطرنج يُفَسر للحامل بِجَارِيَة لشبهه بالفرج الرَّمْي فِي الْمَنَام كَلَام وَقذف لقَوْله تَعَالَى (وَالَّذين يرْمونَ ازواجهم) وَقَالَ عز وَجل (إِن الَّذين يرْمونَ الْمُحْصنَات الْغَافِلَات الْمُؤْمِنَات) فَمن رأى كَأَنَّهُ يَرْمِي بِالسِّهَامِ إِلَى النَّاس فَإِنَّهُ يرميهم بِكَلَام رَدِيء الرُّؤْيَا المعبرة أَتَى ابْن سِيرِين رجل فَقَالَ: رَأَيْت كَأَنِّي أرمي وأخطيء فَقَالَ: أرى لَك لِسَانا خبيثا تَتَحَدَّث بِهِ فِي أَعْرَاض النَّاس وَمن رأى كَأَنَّهُ يَرْمِي فِي عرض وَلم يخطيء فَإِنَّهُ ينَال مُرَاده من أَمر يُرْسل فِيهِ كتابا أَو رَسُولا وَمن رمى إنْسَانا وأخطأه فَإِنَّهُ يرميه بِكَلَام بَاطِل وَإِن أَصَابَهُ فِي رميه فَالْكَلَام الَّذِي يَقُوله فِيهِ حق وَقَالَت امراة من الْعَرَب: (وَأَنت الَّذِي انصبتني وتركتني ... لَهُم عرضا ارمي وَأَنت سليم) وَمن رأى كَأَنَّهُ يَرْمِي بسهام على جبل شرقا وغربا وَثيَاب جدد بيض فَإِنَّهُ ينَال ملكا وسلطانا وَإِن كَانَ لذَلِك اهلا وَهُوَ من بَيت الْإِمَارَة فالسهام كتبه الَّذِي ينفدها فِي رسائله وأوامره وَرمي البندق قذف لِأَنَّهُ شَبيه الرَّجْم وَقيل الرَّمْي بالبندق فِي الْحَضَر قذف لذَلِك المرمى وَإِن كَانَ الرَّمْي فِي الْبر لأجل الصَّيْد فَهُوَ غنيمَة وَكسب وَمن رمى بِسَهْم وسال دَمه نَالَ فَائِدَة من رجل عَظِيم وَمن وَقعت السِّهَام فِي قلبه فَذَلِك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 الخاط غُلَام حسن أَو جَارِيَة حَسَنَة وللشعراء فِي ذَلِك كَلَام كثير الرعشة هم من قبل الْعَشِيرَة الرقا فِي الْمَنَام: كَلَام بَاطِل إِلَّا ان يذكر فِيهَا اسْم الله تَعَالَى فَإِنَّهَا دَلِيل خير الربَاب فِي الْمَنَام: من أَشْرَاف النَّاس وَالْوتر نسَاء مغنيات وَسَمَاع حسه واللعب بِهِ كَلَام بَاطِل لِأَنَّهَا تنطق بِمَا لَا يفهم رَحا المَاء: رجل يجْرِي على يَدَيْهِ مَال كثير وَهُوَ ذُو سياسة فِي الْأُمُور وَمن التجأ إِلَيْهِ حسن جده وَمن رأى رَحا تَدور بالدواب فَإِنَّهَا رزق يدر لمن رَآهَا لَهُ وَمن رأى رَحا تَدور بِلَا طحين فَإِنَّهَا سفر والرحا إِذا دارت بِلَا سَبَب كالدواب وَالْمَاء فَإِنَّهَا قرب أجل الرَّائِي والرحا الَّذِي يطحن النَّار وَالْحِجَارَة فَإِنَّهَا دَلِيل حَرْب وفتنة لِأَن الْعَرَب تشبه حَرَكَة الْقِتَال بالرحا قَالَ الشَّاعِر: فدارت رحانا سَاعَة ورحاهم وَقَالَ آخر: (مَتى ينْتَقل الى قوم رَحا ... يكون لَهُم برؤوسهم طحينا) وَإِصْلَاح قطب الرحا دَلِيل على الزواج والرحا رجل وَامْرَأَة وتدل على الضرس فَمن رَآهَا قلعت عَن أُخْتهَا قلع ضرسا وَمن رأى حِمَاره صَار رَحا يطحن خرب بَيته وافتقر والرحا المعوجة فِي الْمَنَام دَلِيل قحط وَغَلَاء وَأما رَحا الرّيح فَإِنَّهَا دلّت على الْحَرْب فَإِنَّهَا تبطل فَلذَلِك إِن دلّت على الرزق فَهُوَ قَلِيل وَرُبمَا انْقَطع وَأما رَحا الْيَد فَإِنَّهَا تدل على شَرِيكَيْنِ قاسيين وَلَا يتهيأ لَهما إِلَّا بِرَجُل مُنَافِق وَذَلِكَ الوتد الْخشب الَّذِي تَدور بِهِ الرحا والرحا الَّذِي تَدور بِهِ بِلَا قطب هِيَ امْرَأَتَانِ يتساحقان وَقيل الرحا تدل على الأعراس والاختتان لِأَن الله تَعَالَى تهدد بني اسرائيل فَقَالَ إِنِّي لَا أخلي مِنْكُم صَوت الرحا وَنور السراج الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 يُرِيد بذلك فَرح الأعراس والاختتان وَقَالَت النَّصَارَى وَالروم: من رأى بِيَدِهِ رَحا فَإِنَّهُ يضْرب ويسجن وَمن رأى بِيَدِهِ رَحا انْكَسَرَ فَإِن كَانَ مسجونا نجا وَخرج وَإِن كَانَ مهموما فرج عَنهُ وَإِن كَانَ فِي مهلك نجا وَقيل من كسرت رحاه فَإِنَّهُ يَمُوت وَإِذا طحنت المراة برحا لَا قطب لَهَا فَإِنَّهَا تساحق وَكَذَلِكَ كل شَيْء يحد بِهِ شَيْئا مثله كحجر بِحجر أَو خشيَة بخشية فقس على ذَلِك الرَّغِيف مَذْكُور فِي حرف الْخَاء فِي الْخبز بَاب حرف الزَّاي وَأما حرف الزَّاي فَإِنَّهُ يعبر بِزِيَادَة وزهد وَأما زنا أَو زلَّة أَو زَوَال زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَام: وَمن رأى زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَام فَإِنَّهُ يرْزق ولدا على الْكبر وَيكون سيدا وَيصْلح الله عز وَجل لصَاحب الرُّؤْيَا زوجه لقَوْله تَعَالَى (وَوَهَبْنَا لَهُ يحيى وأصلحنا لَهُ زوجه) الزَّيْت فِي الْمَنَام: مَال حَلَال وشفاء لمن أدهن بِهِ وَمن الرُّؤْيَا أَن رجلا من الْأَغْنِيَاء رأى فِي مَنَامه النَّبِي فَقَالَ لَهُ: إِن أردْت الْعَافِيَة من مرضك فَخذ لَا وَلَا فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ من مَنَامه بعث إِلَى سُفْيَان الثَّوْريّ بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم وَقَالَ: انفق هَذِه على الفقرءا وَأَخْبرنِي عَن تَأْوِيل رُؤْيَايَ فأنفذ اليه سُفْيَان الثَّوْريّ يَقُول لَهُ: إِنَّمَا كَانَ قَول الله عز وَجل (شَجَرَة مباركة زيتونة لَا شرقية وَلَا غربية) وَقَالَ ارطاميدورس: الزَّيْت فِي الْمَنَام يدل على سحر أَو مرض وَالزَّيْتُون مَال ومتاع لقَوْله تَعَالَى (وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا وَحَدَائِق غلبا وَفَاكِهَة وَأَبا مَتَاعا لكم ولانعامكم) وَشَجر الزَّيْتُون رجل مبارك نفاع لأَهله وَقيل امْرَأَة شريفة أَو ولد شرِيف أَو ولَايَة والزيتونة الصَّفْرَاء هم فِي الدّين وَمن عصر زيتونا من شَجَره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 نَالَ بركَة وَخيرا وَالزَّيْتُون فِي الْمَنَام للعبيد يدل على ضَربهمْ لِأَن الزَّيْتُون يضْرب حَتَّى يَرْمِي حمله وَقيل الزَّيْتُون فِي الرُّؤْيَا هم لمرارته وَقَبضه وَمن سقى شَجَرَة الزَّيْتُون بالزيت فَإِنَّهُ ينْكح امهِ لِأَن الزَّيْت هُوَ الْفَرْع والشجرة امهِ وَكَذَلِكَ إِذا سقى كرمه بخل أَو بَال تُرَابا على الأَرْض فَإِنَّهُ ينْكح امهِ لِأَن الأَرْض أم وَالتُّرَاب بِمَنْزِلَة الْوَلَد وَمن عصر زيتونا وَله مسجون أَو هُوَ فِي السجْن فَإِنَّهُ ينجو وَكَذَلِكَ كل شَيْء مُمكن فِي ثمره كالعنب والسمسم وَغَيره وَقيل عصير كل شَيْء دَلِيل الوطيء لِأَن الْمَنِيّ يخرج بحركة الزمانة عجز عَن مرام يَقْصِدهُ من إِصَابَته فِي الْمَنَام زبل كل دَابَّة ترى فِي التَّأْوِيل مَال لمن حواه أَو أكله الزبالة: دَلِيل خير للْفُقَرَاء لِأَنَّهَا مَجْمُوعَة من اشياء كَثِيرَة وفضلات وَلَا تحمد للأغنياء الزَّكَاة فِي الرُّؤْيَا: زِيَادَة فِي مَال الْمُزَكي ومضاعفة لقَوْله تَعَالَى (وَمَا آتيتم من زَكَاة تُرِيدُونَ وَجه الله فاولئك هم المضعفون) وَأما زَكَاة الْفطر فَإِنَّهَا تدل على وَفَاء الدّين والأمن من الْمَرَض فِي ذَلِك الْعَام لمن اخرجها وَيكون كثير التَّسْبِيح لقَوْله تَعَالَى (قد أَفْلح من تزكّى وَذكر اسْم ربه فصلى) الزاغ الَّذِي منقاره احمر يدل على رجل ذِي سطوة وَلَهو وطرب وَقَالَ ارطاميدورس: الزاغ فِي الرُّؤْيَا: يدل على قوم يحبونَ الْمُشَاركَة على ثبات وعَلى قوم فُقَرَاء الزنبور: مخاصم مهيب ثَابت فِي الْقِتَال سَفِيه خَبِيث المأكل من رأى الزنانبير دخلت مَكَانا فَإِنَّهُم جنود لَهُم هَيْبَة وَسُرْعَة وشجاعة يُحَاربُونَ النَّاس جهارا وَقيل الزنبور رجل يُجَادِل بِالْبَاطِلِ وَهُوَ من المسوخ وَقَالَت الْيَهُود الزنبور وَالْعَقْرَب يدل على الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 الغمازين وسفاكي الدِّمَاء وَقيل الزنانير فِي الرُّؤْيَا قوم لَا رَحْمَة لَهُم الزرزور فِي الْمَنَام: رجل مُسلم مُسَافر كالمكاري الَّذِي لَا يلبث فِي مَكَان فطعامه حَلَال لِأَنَّهُ حرم على نَفسه الطَّعَام وَالشرَاب لما أهبط آدم من الْجنَّة وَقَالَ: وَالله لَا أكلت وَلَا شربت حَتَّى يَتُوب الله على آدم الزلابية فِي الْمَنَام: رزق بلهو وطرب وَنَجَاة من الْمضرَّة الزر والعروة يدلان على امْرَأَة وَرجل فَمن رأى انه ركب زرا فِي عُرْوَة فَإِنَّهُ يتَزَوَّج إِن كَانَ عزبا وَإِلَّا فَإِنَّهُ يؤلف امرا قد تفرق زق وَأما الزق فَإِنَّهُ دَلِيل نِكَاح فَإِذا رَأَيْت رجلا يزق حمامة فَإِنَّهُ يتَزَوَّج وَإِن رَأَيْت غرابا يزق بلبلا أَو عصفورا فَإِن فَاسِقًا يفجر بِغُلَام وَقس على ذَلِك جَمِيع الحشرات فَإِنَّهَا فساق فَإِن زقت فِي غير جِنْسهَا ذَلِك فسق. الزمر فِي الْمَنَام نعي لمن سَمعه وَإِن كَانَ هُوَ الَّذِي يزمر فَإِنَّهُ ينعى إنْسَانا وَقيل من رأى بِيَدِهِ زمر الناي وَيَضَع يَده على منافد المزمار فَإِنَّهُ يتَعَلَّم الْقُرْآن وَيعلم مَا يقْرَأ وَمن رأى أَنه أعطي مِزْمَارًا من قبل السُّلْطَان نَالَ امراة وَنَجَاة من الْفِتَن وينال ورعا وعزلة عَن النَّاس وَقيل الزمر دَلِيل الزِّنَا والقيادة الزلزلة فِي التَّأْوِيل خوف من سُلْطَان وَقيل الزلزلة فِي الْمَكَان الْمَخْصُوص تزلزل وتحويل لقَوْله تَعَالَى (وزلولوا زللزالا شَدِيدا) وَقيل الزلزلة تدل على الخصب لقَوْله تَعَالَى (إِذا زلزلت الأَرْض زِلْزَالهَا وأخرجت الأَرْض أثقالها) وأثقالها خَيرهَا الزَّبِيب فِي الرُّؤْيَا رزق نَافِع من أَي جنس كَانَ أَو لَو ن الزّبد الْمُسْتَخْرج من اللَّبن مَال بِلَا تَعب والزبد بِفَتْح الزَّاي هُوَ شَيْء لَا ينْتَفع بِهِ لقَوْله عز وَجل (فَأَما الزّبد فَيذْهب جفَاء) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 الزئبق فِي الرُّؤْيَا امْر لَا يتم فَمن رأى أَنه أعْطى إنْسَانا زئبقا أَو ملكه أَو كَانَ فِي يَده فَإِنَّهُ يخلف إنْسَانا بموعد وَأَن أكله كَانَ هُوَ المحروم من الْوَعْد وَقيل من رأى زئبقا بِيَدِهِ فَإِنَّهُ مذبدب فِي دينه تَابع لهواه خائن غير مؤتمن الزِّنَا فِي الْمَنَام يعبر بِالْمَرْأَةِ الَّتِي لَا تثبت مَعَ الزَّوْج لِأَنَّهَا خَالَفت المركوبات فِي طهرهَا الزِّنَا فِي الْمَنَام سَرقَة لِأَن الزَّانِي يتخفى كَمَا يتخفى السَّارِق وَقَالَ ابْن سِيرِين: لَا أحب الزِّنَا لقَوْله تَعَالَى (وَلَا تقربُوا الزِّنَا إِنَّه كَانَ فَاحِشَة) الاية وَمن رأى زَانِيَة أَقبلت عَلَيْهِ تراوده عَن نَفسهَا نَالَ مَالا حَرَامًا وَقد ذكرت ذَلِك فِي المراة فِي حرف الْألف وَالزِّنَا خِيَانَة وَمن رأى أَنه زنا مَعَ امْرَأَة شَابة حَسَنَة فَإِنَّهُ يَجْعَل مَاله فِي مَكَان محروز وَمن رأى أَنه زنا وأقيم عَلَيْهِ الْحَد وَكَانَ سُلْطَانا قوي سُلْطَانه وَإِن كَانَ الزَّانِي أَهلا للولاية نالها وخلع عَلَيْهِ وينال دولة وإثما وَمن رأى كَأَنَّهُ زنا بِامْرَأَة إِنْسَان يعرفهُ فَإِنَّهُ يُرِيد اخذ شَيْء من مَاله وَمن قَرَأَ فِي نَومه (الزَّانِيَة وَالزَّانِي) فَإِنَّهُ زَان وَكَذَلِكَ المراة إِذا قَرَأت هَذِه الْآيَة فَإِنَّهَا زَانِيَة وَكَذَلِكَ إِذا قَرَأَ فِي مَنَامه (فَمن ابْتغى وَرَاء ذَلِك فاولئك هم العادون) وَكَذَلِكَ قصَّة لوط مَعَ قومه يدل على الزِّنَا واللواط لمن تَلَاهَا فِي مَنَامه وَمن رأى على ذكره شعرًا مُلَطَّخًا بعذرة أَو دم أَو اغلف فَهُوَ زَان لقَوْل النَّبِي: من أَتَى من هَذِه القاذورات شَيْئا فليستتر بستر الله " وَمن رأى كَأَنَّهُ يَأْكُل فِي الْمقْبرَة من رمانة فَاسِدَة أَو شَيْء فَاسد فَإِنَّهُ زَان لِأَن الْمقْبرَة دَار زَانِيَة فِيهَا يتلاشى نطف الْخلق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 والرمانة الْفَاسِدَة هِيَ امْرَأَة فَاسِدَة فِي الدّين وَكَذَلِكَ إِذا أكل لَحْمًا فَاسِدا منتنا ويدع لَحْمًا طيبا أَو مَاء عذبا وَيشْرب مَاء منتنا أَو مالحا أَو مرا فَإِنَّهُ ياتي الْحَرَام ويدع الْحَلَال الزرافة تعبر بِالْمَرْأَةِ الَّتِي لَا تثبت مَعَ الزَّوْج لِأَنَّهَا خَالَفت المركوبات الزُّكَام فِي الرُّؤْيَا: مرض يسهر لمن أَصَابَهُ ثمَّ يبرا الزعرور فِي الْمَنَام مرض لمن أكله وَكَذَلِكَ كل ثَمَرَة صفراء إِلَّا الأترج والتفاح والنبق لَا تصير صفر بهم لقُوَّة جوهرهم زجر الطير: كَلَام بَاطِل الزنار ولد ذكر فَمن رأى زناره قطع مَاتَ وَلَده والزنار تَحت الثِّيَاب رِيَاء ونفاق وَرُبمَا كَانَ الزنار فِي الرُّؤْيَا هم عَظِيم من اسْمه وَلما جرى على السن النَّاس الزهر لذاذة وَخبر فَمن رأى على رَأسه اكليلا من الزهر فَإِنَّهُ يتَزَوَّج وينال لذاذة فِي دُنْيَاهُ لقَوْله تَعَالَى (وَلَا تَمُدَّن عَيْنَيْك إِلَى مَا متعنَا بِهِ ازواجاا مِنْهُم زهرَة الْحَيَاة الدُّنْيَا) وَمن رأى الزهر فِي غير وقته ناله هم وَمن حمل شَيْئا من الزهر وَكَانَ من الخداعين فَإِنَّهُ يمسك لِأَن كل رَائِحَة عطرة تتمّ على حاملها الزَّعْفَرَان: إِذا لم يُؤثر لَونه فِي الْجَسَد أَو الثَّوْب فَهُوَ من الطّيب يدل على الثَّنَاء الْحسن وَالذكر الْجَمِيل وَإِن أثر لَونه فَإِن مرض لمن رَآهُ الزمرد والزبرجد: الْمُهَذّب من الرِّجَال والشجاع وصديق صَاحب ورع وَدين فَإِذا دلّ على المَال فَهُوَ مَال طيب الزّجاج فِي الْمَنَام جَوْهَر النِّسَاء لقَوْل النَّبِي: " رفقا بِالْقَوَارِيرِ " أَرَادَ بهَا النِّسَاء وَقيل الزّجاج هم لَا يَدُوم لقلَّة بَقَائِهِ وَمن رأى الزّجاج، قد خَفِي عَلَيْهِ شَيْء بِأَن لَهُ واتضح لِأَن الزّجاج لَا يخفى شَيْئا وَمن رأى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 قَارُورَة مَمْلُوءَة فَإِن امْرَأَته تحمل فَإِن تبدد المَاء سقط الْجَنِين وَإِن انْكَسَرت القارورة هَلَكت الْمَرْأَة وَأيهمَا سلم فانسب المَاء إِلَى لولد والقارورة إِلَى المراة وَالْمَاء المهين فِي الْإِنَاء حمل لقَوْله تَعَالَى (ألم نخلقكم من مَاء مهين) الزِّمَام فِي الرُّؤْيَا طَاعَة وخضوع وَمَال ونعمة لمن رَآهُ بِيَدِهِ زَمْزَم: ماءها بر وإحسان، فَمن شرب من مَائِهَا نَالَ برا وإحسانا وَيقْضى لَهُ حَاجَة لقَوْل النَّبِي " مَاء زَمْزَم لما شرب لَهُ " وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: " طَعَام طعم وشفاء سقم " الزواج فِي الرُّؤْيَا: يعبر بالحرفة فَمن رأى أَنه تزوج بِامْرَأَة وَمَاتَتْ فَإِنَّهُ يعْمل حِرْفَة لَا ينَال مِنْهَا إلاالعناء وَالْغَم وَمن تزوج فِي مَنَامه بِأَرْبَع نسْوَة فَإِنَّهُ ينَال زِيَادَة لقَوْله تَعَالَى: (فانكحوا مَا طَابَ لكم من النِّسَاء مثنى وَثَلَاث وَربَاع) وَمن رأى أَنه تزوج يَهُودِيَّة فَإِنَّهُ يسْعَى فِي حِرْفَة ينَال مِنْهَا إِثْمًا واجتراء على الْمعاصِي لقَوْل الله تَعَالَى (وَقُلْنَا لَهُم لَا تعدوا فِي السبت) فَلم ينْتَهوا وَمن تزوج بِزَوْجَة القَاضِي نَالَ الْقَضَاء والمجوسية تدل على نَار تحرق لِأَنَّهَا تعبد النَّار وَكَذَلِكَ النَّصْرَانِيَّة وَمن تزوج بِعَجُوزٍ خسر فِي مَاله لِأَنَّهَا بِلَا نتاج قد خسر من كَسبه وتعبر الزَّوْجَة بالشريك والكناس فَمن شَارك إنْسَانا فَإِنَّهُ يتَزَوَّج وَمن استخدم كناسا أَو طرده فانسبه إِلَى الزَّوْجَة وَهِي عبد تنكر الْعُبُودِيَّة ويفسر الزَّوْجَة بالقيد والغل وَزَوَال الْقَيْد والغل طَلَاق وَمن رأى أَنه تزوج بِامْرَأَة نَصْرَانِيَّة فَإِنَّهُ يسْعَى فِي حِرْفَة فِيهَا بَاطِل وافتتان وَمن كَانَت مَجُوسِيَّة فَهِيَ حِرْفَة بِلَا دين وَمن تزوج بزانية فَهُوَ زَان لقَوْله تَعَالَى (والزانية لَا ينْكِحهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 الا زَان) وَمن تزوج بِزَوْجَة سليطة عَلَيْهِ فَإِنَّهُ قيد يُقيد وَمن تزوج بكلبة فَإِنَّهُ يملك أمرا دنيئا وَمن رأى إنْسَانا تزوج بِزَوْجَة ونقلها إِلَيْهِ فَإِن الزَّوْج الثَّانِي ينَال شَيْئا من مَال الأول إِن انْتقل الزَّوْج الثَّانِي إِلَى نزل الأول ينَال شَيْئا من مَال الثَّانِي الرُّؤْيَا المعبرة: رأى رجل فِي مَنَامه كَأَن زَوجته تزوجت رجلا حماميا فَعرض لَهَا أَنَّهَا حمت بعد ذَلِك فَوَقع التَّأْوِيل من اشتقاق الِاسْم فَصَارَت الْحمى كالزوج الَّذِي يَغْشَاهَا وَمن تزوج بِزَوْجَة السُّلْطَان ينَال ملكا إِن كَانَ لذَلِك أَهلا وَإِلَى تولي ولَايَة وَمن تزوج بِامْرَأَة ميتَة ظفر بِأَمْر ميت قد يئس مِنْهُ وَمن زوج امهِ بَاعَ عقاره لِأَن الأَرْض أم قَالَ الشَّاعِر: (الأَرْض مولدنا وَكَانَت امنا ... فِيهَا مقابرنا وَمِنْهَا الْخلق) وَإِذا رَأَتْ الْمَرْأَة الحبلى انها تزوجت فَإِنَّهَا تضع جَارِيَة وَإِن حليت بالحلى والتاج كالعروس وضعت غُلَاما وَإِذا رَأَتْ المراة الَّتِي لَهَا ابْنة أَنَّهَا تزوجت فَإِن ابْنَتهَا تتَزَوَّج وَإِذا تزوجت الْمَرْأَة العزباء أَو ذَات البعل نَالَتْ خيرا وَاسِعًا وَإِن تزوجت امْرَأَة بِرَجُل ميت تشَتت شملها وافتقرت الزَّرْع فِي التَّأْوِيل: يدل على الْعَمَل لما جَاءَ أَن الدُّنْيَا مزرعة الْآخِرَة) فَمن رأى انه يزرع فِي أَرض تصلح للزَّرْع فَإِنَّهُ يعْمل عملا يَرْجُو بِهِ غَدا خيرا وَإِذا زرع الْعَرَب زرعا فنبت فَإِنَّهُ يتَزَوَّج وَتحمل زَوجته لِأَن النَّبِي ذمّ من سقى مَاءَهُ زرع غَيره وَهُوَ وطئ الحبالى وَمن زرع فِي غير مَحل الزَّرْع فَإِنَّهُ يتلوط أَو يَزْنِي وَمن تزوج بنت شَيْطَان بالمعازف والقينات فَإِنَّهُ يشرب بنت الدنان وَهِي الْخمر وَمَا يفعل فعله وحصاد الزَّرْع مَذْكُور فِي بَاب الْحَاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 بَاب حرف السِّين وَأما السِّين فَإِنَّهُ إِذا كَانَ فِي اول كَلَام صَاحب الرُّؤْيَا فَهُوَ سرُور أَو سَلامَة أَو سَعَادَة وَإِمَّا سفاهة أَو سرف أَو سَهْو سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ الْمُسلمُونَ: من رأى سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام وَكَانَ أَهلا للْملك وَالْقَضَاء ناله وَإِن كَانَ طَالب علم بلغ قَصده لقَوْله تَعَالَى (ففهمناها سُلَيْمَان وكلا آتَيْنَا حكما وعلما) وَمن رأى سُلَيْمَان مَيتا على سَرِير أَو مِنْبَر فَإِن كَانَ ملكا أَو خَليفَة فَإِنَّهُ يَمُوت وَلَا يدْرِي بِمَوْتِهِ الا بعد مُدَّة وَقيل رُؤْيا سُلَيْمَان تدل على كَثْرَة السّفر والرزق وَطَاعَة الْعَدو وَالصديق السُّلْطَان: إِذا لم يعرف فَهُوَ بِمَنْزِلَة الْحق تبَارك وَتَعَالَى وَمن رأى سُلْطَانا مَعْرُوفا كَلمه بِوَجْه طلق تمكن فِي أمره لقَوْله تَعَالَى (فَلَمَّا كَلمه قَالَ انك الْيَوْم لدينا مكين أَمِين) وَمن رأى كَأَنَّهُ سُلْطَان أَقبلت عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَنقص دينه وَمن رأى من المرضى كَأَنَّهُ سُلْطَان فَإِنَّهُ يَمُوت لِأَن الْمَيِّت لَا حكم عَلَيْهِ وَالسُّلْطَان لَا حكم عَلَيْهِ وَمن رأى من العبيد وَالْإِمَاء كَأَنَّهُ سُلْطَان فَإِنَّهُ يعْتق وَمن رأى الْعَالم أَو الْحَكِيم كَأَنَّهُ سُلْطَان نَالَ رفْعَة وَزِيَادَة فِي علمه وحكمته وَقيل من رأى كَأَنَّهُ سُلْطَان فَإِنَّهُ يُفَارق ذَا الْقرْبَة من أَهله لِأَن السُّلْطَان لَا يُشَارك أحدا فِي ملكه وَأما اللُّصُوص والخداعون فَمن رأى مِنْهُم كَأَنَّهُ سُلْطَان فَإِنَّهُ يُقيد ويشتهر حَاله لِأَن السُّلْطَان مَشْهُور بَين النَّاس وَلَا يشْتَهر اللص إِلَّا بِقَبْضِهِ وحبسه وَكَذَلِكَ الجاسوس إِذا رأى أَنه صَار سُلْطَانا فَإِن حَاله الَّذِي يَكْتُمهُ يظْهر وَقَالَ جاماسب: من رأى أَنه سُلْطَان كبر فِي اعين النَّاس ونال مُرَاده وَمن خَاصم السُّلْطَان فِي مَنَامه ظفر بحاجة وَتكلم بِالْعَدْلِ وَالْمَرْأَة إِذا رَأَتْ كَأَنَّهَا صَارَت سُلْطَانا أَو خَليفَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 فلتحذر الفضيحة وَإِن كَانَت مَرِيضَة فَإِنَّهَا تَمُوت وَإِذا رأى الرجل كَأَنَّهُ صَار دَابَّة أَو ماشطة فَإِنَّهُ يشْتَهر بِالْمَوْتِ وَمن رأى كَأَن السُّلْطَان ضاجعه فِي فرَاشه وَلم ينْزع الثِّيَاب فَإِنَّهُ يوليه ولَايَة يخالطه بهَا فِي ملكه وتصرفه وَإِن ضاجعه وَنزع ثِيَابه فَإِن السُّلْطَان يوليه ولَايَة ثمَّ يعزله ويسلبه مَاله وَمن رأى سُلْطَانا عادلا قد عَاشَ وَهُوَ فِي بَلْدَة فَإِن الْعدْل يبسط فِي تِلْكَ الْبَلدة وَكَذَلِكَ إِذا رأى سُلْطَانا ظَالِما قد عَاشَ فِي مَكَان فَإِن الظُّلم يحل فِيهِ وَمن رأى السُّلْطَان أقره بقصره أَو توجه بتاجه أَو قَلّدهُ بِسَيْفِهِ أَو أركبه على دَابَّته أَو زوجه ابْنَته فَإِنَّهُ يوليه ولَايَة يحكم فِيهَا وَإِن كَانَ مِمَّن يتَوَقَّع الْملك وَهُوَ من ابناء الْمُلُوك نَالَ ملكا وَإِذا رأى الْملك فِي مَنَامه كَأَنَّهُ يصفع ملكا آخر وينتف لحيته رَجَعَ ذَلِك عَلَيْهِ وسلب ملكه وَمَاله لِأَن المبغي عَلَيْهِ مَنْصُور وَإِذا رأى الْملك انه قد طَالَتْ قامته أَو عظم جِسْمه دَامَ ملكه وَزَاد فِي سُلْطَانه لقَوْله عز وَجل (وزاده بسطة فِي الْعلم والجسم) وَمن رأى سُلْطَانا دخل الى قَرْيَة فَإِن الظُّلم وَالْفساد يحل بهَا لقَوْله تَعَالَى (إِن الْمُلُوك إِذا دخلُوا قَرْيَة أفسدوها وَجعلُوا أعزة أَهلهَا اذلة وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ) السّلْعَة فِي الرُّؤْيَا فِي الْبدن: إِذا رأتها الْحَامِل بشرت ببنت والسلع الْكَثِيرَة بضائع التِّجَارَة فَإِذا زَالَت نفقت وَإِلَّا فَهِيَ كاسدة والسلع مَال إِذا كَانَ فِيهَا نسج وَإِن كَانَت فَوق الظّهْر فَهِيَ دين يجْتَمع وَكَذَلِكَ إِذا كَانَت فِي الْعُنُق فَهِيَ دين السَّبع فِي التَّأْوِيل: ملك ظَالِم غشوم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 لَا يأمنه صديق وَلَا عَدو ويعبر أَيْضا بعدو مسلط وَقيل انه ملك الْمَوْت لما تجْرِي على يَده من زهوق الْأَنْفس وَمن أطلق سبعه على النَّاس فقد اطلق لِسَانه عَلَيْهِم بالأذى لما فِي الْمثل السائر: لسَانك أسدك وَفِي الْمثل السائر لسَانك أسدك إِن اطلقته افترسك وَإِن تركته حرسك وَإِذا رَأَيْت الْأسد وَهُوَ لَا يراك نجوت من الْعَدو فَمن رأى السَّبع من حَيْثُ لَا يرَاهُ وهرب مِنْهُ الرَّائِي فَإِنَّهُ ينجو مِمَّا يخَاف وينال حكما وعلما لقَوْله تَعَالَى (ففررت مِنْكُم لما خفتكم فوهب لي رَبِّي حكما وَجَعَلَنِي من الْمُرْسلين) وَمن رأى السَّبع استقبله وهرب مِنْهُ الرَّائِي فَإِنَّهُ ينجو مِمَّا يخَاف ويناله هم من السُّلْطَان ثمَّ ينجو من الْهَلَاك وَالْمَرَض الشَّديد وَمن صرعه السَّبع وَلم يقْتله فَإِنَّهُ يحم حمى دائمة لِأَن السَّبع لَا يُفَارِقهُ الْحمى أَو يسجن لِأَن الْحمى سجن الله تَعَالَى وَقيل من صارع السد مرض لِأَن الْمَرَض يتْلف اللَّحْم وَمن صارع الْأسد تلف لَحْمه وَمن أَخذ شَيْئا من شعر الْأسد أَو من عظمه أَو من لَحْمه نَالَ مَالا من السُّلْطَان أَو من عَدو سلط وَقيل من ركب السَّبع وَهُوَ يخافه أَمن من عدوه وَقيل إِن من ركب الْأسد اعتز بالسلطان فَإِن كَانَ مُطيعًا تمكن من السُّلْطَان وَمن رأى الْأسد يثب على السُّلْطَان كَانَ السُّلْطَان يظلم رَعيته وَمن أكل رَأس الْأسد نَالَ ملكا فِي طول حَيَاة وَمن رعى أسدا فَإِنَّهُ يؤاخي ملكا ظَالِما وَمن رأى الأَرْض انشقت وَخرج مِنْهَا سبع فَإِنَّهُ ملك ظَالِم يخرج على النَّاس وَمن رأى فِي حجره جرو اسد فَإِن امْرَأَته تضع غُلَاما إِن كَانَت حَامِلا وَإِلَّا فَإِنَّهُ يحمل ولدا اميرا فِي حجره كَمَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 عبر ابْن سِيرِين إِذْ جَاءَهُ رجل فَقَالَ: رَأَيْت كَأَن على كَتِفي جرو أَسد فَقَالَ ابْن سِيرِين مَا شَأْنك والملوك لما رأى حَاله لَا يَلِيق بمعاشرتهم فَقَالَ: إِن زَوْجَتي داية الْأَمِير الْفُلَانِيّ وَأَنا أحمل وَلَده فِي بعض الاوقات فَقَالَ ابْن سِيرِين: صدقت وَأَتَاهُ آخر فَقَالَ: رَأَيْت كَأَنِّي أخذت جرو أَسد وأدخلته منزلي فَقَالَ ابْن سِيرِين: تطابق بعض أَبنَاء الْمُلُوك وَمن رأى من المصارعين كَأَنَّهُ صارع أسدا فَإِنَّهُ يقهر أهل صناعته فِي الصراع وَمن رأى كَأَن الْأسد يتملق لَهُ جرى على يَده أُمُور يعجب النَّاس مِنْهَا ويقهر عدوا وَمن رأى إِلَيْهِ سبع فَإِنَّهُ يمرض وَمن رأى من العبيد أَن السَّبع قَتله فَإِنَّهُ يعْتق والزأر من الْأسد أَيْضا يدل على تهدد من السُّلْطَان أَو من الله تَعَالَى وَقَالَت النَّصَارَى من راى كَأَنَّهُ يَأْكُل لُحُوم السبَاع فَإِنَّهُ يسمع كَلَام سوء ويفترى عَلَيْهِ بِبُهْتَان وَمن ركب سبعا ركب امرا عَظِيما وَإِذا حل الْأسد بدار فِيهَا مَرِيض خشِي عَلَيْهِ الْمَوْت لِأَن النَّاظر إِلَى الْأسد يصفر لَونه ويضطرب جنانه وَكَذَلِكَ الْمَرِيض عندالوفاة يصفر لَونه ويضطرب جنانه وَإِن لم يكن فِي الدَّار مَرِيض فَذَلِك خوف من السُّلْطَان السكر مَذْكُور فِي حرف الْخَاء فِي الْخمر. السمو فِي الرُّؤْيَا رجل ظَالِم لص لَا يخالط أحدا السلحفاة: إمرأة من المسوخ تتزين وتتعطر وَتعرض نَفسهَا على الرِّجَال وَقيل السلحفاة تعبر بقاضي الْقُضَاة لِأَنَّهَا أعلم من فِي الْبَحْر وَقيل السلحفاة رجل عَالم فَمن رأى سلحفاة تكرم فِي مَكَان فَإِن الْعلمَاء يكرمون فِيهِ وَمن أكل لحم سلحفاة فِي مَنَامه اسْتَفَادَ علما وَقَالَت النَّصَارَى من أكل لحم سلحفاة فِي مَنَامه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 نَالَ مَالا وَخيرا السرطان فِي الرُّؤْيَا: رجل كثير الكيد لِكَثْرَة سلاحه عَظِيم الْهَيْئَة بعيد المآخذ عسر الصُّحْبَة وَمن أكل لحم السرطان فِي مَنَامه فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا من أَرض بعيدَة وَقَالَ جاماسب: لحم السرطان فِي الْمَنَام مَال حرَام وَمن رأى زَوجته أَو جَارِيَته عَادَتْ سرطانا فَإِنَّهُ يفارقها وَيبعد رُجُوعهَا إِلَيْهِ لِأَنَّهُ يشبه بَاقِي الْحَيَوَان ولعسر مرامه وَرُبمَا دلّ السرطان على مرض السل لِأَنَّهُ يداوى أهل الامراض بالسل وضيق النَّفس سَام أبرص والعصلة فِي الْمَنَام: فاسقان يمشيان بالنميمة وَقَالَ ارطاميدورس: سَام أبرص فِي الْمَنَام يدل على فقر وهم السوس فِي الرُّؤْيَا: رجل يسْعَى بَين قوم أَغْنِيَاء ليقطع الْمَنْفَعَة عَنْهُم وَإِذا رأى الْمَرِيض السوس فِي فرَاشه ولاصقا بجسده فَإِنَّهُ يَمُوت لِأَن السوس يتْلف شَيْئا يجاوره السّمك فِي الرُّؤْيَا: إِذا عرف عدده إِلَى أَربع فَهُوَ نسَاء فِي التَّأْوِيل وَإِذا كَانَ أَكثر من أَربع فَهُوَ غَنَائِم وأموال ورزق لقَوْله تَعَالَى (وَهُوَ الَّذِي سخر الْبَحْر لتأكلوا مِنْهُ لَحْمًا طريا) وَهُوَ السّمك الْحُوت يعبر بوزير الْملك لِأَن الْبَحْر ملك والسمك جنده من أَخذ شَيْئا من السّمك نَالَ مَالا من جند الْملك وَمن رأى أَنه يصطاد السّمك من الْبِئْر فَإِنَّهُ يوطيء أَو يتبع خادمه إِنْسَان وَقَالَت النَّصَارَى صيد السّمك فِي المَاء الكدر لَا خير فِيهِ وَمن اصطاد السّمك فِي المَاء الصافي فَإِنَّهُ يسمع كلَاما يسر بِهِ وَقيل إِنَّه يرْزق ولدا سعيدا والدلفين سَمَكَة تنجي الغرقى فَمن رَآهَا فِي الْمَنَام وَكَانَ خَائفًا نجا وكل حَيَوَان يرى خَارج المَاء مِمَّن يخْشَى مِنْهُ فِي الْيَقَظَة كالتمساح وَغَيره من دَوَاب الْبَحْر فَهُوَ عَدو عَاجز لَا يقدر على مضرَّة لمن رَآهُ فِي الْمَنَام لِأَن قوته وبطشه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 فِي المَاء فَإِذا خرج مِنْهُ ضعف وزالت قوته والسمك دَلِيل خير لمن أَرَادَ التَّزْوِيج أَو الْمُشَاركَة لِأَنَّهُ لَا يَنْفَكّ بعضه عَن بعض والسمك الَّذِي لَيْسَ لَهُ قشر يدل على أَعمال بَاطِلَة لَا تتمّ وَذَلِكَ لسرعة انهباطه من الْأَيْدِي وملوسته والسمك فِي فرَاش الْمَرِيض دَلِيل رَدِيء بِسَبَب الرطوبات وَإِذا رَآهُ الْمُسَافِر فِي الْبَحْر على فرَاشه دلّ على شدَّة ويخشى على صَاحب الرُّؤْيَا من الْغَرق لِأَنَّهُ قد ضاجعه والسمك المالح هم من قبل السُّلْطَان وَذَلِكَ لكبس بعضه فَوق بعض والسمك المالح هم من قبل المماليك وَمن رأى سَمَكَة خرجت من فرجه وَله امراة حَامِل بشر بِجَارِيَة والسمكة الْكَبِيرَة الَّتِي ترى أَنَّهَا أكبر السّمك وَأَعْظَمهَا إِذا رؤيت مصلوبة فَإِن الثائر والباغي يهْلك والسمك المقلي فِي الْمَنَام يدل على إِجَابَة دَعْوَة لِأَن عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام دَعَا الله تَعَالَى بنزول الْمَائِدَة وأتى بالسمك المقلي فِي الْمَائِدَة فأجيبت دَعوته وَقيل السّمك المشوي سفرفي طلب الْعلم والكبار من السّمك أَمْوَال وَغَنَائِم وَالصغَار هموم لِأَن شوكه أَكثر من لَحْمه ويشق على أكله وَإِن اصطاد فِي مَنَامه سمكًا كبارًا أَو صغَارًا فَلَا بَأْس وتدل على الرزق السنور: مَذْكُور فِي بَاب الْهَاء مُسَمّى هرا سلوى هِيَ طير كَانَ ينزل على بني إِسْرَائِيل فيأكلوه فَكَانَ قوتهم هُوَ والمن فَمن رَآهُ أَو ملكه نَالَ رزقا بِلَا تَعب وَلَا عناء يكون سلوى عَن عشق من اسْمه السّفر فِي الْمَنَام: تَحْويل ونقلة وَقد يكون السّفر سفرا وَالرُّجُوع من السّفر تَوْبَة وَرُجُوع عَن الْمعاصِي لقَوْله تَعَالَى (فانقلبوا بِنِعْمَة من الله وَفضل لم يمسسهم سوء) وَيدل الرُّجُوع من السّفر على قَضَاء الْوَاجِب وَمن سَافر على قَدَمَيْهِ فَذَلِك من دين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 غَالب يعجز عَن وفائه وَإِن سَافر إِلَى مَكَان لَا يعرف وَهُوَ بعيد لَا يعرف مَتى يصل فَذَلِك مَوته السَّيْف فِي الرُّؤْيَا على وُجُوه: فَهُوَ ولد وَولَايَة لِسَان وَحجَّة وفتنة وغلاف السَّيْف امْرَأَة فَإِن انْكَسَرَ الغلاف وَسلم السَّيْف فَإِنَّهُ يدل على موت امْرَأَة حَامِل وَيسلم وَلَدهَا وَإِن انْكَسَرَ السَّيْف وَسلم الغلاف سلمت المراة وَسقط الْوَلَد وَإِن انْكَسَرَ السَّيْف والغلاف جَمِيعًا مَاتَت المراة وَالْولد جَمِيعًا وكل شَيْء لَهُ قرين يدْخل مَعَه فَإِنَّهُ يدل على رجل وَامْرَأَة كالسكين وغلافها والخف وقالبه فَمن رأى من الْعَرَب كَأَنَّهُ يَجْعَل سَيْفا فِي غلافه فَإِنَّهُ يتَزَوَّج وَمن أعطي سَيْفا من قبل السُّلْطَان فَإِنَّهُ ينَال ولَايَة وَكَذَلِكَ سَائِر أَصْنَاف السِّلَاح وَلَا بَاب إِذا كَانَت من سُلْطَان وَمن ضرب إنْسَانا بِالسَّيْفِ فَإِنَّهُ يبسط لِسَانه عَلَيْهِ لقَوْله عز وَجل: (سلقوكم بِالسنةِ حداد) ويسلمه السَّيْف عجز فِي الْكَلَام وَمن كَانَ مُقَلدًا بِثَلَاثَة سيوف وَسَقَطت فَإِنَّهُ يُطلق الزَّوْجَة ونعل السَّيْف يعبر بِالْأُمِّ فَإِذا انْكَسَرَ مَاتَت الْأُم وقائم السَّيْف يعبر بالعم فَإِذا انْكَسَرَ مَاتَ الْعم وَمن رأى بِيَدِهِ سَيْفا وَله امْرَأَة حَامِل بشر بِولد ذكر فَإِنَّهُ كَانَ السَّيْف من حَدِيد كَانَ للْوَلَد قُوَّة وَمَنْفَعَة وَإِن كَانَ من صفر بشر بِولد يكون لَهُ صيت فِي النَّاس وَإِن كَانَ من خشب فَالْوَلَد مُنَافِق وَإِن كَانَ السَّيْف من رصاص فَالْوَلَد مخنث لَا عمل لَهُ وَإِن كَانَ السَّيْف من زجاج فَالْوَلَد لَا يعِيش وَمن رأى بِيَدِهِ سَيْفا أطول من سيف عدوه فَإِنَّهُ يقهر الْعَدو وَقس على ذَلِك وكل شَيْء يدل على ولادَة الذّكر إِذا أَخذ وَجعل فِي صندوق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 أَو غطى بِخرقَة فَإِنَّهُ جَارِيَة لِأَن الْبَنَات يسترون والبنون بارزون للعيون وَمن رأى سَيْفا عَظِيما لَا يشبه سيوف الدُّنْيَا فَهُوَ سيف الْفِتْنَة فَإِن غمد فِي الْهوى أَو اطلع إِلَى السَّمَاء أَو رمي فِي الْبَحْر فَإِن الْفِتْنَة تخمد واللعب بِالسُّيُوفِ ولَايَة وحذق وَمن تقلد بِسيف تقلد امرا أَو تولى ولَايَة تكون على قدر حسن السَّيْف فَإِن كَانَ قَصِيرا لم تدم الْولَايَة وَإِن كَانَت حمائله طَوِيلَة وَهُوَ لَا يقوى بِحمْلِهِ بل يجره جرا فَإِن الْأَمر الَّذِي يَتَوَلَّاهُ ويتقلده يعجز عَنهُ وَلَا يقوم بِمَا نسب إِلَيْهِ فِي الْولَايَة سقط وَأما السقط فَإِنَّهُ خسارة فِي المَال لصَاحب التِّجَارَة إِذا رَآهُ فَإِنَّهُ لَا فَائِدَة فِيهِ إِن كَانَ من زَوجته أَو امْرَأَة مَجْهُولَة وَقيل نَار الزِّنَاد سقط وَقيل هُوَ إِسْقَاط الثَّمر قبل نضجها فَمن كَانَ لَهُ بُسْتَان يَرْجُو ثمره وَرَآهُ فَذَلِك فِي بستانه وثمره السكين فِي الْمَنَام: تعبر بِولد ذكر لمن لَهُ حَامِل وَقيل من رأى بِيَدِهِ سكينا فَإِنَّهُ ينَال مِائَتي دِرْهَم لِأَن نصابها نِصَاب من المَال وَهُوَ مِائَتَا دِرْهَم ونصلها خَمْسُونَ درهما وَقد تعبر السكين للْفَقِير بِخَمْسَة وَعشْرين درهما وَإِن أَدخل السكين فِي الغلاف فَإِنَّهُ يتَزَوَّج وَكَذَلِكَ كل شَيْء يدْخل مَعَ قرين لَهُ فَهُوَ رجل وَامْرَأَة فَافْهَم ذَلِك وَمن رأى بِيَدِهِ سكينا وَكَانَ فِي محاكمة فَإِنَّهُ ينصر وَيثبت لَهُ حجَّة وبرهان وَلِأَنَّهَا من السِّلَاح وتقيه من الْأَعْدَاء السِّدْرَة: امْرَأَة كَرِيمَة مستورة وَقد تكون شَجَرَة السدر رجل حسيب كريم لشرف ثَمَرهَا فَمن رَآهَا فَإِنَّهُ يُصِيب علما وَخيرا لقَوْله تَعَالَى (عِنْد سِدْرَة الْمُنْتَهى) وَقَالَت الرّوم: من أكل السدر مرض مَرضا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 شَدِيدا السفرجل فِي الرُّؤْيَا: شِفَاء للْمَرِيض وَمرض للصحيح والأخضر خير من الْأَصْفَر وَهُوَ ربح للتاجر وَإِذا أَهْدَت الْأَمْوَات للْمَرِيض سفرجلا فَهُوَ دَلِيل مَوته وسفره إِلَى منَازِل الْمَوْتَى وطبق السفرجل الملان إِذا أكله الْمَرِيض كُله نجا من الْمَرَض لِأَنَّهُ قد انْتهى صفوة مَرضه وَمن رأى أَنه يعصر سفرجلا فَإِنَّهُ يُسَافر فِي تِجَارَة رابحة وشجرته رجل صَاحب حزم لَا ينْتَفع بِهِ لصفرته وَقَالَ ارطاميدورس: السفرجل رَدِيء فِي الْمَنَام لقبوضته السَّطْح فِي الْمَنَام: امْرَأَة رفعية وَقيل رجل رفيع وَمن رأى المَاء جرى فَوق سطحه أَصَابَهُ بلية من سُلْطَان السمسم فِي الرُّؤْيَا: مَال تَامّ ورزق طيب وَكَذَلِكَ كل حب يبْقى ويدخر عصارة السمسم وطحينة مَال فِي عز وَقُوَّة وَمن رأى أَنه زرع سمسما فَإِنَّهُ ينَال تِجَارَة رابحة وَولَايَة شريفة وزهدا ويابسه أقوى من رطبه والمقلو مِنْهُ شعب وَقَالَ ارطاميدورس: السمسم والخردل دَلِيل خير للأطباء ولسائر النَّاس فَإِنَّهُمَا يظهران الْأَشْيَاء الْخفية وَقَالَ جاماسب من رأى السمسم تضرر وَذَلِكَ لاسمه سم مُكَرر وكل عود مِنْهُ وكل طَاقَة مائَة دِينَار أَو مائَة دِرْهَم على قدر مَا يكن حَال الرَّائِي السلق فِي الرُّؤْيَا دَلِيل خير وَقَالَ ارطاميدورس: السلق والمولخيا يدلان على خير لِأَنَّهُمَا يحركان الطبيعة ويدفعان الفضول السهر فِي الْمَنَام: يدل على فِرَاق الأحباب فَمن رأى أَنه كثير السهر لَا يَأْخُذهُ نوم فَإِنَّهُ يُفَارق أحباءه وَرُبمَا كَانَ السهر مَرضا يطرد النّوم ا , هم من دين أَو إفلاس أَو حرص فِي طلب الدُّنْيَا السّرقَة فِي الْمَنَام: علم يستفيده السَّارِق الَّذِي سرق مِنْهُ وَمن سرق شَيْئا وَمَا عَادَته السّرقَة فَإِنَّهُ يسرق لَهُ شَيْء يُنَاسب الَّذِي سرق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 فِي مَنَامه وَلَقَد رَأَيْت ذَلِك وَالسَّرِقَة الدَّرَاهِم نميمة وَقد تكون السّرقَة مَعْصِيّة يَفْعَلهَا السَّارِق لِأَن الَّذِي يدْخل فِي الْمعاصِي يتخفى كَمَا يتخفى السَّارِق وَذَلِكَ يكون بشاهدالرؤيا كَالَّذي يرى انه يسرق بيضًا مذرا فِي مَقْبرَة فالبيض بِمَنْزِلَة النِّسَاء والمقبرة فِي بعض الْأَقْوَال لِأَن فِيهَا يتلاشى نطف الْخلق السراب فِي الرُّؤْيَا: أَمر بَاطِل لَا يتم لقَوْله تَعَالَى (يحسبه الظمآن مَاء حَتَّى إِذا جَاءَهُ لم يجده شَيْئا) وَمن رأى السراب وَله طمع فِي شَيْء يرجوه فَإِنَّهُ يحرم ذَلِك وَلَا يَنَالهُ السَّوْط فِي الْمَنَام: عَذَاب إِذا كَانَ من السَّمَاء لقَوْله تَعَالَى (فصب عَلَيْهِم رَبك سَوط عَذَاب) وَالسَّوْط من السُّلْطَان ولَايَة لمن أَخذه فِي الْمَنَام وَقد تكون الْولَايَة على الصَّدقَات وَمن ضرب بالسياط وَلم يكن ممسوكا أَو مشدودا فَإِنَّهُ ينَال خيرا وَإِن آثر فِيهِ الضَّرْب نَالَ كسْوَة وَإِن ضرب ممسوكا أَو مشدودا أَصَابَهُ صخب وَقيل الضَّرْب بِالسَّوْطِ نصيحة وموعظة للمضروب من الضَّارِب السّقف: رجل رفيع فَمن وَقع عَلَيْهِ تُرَاب من سقف نَالَ مَالا من رجل رفيع وَمن رأى كَأَنَّهُ فَوق سقف وَيُرِيد النُّزُول مِنْهُ وَلَا يقدر فَإِنَّهُ يحبس وقطرة السّقف عُيُون تبْكي فِي الْمَكَان وَإِن كَانَ سقفا مَجْهُولا وقطره متواتر فَذَلِك غيث لقَوْله عز وَجل (وَجَعَلنَا السَّمَاء سقفا مَحْفُوظًا) وَإِذا نزل من سقف الْملك لُؤْلُؤ على النَّاس فَهُوَ غيث وَالْملك هُوَ الله تَعَالَى، والسقف السَّمَاء واللؤلؤ صفاء المَاء وَمن رأى جذعا من السّقف انْكَسَرَ مَاتَ قيم الدَّار الَّتِي انْكَسَرَ فِيهَا وَمن ذهب تُرَاب سقفه افْتقر والخشبة الَّتِي هِيَ كالجسر تحمل الأخشاب، تعبر بِرَجُل مُنَافِق يحمل أُمُور قوم منافقين فَإِن سَقَطت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 عزل عَن مَكَانَهُ وَإِن كسرت مَاتَ ذَلِك الرجل وَمن رأى سقفا خر عَلَيْهِ أَصَابَهُ عَذَاب لقَوْله تَعَالَى (فَخر عَلَيْهِم السّقف من فَوْقهم وأتاهم الْعَذَاب) وَمن رأى الْكَوْكَب تَحت السّقف الَّذِي لَهُ، خرب سقفه حَتَّى يتَبَيَّن الْكَوَاكِب سنبلة، وَأما السنبلة الْأَخْضَر فهومال يجْتَمع ويتضاعف لقَوْله تَعَالَى: (كَمثل حَبَّة أنبتت سبع سنابل فِي كل سنبلة مائَة حَبَّة وَالله يُضَاعف لمن يَشَاء) والسنبلة الخضراء الْقَائِمَة على سَاقهَا، خصب واليابسة جذب لِأَن يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام عبر السنبل بِالسِّنِينَ، قَالَ الله تَعَالَى: (وَسبع سنبلات خضر وَآخر يَبِسَتْ) السَّيْل فِي الرُّؤْيَا: عَدو بِقدر قوته وَمن رأى المَال سَالَ إِلَى مَدِينَة أَو إِلَى قَرْيَة قريبَة وجاوزو الْحَد حَتَّى دخل الدّور واشرف أَهلهَا على الْغَرق فَهُوَ فتْنَة هُنَاكَ من عَدو جَائِر وَإِذا سَالَ إِلَى دَار مَخْصُوصَة وَلم يقدر أَهلهَا على مَنعه فَإِن عدوا يجور على أهل تِلْكَ الدَّار أَلا تسمع إِلَى قَوْله تَعَالَى: (إِنَّا لما طَغى المَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَة) وَقَالَ ارطاميدورس: أَوديَة السَّيْل فِي الشتَاء تدل على قوم من الْقُضَاة لَا معرفَة لَهُم وعَلى قوم سوء وَذَلِكَ لشدَّة جلبة المَاء وغلبته، فَمن رأى أَنه خرج من ذَلِك المَاء سباحة إِلَى الْبر فَإِنَّهُ ينجو من جور جَائِر وَإِن عجز عَن العبور وَرجع إِلَى وَرَاء فليحذر من حُضُور بَين يَدي حَاكم جَائِر وَلَا يَعْصِي رئيسه والسيل يعبر بالعدو ويعبر الْعَدو بالسيل فَإِن رَأْي السَّيْل قد أحَاط بِمَدِينَة فَإِن عدوا يحصرها وَيمْنَع أَهلهَا من الدُّخُول وَالْخُرُوج وَإِن كَانَ رَأْي أَن عدوا قد أحدق ببلدة وأحاط بهَا فَإِنَّهُ سيل إِذا كَانَ ذَلِك فِي زمن الشتَاء والسيول وَقد يَقع السَّيْل فِي الرُّؤْيَا سيلا وَمن رأى سيلا قَاصِدا منزله فسده الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 وَمنعه عَن منزله فَإِنَّهُ يُصَالح عدوه ويمنعه من ضَرَره السرير: إِذا كَانَ بِلَا فرَاش فَهُوَ سفر لما فِي السمه من لفظ السّير وَقيل هُوَ زَوْجَة لقَوْله تَعَالَى (متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين) وَإِن رأى السرير من هُوَ فِي بَيت الْمُلُوك وَعَلِيهِ فرَاش ثمَّ رقاه نَالَ ملكا وَمن كسر سَرِيره فَارق زَوجته وَإِن رأى صديقه على سَرِيره وَبَينه وَبَينه خُصُومَة فَإِنَّهُ يصالحه لقَوْله تَعَالَى (إخْوَانًا على سرر مُتَقَابلين) السفاهة: وَمن رأى كإنه سفه على النَّاس فسد دينه وَكَذَلِكَ إِذا رأى كَأَنَّهُ فسد دينه فَإِنَّهُ يسفه لقَوْله تَعَالَى (وَإنَّهُ كَانَ يَقُول سفيهنا على الله شططا) الساقية حَيَاة طيبَة إِذا لم يَتَعَدَّ المَاء من مجْرَاه الْمَحْدُود فِي الأَرْض فَإِن فاض عَن حَده يَمِينا وَشمَالًا فَهُوَ هم وَكَذَلِكَ إِذا جرت الساقية فِي خلال الدّور وَلم يَتَعَدَّ المَاء الْحَد الَّذِي يجْرِي فِيهِ فَإِنَّهُ حَيَاة طيبَة لجَمِيع الْبشر لقَوْله تَعَالَى (أَو لم يرَوا أَنا نسوق المَاء إِلَى الأَرْض الجرز فنخرج بِهِ زرعا تَأْكُل مِنْهُ أنعامهم وأنفسهم أَفلا يبصرون) وكل مَاء جَار فَهُوَ دَلِيل السّفر لأجل نقلته وجرياته والساقية النَّجِسَة امْرَأَة زَانِيَة وساقية الدَّار إِذا كَانَت بدار فَإِنَّهَا تدل على فَسَاد الْمَرْأَة الَّتِي بِتِلْكَ الدَّار وَقَالَت النَّصَارَى: من رأى مَاء جَارِيا نَالَ رئاسة على قوم وَمَنْفَعَة السباحة فِي الْمَنَام على وُجُوه، حبس ومخاصمة وتوبة ونصرة فَمن رأى فِي مَنَامه كَأَنَّهُ يسبح فِي أَرض يابسة فَإِنَّهُ يحبس ويناله ضيق بِقدر صعوبة) السباحة وَمن سبح فِي وَاد مستو وَفِيه مَاء فَإِنَّهُ يدْخل فِي عمل سُلْطَان ظَالِم أَو يطْلب مِنْهُ حَاجَة فيقضيها لَهُ ويؤمنه الله تَعَالَى بِقدر سباحته وَمن سبح على قَفاهُ فَإِنَّهُ يَتُوب وَيرجع عَن مَعْصِيّة والسباحة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 فِي الْبر حبس وَقيل السباحة فِي الْبَحْر حبس فَإِن خرج نجا وسباحته مناظرته وجداله لِأَنَّهُ يُحَرك يَدَيْهِ وينفخ المَاء من فَمه الَّذِي هُوَ مَحل كَلَامه وَفِي الشتَاء السباحة مرض وَمن رأى أَنه يسبح فِي مَاء راكد فَإِنَّهُ يدْخل فِي عمل ملك ويشوش عَلَيْهِ أمره ويغضب عَلَيْهِ الْملك وَإِن سبح وَعبر إِلَى الْجَانِب الآخر فَإِنَّهُ ينجو وَإِن سبح فِي مَاء راكد وَلم يخرج مِنْهُ وَهُوَ يخَاف فِي مَنَامه فَإِنَّهُ يحبس وَيكون لبثه فِي الْحَبْس بِقدر بعده من الأَرْض وَرُبمَا دلّت السباحة فِي الصَّيف على دُخُول الْحمام إِذا كَانَ قَصده الطَّهَارَة وتدل السباحة أَيْضا على النِّكَاح للتعري وَالْمَاء وَرُبمَا دلّت السباحة على الْأُمُور الخطرة من جِهَة الْملك إِذا كَانَ فِي الْبَحْر وَإِن سبح فِي مَاء جاري نجامن جَمِيع مَا ذكرت فِي مداخله السُّلْطَان وَمن رأى من الْمُلُوك أَنه سبح فِي بَحر مُضْطَرب فَإِنَّهُ يُقَاتل ملكا من أعدائه فانه عبره سبحا قتل عدوه لِأَن دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام لما عبر النَّهر إِلَى الْجَانِب الآخر انتصر على جالوت وَقَتله وكل بَحر أَو نهر انشقت مَاؤُهُ فَذَلِك زَوَال دولة من ينْسب إِلَيْهِ الْبَحْر أَو النَّهر وَقَالَ جاماسب من رأى أَنه سبح خَاصم خصما وغلبه وَنصر عَلَيْهِ سماق: مَال لمن حواه وهم لأكله لقُوَّة حمضه وَإِن كَانَ مطبوخا بِلَحْم سمين فَلَا بَأْس بِهِ وَكَذَلِكَ السم بَارِد يَابِس وَمن كَانَ بِهِ رُعَاف أَو سهولة جَوْفه فَأَكله نجاة لَهُ وَهُوَ دَلِيل خير لصَاحب الورم فِي جسده وَرُبمَا دلّ على السم من اسْمه وطبعه لِأَن السماق بَارِد يَابِس وَكَذَلِكَ السم بَارِد يَابِس فاحفظ ذَلِك السَّفِينَة نجاة من الْهم وَالْخَوْف لمن رَآهَا وَركب فِيهَا لِأَنَّهَا نجت نوحًا عَلَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 السَّلَام وَمن مَعَه وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى (فأنجاه وَأَصْحَاب السَّفِينَة) وَمن تعلق بلوح السَّفِينَة بعد كسرهَا غضب عَلَيْهِ الْملك ثمَّ ينجو إِن كَانَ واليا ومجذاف السَّفِينَة يدل على الْعلم لمن رَآهُ بِيَدِهِ والسفينة الْجَارِيَة فِي الْهَوَاء تدل على موت راكبها وَإِن دلّت على عَسْكَر انْكَسَرَ لما فِيهَا من السِّلَاح والرئيس الْحَاكِم وَمن رأى كَأَنَّهُ مَاتَ فِي سفينة نجا فِي الْآخِرَة من الْعَذَاب وَمن رأى سفينة على الأَرْض فَهِيَ تقريب نجاة فَإِن جرها على الأَرْض فَإِنَّهُ يَقُود أَو ينافق أَو يركب أمرا لَا يتم لقَوْل الشَّاعِر: (ترجو النجَاة وَلم تسلك مسالكها ... إِن السَّفِينَة لَا تجْرِي على اليبس) وَمن ركب سفينة فِي بر مَعَ قوم صالحين فَإِنَّهُ يتبع الْهوى وَيغْفر الله لَهُ لقَوْله عز وَجل (بِسم الله مجْراهَا ومرسها إِن رَبِّي لغَفُور رَحِيم) وَإِن خرج مِنْهَا فِي زِيَادَة سعد وَنَجَا من أعدائه وَالْقَذْف فِي السَّفِينَة وطيء (وَقلع) السَّفِينَة نقاب الْمَرْأَة فَإِذا تمزق فالنقاب قد رث وَإِذا رأى وَال مَعْزُول كَأَنَّهُ ركب فِي سفنية ولي ولَايَة بِقدر عظم السفية وَبعدهَا من الْبر بعده من الْعَزْل وَمن رأى كَأَنَّهُ ركب فِي سفينة وهاجت الرّيح بهَا ودعا الله تَعَالَى خوفًا من الْهَلَاك فنجته إِلَى الْبر فَإِنَّهُ يسلم ثمَّ يكفر لقَوْله تَعَالَى (فَلَمَّا نجاهم إِلَى الْبر إِذا هم يشركُونَ) وَمن رأى كَأَنَّهُ مَاتَ فِي سفينة نجا مِمَّا يخَاف والسفينة الَّتِي لم تجر حبس لِأَن يُونُس عَلَيْهِ السَّلَام وقفت بِهِ السَّفِينَة فحبس فِي بطن الْحُوت وَمن تمسك بِحَبل السَّفِينَة فَإِنَّهُ يتَمَسَّك بِرَجُل دين ويدوم فِي صحبته لقَوْله تَعَالَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 (واعتصموا بِحَبل الله جَمِيعًا وَلَا تفَرقُوا) وَقَالَت النَّصَارَى من من رأى كَأَنَّهُ فِي سفينة قَائِمَة نَالَ خصبا فِي تِلْكَ السّنة والسفينة من دم أَو تجْرِي فِي دم فَإِنَّهَا دَالَّة على الزِّنَا لمن ركبهَا فِي مَنَامه وَمن رأى كَأَنَّهُ فِي سفينة مصعدة نَالَ خيرا بطيئا لِأَن الصعدة فِي المَاء لَا تبلغ المنحدرة فِي الإسٍ رَاع وَمن ركب سفينة أخرقت فَذَلِك نجاة لراكبها لقَوْله تَعَالَى (أخرقتها لتغرق أَهلهَا) فنجت من يَد الْملك الَّذِي كَانَ يَأْخُذ السفن غصبا والسفينة فِي التَّأْوِيل تعبر بِالْأُمِّ فَمن رأى سفينة كسرت مَاتَت أمه لِأَنَّهَا كَانَت سفينته الَّتِي حَملته فِي جوفها والسفينة إِذا كَانَت بِلَا شراع وَلَا عدَّة فَهِيَ امراة عَاقِر لمن ركبهَا فَمن اشْترى سفينة فِي مَنَامه وَكَانَ عزبا تزوج وَمن اشْترى جَارِيَة لقَوْله تَعَالَى (حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَة) وَقيل السَّفِينَة تعبر بِامْرَأَة سَمِينَة لِأَن الْعَرَب تشبه النِّسَاء السمان بالسفن وَالسّفر فِي الرُّؤْيَا مكر وكل حُفْرَة مكر، فَمن حفر سربا لإِنْسَان فَإِنَّهُ يمكر بِهِ فَإِن دخل الَّذِي حفر السرب فِيهِ رَجَعَ الْمَكْر اليه وَمن رأى كَأَنَّهُ دخل سربا وَلم ير السَّمَاء دخلت اللُّصُوص عَلَيْهِ وسرقوا مَتَاعه وَإِن كَانَ مُسَافِرًا قطع عَلَيْهِ الطَّرِيق وَإِن تَوَضَّأ فِي السرب للصَّلَاة ظفر بِمن سرق مَتَاعه أَو يعوض عَنهُ وتقر عينه لِأَن الْوضُوء ((فِي التَّأْوِيل أقوى من السرب، وَلَو كَانَ فِي مرض أَو حبس نجا لأجل. الْوضُوء وَالْغسْل كَذَلِك نجاة وَإِن رأى فِي السرب مَاء جَارِيا نَالَ معيشة بمكر والسرب فِي الدَّار مكر صَاحبهَا (السكاخة ... ) وكل طَعَام أصفر فَهُوَ مرض إِلَّا إِذا كَانَ بِلَحْم العصافير فَإِنَّهُ يدل على الْولَايَة وَقَضَاء الشَّهْوَة لقَوْله تَعَالَى (وَلحم طير مِمَّا يشتهون) السجْن فِي الْمَنَام هم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 وَمن اخْتَار لنَفسِهِ سجنا فَإِنَّهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 يعْصم من ذَنْب لقَوْله تَعَالَى (قَالَ رب السجْن أحب إِلَيّ مِمَّا يدعونني إِلَيْهِ) وَمن رأى كَأَنَّهُ خرج من سجن نجا من مرض وَإِذا رأى المسجون كَأَن أَبْوَاب السجْن مفتحة نجا وَكَذَلِكَ اذا رأى فِيهِ كوَّة أَو رأى سقفه قد زَالَ وَظَهَرت النُّجُوم فَذَلِك نجاة للْمَرِيض وَالْمُسَافر والمهموم إِذا رأى كَأَنَّهُ خرج من سجن تسهل امْرَهْ والسجن عاقة للْمُسَافِر وَمَوْت للْمَرِيض السراج للحامل ولد ذكر يَهْتَدِي بِهِ لِأَن الله عز وَجل سَمَّاهُ مُحَمَّدًا وَوَصفه بالسراج فَقَالَ تَعَالَى (وداعيا الى الله بِإِذْنِهِ وسراجا منيرا) والسراج يعبر للْمَرِيض بِرُوحِهِ فَإِن طفى مَاتَ الْمَرِيض وَمن أصلح سِرَاجًا فأضاء وَكَانَ لَهُ مَرِيض فَإِنَّهُ يعود إِلَى الصِّحَّة والسراج فِي التَّأْوِيل يدل على ظُهُور الْأَشْيَاء الْخفية الرُّؤْيَا المعبرة: أَتَى ابْن سِيرِين رجل فَقَالَ رَأَيْت كَأَن شخصا على إبهامه سراج وَهُوَ يمشي بنوره فَقَالَ: هَذَا رجل يعمى ويقوده وَلَده السَّاق فِي الرُّؤْيَا يدل على المَال والعمر فَمن رأى نقصا بساقه فَذَلِك فِي مَاله الَّذِي عَلَيْهِ اعْتِمَاده وَقد يكون ذَلِك النَّقْص فِي عمره وَمن رأى سَاقه من زجاج أَو فخار فَذَلِك قرب أَجله لقلَّة بَقَاء الزّجاج والفخار وَمن مَشى على سَاق وَاحِدَة ذهب نصف مَاله وَمن رأى سَاقه من رصاص فَإِنَّهُ يفلج أَو يَقع فِي وَهن وَإِن كَانَ فِي غزَاة فَإِنَّهُ ثبات لقَوْله تَعَالَى (كَأَنَّهُمْ بَنِينَ مرصوص) وَإِن رأى سَاقيه من عود فَإِنَّهُ يُسَافر وَيعود فَإِن رأهما من حطب فَإِنَّهُ يمشي بالنميمة وَإِن رآهما من نُحَاس مَشى فِي أُمُور نحسة وَإِن رأى سَاقيه كالعمد الرخام كَانَ عمره طَويلا وَمن رأى سَاق امْرَأَة كشفته الرّيح فَإِنَّهُ يتَزَوَّج بهَا لقصة سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام (فَلَمَّا رَأَتْهُ حسبته لجة وكشفت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 عَن سَاقيهَا) فَوَقع بعد ذَلِك الزواج السفرة سفر فِيهِ فَائِدَة إِلَى ملك كَبِير لِأَن السفرة مَحل الرزق ويلجأ النَّاس إِلَيْهَا كَمَا يلجأ النَّاس إِلَى الْملك ليحصر لَهُم الرزق عِنْده السم فِي الرُّؤْيَا: مَال فَمن شرب السم وورم وقيح مَكَانَهُ فَإِنَّهُ ينَال مَالا بِقدر مَا حصل من الورم والقيح فَإِن لم يقيح فَهُوَ هم لمن شربه وَلم يورم مَكَانَهُ وَقَالَ ارطاميدورس: السمومات القتالة تدل على الْمَوْت وَمن رأى من العبيد كَأَنَّهُ شرب السم فَإِنَّهُ يعْتق وَمن الرُّؤْيَا المعبرة أَن رجلا رأى فِي مَنَامه كَأَن ملكا يَقُول لَهُ: إِن صديقك فلَان يسقيك السم فَتبين لَهُ بعد ذَلِك أَن صديقه كَانَ يَزْنِي بِزَوْجَتِهِ وَذَلِكَ لِأَن السم لَا يسقى لإِنْسَان إلاخفية وَكَذَلِكَ الزِّنَا لَا يكون إِلَّا خُفْيَة السعال يدل على الشكوى فَمن رأى كَأَنَّهُ يسعل فَإِنَّهُ يشكو إنْسَانا مُتَّصِلا بسُلْطَان على قدر السعال وَإِذا رَأَيْت ملكا يمشي فَوق الدّور ويسعل فَذَلِك وباء يحل بِذَاكَ الْمَكَان وَقيل السعال هدم منزل وَمن رأى كَأَنَّهُ يتثاوب فقد هم بالشكاية وَقيل إِن التثاوب مرض يسير وَمن وسع فِي سُؤَاله فَإِنَّهُ يَمُوت السراج فِي الْمَنَام: امْرَأَة إِذا لم يكن بِظهْر الدَّابَّة وَمَتى كَانَ بِظهْر الدَّابَّة فَهُوَ آلَة الدَّابَّة وَمن رأى سَرْجه قد ركب فِيهِ كلب أَو خِنْزِير أَو حمَار فَإِن فَاسِقًا يخونه فِي امراته الرُّؤْيَا المعبرة: أَتَى ابْن سِيرِين رجل فَقَالَ رَأَيْت كَأَنِّي رَاكب على فرس وَدخلت فِي مَكَان ضيق فأرميت السرج عَن الْفرس وَخرجت فَقَالَ: أَنْت رجل قد كَانَت زَوجتك مَعَك فِي الطَّرِيق فأصابك قوم يخَافُونَ السَّبِيل فألقيت زَوجتك ونجوت بِنَفْسِك السوار فِي الْمَنَام: هم لمن لبسه من الرِّجَال وزينة للنِّسَاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 لِأَنَّهُ من حليهم وَمن رأى أَنه ملك سوارا تزوج وَإِن لبسته الْمَرْأَة الْبكر أَو الأرملة فَإِنَّهَا تتَزَوَّج وَكَذَلِكَ إِذا لبست سَائِر الْحلِيّ فَإِنَّهُ دَلِيل الزواج وَإِذا كَانَت الأسورة على الْأَمْوَات فَإِنَّهُم فِي الْجنَّة لقَوْل الله تَعَالَى (يحلونَ فِيهَا من أساور من ذهب) وَقيل إِن أساور الذَّهَب مِيرَاث لمن لبسه فِي الْمَنَام وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة عَن النَّبِي أَنه قَالَ: رَأَيْت فِيمَا يرى النَّائِم كَأَن فِي يَدي سِوَارَيْنِ من ذهب فنفخت فيهمَا فسقطا " فَقيل يَا رَسُول الله مَا أولتهما؟ فَقَالَ: أما الْوَاحِد فَهُوَ مُسَيْلمَة الْكذَّاب وَالْآخر فَهُوَ الْعَنسِي صَاحب صنعاء " والسوار للْعَرَب زَوْجَة ويعبر بِولد وَقيل إِن سوار الْفضة دين لمن لبسه فِي الْمَنَام لِأَنَّهُ من حلي أهل الْجنَّة قَالَ الله تَعَالَى (وحلوا اساور من فضَّة) والسوار للسُّلْطَان زِيَادَة فِي ملكه السَّحَاب ملك رَحِيم أَو عَالم أَو حَكِيم فَمن رأى أَنه خالط السَّحَاب فَإِنَّهُ يخالط ملكا كَرِيمًا أَو عَالما أَو حكيما وَقيل السَّحَاب زَوْجَة الْملك فَإِذا نزل مِنْهُ الْغَيْث فَذَلِك بر وَعَطَاء وَرُبمَا دلّ السَّحَاب على الْإِبِل لِأَنَّهَا تحمل الأثقال إِلَى الْبِلَاد كَمَا يحمل السَّحَاب المَاء إِلَى الْأَمَاكِن المخصبة وَمن رأى أَنه أكل السَّحَاب فَإِنَّهُ ينْتَفع بِرَجُل عَالم وَمن ملك شَيْئا من السَّحَاب نَالَ حِكْمَة وَذَلِكَ لما فِيهِ من الْحِكْمَة وَحمله المَاء وسيره جلّ خالقه وَمن خالط السَّحَاب وَلم يَأْخُذ مِنْهُ شَيْئا وَلَا أكل مِنْهُ فَإِنَّهُ يخالط الْعلمَاء وَلَا يحفظ مِنْهُم شَيْئا وَمن رأى أَهلا لذَلِك كَانَ ذَلِك عَائِدًا إِلَى اسْمه أَو نَظِيره والسحاب الْأسود سؤدد حِكْمَة مَعَ سؤدد لمن ملكه وَقيل السَّحَاب الْأسود يدل على الْبرد والسحاب يدل على حمل النِّسَاء لِأَنَّهُ لحمل المَاء وَيدل على الْعَالم لِأَن مِنْهُ حَيَاة كل شَيْء والسحاب يدل على الْإِسْلَام فَإِن رأى كَافِرًا كَأَن السَّحَاب نزل عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يسلم وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق عَلَيْهِ السَّلَام من رأى قَمِيصه من السَّحَاب فقد شملته من الله نعْمَة وَمن رأى أَنه بنى دَارا على السَّحَاب نَالَ دنيا سريعة حَلَالا مَعَ حكمه ورفعة فَإِن بنى قصرا على السَّحَاب فَإِنَّهُ يتَجَنَّب الذُّنُوب بالحكمة وَيَبْنِي لَهُ قُصُور فِي الْجنَّة لما عمل من الْحَسَنَات بالحكمة وَمن رأى السَّحَاب بِيَدِهِ وَالْمَاء ينزل مِنْهُ فَإِنَّهُ ينَال حِكْمَة وتجري على لِسَانه وَيَده حِكْمَة وَمن صَار سحابا يمطر على النَّاس فَإِنَّهُ ينَال مَالا ويستفيد النَّاس مِنْهُ وَمن أمطر عَلَيْهِ من السَّحَاب ذهب فَإِنَّهُ يتَعَلَّم أدبا من رجل ذِي حِكْمَة والسحاب الَّذِي لَا مطر فِيهِ هُوَ عَالم لَا ينْتَفع بِعِلْمِهِ وَمن سمع مناديا من الْغَمَام فَإِنَّهُ يحجّ والسحاب الْأسود يدل على البطالة والأحمر فتْنَة والأبيض يدل على الأشغال والأعمال والسحاب الَّذِي مَعَه الضبابة يدل على فتْنَة وَمن رأى سَحَابَة طلعت من الأَرْض إِلَى السَّمَاء فَإِنَّهُ يُسَافر السكر: مَال حَلَال وَقَالَ ابْن سِيرِين لآ بَأْس فِي بيع السكر والسكرة الْوَاحِدَة قبْلَة من حبيب أَو ولد وقصب السكر كَلَام يسْتَحل ترداده السُّوق فِي الرُّؤْيَا هُوَ الدُّنْيَا فَمن رَآهُ وَاسِعًا نَالَ دنيا وَاسِعَة وكل سوق يدل على مَا يَلِيق بِهِ فسوق النحاسين مخاصمة لم مَشى فِيهِ بِصَوْت النّحاس وطنينه وسوق الأسكفه دَلِيل حُضُور بَين يَدي من يقسم الْمِيرَاث لِأَن الْجُلُود مِيرَاث وسوق الطباخين نصب وَشعب لما فِيهِ من الدُّخان وَالنَّار وسوق الرياحين قوم فِي الْعِزّ أَو ذكر الْمَوْتَى وَمن رأى كَأَنَّهُ فِي سوق ساكنه من الْعلية فَهُوَ دَلِيل على البطالة لمن كَانَ سوقيا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 وَلَا يحمد السُّوق للقضاة والوزراء والأمراء وَيدل على شعب وهم واضطراب لما فِيهِ من ارْتِفَاع الْأَصْوَات وَالْكَلَام الْبَاطِل والأيمان الْفَاجِرَة والسوق يدل على الْمَسْجِد لِأَنَّهُ مَحل الْكسْب وَالتِّجَارَة كَمَا أَن الْمَسْجِد مَحل التِّجَارَة قَالَ الله تَعَالَى (هَل أدلكم على تِجَارَة تنجيكم من عَذَاب اليم) وَقد يدل السُّوق فِي الْحَرْب لَا سِيمَا إِن كَانَ السُّوق مَجْهُولا لَا يُبَاع فِيهِ اللَّحْم السَّمَوَات وَأما سَمَاء الدُّنْيَا فَإِنَّهُ يدل على قصر السُّلْطَان وخيمته وَجَسَده وَذَلِكَ لعجز النَّاس عَن الْخُرُوج من تَحْتَهُ فَمن رأى أَنه صعد إِلَى السَّمَاء بسلم نَالَ عزا من الْملك وَمن رأى نَفسه صَار سَمَاء وَكَانَ من أَبنَاء الْخُلَفَاء أَو الْأُمَرَاء أَو الْوُلَاة أَو الْقُضَاة نَالَ ولَايَة تلِيق بِهِ وَإِن كَانَ خَائفًا أَمن خَوفه وَمن وَقع عَلَيْهِ السَّمَاء خرب سقف بَيته وَإِن كَانَ مَرِيضا مَاتَ ويعلو عَلَيْهِ تُرَاب قَبره وَمن رأى كَأَنَّهُ صعد السَّمَاء لينْظر إِلَى الأَرْض فَإِنَّهُ ينَال ولَايَة ورفعة ويتاسف على مَا فَاتَهُ وَمن رأى كَأَنَّهُ فِي سَمَاء الدُّنْيَا يَأْمر وَينْهى وَكَانَ أَهلا للوزارة نالها وَدخل فِي عمل وَزِير لِأَن سَمَاء الدُّنْيَا للقمر وَالْقَمَر وَزِير فِي التَّأْوِيل وَمن دخل السَّمَاء مُقَومًا ناله مشقة لقَوْله تَعَالَى (سَأُرْهِقُهُ صعُودًا) وَإِن دخل إِلَى السَّمَاء وَغَابَ فِيهَا فَإِنَّهُ يَمُوت وَإِن نزل مِنْهَا فَإِنَّهُ يشرف على الْمَوْت وينجو وَمن رأى كَأَنَّهُ فِي السَّمَاء الثَّانِيَة نَالَ علما وأدبا وَكِتَابَة وفطنة لِأَن السَّمَاء الثَّانِيَة لعطارد وَمن رأى أَنه فِي السَّمَاء الثَّالِثَة فَإِنَّهُ ينَال جواراً وحللا وحليا ونعمة لِأَن السَّمَاء الثَّالِثَة للزهرة وَمن رأى أَنه فِي السَّمَاء الرَّابِعَة نَالَ ملكا وسلطانا وهيبة لِأَن السَّمَاء الرَّابِعَة للشمس وَمن رأى أَنه فِي السَّمَاء الْخَامِسَة فَإِنَّهُ ينَال ولَايَة فِي الشرطة والقتال والتلصص لِأَن سيرة السَّمَاء الْخَامِسَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 للمريخ وَمن رأى أَنه فِي السَّمَاء السَّادِسَة نَالَ فقها وفضلا وَيكون حازما فِي الْأُمُور خَازِن ملك لِأَن سيرة السَّمَاء السَّادِسَة للْمُشْتَرِي وَمن رأى كَأَنَّهُ فِي السَّمَاء السَّابِعَة فَإِنَّهُ ينَال عقارا وأرضين ووكلاء فلاحين لِأَن سيرة السَّمَاء السَّابِعَة لزحل فَإِن لم يكن صَاحب الرُّؤْيَا أَهلا لهَذِهِ الْمنزلَة فَإِن تَأْوِيلهَا لرئيسه أَو سميه أَو نَظِيره أَو لعقبه من بعده فَإِن رأى أَنه فَوق السَّمَاء السَّابِعَة فَإِنَّهُ ينَال رفْعَة عَظِيمَة وَلكنه يهْلك وَمن رأى السَّمَاء اخضرت فَهُوَ خصب فِي ذَلِك الْعَام وَإِن رَآهَا اصْفَرَّتْ فَذَلِك مرض فِي السّنة وَإِن رأى السَّمَاء من حَدِيد قل الْقطر فِي ذَلِك الْعَام وَمن خر من السَّمَاء فَإِنَّهُ يكفر لقَوْله تَعَالَى (وَمن يُشْرك بِاللَّه فَكَأَنَّمَا خر من السَّمَاء فتخطفه الطير أَو تهوي بِهِ الرّيح فِي مَكَان سحيق) أَو يُصِيبهُ آفَة من رجل ظلوم وَإِن رأى أَن السَّمَاء انشقت وَخرج مِنْهَا شيخ فَهُوَ حد تِلْكَ الأَرْض فَيحل بهَا الخصب وَالْعدْل وَإِن خرج من السَّمَاء شَاب فَإِنَّهُ عَدو يظْهر بِشَيْء إِلَى أهل الأَرْض الَّتِي ترى فِيهَا وَيَقَع بَينهم عَدَاوَة وتفريق وَإِن خرج من السَّمَاء ابل فَإِن الأمطار تكْثر فِي ذَلِك الْعَام وَإِن يرى أَن سبعا نزل من السَّمَاء فَإِن سُلْطَانا جائرا يحل بِتِلْكَ الأَرْض وَمن رأى أَنه جعل السَّمَوَات فِي كمه أَو سَمَاء وَاحِدَة فَإِنَّهُ يحمل الْمُصحف فِي كمه وَرُبمَا حلف بِهِ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ إِذا بلعه فَإِنَّهُ يسرق مُصحفا أَو يحلف كَاذِبًا لِأَن جَمِيع مَا فِيهِ من السَّمَاء نزل وَمن مَشى فَوق السَّمَاء فَإِنَّهُ يمشي فِي أثر الْمَطَر وَمن رأى أَنه فِي السَّمَاء من غير صعُود نَالَ رفْعَة وَعزا وَمن رأى السَّمَاء قريب من الأَرْض فَإِنَّهُ مطر وغياث من الله قَالَ الشَّاعِر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 (إِذا نزل السَّمَاء بِأَرْض قوم ... رعيناهم وَإِن كَانُوا غضابا) من رأى السَّمَاء قربت من الأَرْض فَإِن ذَلِك يدل على إِجَابَة دَعْوَة أَو عمل صَالح وَقَالَ الله تَعَالَى فِي حق الْكفَّار (لَا تفتح لَهُم أَبْوَاب السَّمَاء) فَمن رأى أَبْوَاب السَّمَاء مفتحة فَإِنَّهُ مُؤمن وتجاب دَعوته وَمن رأى أَبْوَاب السَّمَاء تفتح فَإِن ذَلِك مطر إِذا كَانَ فِي زمن الْمَطَر لقَوْله تَعَالَى (ففتحنا السَّمَاء بِمَاء منهمر) وَقيل إِن السَّمَاء إِذا انفتحت أَبْوَابهَا فَإِنَّهُ إِجَابَة دَعْوَة وَمن رأى أَبْوَاب السَّمَاء مغلقة الْأَبْوَاب وقف الْغَيْث على النَّاس وَمن رأى أَنه ينظر إِلَى السَّمَاء شرقا وغربا فَإِنَّهُ يُسَافر وَإِن كَانَ أَهلا للْملك ناله وَمن سرق السَّمَاء فِي مَنَامه فَإِنَّهُ يسرق مُصحفا الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة: أَتَى ابْن سِيرِين رجل فَقَالَ رَأَيْت كَأَنِّي أخذت السَّمَوَات وَالْأَرْض وجعلتهما فِي كمي فَقَالَ ابْن سِيرِين: أَنْت قد جعلت مُصحفا فِي كمك فَقيل من أَيْن أخذت ذَلِك فَقَالَ: من قَوْله تَعَالَى (مَا فرطنا فِي الْكتاب من شَيْء) وآتاه آخر فَقَالَ: رَأَيْت كَأَنِّي قد تعممت بالسماء واتشحت بِالْأَرْضِ وابتلعت الْجبَال فَقَالَ ابْن سِيرِين: أَنْت رجل تحمل آمانات النَّاس فَقَالَ صدقت من ايْنَ اخذت ذَلِك فَقَالَ من قَوْله تَعَالَى (إِنَّا عرضنَا الْأَمَانَة على السَّمَوَات وَالْأَرْض وَالْجِبَال فأبين أَن يحملنها وأشفقن مِنْهَا وَحملهَا الْإِنْسَان إِنَّه كَانَ ظلوما جهولا) وَمن رأى كَأَنَّهُ يَأْخُذ السَّمَاء بِأَسْنَانِهِ فَإِنَّهُ يَقع فِي مُصِيبَة أَو نُقْصَان فِي مَاله أَو يَتَطَاوَل إِلَى شَيْء فيعجز عَنهُ ويغضب من حمقه (وييئس) وَإِذا سَقَطت السَّمَاء على الأَرْض بظلمة ووحيه فَذَلِك فتن أَو موت رجل عَظِيم وَإِن سَقَطت بِلَا ظلمَة وَلَا خوف فَذَلِك غيث كثير ينزل من السَّمَاء وَمن رأى السَّمَوَات الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 تبنى فِي دَاره فَإِنَّهُ يشْهد بالزور لقَوْله تَعَالَى (مَا أشهدتم خلق السَّمَوَات والرض وَلَا خلق أنفسهم) الرُّؤْيَا المعبرة: أَتَى إِلَى ابْن سِيرِين رجل فَقَالَ: رَأَيْت كَأَنِّي ابْني سَمَاء دون سَمَاء الدُّنْيَا: فَقَالَ شَهَادَة زور وَلَو بنى السَّمَاء ذُو ورع وَدين فَإِنَّهُ يرفع علما أَو يَبْنِي سقفا لقَوْله تَعَالَى (وَجَعَلنَا السَّمَاء سقفا مَحْفُوظًا) وَمن رأى أَنه يَدُور فِي السَّمَاء وَينزل مِنْهَا فَإِنَّهُ ينَال علم النُّجُوم أَو يدْخل فِي غامض الْعُلُوم وينتشر ذكره وَمن رأى أَنه اسْتندَ إِلَى السَّمَاء نَالَ رئاسة وقهر من خَالفه وَمن رأى السَّمَاء تبْكي فَإِن ذَلِك دَال على الْمَطَر قَالَ الشَّاعِر كل يَوْم باقحوان جَدِيد تضحك الأَرْض من بكاء السَّمَاء السُّجُود فِي الرُّؤْيَا: نصْرَة وَصَلَاح فِي الْأُمُور لِأَن الرُّكُوع وَالسُّجُود من الخضوع والبراءة من الْكبر وَقد يكون السُّجُود فِي الْمَنَام نعْمَة أنعمها الله على من رأى ذَلِك وَمن رأى لبنة ذهب سجدت للبنة فضَّة فَإِنَّهُ رجل شرِيف يخضع لرجل وضيع وَمن سجد للصليب فَإِنَّهُ يحضر مَعَ قوم منافقين فِي ضرب البربط والغناء وَالْمَعَازِف السَّرَاوِيل فِي الْمَنَام: امْرَأَة اعجمية فَمن ملك سراويلاً حديداً تزوج امْرَأَة اعجمية بكرا وَقيل السَّرَاوِيل الْحَدِيد عفة فِي فرج لابسه وَمن رأى سراويله محولا فَإِن امْرَأَته لَا تَسْتَحي من الرِّجَال وَمن رأى فِي سراويله بِلَالًا فَإِن امْرَأَته حُبْلَى وَمن تغوط على السَّرَاوِيل غضب على امْرَأَته ويوفيها مهرهَا وَيُؤَدِّي إِلَيْهَا مَالا أَخذ مِنْهَا وَمن لبس سراويلا مقلوبا فَإِنَّهُ ياتي امْرَأَته فِي دبرهَا وَمن لبس سراويلا قَمِيصًا خشِي عَلَيْهِ الْفقر وَقيل من لبس سراويلا سَافر إِلَى الْعَجم لِأَنَّهُ ملبوسهم وَقيل السَّرَاوِيل فِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 الْمَنَام صَلَاح شَأْن صَاحبه إِذا لبسه وَلَو قَالَ إِنْسَان رَأَيْت جَارِيَة قد اشْتَرَاهَا مَوْلَاهَا وَهِي تقفل على فرجه وَذكره فِيهَا وَهُوَ أبدا مَا وَطئهَا فَإِنَّهُ يَشْتَرِي سراويلاً السَّرَاوِيل فِي الْمَنَام كل شَيْء سؤدد وَمَال وَلبس السوَاد لمن هُوَ مُعْتَاد للبسه سؤدد ولغير الْمُعْتَاد هم وَخَوف وَكَانَ ابْن سِيرِين يَجْعَل كل سَواد مَالا وَمن الرُّؤْيَا المعبرة ان ابْن سِيرِين أَتَاهُ رجل فَقَالَ: قد خطبت امراة وَقد رَأَيْتهَا فِي الْمَنَام سَوْدَاء قَصِيرَة فَقَالَ ابْن سِيرِين: مر فَتَزَوجهَا فَإِن سوادها مَالهَا وقصرها قصر عمرها فَتَزَوجهَا الرجل وَمَاتَتْ فورث مِنْهَا مَالا عَظِيما وَقَالَ ارطاميدورس الألوان يسْتَدلّ على كل لون مِنْهَا بِمَا يُوَافق كل شخص مِثَال ذَلِك أَن شخصا رأى فِي مَنَامه كَأَن إنْسَانا وهب لَهُ عبدا نوبيا فَلَمَّا أصبح أهْدى اليه عدل فَحم والسواد إِذا كَانَ صقلا بِلَا بَيَاض فَهُوَ عز ورفعة من سُلْطَان وَقيل إِن الْأسود والسود لَا يحمد رؤياهما لما فِي اللَّفْظ من ذكر السوء السنور مَذْكُور فِي حرف الْهَاء يُسمى هرا السّلم: سُلْطَان لمن رَآهُ لقَوْله تَعَالَى (أم لَهُم سلم يَسْتَمِعُون فِيهِ فليأت مستمعهم بسُلْطَان مُبين) وَمن رأى سلما مبطوحا مرض فَإِن رَآهُ قَائِما مَنْصُوبًا شفى من الْمَرَض وَالسّلم سَلامَة لمن كَانَ فِي خوف وَمن الرُّؤْيَا المعبرة أَتَى ابْن سِيرِين رجل فَقَالَ: رَأَيْت كَأَنِّي قَائِم على سلم فَقَالَ لَهُ أَنْت رجل تسمع على النَّاس لقَوْله تَعَالَى (أم لَهُم سلم يَسْتَمِعُون فِيهِ) وَالسّلم يدل على رجل رفيع السُّور سور الْمَدِينَة رجال مجاهدون أَو سُلْطَان قوي أَو رَئِيس حفيظ لمَاله وَإِنَّمَا كَانَ السُّور رجَالًا مجاهدين لقَوْله تَعَالَى (إِن الله يحب الَّذين يُقَاتلُون الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 فِي سَبيله صفا كَأَنَّهُمْ بُنيان مرصوص) السُّرَّة فِي الْمَنَام: مَحل السِّرّ والمكسب وَقد تدل على عين مَاء انْقَطَعت وغار مؤاها وتدل على فَم صَائِم الدَّهْر فَإِن فتحت أفطر الصَّائِم وذاع السِّرّ وَإِن جرت رَجَعَ مَاء الْعين والسرة امْرَأَة الرجل (وجنسه من جواره ... .) وَقَالَ ارطاميدورس: السُّرَّة فِي الْمَنَام، يعبر بالوالدين فَمن رأى بسرته وجعا وَكَانَ مُسَافِرًا رَجَعَ إِلَى بَلَده الساعدان فِي الْمَنَام صديقان وَأَخَوَانِ أَو ولد بَالغ أَو شريك مساعد وَمن راى امراة حسرت عَن ساعديها فَإِنَّهَا الدُّنْيَا لقَوْل النَّبِي " عرضت عَليّ الدُّنْيَا لَيْلَة أسرِي بِي فِي صُورَة امْرَأَة حَاسِرَة الذراعين ط وَمن رأى شخصا قصير الساعدين أَو الذراعين فَإِنَّهُ لص جَائِر والطول فِي الساعدين تدل على الشجَاعَة والسخاء وَالْعجب استراق السّمع فِي الرُّؤْيَا: عزل فَمن اسْترق السّمع من الْوُلَاة فَإِنَّهُ يعْزل لقَوْله تَعَالَى (إِلَّا من اسْترق السّمع فَأتبعهُ شهَاب مُبين) وَقيل استراق السّمع نميمة يمشي بِهِ الَّذِي استرقه لقَوْله تَعَالَى (يسْتَرقونَ السّمع وَأَكْثَرهم كاذبون) السِّوَاك فِي الْمَنَام يدل على اتِّبَاع السّنة لمن حمله أَو جعله فِي فَمه لقَوْل النَّبِي " عَلَيْكُم بِالسِّوَاكِ فَإِنَّهُ مطهرة للفم مرضاة للرب " وَيكون صَاحب السِّوَاك محسنا لأقربائه لِأَن الْفَم بَيت القربات سكر مَذْكُور فِي الْخمر فِي حرف الْخَاء السِّرّ فِي الْمَنَام: نِكَاحا لقَوْله تَعَالَى (وَلَكِن لَا تواعدوهن سرا) أَي نِكَاحا وَمن رأى أَنه اودع امْرَأَته سرا فَإِن حملهَا لَا يثبت وَإِن حملت السِّرّ فَإِن حملهَا ثَابت وَمن وعد امراة سرا فَإِنَّهُ يقْصد نِكَاحا لِأَن الْعَرَب تسمى النِّكَاح سرا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 صُفُونا فَلم نكدر وأخلص سرنا إناث فطابت حملنَا وفحول أَرَادَ بالسر النِّكَاح ويصف نِسَاءَهُمْ بالصيانة وسمى النِّكَاح سرا لِأَنَّهُ لَا يكون إلاسرا فالعرب تسمي ذَلِك بِالْمَعْنَى كَمَا سمي الْمَطَر سَمَاء لمجيئه مِنْهَا وَمن رأى إنْسَانا وعده سرا وَلم يكن فِي الرُّؤْيَا دَلِيل على النِّكَاح فَإِنَّهُ نائبة تَأتيه مِمَّن أودعهُ ذَلِك السِّرّ وَإِن رأى ملك وَهُوَ فِي عسكره كَانَ إنْسَانا أَتَاهُ وأودعه سرا فَإِن ذَلِك المسار ملك الْمَوْت لقصة ملك ذَات الْعِمَاد لما فرغ من بنائها أَتَاهُ ملك الْمَوْت فَأسرهُ بِقَبض روحه فَطلب المهلة فَلم يمهله وَقَبضه السويق فِي الْمَنَام: يدل على السّفر وعَلى الزّهْد والورع لقَوْله تَعَالَى (وتزودوا فَإِن خير الزَّاد التَّقْوَى) الْأَهْل وَالْعشيرَة من الأبعدين والأقربين بالثنايا العاليات تعبر بالأخوة والسفليات بالأخوات وَقيل الثنايا تعبر بِالْأَبِ وَالأُم وَالْولد والناب قيم الدَّار وَهُوَ رجل شُجَاع مَذْكُور فَمن رأى نابه قلع فَارق من ذكرنَا من عشيرته وَقد يكون نابه مَاله الَّذِي يتقوى بِهِ وَقد يكون الناب نَائِبه فِي تَحْصِيل مَاله والرباعيات الْأَعْمَام والعمات والأضراس الأجداد وَقيل الأضراس تعبر بالأولاد الَّذين لم يبلغُوا الْحلم لِأَن الأضراس لَا يتجمل بهم فِي المحافل والحنك الْأَيْمن يعبر بالذكور وَالشمَال يعبر بالإناث وَمن رأى أَسْنَانه ((سَقَطت وَتعذر عَلَيْهِ أكله فانه يفْتَقر وَمن رأها ... .)) سَقَطت بكفه من غير ألم فَإِنَّهُ دَرَاهِم على عَددهَا وَمن عالج شَيْئا بهَا حَتَّى قلعه فَإِنَّهُ يُخَاصم من ينْسب إِلَيْهِ السن فِي التَّفْسِير وَقيل علاجها عز من مَال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 وَمن سَقَطت أَسْنَانه وَلم (يفْطن) بِالْأَكْلِ وتعذره عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يعِيش بعد أَهله كلهم واسنا وَمن فَارق سنا وَهُوَ يتأسف عَلَيْهَا وَمن رَآهَا طَالَتْ طولا وَلم توَافق بَعْضهَا بَعْضًا فَإِنَّهُ يُخَاصم أَهله وَلم يألف اليهم وَقَالَ ابْن سِيرِين: قلع الضرس فِي الْمَنَام: يدل على قطع رحم وَالدَّم من الضرس إِثْم من قطع الرَّحِم والأسنان فِي الْكَفّ والجيب زِيَادَة فِي الْأُخوة وَالْأَوْلَاد إِذا لم يجد لَهما المَاء وَقلع الْأَسْنَان بِاللِّسَانِ هُوَ كَلَام يتَكَلَّم بِهِ فَيفْسد أُمُور أهل الْبَيْت وَمن رأى أَسْنَانه فضَّة ناله خسران فِي المَال وَقيل قلع الأضراس يدل على ظُهُور الْأَشْيَاء الْخفية وَمن رأى أَنه يكسر أَسْنَانه فَإِنَّهُ يُوفي دينه قَلِيلا قَلِيلا وَزِيَادَة فِيهَا زِيَادَة فِي الْأَهْل وَمن الرُّؤْيَا المعبرة ان امْرَأَة رَأَتْ كَأَن شَيْئا من أسنانها قلع من غير ألم وَكَانَ لَهَا مسجون فَخرج بعد الرُّؤْيَا من السجْن بعد يَوْم وَاحِد وَعَن ابْن سِيرِين أَنه أَتَاهُ رجل فَقَالَ رَأَيْت أسناني سَقَطت فِي حلقي فأخرجتها سنا سنا وَوضعت كل سنّ فِي مَكَانَهُ فَقَالَ لَهُ ابْن سِيرِين: أَنْت رجل قد سَقَطت حِجَارَة الْبِئْر الَّتِي لَك وتريد ان تخرجها حجرا وتضع كل حجر فِي مَكَانَهُ وَعَن ابْن سِيرِين وَبَعض الْخُلَفَاء حِكَايَة: أَنه رأى كَأَن أَسْنَانه سَقَطت جَمِيعهَا فَقَصَّهَا على معبر فَقَالَ: يَمُوت أهلك كلهم فَغَضب لذَلِك وانفد إِلَى معبر كَانَ لَهُ مَرِيض فَحمل إِلَيْهِ وقص عَلَيْهِ الرُّؤْيَا فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَنْت أطول أهلك عمرا ففرح بذلك لِأَنَّهُ أحسن الْعبارَة وَذكر الْحَيَاة وَلم يذكر الْمَوْت وَالْمعْنَى وَاحِد والضرس يعبر بالطاحون فَمن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 كَانَ ذَا طاحون وَقلع ضرسا فَإِنَّهُ يبطل طاحونه وَإِن رأى ضرسه مكسورا فحجر طاحونه يكسر وأسنان الْملك جَيْشه فَقلب الْجَيْش الثنايا وَالْيَمِين من السن ميمنة واليسار ميسرَة وأسنان الْمدرس حَلقَة درسيه وفقهائه والنجار إِذا رأى سنّ منشاره قد كسر شَيْء مِنْهَا رُبمَا عَاد ذَلِك إِلَى سنه وَلَو عكست رَجَعَ ذَلِك إِلَى سنه وَرُبمَا كَانَ من الْمشْط سنه أَيْضا وَكَذَلِكَ إِن عكست الاسْتِغْفَار فِي الْمَنَام يدل على المَال فَمن رأى كَأَنَّهُ يسْتَغْفر الله فَإِنَّهُ يدر عَلَيْهِ من سحائب نعمه لقَوْله تَعَالَى (اسْتَغْفرُوا ربكُم إِنَّه كَانَ غفارًا يُرْسل السَّمَاء عَلَيْكُم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين وَيجْعَل لكم جنَّات وَيجْعَل لكلم أَنهَارًا) وَمن رأى من النِّسَاء كَأَن قَائِلا يَقُول لَهَا استغفري لذنبك فَإِنَّهَا زَانِيَة لقَوْله تَعَالَى (واستغفري لذنبك إِنَّك كنت من الخائطين) السعوط فِي الْمَنَام: غضب والسعوط للمراة وَطئهَا السحر يدل على فِرَاق الزَّوْجَة قَالَ الله عز وَجل (ويتعلمون مِنْهُمَا مَا يفرقون بِهِ بَين الْمَرْء وزوجه) السب: قتل لقَوْل النَّبِي " لعن الْمُؤمن كقتله " السماحة عيب وَالْعَيْب سماحة ولسلسلة فِي الْمَنَام مَعْصِيّة لمن رَآهَا بِيَدِهِ أَو عُنُقه لقَوْل الله تَعَالَى (إِذْ الأغلال فِي أَعْنَاقهم والسلاسل يسْحَبُونَ فِي الْحَمِيم) وَقيل من رأى سلسلة فِي عُنُقه تزوج امراة سَيِّئَة الْخلق وَقَالَ ارطاميدورس: السلسلة تدل على امْرَأَة لِأَن اليونان يسمون الْمَرْأَة سلسلة وتدل على تعقد الْأُمُور لِكَثْرَة تعقدها وَمن رأى كَأَنَّهُ ربط سلسلة نَالَ هم وَمن رأى سلسلة سلسلة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 كسْرَى وَكَانَ مَظْلُوما انتصر وتدل سلسلة كسْرَى على عدل الْملك الَّتِي ترى السلسلة فِي بَلَده الستم الْمَجْهُول هم لمن رَآهُ فِي الْمَنَام فَإِن كَانَ يُنَاسب حَانُوت فَهُوَ هم من قبل الدُّنْيَا السّتْر هم لَا يَدُوم السّتْر يدل على النقاب لِأَنَّهُ يستر الْوَجْه وَيدل على ستر الْخَائِف من الله عز اسْمه وَقيل قلع السَّفِينَة وانسب إِلَى كل شخص رَاه مَا يَلِيق بِهِ وَمن ستر ممزقا فَرح ونال سُرُورًا وَستر الْأسود هم من قبل ملك والستر على بَاب الْمَسْجِد هم من قبل الدّين والستر الْمَعْرُوف الَّذِي يرى فِي الْمَنَام هُوَ بِعَيْنِه لَا يضر وَلَا ينفع والستر للخائف أَمن وَستر عَلَيْهِ وَذَلِكَ لاسمه والسلة فِي الرُّؤْيَا بِشَارَة وينسب إِلَى مَا فِي داخلها فَمن رأى سلة فِيهَا عِنَب أَبيض فَهُوَ ر زق من حَيْثُ لَا يحْتَسب وَقس على ذَلِك. بَاب فِي سور الْقُرْآن الْعَظِيم لتاليها سُورَة الْفَاتِحَة: وَمن رأى أَنه يقرا أم الْكتاب فتح الله لَهُ بِكُل خير وغلق دونه بَاب الشَّرّ سُورَة الْبَقَرَة: وَمن قَرَأَ سُورَة الْبَقَرَة فِي مَنَامه جمع الله لَهُ دينه وسارع إِلَى كل خير وعاش طَويلا سُورَة آل عمرَان: بِشَارَة بِولد ذكر بار بِوَالِديهِ وَيكون كثيرا الْأَسْفَار مجادلا بِقوم على غير دينهم وَيكون تالي هَذِه السُّورَة مُخْتَارًا فِي النَّاس ويرزق التَّالِي ولدا على الْكبر سُورَة النِّسَاء: من تَلَاهَا فِي الْمَنَام فَإِنَّهُ يقسم الْمَوَارِيث وَيملك جوارا وَيُورث بعد مَوته مَالا وَقيل إِنَّه يبْلى بِزَوْجَة كَثِيرَة الْمُخَاصمَة سُورَة الْمَائِدَة: غربَة عَن الْبَلَد ويقين وَتعبد لمن تَلَاهَا فِي الْمَنَام وَيُحب إطْعَام الطَّعَام ويبلى بِقوم جُفَاة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 سُورَة الْأَنْعَام: من تَلَاهَا فِي الْمَنَام كثرت نعم الله عَلَيْهِ من الْمَوَاشِي وَمن تَلا سُورَة الْأَعْرَاف نَالَ قُوَّة فِي دينه ويطأ جبل سيناء وَعَن ابْن سِيرِين ان من تَلَاهَا فِي مَنَامه نَالَ من كل علم حظا وَمن تَلا سُورَة الْأَنْفَال: نَالَ نصْرَة على عدوه وغنيمة وَمن تَلا سُورَة التَّوْبَة فَإِنَّهُ يحب الصَّالِحين وَمن تَلا سُورَة يُونُس نَالَ عبَادَة ويقينا ورد الله عَنهُ كيد السَّحَرَة وَالْكفَّار وَإِن تَلَاهَا مَرِيض شفَاه الله تَعَالَى وَمن تَلا سُورَة هود نَالَ رزقا من الْحَرْث وَالزَّرْع وَحسن يقينه وَقيل من تَلَاهَا فَإِنَّهُ يُسَافر وَيكون طَوِيل الْعُمر وَمن تَلا سُورَة يُوسُف فَإِنَّهُ يبْلى فِي صغره وينال فَائِدَة عَظِيمَة فِي الغربة وَيحسن يقينه وَصورته وَإِن كَانَ من أهل الْملك ناله وَمن تَلا سُورَة الرَّعْد كَانَ حَافِظًا للدعوات ويسرع إِلَيْهِ الشيب وَقيل من تَلَاهَا قربت وَفَاته وَمن تَلا سُورَة إِبْرَاهِيم فَإِنَّهُ من الآوابين الصَّالِحين وَمن تَلا سُورَة الْحجر فَإِنَّهُ إِن كَانَ تَاجِرًا فاد أَهله وَإِن تَلَاهَا عَالما فَلَا يَمُوت إِلَّا غَرِيبا وَإِن تَلَاهَا ملك قربت وَفَاته وَإِن تَلَاهَا قَاض حسنت سيرته وَيكون مَحْمُودًا عِنْد النَّاس وَمن تَلا سُورَة النَّحْل رزق خصبا وَيُحب أهل مُحَمَّد وَيعرف الْأَئِمَّة أَجْمَعِينَ وينال علما وَمن تَلا سُورَة سُبْحَانَ نَالَ جاها عِنْد الله وَعند النَّاس وَقيل إِنَّه يبتلى بتهمة ونكبة من سُلْطَان وَمن تَلا سُورَة الْكَهْف طَال عمره حَتَّى يمل الْحَيَاة وَتجمع لَهُ أُمُور دينه ودنياه وَمن تَلا سُورَة مَرْيَم فِي الْمَنَام فَإِنَّهُ يكون مَعَ الانبياء الَّذين ذكرهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 الله فِيهَا وَمَعَ مُحَمَّد وَقيل من تَلا سُورَة مَرْيَم فَإِنَّهُ يتيه ويهتدي وَمن تَلا سُورَة طه فَإِنَّهُ يعادي السَّحَرَة وَيبْطل سحرهم وَقيل من تَلا سُورَة طه فَإِنَّهُ يحب صَلَاة اللَّيْل وَفعل الْخَيْر وَمن تَلا سُورَة الْأَنْبِيَاء نَالَ خشيَة وعلما ويزرق حظا وافرا من النَّاس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 وَمن تَلا سُورَة الْحَج فِي الْمَنَام فَإِنَّهُ يحجّ وَإِن تَلَاهَا مَرِيض فَإِنَّهُ يَمُوت وَمن تَلا سُورَة الْمُؤْمِنُونَ نَالَ الدَّرَجَات وَقيل يرْزق عفة وينجو من بلَاء وَمن تَلا سُورَة النُّور نور الله عَلَيْهِ وَقيل من تَلَاهَا أَمر بِالْمَعْرُوفِ وَنهى عَن الْمُنكر وَقيل إِنَّه يمرض وَمن تَلا سُورَة الْفرْقَان أحب الْحق وابغض الْبَاطِل وَمن تَلا سُورَة الشُّعَرَاء عصمَة الله من الْإِفْك وَقَول الزُّور وعسر رزقه وَمن تَلا سُورَة النَّمْل نَالَ ملكا وفهما فَإِن كَانَ لَيْسَ أَهلا لذَلِك فَإِنَّهُ يسود أَهله وَمن تَلا سُورَة الْقَصَص رزقه الله أجر من قَرَأَ التَّوْرَاة والانجيل ونال رزقا عَظِيما وكنزا من كنوز قَارون وَمن تَلا سُورَة العنكبوت كَانَ فِي امان الله وَحفظه إِلَى أَن يَمُوت وَقيل من تَلَاهَا فِي الْمَنَام بلي بالوحدة وَمن تَلا سُورَة الرّوم فتح الله على يَده مَدِينَة من مَدَائِن الشّرك وهدي عل يَده قوم وَقيل من تَلَاهَا نَالَ علما ومالا وَمن تَلا سُورَة لُقْمَان نَالَ حِكْمَة ويقينا خَالِصا وعلما وَمن تَلا سُورَة السَّجْدَة فَإِنَّهُ يَمُوت فِي سجدته وَيكون عِنْد الله من الفائزين وَقيل إِنَّه يحب الصَّلَاة بِاللَّيْلِ وَمن تَلا سُورَة الْأَحْزَاب فَإِنَّهُ يكون يتبع الْحق وَقيل من قَرَأَ سُورَة الْأَحْزَاب يكون حَاسِدًا لأَهله كثيرا الْمَكْر للصديق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 وَمن تَلا سُورَة سبأ فَإِنَّهُ يتزهد ويسكن الْجبَال وَقيل إِنَّه يكون شجاعا يحب حمل السِّلَاح وَمن تَلا سُورَة فاطر فِي الْمَنَام استغفرت لَهُ الْمَلَائِكَة وَيكون عِنْد ربه مرضيا وَمن تَلا سُورَة يس فِي الْمَنَام حشره الله مَعَ مُحَمَّد وَقيل إِنَّه من المتطهرين وَدينه بِلَا رِيَاء وَمن تَلا سُورَة الصافات رزق ولدا طَائِعا وَقيل من تَلَاهَا رزق معيشة حَلَالا وولدين ذكرين وَمن تَلا سُورَة " ص " نَالَ رزقا وصنعة نافعة وَقيل إِنَّه شَرها فِي حب السناء وَمن تَلا سُورَة " الزمر " كَانَ يَوْم الْقِيَامَة فِي أول صف مَعَ الْمُسلمين وَقيل من تَلَاهَا يعِيش كثيرا حَتَّى يرى ولد وَلَده وَمن تَلا سُورَة غَافِر كَانَ مُؤمنا وتجري على يَده خيرات وَمن تَلا سُورَة حم السَّجْدَة فَإِنَّهُ يَدْعُو قوما إِلَى الْهدى وَمن تَلا سُورَة " الشورى " فَإِنَّهُ يعِيش حَتَّى يبلغ أرذل الْعُمر وينال زِيَادَة فِي الْعلم وَالْعَمَل وَمن تَلا سُورَة الزخرف فَإِنَّهُ يكون لَهُ حَظّ ويسعد فِي الْآخِرَة وَقيل إِنَّه يكون صَادِق اللِّسَان وَمن تَلا سُورَة " الدُّخان " فَإِنَّهُ يطْلب الْجَوَاهِر والغنى وَقيل يَأْمَن من سطوة الْجَبَابِرَة وَمن عَذَاب النَّار ويقوى يقينه وَمن تَلا سُورَة " الجاثية " نَالَ زهدا " وَمن تَلا سُورَة " الاحقاف " فَإِنَّهُ يطْلب الْعَجَائِب ويتفكر فِي عَظمَة الله تَعَالَى وسلطانه وَقيل من تَلَاهَا يكون عاقا لوَالِديهِ ثمَّ يَتُوب تَوْبَة حَسَنَة وَيحسن اليهم وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق عَلَيْهِ السَّلَام: من تَلا سُورَة " الْأَحْقَاف فِي مَنَامه " أَتَاهُ ملك الْمَوْت فِي أحسن صوره وَكَانَ بِهِ رؤوفا وَمن تَلا سُورَة مُحَمَّد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 فَإِنَّهُ يكون يَوْم الْقِيَامَة تَحت لوائه وَمن تَلا سُورَة " الْفَتْح " فَإِنَّهُ يرْزق الْجِهَاد فِي سَبِيل الله وَقيل من تَلَاهَا فِي مَنَامه جمع الله لَهُ حَظّ الدُّنْيَا والاخرة وَمن تَلا سُورَة الحجرات فَإِنَّهُ فَإِنَّهُ يصل اهله وأخوانه وَيجمع بَين النَّاس فِي الصّلاح وَمن تَلا سُورَة " ق " رزق أَعمال الْأَنْبِيَاء وَقيل إِنَّه ينَال علما وَمن تَلا سُورَة الذاريات نَالَ رزقا من نَبَات الأَرْض وَقيل من تَلَاهَا فِي مَنَامه يكون مُوَافقا لمن عاشره وَمن تَلا سروة الطّور فَإِنَّهُ يجاور بَيت الله الْحَرَام وَقيل من تَلَاهَا ورزق علما وَولدا وَيَمُوت قبل بُلُوغه وَمن تَلا سور النَّجْم رزق ولدا مَجْنُونا وَيكون مَرِيضا مرجوا وَمن تَلا سُورَة الْقَمَر فَإِنَّهُ يسحر وَيسلم من السحر وَمن تَلا سُورَة الرَّحْمَن فَإِن الله يرحمه وَقيل يسكن بِالْحرم أَو بَيت الْمُقَدّس أَو يجاور بلاط الرِّبَاط وَمن تَلا سُورَة الْوَاقِعَة فَإِنَّهُ يسابق فِي الْخيرَات وَقيل إِنَّه يَأْمَن مماي خَافَ وتتسع عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَلَا يضل فِي الْآخِرَة وَمن تَلا سُورَة " الْحَدِيد " رزق صِحَة الْبدن مَعَ الْبر وَيَحْمَدهُ النَّاس وَقيل إِنَّه ينَال قُوَّة فِي الدّين وَحسن الْخلق وَمن تَلا سُورَة " المجادلة فَإِنَّهُ يكون مجادلا فِي الْأَدْيَان محجاجا وَقيل إِنَّه يقهر فِي المقاولة إِلَّا أَن يكون عَالما فَإِنَّهُ يَأْمَن خَصمه وَمن تَلا سُورَة الْحَشْر فَإِنَّهُ يحْشر فِي زمرة الْأَبْرَار وَالله عَنهُ رَاض وَمن تَلا سُورَة الممتحنة فَإِنَّهُ يمْتَحن ويثاب على ذَلِك وَقيل إِنَّه ينَال تَوْبَة نصُوحًا وَمن تَلا سُورَة الصَّفّ فَإِنَّهُ يَغْزُو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 فِي سَبِيل الله وَقيل أَنه يحْشر بَين قوم معاندين وَيرد غيبَة آل مُحَمَّد وَمن تَلا سُورَة الْجُمُعَة فَإِن الله يجمع لَهُ أَمر دينه ودنياه وَمن تَلا سُورَة المُنَافِقُونَ فِي مَنَامه فَإِن الله يطهره من النِّفَاق وَقيل إِنَّه يخالط أَقْوَامًا وَهُوَ بَرِيء من أعتقادهم وَمن تَلا سُورَة التغابن فَإِنَّهُ يُؤمن بِالْبَعْثِ والحشر وَقيل إِنَّه يبتلى بِزَوْجَة وضرائر وَولد 2 وَمن تَلا سُورَة الطَّلَاق فَإِنَّهُ يُطلق نسَاء ويوفي مهرهن وَقيل يبتلى بِزَوْجَة تؤذيه فِي مَاله وجاهة وَمن تَلا سُورَة التَّحْرِيم فَإِنَّهُ يتَجَنَّب الْمَحَارِم وَلَا يقربهَا وَقيل إِنَّه يطلع على كَلَام قيل فِيهِ وَمن تَلا سُورَة الْملك فَإِنَّهُ يملك شَيْئا وَقيل إِنَّه يعِيش فِي خدمَة السُّلْطَان وينال مِنْهُ فَائِدَة وَمن تَلا سُورَة ن فَإِنَّهُ ينَال الْكِتَابَة والبلاغة ويعين آل مُحَمَّد وَقيل أَنه ينصر على عدوه وَمن تَلا سُورَة الحاقة فَإِنَّهُ يتَقرَّب إِلَى الله كثيرا وَقيل من تَلَاهَا وَكَانَ قَائِما فَإِنَّهُ يصلب وَإِن كَانَ مَرِيضا مَاتَ وَإِن تَلَاهَا جَالِسا فَإِنَّهُ يَمُوت تَحت الضَّرْب وَإِن تلتها امْرَأَة طلقت وَمن تَلا سُورَة المعارج فِي مَنَامه فَإِن الله يقرب لَهُ الْبعيد من أمره وَقيل إِنَّه يُذنب فِي صباه ثمَّ يَتُوب وَمن تَلا سُورَة " نوح " عَلَيْهِ السَّلَام فَإِنَّهُ يبتلى بِقوم ذِي فتْنَة وينصر عَلَيْهِم وَمن تَلا سُورَة " الْجِنّ فِي مَنَامه فَإِن الْجِنّ تضع لَهُ وَقيل إِنَّه يقاسي قوما جُفَاة وَمن تَلا سُورَة " المزمل " فَإِنَّهُ يكون قوام اللَّيْل كثيرا الْقِرَاءَة وَقيل إِنَّه يُصِيب ضيقا وخوفا ثمَّ يَزُول خَوفه وَمن تَلا سُورَة المدثر فِي مَنَامه فَإِنَّهُ يكون صوام النَّهَار وَقيل إِنَّه ينكد عيشه ويعسر رزقه وَمن تَلا سُورَة الْقِيَامَة فَإِنَّهُ يتَجَنَّب الْيَمين الْفَاجِرَة وَلَا يحلف لَا صَادِقا وَلَا كَاذِبًا وَقيل من تَلَاهَا يكون كريم النَّفس باذلا الْأَنْعَام وَمن تَلا سُورَة الانسان نَالَ الزّهْد والورع ويؤثر على نَفسه وَقيل إِنَّه يكون ذَا خلق حسن ويزرق حظا من النَّاس وَمن تَلا سُورَة المرسلات رزق مَالا وَرَحْمَة وَقيل إِنَّه يَأْمَن من الْخَوْف وَمن تَلا سُورَة النبأ فَإِنَّهُ يَهْتَدِي فِي دينه وَيطول عمره وَيُقَال عَنهُ الْجَمِيل وَمن تَلا سُورَة النازعات فَإِن الله ينْزع من قلبه الشّرك والخيانة وَقيل إِنَّه يُؤَخر الصَّلَاة عَن وَقتهَا وَمن تَلا سُورَة عبس فَإِنَّهُ يكبر وينال هِدَايَة وَمن تَلا سُورَة التكوير فَإِنَّهُ يُسَافر نَحْو الْمشرق وينال خيرا وَمن تَلا سُورَة الانفطار فَإِنَّهُ يُسَافر ويصحب سُلْطَانا وَمن تَلا سُورَة المطففين فَإِنَّهُ نَالَ الْعدْل وَالْوَقار ورجحان الْمِيزَان وَقيل إِنَّه يبخس الْمِيزَان وَمن تَلا سُورَة الانشقاق فَإِنَّهُ يكون كثير النّسك والأوراد وَإِن تَلَاهَا ملك فَإِن ملا من قومه يدعونَ عَلَيْهِ وَإِن تلتها امْرَأَة حملت وَقيل إِن تَالِيهَا يخص بالبنات ثمَّ يمتن قبل بلوغهن وَمن تَلا سُورَة البروج فَإِنَّهُ يعرف الْمنَازل وَمن تَلا سُورَة الطارق فَإِن الله يلهمه التَّسْبِيح والتهليل وَقيل إِنَّه يَرث اولادا ذُكُورا وَلَا يبلغون الْحلم وَمن تَلا سُورَة سبح فَإِنَّهُ يُؤثر الاخرة على الدُّنْيَا وَقيل إِنَّه كثير التَّسْبِيح وَمن تَلا سُورَة الغاشية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 فَإِنَّهُ يرْزق الْعلم والزهد والفطنة والعصمة وَمن تَلا سُورَة الْفجْر فَإِنَّهُ يرْزق النَّمَاء والهيبة وَمن تَلا سُورَة الْبَلَد فَإِنَّهُ يُربي أيتاما وَيطْعم الْمَسَاكِين وَيكون رحِيما وَمن تَلا سُورَة وَالشَّمْس فَإِنَّهُ يُورث الفطنة وَقيل إِنَّه يسكن فِي أَرض ملك عَادل وَمن تَلا سُورَة وَاللَّيْل فَإِنَّهُ يرْزق قيام اللَّيْل والسهر فِي طَاعَة الله تَعَالَى وَقيل من تَلَاهَا عسر رزقه وَمن تَلا سُورَة وَالضُّحَى فَإِنَّهُ يكون عطوفا رحِيما بالمساكين وَمن تَلا سُورَة ألم نشرح فَإِن الله يشْرَح صَدره وَقيل من تَلَاهَا أَمن الْأَمْرَاض والأعلال وَمن تَلا سُورَة والتين فَإِنَّهُ يرْزق عمل الْأَنْبِيَاء والأصفياء وَقيل من تَلَاهَا فِي الْمَنَام نَدم ندامة عقباها خير وَمن تَلا سُورَة العلق فَإِنَّهُ يرْزق الْكِفَايَة والخضوع ويعيش صَالحا موفقا وَمن تَلا سُورَة الْقدر فَإِنَّهُ ينَال الثَّوَاب ويعيش طَويلا حَتَّى يبلغ ارذل الْعُمر وَيدل على الْحَال وَعمل الْخَيْر وَمن تَلا سُورَة لم يكن فَإِنَّهُ يهدي قوما يسلمُونَ على يَده وَقيل إِن قرَاءَتهَا بِشَارَة ونذارة وَمن تَلا سُورَة الزلزلة فَإِن قوما من أهل الذِّمَّة يزلزلون بِهِ وَقيل إِنَّه يخَاف من سُلْطَان وَمن تَلا سُورَة وَالْعَادِيات فَإِنَّهُ يحب النعم ورباط الْخَيل وَقيل من قَرَأَ وَالْعَادِيات وَهُوَ مُسَافر قطع طَرِيقه وَإِن تَلَاهَا مُقيم قدم حب الدُّنْيَا على الْآخِرَة وَمن تَلا سُورَة القارعة فَإِنَّهُ يحب الْوَرع والنسك وَقيل إِن تلاوتها تخويف وتخدير وَمن تَلا سُورَة التكاثر فَإِنَّهُ لَا يرغب فِي جمع المَال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 وَقيل إِنَّهَا تدل على عسر الرزق وَكَثْرَة الدّين وَمن تَلا سُورَة وَالْعصر فَإِنَّهُ يكون كثير الرِّبْح والخسران وَقيل إِنَّهَا بِشَارَة ونذارة وَمن تَلا سُورَة الْهمزَة فَإِنَّهُ يكون مُسلما وَيجمع مَالا وينفقه فِي الْبر وَقيل إِنَّه يمشي بالنميمية وَمن تَلا سُورَة الْفِيل فَإِنَّهُ يهْزم العساكر وَيفتح على يَده مَدَائِن وَقيل من تَلَاهَا فَإِنَّهُ يحجّ وَقيل إِن تلاوتها على الأَرْض فتْنَة يهْلك فِيهَا أَعدَاء الله وَمن تَلا سُورَة قُرَيْش فَإِنَّهُ يؤلف بَين النَّاس وَيطْعم الْمُحْتَاج وَقيل إِنَّه ينَال رزقا بِلَا عناء وَمن تَلا سُورَة أَرَأَيْت خَالفه قوم وينصر عَلَيْهِم وَقيل إِنَّه يمْنَع الزَّكَاة وَيتْرك الصَّلَاة ويكذب بِيَوْم الدّين وَمن تَلا سُورَة الْكَوْثَر فَإِنَّهُ يكثر الصَّلَاة وَالْأُضْحِيَّة وَمن تَلا سُورَة الْكَافِرُونَ فَإِنَّهُ يُجَاهد الْكفَّار ويعاديهم وَقيل إِنَّه يحضر مَعَ قوم بتدعيه وَمن تَلا سُورَة النَّصْر فَإِن الله ينصره على أعدائه وَإِن كَانَ ملكا فتح مَدَائِن وَقيل من قَرَأَهَا دنا أَجله وَمن تَلا سُورَة تبت فَإِن منافقا يعاديه وَيهْلك الْمُنَافِق وَقيل إِنَّه يبْذل المَال فَإِن لم يكن لَهُ مَال فَإِنَّهُ يمشي بالنميمة وَمن تَلا سُورَة الاخلاص فَإِنَّهُ يرْزق التَّوْحِيد وَقلة الْعِيَال وينال ... . . وَاسم الله الاعظم ويستجاب لَهُ دَعْوَة وَقيل إِنَّه يكون بِلَا كفؤ وَمن تَلا سُورَة الفلق فَإِنَّهُ يحض على عَدو وَيحسن حَاله وَمن تَلا سُورَة النَّاس فَإِن الله يرفع عَنهُ الشَّرّ من الْإِنْس وَالْجِنّ والهوام والحساد وَيدْفَع عَنهُ شَرّ السَّحَرَة وَكيد الشَّيَاطِين وَقيل أَن من تَلَاهَا ابتلى بالوسواس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 وَقيل تلاوتها تدل على اجْتِمَاع الْأَهْل بَاب حرف الشين وَأما حرف الشين إِذا كَانَ فِي اول حرف صَاحب الرُّؤْيَا فَإِنَّهُ شرف أَو شَمل أَو شَهَادَة وَإِمَّا شغب وشقاوة أَو شتات رُؤْيا شُعَيْب عَلَيْهِ السَّلَام تدل على مُعَاملَة قوم يبخسون الْمِيزَان ويؤذون فِي المَال ويظفر بهم صَاحب الرُّؤْيَا ويرزق بَنَات وينال مِنْهُنَّ سُرُورًا وَمن رأى شُعَيْب مقشعرا ذهب بَصَره رُؤْيا شِيث عَلَيْهِ السَّلَام تدل على نعْمَة وَأَوْلَاد وسرور لمن رَآهُ الشَّمْس فِي الْمَنَام: قَالَ الْمُسلمُونَ هِيَ الْملك الْأَعْظَم وتعبر الشَّمْس بِالْأَبِ وَالذَّهَب والمراة الجميلة فَمن رأى كَأَنَّهُ صَار شمسا فَإِنَّهُ ينَال ملكا على قدر نور الشَّمْس إِذا كَانَ أَهلا للْملك مِثَال ذَلِك: أَن يكون للْملك ابْنَانِ فترى أَحدهمَا أَنه صَار شمسا فَهُوَ يكون الْملك بعد أَبِيه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 وَمن رأى الشَّمْس وَتعلق بهَا فَإِنَّهُ ينَال خيرا من وزيره وَإِن رأى شمسا معلقَة بسلسلة ولي ولَايَة وَعدل فِيهَا وَإِن قصد الشَّمْس وَقعد فِيهَا فَإِنَّهُ ينَال نعْمَة ومالا وَقُوَّة من الْملك فَإِن أَضَاء شعاعها من الْمشرق إِلَى الْمغرب فَإِنَّهُ يملك مَا بَينهمَا إِن كَانَ أَهلا ويرزق علما وَيذكر بِهِ فِي الْخَافِقين وَمن راى الشَّمْس طلعت عَلَيْهِ مضيئة فَإِن كَانَ واليا نَالَ قُوَّة فِي ولَايَته وَإِن كَانَ من الرّعية نَالَ رزقا حَلَالا وَإِن كَانَت امْرَأَة رَأَتْ من زَوجهَا مَا تقر بِهِ عينهَا وَمن رأى بازغة فَإِنَّهُ يعبر بقول الْملك لقَوْله تَعَالَى (فَلَمَّا رأى الشَّمْس بازغة قَالَ هَذَا رَبِّي) وَمن رأى الشَّمْس طلعت فِي بَيته وَلَيْسَ لَهَا نور فَهِيَ زَوْجَة توسع عَلَيْهَا دنياها وَإِن رَآهَا تَاجِرًا ربح فِي التِّجَارَة وَمن رأى الشَّمْس كَلمته نَالَ رفْعَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 من قبل الْخَلِيفَة أَو السُّلْطَان وَكَذَلِكَ الْقَمَر فَإِن كَلمه وَمضى مَعَهُمَا فَإِنَّهُ يَمُوت لقَوْله تَعَالَى (وَجمع الششمس وَالْقَمَر يَقُول الْإِنْسَان يَوْمئِذٍ أَيْن المفر) وحد الشَّمْس إِذا جَاوز الْحَد واصاب إنْسَانا ناله خوف من سُلْطَان وَمن رأى الشَّمْس طلعت على قَدَمَيْهِ نَالَ دنيا شَامِلَة وَرِزْقًا من زراعة واستعت لَهُ دُنْيَاهُ وَمن رأى الشَّمْس طلعت على جسده تَحت ثِيَابه وَالنَّاس لَا يعلمُونَ بِهِ أَصَابَهُ مرض وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَن الشَّمْس دخلت فِي جيبها وَخرجت من تَحت ذيلها فَإِنَّهَا تتَزَوَّج بِرَجُل من الْمُلُوك وتبيت عِنْده لَيْلَة وَاحِدَة وَإِن طلعت من فرجهَا فَارقهَا وَإِن رأى إنْسَانا كَانَ بَطْنه شقّ وطلعت الشَّمْس فِيهِ فَإِنَّهُ يَمُوت لقَوْله تَعَالَى (ثمَّ جعلنَا الشَّمْس عَلَيْهِ دَلِيلا ثمَّ قبضناه إِلَيْنَا قبضا يَسِيرا) وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة ان ابْن سِيرِين أَتَاهُ رجل فَقَالَ: رَأَيْت كَأَنِّي قد مددت يَدي إِلَى الشَّمْس فأخذتها فِيهَا أَرْبَعَة أرغفة فَقَالَ ابْن سِيرِين: أوص فقد بَقِي من أَجلك اربعة أَيَّام فَقيل لَهُ من أَيْن اخذت ذَلِك فَقَالَ: من قَوْله تَعَالَى (وَفِي السَّمَاء رزقكم وَمَا توعدون) وَقد تنَاول رزقه من السَّمَاء وَعدد الأرغفة هُوَ عدد الْأَيَّام الَّذِي بقيت من أَجله وَكَونهَا من قرص الشَّمْس هِيَ دَلِيل مَوته لقَوْله تَعَالَى (ثمَّ جعلنَا الشَّمْس عَلَيْهِ دَلِيلا ثمَّ قبضناه الينا قبضا يَسِيرا) وَمن رأى الشَّمْس فِي صُورَة كهل فَإِن الْخَلِيفَة يقوى جده ويعدل فِي الْمُسلمين وَإِن رأى الشَّمْس فِي صُورَة شَاب فَإِن الْملك يظلم رَعيته وَمن رأى كَأَن نَارا طلعت من الشَّمْس وأحرقت مَا يَليهَا من الْكَوَاكِب فَإِن الْملك يطرد حَاشِيَته وَحُمرَة الشَّمْس فَسَاد فِي الْملك وصفرتها مرض الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 مرض وَسَوَاد الشَّمْس قهر الْملك وذلة وَمن رأى الشَّمْس قد غَابَتْ فَإِن الْأَمر الَّذِي هُوَ طَالبه قد انْتهى خيرا كَانَ أَو شرا وَمن رأى الشَّمْس تجْرِي فِي غير مجاريها فَإِن الْملك يخرج عَلَيْهِ خوارج من أَمَاكِن مُخْتَلفَة وَمن رأى الشَّمْس بِلَا شُعَاع فَإِن الْملك ينقص هيبته بِقدر مَا نقص من الشعاع وَمن رأى شُعَاع الشَّمْس لَا يَقع عَلَيْهِ دون غَيره فَإِنَّهُ يعْزل إِن كَانَ واليا وَإِن كَانَ صانعا وقفت عَلَيْهِ صَنعته وَإِن كَانَت امْرَأَة فَإِن زَوجهَا لَا ينْفق عَلَيْهَا وَرُبمَا طَلقهَا وَإِن رأى الشَّمْس انشقت وَخرج نصفهَا وَله شُعَاع فَإِن الْملك يخرج عَلَيْهِ خارجي وينال نصف ملكه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 وَإِن مضى النّصْف الأول من الشَّمْس إِلَى النّصْف الَّذِي خرج فَإِن الْخَارِجِي ينَال ملك الْملك فَإِن عَادَتْ الشَّمْس إِلَى مَكَانهَا عَاد إِلَى صَاحبه وَإِن عَاد نصفهَا الَّذِي خرج عَاد نصف الْملك إِذا كَانَ نورها بَاقٍ وَإِن دخلت الشَّمْس فِي الشتَاء على منزل نَالَ أَهله حرا وعناء وَقَالَت النَّصَارَى: من رأى الشَّمْس طلعت فِي يَده وَهُوَ مُسَافر سلمت نَفسه فِي سَفَره وَعَاد إِلَى بَلَده وطلع الشَّمْس من مشرقها وغروبها فِي بَاب مغْرِبهَا يدل على عدل الْملك وَمن رأى الشَّمْس طلعت من مغْرِبهَا ظهر لَهُ شَيْء غَابَ عَنهُ وَقيل طُلُوع الشَّمْس من مغْرِبهَا يدل على فضيحة لمن رَآهَا وَإِن كَانَ قد أودع شَيْئا من السِّرّ ظهر فَلَا يكتم وطلوع الشَّمْس من مغْرِبهَا لمن اراد السّفر دَلِيل خير وسلامة وَالْمَرِيض إِذا رأى الشَّمْس طلعت من مغْرِبهَا فَإِنَّهُ يعود إِلَى الصِّحَّة ولغير هَؤُلَاءِ لَا يحمد طُلُوع الشَّمْس من الْمغرب فَإِنَّهَا تدل على الْمُخَالفَة وَالْعَمَل بِرَأْي يُخَالف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 الْعَادة وَمن راى كَأَنَّهُ بلغ الشَّمْس فَإِنَّهُ يعِيش مهموما مَحْزُونا وَإِذا رأى ملك كَأَنَّهُ بلغ الشَّمْس فَإِنَّهُ يَمُوت وَتغَير الشَّمْس فتْنَة وَقيل إِن الشَّمْس إِذا كَانَت متغيرة من أَي جِهَة كَانَت فَهِيَ دَلِيل سير كمد الْعين أَو موت ولد أَو بطالة وَمن أصَاب من نور الشَّمْس نَالَ مَالا عَظِيما وَقَالَ ارطاميدورس: طُلُوع الشَّمْس يدل على أَوْلَاد ذُكُور فِي تِلْكَ السّنة وتدل على ظُهُور الْأَشْيَاء الْخفية لِأَن الشَّمْس تظهر كل عيب خَفِي وَالشَّمْس إِن طلعت على الأَرْض فَهِيَ دَلِيل قحط واحتراق ونزول الشَّمْس إِلَى الْفراش تهدد من السُّلْطَان وَقيل إِنَّهَا تدل على مرض حَار وضوء الشَّمْس فِي الْمنزل خير من الشَّمْس إِذا دخلت إِلَى الْمنزل بِنَفسِهَا وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة أَن شخصا رأى فِي مامه كَأَن الشَّمْس تنثر عَلَيْهِ من ضوئها فصحب الْخَلِيفَة وأفرغ عَلَيْهِ من عطائه وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة أَن شخصا قَالَ لِابْنِ سِيرِين رَأَيْت كَأَنِّي أخذت عشر شموس وجعلتها فِي خرقَة فَقَالَ: تنَال عشرَة آلَاف دِينَار وكسوف الشَّمْس يدل على موت امْرَأَة الْملك أَو والدته وَإِذا حجبت الشَّمْس بالسحاب فَهُوَ مرض فِي الْملك أَو الرّعية وَإِذا انجلى دلّ على الصِّحَّة وَرُبمَا كَانَت الشَّمْس عَالما يَهْتَدِي بِهِ وَقَالَت النَّصَارَى: احتجاب الشَّمْس بالغمام يدل على عزل الْملك لظلم حدث فِي رَعيته وَمن رأى أَنه لَا يمشي إلافي الشَّمْس فَإِنَّهُ يُسَافر وغروب الشَّمْس يدل على الستْرَة وإخفاء مَا يُرِيد من رأى ذَلِك من خير أَو شَرّ الشّرك مكر وخديعة فَمن رأى كَأَنَّهُ وَقع فِي شرك وَقع فِي مكر وَمن نصب شركا وصاد شَيْئا من الْوَحْش أَو الطير فَإِنَّهُ ينَال رزقا بحيلة ومكر وَإِن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 صَاد مِمَّا يدل على النِّسَاء فَإِنَّهُ ينَال زَوْجَة بمكر وحيلة وَكَذَلِكَ الشبص الَّذِي يصطاد بِهِ السّمك فَإِنَّهُ مكر الشبكة فِي الرُّؤْيَا مكر وخديعة وَقَالَ ارطاميدورس: الشبكة لصَاحب الْفَزع دَلِيل ظُهُوره وتدل العبيد على طول رقهم وَأما من كَانَ معاشه وَمن هُوَ بطيء الْحَرَكَة فَإِن الشبكة دَلِيل حزنه ضيق نَفسه لِأَن الشبكة تبْعَث وتحتوي على الشَّيْء وضيق الشبكة للْمُسَافِر تدل على رُجُوعه من سَفَره وخاصة لمن كَانَ فِي الْبَحْر لِأَنَّهَا تلقى فِي المَاء وتجذب وَهِي دَلِيل خير لمن نفد شَيْئا وَهُوَ يَطْلُبهُ وَذَلِكَ لسرعة حركتها وتشبكها تدل على تفقد الْأُمُور لِأَنَّهَا جعلت لمضار الْحَيَوَان وَأما من أَرَادَ الْغَرْس والمشاركة فَهِيَ دَلِيل خير وَيُوَافِقهُ الشرر فِي الْمَنَام: كَلَام قَبِيح فَمن رأى شررا تناثر عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يسمع كلَاما قبيحا من رجل ذِي سُلْطَان فَإِن التهب فَإِن الْكَلَام يَنْمُو ويزداد فَإِن رأى للشرر دخانا كَانَ الْأَمر أعظم وَالدُّخَان هول أَيْنَمَا حل لقَوْله تَعَالَى (يَوْم تَأتي السَّمَاء بِدُخَان مُبين يغشى النَّاس هَذَا عَذَاب أَلِيم) الشمعة فِي الرُّؤْيَا ولد سخي منفق خطير أَو سُلْطَان وقرص الشمعة مَال حَلَال وبركة وَلَا يحصل إِلَّا بالتعب لِأَنَّهُ لَا يخلص من الْعَسَل إِلَّا بالنَّار والشمعة للْعَرَب امراة أَو جَارِيَة وَقيل الشمعة ولَايَة أَو رجل صَالح الشلحم فِي الرُّؤْيَا: أمْرَأَة قروية صَاحِبَة فضول جلد وَقيل الحم هم لمن رَآهُ وَإِذا كَانَ نابتا فَهُوَ أَوْلَاد مهمومون الشبث فِي التَّأْوِيل هُوَ أَمر لَا يَقع الا مُسْتَقْبلا لِأَن الرُّؤْيَا تَارَة تقع مَاضِيَة وَتارَة تقع مُسْتَقْبلَة فَلذَلِك خص نصر بن يَعْقُوب هَذَا الشبث فِي كِتَابه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 الْمَعْرُوف بالمقادري أَنه لَا يكون إلافي امْر مُسْتَقْبل والشبث يدل على الزام القرناء وَكَذَلِكَ الابق وَذَلِكَ من اسْمه فتشبث بِهِ يدل على لفظ حسن لطيب رِيحه والشوك قَالَ الْمُسلمُونَ: هُوَ رجل عسر خشن وَقيل الشوك دين وَمن رأى شَيْئا من الشوك قد ألمه فَإِنَّهُ يَقع فِي فتْنَة وَأمر يكرههُ وَمن رأى كَأَنَّهُ يجر على الشوك فَإِنَّهُ يماطل بديون يُطَالب بهَا وبلع الشوك أَو المسامير يدل على مجرع الغيظ والشوك فِي الرُّؤْيَا رجال جهال يزنون وَلَا دين لَهُم وَلَا دنيا وَقَالَ ارطاميدورس: يدل على أوجاع وَذَلِكَ بِسَبَب حِدته وَيدل على تعقد الْأَشْيَاء لتشبكه وَهُوَ هم لصلابته وَيدل على عشق وظلم من نَاس سوء لِأَنَّهُ يخرج الدَّم من الْبدن الشَّيْخ فِي الرُّؤْيَا مَال من شُبْهَة وصديق دعى فَإِن رَأَتْهُ امْرَأَة حُبْلَى وضعت ولدا ذكرا الشّبَه مَال لمن حواه من قبل النَّصَارَى وَمن أذابه فَإِنَّهُ يُخَاصم فِي مَتَاع الدُّنْيَا وَقَالَت النَّصَارَى من رأى صقرا أَو شبها فَإِنَّهُ يسمع كَلَام سوء ويرمى بِبُهْتَان وَذَلِكَ لصوت النّحاس وجلبته الشحرور فِي التَّعْبِير رجل من كتاب السُّلْطَان نجوى أديب الشقراق فِي الْمَنَام امْرَأَة حسناء ذَات جمال الشاهين فِي التَّعْبِير سُلْطَان ظَالِم على قدره وخطره وَهُوَ دون الْبَازِي وَمن رأى أَنه صَاد شاهينا فَإِنَّهُ ينَال ولَايَة ويعزل عَنْهَا سَرِيعا الشَّحْم مَال خَالص لَا يغادره شَيْء وَهُوَ بِلَا تَعب لمن حواه فِي الْمَنَام الشوى: بِشَارَة فِي معيشة وَإِن كَانَ غير نضيج فَإِنَّهُ هم من قبل ولد والخروف المشوي السمين مَال كثير وَإِن هزليا فَهُوَ مَال قَلِيل ورزق فِيهِ تَعب لمس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 النَّار لَهُ وَمن أكل شوى خروف فَإِنَّهُ يَأْكُل من كسب وَلَده شوى الْبَقر أَمن للخائف وَمن كَانَ لَهُ حَامِل بشر بِولد ذكر لقَوْله تَعَالَى فِي قصَّة إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام (فَمَا لبث أَن جَاءَ بعجل حنيذ ... إِلَى قَول. . وبشروه بِغُلَام حَلِيم) والعجل الحنيذ المشوي قيل هُوَ رزق وخصب لمن أكله مطبوخا أَو مشويا وَقَالَت النَّصَارَى: من أكل لحم الْبَقر يقدم إِلَى حَاكم. شوى الجدي: يدل على ولد ذكر لمن أكله وَالْقَوْل فِيهِ كالقول فِي الخروف فَإِن أكل مِنْهُ ذِرَاع نجا من ملكه شوى الْجنب فِي الرُّؤْيَا هم وحزن إِذا كَانَ الْجنب الْيَسَار لقصة آدم وحوى عَلَيْهِمَا السَّلَام لِأَنَّهَا خلقت من جنبه الْيَسَار ووالنصف مِمَّا يَلِي الراس إِلَى الْبدن يُفَسر بِالْمَرْأَةِ وَالْبَنَات وَالنّصف مِمَّا يَلِي السُّرَّة إِلَى الرجلَيْن يُفَسر بالبنين شوى الذِّرَاع فِي الْمَنَام إِذا كَانَ ناضجا فَهُوَ رزق من امْرَأَة يمكر بهَا وَإِن كَانَ غير نضيج فَهُوَ يعِيبهُ شوى الْفِرَاخ مَال ورزق بتعب لمسه النَّار وَمن أكل لحم فرخ نيئا فَإِنَّهُ يغتاب أهل بَيت رَسُول الله وأشراف النَّاس فَإِن أكل لحم أفراخ سِبَاع الطير كالصقر والشاهين وَالْعِقَاب فَإِنَّهُ يغتاب أَوْلَاد الْمُلُوك أَو ينكحهم وَمن اشْترى قِطْعَة من شوي فَإِنَّهُ يسْتَأْجر أَجِيرا والشهد فِي الْمَنَام مِيرَاث من حَلَال ا , مَال من شركَة وَقَالَ ابْن سِيرِين هُوَ رزق حَلَال لِأَن النَّار لم تمسه وَمن رأى بَين يَدَيْهِ شَهدا مَوْضُوعا فَإِن عِنْده علما عَزِيزًا وَالنَّاس يُرِيدُونَ سَمَاعه مِنْهُ والشهد إِذا كَانَ وَحده فَهُوَ مَال من غنيمَة وَإِن كَانَ فِي وعَاء فَهُوَ رجل صَاحب علم وَمَال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 حَلَال وَمن رأى أَنه يطعم النَّاس الْعَسَل فَإِنَّهُ يسمعهم الْقُرْآن بلحن وَهُوَ للناسك الزاهدين، وبر لَغَنِيّ مَال وَربح وَمن رأى أَنه ياكل الشهد وفوقه الْعَسَل فَإِنَّهُ ينْكح أمه الهندسة وتفصيل الْحَدِيد وَالسّفر يدل على صَحِيح شبر والشبر يدل على البيكار وَكَذَلِكَ البيكار يدل على الشبر وَرُبمَا دلّ الشبر على ذكر انسان فَمن بَادر بِرِبْح قدره شبر فَإِنَّهُ يطَأ بكرا الشطرنج فِي الْمَنَام كَلَام بَاطِل وَيدل على الْحَرْب الضَّعِيف وَيكون الْغَالِب للْغَالِب فَإِن أَخذ بيدقا أَخذ راحلا وَإِن اخذ فَارِسًا وَإِن اخذ ملكا اعجميا وَمن رأى أَنه يلْعَب بالشطرنج فَإِنَّهُ يسْعَى فِي أَمر لَا يدْرِي أَله يكون أم عَلَيْهِ إِلَّا أَن يغلب فِي لعبة أَو يغلب فَإِنَّهُ يرى فِي الْيَقَظَة مَا يرى مَعَ خَصمه من الْغَالِبَة والرخ من الشطرنج يدل عل وضع ... لذات الْحمل كالشبهة بالفرج الشمل بالحبيب على زواج فَمن رأى كَأَنَّهُ جَالس مَعَ غُلَامه يُحِبهُ فَإِنَّهُ يتَزَوَّج وَكَذَلِكَ المراة وَإِذا رَأَتْ كَأَنَّهَا جالسة مَعَ حبيب لَهَا فَإِنَّهَا تتَزَوَّج بِرَجُل بَينهَا وَبَينه الفة ومحبة وَمن رأى كَأَن شَمله جمع وَتمكن من الدُّنْيَا فَإِن أمره ينقص وحاله يتَغَيَّر لقَوْل الشَّاعِر: (إِذا تمّ أَمر بدا نَقصه ... توقع زوالا إِذا قيل تمّ) وَمن رأى محبوبه زَارَهُ فَإِنَّهُ ينَال فَرحا وسرورا الشيب فِي الْمَنَام: وقار للأحداث لقصة إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام لما رأى الشيب وَلم يره اُحْدُ قبله فَقَالَ رب مَا هَذَا فَقَالَ: وقار يَا إِبْرَاهِيم فَقَالَ رب زِدْنِي وقارا وَقيل إِنَّه يدل على طول الْعُمر لِأَن كل من طَال عمره رأى الشيب وَقيل الشيب فِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 الْمَنَام يدل على الضعْف لقَوْله تَعَالَى (ثمَّ جعل من بعد قُوَّة ضعفا وَشَيْبَة) والشيب يدل على الْفقر إِذا كَانَ فِي اللِّحْيَة والراس جَمِيعًا والشيب للصبيان هم يَنَالهُ لقَوْله تَعَالَى (يَوْم يَجْعَل الْولدَان شيبا) أَرَادَ الله عز وَجل الْإِنْذَار بهول ذَلِك الْيَوْم إِنَّه يشيب من لَيْسَ يشيب فِي الْعرف بَين النَّاس لفرط مَا يرَوْنَ من الْأَهْوَال وَمن رأى بلحيته شيبا وَلم يتكامل بياضها فَهُوَ أَجود للقوة والفرار وَمن شَاب رَأسه وَله امْرَأَة حَامِل أَتَاهُ ولد ذكر لقَوْله تَعَالَى (واشتعل الرَّأْس شيبا فَهَب لي من لَدُنْك وليا) وَمن نتف الشيب من لحيته أَو قطعه فَإِنَّهُ لَا يوقر الشُّيُوخ وَإِذا رَأَتْ الْمَرْأَة الشيب برأسها فَإِن زَوجهَا فَاسق وَإِن لم يكن فَاسِقًا فَإِنَّهُ يغيرها بِجَارِيَة أَو زَوْجَة وَقيل شيب الرَّأْس قدوم غَائِب وَقيل شيب المراة كَلَام قَبِيح تسمعه من أقَارِب زَوجهَا وَرُبمَا دلّ على الطلاح لِأَن الرِّجَال تكره شيب النِّسَاء وشيب شعر الْجَسَد للأغنياء يدل على خسران فِي المَال وللفقير دين يُمكنهُ قَضَاؤُهُ وَقيل الشيب قدوم ضيف وشيب الْمَرْأَة المجهولة يباس الزَّرْع وشيب الْعَسْكَر كُله فرار وَضعف وشيب الْمَرِيض مَوته وكفنه سِيمَا إِن شَاب شعر جسده والشيب يدل على النُّجُوم مِثَال ذَلِك إِن الْمَرْء يكون فِي لَيْلَة مظْلمَة لَا يعرف الْوَقْت فَيرى كَأَن امْرَأَة شَائِبَة فيزول الظلام وتبرز النُّجُوم والشيب للخائف أَمَان من حَاكم أَو بلد الشَّيْخ الْمَجْهُول هُوَ الْجد والسعد والكهل أقوى فِي الْجد فَمن رأى أَنه يتبع شَيخا فَإِنَّهُ يتبع خيرا وَالشَّيْخ الأشمط كتاب يرد أَلا ترَاهُ سُودًا فِي بَيَاض الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 وَسَوَاد هُوَ كتاب وَمن رأى كَأَنَّهُ صَار شَيخا نَالَ أدبا وعلما وَمن اجْتمع فِي الْمَنَام اجْتمع بأصدقائه لِأَن الشَّيْخ يعبر بِالصديقِ فِي بعض الرُّؤْيَا وَمن رأى شَيخا يبغضه فَإِن لَهُ صديقا يظْهر الصداقة وَيكون فِي بَاطِنه عَدَاوَة فليحذره فَإِن رأى شَيخا يُحِبهُ فَإِن صديقه يكون مُوَافقا لَهُ فِي جَمِيع أُمُوره وَإِذا رأى شَيخا كَأَنَّهُ صَار صَبيا فَإِنَّهُ يجهل فِي أَمر يَفْعَله لِأَن الصّبيان مَظَنَّة الْجَهْل وَلَو رأى كَأَنَّهُ عَاد صَبيا فَهُوَ دَلِيل قُوَّة وَمَال وَالشَّيْخ إِذا عَاد شَابًّا فَإِنَّهُ يكْسب مَالا ويظفر بعدو لِأَن الشَّاب أقوى فِي السَّعْي من الْمَشَايِخ وَرُبمَا دخل فِي الْجَهْل وَالشَّيْخ الْيَهُودِيّ عَدو يُرِيد هلك عدوه وَالشَّيْخ النَّصْرَانِي عَدو لَا تضر عداوته وَالشَّيْخ الْكَافِر عَدو قديم الْعَدَاوَة الشَّاب الْمَجْهُول عَدو لمن رَآهُ فِي الْمَنَام وَهُوَ مَذْكُور فِي حرف الْألف فِي الْإِنْسَان الشّفة فِي الْمَنَام: تعبر بِالصديقِ وبالمرأة وَالنعْمَة فَمن شفته مَقْطُوعَة فَإِنَّهُ غمار إِن كَانَت الشّفة السُّفْلى انْقَطع عَنهُ من يُعينهُ فِي أمره وَإِن زَالَت شفته الْعليا زَالَت نعْمَته وَإِن زَالَت شفته السُّفْلى فَإِن الْمَرْأَة تَمُوت أَو يطلقهَا زَوجهَا من رأى ذَلِك وَإِن رَآهَا مشقوقة صَار الْوَاحِد الْمَنْسُوب إِلَى الشّفة اثْنَيْنِ كالشفة السُّفْلى إِذا انشقت فَإِنَّهُ اتعبر بامرأتين وَإِن كَانَت الْعليا فانسبها إِلَى صديقين فَإِذا انشقت فَإِن صديقيه لَا يوافقانه فِي أُمُوره وَإِن انْقَطَعت فَارق صديقه وقاطعه (الشرى فِي الْمَنَام) بفرح وطرب لمن رأه بجسده وَلَا يتَأَخَّر بل يَقع عَاجلا وَقيل الشّفة فِي الرُّؤْيَا قُوَّة الرجل وزينته وَرُبمَا دلّت الشّفة العسة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 المليحة على الشَّقِيق وتدل الشفاه على الْفَرح وَقد يكون بَاب للقباة وغطاء للبئر وَقد تكون ستر الْعَوْرَة لِأَن الْقيم كالعورة الشلل فِي التَّعْبِير ذَنْب عَظِيم فَمن رأى يَمِينه شلت يظلم بَرِيئًا أَو يضْرب ضَعِيفا فَإِن رأى يَده الْيَسَار شلت مَاتَ أَخُوهُ أَو أُخْته وَإِن شلت ابهامه فَإِنَّهُ يصاب فِي وَالِده وَإِن شلت البنصر أُصِيب بِأُمِّهِ أَو أَهله الشَّرَاب فِي الْمَنَام صَلَاح فِي الدّين فَمن رأى أَنه يشرب شرابًا ليصلح بِهِ يَدَيْهِ فَإِنَّهُ يصلح أُمُور دينه وَقَالَ ارطاميدورس: الشَّرَاب للأغنياء دَلِيل خير ونعمة وَصَلَاح وَأما الْفُقَرَاء فَلَا يحمد لَهُم الشَّرَاب فِي الْمَنَام وَيدل على مرض لأَنهم لَا يشربون الشَّرَاب إِلَّا فِي أمراضهم وَعند الْحَاجة فِي الأوجاع الشّعْر فِي الْمَنَام كَلَام بَاطِل لقَوْله تَعَالَى (وَالشعرَاء يتبعهُم الْغَاوُونَ ألم تَرَ أَنهم فِي كل وَاد يهيمون وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَالا يَفْعَلُونَ) وَمن سمع شعرًا فِيهِ حِكْمَة فلياخذ بهَا لقَوْل النَّبِي " إِن من الشّعْر حِكْمَة وَإِذا انشد الْجَنِين فِي بطن أمه شعرًا فَذَلِك بِشَارَة بِأَنَّهُ غُلَام لِأَن الشّعْر من عَلامَة الذُّكُور وَإِن نَشد الْمَرِيض شعر فِيهِ فِرَاق وَبكى لفراق منزل فَذَلِك دَلِيل مَوته حِكَايَة: وَمن الرُّؤْيَا المعبرة مَا رُوِيَ عَن عَمْرو بن مقرن أَنه كَانَ لَهُ زَوْجَة يُقَال لَهَا الربَاب وَكَانَ كل وَاحِد مِنْهُمَا يحب صَاحبه فتحالفا وتعاهدا أَن لَا يتَزَوَّج أَحدهمَا بعد موت صَاحبه وَتُوفِّي عَمْرو بن مقرن قبل زَوجته الربَاب فَلَمَّا قَضَت عدتهَا خطبت فَأَبت وَقَالَت إِنِّي كنت عَاهَدت بعلي أَن لَا أَتزوّج بعده فَمَا زَالَت النِّسَاء يتحدثون مَعهَا ويمنينها حَتَّى أجابت لذَلِك فَلَمَّا كَانَ لَيْلَة دُخُولهَا غفت عينهَا فرأت فِي منامها عَمْرو بن مقرن وَهُوَ متمسك بِعضَادَتَيْ الْبَاب ينشد هذَيْن الْبَيْتَيْنِ (حييتُمْ أهل هَذَا الرّبع كلكُمْ ... إلاالرباب فَإِنِّي لَا أحييها ... أمست عروسا وَأمسى منزلي خربا ... إِن الْقُبُور تواري من ثوى فِيهَا) فَلَمَّا سَمِعت ذَلِك استيقظت من منامها مرعوبة وَقَالَت: وَالله لَا جمع الدَّهْر بَين رَأس وَرَأس بعل بعده وَمن تَأْوِيل الشّعْر هَذِه الأبيات أنشدت (نَاسا لَهُم دَارا وَقد سَارُوا ... وَقد عَفا رسمها ريح وأمطاروا) (فَقلت للدَّار أَيْن الْأَهْل مَا صَنَعُوا ... قَالَت اليك فَسلم الدَّهْر انكاروا) (وَالْقَوْم باتوا على أَمن فَمَا طلعت ... شمس النَّهَار واللأقوام أثاروا) (جَاءَ الْعَدو وجنح اللَّيْل معتكر ... فَمَا شَعرت بهم إِلَّا وَقد ثَارُوا) (عهدي وَقد ركبُوا فَوق الْجِيَاد وَقد ... شكوا الأسنة فِي الاجاب أدعاروا) (مَاذَا تَقول لمن فِي النّوم اُنْظُرْهُ ... أَيْن لنا شَرحه وَالْعير أسراروا) (أجابهم إِن هَذَا الدَّار مزرعة ... ونبتها خضر كالآس نواروا (والجند كَانَ جَرَادًا لم يخف أحدا ... مِنْهُ الديار ... ... ثمَّ زحاف فطياروا) (فاصبحت كرمهم من بعد خضرتها ... ونبتها مَا بِهِ وَالله أزهاروا) وَالنَّاس كالزرع قَالَ الله تَعَالَى (مثلهم فِي التَّوْرَاة وَمثلهمْ فِي الْإِنْجِيل كزرع)) وَذكر حِكَايَة عَن ابْن شهَاب أَن رجلا رأى فِي الْمَنَام كَانَ قَائِلا يَقُول لَهُ عَمه مَا يُقَال لَك ثمَّ أنْشد (لعمر ابيك فَلَا تعجلن ... لقد ذهب الْخَيْر إِلَّا قَلِيلا) (وَقد سفه النَّاس فِي دينهم ... وخلا بن عَفَّان شرا طَويلا) فَقتل عُثْمَان وَظهر بعده من الْفِتَن مَا ظهر فَمن سمع شعرًا فِي الْمَنَام وَحفظه فليأخذ من مَعْنَاهُ وَعَن ابْن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ لسواد بن قَارب أَخْبرنِي عَن رَايَتك بِظُهُور الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 رَسُول الله فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ بَينا أَنا ذَات لَيْلَة بَين النَّائِم والمستيقظ إِذْ أَتَانِي آتٍ فضربني بِرجلِهِ وَقَالَ: قد بعث رَسُول من لؤى بن غَالب يَدْعُو إِلَى الله وَإِلَى عِبَادَته ثمَّ أنشأ (عجبت للجن وبطلانها ... وشدتها العيس بأقتابها) (تهوى إِلَى مَكَّة تبغي الْهدى ... مَا صَادِق الْجِنّ ككذابها) (فارحل إِلَى الصفوة من هَاشم ... لَيْسَ تقاها مثل مرقاها) قَالَ فَدَعْنِي أَنَام فَإِنِّي أمسيت اللَّيْلَة ناعسا فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَة الثَّانِيَة أَتَانِي فركضني بِرجلِهِ وَقَالَ يَا سَواد بن قَارب أَنه قد بعث رَسُول من لوى بن غَالب يَدْعُو إِلَى الله وَإِلَى عِبَادَته ثمَّ أنشأ يَقُول: (عجبت للجن وأخبارها ... وشدتها العيس بأكوارها) (تهوى إِلَى مَكَّة تبغي الْهدى ... مَا مُؤمن الْجِنّ ككفارها) (فارحل إِلَى الصفوة من هَاشم ... بَين روابيها , احجارها) فَقلت دَعْنِي أَنَام فَإِنِّي امسيت اللَّيْلَة ناعسا فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلَة الثَّالِثَة أَتَانِي فضربني بِرجلِهِ وَقَالَ يَا سَواد بن قَارب اسْمَع مَقَالَتي واعقل إِن كنت تعقل إِنَّه قد بعث رَسُولا من لؤى ابْن غَالب يَدْعُو إِلَى الله وَإِلَى عِبَادَته ثمَّ أنشأ 0 - عجبت للجن وأرجاسها ... وشدتها العيس باجلاسها) (تهوى إِلَى مَكَّة تبغي الْهدى ... مَا خير الْجِنّ كأنجاسها) (فارحل إِلَى الصفوة من هَاشم ... وَاسم بِعَيْنَيْك إِلَى رَأسهَا) قَالَ فاستقيقظت من مَنَامِي ثمَّ شددت على رَاحِلَتي فَأتيت مَدِينَة النَّبِي فِي أسلمت على يَدَيْهِ وَنعم الْعِوَض الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 عَن الكهانة والطغيان بالاسلام وَالْقُرْآن وَالشعر فِي الرُّؤْيَا عجائب كَثِيرَة الشُّعُور كلهَا أَمْوَال لمن حواها وضفر الشّعْر للنِّسَاء دَلِيل وَلمن هُوَ مُعْتَاد الضفر فَإِنَّهُ يدل على حفظ المَال وَجمعه ولغير هَؤُلَاءِ كالفقير والأعجمي فَإِنَّهُ يدل على تعقد الْأُمُور وَإِزَالَة شعر الْإِبِط والعانة ذهَاب الْهم وَالدّين وَمن رأى شعرًا نبت فِي غير مَحَله اصابه هم وَحلق الشّعْر وقصه فِي زمن الْحَج يدل على الْأَمْن لقَوْله تَعَالَى (مُحَلِّقِينَ رؤوسكم وَمُقَصِّرِينَ لَا تخافون) وقصه ونتفه إِذا لم يشين الْخلقَة فَهُوَ ذهَاب الْهم وَقيل نتف الشّعْر يدل على وَفَاء دين الرَّائِي على كره مِنْهُ وَقيل طول الشّعْر فِي الْمَنَام يدل على طول الْعُمر وَالنِّسَاء إِذا طَال شعرهن فَهُوَ زِيَادَة فِي بيتهن وَإِذا رأى الْهَاشِمِي وشعره طَويلا ملك الرّقاب وَالشعر فِي غير مَحَله دين يجْتَمع وَمن رأى من الْفُقَرَاء شعره طَال اجْتمع عَلَيْهِ دين وَإِذا رأى الجندي شعره طَال زَاد سلاحه وزينته وَشعر الْمَرْأَة الَّتِي لَا تعرف زرع الْبَلَد فَإِذا طَال وَحسن كَانَ خصبا وَإِن حلق فِي زمن الْحَصاد فَلَا بَأْس وَالْحلق فِي غير زمن الْحَصاد كَانَ حذرا من آفَة وَالشعر يعبر بالشفير وَعَن الشّجر وَقد يكون شعارا يلْبسهُ على قدر خشبه وكثافته واللؤلؤ إِذا كَانَ فِي الشّعْر فَهُوَ مدح فِي صِفَات النَّبِي وَالشعر المسبول للْمَرْأَة المجهولة غيث نزل من السَّمَاء وَمن حلق رَأسه فِي الْجِهَاد فَإِنَّهُ يقتل وَتبين رَأسه وَإِن حلق فِي غير زمن الْمَوْسِم فَهُوَ ذهَاب مَال وَمن صَار شعره باقلا عَاد مَاله إِلَى قلَّة وَمن الرُّؤْيَا المعبرة أَن ابْن سِيرِين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 أَتَاهُ رجل فَقَالَ رَأَيْت كَأَنِّي بِعْت الْحِنْطَة بِالشَّعِيرِ فَقَالَ ابْن سِيرِين: بئيس الرُّؤْيَا رَأَيْت قدتركت الْقُرْآن، وتعلمت الشّعْر فَأول الشّعْر بِالشَّعِيرِ فَأخذ من اسْم الْحِنْطَة برا وأوله بِالْبرِّ قَالَ بَاعَ الْبر بِالشَّعِيرِ وَمن رأى من الْأَغْنِيَاء شعره طَال زَاد مَاله وَمن كَانَ شعره جَعدًا وَرَآهُ منسولا يفرق مَال رئيسه وَإِن لم يكن لَهُ رَئِيس فَمَاله يتفرق وَمن رأى شعره صَار كشعر الْفرس فَإِنَّهُ يمسك إِن كَانَ لصا أَو آبقا لِأَن شعر الْفرس يعْقد ويربط فِي الحروب وَغَيره فَإِن رأى ذَلِك حر فليحذر أَن يصير عبدا وَمن رأى شعره كشعر الْخِنْزِير أَصَابَهُ الشدائد لِأَن الْخِنْزِير هدف للبلاء وَكَثْرَة الشُّعُور للمهموم زِيَادَة فِي همه وكثرته للمسرور زِيَادَة فِي سروره وَمن رأى شعره معقودا بِشعر غَيره فَذَلِك مُشَاركَة بَينهمَا أَو مصاهرة وَعقد نِكَاح وَشعر الْجَسَد زرع ونبات الشّعْر فِي غير مَحَله دُيُون والشعث فِي الرَّأْس شح فِي المَال وَكَذَلِكَ الْجَعْد شح فِي الحانصاء وشعث الشّعْر حج لِأَن الْحَاج أَشْعَث أغبر الشّجر: رجال على قدر عظمها وطولها وَطيب رِيحهَا وطعمها وَقَالَ ابْن سِيرِين: الشَّجَرَة الطّيبَة كلمة طيبَة والشجرة الخبيثة كلمة خبيثة لقَوْله تَعَالَى: (مثل كلمة طيبَة كشجرة طيبَة أَصْلهَا ثَابت وفرعها فِي السَّمَاء تؤتي أكلهَا كل حِين بِإِذن رَبهَا وَمثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فَوق الأَرْض مَالهَا من قَرَار) وكل شَجَرَة لَا ثَمَر لَهَا فَإِنَّهَا تدل على فَقير لَا مَال لَهُ وَمن رأى كَأَنَّهُ يجني من شَجَرَة غير ثَمَرهَا فَإِنَّهُ يَأْخُذ مَالا من غير حل وَمن رأى شَجَرَة حملت غير ثَمَرهَا فَإِنَّهَا امْرَأَة تحمل من غير زَوجهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 وَإِن كَانَت شجرته فَهِيَ امْرَأَته وَمن قطع شَجَرَة فَإِنَّهُ يقتل إنْسَانا لقَوْله تَعَالَى (مَا قطعْتُمْ من لينَة أَو تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَة على أُصُولهَا) وَقيل قطع الشّجر مرض يُصِيب الْقَاطِع أَو أَهله وَقد يكون قطع الشّجر مقاطعة تقع بَينه وَبَين من تنْسب إِلَيْهِ الشَّجَرَة من أمْرَأَة أَو رجل وَقد يكون رُؤْيا الشّجر الْمَجْهُول مشاجرة لقَوْله تَعَالَى (فَلَا وَرَبك لَا يُؤمنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوك فِي مَا شجر بَينهم) وَسَنذكر كل شَجَرَة مَعَ ثَمَرَتهَا فِي كل بَاب وحرفه إِن شَاءَ الله تَعَالَى. الشِّبَع ملاله سبق وَهُوَ شَهْوَة النِّكَاح للنِّسَاء وطلبهن الْفَحْل فَإِن رأى نَارا فِي كانون تشعل فَهِيَ امْرَأَة ذَات شبق وتدل على زناد يقْدَح فَإِن رَأَيْت من يضْرب بزناد فِي ... . . فَإِن فِيهِ ذَات شبق وَرُبمَا كَانَ الشبق حَماما وَالنَّار شبقها وَالْمَاء كمنزلة الْمَنِيّ لَهَا شَعْرَة الْقَلَم فِي التَّأْوِيل ولد لَيْسَ يحْسد عَلَيْهِ فَمن رَآهَا بِيَدِهِ رزق ولدا حسنا وَمن أَخذ شَعْرَة الْقَلَم فِي الْمَنَام وَكَانَ قد طلق الزَّوْجَة فَإِنَّهُ يُرَاجِعهَا لقَوْل الله تَعَالَى (قل كونُوا حِجَارَة أَو حديدا أَو خلقا مِمَّا يكبر فِي صدروكم فسيقولون من يعيدنا) الشاتم والمشتوم فِي الرُّؤْيَا يدلان على مُنَازعَة فَمن رأى كَأَنَّهُ يشْتم إنْسَانا ابْتَدَأَ مِنْهُ فَإِن المشتوم هُوَ الْمُنْتَصر على الشات لقَوْل الله تَعَالَى (ثمَّ بغى عَلَيْهِ لينصرنه الله) الشم فِي الرُّؤْيَا، وَمن شم ريحة طيبَة ناله مرض يسير والرائحة القبيحة كَلَام قَبِيح أوهم يمر بِمن يشم ريحة قبيحة وَمن شم ريحة طيبَة بشر بِولد ذكر وَرُبمَا سمع كلَاما حسنا من حبيب ا , رَئِيس وَرُبمَا اجْتمع لَهُ شَمل بِولد لقَوْله تَعَالَى فِي حق يَعْقُوب ويوسف عَلَيْهِمَا السَّلَام (إِنِّي لجد ريح يُوسُف لَوْلَا ان تفندون) وَكَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 شمه تِلْكَ الرّيح قدوم البشير وَبعد ذَلِك جمع شَمله الشَّارِب فِي الرُّؤْيَا يدل على المَال قصّ شَاربه قصّ الْعَادة فَإِنَّهُ مُتبع للسّنة وَمن رَآهُ نَاقِصا أَو قصَّة قصا يشين الْوَجْه فَإِنَّهُ يتْلف من مَاله بِقدر ذَلِك وَمن رأى شَاربه طَويلا يُخَالف الْعَادة وَيمْنَع الْأكل فَإِنَّهُ شين وبدعه الشرطي فِي الْمَنَام هم وَخَوف لمن رَآهُ وَقيل الشرطي ملك الْمَوْت وَإِذا رأى الْملك كَأَنَّهُ قد صَار شرطيا فَإِنَّهُ يَأْخُذ عهودا ومواثيقا على رَعيته الشَّيْطَان فِي الرُّؤْيَا: عَدو ضَعِيف لقَوْله تَعَالَى (إِن كيد الشَّيْطَان كَانَ ضَعِيفا) وَقَالَ تَعَالَى (إِن الشَّيْطَان لكم عَدو فاتخذوه عدوا) فَمن رأى أَنه يتَّخذ الشَّيْطَان عدوا فَإِنَّهُ صَاحب دين وَطَاعَة لرَبه وَمن رأى الشَّيْطَان قد مَسّه فَإِن عدوا يقذف زَوجته لقَوْله تَعَالَى (إِنِّي مسني الشَّيْطَان بِنصب وَعَذَاب) وَكَانَ الشَّيْطَان قد قذف زَوْجَة أَيُّوب عَلَيْهِ السَّلَام وَمن مَسّه طائف من الشَّيْطَان وَهُوَ يذكر الله فَإِن لَهُ أَعدَاء يزِيدُونَ عَنهُ وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لقَوْله تَعَالَى (إِذا مسهم طائف من الشَّيْطَان تَذكرُوا فَإِذا هم مبصرون) وَمن رأى الشَّيْطَان قرينه فَإِنَّهُ تَارِك الصَّلَاة وَقد دخل فِي مَعْصِيّة وَإِن رَأَتْهُ امْرَأَة أقبل حَيْضهَا فَمنعهَا من صَلَاة وَصَوْم فَهُوَ شيطانها وَبنت الشَّيْطَان تعبر بِالْخمرِ وَيُسمى بنت الكروم وَبنت الدنان وَمن عشق بنت الشَّيْطَان فَإِنَّهُ مصر على شرب الْخمر وَكَذَلِكَ لَو تزوج بهَا أَو شراها وَمن رأى شَيْطَانا يتبعهُ فَإِن لَهُ عدوا لقَوْله تَعَالَى (فَاتبعهُ الشَّيْطَان فَكَانَ من الغاوين) وَمن رأى الشَّيْطَان ينزل عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يكْسب إِثْمًا لقَوْله تَعَالَى (قل هَل أنبئكم على من تنزل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 الشَّيَاطِين تنزل على كل أفاك أثيم) وَمن رأى شهابا من السَّمَاء يتبع شَيْطَانا فَإِن فِي تِلْكَ الْمحلة رجل من أَعدَاء الله وَمن رأى الشَّيَاطِين تُطِيعهُ فَإِنَّهُ يَلِي على قوم وينال حكما وعلما لقَوْله تَعَالَى فِي قصَّة سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام (وَمن الْجِنّ من يعْمل بَين يَدَيْهِ بِإِذن ربه) وَمن رأى الشَّيْطَان فَرحا فَإِنَّهُ مُتبع للشهوات الشّعير فِي الرُّؤْيَا رزق طيب عَاجل قَلِيل التَّعَب لتقدمه على الْحُبُوب وَهُوَ أخف مُؤنَة وَأَقل كلفة من غَيره وَمن الرُّؤْيَا المعبرة أَن ابْن سِيرِين أَتَاهُ رجل فَقَالَ: رايت كَأَنِّي قد بِعْت الْحِنْطَة بِالشَّعِيرِ فَقَالَ ابْن سِيرِين بئس الرُّؤْيَا رَأَيْت أَنْت رجل قد ترك الْقُرْآن واشتغل بالشعر فَأخذ من الْبر برا وَمن الشّعير شعرًا وَإِذا أكل الْمَرِيض شَعِيرًا فِي مَنَامه أَو أهْدى إِلَيْهِ أَو رَآهُ فِي منزله فَذَلِك بِشَارَة بِصِحَّة جِسْمه لِأَن بِهِ تقوى الدَّوَابّ وَقيل الشّعير حَالَة الْإِنْسَان وَالْحِنْطَة أمه فَمَا حدث فيهمَا من نقص أَو زِيَادَة فَهُوَ فِيمَا ذكرنَا أَو فِي المَال وَقيل الشّعير شعر الرَّأْس وغرباله بمنزله الْمشْط بَاب حرف الصَّاد وَأما حرف الصَّاد إِذا كَانَ فِي اول لفظ صَاحب الرُّؤْيَا فَإِنَّهُ صدق وصواب وَإِمَّا صخب وصيب رُؤْيا صَالح عَلَيْهِ السَّلَام فَإِنَّهَا تدل على مُخَالطَة قوم سُفَهَاء ثمَّ يظفر بهم فِي عَاقِبَة الْأَمر الصَّحِيفَة فِي الْمَنَام: مِيرَاث لمن ملكهَا لقَوْله تَعَالَى (إِن هَذَا لفي الصُّحُف الأولى) وَمن أَخذ صحيفَة من سُلْطَان نَالَ غِبْطَة ونعمة وَمن رأى غُلَاما نَاوَلَهُ صحيفَة فَإِنَّهَا بِشَارَة وَفَرح فَإِن رأى امْرَأَة ناولته صحيفَة فَإِنَّهُ يتَوَقَّع امرا فِيهِ فَرح وَإِن كَانَت المراة منتقبة والصحيفة منشورة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 فَإِنَّهُ خبر مَشْهُور فَأمره بالحذر وَمن رأى بِيَدِهِ صحيفَة مطوية خشِي عَلَيْهِ من الْمَوْت لقَوْله تَعَالَى (يَوْم نطوي السَّمَاء كطي السّجل للكتب) وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة وَمن رأى من الْمُلُوك أَنه انفد كتابا مَخْتُومًا إِلَى ملك وأنفده الْملك اليه مَخْتُومًا على حَاله فَإِن الْملك الأول ينْفد إِلَى الْملك الثَّانِي جَيْشًا فَيرجع الْجَيْش مُنْهَزِمًا. وَإِن كَانَ خاطبا لم يتَزَوَّج وَإِن كَانَ تَاجِرًا خسر فِي التِّجَارَة وَمن مزق كتابا ذهب عَنهُ هم وَمن رأى بِيَدِهِ كتابا وَكَانَ بَينه وَبَين إِنْسَان تَخْلِيط أَو محاكمة بَانَتْ واتضحت لقَوْل الله تَعَالَى (وأنزلنا عَلَيْك الْكتاب تبيانا لكل شي) وَإِن كَانَ مُسَافِرًا كَانَ بِيَدِهِ كتابا رَجَعَ إِلَى أَهله مَسْرُورا وَمن رأى صحيفَة بِشمَالِهِ فَإِنَّهُ ينْدَم على فعل فعله وَمن كتب بِشمَالِهِ فِي صحيفَة فَإِنَّهُ ينظم شعرًا أَو يفعل أفعالا قبيحة أَو يُولد لَهُ ولد من زنا إِذا لم يكن شَاعِرًا وَالْكَافِر إِذا رأى بِيَدِهِ مُصحفا أَو كتابا عَرَبيا فَإِنَّهُ يخذل وَالْمُؤمن إِذا راى بِيَدِهِ صحيفَة بِالْفَارِسِيَّةِ أَصَابَهُ ذل وكربه وَمن أَخذ كتابا مَخْتُومًا من سُلْطَان تحقق لَهُ موعد لقصة سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام إِذْ أنفذ الْكتاب إِلَى بلقيس مَخْتُومًا فَدخلت مَعَه فِي الْإِسْلَام وَالْكتاب المنشور من السُّلْطَان خبر مَشْهُور وَمن ذهبت لَهُ صحيفَة وفيهَا رقْعَة ملفوفة فَإِنَّهَا جَارِيَة وَبهَا حَبل وَمن رأى كَأَنَّهُ يتَعَلَّم الْخط فَإِنَّهُ يخَاف ويتعب وينال مَنْفَعَة لِأَن المتعلمين يخَافُونَ ويتعبون وينالون الْمَنَافِع بعد ذَلِك وَمن رأى كَأَنَّهُ يعلم الصّبيان الْخط فَإِنَّهُ ينَال ولَايَة وملكا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 إِن كَانَ لذَلِك أَهلا وَمن رأى بِيَدِهِ كتابا يطالعه فَإِنَّهُ يجْتَمع بصديق يؤانسه قَالَ الشَّاعِر (نعم المؤانس والجليس كتاب ... تلهو بِهِ ان ملك الْأَصْحَاب) وَمن رأى بِيَدِهِ كتابا بعض سطوره ممحوة وَبَعضهَا ظَاهر فقد بَقِي من عمره بِعَدَد الأسطر الظَّاهِرَة الصدْق فِي الْمَنَام: ايمان والايمان صدق الصنوبر فِي الْمَنَام رجل رفيع قَلِيل المَاء لقلَّة ثمره قَلِيل الْخَيْر سيء الْخلق يأوي إِلَيْهِ اللُّصُوص والغشمة لِأَن الحداء والغراب والبوم يأوي إِلَى الصنوبر وَمن راى كَأَنَّهُ ينحت بَابا من الصنوبر فَإِنَّهُ يتَّخذ أَمينا وَيكون خائنا. الصدى فِي الرُّؤْيَا رجل مرابي يظْهر الْخُشُوع فِي النَّهَار وَيفجر بِاللَّيْلِ وَهُوَ من المسوخ وَقيل هُوَ من قطاع الطَّرِيق يجمع أَمْوَالًا كَثِيرَة وَلَا يخالط أحدا الصّبيان فِي الْمَنَام: قوم مفسدون وَمن رأى صَبيا كَأَن الْقمل فِي ثَوْبه لَا يقدر أَن يُزِيلهُ فَإِن امْرَأَته يتبعهَا قوم مفسدون وَلَا يقدر على مَنعهم الصفع فِي الْمَنَام: يَد للصافع على المصفوع فَمن رأى إنْسَانا صفعه فَإِن لَهُ عَلَيْهِ يدا وَإِن صفع ملك لملك بَينه وَبَينه عَدَاوَة فَإِن المصفوع يظْهر بالصافع وَذَلِكَ لِأَنَّهُ بَاغ عَلَيْهِ وَمَا ذَاك من شِيمَة الْمُلُوك. وَمن صفع سَفِيها مَرَّات مُتعَدِّدَة فَإِنَّهُ ينْكح أَو يتَزَوَّج إِن كَانَ عزبا وَمن رأى الصُّبْح فَإِنَّهُ يُحَقّق موعدا وَقيل الصُّبْح يدل على فِرَاق الزَّوْجَيْنِ إِذا كَانَت الزَّوْجَة ناشزا وَيدل على خُرُوج المسجون الصُّبْح فِي الْمَنَام رجل مفتخر بمتاع الدُّنْيَا لِأَن الصفر من مَتَاع الدُّنْيَا وَمن ضرب بِهِ فَإِنَّهُ طَالب مَتَاع الدُّنْيَا الصُّوف مَال بِلَا تَعب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 لمن حواه وَهُوَ شرِيف لشرف الضَّأْن وَلَا نوع من الثِّيَاب أَجود من الصُّوف وَمن رأى كَأَنَّهُ نَائِم على الصُّوف نَالَ مَالا عَظِيما من جِهَة النِّسَاء لِأَن النّوم أَكثر على الْفرش وَهِي نسَاء وإحراق الصُّوف فَسَاد فِي الدّين وَذَهَاب المَال وَلبس الصُّوف يدل على تزهد وَمن رأى كَلْبا لبس صُوفًا فَإِن رجلا دنيا يتمول بِمَال رجل شرِيف وَمن رأى أسدا لبس ثوب قطن أَو كتَّان فَإِن رجلا من السلاطين الغشمة يظلم النَّاس فِي أملاكهم والوبر وَالشعر مَال بِلَا تَعب لقَوْله تَعَالَى (وَمن أصوافها وأوبارها وَأَشْعَارهَا اثاثا ومتاعا إِلَى حِين) صفار اللَّوْن فِي الْمَنَام: فَسَاد فِي الدّين إِذا كَانَ مَعَ الصُّفْرَة شحوبة فِي اللَّوْن وَإِن كَانَ الصفار بِلَا شحوبة مجاهدة فِي الْعِبَادَة لقَوْله تَعَالَى (سِيمَاهُمْ فِي وُجُوههم من اثر السُّجُود) وَهُوَ الصُّفْرَة فِي ألوانهم وَمن رأى وَجهه ابيض وَجَسَده أصفر فَإِن عَلَانِيَته خير من سَرِيرَته وَإِن كَانَ جسده أَبيض وَوَجهه أصفر فَإِن سَرِيرَته خير من عَلَانِيَته وَقيل إِن الصُّفْرَة فِي الْوَجْه تدل على الْحَسَد وعَلى الذلة وصفار الْوَجْه والجسد جَمِيعًا يدلان على الْمَرَض. الصمم والصداع فَإِنَّهُ فَسَاد فِي الدّين لقَوْله تَعَالَى (صم بكم عمي فهم لَا يرجعُونَ) وَمن رأى بِرَأْسِهِ صداعا فليتب عَمَّا هُوَ فِيهِ وليصم أَو يتَصَدَّق لقَوْله تَعَالَى (أَو بِهِ أَذَى من رَأسه ففدية من صِيَام أَو صَدَقَة أَو نسك) الصدغان فِي الْمَنَام: ولدان ذكران فَمَا حدث فيهمَا من زِيَادَة أَو نقص فَإِنَّهُ فِي وَلَدي من رَأْي ذَلِك والصدغان أَيْضا تعبر بِالْمَالِ وَمن راى إنْسَانا ينتف صُدْغه فَإِنَّهُ يتْلف مَاله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 فيحذره الصَّدْر فِي الْمَنَام بَيت الْهم والفرح فَمن رأى صَدره وَاسِعًا نَالَ سُرُورًا وَمن رَآهُ ضيقا ناله ضيق وهم وَقيل سَعَة للايمان وضيقته للطغيان لقَوْله تَعَالَى (فَمن يرد الله ان يهديه يشْرَح صَدره لِلْإِسْلَامِ وَمن يرد ان يضله يَجْعَل صَدره ضيقا حرجا) والصدر هُوَ صدر الْقَوْم كَمَا أَن الراس رَأس قومه وَصدر الْعَالم كالسراج وَصدر الْفَاجِر كليل داج والصدر كنز لِأَنَّهُ مَحل الْحِفْظ وَمَا ترى بصدرك من شَيْء فانسبه إِلَى شيخك أَو سرك وَإِذا راى الْكَافِر سَعَة بصدره فَإِنَّهُ يسلم ويربح فِي تِجَارَته وَمن رأى شعرًا طَال على صَدره فقد اجْتمع عَلَيْهِ دين وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة ان ابْن سِيرِين أَتَاهُ رجل فَقَالَ: رَأَيْت كَأَنِّي أعقد شعر صَدْرِي فَقَالَ: عنْدك أَمَانَة فأدها وَمن راى وجعا بصدره فقد أذْنب ذَنبا وعوقب عَلَيْهِ وَإِذا ضَاقَ على صدر الْمَرْأَة شعر وَهِي عزبة تزوجت وَيصير شعر صدر الرجل فَوق صدرها وَإِذا رأى الرجل فِي صَدره نهدين فَإِنَّهُ يتَزَوَّج إِذا كن عزبا وَإنَّهُ يعشق فيفتضح لِأَن النهدين لَا تخفى على النظار الصَّبِي فِي الْمَنَام هم إِذا كَانَ طفْلا يحمل لقَوْل الله تَعَالَى (فَأَتَت بِهِ قَومهَا تحمله ونالها من الْغم مَا نالها وَقيل لَهَا لقد جِئْت شَيْئا فريا) وَالصَّبِيّ الْبَالِغ فَهُوَ بِشَارَة لقَوْله تَعَالَى (قَالَ يَا بشرى هَذَا غُلَام) وَإِذا كَانَ الْبَلَد محصورا وَالنَّاس فِي شدَّة وَرَأى كَأَن صَبيا حسن الصُّورَة دخل الْمَدِينَة أَو نزل من السَّمَاء أَو خرج من الأَرْض فَإِن الْبشَارَة قد دنت والفرح لأهل ذَلِك الْموضع وَالصَّبِيّ الْبَالِغ عز وَقُوَّة فِي الرُّؤْيَا وَإِن رَأَيْت يَمِين صبيتين مبارزة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 فَإِنَّهَا امْرَأَتَانِ يتسحقان، وَكَذَلِكَ إِذا رايت صبيين يقبل كل وَاحِد مِنْهُمَا صَاحبه فهما امْرَأَتَانِ يفْعَلَانِ ذَلِك والشفتان بِمَنْزِلَة الفرجين والغلمان يشبهون النِّسَاء فِي قلَّة الْعقل وَنقص الدّين فقس على ذَلِك وَمن رأى كَأَنَّهُ صبي يتَعَلَّم فِي الْمكتب فَإِنَّهُ يَتُوب من ذَنْب إِذا كَانَ تعلمه قُرْآنًا وَإِذا رأى شخص من الْعلمَاء أَو الْوُلَاة كَأَنَّهُ يتَعَلَّم فِي الْمكتب فَإِنَّهُ يجهل أَو يتَحَوَّل من الْعِزّ إِلَى الذل وَمن رأى كَأَنَّهُ أَمْرَد فَإِنَّهُ يَرث مِيرَاثا وَإِذا رأى الْفَقِير كَأَنَّهُ صبي قد وَلدته أمه فَإِنَّهُ ينَال رزقا وغناء لِأَن الصَّبِي كلفته على غَيره والغني إِذا رأى كَأَنَّهُ صبي فَلَا يحمد لَهُ ذَلِك وَلَا يتم غناهُ لِأَن الصَّبِي مَحْجُور عَلَيْهِ وَلَا لَهُ تصرف وَهُوَ مقهور تَحت يَد غَيره فَإِذا رأى كَأَنَّهُ صبي فَإِنَّهُ يَمُوت لِأَن الْمَوْلُود يلف فِي الْخرق كَمَا يلف الْمَيِّت فِي الْكَفَن وَمن رأى نَفسه صَبيا وَله محاكمة فَإِنَّهُ يقهر لِأَن الصَّبِي لَا يفصح عَن حجَّته وَمن رأى وَجهه فِي الْمَرْأَة وَجه صبي وَكَانَ لَهُ حَامِل فَإِن امْرَأَته تَأتيه بِولد ذكر يُشبههُ الصَّبْر فِي الْمَنَام: رفْعَة وَبشَارَة لقَوْله تَعَالَى (وَبشر الصابرين) وَالصَّبْر الَّذِي يدْخل فِي الْأَدْوِيَة هم وحزن وفراق وعيش نكد لمن شمه أَو أكله وَذَلِكَ لمرارته وَرُبمَا دلّ الصَّبْر على حلاوة الْإِنْسَان وَصَبره فِي الْأُمُور وكظم الغيظ وَرُبمَا دلّ على البرص من حُرُوفه إِذا قلبتها وَيكرهُ البرص كَمَا يكره مرَارَة الصَّبْر الصلب فِي الْمَنَام يعبر بِالْوَلَدِ فَمن رأى بصلبه ضعفا أَو قُوَّة فانسب ذَلِك إِلَى الْوَلَد لقَوْله تَعَالَى (وحلائل أَبْنَائِكُم الَّذين من اصلابكم) الصَّلَاة فِي الرُّؤْيَا هِيَ الدُّعَاء على قدر مَا صلى فَإِنَّهُ يَدْعُو الله ويبتهل إِلَيْهِ وَمن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 رأى أَنه صلى الْفجْر وأتمها فَإِنَّهُ ينَال شَيْئا وعد بِهِ من خيرا ا , شَرّ لقَوْله تَعَالَى (إِن موعدهم الصُّبْح أَلَيْسَ الصُّبْح بقريب) وَأما صَلَاة الظّهْر فَمن صلاهَا ظهر على عدوه وَمن صلى الْعَصْر فَإِنَّهُ ينَال يسرا بعد عسر وَأما الْمغرب فَمن صلاهَا فِي مَنَامه فَإِنَّهُ فِي أمره قد انْتهى ويدركه عَاجلا وَالْعَتَمَة كَذَلِك وَمن كَانَ طَالب حَاجَة وَرَأى كَأَنَّهُ يُصَلِّي فَرِيضَة وأتمها فَإِن حَاجته تقضي وَإِن كَانَ عَلَيْهِ دين فَإِنَّهُ يقْضِي وَمن صلى نصف صَلَاة فَإِنَّهُ يقْضِي نصف دينه لقَوْله تَعَالَى (فَنصف مَا فرضتم) وَمن رأى كَأَنَّهُ يُصَلِّي نَافِلَة فَإِنَّهُ ينَال عِنْد الله مقَاما مَحْمُودًا لقَوْله تَعَالَى (وَمن اللَّيْل فتجهد بِهِ نَافِلَة لَك عَسى ان يَبْعَثك رَبك مقَاما مَحْمُودًا) وَمن صلى وَهُوَ سَكرَان فَإِنَّهُ يشْهد بالزور ا , يَأْتِي مَا نَهَاهُ الله عَنهُ لقَوْله تَعَالَى (لَا تقربُوا الصَّلَاة وَأَنْتُم سكارى) وَمن صلى فِي الأتون فَإِنَّهُ يلوط أَو ينْكح فِي الدبر لِأَنَّهُ مَحل الْعذرَة وَمن صلى متيمما وَهُوَ يجد المَاء فَإِنَّهُ يتَزَوَّج أمه وَهُوَ قَادر على نِكَاح الْحرَّة وَرُبمَا يَرْجُو الْمَغْفِرَة وَهُوَ مصر على الذُّنُوب وَصَلَاة الاسْتِسْقَاء طلب ولد لِأَن المَاء من السَّمَاء فَحل الأَرْض فَتخرج النَّبَات وَمن صلى بِلَا وضوء فَإِنَّهُ يتَقرَّب إِلَى السُّلْطَان وَمن صلى الظّهْر رَكْعَتَيْنِ فَإِنَّهُ يُسَافر وَمن صلى فِي محراب وَنُودِيَ مِنْهُ بشر بِولد ذكر لقَوْله تَعَالَى (فنادته الْمَلَائِكَة وَهُوَ قَائِم يُصَلِّي فِي الْمِحْرَاب) وَصَلَاة الْعِيد فَرح وسرور وَصَلَاة الْكُسُوف هم من امْرَأَة وَقيل أَمِير أَو وَزِير أَو ملك أَو هم وَرُبمَا كَانَت صَلَاة الْكُسُوف دَلِيلا على موت عَالم وَرُبمَا دلّ ذَلِك على قحط فَإِن زَالَ الْكُسُوف زَالَ مَا ذَكرْنَاهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 بالفرج وَمن رأى كَأَنَّهُ يُصَلِّي إِمَامًا وَهُوَ جَالس وَالنَّاس من وَرَائه قيام فَإِنَّهُ إِن كَانَ واليا ضعف فِي الْولَايَة وَإِن كَانَ إِمَامًا لمَسْجِد ضعف عَن أُمُور الْمَسْجِد وَمن رأى كَأَنَّهُ يُصَلِّي إِلَى جِهَة فَإِنَّهُ يقْصد بِتِلْكَ الْجِهَة لسفر أَو زِيَارَة صديق كَقَوْل الشَّاعِر (سأجعل ذكرى لكم قبْلَة ... أُصَلِّي إِلَيْهَا , ادعو بهَا ... وَمَا اشتاقت النَّفس إِلَّا إِلَيْك لِأَنَّك غَايَة مطلوبها) وَقيل من رأى كَأَنَّهُ يُصَلِّي إِلَى غير الْقبْلَة وَهُوَ من أهل الصّلاح فَإِنَّهُ يحجّ إِلَى بَيت الله تَعَالَى لقَوْله عز وَجل (وَللَّه الْمشرق وَالْمغْرب فأينما توَلّوا فثم وَجه الله) وَإِن رأى فَاسق كَأَنَّهُ يُصَلِّي إِلَى غير الْقبْلَة فَإِنَّهُ فِي ضَلَالَة فَإِن صلى إِلَى قبْلَة الْيَهُود فَإِنَّهُ يضارع اعتقاداليهود وَإِن صلى إِلَى قبْلَة النَّصَارَى فَإِنَّهُ يضارع اعْتِقَادهم من بِدعَة يدْخل فِيهَا وَمن كَانَ عزمه على الْحَج وَرَأى كَأَنَّهُ يُصَلِّي إِلَى الشمَال فَإِن عزمه يبطل وَلَا يتم حجه لِأَنَّهُ جعل الْقبْلَة وَرَاءه وَإِن كَانَ فَاسِقًا فَإِنَّهُ ياتي زَوجته فِي دبرهَا وَقيل من صلى إِلَى جِهَة غير الْقبْلَة واستدبرها فَإِنَّهُ يَأْتِي كَبِيرَة أَو يحلف يَمِينا فاجرة وَمن فَاتَهُ صَلَاة أَو صَوْم وَلم يجد مَاء عسر أمره فَإِن تيَمّم قربت لَهُ النجَاة وَمن رأى كَأَنَّهُ يَأْمر النَّاس بِالصَّلَاةِ وَهُوَ كثير الصَّلَاة فَإِنَّهُ ينَال رزق حسنا لقَوْله عز وَجل (وَأمر أهلك بِالصَّلَاةِ واصطبر عَلَيْهَا ... . إِلَى قَوْله، نَحن نرزقك وَالْعَاقبَة للتقوى) وَمن صلى وَهُوَ سَكرَان فَإِنَّهُ يشْهد بالزور الصَّوْم يدل على النّذر، وَالنّذر يدل على الصَّوْم لقَوْله عز وَجل (إِنِّي نذرت للرحمن صوما) وَمن رأى صَائِما أفطر فَإِنَّهُ يمرض أَو يُسَافر لقَوْل الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 تَعَالَى (فَمن كَانَ مِنْكُم مَرِيضا أَو على سفر فَعدَّة من أَيَّام آخر) وَقيل من أفطر فِي الْمَنَام فَإِنَّهُ يغتاب أحدا من الْمُسلمين لِأَن الْغَيْبَة كَالْأَكْلِ قَالَ الله تَعَالَى (أَيُحِبُّ أحدكُم أَن يَأْكُل لحم أَخِيه مَيتا فكرهتموه) وَمن رأى كَأَنَّهُ صَامَ نَالَ عزا وتوبة أَو كفر عَن يَمِين أَو يحجّ لقَوْله تَعَالَى (فَصِيَام ثَلَاثَة أَيَّام فِي الْحَج وَسَبْعَة إِذا رجعتم) وَقيل من رأى كَأَنَّهُ صَائِم رزق ولدا ذكرا لقَوْله تَعَالَى فِي قصَّة مَرْيَم إِذْ أَتَت بِعِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام قَالَت: (إِنِّي نذرت للرحمن صوما) وَمن رأى كَأَنَّهُ صَائِم فِي شهر رَمَضَان فَإِنَّهُ يتَبَيَّن لَهُ أَمر كَانَ مِنْهُ فِي شكّ لقَوْل الله عز وَجل (شهر رَمَضَان الَّذِي أنزل فِيهِ الْقُرْآن هدى للنَّاس وبينت من الْهدى وَالْفرْقَان) وَالصَّوْم أَمَان من الْأَعْدَاء لما ورد فِي الحَدِيث " الصَّوْم جنَّة " وَرُبمَا كَانَ الصَّوْم فقرا ومرضا يمْنَع من الطَّعَام وَمن صَامَ فِي نَومه وَرَأى كَأَنَّهُ على سفر مَجْهُول فقد فرغ رزقه وحياته الصَّنَم فِي الرُّؤْيَا يعبر بِوُجُوه مِنْهَا إِنَّه عشق وَمَال وتمثال فَمن رأى كَأَنَّهُ يعبد صنما من فضَّة فَإِنَّهُ يمقيم على حب امْرَأَة يتَقرَّب إِلَيْهَا بِشَيْء يَفْعَله وَمن رأى كَأَنَّهُ يعبد صنما لم يصف جوهره فَإِنَّهُ يكذب على الله لِأَن الصَّنَم تِمْثَال بَاطِل وَإِن كَانَ الصَّنَم من خشب فَإِنَّهُ يتَقرَّب إِلَى رجل مُنَافِق وَإِن عبد صنما من ذهب فَإِنَّهُ يتَقرَّب إِلَى أَمر يكرههُ ويبغضه وَقد يكون مُقيما لأجل شَيْء قد ذهب مِنْهُ لاسم الذَّهَب وَإِن عبد صنما من صفر فَإِنَّهُ يحرص على مَتَاع من الدُّنْيَا وانسب الصَّنَم إِلَى جَوْهَر مَا ذكرنَا من التَّأْوِيل وَمن عبد صنما من حجر فَإِنَّهُ يَعْصِي الله فِي طَاعَة رجل كَافِر وَمن رأى صنما وَلم يعبده نَالَ مَالا وافرا والصنم إِذا لم يعبد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 فَهُوَ مَال وافر الصِّرَاط فِي الرُّؤْيَا هُوَ الطَّرِيق وَمن رأى كَأَنَّهُ يدْخل على الصِّرَاط وزلت قدمه فَإِنَّهُ يدْخل فِي مَعْصِيّة ويحيد عَن الْحق وَمن مَشى على الصِّرَاط لم يزل قدمه فَإِنَّهُ يركب أمرا عَظِيما وَيكون فِيهِ سالما ويأمن مِمَّا يخَاف وَمن عبر على الصِّرَاط وَكَانَ فِي الْحجاز رَجَعَ سالما الصلب فِي الْمَنَام على وُجُوه رفْعَة وَولَايَة وذل وشهرة فَمن رأى كَأَنَّهُ صلب وَهُوَ أهل للولاية نالها وَإِن فَارق الْحَيَاة فِي صلبه نقص دينه ي ولَايَته وَإِن صلب وَلم يمت فَإِنَّهُ يتَوَلَّى ولَايَة يسلم فِيهَا دينه وَيكون عادلا فِي الْولَايَة وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة أَن ابْن سِيرِين أَتَاهُ رجل فَقَالَ: رَأَيْت كَأَن رجلا قطعت يَدَاهُ وَرجلَاهُ وَآخر صلب فَقَالَ ابْن سِيرِين يعْزل وَالِي الْبَلَد ويولي غَيره لِأَن الَّذِي قطعت يَدَاهُ وَرجلَاهُ امْتنع عَن الْعَمَل وَالَّذِي صلب ارْتَفع شَأْنه واشتهر أمره بِالْولَايَةِ وَمن رأى كَأَنَّهُ صلب من عَامَّة النَّاس فَإِنَّهُ يذل ويقهر وَمن راى كَأَنَّهُ صلب وَهُوَ من الَّذِي يَسِيرُونَ فِي الْبَحْر فَإِن الصلب دَلِيل خَيره لِأَن مركبه خشب وَمن أكل لحم مصلوب فَإِنَّهُ يغتاب رجلا رفيعا وَقيل أَنه يركب خيل الْبَرِيد وَقيل من أكل لحم مصلوب فِي مَنَامه فَإِنَّهُ ينَال مَالا من قوم رُؤَسَاء والصلب لأهل الْولَايَة وَالْقَضَاء والمنابر دَلِيل خير ورفعة الصولجان فِي الرُّؤْيَا ولد اهوج مُنَافِق معوج وَمن رأى كَأَنَّهُ يلْعَب بِهِ فَإِنَّهُ يَسْتَعِين بِرَجُل مُنَافِق على امْرَأَة أَو رجل ينْسب إِلَى جَوْهَر الكرة وَقيل الكرة تعبر بِالْقَلْبِ والصولجان يعبر بِاللِّسَانِ فمهما حدث فِي الصولجان فَإِنَّهُ يُخَاصم امْرَأَة أَو رجلا منافقا لِأَن الكرة ((من نقص أَو زِيَادَة فانسبه إِلَى الْوَلَد أَو اللِّسَان وانسب الكرة إِلَى الْقلب والصولجان يعبر بِاللِّسَانِ وَمن رأى كَأَنَّهُ يجلد الكرة بالصولجان)) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 كلما رفعت وَوَقعت إِلَى الأَرْض جلدهَا وَكلما سكنت اتبعها وضربها وَهَذَا أشبه الْمُخَاصمَة صمت والصمت نجاة من المكارة وأمان لِأَن اللِّسَان لَهُ عثرات كَثِيرَة وَكَانَ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ يتَعَاهَد هَذَا لابيت (احرس لسَانك ان تَقول فتبتلى ... إِن الْبلَاء مُوكل بالْمَنْطق) الصمغ فِي الْمَنَام من كل شَجَرَة فضل ونيل من رجل ينْسب إِلَى جَوْهَر الشَّجَرَة الصُّور فِي الْمَنَام قرب أجل من سَمعه وحسه وَإِن سمع نفخة الصُّور ويعتقد النَّاس قد سمعوها مَعَه فَإِن الطَّاعُون يكثر فِي ذَلِك الْمَكَان لِأَن النفخة الأولى لمَوْت الْعَالم وَإِن سمع النفخة الثَّانِيَة فَإِنَّهَا للحياة فَإِن كَانَ مَرِيضا شفي وَإِن كَانَ فِي الْبَلَد طاعون ذهب عَن أَهله وَإِن كَانَ بهم قحط زَالَ ورخصت أسعارهم وأتاهم الْفرج لِأَن بالنفخة الثَّانِيَة يحيى الله النَّاس من قُبُورهم قَالَ الله تَعَالَى (وَنفخ فِي الصُّور فَصعِقَ من فِي السَّمَوَات وَمن فِي الأَرْض إِلَّا من شَاءَ الله ثمَّ نفخ فِيهِ أُخْرَى فَإِذا هم قيام ينظرُونَ) الصراع: قَالَ أهل التَّفْسِير: المغلوب فِي المصارعة السَّاقِط بِالْأَرْضِ هُوَ الْغَالِب فِي الْيَقَظَة لقَوْل الله تَعَالَى (وَلَقَد مكناكم فِي الأَرْض) وَقَالَ عز وَجل (وَلكم فِي الأَرْض مُسْتَقر ومتاع) واللاصق بِالْأَرْضِ بِجَمِيعِ جسده أمكن من الْوَاقِف على قَدَمَيْهِ وَإِن تصارع ملكان وَبَينهمَا حَرْب فالمغلوب هُوَ الْغَالِب وَكَذَلِكَ كل من لَهُ خصم ينازعه أَو يحاكمه وَقد يَقع الْغَالِب فِي المصارع غَالِبا فِي الْيَقَظَة إِذا كَانَ فِي الرُّؤْيَا شَاهد يقوى ذَلِك مِثَال ذَلِك أَن يغلب إِنْسَان خَصمه فِي المصارعة وَهُوَ لابس ثوبا جَدِيدا والمغلوب عَلَيْهِ ثِيَاب رثَّة وَإِن تَسَاويا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 فِي اللبَاس وَكَانَ الْغَالِب قد طَالَتْ قامته أَو عظم جِسْمه والمغلوب قد صغر قدره نقص بدنه واصفر لَونه فَإِن المغلوب أَيْضا مغلوب فِي الْيَقَظَة لما دلّ شَاهد الرُّؤْيَا وَقد يكون أَيْضا الْغَالِب غَالِبا من غير شَاهد لما فِي الرُّؤْيَا أَنَّهَا تقع مثلا بِمثل وَأما المصارعة لغير بني آدم فَإِن الْغَالِب مِثَاله أَن يرى لإِنْسَان كَأَنَّهُ يصارع كَلْبا أَو سبعا أَو ذئبا أَو حَيَّة فانسب كل حَيَوَان يصارعه إِلَى مَا ينْسب إِلَيْهِ فِي بَاب حرفه ترشد وصراع السَّبع مَذْكُور فِي حرف السِّين الصبية الطفلة فِي الْمَنَام عز ورفعة وَيسر يزْدَاد وينمو لِأَنَّهَا فِي نمو وَزِيَادَة وَهِي دنيا لمن يَرَاهَا وللبكر هِيَ حِرْفَة وَدُنْيا مقبلة لمن ملكهَا وَإِذا رَأَتْ المراة كَأَنَّهَا طفلة فَإِنَّهَا لَا تَلد أبدا لِأَن الطفلة لَا تحمل وَإِذا رَأَتْ الْمَرْأَة الْحَامِل كَأَنَّهَا طفلة فَإِن حملهَا جَارِيَة تشبهها وَقيل من عَادَتْ صبية ربح زَوجهَا فِي تِجَارَته وزرعه لِأَن الصبية مَظَنَّة النِّتَاج فَإِن عَادَتْ طفلة تعسرت دُنْيَاهُ وناله فقر لِأَن الطِّفْل لَا ينْكح وَلَا يحمل الصراحية: غُلَام وَجَارِيَة صَحْفَة الْحَلَاوَة حبيب ومحبوب فَمن رَآهَا بِيَدِهِ اجْتمع بِمن يحب الصَّوْت فِي الرُّؤْيَا فَهُوَ صيت الرجل فَإِن كَانَ خفِيا ضَعِيفا فَهُوَ ذل لقَوْله تَعَالَى (وخشعت الْأَصْوَات للرحمن فَلَا تسمع الا همسا) وَقد يكون غض الصَّوْت دينا وتواضعا لقَوْله تَعَالَى (واقصد فِي مشيك واغضض من صَوْتك) فغض الصَّوْت للهادين تواضع وَأما الْوُلَاة واصحاب الشَّرّ فَمن خَفِي صَوته وَضعف فَإِنَّهُ يعْزل إِن كَانَ واليا ويذل إِن كَانَ صَاحب شَرّ وَأما أصوات الْحَيَوَان من الدَّوَابّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 وَالطير والحشرات فسنذكرها إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي هَذَا الْبَاب أما بغاء الشَّاة فِي الْمَنَام فإطاقة من امْرَأَة أَو صديق أَو بر من رجل كريم وَأما بغاء الجدي والكبش والجمل فسرور وخصب وَمن سمع كَلَام حَيَوَان وَلم يفهم مَا قَالَ فليحذر على مَال يذهب مِنْهُ لِأَن الْحَيَوَان مَال كُله والرؤيا الَّتِي يقصها فَهُوَ الَّذِي لَا يَنْبَغِي أَن يفتش عَنْهَا وَقد تكون هَذِه الرُّؤْيَا بَاطِلَة إِذا لم يفهم كَلَام الْحَيَوَان وَإِن فهم كَلَام الْحَيَوَان من الدَّوَابّ وَالطير فَإِنَّهُ كَمَا قَالَ وتعجب النَّاس لَهُ صَهِيل الْفرس: هَيْبَة من رجل شرِيف أَو جندي شُجَاع وَأما صَوت الْحمار فِي الْمَنَام فشنعة من رجل سَفِيه وَأما خوار الْعجل أَو الثور فوقوع فِي فتْنَة وبغاء الْجمل فسفر طَوِيل فِي حج أَو تِجَارَة رابحة وَأما زئير الْأسد فخوف وهيبة لمن سَمعه من ملك ظلوم وَأما ضغاء الْهِرَّة فشهرة من خَادِم لص أَو تَاجر وَأما غير الْفَأْرَة فِي الْمَنَام فَضرب من رجل نقاب أَو فَاسق أَو سَرقَة وَأما بغاء الضَّبِّيّ ففائدة من امْرَأَة حسناء وَأما عواء الذِّئْب فجور من لص غشوم وَأما صياح الثَّعْلَب فكيد من رجل كَذَّاب أَو امْرَأَة كذابة وَأما صَوت ابْن آوى فصراخ نسَاء أَو ضجة المحبسين اليابسين وَأما نباح الْكَلْب فِي الْمَنَام فَخَجِلَ من سعى فِي الظُّلم وَأما قباع الْخِنْزِير فظفر بأعداء أَغْنِيَاء حمقان وَأما صي الفهد فتهدد من رجل مدنف طامع بظفر ونطق بِهِ من سَمعه وَأما صَوت النعام قيل من خَادِم شُجَاع فَإِن كره صَوته ناله غَلَبَة من خَادِم وَأما هدير الْحَمَامَة فَإِنَّهَا امْرَأَة قارءة لكتاب الله عز وَجل وَصَوت الخطاف فَهُوَ عظة من رجل واعظ وَقَالَ المعبرون: كَلَام الطير كُله صَالح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 جيد فَمن رأى الطير كَلمته ارْتَفع شَأْنه لقَوْله تَعَالَى (يَا أَيهَا النَّاس علمنَا منطق الطير واتينا من كل شَيْء إِن هَذَا لَهو الْفضل الْمُبين) وَكره الْمُفَسِّرُونَ صَوت طير المَاء والطاووس والدجاج وَقَالُوا إِنَّه هم وحزن ونعي وَأما نعيق الضفدع فدخول فِي عمل رجل عَالم أَو رَئِيس أَو سُلْطَان وَقيل إِنَّه كَلَام قَبِيح وَأما فحيح الْحَيَّة فَكَلَام من عَدو كاتم الْعَدَاوَة ثمَّ يظفر بِهِ وَمن كَلمته الْحَيَّة بِكَلَام لطيف فَإِن عدوه يخضع لَهُ ويعجب النَّاس لذَلِك وَصَوت الْغُرَاب فِرَاق ونعي لما ذكرت الشُّعَرَاء فِي ذَلِك وكل صَوت قَبِيح تسمعه فَهُوَ هم وَأمر تنكره وَالصَّوْت الطّيب سرُور الصومعة تدل على السُّلْطَان والرئيس وَمن لَهُ ذكر الصَّدَقَة فِي الْمَنَام إِفَادَة من السَّائِل من المسؤول إِذا نَاوَلَهُ شَيْئا لِأَن السَّائِل متعلم والمسئول عَالم وَإِن كَانَ المسؤول سوقيا فَإِنَّهُ يُفِيد أجيره الصَّنْعَة وَمن أطْعم كَافِرًا فَإِنَّهُ يُقَوي عدوا وَمن أطْعم مِسْكينا فَإِنَّهُ خَائِف والمسكين هُوَ الممتحن وَالزَّكَاة مَذْكُورَة فِي حرف الزَّاي وَالصَّدَََقَة تدل على التَّسْبِيح وزيارة الْقُبُور وأعمال الْبر الصَّقْر رجل ظَالِم لَهُ قُوَّة وبطش وَكَذَلِكَ كل سِبَاع الطير ظلمَة لِأَنَّهَا تجور على الْحَيَوَان فتكسر عظمه وتهشم لَحْمه وَدَمه وَمن رأى من هَذِه الْجَوَارِح من غير مُنَازعَة فَإِنَّهُ ينَال مغنما وَكَذَلِكَ كل حَيَوَان يصاد بِهِ كَالْكَلْبِ والفهد لِأَنَّهَا خلقت للصَّيْد والمغنم والصقر يُفَسر بِولد شُجَاع وَمن تبعه صقر فَإِن رجلا شجاعا يغْضب عَلَيْهِ وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة أَن ابْن سِيرِين أَتَاهُ رجل فَقَالَ: رَأَيْت كَأَن حمامة نزلت على شرفات السُّور فَأَتَاهَا صقر فاقتلعها فَقَالَ ابْن سِيرِين: إِن صدقت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 الرُّؤْيَا ليتزوجن الْحجَّاج بنت الطيار فَكَانَ كَذَلِك وكل الْجَوَارِح المعلمة مَال وَعز وَغير المعلمة فَإِنَّهَا تدل على الْوَلَد الذّكر الصاعقة فِي الْمَنَام: عَذَاب إِذا حلت بمَكَان لقَوْل الله تَعَالَى (وَهُوَ الَّذِي يُرْسل الصَّوَاعِق فَيُصِيب بهَا من يَشَاء) والصعق الْمَوْت لقَوْل الله تَعَالَى (فَصعِقَ من فِي السَّمَوَات وَمن فِي الأَرْض) صدف: وَمن رأى بِيَدِهِ صدفا فَإِنَّهُ يصدف عَن شَيْء قد عزم عَلَيْهِ ويبطله من خير أَو شَرّ ويهمله قَالَ الله تَعَالَى (سيجزي الَّذين يصدفون عَن آيَاتنَا سوء الْعَذَاب بِمَا كَانُوا يصدفون) الصابون: مَال مُحَصل والقطعة من الصابون رجل يسلي الهموم وَمن غسل بالصابون ثوبا ونقى وسخه فَإِنَّهُ يشفى من الْمَرَض أَو يَتُوب ويفرج همه ويفي دينا وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة: أَن رجلا رأى فِي مَنَامه كَأَن بِيَدِهِ قِطْعَة من صابون وَهُوَ طالع إِلَى قلعة مَعْرُوفَة فَعرض لَهُ بعد ذَلِك أَنه كتب قصَّة ليوصلها إِلَى السُّلْطَان فِي كشف الظلمَة بَاب حرف الضَّاد وَأما حرف الضَّاد فَإِنَّهُ ضيَاع أَو ضِيَاء أَو ضيم أَو ضَلَالَة أَو ضل الضبع فِي الرُّؤْيَا عَدو ثمَّ ظلوم مكايد مُخَالف وَقيل الضبع امْرَأَة دنية سَاحِرَة عَجُوز وَقَالَ ارطاميدورس: الضبعة العرجاء امْرَأَة سَاحِرَة وَقيل رُؤْيا الضبع يدل على الخديعة وَمن ركبهَا نَالَ سُلْطَانا الضَّب رجل عَرَبِيّ خداع فِي أَمْوَال النَّاس وَمَال صَاحبه وَقيل إِنَّه رجل مَلْعُون لِأَنَّهُ من الممسوخ وَقيل من رأى الضَّب فَإِنَّهُ يمرض الضفدع: رجل عَابِد مُجْتَهد فِي طَاعَة الله عز وَجل لِأَنَّهُ صب المَاء على نَار نمْرُود الَّتِي اوقدها على إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام وَقيل الضفدع امْرَأَة حرَّة ظَاهِرَة ذَات دين وخشوع لَا تؤذي أحدا والضفادع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 الْكَثِيرَة عَذَاب لقَوْله تَعَالَى (فَأَرْسَلنَا عَلَيْهِم الطوفان وَالْجَرَاد وَالْقمل والضفادع وَالدَّم آيَات مفصلات) قَالَت النَّصَارَى من رأى أَنه مَعَ الضفادع حسنت عشرته مَعَ أقرانه وجيرانه وَمن أكل لحم ضفدع فِي مَنَامه نَالَ مَنْفَعَة وَقَالَ ارطاميدورس: الضفادع فِي الْمَنَام تدل على الخداعين السَّحَرَة وَقَالَ جاماسب: من أكل ضفدعا نَالَ ملكا وَمن رأى الضفادع خرجت من مَدِينَة خرج مِنْهَا الْعَذَاب الضحك فِي الرُّؤْيَا هم إِذا كَانَ لَهُ صَوت وَإِن كَانَ تبسما فَهُوَ فَرح وسرور وَمن رأى الأَرْض تضحك فَإِن الخصب يكون فِي ذَلِك الْمَكَان لقَوْل الشَّاعِر: (كل يَوْم بأقحوان جَدِيد ... تضحك الأَرْض من بكاء السَّمَاء) وَإِذا رَأَيْت الْمَيِّت ضَاحِكا فَهُوَ منعم فِي الْآخِرَة لقَوْل الله تَعَالَى (فاليوم الَّذين آمنُوا من الْكفَّار يَضْحَكُونَ) الضّر فِي الْمَنَام هول لقَوْل الله تَعَالَى (وَإِذا مسكم الضّر فِي الْبَحْر ضل من تدعون إِلَّا إِيَّاه) اراد القَوْل الضعْف فِي الرُّؤْيَا: قُوَّة قَالَ الله تَعَالَى (الله الَّذِي خَلقكُم من ضعف ثمَّ جعل من بعد ضعف قُوَّة) وَقيل الضعْف فِي الْمَنَام عدم الصَّبْر عَن النِّكَاح لقَوْل الله تَعَالَى (وَخلق الْإِنْسَان ضَعِيفا) أَي لَا صَبر لَهُ عَن الْجِمَاع الضَّرْب فِي الرُّؤْيَا سفر فَمن رأى كَأَنَّهُ يضْرب فِي الأَرْض فَإِنَّهُ يُسَافر لقَوْل الله تَعَالَى (وَآخَرُونَ يضْربُونَ فِي الأَرْض يَبْتَغُونَ من فضل الله) وَمن ضرب فِي مَنَامه مائَة جلدَة فَإِنَّهُ قد زنى أَو هم بذلك وَإِن حفر لَهُ حُفْرَة ليرجم فِيهَا فَهُوَ مُحصن وَقد زنى أَو قد عزم على ذَلِك وَإِن جلد أَرْبَعِينَ جلدَة حذره من الْخمر وَإِن جلد ثَمَانِينَ حذره من قذف الْمُحْصنَات وَالضَّرْب للْإنْسَان فَائِدَة ينالها من ضاربه إِذا كَانَ الْمَضْرُوب مُطلق الْيَدَيْنِ من غير وثاق وَلَا ممسوك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 بأيدي النَّاس فَإِن كَانَ الضَّرْب بخشبة فَهُوَ عَدو لَا يَصح وَإِن ضربه فِي عينه فَإِنَّهُ يُرِيد هَلَاك دينه وَمن ضربه عدوه فَإِنَّهُ يَدْعُو عَلَيْهِ وَالضَّرْب تَغْيِير فَإِن ضربه فِي جمجمته نَالَ الضَّارِب بغيته فِي تَغْيِيره وَقيل الضَّرْب دُعَاء على الْمَضْرُوب من الضَّارِب إِذا كَانَ عدوه وَمن ضرب إنْسَانا مشدودا بوثاق فَإِنَّهُ يتَكَلَّم فِي حَقه بِكَلَام قَبِيح وَمن ضرب فِي رَأسه نَالَ فَائِدَة من رجل رَئِيس وَقيل الْمُضَاربَة مُشَاركَة لقَولهم فلَان مضَارب لفُلَان فِي رَأس مَال وَمن رأى السُّلْطَان ضربه على ظَهره فَإِنَّهُ يُوفى دينه وَإِن ضربه على عَجزه فَإِنَّهُ يُزَوجهُ وَمن ضرب اذن إِنْسَان فَشَقهَا فَإِنَّهُ يصاهره لِأَن الْأذن بنت ضرب الْمَيِّت وَأما من رأى مَيتا ضربه وَالْمَيِّت غَضْبَان فَإِن الْمَضْرُوب قد ركب دينا أَو عزم عَلَيْهِ لِأَن الْمَيِّت فِي دَار حق لَا يرضى إِلَّا بِمَا يرضاه الله وَهُوَ مَشْغُول عَن الْبَاطِل وَأما ضرب الْحَيّ للْمَيت فَإِنَّهُ قُوَّة حَال الْحَيّ فِي دينه من صَلَاح أَو حج أَو زَكَاة هَذَا إِذا كَانَ الْمَيِّت رَاضِيا بِالضَّرْبِ خاضعا لما يفعل الضَّارِب وَقيل من رأى مَيتا ضربه نَالَ خيرا من سَفَره وَإِن كَانَ قد عدم لَهُ شَيْئا رَجَعَ اليه وَقيل من ضربه ميت فَإِنَّهُ يُوفى دينه الضَّيْف فِي الْمَنَام بِشَارَة بِولد ذكر لقَوْل الله عز وَجل (ونبئهم عَن ضيف ابراهيم. . إِلَى قَوْله ... . وبشروه بِغُلَام عليم) وَإِن رأى الضيوف من لَيْسَ لَهُ حَامِل نَالَ رزقا عَاجلا لما جَاءَ فِي الحَدِيث النَّبَوِيّ الضراط كَلَام قَبِيح فَمن رأى كَأَن ريحًا خرجت مِنْهُ وَلها صَوت فَإِنَّهُ يتَكَلَّم بِكَلِمَة قبيحة ويستحيي مِنْهَا وَإِن لم يستمع للريح صَوت تكلم بِكَلِمَة قبيحة فَلَا تظهر فيستحيي مِنْهَا والفساء مَذْكُور فِي حرف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 الْفَاء الضباب فِي الْمَنَام يدل على الْفِتْنَة والقتال الضَّمَان فِي الرُّؤْيَا أدب يُعلمهُ الَّذِي ضمن عَنهُ وَقد يكون الضَّمَان ندامة وغرامة بَاب حرف الطَّاء وَأما حرف الطَّاء إِذا كَانَ فِي أول لَفْظَة يتَكَلَّم بهَا صَاحب الرُّؤْيَا فَإِنَّهَا طراوة أَو طلاقة وَإِمَّا بَطش أَو طمع الطين مَال إِذا كَانَ كثيفا يَابسا من قطاعة الدَّرَاهِم وَمن رأى كَأَنَّهُ طين قبر رَسُول الله فَإِنَّهُ يحجّ وَينْفق مَالا وَمن طين بَيته بطين رطب فَهُوَ صَلَاح وَمن أكل الطين يدل على مرض وهوان أما الْمَرَض فَلِأَنَّهُ لَا مَاء خَالص وَلَا تُرَاب خَالص وَأما الهوان فَلِأَنَّهُ يرشح وَيدل على استرخاء رُطُوبَة وَمن كَانَ معاشه من الطين وَرَآهُ فَهُوَ دَلِيل خير وَقَالَ جاماسب: من أكل الطين خشِي عَلَيْهِ من الْمَوْت وَأكل الطين المشوي غيبَة وبهتان وَقد جرب الطين للمرضى مرَارًا فَوَقع بِالْمَوْتِ وَذَاكَ لِأَن الله عز وَجل خلق الْإِنْسَان من طين وَهُوَ قَوْله تَعَالَى (خَلقكُم من طين ثمَّ قضى أَََجَلًا وَأجل مُسَمّى) الطاق الْمَعْقُود خلق المراة مَعَ زَوجهَا فَإِن كَانَ ضَعِيفا فَهِيَ سَيِّئَة لخلق وَمن رأى كَأَنَّهُ جَالس فِي طاق مَعْقُود فَإِنَّهُ قد عزم على عقدَة نِكَاح وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة أَن ابْن سِيرِين أَتَاهُ رجل فَقَالَ: رَأَيْت كَأَن شخصا عقد طاقا بَين دَاري وداره فَقَالَ ابْن سِيرِين: لَك أم وَكَانَت لَهُ جَارِيَة فَأتى إِلَى أمه فَأَخْبرهَا بذلك فَقَالَت: صدق كنت أمه ثمَّ صرت إِلَى ابيك الطَّلَاق يدل على فَقير لِأَن المراة سُلْطَان الرجل ودنياه وَقيل الطَّلَاق يدل على الْغنى لقَوْله تَعَالَى (وَإِن يَتَفَرَّقَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 يغن الله كلا من سعته) ويستدل على كل مسالة بِشَاهِد يرد فِي اكلام صَاحب الرُّؤْيَا وَمن كَانَت لَهُ امْرَأَة مَرِيضَة وَرَأى كَأَنَّهُ طَلقهَا طَلَاق الْبَتَات فَإِنَّهَا تَمُوت وَكَذَلِكَ إِذا بَاعهَا أَو اعتقها وَإِن طَلقهَا طَلَاق الرّجْعَة فيرجى لَهَا الْعَافِيَة وَإِذا رَأَتْ الْمَرْأَة كَأَنَّهَا نزلت عَن مركوبها أَو سلبت ثِيَابهَا وَأمر بهَا إِلَى جَهَنَّم فَإِن زَوجهَا يطلقهَا إِذا كَانَت مِمَّن طَلاقهَا عَذَابهَا وَإِذا رَأَتْ كَأَنَّهَا فِي الْحساب وَقد أخذت براءتها من النَّار فَإِنَّهَا تطلق إِذا كَانَت مِمَّن طَلاقهَا راحتها وَقيل من طلق زَوجته فَإِنَّهُ يتْرك حرفته فَإِن كَانَ الطَّلَاق رَجْعِيًا فَإِنَّهُ يرجع إِلَى الحرفة وَإِن كَانَت الْبَتَات فَإِنَّهُ لَا يرجع إِلَى الحرفة وَيعْمل غَيرهَا الطَّرْد فِي الرُّؤْيَا: حبس فَمن رأى كَأَنَّهُ يطرد من بَلَده فَإِنَّهُ يحبس لقَوْله تَعَالَى (إِنَّمَا جَزَاء الَّذين يُحَاربُونَ الله وَرَسُوله ويسعون فِي الأَرْض فَسَادًا ... إِلَى قَوْله. . أَو ينفوا من الأَرْض) يُرِيدُونَ بِالنَّفْيِ الْحَبْس وَمن رأى أَنه طرد من الْجنَّة فَإِنَّهُ يفْتَقر لقَوْله تَعَالَى فِي قصَّة آدم عَلَيْهِ السَّلَام (وطفقا يخصفان عَلَيْهِمَا من ورق الْجنَّة) فَخرج مِنْهَا آدم وحوى فُقَرَاء الطوق للْمَرْأَة إِحْسَان زَوجهَا إِلَيْهَا وَمَال يَقع بِيَدِهَا والطوق من السُّلْطَان إِذا كَانَ مَعَه خلعة فَهُوَ كَرَامَة ونعمة. . والطوق الضّيق بخل فِي أُمُور الدّين كَالزَّكَاةِ وَالْحج لقَوْله تَعَالَى (سيطوقون مَا بخلوا بِهِ يَوْم الْقِيَامَة) طيب للنِّسَاء، وَإِذا رَأَتْ المراة قد تطيبت فَإِنَّهَا قد دخلت فِي عمل صَالح وَإِن كَانَت خَالِيَة من بعل فَإِنَّهَا تتَزَوَّج وَكَذَلِكَ الطّيب للرِّجَال ثَنَاء حسن وَذكر جميل واللص وَالْخداع إِذا تطيب إِمَّا انه يَتُوب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 أَو يمسك لِأَن الرَّائِحَة الْحَسَنَة تتمّ على صَاحبهَا أَو حاملها الطيطوى: امْرَأَة لما ورد عَن ابْن سِيرِين أَنه أَتَاهُ رجل فَقَالَ رايت كَأَنِّي أخذت طيطوى لأذبحه فمررت السكين على حلقه ثَلَاث مَرَّات وَلم أقدر على ذبحه وذبحته فِي الْمرة الرَّابِعَة فَقَالَ ابْن سِيرِين: أَنْت قد راودت امْرَأَة عَن نَفسهَا ثَلَاث مَرَّات فَلم تقدر وقدرت عَلَيْهَا فِي الرَّابِعَة وَكَأن ثمَّ صويت أفمنك كَانَ أَو مِنْهَا: قَالَ: بل مِنْهَا فَقيل لَهُ من أَيْن اخذت ذَلِك فَقَالَ من اسْم الطَّائِر طيطوى الطّلع فِي الرُّؤْيَا ولد ذكر فَمن رأى كَأَنَّهُ يَأْكُل مِنْهُ شَيْئا أكل من مَال وَلَده والطلع رزق لقَوْله تَعَالَى (وَالنَّخْل باسقات لَهَا طلع نضيد رزقا للعباد) وَمن رأى الطّلع فَإِن أمره مقبل إِلَى الْخَيْر وَمن رأى طلعا أصفر وَلم يَأْكُل مِنْهُ شَيْئا فَإِن سُلْطَانا يغْضب عَلَيْهِ ثمَّ يرضى عَنهُ الطرفا فِي الْمَنَام رجل مُنَافِق ضار للأغنياء نفاع للْفُقَرَاء الطرخون فِي الرُّؤْيَا رَدِيء الْجَوْهَر رَدِيء الْعَمَل حزون لِأَنَّهُ مَأْخُوذ من الحرمل قد نقع فِي الْخلّ سنة حَتَّى يتْرك طبعه ويعبر أَيْضا بِرَجُل أعجمي قد صحب قوما وَتعلم الودع مِنْهُم. الطست خَادِم وَقيل امْرَأَة وَمن اشْتَرَاهُ فِي الْمَنَام فَإِنَّهُ يتشري جَارِيَة أَو مَمْلُوكا الطير الْمَجْهُول فِي الْمَنَام رزق لمن حواه لقَوْل الشَّاعِر (وَمَا الرزق إِلَّا طَائِر أعجب الورى ... فمدت لَهُ من كل فن حبائل) وَمن رأى الطير ظله نَالَ ملكا ورئاسة وَقيل الطُّيُور السود السَّيِّئَات والطيور الْبيض تدل على الْحَسَنَات وَمن رأى طيورا تنزل على مَكَان وترتفع فَإِنَّهَا مَلَائِكَة وَسَيَأْتِي ذكر كل طير فِي حرفه إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَالطير الملون أَعمال فِيهَا تَخْلِيط الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 الطاووس فِي الْمَنَام امْرَأَة اعجمية ذَات مَال وجمال ميسومة وجمالها لَوْنهَا وَالذكر من الطواويس ملك أعجمي وَمن رأى كَأَنَّهُ يؤاخي الطواويس فَإِنَّهُ يؤاخي مُلُوك الْعَجم وينال مِنْهُم جَارِيَة قبطية وَقَالَ ارطاميدورس: الطواويس فِي الرُّؤْيَا تدل على قوم صباح الْوُجُوه ضحاك السن وَقيل الطاووس امْرَأَة غير مسلمة أَعْجَمِيَّة الطباهحة فِي الْمَنَام: مَال يبْذل لأجل التِّجَارَة فَمن طبخها ودعا النَّاس إِلَيْهَا فَإِنَّهُ يبْذل مَالا يَسْتَفِيد بِهِ التِّجَارَة وَالْمُدَّعى إِلَيْهَا رجل يستعان بِهِ فِي أَمْوَال التِّجَارَة أَو قهر إِنْسَان الطبيخ فِي الْمَنَام تبهيج أَمر لمَنْفَعَة فَإِن نضج الطَّبْخ فَهُوَ رزق بُلُوغ أمل ونفع فِي السن النَّاس وَمن طبخ شَيْئا من الطَّعَام فَإِنَّهُ فِي أَمر لَا يتم إِلَّا إِذا نضج وَأكل وغرف ويؤجر عَلَيْهِ وَسَائِر الطعامات ارزاق إِلَّا الهريسة والعصيدة وكل طَعَام أصفر فَهُوَ مرض لمن أكله إِلَّا ان يكون بِلَحْم الطير لقَوْله تَعَالَى (وَلحم طير مِمَّا يشتهون) وكل طَعَام أَبيض هُوَ خير من الحامض وَإِن كَانَ الحامض لحم سمين المَاء زَادَت معيشته طول الْقَامَة فِي الْمَنَام يدل على وُجُوه فَمن رأى من الْمُلُوك قامته طَالَتْ دَامَ ملكه وَنصر على أعدائه وَإِن كَانَ طَالب ملك ناله وَإِن رأى تَاجر قامته طَالَتْ ربح فِي تِجَارَته وَطول الْقَامَة أَيْضا يدل على طول الْحَيَاة وَإِذا طَالَتْ عَن الْحَد فَإِنَّهَا تدل على الْمَوْت وَكَذَلِكَ قصر الْقَامَة إِذا قصرت فَإِنَّهَا تدل على الْمَوْت لقرب صَاحبهَا من الأَرْض الطبل فِي الْمَنَام: خبر بَاطِل وَصَاحب الطبل يعبر بِرَجُل غماز أَو قواد وبياع خمر والطبل إِذا كَانَ مَعَه رقص وصراخ فَهُوَ مُصِيبَة لمن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 رَآهُ فِي منزله وَمن رأى كَأَنَّهُ يحول طبلا فَإِنَّهُ صفعان وَأما الطبل المحنت فِي الْمَنَام فَإِنَّهُ امْرَأَة صَاحِبَة عُيُوب كَثِيرَة يكره تصريحها لِأَن المحنت إِذا رفع صَوته كَانَ شهره وَأما طبل النِّسَاء فَإِنَّهُ تِجَارَة فِي أباطيل فِي تشنيع قَلِيل الْمَنْفَعَة كثير الْأَعْدَاء الطغيان فِي الْمَنَام: خذلان لِأَن كل طاغ مخذول وفقر وهم ينزل بِمن طغا أَو مرض فيخسر فِيهِ مَالا وَرُبمَا كَانَ غَنَائِم تحصل بعده فقر لقَوْله تَعَالَى (إِن الْإِنْسَان ليطْغى) الاية الطيلسان فِي الرُّؤْيَا جاه وَعز ومروءة وَولَايَة وحرفة وسفر وَأَخ وَولد فَمن رأى كَأَنَّهُ ارتدى بطيلسان وشيئا كَانَ أَو أَبيض أَو خَزًّا فَكَانَ لابسه مِمَّن يتبعهُ الرِّجَال فَإِنَّهُ يَقُود الجيوش بِقدر حِدة الطيلسان وصفاقته وَقيل الطيلسان حِرْفَة تَقِيّ صَاحبهَا الهموم كَمَا تَقِيّ الْحر وَالْبرد وَقيل الطيلسان دين وتقى لصَاحبه وَقيل سفر فِي بر وَمن نزع طيلسانه زَالَ جاهه وقهر على مَاله وَمن رأى طيلسانه تخرق أَو تمزق مَاتَ لَهُ أَخ أَو ولد الطّلب فِي الرُّؤْيَا هم يحل بالمطلوب إِذا لم يكن هَارِبا فَإِن كَانَ هَارِبا فَإِنَّهُ يَأْمَن مِمَّا يخا لقَوْله تَعَالَى (ففرت مِنْكُم لما خفتكم فوهب لي رَبِّي حكما) وَمن رأى شخصا قَبِيح الصُّورَة يَطْلُبهُ فَذَلِك أَمر يكرههُ وَخَوف وَإِن أدْركهُ فِي الطّلب ناله الْخَوْف الطَّبَق حبيب ومحبوب وَإِذا خرج الطَّبَق من دَار الْمَرِيض وفوقه غطاء وَلم يعلم مَا فِيهِ فَإِن ذَلِك نعش الْمَرِيض الطرة عز وَقُوَّة وَامْرَأَة جميلَة بِقدر حسنها وكمالها الطيران فِي الرُّؤْيَا سفر فَإِن كَانَ على الْقَفَا فَهُوَ سفر فِي رَاحَة والطيران لغير الْمُسَافِر بطالة وَمن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 طَار من سطح إِلَى سطح فَإِنَّهُ ينْتَقل من رجل رفيع وَأي السطحين كَانَ أَعلَى فَهُوَ أرفع قدرا وَأكْثر جاها وَقيل السَّطْح امْرَأَة فَمن رأى ذَلِك فَإِنَّهُ ينْقل من امْرَأَة إِلَى امْرَأَة وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة أَن امْرَأَة رَأَتْ وَقد طارت من دارها إِلَى دَار رجل تعرفه فَأخذت نصف كَسَاه وَتركت نصفه فَقَالَت لمعبر ذَلِك فَعبر لَهَا أَنَّهَا تتَزَوَّج بذلك الرجل وتقاسم زَوجته فِي نصف مَا يحويه من مَال مبيت ورزق وَكَانَ ذَلِك وَمن طَار من دَار يعرفهَا إِلَى دَار لَا يعرفهَا بعيدَة عَن الْجِدَار فَإِنَّهُ يَمُوت لِأَنَّهَا دَار الاخرة والمسجون إِذا طَار فِي مَنَامه فَإِنَّهُ يخرج من السجْن وَإِذا رأى الْمَمْلُوك كَأَنَّهُ طَار فَإِنَّهُ يعْتق لِأَن الطير لَا حكم عَلَيْهِ فِي الْهَوَاء كَيفَ شَاءَ طَار وَإِذا رأى الْمَمْلُوك كَأَنَّهُ طَار من الكوة أَو الْحَائِط فَإِنَّهُ آبق وَقيل إِن الطير إِذا كَانَ بجناح فَإِنَّهُ سفر وَإِذا كَانَ بِلَا جنَاح فَهُوَ نقلة من شَأْن إِلَى شَأْن أَو من مَكَان إِلَى مَكَان والغريب إِذا رأى أَنه طَائِر فَإِنَّهُ يرجع إِلَى بَلَده وَقيل إِنَّه يكون كثير الْأَسْفَار وَمن كَانَ يطير فِي مَنَامه فَإِنَّهُ يصحب الغرباء وَمن كَانَ صَاحب غرور وأماني وَرَأى كَأَنَّهُ يطير فَإِن رُؤْيَاهُ بَاطِلَة وَلَا يحمد الطيران إِلَى السَّمَاء صعُودًا وَأما الطيران الَّذِي يسْتَحبّ فِي الْمَنَام هُوَ أَن يطير الْإِنْسَان على وَجهه أَو ظَهره عرضا وَمن كَانَ لَهُ عَدو يخافه وَرَأى كَأَنَّهُ طَار وَتَركه فَإِنَّهُ ينجو وينتصر وَمن سَابق إِنْسَان أَو طَار وَسَبقه فَإِنَّهُ يَقْهَرهُ ويرتفع شَأْن السَّابِق لطيرانه الطراش فِي الرُّؤْيَا: نقص فِي الدّين لِأَن الله عز وَجل قَالَ فِي حق الْكفَّار الَّذين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 لم يسمعوا من الرَّسُول (صم بكم عمي) وَالْأُذن فِي بَاب الْألف الطُّيُور فِي الرُّؤْيَا: رجل رَئِيس صَاحب أباطيل وَهُوَ هم وحزن تلتف لَهُ الأمعاء وتلتوى لِأَن صَوته يخرج من الأمعاء الَّتِي قد خَفَقت وَجعلت أوتارا الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة: أَتَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت رجلا عُريَانا وَاقِفًا على مزملة وَهُوَ يضْرب الطنبور فَقَالَ ابْن سِيرِين: هَذِه لَا يصلح أَن يَرَاهَا إِلَّا ابْن الْحسن الْبَصْرِيّ فَقَالَ الرجل لَهُ وَالله رَأَيْتهَا فَقَالَ ابْن سِيرِين: أما عريه فتجرده من الدُّنْيَا والمزملة هِيَ الدُّنْيَا قد وَضعهَا تَحت قَدَمَيْهِ وَأما ضربه بالطنبور فوعظه وزجره الَّذِي يزْجر بِهِ النَّاس الطير عز وسلطان وزينة الطعْن فِي الْمَنَام كَلَام من الطاعن فِي حق المطعون لقَوْله تَعَالَى (وطعنا فِي الدّين) وَمن رأى قوما يتطاعنون بِالسِّلَاحِ فَإِن الوباء وَالْمَرَض يحل بذلك الْمَكَان لاسمه طاعون وطعان وَمن رأى النَّاس يقتتلون فَإِن الغلاء يحصل فِي الْأَطْعِمَة فَإِن حَاربُوا السُّلْطَان رخصت أسعارهم الطَّرِيق فَهُوَ الشَّرْع والطرق الْمُخْتَلفَة هِيَ الْبدع فَمن رأى كَأَنَّهُ يمشي فِي طَرِيق فَإِنَّهُ فِي ضَلَالَة من دينه وَمن قطع عَلَيْهِ الطَّرِيق وَأخذ مَتَاعه فَإِنَّهُ يصاحب فِي صديق لَهُ لِأَن الْمَتَاع فِي الطَّرِيق يصحب الْإِنْسَان كالطريق بَاب حرف الظَّاء وَأما حرف الظَّاء إِذا كَانَ فِي أول لَفْظَة ينْطق بهَا صَاحب الرُّؤْيَا فَهِيَ ظفر أَو ظعن أَو ظلما الظل فِي الْمَنَام: هُوَ الْعَالم الزَّاهِد الْحَافِظ وَمن رأى كَأَنَّهُ أَوَى إِلَى ظلّ من الْحر فَإِنَّهُ يستريح من هم وينال رزقا لقَوْله تَعَالَى (ثمَّ تولى إِلَى الظل فَقَالَ رب إِنِّي لما أنزلت الي من خير فَقير) الظليم فِي الْمَنَام الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 رجل بدوي وَهُوَ ذكر النعام ويعبر بخادم خصي فَمن ركب ظليما فِي مَنَامه فَإِنَّهُ يركب وَمن رأى ملكا أعطَاهُ ظليما فَإِنَّهُ ينَال ولَايَة وَإِن كَانَ فَقِيها ولاه الْقَضَاء وَالْحكم وَإِن لم يكن أَهلا للْقَضَاء فَإِن القَاضِي يصير من تَحت يَده وَمن ذبح ظليما من قَفاهُ فَإِنَّهُ ينْكح خَصيا وَكَذَلِكَ كل حَيَوَان يذبح من وَرَائه فَإِن الذَّابِح ينْكح فِي الدبر الظلمَة فِي الرُّؤْيَا ضَلَالَة وحيرة فَمن خرج من ظلمَة إِلَى ضِيَاء فَإِنَّهُ يسلم إِن كَانَ كَافِرًا أَو يَتُوب إِن كَانَ عَاصِيا لقَوْل الله تَعَالَى (الله ولي الَّذين آمنُوا يخرجهم من الظُّلُمَات إِلَى النُّور) الظبي فِي الرُّؤْيَا: يعبر بِامْرَأَة حسناء غَرِيبَة وَمن ملك ظَبْيَة بِقَيْد فَإِنَّهُ يملك جَارِيَة وَمن رمى ظَبْيَة لغير الصَّيْد فَإِنَّهُ يقذف امْرَأَة وَإِن رمى ظَبْيَة وَكَانَ عزمه الصَّيْد نَالَ مَالا من امْرَأَة وَمن رأى كَأَنَّهُ صَاد ظَبْيًا أصَاب لذاذة فِي الدُّنْيَا وَمن أَخذ ظَبْيًا نَالَ مِيرَاثا وَخيرا كثيرا وَمن كَانَ لَهُ حَامِل وَأخذ غزالا قد وهب لَهُ بشر بِولد ذكر وَمن نكح ظَبْيَة فجر بِامْرَأَة وَمن رأى ظَبْيًا وثب عَلَيْهِ فَإِن امْرَأَته تعصيه فِي جَمِيع اموره وَقَالَ جاماسب: من رأى كَأَنَّهُ يسْعَى فِي أثر ظَبْي زَادَت قوته وَرُبمَا ملك الْإِنْسَان من قُرُون الظبي أَو شعورها أَو جلودها فَهِيَ أَمْوَال من قبل النِّسَاء الظُّلم فِي الْمَنَام يدل على خراب بَيت الظَّالِم لقَوْله تَعَالَى (فَتلك بُيُوتهم خاوية بِمَا ظلمُوا) وَقيل من رأى كَأَنَّهُ ظَالِم فَإِنَّهُ يفْتَقر وَمن رأى كَأَنَّهُ يعْتَرف بظُلْم نَفسه فَإِنَّهُ يَتُوب إِلَى الله تَعَالَى لقَوْله عز وَجل (قَالَ رب إِنِّي ظلمت نَفسِي فَاغْفِر لي فغفر لَهُ) وَمن رأى كَأَنَّهُ مظلوم وَهُوَ يَدْعُو على ظالمه فَإِن الْمَظْلُوم يظفر بالظالم لقَوْله تَعَالَى (إِنَّه لَا يفلح الظَّالِمُونَ) وَمن رأى كَانَ مَظْلُوما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 يَدْعُو عَلَيْهِ فليحذر عُقُوبَة الله عز وَجل وَمن رأى ظالمه يَدْعُو عَلَيْهِ فَذَلِك بِشَارَة لَهُ لِأَن الدُّعَاء يرجع عَلَيْهِ لقَوْله تَعَالَى (لَا ينَال عهدي الظَّالِمين) الظّهْر فِي الْمَنَام رجل يلجأ اليه صَاحب مَال وَعز فمهما حدث بِظهْر الْإِنْسَان من وجع أَو نقص أَو زِيَادَة فَذَلِك فِي رئيسه الَّذِي يسْتَند إِلَيْهِ ويلتجيء وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة أَن رجلا رأى فِي مَنَامه كَأَن ظَهره يؤلمه فحبس من الْغَدَاة رئيسه الَّذِي يقوم بمؤنته وَقيل وجع الظّهْر مُصِيبَة فِي أَخ وَمن رأى كَأَنَّهُ يحمل على ظَهره حملا ثقيلا فَذَلِك ذَنْب عَظِيم لقَوْله تَعَالَى (وهم يحملون اوزارهم على ظُهُورهمْ) الظفر فِي الْمَنَام قدرَة الْإِنْسَان فَمن رأى أَظْفَاره قد طَالَتْ طولا يَأْمَن عَلَيْهِ من الْكسر فَذَلِك زِيَادَة فِي قوته وَبعد لأعدائه سِلَاحا يكون لَهُ وقاية مِنْهُم وَمن زَالَت أظافيره زَالَت قدرته وَمن قلم أظافيره وَلم يُجَاوز الْحَد الْمَعْرُوف فَإِنَّهُ رجل مُتبع لسنة النَّبِي وَطول الظفر لأهل السِّلَاح زِيَادَة فِي قوتهم وسلاحه وَالظفر إِذا اكان طوله قد جَاوز الْحَد فَهُوَ شين وَمن رأى ظفره أطول من ظفرعدوه فَإِنَّهُ يظفر بِهِ لقَوْله تَعَالَى (وَهُوَ الَّذِي كف أَيْديهم عَنْكُم وَأَيْدِيكُمْ عَنْهُم بِبَطن مَكَّة من بعد أَن أَظْفَرَكُم عَلَيْهِم) الظَّن فِي الْمَنَام: أَثم لقَوْله تَعَالَى (إِن بعض الظَّن إِثْم) بَاب حرف الْعين وَأما حرف الْعين إِذا كَانَ فِي اول لَفْظَة يتَكَلَّم بهَا صَاحب الرُّؤْيَا فَإِنَّهُ علم أَو علو أَو عَافِيَة وَإِمَّا عيله أَو عِلّة أَو عمى رُؤْيا عَسى عَلَيْهِ السَّلَام تدل على الْبركَة وَالْعلم والطب وتكثر أسفار من رَآهُ وَيكون مُبَارَكًا أَيْنَمَا حل وَمن الرُّؤْيَا المعبرة أَن امْرَأَة رَأَتْ عِيسَى عَلَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 السَّلَام وَكَانَت حَامِلا فَوضعت ولدا وَتعلم الطِّبّ رُؤْيا عزرائيل عَلَيْهِ السَّلَام تدل على الشَّهَادَة اذا كَانَ مُسْتَبْشِرًا وَمن رَآهُ غضبانا فَإِنَّهُ يَمُوت على غير تَوْبَة وَمن صارع عزرائيل وغلبه فَإِنَّهُ ينجو من مرض وَإِن غَلبه عزرائيل فَإِنَّهُ يَمُوت وَقَالَت النَّصَارَى من رأى عزرائيل طَال عمره رُؤْيا عمر رَضِي الله عَنهُ كرؤيا بعض الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام وَله من الْفضل مَا يسْتَغْنى بشهرته عَن ذكره الا ترى كَعْب الْأَحْبَار كَيفَ وَصفه فَقَالَ: صفته فِي التَّوْرَاة ركن من حَدِيد شَدِيد وَمن رأى عمر قد صافحه فَإِنَّهُ ينَال دُنْيَاهُ وورعا وفراسة صائبة وَذَلِكَ لقَوْل النَّبِي " فِي كل امة مُحدث ومروع فَإِن يكن فِي الْأمة أحد فعمر مِنْهُم وَمن رأى عمر عَابس الْوَجْه مطبقا فَإِنَّهُ يطْلب الْحَسَنَة وَيَأْمُر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر وَمن رَآهُ مُسْتَبْشِرًا فَإِنَّهُ صَاحب سنة وَأثر وَإِن رَآهُ فِي جَيش وَعَلِيهِ سلَاح فَإِنَّهُ ينَال ورعا وحسبة وَيكون صَاحب أَمَانَة وَمن رَآهُ مَعَ النَّبِي قد كَلمه بِكَلَام لطيف فَإِنَّهُ يطْلب حفظ الْقُرْآن رُؤْيا عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ تدل على حرص فِي طلب الْعلم وَالْقُرْآن كثير التِّلَاوَة وَمن رَآهُ فِي مَدِينَة النَّبِي أَو فِي سوق فَإِنَّهُ يحْشر مَعَ الشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وينال الْعلم وَمن رَآهُ مَعَ النَّبِي فَإِن الرَّائِي ينَال سَلامَة الْقلب مَعَ الْغِشّ وَمن رأى عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ فِي جَيش أَو لابس السِّلَاح فَإِنَّهُ يهيج فتْنَة بَين الْمَشَايِخ من أهل الْعلم وَالْفِقْه فَإِن رَآهُ يتَصَرَّف وَيبِيع فَإِن صَاحب الرُّؤْيَا من طلاب الدُّنْيَا ويتزين بِالْعلمِ ويتكسب بِهِ وَلَيْسَ هُوَ من أَهله وَمن رأى عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 مقتولا فِي دَاره فَإِنَّهُ مِمَّن يشْتم آل النَّبِي وَلَا يمِيل قلبه إِلَيْهِم نَعُوذ بِاللَّه من ذَلِك وَمن رأى كَأَنَّهُ يحْشر مَعَ أَصْحَاب النَّبِي فَإِنَّهُ مِمَّن يطْلب الاسْتقَامَة وَحسن السِّيرَة ويرجى لَهُ ان يحْشر مَعَهم لقَوْل النَّبِي أَي بلد يدْفن فِيهِ أحد من أَصْحَابِي خرج يَوْم الْقِيَامَة وَهُوَ يقودهم ويهتديهم، فاعرف الْبَاب رُؤْيا عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام من رأى أَمِير الْمُؤمنِينَ عَلَيْهِ السَّلَام فَإِنَّهُ ينصر على أعدائه وتقر عُيُون اوليائه فَإِن رَآهُ متشحا بسلاح فَإِن صَاحب الرُّؤْيَا مِمَّن يتَّصل بسُلْطَان كَبِير وَملك وَمَنْفَعَة ورفعة فَإِن رَآهُ كهلا قوي أمره فِي سُلْطَانه وَإِن رَآهُ أَبيض اللِّحْيَة والراس ضعف أمره فِي فقهه وَعلمه وَإِن رَآهُ أخرج سَيْفا من غمده فَإِنَّهُ يَأْمر أَوْلَاده بِطَلَب الْولَايَة فَإِن رَآهُ يُقَاتل فَإِنَّهُ ينصر أَوْلَاده وَإِن رأى عليا عَلَيْهِ السَّلَام ويداه مخضوبتان فَإِن أَوْلَاد صَاحب الرُّؤْيَا ينْصرُونَ عَلَيْهِ وَمن رَآهُ عَلَيْهِ السَّلَام وَفِي جسده خراجة فَإِن صَاحب الرُّؤْيَا مِمَّن يطعن عَلَيْهِ وَيخرج من ولَايَته فانحره عَن ذَلِك رُؤْيا الْعلمَاء زِيَادَة فِي علم من رَآهُمْ لأَنهم نصحاء الله فِي أرضه وَكَذَلِكَ الْحُكَمَاء زِيَادَة فِي الْحِكْمَة والوعاظ فِي الرُّؤْيَا فَرح وسرور ورؤيا الصَّالِحين صَلَاح فِي الدّين الْعَجُوز فِي الْمَنَام إِذا كَانَت مزينة فَهِيَ دنيا خصبة وَمن رَآهَا منتقبة فَإِنَّهَا عسر وندامة وَمن رأى عجوزا قبيحة المنظر فَإِن امْرَهْ يَنْقَلِب إِلَى خلاف مَا يتمناه وَقيل المراة الْعَجُوز القبيحة فتْنَة وَحرب وَقد شبهت الشُّعَرَاء الْحَرْب بالعجوز وأنشدوا (الْحَرْب اولى مَا يكون ... تسْعَى بزينتها لكل جهول) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 (حَتَّى إِذا حميت وشبت ضرامها ... عَادَتْ عجوزا غير ذَات خَلِيل) (شَمْطَاء جرت رَأسهَا وتنكرت ... مَكْرُوهَة للشم والتقبيل) والعجوز الْكَافِرَة مَال حرَام وَمن رأى عجوزا مسلمة نَالَ مَالا حَلَالا مَعَ سرُور العنقاء فِي الرُّؤْيَا رجل رفيع مُبْتَدع لَا يصحب أحدا وَمن رأى العنقاء كَلمته نَالَ رزقا من قبل الْخَلِيفَة وَقيل إِنَّه يصير وزيرا وَمن ركب العنقاء غلب شخصا لَا يكون لَهُ نَظِير وَمن صادها فَإِنَّهُ يتَزَوَّج بِامْرَأَة جميلَة وتعبر العنقاء بِولد ذكر شُجَاع فَمن أَخذ العنقاء وَله امراة حَامِل أَتَتْهُ بِولد ذكر شُجَاع العقعق فِي الرُّؤْيَا: رجل لَا أَمَانَة لَهُ والعقعق وَلَاء حكار بِطَلَب الغلاء وَفَاء وَمن رأ العقعق كَلمه جَاءَهُ خبر من غَائِب الْعَقْرَب فِي الْمَنَام رجل نمام وَهُوَ مسخ فَمن نازعه فَإِنَّهُ يُنَازع رجلا نماما وَمن أَخذ عقربا فِي مَنَامه والقاها على زَوجته فَإِنَّهُ يَأْتِيهَا فِي الدبر وَإِن رَمَاهَا على النَّاس فَإِنَّهُ رجل لوطي وَالْعَقْرَب فِي السَّرَاوِيل رجل فَاسق يداخل امْرَأَة من رَآهَا فِي سراويله وَمن أكل لحم عقرب مطبوخا فَإِنَّهُ ينَال مِيرَاثا وَإِن كَانَ نيئا اغتاب رجلا فَاسِقًا وَكَذَلِكَ كل حَيَوَان يُؤْكَل لَحْمه فِي الْمَنَام وَالْعَقْرَب رجل يظْهر مَا فِي قلبه لِسَانه والعقارب فِي الْبَطن اولاد اعداء ونزول الْعَقْرَب من الدبر ولد عَاق العلق فِي الرُّؤْيَا بِمَنْزِلَة الدُّود وهم اولاد لقَوْله تَعَالَى (خلق الْإِنْسَان من علق) فَمن راى علقَة دم خرجت من أَنفه أَو ذكره أَو دبره أَو بَطْنه أَو فَمه فَإِن امْرَأَته تسْقط ولدا قبل كَمَال حمله وَمن الرُّؤْيَا المعبرة أَن رجلا اتى أَبَا بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ: يَا خَليفَة رَسُول الله رَأَيْت كَأَن بيَدي كيسا وَأَنا افرغ فِيهِ مَا فِيهِ حَتَّى لم يبْق فِيهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 شَيْء ثمَّ خرج مِنْهُ علقَة فَقَالَ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ (اخْرُج من بَين يَدي فَأخْرج من بَين يَدَيْهِ وَمَشى خطوَات فرمحته دَابَّة فَقتلته فَأخْبر بذلك أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ: (وَالله مَا وددت ان يَمُوت بَين يَدي) فَنزل الْكيس بِمَنْزِلَة الْبدن وَالدَّرَاهِم بِمَنْزِلَة الْعُمر والعلقة بِمَنْزِلَة الرّوح لقَوْله تَعَالَى (خلق الْإِنْسَان من علق) العنكبوت فِي الْمَنَام رجل قريب الْعَهْد بالزهد وَقيل العنكبوت فِي الرُّؤْيَا رجل نساج وَمن نَازع عنكبوتا نَازع إنْسَانا نساجا أَو امْرَأَة على مَا ذكرت عين آدم فِي الْمَنَام دينه أَو وَلَده أَو جَبينه فَمن رأى بِعَيْنِه رمدا فَهُوَ نقص فِي دينه والعمى أبلغ فِي النَّقْص لقَوْله تَعَالَى (وَمَا أَنْت بهادي الْعمي عَن ضلالتهم) فَإِن كَانَ الرَّائِي صَاحب دين وَرَأى عينه فقدت أَو نورها قد ذهب فَإِنَّهُ يصاب فِي دينه كمعصية يدْخل فِيهَا أَو يتْرك صَلَاة أَو منع زَكَاة وَالْكَافِر والفاجر إِذا رأى نقصا بِعَيْنِه كَانَ ذَلِك فِي مَاله أَو وَلَده وَقد جرب الْعَمى للمرضى فَوَقع بموتهم وَإِذا رأى شخص كَأَنَّهُ أعمى مكفوف فِي ثِيَاب بيض فَإِنَّهُ يَمُوت والعمى يدل على السجْن لِأَن المسجون مَحْجُوب كَلَامه عمى والعمى غنى عَن الْحجَّة وَمن لَهُ مَرِيض وَرَأى كَأَنَّهُ أعمى فَإِنَّهُ ميت والعمى أَيْضا فقر وَقلة وَالْعين الْيُمْنَى تعبر بالابن واليسرى بالبنت وتعبر الْعين الْوَاحِدَة بِنصْف المَال وَالْأُخْرَى بِالنِّصْفِ الآخر وَإِذا رأى الْمُسَافِر كَأَنَّهُ أعمى بَطل سَفَره وَمن رأى من الْجند كَأَنَّهُ أعمى ناله ذل وخضوع وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة أَن امْرَأَة رَأَتْ فِي منامها كَأَن رمدا بِعَينهَا مرض ينورها وَمن الرُّؤْيَا المعبرة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 أَيْضا أَن رجلا رأى فِي مَنَامه عَيْنَيْهِ قد نقلتا إِلَى قَدَمَيْهِ وَهُوَ يمشي بهما فقصهما على معبر فَقَالَ هَذَا رجل لَهُ (مملوكان) وَقد زَوجهمَا بنتيه فَعبر الْعَينَيْنِ بالابنتين والقدمين بالمملوكين العصفور فِي الْمَنَام رجل قَاض صَاحب لَهو وحكايات يضْحك النَّاس وَهُوَ من المسوخ وَقيل إِنَّه ولد ذكر فَمن ذبح عصفورا وَله ولد مَرِيض خشِي عَلَيْهِ الْمَوْت وَقيل العصفور رجل ضخم كثير المَال يحتال فِي الْأُمُور كَامِل فِي رئاسته مُدبر والعصفور امْرَأَة حسناء شفيقة والعصافير كَلَام حسن أَو دراسة علم والقنبرة ولد صَغِير والعصافير الْكَثِيرَة أَمْوَال بِلَا تَعب لمن حواها فِي الْمَنَام وتعبر العصافير بالصبيان وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة أَن رجلا أَتَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت كَأَنِّي أَخذ العصافير وأدق أَجْنِحَتهَا وأجعلها فِي حجري فَقَالَ ابْن سِيرِين معلم كتاب الله أَنْت قَالَ: نعم قَالَ اتَّقِ الله فِي أَوْلَاد السملمين حِكَايَة وأتته امْرَأَة فَقَالَت رَأَيْت كَأَنِّي أَخذ العصافير من أعشاشها فاسلها ريشها وأعيدها إِلَى أعشاشها فَقَالَ ابْن سِيرِين هَذِه امْرَأَة تَأْخُذ ثِيَاب الصّبيان حِكَايَة: وَأَتَاهُ رجل فَقَالَ رَأَيْت كَأَن بيَدي عصفورا قد هَمَمْت بذَبْحه فَقَالَ لَا يحل لَك ان تأكلني فَقَالَ ابْن سِيرِين: أَنْت رجل تتَنَاوَل الصَّدَقَة وَلَيْسَ تستحقها فَقَالَ الرجل لي تَقول ذَلِك فَقَالَ نعم أَو شِئْت قلت لَك كم هِيَ دِرْهَم قَالَ كم هِيَ قَالَ ابْن سِيرِين هِيَ سِتَّة دَرَاهِم فَقَالَ الرجل هَا هِيَ فِي كفي وَأَنا تائب لَا أَعُود اتناول الصَّدَقَة فَقيل لَهُ من أَيْن اخذت ذَلِك فَقَالَ العصفور ينْطق فِي الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ وَهُوَ بِسِتَّة أَعْضَاء وَقَالَ لَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 يحل لَك أَن تأكلني فَعلمت أَنه يتَنَاوَل مَالا يسْتَحق وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة أَيْضا عَن جَعْفَر الصَّادِق عَلَيْهِ السَّلَام أَنه أَتَاهُ رجل فَقَالَ: رَأَيْت كَأَن بيَدي عصفورا فَقَالَ لَهُ جَعْفَر تنَال عشرَة دَنَانِير فَمر الْإِنْسَان فَوَقع بِيَدِهِ تِسْعَة دَنَانِير فَأتى إِلَى جَعْفَر عَلَيْهِ السَّلَام فَأخْبرهُ بذلك فَقَالَ: اقصص عَليّ الرُّؤْيَا فَقَالَ رايت كَأَن بيَدي عصفورا وَأَنا اقلبه فَلم أر لَهُ ذَنبا فَقَالَ لَهُ جَعْفَر عَلَيْهِ السَّلَام لَو كَانَ لَهُ ذَنْب كَانَت الدَّنَانِير عشرَة الْعجل فِي الْمَنَام: ولد ذكر وَإِذا كَانَ مشويا فَهُوَ أَمن من الْخَوْف لقصة إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام فِي قَول الله (فَمَا لبث أَن جَاءَ بعجل حنيذ ... إِلَى قَول الله تَعَالَى ... قَالُوا لَا تخف) عرق الابط فِي الرُّؤْيَا نفاق وَكَلَام قَبِيح فَمن رأى كَأَنَّهُ يُحَرك يَدَيْهِ حَتَّى ظهر عرق إبطه فَإِنَّهُ إِن كَانَ واليا جلب إِلَى نَفسه مَالا وَيُقَال عَنهُ كَلَام قَبِيح بِسَبَبِهِ وَإِن كَانَ عَالما وَرَأى ذَلِك فَإِنَّهُ يكْسب مَالا وَيُقَال عَنهُ كَلَام قَبِيح الْعُنُق فِي الْمَنَام مَحل الْأَمَانَة فَمن رأى من الْمُلُوك كَأَن عُنُقه غليظا فَإِنَّهُ قَائِم بِمَا حمل من الْأَمَانَة وَإِن رَآهُ فِي دقة الْخلال أَو الرمْح فَإِنَّهُ ظَالِم عَاجز عَمَّا حمل من الْأَمَانَة وَكَذَلِكَ كل وَال يرى هَذِه الرُّؤْيَا وَمن رأى بعنقه وجعا فقد النِّسَاء فِي المعاشرة أَو فِي أَدَاء أَمَانَة وَمهما يرى فِي الْعُنُق من السّلع أَو العقد فَإِنَّهَا دُيُون تَجْتَمِع على من رَآهَا وَمن رأى عُنُقه ضرب بِسيف فَإِنَّهُ يبرأ إِن كَانَ مَرِيضا وَإِن ضرب عُنُقه صبي امرد فَإِنَّهُ يَمُوت وَمن ضرب عُنُقه وَهُوَ مهموم فرج همه وَإِن كَانَ مَمْلُوكا عتق وَإِن كَانَ عَلَيْهِ دين وفاه ويخلص مِنْهُ والمسجون إِذا رأى عُنُقه ضرب فَإِنَّهُ ينجو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 من السجْن الاعضاء فِي الرُّؤْيَا تعبر بالأهل فَمن تقطعت أعضاؤه فَارق أَهله أَو قاطعهم لقَوْله تَعَالَى (وقطعناهم فِي الأَرْض أمما) وَقد جَاءَ كل عُضْو فِي بَاب حرفه الْعَضُد فِي الرُّؤْيَا أَخ فَمن رأى قُوَّة بعضده فَذَلِك قُوَّة فِي مَاله أَو أَخِيه لقَوْله تَعَالَى (سنشد عضدك بأخيك) وَقيل قُوَّة الْعَضُد زِيَادَة فِي الصَّنْعَة وَمن رأى على كتفه معضدة فَهِيَ صَنْعَة تأمنه من الْفقر الْعِظَام فِي الْمَنَام: مَال مِمَّن ينْسب ذَلِك الْعظم اليه وتدل على الْكسْوَة لمن رَآهَا لقَوْله عز وَجل (ثمَّ كسونا الْعِظَام لَحْمًا) عصب الْإِنْسَان مولف أمره وَمن رأى بعصبه المَاء ناله وَهن فَإِن انْقَطع تشَتت امْرَهْ وَإِن كَانَ مَرِيضا فقد انفد عمره الْعقَاب ملك حَامِل الذّكر يهْلك على يَده السلاطين فَمن رأى عقَابا ضربه بمخاليبه ناله شدَّة فِي مَاله وَأكل لحم الْعقَاب يدل على الْحِرْص وَالْعِقَاب فِي الرُّؤْيَا رجل صَاحب حَرْب لَا يأمنه قريب وَلَا بعيد وَإِذا رأى على سطح أَو فِي دَار أَو بَيت فَهُوَ ملك الْمَوْت وَمن ركب عقَابا فِي مَنَامه وَكَانَ فَقِيرا نَالَ خيرا وَإِن كَانَ غَنِيا من أَشْرَاف النَّاس فَإِنَّهُ يَمُوت لِأَن فِي الزَّمن الْمُتَقَدّم كَانُوا يصورون صُورَة الْمَيِّت من الْأَغْنِيَاء والأمراء على صُورَة عِقَاب وَمن رَأَتْ من النِّسَاء كَأَنَّهَا ولدت عقَابا اتَّصل وَلَدهَا بِالْملكِ فِي خدمَة أَو صراع الْعقب فِي الرُّؤْيَا يعبر بالأولاد فَمن لَا عقب لَهُ فَإِنَّهُ لَا يخلف ولدا وَمن رأى عقبه كسر أَو قطع مَاتَ وَلَده واليسار للبنات وَالْيَمِين للبنين لقَوْله تَعَالَى (وَجعلهَا كلمة بَاقِيَة فِي عقبه) عين المَاء فِي الرُّؤْيَا كَرَامَة ونعمة وبلوغ أُمْنِية إِذا كَانَ الَّذِي رَآهَا مَسْتُورا لقَوْله تَعَالَى (فيهمَا عينان نضاحتان) وَمن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 رأى عينا انفجرت فِي دَار وَهُوَ معل أَو عِنْده مَرِيض فَإِنَّهَا عُيُون تبْكي وَإِذا انفجر المَاء فِي الْبَيْت فَهُوَ هم من امْرَأَة وَإِن انفجر من حَائِط فَهُوَ هم من رجل فِي تِلْكَ الدَّار مثل أَخ وصهر أَو صديق يسْتَند اليه وَإِن خرج من الدَّار إِلَى ظَاهرهَا فَإِنَّهُ هم قد ذهب وَإِن رأى المَاء فِي الدَّار راكد فَهُوَ هم بَاقٍ وَإِذا كَانَ المَاء صافيا فَهُوَ هم مَعَ صِحَة جسم لَا يكره من الْعُيُون إِلَّا مَا ركد مَاؤُهُ وَلم يجْرِي وَإِذا انفجر عين فِي مَحَله فَإِن هُنَاكَ حزن جرت أَو لم تجْرِي وَإِن رأى إنْسَانا عينا وَلها ساقية تجْرِي وَلم يَتَعَدَّ المَاء من حِدة الَّذِي يجْرِي فِيهِ فَإِن ذَلِك عمل جَار من صَدَقَة أَو مَعْرُوف لحي أَو ميت قد أحدثه وأجراه وَمن شرب من مَاء عين أَصَابَهُ هم وَسَيَأْتِي ذكر المَاء وأنواعه ولونه وطعمه وريحه وكدره وصفائه فِي حرف الْمِيم إِن شَاءَ الله تَعَالَى الْعِنَب فِي الْمَنَام رزق حسن لقَوْله تَعَالَى (وَمن ثَمَرَات النخيل وَالْأَعْنَاب تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سكرا وَرِزْقًا حسنا) وَالْعِنَب رزق دَائِم وَاسع مدخر فِي وقته عصارة الدُّنْيَا وَفِي غير وقته إِذا كَانَ كَلَام صَاحب الرُّؤْيَا يدل على خير يَنَالهُ قبل الْوَقْت الَّذِي يرجوه وَمن الْتقط عنقودا نَالَ مَالا مجموعا من امْرَأَة والعنقود فِي الرُّؤْيَا ألف دِرْهَم وَالْعِنَب الْأسود رزق لَا يبْقى وَقيل هُوَ فِي وقته هم وَفِي غير وقته مرض وَإِن يرى الْعِنَب الْأسود مدلى فَإِنَّهُ يدل على الْبرد الشَّديد وَمن الْتقط الْعِنَب الْأسود من بَاب السُّلْطَان وَكَانَ يعرف عدده فليحذر من سياط يجلدها على عدد الحبات وَالْعِنَب الْأَبْيَض فَلَا يكون إِلَّا خيرا وشفاء لِأَن نوحًا عَلَيْهِ السَّلَام أَصَابَهُ السل فَأوحى الله إِلَيْهِ أَن كل الْعِنَب فَفعل وشفي من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 مَرضه وَقَالَ ارطاميدورس: الْعِنَب الْأسود يدل على مَنْفَعَة خُفْيَة وَالَّذِي جربه صَاحب الْكتاب فِي رُؤْيَاهُ فَلم يَقع إِلَّا هما على قدر قلته وكثرته الْعنَّاب فِي الْمَنَام: مَال وشجرة الْعنَّاب رجل كَامِل الْوَجْه حسن الْعقل فَمن رأى أَنه يمسهُ ولي ولَايَة لقَوْله تَعَالَى (الَّذِي جعل لكم من الشّجر الْأَخْضَر نَارا فَإِذا أَنْتُم مِنْهُ توقدون) وَهُوَ شَجَرَة الْعنَّاب وَالنَّار سُلْطَان وَقيل الْعنَّاب رجل شرِيف نفاع صَاحب سرُور وَعز ثَابت عندالشدائد الْعود رجل صَاحب ثَنَاء حسن وَمن رأى بِيَدِهِ عودا وَكَانَ مِمَّن فقد لَهُ شَيْء فَإِنَّهُ يسمع كلَاما حسنا وَيعود إِلَيْهِ مَا فَقده وَمن شم رِيحه عود وَرَأى دخانا فَإِنَّهُ يسمع كلَاما حسنا مَعَ هول وَمن رأى عودا نبت فِي دَاره وَهُوَ مخضر فَإِنَّهُ يرْزق ولدا ذكرا يكون سيدا فِي قومه العدس فِي الرُّؤْيَا مَال حَلَال إِذا كَانَ يَابسا وَقيل إِنَّه هم ورزق دنيء لقصة بني إِسْرَائِيل إِذْ طلبوه بعد الْمَنّ والسلوى فِي قَوْله تَعَالَى (استبدلون الَّذِي هُوَ أدنى بِالَّذِي هُوَ خير) الْعُرُوق الصفر مَال مَعَه مرض والعصفر: فَرح وبغي العفص: مَال نامي العنصل رجل يثنى عَلَيْهِ بالقبيح وَهُوَ فَاسق وَمن التمس مِنْهُ شَيْئا فَإِنَّهُ يثنى عَلَيْهِ بالقبيح العطاس فِي الْمَنَام استبانة أَمر كَانَ مِنْهُ فِي شكّ الْعَطش فِي الرُّؤْيَا نقص فِي الدّين العضادة قيم الدَّار فَمن رَآهَا قلعت من بَابه عزل إِن كَانَ واليا وَإِن رَآهَا وَغَابَتْ عَن عَيْنَيْهِ فَإِنَّهُ يَمُوت وَإِن قلعت وَلم تغب مرض ويرجى بُرْؤُهُ العصيدة هم من سَبَب عماله الْعِمَامَة فِي الْمَنَام تَاج الرجل وقوته وولايته وَزَوجته فَمن رأى من الْمُلُوك أَو الْوُلَاة كَأَن عمَامَته نزلت فِي عُنُقه ادوارا فَإِنَّهُ يعْزل من ولَايَته وَيُطَالب ببقايا بقيت فِي عُنُقه وَكَذَلِكَ إِذا سلبت من فَوق رَأسه وخطفها خاطف فَإِنَّهُ يعْزل من ولَايَته وَإِن غير وَال فَإِنَّهُ يُطلق الزَّوْجَة أَو يذهب مَاله وجاهه وَكَذَلِكَ إِذا رأى عمَامَته صَارَت ذَهَبا فَإِن ولَايَته ذَاهِبَة أَو زَوجته أَو مَاله الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة رأى جَعْفَر الْمَنْصُور فِي مَنَامه كَأَن النَّبِي عَمه بعمامة كورها على رَأسه ثَلَاثَة وَعشْرين لفة فولي الْخلَافَة ثَلَاثَة وعشين سنة وَكَذَلِكَ إِذا رأى إِنْسَان كَأَن سُلْطَانا حَيا أَو مَيتا نَاوَلَهُ عِمَامَة فَإِنَّهُ يوليه فِي ولَايَة والعمامة نصْرَة لقصة نوح عَلَيْهِ السَّلَام إِذْ دَعَا الله تَعَالَى وانتصر على قومه نزل عَلَيْهِ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَعَمه بعمامة وأركبه فِي السَّفِينَة وَالْمَلَائِكَة الَّذين أمد الله بهم نبيه كَانُوا معممين وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى (عددكم ربكُم بِخَمْسَة آلَاف من الْمَلَائِكَة مسومين) وَقَالَ " اعتموا تزدادوا حلما " وَمن رأى كَأَنَّهُ لبس عِمَامَة ازْدَادَ رئاسة وصناعة فَإِن كَانَت من خَز ازْدَادَ مَالا وَإِن كَانَت من صوف نَالَ ولَايَة وصلاحا فِي دينه وَإِن كَانَت من قطن فَهِيَ كالصوف وَإِن كَانَت من أبريسم فَهِيَ ولَايَة فِي فَسَاد دين وَمَالهَا حرَام وَمن تعمم بعمامة فَوق عمَامَته زَاد جاهه وَثَبت فِي ولَايَته وَمن رأى كَأَنَّهُ يلف عِمَامَة على رَأسه فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا بِقدر طول الْعِمَامَة وَقيل الْعِمَامَة امْرَأَة فَمَا يرى فِيهَا من نقص أَو خرق أَو وسخ فَهُوَ فِي المراة وَمن رأى عمَامَته بَيْضَاء نقية وفيهَا خرق أَو مزق فَهُوَ كَلَام يُقَال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 فِي زَوجته وَهِي بريئة من ذَلِك لبياض الْعِمَامَة والعمامة الصَّفْرَاء مرض فِي الرَّأْس والعمامة السَّوْدَاء إِذا لبسهَا غير مُعْتَاد لَهَا هم وحزن وَهِي سؤدد لمن هُوَ من أَهلهَا وَإِذا رأى الْملك عمَامَته كالبيت وخاتمه كالخلخال فَإِنَّهُ يعْزل من ملكه وَإِن كَانَ واليا عزل من ولَايَته الْعَصَا فِي الْمَنَام رجل قوي منيع يعتمدعليه وَلَا يَخْلُو من النِّفَاق وَمن رأى كَأَنَّهُ يمشي على عصاتين فَإِنَّهُ قدعزل على ركُوب السَّفِينَة لِأَن مركبه الْخشب وَمن رأى كَأَنَّهُ تحول عَصا فَإِنَّهُ يَمُوت لِأَن كل عَصا قطعت من شجرتها هِيَ كالميتة الْعِشْق فِي الْمَنَام هم وغم لِأَن العشاق مهمومون فَمن رأى كَأَنَّهُ عاشق ابْتُلِيَ بحزنه والعاشق هُوَ المشتاق والعشق يدل على إِظْهَار كَلَام لم يقدرعلى كِتْمَانه وَالْحب فِي الْقلب فتْنَة لصَاحبه فَمن رأى حبا بِقَلْبِه فَإِنَّهُ يَقع فِي فتْنَة لقَوْل النَّبِي " حبك للشَّيْء يعمي ويصم " وَمن رأى بِقَلْبِه فتْنَة فَذَلِك عشق وَمن رأى كَأَنَّهُ يعْمل عملا يهواه قلبه فَإِنَّهُ يعْمل عملا لَا نِهَايَة لَهُ وَمن رأى إنْسَانا يَقُول لَهُ إِنِّي أحبك فَإِنَّهُ يبغضه العض فِي الْمَنَام حقد وَكيد ومحبة ويستدل على كل رُؤْيا بِشَاهِد يرد فِي كَلَام الرَّائِي فَمن رأى إنْسَانا يعَض على أنامله فَإِنَّهُ حقود لقَوْله تَعَالَى (وَإِذا خلو عضوا عَلَيْكُم النامل من الغيظ) وَمن عض اصبعيه فِي الْمَنَام ناله نَدم وَقد يكون ظَالِما لقَوْله تَعَالَى (وَيَوْم يعَض الظَّالِم على يَدَيْهِ) العرج فِي الرُّؤْيَا: عجز عَن أَمر يَقْصِدهُ وَقيل من رأى كَأَنَّهُ أعرج نَالَ علما وفقها وَزِيَادَة فِي الدّين وَإِن حلف يَمِينا فَإِنَّهَا تَارَة صَادِقَة لقَوْله تَعَالَى (لَيْسَ على الْأَعْمَى حرج وَلَا على الْأَعْرَج الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 حرج) الْعِيد فِي الْمَنَام فَرح وسرور وَمن فقد لَهُ شَيْئا وَرَأى كَأَنَّهُ فِي عيد عَاد إِلَيْهِ مَا فقد فَإِن كَانَ عيد رَمَضَان فَإِنَّهُ يخرج من هم إِلَى فرج وسرور لما فِي رَمَضَان من الضّيق فِي الْكل وَالشرب وَالنِّكَاح 2 وَمن رأى كَأَنَّهُ فِي عيد الْأُضْحِية فَإِنَّهُ إِن كَانَ مَمْلُوكا عتق وَإِن كَانَ مسجونا نجى وَإِن كَانَ عَلَيْهِ دين وَفِي لما كَانَ فِيهِ من الْفرج عَن اسماعيل عَلَيْهِ السَّلَام والعيد سَعَة فِي الْمَعيشَة وَكَثْرَة الْمَنْفَعَة الْعقْدَة عقد النِّكَاح وَمن رأى كَأَنَّهُ يحمل عقودا فَإِنَّهُ يحجّ لقَوْله تَعَالَى (يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا اوفوا بِالْعُقُودِ) وَقد تكون الْعُقُود مواثيقا وعهودا لمن رَآهَا فِي الْمَنَام الْعدَد فِي الرُّؤْيَا على وُجُوه فَمن رأى كَأَنَّهُ يعد خَمْسَة آلَاف فَإِنَّهُ ينصر لقَوْله تَعَالَى (يمددكم ربكُم بِخَمْسَة آلَاف من الْمَلَائِكَة منزلين) وَكَذَلِكَ عددالعشرين نصْرَة لقَوْله تَعَالَى (إِن يكن مِنْكُم عشرُون صَابِرُونَ يغلبوا مِائَتَيْنِ) وَالْمِائَة أَيْضا نصْرَة لقَوْله تَعَالَى (وَإِن يكن مائَة صابرة يغلبوا مِائَتَيْنِ) وَمن أَنه يعد سَبْعَة أَو ثَمَانِيَة فَإِنَّهُ يَقع فِي هم لقَوْله تَعَالَى (سخرها عَلَيْهِم سبع لَيَال وَثَمَانِية أَيَّام حسوما فترى الْقَوْم فِيهَا صرعى) الْآيَة وَمن أَنه يعد تِسْعَة فَإِنَّهُ فِي امْر عسر أَو يصحب قوما مفسدين لقَوْله تَعَالَى (وَكَانَ فِي الْمَدِينَة تِسْعَة رَهْط يفسدون فِي الأَرْض وَلَا يصلحون) وَمن رأى أَنه يعد عشرَة فَإِنَّهُ فِي أَمر قد تمّ وكمل قَوْله تَعَالَى (تِلْكَ عشرَة كَامِلَة وَقيل إِن عددالعشرة يدل على الْحَج لقَوْله تَعَالَى (فَصِيَام ثَلَاثَة أَيَّام فِي الْحَج وَسَبْعَة إِذا رجعتم تِلْكَ عشرَة كَامِلَة) وَمن رأى أَنه يعد اربعين فَإِنَّهُ ينَال أَمر قد وعد بِهِ لقَوْله تَعَالَى (وواعدنا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَة وأتممناها بِعشر فتم مِيقَات ربه أَرْبَعِينَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 لَيْلَة) وَأما الثَّلَاثِينَ فَإِنَّهُ عدد مَكْذُوب لَا يتم لَهُ إِلَّا إِذا كَانَ بعده عشرَة العمود فِي الْمَنَام هُوَ الدّين أَو رجل يعتمدعليه العروة أَيْضا هِيَ الدّين فَمن تمسك بهَا فقداستمسك بِالدّينِ وَالْإِسْلَام لقَوْله تَعَالَى (فَمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بِاللَّه فقد استمسك بالعروة الوثقى لَا انفصام لَهَا) العرى فِي الْمَنَام على وُجُوه فَمن رأى كَأَنَّهُ عُرْيَان وَلم يفْطن بالعورة وَلم يستحي من النَّاس فَإِنَّهُ يدْخل فِي أَمر يُبَالغ فِيهِ ويمعن وَإِن كَانَ مهموما فرج عَنهُ وَمن رأى كَأَنَّهُ عُرْيَان وَهُوَ يستحي من النَّاس وَيطْلب ستره وَلَا يجد فَإِنَّهُ يفْتَقر وَيحْتَاج وَإِن رأى النَّاس ينظرُونَ إِلَى عَوْرَته فَإِنَّهُ يفتضح وَقد يكون العرى طَلَاق الزَّوْجَة لقَوْل الله تَعَالَى (هن لِبَاس لكم وَأَنْتُم لِبَاس لَهُنَّ) وَمن تجرد من لِبَاسه وعرى فَإِنَّهُ يعْزل إِن كَانَ واليا فَإِن كَانَ غُلَاما فَارق رئيسه أَو يَمُوت زَوجته وَإِذا رأى الْمَرِيض كَأَنَّهُ يعرى من ثوب اصفر فَإِنَّهُ يبرأ من الْمَرَض وَكَذَلِكَ الْأَحْمَر أَو الْوَسخ أَو الْأسود فَإِنَّهُ ينجو من الْأَمْرَاض وَقيل العرى يدل على بَرَاءَة من تُهْمَة لِأَن مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام برأه الله مِمَّا قَالَ فِيهِ بَنو اسرائيل اذ خلع ثَوْبه على حجر وَنزل إِلَى المَاء ليسبح فَأمر الله الْحجر أَن يَأْخُذ الثَّوْب ويسير فَخرج مُوسَى من المَاء عُريَانا فِي أثر ثَوْبه وَبَنُو اسرائيل ترَاهُ وَمَا بِهِ عيب وَكَانُوا قَالُوا بِهِ أدره وَهِي كبر الانثيين فَأنْزل الله تَعَالَى (يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِين آذو مُوسَى فبرأه الله مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْد اله وجيها) وَإِذا رأ العَبْد كَأَنَّهُ تعرى من ثِيَابه فَإِنَّهُ يعْتق والعرى لأهل الْعِبَادَة زِيَادَة فِي دينهم وَخَيرهمْ والعرى للْمَيت يدل على نعيمه وَإنَّهُ قد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 خرج من الدُّنْيَا بِلَا سَيِّئَة هَذَا إِذا كَانَت عَوْرَته مستورة وَهُوَ ضَاحِك وَإِن ترى الْمَيِّت عَارِيا وَهُوَ يبكي فَإِنَّهُ معذب وَقد خرج من الدُّنْيَا بِلَا حَسَنَة الْعلم فِي الرُّؤْيَا يدل على الزواج فَمن رأى كَأَنَّهُ عَالم فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة علوِيَّة الْعتْق فِي الْمَنَام يدل على الْأُضْحِية فَمن رأى كَأَنَّهُ عتق فَإِنَّهُ يُضحي وَإِذا رأى الْمَمْلُوك كَأَنَّهُ عتق خشِي عَلَيْهِ الْمَوْت وَإِذا رأى أَنه مَاتَ فَإِنَّهُ يعْتق الْعَجِين فِي الْمَنَام: مَال مُحَصل فَمن رأى عجينا فِي منزله اسْتَفَادَ مَالا من تِجَارَة إِذا كَانَ مختمرا وَإِن رأى الْعَجِين قداختمر حَتَّى حمض وفاض فَإِنَّهُ يخسر فِي تِجَارَة وَمن رأى أَنه يعجن عجينا قدم عَلَيْهِ مُسَافر وَمن عجن عجينا فِي مَوضِع ضيق فَإِنَّهُ يتلوط لقَوْل عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام (من أُتِي فِي عجانه زَالَ حياءه) العتبة أمْرَأَة لقصة إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام إِذْ أَتَى زَوْجَة اسماعيل وَقَالَ قولي لَهُ يغيرعتبته فَلَمَّا أعلمته بذلك طَلقهَا وَمن رأى عتبَة بَيته قلعت مَاتَت امْرَأَته أَو يطلقهَا وَمن بنى عتبته فَإِنَّهُ يتَزَوَّج وَمهما حدث فِي العتبة فانسبه إِلَى الْمَرْأَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 الْعُبُودِيَّة فِي الْمَنَام ف من رأى كَأَنَّهُ عبد أَصَابَهُ هم وَكَذَلِكَ إِذا رأى كَأَنَّهُ يُبَاع أَصَابَهُ ضيق إِلَّا أَن اشترته امْرَأَة فَإِنَّهُ يكرم لقَوْله تَعَالَى (أكرمي مثواه) وَيكون إكرامه على قدر ثمنه وَمن الرُّؤْيَا المعبرة أَن رجلا رأى أَنه يُبَاع على رجل أَعْرَابِي فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ أَخذ على يَده شَيْئا من القماش ليَبِيعهُ وَكَانَ من ملبوس الْعَرَب فنسي قِطْعَة من ذَلِك وعدمت مِنْهُ وناله من الْهم مَا ناله وَمن بَاعَ عبدا فِي مَنَامه زَالَ عَنهُ هم وَمن اشْترى جَارِيَة نَالَ دينا من تِجَارَة الْعَسَل فِي الْمَنَام: مَال حَلَال بِلَا تَعب وهوشفاء من الْمَرَض لقَوْله تَعَالَى: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 (يخرج من بطونها شراب مُخْتَلف ألوانه فِيهِ شِفَاء للنَّاس) وَمن رأى كَأَنَّهُ يلعق عسلا فَإِنَّهُ يتَزَوَّج لما جَاءَ فِي الحَدِيث عَن النَّبِي أَنه قَالَ لامْرَأَة رِفَاعَة " حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَته وَيَذُوق عُسَيْلَتك " وَقد وجدت أكل الْعَسَل عنَاق حبيب وَتَقْبِيله الْعرق فِي الْمَنَام مَال فَمن رأى عرقا يرشح من جسده خرج مِنْهُ مَال بِقدر ذَلِك الْعرق وَقد يكون الْعرق تعبا يلقاه من رَآهُ فِي الْمَنَام الْعرس فِي الْمَنَام إِذا كَانَ بقيان ومعازف فَهُوَ موت شخص بذلك الْمَكَان الَّذِي كَانَ فِيهِ الْعرس من رأى كَأَنَّهُ يعرس وَلَا رأى الْعَرُوس وَلَا وصفت لَهُ وَلَا سميت لَهُ فَإِنَّهُ يَمُوت وَإِن عاينها أَو سميت لَهُ فَإِنَّهَا دين ثقيل عَلَيْهِ عَرَفَة وَمن رأى كَأَنَّهُ فِي يَوْم عَرَفَة قدم عَلَيْهِ مُسَافر وَمن رأى كَأَنَّهُ يعرفهُ فَإِنَّهُ يُصَالح من قاطعه وينال سُرُورًا ويواصل من جفاه لقصة آدم وحوى إِذْ اجْتمعَا بِعَرَفَة بعد فراقهما الْعَرْش والكرسي فِي الْمَنَام يدلان للرائي على حسن الْعَمَل الْعِيَال فِي النام غناء لمن رَآهُمْ لَهُ لقَوْله تَعَالَى (وَإِن خِفْتُمْ عيلة فَسَوف يغنيكم الله من فَضله) عَاشُورَاء فِي الْمَنَام: هم ومصيبة لمن رأى كَأَنَّهُ فِي يَوْم عَاشُورَاء اذا كَانَ الرَّائِي من الشرفاء وَإِن رأى عَاشُورَاء شخص من أَعدَاء النَّبِي نَالَ سُرُورًا الْعرض: وَمن رأى كَأَنَّهُ يعرض فِي جَيش وَصَاحب الْعرض عَلَيْهِ غَضْبَان فقد ركب ذَنبا عَظِيما وَإِن أعرض واعتقد أَن المستبرئ للجيش فان رَاض عَنهُ الْعِزّ فِي الْمَنَام ذل الْعَفو مغْفرَة فَمن رأى كَأَنَّهُ عَفا عَن إِنْسَان فَإِن الله يغْفر لَهُ لقَوْله عز وَجل (وليعفوا وليصفحوا أَلا تحبون ان يغْفر الله لكم) وَالْعَفو عَنهُ فِي الْمَنَام يكون طَوِيل الْعُمر وينال صِيَانة عبوسة الْوَجْه فِي الْمَنَام الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 بِشَارَة بأنثى العنزة فِي الْمَنَام دين فَمن رأى كَأَنَّهُ عثر فِي إِبْهَام رجله اجْتمع عَلَيْهِ دين فَإِن خرج مِنْهَا دم نَالَ مَالا حَرَامًا الْعَدَاوَة فِي الْمَنَام مَوَدَّة وصداقة لقَوْله تَعَالَى (عَسى الله أَن يَجْعَل بَيْنكُم وَبَين الَّذين عاديتم مِنْهُم مَوَدَّة) الْعجل فِي الْمَنَام نَدم الْعَزْل فِي الْمَنَام ولَايَة فَمن رأى كَأَنَّهُ عزل عَن ولَايَة يرتجيها فَإِنَّهُ يولاها وَمن كَانَ معزولا وَرَأى كَأَن ملكا أرسل إِلَيْهِ عَزله فَإِنَّهُ يوليه وَقيل من رأى فِي مَنَامه كَأَنَّهُ عزل عَن ولَايَته فَإِنَّهُ يُطلق الزَّوْجَة بَاب حرف الْغَيْن وَأما حرف الْغَيْن إِذا كَانَ فِي أول لَفْظَة من كَلَام صَاحب الرُّؤْيَا فَهُوَ غنى وغنيمة وَإِمَّا غم أَو غدر الْغنم فِي الْمَنَام غنيمَة لقَوْل النَّبِي الْغنم غنيمَة وَمن رأى أَنه يَسُوق معزا أَو ضأنا فَإِنَّهُ يَلِي عرب وعجم فَإِن أَخذ من أَلْبَانهَا وأصوافها فَإِنَّهُ يجبي مِنْهُم أَمْوَالًا وَمن رأى غنما واقفة فِي مَكَان فَإِنَّهُم رجال يَجْتَمعُونَ فِي ذَلِك الْموضع فِي أَمر من الْأُمُور وَمن رأى غنما استقبلته فَإِنَّهُم أَعدَاء يظفر بهم وَمن رأى شَاة تمشي أُمَّاهُ وَهُوَ يمشي وَرَاءَهَا وَلَا يُدْرِكهَا تعطلت عَلَيْهِ معيشته وَرُبمَا تبع امْرَأَة وَلَا تحصل لَهُ والية الْغنم مَال الْمَرْأَة وَمن رأى يجر شعر الْغنم فليحذر الْخُرُوج من دَاره ثَلَاثَة أَيَّام وَقَالَ جاماسب: من رأى قطيع غنم يسر دَائِما وَمن رأى شَاة وَاحِدَة سر سنة والنعجة امراة فَمن ذَبحهَا افتض امْرَأَة مباركة لقَوْله تَعَالَى (إِن هَذَا أخي لَهُ تسع وَتسْعُونَ نعجة ولي نعجة وَاحِدَة) الرُّؤْيَا المعبرة روى عَن النَّبِي أَنه قَالَ " رَأَيْت غنما سَوْدَاء يتبعهَا غنم عقر حَتَّى عبرتها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 فَقَالَ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ: بِأبي أَنْت وَأمي يَا رَسُول الله الا تَرَكتنِي أعبر فَقَالَ النَّبِي عبر يَا أبابكر قَالَ هِيَ الْعَرَب تتبعكم والعجم فَقَالَ هَكَذَا عبرها الْملك وَمن تحولت صورته غنمة نَالَ غنيمَة الْغُرَاب الابقع فِي الرُّؤْيَا: رجل معجب بِنَفسِهِ كثير الْخلاف وَهُوَ من المسوخ فَمن صَار غرابا نَالَ مَالا حَرَامًا فِي ضيق بمكابرة وَلحم الطير وريشه وعظمه مَال لمن حواه فِي الْمَنَام والغراب شُؤْم أَن يرى على زرع أَو شَجَرَة وَمن رأى غرابا فِي دَاره فَإِن فَاسِقًا يخونه فِي امْرَأَته وَمن راى غرابا يحدثه فَإِنَّهُ يرْزق ولدا خبيثا وَقَالَ ابْن سِيرِين بل يغتم غما شَدِيدا ثمَّ يفرج عَنهُ وَمن رأى أَنه أكل لحم غراب أَخذ مَالا من قبل اللُّصُوص وَمن رأى غرابا على بَاب ملك فَإِنَّهُ يجني جِنَايَة ينْدَم عَلَيْهَا أَو يقتل أَخَاهُ ثمَّ ينْدَم لقَوْله تَعَالَى (فَبعث الله غرابا يبْحَث فِي الأَرْض. . إِلَى قَوْله فاصبح من النادمين) وَإِن رأى الْغُرَاب يبْحَث فالدليل أقوى فِي قتل الْأَخ وَمن راى غرابا خدشه فَإِنَّهُ يهْلك وتشنع عَلَيْهِ الْعَجَائِز ويناله ألم ووجع وَمن اعطى غرابا نَالَ مَسْرُورا وَقَالَ ارطاميدورس: الْغُرَاب الأبقع يدل على طول الْحَيَاة وَبَقَاء الْمَتَاع وَيدل على الْعَجَائِز ذَلِك لطول عمر الْغُرَاب وهم رسل الشتَاء وَرَأى رجلا كَأَن غرابا سقط على الْكَعْبَة فَقَصَّهَا على ابْن سِيرِين فَقَالَ رجل فَاسق يتَزَوَّج بِامْرَأَة شريفة فَتزَوج الْحجَّاج بابنة عبد الله بن جَعْفَر بن ابي طَالب الْغَدَاء فِي الْمَنَام يدل على نصب لقَوْله تَعَالَى: (اتنا غداءنا لقد لَقينَا من سفرنا هَذَا نصبا) فَمن رأى أَنه يطْلب غداء فَإِنَّهُ يتعب الْغَضَب فِي الْمَنَام سجن فَمن رأى كَأَنَّهُ خرج من دَاره غضبانا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 فَإِنَّهُ يسجن لقَوْله تَعَالَى (وَذَا النُّون أذ ذهب مغاضبا فَظن ان لِأَن نقدر عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَات) وَهِي ظلمَة الْبَحْر وظلمة الْحُوت فَذَلِك سجنه بعد غَضَبه الغبير فِي الْمَنَام قوت قَلِيل وشجرته رجل أعجمى وَقيل رجل نفاع للنَّاس صَاحب أقتار وقوت يسير الغضا فِي الْمَنَام رجل صلب لئيم فَمن رأى أَنه على شَجَرَة الغضا فَإِنَّهُ يتَّصل بِرَجُل صلب وَقيل هُوَ رجل شرِيف الغرى الَّذِي للإساكفه وَغَيره رجل ذُو حزم حاذق وَقد جرب الْأُمُور الصعاب وخبرها لِأَنَّهُ قد دق وطحن وَهُوَ رجل يؤلف بَين النَّاس بِلَا معِين وَهُوَ صَاحب الفة وَإِذا رَآهُ الخداع الْآبِق فَإِنَّهُ يمسك وَكَذَلِكَ كل شَيْء يشابه الغرى فَإِنَّهُ يدل على قبض اللُّصُوص وَرُجُوع الْآبِق الْغناء فِي الْمَنَام إِذا كَانَ الصَّوْت طيبا فَإِنَّهُ يدل على تِجَارَة نافقة وَإِن كَانَ الْغناء غير طيب فَهِيَ تِجَارَة خاسرة والغناء يعبر بِكَلَام بَاطِل وَالْمُغني يعبر بالواعظ والحكيم أَو الْعَالم وَقيل وَقيل الْغناء تِجَارَة بشيعة وَقيل الْمُغنِي صارخ وَالْبَيْت الَّذِي يكون فِيهِ الْغناء يتفرق اهله وَيَقَع فِيهِ كذب وَإِن أول مَا غنى وناح ابليس لَعنه الله وَقَالَ ارطاميدورس: الْغناء يدل على صخب ومنازعة وَذَلِكَ بِسَبَب تبدل الحركات فِي الرقص وَمن رأى أَنه يُغني غناء بَارِدًا فَإِنَّهُ يدل على بطالة ومسكنة وَمن رأى أَنه يُغني وَيَمْشي فَذَلِك دَلِيل خير وخاصة لمن كَانَ يتبع الْقُرْآن وَمن غنى فِي الْحمام فَإِنَّهُ يُخَاصم لِأَن الْحمام لَا يتَبَيَّن فِيهَا غنى الْمُغنِي وَمن رأى انه يُغني فِي سوق وَهُوَ من الاتقياء فَإِنَّهُ يحضر فِي فتْنَة تقع فِي ذَلِك السُّوق والغناء فِي السُّوق يدل على الأراذل من عَامَّة النَّاس وَنقص عُقُولهمْ الْغنى من الدُّنْيَا يدل على القناعة لقَوْل عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 . . فَقير وَلَو ملك الدُّنْيَا وقلب القانع أغْنى من الْبَحْر وَقيل من رأى كَأَنَّهُ غَنِي وَقد اسْتَوَت لَهُ الدُّنْيَا فَإِنَّهُ يفْتَقر لقَوْل الشَّاعِر (إِذا تمّ امْر بدا نَقصه ... توقع زوالا إِذا قيل تمّ) الْغَرق فِي الْمَنَام يدل على أهل النَّار لقَوْله تَعَالَى (مِمَّا خطاياهم اغرقوا فادخلوا نَارا) وَلقَوْل النَّبِي " من رأى أَنه غرق فَهُوَ فِي النَّار " وَسَيَأْتِي ذكر الْغَرق فِي حرف الْمِيم. الْغَار فِي الْمَنَام: أَمن للخائف فَمن رأى فِي مَنَامه كَأَنَّهُ يفر من عَدو حَتَّى غَار فَإِنَّهُ فِي أَمن من الْعَدو لقَوْله عز وَجل (ثَانِي اثْنَيْنِ إِذْ هما فِي الْغَار إِذْ يَقُول لصَاحبه لَا تحزن إِن الله مَعنا) فَأنْزل الله سكينته عَلَيْهِ الْغُلَام. . بِشَارَة لمن رَآهُ لقَوْله تَعَالَى (يَا بشرى هَذَا غُلَام) وَمن رأى أَنه وضع غُلَاما أَصَابَهُ هم أَو مرض وَإِن وضع جَارِيَة نَالَ فرجا لوُجُود الْفرج لِلْجَارِيَةِ وَأما دَلِيل وضع الْحَامِل للغلام كَثِيرَة مِنْهَا ان يرى من لَهُ حَامِل كَأَن خروفا أَو عجلا أَو مهْرا فِي دَاره وَكَذَلِكَ إِذا رأى بلبلا أَو قنبرا أَو نجما أَو هلالا تساقط فِي حجره وَكَذَلِكَ إِذا رأى بِيَدِهِ قَلما أَو لوحا من الَّذِي يتَّخذ للصبيان فِي الْمكتب فَإِنَّهُ يبشر بِولد ذكر وَمن رأى كَأَن الْجَنِين ناداه من جَوف أمه يَا أبتاه وَهُوَ يتقين أَنه غُلَام فَإِنَّهُ يبشر بِغُلَام وَكَذَلِكَ إِذا سَمعه يقْرَأ الْقُرْآن أَو ينشد شعرًا فَإِنَّهُ ولد ذكر وَقد جَاءَ فِي حرف مَا يدل على الْوَلَد الذّكر ويستغنى عَن الضَّالة هَا هُنَا وَمن رأى راى كَأَن امْرَأَته ولدت توأما أَو أَكثر من ذَلِك اصابه هم وَذَلِكَ بِسَبَب كلفة التربية وَقيل من رأى كَأَن امْرَأَته وضعت بنتين فَإِنَّهُم بشارات لقَوْله تَعَالَى (يمددكم ربكُم بأموال وبنين) الغدق فِي الْمَنَام الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 فتْنَة لقَوْله تَعَالَى (6 مَاء غدقا لنفتنهم فِيهِ) والغدق هُوَ المَاء الَّذِي ينزل من السَّمَاء كأفواه الْقرب الْغسْل فِي الْمَنَام فَهُوَ نجاة من الْمَرَض والسجن فَمن رأى فِي مَنَامه كَأَنَّهُ اغْتسل بِمَاء بَارِد نجا مِمَّا يخَاف لقَوْله تَعَالَى (اركض برجلك هَذَا مغتسل بَارِد وشراب) وَمن اغْتسل بِمَاء مسخن ناله هم بِقدر حرارة المَاء وَشرب المَاء الْحَار لَا يحمد لقَوْله تَعَالَى (وَسقوا مَاء حميما فَقطع أمعاءهم) وَمن غسل يَدَيْهِ من شَيْء فَإِنَّهُ ييئس مِنْهُ كَقَوْل الشَّاعِر (فاغسل يَديك باشنان وانقهما ... غسل الْجَنَابَة من مَعْرُوف عثمانا) وَأما غسل الثَّوْب فَإِنَّهُ يدل على صَلَاح فِي الدّين لقَوْله تَعَالَى (وثيابك فطهر) أَي دينك فَأصْلح وَمن غسل ثوبا اصفرا فإنقاه من الصُّفْرَة فَإِنَّهُ ينجو من الْمَرَض والهم وَالْخَوْف وَقيل غسل الثِّيَاب يدل على وَفَاء الدّين وَالتَّوْبَة لقَوْله تَعَالَى (إِن الله يحب التوابين وَيُحب المتطهرين) وَقيل غسل الثِّيَاب فِي الْمَنَام يدل على دفع مضرَّة تعرض لسَبَب المعاش وَقيل غسل الثَّوْب يدل على ظُهُور الْأَشْيَاء الْخفية الغرفة فِي الْمَنَام أَمن لمن دَخلهَا لقَوْله تَعَالَى (وهم فِي الغرفات آمنون) الغل فِي الْمَنَام: كفر وَيدل على عمل غير صَالح لقَوْله تَعَالَى (إِذْ الأغلال فِي أَعْنَاقهم والسلاسل يسْحَبُونَ فِي الْحَمِيم ثمَّ فِي النَّار يسجرون) وَمن رأى يَده غلت إِلَى عُنُقه وَكَانَ من اهل الصّلاح فَإِن ذَلِك كف عَن الْمعاصِي والأذى وَإِن كَانَ فَاسِقًا فَإِنَّهُ يصر على الْمعاصِي وَمن رأى كَأَنَّهُ أَخذ الغل فَإِنَّهُ يحبس لقَوْله تَعَالَى (خذوه فغلوه) وَمن الرُّؤْيَا المعبرة أَن امْرَأَة أتتت ابْن سِيرِين فَقَالَت: رَأَيْت كَأَن غل فِي عنق زَوجي وقيدا فِي رجله فَقَالَ ابْن سِيرِين: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 مَا رَأَتْ هَذِه الْمَرْأَة شَيْئا فَقَالَت: بعيني هَذِه رَأَيْته والساجورفي رقبته فَقَالَ: صدقت إِن الغل كفر والقيد ثبات فِي الدّين وَكفر وإيمان لَا يَجْتَمِعَانِ فَلَمَّا ذكرت الساجور غلب الشَّرّ على دَلِيل الْخَيْر وَهُوَ الْقَيْد فصدقت الغماز فِي الْمَنَام رجل حقود وَمن رأى كَأَنَّهُ صَار غمازا فَإِنَّهُ يفرح فِي أَمر ويحزن فِي عاقبته لقَوْله تَعَالَى (إِن الَّذين أجرموا كَانُوا من الَّذين آمنُوا يَضْحَكُونَ وَإِذا مروا بهم يتغامزون) الْغَزل فِي الْمَنَام سفر فَمن رأى كَأَنَّهُ يغزل يغزل فَإِنَّهُ يُسَافر وَالْمَرْأَة إِذا رَأَتْ كَأَنَّهَا تغزل قدم لَهَا مُسَافر فَإِن انْقَطع سلكها اقام مسافرها وطالت غيبته وَمن الرُّؤْيَا المعبرة أَن ابْن سِيرِين اتته امْرَأَة فَقَالَت رَأَيْت كَأَنِّي أغزل قطرانا فَقَالَ ابْن سِيرِين أَنْت امْرَأَة كَانَ لَك صدَاق على زَوجك فوهبتيه ثمَّ رجعتي فِيهِ وأخذتيه فَقَالَت: صدقت كَانَ لي صدَاق وهبته لزوجي ثمَّ أَخَذته من الْمِيرَاث بعد مَوته وَمن الرُّؤْيَا المعبرة أَيْضا أَن امْرَأَة أَتَت اليه فَقَالَت: رَأَيْت امْرَأَة تغزل قطرانا فتعجبت من ذَلِك فَقَالَت: أَتَعْجَبِينَ من هَذَا ونقضه أَهْون من إبراهمه فَقَالَ ابْن سِيرِين: هَذِه امْرَأَة كَانَ لَهَا صدَاق على زَوجهَا وَقد تركته ثمَّ رجعت فِيهِ وَمن رأى كَأَنَّهَا تغزل سحابا حضرت فِي مجْلِس المحاكمة وَإِذا رأى الرجل كَأَنَّهُ يغزل كالنساء فَإِنَّهُ يفعل خيرا وَلَا يحمد عَلَيْهِ وَإِذا كَانَ يغزل شَيْئا يغزله الرِّجَال فَهُوَ دَلِيل خير وسفر الْغيرَة فِي الْمَنَام حرص فَمن رأى كَأَنَّهُ يغار على شَيْء فَإِنَّهُ حَرِيص فِي أُمُور الدُّنْيَا الْغَيْبَة فِي الْمَنَام مَقْلُوبَة فَمن رأى كَأَنَّهُ يغتاب إنْسَانا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 بالفقر رَجَعَ الْفقر عَلَيْهِ وَإِن اغتابه بفضيحة رجعت إِلَيْهِ وَكَذَلِكَ كل مغتاب يغتاب بِشَيْء فَإِن ذَلِك رَاجع إِلَيْهِ الغيظ فِي الْمَنَام فقر يدل على انقلاب الْأُمُور لقَوْله تَعَالَى (ورد الله الَّذين كفرُوا بغيظهم لم ينالوا خيرا) وَمن كَانَ غَضَبه لله نَالَ هِدَايَة وَرَحْمَة وَولَايَة لقَوْله تَعَالَى (وَلما سكت عَن مُوسَى الْغَضَب أَخذ الألواح وَفِي نسختها هدى وَرَحْمَة) الْغُبَار فِي الْمَنَام يدل على السّفر فَمن رأى عَلَيْهِ غبارا فَإِنَّهُ يُسَافر وَقيل إِنَّه ينَال مَالا من الْجِهَاد لقَوْل الله عز وَجل (فاثرنا بِهِ نقعا) وَالنَّقْع الْغُبَار الْغَائِط فِي الْمَنَام مَال فَمن رأى كَأَنَّهُ تغوط غائطا صلبا جَامِدا فَإِنَّهُ ينْفق مَالا فِي صِحَة جسم وَإِن كَانَ سَائِلًا فَإِنَّهُ ينْفق نَفَقَة كَثِيرَة وَمن تغوط وَالنَّاس ينظرُونَ إِلَيْهِ فليحذر من فضيحة تبدو مِنْهُ وكلاما قبيحا وَمن تغوط من غير قصد مِنْهُ وَأخذ الْغَائِط وَحمله فَإِنَّهُ ينَال دنانيرا بِقدر ذَلِك الْغَائِط وَمن أكل الْخبز وَالْغَائِط فِي مَنَامه فَإِنَّهُ يَأْكُل الْخبز وَالْعَسَل وَمن تغوط على الْفراش فَإِنَّهُ يُطلق الزَّوْجَة أَو يعتزلها من النِّكَاح لِأَن الْغَائِط يمْنَع النِّكَاح كَمَا يمْنَع الطَّلَاق وَالْغَائِط مَال حرَام ولقبح رَائِحَته بَاب حرف الْفَاء وَأما حرف الْفَاء إِذا كَانَ فِي اول لَفْظَة ينْطق بهَا صَاحب الرُّؤْيَا فَإِنَّهَا فوز وَفَرح وفلاح وَإِمَّا فقد وفشولة وفناء الفحم فِي الْمَنَام من الشّجر رجل خطير وَقيل الفحم مَال حرَام محترق وَقيل هُوَ مَال من قبل سُلْطَان وَمن رأى فحما دبت النَّار فِيهِ فَإِنَّهُ رجل قد ظلمه السُّلْطَان وَأخذ مَاله غصبا وَأما دق الفحم فَهُوَ مَال قَلِيل الْمَنْفَعَة والفحم يعبر بالزنج والحبش وَمن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة ان ملكا رأى فِي مَنَامه كَأَن نَارا وَقعت فِي بَلْدَة وَنزل فِي كل دَار جَمْرَة فَصَارَت فَحْمَة فَقَصَّهَا على معبر مَمْلَكَته فَقَالُوا: إِن الْحَبَشَة يستولون على بِلَادنَا فَكَانَ ذَلِك والفحم فِي الشتَاء يعبر بِالْمَالِ النافع وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة رأى فِي مَنَامه كَأَن إنْسَانا وهبه عبدا نوبيا فَلَمَّا أصبح أهْدى إِلَيْهِ إِنْسَان جواليق فَحم الفستق فِي الْمَنَام: مَال هني لمن حواه أَو أكله وشجرته رجل كريم الفرصاد يعبر بِالدَّرَاهِمِ وَالدَّنَانِير وشجرته رجل كريم كثير الدَّرَاهِم وَالْأسود مِنْهُ دَنَانِير والأبيض دَرَاهِم وَهُوَ فِي الرُّؤْيَا بِمَنْزِلَة الرُّمَّان وَإِذا فسد يدل على موت ولد فطر الأَرْض مَال فَمن أَخذ مِنْهَا شَيْئا نَالَ مَالا حَلَالا بِلَا تَعب من قوم فُقَرَاء وَقيل الْفطر هم وحزن وَإِذا كَانَت نابتا فَهُوَ ولد محزون الفلفل مَال تحفظ بِهِ الْأَمْوَال وَقَالَت النَّصَارَى من رأى كَأَنَّهُ يَأْكُل فلفلا سقِِي سما لما فِيهِ من اللدغ وَقيل من أكل فلفلا سقِِي شَيْئا مرا وَقيل الفلفل فِي الْمَنَام: مَال شرِيف مَعَ تَعب لمن رَآهُ الْفِرَار فِي الْمَنَام على وُجُوه ولَايَة أَو تَوْبَة أَو موت فَمن رأى أَنه يفر من عَدو ويخافه أَمن مِنْهُ لقَوْله تَعَالَى (ففرت مِنْكُم لما خفتكم فوهب لي رَبِّي حكما وَجَعَلَنِي من الْمُرْسلين) فَإِن رأى الْفِرَار عَالما نَالَ الْقَضَاء لِأَن مُوسَى حكم بعد فراره وَمن رأى أَنه يفر وَلَا يخَاف فَإِنَّهُ يَمُوت لقَوْله تَعَالَى (قل لن ينفعكم الْفِرَار إِن فررتم من الْمَوْت أَو الْقَتْل) وَمن رأى أَنه يفر وَلم يدْرِي مِمَّا فراره فَإِنَّهُ يَتُوب لقَوْله تَعَالَى (فَفرُّوا إِلَى الله إِنِّي لكم مِنْهُ نَذِير مُبين) وفرار الْجَيْش نصْرَة لقَوْله تَعَالَى (وهم من بعد غلبهم سيغلبون) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 الْفضة فِي الْمَنَام: مَال مَجْمُوع والنقرة مِنْهَا جَارِيَة حسناء لِأَن الْفضة جَوْهَرَة النسْوَة وَمن رأى أَنه استخرج فضَّة من مَعْدِنهَا فَإِنَّهُ يمكر بِامْرَأَة وَإِن كَانَت كَثِيرَة فَهُوَ كنز وَمن رأى أَنه يذيب فضَّة فَإِنَّهُ يُخَاصم امْرَأَته وَيَقَع فِي ألسن النَّاس الفيروزج يدل على الْفَتْح والنصر وَطول الْعُمر الْفلس فِي الْمَنَام كَلَام فِيهِ رِيَاء ومجادلة وَمن رأى فِي مَنَامه كَأَنَّهُ بلع درهما فَأخْرجهُ فلسًا فَإِنَّهُ زنديق وَمن كتب على فلوس اسْم الله فقد رخص لنَفسِهِ وَاسْتِعْمَال الشّعْر كالقرآن وَمن بلع دِينَارا فالقاه من دبره فلسًا فَإِنَّهُ يكفر بعد الْإِسْلَام لِأَن الدِّينَار دين والفلس غش وَكفر وَقَالَت النَّصَارَى: الْفُلُوس تَعب وَشتم لمن أَصَابَهَا فِي الْمَنَام والفلوس كَلَام رَدِيء وَإِذا كَانَت الْفُلُوس فِي الْخِرْقَة تدل على قَضَاء الْحَوَائِج الفخ فِي الْمَنَام قَلِيل الدّين ذُو حِيلَة ومكر فَمن رأى كَأَنَّهُ ينصب فخا ليصيد عصفورا فَإِنَّهُ يمكر بِرَجُل ضخم الفصوص الَّتِي للقمار فِي الْمَنَام يدل على إِقَامَة الْبَيِّنَة لصَاحب الرُّؤْيَا أَو عَلَيْهِ والكعاب فِي الْمَنَام رجال أهل فَسَاد وَمن غلب فِي الْمَنَام خصما غَلبه فِي الْيَقَظَة وَكَذَلِكَ كل شَيْء يقامر بِهِ وَقَالَ ارطاميدورس: وَمن رأى أَنه يلْعَب بالفصوص وَكَانَ مِمَّن يلْعَب بهَا يقظة فَإِنَّهُ ينَال مَنْفَعَة بمكر لِأَن اللاعب بهَا يسرق ويمكر وَأما من رأى أَنه يلْعَب وَلَيْسَ ذَلِك عَادَته فَإِنَّهَا دَلِيل مضرَّة الفرو فِي الْمَنَام مَال وَخير للابسه فِي الشتَاء ويشتد فقره لِأَن الْبرد فقر وَمن لبس الفرو فِي الصَّيف فَهُوَ مَال من هم وانسب الفرو إِلَى حيوانه فِي التَّأْوِيل فَإِن كَانَ الفرو ثعلبا فَهُوَ مَال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 بمكر وَإِن كَانَ الفرو من الضَّأْن فَهُوَ مَال من أَشْرَاف النَّاس وَمن لبس فَرْوَة مَقْلُوبَة فَإِنَّهُ يظْهر مَالا فِي إفراط وَقَالَت النَّصَارَى من رأى أَنه يصلح فروه فَإِنَّهُ مَكْرُوه الفقاع فِي الْمَنَام وكل شراب أصفر فَهُوَ مرض لمن شربه فِي الْمَنَام وَمن شرب فقاعا وَلم يسيغه فَهُوَ مرض يسير وَقيل إِنَّه رزق من خَادِم لِأَن الكيزان خدم الفتيلة فِي الْمَنَام قهرمانة فَإِن نطقت على شَيْء وأحرقت فَإِنَّهَا تحظى بذنب وَمن رأى فَتِيلَة سراج أَو قنديل طفأت فَإِن كَانَ مَرِيضا يَمُوت فِي ذَلِك الْمَكَان أَو خبر غَائِب يقدم بنعيه الْفقر فِي الْمَنَام غنى لقَوْله تَعَالَى (إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِم الله من فَضله) فَمن رأى كَأَنَّهُ فَقير وَيسْأل النَّاس فَإِنَّهُ كثير الدُّعَاء لِأَن السَّائِلين يكثرون الدُّعَاء الْفَاكِهَة فِي الْمَنَام زواج لقَوْله تَعَالَى (هم وأزواجهم فاكهون) الْفِتْنَة فِي الْمَنَام مَال وَأَوْلَاد لقَوْله تَعَالَى (إِنَّمَا أَمْوَالكُم وَأَوْلَادكُمْ فتْنَة) وَمن رأى لَهُ أَمْوَالًا وأولادا فَإِنَّهُ يَقع فِي فتْنَة الْفجْر إِذا طلع فِي الْمَنَام فَإِنَّهُ فرج لصَاحب الرُّؤْيَا وَيثبت لَهُ شَاهِدَانِ لقَوْله تَعَالَى (وَقُرْآن الْفجْر إِن قُرْآن الْفجْر كَانَ مشهودا) وَالْفَجْر بَيَاض بعد الظلمَة وَمن رَآهُ فَإِنَّهُ ينَال هِدَايَة فِي دينه وَمن رأى قد اصبح عَلَيْهِ الصَّباح وَكَانَ منتظرا وَعدا فَإِن الْوَعْد يتَحَقَّق خيرا كَانَ أَو شرا لقَوْله تَعَالَى (إِن موعدهم الصُّبْح أَلَيْسَ الصُّبْح بقريب) الفصاحة فِي الْمَنَام عز وَعلم فن رأى كَأَنَّهُ أعجمي فَصَارَ فصيحا نَالَ شرفا وجاها وَإِن كَانَ تَاجِرًا نَالَ ربحا وَإِن كَانَ واليا نَالَ دينا وَمن رأى أَنه يتَكَلَّم بِكُل لِسَان نَالَ أمرا كَبِيرا من الدُّنْيَا لقَوْله تَعَالَى (قَالَ اجْعَلنِي على خَزَائِن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 الأَرْض إِنِّي حفيظ عليم) مَعْنَاهُ أعرف بِكُل لِسَان وَمن رأى كَأَنَّهُ صَار أعجميا ناله ذل الفراسة فِي الرُّؤْيَا خير وَنَجَاة: فَمن رأى كَأَنَّهُ يتحدث بِالْغَيْبِ فراسة فَإِنَّهُ ينَال خيرا لقَوْله تَعَالَى: (وَلَو كنت اعْلَم الْغَيْب لاستكثرت من الْخَيْر وَمَا مسني السوء) الفأس فِي الْمَنَام قُوَّة ونصرة وَهُوَ وَكيل ووصي وَأمين فَمن رأى كَأَن بِيَدِهِ فاسا فَإِنَّهُ ينصر على عدوه لِأَن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام كسر الْأَصْنَام بالفأس وَقَالَ ارطاميدورس الفاس دَلِيل خصب وتشتت الْفراش فِي الْمَنَام امْرَأَة فَمن رأى فراشة مزقه ... غَيره فَإِنَّهُ يَزْنِي بامرأته وَمن بَاعَ فرَاشه تطلق زَوجته وَإِن كَانَت مَرِيضَة فَإِنَّهَا تَمُوت وَمن رأى على فرَاشه شَيْئا من الْفُسَّاق كَالْكَلْبِ أَو الْخِنْزِير أَو الْغُرَاب فَذَلِك زاني يَزْنِي مَعَ زَوجته وأنسب الْمَرْأَة إِلَى جَوْهَر الْفراش الفساء فِي الْمَنَام كَلَام قَبِيح فَمن رأى كَأَنَّهُ فسى بَين النَّاس ناله هم وَمن شم فسَاء غَيره مر بِهِ هم الفصيل فِي الْمَنَام ولد شرِيف وكل متغير من الْحَيَوَان إِذا مَسّه الْإِنْسَان فَهُوَ هم الفراريج فِي الْمَنَام اولاد السَّبي لِأَن الدَّجَاجَة جوَار وَمن سمع أصوات الفراريج فَإِنَّهُ يسمع كَلَام قوم فسقه وَمن أكل لحم الفراريج أكل مَالا من رجل كَبِير والفراريج تدل على أَمر يتالف عَاجلا بِلَا تَعب لِأَن الفراريج لَا تحْتَاج إِلَى كلفة التربية الفاختة فِي الْمَنَام ولد كَذَّاب وَقيل الفاختة امْرَأَة كذابة غير الفة فِي دينهَا نقص وَقَالَ ارطاميدورس: الفاختة امْرَأَة صَاحِبَة مُرُوءَة وشكل الْفَأْرَة قَالَ الْمُسلمُونَ: الْفَأْرَة امْرَأَة فاسقة لِأَن النَّبِي قَالَ " الفويسقة " وَقيل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 الْفَأْرَة امْرَأَة يَهُودِيَّة نابحة ملعونة أَو رجل يَهُودِيّ فَاسق أَو لص نقاب والفأر يدل على الرزق فَمن رأى فِي دَاره فأرا كثيرا أَكثر رزقه لِأَنَّهُ لَا يكون إِلَّا فِي مَكَان فِيهِ رزق وَمن خرج الفار من منزله قلت بركته وَنعمته وَمن ملك فَأْرَة ملك خَادِم لِأَن الفأر يَأْكُل مِمَّا يَأْكُل الْإِنْسَان وَكَذَلِكَ الْخَادِم يَأْكُل مِمَّا يَأْكُل سَيّده وَمن رأى فأرا يلْعَب فِي دَاره نَالَ خصبا فِي تِلْكَ السّنة لِأَن اللّعب لَا يكون إِلَّا من الشِّبَع وَأما الفأر الْأَبْيَض وَالْأسود فَإِنَّهُ يدل على اللَّيْل وَالنَّهَار فَمن رَآهُ يروح وَيَغْدُو فَإِنَّهُ يدل على طول حَيَاته وَمن رَآهُ يقْرض فِي ثَوْبه فَهُوَ مَلْعُون بِمَا يمر من أَجله وَمن رأى فأرا ينقب فَإِنَّهُ لص نقاب فليحذره الْفراش فِي الْمَنَام عَدو ضَعِيف مهين عَظِيم الْكَلَام وَقَالَ ارطاميدورس الْفراش للفلاحين يدل على البطالة الفهد فِي الْمَنَام عَدو مذبذب لَا يظْهر الْعَدَاوَة وَلَا الصداقة فَمن نازعه نَازع إنْسَانا كَذَلِك الْفِيل فِي الْمَنَام سيد الْبَهَائِم وَهُوَ مَشْهُور قَلِيل الْمَنْفَعَة لِأَنَّهُ لَا محلب وَلَا مركب وَلَا يُؤْكَل لَحْمه وَهُوَ رجل مَلْعُون من المسوخ وَقيل إِنَّه رجل ضخم أعجمي فَمن ركب فيلا فِي مَنَامه وَكَانَ ذَا طوع فَإِنَّهُ يقهر رجلا ضخما أعجميا شحيحا وَمن ركب فيلا بِالنَّهَارِ فَإِنَّهُ يُطلق الزَّوْجَة لِأَن فِي الزَّمن الْمُتَقَدّم فِي ولد الأفيلة من طلق زَوجته أركب فيلا وطيف بِهِ حَتَّى يعلم النَّاس ذَلِك وَمن ركب من الْمُلُوك فيلا وَهُوَ فِي حَرْب فَإِنَّهُ يهْلك لقَوْله تَعَالَى (ألم تَرَ كَيفَ فعل رَبك بأصحاب الْفِيل ألم يَجْعَل كيدهم فِي تضليل) وَمن ركب فيلا بسرج تزوج بنت رجل اعجمي ضخم وَإِن كَانَ تَاجِرًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 226 عظمت تِجَارَته وَمن رعى الفيلة فَإِنَّهُ يؤاخي مُلُوك الْعَجم وينقادون لَهُ وَمن حلب فيلا فَإِنَّهُ يمكر بِرَجُل أعجمي وينال مَالا وَقَالَت الْيَهُود الْفِيل ملك كريم لبن الْجَانِب ومداره صبور وَمن ضربه فيل بخرطومه نَالَ خيرا وَمن رَكبه نَالَ وزارة وَولَايَة وَمن أَخذ من روثه اسْتغنى وَيدل على قوم صالحين وَقيل من رأى الْفِيل رأى شَدَائِد ثمَّ ينجو وَقَالَت النَّصَارَى من رأى فيلا وَلم يركبه اصابه نُقْصَانا فِي رزقه أَو خسرانا فِي مَاله وَمن رأى فيلا مقتولا فِي بَلَده مَاتَ ملكهَا أَو يقتل رجلا مَذْكُور وَمن قتل فيلا فَهُوَ رجل أعجمي وَمن أَلْقَاهُ الْفِيل تَحْتَهُ فَإِنَّهُ يَمُوت وَإِذا رأى الْفِيل فِي غير بِلَاد النّوبَة فَإِنَّهُ يدل على فتْنَة وَذَلِكَ الْقبْح لَونه وسماجته وَإِذا كَانَ فِي الْبِلَاد فيلا يُوجد فِيهَا فَهُوَ رجل من اشراف النَّاس وَالْمَرْأَة إِذا رَأَتْ الْفِيل فَلَا يحمد لَهَا على أَي صفة رَأَتْهُ ويعبر الأفيلة بِالسِّنِينَ كالبقر فِرْعَوْن وَإِذا رأى فِرْعَوْن على حَالَة حَسَنَة فِي لِبَاسه وهيئته فَذَلِك نقص فِي حَال الْملك ورعيته وَإِن رأى فِرْعَوْن فِي حَالَة سَيِّئَة فَذَلِك زِيَادَة فِي ملك الْملك ورعيته وَمن رأى كَأَنَّهُ فِرْعَوْن فَإِنَّهُ يدل وَرُبمَا مَاتَ كَافِرًا الفواق فِي الْمَنَام يدل على الْغَضَب وَالْكَلَام السيء وَقيل الفواق مرض وَمن رأى أَنه دسع فِي فواقه فَإِنَّهُ يَمُوت والدسع شَبيه المقى الْفَخْذ فِي الْمَنَام يُفَسر بالعشيرة فَمن رأى نُقْصَانا بفخذه فَلَيْسَ لَهُ عشيرة وَهُوَ غَرِيب وَمن رأى وجعا بفخذه فقد اساء إِلَى عشيرته وَمن رأى فَخذه بَانَتْ عَنهُ فَإِنَّهُ يعجز وَلَا يفلح وَلَا يلتئم لَهُ أَمر الفصد فِي الْمَنَام على وُجُوه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 فَمن رأى شَابًّا فصد لَهُ عرقا بالطول فَإِنَّهُ يسمع كلَاما سَيِّئًا من عَدو ويتضاعف مَاله الْمثل مثلين وَقيل من فصده شَاب فَإِن السُّلْطَان ياخذ مِنْهُ مَالا وَإِن كَانَ الفاصد لم يعد السُّلْطَان إِلَى أَخذ شَيْء من مَاله وَقيل من فصد عرضا مَاتَ لَهُ قرَابَة ينْسب إِلَى ذَلِك الْعرق الَّذِي فصد فِيهِ لِأَن الْمَعْرُوف الْأَهْل وَمن فصد فِي يَده الْيُمْنَى نَالَ معيشة وَزِيَادَة فِي المَال وَمن فصد فِي يَده الْيُسْرَى نَالَ زِيَادَة من شريك أَو صديق أَو أَخ أَو امْرَأَته تسمن وتصيب خيرا وَمن راى شَيخا فصده فَإِنَّهُ يسمع كلَاما من صديق فَإِن خرج مِنْهُ دم فَإِنَّهُ يُؤجر على ذَلِك الْكَلَام وَإِن لم يخرج مِنْهُ دم فَإِن الْكَلَام الَّذِي يُقَال عَنهُ حق وَإِن رأى الشَّيْخ فصده عرضا انْقَطع الْكَلَام وَإِن فصده طولا تضَاعف الْكَلَام وَمن فصدعرقا بِرَأْسِهِ أَفَادَ رَئِيسا وَمن فصده عَالم وتلقى الدَّم فِي طست فَإِنَّهُ يمرض وَينْفق مَاله على الْأَطِبَّاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 وَمن فصد عرقا فِي يَده الْيَسَار فَإِنَّهُ يمسع كلَاما من امْرَأَته وَمن رأى كَأَنَّهُ فصد وَهُوَ يجد رَاحَة لخُرُوج الدَّم وَهُوَ يُجَاوز الْقدر الْمَعْلُوم فِي الفصاد نَالَ صِحَة جسم فِي تِلْكَ السّنة وَمن أَخذ مضبعا وفصد بِهِ زَوجته فَإِنَّهَا تَلد جَارِيَة وَإِن فصدها ... فَإِنَّهَا تَمُوت قبل أَيَّامهَا الَّتِي فِيهَا وَمن رأى كَأَنَّهُ عزم على الفصاد وَلم يفصد فَإِنَّهُ قدعزم على التَّوْبَة فَإِن رأى الدَّم قد غَلبه فَإِنَّهُ فِي هوى واثم وَإِن كَانَ الدَّم اسود فَهُوَ أَشد فِي الاثم وَيَتُوب لِأَن خُرُوج الدَّم خُرُوج من إِثْم الْفرج فِي الْمَنَام فرج للمهموم فَمن رأى لَهُ فرجا كفرج الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 المراة وَكَانَ لَهُ مسجون أَو مهموم فَإِنَّهُ يفرج عَنهُ وَإِن رأى الْفرج وَله محاكمة أَو عَدو فَإِنَّهُ يذل ويقهر وَكَيف إِن نكح فِيهِ وَمن رأى فرج امْرَأَته صَغِيرا فَهُوَ عدوه وَإِن كَبِيرا فَهُوَ مقهور الْفلك يعبر بِملك جَائِر أَو وَزِير كَذَّاب بَاب حرف الْقَاف وَأما حرف الْقَاف إِذا كَانَ فِي أول لَفْظَة ينْطق بهَا صَاحب الرُّؤْيَا فَإِنَّهُ قُوَّة وقرابة وقدرة وَإِمَّا قهر وَقلة وقمار رُؤْيا قابيل وَأما من رأى قابيل فَإِنَّهُ يطغى وَيقتل نفسا بِغَيْر حق لقَوْله تَعَالَى (فطوعت لَهُ نَفسه قتل أَخِيه) وَمن رأى قابيل وَلم يكن قتالا فَإِنَّهُ ينْدَم على فعل يَفْعَله لقَوْله تَعَالَى (فَأصْبح من النادمين) الْقَمَر فِي الْمَنَام: قَالَ الْمُسلمُونَ هُوَ ملك عَادل أَو عَالم كَبِيرا أَو غُلَام حسن أَو امْرَأَة حسناء وَقيل الْقَمَر رجل كَذَّاب أَو ملك جَائِر وَمن رأى الْقَمَر على حَاله فَهُوَ وَزِير الْملك وَمن رَآهُ فِي حجره أَو دَاره تزوج زَوْجَة وَيكون حسنها على قدر نوره وَإِن رَأَتْ امْرَأَة كَأَن الْقَمَر فِي حجرها أَو فِي دارها تزوجت زوجا حسنا وَإِن كَانَت حَامِلا وضعت غُلَاما وَمن الرُّؤْيَا المعبرة أَن أم الْمُؤمنِينَ خَدِيجَة رَضِي الله عَنْهَا رَأَتْ كَأَن قمر السَّمَاء سقط فِي حجرها فقصت رؤياها على كهان مَكَّة فَقَالُوا إِن صدقت رُؤْيَاك فَأَنت زَوْجَة نَبِي هَذَا الزَّمَان فَكَانَ كَذَلِك وَمن رَأَتْ الْقَمَر نزل فِي بَيتهَا وَأخذت بعضه ولفته فِي خرقَة فَإِنَّهَا تَلد غُلَاما وَلَا يعِيش وَمن رَأَتْ الْقَمَر فِي مَكَان وَهِي تمديدها فَلَا تصل إِلَيْهِ فَإِنَّهَا تُرِيدُ الْوَلَد الذّكر وَلَا تناله وَإِن كَانَت حَامِلا وضعت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 230 وَمن رأى الْقَمَر تحول فِي صُورَة رجل رذيل فَإِن الْوَزير يعْزل وَمن رأى الْقَمَر غَابَ فَإِن الْأَمر الَّذِي هُوَ طَالبه قد انْقَضى وانْتهى سَوَاء كَانَ خيرا أَو شرا وطلوع الْقَمَر هُوَ أول أَمر يكون الْإِنْسَان فِيهِ وَمَتى مَا كَانَ الْأَمر تَمامًا كَامِلا فَذَلِك عدل الْوَزير فالمرأة إِذا رَأَتْ الْقَمَر من غير سُقُوط فِي حجرها فَإِنَّهَا تسلم إِن كَانَت كَافِرَة وَمن رأى الْقَمَر فِي بَيته قدم لَهُ غَائِب وَمن رأى الْقَمَر على الأَرْض مَاتَت أمه وَمن رأى وَجهه فِي الْقَمَر كَالْمَرْأَةِ فَإِنَّهُ يبشر بِولد ذكر إِن كَانَت امْرَأَته حَامِلا وَإِلَّا فَإِنَّهُ يَمُوت وَقَالَت النَّصَارَى الْقَمَر فجأه انْقَادَ لَهُ أعداءه وَإِذا رأى ملك أَن الْقَمَر مظلما فَإِن رَعيته وَمن تَحت يَده يستخفون بِهِ وَيُنْكِرُونَ أمره وَمن رأى الْقَمَر صَار شمسا فَإِنَّهُ ينَال عزا من أَبِيه أَو أمه أَو امْرَأَته وَالْقَمَر أَيْضا يدل على الْبِنْت وَالْأُخْت لِأَن الْقَمَر يشبه بالغداوي وَالْقَمَر ايضا يدل على الْمَتَاع والعمال وَالتِّجَارَة وَيدل على السَّفِينَة وَذَلِكَ لِأَن الملاحين يَسِيرُونَ فِي الْبَحْر على سير الْقَمَر وَالْقَمَر فِي الْمَنَام يدل على السّفر وَذَلِكَ لدوام حركته وَمن رأى الْقَمَر وَله أَمر يُرِيد أَن يخفيه فَإِنَّهُ يظْهر وَالْمَرِيض إِذا رأى الْقَمَر فَلَا يحمد لِكَثْرَة الرُّطُوبَة وَالْقَمَر يدل على الملاح والمنجم لِأَن المنجم لَا يعرف مَا يحْتَاج إِلَيْهِ إِلَّا بالقمر، وَكَذَلِكَ الملاح وكل مَا ذكرته فِي الشَّمْس فِي حرف الشين فَفِي الْقَمَر مثله إِلَّا أَنه أقل لقلَّة حرارته قَوس قزَح فِي الْمَنَام على وُجُوه فَعِنْدَ الْمُسلمين رُؤْيَاهُ أَمَان من الْخَوْف وَمن رأى قَوس قزَح أَحْمَر فَإِنَّهُ دَال على غَلَبَة الدَّم فِي ذَلِك الْعَام ويخشى على صَاحب الرُّؤْيَا من جرح وَإِن رَآهُ أصفر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 دلّ على الْمَرَض وَإِن رَآهُ أَخْضَر فقد أَمن من الْقَحْط والجور من السُّلْطَان وَقَالَت النَّصَارَى من رأى قَوس قزَح فَإِنَّهُ يتَزَوَّج وَقَالَ ارطاميدورس: إِذا كَانَ قَوس قزَح يمنة فَهُوَ دَلِيل خير وَإِذا كَانَ يسرة فَهُوَ للْفُقَرَاء خصب وللأغنياء شدَّة زائلة لِأَنَّهُ لَا يثبت وَيَزُول عَاجلا الْقصر فِي الْمَنَام: عمل صَالح لأهل الدّين لقَوْله تَعَالَى (تبَارك الَّذِي إِن شَاءَ جعل لَك خيرا من ذَلِك جنَّات تجْرِي من تحتهَا النَّهَار وَيجْعَل لَك قصورا) وَإِذا رَآهُ الْفَاسِق فَإِنَّهُ يحبس لِأَن الْقصر فِي اللُّغَة الْحَبْس الْقرن فِي الْمَنَام قُوَّة ومنعة فَمن رأى لَهُ قرنا فَإِنَّهُ يقهر عدوا وَمن رأى من الْمُلُوك كَأَن لَهُ قرنين فَإِنَّهُ يملك الشرق والغرب وَرُبمَا كَانَ القرنين قرين ينَال بِهِ قُوَّة وَمَنْفَعَة الْقنْدِيل فِي الرُّؤْيَا ولد لَهُ هَيْبَة ورفعة وَذكر وَمَنْفَعَة إِذا اسرج فِي وقته وَإِذا رَآهُ مسرجا فَهُوَ قيم الْبَيْت أَو رجل عَالم يَهْتَدِي بِهِ والقناديل فِي الْمَسْجِد عُلَمَاء أَو أَغْنِيَاء أَو اصحاب ورع وَقُرْآن الْقَنَاة فِي الرُّؤْيَا امْرَأَة أَو معيشة وَهِي بِمَنْزِلَة الْبِئْر أَو الساقية فَمن حفر قناة وَجرى المَاء فِيهَا نَالَ معيشة حَلَالا وَمن حفر قناة وَلم يجد فِيهَا مَاء فَإِنَّهُ يدْخل فِي مكر وكل من يحْفر وَلم ير مَاء فَإِنَّهُ يمكر القلعة فِي الْمَنَام إقلاع عَن الذُّنُوب أَو خُرُوج من هم إِلَى فرج وَمن رأى أَنه دخل قلعة نَالَ رزقا ونسكا فِي دينه والقلعة تفسر بِرَجُل عَظِيم وَمن رأى قلعة من بعيد فَإِنَّهُ يُسَافر من مَكَان إِلَى مَكَان وَيرْفَع شَأْنه وَمن رأى كَأَنَّهُ تحصن بحصين فَإِنَّهُ يحفظ فِي دينه ودنياه والحصن يعبر بِالْإِسْلَامِ وَقيل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 من دخل حصنا فَإِنَّهُ يحصن فرجه الْقرْيَة الحصينة فِي الْمَنَام مقاتلة لمن دَخلهَا لقَوْله تَعَالَى (لَا يقاتلونكم جَمِيعًا إِلَّا فِي قرى مُحصنَة) وَمن رأى كَأَنَّهُ خرج من قَرْيَة فَإِنَّهُ ينجو لقَوْله تَعَالَى (رَبنَا اخرجنا من هَذِه الْقرْيَة الظَّالِم أَهلهَا) الْقبَّة فِي الْمَنَام امْرَأَة فَمن بنى قبَّة على السَّحَاب فَإِنَّهُ ينَال رفْعَة وَقُوَّة محكمَة والقبة امْرَأَة لمن بناها القرع فِي الْمَنَام رجل عَالم أَو طيب رفيع خطير قريب إِلَى النَّاس خَفِيف الْمُؤْنَة وَهُوَ للْمَرِيض شِفَاء وافضل الطبائخ فِي الرُّؤْيَا فَمن أكل من القرع الْمَطْبُوخ شَيْئا رَجَعَ إِلَيْهِ شَيْء فَقده من دينه أَو دُنْيَاهُ أَو نَفسه أَو وَلَده أَو حَبِيبه وَمن أكل القرع نيئا أَصَابَهُ فزع من الْجِنّ أَو خَاصم إنْسَانا وَمن استظل بظله استأنس من وَحْشَة وَقيل شَجَرَة القرع رجل فَقير لَا مَال لَهُ وَمن جنى من مزرعة الْبِطِّيخ قرعا نجا من مرض لقصة يُونُس عَلَيْهِ السَّلَام القثاء فِي الْمَنَام مَكْرُوه ورزق دنيء لَا بَقَاء لَهُ لقَوْله تَعَالَى (وقثائها وفومها وعدسها وبصلها ... إِلَى قَوْله ... استبدلون الَّذِي هُوَ أدنى بِالَّذِي هُوَ خير اهبطوامصرا) وَقَالَ جاماسب: القثاء يدل على حَبل امْرَأَة صَاحب الرُّؤْيَا وَمن رأى كَأَنَّهُ أَخذ قثاء وَدخل إِلَى منزله وناوله لزوجته فانها تحمل الْقطن فِي الْمَنَام مَال وَهُوَ دون الصُّوف وندفه تمحيص الذُّنُوب وَشَجر الْقطن رجل لين متواضع القرط فِي الْمَنَام تِجَارَة لمن رَآهُ فِي أذن زَوجته أَو جَارِيَته وَكَذَلِكَ النتف تِجَارَة فِي كورة عامرة وَمن رأى فِي أُذُنَيْهِ قرطين مرصعين بِاللُّؤْلُؤِ فَإِنَّهُ ينَال زِينَة الدُّنْيَا جمالا ومالا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 لِأَن اللُّؤْلُؤ خَاتِمَة الزِّينَة ويحفظ الْقُرْآن وَالدّين وَحسن الصَّوْت وَإِن رَأَتْ امْرَأَة حُبْلَى فِي اذنها قرطين وَلَهُمَا ... بحملها ولد ذكر فَإِن كَانَ القرط من فضَّة حفظ الْوَلَد نصف الْقُرْآن وَإِن كَانَ من ذهب حفظ الْقُرْآن كُله وَإِن كَانَ بِلَا لُؤْلُؤ فَالْوَلَد مغن بالألحان وَإِن رأى ذَلِك أُمِّيا نَالَ الْجوَار وَالْمَرْأَة العزباء إِذا رَأَتْ شَيْئا من ذَلِك تزوجت القار فِي الْمَنَام سفرة ووقاية من الحذر الْقدح فِي الرُّؤْيَا امْرَأَة وَقيل خَادِم حدث السن وَقَالَ ارطاميدورس: أكل الْقدح فِي الْمَنَام يدل على شدَّة واقداح الْفضة وَالذَّهَب والقرن خير من الزّجاج لبقائها وَهِي ثَنَاء حسن وَقيل الأقداح من الزّجاج تدل على ظُهُور الْأَشْيَاء الْخفية والقدح المملوء من المَاء امْرَأَة حَامِل فالماء الْوَلَد والقدح الْمَرْأَة فَإِن تبدد المَاء سقط الْوَلَد وَإِن انْكَسَرَ الْقدح مَاتَت الْمَرْأَة القازوزة فِي الْمَنَام امْرَأَة وَقد ذكرت فِي حرف الزَّاي فِي الزّجاج القلنسوة رئاسة وسفر وتزويج فَمن رأى أَنه أعطي قلنسوة سَافر سفرا بَعيدا وَإِن رأى أَنه وَضعهَا على رَأسه نَالَ سُلْطَانا وَمن لبس قلنسوة وَكَانَ فِي الْيَقَظَة لمن يلبسهَا فَإِنَّهُ ينَال سُلْطَانا ورئاسة من اب أَو أَخ أَو عَم وَيكون حَاله عِنْد رئيسه على قدر حسن القلنسوة وَمن أعطَاهُ السُّلْطَان قلنسوة ولاه ولَايَة وَمن رأى بقلنسوته مزقا أَو وسخا اصابه هم من رئيسه وَإِن رَآهَا نزعت مِنْهُ فَارق رئيسه أَو عزل عَن ولَايَته وَمن لبس قلنسوة مَقْلُوبَة تغير عَلَيْهِ حَال رئيسه فِي الْعَادة الْمَعْرُوفَة مِنْهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 وَمهما رأى الْملك من نقص فِي قلنسوته فَذَلِك فِي رَعيته الَّذين أعزه الله بهم وَإِن كَانَت قلنسوة الْملك من برد فَإِنَّهُ يتشبه بالصالحين وَيتبع أثارهم وَالْمَرْأَة الأيم إِذا رَأَتْ على رَأسهَا قلنسوة فَإِنَّهَا تتَزَوَّج وَكَذَلِكَ الْبكر وَإِذا رَأَتْ الْحَامِل على راسها قلنسوة فحملها ولد ذكر وانسب الْوَلَد إِلَى جَوْهَر القلنسوة القلق فِي الْمَنَام نَدم واستغفار فَمن رأى كَأَنَّهُ قلق فَإِنَّهُ نادم مُسْتَغْفِر يوبخ نَفسه ويلومها الْقبْلَة فِي الرُّؤْيَا قَضَاء الْحَاجة وَالظفر بالعدو وَمن رأى كَأَنَّهُ يقبل رجلا ويضاجعه لشَهْوَة فَإِنَّهُ يظفر بحاجته وَإِن نكحه فَهُوَ أبلغ فِي قَضَاء الْحَاجة وَمن قبل إنْسَانا لغير شَهْوَة فَإِن الْمقبل ينَال من الَّذِي قبله خيرا وَمن قبل غُلَاما فَإِنَّهُ يواد وَالِده وَإِن قبل جَارِيَة صَادِق مَوْلَاهَا وَإِن قبل امْرَأَة صَادِق زَوجهَا وَمن قبل واليا ولي مَكَانَهُ وَمن قبل قَاضِيا قبل قَوْله وَمن قبل وَلَده فقد جمع مَالا يُرِيد أَن يَدْفَعهُ إِلَى الْوَلَد إِذا كَانَ بَالغا وَإِن قبل الْوَلَد لغير شَهْوَة نَالَ الْوَلَد خيرا من وَالِده وَأمه وَمن رأى كَأَنَّهُ يقبل عَيْني إِنْسَان فَإِنَّهُ يتَزَوَّج فَإِن قبل عينه الْوَاحِدَة دون الْأُخْرَى فَإِنَّهُ يَأْتِي الرِّجَال وَالنِّسَاء فمره بتقوى الله عز وَجل الْقَرْض فِي الْمَنَام طمع فَمن رأى إنْسَانا يقْرضهُ فَإِنَّهُ يطْمع فِي مَاله وينال مِنْهُ بِقدر مَا دخل بَين اصبعيه من اللَّحْم وَمن قرض إِلَيْهِ إِنْسَان خانة فِي امْرَأَته وَإِن قرضه فِي بَطْنه طمع فِي خزانته وَإِن قرضه فِي فَخذه طمع فِي عشرته القوبا فِي الْمَنَام مَال لمن رَآهَا بجسده ويخشى عَلَيْهِ الطالبة القرع فِي الْمَنَام مَال من رَئِيس لَا ينْتَفع بِهِ وَالْمَرْأَة القرعاء سنة قحط القولنج وَمن رأى فِي مَنَامه كَأَن بِهِ قولنج فقد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 قتر على أَهله فِي النَّفَقَة الْقلب فِي الرُّؤْيَا للتدبير وَمن رأى وجعا بِقَلْبِه فقد اساء نسبه وَمن رأى مَرضا بِقَلْبِه فَهُوَ مُنَافِق لقَوْله تَعَالَى (فِي قُلُوبهم مرض فَزَادَهُم الله مَرضا) وَمن رأى قلبه أسود فَإِنَّهُ يَأْتِي ذنوبا كبارًا الْقصر بِضَم الْقَاف يدل على قرب الْأَجَل للْمَرِيض لِأَنَّهُ قرب من الأَرْض الَّذِي يغيب فِيهَا وَمن رأى قصرا بقامته وَكَانَ طَالب ولَايَة فَإِنَّهُ يعجز عَنْهَا وَإِن كَانَ واليا عزل الْقَبْر فِي الْمَنَام سجن والسجن قبر فَمن رأى كَأَنَّهُ يسكن قبرا وَهُوَ حَيّ كَارِه لذَلِك فَإِنَّهُ لَا يسجن لِأَن يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام كتب على بَاب السجْن هَذَا قبر الْأَحْيَاء وشماته الْأَعْدَاء وتجربة الأصدقاء الْقَامَة وَأما طول الْقَامَة فَهُوَ لطَالب الْملك دَال على بُلُوغ أمله وَملكه وَيدل على طول الْعُمر فَإِن جَاوز الْحَد كَانَ قصير عمره وَكَذَلِكَ قصر الْقَامَة قصر الْأَجَل وَمن بنى قبرا فِي مَنَامه عمر دَارا فَإِن دخل الْقَبْر من غير أَن فَهِيَ جَنَازَة فَإِنَّهُ يَشْتَرِي دَارا مفروغا مِنْهَا وَمن حفر قبرا وَكَانَ عريا فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة بمكر وحيلة وَمن رأى كَأَنَّهُ قَائِم على قبر فقد ركب دينا لقَوْله تَعَالَى (وَلَا تصل على أحد مِنْهُم مَاتَ ابدا وَلَا تقم على قَبره) وَمن حفر قبرا وَكَانَ فِي أَرض لَا جِدَار بهَا فَإِنَّهَا دَار الْآخِرَة فَإِن دخله حَان أَجله وَإِن لم يدْخل فَلَا باس وَمن رأى قبرا مَعْرُوفا تحول إِلَى مَكَان فَإِن شخصا من عقب ذَلِك الْمَيِّت يَبْنِي هُنَاكَ دَارا والقبور الْمَعْرُوفَة أَمر حق والقبور المجهولة أَقوام مُنَافِقُونَ لقَوْله تَعَالَى (إِنَّك لَا تسمع الْمَوْتَى وَمَا أَنْت بمسمع من فِي الْقُبُور) وَمن دخل حوشا فِي الْمقْبرَة فَإِنَّهُ يحاش وَيحبس وَهَذِه رُؤْيا معبرة وَقيل الْمقْبرَة تدل على مجَالِس الْوَعْظ لما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 فِيهَا من الْعبْرَة وَذكر الْآخِرَة والبكاء وَمن حفر قبرا على سطح فَإِنَّهُ طَوِيل الْعُمر وَمن رأى الْقُبُور فَإِنَّهُ يزور قوما فِي الْحَبْس والمطر على الْقُبُور رَحْمَة من الله تَعَالَى وَقَالَ ارطاميدورس: من بنى قبرا تزوج وَمن اتخذ قبرا منزله فَإِنَّهُ يكثر من ذكر الْمَوْت والمقبرة دَار زَانِيَة لِأَن فِيهَا تتلاشى نطف الْخلق الْقَتْل فِي الْمَنَام على وُجُوه فَمن رأى كَأَنَّهُ قتل شخصا يعْتَقد أَنه عدوه فَإِنَّهُ ينجو وينتصر لقَوْله تَعَالَى (وَقتلت نفسا فنجنياك من الْغم) وَمن رأى كَأَنَّهُ قتل نفسا عُدْوانًا وظلما فَإِنَّهُ عَاص لقَوْله تَعَالَى (وَلَا تقتلو النَّفس الَّتِي حرم الله إِلَّا بِالْحَقِّ) وَمن رأى كَأَنَّهُ قتل نَفسه فَإِنَّهُ يَتُوب لقَوْله تَعَالَى ((فتوبوا إِلَى بارئكم فَاقْتُلُوا أَنفسكُم) وَمن قتل نَفسه فِي مَنَامه وَلم يدر من قَتله فَإِنَّهُ جَاحد لنعمة الله تَعَالَى لقَوْله تَعَالَى (6 قتل الْإِنْسَان مَا أكفره) أَي مَا أجحده وَمن رأى أَنه قتل فَإِنَّهُ ينصر هُوَ وأولياءه لقَوْله تَعَالَى (وَمن قتل مَظْلُوما فقد جعلنَا لوَلِيِّه سُلْطَانا فَلَا يسرف فِي الْقَتْل إِنَّه كَانَ منصورا) وَقيل إِن الْمَقْتُول ينَال من الْقَاتِل خيرا إِذا لم يكن الْقَتْل ذبحا وَمن اقر بقتل نفس فَإِنَّهُ ينَال ولَايَة لقَوْله تَعَالَى (قَالَ رب إِنِّي قتلت مِنْهُم نفسا) ونال الْولَايَة على بني إِسْرَائِيل بعد ذَلِك وَقيل من رأى كَأَنَّهُ قتل فقد جحد صَلَاة أَو تَركهَا فَوَجَبَ عَلَيْهِ الْقَتْل بِسَبَبِهَا وَمن رأى كَأَنَّهُ قتل وَلَده نَالَ رزقا لقَوْله تَعَالَى (وَلَا تقتلُوا أَوْلَادكُم خشيَة إملاق نَحن نرزقهم وَإِيَّاكُم) والإملاق الْفقر الْقِيَامَة فِي الْمَنَام تذير لمن رَآهَا وتحذير من مَعْصِيّة هم بهَا وَالْقِيَامَة عدل وإنصاف لمن رَآهَا لقَوْله تَعَالَى (وَنَضَع الموازين الْقسْط ليَوْم الْقِيَامَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 237 فَلَا تظلم نفس شَيْئا) وَمن رأى الْقِيَامَة قد قَامَت بمَكَان وَكَانَ أَهله ظالمين انتقم مِنْهُم وَإِن كَانُوا مظلومين نصروا وَمن رأى الْقِيَامَة قد قَامَت عَلَيْهِ وَحده فَإِنَّهُ يَتُوب لقَوْل النَّبِي " من مَاتَ فقد قَامَت قِيَامَته) وَمن رأى كَأَنَّهُ وَاقِف فِي الْقِيَامَة فَإِنَّهُ يُسَافر وَمن رأى كَأَن حشر وَحده وَزَوجته فَإِنَّهُ ظَالِم لقَوْله تَعَالَى (احشروا الَّذين ظلمُوا وأزواجهم) وَإِن رأى أحد من المخلوقين كَأَن الْقِيَامَة قد قَامَت هَلَكت الْفرْقَة الظالمة بنصر من الله تَعَالَى الْقَيْد فِي الْمَنَام ثبات فِي الدّين فَإِذا رَآهُ الْملك ثَبت ملكه وَالْمَرِيض إِذا رأى الْقَيْد فِي رجله طَال مَرضه وَالْمُسَافر إِذا رأى الْقَيْد فِي رجله أَقَامَ عَن سَفَره وَمن رأى بِرجلِهِ قيدا من الْفضة فَإِنَّهُ يتَزَوَّج لِأَن الْفضة جَوْهَر النِّسَاء والقيد من الذَّهَب يدل على الاقامة بِمَال قد ذهب وَكَانَ ابْن سِيرِين يحب الْقَيْد وَيكرهُ الغل الْقدر فِي الْمَنَام قيم الدَّار فَمَا حدث فِيهَا فانسبه إِلَى قيم الدَّار الَّذِي يقوم باودها الْقَصعَة فِي الرُّؤْيَا رزق من سفر لِأَنَّهَا من ألة الْمُسَافِر دون الخزف القفل فِي الْمَنَام رجل صَاحب أَمَانَة وَقيل القفل امْرَأَة بكر لمن عالجه وَإِذا رأى المسجون كَأَنَّهُ فتح قفلا فَإِنَّهُ ينجو من السجْن والمهموم إِذا فتح قفلا زَالَ همه وَسَهل أمره والقفل فِي الْمَنَام عدَّة وَحجَّة وَقُوَّة وَمن رأى كَأَنَّهُ فتح قفلا وَله امْرَأَة فليحذر من يَمِين يحلفها فيفارق الزَّوْجَة لِأَن القفل يشبه بِالذكر وَالْأُنْثَى فَإِذا فتح تفرق كل وَاحِد عَن صَاحبه الْقَلَم فِي الْمَنَام على وُجُوه ولَايَة وكفاية وَأَخ وَعلم وَولد فَمن رأى أَن بِيَدِهِ قَلما نَالَ علما لقَوْله تَعَالَى (علم بالقلم علم الْإِنْسَان مالم يعلم) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 وَمن رأى بِيَدِهِ قَلما الى ... خَائِنَة قلم آخر فَإِنَّهُ أَخ يجْتَمع بِهِ وَإِن كَانَت أمه حَامِلا وضعت لَهُ أَخا والأقلام كَفَالَة لمن رَآهَا فِي الْمَنَام لقَوْله تَعَالَى (إِذْ يلقون أقلامهم أَيهمْ يكفل مَرْيَم) وَمن رأى من الْوُلَاة كَأَن بِيَدِهِ قَلما أَو أَخذه من سُلْطَان فَإِنَّهُ ينَال رفْعَة وأمرا نَافِذا وَإِن كَانَ معزولا ولي مَكَانا يحكم فِيهِ والقلم فِي الرُّؤْيَا كالسيف أَو افضل قَالَ الشَّاعِر (إِذا اقتحم الْأَبْطَال يَوْمًا بسيفهم ... وعدوه مِمَّا يجلب الْجُود وَالْكَرم) (كفى قلم الْكتاب عزا ورقعة ... مدى الدَّهْر إِن الله أقسم بالقلم) القنبيط فِي الْمَنَام رجل رشاقى فِيهِ حِدة وَمن رأى بِيَدِهِ طَاقَة من قنبيط فَإِن لَهُ دين لَا يكَاد يَنَالهُ دون حَده تبدو مِنْهُ القلادة فِي الْمَنَام جمال للنِّسَاء وللرجال ولَايَة فَمن رأى قلادة تقلد بهَا أَو لم يتقلد فَإِنَّهُ يُولى وَلَا يتقلد فِيهَا أُمُور النَّاس والقلادة إِذا كَانَ مَعهَا شَيْء من الْفضة فَإِنَّهَا امْرَأَة لطَالب الزَّوْجَة وَقَالَ ارطاميدورس القلادة كل شَيْء يعانق الْمَرْأَة فِي اللبَاس فَإِنَّهَا للزَّوْجَة ولد وللعزبة زوج وَإِذا تحللت أَو تَكَسَّرَتْ عزل الْوَالِي الَّذِي نسبت اليه القلادة وَكَذَلِكَ المراة الَّتِي نسب إِلَيْهَا الْوَلَد أَو الزَّوْج الْقَمِيص فِي الْمَنَام دين الرجل وعيشه وتقواه وَعلمه وبشارته لقَوْله تَعَالَى (اذْهَبُوا بقميصي هَذَا فالقوه على وَجه أبي) والقميص يُفَسر للْمَرْأَة بِالزَّوْجِ وللرجل بِالْمَرْأَةِ إِذا لبساه لقَوْله تَعَالَى (هن لِبَاس لكم وَأَنْتُم لِبَاس لَهُنَّ) وَمن رأى قَمِيصه تخرق على جِسْمه اسْتغنى من امْرَأَة فَإِن رَآهُ تفتق فَارق امْرَأَته أَو شَرِيكه والقميص شَأْن، الرجل فِي دينه ودنياه وَمن رأى قَمِيصًا بِلَا كم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 فَهُوَ حسن الشَّأْن فِي دينه ودنياه وَلَيْسَ لَهُ مَال لِأَن الكمين لليد وَالْمَال لملك الْيَد وَمن رأى جيب قَمِيصه تمزق انْفَتح عَلَيْهِ بَاب من الْفقر وَمن رأى قمصا كَثِيرَة فَإِن لَهُ فِي الْآخِرَة اجرا عَظِيما والقميص الْأَبْيَض دين والأخضر كَذَلِك وَلَا يحمد الازرق لقَوْله تَعَالَى (ونحشر الْمُجْرمين يؤمئذ زرقا) والقميص الْأَحْمَر شهرة وخيلاء وَإِن لبس الْأَحْمَر يَوْم عيد فَلَا بَأْس عَلَيْهِ والبلل فِي الثَّوْب عاقة عَن السّفر فَإِن يبس استقام امْرَهْ للسَّفر وَالْأسود سؤدد لمن هُوَ مُعْتَاد للبسه ولغير الْمُعْتَاد هم وحزن وَمن لبس قَمِيصًا اصفر فِي مَنَامه فَإِنَّهُ مرض فَإِن غسله نجا وَكَذَلِكَ إِن خلعه وَمن لبس قَمِيصًا بِلَا جيب وَلَا زيق فَإِنَّهُ يَمُوت وَكَذَلِكَ إِذا لبس قَمِيصًا ورباط تَحت رجلَيْهِ ورباط عِنْد رَأسه فَهُوَ مَوته وَمن لبس من الرِّجَال أَو النِّسَاء قَمِيصًا معلما فَإِنَّهُ يحجّ أَو يُسَافر سفرا نَحْو الغرب وَمن أهدي اليه قَمِيص نَالَ بِشَارَة وَخيرا لقصة يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام والقميص الْخلق الْوَسخ هم وفقر وَدين ولينة الْقَمِيص شَأْن صَاحبه وَكَذَلِكَ جيبه مِمَّا يرى فِيهِ من قُوَّة أَو ضعف فَذَلِك فِي شَأْن لابسه أَو امْرَأَته وَمن لبس قَمِيصًا خشب فَإِنَّهُ يُسَافر فِي الْبَحْر وَمن رأى على قَمِيصه أَيَّة من الْقُرْآن مَكْتُوبَة فَهُوَ متمسك بِالْقُرْآنِ والقيمص الْجَدِيد الصفيق قُوَّة فِي دين صَاحبه وشأنه وعمره وَمن لبس قَمِيصًا قَصِيرا لم يستر ركبته فَذَلِك نقص فِي دينه لقَوْل النَّبِي رَأَيْت نَاسا وَعَلَيْهِم قمص فَمنهمْ من بلغ ثدييه وَمِنْهُم من يبلغ رُكْبَتَيْهِ وَرَأَيْت اطولهم ثوبا عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ " فَقيل يَا رَسُول الله مَا اولته قَالَ " الدّين والقميص الْمَصْبُوغ بالحداد حزن لقَوْل الشَّاعِر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 (لبست الثِّيَاب السابغات عَلَيْكُم ... فَلم تبْق لي الْأَيَّام ثوبا بَيْضَاء) وَمن رأى قَمِيصه شقّ طولا فرج عَنهُ هم وَإِن شقّ عرضا فَذَلِك كَلَام يُقَال فِي عرضه وَمن قد قَمِيصه من وَرَائه فَإِنَّهُ يتهم وَيكون بَرِيئًا وَإِن قد قَمِيصه من قبله فَالْكَلَام الَّذِي يرْمى بِهِ صَحِيح لقصة يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام وَمن لبس قَمِيصًا مقلوبا تغير حَاله إِلَى خلاف عَادَته وَرُبمَا كَانَ ذَلِك مِمَّن ينْكح زَوجته فِي الدبر القطايف المحشوة بالجوز فِي الْمَنَام رزق هنيء بلذاذة وسرور قبْلَة الْمَيِّت فِي الْمَنَام فَائِدَة من علم أَو مَال خَلفه فَمن قبل مَيتا نَالَ من علمه أَو مَاله وَقيل من قبل مَيتا فَإِنَّهُ رَاض عَنهُ لفائدة نالها مِنْهُ فِي حَال حَيَاته وَمن قبله الْمَيِّت فَهُوَ رَاض عَنهُ لوَصِيَّة قَامَ بهَا الْحَيّ بعده أَو لهدية يوصلها الْحَيّ إِلَى الْمَيِّت من صَدَقَة أَو قِرَاءَة قُرْآن وَمن قبل مَيتا مَجْهُولا نَالَ مَا لم يكن يرجوه الْقرْبَة فِي الْمَنَام: امْرَأَة فَمن رأى قربَة مَمْلُوءَة مَاء فِي منزلَة فأمرأته حَامِل والقربة بطن الْمَرْأَة وَالْمَاء الْوَلَد وَهُوَ ذكر القرطاس فِي الْمَنَام من السُّلْطَان قَضَاء حَاجَة من رأه بِيَدِهِ، وَمن ضفر عَنهُ شَيْء وَرَأى بِيَدِهِ قرطاساً بَان لَهُ ذَلِك واتضح لقَوْله تَعَالَى: (تجعلونه قَرَاطِيس تبدونها وتخفون كثيرا) وَقيل القرطاس فِي الْمَنَام جحود لقَوْله تَعَالَى (وَلَو نزلنَا عَلَيْك كتابا فِي قرطاس فلمسوه بِأَيْدِيهِم لقَالَ الَّذين كفرُوا إِن هَذَا إِلَّا سحر مُبين) القشور من الْجَوْز واللوز وَغَيره كسرة لمن رَآهُ فِي الْمَنَام وَمن رأى بِيَدِهِ قشرة وَله حَامِل فَإِنَّهَا تسْقط الْجَنِين وَكَذَلِكَ الْحَامِل إِذا رَأَتْ بِيَدِهَا قشة فَإِنَّهَا تسْقط الْجَنِين وتتخلى من حملهَا كَمَا تخلت القشرة مِمَّا كَانَ فِي داخلها الْقَيْء فِي الْمَنَام لى وُجُوه فَمن رأى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 كَأَنَّهُ تقيأ وَهُوَ صَائِم ثمَّ ولغَ فِيهِ فَإِن عَلَيْهِ دين يُمكنهُ قَضَاؤُهُ ويماطل بِهِ فيأثم بذلك وَإِن راى كَأَنَّهُ تقيأ فِي طست فَإِنَّهُ يَتُوب من فحش وتنال امْرَأَته مِنْهُ مَالا حَرَامًا وَإِن كَانَ الْقَيْء غير كريه فَإِنَّهُ يَتُوب عَن طيب نفس مِنْهُ وَمن تقيأ كريها فَإِنَّهُ يَتُوب من ذَنْب قدعوقب عَلَيْهِ بِمَرَض أَو غَيره من تلاف مَال أَو ضرب وَمن تقيأ دَمًا فَإِنَّهُ يَتُوب من اثم أَو مَال حرَام وَمن تقيأ خمرًا فَإِنَّهُ قد أَخذ مَالا حَرَامًا وَيُرِيد رده إِلَى صَاحبه وَمن رأى أَنه تقيأ من سكر فَإِنَّهُ رجل شحيح لَا ينْفق على عِيَاله من الْفَاضِل إِلَّا بعدالدعة وَمن شرب اللَّبن وتقيأ عسلا فَإِنَّهُ يَتُوب وَمن تقيأ لَبَنًا فَإِنَّهُ كفر وَمن شرب اللُّؤْلُؤ وتقيأه عسلا يحفظ الْقُرْآن ويفسره وَمن تقيأ فِي مَنَامه صفرا فَإِنَّهُ يرجع عَن مَعْصِيّة بعقوبة وَقَالَ ارطاميدورس الْقَيْء جَمِيعه للْفُقَرَاء دَلِيل خير وَلَا يحمد للأغنياء بل هُوَ مضرَّة فِي أَمْوَالهم وَالْمَرِيض إِذا تقيأ أمعاءه أَو كبده فَإِنَّهُ يَمُوت وَمن رأى كانه ياكل قيأه فَإِنَّهُ يرجع فِي هبة وَهبهَا لما جَاءَ فِي الحَدِيث (إِن الْعَائِد فِي هِبته كالعائد فِي قيئه) وَإِذا رأى ملك كَأَن تقيأ فَإِنَّهُ يرد الْجِنَايَات إِلَى المظلومين وَقيل إِن الْقَيْء فِي الْمَنَام هَدِيَّة أَو مرض أَو نَفَقَة ينفقها من رَأْي الْقَيْء القربان فِي الْمَنَام هَدِيَّة أَو قرض أَو نَفَقَة ينفقها أَو يعْتق رَقَبَة وَيدل أَيْضا على الْحَج لِأَن الْحَاج يقرب يَوْم النَّحْر بالأضحية وَمن رأى كَأَنَّهُ يقرب وَلَده فَإِنَّهُ ينَال رئاسة ويتبعه نَاس كثير ويظفر بعدو وَمن قرب قربانا فَلم تَأْكُله النَّار فَإِنَّهُ قَاطع لرحمه وَيَقَع بَينه وَبَين اخوانه خُصُومَة وَإِن أَكلته النَّار فَإِن الله رَاض عَنهُ وَذَلِكَ لقصة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 قابيل وهابيل فَإِن رأى قرب قربانا لغير وَجه تَعَالَى والقربات حرَام فَإِن قد غضب عَلَيْهِ وتصيبه عُقُوبَة فِي الدُّنْيَا والاخرة وَمن سرق شَيْئا من القربان فَإِنَّهُ يكذب فِي دينه وَإِن كَانَ كَاهِنًا أَو عرافا فَإِنَّهُ ينَال خيرا كثيرا القيادة فِي الْمَنَام شَهَادَة الزُّور وَلم ير الزَّانِيَة فَإِنَّهُ يعرض مَتَاعا ويعسر عَلَيْهِ لِأَن الْمَرْأَة هِيَ الدُّنْيَا الْقَرْض فِي الْمَنَام نَفَقَة فِي الْجِهَاد فَمن رأى كَأَنَّهُ يقْرض النَّاس لوجه الله تَعَالَى فَإِنَّهُ ينْفق مَالا فِي الْجِهَاد القفز فِي الْمَنَام نقلة من مَكَان إِلَى مَكَان وَإِن كَانَت الوثبة طَوِيلَة فَإِنَّهُ يُسَافر وَمن قفز على رجل وَاحِدَة لمَرض أصَاب الْأُخْرَى فَإِنَّهُ يصاب فِي نصف مَال ويعيش بباقي المَال فِي تَعب وَنصب وَمن رأى كَأَنَّهُ يقفز على الكرة ويلعب بالسكاكين فَهُوَ دَلِيل خير لمن هُوَ مُعْتَاد لذَلِك وَإِن رأى ذَلِك من لَيْسَ يلْعَب بهَا يقصه فَإِنَّهُ يَقع فِي شدَّة عَظِيمَة الْقوس فِي الْمَنَام على وُجُوه سفر وَأَخ وَولد وقربة إِلَى الله تَعَالَى لقَوْله تَعَالَى (فَكَانَ قاب قوسين أَو أدنى) وَمن رأى قوسا بغلاف وَامْرَأَته حَامِل وَمن ناول زَوجته قوسا فِي الْمَنَام وَكَانَت حَامِلا وضعت لَهُ جَارِيَة وَإِن رأى زَوجته ناولته قوسا فَإِنَّهَا تضع ولدا ذكرا لِأَن الْغُلَام يسلم إِلَى أَبِيه فَيكون مَعَه فِي دكانه وَالْمَرْأَة تربي الْبِنْت وَتَكون مَعهَا فِي الْبَيْت وَمن رأى كَأَنَّهُ يمد قوسا وَهُوَ يحنى مَعَه فَإِن عمره طَوِيل وَقيل إِن مد قوسا بِلَا سهم فَإِنَّهُ يُسَافر وَمن رأى قوسه انْكَسَرَ وَلَا سلَاح مَعَه فَإِن أَخَاهُ يَمُوت أَو وَلَده أَو شَرِيكه أَو صديقه وَمن الرُّؤْيَا المعبرة: أَن رجلا رأى فِي مَنَامه كَأَن قَبْضَة قوسه انْكَسَرت فَعرض لَهُ من الْغَد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 أَن صديقه وَقع من فرس فَانْكَسَرت يَده والقوس امْرَأَة سريعة الْولادَة وَمن رأى قوسه مكسورا بِيَدِهِ وَمَعَهُ سلَاح فَإِنَّهُ يعْزل عَن ولَايَته إِن كَانَ واليا وَإِلَّا يفلس إِن كَانَ تَاجِرًا وَمن رأى إنْسَانا يُوتر قوسا فَإِن عدوه قد حصل لَهُ كلَاما يلقاه بِهِ وَالرَّمْي بِالْقَوْسِ الْعَرَبِيّ سفر فِي بِلَاد الْعَرَب وَإِن رمى عَن قَوس فَارسي سَافر لبلاد الْفرس القبان فِي الْمَنَام ملك عَظِيم ومسماره قُوَّة ملكه وحياته وَالْعَقْرَب صَاحب سره وسلسلة القبان غلْمَان السُّلْطَان وكفة القبان سَمعه الَّذِي يسمع الظُّلم وَالْعدْل والرمانة فصل الحكم القفص فِي الْمَنَام دَار فَمن رأى فِي مَنَامه كَأَنَّهُ اشْترى دجَاجَة وقفصا فَإِنَّهُ يَشْتَرِي دَارا ويسكن فِيهَا جَارِيَة وَمن رأى كَأَنَّهُ أَدخل رَأسه فِي قفص وَهُوَ يمشي فِي الْأَسْوَاق فَإِنَّهُ يَبِيع دَاره وَيشْهد عَلَيْهِ شُهُود وَقَالَت النَّصَارَى الأقفاص فِي الْمَنَام تدل على تعقد الْأُمُور لاشتباك بَعْضهَا فِي بعض والقفص يدل على زواج الْقَرَابَة فِي الْمَنَام امْرَأَة عَجُوز امينة تستودع الْأَمْوَال القماط فِي الْمَنَام لَا يحمد للابق وَلَا للْمَرِيض وَلَا للْمُسَافِر والمضروب وَإِن حل قماطا كَانَ على زَوجته فَإِنَّهُ يطلقهَا الْقبَّة فِي الْمَنَام امْرَأَة فَمن اشْترى قبَّة فَإِنَّهُ يتَزَوَّج أَو يَشْتَرِي جَارِيَة وَكَذَلِكَ إِن بناها وَمن خرب قبَّة وَله امْرَأَة مَرِيضَة فَإِنَّهَا تَمُوت وَإِن كَانَت صَحِيحَة والقبة اللبدية ولَايَة لمن دَخلهَا أَو ملكهَا مَا جَاءَ فِي الْحَيَوَان على حرف الْقَاف القَاضِي الْمَعْرُوف يُفَسر بالطبيب وَقد يكون هُوَ بِعَيْنِه وَالْقَاضِي الْمَجْهُول هُوَ الله لقَوْله تَعَالَى (يقص الْحق وَهُوَ خير الفاصلين) فَمن رأى قَاضِيا قضى عَلَيْهِ فانه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 فَإِنَّهُ يَمُوت وَمن رأى كَأَنَّهُ ولي الْقَضَاء وَكَانَ أَهلا لذَلِك نَالَ رفْعَة وَولَايَة وَقَضَاء وَإِن لَيْسَ بِأَهْل للْقَضَاء فَإِنَّهُ يبْلى بِمَا لَيْسَ بمحمل وَإِن كَانَ مُسَافِرًا قطع عَلَيْهِ الطَّرِيق وَإِن كَانَ لَهُ محاكمة انتصر وَإِن رأى الْمَرِيض كَأَنَّهُ قَاضِي يقْضِي بَين النَّاس فَإِنَّهُ يَمُوت وَيَقْضِي فَإِذا رأى القَاضِي كانه يجور فِي حكمه فَإِنَّهُ يعْزل أَو يقطع عَلَيْهِ الطَّرِيق إِذا كَانَ مُسَافِرًا وَإِذا كَانَ القَاضِي يجور فِي حكمه فَإِن الموازين تبخس والمكيال ينقص وَمن رأى القَاضِي يزن الْفُلُوس وَالدَّرَاهِم الردية فَإِنَّهُ يسمع شَهَادَات وسياتي ذكر الْمِيزَان فِي حرف الْمِيم وَذكر الْمُصحف إِن شَاءَ الله تَعَالَى الْقُرَّاء فِي الْمَنَام اقوام روءساء فَمن رَآهُمْ فِي مَكَان اجْتمع هُنَاكَ قوم من اشراف النَّاس لقَوْله تَعَالَى (ثمَّ اورثنا الْكتاب الَّذين اصْطَفَيْنَا من عبادنَا) الْقَائِد فِي الْمَنَام رجل شُجَاع لَا يُبَالِي إِذا حمل فِي الْعَسْكَر أَو حمل عَلَيْهِ وَقَالَت النَّصَارَى من رأى كَأَنَّهُ يَقُود الجيوش نَالَ خيرا إِذا كَانَ أَهلا لذَلِك وَإِن رأى غير أهل فَإِنَّهُ يَمُوت ويتبعه خلق فِي جنَازَته بِقدر ذَلِك الْجَيْش الَّذِي قَادَهُ فِي مَنَامه وَأما الْفُقَرَاء فَمن رأى مِنْهُم كَأَنَّهُ يَقُود جَيْشًا فَإِنَّهُ يُخَاصم وَيرْفَع صَوته وَمن رأى من العبيد كَأَنَّهُ يَقُود جَيْشًا فَإِنَّهُ يعْتق القرد فِي الْمَنَام مسخ وَهُوَ رجل فِيهِ كل عيب مُخَالف لِأَن الله تَعَالَى نَهَاهُ فَلم ينْتَه فمسخ وَمن رأى قردا يقاتله وَغلب القرد فَإِن الرَّائِي يمرض ويبرء وَإِن غَلبه القرد فَلَا يُرْجَى بُرْؤُهُ وَمن أكل لحم قرد فَإِنَّهُ يعالج ... وَلَا يُبرئ وَقَالَت النَّصَارَى من أكل لحم قرد لبس جَدِيدا وَمن نكح قردا ركب فَاحِشَة أَو خَاصم إنْسَانا وَمن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 وهب لَهُ قردا فِي مَنَامه انتصر على عَدو وَمن رأى قردا فِي فرَاشه فَإِن يَهُودِيّا يفجر بامرأته وَكَذَلِكَ إِن أكل على مائدته والقرد رجل زَالَت نعْمَته لكبيرة ارتكبها وَمن رأى قردا عضه خَاصم نسَاء وَقَالَ ارطاميدورس القرد فِي الرُّؤْيَا رجل مكار خداع وَيدل على مرض الْمَرِيض وَمَا يحدث من الْقَمَر لِأَنَّهُ من حَيَوَان الْقَمَر وَقَالَ جاماسب: من صَار قردا انْتفع من جِهَة السَّحَرَة القمرية فِي الْمَنَام امْرَأَة متدينة وَقيل القمرية رجل قاريء لقصائد الشّعْر طيب الحنجرة وَقَالَت الْيَهُود من رأى قمريا أَو بلبلاً وَمَا أشبه ذَلِك نَالَ خيرا وَإِن كَانَ لَهُ مُسَافر قدم عَلَيْهِ وَإِن كَانَ لَهُ بعيدَة قربت وَإِن كَانَ فِي غم فرج عَنهُ وَمن رأى من هَذِه الاطيار فِي زمن الرّبيع قضيت حَاجته وَإِن رَآهَا فِي غير زمن الرّبيع تَأَخَّرت الْحَاجة إِلَى زمن الرّبيع وتدل للحامل على وضع الْغُلَام الْقُنْفُذ فِي الرُّؤْيَا رجل مَلْعُون ضيق الْقلب سريع قَلِيل الرَّحْمَة صَاحب ضجر. الْقمل فِي الْمَنَام فَإِذا كَانَ فِي الْقَمِيص الْجَدِيد فَإِنَّهُ مَال وَهُوَ السُّلْطَان جنده واعوانه وللوالي زِيَادَة فِي مَاله وَإِذا رأى الْقمل فِي ثوب خلق فَهُوَ دين يخْشَى عَلَيْهِ زِيَادَته وَالْقمل على الأَرْض قوم ضعفاء وَإِن دب إِلَى جَانب إِنْسَان فَإِنَّهُ يخالطهم وَإِذا رأى الْقمل وَكره فهم أَعدَاء لَا يقدرُونَ لَهُ على مضرَّة وَمن قرصه الْقمل فأقوام ضِعَاف يرمونه بِكَلَام وحكاك الْقمل يدل على مُطَالبَة بدين والقملة تعبر بِامْرَأَة لِأَن ابْن سِيرِين أَتَاهُ رجل فَقَالَ: رايت كَأَن إنْسَانا أَخذ من كمي قملة فَأَلْقِهَا فَقَالَ ابْن سِيرِين: تطلق الزَّوْجَة على يَدَيْهِ وَمن رأى قملة طارت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 من صَدره فَإِن أجيره قد هرب أَو غُلَامه أَو وَلَده وَمثل القملة كَمثل الْقَيْح إِذا خرج من الْجَسَد استراح صَاحبه وَالْقمل الْكثير فقر أَو مرض أَو حبس لِأَنَّهُ أَكثر مَا يحدث على هَؤُلَاءِ الْقَوْم وَالْقمل يعبر بِكَثْرَة الْعِيَال لقَوْل الشَّاعِر (حَتَّى إِذا قملت بطونكم ... وأد ميتم أَوْلَادكُم شبوا) ويفسر الْقمل للْملك بجيشه وأعوانه وللوزير بشاكريه وللقاضي بالمتوصلين بِهِ وَمن رمى قملة فَإِنَّهُ مُخَالف لسنة من السّنَن لِأَن النَّبِي نهى عَن رمي الْقمل وَمن أكل قملة فَإِنَّهُ يغتاب إنْسَانا ضَعِيفا فَإِن وجد لَهَا دَمًا فَإِنَّهُ يغتاب رجلا ذَا مَال وَالْقمل يُفَسر بِقوم يَمْشُونَ بالنميمة من الأقرباء وَقتل الْقمل فِي الْمَنَام قهر الْأَعْدَاء وَقَالَ جاماسب من الْتقط الْقمل من ثَوْبه كذب عَلَيْهِ كذبا فَاحِشا القطاة فِي الرُّؤْيَا امْرَأَة معجبة بِنَفسِهَا ذَات جمال وَهِي غير ألفة الْقدَم فِي الْمَنَام زِينَة مَال الرجل وثباته فِي أُمُوره واصابع الْقدَم جواره وغلمانه وَمن رأى شعرًا نابتا على قَدَمَيْهِ فَذَلِك دين غَالب يجْتَمع عَلَيْهِ الْقمَار فِي الْمَنَام أَمر بَاطِل وَمن غلب إنْسَانا وقهره فَإِنَّهُ يغلبه فِي الْيَقَظَة بَاب حرف الْكَاف وَأما حرف الْكَاف إِذا كَانَ فِي أول لَفْظَة يتَكَلَّم بهَا صَاحب الرُّؤْيَا فَإِنَّهُ كلابة وكفاية وَكَمَال وَأما كابة فكسال وَكفر الْكَوَاكِب فِي الرُّؤْيَا هم أَشْرَاف النَّاس فَمَا حدث فِيهَا من نقص أَو زِيَادَة فَذَلِك فِي أَشْرَاف النَّاس وَقد سمى الله عز وَجل رُؤْيَاهُ كواكبا وَذَلِكَ قَوْله عز وَجل (إِنِّي رَأَيْت أحد عشر كوكبا وَالشَّمْس وَالْقَمَر رَأَيْتهمْ لي ساجدين) وَكَانَت الْكَوَاكِب إخْوَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام وَقَالَ الشَّاعِر (نُجُوم سَمَاء كلما غَابَ كَوْكَب ... بدا كَوْكَب تأوي إِلَيْهِ كواكبه) وَمن رأى كواكبا اجْتمعت فِي منزله اجْتمع عِنْده قوم روءساء فَإِن رأى النُّجُوم فِي منزله وَلَا نور لَهَا اجْتمع عِنْده قوم أَشْرَاف فِي مُصِيبَة وَمن رأى كَأَنَّهُ يقْتَدى بالنجوم فَإِنَّهُ يَقْتَدِي بِسنة النَّبِي لقَوْله " اصحابي كَأَنَّهُمْ النُّجُوم بِأَيِّهِمْ اقْتَدَيْتُمْ اهْتَدَيْتُمْ " وَمن رأى كوكبا سقط من السَّمَاء إِلَى الأَرْض حدث فِي الْمَكَان الَّذِي سقط فِيهِ مُصِيبَة فِي رجل من أَعْيَان النَّاس وَمن رأى كَأَنَّهُ مد يَده إِلَى السَّمَاء فَأخذ الْكتاب وَجعلهَا أُمَامَة وَمد يَده تَحت الأَرْض فَأخْرج مَا فِي بطن الثور فَإِنَّهُ ينَال ملكا عَظِيما ويقهر الْمُلُوك وَمن رأى كَأَنَّهُ صَار كوكبا نَالَ شرفا وَعزا وَتعير الْكَوَاكِب بالملوك وَأَقْوَاهُمْ نورا أَشَّدهم بَأْسا وَإِن نسبت الْكَوَاكِب إِلَى الْعلمَاء فأكثرهم نورا أَكْثَرهم علما وَمن رأى بِيَدِهِ كوكبا رزق ولدا شريفا وَمن رأى كواكبا كَثِيرَة نَالَ رئاسة وملكا وَمن رأى السَّمَاء ذهبت كواكبها ذهب مَاله وَإِذا رأى الْمُسَافِر كواكبا مجتمعة رَجَعَ إِلَى وَطنه سالما رابحا وَاجْتمعَ بأَهْله وَالْكَوَاكِب الَّتِي تدل على الشتَاء هم وحزن فالتي تدل على الصَّيف معيشة وَخير وَمن رأى الْكَوَاكِب تَحت السّقف خرب السّقف حَتَّى يتَبَيَّن الْكَوَاكِب وَمن أكل الْكَوَاكِب فِي مَنَامه أكل مَالا من أَشْرَاف النَّاس وَمن أشْتَرط الْكَوَاكِب فَإِنَّهُ يدْخل قوما من الْأَشْرَاف وَقيل إِنَّه يشْتم أَصْحَاب النَّبِي وَمن امتص الْكَوَاكِب فِي الْمَنَام نَالَ علما بِقدر مَا امتص مِنْهَا وَقَالَ ارطاميدورس أكل الْكَوَاكِب للمنجمين وَأَصْحَاب الْفلك والعزائم دَلِيل خير وَأما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 الْكَوَاكِب الْخَمْسَة وَهِي زحل والمريخ والزهرة وَعُطَارِد وَالْمُشْتَرِي فَإِنَّهَا تعبر بالعدول فزحل صَاحب عداء بِالْملكِ وَالْمُشْتَرِي خَازِن المَال والمريخ صَاحب السَّيْف ووالي جند الْملك وَقيل إِن المُشْتَرِي يعبر بالشرطي والزهرة زَوْجَة الْملك وَقيل إمرأة من غير ذِي قرَابَة فَمن رأى الزهرة وَكَانَ عزبا تزوج امْرَأَة من غير أنسابه وَعُطَارِد يُفَسر بكاتب ديوَان الْملك وكاتبه الَّذِي يراسل ديوَان الْملك وَأما الشعرى فَمن رَآهَا فَهُوَ أَمر بَاطِل لِأَنَّهَا كَانَت تعبد من دون الله عز وَجل وَأما الْكَوْكَب الَّذِي يُسمى سُهَيْل رجل عشار من المسوخ وَبَقِي عشارا كَمَا كَانَ وَبَنَات نعش فَإِنَّهَا تفسر بِرَجُل عَالم شرِيف لِأَنَّهَا تهدي فِي الْبر وَالْبَحْر وَمن رأى نجما سقط من بَنَات نعش مَاتَ رجل عَالم وَإِن سَقَطت كلهَا مَاتَ فِي ذَلِك الْمَكَان علماؤه والثريا مَذْكُورَة فِي حرف الثَّاء كير الحدادين إِذا كَانَ من خشب فَهُوَ نقص مرتبه من رَآهُ وَإِذا رَآهُ الْملك من خشب ذهب ملكه وسلطانه وَمن رَآهُ من حَدِيد فَهُوَ قُوَّة وبأس والكانون فِي الرُّؤْيَا امْرَأَة من بَيت أَصْحَاب من مَتَاع الدُّنْيَا وكانون الْخشب امْرَأَة من بَيت قوم منافقين وَإِن كَانَ الكانون من جص بِالْمَرْأَةِ من بَيت قوم فَرَاعِنَة وكانون الطين امْرَأَة من قوم أخيار والكانون يعبر بالدولة لِأَن مَكَان القربان الَّذِي كَانَ يقرب لله فِيهِ كَانَ يشبه الكانون الكيزان تعبر بالجوار والخدم وَالصبيان فَمن شرب مِنْهَا مَاء نَالَ مَالا من هَؤُلَاءِ والإناء الْمَجْهُول والساق الْمَجْهُول يدلان على عمر من شرب من ذَلِك أَو أكل فَمن رأى كَأَن شخصا مَجْهُولا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 نَاوَلَهُ مَاء فِي إِنَاء فَشرب جَمِيع مَا فِيهِ فقد فقد عمره وَانْقطع رزقه من مَكَان شرب فِيهِ وَكَذَلِكَ إِن أكل جَمِيع مَا فِي الْإِنَاء الْمَجْهُول وَمن حمل مَا فِي غير إِنَاء المَاء فَإِنَّهُ فِي غرور من أمره الكوة فِي الْمَنَام إِذا تحددت فِي مَكَان فَهِيَ عز وَفرج وبلوغ أُمْنِية وشفاء من مرض وَخُرُوج من سجن وقدوم غَائِب والكوة تعبر بِالْمَرْأَةِ والكوة تعبر للْمَرْأَة عز وَشرف لمن غرسه وَكَذَلِكَ سَائِر الشّجر وَالْكَرم يعبر بِامْرَأَة موسرة فَمن رأى كَأَنَّهُ أَخذ قضبانا من الْكَرم نَالَ مَالا من أمْرَأَة شريفة وَمن رأى كرما حَامِلا فِي الشتَاء فَإِنَّهُ يعبر بِامْرَأَة قد ذهب مَالهَا وَهُوَ يظنّ أَنَّهَا موسرة فَإِن اقتطف من الْكَرم شَيْئا ذهب لَهُ على الْمَرْأَة بِقدر مَا اقتطف وَإِن لم يقتطف شَيْئا تخلص مِنْهَا كفافا وَقَالَت الْيَهُود من رأى الْكَرم وورقه فَإِنَّهُ ينْتَفع من جِهَة قوم بِالدّينِ وَالطَّاعَة وَقَالَ ارطاميدورس: شَجَرَة الْكَرم دَلِيل خير لمن أَرَادَ الزواج للاشتباك بَعْضهَا بِبَعْض والتفاف عروقها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 الكمثرى فِي الْمَنَام فِي قَول الْمُسلمين مَال يصل إِلَى صَاحب الرُّؤْيَا فليتق الله وَلَا يكتم الزَّكَاة وَإِن رأى أَنه أكله نَالَ مَالا وَقيل الكمثرى الْأَصْفَر مَال مَعَ مرض وَمن اصاب كمثرى ورث مَالا مجموعا وشجرة الكمثرى رجل أعجمي يُدَارِي أَهله وَقَالَ ارطاميدورس: الكمثرى دَلِيل خير لِأَنَّهُ يبْقى زَمَانا وَلَا يتَغَيَّر وَإِن أكل فِي زَمَانه فَهُوَ أَجود الكرب فِي الْمَنَام رجل فظ غليظ بدوي فَمن رأى بِيَدِهِ شَيْئا مِنْهُ فَإِنَّهُ طَالب شَيْء لَا يكَاد يُدْرِكهُ دون ان يكون فظا غليظا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 الكراويا والكمون فِي الرُّؤْيَا مَال تطيب بِهِ الْأَمْوَال جَمِيعًا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 252 الكمأة الْوَاحِدَة فِي الْمَنَام رجل رَدِيء يُحِبهُ الْأَشْرَاف من النَّاس وَقيل امْرَأَة لَا خير فِيهَا وَلَا أصل لَهَا وَأما الكماة الْكَبِيرَة فَإِنَّهَا من الْمَنّ لمن حواها لقَوْل النَّبِي " الكماة من الْمَنّ وماؤها شِفَاء للعين " الكراث رزق من رجل أَصمّ وَهُوَ حرَام فِي فتح ثَنَاء من سَرقَة لَا يخْشَى فِيهَا الْمَلَامَة وَقيل من أَخذ كراثا قَالَ كلَاما وَنَدم عَلَيْهِ وَمن أكل كراثا مطبوخاً فِي مَنَامه رَجَعَ عَن مَال حرَام والكزبرة فِي الْمَنَام رجل نَافِع فِي دين وَدُنْيا والخضراء واليابسة بِمَنْزِلَة وَاحِدَة الْكَنْز فِي الْمَنَام رجل عَالم فَمن أصَاب كنزاً وَكَانَ طَالب علم ناله وَإِن كَانَ تَاجِرًا نَالَ ربحا وَالسُّلْطَان اذا رأى كنزاً فَإِنَّهُ يعدل فِي رَعيته وَقَالَ ارطاميدورس: الْكَنْز يدل على موت لِأَنَّهُ يحْتَاج إِلَى حفر كَمَا يحْتَاج الْمَيِّت إِلَى الْحفر الْكحل فِي الْمَنَام بِمَنْزِلَة الدَّقِيق لمن حواه وَمن رأى رجلا صَالحا كحله نَالَ خيرا وصلاحا فِي دينه وَإِن كحله رجل فَاسق ناله غم وغشه إِنْسَان وَمن رأى إنْسَانا كحله فأعماه فَإِنَّهُ يَأْخُذ من مَاله شَيْئا بحيلة ومكر لِأَن الْعين تعبر بالملل والمكحلة امْرَأَة والمرود رجل وَالْحَامِل إِذا رَأَتْ مرودا فِي مكحلة بشرت بِولد ذكر الكامخ وَالْكبر فِي الْمَنَام مخاصمان وهموم لمن أكلهَا وَمن رأها وَلم يَأْكُل مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يخسر فِي مَاله وَقَالَ ارطاميدورس: الكوامخ وَالْكبر وَالزَّيْتُون وَمَا أشبههَا فَإِنَّهَا تفسر بِشَيْء بَين الردا. الكشك وكل طَعَام أَبيض فَهُوَ رزق إِلَّا الهريسة والعصيدة فَإِنَّهَا هم وغم من اسْمهَا هرس وعصد وَقيل الكشك رزق بتالم يسير وثريد الكشك تِجَارَة رابحة دنية إِذا كَانَ فِيهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 دسم الكعب فِي الْمَنَام ولد مقامر لمن رَآهُ وَله حَامِل والكعب للْعَرَب زَوْجَة لقَوْله تَعَالَى (وكواعب أَتْرَابًا) والكعاب كَلَام بَاطِل لمن لعب بهَا فِي الْمَنَام فَإِن غلب بهَا إنْسَانا قهره وَمن رأى كَعبه انْكَسَرَ ناله مُصِيبَة وَإِن كَانَ مَرِيضا مَاتَ الْكَفَن فِي الْمَنَام رئاسة لمن لبسه وَإِن لم يتم لبسه فَإِنَّهُ يدعى إِلَى الرِّيَاء وَلَا يُجيب وَمن رأى كَأَنَّهُ يلف فِي الْكَفَن كَمَا يلف الْمَيِّت فَإِنَّهُ يَمُوت الْكفْر فِي الْمَنَام يدل على الْغنى لقَوْله تَعَالَى (وَلَوْلَا أَن يكون النَّاس أمة وَاحِدَة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضَّة ومعارج عَلَيْهَا يظهرون) الْكفْر فِي الْمَنَام ظلم لقَوْله تَعَالَى (والكافرون هم الظَّالِمُونَ) وَقد يكون الْكفْر جحود الْحق لقَوْله تَعَالَى (قتل الْإِنْسَان مَا أكفره) أَي مَا أجحده وَقيل من كفر فِي الْمَنَام مرض مَرضا لَا يبرأ مِنْهُ وَمن رأى كَأَنَّهُ كفر فِي مَلأ من النَّاس فَإِنَّهُ يشْهد بالزور فِي مَلأ من النَّاس وَقيل إِن الْكفْر فِي الْمَنَام يدل على السَّفه لقَوْله تَعَالَى (وَأَنه كَانَ يَقُول سفيهنا على الله شططا) الكي فِي الْمَنَام خوف من سُلْطَان فَمن رأى إنساناكواه بالنَّار فَإِنَّهُ يسمع كَلَام سوء من قبل السُّلْطَان وَإِن كَانَ الكي مستديرا فَهُوَ ثَابت فِي أَمر السُّلْطَان أَو فِي شَيْء خلافًا للسّنة بِقدر استدارة الكي وَقَالَت النَّصَارَى من راى كَأَنَّهُ كوى فِي عرق من عروقه أَو ركبته فَإِنَّهُ يبشر بِجَارِيَة تولد لَهُ أَو يتَزَوَّج أَو يرى امراته مَعَ رجل غَرِيب الكساء فِي الْمَنَام كسْوَة وَهُوَ فِي الشتَاء أَجود من الصَّيف وَمن راى كَأَنَّهُ ارتدى بكساء أَو التف بِهِ وَلم يكن ذَلِك من عَادَته فَإِنَّهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 يفْتَقر والكساء فِي الْمَنَام رجل رَئِيس وَهُوَ للتاجر والفقيه والامام بِمَنْزِلَة الحرفة الَّتِي هِيَ أَمَان من الْفقر وتقيه المكاره وَمن رأى وسخا بكسائه فقد أَسَاءَ فِي معيشه ينقص فِيهَا جاهة الْكَتف فِي الْمَنَام امْرَأَة وَقيل الكتفان تفسر بِالْقُوَّةِ فَمَا حدث فِيهَا من نقص أَو زِيَادَة فانسبه إِلَى قُوَّة الْإِنْسَان أَو إِلَى امْرَأَته وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة أَن رجلا رأى كَأَنَّهُ ينظر إِلَى كتفه فَلم يسْتَطع فَعرض لَهُ بعد الرُّؤْيَا عور بِعَيْنِه لِأَن الْأَعْوَر لَا يَسْتَطِيع النّظر إِلَى كتفه إِلَّا بِالْعينِ الَّتِي تلِي الْكَتف الَّذِي يرى النّظر اليه كَنِيسَة وكنيسة النَّصَارَى تدل على دَار الْخمر وَالزمر والغناء وَقيل تدل على الْمقْبرَة وَالدَّار الَّتِي ترى فِيهَا وَمن دخل الْكَنِيسَة نَفرا للفراق وَكَانَ فِي حَرْب فَإِنَّهُ ينتصر كَنِيسَة الْيَهُود ضَلَالَة فَمن رأى منزلَة صَار كَنِيسَة فَإِنَّهُ يُجَالس أهل الْبدع والأهواء وَرُبمَا غضب عَلَيْهِ رئيسه وَكَذَلِكَ كَنِيسَة النَّصَارَى فَمن راى أَنه داخلها فَإِنَّهُ يصحب قوما ضلالا أَو يشابه اعْتِقَاده اعْتِقَاد النَّصَارَى الْكفَالَة فِي الْمَنَام رزق لمن رأى كَأَن إنْسَانا كفله لقَوْله تَعَالَى (وكفلها زَكَرِيَّا كلما دخل عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَاب وجد عِنْدهَا رزقا) وَمن راى كَأَنَّهُ تكفل غَيره فَإِنَّهُ يسيء إِلَيْهِ فَإِن كفل صَبيا فَإِنَّهُ ينصح إنْسَانا لقَوْله تَعَالَى (هَل أدلكم على أهل بَيت يكفلونه لكم وهم لَهُ ناصحون) الكد فِي الْمَنَام رَاحَة فَمن رأى كَأَنَّهُ يكد فَإِنَّهُ يستريح الْكيس فِي الْمَنَام: رَاحَة فَمن رأى كيسه فَارغًا فقد عمره الْكُرْسِيّ فِي الْمَنَام سرُور ومرتبة عاجلة لمن جلس عَلَيْهِ الكليتين فِي الْمَنَام رجل ذُو بَأْس وَقُوَّة وَيجْرِي فِي عمل السُّلْطَان وَيخرج أَمْوَالًا ينفقها على النَّاس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 الكناسة دَلِيل خير لمن أَعماله وسخة وَلأَهل الْحَرْف لِأَن أهل الكناس مَجْمُوعَة من فضلات كَثِيرَة الكره فِي الْمَنَام يدل على الْمُخَاصمَة وَهِي مَذْكُورَة فِي حرف الصَّاد مَعَ الصولجان الكرنيق وخشبة القصارين شريكان يوقعان النَّاس فِي أُمُور يكسبونهم بهَا زِينَة مَا جَاءَ فِي الْحَيَوَان على حرف الْكَاف: الكبد فِي الْمَنَام مَال مكنوز مدخر ويعبر أَيْضا بِالْوَلَدِ قَالَ الشَّاعِر (وَإِنَّمَا أَوْلَادنَا بَيْننَا ... أكبادنا تمشي على الأَرْض) (لَو هبت الرّيح على بَعضهم ... لامتنعت عين من الْبَعْض) والكبد إِذا كَانَ عَلَيْهِ شَحم فَهُوَ مَال من قبل النِّسَاء وَمن أكل كبدا نَالَ قُوَّة وَمَنْفَعَة من وَلَده وَمن رأى كبده توجعه فقد اساء إِلَى وَلَده أَو حَبِيبه والقرحة على الكبد فسق وَمن رأى كبده قطع مَاتَ وَلَده أَو حَبِيبه أَو ناله هم من قبل أحدهم الْكَفّ فِي الْمَنَام دنيا الرجل وَقَبضه انقباض الدُّنْيَا عَنهُ وبسطها انبساط الدُّنْيَا وأصابع الْكَفّ مَذْكُورَة فِي بَاب الْألف الكركذ فِي الْمَنَام رجل جليل الْقدر وَهُوَ أفضل الدَّوَابّ بعد ابْن آدم لِأَنَّهُ كَانَ فدَاء لاسماعيل عَلَيْهِ السَّلَام وَمن رأى كَبْشًا يَنْطَح فرج امْرَأَته فَإِنَّهُ تَأْخُذ بالمقراض مَا على فرجهَا من الشّعْر وَمن أَخذ إِلَيْهِ كَبْش أَخذ مَال رجل شرِيف أَو تزوج بابنته لِأَن إِلَيْهِ الْكَبْش مَال الرجل وَمن يتبعهُ من عقبه وَمن ذبح كَبْشًا لغير الْأكل فَإِنَّهُ يقتل رجلا عَظِيما وَإِن ذبحه للْأَكْل نجا من هم ونال رزقا وَمن اشْترى من قصاب كَبْشًا فَإِنَّهُ ينجو من هم على يَد رجل عَظِيم الْقدر وَإِن كَانَ مَرِيضا فَإِنَّهُ يبرأ من مَرضه وَقَالَ ارطاميدورس: الْكَبْش يدل على رجل رَئِيس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 لتقدمه على الْغنم وَهُوَ دَلِيل خير لمن يركبه إِذا كَانَ الْموضع مرتفعا وَمن ركب كَبْشًا من مَكَان مستو من الأَرْض وَكَانَ من الأوباش الخداعين الَّذِي يحب الْفِتَن وَالْكَلَام فَإِنَّهُ يصلب لَان هَذَا الْحَيَوَان من حَيَوَان عُطَارِد وَمن حمل كَبْشًا على ظَهره فَإِنَّهُ يتقلد مؤنه رجل ضخم، وَمن ضحى بكبش فانه ينجو من جَمِيع الهموم فَإِن كَانَ مسجونا خرج وَإِن كَانَ فِي حَرْب سلم وَإِن كَانَ عَلَيْهِ دين قضي وَإِن كَانَ مَرِيضا شفى وَمن رأى كبشين تناطحا فَإِنَّهُم ملكان يقتتلان وَأيهمَا هزم صَاحبه فَهُوَ الْغَالِب وتنسب السود من الكباش إِلَى الْعَرَب وَالْبيض إِلَى الْعَجم وَإِن تَسَاويا فِي الألوان فَانْظُر إِلَى الْجِهَة الَّتِي كَانَ الثَّابِت فِيهَا فَإِن أَهلهَا منصورون وَمهما أَخذ الْإِنْسَان من أصوافها أَو قورنها فَهُوَ مَال يَنَالهُ الكراع فِي الْمَنَام مَال الْيَتِيم فَمن رأى كَأَنَّهُ امتص مَا فِي عظم الكراع فَإِنَّهُ يَأْكُل مَال يَتِيم وَقيل من أكل الأكارع أكل مَالا من أَشْرَاف النَّاس لِأَن الْغنم أَشْرَاف الدَّوَابّ بعد ابْن آدم الكركي فِي الْمَنَام رجل مِسْكين غَرِيب فَمن رأى كَأَنَّهُ ركب كركيا فإنهي يفْتَقر وَمن رأى كثيرا مِنْهَا فَإِنَّهُ ينَال رئاسة ومالا وَلحم الكركي وريشه وعظمه مَال من رجل مِسْكين ورؤيا الكركي لمن أَرَادَ الْمُشَاركَة أَو الزواج أَو المعاشرة دَلِيل خير لِأَنَّهَا لَا تتفرق فِي طيرانها وَقيل من أَخذ كركيا صاهر قوما سَيِّئَة أَخْلَاقهم وَقَالَت النَّصَارَى وَالروم من رأى كركيا سَافر سفرا بَعيدا وَإِن رَآهُ الْمُسَافِر رَجَعَ إِلَى بَلَده وَقَالَ ارطاميدورس الكراكي فِي الشتَاء تدل على اللُّصُوص وقطاع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 257 الطَّرِيق وَهِي دَلِيل خير لمن يطْلب الْأَوْلَاد لِأَنَّهَا تعين أَبَاهَا عِنْد كبرها الْكلاب فِي الْمَنَام عِنْد الْمُسلمين عبيد وَفِي الحَدِيث أَن الْكَلْب من المسوخ وتأوله المعبرون رجلا عضاضا مجترئا على الْمعاصِي وَإِذا نبح فَهُوَ سَفِيه طمع مشنع وَمن راى كَلْبا عضه أَو خدشه ناله من عدوه هم بِقدر الْأَلَم وَرُبمَا مرض وَمن رأى كَلْبا مزق ثِيَابه فَإِن سَفِيها يعاتبه وَإِن لم يسمع نبحه فَهُوَ عَدو يتْرك عداوته بِشَيْء يسير والكلبة فِي الْمَنَام امْرَأَة دنية من قوم معاندين والجرو ولد مَجْنُون فَإِن كَانَ أَبيض فَهُوَ مُؤمن وَإِن كَانَ أسود فَإِنَّهُ يسود قومه وَقيل جرو الْكَلْب لَقِيط رجل سَفِيه الْكَلْب أَيْضا وَمن رأى كلب رَاع نَالَ فَائِدَة من ملك أَو وَال وَالْكَلب الَّذِي يصاد بِهِ ملك وَولَايَة لمن رَآهُ وَكَانَ اهلا لذَلِك وَيصير إِلَيْهِ شَيْء ليستغني لقَوْله تَعَالَى (وَمَا علمْتُم من الْجَوَارِح مكلبين تعلمونهن مِمَّا علمكُم الله فَكُلُوا مِمَّا أمسكن عَلَيْكُم) وَالْكَلب الصيني فِي الْمَنَام يدل على مُخَالطَة قوم من الْأَعَاجِم غير مُسلمين وَمن رأى كَأَنَّهُ يصيد بالكلاب فَإِنَّهُ يبلغ شَهْوَته وينال مناه وَقَالَ ارطاميدورس: من رأى كلاب الصَّيْد خَارِجَة فَهُوَ دَلِيل خير لطَالب الرزق والخدمة وَإِذا رَآهَا دَاخِلَة من الصَّيْد فَإِنَّهَا تدل على البطالة وَالْكَلب الحارس فِي الْمَنَام يدل على صِيَانة الزَّوْجَة وَالْمَال وَقيل الْكلاب فِي الْمَنَام تدل على الْحمى بِسَبَب الْكَوْكَب الَّذِي يُسمى الْكَلْب وَهُوَ الشّعْر اليمانية فَإِنَّهَا تدل على عمل لَا يتم ورجاء كَاذِب وكل أَجنَاس الْكلاب تدل على قوم أَذِلَّة وَمن رأى كَأَنَّهُ صَار كَلْبا فَإِن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 258 الله قد أَتَاهُ علما فنسيه لقَوْله تَعَالَى (واتل عَلَيْهِم نبأ الَّذِي آتيناه آيَاتنَا فانسلخ مِنْهَا فَاتبعهُ الشَّيْطَان. . إِلَى قَوْله ... فَمثله كَمثل الْكَلْب) وَقيل الْكلاب تعبر بغلمان الشرطة وَالْكَلب عَدو ضَعِيف لتحوله من جَوْهَر السبَاع ثمَّ يصير صديقا بعدالعداوة لقصة آدم عَلَيْهِ السَّلَام إِذْ هَبَط إِلَى الأَرْض فاحتوشته السبَاع وَلم يخْش مِنْهَا كخشيته من الْكَلْب فَنُوديَ من السَّمَاء لَا تخف وامسح بِيَدِك عَلَيْهِ فَفعل آدم ذَلِك فتملق الْكَلْب ثمَّ أشلاه آدم على الباع ففرقها فَجعل عدوا فِي التَّأْوِيل ثمَّ يرجع صديقا وَمن الرُّؤْيَا المعبرة أَن أَبَا بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ رأى كَلْبه خرجت من مَكَّة تمر على النَّاس فَلَمَّا دنوا استلقت على ظهرهَا وَدرت أبزازها لَبَنًا فَأخْبر بذلك النَّبِي فَقَالَ " ذهب كلبهم وَاقْبَلْ دِرْهَم ويستلقون بَعضهم ويسألونكم بأرحامهم فَإِذا لَقِيتُم أَبَا سُفْيَان فَلَا تقتلوه " فَلَمَّا قدم الْمُسلمُونَ لفتح مَكَّة قَاتلُوا بَعضهم ونصروا كَمَا أخبر النَّبِي بَاب حرف اللَّام الجزء: 1 ¦ الصفحة: 259 وَأما حرف اللَّام إِذا كَانَ فِي أول لَفْظَة ينْطق بهَا صَاحب الرُّؤْيَا فَإِنَّهُ دَلِيل لطف وَلَو أولين وَإِمَّا لَهو ولوعة ولعنة اللَّيْل فِي الرُّؤْيَا يدل على البطالة فَمن راى الدَّهْر كُله لَيْلًا فَإِن معاشه يقف لقَوْله تَعَالَى (وَجَعَلنَا اللَّيْل لباسا وَجَعَلنَا النَّهَار معاشا) هَذَا إِذا كَانَ اللَّيْل بِلَا ضوء الْقَمَر فَإِن رأى الدَّهْر كُله لَيْلًا وَنور الْقَمَر ظَاهرا فَإِن السُّلْطَان يسند الْأَمر كُله إِلَى الْوَزير ويركن إِلَيْهِ قطاع الطَّرِيق واللصوص فَإِن رأى النَّهَار قد ظهر فَإِن النَّاس يخرجُون من هم إِلَى فرج الجزء: 1 ¦ الصفحة: 260 وَإِن كَانُوا محاصرين ذهب الْحصار عَنْهُم وَإِن كَانُوا فِي غلاء سعر رخصت أسعارهم وَإِن كَانُوا مظلومين كشفت مطالبهم اللوز فِي الْمَنَام مَال مَجْمُوع على قدر الْقلَّة وَالْكَثْرَة وَمن أكل مِنْهُ شَيْئا فِي مَنَامه نَالَ رزقا بخصومه وشجرة اللوز رجل سخي مَعَ أَهله مَحْبُوب شحيح على الْأَجَانِب وَمن أَخذ لوزا من شَجَرَة فَهُوَ مَال شرِيف من رجل شحيح وَإِن أكله نَالَ مَالا مَعَ صِحَة بدن والحلو مِنْهُ حلاوة الدُّنْيَا لطالبها وللزاهد حلاوة الْإِيمَان والمر مِنْهُ كَلَام حق وَقَالَ ارطاميدورس كل مَا لَهُ قشر صلب يدل على الصخب اللفاح فِي الْمَنَام مرض ودنانير فَمن رأى كَأَنَّهُ الْتقط لفاحا مَرضت امْرَأَته ونال دنانيرا كَثِيرَة اللبان فِي الْمَنَام رجل صلب فِي جَمِيع اموره صَاحب ثَنَاء حسن اللَّبن من الطين مَال مُحَصل وكل لبنة تعبر بمائه دِرْهَم أَو ألف على قدر حَال صَاحب الرُّؤْيَا وَلَيْسَ اللَّبن إِذا لم يَبْنِي بِهِ فَهُوَ دَنَانِير وَالْبناء بِاللَّبنِ حسن الْعَمَل واللبنة تفسر بخادم فَمن رأى فِي مَنَامه كَأَنَّهُ رقى لبنة من مَكَان عَال وتفتت مَاتَ لَهُ خَادِم وَاللَّبن فِي الْبناء قَرَابَات صَاحب الْبُنيان وَأَوْلَاده الَّذين يشْتَد بهم وَمهما سقط من اللَّبن الَّذِي فِي الْبناء فَهُوَ موت الْمَرِيض الَّذِي بذلك الْمَكَان أَو فِرَاق وتشتت وَمن رأى كَأَنَّهُ يصنع لَبَنًا فِي مَكَان زَاد مَاله وَقَالَت النَّصَارَى من بنى فِي مَنَامه دَارا من لبن نَالَ رئاسة وَولَايَة وَقَالَ جاماسب من رأى كَأَنَّهُ يصنع لَبَنًا خشِي عَلَيْهِ الْمَوْت اللُّؤْلُؤ فِي الْمَنَام على وُجُوه قُرْآن وغلمان وَجوَار وَولد وَكَلَام حسن وَمَال فَمن رأى كَأَنَّهُ يثقب لؤلؤا مستويا فَإِنَّهُ يُفَسر الْقُرْآن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 صَوَابا وَمن رأى بِيَدِهِ لؤلؤا منثورا فَإِنَّهُ يرْزق ولدا ذكرا أَو غُلَاما يملكهُ لقَوْله تَعَالَى " وَيَطوف عَلَيْهِم ولدان مخلدون إِذا رَأَيْتهمْ حسبتهم لؤلؤا منثورا) وَمن رأى كَأَنَّهُ يقطع لؤلؤا ويبيعه فَإِنَّهُ ينسى الْقُرْآن وَإِن بَاعه من غير قلع فَإِنَّهُ يبث علما فِي النَّاس وَكَذَلِكَ إِذا نثره وَالنَّاس يلتقطونه فَإِنَّهُ يَعِظهُمْ وينتفعون بوعظه وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة أَن ابْن سِيرِين أَتَتْهُ امْرَأَة فَقَالَت رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن بيَدي لؤلؤتين كَبِيرَة وصغيرة فسألتني أُخْتِي أحداهما فناولتها الصَّغِيرَة وَتركت الْكَبِيرَة فَقَالَ ابْن سِيرِين: أَنْت امْرَأَة تحفظي من الْقُرْآن سورتين طَوِيلَة وقصيرة وَقد سَأَلتك اختك ان تعلميها سُورَة وَقد علمتيها السُّورَة القصيرة فَقَالَت صدقت أَنا احفظ الْبَقَرَة وَآل عمرَان وقدعلمت أُخْتِي آل عمرَان وَأَتَاهُ رجل فَقَالَ: رَأَيْت كَأَن شخصا يبلع اللُّؤْلُؤ صغَارًا ويخرجه من فَمه كبارًا فَقَالَ ابْن سِيرِين: هَذَا رجل يحفظ الْأَحَادِيث عَن النَّبِي وَإِذا تحدث بهَا زَادهَا وَمن رأى بِيَدِهِ لؤلؤة وَله حَامِل بشر بِجَارِيَة وَإِن لم يكن لَهُ حَامِل ملك جَارِيَة وَإِن كَانَ عزبا فَإِنَّهُ يتَزَوَّج وَمن اسْتعَار لؤلؤة فَإِنَّهَا بنت لَا لَا تعيش أَو جَارِيَة لَا تلبث وَمن رأى كَأَنَّهُ استخرج من بَحر أَو نهر لؤلؤا كثيرا يُكَال ويوزن بالقبان فَإِنَّهُ ينَال مَالا كثيرا من رجل ينْسب إِلَى النَّهر أَو الْبَحْر وَمن رأى كَأَنَّهُ يثقب لؤلؤة بخشبة فَإِنَّهُ ينْكح ذَات محرم وَمن بلع لؤلؤة كتم شَهَادَة وَمن مضغ لؤلؤة فِي مَنَامه فَإِنَّهُ يغتاب امْرَأَة وَمن رأى كَأَنَّهُ يَرْمِي فِي الْبَحْر أَو الْبِئْر فَإِنَّهُ يصنع الْمَعْرُوف لِأَنَّهُ وَضعه فِي مَحَله وَهُوَ المَاء وَمن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 262 قشر اللُّؤْلُؤ وَجعله فِي وَسطه فَإِنَّهُ نباش الْقُبُور وَمن فتح خزانَة فَأخْرج جوهرا فَإِنَّهُ يسْأَل عَالما مسَائِل لِأَن الْعَالم كالخزانة والسائل كالمفتاح وَالْعلم كالجوهر وَقَالَ جاماسب من رأى كَأَنَّهُ يعد اللُّؤْلُؤ نَالَ مشقة وَمن أعطي اللُّؤْلُؤ نَالَ رئاسة وَمن رأى اللُّؤْلُؤ نَالَ سُرُورًا وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة ان ابْن سِيرِين أَتَاهُ رجل فَقَالَ: رَأَيْت كَأَنِّي أبلع اللُّؤْلُؤ ورميته فَقَالَ ابْن سِيرِين كلما حفظت شَيْئا من الْقُرْآن نَسِيته وَأَتَاهُ آخر فَقَالَ: رَأَيْت كَأَنِّي أرمى اللُّؤْلُؤ فِي الحماة فَقَالَ ابْن سِيرِين أَنْت تقْرَأ الْقُرْآن على قوارع الطّرق وَسُئِلَ عَن رجل يبلع اللُّؤْلُؤ ويصم عَلَيْهِ فَمه فَقَالَ هَذَا يحفظ الْقُرْآن وَلَا يُعلمهُ لأحد اللَّبن فِي الْمَنَام فطْرَة الْإِسْلَام وَهُوَ رزق حَلَال بِلَا تَعب وَلَا عناء لقَوْله تَعَالَى (لَبَنًا خَالِصا سائغا للشاربين) وَأما الرايب المنزوع مِنْهُ دسمه فَهُوَ مَال حرَام لحموضته وَخُرُوج دسمه وَلبن الْغنم مَال شرِيف وَلبن الْبَقر غنى وَلبن الْخَيل ثَنَاء حسن وَلبن الثَّعْلَب شِفَاء من مرض وَلبن الْبَغْل عسر وهول وَلبن النمر عَدَاوَة تظهر وَلبن الْأسد مَال من السُّلْطَان وَلبن حمارة الْوَحْش شكّ فِي الدّين وَلبن الْخِنْزِير مُصِيبَة فِي الْعقل أَو المَال لمن شربه فِي الْمَنَام وَلبن أبنة آدم زِيَادَة فِي المَال اذا زَاد فِي الثدي وَلَا يحمد لمن رضعه فَإِنَّهُ يدل على السجْن قَالَ ابْن سِيرِين وَلَا احب الراضع وَلَا المرتضع وَإِن شربه الْمَرِيض شفي من الْمَرَض لِأَن بِهِ كَانَ نشوه وقوته وَمن بدد اللَّبن فقد ضيع دينه وَمن رأى اللَّبن يخرج من الأَرْض فَإِنَّهُ يدل على فتْنَة يراق فِيهَا دم على قدر ذَلِك اللَّبن وَلبن الْكَلْب والذئاب والسنانير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 263 خوف أَو مرض وَقيل إِن لبن الذِّئْب مَال من سُلْطَان ورئاسة على أَقوام وَلبن النواهش واللوادع مصالحة بَين الْأَعْدَاء فَمن رَآهُ أَو شربه فَإِنَّهُ يُصَالح أعداءه اللوقة فِي الْمَنَام فَسَاد فِي الدّين فَمن أَصَابَته لوقة فقد غير أساس التَّقْوَى وَدخل فِي بِدعَة الليمون فِي الْمَنَام يدل على الْمَرَض إِذا كَانَ أصفر وَأكل وَإِن ملكه وَلم يَأْكُل مِنْهُ فَهُوَ مَال والأخضر مِنْهُ خير من الْأَصْفَر وَكَذَلِكَ كل فَاكِهَة وملبوس وَالَّذِي قد جربته فِي رُؤْيَايَ لومة لائم فَمن نَاوَلَهُ إِنْسَان فِي مَنَامه شَيْئا من الليمون فَإِنَّهُ يلومه اللجام فِي الْمَنَام سَلامَة لمن رأى فِيهِ مُلجمًا قَالَ الشَّاعِر (أَيهَا السَّالِم من اللجم فَاه بلجام ... واللجام تَهْذِيب لكل صَنْعَة) وَقُوَّة وَرَأى إنْسَانا كَأَن فِيهِ ملجم فَقَصَّهَا على معبر فَقَالَ هَذَا رجل يَتُوب وَلَا يتَكَلَّم فِيمَا لَا يعنيه وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة ان رجلا رأى فِي مَنَامه كَأَن لجام دَابَّته قطع فَمَاتَ غُلَامه الَّذِي كَانَ يَقُودهَا وَأما من لَهُ محاكمة وراى كَأَن فَمه ملجم فقد رخصت حجَّته واللبب ضبط الْأَمر وَسَيَأْتِي فِي اللِّسَان مَا يُغني عَن ذكر اللجام هَا هُنَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى اللحوم فِي الرُّؤْيَا: اموال إِذا كَانَت مطبوخة ناضجة والنيء يدل على الْغَيْبَة وَلحم الْبَقر الهزيل الْأَصْفَر يدل على الْمَرَض وانسب كل لحم إِلَى حيوانه فلحم الْحَيَّة مَال من عَدو فَإِن كَانَ نيئا غير مطبوخ فَهُوَ غيبَة الْعَدو لمن أكله وَلحم السَّبع مَال سُلْطَان وَكَذَلِكَ لُحُوم الْجَوَارِح من الطُّيُور وَلحم الْخِنْزِير مَال حرَام وَمن أكل لحم نَفسه أكل من كَسبه فَإِن أكلت امراة لحم امْرَأَة فَإِنَّهَا تساحقها فَإِن أكلت امْرَأَة لحم نَفسهَا فَإِنَّهَا تَزني الظلمَة فِي الرُّؤْيَا تَنْبِيه من غَفلَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 264 وَهِي مَنْفَعَة اللوم فِي الْمَنَام فتْنَة وَمن رأى كَأَن إنْسَانا يلومه فَإِنَّهُ يفاتنه وَمن لَام نَفسه فَإِنَّهُ يَتُوب لقَوْله تَعَالَى (وَلَا أقسم بِالنَّفسِ اللوامة) اللقن فِي الْمَنَام يعبر بالأخ ويعبر بالمملوك فَمن رأى كَأَنَّهُ ينظر فِي لقن فَإِن أمه تَأتيه بِأَخ وَإِذا رأى الْمَمْلُوك كَأَنَّهُ ينظر فِي لقن دلّ ذَلِك على دوَام رقّه وَمن رأى كَأَنَّهُ جعل فِي لقن للْبِنَاء فَإِنَّهُ يفْسد مَالا لِأَن الصفر الصَّغِير يُغير اللَّبن اللَّوْح فِي الْمَنَام موعظة لقَوْله تَعَالَى (وكتبنا لَهُ فِي الألواح من كل شَيْء موعظة) واللوح من السُّلْطَان لم أَخذه فِي رُؤْيَاهُ اللَّوْح للحامل ولد ذكر اللحاف فِي الْمَنَام رَاحَة فَمن رأى كَأَنَّهُ فِي اللَّيْل وَقد أَخذ لحافا وتغطى بِهِ فَإِنَّهُ ينَال رَاحَة وَقُوَّة وَقيل اللحاف امْرَأَة نافعة اللجاجة فِي الْمَنَام تدل على فرار من الْقِتَال أَو ضجر من أَمر يكون فِيهِ وَإِن راى عَالم كَأَن بِهِ لجاجة فَإِن النَّاس تنفر لقَوْله تَعَالَى (بل لجو فِي عتو ونفور) وَمَا جاءفي الْحَيَوَان على حرف اللَّام اللص فِي الْمَنَام يعبر بِمَرَض وَملك الْمَوْت وقدوم مُسَافر وخاطب فَمن رأى لصا دخل منزله وَأخذ شَيْئا يدل على الْأَرْوَاح فَذَلِك موت مَرِيض بِتِلْكَ الدَّار وَمن رأى لصا دخل دَارا وَلم يَأْخُذ مِنْهَا شَيْئا فَإِن مَرِيضا ينجو من مَرضه واللص يعبر بِالْمرضِ فَأَي لون كَانَ اللص فانسب الْمَرَض اليه فَإِن كَانَ أسود فالمرض سَوْدَاء وَإِن أَحْمَر فالمرض دم وَمن قتل لصا نجا من الْمَرَض وَمن مسك لصا فِي مَنَامه وقف على دَوَاء ينفع داءه واللص يعبر بقدوم الْمُسَافِر لِأَنَّهُ ياتي بَغْتَة وَإِذا كَانَ فِي دَار بكر بَالغ أَتَى اليها لصا فَإِنَّهُ خَاطب يخْطب تِلْكَ البنية واللص يعبر بِرَجُل صَاحب مكر وخديعة وَقد يكون اللص فِي الرُّؤْيَا رجلا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 265 زَانيا لِأَن الزَّانِي يتخفى كَمَا يتخفى اللص واللص يعبر بصائد الدَّجَاج وَالْحمام اللقالق فِي الْمَنَام تدل على قوم يحبونَ الْمُشَاركَة والاجتماع فَإِذا رَآهَا إِنْسَان مجتمعة فِي مَكَان فَإِنَّهُم لصوص وقطاع الطّرق وأعداء محاربة ورؤيا اللقالق تدل على برد وَمن رأى اللقالق مُتَفَرِّقَة فَإِنَّهَا دَلِيل خير للْمُسَافِر أَو من أَرَادَ السّفر لِأَنَّهَا تظهر فِي الصَّيف وتدل على قدوم الْمُسَافِر إِلَى وَطنه وللمقيم على سفر اللبؤة فِي الْمَنَام ابْنة ملك فَمن رأى كَأَنَّهُ يُجَامع لبؤة فَإِنَّهُ ينجو من شدَّة عَظِيمَة ويعلو امْرَهْ ويظفر بأعدائه وَإِن رأى ذَلِك ملك وَكَانَ فِي حَرْب فَإِنَّهُ يظفر بِبِلَاد كَثِيرَة وَقيل اللبؤة فِي الْمَنَام تدل على مَا يدل عَلَيْهِ السَّبع وَهِي أَكثر مضرَّة من الْأسد الللحية فِي الْمَنَام جاه الرجل وَمَاله فَمن رأى لحيته طَالَتْ وَلم تتعد سرته نَالَ زِيَادَة فِي مَاله وجاهه وَمن رأى كَأَنَّهُ أَخذ من لحيته قَبْضَة أَو قبضتين وَلم ينقص شَيْئا فَإِنَّهُ ينَال مَالا من رجل ذِي جاه وَمن رأى لحيته شقراء أَصَابَهُ ذل فَإِن قصّ مِنْهَا شَيْئا ذهب لَهُ مَال بِقدر مَا قصّ مِنْهَا فِي مَنَامه وَمن رأى كَأَنَّهُ يجر بلحيته إِنْسَان إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يَرِثهُ وَأما حلق اللِّحْيَة للمهموم فَذَلِك زَوَال همه وبياضها وَبَيَاض الراس مَعهَا فقر وهم وَمن رأى لحيته سَوْدَاء فَذَلِك مَال وَقُوَّة سَوَاء كَانَ الرَّائِي شَيخا أَو شبا وَمن رأى كَأَنَّهُ خضب لحيته فَإِنَّهُ يستر أَحْوَاله وَمن رأى الخضاب يصد ناله هم وَظهر مَا يُرِيد كِتْمَانه وَمن رأى لحيته بَيْضَاء براقة نَالَ وقارا فِي النَّاس لِأَن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ براقة بَيْضَاء وَمن رأى لحيته صفراء افْتقر من العائلة وَمن رَآهَا سَوْدَاء تلِي إِلَى خضرَة فَإِنَّهُ ينَال مَالا عَظِيما ويطغى لِأَن فِرْعَوْن كَانَت لحيته سَوْدَاء تلِي إِلَى خضرَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 266 وَمن رأى طَال جَانبهَا فَإِنَّهُ ينَال مَالا ثمَّ يَدْفَعهُ إِلَى بعض الاجانب وَمن رَآهَا شابت فَإِن عمره طَوِيل وَقيل الشيب يدل على ضعف فِي الْقُوَّة لقَوْله تَعَالَى (ثمَّ جعل من بعد قُوَّة ضعفا وَشَيْبَة) والشيب يدل على ولد ذكر لقَوْل الله تَعَالَى (واشتعل الراس شيبا فَهَب لي من لَدُنْك وليا) العنفقة عون الرجل الَّذِي يعبر بِهِ وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة أَن ابْن سِيرِين أَتَاهُ رجل فَقَالَ رَأَيْت كَأَن لحيتي طَالَتْ حَتَّى حررتها ونسجتها كسَاء وبعته فِي السُّوق فَقَالَ ابْن سِيرِين انت رجل تشهد بالزور حِكَايَة وَأَتَاهُ آخر فَقَالَ: رَأَيْت كَأَن لحيتي قد طَالَتْ وَأَنا انْظُر اليها فَقَالَ ابْن سِيرِين أَنْت مُؤذن فَقَالَ: نعم فَقَالَ ابْن سِيرِين اتَّقِ الله وَلَا تطلع فِي دور الْجِيرَان اللِّسَان فِي الرُّؤْيَا جمال وَحجَّة وسيرة وَذكر فَمن رأى لِسَانه قطع وَكَانَ سُلْطَانا رَجَعَ ذَلِك إِلَى ترجمانه بِمَوْت أَو قتل وَمن رأى لِسَانه قطع وَله محاكمة رخصت حجَّته وقهر وَمن قطع طرف لِسَانه وَكَانَ لَهُ شَاهد فَإِنَّهُ يشك فِي شَهَادَته وَإِن كَانَ تَاجِرًا خسر فِي تِجَارَته وَإِن كَانَ طَالب علم لم ينل شَيْئا وَقيل من رأى لِسَانه قطع فَإِنَّهُ حَلِيم وَمن رأى لِسَان زَوجته مَقْطُوعًا فَإِنَّهَا عفيفة مستورة وَإِن رأى رجل كَأَن زَوجته قطعت لِسَانه فَإِنَّهَا تلاطفه وَمن رأى كَأَنَّهُ قطع لِسَان رجل فَقير فَإِنَّهُ يَقْهَرهُ وَكَذَلِكَ الْغَنِيّ إِذا قطع لِسَان غنى فَإِنَّهُ يَقْهَرهُ وَمن رأى لِسَانه لصق بحنكه جحد حَقًا أَو جوهراً كَانَ قد اؤتمن عَلَيْهِ وَمن رأى لَهُ لسانين فَإِنَّهُ ينَال قُوَّة إِلَى قوته وَحجَّة إِلَى حجَّته وَمن رأى شعرًا أسودا على لِسَانه ناله شَرّ عَاجل وَالشعر الْأَبْيَض شَرّ آجل وَمن رأى كَأَنَّهُ ياكل لِسَانه وَهُوَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 267 من عَامَّة النَّاس فَإِنَّهُ ينْدَم على كَلَام يتَكَلَّم بِهِ وَإِن كَانَ من الْوُلَاة فَإِنَّهُ يَأْكُل الْأَمْوَال بِلِسَانِهِ لحس الْأَصَابِع رزق يسير من جَوْهَر مَا لحس مِنْهُ فِي الْمَنَام بَاب حرف الْمِيم وَأما حرف الْمِيم إِذا كَانَ فِي أول لفظ صَاحب الرُّؤْيَا فَإِنَّهُ محبَّة ومملكة وَإِمَّا مُصِيبَة ومحنة ويستدل على ذَلِك بِشَاهِد الرُّؤْيَا رُؤْيا نَبينَا قَالَ من رَآنِي فقد رَآنِي حَقًا أَن الشَّيْطَان لَا يتَمَثَّل بِي وَعَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ قَالَ رَسُول الله من رَآنِي فِي الْمَنَام فَلَنْ يدْخل النَّار وَعَن سعيد بن قيس عَن أَبِيه أَنه قَالَ قَالَ رَسُول الله لن يدْخل النَّار من رَآنِي فِي الْمَنَام فَإِذا رأى جَاهِل النَّبِي فِي مَنَامه فَإِنَّهُ يستوصف مِنْهُ صفة النَّبِي فَإِن وَافَقت اوصافه صفة النَّبِي الَّتِي ذكرهَا أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن ابي طَالب رَضِي الله عَنهُ وَإِلَّا فَلَا يقبل مِنْهُ وَإِن صفته المروية عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ أَنه لم يكن بالطويل وَلَا بالقصير شين الْكَفَّيْنِ والقدمين ضخم الكراديس أَبيض مشرب حمرَة دَقِيق الْبشرَة إِذا تكفأ كَأَنَّمَا ينحط فِي صبب فَإِن وَصفه جَاهِل بِهَذِهِ الصّفة قبل مِنْهُ وَإِلَّا فَإِن النَّبِي إِنَّمَا قَالَ الشَّيْطَان لَا يتَمَثَّل بِي لمن عرف أَوْصَافه وَإِذا ذكر عَالم أَو فَقِيه أَو شرِيف أَنه رَآهُ فَإِنَّهُم يصدقون لأَنهم أعرف النَّاس بِهِ وبأحكامه وأوصافه فَاعْلَم ذَلِك وَإِذا رَآهُ مهموم فرج عَنهُ همه أَو مسجون خرج من سجنه وَإِذا أرسل إِلَى مَكَان فِيهِ حصارا وغلا فرج عَنْهُم ورخصت أسعارهم لقَوْله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 268 تَعَالَى (وَمَا ارسلناك إِلَّا رَحْمَة للْعَالمين) وَقَالَ عز وَجل (وَمَا كَانَ الله ليعذبهم وَأَنت فيهم) وَإِذا رأى النَّبِي يدْفن فِي مَكَان فَإِن أَهله يخالفون سنته ويظهرون الْبدع وَإِذا رَأَيْت جَنَازَة النَّبِي فِي مَكَان من غير دفن حدث فِي ذَلِك الْمَكَان مَعْصِيّة عَظِيمَة وَإِن يرى النَّبِي قد مَاتَ مَاتَ رجل شرِيف وَإِن يرى النَّبِي فِي مَكَان خرب فَإِنَّهُ يعمر ببركته وَإِن رَآهُ يُؤذن فِي مَكَان كثر خصبه وعمارته وَرِجَاله لقَوْله تَعَالَى (واذن فِي النَّاس بِالْحَجِّ ياتوك رجَالًا) وَإِن أَقَامَ الصَّلَاة فِي مَكَان وَصلى فِيهِ اجْتمع الْأَمر المتفرق للْمُسلمين وَمن رأى النَّبِي يَأْمر صَاحب الرُّؤْيَا باصلاح دينه وَطلب حَدِيثه وَإِذا رَأَتْ النَّبِي امراة حَامِل بشرت بِولد ذكر وَإِن رأى مكتحلا فَإِن الرَّائِي ينَال علما ويفسر الْقُرْآن وَيبين الْأَحْكَام وَإِذا رأى حسنا بِعَين النَّبِي كَانَ ذَلِك زِيَادَة فِي دين صَاحب الرُّؤْيَا وَمهما رأى الرَّائِي النَّبِي فِي نقص فِي جوارحه فَهُوَ عَائِد إِلَى صَاحب الرُّؤْيَا أَو إِلَى أُمُور الْمُسلمين وَمن رأى النَّبِي ولحييه ابيضين فَإِنَّهُ يفْتَقر وَمن رَآهُ ولحيته الْكَرِيمَة سَوْدَاء لَيْسَ فِيهَا بَيَاض فَإِنَّهُ ينَال سُرُورًا وحظا عَظِيما وَمن رأى عنق النَّبِي غليظا فَإِنَّهُ مِمَّن يُؤَدِّي الْأَمَانَات وَيَقُول للنَّاس الْخيرَات وَمن رأى النَّبِي مرض فَإِن الله تَعَالَى ينجيه من كل كرب ويشفيه من دَاء وَإِن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 رَآهُ شفى من الْمَرَض فَإِن أهل ذَلِك الْمَكَان يتوقعون كل خير وَمن رأى النَّبِي فِي عَسْكَر وَعَلِيهِ سلَاح وهم خلق كثير يَضْحَكُونَ ويعجبون فَإِن جَيش الْمُسلمين ينهرمون فِي تِلْكَ السّنة لقَوْله تَعَالَى (وَيَوْم حنين إِذْ أَعجبتكُم كثرتكم فَلم تغن عكم شَيْئا وَضَاقَتْ عَلَيْكُم الأَرْض بِمَا رَحبَتْ) وَإِن رَآهُ فِي عَسْكَر قَلِيل وَسلَاح غير تَامّ وَيظْهر عَلَيْهِم الْخُشُوع والذلة فَإِن الْمُسلمين ينتصرون على أعدائهم لقَوْله تَعَالَى (وَلَقَد نصركم الله ببدر وَأَنْتُم أَذِلَّة) وَمن رأى النَّبِي يمشط رَأسه ولحيته فَإِن صَاحب الرُّؤْيَا يذهب همه وَمن رأى النَّبِي فِي مَسْجده أَو حرمه أَو مَكَانَهُ الْمَعْرُوف فَإِنَّهُ ينَال قُوَّة وَعزة وَيكون ألفة مَعَ الصَّالِحين وَمن رَآهُ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام يؤاخي بَين الصَّحَابَة نَالَ علما وفقها وتفسيرا وَمن رَآهُ عَلَيْهِ السَّلَام مَرِيضا أَو شاحب اللَّوْن أَو سيء الْحَال فَذَلِك ضعف فِي الْعلم وَالْحكمَة والألفة بَين الْجَمَاعَات وَمن رأى النَّبِي على جمل فَإِنَّهُ يزوره رَاكِبًا فَإِن رَآهُ رَاجِلا زار قَبره رَاجِلا وَمن زار قبر النَّبِي فَإِنَّهُ يَسْتَغْنِي وينال مَالا وَإِن كَانَ تَاجِرًا ربح فِي التِّجَارَة وَإِن كَانَ فِي حبس ملك فَإِنَّهُ يخرج وَيجْعَل خَازِن الْملك وَمن راى كَأَنَّهُ أَبُو النَّبِي فَإِنَّهُ لَا يُؤمن بِاللَّه وَقيل إِنَّه يضعف يقينه وَمن رأى كَأَنَّهُ ابْن النَّبِي زَاد إيمَانه وَمن رأى وَاحِدَة من أَزوَاج النَّبِي كَأَنَّهَا أمه فَهُوَ مُؤمن لقَوْله تَعَالَى (وأزواجه أمهاتهم) وَمن راى كَأَنَّهُ يمشي وَرَاء النَّبِي فَإِنَّهُ مُتبع للسّنة والشريعة وَمن رأى كَأَنَّهُ أَمَام النَّبِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 270 عينا فَإِنَّهُ يتبع بِدعَة وَإِن رفع صَوته فَوق صَوت النَّبِي فَإِنَّهُ يَأْتِي مَا نهى الله عَنهُ ويحبط عمله وَمن رأى النَّبِي ينظر فِي مرْآة فَإِنَّهُ يَأْمُرهُ بأَدَاء حُقُوق امْرَأَته فَإِن رأى كَأَنَّهُ يَأْكُل مَعَ النَّبِي فَإِن النَّبِي يَأْمُرهُ بِأَن يُؤَدِّي زَكَاة مَاله وَمن راى النَّبِي يَأْكُل وَحده فَإِن صَاحب الرُّؤْيَا يمْنَع الرُّؤْيَا وَلَا يتَصَدَّق بِشَيْء فمره أَن يتَصَدَّق وَإِن رأى النَّبِي بِلَا نعل فَإِنَّهُ تَارِك الصَّلَاة فِي الْجَمَاعَة فَأمره ان يُصَلِّي فِي الْجَمَاعَة فَإِن رَآهُ لابسا خُفْيَة فَإِنَّهُ يَأْمر بِالْجِهَادِ فِي سَبِيل الله وَمن راى النَّبِي صافحه فَإِنَّهُ يتبع سنته وَمن شرب دم النَّبِي محبَّة لَهُ فَإِنَّهُ يقتل فِي الْجِهَاد وَيغْفر الله لَهُ كل ذَنْب فَإِن رأى كَأَنَّهُ يشرب دم النَّبِي جهارا من غير محبَّة فَإِنَّهُ يذم أهل بَيت النَّبِي وَيَقَع فيهم وَمن رأى النَّبِي نَاوَلَهُ بطيخا أَو شَيْئا من الْبُقُول فَإِنَّهُ ينجو من هم لِأَنَّهُ نَاصح لأمته وَإِن رأى إنْسَانا كَأَن النَّبِي نَاوَلَهُ مِمَّا يسْتَحبّ نَوعه كالرطب أَو الْعَسَل فَإِنَّهُ الْقُرْآن وينال من الْعلم بِقدر مَا نَاوَلَهُ وَمن رأى النَّبِي يخْطب فَإِنَّهُ يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر وَمن رأى كَأَنَّهُ صَار نَبيا من الْأَنْبِيَاء فَإِنَّهُ يَأْمر بِالْخَيرِ ويرغب النَّاس فِي تقوى الله وَيَتَّقِي شَدَائِد وينجو وَمن راى نَبيا ضربه نَالَ مَا تمنى وَرَأى شخص فِي مَنَامه بعض الْأَنْبِيَاء وَكَانَ قد ذهب بَصَره فَقَالَ لَهُ النَّبِي أَلا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 271 أعلمك كَلِمَات إِذا دَعَوْت الله بهَا رد عَلَيْك بَصرك فَقَالَ بلَى قَالَ قل يَا أسمع السامعين وَيَا أبْصر الباصرين وَيَا خير الْوَارِثين وَيَا أرْحم الرَّاحِمِينَ اشفني وترحم عَليّ عيالي فَلم يلبث أَن أبْصر وَمن الرُّؤْيَا المعبرة عَن ابي طيب قَالَ كَانَ بِي طرش عشر سِنِين فَأتيت مَدِينَة النَّبِي ونمت فرايته فِي الْمَنَام فَقلت يَا رَسُول الله أَنْت قلت من سَأَلَ لي الْوَسِيلَة وَجَبت لَهُ شَفَاعَتِي فَقَالَ عافاك الله مَا هَكَذَا قلت وَلَكِن قلت من سَأَلَ لي من عِنْد الله الْوَسِيلَة وَجَبت لَهُ شَفَاعَتِي قَالَ فَاسْتَيْقَظت من مَنَامِي وَقد ذهب عني الطرش ببركة قَوْله لي عافاك الله وَعَن ابي عبد الله بن الْجلاء قَالَ كَانَ بِي فاقة فَأتيت مَدِينَة النَّبِي وَتَقَدَّمت إِلَى قَبره وسلمت عَلَيْهِ وعَلى صَاحِبيهِ فَقلت يَا رَسُول الله بِي فاقة وَأَنا اليلة ضيفك ثمَّ نمت فَرَأَيْت النَّبِي فِي مَنَامِي وناولني رغيفا فَأكلت بعضه ثمَّ استيقظت وَبَاقِيه فِي كفي ويروى أَن رجلا رَآهُ فِي الْمَنَام وَكَانَ عَلَيْهِ دين فَشَكا إِلَيْهِ حَاله فَقَالَ لَهُ النَّبِي اذْهَبْ إِلَى عَليّ بن عِيسَى وَقل لَهُ يدْفع إِلَيْك مَا تصلح بِهِ أَمرك فَقَالَ يَا رَسُول الله بِأَيّ عَلامَة قَالَ قل لَهُ رَأَيْتنِي فِي الْبَطْحَاء وَكنت على نشر من الأَرْض فَنزلت وجئتني فَقلت ارْجع إِلَى مَكَانك فَأَتَاهُ الرجل واخبره بالعلامة وَكَانَ عَليّ بن عِيسَى قدعزل من الوزارة فَردَّتْ اليه بعد رُؤْيا النَّبِي وَقَالَ لَهُ ارْجع إِلَى مَكَانك ثمَّ إِنَّه اطلق لَهُ ارْبَعْ مائَة دِينَار وَقَالَ اقْضِ بهَا دينك وَهَذِه ارْبَعْ مائَة دِينَار اجْعَلْهَا لَك راس مَال وَمن رأى النَّبِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 272 وَكَانَ طَالب حج فَإِنَّهُ يحجّ وَإِذا رَآهُ مُعسر يسر الله عَلَيْهِ أمره الْمَلَائِكَة وَأما عَامَّة الْمَلَائِكَة فَإِن رؤياهم نصْرَة لأهل ذَلِك وَمن رأى الْمَلَائِكَة وَهُوَ يخافهم فَإِنَّهُ يَقع فِي فتْنَة ومخاصمة وَحرب يَقع بِتِلْكَ الأَرْض وَمن رأى الْمَلَائِكَة فِي صُورَة النِّسَاء فَإِنَّهُ يشْهد بالزور لقَوْله تَعَالَى (وَجعلُوا الْمَلَائِكَة الَّذين هم عباد الرَّحْمَن إِنَاثًا اشْهَدُوا خلقهمْ ستكتب شَهَادَتهم ويسئلون) وَمن راى نَفرا يَسِيرا من الْمَلَائِكَة ينزل فِي مَكَان فَإِن هُنَاكَ جَبَّار يهْلك أَو يخذل وَمن رأى الْمَلَائِكَة تبشره بِغُلَام أَتَاهُ ولد ذكر عَالم لقَوْله تَعَالَى (إِنَّمَا أَنا رَسُول رَبك لأهب لَك غُلَاما زكيا) وَمن رأى أَنه ينظر إِلَى الْمَلَائِكَة فَإِنَّهُ يصاب بولده لقَوْله تَعَالَى (يَوْم يرَوْنَ الْمَلَائِكَة لَا بشرى يَوْمئِذٍ للمجرمين وَيَقُولُونَ حجرا مَحْجُورا) وَمن رأى الْمَلَائِكَة دخلو دَاره دخل عَلَيْهِ لص وَمن رأى الْمَلَائِكَة تلعنه فَإِنَّهُ رَقِيق الدّين لقَوْله تَعَالَى (اولئك عَلَيْهِم لعنة الله وَالْمَلَائِكَة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ) وَمن راى كَأَنَّهُ يُجَامع الْمَلَائِكَة فَإِنَّهُ يَمُوت لِأَن الِاجْتِمَاع بهم مُفَارقَة الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ إِذا جَامعه ملك فَإِنَّهُ يَمُوت وَمن رأى ملكا فِي صُورَة صبي فَإِنَّهُ فِي أَمر مستانف وَإِن رَآهُ شَابًّا فَإِنَّهُ يدل على الزَّمن الْحَاضِر وَإِن رأى الْملك فِي صُورَة شيخ فَإِنَّهُ يدل على أَمر مَاض وَمن رأى كَأَنَّهُ صَار ملكا فَإِنَّهُ يصير كَاهِنًا أَو عرافا أَو غمازا وَذَاكَ لِأَن العرافين والغمازين يكرمون كَمَا تكرم الْمَلَائِكَة وَمن رأى الْمَلَائِكَة تنزل فِي الْمَقَابِر مَاتَ هُنَالك الصالحون وَإِن رَآهُمْ فِي السُّوق فَهُوَ دَلِيل بخس الموازين وَإِن الَّذِي رأى كَأَنَّهُ صَار ملكا من بَيت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 273 الامارة فَإِنَّهُ ينَال الْملك لتحوله إِلَى هَذَا الِاسْم وَإِلَّا إِن الْمَلَائِكَة قادرون على الاحسان والإساءة وَكَذَلِكَ الْمُلُوك مَالك خَازِن النَّار وَمن رَآهُ فَإِنَّهُ يحضر بَين يَدي شَرطه فَإِن رَآهُ مُتَبَسِّمًا نجا من الشرطة والسجن لِأَن مَالك سجان وَالنَّار مجْلِس الصغار وَإِن رأى هَذِه الرُّؤْيَا مَرِيض فَإِنَّهُ يخْشَى عَلَيْهِ الْمَوْت رُؤْيا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام يدل على هَلَاك الْجَبَابِرَة فِي تِلْكَ السّنة وَمن رَآهُ وَكَانَ فِي حَرْب نصر وَكَذَلِكَ رُؤْيا هَارُون الْمُصحف فِي الْمَنَام تعبر بالملوك والقضاة من الْمُسلمين الَّذين يعتمدعليهم فِي أُمُور الدّين فَمن رأى الْمُصحف قد عدم أَو احْتَرَقَ أَو غسل فَإِن ملكا أَو قَاض يَمُوت وَمن رأى سُلْطَانا يكْتب مُصحفا فَإِنَّهُ يظْهر الْعدْل وينصر الشَّرْع وَإِذا كتب القَاضِي مُصحفا فِي الْمَنَام فَإِنَّهُ يكون بَخِيلًا بِالْعلمِ وألجاه والعالم إِذا رأى كَأَنَّهُ يكْتب مُصحفا فَإِنَّهُ يكون قَلِيل الْحِفْظ والفهم وَإِذا رأى النجار فِي مَنَامه كَأَنَّهُ يكْتب مُصحفا فَإِنَّهُ يكْسب مَالا وَإِذا رأى ملكا أَو رُؤِيَ لَهُ كَأَنَّهُ بلع مُصحفا فَإِنَّهُ يَمُوت وَإِن بلع الْمُصحف قَاض فَإِنَّهُ يقبل الرشاوي والبارطيل وَالْملك إِذا. . الْمُصحف فَإِنَّهُ يخرج من بَلَده وَإِن محاه شَاهد وقف عَن الشَّهَادَة وَمن حمل الْمُصحف أَو اشْتَرَاهُ فَإِنَّهُ يعْمل بأحكامه وَمن قرا الْمُصحف على النَّبِي فِي مَنَامه فَإِنَّهُ يحفظ الْقُرْآن وَمن أكل ورق الْمُصحف أَو سطوره وَهُوَ من عَامَّة النَّاس فَإِنَّهُ ياكل تِلَاوَة الْقُرْآن الْمَطَر فِي الْمَنَام يعبر بالقافلة وتعبر الْقَافِلَة بالمطر والمطر إِذا كَانَ عَاما فَهُوَ خصب وَرَحْمَة لقَوْله تَعَالَى (فأحيينا بِهِ بَلْدَة مَيتا) قَالَ سُبْحَانَهُ (وَيحيى الأَرْض بعد مَوتهَا) والمهموم إِذا رأى الْمَطَر فرج عَنهُ وَإِذا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 274 نزل الْمَطَر بدار خَاصَّة فَإِنَّهُ جدري وخصبا لقَوْله تَعَالَى (إِن كَانَ بكم أَذَى من مطر) وَقَالَ ابْن سِيرِين لَيْسَ فِي كتاب الله فَرح فِي لفظ الْمَطَر لقَوْله (وأمطرنا عَلَيْهِم مَطَرا فسَاء مطر الْمُنْذرين) وَأما لفظ المَاء من السَّمَاء فَإِنَّهُ غياث وَرَحْمَة لقَوْله تَعَالَى (وأنزلنا من السَّمَاء مَاء مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جنَّات وَحب الحصيد) وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة كلما نزل من السَّمَاء كلما يسْتَحبّ نَوعه وَأَصله المَاء فَهُوَ خير وخصب وَقَالَت النَّصَارَى الْمَطَر يدل على الرَّحْمَة خَاصّا كَانَ أَو عَاما وَإِذا مطرَت الأَرْض فَهُوَ عَذَاب لِأَنَّهُ من آيَات مُوسَى الَّذِي ابتلى الله بهَا بني اسرائيل وَكَذَلِكَ مطر الْحِجَارَة لقَوْله تَعَالَى (وامرطنا عَلَيْهِم حِجَارَة من سجيل) وَقَالَ ارطاميدورس الْمَطَر إِذا كَانَ بِلَا اضْطِرَاب فِي الْهَوَاء فَهُوَ دَلِيل خير وخصب وَلَا يحمد الْمَطَر للْمُسَافِر لِأَنَّهُ يدل على عَاقِبَة وَكَذَلِكَ من صنيعته تَحت الْهَوَاء وَالشَّمْس وَرَأى الْمَطَر فَهُوَ دَلِيل بطالته والفلاح إِذا رأى الْمَطَر فَهُوَ بِشَارَة بخصب يَنَالهُ والمطر إِذا كَانَ رملا غَالِبا أَو تُرَابا فَهُوَ ظلم من السُّلْطَان للرعية وَقيل إِن كَانَ الْمَطَر ينزل من السَّمَاء غُبَار فَهُوَ خصب وَإِذا كَانَ الْمَطَر سمنا اوعسلا أَو مَا يسْتَحبّ نَوعه من الثِّمَار فَهُوَ دَلِيل خصب لجَمِيع النَّاس المنارة فِي الْمَنَام خَادِم فمهما رأى فِيهَا من نقص أَو زِيَادَة فَهُوَ فِي الْخَادِم وَقيل رَأس المنارة رَأس الخدم وَقد تكون المنارة امراة المسرجة فِي الْمَنَام إِذا كَانَت صفراء فَهِيَ خير ثَابت وَإِن كَانَت فخار فَهِيَ أقل من ذَلِك والسراج دَلِيل شَرّ لمن أَرَادَ أَن يخفي أمره لِأَنَّهُ إِذا أوقد فِي مَكَان أظهر مَا كَانَ قد خَفِي الموج فِي الرُّؤْيَا دَلِيل شدَّة وَعَذَاب لقَوْله تَعَالَى (وَإِذا غشيهم موج الجزء: 1 ¦ الصفحة: 275 كالظلل دعوا الله مُخلصين لَهُ الدّين) وَذَلِكَ لشدَّة نزلت بهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 276 المشمش فِي الْمَنَام: دَنَانِير إِذا كَانَ أَوَانه فِي غير أَوَانه مرض وشحم المشمش رجل مستقام لَا ينْتَفع بِهِ وَقيل إِنَّه طَلَاق الزَّوْجَة شحيح فِي أَهله شُجَاع فِي نَفسه وَإِذا كَانَت شَجَرَة المشمش موقرة بحملها فَهُوَ رجل صَاحب مَال فَإِن رأى حملهَا أخضرا فَإِنَّهَا تدل على الدَّرَاهِم وَإِن كَانَ أصفر فَهُوَ دَنَانِير وَمن أكل مشمشا اخضرا فَإِنَّهُ يتَصَدَّق بِدَنَانِير ويبرء من مرض وَإِن أكل مشمشاً أصفرا فَإِنَّهُ ينْفق مَالا فِي مَرضه إِذا كَانَ فِي غير حِينه وَمن راى كَأَنَّهُ كسرغصنا من شَجَرَة غير مثمرة فَإِنَّهُ يُخَاصم قرَابَة أَو صديقا وَمن اصلح شَيْئا من الزَّرْع أَو الشّجر فَإِنَّهُ يُؤَدِّي الْأَمَانَة وَقيل شَجَرَة المشمش رجل قَلِيل الدّين لِأَن الصُّفْرَة مرض، وَالْمَرَض نفاق وَقيل شَجَرَة المشمش امراة موسرة فِي يَدهَا مِيرَاث وَمن جنى مِنْهَا شَيْئا فِي الْمَنَام تزوج بهَا وَقَالَ ارطاميدورس كل شَجَرَة تجنى فِي وَقتهَا فَهِيَ لذاذة وخديعة مَا خلا التوت وَفِي غير وَقتهَا تَعب وباطل المنادى فِي الْمَنَام سفر بعيد لمن سَمعه لقَوْله تَعَالَى (اولئك ينادون من مَكَان بعيد) الموز فِي الرُّؤْيَا رجل كريم حسن الْخلق وَإِن نبت فِي دَار ولد لصَاحِبهَا ابْن وَمن راى أَنه يَأْكُلهُ نَالَ مَالا من شركَة أَو من رجل أعجمي وَهُوَ للتاجر مَال وللزاهد دين والمرزنجوش فِي الرُّؤْيَا صِحَة جسم من شمه فِي مَنَامه فِي ذَلِك الْعَام وَمن غرس مرزنجوشا ولد لَهُ ولد صَحِيح الْجِسْم المنثور فِي الْمَنَام ولد يَمُوت طفْلا وَفَرح لَا يَدُوم أَو ولايه تَزُول أَو امْرَأَة تفارق أَو تِجَارَة تنْتَقل وَذَلِكَ لاسمه وَقلة بَقَائِهِ الْمِنْبَر فِي الْمَنَام ولَايَة وقهر عَدو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 277 وَمن رقاه وَكَانَ أَهلا للولاية أَو الْعلم وَمن رقا منبرا وَهُوَ من الْفُسَّاق وَلَا قَرَأَ شَيْئا من الْعلم وَلَا هُوَ من بَيت الْإِمَارَة فليحذر من الصلب وَرُبمَا كَانَ الْمِنْبَر لمن مرقاه وخطب بِالنَّاسِ خطْبَة تزوج بهَا وَرُبمَا اشْتهر بِشَيْء يذل بِهِ وَإِذا رَأَتْ الْمَرْأَة كَأَنَّهَا تخْطب على مِنْبَر فَإِنَّهَا تشتهر بفضيحة وَالسُّلْطَان إِذا رقا منبرا دَامَ ملكه وقهر أعداءه المجمرة فِي الرُّؤْيَا جَارِيَة أديبة أَو غُلَام أديب وكل من صَاحبهَا نَالَ مِنْهَا ثَنَاء حسنا الملحفة هِيَ امْرَأَة صَاحب الرُّؤْيَا أَو قيمَة بَيِّنَة فَمن رأى كَأَنَّهُ نَام فِي ملحفة فَإِنَّهُ ينَال امْرَأَة حَسَنَة لقَوْله تَعَالَى (يَا أَيهَا النَّبِي قل لِأَزْوَاجِك وبناتك وَنسَاء الْمُؤمنِينَ يدنين عَلَيْهِنَّ من جلابيبهن) يُرِيد من ملاحفهن وَمن رأى كَأَنَّهُ لبس ملحفة حَمْرَاء ألْقى قتالا بِسَبَب امْرَأَة الممطر فِي الْمَنَام قُوَّة من السُّلْطَان وَاسم صَالح لِأَنَّهُ اوسع للنَّاس وُقُوفه وَكَذَلِكَ الِاسْم الصَّالح يَعْلُو جَمِيع الْأُمُور وَهُوَ وقاية للثياب بِسَبَب صِفَاته وعلوه عَلَيْهَا وَمن لبس ممطرا وَحده فَإِنَّهُ يفْتَقر ويعيش فِي النَّاس بالتجمل وَالذكر الْحسن الملحم فِي الْمَنَام امْرَأَة أَو ولد أَو ملحمة قتال المسلخ فِي الْمَنَام دَار عَذَاب وظلم وسجن فَمن دخل مسلخا فليحذر من السجْن أَو من حُضُور بَين يَدي الشرطة المعانقة فِي الْمَنَام تدل على طول الْحَيَاة وَمن عانق مَيتا طَال عمره، وَإِن عانقه الْمَيِّت وَلم يفلته خصباً فَإِن الْحَيّ يَمُوت وَمن عانق انسانا يعرفهُ فَإِنَّهُ يخالطه وَمن عانق عدوه فَإِنَّهُ يصالحه أَو يقطع عداوته وَقيل المعانقة كَلَام حسن جَوَابه مثله الْمَرَض فِي الْمَنَام نفاق لقَوْله تَعَالَى (لَئِن لم ينْتَه المُنَافِقُونَ وَالَّذين فِي قُلُوبهم مرض) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 أَي نفاق وَمن راى كَأَنَّهُ مَرِيض نقص دينه وَصَحَّ جِسْمه فِي ذَلِك الْعَام وَمن رأى من الْمُحَاربين كَأَنَّهُ مَرِيض فَإِنَّهُ يجرح لقَوْله تَعَالَى (وَإِن كُنْتُم مرض) يَعْنِي جرحى وَإِن رأى رجل كَأَن امْرَأَته مَرِيضَة نقص دينهَا وَصَحَّ جسمها وَالْمَرِيض إِذا تمزج بالدسم وَرَأى كَأَنَّهُ رَاكب خنزيراً أَو بَعِيرًا أَو ثورا خشِي عَلَيْهِ الْمَوْت وَإِذا أنْشد الْمَرِيض شعرًا يكون فِيهِ ذكر الْفِرَاق أَو قَرَأَ آيَة يكون فِيهَا ذكر الْمَوْت وَكَذَلِكَ إِذا دخل عَلَيْهِ شخص اسْمه مُوسَى أَو عِيسَى أَو راحيل أَو مُسَافر فَإِنَّهُ يَمُوت وَإِن رأى يعِيش أَو سَالم أَو يحيى فَإِنَّهُ يعِيش وَيسلم من مَرضه والطفل الْمَرِيض إِذا رأى أَنه قد شفى فَإِنَّهُ يَمُوت لِأَن مَوته رَاحَته من الدُّنْيَا وَإِذا رأى الْمَرِيض أَنه محرم فَإِنَّهُ يَمُوت وَالْمَرِيض إِذا اعْتِقْ عبدا فَإِنَّهُ يَمُوت لِأَن الْمَيِّت لَا حكم لَهُ على أحد وَمن راى النَّاس كلهم مرضى وَلَا لَهُم من يمشي فِي حوائجهم فَإِن الْبَلَد ( ... .) وَإِذا رأى الْمَرِيض خَادِمًا مَجْهُولا أَو أمردا ضرب عُنُقه فَإِنَّهُ يَمُوت لِأَن الْخَادِم وَالصَّبِيّ بِمَنْزِلَة ملك الْمَوْت الَّذِي يَأْخُذ روحه وَإِذا رأى الْمَرِيض سمنا أَو طولا أَو عرضا بجسده فَإِنَّهُ يبرأ من مَرضه وَإِن رأى الْمَرِيض كَأَنَّهُ صعد جبلا أَو شَجَرَة عاليه فَإِنَّهُ يشفى وَذَلِكَ لبعده عَن الأَرْض الَّذِي يغيب فهيا وَقَالَت النَّصَارَى من رأى كَأَنَّهُ مَرِيض قهر أعداءه وعاش هنيا ونال مَالا عَظِيما وَطَالَ عمره ونال سُرُورًا وَقَالَ ارطاميدورس: من رأى كَأَنَّهُ مَرِيض وَهُوَ فِي شدَّة فَإِنَّهُ ينجو لِأَن الْمَرَض يذهب الشدَّة وَأما لسَائِر النَّاس فَإِنَّهُ يدل على البطالة وتدل فِي الْأَغْنِيَاء على الْحَاجة لِأَن كل مَرِيض مُحْتَاج وَالْمُسَافر إِذا رأى كَأَنَّهُ مَرِيض وقف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 279 سَفَره أَو بَطل وَمن رأى كَأَنَّهُ مَرِيض وَله شَهْوَة أَو حَاجَة فَإِنَّهَا تتعسر لِأَن الْأَطِبَّاء يمكنون المرضى من الشَّهَوَات وَمن رأى شخصا يعرفهُ كَأَنَّهُ مَرِيض فَإِن الْمَرَض يعرض لَهُ وَإِن كَانَ الشَّخْص الَّذِي رأى كَأَنَّهُ مَرِيض غير مَعْرُوف فَإِن الْمَرَض يرجع إِلَى صَاحب الرُّؤْيَا وَقَالَ جاماسب: من رأى كَأَنَّهُ مَرِيض صَحَّ جِسْمه وَإِذا راى الْمَرِيض كَأَنَّهُ خرج من دَاره صامتا لَا يتَكَلَّم فَإِنَّهُ يَمُوت وَإِن خرج يسلم على النَّاس فَإِنَّهُ يشفى من الْمَرَض وَإِذا رأى الْمَرِيض كَأَنَّهُ تزوج فَإِنَّهُ يَمُوت لِأَن المتزوج يتشيع إِلَى الْمنزل كَمَا تتشيع الْجِنَازَة إِلَى الْمقْبرَة وَإِذا رأى الْمَرِيض كَأَنَّهُ نَائِم على حافة قَبره فَإِنَّهُ يَمُوت وَكَذَلِكَ إِن ارْتقى فِي سلم وَإِن خرج من دَار الْمَرِيض طبق مخمر لَا يدْرِي مَا تَحْتَهُ فَإِن الْمَرِيض يَمُوت وَكَذَلِكَ إِذا سقِِي خردلا أَو شَيْئا مرا أَو شرب كأس خمر فَإِنَّهُ يشرب كأس الْمنية وَكَذَلِكَ إِن نَام وَالنَّاس يودعونه فَإِنَّهُ يَمُوت وَهَذَا بَاب وَاسع يطول شَرحه فقس عَلَيْهِ ترشد المقعد فِي الْمَنَام رجل ضَعِيف فَمن رأى كَأَنَّهُ مقْعد وَرَأى إنْسَانا سقَاهُ مَاء فَإِنَّهُ ينَال مَالا يَسْتَعِين بِهِ على حرفته من الَّذِي سقَاهُ الْمِيزَان فِي الرُّؤْيَا يعبر بِالْقَاضِي فَإِذا رأى كَأَن قَائِما حديدا كَانَ القَاضِي فِي ذَلِك الْمَكَان فَقِيها قَوِيا وكفة الْمِيزَان فِي الْمَنَام سمع القَاضِي وَالدَّرَاهِم بِمَنْزِلَة الْخُصُومَات الَّتِي تجمع فِي كفة الْمِيزَان كَمَا تجمع الْكَلَام فِي سمع القَاضِي والصنجات بِمَنْزِلَة الْعُدُول الَّذِي بهم يحصل الْفَصْل وَمن رأى ميزانا نزل من السَّمَاء فَإِنَّهُ طَالب حق لقَوْله تَعَالَى (لقد أرسلنَا رسلنَا بِالْبَيِّنَاتِ وأنزلنا مَعَهم الْكتاب وَالْمِيزَان ليقوم النَّاس بِالْقِسْطِ) الْمَوْت فِي الْمَنَام الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 على وُجُوه كَثِيرَة مِنْهَا أَنه نقص فِي الدّين لقَوْله تَعَالَى (إِنَّك لَا تسمع الْمَوْتَى وَمَا أَنْت بمسمع من فِي الْقُبُور) فسماهم لضلالتهم وَمن رأى كَأَنَّهُ مَاتَ وَلم يرى لمَوْته آلَة الْمَوْت كالغسل والكفن وَغَيره فَإِن ذَلِك يدل على هدم حَائِط أَو كسر خَشَبَة فِي الدَّار الَّتِي مَاتَ فِيهَا وَإِن رأى آلَة الْمَوْت فَذَلِك زِيَادَة نقص فِي دينه وَقيل الْمَوْت سفر ونقلة لِأَن كل ميت لَا بُد لَهُ من نقلة وَقيل الْمَوْت فقر إِذا كَانَ الْمَيِّت عُريَانا وَمن مَاتَ وَدفن فَإِنَّهُ يَمُوت بِلَا تَوْبَة فَإِن خرج من قَبره فَإِنَّهُ يَتُوب وَمن رأى كَأَنَّهُ مَاتَ وَحمل على أَعْنَاق الرِّجَال وَلم يدْفن فَإِنَّهُ يقهر أعداءه وَإِن كَانَ أَهلا للولاية نالها وَتَكون ولَايَته على نَاس بِقدر من تبعه فِي جنَازَته وَمن راى كَأَنَّهُ عَاشَ بعد مَوته فَإِنَّهُ يَتُوب بعدغفلته وَإِن كَانَ كَافِرًا أسلم لقَوْله تَعَالَى (وكنتم أَمْوَاتًا فأحياكم) بعد ضَالِّينَ فَهدَاكُم وَقيل من عَاشَ بعد مَوته فَإِنَّهُ يَسْتَغْنِي بعد فقر لما جرى على ألسن النَّاس فلَان قد عَاشَ بعد أَن كَانَ مَيتا وَمن رأى مَيتا فَأخْبرهُ أَنه لم يمت فَإِنَّهُ فِي مقَام الشُّهَدَاء منعم فِي الْآخِرَة لقَوْله تَعَالَى (وَلَا تحسبن الَّذين قتلوا فِي سَبِيل الله أَمْوَاتًا بل أَحيَاء) وَمن رأى كَأَنَّهُ حمل مَيتا على غير صفة حمل الْأَمْوَات فَإِنَّهُ ينَال مَالا حَرَامًا فَإِن حمله كَمَا تحمل الْأَمْوَات فَإِنَّهُ يخْدم سُلْطَانا وَمن رأى كَأَنَّهُ ميت مَعَ الْأَمْوَات فَإِنَّهُ يخالط قوما فاسقين وَإِذا رأى الْمَيِّت مَرِيضا فَإِنَّهُ مسئول عَن أُمُور دينه فِيمَا بَينه وَبَين الله تَعَالَى وَمن رأى مَيتا مَعْرُوفا قد مَاتَ وَلم يكن لمَوْته بكاء وصراخ فَإِن شخصا من عقبه يَمُوت وَمهما أخبر الْمَيِّت من خير وَهُوَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 مَشْغُول عَن الْبَاطِل وَإِن أخبر الْمَيِّت بِشَيْء وَلم يكن فَإِن ذَلِك من الأضغاث وَمن رأى زَوجته مَاتَت نَالَ فَائِدَة من زرع وَإِن لم يكن لَهُ زرع فبسببه وَمن رأى كَأَنَّهُ مَاتَ فَإِنَّهُ يُفَارق شَرِيكه أَو زَوجته أَو أَخَاهُ بسفر أَو مخاصمة لِأَن الْمَيِّت لَا يكون مَعَ الْحَيّ وَمن راى كَأَنَّهُ يحيي الْمَوْتَى فَإِنَّهُ يدبغ الْجُلُود أَو يُفِيد الضُّعَفَاء وَالْمَسَاكِين وَمن وجد مَيتا أصَاب مَالا وَمن رأى مَيتا جَاءَ إِلَيْهِ وَأقسم أَنه لَا يروح إِلَّا بِهِ واخذه وَدخل بِهِ إِلَى بَيت مَجْهُول بعيد عَن الْجِدَار فَإِن الْحَيّ يَمُوت وَإِن خرج من الْمَكَان هَارِبا فَإِنَّهُ يمرض ويشرف على الْمَوْت وينجو وَإِذا أخبر ميت حَيا أَنه لَا حق بِهِ إِلَى وَقت مَعْلُوم فَإِن الْيَوْم قد يكون شهرا والشهر عَاما وَالْعَام عشرَة وَمن رأى كَأَنَّهُ يمشي فِي آثر ميت فَإِنَّهُ يَقْتَدِي بسيرته أَو يعِيش كَمَا عَاشَ ذَلِك الْمَيِّت وَمن نكح مَيتا مَعْرُوفا أَو مَجْهُولا فَإِنَّهُ يظفر بحاجة لم يكن يرجوها أَو يصل أحدا من عقب الْمَيِّت بفائدة وَمن نكح مَحَارمه من الْأَمْوَات فَإِنَّهُ يصلهم ببر واحسان وَمن رأى مَيتا يعرفهُ نَائِم على فرَاش فَإِنَّهُ منعم فِي الْآخِرَة وَمن نبش قبر ميت يعرفهُ فَإِنَّهُ يَقْتَدِي بسيرة ذَلِك الْمَيِّت فِي علم كَانَ يحصله أَو مَال وَإِن وصل فِي نبشه إِلَى الْمَيِّت ووجده مَيتا فَلَا خير فِي مقْصده وَإِن النَّاس أَحَي هُوَ أم ميت فَإِن الْأَمر الَّذِي هُوَ طَالبه ملتبس بَين حمد وذم وَمن رأى كَأَنَّهُ فِي نزاع الْمَوْت فَإِنَّهُ ظَالِم لنَفسِهِ أَو لغيره لقَوْله تَعَالَى (وَلَو ترى اذ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَات الْمَوْت وَالْمَلَائِكَة باسطوا أَيْديهم أخرجُوا أَنفسكُم الْيَوْم تُجْزونَ عَذَاب الْهون) الاية وَإِن رأى مَمْلُوك كَأَنَّهُ قد مَاتَ فَإِنَّهُ يعْتق لِأَن الْمَيِّت لَا كلفة عَلَيْهِ وَلَا خدمَة وَإِذا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 رأى الْغَائِب الْمُسَافِر كَأَنَّهُ قد مَاتَ فَإِنَّهُ يقدم من سَفَره لِأَن الْمَيِّت لَا بُد لَهُ من نقلة وَمهما أَخذ الْإِنْسَان من الْمَيِّت فِي الْمَنَام فَهُوَ خير مِمَّا يُعْطِيهِ إِلَّا أَن يَأْخُذ الْمَيِّت مَا يدل على الْهم كَالثَّوْبِ الْخلق أَو شَيْئا مرا أَو صفر فَإِنَّهُ ذهَاب الْمَرَض والهم عَن الْحَيّ وَكَذَلِكَ إِذا أخذت الْمَيِّت عدوا يخافه الْحَيّ وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة: أَن شخصا رأى فِي مَنَامه كَأَنَّهُ مَاتَ ثمَّ عَاشَ بعد مَوته فَعرض لَهُ بعد ذَلِك أَنه نزل فِي جب وأشرف على الْمَوْت من الكرب ثمَّ يخَاف كَانَت حَيَاته خُرُوجه من الْجب وَإِذا أخبر الْمَيِّت بِشَيْء فَلَيْسَ بِشَيْء وَهُوَ اضغاث أَحْلَام لِأَنَّهُ مَشْغُول عَن الْبَاطِل وَأَن أخبر بِحَق فَلَا يكون إِلَّا كَمَا قَالَ لِأَنَّهُ مَأْمُور بِهِ وَأما صَلَاة الْمَيِّت فَإِنَّهَا دَلِيل خير لَهُ وَلمن هُوَ من عقبه المها فِي الْمَنَام رجل رَئِيس كثير الْعِبَادَة معتزل عَن السّنة وَمن وجد عين المها نَالَ امْرَأَة سَمِينَة جميلَة وَهِي قَصِيرَة الْعُمر وَمن رأى رَأسه تحول رَأس المها نَالَ رئاسة وغنيمة وَولَايَة على نَاس غرباء وَمن رأى كَأَنَّهُ صَار إبِلا فَإِنَّهُ يعتزل الْجَمَاعَة وَيدخل فِي بِدعَة المقلوب من الرُّؤْيَا مِثَال ذَلِك أَن يرى الْإِنْسَان كَأَنَّهُ تحول من منزله فَإِنَّهُ يُسَافر وَرَأى كَأَنَّهُ يُسَافر فليتحول والعجلة فِي الْمَنَام نَدم والندم عجلة والطعن طاعون والطاعون طعن والمحبة بغضة والبغضة محبَّة وَأكل التِّين نَدم والندم أكل التِّين وَهدم الدَّار موت وَالْمَوْت هدم الدَّار والنواح زمر وَالزمر نواح والسيل عَدو والعدو سيل وَالْجَرَاد جند والجند جَراد والحزن فَرح والفرح حزن والضحك بكاء والبكاء ضحك والراس رَئِيس والرئيس رَأس وَالْولد كبد والكبد ولد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 والقبر سجن والسجن قبر وَالْبِنْت للحامل ابْن وَالِابْن لَهَا بنت وَالْمَرْأَة دنيا وَالدُّنْيَا امْرَأَة والغنى فقر والفقر غنى وَالْأَرْض أم وَالأُم ارْض والمخاصمة مصالحة والمصالحة مخاصمة وَمن هوى من مَكَان عَال فَإِن الله عَلَيْهِ غَضْبَان وَمن رأى الله غضبانا فَإِنَّهُ يهوي من مَكَان عَال لقَوْله تَعَالَى (وَمن يحلل عَلَيْهِ غَضَبي فقد هوى) وَهَذَا كثير فقس عَلَيْهِ الْمسك فِي الْمَنَام ولد وَقيل الْمَرْأَة المعلف فِي الرُّؤْيَا عز وَقُوَّة لمن رَآهُ فِي دَاره وَقيل المعلف امْرَأَة فَمن رأى على معلفه دابتين فَإِن امْرَأَته تصاحب محبوبين المداس مَذْكُور فِي حرف النُّون يُسمى نعلا الْمِيَاه فِي الْمَنَام على وُجُوه قَالَ الْمُسلمُونَ: المَاء الكدر عسر وهم من قبل من ينْسب المَاء إِلَيْهِ وَقيل المَاء الكدر سُلْطَان جَائِر وَمن اغْتسل من مَاء كدر وَخرج مِنْهُ خرج من هم وَالشرب مِنْهُ فِي الْمَنَام مرض وَالْعَبْد إِذا رأى مَاء كدرا فِي نهر فَإِن مَوْلَاهُ يتهدده وَمن رأى مَاء كدرا سَالَ إِلَى دَاره فأتلف فِيهَا شَيْئا ناله ضَرَر من أعدائه فَإِن سد مجْرى المَاء قطع عداوته وَالْمَاء الْوَاقِف حبس وَكلما كَانَ المَاء صافيا فَهُوَ صفاء عَيْش شَاربه وَالْمَاء المالح نقص فِي الْمَعيشَة وَكَذَلِكَ المَاء الراكد وَقيل المَاء الراكد حبس لمن دخله وَلم يخرج مِنْهُ وَالْمَشْي على المَاء قُوَّة يَقِين إِذا كَانَ فِي كَلَام صَاحب الرُّؤْيَا يدل على الْبر إِلَّا فَإِن الْمَشْي على المَاء غرور وَأمر لَا يثبت وَقيل الْمَشْي على المَاء استبانة أَمر قد خَفِي وَالْمَاء الْجَارِي سفر لمن رَآهُ أَو دخل فِيهِ المَاء الصافي حَيَاة طيبَة وعيشة صَافِيَة لمن شربه أَو اغْتسل فِيهِ وَهُوَ شِفَاء من مرض وَمن رأى كَأَنَّهُ وَقع فِي مَاء صافي نَالَ سُرُورًا سرعَة وَمن طلب قَرَار المَاء وَلم يجده فَإِنَّهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 284 يتَحَوَّل لِأَن الدُّنْيَا مَالهَا قَرَار وَقيل إِنَّه يَقع فِي أَمر رجل كَبِير لقَوْله تَعَالَى (إِن الله مبتليكم بنهر) وَالْمَاء الْمُتَغَيّر فِي الْمَنَام عَيْش نكد وَالْمَاء الْحَار عَذَاب لقَوْله تَعَالَى (وَسقوا مَاء حميما فَقطع أمعاءهم) وبالليل فزع من الْجِنّ وَالْمَاء الْأَمر فِي الرُّؤْيَا عَيْش مر وَمن صب المَاء فِي مَوضِع ينفع أنْفق مَالا فِي مصلحَة فَإِن صبه فِي غير نفع فَإِنَّهُ يسرف وَالْمَاء الْأَصْفَر فِي الْمَنَام مرض لشاربه وَمن غَار مَاؤُهُ تَغَيَّرت نعم الله عَلَيْهِ لقَوْله تَعَالَى (أَرَأَيْتُم إِن اصبح ماؤكم غورا) المَاء الْأَخْضَر مرض طَوِيل لطول مكثه وَقيل عَيْش نكد المَاء الْأسود لَا خير فِيهِ على كل حَال وَمن رأى كَأَنَّهُ ينْزح مَاء أسودا من بِئْر فَإِنَّهُ يتَزَوَّج بِامْرَأَة لَا خير فِيهَا وَمن شرب المَاء الْأسود ذهب بَصَره والغرف فِي المَاء الصافي دُخُول فِي مَال كثير وَهَذَا قَول جاماسب وَمن غرق فِي مَاء وطفا تَارَة ويغوص أُخْرَى فَإِنَّهُ يغرق فِي أُمُور الدُّنْيَا وَإِذا غرق الْكَافِر فِي الْبَحْر فَإِنَّهُ يسلم لقَوْله تَعَالَى (حَتَّى إِذا أدْركهُ الْغَرق قَالَ آمَنت أَنه لَا إِلَه إِلَّا الَّذِي آمَنت بِهِ بَنو إِسْرَائِيل) الْملح الحلو فِي الْمَنَام مَال بِلَا تَعب وَإِذا رَأَيْت الْملح بَين محاربين أَو متخاصمين فَإِنَّهُم يصطلحون كَقَوْل الشَّاعِر (بالملح يصلح مَا يخْشَى تغيره ... فَكيف بالحلو إِن حلت بِهِ الْغَيْر) وَإِذا رأى الْإِنْسَان كَأَن أملاح النَّاس فَسدتْ فَإِن الطَّاعُون يحل بذلك الْمَكَان أَو جورا أَو قحطا الْمَائِدَة فِي الرُّؤْيَا غنيمَة ورفعها انقضاؤها والمائدة مشورة إِذا كَانَ حولهَا والمائدة دَعْوَة مجابة لقَوْله تَعَالَى (رَبنَا أنزل علينا مائدة من السَّمَاء تكون لنا عيدا لأولنا وأخرنا وَآيَة مِنْك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 285 وارزقنا) وَكَثْرَة الزحمة على الْمَائِدَة كَثْرَة الْعِيَال وَمن مرس طَعَاما فَإِنَّهُ مستخف بِنِعْمَة الله عَلَيْهِ والمائدة إِذا اجْتمع عَلَيْهَا ضدان فَإِنَّهَا دَالَّة على الْحَرْب وَكَيف إِن كَانَ مأكولهم روءساً مشوية أَو هرايسا أَو بقولا فالمائدة ميدان اللِّقَاء والمؤاكلة منافعة ومطاعنة بِالْأَيْدِي كل يتحيل على بَقَاء مهجتة المغرقة فِي الْمَنَام قهرمانة تجْرِي على يَدهَا نَفَقَة الْأَمْوَال الْمَدّ فِي الْمَنَام عَدو وَهُوَ مَذْكُور فِي حرف السِّين مُسَمّى سيل المسمار فِي الْمَنَام اثبات أَمر وَيدل على زواج فَمن رأى كَأَنَّهُ أثبت مسمارا فِي دفة أَو فِي شَيْء مِمَّا يدل على النِّسَاء فَإِنَّهُ يتَزَوَّج والمسامير الْكَثِيرَة قُوَّة وَمَنْفَعَة والمثقب كالمسمار وَقيل المثقب رجل عَظِيم الذّكر والمبرد يعبر بِاللِّسَانِ وَيدل على الْمُطَالبَة الْمشْط فِي الْمَنَام رجل نفاع مسلي للهموم وَهُوَ دَلِيل خير لمن أَرَادَ الْمُشَاركَة أَو الْعَمَل مَعَ الدِّيوَان وَذَلِكَ لاتقان أَسْنَانه وَإِذا كَانَ الْمشْط بكواكب من فضَّة وكواكب من ذهب فهم عُمَّال وكواكب الْفضة عُمَّال خونة وكواكب الذَّهَب عُمَّال صدق لِأَن الذَّهَب قد نزل بِمَنْزِلَة الامانات فِي التَّأْوِيل وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى (وَمن أهل الْكتاب من إِن تأمنه بقنطار يؤده إِلَيْك وَمِنْهُم من إِن تأمنه بِدِينَار لَا يؤده إِلَيْك) وَقيل التسريح بالمشط زَكَاة المَال والمشط فِي الْمَنَام يُفَسر بِرَجُل عَادل وَقَالَت الْيَهُود الْمشْط فِي الْمَنَام سرُور سَاعَة والمشط يُفَسر بالحاكم والطبيب والواعظ الْمُصَالحَة فِي الْمَنَام تغريم فِي الدّين خير لقَوْله تَعَالَى (وَالصُّلْح خير) وَمن رأى كَأَنَّهُ صَالح إنْسَانا على دين كَانَ قدره مائَة دِرْهَم فاصطلحا على خمسين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 286 فَإِن لَهُ غَرضا وَبَينهمَا كَلَام فِي مَال وَيكون غريما حَلِيمًا وَمن دعِي إِلَى مصالحة إِنْسَان فَإِنَّهُ يدعى إِلَى بر وإحسان سَوَاء عرف من دعِي إِلَى مصالحته أَو لم يعرفهُ المقارعة فِي الْمَنَام مغالبة فَمن قارع إنْسَانا واصابه الْقرعَة ظفر بغريم وَإِن أَصَابَت الْقرعَة غَرِيمه أصَاب صَاحب الرُّؤْيَا هم لقَوْله تَعَالَى (فساهم فَكَانَ من المدحضين) المنجنيق فِي الْمَنَام لَا خير فِيهِ وَكَذَلِكَ القذافة فيهمَا قذف بِكَلَام عَظِيم وبهتان وَإِن كَانَ الرَّامِي بالمنجنيق سُلْطَانا فَإِنَّهُ يكْتب كتابا فِيهِ كَلَام قَاس إِلَى جِهَة كَانَ رميه إِلَيْهَا المقلاع فِي الرُّؤْيَا كَلَام حق بقساوة إِذا رَأْي فِي الْمَنَام فَمن رمى بِحجر من مقلاع فَإِنَّهُ يسمع كَلَام حق وَفِيه قساوة وَمن رأى بِيَدِهِ مقلاعا من غير رمي فَإِنَّهُ قد عزم على كَلَام يتَكَلَّم بِهِ فِي أَمر حق وَفِيه قساوة أَيْضا وَقيل المقلاع إِذا لم يرم بِهِ فَإِنَّهُ يدل على تَوْبَة وإقلاع عَن الْمعاصِي وَقَالَت النَّصَارَى من رأى النِّسَاء رمينه فَإِن السَّحَرَة يكيدونه المجرفة فِي الْمَنَام رجل ثِقَة يَسْتَعِين بِهِ كل أحد وَمن رأى بِيَدِهِ مجرفة صَار إِلَيْهِ فضل كثير لِأَنَّهَا تجمع التُّرَاب وَغَيره من الأَرْض قَالَ ارطاميدورس المجرفة تدل على الْمَرْأَة وحركة الْعَمَل والمر خير يصل إِلَى صَاحبه المحلاج وَحِمَاره شريكان أَحدهمَا صَاحب نفاق وَالْآخر قاسي الْقلب يفرقان بَين الْحق وَالْبَاطِل الْمرْآة فِي الْمَنَام خيال يُرِيك شَيْئا بِشَيْء وَهِي كالسراب وَمن نظر فِي مرْآة وَله امْرَأَة غَائِبَة قدمت إِلَيْهِ والمرآة تعبر بِالْمَرْأَةِ فَمن رأى كَأَنَّهُ ينظر فِي مرْآة وَله امْرَأَة غَائِبَة عَنهُ قدمت عَلَيْهِ وَمن نظر فِي الْمرْآة من وَرَائِهَا فَإِنَّهُ يَأْتِي امْرَأَة فِي دبرهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 287 اَوْ يحاول امرا من غير وَجهه وَمن راى فِي الْمرْآة صُورَة زَارَهُ صديقه وَإِن كَانَ لَهُ حَامِل وَرَأى صورته فِي الْمرْآة فَإِنَّهُ يبشره بِولد ذكر وَإِن رَأَتْ امْرَأَة صورتهَا فِي مرْآة وَهِي حَامِل بشرت بِجَارِيَة تشببهها وتقابلها فِي بَيتهَا وَجههَا إِلَى وَجههَا وَإِذا رأى المسجون وَجهه فِي وَجه مرْآة فَإِنَّهُ يخرج من السجْن وَمن رأى فرج امْرَأَته فِي الْمرْآة نَالَ فرجا والمرآة الصدئة هم فِي الرُّؤْيَا بِشدَّة وَخَوف والمرآة من الذَّهَب غنى لمن رَآهَا وَمن نظر وَجهه فِي المَاء أَو فِي الأَرْض فَإِنَّهُ يَمُوت أَو من يعز عَلَيْهِ من أَهله وَإِذا رأى وَال صورته فِي مرْآة فَإِنَّهُ يعْزل السُّلْطَان إِذا رأى صورته فِي مرْآة فَإِنَّهُ يُسَافر عَن زَوجته وَيجْعَل لَهُ خَليفَة عَلَيْهَا وَرُبمَا عزل عَن سُلْطَانه المصفاة فِي الْمَنَام خَادِم جليل المطرقة فِي الْمَنَام تعبر بِصَاحِب الشرطة وَمن رأى مطرقة وَأَخذهَا صَار إِلَيْهِ صَار إِلَيْهِ فضل كثير المظلة فِي الْمَنَام سُلْطَان لمن رَآهَا على رَأسه والمعول رجل يجر الْأَمْوَال إِلَى نَفسه والمفتاح نصْرَة على العداة لقَوْله تَعَالَى (نصر من الله وَفتح قريب) وَمن رأى بِيَدِهِ مِفْتَاح خشب فَلَا يودع مَالا لأحد وَإِن أودعهُ فَإِنَّهُ يجْحَد لِأَن الْخشب نفاق وَمن رأى بِيَدِهِ مفتاحا بِلَا أَسْنَان فَإِنَّهُ يظلم الْيَتِيم وَمن رأى بِيَدِهِ مِفْتَاح الْجنَّة نَالَ نسكا وعلما والمفتاح يدل على دَعْوَة مجابة لقَوْله تَعَالَى (إِن تستفتحوا فقد جَاءَكُم الْفَتْح) أَرَادَ إِن تَدْعُو تجاب دعواتكم وَمن راى بِيَدِهِ مَفَاتِيح كَثِيرَة نَالَ سُلْطَانا عَظِيما لقَوْله تَعَالَى (لَهُ مقاليد السَّمَوَات وَالْأَرْض) يُرِيد سُلْطَان السَّمَوَات وَالْأَرْض والمفاتيح خَزَائِن لِأَن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 288 بهَا تفتح والمفتاح أَيْضا يعبر بِالْحَجِّ المكحلة فِي الْمَنَام امْرَأَة صَالِحَة تسْعَى فِي أُمُور النَّاس بإصلاح دينهم وَأَمْوَالهمْ المكنسة فِي الرُّؤْيَا خَادِم يتقاضى الخدم والمكنسة اللينة خَادِم الخدم فَمن رأى كَأَنَّهُ كنس دَاره وَكَانَ غَنِيا خشِي عَلَيْهِ الْفقر وَقيل كنس الْمنزل يدل على موت مَرِيض فِيهِ أَو تَحْويل الْمِنْشَار يَأْخُذ وَيُعْطِي ويسامح والمنقار رجل لَا يكتم لَهُ أَمر لشدَّة طمعه والمنقلة رجل ينَال الْأَمْوَال بكد وتعب والمندفة امْرَأَة متشبعة ووترها رجل ظنان ومندفة الرِّجَال رجل مُنَافِق مشنع المنفخة فِي الرُّؤْيَا وَزِير النَّار لِأَن النَّار سُلْطَان المنجل رجل يفرق مَا بَين الْأَحِبَّة حَيْثُ يَقع من يَقع وَلَا يحابي أحد وَقَالَ ارطاميدورس: المنجل دَلِيل تشَتت لِأَنَّهُ يقسم الْأَشْيَاء وَلَا يجمعها المزراق فِي الْمَنَام عز وسطوة إِذا كَانَ فِيهِ حَدِيد وَإِن خلا من الْحَدِيد فَهُوَ ولد لَهُ قُوَّة وبأس وتجارة رابحة وَكسب نَافِع وَإِذا رَآهُ الْفَقِير اسْتغنى وَإِن كَانَ غَنِيا ازْدَادَ غناً ونصرة على الْأَعْدَاء وَكَذَلِكَ الحراب والخناجر المبارزة فِي الْمَنَام مخاصمة وَأكْثر مَا تدل للْعَرَب على الزواج والمبارزة أَيْضا مخادعة المناجل فِي حرف الْحَاء فِي الْحَصاد الموسى فِي الْمَنَام ولد ذكر لِأَنَّهُ يحب كَمَا يحب الْوَلَد وَإِذا قطع بِهِ فَهُوَ انصرام أَمر هُوَ بصدده المهد فِي الْمَنَام هم وحزن أَو حبس لمن نَام فِيهِ أَو دَار ضَيفه وَقيل المهد امْرَأَة مشفقة صَغِيرَة لمن اشْتَرَاهُ وَقيل المهدعلم صَالح لقَوْله تَعَالَى (وَمن عمل صَالحا فلأنفسهم يمهدون) المخاط فِي الْمَنَام ولد لِأَن نوحًا عَلَيْهِ السَّلَام لما أَذَاهُ الفأر فِي السَّفِينَة دَعَا الله تَعَالَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 289 إِن يستعطس الْأسد فاعطس الْهِرَّة وَهِي أشبه بالأسد وَمن رأى كَأَنَّهُ امتخط بِيَدِهِ على الأَرْض فَإِن امْرَأَته تضع جَارِيَة وتعيش وَإِن امتخط بِيَدِهِ على امْرَأَته فَإِنَّهَا تحمل وتضعه سقطا وَإِن امتخطت امْرَأَة على زَوجهَا فَإِنَّهَا تضع جَارِيَة وَمن رأى جَارِيَة تَأْخُذ بمخاطه فَإِنَّهَا تخدعه وَتحمل مِنْهُ وَمن مخط مخاطا كَانَ يُؤْذِيه نجا من هم وَمن رأى كَأَن فِي أَنفه مخاطا فامرأته حُبْلَى وَمن مخط فَأخْرج من أَنفه حَيَوَان فَإِنَّهُ يرْزق ولدا ينْسب إِلَى ذَلِك الْحَيَوَان بخيره وشره مِثَاله: أَن يرى كَأَنَّهُ مخط سنورا فَإِن الْوَلَد لص أَو غماز وَإِن امتخط بلبلا فَإِنَّهُ قَارِئ لكتاب الله تَعَالَى وَمن مخط على إِنْسَان فِي مَنَامه فَإِنَّهُ يصاهره أَو يَزْنِي بِبَعْض حرمه وَمن أكل مخاطة أكل مَال وَلَده الْمَسْجِد فِي الْمَنَام ولد عَالم وَالْمَسْجِد يدل على السُّوق لِأَنَّهُ مَحل التِّجَارَة والمكسب لقَوْله تَعَالَى (هَل أدلكم على تِجَارَة تنجيكم من عَذَاب أَلِيم) وَمن رأى مَسْجِدا صَار حَماما فَإِن رجلا صَالحا يفسق وَمن رأى مَسْجِدا هدم فِي مَكَان مَاتَ رجل عَالم أَو رَئِيس يصلح بَين النَّاس وينفعهم وَمن رأى إِمَامًا يُصَلِّي فِي مَسْجِد وَالْإِمَام مَجْهُول فإمام الْمَسْجِد الْمَعْرُوف يَمُوت وَمن أصَاب مَسْجِدا نَالَ برا ونسكا وَمن بنى مَسْجِدا فِي مَنَامه فَإِنَّهُ بار بأولي الْأَرْحَام، وَرُبمَا تزوج، وينال المداومة على الصَّلَاة، وَيُؤْتى الزَّكَاة، وَقيل من بنى مَسْجِدا وَله غَرِيم ينازعه فَإِنَّهُ يقهر الْغَرِيم لقَوْله تَعَالَى (قَالَ الَّذين غلبوا على أَمرهم لنتخذن عَلَيْهِم مَسْجِدا) وَمن رأى دَاره صَارَت مَسْجِدا فَإِنَّهُ يَدْعُو النَّاس إِلَى بر وَخير وينال رئاسة على قوم الْمِحْرَاب فِي الْمَنَام رجل إِمَام رَئِيس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 290 وَمن راى كَأَنَّهُ بَال فِي محراب ولد لَهُ ولد إِمَام أَو رَئِيس مَنَارَة الْمَسْجِد رجل يؤلف النَّاس على خير ويدعوهم إِلَى الصّلاح وهدمها مَوته وَمن وَقع فِي مَنَارَة فِي بِئْر فَإِنَّهُ يسْقط عَن مرتبته وَيُفَارق امْرَأَة جميلَة ويتزوج امراة سليطة الْمَنِيّ فِي الْمَنَام مَال نَام فَمن رأى كَأَنَّهُ تلطخ بِمني غَيره نَالَ مِنْهُ مَالا وَالْمَرْأَة إِذا تلطخت بِمني رجل نَالَتْ مِنْهُ كسْوَة أَو حليا والمذى مَال والودي مَال لَيْسَ بباق وَخُرُوج الْمَنِيّ يدل بُلُوغ منى وَمَال يحصل الْمِكْيَال فِي الرُّؤْيَا سُلْطَان حَاكم فَمن رأى كَأَنَّهُ أعْطى مكيالا نَالَ حكما وَكَذَلِكَ إِذا رأى نَفسه مكيالا أَو كيالا أَو وزانا الْمقْبرَة فِي الرُّؤْيَا دَار زَانِيَة وَهِي مَذْكُورَة فِي حرف الْقَاف فِي الْقَبْر الْمَشْي فِي الْمَنَام يدل على طلب الرزق لقَوْله تَعَالَى (فامشوا فِي مناكبها وكلوا من رزقه) المقص فِي الرُّؤْيَا رجل يفرق بَين المتآلفين وَقيل المقص شريكان متفقان وَرُبمَا كَانَ رجلا حَاكما لِأَنَّهُ يفصل بَين شَيْئَيْنِ وَمن رأى مقصا وَله مَمْلُوك زَاد لَهُ مَمْلُوك آخر وَمن نزل عَلَيْهِ مقراض من السَّمَاء فقد انقرض أَجله ودنا مَوته وَمن قصى بالمقراض لحى النَّاس أَو ثِيَابهمْ فَإِنَّهُ يغتابهم ويخونهم ذكر الْمَدَائِن وَأما من راى كَأَنَّهُ دخل مَدِينَة فَإِنَّهُ يَأْمَن مِمَّا يخَاف لقَوْل الله عز وَجل (ادخلوها بِسَلام آمِنين) وَقَالَ تَعَالَى (يَا أَيهَا الذذين آمنُوا ادخُلُوا فِي السّلم كَافَّة) أَرَادَ بِهِ المدن وَكَانَ ابْن سِيرِين يحب الدُّخُول إِلَى المدن وَلَا يحب الْخُرُوج مِنْهَا لقَوْله تَعَالَى (فَخرج مِنْهَا خَائفًا يترقب) وَقيل الْمَدِينَة يعبر بِرَجُل عَالم لقَوْل النَّبِي أَنا مَدِينَة الْعلم وَعلي بَابهَا وَمن دخل مَدِينَة فَوَجَدَهَا خرابا فَإِن الْعلمَاء قد فقدوا مِنْهَا وَقيل خراب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 الْمَدِينَة موت مَالِكهَا أَو ظلم وَمن رأى مَدِينَة تعمر فَإِن الْعلمَاء يكثرون بهَا أَو أبناؤهم ويكرمون طَريقَة آبَائِهِم وَمن ررأى مَدِينَة لَا سُلْطَان لَهَا فَإِن الطَّعَام يغلو سعره فِيهَا وأجود المدن فِي التَّأْوِيل الْكَبِيرَة العامرة لَا سِيمَا إِن كَانَت أكبر وَأَعْمر من الْمَدِينَة الَّتِي هُوَ سَاكن بهَا وَالْمَدينَة الْمَعْرُوفَة لساكنها الَّتِي ينْسب إِلَيْهَا فَإِنَّهَا تعبر بِأَبِيهِ مِثَال ذَلِك أَن يرى فِي مَنَامه كَأَن مَدِينَة خربَتْ من الزلازل فَهَلَك أَبوهُ بِالْقَتْلِ وَمن رأى كَأَنَّهُ فِي بِلَاد الْعَرَب الفوقانية فَإِن علته تكْثر وَإِن رأى أَنه فِي بِلَاد الْعَرَب السفلاني فَإِن حيلته تكْثر ومكره وَإِن رأى أَنه فِي الصَّعِيد الفوقاني كثرت أَمَانَته وَصدق لِسَانه وَإِن رأى أَنه فِي الصَّعِيد السفلاني فَإِن عيشه يتكدر ويشقى فِي زَمَانه وَمن رأى أَنه فِي بِلَاد مصر والفيوم وَعين الشَّمْس فَإِن الله يطيب عيشه وَيكون طَوِيل الْعُمر وَمن رأى أَنه فِي بلادالريف فَإِنَّهُ يفتري على فَرَائض رَسُول الله وَمن رأى أَنه فِي الْعَريش والحرتين كثر خَيره ونعمه وَمن رأى أَنه فِي قسطنطينة فَإِنَّهُ يخسر فِي مَاله وَمن راى أَنه فِي بِلَاد الْقُدس وجبل طور سيناء والزرنيخ فَإِنَّهَا سنة مقبلة عَلَيْهِ وَمن رأى أَنه فِي بَيت لحم وبرقان والجولان فَإِن صلَاته تكْثر وَدينه يزْدَاد وَمن رأى أَنه فِي الْجَبَل السفلاني فَإِنَّهُ يجْتَمع بمحبوب لَهُ وَمن رأى أَنه فِي بِلَاد الشرق نَالَ خيرا عَظِيما وَأي بلد زَاد فِيهَا الْحر الْعَظِيم وَلم يكن ذَلِك من عَادَته فَإِنَّهُ هم ينزل بأَهْله وَكَذَلِكَ الْبرد الشَّديد إِذا حل بِبَلَد وَلم يكن ذَلِك من عَادَته فَإِن ذَلِك بلَاء وهم ينزل بهم وَمن رأى أَنه بجبل الْخَلِيل والأردن وبحر طبريا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 فَإِن الله تَعَالَى يرزقه نعْمَة كَثِيرَة وَخيرا وَمن رأى أَنه بِدِمَشْق وبعلبك فَإِنَّهُ ينَال سفرا وذلا وَمن رأى أَنه فِي ديار السَّاحِل فَإِنَّهُ يزرق الْقبُول من النَّاس وَمن رأى أَنه فِي بِلَاد الرّوم فَإِنَّهُ صَاحب ثِقَة بِاللَّه وَكَذَلِكَ بِلَاد الأرمن وَمن رأى أَنه فِي بِلَاد الفرنج فَإِن قلبه يعمى وخاطره ينيله وَمن راى أَنه فِي بِلَاد الفراة زَالَ عَنهُ ( ... .) وَمن رأى أَنه فِي بِلَاد الْعَجم فَإِنَّهُ يتَعَلَّم البهت والقحة وَمن راى أَنه فِي بِلَاد الْهِنْد والسند فَإِنَّهُ يقهر من أعدائه ويظفر بِهِ حساده وَمن رأى أَنه فِي ديار بكر فَإِنَّهُ يحسن حَاله فِي دُنْيَاهُ وَمن رأى أَنه فِي بِلَاد الكرج والحرج ضَاعَ شَيْء من يَده وَمن رأى أَنه فِي بَريَّة قفراء سَمَاوِيَّة فَإِنَّهُ يصادر فِي مَاله وَمن رأى أَنه فِي بِلَاد الحرر فَإِنَّهُ يمرض وَمن رأى أَنه فِي حراب لَا نَاس بهَا فَإِنَّهُ يبتلى بِقوم وَلَا طَاقَة لَهُ بهم وَمن رأى أَنه بَين دبور فَإِنَّهُ ينَال رزقا بنكد وَمن رأى أَنه مملحة وَأَرْض كبريتية فَإِنَّهُ يمرض وَمن رأى أَنه فِي ديار عامرة كَثِيرَة النَّاس فَإِنَّهُ يزرق نعْمَة مجددة من حَيْثُ لَا يحْتَسب بَاب حرف النُّون وَأما حرف إِذا كَانَ فِي أول لَفْظَة صَاحب الرُّؤْيَا فَإِنَّهُ نعْمَة وَنَصره ونزهة وَإِمَّا نكبة ونقمة ونوحه نوح عَلَيْهِ السَّلَام رُؤْيَاهُ تدل على طول الْعُمر وَكَثْرَة الْأَعْدَاء ويسفهون على صَاحب الرُّؤْيَا ويظفر بهم وَيكثر شكره لله تَعَالَى لقَوْله عزل وَجل (إِنَّه كَانَ عبدا شكُورًا) ا , يزرق أَوْلَادًا من أمْرَأَة دنية وَقيل إِن رُؤْيا نوح عَلَيْهِ السَّلَام تدل على كَثْرَة المطار فِي ذَلِك الْعَام لما كَانَ فِي زَمَانه من كَثْرَة المطار النِّكَاح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 فِي الْمَنَام قَالَ الْمُسلمُونَ النِّكَاح ظفر الناكح بالمنكوح وكل نِكَاح يرى فِيهِ الْمَنِيّ فِي الْمَنَام فَهُوَ بَاطِل لقَوْل النَّبِي الرُّؤْيَا من الله والحلم من الشَّيْطَان فَمن نكح عدوه فَإِنَّهُ يَقْهَرهُ وَمن نكح أحدا من إخوانه وَصله ببر وإحسان وَقيل إِن من نكح صديقه اجْتمع هُوَ وإياه على مَعْصِيّة فَإِن لم يكن فَذَلِك بر وإحسان يصل إِلَى الْمَفْعُول بِهِ من الْفَاعِل وَمن نكح رجلا لَا يعرفهُ فَإِنَّهُ يسرف فِي مَاله لقَوْله تَعَالَى (أئنكم لتأتون الرِّجَال شَهْوَة من دون النِّسَاء بل أَنْتُم قوم مسرفون) وَمن رأى كَأَنَّهُ نكح أَبَاهُ فَإِنَّهُ بار بوالده وَلَا يرى هَذِه الرُّؤْيَا إِلَّا بار وَمن نكح أمه وَلم يكن عاقا فَإِنَّهَا يصلها ببر وَكَذَلِكَ كل ذِي محرم نَكَحَهَا فِي الْمَنَام إِذا لم ينزل الْمَنِيّ فَإِن أنزل فَإِن رُؤْيَاهُ نذارة من الله تَعَالَى فِي عقوق أَو مقاطعة وَمن رأى كَأَنَّهُ ينْكح بعض مَحَارمه من الْأَمْوَات فَإِنَّهُ يصلهم بببر كصدقة وَرَحْمَة وَإِن نكح غير ذَات الْمَحَارِم من الْأَمْوَات فَإِنَّهُ يظفر بِشَيْء قد أيس مِنْهُ وَمن رأى كَأَنَّهُ نكح أمه وَأَبوهُ بَاقٍ وَأمه بَاقِيَة فَإِنَّهُ يعادي أَبَاهُ وَإِن كَانَ الْأَب مَرِيضا وَرَأى كَأَنَّهُ نكح أمه فَإِن أَبَاهُ يَمُوت وَيقوم هُوَ مقَامه فِي الْبَيْت كَمَا كَانَ أَبوهُ وَهَذِه الرُّؤْيَا جَيِّدَة لمن كَانَ لَهُ صَنْعَة لِأَن الصَّنْعَة تسمى أما وَمن نكح امهِ وَهِي غَائِبَة عَنهُ فَإِنَّهُ يجْتَمع بهَا وَذَلِكَ من لفظ المجامعة وَمن كَأَنَّهُ ينْكح امهِ وَهِي فَوْقه وَهُوَ من تحتهَا فَإِنَّهُ يَمُوت لِأَن الأَرْض أم فَيصير تَحت الأَرْض ويعلو عَلَيْهِ ترابها وَقد جربت هَذِه الرُّؤْيَا كثيرا فِي المرضى فَوَقَعت بموتهم وَقيل من راى هَذِه الرُّؤْيَا وَهُوَ صَحِيح عَاشَ هنيا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 294 لِأَن الْمَرْأَة عَادَتْ إِلَى الْحَرَكَة وَهُوَ مستريح وَمن نكح أمه فِي الْقَبْر فَإِنَّهُ يَمُوت وَالنِّكَاح يدل على قَضَاء الدّين والفرج للمهموم وَمن رأى الْخَلِيفَة نكحه نَالَ ولَايَة وَمن نكح شَيْئا مَجْهُولا فَإِنَّهُ ينَال رفقا وَيطْلب الدُّنْيَا طلبا حسنا وَمن رأى كَأَنَّهُ يُجَامع وَلَده قبل خمس سِنِين فَإِن الْوَلَد يَمُوت لِأَن مجامعة الصَّغِير تفْسد بدنه وَالْمَوْت يفْسد الْبدن وَمن نكح عَبده فَإِن العَبْد يستخف بالسيد وَإِذا رَأَتْ الْمَرْأَة كَأَنَّهَا تجامع امْرَأَة فَإِنَّهَا تطلع على سرها وتشاركها فِي أمرهَا وَقيل إِن الْمَرْأَة إِذا جامعت امراة أُخْرَى فَإِنَّهَا تطلق زَوجهَا فَإِن جامعت امْرَأَة مَجْهُولَة فَإِنَّهَا تفعل شَيْئا بَاطِلا وَإِذا رأى رجل كَأَنَّهُ يُجَامع نَفسه فَإِنَّهُ يُطلق الزَّوْجَة لِأَنَّهُ قد اسْتغنى عَنْهَا وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة أَن مَمْلُوكا رأى فِي مَنَامه كَأَنَّهُ يُجَامع مَوْلَاهُ فَعرض لَهُ بعد ذَلِك أَن السَّيِّد مَاتَ وتكفل الْمَمْلُوك بأولاد سَيّده لِأَنَّهُ كَانَ لَازِما بِظهْر سَيّده وَالظّهْر مَحل الْوَلَد وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة أَيْضا أَن رجلا رأى فِي مَنَامه يُجَامع ابْنَته فَمَاتَتْ زَوجته وَقَامَت الْبِنْت مقَام أمهَا فِي الْبَيْت نِكَاح الْبَهِيمَة وَأما من رأى كَأَنَّهُ يُجَامع بَهِيمَة لَا يعرفهَا فَإِنَّهُ يقهر عدوا أَو ينصع جميلا مَعَ غير أهل الْجَمِيل وَإِن جَامع بَهِيمَة يعرفهَا اخْتَلَط عَلَيْهِ أمره وَمن أرد ان ينْكح امْرَأَة فَعَادَت بَين يَدَيْهِ رجلا فَإِن كَانَ طَالب إِمَارَة فَلَا ينالها وَلَا يتَحَقَّق لَهُ مَا يرجوه وَمن رأى امْرَأَة عراينة ونكحها نجا من هم وَمن نكح شَيْئا يعرفهُ وَكَانَ عدوه فَإِنَّهُ يَقْهَرهُ وَإِن كَانَ واليا نَالَ مَكَانَهُ وَمن نكح صديقا لَهُ اجْتمع مَعَه على اثم فَإِن لم يكن فَإِن الْمَوَدَّة تزداد بَينهمَا وَمن الرُّؤْيَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 المعبرة أَيْضا أَن بنت رجل من مُلُوك الْهِنْد رَأَتْ فِي منامها كَأَن فرسا عَرَبيا بَايَعَهَا وَنزع لباسها , البسها لباسا أَخْضَر ونكحها ثمَّ طَاف بهَا وَنزلا فِي بِلَاد الْمُسلمين فقصت رؤياها على أَبِيهَا فَبكى وَقَالَ سنفرق ويتفرق ديننَا ويتملك علينا رجل من أَشْرَاف قومه فَمَا كَانَ إِلَّا قَلِيل حَتَّى قصد بعض مُلُوك الْمُسلمين أَب الْجَارِيَة وقهره وشتتت شَمله وسبى ذُريَّته وبيعت ابْنَته فاشتراها رجل أَعْرَابِي فَدخلت مَعَه فِي الاسلام مَا جَاءَ فِي الْحَيَوَان على حرف النُّون النَّاقة فِي الْمَنَام امْرَأَة فَإِن كَانَت من البخت فَهِيَ أَعْجَمِيَّة فَإِن كَانَت عَرَبِيَّة فَهِيَ امْرَأَة عَرَبِيَّة وَمن حلب نَاقَة فِي مَنَامه تزوج امْرَأَة صَالِحَة وَمن كَانَ مَسْتُورا وحلب فَإِنَّهُ يرْزق ولدا ذكرا وَهَذَا قَول النَّصَارَى وَقَالَ ابْن سِيرِين النَّاقة المحذوفة سفر فِي بر وَمن ركب نَاقَة مهلوبة فِي مَنَامه وسافر قطع عَلَيْهِ الطَّرِيق وَمن حلب النوق وَولي ولَايَة يجمع فِيهَا الزَّكَاة وَمن الرُّؤْيَا المعبرة أَن ابْن سِيرِين أَتَاهُ رجل فَقَالَ: رَأَيْت رجلا يحلب النوق البخت لَبَنًا ثمَّ حلبها دَمًا فَقَالَ ابْن سِيرِين: رجل يتَوَلَّى على ألأعاجم ويجبيهم الزَّكَاة وَهِي اللَّبن ثمَّ يظلمهم وَيَأْخُذ أَمْوَالهم غصبا وَهُوَ الدَّم وَقيل إِن لحم النوق يدل على وَفَاء بِنذر لقَوْله تَعَالَى (كل الطَّعَام كَانَ حلا لبني إِسْرَائِيل إِلَّا مَا حرم إِسْرَائِيل على نَفسه) وَهُوَ لحم الْجَزُور وَلحم الْجَزُور فِي الْمَنَام مُصِيبَة وَقيل مرض وَقيل إِن لحم الْجَزُور رزق لقَوْله تَعَالَى: (والأنعام خلقهَا لكم فِيهَا دفء وَمَنَافع وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَلكم فِيهَا جمال حِين تريحون وَحين تسرحون) وَقيل ركُوب النَّاقة نِكَاح امْرَأَة فَإِن ركبهَا مقلوبا أَتَى امْرَأَة فِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 296 دبرهَا وَمن رأى نَاقَة دخلت مَدِينَة فَإِنَّهَا فتْنَة لقَوْله تَعَالَى (إِنَّا مرسلوا النَّاقة فتْنَة) وَمن عقر نَاقَة نَدم على أَمر فعله وناله مُصِيبَة لقَوْله تَعَالَى (فَعَقَرُوهَا فأصحبوا نادمين فَأَخذهُم الْعَذَاب) وَإِذا عقرت نَاقَة فِي مَدِينَة اصاب أَهلهَا نكبة. النمر فِي الْمَنَام سُلْطَان جَائِر وعدو مجاهر شَدِيد الشَّوْكَة فَمن قَتله قهر عدوا وَمن أكل من لَحْمه نَالَ مَالا وشرفا وَمن رَكبه نَالَ سُلْطَانا عَظِيما وَإِن رأى النمر رَكبه نَالَ ضَرَرا من السُّلْطَان وَمن نكح نمرة تسلط على امراة وَهِي من قوم ظلمَة وَمن رأى نمرا فِي دَاره هجم دَاره رجل فَاسق وَمن صَاد نمراً أَو فهداً فِي مَنَامه نَالَ مَنْفَعَة بِقدر ضَرَر عضه، وَقَالَ ارطاميدروس النمر يدل على رجل، وَيدل على امرأةٍ وَذَلِكَ بِسَبَب تغير لَونه وَهُوَ ذُو مكرٍ وخديعة وَيدل على مرض ووجع الْعَينَيْنِ ولينة عَدَاوَة تظهر لشاربه. النعجة فِي الْمَنَام امرأةٌ شريفةٌ غنيةٌ إِذا كَانَت سمينةٌ وَقد سمى الله تَعَالَى النِّسَاء بالنعاج وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى (إنَّ هَذَا أخي لَهُ تسعٌ وَتسْعُونَ نعجةٌ ولي نعجة وَاحِدَة) وَمن رأى لحم نعجة يَأْكُلهُ ورث امْرَأَة وصوفها ولبنها مالٌ وَمن رأى نعجةً دخلت منزله نَالَ خصباً فِي تِلْكَ السّنة والنعجة الْحَامِل خصب وَمَال يرتجا. النمس فِي الرُّؤْيَا يدل على الزِّنَا لِأَنَّهُ يسرق الدَّجَاج والدجاج نسَاء فِي التَّعْبِير. النسناس رجلٌ قَلِيل الْعقل يهْلك نَفسه وَيفْعل فعلا ليسقطه من أعين النَّاس. النسْر فِي الْمَنَام تسيد الطير وأرفعها طيراناً وأطولها عُمراً فَمن رأى نسراً نازعه فَإِن سُلْطَانا يغْضب عَلَيْهِ ويوكل عَلَيْهِ رجلا ظَالِما لِأَن سُلَيْمَان عَلَيْهِ وَسلم وكَّلَ النسْر على الطير وَكَانَت تخافه وَمن ملك نسراً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 مُطَاعًا أصَاب ملكا عَظِيما وَمن ملك نسراً وطار بِهِ وَهُوَ لَا يخافه فَإِنَّهُ يَعْلُو أمره وَيصير طياراً عنيداً وَمن أصَاب فرخ نسر ولد لَهُ ولد يكون عَظِيم الْقدر هادئاً. وَمن رأى ذَلِك نَهَارا فَإِنَّهُ يمرض فَإِن من خدشه ذَلِك النسْر طَال مَرضه وَمن رأى نسراً مذبوحاً فَذَلِك موت ملك من الْمُلُوك وَمن رأى النسْر من النِّسَاء الْحَوَامِل فَإِنَّهَا ترى المراضع والدابات. وَقَالَت الْيَهُود النسور تفسر بالأنبياء وَالصَّالِحِينَ وَدَلِيله فِي التوارة يشبه الصَّالِحين بالنسر الَّذِي يعرف وَطنه ويرفرف على أفراخه وينشر جنَاحه ويزقها وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْكرْمَانِي النسْر يُفَسر بأكبر الْمُلُوك لِأَن الله عز وَجل خلق ملكا على صُورَة النسْر وَهُوَ مُوكل بأرزاق الطير وَقَالَ جاماسب: من رأى النسْر أَو سمع صَوته خَاصم إنْسَانا النَّحْل فِي الرُّؤْيَا خصب وغنى لمن قناه مَعَ خطر والنحل يدل على الْعلمَاء وَأَصْحَاب التصنيف والنحل يدل على الكد وَالْكَسْب والجباية وَمن دخل كور النَّحْل واستخرج عسلاً نَالَ مَالا حَلَالا فَأن أَخذ الْعَسَل كُله وَلم يتْرك للنحل شَيْئا فَإِنَّهُ يجور على قوم وَإِن ترك للنحل شَيْئا فَإِنَّهُ يعدل إِن كَانَ والياً أَو طَالب حقّ وَمن رأى النَّحْل يَقع على رَأسه نَالَ رئاسة. وَإِن رأى ذَلِك ملكا نَالَ ملكا وَكَذَلِكَ إِذا حلّ بَلَده وَهُوَ للفلاحين دَلِيل خير وَقيل النَّحْل لغير الْفَلاح والجندي دَلِيل مخاصمة وَذَلِكَ لصوته ولذعه والنحل فِي الرُّؤْيَا يدل على الْعَسْكَر والجند لِأَنَّهُ يتبع أَمِيرا لَهُ كَمَا يتبع الْجند أميره وَمن قتل النَّحْل فِي مَنَامه قهر عدوا وَلَا يحمد قتل النَّحْل للفلاح لِأَن رزقه ومعاشه مِنْهُ النَّمْل يعبر بناس ضعفاء أَصْحَاب حرصٍ والنمل يعبر بالجند والأهل ويعبر بِالْحَيَاةِ فَمن رأى النَّمْل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 300 قد دخل إِلَى قَرْيَة فَإِن جندا يدخلهَا وَمن سمع كَلَام النَّمْل نَالَ خصبا وَخيرا وَمن رأى النَّمْل دخل دَاره وَمَعَهُ أحمالا ثقالا فَإِن الخصب وَالْخَيْر يدْخل دَاره وَمن رأى النَّمْل على فرَاشه كثرت أَوْلَاده وَمن خرج النَّمْل من دَاره نقص عدد من أَهله وَمن رأى نملا يطير من مَكَان هلك مريضه أَو يُسَافر مِنْهُ قوم يلقون شدَّة وَقيل رُؤْيا النَّمْل تدل على الرزق وخصب لِأَنَّهُ لَا يكون إِلَّا بمَكَان الخصب وَإِذا رأى الْمَرِيض كَأَن النَّمْل اندب على جِسْمه فَإِنَّهُ يَمُوت لِأَن النَّمْل أَرض بَارِد ولونه أسود لَا يأمنه أحد وَقَالَ جاماسب من رأى النَّمْل يخرج من مَكَان ناله هم النعام فِي الرُّؤْيَا امْرَأَة بدوية وَقيل النعامة نعْمَة وَمن ركب نعَامَة فَإِنَّهُ يركب خيل الْبَرِيد وَقيل من ركب نعَامَة فَإِنَّهُ ينْكح خَصيا النِّسَاء فِي الْمَنَام زِينَة الدُّنْيَا فَمن رَاهن أقبلن عَلَيْهِ أَقبلت عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَمن أَدْبَرت عَنهُ افْتقر وَمن رأى كَأَنَّهُ قعد مَعَ النِّسَاء رَاضِيا مطمئنا فَإِنَّهُ يكسل لقَوْله تَعَالَى (رَضوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِف) وَهن النِّسَاء النير الَّذِي يوضع على كتف الْبَقر فِي الْحَرْث وَغَيره قَالَ ارطاميدورس: النير دَلِيل خير لجَمِيع النَّاس مَا خلا العبيد فَإِنَّهُ يدل على طول رقهم وعبوديتهم وَإِن راى العَبْد نيرا مكسورا فَهُوَ دَلِيل خير وَيدل على عتاقهم وخشب السِّكَّة لمن اراد الزَّوْجَة دَلِيل خير لِأَن كل شَيْء لَهُ قرين يدْخل مَعَه فَهُوَ كَالْمَرْأَةِ وَالرجل والنير دَلِيل خير لمن أَرَادَ الأشغال والأعمال لِأَنَّهُ لَا يسْتَعْمل إِلَّا فِي زمن مُوَافق النول الْقَائِم يدل على حَرَكَة وسفر والنول المبطوح يدل على حبس النطع فِي الْمَنَام خَادِم يخْدم امْرَأَة يعلم بسرها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 ويستره النرجس فِي الرُّؤْيَا يعبر بِالْمَرْأَةِ فَمن راى على رَأسه اكليلا من النرجس تزوج امْرَأَة لَا تدوم صحبتهَا وَمن رأى نرجسا نابتا فِي بُسْتَان فَإِن وَلَده بَاقٍ وَإِن رَآهُ مَقْطُوعًا فَإِن الْوَلَد يَمُوت وَقَالَت النَّصَارَى وَالروم من رأى فِي مَنَامه النرجس نَالَ سُرُورًا النمش فِي الْمَنَام ذنُوب لمن رَآهُ فِي وَجهه بِسَبَب قوم صحبهم لأجل المَال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 النفخ فِي فرج الْمَرْأَة يدل على الْوَلَد لقصة مَرْيَم عيها السَّلَام فِي قَوْله تَعَالَى (وَمَرْيَم ابْنة عمرَان الَّتِي احصنت فرجهَا فنفخنا فِيهِ من رُوحنَا) والنفخ لأجل الطَّبْخ فِي الْمَنَام يدل على تهييج أَمر لمَنْفَعَة وَقيل النفخ دَلِيل هم إِذا لم يكن لأجل الطبيخ وَلم يكن يدل على الْوَلَد النَّار فِي الْمَنَام على وُجُوه كَثِيرَة بِشَارَة ونذارة وَحرب وَعَذَاب وسلطان وَحبس وخسارة وذنوب وبركة فَمن رأى نَارا لَهَا شرر وَلَهَب تحرق أشجارا وَلها صَوت وجلبة فَإِنَّهَا فتْنَة يهْلك فِيهَا عَالم من النَّاس على قدر الشّجر الَّذِي احرقت لقَوْل الله عز وَجل (كلما أوقدوا نَارا للحرب أطفأها الله) وَمن رأى نارين كل وَاحِدَة مِنْهُمَا تهم بمداخلة الْأُخْرَى فَإِنَّهُمَا عسكران قد برز كل وَاحِد مِنْهُمَا إِلَى صَاحبه وَأيهمَا كَانَ حطبها أَكثر كَانُوا أَكثر عداء واقوى بَأْسا فحطبها رجالها الَّذين يبذلون أنفسهم فِي إِقَامَتهَا وايهما كَانَت الرّيح مَعَهُمَا كَانَت الْغَلَبَة إِلَى اهل ناحيتها فَأَيّهمَا كَانَ أسود واظلم كَانَ أَهلهَا اردأ عقدا , افسد مقصدا وَإِن تَسَاويا فِي لونهما وَلم تحرق شَيْئا فَإِنَّهُمَا فتنتان فِي مَحَله وَأيهمَا كَانَ المَاء مِنْهَا قَرِيبا كَانَ أَضْعَف بَأْسا وَإِن فاض المَاء عَلَيْهَا فطفأها هلك الْمُضَاف عَلَيْهَا بنصر من الله وَكَذَلِكَ إِن نزل عَلَيْهَا من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 السَّمَاء مطر وَقد يكون ذَلِك المَاء لكمنه يخرج إِلَى الْمُضَاف الَّتِي فاض المَاء عَلَيْهَا فتخمدناره وَيهْلك جنده وَكلما كَانَت النَّار بِدُخَان عَال فَهُوَ أعظم هولا وَعَذَابًا لقَوْله تَعَالَى (يَوْم تَأتي السَّمَاء بِدُخَان مُبين يغشى النَّاس هَذَا عَذَاب أَلِيم) وَمن أوقد نَارا فِي مَنَامه فِي لَيْلَة مظْلمَة ليهدي النَّاس إِلَى الطَّرِيق نَالَ علما يهدي بِهِ النَّاس لقَوْله تَعَالَى (إِنِّي آنست نَارا لَعَلَّ آتيكم مِنْهَا بقبس أَو أجد على النَّار هدى) وَمن أوقد النَّار على الطَّرِيق من غير ظلام فَإِنَّهُ فِي بِدعَة وغي وَمن رأى النَّار نَهَارا فَهِيَ دَلِيل حَرْب وفتنة وَإِذا رَآهَا لَيْلًا فَهِيَ دَلِيل أنس وَمن رأى كَأَنَّهُ يعبد النَّاس فَإِنَّهُ يحب الْحَرْب أَو يُطِيع السُّلْطَان فِي مَعْصِيّة وَمن أوقد نَارا تَحت قدر بِلَا طَعَام فَإِنَّهُ قيم بَيت فِي أَمر لَا يَنْفَعهُ ويضر قيم الْبَيْت الَّذِي ينْسب إِلَى الْقدر وَالنَّار إِذا أحرقت فَهِيَ نكبة من سُلْطَان وَمن أوقد نَارا فانطفأت عزل إِن كَانَ واليا وَمن رأى شعلة نَار على بَاب دَاره وَلها دُخان فَإِنَّهُ يحجّ والشعلة فِي الدَّار زواج وقدح النَّار تفتيش عَن أَمر حَتَّى يظْهر والقدح أَيْضا خُصُومَة مَعَ شريك أَو زَوْجَة وَمن رأى كَأَنَّهُ يتدفأ بالنَّار فِي الشتَاء نَالَ غنى وَمن رأى كَأَنَّهُ يَأْكُل النَّار فَإِنَّهُ يَأْكُل مَال الْيَتِيم لقَوْله تَعَالَى (إِن الَّذين يَأْكُلُون أَمْوَال الْيَتَامَى ظلما إِنَّمَا يَأْكُلُون فِي بطونهم نَارا) وَمن رأى كَأَنَّهُ أَمر بِهِ إِلَى النَّار فَإِنَّهُ يحبس لِأَن جَهَنَّم مجْلِس الصغار والهوان وَكَذَلِكَ السجْن وَمن دخل النَّار وَخرج مِنْهَا فَإِنَّهُ يدْخل الْجنَّة لقَوْله تَعَالَى (وَإِن مِنْكُم إِلَّا واردها) وَقَالَ (ثمَّ ننجي الَّذين اتَّقوا) وَمن رأى فِي مَنَامه كَأَنَّهُ بَاعَ نَارا وَاشْترى جنَّة فَإِنَّهُ يَبِيع حَماما وَيَشْتَرِي بستانا فَإِن بَاعَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 306 جنَّة وَاشْترى نَارا فَإِنَّهُ يَبِيع بستانا وَيَشْتَرِي حَماما وَقد يكون ذَلِك رَاجعا إِلَى عمله من دُنْيَاهُ وآخرته وَمن راى كَأَنَّهُ دخل النَّار وعذب فَإِنَّهُ يخسر فِي مَاله لقَوْله تَعَالَى (إِن عَذَابهَا كَانَ غراما) وَمن رأى شخصا يدْخلهُ النَّار فَإِنَّهُ يحرضه على ارْتِكَاب الذُّنُوب الَّتِي تستوجب بهَا النَّار وَمن راى جهنما عيَانًا فليحذر من السُّلْطَان وَمن دخل النَّار وذاق عَذَابهَا فَإِنَّهُ يَقع فِي فتْنَة لقَوْله تَعَالَى (ذوقوا فتنتكم هَذَا الَّذِي كُنْتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُون) من رأى نَارا مضيئة وحولها جمَاعَة فَإِنَّهُم ينالون بركَة لقَوْله تَعَالَى (فَلَمَّا جاءها نُودي أَن بورك من فِي النَّار وَمن حولهَا) وَمن رأى نَارا فِي بر وانس إِلَيْهَا فَإِنَّهُ يأنس من وَحْشَة لقَوْله تَعَالَى (أنس من جَانب الطورنارا) وَمن رأى نَارا أَصَابَته وَلم تحرقه وفى لَهُ بموعد لقَوْله تَعَالَى (ذَلِكُم النَّار وعدها الله الَّذين كفرُوا) وَمن رأى النَّار قد أحرقت شَيْئا من الْحَيَوَان فَإِن ذَلِك يغلو سعره وَكَذَلِكَ إِذا وَقعت النَّار فِي سلْعَة غلت وَكثر طلابها وَمن رأى فِي دَاره نَارا توقد فليحذر اللُّصُوص أَو يَنَالهُ خوف من سُلْطَان النّوم فِي الرُّؤْيَا على وُجُوه غَفلَة وَتمكن وبطالة فَمن راى كَأَنَّهُ نَام على ظَهره فَإِنَّهُ يتَمَكَّن من الدُّنْيَا لِأَن الأَرْض أقوى شَيْء يسْتَند إِلَيْهِ وَهُوَ مُتَمَكن إِن شَاءَ نظر يمنة وَإِن شَاءَ نظر يسرة وَالنَّوْم يدل على البطالة وعَلى ذهَاب الْهم لِأَنَّهُ يذهب الْفِكر وَالنَّوْم على الْوَجْه لَا يحمد وَيدل للولاة على عزلهم ولغير الْوُلَاة قلَّة وفقر لِأَن النَّائِم على وَجهه لَا يرى الدُّنْيَا وَلَا مَا رأه وأتى ابْن سِيرِين رجل فَقَالَ: رَأَيْت إنْسَانا نَائِما على ظَهره فَقَالَ ابْن سِيرِين هَذَا رجل مستريح وَمن كَانَ خَائفًا وَرَأى كَأَنَّهُ نَائِم فَإِنَّهُ يَأْمَن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 من خَوفه لقَوْله تَعَالَى (ثمَّ أنزل عَلَيْكُم من بعدالغم أَمَنَة نعاسا) وَمن رأى كَأَنَّهُ نَائِم وَلم يكن خَائفًا فَإِنَّهُ فِي غَفلَة من دينه لما ورد النَّاس نيام فَإِذا مَاتُوا انتبهوا النَّفَقَة فِي الْمَنَام إِذا كَانَت عَن طيب نفس الْمُنفق فَإِنَّهَا تدل على صَلَاح وَخلف لقَوْله تَعَالَى (وَمَا أنفقتم من شَيْء فَهُوَ يخلفه) وَمن رأى أَنه ينْفق مَاله عَن كره مِنْهُ فقد دنا أَجله لقَوْله تَعَالَى (وأنفقوا مِمَّا رزقناكم من قبل أَن يَأْتِي أحدكُم الْمَوْت فَيَقُول رب) النَّرْد قَالَ الْمُسلمُونَ اللّعب بالنرد فِي الْمَنَام يدل على دُخُول فِي مَعْصِيّة وَلَا يدْرِي أيفتضح أم لَا وَقيل النَّرْد تِجَارَة فِي مَعْصِيّة وكل لعب مكر لقَوْله تَعَالَى (ضحى وهم يَلْعَبُونَ) وَقيل النَّرْد صخب وقتال وَالْغَالِب لخصمه فِي الْمَنَام هُوَ الْغَالِب والنرد إِذا لم يلْعَب بِهِ فَإِنَّهُ يدل على رجال بطالين معزولين من الْوُلَاة النَّفْي فِي الْمَنَام سجن فَمن رأى كَأَنَّهُ نفي من الأَرْض فَإِنَّهُ يحبس لقَوْله تَعَالَى (إِنَّمَا جَزَاء الَّذين يُحَاربُونَ الله روسوله ويسعون فِي الأَرْض فَسَادًا أَن يقتلُوا أَو يصلبوا ... إِلَى قَوْله (أَو ينفوا من الأَرْض) يُرِيد أَن يسجنوا الناعورة فِي الْمَنَام خَادِم يحفظ الْأَمْوَال وَقيل الناعورة والدولاب يدلان على التِّجَارَة والأسفار ودوران المعاش النَّهر فِي الرُّؤْيَا رجل جليل وَمن دخل فِي نهر فَإِنَّهُ يخالط رجلا من الأكابر وَلَا يحمد الشّرْب من النَّهر لقَوْله تَعَالَى (إِن الله مبتليكم بنهر فَمن شرب مِنْهُ فَلَيْسَ مني) وَمن رأى كَأَنَّهُ وثب من نهر إِلَى الْجَانِب الآخر فَإِنَّهُ ينجو من هم وغم وينصر على عَدو لقَوْله تَعَالَى (فَلَمَّا جاوزه هُوَ وَالَّذين أمنُوا مَعَه. . إِلَى قَوْله تَعَالَى كم من فِئَة قَليلَة غلبت فِئَة كَثِيرَة بِإِذن الله وَالله مَعَ الصابرين) وَقيل النَّهر يدل على السّفر لِأَن مَاءَهُ لَيْسَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 308 بِثَابِت فجريانه منتقل كالمسافر وَإِذا جرى النَّهر فِي السُّوق وَلم يضر شَيْئا وَالنَّاس يَتَوَضَّئُونَ مِنْهُ وينتفعون بِمِائَة فَذَلِك عدل من السُّلْطَان فِي رَعيته وَإِن جرى فَوق الأسطح وَنزل إِلَى الدّور فَبل قماش النَّاس فَذَلِك جور من السُّلْطَان أَو عَدو يطغى على النَّاس لقَوْله تَعَالَى (إِنَّا لما طَغى المَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَة) وَمن رأى نَهرا خرج من دَاره وَلم يضر أحدا فَذَلِك مَعْرُوف يصدر مِنْهُ إِلَى النَّاس وَمن الرُّؤْيَا المعبرة أَن رجلا رأى فِي مَنَامه كَأَنَّهُ صَار نَهرا فَمَاتَ بنفث الدَّم النَّعْل فِي الْمَنَام على وُجُوه زَوْجَة وَغُلَام ودابة وصديق وَشريك وسفر فَمن رأى كَأَنَّهُ اشْترى نعلا وَلم يمش فِيهِ فَإِنَّهُ يَشْتَرِي جَارِيَة أَو يتَزَوَّج امْرَأَة وَإِن مَشى فِيهِ فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا فِي بر وأنسب المراة إِلَى لون النَّعْل فَإِن كَانَ أخضرا فالمرأة دينة صَالِحَة وَإِن كَانَ أسودا فالمرأة صَاحِبَة مَال وَإِن كَانَ اصفرا فالمرأة مَرِيضَة وَإِن كَانَ أحمرا فالمرأة صَاحِبَة زِينَة وبهاء وَمن رأى شرك نَعله قطع أَقَامَ عَن السّفر وَمن لبس نعلا وَفِيه رقْعَة تزوج امْرَأَة وَمَعَهَا ولد وَمن راى نعلا بِلَا عقب فَإِن امْرَأَته لَا تحمل أبدا وَمن مَشى بفرد وَاحِدَة فَإِنَّهُ يُفَارق زَوجته أَو شَرِيكه وَمن دفع نَعله إِلَى الخراز فَإِنَّهُ يَقُود على امْرَأَته وَمن رأى نَعله وَقع فِي مَاء أَو ضَاعَ مِنْهُ فَإِنَّهُ يُفَارق زَوجته بموتها فَإِن وجد نَعله فِي الْمَنَام فَإِنَّهُ يَلِي ولَايَة لقَوْله تَعَالَى (اخلع نعليك إِنَّك بالواد الْمُقَدّس طوى وَأَنا اخْتَرْتُك فاسمع لما يُوحى) فَكَانَ بعد خلع النَّعْل النُّصْرَة وَالْولَايَة لمُوسَى على فِرْعَوْن وَقَومه وَمن رقع نَعله ذمّ حَال امْرَأَته الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة أَن رجلا رأى فِي مَنَامه كَأَن نَعْلَيْه قد ضاعتا وَبَقِي متحيرا فَلَمَّا أصبح رأى جَاره قد سرق النبق فِي الْمَنَام رزق من قبل الْعرَاق وَقيل النبق فِي الْمَنَام عين الدَّرَاهِم الْحَلَال وَالدَّنَانِير وَلَيْسَ فِي الثِّمَار شَيْء يعدله وَلَا تضر صفرته لقُوَّة جوهره وَمن أكل النبق حسن دينه فَإِن كَانَ أَهلا للْحكم وَالْولَايَة نالها النارجيل يدل على كَلَام الكهنة لمن رَآهُ وَإِن أكل مِنْهُ صدق قَوْلهم وَقيل هُوَ مَال من قبل رجل أعجمي وَمن رأى كَأَنَّهُ كَاهِن فَإِنَّهُ يَأْكُل جوز الْهِنْد وَقيل جوز الْهِنْد رجل منجم أَو امْرَأَة منجمة وَمن أكله فِي الْمَنَام صَار منجما النارنج فِي الْمَنَام قَالَت الْيَهُود شَرّ كُله وَقَالَ القيرواني فِي مُخْتَصره النارنج فتْنَة فَمن رأى جمَاعَة يتراجمون بالنارنج فَإِنَّهُم يقتتلون وَإِنَّمَا أَخذ ذَلِك من اسْمه ولونه وطعمه النمام فِي الْمَنَام فَرح دَائِم أَو ولَايَة أَو تِجَارَة ويفسر النمام بِامْرَأَة ويفسر بِولد وَإِذا كَانَ نباتا فَهُوَ أَجود وكل الرياحين هموم إِذا قطعت من منابتها ((النفط الْتقط امْرَأَة شهية للجماع زَانِيَة لَا خير فِيهَا وَقيل النفط فِي الْمَنَام مَال حرَام وَمن رأى نفطا وَقع عَلَيْهِ أَصَابَهُ نائبة من سُلْطَان وَمن أكل النفط نَالَ من السُّلْطَان مَالا النّخل فِي الْمَنَام رجل عَالم أَو ولد وقطعه مَوته وَالنَّخْل يعبر بِرَجُل من الْعَرَب حبيب نفاع للنَّاس وَمن ملك نخلا كثيرا فَإِنَّهُ يتَوَلَّى على رجال بِقدر ذَلِك النّخل وَإِن كَانَ تَاجِرًا زَادَت تِجَارَته وَإِن كَانَ من أهل الْأَسْوَاق نَالَ مكاسبا والنخلة الْيَابِسَة رجل مُنَافِق وَمن رأى ريحًا قطعت نخلا وَقع فِي ذَلِك الْمَكَان لقَوْله تَعَالَى (كَأَنَّهُمْ أعجاز نخل خاوية) وَرُبمَا كَانَ عذَابا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 310 من السُّلْطَان وَمن رأى نخله قطع فَإِن الْأَمر الَّذِي هُوَ بصدده سفر مَكْرُوه أَو خُصُومَة وخوص النّخل بِمَنْزِلَة الشّعْر من النِّسَاء وَمن رأى نواة صَارَت نَخْلَة فَإِن ولدا ينَال علما وَيكون هُنَاكَ رجل وضيع يصير رفعيا وَقَالَت الْيَهُود النّخل يدل على طول الْعُمر وَالْأَوْلَاد وَالسَّعَف والليف بِمَنْزِلَة الصُّوف من الشَّاة النسج فِي الْمَنَام سفر ا , مجامعة فَمن رأى كَأَنَّهُ ينسج فَإِنَّهُ يُسَافر على قدر طول الشقة وعرضها وَرُبمَا دلّ على الوطيء وَقيل النسج خُصُومَة وَمن رأى كانه نسج ثوبا وفرغه فَإِنَّهُ فِي أَمر قد انْتهى وانقضى إِن كَانَ مَحْبُوسًا نجا وَإِن كَانَ فِي خُصُومَة صَالح وَإِن كَانَ مهموما فرج عَنهُ النقب فِي الْمَنَام حِيلَة ومكر فَمن رأى كَأَنَّهُ ينقب فَإِنَّهُ يطْلب امرا بمكر وحيلة فَإِن يقدر نقبه نَالَ مُرَاده وَمن رأى كَأَنَّهُ ينقب فِي مَدِينَة فَإِنَّهُ يفتش عَن دين رجل عَالم وَمن نقب فِي صَخْرَة فَإِنَّهُ يفتش عَن حَال رجل من الْوُلَاة نصيحة الْعَدو فِي الْمَنَام غش لقَوْله تَعَالَى (وقاسمهما إِنِّي لَكمَا لمن الناصحين فدلاهما بغرور) النُّزُول فِي الْمَنَام من تل أَو جبل أَو ظهر دَابَّة هُوَ عسر الْأَمر لطالبه والنازل مِنْهُ النادوس إِذا كَانَ فِيهِ أموات فَهُوَ بَيت مَال حرَام وَإِن كَانَ خَالِيا من الْأَمْوَات فَهُوَ بَيت سوء يأوي اليه قوم سوء النداء فِي الْمَنَام مَعْصِيّة لمن سَمعه لقَوْله تَعَالَى (أُولَئِكَ ينادون من مَكَان بعيد) وَمن رأى كَأَنَّهُ نُودي عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يصحب الأرذلين وَمن نُودي من شاطيء الْوَادي فَإِنَّهُ ينَال ولَايَة عَظِيمَة لقَوْله تَعَالَى (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودي من شاطيء الْوَادي الْأَيْمن) النشاب فِي الرُّؤْيَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 للجندي أَمَان لَهُ من الْفقر كَمَا أَن الحرفة لصَاحِبهَا أَمَان من الْفقر بَاب حرف الْوَاو وَأما حرف الْوَاو الْفَرد فِي الرُّؤْيَا أَو كَانَ بِلَفْظ صَاحب الرُّؤْيَا فَإِنَّهُ ولَايَة أَو وقار أَو وزارة وَإِمَّا وباء أَو ورم أَو وخم الوتد فِي الْمَنَام قَالَ الْمُسلمُونَ هُوَ ملك أَو نَظِير ملك فَمن رأى شَيخا ضرب فِي ظَهره وتدا من الْحَدِيد فَيخرج من صلبه ولد يصير ملكا أَو نَظِير ملك أَو عَالما وَإِن كَانَ الوتد خشبا وَالَّذِي ضربه فِي ظَهره شَاب خرج من صلبه ولد مُنَافِق وَيكون عدوا لوالده وَمن وتد وتدا فِي حَائِط فَإِنَّهُ يلصق بِرَجُل رفيع وَإِن وتده فِي بَيت فَإِنَّهُ يحب امْرَأَة وَإِن وتده فِي خشب فَإِنَّهُ يحب غُلَاما منافقا وَقيل الوتد فِي الرُّؤْيَا مَال وَقَالَ ارطاميدورس: الوتد فِي التَّأْوِيل يدل على عشق وهم وحزن الوسادة فِي الْمَنَام امراة تعلم سر امْرَأَة وَهِي خادمة تخْدم النَّاس وَمن رأى وسادته سرقت مَاتَ خادمه والوسائد الَّتِي للسلاطين هم الوكلاء الَّذين يعْتَمد عَلَيْهِم وَأما وسائدالعلماء فَإِنَّهَا تفسر بصلاتهم وتقواهم الْوَضم فِي الْمَنَام رجل مُنَافِق يُحَرِّش بَين النَّاس فِي الخصوامات والوضم هِيَ خَشَبَة القصاب الَّتِي يكسرعليها الْعظم وَيقطع اللَّحْم قَالَ الشَّاعِر (يَا ممرضا بتجنبه وجفوته ... قلبِي وَيَا تاركي لَحْمًا على وَضم) فقد شبه نَفسه فِي صبره واحتماله بِاللَّحْمِ الْمَوْضُوع على خَشَبَة القصاب الَّتِي يهشم عَلَيْهَا اللَّحْم بالفاس وعَاء اللَّبن وَالْعَسَل وَغَيره يعبر بِالرجلِ الْعَالم أَو صَاحب المَال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 الْكثير وَإِذا كَانَ الْوِعَاء من الخزف وَفِيه لبن فَهُوَ رزق وَإِذا كَانَ اللَّبن فِي وعَاء من الظفر فهوم مَال فِي خسارة لِأَن الظفر يُغير اللَّبن ويفسده الوحل فِي الْمَنَام خوف وهم سَوَاء كَانَ من مطر أَو غَيره وَقَالَت النَّصَارَى الْمَشْي فِي الوحل نُقْصَان فِي الْبدن الْورْد فِي الْمَنَام على وُجُوه رجل ذُو شرف أَو ولد أَو قدوم غَائِب أَو امْرَأَة وَمن رأى كَأَنَّهُ جنى وردا فَإِنَّهُ ينَال كَرَامَة ومحبة ونعمة وَمن جنى من بُسْتَان وردا أَبيض فَإِنَّهُ يقبل امْرَأَة ورعة وَمن الْتقط وردا أحمرا فَإِنَّهُ يقبل امْرَأَة ذَات لَهو وطرب وَإِن شم وردة صفراء فِي مَنَامه فَإِنَّهُ يقبل امْرَأَة مَرِيضَة مستقامة والورد الْكثير قبل متواترة وَأما الْورْد الَّذِي لم ينْفق فَإِنَّهُ يُفَسر بِولد سقط فَمن رأى فِي مَنَامه شَيْئا مِنْهُ وَله امْرَأَة حَامِل فَإِنَّهَا تسْقط الْجَنِين قبل كَمَاله وَقيل الْورْد فِي الرُّؤْيَا يدل على امْرَأَة تفارق أَو تِجَارَة تَزُول أَو امْرَأَة تَمُوت أَو فَرح لَا يَدُوم أَو عهد لَا يبْقى وَقَالَ الشَّاعِر (أرى عهدكم كالورد لَيْسَ بدائم ... وَلَا خير فِيمَن لَا يَدُوم لَهُ عهد) وَإِذا رأى الْمَرِيض كَأَن الْورْد مفروش تَحْتَهُ أَو لبس مِنْهُ ثوبا فَإِنَّهُ يَمُوت بعد أَرْبَعِينَ يَوْمًا لقلَّة مقَام الْورْد وَقيل الْورْد قدوم مُسَافر أَو كتاب يرد وَذَلِكَ لاسمه قَالَ الشَّاعِر (أهْدى لنا وردا فَأخْبر أَنه ... فِي الواردين وَلم يكن وردا) وَمن رأى شَابًّا يناوله وردا فَإِن عدوه يعاهده عهدا لَا يَدُوم عَلَيْهِ وَمن راى على رَأسه اكليلا من الْورْد فَإِنَّهُ يتَزَوَّج وَكَذَلِكَ المراة إِذا رَأَتْ الإكليل على رَأسهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 313 تزوجت والورد الْمَبْسُوط زهرَة الدُّنْيَا وَلَا يكون لَهَا دوَام والورد يدل على طيب الذّكر ودهنه يدل على الذكاء وصفاء الذِّهْن والتقرب إِلَى النَّاس ولين الْجَانِب وَقَالَ جاماسب الْورْد يدل على الْفرج وَالسُّرُور الورشان فِي الْمَنَام رجل غَرِيب مهين وَيدل على أَخْبَار ورسل لِأَنَّهُ كَانَ أخبر نوحًا عَلَيْهِ السَّلَام بِخَبَر الأَرْض وَنقص المَاء بعد الطوفان وَقيل الورشان امْرَأَة الوزغ فِي الرُّؤْيَا رجل معتزل ضال يَأْمر بالمنكر وَينْهى عَن الْمَعْرُوف خامل الذّكر والعضاية تدل على مَا يدل عَلَيْهِ الوزغ لَكِن العضاية فاسقة لَا تسكن المدن الورم فِي الْمَنَام مَال لَيْسَ بباق وَيدل على حسن الْحَال واقتباس الْعلم وَقيل الورم بعد كَلَام وهم لَا يبْقى وَقَالَت الْيَهُود الورم فِي الرُّؤْيَا أَذَى ينزل بِصَاحِبِهِ من سُلْطَان كالحبس وَغَيره الْوَجْه فِي الرُّؤْيَا فِيهِ أَقْوَال فَمن رأى بِوَجْهِهِ حسنا حسن حَاله فِي الدُّنْيَا وينال سُرُورًا وَبشَارَة سَواد الْوَجْه يدل على بِشَارَة انثى لمن كَانَ لَهُ حَامِل لقَوْله تَعَالَى (وَإِذا بشر أحدهم بِالْأُنْثَى ظلّ وَجهه مسودا وَهُوَ كظيم) وصفرة الْوَجْه فِي الْمَنَام نفاق لِأَن الصُّفْرَة مرض وَالْمَرَض نفاق وَقيل صفرَة الْوَجْه تدل على الْعِبَادَة لقَوْله تَعَالَى (سِيمَاهُمْ فِي وجوهم) وَمن رأى الْحَبَشَة أَو الزنج كَأَن وَجهه قد ابيض فَإِنَّهُ يذل والقلج على الْوَجْه يدل على قلَّة الْحيَاء وَمن رأى وَجهه أسود وَلَيْسَ لَهُ حَامِل فَإِنَّهُ يعْمل عمل أهل النَّار لقَوْله تَعَالَى (يَوْم تبيض وُجُوه وَتسود وُجُوه) وَقد يكون سَواد الْوَجْه فِي الْمَنَام فضيحة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 314 لكذب صدر مِمَّن رأى وَجهه مسودا وَمن رأى وَجهه اسود وَجَسَده أَبيض فسريرته خير من عَلَانِيَته وَكَذَلِكَ إِن رأى وَجهه أَبيض وَجَسَده أسود فَإِن عَلَانِيَته خير من سَرِيرَته الْوَعْد فِي الْمَنَام يدل على إِحْسَان يصل إِلَى من وعد لقَوْله تَعَالَى (أَفَمَن وعدناه وَعدا حسنا فَهُوَ لاقيه) الْوَادي فِي الرُّؤْيَا سفر وَقَضَاء حَاجَة فَمن رَآهُ وَخرج مِنْهُ وَمن رأى أَنه سقط فِي وَاد وَلم يتألم مِنْهُ فَإِنَّهُ ينَال فَائِدَة من سُلْطَان أَو هَدِيَّة من رَئِيس وَمن حفر وَاديا مَاتَ أحد من أَهله وَمن سكن وَاديا بِلَا زرع فَإِنَّهُ يحجّ إل بَيت الله الْحَرَام لقَوْله تَعَالَى (رَبنَا إِنِّي أسكنت من ذرتي بواد غير ذِي زرع عِنْد بَيْتك الْمحرم) وَمن راى أَنه هائم فِي وَاد فَإِنَّهُ يَقُول الشّعْر لقَوْله تَعَالَى (وَالشعرَاء يتبعهُم الْغَاوُونَ ألم تَرَ أَنهم فِي كل وَاد يهيمون) وَمن سبح فِي الْوَادي فَإِنَّهُ يدْخل فِي عمل سُلْطَان جَبَّار وَيقْضى لَهُ حَاجَة الْوَدِيعَة فِي الرُّؤْيَا تدل على قهر الْمُسْتَوْدع وَمن رأى كَأَنَّهُ أودع إنْسَانا شَيْئا فَإِنَّهُ يغلبه لِأَن لَهُ عَلَيْهِ يَد بالمطالبة وَمن أودع زَوجته شَيْئا فحفظته فَإِنَّهَا تحمل مِنْهُ وَإِن رأى كلما أودعها شَيْئا ردته أَو أودعها سرا فأذاعته فَإِن الْحمل لَا يثبت وَلَا يسْتَقرّ الوثب فِي الْمَنَام قُوَّة فَمن رأى كَأَنَّهُ وثب من مَكَان إِلَى مَكَان فَإِنَّهُ ينْتَقل من حَال إِلَى حَال آخر وَمن رأى إنْسَانا وثب عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يقهر ويغلب وَمن رأى غنمة وَثَبت عَلَيْهِ قهر عدوا وَصَارَ لَهُ مغنما الْوحدَة فقر وهجر وَالْملك إِن رأى كَأَنَّهُ وحيد وَلَا وَزِير وَلَا نديم وَهُوَ يَدعُوهُم فَلَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 315 يُجِيبُوهُ فَإِنَّهُ يعْزل عَن ملكه وَإِن رأى ذَلِك من عَامَّة النَّاس فَإِنَّهُ يفْتَقر أَو يهجر من حبيب الوجع فِي الْمَنَام ندامة من الذَّنب وسخ الْأذن فِي الْمَنَام در باقٍ وَمن رأى أَنه ينقي وسخ اذنه فَإِنَّهُ يسمع شَيْئا يسره وَبشَارَة تاتيه وَمن راى كَأَنَّهُ يَأْكُل وسخ ألأذن فَإِنَّهُ يَأْتِي الذكران الْولادَة فِي الْمَنَام على وُجُوه كَثِيرَة فَإِن راى ملك: أَن زَوجته وضعت ولدا وَلَيْسَت بحامل فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ ينَال كنوزا وَإِن رَأَتْ الْحَامِل كَأَنَّهَا وضعت ولدا ذكرا فَإِنَّهَا تضع أُنْثَى وَإِن وضعت انثى فَإِنَّهَا تضع ولدا ذكرا لِأَن الْبِنْت فرج فِي التَّأْوِيل وَالِابْن هم فَلذَلِك عبروا بالمقلوب وَمن كَانَت عَادَتهَا أَنَّهَا ترى الابْن فِي مُدَّة حملهَا فتضع ابْنا وَترى الْبِنْت فتضع بِنْتا فالتفسير لَهَا على عَادَتهَا وَمن رأى امْرَأَة عاقرا ولدت أَو امْرَأَة خَالِيَة من زوج حملت ذَلِك خصب يكون فِي تِلْكَ السّنة وَمن راى كَأَن أمه وَلدته فَإِنَّهُ يَمُوت لِأَن الطِّفْل يلف فِي الْخرق كَمَا يلف الْمَيِّت فِي الْخرق والكفن وَإِذا رَأَتْ امْرَأَة فِي منامها كَأَنَّهَا وضعت من فمها فَإِنَّهَا تَمُوت وَتخرج زَوجهَا من فمها وَمن رأى من الرِّجَال كَأَنَّهُ وضع ولدا ذكرا أَصَابَهُ هم أَو مرض فَإِن وضع جَارِيَة نَالَ فرجا الْوضُوء فِي الْمَنَام أَمن من الْخَوْف وَنَجَاة من هلكه لِأَن مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَأْمر بني إِسْرَائِيل إِذا خَافُوا الْعَدو بِالْوضُوءِ والْحَدِيث عَن النَّبِي أَنه قَالَ (أطلعت على رجل من أمتِي قد بسط عَلَيْهِ عَذَاب الْقَبْر فَجَاءَهُ وضوءه فأنقذه من ذَلِك وَعبر الْوضُوء كَمَا تعبر الْغسْل وَمن أَرَادَ الْوضُوء وَغسل النَّجَاسَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 وَلم يتم الْوضُوء فَإِنَّهُ يخرج من إِثْم وَمن صلى صَلَاة بِلَا وضوء فَهُوَ إِن كَانَ تَاجِرًا فَهُوَ بِلَا رَأس مَال وَإِن كَانَ واليا فَهُوَ بِلَا خيل وَإِن كَانَ صانعا فَهُوَ بِلَا مأوى وَمن صلى صَلَاة بِلَا وضوء على مزبلة فَإِنَّهُ متحير فِي أمره وَلَا يبلغ مناه الْوكَالَة فِي الْمَنَام: ذنُوب تَجْتَمِع على من رأى كَأَنَّهُ صَار وَكيلا بَاب حرف الْهَاء وَأما حرف الْهَاء إِذا انْفَرد فِي الرُّؤْيَا أَو كَانَ فِي أول لَفْظَة يتَكَلَّم بهَا صَاحب الرُّؤْيَا فَإِنَّهَا هِدَايَة أَو همة أَو هَدِيَّة وَإِمَّا هم أَو هرم أَو هَلَاك رُؤْيا هابيل عَلَيْهِ السَّلَام تدل على الطَّاعَة فَمن رأى هابيل نَالَ طَاعَة وعفة ويخشى عَلَيْهِ من اخيه أَو أَقَاربه من الْقَتْل رُؤْيا هود عَلَيْهِ السَّلَام تدل على بلوى بِقوم سُفَهَاء ويظفر بهم وينجو لقَوْله تَعَالَى (ونجيناه من عَذَاب غليظ) الْهلَال فِي الْمَنَام يدل على وُجُوه مِنْهَا أَنه إِذا طلع فِي مَحل طلوعه فَهُوَ ولد كريم لمن رَآهُ أَو ولَايَة يتولاها أَو ربح فِي تِجَارَة وَمن رأى أَهله مجتمعة فَإِنَّهُ يحجّ إِلَى بَيت الله الْحَرَام لقَوْله تَعَالَى (يَسْأَلُونَك عَن الْأَهِلّة قل هِيَ مَوَاقِيت للنَّاس وَالْحج) وَمن راى الْهلَال أَحْمَر فَإِن امْرَأَته تسْقط حملهَا قبل كَمَال حمله وَإِذا وَقع الْهلَال على الأَرْض فَهُوَ ولد يُولد وَإِذا رَآهُ الْملك فَيرى ملكا وَمن رأى الْهلَال وَحده وَالنَّاس قد أَحدقُوا إِلَيْهِ فَلم يروه فَإِن الرَّائِي يَمُوت وَقد يكون شقيا فِي سنته وَمن رأى الْهلَال فِي غير وقته فَإِنَّهُ يرى ملكا عادلا وَقيل رُؤْيا الْهلَال فِي غير وقته خبر فِيهِ سرُور أَو قدوم غَائِب وَأما طولعه فِي غير مطلعه كالشمال فِي الشرق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 أَو الْقبْلَة فَهُوَ أَمر مُنكر فَإِن غَابَ سَرِيعا من هَذِه الْجِهَات فَإِن الْأَمر الْمُنكر لَا يَدُوم وَقَالَ جاماسب رُؤْيا الْهلَال نصْرَة على عَدو وَقيل رُؤْيا الْهلَال تَحْقِيق ميعاد الْهَوَاء قَالَت النَّصَارَى من رأى كَأَنَّهُ قَائِم فِي الْهَوَاء بَين السَّمَاء وَالْأَرْض نَالَ عزا وقدرة وَلَيْسَ لَهَا ثبات الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 وَإِن كَانَ الرَّائِي صَاحب أَمَان وغرور فَإِن رُؤْيَاهُ بَاطِلَة وَمن رأى كَأَنَّهُ يمشي فِي الْهَوَاء عرضا من غير صعُود نَالَ عزا عَظِيما أَو مَالا حَلَالا إِن كَانَ لذَلِك أَهلا وَإِلَّا فَإِنَّهُ يُسَافر إِن لم يكن صَاحب أماني وَمن رأى كَأَنَّهُ مُتَعَلق بَين السَّمَاء وَالْأَرْض فَإِن قلبه مَشْغُول وَلَا يدْرِي مَا يصنع وَمن سقط من الْهَوَاء فَإِنَّهُ يسْقط عَن مرتبته وجاهه فَإِن لم يكن لَهُ مرتبَة فييأس من أَمر يَقْصِدهُ فيأمله وَقيل من سقط من الْهَوَاء فِي مَنَامه وَكَانَ مهموما فرج همه والهواء الصافي دَلِيل خير لمن أَرَادَ السّفر وَلمن صنيعته تحْتَاج إِلَيْهِ وَإِلَى الشَّمْس والهواء أَيْضا يعبر بهوى النَّفس فَمن عصى هَوَاهُ كَانَ من أهل الْجنَّة لقَوْله تَعَالَى (وَأما من خَافَ مقَام ربه وَنهى النَّفس عَن الْهوى فَإِن الْجنَّة هِيَ المأوى) وَمن راى كَأَنَّهُ يتبع هَوَاهُ فَإِنَّهُ مفرط فِي أُمُور دينه لقَوْله تَعَالَى: (وَاتبع هَوَاهُ وَكَانَ أمره فرطا) الهباء فِي الْمَنَام كَلَام بَاطِل لقَوْله تَعَالَى (وَقدمنَا إِلَى مَا عمِلُوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) الْهَدِيَّة فِي الْمَنَام فَرح لقَوْله تَعَالَى (بل أَنْتُم بهديتكم تفرحون) وَقَالَ النَّبِي تهادوا تحَابوا وَمن رأى طبقًا أهدي إِلَيْهِ وَفِيه رطب أَو حلاوة فَإِن ابْنَته تخْطب وَإِن لم يكن لَهُ ابْنة فَإِن الْمَوَدَّة والمحبة تصير بَينه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 319 وَبَين الَّذِي أهْدى اليه الرطب والحلاوة الهر فِي الرُّؤْيَا خَادِم حَافظ فَإِن خطف شَيْئا فَهُوَ لص الدَّار وَمن رأى هرا عضه فَإِنَّهُ يمرض مَرضا طَويلا وَكَذَلِكَ خدشه والهر إِذا لم ينوء فَهُوَ سنة فِيهَا رَاحَة لمن رَآهُ والسنور الوحشية سنة فِيهَا تَعب وَنصب وَمن بَاعَ هرة فَإِنَّهُ ينْفق مَالا وَقَالَت الْيَهُود يعبر بالغمازين واللصوص لِأَن فِيهَا الْمَنْفَعَة والخسارة كَمَا فِي الغمازين الْمَنْفَعَة والخسارة وَقَالَ ارطاميدورس: الْهِرَّة فِي الْمَنَام امْرَأَة خداعة صخابة وعض السنور مرض فِي تِلْكَ السّنة وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة أَن ابْن سِيرِين اتته امْرَأَة فَقَالَت رَأَيْت كَأَن سنورا أَدخل رَأسه فِي بطن زَوجي وَأخذ مِنْهُ قِطْعَة لحم قَالَ ابْن سِيرِين قد سرق لزوجك ثلثمِائة دِرْهَم وَسِتَّة عشر درهما فَقَالَت صدقت من أَيْن لَك ذَلِك فَقَالَ: من هجاء حُرُوفه فِي حِسَاب الْجمل سنور السِّين بستين وَالنُّون بِخَمْسِينَ وَالْوَاو بِسِتَّة وَالرَّاء بماتين فَصَارَ الْمبلغ ثَلَاث مائَة وَسِتَّة عشر درهما فمسكوا عبدا فضربوه فَأقر بِالْمَالِ الْمَذْكُور الهدهد فِي الْمَنَام رجل عَالم يُقَال عَنهُ كَلَام قَبِيح لنتن ريحيه وَمن رَآهُ نَالَ مَالا وَعز وَإِن كَلمه فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ خبر من قبل الْخَلِيفَة لقَوْله تَعَالَى (وجئتك من سبأ بِنَبَأٍ يَقِين) وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى هدهدا قدم لَهُ مُسَافر الهريسة فِي الْمَنَام هم من قبل عماله وَمن رأى هريسا يصنع فِي مَكَان وَفِيه مَرِيض خشِي على ذَلِك الْمَرِيض وَكَذَلِكَ إِذا رأى عسكرين تَأْكُل هرايسا أَو رؤءسا مشوية فَإِن الْحَرْب يَقع بَينهمَا وَيهْلك فِيهِ قوما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 320 روءساء الهزال فِي الْمَنَام نقص فِي المَال لمن رَآهُ بجسده وَالسمن خصب وَمَال فِي أَي مَخْلُوق يرى هضم الطَّعَام فِي الْمَنَام يدل على نشاط فِي الْأُمُور كلهَا الْهِبَة فِي الْمَنَام تنْسب إِلَى جَوْهَر مَا وهب فَمن رأى إنْسَانا وهبه عبدا فَإِنَّهُ ينفذ إِلَيْهِ عدوا وَإِن وهبه جَارِيَة أَفَادَهُ تِجَارَة وَإِن وهبه شَيْئا يدل على الذُّكُور وَكَانَ عِنْده امْرَأَة حَامِل وضعت ولدا ذكرا وَكَذَلِكَ إِن وهبه مَا يدل على الْإِنَاث فَإِن الْحمل انثى لقَوْله تَعَالَى (يهب لمن يَشَاء إِنَاثًا ويهب لمن يَشَاء الذُّكُور) الهاون فِي الرُّؤْيَا رجلَانِ لَا يَسْتَغْنِي أَحدهمَا عَن الآخر ويدخلان أَنفسهمَا فِي الْأُمُور الضِّعَاف بَاب حرف الْيَاء وَأما حرف الْيَاء إِذا كَانَ فِي أول كلمة يلفظ بهَا صَاحب الرُّؤْيَا فَإِنَّهَا يسر ويمن وَإِمَّا يتم ويرعه رُؤْيا يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ الْمُسلمُونَ من رَآهُ فِي مَنَامه نَالَ نعْمَة وَقُوَّة ظَاهِرَة وأولادا وينال من بَعضهم هما ويفرج عَنهُ ويبشر وتقر عينه بِمن يحب وَقَالَت الْيَهُود من رأى يَعْقُوب نَالَ قربا من الله بِعبَادة وَصدقَة على الْمَسَاكِين وينال شدَّة ويحزن عَلَيْهِ إخوانه ويخشى على بَصَره ثمَّ ينجو وَإِن كَانَ لَهُ ولد غَائِب اجْتمع بِهِ رُؤْيا يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام تدل على شدَّة من أقَارِب من رَآهُ وَقيل من رَآهُ يظلم ويكذب عَلَيْهِ وَيكون بارا وَقيل رُؤْيا يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام تدل على حصن يَنَالهُ الرَّائِي فِي الغربة ويخضع لَهُ الْأَعْدَاء عَنْهُم وَرُبمَا دلّت على السجْن وَيكون كثير الْإِحْسَان رُؤْيا يُونُس عَلَيْهِ السَّلَام وَأما من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 321 رَآهُ فَإِنَّهُ يتعجل فِي أَمر ويناله مِنْهُ ضيق أَو حبس ثمَّ ينجو أَو يكون سريع الْغَضَب سريع الرِّضَا لقَوْله تَعَالَى (وَذَا النُّون إِذْ ذهب مغاضبا) رُؤْيا يحيى عَلَيْهِ السَّلَام تدل على ورع من رَآهُ وتقواه وعقبه وعصمته من الْأَقَارِب وَلَا يكون لَهُ نَظِير فِي زَمَانه لقَوْله تَعَالَى (لم نجْعَل لَهُ من قبل سميا) الْيَاقُوت فِي الْمَنَام فَرح وَلَهو فَمن رأى كَأَنَّهُ تختم بالياقوت نَالَ زِينَة واسما صَالحا وفص الْيَاقُوت جَارِيَة فَمن أَخذه فِي مَنَامه وَكَانَ لَهُ حَامِل بشر بأنثى وَإِن لم يكن لَهُ حَامِل ملك جَارِيَة لقَوْله تَعَالَى (كأنهن الْيَاقُوت والمرجان) والياقوت للعزب زَوْجَة جميلَة صَالِحَة والياقوت الْكثير إِذا خرج من الْبَحْر وَيحمل اثقالا فَإِنَّهُ كنوز وأموال وَقيل الْيَاقُوت يُفَسر بِالصديقِ وَمن رأى كَأَنَّهُ ينظر فِي جَوْهَر أَو زجاج وَلَا يرى لَهُ نور فليحذر من الخنق لِأَن الرّوح فِي الْبدن كالنور الَّذِي فِي الْجَوْهَر وَمن رأى فِي مَنَامه كَأَن النُّور فقد من الْجَوْهَر كلهَا فيخشى على عقله لِأَن الْعقل جَوْهَر مَبْسُوط يشبه بِالنورِ وَمن رأى على رَأسه إكليلا من الْيَاقُوت ناله جاه من صديق أَو أمْرَأَة أَو ملك وَمن رأى فص ياقوت أَحْمَر فِي يَده فَإِن امْرَأَة جميلَة قاسية الْقلب تحبه وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة أَن رجلا راى فِي مَنَامه كَأَن فِي عنق زَوجته جَوْهَرَة فَقَصَّهَا على معبر فَقَالَ اخْرُج من الْبَيْت الَّذِي أَنْت فِيهِ مُقيم فَلَمَّا خرج الرجل من ذَلِك الْبَيْت وَقع وتهدم فَعبر بِاللَّفْظِ جَوْهَر لِأَن المراة لم تكن من أهل الْجَوْهَر وَلَا الْعلم وَمن رأى بِيَدِهِ فصا يشبه الْيَاقُوت وَلَيْسَ بياقوت فَإِنَّهُ يَدعِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 322 الشّرف وَلَيْسَ بشريف اليربوع فِي الْمَنَام رجل حلاف كَذَّاب وَهُوَ من المسوخ فَمن نازعه نَازع إنْسَانا كَذَلِك اليعسوب فِي الرُّؤْيَا رجل مخصب نفاع مبارك عَظِيم الْخطر مُؤمن زاهد لَا يُؤْذِي أحدا فَمن نَالَ شَيْئا مِنْهَا فَإِنَّهُ ينَال مَالا حَلَالا مَعَ صِحَة جسم وَمن ملك كثيرا مِنْهَا فَإِنَّهُ يَلِي على رجال أَغْنِيَاء اليسروع فِي الْمَنَام وَهُوَ دودة خضراء تكون فِي المقاثي والكروم يُفَسر بِرَجُل لص يسرق قَلِيلا قَلِيلا ويتزيا بالورع وَلَا يخفى حَاله ونفاقه الياسمين فِي الرُّؤْيَا تدل على الْعلمَاء وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة أَن ابْن سِيرِين أَتَاهُ رجل فَقَالَ رَأَيْت الْحمام يلتقط الياسمين فَقَالَ ابْن سِيرِين مَاتَ عُلَمَاء الْبَصْرَة وَالْيَد فِي الْمَنَام تعبر بِوُجُوه شَتَّى فَهُوَ ولد وَأَخ وَشريك وَمَال وَزَوْجَة وصديق وَيَمِين وَقُوَّة ولسان لِأَن الْمُتَكَلّم يُشِير بِيَدِهِ إِذا تحدث فَمن رأى يَده الْيُمْنَى قطعت فَإِنَّهُ يحلف يَمِينا فاجرة وَإِن كَانَ لَهُ ولد مَرِيض خشى عَلَيْهِ الْمَوْت وَمن رأى يَده الْيَسَار قطعت فَارق شَرِيكه أَو زَوجته أَو صديقه وَمن رأى كَأَن سُلْطَانا قطع يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ من خلاف فَإِنَّهُ يَتُوب لقَوْله تَعَالَى (لأقطعن أَيْدِيكُم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أَجْمَعِينَ قَالُوا لَا ضير إِنَّا إِلَى رَبنَا منقلبون) وَقيل قطع الْيَد فِي الْمَنَام تدل على سَرقَة يسرقها صَاحب الرُّؤْيَا لقَوْله تَعَالَى (وَالسَّارِق والسارقة فَاقْطَعُوا أَيْدِيهِمَا) وَمن رأى يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ قطعتا من غير أَن يقطعهَا سُلْطَان فَإِنَّهُ مُفسد لقَوْله تَعَالَى (إِنَّمَا جَزَاء الَّذين يُحَاربُونَ الله وَرَسُوله ويسعون فِي الأَرْض فَسَادًا أَن يقتلُوا أَو يصلبوا أَو تقطع أَيْديهم وأرجلهم من خلاف) وَمن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 سقط فِي مَكَان عَال فَانْكَسَرت يَده فَإِنَّهَا مُصِيبَة فِي صديق أَو ولد أَو أَخ أَو مَال أَو هم من سُلْطَان وَمن رأى فِي مَنَامه لَيْسَ لَهُ يدان فَإِنَّهُ عاشق لِأَنَّهُ متحير وَمن رأى يَمِينه طَالَتْ كثر مَاله وَكَرمه وَمن رأى من الْوُلَاة كَأَن يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ قطعت فَإِنَّهُ يعْزل وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة أَن ابْن سِيرِين أَتَاهُ رجل فَقَالَ: رَأَيْت: كَأَن شخصا قطعت يَدَاهُ وَرجلَاهُ وَأخر صلب فَقَالَ ابْن سِيرِين يعْزل وَالِي الْبَلَد ويولى غَيره لِأَن الَّذِي قطعت يَدَاهُ وَرجلَاهُ بَطل عمله وانكف عَنهُ وَالَّذِي صلب رفع شَأْنه واشتهر بذلك وَمن رأى بِيَدِهِ سكيناً وَهُوَ يقطع يَدَيْهِ فَإِنَّهُ يرى شَيْئا يتعجب مِنْهُ لقَوْله تَعَالَى (فَلَمَّا رأينه أكبرنه وقطعن أَيْدِيهنَّ) وَمن شلت يَده فِي الْمَنَام وقفت معيشته الْيَد المخضبة فِي الْمَنَام معيشة بكد فَإِن اصابعه فَإِنَّهُ يكثر التَّسْبِيح وَمن خضب يَده فِي دم جيفة فَإِنَّهُ يحضر فتْنَة لِأَن ذَلِك سنة الْجَاهِلِيَّة فِي الزَّمن الْمُتَقَدّم إِذا ارادوا الْحَرْب وَمن رأى بِيَدِهِ خضابا وحشا فَإِنَّهُ يقتل إنْسَانا ويخرجه وَقيل من رأى يَدَيْهِ مخضوبتين فقد أشرف على ذهَاب مَا فِي يَدَيْهِ من مَال أَو صَنْعَة وَمن رأى إِحْدَى يَدَيْهِ مخضوبة وَعَلَيْهَا خرق مشدودة فَإِنَّهُ يقهر فِي الْمُخَاصمَة ويعجز عَن عدوه وَقبض الْيَد قتر فِي الرزق وبسطها بسط فِي الرزق وَمن رأى يَده مَقْطُوعَة وأحرزها وَلم يفارقها فَإِنَّهُ يَسْتَفِيد ولدا أَو أَخا وَإِن رأى بِيَدِهِ يَد إنْسَانا مَقْطُوعَة فَإِنَّهُ ينَال مَالا قدره خَمْسمِائَة دِينَار وَمن رأى كَأَنَّهُ يَأْكُل يَده فَإِنَّهُ يَأْكُل من كسب يَده من عض يَده فِي الْمَنَام فَإِنَّهُ ظَالِم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 لقَوْله تَعَالَى (وَيَوْم يعَض الظَّالِم على يَدَيْهِ) الْيَد المنقوشة بِالْحِنَّاءِ حَاجَة وضرورة إِلَى شَيْء من الْبَيْت ليَبِيعهُ من قلَّة الْكسْب وَرُبمَا ناله ذل وَأما الْمَرْأَة إِذا رَأَتْ كَأَنَّهَا تخضب يَديهَا وَلَا يعلق لَهَا خضاب فَإِن زَوجهَا لَا يظْهر حبها وَإِن علق خضابها فَإِن زَوجهَا يحسن إِلَيْهَا وَإِن رَأَتْ امراة كَأَنَّهَا منقوشة بطين فَإِنَّهَا تسبح الله كثيرا وَمن رات نقشها مختلطا وحشا فَإِنَّهَا تصاب بِأحد من أَوْلَادهَا أَو من يعز عَلَيْهَا وَمن رأى يَدَيْهِ منقوشتين بِالذَّهَب فَإِنَّهُ يحتال بحيلة يذهب فِيهَا مَاله وَإِن رَأَتْ امْرَأَة يَديهَا منقوتين بِالذَّهَب فَإِنَّهَا تدفع مَالا إِلَى زَوجهَا ويأكله وينالها فَرح الْيَمين الْفَاجِرَة فِي الْمَنَام تدل على خراب منزل من حَلفهَا لما ورد فِي الْخَبَر (الْيَمين الْفَاجِرَة تدع الديار بَلَاقِع) وَالْيَمِين الصادقة أَمن من الْخَوْف وظفر الْيَهُودِيّ فِي الْمَنَام عَدو سَوَاء كَانَ شَيخا أَو شَابًّا لقَوْله تَعَالَى (لتجدن أَشد النَّاس عَدَاوَة للَّذين آمنُوا الْيَهُود ... إِلَى قَوْله ولتجدن أقربهم مَوَدَّة للَّذين أمنُوا الَّذين قَالُوا إِنَّا نَصَارَى) وَمن رأى كَأَنَّهُ يَهُودِيّ فَإِنَّهُ يحتوي على الْمعاصِي من الله تَعَالَى نهى الْيَهُود عَن الصَّيْد فِي يَوْم السبت فَلم ينْتَهوا فمسخوا وَقيل من رأى كَأَنَّهُ صَار يَهُودِيّا فَإِنَّهُ يَرث عَمه وَمن رأى كَأَنَّهُ يدعى وَيُسمى يَهُودِيّا وَهُوَ كَارِه لذَلِك وَعَلِيهِ ثِيَاب بيض فَإِنَّهُ ينجو من هم وينال رَحْمَة من الله تَعَالَى لقَوْله عز وَجل (إِنَّا هدنا إِلَيْك قَالَ عَذَابي أُصِيب بِهِ من أَشَاء ورحمتي وسعت كل شَيْء) وَمن رأى كَأَنَّهُ يَهُودِيّ ورث عَمه الْيَأْس فِي الْمَنَام يدل على النجَاة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 325 لقَوْله تَعَالَى (فَلَمَّا استيأسوا مِنْهُ خلصوا نجيا) وَمن رأى أَنه يئس من روح الله فَإِنَّهُ يعْمل عمل أهل النَّار لقَوْله عز وَجل (إِنَّه لَا ييأس من روح الله إِلَّا الْقَوْم الْكَافِرُونَ) الْيُتْم فِي الْمَنَام قهر وَمن رأى كَأَنَّهُ يَتِيم لِأَن الْيَتَامَى مقهورون وَأَمْوَالهمْ فِي أَيدي غَيرهم بَاب فِي الصناع على حرف الْألف الاسكاف فِي الْمَنَام رجل يقسم الْمِيرَاث وَيصْلح بَين الْوَرَثَة لِأَن الْجُلُود مِيرَاث فِي التَّأْوِيل الأكاف فِي الرُّؤْيَا رجل دلال لِأَن الأكف فِي التاويل نسَاء الْعَجم الْأمان رجل يجمع بَين النَّاس فِي الْحَلَال وَهُوَ ذُو حَظّ وَقيل هُوَ رجل يَتُوب النَّاس على يَده حرف الْبَاء البستاني رجل يَدْعُو النَّاس إِلَى النِّسَاء وحبهن فِي الْحَلَال الْبَزَّار رجل عَظِيم الْخطر وَله إِحْسَان وبر مالم يَأْخُذ فِي البيع دَرَاهِم أَو دَنَانِير البطيخي رجل صَاحب أمراض والبقل رجل صَاحب هموم البيطار رجل يدين أَشْرَاف النَّاس ويقويهم حرف التَّاء الترسي يعين السُّلْطَان الَّذِي يحرض بجيشه ويقويهم على أعدائهم التياس لَا خير فِيهِ وَلَا فِي اسْمه أَلا ترَاهُ ينزي فحلا على أُنْثَى وَمن رأى كَأَنَّهُ يشيل فحلا على أُنْثَى غيران يُقَال عَنهُ تياس فَإِنَّهُ ينَال خصبا فِي تِلْكَ السّنة وَمن شال فحلا على أُنْثَى وَمَعَهُ سلسلة فَإِنَّهُ قواد لِأَن السلسلة أعدت لأهل النَّار وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى (إِذْ الأغلال فِي أَعْنَاقهم والسلاسل يسْحَبُونَ فِي الْحَمِيم ثمَّ فِي النَّار يسجرون) التَّاجِر فِي الْمَنَام صَاحب رئاسة إِذا كَانَ عَلَيْهِ عِمَامَة بَيْضَاء وَبَين يَدَيْهِ مَتَاع وَهُوَ يَأْمر وَينْهى وَإِلَى جَانِبه ميزَان حرف الثَّاء الثوام فِي الْمَنَام صَاحب كَلَام خَبِيث وثناء قَبِيح حرف الْجِيم الْجَصَّاص فِي الْمَنَام رجل ذُو نفاق وشغب لِأَن أول من صنع الجص والآجر فِرْعَوْن الْجَوْهَرِي صَاحب نسك وَعبادَة الجوشي فِي الرُّؤْيَا رجل يَأْمر النَّاس بالمؤانسة والألفة الجواليقي رجل يعلم كل إِنْسَان مَا يَدُوم لِأَن الجواليق أوعية لكل مَتَاع وَلذَلِك يكون مَحل لكل أحد وَإِذا رأى الجواليقي كَأَن بِيَدِهِ مسلة وَهُوَ يخيط وَيبِيع وَيَشْتَرِي فَإِن ذَلِك نفاق لسلعة الجلالانية الصفر: رجل يزين مَتَاع الدُّنْيَا إِلَى نَفسه جزاز الشّعْر رجل ينفع الْفُقَرَاء ويضر الْأَغْنِيَاء جلاب الْأَمْتِعَة صَاحب غرور فِي الدُّنْيَا وجلاب اللَّبن طَالب علم يفِيدهُ وينال نسكا فِي الدُّنْيَا الجزار رجل يهْلك على يَده النَّاس إِذا كَانَ ثِيَابه دنسه وَفِي يَده سكين وَإِن كَانَت ثِيَابه بيض فَإِنَّهُ طَوِيل الْعُمر غير مود جلاب الْغنم لَا خير فِيهِ إِلَّا أَن يعاينها فِي مَنَامه فَإِنَّهُ يجلب الرفيق وَإِن رأى كَأَنَّهُ يحلب الْغنم بِغَيْر أذن صَاحبهَا فَإِنَّهُ يتسلط على قوم ويجور عَلَيْهِم الْجمال فِي الْمَنَام وَال فِي الْأُمُور حرف الْحَاء: الْحمال رجل يحمل الهموم وَيكون همه بِقدر ثقل حمله فَمن رأى حارسا فِي مَنَامه وَهُوَ يُرِيد كتمان شَيْء فَإِنَّهُ يظْهر وَلَا يخفى الحمامي والقيم قودان لَهما زَانِيَة سَيِّئَة الْخلق قَليلَة المطاوعة وَإِذا كَانَت ثِيَاب الحمامي بَيْضَاء فَإِنَّهُ يسلي هموم النَّاس الحفار رجل ذُو مكر يدْخل فِي أَمر صَعب المرام (اللين) رجل صَالح وَله ذكر جميل وَإِن كَانَ تَاجِرًا جمع مَالا لنَفسِهِ الحناط فِي الْمَنَام صَاحب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 326 شرِيف إِذا لم يحْتَج إِلَى بيعهَا فَإِن احْتَاجَ إِلَى بيعهَا أَصَابَهُ ذل وفقر وَإِذا رأى الْوَالِي أَنه حناط أَو يَبِيع الْحِنْطَة فَإِنَّهُ يعْزل وَيفرق بَينه وَبَين أختيه وَقيل الحناط فِي الْمَنَام رجل يولي الولايات أَو تَاجر ينْقل التِّجَارَات الْحداد فِي الْمَنَام ملك عَظِيم بِقدر قُوَّة النَّار وَكَثْرَة الْحَدِيد الحراث فِي الْمَنَام رجل يعْمل أَجود الْأَعْمَال وَإِن نبت زرعه نَالَ خصبا وَإِن كَانَ طَالبا ولدا رزق ولدا فَإِن حصد ذَلِك الزَّرْع وَجعله فِي الأهرا فَإِنَّهُ يكْسب مَالا على قدر ذَلِك الْحذاء فِي الْمَنَام رجل يتَوَلَّى أُمُور النِّسَاء لِأَن النِّعَال نسَاء فِي التَّأْوِيل وَقيل الْحذاء دلال الوصائف حكاك الفصوص فِي الرُّؤْيَا رجل سيء الْمحْضر الْحلْوانِي رجل بار لطيف الْحمار وَال فِي الْأُمُور الحواء الَّذِي يصيد الْحَيَّات رجل غدار حرف الْخَاء الْخمار فِي الْمَنَام صَاحب مَال حرَام والخاذ رجل يهيج النَّاس على الْبَاطِل حَتَّى يجر إِلَى نَفسه نفعا الْخلال فِي الرُّؤْيَا رجل يَأْكُل مَال أهل بَيته وينقصه لِأَنَّهُ بِمَنْزِلَة المكنسة الخلقاني فِي الْمَنَام رجل دغل وَمن شرى الخلقان اصابه هم الْخياط فِي الرُّؤْيَا رجل يصلح شَأْن الشريف والوضيع وَمن رأى أَنه يخيط ثَوْبه فَإِنَّهُ يروم حَال نَفسه وَمن رأى أَنه يخيط وَلَا يحسن الْخياطَة فَإِنَّهُ يروم تآلف شَيْء وَلَا يتم لَهُ ذَلِك وَمن رأى أَنه يخيط ثوب زَوجته فَإِنَّهُ يَقع فِي شَرّ وهم الجزار فِي الرُّؤْيَا قَاسم الْمَوَارِيث لِأَن الْجُلُود مِيرَاث وَقيل هُوَ دلال الْجوَار الروميات الخبار فِي الْمَنَام رجل من السلاطين ذُو عدل وشفقة وَقيل الخباز رجل خَبِيث الجزء: 1 ¦ الصفحة: 327 الْمُعَامَلَة لاجل النَّار الخشاب فِي الرُّؤْيَا رجل رَئِيس يُؤَدب الْمُنَافِقين وَيَأْمُرهُمْ بِالصَّلَاةِ الْخَرَّاط فِي الْمَنَام رجل يُعَامل فيهم نفاق وَيسْرق مِنْهُم أَمْوَالًا الْجَزرِي رجل بأموال النِّسَاء لِأَن الجزر نسَاء حرف الدَّال الدَّلال فِي الْمَنَام قواد فَإِن لم يَشْتَرِي سلْعَة فقيادته لَا تَنْفَع الدّباغ رجل يصلح أَمْوَال الْأَيْتَام ويحسنها وينجي رجلا من الْهَلَاك وَيطْعم الْمَسَاكِين لقَوْل النَّبِي من أطْعم مِسْكينا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا مَيتا " الدقاق وبائع الْحُبُوب قوم يؤثرون الدُّنْيَا على الْآخِرَة إِذا باعوا وَأخذُوا الثّمن وَإِن باعوا وَلم يقبضوا الثّمن وسلموا الْحبّ إِلَى المُشْتَرِي فَإِنَّهُم يزهدون النَّاس فِي الدُّنْيَا الدهان فِي الرُّؤْيَا رجل مُنَافِق وَذَلِكَ من اسْمه يكون ذَا مداهنة وَقيل الدهان فِي الْمَنَام رجل يحمل من خالطه وَلم أجد فِي حرف الذَّال شَيْئا حرف الرَّاء الريحاني فِي الْمَنَام رجل صَاحب هموم وَهُوَ ذُو صَبر عِنْد المصائب بَائِع الرّطبَة وَتسَمى القت وَهِي حشيشة ياكلها الدَّوَابّ يكون صَاحب مَال هني الرفاء صَاحب خصومات وَمن رأى كَأَنَّهُ يرفوعورة امْرَأَته فَإِنَّهُ يرضيها بقبح ثمَّ يعْتَذر بِغَيْر عذر وَمن رفا ثَوْبه فِي الْمَنَام فَإِنَّهُ يُخَاصم ذَا قرَابَة ويصاحب من لَا خير فِيهِ الرَّاعِي فِي الرُّؤْيَا وَال على قوم ينسبون إِلَى ذَلِك الْجِنْس الَّذِي رعاه فِي مَنَامه الرواس فِي الرُّؤْيَا يَد رَئِيس الرؤساء ويعبر بالسلطان وَمن أشترى من الرواس رَأْسا فَإِنَّهُ يطْلب من السُّلْطَان رَئِيسا يعِيش فِي كنفه الراقي فِي الْمَنَام رجل يصلح بَين النَّاس وَيذْهب عَنْهُم الهموم ويسكن غضب قُلُوبهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 328 إِذا ذكر فِي رقوته اسْم الله وَإِن لم يذكر اسْم الله فِي رقوته فَهُوَ ذُو كَلَام بَاطِل وَأما راقي الْحَيَّات فَإِنَّهُ يصحب شرار النَّاس وَهُوَ غدار الرصاص فِي الْمَنَام صَاحب وَهن رائض الدَّوَابّ والرماح وَالْبَاب حرف الزَّاي الزَّاد رجل يعلم النَّاس الْأَدَب وَالْعلم ويدلهم على مَكَارِم الْأَخْلَاق وَيكون فِيهِ نفاق الزّجاج نخاس على جوَار الرّوم الزبال يجمع الْأَمْوَال حرف السِّين السَّائِل متعلم والمسؤول عَالم وَمن رأى كَأَنَّهُ يسْأَل النَّاس وَيُعْطى شَيْئا كَأَنَّهُ ينَال دنيا وغنى وَقَالَ ارطاميدورس: السُّؤَال يدل على هم وحزن وَذَلِكَ لِأَن السَّائِلين يكثرون الدُّعَاء لمن يَسْأَلُونَهُمْ والمهمون والمجربون يكثرون دعاءهم لرجاء الْفرج وَمن رأى كَأَن السَّائِلين أخذُوا مِنْهُ شَيْئا أَصَابَهُ مضرَّة أَو يَمُوت شخص من الْأَغْنِيَاء وَيَأْخُذ السُّؤَال مِنْهُ طَعَاما أَو مَالا يفرقه بعده وَقد يكون أحد السَّائِلين موت صَاحب الرُّؤْيَا السقاء فِي الْمَنَام صَاحب بر وتقوى لِأَنَّهُ يعْمل أفضل مَا يعْمل من الْأجر وَيجْرِي على يَدَيْهِ خيرا كثيرا إِذا سقا وَلم يَأْخُذ أجره وَإِن كَانَ يسْقِي ويملأ إِنَاء وَيَأْخُذهُ إِلَى منزله فَذَلِك مَال يحرز السمسار رجل يَأْمر بالسخاء وَالعطَاء الجزيل السَّقطِي فِي الرُّؤْيَا رجل يعلم النَّاس الْحَرْف السكاكيني رجل يعلم النَّاس الحذق والكياسة السماط رجل ياكل أَمْوَال ايتامى ظلما وَقيل إِنَّه كاشف الكرب السماك رجل دلال على الرَّقِيق وَمن اشْترى من السماك سَمَكَة فَإِنَّهُ يَشْتَرِي جَارِيَة أَو يسْأَله أَن يدله على جَارِيَة أَو امْرَأَة يَتَزَوَّجهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 السكرِي رجل لطيف وَإِن بَاعَ السكر وَأخذ ثمنا فَإِنَّهُ يسمع النَّاس كلَاما لطيفا يحبونه السلاخ فِي الْمَنَام سُلْطَان جَائِر أَو شرطي والمسلخي ياخذ أَمْوَال النَّاس وزكاتهم وَإِن كَانَ تَاجِرًا أَخذ الْأَمْوَال وتوارى السائح فِي الرُّؤْيَا رجل صَاحب علم أَو يدْخل فِي أُمُور الْمُلُوك السَّاحر رجل فتان فَإِن سحر بتفاحة فَإِنَّهُ يفتن بِنْتا السراج فِي الْمَنَام دلال النِّسَاء السمان رجل غَنِي يحتوي على أَمْوَال الرِّجَال لِأَن الثَّمر مَال وَالْأَشْجَار رجال فَمن راى كَأَنَّهُ يتبع سمانا نَالَ فَائِدَة وعاش فِي كنف إِنْسَان غَنِي صَاحب مَال جزيل السايس فِي الرُّؤْيَا هُوَ وَال الْأُمُور الَّذِي يسوس أَحْوَال النَّاس السباك فِي الرُّؤْيَا يُقَال عَنهُ كَلَام سوء وَقيل السباك رجل يتَوَلَّى ولَايَة السَّارِق رجل كَذَّاب حرف الشين الشواء رجل يُؤَدب الصّبيان من العبيد والأحرار وَيُعلمهُم الصَّنْعَة فَمن راى كَأَنَّهُ اشْترى من الشواء خروفا فَإِنَّهُ يسلم وَلَده إِلَى أديب وَمن أشترى من الشواء بدرهم أَو بدانق فَإِنَّهُ يسْتَأْجر غُلَاما أَو جَارِيَة أَو دنية وَقَالَت النَّصَارَى: من راى كَأَنَّهُ صَار شواء فَإِنَّهُ يَلِي على مَال سُلْطَان ويستخرجه بالظلم وَقيل إِنَّه رجل طَبِيب يبط الْجِرَاحَات الشعيري الَّذِي يَبِيع الشّعير رجل يحب الدُّنْيَا وَلَا يفكر فِي الْآخِرَة إِن أَخذ ثمن الْمَبِيع دَرَاهِم أَو دَنَانِير وَإِن بَاعَ بالعروض فَلَا بَأْس الشعاب رجل يتَوَلَّى أُمُور النَّاس من الرفيع والوضيع ويؤلف بَين النَّاس وَيكون نَفَّاعًا مُصَليا صَاحب شرف وسؤدد الشَّاهِد الْعدْل فِي الْمَنَام رجل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 330 يظْهر على عَدو وَيظْهر الشَّك وَمن رأى كَأَنَّهُ يشْهد على رجل شَهَادَة فَإِنَّهُ يحجّ وَمن رأى كَأَنَّهُ يكْتب على إِنْسَان شَهَادَة فَإِنَّهُ يقْرضهُ بِكُل حرف درهما أَو دِينَارا وَمن صَار شَاهدا عدلا قهر أعداءه الشياف الَّذِي يصنع أشياف الدبر رجلا قوادعلى حرم النَّاس لِأَن الدبر حرم صَاحبه حرف الصَّاد صياد السبَاع فِي الْمَنَام سُلْطَان يقهر السلاطين الغشمة الظلمَة وَيكسر العساكر وَأما صياد سِبَاع الطير كالبازي والشاهين فَإِنَّهُ رجل مكار يخدع أَشْرَاف النَّاس وصياد الْوَحْش رجل يمكر بِقوم من الْأَعَاجِم الصَّائِغ فِي الْمَنَام إِذا كَانَ يخرج الذَّهَب وَالْفِضَّة من النَّار محمي فَإِنَّهُ رجل كَذَّاب يفتن النَّاس لِأَن السامري كَانَ صائغا يركب الْجَوْهَر فِي الذَّهَب وَالْفِضَّة فَإِن ذَلِك رجل يؤلف بَين النَّاس فِي خطر مثل من يَبْدُو بِالشَّرِّ وَيخْتم بِالْخَيرِ الصيدلاني وَهُوَ الَّذِي يجمع الْأَدْوِيَة فَإِنَّهُ رجل عَالم يصنف الْكتب لِأَنَّهَا تصلح الدّين كَمَا تصلح الْأَدْوِيَة الْبدن الصيقل فِي الرُّؤْيَا بِمَنْزِلَة الْوَزير لِأَنَّهُ يصلح أُمُور الشريف والوضيع وَيكون ثَابتا عادلا مهيبا الصّباغ فِي الرُّؤْيَا صَاحب بهتان وَمن رأى صباغا فِي دَاره ليَأْخُذ الصَّبْغ فَإِنَّهُ مُؤذن يَمُوت شخص فِي تِلْكَ الدَّار الصفار رجل صَاحب مَتَاع من الدُّنْيَا وَمن راى الصفر يضْرب على السندان وَقع فِي خُصُومَة وَمن أَرَادَ الزواج وَرَأى شَيْئا من الصفر فَإِن المراة طَوِيلَة اللِّسَان لأجل صَوت الصفر حرف الضَّاد ضرب الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 فِي الْمَنَام كَلَام يحسن الْكَلَام وَيكون فِي الْكَلَام حِيلَة لأجل الْكِتَابَة وَقيل إِن ضرب الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير رجل بار حسن الْمحْضر إِذا لم يَأْخُذ أُجْرَة فَإِذا أَخذ فَهُوَ صَاحب بهاء وَقَالَ ابْن سِيرِين الضراب صَاحب نميمة ينْقل الْكَلَام وَأَتَاهُ رجل فَقَالَ رَأَيْت كَأَنِّي أضْرب الدَّرَاهِم فَقَالَ ابْن سِيرِين اشاعر أَنْت قَالَ نعم وَقيل من رأى كَأَنَّهُ يضْرب الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير وَكَانَ أَهلا للولاية نالها لِأَن الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير لَا تضرب إِلَّا بِأَمْر أَمِير الْمُؤمنِينَ حرف الطَّاء فِي الرُّؤْيَا يعبر بالفقيه وَالْمُغني وَكَذَلِكَ الْفَقِيه يعبر بالطبيب الطباخ رجل يحرض النَّاس على الْمَعيشَة والطباخ إِذا رَآهُ الْإِنْسَان وَكَانَ طَالب زَوْجَة فَهُوَ دَلِيل خير عِنْد ارطاميدورس وَلَا يحمد الطبيخ للْمَرِيض لِأَنَّهُ يهيأ لتلف حَيَوَان حَتَّى يُؤْكَل لَحْمه وَإِن عاين دخانا يَعْلُو بِسَبَب طبخ فَهُوَ بكاء لِأَن الدُّخان يجلب الدُّمُوع الطَّحَّان فِي الرُّؤْيَا رجل مَشْغُول برمة نَفسه ويدر عَلَيْهِ رزق بِقدر مَا كَانَ الدَّقِيق وَمن رأى شَيخا يطحن فقد استقام جده وَإِن رأى شَابًّا نَالَ رزقا من عَدو الطيان فِي الرُّؤْيَا يستر عورات النَّاس وَإِن راى أَنه يعْمل فِي الطين فَإِنَّهُ يعْمل عملا صَالحا الطرايقي نخاس فِي الرَّقِيق الطبقي رجل لَا يكتم سرا الطيوري رجل نخاس فِي الرَّقِيق وَكَذَلِكَ الدجاجي وصانع الكور حرف الْعين العرافون فِي الرُّؤْيَا هموم لمن رَآهُمْ وسالهم لأَنهم لَا يسْأَلُون إِلَّا عَن شَيْء فقد وَمن رأى عرافا وَسَأَلَهُ عَن شَيْء فقد واخبره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 خَبرا صَادِقا فَيَنْبَغِي أَتبَاع قَوْله وَإِن سَأَلَهُ عَن شَيْء وَلم يُخبرهُ فَإِن ارادته تبطل ومرامه لَا يتم العلاف رجل كريم كثير المَال مَذْكُور الْفَضَائِل الْعَطَّار فِي الْمَنَام رجل زاهد عَالم أديب وكل من جالسه يكْسب علما وثناء حسنا إِلَّا إِذا بخر بِدُخَان فَإِن الدُّخان هول منع ثَنَاء حسن عصار السمسم رجل ذُو مَال نامي وَكَذَلِكَ عصار الْجَوْز وَغَيره فَإِنَّهُ ينَال خصبا الْعشَاء فِي الرُّؤْيَا رجل أُمُور غَيره ... بَاب حرف الْغَيْن الغزال فِي الْمَنَام رجل مُسَافر وَمن رأى كَأَنَّهُ تحول غزلا فَإِنَّهُ ينْتَقل من حَال إِلَى حَال فَإِن غزل كالنساء فَإِنَّهُ يعْمل عملا فِيهِ خير وَلَا يحمد على ذَلِك وَإِن غزل صُوفًا أَو ابريسما وَمَا يغزله الرِّجَال فَذَلِك دَلِيل خير وسفر الغواص فِي الرُّؤْيَا ملك أَو نَظِير ملك وَقيل الغواص طَالب علم لِأَن الْبَحْر ملك أَو عَالم الغصايري فِي الرُّؤْيَا رجل يجمع أَمْوَال النَّاس بَاب حرف الْفَاء الفصاد فِي الرُّؤْيَا رجل طعان على الحَدِيث فَإِن فصد بِالْعرضِ فَإِنَّهُ يلقى الْعَدَاوَة فَإِن فصد طولا فَإِنَّهُ يؤلف بَين النَّاس الفلاس فِي الرُّؤْيَا دَلِيل خير وَإِن كَانَ فِي الرُّؤْيَا دَلِيل شَرّ فَإِنَّهُ يفلس الفحام فِي الرُّؤْيَا يعبر بالسلطان الجائر الَّذِي يَأْخُذ أَمْوَال النَّاس ويحرقهم غَضبا لِأَن الْأَشْجَار رجال والفحم مِنْهَا مَال الفاكهي رجل أَمِين على أَمْوَال النَّاس وأشرارهم لِأَن الثَّمر مَال وَالْأَشْجَار رجال الفلكي الَّذِي يعْمل السّفر فِي التاويل دلال النِّسَاء الْفراش فِي الرُّؤْيَا والفخاري دلالان على الخدم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 والجوار بَاب حرف الْقَاف الْقصار فِي الْمَنَام رجل واعظ وَيَتُوب على يَده قوم بِقدر مَا بَقِي من الْوَسخ لِأَن الْوَسخ ذنُوب وَقيل الْقصار رجل يجْرِي على يَده صَدَقَة القواس فِي الرُّؤْيَا رجل يحرض النَّاس على الْخُرُوج إِلَى الْقرى وَقيل الْقوس سُلْطَان القصاب فِي الرُّؤْيَا ملك الْمَوْت فَمن أَخذ من القصاب سكينا فَإِنَّهُ يبرأ من مرض ويعيش كثيرا وينال قُوَّة ورؤيا القصاب للمهموم أَو المسجون أَو الْمَدْيُون دَلِيل خير وَفرج لِأَن القصاب يفصل أَعْضَاء الْحَيَوَان ويخلص بَعْضهَا من بعض وَمن اشْترى لَحْمًا من قصاب وَأدْخلهُ منزلَة مَاتَ فِي ذَلِك الْمَكَان شخص الْقفال فِي الْمَنَام دلال على الزواج وَمن قفل بَاب حَانُوت فَإِنَّهُ دلال الْأَمْتِعَة القناء فِي الْمَنَام رجل مكار إِذا لم يخرج مَاء وَإِن أخرج من قناته مَاء فَلَيْسَ بِذِي مكر بل ينَال رزقا القراد فِي الْمَنَام صَاحب لَهو وَكَذَلِكَ صَاحب اللَّهْو قراد الْقَدُورِيّ فِي الْمَنَام رجل طَوِيل الْعُمر لقَوْله تَعَالَى (وقدور راسيات) الْقطَّان فِي الْمَنَام صَاحب مَال بتعب القسام للأموال رجل اسكاف وَمن رأى شَيخا يقسم شَيْئا فَذَلِك رزقه فِي سنته وَإِن كَانَ الَّذِي قسم لَهُ شَاب فَفِي تِلْكَ السّنة يظْهر لَهُ عَدو وَلَا فرق بَين الشَّاب الْمَعْرُوف والمجهول هَا هُنَا فِي هَذِه الرُّؤْيَا القلاشي فِي الرُّؤْيَا رجل رَئِيس بَاب حرف الْكَاف الكيال سُلْطَان فَإِن كَانَ بالعد فَهُوَ عَادل وَإِن نقص الْمِكْيَال فَهُوَ جَائِر الكانحي رجل مستقام الكاغدي يَعْنِي أَصْحَاب أجيل الكاهن فِي الرُّؤْيَا صَاحب أباطيل وَلَهو وغرور غزور لَا ينظر لنَفسِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 وَمن رأى كَأَنَّهُ كَاهِن فَإِنَّهُ يشْتَهر وَتَعْلُو مرتبته لِأَن الكهنة مشتهرون الكحال رجل يصلح أُمُور الدّين وَيهْدِي النَّاس إِلَى الطَّرِيق الْوَاضِح وَيجمع بَين الْأَحِبَّة الْكَاتِب فِي الْمَنَام رجل محتال وَتَكون حيلته على جود خطه. بَاب حرف اللَّام ضراب اللَّبن فِي الْمَنَام رجل جماع مَال بِقدر مَا ضرب من اللَّبن إِذا جففه وَنَقله وَإِن مَشى فَوْقه وَهُوَ رطب فَإِنَّهُ يفْسد مَالا اللص فِي الْمَنَام مرض فِي الطبائع فَإِذا كَانَ اسود فالمرض سَوْدَاء وَإِن كَانَ أصفر فالمرض صفراء وانسب اللَّبن إِلَى لون اللص وَمن رأى فِي مَنَامه كَأَنَّهُ مسك لصا وقف على دَوَاء ينفع داءه وَإِن حمل اللص من الْمنزل شَيْئا فانسب الْمَرَض إِلَى لون الَّذِي حمله اللص وَإِن حمل شَيْئا ثقيلا صلب الْجَوْهَر فانسب الْمَرَض إِلَى ذَلِك فِي ثقله وَخِفته واللص رجل ذُو مكر بَاب حرف الْمِيم المضحكون والمحاكون إِذا رَآهُمْ إِنْسَان فِي الْمَنَام ... من خديعة ومكر ذكر ذَلِك ارطاميدورس المساح رجل يتفقد أَحْوَال النَّاس فَإِن مسح أَرضًا ذَات زرع فَإِنَّهُ يتفقد أَحْوَال أهل الدّين وَإِن مسح كرما فَإِنَّهُ يتفقد حَال امْرَأَة وَإِن مسح طَرِيق الْحَج فَإِنَّهُ يحجّ وَإِن مسح مفازة فَازَ من هم المسلخي فِي الْمَنَام رجل ذُو مَال ملاح السَّفِينَة رجل سجان والملاح الَّذِي يَبِيع ملح الطَّعَام رجل يصلح بَين النَّاس المشاطة رجل يسلي الهموم من خالطه المشاطة امْرَأَة صَاحِبَة مَال وَمن تقرب مِنْهَا نَالَ مَالا وجاها المغازلي فِي الرُّؤْيَا رجل يفشي أسرار النَّاس المساميري رجل يؤلف بَين النَّاس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 فِي الْمَوَدَّة معبر الرُّؤْيَا رجل طَالب عثرات النَّاس فَإِن كاشفه صَاحب الرُّؤْيَا ظفر بِهِ وَقيل هُوَ بِمَنْزِلَة الْمُفْتِي وَالْقَاضِي الْمخبر فِي الْمَنَام يعبر بالسلطان الْعَادِل الَّذِي يؤلف بَين النَّاس فِي ... والأمور الشَّرْعِيَّة المصور فِي الرُّؤْيَا رجل صَاحب أباطيل وَهُوَ يزين النَّاس فِي الْأُمُور وَأما مُصَور الْحَيَوَان فَإِنَّهُ رجل يكذب على الله الموازيني يعبر بِملك عَادل على قدر مَا يُقيم الْمِيزَان المساهم فِي الْمَنَام صَاحب هم لقصة يُونُس عَلَيْهِ السَّلَام المُشْتَرِي وَالْبَائِع فِي أَمريْن مُخْتَلفين وَمن رأى كَأَنَّهُ يَبِيع وَيَشْتَرِي فَإِنَّهُ يحْتَاج لِأَن البيع وَالشِّرَاء لَا يَقع إِلَّا عِنْد حَاجَة محيي الْمَوْتَى فِي الْمَنَام رجل يخلص النَّاس من يَد السُّلْطَان وَقيل هُوَ رجل دباغ الْجُلُود وَقيل هُوَ رجل صَاحب بر للْمَسَاكِين المكارى فِي الْمَنَام وَال فِي الْأُمُور والمعلم فِي الرُّؤْيَا سُلْطَان وَله صنائع وَهُوَ رَئِيس قوم جهال والمعلم يدل على صياد العصافير وعَلى سجان بَاب حرف النُّون النحات فِي الْمَنَام رجل يُعَامل قوما منافقين وَيَأْخُذ مِنْهُم أَمْوَالًا باالخديعة النباش فِي الْمَنَام رجل يطْلب الغامض من الْعلم إِن كَانَ لذَلِك أَهلا وَإِلَّا فَهُوَ قواد والقواد يعبر بنباش وَمن راى كَأَنَّهُ نباش وَهُوَ طَالب دنيا فَإِنَّهُ مغرور فِي دُنْيَاهُ وَنَعِيمهَا وَإِن وصل النباش فِي مَنَامه إِلَى الْمَيِّت فَوَجَدَهُ حَيا فَإِنَّهُ ينَال مَالا حَلَالا ونسكا وعلما وَإِن نبش وَوصل إِلَى الْمَيِّت فَوَجَدَهُ مَيتا فَإِنَّهُ يطْلب مَالا حَرَامًا وَإِن كَانَ طَالب علم فَإِنَّهُ يتعلمه وَيكون مرائيا وَإِن نبش وَلم يصل إِلَى الْمَيِّت فَإِنَّهُ فِي أَمر ملتبس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 336 فِي نبشه حمد وذم وَإِن شم ريحة مُنْتِنَة فَإِنَّهُ طَالب فَسَاد النجار فِي الْمَنَام رجل يُؤَدب الرِّجَال ويهديهم إِلَى الصَّوَاب النقاش رجل يزين النَّاس النقاض فِي الرُّؤْيَا لَا خير فِيهِ وَلَا فِي اسْمه لقَوْله تَعَالَى (وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نقضت غزلها من بعد قُوَّة أنكاثا) وَإِن نقض شَيْئا فَاسِدا ليَرُدهُ إِلَى حَالَة حَسَنَة فَإِنَّهُ يصلح شَيْئا فَاسِدا نخاس الدَّوَابّ وَال فِي الْأُمُور النداف فِي الْمَنَام رجل مخاصم فَمن رأى كَأَنَّهُ يندف فَإِنَّهُ يُخَاصم وَإِن رأى كَأَنَّهُ يندف وَلَا يحسن فَإِنَّهُ مغلوب فِي الْمُخَاصمَة النَّاقِد فِي الرُّؤْيَا رجل يتَجَنَّب الرَّدِيء ويختار من كل علم أحْسنه النبلي رجل زاهد عَابِد النقاب فِي الْمَنَام رجل يَأْخُذ الْأَمْوَال بالمكر والخديعة وَإِن نقب مَدِينَة فَإِنَّهُ يطْلب علم عَالم لقَوْل النَّبِي أَنا مَدِينَة الْعلم وَعلي بَابهَا وَإِن نقب فِي دور النَّاس فَإِنَّهُ خداع النشابي فِي الرُّؤْيَا رجل جاسوس أَو يَأْمر النَّاس بالنيمية لِأَن الرَّمْي كَلَام الناطور فِي الرُّؤْيَا رجل ذُو مَال وَإِن كَانَ على شَجَرَة جوز فَإِنَّهُ يَلِي على قوم من الْأَعَاجِم وانسب الناطور فِي الْمَنَام إِلَى جَوْهَر مَا نظر فَإِن رأى كَأَنَّهُ نظر دجاجاً فَإِنَّهُ يَلِي أُمُور النِّسَاء بَاب حرف الْوَاو والوراق رجل يعلم النَّاس الْحِيَل لِأَن الْكِتَابَة حِيلَة بَاب حرف الْهَاء الهراس فِي الرُّؤْيَا رجل صَاحب شغب وهذيان وَلم أجد فِي حرف اللَّام وَالْألف الْمركب وَلَا فِي الثَّاء شَيْئا تمّ الْكتاب بِحَمْد الله وعونه وَحَوله وقوته وَكَانَ الْفَرَاغ من كِتَابَته فِي سادس عشر ربيع الأول سنة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 خمس وَعشْرين بعد الْألف من الْهِجْرَة النَّبَوِيَّة على صَاحبهَا أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام على يَد كَاتبه أفقر عباد الله , احوجهم إِلَى عَفْو الله ومغفرته الْفَقِير عبد الدَّائِم بن عبد الله بن أَحْمد بن خلف الله القادوسي الْبُحَيْرِي بَلَدا الْمَالِكِي مذهبا الشعراوي شَيخا غفر الله لَهُ ولوالديه ومشايخه وَذَوِيهِ وَجَمِيع الْمُسلمين آمين وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وعَلى آله وَصَحبه وَسلم تَسْلِيمًا كثيرا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 فَائِدَة فِي تَوْقِيت المنامات رُؤْيا أول لَيْلَة من الْهلَال لَا تخبر بهَا أحد رُؤْيا اللَّيْلَة الثَّانِيَة تتبين فِي أَيَّام يسيرَة رُؤْيا اللَّيْلَة الثَّالِثَة تتبين من يَوْمهَا رُؤْيا اللَّيْلَة الرَّابِعَة كَذَلِك رُؤْيا الْخَامِسَة تظهر من يَوْمهَا رُؤْيا السَّادِسَة تظهر من بعد يَوْم رُؤْيا اللَّيْلَة السَّابِعَة من بعد يَوْمَيْنِ رُؤْيا اللَّيْلَة الثَّامِنَة لَا تكون إِلَّا كذبا رُؤْيا اللَّيْلَة التَّاسِعَة تظهر من يَوْمهَا رُؤْيا اللَّيْلَة الْعَاشِرَة تظهر بعد عشْرين رُؤْيا اللَّيْلَة الْحَادِيَة عشر فِي ثَلَاثَة أَيَّام رُؤْيا الثَّانِيَة عشر على قدر مَا يرى رُؤْيا الثَّالِثَة عشر فِي أَرْبَعَة أَيَّام رُؤْيا الْخَامِسَة عشر فِي يَوْمَيْنِ رُؤْيا السَّادِسَة عشر كَذَلِك رُؤْيا السَّابِعَة عشر كَذَلِك رُؤْيا الثَّامِنَة عشر فِي خَمْسَة عشر يَوْمًا رُؤْيا التَّاسِعَة عشر فِي ثَمَانِيَة أَيَّام رُؤْيا لَيْلَة عشْرين على قدر مَا يرى رُؤْيا لَيْلَة الْحَادِي وَالْعِشْرين كَذَلِك رُؤْيا لَيْلَة الثَّانِي وَالْعِشْرين لَا تكون إِلَّا صَالِحَة رُؤْيا لَيْلَة الثَّالِث وَالْعِشْرين لَا تكون خيرا وَلَا شرا رُؤْيا لَيْلَة الرَّابِع وَالْعِشْرين لَا تكون إِلَّا كذبا رُؤْيا لَيْلَة الْخَامِس وَالْعِشْرين تظهر من يَوْمهَا رُؤْيا لَيْلَة السَّادِس وَالْعِشْرين تظهر فِي ثَلَاثَة أَيَّام، رُؤْيا لَيْلَة السَّابِع وَالْعِشْرين تظهر من يَوْمهَا، رُؤْيا لَيْلَة الثَّامِن وَالْعِشْرين كَذَلِك، رُؤْيا لَيْلَة التَّاسِع وَالْعِشْرين كَذَلِك، رُؤْيا ثَلَاثِينَ لَا تكون إِلَّا صَالِحَة إِن شَاءَ الله تَعَالَى. وحسبنا الله وَنعم الْوَكِيل، وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339