الكتاب: جامع تفاسير الأحلام = تنبيه الأفهام بتأويل الأحلام المؤلف: أبو بكر بن محمد بن عمر المُلَّا الحنفي الإحسائي (المتوفى: 1270هـ) الناشر: دار الثقافة - الدوحة - قطر الطبعة: الأولى، 1408 هـ - 1988م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] ---------- جامع تفاسير الأحلام = تنبيه الأفهام بتأويل الأحلام المُلَّا الإحسائي الكتاب: جامع تفاسير الأحلام = تنبيه الأفهام بتأويل الأحلام المؤلف: أبو بكر بن محمد بن عمر المُلَّا الحنفي الإحسائي (المتوفى: 1270هـ) الناشر: دار الثقافة - الدوحة - قطر الطبعة: الأولى، 1408 هـ - 1988م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] الْمُقدمَة بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَبِه أستعين الْحَمد لله الَّذِي جعل الْمَنَام رَاحَة للأنام واختص أولي الْعلم من ذَوي الأحلام بِمَعْرِِفَة علم الرُّؤْيَا وأضغاث الأحلام وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على سيدنَا مُحَمَّد الْمَخْصُوص بالمزايا الْعِظَام وعَلى آله الْكِرَام وَأَصْحَابه الَّذين يهتدى بهم كَالنُّجُومِ فِي الظلام وعَلى التَّابِعين لَهُم بِإِحْسَان إِلَى يَوْم الْبَعْث وَالْقِيَام وَبعد فَهَذَا كتاب فِي تَعْبِير الأحلام لخصه من كتب الْعلمَاء الْأَعْلَام لَيْسَ بالطويل الممل وَلَا بالقصير المخل فصدره بجمعه نفع نَفِيس وَمن شَاءَ الله من أَبنَاء جنسي وَأَنا فِي ذَلِك معبر وسفير وَلَيْسَ لي مِنْهُ إِلَّا تَرْتِيب اللَّفْظ وَالتَّعْبِير وسميته تَنْبِيه الأفهام بِتَأْوِيل الأحلام وَالله سُبْحَانَهُ المسؤول أَن ينفع بِهِ إِنَّه أكْرم مأمول تقدمة فِي فضل هَذَا الْعلم إِن علم الرُّؤْيَا علم حسن شرِيف وفضله مشتهر منيف إِذْ بِهِ يسْتَدلّ على بعض المغيبات وَيعرف مَا هُوَ حَاصِل أَو آتٍ وَيفرق بَين الصّلاح وَالْفساد ويميز الغي من الرشاد وَمن ثمَّ أعتبره وعول عَلَيْهِ أكَابِر النَّبِيين وأعاظم الْمُرْسلين كإبراهيم الْخَلِيل وَيَعْقُوب ويوسف وَأفضل النَّاس أَجْمَعِينَ وَقد ورد فِيهِ أيات وأخبار قَالَ الله تَعَالَى (وَكَذَلِكَ مكنا ليوسف فِي الأَرْض ولنعلمه من تَأْوِيل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 7 الْأَحَادِيث} قَالَ الواحدي هُوَ تَأْوِيل الرُّؤْيَا وَقَالَ تَعَالَى {لَهُم الْبُشْرَى فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة} قَالَ بعض الْمُفَسّرين يَعْنِي الرُّؤْيَا الصَّالِحَة وَفِي الْآخِرَة المعاينة وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رُؤْيا الْمُؤمن كَلَام يكلم بِهِ العَبْد ربه فِي الْمَنَام وَقَالَت عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا أول مَا بُدِئَ بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْوَحْي الرُّؤْيَا الصَّالِحَة فَكَانَ لَا يرى رُؤْيا إِلَّا جَاءَت مثل فلق الصُّبْح وَقَالَ النَّبِي الرُّؤْيَا الصَّالِحَة جُزْء من سِتَّة وَأَرْبَعين جُزْء من النُّبُوَّة وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذهبت النُّبُوَّة وَبقيت الْمُبَشِّرَات الرُّؤْيَا الصَّالِحَة يَرَاهَا الرجل أَو ترى لَهُ وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا مِنْكُم من أحد إِلَّا وَيرى فِي مَنَامه مَا يرى فِي يقظته عرف ذَلِك من عرفه وجهله من جَهله وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من لم يُؤمن بالرؤيا الصَّالِحَة لم يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أصدقكم حَدِيث أصدقكم رُؤْيا وَإِذا اقْترب الزَّمَان لم تكد تكذب رُؤْيا الْمُؤمن وَكَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا صلى بِالنَّاسِ الْغَدَاة أقبل عَلَيْهِم بِوَجْهِهِ وَقَالَ من رأى مِنْكُم رُؤْيا يقصها علينا وَكَانَ الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام يأمرون وَينْهَوْنَ ويبشرون كَذَلِك وأنما كَانَ مَا أَرَادَ إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام من ذبح وَلَده برؤيا رَآهَا فصل وَاعْلَم أَن أصدق الرُّؤْيَا إِذا نمت على جَنْبك الْأَيْمن لَا من نَام على جنبه الْأَيْسَر وعَلى ظَهره وَرَأى رُؤْيا وَرُبمَا يَصح بعض ذَلِك وَمَا كَانَ مِنْهَا فِي مَنَامه وعَلى ظَهره وَرَأى رُؤْيا وَرُبمَا يَصح بعض ذَلِك وَمَا كَانَ مِنْهَا فِي مَنَامه على بَطْنه فَهُوَ أضغاث أَحْلَام وأصدق مَا تكون الرُّؤْيَا فِي الرّبيع والصيف وأضعف مَا تكون فِي الخريف والشتاء وَأقرب مَا تكون إِذا رَأَيْت فِي آخر اللَّيْل وَأقوى مَا تكون إِذا كَانَ الرَّائِي صَادِقا وَأما الكذوب وَكَذَا الْكَافِر وَالْفَاسِق فَإِن رؤياهم ضَعِيفَة وَقد تصح نَادرا وَأما الْجنب فقد جزم جمع أَن رُؤْيَاهُ صَحِيحَة وَمِمَّنْ جرى على ذَلِك ابْن سينا وَكَذَا ابْن سِيرِين فَقَالَ رُؤْيا الْجنب وَالْحَائِض وَالنُّفَسَاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 8 والمستحاضة والسكران والمتلطخ بالخبث صَحِيحَة وأصدق مَا تكون عِنْد الِاسْتِغْرَاق فِي النّوم وَأما مَا يرَاهُ الناعس فَلَا عِبْرَة بِهِ وَلَا يجوز لأحد أَن يكذب فِي رُؤْيَاهُ وَيَزْعُم أَنه رأى غير مَا رأى فقد قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من تحلم بحلم لم يره كلف أَن يعْقد بَين شعيرتين وَلنْ يفعل وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من كذب على غير مَا يرى كَانَ عِنْد الله من الْكَاذِبين وَإِذا قصّ إِنْسَان على آخر رُؤْيا وَزعم أَنه رَآهَا وَهُوَ كَاذِب فعبرها لَهُ أَو كَانَ رَآهَا فَلَمَّا عبرت أنكر أَنه رَآهَا عنادا كَانَت سَببا لحُصُول الْخَيْر للمعبر وسببا للوبال على الْقَاص وَينْدب لمن رأى فِي مَنَامه رُؤْيا مَكْرُوهَة أَن يتفل عَن يسَاره ثَلَاثًا ويستعيذ بِاللَّه من شَرها ويتحول إِلَى جنبه الآخر وَلَا يحدث بهَا فَإِن الرُّؤْيَا على رجل طَائِر كَمَا ورد مَا لم يحدث بهَا فَإِذا حدث بهَا سَقَطت وَإِذا قصّ رُؤْيَاهُ على رجل وَكَانَت خيرا وعبرها لَهُ بشر عَامِدًا كَانَ شرا على الْمعبر وَلَا يلْحق الرَّائِي من ذَلِك ضَرَر وَلَا تبطل الرُّؤْيَا بِتَأْوِيل يُخَالف التَّعْبِير وَإِذا رأى الْإِنْسَان رُؤْيا فَقَصَّهَا على رجل فِي النّوم فعبرها لَهُ فَهِيَ كَمَا عبر أَو رأى الطِّفْل الَّذِي لم يبلغ أَوَان النُّطْق فَكَلمهُ وَأخْبرهُ بِشَيْء فَهِيَ رُؤْيا صَادِقَة أَو رأى مَيتا فَأخْبرهُ بِشَيْء فَهُوَ حق لِأَنَّهُ مَشْغُول عَن الْبَاطِل بِمَا هُوَ فِيهِ من خير أَو شَرّ فَإِن قَالَ بَاطِلا فَهُوَ من الأضغاث أَو هاتفا أَو ملكا فَقَالَ لَهُ شَيْئا فَإِن كَلَامه حق لِأَن هَؤُلَاءِ لَا يكذبُون وَلَا يتَمَثَّل الشَّيْطَان فِي الرُّؤْيَا بِاللَّه وَلَا بملائكته وَكتبه وَرُسُله وَالْإِنْسَان قد يرى مناما وَيكون التَّعْبِير لَازِما لَا يتعداه وَقد يكون مُشْتَركا بَينه وَبَين شَرِيكه وسميه وَنَظِيره وَإِذا رأى رُؤْيا من لَيْسَ لَهَا بِأَهْل كَانَ ذَلِك لمن يصلح لَهُ من أَهله وَذَوِيهِ فرؤيا العَبْد لسَيِّده لِأَنَّهُ مَاله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 9 وَالْمَرْأَة لزَوجهَا لِأَنَّهَا خلقت مِنْهُ وَالْولد لوالده لِأَنَّهُ خلق من مَائه وَقد رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَنَامه أسيد ابْن أبي الْعيص فِي الْجنَّة بعد مَوته وَكَانَ مُشْركًا فأولها صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عتاب بن أسيد لِأَنَّهُ كَانَ نَظِيره فصل والمنام قد يكون مَحْمُودًا ظَاهرا وَبَاطنا كرؤية الْمَلَائِكَة والأنبياء ومعاشرتهم وَقد يكون مذموما فيهمَا كرؤية الْأَشْيَاء المخوفة المفزعة كمن رأى أَنه حبس أَو سقط من مَحل عَال أَو مرض وَقد يكون مذموما فِي الظَّاهِر مَحْمُودًا فِي الْبَاطِن كمن يرى الصاعقة فَإِن كَانَ عبدا أعتق أَو فَقِيرا تمول أَو فِي الْبَحْر خرج مِنْهُ سالما ومحاربا مَعَ عَدو ظفر بِهِ وَقد يكون مَحْمُودًا فِي الظَّاهِر مذموما فِي الْبَاطِن كمن رأى أَنه أَخذ من الشَّمْس عشرَة أَقْرَاص فَأكلهَا فَعَاشَ عشرَة أَيَّام وَمَات لِأَن تِلْكَ الأقراص قوت الْعشْرَة أَيَّام فَلَمَّا نفدت مَاتَ وكل هَذِه وجدت فِي التجارب وَقد يكون الْمَنَام تَصْرِيحًا وَقد يكون تعريضا وَقد يَنْقَسِم بِحَسب مصلحَة العَبْد فَإِن اقْتَضَت التَّصْرِيح أريها مصرحة أَو التَّعْرِيض أريها كَذَلِك وَقد تكون الْقُوَّة الْقَابِلَة للرؤيا غير مُعْتَدَّة لقبُول التَّصْرِيح فتعجز عَن إِدْرَاكهَا كالحاسة الَّتِي لَيست بسليمة وَلَا قَوِيَّة فتدرك محسوسها على غير مَا فِي الْوُجُود من اللَّوْن والشكل وَمن الرُّؤْيَا الصَّرِيحَة مَا حُكيَ أَن المعتصم نَام فِي خيمة فَرَأى قَائِلا يَقُول قُم وَعجل فَإِن الأفعى قصدتك لتقتلك فانتبه فَرَأى أَفْعَى بَينه وَبَينهَا ذراعان وَرَأى أَيْضا قَائِلا يَقُول إِلَى مَتى لم تطلق مَنْصُور الْجمال تحبسه ظلما فانتبه وتفكر فَلم يعرفهُ فَسَأَلَ عَنهُ فأحضر إِلَيْهِ وَبحث عَنهُ فَوَجَدَهُ مَظْلُوما فَأَطْلقهُ وَكَانَ بطبرستان امْرَأَة صَالِحَة وَلها ابْن فادخرت لَهُ مبلغا ليدفع بِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 10 عَنهُ يَوْمًا شدَّة فَمَاتَتْ وَابْنهَا لم يعلم بذلك فصودر وَحبس فَرَأى أمه فِي النّوم تَقول لَهُ استخرج من مَوضِع كَذَا مَا خبأته لَك لهَذَا الْيَوْم فانتبه وَتوجه إِلَى الْمحل الَّذِي عينته وحفره وَأخذ مَا فِيهِ من الدَّرَاهِم وتخلص ونظائر ذَلِك كَثِيرَة ثمَّ إِن النَّاس فِي الرُّؤْيَا أَقسَام مِنْهُم من لَا يرى رُؤْيا أصلا وَسبب ذَلِك بلادة نَفسه وَمِنْهُم من يرى وينسى وَمِنْهُم من يرى وَلَا يفهم وَمِنْهُم من يرى وَيفهم وَمِنْهُم من يتَمَنَّى رُؤْيَة ميته فَلَا يرَاهُ أَلا نَادرا فَإِن رَآهُ لم يُخبرهُ عَن حَاله وَإِن سَأَلَهُ لم يجبهُ لاشتغال الْمَيِّت عَنهُ بِمَا هُوَ فِيهِ من خير أَو شَرّ وَمِنْهُم من يرَاهُ ويخبره فَمن أحب أَن يرَاهُ يكثر الصَّدَقَة عَنهُ وَالْقِرَاءَة لَهُ ويواصله بِالدُّعَاءِ والترحم فيراه ويخبره ذكر ذَلِك الْمَنَاوِيّ فِي شَرحه لمنظومة الشَّيْخ عمر بن الوردي فصل والرؤيا تَنْقَسِم إِلَى ثَلَاثَة أَقسَام الأول بشرى من الله تَعَالَى وَالثَّانِي تحزين من الشَّيْطَان وَالثَّالِث رُؤْيا الهمة وَهِي مَا يهم بِهِ الْإِنْسَان فِي الْيَقَظَة ويبيت مهما بِهِ فيراه فِي مَنَامه وَذَلِكَ كُله مَذْكُور فِي السّنة قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الرُّؤْيَا ثَلَاثَة فبشرى من الله وَحَدِيث النَّفس وتخويف من الشَّيْطَان قَالَ بعض الْعلمَاء أَشَارَ بِالْحَدِيثِ إِلَى أَنه لَيْسَ كل مَا يرَاهُ النَّائِم صَحِيحا وَيجوز تَعْبِيره إِنَّمَا الصَّحِيح مَا جَاءَ بِهِ الْملك قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الرُّؤْيَا الصَّالِحَة من الله والحلم من الشَّيْطَان فَإِذا رأى أحدكُم شَيْئا يكرههُ فليتفل عَن يسَاره ثَلَاثًا حِين يَسْتَيْقِظ ويتعوذ بِاللَّه من شَرها فَإِنَّهَا لَا تضره قَالَ الْمَنَاوِيّ فِي شرح منظومة ابْن الوردي ثمَّ جَمِيع الْمرَائِي تَنْحَصِر فِي قسمَيْنِ الصادقة وَهِي رُؤْيا الْأَنْبِيَاء وَمن تَبِعَهُمْ من الصَّالِحين والأولياء وَقد تقع لغَيرهم منذرة وَهِي الَّتِي تنذر فِي الْيَقَظَة على وفْق مَا وَقعت فِي النّوم والأضغاث لَا تنذر بِشَيْء وَهِي أَنْوَاع الأول تلاعب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 11 الشَّيْطَان ليحزن الرَّائِي كَأَن رأى أَن رَأسه قطع وَهُوَ يتبعهُ أَو وَاقع فِي هول وَلم يجد من ينجده وَنَحْو ذَلِك الثَّانِي أَن يرى بعض الْمَلَائِكَة يَأْمُرهُ بِمَعْصِيَة أَو بِشَيْء من المحالات الْعَقْلِيَّة الثَّالِث مَا تحدث بِهِ نَفسه فِي الْيَقَظَة أَو يرى مَا جرت بِهِ عَادَته فِي الْيَقَظَة أَو مَا يغلب على مزاجه وَقَالَ أَيْضا نقلا عَن ابْن سينا الْفرق بَين الرُّؤْيَا والإضغاث أَن مَاله تَعْبِير يُسمى الرُّؤْيَا وَمَا لَا تَعْبِير لَهُ فأضغاث وَهُوَ مَا لَا يدل على شَيْء حَاصِل وَلَا فَائِدَة فِيهِ وَلَا يعبر والرؤيا تدل على مَا هُوَ كَائِن فِي الْمُسْتَقْبل والإضغاث على الْأُمُور الْحَاضِرَة كَأَن خَافَ شَيْئا فَرَآهُ فِي نَومه أَو جَائِع أَو عطشان رأى أَنه يَأْكُل أَو يشرب أَو ينَام وَهُوَ ممتلئ فَرَأى أَنه يقذف فَكل ذَلِك لَا يعبر لعدم دلَالَته على الكائنات فِي الْمُسْتَقْبل على الْحَاضِرَة والماضية وَكَذَا الْأُمُور النفسانية كخوف وَأمن ورجاء وحزن وسرور فَإِذا نَام مَعَ وَاحِد من هَذِه ورأه بِعَيْنِه لَا يعبر وَسبب رُؤْيَة الأضغاث من الْأَسْبَاب الجسمانية اثْنَان إِمَّا خلاء وَهُوَ يحْتَاج إِلَى شَيْء فَيرى اجتلابه وَإِمَّا امتلاء أَي يَسْتَغْنِي عَن شَيْء فَيرى اجتنابه وَالسَّبَب البقائي أَيْضا فِيهِ اثْنَان إِمَّا خوف من شَيْء أَو رَجَاء لَهُ فعلى الْمعبر السُّؤَال عَن هَؤُلَاءِ الْأَرْبَع إِن كَانَ ممتلئا أَو خَالِيا خاويا أَو خَائفًا أَو راجيا فَإِن لم يكن لرؤياه سَبَب من هَذِه علم أَن رُؤْيَاهُ أضغاث وَيَنْبَغِي أَن لَا تقص الرُّؤْيَا إِلَّا على عَالم بأصول التَّعْبِير وقوانينه مجرب فِي الْإِصَابَة حَلِيم ذِي تأن وتدبر وَأَن لَا يقصها الرَّائِي إِلَّا على من يُحِبهُ وَالْأَفْضَل أَن تقص الرُّؤْيَا وتعبر فِي أول النَّهَار وَأَن لَا تعبر فِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 12 أَرْبَعَة أَوْقَات وَقت طُلُوع الشَّمْس وَوقت غُرُوبهَا وَإِذا جن اللَّيْل وَوقت الزَّوَال وَينْدب للمعبر إِذا أَتَاهُ من يسْأَله عَن رُؤْيَاهُ أَن يبْدَأ كَلَامه بِخَير فَيَقُول للسَّائِل خيرا تَلقاهُ وشرا توقاه أذكر رُؤْيَاك فَإِذا قصها قَالَ الْحَمد لله رب الْعَالمين وَصلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعَلى آله وَصَحبه الطاهرين قد دلّت رُؤْيَاك على كَذَا وَلَا يشرع فِي الْجَواب حَتَّى يَسْتَوْفِي السُّؤَال بِتَمَامِهِ ويطيل التَّأَمُّل والتدبر وَلَا يعجل وَلَا يعبر حَتَّى يعلم من الرَّائِي واسْمه وَهل هُوَ ذكر أَو أُنْثَى طِفْل أَو بَالغ حر شرِيف أَو وضيع وحرفته فَإِن احتملت الرُّؤْيَا تعبيرين يُخرجهَا على مَا هُوَ أليف وموافق بالرائي وَإِذا ظهر لَهُ من الرُّؤْيَا عَورَة لكَون الرَّائِي مكبا على معصة كتم ذَلِك وَلَا يذكرهُ لَهُ بل يَأْمُرهُ بالتقوى ويعظه وَإِن دلّت على حُصُول غم أَو كرب أَو مُصِيبَة كتم ذَلِك أَيْضا ويأمره بِالصَّدَقَةِ وَيَنْبَغِي أَن يكون الْمعبر ذَا حذافة وفطنة صَدُوقًا فِي كَلَامه حسنا فِي أَفعاله مشتهرا بالديانة والصيانة وانما يُمَيّز بَين رُؤْيَة كل أحد بِحَسب حَاله وَمَا يَلِيق بِهِ ويناسبه وَلَا يُسَاوِي النَّاس فِي مَا يرونه وَيعْتَبر فِي تَعْبِيره على مَا يظْهر لَهُ من آيَات الْقُرْآن وَمن حَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَا نَقله المتقدمون فِي كتبهمْ وَإِذا أصَاب فِي تَعْبِيره فَلَا يعجب بِنَفسِهِ بل يشْكر الله الَّذِي هداه ووفقه لإصابة الصَّوَاب وَإِذا اجْتمع فِي الرُّؤْيَا مَا يدل على خير وعَلى شَرّ فَإِن الْمعبر يغلب الْأَرْجَح والأقوى مِنْهُمَا وَيحكم بِهِ ثمَّ إِذا علمت الرُّؤْيَا وفهمت من أَولهَا إِلَى آخرهَا فتأويلها سهل وَإِن علم بَعْضهَا وأشكل الْبَعْض فيعبر مَا علم ويفحص عَن الْبَاقِي بَعْضًا فبعضا فَإِن صَارَت أبعاضها مفهومة فَذَلِك وَإِن لم تفهم كلهَا نظر فِي الْمُنَاسبَة بَين أَجْزَائِهَا فَإِن كَانَ لَهَا مُنَاسبَة اسْتدلَّ لتِلْك الْمُنَاسبَة من بَعْضهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 الْبَعْض ويدقق النّظر فِي استنباط تَأْوِيلهَا فَإِن كَانَت الرُّؤْيَا غَرِيبَة نادرة لم يَقع مثلهَا فَلَا يتجاسر وَلَا يُبَادر فِي تعبيرها بل يتَوَقَّف فِيهَا حَتَّى تظهر عَاقبَتهَا وَالله الْمُوفق وَقد اقتصرنا فِي هَذِه الْمُقدمَة على بعض المهم مِمَّا يتَعَلَّق بِهَذَا الْعلم وَمن أَرَادَ الْمَزِيد من ذَلِك فَعَلَيهِ بشرح الْمَنَاوِيّ على الألفية الوردية وَالله أعلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 14 الصُّورَة الأولى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 الصُّورَة الثَّانِيَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 الْبَاب الأول فِي رُؤْيَة الله تَعَالَى وَالْعرش والكرسي واللوح والقلم رُؤْيَة الله تَعَالَى اعْلَم أَن رُؤْيَة الله تَعَالَى لَا تكون غَالِبا إِلَّا للأصفياء والأولياء لكرامتهم عَلَيْهِ وَقد تقع لغَيرهم لَكِن نَادرا بل قد تقع للْكَافِرِ وَيدل ذَلِك على أَنه يسلم فَمن رأى الله تَعَالَى كَمَا يَنْبَغِي لجلاله من غير تَشْبِيه وَلَا كَيفَ فَإِنَّهُ ينظر إِلَيْهِ فِي الْآخِرَة فَإِن رأى أَنه تَعَالَى كَلمه ووعده بِخَير فَإِنَّهُ يغْفر لَهُ ويقربه من رَحمته وَيَرْزقهُ حَلَالا وَمن رأى أَنه تَعَالَى كَلمه من وَرَاء حجاب فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة مَاله وَنعمته وَقُوَّة دينه وأمانته وَمن رأى أَنه تَعَالَى يلاطفه ويعامله بالشفقة فَإِنَّهُ يلطف بِهِ وَيُدبر أُمُوره لَكِن يحصل لَهُ بلَاء وَمن رأى أَنه تَعَالَى نزل فِي أَرض أَو فِي بلد فَإِن الْعدْل يَشْمَل ذَلِك الْمَكَان وَيدل على الخصب لأَهْلهَا فَإِن كَانُوا ظالمين حلت بهم النقمَة وَمن رأى أَنه تَعَالَى نَاوَلَهُ شَيْئا من مَتَاع الدُّنْيَا فَإِنَّهُ يَبْتَلِيه لَكِن لَا يَخْذُلهُ وَمن رأى أَنه تَعَالَى ساخطا عَلَيْهِ دلّ على عقوقه لوَالِديهِ أَو أَحدهمَا وَمن رأى أَنه تَعَالَى اشْتَرَاهُ من نَفسه فَإِنَّهُ يقتل شَهِيدا وَمن رأى أَنه تَعَالَى على غير مَا وصف بِهِ من صِفَات الْكَمَال فَإِنَّهُ يرتكب أمرا بَاطِلا من بِدعَة أَو غَيرهَا وَمن رأى أَن بَينه وَبَينه تَعَالَى حِجَابا خشِي عَلَيْهِ من عمل الْكَبَائِر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 رُؤْيَة الْعَرْش والكرسي وَمن رأى الْعَرْش والكرسي دلّ على أَن الرَّائِي زاكي الْعَمَل كثير الْخَيْر وَالْبركَة هَذَا إِن رآهما على هَيْئَة حَسَنَة وَإِلَّا دلّ على بِدعَة وضلالة وَمن رأى الْعَرْش وَهُوَ مَرِيض دلّ على أَنه يَمُوت وَمن رأى أَنه جَالس عَلَيْهِ فَإِنَّهُ رفْعَة وَعز وَشرف إِن كَانَ أَهلا والكرسي يدل للْعُلَمَاء وَذَوي المناصب على الرّفْعَة وَالْعدْل لمن جلس عَلَيْهِ وَيدل على التَّزَوُّج وَالسّفر وللمريض على الْمَوْت (رُؤْيَة اللَّوْح) وَمن رأى اللَّوْح الْمَحْفُوظ فَإِنَّهُ يدل للرائي على حُصُول علم وَقُرْآن وَحِكْمَة فَإِن رَآهُ صَغِيرا حَقِيرًا دلّ على كَون حَال الرَّائِي رديا وَمن رأى اسْمه مَكْتُوبًا فِيهِ دلّ على قرب أَجله ورؤية اللَّوْح الَّذِي يتَعَلَّم فِيهِ الصّبيان تؤول على سِتَّة أوجه رياسة وَولد وعالم وهداية ونفاذ أَمر وَعلم (رُؤْيَة الْقَلَم) وَمن رأى قلم الْقُدْرَة وَهُوَ يكْتب فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ وَعرف الْكِتَابَة فَإِن الرُّؤْيَة تكون كَمَا هُوَ مَكْتُوب وَمن رأى أَن بِيَدِهِ قَلما دلّ على أَنه يرْزق ولدا عَالما فَاضلا وَقيل إِنَّه وصيفه وَقيل علم وَمن رأى بِيَدِهِ عدَّة أَقْلَام فَهُوَ خير على كل حَال وَمن رأى أَنه يبري قَلما وَأتم برايته يكون مُسَددًا فِي أُمُوره وَإِن عسرت عَلَيْهِ بَرَاءَته يكون بضد ذَلِك وَمن رأى أَنه يمد قَلما فِي دَوَاة مَجْهُولَة فَإِنَّهُ يرتكب فَاحِشَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 (الْبَاب الثَّانِي فِي رُؤْيَة الْمَلَائِكَة والأنبياء وَالصَّحَابَة) (رُؤْيَة الْمَلَائِكَة) وَمن رأى الْمَلَائِكَة تنزل فِي مَكَان دلّ على حُصُول عز وَنصر لأَهله وَقيل تدل على وُقُوع مطر نَافِع وَيسر وَزَوَال عسر ورؤية الْمَرِيض للْملك مَوته وَلغيره نصر وَمن رأى أَنه يطير مَعَ الْمَلَائِكَة يستشهد وَمن رأى أَنه يُجَامع ملكا فَإِن وجد لَذَّة أصَاب مَالا والأدل على مَوته وَمن رأى أحدا من الْمَلَائِكَة على هَيْئَة إِنْسَان حسن الملبس والمنظر فَإِنَّهُ سرُور وَخير وَإِن رَآهُ بضد ذَلِك كَانَ بضد ذَلِك وَمن رأى أحدا من الْمَلَائِكَة الروحانيين والكرام الْكَاتِبين فَإِنَّهُ يرْزق شَهَادَة إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَمن رأى جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَإِنَّهُ يُسَافر فِي طلب الْعلم ويدرس أُمْنِية وَإِن تَكَرَّرت رُؤْيَاهُ ظفر على الْأَعْدَاء وَرُبمَا أَمر بِمَعْرُوف وَنهى عَن مُنكر وَمن رأى مِيكَائِيل نَالَ مناه فِي الدَّاريْنِ وَمن رأى إسْرَافيل حصل لَهُ خير وسفر فِيهِ مَنْفَعَة وَإِن سَمعه ينْفخ فِي الصُّور مَاتَ قَرِيبا فَإِن ظن أَن النَّاس يسمعونه حصل الوباء ورؤيته نجاة لأهل الْخَيْر وبلاء لغَيرهم وَمن رأى ملك الْمَوْت فليستعد للْمَوْت وَإِن كَانَ هُنَاكَ عليل دلّ على مَوته وَرُبمَا دلّ ذَلِك على عَدو قَاصد بِسوء وَإِن رَآهُ فِي مَوضِع لَيْسَ فِيهِ عليل دلّ على خلائه وفقر أَهله وافتراقهم وَمن رأى أَنه يقبله فَإِنَّهُ يُصِيب مِيرَاثا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 (رُؤْيَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَمن رأى النَّبِي فَإِن كَانَ مهموما ذهب همه أَو مديونا قضى الله دينه أَو مَغْلُوبًا نصر أَو مَحْبُوسًا أطلق أَو عبدا أعتق أَو غَائِبا رَجَعَ إِلَى أهل سالما أَو مُعسرا أغناه الله أَو مَرِيضا شفا الله وَإِن رَأَتْهُ حَامِل ولدت ذكرا وَكَذَا لَو رَآهُ الزَّوْج وَإِن رثي بِبِلَاد الْكفَّار حدث فِيهَا وباء وَإِن رَآهُ إِنْسَان غضبانا فَهُوَ مسيء أَو مرتكب للسيئات وَإِن رَآهُ دفن فِي مَكَان فأهله على غير سنته وَإِن رَآهُ فِي مَوضِع حَرْب أَو كرب أَو غلاء فَإِن أَهله ينْصرُونَ وَيرْفَع عَنْهُم مَا هم فِيهِ وَمن رأى أَنه يتبعهُ ويقفو أَثَره فَإِنَّهُ يتبع سنته وَمن رأى أَنه يُعَاتب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو يجادله، أَو يرفع عَلَيْهِ صَوته، فَإِن ذَلِك بدعا قد أحدثتها فِي الدّين وَالسّنَن. (رُؤْيَة الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام) وَمن رأى آدم عَلَيْهِ السَّلَام جماله وبهائه ولي ولَايَة إِن كَانَ أَهلا وَإِلَّا نَالَ من كَبِير عزا أَو دلّ على أَنه أذْنب ذَنبا فليتب فَإِن رأى أَنه كَلمه حصل لَهُ علم وَمَعْرِفَة وَمن رأى شيت نَالَ نعْمَة وفرحا وَمن رأى إِدْرِيس نَالَ عزا ودرجة عالية وَمن رأى نوحًا عمر طَويلا وَأصَاب شدَّة وأذى ويظفر ويرزق أَوْلَادًا من زَوْجَة دينة وَمن رأى هودا يُسَلط عَلَيْهِ قوم سُفَهَاء جهال وينجو ويفوز برشد وَخير وَمن رأى صَالحا ناله هم من سُفَهَاء ثمَّ يظفر أَو يكون فِي أمره صَالحا وَفِي قَوْله صَادِقا وَمن رأى لوطا فَإِنَّهُ يتَحَوَّل من مَكَان إِلَى مَكَان وعاقبة أمره محمودة أَو يكون لَهُ امْرَأَة فاسقة وَإِن كَانَ مِمَّن يعْمل عمل قومه فليتق الله وليتب وَمن رأى إِبْرَاهِيم فَإِنَّهُ يحجّ أَو يرْزق محبَّة الله وَيذْهب همه وغمه وَقيل يصل إِلَيْهِ جور من سُلْطَان ظَالِم وينصر وَقيل يعق أَبَاهُ وَمن رأى إِسْمَاعِيل نَالَ فصاحة ورياسة وَعمر مَسْجِدا أَو يوعده أحد بوعد يصدق فِيهِ وَمن رأى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 إِسْحَاق أَصَابَهُ هول ثمَّ ينجو وَيحصل لَهُ بِشَارَة وَفتح وغنيمة وَمن رأى يَعْقُوب رزق همة وأولادا أقوياء أَو يحصل لَهُ هم وغم من جِهَة الْأَوْلَاد ويفرح بعد ذَلِك وَإِن كَانَ لَهُ غَائِب يَأْتِي إِلَيْهِ بِخَير وَبشَارَة وَمن رأى يُوسُف حبس ونال شدَّة ثمَّ نصر وَولي ولَايَة أَو رُبمَا يحصل لَهُ من قبل امْرَأَة وعاقبته إِلَى خير أَو رُبمَا دلّت رُؤْيَته على بشرى وَمن رأى مُوسَى وَهَارُون فَإِنَّهُ يهْلك على يَده جَبَّار وَإِن كَانَ فِي بَحر ينجو سالما وَمن رأى أَيُّوب أَصَابَهُ بلَاء ثمَّ يخلص ويعوض خيرا وَإِن كَانَ مَرِيضا أَو لَهُ مَرِيض حصل لَهُ الشِّفَاء من الله تَعَالَى وَمن رأى يُونُس فَإِنَّهُ يعجل فِي أَمر يُصِيبهُ من حبس وضيق ثمَّ يخلص وَمن رأى دَاوُد ولي ولَايَة وَرُبمَا ابْتُلِيَ بِسَبَب امْرَأَة وَرُبمَا كَانَ عِنْده شَيْء مدخرا فأثر فِيهِ السوس وَمن رأى سُلَيْمَان ولي ولَايَة ورزق فقها وَمن رأى زَكَرِيَّا نَالَ عِنْد كبره ولدا تقيا وَمن رأى يحيى نَالَ ورعا وتقوى أَو صَار ذَا جاه ودولة وَبشَارَة تَأتيه وَمن رأى عِيسَى صَار زاهدا عابدا كثير السّفر وَمن رأى إلْيَاس فَإِن لَهُ دَعْوَة مجابة على أعدائه وَمن رأى الْخضر فَإِنَّهُ يحجّ وَيكون عمره طَويلا وَرُبمَا دلّ على خصب بعد غلاء وَمن رأى لُقْمَان رزق حِكْمَة أَو ولدا صَالحا وَمن رأى نَبيا من الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام فِي مَوضِع فَإِن كَانَ أَهله فِي حَرْب ظفروا بعدوهم وَإِن كَانُوا فِي كرب أَو قحط فرج الله عَنْهُم وَمن رأى أَنه يزور نَبيا من الْأَنْبِيَاء حَيا أَو مَيتا فَإِن كَانَ تقيا زَاد فِي تقواه وَإِن كَانَ عَاصِيا تَابَ الله عَلَيْهِ أَو دلّ على أَنه يزوره كَمَا رأى أَو دلّ على أَنه من أهل الْجنَّة أَو حصل لَهُ خير وبركة وَمن رأى أحدا مِنْهُم وَهُوَ فِي صُورَة حَسَنَة حصل لَهُ صَلَاح فِي دينه ودنياه وَإِن رأى فِيهِ نُقْصَانا وعَلى غير صُورَة حَسَنَة دلّ على نُقْصَان دين الرَّائِي وَمن رأى أَنه نَبِي من الْأَنْبِيَاء فَإِنَّهُ يَمُوت شَهِيدا ويقتر فِي رزقه ويرزق الصَّبْر على المصائب وَيصير بعد إِلَى الظفر وَمن رأى ضريح نَبِي من الْأَنْبِيَاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 فَهُوَ حُصُول خير وبركة وَقيل يكون فِي شَفَاعَته وَإِن كَانَ عزبا يتَزَوَّج وَقَالَ بَعضهم من رأى أَنه يزور ضريح أحد من الْأَنْبِيَاء أَو من الصَّحَابَة أَو من الصَّالِحين فَإِنَّهُ يفرج همه وغمه وتكفر ذنُوبه (رُؤْيَة الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم) وَمن رأى أَبَا بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ فَإِنَّهُ يكون رجلا أَمينا صَادِقا كثير الْخَيْر وَمن رأى عمر بن الْخطاب صَار طَوِيل الْعُمر قوالا للحق وَرُبمَا رزق الاعتمار بِالْبَيْتِ وَالطّواف وَمن رأى عُثْمَان بن عَفَّان صَار خيرا فَاضلا وَرُبمَا قتل ظلما وَمن رأى عَليّ بن أبي طَالب صَار عَالِيا رفيع الْمَكَان ورعا شجاعا متصدقا وَرُبمَا وَقعت فِي الْموضع فتْنَة وَمن رأى أحدا من الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم فليتأول لَهُ بالاشتقاق مثل سعد وَسَعِيد فَإِنَّهُ يكون سعيدا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 (الْبَاب الثَّالِث فِي رُؤْيَة الْقِيَامَة وأشراطها وَالْجنَّة وَالنَّار) (رُؤْيَة الْقِيَامَة) من رأى أَن الْقِيَامَة قد قَامَت حصل لَهُ الْفَوْز والنجاة إِن كَانَ من أهل الصّلاح وَإِن كَانَ من أهل الْفساد فَهُوَ تحذير لَهُ من عَاقِبَة ذَلِك وَمن رَآهَا قد قَامَت بمَكَان فَإِن الْعدْل يبسط فِي ذَلِك الْمَكَان فَإِن كَانَ أَهله ظالمين انتقم مِنْهُم أَو غير ظالمين نصروا وظفروا وَمن رَآهَا قَامَت عَلَيْهِ وَحده فقد قرب أَجله وَمن رأى من أَشْرَاط السَّاعَة شَيْئا مثل النفخ فِي الصُّور وطلوع الشَّمْس من مغْرِبهَا وَخُرُوج الدَّابَّة وَنَحْو ذَلِك فَإِن تَأْوِيله كتأويل الْقِيَامَة وَقيل خُرُوج الدَّابَّة فتْنَة تظهر وَيهْلك فِيهَا قوم وينجو أخرون وَخُرُوج الدَّجَّال رجل ذُو بِدعَة يظْهر فِي النَّاس والنفخ فِي الصُّور طاعون أَو إنذار السُّلْطَان فِي بعث أَو غَيره أَو سفر عَام إِلَى الْحَج واجتماع الْخلق لِلْحسابِ عدل من الله تَعَالَى يكون فِي النَّاس بِإِمَام عَادل يقدم عَلَيْهِم أَو يَوْم عَظِيم يشهدونه وَمن رأى كَأَنَّهُ أَخذ كِتَابه بِيَمِينِهِ فَازَ بالصلاح وبالثناء الْجَمِيل وَمن أَخذه بِشمَالِهِ هلك بالإثم أَو بالفقر وَالْحَاجة (رُؤْيَة الْحساب وَالْمِيزَان والصراط والحوض) وَمن رأى أَنه حُوسِبَ وَقع فِي محنة وَعَذَاب وَمن رأى مِيزَانه قد رجح حسن عمله وأطاع بِهِ وَإِلَّا فعلى قدر مَا رَآهُ وَمن رأى الْمِيزَان دلّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 على انبساط الْعدْل وارتفاع الظُّلم وَمن رأى أَنه مر على الصِّرَاط سليما نجا من شدَّة وَفتن وبلاء وَإِن سقط مِنْهُ فِي النَّار يَقع فِي فتْنَة وبلاء وَإِن رأى أَنه قَائِم عَلَيْهِ تستقيم على يَدَيْهِ أُمُور معوجة وَمن رأى أَنه شرب من الْحَوْض فَإِنَّهُ يَمُوت على الْإِسْلَام (رُؤْيَة الْجنَّة) وَمن رأى أَنه دخل الْجنَّة فَإِنَّهُ يعْمل عملا صَالحا يسْتَوْجب بِهِ الْجنَّة وَإِن كَانَ خَائفًا أَمن وَأَن كَانَ مَرِيضا انْتقل من الدُّنْيَا إِلَيْهَا فَإِن رأى أَنه آتى إِلَيْهَا ليدْخل فَرد أَفَاق من مَرضه وَمن رأى أَنه تنَاول من ثمارها أَو أَعْطَاهَا لَهُ غَيره وَأكل مِنْهَا فَإِنَّهُ ينْتَفع بِعَمَل من أَعمال الْبر وَمن رأى أَنه فِيهَا وَلَا يدْرِي مَتى دَخلهَا فَإِنَّهُ لَا يزَال فِي الدُّنْيَا منعما عَزِيز وَمن رأى من حورها أَو ولدانها فَإِنَّهُ من أَعمال الْبر على حَال وَمن رأى أَن بِيَدِهِ مِفْتَاح الْجنَّة فَإِنَّهُ يتوفى على التَّوْحِيد (رُؤْيَة النَّار أعاذنا الله تَعَالَى مِنْهَا) وَمن رأى أَنه فِي نَار جَهَنَّم فَهُوَ زجر لَهُ عَن ذنُوب هُوَ مصر عَلَيْهَا وَإِن كَانَ صَالحا فَإِنَّهُ يحم أَو يَقع فِي بلَاء أَو يسجن فَإِن خرج تخلص من ذَلِك وَمن رأى أَنه مُقيم فِيهَا وَلم يدر مَتى دَخلهَا دلّ على أَنه لَا يزَال فِي ضيق وَأمره مخذول وَمن رأى أَنه تنَاول من مأكولها شَيْئا فَإِن ذَلِك من أَعمال العَاصِي وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَنَّهَا دخلت النَّار دلّ على طَلاقهَا إِن كَانَ الطَّلَاق يؤذيها وَمن رَآهَا وَلم يصبهُ مِنْهَا مَكْرُوه فَإِن ذَلِك من هموم الدُّنْيَا وأحزانها يُصِيبهُ مِنْهَا بِقدر مَا ناله من حرهَا وَمن رَآهَا فِي مَوضِع دلّ على أَن هُنَاكَ سُلْطَانا غشوما أَو رجلا مسلطا لَا يحل حَلَالا وَلَا يحرم حَرَامًا وَيكون فِي ذَلِك الْموضع حَرْب أَو جوع وارتفاع الأسعار والسلع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 (الْبَاب الرَّابِع فِي رُؤْيَة السَّمَاء وَالشَّمْس وَالْقَمَر والنجوم) (رُؤْيَة السَّمَاء) من رأى أَنه فِي السَّمَاء من غير صعُود أَو صعد إِلَيْهَا بِسَبَب نَالَ عزا ورفعة وَإِن صعد إِلَيْهَا بِغَيْر سَبَب نَالَ خوفًا من قبل سُلْطَان وَمن رأى أَنه نَازل مِنْهَا فَإِنَّهُ يشرف على الْمَوْت ثمَّ ينجو وَمن رأى أَنه بنى بهَا بَيْتا فَإِنَّهُ يستشهد وَمن رأى أَن أَبْوَابهَا مفتحة أَو أَنَّهَا قربت إِلَى الأَرْض دلّ على إِجَابَة الدُّعَاء وَكَثْرَة الْمَطَر وَإِن رأى أَن أَبْوَابهَا مغلقة دلّ على قلَّة الْمَطَر وَمن رأى أَنه وَقع من السَّمَاء فَإِن ذَلِك مَكْرُوه فِي الدّين فَإِن كَانَ الرَّائِي ذَا سُلْطَان زَالَ عَنهُ سُلْطَانه وَمن رأى نسرا أَو عقَابا طَار بِهِ إِلَى السَّمَاء وَلم يَقع فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا وَرَفعه وَمن رأى فِي السَّمَاء سِرَاجًا أول بالشمس فَإِن انطفأ كسفت وَمن رأى أَن السَّمَاء انشقت فَإِنَّهُ اخْتِلَاف بَين النَّاس وَكذب على الله تَعَالَى وَمن رأى أَنَّهَا انشقت فَخرج مِنْهَا شيخ حل بِتِلْكَ الأَرْض خصب أَو شَاب فعدو يظْهر وَمن رأى أَنه مَشى فَوق السَّمَاء مَشى فِي أثر الْمَطَر وَمن رأى أَنَّهَا خضراء دلّ على خصب فِي ذَلِك الْعَام أَو صفراء دلّ على مرض فِيهِ أَو أَنَّهَا من حَدِيد فمطر ذَلِك الْعَام قَلِيل وَمن رأى أَنَّهَا وَقعت عَلَيْهِ دلّ على أَن سقف بَيته يَقع عَلَيْهِ (رُؤْيَة الشَّمْس) ورؤية الشَّمْس تؤول بالسلطان فَمن رأى أَنه ملكهَا أَو استمكن مِنْهَا نَالَ من السُّلْطَان جاها وَمن رَآهَا وَلَا شُعَاع لَهَا فَإِنَّهُ نُقْصَان من ملك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 السُّلْطَان وهبوطها يدل على عزل أَو مَرضه أَو مَوته وَمن رأى أَنَّهَا كسفت أَو حَال دونهَا دُخان متراكم وسحاب كثيف أَو اسودت أَو اصْفَرَّتْ أَو سَقَطت من السَّمَاء أَو صَار جرمها أعظم أَو أَصْغَر أَو أبعد أَو أقرب أَو أنور أَو أظلم اعْتبر حَال الْملك بِمَا يُنَاسِبه وَمن رأى أَن الشَّمْس سجدت لَهُ فَإِن السُّلْطَان يمِيل إِلَيْهِ ويخضع لَهُ أَو يَقع عدل وَاسع من جِهَته وَمن رأى أَنه تنَازع هُوَ وَالشَّمْس فَإِن السُّلْطَان ينازعه بِقدر ذَلِك وَمن رأى أَن شمسين اصطدمتا فهما ملكان يتقابلان وَمن رأى أَنه يسْجد للشمس أَو الْقَمَر دلّ على أَنه ارْتكب ذَنبا عَظِيما فليتب مِنْهُ وَمن رأى أَن الشَّمْس طلعت فِي بَيته فَإِن كَانَ عزبا تزوج من أهل بَيت السُّلْطَان ونال من سُلْطَانه بِقدر مَا رأى من ضوئها وَمن رأى أَن الشَّمْس قد غَابَتْ أَو على أَن تغيب فَإِن الْأَمر الَّذِي هُوَ فِيهِ أَو طَالبه من خير أَو شَرّ قد انْقَضى وَمن رأى أَن الشَّمْس طالعة من غير مطْلعهَا فَإِنَّهُ آيَة وَحدث يحدث وَمن رأى أَنه قد أَصَابَهُ حر الشَّمْس حصل لَهُ ظلم من الْملك أَو نوابه وتؤول الشَّمْس أَيْضا بِالزَّوْجَةِ إِذا كَانَت لسلطان أَو رَئِيس أَو جميلَة وتؤول أَيْضا بِالذَّهَب على حسب مَا يَقْتَضِيهِ حَال المرئي لَهُ وَقد تؤول الشَّمْس مَعَ الْقَمَر بالأبوين فَإِن سقط أَحدهمَا أَو ذهب نوره هلك أحد الْأَبَوَيْنِ (رُؤْيَة الْقَمَر والأنجم الْخَمْسَة السيارة) ويؤول الْقَمَر بوزير السُّلْطَان أَو عَامله وَكَذَا الأنجم الْخمس السيارة الزهرة والمريخ وَعُطَارِد وَالْمُشْتَرِي وزحل فَمن رأى مِنْهَا تلطفا وإقبالا حصل لَهُ عز ورفعة فالزهرة تؤول بِزَوْجَة الْملك والمريخ بِصَاحِب الْجَيْش وَعُطَارِد بكائن وَالْمُشْتَرِي بالخزان أَي خَازِن الْملك وزحل بِصَاحِب عَذَابه وَأما سَائِر النُّجُوم فهم أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمن رأى أَنه اقْتدى بهم اهْتَدَى وتؤول أَيْضا بأشراف النَّاس فَمن رَآهَا قد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 اجْتمعت فِي حَال إشراق فَإِنَّهُ صَلَاح حَال أَشْرَاف النَّاس واجتماع أَمرهم وَإِن رَآهَا قد تَفَرَّقت أَو طمست فَإِنَّهُ افْتِرَاق أَمرهم وَفَسَاد حَالهم وَمن رأى أَنه يصنع شَيْئا لَهَا فَإِنَّهُ يصنع بِالنَّاسِ مثل ذَلِك وَمن رأى أَنه يأكلها فَإِن ذَلِك غيبَة ووقيعة فِي النَّاس وَمن رأى أَنه أَخذ نجما من السَّمَاء فَإِن كَانَت امْرَأَته حُبْلَى ولد لَهُ ابْن وَمن رأى نجوما انْقَضتْ على رَأسه أَو رَآهَا فِي بَيته أصَاب سُلْطَانا ورفعة وَمن رأى نجما سقط فِي الأَرْض دلّ على سُقُوط رجل كَبِير عَن مَنْزِلَته وَإِن كَانَ لَهُ غَائِب قدم عَلَيْهِ أَو حَامِل أَتَت بِولد شرِيف وَإِن كَانَ ذَلِك من النُّجُوم المؤنثة فَإِن الْوَلَد جَارِيَة وَإِن رأى نجما سقط عَلَيْهِ مَاتَ سَرِيعا (رُؤْيَة الْهلَال وَمن رأى هلالا ولد لَهُ مَوْلُود وَإِن رَآهُ سقط على الأَرْض فَيَمُوت عَالم أَو رَآهُ ملك فقتال وَإِن رأى إِنْسَان الْهلَال دون غَيره مَاتَ عَاجلا وَمن رأى الْقَمَر فِي حجرَة تزوج رجلا كَانَ أَو امْرَأَة وَتَمام الْقَمَر ونوره نفع الْوَزير للنَّاس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 (الْبَاب الْخَامِس فِي رُؤْيَة السَّحَاب والمطر وَالْبرد والثلج والرعد والبرق وَالصَّوَاعِق والرياح والهواء والسراب) (رُؤْيَة السَّحَاب) من رأى أَنه أَخذ شَيْئا من السَّحَاب فَإِنَّهُ يُصِيب من الْحِكْمَة أَو يكثر من الْحَرْث والضياع وَمن رأى أَنه يركب على السَّحَاب فَإِنَّهُ يدْرك الْحِكْمَة كلهَا ويتزوج أَو يركب سفينة إِن أمل سفرا وَمن رأى قِطْعَة سَحَاب على رَأسه يحصل لَهُ عَظمَة على قدرهَا وَمن رأى سَحَابَة استقبلته فَإِنَّهُ أَمن وَعدل وَبشَارَة وراحة من كل غم فَإِن لم يكن أَهلا لذَلِك فَإِنَّهُ عُقُوبَة وَعَذَاب ينزل بِهِ وَمن رأى أَن السَّحَاب سقط على الأَرْض فَإِنَّهُ سيول أَو خراب بَلْدَة وَمن رأى سحابا فِيهِ غياث للْعَالم فَإِن ذَلِك رَحْمَة فَمن نَالَ من ذَلِك شَيْئا فَإِنَّهُ ينَال من ذَلِك الْغَيْث وَالرَّحْمَة بِقدر ذَلِك وَرُبمَا دلّ السَّحَاب إِذا اسود على أَمر مَكْرُوه أَو عَارض من سُلْطَان فَإِن كَانَ مَعَ السَّحَاب رعد أَو برق فَهُوَ أعجل الرُّؤْيَا لتصديقها وَمن رأى أَنه فِي ظلّ السَّحَاب وجد فِي تِلْكَ السّنة خيرا ونعمة وَمن رأى أَن السَّحَاب ستر جَمِيع الدُّنْيَا وَلم ينزل فِيهِ مطر لَيْسَ بمحمود وَمن رأى أَن السَّحَاب غطى الشَّمْس فَإِن الْملك يَمُوت أَو يقهر أَو يعْزل (رُؤْيَة الْمَطَر) وَمن رأى كَأَن مَطَرا عَاما صب فِي مَوضِع فَإِن ذَلِك رَحْمَة وخصب وبركة لِلْخلقِ وَإِن كَانَ خَاصّا بِقوم دون قوم فَإِن ذَلِك مُصِيبَة أَو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 أمراض أَو جوع أَو جلاء ينزل بهم وَإِذا رأى أَنه نزل عَلَيْهِ خَاصَّة فَإِنَّهُ ضرب وأذى ينزل بِهِ وَمن رأى كَأَن مَطَرا ينزل وَلَيْسَ كَهَيئَةِ الْمَطَر فَإِن كَانَ محبوبا فَإِنَّهُ صَلَاح وَإِن كَانَ مَكْرُوها فَإِنَّهُ بلَاء وفتنة فَإِن أمطر عسلا أَو لَبَنًا أَو نَحوه فَإِنَّهُ خير وبر وغنيمة وَصَلَاح دين وَإِن أمْطرت تُرَابا أَو رملا فَهُوَ صَلَاح مَا لم يكن غَالِبا وَإِن أمْطرت ذبابا أَو عقارب أَو حيات أَو نَحْو ذَلِك فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ خَاصَّة وَعَامة وَهُوَ عَذَاب يُصِيب أهل ذَلِك الْموضع وَمن رأى أَنه اغْتسل بالمطر وَتَوَضَّأ بِهِ فَإِنَّهُ صَلَاح فِي دينه ودنياه وَمن رأى أَنه يشرب من مَاء الْمَطَر فَإِن كَانَ صافيا أصَاب خيرا وَإِن كَانَ كدرا مرض بِقدر مَا شرب وَإِن رأى مَرِيض أَنه نزل مطر خَفِيف متواتر شفي وَإِن رأى مَطَرا شَدِيدا كدرا متواترا هلك فِي ذَلِك الْمَرَض (رُؤْيَة الْبرد) وَمن رأى أَن الْبرد وَقع بِأَرْض فَهُوَ غوث من الله مَا لم يفْسد فَإِن أفسد أَو فحش فَإِن ذَلِك عَذَاب ينزل بذلك الْمَكَان (رُؤْيَة الثَّلج) وَمن رأى الثَّلج فَإِنَّهُ خصب وَرَحْمَة مَا لم يكن غَالِبا كثير أَو قَلِيل إِن كَانَ فِي وقته فَهُوَ خصب وَإِن كَانَ فِي غير وقته فَهُوَ جود من السُّلْطَان أَو من عماله وَإِن نزل الثَّلج فِي غير مَوضِع ينزل فِيهِ فَإِنَّهُ بلَاء وأسقام تنزل هُنَاكَ وَمن رأى رعدا أَو برقا حصل لأهل تِلْكَ الأَرْض خوف شَدِيد وَالصَّوَاعِق أَشد من ذَلِك وَرُبمَا كَانَ الرَّعْد والبرق وَعِيد السُّلْطَان أَو تهديده فَمن سمع رعدا فَإِنَّهُ يسمع مَا يكره من السُّلْطَان وَمن رأى صَاعِقَة وَقعت فِي بلد فأحرقت أَهلهَا فَإِن ذَلِك سُلْطَان ينزل فِي ذَلِك الْبَلَد وَيحدث فِيهِ فَسَادًا وَيكون فِيهِ حروب غلاء أَو أمراض وَإِن رَآهَا وَقعت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 بِغَيْر نَار فسلطان مقبل يظنّ النَّاس بِهِ ظن السوء وينجون من بأسه وَإِن رَآهَا وَقعت فِي دَاره فَإِن كَانَ رَبهَا مَرِيضا مَاتَ أَو طرقه لص أَو سلط عَلَيْهِ صَاحب الْمَدِينَة (رُؤْيَة الرّيح) وَمن رأى أَن ريحًا هَاجَتْ فَإِنَّهُ يهيج فِي النَّاس هم وَخَوف بِقدر ذَلِك وَمن رَآهَا قلعت الشّجر أَو هدمت الدّور فَإِن ذَلِك مصائب تنزل فِي ذَلِك الْموضع وَمن رأى ريحين تقابلتا فهما جيشان متقابلان وَمن رأى أَن الرّيح تحمله من مَوضِع إِلَى آخر فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا بَعيدا أَو يُصِيب رفْعَة وَمن رأى أَنه ملك الرّيح فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا (رُؤْيَة الْهَوَاء والسراب) وَمن رأى أَنه جَالس على الْهَوَاء فَإِنَّهُ على هوى من دينه وغرور من أمره وَمن رأى أَنه ينظر فِي سراب فَإِنَّهُ كَلَام بَاطِل يبلغهُ أَو هُوَ مُقيم على أَمر بَاطِل وَكَذَلِكَ الهباء فِي التَّأْوِيل لَا خير فِيهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 (الْبَاب السَّادِس فِي الْوضُوء وَالْغسْل وَالتَّيَمُّم وَالصَّلَاة) (رُؤْيَة الْوضُوء) فَمن رأى أَنه يتَوَضَّأ بِمَاء صَاف وَأتم وضوءه فَإِن كَانَ مهموما فرج الله همه أَو خَائفًا أَمنه الله أَو مَرِيضا شفَاه الله أَو مديونا قضى الله دينه أَو ذَا ذنُوب كفر الله عَنهُ وَمن رأى أَنه تَوَضَّأ بِمَاء كدر فَإِنَّهُ هم وغم وَلَكِن يُرْجَى لَهُ الْفرج وَمن رأى أَن لم يتم وضوءه فَإِنَّهُ لَا يتم لَهُ أَمر هُوَ طَالبه ويرجى لَهُ النجاح وَمن رأى أَنه تَوَضَّأ بِمَاء لَا يجوز الْوضُوء بِهِ فَهُوَ بِمَنْزِلَة من لم يتم وضوءه وَقيل من رأى أَنه يتَوَضَّأ بِلَبن أَو عسل فَإِنَّهُ حسن فِي الدّين وَمن رأى أَنه تَوَضَّأ بِمَاء حَار أَو اغْتسل بِهِ أَو شربه أَصَابَهُ هم أَو مرض وَمن رأى أَنه يطْلب الْوضُوء وَلَا يجد المَاء فَإِنَّهُ عسر عَلَيْهِ فِي أمره حَتَّى يتَوَضَّأ وَيتم وضوءه ثمَّ يسهل عَلَيْهِ أمره (رُؤْيَة الْغسْل) وَمن رأى أَنه جنب وَلم يجد مَاء لغسله فَإِنَّهُ يعسر عَلَيْهِ مَا يَطْلُبهُ من أَمر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَمن رأى أَنه اغْتسل من الْجَنَابَة وَأتم غسله فَإِنَّهُ يتم لَهُ الْأَمر الَّذِي يُريدهُ وَإِن لم يتم غسله لم يتم أمره وَمن رأى أَنه اغْتسل غسل الْجُمُعَة وَالْعِيدَيْنِ فَإِنَّهُ زِيَادَة درجاته فِي الْآخِرَة وَمن رأى أَنه اغْتسل وَلبس ثيابًا فَإِنَّهُ يسلم من كل بلَاء وسقم وَإِن كَانَت الثِّيَاب جددا كَانَ أبلغ وَإِن رأى أَنه اغْتسل وَلم يلبس فَإِنَّهُ يفرج عَنهُ بعض كربه وَلَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 يجْتَمع لَهُ أمره على مَا يُوَافقهُ وَمن رأى أَنه غسل يَدَيْهِ وَوَجهه فَلَا بَأْس بِهِ (رُؤْيَة التَّيَمُّم) وَمن رأى أَنه يتَيَمَّم فِي مَكَان لَا يُوجد فِيهِ المَاء وَأتم ذَلِك فتعبيره كتعبير تَمام الْوضُوء وَالْغسْل وَمن رأى أَنه يتَيَمَّم وَالْمَاء مَوْجُود دلّ على أَنه منحرف عَن الشَّرِيعَة فليتب إِلَى الله تَعَالَى (رُؤْيَة الصَّلَاة) وَمن رأى أَنه يُصَلِّي الْفَرِيضَة وتمت صلَاته واستقامت قبلته فَإِن حَاجته تتمّ ويبلغ مِنْهَا مَا أمله وَمن رأى أَنه يُصَلِّي الصُّبْح فَإِنَّهُ حُصُول كسب حَلَال أَو وعد قريب يَأْتِيهِ خيرا كَانَ أَو شرا وَإِن رأى أَنه يُصَلِّي الظّهْر فَإِنَّهُ يظفر بحاجته ويستظهر على جَمِيع مَا يَطْلُبهُ من أَمر دُنْيَاهُ وآخرته وَإِن رأى أَنه يُصَلِّي الْجُمُعَة فَإِنَّهُ يتم لَهُ مَا يُريدهُ ويبلغ مَا أمله وَإِن رأى أَنه يُصَلِّي الْعَصْر فَهُوَ حُصُول مُرَاد لَكِن بعد مشقة وَإِن رأى أَنه يُصَلِّي الْمغرب فَإِنَّهُ الْأَمر الَّذِي هُوَ طَالبه من خير أَو شَرّ قد انْقَضى وَإِن رأى أَنه يُصَلِّي الْعشَاء فَإِنَّهُ يُعَامل أقرباءه وَيحصل لَهُ سرُور وَقيل يحصل لَهُ مكر وبكاء وَشرط فِيمَا ذكر ان يُؤَدِّي كل صَلَاة فِي وَقتهَا كَامِلَة فَإِن حصل فِيهَا نقص أَو زِيَادَة فَهُوَ مُخَالف لما ذكر وَمن رأى أَنه يُصَلِّي صَلَاة فَاتَتْهُ من هَذِه الصَّلَوَات فَإِنَّهُ يدل على قَضَاء دينه وَمن رأى أَنه يصلى بِالْقصرِ فِي صلَاته فَإِنَّهُ يُسَافر وَمن رأى أَنه يُصَلِّي النَّافِلَة فِي ليل أَو نَهَار فَإِنَّهُ يعْمل عملا صَالحا وَمن رأى أَنه يُصَلِّي وَهُوَ يضْحك فِيهَا فَإِنَّهُ كثير اللَّهْو عَنْهَا وَمن رأى أَنه يُصَلِّي وَهُوَ جنب أَو فِي مَكَان لَا تجوز الصَّلَاة فِيهِ فَإِنَّهُ فَاسد الدّين وَمن رأى أَنه يُصَلِّي بِغَيْر وضوء فَإِنَّهُ يمرض وَمن رأى أَنه يُصَلِّي شرقا أَو غربا فقد انحرف عَن الْإِسْلَام الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 وَرُبمَا التمس من امْرَأَته دبرهَا أَو توجه عَنْهَا لغَيْرهَا أَو يرْزق الْحَج إِن كَانَ الرَّائِي مَشْهُورا بِالْخَيرِ وَقيل من رأى أَن أهل الْمَسْجِد يصلونَ إِلَى غير قبْلَة عزل رئيسهم وَمن رأى عَالما يُصَلِّي إِلَى غير قبْلَة أَو عمل بِخِلَاف السّنة أَو أَنه يُصَلِّي فَوق الْكَعْبَة فقد خَالف الشَّرِيعَة وَاتبع الْأَهْوَاء وَمن رأى أَنه يُصَلِّي فِي الصَّحرَاء فَهُوَ إِمَّا سفر أَو حج وَمن رأى أَنه يُصَلِّي بِأحد الْمَسَاجِد الثَّلَاثَة فَإِنَّهُ دَلِيل على مضاعفة الأجور لَهُ وَقبُول أَعماله وَمن رأى أَنه يُصَلِّي على دَابَّة فَهُوَ حُصُول هم وَمن رأى أَن الصَّلَاة فَاتَتْهُ عَن وَقتهَا وَلَا يجد موضعا يُصليهَا فِيهِ عسر فِي أَمر (رُؤْيَة الْإِمَامَة فِي الصَّلَاة) وَمن رأى أَنه يؤم قوما فِي الصَّلَاة فَإِنَّهُ يَلِي ولَايَة يعدل فِيهَا أَو يَسْتَقِيم أمره وَيصْلح حَاله وَمن رأى أَنه يؤم قوما مجهولين بِموضع مَجْهُول وَلَا يدْرِي مَا يقْرَأ فَهُوَ على شرف الْمَوْت وَمن رأى أَنه يُصَلِّي قَائِما وَالنَّاس يصلونَ خَلفه قَاعِدين فَإِنَّهُ يَلِي أمرا لَا ينقاد إِلَيْهِ من ينْسب لذَلِك الْأَمر وَمن رأى أَنه يُصَلِّي قَاعِدا وَالنَّاس يصلونَ خَلفه قيَاما فتعبيره ضد مَا تقدم وَمن رأى أَنه يُصَلِّي قَاعِدا أَو رَاقِدًا فَإِنَّهُ يدل على عجز عَن امْر وَرُبمَا دلّ على توعك الْبدن أَو دلّ على كبر السن وَمن رأى أَنه يسْأَل الله فِي صلواته فَإِنَّهُ يرْزق ولدا وَمن رأى أَنه جلس فِي التَّحِيَّات فَهُوَ زِيَادَة خير وَمن رأى أَنه يسْجد لله تَعَالَى فَإِنَّهُ شكر لله وَطول حَيَاة للرائي وَمن رأى أَنه رَاكِع أَو ساجد كَانَ ذَلِك ظفرا وصلاحا إِلَّا أَنه يرى أَنه خر على وَجهه من غير أَن يَنْوِي بِهِ السُّجُود وَهُوَ إِن كَانَ فِي خُصُومَة أَو حَرْب أَو مُنَازعَة لم يظفر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 (الْبَاب السَّابِع فِي الْقِرَاءَة والمصحف والكتب) (رُؤْيَة الْقِرَاءَة والمصحف والكتب) من رأى أَنه يقْرَأ شَيْئا من الْقُرْآن وَلَا يعرف مَا قَرَأَهُ أَو نَسيَه فَإِن كَانَ مَرِيضا شفَاه الله أَو مهموما فرج الله همه وَقيل من رأى أَنه يقْرَأ الْقُرْآن فَإِنَّهُ يتَكَلَّم بِالْحَقِّ وَمن رأى أَنه يقْرَأ آيَة الرَّحْمَن فَهُوَ حُصُول خير وَإِن كَانَت آيَة عَذَاب فضد ذَلِك وَمن رأى أَنه قَرَأَ الْقُرْآن وأتمه فَإِنَّهُ يَنْقَضِي أَجله على خير وَقيل من رأى أَنه ختم الْقُرْآن يحصل لَهُ بُلُوغ مَقْصُوده وَإِن قَرَأَ نصفه فقد انْقَضى نصف عمره وَمن رأى أَن أحدا يقْرَأ الْقُرْآن وَهُوَ يسمعهُ فَهُوَ يتبع الْقُرْآن وَإِن رأى ذَلِك وَلم يفهم مَا يَقُوله فضد ذَلِك وَمن رأى أَنه يقْرَأ بمَكَان لَا تجوز الْقِرَاءَة فِيهِ دلّ على أَن فِي دينه خللا وَمن رأى أَنه قَرَأَ بعض سُورَة كَانَ حكمه كمن قَرَأَ تِلْكَ السُّورَة فتعبير تعبيرها (قِرَاءَة الْفَاتِحَة) فقراءة الْفَاتِحَة تدل على حج أَو دُعَاء يُسْتَجَاب أَو تسهيل الْأُمُور الصعاب وَحُصُول الْخَيْر وَالسعَة وَمن رأى أَنه يقْرَأ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم خَاصَّة فَإِنَّهُ يسْأَل الله الْبركَة فِي مَاله وَالزِّيَادَة فِي رزقه وَرُبمَا يُجَاب دعاؤه ببركتها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 (قِرَاءَة الْبَقَرَة) وَقِرَاءَة الْبَقَرَة تدل على مَال وفسحة فِي الْأَجَل وَصَلَاح فِي الدّين ونجابة ولد أَو مِيرَاث مَعَ خصام وَآيَة الْكُرْسِيّ تدل على الْأَمْن من الْآفَات وَحُصُول المُرَاد (وَآل عمرَان) تدل على طول عمر أَو ولد صَالح وَتزَوج نسَاء ويرثهن أَو عدم النَّفْع من أَهله أَو يكون محبوبا عِنْد النَّاس ويأمن الْأَفْعَال السَّيئَة أَو يكون دينه وَقَوله صَحِيحا أَو يخْتم لَهُ بِالْخَيرِ (وَالنِّسَاء) تدل على سَعَة الْعُمر وَحُصُول مِيرَاث وَيكثر أقرباؤه وَيكون كثير الِاحْتِجَاج قوي الْكَلَام ( والمائدة ) تدل على دَعْوَة مجابة وبركة ورزق وتكرم على النَّاس لكنه يبتلى بِقوم لَا وَفَاء لَهُم ( والأنعام ) تدل على بركَة ونعمة وتكرم على النَّاس وَحُصُول خيرات الدُّنْيَا وَالْآخِرَة ( والأعراف ) تدل على علم وَمَال وَقُوَّة فِي الدّين أَو شماته بعدو ورؤيته على سوء حَال ( والأنفال ) نصر على الْأَعْدَاء وغنيمة وعلو مرتبَة (وَالتَّوْبَة) تدل على محبَّة الدّين والأولياء وتوبة وإخلاص (وَيُونُس) تدل على الْخُرُوج من ضيق إِلَى سَعَة وَإِن كَانَ سقيما شفي أَو مكروبا زَالَ كربه ونال عبَادَة ويقينا ورد الله عَنهُ كيد السَّحَرَة والكفرة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 (وَهود) تدل على هدى وَدين وفسحة فِي الْأَجَل وسفر بعيد ورزق من حرث وَحسن يَقِين ( ويوسف ) تدل على بِشَارَة وَخير وغنى بعد فقر وَعز بعد ذل وَفرج بعد ضيق أَو بغض من أَهله وَخُرُوج من وَطنه وينال حظا عَظِيما فِي بِلَاد الغربة ( والرعد ) تدل على أَمن من مَخَافَة السُّلْطَان أَو تيسير لأسباب الْخَيْر من كل مَكَان أَو يسْرع لَهُ الشيب إِن كَانَ شَابًّا وَرُبمَا تدل على قرب أَجله (وَإِبْرَاهِيم) تدل على برْء من هم أَو مُلَازمَة الْخيرَات أَو يكون محبوبا عِنْد النَّاس (وَالْحجر) تدل على التحجير عَن الْمعاصِي أَو يكون معززا مكرما ذَا جاه ووقار وَإِن كَانَ ملكا ومريضا فقد دنت وَفَاته ( والنحل ) تدل على صِحَة بدن ورزق حَلَال وَعلم وافر وَحب الْمُصْطَفى وَآله وَإِن كَانَ مَرِيضا شفي ( والإسراء ) تدل على الجاه والرفعة عِنْد الله وَعند الْخلق وَالظفر على الْأَعْدَاء أَو حُصُول تُهْمَة أَو نكبة من ملك أَو كَبِير أَو يَأْتِيهِ ولد عَاق ( والكهف ) تدل على طول عمر وَحسن حَال وامن من فتْنَة الدَّجَّال وَجَمِيع الْآفَات وتجتمع لَهُ أُمُور دينه ودنياه (وَمَرْيَم) تدل على سلوك طَرِيق الْخيرَات وَكذب على الرَّائِي وافتراء وَهُوَ بَرِيء أَو يتيه ثمَّ يَهْتَدِي إِلَى سَوَاء السَّبِيل ( وطه ) تدل على جِدَال الْأَعْدَاء وَالظفر بهم وعَلى غَفلَة فِي الدّين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 وَبعد ذَلِك انتباه وَرُجُوع أَو الْمحبَّة لفعل الْخَيْر ( والأنبياء ) تدل على قُوَّة الْإِيمَان والفرج بعد الشدَّة أَو يَقْتَدِي بِأَفْعَال الْأَنْبِيَاء وينال علما أَو يحصل لَهُ إقبال الدُّنْيَا وَالْآخِرَة (وَالْحج) تدل على حج وعفة وأفعال مرضية فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَنَجَاة من بلَاء إِن كَانَ الرَّائِي صَحِيحا وَإِن كَانَ مَرِيضا فَإِنَّهُ يَمُوت عَن قريب (وَالْمُؤمنِينَ) تدل على فوز وَصَلَاح وعلو دَرَجَات وإيمان صَادِق وَنَجَاة من بلَاء وَيكون مَحْمُود السِّيرَة قوي الْأَمَانَة ( والنور ) تدل على يَقِين وَنور فِي الْقلب والقبر وَعلم وَحِكْمَة (وَالْفرْقَان) تدل على التَّمْيِيز بَين الْحق وَالْبَاطِل وَحُصُول الرزق الْوَاسِع (وَالشعرَاء) تدل على التَّنَزُّه عَن الْكَلَام الْقَبِيح وَالْكذب وَالْفَوَاحِش وَرُبمَا تدل على عسر رزق الْقَارئ ( والنمل ) تدل على قُوَّة وَفهم والملوك مِمَّن يَطْلُبهُ إِن كَانَ عَالما وَإِلَّا فيخشى عَلَيْهِ الْقَهْر من بعض الْأَعْدَاء أَو يحصل لَهُ جِدَال وخصومة مَعَ النِّسَاء أَو يُجَادِل مَعَ الْأَهْل والأقارب أَو يُجَادِل مَعَ كل أحد فِي طَرِيق الدّين ( والقصص ) تدل على علم وَفهم وصواب فِي الرَّأْي وَمَال جزيل وَالسَّعْي فِي ذكر الله وَصَلَاح الْأُمُور (وَالْعَنْكَبُوت) تدل على ستر من الله وَنَجَاة من شَرّ الْأَعْدَاء وَأمن من خوف وشفاء من كل دَاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 (وَالروم) تدل على حُصُول المَال وَالْعلم أَو يهدي الله على يَده قوما أَو تَمام أَمر يروق صَاحب الرُّؤْيَا أَو يكون بَينه وَبَين أحد خصام فَيكون لَهُ الظفر فَإِن كَانَ الْمُسلمُونَ فِي حَرْب فَإِنَّهُم ينْصرُونَ ( ولقمان ) تدل على حِكْمَة وَوعظ وَعبادَة وإخلاص وَقُوَّة يَقِين ( والسجدة ) تدل على قرب من الله تَعَالَى أَو كَثْرَة قيام اللَّيْل وملازمة التَّهَجُّد ( والأحزاب ) تدل على ظفر وَعون لصَاحب الرُّؤْيَا من حَيْثُ لَا يدْرِي أَو اتِّبَاع الْحق أَو كَثْرَة مكر الرَّائِي وحسده لأَهله ( وسبأ ) تدل على نعْمَة زَالَت وَترجع إِن شَاءَ الله أَو على الشجَاعَة أَو الزّهْد والسياحة فِي الْجبَال وملازمة طَاعَة الله ( وفاطر ) تدل على الظفر والنصر على الْأَعْدَاء أَو تدل على رضى الله تَعَالَى واستغفار الْمَلَائِكَة لصَاحب الرُّؤْيَا أَو يكون ملازما لطاعة الله تَعَالَى أَو يفتح فِي وَجهه بَاب الرزق (وَيس) تدل على النِّعْمَة وَقُوَّة الْيَقِين ومحبة الْمُصْطَفى وَآله أَو يكون طَوِيل الْعُمر وَيَرْزقهُ الله تَعَالَى الرَّحْمَة والغفران (وَالصَّافَّات) تدل على الدّين والتوفيق وَالطَّهَارَة من الدنس وَالْخَوْف من الله تَعَالَى ويرزق ولدا صَالحا ( وص َ) تدل على تَوْبَة من ذَنْب أَو يَمِين حلف بهَا صَاحب الرُّؤْيَا أَو يكون وافر المَال ذكيا فِي الأشغال شَرها فِي حب النِّسَاء (وَالزمر) تدل على مغْفرَة وسعة رزق وَطول عمر واكتساب كتب كَثِيرَة وَفهم وبصيرة وعلو قدر وَقُوَّة دين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 ( وغافر ) تدل على غفران وَعلم ويقين وَاتِّبَاع لآثار السّلف وإخلاص وخشوع ( وفصلت ) تدل على عمل صَالح يتَقرَّب بِهِ إِلَى الله تَعَالَى وَيكون من خَواص عباده ( والشورى ) تدل على علم وَعمل وَطول عمر فِي خير وعافية وينجو يَوْم الْقِيَامَة من عَذَاب النَّار ويسهل الله عَلَيْهِ الْحساب وَإِن كَانَ مَرِيضا عافاه الله ( والزخرف ) تدل على الْمُوَاظبَة على الصَّلَاة وَالصَّوْم وعَلى الْخُشُوع وَصدق القَوْل والضعف عَن طلب الدُّنْيَا (وَالدُّخَان) تدل على حُصُول الْأَمْن والفوز والغنى ووفور الرزق أَو يكون عابدا قَائِم اللَّيْل ( والجاثية ) تدل على الزّهْد وَالْخَوْف من الله والنجاة من سوء الْحساب ( والأحقاف ) تدل على بر الْوَالِدين أَو على شدَّة وغم لصَاحب الرُّؤْيَا من حَيْثُ يَرْجُو الْخَيْر أَو ينَال علوما جمة أَو يطْلب الْعَجَائِب وينال مِنْهَا حظا وَقيل يعق وَالِديهِ ثمَّ يَتُوب وَقيل يَأْتِيهِ ملك الْمَوْت فِي أحسن حَال ويرفق بِهِ (والقتال (مُحَمَّد) تدل على الظفر بالأعداء وعلو الْقدر وَطول الْعُمر فِي عَيْش هنيء وَيكون فِي حفظ الله وأمانه (وَالْفَتْح) تدل على دُعَاء يُسْتَجَاب وَخُرُوج من ضيق إِلَى سَعَة وظفر بِمَا يطْلب وَعزة وَقُوَّة رَجَاء فِي الله وَحشر مَعَ الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو يفتح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 الله لَهُ أَبْوَاب الْخيرَات وَيغْفر لَهُ ذنُوبه وينال مأموله أَو يوفق للْجِهَاد ( والحجرات ) تدل على اتِّبَاع مَا أَمر الله تَعَالَى أَو على أَن صَاحب الرُّؤْيَا يزدري النَّاس أَو يقْصد ضررهم ( وق ) تدل على علم جم ورزق وَاسع وَيَمِين بارة أَو يكون قَارِئهَا مشتغلا بِالْعبَادَة أَو يكون ذَا جود وإحسان على الْخلق ( والذاريات ) تدل على رزق من حرث وَصَلَاح وتهوين الْأُمُور الصعاب أَو ولد يُوَافق من عاشره أَو تَزْوِيج أَو يَمِين تحلف (وَالطور) تدل على حُصُول مَقْصُود وَعلم وَعمل صَالح ومجاورة بِمَكَّة أَو نصر على الْأَعْدَاء أَو يكون الرَّائِي معينا للحق مجتنبا عَن الْبَاطِل وَقيل إِن كَانَ لَهُ غَائِب يَأْتِي وَرُبمَا يغلط بِكَلَام ثمَّ يرجع إِلَى الصَّوَاب ( والنجم ) تدل على التَّقَرُّب إِلَى الله تَعَالَى بِعَمَل يتقبله أَو يفتح أَبْوَاب الْخيرَات وَالرَّحْمَة للرائي أَو يظفر على أعدائه أَو يرزقه الله ولدا صَالحا محبوبا (وَالْقَمَر) تدل على تسهيل الْأُمُور الصعاب أَو رُجُوع من شكّ وريب إِلَى الصّلاح وَالصَّوَاب وَالظفر على الأعادي أَو يكون الرَّائِي مسحورا وَلَا يضرّهُ ذَلِك ( والرحمن ) تدل على حفظ الْقُرْآن والتفقه فِي الدّين واكتساب علم كثير ونعمة وَرَحْمَة من الله وَإِن كَانَ لصَاحب الرُّؤْيَا أَعدَاء لَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُ شرا وَرُبمَا تدل على سُكْنى مصر أَو الْقُدس أَو الْحرم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 ( والواقعة ) تدل على الْأَمْن من شَرّ يَوْم الْقِيَامَة والغنى وَالسعَة والتوفيق لِلْعِبَادَةِ وَالطَّاعَة (وَالْحَدِيد) تدل على مَال وَخير كثير وَقُوَّة فِي الدّين وَالْيَقِين ومحمدة بَين النَّاس أَو على حُصُول الرزق بتعب ومشقة أَو على شدَّة الْبَأْس وَقُوَّة الْعَزْم ( والمجادلة ) تدل على نجاة الرَّائِي مِمَّن يَطْلُبهُ أَو يهون عَلَيْهِ الْحساب أَو يكون كثير النَّسْل وَالْأَوْلَاد وَقيل تدل على رخص الطَّعَام وخصب ذَلِك الْعَام وَإِن كَانَ ملكا دلّت على سبّ النَّاس لَهُ أَو امْرَأَة حملت بعد الْيَأْس أَو رجلا مَاتَ وَله بَنَات صغَار ( والحشر ) تدل على صَلَاح بعد فَسَاد وَفرج بعد هم وَحُصُول صدق أَو يحْشر قَارِئهَا يَوْم الْقِيَامَة مَعَ الصَّالِحين أَو يصاحب أهل الصّلاح أَو يقهر أعداءه وَرُبمَا كَانَ مُسَافِرًا بَعيدا يتَعَذَّر رُجُوعه ( والممتحنة ) تدل على تَوْبَة وإخلاص واستقامة وَحفظ لِسَان وصحبة لأهل الصّلاح أَو حُصُول محنة يُؤجر عَلَيْهَا ( والصف ) تدل على فعل الْخَيْر وسلوك طرق الْحق والمراقبة وَحفظ اللِّسَان وَقيل مضاعفة أَقوام للحرب أَو يكون فِي آخر عمره شَهِيدا (وَالْجُمُعَة) تدل على حُصُول أَمن فِي الْحَشْر وَعلم وجاه وسعة فِي الرزق وتوفيق لفعل الْخَيْر (وَالْمُنَافِقِينَ) تدل على استقامة على الْهدى أَو على عَدو مخادع للقارئ أَو يحضر قوما أولي نفاق وَهُوَ بَرِيء مِنْهُم أَو يصدر مِنْهُ النِّفَاق فِي السِّرّ أَو يكون ميله إِلَى الْمُنَافِقين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 ( والتغابن ) تدل على أَن من قَرَأَهَا يُعْطي الصَّدقَات الوافرة أَو يك ون رؤوفا على الضُّعَفَاء أَو يكون مُسْتَقِيمًا فِي طَرِيق الْحق وَقَول الصدْق وَقيل تخويف لَهُ وتهديد لتَركه الْفَرَائِض أَو يبتلى بزوجات ضرائر تقع الْفِتْنَة بَينهُنَّ (وَالطَّلَاق) تدل على نزاع بَين الْقَارئ وَبَين زَوجته أَو يُرَاعِي سيرة الْحق وَيكون حَرِيصًا فِي ذَلِك (وَالتَّحْرِيم) تدل على أَن قَارِئهَا يتَجَنَّب الْمُحرمَات أَو يرْزق من حَيْثُ لَا يحْتَسب أَو يتنزه عَمَّا هُوَ حَلَال أَو يُؤْذى بِكَلَام وَهُوَ غَائِب أَو يبتلى بِزَوْجَة تؤذيه (وَالْملك) تدل على النجَاة من عَذَاب الله والبشارة وَالْبركَة وعلو الْقدر وَالْخَيْر فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة و (ون) تدل على أَن قَارِئهَا يكون كثير الْإِحْسَان وَالْخَيْر مَعَ كل أحد أَو يكون حسن الْخط فصيحا وَرُبمَا كَانَ يُعْطي شَيْئا للْمَسَاكِين فأمسكه ( والحاقة ) تدل على حُصُول رزق ونعمة وافرة لِقَارِئِهَا أَو يكون ناصرا للحق وَرُبمَا يخْشَى عَلَيْهِ من الضَّرْب وَالْقطع ( والمعارج ) تدل على رؤيتها على أَن قَارِئهَا يفعل الْخيرَات لمرضاة الله تَعَالَى أَو يَدْعُو على نَفسه وعَلى غَيره بِالشَّرِّ فليتب عَن ذَلِك أَو يَأْمَن من الْفَزع ( ونوح ) تدل على أَن قَارِئهَا يَتُوب إِلَى الله وَيفْعل الْخيرَات وَيَأْمُر بِالْمَعْرُوفِ ويقهر الأعادي أَو يعصيه أهل بَيته وَإِن كَانَ لَهُ رَسُول غَائِب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 يبطئ وَرُبمَا لَا يقْضِي حَاجته أَو يبتلى بِقوم جهلاء خوارج وينصر عَلَيْهِم (وَالْجِنّ) تدل على أَمن قَارِئهَا من شَرّ الْجِنّ ويرزق إلهاما وفهما ( والمزمل ) تدل على محبَّة صَلَاة اللَّيْل وإحيائه بالعبادات وَرُبمَا كَانَ مُعْتَادا فِي اللَّيْل للْقِيَام وَالذكر وَقد غفل عَن ذَلِك فليواظب عَلَيْهِ ( والمدثر ) تدل على أَن قَارِئهَا يعْمل الصَّالِحَات وتحسن سيرته بَين النَّاس وَرُبمَا تدل على تعسر الرزق وتكدر الْعَيْش (وَالْقِيَامَة) تدل على أَن موت قَارِئهَا يكون على الشَّهَادَة أَو خَوفه من عَذَاب الله وعَلى السخاء وتجنب الْأَيْمَان الْفَاجِرَة وَرُبمَا نسيت إِلَيْهِ نَفسه وَقيل يَظْلمه إِنْسَان وَيكون عاقبته النَّصْر وَالظفر (وَالْإِنْسَان) تدل لِقَارِئِهَا على حسن الْخلق وزهد وورع وإيثار على نَفسه وَحُصُول حَظّ من جَمِيع الْخلق وَخَوف من الله تَعَالَى وَنَجَاة من عَذَاب الله يَوْم الْقِيَامَة وسرور ( والمرسلات ) تدل لتاليها على حُصُول أَمن وسعة رزق وسلوك طَرِيق الْحق ( والنبأ ) تدل لِقَارِئِهَا على فعل الْخَيْر وعلو الْقدر والتفكر فِي آلَاء الله وَالشُّكْر لنعمه وَطول الْعُمر ( والنازعات ) تدل على أَن تَالِيهَا يَتُوب إِلَى الله خوفًا من عِقَابه أَو يصفو قلبه من دنس الشُّبُهَات وَقيل إِنَّه يُؤَخر الصَّلَاة عَن وَقتهَا وَرُبمَا تقرب منيته (وَعَبس) تدل على أَن قَارِئهَا يكون كثير الصَّوْم أَو يفعل الْخَيْر مَعَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 الضُّعَفَاء وَالْمَسَاكِين ويتهاون بِالنَّاسِ ويحتقرهم وَرُبمَا يكون عبوسا ( والتكوير ) تدل على أَن من قَرَأَهَا يُسَافر نَاحيَة الْمشرق وينال فِيهِ خيرا وَيخَاف عَلَيْهِ من وجع وَرُبمَا يكون حسن السِّيرَة وَقيل نُقْصَان فِي بهائه وَقلة هيبته عِنْد أَهله وجيرانه وَقيل أَمَان عِنْد خوف وَفَرح بعد ترح ( والانفطار ) تدل للقارئ لَهَا على زَوَال الشدائد أَو الْقرب من السُّلْطَان أَو على أَنه متهاون بِالتَّوْبَةِ فليبادر إِلَيْهَا أَو يكون رَاغِبًا فِي الدُّنْيَا وَنَعِيمهَا ( والمطففين ) تدل على أَن قَارِئهَا يخْشَى الله تَعَالَى ويوفي الْكَيْل وَالْمِيزَان أَو يكون عادلا وَيُؤَدِّي الْأَمَانَات إِلَى أَهلهَا وَقيل يبخس فِي الْكَيْل وَالْوَزْن ( والانشقاق ) تدل على أَن من قَرَأَهَا أُوتِيَ كِتَابه بِيَمِينِهِ أَو يهون عَلَيْهِ النَّحْو وَالْأَدب أَو قرا مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يكون حَرِيصًا على الدُّنْيَا وأشغالها وَيطْلب الشُّهْرَة وَالثنَاء فِي الْخلق ( والبروج ) تدل على أَن من قَرَأَهَا يكْشف غمه وَيَزُول همه أَو يرزقه الله ثَوابًا فِي الْآخِرَة أَو ينسى شَهَادَة يُؤَدِّيهَا أَو أَمَانَة يمْنَعهَا وَإِن كَانَ أَهلا للْملك أَو الْعلم حصل لَهُ وَإِلَّا صَار يعرف الْمنَازل ( والطارق ) تدل على أَن قَارِئهَا يحصل لَهُ ولد صَالح أَو يحصل فَرح وَخير بِسَبَب ولد أَو يرْزق أَوْلَادًا لَكِن يموتون صغَارًا وَقيل خوف من لصوص وَيخَاف على مَاله مِنْهُم (وَسبح) تدل على تيسير الْأُمُور ودوام التَّسْبِيح لِقَارِئِهَا أَو يكون كثير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 النسْيَان ويرجى زَوَاله ( والغاشية ) تدل على أَن قَارِئهَا يَعْلُو قدره وتنفذ كَلمته أَو ينْفق مَاله على قوم لَا يشكرون أَو يخْشَى من الْفَزع الْأَكْبَر أَو يلهم الزّهْد ويهتم بِشَأْنِهِ (وَالْفَجْر) تدل على أَن من قَرَأَهَا يرزقه الله تَعَالَى بِالْحَجِّ أَو يكون كثير الدُّعَاء لنَفسِهِ وللمسلمين أَو يَمُوت قبل فرَاغ ذَلِك الْعَام ويرزق الْبَهَاء والهيبة ( والبلد ) تدل لمن قَرَأَهَا على حب الصَّدقَات أَو على أَمن بعد خوف وَنَجَاة بعد أياس أَو أَنه ذُو غدر وَكذب وحيل (وَالشَّمْس) تدل لِقَارِئِهَا على التَّوْبَة والندم على فعله أَو يكون ميله إِلَى الْعلمَاء أَو يكون ذَا فهم وعالما عَاملا أَو يسكن فِي الأَرْض ملك عَادل (وَاللَّيْل) من قَرَأَهَا يكون موفقا للْقِيَام بِاللَّيْلِ أَو يَأْمَن من الْآفَات أَو يكون قَلِيل الزَّكَاة فِي مَاله أَو يعسر رزقه (وَالضُّحَى) من قَرَأَهَا لم يمْنَع السَّائِل وَلم ينهره أَو يعين الضُّعَفَاء بالجود وَالْإِحْسَان أَو يَأْمَن بعد خوف ويرجو بعد قنوط وَإِن كَانَ فَقِيرا اسْتغنى أَو يوقر الصَّغِير واليتيم وَالْفَقِير وَرُبمَا قد نعيت إِلَيْهِ نَفسه لقَوْله تَعَالَى {وللآخرة خير لَك من الأولى} ( وألم نشرح ) من قَرَأَهَا تهون عَلَيْهِ الْأُمُور الصعاب أَو يستريح بعد تَعب ( والتين ) من قَرَأَهَا حسنت سيرته واتسع رزقه أَو يحصل لَهُ مَا يؤمله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَقيل رزق وبركة وَطول عمر وَرُبمَا حلف يَمِينا أَو يحلفها أَو ينْدَم ندامة عقابها كرم وَخير ( والعلق ) من قَرَأَهَا رزقه الله الْعلم وَالْقُرْآن أَو يكون فصيح اللِّسَان عَالما عَاملا أَو يكون متواضعا حميد الْفِعْل أَو يعِيش لَهُ ولد صَالح موفق ويرزق الْكِفَايَة وَقيل تهديد من إِنْسَان (وَالْقدر) من قَرَأَهَا يطول عمره وَيحصل مرامه أَو يَعْلُو قدره فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة أَو يوفق لفلع الْخَيْر وَقيل نصر وَقبُول عمل بأضعاف مَا يظنّ أَو لم يخرج من الدُّنْيَا حَتَّى يُصَادف ثَوَابهَا (وَالْبَيِّنَة) من قَرَأَهَا لم يرحل من الدُّنْيَا إِلَّا بِالتَّوْبَةِ أَو يَدْعُو الْخلق إِلَى الرشد وَقيل صَلَاح ضمير بعد فسادة ويقين بعد شكّ ( والزلزلة ) تدل لمن قَرَأَهَا على الْعدْل والإنصاف وَفعل الْخَيْر أَو يرتكب الْمَظَالِم أَو يهْلك على يَده قوم أَو ينَال رزقا ومالا من قوم أَو يخَاف من ملك ظَالِم وَيهْدِي قوما من أهل الذِّمَّة يزلزلون بِهِ (وَالْعَادِيات) من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يكون محبا للصحابة والآل أَو يتَوَجَّه إِلَى الْغَزْو وَيُحب الْخَيل العاديات أَو يظفر على الأعادي أَو يحصل لَهُ مخاشنة من إِنْسَان ويجور عَلَيْهِ ويرجى لَهُ النَّصْر وَقيل إِن كَانَ مُقيما فَهُوَ فَاجر يقدم حب الدُّنْيَا على الْآخِرَة وَإِن كَانَ مُسَافِرًا قطع الطَّرِيق (وَالْقَارِعَة) من قَرَأَهَا ثقلت مَوَازِينه من فعل الْخيرَات أَو يكون مكرما عِنْد الْخلق أَو يكون متحيرا فِي أَفعاله وعاقبته إِلَى صَلَاح أَو يتهاون بعقوبة الله فليتب (وَالتَّكَاثُر) من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يزور جمَاعَة من الصَّالِحين وَيكون زاهدا فِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 الدُّنْيَا أَو يشْتَغل بالدنيا وَيطْلب مَا لَا يحصل أَو يكثر دينه وَيكون عسر الرزق (وَالْعصر) من قَرَأَهَا يكون فِي أشغاله صَابِرًا أَو تصل إِلَيْهِ خسارة وَيُؤَدِّي الْأَمَانَة أَو يصل إِلَيْهِ خير وَزِيَادَة رزق من تِجَارَة وَقيل يعسر ثمَّ يَتَيَسَّر ( والهمزة ) من قَرَأَهَا يكون كثير الْكَلَام وَيكون عِنْد الْخلق مَعْرُوفا أَو يكون حَرِيصًا على المَال وأشغال الدُّنْيَا وَلم يتفكر فِي عواقب الْأُمُور أَو يصرف مَاله فِي سَبِيل الله أَو يغتاب قرَابَته فليتب ( والفيل ) من قَرَأَهَا يكون معينا للظلم أَو يظفر على الأعادي وَيحصل مرامه وَرُبمَا حصل لَهُ رَاحَة بعد تَعب ( وقريش ) من قَرَأَهَا أَمنه الله من الْفَزع أَو يكون رَاغِبًا فِي الْخيرَات أَو يكون محبوبا عِنْد النَّاس يفعل الْجَمِيل مَعَ كل أحد أَو يرْزق رزقا هَنِيئًا لَا تَعب فِيهِ أَو يربح ربحا كثيرا فِي سفر ( والماعون ) من قَرَأَهَا يكون قَلِيل الصَّلَاة أَو يُصَلِّي فِي غير وَقت الصَّلَاة أَو يصاحب أَقْوَامًا فاسدي الدّين ويظفر على الأعادي القليلي الدّين وَيحصل للنَّاس مِنْهُ مَنْفَعَة وَأمن أَو يرتكب كل مَا فِي السُّورَة من منع الزَّكَاة وَترك الصَّلَاة والتكذيب بِيَوْم الدّين ( والكوثر ) من قَرَأَهَا يحصل لَهُ مَال ونعمة ودولة وَيكون قَلِيل الْأَوْلَاد أَو يظفر على من يعاديه أَو يفعل الْخيرَات وَيحصل لَهُ الْأجر وَالثَّوَاب ( والكافرين ) من قَرَأَهَا يكون مرتكبا طرق الْبِدْعَة أَو يحصل لَهُ التَّوْفِيق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 بِفعل الْخَيْر وَيكون قوي الِاعْتِقَاد فِي الدّين والشريعة أَو يسْعَى فِي جِهَاد الْكفَّار أَو يخالط قوما مبتدعين ( والنصر ) من قَرَأَهَا ينتصر على الْأَعْدَاء وَيحصل لَهُ ضيق صدر ثمَّ يفرج عَنهُ أَو يَمُوت إِنْسَان يُحِبهُ الْقَارئ ( وتبت ) من قَرَأَهَا يكون كثير الْمَكْر والحيل فليتق الله وَيكون لَهُ إمرأة سوء نمامة أَو يسْعَى جمَاعَة فِي ضَرَره وَلم يظفروا عَلَيْهِ وَإِن كَانَ غَنِيا ذهب مَاله أَو فَقِيرا فَهُوَ نمام (وَالْإِخْلَاص) من قَرَأَهَا يسْلك طَرِيق التَّوْحِيد ويتجنب عَن الْبِدْعَة أَو يَعْلُو قدره وَيحصل مرامه فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَقيل تَوْبَة نصوح وإيمان صَادِق وَرُبمَا لَا يعِيش لصَاحب الرُّؤْيَا ولد أَو يخلص فِي أَعماله لله لَكِن يفقد بعض أَهله ويقل عِيَاله ويستجاب دعاؤه ( والفلق ) من قَرَأَهَا يكون مسحورا وينجو من ذَلِك أَو ينجو من الْعِلَل والآفات ويأمن من شَرّ الدُّنْيَا وَقيل نجاة من شَرّ النِّسَاء والسحرة وَيحصل لَهُ رزق وافر (وَالنَّاس) من قَرَأَهَا فَإِنَّهُ ينجيه الله من شَرّ كل آفَة وَعين ناظرة وَمن شَرّ الأشرار وَكيد الْفجار وينجيه الله من شَرّ إِبْلِيس اللعين أَو يَأْمَن من شَرّ الْخلق والخلق من شَره وَقيل إِنَّه يبتلى بالوساوس (رُؤْيَة الْمُصحف) وَأما رُؤْيَة الْمُصحف فتؤول بِالْملكِ وَالْقَاضِي وَمن يعْتَمد عَلَيْهِ بِالْعلمِ وَالْحكمَة فَمن رأى أَن الْمُصحف عدم أَو احْتَرَقَ أَو غسل فَإِن ملكا أَو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 قَاضِيا أَو عَالما يَمُوت وَإِن رأى أحد من هَؤُلَاءِ أَنه يكْتب فَإِنَّهُ بخيل بِعِلْمِهِ وجاهه وَإِذا رأى عَالم أَنه يَكْتُبهُ فَهُوَ قَلِيل الْحِفْظ والفهم وَإِن رأى السُّلْطَان أَنه يَكْتُبهُ فَإِنَّهُ يظْهر علما وعدلا وَإِن رأى تَاجر أَنه يَكْتُبهُ فَإِنَّهُ يكْتَسب مَالا وَمن رأى أَنه يقْرَأ الْقُرْآن فِي الْمُصحف أَو ينظر فِيهِ دلّ على انتشار علمه وحكمته وعدله فِي الْخلق وَرُبمَا يحصل لَهُ مِيرَاث وَمن رأى أَنه اشْترى مُصحفا فَإِنَّهُ يتفقه فِي الدّين وَمن رأى أَنه أحرق مُصحفا فَإِنَّهُ يدل على فَسَاد دينه وَقلة عقله وَمن رأى أَنه بَاعَ مُصحفا كَانَ محروما من كسب الْعلم وَيكون حَقِيرًا ذليلا وَمن رأى أَنه أكل أوراق الْمُصحف فَإِنَّهُ يكون كثير التِّلَاوَة وَإِن كَانَ من عَامَّة النَّاس دلّ على أَنه يَأْكُل بِكِتَاب الله وَإِن رأى ملك أَنه ابتلعه فَإِنَّهُ لَا يعِيش إِلَّا قَلِيلا أَو رأى ذَلِك قَاض فَإِنَّهُ يرتشي فِي حكمه وَمن رأى أَنه يمزق أوراقه فَإِنَّهُ يكون كسلانا فِي صلَاته وَمن رأى أَنه محا الْقُرْآن بِلِسَانِهِ فقد ارْتكب إِثْمًا عَظِيما وَقيل رُبمَا يحفظ الْقُرْآن وَمن رأى أَنه يُفَسر الْقُرْآن دلّ على أَنه يدْخل فِي أَمر لَيْسَ لَهُ فِيهِ معاون وَمن رأى أَنه فتح الْمُصحف وَلم يجد فِيهِ كِتَابَة فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ وَرُبمَا يُرِيد غَيره أَن ينْسَخ لَهُ مُصحفا وَرُبمَا يعلم غَيره إِن كَانَ من أَهله وَمن رأى أَنه قبل مُصحفا فَإِنَّهُ يفعل الْخَيْر وَمن رأى أَنه توكأ عَلَيْهِ أَو وَضعه تَحت رَأسه فَإِن كَانَ من أهل الْخَيْر يكون محترضا عَلَيْهِ وَإِن لم يكن فيرتكب مَا لَا يحل لَهُ وَمن رأى أَنه ضَاعَ مصحفه فَإِنَّهُ ينسى الْعلم وَالْقُرْآن وَمن رأى أَنه تقلد مُصحفا فَإِنَّهُ يَلِي ولَايَة أَو يتقلد أَمَانَة وَيكون من حَملَة الْقُرْآن وَقيل نجاة وَأمن وصيانة وَمن رأى أَن الْمُصحف يحدثه وَيتَكَلَّم مَعَه فَإِن فِي الْكَلَام مَا يدل على خير فَخير أَو على شَرّ فشر وَمن رأى أَن الْمُصحف وَقع من يَده أَو أَخذ مِنْهُ فَإِن كَانَ ذَا وَظِيفَة فَإِنَّهُ يعْزل عَنْهَا وَإِن لم يكن فَلَا خير فِيهِ وَمن رأى أَنه جعل الْمُصحف خلف ظَهره فَإِنَّهُ يصير مبتدعا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 (رُؤْيَة الْكتب والصحف) وَأما رُؤْيَة الْكتب والصحف فَمن رأى شَيْئا من كتب تَفْسِير الْقُرْآن بِيَدِهِ فَإِن أُمُوره تستقيم وَإِن رأى أَنه يطالع فِيهِ فَإِنَّهُ يفعل الْأُمُور المشكلات وَمن رأى من مجلدات الْفِقْه فَإِنَّهُ يكون سالكا طَرِيق الْخيرَات وَإِن قَرَأَهَا فَإِنَّهُ يكون مُتبعا للأوامر مجتنبا عَن النواهي مُخْتَار الصَّوَاب وَمن رأى من مجلدات الْأَخْبَار أَو قَرَأَهَا يكون مقربا عِنْد الْمُلُوك وَمن رأى من مجلدات الْأُصُول فَإِنَّهُ يبْحَث عَن الْأَشْيَاء الغوامض فَإِن قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يشْتَغل بِمَا لَا يحصل مِنْهُ فَائِدَة وَرُبمَا يحصل بَينه وَبَين أَقوام جدل وَقد يكون ارْتِكَاب أَمر مَنْهِيّ عَنهُ وَمن رأى من مجلدات الْكَلَام فِي بَاب التَّوْحِيد والمنطق وَالْبَيَان أَو مَا يُنَاسب ذَلِك أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يشْتَغل بِأُمُور عَجِيبَة وَمن رأى من مجلدات فَضَائِل التَّسْبِيح والتهليل أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يكون طلق اللِّسَان بالخيرات وَالصَّلَاح مَحْمُودًا فِي أَفعاله مجتنبا عَن الدُّنْيَا طَالبا للآخرة وَمن رأى من مجلدات الدَّعْوَات والخطب أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِن الله تَعَالَى يستجيب دعاءه ويبلغه مأمنه وَمن رأى من مجلدات الْقَصَص أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فيلومه النَّاس فِي أَفعاله وَمن رأى من مجلدات الطِّبّ أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ يكون رَئِيسا فِي مهماته مصلحا للأمور الْفَاسِدَة وَمن رأى من مجلدات النُّجُوم أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِنَّهُ صَلَاح أشغال دُنْيَاهُ وَمن رأى من مجلدات الشّعْر أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا فَإِن كَانَ شعرًا فِيهِ فَضَائِل وتوحيد فيصادف خيرا وفوائد وَإِن كَانَ مدحا أَو عَزِيمَة فَإِنَّهُ يشْتَغل بِفعل يحصل لَهُ بذلك من النَّاس الْمَلَامَة والطعن وَلَيْسَ لَهُ مصلحَة مِنْهُ فِي دينه ودنياه وَمن رأى مجلدات التَّعْبِير أَو قَرَأَ شَيْئا مِنْهَا فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ حَدِيث من شخص جليل الْقدر يحصل لَهُ من ذَلِك خير وَشرف وَمن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 رأى من مجلدات الْحساب أَو قَرَأَ مِنْهَا شَيْئا يكون مهموما فِي طلب الدُّنْيَا وَمن رأى مجلدات النَّوَادِر والمضاحك وعيوب النَّاس وهلجوهم وَمَا لَا مَنْفَعَة فِيهِ أَو قَرَأَ من ذَلِك شَيْئا فَإِنَّهُ يصدر مِنْهُ فعل قَبِيح وَقيل رُؤْيَة المجلد إِذا لم يفتح وَلم يعلم مَا فِيهِ فَهُوَ حُصُول خير على كل حَال وَإِن حصل مَا يُنكر لَيْسَ بمحمود وَمن رأى أَنه يجمع مجلدات كَثِيرَة فَإِنَّهُ يُحِيط بعلوم شَتَّى فَإِن قَرَأَهَا كَانَت إحاطته عَن أصل وَحَقِيقَة وَإِن لم يَقْرَأها فضد ذَلِك (رُؤْيَة قِرَاءَة التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالزَّبُور) وَمن رأى أَنه يقْرَأ فِي التَّوْرَاة حصل لَهُ قُوَّة وَخير وَمَنْفَعَة فَإِن كَانَت قِرَاءَته جَهرا بِصَوْت عَال فَإِنَّهُ يُخَاصم وَلكنه يظفر بِالْحَقِّ وَيحصل مُرَاده فَإِن قَرَأَهَا من حفظه لَا من كتاب فَإِنَّهُ يظفر بحاجته بعد مخاصمة وَمن رأى أَنه يقْرَأ فِي الْإِنْجِيل حصل لَهُ مَنْفَعَة من قبل النَّصَارَى وَمن قَرَأَهُ من غير كتاب فَإِنَّهُ ينخدع بِالْبَاطِلِ عَن الْحق وَيكون محبا لِلنَّصَارَى وَمن رأى أَنه يقْرَأ الزبُور من الْكتاب فَإِنَّهُ يخْتَار الْفِعْل الْحسن فَإِن قَرَأَهُ عَن ظهر الْقلب دلّ على نفَاقه وريائه وَمن رأى أَنه يقْرَأ صحف إِبْرَاهِيم أَو صحف مُوسَى فَإِنَّهُ يدله أحد على طَرِيق الصَّوَاب ويمنعه عَن طَرِيق الْخَطَأ خُصُوصا إِذا قَرَأَ من الْكتاب وَمن رأى أَنه يقْرَأ الصُّحُف عَن ظهر الْقلب فَإِنَّهُ يدل على معيشته بَين النَّاس بالنفاق وَمن رأى أَنه يكْتب صحيفَة أَو ينظر فِيهَا وَلَا يحسن قرَاءَتهَا فَإِنَّهُ يُصِيب ميرثا وَمن رأى هيكلا فِي دَاره وَعِنْده حَامِل تَأتي بِولد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 (الْبَاب الثَّامِن فِي رُؤْيَة الْأَذَان وَالدُّعَاء وَالْعِبَادَة وَالذكر وَالْخطْبَة والوعظ وَالصِّيَام وَالصَّدَََقَة وَالْأُضْحِيَّة وَالْجهَاد) (رُؤْيَة الْأَذَان) من رأى أَنه يُؤذن فِي مَكَان مَعْرُوف فَإِنَّهُ يرْزق الْحَج إِن كَانَ من أهل الصّلاح وَمن رأى أَنه يُؤذن فِي مَكَان مَجْهُول لَا يَنْبَغِي الْأَذَان فِيهِ فَإِنَّهُ مَكْرُوه غير مَحْمُود وَإِن كَانَ الرَّائِي فَاسِقًا فَإِنَّهُ يسرق وَمن رأى أَنه يُؤذن على مَنَارَة أَو مَسْجِد فَإِنَّهُ يَدْعُو الْخلق إِلَى طَاعَة الله تَعَالَى وَمن رأى أَنه يُؤذن على فرَاشه وَهُوَ نَائِم فَهُوَ استخفاف بزوجه وَعِيَاله وَمن رأى أَنه يُؤذن فِي بَاب دَاره أَو فِي الصَّحرَاء بمفرده أَو يُؤذن بلهو وَلعب فَإِنَّهُ يدل على قرب أَجله أَو فِي وسط دَاره فَإِنَّهُ يَمُوت وَلَده أَو أُخْته أَو على سطح جِيرَانه فَإِنَّهُ يظنّ ظن السوء بِأحد أهل جِيرَانه أَو بِالسوقِ فَإِنَّهُ يدل على الْفقر والإفلاس وَمن رأى أَنه يُؤذن مَعَ أهل بَيته فَإِنَّهُ يدل على حُدُوث مُصِيبَة وَكَذَلِكَ إِذا رَأَتْ الْمَرْأَة أَنَّهَا تؤذن وَمن رأى أَنه يزِيد أَو ينقص فِي الْأَذَان فَهُوَ سلوك أَمر غير الْحق وَمن رأى أَنه يُؤذن فِي الْحمام فَهُوَ نقص فِي دينه ودنياه وَمن رأى أَنه يُؤذن فِي رفْقَة أَو قافلة يَسِيرُونَ فَإِنَّهُ يتهم قوما بِسَرِقَة وهم مِنْهَا بريئون وَمن رأى أَنه يُؤذن على المئذنة فَإِنَّهُ علو قدر أَو على رَأس جبل فَإِنَّهُ يتَكَلَّم بِالصّدقِ فِي حق جليل الْقدر أَو فِي محراب فَيدل على السّفر وَالرُّجُوع بالسلامة وَحُصُول المُرَاد وعَلى سطح فَإِنَّهُ شَهْوَة بِسَبَب امرأه وعاقبته فِي ذَلِك إِلَى خير وَمن رأى أَنه يُؤذن على قوم مُجْتَمعين فَإِنَّهُ يَدْعُو قوما إِلَى حق وهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 ظَالِمُونَ وَمن رأى أَنه يسمع الْأَذَان فَإِنَّهُ يكون كسلانا فِي الصَّلَاة وَمن رأى أَنه يسمع صَوت الْإِقَامَة فَإِنَّهُ يدل على التَّوْفِيق لفعل الْخَيْر وَمن رأى أَنه يُؤذن وَلَا يحفظ التَّكْبِير والتهليل فَإِنَّهُ يشمت بعدو لَهُ وَمن رأى مُؤذنًا فِي السَّمَاء وَقد أَجَابَهُ النَّاس فَإِنَّهُ يَدْعُو النَّاس إِلَى خير فيجيبوه وَرُبمَا حج كل من اسْتَجَابَ لَهُ (رُؤْيَة الدُّعَاء) وَمن رأى أَنه يَدْعُو لنَفسِهِ فَإِن خاتمته تكون إِلَى خير وتقضى حَوَائِجه أَو يرزقه الله ولدا وَمن رأى أَنه يَدْعُو لرجل صَالح فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ خير الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَالدّين وَإِن رأى أَنه يَدْعُو لرجل مُفسد أَو ظَالِم فَإِنَّهُ يكون معنيا فِي ظلمه وفساده وَإِن رأى أَنه يَدْعُو لجَمِيع الْخلق فَإِنَّهُ يطْلب صَلَاح أَحْوَال الْخلق وَمن رأى أَنه يَدْعُو على إِنْسَان فَإِنَّهُ يَقْهَرهُ بالْكلَام أَو على نَفسه فَإِنَّهُ لَا يشْكر نعْمَة الله وَمن رأى أَنه يُرِيد الدُّعَاء وَلَا يَسْتَطِيع فَلَا خير فِيهِ وَمن رأى أَنه يَدْعُو فِي ظلمَة فَإِنَّهُ ينجو من غم (رُؤْيَة الْعِبَادَة وَالذكر) وَمن رأى أَنه يعبد الله بِنَوْع من أَنْوَاع الْعِبَادَة وَهُوَ فِي ذَلِك سالك طرق الرشاد فَهُوَ حُصُول خير الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَمن رأى أَنه تعبد بِمَا لَا يجوز فِي الشَّرْع فتعبيره ضد ذَلِك وَمن رأى فِي عِبَادَته نقصا فَهُوَ مقصر فِي صَالح نَفسه وَمن رأى أَنه يعْتَكف فَإِنَّهُ يكون مجنبا عَن أُمُور الدُّنْيَا وَمن رأى أَنه يسبح الله تَعَالَى فَإِنَّهُ يفرج همه ويكشف غمه وَالسوء عَنهُ وَمن رأى أَنه يسْتَغْفر الله تَعَالَى فَإِنَّهُ يرْزق مَالا وَولدا وَمن رأى كَأَنَّهُ نسي التَّسْبِيح أَصَابَهُ غم وَحبس طَوِيل وَرُبمَا دلّ على إهمال الطَّاعَات وَمن رأى أَنه يحمد الله تَعَالَى فَإِنَّهُ ينَال فوزا وَهدى فِي دينه وَمن رأى أَنه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 يشْكر الله تَعَالَى فَإِنَّهُ ينَال قُوَّة وَزِيَادَة ونعمة وَمن رأى أَنه مواظب على الذّكر فَإِنَّهُ يَأْمَن من شَرّ الْأَعْدَاء وَيفتح لَهُ أَبْوَاب الْخيرَات ويفوز من الْبلَاء ويسهل لَهُ أُمُوره الْعسرَة وَمن رأى أَنه قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله أَتَاهُ الْفرج قَرِيبا ويخلص من الْغم وَيخْتم لَهُ بِالشَّهَادَةِ وَمن رأى أَنه يَقُول لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول المَال وَالنعْمَة وَيكون فِي حفظ الله وأمانه وَرُبمَا يجد ذخيرة أَو كنزا (رُؤْيَة الْخطْبَة والوعظ) وَمن رأى أَنه يخْطب على الْمِنْبَر وَهُوَ أهل لذَلِك فَإِنَّهُ ينَال رفْعَة وسلطانا فِي الدّين وَإِن لم يكن أَهلا فَإِنَّهُ يُصِيبهُ بعض بلَاء الدُّنْيَا وَمن رأى أَنه لم يتم خطبَته وَهُوَ ذُو منصب فَإِن الْأَمر الَّذِي يَطْلُبهُ مُتَعَذر عَلَيْهِ وَرُبمَا يعْزل عَن منصبه وَمن رأى أَن الْخَطِيب عزل عَن خطابته وَبدل بِغَيْرِهِ أَو حدث لَهُ حَادث فَيعْتَبر ذَلِك فِي ملك ذَلِك الْمَكَان وَمن رأى أَنه يعظ النَّاس فَإِنَّهُ يتَوَلَّى أمرا يحكم فِيهِ إِن كَانَ أَهلا وَقيل إِنَّه يَدْعُو قوما إِلَى الْحق وسبيل الرشاد وَإِن رأى أَنه يتم وعظه فَإِن حَاجته تتعذر عَلَيْهِ وَلَا يتم لَهُ أَمر هُوَ طَالبه وَمن رأى أَنه يتَكَلَّم بِكَلَام يُخَالف الشَّرِيعَة فَإِنَّهُ يشْتَهر بالفضائح فليستغفر الله وَمن رأى مَجْلِسا يحتوي على جمَاعَة من الْعلمَاء وَهُوَ جَالس بصدر الْمَكَان وَلَيْسَ هُوَ أَهلا لذَلِك فسبيلى ببلية يذكرهَا النَّاس وَيقبل قَوْلهم فِيهِ وَإِن كَانَ أَهلا فَهُوَ زِيَادَة علم ورفعة فَإِن كَانَ الْمجْلس انْعَقَد بِسَبَب محاكمة أَو زواج فَهُوَ دَلِيل على الدُّخُول فِي أَمر مهول وعاقبته إِلَى خير وَإِن كَانَ بِسَبَب تدريس أَو حَدِيث أَو فقه أَو مَا أشبه ذَلِك فَهُوَ حُصُول خير وبركة وَقيل رَحْمَة من الله تَعَالَى وَرُبمَا دلّ مَا أشبه ذَلِك على أَمَانَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 (رُؤْيَة الصَّوْم) وَمن رأى أَنه صَائِم فَإِنَّهُ سليم الدّين أَو قَلِيل الْكَلَام فِيمَا لَا يعنيه وَإِن رأى أَنه يفعل مَا لَا يجوز للصَّائِم فَإِنَّهُ نقص فِي دينه وَمن رأى أَنه صَائِم ثمَّ أفطر فِي وقته أصَاب فِي دينه ودنياه خيرا وَرِزْقًا وَاسِعًا وَذهب عَنهُ الْهم وَالْخَوْف وَإِن رأى أَنه أفطر فِي غير الْوَقْت فَإِنَّهُ يغتاب النَّاس أَو يكذب وَرُبمَا دلّ على الْمَرَض وَالسّفر وَمن رأى أَنه أفطر نَاسِيا فَهُوَ حُصُول رزق حَلَال وَمن رأى أَنه صَامَ تَطَوّعا فَإِنَّهُ يَأْمَن من الْمَرَض (رُؤْيَة الصَّدَقَة) وَمن رأى أَنه يتَصَدَّق فَإِن كَانَ عَالما يكْتَسب من علمه أَو ملكا تزداد ولَايَته أَو تَاجِرًا يزْدَاد كَسبه أَو مَرِيضا عوفي أَو مغموما كشف غمه أَو مَحْبُوسًا أطلق أَو عَاصِيا تَابَ الله عَلَيْهِ أَو مُشْركًا أسلم أَو صانعا يتَعَلَّم الصناع من صَنعته وَقَالَ بَعضهم رُؤْيَة الصَّدَقَة تدل على الْأَمْن من الْفَزع والخلاص من الْآفَات وَمن رأى أَنه يَأْخُذ الزَّكَاة فَهُوَ حُصُول مَنْفَعَة وَقيل افتقار (رُؤْيَة الْأُضْحِية) وَمن رأى أَنه ضحى بأضحية مجزئة شرعا فَإِنَّهُ خير ونعمة وَإِن كَانَ الرَّائِي عبدا أعتق أَو فِي محنة فرج عَنهُ أَو مَرِيضا عوفي أَو فَقِيرا اسْتغنى أَو ذَا فزع يَأْمَن أَو مديونا قَضَاهُ الله عَنهُ أَو مَا حج فَإِنَّهُ يحجّ أَو فِي ضيق وسع الله معيشته وَإِن كَانَ امْرَأَة حَامِلا وضعت ولدا صَالحا وَمن رأى أَنه ضحى بأضحية فِيهَا نقص فَأَنَّهُ نقص فِي دينه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 (رُؤْيَة الْجِهَاد) وَمن رأى أَنه يُجَاهد فِي سَبِيل الله فَإِنَّهُ يدل على اتساع رزقه وغناه أَو على الْفضل وعلو الشَّأْن وَمن رأى أَنه يغازي الْكفَّار وَحده فَإِنَّهُ يدل على الْغَنِيمَة وقهر الْأَعْدَاء وَحُصُول رزق حَلَال وَمن رأى أَنه يغازي وَقد تغلبت عَلَيْهِ الأعادي حصل فِي رزقه مشقة وَمن رأى أَنه قتل على يَد الْكفَّار فِي الْغَزْو فَإِنَّهُ يدل على وفور السرُور وَحُصُول رزق حَلَال وَطول عمر وَقيل من راى أَنه خرج إِلَى الْغُزَاة فَإِنَّهُ يتبع سَبِيل الْخَيْر وَإِن رأى أَنه عَاد من الْغُزَاة بعد غَزوه فَإِنَّهُ يدل على الصِّحَّة والسلامة وَحُصُول المُرَاد وَإِن كَانَ غَائِبا فَأَنَّهُ يرجع بِخَير وسلامة أَو مَرِيضا عافاه الله تَعَالَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 (الْبَاب التَّاسِع فِي رُؤْيَة مَكَّة والكعبة والمناسك وَالْمَدينَة المنورة والمساجد والمدارس والصوامع) (رُؤْيَة مَكَّة المشرفة) من رأى أَنه فِي مَكَّة أَو فِي طريقها فَإِنَّهُ يرْزق الْحَج إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَإِن كَانَ مَرِيضا فَإِنَّهُ يطول مَرضه وَرُبمَا مَاتَ مِنْهُ وَدخل الْجنَّة إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَمن رأى أَنه فِي مَكَّة وَهُوَ مشتغل بالزهد وَالصَّلَاح وَالْعِبَادَة يحصل لَهُ خير وَمَنْفَعَة فِي دينه ودنياه وَإِن رأى أَنه مشتغل بِالشَّرِّ وَالْفساد فضد ذَلِك وَمن رأى أَنه نزل بِمَكَّة دلّ على إقبال الدُّنْيَا وَكَذَا النَّاس أَو على أَن يحجّ فِي سرُور كَامِل وسلامة وَمن رأى أَنه فِي حرم مَكَّة فَإِنَّهُ أَمن من آفَات الدُّنْيَا وَمن رأى أَنه دخل الْبَيْت فَإِنَّهُ يَأْمَن مِمَّا يخَاف وَإِن كَانَ عزبا تزوج أَو كَافِرًا أسلم أَو عاقا لوَالِديهِ أبرهما أَو يُرْجَى لَهُ الزّهْد وَالْعِبَادَة وَقيل يدل على أَنه ملازم للصَّلَاة وَقيل يعمر مَسْجِدا (رُؤْيَة الْكَعْبَة) وَمن رأى الْكَعْبَة فَرُبمَا يرى الْخَلِيفَة أَو السُّلْطَان وَمن راى أَن دَاره الْكَعْبَة فَهُوَ لَا يزَال مَعَ الْخَلِيفَة وَمن رأى أَن الْكَعْبَة فِي دَاره فَهُوَ لَا يزَال ذَا سُلْطَان وصيت فِي النَّاس وَإِن لم يكن أَهلا فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة شريفة وَمن رَآهَا انْهَدَمت أَو سقط مِنْهَا حَائِط دلّ على موت الإِمَام الْأَعْظَم وَإِن رَآهَا وَلم يعْمل فِيهَا شَيْئا من الْمَنَاسِك فَإِنَّهُ يقْصد الْخَلِيفَة وينال مِنْهُ شَيْئا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 وَإِن رَآهَا وَأدّى الْمَنَاسِك دلّ على أَنه يُؤَدِّي مَا عَلَيْهِ من الدّين وَمن رأى أَنه مُسْتَقْبل الْكَعْبَة شاخص إِلَيْهَا فَهُوَ يقبل على صَلَاح دينه ودنياه أَو يخْدم سُلْطَانا وَإِن رَآهَا مَرِيض فَإِنَّهُ يعافى ويستجاب دعاؤه وَمن رأى أَنه طَاف بِالْكَعْبَةِ فَإِنَّهُ أَمَان (رُؤْيَة الْمَنَاسِك) وَمن رأى أَنه نقص من الْمَنَاسِك شَيْئا على خلاف السّنة فَإِن ذَلِك حدث فِي دينه وَمن رأى أَنه يُصَلِّي فَوق الْكَعْبَة فَإِنَّهُ على ضلال وَقد حلف يَمِينا فاجرة وَمن رأى أَنه يمسح وَجهه بِالْحجرِ الْأسود أَو يقبله فَإِنَّهُ يصحب فَاضلا من أهل الْعلم وَمن رأى أَنه تَحت ميزاب الْكَعْبَة أَو فِي مقَام إِبْرَاهِيم فَإِنَّهُ يحجّ صفاء عَيْش وَإِن رأى أَنه يسْعَى فَإِنَّهُ يسْعَى فِي الْخَيْر وَمن رأى أَنه وَاقِف بِعَرَفَات فَإِنَّهُ تَكْفِير ذنُوب وغفران من الله وَمن رأى أَنه فِي منى بلغ مناه وَإِن كَانَ مَرِيضا شفي وَمن رأى أَنه فعل شَيْئا من الْمَنَاسِك فَهُوَ خير على كل حَال وَمن رأى أَنه حج وَعَاد من حجه فَإِنَّهُ بُلُوغ مَقْصُود وتكفير ذنُوب وَمن رأى أَنه يجْتَهد فِي أَفعَال الْحَج أَو فِي زِيَارَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو الْبَيْت الْمُقَدّس فَإِنَّهُ يطْلب أمرا مَحْمُودًا ويشكر على فعله وَمن رأى أَنه يقْصد الْمسير إِلَى أحد الْمَسَاجِد الثَّلَاثَة وَلَا يَسْتَطِيع ذَلِك فَإِن كَانَ غَنِيا فَإِنَّهُ يفْتَقر أَو فَقِيرا فَإِنَّهُ يتَعَلَّق بِأَمْر لَا قدرَة لَهُ عَلَيْهِ (روية الْمَدِينَة) وَمن رأى أَنه فِي الْمَدِينَة المنورة دلّ على مصاحبة التِّجَارَة وَحُصُول الْخَيْر مِنْهُم فِي الدّين وَالدُّنْيَا وَمن رأى أَنه فِي حرم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 فَإِنَّهُ حُصُول خير وبركة وَمن رأى أَنه بَين الْقَبْر والمنبر فَإِنَّهُ يدل على أَنه من أهل الْجنَّة وَمن رأى أَنه وَاقِف بِأَبْوَاب الْحرم وبأبواب الْحُجْرَة الشَّرِيفَة وَهُوَ يسْتَغْفر الله تَعَالَى فَإِنَّهَا تَوْبَة ومغفرة وَمن رأى أَنه بِإِحْدَى الْأَمَاكِن الَّتِي حولهَا من الزارات فَهُوَ حُصُول خير على كل حَال وَمن رأى أَنه مجاور بِأحد الْحَرَمَيْنِ فَإِنَّهُ يدل على استمراره فِي الْعِبَادَة (رُؤْيَة بَيت الْمُقَدّس) وَمن رأى أَنه فِي بَيت الْمُقَدّس فَإِنَّهُ يكون صَاحب ديانَة وَأَمَانَة وَرُبمَا يحجّ وَقيل أَمن وسلامة وَمن رأى أَنه بمَكَان لَهُ اسْم معِين فيؤول من اشتقاق اسْمه (رُؤْيَة الْمَسَاجِد والمدارس) وَمن رأى أَنه فِي جَامع أَو فِي مَسْجِد أَو مدرسة فَهُوَ أَمن وَمن رأى أَنه يعمر ذَلِك يكون عَالما أَو يعمره فِي الْيَقَظَة أَو يعْمل عملا صَالحا اَوْ يحجّ فِي عَامه وَقيل من رأى أَنه يعمر مَسْجِدا فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة دينة وَمن رأى أَنه يسقف مَسْجِدا فَإِنَّهُ يعول يتامى وَمن رأى أَنه زَاد فِيهِ فَإِنَّهُ صَلَاح فِي دينه وَمن رأى أَنه فِي مَسْجِد جَدِيد لَا يعرف فَإِنَّهُ يحجّ تِلْكَ السّنة أَو يحصل لَهُ نفع فِي الدّين وَمن رأى أَنه دخل الْمَسْجِد رَاكِبًا فَإِنَّهُ يقطع قرَابَته وَمن رأى أَنه يَمُوت فِيهِ فَإِنَّهُ يَمُوت على تَوْبَة مَقْبُولَة وَمن رأى أَنه أَتَى مَسْجِدا فَوَجَدَهُ مغلقا فَإِن أُمُوره تعسر عَلَيْهِ فَإِن فتح لَهُ بَاب وَدخل فَإِنَّهُ يعي رجلا فِي دينه (رُؤْيَة المآذن) وَأما المأذنة فتؤول بالسلطان أَو نَائِبه أَو بِالْقَاضِي وَمن رأى أَنه يعمرها فَإِنَّهُ يفعل الْخَيْر وَمن رَآهَا سَقَطت وَخَربَتْ فَإِنَّهُ يتفرق أهل ذَلِك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 الْمَكَان أَو يَمُوت مؤذنها وَمن رأى أَنه على مئذنة فَإِنَّهُ يتَقرَّب إِلَى ملك (رُؤْيَة الْمِنْبَر) وَمن رأى أَنه على مِنْبَر يتَكَلَّم بالعلوم أَو يخْطب حصل لَهُ علو قدر وَشرف وَإِن رأى أَنه وَقع مِنْهُ حصل لَهُ ضد ذَلِك وَمن رأى أَنه على مِنْبَر وَهُوَ يتَكَلَّم بِمَا لَا يَلِيق فَإِنَّهُ يشْتَهر بِالْمَعَاصِي وَرُبمَا أَنه يصلب وَإِن رأى السُّلْطَان أَنه على الْمِنْبَر وَوَقع مِنْهُ أَو انْكَسَرَ الْمِنْبَر تَحْتَهُ دلّ على فهم وعلو قدر ومنزلة عِنْد السُّلْطَان وعَلى المَال وَالنعْمَة يَقع عَن مرتبته إِمَّا بِمَوْت أَو بِغَيْرِهِ وَقيل من رأى أَنه على الْمِنْبَر إِن كَانَ عَالما يَعْلُو قدره وَإِن كَانَ جَاهِلا يمسك فِي السّرقَة ويصلب وَمن رأى أَنه نَام على مِنْبَر فَهُوَ تقرب لسلطان وَفِي أَمن من جِهَته وَقيل فَسَاد فِي الدّين أَو من يستغيب النَّاس (رُؤْيَة الْكَنَائِس) وَمن رأى كَنِيسَة أَو ديرا أَو مَا أشبه ذَلِك فتعبيره رجل كَذَّاب يضر النَّاس بأفعاله وَمن رأى أَنه يُقيم فِي شَيْء من ذَلِك فَإِن كَانَ من أهل الصّلاح فَهُوَ خير لَهُ وَإِن كَانَ من أهل الْفساد فَلَا خير فِيهِ وَقيل من رأى أَنه فعل فِي كَنِيسَة مَا يُوَافق أَهلهَا فَإِنَّهُ ارْتِكَاب جرائم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 (الْبَاب الْعَاشِر فِي رُؤْيَة السلاطين والقضاة وَالْعُلَمَاء وَالصَّالِحِينَ) (رُؤْيَة السُّلْطَان) من رأى سُلْطَانا فِي دَار وَدخل مَسْجِدا أَو بَلَدا فَإِنَّهُ دَلِيل على حُصُول مُصِيبَة لأهل تِلْكَ الْأَمَاكِن وَمن رأى أَنه يُخَاصم السُّلْطَان أَو السُّلْطَان يخاصمه فَإِنَّهُ يظفر بحاجته وَمن رأى أَن السُّلْطَان قطع يَده الْيُمْنَى فَإِنَّهُ يحلفهُ وَمن رأى أَن السُّلْطَان خر من مَكَان مُرْتَفع أَو وقصته دَابَّة أَو أخذت قلنسوته أَو سَيْفه أَو حلق رَأسه فَإِنَّهُ عَزله أَو مَوته وَمن رأى أَنه صَار سُلْطَانا فَإِن كَانَ أَهلا لذَلِك فَإِنَّهُ عز ودولة وَإِن لم يكن أَهلا فَهُوَ حُصُول مُصِيبَة للرائي وَمن رأى أَن السُّلْطَان بسط لَهُ بساطا فَإِنَّهُ حُصُول رزق ونعمة وَإِن رَآهُ طلق الْوَجْه مُسْتَبْشِرًا فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا بِقدر طلاقة الْوَجْه وَمن رأى أَنه كَسَاه وَأَعْطَاهُ أَو أركبه مركوبا فَإِنَّهُ يُصِيب مِنْهُ سلطنة وَإِن كَانَ أَهلا أَن يتَوَلَّى وَظِيفَة فلابد لَهُ من توليه وَإِن رأى أَنه يَأْكُل مَعَه أَو يطعمهُ طَعَاما فَإِنَّهُ يُصِيبهُ من جِهَته حزن بِقدر مَا أطْعمهُ وَمن رأى أَن السُّلْطَان دخل مَكَانا وَلَيْسَ من شَأْنه ذَلِك فَإِنَّهُ ذلة وهوان وَإِن كَانَ السُّلْطَان صَالحا قيل إِنَّه يظْهر الْعدْل فِي ذَلِك الْمَكَان وَمن رأى أَن السُّلْطَان أَخذ شَيْئا من ملبوسه فَإِنَّهُ يَأْخُذ مَاله وَإِن كَانَ ذَا وَظِيفَة عزل أَو من ذَوي المعاش فَهُوَ كساد معاشه وذله وَمن رأى أَن السُّلْطَان ارْتَفع إِلَى مَكَان عَال وَلَيْسَ هُنَاكَ أَعلَى مِنْهُ فَإِنَّهُ انْتِهَاء أمره وَزَوَال سُلْطَانه وَمن رأى فِي السُّلْطَان مَا يشينه فَهُوَ نقص فِي أبهته وَإِن رأى مَا يزينه فَهُوَ ضد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 ذَلِك وَمن رأى أَن السُّلْطَان جلس ليقضي أشغال النَّاس فَهُوَ دَلِيل على أَنه ملتفت لمصالحهم وَإِن رأى أَنه نَائِم فَهُوَ ضد ذَلِك وَمن رأى أحدا من النواب فَإِنَّهُ عز ودولة وَرُبمَا دلّت رُؤْيَة النَّائِب على السُّلْطَان وَمن رأى أَن النَّائِب صَار سُلْطَانا فَإِنَّهُ ثبات لَهُ وَزِيَادَة أبهته بِخِلَاف مَا لَو رأى أَن السُّلْطَان صَار نَائِبا فتعبيره ضِدّه (رُؤْيَة القَاضِي) وَمن رأى أَنه صَار قَاضِيا حصل لَهُ ضَرَر وبلاء وَإِن كَانَ عَالما يَلِيق بِهِ الْقَضَاء صَار قَاضِيا واستقامت أَحْوَاله وَمن رأى قَاضِيا مَعْرُوفا فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا وبركة وَإِن كَانَ القَاضِي مَجْهُولا وَرَأى أَنه قضى لَهُ بِأَمْر فَإِنَّهُ كَمَا قضى لَهُ وَمن رأى قَاضِيا وَبِيَدِهِ ميزَان فَإِنَّهُ يحكم بَين الْخلق بِالْحَقِّ وَمن رأى قَاضِيا دخل عَلَيْهِ أَو أجلسه إِلَى جنبه أَو مَكَان مُرْتَفع فَإِن ذَلِك عز ودولة وَرُبمَا دلّت رُؤْيَة القَاضِي على خُصُومَة ومنازعة وَإِن رأى الْمَرِيض أَن القَاضِي أرسل يستدعيه فَرُبمَا يكون انْقِضَاء أَجله (رُؤْيَة الْعَالم) وَمن رأى أَنه صَار عَالما وَالنَّاس يقبلُونَ قَوْله وَكَانَ جَاهِلا دلّ على حقارته فِي أعين النَّاس وَذكره فِي أَفْوَاههم بِمَا لَا يَلِيق وَإِن كَانَ عَالما وَرَأى ذَلِك دلّ على الشّرف وعلو الْقدر وَمن رأى عَالما قربه أَو كَلمه كلَاما يُفِيد استماعه فَهُوَ حُصُول خير وَمَنْفَعَة وَمن رأى أَن أحدا من الْعلمَاء الْمُتَقَدِّمين صَار فِي بلد أَو مَوضِع فَإِن كَانَ أهل ذَلِك الْمَكَان فِي هم أَو شدَّة أَو قحط فرج الله عَنْهُم وكشف مَا بهم وَمن رأى فَقِيها عرفه فَهُوَ خير وسرور وَإِن لم يعرفهُ فَهُوَ رجل طيب يدْخل فِي ذَلِك الْموضع الَّذِي يرى فِيهِ وَمن رأى أَنه صَار فَقِيها وَكَانَ أَهلا لذَلِك فَإِنَّهُ حُصُول عز الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 ورفعة وَإِن كَانَ من أهل الولايات فَلَا بُد أَن يَلِي ولَايَة وَمن رأى أحد الْفُقَهَاء صَار غير فَقِيه فَلَا خير فِيهِ (رُؤْيَة الْأَوْلِيَاء وَالصَّالِحِينَ والأبدال) وَمن رأى أحدا من الْأَوْلِيَاء وَالصَّالِحِينَ والأبدال والمجاذيب فَهُوَ حُصُول خير وبركة وَأمن وَقيل خُرُوج من هم وغم إِلَى فَرح وسرور وَمن رأى أَنه تزيا بزيهم وَكَانَ أَهلا لذَلِك فَهُوَ خُرُوج من خوف وحزن إِلَى أَمن وَفَرح وَمن رأى أحدا من الْمَذْكُورين فِي هَذَا الْبَاب وَأخْبرهُ بِأَمْر فَإِنَّهُ يكون بِعَيْنِه وَمن رأى أَنه يكلم رجَالًا أشرافا فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا وجاها فِي النَّاس (رُؤْيَة الْوَلِيمَة) وَمن رأى جمَاعَة جمعُوا الْوَلِيمَة فَإِن كَانَت الْوَلِيمَة مَعْرُوفَة فَهُوَ خير وَعز وبهاء وَإِن كَانَت مَجْهُولَة فَهُوَ حُصُول أَمر مَكْرُوه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 (الْبَاب الْحَادِي عشر فِي رُؤْيَة الرِّجَال وَالنِّسَاء وَالصغَار وَالْعَبِيد والخدم) (رُؤْيَة الرِّجَال) من رأى رجلا مَعْرُوفا يصنع شَيْئا أَو يتعاطاه النَّاس فَإِنَّهُ هُوَ بِعَيْنِه أَو سميه أَو نَظِيره من النَّاس وَمن رأى شَيخا مَعْرُوفا وَقد جرى بَينهمَا كَلَام فَهُوَ زِيَادَة فِي الْخَيْر وَالْبركَة وَإِذا خالط شَيْبه سَواد تكون أبلغ وَإِن كَانَ الشَّيْخ مَجْهُولا فَإِنَّهُ جده الَّذِي يسْعَى إِلَيْهِ وَقدره فَكلما رأى فِيهِ من حشمة ووقار وَكَلَام يدل على الْخَيْر ويوافق لغَرَض الرَّائِي فَهُوَ أحسن وَإِن لم يبْق من سوَاده شَيْء فَهُوَ أَضْعَف وأهون وَمن رأى شَابًّا أَو كهلا حسن الْوَجْه فَإِنَّهُ بِشَارَة وَحُصُول خير سَوَاء كَانَ مَعْرُوفا أَو مَجْهُولا وَقيل إِذا كَانَ الشَّاب مَجْهُولا وَهُوَ لَيْسَ بِحسن المنظر فَهُوَ عَدو وَمن رأى جمَاعَة مَشَايِخ شباب فَهُوَ رَحْمَة خُصُوصا إِذا جرى مِنْهُم كَلَام الْبر وَإِن رأى أحدا مِنْهُم أعطَاهُ شَيْئا فَهُوَ أَجود خُصُوصا أذا كَانَ صنف ذَلِك الشَّيْء محبوبا وَإِن رأى هُوَ الْمُعْطِي فَهُوَ جيد أَيْضا وَإِن رأى أحدا مِنْهُم وَهُوَ نَاقص فَإِن كَانَ شَيخا فالنقص فِي جده وَإِن كَانَ شَابًّا فالنقص فِي عدوه (رُؤْيَة النِّسَاء) وَمن رأى عجوزا فَهِيَ دنيا قد أَدْبَرت وَمن رأى أَنه يزاول عجوزا ويعاطيها فَإِن ذَلِك مداولة الدُّنْيَا ونواله مِنْهَا بِقدر تِلْكَ المواتاة والعجوز الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 المجهولة أقوى من الْمَعْرُوفَة وَإِن كَانَت ذَات هَيْئَة حَسَنَة كَهَيئَةِ أهل الْإِسْلَام كَانَت دنيا حَلَالا وَإِن كَانَت كَهَيئَةِ أهل النِّفَاق كَانَت دنيا حَرَامًا أَو مَكْرُوها فِي الدّين فَإِن كَانَت كَذَلِك وَهِي شعثاء مقشعرة قبيحة المنظر فَلَا دين وَلَا دنيا وَمن رأى امْرَأَة حَسَنَة وَهُوَ يكلمها أَو يضاحكها أَو يلاعبها أَو دخلت عَلَيْهِ فِي بَيته فَإِنَّهَا سنة مخصبة وَخير وسرور وَإِن كَانَ فَقِيرا يحصل لَهُ مَال ورزق أَو مسجونا فرج الله عَنهُ وَمن رأى امْرَأَة تنازعه وَحصل لَهُ مِنْهَا نفور بَالغ فَإِنَّهُ زَوَال نعْمَة وَمن رأى امْرَأَة فاسقة أَو زَانِيَة فَإِن كَانَ من أهل الصّلاح فَهُوَ خير وَزِيَادَة بركَة وَإِن كَانَ من أهل الْفساد فَهُوَ قلَّة دين وارتكاب محارم وَحُصُول ضَرَر وَمن رأى أَنه زَوجته مَعَ غَيره ذهب مَاله أَو جاهه وَلَا يكون حسنا فِي دينه وَقيل غنى وَدُنْيا وَاسِعَة وَمن رأى أَن امْرَأَته أَهْدَت إِلَيْهِ زَوْجَة غَيرهَا أَو امْرَأَة فَهُوَ يفارقها أَو يخاصمها وَمن رأى أَن زَوجته تحمله فَإِنَّهُ حُصُول غنى وَخير يَأْتِيهِ وَمن رأى أَنه يحمل امْرَأَة حَسَنَة فَإِن كَانَ مَرِيضا أَفَاق أَو مَحْبُوسًا أطلق أَو مهموما فرج الله همه وَمن رأى أَن زَوجته تَدْعُو رجلا فَإِن كَانَت حَامِلا تَأتي بِغُلَام وَإِن لم تكن حَامِلا فَإِنَّهُ حُصُول مَنْفَعَة وَخير وَمن رأى أَن إمرأته صَارَت عجوزا فَلَا خير فِيهِ وَإِن رَآهَا زَادَت حسنا وجمالا فَهُوَ زِيَادَة فِي دينه ودنياه وَمن رأى أَن امْرَأَته مرتكبة لأمر الْفَوَاحِش أَو مَكْرُوه فَإِنَّهَا تكون بضد ذَلِك وَمن رأى أَن امْرَأَته زاهدة عابدة فَإِنَّهُ خير وَلَا بَأْس بِهِ وَمن رأى امْرَأَة مَا رَآهَا قطّ وَهِي شعثة لابد يذهب مِنْهُ شَيْء فَإِن كَانَت حَسَنَة يجد بعد ذَلِك وَقيل من رأى أَنه قبل امْرَأَة ذهب مِنْهُ شَيْء وَإِن وَطئهَا لَا خير فِيهِ وَمن رأى جمَاعَة من النسْوَة بمَكَان وَهن ينظرن إِلَيْهِ أَو وَاحِدَة مِنْهُنَّ تَدعُوهُ فَهُوَ بهتان عَلَيْهِ وَهُوَ مِنْهُ بَرِيء وَرُبمَا يحصل لَهُ غَرَضه فِيمَا بعد وَلَا يتَمَكَّن مِنْهُ عدوه وَمن رأى نسْوَة كثيرات يختصمن فَإِنَّهُ حُدُوث أُمُور عَجِيبَة فِي الدُّنْيَا يحصل بهَا لبَعض النَّاس تشويش وَإِن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 رآهن بضد ذَلِك فتعبيره ضِدّه وَقيل رُؤْيَة الْمَرْأَة من حَيْثُ الْجُمْلَة جيد خُصُوصا إِن كَانَت مقبلة عَلَيْهِ أَو بشوشة طَلْقَة الْوَجْه وَإِذا رَأَتْ الْمَرْأَة شَابة فَهِيَ عدوة لَهَا على أَيَّة حَال رأتها وَلَا خير فِي رُؤْيَة الْعَجُوز إِلَّا إِذا كَانَت متزينة مكشوفة (رُؤْيَة الصغار) وَمن رأى صَبيا وَهُوَ مَعْرُوف وَرَأى فِيهِ مَا يسره فَهُوَ خير ونعمة وَإِن رأى فِيهِ مَا يشينه فضده وَإِن كَانَ مَجْهُولا فَفِيهِ وَجْهَان قيل عَدو أَو بِشَارَة وَمن رأى كَأَن صَار شَابًّا فَقيل إِنَّه يَتَجَدَّد لَهُ سرُور وَقيل إِنَّه يظْهر فِي دينه أَو دُنْيَاهُ نقص عَظِيم وَقيل إِنَّه يَمُوت وَمن رأى أَنه قدم إِلَيْهِ صَغِير حسن الْوَجْه فَإِنَّهُ يؤول على وَجْهَيْن ملك وَبشَارَة إِذا لم يحمل على الأذرع وَقيل من رأى أَنه يحمل صَغِيرا فِي قماط فَإِنَّهُ ينجو من هم وغم مَا لم يختبط الصَّغِير وَقيل إِن كَانَ خَائفًا يكون آمنا وَمن رأى صَغِير مَعْرُوفا يلهو فَلَيْسَ بمحمود وَمن رأى أَن صَغِيرا صَاح فَإِنَّهُ زَوَال هم وَقيل تكدر خاطر وَمن رأى صَغِيرَة حَسَنَة فَإِنَّهُ حُصُول خير وَمَنْفَعَة وَقيل من رأى أَنه يحمل صَغِيرَة فَهُوَ خير مِمَّن يحمل صَغِيرا فَإِن كَانَ مَرِيضا أَفَاق أَو مهموما فرج الله همه أَو مَحْبُوسًا أطلق (رُؤْيَة العبيد) وَمن رأى أَنه أعتق عَبده فَإِنَّهُ يدل على موت العَبْد أَو حُصُول خير للْمُعْتق وَمن رأى أَن عَبده لطمه فَإِنَّهُ يعْتق وَمن رأى أَنه يكلم العبيد أَو يخالطهم فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي مَاله وَمن رأى أَنه بَاعَ غُلَامه أَو خادمه فَإِنَّهُ هم يُصِيبهُ وَمن رأى أَنه اشْترى غُلَاما أصَاب خيرا وَقيل هم وحزن وَالْبيع أحسن من الشِّرَاء وَمن رأى أَنه صَار عبدا يُبَاع فَلَا خير فِيهِ وَقيل فقر ومذلة وَإِن كَانَ فِي محاكمة فَإِن عدوه يظفر عَلَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 (رُؤْيَة الْجَوَارِي) وَمن رأى جمَاعَة من الْجَوَارِي فَهُوَ خير ونعمة خُصُوصا إِن هُوَ مالكهن وَإِن رآهن عرايا أَو فِيهِنَّ مَا ينقصهن فَلَيْسَ بمحمود وَمن رأى أَنه اشْترى جَارِيَة بَيْضَاء فَإِن تِجَارَته تربح ويلقى خيرا أَو صفراء فَإِنَّهُ تتعذر عَلَيْهِ حَاجَة وَقيل يمرض أَو سَوْدَاء فَإِنَّهُ نجاة من هم وغم وَمن رأى أَنه يَبِيع جَارِيَة من أَي جنس كَانَ فَإِنَّهُ فقر وحاجة أَو يَبِيع دَاره أَو آنِية من أواني الْبَيْت وَمن رأى جَارِيَة صَبِيحَة الْوَجْه تَأتيه فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا وَإِن كَانَت قبيحة المنظر أَو فِيهَا مَا يكره فَلَيْسَ بمحمود وَمن رأى جَارِيَة تطرح نَفسهَا على النَّاس سِفَاحًا فَإِنَّهُ تكون فتْنَة تموج فِي ذَلِك الْمَكَان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 (الْبَاب الثَّانِي عشر فِي رُؤْيَة الظلمَة وأعوانهم وقطاع الطَّرِيق والفراعنة وَأهل الْأَدْيَان الْبَاطِلَة وَالشَّيَاطِين وَالْجِنّ والسحرة) (رُؤْيَة الظلمَة وأعوانهم) من رأى أَن ظَالِما مَعْرُوفا يفعل أمرا لَيْسَ بزين فَإِنَّهُ يدل على إصراره فِي ظلمه وَإِن فعل مَا يستحسنه النَّاس فَإِنَّهُ يرجع عَن ذَلِك وَقَالَ بَعضهم يعبر بالضد وَمن رأى ظَالِما حسنت سيرته فَهُوَ عَزله عَمَّا هُوَ فِيهِ وَإِن رأى ظلمه زَاد وتعدى إِلَى أَن بلغ زِيَادَة الْمبلغ فَإِنَّهُ انْتِهَاء أمره وَيكون على شرف الزَّوَال وَإِن رأى أَنه هُوَ ظَالِم فيؤول على ثَلَاثَة أوجه ظلم النَّفس وظلم الْغَيْر وقصور الهمة عَن الْمصَالح وَمن رأى أَنه ظلم أحدا بِعَيْنِه فَإِنَّهُ حُصُول ظفر للمظلوم وَكَذَلِكَ إِن رأى أَن أحدا ظلمه وَمن رأى أَن الْملك ظلمَة فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَيْهِ فِيمَا يَلِيق بِهِ وَمن رأى أَنه حصل مِنْهُ ظلم فِي حق أحد من الْأَعْيَان فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مِنْهُ ضَرَر ومصيبة وَقَالَ بَعضهم من رأى أَنه ظلم أحدا مِمَّن هُوَ دونه فَإِنَّهُ يكون مَظْلُوما وَإِن رأى أَنه مظلوم من أحد فضد ذَلِك وَقَالَ بَعضهم إِنِّي أكره فِي الْمَنَام رُؤْيَة الظَّالِم الْمَشْهُور بالظلم وَلَو تَأَول الْمَنَام على أَي وَجه كَانَ وَمن رأى أحدا من الأعوان وعرفه على أَمر يكرههُ أَو استدعى بِهِ الْحَاكِم لَا خير فِيهِ وَإِن كَانَ مَرِيضا دلّ على انْقِضَاء أَجله وَإِن نَازع أحدا مِنْهُم ونازعه فحصول حذر شَدِيد وَإِن رأى أَنه أبذأ لِسَانه على أحد مِنْهُم أَو نازعه بِفَاحِشَة فَإِنَّهُ يَقْهَرهُ فِي أمره وَمن رأى من أحد مِنْهُم لينًا فَإِنَّهُ مكر وخديعة فَلْيَكُن على يقظة مِنْهُ وَمن رأى أَنه صَار من الأعوان أَو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 أحدا من بَيته فحصول مَنْفَعَة وَمن رأى عوانيا مَشْهُورا بالأذى فعلى وَجْهَيْن قيل حُصُول غَرَامَة أوانتقام من عَدو ورؤية السجان تدل على هم وغم ورؤية الجلاد تدل على حُصُول المُرَاد سَرِيعا وَمن رأى أحدا من الضرابين بالأسواط فَإِنَّهُ يعده أحد بوعد ويكذبه وَمن رأى حارسا فَإِنَّهُ يجد مَا يَطْلُبهُ (رُؤْيَة قطاع الطَّرِيق) وَمن رأى أَن قَاطع الطَّرِيق أَخذ مَاله وَنهب مَتَاعه فَإِنَّهُ يواصل رجلا بِعَيْنِه ويكرمه وَيحصل لَهُ مِنْهُ فَوَائِد كَثِيرَة بِقدر مَا أَخذ مِنْهُ أَو يدل على حُصُول مُصِيبَة لَهُ أَو لبَعض إخوانه وَمن رأى أَن قطاع الطَّرِيق اجْتَمعُوا وَلَكِن مَا اسْتَطَاعُوا أَن يَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئا فَإِنَّهُ يدل على شدَّة مرض يعرض لَهُ بِحَيْثُ إِنَّه يشرف على الْمَوْت وعاقبة أمره ترجع إِلَى الصِّحَّة وَقَالَ بَعضهم من رأى أَن جمَاعَة ظَهَرُوا عَلَيْهِ وهم باغون فَإِنَّهُ ينصر على أعدائه وَمن رأى أَن لصا دخل فَأصَاب من مَاله فَذهب بِهِ فَإِنَّهُ يَمُوت إِنْسَان هُنَاكَ وَمن رأى أَنه دخل وَلم يحمل شَيْئا فَإِنَّهُ يمرض فِيهِ إِنْسَان ويشرف على الْمَوْت ثمَّ يبرأ وَمن رأى أَنه قطع الطَّرِيق وَأخذ مَتَاع أحد فَإِنَّهُ يدل على أَن صَاحب الْمَتَاع ينكد عَيْش قَاطع الطَّرِيق وبخاصة فِي أَمر يحصل مِنْهُ الضَّرَر وَإِن رأى أَنه قطع الطَّرِيق وَلم يَأْخُذ مَتَاعا فَإِنَّهُ يمرض مَرضا شَدِيدا أَو يعافى وَمن رأى أحدا من اللُّصُوص يُؤذن على مَنَارَة فَإِنَّهُ يشْتَهر حَاله وَمن رأى أحدا من أهل الجرائم فِي أَمر مهول فَإِنَّهُ يرجع إِلَى الله وَإِن رَآهُ بضد ذَلِك فتعبيره ضِدّه وَرُبمَا كَانَ كَمَا رأى إِذا كَانَ المجرم مَعْرُوفا وَمن رأى أَنه أجرم جريمة عَظِيمَة فيؤول على ارْتِكَاب أَمر محرم وَعدم سلوك الطَّرِيق الْمُسْتَقيم وَقَالَ بَعضهم أكره رُؤْيَة الجريمة فِي الْيَقَظَة والمنام الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 (رُؤْيَة الفراعنة والجبابرة) وَمن رأى أحدا من الفراعنة والجبابرة وَهُوَ حَيّ أَو ميت دخل مَدِينَة أَو أَرضًا وَأقَام بهَا فَإِنَّهُ يدل على ظُهُور سيرة الفراعنة فِي ذَلِك الْمَكَان وَمن رأى أَن أحدا مِنْهُم أعطَاهُ شَيْئا أَو أَمر لَهُ بخلقة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال حرَام من ملك ظَالِم بِقدر مَا رأى وَمن رأى أحدا من الفراعنة صَار مُسلما أَو عادلا فتعبيره بِخِلَاف مَا تقدم (رُؤْيَة الْكفَّار) وَمن رأى الْكفَّار دخلُوا عَلَيْهِ فِي منزله فَإِنَّهُم يؤولون بأعداء ضامرين سوء وَيكون مبلغهم مِنْهُ بِقدر مكثهم فِي منزله وَمن رأى أحدا من الْكفَّار أسره فَإِنَّهُ يُصِيب هما شَدِيدا وَمن رأى أَنه رهينة عِنْدهم أَو أرهن نَفسه فَإِنَّهُ قد كسب ذنوبا كَثِيرَة وَهُوَ بهَا مُرْتَهن وَمن رأى أَنه كَافِر ثمَّ دخل الْإِسْلَام فَإِنَّهُ يوؤل على وَجْهَيْن اعترافه بِالنعْمَةِ بعد كفرانها وَقرب أَجله وَيصير إِلَى الْحق وَقيل من رأى أَنه صَار كَافِرًا فَإِنَّهُ يدل على ميله إِلَى الْكفْر وَمن رأى أَن مُشْركًا دخل الْجنَّة أَو صلى نَحْو الْقبْلَة أَو شكر الله أَو دخل فِي حصن فَإِنَّهُ يدل على إِسْلَامه وَمن رأى نَصْرَانِيّا فَإِنَّهُ يظفر على خَصمه إِن كَانَ لَهُ مَعَ أحد خُصُومَة وَمن رأى نَصْرَانِيّا مُسلما فَإِنَّهُ يسلم سَرِيعا أَو يَمُوت عَاجلا وَمن رأى كَأَنَّهُ صَار نَصْرَانِيّا فَإِنَّهُ يَرث خَاله أَو خَالَته إِن كَانَ من أهل الصّلاح وَإِن كَانَ من أهل الْفساد فيوؤل بِكفْر نعم الله تَعَالَى وَمن رأى أَنه صَار رَاهِبًا فَإِنَّهُ مُبْتَدع مفرط فِي بدعته وَقَالَ بَعضهم من رأى أَنه صَار رَاهِبًا وَكَانَ من أهل الْبُغَاة فَإِنَّهُ يؤول بِكَثْرَة الْخُشُوع وَالْخَوْف من الله تَعَالَى وَقيل رُؤْيَة الراهب تؤول بِرَجُل مكار غدار مُبْتَدع وَمن رأى أَنه صَار يَهُودِيّا فَإِنَّهُ يتبع طَرِيق الْبِدْعَة وَمن رأى جمَاعَة من الْيَهُود فَإِنَّهُ يَتُوب إِلَى الله تَعَالَى وَمن رأى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 يَهُودِيّا وَاحِدًا فَإِنَّهُ يؤول بِالْهدى وَقيل من رأى أَنه صَار يَهُودِيّا فَإِنَّهُ يَرث عَمه أَو عمته وَمن رأى مجوسيا فَإِنَّهُ يؤول بتعقد الْأُمُور وتشديدها (رُؤْيَة إِبْلِيس وَالشَّيَاطِين) وَمن رأى إِبْلِيس فَإِن رُؤْيَته تؤول بعدو لَهُ كَذَّاب ضال عجول فِي الشَّرّ آيس من الْخَيْر وَمن رأى أَن إِبْلِيس ينصحه وَهُوَ يرضى بنصحه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مضرَّة فِي مَاله وَجَسَده وَقَالَ بَعضهم من أطَاع إِبْلِيس بهواه فَإِنَّهُ يبتلى بِالنَّفسِ وَمن رأى أَن إِبْلِيس أعطَاهُ شَيْئا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال حرَام وَمن رأى أَنه يُرِيد أَن يضْرب إِبْلِيس بِالسَّيْفِ ليهلكه ثمَّ هرب فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولَايَة وَعدل وإنصاف وَمن رأى أَنه قَتله فَإِنَّهُ يقهر نَفسه ويسلك طَرِيق الصّلاح وَمن رأى أَنه يعادي إِبْلِيس ويحاربه فَإِنَّهُ يدل على صِحَة دينه وَمن رأى كَأَن إِبْلِيس خَوفه فَإِنَّهُ يدل على إخلاصه فِي دينه وَمن رأى أَن إِبْلِيس فَرحا مَسْرُورا فَإِنَّهُ يشْتَغل بالشهوات وَمن رأى أَن إِبْلِيس نزع لِبَاسه فَإِنَّهُ يعْزل عَن منصبه وَمن رأى أَن إِبْلِيس يحفظه فَإِنَّهُ يَأْكُل الرِّبَا وَمن رأى أَن إِبْلِيس يغمزه فَإِنَّهُ يدل على أَن رجلا يقذف امْرَأَته ويغويها وَمن رأى أَن الشَّيْطَان يغذيه بِنَوْع من الْأَنْوَاع فَإِنَّهُ فرج من همه بعد حُصُول شدَّة وَقيل إِن إِبْلِيس يؤول بالسلطان الجائر وَمن رأى كَأَنَّهُ قتل الشَّيَاطِين نَالَ نصْرَة وصيتا حسنا وَمن رأى أَنه ملك الشَّيَاطِين وانقادوا لَهُ فَإِنَّهُ ينَال رياسة وهيبة (رُؤْيَة الْجِنّ) وَمن رأى أَن الْجِنّ يوسوسون فِي صَدره فَإِنَّهُ يدل على اجْتِهَاده بِعبَادة الله تَعَالَى واشتغاله بالطاعات وَمن رأى أَن جنيا خطف ثَوْبه فَإِن كَانَ عَاملا يعْزل أَو فلاحا يُصِيبهُ أَذَى وَمن رأى أَن خَلفه جنيا فَإِنَّهُ يدل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 على ظفر الأعادي وَمن رأى أَنه قَادر على الْجِنّ وهم مطيعون لَهُ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الشّرف ومرتبة السلطنة وَمن رأى أَنه قيد جنيا فَإِنَّهُ يظفر على الْعَدو وَمن رأى أَنه فِي أَيدي الْجِنّ فَإِنَّهُ يدل على فَصَاحَته وَمن رأى أَنه يعلم الْجِنّ الْقُرْآن فَإِنَّهُ حُصُول رياسة وَمن رأى أَن جنيا دخل دَاره فَإِن اللُّصُوص يدْخلُونَهَا وَمن رأى أَنه عَاد جنيا فَإِن كَانَ مَرِيضا مَاتَ أَو مَطْلُوبا سجن أَو استخفى وَإِلَّا عمل عملا من أَعمال الْجِنّ وَمن رأى أَنه صارع جنيا فَإِنَّهُ يُخَاصم أَو ينازل أَو يغالب ذَا دهاء وحيلة فالغالب مِنْهُمَا قاهر لصَاحبه (رُؤْيَة السَّحَرَة) ورؤية السَّحَرَة تؤول بالْكلَام الْبَاطِل وَالْكذب والفتنة وَفعل قَبِيح فَمن رأى أَنه يسحر وَلَا سحر لَهُ فَإِنَّهُ يقْصد أَن يكيد أحدا وَلَا يقدر عَلَيْهِ وَمن رأى سحرة مُجْتَمعين فِي مَكَان قَاصِدين فعل أَمر فَإِنَّهُم أَعدَاء فليحذرهم وَمن رأى ساحرا فعل شَيْئا يُنكر عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يرتكب فَسَادًا ويندم على فعله وَمن رأى بِخِلَاف ذَلِك فضده وَقيل من رأى أَنه سحر أحدا لمحبة فَإِنَّهُ يحتوي على عقله وَيكون تمكنه من ذَلِك بِقدر احتوائه وَإِن رأى بِخِلَاف ذَلِك فبضده وَقَالَ بَعضهم من رأى أَنه صَار ساحرا فَإِنَّهُ لَا يفلح أبدا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 (الْبَاب الثَّالِث عشر فِي رُؤْيَة التَّحَوُّل عَن الْإِسْلَام وَعبادَة النَّار والأصنام وتحويل الْقبْلَة والخلقة إِلَى غَيرهَا) (رُؤْيَة التَّحَوُّل عَن الْإِسْلَام وَالْعِبَادَة بِاللَّه تَعَالَى وَعبادَة النَّار وَمَا أشبه ذَلِك) من رأى أَنه تحول عَن الْإِسْلَام إِلَى أحد الْأَدْيَان الْبَاطِلَة فَإِنَّهُ ارْتِكَاب معاصي وَقيل ذلة وحقارة وَمن رأى أَنه يعبد النَّار فَإِنَّهُ يفتن مَعَ السُّلْطَان فَإِن كَانَت النَّار خامدة فَإِنَّهُ يطْلب مَالا حَرَامًا وَمن رأى أَنه يعبد صنما من خشب فَإِنَّهُ يتَقرَّب بِرَجُل بَاطِل إِلَى رجل خَبِيث وَإِن كَانَ من فضَّة فَإِنَّهُ يَأْتِي إِلَى امْرَأَة بِمَا لَا يَلِيق وَإِن كَانَ من ذهب فَإِنَّهُ يتَقرَّب إِلَى أَمر يكرههُ وَيحصل لَهُ من ذَلِك ضَرَر وَإِن كَانَ من نُحَاس أَو حَدِيد أَو رصاص أَو مَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ يتَقرَّب إِلَى طلب الدُّنْيَا وَإِن كَانَ من حجر فَإِنَّهُ يتَقرَّب لرجل قاسي الْقلب وَإِن كَانَ من فخارا وَمَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ يتَقرَّب لمن لَيْسَ فِيهِ فَائِدَة وَبِالْجُمْلَةِ فَإِن رُؤْيَة الْأَصْنَام لَيست بمحمودة (رُؤْيَة تَحْويل الْقبْلَة) وَمن رأى أَن الْقبْلَة حولت من مَكَانهَا إِلَى جِهَة أُخْرَى وَهُوَ مُتبع ذَلِك فَهُوَ على ثَلَاثَة أوجه يعبر بِالْملكِ وانتقال الرَّائِي نَحْو جِهَة انْتِقَال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 الْقبْلَة أَو ظُهُور ملك من تِلْكَ الْجِهَة وَقد تقدم فِي الْبَاب السَّادِس تَعْبِير من رأى أَنه يُصَلِّي إِلَى غير الْقبْلَة (رُؤْيَة تحول الْخلقَة) وَمن رأى أَنه شيخ مكتهل وَلَيْسَ كَذَلِك فَإِنَّهُ صَالح فِي دينه وَله وقار وَزِيَادَة فِي شرفه وَإِن كَانَ شَيخا وَرَأى أَنه صَار صَبيا فَإِنَّهُ يصبو ويجهل وَلَا خير فِيهِ وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة وَمن رأى عجوزا فِي الْمَنَام قد عَادَتْ شَابة فَإِنَّهَا دنيا تقبل عَلَيْهِ وَإِن كَانَ مَرِيضا أَفَاق وَمن رأى أَنه صَار غضا طريا جميلا فَرُبمَا يَمُوت سَرِيعا وَمن رأى أَنه صَار طَويلا عريضا فَهُوَ زِيَادَة فِي الْعُمر وَمن رأى أَنه صغر وَقصر فَإِنَّهُ يَبِيع دَاره أَو دَابَّته وَإِن كَانَ ذَا وَظِيفَة عزل وَقيل قهر وإفلاس وَرُبمَا يخَاف عَلَيْهِ من الْمَوْت وَمن رأى فِيهِ نُقْصَانا فَإِنَّهُ ضعف وَنقص فِي دينه ودنياه وَمن رأى أَنه صَار فِي هَيْئَة امْرَأَة وَزينتهَا أَو أَن لَهُ فرجا كفرج الْمَرْأَة فَإِنَّهُ ذل وخضوع وحقارة وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَن لَهَا ذكرا مثل ذكر الرجل أَو لحية فَإِن كَانَ لَهَا ولد سَاد على قومه وَإِن كَانَت حَامِلا أَتَت بِغُلَام وَإِن لم تكن حَامِلا فَإِنَّهَا لَا تَلد ولدا أبدا أَو رُبمَا تَنْصَرِف الرُّؤْيَا إِلَى زَوجهَا أَو أَبِيهَا أَو أَخِيهَا وَقيل حُصُول شرف لأحد محارمها وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَنَّهَا صَارَت رجلا وَهِي تجامع النِّسَاء أَو تتَزَوَّج بِامْرَأَة فَإِنَّهَا تصيب خيرا وشرفا وَعزا وَمن رأى أَن لَهُ ذَنبا وقرنا أَو حافرا مثل الدَّوَابّ أَو خرطوما أَو منقارا فَلذَلِك صَلَاح كُله وجيد وَمن رأى أَن لَهُ ريشا أَو جنَاحا فَإِن ذَلِك رياسة ويصيب خيرا وَإِن رأى أَنه يطير فَإِنَّهُ يُسَافر وَمن رأى أَنه صَار حَيَوَانا مِمَّا لَا يُؤْكَل لَحْمه فَإِنَّهُ ذل ومصيبة وَإِن كَانَ ذَا وَظِيفَة يعْزل عَنْهَا وَقيل من رأى أَنه صَار ضفدعا فَإِنَّهُ يشْتَغل بِالْعبَادَة وَمن رأى أَنه صَار حَيَوَانا من الممسوخات فَإِنَّهُ يدل على غضب الله عَلَيْهِ وَمن رأى أَنه تحول عنكبوتا فَإِنَّهُ يصير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 عابدا خيرا تَائِبًا من ذنُوب كَثِيرَة وَمن رأى أَنه صَار من حَدِيد فَإِنَّهُ يطول عمره وَإِن رأى أَنه صَار من فخار أَو قَوَارِير فَإِنَّهُ لَا بَقَاء لَهُ وَمن رأى أَنه تحول جِسْرًا أَو قنطرة فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا أَو صَاحب سُلْطَان أَو عَالما يتَوَصَّل النَّاس بِهِ فِي أُمُورهم وَمن رأى أَنه صَار معدنا من الْمَعَادِن فَإِنَّهُ يسْتَعْمل شَيْئا من الْأَشْيَاء يحصل بِهِ النَّفْع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 (الْبَاب الرَّابِع عشر فِي رُؤْيَة شعر الْإِنْسَان وأعضائه) (رُؤْيَة الشّعْر) من رأى أَن شعر رَأسه طَال وَهُوَ يَشْتَهِي ذَلِك فَإِنَّهُ يَسْتَغْنِي وَيَقْضِي دينه وَإِن كَانَ فِي طوله مشانة فِي النَّاس فَإِنَّهُ دين يركبه وهم وَقَالَ بَعضهم من رأى شعره طَال طولا زَائِدا فَإِنَّهُ هم وغم وَإِن رَأَتْ الْمَرْأَة ذَلِك يكون زِينَة وَزِيَادَة بهاء وَقيل رُؤْيَة طول الشّعْر لمن كَانَ فَقِيرا لَا بَأْس بِهِ وَمن رأى أَن شعر رَأسه نقص فَهُوَ نُقْصَان هم وَمن رأى أَنه حلق رَأسه وَهُوَ مِمَّن يعْتَاد ذَلِك وَيُحِبهُ فَإِنَّهُ يَسْتَغْنِي وَإِن كَانَ مِمَّن يُربي شعره وَلَا يحلقه فَلَيْسَ بمحمود وَمن رأى أَنه حلق رَأسه وَهُوَ فِي أشهر الْحَج أَو الْأَشْهر الْحَرَام فَإِنَّهُ صَلَاح فِي دينه وَكَفَّارَة لذنوبه وَزَوَال لهمومه وغمومه وَقيل إِن رأى ذَلِك ذُو منصب فَلَيْسَ بمحمود وَإِن رَأَتْ الْمَرْأَة ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على موت زَوجهَا أَو أحد محارمها أَو هتك سترهَا وَإِن رَأَتْ أَن شعرهَا قطع أَو بعضه فَإِنَّهُ يدل على مخاصمة مَعَ زَوجهَا وَقيل حُصُول مُصِيبَة ورؤية الحاجبين إِذا طالا تدل على حُصُول مَال وزينة وَقيل طول عمر وَمن رأى أَن شَاربه حلق أَو خفف فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا ونقصان الشَّارِب مَحْمُود وزيادته مَكْرُوهَة وَقد تدل زِيَادَته على شرب مُسكر وَمنع زَكَاة وإنكار وَدِيعَة وهم وَمن رأى أَن لَيْسَ بِرَأْسِهِ شعر وَهُوَ أصلع أَو أَنه كَانَ أَقرع وَقد نبت الشّعْر بِرَأْسِهِ فَيدل على حُصُول خير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 (رُؤْيَة اللِّحْيَة) وَمن رأى أَن لحيته طَالَتْ فَوق قدرهَا فَذَلِك هم وغم وَقيل دين وديانة وَقيل خفَّة وبلاهة وَقلة عقل وَإِن رَآهَا نقصت وَالنُّقْصَان غير شائن لَهَا فَإِن ذَلِك يدل على قَضَاء دينه ونقصان همه وَمن رَآهَا حلقت فَفِيهِ وَجْهَان قَالَ بَعضهم يدل على أَنه إِن كَانَ مَرِيضا برِئ أَو مديونا قضي دينه أَو مهموما ذهب همه وَقَالَ آخَرُونَ إِن رُؤْيَة ذَلِك مكروهه جدا وَمن رأى أَن بعض لحيته قلعت وَصَارَ مَكَانهَا نَاقِصا أَو أَنه صَار أجرد فَإِنَّهُ نُقْصَان فِي حَقه فِي جَمِيع الْوُجُوه وَمن رأى أَنه ينتف لحيته فَإِن ذَلِك مَاله يتلفه بِيَدِهِ ويهلكه وَمن رأى لحيته وَرَأسه حلقا مَعًا فَإِنَّهُ إِن كَانَ مَرِيضا برِئ أَو مديونا قضي دينه أَو مهموما ذهب همه وَقيل إِن ذَلِك مَكْرُوه جدا وَمن رأى لحيته شابت من الثُّلُث شَعرَات إِلَى غالبها فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي أبهته ووقار وَإِن رأى أَنَّهَا صَارَت بَيْضَاء جدا فَإِنَّهُ ضعف فِي الْقُوَّة ونقصان فِي المَال وَمن رأى أَنه شَاب وَقد عَادَتْ لحيته سَوْدَاء فَإِنَّهُ يرى مَا يكره وَقَالَ بَعضهم رُؤْيَة الشيب للشباب تؤول بقدوم غَائِب وَقيل إِن الشيب طول عمر وَمن رأى أَنه ينتف شَيْبه فَإِنَّهُ يُخَالف السّنة ويستخف بِأَهْل الْخَيْر وَمن رأى أَنه حلق شعر إبطه أَو عانته فَإِنَّهُ يدل على صَلَاح دينه وَقيل حلق الْإِبِط حُصُول مُرَاد وَإِن رأى أَنه ينتف إبطه كَانَ أَجود وَمن رأى أَن شعر إبطه قد طَال فَإِنَّهُ مَكْرُوه فِي الدّين وَمن رأى أَنه ينتف عانته فَإِنَّهُ يغرم مَالا أَو يبذره فِي غير مَحَله وَمن رأى أَنه أَزَال شَيْئا من ذَلِك بالنورة فَإِن كَانَ غَنِيا ذهب مَاله وسلطانه وَإِن كَانَ فَقِيرا اسْتغنى وَإِن زَالَ الْبَعْض وَترك الْبَعْض فيزول من نعْمَته شَيْء ويتأخر شَيْء وَقيل من رأى أَنه حلق عانته بِالْمُوسَى فَهُوَ مَحْمُود وَإِن رَأَتْ الْمَرْأَة ذَلِك أَصَابَت من زَوجهَا خيرا وَمن رأى أَنه ينتف من صَدره أَو من قَفاهُ شعرًا فَإِن كَانَ عِنْده أَمَانَة يُؤَدِّيهَا لصَاحِبهَا وَمن رأى أَنه يسرح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 شعره بِمشْط فَإِنَّهُ عز ودولة وَمن رأى أَن لَهُ شعرًا فِي مَوضِع لَا ينْبت فِيهِ الشّعْر فَإِنَّهُ يدل على حُصُول دين وَقَالَ بَعضهم من رأى أَنه نبت على لِسَانه الشّعْر فَإِنَّهُ حِكْمَة وَبَيَان إِلَّا أَن يخرج عَن الْحَد فَيَعُود إِلَى الْهم وَقَالَ بَعضهم شعر الجفن وَالْأُذن وَالْأنف جيد مَا لم يتَجَاوَز الْحَد وَقَالُوا أَيْضا إِذا أَزَال الْإِنْسَان الشّعْر من مَكَان يَقْتَضِي الْإِزَالَة فَلَا بَأْس بِهِ وَإِن أزاله من مَكَان يكون حسنا فِيهِ فَلَيْسَ بمحمود وَمن رأى صَغِيرا نبت شَاربه دلّ على قُوَّة وَكبر وَمن رأى امْرَأَة نبت لَهَا شَارِب فَإِنَّهَا تَلد غُلَاما وَإِن لم تكن حَامِلا فَإِنَّهَا لَا تَلد وَكَذَلِكَ إِذا رأى أَنَّهَا نَبتَت لَهَا لحية وَلَكِن إِن كَانَ لَهَا ولد يسود قومه وَإِن كَانَت أرملة فَإِنَّهَا تتَزَوَّج أَو متزوجة فَإِنَّهَا تصير أرملة ويصيبها هم وغم وفضيحة وَمن رأى أَن شعره قد شَاب فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي دينه وَقيل نقص فِي المَال وَمن رأى أَنه دهن شَيْئا من شعره بدهن فَهُوَ لَهُ زِينَة مَا لم يسل فَإِن سَالَ فَهُوَ غم وهم فَإِن وجد ريحة فَهُوَ ثَنَاء حسن وَمن رأى أَنه يفلي رَأسه فَإِنَّهُ يطلع على بعض عيوبه وَمن رأى أَنه تمشط فَسقط مِنْهُ قمل فَإِنَّهُ ينْفق مَالا من مِيرَاث أَصَابَهُ أَو يظْهر مِنْهُ عيب وَمن رأى أَنه نبت على كَفه شَعرَات فَذَلِك مَنْفَعَة تدخل عَلَيْهِ وَالشعر فِي الصَّدْر حِكْمَة (رُؤْيَة الخضاب) و رؤية الخضاب فِي اللِّحْيَة تدل على إخفاء الْأَعْمَال والطاعات وَستر الْفقر وَرُبمَا تدل على التصنع والرياء إِذا خضب بِخِلَاف خضاب الْمُسلمين وَمن رأى أَنه خضب وَلم يعلق الخضاب فَإِنَّهُ يُغطي من حَاله مَا يشْتَهر للنَّاس فَإِن رأى الخضاب علق ستر الله تِلْكَ الْحَال وَمن رأى أَن يَده مخضوبة بِالْحِنَّاءِ فَإِنَّهُ يظْهر حذقه فِي صناعته الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 (رُؤْيَة الرَّأْس) من رأى رَأسه مَقْطُوعَة فِي بَلْدَة أَو محلّة أَو على بَاب فَإِن رُؤَسَاء النَّاس يأْتونَ ذَلِك الْموضع وَإِن رأى أَنه يَأْكُل مِنْهُم أَو يَأْخُذ شَيْئا فَهُوَ حُصُول مَال وَمَنْفَعَة وَمن رأى أَن رَأسه كَبِير فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي مَاله وَإِن كَانَ ذَا منصب فَزِيَادَة فِي الأبهة وَإِن كَانَ من غير ذَلِك فَخير على كل حَال وَمن رأى أَن رَأسه صغر فبعكس الْقَضِيَّة وَمن رأى أَن رَأسه كرأس الْفِيل أَو الْفرس أَو الْأسد أَو الْبَغْل أَو الْحمار فَإِن ذَلِك مَحْمُود وَإِن كَانَ كرأس الْإِبِل أَو الْبَقر أَو الْغنم أَو الْخِنْزِير فَلَيْسَ ذَلِك بمحمود وَقَالَ بَعضهم من رأى أَن رَأسه كرأس بَهِيمَة مِمَّا يجوز أكله فَلَا بَأْس بِهِ وَإِن كَانَ مِمَّا لَا يجوز أكلهَا فَلَا خير فِيهِ وَقَالَ بَعضهم رُؤْيَة رُؤُوس الْحَيَوَان مَال ورياسة فَإِن كَانَ مِمَّا يُؤْكَل يكون المَال زَوْجَة وَإِن كَانَ مِمَّا لَا يُؤْكَل يكون من وَجه حرَام وَمن رأى أَن أَدخل رَأسه فِي تنور فَإِنَّهُ يصحب من لَيْسَ يحصل بِهِ فَائِدَة وَكَذَلِكَ إِن أدخلهُ فِيمَا لَا يجب مثله فِي الْيَقَظَة (رُؤْيَة الْأُذُنَيْنِ) وَمن رأى فِي أُذُنَيْهِ حَادِثا أَو زِيَادَة فَإِن ذَلِك يؤول فِي امْرَأَة الرجل أَو ابْنَته أَو أُخْته أَو مِثْلهنَّ من النِّسَاء فَمن رأى أَن أُذُنه بَانَتْ مِنْهُ فَإِنَّهُ موت إِحْدَاهُنَّ أَو مفارقتها وَمن رأى أَنه صَحِيح الصماخ فَهُوَ دَال على فهمه وَعلمه وَصِحَّة يقينه وَنِيَّته وَإِن رأى أَنه أَصمّ فَإِنَّهُ فَسَاد فِي دينه وَمن رأى أَنه دخل فِي أُذُنه مَا لَا يُحِبهُ فِي الْيَقَظَة أَو حصل مِنْهُ مَا يشوش فَإِنَّهُ يسمع مَا لَا يرضاه وَمن رأى أَن بأذنه قرطا فَإِن كَانَ نَوعه مَحْمُودًا فِي الْيَقَظَة فجيد فِي حق من ذكر من النسْوَة وَإِن كَانَ لَيْسَ بمحمود فضده فِي حقهن وَمن رأى آذَانا كَثِيرَة فَإِنَّهُ يدل على أَنه يسمع الْكَلَام وَلَا يلْتَفت إِلَيْهِ وَلَا يعقله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 (رُؤْيَة الْعَينَيْنِ) ورؤية الْعَينَيْنِ تؤول بِالدّينِ فَمن رأى أَنه أعمى أَو انفقأت عَيناهُ فقد ضل عَن الْإِسْلَام بِمَعْصِيَة أَتَاهَا وَقيل يكون قَلِيل الْمعرفَة لَا يدْرك الْأُمُور وَقيل أَنه يعمى عَن حجَّته وَطلب حَاجته وَمن رأى أَن عَيْنَيْهِ ابيضتا فَإِنَّهُ يدل على حزنه فَإِن انجلتا فَإِنَّهُ يجْتَمع بغائب قد طَالَتْ غيبته أَو بِمن يعز عَلَيْهِ وَإِن كَانَ مهموما ذهب همه وغمه وَمن رأى أَنه كَانَ أعمى ثمَّ أبْصر فَإِنَّهُ يَهْتَدِي إِلَى الْحق وَمن رأى أَنه يَقُود أعمى فَإِنَّهُ يرشد ضَالًّا إِلَى الْحق وَمن رأى أَنه أَعور الْعين فقد ذهب نصف دينه وَأصَاب إِثْمًا عَظِيما وَقيل إِنَّه ينظر مَنْفَعَة من أَخِيه ويرجى لَهُ نموها وَرُبمَا أَنه يتَخَلَّص من الضّيق وَالْإِثْم وَقيل إِن كَانَ لَهُ أَخ أَو ولد يَمُوت وَرُبمَا يذهب نصف مَاله أَو نصف عمره ذهب فيصلح مَا بَقِي وَقيل يكون من أهل الْجنَّة وَقَالَ بَعضهم إِنِّي لأكْره ذَلِك فِي الْمَنَام لِأَن إِبْلِيس كَانَ أَعور وَكَذَلِكَ الدَّجَّال وَمن رأى أَنه أُصِيب فِي عَيْنَيْهِ وَهُوَ ذُو يسر وَصَلَاح وَلَيْسَ لَهُ ولد وَلَا أَخ فَإِنَّهُ يصاب فِي مَاله الْعين وَقيل عرض وَمن رأى بِعَيْنيهِ رمدا فَإِنَّهُ يحدث فِي دينه فَسَاد ويشرف على هَلَاك دينه وَمن رأى أَن رمده نقص من بَصَره ظَاهرا أَو بَاطِنا فَإِن ذَلِك زِيَادَة فِي دينه بِقدر مَا ظهر وَمن رأى أَنه يداوي عَيْنَيْهِ فَهُوَ على خَمْسَة أوجه صَلَاح فِي دينه وَزِيَادَة فِي مَاله وقرة عين وقدوم أَخ من سفر وَوُجُود دولة وَمن رأى أَنه يكتحل لقصد الزِّينَة فَإِنَّهُ يَأْتِي أمرا يحصل مِنْهُ زِينَة وَصَلَاح بِقدر ذَلِك وَقيل إِن كَانَ عزبا يتَزَوَّج أَو فَقِيرا اسْتَفَادَ مَالا حسنا وَقيل من رأى أَنه اكتحل بالإثمد فَإِنَّهُ يجمع بَين امْرَأتَيْنِ وَمن رأى أَنه اكتحل بِمَا لَا يَنْبَغِي فَإِنَّهُ يطْلب حَرَامًا من فرج أَو دبر وَمن رأى أَن فِي جسده عيُونا كَثِيرَة فَإِن ذَلِك زِيَادَة فِي الدّين وَمن رأى أَنه يَأْكُل من عين فَإِنَّهُ يَأْكُل من مَال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 من رأى بِعَيْنِه رزقه فَإِنَّهُ مجرم وَمن رأى أَن بِيَدِهِ عينا أَو عيُونا سَوَاء كَانَت أعين آدَمِيّ أَو غَيره فَإِنَّهُ مَال على كل حَال وَمن رأى لِقَلْبِهِ عينا فَهُوَ صَلَاح فِي دينه وَحِكْمَة ينْطق بهَا وَتخرج من قلبه (رُؤْيَة الأشفار والحاجبين والجبهة وَالْأنف) وَأما الأشفار فَهِيَ وقاية الدّين والحاجبان زين الدّين فَمن رأى فيهمَا جمالا وحسنا فَهُوَ فِي الدّين كَذَلِك وَمن رأى ضد ذَلِك فتعبيره ضِدّه وَأما الْجَبْهَة وَالْأنف فجاه الرجل وحسبه فَإِن رأى أَنه حدث فِي جَبهته وَأَنْفه حدث فَهُوَ فِيمَا ذكر وَرُبمَا دلّت الْجَبْهَة على الصَّلَاة وَالسُّجُود فَمن رأى فِي جَبهته قرحَة أَو جِرَاحَة وَمَا يُنكر فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ مقصر فِي صلَاته أَو مِمَّن لَا يتم سُجُوده فِيهَا أَو يُقَابل بِكَلَام قَبِيح وَمن رأى فِي جَبهته أثرا لسجود فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة دينه وتقواه وانتشاره بَين النَّاس وَمن رأى على جَبهته آيَة رَحْمَة يدل على حُصُول الْخَيْر ويرزق شَيْئا (رُؤْيَة الرَّأْس) وَأما رُؤْيَة الْأَعْضَاء فَمن رأى رَأْسا مَقْطُوعًا وَكَانَ ذَا منصب وشوكة فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي أبهته وَإِن كَانَ من غير ذَلِك فحصول مَال وَعز وجاه وَمن رأى أَن رَأسه بَان مِنْهُ من غير ضرب لعنقه وَلَا مَا يشبه ذَلِك فَإِنَّهُ يُفَارق رئيسه أَو أَبَوَيْهِ أَو معلميه وَمن رأى أَن عُنُقه ضرب وَبَان رَأسه مِنْهُ فَإِن كَانَ غَنِيا نقص مَاله أَو فَقِيرا اسْتغنى أَو عبدا أعتق أَو مديونا قضى الله دينه أَو مهموما فرج الله همه وَإِن كَانَ مَرِيضا ومرضه لَا يُوجد لَهُ طب يدل على مَوته وَمن رأى أَن عُنُقه ضرب فِي مَلأ وَحصل بِالضَّرْبِ إيلام فَإِنَّهُ يدل على ارْتِكَاب معاصي عَظِيمَة وَرُبمَا كَانَ تكفيرا ومجازاة وَقد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 يدل رَأس الْإِنْسَان على رَأس مَاله فَإِن رأى أَن رَأسه زَالَ عَنهُ فَإِنَّهُ يَزُول عَنهُ رَأس مَاله الَّذِي بِهِ قوامه وَرُبمَا حلق رَأسه أَو فَارق قلنسوته أَو عمَامَته فِي الْحَرْب أَو هدم غرفته أَو سقف دَاره وَإِن كَانَ عبدا بَاعه سَيّده وَمن رأى أَن رَأسه بِيَدِهِ وَهُوَ ينظر إِلَيْهِ فَإِن ذَلِك تدبيرا فِي رَأس مَاله ومعيشته وَمن رأى أَنه ذهب بِرَأْسِهِ فَإِنَّهُ يمرض وَرُبمَا يذهب مَاله وَمن رأى أَن رَأسه رد إِلَى جسده فَهُوَ على ثَلَاثَة أوجه عودة مَال ضائع أَو عودة إِلَى رئيسه أَو يرْزق الشَّهَادَة وَمن رأنه أَنه يكلم رَأْسا أصَاب خيرا كثيرا من عشرَة دَرَاهِم إِلَى عشْرين ألفا وَمن رأى رُؤُوس النَّاس مَقْطُوعَة فَهُوَ يدل على الْخَيْر ويرزق الشَّهَادَة (رُؤْيَة الْأنف) وَمن رأى أَنه خرج من أَنفه ذُبَابَة أَو مَا يشبهها يدل على أَنه يُولد لَهُ مَوْلُود وَإِن رأى أَنه دخل أَنفه شَيْء من ذَلِك فَلَيْسَ بمحمود وَمن رأى بِأَنْفِهِ زكاما فَإِن أُمُوره تتعقد وَلَيْسَ ذَلِك بمحمود وَمن رأى أَن أَنفه قطع فَإِنَّهُ انحطاط منزلَة أَو موت عَاجل أَو نازلة تكون بهَا فضيحته أَو موت ولد أَو زَوْجَة وَمن رأى أَن أَنفه كبر دلّ على عَظِيم الْمنزلَة وَزِيَادَة الشّرف وَمن رأى أَنه شم رَائِحَة طيبَة فَإِن كَانَت زَوجته حَامِلا فَإِنَّهَا تَأتي بِولد سَار وَرُبمَا يكون فرجا من هم وغم وَإِن كَانَت الرَّائِحَة كريهة فتعبيره ضد ذَلِك وَمن رأى أَنه لَيْسَ لَهُ أنف فَإِنَّهُ يدل على موت أَقَاربه (رُؤْيَة الْوَجْه) وَأما الْوَجْه فَإِنَّهُ سرُور الْإِنْسَان وشرفه فَمن رأى فِي وَجهه عَيْبا فَهُوَ نُقْصَان فِي ذَلِك وَمن رأى أَن لون وَجهه صَار أَحْمَر مضيئا فَإِنَّهُ يدل على الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 السرُور والفرح وَمن رأى أَن لون وَجهه مصفرا فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه مرض وعزل وَخَوف وَمن رَآهُ مسودا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول هم وغم وَقيل يُولد لَهُ ابْنة وَمن رأى وَجهه مبيضا حسنا فَإِنَّهُ بِشَارَة بِحسن حَاله وَصَلَاح دينه وَمن رأى أحد عبس فِي وَجهه فَإِنَّهُ يرى مَا يكره مِنْهُ وَإِن عبس هُوَ فِي وَجه غَيره فَإِنَّهُ يحصل مِنْهُ مَكْرُوه (رُؤْيَة الشفتين) وَمن رأى أَن شفته السُّفْلى انقلعت فَإِنَّهُ زَوَال نعْمَة وَإِن رأى ذَلِك فِي الْعليا دلّ على موت زَوجته أَو طَلاقهَا وَمن رأى فِي شَفَتَيْه مَا يُنكر مثله فِي الْيَقَظَة فَيدل على الْهم وَالْغَم وَمن رأى أَن شَفَتَيْه ملتصقتان وَلَا يقدر أَن يفتحهما فَيدل على تعقد الْأُمُور وصعوبتها وَإِن رأى أَن حمرتهما زَادَت فنفاذ أَمر وَإِن اصفرتا فَرُبمَا يضعف وَإِن اسودتا يحصل لَهُ هم وغم وَإِن رأى أَن غير ذَلِك من الألوان فَلَيْسَ بمحمود (رُؤْيَة الْفَم) وَمن رأى أَنه أَدخل فِي فَمه مَا يحصل لَهُ بِهِ الدَّوَاء فَإِنَّهُ صَلَاح فِي دينه أَو مَا يحصل بِهِ الْغذَاء فَهُوَ صَلَاح فِي دُنْيَاهُ أَو مَا يحصل بِهِ كَرَاهِيَة من غير نفع فَهُوَ حُصُول هم وغم وَإِن كَانَ حلوا طيب الطّعْم والرائحة فدليل على معيشة حَسَنَة وَمن رأى أَن فَمه قد اتَّسع فَإِنَّهُ مَحْمُود جدا وَإِن رَآهُ ضَاقَ فضده وَمن رأى أَن رَائِحَة فَمه طيبَة فَإِنَّهُ يصدر مِنْهُ كَلَام حسن وَإِن رأى ضد ذَلِك فتعبيره ضِدّه وَمن رأى أَن فَمه ربط أَو طبق فَيدل على موت أَو مرض أَو صمت وَمن رأى أَن فِي فَمه لجاما فَرُبمَا يعبر بِالصَّوْمِ لأهل الصّلاح وَإِن كَانَ من أهل الْفساد فزجر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 (رُؤْيَة اللِّسَان) وَمن رأى لِسَانه طَويلا عِنْد الْمُخَاصمَة فَإِنَّهُ ظافر وَمن رأى أَن لِسَانه مربوط يدل على الْفقر وَالْمَرَض وَقيل الْغَلَبَة والمصيبة وَمن رأى بِلِسَانِهِ مَا يُؤْذِيه أَو يُنكر مثله فِي الْيَقَظَة فَلَيْسَ بمحمود وفصاحة اللِّسَان حِكْمَة ومنطق وعذوبة كَلَام وَمن رأى أَن لِسَانه طَال فَإِنَّهُ يكثر الْكَلَام وَرُبمَا يبسط على أحد مضرَّة وَمن رأى أَنه عض لِسَانه فَإِنَّهُ ندامة وَمن رأى أَنه ينظر إِلَى لِسَانه فَإِنَّهُ حافظة من الزلل وَمن رأى أَن لِسَانه اسود فَإِنَّهُ يكون شَاعِرًا أَو رأى أَنه اصفر فَيدل على الْمَرَض وَأما تغير اللِّسَان فَلَيْسَ بمحمود وَمن رأى أَنه أخرس أَو بِهِ ثقل فَإِنَّهُ فَسَاد فِي دينه وَمن رأى أَن لِسَانه مَقْطُوع فَإِنَّهُ صَلَاح فِي دينه وَرُبمَا يكون قَلِيل الْكَلَام مَا لم يكن فِي مخاصمة فَإِن كَانَ فِيهَا فَإِنَّهُ نكل عَن حجَّته وَلَا خير فِيهِ وَإِن كَانَ مَرِيضا يَمُوت أَو ذَا شَوْكَة أَو منصب فَيدل على موت كَاتبه أَو ترجمانه وَقيل عَزله من سُلْطَانه وَقيل ذك وخضوع وَرُبمَا كَانَ اللِّسَان ذكر الْإِنْسَان وفخره وَصدقه (رُؤْيَة الْأَسْنَان) وَأما الْأَسْنَان فِي التَّأْوِيل فَأهل الْبَيْت والقرابة فَأَما الأعالي فرجال والأسافل فنسوة فالناب سيد أهل بَيته أَو من يُنَاسِبه وَقيل الناب الْأَعْلَى الْأَيْمن صبي يقوم مقَام أَبِيه والأيسر دونه وَقيل الْأَيْمن عَم والأيسر خَال والرباعية ابْن عَم أَو عمَّة وَنَحْو ذَلِك من الأقرباء والضاحك خَال الرجل وخالته أَو بنوهما فَمن رأى فِي ذَلِك شَيْئا من الْحسن وَالْجمال أَو ضدهما فَإِنَّهُ يرى ذَلِك فِيمَن ينْسب السن إِلَيْهِ وَمن رأى أَنه نبت لَهُ بِجَانِب من ذَلِك نَظِيره فَإِنَّهُ يَسْتَفِيد مِمَّن ينْسب إِلَيْهِ من الْمَذْكُورين أَو مِمَّن يقوم مقَامه وَمن رأى فِي أَسْنَانه فلجا فَهُوَ عيب أهل بَيته وَرُبمَا دلّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 ذَلِك على زِيَادَة الْحسن واصطكاك الْأَسْنَان دَلِيل على وُقُوع جِدَال بَين أهل بَيته وتفاوت الْأَسْنَان يدل على بذل مَال فِي نفي الهموم وَبَيَاض الْأَسْنَان وطولها وكمالها زِيَادَة قُوَّة وجاه وَمن راى أَنه نبت لَهُ سنّ وَهُوَ يؤلمه كَانَ عارا أَو بلَاء وَمن رأى أَن أحدا يقْلع أَسْنَانه يدل على أَنه يقطع رَحمَه أَو ينْفق مَاله على كره مِنْهُ وَمن رأى أَن سنه وَقع فِي الأَرْض فَتَلقاهُ يدل على أَنه يُولد لَهُ ولد فَإِن لم يلقفه يدل على موت أحد من أَقَاربه وَمن رأى أَن أَسْنَانه نقصت فَلَيْسَ ذَلِك بمحمود وَقَالَ بَعضهم صغر الْأَسْنَان تدل على الْحسن وكبرها يدل على الْبشَارَة وَمن رأى بِأَسْنَانِهِ عَيْبا يُنكره فِي الْيَقَظَة فَهُوَ على ثَلَاثَة أوجه هم وحزن وإفلاس وَمَوْت قرَابَة أَو ضعف همة وَمن رأى أَن جَمِيع أَسْنَانه سَقَطت وَذَهَبت فَهُوَ على خَمْسَة أوجه موت جَمِيع أَقَاربه وَطول عمره وَذَهَاب مَاله وعيشه وَدينه وَرُبمَا يَمُوت وَإِن سَقَطت فِي حجره أَو يَده أَو فِيمَا يحصل بِهِ حفظه فَهُوَ على عشرَة أوجه حُصُول مَال وَكَثْرَة نسل واجتماع أَقَاربه بمَكَان وَهدم منزله ووفاء دُيُون وَذَهَاب مَال فِي مصلحَة ومضي ثَمَانِيَة وَعشْرين سنة من الْعُمر وحياه مُدَّة اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ سنة وَغرم ثَلَاثِينَ درهما إِلَى ثَلَاثِينَ ألفا على حسب الْمقَام وَذَهَاب مَال فِي نَفَقَة وَمن رأى أَنه ينقي أَسْنَانه بخلال فَلَيْسَ ذَلِك بمحمود وَمن رأى أَن لَيْسَ بفمه أَسْنَان ثمَّ نَبتَت جدد فَإِنَّهُ على ثَلَاثَة أوجه تغير أُمُور وحياة طَوِيلَة وتدبيره فِي مصَالح نَفسه وَقَالَ بَعضهم من رأى أَن لَيْسَ بفمه إِلَّا سنّ فَإِنَّهُ يدل على سنة وَإِن رأى أَزِيد من ذَلِك مِمَّا دون الْعشْرَة فتعبير وَاحِد مِنْهُ بِسنة وَمن رأى أَن لَهُ سنا بمَكَان لَا يَنْبَغِي نبته فِيهِ فَإِنَّهُ يدل على أَمر لَيْسَ بمحمود وَمن رأى أَنه بلع أَسْنَانه أَو بَعْضهَا فَإِنَّهُ يَأْكُل مَا لَا يحل لَهُ من المَال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 (رُؤْيَة الصَّوْت) وَأما الصَّوْت وَالْكَلَام فَمن رأى حلقه سد وَلَا يخرج مِنْهُ صَوت دلّت رُؤْيَاهُ على حرصه وَمن رأى أَنه يتَكَلَّم بالعربي فَهُوَ حُصُول عز وَشرف وَإِن تكلم بالهندي أَو بالتركي أَو الرُّومِي أَو الأرمني فَلَيْسَ ذَلِك بمحمود وَإِن تكلم بالعجمي أَو بالعبراني أَو بالفرنجي أَو بِجَمِيعِ الألسن فَإِن ذَلِك مَحْمُود وَمن رأى أَنه تكلم لكَلَام يسوغه الْعقل وَفِيه صَلَاح وَمَنْفَعَة فَهُوَ خير لَهُ وَإِن كَانَ بِخِلَافِهِ فتعبيره ضِدّه وَمن رأى أَن عضوا مِنْهُ تكلم يدل على أَن أحدا شَهِيد عَلَيْهِ وَقَالَ بَعضهم الصَّوْت صيت الْإِنْسَان وَذكره بَين النَّاس فَإِن كَانَ قَوِيا حسنا فَهُوَ فَخر وصيت حسن وَإِن كَانَ بِخِلَافِهِ فتعبيره ضِدّه وَلَيْسَ الصَّوْت الغليظ بمحمود فِي حق الْمَرْأَة (رُؤْيَة الْعُنُق والعاتق) وَأما الْعُنُق والعاتقان فموضع الْأَمَانَة وَالدّين إِلَّا أَن أَمَانَة العاتقين من أمانات النِّسَاء فَمن رأى الزِّيَادَة فيهمَا دون الْبدن فَهُوَ قُوَّة صَاحبهمَا على أَدَاء الْأَمَانَة وَمن رأى نقصا فيهمَا فتعبيره ضد ذَلِك وَمن رأى فِي عُنُقه جرحا أَو قَيْحا يدل على أَنه خَان الله فِيمَا قَلّدهُ وَمن رأى طائرا على عُنُقه فَإِن كَانَ الطَّائِر مَحْمُودًا فَهُوَ عمل حسن وَإِن كَانَ بضد ذَلِك فضده وَمن رأى فِي عُنُقه مُصحفا أَو حبلا فَإِنَّهُ يدل على الْفضل وَالْقِيَام بالعهد وَالْحق وَمن رأى أَن فِي عُنُقه حَيَّة مطوقة وَمَا يكره مثله فِي الْيَقَظَة فَلَيْسَ بمحمود وَمن رأى أَن عُنُقه طَال أَو غلظ فَهُوَ قُوَّة وقهر لعَدوه وَقيل كسب مَال وَعدل وَأَمَانَة (رُؤْيَة الْمَنْكِبَيْنِ والعضدين وَالْيَدَيْنِ) وَأما المنكبان فيدلان على الْوَالِدين والأخوين والشريكين فَمن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 رأى أَنه حدث فيهمَا حَادث فتأويله فيهم وَأما العضدان فهما أَخَوان أَو ولدان قد أدْركَا فَمن رأى فيهمَا خيرا أَو شرا فتأويله فيهم وَأما اليدان فتأويلهما على وُجُوه قيل إِن الْيَد الْيُمْنَى سَبَب معاش الرجل وَمَاله وإخوانه وَأَخذه وعطاؤه واليسرى عون الْإِنْسَان وَصديقه وَنَفَقَة يدخرها وَطول الْيَدَيْنِ زِيَادَة مقدرَة وقصرهما ضد ذَلِك وَمن رأى أَن يَده قطعت وَبَانَتْ مِنْهُ مَاتَ أَخُوهُ أَو شَرِيكه أَو صديقه أَو يَنْقَطِع مَا بَينهم من المواصلة والموالفة وَرُبمَا كَانَ قطع الْيُمْنَى يَمِين يحلفها وَرُبمَا كَانَ قطع عمل أَو غَيره من معيشة أَو يكون قَاطعا لرحمه وَإِذا كَانَ الرَّائِي من أهل الصّلاح يكون قطعا عَن الْمَحَارِم وَقيل رُؤْيَة قطع الْيَد تُهْمَة بِسَرِقَة أَو يكون سَارِقا وَمن رأى أَن يَده الْيُسْرَى قطعت وصل قرَابَته وَيرى فِي أَهله كل خير وَمن رأى أَن يَدَيْهِ أَو إِحْدَاهمَا كسرت فَإِنَّهُ بلَاء يُصِيبهُ وَمن رأى أَن يَده الْوَاحِدَة أَشد بَيَاضًا من الْأُخْرَى فَإِنَّهُ ينجو من السوء ويظفر على مخاصمه وَمن رأى أَنه غسل يَدَيْهِ ونظفهما فَلَا بَأْس بِهِ وَمن رأى أَنه قطع يَده من غير ألم فَإِنَّهُ يتَعَلَّق قلبه بمحبة أحد وَقيل قطع الْيَدَيْنِ طول عمر وَمن رأى أَنه يمشي على يَدَيْهِ فَإِنَّهُ يعْتَمد على بعض أقربائه وَمن رأى أَنه نبت على يَده مَا يُنكر فِي الْيَقَظَة فَلَيْسَ بمحمود وَمن رأى أَن بِيَدِهِ كفا فَإِنَّهُ كف عَن الْمعاصِي وَمن رأى أَنه يصفق فَهُوَ على وَجْهَيْن قيل فَرح وسرور وَقيل لَا فَائِدَة فِيهِ وَلَطم الكفوف على الْوَجْه يدل على حُدُوث مُصِيبَة (رُؤْيَة الْأَصَابِع) وَأما الْأَصَابِع فَقَالَ ابْن سِيرِين أَصَابِع الْيَد الْيُمْنَى الْخمس تدل على الصَّلَوَات الْخمس وَأما أَصَابِع الْيَد الْيُسْرَى فتؤول بأولاد الْأَخ فَمن رأى فِي أَصَابِع يَده الْيُمْنَى زينا أَو شينا فتعبيره فِي الصَّلَوَات الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 الْخمس وَكَذَلِكَ إِن رأى فِي أَصَابِع الْيَد الْيُسْرَى فتأويله فِي أَوْلَاد الْأَخ ورؤية أَصَابِع الرجلَيْن تدل على الزِّينَة واستقامة الْأُمُور فَمن رأى فِيهَا مَا يزين أَو يشين فتأويله فِي ذَلِك وَإِن رأى فِي أَصَابِعه اعوجاجا سَوَاء كَانَ فِي يَدَيْهِ أَو رجلَيْهِ فَهُوَ انعكاس وَلَيْسَ ذَلِك بمحمود وَمن رأى أَنه يشبك أَصَابِعه فَإِن ذَلِك عسر وفقر وَمن رأى أَنه يفرقع أَصَابِعه فَإِنَّهُ يدل على وُقُوع كَلَام قَبِيح بَين قرَابَته وَقيل فرقعة الْأَصَابِع استهزاء وَرُبمَا يرتكب مَا لَا يَنْبَغِي (رُؤْيَة الأظافر) وَمن رأى أَنه يقلم أَظْفَاره التقليم الْمُعْتَاد فَإِنَّهُ زَوَال هم وغم وَإِن جَاوز الْمُعْتَاد فَإِنَّهُ ضعف وَقلة مقدرَة وَمن رأى أَنه يقرع بأظفاره على أَسْنَانه فَإِنَّهُ يرتكب أمرا مَكْرُوها (رُؤْيَة الصَّدْر) وَأما الصَّدْر فيؤول على أوجه شَرِيعَة وَدين وَغير ذَلِك فَمن رأى أَن صَدره متسع فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة دينه وتقواه وَمن رأى ضيقا فِي صَدره فَإِنَّهُ يدل على نُقْصَان دينه وَمن رأى فِي صَدره مَا يُنكر فِي الْيَقَظَة فَلَيْسَ بمحمود وَإِن رأى مَا يحمد فَهُوَ مَحْمُود وَمن رأى فِي صَدره مَا يؤلمه فَإِنَّهُ ينْفق مَاله فِي إِسْرَاف (رُؤْيَة الثديين) وَأما الثديان فهما الْبَنَات فَمَا حدث فيهمَا نسب إلَيْهِنَّ فَمن رأى أَنه نبت لَهُ شَيْء مكانهما دلّ على زِيَادَة الْبَنَات ونقصهما ضِدّه وَمن رأى أَن فِي ثدييه لَبَنًا فَإِنَّهُ زِيَادَة دين وَإِن كَانَ عزبا تزوج أَو متزوجا فحصول غنى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 أَو شَيخا كَبِير السن افْتقر أَو امْرَأَة صَغِيرَة طَالَتْ حَيَاتهَا أَو عجوزا دلّ على مَوتهَا أَو عزبة تتَزَوَّج أَو طفلة جدا فَرُبمَا تَمُوت وَإِن رَأَتْ الْمَرْأَة أَن حلمة ثديها مَقْطُوعَة لَا خير فِيهِ وَرُبمَا تَمُوت ابْنَتهَا وَإِن رَأَتْ ثديها أُصِيب بالنَّار فَإِنَّهُ يحصل لابنتها ضَرَر من الْملك وَإِن رَأَتْ أَنَّهَا معلقَة بثديها فَيدل على وِلَادَتهَا من الزِّنَا (رُؤْيَة الْبَطن) وَأما الْبَطن ظَاهره وباطنه يؤول بِالْمَالِ وَالْولد فَمن رأى أَن بَطْنه كبر وَحسن فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة مَا ذكر وَإِن رأى فِيهِ نقصا أَو شينا فتعبيره ضِدّه وَمن رأى أَن بَطْنه شقّ وَغسل وَعَاد كَمَا كَانَ فَإِنَّهُ يدل على رضى الله تَعَالَى وتوفيقه وسلوكه الطَّرِيقَة الحميدة وَصَلَاح أُمُوره وأمنه من الشَّيْطَان الرَّجِيم وَمن رأى أَنه خرج من بَطْنه ولد أَو ابْنة فَإِنَّهُ يَأْتِي مِنْهُ ذَلِك ويسود أَهله وَقَالَ بَعضهم ورم الْبَطن حُصُول مَال ومشقة وَحُصُول مُصِيبَة (رُؤْيَة الكبد) وَأما الكبد فَإِنَّهُ مَال وَعلم وَولد فَمن رأى فِي ذَلِك مَا يزينه أَو يشينه فَهُوَ مَنْسُوب لما ذكر وَمن رأى أَنه يَأْكُل من كبد أَي شَيْء كَانَ فَإِنَّهُ حُصُول مَال فَإِن كَانَ مطبوخا فَإِنَّهُ حَلَال وَإِن كَانَ غير ذَلِك فمكروه وَمن رأى أَن كبده قطع فَإِن وَلَده يَمُوت (رُؤْيَة الرئة وَالطحَال) وَأما الرئة فَإِنَّهُ فَرح الْإِنْسَان وسروره فَمن رأى فِي ذَلِك مَا يسر أَو يحزن فَإِنَّهَا يؤول فِي ذَلِك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 وَأما الطحال فَهُوَ مَال وَقيل دين وَرُبمَا كَانَ قوام الْبدن فَمن رأى فِي ذَلِك مَا يزين أَو يشين فَهُوَ مَنْسُوب لذَلِك وَقَالَ بَعضهم رُؤْيَة الطحالات من جَمِيع الْحَيَوَان مَال فمما يُؤْكَل لَحْمه حَلَال وَمِمَّا لَا يُؤْكَل حرَام (رُؤْيَة السُّرَّة) وَأما السُّرَّة فَهِيَ مُعَاملَة الْإِنْسَان وسروره وَزَوجته فَمن رأى بهَا مَا يزين أَو يشين فتأويله فِي ذَلِك (رُؤْيَة الأضلاع) وَأما الأضلاع فهم أهل الْبَيْت من النسْوَة فَمن رأى زِيَادَة فِيهَا كَانَت زِيَادَة فِي أهل بَيته وَمن رأى فِيهَا نقصا فضده (رُؤْيَة الصلب وَالظّهْر) وَأما الصلب فقوة الْإِنْسَان وَرُبمَا كَانَ ولد قَالَ بَعضهم من رأى أَنه يخرج من صلبه شَيْء فَإِنَّهُ يرْزق لَهُ ولد وَأما الظّهْر فقوة الْإِنْسَان وظهره جاهه وَسَنَده وهلاكه وَفَقره وَكبر سنه ومصيبته فَمن رأى أَنه حمل حملا ثقيلا على ظَهره فَإِنَّهُ ارْتِكَاب خَطَايَا وأوزار وَمن رأى على ظَهره سلْعَة فَإِنَّهُ دين وسلسلة الظّهْر أَوْلَاد وَمن رأى أَن على ظَهره مَيتا فَإِنَّهُ يتكفل بعيال الْمَيِّت وَمن رأى ظَهره عدوه فَإِنَّهُ يَأْمَن غائلته وَأما ظهر الْعَجُوز فإدبار الدُّنْيَا عَنهُ وَمن رأى ظهر عدوه فَإِنَّهُ يَأْمَن غائلته وَأما ظهر الْعَجُوز فإدبار الدُّنْيَا عَنهُ وَمن رأى أَنه مُسْتَند بظهره إِلَى حَائِط فَإِنَّهُ يدل على ارتكابه لصَاحب شَوْكَة وَقيل وُقُوع سفر وَحُصُول مَال وَمن رأى أَو ظَهره انْكَسَرَ فَهُوَ موت رئيسه وَقَالَ بَعضهم من رأى أَنه حدث بظهره مَا يزينه أَن يشينه فيؤول على الجاه وَالْقُوَّة وضده الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 (رُؤْيَة الْقلب) وَأما الْقلب فَهُوَ ذهن الْإِنْسَان وفطنته وعقله وَدينه فمهما رأى فِيهِ من زين أَو شين فتأويله فِي ذَلِك وَقَالَ بَعضهم إِذا رأى الْإِنْسَان قلبا فَهُوَ صَلَاح فِي دينه وَحسن مَنْطِقه وَمن رأى قلبه خطف وَذهب عَنهُ فَهُوَ على أَرْبَعَة أوجه خوف شَدِيد وجنون وَفَسَاد دين وحدوث مُصِيبَة وَمن رأى قلبه اسود وَعَلِيهِ غشاوة فَهُوَ ضال عَن الْحق وَكثير الذُّنُوب (رُؤْيَة الأليتين وَالذكر) وَمَا مقْعد الْإِنْسَان وأليته فكسب مَال وشغل مَنْفَعَة فَمن رأى فِي ذَلِك مَا يشين أَو يزين فَعبر بِهِ وَأما الذّكر فَهُوَ ولد وَمَال وَذكر وَسُمْعَة فَمن رأى لَهُ ذكرين أَو أَكثر كَانَ زِيَادَة فِي ذَلِك وَمن رأى أَن ذكره قطع بيد أحد فضد ذَلِك وَإِن قطعه فَإِنَّهُ لَا يُولد لَهُ ولد وَإِن رَآهُ ضعف وَقلت قوته فَلَيْسَ بمحمود وَمن رأى أَنه كبر وضخم فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي سُلْطَانه وَمَاله وَولده وَمن رأى أَن شخصا يحلم ذكره أَو يملطه فَإِنَّهُ ينَال مِنْهُ مَنْفَعَة وَمن رأى أَن أحدا يضْرب ذكره فَلَا خير فِيهِ للضارب وَمن رأى أَن ذكره مربوط فَإِنَّهُ يكتم الشَّهَادَة وَمن رأى أَنه خرج من ذكره شيئ فَهُوَ ولد فَإِن كَانَ محبوبا كَانَ الْوَلَد جيدا أَو مَكْرُوها فضده وَمن رأى فِي ذكره جِرَاحَة فَإِنَّهُ كَلَام يُقَال فِيهِ وَمن رأى أَنه ختن فَإِنَّهُ صَلَاح فِي دينه وَمن رأى أَن ذكره انْتَشَر وانتصب فَإِن الْحَاجة الَّتِي هُوَ طالبها تقضى وَقَالَ بَعضهم حَرَكَة الذّكر وانتصابه يدل على زِيَادَة المَال وَكَثْرَة الْأَوْلَاد والجاه وَمن رأى أَنه ورم فنظير ذَلِك مَا لم يكن بِهِ وجع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 (رُؤْيَة الخصيتين) وَأما الخصيتان فيؤولان بالمعيشة وبالبنات وبالصيانة والوقاية فَمن رأى فيهمَا من زين أَو شين كَانَ مَنْسُوبا لذَلِك وَمن رأى فِي خصيتيه خللا فَإِن أعداءه يظفرون بِهِ وَإِن رآهما فِي يَد رجل ظفر بِهِ عدوه وَإِن رأى كَأَنَّهُمَا بانتا مِنْهُ من غير ألم أَو وهبهما لأحد فَإِنَّهُ يُولد لغيره ولد فِيهِ نِسْبَة إِلَيْهِ وانتزاعهما موت الْأَوْلَاد وَمن رأى أَنَّهُمَا قطعا وَكَانَ عِنْده مَرِيض فَإِنَّهُ يَمُوت وَرُبمَا يكون مُفَارقَة زَوْجَتَيْنِ وَمن رآهما عظمتا دلّ على امْتِنَاعه من شَرّ أعدائه وَقَالَ بَعضهم جَمِيع الخصى من الْإِنْسَان وَالْحَيَوَان مَال فَمن حصل لَهُ شَيْء من ذَلِك وَذهب عَنهُ فيؤول بِالْمَالِ وَمن رأى أَنه نبت لَهُ شَيْء من ذَلِك فِي غير مَحَله وَذهب فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مَال من غير وَجهه ويصرفه فِي غير مَحَله (رُؤْيَة الْفرج) وَمن رأى أَن لَهُ فرجا مثل فرج الْمَرْأَة فَإِنَّهُ يدل على المذلة وَإِن رَأَتْ الْمَرْأَة أَن لَهَا فرجين فَرُبمَا تؤتي فِي الْقبل والدبر وَإِن رَأَتْ أَنه ينزل من فرجهَا مَاء فَهُوَ حُصُول ولد وَقطع الْفرج لَيْسَ بمحمود وَقيل ظفر على الْأَعْدَاء وَإِن رَأَتْ أَنه يخرج من فرجهَا مَا يكره نَوعه فَهُوَ ولد لَا خير فِيهِ وَإِن كَانَ نَوعه محبوبا فَهُوَ ولد صَالح وَمن رأى أَنه ينظر إِلَى فرج امْرَأَته فَإِنَّهُ يخرج من شدَّة وَخُرُوج من ضيق إِلَى سَعَة وَمن رأى على فرج امْرَأَة مَعْرُوفَة حَيَوَانا يلعقه أَو يمصه أَو يحوم حوله فَإِنَّهُ يدل على أَنَّهَا فاسقة لَا خير فِيهَا وَإِن كَانَت مَجْهُولَة فَلَيْسَ بمحمود للرائي (رُؤْيَة الدبر) والدبر كيس صَاحبه ومخزنه وَبَيت حانوته ومقعده فَمن رأى فِيهِ مَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 يزينه أَو يشينه فتعبيره فِي ذَلِك وَمن رأى أَنه يخرج من دبره مَا لَا يَنْبَغِي أَو يدْخل فِيهِ مثله لَا خير فِيهِ وَمن رأى أَنه يفوح مِنْهُ رَائِحَة عطرة فَإِنَّهُ ثَنَاء وَذكر جميل وَإِن رأى ضد ذَلِك فضده (رُؤْيَة الْفَخْذ والركبتين والساقين) وَأما الْفَخْذ فقوة الْإِنْسَان وَقَومه وعشيرته فَمن رأى فِي ذَلِك مَا يزين أَو يشين فَهُوَ مَنْسُوب لذَلِك وَمن رأى أَن فَخذه قطع فَإِنَّهُ يُفَارق أَهله وَيَمُوت غَرِيبا وَأما الركبتان فهما كد الْإِنْسَان ومطلبه فَمن رأى فِي ذَلِك من شين أَو زين فيؤول على ذَلِك وَأما الساقان فهما مَال الْإِنْسَان واعتماد سلوكه فَمن رأى فِي ذَلِك مَا يزين أَو يشين فَهُوَ مَنْسُوب لَهما وَرُبمَا كَانَت السَّاق عمر الْإِنْسَان فَمن رأى أَن سَاقه من حَدِيد طَال عمره وَبَقِي مَاله أَو من خشب ضعف عَن طلب معيشته فِي التمَاس رزقه وَمن رأى أَن سَاقه الْتفت بساق أُخْرَى فَهُوَ عَلامَة الْهَلَاك ... (رُؤْيَة الرجلَيْن) وَأما الرجلَيْن فهما الأبوان أَو حمله أَو مَا يقوم عَلَيْهِ الْإِنْسَان فِي مَكَانَهُ من الرزق فمهما رأى فِي ذَلِك من زين أَو شين كَانَ تأويلهما فيهمَا فَمن رأى أَن رجله الْوَاحِدَة قطعت أَو كسرت فَإِنَّهُ يدل على ذهَاب نصف مَاله أَو موت أحد أَبَوَيْهِ وَإِن رأى ذَلِك الْحَادِث فِي رجلَيْهِ فَإِنَّهُ يدل على سَفَره أَو ذهَاب مَاله أَو مَوته وَمن رأى رجلَيْهِ حديدا أَو نُحَاسا فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة عمره وَمَاله وَمن رأى أَن رجلَيْهِ قزاز فَإِنَّهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 يدل على قصر أَجله ونقصان مَاله وَمن رأى أَن رجله تحولت إِلَى رجل شَيْء من الْحَيَوَانَات فَهُوَ دَلِيل الْقُوَّة (رُؤْيَة الْعِظَام) وَأما الْعِظَام فَمَال الرجل الَّذِي مِنْهُ معيشته وَعَلِيهِ اعْتِمَاده مثل العبيد وَالدَّوَاب فمهما رَآهُ فِي ذَلِك من زين أَو شين فَإِنَّهُ يؤول فيهم قَالَ ابْن سِيرِين الْعِظَام مَال ومعيشة فَمن أصَاب شَيْئا فَإِن كَانَ عَلَيْهِ مَا يستره فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي ذَلِك وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه شدّ عظما مكسورا فَإِنَّهُ حُصُول أبهة وَقُوَّة وَقَالَ بَعضهم جَمِيع الْعِظَام سَوَاء كَانَت للْإنْسَان أَو للدواب فَهِيَ مَال وَأما المخ فَهُوَ مَال مخفي فَمَا كَانَ مَنْسُوبا إِلَى مَا يُؤْكَل لَحْمه فَهُوَ حَلَال وَمَا كَانَ مِمَّا لَا يُؤْكَل فَهُوَ حرَام وَمن رأى أَنه أكل من مخ إِنْسَان ميت فَإِنَّهُ يَأْكُل من مَاله بِقدر ذَلِك وَإِن كَانَ مَجْهُولا فحصول مَنْفَعَة على كل حَال وَمن رأى أَن مخه ظهر من أَنفه على الأَرْض فَإِنَّهُ ذهَاب رَأس مَاله (رُؤْيَة الأعصاب) وَأما الأعصاب وَالْعُرُوق فَهِيَ مؤلف أمره وشأنه وأنسابه وعصبته فَمن رأى فِي ذَلِك مَا يزين أَو يشين فتأويله فِي ذَلِك فَمن رأى أَن عصبا من أَعْضَائِهِ أَو عرقا قطع أَو يبس فَهُوَ على وَجْهَيْن إِمَّا خلل فِيمَا ذكر أَو موت وَمن رأى أَن أعصابه أَو عروقه زَادَت فَإِنَّهُ يكثر فِي عصبته وحشمه ونسله وَقيل قطع الْعرق غَرَامَة (رُؤْيَة الْجلد) وَأما الْجلد فَهُوَ ذُريَّته ورياسته وَستر وبركة وَقُوَّة ومعيشته وَمَوته وحياته وَكسوته فَمن راى فِي ذَلِك مَا يزين أَو يشين فيؤول عَلَيْهِم قَالَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 بَعضهم من رأى لون جلده تغير بلون غَيره مِمَّا يكره مثله فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ غم وهم وَقَالَ بَعضهم جَمِيع جُلُود الْحَيَوَان مَال فَمن رأى جلد الْبَعِير فَهُوَ مَال من جِهَة مِيرَاث وَمَا كَانَ من جلد مَا يُؤْكَل لَحْمه فَهُوَ مَال حَلَال وَمَا لَا يُؤْكَل لَحْمه فَمَال حرَام (رُؤْيَة اللَّحْم) وَأما اللَّحْم فَمَاله الْمُسْتَفَاد فَمن رأى زِيَادَة فِي لَحْمه كثرت غلاته وفوائده وَإِن رأى نُقْصَانا فِيهِ أَو هزالًا فَهُوَ نُقْصَان فِي مَاله وَضعف فِي مقدرته الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 (الْبَاب الْخَامِس عشر فِي رُؤْيَة مَا يلْحق الْإِنْسَان من الْأَمْرَاض) (رُؤْيَة الْمَرَض) أما تَأْوِيل الْمَرَض فَلَيْسَ بمحمود لِأَنَّهُ فَسَاد فِي الدّين وَرُبمَا كَانَ الرَّائِي يكثر الأباطيل وَقيل من رأى أَن مَرضه طَال تساقطت ذنُوبه وَلَقي الله على خير حَالَته وَقَالَ بَعضهم من رأى أَنه مَرِيض من غير ألم فَإِنَّهُ يرى قُرَّة عين وَلَا يَمُوت تِلْكَ السّنة وَإِن رأى الْمَرِيض أَنه صَار صَحِيح الْجِسْم وَهُوَ خَارج عَن منزله فَهُوَ مَوته إِلَّا أَن يكلم النَّاس ويخاطلهم فَإِن ذَلِك عَلامَة برئه وَمن رأى أَن ذَا سُلْطَان مَرِيض فَلَيْسَ بمحمود فِي حق الرَّائِي وَإِن كَانَ بَينه وَبَين أحد خصام فَإِنَّهُ مغلوب وَإِن كَانَ فِي حَرْب أَصَابَته جِرَاحَة وَمن رأى أَن جَبينه يؤلمه فَإِنَّهُ نُقْصَان فِي جاهه وَمن رأى أَن فِي عَيْنَيْهِ ضعفا فَإِنَّهُ نُقْصَان فِي رزقه وغم وهم وحزن وَإِذا رأى أحدا يداويه أَو يكحله فَإِنَّهُ يدل على الْخَيْر وَالصَّلَاح وَمن رأى أَن بأذنه وجعا فَإِنَّهُ يسمع مَا يكره وَمن رأى أَن أَنفه يؤلمه فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ مضرَّة وَمن رأى أَن لِسَانه يؤلمه فَإِنَّهُ وبال فِي حَقه وَرُبمَا يكون كذبا وَمن رأى بفمه ضعفا وَهُوَ يؤلمه فَإِنَّهُ حُصُول هم وغم من جِهَة أقربائه وَمن رأى بِرَقَبَتِهِ ألما فَإِنَّهُ يكون عِنْده أَمَانَة أهملها وَمن رأى أَن قلبه ضَعِيف وَبِه ألم فَإِنَّهُ يَأْكُل الْحَرَام أَو يدل على نفَاقه وَقيل زِيَادَة مَال وَمن رأى أَن بظهره ضعفا فَلَا خير فِيهِ وَرُبمَا دلّ على كبر سنّ الْإِنْسَان والانحناء افتقار وَمن رأى أَن بجنبه وجعا فَإِنَّهُ يدل على تكدر الْقلب والخاطر وضيق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 الصَّدْر وَمن رأى أَن بكبده مَرضا فَإِنَّهُ يكون قَلِيل الشَّفَقَة على عِيَاله وَمن رأى أَن بِيَدِهِ مَرضا فَإِنَّهُ يجفو أَخَاهُ أَو شَرِيكه أَو صديقه وَمن رأى أَن بإصبعه ضعفا وألما فَإِنَّهُ يكون مقصرا فِي صلَاته وَمن رأى أَنه مبطون فَإِن ذَلِك شَهَادَة وَمن رأى أَن بِهِ وجعا فِي بَطْنه أوثقلا فَيدل على محبته لأقربائه وَمن رأى بسرته ألما دلّ على أَنه ينسى الْمُعَامَلَة مَعَ زَوجته (رُؤْيَة الطَّاعُون) وَمن رأى أَنه وَقع فِي مَكَان طاعون فَإِنَّهُ يحدث فِيهَا حَرْب وَفتن وَقَالَ ابْن سِيرِين رُؤْيَة الطَّاعُون تدل على الغلاء والفتنة والهم وَالْغَم وَقَالَ بَعضهم من رأى أَنه حدث بِهِ طاعون فَإِنَّهُ يدل على مَوته شَهِيدا (رُؤْيَة السم) وَمن رأى أَنه مَسْمُوم فَإِنَّهُ لهج بِأَمْر توَحد فِيهِ وَرُبمَا يُصِيبهُ هم وكرب فَإِن قَتله السم أصَاب ذَلِك خيرا وَقَالَ بَعضهم السم مَال حرَام فَمن أكل مِنْهُ أَو ملكه فَإِنَّهُ يُصِيب قدر ذَلِك وَقَالَ بَعضهم اسْتِعْمَال السم طول حَيَاة وَمَنْفَعَة دنيوية (رُؤْيَة الْجُنُون) وَمن رأى أَنه مَجْنُون فَإِنَّهُ حُصُول مَال حرَام من رَبًّا وَقيل رُؤْيَة الْجُنُون تدل على الْغنى وَمن رأى أَنه صرع من الْجُنُون وَغَابَ عَن نَفسه فَإِنَّهُ يكون مكروبا أَو مسحورا أَو ينهب مَاله أَو تحصل لَهُ مُصِيبَة وَقيل كسْوَة من مِيرَاث وَرُبمَا كَانَ حُصُول سُلْطَان إِن كَانَ من أَهله وجنون الصَّبِي مَال وغنى لِأَبِيهِ وجنون الْمَرْأَة خصب السّنة وَقَالَ بَعضهم من رأى أَن مَجْنُونا سحبه وَهُوَ خَائِف مِنْهُ وَلم يصل إِلَيْهِ ضرّ فَهُوَ عَدو وَيكون الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 الرَّائِي فِي أَمَان مِنْهُ وَأما الْمَرْأَة الْمَجْنُونَة فتؤول بالدنيا فَمن رَآهَا مقبلة عَلَيْهِ فَإِنَّهَا سنة مخصبة (رُؤْيَة الجذام والبرص) وَمن رأى أَنه أَجْذم وأبرص فَإِنَّهُ ينَال مَالا ونعمة وكرامه والجذام إِذا سَالَ مِنْهُ دم أَو قَبِيح فحصول مَال حرَام وَرُبمَا ينْسب لصَاحب الجذام أَمر قَبِيح وَهُوَ بَرِيء مِنْهُ وَرُبمَا ينزل بِهِ بلَاء فِي نَفسه أَو مَاله أَو فِي أحد عِيَاله وَقيل رُؤْيَة الأجذم والأبرص وَالْأكل مَعَهُمَا مصاحبة من يكرههُ (رُؤْيَة القويا) وَمن رأى فِي جِسْمه قَوِيا كَثِيرَة أَو وَاحِدَة فَإِنَّهُ مَال يخْشَى صَاحبه من مُطَالبَته وَرُبمَا يكون حُصُول أَمر يكرههُ (رُؤْيَة القروح والجروح) وَمن رأى أَن على يَدَيْهِ شَيْئا من القروح والجروح فَإِنَّهُ يُصِيب بِقَدرِهَا مَالا حَرَامًا إِلَّا أَن يكون فِي عُنُقه فَإِنَّهُ دين وأمانات عَلَيْهِ وَقَالَ بَعضهم من رأى فِي جِسْمه شَيْئا من ذَلِك نزل بِهِ (رُؤْيَة الْحمى الحارة والباردة) وَمن رأى أَنه مَحْمُوم فَإِنَّهُ حُصُول كرب وهم وغم وَإِن رأى أَنه بالباردة فَإِنَّهُ حُصُول أَمر يكون فِيهِ مَغْلُوبًا وَلَيْسَ فِي الرؤيتين خير أبدا وَمن رأى أَن بِهِ قولنجا فَهُوَ مقتر على عِيَاله فِي رزقه وَمن رأى ضعفا فِي أحد أَعْضَائِهِ من خدش أَو جرح فَإِن الخادش يحصل مِنْهُ مضرَّة وَمن رأى أَنه مبتل وبجسده مَا يَأْكُل مِنْهُ كالهوام وَغَيره فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا كثيرا وعيالا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 (رُؤْيَة الجرب) وَمن رأى أَن بجسده جربا فَإِنَّهُ حُصُول مَال بتعب فَإِن حكه وَخرج مِنْهُ مَاء ينَال مَالا بِغَيْر تَعب وَمن رأى على جسده جربا كثيرا وَبرئ مِنْهُ فِي الْحَال فَهُوَ على وَجْهَيْن ذهَاب مَال أَو خلاص من هم وغم فَإِن بَقِي أَثَره فِي جسده فَإِنَّهُ يجمع مَالا (رُؤْيَة الدَّم) وَمن رأى أَنه يخرج مِنْهُ دم من غير جرح فَإِنَّهُ إِن كَانَ ذَا منصب يقبل الرِّشْوَة ويتناولها فيعزل وَإِن لم يكن فحصول ضَرَر وَإِن رأى الدَّم يخرج من جراحات فحصول هم وغم وخسارة وَمن رأى أَنه شرب دَمًا فَإِنَّهُ حُصُول مَال حرَام وإهراق دم بِغَيْر حق وَمن رأى أَن بجسده مَكَانا يخرج مِنْهُ دم أَو صديد فلطخ بجسده أَو ثَوْبه فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا حَرَامًا بِقَدرِهِ وَإِن لم يلطخ شَيْئا فَإِنَّهُ يخرج من إِثْم وَمن رأى أَنه يخرج من جسده دم من طعنة بِرُمْح فَإِنَّهُ يَصح جِسْمه وَيكثر مَاله وَإِن كَانَ مُسَافِرًا دلّ على سَلَامَته ورجوعه وَمن رأى أَنه يخرج دم من عروقه فَإِنَّهُ يؤول بِنَقص فِي مَاله على قدر الدَّم وَإِن كَانَ فَقِيرا اسْتَفَادَ مَالا بِقَدرِهِ وَمن رأى دَمًا يخرج من قضيبه فَإِنَّهُ يدل على سقط زَوجته وَمن رأى دَمًا يخرج من دبره فَإِن أصَاب بدنه أَو ثِيَابه أصَاب مَالا حَرَامًا وَمن رأى دَمًا يخرج من أَسْنَانه أَصَابَهُ هم من قبل أَقَاربه وَمن رأى بمَكَان نَهرا من دم أَو ميزابا سَائِلًا فَإِنَّهُ يصير فِي مَكَان سفك دم وَمن رأى أَنه خرج دم من أَنفه فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول مَال حرَام وَإِن كَانَ الدَّم قَلِيلا وَلم ير عِنْد خُرُوجه ضعفا فَإِنَّهُ فرج من هم وغم وَقيل إِن الرعاف إِصَابَة كنز وَمن رأى أَن رعافه يقطر فِي الطَّرِيق فَإِنَّهُ يُؤَدِّي زَكَاة مَاله على الْمَشْرُوع وَمن رأى أَنه يخرج من عينه دم فَإِنَّهُ حزن وفراق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 (رُؤْيَة الْقَيْح) وَمن رأى أَن بِهِ عِلّة من الْعِلَل مَمْلُوءَة من الْقَيْح والصديد فَإِنَّهُ مَال وَمَنْفَعَة من وَجه حرَام فَإِن رأى أَن ذَلِك سَالَ مِنْهُ أَو خرج فَإِنَّهُ ذَهَابه عَنهُ وَقيل فرج من هم وغم وَمن رأى أَن قَيْحا يخرج من ذكره فَإِنَّهُ ينْكح لِأَن الْقَيْح يشبه الْمَنِيّ وَإِن خرج من دبره لَا خير فِيهِ (رُؤْيَة الْقَيْء) وَمن رأى أَنه تقيا وَكَانَ ذَلِك سهلا عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يدل على التَّوْبَة أَو رد الْحق إِلَى أَهله وَإِن عسر عَلَيْهِ ذَلِك فَيكون عُقُوبَة وَإِن رأى ذَلِك الْمَرِيض فَهُوَ مَوته وَإِن رَأَتْ ذَلِك امْرَأَة حُبْلَى فَإِنَّهَا تسْقط وَمن رأى أَنه أكل قيأه فَإِنَّهُ يرجع فِي هِبته وَقيل بخل وتقتير وَمن رأى أَنه تقيأ جَمِيع مَا فِي بَطْنه فَإِنَّهُ يدل على هَلَاكه (رُؤْيَة الْبَوْل) وَمن رأى أَنه بَال فِي مَكَان يَقْتَضِي أَن يكون مَحَله فَإِنَّهُ فرج من هم وغم وَمن رأى أَنه بَال دَمًا فَإِنَّهُ يُولد لَهُ ولد نَاقص وَمن رأى أَنه بَال على الْمُصحف فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ ولد يكون حَافِظًا طَالب علم وَمن رأى أَنه بَال وَالنَّاس يمسحون وُجُوههم من بَوْله فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ ولد يتبرك بِهِ النَّاس من صَلَاحه وَمن رأى أَنه بَال فِي مَسْجِد فَإِنَّهُ يدّخر مَاله أَو يَأْتِيهِ ولد يكون إِمَامًا للنَّاس وَمن رأى أَنه يَبُول فِي مَوضِع مَجْهُول فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة مَجْهُولَة وَمن رأى أَنه يَبُول وَآخر أَيْضا يَبُول فاختلط بولهما وَقع بَينهمَا مُوَاصلَة ومصاهرة وَمن رأى أَن إنْسَانا بَال عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يُدْرِكهُ بإنفاق مَاله عَلَيْهِ وَمن رأى أَنه يَبُول فِي قَارُورَة أَو طست فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 (رُؤْيَة الْغَائِط) وَمن رأى أَنه خرج مِنْهُ غَائِط فَهُوَ على وَجْهَيْن خوف من سُلْطَان وغرامة وللمسافر قطع الطَّرِيق وَمن رأى أَنه أحدث فِي مَكَان حَدثا فَإِنَّهُ ينْفق مَاله فِي شَهْوَته وَإِن كَانَ الْموضع مَجْهُولا أنْفق مَالا حَرَامًا وَإِن أحدث فِي ثِيَابه ارْتكب فَاحِشَة أَو على فرَاشه مرض مَرضا شَدِيدا أَو رُبمَا فَارق امْرَأَته أَو فِي مَوضِع وستره بِالتُّرَابِ فَإِنَّهُ يدْفن مَالا وَمن رأى أَنه يَأْكُل غائطا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا حَرَامًا وَرُبمَا يتَكَلَّم بِكَلَام فحش ينْدَم عَلَيْهِ وكل شَيْء يخرج من بطُون النَّاس وَالدَّوَاب والأرواث فَإِنَّهُ مَال فَأَما مَا يُؤْكَل لَحْمه فروثه مَال حَلَال وَمَا لَا يُؤْكَل فروثه مَال حرَام وَمن رأى أَنه تغوط حَيَوَانا فَإِن كَانَ مِمَّن يستحسن فَإِنَّهُ يُولد لَهُ أَوْلَاد جِيَاد فَمَا كَانَ مؤنثا دلّ على الْبِنْت وَمَا كَانَ مذكرا دلّ على الْوَلَد وَمن رأى أَنه جلس على الروث فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا من قرَابَته وَرُبمَا كَانَ من جِهَة مِيرَاث (رُؤْيَة الرّيح) وَمن رأى أَنه أحدث ريحًا فَإِن كَانَ عَلَيْهِ عهد أَو نذر أَو يَمِين فَإِنَّهُ ينْكث ذَلِك وَقَالَ بَعضهم من رأى أَنه أحدث ريحًا فحصول هم وغم وَكَلَام فِيهِ وَإِن كَانَ بَين قوم فحصول خجل وفضيحة وَإِن رأى أَنه خرج مِنْهُ ريح بِصَوْت من غير عمد فرج عَنهُ وَربح وَإِن كَانَ عمدا وَله ريح دلّت الرُّؤْيَا على قَول قَبِيح (رُؤْيَة الفصد) وَمن رأى أَنه يفصد وَيخرج مِنْهُ الدَّم فَإِنَّهُ يخرج من إِثْم وَمن رأى أَنه افتصد وَخرج مِنْهُ دم أسود وَحصل لَهُ فِي بدنه صِحَة فَإِنَّهُ يَصح دينه والفصد بِالْيَمِينِ زِيَادَة فِي المَال وبالشمال زِيَادَة فِي الأصدقاء وَمن رأى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 أَنه يَنْوِي الفصد فَإِنَّهُ يَتُوب إِلَى الله تَعَالَى فَإِن رأى أَنه افتصد وَلم يخرج مِنْهُ دم فَإِنَّهُ تَعْطِيل أَمر وَقَالَ بَعضهم من رأى أَنه فصد وَخرج مِنْهُ دم فَإِنَّهُ يُقَال لَهُ كَلَام حق يَنْفَعهُ وَإِن طَال خُرُوج الدَّم حَتَّى يصفى مِنْهُ جَمِيعه فَإِنَّهُ انْقِضَاء أَجله (رُؤْيَة الْحجامَة) وَأما الْحجامَة فَهِيَ أَمَانَة أَو شَرط أَو عزلة وَذَهَاب مَال أَو نجاة من كرب فَمن رأى أَنه احْتجم فَإِنَّهُ يتقلد أَمَانَة أَو يكْتب عَلَيْهِ كتاب وَإِن كَانَ مَرِيضا برِئ وَمن رأى أَنه احْتجم وتلطخ سرادقه بدمه فَإِنَّهُ يَمُوت وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْحجامَة للوالي عزل وَرُبمَا كَانَت ذهَاب مَال فِي مَنْفَعَة أَو نجاة من كرب وَإِن رأى أَنه احْتجم وَكَانَ فِي حبس فَإِنَّهُ يُطلق وَمن رأى أَنه احْتجم وَلم يخرج مِنْهُ شَيْء فَإِنَّهُ دفن مَا لَا يهتدى إِلَيْهِ أَو دفع وَدِيعَة إِلَى من لَا يردهَا إِلَيْهِ فَإِن خرج مِنْهُ دم صَحَّ جِسْمه فِي تِلْكَ السّنة وَإِن كسرت المحجمة فَإِنَّهُ يُطلق امْرَأَته أَو يَمُوت وَمن رأى حجاما فَإِنَّهُ ينجو من شَرّ أَو خوف (رُؤْيَة الكي) وَأما الكي فَهُوَ إِصَابَة مَال مَعَ كَثْرَة إِنْفَاقه فِي غير طَاعَة الله تَعَالَى وَقيل الكي كَلَام موجع وَرُبمَا كَانَ لِذَوي المناصب ثباتا فِي الْأُمُور وَرُبمَا دلّ الكي على التَّزْوِيج وللنسوة على الْولادَة وَقَالَ بَعضهم إِن كَانَ الكي بِسَبَب عِلّة فَإِنَّهُ يدل على صَلَاح دينه ودنياه وَقَالَ بَعضهم من رأى أَنه يكوى بالنَّار فَإِنَّهُ يدل على منع الزَّكَاة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 (رُؤْيَة شرب الدَّوَاء) وَمن رأى أَنه يشرب الدَّوَاء بِسَبَب مرض بِهِ وَكَانَ مُوَافقا لَهُ فَإِنَّهُ يدل على صَلَاح دينه وَإِن لم يكن مُوَافقا فَإِنَّهُ يَزُول عَنهُ صَلَاح دينه وَمن رأى أَنه يصنع الدَّوَاء للنَّاس فَإِنَّهُ يحسن لَهُم وَمن رأى أَنه شرب دَوَاء وَزَالَ عقله فَإِنَّهُ يحصل لَهُ فرج من الْغم (رُؤْيَة الادهان) وَأما التمريخ بالدهن الطّيب فثناء حسن وبالدهن النتن ثَنَاء قَبِيح وَقيل الدّهن فِي الأَصْل غم وَإِن رأى قَارُورَة دهن وَهُوَ يَأْخُذ مِنْهَا ويدهن أَو يدهن غَيره فَإِنَّهُ مداهن أَو حَالف بِالْكَذِبِ أَو نمام وَمن رأى أَن وَجهه مدهون فَإِنَّهُ يَصُوم الدَّهْر كُله وَقَالَ بَعضهم الدّهن يدل على الْمَكْر والمداهنة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 (الْبَاب السَّادِس عشر فِي رُؤْيَة أَحْوَال تكون من الْإِنْسَان فِي يقظته مِمَّا يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى مفصلا) (رُؤْيَة الانقلاب والبكاء) أما الانقلاب فَمن رأى أَنه انْقَلب على رَأسه فَإِنَّهُ حُصُول مُصِيبَة وَرُبمَا كَانَ انقلاب رئيسه عَلَيْهِ وَمن رأى أَنه انْقَلب من جنب إِلَى جنب فَهُوَ تغير حَال وَأما الْبكاء فَمن رأى أَنه يبكي بِلَا صُرَاخ فَإِنَّهُ فرج من هم وغم أَو يفرح فَرحا شَدِيدا وَإِن كَانَ بصراخ فَهُوَ حُصُول مُصِيبَة لأهل ذَلِك الْمَكَان وَمن رأى أَنه يبكي وَلَا يخرج من عينه دمع فَلَيْسَ بمحمود وَإِن رأى مَكَان الدمع دم فَإِنَّهُ ينْدَم على أَمر قد فَاتَ مِنْهُ وَيَتُوب وَمن رأى كَأَنَّهُ يبكي على إِنْسَان يعرفهُ وَمَعَ الْبكاء نوح فَإِنَّهُ يَقع كَمَا رَآهُ وَإِن رأى أَنه نياح على وَال قد مَاتَ فَإِن ذَلِك الْوَالِي يجور فِي سُلْطَانه وَإِن رأى كَأَنَّهُ مَاتَ وهم يَبْكُونَ خلف جنَازَته من غير نواح فَإِنَّهُم يرَوْنَ من ذَلِك الْوَالِي سُرُورًا وَمن رأى أَن عَيْنَيْهِ مَمْلُوءَة بالدمع وَلم يخرج فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مَال حَلَال وَمن رأى أَنه يبكي ثمَّ يضْحك بعده يدل على قرب أَجله وَقَالَ بَعضهم أحب الْبكاء فِي النّوم مَا لم يكن فِيهِ صاخ وَقد جربت ذَلِك نيفا عَن ألف مرّة فَلم أر مِنْهُ إِلَّا خيرا وفرحا وسرورا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 (رُؤْيَة الضحك) وَأما الضحك فَإِنَّهُ غم وهم وَإِن كَانَ بقهقهة كَانَ أَزِيد وَقَالَ بَعضهم من رأى أَنه يضْحك مُبْتَسِمًا فَإِنَّهُ بِشَارَة وَحُصُول مُرَاد (رُؤْيَة النّوم والاستيقاظ) وَأما النّوم فَمن رأى أَنه نَائِم فَإِنَّهُ فَسَاد فِي دينه وَرُبمَا كَانَ غافلا عَن مصَالح نَفسه وَمن رأى أَنه يَغْشَاهُ النعاس فَإِنَّهُ أَمَان وَمن رأى أَنه كَانَ نَائِما واستيقظ فَإِنَّهُ يجد فِي أَمر كَانَ غافلا عَنهُ وَمن رأى أَنه أيقظ نَائِما فَإِنَّهُ يرشده إِلَى طَرِيق الْحق وَمن رأى أَن أحدا أيقظه فنظير ذَلِك (رُؤْيَة العطاس) وَأما العطاس فَمن رأى أَنه يعطس فَإِنَّهُ استيقان مِمَّا يشك فِيهِ وَقَالَ بَعضهم من رأى أَنه يعطس فَإِنَّهُ يدل على أَنه يحمد الله كثيرا وَيدل على رَحْمَة الله تَعَالَى وَرُبمَا دلّ العطاس على الشِّفَاء وَطول الْعُمر (رُؤْيَة المخاط) وَأما المخاط فَمن رأى أَنه امتخط على الأَرْض ولدت لَهُ بنت وَمن رأى أَنه امتخط على امْرَأَة فَإِنَّهَا تحبل مِنْهُ وَسقط وَلَده وَإِن رأى امْرَأَة مخطت عَلَيْهِ فَإِنَّهَا تَلد مِنْهُ وتفطم ولدا آخر وَمن رأى أَنه امتخط بمَكَان فَإِنَّهُ ينْكح هُنَاكَ وَمن رأى أَنه امتخط فِي فرَاش أحد فَإِنَّهُ يخونه فِي زَوجته وَمن رأى أَنه يَأْكُل مخاطا فَإِنَّهُ يَأْكُل مَالا وَمن رأى أَن بِأَنْفِهِ مخاطا دلّت رُؤْيَاهُ على أَن زَوجته حَامِل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 (رُؤْيَة البصاق والريق) وَأما البصاق فَكَلَام سوء فَمن رأى أَنه يبصق دلّ على أَنه يتَكَلَّم بِمَا لَا يجوز وَإِن رأى أَنه يبصق فِي مَسْجِد دلّ على أَنه يتَكَلَّم بِمَعْرُوف أَو فِي حَائِط دلّ على أَنه يكنز مَالا يَبْتَغِي بِهِ مرضاة الله أَو على أَرض أَو شجر دلّ على تَحْصِيل إقطاع وضياع وَمن رأى أَن رِيقه كثير دلّ على أَنه عذب الْمنطق وَإِن رأى أَن رِيقه ناشف فضد ذَلِك وَمن رأى أَن رِيقه عَاد دَمًا فَإِنَّهُ يتَكَلَّم بِعلم بَاطِل وَمن رأى أَن أحدا يبصق على وَجهه فَإِنَّهُ يطعن فِي أهل بَيته وَمن رأى أَنه يبصق مختلطا بِدَم فَإِنَّهُ يدل على أكل الْحَرَام وَالْكذب وَنقض الْعَهْد (رُؤْيَة الْغناء) وَأما الْغناء فَإِن كَانَ بِصَوْت حسن فَيدل على تِجَارَة رابحة وَإِن لم يكن بِصَوْت حسن فتجارة خاسرة وَقَالَ بَعضهم الْغناء فِي السُّوق للغني افتضاح وللفقير زَوَال عقل والغناء فِي الْحمام كَلَام مُتَّهم وَمن رأى أَنه يُغني فِي مَوضِع يَقع هُنَاكَ كَلَام كذب أَو كيد يفرق بَين الأحباب (رُؤْيَة الشّعْر) وَأما الشّعْر فَفِيهِ وُجُوه فَإِن كَانَ فِيهِ حِكْمَة وموعظة وَمَا أشبه ذَلِك فَهُوَ صَلَاح وَحُصُول أجر وثواب وَإِن كَانَ لَيْسَ فِيهِ شَيْء من ذَلِك فَإِنَّهُ قَول بَاطِل وزور (رُؤْيَة اللَّطْم والنياحة) وَأما اللَّطْم فحصول مُصِيبَة أَو أَمر مَكْرُوه أَو هم وغم وندامة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 وَأما النِّيَاحَة فَإِنَّهَا أَمر مهول وَفعل مَا لَا يجوز وَرُبمَا كَانَت نازلة وَلَا خير فِيمَن رأى ذَلِك خُصُوصا إِن كَانَ بالصراخ فَتكون الْمُصِيبَة أعظم (رُؤْيَة الْحزن) وَأما الْحزن فَمن رأى أَنه حَزِين مغموم فَإِنَّهُ يدل على فَرح وسرور أَو على حُصُول مَال من خَزَائِن الْمُلُوك وَمن رأى أَنه زَالَ غمه فتأويله بِخِلَافِهِ (رُؤْيَة الْفَرح) وَأما الْفَرح فَإِنَّهُ لَيْسَ بمحمود وَمن رأى أَنه فرحان مسرور فَإِنَّهُ غم وحزن وَإِن رأى أَنه فَرح من جِهَة أحد فَإِنَّهُ يحزن مِنْهُ ورؤية الْفَرح للْمَيت بِشَارَة وخاتمة خير وَدلَالَة على أَن الْمَيِّت رَاض عَنهُ وَقَالَ بَعضهم من رأى أَنه فَرح بِغَيْر سَبَب فَإِنَّهُ يدل على قرب أَجله (رُؤْيَة الغيظ) وَأما الغيظ فَمن اغتاظ على إِنْسَان فَإِن أمره يضطرب وَمَاله يذهب وَإِن رأى أَنه غضب على إِنْسَان لأجل الدُّنْيَا فَإِنَّهُ متهاون بدين الله تَعَالَى وَإِن غضب لأجل الله فَإِنَّهُ يُصِيب ولَايَة (رُؤْيَة الرَّجْم) وَأما الرَّجْم فَلَيْسَ بمحمود فَمن رأى أَنه يرْجم أحدا فَإِنَّهُ يسبه وَإِن رجم بِسَبَب يَقْتَضِي ذَلِك تكفيرا للذنوب أَو مجازاة بِفعل يكرههُ عَمَّا فعله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 (رُؤْيَة النداء) وَأما النداء فَقَالَ ابْن سِيرِين هُوَ غم وهم فِي ذَلِك الْمَكَان الَّذِي حصل فِيهِ النداء وَمن سمع نِدَاء فِيهِ بكاء أَو مَا يُشبههُ فَإِنَّهُ حُصُول فَرح وسرور وَإِن سمع فِيهِ ضحك فَإِنَّهُ بضد ذَلِك وَقَالَ بَعضهم من سمع نِدَاء وَعرف الْمُنَادِي وَكَانَ فِي الرُّؤْيَة مَا يدل على الْخَيْر وَعرف مَا قَالَه الْمُنَادِي من خير وَشر فَإِن كَانَ المنادى مِمَّن يقبل قَوْله فِي الْيَقَظَة فَهُوَ كَمَا قَالَ وَإِن لم يكن قَوْله فِي الْيَقَظَة مَقْبُولًا لَا يعْتَبر قَوْله (رُؤْيَة الأنين) وَأما الأنين فَلَا خير فِيهِ وَقَالَ بَعضهم يدل على قَضَاء حَاجَة وَحُصُول ظفر (رُؤْيَة العناق والوداع والكنس) وَأما العناق فَمن رأى أَنه عانق أحدا سَوَاء كَانَ حَيا أَو مَيتا فَإِنَّهُ يدل على طول حَيَاته وَقَالَ بَعضهم المعانقة مُخَالطَة ومحبة وَأما الْوَدَاع فَمن رأى أَنه يودع أحدا فَإِنَّهُ يُفَارِقهُ إِمَّا بِمَوْت أَو بحياة وَرُبمَا كَانَ الْمَوْت للْمُودع وَأما الكنس فَإِنَّهُ يدل على الْفقر وضيق الْمَعيشَة وَقَالَ بَعضهم من رأى أَنه يكنس مَكَانَهُ وَعِنْده مَرِيض فَإِنَّهُ يدل على مَوته وَمن رأى أَنه يكنس مَكَانا لأجل التَّعَبُّد فَإِنَّهُ صَالح وَرُبمَا دلّت رُؤْيَة كنس الْمَسْجِد على محبَّة الله تَعَالَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 (رُؤْيَة الْخَوْف والعجلة) وَأما الْخَوْف فَإِنَّهُ أَمَان قَالَ بعض المعبرين أحب رُؤْيَة الْخَوْف فِي الْمَنَام فإنني جربت ذَلِك مرَارًا عديدة فَلم أجد عقباه إِلَّا الْخَيْر والأمن والسلامة وَالظفر وبلوغ الْمَقَاصِد والنصرة وَأما العجلة والهزل والمزاح فَلَيْسَ ذَلِك بمحمود (رُؤْيَة الْجُوع والشبع والعطش والري) وَأما الْجُوع فَمن رأى أَنه جَائِع فَإِنَّهُ مذنب وَقَالَ بَعضهم الْجُوع يدل على الْحِرْص وَأما الشِّبَع فَمن رأى أَنه شبعان فَإِنَّهُ يَسْتَغْنِي عَن النَّاس لكنه يكون متهاونا فِي أَمر دينه وَأما الْعَطش فَإِنَّهُ يدل على تَعب ومشقة وَفَسَاد فِي الدّين وَالدُّنْيَا وَرُبمَا كَانَ مُحْتَاجا إِلَى النِّكَاح وَأما الرّيّ فَهُوَ خير ونعمة وسعة وَقَالَ بَعضهم من رأى أَنه يشرب مَاء بَارِدًا فَإِنَّهُ إِصَابَة مَال حَلَال وَالشرب من جَمِيع أَنْوَاع المشارب وَمَا يوضع كل نوع فِي إنائه وَالشرب من الأبحر والأنهر والعيون والآبار جَمِيعه مفصل فِي بَابه (رُؤْيَة الْغنى والفقر والالتقاط) وَأما الْغنى فَمن رأى أَنه من أهل السعَة وَالْمَال وَالْقُدْرَة فَذَلِك تعسير أمره وَسُقُوط حَاله وَمن رأى أَنه غَنِي فَإِنَّهُ يفْتَقر وَقَالَ بَعضهم رُؤْيَة الْغنى لأهل الدّين وَالصَّلَاح قناعة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 وَأما الْفقر فَإِنَّهُ صَلَاح فِي الدّين وثبات فِي الْحَال وَقَالَ بَعضهم من رأى كَأَنَّهُ فَقير نَالَ طَعَاما كثيرا وَأما الِالْتِقَاط فَهُوَ حُصُول مَا لَيْسَ فِي الأمل فَإِن كَانَ مِمَّا يحب نَوعه فضد ذَلِك (رُؤْيَة الْعَدَاوَة وَالْإِحْسَان) وَأما الْعَدَاوَة فَإِنَّهَا تدل على الْمَوَدَّة وَأما الْإِحْسَان فَهُوَ مَحْمُود وخصوصا إِن كَانَ لِلْعَدو فَإِنَّهُ ظفر بِهِ وَقَالَ بَعضهم من رأى أَنه محسن فَإِنَّهُ يدل على أخلاصه فِي التَّوْحِيد وَالْمَوْت على الْإِسْلَام (رُؤْيَة التَّقْوَى وَالْمَعْصِيَة) وَأما التَّقْوَى فَإِنَّهَا السَّبَب الْأَقْوَى قَالَ بعض المعبرين رُؤْيَة أهل التقى خير وَأما الْمعْصِيَة فتعبيرها ضد ذَلِك وَرُبمَا دلّت رُؤْيَة من يرتكب شَيْئا من ذَلِك على خلل الْأُمُور وانعكاس الْأَحْوَال إِلَّا أَن يكون من أهل التقى (رُؤْيَة الجري والعدو) وَأما الجريان والعدو سَوَاء كَانَ رَاكِبًا أَو مَاشِيا فَإِنَّهُ يدل على الْحِرْص والطمع فَإِن رأى أَنه وقف من جريه أَو عدوه فَإِنَّهُ قنوع لَا يمِيل إِلَى الطمع وَقَالَ بَعضهم من رأى أَنه يعدو أَو يجْرِي وَعرف الْأَمر الَّذِي يَطْلُبهُ فَإِنَّهُ يُدْرِكهُ عَاجلا ويظفر بِهِ وَإِن كَانَ رَاكِبًا فَإِنَّهُ يدل على تَجْدِيد سَفَره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 (رُؤْيَة الْمَشْي) وَأما الْمَشْي وسلوك الطَّرِيق فَمن رأى أَنه يمشي أَو تمشي بِهِ دَابَّة رويدا فَإِنَّهُ عز وَشرف وَمن رأى أَنه يمشي فِي تُرَاب فَإِنَّهُ يحصل مَالا عَاجلا وَإِن مَشى فِي رمل فَإِنَّهُ شغل شاغل وَإِن مَشى على شوك وآلمه فَإِنَّهُ يصاب فِي بعض أَهله وَمن رأى أَنه يمشي فِي طَرِيق قَاصِدا مُجْتَهدا فَإِنَّهُ على منهاج الْحق وَالدّين وَمن رأى أَنه ضل عَن الطَّرِيق أَو زاغ عَنْهَا فَإِنَّهُ يضل عَن الْحق ومنهاج الصَّوَاب فِي دينه أَو دُنْيَاهُ بِقدر مَا ضل عَن الطَّرِيق فَإِن أصَاب الطَّرِيق بَعْدَمَا ضل أصَاب صَلَاح نَفسه وَإِن لم يصب الطَّرِيق عسر ذَلِك عَلَيْهِ وَمن رأى أَنه سلك طَرِيقا مظلما فَإِنَّهُ ضَلَالَة فِي دينه وَإِن رأى أَنه يخرج من ظلام إِلَى نور فَإِنَّهُ يخرج من ضَلَالَة إِلَى الْهدى وَمن رأى أَنه يمشي فِي طَرِيق فَاعْترضَ لَهُ مَا يحول بَينه وَبَين الطَّرِيق من حَيَوَان أَو جماد أَو نَبَات فَإِنَّهُ قد بلغ آخر أمره ومطلبه (رُؤْيَة السُّقُوط) وَأما السُّقُوط فَمن رأى أَن أحدا سقط عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يظفر عَلَيْهِ عدوه وَمن رأى أَنه سقط من مَكَان عَال مثل الْجَبَل والحائط وَمَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على عدم تَمام الْمَقْصُود وَمن رأى أَنه خر على وَجهه فَلَا خير فِيهِ وَإِن كَانَ فِي خُصُومَة أَو حَرْب لم يظفر وَقد يدل السُّقُوط لمن عِنْده خلل فِي دينه على انهماكه فِي الْمعاصِي والفتن وَمن رأى أَنه سقط فِي مَسْجِد أَو رَوْضَة أَو مَا أشبه ذَلِك وَكَانَ بِسَبَب فعل خير أَو كَانَ قاصده فَإِنَّهُ دَال على تَركه الذُّنُوب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 (رُؤْيَة الْهَدِيَّة وَالْهِبَة) وَأما الْهَدِيَّة فَمن رأى أَنه يهدي هَدِيَّة لأحد وَكَانَ نوعها محبوبا فَهُوَ صَالح للْفَاعِل وَالْمَفْعُول وكل ينَال من صَاحبه مَا يُرِيد وَإِن كَانَ نوع ذَلِك مَكْرُوها فَإِنَّهُ ينَال كل مِنْهُم من الآخر مَا يكرههُ وَمن رأى أَنه أهدي إِلَيْهِ هَدِيَّة من شيخ أَو عَجُوز فَإِنَّهُ مَحْمُود وَإِن كَانَ من شَاب أَو شَابة فخلافه وَمن رأى أَنه أهْدى لأحد هَدِيَّة فَردهَا عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول كَلَام بَينهمَا يكره مثله وَمن رأى أَنه وهب لأحد هبة فَإِنَّهُ يتفضل عَلَيْهِ إِلَّا هبة العَبْد فَإِنَّهُ يُرْسل إِلَيْهِ عدوا (رُؤْيَة التدلي) وَأما التدلي فَإِنَّهُ يدل على الْوَرع فَمن رأى أَنه يتدلى من مَكَان مُرْتَفع إِلَى سطح أَو أَرض سَوَاء كَانَ بِحَبل أَو غَيره فَإِنَّهُ يتورع فِي أَحْوَاله أَو يزهد عَن أَحْوَال الدُّنْيَا (رُؤْيَة التَّعْزِيَة) وَأما التَّعْزِيَة فَهِيَ أَمن فَمن رأى كَأَنَّهُ عزى أحدا مصابا فَلهُ مثل أجره وأجره على الله تَعَالَى يَقْتَضِي الْأَمْن وَمن رأى أَن أحدا يعزيه فَإِنَّهُ ينَال بِشَارَة (رُؤْيَة تَغْيِير الإسم) وَأما تَغْيِير الإسم فَمن رأى أَنه دعِي بِغَيْر اسْمه وَكَانَ الِاسْم دون اسْمه فَإِنَّهُ يظْهر بِهِ عيب فَاحش أَو مرض وَإِن دعِي باسم أحسن من اسْمه فَإِنَّهُ ينَال عزا وشرفا ورفعة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 (رُؤْيَة السُّؤَال والطلب) وَأما السُّؤَال فَإِنَّهُ يدل على التَّوَاضُع وَالِاجْتِهَاد فِي طلب الْعلم وَقَالَ بَعضهم إِن كَانَ الْأَمر من أُمُور الدّين فمحمود وَإِن كَانَ من أُمُور الدُّنْيَا فَلَيْسَ بمحمود وَأما الطّلب فَمن رأى أَنه يطْلب شَيْئا ويجد فِي طلبه فَإِنَّهُ ينَال مناه مِنْهُ (رُؤْيَة الْعَفو واللوم والعتاب) وَأما الْعَفو فمحمود فَمن رأى أَنه عفى عَن مذنب ذَنبا فَإِنَّهُ يعْمل عملا يغْفر الله لَهُ وَأما اللوم فَمن رأى أَنه يلوم غَيره على أمره فَإِنَّهُ يفعل مثل ذَلِك يسْتَحق اللوم عَلَيْهِ وَأما العتاب فَيدل على الْمحبَّة لِأَنَّهُ لَا يعتب إِلَّا على من يحب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 (الْبَاب السَّابِع عشر فِي رُؤْيَة الْقَتْل والصلب وَالْحَرب وَالذّبْح والسلخ وَالضَّرْب والتكتيف والربط والغل والقيد والسجن والأسر والشتم والمنازعة وَالْبَغي وَالظُّلم وَأكل لحم الْإِنْسَان) (رُؤْيَة الْقَتْل) أما الْقَتْل فَمن رأى أَنه قتل أحدا وَلم يقطع مِنْهُ عضوا فَإِنَّهُ يحصل مِنْهُ لذَلِك الْمَقْتُول خير وَمَنْفَعَة وَقيل إِن الْقَاتِل يظلم الْمَقْتُول وَمن رأى أَنه قتل فَإِنَّهُ طول حَيَاة لَهُ وَحُصُول خير وَمَنْفَعَة لَهُ من قَاتله وَقيل من رأى أَنه قتل وَلم يدر من قَتله فَإِنَّهُ قَلِيل الشَّرِيعَة وَمن رأى أَنه قتل وَلَده يرزقه الله تَعَالَى رزقا حَلَالا وَقيل يظلم وَلَده لأجل المَال وَمن رأى أَنه قتل أحدا وسال الدَّم من جسده يرْزق بِقدر الدَّم مَالا وَإِن لم يسل مِنْهُ دم فبخلافه وَمن رأى أَنه قتل رجلا وأوداجه تسيل فالمقتول نَالَ من الْقَاتِل مَا يكره من لِسَانه وَقيل يُصِيب خيرا مِنْهُ وَمن رأى أَنه قتل نفسا وَلم يدر مَا هِيَ فَإِنَّهُ يظفر بعدوه وينجو من الْغم والهم وَمن رأى أَنه قتل نَفسه فَإِنَّهُ يرْزق تَوْبَة وَمن رأى أَن جمَاعَة قَتَلُوهُ فَإِنَّهُ يحصل لَهُ من السُّلْطَان أَو مِمَّن يقوم مقَامه خير وَمَنْفَعَة وَمن رأى أَن جمَاعَة قتل بَعضهم بَعْضًا فَهُوَ إِظْهَار بِدعَة بَينهم (رُؤْيَة الصلب) وَأما الصلب فَهُوَ شرف وَعز فَمن رأى أَنه صلب حَيا أصَاب رفْعَة وشرفا وَإِن رأى أَنه صلب مَيتا أصَاب عزا فِي الدُّنْيَا مَعَ فَسَاد دين وَمن رأى أَنه مصلوب وَلم يدر مَتى صلب فَإِنَّهُ يرجع إِلَيْهِ مَال قد ذهب عَنهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 وَقيل إِن الصلب للغني مَا لم يكن صَاحب منصب دَلِيل على الْفقر وللفقير غنى وسعة وَلَا خير فِي أكل لحم المصلوب وَمن رأى أَن جمَاعَة صلبوه فَإِنَّهُ يسود عَلَيْهِم وَمن رأى أَنه صلب نَفسه فَإِنَّهُ يسود على أَقَاربه هَذَا إِذا رَآهُمْ ناظرين إِلَيْهِ وَإِن رَآهُمْ مُدبرين عَنهُ فَإِنَّهُم لَا يطيعونه فِيمَا يَأْمُرهُم بِهِ وَمن رأى مصلوبا انْقَطع حبه فَإِنَّهُ يَزُول عَن مرتبه (رُؤْيَة الْحَرْب) وَأما الْحَرْب فَمن رَآهُ بَين الْمُلُوك فَإِنَّهُ يدل على فتْنَة أَو وباء وَإِن كَانَ بَين الْملك ورعيته فَإِنَّهُ يدل على رخص الأسعار وَإِن كَانَ بَين الرّعية فَقَط فَإِنَّهُ صَلَاح بَينهم وَمن رأى جندا مُجْتَمعين فَإِنَّهُ يدل على هَلَاك أهل الْبَاطِل ونصرة أهل الْحق وَمن رأى أَن عسكرين اقتتلا فالغالب مِنْهُمَا مغلوب (رُؤْيَة الذّبْح) وَأما الذّبْح فَمن رأى أَنه ذبح رجلا فَإِنَّهُ يَظْلمه وَإِن كَانَ بَينهمَا قرَابَة رأى أَنه ذبحه وَلم يخرج مِنْهُ دم فَإِنَّهُ قطيعة بَينهمَا وَإِن خرج مِنْهُ دم فَإِنَّهُ صلَة وَمن رأى أَن رجلا مذبوحا أَو قوما مذبوحين فَإِنَّهُم على ضلال وَأَصْحَاب أهواء وبدع وَمن رأى أَنه ذبح امْرَأَة فَإِنَّهُ يَطَؤُهَا وَإِن ذبح أُنْثَى من حَيَوَان فَإِنَّهُ يطَأ امْرَأَة أَيْضا وَإِن رَأَتْ إمرأة أَن السُّلْطَان ذَبحهَا فَإِنَّهَا تنْكح رجلا (رُؤْيَة السلخ) وَأما السلخ فَمن رأى أَنه يسلخ أحدا فَإِنَّهُ يَأْخُذ مَاله وسلخ الْبَهَائِم حُصُول مَال وَمن رأى أَنه شرح لَحْمه من غير أَن تتفرق اعضاؤه فَإِنَّهُ يُقَال فِيهِ كَلَام أَو يصاب بعض أَمْوَاله وَمن رأى أَنه ينتشر بمنشار فَإِنَّهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 يرْزق ولدا أَو أَخا أَو أُخْتا وَمن رأى أَنه سلخ بِرِفْق فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا ويزوج امْرَأَة وينال مِنْهَا خيرا وَإِن كَانَ فَاسِقًا دلّ على مَوته (رُؤْيَة الضَّرْب) وَأما الضَّرْب فَمن رأى أَنه يضْرب بالسياط من غير ربط يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ سَوَاء خرج مِنْهُ دم أَو لَا فَإِنَّهُ حُصُول مَال حرَام وَقَالَ بَعضهم من رأى أَنه ضربه شخص وَلم يدر مَا سَبَب ضربه فَإِنَّهُ ينَال خيرا ومالا وَمن رأى كَأَن ملكا ضربه من غير الْخشب فَإِنَّهُ يكسوه وَإِن ضربه على ظَهره فَإِنَّهُ يقْضِي دينه وَإِن ضربه على عَجزه فَإِنَّهُ يُزَوجهُ وَإِن ضربه بالخشب فَإِنَّهُ يُصِيبهُ مِنْهُ مَا يكرههُ وَقيل إِن الضَّرْب يدل على التَّغَيُّر وَرُبمَا دلّ على الْوَعْظ وَقَالَ بَعضهم إِن الضَّرْب الدُّعَاء فَمن رأى أَنه يضْرب رجلا فَإِنَّهُ يَدْعُو عَلَيْهِ وَمن رأى أَنه ضرب بِغَيْر سَوط وَبَقِي أثر الضَّرْب عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا وَإِن لم يبْق أَثَره عَلَيْهِ فَلَا يعْدم أَن يكون كلَاما يُقَال فِيهِ وَإِن رأى أَنه مَضْرُوب وَلَا يدْرِي كَيفَ ضرب فَهُوَ خير وأجود الضَّرْب فِي التَّأْوِيل مَا كَانَ هَكَذَا مَا لم يكن مكتوفا أَو مقموعا فَإِن كَانَ كَذَلِك فَإِنَّهُ يذهب صيته وبطشه وَلَا خير فِي ذَلِك (رُؤْيَة التكتيف) وَأما التكتيف فَمن رأى أَن يَده مكتوفة فَإِنَّهُ يدل على بخله وَقيل إِن كَانَ صَالحا فَإِنَّهُ يكون مكفوفا عَن الْمعاصِي وَمن رأى أَنه حل من الكتاف فَإِنَّهُ مَحْمُود جيد (رُؤْيَة الرَّبْط) وَأما الرَّبْط فَمن رأى أَنه مربوط من يَده فَإِنَّهُ يدل على أَنه اكْتسب مأثما وَرُبمَا دلّ على الْغم والهم وَمن رأى أَنه مربوط من رجله فَإِنَّهُ إِن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 كَانَ فِي خير يسْتَمر فِيهِ وَإِن كَانَ فِي شَرّ يسْتَمر فِيهِ أَيْضا وَمن رأى أَن رجلَيْهِ مربوطتان حَتَّى لَا يَسْتَطِيع الْقعُود فَهُوَ حُصُول أَمر يكرههُ وَمن رأى أَنه ربط إنْسَانا أَو بَهِيمَة فَقَالَ بَعضهم إِنَّه احتراس بالأمور وَقَالَ آخَرُونَ ربط الْبَهِيمَة مَحْمُود وربط الْإِنْسَان لَيْسَ بمحمود وَمن رأى أَنه ربط إِلَى شجر أَو خشب فَلَيْسَ بمحمود وَإِن ربط من أحد أَعْضَائِهِ إِلَى إِنْسَان آخر فَإِنَّهُ يقارنه فِي أَفعاله سَوَاء كَانَت حميدة أَو ذميمة (رُؤْيَة الغل والقيد) وَأما الغل فَمن رأى أَنه مغلول فَإِنَّهُ على كفر بِاللَّه أَو بنعمته وَرُبمَا كَانَ ذَلِك دَالا على سوء الخاتمة وَقَالَ بَعضهم لَا خير فِي رُؤْيَة الغل فَمن رأى أَنه أَخذ وغل فَإِنَّهُ يَقع فِي شدَّة عَظِيمَة من حبس وَغَيره وَمن رأى أَن يَده مغلولة إِلَى عُنُقه فَإِنَّهُ يدل على الْبُخْل وَأما السلسلة فَإِنَّهَا تدل على ارْتِكَاب مَعْصِيّة وَأما الْقَيْد فَيدل ثبات صَاحب الرُّؤْيَا على أَمر هُوَ فِيهِ فِي خير أَو شَرّ وَمن رأى أَن برجليه أَرْبَعَة قيود فَإِنَّهُ يرْزق أَرْبَعَة أَوْلَاد وَمن رأى كَأَنَّهُ مقرون فِي قيد مَعَ رجل دلّت رُؤْيَاهُ على اكتسابه مَعْصِيّة كَبِيرَة يخَاف عَلَيْهِ مِنْهَا انتقام السُّلْطَان (رُؤْيَة السجْن) وَأما السجْن فَمن رأى أَنه دخل سجنا مَجْهُولا فَإِنَّهُ يؤول بالقبر وَإِن كَانَ مَعْرُوفا فَإِنَّهُ غم ومضرة وَإِن كَانَ مَرِيضا فَمَرض يطول وَمن رأى أَنه موثق فِي بَيت فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَنَّهَا فِي سجن فَإِنَّهَا تتَزَوَّج رجلا كَبِير الْقدر وَإِن كَانَت متزوجة فلابد لَهَا من الْخَيْر وَمن رأى أَنه معوق فِي مَكَان لَا يَسْتَطِيع الْخُرُوج مِنْهُ فَإِنَّهُ سَعَة وفضاء ونعمة خُصُوصا إِذا كَانَ من طلبة الْعلم وَمن رأى أَنه خرج من الاعتقال فَإِنَّهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 يخرج مِمَّا هُوَ فِيهِ من أَمر مَكْرُوه فِي الدّين وَالدُّنْيَا إِلَى الصّلاح وَالْخَيْر وَلَا خير فِي ذَلِك للْآمِر وَمن رأى أَنه هرب من السجْن فَهُوَ خلاصه أَو مَوته وَمن رأى أَنه دخل السجْن ثمَّ خرج عَاجلا فَإِنَّهُ ينَال مَا تمناه بِتَمَامِهِ (رُؤْيَة الْأسر) وَأما الْأسر فَمن رأى أَنه أَسِير فَلَا خير فِيهِ ويصيبه هم شَدِيد وَمن رأى أَنه ملك أَسِير فَهُوَ مَحْمُود ورؤية الْأُسَارَى حكم وعلو وجاه وَمن رأى أَنه يحسن إِلَى أَسِير فَإِنَّهُ يفعل الْخَيْر وَيكون عِنْد الله مَقْبُولًا (رُؤْيَة الشتم) وَأما الشتم فَمن رأى أَنه شتم إنْسَانا بِمَا لَا يحل لَهُ فَإِن المشتوم يظفر بالشاتم وَقيل من رأى أَن ذَا سُلْطَان شَتمه فَإِنَّهُ حُصُول خير لَهُ وَمن رأى أَنه شتم أحدا فَإِنَّهُ يستخف بِهِ وَمن رأى أَن أحدا من الصَّالِحين شَتمه لأجل أَمر مَكْرُوه فَإِنَّهُ يدل على أَنه منهمك على الْمعاصِي وَإِن رأى أَنه هُوَ الشاتم فَإِنَّهُ مرتكب ضَلَالَة وَرُبمَا دلّ الشتم من الْكَبِير للصَّغِير على التوبيخ (رُؤْيَة الْمُنَازعَة) وَأما الْمُنَازعَة فَمن رأى أَنه يُنَازع مَعَ أحد على أَمر من أُمُور الدُّنْيَا فَإِنَّهُ مُجْتَهد فِي طلب رزقه وَمن رأى أَنه يُنَازع أحدا فِي نصْرَة الله تَعَالَى فَإِنَّهُ ينتصر وَقيل من رأى أَنه يُنَازع السُّلْطَان فَإِنَّهُ حُصُول مُصِيبَة شَدِيدَة وَرُبمَا يهْلك أَو تضرب عُنُقه (رُؤْيَة الْبَغي وَالظُّلم) وَأما الْبَغي وَالظُّلم فَمن رأى أَنه بَاغ فَإِنَّهُ على شرف الزَّوَال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 وَمن رأى أَنه بغي عَلَيْهِ فَإِنَّهُ ينصر وَالظُّلم أَيْضا تَعْبِيره كَذَلِك وَرُبمَا دلّ الظُّلم على الخراب وَمن رأى أَنه مظلوم فَإِنَّهُ خير من أَن يرى أَنه ظَالِم (رُؤْيَة أكل لحم الْإِنْسَان) وَأما أكل لحم الْإِنْسَان فَمن رأى أَنه يَأْكُلهُ وَكَانَ لما يَأْكُلهُ أثر ظَاهر فَإِنَّهُ يَأْكُل من مَال ذَلِك الْإِنْسَان إِن عرفه وَإِن لم يعرفهُ فَهُوَ حُصُول مَال على كل حَال وَإِن لم يكن لَهُ أثر ظَاهر فَإِنَّهُ يغتابه وَمن رأى أَنه يَأْكُل لحم نَفسه فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا كثيرا وسلطانا عَظِيما وَمن رأى أَنه يَأْكُل لحم عدوه فَإِنَّهُ يظفر بِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 (الْبَاب الثَّامِن عشر فِي رُؤْيَة الْخطْبَة وَالتَّزْوِيج والعرس وَالطَّلَاق وَالْجِمَاع والقبلة وَالْمُلَامَسَة وَالْحيض وَالْحمل والوضع وَالرّضَاع) (رُؤْيَة الْخطْبَة) أما الْخطْبَة فَمن رأى أَنه يخْطب امْرَأَة فَإِنَّهُ يسْعَى فِي تَحْصِيل الدُّنْيَا وينال مِنْهَا بِقدر مَا ناله من الْخطْبَة وَمن رأى أَنه يخْطب امْرَأَة متزوجة فَيدل على أَنه يطْلب الدُّنْيَا وَلَا تحصل لَهُ وَمن رأى أَنه يخْطب امْرَأَة فأجابته إِلَى قَصده وَكَانَت بديعة فِي الْحسن فَإِنَّهُ حُصُول مُرَاده وَرُبمَا دلّت الرُّؤْيَة على حُصُول فَرح وسرور وَمن رأى أَن امْرَأَة تخطبه فَإِن الدُّنْيَا مائلة إِلَيْهِ مقبلة عَلَيْهِ (رُؤْيَة التَّزْوِيج) وَأما التَّزْوِيج فَمن رأى أَنه تزوج بِامْرَأَة وَله زَوْجَة أصَاب سُلْطَانا وَخير بِقدر جمال الْمَرْأَة إِذا عاينها أَو عرفهَا وَإِن لم يعرفهَا وَلم يعاينها وَلَا سميت لَهُ وَهِي مَجْهُولَة فَإِن ذَلِك يدل على مَوته أَو موت إِنْسَان على يَدَيْهِ وَكَذَا إِذا رأى عريسا وَلم ير زَوجته وَلَا عرفهَا وَمن رأى أَنه تزوج امْرَأَة شَيْخه أَو أَخِيه فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا كثيرا وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة رؤيتها الزواج من هَذَا النَّوْع وَمن رأى رجلا مَرِيضا تزوج وَلَيْسَ لَهُ امْرَأَة وزواجه مَجْهُول فَيدل على مَوته وَحسن حَاله وَمن رأى أَنه تزوج ذَات رحم فَإِنَّهُ يسود أهل بَيته وَمن رأى أَنه تزوج بِامْرَأَة ميتَة وَدخل بهَا فَإِنَّهُ يظفر بِأَمْر ميت يحيى لَهُ وَإِن لم يكن دخل بهَا وَلَا غشيها وَإِن ظفر فِي ذَلِك الْأَمر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 يكون غير ثَابت وَقَالَ بَعضهم رُؤْيَة الزواج تدل على ثروة وإصابة غنى وَمن رأى أَن امْرَأَة تزوجت بِزَوْج آخر فَإِنَّهَا على ثَلَاثَة أوجه إِن كَانَت حُبْلَى ولدت ابْنة أَو أَنَّهَا تسْعَى فِي تَزْوِيجهَا أَو وُقُوع بَينهَا وَبَين زَوجهَا وَمن رأى أَنه تزوج امْرَأَة وغشيها فَإِنَّهُ يدل على الشّرف وَحُصُول ملك مَا لم يملكهُ وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَنَّهَا متزوجة متوجهة إِلَى زوج وَهِي مزينة وَمَا وصلت إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَنْفَعَة وسرور لَهَا بِقدر زينتها إِلَى زَوجهَا وغشيها فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَنْفَعَة وسرور لَهَا بِقدر زينتها وَمن رأى أَنه تزوج بِشَيْء من الْحَيَوَان فَإِنَّهُ يدل على أَنه يتَزَوَّج بِامْرَأَة تنْسب إِلَى ذَلِك الْحَيَوَان (رُؤْيَة الْعرس) وَأما الْعرس فَمن رأى عرسا وَلَيْسَ فِيهِ شَيْء من الملاهي فَإِنَّهُ يدل على الْخَيْر وَالْبركَة وَالسُّرُور خُصُوصا إِن كَانَ فِيهِ مَا يدل على الْخَيْر وَإِن رأى ضد ذَلِك فَلَيْسَ بمحمود وَمن رأى أَن الْعرس فِي دَار بهَا مَرِيض دلّ على مَوته وَقَالَ بَعضهم أكره رُؤْيَة الْعرس فِي الْمَنَام خُصُوصا إِذا كَانَ فِيهِ شَيْء من الملاهي وَجَمِيع الأفراح فِي ذَلِك مصائب وأحزان (رُؤْيَة الطَّلَاق) وَأما الطَّلَاق فَمن رأى أَنه طلق امْرَأَته فَإِنَّهُ يَسْتَغْنِي وَقيل إِن كَانَ صَاحب الرُّؤْيَا ذَا منصب فَإِنَّهُ يعْزل وَقَالَ بَعضهم من رأى أَنه طلق امْرَأَته وَلَيْسَ مَعَه غَيرهَا فَإِنَّهُ يَزُول عَن شرفه وعزه وَإِن كَانَ لَهُ غَيرهَا من النسْوَة أَو الْجوَار فَإِنَّهُ نُقْصَان فِي ذَلِك وَمن رأى أَنه طلق امْرَأَته وَلَيْسَ لَهُ امْرَأَة فَإِنَّهُ يدل على قرب أَجله وَقيل من رأى أَنه طلق امْرَأَته وَكَانَ من طلاب الْآخِرَة انْقَطع عَن الدُّنْيَا واشتغل بِالآخِرَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 (رُؤْيَة الْجِمَاع) وَأما الْجِمَاع فَمن رأى أَنه جَامع زَوجته على عَادَتهَا فَإِنَّهُ يصلها بِالْبرِّ وَالْخَيْر وَإِن كَانَ جمَاعه مَعهَا فِي الدبر فَإِنَّهُ يطْلب أمرا فِيهِ بِدعَة وَلَا يحصل لَهُ فِي مطلبه نتيجة وَمن رأى أَنه جَامع رجلا فَإِن الْمَفْعُول يرى من الْفَاعِل خيرا وَأصَاب الْفَاعِل فَرحا وفرجا من الْغم وَمن رأى أَنه يُجَامع أحدا من مَحَارمه فَإِنَّهُ يكون قَلِيل الْمحبَّة لمن فعل بهَا وَإِن كَانَت ميتَة فَإِنَّهُ يدل على حُصُول هم وغم وَقيل إِن رُؤْيَة ذَلِك خير للْفَاعِل وَالْمَفْعُول وَرُبمَا دلّ على الْحَج وَمن رأى أَنه يُجَامع زَوجته وَكَانَت ميتَة فَلَا خير فِيهِ وَإِن كَانَ يُجَامع ميتَة مَجْهُولَة فَإِنَّهُ حُصُول مُرَاد وَمن رأى أَن الْخَلِيفَة وَمن يقوم مقَامه نكحه نَالَ مِنْهُ ولَايَة وَمن رأى أَنه افتض بكرا فَإِنَّهُ يملك جَارِيَة أَو ينْكح امْرَأَة حَسَنَة فِي تِلْكَ السّنة وَمن رأى أَنه ينْكح مَيتا فَإِنَّهُ يصله بِالدُّعَاءِ وَمن رأى أَنه ينْكح أمة وَكَانَت ميتَة فَهُوَ انْقِضَاء أَجله وَمن رأى أَنه ينْكح شَيْئا من الْحَيَوَان فَإِنَّهُ يصطنع مَعْرُوفا إِلَى من يكفره وَمن رأى أَنه ينْكح أحد أَبَوَيْهِ من غير إِنْزَال فَإِنَّهَا صلتهم وَإِن أنزل فَإِنَّهُ قَاطع لرحمه وَمن رأى قوما يَخْتَلِفُونَ إِلَى زَانِيَة فَإِنَّهُم يَجْتَمعُونَ على عَالم يصيبون من علمه خيرا وَقيل من رأى أَنه ينْكح زَانِيَة فَإِن كَانَ من طلاب الدُّنْيَا أصَاب مَالا حَرَامًا وَإِن كَانَ من أهل الصّلاح أصَاب علما وبركة وَالنِّكَاح دَال على بُلُوغ المُرَاد من دين أَو دنيا وَمن رأى أَن خَصمه نكحه فَإِنَّهُ يظفر بِهِ وَمن رأى أَنه ينْكح السُّلْطَان أَو من يقوم مقَامه فَإِنَّهُ يذهب مَاله وَإِن فعل بِهِ ذَلِك أصَاب خيرا عَظِيما وَمن رأى أَنه ينْكح دبرا فَإِنَّهُ يَأْتِي أمرا على غير وَجه وَقيل أَن النِّكَاح فِي الدبر يدل على طلب أَمر عسير وَمن رأى أَنه جَامع زَوْجَة جَاره فَلَا خير فِيهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 (رُؤْيَة الْقبْلَة) أما الْقبْلَة فَمن رأى أَنه يقبل امْرَأَة مزينة أَو يضاجعها فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة قد مَاتَ زَوجهَا ويفيد مِنْهَا مَالا وَولدا وينال فِي تِلْكَ السّنة خيرا وَقيل إقبال على الدُّنْيَا وَمن رأى يقبل رجلا ويضاجعه ويخالطه مُخَالطَة بِشَهْوَة فَإِن تَأْوِيله كتأويل النِّكَاح وَإِن لم يكن بِشَهْوَة فَإِنَّهُ ينَال من الْمَفْعُول خيرا وَمن رأى أَنه يقبل مَيتا فَإِنَّهُ يجْرِي مجْرى النِّكَاح فِي التَّأْوِيل وَقَالَ بَعضهم من رأى أَنه يقبل مَيتا بِشَهْوَة فَإِنَّهُ يصله بِالْخَيرِ وَمن رأى أَن الْمَيِّت يقبله فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ من مَال ذَلِك الْمَيِّت أَو من عمله خير وَمن رأى أَنه قبل يَد أحد فَإِنَّهُ يتواضع لَهُ وَكَذَلِكَ تَقْبِيل الرّكْبَة وَالرجل وَمن رأى أَن أحدا قبل الأَرْض فَإِنَّهُ خير وعلو شَأْن للمقبل لَهُ وَمن رأى أَنه قبل يَد محبوبه فَإِنَّهُ خضوع وذلة لَهُ (رُؤْيَة الْمُلَامسَة) وَأما الْمُلَامسَة فَمن رأى أَنه يلامس مَا لَا يحل لَهُ فَإِنَّهُ يرتكب أمرا مَكْرُوها وَقيل من رأى أَنه يلامس أحدا فَإِنَّهُ يختبره وَقيل من رأى أَنه يلامس من يُحِبهُ فَهُوَ مسرور وَمن رأى أَنه لامس فَأنْزل فَإِنَّهُ حُصُول مُرَاد وَمن رأى أَنه لامس فَأنْزل وَوَجَب عَلَيْهِ الْغسْل بطلت رُؤْيَاهُ لِأَنَّهُ من فعل الشَّيْطَان (رُؤْيَة الْجَنَابَة) وَأما الْجَنَابَة فَمن رأى أَنه صَار جنبا فِي شَيْء حرَام فَإِنَّهُ يتحير فِي أُمُوره وَقيل يُسَافر وَلَا يحصل أُمُوره وَلَا ينَال مَقْصُوده فِي ذَلِك السّفر وَإِن رأى أَنه اغْتسل وَلبس قماشا فَإِنَّهُ يخلص من ذَلِك التحير ويصل إِلَى مَقْصُوده وَإِن لم يغْتَسل لم يحصل مُرَاده وَمن رأى أَنه أصَاب منيا حارا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 فَهُوَ مَال من كنز والمني الْأَصْفَر ولد كثير الْأَمْرَاض والأحمر وَقد قصير الْعُمر وَالْأسود أهل بَيته وَقَالَ بَعضهم رُؤْيَة الْجَنَابَة مَال ونعمة وَقَالَ بَعضهم الْجَنَابَة والمني بِمَعْنى وَاحِد والمني غَيره وَتَعْبِيره بالفرح وَالسُّرُور وَقيل الْمَنِيّ يعبر بِحُصُول المَال وذهابه فَإِن قَالَ الرَّائِي رَأَيْت أَن الْمَنِيّ خرج مني فَهُوَ خُرُوج مَال وَإِن قَالَ جائني المنى فَهُوَ حُصُول مَال وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيَة الْجَنَابَة تدل على ثَلَاثَة أوجه ولد وَحُصُول مَال وَخُرُوجه (رُؤْيَة الْحيض) وَأما الْحيض فَمن رأى أَن زَوجته حَاضَت فَإِن أُمُور الدُّنْيَا تتعوق عَلَيْهِ وَإِن كَانَت زَوجته صَالِحَة فَإِنَّهُ تحير فِي دينه وَإِن رَأَتْ الْمَرْأَة أَنَّهَا حَائِض فَإِنَّهُ يحصل لَهَا مَال بِقدر الْحيض وَإِن كَانَت عقيمة فَإِنَّهَا تَلد وَإِن كَانَت عجوزا دلّ على انْقِضَاء أجلهَا وَإِن كَانَت طفلة دلّ على زَوَال بَكَارَتهَا وَمن رأى أَنه حَائِض سَوَاء كَانَ رجلا أَو امْرَأَة واغتسل من الْحيض وَلبس ثَوْبه فَإِنَّهُ يدل على نجاح دينه ودنياه وَمن رأى أَنه يُجَامع امْرَأَة حَائِضًا ودفق مِنْهَا عَلَيْهِ فَإِنَّهُ حُصُول مَال (رُؤْيَة الْحمل) وَأما الْحمل فَهُوَ للْمَرْأَة زِيَادَة المَال وللرجل حزن وَقيل رُؤْيَة الْحمل دَلِيل على النِّعْمَة وَالْمَال سَوَاء كَانَ الرَّائِي رجلا أَو امْرَأَة ورؤية الصَّبِي الَّذِي دون الْبلُوغ أَنه حَامِل تؤول لوالده ورؤية الصبية ذَلِك لوالدتها وَمن رأى أَن امْرَأَته حَامِل فَإِنَّهُ يَرْجُو شَيْئا من عرض الدُّنْيَا وَقَالَ بَعضهم وَالْحمل صَالح للرِّجَال وَالنِّسَاء على كل حَال وَمن رأى أَن شَيْئا من الْحَيَوَان حَامِل فَهُوَ خير وَمَنْفَعَة خُصُوصا إِن كَانَ نَوعه محبوبا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 (رُؤْيَة الْوَضع) وَأما الْوَضع فَمن رأى أَنه وضع جَارِيَة أصَاب خيرا كثيرا وَإِن وضع غُلَاما أَصَابَهُ هم شَدِيد ويناله كَلَام مَكْرُوه وَرُبمَا يَمُوت وَمن رأى أَن امْرَأَته أَو جَارِيَته وضعت غُلَاما فَإِنَّهَا تضع جَارِيَة إِن كَانَت حَامِلا وَإِن لم تكن فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم ثمَّ يفرج عَنهُ وَكَذَلِكَ إِذا رَأَتْ الْحَامِل أَنَّهَا ولدت جَارِيَة فَإِنَّهَا تَلد غُلَاما أَو ولدت غُلَاما فَإِنَّهَا تَلد جَارِيَة وَمن رأى أَنه ولد وَمن فِيهِ فَإِن كَانَ مَرِيضا فَإِنَّهُ انْقِضَاء أَجله (رُؤْيَة الرَّضَاع) وَأما الرَّضَاع فَمن رأى أَن أحدا يرضع من ثديه فَلَا خير فِيهِ للراضع وَلَا للمرضع وَمن رأى أَنه يرضع ثدي امْرَأَة فَإِنَّهُ يمرض وَإِن امْرَأَة رَأَتْ أَن رجلا ارتضع لَبنهَا فَإِنَّهُ يَأْخُذ من مَالهَا على قدر ذَلِك وَهِي كارهة وَإِن رَأَتْ أَنَّهَا ترْضع من ثديها لَبَنًا فَإِنَّهُ مِيرَاث من بنتهَا وَإِن رَأَتْ أَنَّهَا ترْضع من ثدي رجل لَا خير فِيهِ وَإِن رضعت من ثدي امْرَأَة أُخْرَى فَفِيهِ خلاف وَأما رضع الْقَضِيب فَهُوَ صَالح للراضع والمرضع وَحُصُول خير وَقَضَاء حَاجَة وَأما من الْأَعْضَاء إِن در فَهُوَ خير للراضع وَلَا خير فِيهِ للمرضع وَمن رأى أَنه يرضع من حَيَوَان فَهُوَ حُصُول مَال وَمَنْفَعَة وَقَالَ بَعضهم رُؤْيَة الرَّضَاع حُصُول مَال فَإِن كَانَ من إِنْسَان أَو حَيَوَان لَا يُؤْكَل لَحْمه فَهُوَ مَال حرَام وَإِن كَانَ من حَيَوَان يُؤْكَل لَحْمه فَهُوَ حَلَال وَقيل من رأى أَنه يرضع صَبيا أَو يرضع مِنْهُ فَإِنَّهُ يحبس وينال شدَّة وَقَالَ بَعضهم من رأى أَنه يرضع من ثدي أمه فَهُوَ حُصُول عز ومرتبة وَمن رأى أَنه يطوف على النِّسَاء ويمص ثديهن فَإِنَّهُ رجل يحب اللواط الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 (الْبَاب التَّاسِع عشر فِي رُؤْيَة الْمَوْت وَالْغسْل والكفن والجنائز والقبور والدفن والنبش ورؤية الْأَمْوَات ومخالطتهم وَالْأَخْذ مِنْهُم والإعطاء لَهُم) (رُؤْيَة الْمَوْت) وَأما الْمَوْت فَمن رأى أَنه قد مَاتَ وَالنَّاس يَبْكُونَ عَلَيْهِ أَو غسلوه وكفنوه أَو حملوه على النعش أَو دفنوه فِي الْقَبْر فجملة ذَلِك يدل على فَسَاد دينه ويرجى لهَذَا الْمَيِّت صَلَاح دينه مَا لم يدْفن فَإِن دفن لَقِي الله على غير التَّوْبَة إِلَّا أَن يرى أَنه عَاشَ وَخرج من الْقَبْر بعد الدّفن فَإِنَّهُ يَتُوب وَمن رأى أَنه قيل لَهُ إِنَّك لم تمت أبدا فَإِنَّهُ يَمُوت شَهِيدا وَمن رأى أَنه قد مَاتَ وَمَا عَلَيْهِ هَيْئَة الْأَمْوَات وَلم يبك عَلَيْهِ أحد وَلم يغسل وَلم يُكفن يُسَافر وَمن رأى أَن الأَرْض طويت فَإِنَّهُ يَمُوت سَرِيعا وَمن رأى أَنَّهَا نشرت فَإِنَّهَا تطول حَيَاته وَمن رأى أَنه خرج من أَرض جدبة إِلَى أَرض خصبة فَإِنَّهُ ينْتَقل من بِدعَة إِلَى سنة وَإِن رأى أَنه خرج من أَرض خصبة إِلَى أَرض جدبة فَإِنَّهُ ينْتَقل من سنة إِلَى بِدعَة وَمن رأى أَنه نفض يَدَيْهِ من التُّرَاب فَإِنَّهُ يفْتَقر وَإِن كَانَ مَرِيضا مَاتَ وَمن رأى أَنه ميت فِي الْمَقَابِر من مُدَّة مديدة فَإِنَّهُ يُسَافر بَعيدا ويصحب الْجُهَّال وَأهل الْفسق وَمن رأى أَنه مَاتَ ثمَّ عَاشَ فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا بَعيدا ثمَّ يرجع وَمن رأى أَنه مَاتَ وَحمل على أَعْنَاق الرِّجَال فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا وَينفذ أمره وَلَكِن يفْسد دينه ويرجى لَهُ الصّلاح فِيمَا بعد مَا لم يدْفن وَمن رأى أَنه مَاتَ وَلم ير قبرا وَلَا كفنا وَلَا جَنَازَة وَلَا بكاء فَإِن ذَلِك رَاحَة لصَاحب الرُّؤْيَا من هم هُوَ فِيهِ وَمن رأى أَنه ملفوف كَمَا يلف الْمَيِّت فَهُوَ مَوته وَمن رأى أَن حَيا قد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 مَاتَ ثمَّ عَاشَ فَإِنَّهُ يرْتَد نَعُوذ بِاللَّه من ذَلِك وَمن رأى أَن الإِمَام مَاتَ فَإِنَّهُ يحدث فِي دين الرَّائِي فَسَاد وَقَالَ بَعضهم من رأى أَن الإِمَام مَاتَ فَإِن ذَلِك الْبَلَد يؤول أمره إِلَى الْفساد ويدور بِمَا يخرب وَمن رأى أَن أحد أَبَوَيْهِ مَاتَ فَإِنَّهُ تذْهب دُنْيَاهُ وَيفْسد حَاله وَإِن كَانَ من طلاب الْآخِرَة تعطل عمله وَمن رأى أَن أَخَاهُ مَاتَ فَإِن كَانَ مَرِيضا فَهُوَ مَوته أَو موت أحد من نواحيه وَإِن لم يكن لَهُ أَخ وَرَأى ذَلِك فإمَّا أَن يَمُوت هُوَ أَو يذهب مَاله وَقيل يصاب يإحدى عَيْنَيْهِ وَإِحْدَى يَدَيْهِ وَمن رأى أَن زَوجته مَاتَت فَإِنَّهَا تكسد صناعته وَقيل يَسْتَغْنِي ويستفيد مَالا من حل وَمن رأى أَن ابْنه مَاتَ فَإِنَّهُ يخلص من عدوه وَمن رأى أَن ابْنَته مَاتَت فَإِنَّهُ أياس من فَرح وَقَالَ ابْن سِيرِين موت الْوَلَد أَمَان من عَدو وَحُصُول مِيرَاث وَمَوْت الْبِنْت رُجُوع عَن أمل فِيهِ سرُور وَمَوْت الْوَلَد وَمَوْت الْوَالِد تحير أُمُور بِسَبَب معيشته وَمَوْت الوالدة عدم وُصُول إِلَى مَقَاصِد وَحُصُول هم وحزن وَمن رأى أحدا من قرَابَته قد مَاتَ فَإِنَّهُ نُقْصَان فِي مقدرته وَمَوْت الزَّوْجَة جنَّة وَمَوْت الْمَرْأَة الحبلى فِي غَايَة الْجَوْدَة وَالصَّلَاح لَهَا وَمن رأى أَنه مَاتَ فَجْأَة فَإِنَّهُ يُصِيب هما من حَيْثُ لَا يأمل ذَلِك وَمن رأى أَن حَامِلا قد مَاتَت فَإِنَّهَا تَلد ولدا ذكرا وتسر بِهِ وَرُبمَا دلّ الْمَوْت على الطَّلَاق وَمن رأى أَن إنْسَانا مَعْرُوفا قد مَاتَ وَهُوَ ينوح عَلَيْهِ فَإِنَّهُ حُصُول مُصِيبَة لكليهما وَمن رأى أَنه مَاتَ عِنْد قوم فَإِنَّهُ يحْشر على فعلهم وَقيل يَمُوت على بِدعَة أَو يُسَافر سفرا لَا يرجع مِنْهُ وَمن رأى أَنه حمل مَيتا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا حَرَامًا وَمن رأى أَنه جر الْمَيِّت على الأَرْض فَإِنَّهُ يكْتَسب إِثْمًا وَمن رأى أَنه نقل مَيتا إِلَى الْمَقَابِر فَإِنَّهُ يعْمل بِالْحَقِّ وَإِن نَقله إِلَى السُّوق نَالَ حَاجته ونفقت تِجَارَته وَمن رأى أَن عَالما قد مَاتَ فَإِنَّهُ يدل على بطلَان الْعلم والشريعة بذلك الْمَكَان وَمن رأى أَن أحدا من أهل الْبدع قد مَاتَ فَإِنَّهُ يزْدَاد طغيانا وَمن رأى أَن ذَا صَنْعَة قد مَاتَ فَإِنَّهُ يدل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 على كساد صَنعته وَمن رأى أَن عَبده أَو أمته أَو خادمه قد مَاتَ فَإِنَّهُ نقص فِي أبهته مَا لم يكن عِنْده غَيره فَإِن كَانَ عِنْده غَيره فَهُوَ توقف بعض الْأُمُور وَمن رأى أَن صديقه مَاتَ فإمَّا أَن الرَّائِي يَمُوت أَو يفقد صديقه وَمن رأى أَن بهيمته مَاتَت لَا خير فِيهِ وَإِن كَانَ عِنْده غَيرهَا يكون أخف وَمن رأى أَن شَيْئا من الْحَيَوَان قد مَاتَ وَهُوَ ملقى فَإِن كَانَ ذَا نَاب أَو مخلب فَإِنَّهُ يدل على الظفر بالأعداء خُصُوصا إِذا كَانَ نَوعه مُؤْذِيًا وَيكون الظفر أبلغ وَرُبمَا دلّ على الْأَمْن والسلامة وَقَالَ بَعضهم من رأى أَن شَيخا مَجْهُولا قد مَاتَ فَإِنَّهُ يدل على أَن جده لَا ينْتج مِنْهُ شَيْء مِمَّا قَصده وجد فِيهِ وَمن رأى أَن امْرَأَة مَجْهُولَة قد مَاتَت فَإِن دُنْيَاهُ تتعطل (رُؤْيَة الْغسْل) وَأما الْغسْل فَمن رأى أَنه يغسل مَيتا فَإِنَّهُ يَتُوب على يَدَيْهِ رجل فَاسد الدّين وَمن رأى أَنه على مغتسل فَإِنَّهُ يرْتَفع مرّة وَيخرج من الهموم وَمن رأى مَيتا وَالنَّاس يطْلبُونَ لَهُ الْغسْل وَلَا يَجدونَ فَإِنَّهُ يدل على أَن ذَلِك الْمَيِّت مرتكب معاصي وَالنَّاس يدلونه على الْخَيْر وَلَكِن لَا يُؤثر عِنْده وَمن رأى أَن مَيتا يغسل بِمَا لَا يحل بِهِ الْغسْل فَإِنَّهُ رجل فَاسد الدّين وَهُوَ يوعظ بِمَا لَيْسَ لَهُ معنى وَلَا فَائِدَة وَمن رأى أَنه يغسل شيئ من النَّجَاسَات فَإِنَّهُ فَاسد الدّين (رُؤْيَة الْكَفَن) وَأما الْكَفَن فَمن رأى أَنه يصطنع كفنا لأجل ميت فَإِنَّهُ يصدر مِنْهُ بِقدر ذَلِك فِي حق الْمَيِّت الْخَيْر وَالْأَجْر وَالثَّوَاب وَإِن كَانَ الْكَفَن لأجل حَيّ وَهُوَ مَعْرُوف فَيحصل للرائي من ذَلِك العناء والتعب وَإِن كَانَ مَجْهُولا فَهُوَ خير وَمن رأى أَنه نزع كفن رجل قد مَاتَ وَهُوَ مَعْرُوف فَإِنَّهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 يتبع طَرِيقه وَمن رأى أَنه أَخذ كفن ميت فَإِن كَانَ من أهل الصّلاح فَإِنَّهُ يشْتَغل بِعلم غَرِيب دَقِيق وَرُبمَا حصل مَالا من جِهَة حرَام وَإِن كَانَ من أهل الْفساد فَإِنَّهُ يدل على قلَّة دينه وتشويشه على النَّاس وَمن رأى كَأَنَّهُ ملفوف فِي الْكَفَن كَمَا يلف الْمَوْتَى مربوط من عِنْد رَأسه وَرجلَيْهِ فَإِنَّهُ يدل على مَوته وَمَا لم يرْبط كَهَيئَةِ الْمَوْتَى فَهُوَ دَلِيل على فَسَاد أمره وَكلما كَانَ الْكَفَن أقل فَهُوَ أقرب إِلَى التَّوْبَة وَإِن زَاد فَهُوَ أبعد وَمن رأى أَنه يفصل الأكفان أَو يفرقها فَإِنَّهُ يصنع الْمَعْرُوف وَمن رأى أَنه يطْلب كفنا وَلَا يجده فَإِن ذَلِك لَيْسَ بمحمود وَمن رأى أَن شخصا جَاءَ إِلَيْهِ بكفن فَإِنَّهُ حُصُول نعْمَة وَمن رأى أَنه ينتقي أكفان أموات فَإِنَّهُ يترحم عَلَيْهِم (رُؤْيَة الْجَنَائِز) وَأما الْجَنَائِز فَمن رأى أَن جمَاعَة ماشين فِي جَنَازَة فَإِنَّهُ يدل على أَن صَاحب الْجِنَازَة يسود على تِلْكَ الْجَمَاعَة أَو على مقدارهم من النَّاس لكنه يقهرهم ويظلمهم وَمن رأى أَنه سقط من جنَازَته فَإِنَّهُ يَقع من مرتبته وعزه وجاهه وَمن رأى أَنه حَامِل جَنَازَة فَإِنَّهُ يتبع ذَا سُلْطَان وَينْتَفع مِنْهُ بِمَال وَمن رأى النَّاس يزدحمون على جنَازَته وَهُوَ مَرْفُوع على أَيْديهم فَهُوَ ينَال سُلْطَانا ورفعة وَمن رأى النَّاس يَبْكُونَ خلف جنَازَته حمدت عاقبته وَكَذَلِكَ إِن أثنوا عَلَيْهِ ودعوا لَهُ وَمن رأى جَنَازَة فِي سوق فَإِنَّهُ يدل على نفاق السّلع الَّتِي بذلك السُّوق وَمن رأى أَن جَنَازَة تسير فِي الْهَوَاء فَإِنَّهُ يدل على موت رجل كَبِير وَمن رأى جَنَازَة تسير على الأَرْض وَهُوَ مَوْضُوع بهَا فَإِنَّهُ يركب فِي سفينة وَمن رأى أَن جَنَازَة كَبِيرَة مَوْضُوعَة فِي مَكَان فَإِن أهل ذَلِك الْمَكَان يركبون الْفَوَاحِش (رُؤْيَة الْقُبُور والدفن) وَأما الْقُبُور والدفن فَمن رأى أَنه حفر لنَفسِهِ أَو لغيره قبرا أَو حُفْرَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 فَإِنَّهُ يَبْنِي دَارا فِي ذَلِك الْبَلَد أَو يُقيم بهَا وَمن رأى أَنه يردم قبرا فَإِنَّهُ تطول حَيَاته وتدوم صِحَّته وَمن رأى أَنه دفن فِي قبر من غير أَن يَمُوت فَإِنَّهُ يسجن وَرُبمَا يُصِيبهُ ضيق فِي أمره وَمن رأى أَنه مدفون فِي قبر على هَيْئَة الْأَمْوَات من غير ردم فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة وَمن رأى أَنه يطوف بالقبور وينتقل مِنْهَا وَهِي مَفْتُوحَة فَإِنَّهُ يدْخل بيُوت أهل الْبدع أَو بيُوت السجْن وَمن رأى أَنه مُسلم رجلا إِلَى حُفْرَة فَإِنَّهُ يلقيه فِي هلكة وَمن رأى أَنه سوى عَلَيْهِ التُّرَاب نَالَ مَالا وَمن رأى أَنه يحْفر قبرا على سطح فَإِنَّهُ يعِيش عمرا طَويلا وَمن رأى أَن الْقُبُور مخضرة فَإِن أَهلهَا فِي رَحْمَة وَمن رأى أَن الْمَقَابِر تمطر فَإِنَّهَا رَحْمَة من الله تَعَالَى عَلَيْهِم وَمن رأى أَنه يدْفن حَيا فَإِنَّهُ يظفر بعدوه وَمن رأى أَن جمَاعَة دفنُوا شخصا فَإِنَّهُم متعصبون على هَلَاكه وَمن رأى أَنه يدْفن عدوه فَإِنَّهُ يظفر بِهِ (رُؤْيَة النبش) وَأما النبش فَمن رأى أَنه ينبش قبر أحد من الْأَنْبِيَاء وَالصَّالِحِينَ فَإِنَّهُ مُجْتَهد فِي سلوك طَرِيقَته وَمن رأى أَنه ينبش قبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِنَّهُ يجدد مَا درس من سنته الشَّرِيفَة وَيحصل للنَّاس على يَدَيْهِ خير وَإِن وصل إِلَى الجثة الشَّرِيفَة فَلَيْسَ بمحمود فَإِن كسر شَيْئا من أَعْضَائِهِ فَإِنَّهُ يرتكب بِدعَة وضلالة نَعُوذ بِاللَّه من ذَلِك وَمن رأى أَنه ينبش قبر أحد من النَّاس فَإِنَّهُ مُجْتَهد فِيمَا كَانَ ذَلِك يسلكه وَمن رأى أَنه ينبش عَن جثته فَإِنَّهُ مُجْتَهد فِي طلب الدُّنْيَا فَإِن نَالَ شَيْئا ظفر بحاجته وَإِن لم ينل فضده وَمن رأى أَنه ينبش قبرا فطلع مِنْهُ رجل حَيّ فَإِنَّهُ خير وسرور خُصُوصا إِن كَانَ من أهل التَّقْوَى فَإِنَّهُ خير الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَمن رأى شَيْئا من الْحَيَوَان نبش فِي بَيته فَإِنَّهُ عَدو فليحذره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 (رُؤْيَة الْأَمْوَات ومخالطتهم) وَأما رُؤْيَة الْأَمْوَات ومخالطتهم وَالْأَخْذ مِنْهُم والإعطاء لَهُم فَمن رأى أَن مَيتا قد عَاشَ فَإِنَّهُ حُصُول الْفَرح وَالسُّرُور وَمن رأى أَنه أحيى مَيتا فَإِنَّهُ يسلم على يَدَيْهِ كَافِر وَمن رأى أَن مَيتا قد عَاشَ ثمَّ سَأَلَهُ أَنْت مَا مت فَقَالَ لَا بل كنت حَيا فَإِنَّهُ يدل على حسن حَاله فِي الْآخِرَة وَمن رأى أَن مَيتا تغيظ فَإِنَّهُ يدل على أَنه أوصى بِوَصِيَّة وَلم يعْمل بوصيته وَمن رأى أَن مَيتا ضَاحِك مُسْتَبْشِرٍ فَيدل على وُصُول صَدَقَة إِلَيْهِ وَهِي مَقْبُولَة وَمن رأى أَن مَيتا على هَيْئَة حَسَنَة وَهُوَ لابس ثِيَابه فَإِنَّهُ يدل على حسن عاقبته وَمَوته على التَّوْحِيد وَمن رأى أَن مَيتا قد عَاشَ وَهُوَ فِي مَسْجِد فَأَنَّهُ أَمن من عَذَاب الله تَعَالَى وَمن رأى أَنه يعاشر الْأَمْوَات فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا بَعيدا وَمن رأى أَن مَيتا يضْحك ثمَّ يبكي فَإِنَّهُ يدل على أَنه مَاتَ على غير مِلَّة الْإِسْلَام وَمن رأى أَن مَيتا قد اسود وَجهه فَإِنَّهُ يدل على أَنه مَاتَ كَافِرًا وَمن رأى أَن مَيتا أخبرهُ بأَمْره فَإِنَّهُ كَمَا قَالَ لِأَن الْمَيِّت فِي دَار الْحق لَا يتَكَلَّم أَلا حَقًا وَمن رأى أَن مَيتا عَلَيْهِ تَاج أَو حلل أَو خَوَاتِم أَو مَا يزينه أَو رَآهُ قَاعِدا على سَرِير فَإِنَّهُ يدل على حسن منقلبه وَمن رأى أَن مَيتا لبس ثيابًا خضرًا فَإِنَّهُ يدل على أَن مَوته كَانَ على نوع من أَنْوَاع الشَّهَادَة وَمن رأى أَن مَيتا ينازعه وَهُوَ معرض عَنهُ أَو يعظه بقول غليظ فَإِنَّهُ يدل على أَنه مرتكب مَعْصِيّة فليتب إِلَى الله وَرُبمَا كَانَ الْمَيِّت خَاصَّة وَمن رأى أَن الْمَيِّت عُرْيَان وعورته مكشوفة فَإِنَّهُ يدل على خُرُوجه من الدُّنْيَا عُريَانا من الْخيرَات وَإِن كَانَ من أهل الصّلاح فَإِنَّهُ رَائِحَته وَمن رأى مَيتا وَعَلِيهِ ثِيَاب وسخة أَو كَانَ مَرِيضا فَإِنَّهُ مسؤول عَن دينه فِيمَا بَينه وَبَين الله تَعَالَى خَاصَّة دون النَّاس وَمن رأى أَن مَيتا مَشْغُولًا شغلا حسنا فَإِنَّهُ صَلَاح فِي حَقه فِي الْآخِرَة وَإِن كَانَ شغله مذموما فبضد ذَلِك وَمن رأى مَيتا كَانَ وليا قد عَاشَ وَتَوَلَّى مَكَانَهُ فَإِن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 أحدا مِمَّن يعقبه يَنَالهُ ولَايَة وَمن رأى أَن مَيتا يشتكي من رَأسه فَإِنَّهُ مسؤول على تَقْصِير فِي أُمُور وَالِديهِ وَإِن اشْتَكَى من عُنُقه فَهُوَ مسؤول عَن تَضْييع مَاله أَو صدَاق امْرَأَته وَإِن اشْتَكَى من يَده فَهُوَ مسؤول عَن أَخِيه أَو شَرِيكه أَو عَن يَمِين حلف بهَا كَاذِبًا وَإِن اشْتَكَى من بَطْنه فَهُوَ مسؤول عَن حق الْوَالِد والأقارب وَإِن اشْتَكَى من رجله فَهُوَ مسؤول عَن إِنْفَاق مَاله فِي غير رضَا الله وَإِن اشْتَكَى من فَخذه فَهُوَ مسؤول عَن قطع رَحمَه وَإِن اشْتَكَى من سَاقيه فَهُوَ مسؤول عَن فنَاء حَيَاته فِي الْبَاطِل وَمن رأى أَن مَيتا يُصَلِّي بالأحياء فَإِنَّهُم مقصرون فِيمَا فرض عَلَيْهِم من الطَّاعَة وَمن رأى أَنه دخل خلف ميت دَارا مَجْهُولَة ثمَّ لم يخرج مِنْهَا فَإِنَّهُ يَمُوت وَمن رأى أَنه يُسَافر مَعَ ميت فَإِنَّهُ يلتبس عَلَيْهِ أمره وَمن رأى مَيتا عرفه وَسلم عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ فَإِنَّهُ لم يمت تِلْكَ السّنة وَيدل على صَلَاحه وَصَلَاح حَال الْمَيِّت وَمن رأى أَن مَيتا مَعْرُوفا قد مَاتَ ثَانِيَة وَكَانَ لمَوْته بكاء فَإِنَّهُ يُزَوّج بعض أَهله فَيكون فيهم عروس وَإِلَّا مَاتَ من عقبه إِنْسَان وَإِن لم يكن لَهُ عقب فموت نَظِيره أَو سميه وَمن رأى أَن مَيتا يَئِن وحاله على غير سَوَاء فَإِنَّهُ يدل على سوء عمله ومجازاته على أَفعاله القبيحة وَمن رأى أَن جمَاعَة من الْمَوْتَى بمَكَان يَأْكُلُون شَيْئا فَإِن ذَلِك الشَّيْء يكون غاليا وَمن رأى أَنه معانق لمَيت وهما على وسَادَة فَإِنَّهُ تطول حَيَاته (رُؤْيَة مجامعة الْأَمْوَات) وَمن رأى أَنه جَامع امْرَأَة ميتَة مَعْرُوفَة فَإِنَّهُ حُصُول خير وبلوغ مَا يؤمله من حَيْثُ لَا يحْتَسب وَإِن كَانَ الْمَيِّت رجلا مَعْرُوفا فحصول الْخَيْر كَذَلِك وَإِن كَانَ الْمَيِّت رجلا مَجْهُولا لم يعرفهُ فَإِنَّهُ ظفر على الأعادي وَمن رأى أَنه يُجَامع امْرَأَة ميتَة ذَات محرم فَإِنَّهُ حُصُول هم وغم وَمن رأى أَنه يُجَامع امْرَأَته المتوفية فَلَا خير فِيهِ وَمن رأى أَن مَيتا يجامعه فَإِنَّهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 يدل على وُصُول رزق من مَال الْمَيِّت للرائي وَمن رأى أَنه يقبل مَيتا بِشَهْوَة فَإِنَّهُ يصدر من الرَّائِي فِي حق الْمَيِّت خير وَصدقَة وَدُعَاء (رُؤْيَة الْإِعْطَاء للأموات وَالْأَخْذ مِنْهُم) وَمن رأى أَن مَيتا نَاوَلَهُ شَيْئا من المأكل وَالْمشْرَب وَلم يَأْكُلهُ فَإِنَّهُ ينقص من مَاله بِقَدرِهِ وَأَن أكله فَهُوَ خير وَمَنْفَعَة وَإِن نَاوَلَهُ شَيْئا من مَتَاع الدُّنْيَا فَهُوَ حُصُول خير وَوصل أمل وَمن رأى مَيتا نَاوَلَهُ شَيْئا من ملبوسه ويلبسه فَإِنَّهُ حُصُول غم وَمرض وَإِن لم يلسه وَتَركه حَتَّى أَخذه الْمَيِّت ولبسه فَإِنَّهُ دَلِيل على رحلته من الدُّنْيَا عَاجلا وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَن مَيتا نَاوَلَهُ ثَوْبَيْنِ مغسولين فَإِنَّهُ حُصُول غنى وَمن رأى أَن مَيتا قد أَعَارَهُ ثَوْبه ثمَّ طلبه مِنْهُ فَإِنَّهُ دَلِيل على فقه ذَلِك الْمَيِّت من الْخَيْر وَمن رأى أَن مَيتا نَاوَلَهُ ثوبا عتيقا فَيدل على افتقار الرَّائِي وَإِن كَانَ الثَّوْب جَدِيدا فَيدل على غناهُ وعلو قدره وَمن رأى أَن مَيتا نَاوَلَهُ شَيْئا من الْقُرْآن أَو كتب الْفِقْه وَمَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ دَلِيل على حُصُول توفيق الطَّاعَات وَمن رأى أَنه قد بَاعَ للْمَيت شَيْئا فَإِنَّهُ دَلِيل على غلاء ذَلِك الشَّيْء وَمن رأى أَنه قد وهب للْمَيت شَيْئا ورده عَلَيْهِ فَإِنَّهُ حُصُول مضرَّة وَنقص وَقَالَ بَعضهم من رأى أَن الْمَيِّت أعطَاهُ شَيْئا من محبوبات الدُّنْيَا فَهُوَ خير يَنَالهُ من حَيْثُ لَا يحْتَسب وَمن رأى أَن الْمَيِّت يُعلمهُ علما فَإِنَّهُ يُصِيب صلاحا فِي دينه بِقدر ذَلِك وَمن رأى أَنه نزع ثِيَابه وألبسها للْمَيت فَإِنَّهُ لَاحق بِهِ هَذَا إِن علم أَنَّهَا خرجت من ملكه وَلَا يضرّهُ ذَلِك وكل شَيْء يرَاهُ الْحَيّ أَنه أعطَاهُ لمَيت فَلَيْسَ بمحمود إِلَّا فِي مَسْأَلَتَيْنِ إِذا رأى أَنه أعْطى عَمه أَو عمته شَيْئا فَإِنَّهُ يُصِيب مِيرَاثا ورؤية الْعم والعمة على أَي وَجه كَانَ سَلامَة من عدم وَمن رأى أَن مَيتا اشْترى طَعَاما فَإِنَّهُ يكون قَلِيل الْوُجُود وَإِن بَاعه يكون كسادا وَمن رأى أَنه يلقن الْمَوْتَى فَإِنَّهُ يعظ وَيرجع ضَالِّينَ عَن ضلالتهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 (الْبَاب الْعشْرُونَ فِي رُؤْيَة الْمَدَائِن والقرى والحصون والأبراج والأسوار وَالْأَرْض وَمَا يحدث فِيهَا من زَلْزَلَة وَخسف ورؤية الْحفر وَالْهدم والدور والأبواب والمفاتيح والسقوف والحيطان وَالْبناء) (رُؤْيَة الْمَدَائِن) من رأى أَنه فِي مَدِينَة مَجْهُولَة لَا يعرفهَا فَإِن ذَلِك عَلامَة الصَّالِحين وَرُبمَا نَالَ مَا سَأَلَهُ فَإِن عرفت وَكَانَ دَخلهَا فِي الْيَقَظَة لابد من إِعَادَته إِلَيْهَا وَرُبمَا كَانَ أمنا من خوف وَمن رأى أَن مَدِينَة خربَتْ فَإِن ملكهَا يجور عَلَيْهَا وَمن رأى أَنه دخل مَدِينَة لَهَا سور فَهُوَ أَجود من الَّتِي بِغَيْر سور وَقَالَ بَعضهم أحب دُخُول الْمَدَائِن وأكره الْخُرُوج مِنْهَا وَمن رأى أَنه يخرج من مَدِينَة فَإِنَّهُ يخَاف (رُؤْيَة الْقرى) وَمن رأى أَنه ينْتَقل من مَدِينَة إِلَى قَرْيَة فَإِنَّهُ ينْتَقل من أَمن إِلَى خوف وَمن نعيم إِلَى شقاء وَمن رأى أَنه فِي قَرْيَة فَإِن ذَلِك مَكْرُوه فِي الدّين وَمن رأى أَنه انْتقل من قَرْيَة إِلَى مَدِينَة فَإِنَّهُ صَلَاح فِي الدّين وأمان من خوف وتجديد نعيم وَمن رأى أَنه خرج من قَرْيَة فَإِنَّهُ جيد حسن وَمن رأى أَنه دخل قَرْيَة فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ رزق وَإِن كَانُوا قرى كَثِيرَة كَانَ الرزق وَاسِعًا وَقَالَ بَعضهم من رأى قَرْيَة فتعبير رُؤْيَاهُ باشتقاق اسْمهَا إِذا كَانَ حسنا فَهُوَ كَمَا ذكر وَمن رأى أَنه يعمر قلعة فَإِنَّهُ يدل على صَلَاح دينه وَإِن رأى أَنه يخرب قلعة فبخلاف ذَلِك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 (رُؤْيَة الْحُصُون) وَمن رأى أَنه فِي حصن من الْحُصُون فَإِنَّهُ يرْزق يرْزق نسكا فِي دينه وصلاحا فِي أمره بِقدر استمكانه من ذَلِك وَمن رأى أَنه مُتَعَلق بالحصن من خَارجه أَو من دَاخله أَو من أَوله أَو يدْخل مِنْهُ فَإِنَّهُ يكون فِي دينه بِقدر الاستمكان من ذَلِك وَمن رأى أَنه حدث بحصن شَيْئا ينقصهُ فَإِنَّهُ نقص فِي دينه (رُؤْيَة الأبراج والأسوار) وَمن رأى أَنه فِي برج فلييأس مِمَّا يَطْلُبهُ وَإِن كَانَ مَرِيضا مَاتَ وَمن رأى سور قلعة هدم أَو ثلم مِنْهُ ثلمة فَإِنَّهُ يدل على موت سلطانها وَإِن رأى أَنه بنى سورا على نَفسه أَو دَاره فَإِن كَانَ سُلْطَانا حفظ من عدوه أَو فَقِيرا أَفَادَ مَالا أَو عزبا تزوج وَمن رأى أَنه دخل حصارا فَإِنَّهُ يَأْمَن من شَرّ الأعادي وَإِن رأى أَنه خرج من حِصَار فَإِن الأعادي تظفر بِهِ (رُؤْيَة الأَرْض) وَمن رأى أَنه ملك أَرضًا مَعْرُوفَة فَإِنَّهُ يُصِيب امْرَأَة خطرها فِي النِّسَاء بِقدر سَعَة الأَرْض وَإِن كَانَت الأَرْض مَجْهُولَة فَإِنَّهُ يُصِيب دنيا بِقدر الأَرْض وسعتها وَرُبمَا كَانَت الأَرْض أما أَو زَوْجَة وَمن رأى أَنه فِي أَرض وَاسِعَة لَا يعرفهَا فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا عَاجلا وَمن رأى أَنه يضْرب الأَرْض بِشَيْء فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا يَبْتَغِي الرزق فِيهِ وَمن رأى أَنه بَاعَ أَرضًا وَخرج مِنْهَا إِلَى غَيرهَا فَإِن كَانَ مَرِيضا مَاتَ أَو مُوسِرًا افْتقر وَمن رأى أَنه يَأْكُل من الأَرْض فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا بِقدر ذَلِك وَمن رأى أَن الأَرْض ابتلعته فَإِنَّهُ يُسَافر وَمن رأى أَنه فِي سوق من الْأَسْوَاق يتجر فِيهَا فَإِنَّهُ يعْمل عملا حسنا يؤجره الله عَلَيْهِ وَمن رأى أَن السُّوق عَامر بِالنَّاسِ فَإِنَّهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 ينْفق متاعها وَيكثر أَرْبَابهَا وَإِن رَآهَا خَالِيَة أَو مغلقة فَإِنَّهُ ضد ذَلِك وَمن رأى أَنه جلس فِي حانوته فَإِنَّهُ يَسْتَفِيد خيرا وَمن رأى أَن حانوته انْهَدم فَإِن كَانَ عِنْده مَرِيض مَاتَ وَإِلَّا تعذر عَلَيْهِ أمره وكسدت سوقه (رُؤْيَة الزلزلة والخسف) وَمن رأى أَن الأَرْض زلزلت أَو أَصَابَهَا خسف فَإِن ذَلِك بلَاء ينزل بِتِلْكَ الأَرْض وَمن رأى أَن الأَرْض خسفت بِهِ وابتلعته فَإِن كَانَ من أهل الشَّرّ فَإِنَّهُ عُقُوبَة تنزل بِهِ أَو سفر بعيد يخَاف أَن لَا يرجع مِنْهُ (رُؤْيَة الْحفر) وَمن رأى أَنه حفر أَرضًا واستخرج ترابها فَإِن كَانَ مَرِيضا أَو عِنْده مَرِيض كَانَ ذَلِك قَبره وَإِن كَانَ مُسَافِرًا كَانَ حفره ذَلِك سفرا وترابه فِيهِ كَسبه وَمَاله وَمن رأى أَنه يحْفر حفيرا أَو بِئْرا أَو قناة أعتقد بحفرها إِجْرَاء المَاء مِنْهَا فَإِن كَانَ ذَلِك لنَفسِهِ فَهُوَ معيشة خَاصَّة وَإِلَّا فَلهُ وللعامة وَإِن كَانَ اعْتقد بحفرها أَن دخل فِيهَا فَإِنَّهُ يمكر بِهِ وَإِن رأى أَنه دخل فِيهَا رَجَعَ الْمَكْر عَلَيْهِ دون من أَرَادَ ذَلِك بِهِ وَمن رأى أَنه أجْرى المَاء فِيمَا حفره فَإِن ذَلِك عقد معيشة وَمن رأى أَنه فِي حُفْرَة طلق امْرَأَته أَو على حُفْرَة وَلم ينزل فِيهَا كَانَ بَينهمَا خصائم وَمن رأى أَنه خرج من حفير أَو نَحوه فَإِن كَانَ مَرِيضا أَو مسجونا فَهُوَ خُرُوجه مِمَّا هُوَ فِيهِ وَمن رأى أَنه دخل فِي كَهْف أَو أصل حَائِط فَإِنَّهُ يَأْمَن مِمَّا يخَاف وينال طلبته (رُؤْيَة الْبناء وَالْهدم) وَمن رأى أَنه يَبْنِي بنيانا وثيقا فَإِن كَانَ من طلاب الدّين فَإِنَّهُ يعْمل عملا صَالحا وَإِن كَانَ من طلاب الدُّنْيَا فَإِنَّهُ يصلح دُنْيَاهُ فَإِن كَانَ بُنْيَانه بِاللَّبنِ والطين فعمله صَالح وَإِن كَانَ بالآجر والجص فعمله غير صَالح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 وَمن رأى أَنه يَبْنِي بَيْتا أَو حَماما فَإِنَّهُ يَبْنِي بِامْرَأَة فَإِن كَانَ فِي مَوضِع مَجْهُول فَهُوَ قَبره وَمن رأى أَنه يهدم دَارا أَو بَيْتا عتيقا فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا كثيرا وَإِن هدم دَارا جَدِيدَة فَإِنَّهُ هم وَشر وَمن رأى أَن دَاره انْهَدَمت عَلَيْهِ أصَاب مَالا وَمن رأى أَن دَاره انْهَدَمت أَو بَعْضهَا فَإِنَّهُ يَمُوت إِنْسَان بهَا أَو يُصِيب صَاحبهَا مُصِيبَة كَبِيرَة وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَن سقف بَيتهَا هدم فَإِنَّهُ موت زَوجهَا وَمن رأى أَن موضعا من الْعمرَان خراب أَو تساقط فَإِنَّهَا مصائب تكون فِي ذَلِك الْموضع وَمن رأى أَن أسطوانة بَيته انْكَسَرت وانهدمت فَإِنَّهُ يَمُوت رب الْبَيْت أَو بعض أَهله مِمَّن يعز عَلَيْهِ (رُؤْيَة الدّور والبيوت والغرف) وَمن رأى أَنه دخل دَارا مَعْرُوفَة فَإِنَّهُ يُصِيب دنيا بِقدر سَعَة الدَّار وحسنها فَإِن كَانَت من لبن وطين فَهِيَ حَلَال وَإِن كَانَت من آجر وجص فَهِيَ حرَام وَإِن كَانَت مجصصة وَبهَا مَرِيض فَهِيَ مَوته وَإِن كَانَت من طين رطب أَصَابَهُ هم وَإِن كَانَت مَجْهُولَة الْبناء والموضع والأهل وأفردت عَن الدّور فَهِيَ دَار الْآخِرَة فَإِن رأى أَنه دَخلهَا ثمَّ خرج فَإِنَّهُ يشرف على الْمَوْت ثمَّ ينجو وَمن رأى أَن دَاره أَو بيُوت دَاره أَو بناءها أَو سطوحها اتسعت فَوق قدرهَا الْمَعْرُوف فَإِن ذَلِك سَعَة فِي دُنْيَاهُ وَمن رأى أَن فِي بَيته عينا أَو ميزابا يرشح من غير مطر أَو رأى سقف بَيته قاطرا فَإِنَّهَا عُيُون باكية على موت إِنْسَان فِيهَا وَمن رأى أَنه دخل بَيْتا مرشوشا فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم على قدر البلل والوحل وَمن رأى أَنه فَوق بَيت مَجْهُول فَإِنَّهُ يُصِيب امْرَأَة بِقدر الْبَيْت وخطره وَمن رأى أَنه فِي غرفَة فَإِنَّهُ يَأْمَن مِمَّا يخَاف وَمن رأى أَنه فِي غرفَة جَدِيدَة وَكَانَ فَقِيرا اسْتغنى أَو غَنِيا أُصِيب فِي مَاله وَقيل إِن الغرفة امْرَأَة فَمن رأى أَنه يَبْنِي غرفَة فَإِنَّهُ بِامْرَأَة وَإِن رأى أَنه فِي غرفَة قديمَة وَكَانَ فَقِيرا ازْدَادَ إفلاسا أَو غَنِيا ازْدَادَ غنى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 (رُؤْيَة الْأَبْوَاب) وَمن رأى أَن أَبْوَاب دَاره فتحت من مَوَاضِع مَعْرُوفَة أَو مَجْهُولَة فَإِن أَبْوَاب دُنْيَاهُ تفتح لَهُ وَإِن رأى أَن بَاب دَاره اتَّسع قدر مَا لَا تكون الْأَبْوَاب على سَعَة ذَلِك فَإِنَّهُ يدْخل على أهل الدَّار قوم بِغَيْر إِذن فِي مُصِيبَة أَو مَا يشبهها وَمن رأى أَن بَاب دَاره انسد فَإِنَّهُ مُصِيبَة عَظِيمَة فِي أَهلهَا وَمن رأى أَنه يُرِيد أَن يغلق بَابه فَلَا يَسْتَطِيع فَإِن ذَلِك أَمر يعسر عَلَيْهِ من قبل امْرَأَة وَمن رأى أَنه يدْخل على قوم من بَاب فَإِنَّهُ يظفر على أعدائه ويدحض حجَّة خصمائه وَمن رأى أَنه خرج من بَاب ضيق إِلَى سَعَة فَإِنَّهُ صَالح وَمن رأى أَنه يطْلب بَابا لداره وَلَا يَهْتَدِي إِلَيْهِ فَإِن ذَلِك تحير فِي طلب الدُّنْيَا (رُؤْيَة المفاتيح والغلق) وَمن رأى أَنه أصَاب مفتاحا أَو مَفَاتِيح فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا أَو مَالا وحظا بِقدر الْمِفْتَاح وَإِن رَأَتْ الْمَرْأَة أَنه ألقِي إِلَيْهَا مِفْتَاح فَإِنَّهَا تنْكح رجلا وَمن رأى أَنه استفتح بَابا بمفتاح فَفتح لَهُ فَإِنَّهُ يَدْعُو بِدُعَاء يُسْتَجَاب لَهُ أَو يرْزق برا وَخيرا فِي دينه ودنياه أَو ينَال طلبته الَّتِي يطْلبهَا وَإِن رأى أَنه عسر عَلَيْهِ فتح الْبَاب لم يصل إِلَى مَا يَطْلُبهُ حَتَّى يَفْتَحهُ وَمن رأى أَنه أغلق بَابا جَدِيدا فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة صَالِحَة وَإِن رأى أَنه فَتحه فَإِنَّهُ يفارقها وَمن رأى أَنه أغلق بَابا قَدِيما فَإِنَّهُ يُفَارق امْرَأَته وَإِن رأى أَنه فَتحه كَانَ مغتبطا بهَا وَمن رأى أَنه أغلق قفلا أَو فَتحه تزوج امْرَأَة (رُؤْيَة السقوف والحيطان) وَمن رأى أَن سقف دَاره تهدم فَإِنَّهُ موت صَاحبهَا وَمن رأى أَن سقف بَيته يقطر مَاء فَإِنَّهُ بكاء يحدث فِيهِ على ميت أَو مَرِيض وَمن رأى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 أَن سقفه يُصِيبهُ الْمَطَر فَإِنَّهُ يفْتَقر وَمن رأى أَنه ركب حَائِطا فَإِن الْحَائِط مَاله فِي دُنْيَاهُ وَإِن رأى أَنه سقط عَنهُ فَإِنَّهُ معيشة تَزُول عَمَّا كَانَت أَو يسْقط عَمَّا كَانَ يرجوه وَإِن رأى أَنه مُتَعَلق بِهِ فَإِن حَاله على شرف الزَّوَال بِقدر استمكانه مِنْهُ فِي تعلقه وَمن رأى أَنه دفع حَائِطا فطرحه استسقط رجلا عَن معيشته وَمن رأى أَنه خر من حَائِط أَو جبل أَو غَيره فَإِن الْأَمر الَّذِي يَطْلُبهُ لَا يتم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 (الْبَاب الْحَادِي وَالْعشْرُونَ فِي رُؤْيَة الْجبَال والصخور والحصى والمواضع المرتفعة والدرج والسلالم) (رُؤْيَة الْجبَال) من رأى أَنه ملك جبلا فَإِنَّهُ يملك رجلا منيعا قاسي الْقلب وَمن رأى أَنه اسْتندَ إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يلجأ إِلَى رجل كَذَلِك ويعتصم بِهِ وَمن رأى أَنه على جبل قد استمكن من وَضعه عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا من قبل ذَلِك الرجل وَإِن كَانَ غَنِيا ازْدَادَ غنى أَو فَقِيرا اسْتغنى أَو صلحت حَاله أَو خَائفًا أَمن وَمن رأى أَنه يفر من سفينة إِلَى جبل فَإِنَّهُ يعطب وَمن رأى أَنه خر من جبل أَو نزل مِنْهُ فَإِن أمره لَا يتم وَمن رأى جبلا رجف وتزلزل من مَوْضِعه ثمَّ اسْتَقر فَإِن سُلْطَان تِلْكَ الأَرْض تصيبه شدَّة أَو مرض ثمَّ يصلح حَاله بعد ذَلِك وَمن رأى أَن الْجَبَل انْهَدم واخترق فَإِنَّهُ يَمُوت سُلْطَان تِلْكَ الأَرْض وكبيرها وَمن رأى أَنه فِي كَهْف أَو قصد دُخُوله فَإِن ذَلِك ملْجأ ومأوى وَمن رأى أَن الْجَبَل سير فقد يدل على حروب أَو اضْطِرَاب يكون بَين عُلَمَاء النَّاس أَو حَادث يحدث فِي الْعَالم وَمن رأى أَن جبلا عَاد زبدا فَلَا خير فِيهِ وَهُوَ أَمر بَاطِل لَا حَقِيقَة لَهُ (رُؤْيَة الصخور) وَمن رأى أَنه نزل عَن صَخْرَة أَو زاول صَخْرَة فَإِن تَأْوِيله كتأويل الْجبَال وَمن رأى أَنه ينْقل الْحِجَارَة فَإِنَّهُ يزاول أَمر صعبا وَمن رأى أَن حجرا يسْقط من السَّمَاء على الْعَالم فَإِن كَانَ النَّاس يتوقعون حَربًا وقتالا فَإِن ذَلِك وَاقع بهم أَو مُصِيبَة لَهُم وَإِلَّا فَيكون فِي ذَلِك الْموضع جَراد أَو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 برد أَو ريح أَو مغرم غَارة أَو مَا أشبه ذَلِك وَمن رأى أَنه يركب حجرا فَإِن كَانَ عزبا تزوج وَمن رأى أَنه ضرب حجرا بعصاه فانفجر مِنْهُ مَاء فَإِن كَانَ فَقِيرا اسْتغنى أَو غَنِيا ازْدَادَ غنى وَرُبمَا كَانَ رزقا هنيا وَمن رأى أَنه علق فِي عُنُقه حجر فَإِنَّهُ يُصِيبهُ غرم وَشر (رُؤْيَة الْحَصَى) وَمن رأى أَنه الْتقط عددا من الْحَصَى يكون فَائِدَة تفيده أَو دَرَاهِم تتألف لَهُ وَمن رأى أَنه يَرْمِي بحصاة فِي بَحر فَإِنَّهُ يذهب مَاله فِيهِ وَمن رمى بهَا فِي بِئْر أخرج مَالا فِي نِكَاح أَو شِرَاء خَادِم وَإِن رمى بهَا فِي شيئ اشْترى ذَلِك الشيئ بِمَا مَعَه وَإِن رمى بهَا إنْسَانا فَإِنَّهُ يقذفه (رُؤْيَة الْمَوَاضِع المرتفعة والبروج والسلالم) وَمن رأى أَنه صعد على مَوضِع مُرْتَفع من التلال والسطوح والقصور وَغير ذَلِك فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا ورفعة وَقيل من رأى أَنه فِي مَوضِع مُرْتَفع وَالنَّاس كلهم تَحْتَهُ فَإِن كَانَ مَرِيضا فَهُوَ نعشه وَإِن كَانَ عزبا وَهُوَ يؤمل النِّكَاح فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة شريفة وَمن رأى أَنه هَبَط من شَيْء من ذَلِك فَإِنَّهُ رُجُوع من حَال وَمن رأى أَنه قصد دَرَجَة أصَاب سُلْطَانا أَو يبلغ الْأَمر الَّذِي هُوَ طَالبه وَإِن كَانَ مَرِيضا وَقد رأى أَنه بلغ إِلَى آخر الدرج فَإِنَّهُ انْقِضَاء عمره وَإِن رأى أَنه صعد دَرَجَات كَثِيرَة فَإِنَّهُ يَلِي أُمُور رجال وترتفع دَرَجَته بهم وَرُبمَا دلّ نزُول الدرج الْإِمْلَاء والاستدراج وَمن رأى أَنه نزل من الدرج فَإِن كَانَ عَاملا نزل عَن عمله أَو مُسَافِرًا قرب من سَفَره وَإِن كَانَ لَهُ امْرَأَة مَرِيضَة هَلَكت وَمن رأى أَنه صعد مُسلما قَدِيما أصَاب خيرا من تِجَارَة وَغَيرهَا وَمن رأى أَنه سقط عَن سلم جَدِيد أَصَابَهُ فَتْرَة فِي دينه وَمن رأى انه نصب لَهُ سلم فَنزل مِنْهُ إِلَى مَكَانَهُ الْمَعْرُوف بِهِ فَإِنَّهُ يسلم مِمَّا هُوَ فِيهِ من الضَّرَر وَالْخَوْف من الْهَلَاك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 (الْبَاب الثَّانِي وَالْعشْرُونَ فِي رُؤْيَة الْبَحْر وَالنّهر والعيون والآبار والسيل والوحل والسفن وَالْحمام) (رُؤْيَة الْبَحْر وَالنّهر) أما الْبَحْر فَهُوَ السُّلْطَان وَالنّهر سُلْطَان دونه فَمن رأى الْبَحْر أَو وقف عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يُصِيبهُ من السُّلْطَان شيئ لم يرجه وَمن رأى أَن الْبَحْر نقص وَصَارَ خليجا فَإِن السُّلْطَان يضعف وَيذْهب عَن تِلْكَ الْبِلَاد الَّتِي ذهب عَنْهَا الْبَحْر وَمن رأى أَنه دخل بحرا بالسباحة حَتَّى لَا يرى فَإِن ذَلِك هَلَاكه وانقطاعه وَمن رأى أَنه غرق فِي بَحر أَو نهر وَلم يمت فِيهِ فَإِنَّهُ يغرق فِي أَمر الدُّنْيَا وَرُبمَا كَانَ كثير الذُّنُوب والمعاصي وَمن رأى أَنه دخل فِي بَحر أَو نهر فَأَصَابَهُ من قَعْره وَحل وطين فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم من السُّلْطَان اَوْ رجل كَبِير وَمن رأى أَنه غواص فِي الْبَحْر يغوص على لُؤْلُؤ أَو غَيره فَخرج فَإِنَّهُ طَالب علم أَو مَال ويصيب مِنْهُ على قدر الظَّاهِر من اللُّؤْلُؤ وَغَيره وَمن رأى أَن يَسْتَقِي المَاء من الْبَحْر أَو النَّهر فَيَجْعَلهُ فِي إِنَاء فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا من سُلْطَان وَإِن كَانَ المَاء كدرا أَصَابَهُ خوف وَمن رأى أَنه اغْتسل أَو تَوَضَّأ من مَاء الْبَحْر أَو النَّهر فَإِن كَانَ مَرِيضا شفَاه الله أَو ذَا دين قَضَاهُ الله أَو مهموما فرج الله همه أَو خَائفًا أَمن أَو فِي سجن خرج مِنْهُ إِلَى خير وَمن رأى أَنه مَشى فَوق المَاء فِي بَحر أَو نهر فَإِنَّهُ يدل على حسن دينه وَصِحَّة يقينه وَمن رأى ساقية ضَعِيفَة بِقدر مَا لَا يغرق الرجل فِيهَا فَإِنَّهَا حَيَاة طيبَة للبشر إِذا كَانَت عَامَّة أَو لمن ملك تِلْكَ الساقية الرجل فِيهَا فَإِنَّهَا حَيَاة طيبَة للبشر إِذا كَانَت عَامَّة أَو لمن ملك تِلْكَ الساقية خَاصَّة وَمن رأى أَن الْبَحْر ارْتَفع من الأَرْض فَهُوَ سُلْطَان يخَاف إِنَّه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 غشوم أَو ظلوم وَمن رأى أَنه دخل فِي بَحر أَو نهر فَإِنَّهُ يدْخل سُلْطَانا أَو ذَا سُلْطَان وَإِن كَانَ مَرِيضا اشْتَدَّ مَرضه وَإِن خرج مِنْهُ فَإِنَّهُ يُصِيب من السُّلْطَان خيرا وَيذْهب عَنهُ الْهم وَمن رأى أَنه قطع بحرا أَو نَهرا إِلَى الْجَانِب الآخر فَإِنَّهُ يقطع هما أَو هولا وَيسلم من ذَلِك وَمن رأى أَنه يشرب مَاء عذبا من نهر أَو ساقية فَإِنَّهُ يُصِيب لذاذة عَيْش وَطول حَيَاة وَإِن كَانَ مرا أَو كدرا كَانَ عيشه فِي هم أَو خوف أَو شدَّة وَقيل هُوَ مرض بِقدر مَا يشرب وَإِن رأى مَاء قَلِيلا فِي إِنَاء أَو فِي مَوضِع مَحْبُوسًا فَإِنَّهُ ولد وَإِن رأى أَنه أهرق عَلَيْهِ مَاء ساخن من حَيْثُ لَا يشْعر فَإِنَّهُ يسجن أَو يمرض أَو يُصِيبهُ هم أَو فزع من الْجِنّ بِقدر حره وَمن رأى أَنه وَقع فِي المَاء فَإِنَّهُ يَقع فِي محنة شَدِيدَة أَو قتنة وَمن رأى أَنه حمل مَاء فِي وعَاء فَإِن كَانَ فَقِيرا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا أَو عزبا تزوج أَو متزوجا حملت امْرَأَته أَو أمته وَإِن رأى أَنه حمل مَاء فِي ثوب أَو فِيمَا يُنكر حمل المَاء فِيهِ فَإِنَّهُ غرور وَمن رأى أَنه يشرب مَاء من كوز أَو كأس أَو نَحْوهَا فَإِن كَانَ عزبا تزوج وَمن رأى أَنه يفرغ المَاء فِي جرة أَو خابية أَو قربَة أَو غَيرهَا فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة وَمن رأى أَنه يَسُوق المَاء إِلَى دَاره فَإِنَّهُ يَسُوق إِلَيْهَا كل خير وَمن رأى أَن مَاء سَالَ فِي بَيته أَو انفجرت فِيهِ عُيُون فَإِنَّهَا عُيُون باكية على مَرِيض أَو على توديع مُسَافر أَو على غير ذَلِك وَمن رأى أَن قناة دَاره أَو بستانه جَارِيَة فَإِن كَانَ مهموما فرج عَنهُ وَإِن رَآهَا قد انسدت فَإِنَّهَا تنسد عَلَيْهِ مذاهبه (رُؤْيَة الْعُيُون) وَمن رأى أَنه يشرب مَاء عين فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم وَمن رأى عينا صَافِيَة فَإِنَّهَا حَيَاة من ملكهَا وَمن رأى أَن عينا من مَاء انفجرت فِي دَاره أَو حَائِطه فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم وبكاء وَإِن كَانَ فِي دَاره مَرِيض فَهُوَ الْبكاء عَلَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 وَمن رأى أَن عينا صَافِيَة تجْرِي إِلَى دَاره فَإِن ذَلِك رزقا وَخيرا يساق (رُؤْيَة الْآبَار) وَمن رأى أَنه يشرب مَاء بِئْر فَإِنَّهُ يمرض وَمن رأى أَنه سقط فِي بِئْر أَو مطمر أَو جب فيستغيث بِمن يرفعهُ فَلَا يَأْتِي لَهُ أحد فَإِن تِلْكَ حفرته وَمن رأى أَنه يَسْتَقِي من بِئْر أَو قناة فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا من مَكْرُوه وَإِن أفرغ ذَلِك المَاء فِي غير إِنَاء فَإِنَّهُ يُنْفِقهُ أَو يذهب وَمن رأى أَنه يُدْلِي دلوه فِي بِئْر واستقى مَاء فَإِن كَانَ عِنْده حمل فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ غُلَام وَإِن كَانَت لَهُ بضَاعَة فِي سفر قدمت عَلَيْهِ وَإِن كَانَ عِنْده مَرِيض أَفَاق وَإِن كَانَ مسجونا خرج وَقد تكون الْبِئْر امْرَأَة فَمن رأى أَنه ملك بِئْرا فَإِنَّهُ يُصِيب امْرَأَة وَمن رأى أَنه احتفر بِئْرا فَإِنَّهُ يمكر بِامْرَأَة ويصيب مِنْهَا بِقدر مَا أصَاب من ترابها فَإِن وجد فِيهِ مَاء كدرا فَإِن معيشته فِي مَكْرُوه وَمن رأى أَنه ينظر فِي بِئْر فَإِنَّهُ ينظر فِي أَمر امْرَأَة فِي تَزْوِيج من قبلهَا ويسري فِي ذَلِك خير (رُؤْيَة السَّيْل) وَمن رأى أَن السَّيْل وَالْمَاء يفرق الأَرْض فَإِنَّهُ بلَاء وَغرم يُصِيب النَّاس أَو عَدو يسير إِلَيْهِم أَو وباء يَقع فيهم إِلَّا أَن يكون نزل من السَّمَاء فَإِنَّهُ خير وبركة للنَّاس وَمن رأى أَن السَّيْل ذهب بِهِ ثمَّ نجا فَإِنَّهُ يُصِيبهُ أَمر شَدِيد من السُّلْطَان أَو غَيره وَمن رأى أَنه يخرج من سيل فَإِنَّهُ يخرج من هم أَو مرض وَمن رأى أَن السَّيْل فِيهِ كدرة أَو مَاء مطر فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا (رُؤْيَة الوحل) وَمن رأى وحلا من مَاء مطر وساقية أَو نَحْوهَا أَو مَاء كدرا من طين وَنَحْوه فَإِنَّهُ هم وَخَوف فِي ذَلِك الْموضع الَّذِي يرى ذَلِك فِيهِ وَمن رأى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 أَنه يمشي فِي طين فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم بِقدر وحله فِي الطين وَإِن كَانَ مَرِيضا أَو مهموما فَإِنَّهُ يطول مَرضه أَو همه (رُؤْيَة الطين) وَمن رأى أَنه يعجن طينا أَو يعْمل مِنْهُ طوبا فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ لِأَنَّهُ هم وغم (رُؤْيَة السَّفِينَة) وَمن رأى أَنه فِي سفينة فَإِنَّهُ هم أَو مرض أَو حبس أَو أَمر يحول بَينه وَبَين النهوض فِي أمره وَقد تكون السَّفِينَة نجاته مِمَّا يخَاف ويحذر وَقد تكون امْرَأَة فَإِن كَانَ عزبا تزوج وَمن رأى أَنه ينشئ سفينة أَو يملكهَا أَو اشْتَرَاهَا أَو وهبت لَهُ أَو هُوَ فِيهَا فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة أَو يَشْتَرِي جَارِيَة وَمن رأى أَنه كَانَ فِي سفينة فَخرج مِنْهَا إِلَى الْبر فَإِنَّهُ ينجو من الكرب وَالْحَبْس والهم والحزن والمصيبة والسقم وَمن رأى أَن السَّفِينَة تواصل الْمسير فَإِن الْهم أَضْعَف وَأعجل بِخُرُوج صَاحبه مِنْهُ وَإِن كَانَ مسجونا دَامَ سجنه أَو مَرِيضا طَال مَرضه أَو رام سفرة تَعَذَّرَتْ عَلَيْهِ أَو طلب أمرا لم يصل إِلَيْهِ وَمن رأى أَن السَّفِينَة قَائِمَة بِهِ فِي المَاء الراكد كَانَ ذَلِك أَشد لهمه وَأبْعد لنجاته وَقيل من رأى أَنه فِي سفينة الْبَحْر أَو فِي النَّهر فَإِنَّهُ يداخل سُلْطَانا أَو ذَا سُلْطَان وَمن رأى أَنه يصعد إِلَى سفينة من وسط الْبَحْر بَعْدَمَا أَيقَن بِالْهَلَاكِ فَإِن كَانَ مذنبا تَابَ من ذَنبه أَو فَقِيرا اسْتغنى أَو مَرِيضا أَفَاق أَو طَالب علم أدْركهُ أَو مهموما زَالَ همه أَو عزبا تزوج أَو أصَاب جَارِيَة وَمن رأى أَنه فِي سفينة وغرقت وَسلم هُوَ فَإِنَّهُ يغرق فِي أَمر دُنْيَاهُ وَتَكون عاقبته إِلَى خير وَمن رأى أَن سفينته انْكَسَرت بِهِ ثمَّ تفوقت ألواحها فَإِن ذَلِك مُصِيبَة فِي وَالِد أَو عَم أَو مثلهمَا من الْخطر عِنْده وَرُبمَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 دلّ على موت صَاحبهَا وَمن رأى أَن سفينته تجْرِي فِي الْهَوَاء فَإِنَّهُ مَوته لَا محَالة (رُؤْيَة الْحمام) وَمن رأى أَنه يَبْنِي حَماما فَإِنَّهُ يَبْنِي بِامْرَأَة وَمن رأى أَنه دخل الْحمام فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم أَو غم أَو غيظ بِقدر حر الْحمام وعاقبته إِلَى خير مَا لم يغْتَسل بِمَاء ساخن فَإِن اغْتسل بذلك فَإِن الْهم والحزن أقوى وَقد يكون الْهم والغيظ من قبل النِّسَاء وَمن رأى أَنه اغْتسل فِي الْحمام أَو غَيره بِمَاء بَارِد فَإِنَّهُ خُرُوجه من كل هم وكرب وَمرض وَمن رأى أَنه ثِيَابه سرقت فِي الْحمام خَاصم رجلا عِنْد السُّلْطَان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 (الْبَاب الثَّالِث وَالْعشْرُونَ فِي رُؤْيَة الْبَسَاتِين والرياض وَالْأَشْجَار والأثمار ورؤية القرع والبطيخ والقثاء والبقول وأنواع الزَّرْع والحرث ورؤية الْحُبُوب والرياحين) (رُؤْيَة الْبَسَاتِين) من رأى أَنه يدْخل بستانا مَجْهُولا فِي أَيَّام سُقُوط الْوَرق من الشّجر فَرَآهُ كَذَلِك فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم وأحزان وَإِن رأى أَنه دخل بستانا مثمرا فجنى مِنْهُ شَيْئا فَإِنَّهُ ينَال مَالا وَخيرا وَرِزْقًا حَلَالا بِلَا نصب وَمن رأى بستانا عَامِرًا لَهُ وَفِيه مَاء يجْرِي وَامْرَأَة تَدعُوهُ إِلَى نَفسهَا وَيَأْكُل من ثمارها أَو يشرب لَبَنًا وَعَسَلًا من أنهاره أَو شبه ذَلِك فَإِنَّهُ يرْزق الشَّهَادَة إِن شَاءَ الله وَقد يكون الْبُسْتَان امْرَأَة فَمن رأى أَن لَهُ بستانا يَأْكُل من ثَمَر شَجَره فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا أَو امْرَأَة غنية وَمن رأى أَنه يسْقِي بستانه وأثمر فَإِنَّهُ يُصِيب من امْرَأَته أَو جَارِيَته ولدا (رُؤْيَة الرياض) وَمن رأى أَنه يدْخل رياضا وَكَانَ وَسطهَا أَو أصَاب مِنْهَا فَإِنَّهُ ينَال من الدّين وَالْبر بِقدر ذَلِك وَقد تكون الرَّوْضَة الْمُصحف أَو كتب الْعلم وسبل الْخَيْر فَمن رأى أَنه خرج من رَوْضَة سيخة أَو نَحْوهَا فَإِنَّهُ يخرج من الْهدى إِلَى الضَّلَالَة وَمن رأى أَنه يَأْكُل من رياض فَإِنَّهُ ينَال علما وصلاحا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 (رُؤْيَة الْأَشْجَار والنخيل) وَأما الْأَشْجَار فِي التَّأْوِيل فرجال على قدر جواهرها ومنافعها ولحا الشّجر دين لصَاحِبهَا وشعبها أَوْلَاده وأقرباؤه وأعوانه وورقها دَرَاهِم وَأَغْصَانهَا فضول مَاله وَالنَّخْل الْكثير فِي مَوضِع مَعْرُوف أَشْرَاف كرام وَفِي غير مَوْضِعه عقدَة فَمن رأى نخلا فِي مَوضِع فسيكون فِيهِ رجال أَشْرَاف وَإِن رأى نخلا انقلعت فَإِنَّهُم رجال أَشْرَاف يموتون (رُؤْيَة الثِّمَار) وَمن رأى أَنه يَأْكُل من بلحها أَو بسرها فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ ربح ورزق وَمن رأى أَنه أصَاب تَمرا أَو أكله فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا حَاضرا من رجل كَبِير وَأكل التَّمْر رزق حسن وَمن رأى أَنه يَأْكُل التَّمْر مَعَ النَّوَى فَإِنَّهُ يخلط حَلَالا بِحرَام وَمن رأى أَنه أصَاب طلعة وَاحِدَة أَو تَمْرَة وَاحِدَة فَإِن كَانَت امْرَأَته حَامِلا فَإِنَّهَا تَأتي بِذكر وَمن رأى أَنه أكل تَمرا لَيْسَ مثله يكون فِي الدُّنْيَا من الْعظم وصفاء اللَّوْن فَإِنَّهُ مفكر فِيمَا أَمر الله بِهِ وَنهى عَنهُ وَمن رأى أَنه أصَاب نوى التَّمْر فَإِنَّهُ يَنْوِي سفرا وَمن رأى أَنه أصَاب خوصا من النّخل فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا وَمن رأى أَنه صرم نَخْلَة فَإِنَّهُ ينصرم الْأَمر الَّذِي هُوَ فِيهِ من خُصُومَة أَو غَيرهَا (رُؤْيَة أَصْنَاف الْأَشْجَار) وَمن رأى أَنه أعْطى جوزا أَو لوزا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا بِقدر ذَلِك والسدر رجل كَبِير شرِيف كريم مخصب والتين مَال حَاضر لَا يكذب وَلَيْسَ شَيْء من الثِّمَار يعدلة وشجرة الزَّيْتُون رجل مبارك نفاع وثمره هم وحزن لمن أَصَابَهُ أَو أكله وشجرة الرُّمَّان رجل على قدرهَا وَالرُّمَّان كورة عامرة لمن ملكهَا إِذا كَانَ حلوا أَو مَال مَجْمُوع أَو ولد يُصِيبهُ أَو خير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 من قبل ولد وَرُبمَا كَانَت امْرَأَة فَمن رأى أَنه ملك رمانة وَأكل مِنْهَا فَإِنَّهُ يفتض جَارِيَة وَإِن كَانَ الرُّمَّان حامضا فَهُوَ هم وحزن والتفاح هم الْإِنْسَان الَّذِي يهمه من ملك وَكِتَابَة وتجارة أَو صناعَة أَو حراثة فَمن رأى أَنه ملكه فَإِنَّهُ ينَال من تِلْكَ الهمة بِقدر مَا ملك مِنْهُ وَقيل من رأى أَنه أصَاب تفاحا كثيرا أصَاب مَالا على قدر مَا رأى من عدده وَمن رأى أَنه أصَاب تفاحة يشمها فَإِنَّهُ يُولد لَهُ ولد يشمه والموز مَال لصَاحب الدُّنْيَا وَدين لصَاحب الدّين والأترج الْكثير مَال وَدين وَهُوَ نَظِير الموز وَإِن كَانَت أترجة وَاحِدَة أَو اثْنَتَانِ أَو ثَلَاث فهم أَوْلَاد كثير وشجرة الْكَرم رجل كريم فَمن رأى أَنه ملك كرما فَإِنَّهُ يكون مَعَ رجل كريم وَقيل من رأى أَنه يغْرس كرما فَإِنَّهُ يُصِيب رفْعَة وسرورا وَالْعِنَب الْأَبْيَض فِي وقته نضارة الدُّنْيَا وحسنها وَفِي غير وقته مَال يَنَالهُ قبل الْوَقْت الَّذِي كَانَ يرجوه فِيهِ وَرُبمَا يكون مَالا حَرَامًا وَالزَّبِيب فِي كل وَقت مَال على كل حَال وَأكل ثَمَرَة صفراء فِي الْمَنَام مثل السفرجل والكمثرى والخوخ وَالرّطب والبطيخ وَنَحْو ذَلِك مرض وَمَا كَانَ مِنْهُ أَخْضَر فَلَيْسَ بِمَرَض وكل حامض من الثِّمَار فَهُوَ هم وحزن إِلَّا الأترج والتفاح والنبق وكل ثَمَر حُلْو غير مَا تقدم ذكره فَإِنَّهُ رزق وَمَال وَخير وَمن رأى أَن شَجرا كثيرا عَلَيْهَا حملهَا وافر أفنانه يُصِيب سُلْطَانا وظفر وتطول حَيَاته وَمن رأى أَنه يلتقط من شَجَرَة موقرة فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا من رجل مكثر بِقدر الشَّجَرَة فِي الْأَشْجَار وبقدر الثَّمَرَة فِي الثِّمَار فَإِن الْتقط مِنْهَا وَهُوَ جَالس فَإِنَّهُ يُصِيبهُ رزق بِلَا كد وَلَا نصب وَقيل من رأى أَنه يلتقط من الثِّمَار من أصُول الشّجر فَإِنَّهُ يُخَاصم رجلا شريفا ويظفر فِي خصامه وَمن رأى أَنه على شَجَرَة طَوِيلَة فَإِنَّهُ يتَعَلَّق بِرَجُل ضخم أَو ينجو مِمَّا يخَاف ويحذر فَإِن كَانَ عزبا فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة وَمن رأى أَنه هَبَط من شَجَرَة أَو سقط مِنْهَا لم يتم مَا بَينه وَبَين من يروم التَّعَلُّق بِهِ وَمن رأى أَنه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 سقط من شَجَرَة وَمَات فَإِنَّهُ يهْلك على يَد رجل كَبِير وَإِن انْكَسَرت بِهِ هلك ذَلِك الرجل وَمن رأى أَنه ملك عددا من الشّجر فَإِنَّهُ يَلِي على جمَاعَة فِي حَال رياسة أَو مكرمَة أَو إِمَامَة أَو نَحْو ذَلِك وَمن رأى شَجرا مَجْهُولا عَارِيا من الْوَرق فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم وأحزان وَمن رأى شَجرا كثيرا يَابسا فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ وَمن رأى فِي دَاره شَجَرَة تنْبت وتطول فَإِنَّهُ يسمو ذكره ويرتفع صيته وَمن رأى أَن لَهُ شَجَرَة لَهَا ثَمَر وَلَيْسَ لَهَا ورق فَإِن لصَاحِبهَا الدّين مَا خلا حسن الْخلق وَإِن كَانَ لَهَا ورق وَلَيْسَ لَهَا ثَمَر فَإِن لصَاحِبهَا حسن الْخلق وَلَيْسَ لَهُ دين وَمن رأى أَنه قلع شَجَرَة أَو قطعهَا أَو يَبِسَتْ فَإِنَّهُ يمرض مَرضا شَدِيدا أَو يَمُوت وَرُبمَا دلّ على موت بعض أَهله مَكَانَهُ فَإِن كَانَت الشَّجَرَة لغيره فَإِنَّهُ سُقُوط رجل عَن معيشته أَو قَتله وَمن رأى دَاخل دَاره أَو خَارِجهَا أَو سافلها أَو عاليها فِيهِ أَنْوَاع الشّجر نابتة وَفِي خلالها الرياحين فَإِنَّهُ يكون فِي تِلْكَ الدَّار مُصِيبَة تجمع النِّسَاء فِيهَا للبكاء والحزن وَمن رأى أَنه يَأْكُل صمغا من الشّجر فَإِنَّهُ يَأْكُل وصلَة من مَال رجل على قدر الصمغ (رُؤْيَة القرع والبطيخ والقثاء وَالْخيَار) وَمن رأى شَجَرَة القرع فَإِنَّهُ رفْعَة وجد بِقدر ورق القرع لفضله على الْأَشْجَار وَمن رأى أَنه يستظل بشجرة القرع فَإِنَّهُ يستأمن من وَحْشَة وَيسْتَقْبل أمره بصلاح وَمن رأى الْبِطِّيخ أَو أكله فَإِنَّهُ مرض والقثاء هم وحزن وَقيل خير وَربح وَالْخيَار لَا بَأْس بِهِ (رُؤْيَة الْبُقُول وكل نبت مُسْتَعْمل) وَأما الْبُقُول فَإِن كَانَت مِمَّا يُؤْكَل مطبوخا أَو نيئا فَلَا بَأْس بِهِ وَأما مَا لَا يطْبخ وَلَا يَأْكُلهُ الْإِنْسَان فَهُوَ خُصُومَة وهم وَمن رأى خضرَة الباقلاء أَو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 الحمص أَو العدس واللوبياء وَنَحْوهَا فَهُوَ هم وحزن لمن أكلهَا أَو أَصَابَهَا وَمن رأى البصل أَو الثوم أَو الجزر أَو اللفت وَنَحْو ذَلِك فَهُوَ هم وحزن وَقد يكون أكل الثوم والكراث وكل منتن من الطَّعَام شَيْئا قبيحا أَو قولا فَاحِشا وَمن رأى كمأة فِي الْمَنَام فَإِنَّهَا امْرَأَة لَا خير فِيهَا لِأَنَّهَا لَا أصل لَهَا وَإِن كَانَت كَثِيرَة مِمَّا يعرف عَددهَا فَإِنَّهَا رزق وأموال من قبل النِّسَاء وَقيل من رأى الكمأة فَهِيَ شِفَاء لمن أَصَابَهَا أَو أكلهَا (رُؤْيَة الخضرة وَالزَّرْع والحشيش) وَمن رأى خضرَة كَثِيرَة على وَجه الأَرْض مِمَّا يعرف جوهرها فَإِنَّهُ دين وَصَلَاح لَهُ وللعامة وَإِن رأى فِيهَا كلأ أَو حشيشا فَإِنَّهُ مَال وخصب وَمن رأى أَرضًا مخضرة قد يَبِسَتْ أصَاب خيرا وَمَا كَانَ من النبت المشموم فَهُوَ هم وحزن وَمن رأى أَن لَهُ زرعا مَعْرُوفا فَإِنَّهُ عمله فِي دينه ودنياه بِقدر الزَّرْع وخطره وَمن رأى زرعا فِي مَوضِع مَجْهُول أَو مَعْرُوف على غير صَنْعَة الزَّرْع وسنبله قد أدْرك وَتجَاوز حَاله فَإِنَّهُم رجال مجتمعون فِي حَرْب فَإِن حصد قتلوا وَمن رأى أَن رجلا خَالفه إِلَى زرعه فحصد مِنْهُ فَإِن امْرَأَته قد زنت وَمن رأى سنابلا خضرًا فَإِنَّهَا سنُون مخصبة وَإِن كَانَ يابسات فَإِنَّهَا سنُون مُجْدِبَة وَمن رأى أَنه أعطي سنبلا أَو يَأْكُلهُ فَإِنَّهُ يرْزق مائَة وَمن رأى أَنه أصَاب من الْحَشِيش والتبن شَيْئا أَو أَدخل أَحدهمَا منزله فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا وخصبا كثيرا (رُؤْيَة الْحَرْث والزراعة) وَمن رأى أَنه يحرث أَرضًا فَإِنَّهُ يضاجع أَهله وَإِن رأى أَنه يحرثها غَيره بِغَيْر إِذْنه فَإِنَّهُ مُخَالف إِلَى أَهله وَمن رأى أَنه زرع شَعِيرًا فَإِنَّهُ يجمع مَالا وَمن رأى أَنه زرع زرعا وحصده فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا وَإِن رأى أَنه بذر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 وَلم يعلق ذَلِك الْبذر فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم وحزن بِقدر ذَلِك الْبذر وَمن رأى أَنه يُصِيب قمحا فَإِنَّهُ يُصِيب ذَهَبا وَمن رأى أَنه يَأْكُل قمحا رطبا فَإِنَّهُ ناسك فَاضل وَإِن أكر قمحا يَابسا أَو مطبوخا فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ وَمن رأى أَنه يَأْكُل شَعِيرًا رطبا أَو يَابسا أَو مقلوا أَو مطبوخا فَإِنَّهُ صَلَاح يُصِيبهُ وَخير على كل حَال وَمن رأى أَنه أهدي إِلَيْهِ شعير فَإِنَّهُ يرى قُرَّة عين وَصِحَّة جسم وينال خيرا وَمن رأى أَن طَعَامه عَاد زبلا أَو تُرَابا رخص أَو فسد وَإِن رأى نَارا أوقدت فِي الطَّعَام غلا أَو اشْتَدَّ سعره وَمن رأى دخنا أَو عدسا أَو ذرة فَإِنَّهُ مَال على كل حَال وَهُوَ دون الْقَمْح وَالشعِير وَمن رأى الباقلاء أَو الحمص واللوبياء أَو نَحْوهَا من الْحُبُوب فَهِيَ هم وحزن لمن أَصَابَهَا أَو أكلهَا رطبَة أَو يابسة مطبوخة أَو مقلوة وَقيل فِي السمسم إِنَّه مَال فِي زِيَادَة وَمن رأى أَنه أصَاب أرزا فَإِنَّهُ يُصِيب رزقا قَلِيلا خَفِيفا وَفِيه هم وغم وَمن رأى أَنه أصَاب الْحبَّة السَّوْدَاء أَو الحرمل أَو نَحْوهَا مِمَّا فِيهِ شِفَاء فَإِنَّهُ يُصِيب صِحَة وعافية فِي جِسْمه (رُؤْيَة الرياحين) وَمن رأى الرياحين فِي مَوضِع نَبَات فَإِنَّهُ يكون ولدا وَإِن رَآهَا مقلوعة قد وضعت فِي دَار أَو غَيرهَا فَإِن قليلها وكثيرها هم وحزن وبكاء وَقيل من رأى الآس فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 (الْبَاب الرَّابِع وَالْعشْرُونَ فِي رُؤْيَة الدَّقِيق وَمَا يصنع مِنْهُ وضروب الْأكل وَاللَّحم والشحم وَالْبيض وَالْملح وَسَائِر الأبزار وَاللَّبن وَالْعَسَل وَالسكر وَالْخمر والكأس) (رُؤْيَة الدَّقِيق وَمَا يصنع مِنْهُ) وَمن رأى أَنه أصَاب دَقِيقًا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا صَالحا بِغَيْر تَعب وَإِن رأى أَنه يَأْكُلهُ أَفَادَ مَالا وأنفقه وَأكله وَكَذَلِكَ أكل الْعَجِين وَمن رأى أَنه يَأْكُل نخالة فَإِنَّهُ لَا يربح فِي كَسبه وَمن رأى أَنه أصَاب خبْزًا فَإِنَّهُ مَال فِيهِ تَعب وَرُبمَا دلّ على الْعلم وَالْإِسْلَام وَمن رأى أَنه يوزع خبْزًا على النَّاس فَإِنَّهُ يجْرِي على يَدَيْهِ أرزاق وَإِن كَانَ من أهل الْعلم بلغ مِنْهُ إِلَى مَا ينْتَفع النَّاس بِهِ وَمن رأى أَنه يَأْكُل هريسة فَإِن كَانَ مَرِيضا مَاتَ أَو سليما مرض أَو ضرب أَو سجن وَمن رأها تعْمل فِي دَاره فَإِنَّهَا مُصِيبَة تحل بهَا (رُؤْيَة ضروب الْأكل) وَمن رأى أَنه يَأْكُل ثريدا فَإِنَّهُ يُصِيب حَالا صَالِحَة وَمن رأى أَنه يَأْكُل فِي صَحْفَة واستوعب مَا فِيهَا فقد نفد عمره وَإِن بَقِي مِنْهُ شَيْء بَقِي من عمره بِقدر ذَلِك وَمن رأى أَنه يلعق قَصْعَة أَو أَصَابِعه فَإِنَّهُ دنف وأجله حضر وَمن رأى أَنه يمضغ طَعَاما أَو علكا فَإِنَّهُ يكثر كَلَامه فِي أَمر وَمن رأى أَنه يَأْكُل على مائدة فَإِنَّهُ ينَال خيرا وَرِزْقًا وَرُبمَا كَانَت الْمَائِدَة ميدانا للحرب واللقاء والمواكلة عَلَيْهَا مطاعنة بِالْأَيْدِي وَقيل من رأى أَنه على مائدة تزوج فَإِن لم يَأْكُل عَلَيْهَا كَانَت بكرا وَمن رأى أَنه يسْتَبْدل طَعَاما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 بَين يَدَيْهِ بِطَعَام غَيره من نَبَات الأَرْض فَإِنَّهُ يفْتَقر وينتقل إِلَى الذل والمسكنة (رُؤْيَة اللَّحْم) وَمن رأى أَنه يَأْكُل لَحْمًا مطبوخا أَو مشويا فَإِنَّهُ ينَال رزقا بتعب وَرُبمَا أَصَابَهُ من أكل الشوي خوف وَقيل الشوي هم وحزن وَمَال حرَام فَإِن شوى كَبْشًا مرض أَو أَصَابَهُ عَذَاب من السُّلْطَان وَإِن شوى نعجة مَرضت زَوجته أَو أمه أَو امْرَأَة من أَهله وَإِن شوى جديا أصَاب وَلَده أَو عَبده جدري وَإِن شوى عجلا فَإِن كَانَ مِمَّن يطْلب الْوَلَد بشر بِهِ وَإِلَّا ناله خوف من أعدائه وَإِن رأى أَنه يَأْكُل لَحْمًا طريا فَإِنَّهُ يغتاب النَّاس وَمن رأى أَنه اشْترى لَحْمًا من قصاب وَوصل اللَّحْم إِلَى منزله فَإِن القصاب ملك الْمَوْت وَهُوَ يدل على موت إِنْسَان هُنَاكَ وَإِن لم يصل اللَّحْم إِلَى الْمنزل فَإِنَّهُ مرض يُصِيبهُ ثمَّ ينجو وَمن رأى أَنه يَأْكُل لَحْمًا مَيتا ويدع بَين يَدَيْهِ طيبا فَإِنَّهُ يَأْتِي حَرَامًا ويدع أَهله وَمن رأى أَنه يَأْكُل لحم بعير أَو نَاقَة فَإِنَّهُ يُصِيبهُ مرض وَمن رأى أَنه يَأْكُل من لحم كَبْش فَإِنَّهُ يَأْكُل من رجل كَبِير وَمن رأى أَنه يَأْكُل لحم معز فَإِنَّهُ يمرض يَسِيرا ثمَّ يبرأ وَمن رأى أَنه يَأْكُل من لحم ضَأْن فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا قَلِيلا وَمن رأى أَنه يَأْكُل من لحم جدي أصَاب خيرا قَلِيلا من قبل صبي وَمن رأى أَنه يَأْكُل لحم دجَاجَة فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا من السَّبي وَالْحرم وَمن رأى أَنه يَأْكُل لحم عُصْفُور فَإِنَّهُ يَأْكُل مَال رجل كَبِير وَمن رأى أَنه يَأْكُل شَيْئا من دَوَاب المَاء فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا من قبل رجل قدره فِي النَّاس بِقدر تِلْكَ الدَّابَّة فِي دَوَاب المَاء وَمن رأى أَنه يَأْكُل رَأس شَيْء من الْحَيَوَان فَإِنَّهُ يُصِيب مَا لم يكن يرجوه وتطول حَيَاته وَمن رأى أَنه يَأْكُل من بطونها فَإِنَّهُ مَال بَاطِن يُصِيبهُ وَمن رأى أَنه يَأْكُل من رَأس نَفسه فَإِنَّهُ يَأْكُل من رَأس مَاله وَمن رأى أَنه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 يَأْكُل من عينه فَإِنَّهُ يَأْكُل من عين مَاله وَمن رأى أَنه يَأْكُل من كبده أَو قلبه فَإِنَّهُ مَال مدفون يَأْكُل مِنْهُ وَمن رأى أَنه يَأْكُل لحم إِنْسَان فَإِنَّهُ يغتابه وَمن رأى أَنه يَأْكُل لحم مجذوم أَو أبرص فَإِنَّهُ يُصِيب من السُّلْطَان مَالا وَكِسْوَة وَإِن رأى أَنه يَأْكُل لحم مصلوب فَإِنَّهُ يَأْكُل مَالا حَرَامًا من إِنْسَان مسلط وَمن رأى أَنه يَأْكُل لحم نَفسه فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا عَظِيما وَمن رأى أَنه يَأْكُل الْميتَة أَو الدَّم وَلحم الْخِنْزِير فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا حَرَامًا ويرتكب مَعْصِيّة وَمن رأى أَنه يَأْكُل لحم أَسد أَو كلب وَنَحْوهمَا من السبَاع فَتَأْوِيل ذَلِك يَأْتِي فِي بَابهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى (رُؤْيَة الشَّحْم وَالْبيض) وَمن رأى أَنه يَأْكُل شحما أَو دسما فَإِنَّهُ يُصِيبهُ زِيَادَة خصب وَمَال وَمن رأى أَنه أصَاب بَيْضَة أَو بيضتين أَو نَحْوهمَا فَإِنَّهُ يُصِيب امْرَأَة أَو امْرَأتَيْنِ وَمن رأى أَنه أصَاب بيضًا كثيرا فَإِنَّهُ هم على عدد الْبيض وَمن رأى أَن يَأْكُل بيضًا مشويا أَو مطبوخا فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا كثيرا فِي نصب وَإِن رأى أَنه يَأْكُل قشر الْبيض فَإِنَّهُ يسلب مَيتا (رُؤْيَة الْملح وَسَائِر الأبزار) وَمن رأى أَنه يَأْكُل ملحا أَو اشْتَرَاهُ أَو وهب لَهُ أَو أنزل عَلَيْهِ من السَّمَاء فَإِن كَانَ فَقِيرا أصَاب دَرَاهِم أَو مَرِيضا شفَاه الله تَعَالَى وَمن رأى أَنه أصَاب زعفرانا أَو أكله فِي إدامه فَإِنَّهُ ثَنَاء حسن وَمن رأى أَنه يَأْكُل فلفلا أَو كمونا أَو نَحْوهمَا من الأبزار فَهُوَ صَلَاح (رُؤْيَة اللَّبن) وَمن رأى أَنه يشرب لَبَنًا من بقر أَو غنم أَو إبل خَالِصا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا وَرِزْقًا حَلَالا وفطرة فِي الدّين وَمن رأى أَنه يشرب لَبَنًا مشوبا بِمَاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 فَإِنَّهُ مَال مَكْرُوه فِي الدّين وَإِن كَانَ مشوبا بِدَم فَإِنَّهُ مَال حرَام يُصِيبهُ من عمالة سُلْطَان وَمن رأى أَنه يحلب لَبَنًا فَإِنَّهُ يدر رزقه ويخصب بَيته وَمن رأى أَنه يشرب لَبَنًا حامضا فَإِنَّهُ رزق مَال حرَام وَرُبمَا كَانَ مهموما حَزينًا وَمن رأى أَنه يشرب زبد اللَّبن ويدع الصَّرِيح الْخَالِص فَإِنَّهُ يمرض وَيَأْكُل الْحَرَام وَرُبمَا كَانَ صَاحب بِدعَة وَمن رأى أَنه يَأْكُل رائبا قد اخْرُج دسمه فَإِنَّهُ ريب فِي الدّين وَشك فِيهِ وَقيل مَال يُصِيبهُ وَمن رأى أَنه يشرب لَبَنًا من الألبان فَإِن لبن الْإِبِل وَالْبَقر مَال من قبل السُّلْطَان وفطرة فِي الدّين وَلبن الرمكة اسْم صَالح فِي النَّاس وَلبن الأتان إِن كَانَت أَهْلِيَّة فَمَرض يسير وَإِن كَانَت وحشية فنسك فِي الدّين وَلبن الكلبة خوف شَدِيد وَلبن اللبوة إِصَابَة مَا لم يكن يُرْجَى وَلبن الضبع امْرَأَة تغدر بِمن رَأَتْهُ وتخونه وَلبن الذئبة خوف أَو مكر من امْرَأَة وَلبن الثعلبة شِفَاء من مرض وإذهاب هم وَلبن النمرة إِظْهَار عَدَاوَة وَلبن الْمَرْأَة حبس وضيق ينَال الراضع والمرضع (رُؤْيَة السّمن والزبد والجبن) وَمن رأى أَنه يَأْكُل سمنا أَو زبدا فَإِنَّهُ يُصِيب خصبا أَو زِيَادَة فِي مَاله وَسمن الْبَقر فِي التَّأْوِيل أفضل من سمن الْغنم وَمن رأى أَنه يَأْكُل جبنا طريا فَإِنَّهُ يُصِيب ربحا من تِجَارَته أَو عمله وَمن رأى أَنه يَأْكُل عسلا أَو يجمعه إِلَى دَاره أَو يشربه بِالْمَاءِ فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا وغنيمة وَإِن كانعبدا أعتق أَو مَرِيضا شفَاه الله وَرُبمَا دلّ الْعَسَل على كَلَام الْبر وَطلب الْقُرْآن وَالْعلم أَو على نِكَاح وتزويج وَمن رأى أَنه يلعق عسلا من صَحْفَة أَو حلواء فِي صَحْفَة فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة وَمن رأى أَنه يَأْكُل سكرا فَإِنَّهُ حسن صَالح وَمن رأى أَنه يمص السكر فَإِنَّهُ يصير إِلَى مَا يكثر كَلَامه فِيهِ وَمن رأى أَنه يشرب خمرًا لَيْسَ مَعَه من ينازعه فِيهَا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا حَرَامًا بِقدر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 مَا شرب مِنْهَا وَقيل يُصِيب إِثْمًا كَبِيرا وَمن رأى أَنه يشرب نبيذا أَو غَيره مِمَّا يسكر فَإِنَّهُ مَال حرَام دون الْخمر وَمَا كَانَ مِمَّا لَا يسكر فَهُوَ مَال حَلَال فِيهِ نصب وَمن رأى أَنه سكر من الْخمر فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا حَرَامًا ويصيب من ذَلِك المَال سُلْطَانا وَإِن سكر من غير شراب فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم وحزن شَدِيد وَإِن رأى الْمَرِيض أَنه سكر فَإِنَّهُ مَوته وَمن رأى أَنه يشرب الْخمر مَعَ قوم يعاطيهم الكأس فَإِن ذَلِك يدل على وُقُوع الْعَدَاوَة بَينهم والمنازعة وَمن رأى أَنه يُنَازع الكأس فَإِنَّهُ يدل على الشَّرّ والمنازعة وَمن رأى أَنه يشرب شرابًا فَفَزعَ مِنْهُ فَإِنَّهُ الْأَمر الَّذِي هُوَ فِيهِ قد بلغ آخِره وَقيل قد نفد عمره فَإِن بَقِي الْبَعْض بَقِي من عمره قدر ذَلِك وَمن رأى أَنه يعتصر خمرًا فَإِنَّهُ يخْدم السُّلْطَان وَيجْرِي على يَدَيْهِ أُمُور عِظَام وَإِن رأى الْمَرِيض أَنه أعطي كأسا من خمر أَو غير خمر وشربها إِلَى آخرهَا فَإِنَّهُ كأس الْمنية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 (الْبَاب الْخَامِس وَالْعشْرُونَ فِي رُؤْيَة الثِّيَاب واللباس والتجرد ورؤية النَّعْل والخف والنسج والفتل والغزل وَالْحَرِير وَالصُّوف وَنَحْوهمَا والخياطة) (رُؤْيَة الْقَمِيص) أما الْقَمِيص فِي الرُّؤْيَا فامرأة الرجل وَرُبمَا كَانَ شَأْنه فِي مكبسه ومعيشته وَرُبمَا كَانَ دينه وعطاءه فَمن رأى أَنه لبس قَمِيصًا جَدِيدا صفيقا صَحِيحا وَاسِعًا فَإِن امْرَأَته مُوَافقَة لَهُ فِي مَصَالِحه أَو معيشته مُسْتَقِيمَة أَو دينه صَحِيح وَمن راى فِيهِ نُقْصَانا أَو اختراقا أَو مَا يشبه ذَلِك كَانَ الْحَدث فِي أحد الْوُجُوه الْمَذْكُورَة وَرُبمَا كَانَ الْقَمِيص المخرق يغرق شَأْن صَاحبه وتكثر همومه أَو يُفَارق امْرَأَته وَمن رأى أَنه يلبس قَمِيصًا رَقِيقا فَإِنَّهُ رقة فِي شَأْن صَاحبه وَإِن كَانَ ثوب مَا يعرف بِهِ من ألباس الصَّالِحين فَإِنَّهُ يُصِيب نسكا وصلاحا فِي دينه وَإِن رأى العزب أَنه لبس قَمِيصًا جَدِيدا فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة وَقيل من رأى أَنه وهب لَهُ قَمِيص فَإِنَّهُ بِشَارَة وَمن رأى أَن عَلَيْهِ قَمِيصًا جَدِيدا فَإِنَّهُ يجْتَمع شَأْنه وَيصْلح أمره وَإِن رَآهَا بالية أَو سَقَطت عَن قَمِيصه فَإِنَّهُ يتفرق شَأْنه وَإِن رأى قَمِيصه بِلَا جيب وَلَا طوق وَهُوَ لابسه فَإِن كَانَ مَرِيضا فَهُوَ مَوته وتكفينه وَمن رأى أَنه انتزع قَمِيصه فَهُوَ مَوته (رُؤْيَة السَّرَاوِيل والإزار) وَأما السَّرَاوِيل والإزار فجارية أَعْجَبته أَو امْرَأَة دينة فَمن رأى أَنه أصَاب سَرَاوِيل أصَاب جَارِيَة أَو امْرَأَة كَذَلِك وَمن رأى أَنه حدث فِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 السَّرَاوِيل والإزار حَادث فَإِنَّهُ ينْسب ذَلِك إِلَى تِلْكَ الْجَارِيَة وَالْمَرْأَة وَأما سَائِر الثِّيَاب الَّتِي فَوق الْقَمِيص فتأويلها على قدر أخطارها وألوانها فَمن رأى أَنه يلبس قبَاء خَز أَو ديباج فَإِنَّهُ سُلْطَان يُصِيبهُ وَمَال وَخير بِقدر خطر الْكسْوَة وَجدتهَا وَإِن رأى أَنه انتزع مِنْهُ بعض هَذِه الثِّيَاب أَو احْتَرَقَ فَإِنَّهُ زَوَال ذَلِك السُّلْطَان عَنهُ وَإِن رأى أَنه سرق أَو ضَاعَ فَإِنَّهُ يشرف على زَوَال ذَلِك عَنهُ وَلَا يتم ذَلِك الزَّوَال وَقيل من رأى أَن ثِيَابه سرقت فَإِنَّهُ يُخَاصم رجلا إِلَى سُلْطَان وَمن رأى أَن فِي ثِيَابه وسخا أَو دنسا فَإِن ذَلِك هموم وأحزان أَو خَطَايَا وأوزار وَإِن رَآهَا بيضًا نقية أَو جددا فَإِنَّهُ يدل على صَلَاح دينه وَحسن حَاله وَذَهَاب همومه وَإِن رَآهَا خلقَة متخرقة فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم وفقر بِقدر ذَلِك وَإِن رأى فِي ثوب يلْبسهُ رقعا فَإِنَّهَا ذنُوب صَاحبه وَفَسَاد فِي دينه وَمن رأى أَن ثِيَابه ابتلت عَلَيْهِ وَهُوَ لَابسهَا فَإِن كَانَ على سفر فَلَا يُسَافر وَإِن كَانَ فِي أَمر لَا يتم لَهُ وَمن رأى أَنه يَبِيع خلقانه من الثِّيَاب فَهُوَ صَلَاح لَهُ وَلَا خير فِيهِ للْمُشْتَرِي (رُؤْيَة لبس ألوان الثِّيَاب) وَمن رأى أَنه يلبس ثيابًا خضرًا فَإِنَّهُ يدل على الدّين وَالْعِبَادَة وَمن رأى أَنه يلبس ثيابًا حمرا فَإِنَّهُ يلقى قتلا ومنازعة بِقدر الْحمرَة وشهرتها أَو يكون لَهُ ولَايَة إِن كَانَ يطْلبهَا أَو زِينَة وَفَرح مَعَ بغي فِي الدّين وَإِن رَأَتْ الْمَرْأَة أَنَّهَا لبست ثوبا أَحْمَر فَهُوَ لَهَا صَلَاح وَإِن رأى أَنه يلبس ثيابًا سُودًا فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هموم وأحزان إِلَّا أَن يكون مِمَّن يلبسهَا فِي الْيَقَظَة ويعرفها وَإِن رأى أَنه يلبس ثيابًا زرقا فَإِن دينه غير حسن وَمن رأى أَنه يلبس ثيابًا صفرا فَإِنَّهُ يمرض وَمن رأى أَنه يلبس ثوبا محرما عَلَيْهِ أَو مَكْرُوها لَهُ مِمَّا يدل على النِّسَاء فَإِنَّهُ ينْكح حَرَامًا وَمن رأى أَنه يلبس ثِيَاب صوف فَإِن الصُّوف أفضل الثِّيَاب فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا كثيرا حَلَالا ونسكا وصلاحا فِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 دينه وَمن رأى أَنه يلبس ثوب قطن أَو شعر أَو وبر فَهُوَ فِي التَّأْوِيل دون الصُّوف وَمن رأى أَنه يلبس من ثِيَاب النِّسَاء فَإِن كَانَت لَهُ حَامِل تَأتي بأنثى وَإِن لم تكن لَهُ حَامِل أَصَابَهُ خوف وضرر فِي نَفسه وَمَاله فَإِن رأى أَنه تحول من تِلْكَ الْحَال فَإِنَّهُ ينجو وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَنَّهَا تلبس من ثِيَاب الرِّجَال فَإِنَّهُ صَلَاح لَهَا وسلطان لزَوجهَا (رُؤْيَة الرِّدَاء) وَأما الرِّدَاء فَهُوَ دين الرجل الَّذِي هُوَ مرتديه فِي عُنُقه فَمن رأى أَن عَلَيْهِ رِدَاء حسنا صفيقا فَهُوَ صَلَاح فِي دينه وَإِن رأى أَنه رَقِيق فَهُوَ رقة دينه وَإِن رَآهُ وسخا دنسا فَإِنَّهُ ذنُوب وَفَسَاد دين صَاحبه وَمن رأى أَنه انتزع رِدَاءَهُ فَهُوَ ذهَاب دينه أَو خُرُوج من سُلْطَان (رُؤْيَة اللحفة والطيلسان والقلنسوة) وَأما اللحفة فَهِيَ تؤول بِالْمَرْأَةِ فَمن رأى ملحفة ذهبت عَنهُ أَو انتزعت مِنْهُ فَإِن امْرَأَته خَارِجَة عَنهُ بِمَوْت أَو حَيَاة وَأما الطيلسان فَهُوَ بهاء الرجل وجاهه ومروءته بِقدر الطيلسان فِي جدته وصفاقته وقوته وسعته وَمن رأى أَنه يلبس طيلسانا وَلم يكن مِمَّن يلْبسهُ فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ يُصِيب اسْما صَالحا فِي النَّاس ويجتمع لَهُ أمره وشمله وينال خيرا وَأما القلنسوة فموضعها الرَّأْس وَالرَّأْس رَئِيس الرجل فَمن رأى أَنه حدث فِي قلنسوته حَادث من حرق أَو سُقُوط أَو نَحْو ذَلِك فَإِن تَأْوِيله فِي حَاله مَعَ رئيسه وَمن رأى أَن السُّلْطَان أَخذ قلنسوته فَإِنَّهُ يَأْخُذ مَاله وَإِن كَانَ عَاملا عَزله (رُؤْيَة الْعِمَامَة) وَأما الْعِمَامَة فَمن رأى على رَأسه عِمَامَة فَهِيَ لَهُ ولَايَة بِقدر مَا اعتم بهَا وَإِن كَانَ من أهل الْولَايَة فَإِنَّهُ يُصِيب جاها وشرفا وَإِن كَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 عزبا تزوج وَإِن كَانَت لَهُ امراة حَامِلا أَتَت بِولد يسود قومه وَمن رأى أَن على رَأسه عِمَامَة وَهِي مفتضة فَإِنَّهُ يحجّ أَو يتغرب وَإِن كَانَ مَرِيضا مَاتَ (رُؤْيَة الْخمار) وَأما خمار الْمَرْأَة فَزَوجهَا أَو قيمها الَّذِي يَسْتُرهَا فَإِن رأى أَن خمارها أوسع وأصفق وأجود مِمَّا هُوَ فِيهِ فَإِن ذَلِك حسن حَال الزَّوْج وَإِن رَأَتْ أَن خمارها انتزع مِنْهَا وَاحْتَرَقَ أَو ذهب عَنْهَا فَإِنَّهُ يَمُوت زَوجهَا أَو يطلقهَا فَإِن احْتَرَقَ بعضه أصَاب الزَّوْج ضَرَر وَخَوف وَإِن رَأَتْ أَنَّهَا وضعت خمارها عَن رَأسهَا فِي محفل من النَّاس فَأمر يذهب عَنْهَا فِيهِ الْحيَاء وَإِن رَأَتْ أَنَّهَا سعت بِلَا جِلْبَاب فِي الْأَسْوَاق فَهُوَ موت زَوجهَا وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَنَّهَا تخمر رَأسهَا بخمار غير الْمُعْتَاد أَو عِمَامَة أَو غَيرهَا فَإِنَّهَا تزوج رجلا وَإِن رأى الرجل أَن مقنعة امْرَأَته على رَأسه فَإِنَّهُ يفتضح فِي أمره (رُؤْيَة التجرد) وَأما التجرد فَمن رأى أَنه عُرْيَان فقد تجرد لأمر أمعن فِيهِ وَمن رأى أَنه عُرْيَان فِي سوق أَو فِي مَلأ من النَّاس وَرَأى عَوْرَته بارزة وَهُوَ مستح من ظُهُورهَا للنَّاس وَكَانَ عَلَيْهِ بعض ثِيَابه فَإِنَّهُ ينْكَشف وَيظْهر أمره للنَّاس وَرُبمَا دلّ على انتهاك ستره وَإِن تجرد فِي مَسْجِد فَإِنَّهُ يتجرد عَن ذنُوب لبر يَفْعَله فِيهِ وَإِن رأى أَنه عُرْيَان وَلم ير عَوْرَته بارزة فَإِن كَانَ مَرِيضا برِئ من مَرضه أَو مهموما ذهب همه أَو مديونا قضي دينه وَرُبمَا دلّ ذَلِك على التَّوْبَة والعري من الذُّنُوب أَو يتعرى من الدُّنْيَا ويتغطى بِالآخِرَة وَقيل يصاب فِي مَاله أَو يُقَال عَنهُ مَا يكره وَقيل التجرد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 للرجل الصَّالح خير وَخُرُوج من الْهم وللعاصي هم وغم وهتك ستر وَمن رأى أَنه يجْرِي وَهُوَ عُرْيَان فَإِنَّهُ يتهم بتهمة يكون مِنْهَا بريا وَإِن رأى ذُو سُلْطَان أَنه سلب ثِيَابه حَتَّى تجرد فَلَا يلبث أَن يعْزل وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَنَّهَا عُرْيَانَة أَو مكشوفة الرَّأْس فِي محفل من النَّاس فَإِنَّهَا مُصِيبَة تدخل عَلَيْهَا فِي زَوجهَا وَمن يعز عَلَيْهَا أَو نَفسهَا وَمَالهَا (رُؤْيَة النَّعْل) وَمَا رُؤْيَة النَّعْل الْيُمْنَى الَّتِي هِيَ للسَّفر فسفر فِي التَّأْوِيل وَالَّتِي للمحضر فامرأة وَمن رأى أَنه لَيْسَ لَهُ نعل أَو لم يمش بهَا فَإِنَّهُ يطَأ امْرَأَة أَو جَارِيَة فَإِن كَانَت النَّعْل جَدِيدَة فَإِنَّهَا بكر وَإِن كَانَت منكسرة أَو مَقْطُوعَة فَإِنَّهَا ثيب وَمن رأى أَنه يمشي فِي نعل فاختلفت إِحْدَاهمَا عَن رجله وَمَشى بنعل وَاحِدَة فَإِن ذَلِك فِرَاق أَخ لَهُ أَو شَرِيكه على ظهر سفر بِمَوْت أَو حَيَاة أَو يُطلق امْرَأَته أَو يَبِيع خادمه وَإِن رأى أَن نَعله سرقت مِنْهُ أَو لبسهَا غَيره ثمَّ ردَّتْ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يغتال فِي امْرَأَته أَو جَارِيَته ويطؤها غَيره وَمن رأى أَن نَعله انتزعت مِنْهُ أَو انْقَطَعت وَلَا جيران لَهَا فَإِنَّهُ موت امْرَأَة وَإِقَامَة على سفر على كره مِنْهُ (رُؤْيَة الْخُف والجورب) وَأما الْخُف فَمن رأى أَنه يلبس خفا وَلَيْسَ مِمَّن يلْبسهُ فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ خوف وهم يُصِيبهُ أَو سجن أَو تكون لَهُ امْرَأَتَانِ وَقيل إِن كَانَ فِي غم فَإِنَّهُ أَمن مِمَّا يخَاف وَرُبمَا كَانَ الْخُف جنَّة من المكاره وَرُبمَا كَانَ سفرا فِي الْبَحْر وَمن رأى أَن اُحْدُ خفيه انتزع مِنْهُ وَاحْتَرَقَ فَإِنَّهُ يذهب نصف مَاله وَإِن ذهب خفاه مَعًا ذهب مَاله كُله وَإِن رأى أَنه يلبس جوربا فَإِن الجورب لَهُ وقاية فَإِن كَانَ الجورب جَدِيدا صَحِيحا فَإِنَّهُ يُؤْتِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 الزَّكَاة وَيفْعل بِمَالِه خيرا وَإِن كَانَ بَالِيًا متقطعا فَإِنَّهُ يمسك الزَّكَاة وَمن رأى أَنه يدْخل قالبا فِي خف فَإِنَّهُ ينْكح (رُؤْيَة النسيج) وَأما النسج فَمن رأى أَنه ينسج ثوبا فَإِنَّهُ يُسَافر وَمن رأى أَنه ينسج ثوبا ثمَّ قِطْعَة فَإِن الْأَمر الَّذِي هُوَ فِيهِ ينصرم ويبلغ آخِره وَإِن رأى أَنه لم يتم نسجه لم يتم أمره وَرُبمَا دلّ النسيج على الْهم والشغل وَالْخِصَام فَإِذا تمّ النسيج فقد فرغ من ذَلِك كُله وَقيل تَمام النسيج تَمام الْعُمر وَمن رأى أَن الْعمَّال يعْملُونَ ثيابًا فِي دَاره فَإِنَّهُ يُخَاصم قرَابَته أَو غَيرهم (رُؤْيَة الفتل والغزل) وَأما الفتل فَمن رأى أَنه يفتل حبلا أَو خيطا أَو يلوي ذَلِك على نَفسه أَو على قضيبه فَإِنَّهُ سفر وَقد يدل الفتل على إبرام الْأُمُور وَالشَّرِكَة وَالنِّكَاح وَمن رأى أَنه مستمسك بِالْقُرْآنِ وَالْإِسْلَام قيل يُسَافر سفرا وَمن رأى أَنه مُتَعَلق بِحَبل من السَّمَاء فَإِنَّهُ يَلِي سُلْطَانا فِي دين فَإِن رأى الْحَبل انْقَطع زَالَ ذَلِك السُّلْطَان عَنهُ وَلم يزل الدّين إِذا بَقِي فِي يَده من الْحَبل شَيْء وَمن رأى حبلا فِي كتفه أَو على عُنُقه أَو ظَهره أَو فِي وَسطه فَهُوَ عهد يحصل فِي عُنُقه وَأما الْغَزل فَمن رأى أَنه يغزل صُوفًا أَو شعرًا وَنَحْوهمَا مِمَّا يغزل الرِّجَال مثله فَإِنَّهُ يُسَافر ويصيب خيرا وَإِن رأى أَنه يغزل كتانا أَو قطنا أَو نَحْوهمَا مِمَّا يغزل النِّسَاء مثله فَإِنَّهُ يُصِيبهُ ذل وهوان وَيعْمل عملا حَلَالا غير مستحسن للرِّجَال وَمن رأى أَنه ينْقض غزلا فَإِنَّهُ ينْقض الْأَيْمَان والعهود وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَنَّهَا أَصَابَت مغازل ولدت جَارِيَة أَو أَصَابَت أُخْتا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 (رُؤْيَة الْحَرِير وَالصُّوف وَنَحْوهمَا) وَأما رُؤْيَة الْحَرِير وَالصُّوف وَنَحْوهمَا فالحرير مَال حرَام وَالصُّوف والقطن والكتان وَالشعر والوبر مَال حَلَال فَمن رأى أَنه أصَاب وقرا أَو قارا من أحد هَذِه الْأَصْنَاف فَإِنَّهُ يُصِيبهُ خير كثير ورزق وَاسع (رُؤْيَة الْخياطَة) وَأما الْخياطَة فَمن رأى أَنه يخيط ثَوْبه فَإِنَّهُ يلتم أمره وَيصْلح شَأْنه وَمن رأى أَنه يخيط ثِيَاب النَّاس فَإِنَّهُ ينصحهم وَيسْعَى فِي الصّلاح بَينهم وَمن رأى أَنه يخيط ثِيَاب امْرَأَته فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم وَشر وَمن رأى أَنه يرفو ثَوْبه فَإِنَّهُ يُخَاصم ذَا قرَابَة أَو يصاحب من لَا خير فِيهِ وَقيل يَتُوب من غيه ويستغفر الله من إِثْم وَمن رأى أَن إبرته الَّتِي يخيط بهَا انْكَسَرت أَو تخرمت أَو انتزعت مِنْهُ فَإِنَّهُ يتفرق شَأْنه ويغشو أمره وَمن رأى أَنَّهَا ضَاعَت أَو سرقت فيشرف على ذَلِك وَلَا يتفرق شَأْنه وَمن رأى أَن بِيَدِهِ مسلة فَإِن كَانَت امراته حُبْلَى ولدت ابْنا وَإِن لم يكن لَهُ حمل فَإِن ذَلِك سفرا لَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 (الْبَاب السَّادِس وَالْعشْرُونَ فِي رُؤْيَة السرادقات والأخبية والبسط والفرش والوسائد والأسرة والكراسي والتوابيت والأوعية وَنَحْوهَا) (رُؤْيَة السرادقات والأخبية) من رأى أَن لَهُ سرادقا مَضْرُوبا فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا عَظِيما وَخيرا وَمن راى أَن لَهُ فسطاطا مَضْرُوبا أَو قبَّة مَضْرُوبَة فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا دون السرادق وَرُبمَا كَانَت الْقبَّة امْرَأَة يُزَوّجهَا أَو خدمَة سُلْطَان يتولاها وَمن رأى أَن لَهُ خباء مَضْرُوبا عَلَيْهِ أَو مَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا ويرتفع صيته وَمن رأى أَن سُلْطَانا خرج من هَذِه الأخبية خُرُوج فِرَاق فَإِنَّهُ يخرج من سُلْطَانه ذَلِك وَمن رأى أَن أبنية طويت فَإِنَّهَا سُلْطَانه ذَلِك يذهب أَو عمره ينْفد وَمن رأى أَن فسطاطا أَو خباء أَو نَحْوهمَا فِي مغارة من الأَرْض أَو فِي رَوْضَة فَإِنَّهُ قبر شَهِيد يكون هُنَالك (رُؤْيَة الْبسط والحصير) وَمن رأى أَنه بسط لَهُ بِسَاط جَدِيد وَاسع صفيق فَإِنَّهُ ينَال فِي دُنْيَاهُ عمرا طَويلا وسعة فِي الرزق وَإِن كَانَ الْبسَاط ثخينا صَغِيرا فَإِنَّهُ يكون عمره طَويلا ورزقه قَلِيلا وَإِن كَانَ رَقِيقا طَويلا فَإِن رزقه يكون كثيرا وعمره قَلِيلا وَمن رأى أَنه بسط لَهُ بِسَاط مَجْهُول الْجَوْهَر فِي مَوضِع مَجْهُول أَو عِنْد قوم مجهولين فَإِنَّهُ يتغرب عَن بَلَده وَقَومه وينال فِي الغربة عزا وجاها وَمن رأى أَنه جَالس على حَصِير فَإِنَّهُ يَأْتِي أمرا يتحسر عَلَيْهِ ويندم وَمن رأى أَنه يلتحف فِي حَصِير فَإِنَّهُ يحصر أَو يَنَالهُ حصر الْبَوْل وَقد يدل الْحَصِير على مَا يدل عَلَيْهِ الْبسَاط الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 (رُؤْيَة الْفرش) وَأما الْفراش الْمَعْرُوف فَإِنَّهُ امْرَأَة فَمن رأى أَن فِي فرَاشه صلاحا أَو فَسَادًا أَو زِيَادَة أَو نُقْصَانا فَتَأْوِيل ذَلِك فِي امْرَأَته وَمن رأى أَنه يتْرك فرَاشه وَيَأْخُذ فراشا آخر فَإِنَّهُ يتْرك امْرَأَته ويتزوج أُخْرَى وَمن رأى فَوق سَرِيره أَو فرَاشه كَلْبا أَو سبعا أَو مَا يستنكر من الْحَيَوَان هُنَاكَ فَإِنَّهُ يُخَالف إِلَى أَهله (رُؤْيَة الوسائد) وَأما الوسائد وَنَحْوهَا فخدم فَمن رأى فِيهَا جمالا وَحسن هَيْئَة فَهُوَ صَلَاح لخدمه وعبيده وَإِن رأى فِيهَا مَكْرُوها فَإِنَّهُ فيهم وَقيل من رأى أَنه جَالس على وسَادَة أَفَادَ جَارِيَة وَمن رأى أَنه يحمل وسَادَة فَإِنَّهُ يعبث بِذكرِهِ (رُؤْيَة الأسرة والكراسي) وَأما الأسرة والكراسي فَمن رأى أَنه على سَرِير مَجْهُول وَعَلِيهِ فرَاش فَإِن لَاقَى بِهِ الْملك ناله وَإِلَّا جلس مَجْلِسا رفيعا وَإِن كَانَ عزبا تزوج وَإِن كَانَت لَهُ حَامِل أَتَت بِغُلَام وَمن رأى انه جلس على سَرِير لَيْسَ عَلَيْهِ فرش فَإِنَّهُ يُسَافر وَمن رأى أَنه أصَاب كرسيا وقف عَلَيْهِ أصَاب سُلْطَانا أَو يتَزَوَّج امْرَأَة على قدر الْكُرْسِيّ وهيئته وَقيل إِن كَانَت لَهُ حَامِل أَتَت بمولود ذكر وَقيل يَمُوت شَهِيدا وَمن رأى أَنه انْكَسَرَ سَرِيره أَو كرسيه فَإِنَّهُ دَلِيل على مَوته أَو موت امْرَأَته وَإِن رأى الْمَرِيض أَنه يحمل على أسرة فَهُوَ نعشه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 (رُؤْيَة التوابيت والأوعية وَنَحْوهَا) وَأما التوابيت والأوعية فَمن رأى أَنه اشْترى تابوتا أَو وهب لَهُ أَو أنزل عَلَيْهِ من السَّمَاء فَإِنَّهُ يرْزق ملكا وعلما وحلما وَرِزْقًا وسكينة وَقد يكون التابوت زَوْجَة الرجل أَو حانوته فَمن رأى أَنه حدث فِيهِ حَادث فَإِنَّهُ يحدث فيهمَا أَو من رأى جولقا أَو جرابا أَو كيسا أَو نَحْو ذَلِك من الأوعية فَهُوَ وعَاء لما يكون فِيهِ من شَيْء وَرُبمَا كَانَ ذَلِك قلب الْإِنْسَان وعَاء لما فِيهِ من خير أَو شَرّ وَمن رأى أَن كيسه قد انفتق أَسْفَله وَذهب مِنْهُ مَا كَانَ فِيهِ فَإِن الْكيس جِسْمه وَالْمَال روحه فَهُوَ هَالك لَا محَالة وَمن رأى أَنه يحمل مخلاة خَالِيَة فقد نفد عمره وَمن رأى أَنه اشْترى عَيْبَة أَو مزودا أَو نَحْوهمَا فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة وَمن رأى أَنه يحمل من مكسور الزّجاج شَيْئا فَإِنَّهُ مَال وَمن رأى أَن فِي يَده قدح مَاء فَوَقع الْقدح من يَده وانكسر وَبَقِي المَاء فِي يَده فَإِن امْرَأَته تَلد غُلَاما وَيبقى وَلَدهَا وَمن رأى فِي منزله قدور هرائس أَو مقالي أَو قصاع أَو بواقل وَالنَّاس عَلَيْهَا متألفون فَإِن كَانَ فِيهِ مَرِيض مَاتَ وَإِن كَانَ الْمَرِيض يَأْكُل مِنْهَا فَذَلِك دَلِيل على مَوته وَقد تكون الْقُدُور دَالَّة على قيمَة الدَّار والكانون زَوجهَا وَمن رأى أَنه يمسح قنديله أَو يصلح فتيلته فَإِنَّهُ بِشَارَة لَهُ بسلامة بَصَره وَصِحَّة ناظره وَمن رأى فِي كانون أَو قدرَة أَو مسرجية صلاحا أَو فَسَادًا فَتَأْوِيل ذَلِك فِي قيم الْبَيْت وَمن رأى شَيْئا من الأباريق والطسوس والظروف والأواني فَإِن جَمِيعهَا نسَاء وخدم فَمَا رأى فِيهَا من صَلَاح أَو فَسَاد فَتَأْوِيل ذَلِك فِي الخدم وَالْعَبِيد والفاس عبد والمسحاة خَادِم فَمَا رأى فيهمَا فَهُوَ فِي عبد وخادمه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 (الْبَاب السَّابِع وَالْعشْرُونَ فِي رُؤْيَة الذَّهَب وَالْفِضَّة وَالْأَمْوَال والجواهر واللآلئ والزمرد والخرز والقلائد والعقود والقرط والتاج والطوق والمنطقة والخاتم والأساورة والخلاخل والمرآة) (رُؤْيَة الذَّهَب) من رأى أَنه أصَاب ذَهَبا فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم وَأمر يكرههُ أَو يذهب مَاله بِقدر مَا رأى أَنه أصَاب من الذَّهَب وَالْعدَد الْمَعْرُوف خير من الْعدَد الْمَجْهُول وَمن رأى أَنه أصَاب دَنَانِير مَعْرُوفَة فَإِنَّهُ يُصِيبهُ من الْهم بِقدر ذَلِك وَإِن كَانَت مَجْهُولَة لَا يعرف عَددهَا فَإِن همه يكون أَشد وَأقوى وَمن رأى أَن رجلا أعطَاهُ دَنَانِير فَإِنَّهُ رجل مظلوم وَإِن رأى أَنه دَفعهَا هُوَ إِلَى أحد فَهُوَ ظَالِم وَرُبمَا كَانَت الدَّنَانِير إِذا كَانَت خَمْسَة الصَّلَوَات الْخمس فَإِن ضَاعَ مِنْهَا شَيْء فَإِنَّهُ يضيع بعض الصَّلَوَات الْخمس وَمن رأى أَنه أصَاب دِينَارا وَاحِدًا فَإِنَّهُ يُصِيب ولدا وَرُبمَا يؤتمن على مَال فَيكون فِيهِ خائنا وَمن رأى أَن مَيتا أعطَاهُ دَنَانِير فقد سلم من الظُّلم وَالدَّنَانِير أَهْون من التبر وَمن رأى أَنه أصَاب ذَهَبا مَعْمُولا شبه إِنَاء وحلي وَنَحْوهمَا فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم أَكثر من الدَّنَانِير وَمن رأى أَنه يذيب الذَّهَب فَإِنَّهُ يُقَال فِيهِ كَلَام سوء وَيبرأ مِمَّا لَيْسَ فِيهِ (رُؤْيَة الْفضة) وَمن رأى أَنه أصَاب نقرة فضَّة فَإِنَّهُ يُصِيب امْرَأَة أَو جَارِيَة وَمن رأى أَن لَهُ آنِية من فضَّة أَو دَرَاهِم مَجْهُولَة فِي شَيْء من الأوعية فَإِنَّهُ يكتم سرا أَو يستودع مَالا ومتاعا وَإِن رأى أَنه دَفعه إِلَى غَيره فَإِنَّهُ يستودعه سرا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 أَو مَالا وَمن رأى أَنه أصَاب دَرَاهِم فَإِن كَانَت جددا بيضًا فَإِنَّهُ يُصِيب دَرَاهِم فِي الْيَقَظَة كَمَا رَآهَا وَإِن كَانَت سُودًا فَإِنَّهَا صخب وخصومة وَقيل وَمن رأى أَنه ضَاعَ لَهُ دَرَاهِم فَإِنَّهُ يشتكي وَلَده أَو يُصِيبهُ مَا يكره لَهُ وَإِن رأى أَنه انتزع مِنْهُ أَو ذهب مِنْهُ دِرْهَم لَا رُجُوع فِيهِ مَاتَ وَلَده وَمن رأى أَنه أصَاب فُلُوسًا فَإِنَّهُ صخب وَكَلَام دنيء وَإِن عرف عَددهَا فَهُوَ أخف عَلَيْهِ وأهون وَمن رأى أَنه يذيب الْفضة فَهُوَ كمن يذيب الذَّهَب لكنه أخف (رُؤْيَة الْأَمْوَال) وَمن رأى أَنه يقسم مَاله فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك مَا يسْتَدلّ بِهِ على الْخَيْر فَإِنَّهُ يُزَوّج وَلَده أَو من أَهله وَيقسم بَينهم مَاله فِي بر وَصَلَاح وَإِن دلّ على غير ذَلِك فَإِنَّهُ يتفرق أمره وحاله بحياة أَو موت وَمن رأى أَنه من أهل المَال وَالسعَة فَإِنَّهُ يتَغَيَّر أمره أَو سُقُوطه عَن مَاله أَو موت يعاجله وَإِن رأى أَنه من أهل الْفقر وضيق الْمَعيشَة فَإِنَّهُ صَلَاح فِي دينه وثبات لحاله أَو لعقبه بعده (رُؤْيَة الْجَوَاهِر) وَمن رأى أَنه أعطي ياقوتة حَمْرَاء فَإِنَّهُ يُصِيب امْرَأَة أَو جَارِيَة حسناء وَإِن رأى أَنه أصَاب يَوَاقِيت كَثِيرَة فَإِنَّهُ مَال مَكْرُوه وَمن رأى أَنه أصَاب لؤلؤا منثورا فَإِنَّهُ يُصِيب ولدا أَو غُلَاما وَإِن كَانَ اللُّؤْلُؤ مكنونا فَإِنَّهُ نسَاء ذَوَات حسن وجمال وَإِن كَانَ كثير فَإِنَّهُ أَمْوَال وَمن رأى أَنه يبتلع لؤلؤا فَإِنَّهُ حِكْمَة وعلوم يحفظها وَمن رأى أَن اللُّؤْلُؤ يخرج من فِيهِ فَإِنَّهُ كَلَام من كَلَام الله تَعَالَى وَمن رأى لؤلؤا منظوما أَو منثورا فِي مزبلة أَو مَوضِع يستبشع ذَلِك فِيهِ فَإِنَّهُ تَضْييع علم الْبر هُنَاكَ وَالِاسْتِخْفَاف بِهِ وَمن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 رأى أَن بِيَدِهِ لؤلؤة فَإِن كَانَت امْرَأَته حُبْلَى ولدت لَهُ جَارِيَة حسناء (رُؤْيَة الزمرد والخرز) وَمن رأى أَنه أصَاب زمردا فَإِنَّهُ يكْتَسب أَخا فِي الله وإخوانا صالحين وأولادا ذُكُورا مهذبين أَو علما نَافِعًا أَو مَالا حَلَالا طيبا وَمن رأى أَنه أصَاب خرزا أَو أعْطِيه فَإِنَّهُ يُصِيب من الخدم وَالْمَال أَو من سفلَة النَّاس أمرا دنيا بِقدر ذَلِك وَمن رأى أَن عَلَيْهِ قلادة ذَهَبا أَو فضَّة وفيهَا جَوْهَر أَو حجر فَإِنَّهُ يَلِي ولَايَة ويتقلد أَمَانَة وَمن رأى أَن عَلَيْهِ قلائد أَو عقودا كَثِيرَة وَهُوَ يضعف عَن حملهَا فَإِنَّهُ يضعف عَن الْعَمَل بِعِلْمِهِ وَالْقِيَام بِهِ وَإِن رَأَتْ الْمَرْأَة أَن عَلَيْهَا عقدا أَو قلائد فَإِن تَأْوِيل ذَلِك فِي زَوجهَا أَو قيمها وَإِن رَأَتْ على نَفسهَا حليا فَإِنَّهُ لَا خير فِيهِ وَإِن رأى الرجل ذَلِك فَهُوَ لَهُ حزن وَقيل يتَزَوَّج بِامْرَأَة خطرها فِي النِّسَاء كخطر الْحِلْية (رُؤْيَة القرط) وَمن رأى أَن عَلَيْهِ قرطين فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا وزينة فِي النَّاس وجمالا فيهم أَو يُولد لَهُ جَارِيَة وَقيل يَشْتَهِي سَماع الْخَنَا وَإِن رأى فِي كل وَاحِدَة من أُذُنَيْهِ لؤلؤة أَو أَكثر فَإِنَّهُ يجمع الْقُرْآن أَو علم الْبر (رُؤْيَة التَّاج) وَمن رأى أَن عَلَيْهِ تاجا من ذهب أَو جَوْهَر فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا عَظِيما وَإِن لم يصل لذَلِك فَإِنَّهُ يتَزَوَّج بِامْرَأَة حسناء مُوَافقَة لَهُ وَإِن رَأَتْ الْمَرْأَة ذَلِك تزوجت رجلا أعجميا مَذْكُورا فِي النَّاس وَإِن كَانَت حَامِلا أَتَت بِغُلَام الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 (رُؤْيَة الطوق والمنطقة) وَمن رأى أَن عَلَيْهِ طوقا من ذهب أَو فضَّة أَو غَيرهمَا فقد أمعن فِي فَسَاد دينه وَمن رأى أَن عَلَيْهِ منْطقَة غير محلاة فَإِنَّهُ يُصِيب ولدا أَو أَخا أَو رجلا يستظهر بِهِ من النَّاس فَإِن كَانَت محلاة فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا يشْتَهر بِهِ أَو ولدا يسود أهل بَيته وَمن رأى أَكثر من منْطقَة فَهُوَ أَجود (رُؤْيَة الْخَاتم) وَمن رأى أَنه أعطي خَاتمًا يتختم بِهِ فَإِنَّهُ يملك شَيْئا لم يملكهُ قطّ وَمن رأى أَنه تختم بِخَاتم فضَّة أَبيض فَإِنَّهُ يُولد لَهُ ولد بار وَإِن كَانَ أَحْمَر فولده فَاسد وَإِن كَانَ أسود فولد يثبت على الذل والمسكنة وَإِن رأى أَنه أصَاب خَاتمًا وَهُوَ فِي مَسْجِد أَو صَلَاة أَو عبَادَة فَإِنَّهُ يملك امْرَأَة وَإِن كَانَ ذَا سُلْطَان فَإِنَّهُ يُصِيب رفْعَة أَو تَاجِرًا أصَاب ربحا وَمن رأى أَنه أعطي خَاتمًا من ذهب فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَة الذَّهَب يذهب عَنهُ بعض مَا يملكهُ أَو يغْضب عَلَيْهِ سُلْطَان وَمن رأى أَنه يلبس خَاتمًا من فضَّة أَو ياقوت ولدت لَهُ جَارِيَة وَيَمُوت سَرِيعا وَإِن كَانَ الفص زبرجدا فَإِنَّهُ يعِيش طَويلا وَمن رأى أَن خَاتمه انتزع مِنْهُ فَإِنَّهُ يذهب عَنهُ سُلْطَانه وَإِن رأى أَنه ضَاعَ فَإِنَّهُ يدْخل عَلَيْهِ فِي سُلْطَانه مَا يكره وَإِن رأى أَنه انْكَسَرَ أَو سقط فَإِنَّهُ يدل على سُقُوط جاهه أَو ذهَاب مَاله أَو مُفَارقَته لامْرَأَته بِمَوْت أَو حَيَاة أَو قرب أَجله أَو موت وَلَده وَإِن رَأَتْ الْمَرْأَة ذَلِك فَهُوَ موت زَوجهَا وَمن رأى أَن فص خَاتمه سقط فَإِنَّهُ يذهب وَجه سُلْطَانه وجاهه (رُؤْيَة الأساورة والخلاخل) وَمن رأى أَن عَلَيْهِ سِوَارَيْنِ من فضَّة فَإِنَّهُ يُصِيبهُ ضيق فِي ذَات يَده ومكروه فِيمَا يملك فَإِن كَانَا من ذهب فَهُوَ أَشد من الْفضة والأجوف خير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 من المصمت وَمن رأى أَنه سوره السُّلْطَان بِعَدَد سوار فَإِنَّهُ ولد أَو أَخ وَمن رأى أَن عَلَيْهِ خلخال ذهب فَإِنَّهُ يُصِيبهُ شدَّة وَخَوف أَو حبس أَو قيد فَإِن كَانَ من فضَّة فَهُوَ أَهْون وأسرع لفرجه (رُؤْيَة الْمرْآة) وَمن رأى أَنه أصَاب مرْآة وَلم ينظر وَجهه فِيهَا فَإِنَّهُ ينَال مَا يكره فِي جاهه فِي النَّاس فَإِن نظر فِيهَا فَلَا خير فِيهِ وَإِن كَانَ ذَا سُلْطَان لَا يلبث أَن يرى مَكَانَهُ مثله إِلَّا أَن تكون الْمرْآة من جَدِيد أَو صفر أَو نَحْو ذَلِك فَإِنَّهُ يُصِيب ولدا غُلَاما وَإِن لم ينْتَظر ولدا وَكَانَ سُلْطَانا أَو عَاملا فَإِنَّهُ يعْزل وَيرى مَكَانَهُ غَيره وَإِن لم يكن كَذَلِك فَإِنَّهُ يُفَارق امْرَأَته وَقيل من رأى بِيَدِهِ مرْآة ينظر فِيهَا فَإِنَّهُ يذهب همه وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَنَّهَا تنظر فِي مرْآة من غير فضَّة فَإِن كَانَت حُبْلَى ولدت جَارِيَة مثلهَا وَمن رأى أَنه ينظر فِي مرْآة هندية فَإِنَّهُ يَمُوت لَهُ ولد ذكر فَإِن كَانَت لَهُ امْرَأَة حَامِل فَالَّذِي فِي بَطنهَا هُوَ الْمَيِّت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 (الْبَاب الثَّامِن وَالْعشْرُونَ فِي رُؤْيَة السَّيْف والسكين وَالسَّوْط والعصا واللواء والتسلح والسرج واللجام ورؤية الْحَدِيد والصفر والرصاص وَالتُّرَاب والرمل والمزبلة) (رُؤْيَة السَّيْف) من رأى بِيَدِهِ سَيْفا لَا يَنْوِي أَن يُقَاتل بِهِ فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا أَو ولدا أَو أَخا فَإِن نوى أَن يُقَاتل بِهِ فَإِنَّهُ يتهيأ للْكَلَام ويلقى نَفسه بِهِ إنْسَانا وَإِن رأى أَنه ضرب بِهِ إنْسَانا فَإِنَّهُ يتهيأ للْكَلَام ويلقى نَفسه بِهِ إنْسَانا وَإِن رأى أَنه ضرب إنْسَانا فَإِنَّهُ يبسط عَلَيْهِ لِسَانه على قدر الضَّرْب فَإِن رأى أَنه ضرب وَلم يخرج مِنْهُ دم فَإِن كَلَامه لَهُ فِي حق وَصَلَاح فَإِن خرج مِنْهُ دم وَلم يتلطخ بِهِ الضَّارِب والمضروب فَإِنَّهُ مَال حرَام يُصِيبهُ من صَاحبه وَإِن رأى أَنه قطع بضربه ذَلِك يدا أَو فخذا أَو رجلا أَو جارحة فَإِنَّهُ كَلَام يقطع بَين الْمَضْرُوب وَبَين ولد أَو أَخ أَو غَيره مِمَّن تنْسب تِلْكَ الْجَارِحَة إِلَيْهِ فِي التَّأْوِيل وَإِن ضرب بِهِ عنق إِنْسَان أَو بَان الرَّأْس مِنْهُ فَإِن الْمَفْعُول بِهِ يُصِيب من الْفَاعِل خيرا وفرجا عَظِيما وَمن رأى أَنه أعطي سَيْفا فِي يَده فَإِنَّهُ يُصِيب ولدا وَمن رأى أَن سَيْفه انْكَسَرَ أَو سقط مِنْهُ أَو انتزع مِنْهُ أَو ضرب بِهِ أَو سرق مِنْهُ أَو وهبه أَو أَعَارَهُ أَو بَاعه فَإِنَّهُ يحدث بسلطانه بِقدر ذَلِك الْحَادِث (رُؤْيَة السكين) وَمن رأى أَنه أعطي سكينا فَإِنَّهُ يُصِيب ولدا أَو أَخا وَإِن لم ينْتَظر ذَلِك أصَاب خيرا ونال رزقا وَمن رأى أَنه جرح يَدَيْهِ بسكين فَإِنَّهُ يرى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 شَيْئا يتعجب مِنْهُ وَمن رأى أَنه يدْخل سكينا أَو خنجرا فِي نصابه فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة (رُؤْيَة السَّوْط والعصا) وَمن رأى أَنه أعطي سَوْطًا فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا وَمن راى أَن سَوْطه انْقَطع أَو انتزع مِنْهُ فَإِنَّهُ يذهب سُلْطَانه وَمن رأى أَنه ضرب أحدا بعصا فَإِنَّهُ يبسط عَلَيْهِ لِسَانه وَمن رأى أَنه ضرب حجرا بعصا فانفجر مِنْهُ المَاء فَإِن كَانَ فَقِيرا اسْتغنى أَو غَنِيا ازْدَادَ غنى وَرُبمَا كَانَ رزقا هنيا وَمن رأى أَنه اعْتمد على عَصا فَإِنَّهُ يعْتَمد على رجل شرِيف وَرُبمَا كَانَت الْعَصَا رجلا خَبِيث الدّين (رُؤْيَة اللِّوَاء) وَمن رأى أَنه عقد لَهُ لِوَاء فَإِن كَانَ أَهلا لَهُ فقد رأى خيرا وَإِن لم يكن أَهلا فَإِنَّهُ لَهُ شهرة وَمن رأى بِيَدِهِ لِوَاء فَهُوَ فلاح يعقده وَقيل من رأى بِيَدِهِ رمحا فِيهِ لِوَاء مَاتَ سَرِيعا أَو مَاتَ لَهُ ولد وَإِن رأى اللِّوَاء فِي دَار مَاتَ فِيهَا رجل (رُؤْيَة التسلح) وَمن رأى أَنه شَاك السِّلَاح فَهُوَ لَهُ جنَّة من المكاره وَرُبمَا كَانَ صلاحا فِي دين وَإِن كَانَ خَائفًا أَمن أَو مَرِيضا شفَاه الله أَو مُسَافِرًا رَجَعَ إِلَى أَهله سالما وَمن رأى أَنه وسط قوم عَلَيْهِم السِّلَاح وَلَيْسَ عَلَيْهِ سلَاح وَهُوَ بَينهم منظورا إِلَيْهِ فَإِنَّهُم يرمونه بِكَلَام وَلَا يصلونَ إِلَيْهِ بمكروه وَإِن لم يكن بَينهم شَحْنَاء وَلَا مُنَازعَة فَهُوَ حصن وحرز لَهُم من أعدائهم وَمن رأى أَنه سلب مِنْهُ سلاحه فَإِن ذَلِك ضعف لسلطانه وقوته الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 (رُؤْيَة السرج) وَمن رأى أَنه أصَاب سرجا أَو أكافا فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة وَمن رأى أَنه ملجم فَإِنَّهُ كَاف عَن الذُّنُوب وَرُبمَا دلّ ذَلِك على الصَّوْم (رُؤْيَة الْحَدِيد والرصاص والصفر) وَأما رُؤْيَة الْحَدِيد والصفر والرصاص فَمن رأى أَنه أصَاب شَيْئا من ذَلِك فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا من مَتَاع الدُّنْيَا وَقُوَّة على مَا يُرِيد من أمره وَمن رأى أَن الْحَدِيد لَان لَهُ فَإِنَّهُ يُصِيب ملكا وَرِزْقًا وَاسِعًا وَمن رأى أَنه يسبك حديدا أَو نُحَاسا فَإِنَّهُ يعْمل عملا يذكر بِهِ وَمن رأى أَنه يذيب حديدا أَو رصاصا أَو صفرا أَو ذَهَبا أَو فضَّة فَإِنَّهُ يَقع فِي أَلْسِنَة النَّاس ويغتابونه وَمَا صنع من الْحَدِيد فَهُوَ مَنْفَعَة للنَّاس وَقُوَّة (رُؤْيَة التُّرَاب والرمل) وَأما رُؤْيَة التُّرَاب والرمل فَمن رأى أَنه أصَاب كدسا من تُرَاب فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا مجموعا وَمن رأى أَنه سف تُرَابا فَإِنَّهُ يَأْكُل من مَال يُصِيبهُ وَمن رأى أَنه ينفض يَدَيْهِ من التُّرَاب فَإِنَّهُ يفْتَقر وَقيل يعِيش طَويلا وَمن رأى أَنه يجمع رملا أَو يحملهُ أَو يسفه فَإِنَّهُ يجمع مَالا ويصيب خيرا وَمن رأى أَنه يمشي فِي رمل فَإِنَّهُ يعالج شغلا فِي دين أَو دنيا على قدر الرمل (رُؤْيَة المزبلة) وَأما المزبلة فَهِيَ الدُّنْيَا فَمن رأى أَنه وفْق مزبلة أَو اشْتَرَاهَا أَو ورثهَا فَإِن كَانَ فَقِيرا اسْتغنى من مَال غَيره وَإِن كَانَ طَالب عمل من سُلْطَان ناله وَمن رأى أَنه تعرى فَوق مزبلة فَإِن كَانَ واليا عزل أَو مَرِيضا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 (الْبَاب التَّاسِع وَالْعشْرُونَ فِي رُؤْيَة الْخَيل وَالْبِغَال وَالْحمير وَالْإِبِل وَالْبَقر وَالْغنم) (رُؤْيَة الْخَيل) أما الْخَيل فَمن رأى أَنه على فرس وَعَلِيهِ سَرْجه ولجامه وَهُوَ يسير عَلَيْهِ رويدا فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا وشرفا بِقدر تمكنه من الْفرس فَإِن كَانَ الْفرس أدهم فَهُوَ فرج من هم وَفَرح يُصِيبهُ من سُلْطَان وَقيل السوَاد سؤدد وَإِن كَانَ أشقر فَهُوَ هم وحزن فِي الدّين وَإِن كَانَ أصفر فَهُوَ مرض يُصِيبهُ فِي سُلْطَان وَإِن كَانَ أبلق فَهُوَ شهرة يشْتَهر بهَا وَمن رأى أَنه يركب فرسا وَفِي سَرْجه أَو لجامه أَو ركابه نقص فَهُوَ نُقْصَان من سُلْطَانه وشرفه وَمن رأى أَن لَهُ فرسا مربوطا فَإِنَّهُ يُصِيب بعض عز وَشرف وَمن رأى أَن لَهُ خيلا مربوطة فَإِنَّهُ يقهر عدوه وَمن رأى أَنه يركب فرسا بِلَا لجام فَلَا خير فِيهِ فِي الدّين وَالدُّنْيَا وَمن رأى أَن الْفرس يجْرِي فَإِن ذَلِك شرف لَهُ وَمن رأى أَنه سقط عَن فرس أَو غَيره وَنزل عَنهُ فَإِن مَنْزِلَته تتضع وتنحط وَرُبمَا يكون نُزُوله إِذا أضمر الْعود إِلَيْهِ أَنه ينْفق مَاله وَمن رأى أَنه نزل عَن فرسه وَركب غَيره فَإِنَّهُ تَحْويل من حَال إِلَى حَال وَمن رأى أَنه يَأْكُل لحم فرس فَإِنَّهُ يُصِيب اسْما صَالحا وذكرا فِي النَّاس وَمن رأى خيلا مسرجة بِلَا ركاب فهن نسَاء يجتمعن لمأتم أَو عرس وَمن رأى أَنه رَدِيف رجل مَعْرُوف على فرس فَإِنَّهُ يتَوَصَّل بذلك الرجل إِلَى مَا يَطْلُبهُ من أَمر دين أَو دنيا وَإِن كَانَ الرجل مَجْهُولا فَإِنَّهُ عَدو على كل حَال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 (رُؤْيَة الرمكة) وَمن رأى أَنه يركب رمكة اشْتَرَاهَا أَو ملكهَا فَإِنَّهُ يُصِيب امْرَأَة شريفة مباركة فَإِن كَانَت الرمكة دهماء كَانَت امْرَأَة غنية شريفة أَو شهباء كَانَت جميلَة أَو خضراء كَانَت ذَات سؤدد أَو شقراء كَانَت ذَات عز وَدين أَو صفراء كَانَت ذَات أحزان وأوجاع وَمن رأى أَن رمكته مَاتَت أَو سرقت أَو ضَاعَت فَإِن ذَلِك الْحَدث يكون بامرأته أَو معيشته وَمن رأى أَن رمكته تنوح فَإِنَّهُ إدرار معيشة وَزِيَادَة فِي مَاله وَمن رأى أَنه ركب برذونا ذلولا فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا وَقد يدل البرذون على العَبْد وَالْخَادِم (رُؤْيَة البغال وَالْحمير) وَأما البغال وَالْحمير فَمن رأى أَنه يركب بغلا مُبْهما فَإِنَّهُ يُسَافر فَإِن ركب بغلة وَمَعَهَا مَا يدل على السّفر فَهُوَ سفر وَإِلَّا كَانَت لَهُ طول حَيَاة وَإِن رأى عَلَيْهَا سرجا أَو كافا وَهُوَ راكبها أَو مَالِكهَا فَإِنَّهُ يُصِيب امْرَأَة عاقرة وَالْبِغَال تجْرِي مجْرى ألوان الْخَيل وَمن رأى أَن الْبَغْل يسْرع بِهِ السّير فَإِنَّهُ سفر عَاجل لصَاحبه وَمن رأى أَنه نزل عَن بغلة أَو صرع أَو أحدث فِيهِ حَادث فَإِن تَأْوِيل ذَلِك كتأويل الْفرس وَمن رأى أَنه ركب حمارا مطواعا أَو أدخلهُ منزله أَو ارتبطه فَإِنَّهُ خير وينجو من أَمر ويستقم سعده للزِّيَادَة وَالْحمار كُله فِي الرُّؤْيَا حسن غير صَوته فَمن سمع صَوته فَإِنَّهَا روعة وَمن رأى أَن لَهُ حمارا أَو حميرا موقرة فَإِنَّهُ يكثر خَيره وَمن رأى أَنه يركب أَتَانَا فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا وبركة وَمن رأى أَنه مَاتَ حِمَاره وَكَانَ لَهُ عبد مَرِيض فَهُوَ مَوته وَمن رأى أَنه تلف حِمَاره أَو بَاعه أَو نزل عَنهُ أَو كَانَ ضَعِيفا فَإِنَّهُ يدل على الخسارة والفقر وَأما الأتان فَإِنَّهَا خَادِم أَو امْرَأَة دنية وَمن رأى أَنه يشرب لبن أتان فَإِنَّهُ يمرض مَرضا يَسِيرا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 (رُؤْيَة الْإِبِل) وَأما الْإِبِل فَمن رأى أَنه يركب جملا مَجْهُولا فَإِنَّهُ يُسَافر قَرِيبا وَقيل من رأى أَنه يركب بَعِيرًا فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا وَإِن كَانَ مَرِيضا مَاتَ وَإِن رَأَتْهُ امْرَأَة لَا زوج لَهَا تزوجت وَإِن كَانَ زَوجهَا مُسَافِرًا قدم عَلَيْهَا وَمن رأى أَنه نزل عَن بعير فَإِنَّهُ يُصِيبهُ مرض وَمن رأى أَنه يُقَاتل بَعِيرًا فَإِنَّهُ يُنَازع عدوا بِقدر ذَلِك وَقيل مَاتَ بعض قرَابَته وَإِن رأى أَنه يقهر بَعِيرًا فَإِنَّهُ يقهر عدوا لَهُ وَمن رأى على بَاب دَاره بَعِيرًا منَاخًا فَإِن كَانَ فِيهَا مَرِيض فَهُوَ نعشه وَمن رأى أَنه يدْخل جملا من مَوضِع ضيق وَلم يقدر على إِدْخَاله مِنْهُ فَإِنَّهُ على بِدعَة وَمن رأى نَاقَة تدر لَبَنًا فِي الْجَامِع أَو سماط أَو رَوْضَة فَإِنَّهَا سنة مخصبة وَمن رأى أَن قوما عقروا نَاقَة فَإِنَّهُ ينزل عَلَيْهِم بلَاء من السَّمَاء بفجورهم وَقد تكون النَّاقة فِي التَّأْوِيل امْرَأَة فَمن رأى أَنه أصَاب نَاقَة أَو ركبهَا فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة نجيبة وَإِن رأى أَنه يحلبها أصَاب مَالا من امْرَأَة وَمن رأى أَنه يَأْكُل لحم بعير أَو نَاقَة فَإِنَّهُ يُصِيبهُ مرض وَمن رأى أَن لَهُ إبِلا كَثِيرَة يملكهَا فَإِنَّهُ يَلِي ولَايَة على النَّاس وَإِن رأى أَنه يحلبها أصَاب مَالا من السُّلْطَان فَإِن كَانَ مَا يحلب دَمًا فَهُوَ مَال حرَام أَو عسلا فَهُوَ حَلَال وَمن رأى إبِلا دخلت قَرْيَة أَو أَرضًا وَالْإِبِل مَجْهُولَة فَإِنَّهُ يدْخل ذَلِك الْموضع عَدو أَو سيل أَو أمراض وَمن رأى إبِلا أَو غَيرهَا وطئته أَصَابَهُ شدَّة وَخَوف وذلة وَإِن رأى أَنه أصَاب من جُلُود الْإِبِل فَإِنَّهُ يُصِيب أَمْوَالًا (رُؤْيَة الْبَقر) وَأما الْبَقر فَمن رأى أَنه يركب ثورا أَو ملكه وَعَلِيهِ أداته فَإِنَّهُ يُصِيب عملا من سُلْطَان ومالا كثيرا وَأفضل الثيران للرُّكُوب مَا كَانَ أسود فَإِن كَانَ أصفر أَو أَحْمَر وَلَيْسَ عَلَيْهِ أَدَاة المركوب فَإِنَّهُ مرض لراكبه وَلَا خير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 فِيهِ وَمن رأى أَن لَهُ ثورا نطحه وأزاله عَن مَوْضِعه فَإِنَّهُ يعْزل عَن عمله وَإِن لم يزله عَن مَوْضِعه فَإِنَّهُ يَنَالهُ مَكْرُوه وَلَا يعْزل وَمن رأى أَن جمَاعَة من الثيران أَو الْبَقر مَجْهُولَة لَا أَرْبَاب لَهَا أَقبلت أَو أَدْبَرت أَو دخلت موضعهَا أَو خرجت مِنْهُ فَإِن كَانَت ألوانها صفرا فَإِن ذَلِك أمراضا تقع فِي ذَلِك الْموضع ذَلِك الْموضع وَإِن كَانَت ألوانها مُخْتَلفَة فَإِنَّهُ سنُون مخصبة بِقدر السمان مِنْهَا والمهازيل فَإِن الْبَقَرَات السمان سنُون مخاصيب والمهازيل سنُون مجاديب وَمن رأى أَنه يملك بقرة برسنها فَإِنَّهُ يتَزَوَّج امْرَأَة ذَات خلق وَدين وَمن رأى أَنه رَاكب بقرة فَإِن امْرَأَته تَمُوت ويرثها وَقيل إِنَّه يتَزَوَّج أَو يتسرى أَو يلْحقهُ من الْغنى أَو الْفقر بِقدر سمنها أَو عجفها وَمن رأى أَنه يَأْكُل لحم الْبَقر أَو يشرب من لَبنهَا فَإِنَّهُ يُصِيب زِيَادَة فِي سُلْطَانه وَمَاله وفطرة فِي الدّين وَإِن كَانَ مَرِيضا شفَاه الله وَمن رأى أَنه يَأْكُل شَحم بقرة يُصِيب خصبا ونعمة حسناء وَمن رأى أَنه يَأْكُل سمن الْبَقر فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي مَاله وَهُوَ أفضل من سمن الْغنم (رُؤْيَة الْغنم) وَأما الْغنم فَمن رأى أَنه أصَاب كَبْشًا فَإِنَّهُ يستمكن من رجل ضخم منيع عَزِيز وَمن رأى أَنه يركبه ويصرفه كَيفَ يَشَاء والكبش طائع لَهُ فَإِنَّهُ يقهر رجلا ضخما ويصرفه كَيفَ أحب وَإِن لم يطعه الْكَبْش فَإِنَّهُ لَا ينقاد لَهُ ذَلِك الرجل وَمن رأى أَنه يحمل كَبْشًا على ظَهره فَإِنَّهُ يحمل مؤونة رجل كَبِير وَمن رأى أَنه يُقَاتل كَبْشًا فَإِنَّهُ يُنَازع رجلا ضخما فَمن غلب مِنْهُمَا فَهُوَ الْغَالِب وَمن رأى كَبْشًا مَاتَ أَو ذبح وَقسم لَحْمه فَإِنَّهُ يَمُوت رجل كَبِير وَيقسم مَاله وَمن رأى أَنه ذبح كَبْشًا لغير الْأكل أَو قَتله فَإِنَّهُ يظفر بعدوه وَمن رأى فِي بَيته كَبْشًا مسلوخا فَإِنَّهُ يَمُوت بعض أَهله وَمن رأى أَنه يَأْكُل لحم كَبْش فَإِنَّهُ يَأْكُل من مَال رجل كَبِير وَمن رأى أَنه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 يشوي كَبْشًا فَإِنَّهُ يمرض أَو تصيبه محنة وَمن رأى أَنه أصَاب كباشا دون الْعشْرَة أَو رَآهَا فِي دراه فَإِنَّهُ إِن كَانَ يَلِي شَيْئا أَو كَانَت عِنْده امْرَأَة فَلَيْسَ يُقيم فِي ذَلِك الْعَمَل وَلَا تقيم عِنْده تِلْكَ الْمَرْأَة حَتَّى تَمُوت أَو يفارقها إِلَّا بِعَدَد مَا رأى من الكباش وَإِذا كثرت وزادت على الْعشْرَة فَإِنَّهُ يَلِي قوما ويصيب سُلْطَانا عَظِيما وَمن رأى انه أَتَى برؤوس كباش فَإِنَّهُ يُؤْتى برؤوس أعدائه وَمن رأى أَنه اصاب نعجة فَإِنَّهُ يُصِيب امْرَأَة شريفة الْقدر مخصبة وَمن رأى أَنه يحلب نعجة أصَاب مَالا حَلَالا وَمن رأى أَنه ذبح نعجة فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة وَمن رأى أَنه يرْعَى غنما من الضَّأْن فَإِنَّهُ يَلِي على النَّاس وَإِن رأى أَنه أَصَابَهَا أَو ملكهَا فَإِنَّهُ يُصِيب غنيمَة كَثِيرَة وَمن رأى أَنه وهب لَهُ سخل فَإِنَّهُ يُصِيب ولدا مُبَارَكًا شريفا وَمن رأى أَنه ذبح سخلا لغير اللَّحْم فَإِنَّهُ يَمُوت لَهُ ولد أَو لبَعض أَهله وَمن رأى أَنه أصَاب تَيْسًا أَو ملكه أَو رَكبه فَإِنَّهُ يُصِيب رفْعَة ومنزلة عِنْد رجل كَبِير وَمن رأى أَنه قتل تَيْسًا مَجْهُولا أَو ذبحه أَو فعل بِهِ فعلا أَو ملك مِنْهَا جمَاعَة فَإِنَّهُ يجْرِي مجْرى تَأْوِيل الْكَبْش والمعزة تجْرِي مجْرى النعجة إِلَّا أَن النعجة أشرف من المعزة وَمن رأى أَنه أصَاب جديا فَإِنَّهُ يُصِيب ولدا وَمن رأى أَنه يَأْكُل لحم جدي أصَاب مَالا قَلِيلا من صبي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 (الْبَاب الثَّلَاثُونَ فِي رُؤْيَة أَصْنَاف الْوَحْش) (رُؤْيَة حمَار الْوَحْش) أما أَصْنَاف الْوَحْش فَمن رأى أَنه يركب حمارا وحشيا وَهُوَ مطواع يصرفهُ كَيفَ يَشَاء فَإِن صَاحب ذَلِك رَاكب مَعْصِيّة مفارق جمَاعَة الْمُسلمين بِرَأْيهِ وهواه وَإِن لم يكن ذلولا وَهُوَ يجمح بِهِ أَو يصرعه فَإِنَّهُ يُصِيبهُ شدَّة وَخَوف من قبل رَأْيه ذَلِك وهواه وَإِن رأى أَنه أدخلهُ منزله أَو رَآهُ فِي منزله فَإِنَّهُ يداخل رجلا مُخَالفا للشريعة وَإِن اصطاده أَو صيد لَهُ ليأكله فَإِنَّهُ تدخل عَلَيْهِ غنيمَة ويصيب خيرا وَمن رأى حمارة وحشية أَنه ملكهَا وَحدث فِيهَا حَادث فَإِنَّهَا امْرَأَة لَا خير فِيهَا (رُؤْيَة بقر الْوَحْش والظباء والأرانب) وَمن رأى أَنه ذبح بقرة وحشية وَأكل من لَحمهَا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا من امْرَأَة حسناء وَمن رأى أَنه ذبح ظَبْيَة فَإِنَّهُ يفتض جَارِيَة وَمن رأى أَنه ملك ظَبْيًا أَو ظَبْيَة فَإِنَّهُ يُصِيب غُلَاما أَو جَارِيَة وَمن رأى أَنه رمى ظَبْيًا أَو ظَبْيَة للصَّيْد وأصابه فَإِنَّهُ يُصِيب غنيمَة وَإِن لم يصبهُ فَإِنَّهُ مَا يرجوه من ذَلِك وَمن رأى أَنه قتل ظَبْيًا أَو مَاتَ بِيَدِهِ فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم وحزن من قبل النِّسَاء وَمن رأى أَنه أصَاب أرنبا فَإِنَّهُ يُصِيب امْرَأَة سوء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 (رُؤْيَة الْفِيل) وَمن رأى أَنه يملك فيلا ويصرفه حَيْثُ يَشَاء فَإِنَّهُ ينَال سُلْطَانا أعجميا وَمن رأى أَن قوما يركبون فيلا أَو يضربونه فَإِن كَانُوا فِي حَرْب فَإِنَّهُم مغلوبون وَرُبمَا دلّ ركُوبه على ظلم وَكذب وَرُبمَا يُصِيب امْرَأَة أَعْجَمِيَّة إِذا لم يركبه على هَيْئَة الرّكُوب وَلَا فِي أَرض حَرْب وَمن رأى أَنه قتل فيلا فَإِنَّهُ يقهر رجلا ضخما أَو يستمكن من امْرَأَة أَعْجَمِيَّة إِذا كَانَ فِي الرُّؤْيَا دَلِيل على ذَلِك وَمن رأى أَنه يَأْكُل من لحم فيل فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا من سُلْطَان أَو من رجل مسلط بِقدر ذَلِك (رُؤْيَة السبَاع) وَأما السبَاع فَمن رأى أَنه هرب من أَسد فَإِنَّهُ نجاة لَهُ مِمَّا يحاذر وَيكون لَهُ عَاقِبَة الظفر وَمن رأى أَنه ينْحَر أسدا وَلم يعاينه فَإِنَّهُ أَمن لَهُ من عدوه وَمن رأى أَنه عاين الْأسد دون أَن يخالطه فَإِنَّهُ يُصِيبهُ فزع من سُلْطَان وَلَا يضرّهُ ذَلِك وَرُبمَا كَانَت رُؤْيَته فِي الْمَنَام كَذَلِك موعظة تدل على الْمَوْت وَقرب الْأَجَل وَمن رأى الْأسد فِي بَيته فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا وَخيرا وَطول حَيَاة وَرُبمَا كَانَت تذكرة للْمَوْت وَإِن كَانَ فِيهِ مَرِيض مَاتَ وَمن رأى أَنه قَاتل الْأسد فَإِنَّهُ يُقَاتل عدوا مسلطا فَإِن رأى أَنه غلب الْأسد فَإِنَّهُ يقهر عدوه وَمن رأى أَنه يضاجع الْأسد أَو يخالطه فَإِنَّهُ يداخله عَدو لَهُ وَمن رأى أَنه ينْكح لبوة فَإِنَّهُ ينجو من شَدَائِد كَثِيرَة ويعلو أمره وَيكون مرجوا فِي النَّاس مهيبا وَمن رأى أَنه يَأْكُل لحم أَسد فَإِنَّهُ سُلْطَان عَظِيم وَمن رأى أَنه أصَاب شعر أَسد أَو جلده أَو أَنه يَأْكُل من أَعْضَائِهِ فَإِنَّهُ يُصِيب مَال عَدو مسلط الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 (رُؤْيَة النمر والدب) وَمن رأى أَنه ركب نمرا أَو نازعه أَو غلب النمر أَو غَلبه النمر أَو أَصَابَهُ من النمر مَكْرُوه أَو نَحْو ذَلِك فَإِن تَأْوِيل ذَلِك كتأويل الْأسد وَكَذَلِكَ من رأى أَنه ركب دبا أَو نازعه أَو خالطه فتأويله كتأويل سَائِر السبَاع (رُؤْيَة الضبع) وَأما الضبع فَهِيَ امْرَأَة سوء فَمن رأى أَنه ركب ضبعا فَإِنَّهَا امْرَأَة كَذَلِك وَمن رأى أَنه أكل من لحم ضبع فَإِنَّهُ قد عمل بِهِ سحر وَهُوَ عَنهُ غافل ويوشك أَن يشفيه الله مِنْهُ وَمن رأى أَنه أصَاب من جلد ضبع أوعظامها أَو شعرهَا فَإِنَّهُ يُصِيب من مَال امْرَأَة بِقدر ذَلِك وَمن رأى أَن الضبع كَانَ ذكرا فَهُوَ فِي التَّأْوِيل رجل مخذول بخذوله فَمَا جرى مِنْهُ وَعَلِيهِ فتأويله كتأويل السبَاع (رُؤْيَة الذِّئْب) وَأما الذِّئْب فَهُوَ سُلْطَان ظلوم غشوم أَو لص ضَعِيف أَو رجل كذوب فَمن رأى أَنه يعالج ذئبا أَو نازعه أَو نَالَ مِنْهُ أَو فعل بِهِ فعلا فتأويله كتأويل السبَاع وَمن رأى أَن ذئبا دخل دَارا أَو بَلْدَة دَخلهَا سُلْطَان غشوم (رُؤْيَة الثَّعْلَب) وَمن رأى أَنه يعالج ثعلبا أَو ينازعه فَإِنَّهُ يُخَاصم ذَا قرَابَة وَمن رأى أَنه يلْتَمس ثعلبا فَإِنَّهُ يُصِيبهُ وجع من ريَاح وَمن رأى أَنه يلاعب ثعلبا فَإِنَّهُ يُصِيبهُ فزع من الْجِنّ وَمن رأى أَنه اتَّخذهُ لنَفسِهِ فَإِنَّهُ يُصِيب امْرَأَة تقر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 عينه بهَا وَمن رأى أَنه راوغ ثعلبا فَإِنَّهُ رجل كذوب (رُؤْيَة الْكَلْب) وَأما الْكَلْب فَهُوَ عَدو ضَعِيف دنيء فَمن رأى أَنه ينبح عَلَيْهِ كلب فَإِنَّهُ يسمع من إِنْسَان صَغِير الْمَوَدَّة مَا يكرههُ وَمن رأى أَن كَلْبا مزق ثِيَابه فَإِنَّهُ يمزق عرضه أَو يغرق مَاله أَو يَنَالهُ مَكْرُوه بِقدر مبلغ التمزيق وَمن رأى أَن كَلْبا تنَاوله أَو عضه فَإِنَّهُ مَا يَنَالهُ من ذَلِك فَوق الْكَلَام وَإِن رأى أَنه يقتل كَلْبا فَإِنَّهُ يظفر بعدوه وَمن رأى أَنه اشْترى كَلْبا أَو وهب لَهُ فَإِن بعض أَهله يُخَالِفهُ إِلَى بعض نَفَقَته ثمَّ يردهُ وَمن رأى كَلْبا أَو غَيره من الْحَيَوَان على سَرِيره أَو على مائدته أَو يَبُول فِي كنيفه أَو فِي مَوضِع يُنكر فَإِن رجلا دنيئا يُخَالِفهُ إِلَى أَهله وَمن رأى كَلْبا مزق عضوا مِنْهُ أَو نَحوه فَإِنَّهُ رجل فَاسق يفسق بولده وَابْنَته أَو غُلَامه (رُؤْيَة السنور) وَأما السنور فَإِنَّهُ لص فَمن رأى سنورا دخل دَارا فَإِنَّهُ يدْخل هُنَاكَ لص فَإِن ذهب السنور بِشَيْء فَإِنَّهُ يذهب اللص بِشَيْء هُنَاكَ وَمن رأى أَنه ذبح سنورا أَو قَتله فَإِنَّهُ يُصِيب لصا أَو يظفر بِهِ وَمن رأى أَنه أصَاب من لحم السنور وشحمه فَإِنَّهُ يُصِيب مَال اللص أَو مِمَّا يسرق وَمن رأى أَنه نَازع سنورا حَتَّى خدشه أَو تنَاوله فَإِنَّهُ يُصِيبهُ مرض طَوِيل ثمَّ يبرأ أَو هم شَدِيد ثمَّ يفرج وَإِن كَانَ السنور هُوَ المغلوب برِئ من مَرضه أَو من همه عَاجلا وَإِن كَانَ السنور وحشيا فَإِنَّهُ أَشد فِي الْمَرَض والهم (رُؤْيَة القرد) وَأما القرد فَهُوَ عَدو مَلْعُون قد تَغَيَّرت نعْمَة الله عَلَيْهِ فَمن رأى أَنه رَاكب قرد يصرفهُ كَيفَ يَشَاء فَإِنَّهُ يقهر عَدو كَذَلِك وَمن رأى أَنه أكل من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 لَحْمه أَصَابَهُ هم شَدِيد أَو مرض يشرف مِنْهُ على الْمَوْت وَمن رأى أَنه يُقَاتل قردا وَكَانَ القرد هُوَ المغلوب فَإِنَّهُ يُصِيبهُ دَاء وَيبرأ مِنْهُ وَإِن كَانَ هُوَ المغلوب فَإِنَّهُ يُصِيبهُ دَاء لَا دَوَاء لَهُ أَو عيب لَا يذهب مِنْهُ أبدا وَمن رأى أَن لَهُ قردا فَإِنَّهُ خائن فِيمَا أئتمن وَمن رأى أَن على كتفه قردا يحملهُ فَإِنَّهُ يخرج من بَيته قردة يشْتَهر بهَا (رُؤْيَة الْخِنْزِير) وَأما الْخِنْزِير فَمن رأى أَنه أصَاب خنزيرا فَإِنَّهُ يستمكن من رجل دنيء شَدِيد الشَّوْكَة وَمن رأى أَنه ركب خنزيرا فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا ويظفر بعدوه وَمن رأى أَن يُقَاتل خنزيرا فَإِنَّهُ يظفر بعدو ظَالِم وَمن رأى أَنه يرْعَى الْخَنَازِير فَإِنَّهُ يَلِي على أنَاس سفلَة وَمن رأى أَنه أصَاب من شعر الْخَنَازِير أَو شَيْئا مِنْهَا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا لَا خير فِيهِ (رُؤْيَة الطير والنسر) وَأما الطير فَمن رأى أَنه أصَاب نسرا أَو ملكه وَكَانَ لَهُ مطواعا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا عَظِيما ويستمكن من سُلْطَان أَو ذِي سُلْطَان وَمن رأى أَنه أصَاب من لحم النسْر وَمن ريشه فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا من سُلْطَان وشرفا ورفعة وَمن رأى أَنه يركب على ظهر نسر فَإِنَّهُ يظفر بسُلْطَان قوي وَمن رأى أَنه احتمله فطار بِهِ حَتَّى بلغ السَّمَاء أَو دونهَا فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا بَعيدا فِي سُلْطَان ويعلو ذكره فَإِن رأى أَنه لم يرجع من السَّمَاء إِلَى الأَرْض فَإِنَّهُ لَا يتم لَهُ أمره وَيَزُول عَنهُ سُلْطَانه وَمَاله (رُؤْيَة الْعقَاب والحدأة) وَمن رأى أَنه ملك عقَابا مطواعا فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا أَو يُسَافر سفرا بَعيدا وَمن رأى أَن عقَابا ضربه بمخالبه أَو بغَيْرهَا فَإِنَّهُ يَنَالهُ مَكْرُوه فِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 سُلْطَانه بِقدر ذَلِك وَمن رأى أَن عقَابا انقض عَلَيْهِ من السَّمَاء فَإِنَّهُ يَمُوت سَرِيعا وَمن رأى أَنه ملك حدأة وَهُوَ يطيعه ويصيد لَهُ فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا ورفعة ومالا كثيرا وَإِن رأى أَن الحدأة ذهب مِنْهُ بَعْدَمَا ملكه فَإِن ابْنه يَمُوت وَلَا يبلغ مبلغ الرِّجَال (رُؤْيَة الصَّقْر والباز) وَمن رأى أَن لَهُ صقرا مطواعا فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا وَيكون ظلوما غشوما وَمن رأى أَنه اصطاد صقرا غير مطواع فَإِنَّهُ يُصِيب غُلَاما لَا يبلغ مبلغ الرِّجَال وَمن رأى أَنه أصَاب بازا مطواعا فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا وَيكون ظلوما غشوما وَإِن كَانَت لَهُ امْرَأَة حُبْلَى ولدت غُلَاما وَإِن رأى أَنه ذهب عَنهُ الباز ذهب عَنهُ سُلْطَانه (رُؤْيَة الْغُرَاب) وَمن رأى أَنه أصَاب غرابا وأمسكه بِيَدِهِ فَإِنَّهُ فِي غرور من أمره وباطل مِمَّا يَطْلُبهُ وَمن رأى غرابا فِي دَار أَو محلّة فَإِن فِي ذَلِك الْموضع إنْسَانا فَاسِقًا وَمن رأى غرابا يَقع بَين يَدَيْهِ فَإِنَّهُ يُصِيبهُ قُرَّة عين وَإِن رَآهُ يبْحَث فِي الأَرْض فَإِنَّهُ موت الْقَرِيب وَقيل من رأى غرابا يبْحَث فِي الأَرْض بَين يَدَيْهِ فَإِنَّهُ يفعل شَيْئا ينْدَم عَلَيْهِ أَو يظْهر لَهُ أَمر قد الْتبس عَلَيْهِ (رُؤْيَة الطاووس) وَمن رأى أَنه ملك طاووسا فَإِنَّهُ يستمكن من سُلْطَان أعجمي أَو يُصِيب مَالا وحشما وَمن رأى أَنه ملك طاووسة أُنْثَى فَإِنَّهُ يملك امْرَأَة أَعْجَمِيَّة حسناء ذَات مَال وَمن رأى أَنه يَأْكُل لحم طاووسة فَإِن امْرَأَته تَمُوت وَيَرِث مَالهَا وَقيل يُصِيب مَالا من ولد تِلْكَ الْمَرْأَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 (رُؤْيَة الْحمام) وَمن رأى أَنه وهبت لَهُ حمامة أَو اشْتَرَاهَا أَو ذَبحهَا فَإِنَّهُ يتَزَوَّج جَارِيَة حسناء وَقيل يُفِيد فَائِدَة من بلد بعيد وَيرى قُرَّة عين وَخيرا وَمن رأى أَنه يَأْكُل من لُحُوم الْحمام فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا وَمن رأى أَنه رمى حمامة فَإِنَّهُ يقذف امْرَأَة وَمن رأى أَنه أصَاب من بيضها فَإِنَّهُ يُصِيب من النِّسَاء مَالا وَولدا وَمن رأى أَن حمامة جَاءَتْهُ طَائِعَة فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ خير من مَكَان وَمن رأى أَنه ملك حَماما كثيرا فَإِنَّهُ رياسة وَقوم يطيعونه وَمن رأى أَنه أصَاب من ريشها ولحومها فَإِنَّهُ يُصِيب دَرَاهِم وَخيرا كثيرا (رُؤْيَة الدَّجَاج والديكة) وَمن رأى أَنه أصَاب من الدَّجَاج شَيْئا فَإِنَّهُ يُصِيب من السَّبي والخدم بِقدر ذَلِك فَإِن كَانَت كَثِيرَة لَا يُحْصى عَددهَا وَهِي فِي بَيته فَإِنَّهُ يُصِيب رياسة وغنى وَيذْهب خَوفه وَتقبل دولته وَمن رأى أَنه ذبح دجَاجَة فَإِنَّهُ يفتض جَارِيَة عذراء وَمن رأى أَنه يَأْكُل من لُحُوم الدَّجَاج أَو يُصِيب من ريشها فَإِنَّهُ يُصِيب من السَّبي والخدم مَالا وفضلا وَمن رأى أَنه أصَاب ديكا أَو ملكه فَإِنَّهُ يملك رجلا أعجميا من نسل الْمُلُوك وَقيل إِن كَانَ أَبيض فَإِنَّهُ يُفِيد عبدا صَالحا أَمينا أَو أَحْمَر فَإِنَّهُ يملك عبدا آبقا خبيثا وَمن رأى أَنه قَاتل ديكا فَإِنَّهُ يُنَازع رجلا أعجميا فَإِن أَصَابَهُ من الديك مَكْرُوه فَإِنَّهُ يُصِيب من ذَلِك الرجل مَا يكره بِقدر مَا أَصَابَهُ من الديك (رُؤْيَة النعام) وَمن رأى أَنه يركب نعَامَة أَو ملكهَا فَإِنَّهُ يُصِيب امْرَأَة أَو جَارِيَة وَمن رأى أَنه يذبح نعَامَة فَإِنَّهُ يفتض جَارِيَة وَمن رأى أَنه يحمل نعَامَة فَإِنَّهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 يَأْتِي خَطِيئَة وَمن رأى أَنه ملك ذكر نعَامَة أَو ذبحه فَإِنَّهُ يستمكن من رجل أَعْرَابِي وَمن رأى أَنه أصَاب من بيض النعام أَو من ريشها فَإِنَّهُ يُصِيب من رجل أَعْرَابِي مَالا وَخيرا (رُؤْيَة العصفور) وَمن رأى أَنه اصطاد عصفورا فَإِنَّهُ يظفر بِرَجُل عَظِيم الْقدر ويستمكن مِنْهُ وَإِن رأى أَنه ذبحه فَإِنَّهُ يظفر بِمَا أَرَادَ من ذَلِك الرجل وَمن رأى أَنه ينتف من ريشه وَيَأْكُل من لَحْمه فَإِنَّهُ يُصِيبهُ من مَاله وَإِن كَانَ العصفور أُنْثَى فَهِيَ امْرَأَة كَذَلِك وَإِن رأى أَنه ذبح عصفورة فَإِنَّهُ يفتض جَارِيَة وَقد يكون العصفور ولدا فَمن رأى أَنه أصَاب فرخ عُصْفُور فَإِنَّهُ يُولد لَهُ غُلَام يبلغ مبلغ الرِّجَال الضخام وَمن رأى أَنه يعبث بالعصافير أَو بفراخها أَو يذبحها من أقفيتها فَإِنَّهُ يعبث بالصبيان وَقد تكون العصافير مَالا وفراخها أَوْلَادًا فَمن رأى أَنه أصَاب عصافير كَثِيرَة فَإِنَّهُ يُصِيب رياسة ومالا وَإِن رأى أَنه أصَاب فراخ العصافير فَإِنَّهُ يُصِيب أَوْلَادًا كثيرين (رُؤْيَة الخفاش) وَمن رأى أَنه أصَاب خفاشا أَو ملكه أَو صَار فِي بَيته فَإِن بداخله إنْسَانا عابدا فَاضلا محروما (رُؤْيَة الهدهد) وَمن رأى أَنه أصَاب هدهدا أَو رَآهُ وَاقِفًا بَين يَدَيْهِ فَإِن ذَلِك خبر صَحِيح يرد عَلَيْهِ من بلد بعيد وَقيل من أصَاب هدهدا أَو ملكه فَإِنَّهُ يستمكن من سُلْطَان أَو من رجل كَاتب نبيل أَو ذِي بصر نَافِذ بالأمور لَيْسَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 لَهُ دين فَإِن ذبحه أَو قهرة فَإِنَّهُ يظفر بِرَجُل كَذَلِك وَمن رأى أَنه أصَاب هدهدا أُنْثَى فَإِن كَانَ أعزب تزوج فَإِن ذَبحهَا فَإِنَّهُ يفتض عذراء وَمن أصَاب من لَحْمه أَو ريشه فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا وَخيرا (رُؤْيَة طير المَاء) وَأما طير المَاء فَهُوَ أفضل الطير وأخصبه فَمن رأى أَنه أصَاب طيرا من طيور المَاء فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا وخصبا ورياسة وَيدْرك مَا أَرَادَ بِقدر ذَلِك الطير الَّذِي أَصَابَهُ فِي عظمه وريشه وَمن يسمع فِي الْمَنَام أصوات الأوز والبط أَو نَحْوهمَا من طير المَاء فِي دَار أَو بلد فَإِنَّهُ صَوت مُصِيبَة فِي ذَلِك الْموضع وبيض الأوز من رأى أَنه يملكهُ مَال كثير يَأْخُذهُ وَمن رأى أَنه يملك جمَاعَة فراخ من طير المَاء فَإِنَّهَا هم لصَاحبه (رُؤْيَة النَّحْل والزنبور واليعسوب والذباب) وَمن رأى أَنه أصَاب جمَاعَة من النَّحْل واتخذها وَأصَاب من عسلها فَإِنَّهُ يُصِيب غَنَائِم وأموالا وَقد يكون النَّحْل رجَالًا من أهل الْبَادِيَة والسعاية أَو عُلَمَاء وَأما الزنبور واليعسوب والذباب فَإِن كل وَاحِد مِنْهَا إِنْسَان ضَعِيف وجماعتها سفلَة النَّاس فَمن رأى أَنه يعالج جمَاعَة من أَحدهَا فَإِنَّهُ يعالج سفلَة النَّاس وَمن لَا قدر لَهُ وَمن رأى أَنه ناله مِنْهَا مَكْرُوه فَإِنَّهُ يسمع مِنْهُم مَا يكره (رُؤْيَة الْجَرَاد) وَأما الْجَرَاد فَإِنَّهُ الْجنُود وفراخها أَتبَاع الْجنُود فَمن رأى أَن الْجَرَاد وَقع فِي أَرض أَو بَلْدَة فَإِن الْجنُود تسير إِلَى ذَلِك الْموضع الَّذِي يَقع فِيهِ ويبلغ مضرَّة الْجنُود بذلك الْموضع بِقدر مَا أضرّ الْجَرَاد هُنَاكَ وَمن رأى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 أَنه يَأْكُل جَرَادًا فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا نزرا من الْجند وَمن رأى صغَار الْجَرَاد فَإِنَّهَا غوغاء النَّاس وَرُبمَا كَانَ الْجَرَاد مَطَرا وابلا وَقيل وَمن رأى أَنه أَخذ جَرَادًا كثيرا فَإِنَّهُ يكثر كَلَامه فِي خطْبَة النَّاس (رُؤْيَة الْحيتَان ودواب المَاء) وَأما رُؤْيَة الْحيتَان ودواب المَاء فَمن رأى أَنه اصطاد سمكًا أَو نَحوه طريا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا وغنيمة وَخيرا على قدرهَا فِي الْكَثْرَة وَالْكبر وَإِن كَانَت حيتانا صغَارًا فَإِنَّهَا هموم وأحزان تصيبه فِي طلب رزقه وَإِن كَانَت كبارًا وصغارا فَإِنَّهَا بِمَنْزِلَة الْكِبَار وَمن رأى أَنه اصطاد حوتا طريا من مَاء صَاف فَأكل مِنْهُ فَإِنَّهُ يُصِيب قُرَّة عين وَإِن كَانَ المَاء كدرا أَصَابَهُ هم وحزن وَإِن اصطاد صغَارًا مِمَّا يكره النَّاس فَإِنَّهُ يَقع بَينه وَبَين أصهاره خُصُومَة شَدِيدَة وصيد سمك كبار من نهر عميق خير مَا يكون لصَاحبه وَمن رأى أَنه أصَاب سَمَكَة أَو سمكتين فَإِنَّهُ يُصِيب امْرَأَة أَو امْرَأتَيْنِ وَمن رأى أَنه أصَاب حوتا مالحا فَإِنَّهُ يُصِيبهُ هم من قبل الْمُلُوك وَلَا خير فِي الْحُوت المالح وَمن رأى أَنه طلب حوتا فِي حَوْض أَو بركَة فانفلت مِنْهُ فليبادر غَرِيمه فَإِنَّهُ يُرِيد أَنه يجْحَد مَاله وَمن رأى حوتا كَبِيرا فاغرا فَاه فَإِنَّهُ سجن لَهُ وَمن رأى أَنه أصَاب فِي بطن سَمَكَة لؤلؤة أَو لؤلؤتين أَو أَكثر فَإِنَّهُ يُصِيب من امْرَأَة يتخذها غُلَاما أَو غلامين أَو أَكثر على قدر اللآلئ وَإِن أصَاب فِي بَطنهَا خَاتمًا فَإِنَّهُ دولة وَعز لصَاحب الرُّؤْيَا وَمن رأى سَمَكَة خرجت من إحليله فَإِنَّهُ يُولد لَهُ جَارِيَة (رُؤْيَة الضفدع) وَأما الضفدع الْوَاحِد فَهُوَ إِنْسَان عَابِد مُجْتَهد وَالْجَمَاعَة جند من جنود الله تَعَالَى فَمن رأى أَنه أصَاب ضفدعا فَإِنَّهُ يخالط رجلا خيرا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 فَاضلا وَإِن رأى جمَاعَة من الضفادع نزلت أَرضًا أَو بَلْدَة فَإِن عَذَاب الله ينزل فِي ذَلِك الْموضع (رُؤْيَة التمساح والسلحفاة) وَأما التمساح فَهُوَ عَدو غادر فَمن رأى أَنه أصَاب تمساحا فَإِنَّهُ يُصِيب رجلا كَذَلِك وَإِن رأى أَنه جر التمساح إِلَى الْبر فَإِنَّهُ يظفر بعدو لَهُ أَو غَرِيم وَمن رأى أَنه أصَاب من لحم التمساح أَو جلده أَو شَيْء مِنْهُ فَإِنَّهُ يُصِيب من مَال عدوه بِقدر ذَلِك وَأما السلحفاة فَإِنَّهُ إِنْسَان زاهد عَالم بالعلوم الْقَدِيمَة فَمن رأى أَنه أصَاب سلحفاة فِي منزله أَو طَرِيق مطروحة فَإِن هُنَاكَ علما (رُؤْيَة السرطان ودواب الْبَحْر) وَأما السرطان فَهُوَ إِنْسَان عَظِيم النّسَب بعيد الهمة عسر الْأَخْلَاق فَمن رأى أَنه أصَاب سرطانا أَو ملكه أَو اتَّخذهُ فَإِنَّهُ يظفر بِرَجُل كَذَلِك وَمن رأى أَنه يَأْكُل من لحم سرطان فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا وَخيرا من مَكَان بعيد وَأما دَوَاب الْبَحْر فهم رجال على قدر أخطارها ومنافعها وعداوتها للْإنْسَان فَمن رأى أَنه أصَاب دَابَّة من دَوَاب الْبَحْر فَإِنَّهُ يُصِيب رجلا يكون فِي الرِّجَال على قدر تِلْكَ الدَّابَّة فِي الدَّوَابّ (رُؤْيَة الْحَيَّات والعقارب) وَأما رُؤْيَة الْحَيَّات والعقارب فَمن رأى أَنه يُقَاتل حَيَّة فَإِنَّهُ يعالج عدوا والظافر مِنْهُمَا هُوَ الظافر على صَاحبه وحيات الْبر أَشد من حيات المَاء وسودها أَشد من بيضها وَمن رأى أَن حَيَّة لدغته فَإِن عدوه يَنَالهُ بمكروه بِقدر اللدغة وَمن رأى أَنه قتل حَيَّة فَإِنَّهُ يظفر بعدو وَمن رأى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 حَيَّة ميتَة فَإِنَّهُ يَكْفِيهِ الله أمره وَمن رأى أَنه ملك حَيَّة لَيْسَ يتخوفها فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا بِقدر تِلْكَ الْحَيَّة فِي الْحَيَّات وَإِن كَانَت الْحَيَّة من ذهب أَو كَانَ عَلَيْهَا تصاوير فَإِنَّهُ يملك سُلْطَانا عَظِيما وَإِن كَانَت بَيْضَاء صَغِيرَة وَهُوَ يملكهَا فَإِنَّهُ جده الَّذِي يسْعَى لَهُ وَإِن لم يملكهَا فَإِنَّهُ عَدو ضَعِيف والحية الصَّغِيرَة عَدو من الْأَهْل وَغَيره وَمن رأى بَين يَدَيْهِ حَيَّة تسْعَى فَقبض عَلَيْهَا بِيَدِهِ فَإِنَّهُ يَأْمَن مِمَّا يخَاف وَمن رأى أَنه يتخوف حَيَّة وَلم يعاينها فَإِن ذَلِك أَمن لَهُ من عدوه فَإِن عاينها فَإِنَّهُ يُصِيبهُ خوف من عدوه وَمن غير ضَرَر يلْحقهُ مِنْهُ وَمن رأى أَن حَيَّة كَلمته فَإِنَّهُ يرى شَيْئا يتعجب مِنْهُ وينال خيرا كثيرا وَمن رأى حيات فِي أَجْوَاف الْبيُوت فَإِنَّهَا أَعدَاء من النِّسَاء والأقارب وَإِن رأى الْحَيَّات خَارج الْبيُوت فَإِنَّهَا أَعدَاء من الأبعدين وَمن رأى حَيَّة فِي بَيته أَو على سَرِيره فَإِنَّهُ امْرَأَته عدوة لَهُ وَمن رأى أَنه حَيَّة خرجت من أَنفه أَو من ظَهره أَو إحليله فَإِنَّهُ يُولد لَهُ غُلَام وَإِن خرجت من أُذُنه أَو من بَطْنه أَو دبره فَإِن فِي عِيَاله عدوا يخرج مِنْهُ وَإِن رأى أَن الْحَيَّة دخلت فِي حلقه أَفَادَ علما عَظِيما وَمن رأى أَنه يَأْكُل من لحم حَيَّة فَإِنَّهُ يُصِيب من مَال عدوه وينال غِبْطَة وسرورا (رُؤْيَة الثعبان) وَمن رأى أَنه ملك ثعبانا فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا عَظِيما وَمن رأى أَن ثعبانا الْتَقم ذكره فَإِن امْرَأَته تَمُوت (رُؤْيَة الْعَقْرَب) (وَأما الْعَقْرَب فَإِنَّهُ عَدو ضَعِيف مغتاب فَمن رأى أَن عقربا لسعته فَإِنَّهُ يغتابه عدوه ويصيبه مِنْهُ مَكْرُوه فَإِن رَآهَا وَلم تلسعه إِلَّا أَنه خافها فَإِنَّهُ يغتابه الْعَدو وَإِن لم يكن خَائفًا لَهَا فَإِنَّهُ لَا يغتابه وَلَا يضرّهُ وَمن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 رأى أَنه قتل عقربا فَإِنَّهُ يظفر بعدوه وَمن رأى أَنه يَأْكُل لحم عقرب وَهُوَ مطبوخ فَإِنَّهُ يُصِيب من مَال عددا قَلِيلا وَإِن كَانَ نيئا فَإِنَّهُ يداخله عدوه وينقل عَنهُ كلَاما (رُؤْيَة الفئران) وَأما رُؤْيَة الفئران فَمن رأى أَنه أصَاب فَأْرَة فَإِنَّهُ يُصِيب امْرَأَة لَا خير فِيهَا وَمن رأى أَنه قتل فَأْرَة فَإِنَّهُ يظفر بِامْرَأَة سوء وَمن رأى أَنه اصطاد فَأْرَة فَإِنَّهُ يمكر بِامْرَأَة ويضاجعها وَمن رأى أَن فئرانا كَثِيرَة بَيْضَاء وسودا فِي مَوضِع بسيط لَا تعْمل شَيْئا فَإِنَّهُ يطول عمره وَيصْلح حَاله وَمن رأى أَن فَأْرَة خرجت من أنثييه أَو ذكره فَإِنَّهُ يُصِيب ابْنة لَا خير فِيهَا وَإِن خرجت من دبره فَإِنَّهَا تخرج مِنْهُ امْرَأَة لَا خير فِيهَا وَمن رأى فِي بَيته جرذانا فَإِنَّهُ يدْخلهُ نسَاء لَا خير فِيهِنَّ وَمن رأى أَن فِي فرَاشه أَو ثِيَابه فَأْرَة فَإِنَّهَا امْرَأَة تداخله لَا خير فِيهَا وَمن أصَاب جلدَة فَأْرَة فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا نذرا من امْرَأَة سوء (رُؤْيَة الخنفساء) وَأما الخنفساء فَهِيَ امْرَأَة لجوجة لَا خير فِيهَا فَمن رأى أَنه أصَاب خنفساء فَإِنَّهُ يُصِيب امْرَأَة كَذَلِك (رُؤْيَة البق) وَأما البق فَهُوَ إِنْسَان ضَعِيف مهين فَمن رأى أَن بقة دخلت حلقه فَإِنَّهُ يداخله إِنْسَان ضَعِيف ويصيب مِنْهُ خيرا نذرا (رُؤْيَة النَّمْل) وَأما النَّمْل فَمن رأى فِي دَاره نملا كثيرا فَإِنَّهُ يكثر عدد أهل تِلْكَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 الدَّار ونسلهم فَإِن كَانَ فِي رُؤْيَاهُ مَا يدل على مَال فَإِنَّهُ يُصِيب أَمْوَالًا كَثِيرَة وَمن رأى أَن نملا يخرج من أرضه أَو من دَاره فَإِن عدد ذَلِك بالموضع يَقع فيهم موت أَو جلاء عَام (رُؤْيَة العنكبوت والسوس) وَأما العنكبوت فَهُوَ إِنْسَان عَابِد ضَعِيف فَمن رأى أَنه أصَاب عنكبوتا فَإِنَّهُ يُصِيب رجلا عابدا أَو يصاحبه وَمن رأى أَنه قَتله فَإِنَّهُ يقهر رجلا كَذَلِك وَأما السوس فِي الْبَاب والسرير والمائدة أَو نَحْوهَا فأسقام وَعلل فِي جسم من رأى ذَلِك وَمن رأى أَن فِي كيسه أَو عَصَاهُ أرضة فقد دلّ على مَوته (رُؤْيَة الوزغ) وَأما الوزغ فَهُوَ إِنْسَان بَاغ يفْسد بَين النَّاس فَمن رأى أَنه أصَاب وزغة فَإِنَّهُ يُصِيب رجلا كَذَلِك وَمن رأى أَنه يَأْكُل لحم وزغة فَإِنَّهُ يغتاب إنْسَانا وينم بِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 (الخاتمة فِي ذكر بعض نَوَادِر يستعان بهَا فِي التَّعْبِير) قَالَ الْفَقِيه مُحَمَّد بن سِيرِين رَحمَه الله خرجنَا مرّة فِي سفر وَكُنَّا ثَلَاثَة نفر فَنَامَ أَحَدنَا فَرَأَيْنَا ضِيَاء مثل الْمِصْبَاح خرج من أَنفه فانتبه يمسح وَجهه وَقَالَ رَأَيْت فِي هَذَا الْغَار كنزا قَالَ فَدَخَلْنَا فَوَجَدنَا فِيهِ بَقِيَّة من كنز وَقيل جَاءَت إمرأة إِلَى عَابِر فَقَالَت إِنِّي رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن زَوجي ناولني نرجسا وناول ضرتي آسا فَقَالَ لَهَا يطلقك ويتمسك بهَا أما سَمِعت قَول الشَّاعِر (لَيْسَ للنرجس عهد إِنَّمَا الْعَهْد للآس ... ) وَقَالَ رجل لعابر رَأَيْت فِي الْمَنَام أَنِّي بِعْت برا بشعير فَقَالَ أَنْت استبدلت الْقُرْآن بالشعر وَكَانَ ابْن الْفضل رجلا فَاضلا قَالَ رَأَيْت اللَّيْلَة فِي مَنَامِي كَأَنِّي أتيت بِتَمْر وزبد فَأكلت مِنْهُ ثمَّ دخلت الْجنَّة فَقَالَ الْعَبَّاس ابْن الْوَلِيد نعجل لَك التَّمْر والزبد وَالله لَك بِالْجنَّةِ فدعي لَهُ بِتَمْر وزبد ثمَّ جَاءَ الْمُشْركُونَ فَحمل عَلَيْهِم ابْن الْفضل فقاتل حَتَّى قتل وَوجه عمر رَضِي الله عَنهُ قَاضِيا إِلَى الشَّام فَسَار ثمَّ رَجَعَ من الطَّرِيق فَقَالَ لَهُ مَا ردك قَالَ رَأَيْت كَأَن الشَّمْس وَالْقَمَر يَلْتَقِيَانِ وَكَانَ بعض الْكَوَاكِب مَعَ الشَّمْس وَبَعضهَا مَعَ الْقَمَر فَقَالَ عمر مَعَ أَيهمَا كنت قَالَ مَعَ الْقَمَر قَالَ انْطلق وَلَا تعْمل لي عملا أبدا ثمَّ قَرَأَ {فمحونا آيَة اللَّيْل وَجَعَلنَا آيَة النَّهَار مبصرة} فَلَمَّا كَانَ يَوْم صفّين قتل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 الرجل مَعَ أهل الشَّام وَجَاء رجل إِلَى ابْن سِيرِين رَحمَه الله فَقَالَ لَهُ رَأَيْت كَأَنِّي أشْرب من قلَّة لَهَا رأسان رَأس مالح وَرَأس حُلْو قَالَ لَك امْرَأَة وَأَنت تخْتَلف إِلَى أُخْتهَا فَاتق الله قَالَ أشهد أَنَّك صدقت وَجَاء إِلَيْهِ آخر فَقَالَ رَأَيْت كَأَنِّي أشْرب من قلَّة ضيقَة قَالَ تراود امْرَأَة عَن نَفسهَا وَجَاءَت إِلَيْهِ امْرَأَة فَقَالَت إِنِّي رَأَيْت فِي حُجْرَتي لؤلؤتين إِحْدَاهمَا أعظم من الْأُخْرَى فسألتني أُخْتِي إِحْدَى اللُّؤْلُؤَتَيْن فأعطيتها الصُّغْرَى فَقَالَ هَذِه امْرَأَة تعلمت سورتين من الْقُرْآن إِحْدَاهمَا أطول من الْأُخْرَى قَالَت الْمَرْأَة صدقت قد كنت تعلمت الْبَقَرَة وَآل عمرَان فسألتني أُخْتِي تعليمهما فعملتها آل عمرَان وَجَاءَت إِلَيْهِ امْرَأَة أُخْرَى وَهُوَ يتغذي فَقَالَت يَا أَبَا بكر إِنِّي رَأَيْت رُؤْيا فَقَالَ لَهَا تقصين أَو تتركين حَتَّى آكل فَقَالَت أتركك تَأْكُل ثمَّ قَالَ قصي عَليّ فَقَالَت رَأَيْت الْقَمَر دخل فِي الثريا فناداني مُنَاد من خَلْفي قصي عَلَيْهِ فتقلصت يَده من طَعَامه وَقَالَ وَيلك كَيفَ رأيتي فأعادت عَلَيْهِ فَتغير لَونه وَقَامَ وَقد أَخذه بَطْنه فَقَالَت أُخْته مَالك فَقَالَ زعمت هَذِه الْمَرْأَة أَنِّي ميت إِلَى سَبْعَة أَيَّام فَدفن فِي السَّابِع رَحمَه الله وَسُئِلَ رَحمَه الله عَن رجل رأى أَن يَده قطعت فَقَالَ هَذَا رجل يعْمل عملا يتَحَوَّل مِنْهُ إِلَى غَيره وجاءه رجل فَقَالَ رَأَيْت كَأَنِّي وطِئت على فَأْرَة فَخرج من استها تَمْرَة فَقَالَ إِن صدقتني صدقتك قَالَ أَلَك امْرَأَة فأصدقه قَالَ نعم قَالَ وَهِي حَامِل قَالَ نعم قَالَ تولد لَك رجلا صَالحا لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سمى الْفَأْرَة نوميقة وَقَالَ تَمْرَة طيبَة وَمَاء طهُور لما بعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وارتدت الْعَرَب خرج الطُّفَيْل بن عَمْرو الدوسي مَعَ الْمُسلمين وَسَار مَعَهم حَتَّى قربوا من طليحة وَسَار حَتَّى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 نجد ثمَّ قبَاء مَعَ الْمُسلمين إِلَى الْيَمَامَة فَقَالَ لأَصْحَابه إِنِّي رَأَيْت أَن رَأْسِي حلق وَأَنه خرج من فمي طَائِر وَأَن امْرَأَة لقيتني فأدخلتني فِي فرجهَا وَرَأَيْت ابْني يطلبني طلبا حثيثا ثمَّ رَأَيْته حبس عني قَالُوا خيرا رَأَيْت فَقَالَ أما أَنا فتداولتها أما حلق رَأْسِي فَوَضعه وَأما الطَّائِر الَّذِي خرج من فمي فروحي وَأما الْمَرْأَة الَّتِي أدخلتني فرجهَا فالأرض تكنه لي ثمَّ أُصِيب مِنْهَا وَأما طلب ابْني إيَّايَ ثمَّ حبس عني فَإِنِّي أرَاهُ سيمهد أَن يُصِيبهُ مَا أصابني فَقتل الطُّفَيْل شَهِيدا بِالْيَمَامَةِ وجرح ابْنه جرحا شَدِيدا ثمَّ استل مِنْهَا ثمَّ قتل عَالم اليرموك وَجَاء رجل إِلَى ابْن سِيرِين رَحمَه الله فَقَالَ إِنِّي رَأَيْت كَأَن طائرا نزل من السَّمَاء فَوَقع على شَجَرَة الياسمين فَجعل يلقط ثمَّ طَار إِلَى السَّمَاء فَتغير وَجه ابْن سِيرِين فَقَالَ موت الْعلمَاء فَمَاتَ فِي ذَلِك الْعَام الْحسن وَمعمر وَغَيرهمَا وأتى رجل آخر إِلَيْهِ فَقَالَ رَأَيْت كَأَن زيد ابْن الْمُهلب تفقد دَارا بَين دَاره وداري قَالَ نكح أمك فَأتى الرجل إِلَى أمه فَأَخْبرهَا فَقَالَت صدقت كنت أتداله ثمَّ صرفت إِلَى أَبِيك وَجَاء رجل إِلَى عَابِر فَقَالَ رَأَيْت كَأَن على فرج امْرَأَتي كلبين يتناهشان فَقَالَ هَذِه امْرَأَة أَرَادَت أَن تحد فَتعذر عَلَيْهَا الموسى فجذته بمقراضين فَأتى منزله فالتمس فرج امْرَأَته فَإِذا أثر وأتى رجل إِلَى عَابِر فَقَالَ إِنِّي خطبت امْرَأَة فرأيتها سَوْدَاء قَصِيرَة فَقَالَ لَهُ إذهب فَتَزَوجهَا فَإِن سوادها مَالهَا وقصرها قلَّة حَيَاتهَا فَتَزَوجهَا فَلم يلبت إِلَّا قَلِيلا حَتَّى مَاتَت وَورث مِنْهَا مَالا كثيرا وَجَاء رجل إِلَى ابْن سِيرِين رَحمَه الله فَقَالَ رَأَيْت امْرَأَة من بني سلما كَانَ بَين يَديهَا إِنَاء فِيهِ لبن فَلَمَّا رفعته إِلَى فمها لتشربه أعجلها الْبَوْل فَوَضَعته فَقَالَ هَذِه امْرَأَة صَالِحَة تشْتَهي الرِّجَال فزوجوها وَجَاء إِلَيْهِ آخر فَقَالَ يَا أَبَا بكر إِن رجلا رأى كَأَن يفقط بيضًا من رؤوسها فَيَأْخُذ بياضها وَيتْرك صفرها فَقَالَ ابْن سِيرِين قل للرجل بل يَنْتَهِي قَالَ إِنِّي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 أبلغه عَنْك قَالَ لَا ثمَّ عَاد إِلَيْهِ مرّة بعد مرّة يَقُول لَهُ ذَلِك ويجيبه مثل جَوَابه الأول ثمَّ قَالَ لَهُ إِن رَأَيْته فاستحلفه إِن هُوَ رَآهَا لحلف فَقَالَ إِن كنت صَادِقا فَأَنت نباش تَأْخُذ أكفان الْمَوْتَى وتترك أَجْسَادهم فَقَالَ وَالله لَا أَعُود أبدا وَجَاء رجل إِلَى عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَنِّي أخصبت ثمَّ أجدبت فَقَالَ لَهُ عمر رَضِي الله عَنهُ تؤمن ثمَّ تكفر ثمَّ تؤمن ثمَّ تكفر ثمَّ تَمُوت كَافِرًا فَقَالَ الرجل لم أر شَيْئا فَقَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ قضي لَك مَا قضي لصَاحب يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام وَجَاء رجل إِلَى ابْن سِيرِين رَحمَه الله تَعَالَى فَقَالَ رَأَيْت فِي النّوم كَأَنِّي أنبش عِظَام النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أَنْت تحيي سنة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انْتهى وَهَذَا آخر مَا أوردناه من كتاب تَنْبِيه الأفهام بِتَأْوِيل الأحلام وَالْحَمْد لله أَولا وآخرا بَاطِنا وظاهرا وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وعَلى آله وَصَحبه وَسلم تمّ بِحَمْد الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200