الكتاب: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر المؤلف: أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الغني الدمياطيّ، شهاب الدين الشهير بالبناء (المتوفى: 1117هـ) المحقق: أنس مهرة الناشر: دار الكتب العلمية - لبنان الطبعة: الثالثة، 2006م - 1427هـ عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي] ---------- إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر البَنَّاء الكتاب: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر المؤلف: أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الغني الدمياطيّ، شهاب الدين الشهير بالبناء (المتوفى: 1117هـ) المحقق: أنس مهرة الناشر: دار الكتب العلمية - لبنان الطبعة: الثالثة، 2006م - 1427هـ عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي] مقدمات بين يدي الكتاب ... بسم الله الرحمن الرحيم بين يدي الكتاب: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ومن تبعهم إلى يوم الدين وبعد: فإن هذا الكتاب العظيم بكل ما يحوي من نكت في علم القراءات وما يشتمل عليه من فوائد ولطائف حيث جمع بين أقوال العلماء المتقدمين ثم من تأخر بعدهم وحصرها في بوتقة الإتحاف لتكون كتابا يشع أنوارا علمية جديدة يبهر بها بصر كل ناظر وتستشفها روح كل قارئ. وسعيت بعونه تعالى أن أوضح قدر المستطاع بعض ما يستشكله القارئ الكريم حول علوم القراءات وعللها وتبعت ما يلي: المحافظة على تعليقات الإمام الضباع محقق الكتاب عليه الرحمة من الله تعالى وجزاه عنا خير الجزاء. - إبراز تراجم موجزة للقراء ولأهم الأعلام الوارد ذكرهم في الكتاب. - وقمت بتخريج الآيات الكريمة بين [] داخل المتن، والأحاديث الشريفة من مصادرها الأصلية وبأرقامها. - وضبطت الآيات بالشكل الذي أراده المؤلف وقصده على حسب وجه القراءة الذي يستشهد به، ولربما جعلت تشكيلا فوق آخر الكلمة للدلالة على وجهي القراءة. - وتعليقات لكل ما يستشكله القارئ من غموض وقد ميزت ما أضفته من تعليقات عن تعليقات الإمام الضباع بالرمز: [أ] في آخر التعليق. وأتوجه للمولى تعالى أن يقبل هذا العمل وأن يكرمني بخدمة كتابه الكريم وحفاظه المكرمين بجاه سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم والحمد لله رب العالمين أنس مهرة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 3 نبذة يسيرة عن حياة المؤلف 1 رحمه الله تعالى: هو الإمام العلامة فضيلة الشيخ: أحمد بن محمد بن عبد الغني الدمياطي، شهاب الدين, الشهير بالبناء. ولد ونشأ في دمياط "ولم يذكر له تاريخ ولادة". ثم أخذ عن علماء: القاهرة، والحجاز، واليمن. وأقام بدمياط فكان رحمه الله تعالى عالما بالقراءات, ومن فضلاء النقشبنديين. توفي رحمه الله تعالى سنة 1117هـ-1705م وهو بالمدينة المنورة, وكان قد قصد الحج إلى البيت الحرام وزيارة النبي عليه الصلاة والسلام، ثم دفن بالبقيع رحمه الله تعالى ونفعنا بعلمه. من كتبه: - هذا الكتاب. - اختصار السيرة الحلبية. - حاشية على شرح المحلى على الورقات لإمام الحرمين.   1 هدية العارفين: "1/ 167/ 168"، الأعلام: "1/ 24". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 4 مقدمة ... بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي جمع ببديع حكمته أشتات العلوم بأوجز كتاب, وفتح بمقاليد هدايته مقفلات الفهوم لأفصح خطاب, أنزله بأبلغ معنى وأحسن نظام وأوجز لفظ وأفصح كلام, حلوا على ممر التكرار جديدا على تقادم الأعصار, باسقا في إعجازه الذروة العليا، جامعا لمصالح الآخرة والدنيا, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, الذي بمشيئته تتصرف الأمور, وبإرادته تنقلب الدهور وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الذي جعل كتابه خير كتاب, وصحابته أفضل أصحاب, تلقوه من فيه الكريم غضا وواظبوا على قراءته تلاوة وعرضا, حتى أدوه إلينا خالصا مخلصا -صلى الله عليه وسلم- وعلى جميع الآل والأصحاب, وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم المآب. وبعد: فلما كان عام اثنين وثمانين بعد الألف ومنّ الله تعالى بالرحلة إلى طيبة المنورة زادها الله تعالى نورا وشرفا ومهابة والمجاورة بها, صحبني فيها جماعة من فضلائها في قراءة القراء السبع, وبعضهم في العشر بما تضمنته طيبة النشر لحافظ العصر أبي الخير محمد شمس الدين بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجزري1 رضي الله تعالى عنه وأرضاه, فخطر لي بعد ذلك أن ألخص ما صح وتواتر من القراءات العشر حسبما تضمنته الكتب المعتمدة المعول عليها في هذا الشأن, ككتاب النشر في القراءات العشر وطيبته وتقريبه للشيخ المذكور الذي ترجموه بأنه لم تسمح الأعصار بمثله ووصف كتابه النشر بأنه لم يسبق بمثله, وكشرح طيبته للإمام أبي القاسم العقيلي الشهير بالنويري2, وككتاب اللطائف للشهاب المحقق أحمد بن محمد بن أبي بكر القسطلاني3 شارح البخاري, ثم وقع الإعراض عن ذلك فحثنى عليه شديدا بعض   1 هو الإمام الحافظ الشيخ محمد بن محمد بن على بن يوسف بن الجزري يكنى أبا الخير. "ت 833هـ" [أ] . غاية النهاية: "2/ 247". الأعلام: "7/ 45". 2 أي: أحد من شرح متن طيبة النشر في القراءات العشر لابن الجزري المذكور أعلاه, وقد شرحها غيره من العلماء أيضا فتنبه. [أ] 3 هو الإمام أحمد بن محمد بن أبي بكر القسطلاني الأصل المصري. "ت 913هـ". [أ] . البدر الطالع: "1/ 102, 103". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 5 إخواني فاستخرت الله تعالى وشرعت فيه مستعينا به تبارك وتعالى, فجاء بحمد الله تعالى على وجه سهل يمكن ويتيسر معه وصول دقائق هذا الفن لكل طالب, مع الاختصار الغير المخل ليسهل تحصيله مع زيادة فوائد وتحريرات تحصلت حال قراءتي على شيخنا المفرد بالفنون, وإنسان العيون محقق العصر أبي الضياء نور الدين علي الشبراملسي1. رحمه الله تعالى وهو مرادي بشيخنا عند الإطلاق فإن أردت غيره قيدت, ثم جنح الخاطر لتتميم الفائدة بذكر قراءة الأربعة وهم: ابن محيصن واليزيدي والحسن والأعمش وإن اتفقوا على شذوذها لما يأتي إن شاء الله تعالى من جواز تدوينها والتكلم على ما فيها "وسميت" مجموع ما ذكر من التلخيص, وما ضم إليه بإتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر. أو يقال: منتهى الأماني والمسرات في علوم القراءات, وأرجو من الله تعالى متوسلا إليه برسوله سيدنا محمد صلى الله تعالى عليه وسلم وعلى آله وصحبه عموم النفع به، وأن يسهله على كل طالب, إنه جواد كريم رءوف رحيم. وهذه مقدمة: ذكرها مهم قبل الخوض في المقصود 2 ليعلم: أن علم القراءة علم يعلم منه اتفاق الناقلين لكتاب الله تعالى واختلافهم في الحذف والإثبات والتحريك والتسكين والفصل والوصل وغير ذلك من هيئة النطق والإبدال وغيره, من حيث السماع, أو يقال: علم بكيفية أداء كلمات القرآن، واختلافها معزوا لناقله. وموضوعه: كلمات القرآن من حيث يبحث فيه عن أحوالها كالمد والقصر والنقل ..... واستمداده: من السنة، والإجماع. وفائدته: صيانته عن التحريف والتغيير مع ثمرات كثيرة, ولم تزل العلماء تستنبط من كل حرف يقرأ به قارئ معنى لا يوجد في قراءة الآخر, والقراءة حجة الفقهاء في الاستنباط ومحجتهم في الاهتداء مع ما فيه من التسهيل على الأمة. وغايته: معرفة ما يقرأ به كل من أئمة القراء. والمقرئ: من علم بها أداء، ورواها مشافهة، فلو حفظ كتابا امتنع عليه إقراؤه بما   1 هو شيخ مؤلف هذا الكتاب رحمهما الله تعالى. [أ] . "لم أعثر له على ترجمة فيما توفر لدي من مراجع". 2 أي: أكثر القراء يمهدون بمقدمة قبل الخوض في غمار القراءات ووجوهها وكل ما يتعلق بها من خلافات. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 6 فيه إن لم يشافهه من شوفه به مسلسلا؛ لأن في القراءة شيئا لا يحكم إلا بالسماع والمشافهة, بل لم يكتفوا بالسماع من لفظ الشيخ فقط في التحمل, وإن اكتفوا به في الحديث؛ قالوا لأن المقصود هنا كيفية الأداء وليس كل من سمع من لفظ الشيخ يقدر على الأداء "أي: فلا بد من قراءة الطالب على الشيخ" بخلاف الحديث فإن المقصود المعنى أو اللفظ لا بالهيئات المعتبرة في أداء القرآن, وأما الصحابة فكانت فصاحتهم وطباعهم السليمة تقتضي قدرتهم على الأداء كما سمعوه منه -صلى الله عليه وسلم- لأنه نزل بلغتهم, وأما الإجازة المجردة عن السماع والقراءة فالذي استقر عليه عمل أهل الحديث قاطبة العمل بها حتى صار إجماعا, وهل يلتحق بها الإجازة بالقراءات؟ قال الشهاب القسطلاني: الظاهر نعم ولكن منعه الحافظ الهمداني, وكأنه حيث لم يكن الطالب أهلا؛ لأن في القراءة أمورا لا تحكمها إلا المشافهة, وإلا فما المانع منه على سبيل المتابعة إذا كان المجاز قد أحكم القرآن وصححه, كما فعل أبو العلاء نفسه يذكر سنده بالتلاوة ثم يردفه بالإجازة إما للعلو أو المتابعة, وأبلغ من ذلك رواية الكمال الضرير شيخ القراء بالديار المصرية القراءات من المستنير لابن سوار عن الحافظ السلفي بالإجازة العامة وتلقاه الناس خلفا عن سلف. والقارئ: المبتدئ من أفراد إلى ثلاث روايات, والمتوسط إلى أربع، أو خمس، والمنتهي: من عرف من القراءات أكثرها وأشهرها1. والقرآن والقراءات: حقيقتان متغايرتان, فالقرآن هو الوحي المنزل للإعجاز، والبيان، والقراءات اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في الحروف، أو كيفيتها من تخفيف وتشديد، وغيرهما، وحفظ القرآن فرض كفاية على الأمة، ومعناه أن لا ينقطع عدد التواتر، فلا يتطرق إليه التبديل، والتحريف، وكذا تعليمه أيضا فرض كفاية، وتعلم القراءات أيضا، وتعليمها. ثم ليعلم: أن السبب الداعي إلى أخذ القراءة عن القراء المشهورين دون غيرهم أنه لما كثر الاختلاف فيما يحتمله رسم المصاحف العثمانية التي وجه بها عثمان2 رضي الله عنه إلى الأمصار "الشام واليمن والبصرة والكوفة ومكة والبحرين" وحبس بالمدينة واحدا وأمسك لنفسه واحدا الذي يقال له الإمام, فصار أهل البدع والأهواء يقرءون بما لا يحل تلاوته وفاقا لبدعتهم, أجمع رأي المسلمين أن يتفقوا على قراءات أئمة ثقات تجردوا للاعتناء بشأن القرآن العظيم, فاختاروا من كل مصر وجه إليها مصحف أئمة مشهورين بالثقة والأمانة في النقل, وحسن الدراية وكمال العلم, أفنوا عمرهم في القراءة والإقراء   1 للمزيد انظر النشر لابن الجزري:"1/ من 2 إلى 37". [أ] . 2 هو سيدنا عثمان بن عفان الخليفة الراشد الثالث رضي الله عنه وأرضاه توفي سنة: "35هـ". [أ] صفة الصفوة: "1/ 154/ 159". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 7 واشتهر أمرهم وأجمع أهل مصرهم على عدالتهم, ولم تخرج قراءتهم عن خط مصحفهم. ثم: إن القراء الموصوفين بما ذكر بعد ذلك تفرقوا في البلاد وخلفهم أمم بعد أمم, فكثر الاختلاف وعسر الضبط, فوضع الأئمة لذلك ميزانا يرجع إليه وهو السند والرسم والعربية, فكل ما صح سنده ووافق وجها من وجوه النحو سواء كان أفصح أم فصيحا, مجمعا عليه أو مختلفا فيه اختلافا لا يضر مثله, ووافق خط مصحف من المصاحف المذكورة فهو من السبعة الأحرف المنصوصة في الحديث, فإذا اجتمعت هذه الثلاثة في قراءة وجب قبولها, سواء كانت عن السبعة أم عن العشرة أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين, نص على ذلك الداني1 وغيره ممن يطول ذكرهم, إلا أن بعضهم لم يكتف بصحة السند بل اشترط مع الركنين التواتر, والمراد بالمتواتر: ما رواه جماعة عن جماعة يمتنع تواطؤهم على الكذب من البداءة إلى المنتهى, من غير تعيين عدد على الصحيح, وقيل بالتعيين ستة أو اثنا عشر أو عشرون أو أربعون أو سبعون أقوال, وقد رأى صاحب هذا القول أن ما جاء مجيء الآحاد لا يثبت به قرآن, وجزم بهذا القول أبو القاسم النويري في شرح طيبة شيخه متعقبا به لكلامه فقال: عدم اشتراط التواتر قول حادث مخالف لإجماع الفقهاء والمحدثين وغيرهم؛ لأن القرآن عند الجمهور من أئمة المذاهب الأربعة هو ما نقل بين دفتي المصحف نقلا متواترا, وكل من قال بهذا الحد اشترط التواتر كما قال ابن الحاجب, وحينئذ فلا بد من التواتر عند الأئمة الأربعة, صرح بذلك جماعات كابن عبد البر وابن عطية والنووي والزركشي والسبكي والأسنوي والأذرعي وعلى ذلك أجمع القراء, ولم يخالف من المتأخرين إلا مكي2 وتبعه بعضهم انتهى ملخصا. وقد أجمع الأصوليون والفقهاء وغيرهم على أن الشاذ ليس بقرآن لعدم صدق الحد عليه والجمهور على تحريم القراءة به, وإنه إن قرأ به غير معتقد أنه قرآن ولا يوهم أحدا ذلك, بل لما فيه من الأحكام الشرعية عند من يحتج به أو الأحكام الأدبية فلا كلام في جواز قراءته, وعليه يحمل من قرأ بها من المتقدمين, قالوا: وكذا يجوز تدوينه في الكتب والتكلم على ما فيه، وأجمعوا على أنه لم يتواتر شيء مما زاد على العشرة المشهورة، ونقل الإمام البغوي3 في تفسيره الاتفاق على جواز القراءة بقراءة يعقوب وأبي جعفر مع السبعة المشهورة, ولم يذكر خلفا؛ لأن قراءته لا تخرج عن قراءة الكوفيين كما حققه الحافظ الشمس ابن الجزري في نشره4 وأطال في ذلك بما لا يجوز خروجه عنه, وجزم بذلك الإمام الجليل المتقن المحقق التقي   1 هو الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان الداني الأموي القرطبي. "ت 444هـ". [أ] . غاية النهاية: "1/ 503-505". 2 هو الإمام مكي بن أبي طالب القيسي صاحب كتاب التبصرة في القراءات السبع. النشر "1/ 60". [أ] . 3 هو الإمام أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي. [أ] . غاية النهاية: "2/ 72". 4 انظر الصفحة 5 في بداية الكتاب. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 8 السبكي في صفة الصلاة من شرح المنهاج, ثم قال: والبغوي أولى من يعتمد عليه في ذلك؛ لأنه مقرئ فقيه جامع للعلوم, وقال ولده المحقق تاج الأئمة1 في فتاواه: القراءات السبع التي اقتصر عليها الشاطبي2 والثلاثة التي هي قراءة أبي جعفر وقراءة يعقوب وقراءة خلف متواترة معلوم من الدين بالضرورة أنه منزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يكابر في شيء من ذلك إلا جاهل, وليس تواتر شيء منها مقصورا على من قرأ بالروايات, بل هي متواترة عند كل مسلم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله, ولو كان مع ذلك عاميا جلفا لا يحفظ من القرآن حرفا, قال ولهذا تقرير طويل وبرهان عريض لا تسعه هذه الورقة, وحظ كل مسلم وحقه أن يدين لله تعالى وتجزم نفسه بأن ما ذكرناه متواتر معلوم باليقين لا تتطرق الظنون ولا الارتياب إلى شيء منه ا. هـ. والحاصل: أن السبع متواترة اتفاقا وكذا الثلاثة أبو جعفر ويعقوب وخلف على الأصح بل الصحيح المختار, وهو الذي تلقيناه عن عامة شيوخنا وأخذنا به عنهم وبه نأخذ أن الأربعة بعدها ابن محيصن واليزيدي والحسن والأعمش شاذة اتفاقا. فإن قيل: الأسانيد إلى الأئمة وأسانيدهم إليه -صلى الله عليه وسلم- على ما في كتب القراءات أحاد لا تبلغ عدد التواتر؟ أجيب بأن انحصار الأسانيد المذكورة في طائفة لا يمنع مجيء القراءات عن غيرهم, وإنما نسبت القراءات إليهم لتصديهم لضبط الحروف وحفظ شيوخهم فيها, ومع كل واحد منهم في طبقته ما يبلغها عدد التواتر, ثم إن التواتر المذكور شامل للأصول والفرش هذا هو الذي عليه المحققون, ومخالفة ابن الحاجب في بعض ذلك تعقبها محرر الفن ابن الجزري وأطال في كتابه المنجد بما ينبغي الوقوف عليه3.   1 أي: هو الإمام تاج الدين السبكي بن الإمام تقي الدين السبكي رحمهما الله تعالى. [أ] 2 هو الإمام القاسم بن فيرة بن خلف الشاطبي الضرير. "ت 590هـ". [أ] . غاية النهاية: "2/ 20، 23". 3 انظر النشر: "1/ 56". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 9 باب أسماء الأئمة القراء الأربعة عشر ورواتهم وطرقهم : فأما القراء ورواتهم فهم نافع4 من روايتي قالون وورش عنه, وابن كثير1 من روايتي البزي وقنبل عن أصحابهما عنه, وأبو عمرو2 من روايتي الدوري والسوسي عن يحيى اليزيدي عنه, وابن عامر3 من روايتي هشام وابن ذكوان عن أصحابهما عنه, وعاصم4 من روايتي أبي بكر شعبة بن عياش وحفص بن سليمان عنه، وحمزة5 من روايتي خلف وخلاد عن سليم عنه, وعلي6 بن حمزة الكسائي من روايتي أبي الحارث والدوري عنه, وأبو جعفر7 يزيد بن القعقاع من روايتي عيسى بن وردان وسليمان بن جماز عنه، ويعقوب8 بن إسحاق الحضرمي من روايتي رويس وروح عنه, وخلف9 بن هشام البزار من روايتي إسحاق الوراق وإدريس الحداد عنه، وابن محيصن10 محمد بن عبد الرحمن المكي من روايتي البزي السابق وأبي الحسن بن شنبوذ، واليزيدي11 يحيى بن المبارك من روايتي سليمان بن الحكم، وأحمد بن فرح بالحاء المهملة، والحسن البصري12 من روايتي شجاع بن أبي نصر البلخي، والدوري السابق ذكره والأعمش سليمان بن مهران13 من روايتي الحسن بن سعيد المطوعي وأبي الفرج بالجيم الشنبوذي الشطوي. ثم إن لكل من رواة القراءة العشرة طريقين: كل طريق من طريقين إن تأتى ذلك وإلا   1 هو الإمام عبد الله بن كثير بن المطلب أبو معبد "ت 120هـ" [أ] . غاية النهاية: "1/ 443" معرفة القراء: "1/ 86". 2 هو الإمام زبان بن العلاء بن عمار بن العريان "ت 154هـ" [أ] غاية النهاية: "1/ 288". معرفة القراء: "1/ 100". 3 هو الأمير عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة "ت 118هـ" [أ] . غاية النهاية: "1/ 423". معرفة القراء: "1/ 82". 4 هو الإمام عاصم بن بهدلة أبي النجود. "ت 129هـ". [أ] . غاية النهاية: "1/ 346". معرفة القراء: "1/ 88". 5 هو الإمام حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل أبو عمارة. "ت 156هـ". [أ] . غاية النهاية: "1/ 261". معرفة القراء: "1/ 111". 6 هو الإمام علي بن حمزة بن عبد الله أبو الحسن "ت 189هـ". [أ] غاية النهاية: "1/ 535".معرفة القراء: "1/ 120". 7 هو الإمام يزيد بن القعقاع أبو جعفر المخزومي "ت 130هـ". [أ] . غاية النهاية: "2/ 382". 8 هو الإمام يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله أبو محمد. "ت 205هـ". [أ] . غاية النهاية: "2/ 386". معرفة القراء: "1/ 157". 9 هو الإمام خلف بن هشام بن ثعلب بن خلف أبو محمد البزار البغدادي "ت 229هـ". [أ] . غاية النهاية: "1/ 272". معرفة القراء: "1/ 208". 10 هو الإمام محمد بن عبد الرحمن بن محيصن السهمي المكي. "ت 123هـ". [أ] . غاية النهاية: "2/ 167". 11 هو الإمام يحيى بن المبارك بن المغيرة أبو محمد اليزيدي. "ت 202هـ". [أ] . غاية النهاية: "2/ 375". 12 هو الإمام الحسن بن أبي الحسن يسار، أبو سعيد البصري. "ت 110هـ". [أ] . معرفة القراء: "1/ 65". سير أعلام النبلاء "4/ 563". 13 هو الإمام سليمان بن مهران الأعمش أبو محمد الأسدي. "ت 148هـ". [أ] . معرفة القراء: "1/ 94-96". غاية النهاية: "1/ 315, 316". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 10 فأربعة عن الراوي نفسه ليتم ثمانون طريقا عن الرواة العشرين, وأما طرق رواة الأربعة فتأتي بعد إن شاء الله تعالى. فأما قالون:1 فمن طريقي أبي نشيط والحلواني عنه, فأبو نشيط من طريقي ابن بويان والقزاز عن أبي بكر الأشعث عنه فعنه, والحلواني من طريقي ابن أبي مهران وجعفر بن محمد عنه فعنه. وأما ورش:2 فمن طريقي الأزرق والأصبهاني, فالأزرق من طريقي إسماعيل النحاس وابن سيف عنه فعنه والأصبهاني من طريق ابن جعفر والمطوعي عنه عن أصحابه فعنه. وأما البزي:3 فمن طريقي أبي ربيعة وابن الحباب عنه, فأبو ربيعة من طريقي النقاش وابن بنان بضم الموحدة بعدها نون عنه فعنه, وابن الحباب من طريقي ابن صالح وعبد الواحد بن عمر عنه فعنه. وأما قنبل:4 فمن طريقي ابن مجاهد وابن شنبوذ عنه, فابن مجاهد من طريقي السامري وصالح عنه فعنه, وابن شنبوذ من طريقي أبي الفرج بالجيم والشطوي عنه فعنه. وأما الدوري:5 فمن طريقي أبي الزعراء وابن فرح بالحاء المهملة عنه, فأبو الزعراء من طريقي ابن مجاهد والمعدل عنه فعنه, وابن فرح من طريقي ابن أبي بلال والمطوعي عنه فعنه. وأما السوسي:6 فمن طريقي ابن جرير وابن جمهور عنه, فابن جرير من طريقي عبد الله بن الحسين وابن حبش عنه فعنه, وابن جمهور من طريقي الشذائي والشنبوذي عنه فعنه. وأما هشام:7 فعن طريقي الحلواني عنه والدجواني عن أصحابه عنه فالحلواني من   1 هو الإمام عيسى بن منيا أبو موسى "ت 220هـ". [أ] . غاية النهاية: "1/ 615". معرفة القراء: "1/ 155". 2 هو الإمام عثمان بن سعيد أبو سعيد المصري "ت 197هـ". [أ] . غاية النهاية: "1/ 502". معرفة القراء: "1/ 152". 3 هو الإمام أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم أبو الحسن البزي "ت 250هـ". [أ] . غاية النهاية: "1/ 146". 4 هو الإمام محمد بن عبد الرحمن بن خالد أبو عمر المكي. "ت 291هـ". [أ] . غاية النهاية: "2/ 165". معرفة القراء: "1/ 230". 5 هو الإمام حفص بن عمر الدوري أبو عمر "ت 246هـ". [أ] . النشر 1/ 134". 6 هو الإمام صالح بن زياد أبو شعيب السوسني "ت 261هـ". [أ] . غاية النهاية: "1/ 332". معرفة القراء: "1/ 193". 7 هو الإمام هشام بن عمار أبو الوليد السلمي الدمشقي. "ت 245هـ". [أ] . غاية النهاية: "2/ 355". معرفة القراء: "1/ 195". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 11 طريقي ابن عبدان والجمال عنه فعنه, والداجواني من طريقي زيد بن علي والشذائي عنه عن أصحابه فعنه. وأما ابن ذكوان:1 فمن طريقي الأخفش والصوري عنه, فالأخفش من طريقي النقاش وابن الأخرم عنه فعنه, والصوري من طريقي الرملي والمطوعي عنه فعنه. وأما أبو بكر:2 فمن طريقي يحيى بن آدم ويحيى العليمي عنه, فابن آدم من طريقي شعيب وأبي حمدون عنه فعنه, والعليمي من طريقي ابن خليع والرزاز كلاهما عن أبي بكر الواسطي عنه فعنه. وأما حفص:3 فمن طريقي عبيد الله بن الصباح وعمرو بن الصباح عنه, فعبيد من طريقي أبي الحسن الهاشمي وأبي طاهر بن أبي هاشم عن الأشناتي عنه فعنه, وعمر ومن طريقي الفيل وزرعان عنه فعنه. وأما خلف:4 فمن طرق ابن عثمان وابن مقسم وابن صالح والمطوعي أربعتهم عن إدريس عنه. وأما خلاد:5 فمن طرق ابن شاذان وابن الهيثم والوزان والطلحي أربعتهم عن خلاد. وأما أبو الحارث:6 فمن طريقي محمد بن يحيى وسلمة بن عاصم عنه, فابن يحيى من طريقي البطي والقنطري عنه فعنه, وسلمة من طريقي ثعلب وابن الفرج عنه فعنه. وأما الدوري:7 فمن طريقي جعفر النصيبي وأبي عثمان الضرير عنه فالنصيبي من طريقي ابن الجلندا وابن ديزويه عنه فعنه, وأبو عثمان من طريقي ابن أبي هاشم والشذائي عنه فعنه.   1 هو الإمام عبد الله بن أحمد بن بشر بن ذكوان أبو عمرو. "ت 242هـ". [أ] . غاية النهاية: "1/ 404". معرفة القراء: "1/ 198". 2 هو الإمام شعبة بن عياش أبو بكر الحناط الأسدي الكوفي. "ت 193هـ". [أ] . غاية النهاية: "1/ 325". معرفة القراء: "1/ 134". 3 هو الإمام حفص بن سليمان، أبو عمر الكوفي "ت 180هـ". [أ] . غاية النهاية: "254". معرفة القراء: "1/ 140". 4 هو أبو محمد خلف بن هشام بن ثعلب البزاز البغدادي. "ت 229هـ". [أ] . غاية النهاية: "1/ 272". معرفة القراء: "1/ 208". 5 هو الإمام خلاد بن خالد أبو عيسى الكوفي "ت 220هـ" [أ] . غاية النهاية: "1/ 274". معرفة القراء: "1/ 210". 6 هو الإمام الليث بن خالد أبو الحارث البغدادي. "ت 240هـ". [أ] . غاية النهاية: "2/ 34". معرفة القراء: "1/ 211". 7 هو الإمام حفص بن عمر أبو عمر الدوري "ت 246هـ". [أ] . غاية النهاية: "1/ 255". معرفة القراء: "1/ 191". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 12 وأما عيسى بن وردان:1 فمن طريقي الفضل بن شاذان وهبة الله بن جعفر عن أصحابهما عنه, فالفضل من طريقي ابن شبيب وابن هارون عنه, وهبة الله من طريقي الحنبلي والحمامي عنه. وأما ابن جماز:2 فمن طريقي أبي أيوب الهاشمي والدوري عن إسماعيل بن جعفر عنه, فالهاشمي من طريقي ابن رزين والأزرق الجمال عنه, والدوري من طريقي ابن النفاح بالحاء المهملة وابن نهشل عنه. وأما رويس:3 فمن طرق النخاس بالمعجمة وأبي الطيب وابن مقسم والجوهري أربعتهم عن التمار عنه. وأما روح:4 فمن طريقي ابن وهب والزبيري عنه, فابن وهب من طريقي العدل وحمزة بن علي عنه فعنه, والزبيري من طريقي غلام بن شنبوذ وابن حبشان عنه فعنه. وأما إسحاق:5 فمن طريقي السوسنجردي وبكر بن شاذان عن ابن أبي عمر عنه ومن طريقي محمد بن إسحاق نفسه والبرصاطي عنه. وأما إدريس:6 فمن طرق الشطي والمطوعي وابن بويان والقطيعي أربعتهم عنه. فهذه ثمانون طريقا: عن الرواة العشرين والطرق المتشعبة عن الثمانين استوعبها مفصلة في النشر, وبها يكمل للأئمة العشرة تسعمائة طريق وثمانون طريقا, وفائدة تفصيلها وذكر كتبها عدم التركيب في الوجوه المروية عن أصحابها, وقد حرر ذلك الإمام الجليل الحافظ شيخ القراء والمحدثين في سائر بلاد المسلمين الشمس ابن الجزري في نشره الذي لم يسبق بمثله, ولذا عولنا عليه في كتابنا هذا كما أخذناه عن شيوخنا قاطبة, وهم عن شيوخهم كذلك أثابه الله بمنه وكرمه, وقد ذكر فيه رحمه الله تعالى اتصال سنده بجميع   1 هو الإمام عيسى بن وردان أبو الحارث المدني الحذاء. "ت 160هـ" [أ] . غاية النهاية: "1/ 616". معرفة القراء: "1/ 111". 2 هو الإمام سليمان بن مسلم بن جماز "ت 170هـ". [أ] . غاية النهاية "1/ 315". 3 هو الإمام محمد بن المتوكل أبو عبد الله اللؤلؤي. "ت 238هـ". [أ] . غاية النهاية: "2/ 234". معرفة القراء: "1/ 216". 4 هو الإمام روح بن عبد المؤمن أبو الحسن البصري النحوي. "ت 234هـ". [أ] . غاية النهاية: "1/ 285". معرفة القراء: "1/ 214". 5 هو الإمام إسحاق بن إبراهيم بن عثمان أبو يعقوب المروزي ثم البغدادي وراق خلف "ت 286هـ". [أ] . غاية النهاية: "1/ 155". 6 هو الإمام إدريس بن عبد الكريم الحداد. "ت 292هـ". [أ] . غاية النهاية: "1/ 154". معرفة القراء: "1/ 254". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 الطرق المذكورة فلنذكر اتصال سندنا به لكونه الركن الأعظم, فأقول قرأت القرآن العظيم من أوله إلى آخره بالقراءات العشر بمضمون طيبة النشر المذكور بعد حفظها على علامة العصر والأوان الذي لم يسمع بنظيره ما تقدم من الدهور والأزمان أبي الضياء النور علي الشبراملسي بمصر المحروسة, وقرأ شيخنا المذكور على شيخ القراء بزمانه الشيخ عبد الرحمن اليمني, وقرأ اليمني على والده الشيخ شحاذة اليمني وعلى الشهاب أحمد بن عبد الحق السنباطي, وقرأ السنباطي على الشيخ شحاذة المذكور, وقرأ الشيخ شحاذة على الشيخ أبي النصر الطبلاوي, وقرأ الطبلاوي على شيخ الإسلام زكريا الأنصاري, وقرأ شيخ الإسلام على الشيخين البرهان القلقيلي والرضوان أبي النعيم العقبي, وقرأ كل منهما على إمام القراء والمحدثين محرر الروايات والطرق أبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجزري بأسانيده المذكورة في نشره1. وأما طرق القراء الأربعة: فالبزي وابن شنبوذ عن ابن محيصن فعن شبل عنه من المبهج ومفردات الأهوازي, وأما سليمان بن الحكم وأحمد بن فرح عن اليزيدي, فمن المبهج والمستنير, وأما المطوعي والشنبوذي عن الأعمش فعن قدامة عنه من المبهج, وأما البلخي والدوري عن الحسن البصري فعن عيسى الثقفي عنه من مفردات الأهوازي والله تعالى أعلم. ولما كانت القراءات: بالنسبة إلى التواتر وعدمه ثلاثة أقسام: قسم اتفق على تواتره وهم السبعة المشهورة، وقسم اختلف فيه والأصح بل الصحيح المختار المشهور تواتره كما تقدم وهم الثلاثة بعدها, وقسم اتفق على شذوذه وهم الأربعة الباقية, قدمت قراءة السبعة ثم الثلاثة ثم الأربعة على الترتيب السابق, فإن تابع أحد من الثلاثة أحدا من السبعة عطفته بكذا أبو جعفر مثلا تبعا لكتاب اللطائف, وهو مرادي بالأصل فإن وافق أحد من الأربعة قلت بعد استيفاء الكلام على تلك القراءة وافقهم الحسن مثلا, فإن خالف قلت وعن الحسن كذا مثلا, وهذا في الأصول, أما الفرش فأسقط لفظ كذا غالبا إيثارا للاختصار. فصل: في ذكر جملة من مرسوم الخط لكونه أحد أركان القرآن الثلاث على ما تقدم, ونتبعه إن شاء الله تعالى بذكر مرسوم كل سورة آخرها لتتم الفائدة. وقد سئل: مالك2 رحمه الله تعالى هل يكتب المصحف على ما أحدثه الناس من   1 انظر الصفحة: "1/ 56" وما بعدها. [أ] . 2 هو الإمام مالك بن أنس الأصبحي أبو عبد الله إمام دار الهجرة. "ت 179هـ". [أ] . غاية النهاية: "2/ 35". سير الأعلام: "8/ 49". وفيات الأعيان: "4/ 137". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 14 الهجاء فقال لا إلا على الكتبة الأولى, لكن قال بعضهم: هذا كان في الصدر الأول والعلم غض حي, وأما الآن فقد يخشى الالتباس، وكذا قال شيخ الإسلام العز بن عبد السلام: لا يجوز كتابة المصحف الآن على المرسوم الأول باصطلاح الأئمة, لئلا يوقع في تغيير من الجهال، وهذا كما قال بعضهم: لا ينبغي إجراؤه على إطلاقه لئلا يؤدي إلى درس العلم ولا يترك شيء قد أحكمه السلف مراعاة لجهل الجاهلين لا سيما، وهو أحد الأركان التي عليها مدار القراءات. وهل يجوز كتابة القرآن بقلم غير العربي؟ قال الزركشي: لم أر فيه كلاما للعلماء ويحتمل الجواز؛ لأنه قد يحسنه من يقرؤه بالعربية والأقرب المنع كما تحرم قراءته بغير لسان العرب, وقد سئل عن ذلك المحقق ابن حجر المكي؟ فأجاب بأن قضية ما في المجموع عن الأصحاب التحريم, وأطال في بيان ذلك. ثم إن الخط تصوير الكلمة بحروف هجائها بتقدير الابتداء بها، والوقف عليها، ولذا حذفوا صورة التنوين، وأثبتوا صورة همزة الوصل، والهجاء هو التلفظ بأسماء الحروف لا مسمياتها لبيان مفرداتها وجاء الرسم على المسمى1. ثم: إن الرسم ينقسم إلى قياسي، وهو موافقة الخط اللفظ، واصطلاحي، وهو مخالفته ببدل، أو زيادة، أو حذف، أو فصل، أو وصل للدلالة على ذات الحرف، أو أصله، أو رفع لبس أو نحو ذلك من الحكم وأعظم فوائد ذلك أنه حجاب منع أهل الكتاب أن يقرؤه على وجهه دون موقف. واعلم: أن موافقة المصاحف تكون تحقيقا كقراءة "مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ" [الفاتحة الآية: 4] بالقصر وتقديرا كقراءة المد, وهذا الاختلاف اختلاف تغاير وهو في حكم الموافق لا اختلاف تضاد وتناقض. وتحقيقه: أن الخط تارة يحصر جهة اللفظ فمخالفه مناقض وتارة لا يحصرها بل يرسم على أحد التقادير فاللافظ به موافق تحقيقا وبغيره موافق تقديرا لتعدد الجهة إذ البدل في حكم المبدل, وما زيد في حكم العدم وما حذف في حكم الثابت وما وصل في حكم الفصل وما فصل في حكم الوصل. وحاصله: إن الحرف يبدل في الرسم ويلفظ به اتفاقا كاصطبر، ويرسم ولا يلفظ به اتفاقا كالصلوة، ويرسم، ويختلف في اللفظ به: كالغدوة، ويزاد ويلفظ به اتفاقا، كحسابيه، ويزاد ولا يلفظ به اتفاقا: كأولئك، ومائة، ويزاد ويختلف فيه: كسلطانية، ويحذف كذلك نحو: بسم الله، ويرب، وكالرحمن، وكالداع، ويوصل، ويتبعه اللفظ كمناسككم، وعليهم، ويخالفه نحو: كهيعص، ويبنؤم ويختلف فيه نحو: ويكأن،   1 وللمزيد انظر النشر: "1/ 224". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 ويفصل ويوافق نحو: حم عسق ولا يوافق كإسرائيل, ويختلف فيه نحو مال, وأكثر رسم المصاحف موافق لقواعد العربية إلا أنه قد خرجت أشياء عنها يجب علينا اتباع مرسومها, فمنها ما عرف حكمه ومنها ما غاب عنا علمه, ولم يكن ذلك من الصحابة كيف اتفق بل عن أمر عندهم قد تحقق. وقد انحصر: الرسم في الحذف والزيادة والبدل والوصل والفصل والهمز وما فيه قراءتان يكتب على أحدهما. الأول: في الحذف فحذفوا ألف: لكن مخففة، ومشددة كيف وقعت نحو: ولكن البر، ولكني أريكم، وألف: أولئك، وأولئكم وألف لام إلىء: كالىء يئسن، وألف ذلك وذلكم, وكذلك فذلكن, وألف ها التنبيه نحو: هاءنتم هؤلاء, وألف هذا وهذن وهتين والألف الندائية نحو: يرب, يأيها, يأيتها, يآدم, ينوح, يسماء, يأسفى, وألف: السلم معرفا, ومنكرا وألف التي والمسجد منكرا ومعرفا وألف لام إله كيف جاء نحو لا إله إلا هو وإلهنا وإلهكم واحد وألف لام الملئكة وباء "تَبَرَكَ الَّذِي" [الملك الآية: 1] "بَرَكْنَا حَوْلَهُ" [الإسراء الآية: 1] . واستثنى: وبارك فيها وألف ميم: الرحمن، وألف: جاء سبحن الأقل سبحان ربي. وحذفوا: ألف "بِسْمِ اللهِ" وألف "خِلَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ" و"خِلَلَ الدِّيَارِ" وألف سين و"الْمَسَكِينَ"1 كيف جاء، وألف لام: الضَّلَل، نحو: في الضَّلَلَة، وألف لام: الحَلَل, نحو: "حَلَلًا طَيِّبًا" هذا حلل ولام كللة وألف لام: هو الخلق وقرأ المطوعي: هو الخلق, فوجه حذف الألف احتمال القراءتين وكذا حذفوا ألف "سُلَلَةٍ مِنْ طِينٍ" وألف غلم حيث وقع نحو: "لِي غُلَمٌ" "وَكَانَ لِغُلَمَيْنِ" "غِلْمَنٌ لَهُمْ" وألف الظلل نحو: و"ظِلَلُهُمْ" واطرد حذفها إذا وقعت بين لامين نحو: "الْأَغْلَلَ" "فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَلًا"، وحذفوا أيضا الألف الدالة على الاثنين إعرابا وعلامة في الاسم وضميرا في الفعل مطلقا إذا كانت حشوا فإن تطرفت ثبتت نحو: "قَالَ رَجُلَنِ" "هَمَّتْ طَائِفَتَنِ" "الْفِئَتَنِ" "تَرَاءَ الْجَمْعَنِ" "قَالُوا سَاحِرَنِ" "وَالَّذَنِ يَأْتِيَنِهَا" "هَذَنِ خَصْمَنِ" "الَّذَيْنِ أَضَلَّنَا" "حَتَّى إِذَا جَاءَنَا" "فَخَانَتَهُمَا" "وَمَا يُعَلِّمَنِ" "تَذُودَنِ" "يَلْتَقِيَنِ" ونحو: "إِلَّا أَنْ يَخَافَا" "بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ" وكذا ألف الضمير المرفوع المتصل للمتكلم العظيم أو لمن معه إذا اتصل به ضمير المفعول مطلقا نحو: "فَرَشْنَهَا" "وَلَقَدْ آتَيْنَكَ"، و"ثُمَّ جَعَلْنَكُمْ" "قَدْ أَنْجَيْنَكُمْ" و"عَلَّمْنَهُ" "نَجَّيْنَهُمَا" "زِدْنَهُمْ" "أَنْشَأْنَهُنَّ" و"أَغْوَيْنَهُمْ" وكذا ألف عالم حيث جاء نحو: "عَلِمُ الْغَيْبِ", وألف لام بلغ, وألف لام سلسل وألف طاء الشيطن كيف وقع وألف لام "لِإِيلَفِ قُرَيْشٍ" وحذف ألف طاء سلطن حيث وقع ولام اللعنون كيف أعرب نحو: "وَيَلْعَنَهُمُ اللَّعِنُونَ"2 ولام: ألت، وياء: القيمة حيث   1 حيث وقعت في كتاب الله تعالى وسيأتي بيان كل مفردة في موضعها من السور في باب فرش الحروف [أ] . 2 حيث وقعت هذه في الآيات الكريمة فهي سواء في الحكم. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 16 جاء، ولام: خليئف، وهاء: الأنهر كيف أتى، وتاء: يتمى النساء، ونحوه وصاد: نصرى وعين: تعلى وهمزة: ألن الثانية نحو: "ألْنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ" إلا "فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ" [سورة الجن الآية: 9] لكن سيأتي إن شاء الله تعالى في باب وقف حمزة أن الألف في هذه, إنما هي صورة الهمز بعد لام التعريف والألف بعدها محذوفة على الأصل. وكذا حذفوا ألف لام: ملقوا, حيث جاء: أنهم ملقوا الله, حتى يلقوا, فملقيه, وألف باء, مبركا, والألف من أسماء العدد كيف تصرفت نحو: ثلث مرات, ثلثين ليلة ثلثمائة, ثمني حجج, ثمنين جلدة, وألف عين: الميعد, بالأنفال واتفقوا على الإثبات في غيرها نحو: "لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ" وألف راء: تربا في قوله: "كُنَّا تُرَابًا" [الآية: 5 بالرعد] , و [النمل الآية: 67] و"كُنْتُ تُرَبًا" [النبأ الآية: 40] وأثبتوا ما عداها نحو من تراب. وحذفوا: ألف ها من "أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ" [الآية: 31] "وَيَا أَيُّهَ السَّاحِرُ" [الآية: 49] و"أَيُّهَ الثَّقَلَانِ" وأثبتوا ما عداها نحو: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ"1. وحذفوا: ألف تاء الكتب كيف تصرف إلا أربعة "لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ" [الرعد الآية: 38] "كِتَابٌ مَعْلُومٌ" [الحجر الآية: 4] "مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ" [الكهف الآية: 27] و"كِتَابٍ مُبِينٍ" أول [النمل الآية: 1] فأثبتوا فيها الألف. وكذا: حذفوا ألف آيت محكمات آيتنا مبصرة "وَآيَتِهِ يُؤْمِنُونَ" إلا موضعين بيونس [الآية: 15, 21] "وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا" "إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا" فأثبتوا الألف فيهما وكذا حذفوها من "قُرْءَنًا" [يوسف الآية: 2] "إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْءَنًا" [الزخرف الآية: 3] وقيل إنها ثابتة فيهما في العراقية, وثبتت في غيرهما في الكل نحو فيه القرآن قرآنا عربيا, وقال نصير الرسوم كلها على حذف ألف سحر في كل القرآن إلا "قَالُوا سَاحِرٌ" [الذاريات الآية: 52] فإنها ثابتة وقال نافع: كلما في القرآن من ساحر فالألف قبل الحاء إلا "بِكُلِّ سَحَّارٍ" [الشعراء الآية: 37] فإنه بعد الحاء. واتفقت الرسوم على حذف الألف المتوسطة في الاسم الأعجمي العلم الزائد على ثلاثة أحرف حيث جاء نحو: إبراهيم وإسمعيل وإسحق وهرون وميكئل وعمرن ولقمن, وعلى إثبات ألف طالوت ملكا فصل طالوت وبجالوت وجنوده جالوت وآتاه وألف: إن ياجوج وماجوج وفتحت يأجوج ومأجوج وألف داود حيث أتى لحذف واوه واختلف في: هارون وماروت وقارون وهامان وإسرائيل حيث جاء لحذف يائه فثبتت في أكثر المصاحف وحذفت في أقلها, وقد خرج نحو آدم، وموسى، وعيسى، وزكريا، ونحو يصالح يمالك ونحو: عاد.   1 حيث وقعت. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 واتفقوا: على حذف ألف فاعل في الجمع الصحيح المذكر نحو: الظلمين, العلمين, وخسئين، إلا: "طَاغُونَ" [الذاريات الآية: 53] و [الطور الآية: 32] و"كِرَامًا كَاتِبِينَ" وعلى حذف ألف الجمع في السالم المؤنث إن كثر دوره نحو: المؤمنت المتصدقت ثيبت ظلمت. واتفقت المصاحف الحجازية والشامية على إثبات الألف في المشدد والمهموز نحو: الضالين والعادين وحافين وقائمون والصائمون والسائلين1. وأكثر المصاحف العراقية وغيرها على حذف ألفي فاعل في الجمع الصحيح المؤنث حتى المشدد والمهموز, وأقلها على حذف الأولى وإثبات الثانية نحو: الصلحت الحفظت قنتت تئبت سئحت صفت. واتفقوا على رسم "لْأَيْكَةِ" [الشعراء الآية: 176] , و [ص الآية: 13] بلام من غير ألف قبلها ولا بعدها ورسمت [الحجر الآية: 78] , "وق" [ق الآية: 14] الأيكة بألفين مكتنفي اللام وعلى حذفها من كل جمع على مفاعل أو شبهه نحو المسجد. واتفقوا على رسم "تَرَاءَ الْجَمْعَانِ" [الشعراء الآية: 61] بألف واحدة بعد الراء وعلى رسم "جَاءَنَا قَالَ" [الزخرف الآية: 38] بألف واحدة بين الجيم والنون, وعلى رسم كل كلمة لامها همزة مفتوحة بعد فتحة وألف قبل ألف الاثنين أو التنوين بألف واحدة نحو: أن تبوآ خطا ملجأ لهن متكأ من السماء ماء دعاء ونداء فيذهب جفاء غثاء وعلى رسم "نأي" بـ"سبحان" [الإسراء الآية: 83] و [فصلت الآية: 51] بألف واحدة بعد النون وعلى رسم رءا الماضي الثلاثي اتصل بمضمر, أو ظاهر متحرك أو ساكن حيث وقع بألف بعد الراء نحو: راء كوكبا, إلا رأى أول النجم, وثالثها "مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى" "لَقَدْ رَأَى" "أَسَاءُوا السُّوأَى" [النجم الآية: 11-18] و [الروم الآية: 10] فإنهما رسمتا بالألف وياء بعد الراء والواو. واتفقوا: على رسم كل كلمة في أولها ألفان فصاعدا بألف واحدة وضابطه: كل كلمة أولها همزة مقطوعة للاستفهام, أو غيره تليها همزة قطع, أو وصل على أي حركة محققة نحو: "قل .... آللَّهُ خَيْرٌ" "وَآتَى الْمَالَ"، "يَا آدَمُ" "آزَرَ" "آمِّينَ" "أَءنْذَرْتَهُمْ" "أَءنْتَ قُلْتَ" "أَءِلِدُ" "أَءِلَهٌ" "أَءُنْزِلَ عَلَيْهِ" "ءَأُلْقِيَ" "ءَأَمِنْتُمْ" "ءَآلِهَتُنَا خَيْرٌ"2. واتفقت: المصاحف على حذف الألف الثانية من خطايا في جمع التكسير المضاف إلى ضمير المتكلم, أو المخاطب, أو الغائب حيث جاء نحو: "نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَيَكُمْ" "يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَيَنَا" "مِمَّا خَطِيهِمْ" وأكثر المصاحف على حذف الأولى وأقلها على ثبوتها, وحذفوا في كل المصاحف الألف بعد واو الجمع من قوله تعالى: "وَجَاءُو" حيث وقع   1 حيث وقعت. [أ] . 2 حيث وقعت. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18 نحو "وَجَاءُو عَلَى قَمِيصِهِ" "جَاءُو بِالْإِفْكِ" "وَبَاءُو" حيث جاء نحو: "وَبَاءَ بِغَضَبٍ" و"فَإِنْ فَاءُو" بالبقرة، و"سَعَو فِي آيَتِنَا" بسبأ و"عَتَوْ عُتُوًّا" بالفرقان و"وَالَّذِينَ تَبَوَّءُو الدَّارَ" بالحشر, وكذا حذفوها بعد واو الواحد في "عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ" بالنساء, دون بقية لفظها في غيرها وأمثالها نحو: "وَيَعْفُوا" بالبقرة و "يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ" بالشورى, وحذفوا "لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ" "وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ" بالقتال [محمد الآية: 31] و"تَرْجُو أَنْ" بالقصص، و"ادْعُو" بمريم. وأما حذف الياء: فاتفقوا على حذف الياء الواحدة المتطرفة بعد كسرة اجتزاء بالكسرة قبلها لاما, وضميرا لمتكلم فاصلة, وغيرها في الفعل الماضي والمضارع, والأمر والنهي, والاسم العاري من التنوين, والنداء والمنقوص المنون المرفوع والمجرور, والمنادى المضاف إلى ياء المتكلم. فالأول: مائة وثلاثة وثلاثون نحو: "وَلا تَكْفُرُونِ" و"فَارْهَبُونِ" و"فَاتَّقُونِ" "وَخَافُونِ" و"أَنْ يُؤْتِيَنِ" و"يَشْفِينِ" و"يُحْيِينِ" و"أَكْرَمَنِ". والثاني: وهو والمنقوص نحو: "غَوَاشٍ" و"هَارٍ". والثالث: نحو "يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ" ويا قيوم و"يَا رَبِّ". قال في المقنع: حدثنا أحمد حدثني ابن الأنباري قال: كل اسم منادى أضافه المتكلم إلى نفسه فياؤه ساقطة, ثم قال: إلا حرفين أثبتوا ياءهما في العنكبوت "يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا" [العنكبوت الآية 56] "يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا" [الزمر الآية: 53] واختلف في حرف بالزخرف "يَا عِبَادِي لا خَوْفٌ" [الزخرف الآية: 68] ففي مصاحف المدينة بياء وفي مصاحفنا بغير ياء "أي: مصاحف العراق" لأن ابن الأنباري من العراق. وحذفوا: ياء "إلفهم" [قريش الآية: 2] . واتفقوا: على حذف إحدى كل ياءين واقعتين وسطا أو طرفا خفيفتين, أو إحداهما أصليتين أو زائدتين أو إحداهما نحو: أثاثا ورءيا, والحوارين, والأمين, وربانين, والنبين. ونحو: خطين, ومتكين, وخسين, والمستهزين, والصبين, والسيآت, وسيآتكم. ونحو: من حي عن, ويحي ويميت ولا يستحي أن, وأنت ولي, وهل المحذوف الأولى أو الثانية اختار الجعبري حذف الأولى في الإعراب والثانية في الآخر لكون اللام محل الإعلال واستثنوا من صورة الهمز هيئ لنا ويهيئ لكم وأرجيه والسيء وسيئة نحو: مكر السيء وآخر سيئا ولا السيئة, ونقل الغازي في هجاء السنة أن: هيأ لنا, ويهيأ لكم, ومكر السيأ, والمكر السيأ, بياء واحدة بعدها ألف فيها, وهو يروي عن المدني لكنه لم يتابع عليه كما قال الشاطبي وعبارته: هياء يهيأ مع السيأ بها ألف ... مع يائها رسم الغازي وقد نكرا نعم قال السخاوي: رأيتها في المصحف الشامي بالألف كقول الغازي, قال الجعبري: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 فيقدمان على النافي لكونهما مثبتين واستثنوا أيضا من الإعرابية: لفي عليين بالمطففين فأجمعوا على كتبه بياءين واستثنوا أيضا ما اتصل به ضمير الجمع والمخاطب والغائب نحو: نحي الموتى, ثم يحييكم, وإذا حييتم, ثم يحيين, أفعيينا, قل يحييها, فاتفقوا على رسمه بياءين. وكتبوا في العراقية: بآية وبآيات الواحد, والجمع المجرورين بالباء الموحدة كيف وقعا بياءين نحو: "وإذا لم تأتهم بيية" "والذين كذبوا بئيتنا" "وما نرسل بالييت إلا" وليس ذلك مشهورا وفي أكثرها كالبواقي بياء واحدة. وأما حذف الواو: فاتفقوا على حذف إحدى كل واوين تلاصقتا في كلمة انضمت الأولى, أو انفتحت سواء كانت صورة الواو, أو الهمزة, أو الثانية زائدة لتكميل الصيغ المبينة للمعاني, أو لرفع المذكر السالم أو ضميره نحو: "داود، ويؤسا، والموءدة، ويؤده، والغاون، والمستهزءون، ولا يستون، ويدرءون، وفادرءوا، وليسؤا، وليطفئوا، وانبؤني"1. وكذا: حذفوا الواو من "وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ" [الإسراء الآية: 11] "وَيَمْحُ اللَّهُ" [الشورى الآية: 24] و"يَدْعُ الدَّاعِ" [القمر الآية: 6] و"سَنَدْعُ الزَّبَانِيَة" [العلق الآية 18] واتفقوا: على رسم ما أوله لام لحقتها لام التعريف بلام واحدة من الذي وتأنيثه، وتثنيتهما وجمعهما حيث جاءت نحو: "الَّذِي جَعَلَ" "وَالَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا" و"أَرِنَا الَّذَيْنِ" و"الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ" ونحو: "الْقِبْلَةَ الَّتِي" "وآلىء يَئِسْن" و"التي دخلتم بهن" و"اليل" حيث جاء وعلى الإثبات فيما عدا ذلك نحو: "اللغو واللهو واللؤلؤ واللات"2. وأما الثاني وهو الزيادة: فاتفقوا على زيادة ألف بعد واو ضمير جمع المذكرين المتصل بالفعل الماضي والمضارع والأمر والنهي وبعد واو الجمع والرفع في المذكر السالم المرفوع, ومضاهيه إذا تطرفت انضم ما قبلها, أو انفتح انفصلت عما قبلها كتابة, أو اتصلت, وبعد الواو التي هي لام في المضارع سكنت أو انفتحت وإن حذفا للساكنين لفظا ما لم يختصا نحو: "آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا" و"خَلَوْا إِلَى" "عَمِلُوا" "اشْتَرَوُا" "فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا" "فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا" "وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ" "وائتمروا" "وَاخْشَوْا" "وَاتَّقُوا اللَّهَ" ونحو: "ملاقوا ربهم" "كاشفوا العذاب" "مرسلوا الناقة" "وأولوا العلم" ونحو: "وأدعوا ربي" "يرجوا رحمة ربه" بخلاف المفرد نحو: " لَذُو عِلْمٍ" [يونس الآية: 68] . واتفقوا: على زيادة ألف بين الشين والياء من قوله تعالى: "وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي   1 حيث وقعت في القرآن الكريم. [أ] . 2 حيث وقعت. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 فَاعِلٌ" [الكهف الآية: 23] جعلوا الألف علامة فتحة الشين كما هو في الاصطلاح الأول. واختلفوا: فيما سواه, والصحيح أنها لم تزد في غيره. وكتبوا: في كل المصاحف بعد ميم مائة ألفا كيف جاءت موحدة ومثناة وواقعة موقع الجمع للفرق بينه وبين منه نحو: "مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ" "ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ"1. وأثبتوا: ألف ابن وابنت حيث وقعا وصفا أو خبرا أو مخبرا عنه نحو: "عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ" "وَمَرْيَمَ ابْنَت" "إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي" "إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ" "إِحْدَى ابْنَتَيَّ"2. وكذا: كتبوا ألفا في "الظُّنُونَا" و"الرَّسُولا" و"السَّبِيلا" و"لا أذبحنه" و"لا أوضعوا" و"لا إلى الجحيم" و"لا تياءسوا" "أَفَلَمْ يَيْأَسِ" وبين الجيم والياء في جاىء نحو: "جاىء بالنبيين" كما في مصاحف الأندلسيين وهم يعولون على المدني. وأما زيادة الياء: فاتفقوا على زيادتها على اللفظ في ملأ المجرور المضاف إلى مضمر نحو: "إلى فرعون وملائه" "من فرعون وملائهم" و"في نبأي المرسلين" و"من آناءى اليل" بـ"طه", و"تلقاءى نفسي" بيونس, و"من وراءى حجاب" بالشورى, و"إيتاءى ذي القربى" بالنحل, "بلقاءى ربهم" و"لقاءى الآخرة" بالروم, "بأييكم المفتون" "بنيناها بأييد" "أفاين مات" "أفاين مت". وأما زيادة الواو: فاتفقوا على زيادة واو ثانية على اللفظ الموضوع لجمع ذي بمعنى صاحب كيف تصرف إعرابه, وكذا المشار به كيف جاء نحو: "وَأُولُوا الْأَرْحَامِ"، "يَا أُولِي الْأَلْبَابِ"، "غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ"، "وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ"، "وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"3. وأما الثالث وهو البدل: فاتفقوا على رسم الألف المتطرفة ياء, وإن اتصلت بضمير أو هاء تأنيث المنقلبة عن ياء, وإن لقيت ساكنة غير ياء, أو عن واو صائرة ياء أو كالياء في الأسماء المتمكنة والأفعال نحو:"الهدى" و"القرى" و"فتى" و"قرى" و"الموتى" و"الأسرى" و"شتى" و"أدنى" و"أزكى" و"الأعلى" و"موسى" و"البشرى" و"الذكرى" و"السلوى" و"المنتهى" و"أكدى" و"مثويه" و"مجريها" و"مرسيها" و"أحديهما" و"إحديهن" و"ثم هدى وسعى" و"رمى" و"أغنى" و"تردى" و"استوى" و"أبقى" و"اعتدى" و"استعلى" و"أدريكم" و"لا أدريكم" و"جليها" و"أرسيها" و"فسويهن" و"تصلي" و"يدعى" و"يرضى" و"يتوفيكم" و"لا يخشى" و"تتمارى"4. واستثنوا: من النوعين مواضع فاتفقوا على رسم ألفها ألفا. منها: جزئية تذكر في محالها من أواخر السور إن شاء الله تعالى5.   1و 2 و3 و4 حيث وقعت. [أ] . 5 هذه الآيات كلها ستذكر في موضعها مفصلة من السور فليعلم. [أ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 ومنها: كلية وهي كل ألف جاورت ياء قبلها أو بعدها أو اكتنفاها نحو: الدنيا والعليا والحوايا ورؤياك ومحياهم ثم هداي ومثواي وبشراي. ونحو: محياي ورؤياي ثم فأحياكم فأحيا به ومن أحياها وأمات وأحيا إلا يحيى اسما أو فعلا, وكذا: وسفيها بالشمس فرسمت بالياء. واختلف في "نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا" ففي بعض المصاحف بالياء وفي بعضها بالألف. ورسموا: ألف: أنى، وعسى ياء كذلك حيث وقعا وكذا حتى وبلى وعلى وهدى وإلى حيث وقعن نحو: أنى شئتم, وعسى الله, وحتى يقول, وبلى من, وعلى هدى, وإلى السماء. واتفقوا: على رسم نون التأكيد الخفيفة ألفا في "وَلِيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِين" و"لَنَسْفَعًا" [يوسف الآية: 32] [العلق الآية: 15] وكذا نون إذا عاملة ومهملة ألفا نحو: "فَإِذًا لا يُؤْتُونَ" و"إِذًا لَأَذَقْنَاكَ" و"إِذًا لا يَلْبَثُونَ" وعلى رسم كأين بنون حيث وقعت نحو: "وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ" "وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ". وكتبوا: بالواو وألف الصلوة: والزكوة والحيوة والربوا غير مضافات, والغدوة ومشكوة والنجوة ومنوة1. ورسموا بالهاء هاء التأنيث إلا "رَحْمَتُ" بالبقرة والأعراف وهود ومريم والروم والزخرف، و"نِعْمَتَ" بالبقرة وآل عمران والمائدة وإبراهيم والنحل ولقمان وفاطر والطور و"سُنَّتَ" بالأنفال وفاطر وغافر و"امْرَأَتَ" مع زوجها و"كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى" "فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ" "وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ" "وَمَعْصِيَتِ" و"شَجَرَةُ الزَّقُّومِ" و"قُرَّتُ عَيْنٍ" و"جَنَّتُ نَعِيمٍ" و"بَقِيَّتُ اللَّهِ" و"يَا أَبَتِ" و"أولت" و"مَرْضَاتِ" و"هَيْهَاتَ" و"ذَاتِ" و"ابْنَتِ" و"فطرت"2. وأما الرابع: وهو الوصل والفصل فنحو فيما وعما وإن لم فيأتي إن شاء الله تعالى أواخر السور وفي باب الوقف على المرسوم. وأما الخامس وهو الهمز: فكتبوا صورته بالحرف الذي يئول إليه في التخفيف أو يقرب منه, وأهملوا المحذوفة فيه ورسموا المبتدأة ألفا, وإليه أشار ابن معطي بقوله: وكتبوا الهمز على التخفيف ... وأولا بالألف المعروف فقياس الهمزة المبتدأة تحقيقا أو تقديرا أن ترسم ألفا والمتوسطة والمتطرفة الساكنة حرفا يجانس حركة سابقها, فيكون ألفا بعد الفتحة وياء بعد الكسرة, وواوا   1 حيث وقعت. [أ] . 2 سيأتي بيانها في موضعها. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 بعد الضمة والمتحركة الساكن ما قبلها صحيحا أو معتلا أصلا أو زائدا لا يرسم لها صورة إلا المضمومة والمكسورة المتوسطتين بعد الألف, فتصور المكسورة ياء والمضمومة واوا والمتحرك ما قبلها تصور حرفا يجانس حركتها إلا المفتوحة بعد ضمة فواو وبعد كسرة فياء, وقد وقعت مواضع في الرسم على غير قياس لمعان, تذكر إن شاء الله تعالى في باب وقف حمزة وهشام على الهمز. وقد اتفقوا: على رسم همزة أولاء إذا اتصلت بها التنبيه واوا حيث جاءت نحو: هؤلاء, إن, وعلى رسم همزة: يومئذ وحينئذ ولئلا، ولئن بالياء. ورسمت: الهمزة الثانية في "اشْمَأَزَّتْ" [الزمر الآية: 45] "امْتَلأْتْ" [ق الآية: 30] ألفا في الحجازي والشامي وأقل العراقية, ولم يرسم لها صورة في أكثرها. واتفقوا: على رسم همزة الوصل ألفا إن لم يدخل عليها أداة أو دخلت نحو: "الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى" ونحو: "بالله وتالله" إلا في خمسة أصول لم يرسم لها صورة: الأول همزة لام التعريف الداخل عليها لام الجر والابتداء نحو:"وَلَلدَّارُ الْآخِرَة". الثاني: الهمزة الداخلة على همزة فاء الكلمة إذا دخلت عليها واو العطف نحو: " وَأْتُوا الْبُيُوتَ" "وايتمروا بينكم" أو فاء نحو: "فَأْتُوا حَرْثَكُمْ". الثالث: الهمزة الداخلة على أمر المخاطب من "سأل" بعد واو العطف نحو: "وسلوا الله" "وسل من أرسلنا" أو فائه نحو: "فسلوا أهل الذكر". الرابع: الهمزة الداخلة عليها همزة استفهام نحو: "آلذَّكَرَيْنِ" [الأنعام: 143, 144] . الخامس: همزة اسم المجرور بالباء المضاف إلى الله نحو: بسم الله ويأتي إن شاء الله تعالى بيان رسم الحروف التي لم تطرد في مواضعها. السادس: الذي في قراءتان نحو: "مَلِك" و"يَخْدَعُونَ" و"وَعَدْنا" و"الرّيِحَ"1 والله الموفق. وأما الركن الثالث: وهو علم العربية فاعلم أنه لما كان إنزال القرآن العزيز إنما وقع بلسان العرب توقف الأمر في أدائه على معرفة كيفية النطق عندهم, وذلك قسمان: معرفة الإعراب المميز للخطأ من الصواب, والثاني معرفة كيفية نطقهم بكل حرف ذاتا وصفة, وقد صنع لكل منهما كتب مخصوصة فأضربنا عنهما إيثارا للاختصار. فصل: لا بأس بذكر شيء من آداب القرآن العظيم والقارئ, وما ينبغي لمريد   1 انظر فرش الحروف الصفحة: "118" وما بعدها [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 علم القراءات, وما يتعلق بذلك كالفرق بين القراءة والرواية والطريق والوجه وكيفية جمع القراءات لمسيس الحاجة لجميع ذلك. ليعلم: أن طلب حفظ القرآن العزيز والاجتهاد في تحرير النطق بلفظه والبحث عن مخارج حروفه وصفاتها ونحو ذلك وإن كان مطلوبا حسنا, لكن فوقه ما هو أهم منه وأولى وأتم وهو فهم معانيه والتفكر فيه والعمل بمقتضاه, والوقوف عند حدوده والتأدب بآدابه, قال الغزالي1 رحمه الله تعالى: أكثر الناس منعوا من فهم القرآن لأسباب, وحجب سد لها الشيطان على قلوبهمو فعميت عليهم عجائب أسرار القرآن منها: أن يكون الهم منصرفا إلى تحقيق الحروف بإخراجها من مخارجها, قال: وهذا يتولاه شيطان وكل بالقراء ليصرفهم عن فهم معاني كلام الله تعالى, فلا يزال يحملهم على ترديد الحروف يخيل إليهم أنها لم تخرج من مخارجها, فهذا يكون تأمله مقصورا على ذلك فأنى تنكشف له المعاني, وأعظم ضحكة للشيطان من كان مطيعا لمثل هذا التلبيس, ثم قال: وتلاوة القرآن حق تلاوته أن يشترك فيه اللسان, والعقل, والقلب, فحظ اللسان تصحيح الحروف, وحظ العقل تفسير المعاني, وحظ القلب الاتعاظ والتأثر والانزجار والائتمار, فاللسان يرتل والعقل ينزجر والقلب يتعظ ا. هـ. وفي الجامع الكبير للسيوطي رحمه الله تعالى من حديث أبي بن كعب أن النبي صلى -صلى الله عليه وسلم- بالناس فقرأ عليهم سورة, فأغفل منها آية فسألهم: "هل تركت شيئا" , فسكتوا فقالك "ما بال أقوام يقرأ عليهم كتاب الله تعالى لا يدرون ما قرئ عليهم فيه ولا ما ترك, هكذا كانت بنو إسرائيل خرجت خشية الله من قلوبهم فغابت قلوبهم وشهدت أبدانهم, ألا وإن الله عز وجل لا يقبل من أحد عملا حتى يشهد بقلبه ما يشهد ببدنه" , وفي الحديث "هلك المتنطعون هم المتعمقون الغالون الذين يتكلمون بأقصى حلوقهم" , مأخوذ من النطع وهو ما ظهر من الغار الأعلى2. وإذا أراد القارئ: القرآة فلينظف فمه بالسواك ويتطهر ويتطيب وليكن في مكان نظيف والمسجد أفضل بشرطه, والمختار عدم الكراهة في الحمام والطريق ما لم يشتغل, والإكره كحش, وبيت الرحى, وهي تدور, أو فمه متنجس لا محدث, فلا يكره, ويسن الجهر بها إن أمن رياء وتأذي أحد من نحو نائم ومصل وقارئ. لحديث البياضي وهو صحيح "لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن" , وأما الحديث الدائر بين الناس "ما أنصف القارئ المصلي"، فقال الحافظ ابن حجر: لا أعرفه ويغني   1 الغزالي هو: الإمام محمد بن محمد "أبو حامد". "ت 505هـ" "1111م". [أ] . الأعلام: "7/ 22". 2 رواه السيوطي في الجامع الصغير عن ابن مسعود رضي الله عنه ورقمه: "9594". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 عنه "لا يجهر بعضكم" إلخ, قال: وهو صحيح في الموطأ وغيره ا. هـ1. وإلا أسر, والجلوس للقراءة؛ لأنه أقرب إلى التوقير وأن يكون مستقبلا متخشعا متدبرا بسكينة مطرقا رأسه غير متربع وغير جالس على هيئة التكبر وفي الصلاة أفضل مع البكاء والتباكي, ويساعده على ذلك التدبر, ويردد الآية له ولغيره كابتغاء تكثير الحسنات, وأن يحسن صوته بالقراءة, ويسن طلب القراءة من حسنه والإصغاء لها, وإذا مر بآية رحمة سأل الله تعالى من فضله أو آية عذاب استعاذ, وإن مرت به آية فيها اسم محمد -صلى الله عليه وسلم- سواء القارئ والسامع ولو كان القارئ مصليا لكن بالضمير كصلى الله وسلم لا اللهم صل على محمد للاختلاف في بطلان الصلاة بركن قولي, ويتأكد ذلك عند "إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ" [الأحزاب الآية: 56] ويقول بعد "وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا" [الإسراء الآية: 109] اللهم اجعلني من الباكين إليك الخاشعين لك وبعد {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى الآية: 1] سبحان ربي الأعلى وبعد "بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ" [التين الآية: 8] بلى وأنا على ذلك من الشاهدين, رواه أبو داود مرفوعا2, وبعد آخر المرسلات آمنا بالله تعالى وكان إبراهيم النخعي إذا قرأ نحو: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} ، و {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} خفض بها صوته وأن يجتنب الضحك واللغط والحديث خلال القراءة فيكره إلا لحاجة, قال الحليمي: ويكره التحدث بحضورها لغير مصلحة ولا يعبث بيده ولا ينظر إلى ما يلهي قلبه عن التدبر, وإذا عرض له خروج ريح فليمسك عن القراءة حتى يخرج ثم يعود للقراءة وكذا إذا تثاءب أمسك عنها, ويقطعها لابتداء السلام ندبا ولرده وجوبا, وكذا يقطعها ندبا للحمد بعد العطاس والتشميت ولإجابة المؤذن, ولا بأس بقيامه إذا ورد عليه من يطلب القيام له شرعا وإذا مر بآية سجدة تلاوة سجد ندبا وأوجبه الحنفية. ويتأكد: عليه أن يتعاهد القرآن فنسيان شيء منه كبيرة كما أوضحه ابن حجر المكي في كتابه: الزواجر لحديث أبي داود, وغيره "عرضت علي ذنوب أمتي, فلم أر ذنبا أعظم من سورة أو آية أوتيها رجل ثم نسيها" , وليقل ندبا أنسيت كذا لا نسيته للنهي عنه في الحديث3. ويندب: تقبيل المصحف وتطييبه وجعله على كرسي والقيام له كما قاله النووي وكتبه وإيضاحه إكراما له, ونقطه وشكله صيانة له عن التحريف وأول من أحدث نقطة وشكله الحجاج بأمر عبد الملك بن مروان, وأما نقل قراءات شتى في مصحف واحد بألوان مختلفة فقال الداني: لا أستجيزه؛ لأنه من أشد التخليط والتغيير للمرسوم، وقال   1 الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده ورقمه: "18543". ولم أجده في الموطأ. [أ] . 2 الحديث لم أجد لفظه ولكن معناه في سنن أبي داود: "2/ 80". [أ] . 3 رواه أبو داود عن سعد بن عبادة رضي الله عنه ورقمه فيه: "1474". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 الجرجاني في كتابه تفسير كلمات القرآن بين أسطره: من المذموم ا. هـ. وقراءته في المصحف أفضل منها عن ظهر قلب؛ لأن النظر في المصحف عبادة أخرى نعم إن زاد خشوعه, وحضور قلبه في القراءة عن ظهر القلب فهي أفضل, قاله النووي رحمه الله تعالى تفقها واعتمده الأستاذ أبو الحسن البكري قدس سره, ويجب رفع ما كتب عليه شيء من القرآن, وكذا كل اسم معظم, وورد أن الملائكة عليهم الصلاة والسلام لم يعطوا فضيلة قراءته, فهم حريصون على استماعه وقيل إن مؤمني الجن يقرءونه ويأتي إن شاء الله تعالى ما يتعلق بختمه آخر الكتاب. ومن أراد علم القراءات عن تحقيق: فلا بد له من حفظ كتاب كامل يستحضر به اختلاف القراء, ثم يفرد القراءات التي يريدها بقراءة راو راو, وشيخ شيخ, وهكذا, وكان السلف لا يجمعون رواية إلى أخرى, وإنما ظهر جمع القراءات في ختمة واحدة أثناء المائة الخامسة في عصر الداني, واستمر إلى هذه الأزمان لكنه مشروط بإفراد القراءات وإتقان الطرق والروايات1. واعلم: أن الخلاف إما أن يكون للشيخ كنافع, أو للراوي عنه كقالون أو للراوي عن الراوي وإن سفل كأبي نشيط عن قالون والقزاز عن أبي نشيط, أو لم يكن كذلك فإن كان للشيخ بكماله أي: مما اجتمعت عليه الروايات والطرق عنه فقراءة وإن كان للراوي عن الشيخ فرواية, وإن كان لمن بعد الرواة وإن سفل فطريق وما كان على غير هذه الصفة ما هو راجع إلى تخيير القارئ فيه, فهو وجه "مثاله" إثبات البسملة بين السورتين قراءة ابن كثير, ومن معه, ورواية قالون عن نافع, وطريق الأصبهاني عن ورش وطريق صاحب الهادي2 عن أبي عمرو, وطريق صاحب العنوان3 عن ابن عامر, وأما الأوجه فثلاثة الوقف على العالمين, ونحوه وثلاثة البسملة بين السورتين لمن بسمل, فلا تقل ثلاث قراءات ولا ثلاث روايات ولا ثلاث طرق بل: ثلاثة أوجه وتقول للأزرق في نحو: "آدَمُ"، "وأُوتُوا" ثلاث طرق والفرق بين الخلافين أن خلاف القراءات والروايات والطرق خلاف نص ورواية, فلو أخل القارئ بشيء منهم كان نقصا في الرواية, وخلاف الأوجه ليس كذلك إذ هو على سبيل التخيير, فبأي وجه أتى القارئ أجزأ في تلك الرواية, ولا يكون إخلالا بشيء منها, فلا حاجة لجمعها في موضع واحد بلا داع, ومن ثمة كان بعضهم لا يأخذ منها إلا بالأصح ويجعل الباقي مأذونا فيه, وبعضهم لا يلتزم شيئا بل يترك القارئ يقرأ بما شاء وبعضهم يقرأ بواحد في موضع وبآخر في غيره ليجتمع الجميع بالمشافهة وبعضهم بجمعها في أول   1 للمزيد انظر النشر لابن الجزري: 1/ 33، 35". [أ] . 2 هو الإمام ابن سفيان المالكي. اهـ النشر: "1/ 66". [أ] . 3 هو الإمام إسماعيل بن خلف الأنصاري. اهـ النشر: "1/ 64". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 موضع أو موضع ما, وجمعها في كل موضع تكلف مذموم: وإنما ساغ الجمع بين الأوجه في نحو التسهيل في وقف حمزة لتدريب القارئ المبتدئ فيكون على سبيل التعريف, فلذا لا يكلف العارف بها في كل محل. وإذا تقرر ذلك: فليعلم أنه يشترط على جامع القراءات شروط أربعة رعاية الوقف والابتداء وحسن الأداء وعدم التركيب, وأما رعاية الترتيب والتزام تقديم قارئ بعينه فلا يشترط, وكثير من الناس يرى تقديم قالون أولا ثم ورشا وهكذا, على حسب الترتيب السابق, ثم بعد إكمال السبعة يأتي بالثلاثة, والماهر عندهم هو الذي لا يلتزم تقديم شخص بعينه, فإذا وقف على وجه لقارئ يبتدئ لذلك القارئ بعينه ثم يعطف الوجه الأقرب إلى ما ابتدأ به عليه, وهكذا إلى آخر الأوجه1. واختلف: في كيفية الأخذ بالجمع فمنهم من يرى الجمع بالوقف, وهي طريق الشاميين وكيفيته أنه إذا أخذ في قراءة من قدمه لا يزال يقرأ حتى يقف على ما يحسن الابتداء بتاليه, ثم يعود إلى القارئ التالي إن لم يكن داخلا في سابقه, ثم يفعل بكل قارئ حتى ينتهي الخلف ثم يبتدئ مما بعد ذلك الوقف, ومنهم من يرى الجمع بالحرف وهي طريق المصريين بأن يشرع في القراءة فإذا مر بكلمة فيها خلف أعاد تلك الكلمة بمفردها, حتى يستوفي ما فيها من الخلاف, فإن كانت مما يسوغ الوقف عليه وقف واستأنف وإلا وصلها بآخر وجه انتهى إليه حتى ينتهي إلى موقف فيقف, وإن كان الخلف مما يتعلق بكلمتين كمد المنفصل والسكت على ذي كلمتين وقف على الكلمة الثانية واستأنف الخلاف, وهذه أوثق في استيفاء أوجه الخلاف وأسهل في الأخذ وأخصر والأول أشد في الاستحضار وأسد في الاستظهار. وللشمس ابن الجزري: وجه ثالث مركب من هذين وهو2: إنه إذا ابتدأ بالقارئ ينظر إلى من يكون من القراء أكثر موافقة له, فإذا وصل إلى كلمة بين القارئين فيها خلف وقف وأخرجه معه, ثم وصل حتى ينتهي إلى وقف سائغ وهكذا, حتى ينتهي الخلاف ومنهم من يرى كيفية التناسب, فإذا ابتدأ بالقصر مثلا أتى بالمرتبة التي فوقه ثم كذلك حتى ينتهي لآخر مراتب المد وكذا في عكسه وإن ابتدأ بالفتح أتى بعده بالصغرى ثم بالكبرى, وإن ابتدأ بالنقل أتى بعده بالتحقيق ثم بالسكت القليل ثم ما فوقه, وهذا لا يقدر على العمل به الأقوى الاستحضار "مهمة" هل يسوغ للجامع إذا قرأ كلمتين رسمتا في المصاحف كلمة واحدة, وكانت ذات أوجه نحو هؤلاء يآدم مثلا, وأراد استئناف بقية أوجهها أن يبتدئ بأول الكلمة الثانية فيقول آدم بالتوسط ثم بالقصر مثلا مع حذف أداة النداء لفظا للاختصار, قال في الأصل: لم أر في ذلك نقلا والذي يظهر عدم الجواز،   1 للمزيد انظر النشر: "1/ 210". [أ] . 2 انظر هذه الأوجه في النشر في القراءات العشر: "1/ 224". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 قال: ويؤيده ما يأتي إن شاء الله تعالى في مرسوم الخط أنه لا يجوز الوقف على ما اتفق على وصله إلا برواية صحيحة كما نصوا عليه ا. هـ. وهذا هو الذي أخذناه عن شيخنا رحمه الله تعالى1. خاتمة: قال الإمام أبو الحسن السخاوي في كتابه جمال القراء: خلط هذه القراءات بعضها ببعض خطأ، وقال النووي رحمه الله تعالى: وإذا ابتدأ القارئ بقراءة شخص من السبعة، فينبغي أن لا يزال على تلك القراءة ما دام للكلام ارتباط، فإذا انقضى ارتباطه، فله أن يقرأ بقراءة أخرى، والأولى دوامه على تلك القراءة ما دام في ذلك المجلس. وقال الجعبري: والتركيب ممتنع في كلمة وفي كلمتين إن تعلقت إحداهما بالأخرى وإلا كره, قال في النشر: قلت وأجازه أكثر الأئمة مطلقا, وجعلوا خطأ ما نعى ذلك محققا, قال: والصواب عندنا في ذلك التفصيل فنقول إن كانت إحدى القراءتين مترتبة على الأخرى فالمنع من ذلك منع تحريم كمن يقرأ "فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ" [البقرة الآية: 37] برفعهما أو بنصبهما ونحو: "وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّاءُ" [آل عمران الآية: 37] بالتشديد والرفع و"أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ" وشبهه مما لا تجيزه العربية ولا يصح في اللغة, وأما ما لم يكن كذلك فإنا نفرق فيه بين مقام الرواية وغيرها, فإن قرأ بذلك على سبيل الرواية لم يجز أيضا من حيث إنه كذب في الرواية, وإن لم يكن على سبيل الرواية بل على سبيل القراءة والتلاوة فإنه جائز صحيح مقبول لا منع منه ولا حظر, وإن كنا نعيبه على أئمة القراءات من حيث وجه تساوي العلماء بالعوام لا من وجه أن ذلك مكروه أو حرام, إذ كل من عند الله تعالى نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين -صلى الله عليه وسلم- تخفيفا عن الأمة وتسهيلا على أهل هذه الملة, فلو أوجبنا عليهم قراءة كل رواية على حدة لشق عليهم وانعكس المقصود من التخفيف وعاد الأمر بالسهولة إلى التكليف ا. هـ. ملخصا، والله تعالى أعلم2.   1 شيخه هو الشبراملسي انظر الصفحة: "6" وهذا الكلام منقول عن ابن الجزري في النشر من الصفحة "1/ 220" وما بعدها فليعلم. [أ] . 2 لقد تكلم المؤلف بإيجاز في هذه المقدمة الجامعة المانعة, وإذا أردت الزيادة دونما ترك صغيرة ولا كبيرة فعليك بالنشر الكبير للعلامة شمس الدين محمد بن الجزري رحمه الله تعالى, حيث أفاد بغزارة وشكل كل أخذ ورد في هذه المسائل المنصرمة. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 باب الاستعاذة : هي مستحبة عند الأكثر, وقيل واجبة وبه قال الثوري وعطاء لظاهر الآية, وقال بعضهم موضع الخلاف إنما هو في الصلاة خاصة أما في غيرها فسنة قطعا, وعلى الأول هي سنة عين لا سنة كفاية فلو قرأ جماعة جملة شرع لكل واحد الاستعاذة1. والذي اتفق عليه الجمهور: قديما وحديثا أنها قبل القراءة, وقيل بعدها ونقل عن حمزة وقيل قبلها بمقتضى الخبر, وبعدها بمقتضى القرآن جمعا بين الأدلة ونقل الثاني عن مالك وغيره لم يصح وكذا الثالث, والمختار لجميع القراء في كيفيتها أعوذ بالله من الشيطان الرجيم, وهو المأخوذ به عند عامة الفقهاء, وحكي فيه الإجماع لكنه تعقب بما روي من الزيادة والنقص فلا حرج على القارئ في الإتيان بشيء من صيغ الاستعاذة مما صح عند أئمة القراء2. فمما ورد: في الزيادة على اللفظ المتقدم أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم نص عليه الداني في الجامع, ورواه أصحاب السنن الأربعة عن أبي سعيد الخدري بإسناد جيد, وروي ذلك عن الحسن مع زيادة: إن الله هو السميع العليم مع الإدغام, وعن الأعمش من رواية المطوعي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم, وعن الشنبوذي كذلك لكن بالإدغام3. ومما ورد في النقص عنه: ما في حديث جبير بن مطعم المروي في أبي داود أعوذ بالله من الشيطان فقط4. ويستحب: الجهر بها عند الجميع إلا ما صح من إخفائها من رواية المسيبي عن نافع, ولحمزة وجهان: الإخفاء مطلقا والجهر أول الفاتحة فقط, والمراد بالإخفاء الإسرار على ما صوبه في النشر, ومحل الجهر حيث يجهر بالقراءة فإن أسر القراءة أسر الاستعاذة؛ لأنها تابعة, وهذا في غير الصلاة أما فيها فالمختار الإسرار مطلقا, وقيد أبو شامة إطلاقهم اختيار الجهر بحضرة سامع, ويجوز الوقف على التعوذ ووصله بما بعده ببسملة كان أو غيرها من القرآن, وظاهر كلام الداني أن الأول وصلها بالبسملة, وأما من لم يسم فالأشبه الوقف على الاستعاذة ويجوز الوصل, وعليه لو التقى مع الميم مثلها نحو: "الرجيم ما ننسخ" أدغم من مذهبه الإدغام, كما يجب حذف همزة الوصل في نحو: "الرجيم اعلموا أنما"5. تتمة: إذا قطع القارئ القراءة لعارض من سؤال أو كلام يتعلق بالقراءة لم يعده بخلاف ما إذا كان الكلام أجنبيا, ولو رد السلام فإنه يستأنف الاستعاذة, وكذا لو كان القطع إعراضا عن القراءة.   1 انظر باب الاستعاذة في التبصرة لملكي العتيبي: "245" [أ] . وفي النشر: "1/ 243". 2 انظر ما قاله ابن الجزري في هذا الحديث ورواته. النشر: "1/ 245". [أ] . 3 الحديث مروي في سنن أبي داود عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في أول باب من رأى الاستفتاح في الصلاة بسبحانك ورقمه: "775" [أ] . 4 لم أجد في سنن أبي داود سوى الحديث السابق أعلاه, وكذا حديث السيدة عائشة رضي الله عنها ورقمه: "785" وفيه أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم". [أ] . 5 إن في بحث الاستعاذة أخذ ورد في النصوص أسهب الكلام فيها العلامة محمد بن الجزري في نشره فانظر للمزيد: "1/ 243" وما بعدها. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 باب الإدغام : جرى كثير على ذكره بعد الفاتحة لأجل الرحيم ملك, ومشى في الأصل, وتبعته على رسمهم في جعله أول الأصول لما ذكر, وأخرت سورة الفاتحة ومعها البسملة لأول الفرش لتجتمع السور, وهو عندهم اللفظ بساكن, فمتحرك بلا فصل من مخرج واحد, فقولهم اللفظ بساكن فمتحرك جنس يشمل المظهر والمدغم والمخفي, وبلا فصل أخرج المظهر, ومن مخرج أخرج المخفي, وهو قريب من قول النشر اللفظ بحرفين حرفا كالثاني؛ لأن قوله بحرفين يشمل الثلاث, وقوله حرفا خرج به المظهر, وقوله كالثاني خرج به المخفي وهو نوعان كبير وصغير الأول الكبير وهو ما كان الأول من المثلين, أو المتجانسين أو المتقاربين متحركا. ثم إن لأبي عمرو من روايتي الدوري والسوسي في هذا النوع أعني: الكبير مذهبين: الإدغام والإظهار, كما أن له من الروايتين في الهمز الساكن مذهبين: التخفيف بالإبدال والتحقيق, فيتركب من البابين ثلاثة مذاهب كل منها صحيح مقروء به1. الإظهار مع الإبدال؛ لأن تحقيق الهمز أثقل من إظهار المتحرك, فخفف الأثقل, ولا يلزم تخفيف الثقيل, وهو أحد وجهي التيسير من قراءته على الفارسي كالجامع من قراءته على أبي الحسن. الثاني: الإدغام مع الإبدال للتخفيف وهو في جميع كتب أصحاب الإدغام من الروايتين جميعا, وهو عن السوسي في الشاطبية والثاني في التيسير, وهو المأخوذ به اليوم من طريق الحرز, وأصله, وبه كان يقرئ الشاطبي رحمه الله كما ذكره السخاوي, وهو مستند أهل العصر في تخصيص السوسي بوجه واحد. الثالث: الإظهار مع تحقيق الهمز عملا بالأصل الثابت عن أبي عمرو من جميع الطرق, وأما الإدغام مع الهمز فلا يجوز عند أئمة القراء عن أبي عمرو لما فيه من تخفيف الثقيل دون الأثقل, نعم يجوز ذلك ليعقوب كما هو قاعدته كما يأتي, فالأولى أن يحتج لأبي عمرو بالاتباع, وأما منع الإدغام مع مد المنفصل لأبي عمر, وأيضا فلقوله في التيسير إذا أدرج أو أدغم لم يهمز فخص الإدراج الذي هو الإسراع بالمد والإدغام بالإبدال, وسيعلم مما يأتي إن شاء الله تعالى جواز مد المنفصل مع الإبدال, فقول النويري في شرحه الطيبة هنا: والإبدال لا يكون إلا مع القصر, إن أراد به السوسي من طريق الحرز فمسلم وإلا ففيه نظر؛ لأن كلا من الدوري والسوسي روى عنه مد المنفصل, وتحقيق الهمز والإبدال ولم يصرح أحد من المصنفين من طريق الطيبة   1 وقد أكد ذلك أكثر أئمة الإقراء وعلى رأسهم العلامة محمد بن الجزري في نشره: "1/ 274". وما بعدها. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 وأصلها التي هي طرق كتابنا هذا بمنع المد مع الإبدال, وإنما صرحوا بامتناع الإدغام مع تحقيق الهمز كما تقدم, ومع مد المنفصل وما ذكره أعني النويري في باب الهمز بناء على ما ذكره هنا, فليتفطن له. نبه عليه شيخنا رحمه الله تعالى, مثال اجتماع الهمز مع الإدغام يأتهم تأويله, كذلك كذب ففيه الثلاثة المتقدم بيانها, ويمتنع الرابع ومثال اجتماع الإدغام مع المد "قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ" [الأنعام الآية: 50] فيمتنع المد مع الإدغام ويجوز الثلاثة الباقية ومثال اجتماعها أعني الإدغام والهمز والمد {قَالَ لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ} [يوسف الآية: 37] ويتحصل فيها ثمانية أوجه يمتنع منها ثلاثة وهي: الإدغام مع الهمز والمد والإدغام مع الهمز والقصر والإدغام مع البدل والمد وتجوز الخمسة الباقية. ثم: إن للإدغام شروطا وأسبابا وموانع, فشروطه في المدغم أن يلتقي الحرفان خطا سواء التقيا لفظا أم لا, فدخل نحو: أنه هو فلا تمنع الصلة, وخرج نحو: أنا نذير, وفي المدغم فيه كونه أكثر من حرف إن كان من كلمة ليدخل نحو: "خَلَقَكُمْ" ويخرج نحو: "نَرْزُقُكَ"، و"خَلَقَكَ" وأسبابه: التماثل وهو أن يتحدا مخرجا وصفة كالباء في الباء والكاف في الكاف والتجانس وهو: أن يتفقا مخرجا ويختلفا صفة كالدال في التاء والتاء في الطاء والثاء في الذال, والتقارب هو أن يتقاربا مخرجا أو صفة أو مخرجا وصفة, وموانعه قسمان: متفق عليه ومختلف فيه فالمتفق عليه ثلاثة: الأول: كونه منونا أو مشددا أو تاء ضمير, فالمنون نحو: "غَفُورٌ رَحِيمٌ" "سَمِيعٌ عَلِيمٌ" "سَارِبٌ بِالنَّهَارِ" "نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا" "فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ" "رَجُلٌ رَشِيدٌ"1؛ لأن التنوين حاجز قوي جرى مجرى الأصول, فمنع من التقاء الحرفين بخلاف صلة "إِنَّهُ هُوَ" لعدم القوة ولا تمنع زيادة الصفة في المدغم, ولذا أجمعوا على إدغام "بَسَطْتَ" [المائدة الآية: 28] ونحوها والمشدد نحو: "رَبِّ بِمَا" "مَسَّ سَقَرَ" "فَتَمَّ مِيقَاتُ" "الْحَقُّ كَمَنْ" "أَشَدَّ ذِكْرًا" ووجه ضعف المدغم فيه عن تحمل المشدد لكونه بحرفين وتاء الضمير متكلما أو مخاطبا نحو: "كُنْتُ تُرَابًا" "أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ" "كِدْتَ تَرْكَنُ" "خَلَقْتَ طِينًا" "جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا" وسيأتي إن شاء الله تعالى "جِئْتَ شَيْئًا" [مريم الآية: 27] ولا يخفى أن في إطلاقهم تاء الضمير على نحو: "أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ" تجوز إذا التاء فيه ليست ضميرا على الصحيح, بل حرف خطاب, والضمير أن والمختلف فيه من الموانع الجزم, وقد جاء في المثلين في قوله تعالى: "يَخْلُ لَكُمْ"، "وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ"، "وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا" وفي المتجانسين "وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ" وألحق به "وَآتِ ذَا الْقُرْبَى"2 وفي المتقاربين في قوله: "وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً" والمشهور الاعتداد بهذا المانع في المتقاربين وإجراء الوجهين في غيره, وموانع الإدغام عند الحسن البصري التشديد والتنوين فقط لإدغام تاء المتكلم والمخاطب نحو:   1 حيث وقعت. [أ] . 2 حيث وقعت. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 "كُنْتُ تُرَابًا"، "أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ" فإذا وجد الشرط والسبب وارتفع المانع جاز الإدغام, فإن كانا مثلين: أسكن الأول وأدغم في الثاني, وإن كانا غير مثلين: قلب كالثاني وأسكن ثم أدغم, وارتفع اللسان عنهما دفعة واحدة من غير وقف على الأول, ولا فصل بحركة ولا روم, وليس بإدخال حرف في حرف بل الصحيح أن الحرفين ملفوظ بهما كما حققنا طلبا للتخفيف قاله في النشر1. ثم إن هذا النوع وهو الإدغام الكبير ينقسم إلى مثلين وغيره2. أما المدغم من المثلين فسبعة عشر حرفا الباء والتاء والثاء والحاء والراء والسين والعين والغين والفاء والقاف والكاف واللام والميم والنون والواو والهاء والياء نحو: "لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ"، "الشَّوْكَةِ تَكُونُ"، "حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ"، "النِّكَاحِ حَتَّى"، "شَهْرُ رَمَضَانَ"، "النَّاسَ سُكَارَى"، "يَشْفَعُ عِنْدَهُ"، "يَبْتَغِ غَيْرَ"، "خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ"، "الرِّزْقِ قُلْ"، "رَبَّكَ كَثِيرًا"، "لا قِبَلَ لَهُمْ"، "الرحيم ملك"، "وَنَحْنُ نُسَبِّحُ"، "هُوَ وَالَّذِينَ"، "فِيهِ هُدًى"، "يَأْتِيَ يَوْمٌ"3. واختلف المدغمون فيما إذا جزم الأول وذلك في قوله تعالى: "وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ"، و"يَخْلُ لَكُمْ"، "وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا" والوجهان في الشاطبية وغيرها, وصححها في النشر4 وكذا اختلفوا في "آلَ لُوطٍ" وهي في أربعة مواضع اثنان [في الحجر الآية: 59, 61] والثالث في [النمل الآية: 56] والرابع في [القمر الآية: 34] وعلل الإظهار فيها بقلة الحروف ولكن نقض ذلك بإدغام "لَكَ كَيْدًا" والأولى التعليل بتكرار إعلال عينه إذ أصل آل عند سيبويه أهل فقلبت الهاء همزة توصلا إلى الألف ثم الهمزة ألفا لاجتماع الهمزتين, لكن حمل صاحب النشر ما روي عن أبي عمرو من قوله لقلة حروفها على قلة دورها في القرآن قال: فإن قلة الدور وكثرته معتبرة وكذا اختلفوا في الواو إذا وقع قبلها ضمة نحو: "هُوَ وَالَّذِينَ"، "هُوَ وَالْمَلائِكَةُ" ووقع في ثلاثة عشر موضعا, وبالإدغام أخذ أكثر المصريين والمغاربة, وبالإظهار أخذ أكثر البغداديين, واختاره ابن مجاهد, ومن جعل علة الإظهار فيه المد عورض بإدغامهم يأتي يوم, ونحوه, ولا فرق بينهما قاله الداني في جامع البيان: وبالوجهين قرأت وأختار الإدغام لاطراده, أما إذا أسكنت الهاء من هو وذلك في ثلاثة مواضع "فَهُوَ وَلِيُّهُمُ"، "وَهُوَ وَلِيُّهُمْ"، "وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ" فلا خلاف في الإدغام حينئذ خلافا لما وقع في شرح الإمام أبي عبد الله الموصلي المعروف بشعلة   1 انظر الصفحة: "1/ 274" وما بعدها. [أ] . 2 كما ذكره العلامة محمد بن الجزري: "1/ 275". [أ] . 3 حيث وقعت. [أ] . 4 وذكرها الطبري مفصلة في أواخر السور في كتابه التلخيص في القراءات الثمان وكذا الواسطي في الكنز. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 للشاطبية قال في النشر: بعد أن نقل عن جامع البيان عدم الخلاف في إدغامه, والصحيح أنه لا فرق بين "وَهُوَ وَلِيُّهُمْ" وبين "الْعَفْوَ وَأْمُرْ" وبين "فَهِيَ يَوْمَئِذٍ" إذ لا يصح نص عن أبي عمرو, وأصحابه بخلافه واختلفوا أيضا في "وَاللَّائِي يَئِسْنَ" [الطلاق الآية: 4] على وجه إبدال الهمزة ياء ساكنة وقد ذكرها الداني في الإدغام الكبير, وتعقب بأن محلها الصغير لسكون الياء, وأجيب بأن وجه دخولها فيه قلبها عن متحرك, وقد ذهب الداني والشاطبي والصفراوي وغيرهم إلى إظهار الياء فيها لتوالي الإعلال؛ لأن أصلها "اللَّائِي" بياء ساكنة بعد الهمز كقراءة ابن عامر ومن معه, فحذفت الياء لتطرفها وانكسار ما قبلها فصارت كقراءة قالون ومن معه, ثم أبدلت الهمزة ياء ساكنة على غير قياس لثقلها فحصل في الكلمة إعلالان فلا تعل ثالثا بالإدغام, وذهب الآخرون إلى الإدغام, قال في النشر: قلت وكل من وجهي الإظهار والإدغام ظاهر مأخوذ به, وبهما قرأت على أصحاب أبي حيان عن قراءتهم بذلك عليه, وليسا مختصين بأبي عمرو بل يجريان لكل من أبدل معه, وهما البزي واليزيدي واتفقوا على إظهار "يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ" من أجل الإخفاء قبله, ولم يدغم من المثلين في كلمة واحدة إلا قوله تعالى: "مَنَاسِكَكُمْ" [البقرة الآية: 200] و"مَا سَلَكَكُمْ" [المدثر الآية: 42] أظهر ما عداهما نحو: "جِبَاهُهُمْ" و"وُجُوهَهُم" و"أَتُحَاجُّونَنَا" و"بِشِرْكِكُمْ" خلافا للمطوعي عن الأعمش كما يأتي إن شاء الله تعالى, وأما المدغم من المتجانسين والمتقاربين فهو ضربان أيضا في كلمة اصطلاحية وفي كلمتين, أما ما كان من كلمة فلم يدغم منه إلا القاف في الكاف إذا تحرك ما قبل القاف, وكان بعد الكاف ميم جمع لتحقق الثقل بكثرة الحروف والحركات نحو: "خَلَقَكُمْ"، "وَرَزَقَكُمْ"، "وَاثَقَكُمْ"، "سَبَقَكُمْ" لا ماضي غيرهن ونحو: "نَخْلُقْكُمْ"، و"نَرْزُقُكُمْ"، "فَيُغْرِقَكُمْ" ولا مضارع غيرهن فإن سكن ما قبل القاف نحو: "مِيثَاقَكُمْ"، "مَا خَلْقُكُمْ" أولم يأت بعد الكاف ميم جمع نحو: "خَلَقَكَ"، و"نرزقك" فلا خلاف في إظهاره, إلا إذا كان بعد الكاف نون جمع, وهو طلقكن فقط بالتحريم ففيه خلاف لكراهة اجتماع ثلاث تشديدات في كلمة قال صاحب النشر1: وعلى إطلاق الوجهين فيها من علمناه من قراء الأمصار ا. هـ. وأما ما كان من كلمتين فإن المدغم من الحروف في مجانسه, أو مقاربه بشرط انتفاء الموانع المتقدمة ستة عشر حرفا وهي الباء والتاء والثاء والجيم والحاء والدال والذال والراء والسين والشين والضاد والقاف والكاف واللام والميم والنون وقد جمعت في قولك رض سنشد حجتك بذل قثم فالباء: تدغم في الميم في قوله تعالى: "يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ" فقط وهو في خمسة مواضع لاتحاد مخرجهما وتجانسهما في الانفتاح والاستفال والجر وليس منه موضع آخر البقرة لسكون الباء, فمحاه الصغير, وفهم من تخصيص "يُعَذِّبَ" خروج   1 انظر: "1/ 275". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 نحو: "سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا"، و"يَضْرِبَ مَثَلًا" والتاء تدغم في عشرة أحرف: الثاء والجيم والذال والزاي والسين والشين والصاد والضاد والطاء والظاء ففي الثاء نحو: "بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ"، "ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ" واختلف عنه في "الزكوة ثم" بالبقرة و"التورية ثم" [الجمعة الآية: 5] لأنهما مفتوحان بعد ساكن, فروي إدغامهما ابن حبش من طريقي الدوري والسوسي وبذلك قرأ الداني من الطريقين, وروى أصحاب ابن مجاهد عنه الإظهار لخفة الفتحة بعد السكون, وفي الجيم نحو: "الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ"، "ورثة جنات النعيم" وفي الذال نحو: "الْآخِرَةِ ذَلِكَ" "الدَّرَجَاتِ ذُو" واختلف في "وَآتِ ذَا الْقُرْبَى"، "فَآتِ ذَا الْقُرْبَى" كلاهما من أجل الجزم أو ما في حكمه وبالوجهين قرأ الداني وأخذ الشاطبي وأكثر المصريين وفي الزاي نحو: "بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا"وفي السين نحو: "الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ" وفي الشين نحو: "بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ" واختلف في "جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا" [مريم الآية: 27] وعلل الإظهار بكون تاء جئت للخطاب وبحذف عينه الذي عبر عنه الشاطبي بالنقصان؛ وذلك لأنهم لما حولوا فعل المفتوح العين الأجوف اليائي إلى فعل بكسرها عند اتصاله بتاء الضمير, وسكنوا اللام وهي الهمزة هنا, وتعذر القلب نقلوا كسرة الياء إلى الجيم, فحذفت الياء للساكنين ولكن ثقل الكسرة سوغ الإدغام, وبالوجهين أخذ الشاطبي وسائر المتأخرين, وفي الصاد نحو: "وَالصَّافَّاتِ صَفًّا" [الصافات الآية: 1] نحو: "وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا" [العاديات الآية: 1] وفي الطاء نحو: "الصَّلاةَ طَرَفَي" [هود الآية: 114] واختلف في "وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ" [النساء الآية: 102] لمانع الجزم لكن قوي الإدغام هنا للتجانس وقوة الكسر والطاء, ورواه الداني والأكثرون بالوجهين وأما "بَيَّتَ طَائِفَةٌ" [النساء الآية: 81] فأدغمه أبو عمرو وجها واحدا كما يأتي في محله إن شاء الله تعالى, وفي الظاء نحو: "الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي" والثاء تدغم في خمسة أحرف: التاء والذال والسين والشين والضاد ففي التاء نحو: "حَيْثُ تُؤْمَرُونَ" وفي الذال نحو: "وَالْحَرْثِ ذَلِكَ" لا غير وفي السين نحو: "وَوَرِثَ سُلَيْمَانَ" وفي الشين نحو: "حَيْثُ شِئْتُمَا" وفي الضاد نحو: "حَدِيثُ ضَيْفِ" قط والجيم تدغم في موضعين أحدهما في الشين في "أَخْرَجَ شَطْأَهُ" على خلاف بين المدغمين والثاني في التاء في "ذِي الْمَعَارِجِ، تَعْرُجُ" والحاء تدغم في العين في حرف وهو "زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ" على خلاف فيه أيضا بين المدغمين والدال تدغم في عشرة أحرف التاء والثاء والجيم والذال والزاي والسين والشين والصاد والضاد والظاء, إلا أن تكون الدال مفتوحة وقبلها ساكن فإنها لا تدغم إلا في التاء لقوة التجانس ففي التاء نحو: "الْمَسَاجِدِ تِلْكَ" "بَعْدَ تَوْكِيدِهَا" وفي الثاء "يُرِيدُ ثَوَابَ" وفي الجيم نحو: "دَاوُدَ"، "جَالُوتَ" وفي الذال نحو: "وَالْقَلائِدَ ذَلِكَ" وفي الزاي "يَكَادُ زَيْتُهَا" وفي السين نحو: "الْأَصْفَادِ، سَرَابِيلُهُم" وفي الشين نحو: "وَشَهِدَ شَاهِدٌ" وفي الصاد "نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ" وفي الضاد "مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ" وفي الظاء "مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ" والذال تدغم في السين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 في قوله تعالى: "فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ" موضعي الكهف, وفي الصاد في قوله تعالى: "مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً" فقط والراء تدغم في اللام نحو: "أَطْهَرُ لَكُمْ"، المصير "الْمَصِيرُ، لا يُكَلِّفُ"، "وَالنَّهَارِ لَآياتٍ" فإن فتحت وسكن ما قبلها أظهرت نحو: "وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا" [النحل الآية: 8] وتقدم التنبيه على أن زيادة الصفة في المدغم كالتكرير هنا لا تمنع إدغامه فيما دونه لإجماعهم على إدغام "أَحَطْتُ" مع قوة الطاء, ولو سلم فالتكرير أمر عدمي عارض في الراء لا متأصل فلا يقويها, والسين تدغم في الزاي في قوله تعالى: "وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ" [التكوير الآية: 7] وفي الشين في قوله تعالى: "الرَّأْسُ شَيْبًا" [مريم الآية: 3] باختلاف بين المدغمين فيه وأجمعوا على إظهار "لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا" لخفة الفتحة بعد السكون, والشين تدغم في حرف واحد وهو السين من قوله تعالى: "ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا" على خلاف بين المدغمين والضاد تدغم في الشين في قوله تعالى: "لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ" لا غير بخلاف أيضا, وأما إدغام "الْأَرْضَ شَقًّا" فغير مقروء به لانفراد القاضي أبي العلاء به عن ابن حبش, والقاف تدغم في الكاف إذا تحرك ما قبلها نحو: "يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ" وتقدم الكلام على نحو: "خلقكم مع طلقكن، ونرزقك" فإن سكن ما قبلها لم تدغم نحو: "وَفَوْقَ كُلِّ" والكاف تدغم في القاف إذا تحرك ما قبلها نحو: "لَكَ قَالَ" فإن سكن ما قبلها لم تدغم نحو: "وَتَرَكُوكَ قَائِمًا" واللام تدغم في الراء إذا تحرك ما قبلها بأي حركة نحو: "رُسُلُ رَبِّكَ"، "أَنْزَلَ رَبُّكُمْ "، "كَمَثَلِ رِيحٍ" فإن سكن ما فيها أدغمها مكسورة أو مضمومة فقط نحو: "يَقُولُ رَبَّنَا"، "إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ" فإن انفتحت بعد الساكن نحو: "فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ" امتنع الإدغام لخفة الفتحة إلا لام قال نحو: "قَالَ رَبُّكَ", "قَالَ رَجُلانِ" فإنها تدغم حيث وقعت لكثرة دورها والميم تسكن عند الباء إذا تحرك ما قبلها فتخفى بغنة نحو: "بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ" وليس في الإدغام الكبير مخفي غير ذلك عند من أخفاه فإن سكن ما قبلها أظهرت نحو: "إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ" ونبه بتسكين الباء على أن الحرف المخفي كالمدغم يسكن ثم يخفى لكنه يفرق بينهما بأنه في المدغم يقلب, ويشدد الثاني بخلاف المخفي, والنون تدغم إذا تحرك ما قبلها في الراء واللام نحو: "تَأَذَّنَ رَبُّكَ"، "نُؤْمِنَ لَكَ" فإن سكن ما قبلها أظهرت عندهما نحو: "يَخَافُونَ رَبَّهُمْ" "لِيَكُونَ لَهُمْ" إلا النون من "نَحْنُ" فقط فإنها تدغم نحو: "نَحْنُ لَكَ" لثقل الضمة مع لزومها, ولكثرة دورها فهذا ما أدغمه أبو عمرو وقد شاركه غيره فقرأ حمزة وفاقا له بإدغام التاء في أربعة مواضع وهي: "وَالصَّافَّاتِ صَفًّا، فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا، فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا" و"وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا" [الصافات الآية: 2, 3] و [الذاريات الآية: 1] بغير إشارة واختلف عن خلاد عنه في "فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا"، "فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا" وبالإدغام قرأ الداني على أبي الفتح والوجهان في الشاطبية1.   1 للإمام القاسم بن فيرة الشاطبي واسمها: حرز الأماني ووجه التهاني. ولكن شهرتها بمتن الشاطبية. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 وقرأ يعقوب بإدغام الباء في الباء في "وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ" [النساء الآية: 36] وقرأ رويس بإدغام أربعة أحرف كأبي عمرو لكن بلا خلاف "نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا، وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا، إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا" [طه الآية: 33] "فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ" [المؤمنون الآية: 101] واختلف عنه في إدغام اثني عشر حرفا "لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ" [البقرة الآية: 20] "وَجَعَلَ لَكُمُ"1 [النحل الآية: 72] جميع ما في النحل وهو ثمانية "لا قِبَلَ لَهُمْ" [النمل الآية: 37] "وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى، وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى" [بالنجم الآية: 49] كلاهما بالنجم فأدغمها النخاس من جميع طرقه وكذا الجوهري كلاهما عن التمار, وهو الذي لم يذكر الداني, وأكثر أهل الأداء عن رويس سواه فهو الراجح, ورواها أبو الطيب وابن مقسم كلاهما عن التمار عنه بالإظهار, واختلف عن رويس أيضا لكن من غير ترجيح في أربعة عشر حرفا ثلاثة بالبقرة "فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ" "وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ" "نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ" بعدها وفي الأعراف "مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ" وفي الكهف "لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ" وفي مريم "فَتَمَثَّلَ لَهَا" وفي طه "وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي" وفي النحل "وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ " وفي الزمر "وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ" وفي الروم "كَذَلِكَ كَانُوا" وفي الشورى "جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ" وفي النجم "وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى" "وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا" الأولان وفي الانفطار "رَكَّبَكَ، كَلَّا" وروى الأهوازي وابن الفحام إدغام "جَعَلَ لَكُمُ" جميع ما في القرآن وروى الحمامي التخيير فيها. وروى أبو الكرم الشهرزوري صاحب المصباح عن يعقوب بكماله إدغام جميع ما أدغمه أبو عمرو من المثلين والمتقاربين وإليه الإشارة بقول الطيبة: وقيل عن يعقوب ما لابن العلا وكذا ذكره أبو حيان في كتابه المطلوب في قراءة يعقوب, وبه قرأ ابن الجزري عن أصحابه, وحكاه أبو الفضل الرازي واستشهد به للإدغام مع تحقيق الهمزة قال شيخنا؛ وذلك لأنهم لما أطلقوا الإدغام عنه ولم يشترطوا له ما اشترطوا لأبي عمرو دل على إدغامه بلا شرط, قال: وكما دل على الإدغام مع الهمز يدل عليه مع مد المنفصل وهو كذلك كما تقدم التصريح به, واختص يعقوب عن أبي عمرو بإدغام التاء من "رَبِّكَ تَتَمَارَى" [النجم الآية: 55] ورويس بإدغامها من "ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا" [سبأ الآية: 46] وإذا ابتدآ بهاتين الكلمتين فبتاءين مظهرتين موافقة للرسم, والأصل بخلاف الابتداء بتاآت البزي الآتية إن شاء الله تعالى فإنها مرسومة بتاء واحدة فكان الابتداء بها كذلك. وافق اليزيدي أبا عمرو على إدغام جميع الباب بقسميه اتفاقا واختلافا, والحسن على إدغام المثلين في كلمتين فقط, وزاد تاء المتكلم والمخاطب كـ "كُنْتُ تُرَابًا" "أَفَأَنْتَ   1 وحيث وقعت. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 تُكْرِهُ" وابن محيصن على ما ضم أوله من المثلين في كلمتين نحو: "يَشْفَعُ عِنْدَه" ويشير إلى ضم الحرف, وزاد من المفردة إدغام باقي المثلين إلا أنه أظهر ما اختلف فيه عن أبي عمرو كـ"يَخْلُ لَكُمْ" وعنه إدغام القاف في الكاف نحو: "خَلَقَكُمْ" "وَرَزَقَكُمْ" وعنه من المفردة إدغام جميع المتجانسين, والمتقاربين إلا أنه أظهر ما اختلف فيه عن أبي عمرو وزاد منها إدغام الضاد في التاء نحو: "أَفَضْتُمْ" "وَأَقْرَضْتُمُ" وأدغم من المبهج, والمفردة الضاد في الطاء إذا اجتمعا في كلمة نحو: " اضْطُرّ" "اضْطُرِرْتُمْ" والظاء في التاء من "أَوَعَظْتَ" ويبقى صوت حرف الإطباق, ووافق الشنبوذي عن الأعمش على إدغام الباء في الباء وعلى إخفاء الميم عند الباء نحو: "أَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ" وباء يعذب عند ميم من, والمطوعي على إدغام جميع المثلين في كلمتين وزاد مثلي كلمة في جميع القرآن نحو: "جِبَاهُهُمْ" لتلاقي المثلين, واستثنى من إدغام التاء "إِلَّا مَوْتَتَنَا"ووافقه ابن محيصن على إدغام "بِأَعْيُنِنَا" [الطور الآية: 48] وعنه الإظهار من المبهج1.   1 كتاب المبهج للإمام سبط الخياط. النشر: "1/ 83". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 فصل يلتحق بهذا الباب خمسة أحرف مدخل ... فصل: يلتحق بهذا الباب خمسة أحرف أولها: "بَيَّتَ طَائِفَةٌ" [النساء الآية: 81] أدغم التاء منه في الطاء أبو عمرو وحمزة. ثانيها: "لا تَأْمَنَّا" [يوسف الآية: 11] أجمع الآئمة العشرة على إدغامه, واختلفوا في اللفظ به فقرأ أبو جعفر بإدغامه إدغاما محضا من غير إشارة, وسيأتي له إبدال الهمزة الساكنة وافقه الشنبوذي عن الأعمش, والباقون بالإشارة, واختلفوا فيها فبعضهم, يجعلها روما فيكون ذلك إخفاء لا إدغاما صحيحا؛ لأن الحركة لا تسكن رأسا بل يضعف صوت الحركة وبعضهم يجعلها إشماما وهو عبارة عن ضم الشفتين إشارة إلى حركة الفعل مع الإدغام الصريح قالوا: وتكون الإشارة إلى الضمة بعد الإدغام فيصح معه حينئذ الإدغام, والروم اختيار الداني وبالإشمام قطع أكثر أهل الأداء قال ابن الجزري: وإياه أختار مع صحة الروم عندي, وافقهم ابن محيصن والحسن واليزيدي، وعن المطوعي عن الأعمش الإظهار المحض فينطق بنونين أولاهما مضمومة والثانية مفتوحة. ثالثها "مَا مَكَّنِّي" [الكهف الآية: 95] قرأ ابن كثير بإظهار النون، والباقون بالإدغام. رابعها: "أَتُمِدُّونَنِ" [النمل الآية: 36] أدغم النون في النون حمزة وكذا يعقوب والباقون بالإظهار, وهي بنونين في جميع المصاحف, وسيأتي حكم يائها في الزوائد إن شاء الله تعالى1.   1 انظر الصفحة: "113". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 خامسها: "أَتَعِدَانِنِي" [الأحقاف الآية: 17] أدغم هشام النون في النون وافقه الحسن وابن محيصن بخلف عنه, والباقون بالإظهار وهي كذلك في جميع المصاحف, ويأتي إن شاء الله تعالى جميع ذلك مبسوطا في محاله من الفرش. فصل: تجوز الإشارة بالروم والإشمام إلى حركة الحرف المدغم سواء كان مماثلا أو مقاربا أو مجانسا إذا كان مضموما, وبالروم فقط إذا كان مكسورا, وترك الإشارة هو الأصل, والإدغام الصحيح يمتنع مع الروم دون الإشمام, والآخذون بالإشارة أجمعوا على استثناء الميم عند مثلها وعند الباء, وعلى استثناء الباء عند مثلها, وعند الميم, واستثنى بعضهم الفاء عند الفاء وذلك نحو: "يَعْلَمُ مَا"، "أَعْلَمُ بِمَا"، "نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا"، "يُعَذِّبُ مَنْ"، "تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ" تنبيهان: الأول كل من أدغم الراء في مثلها أو في اللام أبقى إمالة الألف قبلها نحو: "وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" "َالنَّهَارِ لَآياتٍ" لعروض الإدغام والأصل عدم الاعتداد به, وروى ابن حبش عن السوسي فتح ذلك حالة الإدغام اعتدادا بالعارض, والأول مذهب ابن مجاهد وأكثر القراء, وأئمة التصريف, وقد ترجح الإمالة عند من يأخذ بالفتح في قوله تعالى: "فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ" لوجود الكسر بعد الألف حالة الإدغام قاله في النشر قياسا1. الثاني: لا يخلو ما قبل الحرف المدغم إما أن يكون متحركا أو ساكنا فالأول: لا كلام فيه, والثاني: إما أن يكون معتلا أو صحيحا, فإن كان معتلا أمكن الإدغام معه وحسن لامتداد الصوت به, ويجوز فيه ثلاثة أوجه: المد والتوسط والقصر كالوقف سواء كان المعتل حرف مد نحو: "الرحيم ملك"، "قَالَ لَهُمْ"، "يَقُولُ رَبَّنَا" أو حرف لين نحو: "قَوْمُ مُوسَى"، "كَيْفَ فَعَلَ" والمد أرجح, وفي النشر لو قيل باختيار المد في حرف المد والتوسط في حرف اللين لكان له وجه لما يأتي في باب المد إن شاء الله تعالى2, وإن كان الساكن صحيحا عسر الإدغام معه لكونه جمعا بين ساكنين ليس أولهما حرف علة وذلك نحو: "شَهْرُ رَمَضَانَ"، "الْعَفْوَ وَأْمُرْ"، "زَادَتْهُ هَذِهِ"، "الْمَهْدِ صَبِيًّا" وفيه طريقان ثابتان صحيحان مأخوذ بهما: طريق المتقدمين إدغامه إدغاما صحيحا, قال الحافظ البارع المتقن الشمس ابن الجزري: والإدغام الصحيح هو الثابت عند قدماء الأئمة من أهل الأداء والنصوص مجتمعة عليه الطريق, الثاني: لأكثر المتأخرين أنه مخفي بمعنى مختلس الحركة, وهو المسمى بالروم المتقدم آنفا, وهو في الحقيقة مرتبة ثالثة لا إدغام ولا إظهار, وليس المراد الإخفاء المذكور في باب النون الساكنة والتنوين, وفرارهم من   1 انظر الصفحة: "1/ 275". [أ] . 2 انظر الصفحة: "37" من هذا الكتاب. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 الإدغام الصحيح لما يلزم عليه من التقاء الساكنين على غير حده؛ وذلك لأن قاعدة الصرفيين أنه لا يجمع بين ساكنين إلا إذا كان الأول حرف علة مدا أو لينا, فإن كان صحيحا جاز وقفا لعروضه لا وصلا فحصل من قاعدتهم أنه لا يجمع بين ساكنين والأول صحيح في الوصل، وقد ثبت عن القراء اجتماعهما, فخاض فيها الخائضون توهما منهم أن ما خالف قاعدتهم لا يجوز, وهو كما قاله جميع المحققين أنا لا أسلم أن ما خالف قاعدتهم غير جائز بل غير مقيس, وما خرج عن القياس إن لم يسمع فهو لحن1، وإن سمع فهو شاذ قياسا فقط, ولا يمتنع وقوعه في القرآن وأيضا فهو ملحق بالوقف إذ لا فرق بين الساكن للوقف والساكن للإدغام, ثم نعود ونقول دعواهم عدم جوازه وصلا ممنوعة, وعدم وجدان الشيء لا يدل على عدم وجوده في نفس الأمر فقد سمع التقاؤهما من أفصح العرب بل أفصح الخلق على الإطلاق -صلى الله عليه وسلم- فيما يروى "نعما المال الصالح للرجل الصالح" قاله أبو عبيدة, واختاره وناهيك به, وتواتر ذلك عن القراء وشاع وذاع ولم ينكر وهو إثبات مفيد للعلم, وما ذكروه نفي مستنده الظن, فالإثبات العلمي أولى من النفي الظني, ولئن سلمنا أن ذلك غير متواتر فأقل الأمر أن يثبت لغة بدلالة نقل العدول له عمن هو أفصح ممن استدلوا بكلامهم, فبقي الترجيح في ذلك بالإثبات وهو مقدم على النفي وإذا حمل كلام المخالف على أنه غير مقيس أمكن الجمع بين قولهم, والقراءة المتواترة والجمع ولو بوجه أولى, وقال ابن الحاجب بعد نقله التعارض بين قولي القراء والنحويين ما نصه: والأولى الرد على النحويين في منع الجواز فليس قولهم بحجة إلا عند الإجماع, ومن القراء جماعة من أكابر النحويين فلا يكون إجماع النحويين حجة مع مخالفة القراء لهم, ثم ولو قدر أن القراء ليس فيهم نحوي فإنهم ناقلون لهذه اللغة وهم مشاركون للنحويين في نقل اللغة فلا يكون إجماع النحويين حجة دونهم, وإذا ثبت ذلك كان المصير إلى قول القراء أولى؛ لأنهم ناقلوها عمن ثبتت عصمته عن الغلط في مثله؛ ولأن القراءة ثبتت متواترة وما نقله النحويون آحاد, ثم لو سلم أنه ليس بمتواتر فالقراء أعدل وأكثر فكان الرجوع إليهم أولى ا. هـ. والله أعلم2. النوع الثاني الإدغام الصغير: وهو ما كان الحرف المدغم منه ساكنا, وينقسم إلى واجب وممتنع وجائز. الأول: إذا التقى حرفان أولهما ساكن نحو: "رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ"، "يُدْرِكْكُمُ"، "يُوَجِّهْهُ"، "قَالَتْ طَائِفَةٌ"، "قَدْ تَبَيَّنَ"، "أَثْقَلَتْ دَعَوَا" وجب إدغام الأول منهما بشروط ثلاثة الأول: أن لا يكون أول المثلين هاء سكت فإنها لا تدغم؛ لأن الوقف على الهاء منوي نحو: "مَالِيَهْ هَلَكَ" ويأتي الكلام عليها في محلها إن شاء الله تعالى الثاني: أن لا يكون حرف مد نحو: "قَالُوا وَهُمْ"، "فِي يَوْمٍ" لئلا يذهب المد بالإدغام الثالث: أن لا يكون أول الجنسين حرف حلق نحو: "فَاصْفَحْ عَنْهُمْ". القسم الثاني: الممتنع وهو أن يتحرك أولهما, ويسكن ثانيهما مثاله في كلمة "ضْلَلْتُمْ" وفي كلمتين "قَالَ الْمَلَأُ". القسم الثالث: الجائز وهو المراد هنا وينحصر في فصول ستة وهي: إذ, وقد, وتاء التأنيث, وهل, وبل, وحروف قربت مخارجها, وأحكام النون الساكنة والتنوين.   1 أي: خطأ لخروجه عن القياس. [أ] . 2 للمزيد انظر النشر لابن الجزري: "1/ 292". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 الفصل الأول في حكم ذال إذ 1: اختلف في إدغامها في ستة أحرف وهي حروف تجد والصفير الصاد, والسين, والزاي, فالتاء نحو: "إِذْ تَبَرَّأَ" [البقرة الآية: 166] والجيم "إِذْ جَاءَ" [الصافات الآية: 84] والدال "إِذْ دَخَلُوا" [الذاريات الآية: 25] والصاد "وَإِذْ صَرَفْنَا" [الأحقاف الآية: 29] ولا ثاني له ولاسين "إِذْ سَمِعْتُمُوهُ" [النور الآية: 48] والزاي "وَإِذْ زَيَّنَ" [الأنفال الآية: 48] فقرأ أبو عمرو وهشام بإدغام الذال في الستة وافقهما اليزيدي, وابن محيصن وأظهرها عند الستة نافع وابن كثير وعاصم وكذا أبو جعفر ويعقوب, واختلف عن ابن ذكوان في الدال فأدغم الذال فيها من طريق الأخفش, وأظهرها من طريق الصوري كالخمسة الباقية, وقرأ حمزة وكذا خلف بإدغامها في التاء والدال فقط, وبإظهارها عند الأربعة الباقية وقرأ خلاد والكسائي بإدغامها في غير الجيم, وافقهما الحسن وعن الأعمش إدغامها في الزاي والصاد والسين وزاد المطوعي عنه الجيم.   1 للمزيد انظر النشر لابن الجزري: "2/ 2" حيث فصل الكلام أكثر من هذا الموجز. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 الفصل الثاني في حكم دال قد: اختلف في إدغامها في ثمانية أحرف الأول: الجيم نحو: "لَقَدْ جَاءَكُمْ" الثاني الذال: "وَلَقَدْ ذَرَأْنَا" ليس غيره الثالث الزاي: "وَلَقَدْ زَيَّنَّا" الرابع السين: "قَدْ سَأَلَهَا" الخامس الشين: "قَدْ شَغَفَهَا" فقط السادس الصاد: "وَلَقَدْ صَرَّفْنَا" السابع الضاد: "قَدْ ضَلُّوا" الثامن: "لَقَدْ ظَلَمَكَ" فأدغمها فيهن أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام وكذا خلف, وافقهم الأربعة لكن اختلف عن هشام في "لَقَدْ ظَلَمَكَ" [ص الآية: 24] فالإظهار له في الشاطبية كأصلها وفاقا لجمهور المغاربة, وكثير من العراقيين وهو في المبهج1، وغيره عنه من طريقيه, والإدغام له في المستنير2، وغيره وفاقا لجمهور العراقيين, وبعض المغاربة, وأدغمها ورش في: الضاد والظاء المعجمتين وأظهرها عند الستة, وأدغمها ابن ذكوان في: الذال والضاد والظاء المعجمات فقط, واختلف عنه في الزاي, فالإظهار رواية الجمهور عن الأخفش عنه, والإدغام روايه الصوري عنه, وبعض المغاربة عن الأخفش, والباقون بالإظهار, وهم: ابن كثير وعاصم وقالون وكذا: أبو جعفر ويعقوب.   1 كتاب المبهج للإمام سبط الخياط. النشر: "1/ 83". [أ] . 2 كتاب المستنير للإمام ابن سوار. النشر: "1/ 82. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 الفصل الثالث في حكم تاء التأنيث: اختلف في إدغامها في ستة أحرف أولها الثاء نحو: "كَذَّبَتْ ثَمُودُ"، ثانيها الجيم: "وَجَبَتْ جُنُوبُهَا" ثالثها الزاي: "خَبَتْ زِدْنَاهُم" فقط, رابعها السين: "فَكَانَتْ سَرَابًا" خامسها الصاد: "لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ" سادسها الظاء: "حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا"فأدغمها في الستة أبو عمرو, وحمزة والكسائي وافقهم الأربعة, وأدغمها في الظاء فقط ورش من طريق الأزرق, وأظهرها خلف في الثاء فقط, وأدغمها ابن عامر في الظاء والصاد, وأدغمها هشام في الثاء, واختلف عنه في حروف سجز السين والجيم والزاي, فالإدغام من طريق الداجواني وابن عبدان عن الحلواني, والإظهار من باقي طرق الحلواني واختلف عن الحلواني عنه في "لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ" [الحج الآية: 40] وأظهرها ابن ذكوان عند حروف سجز المتقدمة, واختلف عنه في الثاء فروى عنه الصوري الإظهار وروى عنه الأخفش الإدغام واختلف عنه أيضا في "أَنْبَتَتْ سَبْعَ" [البقرة الآية: 261] فأدغمها الصوري وأظهرها الأخفش, وأما حكاية الشاطبي رحمه الله تعالى الخلاف عن ابن ذكوان في "وَجَبَتْ جُنُوبُهَا" [الحج الآية: 36] فتعقبه في النشر بأنه لا يعرف خلافا عنه في إظهارها من هذه الطرق التي من جملتها طرق الشاطبية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 الفصل الرابع في حكم لام هل وبل: اختلف في إدغامها في ثمانية أحرف أولها التاء نحو: "هَلْ تَنْقِمُونَ"، "بَلْ تَأْتِيهِمْ" ثانيها الثاء: "هَلْ ثُوِّبَ" فقط ثالثها الزاي: "بَلْ زُيِّنَ"، "بَلْ زَعَمْتُمْ" فقط. رابعها السين "بَلْ سَوَّلَتْ" معا فقط, خامسها الضاد: "بَلْ ضَلُّوا" فقط, سادسها الطاء: "بَلْ طَبَعَ" سابعها الظاء: "بَلْ ظَنَنْتُمْ" فقط ثامنها النون: "هَلْ نَحْنُ"، "بَلْ نَقْذِفُ" فاشترك: هل وبل في التاء والنون, واختصر هل بالثاء المثلثة, وبل بالخمسة الباقية, فقرأ بإدغام اللام في الأحرف الثمانية الكسائي, وافقه ابن محيصن بخلف عنه في لام هل في النون, وقرأ حمزة بالإدغام في التاء والثاء والسين واختلف عنه في بل طبع, فأدغمه خلف من طريق المطوعي, وكذا رواه ابن مجاهد عن أصحابه عنه وأدغمه خلاد أيضا من طريق فارس بن أحمد, وكذا في التجريد من قراءته على الفارسي وخص في الشاطبية الخلاف بخلاد والمشهورة عن حمزة الإظهار من الروايتين وقرأ هشام بالإظهار عند الضاد والنون واختلف عنه في الستة الباقية, وصوب في النشر الإدغام عنه فيها, وقال: إنه الذي عليه الجمهور وتقتضيه أصول هشام, واستثنى أكثر رواة الإدغام عن هشام "هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ" [الرعد الآية: 16] فأظهروها, وهو الذي في الشاطبية وغيرها, ولم يستثنها في الكفاية1، واستثناها في الكامل للحلواني2 دون الداجواني ونص في المبهج3 على الوجهين من طريق الحلواني عنه, والباقون بالإظهار في الثمانية إلا أن أبا عمرو أدغم لام هل في تاء "تَرَى" [الملك الآية: 3] ، و [الحاقة الآية: 8] فقط وافقه الحسن واليزيدي، والله أعلم.   1 كتاب الكفاية للإمام: سبط الخياط النشر: "1/ 85". [أ] . 2 كتاب الكامل في القراءات الخمسين للإمام: ابن جبارة النشر: "1/ 91". [أ] . 3 كتاب المبهج لسبط الخياط رحمه الله تعالى. النشر: "1/ 83". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 الفصل الخامس: في حكم حروف قربت مخارجها وهي سبعة عشر حرفا الأول: الباء الساكنة عند الفاء في خمسة مواضع، "يَغْلِبْ فَسَوْفَ"، "تَعْجَبْ فَعَجَبٌ"، "اذْهَبْ فَمَنْ"، "فَاذْهَبْ فَإِنَّ"، "يَتُبْ فَأُولَئِكَ" فأدغمها في الخمسة المذكورة أبو عمرو وهشام وخلاد والكسائي وافقهم الأربعة, إلا أنه اختلف عن هشام وخلاد, فأما هشام فالإدغام له من جميع طرقه, رواه الهذلي ورواه القلانسي من طريق الحلواني, وابن سوار من طريق المفسر عن الداجوني عنه, والإظهار في الشاطبية كأصلها كالجمهور, وعليه جميع المغاربة, وأما خلاد فالإدغام عنه ذكره الهذلي, ومكي والمهدي كالجمهور وعليه جميع المغاربة, والإظهار عليه جميع العراقيين, وخص بعض المدغمين الخلاف عن خلاد بقوله تعالى: "يَتُبْ فَأُولَئِكَ" [الحجرات الآية: 11] كالشاطبي، والداني، وفي العنوان، إظهاره فقط. والثاني "يُعَذِّبُ مَنْ" بالبقرة أدغم الباء في الميم منه: أبو عمرو والكسائي وكذا خلف وافقهم اليزيدي والأعمش واختلف عن ابن كثير وحمزة وقالون فأما ابن كثير فقطع له بالإدغام في التبصرة1 والعنوان2 وغيرهما, وقطع بالإظهار للبزي   1 كتاب التبصرة للإمام مكي القيسي في القراءات السبع. النشر: "1/ 70" [أ] . 2 كتاب العنوان للإمام: إسماعيل بن خلف الأنصاري. النشر: "1/ 64". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 صاحب الإرشاد1 وهو في التجريد2 لقنبل من طريق ابن مجاهد, وأطلق الخلاف عن ابن كثير في الشاطبية كأصلها وتعقبهما في النشر, بأن مقتضى طرقهما الإظهار فقط, وأما حمزة: فقطع له بالإظهار صاحب العنوان والمبهج وفاقا لجمهور العراقيين, وبالإدغام جميع المغاربة وكثير من العراقيين, وأما قالون فالإدغام له عند الأكثرين من طريق أبي نشيط, وهو رواية المغاربة قاطبة عن قالون, والإظهار له من طريقيه في الإرشاد, والكفاية لسبط الخياط, ومن طريق الحلواني في المبهج وغيره, وقرأ من بقي من الجازمين وهو ورش وحده بالإظهار. الثالث: "ارْكَبْ مَعَنَا" [هود الآية: 42] أدغمه أبو عمرو والكسائي, وكذا يعقوب وافقهم الأربعة بخلف عن ابن محيصن والأعمش, واختلف عن ابن كثير وعاصم وقالون وخلاد والوجهان صحيحان عن كل منهم, والباقون وهم ورش وابن عامر وخلف, وكذا أبو جعفر وخلف بالإظهار. الرابع: "نَخْسِفْ بِهِمْ" [سبأ الآية: 9] أدغم الفاء في الباء الكسائي وحده وأظهرها الباقون, وتضعيف الفارسي والزمخشري للإدغام فيها من حيث إنه أدغم الأقوى وهو الفاء في الأضعف وهو الباء رده أبو حيان وغيره. والخامس: الراء الساكنة عند اللام نحو: "يَغْفِرْ لَكُمْ"3، "وَاصْبِرْ لِحُكْمِ" [آل عمران الآية: 31] و [الطور الآية: 48] فقرأ بالإدغام أبو عمرو بخلاف عن الدوري عنه, وافقه ابن محيصن واليزيدي, والخلاف للدوري كما في النشر مفرع على الإظهار في الإدغام الكبير, فمن أدغم الإدغام الكبير أدغم هذا وجها واحدا, ومن أظهر الكبير أجرى الخلاف في هذا, والأكثر على الإدغام, والوجهان صحيحان, وفي المبهج الإظهار لابن محيصن وبه قرأ الباقون. السادس: لام يفعل حيث وقع أدغمها في الذال أبو الحارث عن الكسائي وأظهرها الباقون. السابع: الدال عند الثاء في "وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ" معا [بآل عمران الآية: 145] فقرأ بالإدغام أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وكذا خلف وافقهم الأربعة, والباقون بالإظهار. الثامن: الثاء عند الذال "يَلْهَثْ ذَلِكَ" [الأعراف الآية: 176] فقط فأظهرها: نافع وابن كثير وهشام وعاصم وكذا أبو جعفر بخلاف عنهم, والباقون بالإدغام قال ابن   1 كتاب الإرشاد للإمام أبي العز القلانسي. النشر: "1/ 86". [أ] . 2 كتاب التجريد للإمام لابن الفحام. النشر: "1/ 75". [أ] 3 وحيث وقعت. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 الجزري: "وهو المختار عندي للجميع للتجانس, وحكى الإجماع عليه للجميع ابن مهران". التاسع: الذال عند التاء من "اتَّخَذْتُمْ"، "أَخَذْتُ" [البقرة الآية: 51] [فاطر الآية: 26] وما جاء من لفظه فأظهر الذال ابن كثير وحفص واختلف عن رويس فروى الجمهور عن النخاس الإظهار وروى أبو الطيب وابن مقسم الإدغام وروى الجوهري إظهار حرف الكهف فقط, وهو "لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ" [الكهف الآية: 77] وإدغام الباقي وكذا روى الكارزيني عن النخاس والباقون بالإدغام. العاشر: الذال في التاء أيضا في "فَنَبَذْتُهَا" [طه الآية: 96] أدغمها أبو عمرو وحمزة والكسائي وكذا خلف, وافقهم اليزيدي والحسن والأعمش واختلف عن هشام فقطع له المغاربة قاطبة بالإظهار, وهو الذي في الشاطبية وغيرها, وجمهور المشارقة بالإدغام ورواه في التجريد1 عنه من طريق الداجوني وفي المبهج2 من طريق الحلواني, ووافقه ابن محيصن بخلفه أيضا والباقون: بالإظهار. الحادي عشر: الذال في التاء أيضا من "عُذْتُ" [غافر الآية: 27] معا فقرأه بالإدغام: أبو عمرو وهشام بخلف عنه وحمزة والكسائي وكذا أبو جعفر وخلف وافقهم. الأربعة بخلف عن ابن محيصن وهو لهشام عند الهذلي, وغيره وفاقا لجمهور العراقيين, والإظهار له في الشاطبية كأصلها وفاقا لجميع المغاربة وبه قرأ الباقون. الثاني عشر: الثاء في التاء من "لَبِثْتُمْ"، "وَلَبِثْتَ" [البقرة الآية: 259] و [طه الآية: 40] و [الشعراء الآية: 18] و [يونس الآية: 16] كيف جاء فأدغمه أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي, وكذا أبو جعفر وافقهم الأربعة, والباقون بالإظهار. الثالث عشر: الثاء في التاء أيضا في "أُورِثْتُمُوهَا" [بالأعراف الآية: 43] و [الزخرف الآية: 72] فأدغمه أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وافقهم الأربعة, واختلف عن ابن ذكوان فالصوري بالإدغام والأخفش بالإظهار, وبه قرأ الباقون وأدخل في الأصل هنا خلفا في اختياره في المدغمين وفيه نظر, ولعله سبق قلم, بل يظهرها الحرف في السورتين كما تقرر قولا واحدا كما في النشر وغيره. الرابع عشر: الدال في الذال في "كهيعص" [مريم الآية: 1] ذكر أدغمها: أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وكذا: خلف والباقون بالإظهار. والخامس عشر: النون في الواو من "يّس، وَالْقُرْآنِ" [يس الآية: 1, 2] فأدغمه هشام والكسائي, وكذا يعقوب وخلف, وافقهم ابن محيصن, والأعمش, واختلف فيه عن نافع والبزي وابن ذكوان, وعاصم فأما نافع فقطع له بالإدغام من رواية قالون   1و 2 انظر الصفحة "42". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 جمهور العراقيين, وغيرهم بالإظهار صاحب التيسير1، والشاطبية2، وجمهور المغاربة وفي الجامع للداني الإدغام من طريق الحلواني, والإظهار من طريق أبي نشيط قال في النشر: وكلاهما صحيح عن قالون من الطريقين, والإدغام لورش من طريق الأزرق رواية الجمهور, وقطع به في الشاطبية وغيرها, وبالإظهار له من الطريق المذكور قطع في التجريد, وقطع بالإدغام من طريق الإصبهاني ابن سوار, والأكثرون, وبالإظهار: ابن مهران والداني, وهما صحيحان عن ورش كما في النشر, وأما البزي فروى عنه الإظهار أبو ربيعة والإدغام ابن الحباب وهما صحيحان عنه, كما في النشر وأما ابن ذكوان فروى عنه الإدغام الأخفش والإظهار الصوري وهما صحيحان عنه أيضا, وأما عاصم فالوجهان صحيحان عنه من رواية أبي بكر من طريقته كما في النشر3 وروى عنه الإدغام من رواية حفص عمرو بن الصباح من طريق زرعان, والإظهار من طريق الفيل وهما صحيحان من طريق عمرو, ولم يختلف عن عبيد عنه أنه بالإظهار وبه قرأ الباقون وهم: قنبل وأبو عمرو وحمزة وكذا أبو جعفر وافقهم اليزيدي والحسن. السادس عشر: النون في الواو من "نْ وَالْقَلَمِ" [القلم الآية: 1] فقرأ قالون وقنبل وأبو عمرو وحمزة وكذا أبو جعفر بالإظهار, وافقهم الأربعة بخلف عن ابن محيصن والأعمش وقرأ هشام والكسائي وكذا يعقوب وخلف بالإدغام, واختلف عن ورش والبزي وابن ذكوان وعاصم فالإدغام لورش من طريق الأزرق في التجريد4 وغيره, والإظهار في العنوان5 وغيره, والوجهان في الشاطبية وغيرها والخلاف عن البزي وابن ذكوان وعاصم كالخلاف في "يّس" سواء إلا أن سبط الخياط قطع لأبي بكر من طريق العليمي بالإدغام هنا, والإظهار في "يّس" ولم يفرق غيره بينهما. السابع عشر: النون عند الميم من "طسم" أول الشعراء, والقصص, فأدغمه نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم والكسائي, وكذا يعقوب وخلف وافقهم الأربعة بخلف عن الأعمش وأظهره حمزة, وكذا أبو جعفر على أنه لا حاجة إلى ذكره مع المظهر؛ لأن مذهبه السكت على حروف الفواتح كما يأتي إن شاء الله تعالى, ومن لازمه الإظهار تتمة وقع لأبي شامة رحمه الله تعالى النص على إظهار نون "طس تِلْكَ" أول النمل وهو كما في النشر سبق قلم بل النون مخفاة عند التاء وجوبا بلا خلاف, والمشهور إخفاء نون عين عند الصاد للكل من كهيعص, وبعضهم يظهرها، وهو مروي عن حفص؛ لأنها حروف مقطعة ونظيرها نون عين عند السين من فاتحة الشورى, ولم أر من نبه عليه فليراجع, وأما "أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ" [المرسلات الآية: 20] فأجمعوا على إدغامه إلا أنهم اختلفوا في إبقاء صفة الاستعلاء في القاف, فبالإدغام التام أخذ الداني وبإبقاء صفة الاستعلاء أخذ مكي, والأول أصح رواية وأوجه قياسا كما في النشر, قال فيه بل ينبغي أن لا يجوز البتة غيره في قراءة أبي عمرو في وجه الإدغام الكبير؛ لأنه يدغم المتحرك من ذلك إدغاما محضا, فالساكن أولى وأحرى6.   1 هو الإمام عثمان بن سعيد الداني انظر الصفحة: "4". [أ] . 2 هو الإمام القاسم بن فيرة الشاطبي انظر الصفحة: "24". [أ] . 3 انظر النشر الصفحة: "2، 3، إلى 19". [أ] . 4 كتاب التجريد للإمام ابن الفحام. النشر: "1/ 75". [أ] . 5 كتاب العنوان للإمام إسماعيل بن خلف الأنصاري: "1/ 64". [أ] . 6 لقد طول البحث العلامة ابن الجزري في هذه المسائل وأراني لم أجد كتابا قد أعطى هذا الباب والمسائل الموجودة في خضمه أكثر منه فللمزيد انظر أول المجلد الثاني حتى الصفحة "2". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 الفصل السادس: في أحكام النون الساكنة والتنوين أكثر مسائل هذا الفصل إجماعية, وإنما ذكروه هنا لكثرة دور مسائله, والاختلاف في بعضها, وقيدوا النون بالسكون لتخرج المتحركة, وترك ذلك في التنوين؛ لأن وضعه السكون, وأكثرهم قسم أحكام الباب إلى أربعة: إظهار وإدغام وقلب, وإخفاء, قيل: والتحقيق أنها ثلاثة: إظهار وإدغام محض وغير محض وإخفاء مع قلب وبدونه ودليل الحصر استقرائي؛ لأن الحرف الواقع بعدهما إما أن يقرب من مخرجهما جدا أو لا, الأول: واجب الإدغام والثاني: إما أن يبعد جدا أو لا الأول: واجب الإظهار والثاني: واجب الإحفاء فالإخفاء حينئذ حال بين الإدغام والإظهار وقيل: بل خمسة والخلف لفظي. الأول: الإظهار وهو عند حروف الحلق الستة وهي: الهمزة نحو: "وَيَنْأَوْنَ" فقط "مَنْ آمَنَ"، "عَادٍ إِذْ" والهاء "عَنْهُمْ"، "مِنْ هَادٍ"، "امْرُؤٌ هَلَكَ" والعين "أَنْعَمْتَ"، "مِنْ عِلْمٍ"، "حَقِيقٌ عَلَى" والحاء "وَانْحَرْ"، "مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ" والغين "فَسَيُنْغِضُونَ"، "مِنْ غِلّ"، "مَاءٍ غَيْرِ" الخاء "الْمُنْخَنِقَةُ"، "إِنْ خِفْتُمْ"، "يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ" فاتفق القراء على إظهار النون الساكنة والتنوين عند الستة لبعد المخرجين, إلا أن أبا جعفر قرأ بإخفائهما عند الأخيرين الغين والخاء المعجمتين كيف وقعا, لكن استثنى بعض أهل الأداء له "فَسَيُنْغِضُونَ" [الإسراء الآية: 51] "يَكُنْ غَنِيًّا" [النساء الآية: 135] "وَالْمُنْخَنِقَةُ" [المائدة الآية: 3] فأظهر فيها كالجمهور وفي النشر الاستثناء أشهر وعدمه أقيس1. الثاني: الإدغام في ستة أحرف أيضا وهي النون نحو: "عَنْ نَفْسٍ"، "مَلِكًا نُقَاتِلْ" والميم "مِنْ مَالٍ"، "سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ"، والواو "مِنْ وَالٍ"، "وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ" والياء "مَنْ يَقُولُ"، "فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ" واللام "فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا"، "هُدًى لِلْمُتَّقِينَ" والراء "مِنْ رَبِّهِمْ"، "ثَمَرَةٍ رِزْقًا" فاتفقوا على إدغامها في الستة مع إثبات الغنة مع النون, والميم وأما اللام, والراء,   1 انظر الصفحة: "1/ 223". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 فحذفوا الغنة معهما وهذا كما في النشر, وغيره مذهب الجمهور من أهل الأداء والجلة من أئمة التجويد وعليه العمل عند أئمة الأمصار, وذهب كثير من أهل الأداء وغيرهم إلى الإدغام فيهما مع بقاء الغنة, ورووا ذلك عن أكثر القراء نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وعاصم وكذا أبو جعفر ويعقوب وغيرهم, ووردت عن كل القراء وصحت من طرق النشر التي هي طرق هذا الكتاب نصا, وأداء عن أهل الحجاز, والشام, والبصرة, وحفص, وأشار إلى ذلك في طيبته بقوله: وأدغم بلا غنة في لام, وراء وهي "أي: الغنة" لغير صحبة أيضا ترى. لكن ينبغي كما في النشر تقييد ذلك في اللام بالمنفصل رسما نحو: "أَنْ لا أَقُولَ"، "أَنْ لا مَلْجَأَ"، أما المتصل رسما نحو: "أَلَّنْ نَجْعَل" [الكهف الآية: 48] فلا غنة فيه للرسم, وأما الواو والياء فاختلف فيهما فقرأ خلف عن حمزة بإدغام النون والتنوين فيهما بغير غنة وافقه المطوعي عن الأعمش وبه قرأ الدوري عن الكسائي في الياء من طريق أبي عثمان الضرير, وروى الغنة عنه جعفر بن محمد وكلاهما صحيح كما في النشر, وقرأ الباقون بالغنة فيهما وهو الأفصح, واختلفوا في الغنة الظاهرة مع الإدغام في الميم فذهب بعضهم إلى أنها غنة النون, والجمهور انها غنة الميم وهو الصحيح واتفقوا على أنها مع الواو والياء غنة المدغم, ومع النون غنة المدغم فيه. واتفقوا: أيضا على إظهار النون الساكنة إذا اجتمعت مع الياء، أو الواو في كلمة واحدة نحو "صِنْوَانٌ" [الرعد الآية: 4] "الدُّنْيَا" [البقرة الآية: 85] "بُنْيَان" [الصف الآية: 4] خوف التباسه بالمضاعف1. تنبيه: التحقيق كما في الحلبي على مقدمة التجويد لابن الجزري أن الإدغام مع عدم الغنة محض كامل التشديد, ومعها غير محض ناقص التشديد من أجل صوت الغنة الموجودة معه فهو بمنزلة الإطباق الموجود مع الإدغام في "أَحَطتُ"، "بَسَطْتَ" ا. هـ. ومقتضاه أنه متى وجدت الغنة كان الإدغام غير محض ناقص التشديد, سواء قلنا إنها للمدغم أو للمدغم فيه, ومقتضى كلام الجعبري أنه محض كامل التشديد مع الغنة حيث كانت للمدغم فيه لا للمدغم, نبه عليه شيخنا رحمه الله تعالى, وما ذكر من أن الإدغام إذا صاحبته الغنة يكون إدغاما ناقصا هو الصحيح في النشر وغيره خلافا لمن جعله إخفاء, وجعل إطلاق الإدغام عليه مجازا كالسخاوي ويؤيد الأول وجود التشديد فيه إذ التشديد ممتنع مع الإخفاء.   1 المضعف هو: الحرف المشدد. [أ] . فما يجب أن يخشاه القارئ إذا كان يقرأ "صِنْوَانٌ" [الرعد: 4] مثلا أن يصير في ذهنه بأن الواو الناشئة عند الإدغام هي واو مضعفة أصلية في الكلمة وأن أصل كلمة "صِوَّان" هو: "صِوْوَاْن" والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 الثالث: القلب وهو: في الباء الموحدة فقط نحو: "أَنْبِئْهُمْ"، "أَنْ بُورِكَ"، "عَلِيمٌ بِذَاتِ" فاتفقوا على قلب النون الساكنة والتنوين ميما خالصة وإخفائها بغنة عند الباء من غير إدغام, وحينئذ فلا فرق في اللفظ بين "أَنْ بُورِكَ"، "أَمْ بِهِ جِنَّةٌ". الرابع: الإخفاء عند باقي الحروف وجملتها خمسة عشرة وهي القاف "وَيَنْقَلِبُ"، "مِنْ قَرَار"، "بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ" والكاف "أَنْكَالًا"، "كِتَابٌ كَرِيمٌ" والجيم "أَنْجَيْتَنَا"، "وَإِنْ جَنَحُوا"، "وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا" والشين "يُنْشِئُ"، "فَمَنْ شَهِدَ"، "غَفُورٌ شَكُورٌ" والضاد "مَنْضُودٍ"، "مِنْ ضَعْفٍ"، "وَكُلًّا ضَرَبْنَا" والطاء "يَنْطِقُ"، "مِنْ طِينٍ"، "صَعِيدًا طَيِّبًا" والدال "عِنْدَهُ"، "مِنْ دَابَّةٍ"، "عَمَلًا دُونَ" والتاء "كُنْتُمْ"، "وَمَنْ تَابَ"، "جَنَّاتٍ تَجْرِي" والصاد "يَنْصُرُكُمْ" "وَلَمَنْ صَبَرَ"، "عَمَلًا صَالِحًا" والسين "الْإِنْسَانَ"، "أَنْ سَيَكُونُ"، "رَجُلًا سَلَمًا" والزاي "يُنَزِّلُ"، "مِنْ زَوَالٍ"، "نَفْسًا زَكِيَّةً" والظاء "انْظُرْ"، "مِنْ ظَهِيرٍ"، "ظِلًّا ظَلِيلًا" والذال "لِيُنْذِرَ"، "مِنْ ذَهَبٍ"، " وَكِيلًا، ذُرِّيَّةَ" والثاء "الْأُنْثَى"، "فَمَنْ ثَقُلَتْ"، "أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً". والفاء "يُنْفِقُ"، "مِنْ فَضْلِهِ"، "خَالِدًا فِيهَا"، فاتفقوا1 على إخفائهما عند الخمسة عشر إخفاء تبقى معه صفة الغنة فهو حال بين الإظهار والإدغام كما تقدم, والفرق بين المخفي والمدغم أن المدغم مشدد والمخفي مخفف, ولذا يقال أدغم في كذا وأخفى عند كذا, والله تعالى أعلم. تتمة يجب على القارئ أن يحترز من المد عند إخفاء النون نحو: "كُنْتُمْ" وعند الإتيان بالغنة في النون والميم في نحو: "إن الذين"، "وإما فداء" وكثيرا ما يتساهل في ذلك من يبالغ في إظهار الغنة فيتولد منها واو وياء فيصير اللفظ "كونتم"، "أين"، "أيما" وهو خطأ قبيح وتحريف وليحترز أيضا من إلصاق اللسان فوق الثنايا العليا عند إخفاء النون فهو خطأ أيضا, وطريق الخلاص منه تجافي اللسان قليلا عن ذلك, وفي النشر إذا قرئ بإظهار الغنة من النون الساكنة والتنوين في اللام والراء عند أبي عمرو فينبغي قياسا2 إظهارها من النون المتحركة فيهما نحو: "نؤمن لك"، "زين للذين"، "تأذن ربك" إذ النون من ذلك تسكن للإدغام قال: وبعدم الغنة قرأت عن أبي عمرو في الساكن والمتحرك وبه آخذ, ويحتمل أن القارئ بإظهار الغنة إنما يقرأ بذلك في وجه الإظهار أي: حيث لم يدغم الإدغام الكبير قال في الأصل بعد نقله ما ذكر: لكن القراءة سنة متبعة فإن صح نقلا أتبع.   1 قوله فاتفقوا إلخ: وإنما تعين الإخفاء؛ لأن النون الساكنة والتنوين لم يقربا من هذه الحروف كقربهما من حروف الإدغام فيدغمان فيهن. ولم يبعدا منهن كبعدهما من حروف الحلق فيظهران عندهن فلذا تعين الإخفاء, وكان على قدر قربهما منهن. فكلما قوي التناسب بالمخرج أو بالصفة قرب إلى الإدغام. وكلما قل قرب إلى الإظهار. قاله الجعبري: وهو معنى قول غيره فما قربا منه كانا عنده أخفى مما بعدا عنه. واتفق أهل الأداء على أنه لا عمل للسان في النون والتنوين حالة الإخفاء كعمله فيهما مع ما يظهران عنده أو ما يدغمان فيه بغنة. وإنما يخرجان عند حروف الإخفاء من الخيشوم. 2 قوله فينبغي قياسا إلخ: لا ينبغي أن يلتفت إلى هذا القياس لمصادمته للرواية الصحيحة الواردة على الأصل إذ النون من نحو: "لن نؤمن لك" "وتأذن ربك" متحركة في الأصل وسكونها عارض للإدغام, والأصل أن لا يعتد بالعارض, ولما فيه من قياس ما لا يروى على ما روي, والقراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول, والقياس إنما يصار إليه عند عندم النص وغموض وجه الأداء, وهذا لا غموض فيه مع أنه حكي الإجماع على تركها في ذلك حيث قال في باب الإدغام الكبير ما نصه: وكذلك أجمعوا على إدغام النون في اللام والراء إدغاما خالصا كاملا من غير غنة عند من روى الغنة = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 باب هاء الكناية 1: ويسميها البصريون ضميرا وهي التي يكنى بها عن المفرد الغائب ولها أحوال أربعة: الأول: أن تقع بين متحركين نحو: "إنه هو"، "له صاحبه"، "في ربه أن" ولا خلاف في صلتها حينئذ بعد الضم بواو, وبعد الكسر بياء؛ لأنها حرف خفي إلا ما يأتي إن شاء الله تعالى. الثاني: أن تقع بين ساكنين نحو: "فيه القرآن"، "آتيناه الإنجيل". الثالث: أن تقع بين متحرك فساكن نحو: "له الملك"، "على عبده الكتاب" وهذان لا خلاف في عدم صلتهما لئلا يجتمع ساكنان على غير حدهما. الرابع أن تقع بين ساكن فمتحرك نحو: "عقلوه وهم"، "فيه هدى" وهذا مختلف   = عنه في النون الساكنة والتنوين في اللام والراء ومن لم يروها. ا. هـ. ولو وردت الغنة في ذلك لخرجت على اعتبار العارض ووجب قبولها وطرح الأصل الذي هو أقوى من العارض, وبهذا تعلم أن قوله: ويحتمل أن القارئ بإظهار الغنة إنما يقرأ بذلك في وجه الإظهار حيث لم يدغم الإدغام الكبير مجرد توهم سرى له من ترك الغنة في المتحرك, وإلا لجزم به ولم يعبر بالاحتمال "وإذا بطل" هذا القياس وفسد هذا الاحتمال وزال هذا التوهم بقي الحكم في كل باب على ما ثبت به الرواية فيه. وقول العلامة الأجهوري: واختلف في لن نؤمن لك، "أي: على قراءة المدغم ومن المعلوم أن هذا لا يتأتى إلا على وجه إظهارها في الساكن" فهو وإن كان صريحا في إجراء الوجهين لا ينبغي اعتباره؛ لأنه خلاف الصواب على الصحيح ولعله أخذه من القياس المذكور فليعلم "ثم إن" قوله وبعدم الغنة قرئت عن أبي عمر وفي الساكن والمتحرك وبه أخذ نص في أن الغنة له لم تثبت عنده بطريق الأداء, بل بطريق النص كبعض من هي لهم على شرط كتابه, فإنه قال وقد وردت الغنة مع اللام والراء عن كل من القراء وصحت من طريق كتابنا نصا وأداء عن أهل الحجاز والشام والبصرة وحفص, ثم بين طريق الأداء بقوله: وقرئت به من رواية قالون وابن كثير وهشام وعيسى بن وردان وروح وغيرهم ا. هـ. ومعلوم ضرورة أن قوله: وغيرهم لا يعين شخصا فإدخال واحد دون غيره فيه تحكم وشموله للباقين كلهم باطل, وإلا فما ثمرة التخصيص, بل لو كان ذلك الغير من طريق كتابه لصرح به كما هو اصطلاحه في كل ما رواه أداء. والله أعلم. 1 وهي اسم مبني لشبهه بالحرف وضعا وافتقارا, وعلى حركة لتوحيده وكانت ضمة تقوية لها, ووصلت بمد لخفائها وانفرادها وكانت المدة واوا اتباعا وكسرت الهاء مع الكسرة والباء مجانسة فصارت الصلة ياء لذلك, وفتحت للمؤنث فصارت ألفا وحذفت الصلة وقفا تخفيفا, وبقيت الألف في المؤنث للدلالة على الفرعية وذكرت بعد الإدغام؛ لأنها أول أصل اختلف فيه بعد الإدغام الواقع في الفاتحة, وهو فيه هدى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 فيه فإن كثير يصل الهاء بياء وصلا إذا كان الساكن قبل الهاء ياء نحو: "فِيهِ هُدى" [البقرة الآية: 2] وبواو إذا كان غير ياء نحو: "خذوه"، "فاعتلوه"، "واجتبيه"، "وهديه" على الأصل وافقه ابن محيصن وقرأ حفص "فِيهِ مُهَانًا" [الفرقان الآية: 69] بالصلة وفاقا له والباقون بكسرها بعد الياء وضمها بعد غيرها مع حذف الصلة تخفيفا, إلا أن حفصا ضمها في "أنسانيه" [الكهف الآية: 63] "عَلَيْهُ اللَّه" [الفتح الآية: 10] وهذا من القسم الثاني وافقه ابن محيصن في موضع الفتح وزاد ضم كل هاء ضمير مكسورة قبلها كسرة أو ياء ساكنة إذا وقع بعدها ساكن نحو: "به انظر"، "به الله" وقرأ الأصبهاني عن ورش بضم "بِهِ انْظُر" [الأنعام الآية: 46] كما يأتي في محله إن شاء الله تعالى. واستثنوا من القسم الأول حروفا اختلف فيها, وجملتها اثنا عشر. منها أربعة أحرف في سبعة مواضع، وهي: "يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ" [آل عمران الآية: 75] "نُؤْتِهِ مِنْهَا" [آل عمران الآية: 145] "وثالث" [الشورى الآية: 20] "نوله"، "ونصله" [النساء الآية: 115] فسكن الأربعة في المواضع المذكورة أبو عمرو وهشام من طريق الداجوني وأبو بكر وحمزة وكذا ابن وردان من طريق النهرواني عن ابن شبيب, ومن طريق أبي بكر بن هارون كلاهما عن الفضل عنه وابن جماز من طريق الهاشمي وافقهم الحسن والأعمش, وقرأ قالون وهشام من طريق الحلواني بخلف عنه, وابن ذكوان من أكثر طرق الصوري, وكذا يعقوب وابن جماز من طريق الدوري وابن وردان من باقي طرقه باختلاس كسرة الهاء, والباقون بإشباع الكسر, وافقهم اليزيدي وابن محيصن, وبه قرأ هشام في أحد أوجهه من طريق الحلواني وهو الثاني, لابن ذكوان فصار لهشام في الأربعة ثلاثة أوجه الإسكان والصلة والاختلاس ولابن ذكوان وجهان القصر والإشباع ولأبي جعفر وجهان: الإسكان، والقصر. ومنها: "يَأْتِهِ مُؤْمِنًا" بـ[طه الآية: 75] فقرأه بالإسكان السوسي بخلاف عنه وافقه اليزيدي بخلفه أيضا, وقرأه بكسر الهاء مع حذف الصلة, ومع إثباتها قالون وكذا ابن وردان ورويس والباقون بإثبات الصلة وهم: ورش وابن كثير والدوري والسوسي في وجهه الثاني, وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا ابن جماز وروح وخلف, وافقهم ابن محيصن والحسن، والأعمش. تنبيه: بما تقرر علم أن ابن عامر من أصحاب الصلة في هذا الحرف أعني "يأته" قولا واحدا, وهذا هو الذي في الطيبة كالنشر وتقريبه وغيرهما لكن كلام الشاطبي رحمه الله تعالى يفهم بظاهره جريان الخلاف لهشام عنه بين الصلة والاختلاس وذلك أنه قال:   1 أي: اتباعا للأثر وجمعا بين اللغتين. وقيل قصد بها مد الصوت تسميعا بحال العاصي. 2 أي: اجتزاء بالكسرة قبلها. ووجهها بعضهم بأن الهاء لما كانت خفية يضعف حجزها وحذفت صلتها لتوهم التقاء الساكنين. وهو قول سيبويه كما ذكره الجعبري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 بعد ذكره يأته مع حروف أخر, وفي الكل قصر الهاء بأن لسانه بخلف, فأثبت الخلاف لهشام في جميع ما ذكره من "يؤده" إلى "يأته"، ودرج على ذلك شراح كلامه فيما وقفنا عليه, ولم أر من تنبه لذلك غير الإمام الحافظ الكبير أبي شامة رحمه الله تعالى, فقال بعد أن قرر كلامه على ظاهره ما نصه: وليس لهشام في حرف طه إلا الصلة لا غير, وإن كانت عبارته صالحة أن يؤخذ له بالوجهين لقوله أولا: وفي الكل قصر لكن لم يذكر أحد له القصر فحمل كلامه على ما يوافق كلام الناس أولى ا. هـ. بحروفه ولم ينبه عليه في النشر، وهو عجيب1. ومنها "ويتقه" [النور الآية: 52] فقرأه باختلاس كسرة الهاء: قالون وحفص وكذا يعقوب وقرأه بإسكان الهاء: أبو عمرو وأبو بكر وافقهما: اليزيدي والحسن والأعمش, وبه قرأ هشام من طريق الداجوني وخلاد فيما رواه ابن مهران وغيره وكذا ابن وردان من طريق الرازي وهبة الله, واختلف في الاختلاس عن هشام وابن ذكوان وابن جماز فتلخص أن لقالون وحفص ويعقوب الاختلاس فقط, ولأبي عمرو وأبي بكر الإسكان فقط, وافقهما: اليزيدي والحسن والأعمش, ولهشام ثلاثة أوجه: السكون عن الداجوني عنه والإشباع والاختلاس من طريق الحلواني ولابن ذكوان وكذا ابن جماز الإشباع والاختلاس, ولخلاد وكذا ابن وردان الإسكان والإشباع وللباقين وهم ورش وابن كثير وخلف عن حمزة والكسائي, وكذا خلف الإشباع فقط, وافقهم ابن محيصن وكلهم كسر القاف إلا حفصا فإنه سكنها تخفيفا ككتف وكبد على لغة من قال: ومن يتق الله فإن الله معه ... ورزق الله من باد وغاد ومنها: "فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ" [النمل الآية: 28] فقرأه بالاختلاس: قالون وابن ذكوان بخلف عنه وكذا يعقوب, وقرأ بإسكان الهاء: أبو عمرو وعاصم وحمزة والداجوني عن هشام وكذا ابن وردان وابن جماز بخلف عنهما, وافقهم على الإسكان: اليزيدي والحسن والأعمش واختلف عن الحلواني عن هشام في الاختلاس والإشباع فتلخص أن لقالون وكذا يعقوب الاختلاس فقط, ولأبي عمرو وعاصم وحمزة السكون فقط, وافقهم اليزيدي والحسن والأعمش ولابن ذكوان القصر والإشباع وهما لهشام عن الحلواني وله الإسكان عن الداجوني, فكمل لهشام ثلاثة ولأبي جعفر السكون والقصر والباقون: بالإشباع.   1 لأن كتاب النشر أغزر كتاب بشموله لعلوم القراءات وعللها, فمن العجب أن يفوت العلامة ابن الجزري مؤلفه هذه النكتة الطريفة التي ذكرها العلامة أبو شامة في كتابه إبراز المعاني من حرز الأماني وهو شرح عن حرز الأماني الشهير بالشاطبية [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 ومنها: "يَرْضَهُ لَكُمْ" [الزمر الآية: 7] فقرأه باختلاس ضمة الهاء: نافع وحفص حمزة وكذا يعقوب, وافقهم الأعمش واختلف فيه عن ابن ذكوان, وكذا ابن وردان والوجه الثاني لهما الإشباع, وقرأه بالإسكان السوسي وافقه الحسن, وقول أبي حاتم: إنه غلط تعقبه أبو حيان بأنه لغة بني عقيل وغيرهم, واختلف فيه أعني الإسكان عن الدوري وهشام وأبي بكر وكذا عن ابن جماز وافقهم اليزيدي, والوجه الثاني للدوري وكذا ابن جماز الإشباع والوجه الثاني لهشام وأبي بكر الاختلاس والباقون وهم: ابن كثير والكسائي وكذا خلف بالإشباع وافقهم ابن محيصن فتلخص أن لنافع وحفص وكذا يعقوب الاختلاس فقط, وافقهم الأعمش ولابن كثير والكسائي وكذا خلف الإشباع وافقهم ابن محيصن, وللدوري وابن جماز الإسكان والإشباع وافقهم اليزيدي, وللسوسي الإسكان فقط وافقه الحسن, ولهشام وأبي بكر الإسكان والاختلاس فقط, ولابن ذكوان وابن وردان الاختلاس والإشباع, ووقع لأبي القاسم النويري أنه ذكر لهشام هنا ثلاثة أوجه: فزاد الإشباع ولعله سبق قلم. ومنها "أَرْجِه" [الأعراف الآية: 111] و [الشعراء الآية: 36] فقرأه بكسر الهاء بلا صلة: قالون وابن ذكوان وكذا ابن وردان بخلف عنه, وقرأه بالصلة مع كسر الهاء: ورش والكسائي وكذا ابن جماز وابن وردان في وجهه الثاني وخلف, وقرأ بضم الهاء مع الصلة: ابن كثير وهشام من طريق الحلواني وافقهم ابن محيصن, وقرأ بضم الهاء بلا صلة: أبو عمرو والداجواني عن هشام وأبو بكر من طريق أبي حمدون ونفطويه وكذا يعقوب, وافقهم اليزيدي والحسن وقرأه بإسكان الهاء عاصم من غير طريق أبي حمدون ونفطويه عن أبي بكر وحمزة وافقهما الأعمش, فهذا حكم الهاء, وأما الهمزة فيأتي حكمها مع الهاء مفصلا في الأعراف إن شاء الله تعالى1. ومنها: "أَنْ لَمْ يَرَه" [البلد الآية: 7] و"خيرا يره، شرا يره" [الزلزلة الآية: 7, 8] فأما موضع البلد: فقرأه بالإسكان هشام من طريق الحلواني وكذا ابن وردان ويعقوب في وجههما الثاني, وأما موضعا الزلزلة: فقرأهما بالإسكان هشام وكذا ابن وردان من طريق النهرواني عن ابن شبيب, وقرأهما بالاختلاس يعقوب يخلف عنه وابن وردان من طريق ابن هارون وابن العلاف عن ابن شبيب والباقون بالإشباع وبه قرأ يعقوب في الوجه الثاني, وابن وردان من باقي طرقه في وجهه الثالث. ومنها "بيده" موضعي "بيده عقدة النكاح"، "بيده فشربوا منه" [البقرة الآية: 237, 249] وموضع "قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوت" [المؤمنين الآيةك 88] وموضع "الَّذِي بِيَدِه" [يس الآية: 83] فقرأه رويس باختلاس كسرة الهاء في الأربعة, والباقون بالأشباع فيها. ومنها: "ترزقانه" [يوسف الآية: 37] فقرأه باختلاس كسرة الهاء: قالون وابن وردان بخلف عنهما, والباقون بالإشباع وبه قرأ قالون وكذا ابن وردان في وجههما الثاني. ومما استثنوه من القسم الثاني وهو ما وقعت فيه الهاء بين ساكنين "عَنْهُ تَلَهَّى" في رواية تشديد التاء من "تلهى" عن البزي ووافقه ابن محيصن في أحد وجهيهما فإنهما يقرآنه بواو الصلة بين الهاء والتاء مع المد لالتقاء الساكنين, كما يأتي إن شاء الله تعالى.   1 انظر الصفحة: "280". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 باب المد والقصر : والمراد بالمد الفرعي وهو: زيادة المد على المد الأصلي وهو الطبيعي الذي لا تقوم ذات حرف المد إلا به, والقصر ترك تلك الزيادة, وحد المد مطلقا طول زمان صوت الحرف فليس بحرف ولا حركة ولا سكون بل هو شكل دال على صورة غيره كالغنة في الأغن, فهو صفة للحرف, ولا بد للمد من شرط وسبب, فشرطه أحد حروفه الثلاثة الألف, ولا تكون إلا ساكنة ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحا والواو الساكنة المضموم ما قبلها والياء الساكنة المكسور ما قبلها, وأما حرفا اللين فهما الواو والياء الساكنتان المفتوح ما قبلهما, ويصدق اللين على حرف المد فيقال حرف مد ولين بخلاف العكس فلا يوصف اللين بالمد على ما اصطلحوا عليه, فبينهما مباينة حينئذ وإن تساويا من حيث قبول حرف اللين للمد. وأما سببه ويسمى موجبه فإما لفظي وإما معنوي واللفظي: همز أو سكون. فالهمز: يكون بعد حرف المد وقبله فإن كان بعده, فهو إما متصل مع حرف المد في كلمة واحدة, أو منفصل. فأما المتصل: فنحو: "جاء"، "وسيئت"، "والسوء" وقد اتفق القراء على مده؛ لأن حرف المد ضعيف خفي والهمز قوي صعب فزيد في المد تقوية للضعيف, وقيل ليتمكن من النطق بالهمز على حقها, وورد نصا عن ابن مسعود رضي الله عنه, فلذا أجمعوا عليه لا يعرف عنهم خلاف في ذلك حتى إن إمام المتأخرين محرر الفن الشمس ابن الجزري رحمه الله تعالى قال: تتبعت قصر المتصل, فلم أجده في قراءة صحيحة ولا شاذة ا. هـ1. لكنهم اختلفوا في مقداره, وذهب أكثر العراقيين وكثير من المغاربة إلى مده لكل القراء قدرا واحدا مشبعا من غير إفحاش, ولا خروج عن منهاج العربية, وإليه أشار في الطيبة بقوله: "أو أشبع ما اتصل للكل عن بعض"2، وذهب آخرون إلى تفاضل   1 انظر النشر: "1/ 312". [أ] . 2 ورقمه في الطيبة: "164, 165". [أ] . والأبيات هي: وسط وقيل دونهم نل ثم كل ... روى فباقيهم أو أشبع ما اتصل للكل عن بعض وقصر المنفصل ... بن لي حما على خلفهم داع ثمل ا. هـ. متن طيبة النشر. "16". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 المراتب فيه كتفاضلها في المنفصل, ثم اختلفوا في كمية المراتب, فالذي ذهب إليه الداني في جامعه أنها أربع طولي لحمزة, وورش من طريق الأزرق, وابن ذكوان من طريق الأخفش عند العراقيين وافقهم الشنبوذي عن الأعمش والثانية دونها لعاصم. الثالثة: دونها لابن عامر من غير طريق الأخفش المذكور, والكسائي, وكذا خلف, وافقهم المطوعي عن الأعمش. الرابعة: دونها لقالون وورش من طريق الأصبهاني وابن كثير وأبي عمرو, وكذا أبو جعفر ويعقوب, ووافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن, وليس دون هذه المرتبة الأقصر المنفصل, وذهب آخرون إلى أنها مرتبتان طولي لحمزة, ومن معه ووسطي للباقين, وهو الذي استقر عليه رأي الأئمة قديما قال بعضهم: وهو الذي ينبغي أن يؤخذ به, ولا يمكن أن يتحقق غيره, ويستوي في معرفته أكثر الناس, ولذا صدر به في الطيبة, وبه كان يقرئ الشاطبي كما حكاه عنه السخاوي, وعلل عدوله عن المراتب الأربعة بأنها لا تتحقق ولا يمكن الإتيان بها كل مرة على قدر السابقة, وهو ظاهر وإن تعقبه الجعبري. وأما المنفصل: عن حرف المد بأن وقع حرف المد آخر كلمة, والهمز أول التالية نحو: "بما أنزل"، "أمره إلى"، "به إلا"1 ونحو: "عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ" [يس الآية: 10] عند من وصل الميم "خشي ربه"، "إذا زلزلت" [آخر سورة البينة وأول سورة الزلزلة] . عند من وصل فاختلف في مده فقرأه ابن كثير وكذا أبو جعفر بالقصر فقط وافقهما ابن محيصن والحسن واختلف فيه عن قالون من طريقيه وورش من طريق الأصبهاني, وعن أبي عمرو من روايتيه وعن هشام من طريق الحلواني وعن حفص من طريق عمرو , وكذا يعقوب وافقهم اليزيدي, فقطع به أعني القصر لقالون ابن مجاهد وابن مهران وابن سوار وأبو العز من جميع طرقه وسبط الخياط من طريقيه وجمهور العراقيين وبعض المغاربة, ومن طريق الحلواني بن بليمة في كثيرين وهو أحد الوجهين في الشاطبية وأصلها, وقطع به للأصبهاني أكثر المشارقة والمغاربة كالداني وهو أحد الوجهين في الإعلان, وعلى القصر لأبي عمرو من روايتيه الأكثرون, وهو أحد الوجهين عنه بكماله عن ابن مجاهد, وقطع به من رواية السوسي فقط مكي والداني في التيسير والشاطبي وسائر المغاربة, وهو أحد الوجهين للدوري الشاطبية وغيرها, وأما يعقوب فقطع له به أعني القصر, ابن سوار والمالكي وجمهور العراقيين والداني وابن شريح وغيرهم, والقصر لهشام من طريق ابن عبدان عن الحلواني وهو المشهور عند العراقيين عن الحلواني من سائر طرقه بل قطع به ابن مهران لهشام بكماله، وكذا   1 حيث وقعت. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 في الوجيز، ولا خلاف عنه في المد من طريق المغاربة, وهو طريق الداجوني عنه وهو أعني القصر لحفص من طريق زرعان عن عمرو بن الصباح وهو المشهور عند العراقيين من طريق الفيل أيضا, وتقدم أن كل من أخذ بالإدغام الكبير لأبي عمرو يأخذ بالقصر في المنفصل وجها واحدا والتمثيل بقوله تعالى: "به إلا"، "وأمره إلى" للإعلام بأن حروف الصلة معتبرة هنا كصلة الميم, وقرأ الباقون بالمد وهم متفاوتون فيه على ما تقرر في المتصل. واختلفت عباراتهم في تقدير زيادة كل مرتبة عما دونها, فجعلها بعضهم نصف ألف وبعضهم ألفا, وكل ذلك تقريب تضبطه المشافهة, والإدمان بل يرجع الخلاف فيه إلى أن يكون لفظيا؛ لأن مرتبة القصر إذا زيدت أقل زيادة صارت ثانية, وهلم جرا إلى أقصى ما قيل منه فالمقدر غير محقق, والمحقق إنما هو الزيادة, ثم إن الخلاف المذكور إنما هو في الوصل, وإذا وقف عاد الحرف إلى أصله, وسقط المد1. وأما إن كان الهمز قبل حرف المد: واتصلا فأجمعوا على قصره؛ لأنه إنما مد في العكس ليتمكن من لفظ الهمزة كما تقدم, وهنا قد لفظ بها قبل المد فاستغني عنه إلا ورشا من طريق الأزرق, فإنه اختص بمده على اختلاف بين أهل الأداء في ذلك على ثلاثة أوجه: المد والتوسط والقصر سواء كانت الهمزة في ذلك محققة "كآتي"، و"نأي"، و"لئلاف"، و"دعائي"، و"المستهزئين"، و"أتوا"، و"بؤسا"، و"رؤوف"، و"متكؤن"2 أو مغيرة بالتسهيل بين بين كـ"آمنتم" [الأعراف الآية: 123] في الثلاثة و"آلهتنا" [الزخرف الآية: 58] و"جَاءَ آلَ لُوطٍ" [الحجر الآية: 59] و [القمر الآية: 34] ، أو بالبدل نحو: "هؤلاء آلهة"، "من السماء آية" أو بالنقل نحو: "الآخرة"، "الإيمان"، "الآن"، "من آمن"، "ابني آدم"، "ألفوا آباءهم"، "قل أي"، "قد أوتيت"3 فروى ابن سفيان ومكي والمهدي وابن شريح والهذلي والخزاعي وابن بليمة والأهوازي والحصري وغيرهم زيادة المد في ذلك كله, ثم اختلفوا في قدرها فذهب جمهور من ذكر إلى التسوية بينه وبين ما تقدم على الهمز, وذهب الداني والأهوازي وابن بليمة وغلام الهراس إلى التوسط, وذهب إلى القصر طاهر بن غلبون, وبه قرأ الداني عليه وهو في تلخيص ابن بليمة واختاره الشاطبي والجعبري والثلاثة جميعا, في إعلان الصفراوي والشاطبية, وما ذكر عن الجمهور القائلين بالمد من التسوية بينه, وبين ما تقدم فيه حرف المد يعارض قول الجعبري المد هنا دون المتقدم, والمصير إلى قولهم أولى. ثم: إن محل جواز الثلاثة المذكورة ما لم يجتمع مع السبب المذكور سبب أقوى   1 للمزيد انظر النشر: [1/ 314". [أ] . 2 حيث وقعت. [أ] . 3 حيث وقعت. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 منه كالهمز المتأخر عن حرف المد والسكون اللازم نحو: "رأى أيديهم"، "وجاؤوا أباهم"1 وصلا ونحو: "آمِّينَ الْبَيْتَ" [المائدة الآية: 2] فيجب المد وجها واحدا مشبعا عملا بأقوى السببين, وهو معنى قول الطيبة, وأقوى السببين يستقل فإن وقف على نحو جاؤوا جازت له الثلاثة وخرج بقيد اتصال الهمز بحرف المد نحو: "أولياء"، "أولئك"، "جاء أجلهم"، "في السماء إله"، "ءأمنتم"2 من حالة إبدال الهمزة الثانية حرف مد, فلا يجوز المد بل يتعين القصر. وقد استثنى القائلون بالمد, والتوسط هنا أصلين مطردين, وكلمة اتفاقا منهم. أما: الأصلان فأحدهما أن يكون قبل الهمز ساكن صحيح متصل نحو: "القرآن"، و"الظمآن"، و"مذؤما"، و"مسؤلا"، و"مسؤلون" لحذف صورة الهمز رسما, فيتعين القصر وخرج المعتل سواء كان مدا نحو: "فاءوا" أو لينا نحو: "المؤودة" الثاني أن تكون الألف مبدلة من التنوين وقفا نحو: "دعاء"، و"نداء"، و"هزؤا"، و"ملجأ" فالقصر إجماعا لأنها غير لازمة. وأما: الكلمة "فيؤاخذ" كيف وقعت, وهو استثناء من المغير بالبدل نحو:"لا تؤاخذنا"، "لا يؤاخذكم الله" وقول الشاطبي وبعضهم: "يؤاخذكم" متعقب بأن رواة المد كلهم مجمعون على استثنائه, فلا خلاف في قصره, واعتذر في النشر عنه بعدم ذكره في التيسير3. واختلفوا في ثلاث كلم, وأصل مطرد فأول الكلمات إسرائيل حيث وقعت فاستثناها صاحب التيسير ومن تبعه كالشاطبي, ونص على مدها صاحب العنوان4 والهادي5، والهداية،6 والكافي7، وغيرهم، ثانيها: "الآن" المستفهم بها في "موضعي" [يونس الآية: 91] فاستثناها الداني في الجامع وابن شريح وابن سفيان وهو استثناء من المغير بالنقل ولم يستثنها في التيسير, والوجهان في الشاطبية والطيبة وغيرهما, والمراد الألف الأخيرة؛ لأن الأولى ليست من هذا الأصل؛ لأن مدها للساكن اللازم المقدر وسيأتي بسط ذلك بيونس إن شاء الله تعالى وخرج بقيد الاستفهام نحو: "الْآنَ جِئْتَ" ثالثها: "عَادًا الْأُولَى" [النجم الآية: 50] وهي من المغير بالنقل استثناها   1 حيث وقعت. [أ] . 2 حيث وقعت. [أ] . 3 انظر النشر الصفحة: "1/ 314". [أ] . 4 هو الإمام إسماعيل بن خلف الأنصاري. النشر: "1/ 64". [أ] . 5 هو الإمام ابن سفيان المالكي. النشر: "1/ 66". [أ] . 6 هو الإمام المهدوي. النشر: "1/ 69". [أ] . 7 هو الإمام ابن شريح. النشر: "1/ 67". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 مكي، وابن سفيان والداني, في جامعه, ولم يستثنها في التيسير, والوجهان في الشاطبية وغيرها. تنبيه: إجراء الطول والتوسط في المغير بالنقل إنما ذلك حالة الوصل, أما حالة الابتداء إذا وقع بعد لام التعريف ولم يعتد بالعارض وهو تحريك اللام وابتدئ بالهمزة فالوجهان جائزان كـ"الآخرة"، و"الإيمان" و"الأولى" فإن اعتد بالعارض وابتدئ باللام فالقصر فقط نحو: "لآخرة"، "ليمان لولى" لقوة الاعتداد في ذلك نص عليه المحققون والأصل المطرد: حرف المد الواقع بعد همز الوصل في الابتداء نحو: "ايت بقرآن"، "إيذن لي"، "أوتمن" فنص على استثنائه في الشاطبية كالداني في جميع كتبه وصححه في النشر, وأشار إليه في طيبته بقوله: "أو همز وصل" أي: لا بعد همز وصل, فلا تمد له في الأصح, وأجرى الخلاف فيها في التبصرة1، وغيرها. تنبيه: قال في النشر: وأما الوقف على نحو: "رأى" من "رأى القمر"، "ورأى الشمس"، "وتراءى الجمعان" فإنهم فيه على أصولهم المذكورة من الإشباع, والتوسط والقصر عن الأزرق؛ لأن الألف من نفس الكلمة وذهابها في الوصل عارض, وهذا مما نصوا عليه وأما "مِلَّةَ آبَائي إِبْرَاهِيمَ" بيوسف "دُعَائي إِلَّا" بنوح حالة الوقف و"تَقَبَّلْ دُعَاءِ، رَبَّنَا" [إبراهيم الآية: 40] حالة الوصل فكذلك هم فيها على أصولهم ومذاهبهم عن ورش؛ لأن الأصل في حرف المد من الأولين الإسكان والفتح, فيهما عارض من أجل الهمز وكذلك حرف المد في الثالثة عارض حالة الوصل اتباعا للرسم, والأصل إثباتها فجرت فيها مذاهبهم على الأصل, ولم يعتد فيها بالعارض وكان حكمها حكم "مِنْ وَرَائي" [مريم الآية: 5] في الحالين قال: وهذا مما لم أجد فيه نصا لأحد, بل قلته قياسا, وكذلك أخذته أداء عن الشيوخ في "دعاءى" بإبراهيم وينبغي أن لا يعمل بخلافه ا. هـ. النوع الثاني: من السبب اللفظي السكون وهو إما لازم, وهو الذي لا يتغير وقفا ولا وصلا, أو عارض وهو الذي يعرض للوقف, أو الإدغام, وكل منهما إما مظهر أو مدغم. فاللازم المظهر قسمان: حرفي وهو كما نقله شيخنا عن التحفة كل حرف هجاؤه ثلاثة أحرف أوسطها حرف مد ولين نحو: "ميم ص ن" عن المظهر, وكلمي وهو ما وقع فيه بعد حرف المد ساكن متصل في كلمة نحو: "الآن" في موضعي [يونس الآية: 51 و91] على وجه الإبدال و"محياي" في قراءة من سكن الياء و"اللائي" عند من أبدل الهمزة ياء ساكنة و"آنذرتهم"، "آشفقتم"، "جا آمرنا"، "هؤلا إن كنتم" عند من أبدل الهمزة ألفا أو ياء،   1 كتاب التبصرة في القراءات السبع لمكي القيسي. النشر: "1/ 70". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 واللازم المدغم قسمان: أيضا حرفي نحو لام من "الم " وكذا نحو: "ص" من فاتحة مريم عند من أدغمها في الذال, وكلمي نحو: "الضالين"، "دابة" "آلذكرين" على الإبدال اللذان هذان عند من شدد "تأمروني أعبد" "أتعداني" عند المدغم ونحو: "وَالصَّافَّاتِ صَفًّا" عند حمزة ونحو: "أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ" عند رويس "ولا تيمموا"، "ولا تعاونوا" عند البزي وابن محيصن. وأما: الساكن العارض المظهر فكـ"الرحمن"، و"نستعين"، و"يوقنون" حالة الوقف بالسكون أو الإشمام فيما يصح فيه والعارض المدغم نحو: "قال لهم"، "الرحيم ملك"، "الصافات صفا" عند أبي عمرو إذا أدغم1. فأما المد للساكن اللازم بأقسامه فأجمع القراء على مده قدرا واحدا مشبعا من غير إفراط, قال في النشر: لا أعلم بينهم في ذلك خلافا سلفا ولا خلفا إلا ما ذكره في حلية القراء عن ابن مهران من اختلاف القراء في مقداره, قال: فالمحققون يمدون قدر أربع ألفات2 ومنهم من يمد ثلاثا, والحادرون يمدون ألفين, ثم قال في النشر وظاهر عبارة التجريد أن المراتب تتفاوت كتفاوتها في المتصل وفحوى كلام ابن بليمة تعطيه, والآخذون من الأئمة بالأمصار على خلافه, ثم اختلفت آراء أهل الأداء في تعيين هذا القدر المجمع عليه فالمحققون منهم على أنه الإشباع والأكثرون على إطلاق تمكين المد فيه, وعن بعضهم أنه دون ما للهمز يعنى به كما في النشر أنه دون أعلى المراتب, وفوق التوسط من غير تفاوت في ذلك, ثم إن الظاهر التسوية في مقدار المد في كل من المدغم وغيره من الكلمي والحرفي, وفي النشر أنه مذهب الجمهور إذ الموجب واحد وهو التقاء الساكنين, وعن بعضهم أن المد في المدغم أطول منه في المظهر وعن بعضهم عكسه3. وأما المد: للساكن العارض بقسميه فمنهم من أشبعه كاللازم بجامع السكون, قال في النشر: واختاره الشاطبي لجميع القراء واختاره بعضهم لأصحاب التحقيق كحمزة ومن معه, ومنهم من وسطه لاجتماع الساكنين مع ملاحظة عروضه, واختاره الشاطبي للكل أيضا واختير لأصحاب التوسط كابن عامر ومن معه, ومنهم من قصره لعروض السكون فلا يعتد به؛ لأن الوقف يجوز فيه التقاء الساكنين مطلقا كما تقدم واختاره الجعبري4،   1 أي: الإدغام الكبير وقد تقدم الحديث عنه آنفا. [أ] . 2 ومقدار مد الألف: حركتان، ومقدار الحركة: المدة الزمنية لقبض أصابع الكف، أو بسطها إن كانت مقبوضة فقبضها ثم بسطها أي: أتى بحركتين وهما مقدار الألف والله أعلم. [أ] . 3 فكل من هذه الأوجه صحيح, ولكن على القارئ أن يتنبه إلى الطريق الموصلة إلى ذلك الوجه احترازا عن اللحن، والإشكال. [أ] . 4 الجعبري أحد شراح الشاطبية "حرز الأماني". النشر: "1/ 64". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 وخصه بعضهم بأصحاب الحدر كأبي عمرو ومن معه, والصحيح كما في النشر جواز كل من الثلاثة للجميع لعموم قاعدة الاعتداد بالعارض وعدمه عن الجميع, ولا فرق عند الجمهور بين سكون الوقف وسكون الإدغام عند أبي عمرو خلافا لأبي شامة في تعيينه المد حالة الإدغام إلحاقا له باللازم, والدليل على أن سكون إدغام أبي عمرو عارض إجراء أحكام الوقف عليه من الإسكان والروم والإشمام كما تقدم بخلاف نحو: "والصافات" لحمزة فإنها ملحقة باللازم كما نقدم في أمثلتنا, فهو عنده "الحاقة"، "دابة" وكذا نحو: "أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ" لرويس كما تقدم أيضا نص على جميع ذلك في النشر, وفرق شيخنا رحمه الله تعالى بين إدغام أبي عمرو وإدغام غيره ممن ذكر بأن أبا عمرو يجوز عنده كل من الإدغام والإظهار بخلاف نحو حمزة, فإن الإدغام لازم عنده فكان المد معه واجبا لذلك, ثم أورد عليه أن من روى الإدغام لأبي عمرو أوجبه له ا. هـ. ولا يخفى أن قضية الفرق المذكور أن من روى عن يعقوب إدغام جميع ما أدغمه أبو عمرو كصاحب المصباح1 يجري له الأوجه الثلاثة في نحو: "الرَّحِيمِ، مَالِك" [الفاتحة الآية: 3, 4] بالألف وهو ظاهر لكني لم أر من نبه عليه فلينظر. الثاني من سببي المد: السبب المعنوي وهو قصد المبالغة في النفي, وهو قوي مقصود عند العرب لكنه أضعف من اللفظي عند القراء, ومنه المد للتعظيم وبه قال بعضهم لأصحاب قصر المنفصل فيما نص عليه الطبري وغيره, قال ابن الجزري: وبه قرأت وهو أحسن وإياه اختار نحو: "لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ" ويسمى مد التعظيم ومد المبالغة؛ لأنه طلب للمبالغة في نفي الألوهية عن سوى الله تعالى، وقد أشار إليه في الطيبة بقوله: والبعض للتعظيم عن ذي القصر مد2 ولذا استحب بعضهم مد الصوت بلا إله إلا الله لما فيه من التدبر, وفي مسند الفردوس وذكره في النشر من غير عزو وضعفه عن ابن عمر رضي الله عنه مرفوعا من قال لا إله إلا الله ومد بها صوته أسكنه الله دار الجلال دارا سمى بها نفسه, فقال: ذو الجلال والإكرام ورزقه النظر إلى وجهه الكريم وهو مروي عن حمزة في نحو: "لا ريب فيه"، "لا شية"، "لا جرم"، "لا مرد له" هكذا اقتصر في ذكر الأمثلة في الأصل كغيره, وهو يفيد تقييد مدخول لا بالنكرة المبنية كما نبه عليه شيخنا رحمه الله تعالى وبه يصرح قول النشر التي للتبرئة3 ويشكل عليه حينئذ تمثيل النويري بلا خوف فليعلم،   1 صاحب المصباح هو الإمام: أبو الكرم الشهرزوري. النشر: "1/ 90". [أ] . 2 ورقمهما في متن الطيبة: [166] . [أ] . 3 قوله لا التي للتبرئة. وأفرادها الدائرة في القرآن ثلاثة وأربعون. وهي "لا لريب"، "لا علم"، "لا شية"، "لا= الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 والحكمة فيه المبالغة في النفي لكنه لا يبلغ به الإشباع بل يقتصر فيه على التوسط لضعف سببه عن الهمز, هذا ما تيسر من ذكر حكم المد في حروفه. وأما حرفا اللين الياء والواو الساكنان المفتوح ما قبلهما فاختلف في إلحقاهما بحروف المد؛ لأن فيهما شيئا من الخفاء وشيئا من المد, وإنما يسوغ الإلحاق بسببية الهمز مع الاتصال أو السكون فإذا وقع بعدهما همزة متصلة واحدة "كشيء" كيف وقع و"كهيئة"، و"سوءة"، و"السوء" ففيه وجهان عن ورش من طريق الأزرق: أولهما الإشباع وإليه ذهب المهدوي واختاره الحصري, وهو أحد الوجهين في الهادي والكافي والشاطبية, ويحتمل في التجريد, الثاني: التوسط وإليه ذهب مكي والداني, وبه قرأ على أبي القاسم خلف وفارس بن أحمد, وهو الثاني في الكافي والشاطبية وظاهر التجريد وذكره الحصري أيضا في قصيدته, وخرج بقيد الاتصال نحو: "خلوا إلى"، "ابني آدم" [البقرة الآية: 14] , [المائدة الآية: 27] . تفريع: إذا اجتمع حرف اللين مع مد البدل حالة الجمع كقوله تعالى: {وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا} يحصل للأزرق أربعة أوجه, القصر في مد البدل على التوسط في شيء طريق مكي وابن بليمة وطاهر بن غلبون, والتوسط على التوسط طريق مكي وابن بليمة والداني والطويل في مد البدل عليه التوسط والطويل في شيء, فالأول طريق مكي والداني من قراءته على فارس وأحد وجهي الهادي والكافي والتجريد, والثاني طريق العنوان وثاني الهادي والكافي والتجريد وقس على ذلك نحو: {إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ} إلى قوله: {فِي الْآخِرَةِ} فالتوسط في حرف اللين عليه الثلاثة في مد البدل في "الآخرة" لما تقدم, والطويل في مد البدل على الطويل في اللين فقط لما تقدم. ثم إنهم أجمعوا على استثناء كلمتين وهما "موئلا" [الكهف الآية: 58] و"الموؤدة" [التكوير الآية: 8] أي: الواو الأولى فيهما لعروض سكونهما؛ لأنهما من وأل ووأد. واختلف في واو "سوآتهما، سوآتكم" [الأعراف الآية: 22] و [طه الآية: 121] فلم يستثنها الداني في شيء من كتبه ولا الأهوازي في كتابه الكبير واستثناها صاحب الهداية.   = جناح، لا عدوان، فلا رفث، ولا فسوق، ولا جدال، لا طاقة, لا خلاق، لا غالب، لا خير، فلا كاشف، لا مبدل، لا شريك، فلا هادي، لا ملجأ، لا تبديل، فلا راد، لا جرم، لا عاصم، فلا كيل، لا تثريب، لا مرد، لا معقب، لا قوة، لا مساس، لا عوج، فلا كفران، لا برهان، لا بشرى، لا ضير، لا قِبَل، لا مقام، فلا فوت، فلا ممسك، فلا مرسل، فلا صريخ، لا ظلم، لا حجة، لا مولى، فلا ناصر، لا وزر" وليس منها "لا خوف" ونحوه من المنون المرفوع؛ لأن في المنون المرفوع خلافا بين النحويين في كونه تبرئة أو شبها لليس، ومذهب حمزة هو الثاني كما هو مذهب الجمهور ا. هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 والهادي والكافي والتبصرة, والجمهور ووقع للجعبري فيها حكاية ثلاثة أوجه في الواو تضرب في ثلاثة الهمز فتبلغ تسعة, وتعقبه في النشر بأنه لم يجد أحدا روى إشباع اللين إلا وهو يستثني "سوآت" قال: فعلى هذا يكون الخلاف دائرا بين التوسط والقصر, قال: وأيضا من وسطها مذهبه في الهمز المتقدم التوسط فيكون فيها أربعة أوجه فقط, قصر الواو مع ثلاثة الهمزة والتوسط فيهما ونظمها رحمه الله تعالى في بيت فقال: وسوآت قصر الواو والهمز ثلثا ... ووسطهما فالكل أربعة فادر1 وذهب آخرون إلى زيادة المد عن الأزرق في شيء فقط كيف أتى مرفوعا ومنصوبا ومخفوضا وقصر باقي الباب "كهيئة، وسوأة، وسوء" كطاهر بن غلبون وصاحب العنوان والطرسوسي وابن بليمة والخزاعي وغيرهم, واختلف هؤلاء في قدر هذا المد فابن بليمة والخزاعي وابن غلبون يرونه التوسط وبه قرأ الداني عليه, والطرسوسي وصاحب العنوان يريانه الإشباع. واختلف: أيضا بعض الأئمة من المصريين والمغاربة في مد "شيء"2 أتى عن حمزة فذهب إلى مده أبو الطيب بن غلبون وابن بليمة وصاحب العنوان وغيرهم, وذهب الآخرون إلى أنه السكت وعليه الداني ومن تبعه والعراقيون قاطبة, وبالوجهين السكت والمد قرأ صاحب الكافي وهما أيضا في التبصرة والمراد بالمد هنا التوسط, قال في النشر: وبه -أي: التوسط- قرأت من طرق من روى المد ولم يروه عنه إلا من روى السكت في غيره. وأما السكون بعد حرفي اللين فإما لازم أو عارض وكل منهما مشدد وغير مشدد فاللازم المشدد في حرفين هاتين بالقصص اللذين بفصلت في قراءة ابن كثير بالتشديد واللازم المخفف حرف واحد, وهو عين أول مريم والشورى, والعارض المشدد نحو: "الميت والخوف والطول"3 حالة الوقف بالسكون أو الإشمام فيما يسوغ فيه. فالأول: يجوز فيه لابن كثير ثلاثة الوقف والقصر مذهب الجهور كذا في النشر. وأما الثاني: وهو عين ففيه الثلاثة أيضا كما نص عليه في الطيبة وغيرها واختار الشاطبي الإشباع لأجل الساكنين, وذهب صاحب العنوان وابن غلبون إلى التوسط وهو الثاني في الشاطبية لفتح ما قبل الحرف, وهذان الوجهان مختاران لجميع القراء عند المصريين والمغاربة ومن تبعهم, والقصر مذهب ابن سوار وسبط الخياط والهمداني واختيار متأخري العراقيين قاطبة, لكن قال في النشر قلت: القصر في عين عن ورش من   1 انظر النشر: "1/ 346, 347". [أ] . 2 حيث وقعت في القرآن الكريم. [أ] . 3 حيث وقعت. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 طريق الأزرق مما انفرد به ابن شريح وهو مما ينافي أصوله إلا عند من لا يرى مد اللين قبل الهمز. وأما: الثالث، وهو العارض المشدد ففيه الأوجه الثلاثة والجمهور على القصر. وأما: الرابع وهو العارض المخفف فيه للكل الأوجه الثلاثة أيضا, حملا على حروف المد, إلا أنه يمتنع القصر لورش من طريق الأزرق في متطرف الهمز نحو: "شيء" فالإشباع مذهب من يأخذ بالتحقيق, والتوسط اختيار الداني وبه كان يقرئ الشاطبي وهو مذهب أكثر المحققين, والقصر مذهب الحذاق, وحكى الإجماع عليه والثلاثة في الشاطبية كالطيبة والتحقيق في ذلك كما في النشر أن الأوجه الثلاثة لا تجوز هنا إلا لمن أشبع حروف المد في هذا الباب أما القاصرون فالقصر لهم هنا متعين ومن وسط لا يجوز له هنا إلا التوسط والقصر اعتد بالعارض أولا, ولا يجوز له الإشباع فلذا كان الأخذ به في هذا النوع قليلا كما نص عليه في الطيبة, ولفظه وفي اللين يقل طول, وقد تحصل للأزرق في نحو: "شيء، سوء" وجهان المد والتوسط وصلا ووقفا بالإسكان المجرد ومع الإشمام والروم بشرطهما فقول الشاطبي رحمه الله تعالى: بطول وقصر وصل ورش ووقفه. مراده بالقصر التوسط لقوله بعد وعنهم سقوط المد فيه وصدق القصر عليه بالنسبة للإشباع, وللباقين فيهما ثلاثة أوجه: المد والتوسط والقصر وقفا على الهمز المتطرفة بالإسكان المجرد عن الإشمام, ومعه القصر فقط وصلا ووقفا على غير المتطرفة وعليها بالروم. تتمة: متى اجتمع سببان قوي وضعيف عمل بالقوي, وألغي الضعيف إجماعا كما مر في نحو: {آمِّينَ الْبَيْتَ} [المائدة الآية: 2] و"وَجَاءُوا أَبَاهُمْ" فلا يجوز توسط ولا قصر للأزرق, وإذا وقفت على نحو:"نشاء، وتفيء، والسوء" بالسكون لا يجوز فيه القصر عن أحد ممن همز, وإن كان ساكنا للوقف وكذا لا يجوز التوسط لمن مذهبه الإشباع وصلا, بل يجوز عكسه وهو الإشباع وقفا لمن مذهبه التوسط وصلا, إعمالا للسبب الأصلي دون السبب العارض, فلو وقفت لأبي عمرو مثلا على " السماء"1 بالسكون فإن لم تعتد بالعارض كان مثله حالة الوصل ويكون كمن وقف له على الكتاب بالقصر, وإن اعتد بالعارض زيد في ذلك إلى الإشباع كان قرئ له وصلا بألف ونصف, زيد له التوسط بألفين والإشباع بثلاثة, ولو وقف عليه مثلا للأزرق لم يجز له غير الإشباع؛ لأن سبب المد لم يتغير بل ازداد قوة بسكون الوقف, وإذا وقف له أعني الأزرق على "يستهزءون، ومتكئين، ومآب" فمن روى عنه المد وصلا وقف كذلك اعتد   1 حيث وقعت في القرآن الكريم. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 بالعارض أولا, ومن روى التوسط وصلا وقف به إن لم يعتد بالعارض وبالمد إن اعتد به ومن روى القصر كطاهر بن غلبون وقف كذلك إن لم يعتد بالعارض وبالتوسط أو الإشباع إن اعتد به. وإذا تغير سبب المد جاز المد والقصر مراعاة للأصل, ونظرا للفظ سواء كان السبب همزا أو سكونا, وسواء كان التغير بين بين أو بإبدال أو حذف أو نقل والمد اختيار الداني وابن شريح والشاطبي والجعبري وغيرهم, والتحقيق عند صاحب النشر التفصيل بين ما ذهب أثره كالتغير بالحذف فالقصر نحو: "هؤلاء إن" [البقرة الآية: 31] عند من أسقط أولى الهمزتين, وما بقي أثر يدل عليه فالمد ترجيحا للموجود على المعدوم كقراءة قالون بتسهيل الهمزة المذكورة بين بين, ونص عليه في طيبته بقوله: والمد أولى أن تغير السبب ... وبقي الأثر أو فأقصر أحب1 ويأتي التنبيه على جميع ذلك مفصلا في محاله من الفرش إن شاء الله تعالى2. ومن فروع هذه القاعدة ما إذا قرئ لأبي عمرو ومن معه "هؤلاء إن" بإسقاط إحدى الهمزتين, وقدرت الأولى على مذهب الجمهور فالقصر في المنفصل, وهو "ها" مع وجهي المد, والقصر في "أولاء" على الاعتداد بالعارض, وهو الإسقاط وعدمه فإن مدها تعين المد في "أولاء" وجها واحدا؛ لأن "أولاء" إما أن يقدر منفصلا فيمد مع ها أو متصلا فيمد مطلقا, فلا وجه حينئذ لمدها المتفق على انفصاله وقصر أولاء المختلف في اتصاله فالجائز ثلاثة أوجه فقط, فإن قرئت بالتسهيل لقالون ومن معه مثلا فالأربعة المذكورة جائزة بناء على الاعتداد بالعارض وعدمه في "أولاء" سواء مد الأول أو قصر, إلا أن مدها مع قصر أولاء يضعف؛ لأن سبب الاتصال ولو تغير أقوى من الانفصال لإجماع من رأى قصر المنفصل على جواز مد المتصل, وإن غير سببه دون العكس. ومن فروع القاعدة المذكورة ما إذا قرء للأزرق نحو قوله تعالى: {آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ} [البقرة الآية: 8] فمن قصر "آمنا" قصر "الآخر" مطلقا ومن وسط "آمنا" أو أشبعه سوى بينه وبين "الآخر" إن لم يعتد بالعارض وهو النقل وقصر "الآخر" إن اعتد به.   1 انظر متن الطيبة البيت: "175" باب المد والقصر. [أ] . 2 أي: في فرش الحروف حيث يفصل كل سورة على حدة. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 باب الهمزتين المجتمعتين في كلمة : وتأتي الأولى منهما للاستفهام ولا تكون إلا مفتوحة، ولغير الاستفهام وتأتي الثانية متحركة وساكنة فالمتحركة همزة قطع, وهمزة وصل, فهمزة القطع بعد همزة الاستفهام تقع مفتوحة ومكسورة ومضمومة. فالمفتوحة على ضربين: ضرب اتفق القراء العشرة على قراءته بالاستفهام, وضرب اختلفوا فيه فالمتفق عليه بعده ساكن صحيح, وحرف مد, ومتحرك. أما الذي بعده ساكن صحيح فوقع في عشر كلم في ثمانية عشر موضعا, وهي "أأنذرتهم" [البقرة الآية: 6] و [يس الآية: 10] و"أأنتم " [البقرة الآية: 140] و [الفرقان الآية: 17] وأربعة بـ[الواقعة الآية: 59، 64، 69،72] وموضع [بالنازعات الآية: 27] و"أأسلمتم" [آل عمران الآية: 20] و"أأقررتم" [آل عمران الآية: 81] بها و"أأنت" [المائدة الآية: 116] و [الأنبياء الآية: 62] و"أأرباب" [يوسف الآية: 39] و"أأسجد" [الإسراء الآية: 61] و"أأشكر" [النمل الآية: 40] و"أأتخذ" [بيس الآية: 23] و"أأشفقتم" [المجادلة الآية: 13] فقرأ قالون وأبو عمرو وهشام من طريق ابن عبدان وغيره عن الحلواني وكذا أبو جعفر بتسهيل الثانية منهما بين الهمزة والألف, مع إدخال ألف بينهما, وافقهم اليزيدي, وقرأ ورش من طريق الأصبهاني وابن كثير وكذا رويس بالتسهيل من غير إدخال ألف, وهو للأزرق عن ورش عند صاحب العنوان والطرسوسي والأهوازي وغيرهم والأكثرون على إبدالها له ألفا خالصة مع المد المشبع للساكنين, وإنكار الزمخشري لهذا الوجه رده أبو حيان وغيره ووافق ابن محيصن الأصبهاني إلا في "أأنذرتهم" معا فقرأه بهمزة واحدة وقرأ هشام من مشهور طرق الداجواني بالتحقيق من غير ألف, وبه قرأ الباقون وهم: ابن ذكوان وعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف وروح وافقهم الحسن والأعمش, واستثنى الصوري من جميع طرقه عن ابن ذكوان "أأسجد" بالإسراء فسهل الثانية منهما وقرأ هشام من طريق الجمال بالتحقيق, وإدخال ألف فتحصل لهشام ثلاثة أوجه: التسهيل مع الإدخال من طريق ابن عبدان وغيره عن الحلواني, والتحقيق مع الإدخال من طريق الجمال عن الحلواني, والتحقيق من غير إدخال من مشهور طرق الداجواني وبقي وجه رابع ممتنع من الطريقين وهو التسهيل بلا ألف, لكن صح هذا الوجه لهشام من طريق الداجواني في "أأعجمي" [فصلت الآية: 44] و"ءان كان" [نون الآية: 14] و"ءأذهبتم" [الأحقاف الآية: 20] فقط كما يأتي قريبا إن شاء الله تعالى, وتقدم لهشام قصر المنفصل ومده عن الحلواني وكذا عن الداجواني عن ابن مهران, وصاحب الوجيز فتحصل لهشام ستة أوجه إذا جمع هذا الهمز مع المنفصل في نحو: {أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ} [الواقعة الآية: 72] جمعها النويري في بيت فقال: وسهل كأنتم بفصل وحققن ... معا لهشام كلها أمدده وأفصرن قوله: معا متعلق بحقق فقط أي: حقق بالفصل وعدمه معا وقوله: كلها أي: كل هذه الثلاثة مع مد المنفصل وقصره, وبقي حرف واحد يلتحق بهذا الباب "أَإِنْ ذُكِّرْتُم" الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 [يس الآية: 19] قرأه أبو جعفر بفتح الهمزة الثانية وتسهيلها مع الإدخال وخرج بهمز القطع نحو: "آلذكرين، الآن" [الأنعام الآية: 143, 144] و [يونس الآية: 51، 91] . وأما: الذي بعده حرف مد ففي موضع واحد وهو "أآلهتنا" [الزخرف الآية: 58] فقرأه نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وكذا أبو جعفر ورويس بتسهيل الثانية, وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن ولم يبدلها أحد عن الأزرق, بل اتفق أصحابه على تسهيلها بين بين, لئلا يلتبس الاستفهام بالخبر باجتماع الألفين وحذف إحداهما والباقون بتحقيقها, وهم: عاصم وحمزة الكسائي, وكذا خلف وروح وافقهم الأعمش واتفقوا على عدم الفصل بينهما بألف كراهة توالي أربع متشابهات وبيان ذلك أن "آلهة" جمع "إله" "كعماد" و"أعمدة" والأصل "أألهة" بهمزتين الأولى زائدة والثانية فاء الكلمة وقعت ساكنة بعد مفتوحة قلبت ألفا "كآدم" ثم دخلت همزة الاستفهام على الكلمة فالتقى همزتان في اللفظ الأولى للاستفهام والثانية همزة أفعله, فعاصم ومن معه أبقوهما على حالهما وغيرهم خفف الثانية بالتسهيل بين بين, فلو فصلوا بينهما بألف لصارت رابعة وهم يكرهون توالي أربع متشابهات كما تقدم, ولم يقرأ أحد هذا الحرف بهمزة واحدة على لفظ الخبر فيما وصل إلينا, وأما ما جاء عن ورش من رواية الأذفوي من إبدالها فضعيف قياسا, ورواية مصادم لأصوله كما في النشر فلا يعول عليه. وأما: الذي بعده متحرك فحرفان "ءألد" [هود الآية: 58] و"أأمنتم" [الملك الآية: 16] والقراء فيهما على أصولهم المتقدمة في نحو: "ءأنذرتهم" لكن لا يجوز المد للأزرق حالة الإبدال على الألف المبدلة لعدم السبب, وهو السكون فالمد فيها بقدر ألف فقط, وهو الأصلي ولا يجوز أيضا أن يجعل من باب "آمن" لعروض حرف المد بالإبدال وضعف السبب بتقدمه على الشرط, وخالف قنبل أصله في حرف الملك فأبدل الهمزة الأولى واوا من غير خلف وسهل الثانية من طريق ابن مجاهد من غير ألف, وحققها من طريق ابن شنبوذ, وهذا في الوصل فإن ابتدأ حقق الأولى وسهل الثانية على أصله. وأما: الضرب المختلف فيه بين الاستفهام والخبر ولا يكون بعده إلا ساكن, ويكون صحيحا, وحرف مد فالساكن الصحيح وقع في "ءأنذرتهم" معا و"ءان يؤتي" بآل عمران و"ءأعجمي" المرفوع بفصلت و {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ} بالأحقاف و"ءان كان" بنون1. فأما "ءأنذرتهم" معا2 فعن ابن محيصن بهمزة واحدة والجمهور بهمزتين.   1 هذه الآيات هي نفسها التي تم تخريجها أعلاه فليعلم. [أ] . 2 قوله معا أي: في الموضعين بآل عمران. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 وأما: "ءان يؤتي" فقرأه ابن كثير بهمزتين على الاستفهام الإنكار أي: مع تسهيل الثانية بلا فصل بينهما وافقه ابن محيصين والأعمش والباقون بهمزة واحدة على الخبر. وأما "ءاعجمي" المرفوع1 فقرأه قنبل من رواية ابن مجاهد من طريق صالح بن محمد وغيره, وهشام من طريق ابن عبدان عن الحلواني, وكذا رويس من طريق أبي الطيب بهمزة واحدة وهو طريق صاحب التجريد عن الجمال عن الحلواني ورواه صاحب المبهج عن الداجوني عن أصحابه عن هشام, وافقهم الحسن, وقرأ قالون وأبو عمرو وابن ذكوان وكذا أبو جعفر بهمزتين على الاستفهام وتسهيل الثانية مع إدخال الألف, لكن اختلف عن ابن ذكوان في الإدخال فنص له جمهور المغاربة وبعض العراقيين على الفصل ورده الداني ونص له على ترك الفصل غير واحد. قال ابن الجزري: وقرأت له بكل من الوجهين, وأشار إليهما في طيبته بقوله: ءأعجمي خلف مليا, وقرأ ورش من طريق الأصبهاني والأزرق في أحد وجهيه والبزي وحفص بتسهيل الثانية مع عدم الإدخال, وبه قرأ قنبل في وجهه الثاني, وكذا رويس في ثانيه أيضا, وافقهم ابن محيصن, والثاني للأزرق إبدالها ألفا خالصة مع المد للساكنين وقرأ هشام من طريق الداجوني إلا من طريق المبهج بالتسهيل والقصر, وقرأ أبو بكر وحمزة والكسائي وكذا خلف وروح بالتحقيق مع القصر, وقرأ هشام من طريق الجمال عن الحلواني إلا من طريق التجريد بالتسهيل والمد, وخرج بقيد فصلت: "ءأعجمي" [النحل الآية: 103] ، [وفصلت الآية: 44] وبالمرفوع منصوب, وتحصل لهشام ثلاثة أوجه: القراءة بهمزة واحدة على الخبر وبهمزتين محققة فمسهلة مع القصر والمد. وأما {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ} فقرأه بهمزة واحدة على الخبر نافع, وأبو عمرو, وعاصم, وحمزة والكسائي, وكذا خلف وافقهم ابن محيصن بخلف عنه, واليزيدي والأعمش, وقرأ ابن كثير والداجوني عن هشام من طريق النهرواني, وكذا رويس بهمزتين على الاستفهام وتسهيل الثانية مع القصر, وافقهم ابن محيصن في ثانيه, وقرأ هشام من طريق المفسر والجمال بالتحقيق والمد, وقرأ ابن ذكوان وكذا روح بالاستفهام والتحقيق مع القصر وافقهما ابن محيصن في ثالثه, وقرأ هشام من طريق ابن عبدان عن الحلواني وكذا أبو جعفر بالمد والتسهيل, فصار لهشام ثلاثة أوجه: تسهيل الثانية مع القصر والمد وتحقيقهما مع المد وعن الحسن إبدال الثانية ألفا مع المد للساكنين. وأما {أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ} فقرأه نافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص والكسائي وكذا خلف بهمزة واحدة مفتوحة على الخبر, على إنها أن المصدرية في موضع المفعول.   1 انظر الصفحة السابقة. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 مجرورة بلام مقدرة متعلقة بفعل النهي أي: "وَلا تُطِع" من هذه صفاته؛ لأن كان متمولا وافقهم ابن محيصن, واليزيدي والمطوعي, وقرأ هشام من طريق الحلواني وابن ذكوان من طرق أكثر المغاربة, وكذا أبو العلاء عن الصوري عنه, وكذا أبو جعفر بهمزتين محققة فمسهلة مع المد, وقرأ هشام من طريق المفسر بالتحقيق والمد منفردا به, ولذا أسقطه من الطيبة وقرأ هشام من طرق الداجوني إلا المفسر وابن ذكوان من باقي طرقه, وكذا رويس وجها واحدا بتسهيل الثانية مع القصر, والباقون وهم أبو بكر وحمزة وكذا روح بتحقيقهما مع القصر, وافقهم الشنبوذي عن الأعمش, وعن الحسن إبدال الثانية ألفا مع المد للساكنين. وأما: إن كان الساكن حرف مد من المختلف فيه فوقع في كلمة واحدة في ثلاثة مواضع وهي: "ءآمنتم" [الأعراف الآية: 123] [وطه الآية: 71] و [الشعراء الآية: 49] فقرأ قالون وورش من طريق الأزرق والبزي وأبو عمرو وابن ذكوان وهشام من طريق الحلواني والداجوني من طريق زيد, وكذا أبو جعفر بهمزة محققة وأخرى مسهلة, ثم ألف بعدها وافقهم اليزيدي, ولم يدخل أحد بين الهمزتين في هذه الكلمة ألفا لما تقدم في "ءآلهتنا" وكذلك لم يبدل الثانية ألفا أحد عن الأزرق كما في "ءآلهتنا" أيضا وقول الجعبري وورش على بدله بهمزة محققة وألف بدل الثانية وأخرى عن الثالثة ثم تحذف إحداهما للساكنين إلى آخر ما قاله تعقبه في النشر, ونقله عنه في الأصل مقرا له على عادته, وقرأ ورش من طريق الأصبهاني وحفص وكذا رويس بهمزة واحدة محققة بعدها ألف في الثلاثة, وافقهم ابن محيصن, وقرأ قنبل حرف الأعراف بإبدال الهمزة الأولى واوا خالصة مفتوحة حالة الوصل كما فعل في "النشور، ءأمنتم" [الملك الآية: 16] وحققها في الابتداء واختلف عنه في الهمزة الثانية فسهلها عنه ابن مجاهد وحققها ابن شنبوذ "وقرأ" [طه الآية: 71] بهمزة واحدة على الخبر من طريق ابن مجاهد وبهمزتين محققة فمسهلة من طريق ابن شنبوذ "وقرأ" [الشعراء الآية: 49] بهمزة محققة وأخرى مسهلة وألف بعدها, والباقون وهم هشام فيما رواه عنه الداجوني من طريق الشذائي وأبو بكر وحمزة والكسائي وكذا روح وخلف بهمزتين محققتين وألف بعدهما, وافقهم الحسن والأعمش واتفقوا على إبدال الهمزة الثالثة ألفا في الثلاثة. الضرب الثاني من أقسام همزة القطع: الهمزة المكسورة ويأتي أيضا متفقا عليه بالاستفهام ومختلفا فيه فالمتفق عليه سبعة كلم في ثلاثة عشر موضعا "أئنكم" [الأنعام الآية: 19] و [النمل الآية: 55] و [فصلت الآية: 9] "أئن لنا" [الشعراء الآية: 41] "ءأله" [النمل الآية: 60،64] خمسة "ائنا لتاركوا، ائنك لمن، ائفكا" [الصافات الآية: 36، 52، 86] "أئذا متنا" [ق الآية: 3] فقرأها قالون وأبو عمرو وكذا أبو جعفر بالتسهيل بين الهمزة والياء والفصل بينهما بألف, وافقهم اليزيدي, وقرأ ورش وابن كثير وكذا رويس بالتسهيل كذلك, لكن من غير فصل بألف, وافقهم ابن محيصن وقرأ ابن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 ذكوان وعاصم وحمزة والكسائي وكذا روح وخلف بالتحقيق بلا فصل, وبه قرأ الداجوني عن هشام في الباب كله عند جمهور العراقيين وغيرهم وهو الصحيح من طريق زيد عنه, وفي المبهج من طريق الجمال عن الحلواني وافقهم الحسن والأعمش الأحرف ق "أئذا" عن الأعمش فبهمزة واحدة, وقرأ هشام من طريق ابن عبدان عن الحلواني ومن طريق الجمال عن الحلواني في التجريد عنه بالتحقيق والمد في الجميع وهو المشهور عن الحلواني عند جمهور العراقيين, وطريق الشذائي عن الداجوني وأحد وجهي الشاطبية, واختلف عن هشام في "أئنكم لتكفرون" بفصلت فجمهور المغاربة على التسهيل وجها واحدا مع الفصل بالألف وجمهور العراقيين عنه على التحقيق مع الإدخال وعدمه, كما تقدم والوجهان في الشاطبية كجامع البيان وخص جماعة الفصل بالألف عن هشام من طريق الحلواني في سبعة مواضع, بلا خلاف وهي "أئن لنا" بالشعراء "أئنك، أئفكا" بالصافات "أئنكم" بفصلت وهذه الأربعة مما تقدم و"أئنكم, وأئن لنا" بالأعراف و"أئذا ما مت" [مريم الآية: 66] وتركوا الفصل في غيرها وهو مذهب أبي الحسن وابن غلبون وابن شريح ومكي وابن بليمة وغيرهم, وكذا اختلف عن رويس في "أئنكم لتشهدون " بالأنعام فحققه من طريق أبي الطيب خلافا لأصله وأجرى له الوجهين التسهيل والحقيق صاحب الغاية وهو بالقصر على أصله1. تنبيه: "أئن ذكرتم" [يس الآية: 19] أجمعوا على قراءته بالاستفهام, وتقدم فتح همزته الثانية لأبي جعفر, فهو عنده كـ"أنذرتم" والباقون يكسرونها, فهو عندهم من هذا القسم. والمختلف فيه: من المكسورة بين الاستفهام والخبر نوعان مفرد، ومكرر. فالمفرد: في خمسة مواضع "أئنكم لتأتون الرجال، أئن لنا لأجرا" كلاهما [بالأعراف الآية: 81, 113] "أئنك لأنت يوسف" [يوسف الآية: 90] "أئذا ما مت" [بمريم الآية: 66] "أئنا لمغرمون" [الواقعة الآية: 66] . فأما الأول: "أئنكم لتأتون الرجال" فقرأه نافع وحفص وكذا أبو جعفر به بهمزة واحدة على الخبر, والباقون بهمزتين على الاستفهام, وهم على أصولهم المتقدمة تحقيقا وتسهيلا وفصلا. وأما الثاني: "أئن لنا لأجرا" فقرأه نافع وابن كثير وحفص وكذا أبو جعفر بهمزة واحدة وافقهم ابن محيصن والباقون بالاستفهام وهم على أصولهم, كذلك وهما من السبعة التي خصها بعضهم بالمد عن الحلواني عن هشام. وأما الثالث "أئنك لأنت يوسف" فقرأه ابن كثير وكذا أبو جعفر بهمزة واحدة   1 صاحب الغاية هو العلامة ابن مهران النشر: "1/ 89". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 على الخبر وافقهما ابن محيصن والباقون بالاستفهام وهم على أصولهم. وأما الرابع: "أئذا ما مت" بمريم فقرأه ابن ذكوان من طريق الصوري بهمزة واحدة على الخبر أو حذف منه أداة الاستفهام للعلم بها, وهو الذي عليه جمهور العراقيين من الطريقين, وابن الأخرم عن الأخفش وافقه الشنبوذي عن الأعمش, والباقون بهمزتين على الاستفهام وهم على أصولهم وبه قرأ النقاش وغيره عن ابن ذكوان والوجهان له في الشاطبية وغيرها. وأما الخامس: "ائنا لمغرمون" فقرأه أبو بكر بالاستفهام والتحقيق مع القصر والباقون بالخبر. النوع الثاني: الذي تكرر فيه الاستفهام, ووقع في أحد عشر موضعا في تسع سور في الرعد "أءذا كنا ترابا أءنا" [الرعد الآية: 5] موضعان {أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا} [الإسراء الآية: 49، 98] ، {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ} [المؤمنون الآية: 82] ، "أءذا كنا ترابا أءنا لمخرجون" [النمل الآية: 67] "أءنكم لتأتون الفاحشة" {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ} [العنكبوت الآية: 28،29] ، "إءذا ضللنا في الأرض أءنا" [السجدة الآية: 10] موضعان {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ} ، {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ} [الصافات الآية: 16، 53] ، {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ} [الواقعة الآية: 47] ، {أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ، أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا} [النازعات الآية: 10] . فأما: موضع الرعد وموضعا سبحان وموضع المؤمنون والسجدة وثاني الصافات فقرأها نافع والكسائي وكذا يعقوب بالاستفهام في الأول وبالإخبار في الثاني, وقرأها ابن عامر وكذا أبو جعفر بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني, والباقون بالاستفهام فيهما. وأما: موضع النمل فقرأه نافع وكذا أبو جعفر بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني, وقرأه ابن عامر والكسائي بالاستفهام في الأول وبالإخبار في الثاني, وبزيادة نون في "أئنا لمخرجون" والباقون بالاستفهام فيهما. وأما: موضع العنكبوت فقرأه نافع وابن كثير وابن عامر وحفص, وكذا أبو جعفر ويعقوب بالإخبار في الأول, والاستفهام في الثاني وافقهم ابن محيصن والباقون بالاستفهام فيهما, فلا خلاف عنهم في الاستفهام في الثاني منها. وأما: الموضع الأول من الصافات فقرأه نافع والكسائي وكذا أبو جعفر ويعقوب بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني, وقرأه ابن عامر بالإخبار في الأول, والاستفهام في الثاني والباقون بالاستفهام فيهما. وأما: موضع الواقعة فقرأه: نافع والكسائي وكذا أبو جعفر ويعقوب بالاستفهام الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 في الأول والإخبار في الثاني, والباقون بالاستفهام فيهما فلا خلاف عنهم في الاستفهام في الأول كما تقدم في ثاني العنكبوت. وأما: موضع النازعات فقرأه نافع وابن عامر والكسائي وكذا يعقوب بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني, وقرأ أبو جعفر وحده بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني, والباقون بالاستفهام فيهما وكل من استفهم فهو على قاعدته المقررة في ائنكم تحقيقا وتسهيلا وفصلا, إلا أن الجمهور عن هشام على الفصل كما قطع به في الشاطبية, كأصلها وفاقا لسائر المغاربة وأكثر المشارقة, وأجرى الخلاف فيه كغيره من المتفق عليه من هذا الضرب سبط الخياط والهذلي والصفراوي وغيرهم, وهو القياس كما في النشر. الضرب الثالث: الهمزة المضمومة ولا تكون إلا بعد همزة الاستفهام وجاءت في ثلاثة مواضع متفق عليها وواحد مختلف فيه فالثلاث المتفق عليها {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ} [آل عمران الآية: 15] ، {أَؤُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ} [ص الآية: 8] ، {أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ} [القمر الآية: 25] فقرأ قالون وأبو عمرو وكذا أبو جعفر بتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما وافقهم اليزيدي لكن اختلف في الفصل بالألف عن قالون وأبي عمرو فالفصل لقالون طريق أبي نشيط والحلواني في جامع البيان من قراءته على أبي الحسن, وعن أبي نشيط من قراءته على أبي الفتح وعليه الجمهور من الطريقين, وروى عنه القصر من الطريقين ابن الفحام, وهو في الجامع للحلواني وأما أبو عمرو فروى عنه الإدخال في الجامع وكذا غيره, وروى عنه القصر جمهور العراقيين والمغاربة ولم يذكر في التيسير غيره, والوجهان في الشاطبية وغيرها وقرأ ورش وابن كثير وكذا رويس بالتسهيل من غير فصل, وافقهم ابن محيصن والباقون بالتحقيق بلا فصل واختلف عن هشام في التسهيل والتحقيق والفصل وعدمه, ووقع الخلاف عنه بالنسبة للسور الثلاث على ثلاثة أوجه: الأول التحقيق مع القصر في الثلاثة كابن ذكوان وعليه الجمهور من طرق الداجواني, الثاني التحقيق مع المد فيها وهو في التجريد من طريق الجمال عن الحلواني, وأحد وجهي التيسير وبه قرأ مؤلفه على فارس يعني من طريق ابن عبدان عن الحلواني, الثالث التحقيق والقصر في آل عمران والتسهيل والمد في ص والقمر وهو الثاني في التيسير, وعليه جمهور المغاربة والثلاثة في الشاطبية كالطيبة. والموضع المختلف فيه من المضمومة "أأشهدوا خلقهم" [الزخرف الآية: 19] فقط فقرأه نافع وكذا أبو جعفر بهمزتين مفتوحة فمضمومة مسهلة بين بين, وفصل بالألف أبو جعفر, واختلف عن قالون في المد, والوجهان عن أبي نشيط في الشاطبية كأصلها وعلى المد من الطريقين ابن مهران, وبه قطع أبو العز وابن سوار للحلواني من غير طريق الحمامي وقطع له أي: لقالون بالقصر أكثر المؤلفين كقراءة ورش من طريقيه. وأما همزة الوصل: الواقعة بعد همزة الاستفهام فتأتي على قسمين: مفتوحة، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 ومكسورة, فالمفتوحة ضربان: ضرب اتفقوا على قراءته بالاستفهام, وضرب اختلفوا فيه. فالمتفق عليه ثلاث كلمات في ستة مواضع "آلذكرين" موضعي [الأنعام الآية: 143, 144] "الآن" معا [يونس الآية: 51, 91] "آلله أذن لكم بها" [يونس الآية: 59] "الله خير" [النمل الآية: 59] فاتفقوا على إثباتها وتسهيلها لكنهم اختلفوا في كيفية التسهيل, فذهب كثير إلى إبدالها ألفا خالصة مع المد للساكنين, وجعلوه لازما ومنهم من رآه جائزا وهو في التبصرة والهادي والكافي وغيرها وعليه جملة المغاربة والمشارقة, وأرجح الوجهين في الحرز وهو المشهور في الأداء القوي عند أهل التصريف كما قاله الجعبري1, ووجه البدل بأن حذفها يؤدي إلى التباس الاستفهام بالخبر وتحقيقها يؤدي إلى إثبات همزة الوصل وصلا, وهو لحن والتسهيل فيه شيء من لفظ المحققة فتعين البدل, وكان ألفا؛ لأنها مفتوحة ا. هـ. وذهب آخرون إلى تسهيلها بين بين قياسا على سائر الهمزات المتحركات بالفتح, إذا وليها همزة الاستفهام وهو مذهب صاحب العنوان وغيره, الوجهان في الحرز وأصله ولم يفصلوا بينهما بألف لضعفها عن همزة القطع. والضرب المختلف فيه: وقع في حرف واحد وهو "به السحر" [يونس الآية: 81] فقرأه أبو عمرو, وكذا أبو جعفر بالاستفهام فيجوز لكل منهما وجهان: البدل والتسهيل بلا فصل كما ذكر وافقهما اليزيدي, والشنبوذي عن الأعمش, والباقون بهمزة وصل على الخبر فتسقط وصلا وتحذف ياء الصلة قبلها للساكنين. وأما: همزة الوصل المكسورة بعد همزة الاستفهام نحو: "أفترى على الله، أستغفرت لهم، أصطفى، أتخذناهم سخريا" فاتفقوا على حذفها لعدم اللبس, ويؤتى بهمزة الاستفهام وحدها على خلاف بين القراء في بعضها يأتي في محله إن شاء الله تعالى, وهنا انتهى الكلام على الهمزتين اللتين أولهما للاستفهام. فإن كانت الأولى: لغير استفهام فإن الثانية تكون متحركة, وساكنة فالمتحركة لا تكون إلا بالكسر وهي في كلمة في خمسة مواضع وهي "أئمة" [التوبة الآية: 12] [والأنبياء الآية: 73] [وموضعي القصص الآية: 5, 41] و [موضع السجدة الآية: 24] ، فقرأها قالون وورش من طريق الأزرق وابن كثير وأبو عمرو وكذا رويس بالتسهيل والقصر, وافقهم ابن محيصن واليزيدي وقرأ ورش من طريق الأصبهاني بالتسهيل كذلك, والمد في ثاني القصص وفي السجدة كما نص عليه الأصبهاني في كتابه وهو المأخوذ به من جميع طرقه, وفي الثلاثة الباقية بالقصر كالأزرق, وقرأ أبو جعفر بالتسهيل مع الفصل في الخمسة بلا خلف, واختلف عنهم في كيفية التسهيل فذهب الجمهور من أهل الأداء إلى أنه بين.   1 الإمام الجعبري صاحب كتاب شرح الشاطبية. النشر: "1/ 64". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 بين وهو في الحرز كأصله وذهب آخرون إلى أنه الإبدال ياء خالصة, وفي الشاطبية كالجامع وغيره أنه مذهب النحاة, وليس المراد أن كل القراء سهلوا وكل النحاة أبدلوا, بل الأكثر من كل على ما ذكر ولا يجوز الفصل بينهما عن أحد حالة الإبدال كما نص عليه في النشر كغيره, وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا روح وخلف بالتحقيق مع القصر في الخمسة, وافقهم الحسن والأعمش لكن اختلف عن هشام في المد والقصر, فالمد له من طريق ابن عبدان وغيره عن الحلواني عند أبي العز, وقطع به لهشام من طرقه أبو العلا وروى له القصر المهدوي1 وغيره وفاقا لجمهور المغاربة وأصل الكلمة "أأئمة" على وزن "أفعلة" جمع "إمام" نقلت كسرة الميم الأولى إلى الهمزة قبلها ليسكن أول المثلين فيدغم, وكان القياس إبدال الهمزة ألفا لسكونها بعد فتح, لكن لو قالوا أمة لالتبس بجمع أم بمعنى قاصد فأبدلوها باعتبار أصلها, وكان ياء لانكسارها, فطعن الزمخشري في قراءة الإبدال مع صحتها مبالغة منه كما في النشر, قال فيه: والصحيح ثبوت كل من الوجوه الثلاثة أعني: التحقيق وبين بين والياء المحضة عن العرب وصحته في الرواية. وأما الهمزة الساكنة بعد المتحركة لغير استفهام فأجمعوا على إبدالها بحركة الهمزة قبلها فتبدل ألفا في نحو: "آدم، وآسى، وآتى" وواوا في نحو: "أوتي، وأوذينا، وأوتمن" وياء في نحو: "إيمان، وإيلاف، وإيت بقرآن" بلا خلاف عنهم، والله أعلم2.   1 الإمام المهدوي صاحب كتاب الهداية. النشر: "1/ 69". [أ] . 2 للمزيد عن هذا الباب انظر التفاصيل في النشر: "1/ 357". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 باب الهمزتين المتلاصقتين في كلمتين : ويعنون بهما همزتي القطع المتلاصقتين وصلا ليخرج نحو: ما شاء الله لكون الثانية همزة وصل ونحو: "السوأى أن" [الروم: 10] لعدم التلاصق وبقيد الوصل ما إذا وقف على الأولى "وهما" قسمان متفقتان ومختلفتان: فالمتفقتان إما بالكسر أو الفتح أو الضم فالمتفقتان بالكسر قسمان: متفق عليه ووقع في خمسة عشر موضعا تأتي في محالها إن شاء الله تعالى من الفرش نحو: "هَؤُلاءِ إِن" ومختلف فيه في ثلاثة مواضع "للنبي أن، بيوت النبي إلا" في قراءة نافع "مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن" في قراءة حمزة والمتفقتان بالفتح في تسعة وعشرين موضعا نحو: "جَاءَ أَحَدَكُم" والمتفقتان بالضم في موضع فقط "أولياء أولئك" [الأحقاف الآية: 32] فقرأ قالون والبزي بحذف الأولى منهما وصلا في المفتوحين خاصة, وبتسهيلها من المكسورتين بين الهمزة والياء, ومن المضمومتين بين الهمزة والواو واختلف عنهما في "بالسوء إلا" [يوسف الآية: 53] فالجمهور من المغاربة وسائر العراقيين بإبدال الأولى منهما واوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 مكسورة وإدغام الواو التي قبلها فيها وذهب آخرون إلى تسهيل الأولى منهما, طردا للباب وهو من زيادة الحرز على أصله, والإدغام هو المختار لهما, واختلف أيضا في "للنبي إن، وبيوت النبي إلا" عن قالون فالجمهور على الإدغام وضعف في النشر جعل الهمزة فيهما بين بين, وافقهما ابن محيصن بخلفه, وقرأ ورش من طريق الأصبهاني وكثير عنه من طريق الأزرق وقنبل فيما رواه الجمهور عنه من طريق ابن مجاهد, وكذا رويس من غير طريق أبي الطيب بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين, في الأنواع الثلاثة, وقرأ ورش من طريق الأزرق فيما رواه عنه الجمهور من المصريين ومن أخذ عنهم من المغاربة, وقنبل أيضا من طريق ابن شنبوذ فيما رواه عنه عامة المصريين والمغاربة بإبدالها حرف مد خالصا من جنس سابقها, ففي الفتح ألفا وفي الكسر ياء وفي الضم واوا مبالغة في التخفيف, وهو سماعي, واختلف عن الأزرق في قوله تعالى: "هؤلاء إن كنتم، البغاء إن" فروى عنه بعضهم جعل الثانية ياء مختلسة الكسر مراعاة للأصل, وهو في التيسير من قراءة مؤلفه على ابن خاقان عنه, وقال إنه المشهور عنه في الأداء, لكن عبر عن ذلك في جامعة بياء مكسورة محضة الكسر وأكثر من روى عنه هذا الوجه على إطلاق الياء المكسورة من غير تقييد بالخفيفة الكسر, أو بالاختلاس كما يفهم من النشر1, ولذا أطلقه في طيبته واقتصر في الشاطبية على الأول تبعا للداني في بعض كتبه, فتحصل للأزرق في ذلك ثلاثة أوجه, وقرأ أبو عمرو وقنبل من طريق ابن شنبوذ من أكثر طرقه وكذا رويس من طريق أبي الطيب بحذف الأولى منهما في الأنواع الثلاثة مبالغة في التخفيف, وافقهم اليزيدي وابن محيصن في وجهه الثاني, وما ذكر من أن المحذوف هو الأولى هو الذي عليه الجمهور من أهل الأداء, وذهب سيبويه وأبو الطيب وابن غلبون إلى أنها الثانية, وتظهر فائدة الخلاف كما في النشر في المد فمن قال بالأول كان المد عنده من قبيل المنفصل, ومن قال بالثاني كان عنده من قبيل المتصل, وقرأ الباقون وهم ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا روح وخلف بتحقيق الهمزتين في الكل وافقهم الحسن, والأعمش2. تنبيه: في النشر إذا أبدلت الثانية حرف مد للأزرق وقنبل فإن وقع بعده ساكن نحو: "هؤلاء إن، جاء أمرنا" زيد في حرف المد لأجل الساكن وإن وقع بعده متحرك نحو: "في السماء إله، جاء أحدهم، أولياء أولئك" لم يزد على مقدار حرف المد فإن وقع بعد الثانية من المفتوحتين ألف, وذلك في الموضعين "جَاءَ آلَ لُوطٍ, جاء آل فرعون" فهل تبدل الثانية فيهما كما في سائر الباب أم تسهل فقط, من أجل الألف بعدها, فقيل: لا تبدل لئلا يجتمع ألفان, واجتماعهما متعذر بل يتعين التسهيل وقيل تبدل كسائر الباب, ثم فيها بعد البدل وجهان: أحدهما: أن تحذف للساكنين، والثاني: أن لا   1 انظر النشر الصفحة: "1/ 368". [أ] . 2 الحسن، والأعمش تقدم ذكرهما في الصفحة: "10". [1] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 يحذف، ويزاد في المد فتفصل تلك الزيادة بين الساكنين, وتمنع من اجتماعهما كذا نقل الوجهين الداني. ثم: قال في النشر وقد أجاز بعضهم على وجه الحذف الزيادة في المد على مذهب من روى عن الأزرق المد, لوقوعه بعد همز ثابت, فحكى فيه المد والتوسط والقصر, وفي ذلك نظر لا يخفى ا. هـ. وحينئذ فالمعول عليه وجهان فقط للأزرق حالة البدل: أحدهما المد على وجه عدم الحذف, والثاني القصر على وجه الحذف للألف ولأوجه للتوسط1. وأما المختلفتان: فعلى خمسة أضرب الأول مفتوحة, فمكسورة, وينقسم إلى متفق عليه, وهو سبعة عشر موضعا أولها "شهداء إذ" [البقرة الآية: 133] ويأتي باقيها في الفرش إن شاء الله تعالى, ومختلف فيه في موضعين "زكريا إنا" بمريم والأنبياء على قراءة غير حمزة ومن معه. الثاني: مفتوحة فمضمومة في موضع واحد "جاء أمة" [المؤمنون الآية: 44] . الثالث: مضمومة فمفتوحة, وينقسم إلى متفق عليه في أحد عشر موضعا نحو: "السُّفَهَاءُ أَلا" [البقرة الآية: 13] ومختلف فيه في اثنين: "النبي أولى، أراد النبي أن" [الأحزاب الآية: 6، 50] على قراءة نافع. الرابع: مكسورة فمفتوحة وهو أيضا متفق عليه في خمسة عشر موضعا نحو: "مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ" ومختلف فيه في موضع واحد "مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن" [البقرة الآية: 282] على قراءة غير حمزة. الخامس: مضمومة فمكسورة وهو أيضا قسمان: متفق عليه في اثنين وعشرين موضعا نحو: "يَشَاءُ إِلَى صِرَاط" [البقرة الآية: 142] ومختلف فيه في ستة مواضع "زَكَرِيَّا إِنَّا" [مريم الآية: 7] في قرأة من همز زكريا2 "النَّبِيُّ إِنَّا" معا بالأحزاب "النَّبِيُّ إِذَا" [الممتحنة الآية: 12] "النَّبِيُّ إِذَا" [الطلاق الآية: 1] "أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى" [التحريم الآية: 3] على قراءة نافع في الخمسة. وقد: اتفقوا على تحقيق الأولى في الأضرب الخمسة, واختلفوا في الثانية فقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ورويس بتسهيلها, كالياء في الضرب الأول وكالواو في الضرب الثاني, وبإبدالها واوا خالصة مفتوحة في الضرب الثالث, وياء خالصة مفتوحة في الضرب الرابع, وافقهم ابن محيصن واليزيدي, واختلف عنهم في كيفية تسهيل الضرب الخامس فقال جمهور المتقدمين تبدل واوا خالصة مكسورة فدبروها بحركتها،   1 انظر النشر: "1/ 370". [أ] . 2 أي: "زكريا ..... ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 وحركة ما قبلها قال الداني: وهو مذهب أكثر أهل الأداء, وقال جمهور المتأخرين: تسهل بين الهمزة والياء فدبروها بحركتها فقط, وهذا هو الوجه في القياس والأول آثر في النقل كما في النشر عن الداني, وأما من سهلها كالواو فدبرها بحركة ما قبلها على رأي الأخفش فتعقبه في النشر بعدم صحته نقلا, وعدم إمكانه لفظا, فإنه لا يتمكن منه إلا بعد تحويل كسرة الهمزة ضمة أو تكلف إشمامها الضم, وكلاهما لا يجوز لا يصح, وإن ابن شريح أبعد وأغرب حيث حكاه في كافيه, ولم يصب من وافقه وقرأ الباقون وهم ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا روح وخلف بتحقيقهما في الأقسام الخمسة على الأصل, وافقهم الحسن والأعمش والله أعلم1.   1 للمزيد انظر النشر: "1/ 370". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 باب الهمز المفرد : وهو الذي لم يلاصق مثله وهو ثلاثة أنواع: ما يبدل وما ينقل وما يسكت على الساكن قبله, فالأول وهو المبوب له ينقسم إلى: ساكن ومتحرك, ويقع فاء وعينا ولاما. القسم الأول: الساكن ويأتي بعد ضم نحو: "يؤمنون، يؤتي، رؤيا، مؤتفكة، لؤلؤ، تسؤكم يقول، إئذن لي" وبعد كسر نحو: "بئس، وجئت، وشئت، ورئيا، وهيء، والذي اؤتمن" وبعد فتح نحو: "فأتوهن، فأذنوا، وأمر، مأوى، اقرأ، إن يشأ، الهدى ائتنا" فقرأ ورش من طريق الأصبهاني جميع ذلك بإبدال الهمزة في الحالين حرف مد من جنس سابقها في الأسماء والأفعال, فبعد الضم واوا وبعد الكسر ياء وبعد الفتح ألفا فدبرها بحركة ما قبلها1, واستثنى من ذلك خمسة أسماء وهي: "البأس، والبأساء، واللؤلؤ" حيث وقع "ورئيا" بمريم و"الكأس، والرأس" حيث وقعا وخمسة أفعال "جئت" وما جاء منه نحو: "جئناهم، جئتمونا" و"نبئ" وما جاء منه نحو "أنبئهم، ونبئهم، نبأتكما، أم لم ينبأ" وقرأت حيث جاء نحو: "قرأنا، واقرأ، ويهيئ، وتؤوى، وتؤويه" وأما من طريق الأزرق فخص الإبدال بالهمز الواقعة فاء من الفعل فقط2 نحو: "يؤمنون، يألمون، ولقاءنا ائت" واستثنى من ذلك ما جاء من باب الإيواء3 نحو: "المأوى، وفأووا، وتؤوي، وتؤويه"4 ولم يبدل مما وقع عينا من الفعل إلا "بئس" كيف أتى و"البئر" و"الذئب" وحقق ما عدا ذلك, وقرأ أبو عمرو من روايتيه جميعا ووافقه اليزيدي بخلاف عنهما بإبدال جميع ما تقدم إلا ما سكن للجزم أو البناء, وما إبداله أثقل أو يلتبس بمعنى آخر أو لغة أخرى.   1 أي: لتعذر تسهيلها وإخلال حذفها ولما يترتب على تدبيرها بحركة ما بعدها من اختلاف الأبنية. 2 أي: لأنها تجري مجرى المبتدأة فألحقها بأصلها من النقل. 3 أي: لأن التخفيف إذا أدى إلى التثقيل لزم الأصل وهو محقق في تؤوي للواوين والضمة والكسرة. 4 هذه الكلمات حيث وقعت في القرآن الكريم. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 فأما الأول وهو الجزم: فوقع في ستة ألفاظ الأولى "ننسأها" [البقرة الآية: 106] خوف اللبس فإنها بالهمز من التأخير وبتركه من النسيان الثانية "تسؤ" في ثلاثة مواضع "تسؤهم" [آل عمران الآية: 120] و [التوبة الآية: 50] و"تسؤكم" [المائدة الآية: 101] الثالثة "يشأ" بالياء في عشرة مواضع "إن يشأ يذهبكم" [النساء الآية: 133] و [الأنعام الآية: 133] و [إبراهيم الآية: 19] و [فاطر الآية: 16] "مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأ" [الأنعام الآية: 39] "إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأ" [الإسراء الآية: 54] "فإن يشأ الله يختم، إن يشأ يسكن الريح" [الشورى الآية: 24] الرابعة "نشأ" بالنون في ثلاثة مواضع "إِنْ نَشَأْ نُنَزِّل" [الشعراء الآية: 4] "إِنْ نَشَأْ نَخْسِفُ" [سبأ الآية: 9] "وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ" [يس الآية: 43] الخامسة "وَيُهَيِّئْ لَكُم" [الكهف الآية: 16] السادسة "أَمْ لَمْ يُنَبَّأ" [النجم الآية: 36] . وأما: الثاني وهو ما سكن للبناء فوقع في إحدى عشرة كلمة وهي "أنبئهم" بالبقرة و"نبئنا" بيوسف "نبئ عبادي, ونبئهم عن" بالحجر "نبئهم أن" بالقمر "أرجئه" بالأعراف, والشعراء "وهيئ لنا" بالكهف "اقرأ كتابك" بالإسراء "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّك, اقرأ وربك" بالعلق. وأما: الثالث وهو النقل ففي كلمة في موضعين "َتُؤْوِي إِلَيْكَ " [الأحزاب الآية: 51] و"تؤويه " [المعارج الآية: 13] لأن إبداله أثقل من تحقيقه لاجتماع الواوين حالة البدل. وأما: الرابع وهو الالتباس ففي موضع واحد هو "رئيا" [مريم الآية: 74] لأن المهموز لما يرى من حسن المنظر والمشدد مصدر روى الماء: امتلأ. وأما الخامس وهو الخروج من لغة إلى أخرى ففي كلمة في موضعين "مؤصدة" [البلد الآية: 20] و [الهمزة الآية: 8] لأن آصدت كآمنت بمعنى أطبقت مهموز الفاء, وأوصدت كأوقيت معتلها ومؤصدة عند أبي عمرو من المهموز فحقق لينص على مذهبه مع الأثر واستثنوا أيضا بارئكم موضعي البقرة حالة قراءته بالسكون محافظة على ذات حرف الإعراب وانفرد أبو الحسن بن غلبون وتبعه في التيسير بإبدالها, وحكاه عنه الشاطبي قال في النشر: وذلك غير مرض؛ لأن إسكان الهمزة عارض فلا يعتد به. وقرأ: أبو جعفر جميع هذا الضرب بالإبدال, ولم يستثن من ذلك كله إلا كلمتين "أنبئهم" بالبقرة و"ونبئهم" بالحجر واختلف عنه في "نبئنا" بيوسف وأطلق الخلاف عنه من الروايتين ابن مهران, واتفق الرواة عنه على قلب الواو المبدلة من همز رؤيا والرؤيا وما جاء منه ياء, وإدغامها في الياء التي بعدها وإذا أبدل "تؤوي، وتؤويه" جمع بين الواوين مظهرا. تنبيه: إذا لقيت الهمزة الساكنة ساكنا, فحركت لأجله كقوله تعالى: {مَنْ يَشَأِ اللَّهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 يُضْلِلْهُ} بالأنعام "فَإِنْ يَشَأِ اللَّه" بالشورى حققت عند من أبدالها في نظيره قبل متحرك, وهو الأصبهاني عن ورش وأبو جعفر, فإن فصلت من ذلك الساكن بالوقف أبدلت لسكونها. نقله في النشر عن نص الداني في جامعه, وإذا سكنت المتحركة للوقف نحو: "نشأ، ويستهزئ، ولكل أمرئ" فهي محققة اتفاقا عند من يبدل الساكن كالأصبهاني وأبي جعفر أما حمزة فعلى أصله في الوقف. وههنا: حروف وافق بعض القراء فيها المبدلين, وهي سبعة ألفاظ أحدها "الذئب" ثلاث [بيوسف الآية: 83، 14، 17] فقرأها ورش من طريقيه والكسائي وكذا خلف بالإبدال. ثانيها: "يَأْجُوجَ وَمَأْجُوج" [الكهف الآية: 94] و [الأنبياء الآية: 96] فقرأها بالهمز عاصم وافقه الأعمش والباقون بغير همز ثالثها: "اللؤلؤ، ولؤلؤ" قرأه بالإبدال أبو بكر كأبي عمرو, وأبي جعفر وافقهم اليزيدي. رابعها: "المؤتفكة، والمؤتفكات"1 قرأه بالإبدال فيهما قالون من طريق أبي نشيط عند ابن سوار وصاحب الكفاية وأبي العلاء وغيرهم, وهو الصحيح عن الحلواني ورواه الجمهور عن قالون بالهمز والوجهان صحيحان عنه كما في النشر. خامسها "ضيزى" [النجم الآية: 22] قرأه ابن كثير بالهمز على أنه مصدر كذكرى وصف به وافقه ابن محيصن والباقون بالإبدال, على أنه صفة على وزن فعلى بضم الفاء كسرت لتصح الياء, كما قاله أبو حيان أي: لأن الصفات إنما جاءت بالضم أو الفتح والكسر قليل ثم قال: ويجوز أن تكون مصدرا أيضا وصف به, والضيزى الجائزة سادسها: "رئيا" [مريم الآية: 74] قرأه بتشديد الياء من غير همز قالون وابن ذكوان وكذا أبو جعفر والباقون بالهمز. سابعها: "مؤصدة"2 معا قرأهما بالهمز أبو عمرو وحفص وحمزة وكذا يعقوب وخلف وافقهم اليزيدي والحسن والأعمش, والباقون بالإبدال وعن الأعمش من طريق الشنبوذي إبدال "سؤلك" بطه وعن الحسن إبدال أنبئهم ونبئهم مع كسر الهاء, وعن ابن محيصن إبدال نحو: "الهدى ائتنا". القسم الثاني: الهمز المتحرك وهو ضربان: قبله متحرك وساكن. أما الأول: فاختلف في تخفيف همزة على سبعة أحوال. الأول: مفتوحة قبلها مضموم فإن كانت فاء من الفعل نحو: "يؤيد، يؤاخذ، يؤلف، مؤجلا، مؤذن، فليؤد، المؤلفة" فقرأه ورش وكذا أبو جعفر بالإبدال واوا لكن اختلف عن ورش في "مؤذن" [الأعراف الآية: 44] و [يوسف الآية: 70] فأبدله من طريق الأزرق على أصله وحققه من طريق الأصبهاني, وكذا اختلف عن ابن وردان في حرف واحد "يُؤَيِّدُ بِنَصْرِه" [آل عمران الآية: 13] فروى ابن شبيب وابن هارون كلاهما عن الفضل ابن شاذان وكذا الرهاوي عن أصحابه عن الفضل تحقيق الهمز فيه   1 حيث وقعت. [أ] . 2 انظر الصفحة السابقة التعليق: "19, 20". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 وكأنه روعي فيه وقوع الياء مشددة بعد الواو المبدلة فيجتمع ثلاثة أحرف من حروف العلة, وروى سائر الرواة عنه الإبدال, وإن كانت عينا من الفعل فقرأه ورش من طريق الأصبهاني بالإبدال في حرف واحد, وهو "الفؤاد، وفؤاد" [هود الآية: 120] و [الإسراء الآية: 36] و [الفرقان الآية: 32] و [القصص الآية: 10] و [النجم الآية: 11] والباقون بالتحقيق في ذلك كله, وإن كانت لاما من الفعل فقرأ حفص بإبدالها واوا في "هزؤا" المنصوب وهو في عشرة مواضع أولها "أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا" [البقرة الآية: 67] ويأتي باقيها إن شاء الله تعالى، وفي "كفوا" وهو في [الإخلاص الآية: 4] . الثاني: مفتوحة بعد مكسور فقرأها أبو جعفر بالإبدال ياء في "رِئَاءَ النَّاس" [البقرة الآية: 264] و [النساء الآية: 38] و [الأنفال الآية: 47] وفي "خاسئا" [الملك الآية: 4] وفي "نَاشِئَةَ اللَّيْل" [المزمل الآية: 6] وفي "شانئك" [الكوثر الآية: 3] وفي "استهزئ" [الأنعام الآية: 10] و [الرعد الآية: 32] و [الأنبياء الآية: 41] وفي "قرئ" [الأعراف الآية: 204] و [الإنشقاق الآية: 21] و"لنبوئنهم" [النحل الآية: 26] و [العنكبوت الآية: 58] و"ليبطئن" [النساء الآية: 72] و"ملئت" [الجن الآية: 8] و"خاطئة" و"الخاطئة" و"مائة، وفئة" وتثنيتهما واختلف عنه في "موطئا" من روايتيه جميعا كما يفهم من النشر, ووافقه الأصبهاني عن ورش في "خاسئة، وناشئة، وملئت" وزاد "فبأي" واختلف عنه فيما تجرد عن الفاء نحو: "بأي، أرض، بأيكم، المفتون" والباقون بالتحقيق في الجميع واختص الأزرق عن ورش بإبدال الهمزة ياء مفتوحة في "لئلا" "بالبقرة، والنساء، والحديد وافقه الأعمش. الثالث: مضمومة بعد مكسور, وبعدها واو فقرأه نافع بحذف الهمزة في "الصابون" [الآية: 69 بالمائدة] وضم ما قبلها لأجل الواو, وقرأ أبو جعفر جميع الباب كذلك نحو: "الصابون, متكون, مالون, ليواطوا, ليطفوا, مستهزون, قل استهزوا" لأنه لما أبدل الهمزة ياء استثقل الضمة عليها فحذفها ثم حذف الياء لالتقاء الساكنين, ثم ضم ما قبلها لأجل الواو, واختلف عن ابن وردان في "المنشون" والوجهان عنه صحيحان كما في النشر, قال فيه: وقد نص بعض أصحابنا على الألفاظ المتقدمة ولم يذكر "أنبؤني, وأتنيؤن, ونبؤني, ويتكؤن, ويستنبؤنك" وظاهر كلام أبي العز والهذلي العموم على أن الأهوازي وغيره نص عليها, ولا يظهر فرق سوى الرواية, والباقون بالهمز وكسر ما قبله. الرابع: مضمومة بعد فتح وبعدها واو وهو "ولا يطون, لم تطوها, أن تطوهم" فقط فقرأه أبو جعفر بحذف الهمز فيهن قال في الدر: أبدل همزة "يطأ" ألفا على غير قياس فلما أسند للواو التقى ساكنان فحذف أولهما, وانفرد الحنبلي بتسهيلها بين بين في "رؤف" حيث وقع. الخامس: مكسورة بعد كسر وبعدها ياء فقرأه نافع وكذا أبو جعفر بحذف الهمزة في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 "الصابين" بالبقرة والحج وزاد أبو جعفر حذف الهمزة من "متكين, والخاطين, وخاطين, والمستهزين" حيث وقع والباقون بالهمز وتعبير الأصل هنا بالبدل لا يظهر. السادس: مفتوحة بعد فتح فقرأه قالون وورش من طريق الأصبهاني, وكذا أبو جعفر بالتسهيل بين بين في "أرأيت" حيث وقع بعد همزة الاستفهام نحو: "أرأيتم, أرأيتكم, أرأيت, أفرأيت" واختلف عن ورش من طريق الأزرق فأبدالها بعضهم عنه ألفا خالصة مع إشباع المد للساكنين, وهو أحد الوجهين في الشاطبية, والأشهر عنه التسهيل كالأصبهاني وعليه الجمهور وهو الأقيس, وقرأ الكسائي بحذف الهمز في ذلك كله والباقون بالتحقيق, وإذا وقف للأزرق في وجه البدل عليه وعلى نحو: "أرأيت" وكذا "أءنت" تعين التسهيل بين بين لئلا يجتمع ثلاث سواكن ظواهر ولا وجود له في كلام عربي, وليس ذلك كالوقف على المشدد في نحو: "صواف" [الآية: 36] لوجود الإدغام كما يأتي إن شاء الله تعالى آخر الوقف على أواخر الكلم, وقرأ الأصبهاني عن ورش "رأيت أحد عشر كوكبا, ورأيتهم لي، ورآه مستقرا, ورأته حسبته، ورآها تهتز، ورأيتهم تعجبك" بالتسهيل في السنة, وقرأ أيضا بتسهيل الهمزة الثانية في "أفأصفاكم ربكم", وفي "أفأمن أهل القرى, أفأمنوا مكر الله, أفأمنوا أن تأتيهم, أفأمن الذين مكروا, أفأمنتم أن يخسف بكم" ولا سادس لها, وكذلك سهلها في "أفأنت، أفأنتم" وكذلك سهل الثانية من "لأملأن" [في الأعراف الآية: 18] و [هود الآية: 119] و [السجدة الآية: 213] و [ص الآية: 85] وكذلك في كأن حيث أتت مشدة ومخففة نحو: "كأنهم، كأنك، كأنما، كأنه، ويكأنه، لم يلبثوا" كذلك الهمزة في "وَاطْمَأَنُّوا بِهَا" [الآية: 7 في يونس] "اطْمَأَنَّ بِه" [الآية: 11 في الحج] وكذلك همزة "تَأَذَّنَ رَبُّك" [الآية: 167 بالأعراف] فقط بلا خلاف, واختلف عن البزي في رواية ابن كثير في "لأعنتكم" [الآية: 220] فالجمهور بالتسهيل عنه من طريق أبي ربيعة, وروى صاحب التجريد عنه التحقيق من قراءته على الفارسي وبه قرأ الداني من طريق ابن الحباب عنه, والوجهان صحيحان عن البزي, وقرأ أبو جعفر بحذف همزة "متكأ" [الآية: 31] بيوسف فيصير بوزن "متقى". أما السابع: وهو المكسور وقبله فتح فلا خلاف فيه من طريق هذا الكتاب إلا انفرد به الحنبلي عن هبة الله عن ابن وردان في "تطمئن ويئس" حيث وقع ولم يروه غيره ولذا لم يذكره في الطيبة. الضرب الثاني: المتحرك بعد ساكن إما ألف أو ياء أو زاي فأما الألف فاختلف في إسرائيل وكأين في قراءة المد و"هاءنتم واللاتي"1. فقرأ أبو جعفر بتسهيل "إسرائيل، وكأين" حيث وقعا وافقه المطوعي عن الأعمش في "إسرائيل".   1 حيث وقعت في القرآن الكريم. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 وأما "هأنتم" [الآية: 119] في موضعي آل عمران وفي النساء [الآية: 109] وفي القتال, فقرأ نافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر بتسهيل الهمزة بين بين مع الألف, وافقهم اليزيدي والحسن, لكن اختلف عن ورش فمذهب الجمهور عنه من الطريقين التسهيل مع حذف الألف بوزن "هعنتم" وروى آخرون عنه من الطريقتين إثبات الألف كقالون إلا أنه من طريق الأزرق يمد مدا مشبعا على أصله, وروى بعضهم عنه من طريق الأزرق إبدال الهمزة ألفا فيمد للساكنين فيصير لقالون وأبي عمرو إثبات الألف مع المد والقصر, لكونه منفصلا عند الجمهور ويتحصل لهما في "هاءنتم هؤلاء" من جمع المدين المنفصلين ثلاثة أوجه قصرهما ومدهما وقصر هاءنتم ومد "هؤلاء" ليكون الأول حرف مد قبل همز مغير, وللأزرق ثلاثة حذف الألف بوزن "هعنتم" وإبدال الهمزة ألفا فيمد للساكنين, وإثبات الألف كقالون لكن مع المد المشبع, وله القصر في هذا الوجه لتغير الهمزة بالتسهيل كما تقدم, فيصير أربعة, وللأصبهاني وجهان: حذف الألف كالأول للأزرق وإثباتها مع المد والقصر لتغير الهمزة أيضا, ولأبي جعفر وجه واحد وهو: إثبان الألف مع القصر فقط, والكل مع التسهيل كمن مر, وقرأ الباقون وهم: ابن كثير وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف بتحقيق الهمزة بعد الألف, مثل "ما أنتم" وهم على مراتبهم في المنفصل من المد والقصر, وافقهم الأعمش وابن محيصن بخلف عنه في حذف الألف, واختلف عن قنبل فروى عنه ابن مجاهد حذف الألف فيصير مثل "سألتم" كالوجه الأول عن ورش إلا إنه بالتحقيق, وروى عنه ابن شنبوذ إثباتها كالبزي, واعلم أن ما ذكر في هذا الحرف هنا هو المقروء به من طرق هذا الكتاب, كالنشر الذي من جملة طرقهما طرق الشاطبية كأصلها وبه يعلم أن البحث عن كون الهاء بدلا من همزة أو للتنبيه لا طائل تحته كما نبه عليه في النشر وتبعه النويري وغيره؛ لأن قراءة كل قارئ منقولة ثابتة سواء ثبت عنه كونها للتنبيه أم لا, والعمدة على نقل القراء نفسها لا على توجيهها قال فيه: ويمنع احتمال الوجهين عن كل واحد من القراءة فإنه مصادم للأصول ومخالف للأداء, ويأتي لذلك مزيد إيضاح في حرف القتال إن شاء الله تعالى1. تنبيه على قول الجمهور أن ها من "هاءنتم" للتنبيه لا يجوز فصلها منه لاتصالها رسما وما وقع في جامع البيان من قوله: إنهما كلمتان منفصلتان تعقبه في النشر بأنه مشكل يأتي تحقيقه في الموقف على المرسوم إن شاء الله تعالى2. وأما "اللائ" بالأحزاب [الآية: 4] والمجادلة [الآية: 2] وموضعي الطلاق [الآية: 4] فقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي, وكذا خلف بإثبات ياء ساكنة بعد الهمزة, وافقهم الحسن والأعمش, والباقون بحذفها, واختلف الذين حذفوا الياء في تحقيق الهمزة،   1 انظر الصفحة: "506". [أ] . 2 انظر الصفحة: "102". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 وتسهيلها وإبدالها فحققها منهم قالون وقنبل وكذا يعقوب, وقرأ ورش من طريقيه وكذا أبو جعفر بتسهيلها بين بين, واختلف عن أبي عمرو والبزي فقطع لهما بالتسهيل في المبهج وغيره, وقرأ به الداني لهما علي أبي الفتح وقطع لهما بإبدال ياء ساكنة في الهادي وغيره وفاقا لسائر المغاربة, فيجمع ساكنان فيمد لهما والوجهان صحيحان كما في النشر وهما في الشاطبية, كجامع البيان وافقهما اليزيدي وكل من قرأ بالتسهيل, إذا وقف قلبها ياء ساكنة, ووجهه أنه إذا وقف سكن الهمزة فيمتنع تسهيلها بين بين لزوال حركتها, فتقلب ياء كما نقله في النشر عن نص الداني وغيره فإن وقف بالروم فكالوصل. وأما إن كان الساكن ياء قبل الهمزة المتحركة فاختلف فيه من ذلك في "النسيء" [الآية: 37 بالتوبة] وفي "بريء بريئون" حيث وقع و"هنيئا مريئا" [الآية: 4 بالنساء] و"كهيئة" [الآية: 49] و [المائدة الآية: 110] "ويايئس" [الآية: 87] و"يأبه" وهو بيوسف "استيأسوا منه، لا تيأسوا، إنه لا ييأس، استيأس الرسل" وبالرعد "أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا" [الآية: 30] . فأما النسيء فقرأه ورش من طريق الأزرق وكذا أبو جعفر بإبدال الهمزة ياء وإدغام الياء قبلها فيها والباقون بالهمز. وأما "بريء" و"بريئون" حيث وقع و"هنيئا, ومريئا" فقرأه أبو جعفر بالبدل مع الإدغام بخلف عنه من الروايتين. وأما "كهيئة الطير"1 معا فاختلف فيه كذلك عن أبي جعفر أيضا, وقرأ الباقون ذلك بالهمز ووجه الإدغام في الكل أن قاعدة أبي جعفر فيه الإبدال فيجتمع مثلان أولاهما ساكن فيجب الإدغام. وأما "ييئس" بيوسف والرعد فاختلف فيه عن البزي فأبو ربيعة من عامة طرقه عنه بتقديم الهمزة إلى موضع الياء مع إبدال الهمزة ألفا وتأخير الياء إلى موضع الهمزة, وافقه المطوعي عن الأعمش في سورة الرعد, وإنما جاز إبدال الهمزة ألفا لسكونها بعد فتحة كرأس وكأس, وإن لم يكن من أصله ذلك, وروى الآخرون عن أبي ربيعة وابن الحباب كالباقين بالهمزة بعد الياء الساكنة من غير تأخير على الأصل, فإن الياء من يئس فاء والهمزة عين. وأما إن كان الساكن زايا قبل الهمز المتحرك فهو واحد وهو "جزءا" [الآية: 260 بالبقرة] و [بالحجر الآية: 44] "جزؤ مقسوم" وبالزخرف "مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا" [الآية: 15] فقرأه أبو جعفر بحذف الهمز وتشديد الزاي وهي لغة قرأ بها ابن شهاب الزهري وغيره ويأتي توجيهها في الفرش إن شاء الله تعالى, وذكر في سورة البقرة إن أبا جعفر يقرؤ "هزوا" كذلك ولعله سبق قلم.   1 أي: في سورتي آل عمران والمائدة: "49"، "110". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 وبقي من هذا الباب حروف اختلفوا في الهمز وعدمه فيها لغير قصد التخفيف, وهي "النبئ" وبابه و"يضاهئون, وبادئ, وضئاء, والبريئة, ومرجئون, وترجئ, وسأل"1. فأما "النبئ" وبابه نحو: "النبيؤن, والأنبئاء, والنبوة" فقرأه نافع بالهمز على الأصل وقد أنكره قوم لما أخرجه الحاكم عن أبي ذر وصححه, قال: جاء أعرابي إلى رسول الله فقال يا نبيء الله فقال: "لست نبيء الله ولكني نبي الله" , قال أبو عبيد: أنكر عدوله عن الفصحى أي: فيجوز الوجهان ولكن الأفصح بغير همز, وبه قرأ قالون في موضعي الأحزاب وهما "للنبي إن وبيوت النبي"2 إلا في الوصل, ويشدد الياء كالجماعة فإذا وقف همز. وأما "يضاهئون" [التوبة الآية: 30] فقرأه عاصم بكسر الهاء ثم همزة مضمومة قبل الواو وافقه ابن محيصن والباقون بضمة الهاء ثم واو من غير همز. وأما "بادئ" [هود الآية: 27] فقرأ أبو عمرو بهمزة بعد الدال وافقه اليزيدي والحسن والباقون بالياء. وأما "ضئاء" [الآية: 5 بيونس] , و [الأنبياء الآية: 48] و [القصص الآية: 71] فقرأه قنبل بهمزة مفتوحة بعد الضاد في الثلاثة على القلب بتقديم الهمزة على الواو, إن قلنا إنه جمع أو على الياء إن قلنا إنه مصدر ضاء, وزعم ابن مجاهد أن هذه القراءة غلط مع اعترافه أنه قرأ كذلك على قنبل, وقد خالف الناس ابن مجاهد فرووه عنه بالهمزة بلا خلاف والباقون بالياء في الثلاثة مصدر ضاء لغة في أضاء أو جمع ضوء كحوض وحياض وأصله ضواء, قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها وسكونها في الواحد. وأما "البريئة" موضعي لم يكن فقرأهما نافغ وابن ذكوان بهمزة مفتوحة بعد الياء؛ لأنه من برأ الله الخلق أي: اخترعه فهي فعيلة بمعنى مفعولة والباقون بغير همز مع تشديد الياء تخفيفا. وأما "مرجئون" [الآية: 106 بالتوبة] "وترجئ" [الآية: 51 بالأحزاب] فقرأهما ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وشعبة وكذا يعقوب بالهمزة من أرجأ بالهمز لغة تميم وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن والباقون بغير همز من أرجى المعتل لغة قيس وأسد. وأما "سأل" [المعارج الآية: 1] فقرأه بالهمز ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف وافقهم الأربعة والباقون بالألف3.   1 حيث وقعت. [أ] . 2 تقدم تخريجها قريبا. [أ] . 3 للمزيد انظر النشر: "1/ 390". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 باب نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها : هو من أنواع تخفيف الهمز المفرد لغة لبعض العرب وأخر عن الساكن لخفته بناء على أن متحرك الهمز أخف من ساكنها بخلاف باقي الحروف فإنها بالعكس, لكن صحح الجعبري أنها كغيرها. واعلم أن ورشا من طريقيه اختص بنقل حركة همزة القطع إلى الحرف الساكن الملاصق لها من آخر الكلمة التي قبلها, فيتحرك الساكن بحركة الهمزة وتسقط الهمزة, بشرط أن يكون الساكن غير حرف مد سواء كان تنوينا أو لام تعرف, أو غير ذلك أصليا أو زائدا نحو: "متاع إلى, شيء أحصيناه, خبير ألا تعبدوا, بعاد إرم, يوم أجلت, حامية ألهيكم" ونحو: "الآخرة, الإيمان, الأولى, الآن جئت, فالآن باشروهن, الآن, وقد يستمع الآن" ونحو: "من آمن, ومن أوفى, ألم أحسب, فحدث ألم نشرح" ونحو: "خلو إلى, ابني آدم" وذلك لقصد التخفيف, وخرج بهمزة القطع "ألم الله" خلافا لمدعيه, وبقيد السكون نحو: "الكتاب أفلا" وبغير حرف مد نحو: "يأيها, قالوا آمنا, في أنفسكم" ودخل بزائد تاء التأنيث "قالت أوليهم" وأما ميم الجمع فيعلم عدم النقل إليها من مذهب ورش؛ لأنه يصلها بواو قبل همز القطع, فلم تقع الهمزة إلا بعد حرف الصلة1. وليعلم أن لام التعريف وإن اشتد اتصالها بمدخلولها حتى رسمت معه هي في حكم المنفصل وهي عند سيبويه حرف تعريف بنفسها, والهمزة قبلها للوصل تسقط في الدرج, وقال الخليل: الهمزة للقطع وحذفت وصلا تخفيفا لكثرة دورها والتعريف حصل بهما, ويتفرع عليه إذا ابتدأت بنحو: "الأرض" على مذهب الناقل فعلى مذهب الخليل نبتدئ بالهمزة وبعدها اللام متحركة, وعلى مذهب سيبويه إن اعتد بالعارض ابتدأ باللام, وإن لم يعتد به ابتدأ بالهمز وهذان الوجهان يجريان في كل لام نقل إليها عند كل ناقل, نص عليهما الداني والشاطبي وغيرهما, قال في النشر: وبهما قرأنا لورش وغيره على وجه التخيير واختلف عن ورش في حرف واحد من الساكن الصحيح وهو "كِتَابِيَهْ، إِنِّي" [الآية: 19، 20 بالحاقة] فالجمهور عنه بإسكان الهاء وتحقيق الهمزة لكونها هاء سكت, ولم يذكر في التيسير وغيره ورجحه في الحرز كالطيبة, وروى آخرون النقل طردا للباب وضعفه الشاطبي وغيره, قال في النشر: وترك النقل فيه هو المختار عندنا, والأصح لدينا والأقوى في العربية؛ لأن هاء السكت حكمها السكون, فلا تحرك إلا لضرورة الشعر على ما فيه من قبح2. واختلف في "آلآن وقد كنتم، آلآن وقد عصيت" [الآية: 51،91] موضعي يونس   1 هذه الكلمات حيث وقعت في السور الكريمة نقلت حركة همزها إلى الحرف الساكن قبلها. [أ] . 2 انظر النشر الصفحة: "1/ 404". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 فقالون وكذا ابن وردان بالنقل فيهما كورش وافقهم ابن محيصن بخلف عنه, واختلف عن ابن وردان في "آلآن" في باقي القرآن فروى النهرواني وابن هرون من غير طريق هبة الله عن النقل, وروى هبة الله وابن مهران والوزان وابن العلاف عنه عدم النقل وكذا قرأ رويس بالنقل في "مِنْ إِسْتَبْرَق" [بالرحمن الآية: 54] خاصة كورش وافقه ابن محيصن وخرج موضع "هل أتى". واختلف في "عَادًا الْأُولَى" [الآية: 50 بالنجم] فقرأها نافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ويعقوب بنقل حركة الهمزة المضمومة إلى اللام, وإدغام التنوين قبلها فيها حالة الوصل, من غير خلاف عن واحد منهم, واختلف عن قالون في همز الواو بعد اللام همزة ساكنة فروى عنه همزها من الطريق جماعة, وروى عنه بغير همز جماعة من طريق أبي نشيط, وصاحب التجريد عن الحلواني وعدمه أشهر عن نشيط ووجه الهمزة بأن الواو لما ضمت اللام قبلها همزت لمجاورة الضم كما همزت في "سؤق" أو على لغة من يقول: لبأت في لبيت وذلك لمؤاخاة بين الهمزة وحرف اللين كما وجه به قراءة ترئن بالهمزة, هذا حكم الوصل وأما حكم الابتداء فيجوز لكل من نقل وجهان أحدهما الولي بإثبات همزة الوصل وضم اللام بعدها, والثاني لولي بضم اللام وحذف همزة الوصل اعتدادا بالعارض على ما تقدم, ويجوز لغير ورش وجه ثالث وهو الابتداء بالأصل, فتأتي بهمزة الوصل وإسكان اللام وتحقيق الهمزة المضمومة بعدها الواو, وهذه الأوجه الثلاثة لقالون في وجه همزة الواو أيضا, إلا أن الوجه الثالث وهو الابتداء بالأصل لا يجوز همز الواو معه, وافق أبا عمرو اليزيدي والحسن والباقون وهم ابن كثير وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي, وكذا خلف بكسر التنوين قبلها وسكون اللام وتحقيق الهمزة من غير نقل, فكسر التنوين لالتقاء الساكنين حالة الوصل والابتداء بهمزة الوصل, وافقهم ابن محيصن والأعمش ويأتي لذلك مزيد في النجم إن شاء الله تعالى. وليعلم أنه إذا وقع قبل اللام المنقول إليها ساكن صحيح أو معتل نحو: "يستمع الآن, من الأرض" ونحو: "وألقى الألواح, وأولي الأمر, قالوا الآن, لا تدركه الأبصار" وجب استصحاب تحريك الصحيح وحذف المعتل لعروض تحريك اللام, وهذا مما لا خلاف فيه. وأما الابتداء بالاسم من قوله تعالى: "بِئْسَ الِاسْم" [الآية: 11] فقال الجعبري: إذا ابتدأت الاسم فالتي بعد اللام على حذفها للكل وأما التي قبلها فقياسها جواز الإتيان والحذف وهو الأوجه لرجحان العارض الدائم على العارض المفارق, ولكني سألت بعض شيوخي فقال: الابتداء بالهمز وعليه الرسم ا. هـ. وتعقبه في النشر فقال: والوجهان جائزان مبنيان على ما تقدم في الكلام على لام التعريف, والأولى الهمز في الوصل والنقل ولا اعتبار بعارض دائم ولا مفارق بل الرواية وهي بالأصل الأصل وكذلك رسمت ا. هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 وقوله وهي بالأصل أي: في الرواية الابتداء, وهو الهمز, وعليه الرسم والله أعلم. فإن كان الساكن والهمز في كلمة واحدة فجاء النقل في كلمات مخصوصة, وهي "القرآن, وردأ, وسل, وملء" فأما "القرآن" كيف وقع منكرا ومعرفا فقرأه ابن كثير بالنقل وافقه ابن محيصن والباقون بالهمز من غير نقل وأما "ردأ، يصدقني" [الآية: 34 بالقصص] فقرأه بالنقل نافع وكذا أبو جعفر, إلا أن أبا جعفر أبدل من التنوين ألفا في الحالين1 على وزن إلى كأنه أجرى الوصل مجرى الوقف, ووافقه نافع في الوقف وليس من قاعدة نافع النقل في كلمة إلا هذه, ولذا قيل إنه ليس نقلا وإنما هو من أرادأ على كذا أي: زاد وافق على النقل ابن محيص بخلف عنه, وأما "سئل" وما جاء من لفظه إذا كان فعل أمر وقبل السين واو أو فاء نحو: "وسئلوا الله من فضله, وسئل القرية, فسئل الذين, فسئلوهن" فقرأه بالنقل ابن كثير والكسائي وكذا خلف وافقهم ابن محيص, والباقون بالهمز وأما "ملء الأرض" [آل عمران الآية: 91] فقرأه ورش من طريق الأصبهاني, وكذا ابن وردان بخلف عنهما بالنقل, والوجهان من النقل وعدمه صحيحان عن كل منهما كما في النشر والله أعلم2.   1 أي: في حالة الوصل وفي حالة الوقف سواء. [أ] . 2 حيث وقعت في القرآن الكريم. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 باب السكت على الساكن قبل الهمز وغيره : السكت قطع الصوت زمنا هو دون زمن الوقف عادة من غير تنفس, فلا يجوز معه تنفس كما حققه في النشر بخلاف الوقف, فإنه كما يأتي قطع الصوت على الكلمة زمنا يتنفس فيه عادة, ولا بد من التنفس فيه, ولا يقع في وسط كلمة ولا فيما اتصل رسما بخلاف السكت فيهما, فقول الأصل هنا هو أي: السكت قطع الصوت آخر الكلمة تبع فيه النويري التابع للجعفري وفيه قصور, ولا يجوز السكت إلا على ساكن ويقع بعد همز وغيره, فالأول إما منفصل أو متصل, وكل منهما حرف مد وغيره, فالمنفصل غير حرف المد نحو: "من آمن, خلوا إلى, ابني آدم, حامية ألهيكم" ونحو: "الأرض, والآخرة, الإيمان" مما اتصل خطا والمنفصل بحرف المد "بما أنزل, قالوا آمنا, في أذانهم, بربه أحدا" لو اتصل رسما "كهؤلاء" والمتصل بغير حرف المد نحو: "قرآن, وظمآن, وشيء, وشيأ, مسئولا, الخبء, المرء, دفء" والمتصل بحرف المد نحو: "أولئك, إسرائيل, جاء, السماء, نباء, يضيء, قروء, هنيأ, مريأ"3. وقد ورد السكت عن حمزة وابن ذكوان وحفص وإدريس إلا أن حمزة أشد القراء عناية به, ولذا اختلف عنه الطرق, واضطربت الرواة والذي تحصل حسبما صح عنه   1 حيث وقعت في القرآن الكريم. [أ] . 2 للمزيد انظر هذا الباب في كتاب النشر للعلامة ابن الجزري: "1/ 419". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 وقرأنا به من طرق طيبة النشر التي هي طرق الكتاب سبع طرق. أولهما: السكت عنه من روايته على لام التعريف "وشيء" كيف جاء مرفوعة ومنصوبة ومجرورة وهو المعنى يقول بالطيبة: والسكت عن حمزة في "شيء" وأل وبه أخذ صاحب الكافي وغيره, وهو أحد المذهبين في الشاطبية كأصلها وبه قرأ الداني على أبي الحسن بن غلبون إلا أن روايته في التذكرة وإرشاد أبي الطيب وتخليص ابن بليمة هو المد في "شيء" مع السكت على لام التعريف فقط. ثانيهما: السكت عنه من الروايتين على "أل, وشيء" أيضا والساكن المنفصل غير حرف المد, وهو المراد بقولها: والبعض معهما له فيما انفصل وعليه صاحب العنوان وشيخه الطرسوسي ونص عليه في الجامع ورواه بعضم من رواية خلف خاصة, وهو الثاني في الشاطبية كأصلها. ثالثها: السكت عنه من الروايتين مطلقا أي: على "أل وشيء" والساكن المنفصل والمتصل غير حرف المد, وهو مذهب ابن سوار وابن مهران وغيرهما, وإليه الإشارة بقولها: والبعض مطلقا. رابعها: السكت عنه من الروايتين على جميع ما ذكر وعلى حرف المد المنفصل وهذا مذهب الهمداني وغيره. خامسها: السكت عنه منهما على جميع ذلك, وعلى المتصل أيضا, وعليه أبو بكر الشذائي, والهذلي, وغيرهما وإلى الطريقين الإشارة بقولها, وقيل: بعد مد لشموله لهما. سادسها: ترك السكت مطلقا عن خلاد, وهو مذهب فارس بن أحمد1، ومكي2، وابن شريح3، وغيرهم وذكره صاحب التيسير من قراءته على أبي الفتح وتبعه الشاطبي وغيره وهو المعني بقولها: أوليس عن خلاد السكت أطرد. سابعها: عدم السكت مطلقا عن حمزة من روايتيه جميعا, وهو مذهب المهدوي وشيخه ابن سفيان, وهو المراد بقولها: قيل ولا عن حمزة قال في النشر: وبكل ذلك قرأت من طريق من ذكرت, ثم اختار السكت عن حمزة في غير حرف المد للنص الوارد عنه أن المد يجزي عن السكت4. تنبيهان: الأول: في النشر من كان مذهبه عن حمزة السكت أو عدمه إذا وقف فإن   1 الإمام فارس بن أحمد شيخ الداني صاحب كتاب التيسير: النشر: "1/ 58". [أ] . 2 الإمام مكي القيسي صاحب كتاب التبصرة: النشر: "1/ 70". [أ] . 3 الإمام ابن شريح صاحب كتاب الكافي: النشر: "1/ 67". [أ] . 4 انظر النشر: "1/ 422". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 كان الساكن والهمزة في كلمة فإن تخفيف الهمز الآتي إن شاء الله تعالى ينسخ السكت والتحقيق, يعني فلا يكون له في نحو: "مسئولا، ومذؤما، وأفئدة"1 حالة الوقف سوى النقل, ويضعف جدا التسهيل بين بين, وإن كان الساكن في كلمة, والهمز أول أخرى فإن الذي مذهبه تخفيف المنفصل ينسخ تخفيفه سكته وعدمه بحسب ما يقتضيه التخفيف, وكذلك لا يجوز له في نحو "الأرض، الإنسان"2 سوى وجهين: وهما النقل والسكت؛ لأن الساكنين عنه على لام التعريف وصلا منهم من ينقل وقفا, ومنهم من لا ينقل بل يسكت في الوقف أيضا, وأما من لم يسكت عنه فإنهم مجمعون على النقل وقفا ليس عنهم في ذلك خلاف ويجيء في نحو: "قد أفلح، من أفلح، من آمن، قل أوحي"3 الثلاثة الأوجه أعني السكت وعدمه والنقل وكذا تجيء الثلاثة في نحو: "قالوا آمنا, وفي أنفسكم, وما أنزلنا" أما "يا أيها, وهؤلاء" فلا يجيء فيه سوى وجهين التحقيق والتسهيل ويمتنع السكت؛ لأن رواة السكت فيه مجمعون على تخفيفه وقفا فامتنع السكت عليه حينئذ. الثاني: لا يجوز مد "شيء" لحمزة حيث قرئ به إلا مع السكت, إما على لام التعريف فقط أو على المنفصل كما في النشر, وتقدم ذلك في باب المد مع التنبيه على أن المراد بمد "شيء" لحمزة التوسط لا الإشباع, والله أعلم هذا ما يتعلق بسكت حمزة. وأما ابن ذكوان ففي المبهج السكت له بخلف عنه من جميع الطرق على ما ذكر مطلقا, غير المد بقسميه وخصه صاحب الإرشاد والحافظ أبو العلاء لطريق العلوي عن النقاش عن الأخفش, إلا أن أبا العلاء خصه بالمنفصل ولام التعريف و"شيء وشيأ" وجعله دون سكت حمزة, وكذا رواه الهذلي من طريق السين عن ابن الأخرم عن الأخفش وخصه بالكلمتين "وليعلم" أن السكت لابن ذكوان من هذه الطرق كلها مع التوسط إلا من الإرشاد, فمع المد الطويل والجمهور عنه على ترك السكت من جميع الطرق. وأما حفص فاختلف أصحاب الأشناني عن عبيد الله بن الصباح في السكت عنه, ففي الروضة على ما كان منفصلا ومتصلا سوى المد, وفي التجريد من قراءته على الفارسي عن الحمامي عنه على المنفصل ولام التعريف و"شيء" فقط قال في النشر: وبكل من السكت والإدراج يعني عدم السكت قرأت من طريقه يعني الأشناني والله أعلم "و" لا يكون السكت لحفص إلا مع مد المنفصل؛ لأن راوي السكت وهو الأشناني ليس له إلا مده, وأما القصر فمن طريق الفيل عن عمرو عن حفص كما تقدم وليس له سكت. وأما إدريس عن خلف في اختياره فروى الشطي, وابن بويان عنه السكت في   1 و2 و3 حيث وقعت. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 المنفصل ولام التعريف, وروى عنه المطوعي على ما كان من كلمة وكلمتين عموما نص عليه في المبهج واتفقوا عنه عدم السكت في الممدود. وقد تحصل لكل من ابن ذكوان وحفص وإدريس ثلاث طرق: الأولى السكت على ما عدا حرف المد الثانية السكت على ما عدا حرف المد والساكن المتصل في كلمة "كالقرآن" الثالثة عدم السكت مطلقا وعليه الأكثر. وأما السكت عن رويس في غير الممدود فهو مما انفرد به أبو العز القلانسي من طريق الواسطي عن النخاس عن التمار, ولم نقرأ به, وقد أسقطه من الطيبة لكونه انفرد به. وأما السكت على الساكن ولا همزة بعده فقسمان: أصل مطرد وأربع كلمات فالأول حروف الهجاء في فواتح السور "الم، الر، المر، كعيهص، طه، طسم، طس، يس، ص، ق، ن" فسكت أبو جعفر على كل حرف منها, ويلزم منه إظهار المدغم والمخفي منها, وقطع همزة الوصل, بين بهذا السكت أن الحروف كلها ليست للمعاني كالأدوات للأسماء والأفعال, بل هي مفصولة وإن اتصلت رسما وفي كل واحد منها سر من أسرار الله تعالى استأثر الله تعالى بعلمه وأوردت مفردة من غير عامل ولا عطف, فسكنت كأسماء العدد إذا وردت من غير عامل، ولا عطف تقول واحد اثنان ثلاثة وهكذا1. وأما الكلمات الأربع "فعوجا" [الآية: 1] أول الكهف و"مرقدنا" [يس الآية: 52] و"من راق" [القيمة الآية: 27] "بل ران" [المطففين الآية: 14] فحفص بخلف عنه من طريقيه يسكت على الألف المبدلة من التنوين في "عوجا" ثم يقول "قيما" وكذا على الألف "من مرقدنا" ثم يقول هذا وكذا على النون من "من" ثم يقول "راق" وكذا على اللام من بل ثم يقول "ران" والسكت هو الذي في الشاطبية كأصلها وروي عدمه الهذلي وابن مهران وغير واحد من العراقيين وغيرهم. خاتمة" الصحيح كما في النشر أن السكت مقيد بالسماع والنقل فلا يجوز إلا فيما صحت الرواية به لمعنى مقصود بذاته, وحكى ابن سعدان عن أبي عمرو والخزاعي عن ابن مجاهد أنه جائز في رءوس الآي مطلقا حالة الوصل, لقصد البيان وحمل بعضهم الحديث الوارد وهو قول أم سلمة رضي الله عنها كان النبي يقول: بسم الله الرحمن الرحيم ثم يقف على ذلك. قال وإذا صح حمل ذلك جاز والله أعلم أي: إن صح الحمل المذكور جاز السكت على ما ذكر2.   1 فيصير وجه أبي جعفر في السكت على النحو التالي: "ال م، ال ر، ال م ر، ك هـ ي ع ص، ط هـ، ط س م، ط س، ي س، ص، ق، ن". [أ] . 2 انظر كتاب النشر للعلامة محمد بن الجزري: "1/ 426". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 باب وقف حمزة وهشام على الهمز, وموافقة الأعمش لهما: هذا الباب يعم أنواع التخفيف ولذا عسر ضبطه, قال أبو شامة: هو من أصعب الأبواب نثرا ونظما في تمهيد قواعده وفهم مقاصده, قال الجعبري1: وآكد أشكاله أن الطالب قد لا يقف عند قراءته على شيخه فيفوته أشياء, فإذا عرض له وقف بعد ذلك, أو سئل عنه لم يجد له أداء, وقد لا يتمكن من إلحاقه بنظرائه فيتحير, ومن ثم ينبغي للشيخ أن يبالغ في توقيف من يقرأ عليه عند المرور بالمهموز صونا للرواية ا. هـ. وقد أفرده غير واحد بالتأليف واختص به حمزة ليناسب قراءته المشتملة على: شدة الترتيل والمد والسكت, وقد وافقه كثيرون كما في النشر وغيره كجعفر بن محمد الصادق وطلحة بن مصرف والأعمش في أحد وجهيه وسلام الطويل ولغة أكثر العرب ترك الهمزة الساكنة في الدرج, والمتحركة عند الوقف كما في النشر وغيره, وأما الحديث المروي عن ابن عمر رضي الله عنهما ما همز رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا أبو بكر ولا عمر ولا الخلفاء, وإنما الهمز بدعة ابتدعوها من بعدهم فلا يحتج بمثله كما قاله أبو شامة, وأقره صاحب النشر وغيره قالوا: لأن في سنده موسى ابن عبيدة وهو ضعيف2. ثم إن لحمزة: في تخفيف الهمز مذهبين: تصريفي وهو الأشهر ورسمي وإليه ذهب الداني في جماعة. وتكون: الهمزة ساكنة ومتحركة, والساكنة خمسة أقسام الأول: المتوسط بنفسه ويقع بعد الحركات الثلاث نحو: "تأتوني، بئر، يؤمنون" الثاني: المتوسط بحرف ويكون بعد فتح فقط نحو: "فأوا" الثالث: المتوسط بكلمة ويقع بعد الحركات الثلاث نحو: "الهدى ائتنا، الذي ائتمن، قالوا ائتنا" الرابع: المتطرف اللازم ويقع بعد فتح نحو: "اقرأو" بعد كسر نحو: "هيئ" وليس في القرآن ما قبله ضم ومثاله "لم يسوء" الخامس: المتطرف وسكونه عارض للوقف ويقع بعد الحركات الثلاث نحو: "بدأ، يبدؤا، إن امرؤ" فهذه أقسام الهمز الساكن, وحكمه عنده أن يخفف بإبداله من جنس حركة سابقه: فيبدل واوا بعد الضم وألفا بعد الفتح وياء بعد الكسر وهذا محل وفاق عن حمزة إلا ما شذ فيه ابن سفيان, ومن تبعه من تحقيق المتوسط بكلمة لانفصاله, وأجروا الوجهين في المتوسط بحرف لاتصاله قال في النشر: وهذا وهم منهم وخروج عن الصواب, وأطال في بيانه واختلف عن هشام في الوقف على الهمز المتطرف فقط, فروى تسهيله في الباب كله على نحو ما سهله حمزة من غير فرق جمهور   1 أي: قاله في كتابه شرح الشاطبية انظر النشر: "1/ 64". [أ] . 2 أي: عند أئمة الحديث قال الإمام أحمد: لا تحل الرواية عنه وفي رواية لا يكتب حديثه ا. هـ. من النشر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 الشاميين والمصريين والمغاربة قاطبة عن الحلواني عنه, وهي رواية مكي1 عن هشام, وروى العراقيون وغيرهم عن هشام من جميع طرقه التحقيق كسائر القراء والوجهان صحيحان كما في النشر وليعلم أن نحو: "شيأ" المنصوب "ودعاء، وملجأ، وموطأ" من قسم المتوسط؛ لأن التنوين يقلب ألفا في الوقف بخلاف "شيء" المرفوع والمجرور, فمن قبيل المتطرف لحذف تنوينه في وافق حمزة الأعمش بخلف عنه في المتوسط والمتطرف, والباقون بالتحقيق فيهما. وههنا تنبيهات: أولها: إذا وقف لحمزة على "أنبئهم" [البقرة الآية: 33] و"ونبئهم" [الحجر الآية: 51] و [القمر الآية: 28] بالإبدال ياء على ما تقرر, فاختلف في كسر الهاء وضمها, فكسرها ابن مجاهد وابن غلبون لمناسبة الياء, وضمها الجمهور للأصل, وهو الأصح والأقيس كما في النشر. ثانيها: إذا وقف على "رئيا" [مريم الآية: 74] فتبدل الهمزة الساكنة ياء, وحينئذ يجوز الإظهار مراعاة للأصل, والإدغام مراعاة للفظ, والرسم وكذلك الحكم في "تؤويه، وتؤوي" كما نص عليه في التيسير وأهمله الشاطبي لما في "رئيا" من التنبيه عليه. ثالثها: "الرؤيا" حيث وقع, أجمعوا على إبدال همزة واوا, واختلفوا في جواز قلب الواو ياء وإدغامها في الياء بعدها كقراءة أبي جعفر, فأجازه الهذلي وغيره وضعفه ابن شريح, قال في النشر: وهو وإن كان موافقا للرسم فإن الإظهار أولى وأقيس, وعليه أكثر أهل الأداء أي: وهو الذي في الشاطبية كأصلها. رابعها: إذا خفف همز "الْهُدَى ائْتِنَا" [الأحقاف الآية: 3] امتنعت الإمالة في الألف؛ لأنها حينئذ بدل من الهمزة. خامسها: إذا ابتدئ "بائتنا، واؤتمن" فبالإبدال ياء في الأول:2 واوا في الثاني:3 وجوبا لكل القراء. النوع الثاني: الهمز المتحرك ويكون قبله ساكن ومتحرك, وكل منهما ينقسم إلى متطرف ومتوسط, فأما المتطرف الساكن ما قبله, فلا يخلو ذلك الساكن من أن يكون ألفا أو ياء أو واوا زائدتين, أو غير ذلك, والمراد بالزائد هنا ما زاد على الفاء والعين اللام فنحو: "هيئة، وشيء" الياء فيه أصلية لأن وزن "هيأة" فعلة و"شيء" "فعل" نحو: "هنيئا، خطيئة" الياء فيه زائدة؛ لأن وزن "هنيأ" فعيلا و"خطيئة" فعيلة.   1 مكي القيسي في كتابه التبصرة. النشر: "1/ 70". [أ] . 2 فيقرأ: "إيتنا" بالابتداء به. [أ] . 3 فيقرأ: "أؤتمن" بالابتداء به. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 فإن كان ألفا نحو: "جاء، والسفهاء" ومنه "الماء، وعلى سواء" فيسكن للوقف ثم يبدل ألفا من جنس ما قبله, فيجتمع ألفان فيجوز حذف أحدهما للساكنين, فإن قدر المحذوف الأولى, وهو القياس قصر؛ لأن الألف حينئذ تكون مبدلة من همزة ساكنة فلا مد كألف "تأمر" وإن قدر الثانية جاز المد والقصر؛ لأنها حرف مد قبل همز مغير بالبدل ثم الحذف, ويجوز إبقاؤهما للوقف فيمد لذلك مدا طويلا ليفصل بين الألفين, وقدره ابن عبد الحق في شرحه للحرز بثلاث ألفات, ويجوز التوسط كما نص عليه أبو شامة وغيره, من أجل التقاء الساكنين قياسا على سكون الوقف, فتحصل حينئذ ثلاثة أوجه: المد والتوسط والقصر. وإن كان: الساكن قبل الهمز ياء أو واوا زائدتين ولم يأت منه إلا "النسيء، وبريء، وقروء" ولا رابع لها إلا "درىء" في قراءة حمزة فتخفيفه بالبدل من جنس الزائد, فيبدل ياء بعد الياء وواوا بعد الواو, ثم يدغم أول المثلين في الآخر. وإن كان الساكن غير ذلك من سائر الحروف فإما أن يكون صحيحا, ووقع في سبعة مواضع: أربعة الهمزة فيهما مضمومة وهي "دفء، وملء، وينظر المرء، ولكل باب منهم جزء" واثنان الهمزة فيهما مكسورة, وهما "بين المرء وزوجه، والمرء وقلبه" وواحد الهمزة فيه مفتوحة وهو "يُخْرِجُ الْخَبْء" وإما أن يكون الساكن الواو والياء المديتين الأصليتين نحو: "المسيء، لتنوء" أو اللينتين الأصليتين فالياء في "شيء" لا غير نحو: "شيء عظيم، على كل شيء"1 والواو في نحو: "مَثَلُ السَّوْء" فتخفف الهمزة في ذلك كله بنقل حركتها إلى ذلك الساكن, فيحرك بها ثم تحذف هي ليخف اللفظ, وقد أجرى بعض النحاة الأصليين مجرى الزائدتين فأبدل وأدغم وجاء منصوصا عن حمزة وهو أحد الوجهين في الشاطبية كأصلها, وقرأ به الداني على أبي الفتح فارس وذكره أبو محمد في التبصرة، وابن شريح. وأما المتطرف المتحرك ما قبله: وهو الساكن العارض سكونه المتطرف نحو: "بدأ ويبدئ، وإن امرؤ" وقد تقدم حكمه ساكنا وسيأتي إن شاء الله تعالى حكمه بالروم واتباع الرسم2. وأما المتوسط الساكن ما قبله: ويكون متوسطا بنفسه ومتوسطا لغيره فالمتوسط بنفسه يكون الساكن قبله إما ألفا نحو: "أولياؤه، وجاءو، خائفين، الملائكة، جاءنا، دعاء، هاؤم" وإما ياء زائدة نحو: "خطيئة، وهنيئا مريئا" ولم يقع في القرآن العزيز من هذا واو زائدة وتخفيفه بعد الألف بينه وبين حركته, فالمفتوح بين الهمزة والألف والمكسور بينه والياء, والمضموم بينه والواو. ويجوز في الألف حينئذ المد والقصر   1 حيث وقعت. [أ] . 2 انظر الصفحة: "134". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 لأنه حرف مد قبل همز مغير وتخفيفه بعد الياء الزائدة بإبداله ياء, ثم يدغم أحد المثلين في الآخر على القاعدة, فإن كان الساكن غير ذلك فإما أن يكون صحيحا ويأتي مضموما نحو: "مسئولا، مذءوما" ومكسورا في "الأفئدة" لا غير ومفتوحا نحو: "القرآن، الظمآن، شطأه، يجأرون، هزؤا، كفؤا" على قراءة حمزة وكذا "النشأة وجزءا" وإما أن يكون ياء أو واوا أصليتين مديتين فالياء في "سيئت" [الملك الآية: 27] لا غير والواو في السوأى [الروم الآية: 10] لا غير أو لينتين فالياء نحو: "كهيئة، استيئاس، وشيئا" حيث وقع والواو في "سوأة أخيه، وسوآتكم، وموئلا، والمؤودة" لا غير، وتخفيفه في كل ذلك بالنقل كما تقدم في المتطرف, ويجوز في الياء والواو الأصليتين الإدغام أيضا كما تقدم في المتطرف. وأما المتوسط بغيره: من المتحرك الساكن ما قبله فإما أن يكون الساكن متصلا به رسما أو منفصلا عنه, فالأول يكون في موضعين يا النداء وها التنبيه نحو: "يا آدم، يا أولي، يا أيها" كيف وقع و"هؤلاء وهاءنتم" فتخفيف ذلك بالتسهيل بين بين, وغير الألف في لام التعريف نحو: "الأرض الآخرة الأولى" وتخفيفها في ذلك بالنقل, وهذا مذهب الجمهور وروي منصوصا عن حمزة وكذا الحكم في سائر المتوسط بزائد, وهو ما انفصل حكما واتصل رسما, وذهب جماعة إلى الوقف بالتحقيق في القسمين, والوجهان في الشاطبية كأصلها, لكن وجه التحقيق في لام التعريف لا يكون إلا مع السكت لما تقدم في باب السكت عن النشر أن الوقف على نحو: "الأرض" بوجهين فقط النقل والسكت, وتقدم وجهه ثم الثاني: المنفصل رسما من المتوسط بغيره الساكن ما قبله, ويكون الساكن قبله صحيحا وحرف لين وحرف مد فالصحيح نحو: "من آمن، قد أفلح، عذاب أليم، يؤده إليك" وحرف اللين نحو "خلوا إلى، ابني آدم" واختلفوا في تسهيل ذلك وتحقيقه في النوعين, فذهب كثير من أهل الأداء إلى تسهيله بالنقل إلحاقا له بما هو من كلمة, وهو أحد الوجهين في الحرز واستثنوا من ذلك ميم الجمع نحو: "عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُم"1 فلم يجز أحد منهم النقل إليها؛ لأن أصلها الضم فلو تحركت بالنقل لتغيرت عن حركتها ولذا آثر ورش صلتها عند الهمز لتعود إلى أصلها, فلا تغير بغير حركتها, وذهب الآخرون إلى تحقيقه فلم يفرقوا بين الوصل والوقف, والوجهان صحيحان كما في النشر, ولا يجوز عنه غيرهما وما حكاه ابن سوار وغيره في حرف اللين خاصة من قلب الهمز فيه من جنس ما قبله, ثم إدغامه فيه فضعيف لا يقرأ به, وأما حرف المد فيكون ألفا ويكون ياء ويكون واوا فإن كان ألفا نحو: "بما أنزل استوى2 إلى" فبعضهم ممن سهل الهمز بالنقل بعد الساكن الصحيح سهل هذا بين   1 أي: مع المد المنفصل لمن يصل الميم. [أ] . 2 أشار بهذا المال إلى أن الإمالة لا تخرج الألف عن حكمها وإن كانت محضة ا. هـ. من هامش الأصل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 بين, وإليه ذهب ابن مهران وابن مجاهد وغيرهما, وذهب الجمهور إلى التحقيق في هذا, وفي كل ما وقع فيه الهمز متحركا منفصلا قبله ساكن أو متحرك والله أعلم, وإن كان ياء أو واو نحو: "تزدري أعينكم، في أنفسكم، تاركي آلهتنا، ظالمي أنفسهم، نفسي أن" ونحو: "أدعوا إلى، قالوا آمنا" فسهله بالنقل وبالإدغام من سهل القسم قبله بعد الألف, قال في النشر: وبمقتضى إطلاقهم يجري الوجهان يعني النقل, والإدغام في الزائد للصلة نحو به أحدا أمره إلى أهله أجمعين, والقياس يقتضي الإدغام فقط, ثم قال: ولكني آخذ في الياء والواو بالنقل إلا فيما كان زائدا صريحا لمجرد الصلة فبالإدغام ا. هـ1. وأما الهمز المتوسط المتحرك: وقبله متحرك فهو أيضا قسمان متوسط بنفسه وبغيره. فالمتوسط بنفسه تكون الهمزة فيه متحركة بالحركات الثلاث, والمتحرك قبله كذلك فتحصل تسع صور الأولى نحو: "مؤجلا، وفؤاد، وسؤال، ولؤلؤا" الثانية: نحو: "مائة، وفئة، وناشئة، وننشئكم، وسيئات، وليبطئن" الثالثة نحو: "شنآن، ومآرب، ورأيت" الرابعة نحو: "سئل، وسئلوا" الخامسة: "إلى بارئكم، ومتكئين" السادسة نحو: "تطمئن، وجبرائيل" السابعة نحو: "برءوسكم" الثامنة نحو: "يستهزءون، وانبئوني" التاسعة نحو: "رؤف، ويدرؤن، ويكلؤكم" فتخفيف الهمزة في الصورة الأولى وهي المفتوحة بعد ضم بأن تبدل واوا في الصورة الثانية, وهي المفتوحة بعد كسر بإبدالها ياء وتخفيفها في الصور السبع الباقية بين الهمز وما منه حركتها, فتجعل المفتوحة بين الهمزة والألف والمكسورة بين الهمزة والياء في حالاتها الثلاث, والمضمومة بين الهمزة والواو في أحوالها الثلاث, وهذا مذهب سيبويه وجاء عن حمزة أنه كان يقف على نحو: "مستهزءون، ومتكئون، والخاطئون، ومالئون، وليوطئوا، ويستنبؤنك، وليطفؤا" مما همزته مضمومة بعد كسر بغير همز في الكل مع ضم الزاي والكاف والطاء واللام والفاء والباء وهو صحيح في الأداء, والقياس كما في النشر, وأما حذف الهمزة وإبقاء ما قبل الواو مكسورا على حاله فغير صحيح قياسا, ورواية كما في النشر أيضا وهو الوجه المخمل المشار إليه بقول الشاطبي: ومستهزءون الحذف فيه ونحوه ... وضم وكسر قبل قيل وأخملا2 فالضمير المستكن في أخملا للكسر فقط, والألف للإطلاق ولا يصح جعلها للضم مع الكسر لما تقدم من صحة الضم مع الحذف أداء, وقياسا فلا يوصف بالإخمال   1 انظر النشر: "1/ 428". [أ] . 2 انظر متن حرز الأماني ووجه التهاني للإمام الشاطبي رحمه الله تعالى ورقم هذا البيت: "247". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 ولو أراد ذلك لقال قيلا, وأخملا وحكى أبو حيان أن الأخفش النحوي أبدل المكسورة بعد الضم واوا, والمضمومة بعد الكسر ياء خالصتين فيقول في نحو: "سئل، سول" وفي نحو: "مستهزءون، مستهزيون" فدبروها بحركة ما قبلها, ونسبوه على إطلاقه للأخفش وذكره في الطيبة بقوله: ونقل: ياء "كيطفؤا" واوا و"كسئل". وهو ظاهر كلام الشاطبي والجمهور على إلغاء هذا المذهب والأخذ بالتسهيل بين الهمزة وحركتها, وذهب آخرون إلى التفصيل فعملوا بمذهب الأخفش فيما وافق الرسم نحو: "سنقرئك" وبمذهب سيبويه في نحو: "سئل، ومستهزؤن" وهو اختيار الداني, وغيره لموافقة الرسم كما يأتي إن شاء الله تعالى. والمتوسط بغيره من المتحرك يكون أيضا متصلا رسما ومنفصلا, فالمتصل يكون بدخول حرف من حروف المعاني عليه كحروف العطف وحروف الجر ولام الابتداء وهمزة الاستفهام وغير ذلك, وهو المسمى بالمتوسط بزائد وتأتي الهمزة فيه بالحركات الثلاث, وقلب كل منها كسر أو فتح فتصير ست صور مفتوحة بعد كسر نحو: "بآية ولأبويه" فتبدل في هذه ياء ومفتوحة بعد فتح نحو: "فأذن، كأنه" ومكسورة بعد كسر نحو: "لبإمام، لئلاف" ومكسورة بعد فتح نحو: "فإنه، فإنهم" ومضمومة بعد كسر نحو: "لأوليهم، لأخريهم" ومضمومة بعد فتح نحو: "وأوحي، فأواري" فتسهل في هذه الخمسة بين بين, وهذا مذهب الجمهور, وذهب الآخرون إلى التحقيق في الستة, والوجهان في الشاطبية وغيرها, والمنفصل من المتوسط بغيره يكون أيضا متحركا بالحركات الثلاث, ويأتي قبله الحركات الثلاث أيضا فتبلغ تسع صور مفتوحة بعد ضم نحو: "يُوسُفُ أَيُّهَا" ومفتوحة بعد كسر نحو: "فِيهِ آيَات" ومفتوحة بعد فتح نحو: "أَفَتَطْمَعُونَ أَن" ومكسورة بعد ضم نحو: "يَرْفَعُ إِبْرَاهِيم"ومكسورة بعد كسر نحو: "مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِن" ومكسورة بعد فتح نحو: "غَيْرَ إِخْرَاجٍ" ومضمومة بعد ضم نحو: "الْجَنَّةُ أُزْلِفَت" ومضمومة بعد كسر نحو: "عَلَيْهِ أُمَّة" ومضمومة بعد فتح نحو: "كَانَ أُمَّة" فتبدل المفتوحة بعد الضم واوا وبعد الكسر ياء, وتسهل بين بين في الصور السبع الباقية, وهذا مذهب من خفف المتوسط المنفصل الواقع بعد حرف المد من العراقيين, والجمهور على التحقيق في التسع والله أعلم1. المذهب الثاني: التخفيف الرسمي, اعلم أنه جاء عن سليم عن حمزة أنه كان يتبع في الوقف على الهمز خط المصحف العثماني, وهو خاص بالهمز دون غيره فلا تحذف الألف التي بعد شين "ما نشاؤا" [هود الآية: 87] ولا يلفظ بالألف التي بعد الواو, وقد اختلف في الأخذ بتسهيل الهمز على الوجه الرسمي فذهب جماعة إلى الأخذ به مطلقا فأبدلوا الهمزة بما صورت به وحذفوها فيما حذفت فيه, وهذا القول بعمومه لا   1 سيأتي بيان كل موضع من بعد الصفحة: "134". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 يجوز العمل به ولا يؤخذ به, وذهب مكي وابن شريح والداني وشيخه فارس والشاطبي ومن تبعهم من المتأخرين إلى الأخذ به, لكن بشرط صحته في العربية, فإنه ربما يؤدي في الألف إلى اجتماع ثلاث سواكن مثلا نحو: "رأيت"1 وربما يتعذر في بعضه وذلك إذا كان قبل الألف التي هي صورة الهمز ساكن نحو: "السوأى" فهذا ونحوه ...... لا تجوز القراءة به لمخالفته للغة, وعدم صحته نقلا, على أن سائر الأئمة من العراقيين قاطبة والمشارقة لم يعرجوا على التخفيف الرسمي, ولا ذكروه ولا أشاروا إليه لكن لا ينبغي ترك العمل به بشرطه اتباعا لخط المصحف, وهذا هو المختار وعليه سائر المتأخرين فتبدل الهمزة بالشرط المذكور بما صورت به, فما صور ألفا أبدله ألفا وما صور واوا أبدله واوا, وما صور ياء أبدله ياء, وما لم يصور حذفه, ثم إنه تارة يوافق الرسم القياسي ولو بوجه فيتحد المذهبان, وتارة يختلفان ويتعذر اتباع الرسم كما تقدم, فإن كان في التخفيف القياسي وجه راجح وهو مخالف ظاهر الرسم, وكان الوجه الموافق ظاهره مرجوحا قياسا كان هذا أعني المرجوح هو المختار عندهم, لاعتضاد بموافقة الرسم, ومعرفة ذلك متوقفة على معرفة الرسم, فالأصل أن تكتب صورة الهمزة بما تئول إليه في التخفيف أو يقرب منه, فإن خففت ألفا أو كالألف فقياسها أن تكتب ألفا أو ياء أو كالياء أن تكتب ياء, أو واوا أو كالواو أن تكتب واوا, أو حذفا بنقل أو إدغام أو غيره أن تحذف ما لم تكن أولا, فتكتب حينئذ ألفا سواء اتصل بها زائد نحو: "سأصرف" أو لا نحو: "آمنوا" إشعارا بحالة الابتداء هذا هو القياس في العربية, وخط المصحف وجاءت أحرف في الكتابة خارجة عن القياس لمعنى مقصود ووجه مستقيم يعلمه من قدر للسلف قدرهم وعرف لهم حقهم. فما خرج عن القياس من الهمز الساكن المتطرف فمن المكسور ما قبله "هيء، ويهيء لكم" رسم في بعض المصاحف صور الهمز فيهما ألفا كراهة اجتماع المثلين وكذا "مكر السيء، والمكر السيء" وإنكار الداني كتابة ذلك بالألف تعقبه السخاوي بأنه رآه كذلك في المصحف الشامي, وأيده صاحب النشر بمشاهدته فيه كذلك أيضا, والوقف على ذلك كله على الوجه القياسي بإبدال الهمزة ياء لسكونها وإنكسار ما قبلها فلا يجوز بالألف على الرسمي. ومن المتوسط: و"رئيا" [مريم الآية: 74] كتبوها بياء واحدة, فحذفوا صورة الهمزة كراهة اجتماع المثلين؛ لأنها لو صورت لكانت ياء. ومن المتوسط المضموم ما قبله "تؤي إليك، والتي تؤيه" كتبوها بواو واحدة خوف اجتماع المثلين كما فعلوه في نحو: "داود" فتبدل الهمزة في "تؤي، وتؤيه" واوا وفي "رئيا" ياء مع الإظهار والإدغام, وكذلك حذفوها في باب الرؤيا المضموم الراء   1 حيث وقعت. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 خوف اشتباه الواو بالراء لقربهما شكلا في الخط القديم, أو لتشمل القراءتين وهو الأحسن كما في النشر وتسهيله على الوجه القياسي بإبدال الهمزة واوا كما تقدم وعلى الرسمي بياء مشددة كقراءة أبي جعفر, ونقل في النشر جوازه عن الهذلي وغيره, ثم قال: وهو وإن كان موافقا للرسم فإن الإظهار أولى وأقيس, وعليه أكثر أهل الأداء وأما حذف الهمزة والوقف بياء خفيفة فلا يجوز. ومن المفتوح: ما قبله "فادارأتم" [البقرة الآية: 72] لم يثبتوا الألف بعد الراء وحذفوا الألف بعد الدال تخفيفا, والوقف عليه بوجه واحد وهو إبدال الهمزة ألفا على القياسي, ولا يجوز بحذف الألف وكذا "امتلأت" حذفوا ألفها في أكثر المصاحف و"استأجره، واستأجرت، ويستأخرون" غيبة وخطابا للعلم بها كما في "الصالحات" ولا يجوز الوقف عليها بحذف الألف على الرسم بل بالبدل فقط على القياسي. ومما خرج: من المتحرك بعد ساكن غير الألف النشأة في ثلاثة مواضع و"يسألون" [الأحزاب الآية: 20] و"موئلا" [الكهف الآية: 58] و"السوأى" [الروم الآية: 10] و"أن تبوأ" [المائدة الآية: 29] و"ليسوا" [الإسراء الآية: 7] لأن القياس حذف صورتها إذ تخفيفها القياسي بالنقل فرسموا النشأة بألف بعد الشين لتحمل القراءتين, وكذا أثبتوها في "يسألون" في بعض المصاحف فيجوز الوقف بالألف للرسم على تقدير النقل, قال في النشر: وهو وجه مسموع حكاه الحافظ أبو العلاء وهو قوي في "النشأة، ويسألون" لرسمهما بالألف ا. هـ. وأما "موئلا" فرسم بالياء اتفاقا وتخفيفه بالنقل وبالإدغام فقط, كما تقدم وأما إبدالها ياء مكسورة على الرسم فضعيف كما في النشر, وأما "السوأى" فرسمت بالألف بعد الواو وبعدها ياء هي ألف التأنيث على مراد الإمالة, وتخفيفها بالنقل وبالإدغام كما تقدم, وأما بين بين فضعيف وأما أن تبوأ فرسمت بالألف ولم تصور متطرفة بعد ساكن بلا خلاف سوى هذه, وتخفيفها بالنقل وبالإدغام على القياسي, وأما "ليسوأ" فرسمت بالألف أيضا على قراءة حمزة ومن معه, وأما على قراءة نافع ومن معه فالألف زائدة كألف قالوا وحذفت إحدى الواوين لاجتماع المثلين ويلحق بذلك "هزؤا، وكفؤا" رسمت بالواو وتخفيفها بالنقل وبالواو للرسم وأما "لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَة" فذكره الشاطبي كالداني مما صورت الهمزة فيه ألفا مع وقوعها متطرفة بعد ساكن, فتكون مما خرج عن القياس, وتعقب بأن الألف زائدة كما كتبت في "تفتؤ" وصورة الهمزة محذوفة على القياس, وأما "لا تيأسوا، إنه لا ييأس، أفلم ييأس" فذكره بعضهم فيما خرج عن القياس وتعقب بأن الألف لا تعلق لها بالهمزة, بل يحتمل أن تكون أثبتت على قراءة البزي أو زيدت للفرق بين هذه الكلمات وبين "يئسوا" ويخفف بالنقل وبالإدغام على إجراء الأصلي مجرى الزائد, وحكى الهذلي وجها آخر وهو الألف على القلب كالبزي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 وأما "المودة"1 فكتبت بواو واحدة خوف اجتماع المثلين وحذفت صورة الهمزة فيها على القياس وتخفيفها بالنقل وبالإدغام لكن يضعف الإدغام للنقل كما في النشر, وكذا "مسؤلا" فيخفف بوجه واحد, وهو النقل. ومما خرج من المتوسط المتحرك بعد الألف, ويكون مفتوحا نحو: "أبناءنا، وأبناءكم، ونساءنا، ونساءكم" ولم يرسم له صورة, ومضموما بعد واو نحو: "جاءوكم، ويراءون" ومكسورا بعده ياء نحو: "إسرائيل، واللائي" على قراءة حمزة فرسموا بعد الألف في المضمومة واوا واحدة وفي المكسورة ياء واحدة, فيحتمل أن تكون المحذوفة صورة الهمزة وأن تكون الأخرى واختلف في "أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ" [البقرة الآية 257] و"أولياؤهم من الإنس، ليوحون إلى أوليائهم" [الأنعام الآية: 128, 121] "إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا" [الأحزاب الآية: 6] "نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُم" [فصلت الآية: 31] ففي أكثر العراقية لم تصور وأثبتت في سائر المصاحف, واختلفوا أيضا في "جزاؤه" [يوسف الآية: 74, 75] فعند الغازي لا صورة لها والتخفيف في جميع ذلك بين بين فقط. واتفقوا على رسم "تراء الجمعان" بألف واحدة واختلف في الثابتة هل هي الأولى أو الثانية, وتخفف بوجه واحد بين بين مع المد والقصر والإمالة للهمزة المسهلة لإمالة الألف بعدها المنقلبة عن ياء, التي تحذف وصلا للساكنين وهي لام تفاعل. وأما المتطرف بعد الألف: ويكون مضموما ومكسورا فالمضموم "فيكم شركؤا" [الأنعام الآية: 94] "أم لهم شركؤا" [الشورى الآية: 21] "في أموالنا ما نشؤا" [هود الآية: 87] "فقال الضعفؤا" [إبراهيم الآية: 21] "شفعؤا وكانوا" [الروم الآية: 13] و"ما دعؤا الكافرين" [الطور الآية: 50] "لهو البلؤ المبين" [الصافات الآية: 106] "بلؤا مبين" [الدخان الآية: 33] "إنا برؤا" [الممتحنة الآية: 3] "جزؤا الظالمين" "إنما جزؤا" الأولان [المائدة الآية: 29، 33] "وجزؤا سيئة" [الشورى الآية: 40] "جزؤا الظالمين" [الحشر الآية: 17] فرسموا صورة الهمز في هذه الثمانية ألفاظ واوا اتفاقا, وزادوا بعدها ألفا ولم يرسموا الألف المتقدمة تخفيفا, ويأتي في تخفيفها اثنا عشر وجها تذكر في محالها من الفرش إن شاء الله تعالى. واختلف في "جزؤا المحسنين" بالزمر و"جزؤا من تزكى" بـ"طه" و"جزؤا الحسنى" بالكهف و"علمؤا بني إسرائيل" بالشعراء "من عباده العلمؤ" بفاطر و"أنبؤا ما كانوا" بالأنعام والشعراء. والمكسور: صورة الهمز فيه ياء بعد الألف في الأربعة بلا خلاف وهي "من   1 حيث وقعت. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 تلقاءى نفسي" بيونس و"وإيتاءى ذي القربى" بالنحل "من آناءى الليل" بـ"طه" "من وراءى حجاب" بالشورى إلا أن الألف قبل الياء حذفت "من تلقاءى، وإيتاءى" في بعض المصاحف, واختلف "في بلقاءي ربهم، ولقاءي الآخرة" كلاهما بالروم فنص الغازي بن قيس على الياء فيهما, وتخفيفها يأتي في محالها إن شاء الله تعالى1. وأما "اللاءي" في السور الثلاث فعلى صورة إلى الجارة كما تقدم لتحتمل القراءات الأربع قال في النشر: فالألف حذفت اختصارا, وبقيت صورة الهمزة عند من حذف الياء وحقق الهمزة أوسطها بين بين, وصورة الياء عند من أبدلها ياء ساكنة. وأما عند حمزة ومن معه ممن أثبت الهمزة والياء جميعا فحذفت إحدى الياءين لاجتماع الصورتين, والظاهر أن صورة الهمزة محذوفة, والثابت هو الياء والله تعالى أعلم. ومما خرج: عن القياس من الهمز المتحرك المتطرف المتحرك ما قبله بالفتح كلمات, وتكون الهمزة مضمومة ومكسورة, فالمضمومة رسمت واوا في عشرة "تفتؤا" بيوسف "تتفيؤا" بالنحل "أتوكؤا، لا تظمؤا" بـ"طه" "ويدرؤا عنها" بالنور و"ما يعبؤا بكم" بالفرقان "الملؤا" الأول بالمؤمنين وثلاثة بالنمل "الملؤا إني، الملؤا أفتوني، الملؤا أيكم، ينشؤا في الحلية" بالزخرف "نبؤا" في غير حرف براءة وهو بإبراهيم والتغابن "نبؤا الذين" وبص "نبؤا عظيم، ونبؤا الخصم" فيها إلا أنه كتب بغير واو في بعض المصاحف و"ينبؤا الإنسان" بالقيمة على اختلاف فيه, وزيدت الألف بعد هذه الواو في المواضع المذكورة كواو قالوا فيوقف بالواو على التخفيف الرسمي كما يأتي2. وأما: المكسورة فموضع واحد "من نباءي المرسلين" [الأنعام الآية: 34] كتب ألف بعدها ياء وصوب في النشر: أن الياء صورة الهمزة, وحينئذ يوقف بالياء على الوجه الرسمي. وخرج عن القياس من المتوسط المتحرك بعد متحرك نحو: "مستهزؤون، وصابؤن، ومالؤن، ويستنبئؤنك، وليطفؤا، برؤسكم، ويطؤن، ورؤف" ونحو: "خاسئين، وصابئين، ومتكئين" مما وقع بعد الهمز فيه واو أو ياء فلم يرسم له صورة كراهة اجتماع المثلين, أو لتحمل القراءتين إثباتا وحذفا فيوقف على نحو: "مستهزؤن" بواو واحدة مع ضم ما قبلها وحذف الهمز على الرسمي وعلى نحو: "خاسئين" بياء واحدة مع الحذف. وخرج من المفتوح بعد كسر "سيآت" في الجمع نحو: "كفر عنهم سيآتهم" فحذفوا صورة الهمز لاجتماع المثلين, وعوضوا عنها إثبات الألف على غير قياسهم في ألفات جمع التأنيث, وأثبتوا صورتها في المفرد نحو: "سيئة".   1 انظر الصفحة: "134" وما بعدها. [أ] . 2 انظر الصفحة: "137" وما بعدها. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 وأما نحو: "مائة، ومائتين، وملائه، وملائهم" فرسمت بألف قبل الياء والألف في ذلك, زائدة والياء فيه صورة الهمز قطعا, قال في النشر: وتعقب الداني والشاطبي في نظمهما بزيادة الياء في ملائه وملائهم. وخرج: من المضموم بعد كسر نحو: "ولا ينبئك، وسنقرئك" فلم يرسم بواو على مذهب الجادة بل رسم بالياء على مذهب الأخفش, فيخفف على الوجه الرسمي بإبداله ياء ورسم عكسه "سئل، وسئلوا" على مذهب الجادة, ويخفف بوجهين بين الهمزة والياء على مذهب سيبويه, وعليه الجمهور وبإبدالها واوا على مذهب الأخفش1. واختلف: في المفتوح بعد فتح في "اطمأنوا" وفي "لأملأن" أعني التي قبل النون وفي "اشمأزت" فرسم في بعض المصاحف بالألف على القياس وحذفت في أكثرها تخفيفا. واختلف: أيضا في "أرأيت، وأرأيتم، وأرأيتكم" في جميع القرآن فتكتب في بعض المصاحف بالإثبات وفي بعضها بالحذف. وأما رءا في جميع القرآن فبراء وألف فقط, فالألف صورة الهمز إلا في موضعين: وهما ما رأى لقد رأى بالنجم فبألف بعدها ياء على لغة الإمالة. وأما "نأ" [بسبحان الآية: 83] , و [فصلت الآية: 51] فرسم بالنون وألف فقط ليحتمل القراءتين, فعلى قراءة من قدم المد على الهمز ظاهر, وعلى قراءة الجمهور الألف الثانية صورة الهمزة والألف المنقلبة هي المحذوفة لاجتماع ألفين. وخرج من الهمز الواقع أولا "أؤنبئكم"2 فرسم بواو بعد ألف وكان القياس رسمها ألفا كسائر المبتدآت, ولم ترسم واوا في نظيرها "ءألقي، ءأنزل" بل كتبت بألف واحدة لئلا يجتمع ألفان, وكذا سائر الباب مما اجتمع فيه ألفان نحو: "أنذرتهم ءأنتم" وكذا ما اجتمع فيه ثلاث ألفات لفظا نحو: "ءآلهتنا" وكذا "ءاذا، ءانا" إلا مواضع كتبت بالياء على مراد الوصل ويأتي إن شاء الله تعالى ما في جميع ذلك من الأوجه. وكتبوا "ينبؤم" [طه الآية: 94] بواو موصولة بنون ابن مع وصل ابن بيا النداء المحذوفة الألف، فالألف التي بعد الياء هي ألف ابن على الصواب كما في النشر، وأما موضع الأعراف فكتبت همزة ألفا مفصولة قلت: وهذا من المتوسط بغيره، فيقوف عليه بوجهين التحقيق، والتسهيل كالواو على القياسي.   1 الأخفش هو هارون بن موسى "الأخفش الدمشقي" "ت 292هـ" النشر: "1/ 145" [أ] 2 حيث وقعت. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 وكتبوا "هؤلاء"1 بواو موصولة بها التنبيه فحذف ألفه كما في يأيها, فتخفيفه القياسي كالواو, والرسمي واو لكنه لا يجوز كما يأتي في محله. وأما: "هأنتم"2 فقال الجعبري دخل حرف التنبيه على المضمر, والألف صورة الهمزة فتخفيفه على القياسي كالألف وعلى الرسمي ألف, فيجتمع ألفان "كجاء" وربما منع إذ ليس طرفا ويضعف على أصله جعلها بدلا عن همزة الاستفهام ا. هـ. وأما: "هاؤم " [الحاقة الآية: 19] فليس من باب "هؤلاء" لأن همزة "هاؤم" متوسطة حقيقة؛ لأنها تتمة كلمة "ها" بمعنى خذ وليست من قبيل المتوسط بزائد وهي اسم فعل بمعنى خذ وتناول, فليس فيها إلا التسهيل كالواو, وقال مكي أصلها: "هاوموا" بواو وإنما كتبت على لفظ الوصل, ولا يحسن الوقف عليها؛ لأنه إن وقف على الأصل بالواو خالف الرسم, وإن وقف بغيرها خالف الأصل, وتعقب بأن الواو فيه ليست ضميرا وإنما هي صلة ميم الجمع, وأصل ميم الجمع الضم والصلة, وتسكن وتحذف تخفيفا ورسم جميعه بغير واو, وكذلك الوقف عليه فلا فرق بين "هاؤم اقرؤا، وأنتم الأعلون" في الرسم والوقف فتسهل همزة "هاؤم" بين بين بلا خلاف ويوقف على الميم من غير نظر. وخرج: من المضموم بعد فتح "ولاوصلبنكم" [طه الآية: 71] و [الشعراء الآية: 49] فكتبت في بعضها بالواو بعد الألف ومثله "سأوريكم" ثم قيل الواو زائدة والألف صورة الهمز وبه قطع الداني كما في النشر, ثم قال فيه: والظاهر أن الزائد في ذلك هو الألف وأن صورة الهمزة هو الواو قال: والدليل على ذلك زيادة الألف في نظير ذلك وهو "لا أذبحنه، ولأاوضعوا". وخرج من المكسور بعد فتح "لئن، ويومئذ، وحينئذ" فرسمت صورة الهمزة فيه ياء موصولة بما قبلها كلمة واحدة, وكذا صورت في "أئنكم" بالأنعام والنمل وثاني العنكبوت وفصلت و"أئن لنا، لأجرا" بالشعراء و"أئنا لمخرجون" بالنمل و"أئنا لتاركوا" بالصافات و"أئذا متنا" بالواقعة و"أئن ذكرتم" بيس "أئفكا" بالصافات ففي مصاحف أهل العراق بالياء موصولة كذلك, وفي غيرها بألف واحدة, وكذا سائر الباب وأما "أفائن مات" [آل عمران الآية: 144] "أفائن مت" [الأنبياء الآية: 34] فرسمت بياء بعد الألف أيضا, وصوب في النشر كون الياء صورة الهمز والألف زائدة, وأما أئمة فليست من هذا الباب؛ لأن الهمزة فيه ليست أولا وإن كانت فاء. وخرج من المفتوح بعد لام التعريف "آلن" موضعي يونس, وفي جميع القرآن فحذفت الهمزة في ذلك إجراء للمبتدأة مجرى المتوسطة واختلف في "فَمَنْ يَسْتَمِعِ   1, 2 حيث وقعت. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 الْآنَ" [الجن الآية: 9] ففي بعضها بالألف وهي صورة الهمز؛ لأن الألف التي بعدها محذوفة على الأصل اختصارا. ومنه أعني المفتوح بعد لام التعريف "ليكة" [الشعراء الآية: 176] و [ص الآية: 13] ففي جميعها بغير ألف بعد اللام وقبلها لتحتمل القراءتين, وخرج من المفتوح بعد كسر "بائيكم المفتون, وبائيد" فرسم بألف بعد الباء الموحدة وياءين بعدها والألف هي الزائدة كزيادتها في مائة والياء بعدها صورة الهمزة على ما صوبه صاحب النشر. وأما "بائية، وبائيتنا" فرسم في بعضها بألف بعد الموحدة وياءين بعدها, فذهب جماعة إلى زيادة الياء الواحدة كذا في النشر أي: فتكون الألف صورة الهمز ويأتي بيان الوقف على ذلك في محاله إن شاء الله تعالى. فصل: يجوز الروم والإشمام في الهمز المخفف بأنواع التخفيف المتقدم ما لم تبدل الهمزة المتطرفة فيه حرف مد, وذلك شامل لأربع صور1. الأولى: فيما نقل إليه حركة الهمز نحو: "المرء، ودفء، وسوء، وشيء" فترام الحركة المنقولة وتشم بشرطه. الثانية: فيما خفف بالإبدال ياء وأدغم فيه ما قبله: نحو بريء والنسيء أو واوا وأدغم فيه ما قبله نحو: "قروء، وسوء، وشيء" عند من أدغمه ففيه الروم والإشمام كذلك. الثالثة: ما أبدلت الهمزة المتحركة فيه واوا، أو ياء على التخفيف الرسمي نحو: "الملؤا، والضعفؤا، ومن نبائي المرسلين، وإيتائي". الرابعة: ما أبدل كذلك على مذهب الأخفش نحو: "لؤلؤ، ويبدىء" أما المبدل حرف مد فإنه لا يدخله روم ولا إشمام نحو: "اقرأ، ونبي" مما سكونه لازم ونحو: "يبدى، وإن امرؤ، من شاطىء، يشاء" من الذي سكونه عارض؛ لأن هذه الحروف لا أصل لها في الحركة نعم يجوز الروم بالتسهيل في الهمز إذا كان طرفا متحركا وقبله متحرك, نحو: "يبدأ، ويبدىء، واللؤلؤ" وكذلك إذا كان طرفا متحركا وقبله ألف إذا كان مضموما أو مكسورا نحو: "يشا، والما، والدعا، ومن السما، ومن ما" فإذا رمت حركة الهمزة في ذلك تسهلها بين بين تنزيلا للنطق ببعض الحركة, وهو الروم منزلة النطق بجميعها فتسهل, وهو مذهب أبي الفتح فارس وسبط الخياط والشاطبي وكثير من القراء, وبعض النحاة وأنكره جمهورهم, قالوا: لأن سكون الهمز وقفا يوجب الإبدال حملا على الفتحة قبل الألف فهي تخفف تخفيف الساكن لا تخفيف المتحرك, فلا يجوز على هذا الإبدال قال به صاحب العنوان وغيره, وضعفه الشاطبي ومن تبعه وعدوه شاذا والصواب كما   1 للمزيد انظر النشر في القراءات العشر للعلامة محمد بن الجزري: "1/ 463". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 في النشر: صحة الوجهين جميعا وذهب ابن شريح ومكي في آخرين إلى التفصيل فأجازوه فيما صورت فيه الهمز واو أو ياء دون غيره. وتقدم: أن هشاما من طريق الحلواني بخلف عنه يسهل الهمز المتطرف خاصة, وقفا في جميع الباب مثل ما يسهله حمزة من غير فرق, وموافقة الأعمش بخلفه لحمزة في جميع الباب متطرفا وغيره, والباقون بالتحقيق في الحالين, هذا ما قدر إيراده من هذا الباب على سبيل الإجمال, وسيأتي معظم مسائله مفصلة بوجوهها في محالها من الفرش إن شاء الله تعالى1.   1 انظر الصفحة: "159" وما بعدها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 باب الفتح والإمالة مدخل ... باب الفتح والإمالة: الفتح هنا عبارة عن فتح الفم بلفظ الحرف, إذ الألف لا تقبل الحركة ويقال له التفخيم, وربما قيل له النصب, وينقسم إلى: شديد وهو نهاية فتح الفم بالحرف ويحرم في القرآن, وإنما يوجد في لغة العجم, ومتوسط وهو ما بين الشديد والإمالة المتوسطة, والإمالة أن تنحي بالفتحة نحو الكسرة, وبالألف نحو الياء كثيرا, وهي المحضة ويقال لها الكبرى, والإضجاع والبطح وهي المرادة عند الإطلاق, وقليلا وهو بين اللفظين ويقال له: التقليل وبين وبين والصغرى ويجتنب في الإمالة المحضة القلب الخالص والإشباع المبالغ فيه. ثم إن الفتح والإمالة لغتان فصيحتان نزل بهما القرآن, والفتح لغة أهل الحجاز والإمالة لغة عامة أهل نجد: من تميم وأسد وقيس, واختلف في الأولى منهما واختار الداني التقليل, وهل الإمالة فرع عن الفتح أو كل منهما أصل, ذهب إلى الأول جماعة وإلى الثاني آخرون, والإمالة في الفعل أقوى منها في الاسم لتمكنها في التصريف وهي دخيلة في الحرف لجموده ولذا قلت فيه1.   1 وأسباب الإمالة ثمانية: كسرة موجودة في اللفظ قبلية أو بعدية كالناس والنار والربا وكلاهما ومشكاة. أو عارضة في بعض الأحوال نحو: طاب وجاء وشاء وزاد؛ لأن الفاء تكسر منها إذا اتصل بها الضمير المرفوع, أو ياء موجودة في اللفظ نحو: لا ضير فإن الترقيق قد يسمي إمالة, أو انقلاب عنها نحو: رمي, أو تشبيه بالانقلاب عنها كألف التأنيث, أو تشبيه بما أشبه المنقلب عن الياء نحو: موسى وعيسى, أو ما جاوره إمالة وتسمى إمالة لأجل إمالة نحو: تراءي أعنى ألفها الأولى, وكذا إمالة نون نأي وراء رأي, أو تكون الألف رسمت ياء وإن كان أصلها الواو كضحى, وكلها ترجع إلى شيئين كسرة أو ياء. ووجوهها ترجع إلى مناسبة أو إشعار, فالمناسبة فيما أميل بسبب موجود في اللفظ وفيما أميل لإمالة غيره كأنهم أرادوا أن يكون عمل اللسان, ومجاورة النطق بالحرف الممال, وبسبب الإمالة من وجه واحد على نمط واحد, والإشعار ثلاثة أقسام: إشعار بالأصل وذلك في الألف المنقلبة عن ياء أو واو مكسورة, وإشعار بما يعرض في الكلمة في بعض المواضع من ظهور كسرة أو ياء حسبما تقتضيه التصاريف دون الأصل كما في طاب وغزا, وإشعار بالشبة المشعر بالأصل وذلك إمالة هاء التأنيث, وفائدتها سهولة اللفظ. وذلك أن اللسان يرتفع بالفتح وينحدر بالإمالة والانحدار أخف عليه من الارتفاع, ومن فتح فكان راعي الأصل أو كون الفتح أمكن. ا. هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 والقراء: فيها على أقسام منهم من أمال ومنهم من لم يمل, والأول قسمان: مقل وهم قالون والأصبهاني عن ورش وابن عامر وعاصم, ومكثر وهم الأزرق عن ورش وأبو عمرو وحمزة والكسائي وكذا خلف وافقهم الأعمش, وأصل حمزة والكسائي وكذا خلف الكبرى وافقهم الأعمش, وأصل الأزرق الصغرى أما أبو عمرو فمتردد بينهما جمعا بين اللغتين. فأما: حمزة والكسائي وكذا خلف, ووافقهم الأعمش فأمالوا كل ألف منقلبة عن ياء تحقيقا, حيث وقعت في اسم أو فعل إمالة كبرى من غير قلب خالص, ولا إشباع مفرط كما تقدم وصلا ووقفا, فالأسماء نحو: "الهدى، والهوى، والزنا، ومأواه، ومثواكم" ونحو: "أدنى، وأزكى، والأعلى، والأتقى، وموسى، ويحي، وعيسى" والأفعال نحو: "أتى، وأبى، وسعى، ويخشى، ويرضى، فسوى، واجتبى، واستعلى" وقد خرج بقيد التحقيق نحو: "الحياة، ومناة" للاختلاف في أصلهما, وبمنقلبة الزائدة نحو: "قائم" وبعن ياء نحو: "عصاي، ودعاه" وتعرف ذوات الياء من الأسماء بالتثنية, ومن الأفعال بإسناد الفعل إلى المتكلم أو المخاطب, فإن ظهرت الياء فهي أصل الألف, وإن ظهرت الواو فهي أصلها, تقول في اليائي من الأسماء في نحو: "فتى، فتيان" وفي "هدى، هديان" وفي "عمى، عميان" وفي "مولى، موليان" وفي "مأوى مأويان" وفي الواوي منها في "أب، أبوان" وفي "أخ، أخوان" و"صفا، صفوان" و"سنا، سنوان، وعصا، عصوان" وتقول في اليائي من الأفعال في نحو: "رمى، رميت، وسعى، سعيت، وسقى، سقيت، واشترى، اشتريت، واستعلى، استعليت، وارتضى، ارتضيت" وفي الواوي منها في نحو: "دعا، دعوت، وفي عفا، عفوت، ونجا نجوت، ودنا، دنوت، وعلا، علوت، وبدا، بدوت، وخلا، خلوت" فلو زاد الواوي على ثلاثة أحرف فإنه يصير يائيا, وذلك كالزيادة في الفعل بحروف المضارعة, وآلة التعدية نحو: "يرضى" مثلا لأن أصله يرضوا فلما وقعت الواو رابعة متطرفة قلبت ياء ثم قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها "ويدعى، ويتزكى، وزكاها، وتزكى، ونجانا، وأنجاه، وتتلى، وتجلى، فمن اعتدى، فتعالى الله، من استعلى". وكذا يميلون: أفعل في الأسماء نحو: "أدنى، وأربى، وأزكى، وأعلى" لأن لفظ الماضي من ذلك كله يظهر فيه الياء إذا رددت الفعل إلى نفسك نحو: "أركيت، وأنجيت، وابتليت" وأما فيما لم يسم فاعله نحو: "يدعى" فلظهور الياء في: دعيت ويدعيان فظهر أن الثلاثي المزيد يكون اسما نحو: "أدنى"، وفعلا ماضيا نحو: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 "ابتلى، وأنجى" ومضارعا مبنيا للفاعل نحو: "يرضى" وللمفعول نحو: "يدعى"1. وكذا أمالوا: ألفات التأنيث وهي كل ألف زائدة رابعة فصاعدا دالة على مؤنث حقيقي، أو مجازي، وتكون في فعلى بضم الفاء أو كسرها أو فتحها نحو: "طوبى، وبشرى، وقصوى، والقربى، والأنثى، ودنيا, وإحدى، وذكرى، وسيما، وضيزى، وموتى، ويرضى، والسلوى، والتقوى، ودعوى" وألحقوا بذلك "موسى، وعيسى، ويحيى" إذ هي أعجمية, وإنما بوزن العربي لكنها مندرجة عند حمزة ومن معه تحت أصل ما رسم بالياء, إنما الإشكال في تقليلها لأبي عمرو, ووجهه بعضهم بأنها قد توزن لكونها قربت من العربية بالتعريب فجرى عليها شيء من أحكامها وعليه يحمل قول بعض شراح الحراز إنها فعلى وفعلى وفعلى. وكذا أمالوا: ما كان على وزن فعالى بضم الفاء وفتحها نحو: "أسارى، وسكارى، وكسالى، ويتامى، ونصارى، والأيامى، والحوايا" وكذا كل ألف متطرفة رسمت في المصاحف ياء في الأسماء والآفعال نحو: "متى، وبلى، ويا أسفى، ويا ويلتى، يا حسرتى، وعسى، وأنى" الاستفهامية وتعرف بصلاحية كيف أو أين أو متى مكانها واستثنى من ذلك خمس كلمات فلم تمل بحال وهي "لدى، وإلى، وحتى، وعلى، وما زكى منكم". وكذا أمالوا: من الواوي "شديد القوي، والعلي، والربوا" كيف وقع و"الضحى" كيف جاء مما أوله مكسور أو مضموم قيل: لأن من العرب من يثني ما كان كذلك بالياء وإن كان واويا فيقول ربيان ضحيان فرارا من الواو إلى الياء؛ لأنها أخف حيث ثقلت الحركات بخلاف المفتوح2, واتفقوا على فتح الثلاثي في غير ذلك نحو: "فدعا ربه، علا في الأرض، عفا الله، خلا بعضهم، إن الصفا، شفا حفرة، سنا برقه، أبا أحد" لكونها واوية، ورسمها بالألف. وكذا أمالوا ألفات فواصل الآي المتطرفة تحقيقا أو تقديرا واوية أو يائية أصلية أو زائدة في الأسماء والأفعال, إلا ما يأتي إن شاء الله تعالى تخصيصه بالكسائي, وإلا المبدلة من التنوين مطلقا وذلك في إحدى عشرة سورة: طه, والنجم, وسأل, والقيامة, والنازعات, وعبس, وسبح, والشمس, والليل, والضحى, والعلق, ولكن هذه السور منها ثلاث عمت الإمالة فواصلها وهي: سبح, والشمس, وفي المدني الأول فعقروها رأسه آية ولا يمال: والليل وباقي السور أميل منها القابل للإمالة, فالممال بـ"طه" من أولها إلى طغى قال: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي} ثم من "يا موسى"   1هذه الكلمات حيث وقعت في القرآن الكريم فهي كما ذكرها المؤلف رحمه الله تعالى. [أ] 2 وقال مكي: مذهب الكوفيين أن يثنوا ما كان من ذوات الواو مضموم الأول أو مكسورة بالياء. وقال في النشر: وقوى هذا السبب سبب آخر وهو الكسرة قبل الألف في الربا وكون الضحى وضحاها والقوى والعلى رأس آيه فأميل للتناسب. ا. هـ. التبصرة في القراءات السبع "370". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 إلى "لترضى" إلا "عيني، وذكري، وما غشيهم" ثم "حتى يرجع، إلينا موسى" ممال ثم من: إلا إبليس أبى, إلى آخرها, إلا بصيرا, وفي النجم من أولها إلى النذر الأولى, إلا من الحق شيئا وفي سأل من لظى إلى فأوعى, وفي القيامة من صلى إلى آخرها, وفي النازعات من حديث موسى إلى آخرها, إلا لأنعامكم وفي عبس من أولها إلى تلهى وفي الضحى من أولها إلى فأغنى, وفي العلق من ليطغى إلى يرى1. ثم إن كل مميل إنما يعتد بعدد بلده, فحمزة والكسائي وخلف وافقهم الأعمش يعتبرون الكوفي وأبو عمرو ومن معه يعتبرون المدني الأول لعرضه على أبي جعفر فعند الكوفي طه. رأس آية {وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى} عدها الشامي فقط "مني هدى, زهرة الحياة الدنيا" المدنيان والمكي والبصري والشامي "وإله موسى" المدني الأول والمكي "عن من تولى" الشامي "من طغى" البصري والشامي والكوفي "استغنى، ويسعى" كلاهما رأس آية "الأشقى" كذلك "من أعطى" ليس برأس آية بل "واتقى، واستغنى، والأشقى، والأتقى، وربه الأعلى" وكذا "والضحى" رأس آية {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى} عدها كلهم إلا الشامي إذا علمت هذا فاعلم أن قوله في طه: "لتجزى كل نفس, وفألقاها, وعصى آدم, وحشرتني أعمى", وفي النجم "إذ يغشى, ومن تولى, واعطى قليلا وأغنى, وفغشاها" وفي القيمة "أولى لك, وثم أولى لك" وفي الليل "من أعطى, ولا يصليها" يفتح جميع ذلك أبو عمر؛ ولأنه ليس برأس آية ما عدا موسى عند من قلله له, والأزرق أيضا يفتح جميعه من طريق أبي الحسن بن غلبون, ومكي وابن بليمة ومن سيذكر معهم, ويقلله من طريق التيسير والعنوان وفارس بن أحمد ومن يذكر معهم, ويترجح له الفتح في لا يصلاها لتغليظ اللام كما يأتي في باب اللامات إن شاء الله تعالى2. فصل: اختص الكسائي وحده مما تقدم بإمالة "أحياكم، وفأحيا به، وأحياها" حيث وقع إذا لم يكن منسوقا أو نسق بثم أو الفاء فقط, فإن نسق بالواو فاتفق حمزة والكسائي وكذا خلف على إمالته, وهو في موضع النجم فقط "أمات، وأحيا" وافقهم الأعمش وأمال الكسائي وحده أيضا الألف الثانية من "خطايا" حيث وقع نحو: "خطاياكم، وخطاياهم، خطايانا" وهو جمع "خطيئة3، ومرضاتي، ومرضات" حيث وقع وهي   1 للمزيد انظر النشر في القراءات العشر: "2/ 32". [أ] . 2 انظر الصفحة: "98". [أ] . 3 أي: المهموز فأصلها في أحد قولي سيبويه خطابي فهمزت الياء على حد صحائف فاجتمع همزتان فقلبت الثانية ياء لانكسار ما قبلها, ثم فتحت الكسرة تخفيفا فانقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها, ثم قلبت الهمزة ياء. وقال الفراء: جمع خطية المبدلة كهدية, وقال الكوفيون: فعالى فهي مخصصة من ألف التأنيث ا. هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 مخصصة من ذوات الواو و"حق تقاته" بآل عمران وخرج منهم "تقاة، وقد هدان" بالأنعام، وخرج بقيد قد "أنني هداني، ولو أن الله هداني، واجتباه وهداه، ومن عصاني" بإبراهيم وخرج "وعصى آدم، وأنسانيه" بالكهف وخرج منه "فأنساه، وآتاني الكتاب" بمريم "فَمَا آتَانِيَ اللَّه" بالنمل، وهو مخصص من مزيد الياء "وَأَوْصَانِي بِالصَّلاة" بمريم وهو مخصص من ذوات الياء وخرج عنه "ووصى بها، ومحياهم" بالجاثية وخرج "محياي، ودحاها" بالنازعات و"تلاها، وطحاها" بالشمس و"إِذَا سَجَى" بالضحى. وأمال: الكسائي أيضا وكذا خلف "الرؤيا" المعرف بأل بيوسف, والصافات والفتح, وكذا موضع الإسراء إذا وقف عليه. وأمال: الكسائي وكذا إدريس من طريق الشطي "رؤياي" المضاف إلى ياء المتكلم وهو موضعان بيوسف1. وأمال: الدوري عن الكسائي وكذا إدريس من طريق الشطي "رؤياك" المضاف للكاف وهو أول يوسف وخرج ذو اللام فخلف إدريس خاص بالمجرد من أل وإليه الإشارة بقول الطيبة. وخلف إدريس برؤيا لا بأل2 وأمال الدوري فقط "هداي" المضاف للياء وهو بالبقرة وطه و"مثواي" المضاف للياء أيضا بيوسف, وخرج عنه أكرمي مثواه ومثواكم وهو مخصص من ذوات الياء ومحياي المضاف للياء آخر الأنعام, وخرج "محياهم" والألف الثانية من "آذانهم" المجرورة وهو سبع: مواضع بالبقرة والأنعام والإسراء وموضعي الكهف وبفصلت ونوح و"آذاننا" بفصلت وطغيانهم وخرج "طغيانا، وبارئكم" موضعي البقرة "وسارعوا" بآل عمران فقط و"نسارع لهم، ويسارعون" سبعة مواضع: اثنان بآل عمران وثلاثة بالمائدة وفي الأنبياء و"المؤمنون" والجوار ثلاث [الشورى الآية: 32] و [الرحمن الآية: 24] و [التكوير الآية: 16] و"كمشكوة" [النور الآية: 35] . وأمال أيضا لكن بخلف عنه "البارىء المصور" [الحشر الآية: 24] أجراه مجرى "بارئكم" كذا رواه عنه جمهور المغاربة وهو الذي في الشاطبية, وغيرها ورواه عنه بالفتح منصوصا أبو عثمان الضرير, وهو الذي فيه أكثر الكتب والوجهان صحيحان عن الدوري كما في النشر. واختلف عنه أيضا في "يواري، وفأواري" كلاهما [المائدة الآية: 31]   1 ستأتي الخلافات في فرش الحروف ص: "159" وما بعدها. [أ] . 2 ورقمه في متن الطيبة: "325". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 و"يواري" [الأعراف الآية: 26] و"فَلا تُمَار" [الكهف الآية: 22] فروى عنه أبو عثمان الضرير إمالتها نصا وأداء, وروى عنه الفتح جعفر بن محمد النصيبي, وجعفر هذا هو طريق التيسير, فذكره للإمالة في حرفي المائدة حكاية أراد بها مجرد الفائدة على عادته, لكن تخصيصه لحرفي المائدة دون الأعراف لأوجه له كما في النشر, ولذا تعقب فيه الشاطبي في ذكره حرفي المائدة ثم في تخصيصه لهما كالداني دون حرف الأعراف, والحاصل إن إمالتهما ليست من طرق الشاطبية كأصلها إذ لا تعلق لطريق أبي عثمان الضرير بطريق التيسير كالحرز. وأمال: الدوري أيضا من طريق أبي عثمان الضرير الألف الواقعة بعد عين فعالى لأجل إمالة الألف بعد اللام فهي إمالة لإمالة من "يتامى، وكسالى، وأسارى، ونصارى، والنصارى، وسكارى"1 وفتحها الباقون عن الدوري في الألفاظ الخمسة. تنبيه: قولهم هنا لأجل إمالة الألف إلخ ... يؤخذ منه أنه إذا امتنع إمالة الألف الثانية لعارض كالتقاء الساكنين نحو: "النصارى، المسيح، ويتامى النساء" حال الوصل يمتنع إمالة الألف الأولى بعد العين حينئذ؛ لأنها إنما أميلت تبعا لما بعدها وصرح بذلك في الأصل تبعا للنشر لكن عورض ذلك بإمالة حمزة وخلف الراء من "تراءى الجمعان" وصلا مع أن إمالتها لأجل إمالة الألف التي هي لام الكلمة لانقلابها عن ياء, إذ أصلها "ترآءى" كتفاعل وقد امتنعت الإمالة فيها, أعني الألف الثانية لالتقاء الساكنين, ووجهوا إمالة الراء في الوصل باستصحاب حكم الوقف, فكان قياسه إمالة الألف الأولى هنا عملا باستصحاب حكم الوقف أيضا, وأجاب عنه شيخنا رحمه الله تعالى بعد صحة الرواية بأن الراء خواص في هذا الباب ليست لغيرها كما يعلم ذلك من سير كلام في الباب, فقوي استصحاب حكم الوقف بها، ولا كذلك ما هنا. فصل: وقرأ: أبو عمرو كحمزة والكسائي وخلف بإمالة كل ألف بعد راء في فعل "كاشترى، وترى، وأرى، فأراه، يفترى، تتمارى، يتوارى" أو اسم للتأنيث "كبشرى، وذكرى، وأسرى، والقرى، والنصارى، وسكارى، وأسارى" إمالة كبرى وافقهم اليزيدي والأعمش. واختلف: عن أبي عمرو وأبي بكر في "يَا بُشْرَى" [يوسف الآية: 19] فالفتح عن أبي عمرو رواية عامة أهل الأداء وبه قطع في التيسير, ورواه عن أبي بكر يحيى بن آدم من أكثر طرقه, والإمالة المحضة عن أبي عمرو ورواها عنه جماعة منهم ابن مهران, والهذلي ورواها عن أبي بكر العليمي من أكثر طرقه, وقلله عن أبي عمرو بعضهم، وهو   1 حيث وقعت. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 أحد الوجهين له في: التذكرة والتبصرة والثلاثة لأبي عمرو في الشاطبية كالطيبة, وفي النشر الفتح أصح رواية, والإمالة أقيس على أصله وافقه اليزيدي على الثلاثة. واختلف: عن ابن ذكوان في هذا الباب أعني الراء فأماله عنه الصوري وفتحه عنه الأخفش. واختلف: عن الأخفش عن ابن ذكوان في "آدراك, وأدراكم" حيث وقع فأماله عنه ابن الأخرم, وهو الذي في الهداية, وغيرها, وفتحه عنه النقاش وهو الذي في التجريد وغيره. وقرأ: أبو بكر بإمالة "أدراكم" [يونس الآية: 16] فقط واختلف عنه في غيره فروى عنه العراقيون الفتح وروى عنه جميع المغاربة الإمالة. ووافقهم: حفص على إمالة "مجراها" [هود الآية: 41] ولم يمل في القرآن العظيم غيره للأثر. فصل: وقرأ ورش من طريق الأزرق بالتقليل في جميع ما ذكر من ذوات الراء. واختلف: عنه في "وَلَوْ أَرَاكَهُم" [الأنفال الآية: 43] ففتحه عنه بعضهم لبعد ألفه عن الطرف, وبه قرأ الداني على ابن خاقان وابن غلبون, وقال في تمهيده إنه الصواب وأطلق الخلاف عنه في الشاطبية كالطيبة وصحح في النشر الوجهين عنه. وقرأ الأزرق أيضا باتفاق بالتقليل في ألفات رءوس الآي في فواصل السور الإحدى عشرة المتقدمة, سواء كانت من ذوات الياء نحو: "الهدى، ويخشى" أو الواو نحو: "الضحى، والقوى" واستثنوا من الاتفاق ما اتصل به هاء مؤنث, وذلك في: النازعات والشمس سواء كان واويا نحو: "دحاها، وضحاها، وتلاها، وطحاها" أو يائيا نحو: "بناها، وسواها" فاختلف فيه فذهب جماعة كصاحب العنوان وفارس والخاقاني إلى إطلاق التقليل فيها كغيرها من الفواصل, وذهب آخرون كالمهدوي ومكي وابن شريح وابن بليمة1 وابن غلبون وغيرهم إلى الفتح, وبه قرأ الداني على أبي الحسن وهو الذي عول عليه في التيسير ولا خلاف عنه في تقليل ما كان من ذلك رائيا وهو: "ذكراها" [النازعات الآية: 43] وإلى جميع ذلك أشار في الطيبة بقوله:   1 هذا على ظاهر النشر, والذي وجدته في تلخيصه تقليل ذلك قولا واحدا إلا ما كان من ذلك في سورة أواخر آيها ها فالفتح, ومذهبه التوسط والقصر في الهمز مطلقا. وعلى ذلك فما سيأتي في التفريع من القليل والقصر لا داعي إليه على التحقيق, وأيد ذلك العلامة المتولي في روضه فارجع إليه إن شئت. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 وقلل الرا ورءوس الآي جف ... وما به ها غير ذي الرا يختلف1 مع ذات ياء مع أراكهم وأما قول السخاوي: إن هذا القسم ينقسم ثلاثة أقسام: ما لا خلاف عنه في إمالته نحو "ذكراها" وما لا خلاف عنه في فتحه نحو: "ضحاها" من ذوات الواو وما فيه الوجهان, وهو ما كان من ذوات الياء وتبعه على ذلك بعض شراح الحرز فتعقبه في النشر بأنه تفقه لا يساعده عليه رواية بل الرواية إطلاق الخلاف في الواوي واليائي كما تقرر. واختلف أيضا عن ورش من طريق الأزرق في غير الفواصل من اليائي, وهو كل ألف انقلبت عن الياء أو ردت إليها أو رسمت بها مما أماله حمزة والكسائي, أو انفرد به الكسائي أو أحد راوييه على أي وزن, نحو: "هدى, والزنا بالزاي, ونأى, وأتي, ورمى, وهداي, ومحياي, وأسفى, وأعمى, وخطايا, وتقاته, ومتى, وأناه, ومثوى, والمأوى والدنيا, وطوى, والرؤيا, وموسى, وعيسى, ويحيى, وبلى, وكسالى, ويتامى" فروي عنه التقليل في ذلك كله صاحب العنوان والمجتبي وفارس وابن خاقان والداني في التيسير, وغيرهم, وروى عنه الفتح طاهر بن غلبون وأبوه أبو الطيب ومكي وابن بليمة2 وصاحب الكافي والهادي والهداية والتجريد وغيرهم, وأطلق الوجهين الداني في جامعه وغيره, والشاطبي والصفراوي وغيرهم, وتقدمت الإشارة إليهما بقول الطبية مع ذات ياء وصححهما في النشر, وأجمعوا له على الفتح "مرضاتي, ومرضات, ومشكاة" لكونهما واويين وأما "الربوا" بالموحدة وكلاهما: فالجمهور على فتحهما وجها واحدا لكون الربوا واويا, وإنما أميل ما أميل من الواوي لكونه رأس آية, وقد ألحق بعضهم "الربا" وكلاهما بنظائرهما من "القوى, والضحى" فقالوا: هما وهو صريح العنوان, وظاهر جامع البيان لكن في النشر أن الفتح هو الذي عليه العمل, ولا يوجد نص بخلافه, وقد اختلف في ألف كلاهما فقيل: عن واو لإبدال الفاء منها في كلتا, فلهذا رسمت ألفا, وعللت إمالتها بكسرة الكاف وقيل: عن ياء لقول سيبويه: لو سميت بها لقلبت ألفها في التثنية ياء, فالإمالة للدلالة عليها, ويأتي التنبيه عليها في الإسراء, وأما كلتا فسيأتي الكلام عليها إن شاء الله تعالى في الكهف. وأجمع من روى الفتح عن الأزرق في اليائي على تقليل "رأى" وبابه فيما لم يكن بعده ساكن وجها واحدا إلحاقا له بذوات الراء لأجل إمالة الراء قبلها. والحاصل أن غير ذوات الراء للأزرق فيه ثلاث طرق: الأولى التقليل مطلقا رءوس الآي, وغيرها سواء كان فيها ضمير أو لم يكن وهو مذهب صاحب العنوان,   1 ورقمه في متن الطيبة: "300". [أ] . 2 تقدم ما فيه فإن رجع إليه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 وشيخه وأبي الفتح وابن خاقان الثانية التقليل في رءوس الآي فقط, سوى ما فيه ضمير وكذا ما لم يكن رأس آية وهو مذهب أبي الحسن بن غلبون ومكي وجمهور المغاربة, الثالثة: التقليل مطلقا ورءوس الآي وغيرها إلا أن يكون رأس آية فيها ضمير تأنيث, وهو مذهب الداني في التيسير وهو مذهب مركب من مذهبي شيوخه, وأما الطريق الرابعة: وهي الفتح مطلقا ورءوس الآي وغيرها التي ذكرها في الأصل تبعا للنشر فانفرد بها صاحب التجريد, وخالف فيها سائر الرواة عن الأزرق, ولذا لم يعرج عليها في الطيبة ولم يقرأ بها فلذلك تركناها. تنبيه للأزرق في نحو: "فآتاهم" كقوله تعالى: {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى} خمس طرق بالنظر إلى تثليث مد البدل وتقليل الألف المنقلبة عن الياء وفتحها. الأولى: قصر البدل والفتح في الألف طريق وجيز الأهوازي, وأحد طريقي تلخيص العبارات واختاره الشاطبي, الثانية: التوسط في الهمزة والفتح في الألف طريق وجيز الأهوازي وأحد طريقي تلخيص العبارات, الثالثة: المد المشبع مع الفتح من كافي ابن شريح وهداية المهدوي وتجريد ابن الفحام وتبصرة مكي, الرابعة: المد المشبع مع التقليل من العنوان, الخامسة: التوسط مع التقليل من التيسير وبه قرأ الداني على ابن خاقان وأبي الفتح, وبالطرق الخمس قرأنا من طرق الطيبة التي هي طرق الكتاب, ومنع شيخنا العلامة المتقن سلطان رحمه الله الطريق الثانية من طريق الحرز وهي التوسط مع الفتح, معللا لذلك بأن من رواه ليس من طرق الشاطبية, وأيد ذلك بما نقل عن العلامة عثمان الناشري قال لنفسه شيخنا العلامة محمد بن الجزري: كآتي لورش افتح بمد وقصره ... وقلل مع التوسيط والمد مكملا لحرز وفي التلخيص فافتح ووسطن ... وقصر مع التقليل لم يك للملا وقوله: وقصر مع التقليل إلخ تصريح بامتناع الطريق السادس, وهي قصر البدل مع التقليل فلا يصح من كلا الطريقين؛ لأن كل من روى القصر في البدل لم يرو التقليل. وقس على ذلك نظائره كقوله تعالى: {اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَة} ، "فتلقى آدم" فتأتي بالفتح مع كل من ثلاثة مد البدل, فهذه ثلاثة بالتقليل مع التوسط والطويل تكملة للخمس طرق, ويخرج من طريق فحرز على ما حرره شيخنا المذكور التوسط على الفتح. وأما قوله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا} الآية1 ففيها القصر في مد البدل على القصر في حرف اللين مع الفتح في "التقوي" والتوسط في مد البدل مع القصر في حرف اللين أيضا, مع تقليل "التقوي", وكذا مع فتحها على طرق الطيبة, ثم بالتوسط في حرف اللين على التوسط في مد البدل مع تقليل "التقوي" وكذا مع فتحها على ما ذكر،   1 للمزيد انظر النشر: "2/ 40". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 ثم بالطويل في مد البدل على القصر في حرف اللين مع الفتح, والتقليل في "التقوي" فالكل سبعة من طرق الكتاب, وخمسة من طرق الشاطبية على ما حرره شيخنا المذكور. وكذلك قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} [الآية: 178] فتأتي بالقصر في مد البدل وهو "آمنوا" على الفتح في "الأنثى بالأنثى" على التوسط في حرف اللين في شيء ثم بالتوسط في البدل على الفتح, والتقليل على التوسط في حرف اللين فهذه ثلاثة, ثم تأتي بالطويل في البدل على الفتح والتقليل كلاهما مع التوسط والطويل في حرف اللين, فالكل سبعة على طرق الطيبة بناء على ما تقدم في باب المد, حيث اجتمع مد البدل مع اللين, وقس على ذلك نظائره وأما نحو قوله تعالى: "وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا" [الآية: 216] فيجوز التوسط والطويل في "شيئا" على كل من الفتح والتقليل في عسى كما نص عليه ابن الجزري نفسه. تنبيه آخر إذا علمت ما تقدم من اتفاقهم عن الأزرق على تقليل رءوس الآي غير ما فيه هاء الضمير فإذا قرأت قوله تعالى: "وهل أتيك حديث موسى" [الآية: 9] تأتي بالفتح والتقليل في "أتيك" على تقليل "موسى" فقط؛ لأن من يقرأ بالفتح في غير رءوس الآي كابن غلبون ومن معه يقرءون بالتقليل في رءوس الآي. وكذا قوله تعالى: {أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [الآية: 50] فتأتي بالفتح والتقليل في "أعطى" على كل من التوسط والطويل في شيء مع التقليل في "هدى". كذلك نحو قوله تعالى: {سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى} [الآية: 21] فتقرأ بثلاثة مد البدل على التقليل, فقط لما تقدم من الاتفاق على تقليل رءوس الآي, ونحو قوله تعالى: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} فتأتي بالفتح في "عصى" على ثلاثة البدل في "آدم" مع التقليل في "غوى", ثم بالتقليل في "عصى" مع التوسط والطويل في "آدم" على التقليل في "غوى" يخرج منها على طريق الحرز وجه واحد وهو الفتح في "عصى" على التوسط في البدل على ما تقدم, وإنما أطلنا القول في هذا لما يترتب على عدم إتقانه من تخليط الطرق بعضها ببعض. فصل: وقرأ أبو عمرو بالتقليل في ألفات فواصل السور الإحدى عشرة المذكورة سواء اتصل بها هاء مؤنث أم لا, واويا كان أو يائيا ما عدا ذوات الراء منها, فبالكبرى وهذا هو الذي في الشاطبية كأصلها والتذكر وغيرها وعليه المغاربة قاطبة وجمهور المصريين, واختلف هؤلاء عنه في إمالة ألف التأنيث في فعلى كيف جاءت مما لم يكن رأس آية ولا من ذوات الراء "كنجوى، ورؤيا، وسيما" وما ألحق به من "يحيى، وموسى، وعيسى" فذهب الجمهور منهم إلى تقليله وهو الذي في الشاطبية وأصلها والتبصرة والتذكرة والإرشاد والتخلص وغيرها وذهب الآخرون منهم إلى الفتح وعليه أكثر العراقيين، وهو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 الذي في العنوان وغيره وروى جمهور العراقين وبعض المصريين فتح جميع الفصل لأبي عمرو من الروايتين من رءوس الآي, وغير ما عدا الرائي من ذلك, وهو الذي في المستنير وكامل الهذلي وغيرهما فظهر أن الخلاف في فعلى اليائي مفرع على إمالة رءوس الآي, وبه يعلم أن التقليل عن أبي عمرو في رءوس الآي أكثر منه في فعلى, والفتح عنه في فعلى أكثر منه في رءوس الآي وافقه اليزيدي. تفريع إذا قرئ نحو قوله تعالى: {قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى} [الآية: 65] لأبي عمرو فالفتح في "يا موسى" مع الفتح والتقليل في "ألقى" لكونه رأس آية والتقليل في "موسى" مع التقليل في "ألقى" وجها واحدا بناء على ما تقدم. وأفاد بعضهم أن فعلى بضم الفاء في القرآن في مائة واثنين وعشرين موضعا, وكلها محصورة في سبع عشرة كلمة "موسى, دنيا, أنثى, قربى, وسطى, وثقى, حسنى, أولى, سفلى, عليا, رؤيا, طوبى, مثلى, زلفى, سقيا, عقبى, وفعلى" بالفتح في تسعة وستين موضعا في إحدى عشرة كلمة "سكرى, موتى, قتلى, تقوى, مرضى, نجوى, شتى, صرعى, طغوى, يحيى, اسما" وفعلى بالكسر في خمسة وثلاثين موضعا في أربع كلمات "سيما, إحدى, ضيزى, عيسى". واختلف أيضا هؤلاء المطلقون للتقليل عن أبي عمرو في سبعة ألفاظ وهي "بلى, ومتى, وعسى, وأنى" الاستفهامية و"يا ويلتى، ويا حسرتى، ويا أسفى" فأما "بلى ومتى" فروى تقليلها عنه من روايتيه ابن شريح والمهدوي، وصاحب الهادي1، وأما عسى فقللها له كذلك صاحب الهداية والهادي, ولكنهما لم يذكرا رواية السوسي من هذه الطرق, وأما أنى ويا ويلتي ويا حسرتى فروى تقليلها من رواية الدوري عنه صاحب التيسير وجماعة, وتبعهم الشاطبي, وأما يا أسفى فروى تقليلها عن الدوري بلا خلاف صاحب الكافي والهداية والهادي, ويحتمله ظاهر كلام الشاطبي, ونص الداني على فتحها له دون أخواتها, وروي فتح الألفاظ السبعة عنه من روايتيه سائر أهل الأداء من المغاربة وغيرهم, والوجهان صحيحان كما في النشر. واختلف عنه أيضا في تمحيض إمالة الدنيا فروى بكر بن شاذان والنهرواني عن زيد عن ابن فرح عن الدوري عنه إمالتها محضة حيث وقعت قال في النشر: وهو صحيح مأخذو به من الطرق المذكورة وإلى كل ذلك الإشارة بقول الطيبة: وكيف فعلى مع رءوس الآي حد خلف سوى ذي الرا وأنى ويلتى ... يا حسرتى الحلف طوى قيل متى2   1 صاحب الهادي هو الإمام ابن سفيان المالكي. النشر: "1/ 66". [أ] . 2 وأرقام هذه الأبيات: "302, 303". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 بلى عسى وأسفى عنه نقل ... وعن جماعة له دينا أمل غير أنه سوى في الخلاف بين فعلى ورءوس الآي, وتقدم ما فيه وظاهر النظم قصر الخلاف في تقليل بلى ومتى على رواية الدوري؛ لأنه سوى بينهما وبين باقي الألفاظ السبعة وتقدم نقل تقليلها عن أبي عمر ومن روايتيه جميعا عن ابن شريح ومن معه وهو كذلك في النشر وتبعه الأصل خلافا للنويري التابع لظاهر النظم فليعلم ذلك 1. فصل: اتفق أبو عمرو والدوري عن الكسائي على إمالة كل ألف عين أو زائدة بعدها راء متطرفة مكسورة نحو: "الدار, الغار, القهار, الغفار, النهار, الديار, الكفار, الإبكار, بقنطار, أنصار, وأوبارها, وأشعارها, آثارها, آثاره, أبصارهم, ديارهم, حمارك" وافقهما اليزيدي واختلف عن ابن ذكوان فروى الصوري عنه إمالة ذلك كله وروى الأخفش عنه الفتح وعليه المغاربة "وروى" الأزرق عن ورش تقليل جميع ما ذكر. وخرج عن هذا الأصل ثمانية أحرف. أولها "الجار" [الآية: 36] موضعي النساء فقرأه الدوري عن الكسائي بالإمالة مختصا به, وافقه اليزيدي, وفتح أبو عمرو للأثر إلا أنه اختلف عنه من رواية الدوري فروى عنه الجمهور الفتح, وروى جماعة عن ابن فرح عنه الإمالة, والباقون بالفتح إلا أنه اختلف عن الأزرق أيضا فيه, فالتقليل له من الكافي والتيسير والمفردات وقطع له بالفتح صاحب الهداية والهادي والتخليص وغيرهم, والوجهان في الشاطبية وكلاهما صحيح كما في النشر, وإذا جمع للأزرق قوله تعالى: و {الْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ} [الآية: 36] فالمتحصل من الطرق المذكورة مع ما تقدم في ذوات الياء الفتح والتقليل في "الجار" على كل من الفتح والتقليل في اليتامى فهي أربعة, لكن نقل شيخنا العمدة سلطان بعد أن قرر ما ذكر عن ابن الجزري في أوجوبة المسائل التي وردت عليه من تبريز, إنه يقرأ بالتقليل مع التقليل, وبالفتح مع الفتح ونظير ذلك {يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ} [الآية: 22] كما يأتي. الثاني: "هار" [الآية: 109] بالتوبة فاتفق على إمالته كبرى أبو عمرو وأبو بكر والكسائي وافقهم اليزيدي واختلف عن قالون وابن ذكوان وبالفتح لقالون قرأ الداني على أبي الحسن بن غلبون وبالإمالة على فارس وعليه المغاربة, وكلاهما صحيح عن قالون من طريقيه, وأما ابن ذكوان فأمال عنه الصوري وكذا ابن الأخرم عن الأخفش وفتحه الأخفش عنه من طريق النقاش, وهما في الشاطبية كظاهر أصلها وقرأه الأزرق عن ورش بالتقليل   1 للمزيد انظر النشر: "2/ 40". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 والباقون بالفتح وأصل هار هاور عند الأكثر, قلبت قلبا مكانيا فصار هارو ثم أعلى إعلال غاز بأن قلبت الواو ياء, ثم حذفت حركتها ثم الياء لالتقاء الساكنين فإعرابه تقديري بكسرة مقدرة على الياء المقدرة. الثالث: "حمارك" [الآية: 259 بالبقرة] "والحمار" [الآية: 5 بالجمعة] فاختلف فيهما عن الأخفش عن ابن ذكوان. فرواه الجمهور بالإمالة من طريق ابن الأخرم ورواه آخرون بالفتح من طريق النقاش, وبالإمالة لابن ذكوان بكماله قطع صاحب المبهج وصاحب التيسير, والباقون على أصولهم, فأبو عمرو والدوري عن الكسائي بالإمالة والأزرق بالتقليل وباقيهم بالفتح. الرابع: "الغار" [الآية: 40] بالتوبة فاختلف فيه عن الدوري عن الكسائي فرواه عنه بالإمالة جعفر النصيبي, ورواه عنه أبو عثمان الضرير بالفتح فخالف أصله فيه والباقون على أصولهم كما تقدم. الخامس والسادس: "البوار" [الآية 28: بإبراهيم] و"القهار" حيث وقع فاختلف فيهما عن حمزة فقللهما له جميع المغاربة, وهو الذي في التيسير والشاطبية والكافي والهادي وغيرهما, وروى فتحها له العراقيون قاطبة, وهو الذي في الإرشاد والغايتين والتجريد وغيرها والباقون على أصولهم على ما تقدم آنفا. السابع: "جبارين" [الآية: 22 بالمائدة] , و [الشعراء الآية: 130] فاختص بإمالته الدوري عن الكسائي واختلف فيه عن الأزرق فقلله له في الكافي, والداني والتيسير والمفردات, وبه قرأ على الخاقاني وفارس, وبالفتح قرأ على أبي الحسن بن غلبون وهو الذي في التذكرة والتبصرة والكافي والهادي والتجريد وغيرها, وهما في الشاطبية, قال في النشر: وبهما قرأت وآخذ والباقون بالفتح. الثامن: "أنصاري" [الآية: 52 بآل عمران] , و [الصف الآية: 14] اختص بإمالته الدوري عن الكسائي, وفتحه الباقون, وراؤه مكسورة في موضع رفع لا مجرورة. فصل: وما كررت فيه الراء من هذا الباب بأن وقعت ألف التكسير بين راءين الأولى مفتوحة, والثانية مجرورة, وهي ثلاثة أسماء: "الأبرار" المجرورة "من قرار, ذات قرار, دار القرار, من الأسرار" فأماله أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والكسائي وكذا خلف وافقهم اليزيدي, والأعمش وقرأ الأزرق بالتقليل واختلف عن حمزة, فروى الإمالة الكبرى عنه من روايتيه جماعة وهو الذي في الجامع, والعنوان والمبهج وغيرها ورواها عنه من رواية خلف فقط جمهور العراقيين, وقطعوا الخلاد بالفتح وروى التقليل عنه من الروايتين جمهور المغاربة والمصريين, وهو الذي في التيسير والشاطبية وغيرهما فحصل لخلاد الإمالة المحضة والتقليل والفتح ولخلف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 المحضة والتقليل فقط والباقون بالفتح, وبه قرأ الأخفش عن ابن ذكوان1. فصل: خالف بعض القراء أصله فوافق من أمال على إمالة بعض ذوات الياء في إحدى عشرة كلمة: أولها: "بلى" قرأه بالإمالة شعبة حيث وقع من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم كحمزة والكسائي وخلف وافقهم الأعمش وفتحه شعيب والعليمي عن شعبة. ثانيها: "رمى" [الآية: 17] بالأنفال أمالها أبو بكر أيضا من جميع طرق المغاربة كحمزة ومن معه وفتحها عنه جمهور العراقيين, وهو يأتي لظهور الياء في رميت. ثالثها: "أعمى" موضعي الإسراء "أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى" [الآية: 72] قرأهما أبو بكر أيضا من جميع طرقه بالإمالة كحمزة ومن معه, وقرأ أبو عمرو وكذا يعقوب بإمالة الأول محضة دون الثاني للأثر, وفرقا بين الصفة وأفعل التفضيل وافقهما اليزيدي وخرج بقيد الإسراء "حَشَرْتَنِي أَعْمَى" بـ"طه" فهو ممال لحمزة ومن معه مقلل للأزرق بخلفه على القاعدة لكونه يائيا مفتوح لأبي عمرو كالباقين أما {وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} بـ"طه" فبالتقليل للأزرق وأبي عمرو بخلفه لكونه رأس آية وبالكبرى لحمزة ومن ومعه, ووقع للنويري وصاحب الأصل في ذلك ما ينبغي التفطن له ولعله سبق قلم. رابعها: "مزجاة" [يوسف الآية: 88] اختلف فيه عن ابن ذكوان فروى عنه إمالته صاحب التحرير من جميع طرقه كحمزة ومن معه, والهذلي من طريق الصوري وكل من الفتح والإمالة صحيح عن ابن ذكوان كما في النشر. خامسها، وسادسها: "أَتَى أَمْرُ اللَّه" [أول النحل الآية: 1] و"يَلْقَاهُ مَنْشُورًا" [الآية: 13 بالإسراء] قرأهما بالإمالة الأكثرون عن ابن ذكوان من طريق الصوري كحمزة ومن معه وفتحها الأكثرون عن الأخفش, والوجهان فيهما صحيحان عن ابن ذكوان كما في النشر. سابعها وثامنها: "سوى" [طه الآية: 58] "وسدى" [الآية: 36 بالقيامة] قرأهما بالإمالة عن شعبة المصريون والمغاربة قاطبة في الوقف مع من أمال, وبالفتح قطع له فيهما أكثر النقلة وهو طريق العراقيين, وصحح في النشر الوجهين عنه. تاسعها "إناه" [الآية: 53 بالأحزاب] قرأه بالإمالة كحمزة ومن معه هشام من طريق الحلواني لانقلابه عن الياء ورواه الداجوني عن أصحابه عنه بالفتح. عاشرها: "نأي" [الإسراء الآية: 83 وفصلت الآية: 51] قرأه خلاد بالإمالة   1 للمزيد انظر النشر: "2/ 50". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 الهمزة فقط في الموضعين, وقرأ الكسائي وخلف عن حمزة وكذا في اختياره بإمالة النون والهمزة معا في الموضعين, وافقهم المطوعي, وقرأ ورش من طريق الأزرق بالفتح والتقليل في الهمزة مع فتح النون, وقرأ أبو بكر بإمالة الهمزة فقط في الإسراء دون فصلت هذا هو المشهور عنه, واختلف عنه في النون من الإسراء فروى عنه العليمي والحمامي وابن شاذان عن أبي حمدون عن يحيى بن آدم عنه إمالتها مع الهمزة, وروى سائر الرواة عن شعيب عن يحيى عنه فتحها وإمالة الهمزة, وأما إمالة الهمزة في السورتين عن أبي بكر وكذا الفتح له في السورتين فكل منهما انفردة ولذا أسقطهما من الطيبة واقتصر على ما تقدم, وهو الذي قرأنا به, وكذا ما انفرد به فارس بن أحمد في أحد وجهيه عن السوسي من إمالة الهمزة في الموضعين وتبعه الشاطبي, ولذا لم يعول عليه في الطيبة هنا, وإن حكاه بقيل آخر الباب, قال في النشر: وأجمع الرواة عن السوسي من جميع الطرق على الفتح لا نعلم بينهم في ذلك خلافا, ولذا لم يذكره في المفردات ولا عول عليه. حادي عاشرها: "رأى" فعلا ماضيا ويكون بعده متحرك وساكن, والأول يكون ظاهر أو مضمرا فالظاهر سبعة مواضع "رَأى كَوْكَبًا" [الآية: 76 بالأنعام] "رَأى أَيْدِيَهُم" [الآية: 70 بهود] "رأى قميصه، رأى برهان ربه" [الآية: 24، 28 بيوسف] "رَأى نَارًا" [الآية: 10 بطه] "ما رأى، لقد رأى" [الآية: 11، 18 بالنجم] والمضمر ثلاث كلمات في تسعة مواضع "رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا" [الأنبياء الآية: 36] "رَآهَا تَهْتَز" [النمل الآية: 10] و [القصص الآية: 31] "رآها" معا بـ[النمل الآية: 40] و [بفاطر الآية: 8] و [الصافات الآية: 55] و [النجم الآية: 13] و [التكوير الآية: 23] و [العلق الآية: 7] فقرأ ورش من طريق الأزرق بالتقليل في الراء والهمزة معا في الكل بعده ظاهرا أو مضمرا وقرأ أبو عمرو بالإمالة المحضة في الهمزة فقط مع فتح الراء في الجميع, وذكر الشاطبي رحمه الله تعالى الخلاف في إمالة الراء عن السوسي تعقبه في النشر بأنه ليس من طرقه ولا من طرق النشر؛ لأن رواية ذلك عن السوسي من طريق أبي بكر القرشي وليس من طرق هذا الكتاب, ولذا لم يعرج عليه هنا في الطيبة وإن حكاه بقيل آخر الباب1. وقرأ ابن ذكوان بإمالة الراء والهمزة معا في السبعة التي مع الظاهر, واختلف عنه فيما بعده مضمر قالهما معا عنه جميع المغاربة وجمهور المصريين, ولم يذكر في التيسير عن الأخفش من طريق النقاش سواء, وفتحهما عن ابن ذكوان جمهور العراقيين وهو طريق ابن الأخرم عن الأخفش, وفتح الراء وأمال الهمزة الجمهور عن الصوري, واختلف عن هشام في القسمين معا, فروى الجمهور عن الحلواني عنه الفتح في الراء والهمزة معا في الكل, وهو الأصح عنه وكذا روى الصقلي وغيره عن الداجوني عنه،   1 انظر البيت ذي الرقم: "329". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 وروى الأكثرون عنه إمالتها, والوجهان صحيحان عن هشام كما في النشر. واختلف عن أبي بكر فيما عدا الأولى، وهي "رَأى كَوْكَبًا" [الأنعام الآية: 76] فلا خلاف عنه في إمالة حرفيهما معا, أما الستة الباقية التي مع الظاهر فأمال الراء والهمزة معا يحيى بن آدم وفتحهما العليمي, وأما فتحهما في السبعة وفتح الراء وإمالة الهمزة في السبعة فانفرادتان لا يقرأ بهما, ولذا تركهما في الطيبة, وأما التسعة مع المضمر ففتح الراء والهمزة معا في الجميع العليمي عنه, وأمالهما يحيى بن آدم على ما تقدم, وقرأ حمزة والكسائي وكذا خلف بإمالة الراء والهمزة معا في الجميع وافقهم الأعمش والباقون بالفتح على الأصل. وأما الذي بعده ساكن وهو في ستة مواضع "رأى القمر، رأى الشمس" [الأنعام الآية: 77، 78] "رَأى الَّذِينَ ظَلَمُوا" [النحل الآية: 85] وفيها "رَأى الَّذِينَ أَشْرَكُوا" [الآية: 86] وبالكهف "وَرَأى الْمُجْرِمُون" [الآية: 53] وبالأحزاب "رَأى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ" [الآية: 22] فقرأ بإمالة الراء من ذلك وفتح الهمزة أبو بكر وحمزة وكذا خلف وافقهم الأعمش, والباقون بالفتح فيهما, وحكاية الشاطبي رحمه الله تعالى الخلاف في إمالة الهمزة عن أبي بكر وفي إمالة الراء والهمزة معا عن السوسي, تعقبها في النشر بأن ذلك لم يصح عن أبي بكر ولا عن السوسي من طرق الشاطبية كأصلها, بل ولا من طرق النشر, قال: وبعض أصحابنا ممن يعمل بظاهر الشاطبية يأخذ للسوسي في ذلك بأربعة أوجه: فتحهما وإمالتهما وفتح الراء وإمالة الهمزة وعكسه, ولا يصح منها سوى الأول, والله أعلم هذا حكم الوصل, أما الوقف فكل من القراء يعود إلى أصله في الذي بعده متحرك غير مضمر من الفتح، والإمالة والتقليل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 فصل: في إمالة الألف التي هي فعل ماض ثلاثي فقرأ بإمالتها حمزة في عشرة أفعال وهي "زاد" البقرة في خمسة عشر و"شاء" البقرة في مائة وستة و"جاء" النساء في مائتين وعشرين و"خاب" إبراهيم بالموحدة في أربعة و"ران" [بالمطففين الآية: 14] فقط "وخاف" البقرة بالفاء في ثمانية "وطاب" [بالنساء الآية: 3] فقط و"ضاق" هود خمسة و"حاق" هود عشرة و"زاغ" في اثنين "مَا زَاغَ الْبَصَر" النجم "فَلَمَّا زَاغُوا" [الآية: 5] وأجمعوا على استثناء "زَاغَتِ الْأَبْصَار" [بالأحزاب الآية: 10] و"زَاغَتْ عَنْهُمُ" بـ[ص الآية: 63] وافقه الأعمش وخرج بقيد الفعل نحو: "ضائق" وبالماضي نحو: "يخافون" والمراد بالثلاثي المجرد من الزيادة فيخرج نحو: "أزاغ، وفاجاءها المخاض" لكن أماله الأعمش فخالف القراء وهذه الأفعال تسمى الجوف جمع: أجوف كحمر وأحمر وهو ما عينه حرف علة, وعينات العشرة ياآت مفتوحة إلا شاء فياء مكسورة وإلا خاف فواو مكسورة أعلمت كلها بالقلب لتحركها وانفتاح ما قبلها, وقرأ ابن ذكوان وكذا خلف بالإمالة كحمزة في "شاء، وجاء" كيف وقعا واختلف فيهما, وفي زاد عن هشام فأمالها عنه الداجوني وفتحها عنه الحلواني, واختلف عن الداجوني عن هشام في "خاب" بالموحدة في مواضعه الأربعة, فأماله عنه صاحب التجريد والروضة والمبهج وغيرهم, وفتحه عنه أبو العز وابن سوار وآخرون, وكذا اختلف فيها عن ابن ذكوان فأمالها عنه الصوري وفتحها الأخفش وأما "زاد" فلا خلاف عن ابن ذكوان في إمالة الأولى بالبقرة وهي "فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا" [الآية: 10] واختلف عنه في باقي القرآن ففتحه عنه الأخفش من طريق ابن الأخرم وأماله الصوري والنقاش عن الأخفش, واتفق أبو بكر وحمزة والكسائي وكذا خلف على إمالة "بَلْ رَانَ" [المطففين الآية: 14] وافقهم الحسن والباقون بالفتح والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 فصل: في إمالة حروف مخصصة غير ما ذكر وهي خمسة عشر "التورية" حيث جاء و"والكافرين" بالياء حيث وقع و"الناس" مجرورا حيث جاء و"ضعافا" [النساء الآية: 9] و"آتيك" موضعي النمل والمحراب [الآية: 39، 40] حيث جاء و"عمران" حيث أتى و"الإكرام، وإكراههن، والحواريين" [المائدة الآية: 111] والصف "للشاربين" [النحل الآية:] 66 و [الصافات الآية: 46] والقتال و"مشارب" [يس الآية: 73] "وآنية" [الغاشية الآية: 5] و"عابدون وعابد" [الكافرين الآية: 3، 4، 5] و"تَرَاءَى الْجَمْعَان" [الشعراء الآية: 81] . فأما التورية فأماله أبو عمرو وابن ذكوان والكسائي وكذا خلف, وافقهم اليزيدي والأعمش واختلف فيها عن قالون وورش وحمزة, فأما قالون فروى عنه التقليل المغاربة قاطبة وجماعة من غيرهم, وهو الذي في الكفايتين وغيرهما, وذكر الوجهين الشاطبي والصفراوي وغيرهما, وأما ورش فروى عنه الإمالة المحضة الأصبهاني, ولم يمل غيرها وروى عنه التقليل الأزرق, وأما حمزة فروى عنه الإمالة المحضة من روايتيه العراقيون قاطبة وجماعة من غيرهم وهو الذي في المستنير وغيره, وروى عنه التقليل جمهور المغاربة وغيرهم, ولم يذكر في التيسير والشاطبية غيره. وأما الكافرين بالياء جرا ونصبا بأل، وبدونها حيث جاء فقرأه ورش من طريق الأزرق بالتقليل وقرأه بالإمالة الكبرى أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي وكذا رويس عن يعقوب, وافقهم روح بالنمل فقط وهو "مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ" [الآية: 43] وافقهم اليزيدي والباقون بالفتح. وأما الناس بالجر حيث وقع فاختلف فيه عن الدوري عن أبي عمرو فروى عنه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 إمالته كبرى أبو طاهر عن أبي الزعراء عنه, وهو الذي في التيسير وبه كان يأخذ الشاطبي رحمه الله تعالى عنه وجها واحدا كما نقله السخاوي عنه, وروى فتحه عنه سائر أهل الأداء, وأطلق الخلاف فيه لأبي عمرو في الشاطبية, وكذا في مختصرها لابن مالك قال في النشر: والوجهان صحيحان عندنا من رواية الدوري قرأنا بهما وبهما تأخذ, وافقه اليزيدي والباقون بالفتح, ونبه الجعبري رحمه الله على أن أبا عمرو لم يمل كبرى مع غير الراء إلا "الناس" المجرور "وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى" [الآية: 72] الياء والهاء من فاتحتي مريم وطه ولم يمل صغرى مع الراء إلا "يا بشرى" [الآية: 19] في وجه. وأما ضعافا فقرأه بالإمالة حمزة من رواية خلف وافقه الأعمش, واختلف عن خلاد, فقطع له بالفتح العراقيون وجمهور أهل الأداء, وقطع له بالإمالة ابن بليمة, وأطلق الوجهين له في الشاطبية كأصلها, وبهما قرأ الداني على أبي الحسن والباقون بالفتح. "وأما آتيك" موضعي [النمل الآية: 39، 40] فقرأه خلف عن حمزة وكذا في اختياره بالإمالة, واختلف عن خلاد فروى الإمالة عنه المغاربة قاطبة وبعض المصريين, وروى الفتح جمهور العراقيين وغيرهم, وأطلق له الوجهين في الشاطبية كأصلها والباقون بالفتح. وأما المحراب المجرور وهو في موضعين "يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ" [آل عمران الآية: 39] "مِنَ الْمِحْرَابِ" [الآية: 11 بمريم] فقرأه بالإمالة فيهما ابن ذكوان من جميع طرقه, واختلف عنه في المنصوب وهو في موضعين أيضا "زَكَرِيَّا الْمِحْرَاب" [آل عمران الآية: 37] "إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ" [ص الآية: 21] فأمالهما النقاش عن الأخفش عنه, وفتحهما ابن الأخرم عن الأخفش والصوري, ونص على الوجهين لابن ذكوان في الشاطبية كأصلها والإعلان. وأما عمران من قوله: "آل عمران، وامرأت عمران، وابنت عمران"1 و"الإكرام" وهو موضعان بالرحمن "وإكراههن" [النور الآية: 33] فاختلف في الثلاث عن ابن ذكوان فالإمالة فيهن من طريق هبة الله عن الأخفش, وروى سائر أهل الأداء الفتح عنه والوجهان صحيحان عنه كما في النشر, وذكرهما الشاطبي والصفراوي. "وأما للشاربين" [الآية: 66] فقرأه ابن ذكوان بالإمالة من طريق الصوري وبالفتح من طريق الأخفش. "وأما الحواريين" [الآية: 111 بالمائدة, والصف الآية: 14] فقرأه ابن ذكوان بالإمالة فيهما من طريق الصوري على الصحيح خلافا لمن خصها بالصف وفتحهما الأخفش عنه.   1 حيث وقعت. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 "وأما مشارب" [الآية: 73 بيس] فاختلف فيه عن ابن عامر من روايتيه فروى إمالته عن هشام جمهور المغاربة, وكذا رواه الصوري عن ابن ذكوان ورواه الأخفش عنه بالفتح, وكذا رواه الداجواني عن هشام. "وأما آنية" [الغاشية الآية: 5] فاختلف فيها عن هشام فروى الحلواني عنه إمالتها ولم تذكر المغاربة عن هشام سواه, وسوى فتحه عند الداجوني ولم يذكر العراقيون عن هشام غيره, والممال فتحة الهمزة مع الألف بعدها عكس إمالة الكسائي لها وقفا فإنه يفتح الهمزة والألف, ويميل فتحة الياء مع الهاء. وأما "عابدون" معا و"عابد" [الآية: 3، 4، 5 بالكافرون] فأمالهما هشام من طريق الحلواني وفتحهما من طريق الداجوني وخرج نحو: لنا عابدون. وأما "تراءى الجمعان" [الشعراء الآية: 61] فأما الراء دون الهمزة حال الوصل حمزة وكذا خلف, وإذا وقفا أمالا الراء والهمزة معا ومعهما الكسائي في الهمزة فقط, على أصله المتقدم في ذوات الياء, إذ أصله تراءى كتفاعل, وكذا الأزرق عن ورش بالتقليل للهمزة وقفا بخلف عنه على أصله وافق حمزة الأعمش في الحالتين, والباقون بفتحهما في الحالين, وتقدم حكم إمالة عين فعالى في "يتامى، وكسالى، ونصارى" وما ذكر معه لأبي عثمان الضرير عن الدوري عن الكسائي. فصل: في إمالة أحرف الهجاء في فواتح السور وهي خمسة في سبع عشرة سورة: أولها: الراء من " الر" أول يونس وهود ويوسف وإبراهيم والحجر ومن "المر" أول الرعد فقرأ بإمالتها في الكل أبو عمرو وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي, وكذا خلف وافقهم اليزيدي والأعمش, وبالتقليل ورش من طريق الأزرق. ثانيها: الهاء من فاتحة مريم, وطه فأمالها من فاتحة مريم أبو عمرو وأبو بكر والكسائي وافقهم اليزيدي, واختلف عن قالون وورش, فأما قالون: فاتفق العراقيون على الفتح عنه من جميع الطرق, وكذا بعض المغاربة, وروى عنه التقليل جمهور المغاربة وهو الذي في الشاطبية كأصلها, وأما ورش: فروى عنه الأصبهاني بالفتح, واختلف عن الأزرق فقطع له بالتقليل في الشاطبية كأصلها والتلخيص والكامل والتذكرة, وبالفتح صاحب الهداية والهادي والتجريد, وانفرد الهذلي بالتقليل عن الأصبهاني وهو ظاهر متن الطيبة, فإنه أطلق الخلاف فيها لنافع المرموز له بالألف في قوله: وإذهابا اختلف لأنه لو أراد حصر الخلاف في الأزرق لرمز له بالجيم على قاعدته في الأصول الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 فيدخل الأصبهاني لكنه انفرادة للهذلي كما ترى على ما في النشر والله أعلم1. وأما: الهاء من طه فأمالها أبو عمرو وأبو بكر وحمزة والكسائي, وكذا خلف وافقهم اليزيدي واختلف عن الأزرق فالجمهور على الإمالة المحضة عنه, وهو الذي في الشاطبية كأصلها والتذكرة والعنوان والكامل وغيرها, ولم يمل الأزرق محضة غيرها, والوجه الثاني له التقليل, وهو الذي في تلخيص أبي معشر, وغيره. والثالث: الياء من أول مريم ويس فأمالها من فاتحة مريم ابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وكذا خلف, وهذا هو المشهور عن هشام, وبه قطع له ابن مجاهد والهذلي والداني من جميع طرقه في جامع البيان وغيره, وروى عنه جماعة الفتح وافقهم الأعمش, واختلف عن نافع من روايتيه فأمالها عنه من أمال الهاء من فاتحة مريم وفتحها عنه من فتح على الاختلاف المذكور فيها, واختلف أيضا عن أبي عمرو والمشهور عنه فتحها من الروايتين, ولذا قال في الطيبة: والخلف قل: لثالث2 أي: ذكر الخلف في إمالة الياء من فاتحة مريم قل من ذكره لثالث القراء وهو أبو عمرو, ووردت إمالتها من طريق ابن فرح عن الدوري عنه كما في غاية ابن مهران, وبه قرأ الداني على فارس بن أحمد وكذا وردت عن السوسي, لكن ليست من طريق كتابنا كالنشر وطيبته, وما في التيسير من أنه قرأ بها للسوسي على فارس بن أحمد فليس من طريق أبي عمران التي هي طريق التيسير كما في النشر, قال فيه وتبعه على ذلك الشاطبي وزاد وجه الفتح, فأطلق الخلاف عن السوسي وهو معذور في ذلك. وأما الياء: من يس فأمالها أبو بكر وحمزة والكسائي وكذا خلف وروح وافقهم الأعمش, وهذا هو المشهور عن حمزة وعليه الجمهور, وروى عنه التقليل جماعة كما في العنوان وغيره, واختلف عن نافع فالجمهور عنه على الفتح وقطع بالتقليل ابن بليمة والهذلي وغيرهما, فيدخل فيه الأصبهاني. الرابع: الطاء من: طه، وطسم الشعراء، والقصص وطس النمل فأمالها من طه أبو بكر وحمزة والكسائي وكذا خلف وافقهم الأعمش, والباقون بالفتح لكن في كامل الهذلي تقليلها عن قالون والأزرق, وتبعه الطبري في تلخيصه, ولم يعول عليه في الطيبة, وأمالها من طسم وطس أبو بكر وحمزة والكسائي وكذا خلف أيضا وافقهم الأعمش. الخامس: الحاء من حم في السبع3 فأمالها ابن ذكوان وأبو بكر وحمزة والكسائي, وكذا خلف وافقهم الأعمش وقرأ بالتقليل الأزرق عن ورش واختلف عن أبي عمرو   1 انظر النشر: "2/ 66, 67". [أ] . 2 ورقمه في متن الطيبة: "321"، "322". [أ] . 3 وهي السور: "غافر، فصلت، الشورى، الزخرف، والدخان، الجاثية، الأحقاف". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 فأمالها عنه بين بين صاحب التيسير والشاطبية وسائر المغاربة, وفتحها عنه صاحب المبهج والمستنير وسائر العراقيين وافقه اليزيدي, بخلفه أيضا والباقون بالفتح. فصل: كل ما أميل كبرى أو صغرى وصلا فالوقف عليه كذلك بلا خلاف, إلا ما أميل من أجل كسرة متطرفة بعد الألف "كالدار، والحمار، وهار، والأبرار، والناس" فاختلف فيه فذهب قوم إلى إخلاص الفتح فيه اعتدادا بالعارض, لزوال الكسرة بالسكون, وذهب الجمهور إلى الوقف بالإمالة كالوصل, وهو الذي في الشاطبية وأصلها والعنوان قال في النشر: وكلا الوجهين صحا عن السوسي نصا وأداء, وذهب بعضهم إلى التقليل في ذلك, وبذلك تكمل ثلاثة أوجه لمن يمحض الإمالة وصلا وهي: الفتح والتقليل والكبرى, وتقدم آخر الإدغام الكبير أن ابن الجزري يرجح الإمالة عند من يأخذ بالفتح في قوله تعالى: "فِي النَّارِ لِخَزَنَة" [غافر الآية: 49] لوجود الكسرة حالة الإدغام, ثم الصواب كما في النشر تقييد ذلك بالسكون فيخرج الروم والتعميم بحالتي الوقف والإدغام, إذ سكون كل منهما عارض نحو: "الأبرار ربنا، الغفار لا جرم، الفجار لفي". تنبيه: إذا وقع بعد الألف الممالة ساكن وسقطت الألف لذلك الساكن امتنعت الإمالة من أجل سقوط تلك الألف, سواء كان ذلك الساكن تنوينا أو غيره, فإذا زال ذلك الساكن بالوقف عادت الإمالة بنوعيها لمن هي له على ما تأصل وتقرر, والتنوين يلحق الاسم المقصور مرفوعا نحو: هدى للمتقين, وأجل مسمى, ومجرورا نحو: في قرى, وعن مولى, ومنصوبا نحو: قرى ظاهرة, كانوا غزى, وغير التنوين نحو: موسى الكتاب, والقتلى الحر, وجنا الجنتين, و"ذكرى الدار، وطغا الماء، وأحيا الناس" فالوقف بالمحضة أو التقليل لمن مذهبه ذلك هو المعمول به, والمعول عليه وهو الثابت نصا وأداء, وذهب الشاطبي رحمه الله تعالى إلى حكاية الخلاف في المنون مطلقا حيث قال: وقد فخموا التنوين وقفا ورققوا, وتبعه السخاوي فقال: وقد فتح قوم ذلك كله قال في النشر: ولا أعلم أحدا من أئمة القراء ذهب إلى هذا القول ولا قال به ولا أشار إليه في كلامه, وإنما هو مذهب نحوي لا أدائي دعا إليه القياس لا الرواية, ثم أطال في سوق كلام النحاة وغيرهم, ثم قال: فدل مجموع ما ذكرنا أن الخلاف في الوقف على المنون لا اعتبار به, ولا عمل عليه, وإنما هو خلاف نحوي لا تعلق للقراءة به ولذا قال في الشاطبية: وما بذي التنوين خلف يعتلى ... بل قبل ساكن بما أصل قف وخرج بقيد المقصور نحو: "همسا، وأمتا، وذكرا، عذرا" فالفتح لا غير. واختلف عن السوسي في ذوات الراء الواقعة قبل الساكن غير المنون نحو: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 "القرى التي، ذكرى الدار، نرى الله، سيرى الله، النصارى المسيح" فروى عنه الإمالة ابن جرير وصلا وبه قرأ الداني على أبي الفتح عن أصحاب ابن جرير, وبه قطع في التيسير وروى ابن جمهور وغيره عن السوسي الفتح, وهو الذي في أكثر الكتب وبه قرأ الداني على أبي الحسن والوجهان في الشاطبية والطيبة, ويأتي الكلام على ترقيق اللام من "نَرَى اللَّه" حال الإمالة في باب اللامات إن شاء الله تعالى, وقد اختلف في "تترا" [المؤمنين الآية: 44] على قراءة أبي عمرو ومن معه بالتنوين فأمالها له من جعل ألفها للإلحاق بجعفر كهي في أرطى, وفتحها من جعلها بدلا من التنوين والمقروء به هو الثاني, وإن جعلت للإلحاق لرسمها بالألف على مقتضى كلام النشر, ويأتي إيضاحه إن شاء الله تعالى في محله وعن الحسن إمالة "ضنكا" [طه الآية: 124] من غير تنوين وصلا ووقفا, وعن المطوعي عن الأعمش إمالة "بِضَارِّينَ بِه" [البقرة الآية: 102] والله الموفق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 باب إمالة هاء التأنيث وما قبلها في الوقف: وهي الهاء التي تكون في الوصل تاء آخر الاسم نحو: "رحمة، ونعمة"1 فتبدل في الوقف هاء, وإمالتها لغة ثابتة, واختلفوا هل هي ممالة مع ما قبلها, وإليه ذهب جماعة من المحققين وعليه الداني والشاطبي وغيرهما, أو الممال ما قبلها فقط وهو مذهب الجمهور, والأول أقيس والثاني أبين في اللفظ وأظهر في الصورة, قال بعضهم: وينبغي أن لا يكون بين القولين خلاف, فباعتبار حد الإمالة, وإنه تقريب الفتحة من الكسرة والألف من الياء فهذه الهاء لا يمكن أن يدعى تقريبها من الياء, ولا فتحة فيها فتقرب من الكسرة, وهذا لا يخالف فيه الداني ومن معه, وباعتبار أن الهاء إذا أميلت لا بد أن يصحبها حال من الضعف يخالف حالها إن لم يكن قبلها ممال, فسمي ذلك المقدار إمالة ولا يخالف فيه الآخرون فالنزاع لفظي, وقد خرج بقيد التأنيث هاء السكت نحو: "كتابيه، وماليه، ويتسنه" والهاء الأصلية نحو: "لَمَّا تَوَجَّه" [القصص الآية: 22] فلا إمالة في ذلك واستثنوا مما قبل هاء التأنيث الألف فلا تمال إجماعا نحو: "الصلاة، والحياة، والزكاة"2. وقد اختص الكسائي بإمالة هاء التأنيث سواء رسمت تاء نحو: "نِعْمَةَ اللَّه" أو هاء نحو: "رأفة" وتأتي على ثلاثة أقسام. الأول: متفق على إمالته عنه بلا تفصيل وهو ما إذا كان قبل الهاء حرف من خمسة عشر حرفا يجمعها لفظ فجئت زينب لذود شمس فالفاء نحو: "خليفة، ورأفة" والجيم نحو: "وليجة، وبهجة" والثاء نحو "ثلاثة، مبثوثة" والتاء نحو: "ميتة، بغتة"   1 حيث وقعت. [أ] . 2 حيث وقعت. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 والزاي نحو: "أعزة، بارزة" والياء نحو: "شبة، خشية" والنون نحو "سنة، جنة" والباء نحو: "حبة، شيبة" واللام نحو: "ليلة، ثلة" والذال "في لذة، والموقوذة" فقط، والواو نحو: "قوة، والمروة" والدال نحو: "بلدة، عدة" والشين نحو: "عيشة، معيشة" والميم نحو: "رحمة، نعمة" والسين نحو: "خمسة، والخامسة" فاتفقوا على إمالة ذلك كله مطلقا لخلوه عن المانع1. والقسم الثاني: يوقف عليه بالفتح وذلك بعد عشرة أحرف وهي: حاع وحروف الاستعلاء السبعة: قظ خص ضغط فالحاء نحو: "النطيحة، أشحة" والألف نحو: "الصلاة، الحياة" ويلحق به "هيهات، واللات، وذات، ولات" كما يأتي في مرسوم الخط إن شاء الله تعالى, وأما "التورية، وتقاة, ومرضاة" فليس من هذا الباب بل من الباب الذي يمال ألفه في الحالين كما تقدم, والعين نحو: "سبعة، طاعة" والقاف نحو: "طاقة، ناقة" والظاء "في غلظة، وموعظة، وحفظة" والخاء نحو: "الصاخة، نفخة" والصاد نحو: "خالصة، مخمصة" والضاد نحو: "بعوضة، روضة" والغين نحو: "صبغة، مضغة" والطاء نحو: "حطة، بسطة" فاتفقوا على فتحها عند الألف كما تقدم, واتفق جمهورهم على الفتح عند التسعة الباقية أيضا. القسم الثالث: فيه تفصيل فيمال في حال ويفتح في أخرى, وذلك عند أربعة أحرف يجمعها أكهر, فإن كان قبل كل منها ياء ساكنة أو كسرة متصلة أو منفصلة بساكن أميلت, وإلا فتحت, وهذا مذهب الجمهور أيضا عنه, وذهب آخرون إلى إمالتها مطلقا فالهمزة بعد الياء "كهيئة، وخطيئة" وبعد الكسرة نحو: "مائة، وفئة" وبعد غير ذلك نحو: "امرأة، وبراءة" والكاف بعد الياء "الأيكة" وبعد الكسرة نحو: "الملائكة، والمؤتفكة" وبعد غير ذلك نحو: "مكة، والشوكة" والهاء بعد الكسرة المتصلة "إله، وفاكهة" وبعد المنفصلة "وجهة" وبعد غير ذلك "سفاهة" ولم تقع بعد ياء ساكنة, والراء بعد الياء نحو: "كبيرة، وصغيرة" وبعد الكسرة المتصلة نحو: "الآخرة، وكافرة" وبعد المنفصلة نحو: "عبرة، وسدرة" وبعد غير ذلك نحو: "حسرة، والحجارة" ومذهب الجمهور المتقدم هو اختيار الداني والشاطبي وغيرهما وعليه عمل القراء واستثنى جماعة منهم "فطرت" [الروم الآية: 30] ففتحوها من أجل كون الفاصل حرف استعلاء وإطباق كابن سوار وابن شريح وغيرهما, ولم يستثنه الجمهور وذهب جماعة من العراقيين إلى إجراء الهمزة والهاء مجرى الأحرف العشرة المتقدمة, فلم يميلوا عندهما بعد كسر أو لا لكونها من حروف الحلق, وذهب آخرون إلى إطلاق الإمالة عنه في جميع الحروف ما عدا الألف كما قدمنا, وهو مذهب الخاقاني وفارس بن أحمد وبه قرأ الداني عليه والمختار ما قدمناه, وعليه العمل وبه الأخذ كما في النشر2.   1 انظر النشر: "89, 90". [أ] . 2 انظر الصفحة: "2/ 90". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 وذهب جماعة: من أهل الأداء إلى الإمالة عن حمزة من روايتيه, ورووا ذلك عنه كما رووه عن الكسائي كالهذلي فإنه لم يحك عنه خلافا في ذلك وآخرون ذكروا الخلاف له, كأبي العز وابن سوار وغيرهما من طريق النهرواني وخصه ابن سوار برواية خلف, وأبي حمدون عن سليم عن حمزة. وما: ذكر من ذلك عن ابن عامر وخلف في اختياره, وورش إمالة محضة, وعن أبي عمرو وغيره بين بين فانفرادات لا يقرأ بها, والذي عليه العمل كما في النشر هو الفتح لجميع القراء إلا في قراءة الكسائي, وما ذكر عن حمزة والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 باب مذاهبهم في ترقيق الراآت وتفخيمها ... باب مذاهبهم في ترقيق الراءات وتفخيمها: الترقيق من الرقة ضد السمن, فهو عبارة عن إنحاف ذات الحرف, ونحوله والتفخيم من الفخامة وهي: العظمة والكبر فهو عبارة عن ربو الحرف, وتسمينه فهو, والتغليظ واحد إلا أن المستعمل في الراء في ضد الترفيق لفظ التفخيم, وفي اللام التغليظ وهو أعني التفخيم الأصل في الراء على ما ذهب إليه الجمهور لتمكنها في ظهر اللسان, وقال آخرون: ليس لها أصل في تفخيم ولا ترقيق, وإنما يعرض لها ذلك بحسب حركتها أو مجاورها, قال في النشر: والقولان محتملان والثاني أظهر لورش من طرق المصريين. ثم إن الراء تكون متحركة وساكنة, فالمتحركة مفتوحة ومضمومة ومكسورة, وكل من الثلاثة مبتدأة ومتوسطة ومتطرفة, فأما المفتوحة في أحوالها الثلاثة فيكون قبلها متحرك وساكن, ويكون الساكن ياء وغيرها فالمتحرك نحو: "ورزقكم، وقال ربكم، برسولهم، لحكم ربك" ونحو: "رسل ربنا" ونحو: "فراشا، وكراما" ونحو: "فرقنا" ونحو: "غرابا، وفرادى" ونحو: "سفرا، وبشرا، ومختصرا" ونحو: "البقر، والقمر" ونحو: "شاكرا، ومنتصرا" ونحو: "بصائر، وليغفر" ونحو: "نشرا، ونذرا" ونحو: "كبر، وليفجر" والساكن نحو: "في ريب" ونحو: "بل ران، على رجعه" ونحو: "حيران، والخيرات" ونحو: "أغرينا، وأجرموا" ونحو: "الإكرام، ومدرارا" ونحو: "خيرا" ونحو: "قديرا، وخبيرا" ونحو: "الخير، والطير" ونحو: "الفقير، والكثير" ونحو: "أجرا، وبدارا" ونحو: "فار، واختار" ونحو: "ذكرا، وسترا" ونحو: "عذرا، وغفورا" ونحو: "فمن اضطر" ونحو: "الذكر، والسحر، وذكرك" فهذه أقسام المفتوحة بجميع أنواعها1. وأجمع القراء: على تفخيم الراء في ذلك كله, إلا إذا كانت متطرفة أو متوسطة وقبلها ياء ساكنة أو كسرة متصلة لازمة, فقرأ الأزرق عن ورش بترقيقها إلا أن يكون بعد المتوسطة حرف استعلاء, ووقع ذلك في كلمتين "صراط" حيث جاء "وفراق" في الكهف   1 هذه الكلمات حيث وقعت في القرآن الكريم رققت فيها الراء. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 والقيامة أو تتكرر الراء ووقع في ثلاث كلمات "ضرارا وفرارا، والفرار" فتفخمها في ذلك كسائر القراء, وخرج بقيد الكسرة نحو: "يرون" وبالمتصلة نحو: "أبوك، امرأ" وباللازمة باء الجر ولامه نحو: "برشيد، لربه" وكذا يرققها إذا حال بين الكسرة وبينها ساكن نحو: "إكراه، وإجرامي، والذكر، والسحر" لأنه حاجز غير حصين لكن بشرط أن لا يكون الساكن حرف استعلاء, ولم يقع إلا في الصاد في "إصرا" [البقرة الآية: 286] و"أصرهم" [الأعراف الآية: 157] و"مصرا" منونا [البقرة الآية: 61] وغير منون [يونس الآية: 87] و [يوسف الآية: 21] و [الزخرف الآية: 51] وفي الطاء في "قطرا" [الكهف الآية: 96] و"فطرت الله" [الروم الآية: 30] وفي القاف, وقرأ بالذاريات فيفخمها كسائر القراء للتنافر وعدم التناسب, وأما الخاء ففي "إخراج" حيث جاء فرقق راءه وأجرى الخاء مجرى الحروف المستفلة لضعفها بالهمس, وإن وقع بعد الراء حرف استعلاء فإنه يفخمها أيضا وذلك في "إعراضا" [النساء الآية: 128] و"إعراضهم" [الأنعام الآية: 35] واختلف في "الإشراق" كما يأتي قريبا إن شاء الله تعالى, وكذا يفخمها إذا تكررت ووقع من ذلك بعد الساكن "مدرارا، وأسرارا" وكذا يفخمها إذا كانت في اسم أعجمي, وذلك في ثلاثة "إبراهيم، وعمران، وإسرائيل" حيث وقعت. واختلف: الرواة عن الأزرق في ألفاظ مخصوصة وأصل مطرد فالألفاظ المخصوصة "إرم" بالفجر و"سراعا، وذراعا، وذراعيه، وافتراء على الله، وافتراء عليه، ومراء، وساحران، وتنتصران، وطهرا, وعشيرتكم" بالتوبة "وحيران، ووزرك، وذكرك" بألم نشرح و"وزر أخرى، وإجرامي، وحذركم، ولعبرة، وكبره، والإشراق" بـ"ص" و"حَصِرَتْ صُدُورُهُم". "فأما إرم" [الفجر الآية: 7] فرققها صاحب العنوان وشيخه ومكي وفخمها الآخرون, وهو الذي في الشاطبية كأصلها والوجهان صحيحان. وأما "سراعا، وذراعا، وذراعيه"1 ففخمها طاهر بن غلبون وابن شريح وصاحب العنوان وشيخه والطبري ورققها الآخرون, وذكر الوجهين ابن بليمة والداني في جامعة. وأما: "افتراء على الله، وافتراء عليه، ومراء"2 ففخمها ابن غلبون في التذكرة وابن بليمة وأبو معشر ورققها الآخرون والوجهان في الجامع. وأما: "ساحران، وتنتصران، وطهرا بيتي" ففخمها من أجل ألف التثنية أبومعشر وابن بليمة وأبوالحسن بن غلبون ورققها الآخرون وهم في جامع البيان.   1 و2 حيث وقعت. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 وأما: "وعشيرتكم" [التوبة الآية: 24] ففخمها المهدوي وابن سفيان وصاحب التجريد ورققها الآخرون. وأما: "حيران" [الأنعام الآية: 71] ففخمها ابن خاقان, وبه قرأ الداني عليه وصاحب التجريد, ورققها صاحب العنوان والتذكرة, وأبو معشر وقطع به في التيسير وتعقبه في النشر بأنه خرج بذلك عن طريقيه فيه, وهما في الشاطبية كجامع البيان. وأما: "وزرك، وذكرك" [ألم نشرح الآية: 2, 4] ففخمهما المهدوي ومكي وفارس وابن سفيان وغيرهم, ورققهما الآخرون وحكى الوجهين في جامع البيان. وأما: "وِزْرَ أُخْرَى" [الإسراء الآية: 15] ففخمه مكي والمهدوي والصقلي وابن سفيان وأبو الفتح ورققه الآخرون. وأما: "حذركم" [النساء الآية: 71، 102] ففخمه ابن سفيان والمهدوي ومكي وابن شريح ورققه الآخرون. وأما "لعبرة، وكبره" [آل عمران الآية: 13] و [النور الآية: 11] ففخمها مكي والمهدوي والصقلي وابن سفيان ورققهما الآخرون. وأما "الإشراق" [ص الآية: 18] فرققه من أجل كسر حرف الاستعلاء صاحب العنوان وشيخه الطرسوسي وهو أحد الوجهين في التذكرة وجامع البيان وفخمه الآخرون. وأما: "حَصِرَتْ صُدُورُهُم" [النساء الآية: 90] ففخمه وصلا من أجل حرف الاستعلاء بعد الصقلي وابن سفيان والمهدوي, ورققه الجمهور في الحالين وهو الأصح كما في النشر قال: ولا اعتبار بوجود حرف الاستعلاء بعد لانفصاله وللإجماع على ترقيق "الذكر صفحا، والمدثر قم" ولا خلاف في ترقيقها وقفا. وبقي من أقسام المفتوحة مما اختص الأزرق بترقيقه الراء الأولى من "بشر" [المرسلات الآية: 32] فذهب الجمهور إلى ترقيقه في الحالين من أجل الكسرة المتأخرة فهو خارج فيها عن أصله المتقدم, وقطع بذلك في الشاطبية كأصلها وحكيا عليه اتفاق الرواة فهو ترقيق لترقيق كالإمالة للإمالة وذهب الآخرون إلى تفخيمه كابن سفيان والمهدوي وصاحب العنوان وشيخه وابن بليمة ولا خلاف عند هؤلاء في تفخيمه وقفا أيضا, وكذا الراء التي بعدها إذ وقف بالسكون, فإن وقف بالروم رققت عندهم مع تفخيم الأولى قال في النشر: وقياس ترقيقه ترقيق الضرر قال: ولا أعلم أحدا من أهل الأداء روى ترقيقه, وأما الأصل المطرد المنون من الأقسام المتقدمة وهو على أقسام: الأول: أن تكون الراء بعد كسرة مجاورة وهو في ثمانية عشر حرفا "شاكرا، صابرا، ناصرا، سامرا، ظاهرا، حاضرا، طائرا، عاقرا، مدبرا، مبصرا، فاجرا، كافرا، ذاكرا، مهاجرا، مبشرا، منتصرا، مغيرا، خضرا، مقتدرا". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 الثاني: أن يحول بين الراء والكسرة ساكن صحيح مظهرا أو مدغم في ثمانية أحرف "ذكرا، سترا، حجرا، وزرا، إسرا، صهرا، سرا، مستقرا". الثالث: ـن تكون الراء بعد ياء ساكنة وتكون حرف مد, إما على وزن فعيل وهو اثنا عشر حرفا "قديرا, خبيرا, كثيرا, كبيرا, بشيرا, نذيرا, بصيرا, وزيرا, عسيرا, صغيرا, حريرا, أسيرا" وإما على غير ذلك وهو ثلاثة عشر "تقديرا, تطهيرا, تبذيرا, تفجيرا, تكبيرا, تتبيرا, تدميرا, تفسيرا, قواريرا, قمطريرا, مستطيرا, زمهريرا, منيرا" وحرف لين في ثلاثة "سيرا، طيرا، خيرا"1. فمنهم: من رقق الراء له في جميع ما ذكر مطلقا في الحالين على القياس كصاحب التذكرة والعنوان والتلخيص, وبه قرأ للداني على أبي الحسن. ومنهم: من فخمه مطلقا في الحالين لأجل التنوين كأبي الطيب والهذلي وجماعة, وذهب الجمهور إلى التفصيل بين "ذكرا" وبابه فيفخم ما عدا "سرا، ومستقرا" لذهاب الفاصل لفظا بالإدغام, ومن هؤلاء من استثنى من الكلمات الست "صهرا" فرققه ابن سفيان وابن شريح والمهدوي, ولم يستثنه الشاطبي كالداني وغيره, ففخموه وبين غيره فيرقق. واختلف: هؤلاء الجمهور في غير "ذكرا" وبابه سواء كان ذلك الغير بعد ياء نحو: "تقديرا، وخبيرا، وخيرا" وبعد كسرة نحو: "شاكرا" وبابه فرققه بعضهم في الحالين كالداني والشاطبي وابن بليمة وابن الفحام, وفخمه الآخرون وصلا فقط لأجل التنوين, ورققوه وقفا كالمهدوي وابن سفيان, وأجمع الكل على استثناء "مصرا، وأصرا، وقطرا، ووقرا" لأجل حرف الاستعلاء. والحاصل: أنه إذا جمع بين المسألتين وحكي فيهما الخلاف فيكون فيهما قول بالتفخيم مطلقا, وقول بالترقيق مطلقا, وقول بالفرق بين باب ذكرا فيفخم في الحالين في الألفاظ الست إلا "صهرا" [الفرقان الآية: 54] عند بعض منهم وبين غيره فيرقق في الحالين, وقول كذلك يرقق في غير "ذكرا" وبابه لكن في الوقف دون الوصل, وفي فهم ما ذكر من متن الطيبة خفاء والأقرب كما قال شيخنا رحمه الله تعالى: إن يراد بقوله: وجل تفخيم ما نون عنه إلخ أنه عظم التفخيم في الوصل وقل في الوقف؛ وذلك لأن التفخيم في الوصل ثابت فيما ذكر عند القائلين بالتفخيم مطلقا, وعند من قال به في الوصل فجلالته لثبوته من الطريقين, وليس المراد أنه جل بالنسبة للترقيق في الحالين فلا يشكل بأن الترقيق فيهما هو الأشهر ا. هـ. تنبيه: ذهب أبو شامة2 إلى التسوية في التفخيم بين ذكرا وبابه وبين المضموم الراء   1 حيث وقعت. [أ] . 2 في شرحه لمتن الشاطبية: "1/ 180" [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 نحو: "هذا ذكر" وأخذه الجعبري منه مسلما, وتمحل لإخراج ذلك من كلام الحرز في قوله وتفخيمه: "ذكرا وسترا" وبابه إلخ .... فقال ومثالا الناظم لا على العموم, وفذكر مبارك مثال للمضموم ونصبها لإيقاع المصدر عليها, ولو حكاها لأجاد, ثم قال: ولو قال: مثل كذكرا رقيق للأقل وشا ... كراخبير الأعيان وسرا تعدلا لنص على الثلاثة ا. هـ. وتعقبه في النشر فقال: هذا كلام من لم يطلع على مذاهب القوم في اختلافهم في ترقيق الراءات وتخصيصهم المفتوحة بالترقيق دون المضمومة, وإن من مذهبه ترقيق المضمومة لم يفرق بين "ذكر, وساحر, وقادر, ومستمر, ويقدر, ويغفر" كما يأتي ا. هـ. وبقي من قسم المفتوحة ما أميل منها كبرى, أو صغرى نحو: "ذكرى، وبشرى، وسكارى" وحكمه الترقيق بلا خلاف والله أعلم. وأما: الراء المكسورة فلا خلاف في ترقيقها لجميع القراء سواء كانت كسرتها لازمة أو عارضة نحو: "رزق، رجال، فارض، الطارق، اصري، بالزبر، والفجر" ونحو: "فليحذر الذين يخالفون، فلينظر الإنسان" [النور الآية: 63] و [الطارق الآية: 5] ونحو: "وانحر إن، وانتظر إنهم" [الكوثر الآية: 2, 3] و [السجدة الآية: 30] حال النقل. وأما: المضمومة فأجمعوا على تفخيمها في كل حال إلا أن الأزرق يرققها أيضا, إذا كانت بعد ياء ساكنة, أو كسرة سواء كانت الراء وسطا أو آخرا منونة, أو غير منونة نحو: "سيروا، كبيرهم، غيره، كافرون، ينتصرون" ونحو: "قدير، وخبير، وحرير، وخير" وكذا لو فصل بين الكسرة والراء ساكن نحو: "ذكركم, وعشرون، وذكر، والسحر" هذا مذهب الجمهور من أهل الأداء من المصريين والمغاربة كالداني وشيخه أبي الفتح والخاقاني وابن بليمة ومكي وابن الفحام والشاطبي وغيرهم, وصححه في النشر وأشار إليه في طيبته بقوله: كذاك ذات الضم رقق في الأصح1 وروى جماعة تفخيمها ولم يجروها مجرى المفتوحة, وهو مذهب طاهر بن غلبون وصاحب العنوان وشيخه وصاحب المجتبي وغيرهم, واختلف الآخذون بالترقيق في كلمتين: عشرون, وكبر ما هم ببالغيه, ففخمها فيهما منهم مكي وابن سفيان والمهدوي وغيرهم, ورققها الداني وشيخاه أبو الفتح والخاقاني وابن بليمة والشاطبي وغيرهم. تفريع: إذا جمع بين ما ذكر في المضمومة وبين ما تقدم من الخلاف في "حذركم" في قوله تعالى: "خَذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا" [النساء: الآية 71] حصل ثلاثة أوجه تفخيم "حذركم" وترقيق "فانفروا" لأن من نقل عنهم تفخيم الأول ينقل عن أحد   1 انظر متن طيبة النشر: "342". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 منهم تفخيم الثاني والترقيق فيهما من طريق الداني ومن معه والترقيق في "حذركم" والتفخيم في "فانفروا" من طريق طاهر بن غلبون ومن معه, أما تفخيمهما فلا يعلم للأزرق من الطرق المذكورة, نبه عليه شيخنا رحمه الله تعالى, ثم قال: لكن في النشر بعد الذين ذكرهم للتفخيم في المضمومة قوله: وغيرهم ويحتمل أن يكون فيهم من يقول بالتفخيم في "حذركم" فلا يقطع حينئذ بنفي التفخيم فيهما. وأما: الراء الساكنة وتكون أيضا أولا ووسطا وآخرا ويكون قبلها فتح نحو: "وارزقنا، وارحمنا" ونحو: "برق، والعرش، وصرعى، ومريم، والمرء" ونحو: "يغفر، ولا تذر، لا يسخر، ولا يقهر" وضم نحو: "اركض" ونحو: "القرآن، والفرقان" ونحو: "فانظر، وأن اشكر، فلا تكفر" وكسر نحو: "أم ارتابوا، يا بني اركب" ونحو: "فرعون، شرعة، مرية، أحصرتم، ويتفطرن، وقرن" وقد أجمع القراء على تفخيمها إذا توسطت بعد فتح نحو: "العرش" أو ضم "كالقرآن" واختلف في ثلاث كلمات وهي "قرية، ومريم" حيث وقعا و"المرء وقلبه" بالأنفال مما قبله فتح فذهب بعضهم إلى الترقيق لكل القراء في الثلاث من أجل الياء والكسرة كالأهوازي وغيره, وذهب ابن شريح ومكي وجماعة إلى ترقيق الأولين فقط, من أجل الياء, وغلط الحصري من فخمها فبالغ في ذلك, وذهب بعضهم إلى ترقيق الثلاث للأزرق فقط, كابن بليمة وغيره والصواب كما في النشر التفخيم في الثلاث لكل القراء, ولا فرق بين الأزرق وغيره فيها. وإن وقعت: الراء الساكنة بعد كسرة فإن كانت الكسرة عارضة فلا خلاف في تفخيمها أيضا نحو: "أم ارتابوا، رب ارجعون، لمن ارتضى" وإن كانت لازمة فلا خلاف في ترقيقها نحو: "فرعون، مرية، أحصرتم، اصبروا، لا تصاعر". أما: إذا وقع بعدها حرف استعلاء متصل فلا خلاف في تفخيمها حينئذ والواقع منه في القرآن العظيم "قرطاس" [الأنعام الآية: 7] و"فرقة، وإرصادا" [التوبة الآية: 122، 107] و"مرصادا" [النبأ الآية: 21] و"بالمرصاد" [الفجر الآية: 14] والمراد بالكسرة اللازمة التي تكون على حرف أصلي أو منزل منزلته يخل إسقاطه بالكلمة والعارضة بخلاف ذلك, وهو باء الجر ولامه وهمزة الوصل وقيل العارضة ما كانت على حرف زائد, وتظهر فائدة الخلاف في "مرفقا" [الكهف الآية: 16] في قراءة كسر الميم وفتح الفاء فعلى الأول تكون لازمة فترقق الراء معها, وهو الصواب كما في النشر لإجماعهم على ترقيق "المحراب" للأزرق وتفخيم "مرصاد" لأجل حرف الاستعلاء بعد لا من أجل عروض الكسرة قبل, وعلى الثاني تكون عارضة فتفخم وعليه الصقلي. واختلف في "فرق" [الشعراء الآية: 63] فذهب إلى ترقيقه لضعف حرف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 الاستعلاء بالكسر جمهور المغاربة والمصريين, وذهب إلى تفخيمه سائر أهل الأداء, والوجهان في الشاطبية وجامع البيان والإعلان, قال في النشر: والوجهان صحيحان إلا أن النصوص متوافرة على الترقيق, وحكى غير واحد الإجماع عليه, ثم قال: والقياس إجراء الوجهين في فرقة حال الوقف لمن أمال هاء التأنيث, ولا أعلم فيه نصا ا. هـ. وخرج بقيد الاتصال في حرف الاستعلاء نحو: "فاصبر صبرا، أنذر قومك، تصاعر خدك" فليس فيه إلا الترقيق هذا حكم الراء في الوصل, فإن وقف على الراء المتطرفة بالسكون أو الإشمام فإن كان قبلها كسرة نحو: "بعير" أو ساكن بعد كسرة نحو: "الشعر" أو ياء ساكنة نحو: "خير، ولا ضير" أو ألف ممالة بنوعيها نحو: "في الدار" أو راء مرققة نحو: "بشرر" عند من رقق الأولى للأزرق رققت الراء في ذلك كله إلا إذا كان الساكن بعد الكسرة حرف استعلاء نحو: "مصر، وعين القطر" فاختلف في ذلك فأخذ بالتفخيم جماعة كابن شريح وهو قياس مذهب الأزرق من طريق المصريين, وأخذ آخرون بالترقيق نص عليه الداني في الجامع وكتاب الراءات له وهو الأشبه بمذهب الجماعة, واختار في النشر التفخيم في مصر والترقيق في القطر قال: نظرا للوصل وعملا بالأصل أي: وهو الوصل. وإن كان قبلها غير ذلك فخمت مكسورة في الوصل أولا نحو: "الحجر، ولا وزر، وليفجر، والنذر، والفجر، وليلة القدر" وجوز بعضهم ترقيق المكسورة من ذلك لعروض الوقف وخص آخر ذلك بالأزرق والصحيح التفخيم للكل وإن وقفت عليها بالروم جرت مجراها في الوصل فإن كانت حركتها كسرة رققت للكل وإن كانت ضمة فإن كان قبلها كسرة أو ساكن قبله كسرة أو ياء ساكنة رققت للأزرق وفخمت لغيره وإن كان قبلها غير ذلك فخمت للكل. خاتمة قوله: "أن أسر" إذا وقف عليه بالسكون في قراءة من وصل وكسر النون فإن الراء ترقق, أما على القول بعروض الوقف فظاهر, وأما على القول الآخر فإن الراء قد اكتنفها كسرتان وإن زالت الثانية وقفا فإن الكسرة قبلها توجب الترقيق, فإن قيل هي عارضة فينبغي التفخيم مثل "أم ارتابوا" فالجواب أن يقال: كما أن الكسر عارض فالسكون عارض, ولا أولوية لأحدهما فيلغيان معا, ويرجع إلى كونها في الأصل مكسورة فترقق, وأما على قراءة الباقين وكذا "فأسر" في قراءة من قطع ومن وصل فمن لم يعتد بالعارض رقق أيضا, وأما على القول الآخر أي: وهو الصحيح كما تقدم فيحتمل التفخيم للعروض, ويحتمل الترقيق فرقا بين كسرة الإعراب وكسرة البناء؛ لأن الأصل أسري بياء حذفت الياء لبناء الفعل, فيبقى الترقيق دلالة على الأصل وفرقا بين ما أصله الترقيق وما عرض له, وكذا الحكم في "واليل إذا يسر" في الوقف بالسكون على قراءة حذف الياء, فحينئذ يكون الوقف عليه بالترقيق أولى والوقف على "والفجر" بالتفخيم أولى قاله في النشر وقوله: "والفجر" بالتفخيم أولى تقدم أن الصحيح فيه التفخيم للكل ومقابلة الواهي يعتبر عروض الوقف والله تعالى أعلم1.   1 للمزيد عن هذا الباب انظر كتاب النشر في القراءات العشر للعلامة محمد بن الجزري: "2/ 90، 110". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 باب حكم اللامالت تغليظا وترقيقا ... باب حكم اللامات تغليظا وترقيقا: تغليظ اللام تسمينها لا تسمين حركتها ويرادفه التفخيم, إلا أن المستعمل كما مر التغليظ في اللام والتفخيم في الراء والترقيق ضدهما, وقولهم الأصل في اللام الترقيق أبين من قولهم الأصل في الراء التفخيم, وذلك أن اللام لا تغلظ إلا لسبب وهو مجاورتها حرف استعلاء وليس تغليظها مع وجوده بلازم, بل ترقيقها إذا لم تجاوره لازم كذا في النشر. ثم إن تغليظ اللام متفق عليه, ومختلف فيه فالمتفق عليه: تغليظها من اسم الله تعالى وإن زيد عليه الميم بعد فتحة مخففة, أو ضمة كذلك نحو: "الله ربنا، شهد الله، أخذ الله، سيؤتينا الله، رسل الله، قالوا اللهم" قصدا لتعظيم هذا الاسم الأعظم فإن كان قبلها كسرة مباشرة محضة فلا خلاف في ترقيقها, سواء كانت متصلة أو منفصلة عارضة أو لازمة نحو: "بالله، أفي الله، بسم الله، الحمد لله، ما يفتح الله، قل الله، أحد الله" لكسر التنوين. واختلف فيما وقع بعد الراء الممالة وذلك في رواية السوسي في "نرى الله، وسيرى الله" فيجوز تفخيم اللام لعدم وجود الكسر الخالص قبلها, وترقيقها لعدم وجود الفتح الخالص قبلها, والأول اختيار السخاوي كالشاطبي, ونص على الثاني الداني في جامعه, وقال: إنه القياس قال في النشر قلت: والوجهان صحيحان في النظر ثابتان في الأداء ا. هـ. وأما نحو قوله تعالى: "أفغير الله، يبشر الله" إذا رققت راؤه للأزرق فإنهن يجب تفخيم اللام من اسم الله تعالى بعدها قولا واحدا, لوجود الموجب ولا اعتبار بترقيق الراء قبلها. وأما المختلف فيه فكل لام مفتوحة مخففة, أو مشددة متوسطة, أو متطرفة قبلها صاد مهملة, أو طاء أو ظاء, سواء سكنت هذه الثلاث, أو فتحت خففت, أو شددت فأما الصاد المفتوحة مع اللام المخففة فوقع منها "الصلاة، وصلوات، وصلواتك، وصلاتهم، وصلح، وفصلت، ويوصل، وفصل، ومفصلا، ومفصلات، وما صلبوه" ومع اللام المشددة "صلى، ويصلى، وتصلي، ويصلبوا" ووقع مفصولا بألف في موضعين: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 "يصالحا، وفصالا" وأما الصاد الساكنة ففي القرآن العزيز منها "يصلى، وسيصلى، ويصلاها، وسيصلون، ويصلونها، واصلوها، فيصلب، من أصلابكم، وأصلح، وأصلحوا، وإصلاحا، والإصلاح، وفصل الخطاب" وأما الطاء المفتوحة مع اللازم المخففة ففي "الطلاق، وانطلق، وانطلقوا، واطلع، فاطلع، وبطل، ومعطلة، وله طلبا" وأما التي مع المشددة "فالمطلقات، وطلقتم، وطلقكن، وطلقهن" وأما الطاء الساكنة ففي "مطلع الفجر" فقط, وأما المفصول بينها وبين اللام بألف ففي "طال" وأما مع اللام الخفيفة ففي "ظلم، ظلموا، وما ظلمونا" ومع المشددة "ظلام، وظللنا، وظلت، وظل وجهه" وأما الظاء الساكنة ففي "من أظلم وإذا أظلم ولا يظلمون فيظللن". وقد خرج بقيد المفتوحة في اللام المضمومة والمكسورة والساكنة نحو: "لأصلبنكم، صلصال" وبقيد القبلية نحو: "لسلطهم، ولظى" وبقيد سكون الثلاثة أو فتحها نحو: "الظلة، وفصلت" وبالثلاثة الضاد المعجمة نحو: "أضللتم، أضللنا" فلا تفخم معها لبعد مخرجها من اللام. وقرأ ورش من طريق الأزرق بتغليظ اللام التالية لهذه الثلاثة من ذلك كله, لكون هذه الحروف مطبقة مستعلية ليعمل اللسان عملا واحدا, وخصه بعضهم بالصاد فقط, فروى ترقيقها مع الطاء المهملة صاحب العنوان1 والتذكرة2 والمجتبى3، وبه قرأ الداني على أبي الحسن بن غلبون وروى ترقيقها مع الظاء المعجمه الصقلي, وهو أحد وجهي الكافي والأصح التفخيم بعدهما كما في الطيبة كالتقريب, واختلف فيما إذا حال بينهما ألف وهو في ثلاثة مواضع موضعان مع الصاد "فصالا، يصالحا" وموضع مع الطاء وهو "طال" بطه "أفطال" وبالأنبياء "حَتَّى طَالَ عَلَيْهِم" وبالحديد {فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَد} فروى كثير منهم ترقيقها للفاصل, وهو الذي في التيسير والعنوان والتبصرة وغيرها, وروى آخرون تغليظها وهو الأقوى قياسا كما في النشر, وقال الداني في جامعه: إنه الأوجه والوجهان في الشاطبية والكافي والجامع قال في النشر: والوجهان صحيحان والأرجح التغليظ. واختلف فيما إذا وقع بعد اللام ألف حمالة نحو: "صلى، ويصلى، ويصلاها" فأخذ بالتغليظ صاحب التبصرة والتجريد وغيرهما وبالترقيق لأجل الإمالة صاحب المجتبى وغيره والوجهان في الشاطبية وغيرهما وخص بعضهم الترقيق برءوس الآي للتناسب وهو في ثلاث و"لا صلى" [القيامة الآية: 31] "اسم ربه فصلى" [الآية: 15 بسبح] و"وإذا صلى" [الآية: 10 بالعلق] والتغليظ بغيرها وهو ستة مواضع:   1 كتاب العنوان للعلامة إسماعيل بن خلف الأنصاري. النشر: "1/ 64". [أ] . 2 كتاب التذكرة للعلامة طاهر بن غلبون. النشر: "1/ 73". [أ] . 3 كتاب المجتبى للعلامة عبد الجبار الطرسوسي. النشر: "1/ 71". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 "مصلى" [الآية: 125] حالة الوقف بالبقرة و"يصلاها" [الإسراء الآية: 18] و [الليل الآية: 15] و"يصلى" [الانشقاق الآية: 12] و"تصلى" [الغاشية الآية: 4] و"سيصلى" [المسد الآية: 3] وهو الذي في التبصرة والاختيار في التجريد, والأرجح في الشاطبية والأقيس في أصلها ورجحه أيضا في الطيبة. ولا ريب أن التغليظ والإمالة ضدان لا يجتمعان, فالتغليط إنما يكون مع الفتح, أما إذا أميلت الألف في ذلك فلا تكون الإمالة إلا مع الترقيق, قال في النشر: وهذا ما لا خلاف فيه سواء كان رأس آية أم لا ا. هـ. وبذلك مع ما تقدم في باب الإمالة في رءوس الآي من تقليلها فقط للأزرق يعلم أنه يقرأ له بوجه واحد في رءوس الآي الثلاث المتقدمة وهو التقليل مع الترقيق فقط، والله تعالى أعلم. واختلف أيضا في اللام المتطرفة إذا وقف عليها، وهي "أن يوصل" [البقرة الآية: 27] و [الرعد الآية: 21, 25] و"لما فصل" [الأنعام الآية: 119] و"بطل" [الأعراف الآية: 118] و"ظل" [الآية: 58 بالنحل والزخرف الآية: 17] و"وَفَصْلَ الْخِطَابِ" [ص الآية: 20] فرواه بالترقيق وقفا في الهادي والكافي والهداية والتجريد, وبالتغليظ في التذكرة والعنوان وغيرهما, وهما في الشاطبية كأصلها صححهما في النشر ورجح التغليظ. واختلف أيضا في لام "صلصال" [الحجر الآية: 26، 28، 33] و [الرحمن الآية: 14] وإن كانت ساكنة لوقوعها بين صادين فقطع بالتغليظ صاحب الهادي, والهدية وتلخيص العبارات وقطع بالترقيق صاحب التيسير والعنوان والتذكرة والمجتبى وغيرهم ورجحه في الطيبة قال في النشر: وهو الأصح رواية وقياسا حملا على سائر اللامات السواكن. تنبيه اللام المشددة نحو: "يصلبون، وظل" لا يقال إنه فصل بينها وبين حرف الاستعلاء فاصل فينبغي جريان الوجهين فيها؛ لأن الفاصل هنا لام مدغمة في مثلها فصارا حرفا فلم يخرج حرف الاستعلاء عن كونه ملاصقا لها, فقد شذ بعضهم فاعتبر ذلك فصلا نبه عليه في النشر، والله تعالى أعلم1.   1 للمزيد انظر في القراءات العشر: "1/ 111". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 باب الوقف على أواخر الكلم من حيث الروم والإشمام: والوقف عبارة عن قطع النطق على الكلمة الوضعية زمنا يتنفس فيه عامة, فيه استئناف القراءة ولا يأتي في وسط كلمة, ولا فيما اتصل رسما، ولا بد من التنفس معه كما حرره صاحب النشر, والأصل فيه السكون؛ لأن الواقف في الغالب يطلب الاستراحة, فأعين بالأخف, وفي النشر كما عزاه لشرح الشافية الابتداء بالمتحرك ضروري والوقف على الساكن استحساني ا. هـ. قال شيخنا رحمه الله تعالى: وهذا قد يدل على أن مرادهم بالخطأ فيما وقف على متحرك بالحركة الخطأ الصناعي حتى لو وقف بالحركة لم يحرم, وبه أفتى الشهاب الرملي من متأخري الشافعية ثم قال شيخنا: ويمكن أن يراد بالاستحساني ما يقابل الضروري على معنى أن الابتداء بالساكن معتذر, واجتلاب الهمزة ضروري فيه بخلاف الوقف على المتحرك فإنه لا يعتذر, فكان اختيار السكون فيه ولو على سبيل الوجوب استحسانيا, إذا الواجب يقال له حسن ا. هـ. ويجوز الروم والإشمام بشرطه الآتي وورد النص بهما عن أبي عمرو والكوفيين والمختار الأخذ بهما للجميع. أما الروم فهو الإتيان ببعض الحركة وقفا, فلذا ضعف صوتها لقصر زمنها ويسمعها القريب المصغي وهو معنى قول التيسير هو تضعيفك الصوت بالحركة حتى يذهب معظم صوتها فتسمع لها صوتا خفيا وهو عند القراء غير الاختلاس وغير الإخفاء, والاختلاس والإخفاء عندهم واحد, ولذا عبروا بكل منهما عن الآخر والروم يشارك الاختلاس في تبعيض الحركة ويخالفه في أنه لا يكون في فتح ولا نصب, ويكون في الوقف فقط, والثابت فيه من الحركة أقل من الذاهب, والاختلاس يكون في كل الحركات كما في "أزنا، وأمن لا يهدي، ويأمركم" ولا يختص بالوقف والثابت من الحركة فيه أكثر من الذاهب, وقدره الأهوازي بثلثي الحركة ولا يضبطه إلا المشافهة. ثم إن الروم يكون في المرفوع والمضموم والمجرور والمكسور نحو: "الله الصمد، ويخلق" ونحو: "من قبل ومن بعد، ويا صالح" ونحو: "دفء، والمرء" وإن وقف بالهمز أو النقل ونحو: "مالك يوم الدين، وفي الدار" ونحو: "هؤلاء فارهبون" ونحو: "بين المرء، ومن شيء وظن السوء" وقف بالهمز أو النقل كما في وقف حمزة. وأما الإشمام فهو حذف حركة المتحرك في الوقف فضم الشفتين بلا صوت إشارة إلى الحركة, والفاء في فضم للتعقيب, فلو تراخى فإسكان مجرد لا إشمام, وهو معنى قول الشاطبي والإشمام إطباق الشفاه بعيد ما يسكن وهو أتم من تعبير غيره ببعد لعدم إفادته التعقيب والأعمى يدرك الروم بسماعه1 لا الإشمام لعدم المشاهدة إلا بمباشرة, ويكون أولا ووسطا وآخرا خلافا لمكي في تخصيصه بالآخر كما في الجعبري والإشمام يكون في المرفوع والمضموم فقط نحو: "الله الصمد، من قبل ومن بعد" ونحو: "دفء، والمرء" في وقف حمزة ولا يكون في كسرة ولا فتحة2. ولا يجوز الإشمام ولا الروم في الهاء المبدلة من تاء التأنيث نحو: المحضة الموقوف   1 للمزيد انظر النشر: "2/ 120". [أ] . 2 حيث وقعت. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 عليها بالهاء نحو: "الجنة، والملائكة، والقبلة، ولعبرة، ومرة، وهمزة، ولمزة" وخرج بقيد التأنيث نحو: "نفقه" وبالمحضة لفظ؛ لأن مجموع الصيغة للتأنيث لا مجرد الهاء, وبالموقوف عليها بالهاء ما يوقف عليه بالتاء اتباعا للرسم فيما كتب بالتاء نحو: "بقيت, وفطرت, ومرضات الله" فيجوز الروم والإشمام؛ لأن الوقف حينئذ على الحرف الذي كانت الحركة لازمة له بخلاف الأولى فإنها بدل من حرف الإعراب, ويمتنعان أيضا في ميم الجمع على قراءة الصلة وعدمها نحو: "عليهم، وفيهم، ومنهم"1 لأنها حركة عارضة لأجل الصلة, فإذا ذهبت عادت إلى أصلها من السكون وكذا يمتنعان في المتحرك بحركة عارضة نقلا كان نحو: "وانحر إن، ومن إستبرق" أو غيره نحو: "قم الليل، وأنذر الناس، ولقد استهزئ، لم يكن الذين، اشتروا الضلالة" لعروضها، ومنه "يومئذ، وحينئذ" لأن كسرة الذال إنما عرضت عند إلحاق التنوين, فإذا زال التنوين وقفا رجعت الذال إلى أصلها من السكون بخلاف "غواش وكل" لأن التنوين دخل فيهما على متحرك, فالحركة فيهما أصلية فكان الوقف عليهما بالروم حسنا. واختلف في هاء الضمير فذهب كثير منهم إلى جواز الإشارة بهما مطلقا, وهو الذي في التيسير والتجريد والتلخيص وغيرها وذهب آخرون إلى المنع مطلقا, وهو كلام الشاطبي وفاقا للداني في غير التيسير, والمختار كما قاله ابن الجزري منعهما فيها إذا كان قبلها ضم أو واو ساكنة أو كسر أو ياء ساكنة نحو:. "يعلمه، وأمره، وليرضوه، وبه، وفيه، وإليه" وجوازهما إذا لم يكن قبلها ذلك بأن انفتح ما قبل الهاء أو وقع ألف ساكن صحيح نحو: "لن تخلفه، واجتباه، وهداه، ومنه، وعنه، وأرجئه" في قراءة الهمز "ويتقه" عند من سكن القاف قال في النشر: وهو أعدل المذاهب عندي2. تفريع: إذا وقع قبل الحرف الموقوف عليه حرف مد أو حرف لين ففي المرفوع نحو: "نستعين" [الفاتحة الآية: 5] فهو خير والمضموم نحو: "حيث" سبعة أوجه: ثلاثة منها مع السكون الخالص وهي: المد والتوسط والقصر, وثلاثة كذلك مع الإشمام والسابع الروم مع القصر وفي المجرور نحو: "للرحمن، ومن خوف" والمكسورة كـ"متاب" أربعة: ثلاثة مع السكون الخالص والرابع الروم مع القصر, وفي المنصوب نحو: "لكم طالوت" والمفتوح "كالعالمين ولا ضير" ثلاثة المد والقصر والتوسط فقط, مع السكون وفي نحو: "مصر" الإسكان فقط ونحو: "من الأمر" الإسكان والروم ونحو: "نعبد" الإسكان والروم والإشمام. تتمة من أحكام الوقف المتفق عليه في القرآن إبدال التنوين بعد فتح غير هاء التأنيث   1 يعني لا يدركه من غيره لما ذكر, وليس المراد أن لا يحسنه، فلا يمكنه الإتيان به كما توهمه بعض الطلبة، بل قد يحسنه أكثر من البصير. 2 انظر النشر في القراءات العشر لابن الجزري: "2/ 125". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 ألفا وحذفه بعد ضم وكسر ومنه إبدال نون التوكيد الخفيفة بعد فتح ألفا نحو: "ليكونا، ولنسفعا" وكذا نون "إذا لأذقناك" ومنه زيادة ألف في "أنا" ومن المختلف فيه إبدال تاء التأنيث هاء في الاسم الواحد, ومنه زيادة هاء السكت في "مم، وعم" وأخواتهما, وكذا عليهن وإليهن ونحوه وكذا نحو: "العالمين" كما يأتي إن شاء الله تعالى. خاتمة في النشر يتعين التحفظ من الحركة في الوقف على المشدد المفتوح نحو: "صواف، ويحق الحق، وعليهن" وإن أدى ذلك إلى الجمع بين الساكنين فإنه في الوقف مغتفر مطلقا, وكثير ممن لا يعرف يقف بالفتح لأجل الساكن وهو خطأ, وإذا وقف على المشدد المتطرف, وكان قبله أحد حروف المد أو اللين نحو: "دواب، وتبشرون، والذين، وهاتين" وقف بالتشديد, وإن اجتمع في ذلك أكثر من ساكنين ومد من أجل ذلك, وربما زيد في مده لذلك خلافا لما في جامع البيان من التفرقة بين الألف وغيرها, والله أعلم1.   1 للمزيد انظر تفصيل ذلك في كتاب النشر من الصفحة: "2/ 120" إلى: "2/ 130". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 باب الوقف على مرسوم الخط : وهو أعني الخط كما تقدم تصوير الكلمة بحروف هجائها بتقدير الابتداء بها, والوقف عليها, ولذا حذفوا صورة التنوين وأثبتوا صورة همزة الوصل, ومرادهم هنا خط المصاحف العثمانية التي أجمع عليها الصحابة رضي الله تعالى عنهم, ثم إن طابق الخط اللفظ فقياسي وإن خالفه بزيادة أو حذف أو بدل وفصل أو وصل فاصطلاحي, ثم الوقف إن قصد لذاته فاختياري, وإلا فإن لم يقصد أصلا بل قطع النفس عنده فاضطراري, وإن قصد لا لذاته بل لأجل حال القارئ فاختياري بالموحدة, وقد أجمعوا على لزوم اتباع الرسم فيما تدعو الحاجة إليه اختيارا, واضطرارا, وورد ذلك نصا عن نافع وأبي عمرو وعاصم وحمزة والكسائي, وكذا أبو جعفر وخلف ورواه كذلك نص الأهوازي وغيره, عن ابن عامر واختاره أهل الأداء لبقية القراء, بل رواه أئمة العراقيين نصا وأداء عن كل القراء. ثم الوقف على المرسوم متفق عليه ومختلف فيه, والمختلف فيه انحصر في خمسة أقسام: أولها: الإبدال وهو إبدال حرف بآخر فوقف: ابن كثير وأبو عمرو والكسائي وكذا يعقوب, وافقهم اليزيدي وابن محيصن والحسن بالهاء على هاء التأنيث المكتوبة بالتاء وهي لغة قريش, وقعت في مواضع: أولها: رحمت في المواضع السبعة بالبقرة والأعراف وهود وأول مريم وفي الروم والزخرف معا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 ثانيها: "نعمت" في أحد عشر موضعا [الآية: 231] ثاني البقرة وفي [المائدة1 الآية: 11] و [آل عمران الآية: 103] وثاني [إبراهيم الآية: 28، 34] وثالثها وثاني [النحل الآية: 53، 71، 72، 83] وثالثها ورابعها2 وفي [لقمان الآية: 31] و [فاطر الآية: 3] و [الطور الآية: 29] . وثالثها: "سنت" في خمسة بـ[الأنفال الآية: 38] و [غافر الآية: 85] و [ثلاثة بفاطر الآية: 43] . ورابعها: "امرأت" سبع بـ[آل عمران الآية: 35] واحد واثنان [بيوسف الآية: 30، 51] وفي [القصص الآية: 9] واحد وثلاثة [بالتحريم الآية: 10، 11] . خامسها "بَقِيَّتُ اللَّه" [الآية: 86 بهود] سادسها "قُرَّتُ عَيْن" [بالقصص الآية: 9] سابعها "فِطْرَتَ اللَّه" [بالروم الآية: 30] ثامنها "شَجَرَةُ الزَّقُّوم" [بالدخان الآية: 43] تاسعها "لعنت" موضعان بـ[آل عمران الآية: 61] و [بالنور الآية: 7] عاشرها "جَنَّةَ نَعِيم" [بالواقعة فقط الآية: 89] حادي عاشرها "ابْنَتَ عِمْرَان" [بالتحريم الآية: 12] ثاني عاشرها "معصيت" موضعي [المجادلة الآية: 8، 9] ثالث عاشرها "كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى" [بالأعراف الآية: 137] ووقف الباقون بالتاء موافقة لصريح الرسم وهي لغة طيء. وكذا الحكم فيما اختلف في إفراده وجمعه وهو "كلمت" بالأنعام ويونس وغافر و"آيَاتٌ لِلسَّائِلِين" بيوسف و"غَيَابَتِ الْجُب" معا فيها "وآيت من ربه" بالعنكبوت و"الغرفت آمنون" بسبأ و"عَلَى بَيِّنَتٍ مِنْه" بفاطر و"ما تخرج من ثمرت" بفصلت و"جِمَالَتٌ صُفْر" بالمرسلات, ويأتي جميع ذلك في أماكنه من الفرش إن شاء الله تعالى3, فيمن قرأه بالإفراد فهو في الوقف على أصله المذكور كما كتب في مصاحفهم, ومن قرأه بالجمع وقف عليه بالتاء كسائر الجموع, وقد فهم من تقييد المكتوبة بالتاء أن المرسومة بالهاء لا خلاف فيها, بل هي تاء في الوصل هاء في الوقف وهل الأصل التاء أو الهاء, قال بالأول سيبويه وبالثاني ثعلب في آخرين. ويلحق بهذه الأحرف "حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ "بالنساء وفي قراءة يعقوب بالنصب منونا على إنه اسم مؤنث, وقد نص الداني وغيره على أن الوقف له عليه بالهاء, وذلك على أصله في الباب ونص ابن سوار وغيره على أن الوقف عليه بالتاء لكلهم, وسكت آخرون عنه وقال في المبهج: والوقف بالتاء إجماع؛ لأنه كذلك في المصحف قال: ويجوز الوقف عليه بالهاء في قراءة يعقوب4.   1 أي: ثانيها. 2 الصواب: ورابع النحل، وخامسها، وسادسها. 3 انظر الصفحة: "18" وما بعدها. [أ] . 4 فتصير على هذا الوجه: "حصرته". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 واختلفوا أيضا في ست كلمات وهي "يا أبت وهيهات، ومرضات، ولات، واللات، وذات، وذات بهجة". أما "يا أبت" وهو بيوسف [الآية: 4، 100] و [مريم الآية: 42] و [القصص الآية: 26] و [الصافات الآية: 102] فوقف عليه بالهاء ابن كثير وابن عامر وكذا أبو جعفر ويعقوب لكونها تاء تأنيث لحقت الأب في باب النداء خاصة, وافقهم ابن محيصن والباقون بالتاء على الرسم. وأما "هيهات" موضعي المؤمنون [الآية: 36] فوقف عليها بالهاء البزي وقنبل بخلف عنه والكسائي, وافقهم ابن محيصن بخلف, والباقون بالتاء إلا أن الخلف عن قنبل في العنوان والتذكرة والتخليص لم يذكر في الأول, وقطع له بالتاء فيهما في الشاطبية كأصلها وبالهاء فيهما كالبزي العراقيون قاطبة. وأما "مرضات" في موضعي البقرة [الآية: 207، 265] و [في النساء الآية: 114] و [التحريم الآية: 1] و"ولات حين" [ص الآية 3] و"ذات بهجة" [الآية: 60 بالنمل] و"اللات" [بالنجم الآية: 19] فوقف الكسائي عليها بالهاء والباقون بالتاء وخرج بذات بهجة ذات بينكم المتفق على التاء فيه وقفا. القسم الثاني في الإثبات وهو في هاء السكت, وتسمى الإلحاق وفي حرف العلة المحذوف للساكن, فأما هاء السكت فوقف البزي, وكذا يعقوب بخلاف عنهما بها في الكلمات الخمس الاستفهامية المجرورة وهي "عم، وفيم، وبم، ولم، ومم" عوضا عن الألف المحذوفة لأجل دخول حرف الجر على ما الاستفهامية, والخلف للبزي في الشاطبية وفاقا للداني في غير التيسير, وبغير الهاء قرأ على فارس وعبد العزيز الفارسي, وهو من المواضع التي خرج فيها في التيسير عن طرقه, فإنه أسند رواية البزي فيه عن الفارسي, ووقف يعقوب باتفاق بالهاء أيضا على "وهو، وهي" حيث وقعا واختلف عنه في إلحاقها للنون المشددة في ضمير جمع المؤنث نحو: "فيهن، وعليهن، وحملهن، وهن، ولهن" وخرج بقولنا: في ضمير إلخ نحو: "ولا يحزن" فإن النون وإن كانت مشددة إلا إنها ليست للنسوة, بل نون النسوة هنا النون المخففة المدغمة فيها النون التي هي لام الفعل, كما نبه عليه شيخنا رحمه الله تعالى قال في النشر: وقد أطلقه -يعني الجمع المؤنث- بعضهم وأحسب أن الصواب تقييده بما كان بعد هاء كما مثلو به ولم أجد أحدا مثل بغير ذلك. وكذا اختلف عن يعقوب أيضا في المشدد المبني نحو: "تعلوا علي، يوحى إلي، بمصرخي، القول لدي، خلقت بيدي" لكن الأكثر عنه ترك الهاء فيه, قال في النشر: وكلا الوجهين ثابت عن يعقوب, والظاهر أن ذلك مقيد بما إذا كان بالياء كما مثلنا به. وكذا قرأ يعقوب بإلحاق الهاء في الوقف على النون المفتوحة في نحو: "العالمين، والمفلحون، والذين" فيما رواه ابن سوار, وغيره ومقتضى تمثيله أعني ابن سوار بقوله تعالى: "ينفقون" شموله للأفعال، والصواب كما في النشر تقييده الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 بالأسماء عند من إجازه, والجمهور على عدم إثبات الهاء في هذا الفصل, وعليه العمل1. واختلف عن رويس في أربع كلمات "يا ويلتى، يا حسرتى، يا أسفى" وثم الظرف المفتوح الثاء فقطع له ابن مهران وغيره بإثبات الهاء, ورواه الآخرون بغير هاء كالباقين, والوجهان صحيحان عن رويس كما في النشر2. واتفقوا على الوقف بهاء السكت في سبع كلمات للرسم, واختلفوا في إثباتها وصلا كما يأتي إن شاء الله تعالى, وهي "يتسنه" بـ[البقرة الآية: 259] فحذفها وصلا حمزة والكسائي وكذا خلف ويعقوب, وافقهم الأعمش واليزيدي وابن محيصن "واقتده" بالأنعام كذلك بخلف عن ابن محيصن وكسر الهاء وصلا ابن عامر وقصرها هشام وأشبعها ابن ذكوان بخلف عنه "وكتابيه" معا بالحاقة "وحسابيه" فيها حذف الهاء منهن وصلا يعقوب وافقه ابن محيصن "وماليه وسلطانيه" بالحاقة أيضا حذف الهاء منهما وصلا حمزة وكذا يعقوب, وافقهما ابن محيصن "وماهيه" بالقارعة حذفها وصلا حمزة وكذا يعقوب, وافقهما ابن محيصن والحسن وزاد ابن محيصن من رواية البزي سكون الياء في الحالين من المفردة. وأما حروف العلة الثلاثة فأما الياء فمنها ما حذف للساكنين ومنها ما هو لغير ذلك, فأما المحذوف رسما للتنوين فنحو: "تراض، موص" وجملتها ثلاثون حرفا في سبعة وأربعين موضعا. فقرأ ابن كثير بالياء في أربعة أحرف منها في عشرة مواضع وهي: "هاد" في خمسة منها اثنان بالرعد واثنان بالزمر [الآية: 23، 36] والخامس بالطول [الآية: 7، 33 الرعد] و"واق" موضعي الرعد وموضع غافر [الآية: 33] "وال" [الرعد الآية: 34, 37 وغافر الآية: 21] و"باق" [النحل الآية: 96] وافقه ابن محيصن وعنه الوقف كذالك في "فان" [الرحمن الآية: 26] و"راق" [القيامة الآية: 27] وأما المحذوفة لغير ذلك فأحد عشر حرفا في سبعة عشر موضعا وقف عليها يعقوب بالياء وهي و"مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَة" [الآية: 269] على قراءته بكسر التاء و"سَوْفَ يُؤْتِ اللَّه" [النساء الآية: 146] و"وَاخْشَوْنِ الْيَوْم" [المائدة الآية: 3] و"يقض الحق" [الأنعام الآية: 57] و"نُنْجِ الْمُؤْمِنِين" [يونس الآية: 103] و"بِالْوَادِ الْمُقَدَّس" [طه الآية: 12] و [النازعات الآية: 16] و"وَادِ النَّمْل" [سورة النمل الآية: 18] و"الْوَادِ الْأَيْمَن" [القصص الآية: 30] و"لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا" [الحج الآية: 54] و"بِهَادِ الْعُمْي" [الروم الآية: 53] و"يُرِدْنِ الرَّحْمَن" [يس الآية: 23] و"صَالِ الْجَحِيم" [الصافات الآية: 163] و"يُنَادِ الْمُنَاد" [ق الآية:   1 فيصير وجه القراءة: "العالمينه، المفلحونة، الذنية". [أ] . 2 انظر النشر: "2/ 157". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 41] و"تُغْنِ النُّذُر" [الآية: 5 بالقمر] و"الْجَوَارِ الْمُنْشَآت" [الرحمن الآية: 24] و"الْجَوَارِ الْكُنَّس" [التكوير الآية: 16] هذا هوالصحيح عنه في الجميع, قال ابن الجزري: وبه قرأت وبه آخذ ولا خلاف في حذف "يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا" [أول الزمر الآية: 10] في الحالين إلا ما انفرد به الحافظ أبو العلا عن رويس من إثباتها وقفا فخالف سائر الناس, ووقف له الكسائي كيعقوب بالياء على واد النمل, فيما رواه الجمهور عنه واختلف عنه في "بهاد العمي" [الروم الآية: 53] فالوقف له بالياء في الشاطبية كأصلها, وعليه أبو الحسن بن غلبون, والحذف عند مكي وابن شريح وغيرهما, وعليه جمهور العراقيين, والوجهان صحيحان نصا وأداء كما في النشر, واختلف فيه أيضا عن حمزة مع قراءته "له تهدي" وبالياء قطع له الداني في جميع كتبه والحافظ أبو العلا, وبحذفها قطع ابن سوار وغيره وافقه الشنبوذي بخلفه, ولا خلاف في الوقف على موضع النمل بالياء في القراءتين موافقة للرسم, ووقف ابن كثير على "يناد، من يناد المناد" بالياء على قول الجمهور وهو الأصح, وبه ورد النص عنه كما في النشر وروى عنه آخرون الحذف والوجهان في الشاطبية والإعلان والجامع وغيرها وافقه ابن محيصن بلا خلاف. وأما ما حذف من الواو الساكن رسما ففي أربعة مواضع وقف عليها يعقوب بالواو على الأصل فيما انفرد به أبوعمرو والداني وهي "وَيَدْعُ الْإِنْسَان" [الإسراء الآية: 11] و"يَمْحُ اللَّه" [الشورى الآية: 24] و"يَدْعُ الدَّاع" [القمر الآية: 6] و"سَنَدْعُ الزَّبَانِيَة" [العلق الآية: 17] والوقف على الأربعة للجميع على الرسم بحذف الواو, إلا ما انفرد به الداني من الوقف على الأصل, ولم يذكر ذلك في الطيبة ولا عرج عليه, لكونه انفرادة على عادته من قراءة الداني على أبي الفتح وأبي الحسن, قال في النشر: وقد قرأت به من طريقه وأما "نَسُوا اللَّه" [الآية: 67] فالوقف عليها بالواو للجميع على الرسم خلافا لبعضهم, وأما "وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِين" [الآية: 4] فليس من هذا الباب إذ هو مفرد, فاتفق فيه اللفظ والرسم والأصل وحكم "هاؤم" [الآية: 19] كذلك كما تقدم في وقف حمزة فيوقف على الميم مع حذف الصلة بلا خلاف كما يوقف على "أَوَلَمْ يَرَ الَّذِين" [الآية: 30] بحذف الألف بعد الراء اتفاقا وعلى "ومن تق السيآت، ومن يهد الله" بحذف الياء لذلك نبه عليه في النشر1. وأما ما حذف من الألفات لساكن ففي كلمة واحدة هي "أيه" وقعت في ثلاثة مواضع: [النور الآية: 31] و [الزخرف الآية: 49] و [الرحمن الآية: 31] فوقف عليها بالألف, أبوعمرو والكسائي وكذا يعقوب, وافقهم الحسن والزيدي ووقف الباقون بغير ألف للرسم, إلا أن ابن عامر ضم الهاء وصلا تبعا لضم الياء وفتحها الباقون. القسم الثالث الحذف وهوفي "كأين" في سبعة مواضع بـ[آل عمران الآية: 146]   1 انظر: "2/ 157". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 وبـ[يوسف الآية: 105] وموضعي الحج [الآية: 60] وبـ[العنكبوت الآية: 60] و [القتال والطلاق الآية: 8] فوقف أبوعمرو وكذا يعقوب على الياء في السبعة, وافقهما اليزيدي والحسن ووقف الباقون على النون. القسم الرابع المقطوع رسما وهو في حرفين " أيا ما " [الإسراء الآية: 110] في أربعة مواضع بـ[النساء الآية: 78] و [الكهف الآية: 49] والفرقان وسأل, فوقف حمزة والكسائي وكذا رويس على أيا دون ما كذا نص عليه الداني في التيسير وجماعة وذكر هؤلاء الوقف على ما دون "أيا" للباقين ولم يتعرض الجمهور لذكر ذلك بوقف ولا ابتداء, فالأرجح والأقرب للصواب كما في النشر جواز الوقف على كل من "أيا وما" لكل القراء اتباعا للرسم لكونهما كلمتين انفصلتا رسما, وإلى ذلك أشار في الطيبة بقوله: وعن كل كما الرسم أجل أي: القول باتباع الرسم الذي عليه الجمهور هنا أجل وأقوى مما قدمه, وأيا هنا شرطية منصوبة بمجزومها وتنوينها عوض المضاف أي: أي الأسماء وما مؤكدة على حد قوله تعالى: "فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا" ولا يمكن رسمه موصولا صورة لأجل الألف فيحتمل أن يكون موصولا في المعنى على حد "أيما الأجلين" وأن يكون مفصولا "كحيث ما" وهو الظاهر للتنوين. وأما "مال" في المواضع الأربعة فوقف أبوعمرو فيها على ما دون اللام كما نص عليه الشاطبي كالداني وجمهور المغاربة وغيرهم, وافقه اليزيدي واختلف عن الكسائي في الوقف على ما أو على اللام, والوجهان ذكرهما له الشاطبي كالداني وابن شريح, ومقتضى كلام هؤلاء أن الباقين يقفون على اللام دون "ما", وبه صرح بعضهم والأصح جواز الوقف على "ما" لجميع القراء؛ لأنها كلمة برأسها منفصلة لفظا وحكما قال في النشر: وهو الذي أختاره وآخذ به, وأما اللام فيحتمل الوقف عليها لانفصالها خطا وهو الأظهر قياسا, ويحتمل أن لا يوقف عليها من أجل كونها لام جر, ولام الجر لا تقطع مما بعدها, ثم إذا وقف على "ما" اضطرارا أو اختيارا أو على اللام كذلك فلا يجوز الابتداء بقوله تعالى: "لهذا" ولا "هذا". القسم الخامس: قطع الموصول في ثلاثة أحرف "ويكأن الله، ويكأنه" [القصص الآية: 82] وقف فيهما الكسائي على الياء وافقه الحسن وابن محيصن من المفردة والمطوعي, وعن أبي عمرو الوقف على الكاف فيهما وافقه اليزيدي وابن محيصن من المبهج, ووقف الباقون على الكلمة برأسها والابتداء عند الكسائي ومن معه بالكاف وعند أبي عمرو ومن معه بالهمزة, وما ذكر عن الكسائي وأبي عمرو في ذلك من الوقف والابتداء حكاه جماعة, وأكثرهم بصيغة التحريض, ولم يذكر ذلك عنهما بصيغة الجزم غير الشاطبي وابن شريح, والأكثرون لم يذكروا في ذلك شيئا فالوقف عندهم على الكلمة بأسرها لاتصالها رسما بالإجماع, وهذا هو الأولى والمختار في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 مذاهب الجميع اقتداء بالجمهور, وأخذا بالقياس الصحيح قاله في النشر1. وأما الحرف الثالث وهو "أَلَّا يَسْجُدُوا" فسيأتي في [سورة النمل الآية: 25] إن شاء الله تعالى وكذا "إل ياسين" بـ[الصافات الآية: 130] . وأما القسم الثاني وهو المتفق عليه فاعلم أن الأصل في كل كلمة كانت على حرفين فصاعدا أن تكتب منفصلة من لاحقتها, ويستثنى من ذلك كل ما دخل عليه حرف من حروف المعاني, وكان على حرف نحو: "بسم الله، وبالله، ولله، ولرسوله، وكمثله، ولأنتم، وأبالله، فلقاتلوكم، ولقد" ولام التعريف كأنها لكثرة دورها نزلت منزلة الجزء من مدخولها فوصلت وياء النداء نحو: "يآدم، ويبنؤم" وهاء التنبيه في هؤلاء وهذا, وكذا كل كلمة اتصل بها ضمير متصل سواء كان على حرف واحد أو أكثر نحو: "ربي، وربكم، ورسله، ورسلنا، ورسلكم، ومناسككم، وميثاقه، فأحياكم، ويميتكم، ويحييكم" وكذا حروف المعجم في فواتح السور نحو: "ألم، الر، المص، كهيعص، طس، حم" إلا "حم عسق" أول سورة الشورى فإنه فصل فيها بين الميم والعين, وكذا إن كان أول الكلمة الثانية همزة وصورت على مراد التخفيف واوا أو ياء ونحو: "هؤلاء، ولئلا، يومئذ، وحينئذ" وكذا ما الاستفهامية إذا دخل عليها أحد حروف الجر نحو: "لم، وبم، وفيم، وعم" وأم مع ما نحو: "أما اشتملت" وأن المكسورة المخففة مع لا نحو: "إلا تفعلوه، إلا تنصروه" "وكالوهم، ووزنوهم" فكله موصول في القرآن, وكذا أل المفتوحة في غير العشرة الآتية, واختلف في الأنبياء و"إنما" في غير الأنعام [الآية: 178] نحو: "أَنَّمَا نُمْلِي لَهُم" واختلف في النحل و"إنما" غير الحج ولقمان نحو: "إلا أنما أنا نذير مبين" واختلف في "أنما غنمتم" وإما غير الرعد نحو: "إما تخافن, وأينما" بالبقرة والنحل واختلف في النساء والشعراء والأحزاب و"فإلم" بهود و"ألن" بالكهف والقيامة و"وعما" في غير الأعراف نحو: "عما يعملون, ومما" في غير النساء والروم نحو: "مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّه" واختلف في المنافقين "وأمن" في غير النساء والتوبة والصافات وفصلت نحو: "أم من يملك السمع" وكلما غير إبراهيم نحو: "كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا" واختلف في "كل ما ردوا" [النساء الآية: 91] وكذا "كلما دخلت" [الأعراف الآية: 38] "كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّة" [المؤمنون الآية: 44] "كُلَّمَا أُلْقِي" [الملك الآية: 8] والمشهور الوصل في الثلاث و"بِئْسَمَا اشْتَرَوْا" [البقرة الآية: 90] و"بئسما خلفتموني" [الأعراف الآية: 150] واختلف في " قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِه"2   1 انظر النشر: "2/ 158". [أ] . 2 وهو الأول بالبقرة وأما "ولبئس ما شروا به" فمن متفق القطع, والحاصل أن الأول من البقرة المذكور وبئسما خلفتموني موصولان اتفاقا, وقل بئس ما يخلف وما عدا ذلك مقطوع اتفاقا ومنه موضع آل عمران "فبئس ما يشترون" ورفع هنا في الأصل ما يتفطن له. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 وفيما في غير الشعراء نحو: {فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [الآية: 234] واختلف في العشرة الآتية و"كيلا" بآل عمران والحج والحديد, وثاني الأحزاب و"يومهم" في غير غافر والذاريات نحو: "يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ" فجميع ما كتب موصولا مما ذكر وغيره, ولا يجوز الوقف فيه إلا على الكلمة الأخيرة منه لأجل الاتصال الرسمي, ولا يجوز فصله بوقف إلا برواية صحيحة, ومن ثم اختيار عدم فصل "ويكأن، ويكأنه" كما تقدم مع وجود الرواية بفصله, نعم روى قتيبة عن الكسائي للتوسع في ذلك والوقف على الأصل, لكن الذي استقر عليه عمل الأئمة ومشايخ الإقراء ما تقدم من وجوب الوقف على الكلمة الأخيرة, وهو الأحرى والأولى بالصواب كما في النشر1. وأما المتفق على قطعه فثمانية عشر حرفا "أن لا" بالأعراف موضعان, والتوبة وهود موضعان والحج ويس والدخان والممتحنة, ون "وإن ما" المكسورة المشددة بالأنعام "وإن ما" المشددة بالحج ولقمان "وأن ما" المكسورة المخففة بالرعد "وأين ما" في غير البقرة والنحل "وأن لم" المفتوح كل ما في القرآن "وإن لم" المكسورة في غير هود "وأن لن" في غير الكهف والقيامة "وعن ما" بالأعراف "ومن ما" بالنساء والتوبة والصافات وفصلت "وعن من" بالنجم والنور "وحيث ما" كل ما في القرآن "وكل ما" بإبراهيم "وبئس ما" أربعة مواضع كلها بالمائدة "وفي ما" في أحد عشر ثاني البقرة وبالمائدة وفي الأنعام موضعان والأنبياء والنور والشعراء والروم والزمر موضعان والواقعة واختلف فيها إلا موضع الشعراء, فمفصول قطعا وإلا كثر على الفصل في العشرة الباقية "وكي لا" في غير الأربعة السابقة, "ويوم هم" بغافر والذاريات "ولات حين" وكل ذلك يأتي إن شاء الله تعالى في مواضعه من الفرش, فجميع ما كتب مفصولا اسما أو غيره يجوز الوقف فيه على الكلمة الأولى والثانية عن كل القراء, والله تعالى أعلم2. وليعلم أنه لا يجوز في الأداء تعمد الوقف على شيء من ذلك اختيارا لفتحه, وإنما يجوز على سبيل الضرورة أو الامتحان, أو التعريف لا غير, والله تعالى أعلم3.   1 انظر النشر: "2/ 158". [أ] . 2 ستأتي في الصفحة: "159" وما عداها كل سورة على حدة. 3 أي: عند انقطاع النفس مثلا يقف ثم يستأنف ويتابع؛ لأن الوقف عليها قبيح لما فيه من إخلال وعدم ترابط بالمعنى في الآيات الكريمة. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 باب مذاهبهم في ياآت الإضافة ... باب مذاهبهم في ياءات الإضافة: وهي ياء زائدة آخر الكلمة فليست بلام الفعل, وتتصل بالاسم وتكون مجرورة المحل نحو: "نفسي، ذكري" وبالفعل منصوبة المحل نحو: "فطرني، ليحزنني" وبالحرف منصوبته ومجرورته نحو: "إني، ولي" فإطلاق هذه التسمية عليها تجوز حيث جاءت منصوبة المحل كما ترى, ويصح أن تحذف وأن يكون مكانها هاء الغائب وكاف المخاطب, فتقول في "نفسي، وفطرني" نفس وفطر ونفسه وفطره ونفسك وفطرك, وقد خرج عن ذلك نحو: "الداعي، وأتهتدي، وإن أدري، وألقي إلي، وقل أوحي إلي". ثم إن: الفتح والإسكان فيها لغتان فاشيتان في القرآن, وكلام العرب والإسكان فيها هو الأصل الأول؛ لأنها مبنية والأصل في البناء السكون والفتح أصل ثان؛ لأنه اسم على حرف غير مرفوع فقوي بالحركة, وكانت فتحة للتخفيف. وقد انحصر الكلام في هذه الياء في قسمين: الأول: متفق عليه وهو ضربان: الأول: مجمع على إسكانه, وهو الأكثر نحو: "إني جاعل، واشكروا لي، وإني فضلتكم، فمن تبعني فإنه مني" وجملته خمسمائة وست وستون, الثاني: ما أجمع على فتحه, وذلك لموجب, وهو إما أن يكون بعدها ساكن لام تعريف أو شبهه, ووقع في إحدى عشرة كلمة في ثمانية عشر موضعا منها "نعمتي التي، وحسبي الله، بي الأعداء" أو يكون قبلها ألف نحو: "هداي" ووقع في ست كلمات أو ياء نحو: "إلي، وعلي" ووقع في تسع. القسم الثاني: ما اختلف في إسكانه وفتحه ووقع في مائتين واثنتي عشرة ياء, وتنقسم باعتبار ما بعدها ستة أنواع؛ لأنه إما همز أو غيره, والهمز إما قطع وهو ثلاثة باعتبار حركته, أو وصل وهو إما مصاحب للام أو مجرد عنه1. النوع الأول: وهو همزة القطع المفتوحة وقعت في مائة وثلاث اختلف منها في تسع وتسعين موضعا تأتي إن شاء الله تعالى مفصلة في محالها, ثم مجملة آخر السور نحو: "إني أعلم، فاذكروني أذكركم" فأصل نافع وابن كثير وأبي عمرو وكذا أبو جعفر فتحهن, وافقهم ابن محيصن واليزيدي وأصل الباقين تسكينهن, إلا أنهم اختلفوا في خمسة وثلاثين موضعا. فقرأ: نافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر بفتح سبع ياءات من ذلك وهي "مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ" [الكهف الآية: 102] و"إِنِّي أَرَانِي" الأولان بـ[يوسف الآية: 36] و"يَأْذَنَ لِي أَبِي" فيها و"اجْعَلْ لِي آيَة [بآل عمران الآية: 41] و [مريم الآية: 10] و"ضَيْفِي أَلَيْس" [بهود الآية: 78] وافقهم اليزيدي. وقرأ هؤلاء بفتح "يَسِّرْ لِي أَمْرِي" [طه الآية: 26] وافقهم الحسن. وقرأ: ابن كثير وورش من طريق الأصبهاني بفتح "ذَرُونِي أَقْتُل" [غافر الآية: 26] وافقهم ابن محيصن. وقرأ نافع والبزي وأبو عمرو وكذا أبو جعفر "إِنِّي أَرَاكُم" [هود الآية: 84]   1 هذا ما ذكره العلامة محمد بن الجزري في نشره: "2/ 161". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 و"لَكِنِّي أَرَاكُم" بـ[هود الآية: 29] و [الأحقاف الآية: 23] بالفتح وافقهم اليزيدي. وقرأ: هؤلاء بفتح "تَحْتِي أَفَلا" [الزخرف الآية: 51] وافقهم ابن محيصن. وقرأ: نافع وابن كثير وكذا أبو جعفر بفتح "لَيَحْزُنُنِي أَن" [يوسف الآية: 13] و"حَشَرْتَنِي أَعْمَى" [طه الآية: 125] "تَأْمُرُونِّي أَعْبُد" [الزمر الآية: 64] "أَتَعِدَانِنِي أَنْ" [الأحقاف الآية: 17] وافقهم ابن محيصن في غير "تأمروني". وقرأ: نافع وكذا أبو جعفر بالفتح في "سَبِيلِي أَدْعُو" [يوسف الآية: 108] و"ليبلوني أأشكر" [النمل الآية: 40] . وقرأ: ابن كثير "ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ" [الطول الآية: 60] بالفتح, وقرأ أيضا بالفتح "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُم" [البقرة الآية: 152] وافقه ابن محيصن. وقرأ: ورش من طريق الأزرق والبزي بفتح "أَوْزِعْنِي أَن" [النمل الآية: 19] و [الأحقاف الآية: 15] وافقهما ابن محيصن. وقرأ: نافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر بفتح "عندي أو لم" [القصص الآية: 78] وافقهم اليزيدي واختلف فيها عن ابن كثير, فروى جمهور المغاربة والمصريين عنه الفتح من روايتيه, وقطع جمهور العراقيين للبزي بالإسكان ولقنبل بالفتح, والإسكان لقنبل من هذه الطرق عزيز لكن رواه عنه جماعة, وأطلق الخلاف عن ابن كثير الشاطبي والصفراوي وغيرهما, وكذا في الطيبة قال في النشر: وكلاهما صحيح عنه غير أن الفتح عن البزي ليس من طرق الشاطبية, والتيسير وكذا الإسكان عن قنبل ا. هـ. وقرأ: نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وكذا أبو جعفر بفتح "لعلي" [يوسف الآية: 46] , و [طه الآية: 10] , و [المؤمنون الآية: 100] وموضعي القصص [الآية: 29] و [غافر الآية: 36] وافقهم ابن محيصن واليزيدي وقرا هؤلاء وحفص بفتح "معي" [التوبة الآية: 83] و [الملك الآية: 28] وافقهم الحسن في الملك. وقرأ: نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وكذا أبو جعفر بفتح "مَا لِي أَدْعُوكُم" [غافر الآية: 41] وافقهم ابن محيصن واليزيدي لكن بخلف عن ابن ذكوان فالصوري عنه كذلك والأخفش بالإسكان. وقرأ: هؤلاء بفتح "أَرَهْطِي أَعَز" [هود الآية: 92] لكن بخلف عن هشام, والوجهان صحيحان عنه لكن الفتح أشهر وأكثر. واتفقوا: على إسكان ياءات الباقية وهي "أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْك" [الأعراف الآية: 143] و"وَلا تَفْتِنِّي أَلا" [التوبة الآية: 49] و"وَتَرْحَمْنِي أَكُن" [هود الآية: 47] "فَاتَّبِعْنِي أَهْدِك" [مريم الآية: 43] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 واجمعوا: أيضا على فتح "عصاي أتوكؤ، وإياي أتهلكنا" ونحو: "بيدي أستكبرت" لضرورة الجمع بين الساكنين نبه عليه في النشر1. النوع الثاني: همزة القطع المكسورة والواقع منها احدى وستون ياء اختلف منها في اثنين وخمسين ياء تأتي كذلك أيضا إن شاء الله تعالى في مواضعها نحو: "مني إلا، أنصاري إلى الله" وأصل فتح هذا النوع نافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر, وافقهم اليزيدي والباقون بالسكون, إلا أنه وقع الخلاف على غير هذا الوجه في خمسة وعشرين ياء منها. فقرأ: ورش من طريق الأزرق وكذا أبو جعفر بفتح "إخوتي إن" [يوسف الآية: 100] . وقرأ: نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وكذا أبو جعفر بفتح "آبائي إبراهيم" [يوسف الآية: 38] و"دعائي إلا" [نوح الآية: 6] وافقهم ابن محيصن واليزيدي. وقرأ: نافع وأبو عمرو وابن عامر وكذا أبو جعفر بفتح {وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ} [هود الآية: 88] و"وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ" [يوسف الآية: 86] وافقهم اليزيدي. وقرأ: هؤلاء وحفص بفتح "وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ" [المائدة الآية: 116] . وقرأ: نافع وابن عامر وكذا أبو جعفر بفتح "وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ" [المجادلة الآية: 21] . وقرأ: نافع وكذا أبو جعفر بفتح "أَنْصَارِي إِلَى" [آل عمران الآية: 52] , و [الصف الآية: 14] و"بِعِبَادِي إِنَّكُمْ" [الشعراء الآية: 52] و"سَتَجِدُنِي إِنْ" [الكهف الآية: 69] و [القصص الآية: 27] و [الصافات الآية: 102] و"بَنَاتِي إِنَّ" [الحجر الآية: 71] و"لَعْنَتِي إِلَى" [ص الآية: 78] . وقرأ: نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص وكذا أبو جعفر بفتح "أَجْرِيَ إِلَّا" [يونس الآية: 72] وموضعي [هود الآية: 29] وخمسة في [الشعراء الآية: 109، 127، 145، 164، 180] وموضع بـ[سبأ الآية: 47] الجملة تسع وافقهم ابن محيصن واليزيدي. وقرأ: نافع وأبو عمرو وحفص وكذا أبو جعفر بفتح "يَدِيَ إِلَيْك" [المائدة الآية: 28] فهذه خمس وعشرون والباقي سبع وعشرون هم فيها على أصولهم, إلا أنه اختلف في "إلى ربي إن" [فصلت الآية: 50] عن قالون فروى الجمهور عنه فتحها على أصله وروى الآخرون إسكانها, وأطلق الخلاف عنه في الشاطبية كأصلها والطيبة والتذكرة وغيرها, وصحح الوجهين عنه في النشر, قال: غير أن الفتح أشهر وأكثر وأقيس.   1 انظر النشر: "2/ 162". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 وأجمعوا: على إسكان التسع الباقية من هذا النوع وهي "يصدقني" [القصص الآية: 34] و"أَنْظِرْنِي إِلَى" [الأعراف الآية: 14] و"فأنظرني" [الحجر الآية: 36] ومثلها [ص الآية: 79] و"يَدْعُونَنِي إِلَيْه" [يوسف الآية: 33] و"تدعوني إليه، وتدعونني إلى" [غافر الآية: 41، 43] و"ذُرِّيَّتِي إِنِّي" [الأحقاف الآية: 15] و"أَخَّرْتَنِي إِلَى" [المنافقين الآية: 10] . واتفقوا أيضا على فتح "أحسن مثواي إنه، ورؤياي" [يوسف الآية: 23، 43] ونحو: "فَعَلَيَّ إِجْرَامِي" [هود الآية: 35] كما تقدم. النوع الثالث: همزة القطع المضمومة والواقع منها اثنا عشر اختلف منها في عشر تأتي مفصلة, وأصل فتحها فيهن وصلا نافع, وكذا أبو جعفر وافقهما ابن محيصن من المقردة في "إني أريد, وإني أعذبه" كلاهما بـ[المائدة الآية: 29, 115] والباقون بالسكون, واختلف عن أبي جعفر في "أَنِّي أُوفِي الْكَيْل" [يوسف الآية: 59] وكلا الوجهين صحيح عنه من روايتيه جميعا كما في النشر. واتفقوا: على إسكان الياءين الباقيتين وهما: "بِعَهْدِي أُوفِ" [البقرة الآية: 40] و"آتُونِي أُفْرِغ" [الكهف الآية: 96] . النوع الرابع: همزة الوصل المصاحبة للام والواقع منها اثنان وثلاثون, اختلف منها في أربعة عشرة تأتي كذلك نحو: "لا ينال عهدي الظالمين، ربي الذي" فسكنها كلها حمزة على أصله وافقه ابن محيصن في كلها والمطوعي في "مسني الضر، وعبادي الصالحون" بالأنبياء و"عِبَادِيَ الشَّكُور" بسبأ والحسن والمطوعي في"ربي الذي" بالبقرة و"حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِش" بالأعراف و"آتَانِيَ الْكِتَاب" بمريم والأعمش في "أَرَادَنِيَ اللَّه" بالزمر والأعمش والحسن في "مَسَّنِيَ الشَّيْطَان" بـ"ص" و"أَهْلَكَنِيَ اللَّه" بالملك. وسكن: ابن عامر موافقة له أعني حمزة "عَنْ آيَاتِيَ الَّذِين" [الأعراف الآية: 146] وافقهما المطوعي والحسن. وسكن: حفص كذلك "عَهْدِي الظَّالِمِين" [البقرة الآية: 124] وافقهما الحسن, والمطوعي. وسكن: ابن عامر وحمزة والكسائي وكذا روح كذلك "قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِين" [إبراهيم الآية: 31] وافقهم الحسن والأعمش. وسكن: أبو عمرو وحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف كذلك "يَا عِبَادِيَ الَّذِين" [العنكبوت الآية: 56] , و [الزمر الآية: 53] وافقهم اليزيدي والحسن والأعمش. وعن: ابن محيصن والحسن إسكان "نِعْمَتِيَ الَّتِي" في المواضع الثلاث بـ[البقرة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 الآية: 40، 47، 122] و"جَاءَنِيَ الْبَيِّنَات" [الطول غافر الآية: 66] . وعن: ابن محيصن والمطوعي إسكان يائي "بَلَغَنِيَ الْكِبَر" [آل عمران الآية: 40] و"أَرُونِيَ الَّذِين" [سبأ الآية: 27] . وعن: ابن محيصن وحده تسكين "حَسْبِيَ اللَّه" [بالتوبة الآية: 129] بلا خلاف, وعنه بخلف تسكين يائي "شُرَكَائِيَ الَّذِينَ" [بالنحل الآية: 27] و"حَسْبِيَ اللَّه" [بالزمر الآية: 38] والباقون بفتحها فيهن, فهذه ثلاث وعشرون ياء اختلف فيها. واتفقوا: على فتح التسع الباقية من هذا النوع وهي "بي الأعداء، مسني الضر، مسني الكبر، وليي الله، شركائي الذين" في الثلاثة غير النحل "نبأني العليم، أن يقول ربي الله". وعن: ابن محيصن تسكين كل ياء اتصلت بأل في جميع القرآن. النوع الخامس همزة الوصل: العارية عن اللام ووقعت في سبعة مواضع إلا عند ابن عامر ومن معه فستة لقطعة همزة "أَخِي، اشْدُد" كما يأتي إن شاء الله تعالى وهي "إني اصطفيتك, أخي أشدد, لنفسي اذهب, ذكري اذهبا, يا ليتني اتخذت, قومي اتخذوا, من بعدي اسمه أحمد"1. فقرأهن: أبو عمرو بالفتح في السبعة وافقه اليزيدي, وقرأ ابن كثير كذلك في "إني اصطفيتك، وأخي أشدد" وافقهما ابن محيصن بخلف عنه2. وقرأ: نافع وابن كثير وكذا أبو جعفر "لنفسي اذهب، وذكري اذهبا" بالفتح أيضا وافقهم ابن محيصن. وقرأ: نافع والبزي وكذا أبو جعفر وروح "إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا" بالفتح. وقرأ: نافع وابن كثير وأبو بكر وكذا أبو جعفر ويعقوب "بَعْدِي اسْمُه" بالفتح, وافقهم الحسن ولم يأت في هذا النوع ياء اجمع على فتحها أو إسكانها. النوع السادس في الياء التي بعدها متحرك غير الهمزة: ووقعت في خمسمائة وستة وتسعين موضعا المختلف فيه منها خمسة وثلاثون موضعا تأتي إن شاء الله تعالى في محالها نحو: "بيتي للطائفين، بي لعلهم, وجهي الله". فقرأ: نافع وهشام وحفص وكذا أبو جعفر بفتح "بَيْتِيَ لِلطَّائِفِين" بالبقرة والحج, وقرأ هشام وحفص كذلك بنوح3. وقرأ: ورش كذلك "بِي لَعَلَّهُم" [بالبقرة الآية: 186] "لِي فَاعْتَزِلُون" [بالدخان   1 انظر فرش الحروف من "159"، وما بعدها. [أ] . 2 أي: مرة يفتح الياء "إني، أخي" ومرة يسكن "إني، أخي". [أ] 3 ستأتي في فرش الحروف ص"159" كل موضع في سورته فليعلم. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 الآية: 21] بالفتح "وبه" قرأ نافع وكذا أبو جعفر "وَمَمَاتِي لِلَّهِ" [بالأنعام الآية: 162] وبه قرأ نافع وابن عامر وحفص وكذا أبو جعفر "وَجْهِيَ لِلَّهِ" [بآل عمران الآية: 120] و"وَجْهِيَ لِلَّذِي" [بالأنعام الآية: 79] . وقرأ: ابن عامر كذلك "صراطي" [بالأنعام الآية: 153] و"أَرْضِي وَاسِعَة" [بالعنكبوت الآية: 56] وافقه الحسن في "صراطي" وبه أيضا. وقرأ: حفص "معي" [بالأعراف الآية: 105] و [التوبة الآية: 83] وثلاثة في [الكهف الآية: 67، 72، 75] وفي [الأنبياء الآية: 24] وموضعي الشعراء [الآية: 62، 118] وفي [القصص الآية: 34] فهي تسعة و"لي" [بإبراهيم الآية: 22] و [طه الآية: 18] وموضعي [ص الآية: 23، 69] وفي [الكافرون الآية: 6] فهي خمسة وجملة ذلك أربعة عشر موضعا, ووافقه ورش من طريقيه في و"من معي" [بالشعراء الآية: 118] ومن طريق الأزرق في "وَلِيَ فِيهَا مَآرِب" [طه الآية: 18] ووافقه هشام بخلف عنه في "وَلِيَ نَعْجَة" [ص الآية: 23] فقطع له بالإسكان في العنوان والكافي والتبصرة وتلخيص ابن بليمة والشاطبية كأصلها, وسائر المغاربة والمصريين وقطع له بالفتح صاحب المبهج والمفيد وأبو معشر الطبري وغيرهم, والوجهان صحيحان عن هشام كما في النشر, ووافقه نافع وهشام والبزي بخلف عنه وفي "وَلِيَ دِين" بالكافرين, وافقهم الحسن والفتح للبزي رواه جماعة كصاحب العنوان والمجتبي والكامل من طريق أبي ربيعة وابن الحباب, وهي رواية نصر بن محمد عن البزي, وروى عنه الجمهور الإسكان, وبه قطع العراقيون من طريق أبي ربيعة, وبه قرأ الداني على الفارسي عن قراءته بذلك عن النقاش عن أبي ربيعة عنه, وهذا طريق التيسير وقال فيه: وهو المشهور وبه آخذ, وقطع به أيضا أن بليمة وغيره, وبالوجهين جميعا صاحب الهداية والتبصرة والتذكرة والكافي والشاطبية وغيرهم, والوجهان صحيحان عنه, والإسكان أكثر وأشهر قاله في النشر1. وقرأ: ابن كثير بفتح يا أي "مِنْ وَرَائي وَكَانَت" [بمريم الآية: 5] و"شُرَكَائِي قَالُوا" [بفصلت الآية: 47] وافقه ابن محيصن. وقرأ: ابن كثير وهشام بخلف عنه وعاصم والكسائي وكذا ابن وردان بخلف عنه, بفتح "مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُد" [بالنمل الآية: 20] وافقهم ابن محيصن والفتح لهشام رواية الجمهور عنه وهو رواية الحلواني عنه, وروى الآخرون عنه الإسكان وهو رواية الداجواني عن أصحابه عنه, ونص على الوجهين جميعا من الطريقين جماعة كثيرون كصاحب الجامع والمستنير والكفاية والصقلي وغيرهم, وأما ابن وردان فالجمهور   1 انظر النشر في القراءات النشر: "2/ 179". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 عنه على الإسكان, والآخرون عنه على الفتح, وهما صحيحان عنه غير أن الإسكان أكثر وأشهر كما في النشر. وقرأ: هشام بخلف عنه وحمزة وكذا يعقوب وخلف بإسكان "مالي" [بيس الآية: 22] وافقهم الأعمش والفتح لهشام من طريق الحلواني وعليه الجمهور, بل لا تعرف المغاربة غيره وقطع له بالإسكان جمهور العراقيين من طريق الداجواني. وقرأ قالون وورش من طريق الأصبهاني وكذا أبو جعفر بإسكان "محياي" [بالأنعام الآية: 162] وتمد الألف حينئذ مدا مشبعا لأجل الساكنين, وكذا إذا وقفوا إما من فتحها وصلا فيقف بالأوجه الثلاثة لعروض السكون عندهم, واختلف عن ورش من طريق الأزرق فقطع له فيه بالإسكان صاحب العنوان وشيخه عبد الجبار وطاهر بن غلبون والأهوازي والمهدوي وابن سفيان وغيرهم, وبه قرأ الصقلي على عبد الباقي عن والده, وبه قرأ الداني على الخاقاني وطاهر قال الداني: وعلى ذلك عامة أهل الأداء من المصريين وغيرهم, وهو الذي رواه ورش عن نافع أداء وسماعا والفتح اختيار منه لقوته في العربية, قال: وبه قرأت على أبي الفتح في رواية الأزرق عنه من قراءته على المصريين, وبالفتح أيضا قرأ الصقلي على ابن نفيس عن أصحابه عن الأزرق وعلى عبد الباقي من قراءته على ابن عراك عن هلال كما في النشر, قال فيه: والوجهان صحيحان عن ورش من طريق الأزرق, إلا أن روايته عن نافع الإسكان والفتح اختياره لنفسه ثم تعقب من ضعف الإسكان عنه كأبي شامة, وأطال في الرد عليه وممن قطع له بالخلاف صاحب التيسير والشاطبية والتبصرة والكافي وابن بليمة وغيرهم. وأما "يا عبادي لا خوف" [بالزخرف الآية: 68] فاختلفوا في إثبات يائها وحذفها وفتحها وإسكانها لاختلاف المصاحف فيها, فقرأها نافع وأبو عمرو وابن عامر, وكذا أبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب بإثبات الياء ساكنة وصلا, ووقفوا عليها كذلك موافقة لمصحف المدينة والشام, وافقهم الحسن وقرأ بإثباتها مفتوحة وصلا أبو بكر وكذا رويس من طريق أبي الطيب, ووقفا بالياء الساكنة, وقرأ الباقون وهم: ابن كثير وحفص وحمزة والكسائي وكذا خلف وروح بحذفها في الحالين موافقة لمصاحفهم, وافقهم ابن محيصن واليزيدي, فخالف أبا عمرو, فهذه ثلاثون ياء, وعن الحسن فتح الخمسة الباقية وهي "لا أملك إلا نفسي وأخي, وسوأة أخي" الثلاثة [بالمائدة الآية: 25، 31] و"اشْرَحْ لِي صَدْرِي" [طه الآية: 25] و"قَوْمِي لَيْلًا" [بنوح الآية: 5] واتفقوا على إسكان ما بقي من هذا النوع وهو خمسمائة وستة وستون ياء نحو: "إني جاعل, واشكروا لي, وأني فضلتكم, فمن تبعني, ومن عصاني, الذي خلقني, ويطعمني, ويميتني, لي عملي, يعبدونني, لا يشركون بي"1.   1 ستأتي في فرش الحروف ما بعد الصفحة: "159". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 باب مذاهبهم في ياآت الزوائد مدخل ... باب مذاهبهم في ياءات الزوائد: وهي هنا ياء متطرفة زائدة في التلاوة على رسم المصاحف العثمانية, وتكون في الأسماء نحو: "الداع والجوار" وفي الأفعال نحو: "يأت، ويسر" وهي في هذا وشبهه لام الكلمة, وتكون أيضا ياء إضافة في موضع الجر والنصب نحو: "دعائي، وأخرتني" وأصلية وزائدة وكل منهما فاصلة وغير فاصلة, فأما غير الفاصلة فخمس وثلاثون الأصلية منها ثلاثة عشر نحو: "الداع" بالبقرة "ويأت" بهود, وغير الأصلية منها اثنان وعشرون وهي ياء المتكلم الزائدة نحو: "إذا دعان، واتقون يا أولي، ومن اتبعن، وقل" وأما الفاصلة فست وثمانون الأصلية منها خمس وهي "المتعال" بالرعد و"التلاق، والتناد" بالطول و"يسر، وبالواد" بالفجر, وغير الأصلية هي ياء المتكلم الزائدة في إحدى وثمانين نحو: "فارهبون فاتقون ولا تكفرون فلا تنظرون ثم لا تنظرون فأرسلون ولا تقربون أن تفندون" فالجملة مائة وإحدى وعشرون ياء تأتي إن شاء الله تعالى مفصلة في محالها, ثم في آخر السور وإذا أضيف إليها "تسئلن" بالكهف تصير مائة واثنين وعشرين, واختلفوا في إثباتها وحذفها, ولهم في ذلك أصول فنافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي, وكذا أبو جعفر يثبتون ما أثبتوه منها في الوصل دون الوقف, مراعاة للأصل والرسم, وافقهم الأعمش واليزيدي والحسن وابن كثير وهشام بخلف ويعقوب يثبتون في الحالين على الأصل, وهي لغة الحجازيين ويوافق الرسم تقديرا إذ ما حذف لعارض كالموجود, كألف الرحمن وافقهم ابن محيصن وابن ذكوان وعاصم وكذا خلف يحذفون في الحالين تخفيفا وهي لغة هذيل, قال الكسائي: العرب تقول: الوال والوالي والقاض والقاضي. تنبيه: ليس لهشام من الزوائد إلا "كيدون" [بالأعراف الآية: 195] على خلاف عنه يأتي إن شاء الله تعالى, وليس إثبات الياء هنا في الحالين أو في الوصل بما يعد مخالفا للرسم خلافا يدخل به في حكم الشذوذ, بل يوافق الرسم تقديرا لما تقدم أن ما حذف لعارض في حكم الموجود كألف نحو: "الرحمن" وقد خرج بعض القراء في بعض ذلك عن أصله للأثر فأما غير الفاصلة. فقرأ: نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ويعقوب بإثبات الياء في عشر: "يأت" [بهود الآية: 105] و"أخرتن" [بالإسراء الآية: 62] و"يهدين, ونبغ, وتعلمن, ويؤتين" الأربعة بالكهف [الآية: 24، 64، 66، 40] و"أَلَّا تَتَّبِعَن" [طه الآية: 93] و"الجوار" [بالشورى الآية: 32] و"المناد" [ق الآية: 41] و"إلى الداع" [بالقمر الآية: 8] وافقهم ابن محيصن والزيدي والحسن, وبذلك قرأ الكسائي في "يأت" بهود و"نبغ" بالكهف محافظة على حرف الإعراب, وكل على أصله السابق, فابن كثير وكذا يعقوب بإثباتها في الحالين وافقهما ابن محيصن ونافع وأبو عمرو وكذا أبو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 جعفر بإثباتها وصلا فقط وافقهم اليزيدي والحسن, إلا أن أبا جعفر فتح ياء "ألا تتبعن" بـ"طه" وصلا وأثبتها وقفا ساكنة وخرج بتقييد "نبغ" بالكهف "ما نبغي هذه" [بيوسف الآية: 65] و"يأت" بهود, أخرج نحو: "يأتي بالشمس، وإلى الداع" أخرج "الداعي إلى" بالقمر أيضا. وقرأ: نافع وابن كثير وأبو عمرو وحمزة وكذا أبو جعفرة ويعقوب بإثبات ياء "أتمدونن" بالنمل على أصولهم المتقدمة, إلا أن حمزة خالف أصله فأثبتها في الحالين, وتقدم اتفاقه مع يعقوب على إدغام النون في الإدغام الكبير. وقرأ: قالون, وورش من طريق الأصبهاني وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ويعقوب "إِنْ تَرَنِ أَنَا" [بالكهف الآية: 39] و"اتَّبِعُونِ أَهْدِكُم" [بغافر الآية: 38] بإثبات الياء فيهما على أصلهم المقرر, وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن كذلك والباقون بالحذف في الحالين1. وقرأ: ورش وابن كثير وأبو عمرو وكذا يعقوب "كالجواب" [بسبأ الآية: 13] بإثبات الياء على أصولهم وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن, وقرأ هؤلاء وكذا أبو جعفر "الباد" [بالحج الآية: 25] بالإثبات على أصولهم والباقون بالحذف في الحالين. وقرأ: ورش وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ويعقوب "الداعي إذا دعاني" بإثبات الياء فيهما على أصولهم, وافقهم اليزيدي واختلف عن قالون, فقطع له بالحذف فيهما جمهور المغاربة وبعض العراقيين, وهو الذي في الكافي والهادي والهداية والتيسير والشاطبية وغيرها, لكن قول الشاطبية: وليسا لقالون عن الغر سبلا, ويفهم أن له في الوصل وجهين فيهما, إذ معناه ليس إثبات الياءين منقولا عن الرواة المشهورين عنه, بل عن رواة دونهم كما نبه عليه الجعبري, وقطع بالإثبات فيهما له من طريق أبي نشيط الحافظ أبو العلاء في غايته, وأبو محمد في مبهجه, وقطع له بعضهم بالإثبات في "الداع" والحذف في "دعان" وهو الذي في المستنير والتجريد وغيرهما من طريق أبي نشيط وعكس آخرون فقطع له بالحذف في "الداع" والإثبات في "دعان" وهو الذي في التجريد من طريق الحلواني وبه قطع أيضا صاحب العنوان, والوجهان صحيحان عن قالون كما في النشر قال: إلا أن الحذف أكثر وأشهر, والباقون بالحذف فيهما2. وقرأ: ورش والبزي وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ويعقوب "الداع إلى" وهو الأول بالقمر بإثبات الياء على أصولهم, وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن, والباقون يحذفها في الحالين.   1 أي: في حالتي الوصل والوقف. [أ] . 2 انظر النشر في القراءات العشر: "2/ 179". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 وقرأ: نافع وأبو عمرو أبو جعفر ويعقوب "المهتدي" [بالإسراء الآية: 97] و [الكهف الآية: 17] و"ومن اتبعني وقل" [بآل عمران الآية: 20] بالإثبات في الثلاث وافقهم اليزيدي والحسن, وكل على أصله وخرج "فهو المهتدي" بالأعراف؛ لأنه من الثوابت. وقرأ: ابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ويعقوب "تُؤْتُونِ مَوْثِقًا" [بيوسف الآية: 66] بإثبات الياء وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن, وكل على أصله وحذفها الباقون في الحالين. وقرأ: أبو عمرو وكذا أبو جعفر ويعقوب بإثبات ثمان ياءات وهي: "وَاتَّقُونِ يَا أُولِي" [بالبقرة الآية: 197] و"وَخَافُونِ إِن" [بآل عمران الآية: 175] و"وَاخْشَوْنِ وَلا" [بالمائدة الآية: 44] و"قَدْ هَدَان" [بالأنعام الآية: 80] و"ثُمَّ كِيدُون" [بالأعراف الآية: 195] و"لا تُخْزُون" [بهود الآية: 78] "بِمَا أَشْرَكْتُمُون" [بإبراهيم الآية: 22] و"وَاتَّبِعُونِ هَذَا" [بالزخرف الآية: 61] وافقهم اليزيدي والحسن في الكل وابن محيصن من المفردة في "اتبعون" بالزخرف, وكل على أصله, ووافقهم هشام في "كيدون" بالأعراف بخلف عنه, فقطع له الجمهور بالياء في الحالين وهو الذي في طرق التيسير, فلا ينبغي أن يقرأ له من التيسير بسواه, وذكره الخلاف فيه على سبيل الحكاية كما نبه عليه في النشر, وروى الآخرون عنه الإثبات في الوصل دون الوقف, وهو الذي لم يذكر عنه ابن فارس في الجامع سواه, وبه قطع في المستنير والكفاية عن الداجوني وهو الظاهر من عبارة الداني في المفردات, وعلى هذا ينبغي أن يحمل الخلاف المذكور في التيسير إن أخذ به, وبمقتضى هذا يكون الوجه الثاني في الشاطبية هو هذا, على أن إثبات الخلاف من طريق الشاطبية في غاية البعد, وكأنه تبع فيه ظاهر التيسير فقط, كذا في النشر ثم قال: قلت وكلا الوجهين صحيح نصا وأداء حالة الوقف, وأما حالة الوصل فلا آخذ بغير الإثبات من طرق كتابنا ا. هـ. وأما رواية بعضهم الحذف عنه في الحالين فقال في النشر: لا أعمله نصا من طرق كتابنا لأحد من أئمتنا, ولكنه ظاهر التجريد من قراءاته على عبد الباقي يعني من طريق الحلواني, وعن الحلواني قال: رحلت إلى هشام بعد وفاة ابن ذكوان ثلاث مرات, ثم رجعت إلى حلوان فورد علي كتابه أني أخذت عليك "ثُمَّ كِيدُون" بالأعراف بياء في الوصل وهي بياء في الحالين. وقرأ: رويس بخلف عنه بإثبات الياء في "عبادي" من قوله تعالى: "يَا عِبَادِ فَاتَّقُون" لمناسبة ما بعدها, ولم يختلف في غيره من المنادى المحذوف, وهو رواية جمهور العراقيين, وروى الآخرون عنه الحذف وهو القياس, فإن الحذف في الحالين قاعدة الاسم المنادى وهو في مائة وثلاثين منها: يا رب ورب سبعة وستون موضعا و"يا قوم" ستة وأربعون و"يا بني" ستة و"يا أبت" ثمانية و"يبنؤم، وابن أم، ويا عباد الذين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 آمنوا، ويا عباد فاتقون" والياء في هذا القسم ياء إضافة كلمة برأسها, استغنى عنها بالكسرة, ولم يثبت من ذلك في المصاحف سوى موضعين بلا خلاف "يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا" [بالعنكبوت الآية: 56] و"يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا" [بالزمر الآية: 53] وموضع بخلاف وهو "يا عبادي لا خوف عليكم" [بالزخرف الآية: 68] كما يأتي إن شاء الله تعالى1. وقرأ: قنبل بخلف عنه "نرتع ونلعب، ويتق ويصبر" بإثبات الياء فيهما في الحالين, وهما فعلان مجزومان إجراء للفعل المعتل في الجزم مجرى الصحيح, وهي لغة قليلة أو أشبعت الكسرة فنشأت عنها الياء وهي لغة لبعض العرب والإثبات في "نرتع" له رواية ابن شنبوذ عنه, والحذف رواية ابن مجاهد, والوجهان في الشاطبية كالتيسير إلا أن الإثبات ليس من طريقيهما كما نبه عليه في النشر, وأما "يتقي" فأثبتها عنه في الحالين ابن مجاهد من جميع طرقه, ولم يذكر في الشاطبية كأصلها غيره, وحذفها في الحالين ابن شنبوذ وافقه ابن محيصن على الإثبات في يتقي بخلف عنه, والباقون بالحذف فيهما. وقرأ: ورش أبو عمرو وكذا أبو جعفر ويعقوب "تسئلن" [بهود الآية: 46] بإثبات الياء وافقهم اليزيدي, والحسن وكل على أصله والباقون بالحذف في الحالين, وخرج موضع الكهف الآتي قريبا إن شاء الله تعالى. وقرأ نافع وأبو عمرو وحفص وكذا أبو جعفر ورويس "فما آتان الله" [بالنمل الآية: 36] بإثبات الياء مفتوحة في الوصل وهو قياس ياء الإضافة, وافقهم اليزيدي والباقون بالحذف في الوصل لالتقاء الساكنين, وأما حكمها في الوقف فأثبتها فيه وجها واحدا يعقوب "واختلف" عن قالون وأبي عمرو وحفص وقنبل, فأما قنبل فأثبتها عنه ابن شنبوذ وحذفها ابن مجاهد, وأما الثلاثة فقطع لهم في الوقف بالياء مكي وابن بليمة وطاهر بن غلبون وغيرهم وقطع لهم بالحذف جمهور العراقيين, وهو الذي في الإرشادين والمستنير والجامع والعنوان وغيرها, وأطلق لهم الخلاف في الشاطبية كأصلها والتجريد وغيرها, وافقهم اليزيدي بخلفه أيضا, والباقون يحذفها وقفا وهم: ورش والبزي وقنبل من طريق ابن مجاهد, وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وكذا أبو جعفر وخلف, وافقهم ابن محيصن والحسن والأعمش. وقرأ: أبو جعفر "إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَن" [بيس الآية: 23] بإثبات الياء مفتوحة في الوصل ساكنة في الوقف كوقف يعقوب عليها, والباقون بحذفها فيهما. وقرأ: السوسي وحده بخلف عنه: "فَبَشِّرْ عِبَادِ، الَّذِين" [بالزمر الآية: 17, 18] بإثبات الياء مفتوحة في الوصل, ثم اختلف المثبتون عنه فأثبتها منهم في الوقف أيضا   1 أي: في فرش الحروف من ص: "159" وما بعدها حيث يتكلم عن كل سورة وما فيها مفصلا. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 ساكنة الجمهور كأبي الحسن بن فارس وأبي العز وسبط الخياط وغيرهم, ورجحه الداني في المفردات وحذفها الآخرون فيه كصاحب التجريد والتيسير, وذهب جماعة عن السوسي إلى حذفها في الحالين كصاحب العنوان والتذكرة والكافي وغيرهم, قال في النشر: وهو الذي ينبغي أن يكون في التيسير فتحصل للسوسي فيها ثلاثة أوجه: الإثبات في الحالين والحذف فيهما والإثبات وصلا مفتوحة لا وقفا, والثلاثة في الطيبة, وهذه الكلمات الثلاث أعني "أتان الله، وإن يردن، فبشر عباد" مما وقعت فيه الياء قبل ساكن. فهذا: ما وقع من الياءات المختلف فيها في غير الفواصل. وأما: الفواصل بقسميها أعني الأصلية والإضافية, وهي كما سبق أول الباب ستة وثمانون, فقرأها كلها بإثبات الياء في الحالين يعقوب على أصله, ووافقه غيره في سبع عشرة كلمة وهي: "دعاء, والتلاق, والتناد, وأكرمن, وأهانن, ويسر, وبالواد, والمتعال, ووعيد, ونذير, ونكير, ويكذبون, وينقذون, ولتردين, وفاعتزلون, وترجمون, ونذر". وأما: "دعائي" [بإبراهيم الآية: 40] فقرأ بإثبات الياء فيها وصلا فقط ورش وأبو عمرو وحمزة, وكذا أبو جعفر وافقهم اليزيدي والأعمش وابن محيصن بخلفه, وقرأها بالإثبات في الحالين البزي ويعقوب واختلف عن قنبل فروى عنه ابن مجاهد الحذف في الحالين, وروى عنه ابن شنبوذ الإثبات في الوصل والحذف في الوقف كأبي عمرو ومن معه1, قال في النشر: وبكل من الحذف والإثبات قرأت عن قنبل وصلا ووقفا وبه آخذ, والباقون بالحذف فيهما وهو الثاني لابن محيصن. وأما: "التلاق، والتناد" [بغافر الآية: 15، 32] فقرأ ورش وكذا ابن وردان بإثبات الياء فيهما وصلا فقط, وافقهما الحسن وقرأ ابن كثير بإثباتها في الحالين بلا خلاف كيعقوب, وافقه ابن محيصن, وانفرد أبو الفتح فارس من قراءته على عبد الباقي بن الحسن عن أصحابه عن قالون بالوجهين الحذف والإثبات, وأثبته في التيسير وتبعه الشاطبي على ذلك قال في النشر: وقد خالف عبد الباقي في ذلك سائر الناس ولا أعلمه ورد من طريق من الطرق عن أبي نشيط, ولا عن الحلواني, وأطال في بيان ذلك. وأما: "أكرمن، وأهانن" [بالفجر الآية: 15، 16] فقرأ نافع وكذا أبو جعفر بإثبات الياء فيهما وصلا, واختلف عن أبي عمرو, فالجمهور عنه على التخيير بين الحذف والإثبات, والآخرون بالحذف, وعليه عول الداني والشاطبي قال في النشر: والوجهان صحيحان مشهوران عن أبي عمرو والتخيير أكثر والحذف أشهر, وافقه اليزيدي بخلف أيضا, وقرأ البزي بإثباتهما في الحالين كيعقوب, وافقه ابن محيصن من المبهج.   1 أي: راوياه وهما: "الدوري، والسوسي". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 وأما: "يسر" [بالفجر الآية: 4] فقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ويعقوب بإثبات الياء فيه, وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن, وكل على أصله وهذا موضع ذكره؛ لأنه من الفواصل. وأما: "بالواد" [بالفجر الآية: 9] أيضا فقرأ ورش وابن كثير وكذا يعقوب بإثبات الياء فيه, وافقهم ابن محيصن وكل على أصله لكن اختلف عن قنبل في الوقف والإثبات له فيه هو طريق التيسير, إذ هو من قراءة الداني على فارس بن أحمد وعنه أسند رواية قنبل في التيسير, وفي النشر كلا الوجهين صحيح عن قنبل حالة الوقف نصا وأداء والباقون بالحذف في الحالين. وأما: "المتعال" [بالرعد الآية: 9] فقرأه ابن كثير وكذا يعقوب بإثبات الياء في الحالين من غير خلف وافقهما ابن محيصن والباقون بالحذف فيهما. وأما: "وعيد" [بإبراهيم الآية: 14] وموضعي [ق الآية: 14, 45] و"نكير" [بالحج الآية: 44] و [سبأ الآية: 45] و [فاطر الآية: 26] و [الملك الآية: 18] و"نذر" ستة مواضع [بالقمر الآية: 16، 18، 21، 30، 37، 39] و"أن يكذبون" [بالقصص الآية: 34] و"ولا ينقذون" [بيس الآية: 23] و"لتردين" [بالصافات الآية: 56] و"أن ترجمون" و"اعتزلون" [بالدخان الآية: 20,21] و"نذير" [بالملك الآية: 17] فقرأ ورش بإثبات الياء في التسع كلمات وصلا, ويعقوب على أصله بإثباتها في الحالين, فهذه سبع عشرة كلمة وافق فيها هؤلاء يعقوب على ما تقرر, وما بقي من رءوس الآي اختص بإثبات الياء فيه في الحالين يعقوب كما يأتي مفصلا في محله إن شاء الله تعالى والله تعالى المعين1. خاتمة: اتفقت المصاحف على إثبات الياء رسما في مواضع خمسة عشر وقع نظيرها محذوفا مختلفا فيه فيما سبق هنا, وهي "واخشوني، ولأتم، فإن الله يأتي بالشمس" كلاهما [بالبقرة الآية: 150، 258] "فاتبعوني" [بآل عمران الآية: 31] "فهو المهتدي" [بالأعراف الآية: 178] "فكيدوني" [بهود الآية: 55] "ما نبغي" [بيوسف الآية: 65] "من اتبعني فيها، فلا تسئلني" [بالكهف الآية: 70] "فاتبعوني وأطيعوا" [طه الآية: 90] "أن يهديني" [بالقصص الآية: 22] "يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا" [بالعنكبوت الآية: 56] و"وأن اعبدوني" [بيس الآية: 61] "يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا" [بالزمر الآية: 53] "أَخَّرْتَنِي إِلَى" [بالمنافقين الآية: 10] "دعائي إلا" [بنوح الآية: 6] وكذلك أجمع القراء على إثباتها إلا ما روي عن ابن ذكوان في "تسئلني" بالكهف من الخلف في إثبات يائها, مع أن المشهور عنه الإثبات فيها.   1 انظر فرش الحروف ص: "159" وما بعدها. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 كالباقين كما يأتي في محله إن شاء الله تعالى من سورة الكهف1. ويلتحق بهذه الياءات "بِهَادِي الْعُمْ" [بالنمل الآية: 81] لثبوتها في جميع المصاحف, كما تقدم بخلاف التي في [الروم الآية: 53] إذ هي محذوفة في جميعها كما تقدم أيضا في باب الوقف على المرسوم2. وهذا: آخر ما يسر الله تعالى من ذكر أصول القراء العشرة حسبما تضمنته الكتب المتقدم ذكرها, وما ألحق بها والأربعة الزائدة عليها, ويتلوه ذكر الفروع المسماة عند أهل هذا الشأن بفرش الحروف, مصدر فرش نشر, وهو إما أن تتكرر فيه الكلمة ويقع الخلاف فيها في كل موضع وقعت فيه, أو أكثر المواضع, أو لا تتكرر, فالأول يضبط الخلاف فيه في أول موضع وقعت فيه تلك الكلمة, ويضم إليها ما يشبهها ثم تعاد كلها أو أكثرها في محالها للإيضاح, وعدم مشقة المراجعة وتنبيها للقارئ لئلا يذهل ويغتفر التكرار لمزيد الفائدة, وتفصيل المجمل على أن التفصيل بعد الإجمال ليس تكرار, أو هذا أعني التكرار, إنما هو بالنسبة للقراء العشرة, أما الأربعة فأكتفي لهم غالبا بما ذكر في أول موضع وبما تأصل لهم في الأصول المتقدمة, والثاني وهو الذي لا يتكرر يورد منشورا على حسب الترتيب القرآني كالسابق, مع توجيه كل قراءة تتلوها مفتتحا كل سورة بعدد آيها, مع ذكر الخلاف في ذلك, مختتما بذكر ما فيها من مرسوم خط المصاحف العثمانية, ومن ياءات الإضافة وياءات الزوائد بعد ذكرها مفصلة واحدة واحدة في محالها, لتتم الفائدة ويحصل المقصود إذ الغرض كما تقدم إيصال دقائق هذا الفن مبينة لكل أحد على وجه سهل مع الاختصار, ليسهل تحصيله لكل طالب والله تعالى ولي كل نعمة. فأقول: مستيعنا بالله تعالى، وعليه التكلان مفتتحا بأم القرآن.   1 انظر الصفحة: "363". [أ] . 2 انظر الصفحة: "137". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 سورة الفاتحة مكية 1: وقيل مدنية2 "آيها" سبع متفق الإجمال وخلافها اثنان. بسم الله الرحمن الرحيم: عدها مكي وكوفي ولم يعد "أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ" [الآية: 7] وعكسه مدني وبصري وشامي, وفيها شبه الفاصلة إياك نعبد. وسبب: الاختلاف في الآي أن النبي كان يقف على رءوس الآي للتوقيف فإذا علم محلها وصل للإضافة والتمام فيحسب السامع أنها ليست فاصلة وأيضا البسملة نزلت مع السور في بعض الأحرف السبعة, فمن قرأ بحرف نزلت فيه عدها ومن قرأ بغير ذلك لم يعدها3. القراءات: البسملة هي مصدر بسمل إذا قال: بسم الله كحوقل إذا قال: لا حول ولا قوة إلا بالله, والكلام عليها في مباحث. الأول: لا خلاف أنها بعض آية من النمل, واختلف فيها أول الفاتحة فذهب إمامنا   1 أي: في قول ابن عباس وقتادة. 2 هو قول أبي هريرة ومجاهد وعطاء. وقيل نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة والصحيح الأول, وفائدة معرفة المكي والمدني معرفة الناسخ والمنسوخ؛ لأن المدني ينسخ المكي. 3 واعلم أن مدار العدد على أحد عشر رجلا من أهل الأمصار الخمسة: الكوفة والبصرة والمدينة ومكة والشام، فمن أهل الكوفة أبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي، ومن البصرة عاصم بن العجاج الجحدري وأيوب بن المتوكل، ومن المدينة أبو جعفر يزيد بن القعقاع القاري، وأبو نصاح شيبة بن نصاح مولى أم سلمة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم، وأبو عبد الرحمن نافع بن أبي نعيم المدني، وأبو إبراهيم إسماعيل بن جعفر بن كثير الأنصاري، ومن مكة مجاهد بن جبير، ومن الشام أبو عمران عبد الله بن عامر اليحصبي، وأبو عمرو يحيى بن الحارث الذماري وأبو حيوة شريح بن مزيد الحضرمي الحمصي. والعدد الكوفي: هو ما أضيف إلى أبي عبد الرحمن السلمي, والعدد البصري هو ما أضيف إلى عاصم الجحدري, وقيل ما أسند إلى أيوب. والعدد المدني عددان مدني أول، وهو ما أضيف إلى جماعة المدنيين بدون تعيين أحد منهم، وقيل ما أسند إلى غير إسماعيل، والعدد المكي هو ما أضيف إلى مجاهد والعدد الشامي عددان: دمشقي وهو ما أضيف إلى ابن عامر ويحيى، وحمصي وهو ما أضيف إلى شريح, وإذا اتفق المدنيان مع المكي قيل حجازي أو حرمي وإذا اتفق الكوفي مع البصري قيل عراقي وإذا اتفق الدمشقي مع الحمص قيل شامي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 الشافعي رضي الله تعالى عنه إلى أنها آية مستقلة من أول الفاتحة بلا خلاف عنده ولا عند أصحابه, لحديث أم سلمة رضي الله تعالى عنها المروي في البيهقي وصحيح ابن خزيمة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قرأ بسم الله الرحمن الرحيم في أول الفاتحة في الصلاة وعدها آية1, وأيضا فهي آية مستقلة منها في أحد الحروف السبعة المتفق على تواترها, وعليه ثلاثة من القراء السبع ابن كثير وعاصم والكسائي فيعتقدونها آية منها, بل ومن القرآن أول كل سورة, وأما غير الفاتحة ففيها ثلاثة أقوال: أولها: أنها ليست بآية تامة من كل سورة بل بعض آية, ثانيها: أنها ليست بقرآن في أوائل السور خلا الفاتحة, ثالثها: أنها آية تامة من أول كل سورة سوى براء. وليعلم: أنه لا خلاف بينهم في إثباتها أول الفاتحة سواء وصلت بالناس أو ابتدئ بها؛ لأنها وإن وصلت لفظا فإنها مبتدأ بها حكما. الثاني في حكمها: بين السورتين فقالون وورش من طريقي الأصبهاني وابن كثير وعاصم والكسائي, وكذا أبو جعفر بالفصل بينهما بالبسملة؛ لأنها عندهم آية لحديث2 سعيد بن جبير وافقهم ابن محيصن والمطوعي. واختلف: عن ورش من طريق الأزرق وأبي عمرو وابن عامر وكذا يعقوب في الوصل والسكت, وبالبسملة بينهما جمعا بين الدليلين, فالبسملة لورش في التبصرة وهو أحد الثلاثة في الشاطبية, والوصل بلا بسملة له من العنوان, والمفيد وهو الثاني في الشاطبية, والسكت له في التيسير وبه قرأ الداني على جميع شيوخه, وهو الثالث في الشاطبية3, وهو لأبي عمرو في سائر كتب العراقين, لغير ابن حبش عن السوسي هو أحد الوجهين في الشاطبية والهداية, واختاره الداني ولا يؤخذ من التيسير سواه عند التحقيق, وقطع له بالوصل بلا بسملة صاحب العنوان, والوجيز هو الثاني في الشاطبية كجامع البيان, وقطع له بالبسملة في الهادي والهداية في الوجه الثالث, ورواه ابن حبش عن السوسي وهي لابن عامر في العنوان, وفاقا لسائر العراقيين, والوصل له من الهداية وهو أحد الوجهين في الشاطبية, والسكت له من التبصرة, واختاره الداني وهو الثاني في الشاطبية وقطع به ليعقوب صاحب المستنير كسائر العراقيين, وبالوصل صاحب الغاية وبالبسملة الداني, وافقهم   1 وفي رواية إمامنا الشافعي قال: قالت: قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاتحة الكتاب فعد بسم الله الرحمن الرحيم آية، الحمد لله رب العالمين، آية، الرحمن الرحيم، آية، ملك يوم الدين، آيه، إياك نعبد وإياك نستعين، آية، اهدنا الصراط المستقيم، آية صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، آية، قال القسطلاني: وهذا استدلال جيد لولا أن يقال إن عدها آية من فهم الراوي, قال الذهبي في مختصر السنن: إن كان العد بلسانه في الصلاة فذاك مناف للصلاة, وإن كان بأصابعه فلا يدل على أنها آية من الفاتحة ا. هـ. 2 لفطه كان عليه الصلاة والسلام لا يعلم انقضاء السورة حتى ينزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم. 3 وبه قطع له ابن غلبون وابن بليمة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 اليزيدي فالوصل لبيان ما في آخر السورة من إعراب وبناء وهمزات وصل, ونحو ذلك والسكت؛ لأنهما آيتان وسورتان1. واشترط: في السكت أن يكون من دون تنفس, واختلفت ألفاظهم في التأدية عن زمن السكت فقيل وقفة تؤذن بأسرار البسملة2, وقيل سكتة يسيرة وقيل غير ذلك, قال في النشر: والصواب حمل دون من قولهم دون تنفس على معنى غير, وبه يعلم أن السكت لا يكون إلا مع عدم التنفس3 قل زمنه أم كثر. ثم: ما ذكر من الخلاف بين السورتين هو عام بين كل سورتين سواء كانتا مرتبتين أم لا, فلو وصل آخر الفاتحة بالأنعام مثلا جازت البسملة وعدمها على ما تقدم, أما لو وصلت السورة بأولها كان كررت كما تكرر سورة الإخلاص فقال محرر الفن الشمس بن الجزري:لم أجد فيه نصا والذي يظهر البسملة قطعا, فإن السورة والحالة هذه مبتدأة كما لو صلت الناس بالفاتحة ا. هـ. وإذا فصل: بين السورتين بالبسملة جاز لكل من رويت عنه ثلاثة أوجه وصلها بالماضية مع فصلها عنهما؛ لأن كلا من الطرفين وقف تام وفصلها عن الماضية ووصلها بالآتية, قال الجعبري: وهو أحسنها لإشعاره بالمراد, وهو أنها للتبرك أو من السورة, ويمتنع وصلها بالماضية وفصلها عن الآتية, إذ هي لأوائل السور لا لأواخرها, والمراد بالفصل والقطع الوقف4. وقرأ: حمزة وكذا خلف بوصل آخر السورة بأول التي تليها من غير بسملة؛ لأن القرآن عندهما كالسورة الواحدة وافقهما الشنبوذي والحسن. وقد اختار: كثير من أهل الأداء عمن وصل لمن ذكر من ورش وأبي عمرو وابن عامر وحمزة, وكذا يعقوب السكت بين المدثر والقيامة وبين الانفطار والمطففين, وبين الفجر والبلد وبين العصر والهمزة, كاختيار الآخذين بالسكت لورش أو أبي عمرو أو ابن عامر أو يعقوب الفصل بالبسملة بين السور المذكورة, لبشاعة اللفظ بلا, وويل والأكثرون على عدم التفرقة5 وهو مذهب المحققين. الثالث: لا خلاف في حذف البسملة إذا ابتدأت براءة أو وصلتها بالأنفال على   1 أي: وفيه إشعار بالانفصال. 2 أي: وهذا يدل على المهلة. 3 ويؤيده القول بأنه وقفة تؤذن بإسرار البسملة, فإن الزمن الذي يؤذن بإسرارها أكثر من إخراج النفس بلا نظر ا. هـ. 4 أي: كما نص عليه الشاطبي بقوله: فلا تقفن الدهر فيها فتثقلا. 5 أي؛ لأن فيما عدل إليه القائلون بالاختيار المذكور نظر؛ لأنهم فروا من قبيح إلى أقبح منه؛ لأن من وجوه البسملة الوصل فيلتصق معهم الرحيم بويل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 الصحيح وقد حاول بعضهم جوازها في أولها وقال السخاوي إنه القياس ووجهوا المنع بنزولها بالسيف قال ابن عباس رضي الله عنه بسم الله أمان وليس فيها أمان ومعناه أن العرب كانت تكتبها أول مراسلاتهم في الصلح فإذا نبذوا العهد لم يكتبوها قال السخاوي فيكون مخصوصا بمن نزلت فيه ونحن إنما نسمي للتبرك ا. هـ. واحتج للمنع بغير ذلك. وأما: غير براءة فقد اتفق الكل على الإتيان بالبسملة في أول كل سورة, ابتدءوا بها ولو حكما كأول الفاتحة, حيث وصلت بالناس كما تقدم إلا الحسن فإنه يسمى أول الحمد فقط. الرابع: يجوز البسملة وعدمها في الابتداء بما بعد أوائل السور ولو بكلمة لكل من القراء تخييرا كذا أطلق الشاطبي كالداني في التيسير, وعلى اختيار البسملة جمهور العراقيين, وعلى اختيار عدمها جمهور المغاربة, ومنهم من خص البسملة بمن فصل بها بين السورتين كابن كثير ومن معه, وبتركها من لم يفصل بها كحمزة ومن معه. وأما: الابتداء بما بعد أول براءة منها فلا نص للمتقدمين فيه, وظاهر إطلاق كثير كالشاطبي التخيير فيها, واختار السخاوي الجواز, وإلى المنع ذهب الجعبري والصواب كما في النشر: أن يقال إن من ذهب إلى ترك البسملة في أوساط غير براءة لا إشكال في تركها عنده في أوساط براءة, وكذا لا إشكال في تركها عند من ذهب إلى التفصيل, إذ البسملة عندهم وسط السورة تبع لأولها ولا تجوز البسملة أولها فكذا وسطها, وأما من ذهب إلى البسملة في الأجزاء مطلقا فإن اعتبر بقاء أثر العلة من أجلها حذفت أولها وهي نزولها بالسيف كالشاطبي لم يبسمل وإن لم يعتبر بقاء أثرها أو لم يرها علة بسمل بلا نظر والله أعلم. خاتمة: يعلم مما تقدم من التخيير في الابتداء بالإجراء مع ثبوت البسملة بين السور أنه لا يجوز وصل البسملة بجزء من أجزاء السورة, لا مع الوقف ولا مع وصله بما بعده, إذ القراءة سنة متبعة, وليس أجزاء السورة محلا للبسملة عند أحد, والمنع من ذلك أولى من منع وصلها بآخر السورة, والوقف عليها إذ ذاك محل لها في الجملة, وقد منعت لكون البسملة للأوائل لا للأواخر, قال شيخنا رحمه الله تعالى: هذا ما تيسر من الكلام على البسملة. وعن الحسن: "الحمد لله" حيث وقع بكسر الدال اتباعا لكسرة لام الجر بعدها1 والجمهور بالرفع على الابتداء والخبر ما بعده أي: متعلقة. وقرأ: "الرَّحِيمِ، مَالِك" [الآية: 3, 4] بإدغام الميم الأولى في الثانية أبو عمرو بخلف عنه من روايتيه, وكذا يعقوب من المصباح مع مد مالك وافقهما ابن محيصن من المفردة واليزيدي بخلف, والحسن والمطوعي وخص الشاطبي في إقرائه الإدغام بالسوسي والإظهار بالدوري, ويجوز المد والقصر والتوسط في حرف المد السابق قبل المدغم ونظائره. واختلف في "ملك" [الآية:41] فعاصم والكسائي وكذا يعقوب وخلف بالألف   1 وهي لغة تميم وبعض غطفان يتبعون الأول الثاني للتجانس, ورويت عن زيد بن علي وغيره. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 مدا على وزن سامع اسم فاعل من ملك ملكا بالكسر, وافقهم الحسن والمطوعي والباقون بغير ألف على وزن سمع صفة مشبهة أي: قاضي يوم الدين. وعن: المطوعي مالك بفتح الكاف نصبا على القطع1 أو منادى مضافا توطئة لـ"إياك نعبد" والجمهور بكسرها. وعن: الحسن "يعبد" [الآية: 5] بالياء من تحت مضمومة مبنيا للمفعول استعار ضمير النصب للرفع والتفت إذ الأصل أنت تعبد2. وعن: المطوعي "نستعين" [الآية: 5] بكسر حرف المضارعة وهي لغة مطردة في حرف المضارعة بشرطه3. واختلف في "الصراط، وصراط" [الآية: 6, 7] فقنبل من طريق ابن مجاهد وكذا رويس بالسين حيث وقعا على الأصل؛ لأنه مشتق من السرط وهو البلع وهي لغة عامة العرب وافقهما ابن محيصن4 فيهما والشنبوذي فيما تجرد عن اللام. وقرأ: خلف عن حمزة بإشمام الصاد الزاي في كل القرآن ومعناه, مزج لفظ الصاد بالزاي5 وافقه المطوعي. واختلف: عن خلاد على أربع طرق الأولى الإشمام في الأول من الفاتحة فقط6 الثانية الإشمام في حرف الفاتحة فقط7 الثالثة الإشمام في المعرف باللام خاصة هنا, وفي جميع القرآن8 الرابعة عدم الإشمام في الجميع9 والأربعة مستفادة من قول الطيبة الأول أي: بالإشمام قف, وفيه والثاني وذي اللام اختلف, والباقون بالصاد كابن شنبوذ وباقي الرواة من قنبل وهي لغة قريش.   1 أي: أمدح أو أعنبي. 2 أما استعارة ضمير النصب لضمير الرفع فسائغة, وأما الالتفات فكان من حق هذا القارئ, أن يقرأ: إياك تعبد بالخطاب لكونه في جملة واحدة أفاده الشهاب القسطلاني. 3 وذلك أن يكون حرف المضارعة نونا أو تاء, وأن يكون المضارع مفتوح العين وماضيه مكسورها أو يكون ماضيه زائدا على ثلاثة أحرف ومبدوءا بهمزة الوصل نحو: "تعلمون وتفرح وتعثوا وتبخسوا ونطيع ونشتري" ولكن اختلف عنه في ثلاثة مواضع وهي "كي تقر عينها ولا تضحى" كلاهما بـ"طه" "وألا تطغوا" بسورة الرحمن ا. هـ. 4 أي: من المفردة. 5 وهي لغة قيس. 6 وهو الذي له في الشاطبية كأصلها وبه قرأ له الداني على أبي الفتح فارس. 7 وهو الذي قطع له باب صاحب العنوان والطرسوسي من طريق ابن شاذان عنه وصاحب المستنير من طريق ابن البحتري عن الوزان عنه. 8 وهو الذي قطع له به أبو علي في الروضة وفاقا لجمهور العراقيين. 9 وهو الذي له في التبصرة والكافي والهداية وفاقا لجمهور المغاربة, وبه قرأ له للداني على أبي الحسن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 وعن: الحسن "اهدنا صراطا مستقيما" [الآية: 6] بالنصب والتنوين فيهما من غير أل. واختلف: في ضم الهاء وكسرها من "عليهم" [الآية: 7] "وإليهم ولديهم وعليها وإليهما وفيهما وعليهن وإليهن وفيهن وصياصيهم وبجنتيهم وترميهم وما نريهم وبين أيديهن" وما يشبه ذلك من ضمير التثنية والجمع مذكرا أو مؤنثا. فحمزة: وكذا يعقوب من "عليهم، وإليهم، ولديهم" الثلاثة فقط, حيث أتت بضم الهاء على الأصل؛ لأن الهاء لما كانت ضعيفة لخفائها خصت بأقوى الحركات, ولذا تضم مبتدأة وبعد الفتح والألف والضمة والواو والسكون في غير الياء نحو: هو ولهو ودعاه ودعوه ودعه, وهي لغة قريش والحجازيين, وافقهما المطوعي في الثلاثة والشنبوذي في عليهم فقط, حيث وقع, وزاد يعقوب فقرأ جميع ما ذكر وما شابهه مما قبل الهاء ياء ساكنة بضم الهاء أيضا, وافقه الشنبوذي في عليهما فقط, وهذا كله إذا كانت الياء موجودة فإن زالت لعلة جزم نحو: "وإن يأتهم ويخزهم أو لم يكفهم" أو بناء نحو: "فاستفتهم" فرويس وحده بضم الهاء في ذلك كله إلا قوله تعالى "ومن يولهم يومئذ" بالأنفال فإنه كسرها من غير خلف واختلف عنه في "ويلههم الأمل" بالحجر و"يغنهم الله" في النور "وقهم السيئات، وقهم عذاب الجحيم" موضعي غافر والباقون: بكسر "الهاء في ذلك" كله في جميع القرآن لمجانسة الكسر لفظ الياء أو الكسر وهي لغة قيس وتميم وبني سعد. واختلف: في صلة ميم الجمع بواو وإسكانها إذا وقعت قبل محرك ولو تقديرا نحو: {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا} ومما رزقناهم ينفقون فقالون بخلف عنه وابن كثير وكذا أبو جعفر بضم الميم ووصلها بواو في اللفظ, اتباعا للأصل بدليل "دخلتموه، أنلزمكموها" وافقهم ابن محيصن والإسكان لقالون في الكافي والعنوان والإرشاد وكذا في الهداية من طريق أبي نشيط, ومنها قرأ به الداني على أبي الحسن ومن طريق الحلواني على أبي الفتح, والصلة له في الهداية للحلواني, وبها قرأ الداني على أبي الفتح من الطريقين عن قراءته على عبد الله بن الحسين من طريق الجمال عن الحلواني1. واشترطوا في الميم أن تكون قبل محرك ولو تقديرا ليندرج فيه "كُنْتُمْ تَمَنَّوْن، فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُون" على التشديد وأن يكون المحرك منفصلا ليخرج عنه المتصل نحو: "دخلتموه، وأنلزمكموها" فإنه مجمع عليه. وقرأ ورش: من طريقيه بالصلة إذا وقع بعد ميم الجمع همزة قطع نحو: "عليهم، ءأنذرتهم" إيثارا للمد, وعدل عن نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها, الذي هو مذهبه؛ لأنه لو أبقى الميم ساكنة لتحركت بسائر الحركات, فرأى تحريكها بحركتها الأصلية أولى2 والباقون   1 وأطلق التخيير له في الشاطبية وفاقا لجمهور أئمة العراقيين جمعا بين اللغتين. 2 هنا سقط ولعلة وعن الحسن قراءتها بالاتباع, يعني إن كان قبل الميم كسرة كسرها نحو: عليهم غير, ويناديهم أين, وفيهم رسولا, وإن كان قبلها ضم ضمها نحو: ءأنذرتهم أم لم, وفيكم رسولا, ومنهم أميون. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 بالسكون في جميع القرآن للتخفيف1 وأجمعوا على إسكانها وقفا؛ لأنه محل تخفيف. واختلف: في ضم ميم الجمع وكسرها وضم ما قبلها وكسره, إذا كان بعد الميم ساكن وقبلها هاء مكسورة ما قبلها كسرة أو ياء ساكنة نحو: "عليهم القتال، ويؤتيهم الله، وبهم الأسباب، وفي قلوبهم العجل" "فنافع" وابن كثير وابن عامر وعاصم وكذا أبو جعفر بضم الميم وكسر الهاء في ذلك كله, ووجهه مناسبة الهاء بالياء, وتحريك الميم بالحركة الأصلية, وهي لغة بني أسد وأهل الحرمين, وافقهم ابن محيصن وقرأ أبو عمرو بكسر الهاء لمجاورة الكسرة أو الياء الساكنة وكسر الميم أيضا على أصل التقاء الساكنتين, وافقه اليزيدي والحسن. وقرأ: حمزة والكسائي وكذا خلف بضمهما؛ لأن الميم حركت للساكن بحركة الأصل وضم الهاء اتباعا لها, وافقهم الأعمش وقرأ يعقوب باتباع الميم الهاء على أصله, فضمها حيث ضم الهاء في نحو: "يريهم الله" لوجود ضم الهاء وكسرها في نحو: "قلوبهم العجل" لوجود الكسرة. وأما: الوقف فكلهم على إسكان الميم, وهم على أصولهم في الهاء فحمزة بضم الهاء من نحو: "عليهم القتال, وإليهم اثنين" ويعقوب بضم ذلك ونحو: "يريهم الله، ولا يهديهم الله" ورويس في نحو: "يغنهم الله" على أصله بالوجهين. واتفقوا: على ضم الميم المسبوقة بضم سواء كان في هاء أو كاف أو تاء نحو: "يلعنهم الله، ويلعنهم اللاعنون، عليكم القتال، وأنتم الأعلون" وإذا وقفوا سكنوا الميم, وعن ابن محيصن من المبهج "غَيْرَ الْمَغْضُوبِ" [الآية: 7] بنصب غير على الحال, قيل من الذين وهو ضعيف, وقيل من الضمير في عليهم, وعنه من المفردة الخفض كالجمهور على البدل من الذين بدل نكرة من معرفة, أو من الضمير المجرور في عليهم. المرسوم: اتفقوا على كتابة "ملك" [الآية: 4] بغير ألف ليحتمل القراءتين وكذا "ملك الملك" [بآل عمران الآية: 26] كما في المقنع ولم يذكره في الرائية, ومقتضاه أن ما عداه يكتب على لفظه, وقد اصطلحوا على حذف ألف فاعل في الأعلام, وقال ابن قتيبة: ما كان من الأسماء أي: الأعلام المنقولة من الصفات على فاعل, وكثر استعماله نحو: صالح ومالك وخالد فحذف ألفه أحسن من إثباتها, فإن حليت باللام تعين الإثبات, واتفقوا أيضا على كتابة الصراط بالصاد معرفا ومنكرا بأي إعراب كان, للدلالة على البدل؛ لأن السين هو الأصل كما تقدم, وكذا ويبصط بالبقرة فخرج يبسط الرزق فإنه بالسين, وكذا كتبوا بالصاد "أم هم المصيطرون" بالطور و"بمصيطر" بالغاشية.   1 أي: لكثرة دور الضمائر مع أمن اللبس وعليه الرسم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 سورة البقرة : مدنية آيها مائتان وثمانون وخمس: حجازي وشامي وست كوفي وسبع بصري, اختلافها ثلاث عشرة1 ألم كوفي "عَذَابٌ أَلِيمٌ" شامي وترك "إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ" إلا "خائفين" بصري "يَا أُولِي الْأَلْبَاب" مدني أخير وعراقي وشامي بخلف عنه "مِنْ خَلاقٍ" الثاني تركها مدني أخير "وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" غير مكي بخلف عنه2 "مَاذَا يُنْفِقُون" حجازي إلا إياه3 و"لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُون" الأولى مدني أخير وكوفي وشامي "قَوْلًا مَعْرُوفًا" بصري "الحي القيوم" حجازي إلا الأول4 وبصري وعدها الكل أول آل عمران وتركها بـ"طه" "مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ" مدني أول, وفيها مشبه الفاصلة اثنا عشر من خلاق الأول "وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ" "هم في شقاق، والأنفس والثمرات، في بطونهم إلا النار، طعام مسكين، من الهدى والفرقان، والحرمات قصاص، عند المشعر الحرام، ماذا ينفقون" الأول "منه تنفقون، ولا شهيد" وغلط من عزاها إلى المكي، وما يشبه الوسط اثنان: "كن فيكون، ليكتمون الحق وهم يعلمون"5. القراءات قرأ "ألم" بالسكت على كل حرف من حروفها الثلاثة أبو جعفر, وكذا ما تكرر من ذلك في فواتح السور نحو: "المص، كهيعص" لأنها ليست حروف المعاني بل هي مفصولة6 وإن اتصلت رسما, وفي كل واحد منها سر لله تعالى, أو كل حرف منها كناية عن اسم لله تعالى, فهو يجري مجرى كلام مستقل وحذف واو العطف لشدة الارتباط والعلم به وقرأ: "لا ريب فيه" [البقرة الآية: 2] بعد لا النافية حمزة بخلفه لكن لا يبلغ به   1 المواضع المذكورة اثنا عشر والظاهر أن الثالث عشر هو: ولا شهيد على القول بعده للمكي. 2 أي: فمن هذه يسقط ولا شهيد ومن تركه يعده, والصحيح الأول؛ لأن التوقيف ورد بتعبير آية الدين بآية واحدة ا. هـ. 3 هكذا بالأصل وصوابه إلا المدني الأخير. 4 أي: إلا المدني الأول. 5 سيأتي كل موضع في مكانه إن شاء الله تعالى. [أ] . 6 أي: يقرأ: "أ، ل، م - ك، هـ، ي، ع، ص" وهكذا يفصل الإمام أبو جعفر هذه الآيات كل حرف على حدة في جميع المواضع. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 حد الإشباع بل يقتصر فيه على التوسط كما تقدم "وعن" الحسن "لا ريبا" فيه بالتنوين حيث وقع بفعل مقدر, أي: لا أجد ريبا والجمهور بغير تنوين مع البناء على الفتح. وقرأ" "فيه هدى" [البقرة الآية: 2] بوصل الهاء بالهاء بياء لفظية على الأصل ابن كثير وافقه ابن محيصن, والباقون بالاختلاس, وأدغم الهاء في الهاء أبو عمر وبخلف عنه, وكذا يعقوب من المصباح مع المد والقصر والتوسط في حروف المد, وافقهما ابن محيصن واليزيدي بخلف عنهما والحسن والمطوعي. تنبيه: تقدمت الإشارة إلى أن هذه الأوجه الواردة على سبيل التخيير كالأوجه التي يقرأ بها بين السور وغيرها, إنما المقصود منها معرفة جواز القراءة بكل منها, فأي وجه قرئ به جاز تستوعب الكل في موضع إلا لغرض صحيح, وكذا الوقف بالسكون والإشمام والروم وبالمد الطويل والتوسط والقصر, وكان بعض المحققين كما تقدم لا يأخذ إلا بالأقوى, ويجعل الباقي مأذونا فيه, وبعضهم يرى القراءة بواحد في موضع وبآخر في آخر, وبعضهم يرى جمعها في أول موضع أو موضع ما على وجه التعليم والإعلام وشمول الرواية, أما الأخذ بالكل في كل موضع فلا يتعمده إلا متكلف غير عارف بحقيقة الخلاف, نعم ينبغي أن يجمع بين أوجه تخفيف الهمزة في وقف حمزة لتدريب المبتدئ, ولا يكلف العالم بجميعها, ومستند أهل هذا الشأن في الأوجه المذكورة أن أهل الأداء لما كانوا على الأثبات في النقل بحيث كانوا في الضبط, والمحافظة على ألفاظ القرآن في الدرجة القصوى, حتى كانوا لا يسامحون بعضهم في حرف واحد, اتفقوا على منع القياس المطلق الذي ليس له أصل يرجع إليه, أما إذا كان القياس على إجماع انعقد أو أصل يعتمد فإنه يجوز عند عدم النص, وغموض وجه الأداء, بل لا يسمى ما كان كذلك قياسا على الوجه الاصطلاحي؛ لأنه في الحقيقة نسبة جزئي إلى كلي, كما اختير في تخفيف بعض الهمزات لأهل الأداء وإثبات البسملة وعدمها وغير ذلك, وحينئذ فيكفي في المستند النقل عن مثل هؤلاء الأئمة, المعول عليهم في هذا الفن, وأما كثرة الوجوه بحيث بلغت الألوف, فإنما ذلك عند المتأخرين دون المتقدمين؛ لأنهم كانوا يقرءون القراءات طريقا طريقا فلا يقع لهم إلا القليل من الأوجه, وأما المتأخرون فقرءوها رواية رواية, بل قراءة قراءة, بل أكثر, حتى صاروا يقرءون الختمة الواحدة للسبعة أو العشرة فتشعبت معهم الطرق, وكثرت الأوجه, وحينئذ يجب على القارئ الاحتراز من التركيب في الطرق, والأوجه, وإلا وقع فيما لا يجوز, وللشيخ العلامة النويري تألف مفيد نحو كراسة فيما ذكر, وقد لخصه في شرحه الطيبة شيخه رحم الله تعالى الجميع1, وإذا تقرر ذلك فليعلم أن الصحيح جواز كل من الثلاثة الوقف العارض لكل قارئ, وإشمام المضوم ورومه وروم المكسور ووجهي ألم الله للاعتبار بالعارض وعدمه, والمد والتوسط والقصر مع إدغام نحو: "الرَّحِيمِ، مَلِكِ" إلى غير   1 وإذا أردت المزيد فانظر كتناب النشر في القراءات العشر للعلامة محمد بن الجزري: "2/ 149". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 ذلك، وكل هذه الأوجه صدق عليها أنها موافقة للرسم من جهة أنها لا تخالفه؛ لأنها لم ترسم لها في المصحف صورة أصلا وموافقة للوجه العربي؛ لأن النحاة نصوا على ذلك كله وكلها أيضا نقلت عن المتأخرين1 وأمال "هدى" وقفا حمزة والكسائي وكذا خلف وافقهم الأعمش وورش من طريق الأزرق بالفتح وبين اللفظين ولا خلاف في فتحه وصلا وإدغام التنوين في لام "للمتقين" بغير غنة إلا ما ذهب إليه كثير من أهل الأداء من إبقاء الغنة في ذلك, وفي النون عند اللام والراء والتنوين عند الراء نحو: "من له، من ربكم، غفور رحيم"2 ورووه عن نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وحفص وكذا أبو جعفر ويعقوب. ووقف: يعقوب بخلاف عنه بهاء السكت على نحو: "المتقين، والعالمين، والذين، والمفلحون، وبمؤمنين" [البقرة الآية: 4] وظاهر كلام بعضهم يشمل نون الأفعال كيؤمنون لكن صوب في النشر تقييده بالأسماء عند من جوزه, وهو الذي قرأنا به "وأبدل" همزة "يؤمنون" واوا ورش من طريقيه وأبو عمر وبخلف عنه وأبو جعفر كوقف حمزة وافقهم اليزيدي بخلفه "وغلظ" ورش من طريق الأزرق لام "الصلاة" [البقرة الآية: 4] "وقصر" المد المنفصل من نحو: "بِمَا أُنْزِل" [البقرة الآية: 5] ابن كثير وكذا أبو جعفر إلغاء لأثر الهمز لعدم لزومه باعتبار الوقف وافقهما ابن محيصن والحسن. واختلف: فيه عن قالون من طريقيه وورش من طريق الأصبهاني وأبي عمرو من روايتيه وهشام وحفص من طريق عمرو وكذا يعقوب وافقهم اليزيدي والباقون بالمد وهم متفاوتون فيه كالمتصل المجمع على مده لكل القراء, وأطولهم فيهما ورش من طريق الأزرق وابن ذكوان من طريق الأخفش وحمزة, وافقهم الشنبوذي, ثم التوسط للباقين في المتصل ولأصحاب المد في المنفصل على المختار وإذا وقف لحمزة على "بِمَا أُنْزِل" ونحوه ففيه أربعة تحقيق الهمزة وتسهيلها وفيه المد والقصر والسكت مع التحقيق. وقرأ: "وبالآخرة" [البقرة الآية: 5] بالنقل ورش من طريقيه ومن طريق الأزرق بترقيق الراء مع المد والقصر والتوسط على الألف المنقول همزها لعدم الاعتداد بالعارض, فإن اعتد به قصر فقط. وسكت: على لام التعريف حمزة بخلف عنه, وكذا ابن ذكوان وحفص وإدريس بخلفهم على ما تقدم. ويوقف: لحمزة عليه ونحو من المتوسط بزائد اتصل به رسما ولفظا نحو: "الأرض، الإيمان، الأولى، الآزفة، الإسلام" بوجهين فقط: النقل والسكت, أما التحقيق من غير   1 هكذا بالنسخة الموجودة بيدي وفي نسخ أخرى عن المتقدمين. 2 و"3" حيث وقعت. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 سكت الذي أجازة بعض شراح الحرز فقال في النشر: لا أعلمه نصا في كتاب من الكتب ولا في طريق من الطرق. وأمال: فتحة رائها في الوقف محضة الكسائي وحمزة بخلفه ويوقف على "أولئك" ونحوه مما وقعت فيه الهمزة متوسطة بعد ألف لحمزة بتسهيل الهمزة بين بين مع المد والقصر وأما الإبدال1 فشاذ وكذا نحو: "شركاؤنا، وأولياؤه، وأحباؤه، وإسرائيل، وخائفين، والملائكة، وجاءنا، ودعاء، ونداء"2 فلا يصح فيه إلا بين بين. وقرأ: "ءأنذرتهم" [الآية: 6] بتسهيل الثانية وإدخال ألف قالون وأبو عمرو وهشام من طريق ابن عيدان وغيره عن الحلواني وكذا أبو جعفر وافقهم اليزيدي وقرأ ورش من طريق الأصبهاني وابن كثير, وكذا رويس بتسهيلها أيضا من غير إدخال ألف, وهو أحد الوجهين عن الأزرق, والثاني له إبدالها ألفا خالصة مع المد للساكنين, وهما صحيحان, وقرأ ابن ذكوان وهشام من مشهور طرق الداجواني عن أصحابه عنه وعاصم وحمزة والكسائي, وكذا روح وخلف بتحقيق الهمزتين بلا ألف بينهما, وافقهم الحسن والأعمش, وقرأ هشام من طريق الجمال عن الحلواني بتحقيقهما وإدخال ألف بينهما, فصار لهشام ثلاثة أوجه: التسهيل مع الألف والتحقيق مع الألف وعدمها, وأما الرابع وهو التسهيل بلا ألف فلا يجوز لهشام من الطريقين إلا في موضع واحد وهو "ءأذهبتم" بالأحقاف كما يأتي في محله إن شاء الله تعالى3. وعن: ابن محيصن أنذرتهم بهمزة واحدة مقصورة. وإذا وقف: على "عليهم ءأنذرتهم" لحمزة فله السكت على الميم وعدمه مع تسهيل الهمزة الثانية وتحقيقها فهي أربعة وأما إبدال الثانية ألفا4 فضعيف, وكذا حذف إحدى الهمزتين لاتباع الرسم وافقه الأعمش5, وتقدم حكم صلة ميم الجمع هنا لورش وغيره. وأما "أبصارهم" [الآية: 7] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي وافقهم اليزيدي وقلله الأزرق والباقون بالفتح. وعن: الحسن "غشاوة" [الآية: 7] بعين مهملة مضمومة وعنه أيضا الضم والفتح مع المعجمة, والجمهور بالغين المعجمة المكسورة, وأدغم تنوين غشاوة في واو "ولهم" بغير غنة خلف عن حمزة وافقه المطوعي, وكذا حكم من يقول ومعهما في هذا الدوري   1 1 أي: ياء خالصة للرسم مع المد والقصر. 2 حيث وقعت وسيأتي بيان كل شاهد في موضعه من السور إن شاء الله تعالى. [أ] . 3 انظر ص: "503". 4 أي: مع السكت وعدمه, وكذا يقال في وجه حذف إحدى الهمزتين. 5 أي: بخلف عنه كما تقدم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير, وكذا حكم ما شابه ذلك والباقون بالغنة فيهما. وأمال: "الناس" [الآية: 8] المجرور الدوري عن أبي عمرو بخلف عنه وافقه اليزيدي والباقون بالفتح. ويقرأ: للأزرق نحو: "آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِر" [الآية: 8] بقصر الآخر مع قصر آمنا مطلقا فإن وسط آمنا أشبع فكذا الآخر إن لم يعتد بالعارض وهو النقل فإن اعتد بالعارض فبالقصر فيه فقط معهما, أعني التوسط والإشباع في آمنا, نبه عليه في النشر وتقدم آخر باب المد. واختلف: في "وَمَا يَخْدَعُونَ" [الآية: 9] فنافع وابن كثير وأبو عمرو بضم الياء وفتح الخاء وألف بعدها وكسر الدال لمناسبة الأول1, وافقهم اليزيدي والباقون بفتح الياء وسكون الخاء وفتح الدال, والمفاعلة هنا إما بمعنى فعل فيتحدان, وإما بإبقاء المفاعلة على بابها فهم يخادعون أنفسهم أي: يمنونها الأباطيل وأنفسهم تمنيهم ذلك أيضا, ولا خلاف في الأول أنه بالضم والألف, وكذا حرف النساء لئلا يتوجه إلى الله تعالى بالتصريح بهذا الفعل القبيح, فأخرج مخرج المفاعلة وأمال: "فَزَادَهُمُ اللَّهُ" [الآية: 10] هنا حمزة وابن ذكوان وهشام بخلف عنه وافقهم الأعمش وكذا حكم ما جاء من هذا الفعل وهو في خمسة عشر إلا أن ابن ذكوان اختلف عنه في غير الأول, ويوقف لحمزة على نحو: "عذاب أليم، ومن آمن، وقد أفلح" بالوجهين المتقدمين في نحو: "الآخرة" وبثالث وهو عدم النقل والسكت. واختلف: في "يكذبون" [الآية: 10] فعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بفتح الياء وسكون الكاف وتخفيف الذال من الكذب لإخبار الله تعالى عن كذبهم, وافقهم الحسن والأعمش والباقون بضم الياء وفتح الكاف وتشديد الذال من التكذيب لتكذيبهم الرسل2. واختلف: في الفعل الثلاثي الذي قلبت عينه ألفا في الماضي كقال إذا بني للمفعول وهو في "قبل" [البقرة الآية: 11، 13] حيث وقع "وغيض الماء، وجيء بالنبيين، وجيء يومئذ، وحيل بينهم، وسيق" [هود الآية: 44] و [الزمر الآية: 69] و [الفجر الآية: 23] و [سبأ الآية: 54] و [الزمر الآية: 71، 73] معا "وسيء بهم، وسيئت وجوه" [هود الآية: 77] و [الملك الآية: 27] فنافع وكذا أبو جعفر بإشمام الكسرة الضم وبياء بعدها نحو واو في "سيء، وسيئت" فقط اتباعا للأثر وجمعا بين اللغتين وافقهما ابن محيصن من المفردة3.   1 أي: هؤلاء يقرءون: "وما يخادعون ... ". [أ] . 2 أي: "يكذبون". [أ] . 3 وكذا من المبهج في وجه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 وقرأ: ابن ذكوان كذلك في "حيل، وسيق، وسيء، وسيئت" الأربعة فقط. وقرأ: هشام والكسائي وكذا رويس بالإشمام كذلك في الأفعال السبعة, وهو لغة قيس وعقيل ومن جاورهم, وافقهم الحسن والشنبوذي, وكيفية اللفظ به أن تلفظ بأول الفعل بحركة تامة مركبة من حركتين إفرازا لا شيوعا, فجزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر, ولذا تمحضت الياء والباقون بإخلاص الكسرة ولا خلاف في "قيلا" في النساء "وقيلا سلاما، وأقوم قيلا" لأنها ليست أفعالا. وقرأ: "السُّفَهَاءُ أَلا" [الآية: 13] بتحقيق الأولى وإبدال الثانية واوا خالصة مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمر وكذا أبو جعفر ورويس1, والباقون بالتحقيق ويوقف "على السفهاء" لحمزة وهشام بخلفه2 بإبدال الهمزة ألفا مع المد والقصر والتوسط, ويجوز رومها بالتسهيل مع المد والقصر فتصير خمسة, وكذا كل همزة متطرفة مضمومة أو مكسورة لم ترسم لها صورة, ويوقف لحمزة على "قالوا آمنا" بالتحقيق مع عدم السكت وبالسكت وبالنقل وبالإدغام3 وأما التسهيل بين بين فضعيف. واتفقوا: على أنه لا يجوز مد "خَلَوْا إِلَى" [الآية: 14] و"ابْنَيْ آدَم" لفقد الشرط باختلاف حركة ما قبله وضعف السبب بالانفصال. وقرأ: "مستهزؤن" [الآية: 14] بحذف الهمزة وضم الزاي وصلا ووقفا أبو جعفر, ويوقف عليها لحمزة4 بالتسهيل بين الهمزة والواو وهو مذهب سيبويه وبالإبدال ياء وهو مذهب الأخفش, وبالحذف مع ضم ما قبل الواو للرسم على مختار الداني, فهي ثلاثة وأما تسهيلها بين الهمزة والياء وهو المعضل وإبدالها واوا فكلاهما لا يصح, وكذا الوجه الخامس وهو كسر الزاي مع الحذف وإذا وقف عليه للأزرق فمن روى عنه المد وصلا وقف كذلك اعتد بالعارض أم لا, ومن روى عنه التوسط وصلا وقف به إن لم يعتد بالعارض, وبالمدان اعتد به, ومن روى القصر وقف كذلك إن لم يعتد بالعارض وبالتوسط والإشباع أن اعتد به, وعن ابن محيصن من المفردة في رواية البزي "يمدهم" بضم الياء وكسر الميم من أمد5. وأمال: "طغيانهم" [الآية: 15] الدوري عن الكسائي وفتحها الباقون. وأمال "بالهدى" [الآية: 16] حمزة والكسائي وكذا خلف6 وبالفتح والتقليل   1 ووافقهم ابن محيصن واليزيدي. 2 وكذا الأعمش بخلفه. 3 وأما الأعمش فيوقف له بالتحقيق من غير سكت وبالنقل وبالإدغام فله ثلاثة فقط. 4 أي: والأعمش في أحد وجهيه. 5 أي: الرباعي. 6 وكذا الأعمش. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 الأزرق ويوقف لحمزة1 على "فَلَمَّا أَضَاءَت" [الآية: 17] بتحقيق الأولى وبتسهيلها مع المد والقصر, وبالسكت مع التحقيق فأربعة, والكل مع تسهيل الثانية مع المد والقصر فتصح ستة لإخراج المد في الأول مع القصر في الثاني, وعكسه حال التسهيل للتصادم وتجري الأربعة في "كُلَّمَا أَضَاءَ" [الآية: 20] مع ثلاثة الإبدال في المتطرفة فتصير اثني عشر وجها وعن الحسن "ظلمات" [الآية: 17] بسكون اللام حيث وقع. وأمال: الألف الثانية من "آذانهم" [الآية: 19] الدوري عن الكسائي وعن الحسن "الصواعق" [الآية: 19] بتقديم القاف على العين2. وأمال: "بالكافرين" [الآية: 19] الجمع أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي وكذا رويس3 وقلله الأزرق وخرج نحو: "أَوَّلَ كَافِرٍ بِه" وإن رواه صاحب المبهج عن الدوري عن الكسائي فإنه ليس من طرقنا, نعم أمالها اليزيدي فيما خالف فيه أبا عمرو, وعن الحسن "يخطف" [الآية: 20] بكسر الياء والخاء والطاء المشددة4, وعن المطوعي يخطف بفتح الياء وكسر الخاء الطاء5 وعن المطوعي إمالة "أَضَاءَ لَهُم" [الآية: 20] . وأمال: "شاء" [الآية: 20] حمزة وابن ذكوان وكذا حلف واختلف عن هشام ففتحها عن الحلواني وأمالها الداجوني, ويوقف عليها لحمزة وهشام بخلفه بالبدل مع المد والقصر والتوسط وغلظ الأزرق لام "أظلم" بخلف عنه وأدغم "لَذَهَبَ بِسَمْعِهِم" [الآية: 20] أبو عمرو بخلفه وكذا رويس, وعن يعقوب بكماله في المصباح وافقهم الأربعة ما عدا الشنبوذي6. وقرأ: "شيء" [الآية: 20] بالمد المشبع والتوسط ورش من طريق الأزرق, وجاء التوسط فيه عن حمزة وصلا بخلفه, وإذا وقف عليه فله مع هشام بخلفه النقل مع الإسكان والروم وله الإدغام معهما, فتصير أربعة, وأما المرفوع فتجري فيه الأربعة ويجوز الإشمام مع كل من النقل والإدغام, فتصير ستة, واتباع الرسم في ذلك متحد في وجه النقل مع الإسكان ونظمها المرادي فقال: في شيء المرفوع ستة أوجه ... نقل وإدغام بغير منازع   1 وكذا الأعمش في أحد وجهيه وكذا يقال في كل ما سيأتي فلا تغفل. 2 وهي لغة تميم وبعض ربيعة. 3 أي: ووافقهم اليزيدي. 4 أي: فكسر الخاء اتباعا لكسرة الطاء وكسر الياء اتباعا لكسرة الخاء. 5 أي: على أصل التقاء الساكنين. 6 هكذا في النسخة التي بيدي, وفي نسخة وافقهم ابن محيصن من المفردة واليزيدي والحسن والمطوعي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 وكلاهما معه ثلاثة أوجه ... والحذف مندرج فليس بسابع وكذا الحكم في سوء المجرور المرفوع وأدغم: القاف من "خلقكم" [الآية: 21] أبو عمرو بخلف وكذا يعقوب من المصباح إدغاما كاملا تذهب معه صفة الاستعلاء1, "وعن" ابن محيصن "يستحي" [الآية: 26] بكسر الحاء وحذف الياء2 "وغلظ" الأزرق لام "يوصل" في الوصل واختلف عنه الوقف فروى الترقيق عنه جمع كصاحب الكافي وروى عنه التغليظ, وذكرهما الداني كالشاطبي وهما صحيحان والتغليظ أرجح3 وأمال "فأحياكم" [الآية: 25] الكسائي وبالفتح والتقليل الأزرق. واختلف في: "ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُون" [الآية: 28] وبابه، وهو كل فعل أوله ياء أو تاء المضارعة إذا كان من رجوع الآخرة نحو: "إليه ترجعون، ويرجع الأمر" فنافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم وكذا أبو جعفر "تُرْجَعُ الْأُمُور" حيث وقع وهو في ستة مواضع في: البقرة وآل عمران والأنفال والحج وفاطر والحديد بضم التاء وفتح الجيم مبنيا للمفعول, وافقهم اليزيدي والشنبوذي, وقرأ أبو عمرو "يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيه" آخر البقرة بفتح التاء وكسر الجيم مبنيا للفاعل, وقرأ حمزة والكسائي وكذا خلف "أَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُون" بالمؤمنين بفتح التاء كذلك واقفهم الحسن, وقرأ نافع وحمزة والكسائي وكذا خلف بفتح الياء مبنيا للفاعل في أول القصص "أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُون" وافقهم الحسن وقرأ نافع وحفص "يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّه" آخر هود بضم الياء وفتح الجيم مبنيا للمفعول, وقرأ يعقوب جميع الباب بفتح حرف المضارعة وكسر الجيم في جميع القرآن مبنيا للفاعل, وافقه ابن محيصن والمطوعي والباقون بضم الياء وفتح الجيم مبنيا للمفعول, ووجهه إسناده للفاعل الحقيقي على الأصل من المتعدي, ووجه المبني للفاعل إسناده للمجازي من اللازم, وخرج بالتقييد برجوع الآخرة نحو: "أهلكناها أنهم لا يرجعون، أنهم إلينا لا يرجعون, عمى فهم لا يرجعون، ماذا يرجعون" لكن خالف ابن محيصن أصله في "وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُون" في يس فبناه للمفعول, والجمهور بنوه للفاعل4. وأما "استوى" و"فسويهن" [الآية: 29] حمزة والكسائي وكذا خلف5 وبالفتح والتقليل الأزرق وكذا كل ما وقع منه و"فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ" "وسواك" بالكهف "وسويه" بالسجدة "وسواك" بالانفطار.   1 ووافقهما اليزيدي بخلف أيضا. 2 من استحى يستحي فهو مستح كاستقى يستقي فهو مستقق. 3 لأن السكون عارض, وفي التغليظ دلالة على حكم الوصل في مذهب من غلظ.. [أ] . 4 أي: الوجه الآخر لهذه الآية الكريمة: "ترجعون". [أ] . 5 وافقهم الأعمش. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 واختلف: في هاء ضمير المذكر الغائب المنفصل المرفوع وكذا المؤنث إذا وقع بعد واو نحو: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم} [الآية: 29] و"وَهِيَ تَجْرِي" أو فاء نحو: "فهو خير لكم، فهي خاوية" أو لام ابتداء نحو: "لَهِيَ الْحَيَوَان" أو ثم نحو: "ثم هو" وفي "يمل هو" آخر البقرة, فقالون وأبو عمرو والكسائي وكذا أبو جعفر بإسكانها فيما عد الآخرين1, وافقهم الحسن واليزيدي, وقرأ الكسائي وقالون, وكذا أبو جعفر بخلاف عنهما, ثم هو بالقصص بالإسكان أيضا, وقرأ أيضا أعني قالون وأبو جعفر بإسكان الهاء في "يمل هو" آخر البقرة بخلف عنهما, والوجهان فيهما صحيحان عن قالون وأبي جعفر, إلا أن الخلف فيهما عزيز عن أبي نشيط كما في النشر, والباقون بالضم في الجميع, ولا خلاف في إسكان "لَهْوَ الْحَدِيثِ" إذ ليس بضمير, والتحريك لغة الحجاز والتسكين لغة نجد, ووقف يعقوب على وهو وهي بها السكت, وتقدم قريبا وقف حمزة على بكل شيء وفتح ياء "إِنِّي أَعْلَم" نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر وافقهم ابن محيصن واليزيدي وسكنها الباقون "وعن" الحسن "وعلم" بضم العين وكسر اللام مبنيا للمفعول و"آدم" بالرفع على النيابة عن الفاعل. وقرأ أبو جعفر "أنبوني" [الآية: 31] بإسقاط الهمزة وضم ما قبل الواو وقرأ" "هَؤُلاءِ إِن" [الآية: 31] بتسهيل الهمزة الأولى بين الهمزة والياء وتحقيق الثانية قالون والبزي وافقهما ابن محيصن من المبهج "ولورش" ثلاثة أوجه: أحدها: طريق الأصبهاني عنه تحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين وهو مروي عن الأزرق أيضا, ثانيها: إبدال الثانية حرف مد من جنس ما قبلها أي: ياء ساكنة من طريق الجمهور عن الأزرق, ثالثها: ياء مكسورة للأزرق أيضا, ولقنبل ثلاثة أوجه: أحدها: إسقاط الأولى وتحقيق الثانية من طريق ابن شنبوذ, وثانيها: تحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين2, ثالثها: إبدال الثانية ياء ساكنة كورش من طريق الأزرق, وقرأ أبو عمرو وكذا رويس من طريق أبي الطيب بإسقاط الأولى وتحقيق الثانية وافقهما اليزيدي وابن محيصن من المفردة, وقرأ أبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية كالياء, وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا روح وخلف بتحقيق الهمزتين, وافقهم الحسن والأعمش, ولا يخفى كما تقدم أن لقالون قصرها من هؤلاء مع المد والقصر في أولاء ثم مدها مع المد في أولاء, وأما مدها مع قصر أولاء فيضعف لما تقدم أن سبب الاتصال ولو مغيرا أقوى من سبب الانفصال لإجماع من رأى قصر المنفصل على جواز مد المتصل وأن تغير سببه دون   1 لأن هذه الحروف لعدم استقلالها نزلت منزلة الجزء مما اتصلت به فصار المذكر كعضد والمؤنث ككتف, فكما يجوز تسكين عين عضد وكتف يجوز تسكين هاء هو وهي إجراء للمنفصل مجرى المتصل؛ لكثرة دورها معهما, ولم يجروا ثم مجرى هذه لقيام ثم بنفسها وإمكان الوقف عليها. 2 وهو طريق ابن مجاهد عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 العكس, وفي ها لأبي عمرو وكذا رويس من طريق أبي الطيب القصر في ها لانفصاله, والمد والقصر في أولاء لتغيره بالإسقاط فهما وجهان, والثالث مدهما معا, ولا يجوز لهما مد الأول وقصر الثاني قولا واحدا؛ لأن الثاني لا يخلو من أن يقدر متصلا أو مفصلا فإن قدر مد مع مد الأول وقصر مع قصره, وإن قدر متصلا مد مطلقا, وتجري الثلاثة فيما لو تأخر المنفصل عن المتصل المتغير كقوله تعالى: {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ} فإذا مددت "السَّمَاءِ إِن" فلك في المنفصل وهو "بِإِذْنِهِ إِن" المد والقصر وإذا قصرت "السَّمَاءَ أَن" "تعين القصر في المنفصل بعد لما ذكر, وهو ظاهر ولم ينبهوا عليه لظهوره, وإذا وقف حمزة على هؤلاء فله تخفيف الأولى وتسهيلها بين بين مع المد والقصر لكونه متوسطا بغيره, وفي الثانية لإبدال ألفا مع المد والقصر والتوسط والروم مع المد والقصر, فهذه خمسة عشر حاصلة من ضرب ثلاثة الأولى في خمسة الثانية, لكن يمتنع وجهان في وجه التسهيل بين بين كما نبه من عليه في النشر وهما: مد الأول وقصر الثاني وعكسه لتصادم المذهبين, وحكى في الأولى الإبدال واو للرسم مع المد والقصر فيكون الحاصل من خمسة الأولى في خمسة الثانية خمسة وعشرين ونظمها ابن أم قاسم1, ولا يصح منها ما تقدم2, وأما هشام فيسهل المتطرفة بخلفه فله أوجهها. وأما "أنبئهم"3 [الآية: 33] فلم يبدل همزتها ورش من طريقيه ولا غيره فاتفق كل من القراء على تحقيقها إلا حمزة في الوقف على قاعدته, واختلف عنه مع إبدالها في ضم الهاء وكسرها, فالجمهور عنه على الضم, وذهب جمع إلى الكسر, ومر تفصيله وافقه الأعمش بخلفه والحسن على البدل مع كسر الهاء, إلا أنه عم الوصل والوقف وفتح ياء الإضافة من "إِنِّي أَعْلَم" نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر وافقهم ابن محيصن واليزيدي. واختلف في "لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا" [الآية: 34] وهو في خمسة مواضع هنا و [الأعراف الآية: 11] و [الإسراء الآية: 61] و [الكهف الآية: 50] و [طه الآية: 116] فأبو جعفر من رواية ابن جماز ومن غير طريق هبة الله وغيره عن ابن وردان بضم التاء حالة الوصل في الخمسة اتباعا لضم الجيم, ولم يعتد بالساكن فاصلا وافقه الشنبوذي, وروى هبة الله وغيره عن ابن وردان إشمام كسرتها الضم وصحح في النشر الوجهين عن ابن وردان والباقون بالكسرة الخالصة على الجر بالحروف.   1 أي: في قوله: في هؤلاء إذا وقفت لحمزة ... عشرون وجها ثم خمس فاعرف أولاها سهل أو بدل معهما ... مد وقصر أو فحقق واقتف وترام بالوجهين ثانية وإن ... تبدل فتلك ثلاثة لا تختفي وبضرب خمس قد حوت أولاهما ... في خمسة الأخرى تتم لمنصف 2 ووافقه الأعمش بخلفه. 3 وأما المبدل فقرأ: "أنبيهم". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 وأمال "أبي" حمزة والكسائي وكذا خلف وافقهم الأعمش, وبالفتح والتقليل الأزرق, وتقدم قريبا حكم إمالة الكافرين, وأدغم تاء "حيث" في شين "شئتما" مع إبدال الهمزة الساكنة أبو عمرو بخلف عنه من الروايتين, ويمتنع له الإدغام مع الهمز فالجائز حينئذ ثلاثة أوجه: الإدغام مع الإبدال1 والإظهار مع الهمز ومع الإبدال, وأدغم فقط يعقوب من المصباح والمفردة وعن ابن محيصن "هَذِهِ الشَّجَرَةَ" [الآية: 34] وما جاء منه نحو: "هَذِهِ الْقَرْيَة" بياء من تحت ساكنة بدل الهاء تحذف للساكنين وصلا وهي لغة في هذه. واختلف في "فأزلهما" [الآية: 36] فحمزة بألف بعد الزاي مخففة اللام2 وافقه الأعمش أي: صرفهما أو نحاهما والباقون بغير ألف مشددا أي: أوقعهما في الزلة ويحتمل أن يكون من زل عن المكان إذا تنحى فيتحدان في المعنى. وأمال "فتلقى" [الآية: 37] حمزة والكسائي وكذا خلف, وبالفتح والتقليل الأزرق. واختلف في "آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَات" [الآية: 37] فابن كثير بنصب "آدم" ورفع "كلمات"3 على إسناد الفعل إلى الكلمات وإيقاعه على آدم, فكأنه قال: فجاءت كلمات, ولم يؤنث الفعل لكونه غير حقيقي, وللفصل وافقه ابن محيصن والباقون4 برفع آدم ونصب كلمات بالكسرة إسنادا له إلى آدم وإيقاعا له على الكلمات, أي: أخذها بالقبول ودعا بها وأدغم الميم في الميم أبو عمرو وبخلفه, ويعقوب من المصباح وكتاب المطلوب5 وأمال "هداي" [الآية: 38] الدوري عن الكسائي وبالفتح والتقليل الأزرق. واختلف في التنوين "فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِم" [الآية: 38] وكذا "فلا رفث، ولا فسوق، ولا جدال، ولا بيع، ولا خلة، ولا شفاعة" من هذه السورة "ولا بيع فيه ولا خلال" بإبراهيم و"لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيم" بالطور فيعقوب لا خوف حيث وقع بفتح الفاء وحذف التنوين مبنيا على الفتح على جعل لا للتبرئة, وافقه الحسن, وعن ابن محيصن بالرفع بلا تنوين تخفيفا. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ويعقوب "فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوق" بالرفع والتنوين وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن, وقرأ أبو جعفر ولا جدال كذلك بالرفع والتنوين وافقه الحسن, ووجه رفع الأولين مع التنوين أن الأول اسم لا المحمولة على ليس, والثاني عطف على الأول, ولا مكررة للتأكيد ونفي الاجتماع, وبناء الثالث على الفتح على معنى الإخبار بانتفاء الخلاف في الحج؛ لأن قريشا كانت تقف بالمشعر الحرام فرفع   1 ووافقه اليزيدي. 2 أي: "فأزالهم". [أ] . 3 أي: "آدم كلمات". [أ] . 4 ووافقهم الأعمش. 5 ووافقهما اليزيدي والحسن وابن محيصن من المفردة والمطوعي عن الأعمش، وكذا الخلف في أنه هو. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 الخلاف بأن أمروا أن يقفوا كغيرهم بعرفة, وأما الأول فعلى معنى النهي أي: لا يكونن رفث ولا فسوق. وقرأ الباقون الثلاثة بالفتح بلا تنوين على أن لا لنفي الجنس عاملة عمل أن مركبة مع اسمها كما لو انفردت. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وكذا يعقوب "لا بيع فيه ولا خلة، ولا شفاعة" في هذه السورة و"لا بيع فيه ولا خلال" بإبراهيم و"لا لغو فيها ولا تأثيم" في الطور بالفتح من غير تنوين وافقهم ابن محيصن والحسن واليزيدي, والباقون بالرفع والتنوين في الكلمات السبع, ويوقف لحمزة على "بآياتنا" [الآية: 39] بوجهين التحقيق والتسهيل بإبدال الهمزة ياء؛ لأنه متوسط بغيره1 وقس عليه نظائره. وأمال "النار" [الآية: 39] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي وافقهم اليزيدي وبالتقليل الأزرق. وقرأ أبو جعفر بتسهيل همزة "إسرائيل" [الآية: 40] مع المد والقصر لتغير السبب وإذا قرئ له بالإشباع على طريق العراقيين كما تقدم كمل له ثلاثة أوجه "و" اختلف في مد الياء فيها كنظائره للأزرق, فنص بعضهم على مدها واستثناها الشاطبي, والوجهان في الطيبة, وعن الحسن حذف الألف والياء وهي إحدى اللغات فيها ويوقف لحمزة عليه بتحقيق الأولى من غير سكت على "بني" وبالسكت وبالنقل وبالإدغام, وأما التسهيل بين بين فضعيف وفي الثانية والتسهيل مع المد والقصر فهي ثمانية أوجه2, وروى المطوعي إسرائيل بتسهيل الهمزة التي بعد الألف, وأسكن ياء نعمتي التي في الموضعين هنا, والثالث قبيل "وإذ ابتلى" ابن محيصن والحسن "وأثبت" ياء "فارهبون" [الآية: 40] و"فاتقون" [الآية: 41] يعقوب في الحالين وافقه الحسن وصلا وغلظ الأزرق لام الصلاة [الآية: 43] ورقق راء "لكبيرة" [الآية: 45] بلا خلف. واختلف في "وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَة" [الآية: 48] فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وكذا يعقوب بالتأنيث لإسناده إلى شفاعة وهي مؤنثة لفظا, وافقهم ابن محيصن واليزيدي, والباقون بالتذكير؛ لأن التأنيث غير حقيقي, وحسنه الفصل بالظرف, "وعن" ابن محيصن "يذبحون" [الآية: 49] هنا وإبراهيم "ويذبح" بالقصص بفتح ضم الياء وسكون فتحة الذال وفتح كسرة الموحدة وتخفيفها. واختلف في "وعدنا موسى" [الآية: 51] هنا و [الأعراف الآية: 142] وفي [طه الآية: 14] "وَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّور" [الآية: 80] فأبو عمرو كذا أبو جعفر ويعقوب   1 ووافقه الأعمش بخلفه. 2 وللأعمش في أحد وجهيه ثمانيه لا تخفى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 بغير ألف بعد الواو؛ لأن الوعد من الله تعالى وحده وافقهم اليزيدي وابن محيصن1 والباقون بالألف2 من المواعدة, قال في البحر: فالله وعد موسى الوحي وعد الله المجيء "و" اتفقوا على قراءة "أَفَمَنْ وَعَدْنَاه" [بالقصص الآية: 61] بغير ألف وكذا حرف الزخرف [الآية: 42] {أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُم} لعدم صحة المفاعلة. وقرأ "اتخذتم" [الآية: 51] بإظهار الذال على الأصل ابن كثير وحفص وكذا رويس بخلف عنه, والباقون بالإدغام. وأمال "موسى" [الآية: 51، 53] حمزة والكسائي وكذا خلف, وافقهم الأعمش, وبالفتح والتقليل الأزرق وأبو عمرو, ومن روايتيه "وعن" ابن محيصن من المبهج "يا قوم" [الآية: 54] بضم كسر الميم وهو في سبعة وأربعين موضعا3. وأمال "بارئكم" [الآية: 54] في الموضعين الدوري عن الكسائي وفتحها الباقون وكذا حكم البارئ في الحشر. واختلف في همز "بارئكم" [الآية: 54] معا وراء "يأمركم" [الآية: 67] المتصل بضمير جمع المخاطب وتأمرهم, ويأمرهم مخاطب أو غائب متصل بضمير غائب "وينصركم" مطلقا و"يشعركم" حيث وقع ذلك مرفوعا فأبو عمرو من أكثر الطرق بإسكان الهمزة والراء4 كما ورد عنه وعن أصحابه منصوصا, وعليه أكثر المؤلفين, وهي لغة بني أسد وتميم وبعض نجد طلبا للتخفيف عند اجتماع ثلاث حركات ثقال من نوع واحد كـ"يأمركم" أو نوعين كـ"بارئكم" وإذا جاز إسكان حرف الإعراب وإذهابه في الإدغام للتخفيف فإسكانه وإبقاؤه أولى, والحكم منوط بالمتحرك في نوعيه فخرج نحو: "إن ينصركم" المجزوم وبالحركات الثقال نحو: "تأمرنا" لخفة الفتحة والصواب كما في النشر اختصاص الكلم المذكور أولا إذ النص فيها فخرج نحو: "يصوركم، ويحذركم، ونحشرهم، وانذركم، ويسيركم، ويطهركم" خلافا لمن ذكرها, وروى جماعة عنه من روايتيه الاختلاس فيهما, وعبر عنه بالإتيان بثلثي الحركة, قال الجعبري: معناه بأكثرها بخلاف الروم فإنه الإتيان بأقلها وروى أكثرهم الاختلاس عن الدوري والإسكان عن السوسي وعكس بعضهم, وروى بعضهم الإتمام عن الدوري وحده, وبه قرأ الباقون فصار للدوري ثلاثة, وللسوسي الإسكان والاختلاس, ولذا قال في الطيبة بعد ذكر الألفاظ: سكن أو اختلس حلا والخلف طب   1 هكذا في النسخة التي بيدي فيشمل الطريقين. وأفادني شيخي أن القصر من المبهج والذي في اللطائف القصر من المفردة، والمد من المبهج. 2 أي: "واعدنا.." في الجميع. [أ] . 3 وخصه صاحب المفردة بما بعده همزة وصل فقط نحو: يا قوم ادخلوا. 4 أي: "يأمركم ... " وهكذا في جميع المواضع. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 وافقه ابن محيصن على اختلاس بارئكم بخلف1 وعنه الإسكان في الكلمات الخمس ونحوهن مما اجتمع فيه ضمتان أو ثلاث نحو: يصوركم ويعلمكم ونطعمكم والاختلاس في ذلك كله من المفردة, وقال بعضهم: يختلس ابن محيصن الحركة من كلمة اجتمع فيها ضمتان وهي ستة أحرف إذا لم يكن فيها تشديد أو ساكن نحو: "يأمركم، وينصركم، ويحشرهم، ويشعركم، يذرؤكم، يكلؤكم" ونحوهن ا. هـ. ولا خلاف عن أبي عمرو في عدم إبدال همزة "بارئكم" معا حال سكونها إلا ما انفرد به ابن غلبون ومن تبعه من إبدالها ياء ساكنة, قال في النشر: وهو غير مرضي؛ لأن سكون الهمزة عارض فلا يعتد به ويوقف عليه لحمزة بالتسهيل بين بين, وإبدالها ياء على الرسم ضعيف, وأدغم أبو عمرو من روايتيه النون في اللام من "نُؤْمِنَ لَك" [الآية: 55] مع إبدال الهمز الساكن واوا وله الإظهار مع الهمز وعدمه, فهي ثلاثة أوجه, تقدم نظيرها في "حَيْثُ شِئْتُمَا" وافقه يعقوب في الإدغام من المصباح. وأمال "نَرَى اللَّه" [الآية: 55] وصلا ونحوه كـ"فَسَيَرَى اللَّه" وهو في ثلاثين موضعا السوسي بخلف عنه, واختلف عنه أيضا في ترقيق لام الجلالة من ذلك حال الإمالة وتفخيمها, وكلاهما جائز منقول صحيح وعن ابن محيصن "الصاعقة" [الآية: 55] حيث جاء بحذف الألف وسكون العين واختلف عنه في الذاريات2 "وغلظ" الأزرق لام وظللنا وما ظلمونا بخلف عنه, وأشار إلى ترجيح التغليظ في الطيبة بقوله: وقيل عند الطاء والظاء والأصح تفخيمها وأمال "السلوى" [الآية: 57] حمزة والكسائي وكذا خلف3, وقرأ أبو عمرو كالأزرق بالتقليل والفتح, وتقدم حكم "حَيْثُ شِئْتُمَا" [الآية: 58] إدغاما وإبدالا. واختلف في "يغفر" [الآية: 58] هنا و [الأعراف الآية: 161] فابن عامر بالتأنيث فيهما, وقرأ نافع وكذا أبو جعفر بالتذكير4 هنا, والتأنيث في الأعراف وكذا يعقوب بالتأنيث في الأعراف ووجه الكل لا يخفى؛ لأن الفعل مسند إلى مجازي التأنيث واتفق هؤلاء الأربعة على ضم حرف المضارعة, وفتح الفاء على البناء للمفعول, والباقون بنون مفتوحة وفاء مكسورة في الموضعين على البناء للفاعل5.   1 أي: بين الاختلاس والإشباع, فالاختلاس من المبهج, والإشباع من المفردة. 2 فقرأه كذلك من المبهج وقرأه من المفردة كالجمهور بالألف وكسر العين وستأتي قراءة الكسائي في الذاريات. 3 ووافقهم الأعمش, وهكذا يقال في كل ما ماثله. 4 أي: ابن عامر: "تغفر". والمدنيان: "يغفر" والباقون: "نغفر..". [أ] . 5 ووافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن والأعمش. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 وقرأ أبو عمرو بخلف عن الدوري "تَغْفِرُ لَكُم" [الآية: 58] بإدغام الراء في اللام1, وفي النشر تفريع الخلاف على الإدغام الكبير, فإذا أخذ به أدغم هذا بلا خلاف, وإلا فالخلاف متجه في هذا, والأكثرون على الإدغام والباقون بالإظهار. واتفقوا هنا على "خطايا" [الآية: 58] كبقايا2 وأماله الكسائي وحده وبالفتح والتقليل الأزرق. وقرأ "قولا غير" [الآية: 59] بإخفاء التنوين عند الغين أبو جعفر وتقدم حكم إدغام "قيل لهم" لأبي عمرو ويعقوب, وإشمام كسرة القاف لهشام والكسائي ورويس, وكذا تغليظ الأزرق "ظلموا" بخلفه وعن ابن محيصن "رجزا" [الآية: 59] بضم كسر الراء حيث وقع وهو لغة وعن الأعمش "يفسقون" [الآية: 59] بكسر ضم السين حيث جاء وهو لغة أيضا. وأمال "استسقى" [الآية: 60] حمزة والكسائي وكذا خلف والأعمش, وبالفتح والتقليل الأزرق, وعن المطوعي عن الأعمش "عشرة" بكسر سكون الشين وعنه أيضا الإسكان والفتح وكلها لغات وعن الحسن والأعمش "مصر" [الآية: 61] بلا تنوين غير منصرف ووقفا بغير ألف, وهو كذلك في مصحف أبي بن كعب وابن مسعود, وأما من صرف فإنه يعني مصرا من الأمصار غير معين, واستدلوا بالأمر بدخول القرية وبأنهم سكنوا الشام, وقيل أراد بقوله: "مصرا" وإن كان غير معين مصر فرعون من إطلاق النكرة مرادا بها المعين. وأمال "أدنى" [الآية: 61] وكذلك "الأدنى" حيث وقعا حمزة والكسائي والأعمش وكذا خلف وبالفتح والتقليل الأزرق. وتقدم حكم "عَلَيْهِمُ الذِّلَّة" [الآية: 61] من حيث ضم الهاء والميم وكسرهما في سورة الفاتحة وكذا مد "باؤا" للأزرق. وقرأ "النبيين" [الآية: 61] و"النبيون, والأنبياء, والنبي, والنبوة" بالهمزة3 نافع على الأصل؛ لأنه من النبأ وهو الخبر, والباقون بياء مشددة في المفرد وجمع السلامة, وفي جمع التكسير بياء مخففة في المصدر بواو مشددة مفتوحة, وقرأ به قالون في موضعي الأحزاب في الوصل؛ لأنه إذا همز على أصله اجتمع همزتان مكسورتان منفصلتان ومذهبه تخفيف الأولى, فعدل عن التسهيل إلى البدل بعد الياء توصلا إلى الإدغام مبالغة في التخفيف, وإذا وقف عاد إلى أصله بالهمز.   1 ووافقه اليزيدي وابن محيصن من المفردة. 2 في بعض النسخ بعده إلا الحسن فإنه قرأه خطيئاتكم بجمع السلامة. 3 أي: "النبيئين ... ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 وقرأ "الصائبين" [الآية: 62] هنا والحج بحذف الهمزة نافع وكذا أبو جعفر1, والباقون بالهمز, ويوقف عليه لحمزة بالتسهيل كالياء, وبالحذف وإخباره الآخرون بالتخفيف الرسمي, قيل وبالأبدال ياء ذكره الهذلي وضعف2 وكذا حكم الوقف على "خاسيئين" و"الخاطئين". وأمال الألف بعد الراء من "النصارى" [الآية: 62] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي, وكذا خلف وبالتقليل الأزرق وأمال الألف بعد الصاد منه الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير اتباعا لإمالة الألف بعد الراء, كما تقدم, وعن المطوعي "واذكروا" [الآية: 63] بفتح سكون الذال وفتح ضمة الكاف وتشديدهما3. وقرأ الأزرق بترقيق راء "قردة" [الآية: 65] وأخفى تنوينها عند خاء "خاسئين" وذكر هنا في الأصل أن أبا جعفر أبدل همزة خاسئين ياء وفيه نظر, والذي سبق له في باب الهمز المفرد تبعا للنشر وغيره إنه لا يحذف من هذا الباب إلا الصائبين ومتكئين ومستهزئين والخاطئين وخاطئين فقط, وكذا في النشر وطيبته وتقريبه, غير أنه ذكر فيه أن الهذلي انفرد عن النهرواني عن ابن وردان بالحذف في خاسئين, وهو غير معمول عليه, ويوقف عليه لحمزة بالتسهيل بين بين, وبحذف الهمزة على اتباع الرسم, وحكى الإبدال ياء وضعف4. وقرأ "هزوا" [الآية: 67] حيث جاءوا "كفوا" في سورة الإخلاص [الآية: 4] حفص بإبدال الهمزة فيهما واوا في الحالين5 تخفيفا وافقه الشنبوذي وأسكن الزاي من "هزوا" حيث أتى حمزة وكذا خلف وأسكن الفاء من "كفوا" حمزة, وكذا يعقوب وخلف6 والباقون بضمهما7 وأما قوله: هنا في الأصل, وقرأ بحذف الهمزة وتشديد الزاي في هزوا أبو جعفر, فلعله سبق قلم, فإن ما كان من أقسام الهمز متحركا وقبله زاي اختص منه جزأ فقط منصوبا ومرفوعا, فقرأه أبو جعفر بحذف الهمزة وتشديد الزاي كما تقدم فليس في هزوا ما ذكر لأبي جعفر وغيره, ويوقف عليهما لحمزة بوجهين وهما: النقل على القياس والإبدال واوا اتباعا للرسم, وحكى بين بين وأيضا تشديد الزاي على الإدغام, ولا يقرأ بهما وتقدم وقف يعقوب بهاء السكت على ما هي قريبا وعن الحسن "متشابه" بميم وتاء مرفوعة الهاء منونة في الوصل وتخفيف الشين وعن المطوعي يـ"تَشَابَهَ عَلَيْنَا" [الآية: 70] مضارعا بالياء وتشديد   1 أي: "الصابئين ... ". [أ] . 2 وافقه الأعمش بخلفه وهكذا يقال في نظائره. 3 أي: "واذكروا" [أ] . 4 ووافقه المطوعي. 5 الباقون: "هزؤا, كفؤا". [أ] . 6 وافقهم في الموضعين المطوعي. 7 والإسكان لغة تميم وأسد وعامة قيس والضم لغة الحجازين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 الشين مرفوع الهاء وأصله يتشابه فأدغم "وأمال شاء" حمزة وابن ذكوان وهشام من طريق الداجوني وكذا خلف. وقرأ الأزرق بترقيق راء "تثير" [الآية: 71] على الأصح كما تقدم, وأما "لا شية" فبالياء المثناة التحتية من غير همز باتفاق, أي: لا لون فيها يخالف جلدها, وكتبت بالهاء المربوطة, ونقل همزة الآن ورش وكذا ابن وردان بخلف عنه, ويوقف على "فادارأتم" [الآية: 72] لحمزة بإبدال الهمزة ألفا كأبي عمرو بخلفه ومن وافقه في الحالين, وعن المطوعي "لما يتفجر، لما يشقق، لما يهبط" [الآية: 74] بالتشديد في لما الثلاثة بخلاف في الأخيرين, قال ابن عطية: وهي قراءة غير متجهة, وعنه يهبط بضم الياء والجمهور بكسرها. واختلف "في عما تعملون، أفتطعمون" [الآية: 74, 75] فابن كثير بالغيب وافقه ابن محيصن والباقون بالخطاب1 وعن ابن محيصن "أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ" [الآية: 77] . بالخطاب واختلف عنه في "يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ" [الآية: 77] 2. واختلف في "إِلَّا أَمَانِي" [الآية: 78] وبابه فأبو جعفر "إلا أماني، وأمانيهم، وليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب، في أمنيته" بتخفيف الياء فيهن مع إسكان الياء المرفوعة والمخفوضة من ذلك, وبكسر الهاء من أمانيهم لكونها بعد ياء ساكنة, والأماني جمع أمنية وهي أفعولة أصلها أمنوية, اجتمعت ياء وواو وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء, وهي من مني إذا قدر؛ لأن المتمني يقدر في نفسه ويحرز ما يتمناه وجمعها بتشديد الياء؛ لأنه أفاعيل وإذا جمعت على أفاعل خففت الياء والأصل التشديد؛ لأن الياء الأولى في الجمع هي الواو التي كانت في المفرد التي انقلبت فيه ياء, فوجه قراءة التخفيف جمعه على أفاعل, ولم يعتد بحرف المد الذي في المفرد كما يقال في جمع مفتاح مفاتيح ومفاتح, وافقه الحسن والباقون بالتشديد وإظهار الإعراب, وأدغم "الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِم" أبو عمرو وكذا رويس بخلف عنهما ويعقوب بكماله من المصباح3. وقرأ ابن كثير وحفص وكذا رويس بخلف عنه بإظهار ذال "اتخذتم" [الآية: 80] وأدغم الكل نون لن في ياء "يخلف" مع الغنة الإخفاء عن حمزة فأسقط الغنة ومثله الدوري عن الكسائي بخلف عنه, وأمال "بلى" حمزة والكسائي وكذا خلف وشعبة من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم عنه, وبالفتح والتقليل أبو عمرو وصححها في النشر عنه من الروايتين, لكنه اقتصر في طيبته في نقل الخلاف على الدوري, وبهما قرأ الأزرق   1 هنا سقط ولعله "وعن" المطوعي عن الأعمش "كلم الله" بغير ألف وكسر اللام اسم جنس واحده كلمة, وقد يراد بالكلمة الكلام فتكون القراءتان بمعنى واحد. 2 فبالغيب من المبهج وبالخطاب من المفردة. 3 وموافقة الأربعة لهم لا تخفى وقس عليهم ما أشبهه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 والباقون بالفتح "ويوقف" لحمزة1 على "سيئة" بإبدال الهمزة ياء مفتوحة. وأمال هاء التأنيث منها الكسائي وفقا, وكذا حمزة بخلف عنه. واختلف: في "خطيئته" [الآية: 81] فنافع وكذا أبو جعفر "خطيآته" على جمع السلامة, والباقون بالتوحيد ويوقف عليه لحمزة بإبدال همزته ياء من جنس الزائدة قبلها, وإدغامها فيها وجها واحدا, وحكى بين بين وضعف وتقدم إمالة "النار" وتسهيل همزة إسرائيل ومد يائه والوقف عليه قريبا. واختلف: "في تعبدون" [الآية: 83] فابن كثير وحمزة والكسائي بالغيب؛ لأني بني إسرائيل لفظ غيبة وافقهم ابن محيصن والحسن والأعمش, والباقون بالخطاب حكاية لما خوطبوا به, وليناسب قولوا للناس, ويوقف لحمزة على "إحسانا" بالتحقيق والتسهيل كالياء؛ لأنه متوسط بغيره المنفصل. وأمال: "القربى" [الآية: 83] حمزة والكسائي وكذا خلف وبالفتح والتقليل الأزرق وأبو عمرو. وأمال: "اليتامى" [الآية: 83] حمزة والكسائي وكذا خلف وبالفتح والتقليل الأزرق. وأمال: فتحة التاء مع الألف بعدها الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير اتباعا لإمالة ألف التأنيث بعد. وأمال: "للناس" إمالة كبرى كما تقدم وهي المرادة عند الإطلاق الدوري بخلف عنه وافقه اليزيدي والباقون بالفتح. واختلف "في حسنا" فحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف, ووافقهم الأعمش بفتح الحاء والسين صفة لمصدر محذوف أي: قولا حسنا, والباقون بضم الحاء وإسكان السين وظاهره كما قال أبو حيان: إنه مصدر وأنه كان في الأصل قولا حسنا إما على حذف مضاف أي: ذا حسن, وإما على الوصف بالمصدر لإفراط حسنه. وعن الحسن: بغير تنوين بوزن القربى والعقبى أي: كلمة أو مقالة حسنى وأدغم تاء "الزكوة" في ثاء "ثم" أبو عمرو بخلف عنه, وكذا يعقوب بخلفه من المصباح والمفردة وأمال "دياركم" و"ديارهم" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي, وقلله الأزرق وعن الحسن "تقتلون" هنا وبعده "فلم تقتلون" [الآية: 19] بضم التاء وفتح القاف وكسر التاء مشددة. واختلف في "تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم" [الآية: 85] و"تظاهرا" عليه [بالتحريم الآية:   1 وكذا الأعمش في أحد وجهيه وقيس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 4] فعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بحذف إحدى التاءين: تاء المضارعة أو تاء التفاعل, واختاره في البحر وتخفيف الظاء مبالغة في التخفيف, ووافقهم الأعمش, والباقون بإدغام التاء في الظاء لشدة1 قرب المخرج وعن الحسن هنا تشديد الظاء, والهاء مع فتحهما وحذف الألف ومعناها واحد, وهو التعاون والتناصر. واختلف في "أسارى" [الآية: 85] فحمزة بفتح الهمزة وسكون السين من غير ألف2 وبالإمالة على وزن فعلى جمع أسير بمعنى مأسور, ووافقه الأعمش وكذا الحسن, لكنه بالفتح, وقرأ الباقون بضم الهمزة وفتح السين وبألف بعدها على وزن فعالى جمع أسرى كسكرى وسكارى, وقيل جمع أسير أيضا وأماله أبو عمرو والكسائي وابن ذكوان بخلفه, وكذا خلف وقلله الأزرق, وأمال فتحة السين مع الألف بعدها الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير. واختلف في "تفدوهم" [الآية: 85] فنافع وعاصم والكسائي وكذا أبو جعفر ويعقوب بضم التاء وفتح الفاء وألف بعدها3, وهو جواب الشرط, ولذا حذفت النون منه وافقهم الحسن والمطوعي, والباقون بفتح التاء وسكون الفاء بلا ألف, والقراءتان بمعنى واحد أو المفاعلة على بابها يعطي الأسير المال والأسير الإطلاق, ورقق الأزرق راء "إخراجهم" ولم ينظر إلى حرف الاستعلاء وهو الخاء لضعفه بالهمس, وأمال "الدنيا" حمزة والكسائي وكذا خلف, وبالفتح والتقليل الأزرق وأبو عمرو, وعنه أيضا تمحيض إمالتها من رواية الدوري وهو المراد بقول الطيبة, وعن جماعة له أي: الدوري دنيا أمل. واختلف: في "يعملون، أولئك" [الآية: 85, 86] فنافع وابن كثير وأبو بكر وكذا يعقوب وخلف بالغيب موافقة لقوله: "اشتروا" وافقهم ابن محيصن والباقون بالخطاب مناسبة لقوله أخذنا ميثاقكم وإذا قرئ للأزرق "ولقد آتينا موسى" مع "وآتينا عيسى" فالقصر والتوسط والطول في الثاني على قصر الأول على الاعتداد بالعارض, وهو النقل فإن لم يعتد به وسطه معه وأشبعه كذلك, وعن ابن محيصن "آيدناه" كيف جاء بمد الهمزة وتخفيف الياء نحو: آمن وبابه وعنه أيضا "غلف" بضم اللام جمع غلاف والجمهور بإسكانها جمع أغلف. واختلف: في تسكين عين "القدس, وخطوات, واليسر, والعسر, وجزءا, والأكل, والرعب, ورسلنا, وبابه, والسحت, والأذن, وقربة, وجرف, وسبلنا, وعقبا, ونكرا, ورحما, وشغل, ونكر, وعربا, وخشب, وسحقا, وثلثي الليل, وعذرا, ونذرا" فسكن دال القدس حيث جاء طلبا للتخفيف ابن كثير وافقه ابن محيصن والباقون بالضم وروح القدس أراد به جبريل, وقيل   1 أي: "تظاهرون، تظاهرا ... ". [أ] . 2 أي: "أسرى". [أ] . 3 أي: "وتفادوهم". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 روح عيسى ووصفها به لطهارته عن مس الشيطان أو لكرامته على الله تعالى, ولذا أضافه إلى نفسه؛ أو لأنه لم تضمه الأصلاب. وأما: الطاء من "خطوات" [الآية: 168] أين أتى فأسكن طاءه نافع والبزي من طريق أبي ربيعة وأبو عمرو وأبو بكر وحمزة وكذا خلف وهو لغة تميم, وافقهم ابن محيصن واليزيدي والأعمش, والباقون بالضم لغة أهل الحجاز. وأما: السين من "اليسر والعسر" [الآية: 185] وبابهما فأسكنها كل القراء إلا أبا جعفر فضمها واختلف عن ابن وردان عنه في "فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا" [في الذاريات الآية: 3] فأسكنها عنه النهرواني وضمها غيره. وأما الزاي من "جزأ" فأسكنها كل القراء إلا شعبة فضمها, وهو ثلاثة منصوبان ومرفوع "كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا" في [البقرة الآية: 260] "مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا" [بالزخرف الآية: 15] "جُزْءٌ مَقْسُوم" [بالحجر الآية: 44] . وأما الكاف من "أكلها، وأكله، وأكل، خمط، والأكل، وأكل"1 المضاف إلى المضمر المؤنث والمذكر وإلى الظاهر وغير المضاف فأسكنها فيها نافع وابن كثير, وافقهما ابن محيصن, وأسكنها كذلك أبو عمرو من أكلها المضاف إلى ضمير المؤنث خاصة وضم غيره جمعا بين اللغتين, وافقه اليزيدي والحسن والباقون بالضم. وأما: عين "الرعب، ورعبا" حيث وقعا فأسكنها كلهم إلا أبو عامر والكسائي وكذا أبو جعفر ويعقوب فبالضم. وأما: سين "رسلنا، ورسلهم، ورسلكم" مما وقع مضافا إلى ضمير على حرفين فأسكنها أبو عمرو للتخفيف وافقه اليزيدي والحسن وزاد فيما روى عنه نحو: رسله ورسلك فعم المضاف إلى المضمر مطلقا "وعن" المطوعي إسكان ما تجرد عن الضمير معرفا ومنكرا نحو: رسل الله ويا أيها الرسل والباقون بالضم. وأما: الحاء من "السحت، وللسحت" [بالمائدة الآية: 42، 62، 63] فأسكنها نافع وابن عامر وعاصم وحمزة وكذا خلف وافقهم الأعمش والباقون بالضم. وأما: ذال "الأذن، وأذن" كيف وقع نحو: في أذنيه, وقل أذن, فأسكنها نافع وضمها الباقون. وأما: راء "قربة" وهي [بالتوبة الآية: 99] فضمها ورش وافقه المطوعي وأسكنها الباقون. وأما: راء "جرف" [بالتوبة الآية: 109] فأسكنها ابن ذكوان وهشام من طريق الحلواني وأبو بكر وحمزة, وكذا خلف وافقهم الحسن والأعمش وضمها الباقون.   1 حيث وقعت. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 وأما: باء"سبلنا" [بإبراهيم الآية: 12] و [العنكبوت الآية: 69] فأسكنها أبو عمرو ووافقه اليزيدي والحسن وضمها الباقون. وأما: قاف "عقبا" [بالكهف الآية: 44] فأسكنها عاصم وحمزة وكذا خلف وافقهم الحسن والأعمش وضمها الباقون. وأما: كاف "نكرا" [بالكهف الآية: 74] و [الطلاق الآية: 8] فأسكنها ابن كثير وأبو عمرو وهشام وحفص وحمزة والكسائي وكذا خلف وافقهم الأربعة وضمها الباقون. وأما حاء "رحما" [بالكهف الآية: 81] فأسكنها كل القراء إلا ابن عامر, وكذا أبو جعفر ويعقوب. وأما غين "شغل" [يس الآية: 55] فأسكنها نافع وابن كثير وأبو عمرو وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن وضمها الباقون. وأما كاف "نكر" [بالقمر الآية: 6] فأسكنها ابن كثير وافقه ابن محيصن, والباقون بالضم. وأما راء "عربا" [بالواقعة الآية: 37] فأسكنها أبو عمرو وحمزة وكذا خلف وضمها الباقون. وأما شين "خشب" [بالمنافقين الآية: 4] فأسكنها قنبل من طريق ابن مجاهد وأبو عمرو والكسائي وضمها الباقون. وأما حاء "فسحقا" [بالملك الآية: 11] فأسكنها كلهم إلا الكسائي, وابن جماز وابن وردان بخلف عنه وعن الكسائي. وأما لام "ثلثي" [بالمزمل الآية: 20] فأسكنها هشام، وضمها الباقون. وأما ذال "عذرا" [بالمرسلات، الآية: 6] فأسكنها كل القراء غير روح وافقه الحسن. وأما ذال "نذرا" [بالمرسلات الآية: 6] أيضا فأسكنها أبو عمرو وحفص وحمزة والكسائي, وكذا خلف, وافقهم اليزيدي والأعمش وضمها الباقون وعن الحسن ضم باء خبرا في موضعي الكهف وراء "عرفا" في المرسلات "وجه" إسكان الباب كله أنه لغة تميم وأسد وعامة قيس, ووجه الضم أنه لغة الحجازيين, وقيل الأصل السكون واتبع أو الضم وأسكن تخفيفا كرسلنا. وأمال "جاءكم" ابن ذكوان وحمزة وكذا خلف وافقهم الأعمش واختلف عن هشام فأمالها الداجواني وفتحها الحلواني كالباقين وكذا "جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا" [الآية: 89] وجميع الباب. وأمال "تهوى" [الآية: 87] حمزة والكسائي وكذا خلف ووافقهم الأعمش الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 وبالفتح والتقليل الأزرق وأمال "الكافرين" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي, وكذا رويس وقلله الأزرق وأبدل همزة "بِئْسَمَا اشْتَرَوْا" [الآية: 90] ياء ورش1 من طريقيه وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر كوقف حمزة عليه وهي موصولة بلا خلاف, وتقدم حكم إسقاط غنة النون عند الياء من نحو: "أن ينزل الله" و"من يشا"ء. واختلف: في "ينزل" [الآية: 90] وبابه إذا كان فعلا مضارعا بغير همزة مضموم الأول مبنيا للفاعل أو المفعول حيث أتى, فابن كثير وأبو عمرو وكذا يعقوب بسكون النون وتخفيف الزاي من أنزل إلا ما وقع الإجماع على تشديده, وهو {وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ} [بالحجر الآية: 21] وافقهم ابن محيصن واليزيدي, وقرأ حمزة والكسائي وكذا خلف بالتخفيف كذلك في: ينزل الغيت بلقمان والشورى كابن كثير ومن معه, وافقهم الأعمش, وقد خالف أبو عمرو وكذا يعقوب أصلهما في قوله تعالى: "عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَة" [بالأنعام الآية: 37] ولم يخففه سوى ابن كثير وافقه ابن محيصن وخالف ابن كثير أصله في موضعي الإسراء وهما: "وننزل من القرآن, وحتى تنزل علينا" [الآية: 82، 93] فشددهما ولم يخففهما إلا أبو عمرو ويعقوب وافقهما اليزيدي وخالف يعقوب أصله في الموضع الأخير من النحل وهو: "والله أعلم بما ينزل" فشدده ولم يخففه سوى ابن كثير وأبي عمرو وافقهما ابن محيصن واليزيدي, والباقون بتشديد الزاي مع فتح النون مضارع نزل المتعدي بالتضعيف, وخرج بقيد المضارع الماضي نحو: "وما أنزل الله" وبغير همزة "سأنزل" وبالمضموم الأول "وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاء" وأما "منزلها" بالمائدة فيأتي في محله, وكذا "ينزل الملائكة" بأول النحل إن شاء الله تعالى وتقدم إشمام "قيل" لهشام وللكسائي وكذا رويس قريبا "وكذا" إدغام لامها في لام "لهم" لأبي عمرو بخلفه كذا يعقوب من المصباح. وكذا: وقف البزي وكذا يعقوب بزيادة هاء السكت على "فلم" بخلف عنهما "وكذا" همز "أنبياء" لنافع "وأظهر" الدال من "وَلَقَدْ جَاءَكُمْ" [الآية: 92] نافع وابن كثير وابن ذكوان وعاصم وكذا أبو جعفر ويعقوب "وأمال" جاءكم ابن ذكوان وهشام بخلفه وحمزة وكذا خلف وأمال "موسى" حمزة والكسائي وخلف, وبالفتح والتقليل الأزرق وأبو عمرو, وقرأ بإظهار الذال عند التاء "ثم اتخذتم" [الآية: 92] ابن كثير وحفص ورويس بخلفه "وذكر" آنفا إبدال "بئسما" "كيأمركم" والخلاف في تسكين رائه, واختلاس حركتها لأبي عمرو وزيادة إتمامها للدوري "وكذا" إمالة "الناس" له بخلفه "ورقق" الأزرق راء "بصير" بخلفه.   1 أي: "بيسما..". [أ] . 2 فشدداه جمعا بين اللغتين أو الأثر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 واختلف: في "بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُون" [الآية: 96] فيعقوب بالخطاب1 على الالتفات والباقون بالغيب. واختلف: في "جبريل" [الآية: 97, 98] هنا وفي [التحريم الآية: 4] فنافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص وكذا أبو جعفر ويعقوب بكسر الجيم والراء وحذف الهمزة وإثبات الياء وهي لغة الحجازيين وافقهم اليزيدي وقرأ ابن كثير بفتح الجيم وكسر الراء وياء ساكنة من غير همز2 وافقه ابن محيصن وقرأ حمزة والكسائي, وكذا خلف بفتح الجيم والراء وهمزة مكسورة وياء ساكنة3، وافقهم الأعمش واختلف عن أبي بكر فالعليمي عنه كحمزة ومن معه ويحيى بن آدم عنه كذلك, إلا أنه حذف الياء بعد الهمزة وعن الحسن "جبرائل" بألف قبل الهمزة وحذف الياء وعن ابن محيصن من المبهج كراوية يحيى بن آدم عن أبي بكر إلا أن اللام مشددة4 وكلها لغات وأمال "بشرى" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق. واختلف في "ميكال" [الآية: 98] فنافع وقنبل من طريق ابن شنبوذ وكذا أبو جعفر بهمزة بعد الألف من غير ياء5 وهي لغة لبعض العرب, وقرأ أبو عمرو, وحفص وكذا يعقوب بحذف الهمزة والياء بعدها كمثقال, وهي لغة الحجازيين وافقهم اليزيدي والحسن وعن ابن محيصن بالهمز من غير ياء مع تخفيف اللام من المفردة6 وتشديدها من المبهج7, وقرأ الباقون وهم: البزي وقنبل من طريق ابن مجاهد وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وكذا خلف بزيادة الهمزة والياء بعد الألف8, وافقهم الأعمش9. ووقف: حمزة على جبريل بالتسهيل بين بين فقط وكذا ميكال مع المد والقصر. وقرأ: ورش من طريق الأصبهاني بتسهيل همزة "كأنهم وكأنك، وكأن لم" في جميع القرآن وعن الحسن "عوهدوا" ببنائه للمفعول وهي مخالفة للرسم وعنه أيضا "الشياطون"10 وتعقبه. واختلف: في "وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ" [الآية: 102] وفي الأولين في [الأنفال الآية:   1 أي: "تعملون". [أ] . 2 أي: "جبريل" [أ] . 3 أي: "جبرائيل" [أ] . 4 أي: "جبرائل". [أ] . 5 أي: "ميكائِلَ". [أ] . 6 أي: "ميكائَلَ". [أ] . 7 أي: "مِيْكائلَّ". [أ] . 8 أي: "مِيْكائيل". [أ] . 9 وابن محيصن من المفردة. 10 أي: بالواو بدل الياء وفتح النون حيث جاء مرفوعا, قاسه على قول العرب بستان فلان حوله بساتون. رواه الأصمعي، قالوا: والصحيح أن هذا الحسن فاحش, وقال أبو البقاء: شبه فيه الياء قبل النون بياء جمع التصحيح وهو قريب من الغلط, وأسقط هذا الحرف كثير من المحققين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 17] "ولكن الله قتلهم، ولكن الله رمى" فابن عامر وحمزة والكسائي وكذا خلف بتخفيف النون من "ولكن" كما هو لغة وكسرها وصلا ورفع ما بعدها على الابتداء, وافقهم الأعمش عليها والحسن في ثاني الأنفال والباقون بالتشديد ونصب ما بعدها بها, وأما "وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَن، ولكن البر من اتقى" وحرف يونس فيأتي في محله إن شاء الله تعالى, ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على: "المرء" بالنقل مع إسكان الراء للوقف على القياس, ويجوز الروم وعن المطوعي إمالة: "بضارين" [الآية: 102] . وأمال "اشتريه" أبو عمرو وحمزة والكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري وكذا خلف وقلله الأزرق, وأما الخلف في "ينزل" فسبق قريبا وكذا إخفاء النون عند الخاء لأبي جعفر في"مِنْ خَلاق" [الآية: 102] و"من خير" وترقيق الأزرق راء: "خير لو" بخلفه وعن ابن محيصن والحسن "راعنا" [الآية: 104] هنا والنساء بالتنوين على أنه صفة لمصدر محذوف أي: قولا راعنا. واختلف في "ننسخ" [الآية: 106] فابن عامر من غير طريق الداجواني عن هشام بضم نون المضارعة وكسر السين مضارع1 انسخ والباقون بفتحهما مضارع نسخ, وبه قرأ الداجواني عن أصحابه عن هشام. واختلف في "ننسها" [الآية: 106] فابن كثير وأبو عمرو بفتح النون والسين وهمزة ساكنة تليها2 من: النسأ وهو التأخير أي: نؤخر نسخها أي: نزولها أو نمحها لفظا وحكما, وافقهما ابن محيصن واليزيدي والباقون بضم النون وكسر السين بلا همز من الترك أي: نترك إنزالها, قال الضحاك: وعن الحسن بالخطاب وقرأ "شَيْءٍ قَدِير" [الآية: 106] بالمد المشبع والتوسط الأزرق عن ورش وجاء التوسط فيه عن حمزة بخلف, وإذا وقف عليه فله النقل مع الإسكان والروم وله الإدغام معهما فهي أربعة, وهي لهشام بخلفه3 "وإذا" وقف على "سئل" فبالتسهيل بين بين كالياء على مذهب سيبويه, وهو قول الجمهور, وبإبدال الهمزة واوا مكسورة على مذهب الأخفش, ونص عليه الهذلي والقلانسي كما في النشر ونظيره سئلت وسئلوا. وقرأ: بإظهار دال فقد عند الضاد من "ضل" قالون وابن كثير وعاصم وأبو جعفر ويعقوب "وسبق" ذكر "شيء" قريبا وكذا تغليظ لام "الصلوة" للأزرق وكذا "من خير" لأبي جعفر وترقيق راء "بصير" للأزرق بخلفه وإمالة الألف بعد الصاد من "نصارى" للدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير وإمالة ألف التأنيث بعدها لأبي عمرو وابن ذكوان بخلفه وحمزة والكسائي وخلف وتقليله للأزرق. وقرأ "أمانيهم" [الآية: 111] بسكون الياء وكسر الهاء أبو جعفر وافقه الحسن.   1 أي: "ننسخ". [أ] . 2 أي: "ننسأها". [أ] . 3 وكذا الأعمش على ما مر فلا تغفل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 وأمال: "بلى" حمزة والكسائي وخلف وشعبة من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم عنه, وبالفتح والتقليل أبو عمرو وصححهما عنه في النشر من روايتيه لكن قصر الخلاف على الدوري في طيبته, وبهما قرأ الأزرق وتقدم حكم "وَلا خَوْف" ليعقوب وابن محيصن وكذا "عليهم". وأمال: "سعى" [الآية: 114] حمزة والكسائي وخلف1 وبالفتح والتقليل الأزرق. وقرأ أبو عمرو بسكون الميم وإخفائها عند الباء بغنة من "يَحْكُمَ بَيْنَهُم" [الآية: 113] بخلفه وسبق تغليظ اللام "من أظلم" للأزرق بخلفه "ويوقف" لحمزة على: "خائفين" [الآية: 114] بالتسهيل كالياء مع المد والقصر. وأمال: "الدنيا" [الآية: 114] حمزة والكسائي وخلف والدوري عن أبي عمرو من طريق ابن فرح, وبالفتح والتقليل الأزرق وأبو عمرو, وعن الحسن "فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا" بفتح التاء واللام2, ووقف رويس بخلف عنه بإثبات هاء السكت في فثم من "فَثَمَّ وَجْهُ اللَّه"3. واختلف: في "عليم، وقالوا اتخذ" [الآية: 115, 116] فابن عامر "عليم قالوا" بغير واو على الاستئناف والباقون بالواو عطف جملة على مثلها, واتفق المصاحف والقراء على حذف الواو من موضع يونس وأمال "قضى" حمزة والكسائي وخلف والأعمش, وبالفتح والصغرى الأزرق. واختلف: في "كُنْ فَيَكُون" [الآية: 117] "وقال" هنا و [بآل عمران الآية: 59, 60] " فيكون ونعلمه" وفي [النحل الآية: 40] "فيكون والذين" و [بمريم الآية: 35] "فيكون وإن الله" وفي [يس الآية: 82] "فيكون فسبحان" وفي [غافر الآية: 68] "فيكون ألم تر" فابن عامر بنصب فيكون في الستة, وقرأ الكسائي كذلك في النحل ويس, وقد وجهوا النصب بأنه بإضمار أن بعد الفاء حملا للفظ الأمر, وهو كن على الأمر الحقيقي وافقهما ابن محيصن في يس, والباقون بالرفع في الكل على الاستئناف, واتفقوا على الرفع في قوله تعالى: "فيكون الحق" بآل عمران و"كن فيكون قوله الحق" بالأنعام لكن عن الحسن نصبه.   1 ووافقهم الأعمش وقس عليه نظائره. 2 وفيها وجهان أحدهما أن يكون مضارعا والأصل تتولوا من التولية فحذف إحدى التاءين تخفيفا نحو: ما ننزل الملائكة. والثاني أن يكون ماضيا والضمير للغائبين ردا على قولهم في الدنيا ولهم في الآخرة فتتناسق الضمائر, وقال أبو البقاء: ماضي والضمير للغائبين والتقدير: أينما يتولون, يعني إنه وإن كان ماضيا لفظا فهو مستقبل معنى. 3 أي: "فثمه". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 واختلفوا: في ترقيق راء "بشيرا، ونذيرا" [الآية: 119] ونحوه للأزرق ففخمها في ذلك, ونحوه جماعة من أهل الأداء, ورققها له الجمهور, ثم اختلف هؤلاء الجمهور فرققها بعض منهم في الحالين كالداني والشاطبي وابن بليمة, وفخمها الآخرون منهم وصلا فقط لأجل التنوين لا وقفا. واختلف: في "ولا تسئل" [الآية: 119] فنافع وكذا يعقوب بفتح التاء وجزم اللام بلا الناهية بالبناء للفاعل, والنهي هنا جاء على سبيل المجاز لتفخيم ما وقع فيه أهل الكفر من العذاب, كقولك لمن قال لك: كيف حال فلان أي: لا تسأل عما وقع له أي: حل به أمر عظيم غير محصور, وأما جعله على حقيقته جوابا لقوله -صلى الله عليه وسلم: "ما فعل أبواي فغير مرضي", واستبعده في المنتخب؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- عالم بما آل إليه أمرهما من الإيمان الصحيح, قال العلامة ابن حجر الهيثمي في شرح المشكاة: وحديث إحيائهما له -صلى الله عليه وسلم- حق آمنا به ثم توفيا حديث صحيح, وممن صححه القرطبي والحافظ ابن ناصر الدين حافظ الشام والطعن فيه ليس في محله إذ الكرامات والخصوصيات من شأنهما أن تخرق القواعد والعوائد, كنفع الإيمان هنا بعد الموت لمزيد كما لهما وأطال في ذلك, وأما الحديث المذكور وهو "ما فعل أبواي" ففي الدر المنثور للسيوطي أنه حديث مرسل ضعيف الإسناد, وقد ألف كتابا في صحة إحيائهما له فليراجع, والباقون بضم التاء ورفع اللام على البناء للمفعول بعد لا النافية والجملة مستأنفة, قال أبو حيان: وهو الأظهر أي: لا تسئل عن الكفار ما لهم لم يؤمنوا؛ لأن ذلك ليس إليك إن عليك إلا البلاغ, وأمال "ترضى" [الآية: 120] حمزة والكسائي وكذا خلف والأعمش, وبالفتح والتقليل الأزرق وكذا "ابتلى" [الآية: 124] هنا وابتليه موضعي الفجر وكذا "الهدى" [الآية: 120] وتقدم حكم إمالة ألفي "النصارى" [الآية: 120] وخلاف الأزرق في ترقيق الراء من الخاسرون, "وكذا" مدة إسرائيل وتسهيل همزة لأبي جعفر والوقف عليه لحمزة, وأجمعوا على الياء التحتية في "وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْل" [الآية: 123] هنا. واختلف: في "إبراهيم" [الآية: 124] في ثلاثة وثلاثين موضعا, وهو كل ما في هذه السورة وهو خمسة عشر, والثلاثة الأخيرة في النساء وهي "واتبع ملة إبراهيم، واتخذ الله إبراهيم، وأوحينا إلى إبراهيم" [النساء الآية: 125، 163] والأخير من الأنعام "قيما ملة إبراهيم" [الأنعام الآية: 161] والأخيران من التوبة "استغفار إبراهيم، وإن إبراهيم" [التوبة الآية: 114] وموضع في سورته "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيم" [الآية: 35] وموضعان في النحل "إبراهيم، وملة إبراهيم" [النحل الآية: 120، 123] وثلاثة بمريم "في الكتاب إبراهيم، عن آلهتي يا إبراهيم، ذرية إبراهيم" [بمريم الآية: 31، 46، 58] والموضع الأخير من العنكبوت "رسلنا إبراهيم" [العنكبوت الآية: 31] وفي الشورى "به إبراهيم" [الشورى الآية: 13] وفي الذاريات "ضيف إبراهيم" [الذاريات الآية: 24] وفي النجم "وإبراهيم الذي وفى" [النجم الآية: 37] والحديد "ونوحا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 وإبراهيم" والحديث [الآية: 26] والأول من الممتحنة "أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيم" [الممتحنة الآية: 4] فابن عامر سوى النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان بألف بدل الياء1 والباقون بالياء وبه قرأ النقاش عن الأخفش, وكذا المطوعي عن الصوري وفصل بعضهم فروى الألف في البقرة خاصة, وهي رواية كثير عن ابن الأخرم عن الأخفش, وهما لغتان ووجه خصوصية هذه المواضع أنها كتبت في المصاحف الشامية بحذف الياء منها خاصة, وأما زيادة موضع آل عمران والأعلى على ما ذكر فهو وهم, كما نبه عليه في النشر وتقدم إمالة "للناس" عن الدوري بخلفه "وعن" المطوعي "ذريتي" حيث جاء بكسر الذال لغة فيها "وأسكن" ياء "عَهْدِي الظَّالِمِين" [الآية: 124] حمزة وحفص2 "وعن" المطوعي "مثابات" بالجمع وكسر التاء3 وقرأ: أبو عمرو وهشام بإدغام ذال "إذ" في جيم "جعلنا". واختلف في "واتخذوا" [الآية: 125] فنافع وابن عامر بفتح الخاء على الخبر عطفا على ما قبله إما على مجموع إذ جعلنا فتضمر إذ, وإما على نفس جعلنا فلا إضمار, وافقهم الحسن والباقون بكسرها على الأمر والمأمور بذلك, قيل إبراهيم وذريته وقيل نبينا صلى الله عليهما, وأمته وعليهما فيكون معمولا لقول محذوف أي: وقال الله لإبراهيم على الأول, وقلنا اتخذوا على الثاني "وغلظ" الأزرق لام "مصلى" وصلا فإن وقف غلظها مع الفتح ورققها فقط مع التقليل, وأمالها حمزة والكسائي وخلف والأعمش وقفا, ورقق الأزرق راء "طهرا بيتي" بخلف عنه, ومن فخمها عنه راعى ألف التثنية وهما في جامع البيان "وفتح" بيتي "للطائفين" نافع وهشام وحفص وكذا أبو جعفر "وعن" ابن محيصن ضم باء "رب" المنادى المضاف إلى ياء المتكلم4. واختلف في "فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا" [الآية: 126] فابن عامر بإسكان الميم, وتخفيف التاء مضارع: أمتع 5المتعدي بالهمزة وافقه المطوعي, والباقون بالفتح والتشديد مضارع متع المعدى بالتضعيف, وعن المطوعي "ثُمَّ أَضْطَرُّه" بوصل الهمزة وفتح الراء وعن ابن محيصن إدغام ضاد اضطر في طائه وعن الحسن "مُسْلِمَيْنِ لَك" على الجمع6 وتقدم إبدال همزة بئس لورش ومن معه.   1 أي: "إبراهام" في جميع ما حدده أعلاه. 2 ووافقهما ابن محيصن والحسن والمطوعي. 3 ووجه أن مثابة لكل واحد من الناس. 4 وهو في سبعة وستين موضعا هذا أولها. وعنه من المفردة بالكسر إلا رب احكم في الأنبياء وما جاء منه مما هو متصل بهمزة الوصل فإنه وافق في ضمه صاحب المبهج. 5 أي: "فأمتعه ... ". [أ] . 6 أي: بكسر الميم الثانية وفتح النون, دعاء لهما وللموجود من أهلها كهاجر أو التثنية من مراتب الجمع ا. هـ. فتصير: "مسلمين". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 واختلف في راء "أرنا" [الآية: 128] وأرني حيث وقعا فابن كثير وأبو عمرو بخلف عنه, وكذا يعقوب بإسكانها للتخفيف وافقهم ابن محيصن, والوجه الثاني لأبي عمرو من روايتيه هو الاختلاس جمعا بين التخفيف والدلالة قال في النشر: وكلاهما ثابت من كل من الروايتين, وبعضهم روى الاختلاس عن الدوري والإسكان عن السوسي كالشاطبي, وقرأ ابن ذكوان وهشام من غير طريق الداجوني, وأبو بكر بإسكانها في فصلت وبالكسر الكامل في غيرها, وبه قرأ الباقون في الكل, "وتقدم" ضم هاء "فيهم" و"يزكيهم" ليعقوب و"عليهم" لحمزة وكذا أمالة "الدنيا". واختلف في "وَوَصَّى بِهَا" [الآية: 132] فنافع وابن عامر وكذا أبو جعفر بهمزة مفتوحة بين الواوين وإسكان الثانية وتخفيف الصاد1 وهو موافق لرسم المصحف المدني والشامي والباقون بالتشديد من غير همز معدى بالتضعيف موافقة لمصاحفهم, وأمالها حمزة والكسائي وخلف, وبالفتح والصغرى الأزرق, وكذا حكم "اصطفى" وهو سبعة مواضع. وقرأ "شهداء إذ" [الآية: 133] بتسهيل الثانية كالياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس, وافقهم اليزيدي وابن محيصن, والباقون بتخفيفها "وعن" الحسن "وإله أبيك" بالإفراد فيكون إبراهيم بدلا منه, وعلى قراءة الجمهور إبراهيم وما بعده بدل من آبائك بدلا تفصيليا, وأجيز أن يكون منصوبا بإضمار أعني, وعن ابن محيصن من المفردة إدغام "أتحاجوننا"2 وعن المطوعي إدغامه أيضا. وتقدم حكم إمالة ألفي "نصارى" وكذا "موسى" و"عيسى" وهمزة "النبيئون". وتقدم في باب الإمالة تفصيل طرق الأزرق حيث اجتمع له مد البدل والألف المنقلبة عن الياء نحو: "أوتي موسى وعيسى" ذلك الفتح في موسى وعيسى على القصر في أوتي وما بعده, وكل من الفتح والتقليل على كل من التوسط والإشباع في أوتي وما بعده فهي خمسة أوجه, بها قرأنا من طرق الكتاب كالنشر, ومنع بعض مشايخنا من طرق الشاطبية الفتح مع التوسط, فتصير أربعة وتقدم إدغام نون "نحن" في لام "له" لأبي عمرو بخلفه وإن فيه طريقتين وكذا ما أشبهه نحو: "شهر رمضان، العفو وأمر، زادته هذه، المهد صبيا". واختلف في "أَمْ تَقُولُون" [الآية: 140] فابن عامر وحفص وحمزة والكسائي كذا رويس وخلف بالخطاب, وافقهم الأعمش والباقون بالغيب وتقدم حكم3 "إبراهام" لهشام وابن ذكوان بخلفه وكذا إمالة ألفي "نصارى" وقرأ "قل ءأنتم" [الآية: 143] هنا   1 أي: "وأوصى..". [أ] . 2 وإظهاره من المبهج كالجمهور. 3 انظر الصفحة: "191". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 والفرقان بتسهيل الثانية بين بين مع إدخال ألف بينهما قالون وأبو عمرو وهشام من طريق ابن عبدان وغيره عن الحلواني, وكذا أبو جعفر1, وقرأ ورش من طريق الأصبهاني وابن كثير ورويس بالتسهيل من غير ألف بينهما2, وبه قرأ الأزرق وله أيضا إبدالها ألفا خالصة مع المد للساكنين والباقون ومنهم هشام من مشهور طرق الداجوني بالتحقيق بلا ألف3, وقرأ الجمال عن هشام بالتحقيق مع إدخال الألف فتحصل لهشام ثلاثة أوجه وهي: التحقيق مع الإدخال وعدمه والتسهيل مع الإدخال, وتقدم نقل حركة الهمزة إلى اللام قبلها لورش "وإذا" وقف عليه لحمزة فبالسكت على اللام مع تحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية مع تحقيقها, وبعدم السكت مع الوجهين المذكورين, وبنقل حركة الهمزة الأولى إلى اللام مع تسهيل الثانية, ولا يجوز مع التحقيق, فهذه خمسة ولا يصح غيرهما كما في النشر, وتقدم تغليظ لام "أظلم" للأزرق بخلفه واتفقوا على الخطاب في عما تعملون تلك أمة "سبق" إمالة "الناس" للدوري بخلفه "وأمال" "ما وليهم" حمزة والكسائي وخلف, وبالفتح والصغرى الأزرق, وتقدم الخلاف في ضم الهاء مع الميم وكذا الميم فقط في "قبلتهم التي" وقرأ "يشاء إلى" بتحقيق الأولى وإبدال الثانية واوا خالصة مكسورة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس, وهذا مذهب أكثر المتقدمين وأكثر المأخرين على تسهيلها كالياء, وحكي تسهيلها كالواو, وقد يفهم جوازه من الحرز, وأقره عليه الجعبري وغيره, لكن تعقبه في النشر بأنه لا يصح نقلا ولا يمكن لفظا؛ لأنه لا يتمكن منه إلا بعد تحريك كسر الهمزة أو تكلف إشمامها الضم وكلاهما لا يجوز ولا يصح4, والباقون وبالتحقيق5 ويوقف لحمزة على يشاء إلى الثالثة المذكورة, وهي التحقيق والتسهيل كالياء والواو المحضة "وسبق" ذكر عدم غنة نون "عن" عند ياء "يشاء" وكذا سين "صراط" لقنبل من طريق ابن مجاهد ورويس وإشمام خلف عن حمزة "وكذا" إمالة "الناس" للدوري بخلفه وعن اليزيدي "لكبيرة" بالرفع فخالف أبا عمرو وخرجت على إن كان زائدة أو على أن كبيرة خبر لمحذوف أي: هي كبيرة والجملة محلها نصيب خبر لكان قال السمين: وهو توجيه ضعيف ولكن لا توجه الشاذة بأكثر من ذلك. واختلف في "رؤوف" حيث وقع فأبو بكر وأبو عمرو وحمزة والكسائي, وكذا خلف ويعقوب بقصر الهمزة من غير واو على وزن "ندس"6 وافقهم اليزيدي والمطوعي, والباقون بالمد كعطوف وتسهيل همزة عن أبي جعفر, ومن رواية ابن وردان انفرد به الحنبلي فلا يقرأ به, ولذا أسقطه من الطيبة على عادته في الانفرادات, وقول الأصل هنا وسهل همزة أبو جعفر كسائر الهمزات المضمومة بعد فتح نحو: يطؤن لا يصح ولعله سبق   1 وافقهم اليزيدي. 2 وافقهم ابن محيصن. 3 وافقهم الحسن والأعمش. 4 وافقهم ابن محيصن واليزيدي. 5 وافقهم الحسن والأعمش. 6 أي: "رؤف". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 قلم, فإن قاعدة أبي جعفر في المضمومة بعد الفتح الحذف لا التسهيل بين بين, على أن الواقع منه يطؤن لم تطؤها وإن تطؤهم فقط, كما في النشر وغيره, فالتسهيل في رؤف إنما هي انفرادة للحنبلي في هذا اللفظ فقط, كما تقرر وحمزة في الوقف على أصله من التسهيل بين بين, وحكي إبدالها واوا على الرسم, ولا يصح وأمال "نرى" في أربعة عشر موضعا أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف1 وابن ذكوان من طريق الصوري وقلله الأزرق "وأمال" "ترضيها" حمزة والكسائي وخلف, وبالفتح والتقليل الأزرق. واختلف في "وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون، ولئن" [الآية: 144، 145] فابن عامر وحمزة والكسائي وكذا أبو جعفر وروح بالخطاب, وافقهم الأعمش والباقون بالغيب. واختلف في "موليها" [الآية: 148] فابن عامر بفتح اللام وألف بعدها2 اسم مفعول وفعله يتعدى إلى مفعولين: فالأول هو الضمير المستتر المرفوع على النيابة عن الفاعل والثاني هو الضمير البارز المتصل به عائد على وجهة, والباقون بكسر اللام وياء بعدها على أنه اسم فاعل جملة مبتدأ وخبر في محل رفع صفة لوجهة, ولفظة هو تعود على لفظ كل لا على معناها, ولذا أفرد والمفعول الثاني محذوف أي: موليها وجهه أو نفسه, أو هو يعود على الله تعالى مولي القبلة ذلك الفريق "وسبق" ترقيق راء "الخيرات" للأزرق ومده وكذا توسطه لحمزة بخلفه. واختلف في "عما تعملون, ومن حيث خرجت" [الآية: 149، 150] فأبو عمرو بالغيب وافقه اليزيدي والباقون بالخطاب "وأبدل" همزة "لئلا" ياء الأزرق عن ورش, وافقه الأعمش وبذلك وقف حمزة "وتقدم" اتفاقهم على إثبات الياء في "واخشوني ولأتم" وفتح ابن كثير ياء "فاذكروني أذكركم" وافقه ابن محيصن والباقون بالإسكان "وأثبت" الياء في "تكفرون" يعقوب في الحالين3, "وسبق" للأزرق تفخيم لام "الصلاة" وكذا "صلوات" وأجمعوا على عدم إمالة "الصفا" لكونه واويا ثلاثيا مرسوما بالألف كما تقدم. واختلف في "يطوع خيرا" [الآية:: 158] في الموضعين فحمزة والكسائي وكذا خلف بالغيب وتشديد الطاء وإسكان العين مضارعا مجزوما عن الشرطية, وأصله يتطوع كقراءة عبد الله فأدغم, وقرأ يعقوب كذلك في الموضع الأول فقط, ووافق أصله في الثاني وهو {فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ} وافقهم الأعمش في الموضعين والباقون بالتاء المثناة فوق وتخفيف الطاء وفتح العين فعلا ماضيا موضعه جزم, ويحتمل أن تكون من موصولة فلا موضع له, ودخلت الفاء لما فيه من العموم, وخيرا مفعول بعد إسقاط حرف الجر أي: بخير, وقيل: نعت لمصدر محذوف أي: تطوعا خيرا "وتقدم" ترقيق الراء من نحو: "شاكر" للأزرق بخلفه وإمالة "للناس" للدوري بخلفه وعن ابن محيصن "يلعنهم" معا بسكون   1 وافقهم اليزيدي والأعمش. وكذا يقال في نظائره. 2 أي: مولاها.." [أ] . 3 ووافقه الحسن في الوصل خاصة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 النون بخلفه "وذكر" تغليط اللام للأزرق في "وأصلحوا" وعن الحسن "عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعون" بالرفع في الثلاث على إضمار فعل أي: وتلعنهم الملائكة أو عطفا على لعنة على حذف مضاف أي: ولعنة الملائكة فلما حذف المضاف أعرب المضاف إليه بإعرابه, ومبتدأ حذف خبره أي: والملائكة إلخ يلعنونهم وأمال "النهار" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي1, وبالتقليل الأزرق "وأمال" الكسائي وحده "فأحيا به" وبالفتح والصغرى الأزرق. واختلف "في الريح" [الآية: 164] إفرادا وجمعا هنا و [الأعراف الآية: 57] و [إبراهيم الآية: 18] و [الحجر الآية: 22] و [الإسراء الآية: 69] و [الكهف الآية: 45] و [الأنبياء الآية: 81] و [الفرقان الآية: 48] و [النمل الآية: 63] وثاني [الروم الآية: 48] و [سبأ الآية: 12] و [فاطر الآية: 9] و [ص الآية: 36] و [الشورى الآية: 33] و [الحاثية الآية: 5] فنافع بالجمع فيما عدا الإسراء والأنبياء وسبأ وص, وقرأ ابن كثير كذلك في: البقرة والحجر والكهف والجاثية, وافقه ابن محيصن بخلفه2, وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وكذا يعقوب بالجمع, كذلك في البقرة والأعراف والحجر والكهف والفرقان والنمل وثاني الروم وفاطر والجاثية, وقرأ حمزة وكذا خلف بالجمع في الفرقان فقط, وافقهما الأعمش, وقرأ الكسائي بالجمع في الفرقان أيضا وفي الحجر, وقرأ أبو جعفر بالجمع في الخمسة عشر موضعا لاختلاف أنواعها جنوبا ودبورا وصبا وغير ذلك, واختص ابن كثير بالإفراد في الفرقان وافقه بان محيصن واختلف عن أبي جعفر في الحج3, واتفقوا على الجمع في أول الروم "يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَات" [الآية: 46] وعلى الإفراد في الذاريات "الرِّيحَ الْعَقِيم" [الآية: 41] لأجل الجمع في "مبشرات" والإفراد في "العقيم" وعن الحسن الجمع في غير إبراهيم والإسراء وص والشورى. واختلف في "ولو ترى الذين" [الآية: 165] فنافع وابن عامر وكذا ابن وردان من طريق النهرواني عن ابن شبيب عن الفضل بن شاذان عنه, ويعقوب بالمثناة من فوق خطابا له, ويرى إلى أمته والذين نصب به و"إذ" ظرف ترى أو بدل اشتمال من الذين على حد قوله تعالى: "إذ انتبذت" وجواب لو محذوف على القراءتين أي: لرأيت أمرا فظيعا, وافقهم الحسن, والباقون بمثناة من تحت على إسناد الفعل إلى الظالم؛ لأنه المقصود بالوعيد, والذين رفع به وإذ مفعوله "وأمال" يرى الذين وصلا السوسي بخلف عنه ووقفا أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف وبالصغري الأزرق. واختلف في "يَرَوْنَ الْعَذَابَ" [الآية: 165] فابن عامر بضم الياء على البناء   1 ووافقه اليزيدي وهكذا يقال في نظائره. 2 الجمع من المبهج والإفراد من المفردة. 3 وعن الحسن الجمع في غير إبراهيم والإسراء وص والشورى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 للمفعول على حد "يريهم الله" والباقون بفتحها على البناء للفاعل على حد "وَإِذَا رَأى الَّذِين". واختلف في {أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ} [الآية: 165] فأبو جعفر ويعقوب بكسر الهمزة فيها على تقدير إن جواب لو لقلت أن القوة لله في قراءة الخطاب, ولقالون في قراءة الغيب ويحتمل أن تكون على الاستئناف, والباقون بفتحهما والتقدير: لعلمت أن القوة لله ولعلموا, وتقدم تفخيم لام "ظلموا" للأزرق بخلفه وأدغم الذال في التاء من "إذ تبرأ" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف1 والباقون بالإظهار ولا خلاف في "الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا" أن الأول مبني للمفعول والثاني مبني للفاعل إلا ما روي شاذا عن مجاهد بالعكس, وتقدم حكم الهاء والميم من "بهم الأسباب" و"يريهم الله" وإمالة النار وقرأ "خطوات" [الآية: 168] بإسكان الطاء حيث جاء نافع والبزي من طريق أبي ربيعة وأبو عمرو وأبو بكر وحمزة وخلف2, والباقون بالضم وعن الحسن فتح الخاء وسكون الطاء. وقرأ "يأمركم" [الآية: 169] بإسكان الراء أبو عمرو من أكثر طرقه وله الاختلاس3 وروى الإشمام للدوري عنه كما تقدم, وسبق إبدال همزها لأبي عمرو بخلفه وورش وأبي جعفر, وكذا إشمام "قيل" وإدغامها. وقرأ "بل نتبع" [الآية: 170] بإدغام اللام في النون الكسائي وحده4 والباقون بالإظهار, وما وقع في الأصل هنا من ذكر الخلاف فيها لهشام وتصويب الإدغام عنه لعله سبق قلم "وسبق" مد "شيئا" للأزرق, وكذا حمزة وصلا, وأما وقفا فبالنقل وبالإدغام ويوقف له على دعاء ونداء ونحوهما, مما وقعت فيه الهمزة متوسطة بالتنوين بعد ألف بالتسهيل بين بين مع المد والقصر, هذا ما عليه الجمهور واقتصر عليه في الطيبة, وحكي آخران: أحدهما إسقاط الهمزة انفرد به صاحب المبهج, والثاني إبدالها ألفا ثم تحذف إجراء للمنصوب مجرى المرفوع, والمجرور وليس من هذه الطرق, وإن أطال في النشر الكلام عليه. واختلف "في الميتة" هنا [الآية: 173] و [في المائدة الآية: 3] و [النحل الآية: 115] و [يس الآية: 33] و"ميتة" موضعي [الأنعام الآية: 139، 145] و"ميتا" فيها [الآية: 122] و [الفرقان الآية: 49] و [الزخرف الآية: 11] و [الحجرات الآية: 12] و [ق الآية: 11] و"إِلَى بَلَدٍ مَيِّت" [بفاطر الآية: 9] و"لِبَلَدٍ مَيِّت" [بالأعراف الآية: 57] و"الميت" المحلى بأل المنصوب وهو ثلاثة والمجرور وهو خمسة فنافع بتشديد الياء مكسورة في الميتة [بيس الآية: 33] وميتا [بالأنعام الآية: 122] و [الحجرات الآية: 12] ولبلد ميت وإلى بلد ميت, والميت المنصوب والمجرور وقرأ حفص   1 وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن. 2 وافقهم الأربعة. 3 وافقه ابن محيصن من المبهج على الإسكان. 4 وافقه ابن محيصن من المبهج. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 وحمزة والكسائي, وكذا خلف بالتشديد كذلك في: لبلد ميت وإلى بلد ميت المنكر والميت المعرف حيث وقع وافقهم الأعمش, وقرأ كذلك يعقوب ميتا بالأنعام والميت المعرف وافقه الحسن في الأنعام, وقرأ رويس بالتشديد في الحجرات, وافقه ابن محيصن1 وقرأ أبو جعفر بالتشديد في جميع ذلك والباقون بالسكون مخففا في ذلك كله, وعلى القراءتين قوله: ليس من مات فاستراح بميت ... إنما الميت ميت الأحياء واتفقوا على تشديد ما لم يمت نحو: "وما هو بميت، إنك ميت وإنهم ميتون" [الآية: 30] . واختلف في "فَمَنِ اضْطُر" [الآية: 173] وبابه مما التقى فيه ساكنان من كلمتين ثالث ثانيهما مضموم ضمة لازمة, ويبدأ الفعل الذي يلي الساكن الأول بالضم, وأول الساكنين أحد حروف "لتنود" والتنوين فاللام نحو: "قل أدعوا" والتاء نحو: "قالت أخرج" والنون نحو: فمن اضطر أن أغدوا والواو "أو ادعوا" والدال "ولقد استهزئ" والتنوين "فتيلا انظر" فأبو عمرو بكسر النون والتاء والدال والتنوين على أصل التقاء للساكنين لا في واو أو أخرجوا أو ادعوا أو انقص ولام قل نحو: "قل أدعوا قل انظروا" فبالضم فيهما الثقل الكسرة على الواو لضم القاف, وافقه اليزيدي في الواو واللام, وقرأ عاصم وحمزة بالكسر في الستة على الأصل وافقهما المطوعي والحسن, وقرأ يعقوب بالكسر أيضا فيها كلها إلا في الواو فقط, فضم وقرأ الباقون بالضم في الستة اتباعا لضم الثالث, إلا أنه اختلف عن قنبل في التنوين إذا كان عن جر نحو: "خبيثة اجتثت, عيون أدخلوها" فكسره ابن شنبوذ وضمه ابن مجاهد كباقي أقسام التنوين, واختلف أيضا عن ابن ذكوان في التنوين فروى النقاش عن الأخفش كسره مطلقا, وكذا نص أبو العلاء عن الرملي عن الصوري, وكذا روى عن ابن الأخرم عن الأخفش, واستثنى كثير عن ابن الأخرم "برحمة ادخلوا الجنة" بالأعراف "وخبيثة اجتثت" بإبراهيم, وروى الصوري من طريقيه الضم مطلقا والوجهان صحيحان عن ابن ذكوان من طريقيه, كما في النشر, وخرج بقيد الكلمتين ما فصل بينهما بأخرى نحو: إن الحكم, قل الروح, غلبت الروم, فإنه وإن صدق عليه أن الثالث مضموم ضما لازما لكن ال المعرفة فصلت بينهما, وبقيد الضمة اللازمة نحو: أن امشوا إذ أصله امشيوا, وإن امرؤ؛ لأن الضمة منقولة أي: تابعة لحركة الإعراب, ومن أن اتقوا إذ أصله اتقيوا وغلام اسمه؛ لأنها حركة إعراب. وقرأ أبو جعفر "اضطر" بكسر طائها حيث وقعت؛ لأن الأصل اضطررا بكسر الراء الأولى فلما أدغمت الراء انتقلت حركتها إلى الطاء بعد سلبها حركتها واختلف عن ابن   1 من المفردة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 وردان في إلا ما اضطررتم إليه والباقون بضمها على الأصل, وتقدم ذكر خلاف رويس في إدغام و"الْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَة" [الآية: 175] و"الْكِتَابَ بِالْحَق" وكذا أبو عمرو بل ويعقوب بكماله. واختلف في "لَيْسَ الْبِر" [الآية: 177] فحمزة وحفص بنصب خبر ليس مقدما و"إن تولوا" اسمها في تأويل مصدر؛ لأن المصدر المؤول أعرف من المحلى؛ لأنه يشبه الضمير لكونه لا يوصف به, وافقهما المطوعي, والباقون بالرفع على أنه اسم ليس, إذ الأصل أن يلي الفعل مرفوعه قبل منصوبه. واختلف في "ولكن البر من آمن بالله, ولكن البر من اتقى" [الآية: 177 والآية: 189] فنافع وابن عامر بتخفيف نون لكن مخففة من الثقيلة جيء بها لمجرد الاستدراك, فلا عمل لها, وبرفع البر فيهما على الابتداء, وافقهما الحسن, والباقون بتشديد النون ونصب البر فيهما, واتفقوا على رفع: وليس البر, بأن لتعيين ما بعده بالخير بدخول الباء عليه, وتقدم التنبيه على تثليث مد البدل للأزرق في "النبيين" وعلى قصر من آمن "واليوم الآخر" اعتدادا بالعارض, وهو النقل وتوسطه مع توسطهما ومده مع مدهما حيث لم يعتد به, وتقدم له أيضا حكم مد "وآتى" مع وجهي "القربى" وخلاف أبي عمرو في تقليلها وإمالتها مع اليتامى لحمزة والكسائي وخلف, وكذا اعتدى مع تقليلهما وفتحهما للأزرق ومر أيضا إمالة فتحة التاء مع الألف بعدها من اليتامى لأبي عثمان الضرير, وأبدل همزة البأساء الساكنة ألفا أبو عمر, وبخلفه وأبو جعفر ولم يبدلها ورش من طريقيه, وأمال خاف حمزة1 وفتحه الباقون. واختلف في "موص" [الآية: 182] فأبو بكر وحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف بفتح الواو وتشديد الصاد وافقهم الحسن والأعمش, والباقون بالسكون والتخفيف وهما من وصى وأوصى لغتان, وتقدم للأزرق تفخيم لام أصلح كالصلوات. واختلف في "فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِين" [الآية: 184] فنافع وابن ذكوان وكذا أبو جعفر "فدية" بغير تنوين "طعام" بالخفض على الإضافة ومساكين بالجمع وفتح النون بلا تنوين وافقهم الحسن والمطوعي, وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف فدية بالتنوين مبتدأ خبره في المجرور قبله, طعام بالرفع بدل من فدية, ومسكين بالتوحيد وكسر النون منونة, وافقهم ابن محيصن واليزيدي, وقرأ هشام فدية بالتنوين وطعام بالرفع ومساكين بالجمع وفتح النون2 وعن الحسن شهر رمضان بالنصب بإضمار فعل, أي: صوموا وأدغم راء رمضان أبو عمرو بخلفه وكذا يعقوب من المصباح   1 ووافقه الأعمش. وقس عليه نظائره. 2 هنا سقط ولعله: وعن الشنبوذي فدية بالتنوين طعام بالرفع مسكين بالتوحيد والخفض منونا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 وتقدم آخر الإدغام أنه لا يلتفت إلى من استضعف ذلك من حيث اجتماع الساكنين على غير حدهما ونقل ابن كثير حركة الهمزة من القرآن معرفا ومنكرا إلى الساكن قبلها مع حذفها وصلا ووقفا وبه وقف حمزة ومر حكم إمالة "الناس" والهدى وقرأ "اليسر والعسر" بضم السين فيهما أبو جعفر. واختلف في "وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّة" [الآية: 185] فأبو بكر وكذا يعقوب بفتح الكاف وتشديد الميم1, وافقهما الحسن من كمل والباقون بإسكان الكاف وتخفيف الميم من أكمل, وتقدم ترقيق الراء المضمومة من نحو: "ولتكبروا" للأزرق بخلفه وأمال "هداكم" حمزة والكسائي وخلف, وبالفتح والتقليل الأزرق وقرأ "الداع, دعان" بإثبات الياء فيهما وصلا فقط ورش وأبو عمرو وأبو جعفر2, واختلف عن قالون فأثبتهما له أي: وصلا على قاعدته جماعة وحذفهما معا آخرون, من طريق أبي نشيط, وقطع بعضهم له بالإثبات في الداع والحذف في دعان وعكس آخرون, والوجهان صحيحان عن قالون كما في النشر قال فيه: إلا أن الحذف أكثر وأشهر, وأثبتهما في الحالين يعقوب والباقون بالحذف في الحالين "فتح ورش" ياء "بي لعلهم" وعن الأعمش "في المسجد" بالتوحيد3 يريد الجنس "ونقل" همز "فَالْآنَ بَاشِرُوهُن" [الآية: 187] ورش من طريقيه وكذا ابن وردان بخلفه ووقف يعقوب على "باشروهن" بهاء السكت بخلف عنه "وعن" ابن محيصن من المبهج "عن لهلة" بإدغام النون في اللام, ونقل حركة همزة الأهلة إلى لام التعريف وأدغم نون عن في لام التعريف لسقوط همزة الوصل في الدرج, وكذا أدغم اللام في علنسان, وكذا لمن لاثمين على نفسه فهي أربعة من وعن وعلى وبل وعن الحسن "الحج" بكسر الحاء كيف جاء وسيأتي إن شاء الله تعالى بآل عمران. واختلف في "البيوت" [الآية: 189] وبيوت وعيون والعيون والغيوب وجيوب وشيوخ فقرأ قالون وابن كثير وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي, وكذا خلف بكسر ياء بيوت والبيوت حيث جاء طلبا للتخفيف, وافقهم الأعمش, وضمها ورش وأبو عمرو حفص وأبو جعفر ويعقوب على الأصل, ككعب وكعوب وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن, وقرأ أبو بكر وحمزة بكسر غين الغيوب حيث وقع, وافقهما ابن محيصن بخلفه والأعمش وضمها الباقون4, وقرأ ابن كثير وابن ذكوان وأبو بكر وحمزة والكسائي بكسر عين العيون وعيون حيث وقعا, وجيوب في النور وشين شيوخ بغافر وافقهم ابن محيصن من المبهج والأعمش, وضمها الباقون واختلف عن أبي بكر في جيوب فضمها عنه العليمي وشعيب عن يحيى, وكسرها أبو حمدون عن يحيى عنه "وذكر قريبا" تخفيف لكن ورفع "البر" لنافع وابن عامر وأمال "اتقى" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح الصغرى الأزرق.   1 أي: "ولتكملوا". [أ] . 2 وافقهم اليزيدي. 3 الباقون: "المساجد". [أ] . 4 وبه قرأ ابن محيصن من المفردة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 واختلف في "ولا تقتلوهم حتى يقتلوكم فإن قتلوكم" [الآية: 191] فحمزة والكسائي وخلف بغير ألف1 في الأفعال الثلاثة من القتل, وافقهم الأعمش والباقون بالألف من القتال, وأمال "الكافرين" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي ورويس وقلله الأزرق "وعن" الحسن "الحرمات" بسكون الراء وعنه أيضا "العمرة" بالرفع على الابتداء ولله الخبر أي: متعلقة على أنها جملة مستأنفة "وأبدل" الهمزة من "رأسه" أبو عمرو بخلفه وأبو جعفر كحمزة وقفا ولم يبدله ورش من طريقيه كالباقين. وقرأ "فَلا رَفَثٌ وَلا فُسُوقٌ" [الآية: 197] بالرفع منونا فيهما ابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب2, وزاد أبو جعفر وحده فرفع "ولا جدال" كذلك وافقه الحسن وتقدم توجيه ذلك عند قوله تعالى: "فلا خوف عليهم" والرفث بالفرج الجماع وباللسان المواعدة للجماع, بالعين الغمز له وهو هنا مواعدة الجماع, والتعريض للنساء به. وأمال "التقوى" حمزة والكسائي وخلف, وبالفتح والتقليل الأزرق وأبو عمرو "وأثبت" ياء "اتقون يا أولي" أبو عمرو وأبو جعفر وصلا3 وفي الحالين يعقوب. وأمال "هداكم" [الآية: 198] حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وتقدم ترقيق راء "استغفروا" للأزرق بخلفه وأدغم الكاف في الكاف في "مناسككم" [الآية: 200] أبو عمرو بخلفه ويعقوب من المصباح, وكذا يقول: ربنا وتقدم حكم إمالة الدنيا وإخفاء النون عند الخاء في "من خلاق" [الآية: 200] "وكذا" إمالة "النار واتقى، وتولى وسعى" [الآية: 205] "وعن" ابن محيصن والحسن "ويشهد الله" بفتح الياء والهاء والله بالرفع فاعلا أي: ويطلع الله على ما في قلبه من الكفر, وعنهما أيضا "ويهلك" [الآية: 205] بفتح الياء وكسر اللام من هلك الثلاثي "والحرث" بالرفع فاعل "والنسل" عطف عليه, والجمهور بضم الياء من أهلك, والحرث والنسل بالنصب, وتقدم الكلام على إشمام "قيل" وإمالة "الناس" وأمال "مرضات" الكسائي حيث جاء وفتحها الباقون ووقف عليه بالهاء الكسائي وحده, ووقع في الأصل هنا إنه جعل معه خلفا في اختياره, ولعله سبق قلم والباقون بالتاء, وذكر قريبا الخلاف في قصر همزة "رؤف" ومده "وكذا" ضم الطاء من خطوات. واختلف في "السلم" هنا والأنفال والقتال فنافع وابن كثير والكسائي وأبو جعفر بفتح السين هنا, وافقهم ابن محيصن والباقون بالكسر, وقرأ أبو بكر بالكسر في الأنفال وافقه ابن محيصن والحسن وقرأ أبو بكر وحمزة وكذا خلف بالكسر أيضا في القتال وافقهم ابن محيصن والأعمش, فقيل هما بمعنى وهو الصلح, وقيل بالكسر الإسلام وبالفتح الصلح, واتفقوا عن الأزرق على ترقيق لام "ظلل" لضم ما قبلها.   1 أي: "تقتلوهم، يقتلوكم، قتلوكم". [أ] . 2 وافقهم ابن محيصن. 3 وافقهم الحسن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 واختلف في "الملائكة" [الآية: 210] فأبو جعفر بالخفض عطفا على ظلل أو الغمام, والباقون بالرفع عطفا على اسم الله تعالى. واختلف "تُرْجَعُ الْأُمُورُ" [الآية: 210] بفتح حرف المضارعة على البناء للفاعل ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب1 والباقون ببنائه للمفعول وسبق تسهيل همز "إسرائيل" لأبي جعفر مع المد والقصر والخلاف في مده للأزرق, ويوقف لحمزة عليه بتحقيق الأولى من غير سكت على "بني" وبالسكت وبالتقليل وبالإدغام وتسهيلها بين بين ضعيف, وأما الثانية فتسهل كالياء فقط مع المد والقصر, فهي ثمانية أوجه ومر إمالة "جاءته" لحمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلف عنه. وعن ابن محيصن "زين" [الآية: 212] مبنيا للفاعل "الحياة" بالنصب مفعول والفاعل الله تعالى وعنه كذلك في "زين للناس حب" بآل عمران والجمهور بالبناء للمفعول ورفع "الحياة وحب". واختلفوا في "ليحكم" [الآية: 213] هنا وفي آل عمران وموضعي النور, فأبو جعفر بضم الياء وفتح الكاف مبنيا للمفعول حذف فاعله, لإدارة عموم الحكم من كل حاكم والباقون ببنائها للفاعل أي: ليحكم كل نبي [وتقدم الخلف] في إمالة "جاءتهم". وقرأ "يَشَاءُ إِلَى" [الآية: 213] بتحقيق الأولى وإبدال الثانية واوا خالصة مكسورة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس2, ولهم في الثانية تسهيلها كالياء, وأما تسهيلها كالواو فتقدم رده عن النشر والباقون بتحقيقها وتقدم سين "صراط" [الآية: 213] لقنبل بخلفه ورويس وإشمامها لخلف عن حمزة, وإبدال همزة "البأساء" لأبي عمرو بخلفه وأبي جعفر ولم يبدلها ورش من طريقيه. واختلف في "حَتَّى يَقُول" [الآية: 214] فنافع بالرفع؛ لأنه ماض بالنسبة إلى زمن الإخبار أو حال باعتبار حكاية الحال الماضية والناصب يخلص للاستقبال فتنافيا والباقون بالنصب؛ لأن حتى من حيث هي حرف جر لا تلي الفعل إلا مؤولا بالاسم, فاحتيج إلى تقدير مصدر فأضمرت أن وهي مخلصة للاستقبال, فلا تعمل إلا فيه, ويقول حينئذ مستقبل بالنظر إلى زمن الزلزال فنصبته مقدرة وجوبا. وأمال "متى وعسى" حمزة والكسائي وخلف والأعمش, وبالفتح والتقليل الأزرق والدوري عن أبي عمرو, وصريح قول الطيبة: قيل حتى بلى عسى وأسفى عنه أي: الدوري نقل يفيد قصر الخلاف على الدوري فيهما, لكنه نقل في النشر تقليل متى عن أبي عمرو من روايتيه جميعا عن ابن شريح وغيره, وأقره ووقف على "رحمت الله"   1 وافقهم ابن محيصن والمطوعي والحسن. 2 وافقهم ابن محيصن واليزيدي وكذا يقال في ما أشبهه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 [الآية: 218] بالهاء أبو عمرو وابن كثير والكسائي ويعقوب1. واختلف في "إثم كبير" فحمزة والكسائي بالتاء المثلثة2 والكثرة باعتبار الآثمين من الشاربين والمقامرين وافقهما الأعمش والباقون بالموحدة أي: إثم عظيم؛ لأنه يقال لعظائم الفواحش كبائر. واختلف في "قُلِ الْعَفْو" [الآية: 218] فأبو عمرو بالرفع على أن ما استفهامية وذا موصولة فوقع جوابها مرفوعا خبر مبتدأ محذوف أي: الذي ينفقونه العفو, وافقه اليزيدي والباقون بالنصب, على أن ماذا اسم واحد فيكون مفعولا مقدما أي: أي شيء ينفقون فوقع الجواب منصوبا بفعل مقدر أي: أنفقوا العفو. وتقدم حكم إمالة "الدنيا" وكذا "اليتامى" و"شيئا" وكذا تغليظ لام "إصلاح" ووقف حمزة على "فإخوانكم" بالتسهيل كالياء وبالتحقيق. وقرأ "لأعنتكم" [الآية: 220] بتسهيل الهمزة البزي وصلا ووقفا بخلف عنه, ويوقف لحمزة كذلك أي: بالتسهيل والتحقيق؛ لأنه متوسط بزائد أي: ولو شاء الله إعناتكم لأعنتكم أي: كلفكم ما يشق عليكم من العنت وهو المشقة, وعن اليزيدي لعنتكم بلام وعين مهملة ونون مفتوحات, وعن الحسن والمطوعي "والمغفرة" بالرفع مبتدأ أي: حاصلة بإذنه والجمهور بالجر عطفا على الجنة وبإذنه متعلق بيدعوا "وإذا" وقف على "أذى" أميل الحمزة ومن معه وقلل للأزرق بخلفه. واختلف في "يطهرن" فأبو بكر وحمزة والكسائي وكذا خلف تفتح الطاء والهاء مشددتين3 مضارع تطهر اغتسل, والأصل يتطهرن, كقراءة أبي وابن مسعود رضي الله عنهما4 والباقون بسكون الطاء وضم الهاء مخففة مضارع طهرت المرأة شفيت من الحيض واغتسلت, قال البيضاوي: ويدل عليه صريحا قراءة حمزة والتزاما قوله: فإذا تطهرن, "وأمال" "أَنَّى شِئْتُم" [الآية: 223] حمزة والكسائي وخلف والأعمش, وبالفتح والصغرى الأزرق والدوري وهي في ثمانية وعشرين موضعا للاستفهام, وضابطها أن يقع بعدها حرف من خمسة أحرف تجمعها "شليته" وتقدم إبدال شيتم "وأبدل" الهمزة من "لا يواخذكم, ويواخذكم" واوا مفتوحة, ورش من طريقيه وأبو جعفر ووقف حمزة كذلك, ويوقف له مع هشام بخلفه على "قروء" بالإدغام لزيادة الواو بعد البدل واوا مع السكون ومع الروم, فهما وجهان, واتباع الرسم متحد, وتقدم سقوط الغنة على النون عند الياء في نحو: "أَنْ يَكْتُمْن"   1 وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن وقس عليه نظائره. 2 أي: "كثير ... ". [أ] . 3 أي: "يطهرن". [أ] . 4 أي: فأدغمت التاء في الطاء لاتحاد المخرج، وافقهم ابن محيصن والأعمش. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 [الآية: 228] لخلف عن حمزة والدوري عن الكسائي بخلفه, وكذا تغليظ لام "إصلاحا" للأزرق. واختلف في "يخافا" [الآية: 229] فحمزة وكذا أبو جعفر ويعقوب بضم الياء على البناء للمفعول, فحذف الفاعل وناب عنه ضمير الزوجين, ثم حذف الجار فموضع "أن لا يقيما" نصب عند سيبويه وجر بعلى المقدرة عند غيره, ويجوز أن لا يقيما بدل اشتمال من ضمير الزوجين؛ لأنه يحله محله والتقدير: إلا أن يخاف عدم إقامتها حدود الله من المعدى لواحد, وافقهم الأعمش, والباقون بفتحها على البناء للفاعل, وإسناده إلى ضمير الزوجين المفهومين من السياق "غلظ" الأزرق لام "طلقها وطلقتم" في الأصح, وعن المطوعي نبينها بالنون على الالتفات, وقرأ الأزرق بتفخيم راء "ضرارا" كباقي القراء لتكرارها "وأدغم" لام "يفعل" في ذال "ذلك" الليث وأظهرها الباقون. وأمال "أزكى" [الآية: 232] حمزة والكسائي وخلف لظهور الياء في ماضيه, أزكيت وبالتقليل الأزرق بخلفه "عن" ابن محيصن "تتم" بفتح الياء من تم "الرضاعة" بالرفع أسند الفعل إلى الرضاعة. واختلف في "لا تُضَار" [الآية: 233] فابن كثير وأبو عمرو وكذا يعقوب برفع الراء مشددة؛ لأنه مضارع لم يدخل عليه ناصب ولا جازم فرفع فلا نافية ومعناه النهي للمشاكلة من حيث إنه عطف جملة خبرية على مثلها, من حيث اللفظ وافقهم ابن محيصن واليزيدي, وقرأ أبو جعفر بسكونها مخففة من رواية عيسى غير طريق ابن مهران عن ابن شبيب, وابن جماز من طريق الهاشمي, وكذلك ولا يضار كاتب آخر السورة قيل: من ضار يضير ويكون السكون لإجراء الوصل مجرى الوقف, وروى ابن جماز من طريق الهاشمي وعيسى من طريق ابن مهران تشديد الراء وفتحها فيهما, ولا خلاف عنهم في مد الألف للساكنين وعن الحسن براءين مفتوحة فساكنة, والباقون بفتحها مشددة على أن لا ناهية فهي جازمة فسكنت الراء الأخيرة للجزم, وقبلها راء ساكنة مدغمة فالتقى ساكنان فحركنا الثاني لا الأول, وإن كان الأصل للأول وكانت فتحة لأجل الألف إذ هي أختها "وغلظ" الأزرق لام "فصالا" بخلف عنه للفصل بالألف "وضم" يعقوب الهاء من "عليهما". واختلف في "مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوف" [الآية: 233] هنا "وما أتيتم من ربا" أول الروم فابن كثير بقصر الهمزة فيهما من باب المجيء أي: جئتم وفعلتم, والباقون بالمد من باب الإعطاء فهو متعد لاثنين واتفقوا على مد ثاني الروم "وبوقف" لحمزة على "في أنفسهن, وفي أنفسكم" بالتحقيق مع عدم السكت ومع السكت على الياء قبل الهمزة وبالنقل وبالإدغام فهي أربعة, وأما التسهيل بين بين فضعيف "ومر" وقف يعقوب بالهاء على "أنفسهن" بخلفه وأبدل الهمزة الثانية ياء خالصة مفتوحة من "خطبة النساء أو" نافع وابن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس1 والباقون بالتخفيف, وبهما وقف حمزة على أو "وسبق" الخلاف للأزرق في ترقيق راء "سرا" وكذا وقف حمزة على نحو: "الْكِتَابُ أَجَلَه" [الآية: 235] بالتخفيف وبإبدال الهمزة واوا خالصة مفتوحة. واختلف في "مَا لَمْ تَمَسُّوهُن" [الآية: 236] معا هنا, والأحزاب فحمزة والكسائي وخلف بضم التاء وألف بعد الميم2 من باب المفاعلة وافقهم الأعمش والباقون بفتح التاء بلا ألف في الثلاثة, ووقف عليها يعقوب بهاء السكت بخلف عنه. واختلف في "قدره" في الموضعين فابن ذكوان وحفص وحمزة والكسائي وكذا خلف وأبو جعفر بفتح الدال فيهما, وافقهم الأعمش, والباقون بسكونها فيهما, وهما بمعنى واحد وعليه الأكثر, وقيل بالتسكين الطاقة وبالتحريك المقدار. وقرأ في "بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ" [الآية: 236] باختلاس كسرة الهاء رويس والباقون بالإشباع وكذا بيده فشربوا منه وبيده ملكوت بالمؤمنين ويس. وأمال "التقوى, والوسطى" حمزة والكسائي وخلف, وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو, وأخفى النون عند الخاء من: فإن خفتم أبو جعفر, وعن ابن محيصن من المبهج فرجالا بضم الراء وتشديد الجيم. واختلف في "وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِم" [الآية: 240] فنافع وابن كثير وأبو بكر والكسائي وكذا أبو جعفر ويعقوب وخلف بالرفع على أنه مبتدأ خبره لأزواجهم, والمسوغ كونه موضع تخصيص كسلام عليكم وافقهم ابن محيصن3 والمطوعي والباقون بالنصب على أنه مفعول مطلق, أي: وليوص الذين أو مفعول به أي: كتب الله عليكم, والذين فاعل على الأول مبتدأ على الثاني "ورقق" راء غير إخراج الأزرق, ولم يجعل الساكن وهو الخاء في إخراج حاجزا بل أجراه مجرى الحروف المستفلة لما فيه من الهمس. وأمال "أحياهم" الكسائي وحده وبالفتح والتقليل الأزرق. وأمال "الناس" الدوري عن أبي عمرو بخلفه. واختلف في "فيضاعفه" [الآية: 240] هنا والحديد فابن عامر وعاصم ويعقوب بنصب الفاء فيهما على إضمار أن, عطفا على المصدر المفهوم من يقرض معنى فيكون مصدرا معطوفا على تقديره من ذا الذي منه إقراض فمضاعفه من الله, أو على جواب الاستفهام, وإن وقع عن المقرض لفظا فهو عن القرض معنى كأنه قال: أيقرض الله أحد فيضاعفه له وافقهم الشنبوذي فيهما, والحسن في الحديد والباقون بالرفع على الاستئناف أي: فهو يضاعفه.   1 وافقه ابن محيصن واليزيدي وقس عليه ما ماثله. 2 أي: "تماشوهن". [أ] . 3 من المبهج. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 واختلف في حذف الألف وتشديد العين منهما ومن سائر الباب, وجملته عشرة مواضع موضعي البقرة و"مضاعفة" [الآية: 130 بآل عمران] و"يضعفهما" [الآية: 40 بالنساء] و"يُضَاعَفُ لَهُم" [الآية: 20] بهود و"يضاعف" [الآية: 20 الفرقان] و"يُضَاعَفْ لَهَا" [الآية: 30 بالأحزاب] "فيضاعفه له، يضاعف لهم" [الآية: 11، 18 بالحديد] "يضاعفه" [الآية: 17] بالتغابن فابن كثير وابن عامر وكذا أبو جعفر ويعقوب بالتشديد مع حذف الألف في جميعها, وافقهم ابن محيصن من المبهج في غير الحديد والنساء والباقون بالتخفيف والمد وهما لغتان. واختلف في "ويبسط" [الآية: 245] هنا وفي "الخلق بصطة" [بالأعراف 69] فالدوري عن أبي عمرو وهشام وخلف عن حمزة وكذا رويس وخلف بالسين فيهما على الأصل وافقهم اليزيدي والحسن, واختلف عن قنبل والسوسي وابن ذكوان وحفص وخلاد, فأما قنبل فابن مجاهد عنه بالسين وابن شنبوذ عنه بالصاد, وأما السوسي فابن حبش عن أبي جرير عنه بالصاد فيهما, وكذا روى ابن جمهور عن السوسي وروى سائر الناس عنه السين فيهما, وهو في الشاطبية وغيرها, وأما ابن ذكوان فالمطوعي عن الصوري والشذائي عن الرملي عن ابن ذكوان بالسين فيهما, وروى زيد والقباب عن الرملي وسائر أصحاب الأخفش عنه الصاد فيهما, إلا النقاش فإنه روى عنه السين هنا والصاد في الأعراف, وبه قرأ الداني على عبد العزيز بن محمد, وبالصاد فيهما قرأ على سائر شيوخه في رواية ابن ذكوان ولم يذكر وجه السين فيهما عن الأخفش إلا فيما ذكر, ولم يقع ذلك للداني تلاوة كذا في النشر, قال فيه: والعجب كيف عول عليه أي: على السين الشاطبي, ولم يكن من طرقه ولا من طرق التيسير, وعدل عن طريق النقاش الذي لم يذكر في التيسير غيرها, وهذا الموضع مما خرج فيه عن التيسير وطرقه فليعلم, وأما حفص فالولي عن الفيل وذرعان كلاهما عن عمرو عن حفص بالصاد فيهما, وروى عبيد عنه بالسين فيهما, ونص له على الوجهين المهدوي وابن شريح وغيرهما وأما خلاد فابن الهيثم من طريق ابن ثابت عنه بالصاد فيهما, وروى ابن نصر عن ابن الهيثم والنقاش عن ابن شاذان كلاهما عن خلاد بالسين فيهما. وعن ابن محيصن الخلف فيهما أيضا, والباقون بالصاد فيهما, قال أبو حاتم: وهما لغتان ورسمهما بالصاد تنبيها على البدل, واتفق على سين وزاده بسطة في العلم بالبقرة للرسم, إلا ما رواه ابن شنبوذ عن قنبل من جميع الطرق عنه بالصاد, وهو المراد من قول الطيبة: وخلف العلم زر, ولا إشمام لأحد في ذلك, ولذا قال الشاطبي: وبالسين باقيهم. وقرأ: "وَإِلَيْهِ تُرْجَعُون" [الآية: 245] بفتح التاء وكسر الجيم مبنيا للفاعل يعقوب والباقون وبالبناء للمفعول وتقدم تسهيل همز "إسرائيل" ومده وإمالة موسى وهمز ""نبيء". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 واختلف في "عسيتم" [الآية: 246] هنا والقتال فنافع بكسر السين وهي لغة والباقون بالفتح وهو الأصل للإجماع عليه في عسى, وسبق إمالة "ديارنا" وضم الهاء وكذا الميم من "عليهم القتال" وهمز "نبئهم" وإمالة "فأنى, واصطفيه" وكذا إمالة "وزاده بسطة" لابن ذكوان وهشام بخلف عنهما وحمزة وفتحها للباقين, وغلظ الأزرق لام "فصل" وصلا, واختلف عنه وقفا والأرجح التغليظ فيه أيضا, وفتح ياء "مني" إلا نافع وأبو عمرو وأبو جعفر. واختلف في "غرفة" [الآية: 249] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر بفتح الغين على أنها مصدر للمرة وافقهم ابن محيصن واليزيدي والشنبوذي, والباقون بالضم اسم للماء المغترف, وأدغم أبو عمرو بخلفه ويعقوب من المصباح هاء "جاوزه" في هاء "هو" وكذا واو وهو في واو العطف بعدها "وأبدل" أبو جعفر همز "فئة" ياء مفتوحة في الحالين كحمزة وقفا "ومر" إمالة "الكافرين" لأبي عمرو ابن ذكوان من طريق الصوري ورويس وتقليلها للأزرق, وكذا إدغام الدال في الجيم من "داود جالوت" لأبي عمرو ويعقوب بخلفهما "وكذا" إمالة "وآتاه" لحمزة والكسائي وخلف وتقليله للأزرق مع مد البدل وتوسيطه وفتحه له مع تثليث مد البدل فهي خمسة, كما تقدم ومر لبعض مشايخنا منع الفتح مع التوسط من طرق الحرز. واختلف في "دفاع الله" [الآية: 251] هنا وفي [الحج الآية: 40] فنافع وأبو جعفر ويعقوب بكسر الدال وألف بعد الفاء مصدر دفع ثلاثيا نحو: كتب كتابا ويجوز أن يكون مصدر دافع كقاتل قتالا وافقهم الحسن, والباقون بفتح الدال وسكون الفاء1 مصدر دفع ثلاثيا, وعن المطوعي إسكان سين "الرسل" "واتفق" القراء الأربعة عشر على رفع الجلالة من قوله تعالى: {مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ} على الفاعلية والضمير المحذوف العائد على الموصول هو المفعول, وقرئ بالنصب على أن الفاعل ضمير مستكن عائد على الموصول أيضا, والجلالة نصب على التعظيم وتقدم تسكين دال "القدس" لابن كثير2 ومد "أيدناه" لابن محيصن. وقرأ ابن كثير وابو عمرو ويعقوب "لا بَيْع فِيهِ وَلا خُلَّة وَلا شَفَاعَة" [الآية: 254] هنا بالفتح من غير تنوين على جعل لا جنسية والباقون بالرفع والتنوين على جعلها ليسية, وتقدم للأزرق ترقيق راء "الكافرون" بخلفه "وعن" الحسن هنا وفي آل عمران "الحي القيوم" بنصبهما وعن المطوعي القيام كديور وديار "وإذا" قرئ لحمزة نحو: "لا إله, ولا إكراه" عند من وسط له لا ريب للمبالغة تعين المد المشبع هنا عملا بأقوى السببين كما تقدم, وإذا قرئ لنحو قالون ممن له خلاف في المنفصل مع قوله عنده إلا فإن قصر الأول قصر الثاني, وإن مد الأول مد الثاني, وله قصره على مد الأول للسبب المعنوي وهو   1 أي: "دفع". [أ] . 2 وكذا ابن محيصن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 التعظيم "ومر" مد "شيء" وتوسطه للأزرق وكذا ورد توسطه لحمزة "وكذا" إمالة "شاء" لحمزة وهشام بخلف عنه وابن ذكوان وخلف "وكذا" ترقيق راء "إكراه" للأزرق "وأجمعوا" على إدغام نحو: "قد تبين" "وعن" الحسن "الرشد" بضم الشين كالعنق وعنه إسكان لام "الظلمات" "وتقدم" "إبراهام" بألف لابن عامر من غير طريق النقاش عن ابن ذكوان "وأسكن" ياء "ربي الذي يحيي" حمزة1 "وتقدم" قريبا إمالة "آتاه" وكذا تقليلها مع الفتح للأزرق وتثليث مد البدل له. واختلف في إثبات الألف وحذفها من "أنا" [الآية: 258] في الوصل إذا أتى بعدها همزة قطع مضمومة, وهو موضعان "أنا أحي" بالبقرة "أنا أنبئكم" بيوسف أو مفتوحة وهو عشرة تأتي إن شاء الله تعالى أو مكسورة, وهي ثلاثة "أنا إلا نذير" بالأعراف والشعراء والأحقاف "فنافع" وأبو جعفر بإثباتها عند المضمومة والمفتوحة, واختلف عن قالون عند المكسورة والوجهان صحيحان عن قالون من طريق أبي نشيط, كما في النشر, وأما من طريق الحلواني فبالحذف فقط, إلا من طريق أبي عون عنه, فالإثبات كما يفهم من النشر, والباقون بحذف الألف في ذلك كله وصلا, ولا خلاف في إثباتها وقفا للرسم وهو ضمير منفصل, والاسم منه أن عند البصريين, والألف زائدة لبيان الحركة في الوقف وفيه لغتان لغة تميم إثباتها وصلا ووقفا وعليها تحمل قراءة المدنيين, والثانية إثباتها وقفا فقط "وسبق" إمالة "أنى" "وأبدل" أبو جعفر همز "مائة" ياء مفتوحة وصلا ووقفا كحمزة وقفا "وأدغم" ثاء "لبثت" في تائها أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر2. وقرأ "يتسنه"3 [الآية: 259] بحذف الهاء وصلا وإثباتها وقفا على أنها للسكت حمزة والكسائي ويعقوب وخلف4 والباقون بإثباتها وقفا ووصلا وهي للسكت أيضا, وأجرى الوصل مجرى الوقف ويحتمل أن تكون أصلا بنفسها, وأمال "حمارك" أبو عمرو وابن ذكوان من أكثر طرقه والدوري عن الكسائي وقلله الأزرق. واختلف في "ننشزها" [الآية: 259] فابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بالزاي من النشز, وهو الارتفاع أي: يرتفع بعضها على بعض للتركيب, وافقهم الأعمش والباقون بالراء المهملة من أنشر الله الموتى أحياهم, ومنه: إذا شاء أنشره, وعن الحسن فتح النون وضم الشين من نشر5.   1 ووافقه ابن محيصن والحسن والمطوعي. 2 وافقهم الأربعة. 3 وفي وجه الحذف: "يتسن وانظر ... ". [أ] . 4 وافقهم ابن محيصن والأعمش واليزيدي فخالف أبا عمرو. 5 أي: "ننشرها". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 واختلف في "قَالَ أَعْلَم" [الآية: 259] فحمزة والكسائي بالوصل وإسكان الميم على الأصل1, وفاعل قال ضمير يعود على الله أو الملك أي: قال الله أو الملك لذلك المار أعلم ويحتمل: عود الضمير على المار نفسه على سبيل التبكيت وافقهما الأعمش, وإذا ابتدءوا كسروا همزة الوصل والباقون بقطع الهمزة المفتوحة ورفع الميم خبرا عن المتكلم وعن ابن محيصن ضم باء "رب" المنادى. وقرأ "أرني" [الآية: 260] بإسكان رائه أبو عمرو بخلفه وابن كثير ويعقوب2 والوجه الثاني لأبي عمرو3 الاختلاس وكلاهما ثابت عنه من روايتيه كما في النشر قال: وبعضهم روى الاختلاس عن الدوري والإسكان عن السوسي, وعن المطوعي "قيل أولم" مبنيا للمفعول ونائب الفاعل إما ضمير المصدر من الفعل وإما الجملة التي بعده. وأما تسهيل همز "ليطمئن" [الآية: 260] لابن وردان فهي انفرادة للحنبلي عن هبة الله عنه, ولذا لم يذكرها في الطيبة فلا يعنيا به ونظيره بئيس. وأمال "بلى" [الآية: 260] حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم عنه وبالفتح والصغرى أبو عمر ومن روايتيه كما في النشر وإن اقتصر في طيبته على تخصيص الخلاف بالدوري وبهما قرأ الأزرق. واختلف في "فَصُرْهُنَّ إِلَيْك" [الآية: 260] فحمزة وأبو جعفر ورويس بكسر الصاد وافقهم الأعمش, والباقون بالضم قيل هما بمعنى واحد, يقال صاره يصيره ويصوره بمعنى قطعه أو أماله, وقيل الكسر بمعنى القطع والضم بمعنى الإمالة. وقرأ "جزءا" [الآية: 260] بضم الزاي أبو بكر وبحذف همزته وتشديد زائه أبو جعفر, وهي لغة قرأ بها الزهري وغيره, ووجهت بأنه لما حذف الهمزة بعد نقل حركتها إلى الزاي تخفيفا وقف على الزاي ثم ضعفها, ثم أجرى الوصل مجرى الوقف ووقف عليها حمزة بالنقل, وأما الإبدال واوا قياسا على هزوا فشاذ لا يصح وبين بين ضعيف, "وأدغم" التاء من "أنبتت" في سين "سبع" أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف واختلف عن هشام وابن ذكوان والإدغام لهشام من طريق الداجوني وابن عبدان عن الحلواني والإظهار من باقي طرق الحلواني, وأما ابن ذكوان فأدغمها عنه الصوري وأظهرها عنه الأخفش, والباقون بالإظهار "ومر" لأبي جعفر إبدال "مائة" وكذا إمالة هاء التأنيث وقفا في "حبة" للكسائي وحمزة بخلفه, وقرأ "يضاعف" بتشديد العين من غير ألف ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب4, "وأمال" "اذى" وقفا حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق بخلفه. وقرأ "وَلا خَوْف" [الآية: 262] بفتح الفاء وحذف التنوين يعقوب وضم الهاء من   1 أي: "قال أعلم". [أ] . 2 وافقهم ابن محيصن واليزيدي. 3 وكذا اليزيدي في ثانيه. 4 وافقهم ابن محيصن من المبهج وكذا الحسن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 "عليهم" كحمزة "وأبدل" همزة "رثاء الناس" ياء أبو جعفر "وأمال" "مرضات" الكسائي وفتحها غيره "و" وقف عليها بالهاء وحده "ومر" ترقيق الراء المضمومة في "لا يقدرون" للأزرق بخلفه وكذا مد "شيء" وتوسيطه له وتوسيطه لحمزة بخلفه. واختلف في "ربوة" [الآية: 265] هنا والمؤمنين فابن عامر وعاصم1 بفتح الراء على أحد لغاتها الثلاث وافقهما الحسن, وعن المطوعي كسرها والباقون بالضم لغة قريش. وقرأ "أكلها" [الآية: 265] بسكون الكاف نافع وابن كثير وأبو عمرو وعن الحسن "وله جنات" بالجمع. واختلف في تشديد تاء التفعل والتفاعل في الفعل المضارع المرسوم بتاء واحدة في إحدى وثلاثين موضعا وهي "وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيث" [الآية: 267] هنا و"لا تَفَرَّقُوا" [بآل عمران الآية: 103] و"توفاهم" [بالنساء الآية: 97] و"لا تعاونوا" ثاني العقود [الآية: 2] و"فتفرق" [بالأنعام الآية: 153] و"تلقف" [بالأعراف الآية: 117] و"لا تولوا ولا تنازعوا" [بالأنفال الآية: 20، 46] و"هَلْ تَرَبَّصُون" في [براءة الآية: 52] و"فَإِنْ تَوَلَّوْا" معا "ولا تكلم" [بهود الآية: 57، 105] "ما تنزل" [بالحجر الآية: 8] "يمينك تلقف" [طه الآية: 69] "إذا تلقونه، فإن تولوا" [بالنور الآية: 15، 54] "وهي تلقف، من تنزل" [بالشعراء الآية: 45، 221، 222] "لا تبرجن، ولا أن تبدل" [بالأحزاب الآية: 33، 52] و"لا تناصرون" [بالصافات الآية: 25] و"لا تنابزوا، ولا تجسسوا، ولتعارفوا" [بالحجرات الآية: 11، 12، 13] و"أن تولوهم" [بالممتحنة الآية: 9] و"تكاد تميز" [بالملك الآية: 8] و"لما تخيرون" [بنون الآية: 38] و"عَنْهُ تَلَهَّى" [بعبس الآية: 10] و"نَارًا تَلَظَّى" [بالليل الآية: 14] و"شَهْرٍ، تَنَزَّل" [بالقدر الآية: 3، 4] فالبزي من طريقيه سوى الفحام والطبري والحمامي عن النقاش عن أبي ربيعة بتشديد التاء في هذه المواضع كلها وصلا, قال الجعبري: لأن الأصل تاآن تاء المضارعة وتاء التفاعل أو التفعل, وليست كما قيل من نفس الكلمة واستثقل اجتماع المثلين وتعذر إدغام الثانية في تاليها نزل اتصال الأولى بسابقها منزلة اتصالها بكلمتها فادغمت في الثانية تخفيفا مراعاة للأصل والرسم. ا. هـ. فإن كان قبل التاء حرف مد نحو: ولا تيمموا, وعنه تلهى وجب إثباته وإشباعه كما تقدم في باب المد وامتنع حذفه, وإن كان قبلها حرف ساكن غير الألف جمع بينهما لصحة الرواية واستعماله عن القراء والعرب فلا يلتفت لطعن الطاعن فيه, سواء كان الساكن تنوينا نحو: من ألف شهر تنزل ونارا تلظى أو غير تنوين نحو: هل تربصون فإن تولوا من تنزل وأما ما ذكره الديواني من تحريك التنوين بالكسر في نحو: "نَارًا تَلَظَّى" وعزاه لقراءته على الجعبري فرده في النشر   1 وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 فإن ابتدأ بهن خفف لامتناع الابتداء بالساكن وللرواية وافقه ابن محيصن1 وروى الفحام والبزي والحمامي عن النقاش عن أبي ربيعة عن البزي تخفيف التاء في ذلك كله وبه قرأ الباقون, إلا أن أبا جعفر وافق على تشديد التاء من: لا تناصرون بالصافات ورويس كذلك في: نارا تلظى بالليل, وأما تشديد التاء من "كُنْتُمْ تَمَنَّوْن" [بآل عمران الآية: 143] و"فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُون" [بالواقعة الآية: 65] عن البزي بخلفه على ما في الشاطبية كالتيسير, فهو وإن كان ثابتا لكنه من رواية الزيني عن أبي ربيعة عن البزي وليس من طرق الكتاب كالنشر, وانفرد بذلك الداني من الطريق المذكور فقط, كما يفهم من النشر, وأشار إلى ذلك بقوله في الطيبة: وبعد كنتم ظلمتم وصف ثمن اعتذو في النشر عن ذكرهما بقوله: ولولا إثباتهما في التيسير والشاطبية والتزامنا بذكر ما فيهما من الصحيح لما ذكرناهما؛ لأن طريق الزينبي لم تكن في كتابنا, وذكر الدابي لهما اختيار والشاطبي تبعه, إذ لم يكونا من طريق كتابيهما, وتقدم ذكر تسكين راء "يأمركم" مع الاختلاس عن أبي عمرو وزيادة الإتمام عن الدوري عنه. واختلف في "وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَة" [الآية: 269] فيعقوب بكسر التاء مبنيا للفاعل, والفاعل ضمير الله تعالى ومن مفعول مقدم, والحكمة مفعول ثان, وإذا وقف وقف بالياء2 والباقون بفتح التاء مبنيا للمفعول, ونائب الفاعل ضمير من الشرطية وهو المفعول الأول, والحكمة مفعول ثان, ويقفون عليها بالتاء الساكنة "ورقق" الأزرق الراء من "خيرا" و"كثيرا" بخلف عنه وله التقليل في "أنصار" وأمالها أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي. واختلف في "نعما" [الآية: 271] هنا [والنساء الآية: 58] فابن عامر وحمزة والكسائي وخلف بفتح النون وكسر العين مشبعة على الأصل كعلم, وافقهم الأعمش والباقون بكسر النون اتباعا لكسر العينو وهي لغة هذيل وقرأ أبو جعفر بإسكان العين وافقه اليزيدي والحسن "و" اختلف عن أبي عمرو وقالون وأبي بكر فروى عنهم المغاربة إخفاء كسرة العين, يريدون الاختلاس فرارا من الجمع بين الساكنين3, وروى عنهم الإسكان أكثر أهل الأداء وهو صحيح رواية ولغة وقد اختاره أبو عبيدة أحد أئمة اللغة, وناهيك به, وقال: هو لغة النبي -صلى الله عليه وسلم- كما تقدم موضحا آخر باب الإدغام, قال في النشر: والوجهان صحيحان غير أن النص عنهم بالإسكان ولا نعرف الاختلاس إلا من طرق المغاربة ومن تبعهم كالمهدوي والشاطبي, مع أن الإسكان في التيسير ولم يذكره الشاطبي والباقون بكسر العين   1 أي: على التشديد فيهن من المبهج لكن بخلف واستثنى "كنتم تمنون" و"فظلتم تفكهون" و"إن تولوا" فخففها و"لتعارفوا" فشدده. 2 أي: "يؤتي" عند الوقف عليها. [أ] . 3 أي: يخطف كسرة العين خطفا دونما إشباع. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 واتفق الكل على تشديد الميم فليعلم, ونعم فعل ماض جامد جرد من الزمان لإنشاء المدح ,ولما لحقتها ما اجتمع مثلان فخفف بالإدغام, ورسم متصلا لأجله وهي نكرة غير موصوفة, ولا موصولة أي: فنعم شيئا أبدؤها. واختلف في "ونكفر" [الآية: 271] فنافع وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف بالنون وجزم الراء على أنه بدل من موضع: فهو خير لكم, وافقهم الشنبوذي عن الأعمش, وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر ويعقوب بالنون, ورفع الراء على أنه مستأنف لا موضع له من الإعراب والواو عاطفة جملة على جملة, وافقهم ابن محيصن واليزيدي, وقرأ ابن عامر وحفص بالياء ورفع الراء والفاعل ضمير يعود على الله تعالى, وعن المطوعي بالياء وعنه في فتح الفاء خلف, فحيث فتحها جزم الراء وحيث كسرها رفع الراء. وأمال "هداهم" [الآية: 272] حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق. واختلف في "يحسب" [الآية: 273] المضارع حيث أتى نحو: "يحسبهم ولا تحسبن وهم يحسبون يحسبه أيحسب" فابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر بفتح السين على الأصل كعلم يعلم وهو لغة تميم وافقهم الحسن والمطوعي والباقون بالكسر لغة أهل الحجاز وأمال "سيماهم" [الآية: 273] حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو "وسبق" ترقيق راء "سرا" للأزرق بخلفه وكذا فتح فاء "لا خوف" [الآية: 274] مع حذف تنوينه ليعقوب وضم هاء "عليهم" له كحمزة وأمال "الربوا" حمزة والكسائي وخلف والباقون بالفتح, ومنهم الأزرق وجها واحدا ومثله كلاهما فالفتح فيهما له هو المختار في النشر, وعن الحسن "الرباء" بالمد والهمز كيف جاء, والجمهور بلا مد ولا همز, وأمال "فانتهى" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وتقدم إمالة "جاءه" لحمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه, وكذا "كفار" لأبي عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي وتقليله للأزرق, ومثله "النار" وعن الحسن "جاءته" بالتاء قبل الهاء "وبقي من الربوا" بسكون الياء و"نظرة" بسكون الظاء وكلها لغات. واختلف في "فأذنوا" [الآية: 279] فأبو بكر وحمزة بألف بعد الهمزة المقطوعة وكسر الذال1 من آذنه بكذا أعمله كقوله تعالى: "آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاء" وافقهم الأعمش والباقون بوصل الهمزة وفتح الذال أمر من أذن بالشيء إذا علم به وقرأ "عسرة" [الآية: 280] بضم السين أبو جعفر. واختلف في "ميسرة" [الآية: 280] فنافع بضم السين وافقه ابن محيصن والباقون   1 أي: "فآذنوا .... ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 بالفتح وهو الأشهر؛ لأن مفعلة بالفتح كثير وبالضم قليل جدا؛ لأنها لغة أهل الحجاز وقد جاء منه نحو: المقبرة والمسربة والمأدبة. واختلف في "وَأَنْ تَصَدَّقُوا [الآية: 280] فعاصم بتخفيف الصاد1 على حذف إحدى التاءين والباقون بتشديدها ومر للأزرق ترقيق راء "خيرط بخلفه وأمال "توفى" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق ومثلها مسمى وقفا. وقرأ "ترجعون" [الآية: 281] مبنيا للفاعل أبو عمرو ويعقوب والباقون بالبناء للمفعول. وقرأ "يمل هو" [الآية: 282] بإسكان الهاء قالون وأبو جعفر بخلاف عنهما, وتقدم عن النشر تصحيح الوجهين عنهما, غير أن الخلف عزيز من طريق أبي نشيط عن قالون وعن الحسن "فليمل وليتق الله" بكسر اللام فيهما, وتقدم للأزرق مد "شيئا" وتوسيطه وكذا جاء توسيطه لحمزة وصلا, أما إذا وقف فبالنقل وبالإدغام وجهان. واختلف في "أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّر" [الآية: 282] فقرأ حمزة بكسر إن على أنها شرطية, وتضل جزم به وفتحت اللام للإدغام وجواب الشرط فتذكر فإنه يقرؤه بتشديد الكاف ورفع الراء, فالفاء في جواب الشرط ورفع الفعل للتجرد عن الناصب والجازم, وافقه الأعمش وقرأ نافع وابن عامر وعاصم والكسائي وأبو جعفر وخلف أن بالفتح على أنها مصدرية لتضل وفتحته إعراب, وتذكر بتشديد الكاف ونصب الراء عطفا على تضل, وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بفتح أن كذلك ونصب تذكر لكن بتخفيف الكاف من ذكر كنصر, وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن. وقرأ "مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن" [الآية: 282] بإبدال الهمزة الثانية ياء مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو وابو جعفر ورويس وأبدل هؤلاء الهمزة الثانية من "الشُّهَدَاءُ إِذَا [الآية: 282] واوا مكسورة ولهم فيها التسهيل كالياء فقط, وأما كالواو فتقدم رده عن النشر وأمال إحداهما معا حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والتقليل الأزرق وأبو عمرو, وكذا حكم "أدنى" غير أبي عمرو فبالفتح فيها, وأمال الأخرى أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري, وحمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق, وكذا رقق للراء من "صغيرا أو كبيرا" لكن بخلفه. واختلف في "تِجَارَةً حَاضِرَة" [الآية: 282] فعاصم بنصبهما فكان ناقصة واسمها مضمر أي: إلا أن تكون المعاملة أو التجارة والمبايعة والباقون برفعهما على أنها تامة أي: إلا تحدث أو تقع وقرأ "لا يضار" بتخفيف الراء وإسكانها أبو جعفر بخلف عنه تقدم تفصيله مع توجيهه والباقون بالتشديد مع الفتحة كالوجه الثاني له, وعن ابن محيصن رفع.   1 أي: "تصدقوا". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 الراء على أنه نفي وعن الحسن "كتاب" بضم الكاف وتاء مشددة بعدها ألف على الجمع. واختلف في "فرهن" [الآية: 283] فابن كثير وأبو عمرو بضم الراء والهاء من غير ألف جمع رهن كسقف وسقف, وافقهما ابن محيصن واليزيدي والباقون بكسر الراء وفتح الهاء وألف بعدها1 جمع رهن أيضا نحو: كعب وكعاب. وأبدل ورش من طريقيه وأبو جعفر همز "فليؤد" واوا مفتوحة "وأبدل" همز "الذي ايتمن" [الآية: 283] وصلا ياء من جنس سابقها ورش وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر وبه وقف حمزة وجها واحدا, والتحقيق ضعيف, وإن علل بأن الهمزة فيه مبتدأة, وأما تجويز أبي شامة زيادة المد على حرف المد المبدل, وبنى عليه جواز الإمالة في: الهدى ائتنا, فتعقبه في النشر وأطال في رده "وأجمعوا" على الابتداء بهمزة مضمومة بعدها واو ساكنة؛ لأن الأصل ائمتن مثل اقتدر وقعت الثانية بعد مضمومة فوجب قلبها واوا, أما في الدرج فتذهب همزة الوصل فتعود الهمزة الساكنة إلى حالها لزوال موجب قلبها واوا حينئذ يبدلها مبدل الساكنة. واختلف في "فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاء" [الآية: 284] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف بالجزم فيهما عطفا على الجزاء المجزوم, وافقهم اليزيدي والأعمش, والباقون برفع الراء والباء على الاستئناف أي: فهو يغفر أو عطف جملة فعلية على مثلها, وأدغم الراء في اللام السوسي والدوري بخلفه, وهو من الإدغام الصغير وأدغم باء "يعذب" في ميم "من" قالون وابن كثير وحمزة بخلف عنهم وأبو عمرو والكسائي وخلف2 وتقدم ذلك في الإدغام الصغير, فصار قالون وابن كثير بالجزم وإظهار الراء وكذا الباء بخلفهما وورش كذلك بالجزم لكن مع إظهارهما وأبو عمرو بالجزم مع إدغامهما بخلف عن الدوري في الراء, وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب بضمهما3 بلا إدغام فيهما, وحمزة والكسائي وخلف بالجزم فيهما مع إظهار الراء وإدغام الباء بخلف عن حمزة في الباء. واختلف في و"كتابه" [الآية: 285] هنا وفي "التحريم" [الآية: 12] فحمزة والكسائي وكذا خلف بالتوحيد هنا على أن المراد القرآن أو الجنس وافقهم الأعمش والباقون بالجمع4. وقرأ أبو عمرو وحفص ويعقوب موضع التحريم بالجمع وافقهم اليزيدي والحسن والباقون بالتوحيد. واختلف في "لا نفرق" [الآية: 285] فيعقوب وحده بالياء من تحت على أن   1 أي: " ....... فرهان ...... " [أ] . 2 وافقهم اليزيدي والأعمش. 3 وافقهم الحسن. 4 أي: "كتبه". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 الفعل لكل والباقون بالنون والمراد نفي الفرق بالتصديق, والجملة على الأول محلها إما نصب على الحال أو رفع على أنها خبر بعد خبر, وعلى الثاني محلها نصب بقول محذوف أي: يقولون لا تفرق إلخ, أو ويقول مراعاة للفظ كل, وهذا القول محله نصب على الحال أو خبر بعد خبر. وأبدل ورش من طريقيه وأبو جعفر همز "لا تُؤَاخِذْنَا" [الآية: 286] واوا مفتوحة وإبدالها ألفا من "أخطأنا" أبو عمرو بخلفه والأصبهاني عن ورش وأبو جعفر كوقف حمزة "ومعنى" الآية: كما في البيضاوي لا تؤاخذنا بما أدى بنا إلى نسيان أو خطأ من تفريط وقلة مبالاة, أو بأنفسهما إذ لا تمنع المؤاخذة بهما عقلا فإن الذنوب كالسموم, فكما أن تناولها يؤدي إلى الهلاك وإن كان خطأ فتعاطي الذنوب لا يبعد أن يفضي إلى العقاب وإن لم يكن عزيمة, لكنه تعالى وعد التجاوز عنه رحمة وتفضلا, فيجوز أن يدعو الإنسان به استدامة واعتدادا بالنعمة فيه, ويؤيد ذلك مفهوم قوله عليه الصلاة والسلام: "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان" , "وأدغم" "وَاغْفِرْ لَنَا" [الآية: 286] أبو عمرو بخلف عن الدوري وتقدم عن النشر أن الخلاف له مفرع على الإظهار في الكبير فمن أدغم عنه الكبير أدغم هذا وجها واحدا, ومن أظهر الكبير أجرى الخلاف في هذا. وأمال لفظ "مولانا" [الآية: 286] حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأمال "الكافرين" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصورى والدوري عن الكسائي ورويس وقاله الأزرق. المرسوم اتفقوا على حذف ألف ذلك كيف أتى نحو: ذلكم وفذلكن وعلى كتابة الصلوة والزكوة1 بالواو وغير مضافات, وكذا الحيوة ورسم المضاف منها بالألف وحذفت من أقل العراقية كصلاتي وصلاتهم وحياتنا, وأكثرها كغيرها على رسمها واوا في المنكر نحو: منه زكوة ومن زكوة وعلى حيوة "و" اتفقت على واو المجموع منها مطلقا "و" اختلفت العراقية في: صلوات الرسول وإن صلواتك سكن لهم وأصلوتك تأمرك وعلى صلواتهم بالمؤمنين. واتفقوا على حذف ألف يخدعون معا, وألف لكن حيث وقع وألف أولئك وأولئكم وألف النداء نحو: يأيها, يآدم2 وألف التنبيه نحو: هؤلاء وهذا والألفين الأخيرين في ادرتم, وألف طعام مسكين موضع البقرة لا موضع المائدة "و" حذفوا ألف: ولا تقتلوهم حتى يقتلوكم فإن قتلوكم, وألف: وقتلوهم حتى وخرج نحو: ولا يزالون يقاتلونكم, وروى نافع حذف ألف "وعدنا" [بالبقرة الآية: 51] و [الأعراف الآية: 142] و [طه الآية: 80] وكذا ألف: فاخذتكم الصعقة, وألف ميكايل ورسم مكانها ياء بالإمام وفاقا لسائرها وكتبت   1 أي: حيث وقعا مفردتين محلاتين باللام. 2 الألف في نحو: يآدم يأيها صورة الهمزة والتي قبلها محذوفة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 مصرا فإن بألف في الإمام كباقيها وروى نافع حذف تشبه علينا بالبقرة وألف به خطيئة1 وتفدوهم وحذفت بإبراهيم من الشامي والكوفي والبصري في كل ما في البقرة وهو خمسة عشرة والألف محذوفة من كلها وخرج غير البقرة, وكتب في الإمام والمدني والشامي وأوصى بألف بين الواوين, وفي الشامي قالوا: اتخذ بلا واو وروى نافع حذف ألف وتصريف الريح وكتب واخشوني ولاتم بالياء "وحذفوا" ألف "أو كلما عاهدوا، ودفاع" هنا والحج و"رهن"2. واختلف المصاحف في "فيضاعفه له، ويضعف لمن، ويضاعف لهم" بهود و"يضاعف له" الفرقان و"لها" بالأحزاب "فيضعف، يضعف لهم" بالحديد فرسمت بالألف في بعضها وحذفت في الآخر. وكتب في العراقية "أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ" [الآية: 257] بلا واو بعد الألف مكان الهمزة وكتبوا فإن الله يأتي بالياء. واتفق على رسم واو وألف بعد باء الربوا أين جاء واختلف في "آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا" [الروم 39] ففي بعضها بالألف واختلف في حذف ألف وكتابه هنا, وروى نافع الحذف في وكتبه بالتحريم, ووجه الخلاف في الكل موافقة القراءتين رسما, فالماد يوافق الإثبات صريحا والحذف تقديرا والقاصر يوافق الحذف صريحا. المقطوع والموصول اتفق على قطع في عن ما في قوله تعالى في الشعراء في ما ههنا, واختلف في عشرة فيما فعلن ثاني البقرة وموضع المائدة وموضعي الأنعام وموضع الأنبياء والنور والروم وموضعي الزمر وموضع الواقعة, واتفق على وصل ما عدا ذلك نحو: فيما فعلن أول البقرة, واتفق على وصل: بئسما اشتروا هنا, وبئسما خلفتموني بالأعراف, واختلف في قل بئسما يأمركم هنا واتفق على قطع ما عدا ذلك, وهي ولبئس ما شروا به هنا وأربعة بالمائدة لبئس ما كانوا معا, لبئس ما قدمت فعلوه, لبئس ما كانوا, وبآل عمران فبئس ما يشترون, واتفق على قطع حيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره, موضعي البقرة, وعلى وصل: فأينما تولوا فثم وجه الله, وأينما يوجهه بالنحل, واختلف في موضع النساء والشعراء والأحزاب, وعلى قطع ما عدا ذلك نحو: الخيرات أين ما تكونوا أين ما كنتم أين ما كانوا. هاء التأنيث التي كتب تاء "مرضات" حيث جاء يرجون رحمت الله هنا ورحمت بالأعراف, وهود ومريم والروم والزخرف معا, وما عدا السبعة بالهاء نعمت الله عليكم   1 وفي نسخة به خطيئته. 2 ما يذكره الآن المؤلف إنما هو إعادة لما مر من هذه الكلمات المختلف بها بين القراء, وإنما جمعها على صعيد واحد زيادة تمكين وتنبيه. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 وما كآل عمران, وثاني المائدة وموضعي إبراهيم وثلاثة النحل وموضع لقمان وفاطر والطور, وما عداها بالهاء. ياءات الإضافة ثمان تقدم الكلام عليها إجمالا في بابها, ثم تفصيلا في محالها وهي: "إِنِّي أَعْلَم" [الآية: 30, 33] معا "عَهْدِي الظَّالِمِين" [الآية: 123] "بَيْتِيَ لِلطَّائِفِين" [الآية: 125] "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُم" [الآية: 152] "وَلْيُؤْمِنُوا بِي" [الآية: 186، 186] "مِنِّي إِلَّا" [الآية: 239] "رَبِّيَ الَّذِي" [الآية: 258] . ياءات الزوائد ست تقدمت إجمالا ثم تفصيلا كذلك وهي "فارهبون" [الآية: 40] "فاتقون" [الآية: 41] "تكفرون" [الآية: 152] "الدَّاعِ إِذَا دَعَان" الآية: [186] "وَاتَّقُونِ يَا أُولِي" [الآية: 197] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 سورة آل عمران : مدنية1 وآيها مائتان متفق لإجمال الاختلاف سبع, آلم كوفي وأنزل الفرقان غيره وأنزل التورية والإنجيل غير شامي, والحكمة والتورية والإنجيل كوفي, ولم يعدوه بالمائدة والأعراف والفتح, ورسولا إلى بني إسرائيل بصري, وحمصي, ولم يعد أحد لبني إسرائيل مما تحبون حرمي ودمشقي, غير أبي جعفر, ولم يعدوا أراكم ما تحبون مقام إبراهيم شامي, وأبو جعفر مشبه الفاصلة: اثنا عشر, لهم عذاب شديد, عند الله الإسلام, وحصورا, إلا رمزا, بخلق من يشاء في الأميين سبيل, أفغير دين الله يبغون, لهم عذاب أليم, إليه سبيلا, يوم التقى الجمعان, أذى كثيرا, متاع قليل, وعكسه ست بالأسحار: يفعل ما يشاء, يقول له كن فيكون, قال له كن فيكون, وليعلم المؤمنين, في البلاد. القراءات وتوجيهها قرأ الكل "الم، اللَّه" [الآية: 1، 2] بإسقاط همزة الجلالة وصلا وتحريك الميم بالفتح للساكنين, وكانت فتحة مراعاة لتفخيم الجلالة إذ لو كسرت الميم لرققت, ويجوز لكل من القرا في ميم المد والقصر, لتغير سبب المد فيجوز الاعتداد بالعارض وعدمه, وكذا يجوز لورش ومن وافقه على النقل في: ألم أحسب الناس الوجهان, ورجح القصر من أجل ذهاب السكون بالحركة, وأما قول بعضهم لو أخذ بالتوسط مراعاة لجانبي اللفظ والحكم لكان وجها, فممنوع لما حققه في النشر أنه لا يجوز التوسط فيما تغير فيه سبب المد كالم الله, ويجوز فيما تغير فيه سبب القصر نحو: نستعين وقفا؛ وذلك لأن المد في الأول هو الأصل ثم عرض تغير السبب, والأصل أن لا يعتد بالعارض فمد لذلك, وحيث اعتد بالعارض وقصر سكونه ضدا للمد والقصر لا يتفاوت, وأما الثاني وهو نستعين وقفا فالأصل فيه القصر لعدم الاعتداد بالعارض وهو سكون الوقف, فإن اعتد به مد لكونه ضدا للقصر لكنه أعني المد يتفاوت طولا وتوسطا فأمكن التفاوت, واطردت القاعدة المتقدمة, وسكت أبو جعفر على ألف ولام وميم2 وتقدم عن الحسن الحي القيوم بالنصب, وعن المطوعي القيام وعنه نزل عليك بتخفيف الزاي الكتاب بالرفع على أنها جملة مستأنفة, وأما على قراءة الجمهور فتكون خبرا آخر للجلالة وتقدم مد "لا إله"   1 انظر الإتقان في علوم القرآن للسيوطي "2/ 1242". [أ] . 2 أي: "أ، ل، م". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 للسبب المعنوي وهو التعظيم لقاصر المنفصل ومده لحمزة قولا واحدا عند من وسط له لا ريب عملا بأقوى السببين, وأمال "التوراة" كبرى ورش من طريق الأصبهاني وأبو عمرو وابن ذكوان, وحمزة في أحد وجهيه والكسائي وخلف وبالصغرى قالون في أحد وجهيه, والثاني له الفتح وحمزة في وجهه الثاني والأزرق بخلاف حمزة بين الكبرى والصغرى, وخلاف قالون بين الصغرى والفتح. وعن الحسن "الإنجيل" [الآية: 3] بفتح الهمزة حيث وقع1 وأمال "للناس" الدوري عن أبي عمرو بخلفه "وأمال" "لا يخفي" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح الصغرى الأزرق ومر للأزرق مد شيء وتوسيطه, وجاء الثاني لحمزة وصلا فإن وقف فبالنقل وبالإدغام, ويجوز الروم والإشمام فيهما فهي ستة, وتقدم ترقيق راء "يصوركم" للأزرق بخلفه "ووقف" يعقوب على هن بهاء السكت بخلفه وعن الحسن "جامع الناس" بالتنوين ونصب الناس. وقرأ "لا رَيْبَ فِيه" [الآية: 9] بعد لا النافية حمزة بخلفه مدا متوسطا كما تقدم وأمال "النار" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي, وقلله الأزرق. واختلف في "ستغلبون، وتحشرون" [الآية: 12] فحمزة والكسائي وخلف بالغيبة فيهما وافقهم الأعمش والضمير للذين كفروا, والجملة محكية بقول آخر لا بقل أي: قل لهم قولي سيغلبون إلخ والباقون بالخطاب "وأبدل الهمزة" من "بئس" ورش من طريقيه وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر "وإبدلها" من "فئتين وفئة" أبو جعفر وحده ومن يؤيد ورش من طريقيه وأبو جعفر بخلف عن ابن وردان, ووقف حمزة بالإبدال كذلك في الثلاث. واختلف في "ترونهم" [الآية: 13] فابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بالغيبة وافقهم ابن محيصن واليزيدي والأعمش والباقون بالخطاب "وأبدل" الهمزة الثانية واوا مكسورة "من يشاء أن" نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ورويس2 ولهم تسهيلها كالياء, وأما كالواو فتقدم رده وعن ابن محيصن "زين للناس" مبنيا للفاعل "حب" بالنصب وأمال "الدنيا" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو وللدوري عنه الكبرى أيضا من طريق ابن فرح, ويوقف لحمزة على "المآب" بالتسهيل بين بين فقط. وقرأ "أؤنبئكم" [الآية: 15] قالون وأبو عمرو وأبو جعفر بتسهيل الثانية مع إدخال ألف بينهما لكن اختلف في الإدخال عن قالون وأبي عمرو وقرأ ورش وابن كثير ورويس   1 قال الزمخشري: وهذا بدل على أنه أعجمي؛ لأن فعيلا بفتح الهمزة عديم في أوزان العرب, قال في الدر المصون: بخلاف إفعيل بكسرها، فإنه موجود نحو: إحفيل، وإخريط. 2 وافقهم ابن محيصن واليزيدي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 بالتسهيل بلا فصل, وقرأ ابن ذكوان وعاصم وحمزة والكسائي وروح وخلف بالتحقيق بلا فصل, واختلف عن هشام فالتحقيق مع القصر عنه من طريق الداجوني ومع المد من طريق الحلواني وليس له هنا تسهيل. وأما وقف حمزة عليها فليعلم أن فيها ثلاث همزات: الأولى بعد ساكن صحيح منفصل رسما ففيها التحقيق والسكت والنقل, والثانية متوسطة بزائد وهي مضمومة بعد فتح, ففيها التحقيق والتسهيل كالواو وإبدالها واوا على الرسم, والثالثة مضمومة بعد كسر ففيها التسهيل كالواو مذهب سيبويه وكالياء, وهو المعضل وياء محضة مذهب الأخفش, فتضرب ثلاثة الأولى في ثلاثة الثانية, ثم الحاصل في ثلاثة الثالثة تبلغ سبعة وعشرين, كذا ذكره السمين والجعبري وغيرهما, لكن ضعف في النشر سبعة عشرة؛ وذلك لأن التسعة مع تسهيل الأخيرة كالياء وهو الوجه المعضل لا تصح كما تقدم وإبدال الثانية واوا على الرسم في الستة لا يجوز, والنقل في الأولى مع تحقيق الثانية بالوجهين لا يوافق فالصحيح المقروء به عشرة فقط: أولها السكت مع تحقيق الثانية وتسهيل الثالثة كالواو. ثانيها: مثله مع إبدال الثالثة ياء على مذهب الأخفس. ثالثها: عدم السكت مع تحقيق الأولى والثانية وتسهيل الثالثة كالواو. رابعها: مع إبدال الثالثة ياء. خامسها: السكت مع تسهيل الثانية والثالثة كالواو. سادسها: مثله مع إبدال الثالثة ياء. سابعها: عدم السكت وتسهيل الثانية والثالثة كذلك. ثامنها: مثله مع إبدال الثالثة ياء. تاسعها: النقل مع تسهيل الثانية والثالثة كذلك. عاشرها: مثله مع إبدال الثالثة ياء, والحاصل أن النقل للأولى فيه وجهان فقط تسهيل الثانية فقط مع وجهي الثالثة أعني ياء, وكالواو وإن السكت فيه أربعة تسهيل الثانية وتحقيقها وكلاهما مع وجهي الثالثة, وإن عدم النقل والسكت للأولى فيه أربعة كذلك أعني تسهيل الثانية وتحقيقها مع وجهي الثالثة. واختلف في "رضوان" [الآية: 15] حيث وقع فأبو بكر بضم الراء إلا من اتبع رضوانه ثاني المائدة, فكسر الراء فيه من طريق العليمي, واختلف فيه عن يحيى بن آدم والوجهان صحيحان عن يحيى, بل عن أبي بكر كما في النشر, وعن الحسن الضم في الجميع والباقون بالكسر في الكل وهما لغتان "وأدغم" الراء في اللام من "فاغفرنا" السوسي والدوري بخلفه وأمال "النار, والأسحار" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي, وبالتقليل الأزرق وعن الحسن "شهد الله أنه" بكسر الهمزة على إجراء شهد مجرى القول. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 واختلف في "إِنَّ الدِّين" [الآية: 19] فالكسائي بفتح الهمزة على أنه بدل كل من قوله: إنه لا إله إلا هو أو اشتمال؛ لأن الإسلام يشتمل على التوحيد أو عطف عليه بحذف الواو وافقه الشنبوذي والباقون بالكسر على الاستئناف "وفتح" ياء الإضافة من "وجهي الله" نافع وابن عامر وحفص وأبو جعفر وسكنها الباقون "وأثبت" ياء "من اتبعن" وصلا نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين يعقوب, وقرأ "أسلمتم" بتسهيل الثانية وإدخال ألف قالون, وأبو عمرو وأبو جعفر وهشام بخلفه المتقدم في ءانذرتهم, وقرأ ورش من طريق الأصبهاني والأزرق في أحد وجهيه وابن كثير ورويس بالتسهيل بلا إدخال ألف, والثاني للأزرق أبدلها ألفا مع المد للساكنين, والباقون ومنهم هشام في ثانيه بالتحقيق بلا ألف, ولهشام وجه ثالث وهو التحقيق مع الألف وتقدم تفصيل طرقه. واختلف في "وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْط" [الآية: 21] فحمزة بضم الياء وألف بعد القاف وكسر التاء1 من المقاتلة والباقون بفتح الياء وإسكان القاف, فغير ألف وضم التاء من القتل, وتقدم بالبقرة لأبي جعفر ضم ياء "ليحكم" مع فتح الكاف, وكذا مد "لا ريب", متوسطا لحمزة بخلفه, وقرأ "الميت" في الموضعين هنا وحيث جاء وهو سبعة بتشديد الياء مكسورة نافع وحفص وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وخلف2, والباقون بالتخفيف, وأمال "الكافرين" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي ورويس, وقلله الأزرق "وأدغم" أبو الحارث عن الكسائي "يفعل ذلك" وأظهره الباقون. واختلف "في تقاه" [الآية: 28] فيعقوب "تقية" بفتح التاء وكسر القاف وتشديد الياء مفتوحة على وزن مطية, وكذا رسمت في كل المصاحف وافقه الحسن والباقون تقاة كرعاة وكلاهما مصدر, يقال اتقى يتقي اتقاء, وتقوى وتقاة وتقية, وتاؤها عن واو وأصله وقاة مصدر على فعلة من الوقاية "وأماله" حمزة والكسائي وخلف؛ لأن ألفه منقلبة عن ياء كما ذكر من أن أصله وقية, وللأزرق فيه الفتح والتقليل, وعن ابن محيصن "ويحذوكم" معابا بالإسكان وبالاختلاس ويوقف على "من سوء" لحمزة وهشام بخلفه بالنقل, وحكى الإدغام أيضا, ويجوز مع كل الإشارة بالروم فهي أربعة. وقرأ "رؤف" [الآية: 30] بقصر الهمزة بلا واو أبو بكر وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب والباقون بالمد كعطوف, وتسهيل همزة عن أبي جعفر من رواية ابن وردان, انفرد به الحنبلي فلا يقرأ به كما مر بالبقرة كسائر الهمزات المضمومات بعد فتح, نحو: يطؤن وحمزة في الوقف على أصله بين بين, وحكى إبدالها واوا على الرسم ولا يصح "وسبق" قريبا "ويغفر لكم" وإمالة "الكافرين" و"اصطفى" وإمالة "عمران" حيث جاء لابن ذكوان من طريق هبة الله عن الأخفش, وفتحه من طريق غيره كالباقين "وفخم" راءه الأزرق كغبرة   1 أي: "يقاتلون ..... ". [أ] . 2 وافقهم الأعمش. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 لكونه أعجميا كما تقدم, وعن المطوعي كسر ذال "ذرية" ووقف على "امرأت" بالهاء ابن كثير. واختلف في "وضعت" [الآية: 36] فابن عامر وأبو بكر ويعقوب بإسكان العين وضم التاء للتكلم من كلام أم مريم, والباقون: بفتح العين وبتاء للتأنيث الساكنة من كلام البارئ تعالى وأمال "أنثى" حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق وأبو عمرو بخلف عنهما. واختلف في "وكفلها" [الآية: 37] فعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بتشديد الفاء على أن الفاعل هو الله تعالى, والهاء لمريم مفعوله الثاني, وزكريا مفعوله الأول أي: جعله كافلا لها وضامنا لمصالحها وافقهم الأعمش والباقون بالتخفيف1 من الكفار وافقهم الأعمش على إسناد الفعل إلى زكريا, والهاء مفعوله ولا مخالفة بينهما؛ لأن الله تعالى لما كفلها إياه كفلها. واختلف في "زكريا" [الآية: 37] فحفص وحمزة والكسائي وكذا خلف بالقصر من غير همزة في جميع القرآن, وافقهم الحسن والأعمش والباقون بالهمز والمد, إلا أن أبا بكر نصبه هنا على أنه مفعول لكفلها كما تقدم؛ لأنه يشدد ورفعه الباقون ممن خففه على الفاعلية والمد والقصر لغتان فاشيتان عن أهل الحجاز, فصار حفص وحمزة والكسائي وكذا خلف كفلها زكريا بالتشديد بلا همز, وافقهم الأعمش وصار نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب بالتخفيف والهمز والرفع2, وافقهم ابن محيصن واليزيدي وصار شعبة وحده بالتشديد, والهمز والنصب والحسن بالتخفيف والقصر. ويوقف على زكريا لهشام بخلفه بالبدل مع ثلاثته, وبالروم مع وجهيه, أما حمزة فوقفه عليه كوصله بالقصر فقط, وأمال "المحراب" المجرور ابن ذكوان من جميع طرقه, وهو في موضعين في المحراب هنا ومن المحراب بمريم, وأما المنصوب وهو أيضا بموضعين "زَكَرِيَّا الْمِحْرَاب" هنا "تَسَوَّرُوا الْمِحْرَاب" بـ"ص" فأمالهما عنه النقاش عن الأخفش وفتحهما الصوري وابن الأحزم عن الأخفش, ورقق الأزرق راءه حيث وقع وأمال "أنى" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق والدوري عن أبي عمرو "وسبق" إسقاط الغنة من نحو: "من يشاء" لخلف عن حمزة والدوري عن الكسائي بخلفه. واختلف في "فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ" [الآية: 39] فحمزة والكسائي وكذا خلف بألف ممالة بعد الدال3 على أصولهم, وافقهم الأعمش والباقون بتاء التأنيث ساكنة بعدها, والفتح, والفعل مسند لجمع مكسر فيجوز فيه التذكير باعتبار الجمع والتأنيث باعتبار الجماعة.   1 أي: "كفلها .... ". [أ] . 2 أي: "زكريا .... ". [أ] . 3 أي: "فناداه .... ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 واختلف في "أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى" [الآية: 39] بعد قوله: فنادته الملائكة, فابن عامر وحمزة بكسر الهمزة إجراء للنداء مجرى القول على مذهب الكوفيين, أو إضمار القول على مذهب البصريين وافقهما الأعمش, والباقون بالفتح على حذف حرف الجر أي: بأن. واختلف في "يبشرك" و"نبشرك" وما جاء منه فحمزة والكسائي في الموضعين هنا "ويبشر" [بسبحان الآية: 9] و [الكهف الآية: 2] بفتح الياء وإسكان الباء وضم الشين مخففة1 من البشر وهو البشارة, وافقهما الأعمش وزاد حمزة فخفف "يبشرهم" [بالتوبة الآية: 21] والأولى من [الحجر الآية: 54] "إِنَّا نُبَشِّرُك" وموضعي [مريم الآية: 7، 97] "إنا نبشرك، ولتبشر به المتقين" وافقه المطوعي وخفف ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي "ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّه" [بالشورى الآية: 23] وافقهم الأربعة والباقون بضم الياء وفتح الباء وكسر الشين مشددة في الجميع من بشر المضعف لغة الحجاز, قال اليزيدي عن أبي عمرو: إنه إنما خفف الشورى؛ لأنها بمعنى ينضرهم إذ ليس فيه نكد أي: يحسن وجوههم معدى لواحد فالمختلف فيه تسع كلمات, كما ذكر واتفقوا على تشديد "فَبِمَ تُبَشِّرُون" [بالحجر الآية: 54] وعن ابن محيصن والمطوعي تسكين ياء الإضافة من بلغني الكبر وهي زائدة على العدد, وعن المطوعي رمزا بفتح الميم2, ومر قريبا اجعل لي آية, وكذا همز نبيا وأمال الإبكار أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي, وقلله الأزرق وأمال "اصطفيك" معا حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه "وسهل" الهمزة الثانية كالياء من "يشاء إذا" وأبدلها واوا مكسورة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس, وتسهيلها كالواو لا يصح كما تقدم. وقرأ "كُنْ فَيَكُون" [الآية: 59] بنصب فيكون ابن عامر وتقدم توجيهه بالبقرة. واختلف في و"نعلمه" [الآية: 48] فنافع وعاصم وأبو جعفر ويعقوب بياء الغيب مناسبة لقوله: قضى, والباقون بالنون على أنه إخبار من الله بنون العظمة جبرا لقولها إني يكون إلخ على الالتفات. وتقدم إمالة "التورية" لأبي عمرو وابن ذكوان والأصبهاني والكسائي وخلف وحمزة بخلفه, والثاني له التقليل كالأزرق, وعن قالون التقليل أيضا, والفتح "وسهل" أبو جعفر همز "إسرائيل" منع المد والقصر وإن قرئ له بالإشباع على طريق العراقيين, كمل له ثلاثة أوجه "وتقدم" الخلاف للأزرق في مد يائه, ويوقف عليه لحمزة بتخفيف الأولى بلا سكت على بني, وبالسكت وبالنقل وبالإدغام, وأما التسهيل بين بين فضعيف والأربعة على تسهيل الثانية مع المد والقصر فهي ثمانية.   1 أي: "يبشرك ... ". [أ] . 2 خرجه الزمخشري على أنه جمع رامز كخادم وخدم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 واختلف في "إني أخلق" [الآية: 49] فنافع وأبو جعفر بكسر الهمزة على إضمار القول أي: فقلت إني أو الاستئناف والباقون بالفتح بدل من "إني قد جئتكم" "وفتح" ياء الإضافة من "أني أخلق" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر. وقرأ "كهيئة" [الآية: 49] بالمد والتوسط الأزرق وأبدل همزة ياء وأدغمها في الياء قبلها أبو جعفر بخلف عنه "ووقف" عليها حمزة بالنقل, وبالإدغام تنزيلا للياء الأصلية منزلة الزائدة. واختلف في "الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا" هنا [الآية: 49] وفي [المائدة الآية: 110] "الطَّيْر فَيَكُونُ طَيْرًا بإذني" فنافع وأبو جعفر ويعقوب بألف بعدها همزة مكسورة في "طيرا" المنكر من السورتين1 على إرادة الواحد قيل: لأنه لم يخلق إلا الخفاش, وافقهما الحسن وقرأ أبو جعفر المعرفين من السورتين, كذلك أيضا على الإفراد والباقون بغير ألف ولا همز في السورتين, فيحتمل أن يراد به اسم الجنس أي: جنس الطير, ويحتمل عليه أن يراد الواحد فما فوقه, ويحتمل أن يراد به الجمع, وخرج بتخصيص السورتين ولا طائر والطير وألنا "ورقق" الأزرق بخلف عنه راء "تدخرون". وقرأ "بيوتكم" [الآية: 49] بضم أوله ورش وأبو عمرو وحفص وأبو جعفر ويعقوب وكسره الباقون "وأبدل" همز "جئتكم" أبو عمرو بخلفه وأبو جعفر, وحققها الباقون ومنهم ورش من طريقيه "وأثبت" الياء في الحالين من "واطيعون" يعقوب. وتقدم سين "صراط" [الآية: 51] لقنبل من طريق ابن مجاهد ورويس والإشمام فيه لخلف عن حمزة "وأمالط "أنصاري" الدوري عن الكسائي وفتحه الباقون "وفتح" ياء الإضافة منه نافع وأبو جعفر وسكنها الباقون "ووقف" يعقوب بخلفه على "رافعك إلي" و"ثم إلى" بهاء السكت. واختلف في "فيوفيهم" [الآية: 57] فحفص ورويس بياء الغيبة على الالتفات وافقهما الحسن والباقون بالنون جريا على ما تقدم2. واتفقوا على الرفع في قوله تعالى: "فيكون الحق" [الآية: 59، 60] "وأمال" "جاءك" حمزة وابن ذكوان وهشام بخلفه وخلف وتقدم الخلاف في تسكين هاء "لهو" ووقف يعقوب عليها بهاء السكت باتفاق عنه وأما "هأنتم" فالقراء فيها على أربع مراتب: الأولى: لقالون وأبي عمرو بألف بعد الهاء وهمزة مسهلة بين بين مع المد والقصر وكذا قرأ أبو جعفر إلا أنه مع القصر قولا واحدا؛ لأنه لا يمد المنفصل. الثانية: للأزرق بهمزة مسهلة كذلك من غير ألف بوزن هعنتم وله وجه آخر وهو   1 أي: في الموضعين: "طائرا". [أ] . 2 أي: "فتوفيهم ..... ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 إبدال الهمزة ألفا بعد الهاء مع المد للساكنين, ويوافقنا في هذين الشاطبي, وللأزرق ثالث من طرق الكتاب وهو إثبات الألف كقالون, إلا أنه مع المد المشبع وله القصر في هذا الوجه لتغير الهمزة بالتسهيل, وأما الأصبهاني فله وجهان: الأول مثل: هعنتم كالأول للأزرق, والثاني: إثبات الألف كقالون مع المد والقصر والكل مع التسهيل. الثالثة: تحقيق الهمزة مع حذف الألف على وزن فعلتم لقنبل من طريق ابن محاهد, الرابعة بهمزة محققة وألف بعد الهاء لقنبل من طريق ابن شنبوذ والبزي وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف, وهم على مراتبهم في المنفصل مع المد والقصر, وهذا الوجه لقنبل ليس من طريق الشاطبية, ويتحصل من جمع "هأنتم مع هؤلاء" لقالون ومن معه ثلاثة أوجه, قصرهما ثم قصر هأنتم مع مد هؤلاء لتغير الهمزة في الأول, ثم مدهما على إجراء المسهلة مجرى المحققة, واعلم أن ما ذكر هو المقروء به فقط من طرق هذا الكتاب كالنشر, ومن جملة طرقهما طرق الشاطبية, وأما ما زاده الشاطبي رحمه الله تعالى بناء على احتمال أن الهاء مبدلة من همزة لابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي من جواز القصر؛ لأن الألف حينئذ للفصل فيصير عنده في هأنتم هؤلاء لمن ذكر القصر في هأنتم مع المد على مراتبهم في هؤلاء, ثم المد فيهما كذلك فتعقبه في النشر بأنه مصادم للأصول مخالف للأداء "ويوقف" لحمزة على هأنتم بالتحقيق والتسهيل بين بين مع المد والقصر؛ لأنه متوسط بزائد وهي هنا مبتدأ وهؤلاء خبره وجملة حاججتم مستأنفة مبينة للجملة قبلها أي: أنتم هؤلاء الحمقى, وبيان حماقتكم أنكم إلخ, ووقف البزي ويعقوب بخلف عنهما على "فلم" بهاء السكت. وقرأ ابن كثير "أَنْ يُؤْتَى" [الآية: 73] بهمزتين ثانيتهما مسهلة بلا فصل لقصد التوبيخ1 وعن الأعمش أن بكسر الهمزة على أنها نافية والباقون بهمزة واحدة مفتوحة وأمال "قنطار" وكذا "دينار" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي وبالصغرى الأزرق "وأبدل" همزة "يؤده إليك" و"لا يؤده" واو لورش من طريقيه وأبو جعفر وكذا وقف عليه حمزة, وقرأ بإسكان الهاء منهما أبو عمرو وهشام من طريق الداجواني وأبو بكر وحمزة وابن وردان من طريق النهرواني, وابن جماز من طريق الهاشمي وقرأ قالون ويعقوب باختلاس الكسرة فيهما, واختلف عن هشام وابن ذكوان والحاصل كما تقدم أن لابن ذكوان القصر والإتمام, وهما لهشام من طريق الحلواني والإسكان من طريق الداجواني فله ثلاثة, ولأبي جعفر السكون والقصر ولأبي عمرو وأبي بكر وحمزة السكون فقط, ولقالون ويعقوب الاختلاس فقط, والباقون بالإشباع على الأصل ووجه القصر التخفيف بحذف المد, وأما الإسكان فهو لغة ثابتة ولا نظر لمن طعن فيه وعن المطوعي "دمت" بكسر الدال وأمال "بلى" حمزة والكسائي وخلف وشعبة من طريق أبي حمدون   1 أي: "أان يؤتي .... " [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 عن يحيى بن آدم عنه بالفتح والتقليل للأزرق وابو عمرو وصححهما في النشر عنه من روايتيه, ولكنه اقتصر في طيبته على نقل الخلاف عن الدوري, وتقدم ليعقوب ضم الهاء في "يزكيهم" [الآية: 77] وكذا الخلاف في "لتحسبوه" "و" همزة النبوة "و" إدغام تائها في تاء "ثم". واختلف في "تُعَلِّمُونَ الْكِتَاب" [الآية: 79] فابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف ويعقوب بضم حرف المضارعة وفتح العين وكسر اللام مشددة1 من علم فيتعدى الاثنين, أولهما محذوف أي: تعلمون الناس أو الطالبين الكتاب وافقهم الأعمش والباقون بفتح حرف المضارعة وتسكين العين وفتح اللام, من علم يعلم فيتعدى لواحد2. واختلف في "وَلا يَأْمُرَكُم" [الآية: 80] فابن عامر وعاصم وحمزة وكذا يعقوب وخلف بنصب الراء أي: ولا له أن يأمركم فإن مضمرة أو منصوب بالعطف على يؤتيه, والفاعل ضمير بشر وافقهم الحسن والزيدي والأعمش, والباقون بالرفع على الاستئناف, وفاعله ضمير اسم الله تعالى أو بشر "وسكن" أبو عمرو راءه كالذي بعده واختلس ضمتها وللدوري عنه ثالث وهو الإتمام كالباقين. واختلف في "لَمَا آتَيْتُكُم" [الآية: 81] فحمزة بكسر اللام وتخفيف الميم على أنها لام الجر متعلقة بأخذ, وما مصدرية أي: لأجل إيتائي إياكم بعض الكتاب والحكمة, ثم مجيء رسول إلخ وافقه الحسن والأعمش والباقون بالفتح على أنها لام الابتداء, ويحتمل أن تكون للقسم؛ لأن أخذ الميثاق في معنى الاستحلاف وما شرطية منصوبة بآتيتكم وهو ومعطوفة بثم جزم بها على ما اختاره سيبويه. واختلف في "آتيتكم" فنافع وكذا أبو جعفر بالنون والألف بعدها بضمير المعظم نفسه3 وافقهما الحسن والباقون بتاء مضمومة بلا ألف. وقرأ "أقررتم" [الآية: 81] بتسهيل الثانية مع إدخال ألف قالون وأبو عمرو وهشام من بعض طرقه وأبو جعفر4, وقرأ ورش من طريق الأصبهاني وكذا من طريق الأزرق في أحد وجهيه, وابن كثير ورويس بالتسهيل بلا ألف5 وأبدلها الأزرق ألفا في وجهه الثاني ومد مشبعا, ولهشام وجه ثان وهو التحقيق والإدخال, وله ثالث وهو التحقيق بلا ألف, وبه قرأ الباقون وتقدم تفصيل ذلك في بابه, وعند أنذرتهم ويوقف على "قَالَ أَأَقْرَرْتُم" لحمزة بتحقيق الهمزتين, ثم بتسهيل الثانية مع تحقيق الأولى لتوسطها بزائد منفصل, ثم بتسهيلهما؛ لأن كلا متوسط بغيره, وأظهر ذال أخذتم ابن كثير وحفص ورويس بخلفه وأدغمه الباقون.   1 أي: " .... تعلمون .... ". [أ] . 2 أي: "تعلمون .... ". [أ] . 3 أي: "آتيناكم". [أ] . 4 وافقهم اليزيدي. 5 وافقهما ابن محيصن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 226 واختلف في "يبغون" [الآية: 83] فأبو عمرو وحفص وكذا يعقوب بالغيب, وافقهم اليزيدي والحسن, والباقون بناء الخطاب على الالتفات. واختلف في "يرجعون" [الآية: 83] فحفص وكذا يعقوب بالغيب, ويعقوب على أصله في فتح الياء وكسر الجيم والباقون بالخطاب على الالتفات, وتقدم إمالة موسى وعيسى وهمز النبيئون, وخلاف أبي عمرو في إدغام "يَبْتَغِ غَيْر" [الآية: 85] لجزمه وأمال جاءهم حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه. وقرأ ورش من طريق الأصبهاني وابن وردان بخلفه عنهما بنقل حركة همز "ملء" [الآية: 91] إلى اللام وعن المطوعي "وَلَوِ افْتَدَى" [الآية: 91] بضم الواو وكذا: لو اطلعت وألو استقاموا, ونحوه, ومر تسهيل "إسرائيل" لأبي جعفر والخلاف في مده للأزرق, ووقف حمزة عليه قريبا, وكذا تخفيف "تنزل" لابن كثير وأبي عمرو ويعقوب وإمالة "التورية" أول السورة وكذا إمالة "الناس". واختلف في "حِجُّ الْبَيْت" [الآية: 97] فحفص وحمزة والكسائي وكذا أبو جعفر وخلف1 بكسر الحاء لغة نجد وافقهم الأعمش, وعن الحسن كسره كيف أتى والباقون بالفتح لغة أهل العالية والحجاز وأسد وأمال و"حَقَّ تُقَاتِه" [الآية: 102] والكسائي وللأزرق الفتح والصغرى, "وشدد" البزي بخلفه تاء "وَلا تَفَرَّقُوا" [الآية: 103] ومد الألف قبلها للساكنين, وتقدم اتفاقهم على فتح "شَفَا حُفْرَةٍ" [الآية: 103] لكونه واويا مرسوما بالألف. وقرأ "تُرْجَعُ الْأُمُور" [الآية: 109] بفتح التاء وكسر الجيم مبنيا للفاعل ابن عامر وحمزة والكسائي, وكذا يعقوب وخلف "ومر" للأزرق خلاف في ترقيق راء "خيرا" وترقيقه "خير أمة" وجها واحدا وإمالة "أذى" وقفا والخلاف في ضم الهاء والميم من "عليهم الذلة" و"عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَة" [الآية: 112] وهمز "الأنبياء" وعن المطوعي "لن يضروكم" بكسر الضاد, وكذا فلن يضر الله ونحوه, أسند إلى ظاهر له مضمر مفردا أو غيره "وأمال" "ويسارعون" [الآية: 114] وسارعوا الدوري عن الكسائي. واختلف في "وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ، فلن تكفروه" [الآية: 115] فحفص وحمزة والكسائي وكذا خلف بالغيب فيهما مراعاة لقوله تعالى: من أهل إلخ وافقهم الأعمش والباقون بالخطاب على الرجوع إلى خطاب أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- في قوله تعالى: "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّة" واختلف عن الدوري عن أبي عمرو فروي عنه من طريق ابن فرح بالغيب وروي عنه من طريق ابن مجاهد عن أبي الزعراء التخيير بين الغيب والخطاب فيهما وصحح الوجهين   1 وافقهم المطوعي والحسن وابن محيصن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 عنه في النشر قال: إلا أن الخطاب أكثر وأشهر وسبق إمالة "الدنيا" وكذا "ها أنتم" "وأبدل" همز تسؤهم أبو جعفر والأصبهاني. واختلف في "يضركم" [الآية: 120] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا يعقوب بكسر الضاد وجزم الراء جوابا للشرط من ضاره يضيره, والأصل يضيركم كيغلبكم نقلت كسرة الياء إلى الضاد فحذفت الياء للساكنين, والكسرة دالة عليها, وافقهم ابن محيصن واليزيدي والباقون بضم الضاد ورفع الراء مشددة1, على أن الفعل مرفوع لوقوعه بعد فاء مقدرة, والجملة جواب الشرط على حد من يفعل الحسنات الله يشكرها أي: فالله وجعله الجعبري وتبعه النويري مجزوما, والضمة ليست إعرابا كلم يرد, إذ الأصل يضرركم كينصركم نقلت ضمة الراء الأولى إلى الضاد ليصح الإدغام, ثم سكنت للجزم فالتقى ساكنان, فحركت الثانية له, لكونها طرفا وكانت ضمة للاتباع "وعن" الحسن والمطوعي"بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ" [الآية: 120] بالخطاب التفاتا أو التقدير قل لهم "وعن" الحسن وحده ألف في الموضعين على الإفراد. واختلف في "منزلين" [الآية: 124] هنا و"منزلون" [بالعنكبوت الآية: 34] فابن عامر بتشديد الزاي مع فتح النون والباقون بالتخفيف مع سكون النون2, وهما لغتان أو الأول من نزل والثاني من أنزل, ولا خلاف في فتح الزاي هنا وكسرها في العنكبوت, إلا عن الحسن, فإنه يكسرها هنا مخففة وتقدم إمالة "بلى" قريبا. واختلف في "مسومين" [الآية: 125] فابن كثير وأبو عمرو وعاصم وكذا يعقوب بكسر الواو اسم فاعل من سوم أي مسومين أنفسهم أو خيلهم وكانوا بعمائم صفر مرخيات على أكتافهم وافقهم ابن محيصن واليزيدي والباقون بالفتح اسم مفعول والفاعل الله تعالى وأمال الربوا حمزة والكسائي وخلف وفتحه الباقون ومنهم الأزرق وقرأ "مضعفة" [الآية: 130] بالتشديد بلا ألف ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب, وتقدم إمالة الكافرين لأبي عمر وابن ذكوان بخلفه, والدوري عن الكسائي ورويس وتقليلها للأزرق. واختلف في "وسارعوا" [الآية: 133] فنافع وابن عامر وأبو جعفر بغير واو قبل السين3 على الاستئناف والباقون بالواو عطف أمرية على مثلها "وأمال" "وسارعوا" الدوري عن الكسائي فقط. واختلف في "إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْح" [الآية: 140] أصابهم القرح فأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بضم القاف في الثلاث, وافقهم الأعمش والباقون بالفتح.   1 أي: "يضركم". [أ] . 2 أي: "منزلين ... ". [أ] . 3 أي: "سارعوا إلى..". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 فيها, وهما لغتان كالضعف والضعف ومعناه الجرح, وقيل المفتوح الجرح والمضموم ألمه وعن الحسن "ويعلم الصابرين" بكسر الميم عطفا على ما يعلم المجزوم بلما, وهي قراءة يحيى بن يعمر أيضا, وأبدل همزة "مؤجلا" واوا مفتوحة ورش من طريقيه, وأبو جعفر وبه وقف حمزة وأدغم "يرد ثواب" معا هنا أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف1, وعن المطوعي "يؤته, وسيجزي" [الآية: 145] بياء الغيبة فيهما والضمير لله تعالى "وأسكن" هاء "نؤته" معا هنا, وفي الشورى أبو عمرو وهشام من طريق الداجواني وأبو بكر وحمزة وابن وردان من طريق النهرواني وابن جماز من طريق الهاشمي وقرأ قالون ويعقوب بكسر الهاء بلا صلة, واختلف عن ابن ذكوان وهشام من طريق الحلواني وأبي جعفر وحاصله أن لهشام ثلاثة أوجه: السكون وإشباع كسرة الهاء وقصرها, ولابن ذكوان وجهين: القصر والإشباع, ولأبي جعفر وجهين: السكون والقصر والباقون بالإشباع. واختلف في "كأين" [الآية: 146] حيث وقع وهو في سبعة فابن كثير وأبو جعفر بألف ممدودة بعد الكاف بعدها همزة مكسورة وهو إحدى لغاتها وافقهما الحسن فيما عدا الحج وتقدم تسهيل همزها لأبي جعفر "ووقف" أبو عمرو ويعقوب على الباء والباقين على النون, وعن ابن محيصن كان بهمزة واحدة مفتوحة بوزن كعن في السبعة وافقه الحسن في الحج. واختلف في "قتل معه" [الآية: 146] فنافع وابن كثير وأبو عمر وكذا يعقوب بضم القاف وكسر التاء بلا ألف مبنيا للمفعول, وافقهم ابن محيصن واليزيدي والباقون قاتل بفتح القاف والتاء وألف بينهما بوزن فاعل, وعن الحسن "ربيون" بضم الراء فيكون من تغيير النسب إن كان منسوبا إلى الرب, فإن كان منسوبا إلى الربة وهي الجماعة فلا تغيير, وفيها لغتان الكسر والضم كما في الدر "وعن الحسن" أيضا "وهنوا" بكسر الهاء وهي لغة كالفتح وهن يهن كوعد يعد وهن يوهن كوجل يوجل, وعن الشنبوذي "إلى ما أصابهم" بإلى موضع اللام وعن الحسن "وما كان قولهم" بالرفع على أنه اسم كان والخبر أن وما في حيزها, وقراءة الجمهور بالنصب أولى؛ لأن أن وما في حيزها أعرف لما تقدم أنها أشبهت المضمر, من حيث إنها لا توصف ولا يوصف بها فيكون اسمها وأدغم "اغفر لنا" أبو عمرو بخلف عن الدوري وأمال "الدنيا, ومولاكم, ومأواهم" حمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق بخلفه ووافقه أبو عمرو في الدنيا وله الكبرى أيضا من طريق ابن فرح عن الدوري عنه "وقرأ" "الرعب" حيث جاء معرفا ومنكرا بضم العين ابن عامر والكسائي وكذا أبو جعفر ويعقوب والباقون بإسكانها لغتان فصيحتان, وتقدم الخلاف في تخفيف "ينزل" كإبدال همز "بئس" لأبي عمرو وورش من طريقيه وأبي جعفر "وأدغم" دال "قد" في صاد "صدقكم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف وأظهر ذال إذ من "إِذْ تَحُسُّونَهُم".   1 وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن والأعمش. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 [الآية: 152] و"إِذْ تُصْعِدُون" [الآية: 153] نافع وابن كثير وابن ذكوان وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وأمال "أراكم" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه وحمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق واتفقوا على فتح "عَفَا عَنْكُم" [الآية: 152] لكونه واويا مرسوما بالألف, "وعن" الحسن "تصعدون" بفتح التاء والعين من صعد في الجبل إذا رقى والجمهور بضم التاء وكسر العين من أصعد في الأرض ذهب "وعنه" أيضا "ولا تلون" بضم اللام وواو ساكنة وعن ابن محيصن بالغيب في الفعلين وبفتح الياء والعين من الأول عنه أيضا "أمنة" هنا والأنفال بسكون الميم. واختلف في "يَغْشَى طَائِفَة" [الآية: 154] فحمزة والكسائي وكذا خلف بالإمالة والتاء المثناة من فوق إسنادا إلى ضمير أمنة, وافقهم الأعمش, والباقون بالتذكير إسنادا إلى ضمير النعاس, وقلله الأزرق وله الفتح كالباقين, والجملة مستأنفة على الأولى على ما في الدر جوابا لسؤال مقدر, كأنه قيل ما حكم هذه الأمنة فأخبر بقوله: تغشى إلخ صفة لنعاس على الثانية. واختلف في "كُلَّهُ لِلَّه" [الآية: 154] فأبو عمرو وكذا يعقوب بالرفع على الابتداء ومتعلق لله خبره, والجملة خبر إن نحو: إن مالك كله عندي وافقهما اليزيدي والباقون بالنصب تأكيدا لاسم إن. وقرأ "بيوتكم" [الآية: 154] بكسر الباء قالون وابن كثير وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وكذا خلف, وضمها الباقون وتقدم الخلاف في ضم الهاء والميم من "عَلَيْهِمُ الْقِتَال" [الآية: 156] وعن الحسن "كانوا غزى" بتخفيف الزاي قيل أصله غزاة كقضاة حذفت التاء للاستغناء عنها؛ لأن نفس الصيغة دالة على الجمع والجمهور على التشديد جمع غاز, وقياسه غزاة ككرام ورماة, ولكنهم حملوا المعتل على الصحيح في نحو: ضارب وضرب وصائم وصوم وأماله وقفا حمزة والكسائي, وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق, وهذا هو المعول عليه كما في النشر, ونقل الشاطبي رحمه الله تعالى الخلاف فيه وفي نظائره. واختلف في "وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير" [الآية: 156] فابن كثير وحمزة والكسائي وكذا خلف بالغيب ردا على الذين كفروا, وافقهم ابن محيصن والحسن والأعمش والباقون بالخطاب ردا على قوله: ولا تكونوا خطابا للمؤمنين. واختلف في "متم" [الآية: 157] "ومتنا، ومت" الماضي المتصل بضمير التاء أو النون أو الميم حيث جاء, فنافع وحفص وحمزة والكسائي وكذا خلف بكسر الميم في ذلك كله, إلا أن حفصا ضم الميم هنا في الموضعين فقط, وافقهم الأعمش وابن محيصن بخلفه والباقون بالضم في الجميع, وبه قرأ حفص هنا وجه الكسر أنه من لغة من يقول مات يمات كخاف يخاف والأصل موت بكسر عينه كخوف, فمضارعه بفتح العين فإذا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 230 أسند إلى التاء أو إحدى أخواتها, قيل مت بالكسر ليس إلا, وهو أنا نقلنا حركة الواو إلى الميم بعد سلب حركتها دلالة على الأصل, ثم حذفت الواو للساكنين ووجه الضم أنه من فعل بفتح العين من ذوات الواو, وقياسه الضم للفاء إذا أسند إلى تاء المتكلم وأخواتها, أما من أول وهلة أو بأن تبدل الفتحة ضمة, ثم تنقل إلى الفاء نحو: قلت أصله قولت بضم عينه, نقلت ضمة العين إلى الفاء فبقيت ساكنة وبعدها ساكن فحذفت, وحفص جمع بين اللغتين. واختلف في "مما تجمعون" [الآية: 157] فحفص بالغيب التفاتا أو راجعا للكفار والباقون بالخطاب جريا على قتلتم وأدغم "واستغفر لهم" السوسي والدوري بخلفه وأسكن راء "ينصركم من بعده" أبو عمرو واختلس حركتها, وللدوري عنه الإتمام أيضا كالباقين. واختلف في "يغل" [الآية: 161] فابن كثير وأبو عمرو وعاصم بفتح الياء وضم الغين من غل مبنيا للفاعل أي: لا يصح أن يقع من نبي -صلى الله عليه وسلم- غلول البتة, وافقهم ابن محيصن واليزيدي, والباقون بضم الياء وفتح الغين1 مبنيا للمفعول, إما من غل ثلاثيا أي: ما صح لنبي أن يخونه غيره فهو نفى في معنى النهي أي: لا يغله أحد أو من أغل رباعيا إما من أغله أي: نسبه للغلول كأكذبته نسبته الكذب, فيكون نفيا في معنى النهي كالأول أو من أغله أي: وجده غالا كأحمدته أي: وجدته محمودا "وأمال" "توفى كل" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه, وكذا حكم "أنى هذا" غير أن الدوري عن أبي عمرو كالأزرق فيه وقرأ "رضوان" بضم الراء أبو بكر ويوقف لحمزة على نحو: "من عند أنفسكم" بوجهين التحقيق وإبدال الهمزة باء مفتوحة؛ لأنه متوسط بغير المنفصل وسبق ذكر الإشمام في "قيل لهم". واختلف في "لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا" [الآية: 168] وبعده "قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّه" [الآية: 169] وآخر السورة "وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا" [الآية: 195] و [في الأنعام الآية: 140] "قَتَلُوا أَوْلادَهُم" و [في الحج الآية: 58] "ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا" فهشام من طريق الداجوني شدد التاء2 من الأول واختلف عنه فيه من طريق الحلواني فالتشديد طريق المغاربة عنه والتخفيف طريق المشارقة عنه, وبه قرأ الباقون, وأما الحرف الثاني وحرف الحج فشدد التاء فيهما ابن عامر, وأما آخر السورة وحرف الأنعام فشددهما ابن كثير وابن عامر, وافقهما ابن محيصن, والباقون بالتخفيف على الأصل, وأما التشديد فللتكثير ولا خلاف في تخفيف الأول هنا, وهو ما ماتوا وما قتلوا. واختلف في "تحسبن" [الآية: 169] فهشام من طريق الداجوني بالغيب واختلف   1 أي: "يغل". [أ] . 2 أي: "قتلوا ... ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 عنه من طريق الحلواني وبفتح السين على أصله والفاعل على الغيب ضمير الرسول أو من يصلح للحسبان, فالذين مفعول أول وأمواتا ثان, أو فاعله الذين والمفعول الأول محذوف أي: ولا يحسبن الشهداء أنفسهم أمواتا وافقه ابن محيصن والباقون بالخطاب أي: يا محمد أو يا مخاطب "وفتح" سينه ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر "وسبق" فتح "لا خوف" ليعقوب مع ضمه كحمزة ها "عليهم". واختلف في "وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيع" [الآية: 171] فالكسائي بكسر الهمزة على الاستئناف والباقون بالفتح عطفا على نعمة أي: وعدم إضاعة الله أجر المؤمنين, وتقدم ذكر "القرح" قريبا وأظهر دال "قد جمعوا" نافع وابن كثير وابن ذكوان وعاصم وأبو جعفر ويعقوب. وأمال "فزادهم" [الآية: 173] حمزة وخلف وهشام وابن ذكوان بخلفهما, وفتحها الباقون "ويوقف" على "سوء" لحمزة وهشام بخلفه بالنقل على القياس, وبالإدغام وتجوز الإشارة فيهما بالروم والإشمام فهي ستة, ولا يصح غيرها "وأثبت" ياء "وخافون إن" أبو عمرو وأبو جعفر وصلا, وفي الحالين يعقوب "ومر" ضم راء "رضوان" لشعبة "ويوقف" لحمزة على "يخوف أولياءه" بتسهيل الثانية مع المد والقصر كلاهما مع تخفيف الأولى وإبدالها واوا مفتوحة. واختلف في "يحزنك" [الآية: 176] "ويحزنهم، ويحزنك، الذين ويحزنني" حيث وقع فنافع بضم حرف المضارعة وكسر الزاي1 من أحزن رباعيا إلا حرف الأنبياء لا يحزنهم ففتحه وضم الزاي كقراءة الباقين في الكل من حزن ثلاثيا, إلا أبا جعفر وحده في حرف الأنبياء فقط, فضم وكسر وعن ابن محيصن الضم في الكل "وأمال" "يسارعون" الدوري عن الكسائي. واختلف في "ولا يحسبن الذين كفروا، ولا يحسبن الذين يبخلون" [الآية: 178، 180] فحمزة بالخطاب فيهما وافقه المطوعي, والخطاب له -صلى الله عليه وسلم- أو لكل أحد والذين كفروا مفعول أول إنما نملي بدل منه سد مسد المفعولين, ولا يلزم منه أن تكون عملت في ثلاثة, إذ المبدل منه في نية الطرح وما موصولة أو مصدرية, أي: لا تحسبن أن الذي نمليه للكفار أو أملأنا لهم خيرا لهم, وأما الثاني فيقدر فيه مضاف أي: لا تحسبن بخل الذين يبخلون خيرا, فبخل وخيرا مفعولاه والباقون بالغيب فيهما مسندا إلى الذين فيهما, وإنما في الأول سدت مسد المفعولين ويقدر في الثاني مفعول دل عليه يبخلون أي: لا يحسبن الباخلون بخلهم خيرا لهم. واختلف في "حَتَّى يَمِيز" [الآية: 179] هنا وفي "الأنفال" [الآية: 37] "ليَمِيز   1 أي: "يحزنك ... ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 اللَّه" فحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف بضم الياء وفتح الميم, وكسر الياء الثانية مشددة فيهما1 من ميز, وافقهما الحسن والأعمش والباقون بفتح الياء وكسر الميم, وسكون الياء بعدها من ماز يميزوهما لغتان. واختلف في "والله بما يعملون خبير" [الآية: 180] فابن كثير وأبو عمرو وكذا يعقوب بالغيب جريا على يبخلون وافقهم ابن محيصن واليزيدي والباقون بالخطاب على الالتفات "وأظهر" دال قد من "قد سمع" نافع وابن كثير وابن ذكوان وعاصم وأبو جعفر ويعقوب. واختلف في "سنكتب، وقتلهم، ونقول" [الآية: 181] فحمزة بياء مضمومة وفتح تائه مبنيا للمفعول, ورفع لام قتل عطفا على الموصولة النائبة عن الفاعل, ويقول بياء الغيبة وافقه الشنبوذي والباقون بالنون المفتوحة, وضم التاء بالبناء للفاعل, ونصب قتل بالعطف على ما المنصوبة المحل على المفعولية, وعن المطوعي كذلك إلا أنه بالياء في نكتب ونقول "وأظهر" دال قد من "قد جاءكم" نافع وابن كثير وابن ذكوان وعاصم وأبو جعفر ويعقوب. وأمال "جاءكم" حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه ووقف على "فلم" بهاء السكت البزي ويعقوب بخلف عنهما. واختلف في "وَالزُّبُرِ وَالْكِتَاب" [الآية: 184] فابن عامر في والزبر بزيادة باء موحدة بعد الواو2 كرسمه في الشامية, وهشام بخلف عنه بزيادتها أيضا في وبالكتاب والباء ثابتة في مصحف المدينة في الأولى محذوفة في الثانية, والحذف عن هشام من جميع طرق الداجوني, إلا من شذ, والإثبات عنه من جميع طرق الحلواني, إلا من شذ وهو الأصح عن هشام كما في النشر وعن المطوعي "ذائقة" بالتنوين "الموت" [الآية: 185] بالنصب وعنه حذف التنوين مع نصب الموت, وحذفه لالتقاء الساكنين مع إرادته وتقدم الخلف عن أبي عمرو في إدغام "زحزح عن" وكذا يعقوب من المصباح وكذا إمالة "الدنيا". واختلف في "لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَه" [الآية: 187] فابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر بالغيب فيهما إسنادا لأهل الكتاب وافقهم ابن محيصن والباقون بالخطاب على الحكاية أي: وقلنا لهم ونظيره وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله. واختلف في "لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُون، فلا يحسبنهم" [الآية: 188] فابن كثير وأبو عمرو بالغيب فيهما وفتح الباء في الأولى وضمها في الثاني, وافقهم ابن محيصن   1 أي: "يميز". 2 أي: "بالزبر". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 واليزيدي والفعل الأول مسند إليه -صلى الله عليه وسلم- أو غيره والذين مفعول أول والثاني بمفازة أي: لا يحسبن الرسول الفرحين ناجين, والفعل الثاني مسند إلى ضمير الذين ومن ثمة ضمت الباء لتدل على واو الضمير المحذوفة لسكون النون بعدها, فمفعوله الأول والثاني محذوف تقديره كذلك أي: فلا يحسبن الفرحون أنفسهم ناجية, والفاء عاطفة وقرأ عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بتاء الخطاب فيهما وفتح الباء فيهما معا, وافقهم الأعمش إسناد فيها للمخاطب, والثاني تأكيد للأول والفاء زائدة أي: لا تحسبن الفرحين ناجين لا تحسبنهم كذلك, وقرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر بياء الغيب في الأول وتاء الخطاب في الثاني, وفتح الموحدة فيهما إسناد للأول إلى الذين والثاني إلى المخاطب, وافقهم الحسن "وفتح" السين في الفعلين ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر وأدغم أبو عمرو "فاغفر لنا" بخلف عن الدوري ويوقف لحمزة على نحو: "سيئاتنا" بإبدال الهمزة ياء مفتوحة فقط, وأمال "مع الأبرار" "وللأبرار" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والكسائي وخلف, وقلله الأزرق واختلف عن حمزة, فروى الكبرى عنه من روايتيه جماعة, ورواها عن خلف جمهور العراقيين, وقطعوا لخلاد بالفتح وروى التقليل عنه من الروايتين جمهور المغاربة والمصريين, وهو الذي في الشاطبية وغيرها فحصل لخلاد ثلاثة: الكبرى والصغرى والفتح ولخلف الكبرى والصغرى فقط, والباقون بالفتح وكذا حكم الأشرار بـ"ص" وقرار بإبراهيم وقد أفلح وغافر والمرسلات. واختلف في "وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا" [الآية: 195] وفي التوبة "فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُون" [الآية: 111] فحمزة والكسائي وخلف ببناء الأول للمفعول والثاني للفاعل فيهما1 إما لأن الواو لا تفيد الترتيب, أو يحمل ذلك على التوزيع أي: منهم من قتل ومنهم من قاتل وافقهم المطوعي والباقون ببناء الأول للفاعل, والثاني للمفعول؛ لأن القتال قبل القتل, ويقال قتل ثم قتل ومر قريبا تشديد "قتلوا" لابن كثير وابن عامر. واختلف في "لا يَغُرَّنَّكُ" [الآية: 196] هنا و"يحطمنكم" [بالنمل الآية: 18] و"يستخفنك" [بالروم الآية: 60] "فإما نذهبن بك، أو نرينك" [الزخرف الآية: 41، 42] فرويس بتخفيف النون مع سكونها في الخمسة2 واتفق على الوقف له على نذهبن بالألف بعد الباء على أصل نون التأكيد الخفيفة, وافقه الأعمش في رواية الشنبوذي على "لا يحطمنكم" فقط والباقون بالتشديد في الكل. واختلف في "لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا" [الآية: 198] هنا وفي "الزمر" [الآية: 20] فأبو جعفر بتشديد النون3 فيهما فالموصول محله نصب والباقون بالتخفيف   1 أي: "وقتلوا وقاتلوا" و"فيقتلون ويقتلون". [أ] . 2 أي: "لا يغرنك، يحطمنكم، يستخفنك ... ". [أ] . 3 أي: "الذين". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 فالموصول رفع بالابتداء, وعند يونس يجوز إعمالها مخففة. وتقدم إمالة "مأواهم" لحمزة والكسائي وخلف وتقليلها للأزرق بخلفه, وكذا إبدال همزها لأبي عمرو بخلفه والأصبهاني وأبي جعفر ومثلها "بئس" ويوافقهم على إبدالها الأزرق كصاحبه الأصبهاني وعن الحسن والمطوعي "نزلا" بسكون الزاي لغة. المرسوم اتفقوا على رسم الهمزة الثانية واوا في أؤنبئكم وكتب "وَيَقاتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ" بألف بعد القاف في بعض المصاحف1 وخرج بالقيد "يَقْتُلُونَ النَّبِيِّين" المتفق على حذفه "فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّه" "بالياء روى نافع "فَيَكُونُ طَيْرًا" هنا وبالمائدة بحذف ألفه في المدني2 وخرج بـ"فيكون كهيئة الطير" المتفق على حذفه منهم تقية بياء بدل الألف, واختلفت العراقية في: اتقوا الله حق تقاته, ففي بعضها بالألف وبعضها بالحذف, سارعوا إلى مغفرة بواو قبل السين في المكي والكوفي والبصري, وبحذفها في المدني والشامي والإمام, أفائن مات بياء بين الألف والنون, بالزبر بياء الجر في الزبر في الشامي, وبالكتاب في بعض الشامية بالباء وبلا باء فيهما في الخمس المصاحف, روى نافع وقاتلوا آخر السورة بالألف3, وكتبوا في بعضها لإلى الله تحشرون بزيادة ألف بين الألف المعانقة للام واللام. المقطوع، والموصول اتفق على وصل: لكيلا تحزنوا كالحج والأحزاب والحديد وما عداها مقطوع نحو: "كَيْ لا يَكُونَ دولَة". هاء التأنيث "نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ" بالتاء وكذا "امْرَأَتُ عِمْرَان" [الآية: 35] وكذا كل امرأة مع زوجها وكذا "لَعْنَتَ اللَّه" هنا4 [الآية: 61، 87] و [بالنور الآية: 9] . ياءات الإضافة ست "وَجْهِيَ لِلَّه" [الآية: 20] "مِنِّي إِنَّك" [الآية: 35] و"لِي آيَة" [الآية: 41] "وَإِنِّي أُعِيذُهَا" [الآية: 36] "أَنْصَارِي إِلَى اللَّه" [الآية: 52] "أَنِّي أَخْلُق" [الآية: 49] وتقدم عن ابن محيصن والمطوعي تسكين ياء الإضافة من "بَلَغَنِيَ الْكِبَر" [الآية: 40] فتكون سابعة. الزوائد ثلاث "وَمَنِ اتَّبَعَنِ" [الآية: 20] "وَأَطِيعُون" [الآية: 50] "وخافون" [الآية: 175] .   1 وفي بعضها بالحذف. ووجه الخلاف قصد موافقة كل قراءة رسما صريحا. 2 ووجهه احتمال القراءتين فقراءة القصر قياسية وقراءة المد اصطلاحية. 3 ورواه جماعة بحذفها ووجهه احتمال قرائتي القصر والمد تصريحا، وتقديرا. 4 كان من حقه أن يقيده بفنجعل ليخرج الموضع الثاني: أن عليهم لعنة المتفق على رسمه بالهاء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 سورة النساء : مدنية آيها مائة وسبعون وخمس حجازي وبصري وست كوفي وسبع شامي اختلافها آيتان: "أن تضلوا السبيل" كوفي وشامي, "عذابا أليما" شامي مشبه الفاصلة ثمانية: "أحديهن قنطار, عليهن سبيلا, أجل قريب, للناس رسولا, لمن ليبطئن, يكتب ما يبيتون, ملة إبراهيم حنيفا, المقربون" وعكسه أربعة: "ألا تعولوا, مريئا, أجرا عظيما, ليهديهم طريقا". القراءات تقدم الإدغام مع ذهاب صفة الاستعلاء في "خلقكم" [الآية: 1] لأبي عمرو بخلفه, وكذا يعقوب وإسقاط الغنة لخلف عن حمزة "في نفس واحدة" وترقيق راء كثيرا للأزرق بخلفه. واختلف في "تساءلون" [الآية: 1] فعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بتخفيف السين على حذف إحدى التاءين الأولى أو الثانية على الخلاف وافقهم الحسن والأعمش والباقون بالتشديد1 على إدغام تاء التفاعل في السين. واختلف في "والأرحام" [الآية: 1] فحمزة بخفض الميم عطفا على الضمير المجرور في به على مذهب الكوفيين, أو أعيد الجار وحذف للعلم به, وجر على القسم تعظيما للأرحام حثا على صلتها رجوا به الله إلخ, وافقه المطوعي والباقون بالنصب عطفا على لفظ الجلالة, أو على محل به كقولك: مررت به وزيدا, وهو من عطف الخاص على العام, إذ المعنى اتقوا مخالفته, وقطع الأرحام مندرج فيها, فنبه سبحانه وتعالى بذلك وبقرنها باسمه تعالى على أن صلتها بمكان منه وأمال "اليتامى" [الآية: 2، 3] حمزة والكسائي وخلف, وقلله بخلفه ورش وأمال فتحة التاء مع الألف بعدها الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير اتباعا لإمالة التأنيث, وعن ابن محيصن "تبدلوا" [الآية: 2] بتاء واحدة مشددة كالبزي في: ولا تيمموا وعنه تخفيفها وعنه بتاءين كالباقين. وعن الحسن "حوبا" [الآية: 2] بفتح الحاء لغة تميم في المصدر يقال حاب حوبا وحوبا وحابا وحوبة وحبابة, وقيل المفتوح مصدر والمضموم اسم, وأصله من حوب الإبل أي: زجرها سمي به الإثم؛ لأنه يزجر به ويطلق على الذئب؛ لأنه يزجر عنه, "وأخفى" أبو   1 أي: "تساءلون ... ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 جعفر النون عند الخاء من "وإن خفتم" وأمال "طاب" [الآية: 3] حمزة وفتحه الباقون وأمال "مثنى" و"أدنى" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق. واختلف "فواحدة" [الآية: 3] فأبو جعفر بالرفع على الابتداء والمسوغ اعتمادها على فاء الجزاء, والخبر محذوف أي: كافية أو خبر محذوف أي: فالمقنع واحدة أو فاعل بمحذوف أي: فيكفي واحدة والباقون بالنصب أي: فاختاروا أو انكحوا ويوقف لحمزة على "هنيئا" و"مريئا" بالإبدال ياء مع الإدغام لزيادة الياء, وقرأهما أبو جعفر كذلك في الحالين بخلف عنه من روايتيه "وأسقط" الهمزة الأولى من "السفهاء أموالكم" قالون والبزي وأبو عمرو ورويس من طريق أبي الطيب, وسهل الثانية الأصبهاني عن ورش وأبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب, وبه قرأ الأزرق في أحد وجهيه والثاني عنه إبدالها ألفا مع إشباع المد للساكنين, وقرأ قنبل بإسقاط الأولى كالبزي من طريق ابن شنبوذ ومن غير طريقه بتسهيل الثانيةو وبإبدالها ألفا كالأزرق والباقون بتحقيقها. وعن الحسن "اللاتي" [الآية: 5] مطابقة للفظ الجمع. واختلف في "لَكُمْ قِيَامًا" [الآية: 5] فنافع وابن عامر بغير ألف هنا1 وبه قرأ ابن عامر وحده في المائدة, وهو قياما للناس, على أن قيما مصدر كالقيام وليس مقصورا منه والباقون بالألف فيهما مصدر قام, أي: التي جعلها الله تعالى سبب قيام أبدانكم, أي: بقائها وسبق إمالة ألفي "اليتامى" ونحو: "كفى" وضم هاء "عليهم وإليهم" وعن الحسن "وليخش" و"فليتقوا وليقولوا" بكسر اللام في الثلاثة وعن ابن محيصن بخلف2 "ضعفا" بضم الضاد والعين والتنوين, وعنه ضم الضاد وفتح العين والمد والهمز بلا تنوين وأمال "ضعافا" حمزة وكذا "خافوا" [الآية: 9] بخلف عن خلاد في الأول, وفتحهما الباقون. واختلف في "وسيصلون" [الآية: 10] فابن عامر وأبو بكر بضم الياء مبنيا للمفعول من الثلاثي وافقهما الحسن والباقون بالفتح من صلى النار لازمها. واختلف في "وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَة" [الآية: 11] فنافع وأبو جعفر بالرفع على أن كان تامة والباقون بالنصب على أنها ناقصة. واختلف في "أم" [الآية: 11] المضاف للمفرد من "فلأمه" [الآية: 11] معا "في أمها " [بالقصص الآية: 59] "فِي أُمِّ الْكِتَاب" [بالزخرف الآية: 4] فحمزة والكسائي بكسر الهمزة في الأربعة لمناسبة الكسرة أو الياء ولذلك لا يكسرانها في الأخيرين إلا وصلا, فإذا ابتدآ ضماها وافقهم الأعمش, والباقون بضمها في الحالينو وأما المضاف للجمع وذلك في أربعة مواضع: "في بطون أمهاتكم" بالنحل والزمر و"بيوت   1 أي: "قيما ... ". [أ] . 2 الأول من الكتابين والثاني من المفردة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 237 أمهاتكم" بالنور "بطون أمهاتكم" بالنجم فكسر الهمزة والميم معا في الأربعة حمزة اتبع حركة الميم حركة الهمزة فكسرت الميم تبع التبع كالإمالة للإمالة, ولذا إذا ابتدأ بها ضم الهمزة وفتح الميم وافقه الأعمش, وكسر الكسائي الهمزة وحدها والباقون بضم الهمزة وفتح الميم في الأربعة على الأصل, وهذا في الدرج أما في الابتداء بهمزة أم وأمهات فلا خلاف في ضمها, وخرج بقيد الحصر نحو: "وعنده أم الكتاب" "فؤاد أم موسى" "وأمهاتكم اللاتي" فلا خلاف في ضمه. واختلف في "يوصى" [الآية: 11، 12] في الموضعين فابن كثير وابن عامر وأبو بكر بفتح الصاد فيهما على البناء للمفعول, وبها في محل رفع نائب الفاعل, وقرأ حفص بالفتح في الأخيرة فقط لاتباع الأثر, وافقهم ابن محيصن فيهما, والباقون بالكسر فيهما على البناء للفاعل أي: يوصى المذكور أو الموروث, وبها في محل نصب وعن الحسن "يوصي" بفتح الواو وكسر الصاد مشددة فيهما وعنه والمطوعي "يورث" بفتح الواو وكسر الراء مشددة مبنيا للفاعل وكلالة نصب على الحال إن أريد بها الميت, والمفعولان محذوفان أي: يورث وارثا ماله حال كونه كلالة, وعن الحسن أيضا "مضار" بغير تنوين "وصية" بالخفض بالإضافة1 وقرأه الجمهور بالنصب مصدرا مؤكدا أي: يوصيكم الله بذلك وصية. واختلف في "يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ" [الآية: 13] و"يُدْخِلْهُ نَارًا" [الآية: 14] و"ندخله ونعذبه" [في الفتح الآية: 17] و"نكفر عنه، وندخله" [في التغابن الآية: 9] "وندخله" في [الطلاق الآية: 11] فنافع وابن عامر وكذا أبو جعفر بنون العظمة في السبعة, وافقهم الحسن هنا والفتح ووافقهم المطوعي في الطلاق والتغابن والباقون, بالياء فيهن "وأخفى" التنوين عند الخاء من "نارا خالدا" أبو جعفر وأمال "يتوفيهن" [الآية: 15] حيث جاء وكذا "أفضى" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق. واختلف في "واللذان يأتيانها" [الآية: 16] هنا, وإن هذين بـ"طه" وهذان خصمان بالحج, ابنتي هاتين, وفذانك كلاهما بالقصص, وأرنا اللذين بفصلت, فابن كثير بتشديد النون فيها كلها, وقرأ أبو عمرو ورويس بالتشديد في فذانك وافقهما الحسن واليزيدي والشنبوذي, وتسمى هذه الأسماء مبهمات مبنية للافتقار, فالتشديد في الموصول على جعل إحدى النونين عوضا عن الياء المحذوفة التي كان ينبغي أن تبقى, وذلك أن الذي مثل القاضي تثبت ياؤه في التثنية, فكان حق ياء الذي والتي كذلك ولكنهم حذفوها؛ إما لأن هذه تثنية على غير قياس, وإما لطول الكلام بالصلة, ووجه تشديد فذانك أن إحدى النونين للتثنية والأخرى خلف عن لام ذلك, أو بدل منها والباقون بالتخفيف فيهن "وغلظ" الأزرق لام   1 أي: بإضافة اسم الفاعل إلى وصية، والمضارة لا تقع بالوصية بل بالورثة لكن لما وصى الله تعالى لورثة جعل المضرة الواقعة بهم كأنها واقعة بنفس الوصية مبالغة في ذلك. أفاده السمين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 "وأصلحا" "ونقل" حركة همز "ألان" ورش من طريقيه وابن وردان بخلف عنه. واختلف في "كرها" [الآية: 19] هنا والتوبة [الآية: 53] والأحقاف [الآية: 15] فحمزة والكسائي وكذا خلف بضم الكاف فيهن, وقرأ ابن ذكوان وعاصم ويعقوب كذلك في الأحقاف, واختلف فيه عن هشام وافقهم على الثلاث الحسن والأعمش والباقون بالفتح, وهما لغتان وعن الفراء الفتح بمعنى الإكراه والضم ما يفعله الإنسان كارها من غير إكراه, مما هو فيه مشقة. واختلف في "بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَة" [الآية: 19] هنا [والأحزاب الآية: 30] [والطلاق الآية: 1] و"مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا" و"مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي" [بالنور الآية: 34، 46] "آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَات" [بالطلاق الآية: 11] فنافع وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ويعقوب بكسر الياء في مبينة الواحد وفتحها في مبينات الجمع وافقهم اليزيدي, وقرأ ابن كثير وشعبة بفتح الياء في الستة وافقهما ابن محيصن بخلف في الجمع, وقرأ ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي, وكذا خلف بالكسر فيها كلها وافقهم الأعمش وعن الحسن الفتح في المفرد والكسر في الجمع عكس نافع, فالفتح فيهما على أنه اسم مفعول من المتعدي, فمعنى الواحد بينها من يدعيها ومعنى الجمع أن الله بينها, والكسر اسم فاعل إما من بين المتعدي والمفعول محذوف أي: مبينة حال مرتكبها أو من اللازم يقال بإن الشيء وأبان واستبان وبين وتبين بمعنى واحد أي: ظهر. وأمال "عسى" حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق والدوري عن أبي عمر وبخلف عنهما "وعن" ابن محيصن "آتيتم إحديهن" بكسر الميم بنقل حركة الهمزة إليها وكذا همزة إحدى وإنها لإحدى بوصل همزة إحدى تخفيفا وسهل الهمزة الأولى كالياء "من النساء إلا" موضعي هذه السورة, ونحوه قالون والبزي مع المد والقصر وسهل الثانية كالياء ورش من طريقيه, وأبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب, وللأزرق إبدالها أيضا يا ساكنة فيشبع المد للساكنين وأسقط الأولى مع المد والقصر أبو عمرو ورويس من طريق أبي الطيب, وقنبل من طريق ابن شنبوذ, ولقنبل وجهان آخران: وهما تسهيل الثانية كالباء وإبدالها ياء كالأزرق, فهما والباقون بتحقيقهما وأظهر دال "قد سلف" نافع وابن كثير وابن ذكوان وعاصم وابو جعفر ويعقوب. واختلف في "المحصنات" [الآية: 24] "ومحصنات" معرفا ومنكرا حيث جاء فالكسائي بكسر الصاد؛ لأنهن يحصن أنفسهن بالعفاف أو فروجهن بالحفظ إلا الأول هنا فقرأه بالفتح؛ لأن المراد به المزوجات, وعن الحسن الكسر في الكل والباقون بالفتح أسند الإحصان إلى غيرهن من زوج أو ولي أو الله تعالى. واختلف في "وَأُحِلَّ لَكُم" [الآية: 24] فحفص وحمزة والكسائي وكذا أبو جعفر وخلف بضم الهمزة وكسر الحاء مبنيا للمفعول, وافقهم الحسن والمطوعي والباقون بالفتح فيهما مبنيا للفاعل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 واتفق على كسر صاد "محصنين" [الآية: 24] "ويوقف" لحمزة على نحو: "متخذات أخدان" بوجهين التخفيف وإبدال الهمزة ياء مفتوحة1 وأخدان بدال مهملة إتفاقا أي أخلاء في السر. واختلف في "أحصن" [الآية: 25] فأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بفتح الهمزة والصاد مبنيا للفاعل أي: أحصن فروجهن وأزواجهن, وافقهم الحسن والأعمش والباقون بضم الهمزة وكسر الصاد على البناء للمفعول, على أن المحصن لهن الزوج وضم الهاء من "عليهن" يعقوب ووقف بخلفه بهاء السكت. واختلف في "تِجَارَةً عَنْ تَرَاض" [الآية: 29] فعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بنصب تجارة, على أن كان ناقصة واسمها ضمير الأموال, وافقهم الحسن والأعمش والباقون بالرفع على أنها تامة, وعن تراض صفة لتجارة فموضعه رفع أو نصب وعن الحسن والمطوعي "ولا تقتلوا" بضم التاء الأولى وفتح القاف وكسر الثانية مشددة على التكثير "وأدغمط لام "يفعل" في ذال "ذلكط أبو الحارث عن الكسائي "وعن" المطوعي "نصليه" بفتح النون من صليه يصليه ومنه شاة مصلية "ويكفر عنكم ويدخلكم" بياء الغيبة لله تعالى. واختلف في "مدخلا" [الآية: 31] هنا فنافع والحج وأبو جعفر بفتح الميم فيهما فيقدر له فعل ثلاثي مطاوع ليدخلكم أي: ويدخلكم فتدخلون مدخلا, وخرج رب أدخلني مدخل صدق المتفق على ضمه والباقون بالضم اسم مصدر من الرباعي كاسم المفعول والمدخول فيه حينئذ محذوف أي: ويدخلكم الجنة إدخالا أو اسم مكان أي: ندخلكم مكانا كريما فنصبه إما على الظرف وعليه سيبويه, أو أنه مفعول به وعليه الأخفش, وهكذا كل مكان بعد دخل وهي قراءة واضحة؛ لأن اسم المصدر والمكان جاريان على فعليهما وقرأ "واسئلوا" أمر المخاطب إذا تقدمه واو أو فاء بنقل حركة الهمزة إلى السين ابن كثيرة والكسائي وخلف, فإن لم يتقدمه ذلك فالكل على النقل نحو: سل بني إسرائيل, وإن كان لغائب فالكل بالهمز نحو: وليسئلوا ما أنفقوا إلا حمزة وقفا. واختلف في "عاقدت" [الآية: 33] فعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بغير ألف2 وافقهم الأعمش أسند الفعل إلى الإيمان وحذف المفعول أي: عهودهم والباقون بالألف من باب المفاعلة أي: ذوو أيمانكم ذوي أيمانهم أو تجعل الأيمان معاقدة ومعاقدة والمعنى عاقدتهم وماسحتهم أيديكم, كان الحليف يضع يمينه في يمين صاحبه ويقول: دمي دمك وثاري ثارك وحربي حربك وترثني وأرثك فكان يرث السدس من مال حليفه فنسخ بقوله تعالى: "وأولى الأرحام" إلخ, وعن المطوعي تشديد القاف.   1 أي: "يخدان ... ". [أ] . 2 أي: "عقدت ... ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 اختلف في "بِمَا حَفِظَ اللَّه" [الآية: 34] فأبو جعفر بفتح هاء الجلالة وما موصولة أو نكرة موصوفة, وفي حفظ ضمير يعود إليها على تقدير مضاف, إذ الذات المقدسة لا يحفظها أحد أي: بالبر الذي أو بشيء حفظ حق الله أو دينه أو أمره, ومنه الحديث: "احفظ الله يحفظك" , والباقون بالرفع, وما إما مصدرية أو موصولة أي: بحفظ الله إياهن أو بالذي حفظه الله لهن, وعن المطوعي "في المضجع" بلا ألف وعنه أيضا "والجار الجنب" بفتح الجيم وسكون النون كرجل عدل. وأمال "الجار" [الآية: 36] معا الدوري عن الكسائي وعن أبي عمرو من طريق ابن فرح وقلله الأزرق بخلفه "وتقدم" له الخلف في تقليل "القربى واليتامى" وإنه إذا جمع له هذان مع الجار فله الفتح والصغرى فيهما على كل من الفتح والصغرى في الجار فهي أربعة, لكن نقل شيخنا العمدة سلطان عن ابن الجزري أنه يقرأ بالصغرى مع الصغرى, وبالفتح مع الفتح فقط, ونطيره: "يا موسى إن فيها قوما جبارين", وتقدم ذكر إمالة ألف القربى وألفي اليتامى وتقدم إدغام يعقوب "بالصاحب بالجنب" كأبي عمرو بخلفه. واختلف في "البخل" [الآية: 37] هنا و [الحديد الآية: 24] فحمزة والكسائي وكذا خلف بفتح الباء والخاء على إحدى لغاته, وافقهم الأعمش وكذا ابن محيصن بخلف في الحديد, والباقون بالضم والسكون كالحزن والحزن والعرب والعرب. وأمال "للكافرين" [الآية: 37] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي ورويس وقلله الأزرق. وأبدل أبو جعفر همز "رئاء الناس" [الآية: 38] ياء مفتوحة في الحالين. واختلف في "تَكُ حَسَنَة" [الآية: 40] فنافع وابن كثير وأبو جعفر برفعها على أن كان تامة وافقهم ابن محيصن والشنبوذي والباقون بالنصب خبر كان الناقصة, واسمها يعود على مثقال وأنت حملا على المعنى أي: زنة ذرة أو لإضافته إلى مؤنث. وقرأ "يضعفها" [الآية: 40] بالقصر والتشديد ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب وعن الحسن القصر والتخفيف. واختلف في "تسوى" [الآية: 42] فحمزة والكسائي وخلف بفتح التاء وتخفيف السين1 مع الإمالة وافقهم الأعمش, وقرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر بفتح التاء وتشديد السين بلا إمالة إلا الأزرق فبالفتح كالتقليل, وافقهم الحسن والباقون بضم التاء بلا إمالة وتخفيف السين مبنيا للمفعول2. وأمال "سكارى" [الآية: 43] حمزة والكسائي وخلف وابو عمرو وابن ذكوان بخلفه وأمال فتحة الكاف مع الألف بعدها الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان   1 أي: "تَسوى .... ". [أ] . 2 أي: "تُسوى .... ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 الضرير وقلله الأزرق, وعن المطوعي سكرى بضم السين وسكون الكاف أي: جماعة سكرى وتقدم إمالة: "مرضى". وقرأ "جَاءَ أَحَد" [الآية: 43] بإسقاط الأولى مع المد والقصر, وهو أولى لزوال الأثر قالون والبزي وأبو عمرو ورويس بخلفه, وقرأ ورش من طريقيه وأبو جعفر ورويس في ثانيه بتسهيل الثانية بين بين, وللأزرق أيضا إبدالها ألفا بلا مد مشبع لعدم الساكن بعد, ولقنبل ثلاثة أوجه: إسقاط الأولى كالبزي, وتسهيل الثانية وإبدالها ألفا كالأزرق فيهما. واختلف في "لمستم" [الآية: 43] هنا والمائدة [الآية: 6] فحمزة والكسائي وكذا خلف بغير ألف فيهما وافقهم الأعمش والباقون بالألف1 فيهما أي: ماسستم بشرة النساء ببشرتكم, وقيل جامعتموهن, وقيل لمس جامع ولامس لما دون الجماع, وقال البيضاوي: واستعماله أي: لمستم كناية عن الجماع أقل من الملامسة وعن الحسن "أن يضلوا" بالغيب من أضل, وعن ابن محيصن من المبهج "يحرفون الكلم" بفتح اللام وبالألف هنا وموضعي المائدة ومن المفردة في المائدة كذلك في النساء بالكسر بلا ألف كالجمهور في الثلاثة "وعن" الحسن وابن محيصن بخلفه "راعنا" بالتنوين. وأمال "أدبارها" [الآية: 47] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي2 وقلله الأزرق, وقرأ "فتيلا انظر" بكسر التنوين وصلا أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب واختلف عن ابن ذكوان, والوجهان صحيحان عنه كما تقدم عن النشر والباقون بالضم. وقرأ "هَؤُلاءِ أَهْدَى" [الآية: 51] بإبدال الهمزة الثانية ياء مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس. وأمال "أهدى" [الآية: 51] حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه, وكذا "وكفى" وألقى ونحوه كأتاهم. وتقدم في الإمالة للأزرق مع مد البدل وأدغم تاء: "نَضِجَتْ جُلُودُهُم" [الآية: 56] أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف واختلف عن هشام, وأظهرها نافع وابن كثير وعاصم وابن ذكوان وأبو جعفر ويعقوب وقرأ "يأمركم" [الآية: 58] أبو عمرو بإسكان الراء واختلاس ضمتها, وللدوري إتمام الحركة كالباقين. وإبدل همزتها ألفا ورش وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر. وإبدال الهمزة من "تؤدوا" [الآية: 59] واوا مفتوحة ورش من طريقيه وأبو جعفر.   1 أي: "لامستم". [أ] . 2 وافقهم اليزيدي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 وقرأ "نعما" [الآية: 58] بفتح النون وكسر العين كسرة تامة ابن عامر وحمزة والكسائي وكذا خلف1, والباقون بكسر النون, وقرأ أبو جعفر بإسكان العين2 واختلف عن أبي عمرو وقالون وأبي بكر فروى عنهم المغاربة إخفاء كسرة العين, يريدون الاختلاس فرارا من الجمع بين ساكنين, وروى أكثر أهل الأداء عنهم الإسكان3, وهما صحيحان عنهم كما في النشر, قال: غير أن النص عنهم الإسكان ولا نعرف الاختلاس إلا من طرق المغاربة ومن تبعهم, والباقون بكسر النون والعين, واتفقوا على تشديد الميم ومر ذكر شيء للأزرق وحمزة وترقيق نحو: خير للأزرق بخلفه وإشمام قيل لهشام والكسائي ورويس, وإمالة "جاؤك" لحمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه. وقرأ "أن اقتلوا" [الآية: 66] بكسر النون وصلا أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب, وضمها الباقون وكسر الواو من "أو اخرجوا" [الآية: 66] عاصم وحمزة فقط وضمها الباقون. واختلف في "إلا قليل" [الآية: 66] فابن عامر بالنصب4 على الاستثناء, والباقون بالرفع بدل من فاعل فعلوه وهو المختار, والكوفيون يجعلونه عطفا على الضمير بإلا؛ لأنها تعطف عندهم وأشم صاد "صراطا" خلف عن حمزة, وبالسين قرأ قنبل بخلفه ورويس, وأثبت في الأصل هنا الخلف فيها لخلاد, وفيه نظر وكذا في قطعه لقنبل بالسين فليعلم. وقرأ "النبيين" [الآية: 69] بالهمز نافع وأبدل همز "ليبطئن" [الآية: 72] ياء مفتوحة أبو جعفر كوقف حمزة ورقق الأزرق رائي "حذركم وانفروا" بخلف عنه فيهما, فإن جمع بينهما تحصل له بحسب الطرق ثلاثة أوجه: تفخيم الأول وترقيق الثاني وعكسه وترقيقهما, أما تفخيمهما فلا يعلم له طريق عنه حرره شيخنا رحمه الله تعالى. واختلف في "كَأَنْ لَمْ تَكُن" [الآية: 73] فابن كثير وحفص ورويس بالتاء وافقهم ابن محيصن والشنبوذي والباقون بالتذكير, وأدغم باء "يغلب فسوف" أبو عمرو وهشام وخلاد بخلف عنهما والكسائي وعن الشنبوذي "يؤتيه" بالياء والجمهور بالنون5. واختلف في "وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا، أَيْنَمَا" [الآية: 77] فابن كثير وحمزة والكسائي وأبو جعفر وروح من طريق أبي الطيب وخلف بالغيب, وافقهم ابن محيصن والأعمش والباقون بالخطاب واتفق على غيب الأول وهو قوله تعالى: "يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُون" [الآية: 77، 78] ووقف على ما من مال في مواضعه الأربعة أبو عمرو دون اللام على ما نص عليه الشاطبي وجمهور المغاربة, واختلف فيه عن الكسائي فيه على اللام, أو ما, ومقتضى كلام هؤلاء أن الباقين يقفون على اللام دون ما وبه صرح بعضهم والأصح جواز   1 وافقهم الأعمش. 2 أي: "نعما .... ". [أ] 3 ووافقهم عليه اليزيدي والحسن. 4 أي: "إلا قليلا". [أ] . 5 في بعض النسخ: وعن ابن محيصن حذف هاء "هذه القرية". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 الوقف على ما لجميع القراء؛ لأنها كلمة برأسها منفصلة لفظا وحكما كما اختاره في النشر, وأما اللام فيحتمل الوقف عليها لانفصالها خطا وهو الأظهر قياسا, ويحتمل أن لا يوقف عليها لكونها لام جر كما في النشر, ثم إذا وقف على ما أو اللام اضطرارا أو اختيارا بالموحدة1, امتنع الابتداء بقوله تعالى: لهذا وهذا, وإنما يبتدأ فمال هؤلاء وأمال "تولى" [الآية: 80] حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه وكذا كفى "وأدغم" تاء "بيت طائفة" أبو عمرو وحمزة والباقون بفتح التاء مع الإظهار, وقطع أبو عمرو بإدغامه مع أنه من الكبير؛ لأن قياسه بيتت لإسناده لمؤنث فلما حذفت التاء لكونه مجازيا صارت اللام مكان تاء تأنيث فسكنت لضرب من النيابة, ولذا وافقه حمزة وعن ابن محيصن إدغام يكتب ما يبيتون ونقل القرآن ابن كثير وتقدم مد "لا ريب فيه" مدا متوسطا لحمزة بخلفه. واختلف في "أصدق" [الآية: 87] وبابه وهو كل صاد ساكنة بعدها دال وهو في اثني عشر موضعا "وَمَنْ أَصْدَق" [الآية: 87، 122] معا هنا "هم يصدفون، الذين يصدفون، كانوا يصدفون" [بالأنعام الآية: 46، 157] و"تصدية" [بالأنفال الآية: 35] و"لَكِنْ تَصْدِيق" [يونس الآية: 37] [ويوسف الآية: 111] "فاصدع" [بالحجر الآية: 94] "قَصْدُ السَّبِيل" [بالنحل الآية: 9] "يُصْدِرَ الرِّعَاء" [القصص الآية: 23] "يَصْدُرُ النَّاس" [بالزلزلة الآية: 6] فحمزة والكسائي وخلف ورويس بخلف عنه بإشمام الصاد الزاي للمجانسة والخفة, ولا خلاف عن رويس في إشمام يصدر معا وافقهم الأعمش والباقون بالصاد الخالصة على الأصل, وهي رواية أبي الطيب وابن مقسم عن رويس والإشمام طريق الجوهري والنخاس عنه وأبدل أبو جعفر همز فئتين ياء مفتوحة كوقف حمزة. واختلف في "حَصِرَتْ صُدُورُهُم" [الآية: 90] فيعقوب بنصب التاء منونة على الحال2 بوزن تبعة وافقه الحسن, والباقون بسكون التاء فعلا ماضيا على أصله في الوقف بالهاء فيما رسم بالتاء وافقه الحسن "ورقق" راءها الأزرق وأدغم التاء في الصاد أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وأظهرها الباقون, وعن الحسن "فلقتلوكم" بغير ألف, وعن المطوعي "خطاء" معا بوزن سماء ولا خلاف في فتح الخاء والطاء. واختلف في فتبينوا في الموضعين هنا وفي الحجرات [الآية: 94، 60] فحمزة والكسائي وخلف بثاء مثلثة بعدها باء موحدة بعدها تاء مثناة فوقية3 من الثبت, أو التثبت وافقهم الحسن والأعمش, والباقون بباء موحدة وياء مثناة تحت ونون من التبين وهما متقاربان يقال تثبت في الشيء تبينه وأمال "ألقى" حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه, وكذا ألقاها وألقيه وتوفيهم وكذا الدنيا, وبوجهي الأزرق قرأ أبو عمرو فيها, وجاء عن الدوري عنه فيها الإمالة المحضة أيضا.   1 قوله "بالوحدة" كذا في الأصل ولا معنى لها هنا ولعلها زائدة. 2 أي: "حصرة". [أ] . 3 أي: "فتثبتوا". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 واختلف في "إليكم السلم لست" [الآية: 94] فنافع وابن عامر وحمزة وأبو جعفر وخلف بفتح اللام من غير ألف بعدها من الانقياد فقط والباقون بالألف1, والظاهر أنه التحية وقيل الانقياد. واختلف في "لست مؤمنا" [الآية: 94] فأبو جعفر بخلف عنه من روايتيه بفتح الميم الثانية اسم مفعول أي: لا نؤمنك في نفسك والباقون بكسرها اسم فاعل أي: إنما فعلت ذلك متعوذا. واختلف في "غير أولي الضرر" [الآية: 95] فابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب برفع الراء على البدل من القاعدون أو الصفة له, وافقهم اليزيدي والحسن والأعمش, والباقون بنصبها على الاستثناء أو الحال من القاعدون, وقرأ "الذين توفاهم الملائكة ظالمي" [الآية: 97] بتشديد التاء البزي بخلفه وأدغم تاء الملائكة في الظاء أبو عمرو بخلفه, ومثله يعقوب من المصباح ووقف اليزيدي ويعقوب بخلف عنهما بهاء السكت على "فيم كنتم"2 وعن الحسن "فلتقم" بكسر اللام وأدغم أبو عمرو بخلفه "ولتأت طائفة" ومثله يعقوب كذلك "وتقدم" ترقيق راء "حذرهم" للأزرق وإمالة "مرضى" ويرضى و"للكافرين" و"الناس" وتغليظ لام "الصلاة" وإصلاح وتقدم اختلافهم في "ها أنتم" قريبا بآل عمران وأمال "نجويهم" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو وأدغم لام "يفعل ذلك" أبو الحارث وأظهرها الباقون وأمال "مرضات" الكسائي ووقف عليها بالهاء على أصله, وبالتاء وقف الباقون. واختلف في "فسوف يؤتيه أجرا عظيما ومن" [الآية: 114] فأبو عمرو وحمزة وخلف يؤتيه بالياء المثناة تحت, وافقهم اليزيدي والشنبوذي والباقون بنون العظمة. وقرأ "نوله ونصله" [الآية: 115] بإسكان الهاء فيهما أبو عمرو وأبو بكر وحمزة واختلف عن هشام وابن وردان وابن جماز, وقرأ قالون ويعقوب وأبو جعفر في وجهه الثاني بكسر الهاء بلا صلة والباقون بالصلة بخلف عن ابن ذكوان, وعن هشام أيضا فتحصل لهشام ثلاثة أوجه: الإسكان والقصر والإشباع, ولابن ذكوان وجهان: القصر والإشباع ولأبي جعفر الإسكان والقصر وعن الحسن "إلا أنثى" بالإفراد على إرادة الجنس وعن الأعمش "يعدهم" بسكون الدال تخفيفا, وأدغم دال "فقد ضل" ورش وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف, وتقدم إشمام "أصدق" قريبا. وقرأ "بأمانيكم" [الآية: 123] و"إلا أماني" [الآية: 78] من سورة البقرة بتخفيف الياء مع تسكينها3 أبو جعفر كأنه جمع على فعالل دون فعاليل كما قالوا في قرقور قراقر وقراقير.   1 أي: "السلام". [أ] . 2 أي: "فيمه كنتم". [أ] . 3 أي: "أماني". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 واختلف في "يدخلون" [الآية: 124] هنا و [مريم الآية: 60] و [طه1 وفاطر الآية: 33] وموضعي [غافر الآية: 40] فابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر وأبو جعفر وروح بضم حرف المضارعة وفتح الخاء مبنيا للمفعول في هذه السورة, ومريم وأول غافر وافقهم ابن محيصن واليزيدي, وقرأ أبو عمرو كذلك في فاطر فقط, وافقه اليزيدي والحسن وكذا قرأ رويس في مريم والأول من غافر, وقرأ كذلك في ثاني غافر وهو سيدخلون جهنم ابن كثير وأبو بكر بخلاف عنه, وكذا أبو جعفر ورويس وافقهم ابن محيصن والباقون بفتح حرف المضارعة, وضم الخاء مبنيا للفاعل في الخمسة. وقرأ "إبراهام" [الآية: 125] الثلاثة الأواخر من هذه السورة, وهي: واتبع ملة إبراهيم, واتخذ الله إبراهيم, وأوحينا إلى إبراهيم, بألف بدل الياء ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان وأمال "يتلى" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه وكذا حكم لليتامى وكذا يتامى وقفا وزاد الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير فأمال فتحة التاء مع الألف بعدها, "وفخم" الأزرق كغيره راء "إعراضا" من أجل حرف الاستعلاء بعد, وكذا إعراضهم بالأنعام وضم يعقوب هاء "عليهما". واختلف في "أن يصلحا" [الآية: 128] فعاصم وحمزة والكسائي وخلف بضم الياء وإسكان الصاد وكسر اللام من غير ألف من أصلح وافقهم الأعمش, والباقون بفتح الياء والصاد مشددة وبألف بعدهما وفتح اللام2 على أن أصلها يتصالحا, فأبدلت التاء صادا وأدغمت, وغلظ الأزرق لامها لكن بخلف عنه لفصلها عن الصاد بالألف, وكذا طال وفصالا كما تقدم وأمال "أولى بهما" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق, وكذا الهوى وهواه بالكهف والفرقان والقصص والجاثية, وكذا حكم كسالى وزاد الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير فأمال فتحة السين مع الألف بعدها. واختلف في "وإن تلووا" [الآية: 135] فابن عامر وحمزة تلوا بضم اللام وواو ساكنة بعدها3 على وزن تفوا قيل من الولاية أي: وإن وليتم إقامة الشهادة أو تعرضوا عنها وافقهما الأعمش ولا عبرة بطعن الطاعن فيها مع تواترها وصحة معناها, والباقون بإسكان اللام وإثبات الواو المضمومة قبل الساكنة من لوى يلوي, والأصل تلويوا حذفت الضمة على الياء لثقلها, ثم الياء لالتقاء الساكنين وضمت الواو لأجل واو الضمير. واختلف في "وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْل" [الآية: 136] فابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بضم النون والهمز وكسر الزاي فيهما على بنائهما للمفعول والنائب ضمير الكتاب وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن   1 لا توجد هذه الكلمة في سورة طه ألبتة فليعلم أنه سبق قلم أوخطأ مطبعي والله أعلم. [أ] . 2 أي: "أن يصالحا". [أ] . 3 أي: "تلوا". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 والباقون بفتح النون والهمز والزاي فيهما1 على بنائهما للفاعل وهو الله تعالى. واختلف في "وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُم" [الآية: 140] فعاصم ويعقوب بفتح النون والهمز والزاي على بنائه للفاعل, وأن ما بعدها نصب بنزل, والفاعل ضمير الله تعالى والباقون: بضم النون وكسر الزاي2 مبنيا للمفعول, والنائب أن وما في حيزها أي: نزل عليكم المنع من مجالستهم عند سماعكم الكفر بالآيات والاستهزاء بها "ومر" قريبا إمالة "كسالى" مع إمالة فتحة السين للضرير عن الدوري عن الكسائي. واختلف في "الدرك" [الآية: 145] فعاصم وحمزة والكسائي وخلف بإسكان الراء وافقهم الأعمش والباقون بفتحها, وهما لغتان, وقيل بالفتح جمع دركة كبقر وبقرة وبالسكون مصدر, ولا خلاف في قوله تعالى: "لا يخاف دركا" في طه أنه بفتح الراء إلا ما روي من سكونه عن أبي حيوة "ووقف" يعقوب على "يؤت الله" بالياء والباقون بالحذف تبعا للرسم, قال أبو عمرو: ينبغي أن لا يوقف عليها؛ لأنه إن وقف بالحذف خالف النحويين, وإن وقف بالياء خالف المصحف ا. هـ. قال السمين: ولا بأس بما قال فإن اضطر تابع الرسم؛ لأن الأطراف قد كثر حذفها, ويشبه ذلك "ومن تق السيآت" لأنه إن وقف بغير هاء السكت خالف الصناعة النحوية؛ لأن الفعل عندهم إذا بقي على حرف واحد ووقف عليه ألحق هاء السكت وجوبا نحو: قه وعه ولم يقه ولم يعه ولا يعتد بحرف المضارعة لزيادته, وإن وقف بهاء السكت خالف المصحف انتهى ملخصا وعن الحسن "من ظلم" ببنائه للفاعل استثناء منقطع أي: لكن الظالم يجهر به أو لكن الظالم يجهر له به أي: يذكر ما فيه من المساوي في وجهه ليرتدع, وعنه إسكان سين رسله. واختلف في "سوف نؤتيهم أجورهم" [الآية: 146] فحفص بالياء والضمير لله تعالى في قوله تعالى: "والذين آمنوا بالله" والباقون بنون العظمة التفاتا, وتقدم تخفيف "تنزل" لابن كثير وأبي عمرو ويعقوب وأدغم دال "فَقَدْ سَأَلُوا" [الآية: 153] أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف وأظهرها الباقون, وضم الهاء من نؤتيهم وسنؤتيهم يعقوب "وسكن" راء "أرنا" [الآية: 153] ابن كثير وأبو عمرو بخلفه ويعقوب والثاني لأبي عمرو الاختلاس من روايتيه, والباقون بالكسرة الكاملة كما مر بالبقرة, وعن ابن محيصن "الصعقة" [الآية: 153] بلا ألف مع سكون العين. واختلف في "تعدوا" [الآية: 154] فقالون بخلف عنه وأبو جعفر بإسكان العين مع تشديد الدال, وهو رواية العراقيين عن قالون من طريقيه, وتقدم آخر الإدغام الجواب عنه من حيث الجمع فيه بين ساكنين على غير حدهما, والوجه الثاني لقالون اختلاس حركة العين مع التشديد للدال أيضا, وعبر عنه بالإخفاء فرارا من ذلك وهي رواية المغاربة عنه.   1 أي: "نَزّل، أنزل". [أ] . 2 أي: "نُزّل". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 ولم يذكروا غيره وروى الوجهين عنه الداني, وقال: إن الإخفاء أقيس والإسكان آثر وقرأ ورش بفتح العين وتشديد الدال وأصلها على هذا تعتدوا نقلت حركة تاء الافتعال إلى العين, لأجل الإدغام وقلبت دالا وأدغمت, والباقون بإسكان العين وتخفيف الدال1 من عدا يعدو كغزا يغزو, والأصل تعدو وحذفت ضمة الواو الأولى التي هي لام الكلمة, ثم حذفت هي لالتقاء الساكنين, فوزنه تفعوا, ولا خلاف في تخفيف موضع الأعراف, وتقدم همز "الأنبياء" لنافع وأدغم لام "بل طبع" هشام وحمزة بخلف عنهما والكسائي وصوب في النشر الإدغام عن هشام, وخص الشاطبي الخلاف بخلاد, والمشهور عن حمزة الإظهار من روايتيه, وغلظ الأزرق لام "صلبوه" وتقدم ضم الميم وحدها أو مع الهاء من "وأخذهم الربوا" وأماله أعني الربوا حمزة والكسائي وخلف وفتحه الباقون, ومنهم الأزرق وجها واحدا على المختار له, وكذا كلاهما كما في النشر, واتفق الجمهور على قراءة "والمقيمين" بالياء منصوبا على القطع المفيد للمدح, كما في قطع النعوت إشعارا بفضل الصلاة, أو مجرورا عطفا على ضمير منهم, أو على الكاف في إليك, وقيل غير ذلك, وقد روي بالواو في قراءة جماعة منهم أبو عمرو في رواية يونس وهارون عنه. واختلف في "سنؤتيهم" [الآية: 162] فحمزة وخلف بالياء وافقهما المطوعي والباقون بالنون وضم الهاء يعقوب وتقدم همز "النبيين" لنافع وكذا "إبراهام" لابن عامر بخلف عن ابن ذكوان وأمال "عيسى" كموسى حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق وأبو عمرو بخلفهما. واختلف في "زبورا" [الآية: 163] هنا و [الإسراء الآية: 55] والزبور [بالأنبياء الآية: 150] فحمزة وخلف بضم الزاي جمع زبر نحو: فلس وفلوس, والباقون بفتحها على الإفراد كالحلوب اسم مفعول "وأبدل همز" "لئلا" ياء الأزرق فقط وتقدم إمالة "الناس" وكذا "كفى" وعن الحسن "أنزل إليك" بالبناء للمفعول وعنه "فسنحشرهم" بالنون "وأظهر" دال "قد ضلوا" قالون وابن كثير وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وكذا من "قد جاءكم" ومعهم ورش وابن ذكوان "وتقدم" إمالة "جاءكم" لحمزة وابن ذكوان وهشام بخلف وكذا خلف "و" وقف حمزة بالتسهيل بين بين مع المد والقصر وسبق إمالة "ألقاها" قريبا وكذا "كفى" "وضم" الهاء من "فيوفيهم" يعقوب وكذا "يهديهم" ونحوه "ووقف" على طأن امرؤا" حمزة وهشام بخلفه بتخفيف الهمزة بحركة ما قبلها فتبدل واوا ساكنة وبحركة نفسها فتبدل واوا مضمومة, فإذا سكنت للوقف اتحد مع الوجه الأول ويتحد معهما وجه اتباع الرسم, وإن وقف بالإشارة جاز الروم والإشمام فهذه ثلاثة أوجه, والرابع تسهيلها بين بين على تقدير روم حركة الهمزة وكذا تفتؤ وأتوكؤ كما في النشر "وسبق" ذكر "شيء" مدا وتوسطا للأزرق توسطا لحمزة   1 أي: "تعدوا". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 بخلفه وصلا فإن وقف, فبالنقل والإدغام مع الإسكان والروم, ومثله هشام بخلفه. المرسوم في الإمام الخاص "مَا طَابَ لَكُم" بياء موضع الألف وباقي المدني والعراقي كلها بالألف, نافع حذف ألف ثلث وربع وذرية ضعفا, وكتب الله عليكم, والذين عقدت أيمانكم, وخرج عنه أجنحة مثنى وثلاث ورباع بفاطر على نقل نافع, وإلا فهما محذوفان من قاعدة كل ذي عدد, وكذا خرج عاقدتم بالمائدة في نقل نافع, واتفق على رسم واو وألف بعد راء إن أمرؤا هلك, روى نافع حذف ألف لمستم النساء هنا وبالمائدة فلقاتلوكم ومرغما, ونقل بعضهم عن مصاحف الكوفة أن الجار ذي القربى بالألف, وأنكره الداني, لكن تعقبه الجعبري, وفي الشامي إلا قليلا بالألف, وبلا ألف في الخمسة. المقطوع والموصول اتفق على قطع "أم من، أم من يكون " هنا [الآية: 109] وفي التوبة1 [الآية: 239] و [الصافات2 الآية: 267] و [فصلت3 الآية: 380] وعلى قطع من في قوله تعالى "فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم" هنا و"مِنْ مَا مَلَكَت" بالروم واختلف في المنافقين, واختلف في قطع لام كل في كل ما وردوا هنا, والأعراف والملك والمؤمنين واتفقوا على قطع موضع إبراهيم, واختلفوا في أينما تكونوا يدرككم الموت, والأكثر على القطع واتفقوا على قطع لام الجر من فمال هؤلاء والكهف والفرقان وسأل.   1 انظر ص "301". [أ] . 2 انظر ص "471". [أ] . 3 انظر ص "488". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 سورة المائدة : مدنية1 إلا اليوم أكملت لكم دينكم فبعرفة عشيتها آيها مائة وعشرون كوفي واثنان حرمي وشامي وثلاث بصري, اختلافها بالعقود, وعن كثير غير كوفي فإنكم غالبون بصري "مشبه الفاصلة" سبعة, نقيبا, جبارينو لقوم آخرين, شرعة ومنهاجا, الجاهلية يبغون عليهم الأولين. القراءات: أمال "يتلى" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه, وعن الحسن "وَأَنْتُمْ حُرُم" بسكون الراء لغة تميم ويجب إشباع مد "آمين" للكل لأجل السكون اللازم بعد الألف, ويمتنع قصره وتوسطه للأزرق عملا بأقوى السببين, كما تقدم وعن المطوعي "ولا آمي البيت الحرام" بحذف النون وجه البيت والحرام بالإضافة. وقرأ "رِضْوَانًا" [الآية: 2] بضم الراء حيث جاء أبو بكر إلا أنه اختلف عنه في الثاني من هذه السورة "وعن" الأعمش "يَجْرِمَنَّكُم" معا هنا وفي [هود الآية: 89] بضم الياء من أجرم. واختلف في "شَنَآن" [الآية: 2، 8] في الموضعين فابن عامر وأبو بكر وابن وردان وابن جماز بخلف عنه بإسكان النون, وهي رواية الهاشمي وغيره عن ابن جماز وافقهم الحسن والباقون بفتحها, وهي رواية سائر الرواة عن ابن جماز, وهما بمعنى واحد مصدر شنأه بالغ في بغضه, أو الساكن مخفف من المفتوح, وقيل الساكن صفة كبغضان بمعنى بغيض قوم وفعلان أكثر في النعت. واختلف في "إنْ صَدُّوكُم" [الآية: 2] فابن كثير وأبو عمر وبكسر الهمزة على أنها شرطية وافقهما ابن محيصن واليزيدي, والباقون بالفتح على أنها علة للشنآن وأمال "التقوى" حمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق وأبو عمر وبخلفهما "وشدد" تاء "ولا تعاونوا" البزي بخلفه وعليه يجب إشباع المد للساكنين, "وشدد" أبو جعفر ياء "الميتة" بلا خلاف وأخفى نون "المنخنقة" بخلف عنه وعن الحسن "على النصب" بفتح النون وسكون الصاد, "ووقف" يعقوب على "واخشون اليوم" بزيادة ياء بعد النون وحذفها الباقون في   1 انظر الإتقان للسيوطي "2/ 1245". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 الحالين "وضم" نون "فمن اضطر" نافع وابن كثير وابن عامر والكسائي, وكذا أبو جعفر وخلف "وسبق" عن ابن محيصن إدغام الضاد في الطاء, وكسر طاء اضطر أبو جعفر وسبق توجيهه في البقرة "وعن" الحسن "مكلبين" بسكون الكاف وتخفيف اللام, وعن المطوعي محصنين بفتح الصاد. وقرأ الكسائي و"الْمُحْصَنَات" [الآية: 5] بكسر الصاد والباقون بالفتح, ويوقف على "برؤسكم" لحمزة بوجهين بالتسهيل بين بين وبالحذف, قال في النشر: وهو الأولى عند الآخذين باتباع الرسم وقد نص عليه. واختلف في "وَأَرْجُلَكُم" [الآية: 6] فنافع وابن عامر وحفص والكسائي ويعقوب بنصب اللام عطفا على أيديكم, فإن حكمها الغسل كالوجه وعن الحسن بالرفع على الابتداء والخبر محذوف, أي: مغسولة, وعلى الأول يكون وامسحوا جملة معترضة بين المتعاطفين, وهو كثير في القرآن وكلام العرب, والباقون بالخفض عطفا على "رؤسكم" لفظا ومعنى, ثم نسخ بوجوب الغسل أو بحمل المسح على بعض الأحوال, وهو لبس الخف وللتنبيه على عدم الإسراف في الماء؛ لأنها مظنة لصب الماء كثيرا فعطفت على الممسوح, والمراد الغسل أو خفض على الجوار قال القاضي: ونظيره كثير لكن قال بعضهم: لا ينبغي التخريج على الجوار؛ لأنه لم يرد إلا في النعت أو ما شذ من غيره, وأمال "مرضى" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق وأبو عمرو بخلفهما "ومر قريبا" حكم همزتي "جاء أحد منكم" بالنساء "وقصر" لمستم حمزة وخلف وعن المطوعي "اذكروا" بفتح الذال مشددتين ووقف "على نعمت الله عليكم إذ هم" بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب "وسهل" همز "إسرائيل" أبو جعفر مع المد والقصر والخلاف في مده للأزرق ووقف حمزة عليه مر أول البقرة كتغليظ لام "الصلاة" للأزرق وأدغم دال قد من "فقد ضل" ورش وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف. واختلف في "قاسية" [الآية: 13] فحمزة والكسائي بحذف الألف وتشديد الياء1 وافقهما الأعمش إما مبالغة أو بمعنى ردية من قولهم درهم قسى مغشوش, والباقون بالألف والتخفيف اسم فاعل من قسى يقسو وعن ابن محيصن "على خائنة" بكسر الخاء وزيادة ياء مفتوحة قبل الألف وحذف الهمزة2 وتقدم إمالة ألفي "النصارى". وقرأ "وَالْبَغْضَاءَ إِلَى" [الآية: 14] بتسهيل الثانية كالياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس, وكذا وقف حمزة, وبالتحقيق وأدغم الدال من "قد جاءكم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف وأمال "جاء" حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه "ومر" للأزرق ترقيق راء "كثيرا" بخلفه "وعن" ابن محيصن "به الله" بضم الهاء وكذا به انظر وعليه الله.   1 أي: "قسية". [أ] . 2 أي: "خيانة". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 وعليه الذكر, وقرأ الأصبهاني به انظر كذلك, وحفص عليه الله بالفتح, وأنسانيه, وبالكهف منفردا بها وحمزة لأهله امكثوا بـ"طه" والقصص كذلك, "وضم الهاء" "يهديهم" يعقوب. وقرأ "صِرَاط" [الآية: 16] بالسين على الأصل قنبل بخلفه ورويس, وأشم الصاد زايا خلف عن حمزة, وحكى في الأصل الخلاف عن خلاد هنا, وفيه نظر "ويوقف" لحمزة على "وأحباؤه" بتسهيل الثانية كالواو مع المد والقصر, وكلاهما مع تحقيق الأولى وتسهيلها بين بين لتوسطها بزائد, فهي أربعة, وتقدم إمالة ألفي النصارى, "ووقف" على "قل فلم" بهاء السكت البزي ويعقوب بخلفهما, "ومر" حكم "قد جاءكم" إدغاما وإمالة, وأدغم ذال "إذ جعل" أبو عمرو وهشام, وأمال "وأتاكم" حمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق مع إشباع البدل وتوسطه, وله الفتح مع ثلاثة البدل فهي خمسة, ومنع بعض شيوخنا من طرق الحرز الفتح مع التوسط, وتقدم إيضاحه في باب الإمالة بما لا نظير له في كتب الخلاف وأمال "جَبَّارِين" [الآية: 22] هنا والشعراء الدوري عن الكسائي وقلله الأزرق بخلف عنه, "وإذا جمع" له بين "يا موسى" وبين "جبارين" فالفتح على الفتح والتقليل على التقليل على ما ذكره ابن الجزري في أجوبة المسائل التي وردت عليه من تبريز, "وضم" هاء عليهما و"عليهم" يعقوب ومعه حمزة في الثانية في الحالين, "وكسر" الهاء والميم من "عليهم الباب" وصلا أبو عمرو وضمهما حمزة والكسائي وخلف ويعقوب, وضم الميم فقط الباقون وعن الحسن فتح ياء الإضافة من "نفسي، وأخي" [الآية: 25] و"سوأة أخي" وسكنها الجمهور, "ويوقف" لحمزة على وأخي بتسهيل الهمزة بين بين وبالتحقيق لتوسطه بزائد, واتباع الرسم متحد مع القياس, "وعن" الحسن "فتقبل" بالياء المثناة التحتية موضع الفوقية وفتح الموحدة مخففة ورفع اللام "وفتح" ياء الإضافة من "يدي إليك" نافع وأبو عمرو وحفص وأبو جعفر, "وياء" "إني أخاف" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر "إني أريد" نافع وأبو جعفر "ويوقف" لحمزة وهشام بخلفه على "أن تبوء" بالنقل على القياس, وبالإدغام المحكي عن بعضهم, "ويوقف" لهما على "جزاؤا" "إنما جزوا" ونحوه مما رسم بواو باثنى عشر وجها خمسة على القياس إبدالها ألفا مع المد والقصر والتوسط وبين بين مع المد والقصر وسبعة على الرسم وهي المد والقصر والتوسط مع سكون الواو مع إشمامها, والسابع روم حركتها مع القصر وأمال "يواري" و"فأواري" الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير وفتحه من طريق جعفر التي هي طريق الشاطبية كأصلها فحكاية الشاطبي للإمالة تعقبها في النشر بأنها ليست من طرقه ومثله يواري بالأعراف, وتمار بالكهف وعن الحسن "يا ويليتي" حيث جاء بكسر التاء وبياء بعدها, ووقف على ويلتي بهاء السكت بعد الألف رويس بخلف عنه وأمالها حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما وكذا حكم يا حسرتي وعن الحسن "أَعَجَزْت" [الآية: 31] بكسر الجيم وهي لغة شاذة واتفق على فتح ياء "فَأُوَارِي" عطفا على "أَكُون". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 252 وقرأ الأزرق سوءة بالتوسط والإشباع على قاعدته, ووقف حمزة بالنقل على القياس وبالإدغام إلحاقا للأصلي بالزائد. واختلف في "مِنْ أَجْلِ ذَلِك" [الآية: 32] فأبو جعفر بكسر الهمزة ونقل حركتها إلى النون, وافقه الحسن والباقون بفتحها, وهما لغتان وورش على قاعدته بنقل حركة الهمزة المفتوحة إلى النون, وسهل همز إسرائيل أبو جعفر وأمال "أحياها" الكسائي وقلله الأزرق بخلفه "ومر" قريبا حكم "ولقد جاءتهم" وأسكن سين "رسلنا" و"رسلكم" و"رسلهم" أبو عمرو وضمها الباقون, وعن ابن محيصن والحسن "أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع" بالسكون والتخفيف ويوقف لحمزة على "يشاء" بالبدل مع ثلاثة البدل وبروم حركة الهمزة مع المد والقصر, ويندرج معه هشام بخلفه في الخمسة, غير أن مد حمزة حالة الروم أطول. وقرأ "لا يَحْزُنْك" [الآية: 41] بضم الياء وكسر الزاي نافع1 وأمال "يسارعون" [الآية: 41] الدوري عن الكسائي, وأمال الدنيا حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق وأبو عمرو, بخلفهما وللدوري عن أبي عمرو إمالتها كبرى أيضا, وأسكن حاء "السحت" [الآية: 42] نافع وابن عامر وعاصم وحمزة وخلف "وتقدم" الخلاف في إمالة التورية غير مرة وأثبت ياء "وَاخْشَوْنِ وَلا" [الآية: 44] وصلا أبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين يعقوب وحذفها الباقون فيهما. واختلف في "والعين، والأنف، والسن، والأذن، والجروح" [الآية: 45] فالكسائي بالرفع في الخمسة, فالواو عاطفة جملا اسمية على أن وما في حيزها باعتبار المعنى, فالمحل مرفوع كأنه قيل: كتبنا عليهم النفس بالنفس والعين بالعين إلخ, فإن الكتابة والقراءة يقعان على الجمل كالقول, وقال الزجاج: عطف على الضمير في الخبر يعني بالنفس وحينئذ يكون الجار والمجرور حالا مبينة للمعنى, وقرأ أبو عمرو وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر بالنصب فيما عدا الجروح, فإنهم يرفعونها قطعا لها عما قبلها مبتدأ وخبره قصاص وافقهم ابن محيصن واليزيدي والشنبوذي, والباقون بنصب الكل عطفا على اسم أن لفظا والجار بعده خير, وقصاص وهو من عطف الجمل عطف الاسم على الاسم والخبر على الخبر نحو: إن زيدا قائم وعمرا قاعد, وسكن ذال "الأذن" حيث جاء نافع وأمال "آثارهم" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي وقلله الأزرق "وتقدم" حكم "التوراة" وكذا "جاءك" و"آتيكم". واختلف في "وَلْيَحْكُم" [الآية: 47] فحمزة بكسر اللام ونصب الميم جعلها لام كي فأضمر إن بعدها, وافقه الأعمش والباقون بالسكون والجزم على أنها لام الأمر سكنت.   1 أي: "يحزنك". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 ككتف وأصلها الكسر وقرئ به كما مر وعن ابن محيصن "وَمُهَيْمِنًا" بفتح الميم الثانية وعليه في موضع رفع على النيابة إن كان حالا من الكتاب, فإن كان حالا من كاف إليك فنائب الفاعل ضمير مستتر يعود إليه -صلى الله عليه وسلم- والجمهور على كسرها اسم فاعل وعن المطوعي "أفحكم" بفتح الحاء والكاف والميم1 يراد به الجنس. واختلف في "يبغون" [الآية: 50] فابن عامر بتاء الخطاب2 والباقون بياء الغيب "وأسقط" الغنة من النون عند الياء في نحو: "لقوم يوقنون" خلف عن حمزة والدوري عن الكسائي بخلفه, وتقدم إمالة ألفي "النصارى" وأمال "فترى الذين" وصلا السوسي بخلفه وفتحه الباقون, وأمال "يسارعون" الدوري عن الكسائي, وأمال "تخشى" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه. واختلف في "وَيَقُولُ الَّذِين" [الآية: 53] فنافع وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر يقول بغير واو3 قبل الياء, ورفع اللام جملة مستأنفة على أنه جواب قائل يقول فماذا يقول المؤمنون, "وافقهم" ابن محيصن, وقرأ أبو عمرو ويعقوب بإثبات الواو ونصب اللام عطفا على أن يأتي باعتبار المعنى فكأنه قال: عسى أن يأتي بالفتح, ويقول أو عطفا على فيصبحوا على جعله منصوبا بأن في جواب الترجي على مذهب الكوفيين, وافقهما اليزيدي بالواو والباقون بالواو والرفع وهي واضحة. واختلف في "مَنْ يَرْتَد" [الآية: 54] فنافع وابن عامر وأبو جعفر بدالين مكسورة فمجزومة4 بفك الإدغام على الأصل, لأجل الجزم وعليها الرسم المدني والشام والإمام, والباقون بدال واحدة مفتوحة مشددة بالإدغام لغة تميم للتخفيف, والأولى لغة الحجاز, واتفق على حرف البقرة و"مَنْ يَرْتَدِد" أنه بدالين لإجماع المصاحف عليه كذلك. وقرأ "هزوا" [الآية: 58] حفص بإبدال الهمزة واوا في الحالين وأسكن الزاي حمزة وخلف وضمها الباقون "وتقدم" بالبقرة التنبيه على ما وقع في الأصل من نسبة التشديد لأبي جعفر, ووقف حمزة بوجهين النقل على القياس والإبدال واوا اتباعا للرسم, وأما بين بين تشديد الزاي فلا يقرأ به. واختلف في "والكفار" [الآية: 57] فأبو عمرو والكسائي ويعقوب بخفض الراء عطفا على الموصول المجرور بمن, وأمالها أبو عمرو والدوري عن الكسائي وافقهما اليزيدي والباقون بالنصب بلا إمالة, عطفا على الموصول الأول والمفعول لتتخذوا, وعن المطوعي "تنقمون" حيث جاء بفتح القاف لغة حكاها الكسائي نقم ينقم كعلم يعلم   1 أي: "أفحكم". [أ] . 2 أي: "تبغون". [أ] . 3 أي: "يقل". [أ] . 4 أي: "يرتدد". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 والجمهور على الفصحى نقم ينقم كضرب يضرب, ولذا أجمعوا على الفتح في: وما نقموا منهم, وعن الحسن "مثوبة" بسكون الثاء وفتح الواو, والجمهور بضم الثاء وسكون الواو. واختلف في "عبد الطاغوت" [الآية: 60] فحمزة بضم الباء وفتح الدال وخفض "الطاغوت" على أن عبد واحد يراد به الكثرة على حد: "وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها" وليس بجمع عبد إذ ليس من صيغ التكثير, والطاغوت مجرور بإضافته إليه أي: وجعل منهم عبد الطاغوت أي: خدمه وافقه المطوعي, وعن الحسن فتح العين والدال وسكون الباء وخفض الطاغوت, وعن الشنبوذي ضم العين والباء وفتح الدال وخفض الطاغوت, جمع عبيد, والباقون بفتح العين والباء على أنه فعل ماض ونصب الطاغوت مفعولا به "وكسر" الهاء والميم من "قولهم الإثم، وأكلهم السحت" [الآية: 62] أبو عمرو ويعقوب وضمها حمزة والكسائي وخلف, وكسر الهاء وضم الميم الباقون, وتقدم تسكين حاء السحت قريبا وأمال "ينهيهم" [الآية: 63] حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه, وكذا ينهى, وتنهانا. إرشاد من الأدب كما تقدم خفض الصوت قليلا بقوله تعالى: "وَقَالَتِ الْيَهُود" إلى قوله: "مَغْلُولَة" ثم رفعه عند قوله تعالى: "غَلَت" على سنن القراءة السابقة, ونقل عن فعل إبراهيم النخعي رحمه الله تعالى "وسهل" الثانية من "البغضاء إلى" بين بين نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس "وسبق" إمالة "التوراة". واختلف في رسالته فنافع وابن عامر وأبو بكر وأبو جعفر ويعقوب بالألف, وكسر التاء على الجمع وافقهم الحسن, والباقون بغير ألف ونصب التاء على التوحيد, ومر إمالة "الناس" للدوري عن أبي عمرو بخلفه, "وإمالة" "الكافرين" لأبي عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري, والدوري عن الكسائي ورويس وتقليله للأزرق "وعن" ابن محيصن "والصابئين" بالياء بدل الواو عطفا على لفظ اسم إن قبل, ومخالفتها للرسم بسيرة لها نظائر, والجمهور بالواو كما في المصاحف رفع بالابتداء وخبره محذوف أي: كذلك لدلالة الأول عليه نحو: إن زيدا وعمرو قائم والنية به التأخير عما في خبران وتقدم ضم بائه مع حذف همزه لنافع وأبي جعفر. وقرأ "فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِم" [الآية: 69] بفتح الفاء بلا تنوين يعقوب وضم هاء عليهم كحمزة وكذا إليهم "و" تقدم تسهيل "إسرائيل" ومد همزة والوقف عليه وسبق إمالة "تهوى" و"جاءهم". واختلف في "أن لا تكون" [الآية: 71] فأبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف برفع النون على أن أن مخففة من الثقيلة, واسمها ضمير الشأن محذوف أي: إنه ولا نافية وتكون تامة وفتنة فاعلها, والجملة خبر أن وهي مفسرة لضمير الشأن, وحسب حينئذ للتيقن لا للشك؛ لأن أن المخففة لا تقع إلا بعد تيقن وافقه اليزيدي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 والأعمش والباقون بالنصب على أن الناصبة للمضارع دخلت على فعل منفي بلا, ولا لا تمنع أن يعمل ما قبلها فيما بعدها من ناصب وجازم وجار, وحسب حينئذ على بابها من الظن؛ لأن الناصبة لا تقع بعد علم, والمخففة لا تقع بعد غيره وأمال "أَنَّى يُؤْفَكُون" [الآية: 75] حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما وأدغم دال "قد ضلوا" أبو عمرو وورش وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف كإمالة ألفي نصارى, وكذا "جاءنا" و"أبدل" همز "لا يؤاخذكم" واوا ورش من طريقيه وأبو جعفر. واختلف في "عقدتم" [الآية: 89] فابن ذكوان بالألف, وتخفيف القاف على وزن1 "قاتلتم" قيل وهو بمعنى فعل وقرأ أبو بكر وحمزة والكسائي وكذا خلف عقدتم بالقصر والتخفيف على الأصل وافقهم الأعمش, وقرأ الباقون بالقصر والتشديد على التكثير. واختلف في "فَجَزَاءٌ مِثْل" [الآية: 95] فعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف فجزاء بالتنوين والرفع على الابتداء, والخبر محذوف أي: فعليه جزاء أو على أنه خبر لمحذوف أي: فالواجب جزاء أو فاعل لفعل محذوف أي: فيلزمه جزاء, ومثل برفع اللام صفة لجزاء وافقهم الأعمش والحسن, والباقون برفع "جزاء" من غير تنوين مثل بخفض اللام فجزاء مصدر مضاف لمفعوله أي: فعليه لن يجزى المقتول من الصيد مثله من النعم, ثم حذف المفعول الأول لدلالة الكلام عليه, وأضيف المصدر إلى ثانيها, أو مثل مقحمة كقولك: مثلي لا يقول كذا أي: إني لا أقول, والمعنى فعليه أن يجزي مثل ما قتل أي: يجزي ما قتل فلا يرد أن الجزاء للمقتول لا لمثله. واختلف في "كَفَّارَةٌ طَعَام" [الآية: 95] فنافع وابن عامر وأبو جعفر كفارة بغير تنوين طعام بالخفض على الإضافة للتبيين, كخاتم فضة, والباقون بالتنوين, ورفع طعام بدل من كفارة أو عطف بيان لها أو خبر لمحذوف أي: هي طعام واتفقوا على الجمع في "مساكين" هنا وعن الحسن "طعم" وضم الطاء وسكون العين بلا ألف واتفقوا على فتح "عفا الله" وقفا وكذا "عاد" لكونهما واويا لم يرسما بالياء, وعن المطوعي كسر دال "دمتم" لغة من يقول دام يدام كخاف يخاف. وقرأ "قيما" [الآية: 97] بالقصر بوزن عنب ابن عامر2 ومر بالنساء "ويوقف" لحمزة على و"القلائد" بين بين مع المد والقصر فقط, وإبدالها ياء على الرسم شاذ لا يؤخذ به "وسهل" الثانية كالياء من "أشياء إن" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وأبدل همز "تسؤكم" الأصبهاني وأبو جعفر كحمزة وقفا وأسكن نون "ينزل" مع تخفيف الزاي ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب, وأدغم دال "قد سألها" أبو عمرو وهشام   1 أي: "عاقدتم". [أ] . 2 أي: "قيما". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 وحمزة والكسائي وخلف وتقدم إمالة "كافرين" وكذا إشمام قيل لهشام والكسائي ورويس وعن الحسن "لا يضركم" بكسر الضاد وجزم الراء مخففة, قيل على جواب الأمر في عليكم. واختلف في "اسْتَحَق" [الآية: 107] فحفص بفتح التاء والحاء مبنيا للفاعل, وإذا ابتدأ كسر الهمزة وافقه الحسن والباقون بضم الطاء وكسر الحاء مبنيا للمفعول, وإذا ابتدءوا ضمو الهمزة. واختلف في "الْأَوَّلِين" [الآية: 107] فأبو بكر وحمزة ويعقوب وخلف بتشديد الواو وكسر اللام بعدها، وفتح النون جمع أو المقابل لآخر مجرور صفة للذين أو بدل منه, أو من الضمير في عليهم وافقهم الأعمش، وعن الحسن أوَّلان بتشديد الواو وفتح اللام مثنى أول مرفوع باستحق، والباقون الأوليان بإسكان الواو وفتح اللام وكسر النون مثنى أولى أي: الأحقان بالشهادة لقرابتهما ومعرفتهما, هو خبر محذوف أي: وهما الأوليان أو خبر آخران أو بدل منهما أو من الضمير في يقومان, وتقدم حكم ضم هاء "عليهم" وكذا الميم إذا وصلت بالأوليان, وأمال "أدنى" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه وكسر غين "الغيوب" أبو بكر وحمزة ومر تسهيل "إسرائيل" لأبي جعفر كخلاف الأزرق في مده, وكذا إمالة "التوراة" وتسكين دال "القدس" وأدغم ذال "وَإِذْ تَخْلُق" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف والأزرق على أصله في وجهي "كهيئة" وأما حمزة وقفا فبالنقل وله الإدغام, وإن كانت الياء أصلية وقرأ "فيكون طيرا بإذني" بألف بعد الطاء ثم همزة مكسورة نافع وأبو جعفر ويعقوب, وزاد أبو جعفر فقرأ الأول كذلك بالإفراد كما مر وأدغم ذال "وإذ تخرج" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف "وأدغمها" من "إذ جئتهم" أبو عمرو وهشام. واختلف في "إِلَّا سِحْرٌ مُبِين" [الآية: 110] هنا وأول [يونس الآية: 2] و [هود الآية: 7] و [الصف الآية: 6] فحمزة والكسائي وخلف بالألف بعد السين وكسر الحاء في الأربعة1 اسم فاعل, وقرأ ابن كثير وعاصم كذلك في يونس والباقون بكسر السين وإسكان الحاء من غير ألف في الأربعة على المصدر, أي: ما هذا الخارق إلا سحر أو بمعنى ذو سحر أو جعلوه نفس السحر كرجل عدل. واختلف في "هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ" [الآية: 112] فالكسائي بتاء الخطاب لعيسى مع إدغام اللام من هل في التاء2 على قاعدته و"بك" بالنصب على التعظيم أي: هل تستطيع سؤال ربك, والباقون بياء الغيب ربك بالرفع على الفاعلية أي: هل يفعل بمسألتك أو هل يطيع ربك أي: هل يجيبك واستطاع بمعنى أطاع, ويجوز أن يكونوا سألوه سؤال   1 أي: "ساحر" في جميع المواضع المذكورة أعلاه. [أ] . 2 أي: "تستطيع". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 257 مستخبر هل ينزل أم لا؛ وذلك لأنهم لا يشكون في قدرة الله تعالى؛ لأنهم مؤمنون خلافا للزمخشري, وتقدم تخفيف "ينزل" قريبا ويوقف لحمزة على "تطمئن" بالتسهيل كالياء فقط, وعن المطوعي "وتعلم أن" بالتاء من فوق والفاعل ضمير القلوب وعنه أيضا "تكون لنا" بحذف الواو وسكون النون جزما جوابا لأنزل وعن ابن محيصن "لأولينا, وأخرانا" مؤنث أول وآخر "وإنه منك" بهمزة مكسورة مقصورة ونون مفتوحة مشددة وهاء مضمومة راجعة للعبد أو للإنزال "وأدغم" دال "أن قد صدقتنا" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف. وقرأ "منزلها" [الآية: 115] بفتح النون وتشديد الزاي نافع وابن عامر وعاصم وأبو جعفر, وافقهم الحسن والباقون بالتخفيف, فقيل هما بمعنى وقيل الأول للتكثير لما قيل إنها نزلت مرات متعددة. وقرأ بفتح ياء بالإضافة من "فَإِنِّي أُعَذِّبُه" [الآية: 115] نافع وأبو جعفر وتقدم الخلاف في همز "أأنت" أأنذرتهم أول البقرة, وكذا إمالة "للناس" وفتح ياء الإضافة من "أمي إلهين" نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص وأبو جعفر وفتحها من "ما يكون لي أن" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر "وكسر" غين "الغيوب" أبو بكر وحمزة. وقرأ بكسر نون "أَنِ اعْبُدُوا" [الآية: 117] أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب وسبق ضم الهاء من عليهم وكذا إدغام راء "تغفر لهم". واختلف في " هَذَا يَوْم" [الآية: 119] فنافع بالنصب على الظرف, وهذا إشارة لقول الله تعالى: أأنت مبتدأ خبره متعلق الظرف أي: هذا القول واقع يوم ينفع فهو معمول الخبر, فالفتحة إعراب والكوفيون يجعلون يوم خبر المبتدأ, وبني على الفتح لإضافته لجملة فعلية, وإن كانت معربة, والبصريون يشترطون في البناء تصديرا الجملة بفعل ماض, وينفع محله خفض بالإضافة, وافقه ابن محيصن, والباقون بالرفع على المبتدأ والخبر أي: هذا اليوم يوم ينفع والجملة محلها نصب بالقول, "وضم" يعقوب الهاء من "فيهن" بلا خلاف, ووقف عليها بهاء السكت بخلف عنه. وتقدم الخلاف في هاء "وهو" وكذا مد "شيء" وتوسيطه للأزرق وكذا توسيطه لحمزة ووقفه عليه لهشام بخلفه وترقيق راء "قدير" للأزرق بخلفه والأصح الترقيق. المرسوم اتفقوا على رسم أن تبوأ بألف بعد الواو روى نافع وحذف ألف سبل السلم هنا والأنعام, وحذف ألف بلغت رسالته ويجعل رسالته بهما, والمراد الألف الثانية, وكذا ألف أكلون للسحت, وهديا بلغ الكعبة, وقيما وعليهم الأولين, وكتب في الإمام والمدني والشامي يرتدد بدالين وفي غيرها بدال واحدة, وكتب طعام مسكين في بعضها بألف وخرج عشرة مسكين المتفق على حذفه, وكتب سحر هنا ويونس وهود في بعضها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 258 بألف ويقول الذين بواو العطف في الكوفي والبصري, واتفقوا على كتابة إنما جزوا الذين, وذلك جزوا الظالمين, وذلك جزوا المحسنين, بواو بعد الزاي صورة الهمزة المتطرفة وزيادة ألف بعدها وحذف التي قبلها. المقطوع والموصول اختلفوا في قطع في عن ما في قوله تعالى: "لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم" هو ثان المواضع العشرة المختلف فيها, واتفقوا على كتابة نعمت الله عليكم إذ هم بالتاء. "ياءات الإضافة" للجماعة ست "يدي إليك" [الآية: 18] "إِنِّي أَخَاف" [الآية: 28] "لِي أَنْ أَقُول" [الآية: 116] "إِنِّي أُرِيد" [الآية: 29] "فَإِنِّي أُعَذِّبُه" [الآية: 115] "وَأُمِّيَ إِلَهَيْن" [الآية: 116] وللحسن وحده ثلاث: "نفسي، وأخي، سوأة أخي" وتقدمت في محالها مفصلة1. وفيها ياء واحدة زائدة "وَاخْشَوْنِ وَلا" [الآية: 44] .   1 انظر الصفحة: "252". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 259 سورة الأنعام : مكية1 إلا ست أيات: "قل تعالوا أتل" الآيات الثلاث, وقوله: "ما قدروا الله حق قدره", وقوله: "ومن أظلم ممن افترى", الآيتين وآيها مائة وستون وخمس وكوفي وست شامي وبصري وسبع حرمي خلافها خمس, وجعل الظلمات والنور حرمي, من طين مدني, أول بوكيل كوفي, فيكون وربي إلى صراط مستقيم غيره "شبه الفاصلة" خمس: من طين, يستجيب الذين, يسمعون, ومنذرين, ربك مستقيما, فسوف تعلمون, ولا عكس. القراءات عن الحسن "الحمد لله" الدال وتقدم، وعنه إسكان لام "الظلمات" وعن البزي عن ابن محيصن من المفردة "لقضى أجلا" بلام مكسورة بعدها ياء من تحت بدلا من ثم مع إسكان القاف وكسر الضاد, وأمال "قضى" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه "ورقق" راء "سركم" ومر الخلف في "وهو" "ومر" إمالة "جاءهم" لحمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه "ويوقف" لحمزة وهشام بخلفه على "انبوا" على رسمه بواو في بعض المصاحف باثني عشر وجها: خمسة على القياس وهي إبدالها ألفا مع المد والقصر والتوسط والتسهيل بين بين مع المد والقصر, وسبعة على إبدال الهمزة واوا على الرسم وهي المد والتوسط والقصر مع سكون الواو ومع إشمامها, والسابع روم حركتها مع القصر, وإذا سكت حمزة على الميم من يأتيهم فله الاثنا عشر المذكورة فتصير أربعة وعشرين "وضم" يعقوب هاء "يأتيهم" "وتقدم" أول البقرة وقف حمزة على "يستهزؤن" وعن البزي عن ابن محيصن "ولبسنا" بلام واحدة هي فاء الفعل وعن ابن محيصن من المبهج كذلك لكن مع تشديد الباء للمبالغة, وعنه أيضا تشديد اللام على إدغامها في اللام مع تخفيف الباء "يلبسون" بضم الياء وفتح اللام وتشديد الباء2 "وكسر" دال "ولقد استهزئ" وصلا أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب وضمها الباقون وأبدل همزة "استهزئ" باء مفتوحة أبو جعفر وأمال "فَحَاق" [الآية: 10] حمزة وفتحه الباقون. وقرأ "لا ريب" بالمد المتوسط حمزة بخلفه وعن الحسن والمطوعي "ولا يطعم" بفتح الياء والعين بمعنى ولا يأكل وفتح ياء الإضافة من "إني أمرت" نافع وأبو جعفر "وفتحها" من "إني أخاف" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر.   1 انظر الإتقان للسيوطي: "2/ 1245". [أ] . 2 أي: "يلبسون". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 260 واختلف في "مَنْ يُصْرَف" [الآية: 16] فأبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بفتح الياء وكسر الراء1 بالبناء للفاعل, والمفعول محذوف ضمير العذاب وافقهم الحسن والأعمش, والباقون بضم الياء وفتح الراء بالبناء للمفعول, والنائب ضمير العذاب والضمير في عنه يعود على من. وقرأ "أئنكم لتشهدون" [الآية: 19] بتسهيل الهمزة الثانية كالياء مع الفصل بالألف قالون وأبو عمرو وأبو جعفر, وقرأ ورش وابن كثير بالتسهيل كذلك, لكن بلا فصل, وقرأ ابن ذكوان وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وروح بالتحقيق بلا فصل, وبه قرأ هشام من طريق الداجواني ومن طريق الجمال عن الحلواني, وقرأ بالمد مع التحقيق من طريق ابن عبدان عن الحلواني, وجاء أيضا من طريق الجمال عنه ومن طريق الشذائي عن الداجواني ,وكذا اختلف عن رويس في هذا الموضع فحققه من طريق أبي الطيب فخالف أصله وأجرى له الوجهين التحقيق والتسهيل في الطيبة وغيرها, وهو بالقصر على أصله ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على "برئ" [الآية: 19] للإدغام فقط, وتجوز الإشارة بالروم والإشمام. واختلف في "نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُول" [الآية: 22] هنا وفي [سبأ الآية: 40] فيعقوب بياء الغيبة فيها, والفاعل هو الله تعالى وافقه ابن محيصن والمطوعي, وقرأ حفص كذلك في سبأ فقط, والباقون بنون العظمة فيهما في السورتين. واختلف في "تَكُنْ فِتْنَتُهُم" [الآية: 23] فنافع وأبو عمرو وشعبة من غير طريق العليمي وأبو جعفر وخلف في اختياره بتاء التأنيث2 "فتنتهم" بالنصب خبر مقدم, وإلا أن قالوا اسم مؤخر؛ لأنه أعرف, وأنث الفعل لتأنيث الخبر على حد من كانت أمك, أو قولهم في قوة مقالتهم وافقهم اليزيدي والشنبوذي, وقرأ ابن كثير وابن عامر وحفص بالتأنيث والرفع على أن فتنتهم اسم تكن, ولذا أنث الفعل, وإلا أن قالوا خبرها, وافقهم ابن محيصن, وقرأ أبو بكر من طريق العليمي, وحمزة والكسائي ويعقوب بالتذكير والنصب وهي أفصح وافقهم المطوعي. واختلف في "والله ربنا" [الآية: 23] فحمزة والكسائي وخلف بنصب الباء إما على النداء وإما على المدح أو إضمار, أعني وعلى كل فالجملة معترضة بين القسم وجوابه, وافقهم الأعمش والباقون بالجر نعت أو بدل أو عطف بيان. واختلف في "ولا نكذب ونكون" [الآية: 27] فحفص وحمزة ويعقوب بنصب الباء والنون منهما على إضمار أن بعد واو المعية في جواب التمني, وإن ومدخولهما في تأويل مصدر معطوف بالواو على مصدر متوهم من الفعل أي: يا ليتنا لنا رد وانتفاء تكذيب وكون من المؤمنين أي: يا ليتنا لنا رد مع هذين الأمرين وافقهم الأعمش, وقرأ ابن عامر برفع   1 أي: "يصرف .... ". [أ] . 2 الباقون: "ثم لم يكن فتنتهم ..... ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 الأول ونصب الثاني وعن الشنبوذي عكسه, والباقون برفعهما عطفا على نرد أي: يا ليتنا نرد ونوفق للتصديق والإيمان أو الواو للحال والمضارع خبر لمحذوف, والجملة حال من مرفوع نرد أي: نرد غير مكذبين وكائنين من المؤمنين فيكون نمني الرد مقيدا بهاتين الحالتين فيدخلان في التمني وعن المطوعي "وَلَوْ رُدُّوا" [الآية: 31] بكسر الراء وعن الحسن "بغتة" بفتح الغين حيث جاء. وأمال "بلى" حمزة والكسائي وخلف وشعبة من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم عنه وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو, وصححهما عنه في النشر في روايتيه, لكن قصر الخلاف في طيبته على الدوري, وكذا حكم "الدنيا" غير شعبة فله الفتح فقط, وإن أبا عمرو له الفتح والصغرى وللدوري عنه الكبرى أيضا. واختلف في "وَلَلدَّارُ الْآخِرَة" [الآية: 32] فابن عامر بلام واحدة كما هي في المصحف الشامي وهي لام الابتداء. وتخفيف الدال1 و"الآخرة" بخفض التاء على الإضافة إما على حذف الموصوف أي: لدار الحياة أو الساعة الآخرة كمسجد الجامع أي: المكان الجامع, وإما للاكتفاء باختلاف لفظ الموصوف وصفته في جواز الإضافة, والباقون بلامين لام الابتداء ولام التعريف مع التشديد للإدغام, ورفع الآخرة على أنها صفة للدار, وخير خبرها وعليه بقية الرسوم, ولا خلاف في حرف يوسف أنه بلام واحدة لاتفاق الرسوم عليه. واختلف في "أَفَلا تَعْقِلُون" [الآية: 32] هنا و [الأعراف الآية: 169] و [يوسف الآية: 109] و [يس الآية: 68] فنافع وأبو جعفر ويعقوب بتاء الخطاب في الأربعة على الالتفات وافقهم هنا الحسن, وقرأ ابن عامر وحفص كذلك هنا والأعراف ويوسف, وقرأ أبو بكر كذلك في يوسف, واختلف عن ابن عامر في يس فالداجوني من أكثر طرقه عن هشام والأخفش كذلك عن ابن ذكوان بالخطاب, وقرأ الباقون بالغيب في الأربعة, وبه قرأ الحلواني عن هشام والشذائي عن الداجوني عن أصحابه عنه والصوري عن ابن ذكوان من طريق زيد في موضع يس خاصة. وقرأ "ليحزنك" [الآية: 33] بضم الياء وكسر الزاي من أحزن الرباعي نافع2. واختلف في "لا يُكَذِّبُونَك" [الآية: 33] فنافع والكسائي بالتخفيف3 من أكذب والباقون بالتشديد من كذب, قيل هما بمعنى كنزل وأنزل وقيل بالتشديد نسبة الكذب إليه, والتخفيف نسبة الكذب إلى ما جاء به, روي أن أبا جهل كان يقول: ما نكذبك وإنك عندنا لصادق, وإنما نكذب ما جئتنا به, وأمال "آتاهم" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه   1 أي: "ولدار الآخرة". [أ] . 2 أي: "ليحزنك". [أ] . 3 "يكذبونك". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 262 وكذا كل ما وقع من هذا اللفظ بقصر الهمزة بمعنى المجئ نحو: أتاكم أتاها أتى أتاك فأتاهم أتانا الجملة سبع كلمات وأدغم دال "ولقد جاءك" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف, وأمال جاء حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه ويوقف لحمزة وهشام على من "نباىء" بإبدال الهمزة ألفا لوقوعها ساكنة للوقف بعد فتح وبإبدالها ياء ساكنة؛ لأنها رسمت بياء بعد الألف وصوب في النشر أن الياء صورة الهمزة, وبياء مكسورة بحركة نفسها, فإذا سكنت للوقف اتحد مع ما قبله وتجوز الإشارة بالروم وبالتسهيل بين بين فهي أربعة, وتقدم للأزرق تفخيم راء "إعراضهم" من أجل حرف الاستعلاء بعد. وقرأ يعقوب "يرجعون" [الآية: 36] بفتح الياء وكسر الجيم مبنيا للفاعل وخفف "أن ينزل" [الآية: 37] ابن كثير وحده وافقه ابن محيصن وقرأ "صراط" بالسين1 قنبل من طريق ابن مجاهد ورويس وبالإشمام خلف عن حمزة. وقرأ "أرأيتكم" [الآية: 40] وبابه وهو رأى الماضي المسبوق بهمزة الاستفهام المتصل بتاء الخطاب بتسهيل الهمزة الثانية بين بين قالون وورش من طريقيه, وأبو جعفر ولورش من طريق الأزرق وجه آخر, وهو إبدالها ألفا خالصة مع إشباع المد للساكنين, وتقدم أن الجمهور عنه على الأول كالأصبهاني, وقرأ الكسائي بحذف الهمزة الثانية في ذلك كله وهي لغة فاشية, والباقون بإثباتها محققة على الأصل, ويوقف عليه لحمزة بوجه واحد بين بين وأدغم ذال "إذ جاءهم" أبو عمرو وهشام. واختلف في "فتحنا" [الآية: 44] هنا و [الأعراف الآية: 96] و [القمر الآية: 11] "فتحت" [بالأنبياء الآية: 96] فابن عامر وابن وردان بتشديد التاء في الأربعة للتكثير2 ووافقهما ابن جماز وروح في القمر والأنبياء, ورويس في الأنبياء فقط, واختلف عنه في الثلاثة الباقية فروى النخاس عنه تشديدها, وروى أبو الطيب التخفيف, واختلف عن ابن جماز هنا والأعراف, فروى الأشناني عن الهاشمي عن إسماعيل تشديدهما, وكذا روى ابن حبيب عن قتيبة كلاهما عنه وروى عنه الباقون التخفيف, وبه قرأ الباقون في الأربعة. وقرأ "به انظر" [الآية: 46] بضم الهاء الأصبهاني عن ورش. وقرأ "يصدفون" [الآية: 46] بإشمام الصاد الزاي حمزة والكسائي وخلف ورويس بخلفه وعن ابن محيصن "يهلك" بفتح الياء وكسر اللام مبنيا للفاعل. وقرأ يعقوب "لا خَوْفٌ عَلَيْهِم" [الآية: 48] بفتح الفاء على البناء كما مر, وضم مع حمزة هاء "وعليهم" وأمال "يوحى" حيث جاء حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه وكذا "الأعمى". واختلف في "بالغدوة" [الآية: 52] هنا و [الكهف الآية: 28] فابن عامر بضم   1 أي: "سراط". [أ] . 2 أي: "فتحنا ... ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 263 الغين وإسكان الدال وواو مفتوحة, والأشهر أنها معرفة بالعلمية الجنسية كأسامة في الأشخاص فهي غير مصروفة, ولا يلتفت إلى من طعن في هذه القراءة بعد تواترها من حيث كونها, أعني غدوة علما وضع للتعريف فلا تدخل عليها أل كسائر الأعلام, وأما كتابتها بالواو فكالصلوة والزكوة, وجوابه أن تنكير غدوة لغة ثابتة حكاها سيبويه والخليل, تقول أتيتك غدوة بالتنوين على أن ابن عامر لا يعرف اللحن؛ لأنه عربي والحسن يقرأ بها وهو ممن يستشهد بكلامه فضلا عن قراءته, وقرأ الباقون بفتح الغين والدال وبالألف1؛ لأن غداة اسم لذلك الوقت, ثم دخلت عليها لام التعريف وعن الحسن "فتنا" بتشديد التاء. واختلف في "أنه من عمل، فأنه غفور رحيم" [الآية: 54] فنافع وأبو جعفر بفتح الهمزة في الأولى والكسر في الثانية2 وابن عامر وعاصم ويعقوب بالفتح فيهما, وافقهم الحسن والشنبوذي والباقون بالكسر فيهما ففتح الأولى على أنها بدل من الرحمة بدل شيء من شيء, أو على الابتداء والخبر محذوف أي: عليه أنه إلخ, أو على تقدير حرف الجر اللام وفتح الثانية على أن محلها رفع مبتدأ والخبر محذوف أي: فغفرانه ورحمته حاصلان وكسر الأولى على أنها مستأنفة, وإن الكلام قبلها تام وكذا كسر الثانية بمعنى أنها في صدر جملة وقعت خبرا لمن الموصولة, أو جوابا لها أن جعلت شرطا. واختلف في "وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيل" [الآية: 55] فنافع وكذا أبو جعفر بتاء الخطاب سبيل بالنصب وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحفص, وكذا يعقوب بتاء التأنيث والرفع وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن, وعنه سكون لام لتستبين وأبو بكر وحمزة والكسائي, وكذا خلف بياء التذكير والرفع وافقهم الأعمش وجه الأولى أنه من استبنت الشيء المعدي أي: ولتستوضح يا محمد وسبيل مفعوله, ووجه الثانية أن الفعل لازم من استبان الصبح ظهر وأسند إلى السبيل على لغة تأنيثه على حد هذه سبيلي, والثالثة كذلك لكن على لغة تذكيره على حد سبيل الرشد لا يتخذوه, وأدغم دال "قد ضللت" ورش وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف. واختلف في "يَقُصُّ الْحَقَّ " [الآية: 57] فنافع وابن كثير وعاصم وكذا أبو جعفر بالصاد المهملة المشددة المرفوعة من قص الحديث, أو الأثر تتبعه, وافقهم ابن محيصن والباقون بقاف ساكنة وضاد معجمة مكسورة من القضاء, ولم ترسم إلا بضاد كأن الياء حذفت خطأ تبعا للفظ للساكنين كما في تغن النذر, وكحذف الواو في: سندع الزبانية, ويمح الله, ونصب الحق بعده صفة لمصدر محذوف أي: القضاء الحق أو ضمن معنى يفعل فعداه للمفعول به, أو قضى بمعنى صنع فيتعدى بنفسه بلا تضمين أو على إسقاط الباء أي: يقضي بالحق على حد يمرون الديار ووقف عليه يعقوب بالياء   1 أي: "بالغداة". [أُ] . 2 أي: "أنه .... فإنه .... ". [أ] . 3 أي: "يقض ..... ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 264 وأمال "يتوفاكم" و "ليقضى" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق. وأما "جَاءَ أَحَدَكُم" [الآية: 61] فهمزتان مفتوحتان من كلمتين تقدم حكمهما في جاء أحد منكم بالنساء. واختلف في "تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا" [الآية: 61] فحمزة بألف ممالة بعد الفاء1, وهو إما فعل مضارع فأصله نتوفاه حذفت إحدى التاءين كتنزل وبابه, وإما ماض وهو الأظهر وحذفت منه تاء التأنيث لكونه مجازيا, أو للفصل بالمفعول وافقه الأعمش وفي الدر للعلامة السمين, وقرأ الأعمش "يتوفاه" بياء الغيب فليراجع, والباقون بتاء ساكنة من غير ألف ولا إمالة وأسكن سين "رسلنا" أبو عمرو2 "وعن" الحسن "مولاهم الحق" بالنصب على المدح. واختلف في "قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُم، قُلِ اللَّهُ يُنْجِيكُم" [الآية: 63 والآية: 64] بعدها وفي يونس الآية: 92] "فَالْيَوْمَ ننجيك" و"ننجي رُسُلَنَا" و"ننجِي الْمُؤْمِنِين" [الآية: 103] وفي [الحجر الآية: 59] "إِنَّا لَمنجوهُم" وفي [مريم الآية: 72] "ثُمَّ ننجي الَّذِينَ اتَّقَوْا" وفي [العنكبوت الآية: 32، 33] "لَننجيَنَّه" و"إِنَّا منجوك" وفي [الزمر الآية: 61] "وَينجي اللَّه" وفي [الصف الآية: 10] "تنجيكُم" فنافع وابن كثير وأبو عمرو وابن ذكوان بتسكين النون وتخفيف الجيم في الثاني من هذه السورة فقط, وافقهم ابن محيصن3 والكسائي وحفص كذلك في ثالث يونس, وافقهما المطوعي وقرأ حمزة والكسائي وكذا خلف كذلك في الحجر والأول من العنكبوت, وافقهم المطوعي وقرأ الكسائي كذلك في موضع مريم وافقه ابن محيصن بخلف4, وقرأ ابن كثير وأبو بكر وحمزة والكسائي وكذا خلف الثاني من العنكبوت كذلك, وافقهم ابن محيصن والأعمش وقرأ يعقوب بتخفيف ما عدا الزمر والصف, وهي تسعة أحرف, وأما موضع الزمر فخففه روح وحده, والباقون بالتشديد في سائرهن, وأما حرف الصف فشدده ابن عامر وخففه الباقون, وذلك من نجى بالتضعيف وأنجى بالهمز5. واختلف في "خفية" [الآية: 63] هنا و [الأعراف الآية: 55] فأبو بكر بكسر الخاء والباقون بضمها وهما لغتان كإسوة وأسوة وأما خيفة آخر الأعراف فليس من هذا بل هو من الخوف. واختلف في "أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِه" [الآية: 63] فحمزة والكسائي وكذا خلف بألف   1 أي: "توفاه ... ". [أ] . 2 ووافقه الحسن. 3 وانفرد المفسر بذلك عن زيد عن الداجوني عن أصحابه عن هشام. 4 أي: من المبهج وأما المفردة ففيها التخفيف فقط. 5 أي: والتضعيف والهمزة كلاهما للتعدية فالمثقلون التزموا التعدية بالتضعيف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 265 ممالة بعد الجيم من غير ياء ولا تاء1 بلفظ الغيبة وافقهم الأعمش, وقرأ عاصم كذلك لكنه بغير إمالة, والباقون بياء ساكنة بعد الجيم بعدها تاء مفتوحة على الخطاب حكاية لدعائهم وأبدل همز "باس" أبو عمرو بخلفه وأبو جعفر وحققه الباقون, ومنهم الأصبهاني وقرأ بكسر التنوين من "بعض انظر" أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب وقنبل من طريق ابن شنبوذ, وابن ذكوان من طريق النقاش عن الأخفش عنه. واختلف في "ينسينك" [الآية: 68] فابن عامر بتشديد السين وفتح النون من نسى2 وقرأ الباقون بتخفيفها وسكون النون من أنسى, وهما لغتان والمفعول الثاني محذوف أي: ما أمرت به من ترك مجالسة الخائضين فلا تقعد بعد ذلك معهم "وسبق" إمالة "الدنيا" "وهدانا". واختلف في "استهوته" [الآية: 71] فحمزة بألف ممالة بعد الواو3 وافقه الأعمش والباقون بالتاء الساكنة من غير ألف وعن المطوعي "الشيطان" بالتوحيد4 وعن الحسن بالواو وفتح النون وهي لغة ردية "ورقق" الأزرق الراء من "حيران" بخلف عنه وقطع به في التيسير وتعقبه في النشر بأنه خرج به عن طريقه, وذكر الخلاف في الشاطبية "ويوقف" لحمزة على "الهدى ائتنا" بإبدال الهمزة ألفا بلا إمالة فهو وجه واحد, ونقل في النشر عن الداني احتمالا في الإمالة على أنها ألف الهدى دون المبدلة من الهمزة, والأقيس أنها يعني الألف الموجودة في اللفظ هي المبدلة من الهمز, قال: والحكم في وجه الإمالة للأزرق كذلك, والصحيح المأخوذ به عنهما الفتح وعن الحسن "فيكون" [الآية: 73] بالنصب وعنه "الصور" حيث جاء بفتح الواو والجمهور بسكونها, فقيل جمع صورة كصوف وصوفة وثوم وثومة, وليس هذا جمعا صناعيا وإنما هو اسم جنس وقيل الصور القرن. واختلف في "آزر" [الآية: 74] فيعقوب بضم الراء على أنه منادى ويؤيده ما في مصحف أبي: يا آزر, بإثبات حرف النداء وافقه الحسن, والباقون بفتحها نيابة عن الكسرة للعلمية أو الوصفية والعجمة, وهو بدل من أبيه أو عطف بيان له إن كان لقبا ونعت لأبيه, أو حال إن كان وصفا بمعنى المعوج أو المخطئ أو الشيخ الهرم, وقيل اسم صنم فنصبه بفعل تقديره أتعبد وفتح ياء الإضافة من "إني أراك" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر5 وأمال "أراك" أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري6 وقلله الأزرق.   1 أي: "أنجانا". [أ] . 2 أي: "ينسينك". [أ] . 3 أي: "استهواه". [أ] . 4 قال الكسائي: وهي كذلك في مصحف ابن مسعود. 5 وافقهم اليزيدي والحسن. 6 وافقهم اليزيدي والأعمش. وكذا الخلف في "أرى ما لا ترون" بالأنفال "ولكني أراكم، وإني أراكم" بهود "وأراني أحمل، وأرى سبع". بيوسف. و"أسمع وأرى" بطه، و"أرى في المنام" في الصافات و"إلا ما أرى" بغافر و"لكني أراكم" بالأحقاف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 266 وأما "رأى" [الآية: 76، 77، 78] الماضي ويكون بعده متحرك وساكن والأول يكون ظاهرا أو مضمرا, فالظاهر سبعة مواضع: رأى كوكبا هنا, وباقيها تقدم في باب الإمالة مفصلا, والمضمر تسعة نحو: رآك بالأنبياء, وذكرت ثمة, وأما الذي بعده ساكن, ففي ستة مواضع: رأى القمر رأى الشمس هنا, والباقي سبق ثمة, فالأزرق بالتقليل في الراء والهمزة معا في القسمين الأولين الظاهر والمضمر قبل متحرك, وأبو عمرو بفتح الراء وإمالة الهمزة في القسمين, وما ذكره الشاطبي رحمه الله تعالى من الخلاف عن السوسي في إمالة الراء, فتقدم عن النشر أنه ليس من طرقه فضلا عن طرق الشاطبية, ولذا تركه في الطيبة, وإن حكاه بقيل في آخر الباب, وقرأ ابن ذكوان بإمالتهما معا مع المظهر, وأما مع المضمر فأمالهما النقاش عن الأخفش عنه, وفتحهما ابن الأخرم عن الأخفش, وأمال الهمزة وفتح الراء الجمهور عن الصوري, واختلف عن هشام فالجمهور عن الحلواني بفتحهما معا في القسمين, فالأكثرون عن الداجوني بإمالتهما فيهما والوجهان صحيحان عن هشام كما تقدم, واختلف عن أبي بكر فيما عدا الأولى وهي "رَأى كَوْكَبًا" [الآية: 76] هنا فلا خلاف عنه في إمالة حرفيها معا أما الستة الباقية التي مع الظاهر فأمال الراء والهمزة معا يحيى بن آدم, وفتحهما العليمي, أما فتحها في السبعة وفتح الراء وإمالة الهمزة في السبعة فانفرادتان, لا يؤخذ بهما, ولذا لم يعرج عليهما في الطيبة, وأما التسعة مع المضمر ففتح الراء والهمزة معا فيها العليمي عنه, وأمالهما يحيى بن آدم وقرأ حمزة والكسائي وخلف بإمالة الراء والهمزة معا في الجميع, وافقهم الأعمش, والباقون بالفتح, وأما الذي بعده ساكن فأمال الراء وفتح الهمزة أبو بكر وحمزة وخلف, والباقون بالفتح وما حكاه الشاطبي رحمه الله تعالى من الخلاف في إمالة الهمزة عن أبي بكر وفي إمالة الراء والهمزة معا عن السوسي, تعقبه صاحب النشر بأن ذلك لم يصح عنهما من طرق الشاطبية, بل ولا من طرق النشر وإن حكاه بقيل آخر الباب من طيبته والله تعالى أعلم. ووقف حمزة وهشام بخلفه على "برئ" [الآية: 78] بالبدل مع الإدغام فقط لزيادة الياء وتجوز الإشارة بالروم والإشمام وفتح ياء الإضافة من وجهي للذي [الآية: 79] نافع وابن عامر وحفص وأبو جعفر. واختلف في "أَتُحَاجُّونِّي" [الآية: 80] فنافع وابن ذكوان وهشام من طريق ابن عبدان عن الحلواني والداجوني من جميع طرقه إلا المفسر عن زيد عنه, وأبو جعفر بنون خفيفة1, والباقون بنون ثقيلة على الأصل؛ لأن الأولى نون الرفع والثانية نون الوقاية وفيها لغات ثلاث: الفك مع تركهما والإدغام والحذف لإحداهما والمحذوفة هي الأولى عند سيبويه ومن تبعه, والثانية عند الأخفش ومن تبعه, وبذلك قرأ الجمال عن الحلواني والمفسر وحده عن الداجوني, وأمال الكسائي وحده "هدان" وقلله   1 أي: "أتحاجوني". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 267 الأزرق بخلفه, وأثبت الياء بعد نونها وصلا أبو عمرو وأبو جعفر1 وفي الحالين يعقوب. وقرأ "مَا لَمْ يُنَزِّل" [الآية: 81] بالتخفيف ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب, وعن الحسن "يرفع" و"يشاء" بياء الغيبة فيهما والباقون بنون العظمة. واختلف في "درجات" [الآية: 83] هنا [يوسف الآية: 76] فعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بالتنوين فيهما, فيحتمل النصب على الظرف ومن مفعول أي: نرفع من نشاء مراتب ومنازل, أو على أنه مفعول ثان قدم على الأول بتضمين نرفع معنى فعل يتعدى لاثنين, وهو نعطي مثلا أي: نعطي بالرفع من نشاء درجات أي: رتبا فالدرجات هي المرفوعة, وإذا رفعت رفع صاحبها أو على إسقاط حرف الجر إلى أو على الحال أي: ذوي درجات وافقهم الأعمش, وقرأ يعقوب بالتنوين هنا فقط, والباقون بغير تنوين2 فيهما على الإضافة فدرجات مفعول ترفع. وقرأ "مَنْ نَشَاءُ إِن" [الآية: 83] بتحقيق الهمزة الأولى وإبدال الثانية واوا مكسورة, وبتسهيلها كالياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس, وأما تسهيلها كالواو فتقدم رده عن النشر غير مرة. وقرأ "زكريا" [الآية: 85] بلا همز حفص وحمزة والكسائي وخلف والباقون بالهمز. واختلف في "اليسع" [الآية: 86] هنا و [في ص الآية: 48] فحمزة والكسائي وكذا خلف بتشديد اللام المفتوحة وإسكان الياء3 في الموضعين, على أن أصله ليسع كضيغم وقدر تنكيره فدخلت ال للتعريف, ثم أدغمت اللام في اللام وافقهم الأعمش, والباقون بتخفيفها وفتح الياء فيهما على أنه منقول من مضارع, والأصل يوسع كيوعد وقعت الواو بين ياء مفتوحة وكسرة تقديرية؛ لأن الفتح إنما جيء به لأجل حرف الحلق فحذفت كحذفها في يدع ويضع ويهب وبابه. وقرأ "صراط"4 [الآية: 87] بالسين قنبل من طريق ابن مجاهد ورويس وبالإشمام خلف عن حمزة. وقرأ "النبوة" [الآية: 89] بالهمز5 نافع واتفقوا على إثبات هاء السكت في "اقتده" [الآية: 90] وقفا على الأصل سواء, قلنا: إنها للسكت أو للضمير, واختلفوا في إثباتها وصلا فأثبتها فيه ساكنة نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم, وكذا أبو جعفر وافقهم   1 وافقهما اليزيدي والحسن. 2 أي: "درجات". [أ] . 3 أي: "اليسع". [أ] . 4 وقرأ قنبل: "سراط". [أ] . 5 أي: "النبوءة". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 268 الحسن وابن محيصن من المبهج وأثبتها مكسورة مقصورة هشام, وأشبع الكسرة ابن ذكوان بخلف, والإشباع رواية الجمهور عنه, والاختلاس رواية زيد عن الرملي عن الصوري عنه كما في النشر قال فيه: وقد رواها الشاطبي رحمه الله تعالى عنه ولا أعلمها وردت عنه من طريقه, ولا شك في صحتها عنه لكنها عزيزة من طرق كتابنا ا. هـ. ووجه الكسر أنها ضمير الاقتداء المفهوم من اقتده أو ضمير الهدى, وقرأ بحذف الهاء وصلا حمزة والكسائي وخلف ويعقوب على أنها للسكت, فمحلها الوقف وافقهم الأعمش وابن محيصن من المفردة واليزيدي وعن الحسن "حق قدره" بفتح الدال "ومر" حكم إمالة "ذكرى" وكذا "جاء موسى" "وللناس". واختلف في "يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون" [الآية: 91] فابن كثير وأبو عمرو بالغيب في الثلاثة على إسناده للكفار مناسبة لقوله تعالى: "وما قدروا الله حق قدره" إلخ وافقهم ابن محيصن واليزيدي والباقون بالخطاب فيهن أي: قل لهم ذلك. واختلف في "ولتنذر" [الآية: 92] فأبو بكر بياء الغيبة والضمير للقرآن أو للرسول للعلم به عليه الصلاة والسلام, والباقون بتاء الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام, "وأمال" "القربى" أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري, وقلله الأزرق, وكذا "نرى" وعن الحسن "صلواتهم" بالجمع "وأدغم" دال "ولقد جئتمونا" أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام "وأمال" "فرادى" حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه "ويوقف" لحمزة وهشام بخلفه على "فيكم شركؤا" ونحوه مما رسمت الهمزة فيه واوا باثني عشر وجها تقدمت في أنبؤا أول السورة. واختلف في "تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ " [الآية: 94] فنافع وحفص والكسائي وكذا أبو جعفر بنصب النون ظرف لتقطع والفاعل مضمر يعود على الاتصال لتقدم ما يدل عليه, وهو لفظ شركاء أي: تقطع الاتصال بينكم, وافقهم الحسن والباقون بالرفع على أنه اتسع في هذا الظرف, فأسند الفعل إليه فصار اسما, ويقويه هذا فراق بيني وبينك ومن بيننا وبينك حجاب, فاستعمله مجرورا أو على أن بين اسم غير ظرف, وإنما معناه الوصل أي: تقطع وصلكم "وأمال" "النوى" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح الصغرى الأزرق. وقرأ "الميت" [الآية: 95] بتشديد الياء المكسورة نافع وحفص وحمزة والكسائي وكذا أبو جعفر ويعقوب وخلف1, والباقون بالتخفيف وعن المطوعي "فلق الحب" [الآية: 95] بفتح اللام والقاف بلا ألف فعلا ماضيا ونصب الحب وعن الحسن و"الإصباح" [الآية: 96] بفتح الهمزة وهو جمع صبح كقفل وأقفال, والجمهور بالكسر على المصدر.   1وافقهم الأعمش. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 واختلف في "وجاعل الليل" [الآية: 96] فعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بفتح العين واللام من غير ألف فعلا ماضيا1, و"الليل" بالنصب مفعول به مناسبة لما بعده من جعل لكم النجوم إلخ, وافقهم الأعمش والباقون بالألف وكسر العين ورفع اللام وخفض الليل بالإضافة, فجاعل محتمل للمضي, وهو الظاهر والماضي عند البصريين لا يعمل إلا مع ال خلافا لبعضهم في منع إعمال المعرف بها, فسكنا منصوب بفعل دل عليه جاعل لا به لما ذكر أو به على أن المراد جعل مستمر في الأزمنة المختلفة وعن ابن محيصن "وَالشَّمْسَ وَالْقَمَر" [الآية: 96] بالرفع فيهما على الابتداء والخبر محذوف أي: مجعولان والجمهور بالنصب عطفا على محل الليل حملا على معنى المعطوف عليه, والأحسن نصبها يجعل مقدرا. واختلف في "فمستقر" [الآية: 98] فابن كثير وأبو عمرو وكذا روح بكسر القاف اسم فاعل مبتدأ, والخبر محذوف أي: فمنكم شخص قار في الأصلاب أو البطون أو القبور وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن والباقون بفتحها مكانا أو مصدرا, أي: فلكم مكان تستقرون فيه أو استقرار وعن الحسن ضم تاء "فمستقر" وفتحها الجمهور, وعن المطوعي "يخرج منه" بالياء مبنيا للمفعول "وحب" بالرفع على النيابة وعنه أيضا "قنوان" بضم القاف وعنه وعن الحسن "وجنات من أعناب" بالرفع على الابتداء والخبر محذوف أي: ثم أو من الكرم أو لهم أواخر جناها. وقرأ بكسر التنوين من "مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا" [الآية: 99] أبو عمرو وعاصم وحمزة وكذا يعقوب, واختلف عن قنبل فكسره ابن شنبوذ عنه وضمه ابن مجاهد, واختلف أيضا عن ابن ذكوان فكسره النقاش عن الأخفش, والرملي عن الصوري فيما رواه أبو العلاء, وضمه الصوري من طريقيه. واختلف في "إلى ثمره" [الآية: 99] موضعي هذه السورة وفي يس من ثمره فحمزة والكسائي وخلف بضم الثاء والميم جمع كخشبة وخشب, وافقهم الأعمش, والباقون بفتحهما فيهن اسم جنس كشجر وشجرة وبقر وبقرة وخرز وخرزة, وأما موضعا الكهف فيأتيان إن شاء الله تعالى "وعن" ابن محيصن "وينعه" بضم الياء لغة. واختلف في "وخرقوا" [الآية: 100] فنافع وأبو جعفر بتشديد الراء للتكثير2, والباقون بالتخفيف بمعنى الاختلاق يقال خلق الإفك وخرقه واختلقه وافتراه وافتعله بمعنى كذب "وأمال" "وتعالى" حيث جاء حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه وكذا "أنى" إلا أن الدوري عن أبي عمرو فيها كالأزرق بالفتح والصغرى "وسبق" قريبا حكم "قد جاءكم".   1 أي: "جعل". [أ] . 2 أي: "خرقوا". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 270 واختلف في "دَرَسْت" [الآية: 105] فابن كثير وابو عمرو بألف بعد الدال وسكون السين وفتح التاء1 على وزن قابلت أي: دارست غيرك, وافقهما ابن محيصن واليزيدي, وقرأ ابن عامر وكذا يعقوب بغير ألف وفتح السين وسكون التاء بزنة ضربت أي: قدمت وبلت, وافقهما الحسن إلا أنه ضم الراء, والباقون بغير ألف وسكون السين وفتح التاء أي: حفظت وأتقنت بالدرس أخبار الأولين, وتقدم إمالة "شاء" لحمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه, وضم هاء "عليهم" لحمزة ويعقوب2. واختلف في "عدوا" [الآية: 108] فيعقوب بضم العين والدال وتشديد الواو3, وافقه الحسن والباقون بالفتح والسكون والخف يقال عدا عدوا وعداء وعدوانا ونصبه على المصدر أو مفعول لأجله أو لوقوعه موقع الحال المؤكدة؛ لأنه لا يكون إلا عدوا وقرأ "يشعركم" [الآية: 109] بإسكان الراء وباختلاس حركتها أبو عمرو من روايتيه, وروى الإتمام للدوري عنه كالباقين. واختلف في "أَنَّهَا إِذَا" [الآية: 109] فابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر بخلف عنه ويعقوب وخلف في اختياره بكسر همزة إنها, وهي رواية العليمي عن أبي بكر وأحد الوجهين عن يحيى عنه, قال في الدر: وهي قراءة واضحة؛ لأن معناها استئناف أخبار بعدم إيمان من طبع على قلبه, ولو جاءتهم كل آية وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن, والباقون بالفتح وهو رواية العراقيين قاطبة عن أبي بكر من طريق يحيى على أنها بمعنى لعل. وهي في مصحف أبي كذلك, أو على تقدير لام العلة, والتقدير إنما الآيات التي يقترحونها عند الله؛ لأنها إذا جاءت لا يؤمنون وما يشعركم اعتراض بين العلة والمعلول. واختلف في "لا يُؤْمِنُون" [الآية: 109] فابن عامر وحمزة بالخطاب مناسبة ليشعركم على أنها للمشركين, وافقهما الأعمش, وقرأ الباقون بالغيب على توجيه الكاف للمؤمنين والياء للمشركين, وحرف الجاثية يأتي في محله إن شاء الله تعالى "وعن" المطوعي و"تقلب" بالتأنيث مبنيا للمفعول و"أفئدتهم وأبصارهم" بالرفع للنيابة "وعن" الأعمش "ويذرهم" بياء الغيبة والجزم عطفا على يؤمنوا, والمعنى ونقلب إلخ جزاء على كفرهم, وإنه لم يذرهم في طغيانهم بل بين لهم "وأمال" "طغيانهم" الدوري عن الكسائي "وضم" هاء "إليهم" حمزة ويعقوب في الحالين وافقهما وصلا الكسائي وخلف كسر الميم أبو عمرو وصلا وضمها الباقون. واختلف في "قبلا" [الآية: 111] فنافع وابن عامر وكذا أبو جعفر بكسر القاف وفتح الباء بمعنى مقابلة أي: معاينة ونصب على الحال وقيل بمعنى ناحية وجهة فنصبه على   1 أي: "دارست". [أ] . 2 هنا سقط ولعله وعن الحسن "ولنبينه لقوم" بالياء. 3 أي: "عدوا". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 271 الظرف نحو في قبل زيد دين, والباقون بضم القاف والباء1 جمع قبيل بمعنى كبيل كرغيف ورغف, ونصبه على الحال أيضا, وقيل بمعنى جماعة جماعة وصنفا صنفا أي: حشرنا عليهم كل شيء فوجا فوجا ونوعا نوعا من سائر المخلوقات ويأتي حرف الكهف في محله إن شاء الله تعالى وتقدم همز "نبي" لنافع وإمالة شاء, وأمال "لتصغى" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه ويوقف لحمزة على "إليه أفئدة" بتحقيق الهمزة الأولى وإبدالها ياء مفتوحة كلاهما مع نقل الثانية إلى الفاء وعن الحسن "وليرضوه, وليقترفوا" بسكون اللام فيهما على أنها لام الأمر2. واختلف في "مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّك" [الآية: 114] فابن عامر وحفص بتشديد الزاي والباقون بتخفيفها3. واختلف في "كلمات ربك" [الآية: 115] هنا و [يونس الآية: 33، 96] و [غافر الآية: 6] فعاصم وحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف بغير ألف على التوحيد4 في الثلاثة على إرادة الجنس وافقهم الحسن والأعمش, وقرأ ابن كثير وأبو عمرو كذلك في غافر ويونس وافقهم ابن محيصن واليزيدي, ووقف الكسائي ويعقوب على الثلاث بالهاء ممالة للكسائي وابن كثير وأبو عمرو كذلك بالهاء في الأخيرين5, والباقون بالجمع في الثلاث؛ لأن كلماته تعالى متنوعة أمرا ونهيا وغير ذلك, وقد أجمع على الجمع في: لا مبدل لكلماته, ولا مبدل لكلمات الله, "وعن" الحسن "يضل عن سبيله" بضم الياء. واختلف في"فُصِّلَ لَكُمْ مَا حُرِّمَ عَلَيْكُم" [الآية: 119] فابن كثير وكذا أبو عمرو وابن عامر بضم الفعلين على بنائهما للمفعول وافقهم ابن محيصن واليزيدي, وقرأ نافع وحفص وأبو جعفر ويعقوب بالفتح فيهما على البناء للفاعل, وافقهم الحسن وقرأ الأول بالفتح والثاني بالضم أبو بكر وحمزة والكسائي وكذا خلف وافقهم الأعمش, ولم يقرأ بالعكس, وغلظ الأزرق لام فصل وصلا, واختلف عنه في الوقف كما تقدم وقرأ "اضطررتم" بكسر الطاء ابن وردان بخلف عنه كما مر بالبقرة. واختلف في "ليضلون" [الآية: 119] هنا و"رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن" [بيونس الآية: 88] فعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بضم الياء فيهما وافقهم الحسن والمطوعي في يونس, ففتحه والباقون بالفتح فيهما, يقال ضل في نفسه وأضل غيره   1 أي: "قبلا". [أ] . 2 وقيل على أنها لام كي وإنما سكنت إجراء لها مع ما بعدها مجرى كبد وثمر, قال ابن جني: وهو قوي في القياس شاذ في السماع. 3 أي: "منزل .... ". [أ] . 4 أي: "كلمة .... ". [أ] . 5 وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 272 فالمفعول محذوف على قراءة الضم وقرأ "ميتا" بتشديد الياء نافع وأبو جعفر ويعقوب. واختلف في "رسالته" [الآية: 124] فابن كثير وحفص بالإفراد مع نصب التاء, وافقهما ابن محيصن والباقون بالجمع مكسور التاء1. واختلف في "ضيقا" [الآية: 125] هنا والفرقان فابن كثير بسكون الياء مخففا, والباقون بالكسر2 مشددا وهما لغتان كميت وميت, وقيل التشديد في الأجرام والتخفيف في المعاني, ووزن المشدد فيعل كميت وسيد ثم أدغم ويجوز تخفيفه. واختلف في "حرجا" [الآية: 125] فنافع وأبو بكر وكذا أبو جعفر بكسر الراء مثل دنف وافقهم ابن محيصن والحسن والباقون بفتحها وهما بمعنى وقيل المفتوح مصدر والمكسور اسم فاعل وقيل المكسور أضيق الضيق. واختلف في "يصعد" [الآية: 125] فابن كثير بإسكان الصاد تخفيف العين بلا ألف3 مضارع صعد ارتفع وافقه ابن محيصن من المفردة, وقرأ أبو بكر "يصاعد" بتشديد الصاد وبعده ألف وتخفيف العين وأصلها يتصاعد أي: يتعاطى الصعود ويتكلفه فأدغم التاء في الصاد تخفيفا, وعن المطوعي بتاء بعد الياء وتخفيف الصاد وتشديد العين في أحد وجهيه4, والباقون بفتح الصاد مشددة وبتشديد العين دون ألف بينهما من تصعد تكلف الصعود وافقهم ابن محيصن من المبهج والمطوعي في وجهه الثاني, وتقدم سين صراط وإشمام صادها. واختلف في "وَيَوْمَ نَحْشُرُهُم" [الآية: 127] هنا وثاني [يونس الآية: 96] "يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَم" فحفص بالياء فيهما مسندا إلى ضمير الله تعالى, وافقهم ابن محيصن والمطوعي وقرأ روح بالياء هنا فقط, والباقون بالنون فيهما إسنادا إلى اسم الله تعالى على وجه العظمة, وخرج أول يونس نحشرهم جميعا المتفق عليه بالنون لأجل فزيلنا, إلا ما يأتي عن ابن محيصن والمطوعي وأمال "مثواكم" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه وأمال "كافرين" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي ورويس وقلله الأزرق. واختلف في "عَمَّا يَعْمَلُون" [الآية: 132] هنا وآخر [هود الآية: 123] و [النمل الآية: 93] فابن عامر بالخطاب في الثلاثة مراعاة هنا لقوله: بذهبكم وافقه الحسن هنا وهود وقرأ نافع وحفص, وكذا أبو جعفر ويعقوب بالخطاب في هود والنمل والباقون: بالغيب فيهن لقوله: هنا ولكل درجات وعن ابن محيصن ضم ميم "يا قوم اعملوا".   1 أي: "رسالاته". [أ] . 2 أي: "ضيقا". [أ] . 3 أي: "يصعد". [أ] . 4 أي: "يتصعد". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 273 واختلف في "مكانتهم" [الآية: 67] من سورة يس و"مكانتكم" [الآية: 135] حيث وقعا وهو هنا و [هود الآية: 93، 121] معا و [يس الآية: 67] و [الزمر الآية: 39] فأبو بكر بألف على الجمع فيها1 ليطابق المضاف إليه وهو ضمير الجماعة, ولكل واحد مكانة وافقه الحسن والباقون بالإفراد على إرادة الجنس. واختلف في "تكون له" [الآية: 135] هنا و [القصص الآية: 37] فحمزة والكسائي كذا خلف بالتذكير فيهما وافقه الأعمش, والباقون بالتأنيث وهما ظاهران إذ التأنيث غير حقيقي. واختلف في "بزعمهم" [الآية: 136، 138] في الموضعين فالكسائي بضم الزاي فيهما لغة بني أسد وافقه الشنبوذي, والباقون بفتحها لغة أهل الحجاز فقيل هما بمعنى وقيل المفتوح مصدر والمضموم اسم. واختلف في {وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ} [الآية: 137] فابن عامر زين بضم الزاي وكسر الياء بالبناء للمفعول "قتل" برفع اللام على النيابة عن الفاعل "أولادهم" بالنصب على المفعول بالمصدر "شركائهم" بالخفض على إضافة المصدر إليه فاعلا, وهي قراءة متواترة صحيحة وقارئها ابن عامر أعلى القراء السبعة سندا وأقدمهم هجرة, من كبار التابعين الذين أخذوا عن الصحابة كعثمان بن عفان وأبي الدرداء ومعاوية وفضالة بن عبيد, وهو مع ذلك عربي صريح من صميم العرب, وكلامه حجة وقوله دليل؛ لأنه كان قبل أن يوجد اللحن, فكيف وقد قرأ بما تلقى وتلقن وسمع ورأى, إذ هي كذلك في المصحف الشامي, وقد قال بعض الحفاظ: إنه كان في حلقته بدمشق أربعمائة عريف يقومون عليه بالقراءة, قال: ولم يبلغنا عن أحد من السلف أنه أنكر شيئا على ابن عامر من قراءته ولا طعن فيها, وحاصل كلام الطاعنين كالزمخشري أنه لا يفصل بين المتضايفين إلا بالظرف في الشعر؛ لأنهما كالكلمة الواحدة أو أشبها الجار والمجرور, ولا يفصل بين حروف الكلمة ولا بين الجار ومجروره ا. هـ. وهو كلام غير معول عليه, وإن صدر عن أئمة أكابر؛ لأنه طعن في المتواتر, وقد انتصر لهذه القراءة من يقابلهم, وأوردوا من لسان العرب ما يشهد لصحتها نثرا ونظما بل نقل بعض الأئمة الفصل بالجملة فضلا عن المفرد في قولهم غلام إن شاء الله أخيك وقرئ شاذا "مُخْلِفَ وَعْدَه رُسُلَه" بنصب وعده وخفض رسله, وصح قوله -صلى الله عليه وسلم: "فهل أنتم تاركو إلي صاحبي" , ففصل بالجار والمجرور, وقال في التسهيل: ويفصل في السعة بالقسم مطلقا وبالمفعول إن كان المضاف مصدرا نحو: أعجبني دق الثوب القصار, وقال صاحب المغرب: يجوز فصل   1 أي: "مكانتكم، مكاناتهم". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 274 المصدر المضاف إلى فاعله بمفعوله لتقدير التأخير, وأما في الشعر فكثير بالظرف وغيره منها قوله: فسقناهم سوق البغال الأداجل وقوله: سقاها الحجى سقي الرياض السحائب وقوله: لله در اليوم من لامها وقوله: فزججتها بمزجة ... زج القلوص أبي مزاده وقد علم بذلك خطأ من قال: إن ذلك قبيح أو خطأ أو نحوه, وأما من زعم أنه لم يقع في الكلام المنثور مثله فلا يعول عليه؛ لأنه ناف ومن أسند هذه القراءة مثبت وهو مقدم على النفي اتفاقا, ولو نقل إلى هذا الزاعم عن بعض العرب ولو أمة أو راعيا أنه استعمله في النثر لرجع إليه, فكيف وفيمن أثبت تابعي عن الصحابة عمن لا ينطق عن الهوى -صلى الله عليه وسلم- فقد بطل قولهم وثبتت قراءته سالمة من المعارض, ولله الحمد. وقرأ الباقون "زَين" بفتح الزاي والياء مبنيا للفاعل ونصب "قتل" به "أولادهم" بالخفض على الإضافة "شركاؤهم" بالرفع على الفاعلية بزين, وهي واضحة أي: زين لكثير من المشركين شركاؤهم إن قتلوا أولادهم بنحرهم لآلهتهم, أو بالوأد خوف العار والعيلة, وعن المطوعي "حجر" بضم الحاء والجيم, أما مصدر كحكم أو جمع حجر بالفتح أو الكسر كسقف وسقف وجذع وجذع, وعن الحسن "حجرا" بضم الحاء وسكون الجيم مخفف المضموم. وقرأ "حُرِّمَتْ ظُهُورُها" [الآية: 138] بإدغام التاء في الظاء أبو عمرو والأزرق وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف "ورقق" الأزرق راء "افتراء عليه" و"افتراء على الله" بخلفه والوجهان في جامع البيان "وضم" الهاء "من سيجزيهم" يعقوب, وعن المطوعي "خالصة" برفع الصاد والهاء وبحذف التنوين على أنه مبتدأ, ولذكورنا خبره والجملة خبر الموصول والجمهور خالصة بالتأنيث إما حملا على المعنى؛ لأن الذي في بطونها أنعام ثم حمل على اللفظ في قوله: ومحرم وإما للمبالغة كعلامة ونسابة. واختلف في "وإن تكن ميتة" [الآية: 141] فنافع وأبو عمرو وحفص وحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف يكن بالتذكير ميتة بالنصب وافقهم اليزيدي, والأعمش وقرأ ابن عامر من غير طريق الداجوني عن هشام, وكذا أبو جعفر تكن بالتأنيث ميتة بالرفع وافقهما ابن محيصن وأبو جعفر على أصله في تشديد ميتة, وقرأ ابن كثير والداجوني من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 275 أشهر طرقه عن هشام يكن بالتذكير ميتة بالرفع فلا خلاف عن هشام في رفع ميتة, وقرأ أبو بكر تكن بالتأنيث ميتة بالنصب وافقه الحسن, والتذكير والتأنيث واضحان1, ومن نصب ميتة فعلى خبر كان الناقصة, ومن رفع فعلى جعلها تامة, ويجوز أن يكون خبرها محذوفا أي: وإن يكن هناك ميتة فتكون ناقصة أيضا "وضم" الهاء من "سيجزيهم" يعقوب. وقرأ "قتلوا" [الآية: 140] بتشديد التاء ابن كثير وابن عامر2 وأدغم دال "قد ضلوا" ورش وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف. وقرأ "أكله" [الآية: 141] بإسكان الكاف نافع وابن كثير3. وقرأ "من ثمره" [الآية: 141] بضم التاء والميم حمزة والكسائي وخلف4. واختلف في "حصاده" [الآية: 141] فأبو عمرو وابن عامر وعاصم وكذا يعقوب بفتح الحاء, وافقهم اليزيدي, والباقون بالكسر, وهما لغتان في المصدر كقولهم جداد وجداد. وقرأ "خطوات" [الآية: 142] بالضم قنبل والبزي بخلفه وابن عامر وحفص والكسائي وأبو جعفر ويعقوب. واختلف في "ومن المعز" [الآية: 143] فابن كثير وأبو عمرو وابن ذكوان وهشام من غير طريق الداجوني ويعقوب بفتح العين, وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن وروى الداجوني عن أصحابه عن هشام بسكون العين, وبه قرأ الباقون, وهما لغتان في جمع ماعز كخادم وخدم وتاجر وتجر, ويجمع أيضا على معزى "واتفقوا" على تسهيل "آلذكرين" معا هنا, واختلفوا في كيفيته, فالجمهور كما تقدم على إبدال همزة الوصل الواقعة بعد همز الاستفهام ألفا خالصة مع إشباع المد للساكنين, للكل وهو المختار وذهب آخرون إلى تسهيلها بين بين وهما صحيحان في الشاطبية وغيرها, وكذا الحكم في آلآن موضعي يونس, والله بها والنمل, وتقدم في الهمز المفرد الكلام على "نبؤني بعلم" من حيث حذف همزة مع ضم ما قبل الواو لأبي جعفر, وإنه كمتكؤن في ذلك كما نقله في النشر عن نص الأهوازي وغيره. وقرأ "شهداء إذ" [الآية: 144] بتسهيل الثانية كالياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وأمال "وصيكم ذلكم وصيكم" حمزة والكسائي وخلف, وبالفتح والتقليل الأزرق.   1 لأن ميتة تأنيث مجازي؛ لأنها تقع على الذكر والأنثى من الحيوان فمن أنث فباعتبار اللفظ, ومن ذكر فباعتبار المعنى هذا عند من يرفع ميتة بيكن, أما من ينصبها فإنه يسند الفعل حينئذ إلى ضمير فيذكر باعتبار لفظ ما في قوله: ما في بطون ويؤنث باعتبار معناها. 2 وافقهما ابن محيصن. 3 وافقهما ابن محيصن. 4 وافقهم الأعمش. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 276 واختلف في "إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَة" [الآية: 145] فنافع وأبو عمرو وعاصم والكسائي وكذا يعقوب وخلف في اختياره بالتذكير ميتة بالنصب, واسم يكون يعود على قوله: محرما وافقهم اليزيدي والحسن والأعمش, لكن التذكير من غير طريق المطوعي, وقرأ ابن عامر وأبو جعفر بالتأنيث والرفع على أنها تامة بمعنى توجد ميتة, وقرأ ابن كثير وحمزة بالتأنيث والنصب على أن اسمها ضمير يعود على مجرما, أو الماكول, وأنث الفعل لتأنيث الخبر وافقهما ابن محيصن. وقرأ "فَمَنُ اضْطُر" [الآية: 145] بكسر النون أبو عمرو وعاصم وحمزة وكذا يعقوب1 وقرأ بكسر طائه أبو جعفر. وعن الحسن "ظفر" [الآية: 146] بسكون الفاء لغة وأدغم تاء "حملت ظهورهما" أبو عمرو والأزرق وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف, وأمال الحوايا حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق. واختلف في "تذكرون" [الآية: 152] حيث وقع إذا كان بالتاء فقط خطابا, فحفص وحمزة والكسائي وكذا خلف بتخفيف الذال حيث وقع على حذف إحدى التاءين؛ لأن الأصل تتذكرون, وافقهم الأعمش والباقون بتشديدها فأدغموا التاء في الذال. واختلف في "وإنَّ هَذَا" [الآية: 153] فحمزة والكسائي وكذا خلف بكسر الهمزة وتشديد النون على الاستئناف وهذا محله نصب اسمها, وصراطي خبرها وفاء فاتبعوه عاطفة للجمل, وقرأ ابن عامر ويعقوب بفتح الهمزة وتخفيف النون2, والباقون بفتح الهمزة, وتشديد النون على تقدير اللام أي: ولأن هذا وقال القراء: معمولة اتل وأجاز جرها بتقدير وصيكم به, وبأن فتكون نسقا على المضمر على طريق الكوفيين ووجه قراءة ابن عامر أنها خففت من الثقيلة على اللغة القليلة. وقرأ "صراطي" [الآية: 153] بالسين قنبل3 من طريق ابن مجاهد ورويس وبالإشمام خلف عن حمزة وفتح ياء الإضافة منها ابن عامر وسكنها الباقون. وقرأ "فتفرق" [الآية: 153] بتشديد التاء البزي بخلفه4 وعن الحسن والأعمش الذي أحسن بالرفع على أنه خبر محذوف أي: هو أحسن فحذف العائد, وإن لم تطل الصلة وهو نادر, وعن ابن محيصن من المفردة "وأن تقولوا, أو تقولوا" بالغيب فيهما وأمال "أهدى منهم" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه وأدغم دال "فقد جاءكم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف و"مر" إمالة "جاء" غير مرة وغلظ الأزرق لام "أظلم" بخلفه "و" اشم صاد "يصدفون" حمزة والكسائي وخلف ورويس بخلفه.   1 وافقهم اليزيدي والحسن والمطوعي. 2 أي: "أن هذا". [أ] . 3 أي: "سراطي". [أ] . 4 أي: "فتفرق". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 277 واختلف في "تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَة" [الآية: 158] هنا و [النحل الآية: 33] فحمزة والكسائي وخلف بالياء على التذكير فيهما, والباقون بالتأنيث؛ لأن لفظه مؤنث. واختلف في "فرقوا" [الآية: 159] هنا و [الروم الآية: 32] فحمزة والكسائي بألف بعد الفاء وتخفيف الراء1 من المفارقة وهي الترك؛ لأن من آمن بالبعض وكفر بالبعض فقد ترك الدين القيم, أو فاعل بمعنى فعل من التفرقة والتجزئة أي: آمنوا ببعضه وافقهما الحسن, والباقون بتشديد الراء بلا ألف فيهما. واختلف في "فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا" [الآية: 160] فيعقوب عشر بالتنوين أمثالها بالرفع صفة لعشر, وعن الأعمش عشر بالتنوين أمثالها بالنصب, والباقون وعشر بغير تنوين أمثالها بالخفض على الإضافة, وأمال "يجزى" حيث جاء حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه. وقرأ "رَبِّي إِلَى" [الآية: 161] بفتح ياء الإضافة نافع وأبو عمرو وأبو جعفر, وتقدم الخلف في صراط قريبا. واختلف في "دِينًا قِيَمًا" [الآية: 161] فابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بكسر القاف وفتح الياء مخففا كالشبع مصدر قام دام, وافقهم الأعمش لي دينا دائما, والباقون بفتح القاف وكسر الياء مشددة2 كسيد مصدر على فيعل فاصله قيوم, اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون قلبت الواو ياء, وأدغمت أي: دينا مستقيما, وقرأ "إبراهيم" بالألف هشام وابن ذكوان بخلفه, وعن الحسن "ونسكى" بسكون السين "وسكن" ياء الإضافة من "محياي" نافع وأبو جعفر لكن بخلف عن الأزرق والوجهان صحيحان عنه خلافا عنه خلافا لمن ضعف الإسكان عنه كما تقدم, وأماله الدوري عن الكسائي, وقلله الأزرق بخلفه, وإذا وقف من فتح الياء فله ثلاثة الوقف لعروض السكون, أما من سكنها فبإشباع المد للساكنين وصلا ووقفا للزوم السكون "وفتح" ياء الإضافة من "مماتي لله" نافع وأبو جعفر وتقدم لحمزة مد لا التي للتبرئة في نحو: لا شريك له مدا وسطا. وقرأ "وَأَنَا أَوَّل" [الآية: 163] بالمد نافع وأبو جعفر, وتقدم غير مرة أن للأزرق في نحو: "أتاكم" طرقا خمسة من تثليث مد البدل وفتح الألف وتقليلها فراجعها إن شئت, وتقدم أيضا الخلف له في ترقيق راء "وزر" والوجهان في جامع البيان. المرسوم اتفق على رسم الهمزة المكسورة ياء في: أئنكم لتشهدون, وكتب أرأيتم أرأيتكم في بعضها بألف بعد الراء, وفي بعضها بلا ألف, واختلف في: أنبوا ما كانوا   1 أي: "فارقوا". [أ] . 2 أي: "قيما ... ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 فرسمت الهمزة في بعضها واوا مع زيادة ألف بعدها وحذف الألف قبلها, وجعله في الأصل هنا من المتفق عليه بالواو, مع أنه قدم في وقف حمزة تبعا للنشر أنه من المختلف فيه, أما فيكم شركوا فمن المتفق عليه بالواو, وكتبوا ولدار الآخرة بلام واحدة في الشامية وبلامين في بقيتها, واتفقوا على رسم من نباي المرسلين بياء بعد الألف وصوب في النشر أنها صورة الهمزة, وكتبوا في الكل بالغدوة هنا والكهف بالواو1, وكتبوا لئن لم يهدني بالياء, وكذا اتحاجوني ويوم يأتي وهذا روى نافع عن المدني, حذف ألف ولا طئر وذريتهم وألف قرية أكبر, وكتبوا فالق الحب وجعل الليل سكنا بألف في بعضها وفي بعضها بالحذف, وكتبوا لئن أنجينا بثنتين في الكوفي وبثلاث في بقيتها, وكتب في العراقية إلى أولياهم, وقال: أولياهم بحذف الياء والواو وكذا أولياءكم بالأحزاب, ونحن أولياءكم بفصلت, وكتبوا أولادهم شركائهم بالياء في الشامي وبواو في غيره, وكتبوا في الكل فرقوا دينهم بلا ألف بعد الفاء هنا وفي الروم2. المقطوع والموصول اتفقوا على قطع إن عن لم حيث جاء نحو: "إن لم يكن، وكأن لم تغن" وعلى وصل أم بما الاسمية نحو: "أما اشتملت" واختلف في قطع في عن ما في قوله: فيما أوحى, وليبلوكم فيما آتيكم إن, ويأتي بقية العشر إن شاء الله تعالى, واتفق على قطع أن المكسورة عن ما هنا فقط, إن ما توعدون لآت, واختلف في إنما عند الله بالنحل, واتفقوا على كتابه وتمت كلمت بالتاء كأول يونس, واخلف في ثانيه كموضع غافر. آيات الإضافة ثمان "إِنِّي أُمِرْت" [الآية: 14] "إِنِّي أَخَاف" [الآية: 15] "إِنِّي أَرَاك" [الآية: 74] "وَجْهِيَ لِلَّه" [الآية: 79] "صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا" [الآية: 153] "رَبِّي إِلَى صِرَاط" [الآية: 161] "مَحْيَايَ وَمَمَاتِي" [الآية: 162] . الزوائد واحدة "وَقَدْ هَدَان" [الآية: 80] وذكر كل في محله.   1 أي: الدالة على الألف؛ لأنه من غدا يغدو, فقراءة الواو قياسية وقراءة الياء اصطلاحية, وقول السخاوي رسمت واوا على مراد التفخيم كقول صاحب الكشاف في الصلاة, قال الجعبري: غير مستقيم؛ لأنه ألف مرقعة بإجماع القراء والنحاة. 2 أي: ليحتمل القراءتين فالقاصر يوافق صريحا والماد تقديرا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 279 سورة الأعراف : مكية1 إلا ثمان آيات من "واسألهم" إلى و"إذ نتقنا" وآيها مائتان وخمس بصري وشامي وست حرمي وكوفي خلافها خمس: المص كوفي, وتعودون كوفي أيضا, له الدين بصري وشامي, ضعفا من النار والحسنى على بني إسرائيل حرمي, وقيل يستضعفون مدني أول. "شبه الفاصلة" تسعة: فدليهما بغرور, سم الخياط, والإنس في النار, صراط توعدون, فرعون بالسنين, وموسى صعقا, ولا ليهديهم سبيلا, عذابا شديدا, ورابع بني إسرائيل, وعكسه ستة: من طين, فسوف تعلمون, ثم لأصلبنكم أجمعين, وثلاثة من بني إسرائيل الأول. القراءات تقدم السكت لأبي جعفر على كل حرف من "المص"2 وأمال "ذكرى" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق. واختلف في "قليلا ما يتذكرون" [الآية: 3] فابن عامر بياء قبل التاء مع تخفيف الذال والباقون بتاء فوقية بلا ياء قبلها, وخفف الذال حفص وحمزة والكسائي وخلف على أصلهم3 والباقون بالتشديد4 وتقدم إمالة "جاء" لحمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه "وأدغم" ذال "إذ جاءهم" أبو عمرو وهشام واتفق على قراءة "معايش" بالياء بلا همز؛ لأن ياءها أصلية جمع معيشة من العيش وأصلها معيشة مفعلة متحركة الياء فلا تنقلب في الجمع همزة كما في الصحاح, قال: وكذا مكايل ومبايع ونحوهما, وما رواه خارجة عن نافع من همزها فغلط فيه, إذ لا يهمز إلا ما كانت الياء فيه زائدة نحو: صحائف ومدائن, وأمال "دعويهم" حمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو والأزرق بخلفهما وقرأ "للملائكة اسجدوا" بضم التاء وصلا أبو جعفر بخلف عن ابن وردان, والوجه الثاني له إشمام كسرتها الضم كما مر بالبقرة عن المطوعي مذموما بواو واحدة بلا همز في الحالين, وهو تخفيف "مذؤما" في قراءة الجمهور بالنقل, وحذف الهمز ووقف حمزة عليه كذلك بالنقل, وأما بين بين فضعيف جدا "وسهل" الهمزة الثانية من "لأملان" الأصبهاني عن ورش وتقدم لأبي عمرو "في حيث شيتما" ثلاثة أوجه إدغام الثاء من حيث في شين شيتما مع الإبدال.   1 انظر الإتقان للسيوطي: "2/ 1248". [أ] . 2 أي: "أ، ل، م، ص". [أ] . 3 أي: "تَذَكّرون". [أ] . 4 أي: "تَذَّكّرون". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 ومع الهمز أما الإدغام مع الهمز فيمتنع, لكنه ليعقوب من المصباح كما تقدم وعن الحسن "سوآتهما, وسوآتكم" بالإفراد حيث جاء, وتقدم الخلاف في مدهما عن الأزرق وما وقع للجعبري من جعل ثلاثة الواو مضروبة في ثلاثة الهمزة فتبلغ تسعة, تعقبه في النشر كما مر بأنه لم يجد أحدا روى الإشباع في اللين إلا وهو يستثني سوآت, فالخلاف بين التوسط والقصر, وكل من وسطها مذهبه في البدل التوسط فعليه يكون فيها أربعة فقط, توسط الواو مع توسط الهمزة وثلاثة الهمزة مع قصر الواو ونظمها: وسوآت قصر الواو والهمز ثلثا ... ووسطهما فالكل أربعة فادر ووقف عليها حمزة بالنقل على القياس وبالإدغام إلحاقا للواو الأصلية بالزائدة, وأما بين فضعيف, وأمال "ما نهيكما" حمزة والكسائي وكذا خلف, وقلله الأزرق بخلفه وكذا نهاكم بالحشر وكذا فدليهما بغرور, وناديهما, وعن الحسن "يخصفان" بكسر الياء والخاء وتشديد الصاد والأصل يختصفان, وأدغم راء "تغفر لنا" أبو عمرو بخلف عن الدوري. واختلف في "وَمِنْهَا تُخْرَجُون" [الآية: 25] هنا وفي [الروم الآية: 19] و"كَذَلِكَ تُخْرَجُون" وهو الأول منها وفي [الزخرف الآية: 11] وآخر [الجاثية الآية: 35] فحمزة والكسائي وخلف بفتح الحرف الأول وضم الراء مبنيا للفاعل, وافقهم الأعمش في الأربعة, وقرأ ابن ذكوان ويعقوب كذلك هنا, وافقهما الحسن, وقرأ ابن ذكوان أيضا في الزخرف كذلك, واختلف عنه في الروم فروى الطبري وأبو القاسم الفارسي عن النقاش عن الأخفش عنه كذلك, وكذا هبة الله عن الأخفش, وبه قرأ الداني على الفارسي عن النقاش قال في النشر: ولا ينبغي أن يؤخذ من التيسير بسواه, وروى سائر الرواة عن ابن ذكوان بضم التاء, وفتح الراء مبنيا للمفعول, وبه قرأ الباقون1 في الأربعة, غير أن الحسن وافق ابن ذكوان في حرف الزخرف ولا خلاف في بناء الفاعل للكل في ثان الروم, وهو إذا أنتم تخرجون, وكذا حرف الحشر لا يخرجون معهم قال في النشر: وعبارة الشاطبي موهمة له لولا ضبط الرواية؛ لأن منع الخروج منسوب إليهم, وكذا اتفقوا على يوم يخرجون من الأجداث بسأل حملا على قوله تعالى: يوفضون وعن الحسن "رياشا" بفتح الياء وألف بعدها جمع ريش كشعب وشعاب, وأمال "يواري" الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير, وفتحها من طريق جعفر كالباقين, فيقرأ له بالوجهين كموضعي المائدة كما تقدم, ولذا أطلق في الطيبة فقال: تمار مع أوار مع يوار. واختلف في "وَلِبَاسُ التَّقْوَى" [الآية: 26] فنافع وابن عامر والكسائي وكذا أبو جعفر بنصب السين عطفا على لباسا, وافقهم الحسن والشنبوذي والباقون بالرفع, إما مبتدأ وذلك ثان وخير خبر الثاني وهو وخبره خبر الأول والرابط اسم الإشارة وإما خبر   1 أي: "تُخرجون". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 محذوف أي: وهو أو ستر العورة لباس التقوى "ويوقف" لحمزة على "يا بني آدم" بالتخفيف مع عدم السكت وبالسكت على الياء, وبالنقل وبالإدغام فهي أربعة وهو متوسط بغيره المنفصل, وأمال "يراكم" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق "وأبدل" الثانية من "بالفحشاء أتقولون" ياء مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وضم الهاء "من عليهم الضلالة" حمزة ويعقوب في الحالين وضمها معهما وصلا والكسائي وخلف, أما الميم فكسرها وصلا أبو عمرو وضمها الباقون "وفتح" سين "يحسبون" ابن عامر عامر وحمزة وأبو جعفر. واختلف في "خالصة" [الآية: 32] فنافع بالرفع خبر هي, وللذين آمنوا متعلق بخالصة, وجعلها القاضي خبرا بعد خبر, والباقون بالنصب على الحال من الضمير المستقر في الظرف, وهو أعني الظرف خبر المبتدأ وفتح ياء الإضافة من "حرم ربي الفواحش" غير حمزة. وقرأ "ينزل" [الآية: 33] بالتخفيف ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب1 وأسقط الهمزة الأولى من "جاء أجلهم" قالون والبزي وأبو عمرو ورويس من طريق أبي الطيب2 وسهل الثانية ورش وأبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب, ولورش من طريق الأزرق ثان وهو إبدالها ألفا خالصة, ولا يجوز له المد كآمنوا لعروض حرف المد بالإبدال, وضعف السبب بتقدمه على الشرط, ولقنبل ثلاثة: إسقاط الأولى من طريق ابن شنبوذ وتسهيل الثانية من طريق غيره والثالث له إبدالها ألفا كالأزرق, والباقون بتحقيقها "وأسكن" سين "رسلنا" أبو عمرو وعن المطوعي "تداركوا" بتاء مفتوحة موضع همزة الوصل, وأمال "أخراهم" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه وحمزة والكسائي وخلف. وقلله الأزرق, وأمال "لأوليهم" و"أولاهم" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى أبو عمرو والأزرق. وقرأ "هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا" [الآية: 38] بإبدال الثانية ياء مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس. واختلف في "وَلَكِنْ لا تَعْلَمُون" [الآية: 38] فأبو بكر بالغيب والضمير يعود على الطائفة السائلة أو عليهما والباقون بالخطاب إما للسائلين وإما لأهل الدنيا "واتفق" على الخطاب في "وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون". واختلف في "لا تُفَتَّحُ لَهُم" [الآية: 40] فأبو عمرو بالتأنيث والتخفيف3 وافقه   1 الباقون: بالتشديد: "ينزل". [أ] . 2 أي: يدغم كلا الهمزتين لتصير واحدة. "جا أجلهم .... ". [أ] . 3 أي: "لا يُفتح .... ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 ابن محيصن وعن اليزيدي بفتح الفوقية مبنيا للفاعل, ونصب أبواب فخالف أبا عمرو وقرأ حمزة والكسائي وكذا خلف بالتذكير والتخفيف, وافقهم الحسن والأعمش بخلف عن المطوعي في التذكير, والباقون بتاء التأنيث والتشديد وكلهم ضم حرف المضارعة إلا الحسن, فإنه فتحه كاليزيدي وإلا المطوعي فإنه فتح مع التذكير فقط, ومن فتحه نصب أبواب على المفعولية وأدغم "جهنم مهاد" رويس بخلف عنه كأبي عمرو, وأدغمه يعقوب بكماله من المصباح كسائر المثلين, وعن ابن محيصن "الجمل" بضم الجيم وتشديد الميم مفتوحة وهو كالقلس والفلس حبل عظيم يفتل من حبال كثيرة للسفينة. واختلف في {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} [الآية: 43] فابن عامر بغير واو1 على أن الجملة الثانية موضحة ومبينة للأولى, والباقون بإثبات الواو للاستئناف أو حالية وأمال "هدانا" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه وأدغم دال "لقد جاءت" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف وأدغم تاء "أورثتموها" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه وهشام وحمزة والكسائي, وتقدم قريبا إمالة "نادى". واختلف في "نعم" [الآية: 44] فالكسائي بكسر العين حيث جاء, وهو أربعة هنا موضعان وفي الشعراء والصافات لغة صحيحة لكنانة وهذيل خلافا لم طعن فيها, وافقه الشنبوذي والباقون بالفتح لغة باقي العرب, وأبدل همز مؤذن واوا مفتوحة الأزرق وأبو جعفر, وكذا وفق حمزة. واختلف في "أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ" [الآية: 44] فنافع وأبو عمرو وعاصم ويعقوب بإسكان النون مخففة, ورفع لعنة على أن أن مخففة من الثقيلة, اسمها ضمير الشأن, ولعنة مبتدأ والظرف بعده خبره, والجملة خبر أن, وافقهم اليزيدي وابن محيصن من المفردة, واختلف عن قنبل فروى عنه ابن مجاهد والشطوي عن ابن شنبوذ, كذلك وروى عنه ابن شنبوذ إلا الشطوي عنه بتشديد النون ونصب لعنة, وبه قرأ الباقون2 وفتحت أن لوقوع الفعل عليها أي: بأن ولعنة اسمها والظرف خبرها, ويأتي موضع النور في محله إن شاء الله تعالى. وتقدم إمالة "سيماهم" بالبقرة وأما "تلقاء أصحاب" فهمزتان مفتوحتان تقدم حكمهما قريبا في جاء أجلهم غير أن من أبدل الهمزة الثانية عن الأزرق وقنبل يشبع المد هنا للساكن بعد وأمال "ونادى" و"ما أغنى" و"ننساهم" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى والأزرق و"أبدل" الثانية من "الماء أو" ياء مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس "وكسر" التنوين من "برحمة ادخلوا" أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب واختلف فيه عن قنبل لكونه عن جر فكسره ابن شنبوذ وضمه ابن مجاهد   1 أي: "ما كنا لنهتدي .... " بغير الواو أولا. [أ] . 2 أي: "أن لعنة". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 واختلف أيضا عن ابن ذكوان فروى النقاش عن الأخفش كسره, وكذا الرملي عن الصوري وروى الصوري من سائر طرقه الضم, وهما صحيحان عن ابن ذكوان من طريقيه كما في النشر, وبالضم قرأ الباقون وأدغم دال "ولقد جئناهم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وكذا خلف "وعن" ابن محيصن "فضلناه" بالضاد المعجمة أي: على غيره "وعن" الحسن "فنعمل" برفع اللام أي: فنحن نعمل ونصبه الجمهور على ما انتصب عليه فيشفعوا, واتفق على رفع "نرد" على أنه عطف فعلية على اسمية وهي هل لنا إلخ. واختلف في "يُغْشِي اللَّيْل" [الآية: 54] هنا و [الرعد الآية: 3] فأبو بكر وحمزة والكسائي, وكذا يعقوب وخلف بفتح الغين وتشديد الشين1 من غشي المضاعف, وافقهم الحسن والأعمش, والباقون بسكون الغين وتخفيف الشين فيهما من أغشى. واختلف في "وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ" [الآية: 54] هنا وفي [النحل الآية: 12] فابن عامر فيهما برفع الشمس ما عطف عليها, ورفع مسخرات على الابتداء والخبر, وقرأ حفص برفع النجوم مسخرات بالنحل؛ لأن الناصب ثمة سخر فلو نصب النجوم ومسخرات لصار اللفظ سخرها مسخرات, فيلزم التأكيد, وقرأ الباقون بالنصب في الموضعين, والنصب في مسخرات بالكسرة فوجهه هنا أنه عطف على السموات, ومسخرات حال من هذه المفاعيل, وفي النحل على الحال المؤكدة وهو مستفيض أو على إضمار فعل قبل النجوم أي: وجعل إلخ. وقرأ أبو بكر "وخفية" [الآية: 55] بكسر الخاء كما مر بالأنعام "وغلظ" الأزرق لام "إصلاحا" وقرأ "الريح" بالجمع نافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب. واختلف في "بشرا" [الآية: 57] هنا و [الفرقان الآية: 48] و [النمل الآية: 63] فقرأ عاصم بالباء الموحدة المضمومة, وإسكان الشين في الثلاثة جمع بشير كنذير ونذر وقرأ ابن عامر بالنون مضمومة, وإسكان الشين, وهي مخففة من قراءة الضم, وقرأ حمزة والكسائي وخلف بالنون المفتوحة وسكون الشين مصدر واقع موقع الحال, بمعنى ناشرة أو منشورة, أو ذات نشر وافقهم الأعمش, وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب بضم النون والشين2 جمع ناشر كنازل ونزل وشارف وشرف, وافقهم ابن محيصن واليزيدي, وأدغم "أقلت سحابا" أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام من طريق الداجوني وابن عبدان عن الحلواني, وأظهرها عنه الحلواني من باقي طرقه كالباقين. وقرأ "ميت" [الآية: 57] بالتشديد نافع وحفص وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف وقرأ "تذكرون" بتخفيف الذال حفص وحمزة والكسائي وخلف.   1 أي: "يُغَشِّى .... ". [أ] . 2 أي: "نُشُرا". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 284 واختلف في "إلا نكدا" [الآية: 58] فأبو جعفر بفتح الكاف وعن ابن محيصن سكونها, وهما مصدران, والباقون بكسرها اسم فاعل أو صفة مشبهة. واختلف في "مِنْ إِلَهٍ غَيْرُه" [الآية: 59] هنا وفي [هود الآية: 61] و [المؤمنون الآية: 23] فالكسائي وأبو جعفر بخفض الراء وكسر الهاء بعدها على النعت, أو البدل من إله لفظا, وافقهما المطوعي وابن محيصن بخلف, والثاني له نصب الراء وضم الهاء على الاستثناء, والباقون برفع الراء وضم الهاء على النعت أو البدل من موضع إله؛ لأن من مزيدة فيه وموضعه رفع أما بالابتداء أو الفاعلية, "وفتح" ياء الإضافة من "إني أخاف" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر, ويوقف لحمزة وهشام بخلف عنه على "قال الملأ" كل ما في هذه السورة ونحوه مما كتب بالألف بإبدال الهمزة ألفا لفتح ما قبلها وبتسهيلها بين بين على الروم, فهما وجهان, ولا يجوز إبدالها واوا بحركة نفسها لمخالفة الرسم وعدم صحته رواية كما في النشر. واختلف في "أبلغكم" [الآية: 62، 68] معا هنا وفي [الأحقاف الآية: 23] فأبو عمرو بسكون الباء وتخفيف اللام1 في الثلاثة وافقه اليزيدي والباقون بالفتح والتشديد, "وعن" المطوعي "واذكروا" بفتح الذال والكاف وتشديدهما وأمال "وزادكم في الخلق بسطة" حمزة وهشام وابن ذكوان بخلفهما والباقون بالفتح. وقرأ "بسطة" [الآية: 69] بالسين الدوري عن أبي عمرو وهشام وخلف عن حمزة, وكذا رويس وخلف واختلف عن قنبل والسوسي وابن ذكوان وحفص وخلاد, وتقدم تفصيل طرقهم بالبقرة "وعن" الأعمش "وإلى ثمود" بكسر الدال منونة, وعن الحسن "وتنحتون" بفتح الحاء وألف بعدها في هذه السورة خاصة "وأدغم" دال "قد جاءتكم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف "وأدغم" "إذ جعلكم" أبو عمرو وهشام وقرأ "بيوتا" [الآية: 74] بكسر الباء قالون وابن كثير وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف. واختلف في "قَالَ الْمَلَأ" [الآية: 75] بعد مفسدين في قصة صالح فابن عامر بزيادة واو للعطف قبل, قال2 والباقون بغير واو اكتفاء بالربط المعنوي, وقرأ "أئنكم لتأتون الرجال" بهمزة واحدة على الخبر نافع وحفص, وأبو جعفر والباقون بهمزتين على الاستفهام, فابن كثير ورويس بتسهيل الثانية بلا ألف وأبو عمرو بالتسهيل مع الألف والباقون بالتحقيق مع الألف, ولهشام وجه ثان وهو التحقيق مع الألف وتقدم "إله غيره" وكذا "قد جائتكم".   1 أي: "أُبْلِغكم". [أ] . 2 أي: "وقال الملأ ... ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 285 وقرأ "صراط" [الآية: 86] بالسين قنبل1 من طريق ابن مجاهد ورويس, وبالإشمام خلف عن حمزة وإثبات الخلاف هنا في الأصل لخلاد غير مقروء به؛ لأنه انفرادة عن ابن عبيد, ولذا لم يعول عليه في الطيبة, وكذا كل منكر ما عدا حرف الفاتحة كما تقدم بها "وأمال" "إذ نجانا" و"آسى" حمزة والكسائي وخلف, وقللهما الأزرق بخلفه. وقرأ "نبيء" بالهمز نافع وأبدل همز "البأساء" أبو عمرو بخلفه وأبو جعفر. وقرأ لفتحنا بالتشديد ابن عامر وابن وردان وابن جماز ورويس بخلفهما, ومر تفصيله بالأنعام. واختلف في "أوأمن" [الآية: 98] فنافع وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر بسكون الواو على أن أو حرف عطف للتقسيم أي: أفأمنوا إحدى العقوبتين, وافقهم ابن محيصن, والباقون بفتحها على أن واو العطف دخلت عليها همزة الإنكار مقدمة عليها لفظا, وإن كانت بعدها تقدير أي: أفأمنوا مجموع العقوبتين, وورش على أصله في النقل. وقرأ "نَشَاءُ أَصَبْنَاهُم" [الآية: 100] بإبدال الثانية واوا مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وتقدم ولقد جاءتهم آنفا. وقرأ "رسلهم" [الآية: 101] بسكون السين أبو عمرو. واختلف في "حقيق علي أن" [الآية: 105] فنافع بفتح الياء مشددة دخل حرف الجر على ياء المتكلم, فقلبت ألفها ياء وأدغمت فيها وفتحت, وافقه الحسن والباقون بالألف على أن "على" التي هي حرف جر دخلت على أن, وتكون على بمعنى الباء أي: حقيق بقول الحق ليس إلا, أو يضمن حقيق معنى حريص قال القاضي: أو للأعراف في الوصف بالصدق, والمعنى إنه حق واجب علي القول الحق؛ لأن أكون أنا قائلة لا يرضى إلا بمثلي ناطقا به ا. هـ. ومثله في الكشاف "وتقدم" نظير "وقد جئتكم" غير مرة "وفتح" ياء الإضافة من "فأرسل معي" حفص وحده وأمال "فألقى" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه. وقرأ "أرجئه" [الآية: 111] هنا وفي [الشعراء الآية: 36] بهمزة ساكنة ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب وأبو بكر من طريق أبي حمدون ونفطويه, وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن, والباقون بغير همز فيهما2, وهما لغتان يقال: أرجأت وأرجيته أي: أخرته كتوضأت وتوضيت, والحاصل من اختلافهم في الهمز وهاء الكناية فيها ست قراءات متواترة: ثلاثة مع الهمز وثلاثة مع تركه, فأما التي مع تركه فأولها قراءة قالون وابن وردان من طريق ابن هارون وهبة الله, أرجه بكسر الهاء مختلسة بلا همز ثانيها, قراءة ورش والكسائي وابن جماز وابن وردان من طريق ابن شبيب, وخلف في اختياره أرجهي بإشباع   1 أي: "سراط". [أ] . 2 أي: "أرجه". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 286 كسرة الهاء بلا همز ثالثها قراءة عاصم من غير طريق نفطويه, وأبي حمدون عن أبي بكر وحمزة أرجه بسكون الهاء بلا همز, وافقهما الأعمش, وأما الثلاثة التي مع الهمز فأولها قراءة ابن كثير وهشام من طريق الحلواني ارجئهو بضم الهاء مع الإشباع والهمز, وافقهما ابن محيصن, الثانية قراءة أبي عمرو وهشام من طريق الداجوني وأبي بكر من طريق أبي حمدون ونفطوية ويعقوب أرجئه باختلاس ضمة الهاء مع الهمز, وافقهم اليزيدي والحسن, الثالثة قراءة ابن ذكوان أرجئه بالهمز واختلاس كسرة الهاء, فلهشام وجهان: اختلاس ضمة الهاء وإشباعها كلاهما مع الهمز, ولأبي بكر وجهان أيضا: ترك الهمز مع إسكان الهاء, والهمز مع اختلاس ضمتها, ولابن وردان وجهان" ترك الهمز مع اختلاس كسرة الهاء ومع إشباعها, وقد طعن في قراءة ابن ذكوان بأن الهاء لا تكسر إلا بعد كسر أو ياء ساكنة, وأجيب بأن الفاصل بينها وبين الكسرة الهمزة الساكنة, وهو حاجز غير حصين, واعتراض أبي شامة رحمة الله تعالى على هذا الجواب متعقب. واختلف في "بِكُلِّ سَاحِر" [الآية: 112] هنا و [يونس الآية: 79] فحمزة والكسائي وخلف بتشديد الحاء وألف بعدها1 فيهما على وزن فعال للمبالغة "وإمالة" الدوري عن الكسائي, والباقون بألف بعد السين وكسر الحاء خفيفة كفاعل من غير إمالة: لا خلاف في تشديد موضع الشعراء, ومر إمالة "جاء". وقرأ "أئن" [الآية: 113] بهمزة واحدة على الخبر2 نافع وابن كثير وحفص وأبو جعفر والباقون بهمزتين على الاستفهام, وهم على أصولهم السابق تقريرها قريبا في أئنكم وتقدم إمالة "الناس" للدوري عن أبي عمرو من طريق أبي الزعراء. واختلف في "تلقف" [الآية: 117] هنا وفي طه [الآية: 69] و [الشعراء الآية: 45] فحفص بسكون اللام وتخفيف القاف في الثلاثة من لقف كعلم يعلم, يقال لقفت الشيء أخذته بسرعة فأكلته وابتلعته, والباقون بفتح اللام وتشديد القاف3 فيهن من تلقف, وتقدم تشديد تائه للبزي بخلفه "وغلظ" الأزرق لام "بطل" وصلا على الأصح واختلف عنه في الوقف كما مر "وأما ءامنتم" هنا وطه والشعراء, فالقراء فيها على أربع مراتب: الأولى قراءة قالون والأزرق والبزي وأبي عمرو وابن ذكوان وهشام من طريق الحلواني والداجوني من طريق زيد وأبي جعفر بهمزة محققة, وأخرى مسهلة وألف بعدها في الثلاث وللأزرق فيها ثلاثة: البدل وإن تغير الهمز كما مر ولم يبدل أحد عنه الثانية ألفا, فقول الجعبري وورش على بدله بهمزة محققة وألف بدل عن الثانية وألف أخرى عن الثالثة, ثم تحذف إحداهما للساكنين تعقبه في النشر ثم قال: ولعل ذلك وهم من بعضهم, حيث رأى بعض الرواة عن ورش يقرؤها بالخبر, فظن أن ذلك على وجه البدل وليس كذلك, بل هي رواية الأصبهاني ورواية أحمد بن صالح ويونس وأبي الأزهر كلهم عن ورش يقرءونها.   1 أي: "سَحَّار". [أ] . 2 أي: "إن .... ". [أ] . 3 أي: "تَلَقَّف". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 287 بهمزة كحفص, فمن كان من هؤلاء يرى المد لما بعد الهمز عد ذلك فيكون مثل آمنوا إلا أنه بالاستفهام, وأبدل وحذف ا. هـ. ونقله في الأصل وأقره على عادته قال: فظهر أن من يقرأ عن ورش بهمزة واحدة إنما يقرأ بالخبر, المرتبة الثانية لورش من طريق الأصبهاني وحفص ورويس بهمزة محققة بعدها ألف في الثلاث, وهي تحتمل الخبر المحض والاستفهام وحذف الهمزة اعتمادا على قرينة التوبيخ, المرتبة الثالثة لقنبل وهو يفرق بين السور الثلاث, فهنا أبدل همزتها الأولى واوا خالصة حالة الوصل, واختلف عنه في الهمزة الثانية فسهلها عنه ابن مجاهد, وحققها مفتوحة ابن شنبوذ, وأما إذا ابتدأ فبهمزتين ثانيتهما مسهلة كرفيقه البزي, وأما طه والشعراء فسبق ويأتي الحكم فيهما إن شاء الله تعالى, المرتبة الرابعة لهشام فيما رواه عنه الداجوني من طريق الشذائي وأبي بكر وحمزة والكسائي وروح وخلف بهمزتين محققتين وألف بعدهما, من غير إدخال ألف بينهما في الثلاث, ولم يختلفوا في إبدال الثالثة ألفا؛ لأنها فاء الكلمة أبدلت لسكونها بعد فتح, وذلك أن أصل هذه الكلمة أأمنتم بثلاث همزات: الأولى للاستفهام الإنكاري والثانية همزة أفعل والثالثة فاء الكلمة, فالثالثة يجب قلبها ألفا على القاعدة, والأولى محققة ليس إلا غير أن حمزة إذا وقف يسهلها بين بين في وجه؛ لكونها حينئذ من المتوسط بغيره المنفصل, وأما الثانية ففيها الخلاف, ولم يدخل أحد من القراء ألفا بين الهمزتين في هذه الكلمة لئلا يجتمع أربع متشابهات, كما تقدم في باب بيانه وعن ابن محيصن والحسن "لأقطعن ولأصلبنكم" هنا وطه والشعراء بفتح الهمزة وسكون القاف والصاد, وتخفيف اللام والطاء وفتح الأولى وضم الثانية من قطع وصلب الثلاثي, وعن الحسن "ويذرك" بالرفع عطفا على أتذر أو استئناف وعن ابن محيصن والحسن "وإلهتك" بكسر الهمزة وفتح اللام وبعدها ألف على أنه مصدر بمعنى عبادتك1. واختلف في "سنَقْتُلُ" [الآية: 127] فنافع وابن كثير وأبو جعفر بفتح النون وإسكان القاف وضم التاء مخففة وافقهم ابن محيصن, والباقون بضم النون وفتح القاف وكسر التاء مشددة للتكثير لتعدد المحال2 وعن الحسن "يورثها" بفتح الواو وتشديد الراء على المبالغة وعنه أيضا "طيرهم" بياء ساكنة بعد الطاء بلا ألف ولا همز اسم جمع, وقيل جمع وعنه "والقمل" بإسكان الميم وتخفيفها, وتقدم حكم "عليهم الطوفان عليهم الرجز" من حيث ضم الهاء والميم وكسرهما ووقف على "كلمت ربك" بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي وإمالة الكسائي وقفا, وسهل همز "إسرائيل" أبو جعفر مع المد والقصر وثلث الأزرق همزة بخلفه ومر وقف حمزة عليه أوائل البقرة.   1 أرى على أنه اسم للمعبود ويكون المراد بها معبود فرعون, فقد قيل إنه كان يعبد الشمس وهي تسمى إلاهة علما عليها, ولذلك منعت الصرف للعلمية والتأنيث. 2 أي: "سنُقَتِّل". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 288 واختلف في"يعرشون" [الآية: 137] هنا و [النحل الآية: 68] فابن عامر وأبو بكر بضم الراء فيهما, وهما لغتان يقال عرش الكرم يعرشه بضم الراء وكسرها, وهو أفصح. واختلف في "يعكفون" [الآية: 138] فحمزة والكسائي والوراق عن خلف والمطوعي وابن مقسم والقطيعي عن إدريس عنه بكسر الكاف لغة أسد وافقهم الحسن والأعمش وروى الشطي عن إدريس ضمها, وبه قرأ الباقون لغة بقية العرب. واختلف في "وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم" [الآية: 141] فابن عامر بألف بعد الجيم من غير ياء ولا نون1 مسندا إلى ضمير الله تعالى, والباقون بياء ونون وألف بعدها مسندا إلى المعظم, قال في النشر: والعجب أن ابن مجاهد لم يذكر هذا الحرف في كتابه السبعة. واختلف في "يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُم" [الآية: 141] فنافع بفتح الياء وسكون القاف وضم التاء مخففة على الأصل, والباقون بضم الياء وفتح القاف وكسر التاء مشددة للمبالغة. وقرأ "وعدنا" [الآية: 142] بغير ألف أبو عمرو ويعقوب وأبو جعفر2 وعن ابن محيصن "رب أرني" بضم الباء بخلفه "وأسكن" راء أرني ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب ولأبي عمرو اختلاس كسرة الراء أيضا من روايتيه, كما مر بالبقرة "واتفقوا" على إثبات ياء "تراني" معا في الحالين, وأمالها أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق وكسر النون وصلا من "ولكن انظر" أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب وضمها الباقون وأمال "تجلى" والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه. واختلف في "دكاء" [الآية: 143] هنا و [الكهف الآية: 98] فحمزة والكسائي وخلف بالمد والهمز من غير تنوين فيهما, بوزن حمراء من قولهم ناقة دكاء أي: منبسطة السنام غير مرتفعة أي: أرضا مستوية, وقرأ عاصم كذلك في الكهف فقط, وافقهم فيهما الأعمش, والباقون بالتنوين بلا مد ولا همز3 مصدر واقع موقع المفعول به أي: مدكوكا مفتتا, قال ابن عباس: صار ترابا, وقال الحسن: ساح في الأرض وهو مفعول ثان لجعل على المشهور فيهما. وقرأ "وَأَنَا أَوَّل" [الآية: 143] بالمد نافع وأبو جعفر "وفتح" ياء الإضافة من إني "اصطفيتك" ابن كثير وأبو عمرو. واختلف في "برسالتي" [الآية: 144] فنافع وابن كثير وأبو جعفر وروح بالتوحيد والمراد به المصدر أي: بإرسالي إياك أو المراد بتبليغ رسالتي وافقهم ابن محيصن, وقرأ الباقون بالألف على الجمع4 يعني أسفاء التوراة, "وعن" المطوعي "وبكلمي" بكسر اللام5 "وفتح" ياء الإضافة من "آياتي الذين" غير ابن عامر وحمزة.   1 أي: "نَجَّاكم". [أ] . 2 الباقون: "واعدنا". [أ] . 3 أي: "دكا". [أ] . 4 أي: "رسالاتي". [أ] . 5 أي: على أنه جمع كلمة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 289 واختلف في "سَبِيلَ الرُّشْد" [الآية: 146] فحمزة والكسائي وخلف بفتح الراء والشين وافقهم الأعمش والباقون بضم الراء وسكون الشين1 لغتان في المصدر كالبخل والبخل. واختلف في "حليهم" [الآية: 148] فحمزة والكسائي بكسر الحاء واللام وتشديد الياء مكسورة على الاتباع لكسرة اللام, وافقهما ابن محيصن2, وقرأ يعقوب بفتح الحاء وسكون اللام وتخفيف الياء3, إما مفرد أريد به الجمع أو اسم جمع مفرده حلية كقمح وقمحة, والباقون بضم الحاء وكسر اللام وتشديد الياء مكسورة جمع حلى كفلس وفلوس, والأصل حلوى اجتمعت الواو والياء, وسبقت إحداهما بالسكون قلبت الواو ياء, وادغمت في الياء "وضم" هاء "يهديهم" يعقوب وكذا "أيديهم" "وأدغم" دال "قد ضلوا" ورش وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف. واختلف في "يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا" [الآية: 149] فحمزة والكسائي وخلف بالخطاب فيهما, ونصب الباء من ربنا على النداء, وافقهم الأعمش والباقون بالغيب فيهما, ورفع ربنا على أنه فاعل وأدغم راء "يغفر لنا" أبو عمرو بخلف عن الدوري وفتح ياء الإضافة "من بعدي أعجلتم" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر. واختلف في "ابْنَ أُم" [الآية: 150] هنا وفي [طه الآية: 94] فابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بكسر الميم فيهما كسر بناء عند البصريين, لأجل ياء المتكلم4 والباقون بفتحها فيهما لتركيبهما تركيب خمسة عشر بالشبه اللفظي عندهم, فعلى هذا ليس ابن مضافا لأم, بل مركب معها, ومذهب الكوفيين أن ابن مضاف لأم, وأم مضافة للياء قلبت الياء ألفا تخفيفا فانفتحت الميم كقوله: "يا بنت عما لا تلومي واهجعي" ثم حذفوا الألف وبقيت الفتحة دالة عليها, ويوقف عليه لحمزة بالتحقيق والتسهيل كالواو, وعن ابن محيصن تشمت بفتح التاء والميم جعله لازما فرفع به الأعداء على الفاعلية, وعنه ضم باء "رب اغفر" ومر إدغام الراء في اللام وأبدل الهمزة الثانية واوا مفتوحة "من تشاء أنت" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وفتح ياء الإضافة من "عذابي أصيب" نافع وأبو جعفر وأمال "الدنيا" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو وعن الدوري عنه الكبرى أيضا وعن الحسن "من أشاء" بسين مهملة وفتح الهمزة على المضي, لكن قال الداني: لا تصح هذه القراء عن الحسن وهمز "النبيء" نافع. وأمال "التوراة" [الآية: 157] بين بين قالون وحمزة بخلفهما والأزرق, وأمالها كبرى الأصبهاني وأبو عمرو وابن ذكوان وحمزة في ثانيه, والكسائي وخلف والثاني لقالون الفتح, وقرأ "يأمرهم" بالسكون والاختلاس أبو عمرو وروى الإتمام عن الدوري عنه.   1 أي: "الرشد". [أ] . 2 هكذا الأصل وصوابه والأعمش ولعله سبق قلم. 3 أي: "حَلْيهِم". [أ] . 4 وافقهم الأعمش والحسن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 290 كالباقين وتقدم حكم "عليهم الخبائث" واختلف في "إصرهم" فابن عامر بفتح الهمزة ومدها وفتح الصاد وألف بعدها على الجمع1, والباقون بكسر الهمزة والقصر وإسكان الصاد بلا ألف على الإفراد اسم جنس, وعن المطوعي "عشرة" بكسر الشين وعنه إسكانها لغة الحجاز وبه قرأ الجمهور. وأمال "استسقاه" [الآية: 160] حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه, وعن المطوعي "ما رزقتكم" بالتاء مضمومة على الإفراد. وقرأ "قيل لهم" بالإشمام هشام والكسائي ورويس. وقرأ "تغفر" [الآية: 161] بالتأنيث مبنيا للمفعول نافع وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب والباقون بالنون مبنيا للفاعل2. واختلف في "خَطِيئَاتِكُم" [الآية: 161] فنافع وأبو جعفر ويعقوب "خَطِيئَاتِكُم" بجمع السلامة ورفع التاء3 على النيابة عن الفاعل, وقرأ ابن عامر بالإفراد ورفع التاء كذلك وهو واقع موقع الجمع لفهم المعنى4، وقرأ أبو عمرو خطاياكم على وزن عطاياكم بجمع التكسير مفعولا لنغفر, وافقه اليزيدي وابن محيصن بخلفه, والباقون بجمع السلامة وكسر التاء نصبا على المفعولية, وأما موضع نوح فأبو عمرو بوزن قضايا والباقون بجمع السلامة, مخفوضا بالكسرة, واتفقوا على خطاياكم بالبقرة للرسم. وتقدم إشمام "قيل" "وغلظ" لام "ظلموا" الأزرق بخلفه وقرأ "واسئلهم" بنقل حركة الهمزة إلى السين ابن كثير والكسائي وخلف في اختياره, وكذا يقف حمزة, وأدغم ذال "إذ تأتيهم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف "وضم" هاء تأتيهم يعقوب وكذا "لا تأتيهم". وعن الحسن "لا يسبتون" بضم الياء وكسر الباء, وعن المطوعي بفتح الياء وضم الموحدة "ووقف" على "لم" بهاء السكت البزي ويعقوب بخلفهما. واختلف في "معذرة" [الآية: 164] فحفص بالنصب على المفعول من أجله أي: وعظناهم لأجل المعذرة أو على المصدر أي: تعتذر معذرة أو على المفعول به؛ لأن المعذرة تتضمن كلاما, وحينئذ تنصب بالقول كقلت خطبة, وافقه اليزيدي فخالف أبا عمرو, والباقون بالرفع خبر مبتدأ محذوف أي: موعظتنا أو هذه معذرة والعذر التنصل من الذنب. واختلف في "بئيس" [الآية: 165] فنافع وأبو جعفر وزيد عن الداجوني عن هشام بكسر الباء الموحدة وياء ساكنة بعدها من غير همز5 مثل: عيس وقرأ ابن ذكوان وهشام من طريق زيد عن الداجوني كذلك, إلا أنه بالهمز الساكن بلا ياء6, على أنه صفة   1 أي: "آصارهم". [أ] . 2 أي: "نغفر". [أ] . 3 أي: "خطيآتكم". [أ] . 4 أي: "خطيئتكم". [أ] . 5 أي: "بئيس". [أ] . 6 أي: "بئس". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 على فعل كحذر نقلت كسرة الهمزة إلى الباء, ثم سكنت ووجه قراءة نافع كذلك أي: إن أصله ما ذكر, ثم أبدل الهمزة ياء, واختلف عن أبي بكر فالجمهور عن يحيى بن آدم عنه بباء مفتوحة, ثم ياء ساكنة ثم همزة مفتوحة على وزن ضيغم صفة على فيعل, وهو كثير في الصفات, وروى الجمهور عن العليمي عنه بفتح الباء وكسر الهمزة وياء ساكنة على وزن رئيس وصف على فعيل, كشديد للمبالغة, وبه قرأ الباقون وعن الحسن كسر الباء وهمزة ساكنة وفتح السين بلا تنوين. ويوقف عليها لحمزة بالتسهيل كالياء وإبدالها ياء ضعيف, وعن الأعمش "يفسقون" بكسر السين, ومر ترقيق راء "قردة" للأزرق وإخفاء أبي جعفر تنوينها عند الخاء بعدها بالبقرة, وذكر الأصل أن أبا جعفر أبدل همزة "خاسين" وليس كذلك, وتقدم ما فيه "ويوقف" عليه لحمزة بالتسهيل بين بين وبحذف الهمزة اتباعا للرسم والإبدال ياء ضعيف "وسهل" الأصبهاني عن ورش همزة "تأذن" بلا خلف واختلف عنه في تأذن ربكم بإبراهيم كما مر "وتقدم" قريبا إدغام إذ في التاء وعن الحسن "ورثوا" بضم الواو وتشديد الراء مبنيا للمفعول "وضم" رويس هاء "إن يأتهم". وقرأ "يعقلون" [الآية: 169] بالخطاب نافع وابن عامر وحفص ويعقوب, والباقون بالغيب. واختلف في "يُمسَّكون" [الآية: 170] فأبو بكر بسكون الميم وتخفيف السين1 من أمسك وهو متعد, فالمفعول محذوف أي: دينهم أو أعمالهم بالكتاب والباء للحال أو الآلة, والباقون بالفتح والتشديد من مسك بمعنى نمسك, فالباء للآلة كهي في تمسكت بالحبل. واختلف في "ذُرِّيَّتَهُم" [الآية: 172] هنا و [يس الآية: 41] والأول والثاني من [الطور الآية: 21] فابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بالإفراد2 في الأربعة مع ضم تاء أول الطور وفتحها في الثلاثة, وافقهم ابن محيصن والأعمش, وقرأ نافع وأبو جعفر بإفراد أول الطور والجمع في الثلاثة مع كسر التاء فيها وضمها أول الطور, وقرأ أبو عمرو بالجمع هنا وموضعي الطور مع كسر التاء في الثلاثة, وبالإفراد في يس مع فتح تائه, وافقه اليزيدي, وقرأ ابن عامر ويعقوب بالجمع في الأربعة مع رفع التاء أول الطور وكسرها في الثلاثة, وعن الحسن كأبي عمرو إلا أنه رفع أول الطور فكلهم رفع تاء أول الطور إلا أبا عمرو واليزيدي, فكسراها وظهر على قراءة التوحيد هنا أن ذريتهم مفعول يأخذ على حذف مضاف أي: ميثاق ذريتهم أما على الجمع فيحتمل أن يكون ذرياتهم بدلا من ضمير ظهورهم, كما أن من ظهورهم بدل من بني آدم بدل بعض ومفعول أخذ محذوف والتقدير   1 أي: "يُمسِكون". [أ] . 2 أي: "ذرِّيَّتهم". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 وإذ أخذ ربك من ظهور ذريات بني آدم ميثاق التوحيد, قال الجعبري: في الخبر مسح الله ظهر آدم بيده, فاستخرج من هو مولود إلى يوم القيامة كهيئة الذر, فقال: يا آدم هؤلاء ذريتك أخذت عليهم العهد بأن يعبدوني ولا يشركون شيئا, وعلي رزقهم, ثم قال: لهم ألست بربكم, فقالوا: بلى, فقالت الملائكة: شهدنا فقطع عذرهم يوم القيامة ا. هـ1. وأمال "بلى" حمزة والكسائي وخلف وشعبة من طريق أبي حمدون عن يحيى, وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو, وصححهما في النشر عنه من روايتيه, لكنه اقتصر في طيبته في ذكر الخلاف على الدوري. واختلف في "أَنْ تَقُولُوا، أو تقولوا" [الآية: 172، 173] فأبو عمرو بالغيب فيهما جريا على ما تقدم أي: أشهدهم لئلا يعتذروا يقولوا ما شعرنا أو الذنب لأسلافنا, وافقه ابن محيصن واليزيدي, والباقون بالخطاب على الالتفات "وأظهر" ثاء "يلهث" نافع وابن كثير وهشام وعاصم وأبو جعفر بخلف عنهم, والباقون بالإدغام, واختاره للجميع صاحب النشر, وحكى ابن مهران الإجماع عليه وأدغم ذال "ولقد ذرأنا" أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف, ويوقف لحمزة على: ولله الأسماء ونحوه, بالنقل والسكت في الهمزة الأولى, وبالبدل في الثانية مع المد والتوسط والقصر, وفيها الروم بالتسهيل مع المد والقصر, فهي عشرة, ويمتنع عدم السكت والنقل في الأولى لعدم صحته رواية كما مر بالبقرة. واختلف في "يلحدون" [الآية: 180] هنا و [النحل الآية: 103] و [فصلت الآية: 40] فحمزة بفتح الياء والحاء2 في الثلاثة من لحد ثلاثيا وافقه الأعمش, وقرأ الكسائي وخلف عن نفسه كذلك في النحل, والباقون بضم الياء وكسر الحاء في الثلاثة من ألحد, وقيل هما بمعنى وهو الميل ومنه لحد القبر؛ لأنه يمال بحفرة إلى جانبه بخلاف الضريح, فإنه يحفر في وسطه وأمال "عسى" حمزة والكسائي وخلف, وبالفتح والصغرى الأزرق والدوري عن أبي عمرو "وأبدل" الأصبهاني همزة "فبأي" ياء مفتوحة وبه مع التحقيق وقف حمزة. واختلف في "وَنَذَرُهُم" [الآية: 186] فنافع وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر بنون العظمة ورفع الراء على الاستئناف, وافقهم ابن محيصن وقرأ أبو عمرو وعاصم ويعقوب بالياء على الغيبة ورفع الراء, وافقهم اليزيدي والحسن, وقرأ حمزة والكسائي وخلف بالياء وجزم الراء عطفا على محل قوله تعالى: فلا هادي له, واففهم الأعمش وأمال "طغيانهم" الدوري عن الكسائي وحده وأمال "مرسيها" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه ومثله "تغشيها" وقرأ "السوء إن" بإبدال الثانية واوا مكسورة.   1 هذا ما ذكره الإمام القرطبي ويسنده للإمام مالك في الموطأ عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه. للمزيد انظر الجامع لأحكام القرآن "تفسير القرطبي": "7/ 314, 315, 316". [أ] . 2 أي: "يَلْحَدون". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 بتسهيلها كالياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس, وأما تسهيلها كالواو فتقدم رده. وقرأ "إن أنا إلا" بالمد قالون بخلف عنه, واتفق الكل على إدغام "أثقلت دعوا الله". واختلف في "جعلا له شِرْكا" [الآية: 190] فنافع وأبو بكر وأبو جعفر بكسر الشين وإسكان الراء وتنوين الكاف من غير همز اسم مصدر أي: ذا شرك أي: إشراك, وقيل بمعنى النصب وافقهم ابن محيصن, والباقون بضم الشين وفتح الراء وبالمد والهمز بلا تنوين جمع شريك1. واختلف في "لا يَتَّبِعُوكُم" [الآية: 193] هنا و"يتبعهم" في [الشعراء الآية: 224] فنافع بسكون التاء وفتح الباء الموحدة فيهما, وافقه الحسن والباقون بفتح التاء مشددة وكسر الموحدة فيهما2 وهما لغتان. واختلف في "يبطشون" [الآية: 195] هنا و"يبطُش" بالذي [بالقصص الآية: 19] و"نبطش" [بالدخان الآية: 16] فأبو جعفر بضم الطاء في الثلاثة وافقه الحسن والباقون بالكسر فيهن, والبطش الأخذ بالقوة والماضي, بطش بالفتح فيهما كخرج يخرج وضرب يضرب, وكسر اللام من "قل ادعوا" عاصم وحمزة ويعقوب وضمها الباقون "وأثبت" الياء في "كيدون" وصلا أبو عمرو وهشام من طريق الداجوني وأبو جعفر وفي الحالين قنبل من طريق ابن شنبوذ من طريق الحلواني ويعقوب "وأثبتها" في "فلا تنظرون" في الحالين يعقوب3. واختلف في "إن ولي الله" [الآية: 196] فابن حبش عن السوسي بياء واحدة مفتوحة مشددة4 وكذا روى أبو نصر الشذائي عن ابن جمهور عن السوسي, وشجاع عن أبي عمرو وأبو خلاد عن اليزيدي عن أبي عمرو نصا, وعبد الوارث عن أبي عمرو أداء, ووجهت على أن ياء فعيل مدغمة في ياء المتكلم, والياء التي هي لام الكلمة محذوفة, وهذا أحسن ما قيل في تخريجها, أو أن ولي اسم نكرة غير مضاف, والأصل إن وليا لله فوليا اسم إن, والله خبرها, ثم حذف التنوين لالتقاء الساكنين, ولم يبق إلا كون اسمها نكرة والخبر معرفة وهو وارد ومنه: "وإن حراما إن أسب مجاشعا: قال في النشر: وبعضهم يعبر بالإدغام, وهو خطأ إذ المشدد لا يدغم في المخفف, وافقه الحسن بلا خلاف عنه وروى الشنبوذي عن ابن جمهور عن السوسي كسر الياء المشددة بعد الحذف, وهي قراءة عاصم والحجدري وغيره, ويلزم منه ترقيق الجلالة ووجه في النشر ذلك بأن المحذوف ياء المتكلم لملاقاتها ساكنا, كما تحذف آيات الإضافة لذلك, قال: فقيل على هذا إنما يكون هذا الحذف حالة الوصل, فإذا وقف أعادها وليس كذلك   1 أي: "شُرَكاء". [أ] . 2 أي: "لا يَتَّبعُوكم، يَتَّبِعوهم". [أ] . 3 أي: في الوصل والوقف. [أ] . 4 أي: "إن ولي ..... ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 294 بل الرواية الحذف فيهما, وأجرى الوقف مجرى الوصل كما في اخشون اليوم, ويقض الحق, ويحتمل أن يخرج على قراءة حمزة في مصرخي الآتي إن شاء الله تعالى, وقرأ الباقون بياءين مشددة مكسورة فمخففة مفتوحة. واختلف في "طيف" [الآية: 201] فابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب بياء ساكنة من غير ألف ولا همز على وزن ضيف, مصدر من طاف يطيف كباع يبيع, وافقهم اليزيدي والشنبوذي, والباقون بألف وهمزة مكسورة من غير ياء اسم فاعل من طاف يطوف1. واختلف في "يُمدُّونهم" [الآية: 202] فنافع وأبو جعفر بضم الياء وكسر الميم من أمد, وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الميم2 من مد وأبدل همزة "قرئ" ياء مفتوحة أبو جعفر ونقل همز "قرآن" ابن كثير. المرسوم "ما يتذكرون" بياء قبل التاء في الشامي بعض المصاحف, ورياشا بألف بعد الياء وقبل الشين, واتفق على الياء في يأتي تأويله, وإن تراني, وفسوف تراني, واستضعفوني, وكادوا يقتلونني, فهو المهتدي, وكتب في الشامي: ما كنا لنهتدي بلا واو, بصطة هنا بالصاد اتفاقا بخلافها في البقرة فإنها بالسين, وكتب في الشامي وقال: الملوا بقصة صالح بوا, بكل سحار هنا, وآخر يونس بألف بعد الحاء في بعض المصاحف, وفي بعضها قبلها, واتفق على كتابة ضحى وهم بالياء بدل الألف المنقلبة عن الواو, ونقل نافع حذف ألف طئرهم عند الله هنا, وألف وبطل ما كانوا يعملون قال: وباطل ما كانوا يعملون, أفمن وخرج ويبطل الباطل بالأنفال, وكتب في الشامي: وإذا نجيناكم بياء بين الجيم والكاف, وفي باقي المصاحف بياء ونون وألف صورتها بينهما, نافع عن المدني يؤمن بالله وكلمته بلا ألف, وكذا لكلمته وبكلمته بالكهف وبالشورى, وروى نافع أيضا خطيتكم هنا, ونوح بلا ألف وفيهما صورتا ياء وتاء, ونقل أيضا عليهم الخبيث هنا, والتي كانت تعمل الخبيث بالأنبياء بلا ألف, وكتب في أكثرها سأوريكم دار بزيادة واو بعد الألف, وكتب في بعضها طيف بغير ألف بعد الطاء. المقطوع والموصول اتفقوا على قطع أن عن لا في عشرة منها حقيق على أن لا وأن لا يقولوا على الله هنا, وعلى قطع عن في قوله: عن ما نهوا واختلف في قطع لام كلما دخلت أمة "هاء التأنيث" أن "رَحْمَتُ اللَّه" بالتاء كالبقرة وما يأتي, وكذا "كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى". ياءات الإضافة سبع: "رَبِّيَ الْفَوَاحِش" [الآية: 33] "إِنِّي أَخَاف" [الآية: 59] "بَعْدِي أَعَجِلْتُم" [الآية: 150] "فَأَرْسِلْ مَعِي" [الآية: 105] "إِنِّي اصْطَفَيْتُك" [الآية: 44] "آيَاتِيَ الَّذِين" [الآية: 146] "عَذَابِي أُصِيب" [الآية: 156] . ومن الزوائد ثنتان: "ثُمَّ كِيدُون" [الآية: 195] "فَلا تُنْظِرُون" [الآية: 195] .   1 أي: "طائف". [أ] . 2 أي: "يمدونهم". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 سورة الأنفال : قيل هي أول المدني1, واختلف في: وما كان الله ليعذبهم, وآيها سبعون وخمس كوفي وست حجازي وبصري وسبع شامي, اختلافها ثلاث: ثم يغلبون بصري وشامي كان مفعولا الأولى غير كوفي وبالمؤمنين غير بصري "شبه الفاصلة" ثمانية: أولئك هم المؤمنون, رجز الشيطان, فوق الأعناق, المسجد الحرام, إلا المتقون, يوم الفرقان, التقى الجمعان, وثاني كان مفعولا. القراءات عن ابن محيصن بخلف عنه "علنفال" بإدغام النون في اللام كما مر في البقرة "وضم" هاء "عليهم" حمزة ويعقوب وأمال "زادتهم" هشام وابن ذكوان بخلف عنهما وحمزة والباقون بالفتح, وعن ابن محيصن "يعدكم الله إحدى" بوصل الهمزة, وكذا فجاءته أحديهما, وما جاء منه, وأمال "الكافرين" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي ورويس وأدغم ذال "إذ تستغيثون" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف. واختلف في "مردفين" [الآية: 9] فنافع وأبو جعفر ويعقوب بفتح الدال اسم مفعول أي: مردفين بغيرهم, والباقون بالكسر اسم فاعل أي: مردفين مثلهم, وما روي عن قنبل من طريق ابن مجاهد أنه يقرأ كنافع, فليس بصحيح عن ابن مجاهد كما في النشر. واختلف في "يُغَشِّيكُم النُّعَاسَ" [الآية: 11] فابن كثير وأبو عمرو بفتح الياء وسكون الغين وفتح الشين وألف بعدها لفظا2 "النعاس" بالرفع على الفاعلية من غشى يغشى وافقهما ابن محيصن واليزيدي, وقرأ نافع وأبو جعفر بضم الياء وسكون الغين, وبياء بعدها3 من أغشى النعاس بالنصب مفعول به, وفاعله ضمير الباري تعالى, وافقهما الحسن والباقون بضم الياء وفتح الغين وكسر الشين مشددة, وبياء بعدها ونصب النعاس من غشى بالتشديد, وعن ابن محيصن تسكين ميم "أَمْنَةً". وقرأ "وينزِل" [الآية: 11] بسكون النون وتخفيف الزاي ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب. وقرأ "الرعب" [الآية: 12] بضم العين ابن عامر والكسائي وأبو جعفر ويعقوب   1 للمزيد انظر الإتقان للسيوطي: "2/ 1250". [أ] . 2 أي: "يغشاكم". [أ] . 3 أي: "يُغْشِيكم". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 296 "وعن" الحسن "دبره" بسكون الباء كقولهم عنق في عنق "وكسر" يعقوب بكماله كغيره الهاء من "ومن يولهم" فاستثناها من المجزوم. وقرأ "ولكن الله قتلهم، ولكن الله رمى" [الآية: 17] بتخفيف النون ورفع الجلالة الشريفة فيهما1 ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف, وأمال "رمى" شعبة من جميع طرق المغاربة وحمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق بخلفه, والباقون بالفتح وهو رواية جمهور العراقيين عن شعبة. واختلف في "مُوهِنُ كَيْد" [الآية: 18] فابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بسكون الواو, وتخفيف الهاء والتنوين2 على أنه اسم فاعل من أوهن كأكرم معدى بالهمزة, والتنوين على الأصل في اسم الفاعل وكيد بالنصب على المفعولية به, وافقهم الأعمش وقرأ حفص بالتخفيف من غير تنوين, وكيد بالخفض على الإضافة وافقه الحسن والباقون بفتح الواو وتشديد الهاء, وبالتنوين ونصب كيد مفعول به أيضا, وأدغم دال "فقد جاءكم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف, وأمال "جاء" حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه, ورقق الأزرق بخلفه راء "خير". واختلف في "وَأَنَّ اللَّهَ مَع" [الآية: 19] فنافع وابن عامر وحفص بفتح همزة أن على تقدير لام العلة, والباقون بالكسر على الاستئناف, وشدد تاء "ولا تولوا" وصلا البزي بخلفه, واتفقوا على فتح "دعاكم" وأمال "فآواكم" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه وكذا "تتلى" وأدغم راء "ويغفر لكم" السوسي والدوري بخلفه "وأدغم" دال "قد سمعنا" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف وعن المطوعي "هو الحق" بالرفع على أن هو مبتدأ والحق خبره والجملة خبر كان. وقرأ "مِنَ السَّمَاء أو" [الآية: 32] بإبدال الهمزة الثانية ياء خالصة مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس. وضم هاء فيهم يعقوب وأشم صاد "تصدية" حمزة والكسائي وخلف ورويس بخلف عنه. وقرأ "لِيَمِيزَ اللَّه" [الآية: 37] بضم الياء الأولى وفتح الميم وكسر الثانية مشددة3 حمزة والكسائي ويعقوب وخلف4, والباقون بفتح الياء وكسر الميم وسكون الياء الثانية "وأدغم" دال "قد سلف" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف "وأدغم" تاء "مضت سنت" أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف, ووقف على سنت بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب, وعن المطوعي "ويكون" بالرفع على الاستئناف   1 أي: ولكن الله" في الموضعين. [أ] . 2 أي: "مُوَهِّن". [أ] . 3 أي: "ليُمَيِّز". [أ] . 4 وافقهم الحسن والأعمش. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 واختلف في "بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِير" [الآية: 39] فرويس بالخطاب وافقه الحسن والباقون بالغيب, وسبق إمالة ألف "القربى" وألفي "اليتامى". واختلف في "بالعدوة" [الآية: 42] معا فابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بكسر العين فيهما وافقهم الحسن واليزيدي وابن محيصن, والباقون بالضم فيهما, وهما لغتان لأهل الحجاز, وإنكار أبي عمر والضم محمول على أنه لم يبلغه "ومر" إمالة "الدنيا" "القصوى" وكذا "يحيى". واختلف في "مَنْ حَيّ" [الآية: 42] فنافع والبزي وقنبل من طريق ابن شنبوذ, وأبو بكر وأبو جعفر ويعقوب وخلف عن نفسه بكسر الياء الأولى مع فك الإدغام, وفتح الثانية1, وافقهم ابن محيصن بخلفه, والباقون بياء مشددة مفتوحة, وبه قرأ قنبل من طريق ابن مجاهد وهما لغتان مشهورتان في كل ما آخره ياءان من الماضي أولاهما مكسورة نحو: عي وحي. وأمال "أراكهم" [الآية: 43] أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري والأزرق بالفتح والصغرى, ولم يقرأ الأزرق بوجهين من الرائي إلا هذه فقط, وبالأول قطع له صاحب العنوان, وبالثاني صاحب التيسير, وأطلق الشاطبي الوجهين في الحرز, وهما صحيحان كما في النشر. وقرأ "تُرْجَعُ الْأُمُور" [الآية: 44] بالبناء للفاعل ابن عامر وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف وشدد البزي بخلفه تاء "ولا تنازعوا" مع إشباع الألف قبلها وأبدل همز "فئة وفئتان ورئاء الناس" ياء في الثلاثة أبو جعفر وعن الحسن "فتفشلوا" بكسر الشين فقيل إنه غير معروف, وقيل بل هو لغة ثابتة وعن المطوعي "وَتَذْهَبَ رِيحُكُم" [الآية: 46] بالجزم عطفا على فعل النهي قبله, وأدغم ذال "وإذ زين" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف وأبدل أبو جعفر همزة "بريء" ياء وأدغم الياء في الياء بخلف عنه في الروايتين وفتح ياءي الإضافة من "إني أرى" و"إني أخاف" [الآية: 48] نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر. واختلف في "إذ يتوفى" [الآية: 50] فابن عامر بالتاء على التأنيث2 وهشام على أصله في إدغام الذال في التاء, والباقون بالتذكير لكون الفاعل مجازي التأنيث وللفصل وعن المطوعي "فَشَرِّذ" بالذال المعجمة قيل هذه المادة مهملة في لغة العرب, وقيل ثابتة ومن قال إنها كذلك في مصحف ابن مسعود رضي الله تعالى عنه تعقبه في الدر بأن النقط والشكل أمر حادث أحدثه يحيى بن يعمر. واختلف في "ولا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا" [الآية: 59] هنا و [النور الآية: 56] فابن   1 أي: "من حيي .... ". [أ] . 2 أي: "تَتَوَفَّى". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 298 عامر وحمزة بالغيب فيهما, واختلف عن إدريس عن خلف, فروى الشطي عنه كذلك فيهما ورواهما عنه المطوعي وابن مقسم والقطيعي بالخطاب, وبه قرأ الباقون وافق أبا عمرو الأعمش واليزيدي فيهما, ووافق حمزة الحسن ووافق أبا جعفر ابن محيصن, والذين مفعول أول على قراء الخطاب, وسبقوا ثان والمخاطب النبي -صلى الله عليه وسلم- والفاعل على قراءة الغيب ضمير يعود على الرسول, أو يفسره السياق أي: قتيل المؤمنين, وإن جعل الذين فاعلا فالمفعول الأول محذوف أي: أنفسهم والثاني سبقوا وفتح سين "يحسبن" ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو حعفر. واختلف في "إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُون" [الآية: 59] فابن عامر بفتح الهمزة على إسقاط لام العلة1 والباقون بكسرها على الاستئناف وعن ابن محيصن "يعجزون" بكسر النون وشددها بخلف عنه فأدغم نون الرفع في نون الوقاية, وحذف ياء المتكلم مجتزيا عنها بالكسرة, وأثبتها بخلف عنه في الحالين وعن الحسن "رباط" بضم الراء, والباء من غير ألف نحو: كتاب وكتب. واختلف في "تُرْهِبُون" [الآية: 60] فرويس بتشديد الهاء من2 رهب المضاعف والباقون بتخفيفها من أرهب, وعن الحسن يرهبون بالغيب والتخفيف, وضمير الفاعل يرجع إلى مرجع لهم فإنهم إذا خافوا خوفوا من ورائهم. وقرأ "للسلم" [الآية: 61] بكسر السين شعبة وهمز "النبي" نافع ورقق الأزرق راء "عشرون" كما نص عليه الداني والشاطبي وابن بلمة وغيرهم, وفخمه عنه مكي في جماعة. واختلف في "وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا" [الآية: 65] و"إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَة" [الآية: 66] فعاصم وحمزة والكسائي وخلف بالياء من تحت فيهما للفصل بالظرف؛ ولأن التأنيث مجازي وافقهم الأعمش, وقرأ أبو عمرو ويعقوب بالتذكير في الأول لما ذكر والتأنيث في الثاني؛ لأن وصفه بالمؤنث وهو صابرة قواه, وافقهما اليزيدي والحسن والباقون بالتأنيث فيهما لأجل اللفظ, وخرج بإسناده إلى المائة إن يكن منكم عشرون وإن يكن منكم ألف المتفق على تذكيرهما. واختلف في "أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا" [الآية: 66] فعاصم وحمزة وخلف بفتح الضاد وافقهم الأعمش بخلفه والباقون بضمها وكلاهما مصدر وقيل الفتح في العقل والرأي والضم في البدن, وقرأ أبو جعفر بفتح العين والمد والهمزة مفتوحة بلا تنوين جمعا على فعلاء, كظريف وظرفاء, ولا يصح كما في النشر ما روي عن الهاشمي من ضم الهمزة, وافقه المطوعي والباقون بإسكان العين والتنوين بلا مط ولا همز.   1 أي: "أنهم". [أ] . 2 أي: "تُرَهِّبُون". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 واختلف في "ما كان لنبي أن يكون" [الآية: 67] فأبو عمرو ويعقوب بالتأنيث مراعاة لمعنى الجماعة وافقهم اليزيدي والحسن والباقون بالتذكير اعتبارا للفظ. واختلف في "لَهُ أَسْرَى" [الآية: 67] و"مِنَ الْأَسْرَى" [الآية: 70] فأبو عمرو بفتح الهمزة وسكون السين في الأول, وضم الهمزة وفتح السين وبالألف بعدها في الثاني1 مع الإمالة فيهما, وافقه اليزيدي, وقرأ حمزة والكسائي وخلف بغير ألف مع الإمالة فيهما وافقهم الأعمش, وقرأ أبو جعفر بضم الهمزة فيهما وفتح السين على وزن فعالى بلا إمالة2, والباقون بفتح الهمزة وسكون السين بلا ألف على وزن فعلى, وهو قياس فعيل بمعنى مفعول, لكن قللهما الأزرق وقرأ "أخذتم" بإظهار الذال ابن كثير وحفص ورويس بخلفه وعن الحسن والمطوعي أخذ منكم بفتح الهمزة والخاء مبنيا للفاعل, وهو الله تعالى ومر إدغام "يغفر لكم". واختلف في "مِنْ وَلَايَتِهِم" [الآية: 72] هنا و [الكهف الآية: 44] فحمزة بكسر الواو فيهما وافقه الأعمش, وقرأ الكسائي وكذا خلف كذلك في الكهف, والباقون بفتح الواو لغتان أو الفتح من النصرة والنسب والكسر من الإمارة, ووقع للنويري أنه جعل خلفا هنا كحمزة, وقد علم أنه إنما يوافقه في حرف الكهف, وأسقط في الأصل هنا خلفا من حرف الكهف فلعله من الكتاب فليعلم. المرسوم نقل نافع عن المدني: وتخونوا أمانتكم هنا لأمانتهم, بقد أفلح بغير ألف بعد النون, وكلام الرائية كالمقنع عام في الألفين, لكن قال السخاوي: المراد هنا ألف الجمع قال الجعبري: فلعله ظفر بتخصيص رواية نافع أو شافهه به الناظم, واتفقوا على حذف الألف بعد العين في لاختلفتم في الميعد هنا خاصة, وإثباتها فيما عداه نحو: لا يخلف الميعاد. المقطوع والموصول اختلف في قطع إنما غنمتم هنا, واتفق على قطع موضعي الحج ولقمان, وعلى وصل ما عدا ذلك نحو: إلا أنما أنا نذير. هاء التأنيث رسموا بالتاء "سُنت الْأَوَّلِين" [الآية: 38] كثلاثة [فاطر الآية: 43] وآخر [غافر الآية: 85] فقط. ياءات الإضافة "إني أرى" [الآية: 48] "إِنِّي أَخَاف" [الآية: 48] وليس فيها زائدة للجماعة ومر زيادة في "لا يُعْجِزُون" لابن محيصن بخلفه.   1 أي: "أسارَى" في الموضع الثاني فقط. [أ] . 2 أي: "أسارى" فيهما. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 300 سورة التوبة : مدنية1 وآيها مائة وتسع وعشرون كوفي, وثلاثون في الباقي خلافها, خمس من المشركين معا المعلى عن الجحدري عد الأول لا الثاني, وشهاب عنه بالعكس. الدين القيم حمصي, يعذبكم عذابا أليما دمشقي, وقيل شامي, وعاد ثمود حرمي, وفيها مشبه الفاصلة ستة عشر: من المشركين عند من لم يعدها: وقاتلوا المشركين, من الله ورضوان, لك الأمور في الرقاب, ويؤمن للمؤمنين, في الصدقات, ثاني عذابا أليما, من سبيل يجدوا ما ينفقون, من المهاجرين والأنصار بين المؤمنين ويقتلون المشركين, ما يتقون أنهم يفتنون وعكسه ثنتان, من المشركين عند من عده, وقوم مؤمنين. القراءات: يوقف لحمزة على براءة بالتسهيل كالألف مع المد والقصر, واتفقوا على الياء وقفا في غير "معجزي" لثبوتها في المصاحف, وأمال "الكافرين" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي ورويس, وقلله الأزرق وعن الحسن كسر همزة "إن الله بريء" على إضمار القول, وأدغم بريء أبو جعفر بخلفه وعن الحسن "من المشركين" معا بكسر نون من على أصل التخلف من الساكنين, واتفقوا على الرفع في "ورسوله" عطفا على الضمير المستكن في بريء أو على محل أن واسمها في قراءة من كسر إن, نعم روى زيد عن يعقوب النصب عطفا على اسم إن وليس من طرفنا. وقرأ "أئمة" [الآية: 12] هنا والأنبياء والقصص معا والسجدة بالتسهيل مع القصر قالون والأزرق وابن كثير وأبو عمرو, وكذا رويس وقرأ الأصبهاني بالتسهيل كذلك لكن مع المد في ثاني القصص وفي السجدة, وقرأ أبو جعفر كذلك أعني بالتسهيل والمد في الخمسة بلا خلف, واختلف عنهم في كيفية التسهيل فالجمهور أنه بين بين, والآخرون أنه الإبدال ياء خالصة, ولا يجوز الفصل بلا ألف حالة الإبدال عن أحد, وقرأ هشام بالتحقيق واختلف عنه في المد والقصر, فالمد له من طريق الحلواني عند أبي العز, وقطع به لهشام من طرقه أبو العلا وروى له القصر المهدوي, وغيره وفاقا لجمهور المغاربة, وبه قرأ الباقون وهم ابن ذكوان وعاصم وحمزة والكسائي وروح وخلف, أما الأربعة فتقدم التنبيه على أنا اكتفينا بذكر مذاهبهم في الأصول, وفي الأول, وفي الفرش, مما تكرر وتقدم أيضا ثبوت كل   1 انظر الإتقان للسيوطي "2/ 1253". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 301 من التحقيق وبين بين والإبدال, ورد طعن الزمخشري ومن تبعه كالبيضاوي في وجه الإبدال. واختلف في "لا إيمَانَ لَهُم" [الآية: 12] فابن عامر بكسر الهمزة مصدر آمن, والباقون بالفتح جمع يمين, وأجمعوا على فتح الثانية "وضم" هاء "يخزهم" رويس "وعن" الحسن "ويتوب" بالنصب على إضمار أن على أن التوبة داخله في جواب الأمر من طريق المعنى. واختلف في "أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّه" [الآية: 17] فابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بالتوحيد1, وافقهم ابن محيصن واليزيدي والباقون بالجمع أي: جميع المساجد ويدخل المسجد الحرام دخولا أولوليا, وقيل هو المراد وجمع؛ لأنه قبلة المساجد, وهذان الاحتمالان على قراءة التوحيد أيضا, وخرج بالقيد إنما يعمر مساجد الله الثاني المتفق على جمعه عند الجمهور؛ لأنه يريد جميع المساجد, لكن ورد عن ابن محيصن توحيده كالأول. وقرأ ابن وردان فيما انفرد به الشطوي عن ابن هارون "سقاة الحج" [الآية: 19] بضم السين وحذف الياء جمع ساق كرام ورماة "وعمرة" بفتح العين وحذف الألف جمع عامر مثل صانع وصنعة, ولم يعرج على هذه القراءة في الطيبة, لكونها انفرادة على عادته. وقرأ "يبشرهم" [الآية: 21] بالفتح والسكون والتخفيف حمزة, وسبق بآل عمران كضم راء "رضوان" لأبي بكر وسهل الثانية كالياء من "أولياء أن" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس. واختلف في "عشيراتكم" [الآية: 24] فأبو بكر بالألف بعد الراء جمع سلامة؛ لأن لكل منهم عشيرة, وعن الحسن عشايركم جمع تكسير والباقون بغير ألف على الإفراد2 أي: عشيرة كل منكم, وأجمع على إفراد موضع المجادلة من هذه الطرق وأمال "ضاقت عليكم" حمزة "وأدغم" تاء "رحبت" في ثاء "ثم" أبو عمرو وهشام وابن ذكوان من طريق الأخفش وحمزة والكسائي, وأمال "شاء" ابن ذكوان وهشام بخلفه وحمزة وخلف وقوله تعالى: "شاء إن" مثل أولياء إن. واختلف في "عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّه" [الآية: 30] فعاصم والكسائي ويعقوب بالتنوين مكسورا وصلا على الأصل, وهو عربي من التعزير, وهو التعظيم فهو اسم أمكن مخبر عنه بابن لا موصوف به, وقيل عبراني واختلف هل هو مكبر كسليمان أو مصغر عزر كنوح, وعليه فصرفه لكونه ثلاثيا ساكن الوسط, ولا نظر لياء التصغير, ولا يجوز ضم تنوينه على قاعدة الكسائي في نحو محظورا انظر؛ لأن الضمة في ابن هنا ضمة إعراب كما مر فهي غير لازمة, وافقهم الحسن واليزيدي والباقون بغير تنوين3 إما لكونه غير منصرف للعجمة   1 أي: "مسجد". [أ] . 2 أي: "عشرتكم .... ". [أ] . 3 أي: "عُزَير". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 والتعريف أو للالتقاء الساكنين تشبيها للنون بحرف المد, أو أن ابن صفة لعزير والخبر محذوف أي: نبينا أو معبودنا, وقد تقرر أن لفظ ابن متى وقع صفة بين علمين غير مفصول بينه وبين موصوفة حذفت ألفه خطأ, وتنوينه لفظا إلا لضرورة. وأمال السوسي بخلفه فتحة الراء من "النصارى المسيح" وصلا وبالفتح, الباقون ومنهم أبو عثمان الضرير فلا يميل فتحة الصاد مع الألف بعدها, لما تقدم أن إمالتها لأجل إمالة الألف الأخيرة, وقد امتنعت إمالتها لحذفها لأجل الساكن بعدها, أما إذا وقف عليها فكل على أصله ومثلها يتامى النساء, وإنما أمال السوسي الألف الأخيرة لعروض حذفها فلم يعتد بالعارض, ولذا فتح كغيره الراء من نحو: أو لم ير الذين وصلا ووقفا؛ لأن الألف حذفت للجازم وقرأ "يضاهون" بكسر الهاء وهمزة مضمومة بعدها1 فواو عاصم, والباقون بضم الهاء وواو بعدها, ومعناهما واحد وهو المشابهة, ففيه لغتان: الهمز وتركه, وقيل الياء فرع الهمز كقرأت وقريت وتوضأت وتوضيت وأمال "أني" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق والدوري عن أبي عمرو, وقرأ "يطفوا" بحذف الهمزة مع ضم ما قبلها أبو جعفر ومثله "ليواطوا" ويوقف عليه لحمزة بثلاثة أوجه: التسهيل كالواو والحذف كأبي جعفر وإبدالها ياء محضة, وأمال "الأحبار" أبو عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري, وقلله الأزرق وعن الحسن "تحمى" بالتأنيث أي: النار وأمالها و"فتكوى" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والتقليل الأزرق. واختلف في اثنا عشر وأحد عشر وتسعة عشر [الآية: 36] ، فأبو جعفر بإسكان العين من الثلاثة, ولا بد من مد ألف اثنا للساكنين, وكره ذلك بعضهم من حيث الجمع بين ساكنين على غير حدهما, لكن في النشر أنه فصيح مسموع من العرب قال: وانفرد النهرواني عن زيد في رواية ابن وردان بحذف الألف, وهي لغة أيضا ا. هـ. والباقون بفتح العين في الكل "وضم" هاء "فيهن" يعقوب ووقف بخلفه عليها بهاء السكت. وقرأ "النسيء" [الآية: 37] بإبدال الهمزة ياء مع الإدغام الأزرق وأبو جعفر كوقف حمزة وهشام بخلفه مع السكون ومع الروم والإشمام فهي ثلاثة أوجه. واختلف في "يُضَلُّ بِه" [الآية: 37] فحفص وحمزة والكسائي وخلف بضم الياء وفتح الضاد مبنيا للمفعول من أضل معدى ضل وافقهم الشنبوذي, وقرأ يعقوب بضم الياء وكسر الضاد مبنيا للفاعل من أضل, وافقه الحسن والمطوعي وفاعل يضل ضمير الباري تعالى أو الذين كفروا والمفعول حينئذ محذوف أي: أتباعهم والباقون بفتح الياء وكسر الضاد2 بالبناء للفاعل من ضل وفاعله الموصول. وقرأ "سُوءُ أَعْمَالِهِم" [الآية: 37] بإبدال الثانية واوا مفتوحة: نافع وابن كثير،   1 أي: يضاهؤون". [أ] . 2 أي: "يضل". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس ومر قريبا حذف همز "ليواطوا" لأبي جعفر مع ضم ما قبلها كيطفوا, ووقف حمزة عليهما كذلك على مختار الداني باتباع الرسم, وبتسهيل الهمزة كالواو على مذهب سيبويه كالجمهور, وبإبدالها ياء على مذهب الأخفش فهذه ثلاثة مقروء بها, أما تسهيلها كالياء وهو المعضل وإبدالها واوا وكسر ما قبل الهمز مع حذفه وهو الوجه الخامس, فثلاثتها غير مقروء بها كما مر وأشم "قيل لكم" هشام والكسائي ورويس "وعن" المطوعي "تثاقلتم" على الأصل. وأمال "الغار" [الآية: 40] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي من طريق جعفر وفتحه من طريق الضرير, وقلله الأزرق. واختلف في "وكلمة الله" فيعقوب بنصب التاء عطفا على كلمة الذين, وافقه الحسن المطوعي والباقون بالرفع على الابتداء, وهو أبلغ كما في البيضاوي لما فيه من الإشعار بأن كلمة الله عالية في نفسها, وإن فاق غيرها فلا ثبات لتفوقه ولا اعتبار, ولذا وسط الفصل "وتقدم" نظير "عليهم الشقة" كثيرا وكذا وقف البزي ويعقوب على "لم" بهاء السكت بخلفهما. وأمال "ما زادوكم" [الآية: 47] حمزة وهشام وابن ذكوان بخلف عنهما "وأبدل" همز "يقول إيذن لي" واوا ساكنة وصلا ورش وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر, أما إذا ابتدئ بقوله: إيذن فالكل بهمزة مكسورة بعدها ياء ساكنة كما مر "وأبدل" الهمزة الساكنة من "تسؤهم" الأصبهاني وأبو جعفر فقط, كوقف حمزة "وشدد" تاء "هل تربصون" وصلا البزي بخلفه "وأدغم" لام هل في التاء حمزة والكسائي وهشام بخلفه لكن صوب في النشر الإدغام عنه. وقرأ "كرها" [الآية: 53] بضم الكاف حمزة والكسائي وخلف ومر بالنساء واختلف في "تُقْبَلَ مِنْهُم" [الآية: 54] فحمزة والكسائي وخلف بالتذكير؛ لأن التأنيث غير حقيقي وافقهم الشنبوذي وعن المطوعي بنون العظمة مفتوحة "نفقتهم" بالإفراد والنصب على المفعولية, والباقون بالتأنيث "وتقدم" إمالة ألفي كسالى "ويوقف" لحمزة على "ملجأ" بوجه واحد وهو التسهيل بين بين. واختلف في "مدخلا" [الآية: 57] فيعقوب بفتح الميم وإسكان الدال مخففة من دخلوافقه الحسن وابن محيصن بخلفه, والباقون بالضم والتشديد1 مفتعل من الدخول والأصل مدتخل أدغمت الدال في تاء الافتعال كادراء. واختلف في "يَلْمُزُك" [الآية: 58] و"يلمُزُون" [الآية: 79] و"وَلا تَلْمُزُوا" [الآية: 11] من الحجرات فيعقوب بفتح حرف المضارعة وضم الميم في الثلاثة, وافقه الحسن والباقون بفتح حرف المضارعة أيضا, وكسر الميم فيها وهما لغتان في المضارع   1 أي: "مدخلا". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 وعن المطوعي ضم حرف المضارعة وفتح اللام وتشديد الميم في الثلاثة "وسكن" ذال "أذن" وهمز "النبيء" نافع وعن الحسن "أذن خير" بتنوين الاسمين ورفع خير وصف لأذن أو خبر بعد خبر, والجمهور بغير تنوين وخفض خير على الإضافة. واختلف في "وَرَحْمَةٍ لِلَّذِينَ آمَنُوا" [الآية: 61] فحمزة بخفض رحمة عطفا على خير والجملة حينئذ معترضة بين المتعاطفتين أي: "أذن خير ورحمة" وافقه المطوعي والباقون بالرفع نسقا وقيل عطفا على يؤمن؛ لأنه في محل رفع صفة لأذن أي: أذن مؤمن ورحمة أو خبر محذوف أي: وهو رحمة "وحذف" أبو جعفر همز "قل استهزوا" مع ضم الزاي وبه وقف حمزة على مختار الداني للرسم, وله تسهيلها كالواو على مذهب سيبويه وإبدالها ياء على مذهب الأخفش, وهذه الثلاثة صحيحة, وحكي فيها ثلاثة أخرى تقدم أنها غير صحيحة, وكذا "يستهزون" ومع ثلاثة الوقف تصير تسعة, ومر أول البقرة حكم وقف الأزرق عليه, وإذا وقف على استهزءوا جرت له ثلاثة البدل فإن وصل فالإشباع فقط عملا بأقوى السببين كما مر. واختلف في "إن يعفُ، يُعَذِّب" [الآية: 66] فعاصم "نعف" بنون العظمة مفتوحة وفاء مضمومة بالبناء للفاعل, وعن طائفة محله نصب به و"نعذب" بنون العظمة وكسر الذال طائفة الثاني منصوب مفعول به, والباقون يعف بياء مضمومة وفتح الفاء مبنيا للمفعول, تعذب بتاء مضمومة وفتح الذال كذلك طائفة بالرفع نائب الفاعل, ونائب الفاعل في الأول الظرف بعده "ويوقف" لحمزة وهشام بخلفه على "نبأ الذين" هنا بالإبدال ألفا لفتح ما قبله, وبين بين على الروم فقط "وأبدل" همز المؤتفكات قالون من طريق أبي نشيط كما في الكفاية وغيرها, وهو الصحيح عن الحلواني, وصحح الوجهين عن قالون في النشر, وأشار إليهما قوله في الطيبة: "وافق في مؤتفك بالخلف يره". وورش من طريقيه وأبو عمرو بخلفه وكذا أبو جعفر والجمهور عن قالون بالهمز "وأسكن" سين "رُسُلهم" أبو عمرو. وقرأ "رُضْوَان" [الآية: 72] بضم الراء أبو بكر وعن الحسن "وبما كانوا يكذبون" بضم الياء وفتح الكاف وتشديد الذال, وأمال "نجواهم" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو "وكسر" غين "الغيوب" شعبة وحمزة وفتح ياء الإضافة من "معي أبدا" نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحفص وأبو جعفر "وفتحها" من "معي عدوا" حفص وأدغم تاء "أنزلت سورة" أبو عمرو وهشام من طريق الداجوني وابن عبدان عن الحلواني وحمزة والكسائي وخلف. واختلف في "وَجَاءَ الْمُعَذِّرُون" [الآية: 90] فيعقوب بسكون العين وكسر الذال مخففة1 من أعذر يعذر كأكرم يكرم, وافقه الشنبوذي والباقون بفتح العين وتشديد الذال   1 أي: "المعُذْرِون". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 إما من فعل مضعفا بمعنى التكلف والمعنى أنه يوهم أن له عذرا ولا عذر له أو من افتعل والأصل اعتذر, فأدغمت التاء في الذال "وعن" الحسن "كذبوا الله" مشددا. وأمال "مِنْ أَخْبَارِكُم" [الآية: 94] أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي, وقلله الأزرق. وأمال "وسيرى الله" [الآية: 94] وصلا السوسي بخلفه, وله على وجه الإمالة ترقيق لام الجلالة وتفخيمها وكلاهما صحيح كما مر عن النشر. واختلف في "دَائِرَةُ السُّوْء" [الآية: 98] هنا وثاني الفتح [الآية: 6] فابن كثير وأبو عمرو بضم السين فيهما, وافقهما ابن محيصن واليزيدي والباقون بالفتح فيهما, وهو للذم ومعنى المضموم العذاب والضرر والبلاء, والأزرق على قاعدته فيه من الإشباع والتوسط "ووقف" عليه حمزة وهشام بخلفه بالنقل على القياس, وعن بعضهم الإدغام أيضا إلحاقا للواو الأصلية بالزائدة. وقرأ "قربة" [الآية: 99] بضم الراء ورش والباقون بسكونها. واختلف في "وَالْأَنْصَارُ وَالَّذِين" [الآية: 100] فيعقوب برفع الراء على أنه مبتدأ خبره رضي الله عنهم أو عطف على والسابقون وافقه الحسن, والباقون بالخفض نسقا على المهاجرين. واختلف في "تَجْرِي تَحْتَهَا" [الآية: 100] فابن كثير بمن الجارة وخفض "تحتها"1 لها كسائر المواضع وافقه ابن محيصن والباقون بحذف من وفتح تحتها على المفعولية فيه "وعن" الحسن "تطهرهم" بجزم الراء جوابا للأمر. واختلف في "إن صلاتك" [الآية: 103] هنا و"أصلاتك" [الآية: 87] بهود فحفص وحمزة والكسائي وخلف بالتوحيد وفتح التاء هنا, والمراد بها الجنس وافقهم الأعمش والباقون بالجمع فيهما وكسر التاء هنا2 وعن الحسن "ألم تعلموا" بالخطاب للمتخلفين. وقرأ "مرجئُون" [الآية: 106] بهمزة مضمومة بعدها واو ساكنة ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر ويعقوب والباقون بترك الهمزة, وهما لغتان: يقال أرجأ كأنيأ وأرجى كأعطى. واختلف في "وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا" [الآية: 107] فنافع وابن عامر وأبو جعفر بغير واو قبل الذين كمصاحفهم3, فالذين مبتدأ خبره محذوف أي: وفيمن وصفنا, وقال الداني: خبره لا يزال بنيانهم, وقيل لا تقم فيه أبدا, والباقون بالواو كمصاحفهم عطفا على ما تقدم.   1 أي: "من تحتها". [أ] . 2 أي: "أصلواتك". [أ] . 3 أي: "الذين اتخذوا..". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 306 من القصص نحو: وآخرون أو مستأنف والذين مبتدأ على ما تقدم في قراءة الحذف "وتقدم" تفخيم "ضرارا" للأزرق كغيره لتكرارها, وكذا "إرصادا" لحرف الاستعلاء. واختلف في "أُسِّسَ بُنْيَانَه" [الآية: 109] في الموضعين فنافع وابن عامر بضم الهمزة وكسر السين فيهما على البناء للمفعول, ورفع النون فيهما على النيابة عن الفاعل والباقون بفتحهما على البناء للفاعل1, ونصب "بنيانه" بعدهما مفعول به والفاعل ضمير من وضم راء "رضوان" شعبة واتفقوا على فتح "شفا" لكونه واويا بدليل تثنيته على شفوان ورسمه بالألف. وقرأ "جُرُف" [الآية: 109] بسكون الراء ابن ذكوان وهشام بخلفه, وأبو بكر وحمزة وخلف والباقون بالضم. وأمال "هار" [الآية: 109] قالون وابن ذكوان بخلفه عنهما, وأبو عمرو وأبو بكر والكسائي, وقلله الأزرق والوجهان صحيحان عن قالون من طريقيه, كما في النشر والإمالة لابن ذكوان من طريق الصوري وابن الأخرم عن الأخفش. واختلف في "إِلّا أَنْ تَقَطَّع" [الآية: 110] فيعقوب بتخفيف اللام على أنها حرف جر2 وافقه الحسن والمطوعي والباقون بتشديدها على أنها حرف استثناء والمستثنى منه محذوف أي: لا يزال بنيانهم ريبة في كل وقت إلا وقت تقطيع قلوبهم, أو في كل حال إلا حال تقطيعها, بحيث لا يبقى لها قابلية الإدراك والإضمار. واختلف في "تقطع" [الآية: 110] فابن عامر وحفص وحمزة وأبو جعفر ويعقوب بفتح التاء مبني للفاعل وأصله تنقطع مضارع تقطع حذفت منه إحدى التاءين, وافقهم الحسن والأعمش والباقون بضمها بالبناء للمفعول مضارع قطع بالتشديد3. وقرأ "فيقتلون، ويقتلون" [الآية: 111] ببناء الأول للمفعول والثاني للفاعل حمزة والكسائي وخلف, والباقون ببناء الأول للفاعل والثاني للمفعول وتقدم بآل عمران4. وأمال "التوراة" الأصبهاني وأبو عمرو وابن ذكوان وحمزة في أحد وجهيه والكسائي وخلف, وقللها الأزرق وحمزة في وجهه الثاني, وقالون في أحد وجهيه, والثاني له الفتح "ونقل" و"القرآن" ابن كثير. وقرأ إبراهام الأخيرين "استغفار إبراهام" [الآية: 114] و"إن إبراهام" [الآية: 114] بألف هشام وابن ذكوان بخلفه, وضم أبو جعفر سين "العسرة" وسكنها الباقون ومر بالبقرة كقصر همز "رؤف" لأبي عمرو وأبي بكر وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف وتسهيله لأبي جعفر بين ووقف حمزة عليه بالتسهيل بين بين مع تضعيف إبدالها واوا على الرسم. واختلف في "كاد تزيغ" [الآية: 117] فحفص وحمزة بالياء على التذكير واسم   1 أي: "أَسَّس بنيانه". [أ] . 2 أي: "إلى أن .... ". [أ] . 3 أي: "تُقطع". [أ] . 4 انظر الصفحة: "218". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 كاد حينئذ ضمير الشأن, وقلوب مرفوع بتزيغ والجملة نصب خبرا لها, وافقهما الأعمش والباقون بالتأنيث, وعليها فيحتمل التوجيه المذكور, ويحتمل أن يكون قلوب اسم كاد وتزيع خبرا مقدما؛ لأن الفعل مؤنث, وإنما قدر هذا الإعراب؛ لأن الفعل إذا دخل عليه الفعل قدر اسم بينهما. وأمال "ضاقت" [الآية: 118] حمزة "وسبق" نظير "عليهم الأرض" غير مرة "وحذف" همز "يطون" أبو جعفر "ووقف" عليه حمزة ببين بين وحكى فيه الحذف كقراءة أبي جعفر نص عليه الهذلي وغيره وأقره في النشر "وأبدل" همز "موطيا" ياء مفتوحة أبو جعفر بخلف من روايتيه كما يفهم من النشر "وعن المطوعي" "غلظة" بفتح الغين وهي لغة الحجاز "وأدغم" تاء "أنزلت سورة" أبو عمرو وهشام بخلفه وحمزة والكسائي وخلف. وأمال "زادته" و"فزادتهم" ابن ذكوان وهشام بخلاف عنهما وحمزة والباقون بالفتح. واختلف في "أَوَلا يَرَوْن" [الآية: 126] فحمزة ويعقوب بالخطاب للمؤمنين على جهة التعجب وافقهما الأعمش والباقون بالغيب, رجوعا على الذين في قلوبهم مرض, وأدغم دال لقد جاءكم أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف. وأمال "جاء" حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه وعن ابن محيصن من غير المفردة "من أنفسكم" بفتح الفاء من النفاسة أي: من أشرفكم والجمهور بضمها صفة للرسول -صلى الله عليه وسلم- أي: من صميم العرب وعنه أيضا تسكين ياء الإضافة من "حسبي الله" وفتحها الجمهور, وعنه أيضا "رب العرش العظيم" هنا وفي قد أفلح العرش العظيم العرش الكريم, وفي النمل العرش العظيم برفع الميم في الأربعة نعتا لرب, والجمهور بالجر فيهن صفة للعرش ومر آنفا قصر همز "رؤف" وتسهيله ووقف حمزة عليه. المرسوم اتفقوا على حذف ألف مسجد حيث كان ولو بأل, ونقل ونافع عن المدني كالباقي حذف ألف أن يعمروا مسجد الله وهو الأول من هذه السورة, وكتب في العراقية الهمزة الثانية في أئمة الخمسة بالياء, وكتب سقية الحاج وعمرة في المصاحف القديمة محذوفتي الألف, ورسم عزير ابن ونحوه بالألف, وروى نافع عن المدني كغيره حذف ألف خلف رسول الله, وكتب أكثر النقلة للرسوم في: ولا أوضعوا بزيادة ألف بين الألف المعانقة للام والواو, ولم يزدها أقلهم وزادها كلهم في لأذبحنه بالنمل, وبعضهم في: لإلى الله تحشرون بآل عمران, ولإلى الجحيم بالصافات, وكتب في المكي من تحتها المتقدم ذكرها بزيادة من الجارة قبل تحتها وحذفت من باقيها وكتب في الشامي والمدني الذين اتخذوا بلا واو قبل الذين, والصحيح ثبوت واو نسوا الله فنسيهم هنا في الكل "المقطوع" اتفق على قطع أن عن لا ملجأ, وهو ثالث العشرة وعلى قطع أم عن من أسس, وهو ثاني الأربعة ياءات الإضافة "مَعِيَ أَبَدًا" [الآية: 83] "مَعِيَ عَدُوًّا" [الآية: 83] ولابن محيصن "حَسْبِيَ اللَّه" والله تعالى أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 308 سورة يونس عليه السلام : مكية1 وآيها مائة وتسع غير شامي وعشر فيه اختلافها ثلاث له الدين شامي لما في الصدور شامي أيضا, وترك من الشاكرين "شبه المفاصلة" ثلاث الر, متاع في الدنيا, بني إسرائيل, وعكسه موضع على الله الكذب لا يفلحون القراءات, أمال الراء من "الر" هنا وهود ويوسف وإبراهيم والحجز و"المر" أول الرعد أبو عمرو وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف إجراء لألفها مجرى المنقلبة عن الياء, قاله القاضي وقللها الأزرق وفتحها الباقون "وسكت" أبو جعفر على كل حرف من حروف الر. وأمال "للناس" كبرى الدوري من أبي عمرو من طريق أبي الزعراء "ورقق" "الكافرون" الأزرق بخلفه. وقرأ "لساحر" [الآية: 2] بالألف وكسر الحاء ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وخلف, والباقون بغير ألف مع سكون الحاء2 ومر آخر المائدة3. وقرأ "تذكرون" [الآية: 3] بالتخفيف حفص وحمزة والكسائي وخلف. واختلف في "أنَّهُ يَبْدأُ الْخَلْق" [الآية: 4] فأبو جعفر بفتح الهمزة على أنه معمول للفعل الناصب وعد الله أي: وعد الله بدأ الخلق, ثم إعادته والمعنى إعادة الخلق بعد بدئه, أو على حذف لام الجر, وافقه الأعمش والباقون بالكسر على الاستئناف. وقرأ "ضياء" [الآية: 5] هنا و [الأنبياء الآية: 48] و [القصص الآية: 71] قنبل بقلب الياء همزة, وأولت على أنه مقلوب قدمت لامه التي هي همزة إلى موضع عينه, وأخرت عينه التي هي واو إلى موضع اللام, فوقعت الياء ظرفا بعد ألف زائدة فقلبت همزة على حد رداء, والباقون بالياء قبل الألف وبعد الضاد, جمع ضوء كسوط وسياط والياء عن واو, ويجوز كونه مصدر ضاء ضياء كعاد عيادا. واختلف في "يُفَصِّلُ الْآيات" [الآية: 5] فابن كثير وأبو عمرو وحفص ويعقوب بياء الغيب جريا على اسم الله تعالى, وافقهم اليزيدي والحسن, والباقون بنون العظمة4   1 انظر الإتقان للإمام السيوطي: "1/ 1253". [أ] . 2 أي: "لسحر". [أ] . 3 انظر الصفحة: "257". [أ] . 4 أي: "نفصل". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 "وسهل" همز "أطمأنوا" الأصبهاني "وضم" هاء "يهديهم" الثانية يعقوب وضم الهاء والميم من "تحتهم الأنهار" وصلا حمزة والكسائي وخلف وكسرهما أبو عمرو ويعقوب وكسر الهاء وضم الميم الباقون "وعن" ابن محيصن "إن الحمد لله" بتشديد النون ونصب الحمد اسما لها, وهو يؤيد أنها المخففة في قراءة الجمهور, وعن الحسن كسر دال الحمد. واختلف في "لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُم" [الآية: 11] فابن عامر ويعقوب بفتح القاف والضاد, وقلب الياء ألفا [الآية: 16] مبنيا للفاعل أجلهم بالنصب مفعولا به, وافقهما المطوعي والباقون: بضم القاف وكسر الضاد وفتح الياء مبنيا للمفعول, أجلهم بالرفع على النيابة, وأمال "طغيانهم" الدوري عن الكسائي "وأسكن" سين "رسلهم" أبو عمرو "ويوقف" لحمزة وهشام بخلفه على "تلقاي" ونحوه مما رسم بياء بعد الألف بإبدال الهمزة ألفا مع المد والقصر والتوسط, وبتسهيلها كالياء مع المد والقصر فهي خمسة, وإذا أبدلت ياء على الرسم فالمد والتوسط والقصر مع سكون الياء والقصر مع روم حركتها, فتصير تسعة "وفتح" ياء الإضافة من "لي أن" و"إني أخاف" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر "وفتحها" من "نفسي أن أتبع" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر. واختلف في "وَلا أَدْرَاكُمْ بِه" [الآية: 16] و"لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَة" [الآية: 1] فابن كثير من غير طريق ابن الحباب عن البزي بحذف الألف التي بعد اللام جعلها لام ابتداء فتصير لام توكيد1 أي: لو شاء الله ما تلوته عليكم, ولا علمكم به على لسان غيري, وعن الشنبوذي ولأنذرتكم به بنون ساكنة وذال معجمة مفتوحة وراء ساكنة وتاء مضمومة من الإنذار, وعن الحسن ولا درأتكم بهمزة ساكنة وتاء مرفوعة على أن الهمزة مبدلة من الألف, والألف منلقبة عن ياء لانفتاح ما قبلها, على لغة من يقول: أعطأتك في أعطيتك, وقيل الهمزة أصلية من الدرء, وهو الدفع والباقون بإثبات الألف على أنها لا النافية مؤكدة, أي: ولو شاء الله ما قرأته عليكم ولا أعلمكم به على لساني, فالأول والثاني منفيان, ويأتي توجيه موضع سورة القيامة فيها إن شاء الله تعالى, وبإثبات الألف قرأ ابن الحباب عن البزي فيهما, وكذا روى المغاربة والمصريون قاطبة عن البزي من طرقه, وخرج بقيد القيمة المتفق البلد, وثاني القيمة المتفق على الإثبات فيهما؛ لأنها فيهما نافية كأنه يقول إذ الأمر أوضح من أن يحتاج إلى قسم, وجعلها القاضي لتأكيد القسم, قال: وإدخالها على القسم شائع كقولهم لا وأبيك وأمال "أدراكم" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري ومن طريق ابن الأخرم عن الأخفش, وما في الأصل هنا فيه قصور وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق وكذا حكم أدرى حيث وقع إلا أنه اختلف عن أبي بكر فيما عدا هذه السورة, فأخذ العراقيون له بالفتح والمغاربة بالإمالة وأدغم "لبثت" أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر, وذكر في الأصل هنا الخلاف عن ابن ذكوان, ولعله سبق قلم "وغلظ"   1 أي: "لأدراكم". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 310 الأزرق بخلفه لام "أظلم" وقرأ أبو جعفر "أتنبؤن الله" بحذف الهمزة وضم الباء قبلها على ما نص عليه الأهوازي وغيره, وظاهر عموم كلام أبي العز والهذلي وتقدم ما فيه. واختلف في "عما تشركون" [الآية: 18] هنا, وموضع [النحل الآية: 1، 3] وفي [الروم الآية: 40] فحمزة والكسائي وخلف بالخطاب جريا على ما سبق, وافقهم الأعمش والباقون بالغيب في الأربعة, استأنف فنزه نفسه عن إشراكهم "ويوقف" لحمزة على "في آياتنا" بعدم السكت مع تحقيق الهمزة, وبالسكت قبل الهمز, وبالنقل وبالإدغام "وأسكن" سين "رسلنا" أبو عمرو. واختلف في "مَا تَمْكُرُون" [الآية: 21] فروح بالغيب جريا على ما مر, وافقه الحسن والباقون بالخطاب التفاتا لقوله: قل الله أي: قل لهم فناسب الخطاب. واختلف في "يُسَيِّركم" [الآية: 22] فابن عامر وأبو جعفر "يَنْشُرُكم" بفتح الياء وبنون ساكنة بعدها فشين معجمة مضمومة من النشر ضد الطي, أي: يفرقكم وافقهما الحسن والباقون بضم الياء وسين مهملة مفتوحة بعدها ياء مكسورة مشددة, أي: يحملكم على السير, ويمكنكم منه, والتضعيف للتعدية, وأمال "فلما أنجاهم" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه ومثله "أنجاكم، وأنجاه". واختلف في "مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا" [الآية: 23] فحفص بنصب العين على أنه مصدر مؤكد أي: تتمتعون متاع أو ظرف زماني نحو: مقدم الحاج:أي زمن متاع, والعامل فيه الاستقرار الذي في على أنفسكم, أو مفعول به بمقدر أي: تبغون متاع أو من أجله أي: لأجل متاع وافقه الحسن, والباقون بالرفع, على أنه خبر بغيكم وعلى أنفسكم صلته أي: بغي بعضكم على بعض انتفاع قليل المدة, ثم يضمحل ويشقى ببغيه قاله الجعبري كغيره أو خبر محذوف أي: ذلك أو هو متاع وعلى أنفسكم خبر بغيكم, وعن الحسن "وازينت" بهمزة قطع وزاي ساكنة وتخفيف الياء أي: صارت ذات زينة وعن المطوعي, وتزينت بتاء مفتوحة, وفتح الزاي وتشديد الياء, والجمهور بوصل الهمزة وتشديد الزاي والياء, وعن الحسن كأن لم يغن بالتذكير على عود الضمير إلى الحصيد, وقرأ "يشاء إلى" بتسهيل الثانية كالياء, وبإبدالها واوا مكسورة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس, ولا يصح تسهيلها كالواو لما مر, وقرأ "صراط" بالسين قنبل من طريق ابن مجاهد ورويس وبالإشمام خلف عن حمزة "وعن" الحسن والمطوعي "فتر" بسكون التاء كقدر وقدر. واختلف في "قطعا" [الآية: 27] فابن كثير والكسائي وبعقوب بإسكان الطاء, قيل هي ظلمة آخر, وقيل سواد الليل والباقون بفتحها جمع قطعة كدمنه ودمن "وعن ابن" محيصن والمطوعي "نحشرهم جميعا ثم نقول" بالياء. واختلف في "تبلوا" [الآية: 30] فحمزة والكسائي وخلف بتاءين من فوق1 أي:   1 أي: "تَتلوا". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 تطلب وتتبع ما أسلفته من أعمالها, أو المراد تقرأ كل نفس ما عملته مسطرا في مصحف الحفظة, لقوله تعالى: اقرأ كتابك, وافقهم الأعمش, والباقون بالتاء من فوق والباء الموحدة من البلاء أي: تختبر ما قدمت من عمل فتعاين قبحه وحسنه. وقرأ "الميت" معا [الآية: 31] بالتشديد نافع وحفص وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وخلف. وأمال "فَأَنَّى تُصْرَفُون" [الآية: 32] و"فَأَنَّى تُؤْفَكُون" [الآية: 34] حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والتقليل الأزرق والدوري عن أبي عمرو. وقرأ "كلمات ربك" [الآية: 33] بالتوحيد1 ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب ومر بالأنعام. واختلف في "أَمَّنْ لا يَهْدي" [الآية: 35] فأبو بكر بكسر الياء والهاء2 وقرأ حفص ويعقوب بفتح الياء وكسر الهاء وتشديد الدال, قرأ ابن كثير وابن عامر وورش بفتح الياء والهاء وتشديد الدال3, وافقهم الحسن وقرأ أبو جعفر كذلك, إلا أنه بإسكان الهاء4 بخلف عن ابن جماز في الهاء, وقرأ حمزة والكسائي وخلف بفتح الياء, وإسكان الهاء وتخفيف الدال5 وافقهم الأعمش, وقرأ قالون وأبو عمرو بفتح الياء وتشديد الدال, واختلف في الهاء عنهما وعن ابن جماز, فأما أبو عمرو فروى المغاربة قاطبة وكثير من العراقيين عنه اختلاس فتحة الهاء, وعبر عنه بالإخفاء وبالإشمام وبالإشارة وبتضعيف الصوت, وهو عسير في النطق جدا, وهو الذي لم يقرأ الداني على شيوخه بسواه, ولم يأخذ إلا به, وروى عنه أكثر العراقيين إتمام فتحة الهاء كابن كثير ومن معه, وأما قالون فروى عنه أكثر المغاربة وبعض المصريين الاختلاس كأبي عمرو, سواء وهو اختيار الداني الذي لم يأخذ بسواه مع نصه عنه بالإسكان, وروى العراقيون قاطبة وبعض المغاربة والمصريين عنه الإسكان, وهو المنصوص عنه, وعن أكثر رواه نافع, وأما ابن جماز فأكثر أهل الأداء عنه على الإسكان, كرفيقه ابن وردان وروى كثير منهم له الاختلاس, ولم يذكر الهذلي عنه سواه, فخلافه كقالون دائر بين الإسكان والاختلاس وخلاف أبي عمرو دائر بين الفتح الكامل وبين الاختلاس, ووافقه اليزيدي عليه فقط, وعنه الإسكان وما ذكره في الأصل من الإسكان, لأبي عمرو فانفرادة لصاحب العنوان, ولذا لم يعرج عليه في الطيبة, واستشكلت قراءة سكون الهاء مع تشديد الدال من حيث الجمع بين الساكنين, قال النحاس: لا يقدر أحد أن ينطق به, وقال المبرد: من رام هذا لا بد أن يحرك حركة خفيفة, وأجاب عنه القاضي بأن المدغم في حكم المتحرك, وقال السمين: لا بعد فيه فقد قرئ به في نعما وتعدوا وتقدم   1 أي: "كلمة". [أ] . 2 أي: "يهِدِّي". [أ] . 3 أي: "يَهَدِّي". [أ] . 4 أي: "يَهْدِّي". [أ] . 5 أي: "يَهْدي". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 إيضاحه آخر الإدغام ووجه كسر الهاء التخلص من الساكنين؛ لأن أصله يهتدي فلما سكنت التاء لأجل الإدغام, والهاء قبلها ساكنة, فكسرت للساكنين, ومن فتحها نقل فتحة التاء إليها, ثم قلبت التاء دالا, وأدغمت في الدال, وأبو بكر أتبع الياء للهاء في الكسر ليعمل اللسان عملا واحدا, وكلهم كسر الدال. وأمال "إِلَّا أَنْ يهدى" [الآية: 35] حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه "ونقل" "القران" ابن كثير "وأشم" صاد "تصديق" حمزة والكسائي وخلف ورويس بخلفه, وتقدم لحمزة بخلفه مد لا التبرئة مدا متوسطا في "لا ريب فيه" ونحوه. وأمال يفترى و"افتراه" [الآية: 38] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والكسائي وحمزة وخلف, وبالصغرى الأزرق "وضم" رويس الهاء من "ولما يأتهم" "ويوقف" لحمزة على نحو: "بريئون" وجه واحد وهو البدل مع الإدغام لزيادة الياء, وأما بين بين فضعيف. وقرأ "وَلَكِنَّ النَّاس" [الآية: 44] بتخفيف النون ورفع الناس حمزة والكسائي وخلف وتكسر النون وصلا ضرورة ومر بالبقرة. وقرأ "يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَم" [الآية: 45] بالياء حفص والباقون بالنون وسبق أواخر الأنعام, وتقدم نظير "جَاءَ أَجَلُهُم" بالنساء جاء أحد منكم. وأمال "متى" حمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق بخلفه, وكذا أبو عمرو من روايتيه كما يفيده النشر, ولكن قضية الطيبة قصر الخلاف على الدوري عنه. وقرأ "أرأيتم" [الآية: 50] بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر وللأزرق أيضا إبدالها ألفا مع إشباع المد الساكنين, وقرأ الكسائي بحذف الهمزة, واتفقوا على الاستفهام في "آلآن" [الآية: 51] معا هنا وإثبات همزة الوصل وتسهيلها, واختلفوا في كيفية التسهيل فذهب كثير إلى إبدالها ألفا مع المد للساكنين, وآخرون إلى جعلها بين بين ومن كل من الفريقين من جعل ما ذهب إليه لازما, ومنهم من جعله جائزا فإذا قرئ لنافع وأبي جعفر من رواية ابن وردان بالوجه الأول, وهو الإبدال ونقل حركة الهمزة إلى اللام جاز لهما في هذه الألف المبدلة المد والقصر, عملا بقاعدة الاعتداد بالعارض وعدمه, فإن وقف لهما عليها كان مع كل واحد من هذين ثلاثة سكون الوقف للأزرق, وبالنظر إلى مد الهمزتين على القول بلزوم البدل وجوازه أوجه, فعلى القول بلزومه يلتحق بباب حرف المد الواقع بعد الهمز, فيجري فيها الثلاثة كآمن, وعلى القول بجواز البدل يلتحق بباب أأنذرتهم وءألد, فإن اعتددنا بالعارض فالقصر, وإن لم نعتد فالمد كأنذرتهم, ولا يكون من باب آمن فلا يسوغ التوسط على هذا التقدير, فإذا قرئ بالمد في الأولى جاز في الثانية ثلاثة: المد والقصر والتوسط, وإذا قرئ بالتوسط في الأولى جاز في الثانية التوسط والقصر وامتنع المد, وإذا قرئ بقصر الأولى فالقصر في الثانية فقط, فالجملة ستة أوجه لا يجوز غيرها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 313 عند من أبدل كما حققه صاحب النشر ونظمها في قوله رحمه الله رحمة واسعة: للأزرق في الآن ستة أوجه ... على وجه إبدال لدى وصله تجري فمد وثلث ثانيا ثم وسطا ... به وبقصر ثم بالقصر مع قصري وأما على وجه تسهيلها فيظهر له ثلاثة أوجه في الألف الثانية: المد والتوسط والقصر, لكن القصر غريب في طرق الأزرق؛ لأن طاهر بن غلبون وابن بليمة اللذين رويا عنه القصر في باب أمن مذهبهما في همز الوصل الإبدال لا التسهيل, لكنه ظاهر من كلام الشاطبي وهو طريق الأصبهاني عن ورش, وهو أيضا لقالون وأبي جعفر "وإذا ركبت مع آمنتم" تحصل للأزرق حالة الوصل على وجه الإبدال فقط اثنا عشر وجها, نظمها شيخنا رحمه الله في "قوله": للأزرق في آمنتم حيث ركبت ... مع الآن بالإبدال وجهان مع عشري فإن تقصر آمنتم فمد أو اقصرن ... لأول مدى لأن والثان بالقصري وإن وسطت فالثاني أقصر ووسطن ... مع المد والتوسيط والقصر ذا فادري ومع مدها مد وقصر وعكسه ... وقصرهما والمد ذا ظاهر النشر قوله رحمه الله تعالى: فإنه تقصر آمنتم إلخ يعني إذا قرأت بقصر البدل في آمنتم فلك في الآن وجهان: الأول مد والألف المبدلة مع قصر الثاني, يعني الألف الواقعة بعد الهمزة المنقول حركتها إلى اللام, والثاني قصرهما, وقوله وإن وسطت إلخ أي: إذا قرأت بتوسط البدل في آمنتم, فلك في الآن ستة أوجه, المد والتوسط والقصر في الأول وعلى كل منها التوسط والقصر في الثاني "وقوله" ومع مدها إلخ يعني إذا قرأت بالمد في آمنتم فلك في الآن أربعة أوجه: مد الأول وقصر الثاني ثم مدهما ثم قصرهما ثم قصر الأول ومد الثاني, وأفاد شيخنا رحمه الله تعالى أنه ينبغي أن يبدأ بالقصر في آمنتم, ثم بمد الأول في الآن, وبقصر الثاني ثم يقصران ثم يؤتي بالتوسط في آمنتم ثم بمد الأول في الآن مع توسط الثاني, ثم قصره ثم بتوسط الأول في الآن مع توسط الثاني وقصره كذلك, ثم بقصر الأول منها مع ما ذكر من التوسط والقصر في الثاني, ثم بمد آمنتم مع مد كل من حرفي الآن ثم بمد الأول منها, وقصر الثاني ثم بعكسه ثم بقصرهما, "وقوله" ذا ظاهر النشر وجه ذلك كما يفيده ما تقدم عن النشر أنه إذا قرئ بقصر آمنتم جاز في الأول من الآن وجهان القصر سواء جعل من باب آمنتم, أو من باب ألد والمد على أنه من باب ألد وعدم الاعتداد بالعارض, وعليهما القصر في الثاني فقط؛ وذلك لأن مده على جعله من باب أمنتم والفرض أنه مقروء فيه بالقصر, وأنه إذا قرئ بتوسط آمنتم جاز في الأول من الآن القصر على جعله من باب آلد مع الاعتداد بالعارض والتوسط على جعله من باب آمنتم, والمد على جعله من باب ءأتذرتهم لعدم الاعتداد بالعارض, وعلى كل من الثلاثة ففي الثاني التوسط على أنه من باب آمنتم عند من لم يستثنه والقصر عند من استثناه, وأنه إذا قرئ بمد آمنتم جاز في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 314 الأول من الآن المد سواء جعل من باب أمنتم, وقد قرئ به أو من باب ءأنذرتهم لعدم الاعتداد بالعارض والقصر على أنه من باب ألد, وقد اعتد بالعارض وعلى كل منهما ففي الثاني القصر والمد على ما مر, فالجملة اثنا عشر وجها, وعلى وجه البدل "أما" على التسهيل لهمزة الوصل, فجملة ما فيها حينئذ خمسة أوجه: القصر في ألف آن على قصر في آمنتم والتوسط والقصر في ألف آن على التوسط في آمنتم والمد والقصر فيها على المد في أمنتم, بناء على ما مر من الاستثناء وعدمه, "وإذا" وقف عليها منفردة عن أمنتم تحصل فيها اثنا عشر وجها: ثلاثة مع التسهيل كحالة الوصل وتسعة مع الإبدال لا تخفى؛ وذلك لأنه إذا وقف عليها كان للمد سببان: السكون العارض والبدل, فإذا قصر الأول ففي الثاني ثلاثة: القصر سواء اعتبر سكون الوقف أو الإبدال, وسواء جعل الأول من باب أمنتم أو آلد, والتوسط والطول على جعل الأول من باب ألد, واعتد بالعارض سواء أيضا اعتبر في الثاني سكون الوقف, أو الإبدال, وكذا على جعل الأول من باب أمنتم, واعتبر في الثاني سكون الوقف وإذا وسط الأول جاز في الثاني القصر عند من استثناه والتوسط عند من لم يستثنه, والطول لسكون الوقف, وإذا مد الأول فإن جعل من باب ألد ولم يعتد بالعارض فثلاثة الثاني ظاهر, وإن جعل من باب أمنتم فالمد في الثاني ظاهر, وتوسطه وقصره عند من استثناه مع اعتبار سكون الوقف, ويوقف عليها لحمزة على وجه تسهيل همزة الوصل بالسكت على اللام, وبالنقل فقط, فإن ضربت في ثلاثة الوقف صارت ستة, أما على وجه إبدالها ففيه السكت أيضا, وعليه ثلاثة الوقف وفيه النقل وحينئذ يجوز المد والقصر في الألف المبدلة كنافع, وتضرب في ثلاثة الوقف بستة هذا كله على تدبير الهمزة الثانية, أما الأولى وهي همزة الاستفهام ففيها أربعة أوجه: التحقيق مع عدم السكت على الياء الحاصلة عن إشباع كسرة الهاء في به, ثم النقل, ثم الإدغام غير أن صاحب النشر اختار الإدغام على النقل كما مر. وقرأ "قيل" بالإشمام هشام والكسائي ورويس وأدغم لام "هَلْ تُجْزَوْن" [الآية: 52] حمزة والكسائي وهشام على ما صوبه عنه في النشر. وقرأ أبو جعفر "ويستنبونك" [الآية: 53] بحذف الهمزة مع ضم الياء على ما نص عليه الأهوازي وغيره كما مر في أتنبون "ووقف" "عليه" حمزة بالتسهيل كالواو على مذهب سيبويه وبالإبدال ياء على مذهب الأخفش, وبالحذف مع ضم الباء كأبي جعفر على اتباع الرسم وفتح ياء الإضافة من "ربي إنه" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر. وقرأ "تُرْجَعُون" [الآية: 56] بفتح أوله وكسر الجيم مبنيا للفاعل يعقوب, وعن الحسن قراءته بالغيب "وأدغم" دال "قد جاءتكم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف. واختلف في "فَلْيَفْرَحُوا" [الآية: 58] فرويس بتاء الخطاب وافقه الحسن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 315 والمطوعي وهي قراءة أبي وأنس رضي الله تعالى عنهما, ورفعها في النشر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي لغة قليلة؛ لأن الأمر باللام إنما يكثر في الغائب كقراءة الباقين والمخاطب المبني للمفعول نحو: لتعن بحاجتي يازيد, ويضعف الأمر باللام للمتكلم نحو: لأقم ولنقم ومنه قوله -صلى الله عليه وسلم- قوموا فلأصل لكم والباقون بالغيب, وكلهم سكن اللام إلا الحسن فكسرها. واختلف في "مما تجمعون" [الآية: 58] فابن عامر وأبو جعفر ورويس بالخطاب على الالتفات وتوافق قراءة رويس وافقهم الحسن والباقون بالغيب, "وسبق" قريبا حكم "أرأيتم" وكذا إبدال همزة الوصل وتسهيلها بعد همزة الاستفهام للكل من "آللَّهُ أَذِن" [الآية: 59] كموضع النمل "اللَّهُ خَيْرًا" [الآية: 59] ولم يفصلوا بين الهمزتين هنا بألف حال التسهيل لضعفها عن همزة القطع وأدغم ذال "إِذْ تُفِيضُون" [الآية: 61] أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف. واختلف في "وَمَا يَعْزُب" [الآية: 61] هنا وسبأ فالكسائي بكسر الزاي وافقه الأعمش والباقون بضمها لغتان في مضارع عزب. واختلف في "وَلا أَصْغَر وَلا أَكْبَر" [الآية: 61] هنا لحمزة ويعقوب وخلف في اختياره برفع الراء فيهما عطفا على محل مثقال؛ لأنه مرفوع بالفاعلية, ومن مزيدة فيه على حد وكفى بالله, ومنع صرفهما للوزن والوصف, وافقهم الحسن والأعمش والباقون بالفتح عطفا على لفظ مثقال أو ذرة, فهما مجروران بالفتحة لمنع صرفهما كما مر وخرج بالتقييد بهنا موضع سبأ المتفق على الرفع فيهما فيه, لكن في المصطلح لابن الفاصح نصبهما عن المطوعي. وقرأ "لا خَوْفٌ عَلَيْهِم" [الآية: 62] بفتح الفاء يعقوب وضم الهاء مع حمزة. وقرأ "يِحْزِنْك" [الآية: 65] نافع بضم الياء وكسر الزاي1. وقرأ "شُرَكَاءَ إِن" بتسهيل الثانية كالياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس. واختلف في "فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُم" [الآية: 71] فرويس من طريق أبي الطيب والقاضي أبو العلا عن النخاس بالمعجمة كلاهما عن التمار عنه بوصل الهمزة وفتح الميم من جمع ضد فرق, وقيل جمع وأجمع بمعنى والباقون بقطع الهمزة مفتوحة وكسر الميم, وبه قرأ رويس من باقي طرقه من أجمع يقال أجمع في المعاني وجمع في الأعيان كأجمعت أمري وجمعت الجيش. واختلف في "وَشُرَكَاءَكُم" [الآية: 71] فيعقوب برفع الهمزة عطفا على الضمير المرفوع المتصل بأجمعوا, وحسنه الفصل بالمفعول, ويجوز أن يكون مبتدأ حذف خبره أي: كذلك والباقون بالنصب نسقا على أمركم.   1 الباقون: "يحْزُنك". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 وقرأ "تُنْظِرُون" [الآية: 71] بإثبات الياء في الحالين يعقوب "وفتح" ياء الإضافة من "أجري إلا" نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص وأبو جعفر. واختلف في "وَتَكُونَ لَكُمَا" [الآية: 78] فأبو بكر من طريق العليمي بالتذكير؛ لأنه تأنيث مجازي والباقون بالتأنيث نظرا للفظ, وبه قرأ أبو بكر من طريق يحيى بن آدم وغيره, وقرأ "ساحر" بوزن فاعل نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب, والباقون بتشديد الحاء وألف بعدها على وزن فعال. وقرأ "السِّحر" [الآية: 81] بهمزة قطع الاستفهام وبعدها ألف بدل همزة الوصل الداخلة على لام التعريف أبو عمرو وأبو جعفر, فيجوز لكل منهما الوجهان من البدل مع إشباع المد والتسهيل بلا فصل بألف, كما مر, فما استفهامية مبتدأ وجئتم به خبره والسحر خبر مبتدأ محذوف أي: أي شيء أتيتم به أهو السحر, أو السحر بدل من ما, وافقهما اليزيدي والشنبوذي وعن المطوعي سحر بحذف ال وإثبات التنوين والباقون بهمزة وصل على الخبر تسقط وصلا وتحذف ياء الصلة بعد الهاء للساكنين وما موصولة مبتدأ وجئتم به صلتها والسحر خبره أي: الذي جئتم به السحر, وأما ما حكي عن إبدال همز "تبؤا" في الوقف ياء لحفص فغير صحيح كما صرح به الشاطبي رحمه الله تعالى في قوله: "لم يصح فيحملا" أي: لم يثبت فينقل, وأما وقف حمزة عليه فبتسهيل الهمزة كالألف. وقرأ "البُيُوت" [الآية: 87] و"بيوت" بكسر الباء قالون وابن كثير وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف. وقرأ "لِيُضِلُّوا" [الآية: 88] بضم الياء عاصم وحمزة والكسائي وخلف. واختلف عن ابن عامر في "وَلا تَتَّبِعَان" [الآية: 89] فروى ابن ذكوان والداجواني عن أصحابه عن هشام بفتح التاء وتشديدها وكسر الباء وتخفيف النون1 على أن لا نافية, ومعناه النهي, نحو: "لا تُضَار" أو يجعل حالا من فاستقيما أي: فاستقيما غير متبعين, وقيل نون التوكيد الثقيلة خففت, وقيل أكد بالخفيفة على مذهب يونس والفراء, وانفرد ابن مجاهد عن ابن ذكوان بتخفيف التاء الثانية وإسكانها وفتح الباء مع تشديد النون, ورواه سلامة بن هارون أداء عن الأخفش عن ابن ذكوان والوجهان في الشاطبية, لكن في النشر نقلا عن الداني أنه غلط من أصحاب ابن مجاهد سلامة؛ لأن جميع الشاميين رووا عن ابن ذكوان بتخفيف النون وتشديد التاء, ثم ذكر أنها صحت من طرق أخرى وبينها, ثم قال: وذلك كله ليس من طرقنا, ولذا لم يعرج عليها في الطيبة على عادته في الانفرادات, وروى الحلواني عن هشام بتشديد التاء الثانية وفتحها وكسر الباء وتشديد النون, وبه قرأ الباقون فتكون لا للنهي, ولذا أكد بالنون؛ لأن تأكيد النفي ضعيف "وسهل" أبو جعفر همز "إسرائيل" مع المد   1 أي: "ولا تَّبِعَان". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 والقصر واختلف في مدها عن الأزرق كما مر "وعن" الحسن "وجوزنا" بالقصر والتشديد من فعل المرادف لفاعل, وعنه أيضا "فاتبعهم" بالوصل وتشديد التاء. واختلف في "آمَنْتُ أَنَّه" [الآية: 90] فحمزة والكسائي وخلف بكسر همزة إنه على الاستئناف, وافقهم الأعمش والباقون بفتحها على أن محلها نصب مفعولا به لآمنت؛ لأنه بمعنى صدقت أو بإسقاط الباء أي: بأنه وتقدم "آلآن" [الآية: 91] وكذا تخفيف "نُنْجِيك" [الآية: 92] و"ثم نُنْجي" ليعقوب بالأنعام و"نُنِجي المؤمنين" لحفص والكسائي ويعقوب, كذلك ووقف يعقوب على ننج المؤمنين بالياء, والباقون بغير ياء للرسم, وقيل لا يوقف عليه لمخالفة الأصل أو الرسم, ولا خلاف في ثبوت ياء "ننجي رسلنا". وقرأ "فَسَل" [الآية: 94] بالنقل ابن كثير والكسائي وكذا خلف. وقرأ بإدغام دال "لَقَدْ جَاءَك" [الآية: 94] أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف, وقرأ "كلمت" بالإفراد بن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف كما مر بالأنعام. ووقف بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب, "وسهل" "أفأنت" الأصبهاني كوقف حمزة, واختلف في "ويجعل" فأبو بكر بنون العظمة مناسبة لكشفنا, والباقون بياء الغيبة لقوله: بإذن الله. وقرأ "قُلِ انْظُرُوا" [الآية: 101] بكسر اللام عاصم وحمزة ويعقوب, وسكن سين "رسلنا" أبو عمرو وأمال "يتوفيكم" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه, وكذا حكم اهتدى, وحكم دال "قد جاءكم" ذكر قريبا. المرسوم كتب في الشامي يسيركم بتقديم الحرف المطول وهو النون, وفي سائرها بتأخيره, واتفق على حذف ألف ياء آيت كيف أتت إلا في موضعين في هذه السورة: "وإذا تتلى عليهم آياتنا, مكر في آياتنا", ونقل بعضهم حذف ثاني نوني لننظر كيف هنا, وإنا لننصر بغافر تنبيها على أنها مخفاة, وروى نافع حقت كلمت ربك حقت عليهم كلمت ربك بحذف الألف, واتفقوا على كتابة من تلقاي نفسي بياء بعد الألف, ولكن الألف محذوفة في بعضها كما في النشر. التاءات "كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا" [الآية: 33، 96] بالتاء واختلف في حقت عليهم كلمت, وكذا موضع غافر, ياءات الإضافة خمس: "لي أن، إني أخاف، نفسي إن" [الآية: 15] "وربي إنه" [الآية: 53] "إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا" [الآية: 72] وياء زائدة "تُنْظِرُون" [الآية: 71] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 سورة هود مكية 1: وآيها مائة وعشرون وواحدة حرمي وبصري إلا المدني الأول وثنتان فيه شامي وثلاث كوفي خلافها سبع مما تشركون كوفي وحمصي في قوم لوط حرمي وكوفي ودمشقي من سجيل مدني أخير ومكي منضود وإنا عاملون غيرهما إن كنتم مؤمنين حمصي وحرمي مختلفين غيره "مشبه الفاصلة" تسعة: الر, وما يعلنون, إنما أنت نذير, فسوف تعلمون, سوف تعلمون, وفار التنور, فينا ضعيفا, يوم مجموع, وعكسه واحد كما تسخرون, القراءات سكت على كل حرف من "الر" أبو جعفر2 وأمال راءها أبو عمرو وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق وعن ابن محيصن "يمتعكم" بسكون الميم وتخفيف التاء من أمتع كقراءة ابن عامر فأمتعه "وشدد" البزي بخلفه "وإن تولوا" "وعن" ابن محيصن تولوا بضم التاء والواو واللام مبنيا للمفعول على أنه فعل ماض وضم ثانية كأوله, لكونه مفتتحا بتاء المطاوعة, وضمت اللام أيضا, وإن كان أصلها الكسر لأجل الواو بعدها, والأصل توليوا كتدحرجوا حذفت ضمة الياء ثم الياء فبقي ما قبل واو الضمير مكسورا, فضم لأجل الواو فوزنه تفعوا بحذف لامه "وفتح" ياء الإضافة من "إني أخاف" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر, وعن ابن محيصن "ويعلم مستقرها ومستودعها" ببناء الفعل للمفعول ورفع الاسمين وعن المطوعي "أنكم مبعوثون" بفتح الهمزة على أنها بمعنى لعل, أو يضمن القول معنى ذكرت. وقرأ "إِلَّا سِحْر" [الآية: 7] على وزن فاعل حمزة والكسائي وخلف, والباقون سحر بلا ألف وفتح ياء الإضافة من "عني أنه" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وعن الحسن والمطوعي "يُوف إليهم" بياء الغيب والجمهور بنون العظمة3 وسبق ضم هاء "لديهم" و"عليهم" لحمزة ويعقوب وعن الحسن "مُرْيَة" بضم الميم لغة أسد وتميم. وقرأ "يضعف" [الآية: 20] بالتشديد والقصر ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب ومد "لا جَرَمَ" وسطا حمزة بخلفه للمبالغة.   1 انظر الإتقان للسيوطي: "2/ 1254". [أ] . 2 أي: "أ، ل، ر". [أ] . 3 أي: "نوف". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 319 وأمال "كالأعمى" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه. وقرأ "تَذَكَّرُون" [الآية: 24] بتخفيف الذال حفص وحمزة والكسائي وخلف. واختلف في "إِنِّي لَكُمْ نَذِير" [الآية: 25] فنافع وابن عامر وعاصم وحمزة بكسر الهمزة على إضمار القول, وافقهم الأعمش والباقون بالفتح على تقدير حرف الجر أي: بأني "وفتح" ياء الإضافة "من إني أخاف" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر. وأمال "ما نريك" و"ما نري" و"لنريك" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق. وقرأ "بادئ" [الآية: 27] بالهمز أبو عمرو أي: أول الرأي بلا روية, وتأمل بل من أول وهلة, والباقون بغير همز, ويحتمل أن يكون كما ذكر, وأن يكون من بدأ ظهر أي: ظاهر الرأي دون باطنه أي: لو تأمل لظهر وهو في المعنى كالأول "وأدغم" لام "بل نظنكم" الكسائي. وقرأ "أَرَأَيْتُم" [الآية: 27] بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر, وللأزرق أيضا إبدالها ألفا فيشبع المد وحذفها الكسائي. واختلف في "فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُم" [الآية: 28] هنا فقرأ حفص وحمزة والكسائي وخلف بضم العين وتشديد الميم أي: عماها الله عليكم, وقرأ به أبي وافقهم الأعمش, والباقون بفتح العين وتخفيف الميم1 مبنيا للفاعل, وهو ضمير أي: خفيت وخرج بهنا موضع القصص المتفق على تخفيفه وفتح ياء الإضافة من "أجري إلا" نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص وأبو جعفر ومن "ولكني أراكم" نافع والبزي وأبو عمرو وأبو جعفر ومن "إذا" و"نصحي إن أردت" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر "وخفف" ذال "تذكرون" حفص وحمزة والكسائي وخلف "وأدغم" دال "قد جادلتنا" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف. وقرأ "ترجعون" [الآية: 34] بفتح أوله وكسر الجيم يعقوب2. وقرأ "بريء" بالإبدال مع الإدغام أبو جعفر بخلفه, وبذلك وقف حمزة وهشام بخلفه وتجوز إشارة بالروم والإشمام وحكى الحذف ولا يصح. وقرأ "جاء أمرنا" بإسقاط الأولى قالون والبزي وأبو عمرو ورويس من طريق أبي الطيب, قرأ ورش وأبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين, وللأزرق وجه ثان وهو إبدالها ألفا فيشبع المد, وقرأ قنبل من طريق ابن شنبوذ بإسقاط الأولى ومن طريق غيره تحقيقها وتسهيل الثانية وبإبدالها كالأزرق, والباقون بتحقيقهما.   1 أي: "فَعَمِيت". [أ] . 2 الباقون: "تُرْجَعون". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 320 اختلف في "مِنْ كُلِّ زَوْجَيْن" [الآية: 40] هنا وقد أفلح [الآية: 27] فحفص بتنوين كل فيهما على تقدير محذوف رضي عنه التنوين أي: من كل حيوان وزوجين مفعول باحمل وافقه الحسن والمطوعي, والباقون بغير بغير تنوين على إضافة كل إلى زوجين فاثنين مفعول احمل, ومن كل زوجين محله نصب على الحال من المفعول, كأنه كان صفة للنكرة فلما قدم عليها نصب حالا. واختلف في "مَجْرَاهَا" [الآية: 41] فحفص وحمزة والكسائي وخلف بفتح الميم مع الإمالة من جرى ثلاثي ولم يمل حفص في القرآن العزيز غيرها, كما تقدم وافقهم الشنبوذي, والباقون بالضم1 من أجرى أمالها منهم أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري, وقلله الأزرق, وأمال "مرساها" حمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق بخلفه على قاعدته, كما صوبه في النشر, وإن اقتضى كلام العنوان فتحها فقط, "وعن" المطوعي فتح الميمين مع الإمالة من جرى ورسى, وعن الحسن مجريها ومرسيها بياء ساكنة فيهما بدل الألف مع كسر الراء والسين اسما فاعلين من أجرى وأرسى بدلان من اسم الله تعالى. واختلف في "يَابُنَي" [الآية: 42] هنا و [يوسف الآية: 5] وفي لقمان ثلاثة [الآية: 13، 16، 17] وفي [الصافات الآية: 102] فحفص بفتح الياء في الستة؛ ذلك لأن أصل ابن بنو صغر على بنيو فاجتمعت الواو والياء, وسبقت إحداهما بالسكون قلبت الواو ياء وأدغمت فيها, ثم لحقها ياء الإضافة فاستثقل اجتماعها مع الكسرة فقلبت ألفا ثم حذفت الألف اجتزاء عنها بالفتحة, وقرأ أبو بكر هنا كذلك بالفتح, وقرأ ابن كثير الأول من لقمان "يَا بُنَي لا تُشْرِكْ بِاللَّه" بسكون الياء مخففة واختلف عنه في الأخير منها "يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاة" فرواه عنه البزي كحفص ورواه عنه قنبل بالتخفيف مع السكون كالأول وافقه ابن محيصن على التخفيف فيهما, وعن المطوعي كذلك في هود, ولا خلاف عن ابن كثير في كسر الياء مشددة في الأوسط من لقمان "يَا بُنَيَّ إِنَّهَا" وبه قرأ الباقون في الستة وأدغم باء "اركب" [الآية: 42] في ميم "معنا" أبو عمرو والكسائي ويعقوب واختلف عن ابن كثير وعاصم وقالون وخلاد, والوجهان صحيحان عن كل منهم, والباقون بالإظهار وأشم "قيل, وغيض" هشام والكسائي ورويس وقرأ "يا سماء أقلعي" بإبدال الثانية واو مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وعن المطوعي "الجودي" بسكون الياء مخففة لغة فيه. واختلف في "إِنَّهُ عَمِلَ غَيْر" [الآية: 46] فالكسائي ويعقوب بكسر الميم وفتح اللام فعلا ماضيا من باب علم ونصب غير مفعولا به, أو نعتا لمصدر محدوف أي: عملا غير والضمير لابن نوح عليه السلام, والباقون بفتح الميم ورفع اللام منونة2 على أنه خبر   1 أي: "مُجْراها". [أ] . 2 أي: "إنه عَمَلٌ غَيْرُ ... ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 321 إن وغير بالرفع صفة على معنى أنه ذو عمل, أو جعل ذاته ذات العمل مبالغة في الذم على حد رجل عدل, فالضمير حينئذ لابن نوح, ويحتمل عوده لترك الركوب أي: إن تركه لذلك وكونه مع الكافرين عمل غير صالح, وأما من جعله عائدا إلى السؤال المفهوم من النداء ففيه خطر عظيم, ينبغي تنزيه الرسل عنه, ولذا ضعفه الزمخشري. واختلف في "فَلا تَسْئَلْن" [الآية: 46] فنافع وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر بفتح اللام وتشديد النون1 وفتحها2 منهم ابن كثير والداجواني عن هشام وافقهما ابن محيصن, والباقون بإسكان اللام وتخفيف النون, وكلهم كسر النون سوى ابن كثير والداجواني كما مر, فوجه التشديد مع الفتح أنها المؤكدة, ولذا بنى الفعل ومع الكسر أنها المؤكدة الخفيفة أدغمت في نون الوقاية, ووجه التخفيف والكسر أنها نون الوقاية والفعل مجزوم بالناهية فسكنت اللام, والياء مفعوله الأول ومن حذفها فللتخفيف, وما مفعوله الثاني بتقدير عن وأثبت الياء فيها وصلا أبو عمرو وأبو جعفر وورش وفي الحالين يعقوب, والوقف لحمزة بالنقل, وأما بين بين فضعيف جدا يأتي موضع الكهف في محله إن شاء الله تعالى, وفتح ياء الإضافة من "إني أعظك" و"إني أعوذ بك" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر واتفقوا على تسكين "ترحمني أكن" وتقدم إدغام "تغفر لي" لأبي عمرو بخلف عن الدوري, وكذا إشمام قيل وقرأ "من إله غيره" بخفض الراء وكسر الهاء الكسائي وأبو جعفر كما مر بالأعراف وفتح ياء الإضافة من "أجري إلا" نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص وأبو جعفر ومن "فطرني أفلا" نافع والبزي وأبو جعفر ومن "إني أشهد الله" نافع وأبو جعفر. وأمال "اعتراك" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق "ويوقف" لحمزة وهشام بخلفه على "بريء" بالإبدال ثم الإدغام فقط لزيادة الياء, وبذلك قرأ أبو جعفر في الحالين بخلف عنه كما مر "وأثبت" الياء في "لا تنظرون" في الحالين يعقوب واتفقوا على إثبات ياء "فكيدوني" للرسم. وقرأ "صراط"3 [الآية: 56] بالسين قنبل من طريق ابن مجاهد ورويس وبالإشمام خلف عن حمزة "وشدد" البزي بخلفه تاء "فإن تولوا" وتقدم قريبا حكم "جاء أمرنا". وأمال "كل جبار" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي, وقلله الأزرق "وعن" الأعمش "وإلى ثمود" بالكسر على إرادة الحي والجمهور على منع صرفه للعلمية والتأنيث على إرادة القبيلة. وقرأ "مِنْ إِلَهٍ غَيْرُه" [الآية: 61] بخفض الراء الكسائي وأبو جعفر وذكر قريبا.   1 أي: "تسألنِّ". [أ] . 2 أي: "تسألنَّ". [أ] . 3 أي: "سراط". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 322 وقرأ "أرأيتم" بتسهيل الثانية قالون والأصبهاني وأبو جعفر والأزرق, وله إبدالها ألفا خالصة مع إشباع المد وحذفها الكسائي ومر آنفا حكم "جاء أمرنا". واختلف في "وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذ" [الآية: 66] وفي سأل [الآية: 11] "عَذَابِ يَوْمِئِذ" فنافع والكسائي وأبو جعفر بفتح الميم فيهما, على أنها حركة بناء لإضافته إلى غير متمكن وافقهم الشنبوذي, والباقون بالكسر فيهما إجراء لليوم مجرى الأسماء, فأعرب وإن أضيف إلى إذ لجواز انفصاله عنها, وأما "مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذ" فيأتي في محله بالنمل إن شاء الله تعالى. واختلف في "أَلا إِنَّ ثَمُودا" [الآية: 68] هنا وفي [الفرقان الآية: 38] "وَعَادًا وَثَمُودَا" وفي [العنكبوت الآية: 38] "وَثَمُودَ وَقَد" وفي [النجم الآية: 51] "وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى" فحفص وحمزة وكذا يعقوب بغير تنوين في الأربعة للعلمية والتأنيث على إرادة القبيلة, ويقفون بلا ألف كما جاء نصا عنهم, وإن كانت مرسومة وافقهم الحسن, وقرأ أبو بكر كذلك في النجم فقط, والباقون بالتنوين مصروفا على إرادة الحي1. واختلف في "أَلا بُعْدًا لِثَمُود" [الآية: 68] فالكسائي بكسر الدال مع التنوين وافقه الأعمش, والباقون بغير تنوين مع فتحها, وأدغم دال "ولقد جاءت" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف. وأمال "جاء" حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه وأسكن سين "رسلنا" أبو عمرو. واختلف في "قَالَ سَلام" [الآية: 69] هنا و [الذاريات الآية: 25] فحمزة والكسائي بكسر السين وسكون اللام بلا ألف2 فيهما, وقرأ الباقون وهم: نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وخلف بفتح السين واللام وبألف بعدها فيهما, وهما لغتان كحرم وحرام وخرج بقيد: قال قالوا سلاما اتفق عليه ما عدا الأعمش, فعنه بالكسر والسكون فيهما ورفع الميمين والجمهور على نصب الميم في الحرفين الأولين من السورتين, ورفع الثانيين منهما والنصب على المصدر أي: سلمنا عليك سلاما, أو بقالوا على معنى ذكروا سلاما ورفع الثاني أما خبر المحذوف أي: أمركم أو جوابي أو مبتدأ حذف خبره أي: وعليكم سلام. وأمال حرفي "رأى" ابن ذكوان وحمزة والكسائي وخلف والأكثرون عن الداجواني عن هشام وأبو بكر في رواية الجمهور عن يحيى, وقللهما الأزرق وأمال الهمزة وفتح الراء أبو عمرو, وتقدم تضعيف نقل الخلاف عن السوسي في الراء, وأنه ليس من طرق الكتاب, والباقون بفتحهما, وبذلك قرأ الجمهور عن الحلواني عن هشام, وكذا العليمي عن أبي بكر   1 أي: "ثمودا". [أ] . 2 أي: "سِلم". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 في رواية الجمهور أيضا, وأما فتح الراء وإمالة الهمزة عن شعيب عن يحيى عنه فانفرادة كما مر لا يقرأ بها, وإذا وقف عليها الأزرق هنا جازت له ثلاثة البدل, لتقدم الهمز على حرف المد, فإن وصلها بأيديهم تعين المد المشبع عملا بأقوى السببين وهو الهمز بعد حرف المد. واختلف في "يَعْقُوبَ، قَالَت" [الآية: 71] فحفص وابن عامر وحمزة بفتح الباء علامة جر عطفا على لفظ إسحاق, أو نصب بفعل مقدر يفسره ما دل عليه الكلام أي: ووهبنا يعقوب وافقهم المطوعي, والباقون بالرفع على أنه مبتدأ خبره الظرف قبله, وقرأ "ومن وراء إسحاق" بتسهيل الأولى قالون والبزي مع المد والقصر, وقرأ ورش وأبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب بتسهيل الثانية, وللأزرق وجه ثان وهو إبدالها ياء ساكنة من جنس سابقتها فيشبع المد للساكنين, وقرأ أبو عمرو وقنبل من طريق ابن شنبوذ ورويس من طريق أبي الطيب بحذف الأولى مع المد والقصر, ولقنبل من طريق الأكثرين تسهيل الثانية وإبدالها ياء كالأزرق, فيكمل له ثلاثة أوجه, والباقون بتحقيقهما. وأمال "يَا وَيْلَتي" [الآية: 72] حمزة والكسائي وخلف؛ لأن الظاهر انقلاب ألفها عن ياء المتكلم, وبالفتح والصغرى الأزرق والدوري عن أبي عمرو, ووقف عليها رويس بهاء السكت بخلف عنه. وقرأ "أألِدُ" [الآية: 72] بتسهيل الثانية وإدخال ألف قالون وأبو عمرو وأبو جعفر وهشام من طريق الحلواني غير الجمال, وقرأ ورش وابن كثير ورويس بتسهيلها بلا ألف, وللأزرق وجه ثان وهو إبدالها ألفا مع القصر فقط, لعروض حرف المد بالإبدال وضعف السبب بتقدمه, وقرأ الجمال عن الحلواني عن هشام بالتحقيق مع الإدخال, والوجه الثالث له التحقيق بلا إدخال من مشهور طرق الداجوني, وبه قرأ الباقون وعن المطوعي "شيخ" بالرفع خبر بعد خبر والجمهور على الحال من فاعل أألد أي: كيف تقع الولادة في هاتين الحالتين أو العامل فيه معنى الإشارة ووقف على "رحمت" بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب, وأدغم دال "قد جاء" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف "وأسكن" سين "رسلنا" أبو عمرو "وأشم" سين "سيء بهم" نافع وابن عامر والكسائي وأبو جعفر ورويس "ويوقف" عليه لحمزة وهشام بخلفه بالإبدال ياء وبالإدغام أيضا إجراء للأصلي مجرى الزائد. وأمال "وضاق" حمزة وافقه الأعمش فقط "وأثبت" ياء "ولا تخزون" وصلا أبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين يعقوب "وفتح" ياء الإضافة من "ضيفي أليس" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر. واختلف في "فأسر" هنا [الآية: 81] وفي [الحجر الآية: 65] وفي [الدخان الآية: 23] "فَأَسْرِ بِعِبَادِي" وفي [طه الآية: 77] و [الشعراء الآية: 52] "أَنْ أَسْر" فنافع وابن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 كثير وأبو جعفر بهمزة وصل تثبت ابتداء مكسورة1 مع كسر نون إن للساكنين, وافقهم ابن محيصن, والباقون بهمزة قطع مفتوحة تثبت درجا, وابتداء يقال سرى وأسرى للسير ليلا, وقيل أسرى لأول الليل وسرى لآخره, وأما سار فمختص بالنهار. واختلف في "إِلَّا امْرَأَتُك" [الآية: 81] هنا فابن كثير وأبو عمرو برفع التاء بدل من أحد, واستشكل ذلك بأنه يلزم منه أنهم نهوا عن الالتفات, إلا المرأة فإنها لم تنه عنه, وهذا لا يجوز, ولذا جعله في المغني مرفوعا بالابتداء والجملة بعده خبر, والمستثنى الجملة قال: ونظيره: "لست عليهم بمسيطر, إلا من تولى وكفر, فيعذبه الله" وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن, والباقون بالنصب مستثنى من بأهلك, وجعله في المغني استثناء منقطعا؛ لئلا تكون قراءة الأكثرين مرجوحة على أن المراد بالأهل المؤمنون, وإن لم يكونوا من أهل بيته ومر حكم "جاء أمرنا" وكذا "من إله غيره" وفتح ياء الإضافة من "إني أراكم بخير" نافع والبزي وأبو عمرو وأبو جعفر "ومر" حكم إمالة أراكم "وفتح" الياء من "إني أخاف" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر "وعن" المطوعي "تبخسوا" و"تعثوا" بكسر التاء فيهما "وعن" الحسن "تقيت الله" بالتاء المثناة فوق قال القاضي: هي تقواه التي تكف عن المعاصي والجمهور بالموحدة أي: ما أبقاه لكم من الحلال "ووقف" عليها بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب, والباقون بالتاء للرسم. وقرأ "أصلواتك" [الآية: 87] بالإفراد2 حفص وحمزة والكسائي وكذا خلف ولا خلاف في رفع التاء هنا ومر بالتوبة. وقرأ "مَا نَشَاءُ إِنَّك" [الآية: 87] بتسهيل الثانية كالياء وبإبدالها واوا مكسورة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس, ونقل ابن شريح جعلها كالواو مردود كما مر "ويوقف" لحمزة وهشام بخلفه على "نشاء" ونحوه مما رسم بالواو باثني عشر وجها, تقدمت في أنبؤا ما كانوا بأول الأنعام وتقدم قريبا حكم "أرأيتم" وأمال "أنهاكم عنه" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه "وغلظ" الأزرق لام "الإصلاح" وفتح ياء الإضافة من "توفيقي إلا بالله" نافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر وعن الأعمش ضم ياء "لا يَجْرِمَنَّكُم" [الآية: 89] من أجرم "وفتح" ياء الإضافة من "شقاقي أن" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر "ومن" "أرهطي أعز" نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن ذكوان وأبو جعفر وهشام بخلفه "وأظهر" ذال "اتخذتموه" ابن كثير وحفص ورويس بخلفه. وقرأ "مَكَانَتِكُم" [الآية: 93] بالجمع أبو بكر ومر بالأنعام, وتقدم حكم "جاء أمرنا" وأدغم تاء "بعدت ثمود" أبو عمرو وابن عامر بخلف عن ابن ذكوان فالإظهار طريق الصوري والإدغام طريق الأخفش وحمزة والكسائي3.   1 أي: "فاسر". [أ] . 2 أي: "أصلاتُك". [أ] . 3 وافقهم الأربعة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 325 وأمال "زادوهم" حمزة وهشام وابن ذكوان بخلفهما. وأمال "خاف" حمزة وحده وأثبت ياء "يأت لا تكلم" وصلا نافع وأبو عمرو والكسائي وأبو جعفر, وفي الحالين ابن كثير ويعقوب, والباقون بالحذف فيهما لقصد التخفيف على حد لا أدر اكتفاء بالكسرة "وشدد" تاء "لا تكلم" وصلا البزي بخلفه, وعن الحسن "شقوا" بضم الشين استعمله متعديا, يقال أشقاه الله وشقاه, والجمهور بفتحها من شقى فعل قاصر. واختلف في "سُعِدُوا" [الآية: 108] فحفص وحمزة والكسائي, وكذا خلف بضم السين بالبناء للمفعول من سعده الله بمعنى أسعده, وافقهم الأعمش, والباقون بفتحها مبنيا للفاعل من اللازم "وعن" ابن محيصن "لموفوهم" بسكون الواو وتخفيف الفاء من أوفى. واختلف في "وَإِنَّ كُلًّا" [الآية: 111] وفي "لما" هنا [الآية: 111] و [يس الآية: 32] و [الزخرف الآية: 35] و [الطارق الآية: 4] فنافع وابن كثير بتخفيف نون "إن" وميم "لما" هنا على أعمال أن المخففة, وهي لغة ثابتة سمع إن عمرا لمنطلق, وأما لما فاللام فيها هي الداخلة في خبر إن, وما موصولة أو نكرة موصوفة, ولام ليوفينهم لام القسم, وجملة القسم مع جوابه صلة الموصول أو صفة لما, والتقدير على الأول, وإن كلا للذين والله ليوفينهم, وعلى الثاني وإن كلا الخلق أو لفريق والله ليوفينهم والموصول أو الموصوف خبر لأن, وافقهما ابن محيصنو وقرأ أبو عمرو والكسائي ويعقوب وخلف عن نفسه بتشديد "إن" وتخفيف "لما" قال في الدر: وهي واضحة جدا فإن المشددة عملت عملها, واللام الأولى للابتداء دخلت على خبر أن, والثانية جواب قسم محذوف أي: وإن كلا للذين والله ليوفينهم وافقهم اليزيدي, وقرأ ابن عامر وحفص وحمزة وأبو جعفر بتشديدهما فإن على حالها, وأما لما فقيل أصلها لمن ما على أنها من الجارة دخلت على ما الموصولة أو الموصوفة أي: لمن الذين والله إلخ أو لمن خلق الله إلخ أدغمت النون الساكنة في الميم على القاعدة فصار في اللفظ ثلاث ميمات فخففت الكلمة بحذف أحدها, فصار اللفظ كما ترى وافقهم الشنبوذي, وقرأ أبو بكر بتخفيف النون وتشديد الميم جعل إن نافية, ولما كإلا وكلا منصوب بمفسر بقوله: ليوفينهم أو بتقدير أمري وافقه الحسن, وعن المطوعي تخفيف إن ورفع كل وتشديد لما على أن إن نافية, وكل مبتدأ, ولما بمعنى إلا وهي ظاهرة, وحكم لما بالطارق حكم هود تشديدا وتخفيفا, ويأتي موضع يس كالزخرف إن شاء الله تعالى1. واختلف في "وَزُلَفًا" [الآية: 114] فأبو جعفر بضم اللام للاتباع جمع زلفة نحو: بسرة وبسر بالضم وافقه الشنبوذي وعن الحسن وابن محيصن بإسكان اللام وعنه في وجه من المبهج ترك التنوين على وزن حبلى.   1 انظر الصفحة: "465" و"494". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 326 واختلف في "بقيَّة" [الآية: 116] فابن جماز بكسر الباء وإسكان القاف وتخفيف الياء1, والباقون بفتح الباء وكسر القاف وتشديد الياء "وسهل" همزة "لأملان" الثانية الأصبهاني عن ورش, وكذلك أبدل همزة "فؤادك" واوا مفتوحة, وكذا فؤاد بسبحان وغيرها, ولم يبدله الأزرق لكونه عين الكلمة لا فاءها. وقرأ "عَلَى مَكَانَاتِكُم" [الآية: 121] بألف بعد النون على الجمع أبو بكر ومر بالأنعام2. وقرأ "وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْر" [الآية: 123] بالبناء للمفعول نافع وحفص. وقرأ "تَعْمَلُون" [الآية: 123] بالخطاب نافع وابن عامر وحفص, وكذا أبو جعفر ويعقوب, والباقون بالغيب كما مر بالأنعام. المرسوم إن ثمودا في الإمام وغيره بالألف3 فكيدوني بالياء كذلك, وكتبوا الهمزة واوا في نشؤا إنك مع حذف الألف قبلها وزيادة ألف بعدها, وكتبوا يا وليتي بالياء بدل الألف, وفي مصحف أبي: جاء أمر ربك بياء وألف بعد الجيم, وكذا جاءتهم المسند إلى مؤنث متصل بضمير الغائبين, وكذا كتب في المكي جاء مع ضمير المذكرين الغائبين المرفوع والمنصوب نحو: جاءوا وجاءهم وكتب يوم يأتي بالياء في بعضها, قال السمين: وهو الوجه؛ لأنها لام الكلمة وحذفت في بعضها اجتزاء بالكسرة عن الياء. المقطوع والموصول اتفق على قطع أن لا إله إلا هو, وأن لا تعبدوا إلا الله, وعلى وصل إن الشرطية بلم في: فإلم يستجيبوا وعلى قطع ما عداها "الهاء" رحمت الله بالتاء بقيت الله كذلك هنا, فخرج وبقية بالبقرة وبقية ينهون ياءات الإضافة ثمان عشرة "إِنِّي أَخَاف" [الآية: 3، 26، 84] ثلاث "إِنِّي أَعِظُك" [الآية: 46] "إِنِّي أَعُوذ" [الآية: 47] "شِقَاقِي إن" [الآية: 89] "عَنِّي إِنَّه" [الآية: 10] "إِنِّي إِذًا" [الآية: 31] "نُصْحِي إِن" [الآية: 34] "ضَيْفِي أَلَيْس" [الآية: 78] "أَجْرِيَ إِلَّا" معا [الآية: 29، 51] "أَرَهْطِي أَعَز" [الآية: 92] "فَطَرَنِي أَفَلا" [الآية: 51] و"لَكِنِّي أَرَاكُم" [الآية: 29] و"إِنِّي أَرَاكُم" [الآية: 84] "إِنِّي أُشْهِدُ اللَّه" [الآية: 54] "تَوْفِيقِي إِلَّا" [الآية: 88] الزوائد أربع "فلا تسئلن" [الآية: 46] "ثُمَّ لا تُنْظِرُون" [الآية: 55] و"لا تُخْزُون" [الآية: 78] "يَوْمَ يَأْت" [الآية: 105] وذكر كل في محله.   1 أي: "بِقْيَة ... ". [أ] . 2 أي الباقون: "مكانتكم". [أ] . 3 قوله بالألف. أي: في جميع الرسوم، وهذا مما رسم على اللفظ فوجه الألف فيه الدلالة على جواز الصرف وعدمها في غيره على منعه, فالمنون قياسي وغيره اصطلاحي. وكذا يقال في الفرقان والعنكبوت والنجم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 327 سورة يوسف عليه السلام : مكية1 وآيها مائة وأحد عشر وفيها "مشبه الفاصلة" اثنا عشر: الر, سكينا, السجن فتيان, يابسات, معا, حمل بعير, كيل بعير, فصبر جميل, ما يأت, بصيرا لأولى, الألباب, وعكسه عشاء يبكون, بضع سنين, القراءات سبق سكت أبي جعفر2 على حروف "الر" كإمالة "الر" لأبي عمرو وابن عامر وأبي بكر حمزة والكسائي وخلف وتقليلها للأزرق ونقل "قرانا" و"القران" لابن كثير. واختلف في "يَا أَبَت" [الآية: 4] هنا و [مريم الآية: 42، 43، 44، 45] و [القصص الآية: 26] و [الصافات الآية: 102] فابن عامر وأبو جعفر بفتح التاء في السور الأربعة, والباقون بالكسر فيهن, وأصله يا أبي فعوض عن الياء تاء التأنيث فالكسر ليدل على الياء والفتح؛ لأنها حركة أصلها "ووقف" بالهاء ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب "وسهل" همز "رأيت" و"رأيتهم" الأصبهاني. وقرأ "أَحَدَ عَشَر" [الآية: 4] بسكون العين أبو جعفر كأنه نبه بذلك على أن الاسمين جعلا اسما واحدا ومر بالتوبة "وسبق" فتح "يا بني" لحفص والكسر للباقين بهود وأبدل همز "رؤياك" الأصبهاني وأبو عمرو بخلفه, وكذا أبو جعفر لكنه, إذا أبدل قلب الواو المبدلة ياء وأدغمها في الياء بعدها, وأمالها الدوري عن الكسائي وإدريس من طريق الشطي عن خلف قال في الطيبة: وخلف إدريس برؤيا لا بأل وبالفتح الصغرى أبو عمرو والأزرق "ويوقف" عليه لحمزة بإبدال الهمزة واوا على القياسي, وعلى الرسمي بياء مشددة كأبي جعفر, ونقل في النشر جوازه عن الهذلي وغيره, ثم ذكر أن الإظهار أولى وأقيس وعليه أكثر أهل الأداء. واختلف في "آيَاتٌ لِلسَّائِلِين" [الآية: 6] فابن كثير بالإفراد3 على إرادة الجنس, وافقه ابن محيصن والباقون بالجمع تصريحا بالمراد "وكسر" التنوين من "مبين اقتلوا"   1 انظر الصفحة: "2/ 1255" من الإتقان للسيوطي. [أ] . 2 أي: "أ، ل، ر". [أ] . 3 أي: "آية". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 328 وصلا أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب وقنبل من طريق ابن شنبوذ, وابن ذكوان من طريق الأخفش. واختلف في "غَيَابَة" [الآية:10، 15] معا فنافع وأبو جعفر بالجمع في الحرفين1 كأنه كان لتلك الجب غيابات, وهي أي: الغيابة قعره أو حفرة في جانبه, والباقون بالإفراد؛ لأنه لم يلق إلا في واحدة, والجب البئر التي لم تطو, وعن الحسن وكسر الغين وسكون الياء بلا ألف فيهما "وتلتقطه" بالتاء من فوق لإضافته لمؤنث, يقال قطعت بعض أصابعه. واختلف في "لا تَأْمَنَّا" [الآية:11] فأبو جعفر بالإدغام المحض بلا إشمام ولا روم فينطق بنون مفتوحة مشددة, وتقدم أنه يبدل الهمزة الساكنة قولا واحدا, والباقون الإدغام مع الإشارة, واختلفوا فيها فبعضهم يجعلها روما فيكون حينئذ إخفاء, فيمتنع معه بالإدغام الصحيح؛ لأن الحركة لا تسكن رأسا, وإنما يضعف صوت الحركة, وبعضهم يجعلها إشماما, فيشير بضم شفيته إلى ضم النون بعد الإدغام, فيصح معه حينئذ كمال الإدغام, وبالأول قطع الشاطبي, واختاره الداني, وبالثاني قطع سائر الأئمة, واختاره صاحب النشر, قال: لأني لم أجد نصا يقتضي خلافه؛ ولأنه أقرب إلى حقيقة الإدغام وأصرح في اتباع الرسم, وبه ورد نص الأصبهاني, وانفرد ابن مهران عن قالون بالإدغام المحض كأبي جعفر والجمهور على خلافه, ولم يعول عليه في الطيبة على عادته. واختلف في "نرْتَعْ وَنلْعَب" [الآية:12] فنافع وأبو جعفر بالياء من تحت فيهما2 إسنادا إلى يوسف عليه السلام, وكسر عين يرتع من غير ياء جزم بحذف حرف العلة من ارتعى افتعل من الرباعي, والفعلان مجزومان على جواب الشرط المقدر, وقرأ عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بالياء كذلك فيهما, لكن مع سكون العين, وافقهم الحسن والأعمش, وقرأ أبو عمرو وابن عامر بالنون فيهما, وسكون العين مضارع رتع انبسط في الخصب, فيكون صحيح الآخر جزمه بالسكون, وافقهما اليزيدي, وقرأ البزي بالنون فيهما وكسر العين من غير ياء, وقرأ قنبل كذلك إلا أنه أثبت الياء من طريق ابن شنبوذ وصلا ووقفا على لغة من يثبت حرف العلة في الجزم, ويقدر حذف الحركة المقدرة على حرف العلة واصلة من رعي فوزنه يفتعل وحذفها من طريق ابن مجاهد, والوجهان في الشاطبية كأصلها, لكن الإثبات ليس من طريقهما, كما نبه عليه في النشر؛ لأن طريقهما عن قنبل, إنما هو طريق ابن مجاهد, وعن ابن محيصن يرتع بضم الياء وكسر التاء وسكون العين. وقرأ "ليُحْزِنُنِي" [الآية:13] بضم الياء وكسر الزاي نافع3 "وفتح" ياء الإضافة منها نافع وابن كثير وأبو جعفر "وأبدل" همز "الذئب" ورش من طريقيه وأبو عمرو بخلفه.   1 أي: "غيابات". [أ] . 2 أي: "يرتع ويلعب". [أ] . 3 الباقون: "ليَحزُنُني". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 والكسائي وخلف عن نفسه وكذا وقف حمزة وعن الحسن والمطوعي "عُشَاء" بضم العين من العشوة بالضم والكسر وهي الظلام, وعن الحسن "كَدِب" بالدال المهملة قيل هو الدم الكدر, وأدغم لام "بل سولت" خلف وهشام على ما صوبه في النشر "وأدغم" تاء "وجاءت سيارة" أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام بخلفه. وأمال "فَأَدْلَى دَلْوَه" [الآية: 19] حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه. واختلف في "يَا بشري" [الآية: 19] فعاصم وحمزة والكسائي وخلف "يا بشرا" بغير ياء إضافة نداء للبشري أي: أقبلي وافقهم الأعمش وهم بالإمالة المحضة على أصلهم ما عدا عاصما ففتحها عنه حفص وأبو بكر من أكثر طرق يحيى بن آدم, وأمالها من أكثر طرق العليمي, والباقون بياء مفتوحة بعد الألف إضافة إلى نفسه, وفتحت الياء على القياس. وأمال الراء ابن ذكوان من طريق الصوري, وقللها الأزرق وعن أبي عمرو ثلاثة أوجه. الفتح وعليه عامة أهل الأداء, والإمالة المحضة رواها جماعة منهم الهذلي وابن مهران, والصغرى كما نص عليها ابن جبير, والثلاثة في الشاطبية كالطبية, وفي النشر الفتح أصح رواية, والإمالة أقيس وافقه اليزيدي. وأمال "مثواه" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه. واختلف في "هَيْت" [الآية: 23] فنافع وابن ذكوان وأبو جعفر بكسر الهاء وياء ساكنة وتاء مفتوحة ففتح الهاء وكسرها لغتان, ومن فتح التاء بناها عليه نحو: كيف وأين ولهشام فيها خلف, فالحلواني من جميع طرقه عنه بكسر الهاء وفتح التاء, كنافع إلا أنه همز وهي قراءة صحيحة, كما في النشر وغيره خلافا لمن وهم الحلواني, ومعناها تهيأ لي أمرك, وأحسنت هيئتك ولك متعلق بمحذوف على سبيل البدل كأنها قالت القول لك, وروى الداجوني كسر الهاء مع الهمز وضم التاء, قال الداني: وهذا هو الصواب, وجمع الشاطبي بين الوجهين ليجري على الصواب, وإن خرج بذلك عن طرقه وقرأ ابن كثير بفتح الهاء وياء ساكنة, وضم التاء تشبيها بحيث, وعن ابن محيصن كنافع وعنه فتح الهاء وسكون الياء وكسر التاء على أصل التقاء الساكنين, والباقون بفتح الهاء وسكون التاء وفتح التاء, والجمهور على أنها عربية اسم فعل كلمة حث وإقبال بمعنى هلم, وفيها لغات فتح الهاء بالياء مع تثليث حركة التاء كحيث وكسر الهاء وفتح التاء مع الياء والهمز والكسر والضم معه, وعليها جاءت القراءات الأربع, ولام لك متعلق بمقدر أي: أقول أو الخطاب لك قال في النشر: وليست فعلا ولا التاء فيها ضمير متكلم ولا مخاطب "وفتح" ياء الإضافة من "ربي أحسن" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر. وأمال "مَثْوَاي" [الآية: 23] الدوري عن الكسائي, وقلله الأزرق بخلفه على قاعدته كما صوبه في النشر خلافا لمن تعلق بظاهر عبارة التيسير فقطع له بالفتح فقط, والباقون بالفتح وخرج حمزة ومن معه عن أصلهم للتنبيه على رسمها بالألف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 330 وأمال حرفي "رأي" في الموضعين ابن ذكوان وحمزة والكسائي وخلف, والأكثرون عن الداجوني عن هشام وأبو بكر في رواية الجمهور عن يحيى, وقللهما الأزرق مع تثليث الهمزة وأمال الهمزة وفتح الراء أبو عمر, والخلاف عن السوسي في الراء ليس من طرق الكتاب كما مر, والباقون بفتحهما, وبه قرأ الجمهور عن الحلواني عن هشام وكذا العليمي عن أبي بكر, وأما فتح الراء عنه مع إمالة الهمزة فانفرادة كما مر "وسهل" الثانية كالياء من "الفحشاء إنه" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس. واختلف في "المخلُصِين" [الآية: 24] حيث جاء بأل وفي "مُخْلَصًا" [بمريم الآية: 51] فعاصم وحمزة والكسائي وخلف بفتح اللام منهما اسم مفعول وافقهم الأعمش, وقرأ نافع وأبو جعفر بفتح لام المخلصين خاصة, والباقون بالكسر فيهما اسم فاعل, وعن الحسن "دبر" الثلاث و"قبل" بسكون الباء, وهي لغة الحجاز وأسد وعنه "را قميصه" بألف من غير همز في هذه الكلمة للاتباع "ووقف" على "امرأت" معا بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب, وأمال "فتاها" هنا ولفتاه معا بالكهف حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق, وأدغم دال "قد شغفها" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف "وعن" الحسن وابن محيصن شعفها بالعين المهملة, قيل الشعف الجنون وقيل من شعف البعير إذا حناه بالقطران فأحرقه, والجمهور بالغين المعجمة أي: حرق شغاف قلبها, وأمال "لنراها" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه وحمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق, وقرأ أبو جعفر "متكا" بتنوين الكاف وحذف الهمزة بوزن متقي خفف بترك الهمزة كقولهم توضيت في توضأت "وعن" المطوعي متكأ بسكون التاء وبالهمز "وعن" الحسن بالتشديد والمد قبل الهمز أشبع الفتحة فتولد منها ألف, والباقون بتشديد التاء والهمز مع القصر وكسر التاء من "وقالت أخرج" أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب وضم الهاء من "عليهن" يعقوب وعنه خلف في الوقف عليها وكذا "لهن وأيديهن وكيدهن" بهاء السكت. واختلف في "حَاشَ لِلَّه" [الآية: 31، 51] معا فأبو عمرو بألف بعد الشين وصلا فقط1 على أصل الكلمة وافقه اليزيدي وابن محيصن والمطوعي, وعن الحسن حاش الإله فيهما, والباقون بالحذف, واتفقوا على الحذف وقفا اتباعا للرسم, إلا ما رواه الجعبري عن الأعمش من إثباتها في الحالين وهو خلاف ما في المصطلح, وتقدم ضم هاء "إليهن" ليعقوب مع خلفه في الوقف عليها بهاء السكت "واختلف" في "قال رب السجن" فيعقوب بفتح السين هنا خاصة على أنه مصدر أي: الحبس وإلى متعلق بأحب وليس أفعل هنا على بابه؛ لأنه لم يحب ما يدعونه إليه قط, والباقون بالكسر واتفقوا على كسر السين في "ودخل معه السجن, ويا صاحبي السجن" معا و"لبث في السجن" لأن المراد بها المكان, ولا يصح أن يراد بها المصدر بخلاف الأول, وعن الحسن "لتسجننه" بالخطاب وفتح باء   1 أي: "حاشا لله .... ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 الإضافة من "إني" معا السابقين لأراني نافع وأبو عمرو وأبو جعفر, ومن أراني أعصر وأرني أحمل نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر. وأمال "أراني" و"نريك" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه, وحمزة والكسائي وخلف, وبالصغرى الأزرق, وأبدل همز "نبئنا" أبو جعفر بخلف عنه, وأطلق ابن مهران الخلاف عنه من روايتيه. وقرأ "تُرْزَقَانِه" [الآية: 37] باختلاس كسرة الهاء قالون من طريقيه وابن وردان بخلف عنهما, والباقون بالإشباع "وفتح" ياء الإضافة من "ربي إنه" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر و"من أبائي إبراهيم" نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر, وعن المطوعي آبائي بتسهيل الهمزة الثانية "وسهل" الثانية مع إدخال ألف من "أأرباب" قالون وأبو عمرو وأبو جعفر وهشام في أحد أوجه, وقرأ ورش وابن كثير ورويس كذلك, لكن بلا إدخال, وللأزرق أيضا إبدالها ألفا مع المد للساكنين, والثاني لهشام التحقيق مع الإدخال, والثالث التحقيق بلا إدخال, وبه قرأ الباقون, ومر تفصيل الطرق غير مرة "وفتح" ياء الإضافة من "إني أرى" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر "وأبدل" الثانية واوا مفتوحة من "الملأ أفتوني" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس. وأمال "رُؤْيايَ " [الآية: 43] الكسائي والشطي عن إدريس عن خلف وخلف إدريس برؤياي لا بأل وأمال "للرؤيا" الكسائي فقط, وقللهما الأزرق وأبو عمرو بخلفهما "وتقدم" لأبي جعفر قلب الواو ياء وإدغامها في الياء. واتفقوا على عدم إمالة "نجا" لأنه واوي ثلاثي مرسوم بالألف "وعن" الحسن "واذكر" بذال معجمة وعنه أيضا "بعد أمة" بفتح الهمزة وتخفيف الميم وبهاء منونة من الأمة, وهو النسيان وعنه أيضا "أنبئكم آتيكم" بهمزة مفتوحة ممدودة بعدها تاء مكسورة وياء ساكنة مضارع آتي "ومد" "أنا أنبئكم" وصلا نافع وأبو جعفر "وأثبت" يعقوب الياء في "فأرسلون" في الحالين "ويوقف" لحمزة على "يوسف أيها" ونحوه مثل "الصديق أفتنا" بالتحقيق وبإبدال الهمزة واوا مفتوحة؛ لأنه متوسط بغير المنفصل "وفتح" ياء الإضافة من "لعلي أرجع" نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر. واختلف في "دأبا" فحفص بفتح الهمزة والباقون بسكونها, وهما لغتان في مصدر دأب يدأب داوم ولازم. واختلف في "يَعْصِرُون" [الآية: 49] فحمزة والكسائي وخلف بالخطاب وافقهم الأعمش, والباقون بالغيب وهما واضحتان, وأبدل همزة الملك "إيتوني" وقال: "إيتوني" من جنس ما قبلها أبو عمرو بخلفه, وورش وأبو جعفر وصلا, فإن ابتدئ بإيتوني فالكل على إبدالها ياء من جنس حركة همزة الوصل "ونقل" همزة "فسله" للسين ابن كثير والكسائي وخلف عن نفسه "ووقف" يعقوب بهاء السكت بخلفه على "أيديهن" و"بكيدهن" وقرأ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 "الآن" بالنقل ورش على أصله وابن وردان من طريق النهرواني, وابن هارون من طريق هبة الله "وعن" الحسن "حُصْحِص" بضم الحاء الأولى وكسر الثانية مبنيا للمفعول "وفتح" ياء الإضافة من "نفسي أن" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وقرأ "بالسوء إلا" بتسهيل الأولى كالياء قالون والبزي مع المد والقصر, والذي عليه الجمهور عنهما إبدالها واوا مكسورة وإدغام التي قبلها فيها, قال في النشر: وهذا هو المختار رواية مع صحته في القياس, وقرأ ورش وأبو جعفر وقنبل ورويس بتسهيل الثانية بين بين, وللأزرق وقنبل إبدالها حرف مد مع إشباع المد, ولقنبل وجه ثالث وهو إسقاط الأولى مع المد والقصر, وبه قرأ أبو عمرو ورويس في وجهه الثاني, والباقون بتحقيقهما وفتح ياء الإضافة من "ربي إن" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر. واختلف في "حَيْثُ نَشَاء" [الآية: 56] فابن كثير بالنون على أنها نون العظمة لله تعالى, وافقه الحسن والشنبوذي, والباقون بالياء والضمير ليوسف, وخرج بحيث نصيب برحمتنا من نشاء المتفق عليه بالنون "وسهل" الثانية من "جاء إخوة" كالياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس "وفتح" ياء الإضافة من "أني أوف" نافع وأبو جعفر بخلفه "وأثبت" يعقوب ياء "تقربون" في الحالين. واختلف في "لِفْتِيَتِه" [الآية: 61] فحفص وحمزة والكسائي وخلف بألف بعد الياء ونون مكسورة بعدها1 جمع كثرة لفتى, وافقهم الحسن والأعمش, والباقون بغير ألف وبتاء مثناة بدل النون جمع قلة له, فالتكثير بالنسبة للمأمورين والقلة بالنسبة للمتناولين. واختلف في "نَكْتَل" [الآية: 63] فحمزة والكسائي وخلف بالياء من تحت, والباقون بالنون. واختلف في "خير حفظا" [الآية: 64] فقرأ حفص وحمزة والكسائي وخلف "حافظا" بفتح الحاء وألف بعدها وكسر الفاء تمييزا, وحال وافقهم ابن محيصن بخلفه والشنبوذي, والباقون "حفظا" بكسر الحاء وسكون الفاء والنصب على التمييز فقط "وعن" المطوعي خبر حافظ بلا تنوين على الإضافة وبالألف مع الخفض وعن الحسن كسر راء "ردت" وهي لغة "وأثبت" ياء "تؤتون" وصلا أبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين ابن كثير ويعقوب. واتفقوا على إثبات "مَا نَبْغِي" [الآية: 65] وأمال "قضاها" و"آوى" حمزة والكسائي وخلف, وقللهما الأزرق بخلفه "وفتح" ياء الإضافة من "إني أنا" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر "ومد" الألف بعد النون وصلا من "أنا أخوك" نافع وأبو جعفر "وأبدل" الأزرق وأبو جعفر همز "مؤذن" واوا وبه وقف حمزة "وعن" ابن محيصن "تالله"   1 أي: "لفتيانه". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 بالله بالباء الموحدة وكذا كل قسم بالتاء "وعن" الحسن "وعاء" حيث جاء بضم الواو لغة فيه "وأبدل" الثانية من "وعاء أخيه" ياء مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس. واختلف في "نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاء" [الآية: 76] فيعقوب بالياء فيهما والفاعل الله, والباقون بالنون, وقرأ درجات بالتنوين عاصم وحمزة والكسائي وخلف, ومر بالأنعام "وأدغم" دال "فقد سرق" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف. وقرأ "اسْتَيْأَسُوا" من [الآية: 87] و"لا يَيْأَس" [الآية: 87] "إِذَا اسْتَيْأَس" [الآية: 110] وفي [الرعد الآية: 31] "أَفَلَمْ يَيْأَس" البزي من عامة طرق أبي ربيعة بتقديم الهمزة إلى موضع الياء, وتأخير الياء إلى موضع الهمزة, ثم يبدل الهمزة ألفا1, وروى الآخرون عن أبي ربيعة وابن الحباب عنه بالهمز بعد الياء بلا تأخير كالجماعة, وموافقة ابن وردان من طريق هبة الله للبزي في الإبدال التي ذكرها في الأصل انفرادة للحنبلي لا يقرأ بها, ولذا أسقطها في الطيبة "ويوقف" لحمزة "على يياس" وبابه بالنقل وبالإدغام على إجراء الياء الأصلية مجرى الزائدة, وحكي وجه آخر وهو القلب مع الإبدال كالبزي نقله في النشر عن الهذلي, وسكت عليه, وأما بين بين فضعيف. واتفقوا على رفع "مِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُم" [الآية: 80] على نية معنى المضاف إليه أي: من قبل هذا وما مزيدة "وفتح" ياء الإضافة من "يأذن لي أبي" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر ومن "أبي أو يحكم الله" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر "ونقل" همزة "وسل" إلى السين ابن كثير والكسائي وخلف عن نفسه "وأدغم" لام "بل سولت" حمزة والكسائي وهشام على ما صوبه في النشر, وعن الحسن "يا أسفي" بكسر الفاء وياء ساكنة, والجمهور بفتح الفاء وألف بعدها وهي عن ياء المتكلم "ووقف" عليها رويس بخلفه بهاء السكت. وأمال حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلقها, وكذا حكم "تولى" غير أن الدوري يفتحه فقط على قاعدته "ويوقف" لحمزة وهشام بخلفه على "تفتو" المرسوم بالواو بإبدال الهمزة ألفا لانفتاح ما قبلها على القياسي, وبتخفيفها بحركة نفسها فتبدل واوا مضمومة ثم تسكن ويتحد معه وجه اتباع الرسم ويجوز الروم والإشمام, فهذه أربعة والخامس تسهيلها كالواو مع الروم "وعن" الحسن "حتى يكون" بالغيب "حرضا" بضم الحاء والراء لغة, والجمهور بفتحهما وهو الإشفاء على الموت وعنه "وحزني" بفتحتين "وفتح" ياء الإضافة منها نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وابن عامر "وعن" الحسن "من روح الله" معا بضم الراء, والجمهور على الفتح وهو رحمته وتنفسه لغتان, وقيل معنى الأول من حيي معه روح الله فإنه يرجى.   1 أي: "اسْتَايَسُوا". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 وأمال "مُزْجَاة" [الآية: 88] حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه. وقرأ "أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ" [الآية: 105] بهمزة واحدة ابن كثير وأبو جعفر1 والباقون بهمزتين على الاستفهام التقريري, وهم على أصولهم فقالون وأبو عمرو بتسهيل الثانية مع الفصل بالألف, وورش ورويس كذلك, لكن بلا فصل, وقرأ الحلواني من مشهور طرقه عن هشام, وكذا الشذائي عن الداجوني بالتحقيق مع الفصل, وقرأ الداجوني غير الشذائي عنه بالتحقيق بلا فصل, وبه قرأ الباقون. وقرأ "يتقي" [الآية: 43] بإثبات الياء وصلا ووقفا قنبل من طريق ابن مجاهد من جميع طرقه, ولم يذكر في الشاطبية غيره, ووجه بأنه على لغة إثبات حرف العلة مع الجازم كقوله. ألم يأتيك والأنباء تنمي ومذهب سيبويه أن الجزم بحذف الحركة المقدرة وحذف حرف العلة للتفرقة بين المرفوع والمجزوم, وقيل هو مرفوع ومن موصولة وجزم يصير المعطوف عليه للتخفيف كينصركم في قراءة أبي عمرو, أو للوقف, ثم أجرى الوصل مجراه, وروى ابن شنبوذ حذفها في الحالين, والوجهان صحيحان عنه, وافقه فيهما ابن محيصن "وحذف" همز "خاطين" و"الخاطين" أبو جعفر ووقف به حمزة واختاره الآخذون باتباع الرسم وبالتسهيل بين بين, وحكى إبدالها ياء وضعف ومد لا النافية للجنس في "لا تثريب" وسطا حمزة بخلفه, "وأثبت" الياء في "تفندون" في الحالين يعقوب وفتح ياء الإضافة "من إني أعلم" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر "وأدغم" راء "استغفر لنا" أبو عمرو وبخلف عن الدوري وفتح ياء الإضافة من "ربي إنه" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر. وقرأ ابن عامر وأبو جعفر "يَا أَبَت" [الآية: 100] بفتح التاء, والباقون بالكسر ووقف عليها بالهاء ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب كما مر أول سورة البقرة, وأبدل همز "روياي" الأصبهاني وأبو عمرو بخلفه, وأبو جعفر لكن مع إدغام الواو بعد قلبها ياء في الياء, ويوقف عليه لحمزة بإبدال الهمز واوا على القياسي, وعلى الرسمي بياء مشددة كأبي جعفر فيقول رياي, ونقل في النشر جوازه عن الهذلي وغيره ثم رجح الإظهار, وأما الحذف فضعيف, وأمالها الكسائي والشطي عن إدريس وبالفتح والصغرى أبو عمرو والأزرق وأدغم دال "قد جعلها" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف, "واتفقوا" على تفخيم راء "مصر" وصلا, واختلفوا فيه وقفا كالوقف على عين القطر, فأخذ بالتفخيم فيهما جماعة كابن شريح نظرا لحرف الاستعلاء, وأخذ بالترقيق آخرون منهم الداني, واختار في النشر التفخيم في مصر والترقيق في القطر, قال: نظرا للوصل وعملا بالأصل أي: وهو   1 أي: "إنك". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 الوصل "وفتح" ياء الإضافة من "بي إذ" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر ومن "إخوتي أن" الأزرق وأبو جعفر "وسهل" الثانية كالياء من "يشاء إنه" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس ولهم إبدالها واوا مكسورة, وتقدم رد تسهيلها كالواو. وأمال "الدنيا" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمر, وللدوري عنه تمحيضها من طريق ابن فرح قال في النشر: وهو صحيح "وضم" هاء "لديهم" حمزة ويعقوب. وقرأ "وكأين" [الآية: 105] بألف ممدودة بعد الكاف بعدها همزة مكسورة1 ابن كثير, وكذا أبو جعفر, لكنه سهل الهمزة مع المد والقصر, ووقف على الياء أبو عمرو ويعقوب, والباقون بالنون "وفتح" ياء الإضافة من "سبيلي أدعوا" نافع وأبو جعفر واتفقوا على إثبات الياء في "ومن اتبعني". واختلف في "يوحي إليهم" [الآية: 109] هنا وفي [النحل الآية: 43] وأول [الأنبياء الآية: 7] و"يوحي إليه" ثاني [الأنبياء الآية: 25] فحفص وحده بنون العظمة وكسر الحاء في الأربعة مبنيا للفاعل, وقرأ حمزة والكسائي وخلف كذلك في ثاني الأنبياء, والباقون بضم الياء من تحت وفتح الحاء مبنيا للمفعول, وخرج بقيد إليهم وإليه نحو: يوحي إليك. وقرأ "يَعْقِلُون" [الآية: 109] بالخطاب نافع وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وسبق بالأنعام, وتقدم استيأس وبابه للبزي ووقف حمزة عليه. واختلف في "كَذَّبُوا" [الآية: 110] فعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف بالتخفيف وافقهم الأعمش ورويت عن عائشة رضي الله عنها, وروي عنها إنكارها وقد وجهت بوجوه فيها, وهو المشهور عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره أن الضمائر كلها ترجع إلى المرسل إليهم أي: وظن المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوهم فيما ادعوا من النبوة, وفيما يوعدون به من لم يؤمن من العقاب, ويحكى أن سعيد بن جبير لما أجاب بذلك, فقال الضحاك: وكان حاضرا لو رحلت في هذه المسألة إلى اليمن كان قليلا, والباقون بالتشديد على عود الضمائر كلها على الرسل أي: وظن الرسل أنهم قد كذبهم أممهم فيما جاؤا به لطول البلاء عليهم. واختلف في "فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاء" فابن عامر وعاصم ويعقوب بنون واحدة وتشديد الجيم وفتح الياء على أنه فعل ماض مبني للمفعول, ومن نائب فاعل "وعن" ابن محيصن "نجا" بفتح النون والجيم الخفيفة فعلا ماضيا, والباقون بنونين مضمومة فساكنة فجيم مكسورة مخففة فياء ساكنة2 مضارع أنجى, ومن مفعوله "وأبدل" همز "باسنا" والباس   1 أي: "وكائن". [أ] . 2 أي: "فنُنْجي". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 336 والباساء أبو عمرو بخلفه وأبو جعفر كوقف حمزة, وحققه الباقون ومنهم ورش من طريقيه. وقرأ "تصديق" بإشمام الصاد زايا حمزة والكسائي ورويس بخلفه وخلف. المرسوم كتب "قرانا" بحذف الألف كالزخرف, وفي المقنع بسنده إلى نافع "آيت للسائلين، غيبت الجب" بحذف الألفين أي: ألفي الجمع والألف بعد الياء محذوفة أيضا, لا تأمنا بنون واحدة, واتفق على حذف الواو التي هي صورة الهمز في باب الربا مطلقا لدا الباب بألف بعد الدال, واختلف في لدى الحناجر بغافر, والأكثر على الياء فيها تنبيها على أن مآلها للياء نحو: لدينا وأبو عبيد حاش لله بلا ألف, ما نبغي ومن اتبعني بالياء فيهما تنبيها, فنجي بنون واحدة في الكل, وكذا ننجي المؤمنين بالأنبياء, فوجه الحذف على قراءة النونين التخفيف "الهاء" امرأت العزيز معا بالتاء آيت بالتاء كموضع العنكبوت غيبت معا بالتاء, وكذا يأبت حيث وقع ياءات الإضافة اثنان وعشرون "لَيَحْزُنُنِي أَن" [الآية: 13] "رَبِّي أَحْسَن" [الآية: 23] "إِنِّي أَرَانِي" [الآية: 36] معا "أراني" [الآية: 36] معا "إِنِّي أَنَا" [الآية: 69] "أَبِي أَو" [الآية: 80] "لَعَلِّي أَرْجِع" [الآية: 46] "إِنِّي أَعْلَم" [الآية: 96] "أبي" [الآية: 80] "إنِّي أُوفِي" [الآية: 59] "حُزْنِي إِلَى" [الآية: 86] "إِخْوَتِي أن" [الآية: 100] "سَبِيلِي أَدْعُو" [الآية: 108] "رَبِّي إِنِّي" [الآية: 37] "نَفْسِي إِن" [الآية: 53] "رَحِمَ رَبِّي" [الآية: 53] "إِنَّ رَبِّي" [الآية: 53] "رَبِّي إِنَّه" [الآية: 98] "بِي إِذ" [الآية: 100] "ءابآئي إِبْرَاهِيم" [الآية: 38] الزوائد ست "فَأَرْسِلُون" [الآية: 45] "وَلا تَقْرَبُون" [الآية: 60] "تُفَنِّدُون" [الآية: 94] "تُؤْتُون" [الآية: 66] "نرتع" [الآية: 12] "مَنْ يَتَّق" [الآية: 90] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 سورة الرعد : مكية1 وقيل مدنية إلا: ولا يزال الذين كفروا, وآيها أربعون وثلاث كوفي, وأربع حرمي, وخمس بصري, وسبع شامي, خلافها ست خلق جديد والنور غير كوفي والبصير دمشقي والباطل حمصي, لهم سوء الحساب شامي, كل باب عراقي وشامي "شبه الفاصلة" خمسة: المر, تغيض الأرحام, تزداد, لربهم الحسنى, يكفرون بالرحمن, وعكسه يضرب الله الأمثال, القراءات سبق السكت على حروف "المر" لأبي جعفر كإمالة رائها لأبي عمرو وابن عامر وأبي بكر وحمزة والكسائي وخلف, وتقليلها للأزرق. وقرأ "يُغْشِي" [الآية: 3] بفتح الغين وتشديد الشين أبو بكر وحمزة والكسائي, وكذا خلف ويعقوب, والباقون بالسكون والتخفيف2 من أغشى, كما مر بالأعراف, وعن الحسن "ندبر" بالنون وعنه "قطعا متجاورات وجنات" بالنصب في الثلاثة على إضمار جعل وافقه المطوعي على جنات, والجمهور على الرفع في الثلاثة على الابتداء والفاعلية بالجار قبله. وأمال "مسمى" وقفا حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق. واختلف في "وزرع ونخيل، صنوان وغير" [الآية: 4] فابن كثير وأبو عمرو وحفص ويعقوب برفع الأربعة, فرفع زرع ونخيل بالعطف على قطع, ورفع صنوان لكونه تابعا لنخيل, وغير لعطفه عليه, وافقهم ابن محيصن واليزيدي, والباقون بالخفض تبعا لأعناب. واختلف في "تُسْقَى" [الآية: 4] فابن عامر وعاصم ويعقوب بالياء من تحت, وافقهم ابن محيصن والحسن أي: يسقى ما ذكر والباقون بالتأنيث مراعاة للفظ ما تقدم "وأمالها" حمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق بخلفه. واختلف في "وَنُفَصِّل" [الآية: 4] فحمزة والكسائي وخلف بالياء من تحت, وافقهم ابن محيصن والأعمش, والباقون بالنون. وقرأ "الْأُكُل" [الآية: 4] بسكون الكاف نافع وابن كثير "وأدغم" باء "تعجب" في   1 انظر الإتقان للسيوطي: "2/ 1255". [أ] . 2 أي: "يغشى". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 فاء "فعجب" أبو عمرو والكسائي وهشام وخلاد بخلف عنهما, ومر تفصيله في الإدغام الصغير, وأسقط ذكر الخلاف لهشام هنا في الأصل فليعلم. وقرأ "أئذا كنا ترابا أئنا" [الآية: 5] بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني نافع والكسائي ويعقوب وكل على أصله, فقالون بالتسهيل والمد وورش ورويس بالتسهيل والقصر والكسائي وروح بالتخفيف والقصر, وقرأ ابن عامر وأبو جعفر بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني, وكل على أصله أيضا فابن عامر بالتحقيق, فلا فصل بالألف, غير أن أكثر الطرق عن هشام على الفصل, وأما أبو جعفر فبالتسهيل والمد, والباقون بالاستفهام فيهما, فابن كثير بالتسهيل بلا فصل, وأبو عمرو بالتسهيل والفصل, وأما عاصم وحمزة وخلف فبالتحقيق والقصر "وكسر" الهاء والميم وصلا "من قبلهم المثلات" أبو عمرو ويعقوب وضمها حمزة والكسائي وخلف, وضم الميم فقط, والباقون ومثلها "لربهم الحسنى" "وأثبت" الياء وقفا من "هاد" كلاهما "ووال وواق" كلاهما ابن كثير على الأصل "وأثبتها" في الحالين في "المتعال" [الآية: 9] ابن كثير ويعقوب من غير خلاف, كما في النشر, وما ورد عن قنبل من حذفها في الحالين, أو في الوقف فغير مأخوذ به, وأظهر ذال "فاتخذتم" ابن كثير وحفص ورويس بخلفه. وأمال "الأعمى" [الآية: 16] حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه. واختلف في "أَمْ هَلْ تَسْتَوِي" [الآية: 16] الثانية فأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بالياء من تحت وافقهم الأعمش, والباقون بالتاء ولم يدغم أحد لام هل في تاء تستوي؛ لأن المدغم يقرأ بالتذكير, وورد كل من الإظهار والإدغام عن هشام, والأكثر عنه على الإظهار كما مر مفصلا في محله وعن ابن محيصن الإدغام "وضم" الهاء من "عليهم" حمزة كيعقوب عن الحسن والمطوعي "بقدرها" بسكون الدال. واختلف في "تُوقِدُون" [الآية: 17] فحفص وحمزة والكسائي وخلف بالياء من تحت, وافقهم ابن محيصن بخلفه المطوعي, والباقون بالتاء على الخطاب "وغلظ" الأزرق لام "يوصل" واختلف عنه في الوقف ورجح في النشر التغليظ "وأثبت" ياء "مآب" معا و"عقاب, متاب" في الحالين يعقوب وعن ابن محيصن "وحسن" بالنصب عطفا على طوبى المنصوب بإضمار جعل "ومر" نظير "عليهم الذي" كنقل "قرآنا" لابن كثير "وسبق" "أفلم ييأس" للبزي بخلفه بسورة يوسف كالهمز المفرد, ووقف حمزة عليه "وقرأ" كسر دال "ولقد استهزئ" وصلا أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب "وأظهر" ذال "أخذتهم" ابن كثير وحفص ورويس بخلفه, وأدغم لام "بل زين" الكسائي وهشام على ما صوبه عنه في النشر واختلف في "وَصَدُّوا" [الآية: 33] هنا و [غافر الآية: 37] "وَصَدٌّ عَن" فعاصم وحمزة والكسائي وخلف بضم الصاد فيهما على بناء للمفعول وافقهم الحسن والباقون بالفتح فيهما على البناء للفاعل, أما من صد أعرض وتولى فيكون لازما أو صد غيره أو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 نفسه فيكون متعديا, وعن الأعمش كسر الصاد أجراه كقيل "وتقدم" وقف ابن كثير على "هاد" بالياء وكذا "واق" معا "وقرأ" "أكلها" بسكون الكاف نافع وابن كثير وأبو عمرو ومر ياء "مآب" ليعقوب في الحالين1. واختلف في "وَيُثْبِت" [الآية: 39] فابن كثير وأبو عمرو وعاصم ويعقوب بسكون الثاء وتخفيف الباء الموحدة من أثبت, وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن والشنبوذي, والباقون بالفتح والتشديد2 ومفعوله محذوف إليهما أي: ما يشاء. واختلف في "وسيعلم والكافر" [الآية: 42] فابن عامر وعاصم حمزة والكسائي, وكذا خلف بضم الكاف, وتقديم الفاء وفتحها جمع تكسير3 وافقهم الأعمش والحسن, والباقون بفتح الكاف وتأخير الفاء مع كسرها على الإفراد "وعن الحسن" والمطوعي "ومن عنده" جار ومجرور خبر مقدم وعلم مبتدأ مؤخر, والجمهور من اسم موصول عطف على الجلالة والجملة بعده صلته أي: كفى بالله وبالذي عنده إلخ من مؤمني أهل الكتاب عبد الله بن سلام, وأما قراءة من عنده بالجر, وعلم بالبناء للمفعول والكتاب رفع به فليس من طرق هذا الكتاب. المرسوم اتفقوا على حذف ألف ترابا من أئذا كنا تربا هنا والنمل وكنت تربا بالنبأ, وعلى إثبات ألف كتاب من لكل أجل كتاب هنا, ولها كتاب بالحجر, وكتاب ربك بالكهف, وآيات الكتاب بالنمل, وفي الإمام كغيره وسيعلم الكفر بلا ألف, وكتب هاد وواق ووال بغير ياء, ويمحوا بواو وألف, المقطوع اتفقوا على قطع أن الشرطية عن ما المزيدة من وإن ما نرينك ووصل ما عداها ياءات الزوائد أربع "الْمُتَعَال" [الآية: 9] "مَآب" [الآية: 29] "مَتَاب" [الآية: 30] "عِقَاب" [الآية: 32] ومرت بأحكامها.   1 أي: في حال الوصل وفي حال الوقف. [أ] . 2 أي: "يُثَبِّت". [أ] . 3 أي: "الكُفَّار". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 سورة إبراهيم عليه الصلاة والسلام : مكية1 قيل إلا آيتين في كفار قتلى قريش ببدر: ألم تر إلى الذين بدلوا إلى آخرهما, وآيها إحدى وخمسون بصري واثنان كوفي وأربع حرمي وخمس شامي, خلافها سبع إلى النور معا حرمي وشامي وعاد وثمود حرمي وبصري بخلق جديد كوفي ودمشقي ومدني أول, وفرعها في السماء تركها غير أول وغير بصري, وسخر لكم الليل والنهار شامي, يعمل الظالمون شامي "مشبه الفاصلة" سبعة: الر, الظالمين, دائبين, يأتيهم العذاب, قريب, والسموات, من قطران, وعكسه ثلاثة, ما يشاء فيها سلام, هواء القراءات سبق سكت أبي جعفر على حروف "الر" كإمالة الراء وتقليلها بأول يونس وغيرها. واختلف في قراءة "اللَّهُ الَّذِي" [الآية: 2] فنافع وابن عامر وأبو جعفر برفع الجلالة الشريفة وصلا, وابتدأ بها على أنه مبتدأ خبره الموصول بعده, أو خبر مضمر أي: هو الله, وكذا قرأ رويس في الابتداء فقط, وافقهم الحسن في الحالين, والباقون بالجر على البدل مما قبله, أو عطف البيان؛ لأنه جرى مجرى الأسماء الأعلام لغلبته على المعبود بحق "وعن" الحسن "ويصدون" بضم الياء وكسر الصاد من أصد "وعن" المطوعي "بلسن قومه" بفتح اللام وسكون السين. وأمال "صَبَّار" [الآية: 5] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي, وقلله الأزرق ومر إمالة "أنجاكم" لحمزة والكسائي وخلف, وتقليله للأزرق بخلفه "ويوقف" لحمزة وهشام بخلفه على "نبؤا" المرسوم بالواو بإبدال الهمزة ألفا لانفتاح ما قبلها على القياس, وبتخفيفها بحركة نفسها فتبدل واوا مضمومة, ثم تسكن للوقف ويتحد معه وجه اتباع الرسم, ويجوز الروم والإشمام فهذه أربعة والخامس تسهيلها كالواو مع الروم "وأدغم" ذال "إذ تأذن" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف "وسهل" همز "تأذن" بين بين الأصبهاني بخلف عنه "وأسكن" سين "رسلهم" وباء "سبلنا" أبو عمرو وأمال "جاءتهم" حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه وأمال "فأوحى" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه.   1 انظر الإتقان للسيوطي: "2/ 1257". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 341 وأمال "خاف" حمزة وأثبت ياء "وعيد" وصلا ورش وفي الحالين يعقوب "وعن" ابن محيصن "واستفتحوا" بكسر التاء الثانية على صيغة الأمر. وأمال "وخاب" حيث جاء حمزة والداجوني عن هشام من طريق التجريد والروضة والمبهج وغيرها, وابن ذكوان من طريق الصوري, وفتحه الباقون وبه قرأ الحلواني وابن سوار وغير عن الداجوني عن هشام والأخفش عن ابن ذكوان, وقرأ "الرياح" بالجمع نافع وأبو جعفر1. واختلف في "خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض" [الآية: 19] و"خَلَقَ كُلَّ دَابَّة" في [النور الآية: 45] فحمزة والكسائي وخلف بألف بعد الخاء وكسر اللام ورفع القاف2 اسم فاعل وخفض "السموات" على الإضافة والأرض على العطف عليه "كل" في النور على الإضافة أيضا, وافقهم الحسن والأعمش, والباقون بفتح الخاء واللام بلا ألف وفتح القاف فعلا ماضيا, ونصب السموات بالكسرة والأرض, وكل على المفعولية وفتح ياء الإضافة من "لي عليكم" حفص وحده. واختلف في "بِمُصْرِخِي" [الآية: 22] فحمزة بكسر الياء وافقه الأعمش لغة بني يربوع, وأجازها قطرب والفراء وإمام النحو واللغة والقراءة أبو عمرو بن العلاء, وهي متواترة صحيحة, والطاعن فيها غالط قاصر, ونفي النافي لسماعها لا يدل على عدمها, فمن سمعها مقدم عليه إذ هو مثبت, وقرأ بها أيضا يحيى بن وثاب وحمران بن أعين وجماعة من التابعين, وقد وجهت بوجوه منها أن الكسرة على أصل التقاء الساكنين, وأصله مصرخين حذفت النون للإضافة فالتقى ساكنان ياء الإعراب وياء الإضافة, وهي ياء المتكلم وأصلها السكون فكسرت للتخلص من الساكنين, والباقون بفتح الياء؛ لأن الياء المدغم فيها تفتح أبدا "وأثبت" ياء "أشركتمون" وصلا أبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين يعقوب "وعن" الحسن "وأدخل الذين" برفع اللام مضارعا وقرأ "أكلها" بسكون الكاف نافع وابن كثير وأبو عمرو, ومر بالبقرة ككسر تنوين "خبيثة أجتثت" لقنبل وابن ذكوان بخلفهما وأبي عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب. وأمال "مِنْ قَرَار" [الآية: 26] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والكسائي وكذا خلف وبالصغرى الأزرق, وأما حمزة فعنه الكبرى والصغرى من روايتيه والفتح من رواية خلاد, وبه قرأ الباقون "وأبدل" الثانية واوا مفتوحة من "ما يشاء ألم" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وأمال "البوار" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي, وقلله الأزرق وحمزة من روايتيه كما في الشاطبية وعليه المغاربة جميعا, والفتح له رواية العراقيين قاطبة "ووقف" "على نعمت" بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب.   1 الباقون: "الريح". [أ] . 2 أي: "خالق". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 342 واختلف "لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِه" [الآية: 30] وفي [الحج الآية: 9] "لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّه" [وفي لقمان الآية: 6] "لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّه" وفي [الزمر الآية: 8] "لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِه". فابن كثير وأبو عمرو بفتح الياء في الأربعة, وقرأ رويس كذلك في غير لقمان من غير طريق أبي الطيب, وروى عنه أبو الطيب بعكس ذلك, ففتح الياء في لقمان وضمها في الباقي, وافقهم ابن محيصن واليزيدي في الأربعة, والحسن في الزمر, والباقون بالضم في الأربعة من أضل رباعيا, واللام للجر مضمرة أن بعدها, وهي للعاقبة حيث كان مآلهم إلى ذلك, أو للتعليل وفتح ياء الإضافة من "قل لعبادي الذين" نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم ورويس وأبو جعفر وخلف عن نفسه, وقرأ "لا بيع فيه ولا خلال" بالرفع والتنوين نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف, وسبق حكم "وآتاكم" للأزرق من حيث مد البدل والتقليل والفتح, وعن الحسن والأعمش "من كل" بتنوين كل وما بعدها إما نافية أو موصولة, فالجمهور على إضافة كل إلى ما, وتكون من تبعيضية أي: بعض جميع ما سألتموه يعني من كل شيء سألتموه شيئا, فإن الموجود من كل صنف بعض ما في قدرة الله تعالى, قاله القاضي وقرأ "إبراهام" هنا بالألف ابن عامر سوى النقاش عن الأخفش, وكذلك المطوعي عن الصوري كلاهما عن ابن ذكوان. وأمال "عصاني" الكسائي, وقلله الأزرق بخلفه, وفتح ياء الإضافة من إني أسكنت نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر. واختلف في "أَفْئِدَة" [الآية: 37] هنا فهشام من جميع طرق الحلواني بياء بعد الهمزة1 لغرض المبالغة على لغة المشبعين من العرب على حد الدراهم والصياريف, وليست ضرورة بل لغة مستعملة معروفة, ولم ينفرد بهما الحلواني عن هشام, ولا هشام عن ابن عامر كما بينه في النشر, فالطعن فيها مردود, وروى الداجوني من أكثر الطرق عن هشام بغير ياء, وبه قرأ الباقون جمع فؤاد كغراب وأغربه, وخرج بهنا نحو: وأفئدتهم هواء المجمع على أنها بغير ياء أي: قلوبهم فارغة من العقول "وضم" هاء "إليهم" حمزة ويعقوب وأمال "ما يخفى" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه, وعن ابن محيصن "وهبني على الكبر" بالنون عوضا من اللام, وأثبت الياء في "دعاء" وصلا ورش وأبو عمرو وحمزة وأبو جعفر وقنبل من طريق ابن شنبوذ, وحذفها في الحالين من طريق ابن مجاهد, وهذا هو طريق النشر الذي هو طريق كتابنا, وورد أيضا إثباتها وقفا أيضا من طريق ابن شنبوذ قال في النشر: وبكل من الحذف والإثبات قرأت عن قنبل وصلا ووقفا وبه أخذ في الحالين البزي ويعقوب. وقرأ "تَحْسَبَن" [الآية: 42] بفتح السين ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر "وعن" الحسن "إنما نؤخرهم" بنون العظمة, وبذلك انفرد القاضي أبو العلا عن النخاس   1 أي: "أفئيدة". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 عن رويس ولم يعول على ذلك في الطيبة على عادته وضم هاء "يأتيهم" "العذاب" وصلا ووفقا يعقوب وضم الميم معها وصلا, وضمهما حمزة والكسائي وخلف وصلا, وكسرهما كذلك أبو عمرو وكسر الهاء وضم الميم الباقون. واختلف في "لِتَزُول" [الآية: 46] فالكسائي بفتح اللام الأولى ورفع الثانية1 على أن أن مخففة من الثقيلة, والهاء مقدرة واللام الأولى هي الفارقة بين المخففة والنافية, والفعل مرفوع أي: وإنه كان مكرهم وافقه ابن محيصن, والباقون بكسر الأولى ونصب الثانية على أنها نافية, واللام لام الجحود والفعل منصوب بعدها بأن مضمرة, ويجوز جعلها أيضا مخففة من الثقيلة, والمعنى إنهم مكروا ليزيلوا ما هو كالجبال الثابتة ثباتا وتمكنا من آيات الله تعالى, وشرائعه قاله القاضي وعن الحسن "رسله" بإسكان السين ومر قريبا "تحسبن". وأمال "الْقَهَّار" [الآية: 48] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي, وقلله الأزرق وحمزة بخلف عنه تقدم تفصيله في البوار. وأمال "وَتَرَى الْمُجْرِمِين" [الآية: 49] وصلا السوسي بخلفه. وأمال "وَتَغْشَى" [الآية: 50] حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه. المرسوم به الريح بلا ألف واختلف في الريح لواقح بالحجر باييم الله بياء بين المشددة والميم في بعض المصاحف, وفي بعض بألف مكانها فلا تلوموني فمن تبعني بالياء فيها, وقال: الضعفؤا بواو بعد الفاء وزيادة ألف بعدها, وكذا نبؤا بواو بعد الباء فألف عصاني بالياء. "المقطوع" اتفقوا على قطع لام من كل ما سألتموه فقط "الهاء" نعمت الله معا بالتاء ياءات الإضافة ثلاث "لِّي عَلَيْكُم" [الآية: 22] "لِعِبَادِيَ الَّذِين" [الآية: 31] "إِنِّي أَسْكَنْت" [الآية: 37] والزوائد ثلاث أيضا "وعيد" [الآية: 14] "أشركتمون" [الآية: 22] "دُّعَاء" [الآية: 40] .   1 أي: "لَتَزُول". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 344 سورة الحجر : مكية وآيها تسع وتسعون "مشبه الفاصلة" موضع الر القراءات سبق السكت على "الر" لأبي جعفر كإمالة الراء وتقليلها ونقل "قُران" لابن كثير كوقف حمزة والسكت له وصلا على الراء بخلفه كابن ذكوان وحفص وإدريس عن خلف. واختلف في "ربما" [الآية: 2] فنبافع وعاصم وأبو جعفر بتخفيف الباء الموحدة والباقون بتشديدها1 لغتان. وقرأ "وَيُلْهِهِمُ الْأَمَل" [الآية: 3] بضم الهاء الثانية رويس بخلفه, وتقدم حكم ضم الميم وصلا وحدها, أو مع الهاء غير مرة, واختلف في "ما تنزل الملائكة" [الآية: 8] فأبو بكر بضم التاء وفتح النون والزاي مشددة مبنيا للمفعول "الملائكة" بالرفع نائب الفاعل, وقرأ حفص وحمزة والكسائي وخلف بنونين الأولى مضمومة والأخرى مفتوحة وكسر الزاي مشددة مبنيا للفاعل2 "الْمَلائِكَة" بالنصب مفعولا به وافقهم الأعمش, وعن ابن محيصن بنونين مضمومة فساكنة مع كسر الزاي مخففة, والباقون بفتح التاء والنون والزاي مشددة مبنيا للفاعل مسند للملائكة, وأصله تتنزل حذفت إحداهما تخفيفا الملائكة بالرفع فاعله, وقرأ بتشديد تائه موصولة بما البزي بخلفه أدغم التاء المحذوفة لغيره في تاليها بعد أن نزلها منزلة الجزء من الكلمة السابقة, لتوقف الإدغام على تسكين المدغم وتعذر التسكين في المبدوء به, واتفقوا على تشديد "وما ننزله إلا بقدر" وأدغم تاء "وقد خلت سنة" أبو عمرو وهشام من طريق الداجوني وابن عبدان عن الحلواني وحمزة والكسائي وخلف وعن المطوعي "يعرجون" بكسر الراء لغة هذيل. واختلف في "سُكِّرَت" [الآية: 15] فابن كثير بالبناء للمفعول مع تخفيف الكاف3 من سكرت الماء في مجاريه إذا منعته من الجري, فهو متعد فلا يشكل بأن المشهور أن سكر لازم فكيف يبنى للمفعول؛ لأن اللازم من سكر الشراب أو الريح فقط, وافقه ابن محيصن والحسن, والباقون كذلك إلا أنهم شددوا الكاف.   1 أي: "رُبّما". [أ] . 2 أي: "تُنَزِّل". [أ] . 3 أي: "سُكِرَت". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 وقرأ "بل نحن" بإدغام اللام في النون الكسائي, وأدغم دال "ولقد جعلنا" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف, وتقدم اتفاقهم على قراءة "معايش" بالياء بالأعراف. وقرأ "الريح لواقح" بالأفراد حمزة وخلف1 "وغلظ" الأزرق لام "صلصال" بخلف عنه, والأصح ترقيقها كما في النشر لسكون اللام. وأمال "أبي" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه وعن الحسن "والجان" بهمزة مفتوحة بعد الجيم بلا ألف حيث وقع وفتح لام "المخلصين" نافع وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف كما مر بيوسف. وقرأ "صِرَاط" بالسين قنبل2 من طريق ابن مجاهد ورويس وأشمها خلف عن حمزة. واختلف في "عَلَيَّ مُسْتَقِيم" [الآية: 41] فيعقوب بكسر اللام وضم الياء منونة3 من علو الشرف, وافقه الحسن والباقون بفتح اللام والياء بلا تنوين أي: من مر عليه مر علي والمعنى أنه أي: المشار إليه بهذا طريق على يؤدي إلى الوصول إلي, ويجوز أن يكون المراد حق علي أن أراعيه نحو: وكان حقا علينا نصر المؤمنين. وقرأ "جزء" [الآية: 44] بضم الزاي أبو بكر وحذف أبو جعفر الهمز وشدد الزاي, وكأنه ألقى حركة الهمزة على الزاي, ووقف عليها فشددها على حد قولهم خالد بتشديد الدال, ثم أجرى الوصل مجرى الوقف "ويوقف" عليها لحمزة وهشام بخلفه بالنقل مع الإسكان والروم والإشمام فهي ثلاثة كما في النشر, وأما التشديد فشاذ. وقرأ "وعيون" [الآية: 45] بكسر العين ابن كثير وابن ذكوان وأبو بكر وحمزة والكسائي وكسر تنوينه أبو عمرو وقنبل وابن ذكوان بخلفهما وعاصم وحمزة وروح. وقرأ رويس فيما رواه القاضي وابن العلاف والكارزيني ثلاثتهم عن النخاس بالمعجمة وأبو الطيب والشنبوذي عن التمار عنه بضم تنوين عيون "وكسر" خاء "ادخلوها" مبنيا للمفعول من أدخل رباعيا, فالهمزة للقطع نقلت حركتها إلى التنوين, ثم حذفت وروى السعيدي والحمامي كلاهما عن التمار عن النخاس وهبة الله كلاهما عن رويس بضم الخاء فعل أمر, وكذلك قرأ الباقون ولا خلاف في الابتداء في القراءتين بضم الهمزة "وأبدل" همز "نبيء" أبو جعفر في الحالين كوقف حمزة, وأما "نبئهم" فلم يبدلها أبو جعفر كأنبئهم ووقف حمزة عليها بالبدل, واختلف عنه في الهاء كما مر فكسرها ابن مجاهد وابن غلبون وضمها الجمهور, ومال إليه في النشر "وفتح" ياء الإضافة من "عبادي" ومن "إني أنا" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر "وأدغم" ذال "إذ دخلوا" أبو عمرو وهشام وابن ذكوان من طريق الأخفش وحمزة والكسائي وخلف "وعن" الحسن "لا توجل" بضم التاء مبنيا للمفعول.   1 الباقون: "الرياح". [أ] . 2 أي: "سراط". [أ] . 3 أي: "علي". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 وقرأ "يُبَشِّرُك" [الآية: 53] بالتخفيف1 حمزة واختلف في تبشرون فنافع بكسر النون مخففة, والأصل تبشرونني الأولى للرفع والثانية للوقاية, حذفت نون الوقاية للثقل, ثم حذفت الياء على حد أكرمني مجتزيا عنها بالكسرة المنقولة إلى النون الأولى, وقيل المحذوف الأولى وعليه سيبويه, وقرأ ابن كثير بكسر النون مشددة أدغم الأولى في الثانية تخفيفا, وحذف ياء الإضافة اكتفاء بالكسرة, وافقه ابن محيصن والباقون بفتحها مخففة. تنبيه في النشر إذا وقف على المشدد بالسكون نحو: صواف ودواب وتبشرون عند من شدد النون فمقتضى إطلاقهم لا فرق في قدر هذا المد وقفا ووصلا, ولو قيل بزيادة في الوقف على قدره في الوصل لم يكن بعيدا, فقد قال كثير منهم بزيادة ما شدد على غير المشدد, وزادوا مد لام من ألم على مد ميم من أجل التشديد فهذا أولى لاجتماع ثلاث سواكن ا. هـ. وعن "الحسن القانطين" بغير ألف كفرحين. واختلف في "وَمَنْ يَقْنَط" [الآية: 56] هنا و"يقنطون" [بالروم الآية: 36] "لا تَقْنَطُوا" [بالزمر الآية: 53] فأبو عمرو والكسائي وكذا يعقوب وخلف بكسر النون وافقهم اليزيدي والحسن والأعمش, والباقون بفتحها كعلم يعلم لغة فيه والأول كضرب يضرب لغة أهل الحجاز وأسد وهي الأكثر, ولذا أجمعوا على الفتح في الماضي في قوله تعالى: من بعد ما قنطوا. وقرأ "لَمُنَجُّوهُم" [الآية: 59] بالتخفيف حمزة2 والكسائي ويعقوب وخلف كما مر بالأنعام. واختلف في "قَدَّرْنَا" [الآية: 60] هنا و [النمل الآية: 57] فأبو بكر بتخفيف الدال3 والباقون بتشديدها, وهما لغتان بمعنى التقدير لا القدرة أي: كتبنا وأسقط الهمزة الأولى من "جاء آل" قالون والبزي وأبو عمرو ورويس من طريق أبي الطيب, وقنبل من طريق ابن شنبوذ وسهل الثانية بين بين ورش وأبو جعفر وقنبل ورويس من غير طريقهما المذكورين, وللأزرق وجه ثان وهو إبدالها ألفا, وكذا قنبل في وجهه الثالث, لكن سبق في باب الهمزتين من كلمتين عن النشر أن بعضهم اقتصر على التسهيل لهما, ومنع البدل في ذلك, ونظيره وهو جاء آل فرعون؛ وذلك لأن بعدها ألفا فيجتمع ألفان حالة البدل, واجتماعهما متعذر, وقيل تبدل فيهما كسائر الباب, ثم فيهما بعد البدل وجهان: أحدهما أن تحذف الألف للساكنين, والثاني أن لا تحذف ويزاد في المد فتفصل تلك الزيادة بين الساكنين قال: وقد أجاز بعضهم على وجه الحذف الزيادة في المد على مذهب من روى المد عن الأزرق, لوقوع حرف المد بعد همز ثابت فحكى فيه المد والتوسط والقصر, وفيه نظر وحينئذ فالمعول عليه حالة البدل وجهان: القصر على تقدير حذف الألف, والمد على   1 والتخفيف أي: "يَبْشُرك". [أ] . 2 أي: "لَمُنْجوهم". [أ] . 3 أي: "قَدْرَنا". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 347 عدم الحذف للفصل بين الساكنين, ويمتنع التوسط للأزرق, وأما على وجه التسهيل فالثلاثة جارية له كما تقدم, وتقدم الخلاف عن أبي عمرو في إدغام "آل لوط" وكذا يعقوب. وقرأ"فَأَسْر" [الآية: 65] بهمزة وصل1 نافع وابن كثير وأبو جعفر, والباقون بهمزة قطع مفتوحة "وتقدم" نظير "جاء أهل المدينة" "وأثبت" الياء "تفضحون" وفي "تخزون" في الحالين يعقوب "وفتح" ياء الإضافة من "بناتي أن" نافع وأبو جعفر "وعن" المطوعي "سكرتهم" بضم السين "وعن" الحسن "ينحتون" هنا والشعراء بفتح الحاء, ورويت عن أبي حيوة وقرأ "بيوتا" بضم الباء ورش وأبو عمرو وحفص وأبو جعفر ويعقوب, وأمال "أغنى" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه "وعن" المطوعي "هو الخالق" بكسر اللام والجمهور الخلاق بالفتح والتشديد "ومر" نقل "القرآن" لابن كثير "وفتح" ياء الإضافة من "أني أنا" نافع وابن كثير وأبو جعفر. وقرأ "فَاصْدَع" [الآية: 94] بإشمام الصاد الزاي حمزة والكسائي وخلف ورويس بخلفه. المرسوم اختلف في حذف الألف من الريح لواقح, واتفقوا على إثباتها في كتاب وكتبوا بالياء أبشرتموني والمثاني. ياءات الإضافة أربع: "عِبَادِي" [الآية: 49] "إني أنا" [الآية: 49] "بَنَاتِي إِن" [الآية: 71] "إِنِّي أَنَا" [الآية: 89] ومن الزوائد ثنتان "فَلا تَفْضَحُون" [الآية: 68] "وَلا تُخْزُون" [الآية: 69] .   1 أي: "فاسر". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 348 سورة النحل : مكية1 غير ثلاث: وإن عاقبتم إلى آخرها, وآيها مائة وعشرون وثمان آيات, شبه الفاصلة اثنا عشر: قصد السبيل, وما يشعرون, ما تسرون, وما يعلنون, ما يشاؤن, طيبين, ما يكرهون, يؤمنون, هل يستوون, وباق قليل وعكسه خمسة: ما لا تعلمون, وما تعلنون, وهم مستكبرون, فيكون, لا يفلحون, القراءات أمال "أتى" ابن ذكوان في رواية الأكثرين عن الصوري عنه, وحمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه ومثله "سبحانه وتعالى" إلا أن ابن ذكوان بفتحه. وقرأ "عَمَّا يُشْرِكُون" [الآية: 1، 3] معا بتاء الخطاب حمزة والكسائي وخلف وسبق بيونس. واختلف في "يُنَزِّلُ الْمَلائِكَة" [الآية: 2] فروح بالتاء من فوق مفتوحة وفتح الزاي المشددة مثل "تنزل" في سورة القدر المتفق عليه "الملائكة" بالرفع على الفاعلية, وافقه الحسن والباقون بالياء مضمومة وكسر الزاي ونصب الملائكة, وهم في تشديد الزاي على أصولهم فابن كثير وأبو عمرو ورويس بسكون النون وتخفيف الزاي, والباقون بفتح النون مع التشديد للزاي "وأثبت" الياء في "فاتقون" في الحالين يعقوب, ووقف حمزة وهشام بخلفه على "دفء" بالنقل مع إسكان الفاء والروم والإشمام. واختلف في "بِشِقِّ الْأَنْفُس" [الآية: 7] فأبو جعفر بفتح الشين وافقه اليزيدي, فخالف أبا عمرو, والباقون بكسرها مصدران بمعنى واحد المشقة, وقيل الأول مصدر والثاني اسم, وقيل بالكسر نصب الشيء قال القاضي: كأنه ذهب نصف قوته بالتعب. وقرأ "رؤُوف" [الآية: 7] بقصر الهمز أبو عمرو وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب, "وأشم" قصد السبيل حمزة والكسائي وخلف ورويس بخلفه. وأمال "شاء" حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه. واختلف في "يُنْبِت" [الآية: 11] فأبو بكر بالنون2 والباقون بياء الغيبة.   1 انظر الإتقان للسيوطي: "2/ 1260". [أ] . 2 أي: "ننبت". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 349 وقرأ "وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ" [الآية: 12] برفعهما ابن عامر وقرأ هو وحفص "والنجومُ مسخراتُ" بالرفع فيهما ومر بالأعراف. وأمال "وَتَرَى الْفُلْك" [الآية: 14] وصلا السوسي بخلفه وعن الحسن "وبالنُّجم" بضم النون وسكون الجيم هنا, وفي سورة النجم على أنها مخففة من قراءة ابن وثاب بضم النون والجيم, أو لغة مستقلة, والجمهور على فتح النون وسكون الجيم, فقيل المراد به كوكب بعينه كالجدي والثريا, وقيل هو اسم جنس. وقرأ "أَفَلا تَذَكَّرُون" [الآية: 17] بتخفيف الذال حفص وحمزة والكسائي وخلف ومر بالأنعام. واختلف في "وَالَّذِينَ تَدْعُون" [الآية: 20] فعاصم ويعقوب بياء الغيبة على الالتفات من خطاب عام للمؤمنين إلى غيب خاص للكافرين, وافقهما الحسن, والباقون بتاء الخطاب, مناسبة لتسرون التفاتا من الخطاب العام إلى الخاص "وأشم" قاف "قيل" هشام والكسائي ورويس. وأمال "أوزار" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي, وقلله الأزرق, وتقدم نظير "عليهم السقف" وعن ابن محيصن السقف بضم السين والقاف على الجمع. واختلف في "شُرَكَائِيَ الَّذِين" [الآية: 27] فالبزي بخلف عنه بحذف الهمزة1 على لغة قصر الممدود ذكره الداني في التيسير واتبعه الشاطبي لكن, قال في النشر: وهو وجه ذكره الداني حكاية لا رواية وبين ذلك, وأنه ثبت من طرق أخرى عن البزي, ثم قال: وليس في ذلك شيء يؤخذ به من طرق كتابنا, أي: فضلا عن طرق الشاطبية, وأصلها ولذا لم يعرج عليه في طيبته قال: ولولا حكاية الداني له عن النقاش لم نذكره, وكذلك لم يذكره الشاطبي إلا تبعا لقول التيسير للبزي بخلف عنه, وهو خروج منهما عن طرقهما المبني عليهما كتابهما, وقد طعن في هذه الرواية من حيث إن قصر الممدود لا يكون إلا في ضرورة الشعر, والحق أنها ثبتت عن البزي من الطرق المتقدمة لا من طرق التيسير ولا الشاطبية ولا من طرقنا, فينبغي أن يكون قصر الممدود جائز في الكلام على قلته كما قال بعض أئمة النحو انتهى ملخصا, والباقون بإثبات الهمزة قال في النشر: وهو الذي لا يجوز من طرق كتابنا غيره, وعن الحسن بالحذف كهذه الرواية عن البزي, إلا أنه عم كلما كان مثله, وعن ابن محيصن إسكان يائه هنا من المبهج وفتحها من المفردة كالباقين. واختلف في "تُشاقون" [الآية: 27] فنافع بكسر النون مخففة والأصل   1 أي: "شركاي". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 350 "تشاقونني" فحذف مجتزيا بالكسر كما تقدم في "تبشرون" والباقون بفتحها مخففة أيضا والمفعول محذوف أي: المؤمنين أو الله. وأمال "الكافرين" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه, والدوري عن الكسائي ورويس, وقلله الأزرق. واختلف في "تتوفيهم الملائكة" [الآية: 28، 32] في الموضعين هنا فحمزة وخلف بالياء فيهما على التذكير, وافقهما الأعمش, والباقون بالتاء على التأنيث, وهم في الفتح والإمالة على أصولهم. وقرأ "تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَة" [الآية: 33] حمزة والكسائي وخلف بالياء على التذكير, والباقون بالتأنيث كما مر بالأنعام. وأمال "وحاق" حمزة وحده "وكسر نون" "أن اعبدوا الله" أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب. واختلف في "لا يَهْدِي مَنْ يَضِل" [الآية: 37] فعاصم وحمزة والكسائي وخلف بفتح الياء وكسر الدال على البناء للفاعل أي: لا يهدي الله من يضله فمن مفعول بيهدي, ويجوز أن يكون يهدي بمعنى يهتدي فمن فاعله, وافقهم الحسن والأعمش, والباقون بضم الياء وفتح الدال1 على البناء للمفعول, ومن نائب الفاعل والعائد محذوف. وقرأ فيكون والذين [الآية: 40] بالنصب ابن عامر والكسائي "وأبدل" همز "لنبوئنهم" ياء مفتوحة أبو جعفر كوقف حمزة عليه وقرأ "يوحي إليهم" بالنون مبنيا للفاعل حفص, وتقدم بيوسف كنقل "فسئلوا" لابن كثير والكسائي, وكذا خلف وتسهيل الأصبهاني همزة "أفأمن" الثانية ومر حكم "بهم الأرض" "وقصر" همز "لرؤف" أبو عمرو وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب. واختلف في "أو لم يروا إلى ما خلق الله" [الآية: 71] فحمزة والكسائي وخلف بالخطاب لقوله: فإن ربكم, وافقهم الأعمش, والباقون بالغيب لقوله أفأمن الذين. واختلف في "يتفيؤا" [الآية: 76] فأبو عمرو ويعقوب بالتأنيث لتأنيث الجمع, وافقهما اليزيدي والباقون بالتذكير؛ لأن تأنيثه مجازي ويوقف عليه لحمزة وهشام بخلفه بإبدال الهمزة ألفا, لكونها بعد فتح على القياسي, وبتخفيفها بحركة نفسها فتبدل واوا مضمومة, ثم تسكن للوقف ويتحد مع الرسم, ويجوز الروم والإشمام فهذه أربعة ويجوز خامس وهو بين بين على تقدير روم حركة الهمزة, وأثبت ياء "فارهبون" في الحالين ويعقوب "وبوقف" لحمزة على "تجأرون" بالنقل فقط "وغلظ" الأزرق لام "ظل" وصلا واختلف عنه في الوقف, وكذا حكي عنه الخلاف وصلا, والأرجح التغليظ فيهما.   1 أي: "يُهْدَي". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 351 وأمال "يتوارى" أبو عمرو وابن ذكوان بخلف وحمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق. وأمال "الأعلى" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق فيهما بخلفه "وأما" "جاء أجلهم" من حيث الهمزتان فتقدم حكمه غير مرة, ونظيره جاء أحد بالنساء. وقرأ "لا جرم" بمد لا متوسطا حمزة بخلف عنه. واختلف في "مُفْرَطُون" [الآية: 62] فنافع بكسر الراء مخففة اسم فاعل من أفرط إذا تجاوز, وقرأ أبو جعفر بكسرها مشددة من فرط قصر, والباقون بالفتح مع التخفيف اسم مفعول من أفرطته خلفي أي: تركته ونسيته. وأمال "فأحيا به" الكسائي, وقلله الأزرق بخلفه. واختلف في "نُسْقِيكُم" [الآية: 66] هنا و"قَدْ أَفْلَح" [الآية: 21] فنافع وابن عامر وأبو بكر ويعقوب بالنون المفتوحة فيهما مضارع سقي, وعليه قوله تعالى: "وسقيهم ربهم", وافقهم اليزيدي والحسن والشنبوذي, وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص وحمزة والكسائي وخلف بالنون المضمومة من أسقى, ومنه قوله تعالى: "فأسقيناكموه", وافقهم ابن محيصن, وقرأ أبو جعفر بالتاء المفتوحة على التأنيث1 مسندا للأنعام, ولا ضعف فيها من حيث إنه أنث نسقيكم, وذكر بطونه؛ لأن التذكير والتأنيث باعتبارين, قاله أبو حيان واتفقوا على ضم "وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا" [بالفرقان الآية: 49] إلا ما يأتي عن المطوعي في فتحه "وللشاربين" ذكر خلفه في الإمالة لابن ذكوان. وقرأ "بُيُوتًا" [الآية: 68] بكسر أوله قالون وابن كثير وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف "وضم" راء "يعرشون" ابن عامر وأبو بكر ومر بالأعراف. واختلف في "يَجْحَدُون" [الآية: 71] فأبو بكر ورويس بالخطاب والباقون بالغيبة "وعن" ابن محيصن بخلفه توجهه بالخطاب. وقرأ "صِرَاط" [الآية: 76] بالسين قنبل2 من طريق ابن مجاهد ورويس, وأشم الصاد زايا خلف عن حمزة "وأدغم" رويس "جعل لكم" كل ما في هذه السورة وهو ثمانية بخلف عنه, كأبي عمرو ويعقوب بكماله من المصباح "وكسر" حمزة الهمز والميم "من بطون أمهاتكم" وصلا والكسائي الهمزة فقط. واختلف في "أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْر" [الآية: 79] فابن عامر وحمزة ويعقوب وخلف بالخطاب لقوله: والله أخرجكم, وافقهم الحسن والأعمش, والباقون بالغيب قوله: ويعبدون إلخ "ومر" قريبا حكم "بيوتكم".   1 أي: "تسقيكم". [أ] . 2 أي: "سراط". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 352 واختلف في "ظَعْنِكُم" [الآية: 80] فابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بإسكان العين, وافقهم الأعمش, والباقون بفتحها, وهما لغتان بمعنى كالنهْر والنهَر. وأمال "وأوبارها وأشعارها" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي وبالصغرى الأزرق ووقف حمزة على "وأشعارها أثاثا" بتخفيف الهمزة في الكلمتين وبتسهيل الأولى بين بين مع تخفيف الثانية, وتسهيلها بين بين مع المد والقصر, وله السكت على حرف المد مع التخفيف فقط, فمد الثانية في وجهي التحقيق فهي ستة أوجه وكلاهما متوسط بغيره, غير أن الثاني منفصل, وعلى "من الجبال أكنانا" بوجهين أولهما التحقيق, وثانيهما إبدال الهمزة ياء مفتوحة "ويوقف" بالهاء على "يعرفون نعمت" لابن كثير وأبي عمرو والكسائي ويعقوب ومثلها وبنعمت الله المتقدمة. وأمال الراء وفتح الهمزة من "رأ الذين ظلموا" و"رأ الذين أشركوا" أبو بكر وحمزة وخلف والباقون بالفتح هذا هو المقروء به, وما حكاه الشاطبي رحمه الله تعالى من الخلاف في الهمز عن أبي بكر وفيها وفي الراء عن السوسي متعقب كما تقدم في الأنعام "ومر" حكم نظير "إليهم القول" "ووقف" حمزة وهشام بخلفه على "وإيتاي" ونحوه مما رسم بياء بعد الألف بإبدال الهمزة الثانية ألفا مع المد والقصر والتوسط, وبالتسهيل كالياء مع المد والقصر فهي خمسة, وإذا أبدلته ياء على الرسمي فالمد والتوسط والقصر مع سكون الياء والقصر مع روم حركتها فتصير تسعة, وفي الهمزة الأولى التحقيق وبين بين لتوسطها بزائد فصارت ثمانية عشر. وأمال "وينهى" و"أربى" حمزه والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق. وقرأ "تَذَكَّرُون" [الآية: 90] بالتخفيف حفص وحمزة والكسائي وخلف1 "وأدغم" دال "وقد جعلتم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف "ووقف" ابن كثير على "باق" بالياء. واختلف في "وليجزين الذين" [الآية: 127] فابن كثير وابن عامر بخلف عنه وعاصم وأبو جعفر بنون العظمة مراعاة لما قبله, وافقهم ابن محيصن وهي رواية النقاش عن الأخفش والمطوعي عن الصوري, كلاهما عن ابن ذكوان, وكذا رواه الرملي عن الصوري من غير طريق الكارزيني, وكذا رواه الداجوني عن أصحابه عن هشام, وقد قطع الداني بوهم من روى النون عن ابن ذكوان, وتعقبه الجعبري وغيره, قال في النشر: قلت ولا شك في صحة النون عن هشام وابن ذكوان جميعا من طرق العراقيين قاطبة, فقد قطع بذلك عنهما أبو العلاء الهمداني كما رواه سائر المشارقة, والباقون بالياء على الغيب, وهو نص المغاربة قاطبة من جميع طرقهم عن هشام وابن ذكوان جميعا وجها واحدا, واتفقوا على النون في "ولنجزينهم" لأجل "فلنحيينه" قبله.   1 الباقون: "تَذَّكَّرون". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 353 وقرأ "مَا يُنْزِل" [الآية: 101] بسكون النون وتخفيف الزاي ابن كثير وأبو عمرو وخالف أصله يعقوب هنا فشدد1 وإليه الإشارة بقول الطيبة. والنحل لأخرى "ح" ز "د" فا فما في الأصل هنا لعله سبق قلم مر بالبقرة كتسكين دال "القدس" لابن كثير ونقله همز "القرآن" كوقف حمزة وسكنه وصلا على الراء كابن ذكوان وحفص وإدريس وصلا ووقفا بخلفهم. وقرأ "يُلْحِدُون" [الآية: 51] بفتح الياء والحاء حمزة والكسائي وخلف, والباقون بالضم والكسر, ومر بالأعراف "وضم" الهاء الثانية من "لا يهديهم الله" في الحالين يعقوب وأتبعها الميم وصلا وكسرهما وصلا أبو عمرو, وضمهما وصلا حمزة والكسائي وخلف وضم الميم فقط كذلك الباقون. واختلف في "مَا فُتِنُوا" [الآية: 7] فابن عامر بفتح الفاء والتاء مبنيا للفاعل أي: فتنوا المؤمنين بإكراههم على الكفر أو أنفسهم, ثم أسلموا كعكرمة وعمه وسهل بن عمرو والباقون بضم الفاء وكسر التاء2 مبنيا للمفعول أي: فتنتهم الكفار بالإكراه على التلفظ بالكفر وقلوبهم مطمئنة بالإيمان, كعمار بن ياسر وعن الحسن "والخوف" بالنصب عطفا على لباس, ومر قريبا حكم "ولقد جاءهم" وكذا الوقف على نعمت وشدد "الميتة" أبو جعفر وعن الحسن "الكذب" بالخفض بدل من الموصول, والجمهور على النصب مفعول به وناصبه نصف وما مصدرية, وجملة هذا حلال إلخ مقول القول, ولما تصف علة النهي وكسر نون "فمن اضطر" أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب. وقرأ أبو جعفر بكسر طاء "اضطر" [الآية: 115] وسبق توجيهه بالبقرة كقراءة إن إبراهام وملة إبراهام بالألف فيهما لابن عامر غير النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان. وأمال "اجتبيه, وهديه" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق "وعن" الحسن والمطوعي "جعل" بالبناء للفاعل و"السبت" بالنصب مفعول به. واختلف في "ضَيْق" [الآية: 127] هنا و [النمل الآية: 70] فابن كثير بكسر الضاد, وافقه ابن محيصن بخلفه, والباقون بالفتح لغتان بمعنى في هذا المصدر كالقول والقيل أو الكسر مصدر ضاق بيته ونحوه, والفتح مصدر ضاق صدره ونحوه. المرسوم يوم تأتي بالياء وإيتاي ذي بياء بعد الألف يتفيوا بواو ألف بعدها المقطوع والموصول اختلف في قطع "إِنَّمَا عِنْدَ اللَّه" واتفقوا على وصل "أَيْنَمَا يُوَجِّهْه" الهاء "بنعمت الله، هم يعرفون نعمت الله، واشكروا نعمت الله" بالتاء فيها زائدتان "فَارْهَبُون" [الآية: 2] "فَاتَّقُون" [الآية: 51] ومرا ليعقوب.   1 أي: "ينَزِّل". [أ] . 2 أي: "فُتِنوا". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 354 سورة الإسراء : مكية1 وآيها مائة وعشر آيات في غير الكوفي, وإحدى عشرة فيها اختلافها آية للأذقان سجدا كوفي "مشبه الفاصلة" أربعة عشر: لبني إسرائيل, بأس شديد, ويبشر المؤمنين, السنين والحساب, لم نريد إحسانا, قتل مظلوما, سلطانا, بها الأولون, عذابا شديدا, ورحمة للمؤمنين, وصما, وبالحق نزل, يبكون, وعكسه اثنان: الجبال طولا, لفيفا, القراءات أمال "أسرى" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق وعن الحسن "لنريه" بفتح النون كما في المصطلح والإيضاح وبالياء من تحت في الدر للسمين "وسهل" أبو جعفر همز "إسرائيل" مع المد والقصر, واختلف في مده عن الأزرق "ويوقف" عليه لحمزة بتحقيق الأولى بلا سكت على بني وبالسكت وبالنقل وبالإدغام, وأما بين بين فضعيف, وفي الثانية التسهيل بين بين مع المد والقصر فهي ثمانية أوجه. واختلف في "ألا يتخذوا" [الآية: 2] فأبو عمرو بالغيب وافقه اليزيدي, والباقون بالخطاب2 على الالتفات. وأمال "أولاهما" حمزة والكسائي وخلف, وقللها أبو عمرو والأزرق بخلفهما "وعن" الحسن "عبيدا لنا" على وزن فعيلا, والجمهور عبادا على وزن فعال, وعنه أيضا "خلل الديار" بفتح الخاء بلا ألف. واختلف في "ليسوؤا وجوهكم" [الآية: 7] . فقرأ الكسائي بنون العظمة وفتح الهمزة3, والفعل منصوب بأن مضمرة بعد لام كي، وقرأ ابن عامر وأبو بكر وحمزة وخلف بالياء وفتح الهمزة4 والفاعل هو الله, وافقهم الأعمش, والباقون بالياء وضم الهمزة وبعدها واو ضمير الجمع العائد على العباد أو النفير, وهو موافق لقوله تعالى: "وليدخلوا" إلخ, وقرأ "ويبشر" بفتح الياء وسكون الباء الموحدة وضم الشين مخففة حمزة والكسائي وسبق بآل عمران, واتفقوا على حذف الواو من "ويدع" في الحالين للرسم إلا ما انفرد به الداني عن يعقوب من الوقف بالواو, ولم يذكره في الطيبة فما   1 انظر الإتقان للسيوطي: "2/ 1260". [أ] . 2 أي: "لنسوء". [أ] . 3 أي: "تتخذوا". [أ] . 4 أي: "ليسوء". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 في الأصل هنا ليس على إطلاقه, ومع ذلك فيه نظر ظاهر وعن الحسن "ألزمنا طيره" بغير ألف. واختلف في "وَنُخْرِجُ لَه" [الآية: 13] فأبو جعفر بالياء المثناة من تحت مضمومة وفتح الراء1 مبنيا للمفعول, ونائب الفاعل ضمير الطائر, وقرأ يعقوب بالياء المفتوحة, وضم الراء2 مضارع خرج وافقه ابن محيصن والحسن والفاعل ضمير الطائر أيضا, والباقون بنون العظمة مضمومة وكسر الراء, واتفقوا على نصب "كتابا" على المفعول به في الأخيرة وعلى الحال في السابقتين. واختلف في "يُلَقَّاه" [الآية: 13] فابن عامر وأبو جعفر بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف3 مضارع لقى بالتشديد, والباقون بالفتح والسكون والتخفيف مضارع لقي. وأمال ابن ذكوان من طريق الصوري في رواية الأكثرين وحمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه "وأبدل" همز "اقرأ" أبو جعفر كوقف حمزة وهشام بخلفه. واختلف في "أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا" [الآية: 16] فيعقوب بمد الهمزة4 من باب فاعل الرباعي ورويت عن ابن كثير وأبي عمرو وعاصم ونافع من غير هذه الطرق, وافقه الحسن من المصطلح والباقون بالقصر. وأمال "يصلاها" حمزة والكسائي وخلف, وأما الأزرق فله الفتح مع تغليظ اللام والتقليل مع ترقيقها كما مر عن النشر "وكسر" تنوين "محظورا انظر" و"مسحورا انظر" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الأخفش وعاصم وحمزة ويعقوب "وعن" المطوعي "وقضاء ربك" بالمد والهمز مصدرا مرفوعا بالابتداء, وربك بالجر على الإضافة, وأن لا تعبدوا خبره. وأمال "أَوْ كِلاهُمَا" حمزة والكسائي وخلف واختلف فيه عن الأزرق, فألحقه بعضهم بنظائره من القوى والضحى فقلله وهو صريح العنوان, وظاهر جامع البيان والجمهور على فتحه له وجها واحدا كالربا بالموحدة كما في النشر قال: وهو الذي نأخذ به ثم قال: وهذا هو الذي عليه العمل عند أهل الأداء قاطبة, ولا يوجد نص أحد منهم بخلافه ا. هـ. وذلك لأن ألفها منقلبة عن واو لإبدال التاء منها في كلتا ولدار رسمت ألفا, والمميل يعلل بكسر الكاف, وقيل عن ياء لقول سيبويه: لو سميت بها لقلبت ألفها في التثنية ياء. واختلف في "إِمَّا يَبْلُغَن" [الآية: 23] فحمزة والكسائي وخلف "يبلغان" بألف التثنية قبل نون التوكيد الشديدة المكسورة, على أن الألف ضمير الوالدين وأحدهما بدل   1 أي: "ويُخرَج". [أ] . 2 أي: "ويَخرُج". [أ] . 3 أي: "يُلقَّاه". [أ] . 4 أي: "آمرنا". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 356 منه بدل بعض وكلاهما عطف عليه بدل كل, ولولا أحدهما لكان كلاهما توكيدا للألف, وافقهم المطوعي والباقون بغير ألف وفتح النون على التوحيد؛ لأنها تفتح مع غير الألف, وأحدهما فاعله وكلاهما عطف عليه. واختلف في "أف" هنا والأنبياء والأحقاف, فنافع وحفص وأبو جعفر بتشديد الفاء مع كسرها منونة في الثلاثة للتنكير, وافقهم الحسن, وقرأ ابن كثير وابن عامر ويعقوب بفتح الفاء1 من غير تنوين فيها للتخفيف, وافقهم ابن محيصن والباقون بكسرها2 بلا تنوين على أصل التقاء الساكنين, ولقصد التعريف, وهو صوت يدل على تضجر, ولغة الحجاز الكسر بالتنوين وعدمه, ولغة قيس الفتح, وعن الحسن "إن المبذرين" بسكون الباء وتخفيف الذال. واختلف في "خطأ" فابن كثير بكسر الخاء وفتح الطاء والمد3, وافقه ابن محيصن مصدر خاطأ يخاطئ خطاء كقاتل يقاتل قتالا, وقرأ ابن ذكوان وهشام من طريق الداجوني غير المفسر وأبو جعفر بفتح الخاء والطاء4 اسم مصدر من أخطأ, وقيل مصدر خطئ خطأ كورم وربما بمعنى إثم, ولم يصب وعن الحسن بفتح الخاء وسكون الطاء مصدر خطئ بالكسر, والباقون بكسر الخاء وسكون الطاء5 من غير مد, وبه قرأ هشام من طريق الحلواني, والمفسر عن الداجوني مصدر خطئ خطأ إذا لم يتعمد كأثم إثما. وأمال "الزنا" بالزاي حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه. واختلف في "فَلا يُسْرِف" [الآية: 33] فحمزة والكسائي وخلف بالخطاب للإنسان أو القاتل ابتدأ بالقتل العدوان أو القاتل استيفاء أو ولي القتل بعد نحو الدية, أو يقتل غير القاتل كعادة الجاهلية, وافقهم الأعمش, والباقون بالغيب حملا على الإنسان أو الولي. واختلف في "بِالْقِسْطَاس" [الآية: 35] هنا و [الشعراء الآية: 182] فحفص وحمزة والكسائي وخلف بكسر القاف فيهما, وافقهم الأعمش, والباقون بالضم هما لغتان الضم لغة الحجاز والكسر لغة غيرهم, ويوقف لحمزة على "مسؤلا" بالنقل فقط, وأما بين بين فضعيف. واختلف في "كَانَ سَيِّئُه" [الآية: 38] فابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بضم الهمز والهاء وإشباع ضمتها على الإضافة والتذكير اسم كان, ومكروها خبرها أي: كل ما ذكر مما أمرتم به ونهيتم عنه كان سيئة, وهو ما نهيتم عنه خاصة أمرا مكروها, وهذا أحسن ما يقدر في هذا الموضع كما في الدر, وافقهم الحسن والأعمش والباقون بفتح الهمزة ونصب تاء التأنيث مع التنوين6 على التوحيد خبر كان, وأنث حملا على معنى كل   1 أي: "أُفَّ". [أ] . 2 أي: "أفِّ". [أ] . 3 أي: "خِطَأ". [أ] . 4 أي: "خَطَأ". [أ] . 5 أي: "خَطْأ". [أ] . 6 أي: "سيئة". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 357 ومكروها حملا على لفظها, واسم كان ضمير الإشارة, ويوقف عليه لحمزة بوجهين: التسهيل كالواو على رأي سيبويه, والإبدال ياء مضمومة على رأي الأخفش, وحكى ثالث كالياء وهو المعضل, ورابع وهو الإبدال واوا, وكلاهما لا يصح, وأمال "أوحى" و"فتلقى وأفاصفيكم" و"تعالى" حمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق بخلفه, وسهل الهمزة الثانية من أفأصفاكم الأصبهاني عن ورش "وأدغم" دال "ولقد صرفنا" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف, وعن الحسن صرفنا بتخفيف الراء. واختلف في "لِيَذَّكَّرُوا" [الآية: 41] هنا و [الفرقان الآية: 50] "أَوَلا يَذْكُرُ الْإِنْسَان" [بمريم الآية: 67] و"يذكر أو أراد" [بالفرقان الآية: 62] فحمزة والكسائي وخلف بإسكان الذال وضم الكاف مخففة في الموضعين الأولين1 من الذكر, وافقهم الأعمش والباقون بفتح الذال والكاف مع تشديدهما, والأصل ليتذكروا فأدغم وهو من الاعتبار والتدبير, وقرأ حمزة وخلف "أَنْ يَذَّكَّر" موضع الفرقان بالتخفيف, وافقهما الأعمش, وقرأ نافع وابن عامر وعاصم أولا يذكر بمريم بالتخفيف, وافقهما الحسن والباقون بالتشديد في السورتين. واختلف في "كما تقولون" [الآية: 42] فابن كثير وحفص بالغيب وافقهما ابن محيصن والشنبوذي والباقون بالخطاب. واختلف في "عَمَّا يَقُولُون" [الآية: 43] فحمزة والكسائي وخلف ورويس من طريق أبي الطيب عن التمار بالخطاب وافقهم الأعمش, والباقون بالغيب. واختلف في "تُسَبِّحُ لَه" [الآية: 44] فنافع وابن كثير وابن عامر وأبو بكر وأبو جعفر ورويس من طريق أبي الطيب عن التمار بالياء على التذكير, وافقهم ابن محيصن وعن المطوعي سبحت فعلا ماضيا مع تاء التأنيث الساكنة, والباقون بالتاء على التأنيث. وأمال الألف الثانية من "آذانهم" الدوري عن الكسائي وقرأ "أئذا أئنا" في الموضعين من هذه السورة بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني نافع والكسائي ويعقوب, وكل على أصله فقالون بالتسهيل والمد وورش ورويس بالتسهيل والقصر والكسائي وروح بالتخفيف والقصر, وقرأ ابن عامر وأبو جعفر بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني, وكل على أصله أيضا, فابن عامر بالتحقيق من غير فصل, إلا أن الجمهور على الفصل لهشام على ما مر, وأبو جعفر بالتسهيل والمد, والباقون بالاستفهام في الأول والثاني فيهما, فابن كثير بتسهيلهما من غير فصل وأبو عمرو بتسهيلهما مع المد, والباقون بتحقيقهما مع القصر, وتقدم أن بعضهم يخفي النون عند الغين من "فسينغضون" لأبي جعفر, والجمهور على استثنائها عنه "ويوقف" لحمزة على "رؤسهم" بالتسهيل بين بين, وبالحذف وهو الأولى عند آخرين باتباع الرسم كما في النشر.   1 أي: "يذكروا". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 358 وأمال "متى" و"عسى" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق والدوري عن أبي عمرو على ما في الطيبة, ونقل في النشر تقليل متى عن أبي عمرو من روايتيه جميعا عن ابن شريح وغيره, وأقره "وأدغم" ثاء "لبثتم" أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر. وقرأ "النبئين" بالهمز نافع وضم زاي "زَبُورًا" حمزة وخلف "وكسر" لام "قل ادعوا" عاصم وحمزة ويعقوب وكسر الهاء والميم وصلا من "ربهم الوسيلة" أبو عمرو ويعقوب وضمهما كذلك حمزة والكسائي وخلف وكسر الهاء, وضم الميم الباقون "وأبدل" همز "الرؤيا" الأصبهاني وأبو عمرو بخلفه, وكذا أبو جعفر لكنه قلب الواو ياء وأدغمها في الياء بعدها, وأمالها وقفا الكسائي, وقللها الأزرق وأبو عمرو وبخلفهما, ويوقف عليها لحمزة بإبدال الهمزة واوا, وأجاز الهذلي وغيره قلبها ياء وإدغامها في الياء كقراءة أبي جعفر, والأول أولى وأقيس كما في النشر, وأما حذفها اتباعا للرسم فلا يجوز "وعن" المطوعي "ويخوفهم" بالياء. وقرأ "لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا" [الآية: 61] بضم التاء وصلا أبو جعفر بخلف عن ابن وردان, والوجه الثاني له إشمام كسرتها الضم, ومر بالبقرة وسهل الثانية مع إدخال الألف في "أَأَسْجُد" [الآية: 61] قالون وأبو عمرو وهشام من طريق الحلواني غير الحمال وأبو جعفر, وقرأ ورش وابن كثير ورويس والصوري من جميع طرقه عن ابن ذكوان بالتسهيل بلا ألف, وللأزرق أيضا إبدالها ألفا مع المد للساكنين, وقرأ الجمال عن الحلواني عن هشام بتحقيقهما مع المد, وقرأ ابن ذكوان من غير طريق الصوري وهشام من مشهور طرق الداجوني وعاصم حمزة والكسائي وروح وخلف بتحقيقهما من غير ألف, وخلاف ابن ذكوان هنا أشار به في الطيبة بقوله: أأسجد الخلاف مر. وقرأ "أَرَأَيْتَك" [الآية: 62] بتسهيل الهمزة الثانية نافع وأبو جعفر وعن الأزرق أيضا إبدالها ألفا خالصة مع إشباع المد للساكنين وحذفها الكسائي, وحققها الباقون وأثبت ياء المتكلم من أخرتني وصلا نافع وأبو عمرو وأبو جعفر, وافقهم الحسن واليزيدي, وقرأ ابن كثير ويعقوب بإثباتها في الحالين, وافقهم ابن محيصن والباقون بحذفها في الحالين, واتفقوا على إثباتها في "لولا أخرتني" بالمنافقين في الحالين لثبوتها رسما, وأدغم باء اذهب فمن أبو عمرو وهشام وخلاد بخلف عنهما والكسائي. واختلف في "وَرَجِلِك" [الآية: 64] فحفص بكسر الجيم مفرد أريد به الجمع لغة في رجل بمعنى راجل أي: ماش كحذر وحاذر وتعب وتاعب, والباقون بسكون الجيم اسم جمع راجل كالصحب والركب, وسهل الهمزة الثانية من "أفأمنتم" الأصبهاني.   1 أي: "رجلك". [أ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 واختلف في "أن نخسف، أو نرسل، أن نعيدكم، فنرسل فنغرقكم" [الآية: 68] فابن كثير وأبو عمرو بنون العظمة في الخمسة على الالتفات من الغيبة, وافقهما ابن محيصن وقرأ أبو جعفر ورويس فتغرقكم فقط بالتأنيس إسناد الضمير للريح, والباقون بالياء في الخمسة على الغيبة, وانفرد الشطوي عن ابن هارون عن الفضل عن ابن وردان بتشديد الراء, ولم يعرج عليها في الطيبة على عادته. وقرأ "مِنَ الرِّيح" [الآية: 69] بالجمع1 أبو جعفر والباقون بالإفراد وعن الحسن "ثم لا يجدوا" بالياء من تحت وعنه "يدعوا" بالياء كذلك وكل بالرفع على الفاعلية. وأمال "أعمى" معا هنا أبو بكر وحمزة والكسائي وخلف؛ لأنهما من ذوات الياء, وقللهما الأزرق بخلفه, وقرأ أبو عمرو ويعقوب بإمالة الأول محضة لكونه ليس أفعل تفضيل, فألفه متطرفة لفظا وتقديرا, والأطراف محل التغيير غالبا وفتحا الثاني؛ لأنه للتفضيل ولذا عطف عليه, وأضل فألفه في حكم المتوسطة؛ لأن من الجارة للمفعول كالملفوظة بها, وهي شديدة الاتصال بأفعل, وأما "ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى" فحكمها مختلف يأتي بيانه في محله بـ"طه" إن شاء الله تعالى, وتقدم ففي إطلاق الأصل هنا نظر ظاهر. واختلف في "لا يَلْبَثُون" [الآية: 76] فروح من طريق العلاف عن أصحابه عن المعدل عن ابن وهب عنه بضم الياء وفتح اللام وتشديد الباء2, وهي انفرادة للعلاف خالف فيها جميع سائر أصحاب روح وأصحاب المعدل وأصحاب ابن وهب, كما نبه عليه في النشر, وأسقطه من طيبته, فلا يقرأ من طريق الكتاب, وهي قراءة عطاء, والباقون بفتح الياء وسكون اللام وتخفيف الباء, ولا خلاف في فتحها كما في النشر. واختلف في "خِلافَك" [الآية: 76] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر وأبو جعفر بفتح الخاء وإسكان اللام بلا ألف3 وافقهم ابن محيصن واليزيدي, وقرأ ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بكسر الخاء وفتح اللام وألف بعدها وافقهم الحسن والأعمش وهما بمعنى أي: بعد خروجك. وقرأ "رُسُلَنَا" [الآية: 77] بإسكان السين أبو عمرو ونقل همز "قرآن" ابن كثير كوقف حمزة وسبق كسكته عليه وصلا, وسكت ابن ذكوان وحفص وإدريس في الحالين بخلفهم, ومر قريبا إمالة "عسى" وعن الحسن "مدخل صدق، مخرج صدق" بفتح الميم فيهما وتقدم الكلام عليه في النساء4. وقرأ "وننزل" و"حتى تنزل" بالتخفيف فيهما أبو عمرو ويعقوب5.   1 أي: "الرياح". [أ] . 2 أي: "يُلَبَّثون". [أ] . 3 أي: "خَلْفَك". [أ] . 4 انظر الصفحة. [263] . [أ] . 5 الباقون: "تُنَزِّل". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 واختلف في "وَنَأَى بِجَانِبِه" [الآية: 83] هنا و [فصلت الآية: 51] فابن ذكوان وأبو جعفر بتقديم الألف على الهمز1 على وزن شاء من ناء ينوء نهض, والباقون بتقديم الهمزة على حرف العلة على وزن من النأي وهو البعد, وأمال الهمزة والنون في الموضعين الكسائي وخلف عن حمزة وعن نفسه, وأمال الهمزة فقط فيهما خلاد وبالفتح والتقليل الأزرق في الهمزة فقط في الموضعين مع فتح النون, وأمال أبو بكر الهمزة فقط في الإسراء فقط, هذا هو المشهور عنه, واختلف عنه في النون من الإسراء فروى العليمي والحمامي وابن شاذان عن أبي حمدون عن يحيى بن آدم عنه إمالتها مع الهمزة, وروى سائر الرواة عن شعيب عن يحيى عنه فتحها, وإمالة الهمزة, أما إمالة الهمزة في السورتين عن أبي بكر وكذا الفتح له في السورتين فكل منهما انفرادة, ولذا أسقطهما من الطيبة واقتصر على ما تقدم, وهو الذي قرأنا به وكذا ما انفرد به فارس بن أحمد في أحد وجهيه عن السوسي من إمالة الهمزة في الموضعين, وتبعه الشاطبي قال في النشر: وأجمع الرواة عن السوسي من جميع الطرق على الفتح لا نعلم بينهم في ذلك خلافا, ولذا لم يعول عليه في الطيبة في محله وإن حكاه بقيل آخر الباب منها, ويوقف عليها لحمزة بوجه واحد وهو بين بين, ولا يصح سواه كما في النشر. وأمال "أهدى، وأبى" حمزة والكسائي وخلف, وقللهما الأزرق بخلفه "وأدغم" دال "ولقد صرفنا" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف. واختلف في "حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا" [الآية: 90] فعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بفتح التاء وسكون الفاء وضم الجيم مخففة مضارع فجر الأرض شقها, وافقهم الحسن والأعمش, والباقون بضم التاء وفتح الفاء وكسر الجيم مشددة2 مضارع فجر للتكثير, وخرج بحتى فتفجر الأنهار المتفق على تشديدها للتصريح بمصدرها. واختلف في "كِسَفًا" [الآية: 92] هنا و [الشعراء الآية: 187] و [الروم الآية: 48] و [سبأ الآية: 9] فنافع وابن عامر وعاصم وأبو جعفر بفتح السين هنا خاصة جمع كسفة كقطعة وقطع, والباقون بإسكانها جمع كسفة أيضا كسدرة وسدر, ويأتي كل من موضع الشعراء والروم وسبأ في محله إن شاء الله تعالى "واتفقوا" على إسكان يروا كسفا بالطور لوصفه بساقطا ومال "ترقى" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه وكذا حكم "كفى بالله" واختلف في "قل سبحان ربي" فابن كثير وابن عامر قال بصيغة الماضي إخبارا عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وافقهما ابن محيصن, والباقون قل بصيغة الأمر من الله تعالى لنبيه -صلى الله عليه وسلم, "وأدغم" ذال "إذ جاءهم" أبو عمرو وهشام وأثبت الياء في "المهتدي" وصلا نافع وأبو جعفر وأبو عمرو وفي الحالين يعقوب, وأدغم تاء "خبث زدناهم" أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام من طريق الداجوني, وابن عبدان عن الحلواني وأما "أئذا أننا" فمر قريبا.   1 أي: "ناء..". [أ] . 2 أي: "تُفَجِّر". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 361 وقرأ "لا رَيْبَ فِيه" بمده وسطا حمزة بخلفه وفتح ياء الإضافة من "ربي إذا" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر. وقرأ "فَسَل" بنقل حركة الهمزة إلى السين ابن كثير والكسائي وخلف عن نفسه "ومر" آنفا "إذ جاءهم". واختلف في "لَقَدْ عَلِمَت" [الآية: 102] فالكسائي بضم التاء مسندا لضمير موسى وافقه الأعمش, والباقون بالفتح على جعل الضمير للمخاطب وهو فرعون, وسهل الأولى "من هؤلاء" إلا قالون والبزي مع المد والقصر في المتصل, وقرأ ورش وقنبل في أحد أوجهه وأبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب بتسهيل الثانية كالياء وللأزرق وقنبل إبدالها ياء ساكنة مع المد للساكنين, والثالث لقنبل من طريق ابن شنبوذ إسقاط الأولى مع المد والقصر, وبه قرأ أبو عمرو ورويس من طريق أبي الطيب والباقون بتحقيقهما, وتقدم حكم مد المنفصل منها وقصره في حرف البقرة مفصلا, ومر تسهيل همز "إسرائل" لأبي جعفر ومده للأزرق بخلفه وعن ابن محيصن "فرقناه" بتشديد الراء وكسر اللام والواو من "قل ادعوا الله أو ادعوا" عاصم وحمزة وكسر يعقوب اللام فقط, والباقون بضمهما ووقف على الياء من "أياما" دون ما حمزة والكسائي ورويس, والباقون على ما نص عليه الداني في جماعة, ولم يتعرض الجمهور لوقف ولا ابتداء, فالأرجح كما في النشر جواز الوقف لكل القراء على كل من أيا وما اتباعا للرسم. المرسوم اتفقوا على حذف ألف "سبحن" حيث جاء واختلف في "قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي" واتفقوا على كتابة الأقصا بالألف, وروى نافع حذف ألف طائرة, واختلف في أو كلاهما ففي بعضها بألف بعد اللام, وفي بعضها بالحذف, ولم تصور بياء في شيء من الرسوم, واتفقوا على كتابة ويدع الإنسان بحذف الواو, واختلف في ألف قال من قل سبحان ربي, ففي المكي والشامي ثابتة وفي المدني والعراقي محذوفة ياء الإضافة واحدة "رَبِّي إِذًا" [الآية: 100] الزوائد ثنتان "لئن أخرتني" [الآية: 62] "فَهُوَ الْمُهْتَدِي" [الآية: 97] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 سورة الكهف : مكية1 وآيها مائة وخمس حرمي, وست شامي وعشر كوفي وإحدى عشرة بصري خلافها إحدى عشرة, وزدناهم هدى غير شامي, إلا قليل مدني, أخير غدا غيره بينهما زرعا, من كل شيء سببا مدني, أخير وعراقي وشامي هذه أبدا مدني, أول ومكي وعراقي فأتبع سببا ثم أتبع سببا معا عراقي, عندها قوما غير مدني أخير وكوفي, بالأخسرين أعمالا عراقي وشامي, مشبه الفاصلة قيما شديد المؤمنين رقود بنيانا بين ظاهرا خضرا منه شيأ صفا, وقرأ من دونهما قوما القراءات تقدم كسر دال "الحمد لله" عن الحسن وسكت حفص بخلف عنه من طريقيه على الألف المبدلة من التنوين في "عِوَجًا" [الآية: 1] سكتة لطيفة من غير تنفس إشعارا بأن قيما ليس متصلا بعوجا وسكت أيضا على ألف مرقدنا, ويبتدئ هذا لئلا يوهم أنه صفة لمرقدنا وعلى نون من ويبتدئ راق لئلا يتوهم أنها كلمة واحدة, وسكت أيضا على لام بل, ويبتدئ ران ومن لازمه عدم الإدغام والباقون بغير سكت على الأصل في الأربعة. واختلف في "مِنْ لَدُنْه" [الآية: 2] فأبو بكر بإسكان الدال مع إشمامها الضم وكسر النون والهاء وصلتها بها لفظية فتصير لدنهي, فتسكين الدال تخفيفا كتسكين عين عضد فالتقت مع النون الساكنة فكسرت النون, وتبعه كسر الهاء وكان حقه أن يكسر أول الساكنين إلا أنه يلزم منه العود إلى ما فر منه, ووصلت بهما؛ لأنها بين متحركين والسابق كسر وإشمام الدال للتنبيه على أصلها في الحركة, وهو هنا عبارة عن ضم الشفتين مع الدال بلا نطق, قال الفارسي: وغيره كمكي ومن تابعه هو تهيئة العضو بلا صوت, فليس هو حركة, وتجوز الأهوازي بتسميته اختلاسا, والباقون بضم الدال وسكون النون وضم الهاء وابن كثير أبدلها بواو على أصله. وقرأ "وَيُبَشِّر" [الآية: 2] بالتخفيف2 حمزة والكسائي وخلف ومر بآل عمران "وعن" ابن محيصن الحسن "كبرت كلمة" بالرفع على الفاعلية والجمهور بالنصب على التمييز وهو أبلغ ومعنى الكلام بها تعجب أي: ما أكبرها كلمة "وأبدل" همز "هيئ لنا" و"يهيئ لكم" أبو جعفر فتصير يائين الثانية خفيفة "ويوقف" عليه لحمزة وهشام بخلفه بوجه واحد فقط كما   1 انظر الإتقان للسيوطي: "2/ 1262". [أ] . 2 أي: "يَبْشُر". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 في النشر وهو إبدالها ياء كأبي جعفر وأما تخفيفها لعروض السكون فلا يصح وكذا إبدالها ألفا للرسم كحذف حرف المد المبدل فهي أربعة والمقروء به الأول. وأمال الألف الثانية من "آذَانِهِم" [الآية: 11، 57] الدوري عن الكسائي. وأمال "أحصى" و"أحصاها" وأحصاهم بمريم أحصاه بالمجادلة حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق "وأبدل" همز "فأوا" ألفا الأصبهاني وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر كوقف حمزة ومر إدغام الراء في اللام من نحو: "ينشر لكم" لأبي عمرو بخلف عن الدوري. واختلف في "مِرْفَقًا" [الآية: 16] فنافع وابن عامر وأبو جعفر بفتح الميم وكسر الفاء1, والباقون بكسر الميم وفتح الفاء, قيل هما بمعنى واحد, وهو ما يرتفق به, وقيل بفتح الميم مصدر كالمرجع وبكسرها للعضو, ومن فتح الميم فخم الراء حتما, ومن كسر رققها على الصواب كما في النشر خلافا للصقلي؛ لأنه يجعل الكسرة عارضة كما مر, وأمال "وَتَرَى الشَّمْس" وصلا السوسي بخلفه, وفتحه الباقون وفي الوقف كل على أصله. واختلف في "تَزَاوَر" [الآية: 17] فابن عامر ويعقوب بإسكان الزاي وتشديد الراء بلا ألف2 كتحمر وأصله الميل والأزور المائل بعينه وبغيرها, وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف بفتح الزاي مخففة وألف بعدها, وتخفيف الراء مضارع تزاور وأصله تتزاور حذفت إحدى التاءين تخفيفا, وافقهم الأعمش والباقون بفتح الزاي مشددة وألف بعدها وتخفيف الراء على إدغام التاء في الزاي, "وأثبت" ياء "المهتدي" وصلا نافع وأبو عمرو وأبو جعفر في الحالين يعقوب. وقرأ بفتح سين "وَتَحْسَبُهُم" [الآية: 18] ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر وعن الحسن "وتقلبهم" بتاء مفتوحة وقاف ساكنة ولام مخففة مضارع قلب مخففا, وعن المطوعي "لو اطلعت" بضم الواو, وتقدم تفخيم راء "فرارا" للأزرق كغيره من أجل التكرير. واختلف في "وَلَمُلِئْتَ مِنْهُم" [الآية: 18] فنافع وابن كثير وأبو جعفر بتشديد اللام الثانية للمبالغة3 وافقهما ابن محيصن, والباقون بتخفيفها وأبدل همزها ياء ساكنة أبو عمرو بخلفه والأصبهاني, وأبو جعفر كوقف حمزة وقرأ "رعبا" بضم العين ابن عامر والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وأدغم ثاء "لَبِثْتُم" أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر.   1 أي: "مَرْفِق". [أ] . 2 أي: "تَزَّاور". [أ] . 3 أي: "ولمُلِّئت ...... ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 واختلف في "بِوَرِقِكُم" [الآية: 19] فنافع وابن كثير وابن عامر وحفص والكسائي وأبو جعفر ورويس بكسر الراء, وافقهم ابن محيصن والحسن, وعن ابن محيصن إدغام القاف في الكاف, والباقون بإسكان الراء والكسر هو الأصل والإسكان تخفيف منه كنبق ونبق. وقرأ حمزة بخلفه بمد "لا رَيْب" متوسطا كما مر وعن الحسن "غُلِبُوا" بضم الغين وكسر اللام مبنيا للمفعول وعن ابن محيصن من المبهج "خمسة" بكسر الميم وعنه كسر الخاء والميم, وفي المفردة عنه إدغام التنوين في السين بغير غنة "وفتح" ياء الإضافة من "رَبِّي أَعْلَم" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر. وأمال "فَلا تُمَار" الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير, وفتحه من طريق جعفر كالباقين "ورقق" الأزرق راء "مراء" بخلفه, والوجهان في جامع البيان. وأمال "عسى" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما. واختلف في "ثَلاثَمِائَةٍ سِنِين" [الآية: 25] فحمزة والكسائي وخلف بغير تنوين1 على الإضافة أوقعوا الجمع في سنين موقع المفرد ومائة واحد وقع موقع الجمع؛ لأن مميز الثلاثة إلى العشرة مجموع مجرور كثلاثة أيام, فقياسه ثلاث مئات أو مئين لكن وحد اعتمادا على العقد السابق, ومميز المائة موحد مجرور فقياسه مائة سنة, وجمع تنبيها على الأصل قال الفراء: في العرب من يضع سنين موضع سنة, وافقهم الحسن والأعمش والباقون بالتنوين؛ لأنه لما عدل عن قياسه عدل عن إضافته فيكون سنين بدلا من ثلاثمائة أو عطف بيان عند الكوفيين, وأبدل أبو جعفر همز "مائة" مفتوحة وعن الحسن "تسعا" هنا و"تَسْع" بـ"ص" و"وَتِسْعُون" بها بفتح التاء. واختلف في "وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِه" [الآية: 26] فابن عامر بالتاء على الخطاب وجزم الكاف على النهي, وافقه المطوعي والحسن والباقون بالغيب ورفع الكاف على الخبر2. وقرأ ابن عامر "بالغدوة" [الآية: 28] بضم الغين وإسكان الدال وقلب الألف واوا3 ومر بالأنعام وعن الحسن "ولا تعد عيناك" بضم التاء وفتح العين وكسر الدال مشددة4 هنا من عدى عينيك بالنصب على المفعولية, والجمهور بفتح التاء وسكون العين وضم الدال مخففة, وعيناك مرفوع بالألف على الفاعلية, ومفعوله محذوف تقديره النظر "وكسر" ميم "تحتهم الأنهار" مع الهاء وصلا أبو عمرو ويعقوب وضمهما حمزة والكسائي   1 أي: "ثلاثمائة .... ". [أ] . 2 أي: " .... يُشْرِك .... ". [أ] . 3 الباقون: "بالغَدَاةِ". [أ] . 4 أي: "تَعدُّو .... ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 وخلف وكسر الهاء وضم الميم الباقون, وعن ابن محيصن "واستبرق" حيث جاء بوصل الهمزة وفتح القاف بلا تنوين, قال أبو حيان: جعله فعلا ماضيا على وزن استفعل من البريق, وعنه في سورة الإنسان خلف وافقه الحسن في سورة الإنسان, والجمهور على قطع الهمزة والتنوين في الكل؛ لأنه اسم جنس فعومل معاملة المتمكن من الأسماء في الصرف وهو عربي غليظ الديباج والسندس رقيقة, وجمع بينهما للدلالة على أن فيها ما تشتهي الأنفس, وحذف أبو جعفر همز "متكين" كوقف حمزة على الوجه الرسمي والقياسي بين بين, وأما الإبدال ياء فضعيف جدا. واختلف في إمالة "كلتا" وقفا فنص على إمالتها لأصحاب الإمالة العراقيون قاطبة كأبي العز وابن سوار وابن فارس وسبط الخياط وغيرهم, وعللوه بما ذهب إليه البصريون أن الألف للتأنيث وزنها فعلى كإحدى وسيما والتاء مبدلة من واو, والأصل كلوى, والجمهور على الفتح على أن ألفها للتثنية وواحد كلتا كلت وهو مذهب الكوفيين, فعلى الأول تقلل لأبي عمرو بخلفه كالأزرق قال في النشر: والوجهان جيدان ولكني إلى الفتح أجنح, فقد جاء به منصوصا عن الكسائي وابن المبارك "وسكن" الكاف من "أكلها" نافع وابن كثير وأبو عمرو وعن الأعمش "وفجرنا خلالهما" بتخفيف الجيم1. واختلف في "وكان له ثمر، وأحيط بثمره" [الآية: 34] فعاصم وأبو جعفر وروح بفتح الثاء والميم, يعني حمل الشجر وافقهم ابن محيصن من المفردة, وقرأ رويس الأول كذلك فقط, وقرأ أبو عمرو بضم التاء وإسكان الميم فيهما تخفيفا أو جمع ثمرة كبدنة وبدن, وافقه الحسن واليزيدي, والباقون بضم التاء والميم جمع ثمار. وقرأ "أنا أكثر" و"أنا أقل" بالمد نافع وأبو جعفر. واختلف في "خَيْرًا مِنْهَا" [الآية: 36] فنافع وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر بزيادة ميم بعد الهاء2 على التثنية وعود الضمير إلى الجنتين وعليه مصاحفهم, وافقهم ابن محيصن, والباقون بغير ميم على الإفراد وعود الضمير على الجنة المدخولة, وهي واحدة وعليه مصاحف الكوفة والبصرة. واختلف في "لَكِنَّا هُوَ اللَّه" [الآية: 38] فابن عامر وأبو جعفر ورويس بإثبات الألف بعد النون وصلا ووقفا, والأصل لكن أنا فنقل حركة همزة أنا إلى نون ولكن, وحذفت الهمزة وأدغم أحد المثلين في الآخر, فإثبات الألف في الوصل لتعويضها عن الهمزة أو لإجراء الوصل مجرى الوقف, والباقون بحذفها وصلا وإثباتها وقفا على حد أنا يوسف, فالوقف محل وفاق للرسم وعن الحسن "لكن" بتخفيف النون وزيادة أنا على   1 أي: "وفَجَرْنا". [أ] . 2 أي: "مِنْهُما". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 الأصل بلا نقل ولا إدغام وفتح ياء الإضافة من "بِرَبِّي أَحَدًا" في الموضعين و"رَبِّي إِن" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر "وأدغم" دال "إذ دخلت" أبو عمرو وهشام وابن ذكوان من طريق الأخفش وحمزة والكسائي وخلف وأثبت ياء "تَرَنِ أَنَا" وصلا قالون والأصبهاني وأبو عمرو وأبو جعفر, وفي الحالين ابن كثير ويعقوب وأثبت ياء "أَنْ يُؤْتِيَن" وصلا نافع وأبو عمرو وأبو جعفر, وفي الحالين ابن كثير ويعقوب. واختلف في "ولم يكن له فئة" [الآية: 50] فحمزة والكسائي وخلف بالياء على التذكير؛ لأن تأنيث فئة مجازي وافقهم الأعمش, والباقون بالتاء على التأنيث وأبدل أبو جعفر همز فئة ياء مفتوحة كوقف حمزة. وقرأ "الولاية" [الآية: 44] بكسر الواو حمزة والكسائي وكذا خلف وذكر بالأنفال. واختلف في "لِلَّهِ الْحَق" [الآية: 44] فأبو عمرو والكسائي برفع الحق صفة للولاية, أو خير مضمر أي: هو الحق أو مبتدأ خبره محذوف أي: الحق ذلك أي: ما قلناه, وافقهم اليزيدي والباقون بالجر صفة للجلالة الشريفة. وقرأ "عقبا" [الآية: 44] بسكون القاف عاصم وحمزة وخلف وضمهما الباقون. وقرأ "الرياح" [الآية: 45] بالتوحيد1 حمزة والكسائي وخلف. واختلف "تَسِيرُ الْجِبَال" [الآية: 47] فابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بضم التاء المثناة فوق وفتح الياء المثناة تحت مشددة على البناء للمفعول, الجبال بالرفع لقيامه مقام الفاعل وحذف الفاعل للعلم به وهو الله تعالى, أو من يأمره من الملائكة, وعن ابن محيصن تسير بفتح التاء المثناة فوق وكسر السين وسكون الياء2 "الجبال" بالرفع على الفاعلية, والباقون بنون العظيمة مضمومة وفتح السين وكسر الياء مشددة من سير بالتشديد "الجبال" بالنصب مفعول به لقوله: وحشرناهم3. وأمال "وَتَرَى الْأَرْض" وصلا السوسي بخلفه وفتحه الباقون, وأدغم دال "لَقَدْ جِئْتُمُونَا" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف وأدغم لام "بَلْ زَعَمْتُم" الكسائي وهشام على ما صوبه عنه في النشر. وأمال "فَتَرَى الْمُجْرِمِين" السوسي وصلا بخلفه "ووقف" على ما من "مال هذا" أبو عمرو والكسائي بخلفه كما ذكره لهما الشاطبي, كالداني, وجمهور المغاربة ومقتضى كلام هؤلاء أن الباقين يقفون على اللام دون ما, والأصح كما مر عن النشر جواز الوقف على ما للكل, وأما اللام فيحتمل الوقف عليها لانفصالها رسما, ويحتمل المنع لكونها لام جر, وتقدم ما فيه ومر إمالة "أحصيها" وتقليلها.   1 أي: "الريح". [أ] . 2 أي: "تَسِير". [أ] . 3 أي: "نُسَيِّر". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 وقرأ "لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا" [الآية: 50] بضم التاء أبو جعفر وله من رواية ابن وردان إشمام الكسرة الضم, والوجهان صحيحان عنه كما مر. واختلف في "مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْق" [الآية: 51] فأبو جعفر بنون وألف على الجمع للعظمة1, والباقون بالتاء المضمومة ضمير المتكلم بلا ألف. واختلف في "وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّين" [الآية: 51] فأبو جعفر بفتح التاء خطابا للنبي -صلى الله عليه وسلم- ليعلم أمته أنه لم يزل محفوظا من أول نشأته, لم يعتضد بمضل ولا مال إليه -صلى الله عليه وسلم, وافقه الحسن, والباقون بالضم إخبارا من الله تعالى عن ذاته المقدسة, وعن الحسن "عضدا" بفتح الضاد لغة فيه. واختلف في "وَيَوْمَ يَقُول" [الآية: 52] فحمزة بنون العظمة لقوله: وجعلنا, وافقه الأعمش والباقون بياء الغيبة أي: اذكر يا محمد يوم يقول الله نادوا. وأمال الراء فقط من "وَرَأى الْمُجْرِمُونَ النَّار" أبو بكر وحمزة وخلف, والباقون بفتحها كالهمزة هذا هو الصواب كما في النشر, وأما حكاية الخلاف في إمالة الحرفين معا للسوسي ولشعبة في الهمز, فتعقبه في النشر كما مر في باب الإمالة وغيره, فإن وقف على رأي فكل على أصله فيما بعده متحرك كما تقدم, وأدغم دال "ولقد صرفنا" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف ونقل همز "القرآن" ابن كثير. وقرأ "قبلا" [الآية: 55] بضم القاف والباء2 عاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف جمع قبيل أي: أنواعا وألوانا وافقهم الأعمش, والباقون بكسر القاف وفتح الباء أي: عيانا وقيل الضم لغة فيه. وقرأ "هُزُوًا" [الآية: 56] حفص بإبدال همزة واوا في الحالين وأسكن الزاي منه حمزة وخلف وضمها الباقون, وما نبه في الأصل لأبي جعفر في هذا الحرف تقدم التنبيه عليه في سورة البقرة3, ويوقف عليه لحمزة بوجهين: النقل على القياسي والإبدال واوا اتباعا للرسم ومر إمالة "آذانهم" للدوري عن الكسائي وأبدل همز "يواخذهم" واوا مفتوحة ورش وأبو جعفر وقصره الأزرق وجها واحدا كما مر "ويوقف" على "موئلا" لحمزة بالنقل وبالإدغام فقط, وحكي ثالث وهو إبدالها ياء مكسورة على الرسم, وضعفه في النشر, وحكي فيها ثلاثة أخرى: أولها بين بين, ثانيها إبدالها ياء ساكنة وكسر الواو قبلها, ثالثها إبدالها واوا بلا إدغام, وهو أضعفها وكلها ضعيفة. واختلف في "لمهلكهم" [الآية: 59] هنا و"مَهْلِكَ أَهْلِه" [بالنمل الآية: 49] فأبو بكر بفتح الميم واللام التي بعد الهاء فيهما مصدر هلك أو اسم زمان منه أي:   1 أي: "ما أَشْهَدْناهم". [أ] . 2 أي: "قُبُلا". [أ] . 3 انظر الصفحة: "166". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 368 لهلاكهم, كمشهد وهو مضاف للفاعل أو المفعول عنده معديه بنفسه, وهم التميميون على حد ليهلك من هلك, قاله الجعبري وتبعه النويري وغيره, وقرأ حفص بفتح الميم وكسر اللام فيهما مصدرا أو اسم زمان من هلك على غير قياسه كمرجع, والباقون بضم الميم وفتح اللام فيهما1 على جعله مصدرا ميميما لأهلك مضافا للمفعول كمخرج أو اسم زمان منه أي: لإهلاكهم وما شهدنا إهلاك أهله أو لوقته. وأمال "لفتيه" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه. وقرأ "أرأيت" بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر, وللأزرق وجه ثان إبدالها ألفا مع المد للساكنين وحذفها الكسائي, وحققها الباقون. وأمال "أنسانيه" [الآية: 63] الكسائي فقط, وقلله الأزرق بخلفه ووصل الهاء ابن كثير بياء على قاعدته وضم الهاء حفص من غير صلة وصلا, وكذا ضم هاء عليه الله بالفتح, والباقون بالكسر "وأثبت" ياء "نبغ" وصلا نافع وأبو عمرو والكسائي وأبو جعفر وفي الحالين ابن كثير ويعقوب "وأثبتها" في "تعلمن" وصلا نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين ابن كثير ويعقوب. واختلف في "مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا" [الآية: 66] فأبو عمرو ويعقوب بفتح الراء والشين وافقهما الحسن واليزيدي, والباقون بضم الراء وسكون الشين, ومر بالأعراف أنهما لغتان كالبخل والبخل, وخرج بالقيد: هيئ لنا من أمرنا رشدا, ولأقرب من هذا رشدا, المتفق على الفتح فيهما "وفتح" ياء الإضافة من "معي صبرا" في الثلاثة حفص وحده, وسكنها الباقون, وعن الحسن "خبرا" معا بضم الباء "وفتح" ياء الإضافة من "ستجدني إن شاء الله" نافع وأبو جعفر. وقرأ "فَلا تَسْأَلْنِي" [الآية: 70] نافع وابن عامر وأبو جعفر بفتح اللام وتشديد النون, والأصل تسألنني حذفت نون الوقاية لاجتماع النونات وكسرت الشديدة للياء, والباقون بإسكان اللام وتخفيف النون2 على أن النون للوقاية, واتفقوا على إثبات الياء بعد النون في الحالين إلا ما روي عن ابن ذكوان من الخلف, فروى الحذف عنه في الحالين جماعة من طريقيه حملا للرسم على الزيادة تجاوزا للرسم في حروف المد, ونص في جامع البيان على أنه قرأ بالحذف والإثبات على ابن غلبون وبالإثبات على فارس, وعلى الفارسي عن النقاش عن الأخفش وهي طريق التيسير, وقد ذكر بعضهم الحذف في الوصل فقط, والمشهور عنه الإثبات في الحالين كالباقين كما في التبصرة وغيرها, والوجهان في الشاطبية والكافي وغيرهما قال في النشر: والحذف والإثبات كلاهما صحيح عن ابن ذكوان نصا وأداء.   1 أي: "لمُهْلَكِهم". [أ] . 2 أي: "تسألني .... ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 369 واختلف عن الأزرق في ترقيق "ذكرا، وسترا، وأمرا" وبابه فرققه جماعة في الحالين وفخمه آخرون كذلك, والجمهور على تفخيمه في الحالين. واختلف في "لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا" [الآية: 71] فحمزة والكسائي وخلف بفتح الياء المثناة من تحت وفتح الراء على الغيب1 "أهلها" بالرفع على الفاعلية, وافقهم الأعمش والباقون بضم التاء المثناة من فوق وكسر الراء مخففة مع سكون الغين على الخطاب, وأهلها بالنصب على المفعولية وعن الحسن بضم التاء المثناة من فوق وكسر الراء المشددة للتكثير, ويلزم منه فتح الغين وأهلها بالنصب, ومر إبدال همز "لا تؤاخذني" واوا لورش وأبي جعفر. واختلف في "زاكية" [الآية: 74] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس بألف بعد الزاي وتخفيف الياء اسم فاعل من زكا أي: طاهرة من الذنوب, ووصفها بهذا الوصف؛ لأنه لم يرها إذ ثبت قبل, أو لأنها صغيرة لم تبلغ الحنث, وافقهم ابن محيصن واليزيدي, والباقون بتشديد الياء من غير ألف2 أخرج إلى فعيلة للمبالغة. وقرأ "نكرا" [الآية: 74] في الموضعين بضم الكاف نافع وأبو بكر وابن ذكوان وأبو جعفر ويعقوب, والباقون بالسكون فيهما, وذكر بالبقرة "واتفقوا" على "فلا تصاحبني" إلا ما انفرد به هبة الله عن المعدل عن روح من فتح التاء وإسكان الصاد وفتح الحاء من صحبه يصحبه, وأسقطها من الطيبة على قاعدته. واختلف في "من لدني" [الآية: 76] فنافع وأبو جعفر بضم الدال وتخفيف النون3 وهو أحد لغاتها, قال في البحر: وهي نون لدن اتصلت بياء المتكلم وهو القياس؛ لأن أصل الأسماء إذا أضيفت إلى ياء المتكلم لم تلحق نون الوقاية نحو: غلامي وفرسي ا. هـ. وقرأ أبو بكر بتخفيف النون, واختلف عنه في ضمة الدال, فأكثر أهل الأداء على إشمامها الضم بعد إسكانها, وهو الإيماء بالشفتين إلى الضمة بعد سكون الدال وهو الذي في الكافي والتذكرة وغيرهما, ولم يذكر في الشاطبية كالتيسير غيره, وذهب كثير إلى اختلاس ضمة الدال كالهذلي وغيره, والوجهان في جامع البيان وغيره, ويحتمل في هذه القراءة أن تكون النون أصلية, فالسكون حينئذ تخفيف كضاد عضد, وأن تكون للوقاية, والباقون بضم الدال وتشديد النون دخلت نون الوقاية على لدن لتقيها من الكسر محافظة على سكونها, كما حوفظ على نون من وعن فقيل مني وعني بالتشديد, فأدغمت النون الأولى في نون الوقاية المتصلة بياء المتكلم, وعن ابن محيصن والمطوعي "يُضَيِّفُوهُمَا" بكسر الضاد وسكون الياء مخففة من أضافه وعن المطوعي "أَنْ يَنْقَض" بضم الياء   1 أي: "لِيَغْرَق". [أ] . 2 أي: "زَكِيَّة". [أ] . 3 أي: "لَدُني". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 وتخفيف الضاد مبنيا للمفعول وهي مروية عنه -صلى الله عليه وسلم- كما في البحر, والجمهور على فتح الياء وتشديد الضاد أي: يسقط فوزنه انفعل نحو: انجر. واختلف في "لَتَّخَذْت" [الآية: 77] فابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بتاء مفتوحة مخففة وخاء مكسورة بلا ألف وصل1 من تخذ بكسر عينه, يتخذ بفتحها كعتب يعتب, وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن, والباقون بهمزة وصل وتشديد التاء وفتح الخاء افتعل من اتخذ, أدغمت التاء التي هي فاء الكلمة في تاء الأفتعال, وأظهر ذالها ابن كثير وحفص ورويس بخلفه. واختلف في "أَنْ يُبْدِلَهُمَا" [الآية: 81] هنا وفي [التحريم الآية: 5] "أَنْ يُبْدِلَه" وفي [نون الآية: 32] "أَنْ يُبْدِلَنَا" فنافع وأبو عمرو وأبو جعفر بفتح الموحدة وتشديد الدال2 في الثلاثة من بدل, وافقهم اليزيدي, والباقون بسكون الموحدة وتخفيف الدال من أبدل في الثلاثة. وقرأ "رحما" [الآية: 81] بضم الحاء ابن عامر وأبو جعفر ويعقوب, والباقون بالسكون وسبق بالبقرة. واختلف في "فأتبع سببا، ثم أتبع سببا" [الآية: 85، 89، 92] في الثلاثة فابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بقطع الهمزة وإسكان التاء في الكل, وافقهم الأعمش, والباقون بوصل الهمزة وتشديد التاء مفتوحة3 والقراءتان بمعنى واحد, والفعل متعد لواحد, وقيل أتبع بالقطع متعد لاثنين حذف أحدهما أي: أتبع أمره سببا. واختلف في "عَيْنٍ حَمِئَة" [الآية: 86] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص ويعقوب بالهمز من غير ألف صفة مشبهة, يقال حمئت البئر تحمأ حمأ فهي حمئة إذا صار فيها الطين, وفي التوراة تغرب في وئاط وهو الحمأة, وافقهم اليزيدي, والباقون بألف بعد الخاء وإبدال الهمزة ياء مفتوحة4 اسم فاعل من حمى يحمي أي: حارة ولا تنافي بينهما, لجواز أن تكون العين جامعة للوصفين الحرارة, وكونها من طين وضم يعقوب هاء "فيهم".واختلف في "فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى" [الآية: 88] فحفص وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب بفتح الهمزة منونة منصوبا على مصدر في موضع الحال نحو: في الدار قائما زيد وقيل: إنه مصدر مؤكد أي: يجزى جزاء, وافقهم الأعمش والباقون بالرفع من غير تنوين5 على الابتداء, والخبر الظرف قبله والحسنى مضاف إليها. وأمال الحسنى حمزة والكسائي وخلف ويعقوب بفتح الهمزة منونة منصوبا على أنه   1 أي: "لَتَخِذْت". [أ] . 2 أي: "يُبَدِّلهما". [أ] . 3 أي: "فاتَّبع، ثم اتّبَع". [أ] . 4 أي: "حامِيَة". [أ] . 5 أي: "جَزاء". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 مصدر في موضع الحال نحو: في الدار قائما زيد, وقيل: إنه مصدر مؤكد أي: يجزى جزاء وافقهم الأعمش, والباقون بالرفع من غير تنوين على الابتداء والخبر الظرف قبله, والحسنى مضاف إليها, وأمال الحسنى حمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق وأبو عمرو بخلفهما "وعن" ابن محيصن والحسن "مطلع" بفتح اللام وهو القياس والجمهور بكسرها, قال السمين: والمضارع يطلع بالضم فكان القياس فتح اللام في الفعل ولكنها مع أخوات لها سمع فيها الكسر. واختلف في "بَيْنَ السُّدَّيْن" [الآية: 93] فابن كثير وأبو عمرو وحفص بفتح السين وافقهم ابن محيصن واليزيدي, والباقون بضمها لغتان بمعنى واحد, وقيل: المضموم لما خلقه الله تعالى, والمفتوح لما عمله الناس وتعقب. واختلف في "يُفْقِهُون" [الآية: 93] فحمزة والكسائي وخلف بضم الياء وكسر القاف من أفقه غيره معدى بالهمزة, فالمفعول الأول محذوف قال في البحر: أي: لا يفقهون السامع كلامهم, وافقهم الأعمش, والباقون بفتح الباء والقاف من فقه الثلاثي فيتعدى إلى واحد, أي: لا يفقهون كلام غيرهم لجهلهم بلسان من يخاطبهم, وقلة فطنتهم. وقرأ "يَأْجُوجَ وَمَأْجُوج" [الآية: 94] هنا و [الأنبياء الآية: 96] بهمزة ساكنة فيهما عاصم لغة بني أسد, والباقون بألف خالصة بلا همز, وهما ممنوعان للعلمية والعجمة والتأنيث؛ لأنهما اسما قبيلة على أنهما عربيان "وأدغم" لام "فهل نجعل" الكسائي وافقه ابن محيصن بخلفه. واختلف في "خَرْجا" [الآية: 94] هنا والأول من "قَدْ أَفْلَح" [الآية: 72] فحمزة والكسائي وخلف بفتح الراء وألف بعدها1 فيهما, وافقهم الحسن والأعمش, والباقون بإسكان الراء بلا ألف فيهما, وقرأ ابن عامر ثاني: قد أفلح وهو فخراج ربك خير, بإسكان الراء, والباقون بالألف بعد الفتح, وهما بمعنى كالنول والنوال, أو بالألف ما ضرب على الأرض كل عام, وبغيرها بمعنى الجعل, وقيل الخرج المصدر والخراج اسم لما يعطى. واختلف في "سدا" هنا وموضعي [يس الآية: 9] فحفص والكسائي وخلف بفتح السين في الثلاثة, وافقهم الأعمش, وقرأ أبن كثير وأبو عمرو كذلك في الكهف فقط, وافقهما ابن محيصن واليزيدي, والباقون بضمها في الثلاثة ومر توجيهه قريبا. وقرأ "مَكَّنِّي" [الآية: 95] ابن كثير وحده بنونين خفيفتين الأولى مفتوحة, والثانية مكسورة2 على الإظهار على الأصل, والباقون بنون واحدة مشددة مكسورة بإدغام النون التي هي لام الفعل في نون الوقاية. واختلف في "رَدْما ائتُوني" و"قال ائتوني" [الآية: 95، 96] فأبو بكر من طريق   1 أي: "خراجا". [أ] . 2 أي: "مَكَّنَني". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 العليمي وأبي حمدون عن يحيى عنه بهمزة ساكنة مع كسر التنوين قبلها في الأول وصلا وبهمزة ساكنة بعد اللام في الثاني وصلا أيضا, أمر من الثلاثي بمعنى المجيء, والابتداء حينئذ بكسر همزة الوصل وإبدال الهمزة التي هي فاء الكلمة ياء ساكنة في الكلمتين, وبذلك قرأ الداني على فارس بن أحمد واختاره في المفردات ولم يذكر في العنوان غيره, وروى شعيب عن يحيى عن أبي بكر بقطع الهمزة ومدها فيهما في الحالين, من آتى الرباعي بمعنى أعطى, وبه قطع العراقيون قاطبة, والابتداء حينئذ بهمزة مفتوحة كالوصل, وروى عنه بعضهم الأول بوجهين والثاني بالقطع وجها واحدا, وبه قرأ الداني على أبي الحسن, وقطع له بعضهم بالوصل في الأول, وفي الثاني بالوجهين وهو الذي في الشاطبية كأصلها, وأطلق بعضهم له الوجهين في الحرفين جميعا, والصواب هو الأول قاله في النشر, وقرأ حمزة الثاني بهمزة ساكنة بعد اللام من الإتيان كالوجه الأول لأبي بكر ويبتدئ مثله, وافقه المطوعي والباقون بقطع الهمزة ومدها فيهما في الحالين1 من الإعطاء كالوجه الثاني لأبي بكر. واختلف "في الصَّدَفين" [الآية: 96] فابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب بضم الصاد والدال لغة قريش, وافقهم اليزيدي وابن محيصن من المبهج والحسن, وقرأ أبو بكر بضم الصاد وإسكان الدال تخفيف من القراءة قبلها, وافقه ابن محيصن من المبهج أيضا, والمفردة والباقون بفتحهما لغة الحجاز. واختلف في "فما استطاعوا" [الآية: 97] فحمزة بتشديد الطاء أدغم التاء فيها2 لاتحاد المخرج, وطعن الزجاج وأبي علي فيها من حيث الجمع بين الساكنين مردود بأنها متواترة, والجمع بينهما في مثل ذلك سائغ جائز مسموع في مثله, كما سبق موضحا آخر باب الإدغام, ومما يقوي ذلك ويسوغه كما في النشر نقلا عن الداني أن الساكن الثاني لما كان اللسان عنده يرتفع عنه وعن المدغم ارتفاعة واحدة صار بمنزلة حرف متحرك, فكان الساكن الأول قد ولى متحركا ا. هـ. وقرأ الباقون بتخفيفها بحذف التاء مخففا وما استطاعوا المجمع على إظهاره. وقرأ "دَكَّاء" [الآية: 98] بالمد والهمز ممنوع الصرف عاصم وحمزة والكسائي وخلف, والباقون بتنوين الكاف بلا همز3 دككته, قال في البحر: والظاهر أن جعله بمعنى صيره فدكا مفعول ثان, ومر بالأعراف وعن ابن محيصن "أفحسب" بسكون السين أي: إفكا فيهم ورفع الباء على الابتداء, وأن يتخذوا خبره, والمعنى أن ذلك لا يكفيهم ولا ينفعهم عند الله, والجمهور بكسر السين وفتح الباء فعلا ماضيا, وأن يتخذوا ساد مسد المفعولين والاستفهام للإنكار "وفتح" ياء الإضافة من "دوني أولياء" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر   1 أي: "آتوني". [أ] . 2 أي: "اسطاعوا". [أ] . 3 أي: "دَكّا". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 373 وسهل الثانية كالياء من أولياء أن نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس, وأدغم لام "هل ننبئكم" الكسائي, وتقدم إمالة "الدنيا" لحمزة والكسائي وخلف وتقليلها للأزرق وأبي عمرو بخلفهما, وعن الدوري عن أبي عمرو وتمحيضها أيضا من طريق ابن فرح, وصححه في النشر. وقرأ "يَحْسِبُون" بفتح السين على الأصل ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر, والباقون بكسرها, وأبدل همز "هزوا" واوا خالصة في الحالين حفص, وأسكن حمزة وخلف الزاي, ويوقف عليها حمزة كما مر بوجهين: النقل عن القياس والإبدال واوا مفتوحة على وجه الرسم. واختلف في "أَنْ تَنْفَد" [الآية: 6] فحمزة والكسائي وخلف بالياء المثناة تحت على التذكير وافقهم الأعمش, والباقون بالتاء من فوق ووجههما بين؛ لأن التأنيث مجازي "وعن" ابن محيصن والمطوعي "بمثله مدادا" بكسر الميم وألف بين الدالين ونصبه على التمييز أو على المصدر كما نقل عن الرازي بمعنى ولو أمددناه بمثله إمدادا, ثم ناب المدد مناب الإمداد مثل: أنبتكم من الأرض نباتا, ويوقف لحمزة على "ربه أحدا" بالتحقيق مع عدم السكت, وبالسكت على الياء قبل الهمزة, وبالإدغام فقط, فهي ثلاثة وهو متوسط بغيره المنفصل, وأما النقل بلا إدغام فلم يأخذ به صاحب النشر قال: لأن الياء زائدة لمجرد الصلة أي: بخلاف نحو: في أنفسكم ففيه النقل أيضا كما مر في بابه. المرسوم نافع كبقية الرسوم على حذف ألف تزور لتحتمل القراءتين, وكذا زكية ولتخذت, ولكلمت ربي, وأن تنفد كلمت ربي, واتفقوا على إثبات ألف كتاب ربك وعلى رسلا كلتا الجنتين بالألف, وفي بعض المصاحف تذروه الرياح بألف, وفي بعضها بحذفها, وكذلك خرجا هنا وتسألهم خرجا بالمؤمنين, واتفقوا على إثبات فخراج ربك بالمؤمنين, وفي المدني فلا تصاحبني بلا ألف, وكتبوا ردما أتوني, وقال: أتوني بألف وتاء من غير ألف ثانية, وكتبوا لأجدن خيرا منها بغير ميم بعد الهاء في الكوفي والبصري وبميم في المدني والمكي والشامي, وكتبوا فإن اتبعتني فلا تسألني بالياء, ومكنني بنونين في المكي, وكتبوا مويلا بياء بعد الواو, وكتب في الكوفي والبصري فله جزاوا بواو وألف. المقطوع والموصول اتفقوا على وصل ألن نجعل هنا ألن نجمع بالقيامة, واتفقوا على قطع لام الجر في مال هذا الكتاب كالنساء والفرقان وسأل. ياءات الإضافة تسع "رَبِّي أَعْلَم" [الآية: 22] "بِرَبِّي أَحَدًا" [الآية: 38] مع "رَبِّي إِن" [الآية: 40] "سَتَجِدُنِي إِن" [الآية: 69] "مَعِيَ صَبْرًا" [الآية: 67، 72، 75] ثلاثة "دُونِي أَوْلِيَاء" [الآية: 102] والزوائد ست "المهتد" [الآية: 17] "أَنْ يَهْدِيَن" [الآية: 24] "أَنْ يُؤْتِيَن" [الآية: 66] و"أَنْ تُعَلِّمَن" [الآية: 66] "إِنْ تَرَن" [الآية: 39] "مَا كُنَّا نَبْغ" [الآية: 64] وأما "تسئلني" [الآية: 70] فليست من الزوائد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 سورة مريم عليها الصلاة والسلام : مكية1 قيل إلا آية السجدة فمدنية, وآيها تسعون وثمان عراقي وشامي ومدني أول تسع مكي ومدني أخير خلافها ثلاث كهيعص كوفي, وترك له الرحمن مدا في الكتاب إبراهيم مكي ومدني أخير مشبه الفاصلة أربعة: الرأس شيبا, وقري عينا, الرحمن صوما, اهتدوا هدى. القراءات أمال الهاء والياء من "كهيعص" أبو بكر والكسائي وقللهما قالون والأزرق بخلف عنهما تقدم تفصيله في بابها, وأما الأصبهاني فالمشهور عنه الفتح قولا واحدا والقليل عنه من انفرادات الهذلي, وقرأ أبو عمرو بإمالة الهاء محضة, وأما الياء فالمشهور عنه فتحها من روايتيه وهو المراد بقول الطيبة: والخلف يعني في الياء قل لثالث, وقد روي عنه إمالتها من طريق ابن فرح عن الدوري, وأما السوسي فقد وردت عنه عن غير طرق كتابنا التي هي طرق النشر, وأما في التيسير من أنه قرأ بها للسوسي على فارس بن أحمد ليس من طريق أبي عمران التي هي طريق التيسير, والعذر للشاطبي في اتباعه كما بينه في النشر, وقرأ ابن عامر وحمزة وخلف بفتح الهاء وإمالة الياء محضة, بخلف عن هشام في إمالة الياء, والمشهور عنه إمالتها, وهو الذي قطع به ابن مجاهد والهذلي والداني من جميع طرقه, والباقون وهم: ابن كثير وحفص وأبو جعفر ويعقوب بفتحهما مهمة تقدم التنبيه على أن أبا عمرو لم يمل كبرى غير الراء إلا الناس المجرور, ومن كان في هذه أعمى والياء من فاتحتي مريم وطه وسكن أبو جعفر على حروف هجائها, وأظهر دال صاد عند ذال ذر نافع وابن كثير وعاصم وأبو جعفر ويعقوب, وأدغمها الباقون, ومر آخر الإدغام الكبير أن المشهور إخفاء نون عين عند الصاد, وبعضهم يظهرها لكونها حروفا مقطوعة, ويجوز في عين المد لأجل الساكن والتوسط لفتح ما قبل الياء, وهو الثاني في الشاطبية والقصر إجراءها مجرى الحرف الصحيح, والثلاثة في الطيبة, وعن الحسن ضم الهاء من كهيعص وفي البحر والدر عنه ضم كاف كأنه جعلها معربة ومنعها الصرف للعلمية والتأنيث, قال الداني معنى الضم في الهاء إشباع التفخيم وليس. المراد بالضم الذي يوجب القلب والجمهور على تسكين أواخر هذه الحروف المنقطعة ووقف على "رحمت" بالهاء ابن   1 انظر الإتقان للإمام السيوطي: "2/ 1262". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب وسهل الثانية من "زكريا إذ" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس. وقرأ "زكريا" [الآية: 2] بالقصر بلا همز حفص وحمزة والكسائي وخلف1, وأمال "نادى" حمزة والكسائي وخلف, وقللهما الأزرق بخلفه. وقرأ أبو جعفر بإخفاء تنوين "نداء" عند خاء "خفيا" "وفتح" ياء الإضافة "من ورائي وكانت" ابن كثير. واختلف في "يَرِثُنِي وَيَرِث" [الآية: 6] فأبو عمرو والكسائي بجزمهما2 فالأول على جواب الدعاء أو جواب شرط مقدر, والثاني عطف عليه, وافقهما اليزيدي والشنبوذي, والباقون بالرفع فيهما الأول صفة لوليا أي: وارثا والثاني عطف عليه وقرأ "يا زكريا إنا" بتسهيل الثاني كالياء وبإبدالها واوا مكسورة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس, وأما تسهيلها كالواو فتقدم منعه عن النشر, وقرأ ابن عامر وأبو بكر وروح تحقيق, والباقون زكريا بالقصر كما مر, وقرأ "نبشرك" بالتخفيف حمزة. وأمال "أَنَّى يَكُون" [الآية: 8] معا حمزة والكسائي وخلف, وقللهما الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما. واختلف في "عُتيا" [الآية: 8، 9] و"جُثيا" [الآية: 68، 72] و"صُليا" [الآية: 70] و"بُكيا" [الآية: 58] فحمزة والكسائي بكسر أوائل الأربعة, وافقهم الأعمش وقرأ حفص كذلك إلا في بكيا جمعا بين اللغتين, والباقون بضمها على الأصل "وعن" الحسن "علي هين" بكسر ياء المتكلم وهو شبيه بقراءة حمزة مصرخي. واختلف في "وَقَدْ خَلَقْتُك" [الآية: 9] فحمزة والكسائي بنون مفتوحة وألف3 على لفظ الجمع وافقهم الأعمش, والباقون بالتاء المضمومة بلا ألف على التوحيد "وفتح" ياء الإضافة من "لي آية" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر. وأمال "من المحراب" ابن ذكوان ورقق الراء منه الأزرق, وعن الحسن "برا" في الحرفين بكسر الباء أي: ذا بر أو على المبالغة "وفتح" ياء "إني أعوذ" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر. واختلف في "ليَهَبَ لَكِ" [الآية: 19] فقالون بخلف عنه من طريقيه كما هو صريح النشر وورش وأبو عمرو ويعقوب بالياء بعد اللام, والضمير للرب أي: ليهب لك الذي استعذت به منى؛ لأنه الواهب على الحقيقة, وافقهم الحسن واليزيدي, والباقون بالهمز والضمير للمتكلم4, وهو الملك أسنده لنفسه على طريق المجاز, ويحتمل أن يكون محكيا   1 الباقون: "زَكَرِيّاء". [أ] . 2 أي: "يَرِثني، ويَرِث مِن .... ". [أ] . 3 أي: "خَلَقْنَاك". [أ] . 4 أي: "لأَهَبَ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 بقول محذوف أي: قال لأهب "وعن" الحسن "فأجاءها" بغير همز بعد الجيم, وإمالة الألف ومد الجيم عن الأعمش وحده كما مر "و" قرأ "مت" بكسر الميم نافع وحفص وحمزة والكسائي وخلف ومر بآل عمران. واختلف في "نَسِيِّا" [الآية: 23] فحفص وحمزة بفتح النون, والباقون بكسرها لغتان كالوتر والوتر والكسر أرجح ومعناه الشيء المتروك. وأمال "فناديها" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه. واختلف في "مِنْ تَحْتَهَا" [الآية: 24] فنافع وحفص وحمزة والكسائي وأبو جعفر وروح وخلف بكسر الميم وجر "تحتها" والفاعل مضمر, قيل جبريل وقيل عيسى ومعنى كون جبريل تحتها أي: في مكان أسفل منها؛ لأنه كان تحت أكمة والجار متعلق بالنداء وافقهم ابن محيصن بخلفه, والحسن والأعمش والباقون بفتح الميم ونصب1 "تحتها" فمن موصولة والظرف صلتها "وأدغم" دال "قد جعل" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف. واختلف في "تُسَاقِط" [الآية: 25] فحمزة بفتح التاء من فوق على التأنيث والقاف وتخفيف السين2, والأصل يتساقط فحذف إحدى التاءين تخفيفا, وافقه الأعمش, وقرأ حفص بضم التاء من فوق وتخفيف السين وكسر القاف مضارع ساقطت متعد ورطبا مفعوله, أو بقدر تساقط ثمرها فرطبا تمييز, وافقه الحسن وقرأ أبو بكر من طريق العليمي والخياط عن شعيب عن يحيى عنه, وكذا يعقوب بالياء من تحت مفتوحة على التذكير وتشديد السين وفتح القاف3, والفعل عليه مسند إلى الجذع, والباقون بفتح التاء من فوق وتشديد السين وفتح القاف4 أدغموا التاء الثانية في السين, والفعل على هذه, والأولى لازم وفاعله مضمر أي: تساقط النخلة أو ثمرتها ورطبا تمييز أو حال, وهي رواية سائر أصحاب يحيى عنه عن أبي بكر, وأدغم دال "لقد جئت" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف وتقدم خلاف أبي عمرو في إدغام التاء من جئت في الشين وكذا يعقوب, ويوقف على أمرأ ونحوه مما همزته مفتوحة بعد فتح لحمزة وهشام بخلفه بإبدالها ألفا فقط. وأمال "آتاني" و"أوصاني" الكسائي وحده وقللهما الأزرق بخلفه, وتقدم غير مرة حكم تثليث همزة آتاني للأزرق مع التقليل والفتح, وسكن ياء الإضافة من "آتاني الكتاب" حمزة وفتحها الباقون. وقرأ "نبيئا" بالهمز نافع. واختلف في "قَوْلَ الْحَق" [الآية: 34] فابن عامر وعاصم ويعقوب بنصب اللام   1 أي: "من تَحْتَها". [أ] . 2 أي: "تَساقَط". [أ] . 3 أي: "يَسَّاقَط". [أ] . 4 أي: "تسَّاقَطْ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 على أنه مصدر مؤكد لمضمون الجملة أي: هذا الإخبار عن عيسى أنه ابن مريم ثابت صدق ليس منسوبا لغيرها, أي: أقول قول الحق فالحق الصدق, وهو من إضافة الموصوف إلى صفته أي: القول الحق أو على المدح إن أريد بالحق الباري تعالى, والموصوف صفة للقول مراد به عيسى, وسمي قولا كما سمي كلمة؛ لأنه عنها نشأ, وقيل بإضمار أعني وقيل على الحال من عيسى, وافقهم الحسن والشنبوذي, والباقون بالرفع خبره مبتدأ محذوف أي: هو أي: نسبته إلى أمه فقط قول الحق أو بدل من عيسى وابن مريم نعت, أو بدل أو بيان أو خبر ثان "وعن" المطوعي فيه "تمترون" بتاء الخطاب والجمهور بياء الغيب. وقرأ"كُنْ فَيَكُون" [الآية: 35] بالنصب ابن عامر. واختلف في "وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي" [الآية: 36] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس بفتح الهمزة على حذف حرف الجر اللام متعلقا بما بعده, والمعنى لوحدانيته أطيعوه, أو عطفا على الصلاة أي: بالصلاة وبأن الله. وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن, والباقون بكسرها على الاستئناف. وقرأ "صِرَاط" [الآية: 36] بالسين1 قنبل من طريق ابن مجاهد ورويس, وأشم الصاد زايا خلف عن حمزة. وقرأ "يُرْجَعُون" [الآية: 40] بالياء من تحت مبنيا للفاعل يعقوب, والباقون بالياء من تحت أيضا مبنيا للمفعول, ومر بالبقرة "كقراءة" "إبراهام" بالألف في الثلاثة لهشام وابن ذكوان بخلفه. وقرأ "يا أبت" بفتح التاء ابن عامر وأبو جعفر ووقف عليها بالهاء ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب "وفتح" ياء الإضافة من "إني أخاف" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وفتح لام "مخلصا" عاصم وحمزة والكسائي وخلف, وسهل همز "إسرائيل" أبو جعفر مع المد والقصر, ومر خلف الأزرق في مد البدل فيها مع وقف حمزة عليها, وعن الحسن "أضاعوا الصلوات" بالجمع ونصب التاء بالكسرة. وقرأ "يَدْخُلُون" [الآية: 60] بضم الياء وفتح الخاء مبنيا للمفعول ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر وأبو جعفر ويعقوب, وسبق بالنساء وعن الحسن "جنةُ عدن" بالتوحيد والرفع وعن المطوعي كذلك, إلا أنه نصب التاء, وعن الشنبوذي بالألف على الجمع مع رفع التاء على أنه خبر لمضمر أي: تلك أو هي أو على أنه مبتدأ, والتي وعد خبره, والجمهور بالجمع والنصب بدل من الجنة. واختلف في "نُورِث" [الآية: 63] فرويس بفتح الواو وتشديد الراء2 من ورث مضعفا, وافقه الحسن والمطوعي, والباقون بسكون الواو وتخفيف الراء مضارع أورث   1 أي: "سراط". [أ] . 2 أي: "نُوَرِّث". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 وأدغم لام "هل تعلم" حمزة والكسائي وهشام على ما صوبه عنه في النشر. وقرأ "أئذا ما مت" [الآية: 66] بهمزة واحدة على الخبر ابن ذكوان من طريق الصوري, وعليه جمهور العراقيين من طريقه, وابن الأحزم عن الأخفش عنه من التبصرة وغيرها وفاقا لجمهور المغاربة, وهو أحد الوجهين في الشاطبية وغيرها ورواه النقاش عن الأخفش عنه بهمزتين على الاستفهام, وبه قرأ الباقون وهم على أصولهم, فقالون وأبو عمرو وأبو جعفر بتسهيل الثانية مع المد, وورش وابن كثير ورويس بالتسهيل والقصر وهشام في أحد وجهيه, وابن ذكوان من طريق النقاش وعاصم وحمزة والكسائي وروح وخلف بالتحقيق والقصر, والثاني لهشام التحقيق مع المد, وروى كثيرون المد هنا عن هشام من طريق الحلواني بلا خلف هو أحد السبعة. وقرأ "مِتّ" [الآية: 66] بكسر الميم نافع وحفص وحمزة والكسائي وخلف. وقرأ "أَوَلا يَذْكُر" [الآية: 67] بتخفيف الذال والكاف المضمومة نافع وابن عامر وعاصم مضارع ذكر, والباقون بالتشديد مع فتح الكاف1 مضارع تذكر, والأصل يتذكر أدغمت التاء في الذال, وسبق بالإسراء ومر قريبا وكسر "جثيا" لحفص وحمزة والكسائي. وقرأ "ثُمَّ نُنَجِي الَّذِين" [الآية: 72] بالتخفيف من أنجى الكسائي ويعقوب2 كما مر بالأنعام, وعن ابن محيصن "يتلى" بالياء من تحت على التذكير, والجمهور بالتاء على التأنيث. واختلف في "مُقاما" [الآية: 73] فابن كثير بضم الميم وافقه ابن محيصن مصدر أقام, أو اسم مكان منه أي: خير إقامة أو مكان إقامة, والباقون بفتحها مصدر قام أو اسم مكانه ونصبه على التمييز. وقرأ "أثاثا وَرِيّا" [الآية: 74] بتشديد الياء بلا همز قالون وابن ذكوان وأبو جعفر فيحتمل أن يكون مهموز الأصل, إشارة إلى حسن البشرة, كأنه قال: ونضارة فسهلت الهمز بإبدالها ياء, ثم أدغمت الياء في الياء, ويحتمل أن يكون من الري مصدر روى يروي ريا إذا امتلأ من الماء؛ لأن الريان له من الحسن والنضارة ما يستحسن, والباقون بالهمز3 من رؤية العين فعل بمعنى مفعول إذ هو حسن المنظر "ووقف" عليه حمزة بالبدل ياء مع الإظهار اعتبارا بالأصل وبالإدغام, ورجح الأول صاحب الكافي وغيره, ورجح الثاني الداني في الجامع, قال: لأنه جاء منصوصا عن حمزة, ولموافقته الرسم, وأطلق في التيسير الوجهين على السواء, وتبعه الشاطبي, وحكي ثالث وهو التحقيق لما قيل من صعوبة الإظهار, وإيهام الإدغام إنها مادة أخرى, وهو الري بمعنى الامتلاء قال في النشر: ولا يؤخذ به لمخالفته   1 أي: "يَذَّكَّر". [أ] . 2 الباقون: "يُنَجِّي". [أ] . 3 أي: "رِئْيا". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 النص والأداء, وحكي رابع وهو الحذف فيقف بياء واحدة مخففة على الرسم ولا يصح ولا يحل كما في النشر قال: واتباع الرسم متحد مع الإدغام, فالمقروء به الوجهان الأولان فقط, وقرأ "أفرأيت" بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر, وللأزرق أيضا إبدالها ألفا خالصة مع المد للساكنين, وحذفها الكسائي وحققها الباقون, ومر بالأنعام ويوقف عليه لحمزة ببين بين. واختلف في "وَلَدا" [الآية: 77] هنا وهو أربعة: مالا وولدا, وقالو اتخذ الرحمن ولدا, أن دعوا للرحمن ولدا, وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا [الآية: 88، 91، 92] وفي الزخرف: "إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَد" [الآية: 81] فحمزة والكسائي بضم الواو وسكون اللام1 في الأربعة جمع ولد كأسد وأسد, والباقون بفتح الواو واللام فيهن اسم مفرد قائم مقام الجمع, وقيل هما لغتان بمعنى كالعرب والعرب, ويذكر حرف نوح في موضعه إن شاء الله تعالى "ويوقف" لحمزة على "توزهم" بالتسهيل بين بين فقط وأما إبدالها واوا مضمومة للرسم فلا يصح, وعن الحسن "يحشر المتقون" بضم الياء من تحت وفتح الشين مبنيا للمفعول, والمتقون بالرفع بالواو نيابة عن الفاعل وكذا "ويساق المجرمون" وأدغم دال "لقد جئتم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي, وخلف "وأبدل" الهمزة الساكنة من جئتم أبو عمر بخلفه وأبو جعفر كوقف حمزة, وحققها ورش من طريقيه كالباقين. واختلف في "تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْن" [الآية: 90] هنا فنافع والكسائي يكاد بالياء من تحت على التذكير يتفطرن بفتح الياء من تحت والتاء من فوق, والطاء مشددة2 من فطره إذا شققه مرة بعد أخرى, وقرأ ابن كثير وحفص وأبو جعفر كذلك لكن بالتاء من فوق في تكاد, وافقهم ابن محيصن والحسن والمطوعي. وقرأ أبو عمرو وابن عامر وشعبة وحمزة ويعقوب وخلف تكاد كذلك بالتأنيث "ينفطرن" بالياء ونون ساكنة وكسر الطاء مخففة من فطره شقه, وافقهم اليزيدي والشنبوذي ويأتي موضع الشورى في محله إن شاء الله تعالى. وقرأ "لِتُبَشِّرَ بِه" [الآية: 97] بالتخفيف حمزة3 سبق بآل عمران وأدغم لام "هَلْ تُحِسّ" حمزة والكسائي وهشام وصوبه عنه في النشر وعليه الجمهور. المرسوم كتبوا خلقتك من قبل بغير ألف قبل الكاف في الكل نافع كبقية الرسوم تسقط بحذف الألف, وكتبوا لأهب لك بلام وألف في الإمام كغيره, وكتب أيهم الياء متصلة بالهاء "هاء التأنيث" ذكر رحمت ربك بالتاء, يا أبت بالتاء أيضا, ياءات الإضافة ست "وَرَائي وَكَانَت" [الآية: 5] "لِي آيَة" [الآية: 10] و"إِنِّي أَخَاف" [الآية: 45] "إِنِّي" [الآية: 43] "آتَانِيَ الْكِتَاب" [الآية: 30] "رَبِّي إِنَّه" [الآية: 47] وليس فيها زائدة.   1 أي: "وُلْدا". [أ] . 2 أي: "يكاد، يَتَفَطَّرْن". [أ] . 3 أي: "لِتَبْشُرَ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 سورة طه : مكية1 وآيها مائة وثلاثون وآيتان بصري, وأربع حجازي وخمس كوفي وثمان حمصي وأربعون دمشقي, اختلافها أربع وعشرون آية طه كوفي, ومثلها ما غشيهم, وإذ رأتيهم ضلوا, وترك مني هدى, وزهرة الحياة الدنيا, غيره والحمصي في اليم ضنكا نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا غيره بصري, محبة مني حجازي ودمشقي, ولا تحزن شامي ومثلها في أهل مدين, ومعنى بني إسرائيل, ولقد أوحينا إلى موسى, فتونا بصري وشامي, واصطنعتك لنفسي كوفي وشامي وغضبان أسفا مكي ومدني أول, ومثلها وإله موسى فنسي غيرهما, وعدا حسنا إليهم قولا مدني آخير, قيل وشامي ألقى السامري غيره قاعا صفصفا عراقي وشامي, مشبه الفاصلة تسعة: فاعبدوني بآياتي, ما أنت قاض, عليكم غضبي, ثم ائتوا صفا, وبينك موعدا, ولا برأسي, لا مساس, منها جميعا "الممال منها" أعني رءوس الآي من أولها إلى طغى, قال: رب إلا وأقم الصلاة لذكرى ثم من يا موسى إلى لنرضى إلا عيني وذكري وما غشيهم ثم موسى من حتى يرجع إلينا موسى ثم من إلا إبليس أبى إلى آخرها, إلا بصيرا فائدة شتى غير منون ويمال وأمتا منون, ولا يمال كهمسا وضحى منون, ويمال وعلة ذلك أن شتى وضحى ألفهما للتأنيث بخلاف أمتا وهمسا فالفهما بدل عن التنوين. القراءات أمال الطاء والهاء من "طه" أبو بكر وحمزة والكسائي وخلف, وأمال الهاء فقط محضة أيضا أبو عمرو وللأزرق فيها وجهان: الأول تمحيضها كأبي عمرو وعليه الجمهور وهو الذي في الشاطبية كأصلها, ولم يمل محضة من هذه الطرق إلا هذه, والثاني التقليل وفتحهما الباقون لكن في كامل الهذلي تقليل الطاء عن قالون والأزرق, ولم يعول عليه في الطيبة, وسكت أبو جعفر على الطاء والهاء, وعن الحسن سكون الهاء من غير ألف بعد الطاء, على أن الأصل طأ بالهمز أمر من وطئ يطأ, ثم أبدل الهمزة هاء كإبدالهم لها في هرقت ونحوه ونقل "القُرَان" ابن كثير. وأمال "لتشقي" حمزة والكسائي وخلف وكذا جميع فواصل هذه السورة على ما تقدم كالنجم وغيرها من السور المتقدم ذكرها, وقرأ الأزرق بالتقليل سواء كان من ذوات الواو أو الياء إلا ما سيجيء من نحو: ضحيها وتلاها وسواها مما فيه هاء, فله فيه الفتح مع التقليل, وبه يصرح قول الطيبة:   1 انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي: "2/ 1265". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 وقلل الرا ورءوس الآي خلف ... وما به ها غير ذي الرا يختلف وأما أبو عمرو فله فيها التقليل والفتح واويا كان أو يائيا, إلا ذوات الراء فالإمالة المحضة وجها واحدا كما مر, لكن تقدم في باب الإمالة أن التقليل عن أبي عمرو في رءوس الآي أكثر منه في فعلى, والفتح عنه في فعلى أكثر منه في رءوس الآي. تنبيه: طه ليست فاصلة عند المدني والبصري, وقد أمالها الأزرق وأبو عمرو باعتبار كونها حرف هجاء, ولذا محضاها وزهرة الحيوة الدنيا ومني هدى ليستا فاصلتين عند الكوفي, وقد أمالهما حمزة والكسائي ومن معهما باعتبار فعلى والياء وأما إمالة "رأى" فتقدم الكلام عليها في بابها والأنعام وغيرها مفصلا, وقرأ "لأهله امكثوا" هنا والقصص بضم هاء الضمير حمزة وكسر الباقون وفتح ياء الإضافة من "إني آنست" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر, وفتحها من "لَعَلِّي آتِيكُم" نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر. واختلف في "أني أنا رَبُّك" [الآية: 12] فابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر بفتح الهمزة من "أني" على تقدير الباء أي: بأني وافقهم ابن محيصن واليزيدي, والباقون بالكسر على إضمار القول أو تأويل نودي بقيل "وفتح" ياء الإضافة من إني أنا نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ووقف يعقوب على "بالواد" بالياء. واختلف في "طوى" [الآية: 12] هنا و [النازعات الآية: 16] فابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بضم الطاء مع التنوين فيهما مصروفا؛ لأنه أول بالمكان, وافقهم ابن محيصن, وعن الحسن والأعمش كسر الطاء مع التنوين, وهو رأس آية إمالة وقفا حمزة والكسائي وخلف, وقرأ الباقون بالضم بلا تنوين على عدم صرفه للتأنيث باعتبار البقعة والتعريف أو للعجمة والعلمية, وقلله الأزرق وبالصغرى مع الفتح أبو عمرو واختلف في "وأنا اخترتك" فحمزة وأنا بفتح الهمزة وتشديد النون اخترناك بنون مفتوحة وبعدها ألف ضمير المتكلم المعظم نفسه, وافقه الأعمش والباقون بتخفف نون أنا مع فتح الهمزة أيضا أخترتك بالتاء مضمومة من غير ألف على لفظ الواحد حملا على ما قبله, وفتح ياء الإضافة من "إنني أنا" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وفتحها من "لذكري إن" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على "أتوكؤ" بإبدال الهمزة ألفا على القياسي, وبتخفيفها بحركة نفسها فتبدل واو مضمومة ثم تسكن للوقف, ويتحد معه اتباع الرسم وتجوز الإشارة بالروم والإشمام فهذه أربعة, والخامس التسهيل كالواو مع الروم كما مر في تفتؤ بيوسف وفتح ياء الإضافة من "لي فيها" الأزرق وحفص وأمال "الكبرى اذهب" وصلا السوسي بخلفه, وأماله وقفا أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه وحمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق وتقدم عن الحسن فتح ياء "لي صدري" "وفتح" ياء الإضافة من "لي أمري" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 واختلف في "أخي أَشْدُد" [الآية: 31] وفي "وَأَشْرِكْه" [الآية: 32] فابن عامر وابن وردان فيما رواه النهرواني عن أصحابه عن شبيب عن الفضل, وكذا الهذلي عن الفضل من جميع طرقه عن ابن وردان بقطع همزة أشدد مع فتحها؛ لأنه من فعل ثلاثي وهمزة المضارع قطع وحكمها أن تثبت في الحالين مفتوحة, وجزم الفعل جوابا للدعاء, وأشركه بضم الهمزة مع القطع؛ لأنه فعل مضارع من رباعي, وجزم بالعطف على ما قبله, وافقهما الحسن, والباقون بوصل همزة أشدد وضمها في الابتداء, وفتح همزة أشركه على جعلهما أمرين بمعنى الدعاء من موسى عليه السلام بشد الأزر, وتشريك هارون عليه السلام في النبوة, أو تدبير الأمر وهمزة الأمر من شد وصل تضم في الابتداء لضم العين من الفعل, وهو الذي رواه باقي أصحاب ابن وردان عنه وفتح الياء من "أخي" ابن كثير وأبو عمرو, قال في النشر: ومقتضى أصل أبي جعفر فتحها لمن قطع الهمزة عنه, ولكني لم أجده منصوصا ا. هـ. وأبدل همزة "سؤلك" الأصبهاني وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر, وتقدم عن رويس إدغام "نسبحك كثيرا، ونذكرك كثيرا، إنك كنت" [الآية: 33، 34، 35] وفي المصباح عن يعقوب بكماله كأبي عمرو. واختلف في "وَلِتُصْنَعَ عَلَى" [الآية: 39] فأبو جعفر بسكون اللام وجزم العين على أن اللام للأمر والفعل مجزوم بها, فيجب عنده الإدغام, وقول الأصل فعل أمر فيه تجوز وسبق لرويس وليعقوب بكماله عن بعضهم كأبي عمرو إدغام العين, والباقون بكسر اللام ونصب الفعل بأن مضمرة بعد لام كي أي: لتربي ويحسن إليك قال النخاس: عطف على علة محذوفة أي: ليتلطف بك ولتصنع إلخ "وفتح" ياء الإضافة من "عيني إذ" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وأدغم تاء "لبثت" أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر وأثبت في الأصل هنا لابن ذكوان, وفيه نظر ولعله اشتباه بأورثتموها وفتح يائى الإضافة من "لنفسي اذهب" ومن "ذكرى اذهبا" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وعن ابن محيصن "أن يفرط" بضم حرف المضارعة, وفتح الراء "وأدغم" دال "قد جئناك" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف, وأمال "أعطى" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه وكذا موضع النجم والليل "وعن" المطوعي "كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَه" بفتح اللام فعلا ماضيا وعن ابن محيصن "لا يَضِلُّ رَبِّي" بضم الياء أي: لا يضل ربي الكتاب أي: لا يضيعه فربي فاعل, والجمهور بالفتح أي: لا يضل عن معرفته الأشياء. واختلف في "الْأَرْضَ مِهَادًا" [الآية: 53] هنا و [الزخرف الآية: 10] فعاصم وحمزة والكسائي وخلف بفتح الميم وإسكان الهاء بلا ألف فيهما1, وافقهم الأعمش, والباقون بكسر الميم وفتح الهاء وألف بعدها فيهما, وهما مصدران بمعنى يقال مهدته مهدا ومهادا, أو الأول الفعل والثاني الاسم أو "مهادا" جمع "مهد" نحو: "كعب وكعاب".   1 أي: "مَهْدا". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 واتفقوا على موضع النبأ أنه بالكسر مع ألف مناسبة لرءوس الآي بعده. واختلف في "لا نُخْلِفُه" [الآية: 58] فأبو جعفر بإسكان الفاء جزما على جواب الأمر, ويلزم من ذلك منع الصلة له, والباقون بالرفع على الصفة لموعد أو يلزم منه الصلة له منهم. واختلف في "سوى" [الآية: 58] فابن عامر وعاصم وحمزة ويعقوب وحلف بضم السين والتنوين, وافقهم الأعمش, وأماله في الوقف أبو بكر من طرق المصريين والمغاربة قاطبة وحمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق وبالتقليل والفتح أبو عمرو وأكثر النقلة عن أبي بكر على الفتح وصحح الوجهين عنه في النشر, وعن الحسن ضم السين بلا تنوين أجرى الوصل مجرى الوقف, ولا يقال منع صرفه للعدل كعمر؛ لأن ذلك في الأعلام, أما الصفات كحطم ولبد فمصروفة قاله في الدر كالبحر, والباقون بكسر السين مع التنوين وهما لغتان بمعنى واحد, وعن الحسن والمطوعي: "يوم الزينة" بنصب يوم أي: كائن يوم الزينة نحو السفر غدا, والجمهور على الرفع خبرا لموعدكم فإن جعل موعدكم زمانا لم يحتج إلى تقدير مضاف أي: زمان الوعد يوم الزينة, وإن جعل مصدرا فعلى حذف مضاف أي: وعدكم وعد يوم الزينة. واختلف في "فَيُسْحِتَكُم" [الآية: 61] فحفص وحمزة والكسائي ورويس وخلف بضم الياء وكسر الحاء من أسحت رباعيا لغة نجد وتميم, وافقهم الأعمش, والباقون بفتح الياء والحاء من سحته ثلاثيا لغة الحجاز. وأمال خاب حمزة وهشام من طريق الداجوني فيما رواه عنه في الروضة والتجريد وغيرهما, وابن ذكوان من طريق الصوري. واختلف في "إن هذين لساحران" [الآية: 63] فنافع وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وخلف بتشديد إن وهذان بالألف, وتخفيف النون وافقهم الشنبوذي والحسن, وفيها أوجه: أحدها أن إن بمعنى نعم, وهذان مبتدأ ولساحران خبره, الثاني اسمها ضمير الشأن محذوف, وجملة هذان لساحران خبرها, الثالث أن هذان اسمها على لغة من أجرى المثنى بالألف دائما, واختاره أبو حيان, وهو مذهب سيبويه, وقرأ ابن كثير وحده بتخفيف إن وهذان بالألف مع تشديد النون, وقرأ حفص كذلك إلا أنه خفف نون هذان, وافقه ابن محيصن وهاتان القراءتان أوضح القراءات في هذه الآية: معنى ولفظا وخطا, وذلك أن إن المخففة من الثقيلة أهملت وهذان مبتدأ ولساحران الخبر واللام للفرق بين النافية والمخففة على رأي البصريين, وقرأ أبو عمرو إن بتشديد النون وهذين بالياء مع تخفيف النون, وهذه القراءة واضحة من حيث الإعراب والمعنى؛ لأن هذين اسم أن نصب بالياء, ولساحران خبرها ودخلت اللام للتأكيد, لكن استشكلت من حيث خط المصحف, وذلك أن هذين رسم بغير ألف ولا ياء ولا يرد بهذا على أبي عمرو, وكم جاء في الرسم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 مما هو خارج عن القياس مع صحة القراءة به وتواترها, وحيث ثبت تواتر القراءة فلا يلتفت لطعن الطاعن فيها, وافقه اليزيدي والمطوعي. واختلف في "فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُم" [الآية: 64] فأبو عمرو يوصل الهمزة وفتح الميم من جمع ضد فرق, وافقه اليزيدي, والباقون بقطع الهمزة مفتوحة وكسر الميم من أجمع رباعيا أي: أعزموا كيدكم, واجعلوه مجمعا عليه. تنبيه تقدم أن التقليل عن أبي عمرو في رءوس الآي أكثر منه في فعلى, فيتفرع على ذلك ما لو قرئ له نحو: "قالوا يا موسى إما أن تلقي، وإما أن نكون أول من ألقى" [الآية: 65] فالفتح في يا موسى مع الفتح والتقليل في ألقى لكونه رأس آية التقليل في موسى مع التقليل في ألقى وجها واحدا, بناء على ما ذكر وعن الحسن "وعصيهم" حيث جاء بضم العين, وهو الأصل, والجمهور على كسرها اتباعا للصاد, وكسر الصاد للياء والأصل عضو, وفاعل كما ترى بقلب الواوين يائين, وكسرت الصاد لتصح الياء وكسرت العين اتباعا. واختلف في "تَخيّل" [الآية: 66] فابن ذكوان وروح بالتاء من فوق على التأنيث على إسناده لضمير العصى والحبال, وأنها تسعى بدل اشتمال من ذلك الضمير, وافقهما الحسن, والباقون بالياء من تحت على التذكير1 لإسناده إلى أنها تسعة أي: يخيل سعيها, ولم يذكر ابن مجاهد كصاحبه ابن أبي هاشم هذا الحرف فتوهم بعضهم الخلاف لابن ذكوان فيه وليس فيه خلاف كما نبه عليه صاحب النشر رحمه الله تعالى. واختلف في "تَلْقَف" [الآية: 69] فابن ذكوان بفتح اللام وتشديد القاف ورفع الفاء2 على الاستئناف أي: فإنها تلقف أو حال مقدرة من المفعول, وقرأ حفص بإسكان اللام والفاء مع تخفيف القاف من لقف يلقف كعلم يعلم, والباقون وبالتشديد والجزم على جواب الأمر, وشدد تاءها وصلا البزي بخلف عنه. واختلف في "كَيْدُ سَحِر" [الآية: 69] فحمزة والكسائي وخلف بكسر السين وإسكان الحاء بلا ألف3 أي: كيد ذي سحر أوهم نفس السحر على المبالغة, وافقهم الأعمش, والباقون بفتح السين وبالألف وكسر الحاء فاعل من سحر, وأفرد من حيث إن فعلهم نوع واحد من السحر. وقرأ "أمنتم" [الآية: 71] بهمزة واحدة على الخبر الأصبهاني وقنبل من طريق ابن مجاهد وحفص ورويس, وقرأ قالون والأزرق والبزي وقنبل من طريق ابن شنبوذ, وأبو عمرو وابن ذكوان وهشام من طريق الحلواني, والداجوني من طريق زيد وأبو جعفر بهمزتين الأولى.   1 أي: "يُخَيَّل". [أ] . 2 أي: "تَلَقَّف". [أ] . 3 أي: "سِحْر". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 محققة والثانية مسهلة ثم ألف ولم تبدل الثانية ألفا عن الأزرق, وأما الثالثة فاتفقوا على إبدالها ألفا, وقرأ هشام فيما رواه الداجوني من طريق الشذائي وأبو بكر وحمزة والكسائي وروح وخلف بهمزتين محققتين, وعن ابن محيصن والحسن "فلأقطعن ولأصلبن" بفتح الهمزة فيهما وسكون القاف والصاد وفتح الطاء وتخفيفها مع قطع وصلب الثلاثي, واتفقوا على نصب "الْحَيَاةَ الدُّنْيَا" على الظرفية لتقضي ومفعوله محذوف أي: تقضي غرضك أو أمرك أو على أنه مفعوله به اتباعا, ويدل له قراءة أبي حيوة "تقضي" بالبناء للمفعول الحياة بالرفع اتسع في الظرف فأجري مجرى المفعول به كما تقول صيم يوم الجمعة. وقرأ "يَأْتِهِ مُؤْمِنًا" [الآية: 75] بإسكان الهاء السوسي فيما رواه الداني من جميع طرقه وكذا صاحب الكافي والشاطبية وسائر المغاربة, وروى عنه الصلة ابن مهران وابن سوار وغيرهما وفاقا لسائر العراقيين. واختلف "عن قالون وابن وردان ورويس" في الاحتلاس والصلة, فأما قالون فروى الاختلاس عنه صاحب التجريد والتذكرة وغيرهما, وهي طريق صالح عن أبي نشيط وابن أبي مهران عن الحلواني, وروى عنه الإشباع صاحب الهداية والكامل من جميع طرقهما, وهي طريق الطبري وغلام الهراس عن ابن بويان, وطريق جعفر عن الحلواني, وأطلق الخلاف عنه في الشاطبية كأصلها, وأما ابن وردان فروى الاختلاس عنه هبة الله بن جعفر والعلاف والوراق وابن مهران عن أصحابهم عن الفضل, وروى عنه الإشباع النهرواني من جميع طرقه والرازي, وأما رويس فروى الاختلاس عنه العراقيون قاطبة, وروى عنه الصلة طاهر بن غلبون والداني من طريقه وسائر المغاربة, وبذلك قرأ الباقون وعم ابن كثير وورش والدوري عن أبي عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وابن جماز وروح, فيكون لكل من قالون وابن وردان ورويس الاختلاس والإشباع وللسوسي وجهان فقط: الإسكان والإشباع فما في الأصل هنا من ذكر الاختلاس للسوسي لعله سبق قلم, ويوقف لحمزة وهشام "على جزؤا" من المرسوم بواو وألف بعدها في الكوفي والبصري باثني عشر وجها مر بيانها بالأنعام في انبؤا ما كانوا. وقرأ "أَنْ أَسْر" [الآية: 77] بهمزة وصل ساقطة درجا1 ثابتة مكسورة ابتداء2 نافع وابن كثير وأبو جعفر, والباقون بهمزة قطع مفتوحة في الحالين, كما مر بهود, وعن الحسن "يبسا" بسكون الباء والجمهور بفتحها مصدران أو بالإسكان المصدر وبالتحريك الاسم. واختلف في "لا تَخَاف" [الآية: 77] فحمزة بالقصر والجزم3 على أنه جواب الأمر أو مجزوم بلا الناهية "ولا تخشى" رفع على الاستئناف أو جزم بحذف الحركة تقديرا إجراء له مجرى الصحيح, أو بحذف حرف العلة, وهذه الألف إشباع لمناسبة.   1 أي: "أن أسر .... ". [أ] . 2 أي: إسر .... ". [أ] . 3 أي: "لا تَخَف". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 الفواصل وافقه الأعمش, والباقون بالمد والرفع على الاستئناف فلا محل له, أو محله نصب على الحال من فاعل اضرب أي: اضرب غير خائف "ولا تخش" عطف عليه وعن المطوعي "فغشاهم من اليم ما غشاهم" [الآية: 78] بفتح الشين مشددة وألف بعدها في الكلمتين أي: غطاهم "وسهل" أبو جعفر همز "إسرائيل" مع المد والقصر, ومر خلاف الأزرق فيها مع وقف حمزة عليها أوائل البقرة. واختلف في "أنجيتكم، ووعدتكم، ورزقتكم" [الآية: 80، 81] فحمزة والكسائي وخلف بتاء المتكلم من غير ألف في الثلاثة مناسبة لقوله تعالى:"فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي" وافقهم الأعمش والباقون بنون العظمة مفتوحة وألف بعدها فيهن1, وقرأ "ووعدناكم" بغير ألف أبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب ومر بالبقرة. واختلف في "فَيَحِلَّ عَلَيْكُم ومن يحلل" [الآية: 81] فالكسائي بضم الحاء من فيحل واللام2 من يحلل من حل يحل إذا نزل ومنه أو تحل قريبا من دارهم, وافقه الشنبوذي والباقون بكسرهما من حل عليه كذا أي: وجب من حل الدين يحل بالكسر وجب قضاؤه ومنه يبلغ الهدى محله, واتفقوا على كسر حاء "أم أردتم أن يحل" لأن المراد به الوجوب لا النزول وعن الحسن "أولاء على أثرى" بتسهيل همزة أولاء, قال ابن الفاصح بكسرة مليئة من غير همز ولا مد ولا ياء, وقال في الدر كالبحر بياء مكسورة. واختلف في "عَلَى أَثَرِي" [الآية: 84] فرويس بكسر الهمزة وسكون المثلثة3 والباقون بفتحها "وغلظ" الأزرق لام "أفطال" بخلف عنه للفصل بالألف, والوجهان في الشاطبية وغيرها, وصححهما ورجح التغليظ. واختلف في "بملكنا" [الآية: 87] فنافع وعاصم وأبو جعفر بفتح الميم, وقرأ حمزة والكسائي وخلف بضمها وافقهم الحسن والأعمش, والباقون بكسرها, فقيل لغات بمعنى وقيل المضموم معناه لم يكن لنا ملك فنخلف موعدك لسلطانه, وإنما أخلفناه بنظر أدى إليه فعل السامري, وفتح الميم مصدر من ملك أمره أي: ما فعلناه بأنا ملكنا الصواب بل غلبتنا أنفسنا وكسر الميم أكثر استعماله فيما تحوزه اليد, ولكنه يستعمل فيما يبرمه الإنسان من الأمور ومعناه كالذي قبله. واختلف في "حملنا" [الآية: 87] فنافع وابن كثير وابن عامر وحفص وأبو جعفر ورويس بضم الحاء وكسر الميم مشددة عدي بالتضعيف إلى آخر وبني للمفعول, والضمير المتصل نائب الفاعل, وافقهم ابن محيصن, والباقون بفتح الحاء والميم مخففة4 مبنيا للفاعل متعديا لواحد, والأوزار الأثقال أطلق على ما استعاروا من القبط برسم التزيين أوزارا لثقلها, وعن الحسن "وَأنَّ رَبَّكُم" بفتح الهمزة وأثبت الياء في "تتبعن" وصلا نافع   1 أي: "أنجيناكم، واعدناكم، رزقناكم". [أ] . 2 أي: "فيَحُلّ". [أ] . 3 أي: "إثري". [أ] . 4 أي: "حمَلْنا". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 وأبو عمرو وفي الحالين ابن كثير وأبو جعفر ويعقوب, قال في النشر: إلا أن أبا جعفر فتحها وصلا, وأثبتها في الوقف وقدرهم ابن مجاهد, حيث ذكر ذلك عن الحلواني عن قالون كما وهم في جامعه, حيث جعلها ثابتة لابن كثير في الوصل دون الوقف. وقرأ "يبنؤم" [الآية: 94] بكسر الميم ابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف, ويوقف عليه لحمزة بوجهين: التحقيق والتسهيل كالواو, إذ هو متوسط بغيره وفتح ياء الإضافة من "برأسي إني" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر, وعن المطوعي "بصرت" بكسر الصاد "بما لم يبصروا" بفتحها. واختلف في "تَبْصُروا به" [الآية: 96] فحمزة والكسائي وكذا خلف بالتاء من فوق, خطابا لموسى وقومه, وافقهم الأعمش, والباقون بالياء على الغيبة مسندا للغائبين بالنسبة إليه بما لم ير بنو إسرائيل, وعن الحسن "فقبصت قبصة" بالصاد المهملة فيهما وهي القبض بأطراف الأصابع, وبضم القاف من الكلمة الثانية كالغرفة, والجمهور على المعجمة فيهما وفتح القاف وهو القبض بجميع الكف, وأدغم الضاد المعجمة في تاء المتكلم مع إبقاء صفة الإطباق والتشديد ابن محيصن كما مر, وأدغم ذال "فنبذتها" أبو عمرو وهشام فيما رواه جمهور المشارقة عنه وحمزة والكسائي وخلف, والإظهار عن هشام رواية المغاربة قاطبة, وهو الذي في الشاطبية وغيرها, وأدغم باء "فاذهب" في فاء "فإن" أبو عمرو والكسائي وهشام وخلاد بخلف عنهما تقدم تفصيله في محله, واختلف في "لن تخلفه" فابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بضم التاء وكسر اللام مبنيا للفاعل متعديا لمفعولين: أحدهما الهاء ضمير الوعد, والثاني محذوف أي: لن تخلفه الله, وافقه ابن محيصن واليزيدي والحسن والباقون بفتح اللام على البناء للمفعول متعديا لاثنين أيضا: أحدهما الضمير المستتر المرفوع على النيابة, والثاني الهاء أي: لن يخلفك الله إياه, وعن المطوعي ظلت بكسر الظاء. واختلف في "لَنُحَرِّقَنَّه" [الآية: 97] فأبو جعفر بإسكان الحاء وتخفيف الراء1 واختلف راوياه فابن وردان بفتح النون وافقه الأعمش من باب خرج يخرج, وابن جماز بضم النون وكسر الراء2, وافقه الحسن من باب أخرج يخرج, والباقون بضم النون وفتح الحاء وكسر الراء مشددة3 من حرقة بالتشديد, وأدغم دال "قد سبق" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف. واختلف في "ننفخ في الصور" [الآية: 102] فأبو عمرو بنون العظمة مفتوحة مبنيا للفاعل مسندا إلى الآمر به والنافخ إسرافيل, والباقون بالياء من تحت مضمومة وفتح الفاء4 بالبناء للمفعول, ونائب الفاعل الجار والمجرور بعده, وقد خالف فيه اليزيدي أبا عمرو ووافق الباقين, وعن الحسن "ويحشر" بالياء من تحت مبنيا للمفعول المجرور نائبه وأدغم ثاء "لبثتم"   1 أي: "لنُحْرِقَنّه". [أ] . 2 أي: لنَحْرِقَنّه". [أ] . 3 أي: "لنُحَرِّقَنّه". [أ] . 4 أي: "يُنْفَخ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 أبو عمرو وحمزة والكسائي وأبو جعفر, ومر عدم إمالة "أمتا" للكل كهمسا. وأمال "خَاب" [الآية: 111] حمزة وابن عامر بخلف عنه من روايتيه تقدم تفصيله قريبا. واختلف في "فَلا يَخَاف" [الآية: 112] فابن كثير بالقصر والجزم1 على النهي, وافقه ابن محيصن والباقون بالمد والرفع خبر المحذوف أي: فهو لا يخاف والموضع عليهما جزم جواب الشرط. واختلف في "يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُه" [الآية: 114] فيعقوب بنون العظمة مفتوحة وكسر الضاد2 مبنيا للفاعل وفتح الياء نصبا بأن, وحيه بالنصب مفعول به, وافقه الحسن والأعمش, لكن في الدر كالبحر تسكين الياء عن الأعمش, وقال: استثقل الحركة على حرف العلة, وإن كانت خفيفة, والباقون بالياء من تحت مضمومة وفتح الضاد مبنيا للمفعول, ووحيه بالرفع نائب الفاعل. وقرأ "لِلْمَلائِكَةُ اسْجُدُوا" [الآية: 116] بضم التاء أبو جعفر بخلف عن ابن وردان, والوجه الثاني له إشمام كسرتها الضم كما مر بالبقرة. واختلف في "وإنك لا تظمؤا" [الآية: 119] فنافع وأبو بكر بكسر الهمزة عطفا على إن لك أو على الاستئناف, والباقون بفتحها على المصدر المنسبك من لا تجوع أي: انتفاء جوعك وانتفاء ظمئك, أو التقدير وبأنك, وتقدم خلاف الأزرق في مد واو "سوآتهما" بالأعراف وغيرها, وأنه لا يسوغ فيها إلا أربعة أوجه: توسط الواو مع توسط الهمزة, وقصر الواو مع ثلاثة الهمز, ويوقف لحمزة عليها بالنقل على القياس, وبالإدغام إلحاقا للواو الأصلية بالزائدة, وعن الحسن "يَخِصِّفان" بكسر الخاء وتشديد الصاد. وأمال "اتَّبَعَ هُدَاي" [الآية: 123] الدوري عن الكسائي, وقلله الأزرق بخلفه وعن الحسن "ضنكا" بألف بغير تنوين مع الإمالة المحضة "وفتح" ياء الإضافة من "حشرتني أعمى" نافع وابن كثير وأبو جعفر, وسبق إمالة أعمى في بابها لحمزة والكسائي وخلف, وتقليل الأزرق بخلفه لكونه ليس برأس آية أما "وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى" [الآية: 124] فهو رأس آية ممال لحمزة ومن معه مقلل فقط للأزرق, ومقلل مع الفتح لأبي عمرو, وذكر في الأصل هنا التقليل لأبي عمرو, وفي حشرتني أعمى وفيه نظر, ولعله سبق قلم ومر التنبيه عليه في باب الإمالة, ويوقف على "ومن أناىء الليل" ونحوه مما كتب بياء بعد الألف لحمزة وهشام بخلفه بالبدل ألفا في الهمزة الثانية مع المد والتوسط والقصر, وبالتسهيل بين بين مع المد والقصر فهذه خمسة, وإذا أبدلت ياء على الرسم فالمد والتوسط والقصر مع سكون الياء, والقصر مع روم حركتها فتصير تسعة ولحمزة في الأولى   1 أي: "فلا يَخَف". [أ] . 2 أي: "نَقْضي". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 السكت وعدمه والنقل تصير سبعة وعشرين من ضرب الثلاثة الأولى في التسعة الثانية, وعن الحسن "وأطراف النهار" بالجر عطفا على آناىء الليل, والجمهور على نصبه عطفا على محل ومن آناىء. واختلف في "تُرضى" [الآية: 130] فأبو بكر والكسائي بضم التاء مبنيا للمفعول وحذف الفاعل للعلم به أي: لعل الله يعطيك ما يرضيك, أو لعله يرضاك, والباقون بفتحها مبنيا للفاعل أي: لعلك ترضى بها. واختلف في "زَهْرَةَ الْحَيَاة" [الآية: 131] فيعقوب بفتح الهاء وافقه الحسن والباقون بسكونها, وهما بمعنى واحد كنهر ونهر ما يروق من النور وسراج زاهر لبريقه. واختلف في "أَوَلَمْ تَأْتِهِم" [الآية: 133] فقرأ نافع وأبو عمرو وحفص ويعقوب وابن جماز وابن وردان فيما رواه العلاف, وابن مهران من طريق ابن شبيب عن الفضل عنه بالتاء من فوق على التأنيث, وافقهم اليزيدي والحسن, والباقون بالباء على التذكير؛ لأن التأنيث مجازي, وهي رواية النهرواني عن ابن شبيب وابن هارون كلاهما عن الفضل والحنبلي عن هبة الله كلاهما عنه. وقرأ "الصراط" [الآية: 135] بالسين قنبل1 من طريق ابن مجاهد ورويس وبالإشمام حمزة بخلف عن خلاد لكونه باللام. المرسوم أتوكوا بواو وألف بعد الكاف اخترتك بغير ألف مهدا حيث وقع بعد الأرض بحذف الألف فيما رواه نافع, وكتبوا في الكوفي والبصري جزوا من بواو وألف بعد الزاي أنجيتكم بحذف الألف, وكتبوا بالياء أن أسر بعبادي فاتبعوني وأطيعوا أمري والناس ضحى, واتفقوا على كتابه أناىء الليل بالياء, وفي بعض المصاحف ولاوصلبنكم بواو بين الألف والصاد, وكذا في الشعراء, واتفقوا على رسم همز أم من يبنوم واوا موصولة بالنون, وسبق موضع الأعراف, وفي بعضها لا تخاف دركا بألف, وفي بعضها بلا ألف ولا تظموا بواو وألف بعد الميم في الكل ياءات الإضافة ثلاث عشرة "إِنِّي آنَسْت" [الآية: 10] "إني أنا رَبُّك" [الآية: 12] "إِنَّنِي أَنَا" [الآية: 14] "لنفسي اذهب" [الآية: 41، 42] "ذكرى اذهبا" [الآية: 42، 43] "لَعَلِّي آتِيكُم" [الآية: 10] "وَلِيَ فِيهَا" [الآية: 18] "لذكري إن" [الآية: 14، 15] "يَسِّرْ لِي أَمْرِي" [الآية: 26] "على عيني إذ" [الآية: 39، 40] "برأسي إني" [الآية: 94] "أخي أشدد" [الآية: 30، 31] "حشرتني أعمى" [الآية: 125] عن الحسن وحده فتح لي صدري, وفيها زائدة واحدة "تتبعن أفعصيت" [الآية: 93] وحكم كل في محله2.   1 أي: "سراط". [أ] . 2 أي: في موضعه من الآيات أو في بابه حيث تكلم عنه مجملا ومفصلا. ص "144". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 سورة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام : مكية1 وآيها مائة وإحدى عشرة غير الكوفي واثنا عشرة فيه خلافها آية ولا يضركم كوفي "مشبه الفاصلة" أربعة: أكثرهم لا يعلمون, ولا يشفعون ولما تعبدون, إنكم وما تعبدون, القراءات أمال "النجوى الذين" وقفا حمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق وأبو عمرو بخلفهما. واختلف في "قُلْ رَبِّي" [الآية: 4] فحفص وحمزة والكسائي, وكذا خلف قال بفتح القاف وألف2 على الخبر والضمير للرسول-صلى الله عليه وسلم, وافقهم الأعمش, والباقون بضم القاف بلا ألف على الأمر له -صلى الله عليه وسلم, وتأتي الأخيرة في محلها إن شاء الله تعالى, وقرأ "نوحي إليهم" بنون العظمة مع البناء للفاعل حفص أي: نحن وإليهم محله نصب والمفعول محذوف أي القرآن والذكر, والباقون بالياء من تحت, وفتح الحاء على البناء للمفعول, وإليهم محله رفع على النيابة عن الفاعل, ومر بيوسف وقرأ "فسلوا" بالنقل ابن كثير والكسائي وكذا خلف وأدغم تاء "كانت ظالمة" الأزرق وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وابن الكسائي وخلف, وأدغم لام "بل نقذف" الكسائي وعن الحسن "ينشرون" بفتح الياء من تحت من نشر والجمهور بضمه من أنشر, قال في المفتاح: وكلهم بكسر الشين, وقال السمين: قرأ الحسن بفتح الياء وضم الشين "وفتح" ياء الإضافة من "معي" حفص وحده وسكنها الباقون, وعن ابن محيصن بخلفه "الحق فهم" بالرفع خبر محذوف, والجمهور بالنصب مفعول لا يعلمون. وقرأ "نُوحِي إِلَيْهِم" [الآية: 7] بالنون مبنيا للفاعل حفص وحمزة والكسائي وخلف وافقهم الأعمش, والباقون بضم الياء3 من تحت وفتح الحاء مبنيا للمفعول, وقللها الأزرق بخلفه, وسبق بيوسف وأثبت الياء في "فاعبدون" معا في الحالين يعقوب, وأمال "ارتضى" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه وفتح ياء الإضافة من "إني له" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وسكنها الباقون. واختلف في"أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا" [الآية: 30] فابن كثير "الم" بحذف الواو.   1 انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي: "2/ 1265". [أ] . 2 أي: "قال ..... ". [أ] . 3 أي: "يُوْحِي". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 بعد همزة الاستفهام التوبيخي وافقه ابن محيصن, والباقون بإثباتها عطفا على السابق, واتفقوا على خفض حي من "كل شيء حي" صفة لشيء, وقرء شاذا من غير قراءتنا بالنصب مفعولا ثانيا لجعلنا والجار والمجرور حينئذ لغو, وقرأ "أفائن مت" بكسر الميم نافع وحفص وحمزة والكسائي وخلف ومر بآل عمران, وعن المطوعي "ذائقة الموت" بالتنوين ونصب الموت على الأصل, وعنه أيضا حذف التنوين مع نصب الموت حذفه لالتقاء الساكنين. وقرأ "ترجعون" [الآية: 35] بالبناء للفاعل يعقوب ومر بالبقرة1, وقرأ "راك" ونحوه مما اتصل بمضمر بإمالة الراء والهمزة معا حمزة والكسائي وخلف, وقللهما الأزرق معا وأمال الهمزة فقط أبو عمرو, وذكر الشاطبي رحمه الله تعالى الخلاف عن السوسي في إمالة الراء تقدم ما فيه, واختلف عن هشام فالجمهور عن الحلواني على فتحهما معا عنه, وكذا الصقلي عن الداجوني, والأكثرون عن الداجوني عنه على إمالتها معا, والوجهان صحيحان عن هشام كما في النشر, واختلف أيضا عن ابن ذكوان على ثلاثة أوجه: الأول إمالتها معا عنه رواية المغاربة, وجمهور المصريين, الثاني فتحهما عن رواية جمهور العراقيين, الثالث فتح الراء وإمالة الهمزة رواية الجمهور عن الصوري, وأما أبو بكر ففتحهما عنه معا العليمي, وأمالهما معا يحيى ابن آدم, والباقون بالفتح فيهما. وقرأ "هزوا" [الآية: 36] بضم الزاي وإبدال الهمزة واوا حفص, وقرأ حمزة وخلف بإسكان الزاي وبالهمزة, والباقون بضم الزاي وبالهمز2 ووقف عليه حمزة بالنقل على القياس وإبدال الهمزة3 واوا على الرسم, وأما تشديد الزاي فضعيف كبين بين, وأثبت الياء في "فَلا تَسْتَعْجِلُون" في الحالين يعقوب وأدغم لام "بل تأتيهم" حمزة والكسائي وهشام كما صححه عنه في النشر "وكسر" دال "ولقد استهزئ" أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب, وأبدل أبو جعفر همز استهزئ ياء مفتوحة, ومر أوائل البقرة حكم يستهزءون لحمزة وغيره, وغلظ الأزرق لام "حتى طال" بخلف عنه للفصل بالألف, والوجهان صحيحان والأرجح في النشر التغليظ. واختلف في "وَلا يَسْمَعُ الصُّم" [الآية: 45] فابن عامر تسمع بضم التاء من فوق وكسر الميم4 والفاعل ضمير المخاطب, وهو الرسول -صلى الله عليه وسلم- الصم بالنصب على المفعولية والدعاء ثان وافقه الحسن, والباقون يسمع بفتح الياء من تحت الميم الصم بالرفع على الفاعلية, والدعاء مفعول به ويذكر كل من موضع النمل والروم في محله إن شاء الله تعالى, وسهل الثانية من "الدعاء إذا" كالياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس.   1 انظر الصفحة: "166" [أ] . 2 أي: "هُزْءا". [أ] . 3 أي: "هُزُءا". [أ] . 4 أي: "يُسْمِع". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 واختلف في "مِثْقال" [الآية: 47] هنا ولقمان فنافع وأبو جعفر بالرفع على أن كان تامة أي: وجد مثقال والباقون بالنصب على أنها ناقصة, واسمها مضمر أي: وإن كان العمل أو الظلم مقدار حبة ومن خردل صفة حبة. وقرأ "وضياء" [الآية: 48] بهمزة مفتوحة بدل الياء قنبل1 ومر توجيهه آخر باب الهمز المفرد. واختلف في "جُذْاذًا" [الآية: 58] فالكسائي بكسر الجيم وافقه الأعمش وابن محيصن بخلف عنه, والباقون بالضم وهما لغتان في متفرق الأجزاء, والمكسور جمع جذيذ كخفيف وخفاف أو جذاذة, والمضمون جمع جذاذة كقرادة وقراد, وقيل هي في لغاتها كلها مصدر "وسهل" الثانية مع الفصل بالألف في "أأنت فعلت" قالون وأبو عمرو وهشام من طريق ابن عبدان عن الحلواني وأبو جعفر, وقرأ ورش وابن كثير ورويس بالتسهيل لكن من غير إدخال ألف, وللأزرق ثان إبدالها ألفا مع المد للساكنين, وقرأ هشام من مشهور طرق الداجوني وابن ذكوان وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وروح بتحقيقهما بلا ألف, وقرأ الجمال عن الحلواني عن هشام بتحقيقهما مع إدخال الألف, فلهشام ثلاثة, وقرأ "فسلوهم" بالنقل ابن كثير والكسائي وخلف. وقرأ "أفَّ" [الآية: 67] بكسر الفاء منونة نافع وحفص وأبو جعفر وبفتح الفاء من غير تنوين ابن كثير وابن عامر ويعقوب, وكسرها بلا تنوين الباقون ومر بالإسراء. وقرأ "أئمة" [الآية: 73] بالتسهيل للثانية بين بين, وبإبدالها ياء خالصة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وكلهم بالقصر على الوجهين, غير أبي جعفر فيدخل الفاء بينهما حال تسهيله فقط كما مر, والباقون بتحقيقهما مع القصر بخلف عن هشام فيه أعني القصر كما سبق تفصيله. واختلف في "لِتُحْصِنَكُم" [الآية: 80] فابن عامر وحفص وأبو جعفر بالتاء على التأنيث, والفاعل يعود على الصنعة أو اللبوس؛ لأنه يراد بها الدروع, وافقهم الحسن وقرأ أبو بكر ورويس بنون العظمة2 لمناسبة وعلمناه, والباقون بالياء3 من تحت والفاعل يعود على الله تعالى أو داود عليه السلام أو التعليم أو اللبوس. وقرأ "وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيح" [الآية: 81] بالجمع4 أبو جعفر ومر بالبقرة. وأمال "نادى" و"فنادى" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق "وأسكن" ياء الإضافة من "مسني الضر" حمزة, وفتحها الباقون. واختلف في "أَنْ لَنْ يَقْدِر" [الآية: 87] فيعقوب بالياء المضمومة من تحت, ودال   1 أي: "ضِئَاء". [أ] . 2 أي: "لنُحْصِنَكم". [أ] . 3 أي: "ليُحْصِنَكم". [أ] . 4 أي: "الرياح". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 مفتوحة مبنيا للمفعول, والباقون بنون العظمة المفتوحة, وكسر الدال على البناء للفاعل والمفعول محذوف أي: لن نضيق عليه الجهات والأماكن, وعن الحسن "الظلمات" بسكون اللام. واختلف في "نُنْجِي الْمُؤْمِنِين" [الآية: 88] فابن عامر وأبو بكر بحذف إحدى النونين وتشديد الجيم1, واختارها أبو عبيد لموافقة المصاحف, وقد طعن فيها لمنع الإدغام في المشدد, وأجيب عنه بأجوبة أحسنها كما في الدر أن الأصل ننجي بنونين مضمومة فمفتوحة مع تشديد الجيم, فاستثقل توالي المثلين فحذفت الثانية كما حذفت في نزول الملائكة تنزيلا, والباقون بضم النون الأولى وسكون الثانية, وتخفيف الجيم من أنجى "وسهل" الثانية من "زكريا" إذ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس, وقرأ ابن عامر وأبو بكر وروح بتحقيقهما, وقرأ حفص وحمزة والكسائي وخلف زكريا بالقصر بلا همز. وأمال "يسارعون" الدوري عن الكسائي وفتحه الباقون, وعن الأعمش "رُغَبًا وَرُهَبًا" [الآية: 90] بضم رائهما وسكون الغين والهاء, ورويت عن أبي عمرو من غير طريق الكتاب قال في البحر: وأشهر عن الأعمش بضمتين فيهما, وعن الحسن "أُمَّةُ وَاحِدَة" بالرفع فيهما على أن أمتكم خبر إن, وأمة واحدة بدل منها بدل نكرة من معرفة خبر محذوف أي: هي أمة والجمهور على نصبهما على الحال أي: غير مختلفة فيما بين الأنبياء. واختلف في "وَحَرَام" [الآية: 95] فأبو بكر وحمزة والكسائي بكسر الحاء وسكون الراء بلا ألف2 وافقهم الأعمش, والباقون بفتح الحاء والراء وبألف بعدهما, وهما لغتان كالحل والحلال "وتقدم" اتفاقهم على قراءة "لا يرجعون" ببنائه للفاعل. وقرأ "فتحت" [الآية: 96] بالتشديد ابن عامر وأبو جعفر ويعقوب ومر بالأنعام. وقرأ عاصم "يَأْجُوجُ وَمَأْجُوج" [الآية: 96] بالهمز فيهما والباقون بالألف3 "وعن" ابن محيصن بخلفه "حصب جهنم" بسكون الصاد مصدر بمعنى المفعول أي: المحصوب أو على المبالغة, والجمهور على فتحها وهو ما يحصب به أي: يرمى في النار فلا يقال له حصب إلا وهو في النار, وقيل ذلك حطب وبه قرء, وأبدل الثانية ياء مفتوحة من "هؤلاء آلهة" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس. وقرأ "لا يَحْزُنُهُم" [الآية: 103] بضم الياء وكسر الزاي4 مضارع أحزن أبو جعفر وسبق بآل عمران. واختلف في "نَطْوِي السَّمَاء" [الآية: 104] فأبو جعفر بضم التاء من فوق على   1 أي: "نُجِّي". [أ] . 2 أي: "وحِرْم". [أ] . 3 أي: "يأجوجُ ومأجوج". [أ] . 4 أي: "لا يُحْزِنُهم". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 التأنيث وفتح الواو1 مبنيا للمفعول والسماء بالرفع نائب الفاعل, والباقون بنون العظمة والسماء بالنصب مفعول به, وعن الحسن "السجل" بسكون الجيم وتخفيف اللام, والجمهور بكسر الجيم وتشديد اللام لغتان. واختلف في "لِلْكُتُب" [الآية: 104] فحفص وحمزة والكسائي وخلف بضم الكاف والتاء بلا ألف على الجمع, وافقهم الأعمش, والباقون بكسر الكاف وفتح التاء مع الألف على الإفراد2 والرسم يحتملها. وقرأ حمزة وخلف "الزبور" بضم الزاي, ومر بالنساء "وأسكن" ياء الإضافة من "عبادي الصالحون" حمزة ووقف يعقوب بخلفه على "يوحى إلى" بهاء السكت. واختلف في "قُلْ رَب" [الآية: 112] فحفص "قال" بصيغة الماضي خبرا عن الرسول عليه الصلاة والسلام, والباقون قل بصيغة الأمر. واختلف في "رَبِّ احْكُم" [الآية: 112] فأبو جعفر بضم الباء على أحد اللغات الجائزة في المضاف لياء المتكلم نحو: يا غلامي تبنيه على الضم, وتنوي الإضافة وليس منادى مفردا؛ لأنه ليس من نداء النكرة المقبل عليها, وافقه ابن محيصن, والباقون بكسر الباء اجتزأه بالكسرة عن ياء الإضافة وهي الفصحى. واختلف في "مَا تَصِفُون" [الآية: 112] فابن ذكوان من طريق الصوري بالياء من تحت على الغيب وافقه الأعمش, والباقون بالتاء من فوق على الخطاب, وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان. المرسوم في مصحف الكوفة قال: رب الأول بالألف وباقي المصاحف بلا ألف, وفي المكي أو لم ير الذين بغير واو وفي سائرها بواو العطف, وروى نافع عن المدني كالبقية حذف ألف جذذا الأول وألف يسرعون, وكتبوا في الكل وحرم بحذف الألف, واتفقوا على كتابة أفاين مت بياء بين الألف والنون, وكتبوا في أكثرها سأوريكم آياتي بزيادة واو بين الألف والراء. المقطوع اختلفوا في قطع أن عن لا في قوله تعالى: أن لا إله إلا أنت, وكذا اختلفوا في قطع في عن ما في قوله تعالى: فيما اشتهت أنفسهم ياءات الإضافة أربع: "إِنِّي إِلَه" [الآية: 29] و"مَنْ مَعِي" [الآية: 24] "مَسَّنِيَ الضُّر" [الآية: 83] "عِبَادِيَ الصَّالِحُون" [الآية: 105] الزوائد ثلاث "فَاعْبُدُون" [الآية: 25، 92] معا "فَلا تَسْتَعْجِلُون" [الآية: 37] .   1 أي: "تُطْوى". [أ] . 2 أي: "للكتاب". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 سورة الحج : مكية1 إلا هذان خصمان إلى ثلاث آيات, وقيل أربع وقيل مدنية قيل إلا "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِك" إلى "عقيم" وقال الجمهور: منها مكي ومنها مدني وآيها سبعون وأربع شامي وخمس حمصي وست مدني وسبع مكي وثمان كوفي, خلافها خمس الجحيم والخلود كوفي عاد وثمود تركها شامي وقوم لوط حجازي, وكوفي سماكم المسلمين مكي شبه الفاصلة أربعة: ثياب من نار, والنار, فأمليت للكافرين, معجزين, وعكسه ما يشاء, من حديد, تقوى القلوب, القراءات أمال "وَتَرَى النَّاس" وصلا السوسي بخلف عنه. واختلف في "سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى" [الآية: 2] فحمزة والكسائي وخلف بفتح السين وإسكان الكاف مع حذف الألف والإمالة2 جمع سكران, وهو مطرد لكل ذي عاهة في بدنه كمرضى أو عقله كحمقى, وقيل جمع سكر كزمن وزمنى, وافقهم الأعمش, والباقون بضم السين وفتح الكاف مع الألف على وزن كسالى فهو جمع سكران أيضا, وقيل اسم جمع وأمالها أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري, وقللهما الأزرق, وعن المطوعي "إنه من تولاه فإنه" بكسر الهمزة فيهما على إضمار قبل, أو على أن كتب بمعنى قيل, والجمهور بالفتح فيهما فالأولى في موضع نائب الفاعل والفاء جواب من إن جعلت شرطية, أو الداخلة في حيز من إن كانت موصولة وفإنه على تقدير فشأنه إضلاله, أو فله إضلاله وعن الحسن "البعث" بفتح العين لغة فيه كالجلب في الجلب. وقرأ "مَا نَشَاءُ إِلَى" بتسهيل الثانية كالياء وبإبدالها واوا مكسورة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس, ويمتنع جعلها كالواو كما مر. وأمال "يتوفى" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه. وأمال "وَتَرَى الْأَرْض" وصلا السوسي بخلفه. واختلف في "وَرَبَت" [الآية: 5] هنا وحم السجدة فأبو جعفر بهمزة مفتوحة بعد   1 انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام للسيوطي. "2/ 1265". [أ] . 2 أي: "سَكْرَى، بسَكْرَى". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 396 الموحدة فيهما1 أي: ارتفعت وأشرفت يقال فلأن يربأ بنفسه عن كذا أي: يرتفع والباقون بحذف الهمزة فيهما أي: زادت من ربا يربو ومد "لا ريب فيه" حمزة مدا متوسطا بخلف عنه, وعن الحسن "ثاني عطفه" بفتح العين مصدر بمعنى التعطف. وقرأ "ليضل" [الآية: 9] بفتح الياء ابن كثير وأبو عمرو ورويس أي: ليضل هو في نفسه, والباقون بضمها والمفعول محذوف أي: ليضل غيره ومر بإبراهيم وسهل همزة "اطمأن" الأصبهاني كما سبق في الهمز المفرد, وانفرد ابن مهران عن روح بإثبات ألف في "خاسر" على وزن فاعل اسم منصوب على الحال, والآخرة بالجر عطفا على "الدنيا" المجرورة بالإضافة, ولم يعرج عليها في الطيبة على طريقته, وهي مروية عن الجحدري وغيره, والجمهور بحذف الألف فعلا ماضيا ونصب "الآخرة" عطفا على الدنيا المنصوبة على المفعولية. واختلف في "ثُمَّ لْيَقْطَع" [الآية: 15] و"ثُمَّ لْيَقْضُوا" [الآية: 29] فورش وأبو عمرو وابن عامر ورويس بكسر اللام فيهما على الأصل في لام الأمر فرقا بينهما وبين لام التأكيد, وافقهم اليزيدي فيهما, وقرأ قنبل كذلك في "ليقضوا" فقط جمعا بين اللغتين مع الأثر وافقه ابن محيصن من المفردة, والباقون بالسكون للتخفيف, وقرأ "الصابئين" بحذف الهمزة نافع وأبو جعفر. وأمال "وَالنَّصَارَى" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف وزاد الدوري عن الكسائي من طريق الضرير, فأمال الألف بعد الصاد لأجل إمالة الألف الأخيرة كما مر فهي إمالة لإمالة, وقرأ "هذان" بتشديد النون ابن كثير كما في النساء, وعن الحسن يصهر بفتح الصاد وتشديد الهاء مبالغة, والصهر الإذابة, وسمي الصهر صهرا لامتزاجه بإصهاره. واختلف في "ولؤلؤا" [الآية: 23] هنا و [فاطر الآية: 33] فنافع وعاصم وأبو جعفر بالنصب عطفا على محل من أساور أي: يحلون أساور ولؤلؤا بتقدير فعل أي: ويؤتون لؤلؤا, وقرأ يعقوب كذلك ههنا فقط, والباقون بالجر فيهما عطفا على أساور, وأبدل همزته الأولى واوا ساكنة أبو عمرو بخلفه وأبو بكر وأبو جعفر, ولم يبدله ورش من طريقيه ويوقف عليه لحمزة بإبدال الهمزة الأولى, وأما الثانية فأبدلها واوا ساكنة لسكونها بعد ضم على القياس, وأبدلها واوا مكسورة على مذهب الأخفش فإذا سكنت للوقف اتحد مع الأول, وإذا وقف بالروم فيصير وجهين, ويجوز تسهيلها كالياء على مذهب سيبويه فهي ثلاثة, وأما تسهيلها كالواو فهو المعضل وهشام بخلفه كذلك في الثانية, وقرأ صراط بالسين قنبل من طريق ابن مجاهد ورويس, وأشم الصاد زايا خلف عن حمزة.   1 أي: "رَبَأَت". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 واختلف في "سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيه" [الآية: 25] فحفص بنصب "سواء" على أنه مفعول ثان لجعل إن عدي لمفعولين, أو على الحل من هاء جعلناه إن عدي لمفعول وعليهما فالعاكف مرفوع به على الفاعلية؛ لأنه مصدر وصف به فهو في قوة اسم الفاعل المشتق تقديره جعلناه مستويا فيه العاكف والباد, والباقون بالرفع على أنه خبر مقدم, والعاكف والباد مبتدأ ووحد الخبر لكونه في الأصل مصدرا وصف به, وأما سواء محياهم بالجاثية فيأتي في محله إن شاء الله تعالى, وأثبت ياء والباد وصلا ورش وأبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين ابن كثير ويعقوب وفتح ياء الإضافة من "بَيْتِيَ لِلطَّائِفِين" نافع وهشام وحفص وأبو جعفر وعن ابن محيصن من المفردة "وَأَذِّنْ فِي النَّاس" بتخفيف الذال فعل ماض وعن الحسن "بالحج" بكسر الحاء. واختلف في "وليوفوا، وليطوفوا" [الآية: 29] فابن ذكوان بكسر اللام فيهما على الأصل, والباقون بالسكون فيهما على التخفيف, وقرأ أبو بكر وليوفوا بفتح الواو وتشديد الفاء مضارع وفي مضعف القصد التكثير, والباقون بالإسكان والتخفيف مضارع أوفى لغة في وفى. واختلف في "فَتَخَطَّفُه" [الآية: 31] فنافع وأبو جعفر بفتح الخاء والطاء مشددة مضارع تخطفه, والأصل فتخطفه حذفت إحدى التاءين على حد تكلم أو مضارع اختطفه وأصله فتختطفه نقلت فتحة تاء الأفعال إلى الخاء, ثم أدغمت في الطاء وفتحت لثقل التضعيف, وعن الحسن كسر الخاء والطاء وتشديدها1 وعن المطوعي فتح الخاء وكسر الطاء وتشديدها2, والباقون بسكون الخاء وفتح الطاء مخففة3 مضارع خطف وكلهم رفع الفاء إلا المطوعي فنصبها. وأمال "تَقْوَى الْقُلُوب" وقفا حمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق وأبو عمرو بخلفهما. وقرأ الريح بالجمع4 أبو جعفر بخلف عنه. واختلف في "منسكا" [الآية: 34] هنا وآخر السورة فحمزة والكسائي وخلف بكسر السين فيهما وافقهم الأعمش, والباقون بفتحها فيهما قبل هما بمعنى واحد والمراد به مكان النسك, أو المصدر, وقيل المكسور مكان المفتوح مصدر, وعن ابن محيصن بخلفه والمقيمين بإثبات النون الصلاة بالنصب على الأصل, وعن الحسن "والبدن" بضم الدال وهي الأصل, والجمهور بسكونها تخفيفا من الضم أو كل منهما أصل وعن الحسن "صواف" [الآية: 36] بكسر الفاء مخففة وبعدها ياء مفتوحة5 جمع صافية أي: خوالص   1 أي: "فتَخِطَّفُهُ". [أ] . 2 أي: "فَتَخَطِّفَه". [أ] . 3 أي: "فَتَخْطَفُه". [أ] . 4 أي: "الرياح". [أ] . 5 أي: "صَوَافي". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 لوجه الله تعالى ورويت عن جماعة, والجمهور بفتح الفاء وتشديدها ومد الألف قبلها من غير ياء نصبها على الحال أي: مصطفه وتقدم في المد وسورة الحجر حكم الوقف عليها من حيث المد لاجتماع ثلاث سواكن, وأدغم تاء وجبت جنوبها أبو عمرو وهشام بخلف عنه وحمزة والكسائي وخلف, والباقون بالإظهار, ومنهم ابن ذكوان, وحكاية الشاطبي رحمه الله الخلاف فيها عنه تعقبها في النشر كما مر. واختلف في "لن ينال الله، ولكن يناله" [الآية: 37] فيعقوب بالتاء من فوق على التأنيث فيهما اعتبارا باللفظ, ورويت عن الزهري والأعرج وغيرهما, والباقون بالياء من تحت فيهما على التذكير؛ لأن التأنيث مجازي. واختلف في "إِنَّ اللَّهَ يَدْفع" [الآية: 38] فابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بفتح الياء والفاء وإسكان الدال بلا ألف كيسأل أسند إلى ضمير اسم الله تعالى؛ لأنه الدافع وحده وافقهم ابن محيصن واليزيدي, والباقون بضم الياء وفتح الدال وألف بعدها مع كسر الفاء1 كيقاتل إسنادا إليه تعالى على جهة المفاعلة مبالغه أي: يبالغ في الدفع عنهم. واختلف في "أذن" [الآية: 39] فنافع وأبو عمرو وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وإدريس من طريق الشاطبي عن خلف بضم الهمزة مبنيا للمفعول, وإسناده إلى الجار والمجرور, وافقهم الحسن واليزيدي, والباقون بفتحها مبنيا للفاعل مسندا لضمير اسم الله تعالى. واختلف في "يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُم" [الآية: 39] فنافع وابن عامر وحفص وأبو جعفر بفتح التاء مبنيا للمفعول؛ لأن المشركين قاتلوهم, والباقون بكسرها مبنيا للفاعل أي: يقاتلون المشركين, والمأذون فيه وهو القتال محذوف لدلالة يقاتلون عليه. وقرأ "دفع" [الآية: 40] بكسر الدال وفتح الفاء وألف بعدها2 نافع وأبو جعفر ويعقوب وافقهم الحسن ومر بالبقرة. واختلف في "لَهُدِّمَتْ صَوَامِع" [الآية: 40] فنافع وابن كثير وأبو جعفر بتخفيف الدال وافقهم ابن محيصن والشنبوذي, والباقون بالتشديد للتكثير, وأدغم التاء من لهدمت في الصاد أبو عمرو وابن عامر بخلف عن الحلواني عن هشام وحمزة والكسائي وخلف, وأظهرها الباقون. وأمال "للكافرين" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي ورويس, وقلله الأزرق وأظهر ذال أخذتهم ابن كثير وحفص ورويس بخلفه, وأثبت ياء نكير ورش وصلا وفي الحالين يعقوب. وقرأ "وكأين" [الآية: 45، 48] معا هنا على وزن فاعل3 ابن كثير وأبو جعفر   1 أي: "يُدَافِع". [أ] . 2 أي: "دِفاع". [أ] . 3 أي: "وكائن". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 لكنه يسهل الهمزة مع المد والقصر, والباقون بهمزة مفتوحة وياء مكسورة مشددة بلا ألف على الأصل, ووقف على الياء منها أبو عمرو ويعقوب, والباقون على النون. واختلف في "أهلكتها" [الآية: 45] فأبو عمرو ويعقوب بالتاء من فوق مضمومة بلا ألف لقوله: فأمليت وأخذتها, وافقهما اليزيدي والحسن, والباقون بنون العظمة مفتوحة وبعدها ألف على حد أهلكناها فجاءها, وأبدل همز بئر ورش من طريقيه وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر كوقف حمزة. واختلف في "تعدون" [الآية: 47] هنا فابن كثير وحمزة والكسائي وخلف بالياء تحت لقوله: ويستعجلونك وافقهم ابن محيصن والأعمش, والباقون بالتاء من فوق على الخطاب لعموم المسلمين وغيرهم, وخرج بهنا موضع ألم السجدة المتفق على الخطاب فيه, وأظهر ذال أخذتها ابن كثير وحفص ورويس بخلفه. واختلف في "مُعْجِزِين" [الآية: 51] هنا وموضعي [سبأ الآية: 5، 38] ، فابن كثير وأبو عمرو بالقصر وتشديد الجيم في الثلاثة اسم فاعل من عجزه معدى عجز أي: قاصدين التعجيز بالإبطال مشطين قاله الجعبري, وافقهما اليزيدي, وعن ابن محيصن كذلك هنا, وثاني سبأو وهو أحد الوجهين من المفردة, وعنه منها كذلك الأول من سبأ, والباقون بالمد والتخفيف1 في الثلاثة اسم فاعل من عاجزه فأعجزه وعجزه إذا سابقه فسبقه؛ لأن كلا من الفريقين يطلب إبطال حجج خصمه. وأمال تمنى حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه. وقرأ أبو جعفر "فِي أُمْنِيَّتِه" [الآية: 52] بتخفيف الياء2, والباقون بتشديدها والأمنية القراءة ويوقف لحمزة على نحو: يحكم الله آياته بالتحقيق وبإبدال الهمزة واو مفتوحة وهو متوسط بغير المنفصل, ووقف يعقوب على لهاد الذين بالياء. وقرأ "قتلوا" [الآية: 58] بتشديد التاء ابن عامر ومر بآل عمران, وقرأ "مدخلا" بفتح الميم نافع وأبو جعفر ومر بالنساء. واختلف في "إنَّ مَا يَدْعُون" [الآية: 62] هنا ولقمان [الآية: 30] فأبو عمرو وحفص والكسائي ويعقوب وخلف بالياء من تحت على الغيب, وافقهم اليزيدي والحسن والأعمش, والباقون بالتاء من فوق على الخطاب للمشركين الحاضرين. وقرأ "السَّمَاءِ أَنْ تَقَع" [الآية: 65] بإسقاط الأولى قالون والبزي وأبو عمرو وقنبل بخلفه ورويس من طريق أبي الطيب, وقرأ ورش وقنبل في الثاني عنه, وأبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين, وللأزرق أيضا وقنبل إبدال الثانية ألفا مع المد للساكنين, وتقدم في البقرة عند هؤلاء أن حكم مد السماء مع   1 أي: "معاجزين". [أ] . 2 أي: "أُمْنِيَتِه". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 المنفصل بعده أعني "بِإِذْنِهِ إِن" لأبي عمرو ومن معه إذا جمع فراجعه وقصر همز لرؤوف أبو عمرو وأبو بكر وحمزة ويعقوب وخلف. وأمال "وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُم" [الآية: 66] الكسائي وحده, وقلله الأزرق بخلفه ومر منسكا قريبا. وقرأ "مَا لَمْ يُنْزِلْ" [الآية: 71] بسكون النون وتخفيف الزاي ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب. واختلف في "إن الذين يدعون" [الآية: 73] فيعقوب بالياء من تحت على الغيب, والباقون بالتاء من فوق على الخطاب, وأما "إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُون" بالعنكبوت فيأتي إن شاء الله تعالى في محله1, ولا خلاف في موضع الرعد أنه بالغيب, وضم يعقوب الهاء من بين أيديهم. وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف "تُرْجَعُ الْأُمُور" [الآية: 76] ببنائه للفاعل. وأمال "سَمَّاكُم" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه, وكذا مواليكم والمولى. المرسوم سكرى معا بحذف الألف ولولوا بألف متطرفة في الكل من غير خلف, واختلف في ولولو بفاطر معجزين معا بحذف الألف يقتلون بأنهم بحذف الألف تخفيفا؛ لأنه متفق المد, وكتبوا إن الله يدفع في بعض المصاحف بالألف, وفي بعضها بغير ألف, وأجمعوا على الألف في من تولاه. المقطوع والموصول اتفقوا على قطع أن عن لا من قوله تعالى: أن لا نشرك, وعلى قطع أن ما تدعون من دونه هو الباطل, وموضع لقمان, وعلى وصل كي بلا في لكيلا يعلم من بعد فيها ياء الإضافة "بَيْتِيَ لِلطَّائِفِين" [الآية: 26] فقط وزائدتان "الباد، نكير" [الآية: 25، 44] .   1 انظر الصفحة: "439". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 سورة المؤمنون : مكية1 آيها مائة وثمان عشرة كوفي وحمصي وتسع عشرة في الباقي, خلافها آية وأخاه هارون تركها غيرهما, مشبهة الفاصلة ثلاث: مما تأكلون, وفار التنور, عذاب شديد, القراءات نقل حركة همزة قد أفلح إلى الدال قبلها ورش من طريقيه على قاعدته كحمزة وقفا مع السكت وعدمه, وإهماله وصلا, وورد الوجهان أيضا عن ابن ذكوان وحفص وإدريس وصلا ووقفا كما مر في بابه. وأمال "فَمَنِ ابْتَغَى" [الآية: 7] هنا, وسأل حمزة [الآية: 31] والكسائي وخلف بالفتح والصغرى الأزرق. واختلف في "لِأَمَانَاتِهِم" [الآية: 8] هنا و [المعارج الآية: 32] فابن كثير بغير ألف فيهما على الإفراد2 وافقه ابن محيصن, والباقون بالألف على الجمع, وخرج بالقيد النساء والأنفال المجمع على جمعهما. واختلف في "صَلاتِهِمْ يُحَافِظُون" [الآية: 9] وهو الثاني هنا فحمزة, والكسائي وخلف بالإفراد على إرادة الجنس وافقهم الأعمش, والباقون بالجمع3 على إرادة الخمس أو غيرها كالرواتب, وخرج بالثاني الأول وهو قوله تعالى: "فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُون" المتفق على إفراده كالأنعام والمعارج. واختلف في "عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَام" [الآية: 14] فابن عامر وأبو بكر بفتح العين وإسكان الظاء بلا ألف فيهما على التوحيد, إرادة للجنس على حد وهن العظم مني, وافقهما في الأول المطوعي, والباقون بالجمع فيهما على الأصل على حد وانظر إلى العظام. واختلف في "طُورِ سَيْنَاءَ " [الآية: 20] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر بكسر السين بالهمز كحرباء لغة بني كنانة, وهو جبل موسى عليه السلام بين أيلة ومصر, وقيل بفلسطين, ومنع صرفه قيل للتأنيث المعنوي والعلمية؛ لأنه اسم بقعة بعينها, وقيل للعجمه معها, وافقهم ابن محيصن واليزيدي, وعن المطوعي كسر السين والتنوين بلا مد4 على وزن دينا, والباقون بالفتح والهمزة لغة أكثر العرب, ومنع الصرف حينئذ لألف التأنيث   1 انظر الإتقان للسيوطي: "2/ 1266". [أ] . 2 أي: "لأمانَتِهم". [أ] . 3 أي: "صلواتهم". [أ] . 4 أي: "سَيْنَا". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 اللازمة فوزنه فعلاء كصفراء لإفعلال إذ ليس في كلامهم كما قاله البيضاوي. واختلف في "تُنْبِتُ بِالدُّهْن" [الآية: 20] فابن كثير وأبو عمرو ورويس بضم التاء وكسر الموحدة مضارع أنبت بمعنى نبت, فيكون لازما, وقيل معدى بالهمزة, وبالدهن مفعوله والباء زائدة أو حال والمفعول محذوف أي: تنبت زيتونها أو جناها, ومعه الدهن وافقهم ابن محيصن واليزيدي, والباقون بفتح التاء وضم الباء1 مضارع نبت لازم, وبالدهن حال الفاعل أي: تنبت ملتبسة بالدهن, وعن المطوعي صبغا بالنصب عطفا على موضع بالدهن, والجمهور على الجر نسقا على الدهن قيل: إنها أعني شجرة الزيتون أول شجرة نبتت بعد الطوفان. وقرأ "نَسْقِيكُم" [الآية: 21] بالنون المفتوحة نافع وابن عامر وأبو بكر ويعقوب وأبو جعفر بالتاء من فوق مفتوحة على التأنيث, والباقون بالنون المضمومة, وسبق توجيه ذلك بالنحل. وقرأ "من إله غيره" [الآية: 23] بخفض الراء وكسر الهاء بعدها الكسائي وأبو جعفر, والباقون بالرفع "وقف" حمزة وهشام بخلفه على "فَقَالَ الْمَلَؤا" في قصة نوح المرسوم بالواو كثلاثة النمل بإبدال الهمزة ألفا على القياس, وبتخفيفها بحركة نفسها فتبدل واوا مضمومة فإذا سكنت للوقف اتحد معه اتباع الرسم, وتجوز الإشارة بالروم والإشمام فهذه أربعة, والخامس بين بين على تقدير روم الحركة الهمزة "وأثبت" الياء في "كذبون" معا في الحالين يعقوب, وأما حكم همزتي جاء أمرنا فسبق قريبا آخر السابقة في السماءان. وقرأ "مِنْ كُلٍّ" بالتنوين حفص وذكر بهود. واختلف في "أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا" [الآية: 29] فأبو بكر بفتح الميم وكسر الزاي2 أي: مكان نزول, والباقون بضم الميم وفتح الزاي, فيجوز أن يكون مصدرا أو مكانا أي: إنزالا أو موضع إنزال "وكسر" نون "أَنِ اعْبُدُوا" أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب, ومر قريبا "إِلَهٍ غَيْرُه" للكسائي وأبو جعفر ووقف حمزة وهشام بخلفه علي "وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِه" المرسوم بالألف كالأعراف بإبدال الهمزة ألفا, وبتسهيلها بين بين على الروم. وقرأ "مُتم" [الآية: 35] بكسر الميم نافع وحفص وحمزة والكسائي وخلف, والباقون بالضم. واختلف في "هَيْهَاتِ هَيْهَاتَ" [الآية: 36] معا فأبو جعفر بكسر التاء من غير تنوين فيهما لغة تميم وأسد, ورويت عن شيبة وغيره, والباقون بالفتح فيهما بلا تنوين أيضا لغة الحجاز وهو اسم فعل لا يتعدى يرفع الفاعل ظاهرا أو مضمرا, وهنا لم يظهر تقديره هو   1 أي: "تَنْبُت .... ". [أ] . 2 أي: "مَنْزِلا". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 أي: إخراجكم ولام لما للبيان كهي في سقيا لك يا ابنت المستبعد, ووقف عليها بالهاء البزي وقنبل بخلفه والكسائي, والباقون بالتاء وهو الذي لقنبل في الشاطبية, وغيرها ولم يذكر الخلف عنه الأول في العنوان والتذكرة والتخليص. وقرأ "رْسَلْنَا" [الآية: 44] بإسكان السين أبو عمرو. واختلف في "تترى" [الآية: 44] فابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر بالتنوين منصرفا, فقيل وزنه فعل كنصر والألف بدل من التنوين, ورد ذلك بأنه لم يحفظ جريان حركة الإعراب على رأيه, فيقال هذا تتر ورأيت تترا ومررت بتتر, وقيل ألفه للإلحاق بجعفر كهي في أرطي فلما نون ذهبت للساكنين. قال في الدار: هذا أقرب لو قبله, ولكن يلزم منه وجود ألف الإلحاق في المصادر وهو نادر, وافقهم اليزيدي, وعلى الأول لا تمال في قف لأبي عمرو؛ لأن ألفها حينئذ كألف عوجا وأمتا قال الداني: وعليه القراء وأهل الأداء على الثاني تمال له والمقروء به هو الأول, فقد قال في النشر بعد ذكره ما تقدم: ونصوص أكثر أئمتنا تقضي فتحها لأبي عمرو, وإن كانت للإلحاق من أجل رسمها بالألف فقط شرط مكي وابن بليمة وصاحب العنوان وغيرهم في إمالة ذوات الراء له تكون الألف مرسومة ياء, ولا يريدون بذلك إلا إخراج تترا ا. هـ. والباقون بالألف بلا تنوين؛ لأنه مصدر مؤنث كدعوى "وأمالها" منهم حمزة والكسائي وخلف في الحالين, وقللها الأزرق بخلفه قال أبو حيان: وهو منصوب على الحال أي: متواترين واحدا بعد واحد "وسهل" الهمزة الثانية كالواو من جاء أمة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس, وليس في القرآن مضمومة بعد مفتوحة من كلمتين غيرهما ومر إمالة جاء لحمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه. وقرأ "رَبْوَة" [الآية: 50] بفتح الراء عامر وعاصم وعن المطوعي كسرها. واختلف في "وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُم" [الآية: 52] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب بفتح الهمزة وتشديد النون على تقدير اللام أي: ولأن وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن, وقرأ ابن عامر وحده بفتح الهمزة وتخفيف النون على أنها المخففة من الثقيلة وهذه رفع, وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف بكسر الهمزة وتشديد النون على الاستئناف أو عطفا على أن وافقهم الأعمش, وأمة منصوب على الحال في القراءات الثلاث "ضم هاء" "لديهم" حمزة ويعقوب, وأثبت ياء "فاتقون" في الحالين يعقوب. وقرأ "أَيَحْسَبُون" [الآية: 55] بفتح السين وابن عاصم وحمزة وأبو جعفر. وأمال "نسارع, ويسارعون" و"طغيانهم" الدوري عن الكسائي وعن ابن محيصن "سمرا" بضم السين بلا ألف بعدها وفتح الميم مشددة جمع سامر وهو مقيس, وقرأ به جماعة لكن الأفصح الإفراد قراءة الجمهور؛ لأنه يقع على ما فوق الواحدة تقول قوم سامر. واختلف في "تهجرون" [الآية: 67] فنافع بضم التاء وكسر الجيم1 من أهجر   1 أي: "تهجرون". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 إهجارا أي: أفحش في منطقة, وافقه ابن محيصن والباقون بفتح التاء وضم الجيم, أما من الهجر بسكون الجيم القطع والصدأ والهجر بفتحها وهو الهذيان. وقرأ "خَرَاجًا" [الآية: 72] الأول بفتح الراء وألف بعدها حمزة والكسائي وخلف, والباقون بإسكان الراء بلا ألف1. وقرأ "فخرجُ ربك" [الآية: 72] بإسكان الراء ابن عامر, والباقون بالألف بعد الراء المفتوحة2. وقرأ "صراط" [الآية: 73] بالسين قنبل3 من طريق ابن مجاهد ورويس وبالإشمام خلف عن حمزة. وقرأ "أئذا متنا أئنا لمبعوثون" [الآية: 82] بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني4 نافع والكسائي ويعقوب, وكل في الاستفهام على أصله, فقالون بالتسهيل والمد وورش ورويس بالتسهيل والقصر والكسائي وروح بالتحقيق والقصر, وقرأ الإخبار في الأول والاستفهام في الثاني ابن عامر وأبو جعفر, وكل على أصله فابن عامر بالتحقيق والقصر إلا أن أكثر الطرق عن هشام على المد كما في الشاطبية وفاقا لسائر المغاربة, وأبو جعفر بالتسهيل والمد, والباقون بالاستفهام فيهما فابن كثير بتسهيلهما مع القصر, وأبو عمرو بتسهيلهما مع المد وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بتحقيقهما مع القصر, وقرأ "تذكرون" بتخفيف الذال وحفص وحمزة والكسائي وخلف, وعن ابن محيصن "رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيم" برفع الميم نعتا لرب. واختلف في "سَيَقُولُونَ اللَّه" [الآية: 87، 89] الأخيرين فأبو عمرو ويعقوب بإثبات ألف الوصل قبل اللام, ورفع هاء الجلالتين والابتداء بهمزة مفتوحة لمطابقة الجواب السؤال حينئذ لفظا؛ لأن المسئول به مرفوع المحل, وهو من فجاء جوابه مرفوعا مبتدأ لخبر محذوف تقديره الله ربهما بيده, وافقهما اليزيدي والباقون "لله" بغير ألف وجر الهاء فيهما جواب على المعنى؛ لأنه لا فرق بين من رب السموات وبين لمن السموات, كقولك من رب هذه الدار فيقال زيد, وإن شئت قلت لزيد وخرج الأول المتفق على أنه لله بغير ألف موافقة للرسم. وقرأ "قُلْ مَنْ بِيَدِه" باختلاس كسرة الهاء رويس, والباقون بالإشباع. وأمال "فأنى" حمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما واتفقوا على فتح "وَلَعَلا بَعْضُهُم" لكونه ثلاثيا واويا مرسوما بالألف كما مر.   1 أي: "خَرْجا". [أ] . 2 أي: "فخراج". [أ] . 3 أي: "سراط". [أ] . 4 أي: "أئذا، إنا .... ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 واختلف في "عَالِمُ الْغَيْب" [الآية: 92] فنافع وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف وأبو جعفر برفع الميم على القطع أي: هو عالم, وافقهم الحسن والمطوعي, واختلف عن رويس في الابتداء فروى الجوهري وابن مقسم عن التمار الرفع في الابتداء, وكذا روى أبو العلاء والكارزيني كلاهما عن النخاس بالمعجمة عنه, وروى باقي أصحاب رويس الخفض في الحالين, وبه قرأ الباقون صفة لله تعالى كأنه محض الإضافة فتعرف المضاف قاله الزمخشري, وتقدم إمالة "فتعالى" وتقليلها وأثبت ياء "يحضرون" وكذا باء "ارجعون" في الحالين يعقوب وفتح ياء: لعلي أعمل, نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر وأدغم "فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُم" رويس كأبي عمرو وكذا روح من المصباح. واختلف في قوله: "شِقْوَتُنَا" [الآية: 106] فحمزة والكسائي وخلف بفتح الشين والقاف وألف بعدها1, وافقهم الحسن والأعمش, والباقون بكسر الشين وإسكان القاف بلا ألف, وهما مصدران بمعنى واحد, وهي سوء العاقبة, أو الهوى وقضاء اللذات؛ لأنه يؤدي إلى الشقوة, وأطلق اسم المسبب على السبب, وأثبت ياء "وَلا تُكَلِّمُون" في الحالين يعقوب, وأظهر ذال "فَاتَّخَذْتُمُوهُم" ابن كثير وحفص ورويس بخلفه. واختلف في "سخريا" [الآية: 110] هنا و [ص الآية: 63] فنافع وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف بضم السين فيهما, وافقهم الأعمش, والباقون بكسرها فيهما, وهما لغتان بمعنى واحد مصدرا سخر منه استهزأ به وسخره استبعده؛ لأنهم سخروهم في العمل وسخروا منهم استهزءوا, وقيل الضم من العبودية ومنه السخرة والكسر من الاستهزاء, ومنه السخر والياء في سخريا للنسب للدلالة على قوة الفعل, فالسخري أقوى من السخر "وأجمعوا" على ضم السين في حرف الزخرف؛ لأنه من السخرة إلا ما نقل عن ابن محيصن من كسره. واختلف في "إِنَّهُمْ هُم" [الآية: 111] فحمزة والكسائي بكسر الهمزة على الاستئناف وثاني مفعولي جزيتهم محذوف أي: الخبر أو النعيم أو نحوه, والباقون بالفتح مفعول ثان لجزيتهم أي: جزيتهم فوزهم أو بتقدير؛ لأنهم أو بأنهم. واختلف في "قَالَ كَمْ لَبِثْتُم" [الآية: 112] فابن كثير وحمزة والكسائي بغير ألف على الأمر2 وافقهم ابن محيصن والأعمش, والباقون بألف على الخبر عن الله, أو الملك, وأدغم ثاء "لبثتم" أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر وذكر الخلاف فيه عن ابن ذكوان في الأصل, ولعله سبق قلم أو اشتباه بأورثتموها. وقرأ "فسئل" [الآية: 113] بنقل حركة الهمز إلى السين3 ابن كثير والكسائي   1 أي: "شَقَاوَتُنا". [أ] . 2 أي: "قل". [أ] . 3 أي: "فَسَل .... ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 وخلف عن نفسه وعن الحسن "العادين" بتخفيف الدال جمع عاد اسم فاعل من عدا. واختلف في "قَالَ إِنْ لَبِثْتُم" [الآية: 114] أيضا فقرأ حمزة والكسائي بغير ألف على الأمر1 وافقهما الأعمش, والباقون قال على الخبر. وقرأ "لا تُرْجَعُون" [الآية: 115] ببنائه للفاعل حمزة والكسائي ويعقوب وخلف ومر بالبقرة "وعن" ابن محيصن "الكريم" برفع الميم نعت رب "وعن" الحسن "إنه لا يفلح" بفتح الياء, وقال في الدر: كالبحر بفتح الياء واللام مضارع فلح بمعنى أفلح. المرسوم عظما فكسونا العظم بحذف الألف فيهما, وكذا أولى سمرا وكتبوا صورة الهمز في الملوا في قصة نوح كثلاثة النمل واوا مع زيادة ألف بعدها, وكتبوا تترا بالألف, وكتبوا في الإمام والبصري الله قل أفلا تتقون الله قل فأنى تسحرون بألف أول الجلالتين, وفي الحجازي والكوفي والشامي بحذف الألف فيهما, وفي الكوفي قال: كم لبثتم وقال: إن قل بلا ألف فيهما, وفي مصاحف مكة والمدينة والشام والبصرة قال: بالألف فيهما. المقطوع والموصول اتفقوا على قطع من عما بعدها في نحو: مال وبنين ومن مارج ومن ماء, وعلى وصلها بمن الموصولة نحو: ممن افترى وممن كذب وممن دعا, واختلف في قطع كلما جاء أمة, وكتبوا هيهات بالتاء فيهما اتفاقا ياء الإضافة واحدة"لَعَلِّي أَعْمَل" [الآية: 100] والزوائد ست "بِمَا كَذَّبُون" معا "فاتقون، يحضرون, ارجعون، ولا تكلمون" [الآية: 110، 26، 39، 52، 92، 99، 801] .   1 أي: "قل .... ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 سورة النور : مدنية1 وآيها ستون واثنتان حجازي وثلاث حمصي وأربع عراقي, خلافها ثلاث والآصال بالأبصار عراقي وشامي لأولى الأبصار غير حمصي, مشبه الفاصلة اثنان: عذاب أليم, تمسه نار وعكسه إن كنتم مؤمنين, القراءات نقل همزة أنزلناها إلى ما قبلها ورش كحمزة وقفا مع السكت وعدمه, وقد وردا عن ابن ذكوان وحفص وإدريس على ما تقدم, واتفقوا على رفع سورة خبر محذوف أي: هذه سورة وعن أبي عمرو وابن محيصن من غير طرقنا بالنصب أي: اتلوا سورة وأنزلناها في موضع الصفة. واختلف في "وَفَرَضْنَاهَا" فابن كثير وأبو عمرو بتشديد الراء للمبالغة فيه2 وافقهما ابن محيصن واليزيدي, والباقون بالتخفيف بمعنى جعلناها واجبة مقطوعا بها. وقرأ "تَذَكَّرُون" [الآية: 27] بتخفيف الذال حفص وحمزة والكسائي وخلف وعن المطوعي "ولا يأخذكم بهما" بالياء من تحت على التذكير؛ لأن تأنيث الرأفة مجازي, وفصل بالمفعول والظرف. واختلف في "رأفة" [الآية: 2] هنا و [الحديد الآية: 27] فقنبل بفتح الهمزة هنا واختلف فيه عن البزي فروى عنه أبو ربيعة فتح الهمزة كقنبل, وروى ابن الحباب إسكانها, وأما موضع الحديد فابن شنبوذ عن قنبل بفتح الهمزة وألف بعدها بوزن رعافة, ورواه ابن مجاهد بالسكون وبه قرأ الباقون فيهما, وكلها لغات في مصادر رأف يرؤف, أبدلها الأصبهاني وأبو عمرو بخلفه أبو جعفر كحمزة وقفا, وأمال هاءها مع الفتحة الكسائي وقفا أيضا كحمزة بخلفه. وقرأ "الْمُحَصِنَات" [الآية: 4] بكسر الصاد الكسائي ومر بالنساء, وأبدل الثانية واوا مكسورة من شهداء إلا نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس, ولهم تسهيلها كالياء, وأما كالواو فتقدم رده عن النشر. واختلف في "أَرْبَعَ شَهَادَات" [الآية: 6] الأولى فحفص وحمزة والكسائي وخلف برفع العين على أنه خبر المبتدأ, وهو قوله فشهادة وافقهم الأعمش, والباقون بنصبها على   1 انظر الإتقان للسيوطي: "2/ 1267". [أ] . 2 أي: "فَرَّضناها". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 المصدر وحينئذ شهادة خبر مبتدأ أي: فالحكم أو الواجب أو مبتدأ مضمر الخبر أي: فعليه شهادة أو شهادة كافية أو واجبة. واختلف في "أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْه" [الآية: 7] فنافع بإسكان إن فيهما مخففة, ولعنة الله برفع التاء وجر هاء الجلالة, وأن غضب الله بكسر الضاد وفتح الباء فعلا ماضيا ورفع الجلالة على الفاعلية وأن المخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن المقدر, وقرأ يعقوب بإسكان "أن" فيهما أيضا ورفع "لعنة" وجر الجلالة1 و"غضب" بفتح الضاد ورفع الباء وجر هاء الجلالة, وافقه الحسن وعليها فغضب مبتدأ مضاف إلى فاعله والظرف بعده خبره, وكذا لعنة الله عليه عندهما, والباقون بتشديد أن فيهما2 على الأصل ونصب "لعنة وغضب" اسمها مضافا إلى الجلالة والظرف بعدها خبر. واختلف في "والخامسة" [الآية: 9] الأخيرة فحفص بالنصب عطفا على أربع قبلها أو مفعولا مطلقا أي: ويشهد الشهادة الخامسة, والباقون بالرفع على الابتداء, وما بعده الخبر وخرج الخامسة الأولى المتفق على رفعها, وقرأ "لا تحسبوه، وتحسبونه" [الآية: 11] بفتح السين ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر, ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على لكل امرئ بإبدال الهمزة ياء ساكنة لكسر ما قبلها على القياس, وياء مكسورة بحركة نفسها على مذهب التميميين, وإذا سكنت للوقف اتخذ مع ما قبله, ويجوز الروم فهما وجهان, والثالث تسهيل الهمزة بين بين على روم حركة الهمزة. وأمال "تولى" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه. واختلف في "كبره" [الآية: 11] فيعقوب بضم الكاف, وهي قراءة أبي رجاء وسفيان الثوري ويزيد ورويت عن محبوب عن أبي عمرو, والباقون بكسرها, وهما لغتان في مصدر كبر الشيء عظم, لكن غلب المضموم في السن والمكانة, وقيل بالضم معظم الإفك, وبالكسر البداءة أو الإثم, أدغم ذال إذا سمعتموه أبو عمرو وهشام وخلاد والكسائي, وأدغم ذال إذ تلقونه أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف, وشدد التاء من تلقونه وكذا "فَإِنْ تَوَلَّوْا" وصلا البزي بخلفه, ومر ذلك عند: ولا تيمموا بالبقرة, لكنه سهل في تيمموا لسبق حرف اللين بخلافه هنا فإنه عسر لاجتماع الساكنين, وتقدم ما فيه, وقرأ رؤوف بالقصر أبو عمرو وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب وسبق كتثليث الأزرق همزة, ووقف عليه حمزة بالتسهيل بين بين, وأما ما وقع في الأصل هنا من قطعه لأبي جعفر بتسهيله ففيه نظر ظاهر بل هي انفرادة للحنبلي لا يقرأ بها, ولذا تركها في الطيبة وقوله: على قاعدته في المضمومة بعد الفتح عجب, وخلاف ما تقرر في الأصول؛ لأن قاعدة أبي جعفر في المضمومة بعد فتح الحذف مع اختصاصه يبطؤون وتطؤوها, وأن تطؤوهم وعبارة النشر.   1 أي: "أنْ لَعْنة، أنْ غَضَب". [أ] . 2 أي: "أنَّ لعنة، أنَّ غضب". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 ثم الرابع أن تكون مضمومة بعد فتح فإن أبا جعفر بحذفها, والواقع منه ولا يطؤون ولم تطؤوها وأن تطؤوهم, وانفرد الحنبلي بتسهيلها بين بين في رؤوف حيث وقع انتهت بحروفها. وقرأ "خَطَوات" [الآية: 21] بضم الطاء البزي من غير طريق أبي ربيعة وقنبل وابن عامر وحفص والكسائي ويعقوب وأبو جعفر, وسكنه الباقون وعن الحسن فتح الخاء مع سكون الطاء وعنه "ما زكى" بتشديد الكاف, وأما ضم الزاي مع تشديد الكاف مكسورة فانفرادة لابن مهران عن هبة الله عن أصحابه عن روح كما في النشر, لا يقرأ بها, ولذا تركها في الطيبة, واتفقوا على عدم إمالتها كما مر تنبيها على أصلها؛ لأنها من ذوات الواو, وما في البحر من إمالتها لحمزة والكسائي فليس من طرقنا. واختلف في "وَلا يَأْتَل" [الآية: 22] فأبو جعفر "يَتَأَلَّ" بهمزة مفتوحة بين التاء واللام وتشديد اللام وفتحها على وزن يتفعل مضارع تألى بمعنى خلف, وافقه الحسن وهي قراءة ابن عياش بن ربيعة بن زيد بن أسلم, والباقون بهمزة ساكنة بين الياء والتاء وكسر اللام مخففة من ألوت قصرت أو مضارع ائتلى افتعل من الألية, وهي الحلف, فالقراءتان حينئذ بمعنى أبدل همزته الساكنة ورش من طريقيه وأبو عمرو بخلفه على قاعدتهما, وعن الحسن "وليعفوا، وليصفحوا" "بكسر اللام فيهما وتقدم حكم "المحصنات" قريبا. واختلف في "يَوْمَ تَشْهَد" [الآية: 24] فحمزة والكسائي وخلف بالياء من تحت, والباقون بالتاء من فوق وجه التذكير أن التأنيث مجازي, وفصل بينهما أيضا, وضم الهاء من "يُوَفِّيهِمُ اللَّه" يعقوب في الحالين ومر حكمها مع الميم وصلا كضم باء "بيوتا" لورش وأبي عمرو وحفص وأبي جعفر ويعقوب وإشمام "قيل" لهشام والكسائي ورويس "وإمالة" "أَزْكَى لَكُم" لحمزة ومن معه, وتقليلها للأزرق بخلفه, وقرأ "جيوبهن" بكسر الجيم ابن كثير وابن ذكوان وأبو بكر بخلفه وحمزة والكسائي, والباقون بالضم واختلف في "غير أولى" فابن عامر وأبو جعفر وأبو بكر بنصب الراء على الاستثناء, والباقون بالجر نعتا أو بدلا أو بيانا. وقرأ "أيه المؤمنون" [الآية: 31] بضم الهاء وصلا ابن عامر؛ لأن الألف لما حذفت للساكنين استحقت الفتحة على حرف خفي فضمت الهاء اتباعا للياء "ووقف" عليها بالألف على الأصل أبو عمرو والكسائي ويعقوب كموضع الرحمن والزخرف, والباقون بحذف الألف مع سكون الهاء اتباعا للرسم. وأمال "الأيامى" [الآية: 32] حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه, وعن الحسن "من عبيدكم" بفتح العين وكسر الموحدة "وضم" الهاء من "يُغْنِهِمُ اللَّه" "رويس بخلفه وقفا, فإن وصل اتبع الميم الهاء, فإن ضم الهاء ضم الميم معها كحمزة والكسائي وخلف, وإن كسر الهاء كسر الميم كأبي عمرو وروح, والباقون يكسرون الهاء ويضمون الميم وسهل الأولى كالياء من "البغاء أن" قالون والبزي مع المد والقصر وسهل الثانية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 ورش وأبو جعفر وقنبل ورويس بخلف عنهما, وعن الأزرق فالثاني عنه إبدالها ياء ساكنة مع المد للساكنين وهو ثان لقنبل أيضا, والثالث للأزرق إبدالها ياء خفيفة الكسر, وقرأ أبو عمرو وقنبل في ثالثة ورويس في ثانية بإسقاط الأولى مع المد والقصر, والباقون بتحقيقهما. وأمال "إِكْرَاهِهِن" [الآية: 33] ابن ذكوان من طريق هبة الله عن الأخفش, وليس من طريق التيسير, وهو أحد الوجهين له في الشاطبية. وقرأ "مُبَيَّنَات" [الآية: 34] معا بفتح الياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر وأبو جعفر ويعقوب. وأمال "كَمِشْكَاة" [الآية: 35] الدوري عن الكسائي لتقدم الكسرة, وإن وجد الفاصل وفتحها الباقون. واختلف في "دري" [الآية: 35] فنافع وابن كثير وابن عامر وحفص وأبو جعفر ويعقوب وخلف عن نفسه بضم الدال وتشديد الياء من غير مد ولا همز, نسبة إلى الدر لصفائها, وافقهم الحسن وابن محيصن, وقرأ أبو عمرو والكسائي بكسر الدال والراء بعدها همزة ممدودة صفة كوكب على المبالغة, وهو بناء كثير في الأسماء نحو: سكين, وفي الأوصاف نحو: سكير, وافقهما اليزيدي, وقرأ أبو بكر وحمزة بضم الدال ثم ياء ساكنة ثم همزة ممدودة من الدرء بمعنى الدفع أي: يدفع بعضها بعضا أو يدفع ضوؤها خفاءها, ووزنه فعيل وافقهما المطوعي والشنبوذي, إلا أنه فتح الدال, ويوقف عليه لحمزة بإبدال الهمزة ياء وإدغامه في الياء, ويجوز الإشارة بالروم والإشمام. واختلف في "تُوقَد" [الآية: 35] فنافع وابن عامر وحفص بياء من تحت مضمومة مع إسكان الواو وتخفيف الفاء ورفع الدال على التذكير مبنيا للمفعول من أوقد أي: المصباح, وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب بتاء من فرق مفتوحة, وفتح الواو والدال وتشديد القاف على وزن تفعل فعلا ماضيا فيه ضمير يعود على المصباح وافقهم اليزيدي, وقرأ أبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بالتاء من فوق مضمومة وإسكان الواو وتخفيف القاف ورفع الدال على التأنيث مضارع أوقد مبني للمفعول ونائب الفاعل ضمير يعود زجاجة على حد أوقدت القنديل, وافقهم الأعمش, وعن ابن محيصن والحسن بتاء من فوق مفتوحة وضم الدال وفتح الواو والقاف مشددة والأصل تتوقد بتاءين حذفت إحداهما كتذكر, والزجاجة القنديل والمصباح السراج والمشكاة الطاقة غير النافذة أي: الأنبوبة في القنديل. واختلف في "يسبح" [الآية: 36] فابن عامر وأبو بكر بفتح الموحدة مبنيا للمفعول ونائب الفاعل له وهو أولى من الأخيرين ورجال حينئذ مرفوع بمضمر, وكأنه جواب سؤال كأنه قبل من يسجه, فقيل رجال ويجوز أن يكون خبر محذوف أي: المسبح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 411 رجال والوقف في هذه القراءة على الآصال, والباقون بكسرها على البناء للفاعل وفاعله رجال, ولا يوقف حينئذ على الآصال "وعن" ابن محيصن من رواية البزي من المفردة "يوما تقلب" بتاء واحدة مشددة على الإدغام على حد: ولا تيمموا للبزي عن ابن كثير, ويبتدئ بتاء واحدة وعنه من المبهج بتاءين خفيفتين كالجمهور. وقرأ "يحسبه" [الآية: 39] بفتح السين ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر "ويوقف" لحمزة على "الظمآن" بالنقل فقط وبين بين ضعيف. وأمال "فوفاه" و"يغشيه" حمزة والكسائي وخلف, وقللهما الأزرق بخلفه. واختلف في "سَحَابٌ ظُلُمَات" [الآية: 40] فالبزي "سحاب" بغير تنوين "ظلمات" بالجر على الإضافة كسحاب رحمة, وافقه ابن محيصن من المفردة, وقرأ قنبل سحاب بالتنوين ظلمات بالجر بدلا من ظلمات الأولى, ويكون بعضها فوق بعض مبتدأ وخبر في موضع الصفة لظلمات, والباقون بالتنوين والرفع فيهما أي: هذه أو تلك ظلمات وسحاب في الثلاث مبتدأ خبره من فوقه, وعن الحسن ظلمات بسكون اللام, وعنه أيضا "تفعلون" بالتاء من فوق وفيه وعيد وتخويف وأبدل همز "يؤلف" واوا ورش من طريقيه وأبو جعفر كوقف حمزة وأثبت هنا في الأصل الخلف فيه عن ابن وردان, ولعله سبق قلم وليس عنه خلف في هذا الباب إلا في حرف واحد, وهو يؤيد بنصره بآل عمران كما مر في بابه. وأمال "فَتَرَى الْوَدْق" [الآية: 43] وصلا السوسي بخلفه, وفتحه الباقون, أما الوقف فكل على أصله "وعن" الأعمش "خلاله" بفتح الخاء بلا ألف1 على الإفراد واختلف هل خلال مفرد كحجاب أو جمع كجبال جمع جبل. وقرأ "وينزل" [الآية: 43] بالتخفيف ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب "وتقدم" اتفاقهم على فتح "سنا برقه". واختلف في "يَذْهَبُ بِالْأَبْصَار" [الآية: 43] فأبو جعفر بضم الياء وكسر الهاء2 من أذهب فقيل الياء زائدة على حد تنبت بالدهن, وقيل بمعنى من والمفعول محذوف تقديره يذهب النور من الأبصار, والباقون بفتح الياء والهاء. وأمال "بالأبصار" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي, وقلله الأزرق. وقرأ "خالق كل دابة" [الآية: 45] بألف بعد الخاء وكسر اللام ورفع القاف وجر "كل" على الإضافة حمزة والكسائي وخلف3 ومر بإبراهيم وسهل الثانية كالياء وأبدلها.   1 أي: "خَلَله". [أ] . 2 أي: "يُذْهِب". [أ] . 3 الباقون: "خَلَقَ كُلّ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 412 أيضا واوا مكسورة من "يشاء إن" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس, وتقدم رد تسهيلها كالواو, وكذا حكم "يشاء إلى", وتقدم "مبينات" قريبا. وقرأ "صراط"1 [الآية: 46] بالسين قنبل من طريق ابن مجاهد ورويس وبالإشمام خلف عن حمزة, وأمال "ثم يتولى" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه, وعن الحسن "قول المؤمنين" برفع اللام على أنه اسم كان, وأن وما في حيزها الخبر, والجمهور على نصبه خبر لكان والاسم أن المصدرية وما بعدها وهو الأرجح؛ لأنه متى اجتمع معرفتان فالأولى جعل الأعرف اسم, وإن كان سيبويه خير بين معرفتين ولم يفرق هذه التفرقة, وقرأ "وليحكم" في الموضعين بالبناء للمفعول أبو جعفر ونائب الفاعل ضمير المصدر أي: ليحكم هو أي: الحكم, والمعنى ليفصل الحكم بينهم, قاله أبو حيان, ومر بالبقرة, وقرأ "يتقه" بكسر الهاء بلا إشباع قالون وحفص ويعقوب, وقرأ أبو عمرو وأبو بكر وهشام في أحد أوجهه الثلاث بإسكانها, والثاني لهشام الإشباع والثالث الاختلاس, وقرأ ابن ذكوان وابن جماز بالإشباع والاختلاس, وقرأ خلاد وابن وردان بالإسكان والإشباع, والباقون وهم ورش وابن كثير وخلف عن حمزة وعن نفسه والكسائي بالإشباع بلا خلاف, وقرأ حفص بسكون القاف مع اختلاس الهاء كما مر. وقرأ "فَإِنْ تَّولوا" [الآية: 54] بتشديد التاء وصلا البزي بخلفه. واختلف في "كَمَا اسْتَخْلَف" [الآية: 55] فأبو بكر بضم التاء وكسر اللام2 مبنيا للمفعول, فالموصول نائب الفاعل, ويبتدئ بهمزة الوصل مضمومة, وافقه الأعمش, والباقون بفتحها مبنيا للفاعل, وهو ضمير الجلالة وعد الله والذين مفعوله, وإذا ابتدءوا كسروا همزة الوصل, وقرأ "وَلَيُبْدِلَنَّهُم" بسكون الموحدة وتخفيف الدال من أبدل ابن كثير وأبو بكر ويعقوب ومر بالكهف. وقرأ "لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا" [الآية: 56] بالغيب ابن عامر وحمزة وإدريس بخلفه أي: لا يحسبن حاسب أو أحد والموصول ومعجزين مفعولا هاء, وبه يرد على من استشكلها زاعما فاعليه الموصول ولم يكن في اللفظ إلا مفعول واحد وهو معجزين وذكرت بالأنفال "وعن" المطوعي "الحلم" معا بسكون اللام فيهما لغة تميم. واختلف في "ثَلاثِ عَوْرَات" [الآية: 58] فأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف ثلاث بالنصب بدل من قوله ثلاث مرات المنصوب على الظرفية الزمانية أي: ثلاث أوقات أو على المصدرية أي: ثلاث استئذانات أو على إضمار فعل أي: اتقوا واحذروا ثلاث, وافقهم الحسن والأعمش, والباقون برفعها خبر محذوف أي: هن ثلاث وخرج بالقيد ثلاث مرات المتفق على نصبه, وقرأ "بيوتكم" و"بيوت" "بيوتا" بضم الموحدة ورش وأبو   1 أي: "سراط". [أ] . 2 أي: "استُخْلِف". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 413 عمرو وحفص وأبو جعفر ويعقوب وقرأ "إمهاتكم" بكسر الهمزة والميم معا حمزة وكسر الهمزة وحدها الكسائي, وعن الحسن "لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم" [الآية: 63] بتقديم النون على الموحدة المكسورة بعدها ياء مشددة مخفوضة1 مكان بينكم الظرف, وقرأ "يرجعون إليه" بفتح الياء مبنيا للفاعل يعقوب, والباقون بالبناء للمفعول2. المرسوم كتبوا الزاني بالياء وكذا يعبدونني ويدروا بزاو وألف مشكوة بواو بدل الألف كالصلاة ما زكى بالياء مع كونه من ذوات الواو كغزا مناسبة ليزكى, واتفقوا على حذف ألف أية هنا كالزخرف والرحمن. المقطوع اتفقوا على قطع عن من من ويصرفه من يشاء "الهاء" لعنت بالتاء كآل عمران3.   1 أي: "نَبِيِّكم". [أ] . 2 أي: "يُرْجَعون". [أ] . 3 وليس فيها من ياءات الإضافة أو الزوائد أو الثوابت شيء. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 سورة الفرقان : مكية1 قيل إلا ثلاث آيات: والذين ولا يدعون مع الله إلى رحيما’ وقيل مدنية إلا من أولها إلى نشور, وآيها سبع وسبعون بلا خلاف, طمشبه الفاصلة" تسعة: ولم يتخذ ولدا, وهم يخلقون, قوم آخرون, أساطير الأولين, وعد المتقون, ما يشاؤون, خالدين, صرفا ولا نصرا, في السماء بروجا, هونا, وعكسه موضعان: ضلوا السبيل ظلما وزورا, القراءات أدغم دال "فقد جاؤا" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف. وأمال "جاؤ" ابن ذكوان وهشام بخلفه وحمزة وثلث همزها الأزرق "ووقف" عليه حمزة بين بين مع المد والقصر, وأما إبدالها واو فشاذ. وأمال "تملى" [الآية: 5] حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه "ووقف" على ما "من مال هذا" أبو عمرو واختلف عن الكسائي في الوقف على ما أو اللام كما ذكره الداني والشاطبي وغيرهما, ومقتضاه أن الباقين يقفون على اللام فقط, والأصح كما في النشر جواز الوقف على ما لجمع القراء, قال فيه: وأما اللام فيحتمل الوقف عليها لانفصالها خطأ, وهو الأظهر قياسا, ويحتمل أن لا يوقف عليها من أجل كونها لام جر, وإذا وقف على أحدهما لنحو اختيار امتنع الابتداء بهذا أو هذا. واختلف في "جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا" [الآية: 8] فحمزة بنون الجمع وافقهم الأعمش, والباقون بالياء من تحت على إسناده إلى الرسول عليه السلام أي: يأكل هو منها ويستغني عن طعامنا. وقرأ "مسحورا انظر" [الآية: 8، 9] بكسر التنوين أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه وعاصم وحمزة ويعقوب, ومر بالبقرة. واختلف في "وَيَجْعَلُ لَك" [الآية: 10] فأبو بكر وابن كثير وابن عامر برفع اللام على الاستئناف أي: وهو يجعل أو سيجعل أو عطفا على موضع جعل إذ الشرط إذا وقع ماضيا جاز في جوابه الجزم والرفع, لكن تعقب ذلك بأنه ليس مذهب سيبويه وافقهم ابن   1 انظر الإتقان للإمام السيوطي: "2/ 1267". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 محيصن, والباقون بجزمها عطفا على محل جعل؛ لأنه جواب الشرط ويلزم منه وجوب الإدغام لاجتماع مثلين أولاهما ساكن. وقرأ "ضيقا" [الآية: 13] بسكون الياء ابن كثير. واختلف في "ويوم نحشرهم فنقول" [الآية: 17] فابن عامر بنون العظمة فيهما التفاتا من الغيبة إلى التكلم وافقه الحسن والشنبوذي, وقرأ ابن كثير وحفص وأبو جعفر ويعقوب بالياء من تحت فيهما مناسبة لقوله: كان على ربك, والباقون بالنون في الأول وبالياء في الثاني مناسبة لما قبله والتفاتا من تكلم من إلى غيبة "وسهل" الثانية من "أأنتم" مع الفصل بالألف قالون وأبو عمرو وهشام من طريق ابن عبدان وغيره عن الحلواني وأبو جعفر, وسهلها بلا فصل ورش وابن كثير ورويس, وللأزرق أيضا إبدالها ألفا مع المد للساكنين, وروى الجمال عن الحلواني عن هشام التحقيق مع الفصل بالألف, والباقون بالتحقيق بلا فصل, وهي طريق الداجوني عن هشام فله ثلاثة أوجه "وأبدل" الثانية ياء مفتوحة من "هؤلاء أم" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس. واختلف في "أَنْ نَتَّخِذ" [الآية: 18] فأبو جعفر بضم النون وفتح الخاء1 مبنيا للمفعول, وهو يتعدى تارة لواحد نحو: أم اتخذوا آلهة من الأرض, وتارة لاثنين من اتخذ إلهه هويه, فقيل ما هنا منه فالأول ضمير نتخذ النائب عن الفاعل, والثاني من أولياء, ومن تبعيضية أي: بعض أولياء أو زائدة لكن تعقب بأنها لا تزاد في المفعول الثاني, والأحسن ما قاله ابن جنى وغيره أن من أولياء حال ومن مزيدة لتأكيد النفي, والمعنى ما كان لنا أن نعبد من دونك, ولا نستحق الولاية وافقه الحسن, والباقون بفتح النون وكسر الخاء على البناء للفاعل, ومن أولياء مفعوله ومن مزيدة وحسن زيادتها انسحاب النفي على نتخذ؛ لأنه معمول لينبغي, وإذا انتفى الابتغاء انتفى متعلقه وهو اتخاذ الأولياء. واختلف في "فقد كذبوكم بما يقولون" [الآية: 19] فروى ابن قنبل بالياء على الغيب أي: فقد كذبكم الآلهة بما يقولون سبحانك ما كان ينبغي لنا, وقيل المعنى فقد كذبتكم أيها المؤمنون الكفار بما يقولون من الافتراء عليكم, وافقه المطوعي ورواه ابن مجاهد عن قنبل بالتاء على الخطاب كالباقين, والمعنى فقد كذبكم المعبودون بما تقولون من أنهم أضلوكم. واختلف في "فَمَا تَسْتَطِيعُون" [الآية: 19] فحفص بالتاء من فوق على خطاب العابدين, وافقه الأعمش, والباقون بالياء على الغيب على إسناده إلى المعبودين, وعن المطوعي "وَيَقُولُونَ حِجْرًا" بضم الحاء والجيم وعن الحسن ضم الحاء فقط, والجمهور على كسر الحاء وسكون الجيم, وكلها لغات, وذكره سيبويه في المصادر المنصوبة غير   1 أي: "تُتَّخَذَ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 416 المنصرفة بمضمر وجوبا من حجره منعه؛ لأن المستفيد طالب من الله أن يمنع عنه المكروه, فكأنه سأل الله أن يمنعه منعا ويحجره حجرا والحجر العقل؛ لأنه يأبى إلا الفضائل. واختلف في "تَشَقَّقُ السَّمَاء" [الآية: 25] هنا و"تَشَقَّقُ الْأَرْض" [الآية: 44] في فأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بتخفيف الشين فيهما على حذف تاء المضارعة أو تاء التفعل على الخلاف وافقهم الأعمش واليزيدي, والباقون بتشديدها1 فيهما على إدغام تاء التفعل في الشين لتنزله بالتفشي منزلة المتقارب. واختلف في "وَنُنَزِّلُ الْمَلائِكَة" [الآية: 25] فابن كثير بنون مضمومة ثم ساكنة مع تخفيف الزاي المكسورة, ورفع اللام2 مضارع أنزل و"الملائكة" بالنصب مفعول به وحينئذ كان من حق المصدر إنزالا, قال أبو علي: لما كان أنزل ونزل يجريان مجرى واحدا أجزأ مصدر أحدهما عن الآخر, وافقه ابن محيصن, والباقون بنون واحدة وكسر الزاي المشددة وفتح اللام ماضيا مبنيا للمفعول, والملائكة بالرفع نائب الفاعل, وأمال "الكافرين" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري, والدوري عن الكسائي ورويس, وقلله الأزرق وفتح ياء "يا ليتني اتخذت" أبو عمرو "وأظهر" زال "اتخذت" ابن كثير وحفص ورويس بخلفه, وأمال "يا ويلتي" حمزة والكسائي وخلف بالفتح والصغرى الأزرق, والدوري عن أبي عمرو, ووقف عليها بهاء السكت بعد الألف ورويس بخلفه, وعن الحسن "يا ويلتي" بكسر التاء وياء بعدها على الأصل "وأدغم" وأبو عمرو وهشام ذال "إذ جاءني" وأمال "جاءني" ابن ذكوان وهشام بخلفه وحمزة وخلف "فتح" ياء "قومي اتخذوا" نافع والبزي وأبو عمرو وأبو جعفر وروح ونقل "القرآن" ابن كثير كوقف حمزة وقرأ "نبيء" بالهمز نافع "وأبدل" همز "فؤادك" واوا مفتوحة الأصبهاني عن ورش, وقرأ "وثمودا" بغير تنوين حفص وحمزة ويعقوب ممنوعا من الصرف للعلمية والتأنيث مرادا به القبيلة, والباقون بالتنوين مصروفا على إرادة الحي "وأبدل" الهمزة الثانية ياء محضة من "مطر السوء أفلم" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس, وللأزرق إشباع مد الواو والتوسط وأبدل همز "هزوا" واوا حفص وأسكن الزاي حمزة وخلف "وقف" حمزة بالنقل على القياس وبإبدال الهمزة واوا مفتوحة على الرسم, أما بين بين وتشديد الزاي فلا يقرأ بهما كما مر بالبقرة مع التنبيه على ما وقع في الأصل ثمة, وقرأ "أرأيت" بتسهيل الثانية قالون وورش من طريقيه وأبو جعفر, وللأزرق وجه آخر وهو إبدالها ألفا خالصة مع إشباع المد, وقرأ الكسائي بحذف الهمزة, ومر بالأنعام "وسهل" الهمزة الثانية من "أفأنت" الأصبهاني "وفتح" السين من "أم تحسب" ابن عامر وعاصم وحمزة ويعقوب وأبو جعفر على الأصل, وقرأ "الريح" بالتوحيد ابن كثير3.   1 أي: تَشَّقَّق". [أ] . 2 أي: "نُنْزِل الملائِكَة". [أ] . 3 الباقون: "الرِّياح". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 وقرأ "نُشُرًا" [الآية: 48] بضم النون والشين جمع ناشر نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب, وقرأ ابن عامر بضم النون وإسكان الشين, وقرأ عاصم بالموحدة المضمومة وإسكان الشين, وقرأ حمزة والكسائي وخلف بالنون مفتوحة وسكون الشين, وتقدم بالأعراف وشدد ياء "ميتا" أبو جعفر وعن المطوعي "ونسقيه" بفتح النون, وقرأ "ليذكروا" بسكون الذال وتخفيف الكاف مضمومة حمزة والكسائي وخلف, وسبق في الإسراء, وعدم ذكر الكسائي هنا في الأصل لعله سبق قلم أو أشتباه بقوله تعالى: أن يذكر الآتي قريبا "وأسقط" الهمزة الأولى من "شاء أن" قالون والبزي وأبو عمرو ورويس بخلفه, وقرأ ورش وأبو جعفر ورويس في وجهه الثاني بتسهيل الثانية بين بين, وللأزرق إبدالها ألفا مع إشباع المد, وقرأ قنبل كوجهي الأزرق, وله ثالث وهو إسقاط الأولى كالبزي, والباقون بتحقيقهما. وأمال شاء ابن ذكوان وهشام بخلفه وحمزة وخلف, وقرأ "فَسَل" بالنقل ابن كثير والكسائي وكذا خلف كحمزة وقفا. وقرأ هشام والكسائي ورويس "قيل لهم" بإشمام كسر القاف الضم, ومر بالبقرة واختلف في "لِمَا تَأْمُرُنَا" [الآية: 60] فحمزة والكسائي بالياء من تحت وافقهما الأعمش, والباقون بالخطاب والإسناد عليهما إليه -صلى الله عليه وسلم- وأما "وزادهم" هشام من طريق الداجوني وابن ذكوان من طريق الصوري, والنقاش عن الأخفش وحمزة. واختلف في "سُرُجا" [الآية: 61] فحمزة والكسائي وخلف بضم السين والراء بلا ألف على الجمع الشمس والكواكب, وذكر القمر تشريفا وافقهم الأعمش, والباقون بكسر السين وفتح الراء وألف بعدها1 على التوحيد وهو الشمس فقط, وعن الأعمش "قُمْر" بضم القاف وإسكان الميم لغة فيه كالرشد والرشد, وعن الحسن بفتح القاف وسكون الميم, وقرأ "أن يذكر" بسكون الذال وضم الكاف مخففة حمزة وخلف وسبق بالإسراء. واختلف في "وَلَمْ يَقْتُرُوا" [الآية: 67] فنافع وابن عامر وأبو جعفر بضم الياء وكسر التاء2 من أقتر, وإنكار أبي حاتم مجيئه هنا من الرباعي لكونه بمعنى افتقرا. ومنه وعلى المقتر قدره مردود بحكاية الأصمعي, وغيره أقتر بمعنى ضيق, وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بفتح الياء وكسر التاء كيحمل, وافقهم ابن محيصن والحسن واليزيدي, والباقون بفتح الياء وضم التاء كيقتل والإقتار التقليل ضد الإسراف, وهو مجاوزة الحد في النفقة وإن جل, والتضييع في المعصية وإن قل أدغم لام "يفعل ذلك" أبو الحارث. واختلف في "يضاعُفُ، ويخلُدُ" [الآية: 69] فابن عامر وأبو بكر برفع الفعلين فيضاعف على الحال والاستئناف كأنه جواب ما الآثام ويخلد بالعطف عليه, والباقون   1 أي: "سِراجا". [أ] . 2 أي: "يُقْتِروا". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 بجزمهما بدلا من يلق؛ لأنه من معناه إذ لقيه جزاء الإثم تضعيف عذابه. وقرأ "يُضعَّف" [الآية: 69] بالقصر وتشديد عينه ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب. وقرأ "فِيهِ مُهَانًا" [الآية: 69] بصلة هاء فيه ابن كثير وحفص. واختلف في "ذُرِّيتنِا" فأبو عمرو وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بالإفراد على إرادة الجنس, وافقهم اليزيدي والحسن والأعمش, والباقون بجمع1 السلامة بيانا للمعنى. واختلف في "ويَلْقَون" [الآية: 75] فأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بفتح الياء وسكون اللام وتخفيف القاف من لقى يلقى مبنيا للفاعل معدى لواحد, وهو تحية وافقهم الأعمش, والباقون بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف من2 الرباعي مبنيا للمفعول معدى لاثنين, أحدهما ناب عن الفاعل فارتفع وهو الواو, والثاني تحية, "ويوقف" لحمزة وهشام على "ما يعبؤا" المرسوم بالواو بإبدال الهمزة ألفا على القياس وبتخفيفها بحركة نفسها فتبدل واوا مضمومة, ثم تسكن للوقف ويتحد معه وجه اتباع الرسم, ويجوز الروم والإشمام فهذه أربعة والخامس تسهيلها كالواو على تقدير روم الحركة, وهذا أحد المواضع العشر المرسومة بالواو المتقدمة. المرسوم في الإمام كالبقية وثمودا هنا كالعنكبوت والنجم بالألف الريح بألف في بعضها, وبالحذف في بعض وفي المكي وننزل الملائكة بنونين, وفي غيره بواحدة وفي بعض المصاحف سراجا بألف, وروى نافع عن المدني كالبواقي وذريتنا بغير ألف بعد الياء, واتفقوا على كتابة ما يعبوا بواو وألف. المقطوع اتفقوا على فصل اللام من مال هذا الرسول. ياءات الإضافة ثنتان: "يا ليتني اتخذت، قومي اتخذوا" [الآية: 27، 30] .   1 أي: "ذُرِّيَّاتنا". [أ] . 2 أي: "ويُلَقَّوْن". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 سورة الشعراء : "مكية"1 إلا أربع آيات من الشعراء إلى آخرها, وآيها مائتان وعشرون وست بصري ومكي ومدني أخير وسبع كوفي وشامي ومدني أول خلالها أربع, طسم كوفي وترك فلسوف تعلمون أينما كنتم تعبدون تركها بصري الشياطين تركها مكي ومدني أخير, مشبه الفاصلة موضع وليدا وعكسه موضعان: معنا بني إسرائيل من عمرك سنين, القراءات أمال طاء "طسم" أبو بكر وحمزة والكسائي وخلف وفتحها الباقون, وسكت أبو جعفر على ط وس وم وأظهر السين منها عند الميم حمزة, والباقون بالإدغام, وتقدم إبدال الهمزة الساكنة ألفا من "إن نشأ" للأصبهاني وأبي جعفر كوقف حمزة وهشام كإبدال الثانية ياء "من السماء آية" لنافع وابن كثير وأبي عمرو وأبي جعفر ورويس. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب "تَنْزِل" [الآية: 4] بسكون النون مع تخفيف الزاي, ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على "انبؤني ما كانوا" على رسمه بواو وألف في الكوفي والبصري باثني عشر وجها ذكرت في نظيره بأول الأنعام "فتح" ياء "إني أخاف" معا نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر "وأثبت" الياء في "يكذبون" في الحالين يعقوب وكذا في "يقتلون". واختلف في "ويضيق صدري ولا ينطلق" فيعقوب بنصب القاف منهما عطفا على يكذبون, والباقون بالرفع على الاستئناف "وسهل" أبو جعفر همز "إسرائل" مع المد والقصر, واختلف في مدها عن الأزرق, ويوقف عليها لحمزة بتحقيق الأولى من غير سكت على "بني" وبالسكت وبالنقل وبالإدغام, وأما التسهيل فضعيف, وفي الثانية مع المد والقصر فهى ثمانية أوجه: وأدغم ثاء "لبثت" أبو عمرو وهشام وابن ذكوان وحمزة والكسائي وأبو جعفر وذكر الخلف هنا لابن ذكوان في الأصل سبق قلم, أو اشتباه بأورثتموها, وعن المطوعي "لما خفتكم" بكسر الام وتخفيف الميم أي: لخوفي منكم وعن ابن محيصن "أنْ كُنْتُمْ مُوقِنِين" بفتح الهمزة "وأظهر" ذال "اتخذت" ابن كثير وحفص ورويس بخلفه. وأما "أرجه" فتقدم بالأعراف اختلافهم فيها من حيث الهمز وتركه, ومن حيث هاء الكناية, وعن الأعمش "بِكُلِّ سَاحِر" بوزن فاعل, والجمهور بوزن فعال, وأماله أبو عمرو   1 انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي: "1/ 25". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي, وقلله الأزرق, ويوقف لحمزة على نحو "وأخاه" بالتحقيق وبين بين بوجهين "وسهل" الثانية من "أئن لنا" مع الفصل بالألف قالون وأبو عمرو وأبو جعفر, وبالتسهيل بلا فصل ورش وابن كثير ورويس. وقرأ هشام من طريق الحلواني بتحقيقهما مع الفصل, ومن طريق الداجوني بتحقيقهما مع القصر, وبه قرأ الباقون. وقرأ الكسائي "نعم" [الآية: 42] بكسر العين "وشدد" البزي بخلفه التاء من "فَإِذَا هِيَ تَلَقَّف" [الآية: 45] وصلا وقرأها حفص بإسكان اللام وتخفيف القاف1. وقرأ "آمنتم" [الآية: 49] بهمزة واحدة على الخبر الأصبهاني وحفص ورويس, وقرأ قالون والأزرق وابن كثير وأبو عمرو وابن ذكوان وهشام بخلفه, وأبو جعفر بهمزة محققة فمسهلة ثم ألف2, وللأزرق فيها ثلاثة البدل, وإن كان الهمز مغير كما مر, ولا يجوز له إبدال الثانية ألفا كما تبدل في "أأنذرتهم" كما سبق موضحا بالأعراف مع ما وقع للجعبري فراجعه, وقرأ هشام في وجهه الثاني وأبو بكر وحمزة والكسائي وروح وخلف بهمزتين محققتين ثم ألف. وأمال الكسائي وحده "خطايانا"3 [الآية: 51] وقلله الأزرق بخلفه. وقرأ "أَنْ أَسْر" بالوصل نافع وابن كثير وأبو جعفر وفتح ياء الإضافة من "بِعِبَادِي إِنَّكُم" نافع وأبو جعفر. واختلف في "حاذرون" [الآية: 56] فابن ذكوان وهشام من طريق الداجوني وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بألف بعد الحاء, وافقهم الأعمش, والباقون بحذفها4 وهما بمعنى أو الحذر المتيقظ والحاذر الخائف أو الحذر المجبول على الحذر, والحاذر ما عرض فيه. وقرأ "عُيون" [الآية: 57] بكسر العين ابن كثير وابن ذكوان وأبو بكر وحمزة والكسائي "ومر" حكم "إسرائيل" قريبا, وعن الحسن "فاتبعوهم" بوصل الهمزة وتشديد التاء بمعنى اللحاق. وأمال راء "تَرَاءَى الْجَمْعَان" [الآية: 61] وصلا دون الهمزة حمزة وخلف, والباقون بفتحهما فيه, وللأزرق إذا وقف التقليل والفتح في الهمزة فقط, أما الكسائي فيميلها فيه كبرى على أصله في اليائي, وأما حمزة فيسهل الهمز بين بين, ويمليها من أجل إمالة الألف بعدها, وهي لام تفاعل؛ لأنها منقلبة عن الياء ويجوز مع ذلك في الألف التي قبل الهمزة المد والقصر لتغير الهمزة على القاعدة, ويميل الراء أيضا فينطق حينئذ بهمزة مسهلة   1 أي: "تَلْقَف". [أ] . 2 أي: "أَأَاْمنتم". [أ] . 3 أي: "أَنَ اسْر .... ". [أ] . 4 أي: "حَذِرُون". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 بين ممالين وهذا هو الوجه الصحيح الذي لا يجوز غيره ولا يؤخذ بخلافه وهو القياسي, وذكر فيها وجهان آخران أحداهما حذف الألف الأخيرة لحذفها رسما فتصير متطرفة فتبدل الفاء فيجيء فيها ثلاثة: جاء وشاء وأجروا هشاما مجراه حينئذ في هذا الوجه قال في النشر: وهذا وجه لا يصح ولا يجوز وأطال في رده الثاني قلب الهمزة ياء, فيقول ترايا حكاه الهذلي وغيره وهو ضعيف أيضا, وإن كان أخف مما قبله لعدم صحة الرواية به, وأمالهما معا فيه أعني الوقف خلف عن نفسه, والباقون بالفتح وفتح الياء من "معي ربي" حفص, وأثبت ياء "سيهدين" في الحالين يعقوب. واختلف في "فرق" [الآية: 63] فجمهور المغاربة والمصريين على ترقيق رائه للكل من أجل كسر القاف والأكثرون على تفخيمه لحرف الاستعلاء, وفي النشر تصحيح الوجهين, قال: إلا أن النصوص متوافرة على الترقيق, وحكى غير واحد الإجماع عليه. وقرأ رويس بخلفه "ثم" وقفا بإثبات هاء السكت1 وقطع به له ابن مهران "وسهل" الثانية كالياء من "نبايء إبراهيم" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وأدغم ذال "إذ تدعون" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف "وسهل" الهمزة الثانية من "أفرأيتم" قالون وورش وأبو جعفر, وللأزرق وجه آخر وهو إبدالها ألفا خالصة مع إشباع المد للساكنين, وقرأ الكسائي بحذفها, والباقون بإثباتها محققة وفتح الياء من " عَدُوٌّ لِي إِلَّا" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر, وأثبت الياء في "يهدين" و"يسقين" و"يشفين" و"يحيين" في الحالين يعقوب, وعن الحسن خطاياي بفتح الطاء وألف بعدها وياء مفتوحة وألف بعدها ياء مفتوحة جمع تكسير, والجمهور "خطيئتي" بالإفراد وفتح ياء الإضافة من "لأبي إنه" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر, وأثبت ياء "وأطيعون" في الثمانية هنا في الحالين يعقوب وكذا "كذبون" وفتح ياء الإضافة من "أَجْرِيَ إِلَّا" في خمس مواضع هنا نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص وأبو جعفر. واختلف في "وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُون" [الآية: 11] فيعقوب بقطع الهمزة وسكون التاء وبألف بعد الباء ورفع العين2 جمع تابع كصاحب وأصحاب أو تبيع كشريف وأشراف أما مبتدأ خبره الأرذلون, والجملة حال أو عطف على ضمير أنؤمن للفصل بلك, ورويت هذه القراءة عن ابن عباس وأبي حيوة وغيرهما, والباقون بوصل الهمزة مع تشديد التاء وفتح العين بلا ألف فعلا ماضيا, وهي جملة حالية من كاف لك, وأثبت الألف من "أنا إلا" وصلا قالون بخلفه, والوجهان صحيحان عنه من طريق أبي نشيط, وأما من طريق الحلواني فبالحذف فقط, إلا من طريق أبي عون عنه, فبالإثبات كما يفهم من النشر, والباقون بحذفها وصلا ولا خلاف في إثباتها وقفا كما مر بالبقرة "وفتح" ياء "ومن معي" ورش وحفص, وأمال "جبارين" الدوري عن الكسائي وللأزرق التقليل والفتح وهما في الحرز وغيره قال   1 أي: "ثَمَّه". [أ] . 2 أي: "وأَتَباعُك" [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 422 في النشر وبهما قرأت وبهما آخذ "ومر" آنفا حكم "وعيون" وفتح ياء "إِنِّي أَخَاف" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر. واختلف في "خُلْقُ الْأَوَّلِين" [الآية: 137] فنافع وابن عامر وعاصم وحمزة وخلف بضم الخاء واللام أي: ما هذا إلا عادة آبائنا السابقين, وافقهم الأعمش, والباقون بفتح الخاء وسكون اللام1 أي: إلا كذب الأولين, وأدغم التاء من "كذبت ثمود" أبو عمرو وهشام وابن ذكوان من طريق الأخفش وحمزة والكسائي وخلف, ومر "عيون" قريبا, وقرأ "بيوتا" بكسر التاء قالون وابن كثير وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف. واختلف في "فرهين" [الآية: 149] فابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بألف بعد الفاء2 أي: حاذقين, وافقهم الأعمش, والباقون بغير ألف صفة مشبهة بمعنى أشرين. واختلف في "أصحاب ليكة" [الآية: 176] هنا و [ص الآية: 13] فنافع وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر "لَيْكَة" بلام مفتوحة بلا ألف وصل قبلها ولا همز بعدها, وفتح تاء التأنيث غير منصرفة للعلمية والتأنيث كطلحة مضاف إليه لأصحاب, وكذلك رسما في جميع المصاحف, وافقهم ابن محيصن, والباقون بهمزة وصل وسكون اللام وبعدها همزة مفتوحة وبكسر التاء فيهما3 و"الأيكة" و"لَيْكَة" مترادفان غيضة تنبت ناعم الشجر, وقيل ليكة اسم للقرية التي كانوا فيها, والأيكة اسم للبلد كله, وقد أنكر جماعة, وتبعهم الزمخشري على وجه ليكة وتجرؤوا على قرائها زعما منهم أنهم إنما اخذوها من خط المصاحف دون أفواه الرجال, وكيف يظن ذلك بمثل أسن القراء وأعلاهم إسنادا والأخذ للقرآن عن جملة من الصحابة كأبي الدرداء وعثمان وغيرهما رضي الله عنهم, وبمثل إمام المدينة وإمام الشام فما هذا إلا تجرؤ عظيم, وقد أطبق أئمة أهل الأداء أن القراء إنما يتبعون ما ثبت في النقل والرواية فنسأل الله حسن الظن بأئمة الهدى خصوصا وغيرهم عموما, وخرج بالقيد موضع الحجر وق المتفق فيهما على الأيكة بالهمزة لإجماع المصاحف على ذلك, وقرأ "بالقسطاس" حفص وحمزة والكسائي وخلف بالكسر, والباقون بالضم لغتان كما مر بالإسراء, وعن الحسن "والجبلة" بضم الجيم والباء, والجمهور بكسرها لغتان "ومر" نظير الهمزتين في "مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْت" في نحو على البغاء أن بالنور "وفتح" ياء "ربي أعلم" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر. واختلف في "كسفا" [الآية: 187] فحفص بفتح السين والباقون بسكونها, ومر توجيه ذلك في الإسراء.   1 أي: "خَلْق". [أ] . 2 أي: "فارِهين". [أ] . 3 أي: "الأتكة". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 423 واختلف في "نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِين" [الآية: 193] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص وأبو جعفر بتخفيف الزاي, الروح الأمين بالرفع فيهما على إسناد الفعل للروح والأمين نعته، وافقهم ابن محيصن, والباقون بالتشديد1 مبنيا للفاعل الحقيقي وهو الله تعالى و"الروح، والأمين" منصوبان الروح على المفعولية, والأمين صفته أيضا. واختلف في "أو لم يكن لهم آية" [الآية: 197] فابن عامر "تكن" بالتاء من فوق "آية" بالرفع فاعل تكن على أنها تامة, ولهم متعلق بها, وأن يعلمه بدل من آية أو خبر محذوف أي: أو لم يحدث لهم آية علم علماء بني إسرائيل, فإن كانت ناقصة فاسمها ضمير القصة وآية خبر مقدم, وأن يعلمه مبتدأ مؤخر, والجملة خبر تكن أو لهم خبر مقدم, وآية مبتدأ مؤخر والجملة خبر تكن, وأن يعلمه إما بدل من آية أو خبر مضمر أي: هي أن يعلمه, والتأنيث للفظ القصة أو الآية: والباقون بتاء التذكير ونصب آية على جعل أن يعلمه اسمها, وآية خبرها أي: علم علماء بني إسرائيل بنبوة محمد -صلى الله عليه وسلم- من التوراة آية تدلهم عليه "ويوقف" لحمزة وهشام بخلفه على "علمؤا" على رسمه بواو وألف بعدها باثني عشر وجها, تقدم بيانها أول الأنعام في أنبؤا ما كانوا، وعن الحسن "الأعجميين" بياءين مكسورة مشددة فساكنة جمع أعجمي, والجمهور بياء واحدة ساكنة جمع أعجمي بالتخفيف, قيل ولولا هذا التقدير لم يجمع جمع سلامة قال السمين: وكان سبب جمعه أنه من باب أفعل فعلاء كأحمر حمراء, والبصريون لا يجيزون جمعه جمع سلامة إلا ضرورة, فلذا قدروه منسوبا مخفف الياء وعنه "فتأتيهم بغتة" بالتأنيث وفتح الغين وعنه أيضا "الشياطون" وأدغم اللام من "هل نحن" الكسائي وافقه ابن محيصن بخلفه, ومر "أفرأيت" قريبا. واختلف في "فتوكل" [الآية: 217] فنافع وابن عامر وأبو جعفر بالفاء جعلوا ما بعدها كالجزاء لما قبلها, والباقون بالواو2 على مجرد عطف جملة على أخرى, وعليه الرسم العراقي والمكي، وقرأ البزي بخلفه على "من تنزل" بتشديد التاء, وكذا شددها من "الشياطين تنزل على" والإدغام في الأول صعب لسكون ما قبل التاء, وهو نون من لكنه سائغ كما مر بالبقرة. وقرأ "يتبعهم" [الآية: 224] بسكون التاء وفتح الباء الموحدة نافع, وسبق بالأعراف3. المرسوم في الكوفي والبصري فسيأتيهم أنبؤا بواو وألف حذرون وفرهين بلا ألف فيهما في أكثر المصاحف, واتفقوا على رسم الهمزة ياء في أئن وعلى رسمها واوا, وزيادة ألف بعدها مع حذف الألف قبلها في علمؤا بني إسرائل, وعلى رسم ليكة هنا وص باللام   1 أي: "نَزَّلَ به الرُّوح الأَمِيْن". [أ] . 2 أي: "وتَوَكَّلْ ... ". [أ] . 3 انظر الصفحة: "280". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 424 فقط فتوكل بالفاء في المدني والشامي, واتفقوا على قطع في عن ما في في ما ههنا آمنين, واختلفوا في قطع أين ما كنتم تعبدون. ياءات الإضافة ثلاث عشرة: "إِنِّي أَخَاف" [الآية: 12، 135] معا. "ربي أعلم، بعبادي إنكم، لي إلا، لأبي إنه، إن معي، من معي، أجري إلا" [الآية: 188] , [الآية: 52] , [الآية: 77] , [الآية: 86] , [الآية: 62] , [الآية: 118] , [الآية: 109، 127، 145، 164، 180] خمسة الزوائد ست عشر: "أن يكذبون، يقتلون، سيهدين، فهو يهدين، يسقين، يشفين، يحيين، كذبون، وأطيعون" [الآية: 12] , [الآية: 14] , [الآية: 62] , [الآية: 78] , [الآية: 79] , [الآية: 80] , [الآية: 81] , [الآية: 117] , [الآية: 108، 110، 126، 137، 144، 150، 163، 179] ثمانية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 425 سورة النمل : مكية1 وآيها تسعون وثلاث كوفي وأربع بصري وشامي وخمس حجازي خلافها, بأس شديد حجازي قوارير تركها كوفي "مشبه الفاصلة" طس غير بعيد, وما يشعرون القراءات "آمال" طاء "طس" أبو بكر وحمزة والكسائي وخلف, ومر ذلك كسكت أبي جعفر على طاوس, وتقدم التنبيه على إخفاء النون من س عند التاء من تلك خلافا لأبي شامة, ونقل "قران" لابن كثير وفتح ياء الإضافة من "إِنِّي آنَسْت" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر. واختلف في "بِشِهَابٍ قَبَس" [الآية: 7] فعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بالتنوين على القطع عن الإضافة وقبس بدل منه أو صفة له بمعنى مقتبس أو مقبوس, وافقهم الأعمش, والباقون بغير تنوين2 لبيان النوع أي: من قبس كخاتم فضة. وقرأ "فلما رآها" بالتسهيل الأصبهاني, وأما حكم الإمالة فمر نظيره في: وإذا رآك بالأنبياء كما فصل بالأنعام. وأمال "ولي مدبرا" [الآية: 10] حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق "ووقف" يعقوب بخلفه على "لدي" بهاء السكت, وتقدم تغليظ لام "أظلم" للأزرق بخلفه, وعن المطوعي "بدل حسنا" بفتح الحاء والسين "ووقف" الكسائي ويعقوب على "وَادِ النَّمْل" بالياء, والباقون بحذفها. واختلف في "لا يَحْطِمَنَّكُم" [الآية: 18] فرويس بسكون نون التأكيد3 وافقه الشبنوذي, ومر بآل عمران وعن المطوعي بضم الياء, وفتح الحاء وتشديد الطاء والنون4 وفتح ياء "أَوْزِعْنِي أَنْ" الأزرق والبزي ووقف يعقوب بخلفه على "على" بهاء السكت5 وأمال: "ترضاه" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه وفتح ياء "مَا لِيَ لا أَرَى" ابن كثير وعاصم والكسائي واختلف عن هشام وابن وردان. وأمال "أَرَى الْهُدْهُدَ" وصلا السوسي بخلفه.   1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] . 2 أي: "بِشِهابِ ... ". [أ] . 3 أي: "لا يَحْطِمَنْكم". [أ] . 4 أي: "لا يُحَطِّمَنَّكم". [أ] . 5 أي: "عَلَه". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 426 واختلف في "ليأتِيَنِّي" [الآية: 21] فابن كثير بنون التأكيد المشددة وبعدها نون الوقاية1 على الأصل وعليه الرسم المكي, والباقون بحذف نون الوقاية للاستغناء عنها بالمؤكدة, ولذا كسرت مثل كأني وعليه بقية الرسوم. واختلف في "فَمَكُث" [الآية: 22] فعاصم وروح بفتح الكاف, والباقون بضمها لغتان كطهر, واتفقوا على إدغام الطاء مع بقاء صفتها في التاء من "أحطت" وإن زيادة الصفة في المدغم لا تمنع. واختلف في "مِنْ سَبَأ" [الآية: 22] هنا وفي سورة [سبأ الآية: 15] فالبزي وأبو عمرو بفتح الهمزة من غير تنوين ممنوعا من الصرف للعلمية والتأنيث اسم للقبيلة, أو البقعة, وافقهما ابن محيصن واليزيدي, وقرأ قنبل بسكون الهمزة كأنه نوى الوقف, وأجرى الوصل مجراه كيتسنه وعوجا, والباقون بالكسر والتنوين فهو مصروف لإرادة الحي. واختلف في "أَلَّا يَسْجُدُوا" [الآية: 25] فالكسائي وكذا رويس وأبو جعفر بهمزة مفتوحة وتخفيف اللام2 على أن ألا للاستفتاح, ثم قيل يا حرف تنبيه وجمع بينه وبين إلا تأكيدا, وقيل النداء والمنادي محذوف أي: يا هؤلاء أو يا قوم ورجح الأول لعدم الحذف, ولهم الوقف ابتداء على ألا يا معا والابتداء اسجدوا بهمزة مضمومة فعل أمر, وحذفت همزة الوصل خطأ على مراد الوصل كما حذفت لذلك في يبنؤم بـ"طه" كما قاله الداني, وتعقبه في النشر بأنه رآه في الإمام ومصاحف الشام بإثبات إحدى الألفين, ثم اعتذر عنه باحتمال أنه رآه كذلك محذوفا في بعض المصاحف, ولهم الوقف اختبارا أيضا على ألا وحدها, وعلى يا وحدها؛ لأنهما حرفان منفصلان, وقد سمع في النثر: ألا يا ارحمونا ألا يا أصدقوا علينا, وفي النظم كثيرا نحو: فقالت ألا يا اسمع أعظك بخطبة, وافقهم الحسن والشنبوذي وكذا المطوعي في أحد وجهيه, والثاني عنه هلا يسجد بقلب الهمزه هاء وتشديد اللام, والباقون بالهمزة وتشديد اللام وأصلها أن لا فإن ناصبة للفعل, ولذا سقطت نون الرفع منه, والنون مدغمة في لا المزيدة للتأكيد إن جعلت أن وما بعدها في موضع مفعول يهتدون بإسقاط إلى أي إلى أن يسجدوا, أو بدلا من السبيل, فإن جعلت بدلا من أعمالهم وما بين المبدل منه والبدل اعتراض أي: وزين لهم الشيطان عدم السجود لله, أو خبرا لمحذوف أي: أعمالهم ألا يسجدوا فلا نافية حينئذ لا مزيدة, وقد كتبت إلا بلا نون فيمتنع وقف الاختبار في هذه القراءة على أن وحدها "ووقف" على "الخبء" بالنقل مع إسكان الباء للوقف على القياس حمزة وهشام بخلفه, وحكى فيه الحافظ أبو العلاء وجها آخر وهو الخبا بالألف قال في النشر: وله وجه في العربية, وهو الإشباع. واختلف في "يخفون وما يعلنون" [الآية: 25] فحفص والكسائي بالتاء على الخطاب   1 أي: "ليأتينني". [أ] . 2 أي: "ألا يسجدوا ... ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 وافقهما الشنبوذي, والباقون بالياء من تحت فيهما وعن ابن محيصن العظيم برفع الميم نعتا للرب. وقرأ "فَأَلْقِه" [الآية: 28] بكسر الهاء مع القصر قالون وابن ذكوان بخلفه ويعقوب, وقرأ بإسكان الهاء أبو عمرو وعاصم وحمزة والداجوني عن هشام وابن وردان وابن جماز بخلف عنهما "و" اختلف عن الحلواني عن هشام في الاختلاس, والحاصل أن قالون ويعقوب بالقصر فقط, وأن أبا عمرو وعاصما وحمزة بالسكون فقط, وابن ذكوان بالقصر والإشباع, وأن هشاما بالسكون والإشباع, وأن هشاما بالسكون والإشباع والقصر, وأن أبا جعفر بالسكون والقصر, وقرأ الباقون بالإشباع, وقرأ "الملؤا إني" بتسهيل الثانية كالياء وبإبدالها واوا مكسورة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس, ووقف حمزة وهشام بخلفه على الملؤا الثلاثة من هذه السورة كالأول من المؤمنين بإبدال الهمزة ألفا على القياسي, ويجوز تسهيلها كالواو على تقدير روم حركة الهمزة, وبتخفيفها بحركة نفسها فتبدل واوا مضمومة, ثم تسكن للوقف فيتحد معه اتباع الرسم, ويجوز معه الروم والإشمام فهي خمسة أوجه, وفتح ياء "إني ألقي" نافع وأبو جعفر وأبدل الثانية واوا مفتوحة من "الملؤ أفتوني" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وأثبت الياء في "تشهدون" في الحالين يعقوب. واختلف في "أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِ" [الآية: 36] فنافع وأبو عمرو وأبو جعفر "أتمدونني" بنونين خفيفتين مفتوحة فمكسورة بعدها ياء وصلا فقط "آتان" بياء مفتوحة وصلا, واختلف عن قالون وأبي عمرو في حذفها وقفا, وافقهم اليزيدي وحذفها وقفا ورش وأبو جعفر بلا خلاف, وقرأ ابن كثير أتمدونني كذلك بنونين مع إثبات الياء في الحالين آتان بحذف الياء وصلا وكذا وقفا بخلاف عن قنبل, وافقه ابن محيصن, وقرأ ابن عامر وشعبة "أتمدونني" بنونين أيضا, لكن مع حذف الياء في الحالين وكذا ياء "آتان"1 وقرأ حفص "أتمدونني" كذلك إلا أنه أثبت الياء في "آتان" مفتوحة وصلا2 واختلف عنه, وقرأ حمزة "أتمدوني" بإدغام نون الرفع في نون الوقاية وإثبات الياء بعدها وصلا ووقفا "آتان" بحذف الياء في الحالين, وافقه الأعمش وقرأ الكسائي أتمدونني بنونين وحذف الياء في الحالين آتان بالإمالة مع حذف الياء في الحالين, وكذا خلف لكن بغير إمالة, وقرأ يعقوب أتمدوني بالإدغام وبالياء في الحالين أتاني بإثبات الياء وقفا, وأما وصلا ففتحها رويس وحذفها روح, وتقدم للأزرق في أتان بالنظر لمد البدل مع التقليل والفتح خمس طرق: الأولى قصر البدل والفتح, الثانية التوسط والفتح, الثالثة المد المشبع والفتح, الرابعة المد مع التقليل, الخامسة التوسط مع التقليل, وبالطرق الخمسة قرأنا من طرق الطيبة التي هي طرق كتابنا, وتقدم في الإمالة منع بعض مشايخنا للطريق الثانية من طرق الحرز, وكذا   1 أي: "أَتُمِدُّونن، آتان". [أ] . 2 أي: "أَتُمِدُّونن، آتانِيَ ... ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 حكم "أتاكم" غير أن حمزة وخلفا أمالاه مع الكسائي "ومد" "أنا أتيك" وصلا نافع وأبو جعفر. وأمال "آتِيكَ بِه" [الآية: 36] معا حمزة وخلف بخلف عن خلاد "وسهل" "رآه مستقرا ورأته" الأصبهاني عن ورش, ومر حكم إمالة رآه, وتقليله مفصلا بالأنعام وغيرها كالأنبياء عند وإذا رآك الذين كفروا, وهي نظير ما هنا فراجعها "وفتح" ياء "ليبلوني" نافع وأبو جعفر, وأما "أأشكر" فنظير أنذرتهم, وأمال "كافرين" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه, والدوري عن الكسائي ويعقوب بكماله ولم يمل روح من هذا اللفظ سوى هذه, وقللها الأزرق ومر إشمام "قيل" لهشام والكسائي ورويس. واختلف في "سَاقَيْهَا" [الآية: 44] و"بِالسُّوق" [بص الآية: 33] "عَلَى سُوقِه" [الآية: 29] بالفتح فقنبل بهمزة ساكنة بدل الألف والواو1 لغة فيها, وهي أصلية على الصحيح, وقيل فرعية كهمز "يَأْجُوجَ, وَمَأْجُوج" وروي عن قنبل وجه آخر وهو زيادة واو بعد الهمزة في "السوق" بـ"ص" و"سوقه" بالفتح؛ لأن ساقا يجمع على سؤوق كطل وطلول, واستغربت عن قنبل, وقيل إنه انفرد بها الشاطبي عنه, وليس كذلك فقد نص الهذلي كما في النشر أنها طريق بكار عن ابن مجاهد وأبي أحمد السامري عن ابن شنبوذ, قال: وقد أجمع الرواة عن بكار عن ابن مجاهد على ذلك في بالسوق والأعناق ا. هـ. ولم يذكر ذلك في التيسير وفاقا لابن مجاهد, وحاصله كما في الجعبري أن لابن مجاهد عن قنبل وجهين: الشنبوذي عنه على فعل وبكار عنه على فعول, والباقون بترك الهمز والواو في الثلاثة على الأصل السالم عن كثرة التغيير وخرج بالقيد "يكشف عن ساق، الساق، بالساق" المتفق على ترك الهمز فيه وكسر نون "أن اعبدوا" وصلا أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب. واختلف في "لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنّ" [الآية: 49] فحمزة والكسائي وخلف بتاء الخطاب المضمومة وضم التاء المثناة الفوقية وهي لام الكلمة في الفعل الأول, وبتاء الخطاب وضم اللام في الثاني2 على إسناد الخطاب من بعض الحاضرين إلى بعض, وافقهم الأعمش, والباقون بنون التكلم وفتح التاء في الفعل الأول, وبنون التكلم أيضا وفتح اللام في الثاني إخبارا عن أنفسهم, وقرأ "مَهْلِكَ أَهْلِه" بفتح الميم واللام أبو بكر, وقرأ حفص بفتح الميم وكسر اللامو والباقون بضم الميم وفتح اللام من أهلك رمز بالكهف والأخيرة تحتمل المصدر والزمان والمكان أي: ما شهدنا إهلاك أهله أو زمان إهلاكهم أو مكانه, وقراءة حفص تقتضي أن يكون للزمان والمكان أي: زمان هلاكهم ولا مكانه, وقراءة أبي بكر تقتضي المصدر أي: ما شهدنا هلاكه قاله في البحر.   1 أي: "سأقيها، السؤُق، سُؤقه". [أ] . 2 أي: "لَتُبَيِّتُنَّه، كتَقْولُنَّ .... ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 واختلف في "أَنَّا دَمَّرْنَاهُم" [الآية: 51] فعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بفتح الهمزة على تقدير حرف الجر, وكان تامة وعاقبة فاعلها وكيف حال أو أنا دمرناهم بدل من عاقبة أي: كيف حدث تدميرنا إياهم أو أنا دمرناهم خبر محذوف أي: هي أي: العاقبة تدميرنا إياهم, وتجري الأوجه الثلاثة مع جعلها ناقصة ويجعل كيف خبرها وتزيد الناقصة جواز جعل عاقبة اسمها, وأنا دمرناهم خبرها وكيف حال, وافقهم الأعمش والحسن, والباقون بكسرها على الاستئناف, وهو تفسير للعاقبة وكان يجوز فيها التمام والنقصان والزيادة للتأكيد, وكيف وما في حيزها في محل نصب على إسقاط الخافض إلى لتعلقه بانظر. وقرأ "بيوتهم" [الآية: 51] بضم الباء ورش وأبو عمرو وحفص وأبو جعفر ويعقوب, وهذه البيوت هي التي قال فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام تبوك: "لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين" , وفي التوراة لا تظلم يخرب بيتك, وسهل الثانية من "أئنكم" مع الفصل قالون وأبو عمرو وأبو جعفر, وبلا فصل ورش وابن كثير ورويس, وحققها بالفصل الحلواني عن هشام من طريق ابن عبدان, ومن طريق الجمال عنه في التجريد ومن طريق الشذائي عن الداجوني, وبلا فصل الداجوني عنه الجمهور, وفي المبهج من طريق الجمال عن الحلواني, وبه قرأ الباقون, وعن الحسن كان جواب هنا والعنكبوت بالرفع اسم كان, وإلا أن قالوا خبر وهو ضعيف, والجمهور بالنصب خبرا مقدما وإلا إلخ في موضع الاسم. وقرأ "قدرناها" [الآية: 57] بالتخفيف أبو بكر كما في الحجر. وأمال: "اصطفى" [الآية: 59] حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق, "واتفقوا" على إثبات همزة الوصل بعد همزة الاستفهام وعلى تسهيلها في "اآلله" السابق ذكره بيونس مع ذكر اختلافهم في كيفية التسهيل عند آلآن بها, والأكثر على إبدالها ألفا مع إشباع المد وهو المشهور, وذهب آخرون إلى أنه بين بين من غير فصل بالألف لضعفها عن همزة القطع, "وأما" "أإله" في خمسة مواضع هنا من حيث الهمزتان فتقدم نظيره قريبا وهو أئنكم. واختلف في "أما تشركون" [الآية: 59] فأبو عمرو وعاصم ويعقوب بالياء من تحت وافقهم الحسن واليزيدي, والباقون بالخطاب, وخرج بقيد أما عما يشركون المتفق الغيب ووقف على "ذات" بالهاء الكسائي, والباقون بالتاء, وعن المطوعي "أمن خلق" وأخواتها الأربعة بتخفيف الميم. واختلف في "قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُون" [الآية: 62] فأبو عمرو وهشام وروح بالغيب, وافقهم اليزيدي, والباقون بالخطاب, وخفف الذال حفص وحمزة والكسائي وخلف. وقرأ "الرياح" بالجمع "نشرا" [الآية: 63] بضم الشين والنون نافع وأبو عمرو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 وأبو جعفر ويعقوب, وبالإفراد وضم النون والشين ابن كثير, وبالجمع وضم النون وإسكان الشين ابن عامر, وبالجمع وبُشْرا بالموحدة المضمومة مع إسكان الشين عاصم, وبالتوحيد والنون المفتوحة وسكون الشين حمزة والكسائي وخلف. واختلف في "بل أدرك" [الآية: 66] فنافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بوصل الهمزة وتشديد الدال وألف بعدها, والأصل تدارك بمعنى تتابع فأريد إدغام التاء في الدال فأبدلت دالا وسكنت فتعذر الابتداء بها, فاجتلبت همزة الوصل فصارا أدارك, فانتقل من تفاعل إلى افتاعل, وافقهم الأعمش, والباقون بهمزة واحدة مقطوعة, وسكون الدال مخففة بلا ألف بوزن أفعل قيل: هو بمعنى تفاعل فتتحد القراءتان, وقيل أدرك بمعنى بلغ وانتهى وفني من أدركت الثمرة لانتهاء غايتها التي عندها تعدم، وعن ابن محيصن أأدرك بهمزة ثم ألف بعدها. وقرأ "أئذا كنا، أئنا لمخرجون"1 بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني نافع, وأبو جعفر وسهل الثانية, مع المد قالون وأبو جعفر, ومع القصر ورش, وقرأ ابن عامر والكسائي بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني مع زيادة نون فيه, وكل على أصله, لكن أكثر الطرق عن هشام على المد, وأجرى الخلاف له فيه كغيره الهذلي وغيره, وهو القياس كما في النشر, والباقون بالاستفهام فيهما, فابن كثير ورويس بالتسهيل والقصر وأبو عمرو بالتسهيل والمد وعاصم وحمزة وروح وخلف بالتحقيق والقصر فيهما. وقرأ "ضيق" [الآية: 70] بكسر الضاد ابن كثير ومر بالنحل، وعن ابن محيصن "مَا تَكُنُّ" هنا والقصص بفتح تاء المضارعة وضم الكاف من كن الشيء ستره, والجمهور من أكنه أخفاه "وسهل" همز "إسرائيل" أبو جعفر مع المد والقصر وثلث الأزرق مد همزة بخلفه, وتقدم ما فيه مع وقف حمزة عليه أوائل البقرة. وقرأ "وَلا يَسْمَعُ الصُّمّ" [الآية: 80] هنا و [الروم الآية: 52] بالغيب وفتح الميم ورفع "الصم" ابن كثير وافقه ابن محيصن "وسهل" الثانية من "الدعاء إذا" كالياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس. واختلف في "بِهَادِي الْعُمْي" [الآية: 81] هنا و [الروم الآية: 53] فحمزة بالتاء من فوق مفتوحة وإسكان الهاء بلا ألف2 فعلا مضارعا للمخاطب, العمي بالنصب مفعول به وافقه الشنبوذي، وعن المطوعي بكسر الباء الموحدة وفتح الهاء وألف وتنوين الدال3 العمي بالنصب مفعول به, والباقون كذلك لكن بغير تنوين مضافا للعمي إضافة لفظية نحو   1 أي: "إذا، أئنا ... " ابن عامر والكسائي: "أئذا، إننا". [أ] . 2 أي: "تهدي العمي". [أ] . 3 أي: "بهاد". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 بالغ الكعبة, واتفقوا على الوقف بالياء على "بهادي" هنا موافقة لخط المصحف الكريم, واختلفوا في الروم فوقف حمزة والكسائي بخلاف عنهما, ويعقوب بالياء, أما حمزة فلأنه يقرؤها تهدي فعلا مضارعا مرفوعا فياؤه ثابته, وأما الكسائي فبالحمل على هادي في هذه السورة وفيه مخالفة للرسم, ويعقوب على أصله. واختلف في "إنَّ النَّاس" [الآية: 82] فعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بفتح الهمزة على نزع الخافض أي: بأن وهذه الباء تحتمل التعدية والسببية أي: تحدثهم بأن إلخ أو بسبب انتفاء الإيمان وافقهم الأعمش والحسن, والباقون بالكسر على الاستئناف، وعن الحسن "الصوَر" بفتح الواو. واختلف في "أتوه" [الآية: 87] فحفص وحمزة وخلف بقصر الهمزة وفتح التاء فعلا ماضيا على حد فزع والهاء مفعوله, وافقهم الأعمش, والباقون بالمد وضم التاء1 اسم فاعل مضافا للضمير حملا على معنى كل على حد وكلهم آتيه, وأصله آتيون نقلت ضمة الياء إلى التاء قبلها بعد تجريدها, ثم حذفت الياء للساكنين, ثم النون للإضافة ولا يصح فعليته، وعن الحسن "داخرين" بلا ألف. وأمال "وَتَرَى الْجِبَال" وصلا السوسي بخلفه والباقون بالفتح. وقرأ "تحسبها" [الآية: 88] بفتح السين على الأصل ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر, وكسرها الباقون على لغة الحجاز, وهذا الحال للجبال عقب النفخ في الصور, وهي أول أحوالها تموج وتسير ثم ينسفها الله فتصير كالعهن ثم تكون هباء منبثا في آخر الأمر. واختلف في "يَفْعَلُون" [الآية: 88] فابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بالياء, وافقهم ابن محيصن واليزيدي, واختلف عن هشام وابن ذكوان وأبي بكر, فأما هشام فرواه عنه كذلك بالغيب الحلواني من طريق ابن عبدان, وهي رواية أحمد والحسن عن الحلواني عنه, وكذا روى ابن مجاهد عن الأزرق الجمال, وروى النقاش وابن شنبوذ عن الأزرق بالخطاب, وهي قراءة الداني على شيخه الفارسي, ورواه له أيضا عن الحلواني, وكذا رواه الداجوني عن أصحابه عن هشام, وأما ابن ذكوان فروى الصوري عنه بالغيب, وكذا العطار عن النهرواني عن النقاش عن الأخفش, وكذا روى ابن عبد الرزاق وهبة الله عن الأخفش, وكذا ابن هارون عن الأخفش, وكذا ابن مجاهد عن أصحابه عنه, وكذا الثعلبي عنه, وروى سائر الرواة عن الأخفش عن ابن ذكوان بالخطاب, وأما أبو بكر فروى عنه العليمي بالغيب, وروى عنه يحيى بن آدم بالخطاب, وبه قرأ الباقون. وقرأ "مِنْ فَزَع" [الآية: 89] بالتنوين عاصم وحمزة والكسائي وخلف على أعمال   1 أي: "آتُوه". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 432 المصدر في الظرف بعده وهو "يومئذ" ويجوز أن يكون العامل في الظرف آمنون أو الظرف في موضع الصفة لفزع أي: كائن ذلك في ذلك الوقت, وفتح ميمه نافع وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف, فعلى قراءة نافع وأبي جعفر فتحة الميم بناء لإضافته إلى غير متمكن, وعلى قراءة أبي عمرو ومن معه كسرة الميم إعراب بإضافة فزع إلى يوم على الوجه الآخر, فأعرب وإن أضيف إلى إذ لجواز انفصاله عنها, وأدغم لام "هل تجزون" حمزة والكسائي, واختلف عن هشام وصوب في النشر عنه الإدغام, وقال إنه الذي عليه الجمهور عنه وتقتضيه أصول هشام، "وعن" ابن محيصن "هذه البلدة" بالياء بدل الهاء. وقرأ "تَعملون" [الآية: 93] بالخطاب نافع وابن عامر وحفص وأبو جعفر ويعقوب والباقون بالغيب. المرسوم اتفقوا على حذف ألف وكتب مبين وفي المكي أو ليأتينني بنونين, وفي الباقي بنون واحدة, واتفقوا على حذف ألف تربا هنا كالنبأ آيتنا مبصرة طيركم بل أدرك بحذف الألف, واتفقوا على كتابة الملؤا إني والملؤا أفتوني والملؤا أيكم بواو وألف في الثلاثة, وكتبوا أئنا لمخرجون بحرفين بين الألفين, وكتب بهادي العمي هنا بالياء في الكل, وبحذفها في الروم, وأما الألف فيهما فثابتة في بعض المصاحف, ومحذوفة في بعضها, وكذا ألف فناظرة أئنكم لتأتون بالياء "الموصول" ألا يسجدوا بلا نون قبل اللام, وهو مرادهم بالوصل, التاءات اتفقوا على كتابة ذات بالتاء حيث وقعت نحو: ذات بهجة ذات البروج ذات لهب, ياءات الإضافة خمس: "إِنِّي آنَسْت، أوزعني أن، ما لي لا أرى، إني ألقي، ليبلوني أأشكر" [الآية: 7] , [الآية: 19] , [الآية: 20] [الآية: 29] , [الآية: 40] . الزوائد ثلاث "أتمدونن، أتان، حتى تشهدون"، [الآية: 36] , [الآية: 36] , [الآية: 32] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 سور القصص ... سورة القصص: مكية1 قيل إلا قوله تعالى الذين: آتيانهم الكتاب إلى الجاهلين فمدني, وقال ابن سلام إن الذي فرض عليك القرآن بالجحفة وقت الهجرة إلى المدنية وآيها ثمان وثمانون خلافها اثنان طسم كوفي, وترك يسقون زاد الجعبري على الطين حمصي, وترك أن يقتلون "مشبه الفاصلة" تذودان, وعكسه من خير فقير "القراءات" قد سبق إمالة طاء "طسم" لأبي بكر وحمزة والكسائي وخلف كسكت أبي جعفر على حروفها وإظهار نون سين لحمزة, ولأبي جعفر أيضا بسبب السكت وإمالة موسى لحمزة والكسائي وخلف, وتقليله للأزرق وأبي عمرو بخلفهما, ومر اتفاقهم على عدم إمالة "علا في الأرض" وعن ابن محيصن "يذبح" بفتح الياء والباء وسكون الذال. وقرأ "أئمة" [الآية: 5] في الموضعين هنا بتسهيل الثانية منهما مع القصر قالون والأزرق وابن كثير وأبو عمرو ورويس والأصبهاني كذلك, لكن مع المد في ثاني هذه السورة كموضع السجدة, ويقرأ الأول كالأزرق, وقرأ أبو جعفر بالتسهيل والمد بلا خلف, واختلف عن هؤلاء في كيفية التسهيل, فالجمهور على أنه بين بين والآخرون على أنه الإبدال ياء خالصة, ولا يجوز الفصل بالألف حالة الإبدال عن أحد, وقرأ هشام بالتحقيق, واختلف عنه في المد فقطع له به من طرقه أبو العلاء ومن طريق الحلواني أبو العز, وروى له القصر المهدوي وغيره وفاقا لجمهور المغاربة, وبه قرأ الباقون وتقدم الرد على من طعن في وجه الإبدال. واختلف في "وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا" [الآية: 6] فحمزة والكسائي وخلف بياء مفتوحة وراء مفتوحة ممالة مضارع رأى2, و"فرعون" بالرفع فاعله و"هامانُ وجنودُهما" بالرفع عطفا عليه وافقهم الحسن والأعمش, لكن الحسن لا يميل, والباقون بالنون مضمومة وكسر الراء وفتح الياء عطفا على المنصوب قبله, وفرعون بالنصب مفعوله "وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا" كذلك عطفا عليه. واختلف في "حَزَنا" [الآية: 8] فحمزة والكسائي وخلف بضم الحاء وإسكان الزاي وافقهم الأعمش, والباقون بفتح الحاء والزاي لغة قريش, وهما بمعنى كالعدم والعدم   1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] . 2 أي: "يَرَى". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 وعلى كل جاء "مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا" و"عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْن" ووقف على "امرأت فرعون" و"قرت" بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب1. وأمال "استوى" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه ومثله "فقضى ويسعى وأقصى" وقفا "وعن" الحسن "فاستعانه" بالعين المهملة والنون, وعن ابن محيصن بخلفه ضم باء "رب" المنادى جميع ما في هذه السورة. وقرأ "يَبْطُش" [الآية: 19] بضم الطاء أبو جعفر, ومر بالأعراف "وفتح" ياء الإضافة من "ربي أن" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر "وتقدم" حكم ضم الميم وكسرها وكذا الهاء قبلها من "دونهم امرأتين". واختلف في "يصدر" [الآية: 23] فنافع وابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بضم الياء وكسر الدال مضارع أصدر معدى بالهمزة, والمفعول محذوف أي: حتى ترد الرعاء مواشيهم, وافقهم ابن محيصن والأعمش والأزرق على أصله في ترقيق الراء, والباقون بفتح الياء وضم الدال2, من صدر يصدر كأخذ يأخذ قاصر والرعاء فاعله أي: يرجع الرعاء بمواشيهم, وسبق بالنساء إشمام صاد يصدر لحمزة والكسائي ورويس وخلف. وأمال "فسقى" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق. وقرأ "يا أبت" [الآية: 26] بفتح التاء ابن عامر وأبو جعفر ووقف عليها بالهاء ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب "وفتح" يائي "إني أريد" و"ستجدني إن" نافع وأبو جعفر "وشدد" النون من "هاتين" ابن كثير كما مر بالنساء "وعن" الحسن "أيما الأجلين" بياء ساكنة. وقرأ "لِأَهْلِهِ امْكُثُوا" بضم الهاء حمزة "وفتح" ياء "إِنِّي آنَسْت" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وفتح ياء "لَعَلِّي آتِيكُم" من ذكر وابن عامر. واختلف في "جُذْوَة" [الآية: 29] فعاصم بفتح الجيم, وقرأ حمزة وخلف بضمها, وافقهما الأعمش, والباقون بكسرها وهي لغات ثلاث في الفاء كالرشوة والربوة والجذوة العود الغليظ وإن خلا عن النار, أو الذي هي فيه, أو الشعلة منها قاله أبو عبيد وليس المراد هنا إلا ما في رأسه نار "ووقف" حمزة وهشام بخلفه على "شاطي" بإبدال الهمزة ياء ساكنة على القياسي وياء مكسورة بحركة نفسها على مذهب التميميين فإن سكنت للوقف اتحد مع ما قبله لفظا, وإن وقفت بالإشارة وقفت بالروم يصير وجهين, والثالث التسهيل بين بين على روم حركة الهمزة وفتح ياء "إِنِّي أَنَا اللَّه" "نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر, واتفقوا على فتح "عصاك" لكونها واوية مرسومة بالألف وسهل همزة "رآها تهتز"   1 أي: "قُرَّتُه". [أ] . 2 أي: "يَصْدُرَ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 الأصبهاني ومر حكم إمالة الراء والهمزة في: وإذا رآك بالأنبياء, وسبق تفصيله بالأنعام وغيرها. وأمال "ولي مدبرا" كقضي حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه. واختلف في "الرُّهب" [الآية: 32] فابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بضم الراء وسكون الهاء, وافقهم الشنبوذي, وقرأ حفص بفتح الراء وسكون الهاء, والباقون بفتحهما1 لغات بمعنى الخوف. وقرأ "فذانَّك" [الآية: 32] بتشديد النون وابن كثير وأبو عمرو ورويس, ومر بالنساء, وأثبت الياء في "يقتلون" في الحالين يعقوب وفتح ياء معي حفص وحده, ونقل همز "ردءا" إلى الدال نافع وأبو جعفر إلا أنه أبدل من التنوين ألفا في الحالين كنافع في الوقف ومر في النقل. واختلف في "يصدقني" [الآية: 34] فحمزة وعاصم برفع القاف على الاستئناف أو الصفة لردأ أو الحال من الضمير في أرسله, والباقون بالجزم جواب لمقدر على الأصح دل عليه أرسله, وفتح ياء "إِنِّي أَخَاف" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر, وأثبت الياء في "يكذبون" وصلا ورش وفي الحالين يعقوب, وعن الحسن "عضدك" بفتح الضاد, والجمهور بضمها, وأمال "مفتري" وقفا أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق. واختلف في "وَقَالَ مُوسَى" [الآية: 37] فابن كثير بغير واو على الاستئناف2, وافقه ابن محيصن والباقون بإثبات الواو عطفا للجملة على ما فيها, وفتح ياء "رَبِّي أَعْلَم" معا نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر, وقرأ "وَمَنْ تَكُونُ لَه" بالياء من تحت حمزة والكسائي وخلف ومر وجهه بالأنعام وفتح ياء "لَعَلِّي أَطَّلِع" نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر, وقرأ "لا يَرْجِعُون" ببنائه للفاعل نافع وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف ومر بالبقرة, وأما "أئمة" فذكرت أول السورة, وأمال "الدنيا" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو وعن الدوري عنه من طريق ابن فرح تمحيضها, ومر للأزرق خمس طرق في "الأولى" ونحوها من حيث تثليث البدل والتقليل وعدمه "وتقدم" حكم حركة الهاء والميم من "عَلَيْهِمُ الْعُمُر". واختلف في "ساحران" [الآية: 48] فعاصم وحمزة والكسائي وخلف بكسر السين وسكون الحاء بلا ألف3 أي: القرآن والتوراة أو موسى وهارون أو موسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام على المبالغة أو حذف المضاف, وافقهم المطوعي, والباقون بفتح السين   1 أي: "الرِّهَب". [أ] . 2 أي: "قال موسى" بدون الواو أولا. [أ] . 3 أي: "سِحران". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 وألف بعدها وكسر الحاء أي: موسى وهارون أو موسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام ورقق الأزرق راءه بخلف عنه, والتفخيم من أجل ألف التثنية, وعن الحسن "وصلنا" بتخفيف الصاد. واختلف في "يجبى" [الآية: 57] فنافع وأبو جعفر ورويس بالتاء من فوق, والباقون بالياء من تحت ووجههما ظاهر؛ لأن التأنيث في الفاعل مجازي. وقرأ في "أُمِّهَا" [الآية: 59] بكسر الهمزة في الوصل حمزة والكسائي كما في النساء. واختلف في "يَعْقِلُون" [الآية: 60] فأبو عمرو بخلف عن السوسي بالياء من تحت, والباقون بالتاء من فوق, وصحح الوجهين في النشر عن أبي عمرو من روايتيه, لكنه قال: إن الأشهر عنه الغيب وبهما أخذ في رواية السوسي لثبوت ذلك عندي نصا وأداء ا. هـ. ولذلك قصر في طيبته نقل الخلاف عن السوسي, وقرأ "ثم هو" بسكون الهاء قالون والكسائي وأبو جعفر بخلف عنه وعن قالون, ومر بالبقرة أن الخلف عنه عزيز من طريق أبي نشيط, وتقدم التنبيه على نحو: "عليهم القول، وعليهم الأنباء" من حيث حركة الهاء والميم, وكذا "قيل" من حيث إشمام القاف كضم هاء "يناديهم" ليعقوب ومر أيضا بهود اتفاقهم على تخفيف "فعميت" هنا, وأمال "فعسى" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما, وقرأ "ترجعون" بفتح التاء وكسر الجيم مبنيا للفاعل يعقوب, وقرأ "قُلْ أَرَأَيْتُم" معا بتسهيل الهمزة نافع وأبو جعفر وللأزرق وجه آخر إبدالها ألفا ممدودة للساكنين, وحذفها الكسائي كما في الأنعام, وقرأ "بضياء" بهمزة مفتوحة بعد الضاد قنبل, والباقون بالياء ومر في الهمز المفرد. وأمال "فبغى" و"تعالى" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على "لتنوء" بالنقل على القياس وبالإدغام على جعل الأصلي كالزائد, ويجوز عليهما الروم والإشمام فهي ستة, ولا يصح غيرها كما في النشر, وفتح ياء "عندي أو لم" نافع وابن كثير بخلاف عنه وأبو عمرو وأبو جعفر قال في النشر: وكلاهما صحيح عنه يعني ابن كثير غير أن الفتح عن البزي ليس من طرق الشاطبية والتيسير, وكذا الإسكان عن قنبل ا. هـ. وأبدل همز فئة ياء أبو جعفر ووقف على الياء من قوله: "ويكأن الله" و"ويكأنه" الكسائي ووقف أبو عمرو على الكاف, والباقون على الكلمة كلها وهذا كله في وقف الاختبار والاضطرار والابتداء في قراءة الكسائي بكأن وأبي عمرو بالهمز, ومر في الوقف على المرسوم عن النشر أن المختار للجميع الوقف على الكلمة بأسرها لاتصالها رسما بالإجماع. واختلف في "لخسف" [الآية: 82] فحفص ويعقوب بفتح الخاء والسين مبنيا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 للفاعل وهو الله, وافقهما الحسن, والباقون بضم الحاء وكسر السين1 مبنيا للمفعول وبنا نائب الفاعل وفتح الياء "ربي أعلم" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر, وقرأ "ترجعون" بفتح التاء وكسر الجيم على بنائه للفاعل يعقوب. المرسوم روى نافع قالوا سحران بحذف ألف فاعل وكتب فرغا بحذف الأولى اتفاقا, وكتب في المكي قال موسى بغير واو, وكتبوا أن يهديني بالياء, واتفقوا على رسم ألف بعد الواو في لتنؤا, وعلى كتابة أقصا المدينة بالألف كموضع يس, واتفقوا على وصل ويكأن وويكأنه, وعلى كتابة امرأت فرعون بالتاء, وكذا قرت عين ياءات الإضافة اثنا عشر: "رَبِّي أن" [الآية: 22] ، "إِنِّي آنَسْت" [الآية: 29] ، "إِنِّي أَنَا" [الآية: 30] ، "إِنِّي أَخَاف" [الآية: 34] ، "رَبِّي أَعْلَم" معا [الآية: 37، 85] ، "لعلي" معا [الآية: 29، 38] ، "إِنِّي أُرِيد" [الآية: 27] ، "سَتَجِدُنِي" [الآية: 27] ، "إن مَعِيَ رِدْءًا" [الآية: 34] ، "عندي أو لم" [الآية: 78] ، وفيها زائدتان "أن يقتلون، أن يكذبون" [الآية: 33, 34] .   أي: "لَخُسِف". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 438 سورة العنكبوت : مكية1 وقيل مدنية, وقيل إلا من أولها إلى المنافقين وآيها تسع وستون غير حمصي وسبعون فيه خلافها خمس ألم كوفي, وتقطعون السبيل حرمي وحمصي له الدين بصري ودمشقي, أفبالباطل يؤمنون حمصي في ناديكم المنكر مدني أول بخلف. القراءات تقدم سكت أبي جعفر على حروف2 "الم" كنقل همزة "أحسب" لورش, ويجوز له حينئذ المد والقصر وفي الميم من ألم, ومر عن النشر امتناع التوسط لكون المتغير هنا بسبب المد بخلاف ما تغير فيه سبب القصر كنستعين وقفا. وأمال "خطاياكم" و"خطاياهم" الكسائي وبالفتح والصغرى الأزرق "وعن" ابن محيصن "ولنحمل" بكسر لام الأمر, والجمهور على إسكانها. وقرأ "ترجعون" [الآية: 17] ببنائه للفاعل يعقوب. واختلف في "أولم يروا كيف" [الآية: 19] فأبو بكر من طريق يحيى بن آدم وحمزة والكسائي وخلف بالتاء من فوق على خطاب إبراهيم عليه الصلاة والسلام لقومه, وافقهم الشنبوذي, وروى العليمي عن أبي بكر بالغيب ردا على الأمم المكذبة, وبه قرأ الباقون ويوقف على "كَيْفَ يُبْدِئ" وكذا "ينشىء" لحمزة وهشام بخلفه بإبدال الهمزة ياء ساكنة3 على القياس وبإبدالها ياء مضمومة على ما نقل عن الأخفش, فإذا سكنت للوقف اتحد مع ما قبله لفظا وإن وقف بالإشارة جاز الروم والإشمام, فهذه ثلاثة والرابع تسهيلها كالواو على مذهب سيبويه, وأما الخامس وهو تسهيلها كالواو على مذهب سيبويه وأما الخامس وهو تسهيلها كالياء بحركة سابقها لا بحركتها فهو الوجه المعضل. واختلف في "النَّشْأَة" [الآية: 20] وهنا و [النجم الآية: 47] و [الواقعة الآية: 62] فابن كثير وأبو عمرو بفتح الشين فألف4, وافقهما ابن محيصن واليزيدي, والباقون بسكون الشين بلا ألف ولا مد لغتان كالرأفة والرأافة, ورسمها بالألف يقوي قراءة المد "وسكت" على الشين حمزة وابن ذكوان وحفص وإدريس عن خلف بخلف عنهم, وإذا   1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25، 2/ 1267". [أ] . 2 أي: "أ، ل، م". [أ] . 3 أي: "يبدي، ينشئ". [أ] . 4 أي: "النشأءة". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 وقف حمزة فبالنقل فقط وحكي وجه آخر وهو إبدالها ألفا على الرسم, وفي النشر إنه مسموع قوي. وأمال "فَأَنْجَاهُ اللَّه" حمزه والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه وأظهر ذال "اتخذتم" ابن كثير وحفص ورويس بخلفه. واختلف في "مَوَدَّةُ بَيْنِكُم" [الآية: 25] فابن كثير وأبو عمرو والكسائي ورويس برفع "مودة" بلا تنوين خبر أن على حذف المضاف أي: سبب أو ذات مودة أو نفس المودة مبالغة, وما موصولة وعائدها الهاء المحذوفة, وهو المفعول الأول وأوثانا ثان وبينكم بالخفض على الإضافة اتساعا في الظرف كيا سارق الليلة الثوب, ويجوز أن تكون ما مصدرية أي: إن سبب اتخاذكم أوثانا إرادة مودة بينكم أو كافة, ومودة خبر محذوف أي: انعكافكم مودة أو مبتدأ وخبره في الحياة, وافقهم ابن محيصن واليزيدي, وقرأ حفص وحمزة وروح بنصب "مودة" من غير تنوين مفعولا له أي: اتخذتموها لأجل المودة فيتعدى لواحد أو مفعولا ثانيا أي: أوثانا مودة نحو: اتخذوا أيمانهم جنة وبينكم بالخفض وافقهم الأعمش, والباقون بنصب "مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ" بالنصب على الأصل في الظرف وفتح ياء "رَبِّي إِنَّه" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر. وقرأ: "النُبُوءَةَ" بالهمز نافع. وقرأ "أئنكم لتأتون، أئنكم لتأتون الرجال" [الآية: 28] بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني1 نافع وابن كثير وابن عامر وحفص وأبو جعفر ويعقوب, والباقون بالاستفهام فيهما فلا خلاف عنهم في الاستفهام في الثاني هنا, وكل من استفهم على قاعدته فقالون وأبو عمرو وأبو جعفر بالتسهيل والمد وورش وابن كثير ورويس بالتسهيل والقصر, والباقون بالتحقيق والقصر إلا أن أكثر الطرق عن هشام على المد "وأسكن" سين "رسلنا" أبو عمرو, وقرأ إبراهيم الأخير وهو ولما جاءت رسلنا إبراهيم بألف بدل الياء ابن عامر سوى النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان وقرأ "لننجينه" بالتخفيف حمزة والكسائي وخلف ويعقوب, وخفف "منجوك" ابن كثير وأبو بكر وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف كما في الأنعام, وأشم "سيء" نافع وابن عامر والكسائي وأبو جعفر ورويس ووقف عليها حمزة وهشام بخلفه بالنقل وبالإدغام أيضا إجراء له مجرى الزائد, وأمال حمزة "وضاق" وشدد "منزلون" ابن عامر ومر بآل عمران, وقرأ "وثمود" بغير تنوين حفص وحمزة ويعقوب, وقرأ "البيوت" بضم الباء وورش وأبو عمرو وحفص وأبو جعفر ويعقوب. واختلف في "مَا يَدْعُون" [الآية: 42] فأبو عمرو وعاصم ويعقوب بياء الغيب   1 أي: "إنكم لتأتون، أئنكم لتأتون الرجال". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 وافقهم اليزيدي, والباقون بالخطاب وأمال "تنهى" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه. واختلف في "آيَاتٌ مِنْ رَبِّه" [الآية: 50] فابن كثير وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بالتوحيد1 على إرادة الجنس, وافقهم ابن محيصن والباقون بالجمع. وأمال "يتلى" و"كفى" و"يغشهم" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق. واختلف في "وَنَقُولُ ذُوقُوا" [الآية: 55] فنافع وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بالياء من تحت, وافقهم الأعمش, والباقون بالنون للعظمة وفتح ياء الإضافة من "يا عبادي الذين آمنوا" نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر "وفتحها" من "أَرْضِي وَاسِعَة" ابن عامر فقط وأثبت الياء في "فاعبدون" في الحالين يعقوب. واختلف في "ترجعون" [الآية: 57] فأبو بكر بالغيب, والباقون بالخطاب, وقرأ يعقوب بالبناء للفاعل, وعن المطوعي بالغيب مبنيا للفاعل, ويأتي حرف الروم ثم إليه يرجعون في محله إن شاء الله تعالى. واختلف في "لَنُبَوِّئَنَّهُم" [الآية: 58] فحمزة والكسائي وخلف بمثلثة ساكنة بعد النون الأولى وياء مفتوحة بعد الواو المخففة2, يقال ثوى أقام وأثويته أنزلته موضع الإقامة, قال الزمخشري: ثوى أقام فتعديه الهمزة إلى واحد فنصب غرفا لتضمنه معنى أنزلته, أو على حذف في أو شبه الظرف المكاني المختص بالمبهم فوصل إليه الفعل فيكون مفعولا فيه, وافقهم الأعمش, والباقون بموحدة مفتوحة بعد النون وتشديد الواو وهمزة مفتوحة بعدها, وهو إما بمعنى الأول أو بمعنى لنعطينهم, وكل يتعدى لاثنين والثاني غرفا ومن ثم حكم بزيادة لام بوأنا لإبراهيم, وأبدل همز لنبوئنهم ياء مفتوحة أبو جعفر كوقف حمزة عليه, ومر ذلك بالهمز المفرد كالنمل, وقرأ "كائن" بوزن ماء ابن كثير وكذا أبو جعفر إلا أنه سهل همزتها مع المد والقصر وعن ابن محيصن كان بهمزة مكسورة بلا ألف, وأمال "فأنى" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق والدوري عن أبي عمرو. وأمال "فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْض" الكسائي فقط, وقلله الأزرق بخلفه. واختلف في "وَلِيَتَمَتَّعُوا" [الآية: 66] فقالون وابن كثير وحمزة والكسائي وخلف بسكون اللام على أنها للأمر لا لام كي إذ لا تسكن لضعفها, والباقون بكسرها إما للأمر أو لام كي كما جاز في ليكفروا, والأصل في كل الكسر. وأمال "مثوى" وقفا حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه وضم باء.   1 أي: "آية". [أ] . 2 أي: "لنثوينهم .... ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 "سبلنا" نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف ويعقوب. المرسوم رسموا النشأة هنا والنجم والواقعة بألف بعد الشين, واتفقوا على الياء في أئنكم لتأتون الرجال وثمودا بالألف في الإمام كالبقية لولا أنزل عليه آيت بغير ألف, واتفقوا على كتابتها بالتاء, وأجمعوا على إثبات الياء في يا عبادي الذي آمنوا كحرف الزمر يا عبادي الذين أسرفوا بخلاف حرف الزمر كما يأتي إن شاء الله تعالى. ياءات الإضافة: "رَبِّي إِنَّه, يَا عِبَادِيَ الَّذِين, أرضي الذين، أرضي واسعة" [الآية: 26] , [الآية: 56] , [الآية: 56] , [الآية: 56] فيها زائدة واحدة "فاعبدون". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 سورة الروم : مكية1 وآيها تسع وخمسون مكي ومدني أخير وستون في الباقي خلافها خمس ألم كوفي غلبت الروم غير مكي ومدني أخير بضع سنين غيره وكوفي سيغلبون غير مكي بخلف يقسم المجرمون مدني أول "القراءات" قد مر سكت أبي جعفر على حرف "الم"2 كإمالة "الدنيا" لحمزة والكسائي وخلف والدوري عن أبي عمرو بخلفه, وتقليها للأزرق وأبي عمرو بخلفهما, وقرأ "رسلهم" بسكون السين أبو عمرو. واختلف في "عَاقِبَةُ الَّذِين" [الآية: 10] الثاني فنافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب بالرفع اسما لكان وخبرها السوآى, وهو تأنيث الأسوأ أفعل من السوء, وأن كذبوا مفعول من أجله متعلق بالخبر لا بأساؤا للفصل حينئذ بين الصلة ومتعلقها بالخبر وهو ممتنع, وافقهم اليزيدي والحسن, والباقون بالنصب خبرا لكان, والاسم السوآى أو السوآى مفعول أساؤا وإن كذبوا الاسم, وخرج بالثاني الأول والثالث كيف كان عاقبة المتفق على رفعهما, وأمال "السوأى" حمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق وأبو عمرو بخلفهما ويمد همزها الأزرق وصلا مدا مشبعا عملا بأقوى السببين وهو المد لأجل الهمز بعدها كما مر, فإن وقف عليها جازت الثلاثة له بسبب تقدم الهمز وذهاب سببية الهمز بعد, ويوقف عليها لحمزة بنقل حركة الهمزة إلى الواو على القياس, وبالإبدال والإدغام إجراء للأصلي مجرى الزائد, وحكي ثالث وهو التسهيل بين بين لكنه ضعيف كما في النشر, وقرأ أبو جعفر "يستهزؤون" بحذف الهمزة وضم الزاي وصلا ووقفا, ويوقف عليه لحمزة بالتسهيل كالواو على مذهب سيبويه, والجمهور بإبدال الهمزة ياء على رأي الأخفش, وبالحذف مع ضم الزاي كأبي جعفر للرسم على مختار الداني, فهذه ثلاثة لا يصح غيرها, وأما التسهيل كالياء وهو المعضل وإبدالها واوا فكلاهما لا يصح, وكذا الوجه الخامل وهو الحذف مع كسر الزاي كما حقق في النشر, وإذا وقف عليه للأزرق فمن روى عنه المد وصلا وقف كذلك مطلقا, ومن روى عنه التوسط وقف به إن لم يعتد بالعارض, وبالمد أن اعتد به, ومن روى عنه القصر وقف كذلك إن لم يعتد بالعارض وبالتوسط والإشباع إن اعتد به, ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على "يبدؤا" بإبدال الهمزة ألفا على القياسي ويجوز   1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] . 2 أي: "أ، ل، م". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 تسهيلها كالواو وعلى الرسم تبدل واوا مضمومة, ثم تسكن للوقف, ويجوز الإشارة إلى حركتها بالروم والإشمام فهذه خمسة كلها تقدمت في الملؤا بالنمل المرسوم بالواو. واختلف في "ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُون" [الآية: 11] فأبو عمرو وأبو بكر وروح بالغيب, وافقهم اليزيدي, والباقون بالخطاب, وقرأ بالبناء للفاعل يعقوب ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على "شفعؤا" المرسوم بالواو بإبدالها ألفا على القياس مع المد والتوسط والقصر وبين بين مع المد والقصر فهذه خمسة, وعلى الرسم تبدل واوا مع المد والقصر والتوسط حال سكون الواو, وتجوز الثلاثة مع الإشمام والقصر مع الروم تصير اثني عشر وجها: خمسة على القياسي وسبعة على الرسمي, وقرأ "الميت" بالتشديد نافع وحفص وحمزة والكسائي وخلف وأبو جعفر ويعقوب, وقرأ "وَكَذَلِكَ تَخْرَجُون" الأول من هذه السورة بالبناء للفاعل حمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان بخلف عنه تقدم تفصيله بالأعراف, والباقون بالبناء للمفعول, وخرج الثاني إذا أنتم تخرجون المتفق على بنائه للفاعل كموضع الحشر. واختلف في "للعالمين" [الآية: 22] فحفص بكسر اللام قبل الميم جمع عالم ضد الجاهل؛ لأنه المنتفع بالآيات على حد وما يعقلها إلا العالمون, والباقون بفتحها جمع عالم وهو كل موجود سوى الله؛ لأنها لا تكاد تخفى على أحد وهو اسم جمع, وإنما جمع باعتبار الأزمان والأنواع ومر تغليظ لام "ظلموا" للأزرق بخلفه "كالوقف" على "فطرت" بالهاء لابن كثير وأبي عمرو والكسائي ويعقوب1, وقرأ "فرقوا" بألف بعد الفاء وتخفيف الراء حمزة والكسائي وسبق بالأنعام2, وقرأ "يقنطون" بكسر النون أبو عمرو والكسائي ويعقوب وخلف في اختياره, والباقون بفتحها وسبق بالحجر, وقرأ "آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا" بقصر الهمزة ابن كثير وحده أي: وما جئتم, والباقون بالمد بمعنى الإعطاء, ومر بالبقرة وخرج بالقيد آتيتم من زكاة المتفق على مده. وأمال "مِنْ رِبَا" وقفا حمزة والكسائي وخلف, وتقدم في الإمالة أن الجمهور على فتحه للأزرق وجها واحدا لكونه واويا. واختلف في "ليربو" [الآية: 39] فنافع وأبو جعفر ويعقوب بالتاء من فوق وضمها وسكون الواو على إسناده لضمير المخاطبين, وهو مضارع أربى معدى بالهمزة فمضارعه مضموم حذفت منه نون الرفع لنصبه بأن مقدرة بعد لام كي, وافقهم الحسن, والباقون بياء الغيب وفتحها وفتح الواو لإسناد الفعل إلى ضمير يربو, وهو مضارع ربا زاد فواوه لام الكلمة وفتحت علامة للنصب؛ لأنها حرف الإعراب وخرج فلا يربو المتفق على غيبته, وقرأ "عَمَّا يُشْرِكُون" بالغيب نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب ومر بيونس.   1 أي: "فِطْرَة". [أ] . 2 انظر الصفحة: "260". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 واختلف في "لنذيقهم بعض" [الآية: 41] فروح بالنون للعظمة, واختلف فيه عن قنبل فابن مجاهد عنه بالنون كذلك, وكذا أبو الفرج عن ابن شنبوذ فانفرد بذلك عنه, وروى الشطوي كباقي أصحابه عن ابن شنبوذ عنه بالياء من تحت, وبه قرأ الباقون وخرج بالقيد الثاني المتفق على غيبته. وقرأ "الريح فتثير" [الآية: 48] بالتوحيد ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف وخرج "الرِّيَاحَ مُبَشِّرَات" المتفق على جمعه لوصفه بمبشرات, وقرأ "كسفا" بفتح السين نافع وابن كثير وأبو عمرو وهشام من طريق الداجوني, وبه قرأ الداني من طريق الحلواني على شيخه فارس وعاصم وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب, وافقهم الأربعة وهو جمع كسفة كقطعة وقطع, وقرأ ابن ذكوان وهشام من جميع طرق ابن مجاهد وأبو جعفر بالإسكان جمع كسفة أيضا كسدرة وسدر, وصحح في النشر الوجهين عن هشام من طريقيه. وأمال "فَتَرَى الْوَدْق" [الآية: 48] وصلا السوسي بخلف عنه وقرأ "يُنَزَّلَ عَلَيْهِم" بسكون النون وتخفيف الزاي ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب. واختلف في "أثر رحمت" فابن عامر وحفص وحمزة والكسائي وخلف بالجمع1 لتعدد أثر المطر المعبر عنه بالرحمة وتنوعه, وافقهم الحسن والأعمش, وأمالها ابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي, والباقون بالتوحيد, ووقف على رحمة بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب, وقرأ "وَلا يَسْمَعُ الصُّم" بفتح الياء من تحت وفتح الميم ورفع الصم على الفاعلية ابن كثير, وافقه ابن محيصن, والباقون بضم التاء الفوقية مع كسر الميم ونصب الصم على المفعولية, وسهل الثانية من "الدُّعَاءَ إِذَا" كالياء نافع وابن كثير وأبو عمر وأبو جعفر ورويس, وقرأ "بهادي" بفتح التاء من فوق وإسكان الهاء بلا ألف العمي بالنصب حمزة, والباقون بكسر الموحدة وفتح الهاء وألف بعدها مضافا للعمي فتكسر الياء, ومر ذلك مع توجيهه بالنمل, وإنه يوقف عليه بالياء لحمزة والكسائي بخلفهما ويعقوب. واختلف في "ضعف" [الآية: 54] في الثلاثة فأبو بكر وحفص بخلف عنه وحمزة بفتح الضاد وافقهم الأعمش, والباقون بضمها في الثلاث, وهو الذي اختاره حفص لحديث ابن عمر فيه, وعن حفص أنه قال: ما خالفت عاصما إلا في هذا الحرف, وقد صح عنه الفتح والضم, قال في النشر: وبالوجهين قرأت له وبهما آخذ, قيل هما بمعنى, وقيل الضم في البدن والفتح في العقل, وأدغم "لبثتم" أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر, وذكر الأصل خلافا عنه عن ابن ذكوان, وتقدم التنبيه. واختلف في "تنفع" [الآية: 57] هنا والطول [الآية: 52] فعاصم وحمزة   1 أي: "آثار". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 والكسائي وخلف بالتذكير فيهما؛ لأن تأنيث المعذرة غير حقيقي أو بمعنى العذر, وافقهم الحسن والأعمش, ووافقهم نافع في الطول, والباقون بالتأنيث فيهما مراعاة للفظ وقرأ "وَلا يَسْتَخِفَّنْك" [الآية: 60] بتخفيف نون التوكيد ورويس, ومر بآل عمران. المرسوم: قال الغازي بلقاي وبهم ولقاي الآخرة بالياء بعد الألف, واتفقوا على رسم ألف بعد واو السوآى, وعلى رسم واو بدل الألف مع ألف بعدها في شفعؤا وكانوا وعلى رسم يبدؤا بواو وألف, واتفقوا على حذف الياء في بهاد العمي, واختلفوا في حذف ألفها, واختلفوا في قطع من عن ما في قوله تعالى: من ما ملكت أيمانكم, وأجمعوا على التاء في رحمت الله وفطرت الله1.   1 ولا يوجد فيها شيء من الياءات. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 سورة لقمان : مكية1 قيل إلا ثلاث آيات أولهن ولو أن ما في الأرض وآيها ثلاث وثلاثون حرمي وأربع فيما سواه خلافها ثنتان ألم كوفي له الدين بصري وشامي, مشبه الفاصلة في الدنيا معروفا وعكسه الحمير. القراءات تقدم سكت أبي جعفر على ألم. واختلف في "هدى" و"ورحمة" [الآية: 3] فحمزة بالرفع عطفا على هدى, وهو خبر ثان أو خبر هو محذوفا وافقه الأعمش, والباقون بالنصب بالعطف أيضا على هدى على أنها حال من آيات؛ أو الكتاب لأن المضاف جر المضاف إليه العامل ما في اسم الإشارة من معنى الفعل. وقرأ "ليضل" [الآية: 6] بفتح الياء ابن كثير وأبو عمرو ورويس من طريق أبي الطيب والباقون بالضم, وبه قرأ رويس من غير طريق أبي الطيب من أضل رباعيا, ومر بإبراهيم وأهمل في الأصل هنا ذكر خلاف رويس. واختلف في "وَيَتَّخِذُهَا" [الآية: 6] فحفص وحمزة والكسائي وخلف بالنصب عطفا على ليضل تشريكا في العلة, وافقهم الأعمش, والباقون بالرفع عطفا على يشتري تشريكا في الصلة أو استئنافا, وقرأ "هزوا" حفص بإبدال همزتها واوا في الحالين وسكن الزاي حمزة وخلف, ويوقف عليها لحمزة بالنقل على القياس وبالإبدال واوا مفتوحة للرسم, وأما تشديد الزاي فلا يصح, وأمال "ولي" كـ"تتلى" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق, وسهل همز "كَأنَ لِم" لأصبهاني عن ورش, وقرأ نافع بإسكان ذال "أذنيه" وقرا "يا بني" بفتح الياء في المواضع الثلاثة حفص, وقرأ البزي كذلك في يا بني أقم الصلاة فقط, وسكن قنبل الياء من هذا الموضع مخففة, وسكن ابن كثير بكماله ياء الأول يا بني لا تشرك, ولا خلاف عنه في تشديد الياء مكسورة في الوسط يا بني إنها كما مر بهود مع توجيهه, وعن الحسن "وفصاله" بفتح الفاء وسكون الصاد بلا ألف, قال البيضاوي: وفيه دليل على أن أقصى مدة الرضاع حولان.   1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". "2/ 1268". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 وقرأ "أَنِ أَشْكُر" [الآية: 12] بكسر النون أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب, وقرأ "مثقال" بالرفع نافع وأبو جعفر ومر بالأنبياء. واختلف في "ولا تصاعر" [الآية: 18] فنافع أبو عمرو والكسائي وخلف بألف بعد الصاد, وتخفيف العين لغة الحجاز, وافقهم اليزيدي والأعمش, والباقون بتشديد العين بلا ألف1 لغة تميم من الصعر داء يلحق الإبل في أعناقهم فيميلها أي: لا تمل خدك للناس أي: لا تعرض عنهم بوجهك إذا كلموك تكبرا. واختلف في "عَلَيْكُمْ نِعَمَه" [الآية: 20] فنافع وأبو عمرو وحفص وأبو جعفر بفتح العين وهاء مضمومة غير منونة2 جمع نعمة كسدرة والهاء ضمير اسم الله تعالى, وظاهرة حال منها, وافقهم الحسن واليزيدي, والباقون بسكون العين وتاء منونة2 اسم جنس يراد الجمع فظاهرة نعت لها أو يراد الوحدة؛ لأنها في تفسير ابن عباس الإسلام. وقرأ بإشمام "قيل" هشام ورويس والكسائي وأدغم الكسائي لام "بَلْ نَتَّبِع" في النون وعن الأعمش و"ومن يسلم" بفتح السين وتشديد اللام مضارع سلم بالتشديد, وأمال "الْوُثْقَى" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو, وقرأ "يَحْزُنْك" بضم الياء وكسر الزاي من أحزن نافع. واختلف في "وَالْبَحْر" [الآية: 27] فأبو عمرو ويعقوب بالنصب عطفا على اسم أن وهو ما ويمده الخبر أو بمفسر بيمده, والجملة حينئذ حالية, وافقهما اليزيري, والباقون بالرفع عطفا على محل أن ومعمولها وفي أن الواقعة بعد لو مذهبان: مذهب سيبويه الرفع على الابتداء, ومذهب المبرد على الفاعل بفعل مقدر "وعن" الحسن "يمده" بضم الياء وكسر الميم من أمده, وقرأ "وَأَنَّ مَا يَدْعُون" بالغيب أبو عمرو وحفص والكسائي ويعقوب وخلف وسبق بالحج, وعن المطوعي "بنعمات الله" بفتح النون والعين وألف بعد الميم على الجمع. وأمال "صبار" [الآية: 31] و"ختار" [الآية: 32] أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي وبالصغرى الأزرق, وأمال "نجاهم" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه, وقرأ "وينزل الغيث" بالتخفيف ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف, وقرأ الأصبهاني عن ورش بخلفه بإبدال همزة "بِأَيِّ أَرْض" بياء مفتوحة. المرسوم: وفصله بغير ألف بعد الصاد, وكذا تصعر واتفقوا على قطع, وأن ما تدعون كالحج وعلى كتابة بنعمت الله بالتاء3.   1 أي: "تُصَعِّر". [أ] . 2 أي: "نعمة". [أ] . 3 ليس فيها من الياءات شيء .... [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 448 سور السجدة ... سورة السجدة: مكية1 قيل إلا خمس آيات تتجافى إلى يكذبون, وقيل إلا ثلاثا أفمن كان مؤمنا, وآيها تسع وعشرون بصري وثلاثون في الباقي خلافها ثنتان ألم كوفي جديد حجازي وشامي "مشبه الفاصلة" ثلاثة: طين يستوون إسرائيل. القراءات تقدم سكت أبي جعفر على "الم"1 كمد "لا رَيْب" وسطا لحمزة بخلفه, وأمال "أْتِيهِم" و"اسْتَوَى" حمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق بخلفه "وسهل" الهمزة الأولى كالياء من "السَّمَاءِ إِلَى" قالون والبزي مع المد والقصر وسهل الثانية كالياء أيضا الأصبهاني وأبو جعفر ورويس بخلفه, وهو أحد وجهي الأزرق, والثاني له من إبدالها ياء ساكنة بلا إشباع لتحرك ما بعدها وهما لقنبل, وله ثالث إسقاط الأولى كأبي عمرو ورويس في وجهه الثاني, والباقون بتحقيقهما "وعن" الحسن والمطوعي "مما يعدون" بالياء من تحت. واختلف في "خَلَقَه" [الآية: 7] فنافع وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بفتح اللام فعلا ماضيا موضعه نصب صفة كل أو جر صفة شيء, وافقهم الحسن والأعمش, والباقون بسكونها بدل من كل بدل اشتمال أي: أحسن خلق كل شيء فالضمير في خلقه يعود على كل, وقيل يعود على الله فيكون حينئذ منصوبا نصب المصدر المؤكد لمضمون الجملة قبله, كقوله تعالى صنع الله أي: خلقه خلقا, وهو قول سيبويه ورجح بأنه أبلغ في الامتنان؛ لأنه إذا قيل أحسن كل شيء كان أبلغ من أحسن خلق كل شيء؛ لأنه قد يحسن الخلق, ولا يكون الشيء في نفسه حسنا ومعنى أحسن حسن, إذ ما من خلق إلا وهو مرتب على ما تقتضيه الحكمة, فالكل حسن وإن تفاوتت فيه الأفراد. وقرأ "أئذا، أئنا" [الآية: 10] بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني3 نافع والكسائي ويعقوب, وقرأ ابن عامر وأبو جعفر بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني4, والباقون بالاستفهام فيهما, وكل مستفهم على أصله, فقالون وأبو عمرو وأبو جعفر بالتسهيل مع الفصل وورش وابن كثير ورويس بالتسهيل بلا فصل, والباقون بالتخفيف بلا فصل غير أن أكثر الطرق عن هشام على الفصل كما مر, وناصب الظرف محذوف أي: انبعث إذا   1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] . 2 أي: "أ، ل، م ". [أ] . 3 أي: "أئذا، إنا". [أ] . 4 أي: "إذا، أئنا". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 ضللنا, ومن قرأ إذا بالخبر فجواب إذا محذوف أي: إذا ضللنا نبعث, ويكون إخبارا منهم على طريق الاستهزاء, وكذا من قرأ إنا على طريق الخبر وعن الحسن "صللنا" بصاد مهملة أي: صرنا بين الصلة وهي الأرض الصلبة. وأمال "يتوفيكم" و"تتجافى" حمزة والكسائي وخلف, وقللهما الأزرق بخلفه, وقرأ "ترجعون" بالبناء للفاعل يعقوب. وقرأ الأصبهاني "لَأَمْلَأَن" [الآية: 13] بتسهيل الهمزة الثانية كوقف حمزة مع تحقيق الأولى وتسهيلها. واختلف في "أخفي" [الآية: 17] فحمزة ويعقوب بإسكان الياء فعلا مضارعا مسندا لضمير المتكلم مرفوعا تقديرا, ولذا سكنت ياؤه وعن ابن محيصن والأعمش بفتح الهمزة والفاء ماضيا1 مبنيا للفاعل, وأبدل التاء ألفا ابن محيصن والشنبوذي عن الأعمش, وسكنها المطوعي عنه وزاد بعدها تاء المتكلم فصارت أخفيت, والباقون بضم الهمزة وكسر الفاء وفتح الياء مبنيا للمفعول, وعن الأعمش من "قرأت" جمعا بالألف والتاء وأبدل همز "المأوى" الأصبهاني وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر كحمزة وقفا "وأماله" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه, ومر إشمام "قيل" قريبا لهشام والكسائي ورويس, وقرأ "إسرائيل" بالتسهيل أبو جعفر مع المد والقصر, وثلث همزة الأزرق بخلفه ومر ذلك كوقف حمزة عليه, وسهل الثانية من "أئمة" مع القصر قالون والأزرق وابن كثير وأبو عمرو ورويس وسهله مع المد الأصبهاني وأبو جعفر, واختلف في كيفية التسهيل فقيل بين بين, وقيل هو الإبدال ياء مكسورة, ولا يجوز الفصل بالألف حالة الإبدال عن أحد كما مر مفصلا, والباقون بالتحقيق والقصر بخلف عن هشام في المد. واختلف في"لَمَّا صَبَرُوا" [الآية: 24] فحمزة والكسائي ورويس بكسر اللام وتخفيف الميم على أنها جارة معللة متعلقة بجعل, وما مصدرية أي: جعلناهم أئمة هادين لصبرهم وافقهم والأعمش, والباقون بفتح اللام وتشديد الميم2 كلمة واحدة تضمنت معنى المجازاة, وهي التي تقتضي جوابا أي: لما صبروا جعلناهم إلخ أو ظرفية أي: جعلناهم أئمة حين صبروا "وسهل" الثانية كالياء من "الماء إلى" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وأمال "متى" حمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق بخلفه وكذا أبو عمرو من روايتيه جميعا كما نقله في النشر عن ابن شريح ومن معه وأقره وإن قصر الخلاف في الطيبة على الدوري فقط3.   1 أي: "أَخْفَى". [أ] . 2 أي: "لَمَّا ... ". [أ] . 3 ولا يوجد في هذه السورة الكريمة شيء من الياءات. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 سورة الأحزاب : مدنية1 وآيها ثلاث وسبعون, مشبه الفاصلة أولياؤكم معروفا. القراءات قرأ نافع "النبيء" بالهمز. وأمال "الكافرين" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي ورويس, وقلله الأزرق. واختلف في "بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا" [الآية: 2] و"بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا" [الآية: 9] فأبو عمرو بياء الغيب فيهما على أن الواو للكافرين والمنافقين, وافقه الحسن واليزيدي, والباقون بالخطاب بإسناده للمؤمنين وأمره -صلى الله عليه وسلم- بالتقوى تفخيما لشأنه أو الخطاب له -صلى الله عليه وسلم- لفظا ولأمته معنى. وقرأ "اللائي" [الآية: 9] هنا [والمجادلة الآية: 2] وموضعي الطلاق [الآية: 4] ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بإثبات ياء ساكنة بعد الهمزة2 بوزن القاضي على الأصل, والباقون بحذفها, واختلف الحاذقون في الهمزة فحققها منهم قالون وقنبل ويعقوب وسهلها بين بين ورش من طريقيه وأبو جعفر, واختلف عن أبي عمرو والبزي فقطع لهما بالتسهيل في المبهج وغيره, وقطع لهما بالإبدال ياء ساكنة في الهادي وغيره, وفاقا لسائر المغاربة فيجتمع ساكنان فيشبع المد, والوجهان صحيحان كما في النشر وهما في الشاطبية كجامع البيان, وكل من سهل الهمزة إذا وقف يقلبها ياء ساكنة كما نقله في النشر عن نص الداني وغيره, لتعذر الوقف على المسهلة فإن وقف بالروم فكالوصل. واختلف في "تَظَاهَرُون" [الآية: 4] هنا وموضع [المجادلة الآية: 2] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب بفتح التاء والهاء وتشديدها مع تشديد الظاء بلا ألف هنا, وافقهم ابن محيصن واليزيدي, وقرأ ابن عامر بفتح التاء والهاء وتشديد الظاء وبعده ألف, وقرأ عاصم بضم التاء وفتح الظاء وألف بعدها وكسر الهاء3 مخففة بوزن تقاتلون, وقرأ حمزة والكسائي وخلف بفتح التاء وتخفيف الظاء بعدها ألف مع   1 انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي: "1/ 25"، "2/ 1268". [أ] . 2 أي: "اللائي .... ". [أ] . 3 أي: "تُظاهِرون". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 فتح الهاء مخففة1 وافقهم الأعمش, وعن الحسن ضم التاء وفتح الظاء مخففة وتشديد الهاء مكسورة بلا ألف2, وأما موضع المجادلة فعاصم كقراءته هنا, وافقه الحسن, وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف بفتح الياء وتشديد الظاء, وألف بعدها وفتح الهاء مخففة كقراء ابن عامر هنا, والباقون كذلك لكن بتشديد الهاء بلا ألف كقراءتهم هنا, أما وجه قراءة عاصم فجعله مضارع ظاهر, وأما الفتح والتشديد مع الألف فمضارع تظاهر, والأصل تتظاهرون أدغمت التاء في الظاء, ومن خفف حذف إحدى التاءين, وأما التشديد مع حذف الألف فمضارع تظهر, وأصله تتظهر فأدغم. وقرأ نافع "النبيء أولى" [الآية: 6] بتحقيق همزة النبيء وإبدال همزة أولى واوا مفتوحة, وقلله الأزرق بخلفه, وأماله حمزة والكسائي وخلف, ويوقف عليه لحمزة بوجهين: التحقيق والإبدال واوا مفتوحة لكونه متوسطا بغير المنفصل, وأدغم ذال "إِذْ جَاءَتْكُم" وكذا "إذ جاؤوكم" "أبو عمرو وهشام ومر حكم إمالة جاء, وأدغم ذال "وَإِذْ زَاغَت" أبو عمرو وهشام وخلاد والكسائي, واتفقوا على عدم إمالة زاغت هنا وص. واختلف في "الظُّنُونَا هُنَالِك" [الآية: 10] و"الرَّسُولا وَقَالُوا" [الآية: 66] و"السَّبِيلا، رَبَّنَا" [الآية: 67] فنافع وابن عامر وأبو بكر وأبو جعفر بألف بعد النون واللام وصلا ووقفا في الثلاثة للرسم, وأيضا هذه الألف تشبه هاء السكت, وقد ثبتت وصلا إجراء له مجرى الوقف فكذا هذا الألف, وافقهم الحسن والأعمش, وقرأ ابن كثير وحفص والكسائي وخلف عن نفسه بإثباتها في الوقف دون الوصل إجراء للفواصل مجرى القوافي في ثبوت ألف الإطلاق, وافقهم ابن محيصن, والباقون بحذفها في الحالين؛ لأنها لا أصل لها قال السمين: قولهم تشبيها للفواصل بالقوافي لا أحب هذه العبارة فإنها منكرة لفظا, وخرج "السبيل ادعوهم" المتفق على حذف ألف في الحالين. واختلف في "لا مُقَام" [الآية: 13] فحفص بضم الميم الأولى اسم مكان من أقام أي: لا مكان إقامة أو مصدرا منه أي: لا إقامة, وقرأ بالضم في ثاني الدخان أن المتقين في مقام نافع وابن عامر وأبو جعفر, وافقهم الأعمش, والباقون بالفتح فيهما مصدر قام أي: لا قيام أو اسم مكان منه أي: لا مكان, وأجمعوا على فتح الأول من الدخان ومقام كريم وذكر همز "النبيء" لنافع قريبا وضم "بيوتنا" ورش وأبو عمرو وحفص وأبو جعفر ويعقوب, وعن الحسن "عورة" معا بكسر الواو اسم فاعل من عور المنزل يعور عورا ورويت عن جماعة, والجمهور بسكون الواو أي: ذات عورة وقيل غير حصينة, وأمال "أقطارها" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي, وقلله الأزرق, وعن الحسن "سولوا الفتنة" بواو ساكنة بدل الهمزة ويوقف عليها لحمزة بالتسهيل كالياء على مذهب   1 أي: "تَظاهَرُون". [أ] . 2 أي: "تُظَهِّرُون". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 سيبويه والجمهور وبالإبدال واوا على مذهب الأخفش, نص عليه الهذلي وغيره ومر التنبيه عليه بالبقرة. واختلف في "لأتوها" [الآية: 14] فنافع وابن كثير وابن ذكوان من طريق الصوري, وهي طريق سلامة ابن هارون عن الأخفش وأبو جعفر بقصر الهمزة أي: بحذف الألف من الإتيان المتعدي لواحد بمعنى جاؤوها, والباقون بمدها1 الإيتاء المتعدي لاثنين بمعنى أعطوها وتقدير المفعول الثاني السائل, وهي طريق عن ابن ذكوان, وتقدم عن الأزرق تفخيم راء "فرارا" و"الفرار" كالجماعة من أجل التكرير, وأمال "يغشى" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه وفتح سين "يحسبون" ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر. واختلف في "يَسْأَلونَ عَنْ أَنْبَائِكُم" [الآية: 20] فرويس بتشديد السين المفتوحة وألف بعدها2 وأصلها يتساءلون فأدغم التاء في السين أي: يسأل بعضهم بعضا, ورويت عن زيد بن علي وقتادة وغيرهما والباقون بسكون السين بعدها همزة بلا ألف, ويوقف عليه لحمزة بالنقل فقط, وحكي إبدال الهمزة ألفا وهو مسموع قوي لرسمها بالألف كما في النشر. واختلف في "أسوة" [الآية: 21] هنا وموضعي [الممتحنة الآية: 4، 6] فعاصم بضم الهمزة في الثلاثة وافقه الأعمش, وهي لغة قيس وتميم, والباقون بكسرها لغة الحجاز, والأسوة الاقتداء اسم وضع موضع المصدر, وهو الايتساء كالقدوة من الاقتداء. وأمال الراء فقط من "رأى المؤمنون" مع فتح الهمزة أبو بكر وحمزة وخلف وفتحها الباقون, وما حكاه الشاطبي رحمه الله تعالى من الخلاف في إمالة الهمزة عن أبي بكر, وفي إمالة الراء والهمزة معا عن السوسي تعقبه في النشر كما تقدم بعدها صحة ذلك عنهما من طرق الشاطبية كأصلها, بل ومن طرق النشر هذا حكم الوصل, أما الوقف فكل يعود إلى أصله في الذي بعده متحرك غير مضمر على ما مر غير مرة. وأمال "زادهم" ابن ذكوان وهشام بخلفهما وحمزة. وأمال "شاء" ابن ذكوان وهشام بخلفه وحمزة وخلف, ويوقف عليه لحمزة وهشام بخلفه بالإبدال ألفا مع المد والقصر والتوسط, وأما همزها مع همز أو فتقدم غير مرة نحو: تلقاء أصحاب بالأعراف "وضم" عين "الرعب" ابن عامر والكسائي وأبو جعفر ويعقوب كما في البقرة. وقرأ أبو جعفر "تطوها" [الآية: 27] بواو ساكنة بعد الطاء المفتوحة بلا همز3.   1 أي: "لآتَوْها". [ا] . 2 أي: "يسَّاءلون ... ". [أ] . 3 الباقون: "تَطَؤوْها". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 453 وقرأ "مبينة" بفتح الياء التحتية ابن كثير وأبو بكر. واختلف في "يضعف لها" [الآية: 30] فابن كثير وابن عامر بنون العظمة وتشديد العين مكسورة بلا ألف قبلها على البناء للفاعل "العذاب" بالنصب مفعولا به, وافقهم ابن محيصن, وقرأ أبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب بالياء من تحت وتشديد العين وفتحها بلا ألف قبلها على البناء للمفعول1 "العذاب" بالرفع على النيابة عن الفاعل, وافقهم اليزيدي والحسن, والباقون بالياء من تحت وتخفيف العين وألف قبلها مبنيا للمفعول2 "العذاب" بالرفع نائب الفاعل, وعن ابن محيصن من المفردة بالنون والمد والتخفيف ونصب "العذاب". واختلف في "ويعمل صالحا نؤتها" [الآية: 31] فحمزة والكسائي وخلف بياء التذكير فيهما على إسناد الأول إلى لفظ من والثاني لضمير الجلالة لتقدمها, وافقهم الأعمش, والباقون بتاء التأنيث في يعمل على إسناده لمعنى من وهن النساء ونؤتها بالنون مسندا للمتكلم العظيم حقيقة, وأما "من النساء أن" فهما همزتان متفقتان بالكسر من كلمتين, ومر حكمهما غير مرة لكن على وجه إبدال الثانية للأزرق وقنبل من جنس ما قبلها حرف مد ياء ساكنة يجوز لهما وجهان حينئذ وهما: المد المشبع إن لم يعتد بالعارض وهو تحريك النون بالكسر لالتقاء الساكنين والقصر إن اعتد به, والوجهان صحيحان نص عليهما في النشر في التنبيه التاسع, وآخر باب المد والقصر, فاقتصار الأصل هنا على المد تفهم تعينه, وقد علمت ما فيه, وعن ابن محيصن "فيطمع" بكسر الميم مع فتح الياء وهو شاذ حيث توافق الماضي والمضارع في الكسر, ورويت عن الأعرج أيضا. واختلف في "وقرن" [الآية: 33] فنافع وعاصم وأبو جعفر بفتح القاف أمر من قررن بكسر الراء الأولى يقررن بفتحها, فالأمر منه أقررن حذفت الراء الثانية الساكنة لاجتماع الراءين, ثم نقلت فتحة الأولى إلى القاف, وحذفت همزة الوصل للاستغناء عنها فصار قرن فوزنه حينئذ فعن فالمحذوف اللام, وقيل المحذوف الأولى؛ لأنها نقلت حركتها إلى القاف بقيت ساكنة مع سكون الراء بعدها فحذفت الأولى للساكنين فوزنه حينئذ فلن, والباقون بالكسر من قر بالمكان بالفتح في الماضي والكسر في المضارع وهي الفصيحة, ويجيء فيها الوجهان من حذف الراء الثانية أو الأولى ويلغز به, فيقال راء يفخمها الأزرق بلا خلف ويرققها أكثر القراء بلا خلف ومر باء "بيوتكن" لورش وأبي عمرو وحفص وأبي جعفر ويعقرب, وقرأ "وَلا تَّبرَجْن" بتشديد التاء البزي بخلفه, ومر وجوب إشباع المد حينئذ للساكنين. واختلف في "تَكُونَ لَهُم" [الآية: 36] فهشام وعاصم وحمزة والكسائي وخلف.   1 أي: "يُضَعَّف". [أ] . 2 أي: "يُضَاعَف". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 454 بالياء من تحت؛ لأن تأنيث الخيرة مجازي وللفصل أو تئول بالاختيار, وافقهم الأعمش والحسن, والباقون بالتاء من فوق مراعاة للفظ وأظهر دال "فقد ضل" قالون وابن كثير وعاصم وأبو جعفر ويعقوب, وأدغم ذال "وإذ تقول" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف. وأمال "تخشاه" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه ومثله "قضى, وكفى" وتقدم اتفاقهم على فتح "أبا أحد" لكونه واويا مرسوما بالألف. واختلف في "وَخَاتَمَ النَّبِيِّين" فعاصم بفتح التاء اسم للآلة كالطابع والقالب, وافقه الحسن, والباقون بكسرها اسم فاعل. وقرأ "يا أيها النبيء إنا أرسلناك, والنبيء إنا أحللنا لك" [الآية: 45، 50] بهمزتين مخففة فمسهلة كالياء نافع وحده وبإبدالها واوا مكسورة, وتقدم رد تسهيلها كالواو والباقون بترك الهمزة الأولى وتشديد الياء, وأمال "أذيهم" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه وقرأ "تمسوهن" بضم التاء والمد حمزة والكسائي وخلف أي: تجامعوهن ومر بالبقرة، وعن الحسن "أن وهبت" بفتح الهمزة بدل من امرأة بدل اشتمال أو على حذف لام العلة أي: لأن, وقرأ "للنبي أن" و"بيوت النبي إلا" بإبدال الهمزة ياء مشددة قالون في الوصل على المختار, والوجه الثاني له وهو جعل الهمزتين بين بين فيهما, ضعفه في النشر ولذا قال في الطيبة: بالسوء والنبي الإدغام اصطفى فإن وقف فبالهمزة وقرأ "ترجي" [الآية: 51] بالهمز ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر ويعقوب1 وأبدل الهمزة من "تَؤْوي" [الآية: 51] واوا ساكنة مظهرة أبو جعفر2 فيجمع بين المبدلة والأصلية, ولم يبدلها ورش من طريقيه ولا أبو عمر للثقل كما مر, ووقف عليها حمزة بالإبدال واوا كذلك مع الإظهار, ومع الإدغام نص له عليهما غير واحد، وعن ابن محيصن "تقر" بضم التاء وكسر القاف من أقر و"أعينهن" بالنصب. واختلف في "لا يَحِل" [الآية: 52] فأبو عمرو ويعقوب بالتاء من فوق؛ لأن الفاعل حقيقي التأنيث, وافقهما اليزيدي والحسن, والباقون بالياء من تحت للفصل "وشدد" البزي بخلفه التاء من "أن تبدل" وأمال "أتاه" هشام من طريق الحلواني وحمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه وفتحه الداجوني عن هشام كالباقين, وقرأ "فسلوهن" بنقل حركة الهمزة إلى السين ابن كثير والكسائي وخلف عن نفسه "وسهل" الأولى من "أبناء إخوانهن" قالون والبزي وسهل الثانية ورش وأبو جعفر ورويس بخلفه وللأزرق وجه ثان إبدالها ياء ساكنة مع المد للساكنين "وبهما" قرأ قنبل وله ثالث إسقاط الأولى مع المد والقصر "وبه" قرأ أبو عمرو ورويس في وجهه الثاني, وحققهما الباقون وأبدل الثانية ياء   1 أي: "تُرْجِئ". [أ] . 2 أي: "وتُوِّي". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 455 محضة مفتوحة من "أبناء أخواتهن" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس, وعن الحسن "تقلب" بفتح التاء أي: تتقلب ووجوههم فاعل. واختلف في "سادتنا" [الآية: 67] فابن عامر ويعقوب بالجمع بالألف بعد الدال مع كسر التاء1 جمع سادة, وافقهما ابن محيصن والحسن, والباقون بفتح التاء بلا ألف على التكسير جمع سيد على فعلة, ومر حكم "الرسولا" و"السبيلا". واختلف في "كثيرا" [الآية: 68] فهشام من طريق الداجوني وعاصم بالباء الموحدة من الكبر2 أي: أشد اللعن أو أعظمه, وافقهما الحسن, والباقون بالمثلثة من الكثرة أي: مرة بعد أخرى, وعن المطوعي "وكان عبد الله" بفتح العين فباء موحدة مع تنوين الدال منصوبة من العبودية لله بالجر, ووجيها صفة عبدا, وعنه أيضا "ويتوب" بالرفع على الاستئناف. المرسوم اتفقوا على حذف الألف بعد اللام من إلى هنا وبالطلاق وبياء بعدها كإلى الجارة, وهي وإلى تظهرون, وإلى يئسن, وإلى لم يحضن, وعلى حذف الألف من تظهرون, وكتبوا بالله الظنونا, وأطعنا الرسولا, وفأضلونا السبيلا بألف متطرفة في الإمام كالبقية, وكتبوا يسلون عن أنبائكم بلا ألف بعد السين في أكثرها, واتفقوا على قطع لكي لا يكون على المؤمنين حرج وعلى وصل لكيلا يكون عليك حرج. واختلف في قطع أينما اتفقوا3.   1 أي: "ساداتنا". [أ] . 2 أي: "كبيرا". [أ] . 3 وليس فيها شيء من الياءات. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 سورة سبأ : مكية1 قيل إلا قوله تعالى: ويرى الذي فمدينة وآيها خمسون وأربع فيما عدا الشامي وخمس فيه خلافها وشمال شامي. مشبه الفاصلة أربعة: معجزين معا كالجواب ما يشتهون, وعكسه موضع من نذير. القراءات أمال "بلى" حمزة والكسائي وخلف وشعبة من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم عنه وبالفتح والصغرى الأزرق, وكذا أبو عمرو من روايتيه على ما نقله في النشر عن ابن شريح وغيره, وإن قصر في طيبته الخلاف فيه على الدوري فقط. واختلف في قراءة "عَالِمُ الْغَيْب" [الآية: 3] فنافع وابن عامر وأبو جعفر ورويس بوزن فاعل ورفع الميم أي: هو عالم أو مبتدأ خبره لا يعزب لما تقرر أن كل صفة يجوز أن تتعرف بالإضافة إلا الصفة المشبهة, وما نقل عن الحوفي أنه مبتدأ خبره مضمر أي: هو استبعده السمين وافقهم الحسن, وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وروح وخلف عن نفسه "عالم" بوزن فاعل أيضا, وخفض الميم صفة لربي أو بدل منه, وإذا جعل صفة فلا بد من تقدير تعريفه, وقد تقرر جواز ذلك آنفا وافقهم الشنبوذي وابن محيصن واليزيدي, وقرأ حمزة والكسائي "علام" بتشديد اللام بوزن فعال للمبالغة وخفض الميم على ما مر, وافقهما المطوعي وكسر الكسائي زاي "يعزب" ومر بيونس، وعن المطوعي فتح راء "أصغر" و"أكبر" على نفي الجنس والجمهور بالرفع على الابتداء والخبر إلا في كتاب أو عطفا على مثقال, ويكون إلا في كتاب توكيدا لما تضمن النفي أي: لكنه في كتاب, وقرأ "معجزين" معا هنا بالقصر والتشديد ابن كثير وأبو عمرو ومر إيضاحه بالحج. واختلف في "مِنْ رِجْزٍ أَلِيم" [الآية: 5] هنا [والجاثية الآية: 11] فابن كثير وحفص ويعقوب برفع الميم فيهما نعتا لعذاب, وافقهم ابن محيصن والباقون بخفضه فيهما نعتا لرجز, وهو العذاب السيئ. وأمال و"يرى الذين" السوسي وصلا بخلفه وأدغم لام "هل ندلكم" الكسائي, وافقهم ابن محيصن بخلفه, واتفقوا على قطع همزة "جديد افترى" مفتوحة للاستفهام   1 انظر الإتقان للإمام السيوطي: "1/ 25"، "2/ 1269". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 واستغنى بها عن همزة الوصل وورش على أصله في نقل حركتها إلى ما قبلها وضم يعقوب الهاء من "أيديهم" وما شابهه مما قبل الهاء ياء ساكنة. واختلف في "إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِط" [الآية: 9] فحمزة والكسائي وخلف بالياء من تحت في الثلاثة إسنادا لضمير الله تعالى، وافقهم الأعمش, والباقون بنون العظمة, وأبدل همز نشأ ألفا الأصبهاني وأبو جعفر كوقف حمزة وهشام بخلفه, وأدغم الكسائي وحده فاء نخسف بهم في الباء بعدها, ومر حكم الهاء والميم من "بِهِمُ الْأَرْض" ضما وكسرا وصلا "وكذا" "من السماء أن" من حيث الهمزتان قريبا عند النظير في أبناء أخواتهن. وقرأ "كسفا" [الآية: 9] بفتح السين حفص وسكنها الباقون, وعن الحسن "يَا جِبَالُ أَوِّبِي" بوصل الهمزة وسكون الواو مخفة من آب رجع, والابتداء حينئذ بضم الهمزة, والجمهور بقطع الهمزة وتشديد الواو من التأويب وهو الترجيع أي: يسبح هو وترجع هي معه التسبيح "وأما" ما روي عن روح من رفع الراء من "والطير" نسقا على لفظ جبال أو على الضمير المستكن في أوبي للفصل بالظرف, فهي انفرادة لابن مهران عن هبة الله بن جعفر عن أصحابه عنه لا يقرأ بها, ولذا أسقطها صاحب الطيبة على عادته رحمه الله تعالى, والمشهور عن روح النصب كغيره عطفا على محل جبال. واختلف في "الريح" [الآية: 17] فأبو بكر بالرفع على الابتداء والخبر في الظرف قبله وهو لسليمان أي: تسخير الريح, وافقه ابن محيصن, والباقون بالنصب على إضمار فعل أي: وسخرنا لسليمان الريح, وقرأ "الرياح" بالجمع أبو جعفر كما مر بالبقرة, واتفقوا على ترقيق راء "القطر" وصلا واختلفوا فيه وقفا كالوقف على مصر فأخذ بالتفخيم فيهما جماعة نظرا لحرف الاستعلاء, وأخذ بالترقيق آخرون منهم الداني, واختار في النشر التفخيم في مصر, والترقيق في القطر قال: نظرا للوصل وعملا بالأصل "وأثبت" الياء في "كالجواب" وصلا ورش وأبو عمرو وابن وردان من طريق الحنبلي, وفي الحالين ابن كثير ويعقوب لكن إثباتها لابن وردان انفرد به الحنبلي عنه, فلا يقرأ له به على ما تقرر في نظيره, ولذا لم يعول عليه في الطيبة ولم نذكره في الأصول, وإنما ذكرته هنا تبعا للأصل للتنبيه على ما يقع له من ذكر بعض الانفرادات من غير تنبيه عليها فليتفطن له "وسكن" حمزة ياء "عِبَادِي الشَّكُور". واختلف في "مِنَسأته" [الآية: 14] فنافع وأبو عمرو وأبو جعفر بألف بعد السين من غير همزة1 لغة الحجاز, وهذه الألف بدل من الهمزة وهو مسموع على غير قياس، وافقهم اليزيدي والحسن, وقرأ ابن ذكوان والداجوني عن هشام بهمزة ساكنة تخفيفا وهو ثابت مسموع خلافا لما طعن فيه وروى الحلواني عن هشام بالهمز المفتوحة, وبه قرأ الباقون على الأصل؛ لأنها مفعلة كمكنسة وهي العصاة.   1 أي: "مِنْساته". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 458 واختلف في "تَبَيَّنَتِ الْجِن" فرويس بضم التاء الأولى والموحدة وكسر الياء التحتية المشددة1 على البناء للمفعول والنائب الجن, والباقون بفتح الثلاثة على البناء للفاعل مسندا إلى الجن أي: علمت الجن بعد التباس الأمر عليهم, ويحتمل أن يكون من تبين بمعنى بان أي: ظهرت الجن, وأن وما في حيزها بدل من الجن أي: ظهر عدم علمهم الغيب للناس. وقرأ "لسبأ" [الآية: 15] بفتح الهمزة بلا تنوين البزي وأبو عمرو وسكنها قنبل, والباقون بالكسر والتنوين, ومر مع توجيهه بالنمل, وإذا وقف عليه حمزة وهشام بخلفه إبدلا الهمزة ألفا على القياس ,ولهما أيضا بين بين على وجه الروم فهما وجهان. واختلف في "مَسَاكِنِهم" [الآية: 15] فحفص وحمزة بسكون السين وفتح الكاف بلا ألف على الإفراد2 بمعنى المصدر أي: في سكناهم أو موضع السكنى، وقرأ الكسائي وخلف بالتوحيد وكسر الكاف لغة فصحاء اليمن, وإن كان غير مقيس موضع السكنى أو الموضع أيضا, وقيل الكسر للاسم والفتح للمصدر وافقهما الأعمش, والباقون بفتح السين وألف وكسر الكاف على الجمع, وهو الظاهر لإضافته إلى الجمع فلكل مسكن. واختلف في "أُكُل" [الآية: 16] فنافع وابن كثير بسكون الكاف وبالتنوين على قطع الإضافة وجعله عطف بيان على مذهب الكوفيين القائلين بجواز عطف البيان في النكرة, والبصريون يشترطون التعريف فيها, وافقهما ابن محيصن، وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف بضم الكاف مع التنوين أيضا، وافقهم الأعمش، وقرأ أبو عمرو ويعقوب بضم الكاف من غير تنوين على إضافته إلى خمط من إضافة الشيء إلى جنسه كثوب خز أي: ثمر خمط وافقهما اليزيدي والحسن والأكل الثمر المأكول والخمط شجر الأراك أو كل شجر مر والأثل الطرفاء. واختلف في "وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُور" [الآية: 17] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر وأبو جعفر يجازى بالياء المضمومة وفتح الزاي مبنيا للمفعول, ورفع الكفور على النيابة، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن وللأزرق في "يجازى" الفتح والتقليل, والباقون بنون العظمة وكسر الزاي ونصب "الكفور" مفعولا به, وأدغم الكسائي لام هل في النون. وأمال "القرى التي" وصلا السوسي بخلفه. واختلف في "فقالوا ربنا بعد" [الآية: 14] فابن كثير وأبو عمرو وهشام بنصب ربنا على النداء وبعد بكسر العين المشددة بلا ألف وعليه صريح الرسم فعل طلب اجتراء منهم وبطرا، وافقهم ابن محيصن واليزيدي، وقرأ يعقوب "ربنا" بضم الباء على الابتداء و"باعد" بالألف وفتح العين والدال خبر على أنه شكوى منهم لبعد سفرهم إفراطا في الترفه وعدم   1 أي: "تُبُيِّنت". [أ] . 2 أي: "مَسْكَنِهم ... ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 الاعتداد بما أنعم الله به عليهم، والباقون "ربنا" بالنصب "باعد" بالألف وكسر العين وسكون الدال وعلى هذه كالأولى فبين مفعول به؛ لأنهما فعلان متعديان وليسا ظرفا. وأمال "أَسْفَارِنَا" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي, وقلله الأزرق وغلظ لام "ظلموا" لكن بخلف عنه. واختلف في "صَدَّق" فعاصم وحمزة والكسائي وخلف بتشديد الدال معدى بالتضعيف فنصب "ظنه" على أنه المفعول به, والمعنى أن ظن إبليس ذهب إلى شيء فوافق فصدق هو ظنه على المجاز, ومثله كذبت ظني ونفسي وصدقتهما وصدقاني وكذباني, وهو مجاز شائع، وافقهم الأعمش، والباقون بتخفيفها1 فـ"ظنه" منصوب على المفعول به أيضا كقولهم أصبت ظني أو على المصدر بفعل مقدر أي: يظن ظنه أو على نزع الخافض أي: في ظنه وكسر اللام من "قل ادعوا" عاصم وحمزة ويعقوب "وضم" الهاء من "فيهما" يعقوب كما مر في الفاتحة. واختلف في "أُذِنَ لَه" [الآية: 23] فأبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف بضم الهمزة مبنيا للمفعول وله نائب الفاعل، وافقهم الأعمش واليزيدي والحسن، والباقون بفتحها مبنيا للفاعل وهو الله تعالى. واختلف في "فَزَّع" [الآية: 23] فابن عامر ويعقوب بفتح الفاء والزاي مبنيا للفاعل, والضمير لله تعالى أي: أزال الله تعالى الفزع عن قلوب الشافعين والمشفوع لهم بالإذن أو الملائكة، وعن الحسن فرغ بإهمال الزاي وإعجام العين مبنيا للمفعول من الفراغ، والباقون فزع بضم الفاء وكسر الزاي مشددة2 مبنيا للمفعول والنائب الظرف بعده، وعن ابن محيصن والمطوعي تسكين ياء "أروني الذين" وحذفها وصلا, وأمال "متى" حمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق بخلفه وكذا أبو عمرو من روايتيه على ما نقله في النشر عن ابن شريح وغيره, وإن قصر الخلاف في طيبته عن الدوري فقط. وقرأ ابن كثير "القرآن" بالنقل وأدغم ذال "إِذْ جَاءَكُم" أبو عمرو وهشام, وأدغم ذال "إِذْ تَأْمُرُونَنَا" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف، وعن الحسن "تقربكم" بألف بعد القاف مع تخفيف الراء. واختلف في "جَزَاءُ الضِّعْف" [الآية: 37] فرويس "جزاء" بالنصب على الحال من الضمير المستقر في الخبر المقدم مع التنوين وكسره وصلا ورفع "الضعف" بالابتداء كقولك في الدار قائما زيد والتقدير لهم الضعف جزاء, وحكاها الداني عن قتادة كما في البحر، والباقون برفع جزاء وخفض الضعف بالإضافة.   1 أي: "صَدَقَ". [أ] . 2 أي: "فُزِّع". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 واختلف في "الغرفات" [الآية: 37] فحمزة وحده بسكون الراء بلا ألف على التوحيد مرادا به الجنس، "وعن" المطوعي والحسن بسكون الراء وجمع السلامة والباقون بضمها وجمع السلامة "ومر" التنبيه على "معجزين" أول السورة، وعن المطوعي "ويقدر له" بضم أوله وفتح القاف وتشديد الدال من التقدير, والجمهور بفتح أوله وسكون ثانيه وتخفيف ثالثه من التضييق مقابل يبسط, وقرأ "يحشرهم ثم يقول" بالياء من تحت فيهما حفص ويعقوب ومر أول الأنعام "وأما الهمزتان" المكسورتان من "هؤلاء إياكم" فتكرر نظيره بالأحزاب وغيرها. وأمال "مفترى" وقفا أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه وحمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق وتقدم ضم هاء "إليهم" لحمزة ويعقوب وأثبت الياء في "نكير" وصلا ورش وفي الحالين يعقوب. وقرأ رويس "ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا" [الآية: 46] بإدغام التاء في التاء1 ووافقه روح في "رَبِّكَ تَّتَمَارَى" [بالنجم الآية: 55] وصلا فيهما فإن ابتدأ فبتاءين مظهرتين موافقة للرسم, والأصل كما مر في الإدغام الكبير بخلاف الابتداء بتاءات البزي فإنها مرسومة بتاء واحدة فكان الابتداء بها كذلك, وفتح ياء الإضافة من "أجرى إلا" نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص وأبو جعفر وكسر الغين من "الغيوب" أبو بكر وحمزة وفتح الياء من "ربي أنه" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر. وأمال "وأني لهم" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق والدوري عن أبي عمرو. واختلف في "التناوش" [الآية: 52] فأبو عمرو وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بالهمز المضموم2 مصدر تناءش من ناش تناول من بعد, والباقون بواو مضمومة بلا همز مصدر ناش أجوف أي: تناول وقيل الهمز عن الواو كوقتت وأقتت قال الزجاج: كل واو مضمومة ضمة لازمة فأنت فيه بالخيار إن شئت همزتها, وإن شئت تركت همزها على حد ثلاث أدور بالهمز والواو, والمعنى من أين لهم تناول ما طلبوه من الإيمان بعد فوات وقته. وقرأ "حيل" بإشمام الحاء ابن عامر والكسائي ورويس. المرسوم علم الغيب بلا ألف اتفاقا, وكذا بعد وفي مسكنهم ويجزي إلا, واتفقوا على كتابة في الغرفات بالتاء ياءات الإضافة ثلاث للجماعة: "عِبَادِيَ الشَّكُور" [الآية: 13] , "أجري إلا" [الآية: 47] , "رَبِّي إِنَّه" [الآية: 50] , ومر لابن محيصن والمطوعي "أَرُونِيَ الَّذِين" والزوائد ثنتان: "كالجواب" [الآية: 13] , "نكير" [الآية: 45] .   1 أي: "ثم تَّكَفَّروا ..... ". [أ] . 2 أي: "التَّناؤُش". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 سورة فاطر : مكية1 وآيها أربعون وأربع حمصي وخمس حرمي إلا الأخير وست دمشقي ومدني أخير خلافها سبع عذاب شديد بصري وشامي تشركون إلا نذير غير حمصي بخلق جديد غير بصري وحمصي الأعمى والبصير ولا النور بصري في القبور غير دمشقي أن تزولا بصري تبديلا بصري ومدني أخير وشامي. القراءات أمال "مثنى" حمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق بخلفه "وسهل" الثانية كالياء وأبدلها واوا مكسورة "ما يشاءان" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس, وأمال الدوري عن أبي عمرو للناس محضة بخلفه, والوجهان صحيحان عنه كما في النشر, ووقف على "نعمت" بالهاء2 ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب. واختلف في "غَيْرُ اللَّه" [الآية: 3] فحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف بجر غير نعتا لخالق على اللفظ، وافقهم ابن محيصن والأعمش، والباقون بالرفع صفة على المحل, ومن مزيدة للتأكيد وخالق مبتدأ والخبر عليهما يرزقكم أو يرزقكم صفة أخرى, والخبر مقدر أي: موجود أو لكم, وأمال "فإني" حمزة والكسائي وخلف بالفتح والصغرى الأزرق والدوري عن أبي عمرو, وقرأ "تُرْجَعُ الْأُمُور" بضم التاء وفتح الجيم مبنيا للمفعول نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم وأبو جعفر, وقرأ "فرآه" بإمالة الراء والهمزة معا حمزة وخلف وقللهما الأزرق معا, وأمال أبو عمرو الهمزة فقط, وذكر الشاطبي رحمه الله الخلاف عن السوسي في إمالة الراء تقدم ما فيه واختلف عن هشام فالجمهور عن الحلواني على فتحهما معا عنه, وكذا الصقلي عن الداجوني والأكثرون عن الداجوني عنه على إمالتهما معا, والوجهان صحيحان عن هشام, واختلف أيضا عن ابن ذكوان على ثلاثة أوجه: الأول إمالتهما معا عنه رواية المغاربة وجمهور المصريين, الثاني فتحهما عنه رواية جمهور العراقيين, الثالث فتح الراء وإمالة الهمزة رواية الجمهور عن الصوري, وأما أبو بكر ففتحهما معا عنه العليمي, وأمالهما معا يحيى بن آدم، والباقون بفتحهما ونظيره فرآه في سواء الجحيم بالصافات. واختلف في "فَلا تَذْهَبْ نَفْسُك" [الآية: 8] فأبو جعفر بضم التاء وكسر الهاء3   1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] . 2 أي: "نِعْمَة". [أ] . 3 أي: "تُذْهِبْ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 من أذهب و"نفسك" بالنصب مفعول وعليهم متعلق بتذهب نحو: هلك عليه حبا وافقه ابن محيصن والشنبوذي, والباقون بفتح التاء والهاء مبنيا للفاعل من ذهب ونفسك فاعل, وقرأ "الريح" بالتوحيد1 ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف وأبو جعفر بالجمع على أصله, وقرأ "ميت" بتشديد الياء نافع وحفص وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف ومر بالبقرة. واختلف في "وَلا يُنْقَص" [الآية: 11] فيعقوب بخلف عن رويس بفتح الياء التحتية وضم القاف2 مبنيا للفاعل, وهو ضمير المعمر, وهي رواية رويس من طريق الحمامي والسعيدي, وأبي العلا كلهم عن النخاس عن التمار عنه, وافقه الحسن والمطوعي, والباقون بضم الياء وفتح القاف مبنيا للمفعول والنائب مستتر يعود على المعمر أيضا, وعن المطوعي "من عمره" بسكون الميم هنا خاصة, وأمال "وترى الفلك" وصلا السوسي بخلفه, وعن الحسن "والذين يدعون" بالياء من تحت, ويوقف لحمزة على "ينبئك" بالتسهيل كالواو على مذهب سيبويه, وبالإبدال ياء على مذهب الأخفش وهو المختار عند الآخذين بالرسم, وأما تسهيلها كالياء وهو المعضل وإبدالها واوا فكلاهما لا يصح كما في النشر, وسهل الثانية كالياء وأبدلها واوا مكسورة "من الفقراء" إلى نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس, ونظيره "العلماء إن" وأبدل همز "إن يشأ" ألفا الأصبهاني وأبو جعفر كوقف حمزة, وأمال "تزكى" و"يتزكى" حمزة والكسائي وخلف, وقللهما الأزرق بخلفه, وقرأ "رسلهم" بسكون السين "أبو عمرو", وأظهر ذال "أخذت" ابن كثير وحفص ورويس بخلفه, "وأثبت" الياء في "نكير" وصلا ورش وفي الحالين يعقوب, "ويوقف" لحمزة وهشام بخلفه على "العلمؤا" على رسمه بواو باثني وجها مر بيانها أول الأنعام في أنبوا ما كانوا, وتقدم خلاف الأزرق في ترقيق راء "سرا" كمستقرا, وقرأ "يَدْخُلُونَهَا" بضم الياء وفتح الخاء بالبناء للمفعول أبو عمرو ومر بالنساء, وقرأ "وَلُؤْلُؤًا" بالنصب نافع وعاصم وأبو جعفر, والباقون بالجر وأبدل همزته الساكنة أبو عمرو بخلفه وأبو بكر وأبو جعفر ولم يبدله ورش من طريقيه, ويوقف عليه لحمزة بإبدال الأولى واوا, وأما الثانية فتبدل واوا ساكنة على القياس وتبدل واوا مكسورة على مذهب الأخفش فإذا سكنت للوقف اتحد مع ما قبله, ويجوز الروم فهما وجهان, ويجوز تسهيلها كالياء على مذهب سيبويه فهي ثلاثة, وهشام بخلفه كذلك في الثانية ومر ذلك بالحج. واختلف "نَجْزِي كُل" [الآية: 36] فأبو عمرو بالياء التحتية مضمومة وفتح الزاي3 بالبناء للمفعول و"كل" مرفوع على النيابة, وافقه الحسن واليزيدي, والباقون بنون العظمة مفتوحة وكسر الزاي بالبناء للفاعل ونصب "كل" به, وقرأ "أرأيتم" بتسهيل   1 الباقون: "الرِّياح". [أ] . 2 أي: "يَنْقُصُ..". [أ] . 3 أي: "يُجْزَي". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 463 الثانية نافع وأبو جعفر وللأزرق وجه آخر إبدالها ألفا خالصة مع المد المشبع وحذفها الكسائي. واختلف في "بينات منه" [الآية: 40] فابن كثير وأبو عمرو وحفص وحمزة وخلف بلا ألف على الإفراد1, وافقهم المطوعي وابن محيصن واليزيدي, والباقون بالألف على الجمع, وأمال "أهدى" حمزة والكسائي خلف, وقلله الأزرق بخلفه, وكذا حكم "إحدى الأمم" وقفا, ووافق أبو عمرو والأزرق فيه بوجهيه. واختلف في "ومكر السيء" [الآية: 43] فحمزة بسكون الهمزة وصلا إجراء له مجرى الوقف لتوالي الحركات تخفيفا كبارئكم لأبي عمرو, وافقه الأعمش, وقد أكثر الأستاذ أبو علي في الإستشهاد لها من كلام العرب, ثم قال: فإذا ساغ ما ذكر في هذه القراءة لم يسغ أن يقال لحن. وقال ابن القشيري: ما ثبت بالاستفاضة أو التواتر أنه قرئ به فلا بد من جوازه, ولا يجوز أن يقال لحن ا. هـ. وهي مروية كما في النشر عن أبي عمرو والكسائي قال فيه: وناهيك بإمامي القراءة والنحو أبي عمرو والكسائي, وقرأ الباقون بالهمزة المكسورة ووقف عليها حمزة وهشام بخلفه بإبدالها ياء خالصة وزاد هشام الإشارة إلى الكسرة بالروم بين بين بخلاف حمزة فإنها ساكنة عنده, فلا روم وتقدم حكم همزتي "السيء إلا" قريبا, ووقف على "سنت" الثلاثة بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب, وأما "جاء أجلهم" فسبق نظيره أول الأعراف جاء أجلهم لا يستأخرون. المرسوم في المدني وعن الكوفي "ولؤلؤا" [الآية: 33] بإثبات الألف, وقيل بحذفها في الإمام كمصاحف الأمصار, وكتب في بعض المصاحف العلمؤا أن بواو وألف بعدها مع حذف التي قبلها, واتفقوا على التاء في نعمت الله وسنت في الثلاثة كالأنفال وآخر غافر وعلى بينت منه2. فيها زائدة "نكير" [الآية: 26] .   1 أي: "بَيَّنة ..... ". [أ] . 2 أي: تقدم في سورة الأنفال الصفحة: "296". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 464 سورة يس : وهي قلب القرآن مكية1 قيل إلا قوله تعالى: "وإذا قيل لهم أنفقوا", الآية. وآيها ثمانون وثنتان غير كوفي وثلاث فيه خلافها آية يس كوفي. مشبه الفاصلة موضع رجل يسعى, وعكسه اثنان من العيون فيكون, القراءات أمال الياء من "يس" أبو بكر وحمزة والكسائي وخلف وروح, وهذا هو المشهور عن حمزة وعليه الجمهور, وروى عنه التقليل صاحب العنوان في جماعة, والوجهان في الطيبة وغيرها, واختلف عن نافع فالجمهور عنه على الفتح وقطع له بالتقليل الهذلي وابن بليمة وغيرهما فيدخل فيه الأصبهاني "وسكت" أبو جعفر على ي وس, وأدغم النون في واو "والقرآن" هشام والكسائي ويعقوب وخلف عن نفسه, وأظهرها أبو عمر وقنبل وحمزة وأبو جعفر, واختلف عن نافع والبزي وابن ذكوان وعاصم, ومر تفصيله في الإدغام الصغير، وعن الحسن بكسر النون على أصل التقاء الساكنين، وقرأ والقرآن بالنقل ابن كثير، وقرأ "صراط" بالسين قنبل2 من طريق ابن مجاهد ورويس "وأشم" الصاد زايا خلف عن حمزة. واختلف في "تنزيل" [الآية: 5] فابن عامر وحفص وحمزة والكسائي وخلف بنصب اللام على المصدر بفعل من لفظه، وافقهم الأعمش، وعن الحسن بالجر بدل من القرآن, والباقون بالرفع خبر لمقدر أي: هو أو ذلك أو القرآن تنزيل. وقرأ "سدا" [الآية: 9] معا بفتح السين حفص وحمزة والكسائي وخلف, ومر بالكهف كهمزتي "أَأَنْذَرْتَهُم" أول البقرة مع الوقف عليها لحمزة، وعن الحسن "فَأَغْشَيْنَاهُم" بعين مهملة, وأدغم ذال "إذ جاءها" أبو عمرو وهشام, وأمال "جاء" هشام بخلفه وابن ذكوان وحمزة وخلف وضم الهاء والميم وصلا من "إليهم اثنين" حمزة والكسائي ويعقوب وخلف وكسرهما أبو عمرو وكسر الهاء وضم الميم الباقون أما وقفا فحمزة ويعقوب بضم الهاء, والباقون بالكسر. واختلف في "فَعَزَّزْنَا" [الآية: 14] فأبو بكر بتخفيف الزاي3 من عز غلب فهو   1 انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي: "1/ 25". [أ] . 2 أي: "سراط" [الآية: 4] . [أ] . 3 أي: "فعززنا". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 465 متعد ومفعوله محذوف أي: فغلبنا أهل القرية بثالث, ومنه وعزني في الخطاب, والباقون بتشديدها من عز يعز قوي فهو لازم عدى بالتضعيف ومفعوله أيضا محذوف أي: فقوينا الرسولين هما يحيى وعيسى فيما قاله البيضاوي وصادق وصدوق, وفيما قاله وهب وكعب بثالث وهو شمعون، وعن الحسن "طيركم" بسكون الياء بلا ألف. واختلف في "أَإِنْ ذُكِّرْتُم" [الآية: 19] فأبو جعفر بفتح الهمزة الثانية وتسهيلها وإدخال ألف بينهما على حذف لام العلة أي: لإن ذكرتم علته تطيرتم فتطيرتم هو المعلول, وإن ذكرتم وافقه المطوعي لكنه حقق الهمزة ولم يدخل ألفا, والباقون بهمزتين الأولى للاستفهام والثانية مكسورة همزة إن الشرطية, فقالون وأبو عمرو بالتسهيل مع الفصل وورش وابن كثير ورويس بالتسهيل بلا فصل, والباقون بالتحقيق بلا فصل ولهشام وجه آخر وهو التحقيق مع الفصل كما مر تفصيله. واختلف في "ذُكِّرتم" [الآية: 19] فأبو جعفر بتخفيف الكاف1 أي: طائركم معكم حيث جرى ذكرتم وهو أبلغ, وافقه المطوعي وابن محيصن من المبهج, والباقون بتشديدها وسكن ياء "وَمَا لِيَ لا أَعْبُد" هشام بخلفه وحمزة ويعقوب وخلف, والباقون بالفتح وعليه الجمهور لهشام وهنا نكتة لطيفة نقلها في الأصل, هي أن أبا عمرو بن العلا سئل عن حكمة تسكينه: ما لي لا أرى, بالنمل وفتحه: ما لي لا أعبد, فأجاب بما معناه أن التسكين ضرب من الوقف فلو سكن هنا لكان كالمستأنف بلا أعبد, وفيه ما فيه ولا كذلك موضع النمل, وأما الهمزتان من "أأتخذ" فكأأنذرتهم وأثبت الياء في "إِنْ يُرِدْن" في الحالين أبو جعفر وفتحها وصلا قال في البحر: هي ياء الإضافة المحذوفة خطا ونطقا لالتقاء الساكنين, وأثبتها وقفا يعقوب, والباقون بالحذف في الحالين, وتقدم أن أبا جعفر بفتح ياء تتبعن أفعصيت بطه وصلا, ويقف بالياء ساكنة فهي عنده كيردن هنا, وأثبت الياء في "ينقذون" وصلا ورش وفي الحالين يعقوب وفتح الياء من "إِنِّي إِذًا" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر ومن "إِنِّي آمَنْت" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وأثبت الياء في "فاسمعون" في الحالين يعقوب "وأشم" كسرة "قيل" الضم هشام والكسائي ورويس. واختلف في "إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَة" [الآية: 29] في الموضعين فأبو جعفر برفعهما فيهما على أن كان تامة أي: ما حدثت أو وقعت إلا صيحة وكان الأصل عدم لحوق التاء في كانت نحو: ما قام إلا هند, فلا يجوز ما قامت إلا في الشعر لكن جوزه بعضهم نثرا على قلة, والباقون بالنصب في الموضعين على أنها ناقصة واسمها مضمر أي: إن كانت الأخذة إلا صيحة واحدة صاح بها جبريل عليه السلام, وخرج بالقيد ما ينظرون إلا صيحة واحدة المتفق على نصبه؛ لأنها مفعول ينظرون، وعن الحسن "يا حسرة العباد".   1 أي: "ذُكِرْتم". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 466 بغير تنوين وحذف على على الإضافة وعنه "من القرون أنهم" بالكسر على الاستئناف "ومر" حكم "يستهزؤون" للأزرق وغيره في البقرة وغيرها. وقرأ "لما" [الآية: 32] بتشديد الميم ابن عامر وعاصم وحمزة وابن جماز على أنها بمعنى إلا وأن نافية وكل رفع بالابتداء خبره تاليه وجميع فعيل بمعنى مفعول, ولدينا ظرف له أو لمحضرون، وافقهم الحسن والأعمش، والباقون بتخفيفها1 على أن أن مخففة من الثقيلة, وما مزيدة للتأكيد واللام هي الفارقة أي: إن كل لجميع ووقع في الأصل التعبير بأبي جعفر بدل ابن جماز, ولعله سبق قلم فإن ابن وردان يخفف كالجماعة، وقرأ "الميتة" [الآية: 33] بالتشديد نافع وأبو جعفر، وقرأ "العيون" بكسر العين ابن كثير وابن ذكوان أبو بكر وحمزة والكسائي ومرا بالبقرة، وقرأ "مِنْ ثَمَرِه" بضم المثلثة والميم حمزة والكسائي وخلف ومر موجها بالأنعام2. واختلف في "وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِم" [الآية: 35] فأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف "عَمِلَت" بغير هاء موافقة لمصاحفهم، وافقهم المطوعي، والباقون بالهاء موافقة لمصاحفهم إلا حفصا فخالف مصحفه وما موصولة أو موصوفة أو نافية فإن كانت موصولة, فالعائد محذوف في القراءة الأولى, وكذا إن كانت موصوفة أي: ومن الذي عملته أو شيء عملته فالهاء لما وإن كانت نافية فعلى الأولى لا ضمير, وعلى الثانية الضمير يعود على ثمره. واختلف في "والقمر" [الآية: 39] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وروح بالرفع على الابتداء، وافقهم الحسن واليزيدي، والباقون بالنصب بإضمار فعل على الاشتغال، وقرأ "ذريتهم" [الآية: 41] بالجمع مع كسر التاء3 نافع وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب، والباقون بالتوحيد مع فتح التاء "ومر" بالأعراف ومر إبدال همز "وإن نشأ" ألفا للأصبهاني وأبي جعفر، وعن الحسن "نغرقهم" [الآية: 43] بفتح الغين وتشديد الراء4 ومر آنفا إشمام "قيل" وأمال "متى" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق والدوري عن أبي عمرو كما هو صريح الطيبة, لكن نقل في النشر التقليل عن أبي عمرو من الروايتين عن ابن شريح وغيره وأقره. واختلف في "يخصمون" [الآية: 49] فقالون بخلف عنه وأبو جعفر بفتح الياء وإسكان الخاء وتشديد الصاد 5فيجمع بين ساكنين وتقدم مثله في باب الإدغام وعليه العراقيون قاطبة عن قالون، وقرأ قالون في وجهه الثاني وأبو عمرو في أحد وجهيه باختلاس فتحة الخاء تنبيها على أن أصله السكون مع تشديد الصاد, وهو الذي أجمع عليه المغاربة لأبي عمرو ولم يذكر الداني عنه غيره، وقرأ ورش وابن كثير وقالون في وجهه   1 أي: "لَمَا". [أ] . 2 انظر الصفحة: "260". [أ] . 3 أي: "ذُرِّياتهم". [أ] . 4 أي: "نُغَرِّقُهُم". [أ] . 5 أي: يَخْصَّمُون". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 467 الثالث وأبو عمرو في وجهه الثاني وهشام من طريق الحلواني بفتح الياء وإخلاص فتحة الخاء مع تشديد الصاد, وأصلها عندهم يختصمون أدغمت التاء في الصاد ونقلت فتحتها إلى الخاء الساكنة، وافقهم ابن محيصن والحسن, وهذا الوجه لقالون في تلخيص ابن بليمة وغيره ولأبي عمرو عند العراقيين, وقرأ ابن ذكوان وهشام من طريق الداجوني وأبو بكر بخلف عنه من طريقيه وحفص والكسائي ويعقوب وخلف عن نفسه بفتح الياء وكسر الخاء وتشديد الصاد، وافقهم الأعمش حذفوا حركتها فالتقى ساكنان فكسر أولهما، وقرأ أبو بكر في وجهه الثاني من طريقيه بكسر الياء والخاء معا, وقرأ حمزة بفتح الياء وسكون الخاء وتخفيف الصاد من خصم أي: يخصم بعضهم بعضا فالمفعول محذوف فتلخص لقالون ثلاثة إسكان الخاء مع تشديد الصاد كأبي جعفر واختلاس فتحة الخاء كأبي عمرو, وإتمام حركتها كورش ولأبي عمرو وجهان الاختلاس كقالون والإتمام كورش وابن كثير ولهشام وجهان: فتح الخاء كابن كثير وكسرها كابن ذكوان, ولأبي بكر أيضا وجهان: فتح الياء مع كسر الخاء كحفص وكسر الياء والخاء معا فتحصل ست قراءات، وعن ابن محيصن "أهلهم يرجعون" بالبناء للمفعول وقرأ "مِنْ مَرْقِدَنَا" بالسكت على ألفه حفص بخلف عنه من طريقيه ويبتدئ هذا لئلا يوهم أنه صفة لمرقدنا "وضم" الغين من "شغل" ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وخلف, وسكنها الباقون كما مر في البقرة. واختلف في "فَاكِهُون" [الآية: 55] و"فَاكِهِين" [الآية: 55] هنا [والدخان الآية: 27] و [الطور الآية: 18] و [المطففين الآية: 31] فأبو جعفر بلا ألف بعد الفاء1 فيها كلها صفة مشبهة من فكه بمعنى فرح أو عجب أو تلذذ أو تفكه, وافقه الحسن هنا والدخان, وقرأ حفص كذلك في المطففين, واختلف فيه عن ابن عامر, والباقون بالألف في الجميع اسم فاعل بمعنى أصحاب فاكهة كلابن وتامر ولاحم. واختلف في "ظُلَل" [الآية: 56] فحمزة والكسائي وخلف بضم الظاء وحذف الألف جمع ظلة نحو: غرفة وغرف وحلة وحلل، وافقهم الأعمش, والباقون بكسر الظاء والألف2 جمع ظل كذئب وذئاب أو جمع ظلة كقلة وقلال. وقرأ "مُتَّكِئُون" [الآية: 56] بحذف الهمزة مع ضم الكاف3 أبو جعفر ومر في الهمز المفرد4 ويوقف عليه لحمزة بالتسهيل كالواو وبالحذف كقراءة أبي جعفر وبالإبدال ياء مضمومة على مذهب الأخفش, وأما كالياء وإبدالها واوا مضمومة فكلاهما لا يصح وكذا الوجه الخامل وهو كسر الكاف مع الحذف "وكسر" نون "وأن أعبدوني" وصلا أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب.   1 أي: "فَكِهون". [أ] . 2 أي: "ظِلال". [أ] . 3 أي: "مُتّكون". [أ] . 4 انظر الصفحة: "75". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 468 وقرأ "صِرَاط" [الآية: 70] بالسين قنبل1 بخلفه ورويس واسم الصاد زايا خلف عن حمزة. واختلف في "جِبِلا" [الآية: 62] فنافع وعاصم وأبو جعفر بكسر الجيم والباء وتشديد اللام، وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي ورويس وخلف جبلا بمضمتين وتخفيف اللام2، وافقهم ابن محيصن والحسن والأعمش، وقرأ روح بضمهما وتشديد، والباقون أبو عمرو وابن عامر بضم الجيم وسكون الباء وتخفيف اللام وكلها لغات ومعناها الخلق وضم الهاء من "أيديهم" يعقوب, وأمال "فأنى" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما، وقرأ "مَكَانَتِهِم" بالألف على الجمع3 أبو بكر ومر بالأنعام. واختلف في "ننكسه" [الآية: 68] فعاصم وحمزة بضم الأول وفتح الثاني وتشديد الثالث وكسره مضارع نكس للتكثير تنبيها على تعدد الرد من الشباب إلى الكهولة إلى الشيخوخة إلى الهرم، وافقهما الأعمش، والباقون بفتح الأول وإسكان الثاني وضم الثالث وتخفيفه4 مضارع نكسه كنصره أي: ومن نطل عمره نرده من قوة الشباب ونضارته إلى ضعف الهرم ونحولته, وهو أرذل العمر الذي تختل فيه قواه حتى يعدم الإدراك، وقرأ "أَفَلا تَعْقِلُون" بالخطاب نافع وأبو جعفر ويعقوب واختلف عن ابن عامر, فروى الداجوني عن أصحابه عن هشام من غير طريق الشذائي, وروى الأخفش والصوري من غير طريق زيد كلاهما عن ابن ذكوان كذلك بالخطاب, وروى الحلواني عن هشام والشذائي عن الداجوني وزيد عن الرملي عن الصوري بالغيب وبه قرأ الباقون. واختلف في "لِتُنْذِر" [الآية: 70] هنا و [الأحقاف الآية: 12] فنافع وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب بالخطاب للرسول في الموضعين, وللبزي خلاف في حرف الأحقاف يأتي تفصيله إن شاء الله تعالى، والباقون بالغيب والضمير للقرآن أو النبي، وعن الحسن والمطوعي "ركوبهم" بضم الراء مصدر على حذف مضاف أي: ذو ركوبهم. وأمال "ومشارب" ابن عامر بخلف عنه من روايتيه, وهي رواية جمهور المغاربة عن هشام وكذا الصوري عن ابن ذكوان وفتحه عن الأخفش, وكذا الداجوني عن هشام كالباقين، وقرأ "فلا يحزنك" بضم الياء وكسر الزاي نافع من أحزن. واختلف في "بقادر" [الآية: 81] هنا و [الأحقاف الآية: 33] فرويس "يقدر" بياء تحتية مفتوحة وإسكان القاف بلا ألف وضم الراء فيهما فعلا مضارعا من قدر كضرب ووافقه روح في الأحقاف، والباقون بموحدة مكسورة وفتح القاف وألف بعدها وخفض   1 أي: "سراط". [أ] . 2 أي: "جُبُلا .... ". [أ] . 3 أي: "مكاناتِهم .... ". [أ] . 4 أي: "نَنْكُسُه". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 469 الراء منونة اسم فاعل وبه قرأ روح هنا وخرج بقادر بسورة القيامة المتفق فيه على الألف لرسمه بها في بعض المصاحف بخلاف يس والأحقاف فإنها محذوفة فيهما في الكل, وأمال "بلى" حمزة والكسائي وخلف وشعبة من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم, وقلله الأزرق بخلفه, وكذا أبو عمرو من روايتيه كما في النشر, وإن قصر الخلاف على الدوري من طيبته، وعن الحسن "الخالق" بألف بعد الخاء كعالم اسم فاعل والجمهور بوزن علام بصيغة المبالغة، وقرأ "فيكون" بالنصب ابن عامر والكسائي على جواب لفظ كن؛ لأنه جاء بلفظ الأمر فشبه بالأمر الحقيقي، وقرأ رويس "بيده" باختلاس كسرة الهاء، والباقون بإشباعها، وعن المطوعي "ملكة" بفتح الكاف وحذف الواو على وزن شجرة أي: ضبط كل شيء والقدرة عليه والجمهور ملكوت، وقرأ "ترجعون" بالبناء للفاعل يعقوب ومر بالبقرة. المرسوم في الكوفي عملته بغير هاء, وفي البقية بالهاء فاكهون وفاكهين في الثلاث المتقدمة بألف في بعضها ويحذفها في باقيها كما مر, وكتبوا أن اعبدوني بالياء وفي العراقية, أين ذكرتم بالياء, واتفقوا على كتابة أقصا بالألف, وعلى قطع أن لا تعبدوا الشيطان. ياءات الإضافة ثلاث: "وَمَا لِيَ لا أَعْبُد" [الآية: 22] " إِنِّي إِذًا" [الآية: 24] "إِنِّي آمَنْت" [الآية: 25] الزوائد ثلاث: "يُرِدْنِ الرَّحْمَن" [الآية: 24] "وَلا يُنْقِذُون" [الآية: 23] "فَاسْمَعُون" [الآية: 25] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 470 سورة الصافات : مكية1 وآيها مائة وثمانون وآية بصري, وأبو جعفر واثنان في غيره خلافها أربع من كل جانب غير حمصي دحورا له, وما كانوا يعبدون غير بصري, وإن كانوا ليقولون غير أبي جعفر. مشبه الفاصلة ستة: الملأ الأعلى, أمن خلقنا, ماذا ترى, ما تؤمر وعلى إسحاق الجنة نسبا, وعكسه ثلاثة: للجبين يا إبراهيم كيف تحكمون. القراءات أدغم التاء في الصاد والزاي والذال من "والصافات صفا، فالزاجرات زجرا، فالتاليات ذكرا" أبو عمرو بخلفه وحمزة وكذا يعقوب من المصباح. واختلف في "بِزِينَةٍ الْكَوَاكِب" [الآية: 6] فأبو بكر بزينة منونا ونصب "الْكَوَاكِب" فيحتمل أن تكون الزينة مصدرا والكواكب مفعول به, كقوله تعالى: أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما, والفاعل محذوف أي: بأن زين الله الكواكب في كونها مضيئة حسنة في أنفسها, أو أن الزينة اسم لما يزان به كالليقة اسم لما تلاق به الدواة, فالكواكب حينئذ بدل منها على المحل أو نصب باعني أو بدل من السماء الدنيا بدل اشتمال أي: كواكب السماء, وقرأ حفص وحمزة بتنوين زينة وجر الكواكب على أن المراد بالزينة ما يتزين به, وقطعها عن الإضافة والكواكب عطف بيان أو بدل بعض, ويجوز أن تكون مصدرا, وجعلت الكواكب نفس الزينة مبالغة, وافقهما الحسن والأعمش, والباقون بحذف التنوين على إضافة زينة للكواكب إضافة الأعم إلى الأخص فهي للبيان كثوب خز أو من إضافة المصدر إلى مفعوله أي: بأن زينا الكواكب فيها كما مر أو لا أو إلى فاعله أي: بأن زينتها الكواكب واختلف في "لا يَسْمَعُون" [الآية: 8] فحفص وحمزة والكسائي وخلف بتشديد السين والميم, والأصل يتسمعون فأدغمت التاء, وافقهم الأعمش, والباقون بالتخفيف2 فيهما, وأمال "الأعلى" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه وعن الحسن "خطف" [الآية: 10] بفتح الخاء وتشديد الطاء مكسورة وعنه كسر الخاء أيضا, والأصل اختطف فلما أريد الإدغام أسكنت التاء وقبلها الخاء ساكنة فكسرت الخاء لالتقاء الساكنين, ثم كسرت الطاء تبعا لكسرة الخاء, وبذلك يعلم إشكال قراءته الأولى؛ لأن كسر الطاء إنما كان لكسر الخاء وهو مفقود, وقد وجهت على التوهم مع شذوذه بأنهم لما نقلوا حركة التاء إلى   1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] . 2 أي: "لا يسمعون". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 471 الخاء ففتحت توهموا كسرها للساكنين على ما مر فاتبعوا الطاء لحركة الخاء المتوهمة, واختلف في "عْجِبَت" [الآية: 12] فحمزة والكسائي وخلف بتاء المتكلم المضمومة أي: قل يا محمد بل عجبت أنا أو أن هؤلاء من رأى حالهم يقول عجبت؛ لأن العجب لا يجوز عليه تعالى على الحقيقة؛ لأنه انفعال النفس من أمر عظيم خفي سببه, وإسناده له تعالى في بعض الأحاديث مؤول بصفة تليق بكماله مما يعلمه هو كالضحك والتبشبش ونحوهما, فاستحالة إطلاق ما ذكر عليه تعالى محمولة على تشبيهها بصفات المخلوقين, وحينئذ فلا إشكال في إبقاء التعجب هنا على ظاهره مسندا إليه تعالى على ما يليق به منزها عن صفات المحدثين كما هو طريق السلف الأسلم الأسهل، وافقهم الأعمش، والباقون بفتحها والضمير للرسول -صلى الله عليه وسلم- أي: بل عجبت من قدرة الله تعالى هذه الخلائق العظيمة وهم يسخرون منك مما تريهم من آثار قدرة الله تعالى, أو من إنكارهم البعث مع اعترافهم بالخالق، وقرأ "أَإِذَا مِتْنَا, أَإِنَّا لَمَبْعُوثُون" [الآية: 16] بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني1 نافع والكسائي وأبو جعفر ويعقوب، وقرأ ابن عامر بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني2، والباقون بالاستفهام فيهما وكل من استفهم فهو على أصله, فقالون وأبو عمرو وأبو جعفر بالتسهيل والفصل بالألف وورش وابن كثير ورويس كذلك, لكن بلا فصل، والباقون بالتحقيق بلا فصل غير أن أكثر الطرق عن هشام على الفصل كما مر, وجواب أئذا على الاستفهام محذوف أي: نبعث ويدل عليه لمبعوثون قاله في البحر، وقرأ "متنا" معا بكسر الميم نافع وحفص وحمزة والكسائي وخلف كما مر بآل عمران, واختلف في "أو آباؤنا" هنا والواقعة فقالون وابن عامر وأبو جعفر بإسكان الواو فيهما على أنها العاطفة التي لأحد الشيئين، وقرأ الأصبهاني كذلك فيهما إلا أنه ينقل حركة الهمزة بعدها إلى الواو على قاعدته، والباقون بفتحها فيهما على أن العطف بالواو أعيدت معها همزة الإنكار, وآباؤنا عليهما مبتدأ خبره محذوف أي: مبعوثون لدلالة ما قبله عليه قاله أبو حيان: وتعقب الزمخشري حيث جعله عطفا على محل أن واسمها أو على ضمير مبعوثون، وقرأ "نعم" بكسر العين الكسائي ومر بالأعراف، وقرأ "صراط" [الآية: 23] بالسين قنبل3 بخلفه ورويس وبالإشمام خلف عن حمزة ويوقف لحمزة على "مسئولون" بوجه واحد وهو نقل حركة الهمزة إلى السينو وأما بين بين فضعيف جدا كما في النشر، وقرأ "لا تَنَاصَرُون" بتشديد التاء وصلا البزي بخلفه وأبو جعفر كما مرت موافقته للبزي بالبقرة كرويس في نارا تلظى بالليلو ويشبع المد للساكنين، وقرأ "قيل" بالإشمام هشام والكسائي ورويس وسهل الثانية من "أئنا لتاركوا" مع الفصل قالون وأبو عمرو وأبو جعفرو وبلا فصل رويس وورش وابن كثير، والباقون بالتحقيق بلا فصل ما عدا هشاما من طريق الحلواني من طريق   1 أي: "أئذا ... إنا ... ". [أ] . 2 أي: "إذا ... أإنا .... ". [أ] . 3 أي: "سراط". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 472 ابن عبدان فبالفصل وكذا الحكم في "أئنك لمن، أئفكا" إلا أن ابن بليمة وابن شريح في جماعة ذكروا الفصل فيهما عن هشام من طريق الحلواني بلا خلاف فيهما من السبعة، وعن الحسن "وَصَدَقَ" بتخفيف الدال المرسلون رفعا بالواو فاعلا به، وقرأ "المخلصين" بفتح اللام نافع وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف "وأبدل" همز "بكأس" أبو عمرو بخلفه وأبو جعفر, ولم يبدلها ورش من طريقيه. وأمال "للشاربين" ابن ذكوان من طريق الصوري وفتحها من طريق الأخفش كالباقين. واختلف في "ينزفون" [الآية: 47] هنا و [الواقعة الآية: 19] فحمزة والكسائي وخلف بضم الياء وكسر الزاي في الموضعين من أنزف الرجل ذهب عقله من السكر أو نفد شرابه، وافقهم الأعمش، وقرأ عاصم كذلك في الواقعة فقط للأثر، والباقون بضم الياء وفتح الزاي فيهما من نزف الرجل ثلاثيا مبنيا للمفعول بمعنى سكر وذهب عقله أيضا, أو من قولهم نزفت الركية نزحت ماءها أي: لا تذهب خمورهم بل هي باقية أبدا وبه قرأ عاصم هنا، وقرأ "أئذا متنا، أئنا لمدينون" [الآية: 36] بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني نافع والكسائي ويعقوب، وقرأ ابن عامر وأبو جعفر بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني، والباقون بالاستفهام فيهما والمستفهم على أصله, فقالون أبو عمرو وأبو جعفر بالتسهيل والفصل وورش وابن كثير ورويس بالتسهيل بلا فصل، والباقون بالتحقيق بلا فصل إلا أن أكثر الطرق عن هشام على الفصل، وعن ابن محيصن "مطلعون" بسكون الطاء "فأطلع" بقطع الهمزة مضمومة وسكون الطاء وكسر اللام مبنيا للمفعول, وأما حكم إمالة "فرآه" فسبق قريبا أول فاطر عند فرآه حسنا وأثبت الياء وصلا في "لتردين" ورش وفي الحالين يعقوب "ويوقف" لحمزة على "رءوس" بالتسهيل بين بين وبالحذف وهو الأولى عند الآخذين بالرسم وعلى "مالئون" بثلاثة أوجه التسهيل كالواو والحذف مع ضم اللام وإبدال الهمزة ياء, وغير ذلك لا يصح كما مر قريبا في متكؤون بيس، وقرأ بحذفها مع ضم اللام كالوجه الثاني أبو جعفر وأدغم دال و"لقد ضل" ورش وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف ومر حكم "المخلصين" آنفا وآمال "نادينا" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه, وأدغم ذال "إذ جاء" أبو عمرو وهشام, وتقدم قريبا حكم "أئفكا" واختلف في "يَزِفُّون" [الآية: 94] فحمزة الياء من أزف الظليم وهو ذكر النعام دخل في الزفيف وهو الإسراع فالهمزة ليست للتعدية وافقه الأعمش، والباقون بفتحها من زف الظليم عدا بسرعة وأثبت الياء في "سيهدين" في الحالين يعقوب، وقرأ "يا بني" بفتح الياء حفص ومر بهود "وفتح" ياءي "إِنِّي أَرَى، أَنِّي أَذْبَحُك" نافع وابن كثير وأبو عمر وأبو جعفر. واختلف في "مَاذَا تَرَى" [الآية: 102] فحمزة والكسائي وخلف بضم التاء وكسر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 473 الراء وبعدها ياء1 أي: ماذا تريه من صبرك أو أي شيء الذي ترينه أي: ماذا تحملني عليه من الاعتقاد فالمفعولان محذوفان، وافقهم الأعمش، والباقون بفتح الياء والراء وألف بعدها من رأى اعتقد, أو أمر لا من رأى أبصر ولا علم ويتعدى لواحد فما استفهام ركبت مع ذا مفعوله, أو ما بمعنى أي شيء مبتدأ, وإذا بمعنى الذي خبره وترى صلته والعائد محذوف أي شيء الذي تراه. وأمال فتحة الراء أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه، وقلله الأزرق، وقرأ "يَا أَبَت" [الآية: 102] بفتح التاء ابن عامر وأبو جعفر ومر بيوسف, ووقف عليه بالهاء2 ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب وفتح ياء "ستجدني إن" نافع وأبو جعفر، وعن الحسن والمطوعي "أسلما" بحذف الألف الأولى وتشديد اللام3 أي: فوضا, وأدغم دال "وقد صدقت" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف, وأمال "الرؤيا" الكسائي فقط، وقلله أبو عمرو والأزرق بخلفهما، وقرأ أبو جعفر بقلب همزة ياء وإدغامها في الياء بعدها "وأبدل" همزة واوا ساكنة الأصبهاني وأبو عمرو بخلفه كوقف حمزة على القياسي وعلى الرسمي بالقلب والإدغام كقراءة أبي جعفر, ونقل جوازه في النشر عن الهذلي وغيره, ثم رجح الإظهار, وأما الحذف فضعيف "ويوقف" له كهشام بخلفه على "لهو البلؤا" ونحوه مما رسم بالواو باثني عشر وجها بينت أول الأنعام، وقرأ "نبيئا" بالهمز نافع وضم الهاء من "عليهما" يعقوب. واختلف في "وَإِنَّ إِلْيَاس" [الآية: 123] فابن عامر بخلاف عنه بوصل همزة إلياس فيصير اللفظ بلام ساكنة بعد إن ويبتدئ بهمزة مفتوحة, وافقه ابن محيصن من المفردة والحسن، والباقون بقطع الهمزة مكسورة بدأ ووصلا, وبه قرأ ابن عامر في وجهه الثاني وروى الوجهين الكارزيني عن المطوعي عن محمد بن القاسم عن ابن ذكوان وذكرهما في الشاطبية له كذلك, وكذا رواه أبو الفضل الرازي عن ابن عامر بكماله وأكثرهم على استثناء الحلواني فقط عن هشام, وأطلق الخلاف عن هشام وابن ذكوان في الطيبة, قال في النشر: وبهما أي: الوصل والقطع آخذ في رواية ابن عامر اعتمادا على نقل الثقات واستنادا إلى وجهه في العربية, وثبوته بالنص ا. هـ. ووجه القراءتين أن إلياس اسم أعجمي سرياني تلاعبت به العرب فقطعت همزته تارة ووصلتها أخرى, والأكثر على وجه الوصل أن أصله ياس دخلت عليه أل المعرفة كما دخلت على اليسع, ويبنى على الخلاف حكم الابتداء فعلى الأول يبتدأ بهمزة مكسورة وعلى الثاني بهمزة مفتوحة وهو الصواب كما في النشر, قال: لأن وصل همزة القطع لا يجوز إلا ضرورة ولنصبهم على الفتح دون غيره, واختلف في نصب "اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبّ" [الآية: 126] فحفص وحمزة والكسائي ويعقوب   1 أي: "ماذا تُرِي". [أ] . 2 أي: "أَبَتَه". [أ] . 3 أي: "سَلَّما" [الآية: 103] . [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 474 وخلف بنصب الأسماء الثلاثة فالأول بدل من أحسن وربكم نعته ورب عطف عليه، وافقهم الأعمش، والباقون برفع الثلاثة على أن الجلالة الكريمة مبتدأ وربكم خبره ورب عطف عليه أو خبر هو, ومر ذكر "المخلصين" في السورة. واختلف في "إِلْ يَاسِين" [الآية: 130] فنافع وابن عامر ويعقوب بفتح الهمزة وكسر اللام وألف بينهما وفصلها عما بعدها فأضافوا آل إلى ياسين فيجوز قطعها وقفا والمراد ولد ياسين وأصحابه، والباقون بكسر الهمزة وسكون اللام بعدها ووصلها بما بعدها كلمة واحدة في الحالين جمع الياس المتقدم باعتبار أصحابه كالمهالبة في المهلب وبنيه, أو على جعله اسما للنبي المذكور -صلى الله عليه وسلم- وهي لغة كطور سيناء وسينين، وهي حينئذ كلمة واحدة وإن انفصلت رسما فلا يجوز قطع أحديهما عن الأخرى, ويمتنع اتباع الرسم فيها وقفا ولم يقع لها نظير. واختلف في "أَصْطَفَى" [الآية: 153] فالأصبهاني عن ورش وأبو جعفر بوصل الهمزة في الوصل على حذف همزة الاستفهام للعلم بها, والابتداء في هذه القراءة بهمزة مكسورة، والباقون بهمزة مفتوحة في الحالين على الاستفهام الإنكاري، وأماله وقفا حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه, وقرأ "تَذَكَّرُون" بتخفيف الذال حفص وحمزة والكسائي وخلف, ووقف على "صال الجحيم" بالياء يعقوب, وعن الحسن صال بضم اللام بلا واو وعنه بالواو, ومر حكم "المخلصين" وأدغم دال "ولقد سبقت" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف. المرسوم اتفقوا على حذف ألف يهرعون وعلى كتابة إيتا بالياء, وفي العراقية أيفكا بالياء, واتفقوا على كتابة لهو البلؤا بواو وألف بعدها, وعلى كتابة آل ياسين بقطع اللام من الياء, واتفقوا على قطع أم عن من في أم من خلقنا. ياءات الإضافة ثلاث: "إِنِّي أَرَى" [الآية: 102] "أَنِّي أَذْبَحُك" [الآية: 102] "سَتَجِدُنِي إِن" [الآية: 102] وزائدتان: "سَيَهْدِين" [الآية: 99] "لَتُرْدِين" [الآية: 56] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 475 سورة ص : مكية وآيها ثمانون وخمس للجحدري وست حرمي وشامي وأيوب, وثمان كوفي خلافها خمس آيات ذي الذكر كوفي وغواص غير بصري نبأ عظيم غير حمصي والحق أقول كوفي وحمصي وأيوب. مشبه الفاصلة أربعة: من ذكرى وقوم نوح وعاد وقوم لوط لداوود سليمان. القراءات سكت على "ص" أبو جعفر، وعن الحسن صاد بكسر الدال لالتقاء الساكنين، وقرأ "القرآن" بالنقل ابن كثير, ووقف على "لات" بالهاء الكسائي على أصله في تاء التأنيث، والباقون بالتاء للرسم. واتفقوا على كسر النون في "أَنِ امْشُوا" [الآية: 6] لعدم لزوم الضمة إذ الأصل امشيوا, "وسهل" الثانية كالواو من "ءأنزل عليه" [الآية: 8] مع الفصل بالألف قالون وأبو عمرو بخلف عنهما في الفصل وأبو جعفر, وبلا فصل ورش وابن كثير ورويس, واختلف عن هشام على ثلاثة أوجه: الأول التحقيق مع المد من طريق الجمال عن الحلواني وأحد وجهي التيسير, وبه قرأ مؤلفه على فارس يعني من طريق ابن عبدان عن الحلواني, الثاني التسهيل مع المد, وهو الثاني في التيسير وعليه جمهور المغاربة, الثالث التحقيق مع القصر وعليه الجمهور, وبه قرأ الباقون, والثلاثة في الشاطبية كالطيبة, ونظيره أءلقي بالقمر, وأثبت الياء في "عذاب أم" و"عقاب وما" يعقوب، وقرأ "ليكة" بلام مفتوحة بلا ألف وصل قبلها ولا همز بعدها مع فتح التاء غير منصرف نافع وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر، والباقون الأيكة بلام التعريف كما تقدم مبينا بالشعراء2, وسهل الأولى من هؤلاء إلا قالون والبزي, وسهل الثانية ورش وأبو جعفر ورويس بخلفه وللأزرق وجه ثان إبدالها من جنس ما قبلها ياء ساكنة مع المد للساكنين, والوجهان لقنبل وله ثالث إسقاط الأولى وبه قرأ أبو عمرو ورويس في وجهه الثاني، والباقون بالتحقيق واختلف في "فَوَاق" [الآية: 15] فحمزة والكسائي وخلف بضم الفاء, وهي لغة تميم وأسد وقيس وافقهم الأعمش، والباقون بفتحها لغة الحجاز وهو الزمان بين حلبتي الحالب ورضعتي الراضع "ورقق" الأزرق راء "والْإِشْرَاق" [الآية: 18] بخلفه من أجل كسر حرف الاستعلاء "وغلظ"   1 انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي: "1/ 25". [أ] . 2 انظر الصفحة: "420". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 476 الأزرق لام "فصل" وصلا واختلف عنه وقفا والأرجح التغليظ, ويوقف على "نبؤا" على رسمه بالواو لحمزة وهشام بخلفه بإبدال الهمزة ألفا لانفتاح ما قبلها على القياس وبتخفيفها بحركة نفسها فتبدل واوا مضمومة, ثم تسكن للوقف ويتحد معه وجه اتباع الرسم, ويجوز الروم والإشمام فهذه أربعة والخامس تسهيلها كالواو "وأدغم" ذال إذ في التاء من "إذ تسوروا" وفي الدار من "إذ دخلوا" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف, لكن اختلف عن ابن ذكوان في إذ دخلوا فأدغمها من طريق الأخفش وأظهرها من طريق الصوري، وأمال "المحراب" ابن ذكوان من طريق النقاش عن الأخفش عنه وفتحها عنه الصوري وابن الأخرم عن الأخفش, ورقق الراء الأزرق، وعن الحسن "ولا تشاطط" بضم التاء وألف من المفاعلة, والجمهور بغير ألف وسكون الشين والشطط مجاوزة الحد، وقرأ "الصِّرَاط" [الآية: 22] بالسين قنبل1 من طريق ابن مجاهد ورويس وأشم الصاد زايا حمزة بخلف عن خلاد والإشمام له في الروضة لأبي علي وعليه جمهور العراقيين، وعن الحسن "تسع وتسعون" بفتح التاء وهي لغة "وفتح" ياء الإضافة من "ولي نعجة" هشام بخلفه وحفص, والوجهان صحيحان عن هشام كما في النشر, وأدغم دال "لقد ظلمك" ورش وأبو عمرو وابن عامر بخلف عن هشام وحمزة والكسائي وخلف والإدغام لهشام في المستنير وغيره وفاقا لجمهور العراقيين وبعض المغاربة, والإظهار له في الشاطبية كأصلها وفاقا لجمهور المغاربة وكثير من العراقيين وهو في المبهج وغيره عنه من طريقيه، "وعن" الشنبوذي "فتناه" بتخفيف النون فالألف ضمير الخصمين واختلف في "ليدبروا" فأبو جعفر بالتاء من فوق وتخفيف الدال على حذف إحدى التاءين على الخلاف فيها أهي تاء المضارعة أم التالية لها والأصل لتتدبروا، والباقون بياء الغيب وتشديد الدال, والأصل ليتدبروا أدغمت التاء في الدال "وفتح" ياء "إني أحببت" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر. وقرأ "بالسؤق" [الآية: 33] بهمزة ساكنة بدل الواو قنبل وعنه أيضا زيادة واو ساكنة بعد الهمزة المضمومة, وتقدم ما فيه بالنمل2 وفتح ياء "بعدي إنك" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر، وقرأ "الريح" [الآية: 36] بالجمع3 أبو جعفر وسكن ياء "مسني" حمزة واختلف في "بنصب" فأبو جعفر بضم النون والصاد، وقرأ يعقوب بفتحهما، وافقه الحسن، والباقون بضم النون وإسكان الصاد وكلها بمعنى واحد وهو التعب والمشقة، وقرأ بكسر تنوين "عذاب اركض" أبو عمرو وقنبل وابن ذكوان بخلفهما وعاصم وحمزة وصلا, وأجمعوا على ضم الهمزة في الابتداء, واختلف في "وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيم" [الآية: 45] فابن كثير "عبدنا" بغير ألف على التوحيد والمراد الجنس أو الخليل وإبراهيم بدل أو   1 أي: "صراط". [أ] . 2 انظر الصفحة: "426". [أ] . 3 أي: "الرياح". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 477 عطف بيان، وافقه ابن محيصن، والباقون بالجمع على إرادة الثلاثة وإبراهيم وما عطف عليه بدل أو بيان، وعن المطوعي "أولي الأيد" بغير ياء في الحالين اجتزاء عنها بالكسرة واختلف في "خَالِصَةٍ ذِكْرَى" [الآية: 46] فنافع والحلواني عن هشام وأبو جعفر بغير تنوين مضافا للبيان؛ لأن الخالصة تكون ذكرى وغير ذكرى كما في بشهاب قبس, ويجوز أن تكون مصدرا كالعاقبة بمعنى الإخلاص وأضيف لفاعله أي: بأن خلصت لهم ذكرى الدار الآخرة أو لمفعوله والفاعل محذوف أي: بأن أخلصوا ذكرى الدار وتناسوا ذكرى الدنيا، والباقون بالتنوين وعدم الإضافة وذكرى بدل فهو جر أي: خصصناهم بذكر معادهم أو بأن يثني عليهم في الدنيا وعلى جعل خالصة مصدرا يكون ذكرى منصوبا به أو خبرا لمحذوف أو منصوبا بأعني, وبذلك قرأ الداجوني عن هشام, وأمال "ذكرى الدار" وصلا السوسي بخلفه, وأمال "الدار" و"الأخبار" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي، وقللهما الأزرق، وقرأ "واليسع" بتشديد اللام المفتوحة وإسكان الياء بعدها حمزة والكسائي وخلف، وافقهم الأعمش، والباقون بتخفيفها وفتح الياء ومر بالأنعام، وقرأ "متكين" بحذف الهمزة أبو جعفر ووقف عليه حمزة كذلك وبالتسهيل كالياء واختلف في "هذا ما توعدون" هنا وق فابن كثير بالياء من تحت فيهما على الغيب، وافقه ابن محيصن، وقرأ أبو عمرو بالغيب هنا فقط، وافقه اليزيدي، والباقون بالخطاب فيهما وبه قرأ عمرو وفي ق، وافقه اليزيدي, واختلف فيه "غساق" هنا, وفي النبأ فحفص وحمزة والكسائي وخلف بتشديد السين فيهما صفة كالضراب مبالغة؛ لأن فعالا في الصفات أغلب منه في الأسماء فموصوفه محذوف، وافقهم الأعمش، والباقون بالتخفيف فيهما اسم لا صفة؛ لأن فعالا مخففا في الأسماء كالعذاب أغلب منه في الصفات وهو الزمهرير أو صديد أهل النار أو القيح يسيل منهم فيسقونه، وعن الحسن عذاب لا يعلمه إلا الله تعالى إذ الناس أخفوا لله طاعة فأخفى لهم ثوابا في قوله تعالى: فلا تعلم نفس ما أخفي, إلخ وأخفوا معصية فأخفى لهم عقوبة. واختلف في "وَآخَر" [الآية: 58] فأبو عمرو ويعقوب بضم الهمزة مقصورة1 جمع أخرى كالكبرى, والكبر لا ينصرف للعدل عن قياسه والوصف وهو مبتدأ ومن شكله في موضع الصفة, وأزواج بمعنى أجناس خبرا وصفة والخبر محذوف أي: لهم أو أزواج مبتدأ ومن شكله خبره والجملة خبر آخر، وافقهما اليزيدي، والباقون بالفتح والمد على الإفراد لا ينصرف أيضا للوزن الغالب والصفة. وأمال "من الأشرار" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والكسائي وخلف عن نفسه، وقلله الأزرق وأما حمزة فعنه الإمالة الكبرى والصغرى من روايتيه وعنه الفتح من رواية خلاد ومر تفصيله في باب الإمالة كآل عمران. واختلف في "أَتَّخَذْنَاهُم" [الآية: 63] فأبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب   1 أي: "وآخر". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 478 وخلف بوصل الهمزة بما قبلها ويبتدأ لهم بكسر همزة على الخبر, وتكون الجملة في محل نصب صفة ثانية لرجالا وأم منقطعة أي: بل أزاغت كقولك إنها لا بل أم شاء أي: بل شاء، وافقهم الأعمش واليزيدي، والباقون بقطع الهمزة مفتوحة وصلا وابتداء على الاستفهام وأم متصلة لتقدم الهمزة، وقرأ "سُخْرِيًّا" بضم السين نافع وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف، والباقون بكسرها وسبق مبينا بالمؤمنين, ومر اتفاقهم على عدم إمالة "زاغت" "وحكم" الوقف لحمزة وهشام على "نبؤ عظيم" تقدم في نبؤ الخصم أول السورة وفتح ياء "ما كان لي من" حفص. واختلف في "ألا إنَّمَا أَنَا" [الآية: 70] فأبو جعفر بكسر الهمزة من "إنما" على الحكاية أي: ما يوحى إلى إلا هذه الجملة، والباقون بفتحها على أنها وما في حيزها نائب الفاعل أي: ما يوحى إلى إلا الإنذار أي: إلا كوني نذيرا مبينا ويحتمل أن يكون نصب أو جر بعد إسقاط لام العلة ونائب الفاعل حينئذ الجار والمجرور أي: ما يوحى إلي إلا للإنذار، وعن ابن محيصن "بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْت" بوصل الهمزة على الخبر أو حذفت همزة الاستفهام لدلالة أم عليها, والجمهور بالقطع والفتح في الحالين استفهام إنكار وتوبيخ فأم متصلة عادلت الهمزة، وافقهم ابن محيصن من المفردة ويبتدئ على القراءة الأولى بالكسر وفتح ياء "لَعْنَتِي إِلَى" نافع وأبو جعفر. وقرأ "الْمُخْلَصِين" [الآية: 83] بفتح اللام نافع وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف ومر بيوسف. واختلف في "قَالَ فَالْحَق" [الآية: 84] فعاصم وحمزة وخلف بالرفع على الابتداء ولأملأن خبره أو مني أو قسمي أو يميني أو على الخبرية أي: أنا الحق أو قولي الحق، وعن المطوعي رفعهما فالأول على ما مر والثاني بالابتداء وخبره الجملة بعده على غير التقدير الأول, وقولي أو نحوه عليه وحذف العائد على الأول كقراءة ابن عامر وكل وعد الله الحسنى، والباقون بنصبهما فالأول إما مفعول مطلق أي: أحق الحق أو مقسم به حذف منه حرف القسم فانتصب, ولأملأن جواب القسم ويكون قوله والحق أقول معترضا أو على الإغراء أي: الزموا الحق والثاني منصوب بأقول بعده وسهل الهمزة الثانية من "لأملأن" الأصبهاني ويوقف عليه لحمزة بتخفيف الأولى وتسهيلها مع تسهيل الثانية. المرسوم كتبوا أولي الأيدي بالياء وفي مصحف عثمان الخاص كما قال أبو عبيدة ولا تحين التاء متصلة بحين وباقي الرسوم بالفصل بل أنكر الأول, واتفقوا على كتابة نبؤا عظيم بواو وألف وكذا نبؤا الخصم في بعض المصاحف. ياءات الإضافة ست: "وَلِيَ نَعْجَة" [الآية: 23] "إِنِّي أَحْبَبْت" [الآية: 35] "بَعْدِي إِنَّك" [الآية: 35] "لَعْنَتِي إِلَى" [الآية: 78] "لِي مِن" [الآية: 69] "مَسَّنِيَ الشَّيْطَان" [الآية: 41] وزائدتان: "عقاب" [الآية: 14] "وعذاب" [الآية: 8] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 479 سورة الزمر : مكية1 قيل إلا الله الذي نزل, وقيل يا عبادي الذين, وآيها سبعون وثنتان حجازي وبصري وثلاث شامي وخمس كوفي خلافها سبع فيه يختلفون تركها كوفي وعدله ديني وفما له من هاد الثاني وفسوف تعلمون مخلصا له الدين الثاني كوفي ودمشقي فبشر عباد تركها مكي ومدني أول وعدا تجري من تحتها الأنهار. مشبه الفاصلة خمس: الدين الخالص, بما كنتم تعملون, كلمة العذاب, متشاكسون حين. وعكسه موضع له الدين الأولى. القراءات أمال "زلفى" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو, وكذا "لاصطفى" لغير أبي عمرو فإنه يفتحها مع الباقين. وقرأ في "بُطُونِ إِمَّهَاتِكُم" [الآية: 6] بكسر الهمزة والكسائي وزاد حمزة كسر الميم وهذا في الدرج أما في الابتداء فلا خلاف في ضم الهمزة وفتح الميم كما مر بالنساء, وأمال "فإني" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والتقليل الأزرق والدوري عن أبي عمرو وكذا "يرضى" غير الدوري المذكور فإنه بفتحها، وقرأ "يَرْضَه" [الآية: 7] باختلاس ضمة الهاء نافع وحفص وحمزة ويعقوب, واختلف فيه عن ابن ذكوان وابن وردان والثاني لهما الإشباع، وقرأ السوسي بسكون الهاء, واختلف فيه أعني الإسكان عن الدوري وهشام وأبي بكر وابن جماز والثاني للدوري وابن جماز الإشباع والثاني لهشام وأبي بكر الاختلاس، والباقون وهم ابن كثير والكسائي وخلف عن نفسه بالإشباع فتلخص لنافع وحفص وحمزة ويعقوب الاختلاس فقط, ولابن كثير والكسائي وخلف الإشباع فقط, وللسوسي الإسكان فقط, وللدوري وابن جماز الإسكان والإشباع, ولهشام وأبي بكر الإسكان والاختلاس, ولابن ذكوان وابن وردان الاختلاس والإشباع, ومر الخلف للأزرق في ترقيق "وزر" والوجهان له في جامع القرآن، وقرأ "لِيُضِلَّ عَن" [الآية: 8] بفتح الياء ابن كثير وأبو عمرو ورويس بخلف واختلف في "أَمَّنْ هُو" [الآية: 9] فنافع وابن كثير وحمزة بتخفيف الميم2 على أنها موصولة دخلت عليها همزة الاستفهام التقريري ويقدر معادل دل عليه هل يستوي أي: أمن هو قانت إلخ كمن جعل الله أندادا، وافقهم الأعمش.   1 انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي: "1/ 25"، 2/ 1270". [أ] . 2 أي: "أَمَنْ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 480 والباقون بالتشديد فهي أم المتصلة دخلت على من الموصولة أيضا, والمعادل محذوف قبلها أي: هذا الكافر خير أم الذي هو قانت, لكن تعقبه أبو حيان بأن حذف المعادل الأول يحتاج إلى سماع, ولذا قيل إنها منقطعة, والتقدير بل أم من هو قانت كغيره, واتفقوا على حذف الياء من "يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا" [الآية: 10] إلا ما انفرد به أبو العلاء عن رويس من إثباتها وقفا فخالف سائر الناس كما مر في المرسوم وفتح ياء "إِنِّي أُمِرْت" [الآية: 11] نافع وأبو جعفر و"إِنِّي أَخَاف" [الآية: 13] نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر, وأما "يَا عِبَادِ فَاتَّقُون" فأثبت الياء في الحالين من فاتقون يعقوب بكماله, واختلف عن رويس في يا عباد فجمهور العراقيين على إثباتها عنه كذلك والآخرون على الحذف وهو القياس, فإنه قاعدة الاسم المنادى, وأثبت ياء "فَبَشِّرْ عِبَاد" وصلا مفتوحة السوسي بخلف, واختلف المثبتون عنه في الوقف فأثبتها عنه الجمهور منهم فيه وحذفها آخرون, أما من حذفها وصلا فيحذفها وقفا قطعا فتحصل للسوسي ثلاثة أوجه: الإثبات في الحالين والحذف فيهما, والإثبات وصلا مفتوحة لا وقفا, والثلاثة في الطيبة, ووقف عليها يعقوب بالياء على أصله، والباقون بالحذف في الحالين، وقرأ أبو جعفر "لكن" بتشديد النون فالذين بعده موضعه نصب كما مر بآل عمران, ووقف على "من هاد" بالياء ابن كثير، وقرأ "قيل" بالإشمام هشام والكسائي ورويس, وأدغم دال "ولقد ضربنا" ورش وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف، وقرأ ابن كثير "قرانا" بالنقل واختلف في "وَرَجُلًا سَلَمًا" [الآية: 29] فابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بالألف وكسر اللام1 اسم فاعل أي: خالصا من الشركة، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن، والباقون بفتح السين واللام بلا ألف مصدر وصف به مبالغة في الخلوص من الشركة وعن ابن محيصن والحسن "إنك مائت, وإنهم مائتون" بألف بعد الميم وبعدهما همزة مكسورة فيهما, وأدغم ذال "إذ جاءه" أبو عمرو وهشام, واختلف في "بِكَافٍ عَبْدَه" [الآية: 36] فحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف "عِبَادِه" بألف على الجمع على إرادة الأنبياء والمطيعين من المؤمنين، وافقهم الأعمش، والباقون بغير ألف أي: كافيك يا محمد أمر الكفار فالمفعول الثاني فيهما محذوف, ووقف ابن كثير على من "هاد" بالياء، وقرأ "قل أفرأيتم" بتسهيل الثانية قالون وورش, وللأزرق عنه أيضا إبدالها ألفا خالصة مع إشباع المد للساكنين وحذفها الكسائي كما مر بالأنعام وغيرها "وسكن" ياء "إن أرادني الله" حمزة, واختلف في "كاشفات ضره" [الآية: 38] و"مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِه" [الآية: 38] فأبو عمرو ويعقوب بتنوين "كاشفات، وممسكات" ونصب "ضره، ورحمته" اسم فاعل بشرطه فيعمل عمل فعله ويتعدى لواحد لنفسه وإلى آخر بعن أي: عني، وافقهم اليزيدي والحسن وابن محيصن من المفردة، والباقون بغير تنوين فيهما وجر ضره ورحمته على الإضافة اللفظية, وعن ابن محيصن من المبهج تسكين ياء   1 أي: "سالما". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 481 "حَسْبِيَ اللَّه"، وقرأ "مكاناتكم" بالجمع أبو بكر, واختلف في "قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْت" [الآية: 42] فحمزة والكسائي وخلف بضم القاف وكسر الضاد وفتح الياء1 مبنيا للمفعول و"الموت" بالرفع نائب الفاعل، وافقهم الأعمش، والباقون بفتح القاف والضاد مبنيا للفاعل والموت بالنصب مفعوله, وللأزرق فيه الفتح والتقليل، وقرأ "ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُون" [الآية: 44] بالبناء للفاعل يعقوب ويوقف لحمزة على "اشمأزت" بالتسهيل بين بين فقط, وحكى إبدالها ألفا وحذفها وهما ضعيفان وفتح "يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا" نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر وسكنها الباقون، وقرأ "لا تَقْنَطُوا" [الآية: 53] بكسر النون أبو عمرو والكسائي ويعقوب وخلف, والباقون بفتحها ومر بالحجر. واختلف في "يَا حَسْرَتَى" [الآية: 56] فأبو جعفر بألف بعد التاء وياء بعدها مفتوحة2 من رواية ابن جماز, واختلف عن ابن وردان في إسكان الياء وفتحها وكلاهما صحيح عنه كما في النشر جمعا بين العوض والمعوض عنه, أو أنه تثنية حسرة مضاف لياء المتكلم وعورض بأنه كان ينبغي أن يقال حسرتي بإدغام ياء النصب في باء الإضافة, ويجوز أن يكون راعى لغة من يقول رأيت الزيدان، وعن الحسن يا حسرتي بكسر التاء وياء بعدها، والباقون بالتاء المفتوحة وبعدها ألف بدل من ياء الإضافة, ووقف عليها بهاء السكت بعد الألف رويس بخلفه, وأمالها حمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما "ترى العذاب" وصلا السوسي بخلفه. وأمال "بلى" شعبة بخلفه وحمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو, وصححهما عنه في النشر وإن قصر في طيبته الخلاف على الدوري "وأدغم" دال "قد جاءتك" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف، وعن الحسن "قَدْ جَاءَتْك" بوزن جعتك فيحتمل أن يكون قصرا كقراءة قنبل أن راه. وأمال "ترى الذين" وصلا السوسي بخلفه، وقرأ "وَيُنَجِّي اللَّه" بتخفيف الجيم مع سكون النون روح وحده كما مر بالأنعام3 [الآية: 205] . واختلف في "بِمَفَازَتِهِم" [الآية: 61] فأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بالألف على الجمع4، وافقهم الأعمش، والباقون بغير ألف على التوحيد. واختلف في "تَأْمُرُونِّي" [الآية: 64] فنافع وأبو جعفر بنون خفيفة على حذف إحدى النونين5 والمختار مذهب سيبويه أنها نون الرفع, وقيل نون الوقاية وكلاهما فتح الياء، وقرأ ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان بنونين خفيفتين مفتوحة فمكسورة على الأصل6 وهو الذي عليه أكثر الرواة عن ابن ذكوان من طريقيه ورواه ابن شاذان عن زيد.   1أي: "قُضِي". [أ] . 2 أي: "يا حسرتاي". [أ] . 3 انظر الصفحة: "260". [أ] . 4 أي: "بمفازاتهم". [أ] . 5 أي: "تأمروني". [أ] . 6 أي: "تأمرونني". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 482 عن الرملي عن الصوري عن ابن ذكوان بنون واحدة مخففة كنافع, وكذا رواه ابن هارون عن الأخفش, وتقدم لابن عامر سكون الياء، والباقون بنون مشددة أدغمت نون الرفع في نون الوقاية وفتح الياء منهم ابن كثير، وعن المطوعي "حَقَّ قَدْرِه" بفتح الدال من التقدير، وعن الحسن "قبضته" بالنصب على الظرفية بتقدير في, وتقدم عنه "الصور" بفتح الواو. وقرأ بإشمام "جيء" و"سيق" و"قيل" هشام والكسائي ورويس، وافقهم ابن ذكوان في سيق "ويوقف" لحمزة وهشام بخلقه على جيء ونحوه كسيء بالنقل على القياس, ثم تسكن الياء بالإدغام أيضا إجراء للأصلي مجرى الزائد، وقرأ "بالنبيين" بالهمز نافع1. واختلف في "فتحت" [الآية: 71، 73] معا هنا وفي [النبأ الآية: 19] فعاصم وحمزة والكسائي وخلف بتخفيف التاء في الثلاثة، وافقهم الأعمش، والباقون بالتشديد2 على التكثير, ومر قريبا إمالة "بلى". وأمال "وترى الملائكة" وصلا السوسي بخلفه. المرسوم في بعض المصاحف بكاف عباده بإثبات ألف عباده وفي الشامي تأمرونني بنونين, وفي مصاحف الأندلسيين وجايء بالنبيين بزيادة ألف بين الجيم والياء واعتمادهم فيها على المصحف المدني العام, واتفقوا على الياء في: أفمن يتقي وإن الله هداني, وعلى كتابة يحسرتي بياء بدل الألف, وكتب أمن هو بميم واحدة, واختلفوا في قطع فيما في الموضعين فيما هم فيه وفيما كانوا فيه. ياءات الإضافة ست: "إِنِّي أَخَاف" [الآية: 13] "إِنِّي أُمِرْت" [الآية: 11] "عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا" [الآية: 53] "تَأْمُرُونِّي أَعْبُد" [الآية: 64] "أَرَادَنِيَ اللَّه" [الآية: 38] "حسبي الله" [الآية: 38] عن ابن محيصن كما مر. الزوائد ثلاث: "يَا عِبَادِ فَاتَّقُون" [الآية: 16] "فَبَشِّرْ عِبَاد" [الآية: 17] .   1 أي: "النبيئين". [أ] . 2 أي: "فُتِّحت". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 483 سورة المؤمن 1: مكية2 وآيها ثمانون وثنتان بصري وأربع حجازي وحمصي وخمس كوفي وست دمشقي, خلافها تسع حم كوفي وترك كاظمين يوم التلاق تركها دمشق وعد بارزون إسرائيل الكتاب غير مدني أخير وبصري الأعمى والبصير دمشقي ومدني أخير يسحبون كوفي ومدني أخير في الحميم مكي ومدني أول كنتم تشركون كوفي ودمشقي. "مشبه الفاصلة" ثمانية: شديد العقاب, له الدين, معا لدى الحناجر, من حميم ولا شفيع, وهامان وقارون مدبرين يتحاجون في النار والسلاسل وعكسه موضعان يطاع يقول الإشهاد. القراءات أمال الحاء من "حم" في السور السبع ابن ذكوان وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق واختلف عن أبي عمرو فقللها عنه صاحب التيسير والشاطبية وسائر المغاربة, وفتحها عنه صاحب المبهج والمستنير وسائر العراقيين والوجهان في الطيبة, وسكت أبو جعفر على الحاء والميم في كلها, وأظهر ذال "فَأَخَذْتُهُم" وابن كثير وحفص ورويس بخلفه, وأثبت الياء في "عقاب" [الآية: 5] في الحالين يعقوب3، وقرأ "كَلِمَات" [الآية: 6] بالتوحيد4 ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف ومر بالأنعام، وقرأ "وقهم" في الموضعين بضم الهاء رويس بخلفه كما مر في الفاتحة وحكم الميم مع الهاء في الثاني وهو وقهم السيآت وصلا وقع التنبيه عليه غير مرة, وأدغم ذال "إذ تدعون" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف، وقرأ "وَيُنَزِّل" [الآية: 13] بالتخفيف ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب5، وعن الحسن "لينذر" بالتاء الفوقانية, وأثبت الياء في "التلاق" و"التناد" وصلا فقط ورش وابن وردان وفي الحالين ابن كثير ويعقوب, وأما ذكر الخلاف فيهما لقالون الذي أثبته في التيسير وتبعه الشاطبي فتقدم أنه انفرادة لفارس من قراءته على عبد الباقي, قال في النشر: ولا أعلمه يعني الخلاف عن قالون ورد من طريق من الطرق عن أبي نشيط ولا عن الحلواني, وأطال في بيان ذلك, ولذا حكاه في طيبته بصيغة التمريض فقال: وقيل الخلف "بر" وأمال "لا يخفى" حمزة والكسائي   1 واسمها في المصاحف الحديثة الطبع "غافر". [أ] . 2 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] . 3 أي: في حال الوصل وفي حال الوقف. [أ] . 4 أي: "كلمة". [أ] . 5 الباقون: "يُنَزِّل". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 484 وخلف، وقلله الأزرق بخلفه, وأمال "القهار" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي، وقلله الأزرق وحمزة بخلفه وحمزة وهو الذي في الشاطبية كأصلها وفاقا لجميع المغاربة, وفتحه له العراقيون قاطبة. واختلف في "وَالَّذِينَ يَدْعُون" [الآية: 20] فنافع وهشام وابن ذكوان بخلفه بالخطاب على الالتفات أو إضمار قل وهو رواية المطوعي عن الصوري، وعن ابن ذكوان, وكذا رواه أبو الفضل والصيدلاني وسلامة عن الأخفش عن ابن ذكوان ورواه الجمهور عن الصوري والأخفش بالغيب, وبه قرأ الباقون. واختلف في "أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّة" [الآية: 21] الأول فابن عامر منكم بالكاف موضع الهاء التفاتا إلى الخطاب، والباقون منهم بضمير الغيب لقوله: أو لم يسيروا، ووقف على "واق" و"هاد" بالياء ابن كثير, واتفقوا على تنوينه وصلا، وقرأ "رسلهم" بإسكان السين أبو عمرو, وفتح ياء "ذروني أقتل" ورش من طريق الأصبهاني وابن كثير "وفتح" ياء "إني أخاف" الثلاثة نافع وابن كثير وأبو عمر وأبو جعفر. واختلف في "وَأنْ يَظْهَر" [الآية: 26] فنافع وأبو عمرو وأبو جعفر بواو النسق ويظهر بضم الياء وكسر الهاء من أظهر معدى ظهر وفاعله ضمير موسى عليه الصلاة والسلام و"الفساد" بالنصب على المفعول به، وافقهم اليزيدي، وقرأ ابن كثير وابن عامر بواو النسق أيضا "يظهر" بفتح الياء والهاء من ظهر لازم "فالفساد" بالرفع فاعله، وافقهما ابن محيصن. وقرأ حفص ويعقوب "أو أن" بزيادة همزة مفتوحة قبل الواو مع سكون الواو على أنها أو الإبهامية التي لأحد الشيئين و"يظهر" بضم الياء وكسر الهاء ونصب "الفساد". وقرأ أبو بكر وحمزة والكسائي وخلف "بأو" أيضا و"يظهر" بفتح الياء والهاء ورفع "الفساد"، وافقهم الأعمش والحسن "وأظهر" ذال "عذت" نافع وابن كثير وهشام بخلفه وابن ذكوان وعاصم ويعقوب "وأدغم" دال "وقد جاءكم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف, ومر قريبا "إني أخاف" معا وكذا التناد وهاد، وعن الأعمش "ثمود" بالجر والتنوين. واختلف في "عَلَى كُلِّ قَلْب" [الآية: 35] فأبو عمرو وابن عامر بخلفه بالتنوين في الياء الموحدة على قطع قلب عن الإضافة, وجعل التكبر والجبروت صفته إذ هو منبعهما, وقال الجعبري: وتبعه النويري؛ لأنه أي: القلب مدير الجسد والنفس مركزه لا القلب خلافا لمدعيه، وافقهما اليزيدي وابن محيصن من المفردة وهي رواية هشام من طريق الداجوني وابن ذكوان من طريق الأخفش, وروى الحلواني عن هشام والصوري عن ابن ذكوان بغير تنوين, وبه قرأ الباقون بإضافة قلب إلى ما بعده أي: على كل قلب كل شخص متكبر, وفتح ياء "لعلي أبلغ" نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 485 واختلف في "فَأطَّلَع" [الآية: 37] فحفص بنصب العين بتقدير أن بعد الأمر في ابن لي, وقيل في جواب الترجي في لعلي حملا على التمني على مذهب الكوفيين, أما البصريون فيمنعون، والباقون بالرفع عطفا على أبلغ، وقرأ "وصد" بضم الصاد عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف، والباقون بالفتح وسبق بالرعد, وأثبت الياء في "اتبعوني أهدكم" وصلا قالون والأصبهاني وأبو عمرو وأبو جعفر, وفي الحالين ابن كثير ويعقوب, ومر نظير "القرار" وبآل عمران في الإبرار وبـ"ص" في الإشرار، وقرأ "يدخلون" بضم الياء وفتح الحاء مبنيا للمفعول ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر وأبو جعفر ويعقوب, ومر بالنساء, وفتح ياء "ما لي أدعوكم" نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وهشام وأبو جعفر، وقرأ "وأنا أدعوكم" بإثبات الألف نافع وأبو جعفر، وقرأ "لا جرم" بالمد المتوسط حمزة بخلفه "وفتح" ياء "أمري إلى الله" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر. وأمال "فوقيه" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه. واختلف في "الساعة أدخلوا" فابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر بوصل همزة أدخلو وضم الخاء أمرا من دخل الثلاثي والواو ضمير آل فرعون ونصب آل على النداء والابتداء بهمزة مضمومة، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن، والباقون بقطع الهمزة المفتوحة في الحالين وكسر الخاء أمر للخزنة من أدخل رباعيا معدى لاثنين وهما آل وأشد, ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على "فيقول الضعفاء" ومثله "وما دعؤا الكافرين" باثني عشر وجها مبينة أول الأنفال، وقرأ "رسلكم" بسكون السين أبو عمرو وكذا "رسلنا" و"رسلهم" وأمال "بلى" شعبة بخلفه وحمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو, وصححهما عنه في النشر, وقصر الخلاف في طيبته على الدوري، وقرأ "يوم لا ينفع" بالتذكير نافع وعاصم وحمزة والكسائي وخلف ومر بالروم، وقرأ "إسرائل" بالتسهيل أبو جعفر ومر بأول البقرة مع خلف الأزرق في مده كوقف حمزة عليه "ورقق" الأزرق راء "كبر ما هم" فيما نص عليه الداني والشاطبي وابن بليمة وفخمه عنه مكي في جماعة ومثله عشرون "ويوقف" لحمزة وهشام بخلف على "المسيء" بالنقل وبالإدغام إجراء للياء الأصلية مجرى الزائد, ويجوز الروم والإشمام مع كل منهما تصير ستة. واختلف في "ما يتذكرون" [الآية: 58] فعاصم وحمزة والكسائي وخلف بتاءين من فوق على الخطاب1، وافقهم الأعمش، والباقون بالياء من تحت وتاء من فوق على الغيب، وقرأ "لا ريب" بالمد المتوسط حمزة بخلفه وفتح ياء "ادعوني أستجب" ابن كثير فقط، وقرأ "سيدخلون" [الآية: 60] بضم الياء وفتح الخاء ابن كثير وأبو بكر بخلفه وأبو جعفر ورويس كما مر في النساء, والوجهان عن أبي بكر من طريق يحيى بن آدم وروى عنه العليمي بالفتح الياء والضم للخاء كالباقين2.   1 أي: "تَتَذَكَّرون". [أ] . 2 أي: "سَيْدخُلُون". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 486 وأمال "فأني" حمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما، وعن الحسن والأعمش "صوركم" بكسر الصاد فرارا من الضمة قبل الواو، وعن ابن محيصن والحسن تسكين "جاءني البينات" وضم شين "شيوخا" نافع وأبو عمرو وهشام وحفص وأبو جعفر ويعقوب وخلف عن نفسه, ومر بالبقرة كنصب "فيكون" لابن عامر، وقرأ "قيل" بالإشمام هشام والكسائي ورويس، وقرأ "فإلينا يرجعون" بفتح الياء وكسر الجيم مبنيا للفاعل يعقوب, وتقدم نظير "جاء أمر الله" من حيث الهمزتان بهود وغيرها, وأبدل همز "بأسنا" أبو عمرو بخلفه كوقف حمزة, ووقف على "سنت"1 بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب. المرسوم أشد منهم في الشامي بالكاف, وفي غيره بالهاء, وكتب في الكوفي: أو أن يظهر بألف قبل الواو, وروى نافع كغيره حذف ألف كلمت ربك على الذين كفروا, واتفقوا على رسم: فيقول الضعفؤا بواو وألف بعدها مع حذف الألف قبلها, وكذا وما دعؤا الكافرين وعلى كتابة إلى النجوة بواو بدل الألف, واتفقوا على قطع يوم هم بارزون وعلى كتابة سنت آخر السورة, وهي: سنت الله التي قد خلت في عباده بالتاء, واختلف في حقت كلمت ربك ففي أكثر المصاحف بالتاء. ياءات الإضافة تسع: "إِنِّي أَخَافُ" [الآية: 26، 30، 32] في ثلاثة "ذَرُونِي أَقْتُل" [الآية: 26] "ادْعُونِي أَسْتَجِب" [الآية: 60] "لَعَلِّي أَبْلُغُ" [الآية: 36] "مَا لِي أَدْعُوكُم" [الآية: 41] "أَمْرِي إِلَى اللَّه" [الآية: 44] "جَاءَنِيَ الْبَيِّنَات" [الآية: 28] لابن محيصن والحسن, والزوائد أربع: "عقاب" [الآية: 5] "التلاق" [الآية: 15] "والتناد" [الآية: 32] "اتَّبِعُونِ أَهْدِكُم" [الآية: 38] .   1 أي: "سنة". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 487 سورة فصلت : مكية1 وآيها خمسون وثنتان بصري وشامي وثلاث حجازي وأربع كوفي خلافها اثنان حم كوفي وعاد وثمود حجازي وكوفي. مشبه الفاصلة موضعان: عذابا شديدا, هدى وشفاء. القراءات تقدم أول غافر إمالة "حم" وسكت أبي جعفر على حرفها، وقرأ ابن كثير وقرآنا بالنقل, وأمال "آذاننا" الدوري عن الكسائي، وعن المطوعي "قل إنما" بفتح القاف وألف بعدها فعلا ماضيا, وعنه أيضا "يوحي" بكسر، وقرأ ورش وابن كثير ورويس بالتسهيل بلا فصل, واختلف عن هشام فجمهور المغاربة عنه على التسهيل مع الفصل, وجمهور العراقيين عنه على التحقيق مع الفصل وعدمه, وذهب جماعة إلى الفصل عن هشام من طريق الحلواني بلا خلاف فهو من جملة السبعة المتقدم بيانها,، والباقون بالتحقيق مع عدم الفصل. واختلف في "سواء" [الآية: 10] فأبو جعفر بالرفع خبر المبتدأ مضمر أي: هي سواء، وقرأ يعقوب بالجر صفة للمضاف أو المضاف إليه، وافقه الحسن، والباقون بالنصب على المصدر بفعل مقدر أي: استوت استواء أو على الحال من ضمير أقواتها, وأمال "فقضاهن" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه ومثله "أوحى" واستوى, وأدغم ذال "إذ جاءتهم" أبو عمرو وهشام, واختلف في "نَحِسَات" [الآية: 16] فابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف بكسر الحاء على القياس؛ لأنه صفة لأيام جمع بالألف والتاء وقياس الصفة من فعل بالكسر، وافقهم الأعمش، والباقون بالسكون مخفف من فعل المكسور ولا حاجة إلى حكاية إمالة فتحة السين من نحسات عن أبي الحارث كما فعل الشاطبي رحمه الله تعالى تبعا لأصله, فإنه لو صح لم يكن من طرقهما ولا من طرقنا كما قاله صاحب النشر رحمه الله تعالى, وأمال "أخرى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه ومثله "العمى" و"الهدى"، وعن الحسن "وأما ثمود" بفتح الدال بلا تنوين، وافقه المطوعي هنا خاصة بخلفه, وعنه أيضا بالرفع والتنوين، وافقه الشنبوذي فيه, والجمهور على ضم الدال بلا تنوين على الابتداء والجملة بعده خبره وهو متعين عند الجمهور؛ لأن أما لا يليها الابتداء فلا يجوز فيه الاشتغال إلا على قلة كما قاله السمين.   1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 488 واختلف في "يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّه" [الآية: 19] فنافع ويعقوب بنون العظمة المفتوحة وضم الشين1 مبنيا للفاعل وأعداء بالنصب مفعول به أي: نحشر نحن، والباقون بياء الغيب مضمومة مع فتح الشين مبنيا للمفعول وأعداء بالرفع على النيابة، وقرأ "ترجعون" بفتح التاء وكسر الجيم مبنيا للفاعل يعقوب، وأمال "أرديكم" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه, وكذا "مثوى" وقفا وضم يعقوب الهاء من "أيديهم" ومر حكم الهاء والميم من "عليهم القول" ضما وكسرا وأبدل الهمزة الثانية واوا مفتوحة من "جزاء أعداء" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس، وقرأ "أرنا" بإسكان الراء ابن كثير وأبو عمرو بخلفه وهشام في غير رواية الداجوني وابن ذكوان وأبو بكر ويعقوب, والوجه الثاني لأبي عمرو من روايتيه الاختلاس، والباقون بالكسر ومنهم هشام في وجهه الثاني وقصر في الأصل هنا نقل الاختلاس على الدوري عن أبي عمرو وفيه نظر, ولعله سبق قلم، وقرأ "للذين" بتشديد النون ابن كثير, وتقدم حكم "عليهم الملائكة" ضما وكسرا للهاء والميم, ويوقف لحمزة على "ما تشتهي أنفسكم" ونحوه المتوسط بغيره المنفصل بعد الياء بالتحقيق, ثم بالسكت على الياء ثم بالنقل ثم بالإدغام, واتفقوا على عدم إمالة "دعا إلى الله" لكونه واويا مرسوما بالألف، وأمال "يلقاها" معا حمزة والكسائي وخلف، وقللهما الأزرق بخلفه, ويوقف لحمزة على "يسامون" بوجه واحد وهو النقل, وحكى بين بين وهو ضعيف، وأمال "ترى الأرض" وصلا السوسي بخلفه، وقرأ "وربأت" بهمزة قبل التاء أبو جعفر, ومر بأول الحج، وأمال "أحياها" الكسائي، وقللها الأزرق بخلفه، وقرأ "يلحَدُون" بفتح الياء والحاء حمزة، وقرأ "قيل" بالإشمام هشام والكسائي ورويس، وقرأ "ءأعجمي" [الآية: 44] بهمزتين على الاستفهام مع تسهيل الثانية, والفصل قالون وأبو عمرو وأبو جعفر وابن ذكوان بخلف عنه في الفصل, والأكثر على عدمه قال في النشر" وقرأت له بكل من الوجهين, وأشار إليه في الطيبة بقوله: أعجمي خلف "مليا"، وقرأ ورش والبزي وحفص بتسهيل الثانية مع القصر وبه قرأ قنبل ورويس في أحد وجهيهما, وللأزرق وجه آخر إبدالها ألفا مع المد على قاعدته، وقرأ قنبل ورويس نفي وجههما الثاني وهشام في أحد أوجهه الثلاثة بهمزة واحدة على الخبر والثاني لهشام بهمزتين مخففة فمسهلة مع المد, والثالث له كذلك لكن مع القصر وبه مع التحقيق, قرأ الباقون وهم أبو بكر وحمزة والكسائي وخلف وروح, وتقدم تفصيل الطرق في الأصول، وأمال "آذانهم" الدوري عن الكسائي, وأمال "عمى", "هدى" وقفا حمزة والكسائي وخلف، وقللهما الأزرق بخلفه. واختلف في "مِنْ ثَمَرَات" [الآية: 47] فنافع وابن عامر وحفص وأبو جعفر بالألف على الجميع، وافقهم الحسن، والباقون بغير ألف على التوحيد2 وضم الهاء من "يناديهم" يعقوب "وفتح" ياء الإضافة من "شركائي" ابن كثير وفتح ياء "ربي إن" أبو عمرو   1 أي: "نَحْشُرُ". [أ] . 2 أي: "ثَمَرَة". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 489 وأبو جعفر ونافع بخلف عن قالون والفتح عن قالون رواية الجمهور, وأطلق الخلاف عنه في الشاطبية كأصلها والطيبة, وصحح الوجهين في النشر قال: غير أن الفتح عنه أكثر واشهر وأقيس، وقرأ "وناىء" [الآية: 51] بتقديم الألف على الهمزة على وزن جاء ابن ذكوان وأبو جعفر، والباقون بتقديم الهمزة على الألف، وأمال الهمزة والنون معا الكسائي وخلف عن حمزة وعن نفسه، وأمال الهمزة1 فقط خلاد وبالفتح والصغرى الأزرق في الهمزة مع فتح النون وله ثلاثة البدل على ما مر, وأما إمالة الهمزة هنا لأبي بكر وللسوسي في السورتين فانفرداتان لا يقرأ بهما, ولذا أسقطهما من الطيبة كما سبق إيضاحه بالإسراء, ويوقف عليه لحمزة بوجه واحد بين بين ولا يصح سواه كما في النشر, وبه يعلم ما أطلقه في الأصل هنا "و" ضم الهاء من سنريهم يعقوب. المرسوم كتبوا سبع سموت ونحوه بحذف الألفين نافع عن المدني كغيره من ثمرت بحذف الألف وبالتاء المجرورة, واتفقوا على رسم الهمزة ياء من أئنكم, وعلى قطع أم عن من في أم من يأتي آمنا. ياءات الإضافة ثنتان: من "من شُرَكَائِي" [الآية: 47] "رَبِّي إِن" [الآية: 50] .   1 أي: "ناء ... ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 490 سورة الشورى : مكية1 إلا أربع آيات من قل لا أسئلكم إلى أربع فبالمدينة وآيها تسع وأربعون بصري بخلف وخمسون حجازي ودمشقي وآية حمصي وثلاث كوفي خلافها أربع حم وعسق كالإعلام كوفي وحمصي في اتفاق, وقال أيوب: أبدل بعض البصريين عن كثير الأول بكا لأعلام. مشبه الفاصلة ستة: أن أقيموا الدين, كبر على المشركين, من كتاب, طرف خفي, عليهم حفيظا عقيما. القراءات تسبق حكم إمالة "حم" وسكت أبي جعفر على الحروف الخمسة2, وتقدم التنبيه على إخفاء نون عين عند السين آخر الإدغام الصغير, ولم أر من نبه عليه فلينظر, وفي عين من عسق المد المشبع لأجل الساكن والتوسط لفتح ما قبل الياء مع رعاية الساكن وهما في الشاطبية والقصر إجراء لها مجرى الحروف الصحيحة والثلاثة في الطيبة. واختلف في "يوحي إليك" [الآية: 3] فابن كثير بفتح الحاء مبنيا للمفعول والنائب إما إليك وإما ضمير يعود إلى ذلك؛ لأنه مبتدأ أي: مثل ذلك الإيحاء يوحي هو إليك كذا في الدر وجعله ضمير المصدر المقدر ضعيف, واسم الله تعالى فاعل بمقدر مفسر, كأنه قيل من يوحي قيل يوحي الله وتالياه صفتاه، وافقه ابن محيصن، والباقون بكسر الحاء مبنيا للفاعل وهو الله تعالى, وإليك في محل النصب أي: مثل ما أوحى إلى الأنبياء المتقدمين صلوات الله على نبينا وعليهم, وقيل في هذه السورة أوحيت إلى كل نبي قبله، وقرأ "يكاد" بالياء على التذكير نافع والكسائي، والباقون بتاء التأنيث. واختلف في "ينفطرن" [الآية: 5] فأبو عمرو وشعبة ويعقوب بنون ساكنة بعد الياء وكسر الطاء مخففة مضارع انفطر انشق، وافقهم اليزيدي والشنبوذي، والباقون بتاء فوقية مفتوحة مكان النون وفتح الطاء مشددة3 مضارع تفطر تشقق، وقرأ "قرانا" بالنقل ابن كثير ومد "لا ريب" متوسطا حمزة بخلفه، وقرأ "به إبراهيم" بالألف ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان، وقرأ "نؤته منها" بإسكان الهاء أبو عمرو وهشام من طريق الداجوني وأبو بكر   1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25"، "2/ 1273". [أ] . 2 أي: "ح، م، ع، س، ق". [أ] . 3 أي: "يتفطرن". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 491 وحمزة وابن وردان من طريق النهرواني عن ابن شبيب وابن جماز من طريق الهاشمي، وقرأ قالون وهشام من طريق الحلواني بخلفه وابن ذكوان من أكثر طرق الصوري, ويعقوب وابن وردان من باقي طرقه, وابن جماز من طريق الدوري باختلاس كسرة الهاء، والباقون بالإشباع, وبه قرأ هشام من طريق الحلواني فتلخص لهشام ثلاثة: الإسكان والقصر والصلة, ولأبي جعفر وجهان: القصر والإسكان, ولقالون ويعقوب الاختلاس فقط, ولأبي عمرو وأبي بكر وحمزة الإسكان فقط, وللباقين الصلة فقط "ويوقف" لحمزة وهشام بخلفه على "أم لهم شركؤا" باثني عشر وجها مرت في النظير مما رسم بواو كأنبؤا أول الأنعام، وأمال "ترى الظالمين" وصلا السوسي بخلفه، وقرأ "يَبْشُر" بفتح الياء وسكون الموحدة وضم الشين مخففة من بشر الثلاثي ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي، والباقون بالتشديد للتكثير لا للتعدية, ومر بآل عمران ويوقف للكل على "ويمح الله" بحذف الواو للرسم وما ذكره في الأصل هنا من القطع ليعقوب بالوقف بالواو فهو مما انفرد به الداني, ولم يتابع عليه فلا يقرأ به, وكذا ما ذكره من إثبات الواو لقنبل في أحد وجهيه لا يقرأ به ولا يعول عليه, إذ هو مما انفرد به فارس عن ابن شنبوذ عن قنبل فخالف سائر الناس كما في النشر, ولذا أسقط جميع ذلك من الطيبة على عادته, ومثل يمح ويدع الإنسان ويدع الداع بالقمر وسندع بالعلق فالوقف في الكل للكل على الرسم كما مر في بابه. واختلف في "مَا يَفْعَلُون" [الآية: 25] فحفص وحمزة والكسائي وخلف ورويس بخلف عنه بالتاء من فوق، وافقهم الحسن والأعمش، والباقون بالياء من تحت وبه قرأ رويس من غير طريق أبي الطيب، وقرأ "ينزل الغيث" بالتخفيف ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف، وعن الأعمش "قنطوا" بكسر النون لغة "وضم" الهاء من "فيهما" يعقوب واختلف في "فيما كسبت" [الآية: 30] فنافع وابن عامر وأبو جعفر بما بغير فاء1 على جعل ما في ما أصابكم موصولة مبتدأ وبما كسبت خبره وعلى جعلها شرطية تكون الفاء محذوفة نحو قوله تعالى: وإن أطعتموهم إنكم، والباقون بالفاء فما شرطية وهو الأظهر أي: فهي بما كسبت أو موصولة, والفاء تدخل في حيز الموصول إذا أجري مجرى الشرط, وأثبت الياء في "الجوار" وصلا نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين ابن كثير ويعقوب، وأمالها الدوري عن الكسائي وكذا الجوار بالرحمن والتكوير، وقرأ "الريح" [الآية: 23] بالجمع2 نافع وأبو جعفر, واختلف في "وَيَعْلَمُ الَّذِين" [الآية: 35] فنافع وابن عامر وأبو جعفر برفع الميم على القطع والاستئناف بجملة فعلية، والباقون بنصبها قال أبو عبيد: والزجاج على الصرف أي: صرف العطف على اللفظ إلى العطف على المعنى, وذلك أنه لما لم يحسن عطف ويعلم مجزوما على ما قبله, إذ يكون المعنى إن يشاء يعلم عدل إلى العطف على مصدر الفعل الذي قبله بإضمار أن ليكون في تأويل   1 أي: "بما كسَبَت". [أ] . 2 أي: "الرياح". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 492 مصدر والكوفيون يجعلون الواو نفسها ناصبة, وجعله القاضي تبعا للزمخشري عطفا على علة مقدرة مثل لينتقم ويعلم, واختلف في "كبير الإثم" [الآية: 37] هنا, وفي [النجم الآية: 32] فحمزة والكسائي وخلف "كبير" بكسر الباء بلا ألف ولا همز بوزن قدير على التوحيد في الموضعين على إرادة الجنس، وافقهم الأعمش، والباقون بفتح الباء وألف بعدها, ثم همزة مكسورة فيهما جمع كبيرة, ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على "وجزاء سيئة" باثني عشر وجها بينت أول الأنعام وغيرها في النظير وسهل الثانية كالياء من "يشاء إناثا" وأبدلها واوا مكسورة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس ونظيره يشاء إنه الآتي قريبا, ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على "من ورأى" بتسعة أوجه مبينة في النظير من تلقايء بيونس. واختلف في "أو يرسل، فيوحي" [الآية: 51] فنافع وابن ذكوان بخلف عنه من طريقيه برفع اللام من يرسل وسكون الياء من فيوحي خبر أي: هو يرسل أو مستأنف أو حال عطفا على متعلق من وراءة ووحيا مصدر في موضع الحال عطف عليه ذلك المتعلق, والتقدير إلا موحيا أو مسمعا من وراء حجاب أو مرسلا فيوحي رفع تقديرا بالعطف عليه، والباقون بنصبهما بأن مضمرة وهي ومدخولها عطف على وحيا, وهو حال أي: إلا موحيا أو مرسلا وفيوحي عطف عليه، وقرأ "صراط" بالسين قنبل1 بخلفه ورويس وبالإشمام خلف عن حمزة. المرسوم كتب فيما رواه نافع كبير الإثم بحذف الألف, وكذا يسكن الريح, وفي مصاحف المدينة والشام بما كسبت بلا فاء وفي غيرها بها, واتفقوا على رسم من وراي بالياء بعد الألف ويمح الله بحذف الواو وعلى رسم: وجزوا سيئة وأم لهم شركؤا بواو بعد الزاي والكاف وألف بعدها. فيها زائدة: "الجوار" [الآية: 32] .   1 أي: "سراط". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 493 سور الزخرف ... سورة الزخرف: مكية1 وآيها ثمانون وثمان شامي وتسع في الباقي خلافها اثنان حم كوفي مهين حجازي وبصري. "مشبه الفاصلة" واحد عن السبيل, وعكسه اثنان مقرنين قرين. القراءات قد مر ذكر إمالة "حم" كالسكت على حرفيها ونقل "قرانا"، وقرأ "في أم" بكسر الهمزة حمزة والكسائي وصلا فإن ابتدا ضماها كالباقين في الحالين. واختلف في "إِنْ كُنْتُم" [الآية: 5] فنافع وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف بكسر الهمزة على أنها شرطية, وإن كان إسرافهم محققا على سبيل المجاز كقول الأجير إن كنت عملت فوفني حقي مع علمه وتحققه لعلة وجوابه مقدر يفسره أفنضرب أي: إن أسرفت نترككم، وافقهم الحسن والأعمش، والباقون بالفتح على العلة مفعولا لأجله أي: لأن كنتم، وقرأ "نبيء" بالهمز نافع، وقرأ "يستهزون" بحذف الهمزة وضم الزاي أبو جعفر ومر أول البقرة حكم وقف حمزة عليه. وأمال "ومضى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه، وقرأ مهدا بفتح الميم وسكون الهاء مع القصر عاصم وحمزة والكسائي وخلف كما مر بـ"طه"2، وقرأ "ميتا" بتشديد الياء أبو جعفر ومر بالبقرة، وقرأ "تَخْرُجُون" [الآية: 11] بالبناء للفاعل ابن ذكوان وحمزة والكسائي وخلف وسبق بالأعراف3, وما في الأصل هنا لعله سبق قلم، وقرأ "جُزْء" بضم الزاي أبو بكر، وقرأ أبو جعفر بحذف الهمزة وتشديد الزاي, ومر توجيهها بالبقرة ويوقف عليها لحمزة بالنقل فقط, وأما الإبدال واوا قياسا على هزوا فشاذ وبين بين ضعيف. واختلف في "يُنَشَّأ" [الآية: 18] فحفص وحمزة والكسائي وخلف بضم الياء وفتح النون وتشديد الشين مضارع نشأ معدى بالتضعيف مبنيا للمفعول أي: يربي، وافقهم الأعمش، وعن الحسن "يُنَاشؤا" بضم الياء والألف بعد النون تخفيف الشين مبنيا للمفعول، والباقون بفتح الياء وسكون النون وتخفيف الشين4 من نشأ لازم مبني للفاعل. واختلف في "عِنْدَ الرَّحْمَن" [الآية: 19] فأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي   1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] . 2 انظر ص: "381". [أ] . 3 انظر الصفحة: "280". [أ] . 4 أي: "ينشأ ... ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 494 وخلف بالألف بعد الموحدة المفتوحة ورفع الدال1 جمع عبد، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والشنبوذي، وعن المطوعي كذلك لكن فتح الدال على إضمار خلقوا، والباقون بالنون الساكنة وفتح الدال بلا ألف ظرفا. وقرأ "أشهدوا" بهمزتين مفتوحة فمضمومة مسهلة كالواو مع سكون الشين نافع وأبو جعفر فأدخلا همزة التوبيخ على أشهدوا فعلا رباعيا مبنيا للمفعول, وفصل بين الهمزتين بالألف قالون بخلف عنه من طريقيه وأبو جعفر, وقطع بالقصر لقالون أكثر المؤلفين كورش، والباقون بهمزة الاستفهام داخله على شهدوا مفتوح الشين ماضيا مبنيا للفاعل أي: أحضروا، وعن الحسن "شهادتهم" بالجمع. واختلف في "قُلْ أَوَلَو" [الآية: 24] فابن عامر وحفص "قال" ماضيا، والباقون قل بغير ألف على الأمر. واختلف في "جِئْتُكُم" [الآية: 24] فأبو جعفر بالنون موضع التاء وألف بعدها على الجمع2، والباقون بتاء المتكلم وكل على أصله من الصلة, وأبدل همزة أبو عمرو بخلفه وأبو جعفر كوقف حمزة، وعن المطوعي "إنني" بنون واحدة مشددة دون نون الوقاية3 "بريء" بكسر الراء بعدها ياء فهمزة لغة نجد ويثنى ويجمع ويؤنث, والجمهور إنني بنونين براء بفتح الراء وبعدها ألف فهمزة مصدر يستوي فيه المفرد والمذكر, ومقابلهما يقال نحن البراء منك, ولا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث كالمصادر في الغالب, وأثبت ياء "سيهدين" في الحالين يعقوب, واتفقوا على بناء الفاعل في "لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون" معا لأنه ليس من رجوع الآخرة ونقل "القران" ابن كثير، وعن ابن محيصن فقط "سخريا" بكسر السين, ووقف على "رحمت" معا بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب، وقرأ "لبيوتهم" معا بضم الياء على الأصل ورش وأبو عمرو وحفص وأبو جعفر ويعقوب, واختلف في "سقفا" فابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر بفتح السين وإسكان القاف بالإفراد على إرادة الجنس، وافقهم الحسن وابن محيصن، والباقون بضمها على الجمع كرهن في جمع رهن، وقرأ "يتكون" بحذف الهمزة وضم الكاف أبو جعفر والوقف لحمزة عليها كيستهزون, ومر واختلف في "لما متاع" فعاصم وحمزة وابن جماز بتشديد الميم بمعنى الأوان نافية, واختلف عن هشام فروى عنه المشارقة وأكثر المغاربة كذلك بالتشديد, وبه قرأ الداني على أبي الحسن, وبالتخفيف قرأ على أبي الفتح من رواية الحلواني وابن عباد عن هشام, وبه قرأ الباقون فإن هي المخففة واللام فارقة كما مر وما مزيدة للتأكيد. واختلف في "نقيض" فأبو بكر من طريق العليمي ويعقوب بالياء من تحت وكذا رواه خلف والصريفيني عن يحيى، وافقهما المطوعي، والباقون بنون العظمة وهي رواية.   1 أي: "عباد". [أ] . 2 أي: "جئناكم". [أ] . 3 أي: "إني". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 495 يحيى من سائر طرقه، وقرأ "ويحسبون" معا بفتح السني ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر. واختلف في "جاءنا" [الآية: 38] فنافع وابن كثير وابن عامر وأبو بكر وأبو جعفر بألف بعد الهمزة1 على التثنية وهما العاشي وقرينه، وافقهم ابن محيصن، والباقون بغير ألف والضمير يعود على لفظ من وهو العاشي، وقرأ "أفأنت" بتسهيل الهمزة الثانية للأصبهاني، وقرأ "نذهبن بك" و"نرينك" بتخفيف النون فيهما رويس, واتفقوا على الوقف له بالألف بعد الباء في نذهبن على الأصل في نون التوكيد الخفيفة كما مر آخر آل عمران، وقرأ "وسل" بالنقل ابن كثير والكسائي وخلف عن نفسه وأسكن سين "رسلنا" أبو عمرو وضم هاء نريهم يعقوب، وقرأ "يا أيه" بضم الهاء وصلا ابن عامر ووقف عليها بالهاء بلا ألف نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر وخلف, وفتح ياء الإضافة من "تحتي أفلا" نافع والبزي وأبو عمرو وأبو جعفر واختلف في "أسورة" فحفص ويعقوب بسكون السين بلا ألف جمع سوار كأخمرة وخمار، وافقهما الحسن وهو جمع قلة, وعن المطوعي بفتح السين وألف ورفع الراء2 من غير تاء، والباقون كذلك لكن بفتح الراء وبتاء التأنيث3 على جعل جمع الجمع كأسقية وأساقي أو جمع أساور بمعنى سوار والأصل أساوير عوض عن الياء تاء التأنيث كزنادقة, واختلف في "سلفا" فحمزة والكسائي بضم السين واللام جمع سليف كرغيف ورغف أو جمع سلف كأسد وأسد، وافقهم الأعمش، والباقون بفتحهما جمعا لسالف كخادم وخدم, وهو في الحقيقة اسم جمع لا جمع, إذ ليس في أبنية التكسير صيغة فعل أو على أنه مصدر يطلق على الجماعة من سلف الرجل يسلف سلفا تقدم, وسلف الرجل آباؤه المتقدمون جمعه أسلاف وسلاف, واختلف في "يصدون" فنافع وابن عامر والكسائي وأبو جعفر وخلف عن نفسه بضم الصاد من صد يصد كمد يمد أعرض، وافقهم الحسن والأعمش، والباقون بكسرها كحد يحد ووقع في النويري جعل الكسر لنافع ومن معه والضم للباقين ولعله سبق قلم، وقرأ "أألهتنا" بتسهيل الثانية بين بين نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر ورويس, ولم يبدلها أحد من الأزرق بل الكل على تسهيلها عنه لما يلزم من التباس الاستفهام بالخبر باجتماع الألفين وحذف إحداهما، والباقون وهم عاصم وحمزة والكسائي وروح وخلف بتخفيفهما, واتفقوا على عدم الفصل بينهما بألف قال في النشر: لئلا يصير اللفظ في تقدير أربع ألفات: همزة الاستفهام وألف الفصل وهمزة القطع والمبدلة من الهمزة الساكنة, وهو إفراط ومر إيضاح ذلك في الهمزتين من كلمة وتسهيل همز "اسرائل" مع مده وقصره لأبي جعفر, وعن الأعمش "وإنه لعلم" بفتح العين واللام الثانية أي: شرط وعلامة وأثبت الياء "في اتبعون   1 أي: "جاءانا" [أ] . 2 أي: "أساوِر". [أ] 3 أي: أساورة". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 496 هذا" وصلا أبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين يعقوب, وأدغم دال "قد جئتكم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف, وأثبت الياء في "أطيعون" في الحالين يعقوب وسكن "ياء يا عبادي لا خوف" وصلا ووقفا نافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب, وفتحها أبو بكر ورويس من طريق أبي الطيب وسكناها وقفا، والباقون بحذفها في الحالين، وقرأ "لا خوف" بالفتح بلا تنوين يعقوب على لا التبرئة، والباقون بالرفع والتنوين على الابتداء. واختلف في "ما تشتهي الأنفس" [الآية: 71] فنافع وابن عامر وحفص ويعقوب بهاء بعد الياء1 يعود على ما الموصولة، والباقون بحذفها؛ لأنه مفعول وعائده جائز الحذف كقوله تعالى: أهذا الذي بعث الله رسولا, وأدغم ثاء "أُورِثْتُمُوهَا" أبو عمرو وهشام وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وأدخل في الأصل خلفا في اختياره في المدغمين هنا وفيما مر وفيه نظر, ولعله سبق قلم إذ لا خلاف عنه في الإظهار هنا كالأعراف "تكلمة" لا تنافي بين باء قوله تعالى: بما كنتم تعملون, وباء قوله -صلى الله عليه وسلم: $"لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله" لأن باء الآية سببية وباء الحديث باء المعاوضة, وأما "لقد جئناكم" فنظير قد جئتكم, ومر فتح سين "يحسبون" وتسكين "رسلنا" آنفا كإمالة "بلى" وكذا ضم هاء "لديهم" لحمزة ويعقوب. واختلف في "ولد" [الآية: 81] فحمزة والكسائي بضم الواو وسكون اللام، والباقون بفتحها وسبق أواخر مريم موجها. وقرأ بمد "فأنا أول" نافع وأبو جعفر كما في البقرة, واختلف في "يلاقوا" [الآية: 83] هنا و [الطور الآية: 45] و [المعارج الآية: 42] فأبو جعفر بفتح الياء والقاف وسكون اللام بينهما بلا ألف2 في الثلاثة مضارع لقي، وافقه ابن محيصن، والباقون بضم الياء وفتح اللام ثم ألف وضم القاف فيهن من الملاقاة، وافقهم ابن محيصن في الطور من المفردة، وقرأ "في السماء إله" بتسهيل الأولى قالون والبزي, وبتسهيل الثانية ورش وأبو جعفر ورويس بخلفه, وللأزرق وجه آخر إبدالها ياء ساكنة بلا مد والوجهان لقنبل, وله ثالث وهو إسقاط الأولى وبه قرأ أبو عمرو ورويس في وجهه الثاني والباقي بتحقيقهما. واختلف في "وَإِلَيْهِ تُرْجَعُون" فنافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر وروح بالخطاب، وافقهم اليزيدي والحسن، والباقون بالغيب ويعقوب على أصله في فتح حرف المضارعة وكسر الجيم على البناء للفاعل3.   1 أي: "تشتهيه". [أ] . 2 أي: "يلقوا". [أ] . 3 أي: "يرجعون". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 497 وأمال "فأني" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق والدوري عن أبي عمرو. واختلف في "وقيله" [الآية: 88] فعاصم وحمزة بخفض اللام وكسر الهاء مع للصلة بياء عطفا على الساعة أي: وعنده علم قيله أي: قول محمد أو عيسى عليهما الصلاة والسلام, والقول والقال والقيل مصادر بمعنى واحد، وافقهما الأعمش، والباقون بفتح اللام وضم الهاء وصلتها بواو عطفا على محل الساعة أي: وعنده أن يعلم الساعة ويعلم قيله كذ, اأو عطفا على سرهم ونجويهم أو على مفعول يكتبون المحذوف أي: يكتبون ذلك ويكبتون قيله كذا أيضا, أو على مفعول يعلمون المحذوف أي: يعلمون ذلك وقيله أو على أنه مصدر أي: قال قيله أو بإضمار فعل أي: الله يعلم قيل رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم. واختلف في " فَسَوْفَ يَعْلَمُون" [الآية: 89] فنافع وابن عامر وأبو جعفر بالخطاب على الالتفات، وافقهم الحسن، والباقون بالغيب. والمرسوم في العثمانية قرنا هنا ويوسف بغير ألف, وقيل بثبوتها في العراقية, وروى نافع مهدا بغير ألف بعد الهاء, وكذا سورة وفي المدني والشامي ما تشتهيه بهاء بعد الياء والمكي والعراقي بحذفها, وفي المدني والشامي أيضا: يا عبادي لا خوف, بياء وفي المكي والعراقي بحذفها, وفي كل المصاحف حذف ألف عند الرحمن, وكذا يلقوا يومهم في الثلاث, وفي بعض المصاحف أو من ينشؤا بواو وألف بعد الشين, واتفقوا على رسم رحمت ربك معا هنا بالتاء. ياءات الإضافة ثنتان: "تَحْتِي أَفَلا" [الآية: 51] "يا عبادي لا خوف" [الآية: 68] . الزوائد ثلاث: "سَيَهْدِين" [الآية: 27] "وَأَطِيعُون" [الآية: 63] "وَاتَّبِعُونِ هَذَا" [الآية: 61] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 498 سورة الدخان : مكية1 وآيها خمسون وست حجازي وشامي وسبع بصري وتسع كوفي خلافها أربع حم وليقولون كوفي الزقوم مكي وحمصي ومدني أخير البطون تركها دمشقي ومدني أول, مشبه الفاصلة آيتان: يحيي ويميت بني إسرائيل. القراءات مر حكم "حم" إمالة وسكتا، واختلف في الباء من قوله تعالى: "رَبُّ السَّمَاوَات" [الآية: 7] فعاصم وحمزة والكسائي وخلف يخفضونها بدلا من ربك أو صفة، وافقهم ابن محيصن والحسن، والباقون بالرفع على إضمار مبتدأ أي: هو رب أو مبتدأ خبره لا إله إلا هو، وعن ابن محيصن "ربكم ورب" بالجر فيهما على البدل أو النعت لرب السموات. وأمال "أني" حمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما, وأدغم دال "وقد جاءهم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف. وقرأ "نَبْطُش" [الآية: 16] بضم الطاء أبو جعفر لغة فيه كما مر بالأعراف، وعن الحسن "يبطش" بالياء المضمومة مبنيا للمفعول والبطشة بالرفع على النيابة "وفتح" الياء من "إني أتيكم" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر, وأدغم ذال "عذب" أبو عمرو وهشام بخلفه وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف, وأثبت الياء في "ترجمون" و"فاعتزلون" وصلا ورش وفي الحالين يعقوب, وفتح الياء من "تؤمنوا لي" ورش, واتفقوا على عدم إمالة "فدعا" لكونه واويا مرسوما بالألف. وقرأ "فأسر" [الآية: 23] بهمزة وصل نافع وابن كثير وأبو جعفر ومر بهود، وقرأ "وعيون" معا بكسر العين ابن كثير وابن ذكوان وأبو بكر وحمزة والكسائي، وقرأ "فكهين" بالقصر أبو جعفر, ومر بيس "ومر" حكم الهاء والميم من "عليهم السماء" ضما وكسرا، وقرأ "إسرائل" بتسهيل الثانية أبو جعفر مع المد والقصر كما مر بالبقرة مع خلف الأزرق في مد همزها, ووقف حمزة عليها ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على "ما فيه بلؤا" باثني عشر وجها مرت مبينة أول الأنعام, وذلك لرسمه بالواو في جميع المصاحف, ووقف على "شجرت" بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب، وعن الحسن "كالمهل" بفتح الميم فقط لغة فيه.   1 انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي: "2/ 12874". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 499 واختلف في "تغلي" [الآية: 45] فابن كثير وحفص ورويس بالياء على التذكير وفاعله يعود إلى الطعام، وافقهم ابن محيصن بخلفه، والباقون بالتأنيث والضمير للشجرة. واختلف في "فَاعْتُلُوه" [الآية: 47] فنافع وابن كثير وابن عامر ويعقوب بضم التاء، وافقهم ابن محيصن والحسن، والباقون بكسرها لغتان في مضارع عتله ساقه بجفاء وغلظة. واختلف في "ذُقْ أنَّك" [الآية: 49] فالكسائي بفتح الهمزة على العلة أي: لأنك، وافقه الحسن، والباقون بكسرها على الاستئناف المفيد للعلة فيتحدان أو محكي بالقول المقدر أي: اعتلوه وقولوا له كيت وكيت. واختلف في "مُقَامٍ أَمِين" [الآية: 51] فنافع وابن عامر وأبو جعفر بضم الميم الأولى بمعنى الإقامة، وافقهم الأعمش، والباقون بفتحها موضع الإقامة وخرج بقيد أمين, ومقام كريم أول السورة المتفق على فتح ميمه ومر حكم "وعيون" قريبا، وعن ابن محيصن "واستبرق" بوصل الهمزة وفتح قافه بلا تنوين جعله فعلا ماضيا كما قاله أبو حيان. المرسوم كتبوا "فَأَسْرِ بِعِبَادِي" "بالياء, واتفقوا على رسم "ما فيه بلؤا" بواو بعد اللام ثم ألف, واتفقوا على قطع أن عن لا في "وَأَنْ لا تَعْلُوا". ياءات الإضافة ثنتان: "إِنِّي آتِيكُمْ " [الآية: 19] "تُؤْمِنُوا لِي" [الآية: 21] وزائدتان: "ترجمون" [الآية: 20] "فاعتزلون" [الآية: 21] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 500 سورة الجاثية : مكية1 وقيل إلا قوله: قل للذين الآية, فمدنية وآيها ثلاثون وست في غير الكوفي وسبع فيه خلافها حم كوفي. "مشبه الفاصلة" واحد هو للذين. القراءات مر حكم إمالة "حم" والسكت على حرفيها2. واختلف في "آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُون" [الآية: 4] و"آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُون" [الآية: 5] الثاني والثالث فحمزة والكسائي ويعقوب بكسر التاء منصوبة فيهما عطفا على اسم إن أي: وإن في خلقكم وإن في اختلاف, والخبر وقوله وفي خلقكم وفي اختلاف, أو كرر آيات تأكيد للأول أي: إن في السموات وفي خلقكم وفي اختلاف الليل لآيات, ويكون في خلقكم عطفا على في السموات كرر معه حرف العطف توكيدا، وافقهم الأعمش، والباقون برفعهما على الابتداء والظرف, قيل هو الخبر وهي حينئذ جملة معطوفة على جملة مؤكدة بأن, ويحتمل أن تكون آيات عطفا على محل أن ومعمولها وهو رفع بالابتداء إن عطفت عطف المفرد, وبتقدير هو أن عطفت عطف الجمل وخرج بالقيد المذكور الأول المتفق على كسره؛ لأنه اسم أن, وأمال فأحيا به الكسائي, وقلله الأزرق بخلفه. وقرأ "وتصريف الريح" [الآية: 5] بالتوحيد حمزة والكسائي وخلف3، وأبدل همزة فباي ياء مفتوحة الأصبهاني وسهل همزة "كان لم يسمعها" كما سبق في الهمز المفرد4. واختلف في "وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُون" [الآية: 6] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص وأبو جعفر وروح بالغيب، وافقهم الحسن واليزيدي، والباقون بتاء الخطاب, وقرأ "هزوا" معا بإبدال الهمزة واوا في الحالين حفص، وقرأ حمزة وخلف بسكون الزاي ويوقف عليه لحمزة بالنقل على القياس وبإبدال الهمزة واوا مفتوحة على الرسم, وأما بين بين والتشديد فكلاهما ضعيف لا يقرأ به. وقرأ "مِنْ رِجْزٍ أَلِيم" [الآية: 11] برفع الميم نعتا لعذاب ابن كثير وحفص ويعقوب ومر بسبأ، وعن ابن محيصن بخلفه "جميعا منه" بتشديد النون وبعدها تاء تأنيث منونة منصوبة5 مصدر من يمن منة.   1 انظر الإتقان للإمام السيوطي: "1/ 25". [أ] . 2 لأبي جعفر "ح، م". [أ] . 3 الباقون: "الرياح". [أ] . 4 انظر الصفحة: "75". [أ] . 5 أي: "مِنَّة". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 501 واختلف في "لِيَجْزِيَ قَوْمًا" [الآية: 12] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم ويعقوب بالياء من تحت مبنيا للفاعل أي: ليجزي الله، وافقهم اليزيدي والحسن والأعمش، وقرأ أبو جعفر بالياء المضمومة وفتح الزاي مبنيا للمفعول1 مع نصب "قوما" أي: ليجزي الخير والشر أو الجزاء أي: ما يجزى به لا المصدر فإن الإسناد إليه سيما مع وجود المفعول به ضعيف قاله القاضي, وقيل النائب الظرف وهو بما قاله السمين وفي هذه حجة للأخفش والكوفيين حيث يجوزون نيابة غير المفعول به مع وجوده، والباقون بنون العظمة مفتوحة مبنيا للفاعل2. وقرأ "تَرْجِعُون" [الآية: 15] بفتح التاء وكسر الجيم يعقوب, وسهل أبو جعفر همز "إسرائل" ومر أول البقرة خلاف الأزرق في مده، ووقف حمزة عليه كهمزة النبوة لنافع. وقرأ "سَوَاءً مَحْيَاهُم" [الآية: 21] بالنصب حمزة وحفص والكسائي وخلف وتقدم بالحج, وأمال محياهم الكسائي فقط، وقلله الأزرق بخلفه، وقرأ "أفرأيت" بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر وللأزرق وجه آخر إبدالها ألفا خالصة مع إشباع المد لأجل الساكن بعدها وحذفها الكسائي, ومر ما فيه بالأنعام وغيرها. واختلف في "غشاوة" [الآية: 23] فحمزة والكسائي وخلف بفتح الغين وسكون الشين3 بلا ألف، وافقهم الأعمش وعنه أيضا كسر الغين، والباقون بكسر الغين وفتح الشين وألف بعدها لغتان بمعنى غطاء، وقرأ "تذكرون" بتخفيف الذال حفص وحمزة والكسائي وخلف, ومر حكم إمالة "الدنيا" غير مرة، وعن الحسن "ما كان حجتهم" بالرفع اسم كان "وإلا أن قالوا" الخبر, والجمهور بالنصب على أنها الخبر وهو الراجح، وقرأ "لا ريب" معا بالمد المتوسط حمزة بخلفه. واختلف في"كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى" [الآية: 28] فيعقوب بنصب كل على البدل من كل أمة الأولى بدل نكرة موصوفة من مثلها، والباقون بالرفع على الابتداء وتدعى خبرها. وأمال "تدعى وتتلى" حمزة والكسائي وخلف، وقللهما الأزرق بخلفه, وأشم "قيل" هشام والكسائي ورويس. واختلف في "الساعة" [الآية: 32] فحمزة بالنصب عطفا على وعد الله، وافقه الأعمش، والباقون بالرفع على الابتداء خبره لا ريب فيها أو عطفا على محل إن واسمها أو على المرفوع في حق. وأمال "وحاق" حمزة ومر حكم "يستهزءون" لأبي جعفر وغيره وأظهر ذال "اتخذتم" ابن كثير وحفص ورويس بخلفه ومر التنبيه على "هُزْوا"، وقرأ "لا يخرجون" بفتح الياء وضم الراء حمزة والكسائي وخلف ومر بالأعراف4.   1 أي: "ليُجزي". [أ] . 2 أي: "لنَجزي". [أ] . 3 أي: "غَشْوة". [أ] . 4 انظر الصفحة: "280". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 502 سورة الأحقاف : مكية1 قيل إلا قل أرأيتم إن كان وفاصبر كما صبر الآيتين فبالمدينة وآيها ثلاثون وأربع في غير الكوفي وخمس فيه خلافا آية حم كوفي. "مشبه الفاصلة" اثنان: عذاب الهون ما يوعدون. القراءات مر حكم إمالة "حم" والسكت عليها2. وقرأ "أرأيتم" بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر, وللأزرق أيضا إبدالها ألفا مع المد, وسهلها الكسائي, وأبدل ورش وأبو عمرو بخلفه, وأبو جعفر الهمزة الساكنة وصلا "من السموات ائتوني" ياء ساكنة أما في الابتداء فالكل بياء ساكنة بعد همزة الوصل مكسورة3، وقرأ بمد "أنا إلا نذير" قالون بخلفه وسهل إسرائل أبو جعفر, ومر أول البقرة خلاف الأزرق في مده كوقف حمزة عليه. وقرأ "لينذر" [الآية: 12] بالخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام نافع وابن عامر والبزي بخلفه وأبو جعفر ويعقوب وهي رواية النقاش من طريق الشنبوذي, وبه قرأ الداني من طريق أبي ربيعة فإطلاق الخلاف في التيسير خروج عن طريقه كما في النشر، والباقون بالغيب وهي رواية الطبري والفحام والحمامي عن النقاش وابن بنان بضم الباء وبالنون عن أبي ربيعة. وقرأ "فَلا خَوْفَ عَلَيْهِم" [الآية: 13] بفتح الفاء بلا تنوين وضم الهاء يعقوب. واختلف في "حسنا" [الآية: 15] فعاصم وحمزة والكسائي وخلف "إحسانا" بزيادة همزة مكسورة فحاء ساكنة وفتح السين وألف بعدها مصدرا حذف عامله أي: وصيناه أن يحسن إليهما إحسانا, وقيل مفعول به على تضمين وصينا معنى ألزمنا فيتعدى لاثنين إحسانا ثانيهما، وافقهم الأعمش، والباقون بضم الحاء وسكون السين بلا همز ولا ألف مفعولا به على تقدير مضاف وموصوف أي: أمرا ذا حسن, واتفقوا على أن موضع العنكبوت كقفل ومواضع البقرة والنساء والأنعام والإسراء كإكرام. وقرأ "كرها" [الآية: 15] بفتح الكاف نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر   1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] . 2 أي: "ح، م". [أ] . 3 أي: "إيتوني". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 503 وهشام بخلفه، والباقون بالضم لغتان بمعنى وقيل بالضم المشقة وبالفتح الغلبة والقهر, والضم لهشام من رواية الداجوني من جميع طرقه إلا المفسر, والفتح من رواية الحلواني من جميع طرقه والمفسر عن الداجوني وسبق بالنساء. واختلف في "وَفِصَالُه" [الآية: 8] فيعقوب بفتح الفاء وسكون الصاد بلا ألف1، وعن الحسن بضم الفاء وألف بعد الصاد2، والباقون كذلك لكن مع كسر الفاء قيل هما مصدران كالعظم والعظام وفتح ياء الإضافة من "أوزعني أن" ورش من طريق الأزرق والبزي. وأمال "ترضيه" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه. واختلف في "نتقبل، ونتجاوز أحسن" [الآية: 16] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر وأبو جعفر ويعقوب بياء مضمومة في الفعلين3 على البناء للمفعول ورفع "أحسن" على النيابة, وافقهم ابن محيصن والحسن واليزيدي، وعن المطوعي فتح الياء من تحت وأحسن بالنصب، والباقون بالنون المفتوحة فيهما مبنيين للفاعل, وأحسن بالنصب على المفعول به. وقرأ "أف" [الآية: 17] بالكسر للفاء منونة نافع وحفص وأبو جعفر، وقرأ ابن كثير وابن عامر ويعقوب بفتح الفاء بلا تنوين، والباقون بكسرها بلا تنوين, ومر بالإسراء4. واختلف في "أَتَعِدَانِنِي" [الآية: 17] فهشام بنون واحدة مشددة على إدغام نون الرفع في نون الوقاية5, وافقه الحسن وابن محيصن بخلفه، والباقون بنونين مكسورتين خفيفتين نون الرفع فنون الوقاية, ومر ذلك في الإدغام وفتح ياءها نافع وابن كثير وأبو جعفر، وعن الحسن والأعمش "أن أخرج" بالبناء للفاعل. واختلف في "وَلِيُوَفِّيَهُم" [الآية: 19] فابن كثير وأبو عمرو والحلواني عن هشام وعاصم ويعقوب بالياء من تحت وافقهم الحسن واليزيدي وابن محيصن، والباقون بنون العظمة وهي رواية الداجوني عن هشام. وقرأ "أَذْهَبْتُم" [الآية: 20] بهمزة واحدة على الخبر أي: فيقال لهم أذهبتم أو على الاستفهام الساقط أداته نافع وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وخلف، وقرأ ابن كثير والداجوني عن هشام من طريق النهرواني ورويس بهمزتين محققة فمسهلة مع عدم الفصل, والثاني لهشام من طريق ابن عبدان عن الحلواني التسهيل مع الفصل, وبه قرأ أبو جعفر, والثالث لهشام التحقيق مع الفصل طريق المفسر، وقرأ ابن ذكوان وروح بتحقيقهما بلا   1 أي: "وفَصْله .... ". [أ] . 2 أي: "فُصاله". [أ] . 3 أي: "يَتَقَبَّل, ويتجاوز". [أ] . 4 انظر الصفحة: "355". [أ] . 5 أي: "أتعداني ... ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 504 فصل، وعن الحسن بهمزة واحدة مع المد للساكنين وفتح "إني أخاف" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر، وقرأ أبو عمرو "أبلغكم" بسكون الباء الموحدة وتخفيف اللام كما مر بالأعراف وفتح ياء "ولكني أراكم" نافع والبزي وأبو عمرو وأبو جعفر. واختلف في "لا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُم" [الآية: 25] فعاصم وحمزة ويعقوب وخلف بياء من تحت مضمومة بالبناء للمفعول مساكنهم بالرفع نائب الفاعل، وافقهم الأعمش, وبالإمالة حمزة وخلف على أصلهما، وعن الحسن بضم التاء من فوق1 مبنيا للمفعول "مساكنهم" بالرفع، وعن المطوعي "يرى" كعاصم "مَسْكَنهم" بالتوحيد والرفع, والباقون بفتح التاء "مساكنهم" بالنصب مفعولا به وأبو عمرو والكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري بالإمالة وبالصغرى الأزرق. وأمال "وحاق" حمزة وأدغم لام "بل ضلوا" الكسائي وحده, وأدغم ذال "وإذ صرفنا" أبو عمرو وهشام وخلاد والكسائي ونقل "القران" ابن كثير. وقرأ "أولياء أولئك" بتسهيل الأولى كالواو قالون والبزي مع المد والقصر وسهل الثانية كالواو ورش وقنبل من طريق ابن مجاهد وأبو جعفر ورويس بخلفه, وللأزرق أيضا إبدالها واوا ولا يجوز له حينئذ المد كما يجوز له في نحو: آمن لعروض حرف المد بالإبدال وضعف السبب لتقدمه على الشرط كما حقق في النشر, وهذا الوجه هو الثاني لقنبل, والثالث له إسقاط الأولى مع المد والقصر, وبه قرأ أبو عمرو ورويس في وجهه الثاني، والباقون بتحقيقهما، وعن الحسن يعي بكسر الياء الثانية, والجمهور على فتحها مضارع عيي يعيى بالفتح فلما دخل الجازم حذف الألف، وقرأ يعقوب "بقادر" يقدر بياء مثناة تحت مفتوحة وإسكان القاف بلا ألف وضم الراء وسبق بـ"يس". وأمال "بلى" أبو بكر بخلفه وحمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه ومثله أبو عمرو من روايتيه على ما صححه في النشر وإن قصر الخلف في الطيبة على الدوري، وعن الحسن "بلاغا" بالنصب على المصدر والجمهور بالرفع خبر محذوف أي: تلك الساعة بلاغ, وعنه أيضا "يهلك" بضم الياء وكسر اللام والفاعل الله تعالى، وعن ابن محيصن فتح الياء وكسر اللام من هلك يهلك كيضرب, والجمهور بضم الياء وفتح اللام مبنيا للمفعول. المرسوم في مصحف الكوفي إحسانا بألف قبل الحاء وأخرى بعد السين, وفي غيره حسنا بحذفهما, وكتبوا أثرة من علم بحذف الألف, وكذا بقدر. ياءات الإضافة أربع: "أَوْزِعْنِي أَن" [الآية: 15] "إني أخاف" [الآية: 21] "وَلَكِنِّي أَرَاكُم" [الآية: 23] "أَتَعِدَانِنِي أَن" [الآية: 17] .   1 أي: "تُرَى". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 505 سورة محمد "صلى الله عليه وسلم" 1: مدنية2 عند الأكثر, قيل إلا آية: وكأين من قرية, وقيل مكية وآيها ثلاثون وثمان كوفي وتسع حجازي ودمشقي وأربعون بصري وحمصي خلافها سبع أوزارها غير كوفي وحمصي فضرب الرقاب فشدوا الوثاق لانتصر منهم حمصي وترك بالهم ويثبت أقدامكم وللشاربين بصري معه. "مشبه الفاصلة" سبعة: ينصركم, فتعسا لهم, الذين من قبلهم, دمر الله عليهم, قال آنفا, لأريناكهم, بسيماهم. القراءات عن ابن محيصن "وإما فداء" بغير مد ولا همز, ورويت عن ابن كثير في رواية شبل عنه لغة فيه. واختلف في "وَالَّذِينَ قُتِلُوا" [الآية: 4] فأبو عمرو وحفص ويعقوب بضم القاف وكسر التاء بلا ألف مبنيا للمفعول، وعن الحسن بفتح القاف وتشديد التاء بلا ألف3، والباقون "قَاتِلُوا" بفتح القاف وتخفيف التاء وألف بينهما من المفاعلة, قيل نزلت في قتلى أحد، وعن ابن محيصن "عرفها" بتخفيف الراء, والجمهور بتشديدها من التعريف ضد الجهل. وأمال "الكافرين" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه, والدوري والكسائي ورويس، وقللهما الأزرق. وأمال "لا مولى لهم" حمزة والكسائي وخلف، وقللها الأزرق بخلفه, وكذا "مثوى" وقفا. وقرأ "وكائن" بألف ممدودة بعد الكاف, ثم همزة مكسورة ابن كثير, وكذا أبو جعفر لكن مع التسهيل بالمد والقصر كما مر بآل عمران مع حكم الوقف عليه. واختلف في "آسن" [الآية: 15] فابن كثير بغير مد بعد الهمزة صفة مشبهة من أسن الماء بالكسر كحذر يأسن فهو آسن كحذر تغير، وافقه ابن محيصن بخلفه، والباقون بالمد على وزن ضارب آسن فاعل من آسن الماء بالفتح يأسن بالكسر والضم أسونا, وأمال مصفى وقفا حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه, واختلف في آنفا فالبزي من قراءة الداني على أبي الفتح عن السامري عن أصحابه عن أبي ربيعة بقصر الهمزة قال في النشر:   1 وذكرها في النشر باسم "سورة القتال". [أ] . 2 انظر الإتقان للإمام السيوطي: "1/ 25". [أ] . 3 أي: "قُتِّلوا". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 506 وقد انفرد بذلك أبو الفتح فكل أصحاب السامري لم يذكروا القصر عن البزي, ثم قال: وعلى تقدير أن يكونوا رووا القصر فلم يكونوا من طرق التيسير فلا وجه لإدخال هذا الوجه في طرق الشاطبية والتيسير, نعم روى سبط الخياط القصر من طريق النقاش عن أبي ربيعة عن البزي ورواه ابن سوار عن ابن فرح عن البزي, ورواه ابن مجاهد عن نص عن البزي، وافقه ابن محيصن بخلفه، وروى ابن الحباب وسائر أصحاب البزي عنه المد وبه قرأ الباقون, وهما لغتان بمعنى الساعة كحاذر وحذر, إلا أنه لم يستعمل أنهما فعل مجرد بل المستعمل أيتنف يأتنف واستأنف يستأنف قال الجعبري: روي أن المنافقين كانوا يحضرون خطبة النبي -صلى الله عليه وسلم- أو مجلسه فإذا خرجوا قالوا للصحابة رضي الله تعالى عنهم: أي شيء قال محمد في الساعة المتقدمة استهزاء وإيذانا أنهم يحضرون وقلوبهم غائبة لاهية عن قوله, فعاقبهم الله بالطبع عليها فلن يهتدوا إذا أبدا. وأمال "زادهم" حمزة وهشام من طريق الداجوني وابن ذكوان من طريق الصوري والنقاش عن الأخفش. وأمال "وآتاهم تقواهم" و"وهدى" وقفا حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق, وكذا أبو عمرو في تقويهم بالفتح والصغرى كالأزرق, وأما "جاء أشراطها" من حيث الهمزتان فمر غير مرة نحو: تلقاء أصحاب بالأعراف1. وأمال "فأنى" حمزة والكسائي وخلف، وقللها الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما, وأدغم التاء من نزلت سورة "فإذا أنزلت سورة" أبو عمرو وهشام بخلفه وحمزة والكسائي وخلف. وقرأ "عَسِيْتم" [الآية: 22] بكسر السين نافع ومر بالبقرة. واختلف في "إِنْ تَوَلَّيْتُم" [الآية: 22] فرويس بضم التاء والواو وكسر اللام مبنيا للمفعول أي: وإن وليتم أمور الناس, ورويت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وبها قرأ علي رضي الله عنه, والباقون بالفتح فيهن2 إما بمعنى الأول أو من الإعراض. واختلف في "وتقطعوا" [الآية: 22] ويعقوب بفتح التاء وسكون القاف وفتح الطاء مخففة3، وافقه ابن محيصن, والباقون بضم التاء وفتح القاف وكسر الطاء مشددة على التكثير. وأمال "وأعمى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه ونقل "القران" ابن كثير. واختلف في "وَأُمْلِي لَهُم" [الآية: 25] فأبو عمرو بضم الهمزة وكسر اللام وفتح الياء4 مبنيا للمفعول ونائب الفاعل لهم وقيل ضمير الشيطان، وقرأ يعقوب كذلك لكنه سكن الياء مضارعا أي: وأملي أنا لهم أو ماضيا سكنت ياؤه تخفيفا، وافقه المطوعي   1 انظر الصفحة: "280". [أ] . 2 أي: "تولّيتم". [أ] . 3 أي: "وتَقْطعوا". [أ] . 4 أي: "وأُمْلي". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 507 والباقون بفتح الهمزة واللام وبالألف مبنيا للفاعل ضمير الشيطان وقيل للباري تعالى. واختلف في "إسرارهم" [الآية: 26] فحفص وحمزة والكسائي وخلف بكسر الهمزة مصدر أسر، وافقهم الأعمش؛ والباقون بالهمزة المفتوحة جمع سر، وعن المطوعي توفيهم بالتذكير بلا تاء، وقرأ "رضوانه" بضم الراء أبو بكر. واختلف في "ولنبلونكم حتى نعلم، ونبلو" [الآية: 31] فأبو بكر بالياء التحتية في الثلاثة؛ والباقون بنون العظمة واختلف في نبلو فرويس بإسكان الواو تخفيفا أو بتقدير ونحن نبلو, وانفرد به ابن مهران عن روح؛ والباقون بفتحها عطفا على ما قبله. وقرأ "السِّلْم" [الآية: 35] بكسر السين أبو بكر وحمزة وخلف ومر بالبقرة1، وعن ابن محيصن "ويخرج" بفتح الياء وضم الراء "أضغانكم" بالرفع فاعلا, وأما "ها أنتم" فمن ذكرها غير مرة وحاصل ما في النشر وغيره كما لخصه شيخنا رحمه الله تعالى أن القراء فيه على مذاهب فقالون وأبو عمرو وأبو جعفر هانتم بإثبات ألف بعد الهاء ثم همزة مسهلة فيصير مدا منفصلا عندهم, ففيه القصر لكلهم والمد لمن يمد منهم كقالون وأبي عمرو, ويتحصل من ها أنتم هؤلاء من جمع المدين المنفصلين ثلاثة أوجه: قصرهما ثم قصر هأنتم ومد هؤلاء لتغير سبب المد في هأنتم ثم مدهما بناء على إجراء المسهلة مجرى المخففة, والأزرق من طرق كتابنا كالنشر ثلاثة أوجه: حذف الألفين مع همزة مسهلة على وزن فعلتم, والثاني إبدال الهمزة ألفا بعد الهاء فتمد مدا مشبعا مثل أنذرتهم في أحد وجهيه, ويوافقنا في هذين الشاطبي رحمه الله تعالى, والثالث إثبات الألف مع الهمزة المسهلة كقالون, وحينئذ المد المشبع والقصر لتغيير الهمزة كما مر, وللأصبهاني وجهان: حذف الألف مع تسهيل الهمزة وإثباتها كذلك, ويجيء على الثاني المد والقصر كما مر للأزرق، وقرأ البزي بإثبات الألف ثم همزة محققة مع القصر مثل ها أنتم، وقرأ قنبل بوجهين: أحدهما من طرق الكتاب كالنشر كالبزي والثاني من الطرق المذكورة كالشاطبية بحذفها مع همزة محققة مثل فعلتم؛ والباقون وهم ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب بتخفيف الهمزة مع الألف, وهم على مراتبهم في المنفصل من القصر والمد, وأما ما زاده الشاطبي رحمه الله تعالى بناء على أن الهاء مبدلة من همزة لابن عامر ومن معه من جواز القصر؛ لأن الألف حينئذ للفصل فيصير عنده في ها أنتم هؤلاء لمن ذكر القصر في هانتم مع المد على مراتبهم في هؤلاء, ثم المد فيها كذلك فتعقبه في النشر كما مر بأنه مصادم للأصول مخالف للأداء, ويوقف عليها لحمزة بالتحقيق والتسهيل بين بين مع المد والقصر؛ لأنه متوسط بزائد, ومر الوقف على هؤلاء2.   1 انظر الصفحة: "166". [أ] . 2 ولا يوجد فيها شيء من الياءات. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 508 سورة الفتح : مدنية1 والصحيح أنها نزلت بالطريق من صرفه -صلى الله عليه وسلم- من الحديبية سنة ست, ولذا عدت في المدني وآيها عشرون وتسع. مشبه الفاصلة خمس: بأس شديد أو يسلمون آمنين مقصرين لا تخافون. القراءات قرأ "صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا"2 [الآية: 2] بالسين قنبل بخلفه ورويس, وأشم الصاد زايا خلف عن حمزة, وهي لغة قيس. وقرأ "دَائِرَةُ السَّوْء" [الآية: 6] بضم السين ابن كثير وأبو عمرو وخرج ظن السوء الأول والثالث المتفق على فتحهما, ومر بالتوبة مع وقف حمزة عليه والأزرق على أصله من الإشباع والتوسط. واختلف في قراءة {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ} [الآية: 9] فابن كثير وأبو عمرو بالياء من تحت في الأربعة، وافقهما ابن محيصن واليزيدي والحسن، والباقون بالخطاب. وقرأ "عَلَيْهُ اللَّهُ" [الآية: 10] بضم الهاء حفص كما في هاء الكناية3 ويتبعه تفخيم لام الجلالة. واختلف في "فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا" [الآية: 10] فأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي ورويس وخلف بالياء من تحت, وانفرد بذلك ابن مهران عن روح، وافقهم اليزيدي، والباقون بنون العظمة4. واختلف في "ضرا" [الآية: 11] فحمزة والكسائي وخلف بضم الضاد، وافقهم الأعمش، والباقون بفتحها لغتان كالضعف والضعف, وأدغم الكسائي لام "بَلْ ظَنَنْتُم" واختلف عن هشام وصوب في النشر عنه بالإدغام, وقال: إنه الذي عليه الجمهور. واختلف في مد "كَلامَ اللَّهِ" [الآية: 15] فحمزة والكسائي وخلف بكسر اللام بلا ألف جمع كلمة5 اسم جنس، وافقهم الأعمش، والباقون بفتح اللام وألف بعدها على جعله اسما للجملة, وأدغم لام بل تحسدوننا حمزة والكسائي وهشام في المشهور عنه.   1 انظر الإتقان للسيوطي: "2/ 1257". [أ] . 2 أي: "سراطا". [أ] . 3 انظر الصفحة: "49". [أ] . 4 أي: "فسنؤتيه". [أ] . 5 أي: "كَلِم". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 509 وقرأ "نُدْخِلُه" [الآية: 17] و"نُعَذِّبُه" [الآية: 17] بنون العظمة نافع وابن عامر وأبو جعفر ومر بالنساء، وعن الحسن "وأثابهم فتحا" وأتاهم بمد الهمزة وتاء مثناة فوقية بلا باء من الإيتاء, والجمهور من الإثابة وتقدم حكم صراطا آنفا، ووقف على "سنت" بالهاء1 ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب. واختلف في "بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا" [الآية: 24] فأبو عمرو بالياء على الغيب، والباقون بالخطاب. وقرأ "تطوهم" [الآية: 25] بحذف الهمزة أبو جعفر2 ويوقف به لحمزة كما نقله صاحب النشر عن نص الهذلي وغيره والقياس بين بين فهما وجهان، وأدغم ذال "إذ جعل" أبو عمرو وهشام ودال "لقد صدق" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف, وأبدل همز "الرويا" واوا ساكنة الأصبهاني عن ورش وأبو عمرو بخلفه, وكذا أبو جعفر لكنه يقلب الواو ياء ويدغمها في الياء بعدها وقول الأصل ولم يبدلها يعني همزة الرؤيا ورش من طريقيه ليس كذلك, بل يبدلها من طريق الأصبهاني من غير خلاف كما تقرر هنا والصافات والإسراء ويوسف، وأمالها الكسائي، وقللها الأزرق وأبو عمرو بخلفهما, ويوقف عليه لحمزة بالإبدال واوا ساكنة على القياسي وبياء مشددة كقراءة أبي جعفر, ونقل في النشر جوازه عن الهذلي وغيره, لكن قال: إن الإظهار أولى وأقيس وعليه أكثر أهل الأداء, ويوقف له على "رؤسكم" بالتسهيل بين بين على القياس وبالحذف قاله في النشر وهو الأولى عند الآخذين باتباع الرسم، وعن الحسن "أشداء" و"رحماء" بالنصب على المدح أو الحال من الضمير المستكن في معه لوقوعه صلة وخبر المبتدأ وحينئذ تراهم وركعا سجدا حالان؛ لأن الرؤية بصرية. وقرأ "رضوان" بضم الراء أبو بكر. وأمال "سيماهم" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق وأبو عمرو بخلفهما، وعن الحسن "آثار" بالجمع ومر حكم إمالة "التوراة" في بابها وأول آل عمران، وعن الحسن "الإنجيل" بفتح الهمزة، وقرأ بالنقل ورش كحمزة وقفا وله السكت في الحالين كعدمه وصلا, وورد أيضا عن ابن ذكوان وحفص وإدريس بخلفهم. واختلف في "شطأه" [الآية: 29] فابن كثير وابن ذكوان بفتح الطاء، وافقهما ابن محيصن من المفردة، والباقون بإسكانها وهما أختان كالسمع والسمع يقال أشطأ الزرع, أي: أخرج فراخه وهو سنبل يخرج حول السنبلة الأصلية وشط الشجر أغصانها ويوقف عليه لحمزة بالنقل فقط. واختلف في "فآزره" [الآية: 29] فابن ذكوان وهشام من طريق الداجوني بقصر   1 أي: "سنة". [أ] . 2 الباقون: "تطؤوهم". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 510 الهمزة, والباقون بالمد لغتان ووزن المقصور فعله والممدود أفعله عند الأخفش وفاعله عند غيره, لكن قال في الدر: غلّطوا من قال إنه فاعل بأنه لم يسمع توازر بل توزر ويوقف عليه لحمزة بالتحقيق والتسهيل بين بين؛ لأنه متوسط بغيره. وأمال "فاستوى" حمزة والكسائي وخلف, وافقهم الأعمش وبالفتح والصغرى الأزرق. وقرأ "سؤقه" [الآية 29] بالهمز قنبل وروى له زيادة واو بعد الهمزة كما بين في النمل وضم الهاء والميم من "بهم الكفار" حمزة والكسائي وخلف وصلا وكسرهما أبو عمرو ويعقوب, وكسر الهاء وضم الميم الباقون. المرسوم نافع كغيره "بما عهدوا" بحذف الألف تخفيفا, واتفقوا على الألف في "سِيمَاهُم"1.   1 وليس فيها شيء من الياءات. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 511 سورة الحجرات : مدنية1 وآيها ثماني عشر. القراءات اختلف في "لا تُقَدِّمُوا" [الآية: 1] فيعقوب بفتح التاء فوق والدال2 والأصل لا تقدموا حذف إحدى التاءين، والباقون بضم التاء وكسر الدال على أنه متعد وحذف مفعوله إما اقتصار نحو: يعطي ويمنع وكلوا واشربوا, وإما اختصارا للدلالة عليه أي: لا تقدموا ما لا يصلح أو أمرا أي: لا تقطعوا أمرا قبل أن يحكم به, وقيل المراد بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذكر الله تعظيما له وإشعارا بأنه من الله بمكان يوجب إجلاله, قال السمين: ويحتمل أن يكون الفعل لازما نحو: وجه وتوجه, وأشار إليه البيضاوي وقال: ومنه مقدمة الجيش لمتقدميهم. واختلف في "الْحُجُرَات" [الآية: 4] فأبو جعفر بفتح الجيم، والباقون بضمها لغتان في جمع حجرة وهي القطعة من الأرض المحجورة بحائط, ومر ضم هاء "إليهم" لحمزة ويعقوب. وقرأ "فتثبتوا" [الآية: 6] بثاء مثلثة فموحدة ثم مثناة فوقية حمزة والكسائي وخلف، والباقون بموحدة ثم مثناة تحتية فنون3 من البيان وذكر بالنساء, وسهل الثانية كالياء من تفيء إلى نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس. واختلف في "بَيْنَ أخُوَيْكُم" [الآية: 10] فيعقوب "إخوتكم" بكسر الهمزة وسكون الخاء وتاء مثناة من فوق مكسورة بالإضافة، وعن الحسن بكسر الهمزة وسكون الخاء وألف بعد الواو ثم نون بدل الياء جمعا على فعلان، والباقون بفتح الهمزة والخاء وياء ساكنة بعد الواو تثنية أخ وخص الاثنين بالذكر؛ لأنهما أقل من يقع بينهما الشقاق. وأمال "عسى" حمزة والكسائي وخلف، وقللهما الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما. وقرأ "وَلا تَلْمُزُوا" [الآية: 11] بضم الميم يعقوب، وافقه الحسن وكسرها الباقون لغتان في المضارع كما مر بالتوبة, وتقدم في النقل التنبيه على الابتداء بالاسم من "بِئْسَ الِاسْم" من جواز الإتيان بالهمز الأول وحذفه كالمنقول وترجيح الأول, وأدغم الياء في   1 انظر الإتقان للسيوطي: "2/ 1275". [أ] . 2 أي: "لا تَقَدَّموا". [أ] . 3 أي: "فَتَبَيَّنوا". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 512 الفاء من قوله: "يَتُبْ فَأُولَئِك" أبو عمرو والكسائي وهشام وخلاد بخلفهما, ومر تفصيله, وقرأ البزي بخلفه "وَلا تَّنابَزُوا وَلا تَّجسَّسُوا لِتَعَّارَفُوا" بتشديد التاء في الثلاثة وصلا وعن الحسن ولا تحسسوا بالحاء المهملة من الحس الذي هو أثر الحس وغايته, وقرأ "ميتا" بتشديد الياء نافع وأبو جعفر ورويس ومر بالبقرة1. وأمال "أَتْقَاكُم" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه. واختلف في "لا يَلِتْكُم" [الآية 14] فأبو عمرو ويعقوب بهمزة ساكنة بعد الياء وقبل اللام2, وافقهما اليزيدي والحسن ويبدلها أبو عمرو بخلفه على أصله, وافقه اليزيدي من ألته بالفتح يألته بالكسر كصدف يصدق لغة غطفان, والباقون بكسر اللام من غير همز من لاته يليته كباعه يبيعه لغة الحجاز وعليها صريح الرسم. واختلف في "بِمَا تَعْمَلُون" فابن كثير بالياء من تحت وافقه ابن محيصن, والباقون بالتاء من فوق3.   1 انظر الصفحة: "166". [أ] . 2 أي: "لا يألتكم". [أ] . 3 وليس فيها شيء من الياءات. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 513 سورة ق : مكية وآيها خمس وأربعون. مشبه الفاصلة ثلاثة: ق للعباد عليهم بجبار, وعكسه موضفان وثمود وإخوان لوط. القراآت عن الحسن "قاف" بكسر الفاء بلا تنوين على الجر بحرف قسم مقدر. وقرأ "أئذا" بتسهيل الثانية كالياء مع الفصل قالون وأبو عمرو وأبو جعفر, وبلا فصل ورش وابن كثير ورويس ولهشام وجهان: أحدهما التحقيق مع الفصل, والثاني التحقيق مع القصر, وبه قرأ الباقون, وعن الأعمش بهمزة واحدة وكسر ميم متنا نافع وحفص وحمزة والكسائي وخلف. وقرأ "ميتا" [الآية: 11] بالتشديد أبو جعفر ومر بالبقرة, وأثبت الياء في وعيد وصلا ورش وفي الحالين يعقوب ولا خلاف في الأيكة هنا أنها بأل إنما الخلاف في الشعراء, وص كما مر, وأدغم تاء "وجاءت سكرة" أبو عمرو وهشام من طريق الداجوني وابن عبدان عن الحلواني وحمزة والكسائي وخلف وعن الحسن "الصور" بفتح الواو وعنه الفاء بهمزة مكسورة وبألف ممدودة بعد القاف وهمزة منصوبة منونة مصدر ألقى, واختلف في نقول فنافع وأبو بكر بالياء من تحت والضمير لله تعالى, وعن الحسن يقال بياء مضمومة وبألف بعد القاف مبنيا للمفعول، والباقون بنون العظمة. وقرأ "مَا يُوعَدُون" [الآية: 32] بالياء من تحت ابن كثير ومر بص1 وكسر تنوين من "منيب ادخلوها" أبو عمرو وقنبل وابن ذكوان بخلفهما المفصل في البقرة وعاصم وحمزة ويعقوب, وعن الحسن "فنقبوا" بكسر القاف أمرا لأهل مكة بذلك. واختلف في "وَأَدْبَارَ السُّجُود" [الآية: 41] فنافع وابن كثير وحمزة وأبو جعفر وخلف بكسر الهمزة على أنه مصدر أدبر مضى ونصب على الظرفية بتقدير زمان أي: وقت انقضاء السجود، وافقهم ابن محيصن والأعمش، والباقون بفتحها جمع دبر وهو آخر الصلاة وعقبها وجمع باعتبار تعدد السجود وخرج بقيد السجود الطور المتفق على كسره إلا ما يأتي عن المطوعي إن شاء الله تعالى، ووقف على "يناد" بثبوت الياء   1 انظر الصفحة: "476". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 514 ابن كثير بخلفه ويعقوب على الأصل, ووقف الباقون بحذفها للرسم, وتقدم في الوقف على المرسوم, وأثبت الياء في "المنادي" وصلا نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين ابن كثير ويعقوب. وقرأ "يَوْمَ تَشَقَّق" [الآية: 44] بتخفيف الشين أبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وخلف1 ومر بالفرقان2 وأثبت الياء في "وعيد" وصلا ورش وفي الحالين يعقوب. زوائدها ثلاث: "وعيد" [الآية: 45] معا "المناد" [الآية: 41] .   1 الباقون: "تَشَّقّق". [أ] . 2 انظر الصفحة: "415". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 515 سورة الذاريات : مكية1 وآيها ستون إجماعا. القراءات أدغم تاء "والذاريات ذروا" أبو عمرو بخلفه وحمزة وكذا يعقوب من المصباح كما مر. وقرأ "يُسرا" [الآية: 3] بضم السين أبو جعفر بخلف عن ابن وردان ومر بالبقرة، وعن الحسن الحبك بكسر الحاء والباء, ورويت عن أبي عمرو وهو اسم مفرد لا جمع؛ لأن فعل ليس من أبنية الجموع فينبغي أن تعد مع إبل فيما جاء على فعل بكسر الفاء والعين، وعن المطوعي "إيان" بكسر الهمزة وكسر عين "عيون" ابن كثير وابن ذكوان وأبو بكر وحمزة والكسائي ومر بالبقرة. وأمال "ما أتاهم" حمزة والكسائي وخلف, ومر للأزرق في نظيرها خمس طرق بالنظر إلى تثليث مد البدل وتقليل الألف المنقلبة عن الياء وفتحها: الأولى قصر البدل مع فتح الألف, الثانية التوسط مع الفتح, الثالثة المد مع الفتح, الرابعة المد مع التقليل, الخامسة التوسط مع التقليل, ومر في الإمالة تفصيل الطرق، وعن ابن محيصن من المبهج من رواية البزي "وفي السماء رازقكم" اسم فاعل, وهو نظير ينزل ربنا إلى سماء الدنيا الحديث فلا ينافي في تعاليه سبحانه عن الجهة, وعنه من رواية غير البزي من المفردة أرزاقكم جمع رزق. واختلف في "مثْلُ مَا" [الآية: 23] فأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بالرفع صفة لحق ولا يضر تقدير إضافتها إلى معرفة؛ لأنها لا تتعرف بذلك لإبهامها أو خبر ثان أو أنه مع ما قبله خبر واحد نحو هذا حلو حامض، وافقهم الأعمش، والباقون بالنصب على الحال من المستكن في لحق؛ لأنه من المصادر التي لا توصف والعامل فيها حق أو الوصف لمصدر محذوف أي: لأنه لحق حقا مثل نطقكم, وقيل هو نعت لحق وبني على الفتح لإضافته إلى غير متمكن وهو ما إن كانت بمعنى شيء وإن وما في حيزها إن جعلت مزيدة للتأكيد. وقرأ "إبراهام" [الآية: 24] بالألف ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان, وأدغم ذال "إذ   1 انظر الإتقان للسيوطي: "2/ 1275". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 516 دخلوا" أبو عمرو وهشام وابن ذكوان من طريق الأخفش وحمزة والكسائي وخلف، وقرأ سلام بكسر السين وسكون اللام بلا ألف حمزة والكسائي، والباقون سلام بفتح السين واللام وألف, ومر بهود وكسر الهاء والميم من "عليهم الريح" وصلا أبو عمرو وضمهما كذلك حمزة والكسائي ويعقوب وخلف وكسر الهاء وضم الميم الباقون وضم الهاء وقفا حمزة ويعقوب, وأشم القاف من "قيل" هشام والكسائي ورويس. واختلف في "الصعقة" [الآية: 44] فالكسائي بحذف الألف وسكون العين على إرادة الصوت الذي يصحب الصاعقة، وافقه ابن محيصن بخلف عنه، وعن الحسن الصواعق بتقديم القاف على العين، والباقون بالألف بعد الصاد وكسر العين1 على إرادة النار النازلة من السماء للعقوبة. واختلف في "وَقَوْمِ نُوح" [الآية: 46] فأبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف بجر الميم عطفا على الهاء في وتركنا فيها آية كالتوابع أو على أحدها وجعل في الأصل عطفه على ثمود أولى لقربه، وافقهم اليزيدي والحسن والأعمش وابن محيصن بخلفه، والباقون بنصبها أي: أهلكنا قوم نوح؛ لأن ما قبله يدل عليه أو اذكر, ويجوز أن يكون عطفا على مفعول فأخذناه أو على معنى فأخذتهم أي: فأهلكناهم وأهلكنا قوم نوح, ويوقف لحمزة على "باييد" بوجهين التخفيف والتسهيل بإبدال الهمزة ياء مفتوحة؛ لأنه متوسط بزائد. وقرأ "تذكرون" [الآية: 49] بتخفيف الدال حفص وحمزة والكسائي وخلف. وأمال "مَا أَتَى" [الآية: 52] وقفا حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه, وأثبت الياء في "ليعبدون" في الحالين يعقوب، وعن ابن محيصن بخلفه "هو الرازق" بوزن فاعل, وأثبت الياء في "يطعمون" في الحالين يعقوب، وعن الأعمش "المتين" بالجر صفة للقوة وذكر الوصف للتأنيث غير حقيقي, وقيل إنها في معنى الأيد, والجمهور بالرفع صفة للرزاق, وأثبت الياء في "فلا يستعجلونك" في الحالين يعقوب. المرسوم اتفقوا على كتابة بنيناها بأييد بياءين قبل الدال, وعلى قطع يوم هم على النار يفتنون. زوائدها ثلاث: "لِيَعْبُدُون" [الآية: 56] "أَنْ يُطْعِمُون" [الآية: 57] "فَلا يَسْتَعْجِلُون" [الآية: 59] .   1 أي: "الصاعقة". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 517 سورة الطور : مكية1 وآيها أربع وسبع حجازي وثمان بصري وتسع كوفي وشامي خلافها اثنان والطور عراقي وشامي جهتم دعا كوفي وشامي. مشبه الفاصلة موضعان: "يدعون سرر موصوفة" وعكسه ثلاث: "لواقع ولكم البنون" حين تقوم. القراءات قرأ "فَكِهِين" [الآية: 18] بلا ألف بعد الفاء أبو جعفر كما مر "بيس" وحذف همز "متكئين" أبو جعفر, ووقف عليه حمزة بالتسهيل كالياء2 وبالحذف للرسم وأما الإبدال فضعيف. واختلف في "وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُم" [الآية: 21] فنافع وأبو جعفر واتبعتهم بوصل الهمزة وتشديد التاء وفتح العين بعدهما تاء فوقية ساكنة "ذريتهم" الأول بالتوحيد وضم التاء رفعا على الفاعلية, والثاني بالجمع وكسر التاء نصبا3 مفعولا ثانيا، وقرأ ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وخلف كذلك إلا أنهم قرؤوا بالتوحيد في "ذريتهم" الثاني كالأول مع نصب التاء مفعولا أيضا، وافقهم ابن محيصن والأعمش لكن المطوعي عنه بكسر الذال فيهما، وقرأ ابن عامر ويعقوب "اتبعتهم" كذلك "ذرياتهم" كلاهما بالجمع مع رفع الأول على ما مر ونصب الثاني بالكسر مفعولا ثانيا كما مر، وافقهما الحسن، وقرأ أبو عمرو وأتبعناهم بقطع الهمزة مفتوحة وإسكان التاء والعين ونون فألف بعدها ذرياتهم بالجمع فيهما مع كسر التاء نصبا على المفعولية كما مر، وافقه اليزيدي. واختلف في "أَلَتْنَاهُم" [الآية: 21] فابن كثير بكسر اللام من ألت يالت كعلم يعلم، وافقه ابن محيصن, واختلف عن قنبل في حذف الهمزة فروى ابن شنبوذ عنه إسقاط الهمزة واللفظ بلام مكسورة كبعناهم يقال لاته يليته كباعه يبيعه, وهي رواية الحلواني عن القواس، وافقه الحسن وروى ابن مجاهد عنه إثباتها كالبزي, وبذلك قرأ الباقون مع فتح اللام وكلها لغات ثابتة بمعنى نقص. وقرأ {لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ} [الآية: 23] بالرفع نافع وابن عامر وعاصم وحمزة   ا1 انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي "2/ 1275". [أ] . 2 أي: "متكئين". [أ] . 3 أي: "ذرياتهم". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 518 والكسائي وأبو جعفر وخلف، والباقون بالفتح بلا تنوين ومر بالبقرة. وقرأ "لؤلؤا" [الآية: 24] بإبدال همزته الأولى واوا ساكنة أبو عمرو بخلفه وأبو بكر وأبو جعفر1 ولم يبدله ورش من طريقيه, ووقف عليه حمزة بإبدال الأولى كأبي عمرو, وأما الثانية فإبدالها واوا ساكنة لسكونها بعد ضمة على القياسي أو واوا مضمومة على مذهب التميميين كما مر ثم تسكن للوقف فيتحد مع ما قبله لفظا, ويجوز الروم والإشمام ويجوز رابع وهو بين بين على تقدير روم حركة الهمزة وهشام بخلف كذلك في الثانية. واختلف في "نَدْعُوهُ إِنَّه" [الآية: 28] فنافع والكسائي وأبو جعفر بفتح الهمزة على التعليل أي: لأنه وافقهم الحسن، والباقون بالكسر على الاستئناف, ووقف على بنعمت بالهاء ابن كثير والكسائي وأبو عمرو ويعقوب. وقرأ "تَأْمُرُهُم" [الآية: 32] بإسكان الراء وباختلاسها أبو عمرو, وروى الإتمام عن الدوري كالباقين. واختلف في "الْمُصَيْطِرُون" [الآية: 37] هنا "بِمُصَيْطِر" في [الغاشية الآية: 22] فهشام بالسين فيهما على الأصل2، وافقه ابن محيصن هنا بخلفه, واختلف عن قنبل وابن ذكوان وحفص والسين فيهما لقنبل من طريق ابن شنبوذ من المستنير وابن مجاهد والصاد له من طريق ابن شنبوذ من المبهج, ونص له على السين في المصيطرون وعلى الصاد وعلى الصاد في بمصيطر جمهور العراقيين والمغاربة, وهو الذي في الشاطبية والتيسير, والسين فيهما لابن ذكوان عند ابن مهران وابن الفحام من طريق الفارسي عن النقاش, وهي أيضا رواية ابن الأخرم وغيره عن الأخفش, والصاد رواية الجمهور عن النقاش وهو الذي في الشاطبية كأصلها, والسين فيهما لحفص من طريق زرعان عن عمرو وهو نص الهذلي عن الأشناني عن عبيد ونص له على الصاد فيهما ابن غلبون وابن مهران وفاقا للجمهور, وقطع له بالخلاف في المصيطرون وبالصاد في بمصيطر في التيسير والشاطبية, وقرأ حمزة بخلفه عن خلاد بإشمام الصاد الزاي فيهما, وهو الذي عليه جمهور المشارقة فيهما لخلاد, وأثبت له الخلاف في التيسير وتبعه الشاطبي والصاد الخالصة هي رواية الحلواني والبزار عن خلاد, وبه قرأ الباقون. وقرأ "يَلْقَوا" بفتح الياء وسكون اللام وفتح القاف بلا ألف أبو جعفر, ومر بالزخرف3. واختلف في "يُصْعَقُون" [الآية: 45] فابن عامر وعاصم بضم الياء مبنيا   1 أي: "لؤلؤا". [أ] . 2 أي: "المسيطرون، بمسيطر". [أ] . 3 انظر ص: "494". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 519 للمفعول إما من صعق ثلاثيا معدى بنفسه من قولهم: صعقته الصاعقة, أو من أصعق رباعيا, يقال أصعقه فهو مصعق, والمعنى أن غيرهم أصعقهم, وافقهما الحسن, والباقون بفتحها مبنيا للفاعل, والصعق العذاب, وهو عند النفخة الأولى أو يوم القيامة, وعن ابن محيصن من المفردة والمطوعي إدغام النون الأولى من "بأعيننا" في الثانية كما مر, وعن المطوعي "أدبار النجوم" بفتح الهمزة أي: أعقابها وآثارها إذا غربت, والجمهور على الكسر مصدرا. المرسوم اتفقوا على الصاد في "المصيطرون، وبمصيطر" كما مر وعلى التاء في "بنعمت ربك"1.   1 وليس فيها شيء من الياءات. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 520 سورة النجم : مكية1 وآيها ستون وآية غير كوفي وحمصي واثنان فيهما خلافها ثلاث من الحق شيئا كوفي عن من تولى شامي إلا الحياة الدنيا غير دمشقي. مشبه الفاصلة: وتضحكون. القراءات عن الحسن "والنجم" بضم النون, وأمال رءوس الآي في هذه السورة حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق قولا واحدا مطلقا كما مر, وأما أبو عمرو فله في الرائي الإمالة المحضة كحمزة ومن معه, وفي غيره الفتح والصغرى. تنبيه عن من تولى رأس آية في الشامي فيفتحها أبو عمرو, وأما "رآى ورآه" فتقدم حكمهما في الأنعام وغيرها. واختلف في "مَا كَذَب" [الآية: 11] فهشام وأبو جعفر بتشديد الذال2 أي: ما رآه سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- بعينه صدقه قلبه ولم ينكره, وما موصولة مفعول به والعائد محذوف وافقهما الحسن، والباقون بتخفيفها على جعله لازما معدى بقي وما الأولى نافية والثانية مصدرية أو موصولة منصوبة بالفعل بعد إسقاط الجر, وقيل متعد لواحد أي: صدق قلب محمد -صلى الله عليه وسلم- في رؤية ربه تعالى في قول ابن عباس رضي الله عنه أو صدق قلبه في رؤية عينه عند ربه في قول وجبرائيل في آخر, بل صح عن ابن عباس أنه -صلى الله عليه وسلم- رأى ربه تعالى بعيني رأسه وعليه الجمهور, قال الإمام الكبير الرباني أحمد الرزاز في كتابه الشهاب الثاقب: ولقد أعجب لمن إذا ذكرت له رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة الإسراء يؤول ذلك ويحتج لقصور علمه لاستحالة رؤية الحق في الدنيا, وأين ذلك الحال الشريف من الدنيا وحالها الأدنى, ولقد بلغ -صلى الله عليه وسلم- إلى مقام من القرب يتعالى عن حكم الدارين فما الدنيا والآخرة بمحل لمثل ما وقع له إذ ذاك فالمقام الذي وصل إليه -صلى الله عليه وسلم- في تداني القرب أعز وأجل مما يكون به الواحد منا في الدار الآخرة أهلا للرؤيا والمكالمة, انتهى ملخصا. واختلف في "أَفَتُمَارُونَه" [الآية: 12] فحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بفتح التاء وسكون الميم بلا ألف3 من مريته إذا علمته وجحدته وعدي بعلى لتضمنه معنى الغلبة, وافقهم الأعمش، والباقون بضم التاء وفتح الميم وألف بعدها من ما راه يماريه مراء جادله, وأمال حمزة وحده "ما زاغ" وكذا زاغوا بالصف, وفتحهما الباقون.   1 انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي: "2/ 1276". [أ] . 2 أي: "ما كَذَّب". [أ] . 3 أي: "أفتَمرونه". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 521 وقرأ "أفرأيتم" بتسهيل الثانية نافع وللأزرق أيضا إبدالها مع المد للساكنين وحذفها الكسائي, وأثبتها الباقون مخففة. واختلف في "اللات" فرويس بتشديد التاء مع المد للساكنين1, ورويت عن ابن عباس رضي الله عنه وابن كثير ومجاهد وطلحة قال ابن عباس: كان رجلا بسوق عكاظ يلت السمن والسويق عند صخرة ويطعمه الحاج, فلما مات عبدوا الحجر الذي كان عنده إجلالا لذلك الرجل وسموه باسمه. قال في الدر: فهو اسم فاعل في الأصل غلب على هذا الرجل، والباقون بتخفيفها اسم صنم لثقيف بالطائف, ووقف على تائها بالهاء الكسائي, واختلف في "مناة" [الآية: 20] فابن كثير بهمزة مفتوحة بعد الألف فيمد مدا متصلا2، وافقه ابن محيصن، والباقون بغير همزة وهما لغتان, وقيل الأولى من النوء وهو المطر؛ لأنهم كانوا يستمطرون عندها الأنواء تبركا به فوزنها حينئذ مفاعلة, وألفها منقلبة عن واو وهمزتها أصلية وميمها زائدة, والثانية مشتقة من منى يمني صب لصب دماء النحائر عندها, وهي صخرة على ساحل البحر تعبدها هذيل وخزاعة ووقف عليها الجميع بالهاء للرسم, وقرأ ضئزى بهمزة ساكنة ابن كثير، والباقون بياء مكان الهمزة كما مر في الهمز المفرد, وأدغم دال "ولقد جاءهم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف، وعن ابن محيصن بخلفه "ليجزي الذين, ويجزي" بنون العظمة فيهما, والجمهور بياء الغيب. وقرأ "كبائر" [الآية: 32] بكسر الباء الموحدة بلا ألف ولا همز على التوحيد3 حمزة والكسائي وخلف، والباقون بفتح الباء ثم ألف فهمزة على الجمع وسبق بالشورى. وقرأ "أُمَّهَاتِكُم" [الآية: 32] بكسر الهمزة والميم وصلا حمزة وكسر الكسائي الهمزة فقط فإن ابتدآ ضما الهمزة وفتحا الميم كالباقين فيهما, ومر بالنساء. وأمال "تولى, وأعطى" حمزة والكسائي وخلف, وقللهما الأزرق بخلفه في أعطى لكونها ليست برأس آية وأبو عمرو على قاعدته في تولى, وأبدل أبو جعفر "أم لم ينبأ" وحده كوقف حمزة وهشام بخلفه. وقرأ "إبراهيم" [الاية 37] بالألف4 هشام وابن ذكوان بخلفه، وعن ابن محيصن "الذي وفى" بتخفيف الفاء, وتقدم خلف الأزرق في ترقيق راء "وزر" وأدغم رويس هاء "إنه هو" في الأربعة هنا بخلف عنه موافقة لأبي عمرو, ويترجح الإدغام عنه في اثنين منها "وأنه هو أغنى, وأنه هو رب الشعرى" ووافقه في الكل روح من المصباح. وقرأ "النشأة" [الآية: 47] بألف بعد الشين والمد5 ابن كثير وأبو عمرو، والباقون بسكون الشين بلا ألف, ومرت بالعنكبوت.   1 أي: "الّلاتّ". [أ] . 2 أي: "مَناءة". [أ] . 3 أي: "كبير". [أ] . 4 أي: "إبراهام". [أ] . 5 أي: "النَّشاءة". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 522 وقرأ "عَادًا الْأُولَى" [الآية: 50] بإدغام التنوين في اللام بعد نقل حركة الهمزة إليها وصلا1 نافع وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب, واختلف عن قالون من طريقيه في همز الواو, غير أن الهمز أشهر عن الحلواني وعدمه أشهر عن أبي نشيط كما في النشر, وأما حكم الابتداء فلكل منهم وجهان: أحدهما الولى بإثبات همزة الوصل وضم اللام بعدها, والثاني بضم اللام وحذف همزة الوصل اعتدادا بالعارض على ما تقدم, ويجوز لغير ورش وجه ثالث وهو: الابتداء بالأصل فتأتي بهمزة الوصل مع تسكين اللام وتخفيف الهمزة المضمومة بعدها الواو, وهذه الأوجه الثلاثة لقالون في وجه همز الواو أيضا, إلا أن الوجه الثالث وهو الابتداء بالأصل لا يجوز همز الواو معه فتلخص لقالون خمسة أوجه حالة الابتداء ولورش وجهان ولباقي الناقلين ثلاثة, وسبق في باب المد الخلاف في استثنائها للأزرق من المغير بالنقل, والوجهان في الشاطبية كالطيبة, وعلى عدم الاستثناء فثلاثة البدل حالة الوصل سائغة له أما في الابتداء فإن لم نعتد بالعارض وأبتدأنا بهمزة الوصل فهي سائغة أيضا فإن اعتد بالعارض وابتدئ باللام مضمومة فالقصر فقط لقوة الاعتداد في ذلك كما مر تحقيقه عن النشر، والباقون وهم ابن كثير وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بكسر التنوين وسكون اللام وتخفيف الهمزة من غير نقل, فكسر التنوين لالتقاء الساكنين وصلا والابتداء بهمزة الوصل, وعاد الأولى هم قوم هود وعاد الأخرى آدم وقيل غير ذلك. وقرأ "وَثَمُودَا" [الآية: 51] بغير تنوين عاصم وحمزة ويعقوب, والباقون بالتنوين ومر بهود, وتقدم لقالون إبدال همزة "المؤتفكة" في أحد وجهيه من طريقيه وفاقا لورش من طريقيه وأبو جعفر وأبو عمرو بخلفه، وعن الحسن "والمؤتفكات" بالجمع وكسر التاء, والجمهور على الإفراد وفتح التاء وأبدل الهمزة المفتوحة ياء مفتوحة من "فبأي" الأصبهاني وأدغم يعقوب التاء الأولى في الثانية من "ربك تَتَمارى" [الآية: 55] وصلا2 أما في الابتداء فبتاءين مظهرتين كالباقين. المرسوم اتفقوا على كتابة منوة بواو بدل الألف, وفي الإمام كغيرة وثمودا فما بالألف, واتفقوا على قطع عن من تولى وعلى كتابة "اللات" بالتاء وعلى "مَنْوَة" بالهاء3.   1 أي: "عاد لُّولي". [أ] . 2 أي: يدغم فتصير: "ربك تَّمارى". [أ] . 3 وليس في هذه السورة الكريمة شيء من الياءات. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 523 سورة القمر : مكية1 عند الجمهور, وقيل إلا ثلاث آيات أولها: أم يقولون نحن إلى وأمر وآيها خمس وخمسون إجماعا. القراءات اختلف في "مستقر" [الآية: 3] فأبو جعفر بخفص الراء صفة إلى واو رفع كل حينئذ بالعطف على الساعة, كما قاله القاضي تبعا للزمخشري, وقيل بالابتداء والخبر أي: بالغوه لدلالة ما قبله عليه أي: وكل أمر مستقر لهم في القدر بالغوه، والباقون بالرفع خبر كل أي: منته إلى غاية, وأدغم دال "وَلَقَدْ جَاءَهُم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف، ووقف يعقوب على "تغن" بالياء ويوقف للكل على "يَوْمَ يُدَع" بحذف الواو للرسم, وما ذكره في الأصل هنا من القطع ليعقوب بالواو ولقنبل بخلفه تقدم التنبيه عليه في الشورى عند: ويمح الله, وأثبت الياء في "الدَّاعِ إِلَى" وصلا ورش وأبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين البزي ويعقوب، وقرأ نكر بسكون الكاف ابن كثير, ومر بالبقرة, واختلف في خشعا فأبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بفتح الخاء وألف بعدها وكسر الشين مخففة بالإفراد, وهي الفصحى من حيث إن الفعل وما جرى مجراه إذا قدم على الفاعل وحد، وافقهم اليزيدي والحسن والأعمش، والباقون بضم الخاء وفتح الشين وتشديدها بلا ألف وهو فصيح أيضا كثير لكونه جمع تكسير وهو كالواحد بجامع الإعراب بالحركة فلا يخرج على لغة: أكلوني البراغيث, وأثبت الياء في "الداع" وصلا نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين ابن كثير ويعقوب, واتفقوا على فتح "فدعا ربه" لكونه واويا مرسوما بالألف. وقرأ "فَتَحْنَا" [الآية: 11] بتشديد التاء2 وابن عامر وأبو جعفر وروح ورويس من طريق النحاس كما مر بالأنعام. وقرأ "عيونا" [الآية: 12] بكسر العين ابن كثير وابن ذكوان وأبو بكر وحمزة والكسائي وضمها الباقون، وعن المطوعي إدغام النون الأولى من "بِأَعْيُنِنَا" في الثانية وأثبت في الياء في نذر في السنة وصلا ورش وفي الحالين يعقوب، وعن الحسن في "يوم نحس" بتنوين ميمه ووصفه بنحس وأدغم تاء كذبت ثمود أبو عمرو وهشام وابن ذكوان.   1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] . 2 أي: "فَتَّحنا". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 524 من طريق الأخفش وحمزة والكسائي وسهل الثانية من أألقى مع إدخال ألف بينهما قالون وأبو عمرو بخلفهما في الإدخال وأبو جعفر، وقرأ ورش وابن كثير ورويس بالتسهيل بلا فصل ولهشام ثلاثة أوجه: الأول التسهيل مع المد, والثاني التحقيق مع المد, والثالث التحقيق مع القصر, وبه قرأ الباقون ومر تفصيله. واختلف في "سيعملون" [الآية: 26] فابن عامر وحمزة وبالتاء من فوق، وافقهما الأعمش، والباقون بالغيب من تحت، وأمال "فتعاطى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه، وعن الحسن كهشيم المحتظر بفتح الظاء فقيل مصدر بمعنى الاحتظار, وقيل اسم مكان وقيل اسم مفعول, والجمهور بكسرها اسم فاعل، وأدغم دال "ولقد صبحهم" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف, وكذا حكم "ولقد جاء" وأما "جاء آل فرعون" فسبق الكلام عليه في فلما "جَاءَ آلَ لُوط" بالحجر مفصلا1، وعن ابن محيصن من المفردة ونهر بضمتين بالتحريك كأسد أو جمع ساكن كسقف وسقف والجمع مناسب لجمع جنات, والجمهور على فتحها على الإفراد اسم جنس. المرسوم خشعا بحذف الألف بعد خاء وفي بعضها بإثباتها، واتفقوا على حذف الواو من يدع الداع. والزوائد ثمان: "الداع" [الآية: 6] "إِلَى الدَّاع" [الآية: 8] "ونذر" [الآية: 16، 18، 21، 30، 37، 39] ستة, وأما "تغن" [الآية: 5] ليعقوب فليست من الزوائد المصطلح عليها كما في المرسوم.   1 انظر ص: "345". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 525 سورة الرحمن عز وجل : مكية1 في قول الجمهور مدنية وآيها سبعون وست بصري وسبع حجازي وثمان كوفي وشامي خلافها خمس الرحمن كوفي وشامي خلق الإنسان الأول تركها مدني للأنام تركها مكي شواظ من نار حجازي بها المجرمون تركها بصري. مشبه الفاصلة اثنان: خلق الإنسان الثاني رب المشرقين, وعكسه خلق الإنسان الأول. القراءات نقل "القران" ابن كثير. واختلف في {وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ} [الآية: 12] فابن عامر بالنصب في الثلاثة2 على إضمار فعل أي: أخص أو خلق أو عطفا على الأرض وذا صفة الحب, وقرأ حمزة والكسائي وخلف برفع الأولين أعني الحب وذو وجر الريحان عطفا على العصف، وافقهم الأعمش، والباقون بالرفع في الثلاثة عطفا على المرفوع قبله أي: فيها فاكهة وفيها الحب وذو صفته, وأبدل الأصبهاني همز "فبأي" ياء مفتوحة جميع ما في هذه السورة وسبق الخلاف عن الأزرق في تغليظ لام "صَلصال" وإن كانت ساكنة لوقوعها بين صادين ورجح الترقيق في الطيبة, قال في النشر: وهو الأصح رواية وقياسا حملا على سائر اللامات السواكن. وأمال "كَالْفَخَّار" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي، وقلله الأزرق وعن الحسن "الجان" كل ما في هذه السورة بحذف الألف وبالهمزة بعد الجيم, ومر بالحجر. واختلف في "يخرج" [الآية: 22] فنافع وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب بضم الياء وفتح الراء3 مبنيا للمفعول، وافقهم اليزيدي، والباقون بفتح الياء وضم الراء مبنيا للفاعل على المجاز, وأبدل همزة اللؤلؤ الأولى واوا ساكنة أبو عمرو بخلف, وأبو بكر وأبو جعفر ويوقف عليه لحمزة بإبدال الأولى كأبي عمرو, وأما الثانية فكذلك على القياس أو واوا مضمومة كما مر ثم تسكن للوقف فيتحدان لفظا, ويجوز الروم والإشمام على ما تقدم, والرابع بين بين على ما تقدير روم حركة الهمزة, وكذا هشام بخلفه في الثانية.   1 انظر الإتقان للسيوطي: "2/ 1277". [أ] . 2 أي: "الحبَّ ذا العصف". [أ] . 3 أي: "يُخْرِج". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 526 وأما "الجوار" الدوري عن الكسائي, ووقف يعقوب عليها بالياء، وعن الحسن رفع رائه, والجمهور على كسرها؛ لأنه منقوص على فواعل والياء محذوفة لالتقاء الساكنين وقراءة الرفع لتناسي المحذوف. واختلف في "المنشآت" [الآية: 24] فحمزة وأبو بكر بخلف عنه بكسر الشين1 اسم فاعل من أنشأ أوجد أي: منشئ الموج أو السير على الاتساع أو من أنشأ شرع في الفعل أي: المبتدآت أو الرافعات الشرع، وافقهم الأعمش، والباقون بالفتح اسم مفعول أي: أنشأ الله أو الناس وبه، وقرأ أبو بكر من طريق العلمي وقطع له بالأول جمهور العراقيين من طريقيه وبالوجهين جميعا جمهور المغاربة والمصريين, وهما في الشاطبية كأصلها والطيبة، وعن ابن محيصن "فان" بالياء بعد النون وقفا، وأمال "ويبقى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه، وأمال "الإكرام" معا ابن ذكوان من طريق هبة الله عن الأخفش, وأبدل همز "شأن" الأصبهاني وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر كوقف حمزة. واختلف في "سَنَفْرُغُ لَكُم" [الآية: 31] فحمزة والكسائي وخلف بالياء على أنه مسند إلى ضمير اسم الله تعالى المتقدم، وافقهم الأعمش، والباقون بالنون على أنه مسند للمتكلم العظيم. وقرأ "أية الثقلان" [الآية: 31] بضم الهاء وصلا ابن عامر, ووقف عليها بالألف2 على الأصل أبو عمرو والكسائي ويعقوب، والباقون بحذف الألف مع سكون الهاء للرسم. واختلف في "شُواظ" [الآية: 35] فابن كثير بكسر الشين، وافقه ابن محيصن والأعمش، والباقون بضمها لغتان. واختلف في "ونحاس" [الآية: 365] فابن كثير وأبو عمرو وروح بخفض السين عطفا على نار، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن، وعن الحسن ونحس بفتح النون وسكون الحاء بلا ألف، والباقون كقراءة ابن كثير لكن برفع السين عطفا على شواظ، وعن الشنبوذي "يطوفون" [الآية: 44] بفتح الطاء والواو المشددتين، وأمال "خاف" حمزة وحذف أبو جعفر همز "متكين" كوقف حمزة والقياس بين بين, وأما الإبدال فضعيف وضم يعقوب الهاء من فيهما في المواضع الأربعة، وقرأ رويس بالنقل "مِنْ إِسْتَبْرَق" موافقه لورش أي: بنقل كسر الهمزة إلى النون قبلها فيلفظ بها مكسورة، وأمال "وجنى الجنتين" وقفا حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه. واختلف في "لمْ يَطْمِثْهُن" [الآية: 56] في الموضعين فالكسائي بضم الميم في الأول فقط فيما رواه كثير من الأئمة عنه من روايتيه, وخصه آخرون بالدوري, وروى آخرون   1 أي: "المنشآت". [أ] . 2 أي: "أيها". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 527 كسر الأول وضم الثاني عن أبي الحارث, وروى بعضهم عن أبي الحارث الكسر فيهما معا, وروى بعضهم عنه ضمهما, وروى ابن مجاهد الضم والكسر فيهما لا يبالي كيف يقرؤهما, وروى الأكثرون التخيير في إحداهما عن الكسائي من روايتيه بمعنى أنه إذا ضم الأول كسر الثاني, وإذا كسر الأول ضم الثاني, والوجهان من التخيير وغيره ثابتان عن الكسائي نصا وأداء كما في النشر, قال الجعبري: وحاصله أنه نقل عن الكسائي ثلاثة مذاهب: ضم الأول وكسر الثاني من الروايتين والتخيير بينهما, وكسر الأول وضم الثاني من رواية الليث, وإذا أردت جمعها في التلاوة فاقرأ الأول بالضم ثم بالكسر والثاني بالكسر ثم بالضم، والباقون بكسرها فيهما, وهما لغتان في مضارع طمث كلمز, وأصل الطمث الجماع المؤدي إلى خروج دم البكر, ثم أطلق على كل جماع وقيل الطمث دم الحيض, والمعنى أن الإنسيات لا يمسها إنس ولا الجنيات لا يمسها جن؛ لأن الجن لهم قاصرات الطرف من نوعهم في الجنة نفي الافتضاض عن الإنسيات والجنيات, وضم الهاء من "فيهن" معا يعقوب ويقف عليها بهاء السكت لكن بخلف عنه, ومر التنبيه على ضمة هاء "فيهما"، وعن ابن محيصن "على رفارف" بفتح الفاء وألف بعدها وكسر الراء الثانية وفتح الفاء من غير تنوين غير منصرف بصيغة منتهى الجموع "عباقري" بألف بعد الباء وكسر القاف وفتح الباء بلا تنوين ممنوعا من الصرف, وكأنه لمجاورة رفارف وإلا فلا مانع من تنوين ياء النسب كما نبه عليه السمين. واختلف في "ذِي الْجَلال" [الآية: 78] آخر السورة فابن عامر "ذو" بالواو صفة للاسم، والباقون بالياء صفة للرب فإنه هو الموصوف بذلك, وخرج الأول المتفق على قراءته؛ لأنه نعت للوجه، واتفقت عليه المصاحف ومر قريبا التنبيه على إمالة "الإكرام" لابن ذكوان بخلفه. المرسوم الجحدري كل لؤلؤ في القرآن بألف في الإمام سوى البقية, وكتب في الشامي ذا العصف بألف, وكتب فيه أيضا ذو الجلال آخر السورة بالواو, واختلف في إثبات ألف تكذبان كل ما في الرحمن, وكتبوا في العراقية المنشيت بياء بغير ألف بين الشين والتاء وفي غيرها بلا ياء ولا ألف, وكتبوا بالتواصي بالياء1.   1 وليس فيها شيء من الياءات. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 528 سورة الواقعة : مكية1 وآيها تسعون وست كوفي وسبع بصري وتسع حجازي وشامي خلافها خمس عشرة فأصحاب الميمنة غير كوفي وحمصي وأصحاب المشئمة مدني أول موضونة حجازي وكوفي وأباريق مكي ومدني وأخير "وحور عين" مدني وأخير ولا تأثيما غير مكي, والمدني الأول وأصحاب اليمين غير كوفي معه إنشاء تركها بصري وحميم غير كوفي, كانوا يقولون له آباؤنا الأولون غير حمصي, قل إن الأولين والأخرين تركها الشامي ومدني أخير وعد المجموعون وريحان دمشقي. "مشبه الفاصلة" تسعة: خافضة وأول السابقون واليمين والشمال في سموم أن الأولين والآخرين لمجموعون الضالون لآكلون المكذبين, وعكسه ثلاثة: الواقعة كاذبة ثلاثة. القراءات عن اليزيدي "خَافِضَةٌ رَافِعَة" [الآية: 3] بالنصب فيهما2 على الحالين من الضمير في كاذبة أو من فاعل وقعت, والجمهور بالرفع فيهما خبر مضمر أي: هي خافضة قوما إلى النار رافعة آخرين إلى الجنة فالمفعول محذوف أو هي ذوات خفض ورفع نحو: محيي ومميت, وأبدل همز "كأس" أبو عمرو بخلفه وأبو جعفر. وقرأ "يُنْزِفون" [الآية: 19] بضم الياء وكسر الزاي عاصم وحمزة والكسائي وخلف ومر بالصافات3. واختلف في "وَحُورٍ عِين" [الآية: 22] فحمزة والكسائي وأبو جعفر بالجر فيهما عطفا على "جنات النعيم" كأنه قيل هم في جنات وفاكهة ولحم وحور أي: مصاحبة حورا وعلى بأكواب إذ معنى يطوف إلخ ينعمون إلخ بأكواب إلخ، وافقهم الحسن والأعمش، والباقون برفعهما عطفا على ولدان أو مبتدأ محذوف الخبر أي: فيهم أو لهم أو خبر المضمر أي: نساؤهم حور عين, وأبدل همزة "كأمثال اللؤلؤ" الأولى كأبي عمرو بخلفه ولا يبدله ورش من طريقيه وأبو بكر وأبو جعفر ويوقف عليه لحمزة بإبدال الأولى كأبي عمرو, وكذا الثانية على القياس وبإبدال الثانية واوا مكسورة ثم تسكن للوقف فيتحدان, ويجوز الروم والتسهيل كالياء على تقدير روم حركة الهمزة كما مر فهي ثلاثة.   1 انظر الإتقان: "2/ 1277". [أ] . 2 أي: "خافضة، رافعة". [أ] . 3 انظر ص: "471". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 529 وقرأ "عُرُبًا" [الآية: 37] بسكون الراء أبو بكر وحمزة وخلف، ومر بالبقرة1. وقرأ "أئذا" و"أئنا" بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني2 نافع والكسائي وأبو جعفر ويعقوب، والباقون بالاستفهام فيهما, فالكل على الاستفهام في الأول هنا, وكل مستفهم على أصله فقالون وأبو عمرو وأبو جعفر بالتسهيل مع المد وورش وابن كثير ورويس كذلك مع القصر، والباقون بالتخفيف مع القصر غير أن هشاما من أكثر الطرق عنه على المد كما مر. وقرأ "متنا" [الآية: 47] بكسر الميم نافع وحفص وحمزة والكسائي وخلف. وقرأ "أو آباؤنا" [الآية: 48] بإسكان الواو وابن عامر وأبو جعفر وبه قرأ الأصبهاني لكن مع نقل حركة الهمزة فتحذف هي أي: الهمزة، ومر بالصافات. وقرأ "فمالؤن" [الآية: 53] أبو جعفر بحذف الهمز مع ضم اللام. واختلف في"شُرْبَ الْهِيم" [الآية: 55] فنافع وعاصم وحمزة وأبو جعفر بضم الشين، وافقهم الحسن والأعمش، والباقون بفتحها وهما مصدر شرب كالأكل, وقيل المصدر والضم الاسم. وقرأ "أفرأيتم" [الآية: 58] بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر أيضا إبدالها ألفا مع المد للساكنين وحذفها الكسائي وسهل الثانية من "أأنتم" في الأربعة مع إدخال ألف قالون وأبو عمرو وهشام بخلفه أبو جعفر بلا إدخال ورش وابن كثير ورويس, وللأزرق أيضا إبدالها ألفا مع المد للساكنين وبالتخفيف مع المد هشام في وجهه الثاني والثالث له التحقيق مع القصر, وبه قرأ الباقون. واختلف في "قدّرنا" [الآية: 60] فابن كثير بتخفيف الدال3، وافقه ابن محيصن، والباقون بالتشديد لغتان. وقرأ "النشأة" [الآية: 62] بألف بعد الشين والمد4 ابن كثير وأبو عمرو، والباقون بسكون الشين بلا ألف ولا مد، ومر بالعنكبوت. وقرأ "تَذَكَّرُون" [الآية: 62] بتخفيف الذال حفص وحمزة والكسائي وخلف، وعن المطوعي "فظَلَلْتم" على الأصل بلامين مكسورة فساكنة, وأما تشديد التاء من "فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُون" عن البزي بخلفه على ما في الشاطبية كالتيسير فهو وإن كان ثابتا لكنه ليس من طرق كتابنا كالنشر, وانفرد بذلك الداني قال في النشر: ولولا إثباتهما يعني كنتم تمنون بآل عمران, وفظلتم تفكهون هنا في التيسير والشاطبية والتزامنا بذكر ولولا ما فيهما من الصحيح لما ذكرناهما؛ لأن طريق الزينبي لم تكن في كتابنا, وذكر الداني لهما اختيار   1 انظر ص: "166". [أ] . 2 أي: "أئذا، إنا". [أ] . 3 أي: "قَدَرنا". [أ] . 4 أي: "النَّشاءة". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 530 والشاطبي تبعه إذا لم يكونا من طريق كتابهما, وأشار لذلك بقوله في الطيبة: وبعد كنتم ظلمتم وصف وقرأ "إِنَّا لَمُغْرَمُونَ" [الآية: 66] بهمزتين على الاستفهام مع التحقيق بلا ألف1 أبو بكر، والباقون بهمزة واحدة على الخبر. وقرأ "المنشون" [الآية: 72] بحذف الهمزة مع ضم الشين2 أبو جعفر وبخلف عن ابن وردان. واختلف في "بمواقع" [الآية: 75] فحمزة والكسائي وخلف بإسكان الواو بلا ألف مفرد3 بمعنى الجمع؛ لأنه مصدر، وافقهم الحسن والأعمش وابن محيصن بخلفه، والباقون بفتح الواو وألف على الجمع, ونقل ابن كثير "القران", واختلف في "فروح" [الآية: 89] هنا فرويس بضم الراء فسرت بالرحمة أو الحياة, وانفرد بذلك ابن مهران عن روح, ورويت عن أبي عمرو وابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من حديث عائشة كما في سنن أبي داود، والباقون بالفتح فله استراحة, وقيل الفرح وقيل المغفرة والرحمة وقيل غير ذلك, وخرج {وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ} المتفق على الفتح؛ لأن المراد به الفرح والرحمة وليس المراد به الحياة الذاهبة, ووقف على "جنت نعيم" بالهاء4 ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب. المرسوم في بعض المصاحف بمواقع بألف وفي بعضها بحذفها، واتفقوا على كتابة أئذا متنا بياء, واختلف في قطع في عن ما في قوله تعالى: "فِي مَا لا تَعْلَمُون" [الآية: 61] وكتبوا "وَجَنَّتُ نَعِيم" بالتاء5.   1 أي: "أإنا". [أ] . 2 أي: "المنشون". [أ] . 3 أي: "بموقع". [أ] . 4 أي: "فجنة". [أ] . 5 وليس فيها شيء من الياءات [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 531 سورة الحديد : مدنية1 وقيل مكية وآيها عشرون وثمان غير عراقي وتسع فيه خلافها ثنتان من قبله العذاب كوفي وآتيناه الإنجيل بصري. "مشبه الفاصلة" خمسةك نورا بسورة الصديقون عذاب شديد بأس شديد. القراآت قرأ " وَهُوَ مَعَكُمْ " بسكون الهاء قالون وأبو عمرو والكسائي وأبو جعفر. وقرأ "تُرْجَعُ الْأُمُور" [الآية: 5] بفتح التاء وكسر الجيم2 ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب واختلف في "أَخَذَ مِيثَاقَكُم" [الآية: 8] فأبو عمرو بضم الهمزة وكسر الخاء مبنيا للمفعول وميثاقكم بالرفع على النيابة، وافقه اليزيدي والحسن, والباقون بفتح الهمزة والخاء مبنيا للفاعل وهو الله تعالى, وميثاقكم بالنصب على المفعولية, والجملة في موضع الحال من مفعول يدعوكم. وقرأ "يُنَزَّل" [الآية: 9] بسكون النون وتخفيف الزاي ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب ومر بالبقرة وقصر همز "رؤف" أبو عمرو وأبو بكر وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف, وأما تسهيل همزة فقد تقدم أنها انفرادة للحنبلي عن ابن وردان فلا يقرأ بها حمزة في الوقف على أصله من التسهيل بين بين, وحكي إبدالها واوا ولا يصح. واختلف في "وكل وعد الله" [الآية: 10] هنا فابن عامر برفع اللام على أنه مبتدأ ووعد الله الخبر والعائد محذوف أي: وعده الله, قال أبو حيان: وقد أجازه القراء وهشام وورد في السبعة فوجب قبوله ا. هـ. والبصريون لا يجيزون هذا إلا في الشعر قال السمين: لكن نقل ابن مالك إجماع الكوفين والبصرين عليه إذا كان المبتدأ كلا أو ما أشبهها في الافتقار والعموم, والباقون بالنصب مفعولا أول لوعد تقدم على فعله أي: وعد الله كلهم الحسنى وخرج بالتقييد بهنا موضع النساء المتفق على نصبه لإجماع المصاحف عليه. وقرأ "فَيُضَاعِفَه" [الآية: 11] بألف بعد الضاد ورفع الفاء على الاستئناف نافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف، وقرأ ابن كثير وأبو جعفر بغير ألف وتشديد العين ورفع   1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] . 2 أي: "تَرْجِع". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 532 الفاء1، وقرأ ابن عامر ويعقوب كذلك لكن بنصب الفاء2 على إضمار أن، وقرأ عاصم بالألف وتخفيف العين ونصب الفاء كما مر بالبقرة3. وأمال "تَرَى الْمُؤْمِنِين" [الآية: 12] وصلا السوسي بخلفه، وقرأ الباقون بالفتح وبه قرأ السوسي في وجهه الثاني, وأماله وقفا أبو عمرو وحمزة والكسائي, وكذا خلف وابن ذكوان من طريق الصوري, ووافقهم الأعمش، وقرأ ورش من طريق الأزرق بالتقليل, واختلف في "انْظُرُونَا" [الآية: 13] فحمزة بقطع الهمزة المفتوحة في الحالين وكسر الظاء4 من الإنظار أي: أمهلونا، وافقه المطوعي، والباقون بوصل الهمزة وضم الظاء من نظر بمعنى انتظر كالقراءة الأولى, وذلك أنه يسرع بالخلص إلى الجنة على نجب فيقول المنافقون انتظرونا؛ لأنا مشاة ولا نستطيع لحوقكم, ويجوز أن يكون من النظر وهو الإبصار وأشم "قيل" هشام والكسائي ورويس. وأمال "بلى" حمزة والكسائي وخلف وشعبة بخلفه وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو من روايتيه كما مر, وأن قصر الخلاف في الطيبة على الدوري. وقرأ "الأماني" [الآية: 14] بتخفيف الياء مع سكونها أبو جعفر, وتقدم اتفاقهم على فتح حتى وأسقط الأولى "من جاء أمر" قالون والبزي وأبو عمرو ورويس بخلفه وسهل ورش وقنبل وأبو جعفر ورويس في ثانية, وللأزرق أيضا إبدالها ألفا مع إشباع المد وكذا قنبل وله ثالث إسقاط الأولى كالبزي، والباقون بتحقيقهما. واختلف في "لا يُؤْخَذ" [الآية: 15] فابن عامر وأبو جعفر ويعقوب بالتاء من فوق لتأنيث فاعله لفظا، وافقهم الحسن، والباقون بالياء من تحت لكونه مجازيا، وعن الحسن "ألما يأن" بفتح الميم مشددة وبعدها ألف. واختلف في "وَمَا نَزَل" [الآية: 16] فنافع وحفص ورويس من طريق أبي الطيب عن التمار عنه بتخفيف الزاي ثلاثيا لازما مبنيا للفاعل وهو الضمير العائد لما الموصولة، والباقون بتشديدها5 معدى بالتضعيف مسندا لضمير اسم الله تعالى، وعن الأعمش بضم النون وكسر الزاي مشددة مبنيا للمفعول. واختلف في "وَلا يَكُونُوا" [الآية: 16] فرويس بالتاء من فوق على الخطاب للالتفات، والباقون بياء الغيب على السياق, وتقدم الخلف عن الأزرق في تغليظ لام "فطال" للفصل بالألف وإن رجح التغليظ كما في النشر.   1 أي: "فيُضَعّفُه". [أ] . 2 أي: "فيُضَعّفَه". [أ] . 3 انظر ص: "166". [أ] . 4 أي: "أنظرونا". [أ] . 5 أي: "ما نَزَّل". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 533 واختلف في "الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَات" [الآية: 18] فابن كثير وأبو بكر بتخفيف الصاد فيهما1 من التصديق أي: صدقوا الرسول -صلى الله عليه وسلم- أي: آمنوا بما جاء به، وافقهما ابن محيصن، والباقون بالتشديد فيهما من تصدق أعني الصداقة, والأصل المتصدقين والمتصدقات أدغم التاء في الصاد. وقرأ "يضعف" [الآية: 18] بتشديد العين بلا ألف ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب، والباقون بالألف مع التخفيف2. وأمال "الدنيا" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو، وعن الدوري عنه تمحيضها، وقرأ رضوان بضم الراء أبو بكر. واختلف في "بِمَا آتَاكُم" [الآية: 23] فأبو عمرو بقصر الهمزة من الإتيان أي: بما جاءكم وفاعله ضمير ما، وافقه الحسن، والباقون بالمد3 من الإيتاء أي: بما أعطاكم الله إياه ففاعله ضمير اسم الله المقدم والمراد الفرح الموجب للبطر والاختيال, ولذا عقبه بقوله "لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُور" وأمالها حمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق بخلفه ويتحصل له من تثليث مد البدل مع ذلك خمس طرق تقدم بيانها في الإمالة وغيرها. وقرأ "البخل" [الآية: 24] بفتح الباء والخاء وحمزة والكسائي وخلف، والباقون بالضم والسكون, واختلف في إثبات "وهو" في {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} فنافع وابن عامر وأبو جعفر بحذفها4 على جعل الغني خبر إن، والباقون بإثباتها فصلا بين الاسم والخبر كما هو الأكثر, ويسميه البصريون فصلا أي: بفصل الخبر عن الصفة والكوفيون عمادا, وأعرب بعضهم هو مبتدأ وخبره الغني والجملة خبر إن, واستحسن أبو علي كونه فصلا فقط لا مبتدأ؛ لأن حذف المبتدأ غير سائغ أي: رجح فصليته لحذف في القراءة الأخرى, وأسكن أبو عمرو سين "رسلنا". وقرأ "إبراهام" [الآية: 26] بالألف مكان الياء ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان. وقرأ "النبوة" بالهمزة نافع5 وفتح همز "رأفة" ممدودة على وزن رعافة قنبل من طريق ابن شنبوذ, وسكنها كالباقين من طريق ابن مجاهد كما مر بالنور, وأبدل همزها الأصبهاني وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر, وأمال هاءها مع الفتحة قبلها الكسائي وقفا كحمزة بخلفه, وتقدم ضم راء "رِضْوَانِ اللَّه" لشعبة وأبدل همز "لئلا" ياء مفتوحة الأزرق. المرسوم في المدني والشامي فإن الله الغني بغير هو وفي المكي والعراقي بإثباتها, وفي الشامي وكل وعد الله بلا ألف، واتفقوا على وصل ياء لكي بلا لكيلا تأسوا6.   1 أي: "المصدقين، والمصدقات". [أ] . 2 أي: "يضاعف". [أ] . 3 أي: "آتاكم". [أ] . 4 أي: "إن الله الغني ... ". [أ] . 5 أي: "النبوءة". [أ] . 6 وليس فيها شيء من الياءات. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 534 سورة المجادلة : مدنية1 قيل إلا قوله تعالى ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم, وقيل العشر الأول منها مدني وباقيها مكي "وآيها" عشرون وآية مكي ومدني وأخير واثنان في الباقي "خلافها" آية في الأذلين تركها مكي ومدني أخير. "مشبه الفاصلة" عذابا شديدا. القراءات أدغم دال "قد سمع" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف. وقرأ "يُظاهِرون" [الآية: 2] في الموضعين هنا بفتح الياء وتشديد الهاء مفتوحتين بلا ألف2 نافع وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب، وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف بفتح الياء وبتشديد الظاء وألف بعدها وفتح الهاء مخففة، وقرأ عاصم بضم الياء وتخفيف الظاء وألف بعدها وكسر الهاء بعد الألف, وإنما خالف حمزة ومن معه قراءتهم في الأحزاب لعدم المسوغ؛ لأن الحذف إنما كان لاجتماع التائين وهنا ياء تحتية, ثم تاء فوقية فلم يجتمع المثلان، وقرأ "اللاءي" بإثبات ياء ساكنة بعد الهمزة ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف، والباقون بحذفها وحققها منهم أعني الحاذقين قالون وقنبل ويعقوب, وسهلها بين بين ورش وأبو جعفر, وبه قرأ أبو عمرو والبزي من طريق العراقيين, والوجه الثاني لهما إبدال الهمزة ياء ساكنة وعليه سائر المغاربة, ويشبع المد للساكنين وكل من سهل إذا وقف يقلبها ياء ساكنة كما مر بتوجيهه. وأمال "أحصاه" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه. واختلف في"مَا يَكُون" [الآية: 7] فأبو جعفر بالتاء من فوق4 الباقون بالتذكير. واختلف في "ولا أكثر من ذلك" [الآية: 7] فيعقوب بالرفع عطفا على محل نجوى؛ لأنه مجرور بمن الزائدة للتأكيد، وافقه الحسن وزاد فقرأ بالموحدة بدل المثلثة، والباقون بالفتح مجرورا على لفظ نجوى. واختلف في "يتناجَون" [الآية: 8] فحمزة ورويس "ينتجون" بنون ساكنة بعد الياء وضم الجيم بلا ألف على وزن ينتهون من النجوى, وهو السر وأصله ينتجيون نقلت ضمة الياء لثقلها إلى الجيم ثم حذفت لسكونها مع سكون الواو، وافقهما الأعمش، والباقون   1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 125". [أ] . 2 أي: "يَظَّهَّرون". [أ] . 3 أي: "يظَّاهَرون". [أ] . 4 أي: "تكون". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 535 بتاء ونون مفتوحيتن وألف وفتح الجيم من التناجي من النجوى أيضا. واختلف في "فَلا تَتَنَاجَوْا" [الآية: 9] فرويس "تنتجوا" بوزن تنتهوا كذلك، وعن ابن محيصن "فلا تناجوا" بتاء واحدة خفيفة وعنه تشديدها، والباقون تتناجوا بتاءين خفيفتين ونون وألف وجيم مفتوحة, ووقف على "معصيت" بالهاء ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب. وقرأ "ليحزن" [الآية: 11] بضم الياء وكسر الزاي نافع ومر بآل عمران وأشم قاف "قيل" معا هشام والكسائي ورويس. واختلف في "تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِس" [الآية: 11] فعاصم المجالس بالجمع، وافقه الحسن وعنه "تفاسحوا" بألف بعد الفاء وتخفيف السين، والباقون "المجلس" بالتوحيد. واختلف في "انشزوا فانشزوا" [الآية: 11] فنافع وابن عامر وحفص وأبو بكر فيما رواه عنه الجمهور وأبو جعفر بضم الشين فيهما، والباقون بالكسر, كذلك والوجهان صحيحان عن أبي بكر, وهما لغتان كيعكف ويعكف ويحرص ويحرص وسهل الثانية وأدخل الفاء في "أأشفقتم" قالون وأبو عمرو وهشام بخلفه وأبو جعفر وبلا ألف ورش وابن كثير ورويس, وللأزرق إبدالها ألفا مع المد المشبع, والثاني لهشام تحقيقها مع المد والثالث له تحقيقها مع القصر, وبه قرأ الباقون وإذا وقف حمزة عليه فله في الثانية التحقيق والتسهيل؛ لأنه متوسط بزائد وفتح سين "ويحسبون" ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر. وأمال "فأنساهم" [الآية: 19] حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه وفتح ياء الإضافة "من رسلي إن" نافع وابن عامر وأبو جعفر. المرسوم اتفقوا على كتابة معصيت معا بالتاء. ياءات الإضافة واحدة "ورسلي إن" [الآية: 21] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 536 سورة الحشر : مدنية1 وآيها أربعة وعشرون مشبه الفاصلة خمسة "لَمْ يَحْتَسِبُوا، وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِين, وَلا رِكَابٍ, أَحَدًا أَبَدًا, بَيْنَهُمْ، شَدِيد". القراءات: أمال "فَآتَاهُمُ اللَّه" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه وهو مقصور وفاقا؛ لأنه بمعنى المجيء، وقرأ في "قلوبهم الرعب" بكسر الهاء والميم أبو عمرو ويعقوب وضمها حمزة والكسائي وخلف وكسر الهاء وضم الميم، والباقون ومثله "لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِين" وكذا "وعليهم الجلاء" إلا أن يعقوب كحمزة فيها وضم عين "الرعب" ابن عامر والكسائي وأبو جعفر ويعقوب ومر بالبقرة. واختلف "يُخَربون" [الآية: 2] فأبو عمرو بفتح الخاء وتشديد الراء2، وافقه الحسن واليزيدي، والباقون بسكون الخاء وتخفيف الراء وهما بمعنى عداه وأبو عمرو بالتضعيف وغيره بالهمزة لكن حكي عن أبي عمرو أنه قال: إن خرب بالتشديد هدم وأفسد, وأخرب ترك الموضع خرابا وذهب عنه. وقرأ "بيوتهم" [الآية: 2] بكسر الباء قالون وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف وعن الحسن "الجلاء" بلا مد ولا همز. واختلف في "يَكُونَ دُولَة" [الآية: 7] فأبو جعفر وهشام من أكثر طرق الحلواني عنه تكون بتاء التأنيث دولة بالرفع, على أن كان تامة وهي طريق ابن عبدان عن الحلواني, وروى الجمال وغيره التذكير مع رفع دولة لكون الفاعل مجازي التأنيث, ولم يختلف عن الحلواني في رفع دولة, وروى الداجوني عن أصحابه عن هشام التذكير مع النصب, وبه قرأ الباقون على أن كان ناقصة واسمها ضمير الفيء, ودولة خبرها ولا يجوز النصب مع التأنيث, وإن توهمه بعض شراح الشاطبية من ظاهر كلام الشاطبي رحمه الله لانتفاء صحته رواية ومعنى كما نبه عليه في النشر قال الجعبري: وإنما امتنع التأنيث مع النصب؛ لأن الفاعل مذكر فلا يجوز تأنيث فعله, قال أبو عمرو: والدولة بالضم ما ينتقل من النعم من قوم إلى آخرين, وبالفتح الظفر والاستيلاء في الحرب.   1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] . 2 أي: "يُخَرِّبون". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 537 وأمال "أتاكم، ونهاكم" حمزة والكسائي وخلف، وقللهما الأزرق بخلفه, ومر للأزرق طرق خمسة في أتاكم. وقرأ "وَرُضْوَانًا" [الآية: 8] بضم الراء أبو بكر، وقرأ "رؤف" بالقصر بلا واو أبو عمرو وأبو بكر وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف. وأمال "قُرى مُحَصَّنَة" وقفا أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه وحمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق. واختلف في "جدر" [الآية: 14] فابن كثير وأبو عمرو "جدار" بكسر الجيم وفتح الدال وألف بعدها على التوحيد، وافقهما اليزيدي وابن محيصن بخلفه وعنه فتح الجيم وسكون الدال بلا الألف لغة فيه، وعن الحسن ضم الجيم وسكون الدال مع حذف الألف، والباقون بضم الجيم والدال على الجمع, وأماله أبو عمرو. وقرأ "تحسِبهم" [الآية: 16] بكسر السين نافع وابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب وخلف عن نفسه, ومر بالبقرة, وأمال "شتى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه وأبو عمرو كذلك. وقرأ "بريء" [الآية: 16] بالإبدال والإدغام أبو جعفر, ووقف عليه حمزة وهشام بخلفه كذلك, ويجوز فيه الروم والإشمام وفتح ياء الإضافة من "إني أخاف" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر، وعن الحسن "عاقبتهما" بالرفع اسما لكان وأن وما في حيزها خبر, والجمهور عكسوا وهو الراجح كما مر، وعن المطوعي "خالدان" بالألف رفعا خبر أن والظرف لغو ونقل "القرآن" ابن كثير ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على "ذلك جزؤا" ونحو مما رسم بواو بعد الزاي وألف باثني عشر وجها مرت مبنية في بعض النظائر منها أنبؤا ما كانوا أول الأنعام. وأمال "البارئ" الدوري عن الكسائي، والباقون بالفتح، وعن ابن محيصن بخلفه بياء مضمومة بدل الهمزة وعنه أيضا "المصور" بفتح الراء على القطع أي: أمدح، وعن الحسن فتح الواو والراء مفعولا بالبارئ أي: خالق الشيء المصور أمام آدم أو هو وبنوه, قال السمين: وعليها يحرم الوقف على المصور بل يحب الوصل ليظهر النصب في الراء لئلا يتوهم منه في الوقف ما لا يجوز. المرسوم اتفقوا على كتابة وذلك جزؤا الظالمين بواو بعد الزاي وألف. ياءات الإضافة واحدة: "إِنِّي أَخَاف" [الآية: 16] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 538 سورة الممتحنة : مدنية1 وآياتها ثلاث عشرة آية. القراءات مر ضم الهاء من "إليهم" لحمزة ويعقوب, وأمال الكسائي مرضاتي وفتحها الباقون. وقرأ "وَأَنَا أَعْلَم" [الآية: 1] بالمد نافع وأبو جعفر, وأدغم دال "فَقَدْ ضَلّ" ورش وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف. واختلف في "يَفْصِلُ بَيْنَكُم" [الآية: 3] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وهشام من طريق الداجوني بضم الياء وسكون الفاء وفتح الصاد مخففا2 مبنيا للمفعول, والنائب ضمير المصدر المفهوم من يفصل أي: الفصل أو بينكم لكنه مبني على الفتح لإضافته إلى مبني نحو: لقد تقطع بينكم عند من فتح، وافقهم ابن محيصن واليزيدي، وقرأ ابن عامر إلا الداجوني عن هشام بضم الياء وفتح الفاء والصاد المشددة مبنيا للمفعول أيضا، وقرأ عاصم ويعقوب بفتح الياء وإسكان الفاء وكسر الصاد مخففة مبنيا للفاعل وهو الله تعالى أي: يحكم أو يفرق وصلكم، وافقهما الحسن، وقرأ حمزة والكسائي وخلف بضم الياء وفتح الفاء وكسر الصاد المشددة مبنيا للفاعل أيضا أي: يفرق بإدخال المؤمن الجنة والكافر النار، وافقهم الأعمش. وقرأ "أسوة" [الآية: 4] معا بضم الهمزة عاصم كما مر بالأحزاب3. وقرأ "إبراهيم" [الآية: 4] الأول وهو قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم بالألف ابن عامر سوى النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان, ويوقف لحمزة على "براؤا" بتسهيل الأولى بين بين على القياس, ولا يصح إبدالها واوا في النشر وكذا حذفها, وأما الثانية فتبدل ألفا مع المد والقصر والتوسط وتسهل كالواو مع المد والقصر فقط, فهي خمسة وتبدل واوا ساكنة للرسم مع المد والقصر والتوسط وله الإشمام مع الثلاث والروم مع القصر فالجملة اثنا عشر وجها، وافقه هشام بخلفه مع تحقيق الأولى وأبدل الثانية من   1 انظر الإتقان للسيوطي: "2/ 1280". [أ] . 2 أي: "يفصل". [أ] . 3 انظر ص: "451". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 539 "والبغضاء أبدا" واوا مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس. وأمال "عسى" وقفا حمزة والكسائي وخلف، وقللها الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما وكذا حكم "لا ينهيكم إنما ينهيكم" خلا الدوري المذكور فبالفتح فيهما, وشدد البزي بخلفه التاء في "أن تولوهم"، ووقف يعقوب بخلفه بهاء السكت على نون جمع النسوة المشددة بعد الهاء من فامتحنوهن وجميع ما بعده إلى قوله: لهن الله, واختلف في "وَلا تُمْسِكُوا" [الآية: 10] فأبو عمرو ويعقوب بضم التاء وفتح الميم وتشديد السين من مسك رباعيا مضعفا، وافقهما اليزيدي، وعن الحسن بفتح التاء والميم وتشديد السين1 المفتوحة, والأصل تتمسكوا حذفت إحدى التاءين، والباقون بضم التاء وسكون الميم وتخفيف السين من أمسك كأكرم. وقرأ "واسئلوا، ما أنفقتم" [الآية: 10] بالنقل ابن كثير والكسائي وخلف عن نفسه، وعن الحسن "فعقبتم" بالقصر وتشديد القاف. وقرأ "النبيء إذا" [الآية: 12] بهمزة "النبيء" مضمومة فيسهل التي بعدها كالياء ويبدلها واوا مكسورة. المرسوم اتفقوا على كتابة صورة الهمزة المضمومة في براؤا واوا وحذف الألف قبلها وزيادة ألف بعدها, وأما المفتوحة فصورتها محذوفة كما في النشر وغيره2.   1 أي: "تُمَسِّكوا". [أ] . 2 انظر النشر: "2/ 387". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 540 سورة الصف : مدنية1 وقيل مكية وآيها أربع عشر. مشبه الفاصلة و"فَتْحٌ قَرِيب". القراءات وقف البزي ويعقوب بخلفهما على "لم" بهاء السكت, وعن ابن محيصن "يا قوم" بضم الميم, وأمال "فلما زاغوا" حمزة واتفقوا على عدم إمالة "أزاغ" وسهل أبو جعفر همزة إسرائل مع المد والقصر, ومر خلف الأزرق في تثليث الهمزة كوقف حمزة عليها أول البقرة, وأمال "من التورية" الأصبهاني وأبو عمرو وابن ذكوان وحمزة في أحد وجهيه والكسائي وخلف، وقللها الأزرق وحمزة في وجهه الثاني وقالون بخلفه والثاني له الفتح وفتح ياء الإضافة "من بعدي اسمه" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر وأبو جعفر ويعقوب، وقرأ "ساحر" بألف بعد السين وكسر والحاء حمزة والكسائي وخلف, ومر آخر المائدة2. وأمال "يدعى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه، وقرأ "ليطفؤا" بحذف الهمزة مع ضم الفاء أبو جعفر ويوقف عليه لحمزة بثلاثة أوجه التسهيل كالواو والحذف كقراءة أبي جعفر والإبدال ياء محضة, واختلف في "مُتِمُّ نُورِه" [الآية: 8] فابن كثير وحفص وحمزة والكسائي وخلف متم بغير تنوين نوره بالخفض على إضافة اسم الفاعل للتخفيف فلا يعرف؛ لأنها من إضافة الصفة إلى معمولها، والباقون بالتنوين والنصب على أعمال اسم الفاعل كما هو الأصل. وقرأ "تُنْجِيكُم" [الآية: 10] بالتشديد ابن عامر وحده3 ومر بالأنعام4. واختلف في "كُونُوا أَنْصَارَ اللَّه" فابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب "أنصار" غير منون مضافا إلى لفظ الجلالة بلا لام جر وافقهم الأعمش، والباقون "أنصارا" منونا لله بلام الجر واللام إما مزيدة في المفعول للتقوية إذ الأصل أنصار الله أو غير مزيدة, ويكون الجار والمجرور نعتا لأنصارا, والأول أظهركما في الدر وفتح ياء الإضافة من "أنصاري إلى الله" نافع وأبو جعفر, وأمال ألفها الدوري عن الكسائي وفتحها الباقون. المرسوم كتب لم تؤذونني ويأتي من بعدي بالياء. ياءات الإضافة ثنتان: "مِنْ بَعْدِي اسْمُه" [الآية: 6] "أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ" [الآية: 14] .   1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] . 2 انظر ص: "250". [أ] . 3 أي: "تُنَجِّينكم". [أ] . 4 انظر ص: "260". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 541 سورة الجمعة : مدنية1 وآيها إحدى عشرة آية. القراءات ضم الهاء من "يُزَكِّيهِم" [الآية: 2] يعقوب وسبق حكم "التورية" إمالة وتقليلا في السابقة, وأمال "الحمار" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي, وهي رواية الجمهور عن الأخفش عن ابن ذكوان من طريق ابن الأخرم, ورواه آخرون بالفتح من طريق النقاش, وبالإمالة لابن ذكوان بكماله قطع صاحب المبهج وصاحب التيسير, وقلله الأزرق وعن ابن محيصن "فَتَمَنَّوُا الْمَوْت" [الآية: 6] بكسر الواو على أصل التقاء الساكنين وعن المطوعي "الجمعة" [الآية: 9] بسكون الميم لغة تميم2.   1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] . 2 للمزيد انظر النشر: "2/ 388". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 542 سورة المنافقين : مدنية وآيها إحدى عشرة. مشبه الفاصلة: أجل قريب. القراءات: أمال "جاءك" هشام من طريق الداجوني وابن ذكوان وحمزة وخلف, وعن الحسن "إيمانهم جنة" بكسر الهمزة مصدر آمن, ولا نعلم خلافا في موضع المجادلة, وسهل الأصبهاني الهمزة من "رأيتهم تعجبك" ومن "كأنهم". وقرأ "خشب" [الآية: 4] بسكون الشين قنبل بخلفه وأبو عمرو والكسائي, ومر بالبقرة وفتح سين "يحسبون" ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر، وأمال "أني" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما, وأشم قاف "قيل" هشام والكسائي ورويس. واختلف في "لَوَّوا" [الآية: 5] فنافع وروح بتخفيف الواو الأولى1 من لوى مخففا، والباقون بالتشديد على التكثير من لوى الرباعي, وانفرد النهرواني عن ابن شبيب عن الفضل عن ابن وردان بمد همز2 "استغفرت" قال في النشر: ولم يتابعه عليه أحد إلا أن الناس أخذوه عنه ولم يعول عليه في الطيبة, ووجه بأن المد إشباع لهمزة الاستفهام للإظهار والبيان لا لقلب همزة الوصل ألفا أي: لأنها مكسورة بخلاف "آلسحر، وآلله أذن" والجمهور بهمزة واحدة مفتوحة ومقطوعة بلا مد وهي همزة التسوية التي أصلها الاستفهام, وعن الحسن "لنخرجن" بنون العظمة وكسر الراء ونصب الأعز مفعولا به ونصب الأذل حينئذ على الحال بتقدير مضاف أي: كخروج أو كإخراج أو مثل وأدغم لام "يفعل ذلك" أبو الحارث عن الكسائي, واتفقوا على تسكين الياء من "أخرتني إلى" كما مر. واختلف في "وأكن" [الآية 10] فأبو عمرو بالواو بعد الكاف ونصب النون عطفا على فأصدق المنصوب بأن بعد جواب التمني وهو لولا أخرتني, وافقه الحسن واليزيدي وابن محيصن بخلفه، والباقون بحذف الواو لالتقاء الساكنين, وبجزم النون "قال الزمخشري": عطفا على محل فأصدق كأنه قيل إن أخرتني أصدق وأكن. "وحكى" سيبويه عن الخليل أنه   1 أي: "لَوَوا .... ". [أ] . 2 أي: "آستغفرت". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 543 جزم على توهم الشرط الذي يدل عليه التمني إذ لا محل هنا؛ لأن الشرط ليس بظاهر وإنما يعطف على المحل حيث يظهر الشرط كقوله تعالى: من يضلل الله فلا هادي له, ويذرهم فمن جزم عطف على موضع فلا هادي؛ لأنه لو وقع هناك فعل لا نجزم قال السمين: وهذا هو المشهور عند النحويين ويلغز بهذا فيقال مع نية صالحة أين أتى حرف, أظهره أبو عمرو وأدغمه الباقون, ومر حكم "جاء أجلها" من حيث الهمزتان في نظيره جاء أحد بالنساء1. واختلف في {وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الآية: 11] فأبو بكر بالغيب, والباقون بالخطاب. المرسوم كتبوا "لَوْلا أَخَّرْتَنِي" بالياء, وروى أبو عبيد عن مصحف عثمان رضي الله عنه و"أكن" بحذف الواو وقال الحلواني عن أحمد عن خالد قال: رأيت في الإمام عثمان وأكون بالواو ورأيته ممتليا دما, "قال الجعبري": وقد تعارض نقل هذين العدلين فلا بد من جامع فيحتمل أن النافي رآه بعد دثور ما بعد الكاف, فبقي بعدها حرف هو النون, وتكون الواو دثرت والله أعلم.   1 انظر ص: "236". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 544 سورة التغابن ... سورة التغاين: مدنية في قول الأكثرين, وقيل مكية1 إلا ثلاث آيات: يا أيها الذين آمنوا, إن من أزواجكم, واللتان بعدها فمدنية, وآيها ثماني عشرة. مشبه الفاصلة ثلاث: ما تسرون وما تعلنون التغابن. القراءات عن الحسن والأعمش "صوركم" بكسر الصاد "وأسكن" سين "رسلهم" أبو عمرو, وأمال "قل بلى" شعبة بخلفه وحمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو من روايتيه كما صحح في النشر, وإن اقتصر في الطيبة على الدوري. واختلف في "يَجْمَعُكُم" [الآية: 9] فيعقوب بنون العظمة, والباقون بالياء, وقرأ "نكفر عنه، وندخله" [الآية: 9] بنون العظمة نافع وابن عامر وأبو جعفر, ومر بالنساء وقرأ "يضعفه" [الآية: 17] بالقصر والتشديد ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب, وعن ابن محيصن بسكون الضاد بلا ألف2, والباقون بالمد والتخفيف3. المرسوم اتفقوا على كتابة "نبؤا" بواو ثم ألف بعدها4.   1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] . 2 أي: "يُضْعِفُه". [أ] . 3 أي: "يُضاعِفْه". [أ] . 4 للمزيد انظر النشر في القراءات العشر لابن الجزري: "2/ 389". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 545 سورة الطلاق : مدنية وآيها إحدى عشرة بصري وثنتا عشرة حجازي وكوفي ودمشقي وثلاث عشرة حمصي خلافها أربعة واليوم الآخر دمشقي مخرجا كوفي وحمصي ومدني أخير يأولي الألباب مدني أول قدير حمصي. مشبه الفاصلة خمسة: ثلاثة أشهر حسابا شديدا إلى النور شيء قدير, عكسه موضع له أخرى, القراءات: قرأ نافع "النبيء إذا" بهمز النبيء وبتسهيل الثانية كالياء وبإبدالها واوا, ويوقف حمزة على إذا بالتحقيق والتسهيل كالياء؛ لأنه متوسط بغيره المنفصل. وقرأ "بيوتهن" [الآية: 4] بضم الموحدة ورش وأبو عمرو وحفص وأبو جعفر ويعقوب. وقرأ "مُبَيِّنة" [الآية: 1] بكسر الياء نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص وحمزة والكسائي وخلف وأبو جعفر ويعقوب, ومر بالنساء, وأدغم دال "فَقَدْ ظَلَم" ورش وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف. واختلف في "بَالِغُ أَمْرِه" [الآية: 3] فحفص "بالغ" بغير تنوين "أمره" بالجر مضاف إليه على التخفيف مثل "مُتُمُّ نُورِه"، والباقون بالتنوين والنصب1 على الأصل في إعمال اسم الفاعل, وأدغم دال "قد جعل" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف. وقرأ "اللائي" [الآية: 4] في الموضعين بحذف الياء مع تحقيق الهمزة2 قالون وقنبل ويعقوب، وقرأ ورش وأبو عمرو والبزي بخلفهما وأبو جعفر بتسهيل الهمزة كالياء مع حذف الياء, والثاني لأبي عمرو والبزي إبدال الهمزة ياء ساكنة مع إشباع المد، والباقون بالمد والهمز المحقق وبعده ياء ساكنة ومر إيضاحه, وتقدم عن النشر في الإدغام الكبير أن أبا عمرو في وجه الإبدال ومن معه وهو البزي واليزيدي إذا وصلوها بيئسن جاز لهم الإظهار والإدغام وأن كلاهما صحيح ولا يخفى أنه من قبيل الإدغام الصغير وإنما ذكر في الكبير لحكمة ذكرت ثمة. واختلف في "مِنْ وُجْدِكُم" [الآية: 6] فروح بكسر الواو، والباقون بضم الواو لغتان   1 أي: "بالغٌ أمره". [أ] . 2 أي: "الّلاء". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 546 بمعنى الوسع, وأمال "أتاه الله ما آتاها" حمزة والكسائي وخلف, وقللهما الأزرق بخلفه وله فيهما طرق خمسة تقدمت. وقرأ "بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا" [الآية: 7] بضم السين فيهما أبو جعفر. وقرأ "وكأين" [الآية: 8] بالمد ابن كثير وكذا أبو جعفر لكن مع تسهيل همزه مع المد والقصر, ومر حكم الوقف عليه بآل عمران كالأصول1. وقرأ "نُكُرا" [الآية: 8] بإسكان كافها ابن كثير وأبو عمرو وهشام وحفص وحمزة والكسائي وخلف. وقرأ "مُبَيِّنَات" [الآية: 11] بفتح الياء نافع وابن كثير وأبو عمرو وشعبة وأبو جعفر ويعقوب. وقرأ "نُدْخِلُه" [الآية: 11] بنون العظمة نافع وابن عامر وأبو جعفر, ومر بالنساء2. المرسوم كتبوا إلى "يئسن" بحذف الألف اتفاقا بصورة الجارة.   1 انظر ص: "218". [أ] . 2 انظر ص: "236". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 547 سورة التحريم : مدنية وآيها اثنا عشرة في غير الحمصي وثلاث فيه خلافها آية الأنهار حمصي. مشبه الفاصلة: وصالح المؤمنين. القراآت: قرأ نافع بهمز "النبيء" ووقف البزي ويعقوب بخلفهما على "لم" بهاء السكت1، وأمال "مرضات" الكسائي وحده, ووقف عليها بالهاء وحده أيضا, وهي مخصصة من ذوات الواو ولذا فتحها الأزرق، وقرأ نافع "النبيء إلى" بهمزتين محققة فمسهلة كالياء وبإبدالها واوا. واختلف في "عَرَّفَ بَعْضَه" [الآية: 3] فالكسائي بتخفيف الراء2 على معنى المحازاة أي: حاز على بعض وأعرض عن بعض تكرما وحلما, والباقون بتشديدها فالمفعول الأول محذوف أي: عرف الرسول -صلى الله عليه وسلم- حفصة بعض ما فعلت، وأدغم دال "فقد صغت" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف. وقرأ "تظاهرا" [الآية: 4] بتخفيف الظاء على حذف إحدى التاءين عاصم وحمزة والكسائي وخلف, والباقون بتشديدها3 بإدغام التاء في الظاء كما مر في البقرة4 وسبق فيها حكم "جبريل"، وأمال "عسى" معا حمزة والكسائي وخلف، وقللهما الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما, وتقدم الخلاف لأبي عمرو في إدغام "طلقكن" في بابه. وقرأ "أَنْ يُبْدِلَه" [الآية: 5] بفتح الموحدة وتشديد الدال5 نافع وأبو عمرو وأبو جعفر, والباقون بالسكون والتخفيف ومر بالكهف6. واختلف في "نُصُوحًا" [الآية: 8] فأبو بكر بضم النون مصدر نصح نصحا ونصوحا، وافقه الحسن, والباقون بفتحها صيغة مبالغة كضروب أسند النصح إليها مبالغة, وهو صفة التائب فإنه ينصح نفسه بالتوبة فيأتي بها على طريقتها, ونصبها في القراءة الأولى على المفعول له أي: لأجل نصح صاحبها أو نعتا على الوصف بالمصدر أي: ذات نصح عن ابن عباس رضي الله عنه هي: اليقين بالقلب والاستغفار باللسان والإقلاع بالجوارح   1 أي: "لَمِه". [أ] . 2 أي: "عَرَفَ". [أ] . 3 أي: "تَظَّاهرا". [أ] . 4 انظر ص: "166". [أ] . 5 أي: يُبَدِّله. [أ] . 6 انظر ص: "363". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 548 والاطمئنان على الترك, ووقف على "امرأت" الثلاث كابنت بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب. وقرأ "قيل" بالإشمام هشام والكسائي ورويس, وأمال عمران بن ذكوان من طريق هبة الله عن الأخفش. وقرأ "وكُتُبِه" [الآية 12] بالجمع أبو عمرو وحفص ويعقوب, والباقون بالتوحيد1. المرسوم: روى نافع كالبقية "تظهرون" بحذف الألف بعد الظاء, واتفقوا على رسم "مرضات" بالتاء, "وكذا" "أمرأت" الثلاث و "ابنت عمران"   1 أي: "كِتابه". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 549 سورة الملك : مكية1 وآيها ثلاثون في جميع العدد سوى المكي وشيبة ونافع وإحدى وثلاثون عندهم خلافها آية قد جاءنا نذير مكي وشيبة ونافع. مشبه الفاصلة ثلاث: الشياطين وهي تفور يأتكم نذير. القراءات اختلف في "تفوت" فحمزة والكسائي بتشديد الواو بلا ألف، وافقهما الأعمش، والباقون بتخفيفها بعد الألف لغتان كالتعهد والتعاهد، وأدغم لام "هل ترى" أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام في المشهور عنه, وأبدل "خاسئا" ياء مفتوحة الأصبهاني وأبو جعفر، وأدغم دال "ولقد زينا" أبو عمرو وهشام وابن ذكوان بخلفه وحمزة والكسائي وخلف. وقرأ "تَكَادُ تَمَيَّز" [الآية: 8] بتشديد التاء وصلا البزي2 بخلفه، وأمال "بلى" بخلفه وحمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو على ما تقدم، وأدغم دال "قد جاء" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف. وقرأ "فَسُحقا" [الآية: 11] بضم الخاء الكسائي وابن وردان بخلفهما, وابن جماز ونصب على المصدر أي: سحقهم الله سحقا. وقرأ "وَإِلَيْهِ النُّشُورُ، ءَأَمِنْتُم" [الآية: 15] بتسهيل الثانية وإدخال ألف قالون وأبو عمرو وأبو جعفر وهشام بخلفه, وبتسهيلها بلا ألف ورش والبزي ورويس, وللأزرق أيضا إبدالها ألفا خالصة مع القصر فقط لعروض حرف المد بالإبدال وضعف السبب بتقدمه على الشرط، وقرأ قنبل في الوصل بالنشور بإبدال الهمزة الأولى واوا من غير خلف وبتسهيل الثانية بلا ألف من طريق ابن مجاهد, وبتحقيقهما كذلك من طريق ابن شنبوذ فإذا ابتدأ حقق الأولى وسهل الثانية فقط بلا ألف, والوجه الثاني لهشام للتحقيق مع الفصل, والثالث له التحقيق مع القصر, وبه قرأ الباقون وهم ابن ذكوان وعاصم وحمزة والكسائي وروح وخلف "وأبدل" الثانية ياء مفتوحة "من السماء" أن معا نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس, وأثبت الياء في "نكير ونذير" وصلا ورش وفي الحالين يعقوب3.   1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] . 2 أي: "تكادُ تَّمَيِّز". [أ] . 3 أي: في الوصل والوقف. [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 550 وقرأ "يَنْصُرُكُم" [الآية: 20] بسكون الراء وباختلاسها أبو عمرو, وروى الإتمام عنه الدوري. وقرأ "صراط" [الآية: 22] بالسين قنبل1 من طريق ابن مجاهد ورويس وبالإشمام خلف عن حمزة، وأمال "متى" حمزة والكسائي وخلف، وقللها الأزرق وأبو عمرو وبخلفهما وقصر في الطيبة الخلف فيها على الدوري والأول صححه في النشر عن ابن شريح وغيره, وأشم "سيئت" نافع وابن عامر الكسائي وأبو جعفر ورويس, ويوقف عليها لحمزة بالنقل على القياس وبالبدل مع الإدغام عند من ألحقه بالزائد, وأما بين بين فضعيف وأشم "قيل" هشام والكسائي ورويس. واختلف في "بِهِ تَدْعُون" [الآية: 27] فيعقوب بسكون الدال مخففة من الدعاء أي: تطلبون وتستعجلون، وافقه الحسن ورويت عن عصمة عن أبي بكر والأصمعي عن نافع، والباقون بالفتح والتشديد2، تفتعلون من الدعاء أيضا أو من الدعوى أي: تدعون أنه لا جنة ولا نار. وقرأ "أرأيتم" معا بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر زاد الأزرق إبدالها ألفا مع المد وحذفها الكسائي, وأثبتها الباقون محققة وفتح ياء الإضافة من "أَهْلَكَنِيَ اللَّه" [الآية: 28] كلهم إلا حمزة فسكنها وسكنها من "معي أو" أبو بكر وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف. واختلف في "فَسَتَعْلَمُونَ مَن" [الآية: 30] فالكسائي بالياء من تحت، والباقون بالتاء من فوق, وخرج فستعلمون كيف نذير المتفق على خطابه. المرسوم: اختلف في قطع كل ما ألقى. ياءات الإضافة اثنتان: "إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّه, وَمَنْ مَعِي أو" [الآية: 28] , وزائدتان: "نذير" [الآية: 17] و"نكير" [الآية: 18] .   1 أي: "سراط". [أ] . 2 أي: "تَدَّعون". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 551 سورة ن : مكية1 وآيها اثنتان وخمسون. مشبه الفاصلة ثلاثة: ن, كذلك العذاب, الحوت, وعكسه موضعان: مصبحين, ولا يستثنون. القراءات: أدغم "ن" في واو "والقلم" ورش والبزي وابن ذكوان وعاصم بخلف عنهم وهشام والكسائي ويعقوب وخلف عن نفسه، وافقهم ابن محيصن من المفردة والشنبوذي, وفي الأصل قال في الدر: كالبحر ونقل عمن أدغم الغنة وعدمها قال الفراء: وإظهارها أي: النون أعجب أي: لأنها هجاء والهجاء كالموقوف عليه وإن اتصل ا. هـ. فلينظر، والباقون بالإظهار وسكت على "ن" أبو جعفر، وعن الحسن "ن" بكسرها لالتقاء الساكنين. وقرأ "بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُون" [الآية: 6] بإبدال الهمزة ياء مفتوحة الأصبهاني2 بخلفه, ويوقف عليه لحمزة كذلك وبالتحقيق؛ لأنه متوسط بزائد، وعن الحسن "عتل" بالرفع أي: هو عتل. وقرأ "أَنْ كَان" [الآية: 14] بهمزة واحدة مفتوحة على الخبر نافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص والكسائي وخلف عن نفسه، والباقون بهمزتين على الاستفهام3 وهم ابن عامر وأبو بكر وحمزة وأبو جعفر ويعقوب, وحقق الهمزتين منهم أبو بكر وحمزة وروح, وسهل الثانية ابن عامر وأبو جعفر ورويس, وفصل بالألف أبو جعفر والحلواني عن هشام, واختلف في الفصل عن ابن ذكوان, والأكثرون على عدمه ومنهم الداني وقواه في النشر لكن قال: إنه قرأ بالوجهين له كما مر في أعجمي بفصلت, وأشار إليهما في الطيبة بقوله: إن كان أعجمي خلف "مليا" وانفرد المفسر عن الداجوني عن هشام بالتحقيق والمد، وعن الحسن "إذا تتلى" بهمزة واحدة ممدودة على الاستفهام التوبيخي على قوله: "أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِين" لما تليت عليه آيات الله وعنه "آنَ لَكُمْ فِيه" [الآية: 38] بهمزة ممدودة على الاستفهام أيضا, والجمهور بهمزة واحدة مكسورة على الخبر4.   1 انظر الإتقان للإمام السيوطي: "2/ 1280". [أ] . 2 أي: "بِيَنِّكم". والله أعلم. [أ] . 3 أي: "أأن كان ... ". [أ] . 4 أي: "إن لكم ... ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 552 وقرأ "أَن اغْدُوا" [الآية: 22] بكسر النون أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب, وأدغم لام "بل نحن" الكسائي, وأمال "عسى" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما. وقرأ "أَنْ يُبْدِلَنَا" [الآية: 32] بالتشديد1 نافع وأبو عمرو وأبو جعفر ومر بالكهف2, وشدد البزي بخلفه تاء "لَمَا تَخَيَّرُون" [الآية: 38] وصلا عن الحسن بالغة بالنصب على الحال من أيمان لتخصصه بالعمل أو بالوصف, أو من الضمير في علينا إن جعلناه صفة وعنه أيضا "يكشف" بكسر الشين من اكشف وعنه أيضا "تداركه" على أن الأصل تتداركه فأدغم وأمال "فاجتبيه" كنادى حمزة والكسائي وخلف, وقللهما الأزرق بخلفه. واختلف في "لَيُزْلِقُونَك" [الآية: 51] فنافع وأبو جعفر بفتح الياء3 من زلقت الرجل وهو فعل يتعدى مفتوح العين لا مكسورها مثل حزن وحزنته, والباقون بضمها من أزلقه معدى بالهمزة أي: أزل رجله, قال الحسن: دواء من أصابه العين أن يقرأ هذه الآية: وإن يكاد إلخ .... المرسوم: اتفقوا على كتابة "بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُون" بياءين بين الألف والكاف وعلى قطع "أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا" وهو آخر العشرة المقطوعة.   1 أي: "يُبَدِّلنا". [أ] . 2 انظر ص: "363". [أ] . 3 أي: "لَيَزْلِقُونَكَ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 553 سورة الحاقة : مكية1 وآيها خمسون وآية بصرى ودمشقي وثنتان في الباقي خلافها ثلاث الحاقة الأول كوفي حسوما حمصي بشماله حجازي. مشبه الفاصلة موضعان: صرعى, بيمينه. القراءات: أمال "أدراك" أبو عمرو وابن ذكوان وأبو بكر بخلفهما, وحمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق, والإمالة لابن ذكوان من طريق الصوري وابن الأخرم عن الأخفش ولأبي بكر جميع رواة المغاربة، وأدغم تاء "كذبت ثمود" أبو عمرو وهشام وابن ذكوان من طريق الأخفش وحمزة والكسائي، وعن الأعمش تنوين ثمود المرفوع، وأمال "فترى القوم" وصلا السوسي بخلفه، وأمال "صرعى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق وأبو عمرو بخلفهما، وأدغم لام "فهل ترى" أبو عمرو وهشام في المشهور عنه وحمزة والكسائي. واختلف في "وَمَنْ قِبَلِهِ" [الآية: 9] فأبو عمرو والكسائي ويعقوب بكسر القاف الموحدة أي: جناده وأهل طاعته، وافقهم الحسن واليزيدي، والباقون بفتح القاف وسكون الباء2 ظرف زمان أي: ومن تقدمه من الأمم, وأبدل همز "المؤتفكات" قالون بخلفه وورش من طريقيه وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر, وأبدل همز "بالخاطئة" ياء مفتوحة أبو جعفر وحده كوقف حمزة. وأمال "طغى" وقفا حمزة والكسائي وخلف، وقللها الأزرق بخلفه, واتفقوا على كسر عين "تعيها" مع فتح الياء مخففة مضارع وعى حفظ وهو منصوب بالعطف على لنجعلها, وما ذكره في البحر من إسكانها لقنبل وإخفاء حركتها لحمزة فليس من طرقنا, والمعنى وتحفظها أذن من شأنها أن تحفظ المواضع وتعتبرها. وقرأ "أذن" بسكون الذال نافع وحده، وعن المطوعي "وَحُمِّلَتِ الْأَرْض" [الآية: 14] بتشديد الميم للتكثير. واختلف في "لا يَخْفَى" [الآية: 18] فحمزة والكسائي وخلف بالياء من تحت؛ لأن التأنيث مجازي وللفصل، وأمالوا ألفها، وافقهم الأعمش، والباقون بالتاء للتأنيث اللفظي، وقللها الأزرق بخلفه ويوقف لحمزة على "هاؤم" بالتسهيل كالواو على القياس وجها   1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] . 2 أي: "من قبْلِه". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 554 واحدا؛ لأنه ليس من قبيل المتوسط بزائد؛ لأن هاؤم اسم فعل بمعنى خذ واوها فيه جزء ليست للتنبيه, وقول مكي أصلها هاوموا بواو وكتبت على لفظ الوصل تعقبه الأستاذ أبو شامة كما بين في آخر وقف حمزة وهشام على الهمز. وقرأ "ماليه، سلطانيه" [الآية: 28, 29] بحذف الهاء منهما وصلا1 حمزة ويعقوب وأثبتاهما وقفا. وقرأ "كتابيه" [الآية: 19، 25] كلاهما و"حسابيه" [الآية: 20، 26] معا بحذف هاء السكت وصلا2 يعقوب، والباقون بالإثبات في الحالين فلا خلاف في إثباتها وقفا, ومر في باب النقل الخلف لورش في نقل همزة إني إلى هاء كتابيه, وأن الجمهور على ترك النقل, قال في النشر: وترك النقل فيه هو المختار عندنا إلخ, واختلف أيضا في إدغام هاء "ماليه" في هاء "هلك" فمنهم من أخذ بإظهارها لكونها هاء سكت أيضا, وقد قال مكي في التبصرة: له يلزم من ألقى الحركة في "كتابيه إني" أن يدغم ماليه هلك؛ لأنه أجرها مجرى الأصلي حين ألقى الحركة عليها وقدر ثبوتها في الوصل قال: وبالإظهار قرأت وعليه العمل وهو الصواب. قال أبو شامة: يعني بالإظهار أن يقف على ماليه وقفة لطيفه, وأما إن وصل فلا يمكن غير الإدغام أو التحريك, قال: وإن خلا اللفظ من أحدهما كان القارئ واقفا, وهو لا يدري لسرعة الوصل قال في النشر: بعد نقله ما ذكر وغيره, وما قاله أبو شامة أقرب إلى التحقيق وأحرى بالدراية والتدقيق, وقد سبقه إلى النص عليه أستاذ هذه الصناعة أبو عمرو الداني, قال في جامعه: فمن روى التحقيق يعني في كتابيه لزمه أن يقف على الهاء في قوله: ماليه هلك وقفة لطيفة في حال الوصل من غير قطع؛ لأنه واصل بنية واقف فيمتنع بذلك من أن يدغم في الهاء التي بعدها, قال: ومن روى الإلقاء لزمه أن يصلها ويدغمها في الهاء التي بعدها؛ لأنها عنده كالحرف اللازم الأصلي ا. هـ. وهو الصواب, انتهى كلام النشر وهذا ما تقدم الوعد به أول الإدغام الصغير. واختلف في "قَلِيلًا مَا يُؤْمِنُون, وقليلا ما يذكرون" [الآية: 41، 42] فابن كثير وهشام ويعقوب وابن ذكوان من طريق الصوري, ومن أكثر طرق الأخفش عند العراقيين بالياء من تحت فيهما، وافقهم ابن محيصن والحسن، والباقون بالتاء من فوق وهي رواية النقاش عن الأخفش وخفف ذال "تذكرون" حفص وحمزة والكسائي وخلف. المرسوم: اتفقوا على الألف في "طَغَا الْمَاء" [الآية: 11] .   1 أي: "مالي، سُلطاني". [أ] . 2 أي: "كتابي، حسابي". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 555 سورة سأل : وتسمى المعارج والواقعة: مكية1 وآيها أربعون وثلاث دمشقي وأربع في الباقي "خلافها" آية "أَلْفَ سَنَة" تركها دمشقي. القراءات: اختلف في "سأل" [الآية: 1] فنافع وابن عامر وأبو جعفر بألف بلا همز2 بوزن قال, وهي لغة قريش فهو من السؤال أبدلت همزته على غير قياس عند سيبويه والقياس بين بين, أو من السيلان فألفه عن ياء كباع والمعنى سال وادي بعذاب، والباقون بالهمز من السؤال فقط وهي اللغة الفاشية, ويوقف عليه لحمزة بالتسهيل فقط, واختلف في "تعرج" [الآية: 4] فالكسائي بالياء من تحت، والباقون بالتاء من فوق. واختلف في "ولا يسئل" [الآية: 10] فالبزي من طريق ابن الحباب وأبو جعفر بضم الياء مبنيا للمفعول ونائبه حميم, وحميما نصب بنزع الخافض عن, وكذا رواه الزينبي عن أصحابه عن أبي ربيعة، والباقون بفتح الياء مبنيا للفاعل أي: لا يسأل قريب قريبا عن حاله أو لا يسأله نصرة ولا منفعة لعلمه أنه لا يجد ذلك عنده, وهي رواية أبي ربيعة عن البزي. وقرأ "يومئذ" [الآية: 11] بفتح الميم نافع والكسائي وأبو جعفر كما في هود, وأبدل أبو جعفر همزة "تؤويه" واوا ساكنة فجمع بين الواوين الأصلية والمبدلة بلا إدغام، والباقون بالإظهار, ويوقف عليه لحمزة بالإبدال بلا إدغام وبالإدغام وهما في الشاطبية وغيرها، وأمال رءوس آي هذه السورة وهي أربعة "لظى, وللشوى, وتولى, فأوعى" حمزة والكسائي وخلف، وقللها الأزرق وأبو عمرو بخلفه غير أن التقليل عنه أكثر من الفتح كما مر, واختلف في "نزاعة" [الآية: 16] فحفص بالنصب على الحال من الضمير المستكين في لظى؛ لأنها وإن كانت علما جارية مجرى المشتقات بمعنى المتلظي أو على الاختصاص، والباقون بالرفع خبر ثان، وأمال "ابتغى" حمزة والكسائي وخلف، وقللها الأزرق بخلفه، وقرأ "لِأَمَانَاتِهِم" [الآية: 32] بالتوحيد3 ابن كثير، وافقه ابن محيصن ومر بالمؤمنين.   1 انظر الإتقان للسيوطي: "2/ 1281". [أ] . 2 أي: "سال ... ". [أ] . 3 أي: "لأمانتهم". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 556 واختلف في "بِشَهَادَاتِهِم" [الآية: 33] فحفص ويعقوب بألف بعد الدال على الجمع اعتبارا بتعدد الأنواع، والباقون بلا ألف على التوحيد على إرادة الجنس, وتقدم في الوقف على المرسوم حكم الوقف على "فمال" والابتداء بها, وفي محالها الثلاثة, وعن ابن محيصن "رب المشرق والمغرب" بالتوحيد فيها. وقرأ "حتى يَلْقَوا" [الآية: 42] بفتح الياء وسكون اللام بلا ألف أبو جعفر1 كما في الزخرف, ومر اتفاقهم على فتح حتى, واختلف في "إِلَى نُصُب" [الآية: 43] فابن عامر وحفص بضم النون والصاد جمع نصب كسقف وسقف أو جمع نصاب ككتب وكتاب, وعن الحسن بفتح النون والصاد فعل2 بمعنى مفعول، والباقون بفتح النون وإسكان الصاد3 اسم مفرد بمعنى المنصوب للعبادة أو العلم, وقال أبو عمرو: وهي شبكة الصائد يسرع إليها عند وقوع الصيد فيها خوف انقلابه. المرسوم: نافع عن المدني "المشرق، والمغرب" بحذف ألفهما, وقيل ثابتتان في العراقية, واتفقوا على فصل لام "فمال" كالنساء، والكهف، والفرقان.   1 أي: "يَلْقَوا". [أ] . 2 أي: "نَصَب". [أ] . 3 أي: "نَصْب". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 557 سورة نوح عليه الصلاة والسلام : مكية1 وآيها عشرون وثمان كوفي وتسع بصري ودمشقي وثلاثون حجازي وحمصي "خلافها" خمس فيهن نورا حمصي وسواعا غيره فادخلوا نارا ونسرا كوفي وحمصي ومدني أخيرا ضلوا كثيرا مكي ومدني أول. القراءات قرأ "أن اعبدوا الله" بكسر النون أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب, وأثبت الياء في "وأطيعون" في الحالين يعقوب وأبدل الهمزة واوا مفتوحة في "ويؤخركم، ولا يؤخر" ورش من طريقيه وأبو جعفر كوقف حمزة وفتح ياء "دعائي إلا" نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر وكذا "إني أعلنت لهم" غير ابن عامر فسكنها كالباقين، وعن الحسن فتح ياء "قومي" ومر للأزرق تفخيم الراء من "فرارا" كالجماعة لأجل تكرارها وضم يعقوب الهاء من "فيهن نورا" بلا خلاف ووقف عليها بهاء السكت بخلفه. واختلف في "وولده" [الآية: 21] فنافع وابن عامر وعاصم وأبو جعفر بفتح الواو واللام، وعن الحسن بكسر الواو وسكون اللام2, والباقون بضم الواو وسكون اللام3 قيل الفتح والضم لغتان كالبخل والبخل, وقيل المضموم جمع المفتوح كأسد وأسد، وعن ابن محيصن "كبارا" بكسر الكاف وتخفيف الباء جمع كبير, واختلف في "ودا" [الآية: 23] فنافع وأبو جعفر بضم الواو والباقون بفتحها لغتان في اسم صنم في عهد نوح، وعن المطوعي "يغوثا ويعوقا" بالتنوين مصروفين للتناسب نحو: سلاسل. وقرأ "خَطَايَاهُم" [الآية: 25] بوزن قضاياهم أبو عمرو, والباقون "خطيئاتهم" بالألف والتاء المكسورة جرا, ووقف يعقوب بخلفه على "ولوالدي" بهاء السكت4 وفتح ياء "بيتي" هشام وحفص وسكنها الباقون. ياءات الإضافة أربعة: "قومي" [الآية: 2] للحسن "دُعَائي إِلَّا" [الآية: 6] "إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُم" [الآية: 9] "بَيْتِيَ مُؤْمِنًا" [الآية: 28] وفيها زائدة "وَأَطِيعُون" [الآية: 3] .   1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] . 2 أي: "وَوِلْده". [أ] . 3 أي: "وَوُلْده". [أ] . 4 أي: "والِدَّيَّه". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 558 سورة الجن : مكية1 وآيها عشرون وثمان آيات وسبع عند البزي "خلافها" ثنتان من الله أحد مكي وترك من دونه ملتحدا. القراءات: نقل ابن كثير قرآنا. واختلف في همز "وَأَنَّهُ تَعَالَى" [الآية: 3] وما بعده إلى قوله سبحانه: "وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ" [الآية: 14] وجملته اثنا عشر فابن عامر وحفص وحمزة والكسائي وخلف بفتح الهمزة فيهن عطفا على مرفوع أوحى, قاله أبو حاتم وعورض بأن أكثرها لا يصح دخوله تحت معمول أوحى, وهو ما كان فيه ضمير المتكلم نحو: لمسنا, وقيل عطفا على الضمير في به من فآمنا به من غير إعاده الجار على مذهب الكوفيين, وقواه مكي بكثرة حذف حرف الجر مع أن, وجعله القاضي تبعا للزمخشري عطفا على محل به كأنه قال صدقناه وصدقنا أنه تعالى وأنه كان يقول, وكذا البواقي، وقرأ أبو جعفر بالفتح في ثلاثة منها وهي: "وأنه تعالى، وأنه كان يقول، وأنه كان رجال" [الآية: 3، 4، 6] جمعا بين اللغتين، وافقهم الحسن والأعمش، والباقون بالكسر فيها كلها عطفا على قوله: أنا سمعنا, فيكون الكل مقولا للقول. واختلف أيضا في "وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّه" [الآية: 19] فنافع وأبو بكر بكسرها، والباقون بفتحها وتوجيهها معلوم من السابق ولا خلاف في فتح "أنه استمع وأن المساجد"، واتفقوا على فتح جيم "جد" ورفع دالة مضافا إلى ربنا أي: عظمته أو سلطانه أو غناه. واختلف في "أَنْ لَنْ تَقُول" [الآية: 5] فيعقوب بفتح القاف وتشديد الواو2 مضارع تقول أي: تكذب والأصل تتقول فحذف أحد التاءين, وانتصب كذبا حينئذ على المصدر؛ لأن التقول كذب نحو: قعدت جلوسا، والباقون بضم القاف وسكون الواو مضارع قال, وانتصب كذبا بتقول؛ لأنه نوع من القول، وأمال "فزادوهم" حمزة وهشام من طريق الداجوني وابن ذكوان من طريق الصوري والنقاش عن الأخفش وأبدل همز "ملئت" ياء مفتوحة الأصبهاني وأبو جعفر. واختلف في "نسلكه" [الآية: 17] فعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بياء الغيبة، وافقهم الأعمش، والباقون بنون العظمة.   1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] . 2 أي: "تَقَوَّل". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 559 واختلف في "عَلَيْهِ لِبَدًا" [الآية: 19] فهشام من طريق ابن عبدان عن الحلواني بضم اللام ولم يذكر في التيسير غيره, وبه قرأ صاحب التجريد على الفارسي من طريق الحلواني والداجوني معا وهو جمع لبدة بالضم نحو: غرفة وغرف، والباقون بكسرها جمع لبدة بالكسر أي: كاد يركب بعضهم بعضا لكثرتهم للإصغاء والاستماع لما يقوله وهي رواية الفضل عن الحلواني ورواية النقاش عن الجمال عن الحلواني, وزيد عن الداجوني, والوجهان صحيحان عن هشام كما في النشر, وهما في الشاطبية كالطيبة عن ابن محيصن ضم اللام وتشديد الباء مفتوحة وعنه بتخفيفها مضمومة1. واختلف في "قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو" [الآية: 20] فعاصم وحمزة وأبو جعفر بضم القاف وسكون اللام بلفظ الأمر، وافقهم الأعمش، والباقون قال بلفظ الماضي على الخبر عن عبد الله وهو محمد -صلى الله عليه وسلم- وفتح ياء الإضافة من "ربي أمدا" نافع وابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو. واختلف في "لِيُعْلَمَ أَنْ قَد" [الآية: 28] فرويس بضم الياء مبنيا للمفعول، والباقون بفتحها مبنيا للفاعل أي: ليعلم النبي الموحى إليه -صلى الله عليه وسلم- ومر التنبيه على ضم هاء "لديهم" لحمزة ويعقوب وعلى إمالة "أحصى". المرسوم في بعض المصاحف "قُلْ إِنَّمَا" بلا ألف وفي بعضها بألف، واتفقوا على حذف ألف الن في جميع القرآن نحو: "فالن باشروهن" إلا "فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآن" هنا فبالإثبات في بعض المصاحف، واتفقوا على قطع "أَنْ لَنْ تَقُول". ياءات الإضافة واحدة "رَبِّي أَمَدًا" [الآية: 25] .   1 أي: "لُبَّدا"، أو "لُبَدا". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 560 سورة المزمل : مكية قيل إلا آيتين واصبر على ما يقولون وتاليتها, وقيل إلا إن ربك إلى آخرها, "وآيها" ثماني عشرة مدني أخير وتسع بصري وحمصي وعشرون في الباقي خلافها أربع المزمل كوفي ودمشقي ومدني أول جحيما غير حمصي إليكم رسولا مكي ونافع شيبا غير مدني أخير. مشبه الفاصلة قرضا حسنا. القراءات: قرأ "أَوِ انْقُصْ" [الآية: 3] بكسر الواو عاصم وحمزة وصلا, ونقل ابن كثير "القرآن" وأبدل همز ناشئة ياء مفتوحة الأصبهاني وأبو جعفر. واختلف في "أشد وطأ" [الآية: 33] فأبو عمرو وابن عامر بكسر الواو وفتح الطاء وألف ممدودة بعدها همزة بوزن قتال مصدر واطأ لمواطئة القلب اللسان فيهما, أو موافقته لما يراد من الإخلاص والخضوع, ولذا فضلت صلاة الليل على صلاة النهار, وافقهم اليزيدي والحسن وابن محيصن بخلفه, والثاني له كذلك مع فتح الواو، والباقون بفتح الواو وسكون الطاء بلا مد مصدر وطئ أي: أشد ثبات قدم وأبعد من الزلل أو أثقل من صلاة النهار أو أشد نشاطا للمصلي أو أشد قياما, أو أثبت قياما وقراءة أو أثبت للعمل وأدوم لمن أراد الاستكثار من العبادة, ويوقف عليه لحمزة وهشام بخلفه بالنقل فقط. واختلف في باء "رَبُّ الْمَشْرِق" [الآية: 9] فابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بخفضها صفة لربك أو بدل أو بيان, وافقهم الأعمش وابن محيصن، والباقون بالرفع على الابتداء والخبر الجملة من قوله لا إله إلا هو أو خبر مضمر أي: هو رب, وأمال "فعصى" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه. وقرأ "مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْل" [الآية: 20] بسكون اللام هشام وضمها الباقون كما في البقرة وخرج ثلث المفرد المتفق على ضم لامه. واختلف في "نِصْفَهِ, وَثُلُثِه" [الآية: 20] فابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بنصب الفاء والثاء وضم الهائين عطفا على أدنى المنصوب ظرفا بتقوم, وافقهم ابن محيصن والأعمش، والباقون بخفض الفاء والثاء وكسر الهائين عطفا على ثلثي الليل المجرور بمن وخرج بنصفه الملاصق لثلثه نصفه أول السورة المتفق على فتحه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 561 سورة المدثر : مكية وآيها خمسون وخمس مكي ودمشقي ومدني أخير وست في الباقي "خلافها" ثنتان يتساؤلون تركها مدني أخير عن المجرمين تركها مكي ودمشقي ونافع. مشبه الفاصلة اثنان: والمؤمنون بهذا مثلا. القراءات: واختلف في "والرجز" [الآية: 5] فحفص وأبو جعفر ويعقوب بضم الراء لغة الحجاز، وافقهم ابن محيصن والحسن، والباقون بكسرها لغة تميم، وعن الحسن "تَسْتَكْثِر" [الآية: 6] بالجزم بدلا من الفعل قبله, والجمهور بالرفع على أنه في موضع الحال أي: لا تمنن مستكثرا ما أعطيت, أو على حذف أن على أن الأصل أن تستكثر, فلما حذفت أن ارتفع، وأمال "أدريك" أبو عمرو وابن ذكوان وأبو بكر بخلفهما وحمزة والكسائي وخلف، وقللها الأزرق ومر تفصيلها قريبا أول الحاقة. وقرأ "تِسْعَةَ عَشَر" [الآية: 30] بسكون العين أبو جعفر تخفيفا ومر في براءة. واختلف في "وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَر" [الآية: 33] فنافع وحفص وحمزة ويعقوب وخلف بإسكان الذال ظرفا لما مضى من الزمان أدبر بهمزة مفتوحة ودال ساكنة على وزن أكرم، وافقهم ابن محيصن والحسن، والباقون بفتح الدال ظرفا لما يستقبل وبفتح دال "دبر" على وزن ضرب لغتان بمعنى يقال دبر الليل وأدبر, وقيل أدبر تولى ودبر انقضى والرسم يحتملهما1، وأمال "أتانا", و"أن يؤتى" حمزة والكسائي وخلف، وقللهما الأزرق بخلفه. واختلف في "مستنفرة" [الآية: 50] فنافع وابن عامر وأبو جعفر بفتح الفاء اسم مفعول أي: ينفرها القناص، والباقون بكسرها بمعنى نافرة, قال الزمخشري: كأنها تطلب النفار في نفوسها في جمعها له وحملها عليه ا. هـ. فأبقى السين على بابها قال السمين: وهو معنى حسن. واختلف في "وَمَا يَذْكُرُونَ" [الآية: 56] فنافع بالخطاب، والباقون بالغيب.   1 أي: "إذا دَبَرَ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 562 سورة القيامة : مكية1 وآيها ثلاثون وتسع في غير الكوفي والحمصي وأربعون فيهما خلافها آية "لِتَعْجَلَ بِه" لهما. مشبه الفاصلة بصيرة معاذيره. القراءات: وقرأ "لا أُقْسِم" [الآية: 1] الأولى بحذف الألف من غير لا2 البزي من طريق أبي ربيعة وقنبل كما مر بيونس, ووجهت بأن اللام لام للتأكيد أو جواب قسم مقدر دخلت على مبتدأ محذوف أي: لأنا أقسم وإذا كان الجواب اسمية أكد باللام وإذا كان خبرها مضارعا جاز أن يكون للحال؛ لأن البصريين يمنعون أن يقع فعل الحال جوابا للقسم, فإن ورد ما ظاهره ذلك كما هنا جعل الفعل خبر المضمر فيعود الجواب جملة اسمية والتقدير: والله لأنا أقسم كما مر، والباقون بإثبات الألف وهي رواية ابن الحباب عن البزي بجعل لا نافية لكلام مقدر كأنهم قالوا إنما أنت مفتر في الإخبار عن البعث فرد عليهم بلا, ثم ابتدأ فقال أقسم, وقيل نفي للقسم بمعنى أن الأمر أعظم, وقيل زائدة تأكيدا على حد لئلا يعلم وهو شائع كقولهم لا وأبيك وعلى هذا اقتصر القاضي وخرج بالأولى ولا أقسم بالنفس كالبلد المتفق على الألف فيهما كالرسم، وقرأ "أيحسَب" [الآية: 3] بكسر السين نافع وابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب وخلف عن نفس، وأمال "بلى" أبو بكر بخلفه وحمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو. واختلف في "بَرَقَ" [الآية: 7] فنافع وأبو جعفر بفتح الراء، والباقون بكسرها لغتان في التحير والدهشة وعن الحسن "المفر" بكسر الفاء اسم مكان الفرار, وعن ابن محيصن "بلنسان" وبالإدغام، وأمال "ألقى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه ومثله "أولى فأولى" ونقل ابن كثير "قرآنه" معا. واختلف في "يحبون ويذرون" [الآية: 20] فنافع وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف بالخطاب فيهما، والباقون بالغيب وسكت حفص بخلفه من طريقيه على نون "من راق" سكتة لطيفة من غير تنفس لئلا يتوهم أنها كلمة, ومر بالكهف3 ووقف عليه   1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] . 2 أي: "لأقسم ... ". [أ] . 3 انظر ص: "363". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 563 بالياء ابن محيصن، وأمال رءوس الآي من "صلى" إلخ حمزة والكسائي وخلف، وقللها أبو عمرو والأزرق ورقق لام صلى وجها واحدا حيث قللها كذلك لما تقدم أن الإمالة والتغليظ ضدان لا يجتمعان, ووافق أبو بكر حمزة ومن معه على إمالة "سدى" وقفا من طريق المصريين والمغاربة وصحح في النشر عنه الوجهين. واختلف في "يمنى" [الآية: 37] فهشام من طريق الشنبوذي عن النقاش عن الجمال عن الحلواني, وكذا من طريق المفسر والشذائي عن الداجوني وحفص ويعقوب بالياء من تحت على جعل الضمير عائدا على مني أي: يصب فالجملة محلها جر صفة لمني, وافقهم ابن محيصن والحسن، والباقون بالتاء من فوق على أن الضمير "للنطفة". المرسوم كتب في بعض المصاحف "ينبؤا" بواو وألف، واتفقوا على وصل "ألن نجمع". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 564 سورة الإنسان : مكية1 وقيل مدنية إلا آية ولا تطع إلخ, وقيل من فاصبر إلخ, وآيها إحدى وثلاثون. مشبه الفاصلة: خمسة "السبيل، وقوارير" الثاني "مخلدون، نعيما" وعكسه "قوارير" الأول. القراءات: أمال "أتى" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه. واختلف في "سلاسل" [الآية:4] فنافع وهشام من طريق الحلواني والشذائي عن الداجوني وأبو بكر والكسائي وأبو جعفر ورويس عن طريق أبي الطيب بالتنوين للتناسب؛ لأن ما قبله منون منصوب, وقال الكسائي وغيره من الكوفيين: إن بعض العرب يصرفون جميع ما لا ينصرف إلا أفعل التفضيل، وعن الأخفش يصرفون مطلقا وهم بنو أسد؛ لأن الأصل في الأسماء الصرف, والوقف في هذه القراءة بالألف بدل التنوين، وعن الحسن والشنبوذي كذلك، والباقون بالمنع من الصرف على الأصل بلا تنوين لكونه جمع تكسير بعد ألفه حرفان كمساجد وهو رواية زيد عن الداجوني وهؤلاء في الوقف على ثلاث فرق منهم من وقف بالألف بلا خلاف وهو أبو عمرو وروح من طريق المعدل، وافقه اليزيدي ومنهم من وقف بغير ألف كذلك وهم حمزة وخلف وزيد عن الداجوني عن هشام ورويس من غير طريق أبي الطيب وروح من غير طريق المعدل، وافقهم المطوعي, واختلف عن الباقين وهم ابن كثير وابن ذكوان وحفص، وافقهم ابن محيصن فروى الحمامي عن النقاش عن أبي ربيعة وابن الحباب عن البزي وابن شنبوذ عن قنبل وغالب العراقيين عن ابن ذكوان وأكثر المغاربة عن حفص كل هؤلاء بالألف عمن ذكر, ووقف عنهم بغير ألف باقي أصحاب النقاش عن أبي ربيعة عن البزي وابن مجاهد عن قنبل والنقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان والعراقيون عن حفص, وأطلق الوجهين عنهم في التيسير, وأمال "فوقاهم الله" "ولقاهم" "وجزاهم" وتسمى "وسقاهم" وحمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وحذف أبو جعفر همز "متكئين" كوقف حمزة في أحد وجهيه والثاني بين بين على القياس. واختلف في "قوارير قوارير" [الآية: 15] فنافع وأبو بكر والكسائي وأبو جعفر بتنوينهما2 معا؛ لأنهما كسلاسل جمعا وتوجيها غير أن السلاسل على مفاعل وقوارير على مفاعيل, ووقفوا عليهما بالألف للتناسب موافقة لمصاحفهم، وافقهم الحسن والأعمش, وعن   1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] . 2 أي: "قواريرا، قواريرا". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 565 الأعمش وجه آخر رفعهما بلا تنوين على إضمار مبتدأ أي: هي، وقرأ ابن كثير وخلف عن نفسه بالتنوين في الأول وبدونه في الثاني مناسبة لرءوس الآي في الأول, ووقفا بالألف في الأول وبدونها في الثاني، وافقهما ابن محيصن، وقرأ أبو عمرو وابن عامر وحفص وروح بغير تنوين فيهما, ووقفوا على الأول بالألف لكونه رأس آية بخلف عن روح في الوقف, وعلى الثاني بدونها إلا هشاما فاختلف عنه في الثاني من حيث الوقف من طريق الحلواني فوقف عليه بالألف عنه المغاربة وبدونها عنه المشارقة، وافقهم اليزيدي، وقرأ حمزة ورويس بغير تنوين فيهما أيضا ووقفا بغير ألف فيهما ومر ضم هاء "عليهم" لحمزة ويعقوب, ويوقف لحمزة على "لؤلؤا" بوجه واحد وهو إبدال الأولى واوا ساكنة والثانية واوا مفتوحة، وافقه في الأولى أبو عمرو بخلفه وأبو بكر وأبو جعفر ويوقف لرويس على ثم بهاء السكت بخلفه. واختلف في "عَالِيَهُم" [الآية: 21] فنافع وحمزة وأبو جعفر بسكون الياء1 خبر مقدم وثياب مبتدأ مؤخر، وافقهم ابن محيصن والحسن، وعن المطوعي كذلك مع ضم الهاء، والباقون بفتح الياء وضم الهاء على أنه حال من الضمير المجرور في عليهم أو من مفعول حسبتهم أو على الظرفية خبرا مقدما لثياب كأنه قيل فوقيهم. واختلف في "خُضْرُ وَإِسْتَبْرَقُ" [الآية: 21] فنافع وحفص بالرفع فيهما فرفع "خُضْرُ" على النعت لثياب "وَإِسْتَبْرَقُ" نسقا على ثياب على حذف مضاف أي: وثياب إستبرق، وافقهما الحسن لكنه بغير تنوين في إستبرق وهمزة القطع، وقرأ ابن كثير وأبو بكر بخفض الأول ورفع الثاني2 فخضر نعت لسندس وفيه وصف المفرد بالجمع وأجازه الأخفش وأجيب عنه بأنه اسم جنس, وقيل جمع لسندسه واسم الجنس يوصف بالجمع قال تعالى: السحاب الثقال, "وإستبرق" نسق على ثياب على ما مر، وافقهما ابن محيصن إلا أنه لم ينونه وعنه بخلف وصل همزة القطع، وقرأ أبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب برفع الأول وخفض الثاني3 فخضر نعت لثياب وإستبرق نسق على سندس أي: ثياب خضر من سندس ومن إستبرق، وافقهم اليزيدي، وقرأ حمزة والكسائي وخلف بخفضهما4 فخضر نعت لسندس على ما مر, وإستبرق نسق على سندس، وافقهم الأعمش. واختلف في "وما تشاؤن" [الآية: 30] هنا فابن كثير وأبو عمر وابن عامر بخلف عنه من روايتيه بالياء من تحت، وافقهم ابن محيصن والحسن واليزيدي، والباقون بالتاء من فوق, والوجهان صحيحان عن ابن عامر من روايتي هشام وابن ذكوان كما في النشر أي: من طريقي كل منهما كما يفهم منه وخرج موضع التكوير المتفق على الخطاب فيه. المرسوم في كل الرسوم "سلاسل وكانت قواريرا" بألف مكان التنوين, واختلفوا في "قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّة" ففي بعضها بألف وفي بعضها بدونها، واتفقوا على حذف ألف "عليهم".   1أي: "عليهم". [أ] . 2 أي: "خضرٍ وإستبرقٌ" [أ] . 3 أي: "خضرٌ، وإستبرقٍ". [أ] . 4 أي: "خضر وإستبرقٍ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 566 سورة المراسلات ... سورة المرسلات: مكية1 قيل إلا وإذا قيل لهم الآية: وآيها خمسون. مشبه الفاصلة: شامخات عذرا. القراءات: عن الحسن "عرفا" بضم الراء, وأدغم تاء "فالملقيات ذكرا" خلاد بخلفه كأبي عمرو ويعقوب. وقرأ "عُذُرا" [الآية: 6] بضم الذال روح، وافقه الحسن "وسكن" الذال من "نُذْرا" أبو عمرو وحفص وحمزة والكسائي وخلف، وافقهم اليزيدي والأعمش كما مر واختلف في "أقِّتت" [الآية: 11] فأبو عمرو بواو مضمومة مع تشديد القاف2 على الأصل؛ لأنه من الوقت والهمز بدل من الواو، وافقه اليزيدي، وقرأ ابن وردان وابن جماز من طريق الهاشمي عن إسماعيل بالواو وتخفيف القاف وروى الدوري عن إسماعيل عن ابن جماز بالهمز والتشديد وبه قرأ الباقون، وأمال "أدراك" أبو عمرو وابن ذكوان وشعبة بخلفهما وحمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق, وتقدم حكم "قرار" في المكرر الأول بآخر آل عمران وهو "مَعَ الْأَبْرَار" فراجعه3. واختلف في "قَدَّرنا" [الآية: 25] فنافع والكسائي وأبو جعفر بتشديد الدال من التقدير، وافقهم الحسن، والباقون بالتخفيف4 من القدرة, وتقدم آخر الإدغام الصغير اتفاقهم على إدغام قاف "نخلقكم" في الكاف, واختلافهم في إبقاء الاستعلاء وترجيح الإدغام التام عن النشر قال فيه: بل لا ينبغي أن يجوز غيره في قراءة أبي عمرو في باب الإدغام الكبير5. واختلف في "انْطَلَقُوا إِلَى ظِل" [الآية: 30] فرويس بفتح اللام من انطلق فعلا ماضيا على الخبر كأنهم لما أمروا بالأول امتثلوا إذ الأمر هناك ممتثل قطعا، والباقون بكسرها أمرا متكررا بيانا للمنطلق إليه، واتفقوا على تفخيم الراء الأولى المفتوحة من "بشرر" إلا الأزرق فرققها عنه الجمهور في الحالين وحيث رققها وقفا يرقق الثانية تبعا لها, والأولى إنما رققها بسبب كسر الثانية فهو خارج عن أصله في ذلك الحرف, وأما غيره   1 انظر الإتقان للسيوطي: "1/ 25". [أ] . 2 أي: "وُقِّتت". [أ] . 3 انظر ص: "218". [أ] . 4 أي: "قَدَرْنا". [أ] . 5 انظر ص: "30". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 567 فوقف بالتفخيم على القاعدة إلا عند الروم فبالترقيق, وعلى هذا الحكم من فخم الأولى عن الأزرق كابن بليمة ومن معه. واختلف في "جمالات" [الآية: 33] فحفص وحمزة والكسائي وخلف بكسر الجيم بلا ألف1 بوزن رسالة، وافقهم الأعمش جمع جمل كحجر وحجارة, وقيل اسم جمع، وقرأ رويس بضم الجيم وبألف بعد اللام2 وهي الحبال الغليظة من حبال السفينة، والباقون بكسر الجيم مع الألف على الجمع, وهي الإبل إما جمعا لجمالة القراءة الأولى أو لجمال فيكون جمع الجمع وعن المطوعي "هذا يوم" بالنصب ظرفا وقع خبرا لهذا وفتحته بناء أو إعراب قولان, وثبت الياء في "كيدون" يعقوب في الحالين, وعن المطوعي في "ظلل" بلا ألف جمع ظلة وكسر عين "عيون" ابن كثير وابن ذكوان وأبو بكر وحمزة والكسائي، وقرأ قيل بالإشمام هشام والكسائي ورويس, وأبدل همز فبأي ياء مفتوحة الأصبهاني كوقف حمزة وله التحقيق؛ لأنه متوسط بزائد. المرسوم في بعضها "جمالة" بلا ألف بعد الميم وفي بعضها بالألف، واتفقوا على حذفها بعد اللام، واتفقوا أيضا على كتابتها بالتاء فيها زائدة "فكيدون" [الآية: 39]   1 أي: "جِمالَت". [أ] . 2 أي: "جُمالات". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 568 سورة النبأ : مكية وآيها أربعون خلا البصري والمكي وإحدى وأربعون فيهما خلافها عذابا قريبا مكي وبصري. القراءات وقف على "عم" بهاء السكت1 عوضا عن ألف ما الاستفهامية البزي ويعقوب بخلفهما, ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على "النبأ" بإبدال الهمزة ألفا لسكونها بعد فتح وبالتسهيل كالياء على روم حركة الهمزة، واتفقوا على الألف في "مهادا" كما مر بـ"طه"2. وقرأ "وَفُتِحَت" [الآية: 19] بتخفيف التاء عاصم وحمزة والكسائي وخلف وسبق بالزمر، وأدغم تاء "فكانت سرابا أبو عمرو وهشام بخلفه وحمزة والكسائي وخلف. واختلف في "لبثين" [الآية: 23] فحمزة وروح بلا الف بحمله على الصفة المشبهة, وهي تدل على الثبوت فاللبث الذي صار له اللبث سجية كحذر وفرح، وافقهما الأعمش، والباقون بالألف اسم فاعل من لبث أقام. وقرأ "غَسَّاقًا" [الآية: 25] بتشديد السين حفص وحمزة والكسائي وخلف ومر بـ"ص"3، واتفقوا على تشديد ذال "وكذبوا بآياتنا كذابا". واختلف في "وَلا كِذَّابًا" [الآية: 35] فالكسائي بتخفيف الذال4 مصدر كاذب كقاتل قتالا أو مصدر كذب ككتب كتابا، والباقون بتشديدها مصدر كذب تكذيبا وكذابا. واختلف في باء "رَبُّ السَّمَوَّات" [الآية: 37] ونون "الرحمن" من قوله: رب السموات والأرض وما بينهما الرحمن, فنافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر برفعهما على أنهما خبر مضمر أي: هو رب والرحمن كذلك، وافقهم اليزيدي والحسن، وقرأ ابن عامر وعاصم ويعقوب بخفضهما على البدل من ربك بدل الكل أو البيان والرحمن عطف بيان لأحدهما، وافقهم ابن محيصن والأعمش، وقرأ حمزة والكسائي وخلف بخفض الأول على التبعية ورفع الثاني على الابتداء والخبر الجملة الفعلية أو على أنه خبر مضمر. المرسوم عن نافع ولا كذبا بحذف الألف بعد الذال.   1 أي: "عَمّه". [أ] . 2 انظر ص: "381". [أ] . 3 انظر ص: "476". [أ] . 4 أي: "كِذابا". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 569 سورة النازعات : مكية1 وآيها أربعون وخمس خلا الكوفي وست فيه, خلافها اثنان ولا نعامكم كوفي وحجازي من طغى عراقي وشامي. القراءات: قرأ "أئنا لمردودون، أئذا " [الآية: 4] بالاستفهام في الأول, وبالإخبار في الثاني2 نافع وابن عامر والكسائي ويعقوب، وقرأ أبو جعفر بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني3، والباقون بالاستفهام فيهما وكل مستفهم على أصله, فقالون وأبو عمرو وأبو جعفر بالتسهيل, والمد وورش وابن كثير ورويس بالتسهيل والقصر، والباقون بالتحقيق والقصر, إلا أن أكثر الطرق عن هشام على المد. واختلف في "نَخِرَة" [الآية: 11] فأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف ورويس بألف بعد النون، وافقهم الأعمش, قال في النشر: هذا الذي عليه العمل عن الكسائي وبه نأخذ, وروى كثير من المشارقة والمغاربة عن الدوري التخيير بين الوجهين, وجرى عليه في الطيبة, وقال ابن مجاهد في السبعة عنه: كان لا يبال كيف قرأها بألف وبلا ألف, وروى عنه جعفر بن محمد بغير ألف وإن شئت بألف، والباقون بغير ألف وهما بمعنى كحذر وحاذر أي: بالية ووقف على "بالواد" بالياء يعقوب. وقرأ "طُوى" [الآية: 16] بضم الطاء مع التنوين مصروفا ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف، وأمالة وقفا حمزة والكسائي وخلف، والباقون بلا تنوين، وقلله الأزرق وأبو عمرو بخلفه وهو رأس آية، وأمال رءوس الآي وهي من قوله: حديث موسى إلى آخرها حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق إلا ما فيه هاء مؤنث, وهي تسع كلمات "بناها، فسواها، ضحاها، دحاها، مرعاها، أرساها، منتهاها، يخشاها،ضحاها" [الآية: 27، 28، 29، 30، 31، 32، 44، 45، 46] فله فيها الفتح مع التقليل كأبي عمرو وفي جميع رءوس الآي ما عدا الرائي نحو: "ذِكْرَاهَا" [الآية: 43] فمحضه وجها واحدا غير أن الفتح عنه في اليائي من رءوس الآي أقل منه في غيرها كما مر. واختلف في "إِلَى أَنْ تَزَكَّى" [الآية: 18] فنافع وابن كثير وأبو جعفر ويعقوب   1 انظر الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي: "1/ 25". [أ] . 2 أي: "أئنا، إذا .... ". [أ] . 3 أي: "إنا، أئذا ..... ". [أ] . 4 أي: "ناخرة". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 570 بتشديد الزاي1 والأصل تتزكى فأدغموا التاء في الزاي، وافقهم ابن محيصن، والباقون بتخفيفها فحذفوا التاء الأولى. وأمال "فأراه" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق والكبرى معا من الفواصل, ويوافق الصوري فيها أبا عمرو ومن معه, وكذا حكم "لمن يرى ومن ذكريها". وقرأ "ءأنتم" بتسهيل الثانية مع الفصل بلا ألف قالون وأبو عمرو وأبو جعفر وهشام في أحد أوجهه, وبلا فصل ورش وابن كثير ورويس زاد الأزرق إبدالها ألفا مع المد الساكنين, والثاني لهشام التحقيق مع الفصل, والثالث له التحقيق بلا فصل وبه قرأ الباقون، وعن الحسن "والأرض, والجبال" برفعهما على الابتداء, والجمهور على نصبهما بإضمار فعل مفسر بما بعده, وأما "دحاها" فهي رأس آية ومر حكمها غير أن الكسائي اختص بإمالتها عن حمزة كما مر. واختلف في "مُنْذِر" [الآية: 45] فأبو جعفر بالتنوين ومن مفعوله قال الزمخشري: وهو الأصل والإضافة تخفيف، وافقه ابن محيصن والحسن، والباقون بإضافة الصفة لمعمولها تخفيفا. المرسوم كتبوا وأخرج "ضحيها" بالياء وكذا "دحيها".   1 أي: "تزَّكَّي". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 571 سورة عبس : مكية وآيها أربعون دمشقي وآية بصري وحمصي وأبو جعفر وآيتان كوفي ومكي وشيبة "خلافها" ثلاث إلى طعامه تركها أبو جعفر ولأنعامكم كوفي وحجازي الصاخة تركها دمشقي. مشبه الفاصلة: نطفة خلقه وعنبا وزيتونا, عكسه موضعان: أي شيء خلقه, حبا. القراءات: أمال رءوس آيها إلى "تلهى" وهي عشرة حمزة والكسائي وخلف, وبالتقليل الأزرق وأبو عمرو بخلفه إلا في الذكرى فيمحضها فقط, ويوافقه فيها الصوري عن ابن ذكوان، وعن الحسن "آن جاءه" بمدة بعد الهمزة على الاستفهام. واختلف في "فَتَنْفَعَه" [الآية: 4] فعاصم بنصب العين بأن مضمرة بعد الفاء على جواب الترجي مثل فاطلع بغافر لكنه مذهب كوفي, وقيل في جواب التمني المفهوم من أو يذكر قاله ابن عطية وأقره عليه السمين، والباقون بالرفع عطفا على يذكر, وشدد البزي بخلفه تاء "عنه تلهى" وصلا مع صلة الهاء قبلها بواو وإشباع المد للساكنين كما مر بالبقرة1. واختلف في "لَهُ تَصَدَّى" [الآية: 26] فنافع وابن كثير وأبو جعفر بتشديد الصاد2 أدغموا التاء الثانية في الصاد تخفيفا، وافقهم ابن محيصن، والباقون بالتخفيف فحذفوا التاء الأولى ومر نظائر "شاء أنشره" من حيث الهمزتان نحو: "تِلْقَاءَ أَصْحَاب" بالأعراف3. واختلف في "أَنَّا صَبَبْنَا" [الآية: 25] فعاصم وحمزة والكسائي وخلف بفتح الهمزة في الحالين على تقدير لام العلة أي: لأنا, وقيل بدل اشتمال من طعامه بمعنى أن صب الماء سبب في إخراج الطعام فهو مشتمل عليه، وافقهم الأعمش، وقرأ رويس بفتحها في الوصل فقط، والباقون بكسرها مطلقا على الاستفهام, وبه قرأ رويس في الابتداء ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على "لكل امرئ" بإبدال الهمزة ياء ساكنة على القياسي وبياء مكسورة بحركة نفسها على مذهب التميميين فإذا سكنت للوقف اتحد مع السابق لفظا, وإن وقف بالروم فهو ثان, والثالث التسهيل بين بين على روم الحركة نفسها ويتحد معه الرسم على مذهب مكي وابن شريح، وعن ابن محيصن "يغنيه" بفتح الياء والعين مهملة من عناني الأمر فصدني, والجمهور بالضم والمعجمة من الإغناء أي: بغنية عن النظر في شأن غيره.   1 انظر الصفحة: "166". [أ] . 2 أي: "تصَّدَّى .... ". [أ] . 3 انظر الصفحة: "280". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 572 سورة التكوير : مكية1 وآيها عشرون وثمان في عد أبي جعفر وتسع في غيره "خلافها" آية فأين تذهبون تركها أبو جعفر. القراءات: اختلف في "سُجِرَت" [الآية: 6] فابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بخلف عن رويس بتخفيف الجيم على الأصل، وافقهم ابن محيصن واليزيدي، والباقون بتشديدها2 على التكثير وهي رواية أبي الطيب عن رويس, وأبدل همز "بأي" يا مفتوحة الأصبهاني بخلفه كما مر في بأي أرض وبأيكم بخلاف ما فيه الفاء نحو: فبأي فإنه لا خلاف عنه في إبداله ولم ينبه في الأصل هنا على الخلاف عن المطوعي "المودة" بحذف الهمزة على وزن الموزة, ويوقف عليها لحمزة بالنقل فيصير اللفظ بواوين أولاهما مضمومة والثانية ساكنة كمعونة, وبالإبدال مع الإدغام إجراء للأصلي مجرى الزائد على وزن بلوطة لكنه يضعف للثقل كما في النشر, وحكم حذف الهمزة والواو بين بين وهما ضعيفان, ويوقف له على "سئلت" بالتسهيل كالياء وبالإبدال واوا مكسورة على مذهب الأخفش. واختلف في "قُتِلَت" [الآية: 9] فأبو جعفر بتشديد التاء3 على التكثير، والباقون بتخفيفها. واختلف في "نَشِرَت" [الآية: 10] فنافع وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب بتخفيف الشين، والباقون بتشديدها للمبالغة4. واختلف في "سُعِرَت" [الآية: 12] فنافع وابن ذكوان وحفص وأبو بكر من طريق العليمي ورويس بتشديد العين5، والباقون بتخفيفها وهي رواية يحيى عن أبي بكر، وأمال "الجوار" الدوري عن الكسائي فقط, ووقف بالياء عليه يعقوب كما مر في الوقف على المرسوم, ومر حكم حرفي "رآه" في نظيره مما اتصل بمضمر نحو: "وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا" بالأنبياء فراجعه6. واختلف في "بِظَنَين" [الآية: 24] فابن كثير وأبو عمرو والكسائي ورويس بالظاء   1 انظر الإتقان للإمام السيوطي: "1/ 25"، "2/ 1282". [أ] . 2 أي: "سُجِّرت". [أ] . 3 أي: "قُتِّلت". [أ] . 4 أي: "نُشِّرت". [أ] . 5 أي: "سُعِّرت". [أ] . 6 انظر ص: "391". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 573 المثالة فعيل بمعنى مفعول من ظننت فلان اتهمته, ويتعدى لواحد أي: وما محمد على الغيب, وهو ما يوحي الله إليه بمتهم أي: لا يزيد فيه ولا ينقص منه ولا يحرف, وافقهم ابن محيصن واليزيدي, والباقون بالضاد1 بمعنى بخيل بما يأتيه من قبل ربه اسم فاعل من ضن بخل. المرسوم بضنين بالضاد في الكل قال أبو عبيد: نختار قراءة الظاء؛ لأنهم لم يبخلوه بل كذبوه ولا مخالفة في الرسم إذ لا مخالفة بينهما إلا في تطويل رأس الظاء على الضاد, قال الجعبري: وجه بضنين أنه رسم برأس معوجة وهو غير طرف فاحتمل القراءتين, وفي مصحف ابن مسعود بالظاء.   1 أي: "بضَنِن". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 574 سورة الانفطار : مكية1 وآيها تسع عشرة. مشبه الفاصلة: موضع فسواك. القراءات اختلف في "فعدلك" [الآية: 7] فعاصم وحمزة والكسائي وخلف بتخفيف الدال, وافقهم الحسن والأعمش، والباقون بتشديدها2 أي: سوى خلقك وعدله وجعلك متناسب الأطراف وقراءة التخفيف تحتمل هذا أي: عدل بعض أعضائك ببعض. واختلف في "بَلْ تُكَذِّبُون" [الآية: 9] فأبو جعفر بالياء من تحت3، وافقهم الحسن، والباقون بالتاء من فوق خطابا للكفار, وأدغم لام بل تكذبون حمزة والكسائي وهشام عند الجمهور وصوبه عنه في النشر، وأمال "أدراك" أبو عمرو وابن ذكوان وأبو بكر بخلفهما وحمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه. واختلف في "يَوْمَ لا تَمْلِكُ" [الآية: 19] فابن كثير وأبو عمرو ويعقوب برفع الميم خبر مبتدأ مضمر أي: هو يوم، وافقهم ابن محيصن واليزيدي، والباقون بالنصب على الظرف حركة إعراب عند البصريين, ويجوز عند الكوفيين أن تكون حركة بناء وعلى التقدير في موضع رفع خبرا لمحذوف أي: الجزاء يوم لا تملك أو في موضع نصب على الظرف أي: يدانون يوم لا تملك أو مفعول به أي: أذكر, ويجوز على رأي من بنى أن يكون في موضع رفع خبرا لمحذوف أي: هو يوم.   1 انظر الإتقان للإمام السيوطي: "2/ 1282". [أ] . 2 أي: "فَعَدَّلك". [أ] . 3 أي: "يُكَذِّبون". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 575 سورة المطففين : مكية1 وقيل مدنية قيل إلا من إن الذين أجرموا إلى آخرها فمكي, وآيها ست وثلاثون. القراءات: عن الحسن "إذا يتلى" بمد الهمز على الاستفهام الإنكاري, وتتلى بالياء من تحت ومر آخر السابقة حكم إمالة "إدراك" معا، وأمال "بل ران" شعبة وحمزة والكسائي وخلف وفتحه الباقون "وسكت" حفص على لام بل سكتة لطيفة بلا تنفس وصلا ويبتدئ ران ومن لازمه إظهار اللام المتفق على إدغامها إلا ما حكاه في الأصل عن المبهج عن قالون من إظهار اللام عند الراء نحو: بل رفعه وهو غير مقروء به, والران الصدأ, وقال الحسن: الذنب على الذنب حتى يموت عليه, وقال السدي: حتى يسود القلب أعاذنا الله منه بمنه وكرمه, ومر حكم إمالة "كتاب الأبرار" في أول المكرر بآخر آل عمران مع الأبرار2. واختلف في "تُعْرَف" [الآية: 24] فأبو جعفر ويعقوب بضم التاء وفتح الراء مبنيا للمفعول و"نضرة" بالرفع نائب الفاعل، والباقون بفتح التاء وكسر الراء3 مبنيا للفاعل "نضرة" بالنصب مفعوله أي: تعرف يا محمد أو كل من صح منه المعرفة. واختلف في "خِتامه" [الآية: 26] فالكسائي "خاتمه" بفتح الخاء وألف بعدها ثم تاء مفتوحة جعله اسما لما يختم به الكأس على معنى عاقبته وآخره مسك، والباقون بكسر الخاء وبعدها تاء وبعدها ألف بوزن فعال على معنى الختام الذي هو الطين الذي يختم به الشيء جعل بدله المسك, وقيل خلطه وقيل مقطع شربه توجد فيه رائحة المسك، وقرأ "فكهين" بغير ألف حفص وأبو جعفر, واختلف عن ابن عامر من روايتيه فرواه أبو العلاء الهمداني عن الداجوني عن هشام كذلك, وكذا رواه الرملي عن الصوري والشذائي عن ابن الأخرم عن الأخفش كلاهما عن ابن ذكوان, ورواه بالألف كالباقين الحلواني, وباقي أصحاب الداجوني عن هشام, وكذا رواه المطوعي عن الصوري والأخفش كلاهما عن ابن ذكوان، وأدغم لام "هل ثوب" حمزة الكسائي وهشام في المشهور عنه. المرسوم ختمه بحذف الألف فيما رواه نافع, وكتبوا كالوهم أو وزنوهم بواو ولا ألف بعدها فيهما فهم مفعول به على الصواب.   1 انظر الإتقان للإمام السيوطي: "1/ 25"، "2/ 1282". [أ] . 2 انظر ص: "218". [أ] . 3 أي: "تَعْرِف". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 576 سورة الانشقاق : مكية وآيها عشرون وثلاث بصري ودمشقي وأربع حمصي وخمس حجازي وكوفي "خلافها" كادح كدحا حمصي فملاقيه غيره بيمينه حجازي وكوفي ومثلها وراء ظهره. القراءات: واختلف في "وَيَصْلَى سَعِيرًا" [الآية: 12] فنافع وابن كثير وابن عامر والكسائي بضم الياء وفتح الصاد وتشديد اللام1 مضارع صلى مبنيا للمفعول معدى بالتضعيف إلى مفعولين الأول الضمير النائب والثاني سعيرا، وافقهم ابن محيصن والحسن، والباقون بفتح الياء وسكون الصاد وتخفيف اللام من صلى مخففا مبنيا للفاعل معدى لواحد وهو سعيرا، وأمالها حمزة والكسائي وخلف، وقللها الأزرق بخلفه, وإذا قلل رقق اللام حتما لما مر أن التغليظ والإمالة ضدان، وأمال بلى أبو بكر بخلفه وحمزة والكسائي وخلف بالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو بكماله على ما مر وقصره في الطيبة على الدوري. واختلف في "لَتَرْكَبُنّ" [الآية: 19] فابن كثير وحمزة والكسائي وخلف بفتح الباء2 على خطاب الواحد روى فيه خطاب الإنسان المتقدم الذكر أي: لتركبن هولا بعد هول، وافقهم ابن محيصن والأعمش، والباقون بضمها على خطاب الجمع روعي فيها معنى الإنسان إذ المراد به الجنس وضمة الباء تدل على واو الجمع, وأبدل أبو جعفر همزة "قرى" ياء مفتوحة وإدخال الأصبهاني معه في ذلك الواقع في الأصل هنا سهو أو سبق قلم ونقل "القرآن" ابن كثير.   1 أي: "ويُصَلَّي". [أ] . 2 أي: "لترْكَبَنّ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 577 سورة البروج : مكية1 وآيها اثنان وعشرون. القراءات: عن الحسن "قُتِّل" [الآية: 4] بالتشديد وعنه "الْوُقُود" [الآية: 5] بضم الواو. واختلف في دال "الْمَجِيد" [الآية: 15] فحمزة والكسائي وخلف بخفضها نعتا إما للعرش وإما لربك في إن بطش ربك, وافقهم الحسن والأعمش, والباقون برفعها خبر بعد خبر أو نعت لذو, وأمال "أتيك" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه. واختلف في "مَحْفُوظ" [الآية: 22] فنافع بالرفع نعتا لقرآن قال الله تعالى: وإنا له لحافظون, والباقون بالكسر نعتا للوح.   1 انظر الإتقان للإمام السيوطي:"2/ 1284". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 578 سورة الطارق : مكية وآيها ست عشرة مدني أول وسبع عشرة في الباقي خلافها آية يكيدون كيدا تركها مدني أول. القراءات: أمال "أدريك" ابو عمرو وابن ذكوان وأبو بكر بخلفه وحمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق. وقرأ "لَمَّا" [الآية: 4] بتشديد الميم ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر وذكر بهود وهي بمعنى إلا لغة مشهورة في هذيل تقول العرب أقسمت عليك لما فعلت كذا أي: إلا فعلت فإن نافية أي: ما كل نفس إلا عليها حافظ, وأمال "الكافرين" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه, والدوري عن الكسائي ورويس, وقلله الأزرق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 579 سورة الأعلى : مكية1 وقيل مدنية وآيها تسع عشرة. القراءات أمال رءوس آيها غير الرائي حمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق وأبو عمرو بخلفه ومنها "فصلى" وحيث قللها الأزرق وجها واحدا يرقق لامها كذلك لما مر أن التغليظ والإمالة ضدان, وأما الرائي وهو ثلاثة "لليسرى" "الذكرى" و"الكبرى" فأماله أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف والصوري عن ابن ذكوان وأهله في الأصل هنا وفي مواضع كثيرة مرت تركنا التنبيه عليها خوف الإطالة, وقلله الأزرق. واختلف في "قَدَّر" [الآية: 3] فالكسائي وحده بتخفيف الدال2 من القدرة, والباقون بتشديدها من القدر أو من التقدير والموازنة بين الأشياء قال الزمخشري: قدر لكل حيوان ما يصلحه وعرفه وجه الانتفاع به. واختلف في "بَلْ تُؤْثِرُون" [الآية: 16] فأبو عمرو بالياء من تحت, وافقه اليزيدي, والباقون بالخطاب, وأدغم لام بل في التاء حمزة والكسائي وهشام فيما عليه الجمهور, واتفقوا على الياء في إبراهيم هنا, وما انفرد به ابن مهران من إجراء الخلاف فيه لابن عامر وهم منه كما نص عليه في النشر.   1 انظر الإتقان للإمام السيوطي: "2/ 1284". [أ] . 2 أي: "قَدَرَ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 580 سورة الغاشية : مكية وآيها ست وعشرون مشبه غير الفاصلة ضريع جوع. القراءات: أمال "أتاك" و"تصلى" و"تسقى" و"تولى" حمزة والكسائي وخلف, وقللها الأزرق بخلفه, وأمال هاء التأنيث وما قبلها في "الغاشية" و"عاملة" و"ناصبة" و"حامية" و"آنية" و"ناعمة" و"راضيه" و"عالية" و"لاغية" و"جارية" و"مصفوفة" و"مبثوثة" في الوقف الكسائي وحمزة بخلفه, وأما خاشعة ومرفوعة وموضوعة [الآية: 13، 14] فالمختار فيها الفتح لهما وذهب بعضهم إلى الإمالة فيها عنهما, ولم يستثن سوى الألف نحو: الصلاة وهما في الطيبة لهما كالشاطبية للكسائي وعن ابن محيصن واليزيدي عاملة ناصبة بنصبهما على الحال. واختلف في "تَصْلَى نَارًا" [الآية: 4] فأبو عمرو وأبو بكر ويعقوب بضم التاء1 مبنيا للمفعول من أصلاه الله تعالى, وافقهم الحسن واليزيدي, والباقون بفتحها مبنيا للفاعل والضمير عليها للوجوه, وأمال همز "آنية" هشام من طريق الحلواني وفتحها عنها الداجوني كالباقين. واختلف في {لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً} [الآية: 11] فنافع بالتاء من فوق مضمومة2 بالبناء للمفعول "لاغِيَة" بالرفع على النيابة أي: كلمة لاغية أو لغو فيكون مصدرا كالعاقبة, وافقه ابن محيصن بخلفه, وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ورويس بياء من تحت مضمومة3 بالبناء للمفعول أيضا "لاغِيَة" بالرفع على ما تقدم, وافقهم ابن محيصن في ثانيه والحسن واليزيدي والتذكير تابع لإسناده إلى مجازى التأنيث, والباقون بفتح التاء من فوق ونصب "لاغِيَة" على المفعولية. وقرأ "بِمُصَيْطِر" [الآية: 22] بالسين على الأصل هشام4, واختلف عن قنبل وابن   1 أي: "تُصَلّي". [أ] . 2 أي: "لا تُسْمع". [أ] . 3 أي: "لا يُسْمَع". [أ] . 4 أي: "بمسيطر". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 581 ذكوان وحفص, وتقدم في الطور طريق الخلاف مفصلة مبينة, وقرأ بالإشمام حمزة بخلفه عن خلاد كما بين ثمة, والباقون بالصاد. واختلف في "إِيَابَهُم" [الآية: 25] فأبو جعفر بتشديد الياء1 قيل مصدر أيب على وزن فيعل كبيطر يبيطر فاجتمعت الياء والواو وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء, وأدغمت الياء المزيدة فيها, وإياب على وزن فيعال وقيل غير ذلك, والباقون بالتخفيف مصدر آب يؤوب إيابا رجع كقام يقوم قياما   1 أي: "إيَّابهم". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 582 سورة الفجر : مكية وقيل مدنية وآيها عشرون وتسع بصري وثلاثون شامي وكوفي وآيتان حجازي "خلافها" خمس ونعمه حجازي وحمصي, ومثلها رزقه حجازي أكرمن غير حمصي بجهنم حجازي وشامي في عبادي كوفي. مشبه الفاصلة موضع: عذاب. القراءات: أثبت الياء بعد الراء وصلا في "يسر" نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين ابن كثير ويعقوب وإثباتها هو الأصل؛ لأنها لام فعل مضارع مرفوع وحذفها الباقون موافقة لخط المصحف الكريم ورءوس الآي, ومن فرق بين حالتي الوقف والوصل؛ فلأن الوقف محل استراحة, وتقدم آخر باب القراءات عن النشر أن الوقف على يسر بالترقيق أولى عند من حذف الياء, وأن الوقف على والفجر بالتفخيم أولى, وتقدم توجيه ذلك ثمة, وأن الصحيح تفخيم نحو: الفجر للكل ومقابلة الواهي يعتبر عروض الوقف. واختلف في "وَالْوَتْر" [الآية: 3] فحمزة والكسائي وخلف بكسر الواو، وافقهم الحسن والأعمش، والباقون بفتحها لغتان الفتح لقريش والكسر لتميم، وعن الحسن "وبعاد" بفتح الدال غير مصروف بمعنى القبيلة, وأثبت الياء في "بالواد" وصلا ورش وفي الحالين ابن كثير ويعقوب لكن اختلف عن قنبل في الوقف والإثبات له فيه طريق التيسير إذ هو من قراءة الداني على فارس, وعنه أسند رواية قنبل فيه وفي النشر كلا الوجهين صحيح عن قنبل في الوقف نصا وأداء، والباقون بالحذف فيهما. وأمال "ابتليه" معا حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وفتح ياء الإضافة من "ربي" معا نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر, وأثبت الياء في "أكرمن" وصلا نافع وأبو جعفر وفي الحالين فيهما البزي ويعقوب, واختلف فيهما عن أبي عمرو وصلا والذي عليه الجمهور التخيير, والآخرون بالحذف وعليه عول الداني والشاطبي قال في النشر: والوجهان صحيحان مشهوران عن أبي عمرو والتخيير أكثر والحذف أشهر. واختلف في "فَقَدَر" [الآية: 16] فابن عامر وأبو جعفر بتشديد الدال، والباقون بتخفيفها1 لغتان بمعنى التضييق.   1 أي: "فَقَدَرَ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 583 واختلف في "تكرمون، وتحضون، وتأكلون، وتحبون" [الآية: 17] فأبو عمرو ويعقوب سوى الزبيري عن روح بالياء من تحت في الأربعة حملا على معنى الإنسان المتقدم، وافقهما اليزيدي، والباقون بالخطاب للإنسان المراد به الجنس التفاتا ومعهم الزبيري عن روح، وافقهم الحسن وابن محيصن بخلفه, وأثبت الألف بعد الحاء في "تحضون" مع فتحها والمد للساكنين1 عاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف, والأصل تتحاضون بتائين حذفت إحداهما تخفيفا، وافقهم الأعمش وابن محيصن في وجه له وعنه ضم التاء مع الألف والحث الحض والإغراء وأشم الجيم من "جيء" هشام والكسائي ورويس، وأمال "وأني" حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق والدوري عن أبي عمرو بخلفهما. واختلف في "يعَذِّب" و"يُوْثِق" [الآية: 25، 26] فالكسائي ويعقوب بفتح الذال والمثلثة مبنيين للمفعول والنائب أحد، وافقهما الحسن، والباقون بكسرهما مبنيين للفاعل والهاء لله تعالى أي: لا يتولى عذابه ووثاقه سواه إذ الأمر كله له أو للإنسان أي: لا يعذب أحد من الزبانية مثل ما يعذبونه. المرسوم وجيء يومئذ بزيادة ألف بين الجيم والياء كما في مصحف الأندلسيين معولين على المدني العام في عبدي بحذف الألف فيما رواه نافع, وكتبوه بالياء، وعن ابن عباس وسعد بن أبي وقاص عبدي بالتوحيد. ياءات الإضافة ثنتان" "ربي أكرمن، ربي أهانن" [الآية: 15، 16] والزوائد أربع: "يسر، بالواد، أكرمن، أهانن" [الآية: 4، 9، 15، 16] .   1 أي: "تحاضُّون". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 584 سورة البلد : مكية وقيل مدنية وآيها عشرون. القراءات اختلف في "لِبَدًا" [الآية: 6] فأبو جعفر بتشديد الباء مفتوحة، وعن الحسن ضمها مخففة، والباقون بفتحها مخففه، وقرأ "أيحسب" معا بفتح السين ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر. وقرأ "أَنْ لَمْ يَرَه" [الآية: 7] بسكون الهاء هشام من طريق الداجوني، وقرأ ابن وردان ويعقوب بخلفهما بقصر الهاء وبالإشباع الباقون "وبه" قرأ هشام من طريق الحلواني وابن وردان ويعقوب في الوجه الثاني، وأمال "أدراك" أبو عمرو وابن ذكوان وأبو بكر بخلفهما وحمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق. واختلف في "فَكُّ رَقَبَةٍ، أَوْ إِطْعَام" [الآية: 13، 14] فابن كثير وأبو عمرو والكسائي "فَكّ" بفتح الكاف فعلا ماضيا "رقبة" بالنصب مفعوله و"أطعم" بفتح الهمزة والميم فعلا ماضيا أيضا والفعل بدل من قوله: اقتحم, فهو تفسير وبيان له, كأنه قيل فلا فك إلخ، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن، والباقون برفع الكاف اسما "رقبة" بالجر مضافا إليه أو "إطعام" بكسر الهمزة وألف بعد العين ورفع الميم منونة وفك خبر محذوف أي: هو فك رقبة أو إطعام على معنى الإباحة, وفي الكلام حذف مضاف أي: وما أدراك ما اقتحام العقبة, العقبة عنق رقبة أو إطعام يتيم ذي قرابة ومسكين ذي فقر في يوم ذي مجاعة، وعن الحسن "ذا مسغبة" بالألف مفعولا1 أي: إنسانا ذا مسغبة ويتيما بدل منه, والجمهور ذي بالياء نعت ليوم مجازا, ويوقف لحمزة على "المشئمة" بالنقل فقط وبين بين ضعيف. وقرأ "مُؤْصَدَة" [الآية: 20] بالهمز أبو عمرو وحفص وحمزة ويعقوب وخلف من آصدت الماء أغلقته فهو مؤصد، وافقهم اليزيدي والحسن والأعمش، والباقون بالإبدال واوا2 كحمزة وقفا من أوصد يوصد ومر أنها لا تبدل لأبي عمرو على وجه إبدال الهمزة الساكن. المرسوم اتفقوا على قطع أن لن يقدر وعلى قطع أن لم.   1 أي: "مُساغَبَة". [أ] . 2 أي: "مُوْصَدَة". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 585 سورة الشمس : مكية1 وآيها خمس عشرة في غير مدني أول قيل ومكي وست عشرة فيهما خلافها ثنتان فعقروها مدني أول وحمصي فسواها غيره. القراءات: أمال رءوس الآي سوى تلاها وطحاها حمزة والكسائي وخلف, أما "تلاها" و"طحاها" فأمالهما الكسائي وحده, وقلل الجميع الأزرق وأبو عمرو بخلفهما معا كما مر إيضاحه في محله, فاقتصار الأصل هنا على التقليل للأزرق مع اتصاله بهاء المؤنث لعله سهو قلم, وأما "عقروها" فلا تمال بحال, وعن الحسن بطغواها بضم الطاء مصدر كالرجعى والحسنى, وأدغم تاء "كذبت ثمود" أبو عمرو وهشام وابن ذكوان من طريق الأخفش وحمزة والكسائي. واختلف في "وَلا يَخَاف" [الآية: 15] فنافع وابن عامر وأبو جعفر بالفاء2 للمساواة بينه وبين ما قبله من قوله: فقال لهم فكذبوه, والباقون بالواو ما للحال أو لاستئناف الإخبار. المرسوم ولا يخاف بالفاء في المدني والشامي وبالواو في المكي والعراقي, واتفقوا على كتابة تليها وطحيها بالياء.   1 انظر الإتقان للإمام السيوطي: "1/ 25"، "2/ 1285". [أ] . 2 أي: "فلا .... ". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 586 سورة الليل : مكية وقيل مدنية وآيها إحدى وعشرون. مشبه الفاصلة: أعطى. القراءات: أمال فواصلها اليائية وهي تسع عشرة حمزة والكسائي وخلف، وقللها الأزرق, وأما أبو عمرو فله الفتح والتقليل، وأمال "الأشقى" و"الأتقى" وقفا لكونهما من الفواصل، وأمال "لليسرى" و"العسرى" أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري، وقللهما الأزرق "وأما من أعطى" فليس برأس آية، وأماله حمزة والكسائي وخلف، وقلله الأزرق بخلفه ومثلها "يصليها" ومر عن الأزرق أنه حيث قللها رقق اللام حتما وحيث فتحها غلظها كذلك لما مر أن التغليظ والإمالة ضدان. وقرأ "لليسرى، وللعسرى" [الآية: 7 10] بضم السين فيهما أبو جعفر ومر بالبقرة. وقرأ "نَارًا تَلَظَّى" بتشديد التاء1 البزي بخلفه ورويس وهو شائع وإن كان فيه عسر للجمع بين ساكنين لصحة الرواية به, واستعماله عن العرب والقراء فلا يلتفت لطعن الطاعن فيه, وأما ما ذكره الديواني من تحريك النون هنا بالكسر, وعزاه لقراءته على الجعبري فرده في النشر كما مر.   1 أي: "تَّلَظَّى". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 587 سورة الضحى : مكية وآيها إحدى عشرة. القراءات أمال فواصلها الثمانية, ومنها "والضحى" سوى "سجى" حمزة والكسائي وخلف, وقللهما الأزرق وأبو عمرو بخلفه, وأما سجى فأمالها الكسائي وحده, وقللها الأزرق وأبو عمرو بخلفه, وقرأ و"للآخرة" بالنقل ورش كحمزة وقفا في أحد وجهيه, وثانيهما السكت وثلث الأزرق مد الألف بعد اللام لعدم الاعتداد بالعارض وهو النقل مع ترقيق رائها وجها واحدا بخلاف المضمومة في خير لك فله فيها الترقيق وعدمه, غير أن الأصح الترقيق كما مر, وسكت على اللام حمزة وابن ذكوان وحفص ورويس وإدريس عن خلف بخلفهم المتقدم, ويوقف لحمزة على "فآوى وفأغنى" بالتسهيل بين بين وبالتحقيق لكونه متوسطا بزائد. المرسوم اتفقوا على كتابة والضحى وسجى بالياء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 588 سورة الانشراح ... سورة الضحى: مكية وآيها إحدى عشرة. القراءات أمال فواصلها الثمانية, ومنها "والضحى" سوى "سجى" حمزة والكسائي وخلف, وقللهما الأزرق وأبو عمرو بخلفه, وأما سجى فأمالها الكسائي وحده, وقللها الأزرق وأبو عمرو بخلفه, وقرأ و"للآخرة" بالنقل ورش كحمزة وقفا في أحد وجهيه, وثانيهما السكت وثلث الأزرق مد الألف بعد اللام لعدم الاعتداد بالعارض وهو النقل مع ترقيق رائها وجها واحدا بخلاف المضمومة في خير لك فله فيها الترقيق وعدمه, غير أن الأصح الترقيق كما مر, وسكت على اللام حمزة وابن ذكوان وحفص ورويس وإدريس عن خلف بخلفهم المتقدم, ويوقف لحمزة على "فآوى وفأغنى" بالتسهيل بين بين وبالتحقيق لكونه متوسطا بزائد. المرسوم اتفقوا على كتابة والضحى وسجى بالياء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 589 سورة التين : مكية وآيها ثمان يوقف لحمزة على قوله تعالى: "في أحسن", بأربعة أوجه: الأول التحقيق بلا سكت, الثاني مع السكت على حرف المد, والثالث نقل حركة الهمزة ما قبلها بلا إدغام, الرابع النقل مع الإدغام. وأما بين بين فضعيف كما في النشر وهو من المتوسط بغيره المنفصل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 590 سورة العلق : مكية وآيها ثمان عشرة دمشقي وتسع عشرة عراقي وعشرون حجازي خلافها آيتان ينهى تركها شامي لئن لم ينته حجازي. مشبه الفاصلة موضعان: ناصبة, كاذبة, عكسه ناديه, وأبدل همزة "اقْرَأ" معا أبو جعفر وحده كوقف حمزة وهشام بخلفه، وأمال رؤوس آيها التسعة من "ليطغى" إلى "يرى" حمزة والكسائي وخلف، وافقهم في يرى أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري، وقلل الكل الأزرق وجها واحدا, وحينئذ يرقق لام "صلى" كذلك، وافقه أبو عمرو على تقليل غير يرى بخلفه. واختلف في "أَنْ رَآه" [الآية 7] فقنبل من رواية ابن شنبوذ وابن مجاهد وأكثر الرواة عنه بقصر الهمزة بلا ألف1، وافقه ابن محيصن، والباقون بالمد وهو رواية الزينبي عن قنبل وتغليظ ابن مجاهد لقنبل في رواية القصر رده الناس عليه, والذي ارتضاه في النشر أنه إن أخذ عن قنبل بغير طريق ابن مجاهد والزينبي كابن شنبوذ وأبي ربيعة وغيرهما فبالقصر وجها واحدا بلا ريب, وإن أخذ عنه بطريق الزينبي فبالمد كالجماعة وجها واحدا, وإن أخذ بطريق ابن مجاهد فبالوجهين وهما صحيحان عنه في الكافي وتلخيص ابن بليمة وغيرهما, قال: أعني صاحب النشر ولا شك أن القصر أثبت وأصح عنه من طريق الأداء, والمد أقوى من طريق النص والأداء أخذ من طريقيه جمعا بين النص والأداء ومن زعم أن ابن مجاهد لم يأخذ بالقصر فقد أبعد في الغاية, وخالف في الرواية, وقد وجه الحذف بأن بعض العرب يحذف لام مضارع رأى تخفيفا, ومنه قولهم: أصاب الناس جهد ولو تر أهل مكة, بل قيل إنها لغة عامة, وحيث صحت الرواية به وجب قبوله, وتقدم الكلام على إمالة حرفي رآه ومر نظيره في الأنبياء, وهو وإذا رآك لاتصاله بمضمر كما هنا. وقرأ "أرأيت" بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر زاد الأزرق إبدالها ألفا مع المد للساكنين وحذفها الكسائي, وأثبتها محققة الباقون, ويوقف على "سندع" بحذف الواو للكل للرسم, وما في الأصل من القطع ليعقوب بالواو ومن الخلاف لقنبل سبق رده في سورة الشورى عند الكلام على ويمح الله. المرسوم اتفق على كتابة سندع بحذف الواو.   1 أي: "رأه". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 591 سورة القدر : مدنية وقيل مكية وآيها خمس مدني وعراقي وست مكي وشامي خلافها آية ليلة القدر الثالث مكي وشامي, وأمال "أدراك" أبو عمرو وابن ذكوان وأبو بكر بخلفهما وحمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق. وقرأ "شَهْرٍ، تَّنَزَّل" [الآية: 3، 4] بتشديد التاء وصلا البزي بخلفه, ولا يجوز كسر التنوين في شهر بل يجمع بين سكونه وسكون التاء كما تقدم, وفيه عسر. واختلف في "مَطْلَع" [لآية: 5] فالكسائي وخلف عن نفسه بكسر اللام1, وافقهما الأعمش وابن محيصن بخلفه, والباقون بفتحها وهو القياس والكسر سماع, وهما مصدران أو المكسور اسم مكان, وغلظ الأزرق لامها في أصح الوجهين.   1 أي: "مَطْلع". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 592 سورة لم يكن : مدنية وآيها ثمان حجازي وكوفي وتسع بصري وشامي خلافها آية له الدين بصري وشامي. "مشبه الفاصلة" موضعان: المشركين, معا, وأمال "جاءتهم" ابن ذكوان وهشام بخلفه وحمزة وخلف, وعن الحسن "مُخْلِصِين" [الآية: 5] بفتح اللام ونصب الدين حينئذ على إسقاط الجار فيه, وأبدل همز "البرية" معا ياء مع التشديد كلهم إلا نافعا وابن ذكوان ومر في الهمز المفرد1.   1 انظر ص: "75". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 593 سورة الزلزلة : مدنية وآيها ثمان كوفي ومدني أول وتسع في الباقي خلافها أشتاتا تركها كوفي ومدني أول. وقرأ "يَصْدُر" [الآية: 6] بإشمام الصاد والزاي حمزة والكسائي وخلف ورويس, ومر بالنساء. وقرأ "يَرَه" [الآية: 7، 8] معا بإسكان الهاء هشام وابن وردان من طريق النهرواني عن ابن شبيب, وقرأهما بالاختلاس من يعقوب بخلفه, وابن وردان من طريق ابن هارون, والعلاف من ابن شبيب, والباقون بالإشباع, وبه قرأ يعقوب في الوجه الثاني, وابن وردان من باقي طرقه في الوجه الثالث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 594 سورة العاديات : مكية وآيها إحدى عشرة, وأدغم تاء "العاديات" في الضاد وتاء "فَالْمُغِيرَات" [الآية: 3] في الصاد أبو عمرو بخلفه كيعقوب من المصباح, ووافقهما في الثانية مع الخلف خلاد, وأثبت في الأصل هنا الخلاف في الأولى لخلاد كالثانية, وفيه نظر فإنها انفرادة لابن خيرون عن خلاد لا يقرأ بها, ولذا أسقطها من الطيبة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 595 سورة القارعة : مكية وآيها ثمان بصري وشامي وعشر حجازي وإحدى عشرة كوفي, خلافها ثلاث القارعة الأولى كوفي موازينه معا حجازي وكوفي, ومر قريبا إمالة "أدراك". وقرأ "مَاهِيَهْ" [الآية: 10] بحذف الهاء وصلا وإثباتها وقفا حمزة ويعقوب, والباقون بإثباتها في الحالين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 596 سورة التكاثر : مكية, وقال البخاري: مدنية وآيها ثمان, وأمال "ألهاكم" حمزة والكسائي وخلف, وقلله الأزرق بخلفه. واختلف في "لَتَرَوُنَّ الْجَحِيم" [الآية: 6] فابن عامر والكسائي بضم التاء مبنيا للمفعول مضارع أرى معدى رأى البصرية بالهمز لاثنين رفع الأول على النيابة وبقي الثاني وهو الجحيم منصوبا, وأصله لترأيون كتكرمون نقلت حركة الهمزة إلى الراء فانقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها, ثم حذفت للساكنين ودخلت النون الثقيلة وحذفت نون الرفع وحركت الواو للساكنين, ولم تحذف؛ لأنها علامة جمع وقبلها فتحة ولو كانت ضمة لحذفت نحو: ولا يصدنك عن آيات الله, وعن الحسن "لترؤن ثم لترؤنها" بهمزة الواوين استثقل الضمة على الواو فهمز كما همز أقتت, والباقون بفتح التاء مبنيا للفاعل مضارع رأى, وخرج بالقيد ثم لترونها المتفق على فتح تائه؛ لأن المعنى فيه أنهم يرونها أولا ثم يرونها بأنفسهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 597 سورة العصر : مكية وآيها ثلاثة "خلافها" ثنتان والعصر تركها مدني أخير وعد بالحق. مشبه الفاصلة: الصالحات نقل ورش من طريقيه حركة همزة "الْإِنْسَان" [الآية: 2] كحمزة وقفا وسكت على اللام حمزة وابن ذكوان وحفص وإدريس بخلفهم, وكذا "خسر إلا". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 598 سورة الهمزة : مكية وآيها تسع, مشبه الفاصلة موضع: "هُمَزَة". واختلف في "جَمَعَ" [الآية: 4] فابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر وروح وخلف بتشديد الميم1 على المبالغة, وافقهم الأعمش, والباقون بتخفيفها, وعن الحسن "وعَدَّدَه" بتخفيف الدال الأولى2 أي: وجمع عدد ذلك المال وفتح سين "يحَسِب" ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر عن ابن محيصن والحسن "لينبذان" بألف وكسر النون على التثنية أي: هو وماله, ومر إمالة "أدراك" قريبا. وقرأ "مُؤْصَدَة" [الآية: 8] بالهمز أبو عمرو وحفص وحمزة ويعقوب وخلف, والباقون بالواو3 كوقف حمزة وسبق في سورة البلد. واختلف في "عُمُدٍ" [الآية: 9] فأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف بضم العين والميم جمع عمود كرسول ورسل أو عماد ككتاب وكتب, وافقهم الحسن والأعمش, والباقون بفتحتين فقيل اسم جمع كعمود, وقيل بل هو جمع له.   1 أي: "جَمَّع". [أ] . 2 أي: "عَدَدَه .... ". [أ] . 3 أي: "مُؤصَدة". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 599 سورة الفيل : مكية وآيها خمس, وتقدم ضم الهاء في "عليهم" لحمزة ويعقوب وفي "ترميهم" ليعقوب كإبدال همزة "مأكول" لورش من طريقيه وأبي عمرو بخلفه وأبي جعفر ولحمزة وفقا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 600 سورة قريش : قال الجمهور: مكية وقيل مدنية, وآيها أربع عراقي ودمشقي وخمس حجازي وحمصي خلافها من جوع حجازي وحمصي. واختلف في "لِإِيلف" [الآية: 1] فابن عامر بالهمزة من غير ياء بوزن لعلاف1 مصدر ألف ثلاثيا ككتب كتابا, قال: ألف الرجل ألفا والإفا, وقرأ أبو جعفر بياء ساكنة بلا همز2, وذلك أنه لما أبدل الثانية ياء حذف الأولى على غير قياس, والباقون بهمزة مكسورة بعدها ياء ساكنة3 مصدر آلف رباعيا على وزن أكرم. واختلف في "إِيلافِهْم" [الآية: 2] فأبو جعفر بهمزة مكسورة بلا ياء كقراءة ابن عامر في الأولى4 فهو ألف ثلاثيا, والباقون بالهمزة وياء ساكنة بعدها5 فكلهم على إثبات الياء في الثاني غير أبي جعفر. المرسوم أجمع المصاحف على إثبات الياء في ليلف وحذفها في الفهم وحذف الألف قبل الفاء فيهما.   1 أي: "لِئِلاف". [أ] . 2 أي: "لِيِلاف". [أ] . 3 أي: "لإيلاف". [أ] . 4 أي: في التعليق "2" أعلاه. [أ] . 5 أي: "إيلافِهِم". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 601 سورة أرأيت : مكية وآيها ست حجازي ودمشقي وسبع عراقي وحمصي خلافها آية يراءون عراقي وحمصي. وقرأ "أرأيت" بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر, زاد الأزرق إبدالها ألفا مع المد للساكنين وحذفها الكسائي, ووقف حمزة بالتسهيل بين بين فقط, "وغلظ" الأزرق لام "صلاتهم" ويوقف لحمزة على "يراؤن" بالتسهيل كالواو مع المد والقصر والرسم متحد حيث لم تصور فلا يوقف بالواو. المرسوم "أرأيت" بحذف الألف بعد الراء في بعض المصاحف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 602 سورة الكوثر : مدنية وقيل مكية وآيها ثلاث, وقرأ "شانِيَك" [الآية: 3] بإبدال الهمزة ياء مفتوحة أبو جعفر كوقف حمزة1.   1 الباقون: "شانئك". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 603 سورة الكافرون : مكية وقيل مدنية, وآيها ست, مر للأزرق ترقيق الراء المضمومة في نحو: "الكافرون" في أصح الوجهين, وأمال "عابدون" و"عابد" كل ما فيها هشام من طريق الحلواني وفتحه من طريق الداجوني كالباقين, وفتح ياء الإضافة من "ولي دين" نافع والبزي بخلفه وهشام وحفص والوجهان للبزي في الشاطبية وغيرها وصححهما في النشر, لكن قال: إن الإسكان أكثر وأشهر, وأثبت الياء من دين يعقوب في الحالين, وافقه الحسن وصلا ففيها ياء إضافة وزائدة "وَلِيَ دِينِ" [الآية: 6] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 604 سورة النصر : مدنية وعن أبي عمرو في أوسط أيام التشريق بمنى في حجة الوداع وآيها ثلاث, فواصلها: الفتح أفواجا توابا. أمال "جاء" هشام بخلفه وابن ذكوان وحمزة وخلف, ويوقف لحمزة على نحو: "أفواجا" بالتحقيق وبإبدالها ياء مفتوحة؛ لأنه متوسط بغيره المنفصل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 605 سورة تبت : مكية1 وآيها خمس. واختلف في "لَهَب" [الآية: 1] الأول فابن كثير بإسكان الهاء, وافقه ابن محيصن, والباقون بفتحها لغتان: كالنهر والنهر, والفتح أكثر استعمالا, وخرج بالأول الثاني المتفق على الفتح, وأمال "مَا أَغْنَى" و"سَيَصْلَى" [الآية: 3] حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وحيث فتح سيصلى غلظ لامها, وحيث قلل رققها حتما فيهما لما مر أن التغليظ والإمالة ضدان. واختلف في "حَمَّالَة" [الآية: 4] فعاصم بالنصب على الذم, وقيل على الحال من وامرأته؛ لأنها فاعل لعطفها عليه وحمالة حينئذ نكرة حيث أريد بها الاستقبال أي: حالها في النار كذلك, وافقه ابن محيصن, والباقون بالرفع خبر محذوف أو خبر امرأته وفي جيدها خبر ثان ومن جعله صفة لامرأته قدر المضي فيه؛ لأنه قد وقع على الحقيقة فتتعرف حينئذ بالإضافة وجعلها بعضم بدل كل منها.   1 انظر الإتقان للإمام السيوطي: "1/ 25". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 606 سورة الإخلاص : مكية في قول الحسن ومجاهد وقتادة مدنية في قول ابن عباس وغيره, وآيها أربع عراقي ومدني وخمس مكي وشامي "خلافها" آية لم يلد مكي وشامي, وقرأ "كُفُوًا" [الآية: 4] بإبدال الهمزة واوا في الحالين حفص, والباقون بالهمز وأسكن الفاء حمزة ويعقوب وخلف1 وضمها الباقون2 لغتان, ويوقف عليه لحمزة بالنقل على القياس المطرد وبالإبدال واوا مفتوحة مع إسكان الفاء على الرسم, والوجهان صحيحان, وحكي ثالث بين بين وهو ضعيف, ورابع ضم الفاء مع إبدال الهمزة واوا كقراءة حفص والعمل على خلافه كما في النشر نقلا عن الداني.   1 أي: "كُفْؤا". [أ] . 2 أي: "كُفُؤا". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 607 سورة الفلق : مكية وقيل مدنية, قيل وهو الصحيح وآيها خمس. واختلف في "النَّفَّاثَاتِ" [الآية: 4] فرويس من طريق النخاس بالمعجمة والجوهري كلاهما عن التمار عنه "النافثات" بألف بعد النون وكسر الفاء مخففة بلا ألف بعدها, وهي قراءة عاصم عن الجحدري وغيره, ورويت عن الكسائي وقطع بها لرويس في المبهج والتذكرة, وانفرد أبو الكرم في مصباحه عن روح بضم النون وتخفيف الفاء1 نفاثة وهو ما تنفثه من فيك, وعن الحسن بضم النون وتشديد الفاء وفتحها وألف بعدها بلا ألف بعد النون2 كالتفاحات, والباقون كذلك لكن بفتح النون3 جمع نفاثة وهي رواية ما في أصحاب التمار عنه عن رويس, والرسم محتمل للقراءات الأربع لحذف الألفين في جميع المصاحف, والكل مأخوذ عن النفث, وهو شبه النفخ يكون في الرقية ولا ريق معه فإن كان معه ريق فهو الثفل.   1 أي: "النُّفَاثات". [أ] . 2 أي: "النُّفَّاثات". [أ] . 3 أي: "النَّفَّاثات". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 608 سورة الناس : مكية1 وقيل مدنية وآيها ست مدني وعراقي وسبع مكي وشامي, وخلافها آية الوسواس مكي وشامي, وأمال "الناس" الخمس محضة الدوري عن أبي عمرو من طريق أبي الزعراء عنه وهو الذي في التيسير, وبه كان يأخذ الشاطبي عنه وجها واحدا, وروى فتحه عنه سائر أهل الأداء, قال في النشر: والوجهان صحيحان عندنا من رواية الدوري, وافقه اليزيدي, والباقون بالفتح والله تعالى أعلم.   1 انظر الإتقان للإمام السيوطي: "1/ 25"، "2/ 1288". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 609 باب التكبير : الأكثرون على ذكره هنا وهو الأنسب كما ذكره صاحب النشر1 لتعلقه بالختم، والدعاء وغير ذلك, وذكره بعضهم كالهذلي وصاحب الأصل مع البسملة, وبعضهم عند سورة الضحى كابن شريح, وسبب التكبير ما رواه الحافظ أبو العلاء بإسناده عن البزي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- انقطع عنه الوحي فقال المشركون: قلى محمدا ربه فنزلت سورة والضحى, فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: "الله أكبر" تصديقا لما كان ينتظر من الوحي, وتكذيبا للكفار, وأمر -صلى الله عليه وسلم- أن يكبر إذا بلغ الضحى مع خاتمة كل سورة حتى يختم تعظيما لله تعالى واستصحابا للشكر وتعظيما لختم القرآن, وهو أعنى التكبير سنة ثابتة لما ذكر, ولقول البزي أيضا عن الشافعي رضي الله عنه: قال لي: إن تركت التكبير فقد تركت سنة من سنن رسول الله -صلى الله عليه وسلم, وقال الإمام أبو الطيب: هو سنة مأثورة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعن الصحابة والتابعين, وهذا عام خارج الصلاة وداخلها كما يأتي النص عليه إن شاء الله تعالى, واعلم أن التكبير صح عن أهل مكة قرائهم وعلمائهم وأئمتهم, ومن روى عنهم صحة استفاضت وذاعت وانتشرت حتى بلغت حد التواتر, قاله الحافظ الشمس ابن الجزري رحمه الله تعالى, قال أبو الطيب ابن غلبون: والتكبير سنة بمكة لا يتركونها ولا يعتبرون رواية البزي وغيره, وقال الأهوازي: والتكبير عند أهل مكة سنة مأثورة يستعملونه في قراءتهم والدرس والصلاة, وقد رواه الحاكم في مستدركه من حديث أبي بن كعب مرفوعا, وقال: حديث صحيح الإسناد, قال الحافظ ابن الجزري: قلت لم يرفع أحد حديث التكبير سوى البزي وسائر الناس ورووه موقوفا عن ابن عباس ومجاهد وغيرهما, وروينا عن الإمام الشافعي رضي الله عنه أنه قال: إن تركت التكبير فقد تركت سنة من سنن نبيك -صلى الله عليه وسلم- وهذا يقتضي تصحيحه كما قاله شيخنا الحافظ ابن كثير وانتهى2. وقد صح عن ابن كثير من روايتي البزي وقنبل وورد عن أبي عمرو من رواية السوسي, وكذا عن أبي جعفر لكن من رواية العمري, وافقه ابن محيصن فأما البزي فلم يختلف عنه وفيه, واختلف عن قنبل فالجمهور من المغاربة على عدم التكبير له, وهو الذي.   1 انظر النشر: "2/ 405". [أ] . 2 جمع هذه الأقوال مأخوذة من كتاب النشر لابن الجزري: "2/ 405 إلى 429". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 610 في التيسير وغيره, وروى التكبير عنه جمهور العراقين وبعض المغاربة, والوجهان في الشاطبية وغيرها, وأما السوسي فقطع له الحافظ أبو العلاء من جميع طرقه وقطع له به في التجريد من طريق ابن حبيش من أول ألم نشرح إلى آخر الناس, وروي عنه سائر الرواة ترك التكبير كالجماعة, وقد أخذ بعضهم بالتكبير لجميع القراء, وهو الذي عليه العمل عند أهل الأمصار في سائر الأقطار, وكان بعضهم يأخذ به في جميع سور القرآن ذكره الحافظ أبو العلاء والهذلي عن الخزاعي, قال الهذلي: وعند الدينوري كذلك يكبر من أول كل سورة لا يختص بالضحى, وغيرها للجمع, وإليه أشار في طيبة1 النشر بقوله: "وروي عن كلهم أول كل يستوي" والحاصل أن الآخذين به لجميع القراء منهم من أخذ به في جميع سور القرآن, ومنهم من أخذ به خاتمة والضحى وهو ما تقدم2، وأما صيغة التكبير فاعلم أنهم اتفقوا على أن لفظه الله أكبر قبل البسملة, والجمهور على تعيين هذا اللفظ بعينه للبزي من غير زيادة ولا نقصان, وقد زاد جماعة قبله التهليل, ولفظه لا إله إلا الله والله أكبر وهي طريق ابن الحباب عنه من جميع طرقه, وطريق هبة الله عن أبي ربيعة وابن فرح أيضا عن البزي، وقد روى النسائي في سننه الكبرى بإسناد صحيح عن الأغر قال: أشهد على أبي هريرة وأبي سعيد أنهما شهدا على النبي -صلى الله عليه وسلم, وأنا أشهد عليهما أنه قال: "إن العبد إذا قال لا إله إلا الله والله أكبر صدقه ربه" , وزاد بعض الآخذين بالتهليل مع التكبير ولله الحمد, وهي طريق عبد الواحد عن ابن الحباب, وطريق ابن فرح عن البزي, وأما قنبل فقطع له جمهور المغاربة بالتكبير فقط, وهو الذي في الشاطبية وتلخيص أبي معشر وزاد التهليل له أكثر المشارقة, وبه قطع العراقيون من طريق ابن مجاهد وقطع ابن فارس له به من طريق ابن مجاهد وابن شنبوذ وغيرهما, قال الداني في جامعه: والوجهان يعني التكبير وحده ومع التهليل عن البزي وقنبل صحيحان جيدان وهو معنى قول الطيبة: والكل للبزي ورووا قنبلا من دون حمد إلا أن أبا الكرم روى عن ابن الصباح عن قنبل وعن أبي ربيعة عن البزي لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد كذا في النشر3. قال في التقريب: ولم يروه -أي: التهليل- أحد فيما نعلم عن السوسي, وقد كان تكبيره آخر قراءة جبرائيل وأول قراءته -صلى الله عليه وسلم- ومن ثمة تشعب الخلاف في محله, فمنهم من قال به من أول ألم نشرح ميلا إلى أنه لأول السورة أو آخر الضحى ميلا إلى أنه لآخر السورة, وفي التيسير وفاقا لأبي الحسن بن غلبون كوالده أبي الطيب أنه من آخر الضحى, وفي المستنير من أول ألم نشرح, وكذا في إرشاد أبي العز وغيره, ومنهم من قال به من أول الضحى كأبي علي البغدادي في روضته. وأما انتهاؤه فمبنى على ما تقدم فمن ذهب إلى   1 وهو في متن الطيبة ص: "118". [أ] . 2 أي: ما يعزوه للنشر: "2/ 405". [أ] . 3 انظر النشر: "2/ 410". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 611 أنه لأول السورة لم يكبر في آخر الناس سواء كان ابتداء التكبير عنده من أول ألم نشرح أو من أول الضحى, ومن جعل الابتداء من آخر الضحى كبر في آخر الناس, وأما قول الشاطبي رحمه الله تعالى: إذا كبروا في آخر الناس مع قوله وبعض له من آخر الليل أي: من أول الضحى المقتضي ظاهرة أن يكون ابتداء التكبير من أول الضحى وانتهاؤه آخر الناس, فيخالف ما تأصل فيتعين حمله على تخصيص التكبير آخر الناس بمن قال به من آخر الضحى, كما هو مذهب صاحب التيسير وغيره, ويكون معنى قوله: إذا كبروا في آخر الناس أي: إذا كبر من يقول بالتكبير في آخر الناس, يعني الذين قالوا به من آخر الضحى, ويأتي على ما تقدم من كون التكبير لأول السورة أو آخرها حال وصل السورة بالسورة ثمانية أوجه: اثنان منها على تقدير أن يكون التكبير لآخر السورة, واثنان على تقدير أن يكون لأولها ثلاثة محتملة على التقديرين, والثامن ممتنع وفاقا وهو وصل التكبير بآخر السورة والبسملة مع القطع عليها لما مر في باب البسملة, فأما الوجهان المبنيان على تقدير كونه لآخر السورة فأولهما وصل التكبير بآخر السورة والقطع عليه ووصل البسملة بأول السورة, نص عليه في التيسير وغيره وهو ظاهر كلام الشاطبي, ثانيهما وصل التكبير بآخر السورة والوقف عليه والوقف على البسملة نص عليه أبو معشر1 والفاسي2 والجعبري3 وغيرهم. وأما الوجهان المبنيان على تقدير كون التكبير لأول السورة فأولهما قطع التكبير عن آخر السورة, ووصله بالبسملة, ووصلها بأول السورة نص عليه ابن سوار وغيره, ولم يذكر في الكفاية سواه, وثانيهما قطعه عن آخر السورة ووصله بالبسملة مع القطع عليها والابتداء بأول السورة, وهو ظاهر كلام الشاطبية, ونص عليه الفاسي في شرحه وابن مؤمن ومنعه الجعبري. قال في النشر4 ولا وجه لمنعه إلا على تقدير أن يكون التكبير لآخر السورة, وإلا فعلى أن يكون لأولها لا يظهر لمنعه وجه إذا غايته أن يكون كالاستعاذة, ولا شك في جواز وصلها بالبسملة وقطع البسملة عن القراء كما مر. وأما الثلاثة المحتملة فأولها وصل التكبير بآخر السورة وبالبسملة وبأول السورة, نص عليه الداني وصاحب الهداية, واختاره الشاطبي, ثانيها قطعه عن آخر السورة وعن البسملة ووصل البسملة بأول السورة نص عليه أبو معشر وابن مؤمن, ويظهر من كلام الشاطبي   1 أي: الطبري في كتابه التلخيص. النشر: "1/ 77". [أ] . 2 أي: الفاسي في كتابه شرح الشاطبية. النشر: "1/ 64". [أ] . 3 أي: الجعبري في كتابه شرح الشاطبية. النشر: "1/ 64". [أ] . 4 انظر: "2/ 429". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 612 ونص عليه الفاسي والجعبري وغيرهما, ثالثها القطع عن آخر السورة وعن البسملة وقطع البسملة عن أول السورة نص عليه ابن مؤمن والفاسي والجعبري, وهو ظاهر من كلام الشاطبي ومنعه مكي, ولا وجه لمنعه على كلا التقديرين كما في النشر, والمراد بالقطع هنا الوقف المعروف لا القطع الذي هو الإعراض ولا السكت الذي هو دون تنفس, وهذا هو الصواب كما نبه عليه في النشر متعقبا للجعبري في القطع السكت المعروف بأنه شيء انفرد به لم يوافقه أحد عليه, فإن وقع آخر السورة ساكن أو منون كسر للساكنين نحو: فارغب الله أكبر لخبر الله أكبر ثوابا الله أكبر مسد الله كبر, وإن كان محركا ترك على حاله وحذفت همزة الوصل لملاقاته نحو: الأبتر الله أكبر, وتحذف صلة الضمير من نحو: ربه الله أكبر, وإذا وصلته بالتهليل أبقيته على حاله "وإن كان منونا أدغم في اللام نحو: حامية لا إله إلا الله" ويجوز المد للتعظيم عند من أخذ به لأصحاب القصر كما مر, بل كان بعض المحققين يأخذون به هنا مطلقا, ويقولون المراد به هنا الذكر فنأخذ بما نختار, وهو المد للتعظيم مبالغة في النفي ذكره في النشر. وليعلم أن التهليل مع التكبير مع الحمد عند من رواه حكمه حكم التكبير, لا يفصل بعضها من بعض بل يوصل جملة واحدة هكذا لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد, فلا يتأتى فيه إلا الأوجه السبعة المتقدمة بين السورتين, ولا يجوز الحمدلة مع التكبير إلا أن يكون التهليل معه, قال الشمس ابن الجزري1: ولا أعلمني قرأت بالحمدلة سوى الأوجه الخمسة, مع تقدير كون التكبير لأول السورة, ويمتنع وجه الحمدلة من أول الضحى؛ لأن صاحبه لم يذكره فيه, ولا يجوز التكبير الأول في رواية السوسي إلا في وجه البسملة بين السورتين؛ لأن راوي التكبير لا يجيز بين السورتين سوى البسملة ويحتمل معه كل من الأوجه السابقة, إلا أن القطع على الماضية أحسن في مذهبه؛ لأن البسملة عنده ليست آية كما هي عند ابن كثير, بل هي عنده للتبرك, وكذا لا يجوز له التكبير من أول الضحى؛ لأنه خلاف روايته كما مر, ولو قرئ لحمزة بالتكبير عند من رواه فلا بد من البسملة معه؛ لأن القارئ ينوي الوقف على آخر السورة فيصير مبتدئا للسورة التالية, وحيث ابتدأ بها فلا بد من البسملة, وإذا قرئ برواية التكبير وأريد القطع على آخر سورة فإن قلنا إن التكبير لآخر السورة كبر وقطع القراءة, وإذا أراد بعد ذلك بسمل للسورة بلا تكبير, وإن قلنا إنه لأول السورة فإنه يقطع على آخر السورة بلا تكبير, وإذا ابتدأ بالتالية كبر إذا لا بد من التكبير إما لآخر السورة وإما لأولها, حتى لو سجد آخر العلق فإنه يكبر أولا لآخر السورة, ثم يكبر للسجدة على القول بأنه للآخر, وأما على القول بأنه للأول فإنه يكبر للسجدة فقط ويبتدئ بالتكبير لسورة القدر2.   1 أي: في كتابه النشر كما تقدم ... [أ] . 2 هذه الأقوال كلها من كتاب النشر في القراءات العشر محمد بن الجزري: "2/ 405 إلى 429". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 613 وليس الاختلاف في الأوجه السبعة السابقة اختلاف رواية حتى يحصل الخلل بعدم استيعابها بين كل سورتين في الرواية, بل هو اختلاف تخيير, لكن الإتيان بوجه منها مختص بكون التكبير لآخر السورة وبوجه مما يختص بكونه لأولها, وبوجه مما يحتملها متعين إذ الاختلاف في ذلك اختلاف, رواية فلا بد منه إذا قصد جمع الطرق كما في النشر, قال الجعبري: وليس في إثبات التكبير مخالفة للرسم؛ لأن مثبته لم يلحقه بالقرآن كالاستعاذة, وأما حكمه في الصلاة فقد روينا عن الحافظ الجليل أبي الخير شمس الدين محمد بن الجزري بسنده المتصل إلى الإمام عبد الحميد بن جريج عن مجاهد أنه كان يكبر من والضحى إلى الحمد, قال ابن جريح: فأرى أن يفعله الرجل إماما كان أو غير إمام. وروى الحافظ الثاني بسنده إلى الحميدي قال: سألت سفيان يعني ابن عيينة قلت: يا أبا محمد أرأيت شيئا مما فعله الناس عندنا يكبر القارئ في شهر رمضان إذا ختم يعني في الصلاة؟ فقال: رأيت صدقة بن عبد الله بن كثير الأنصاري يؤم الناس منذ أكثر من سبعين سنة فكان إذا ختم القرآن كبر. وروى السخاوي عن أبي محمد الحسن بن محمد بن عبد الله القرشي أنه صلى بالناس التراويح خلف المقام بالمسجد الحرام, فلما كانت ليلة الختم كبر من خاتمة الضحى إلى آخر القرآن في الصلاة, فلما سلم إذا بالإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه قد صلى وراءه, قال: فلما أبصرني قال لي: أحسنت أصبت السنة, وقال الإمام المحقق أبو الحسن علي بن جعفر في التبصرة: ابن كثير يكبر من خاتمة الضحى إلى أن قال في الصلاة وغيرها, وقد مر ما أسنده البزي عن الإمام الشافعي: إن تركت التكبير فقد تركت سنة من سنن نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم, قال في النشر بعد أن أطال في بيان ذلك: فقد ثبت التكبير في الصلاة عن أهل مكة فقهائهم وقرائهم, وناهيك بالإمام الشافعي وسفيان بن عيينة وابن جريح وابن كثير وغيرهم, قال: وأما غيرهم فلم نجد عنهم في ذلك نصا حتى أصحاب الشافعي مع ثبوته عن إمامهم, وإنما ذكره استطرادا السخاوي والجعبري وكلاهما من أئمة الشافعية والعلامة أبو شامة, وهو من أكبر أصحاب الشافعي بل هو ممن وصل إلى رتبة الاجتهاد, قلت: وكذا العلامة خاتمة المجتهدين سيدي محمد البكري صاحب الكنز كما نقله عنه بعض أجلاء أصحابه, ولفظه رضي الله عنه, ويستحب إذا قرأ في الصلاة سورة الضحى أو بعدها إلى آخر القرآن أن يقول بعدها لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد قياسا على خارج الصلاة, فإن العلة قائمة, وهي تعظيم الله وتكبيره والحمد على قمع أعداء الله وأعداء رسوله -صلى الله عليه وسلم, قال: وهل يأتي ذلك سرا أو جهرا أو يقال فيها ما قيل في السورة إن كانت الصلاة جهرية جهر أو سرية أسر, ثم قال: وينبغي أن يسر به مطلقا وتكون السكتة التي قبل الركوع بعد هذا, فإذا فرغ منه قال: اللهم إني أسألك من فضلك. ا. هـ. وظاهره ندب ذلك أعني التكبير في الصلاة في الختم وغيره, حتى لو قرأ أي سورة من سور التكبير كـ"الكافرون" والإخلاص مثلا في ركعتين كبر, وهو واضح للعلة السابقة لكن قوله: وينبغي أن يسر به, يخالفه ما نقله ابن العماد من استحباب الجهر بالتكبير بين السور الجزء: 1 ¦ الصفحة: 614 ولم يقيد بخارج الصلاة, وكذا نقله ابن حجر الهيتمي في شرح الكتاب عن البدر الزركشي وأقره, وهو أيضا ظاهر النصوص السابقة, والذين ثبت عنهم التكبير في الصلوات منهم من كان إذا قرأ الفاتحة, وأراد الشروع في السورة كبر وبسمل, ثم ابتدأ السورة, ومنهم من كان يكبر إثر كل سورة ثم يكبر للركوع حتى ينتهي إلى آخر الناس, فإذا قام في الركعة الثانية قرأ الفاتحة وما تيسر من أول سورة البقرة, قال في النشر: رأيت في الوسيط للإمام الكبير أبي الفضل الرازي الشافعي رحمه الله ما هو نص على التكبير في الصلاة, فالقصد أني تتبعت كلام الفقهاء من أصحابنا فلم أر لهم نصا غير ما ذكرت, وكذا لم أر للحنفية, ولا للمالكية, وأما الحنابلة فقال الفقيه الكبير أبو عبد الله محمد بن مفلح في كتاب الفروع له: وهل يكبر لختمه من الضحى أو ألم نشرح آخر كل سورة روايتان, ولم تستحبه الحنابلة لقراءة غير ابن كثير وقيل ويهلل. ا. هـ1.   1 انظر النشر: "2/ 429". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 615 خاتمة فيما يتعلق بختم القرآن العظيم: اعلم أن الخاتمين للقرآن الكريم على ثلاثة أحوال1: فمنهم من كان إذا ختم أمسك عن الدعاء وأقبل على الاستغفار, وهذا حال من غلب عليه الخوف من الله تعالى, وشهود التقصير في العمل, ولم يأمنوا من الآفات, وخشوا مناقشة الحساب, فأقبلوا على الاستغفار وقنعوا بأن يخرجوا من العمل كفافا لا لهم ولا عليهم, ومنهم قوم كانوا إذا اختموا دعوا. وهو مروي عن ابن مسعود وأنس وغيرهما, وهؤلاء قوم غلب عليهم شهود الربوبية لله تعالى, وشهدوا من أنفسهم العبودية له تعالى, ووجدوا من أنفسهم الفقر والفاقة إلى ربهم, وعاينوا منه سعة الرحمة وعموم الفضل للمحسن والمسيء وإسباغ النعم على المقبل وعلى المدبر فأطمعهم ذلك, وقوى رجاءهم في الله تعالى, وعلموا أن القرآن الكريم شافع مشفع فلم يهلهم أمر ذنوبهم وإن عظمت, فمدوا إلى الله تعالى يد المسألة, وتضرعوا إليه وابتهلوا وعلموا أن لا ملجأ من الله إلا إليه مع ملاحظة قوله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} , {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} فكان دعاؤهم عبودية لله تعالى ومنهم قوم كانوا يصلون الخاتمة بالفاتحة عودا على بدء مر غير فصل بينهما لا بدعاء ولا بغيره لوجهين: أحدهما ما رواه الترمذي من حديث أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يقول الله تعالى: من شغله القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين, وفضل كلام الله تعالى على سائر الكلام كفضل الله على خلقه" 2. والثاني ما في ذلك من التحقق بمعنى الحلول والارتحال في الحديث المروي من طريق عبد الله بن كثير عن درباس مولى ابن عباس عن عبد الله بن عباس عن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنهم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان إذا قرأ قل أعوذ برب الناس افتتح من الحمد لله ثم قرأ من البقرة وأولئك هم المفلحون ثم دعا بدعاء الختمة ثم قام, قال الحافظ ابن الجزري: وإسناده حسن ورواه أبو الشيخ وروى فيه حديثا مسلسلا بالتكبير وقراءة الفاتحة وأول البقرة وهي خمس آيات بالعدد الكوفي, وأربع في غيره لأن الكوفي   1 هذه الخاتمة ملخصة من كتاب النشر لابن الجزري فإن أردت الزيادة فارجع إلى "2/ 440". [أ] . 2 رواه الإمام الترمذي وللحديث روايات وردود كما يذكر المؤلف وقد توسع الحافظ الإمام محمد بن الجزري في ذلك. للمزيد انظر: "2/ 450". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 616 يعد ألم وحده إلى ابن كثير عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في النشر: وصار العمل على هذا في أمصار المسلمين في قراءة ابن كثير وغيرها, ويسمونه الحال المرتحل أي: الذي حل في قراءته آخر الختمة وارتحل إلى ختمة أخرى, فلا يزال سائرا إلى الله تعالى, وعكس بعضهم فقال: الحال المرتحل الذي يحل في ختمة عند فراغه من الأخرى, والأول أظهر كما في النشر, وأصل هذا الحديث في جامع الترمذي من حديث صالح المزي عن قتادة عن زرارة عن ابن عباس قيل يا رسول الله أي العمل أحب إلى الله تعالى قال: "الحال المرتحل" , ورواه أبو الحسن بن غلبون, وزاد فيه يا رسول الله ما الحال المرتحل قال: "فتح القرآن وختمه صاحب القرآن يضرب من أوله إلى آخره ومن آخره إلى أوله كلما حل ارتحل", لكن الحديث تكلم فيه من جهة صالح المزي وقطع بصحته أبو محمد مكي وضعفه أبو شامة1, وقال إن مداره على صالح المزي وهو وإن كان عبدا صالحا فهو ضعيف, وفسر الحال المرتحل بالمجاهد كلما ختم غزوة افتتح أخرى وأجيب بأنه ليس مدار الحديث على صالح بل رواه زيد بن أسلم وغيره كما بينه بيانا شافيا حافظ الوقت صاحب النشر قال: وقد روى الحافظ أبو عمرو الداني بإسناد صحيح عن الأعمش عن إبراهيم قال: كانوا يستحبون إذا ختموا القرآن أن يقرءوا من أوله آيات, وهذا صريح في صحة ما اختاره القراء, وذهب إليه السلف, وليس المراد لزوم ذلك بل من فعله فهو حسن ولا حرج في تركه, ومنهم قوم يطعمون الطعام للفقراء شكرا لله تعالى على ما أولاهم من نعمة الختم, وهؤلاء قوم بسطتهم رؤية النعمة في الطاعة من الله تعالى ففرحوا بها, وقاموا بشيء من واجب شكرها, وقد قال الله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} فينبغي الجمع بين هذه الأربعة فيصل الخاتمة بالفاتحة, ويتعرض لنفحات الله تعالى بالاستغفار ثم الدعاء ثم يطعم الطعام, وأما ما اعتيد من تكرار سورة الإخلاص ثلاث مرات فقال في النشر: إنه لم يقرأ به ولا نعلم أحدا نص عليه من القراء والفقهاء سوى أبي الفخر حامد بن علي بن حسنوية القزويني في كتاب حلية القراء فإنه قال فيه: القراء كلهم قرءوا سورة الإخلاص مرة واحدة إلا الهرواني بفتح الهاء والراء عن الأعشى فإنه أخذ بإعادتها ثلاثا والمأثور مرة واحدة, قال: أعني صاحب النشر, والظاهر أن ذلك كان اختيارا من الهرواني فإن هذا لم يعرف في رواية الأعشى ولا ذكره أحد من علمائنا, وقد صار العمل على هذا في أكثر البلاد عند الختم, والصواب ما عليه السلف لئلا يعتقد أن ذلك سنة, ولهذا نص أئمة الحنابلة على أنه لا تكرر سورة الصمد, قالوا وعنه يعنون أحمد لا يجوز. انتهى كلام النشر2, قيل والحكمة فيه ما أورد أنها تعدل ثلث القرآن فيحصل به ثواب ختمة. فإن قيل كان ينبغي أن تقرأ أربعا ليحصل ختمتان فالجواب إن المراد أن يكون على   1 انظر كتاب إبراز المعاني لأبي شامة: "499". [أ] . 2 وهو مأخوذ منه: "2/ 440 إلى 452". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 617 يقين من حصول ختمة إما التي قرأها, وإما التي حصل ثوابها بتكرير السورة فهو جبر لما لعله حصل في القرآن من خلل ا. هـ. ثم إن الدعاء1 عند الختم سنة تلقاها الخلف عن السلف, ويشهد له حديث جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "من قرأ القرآن" أو قال: "من جمع القرآن كانت له عند الله دعوة مستجابة, إن شاء عجلها له في الدنيا وإن شاء ذخرها له في الآخرة", رواه الطبراني وكذا البيهقي, وقال في إسناده ضعف وكان محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله إذا كان أول ليلة من رمضان اجتمع إليه أصحابه فيصلي بهم فيقرأ في كل ركعة عشر آيات, وكذلك إلى أن يختم القرآن وكان يختم بالنهار كل يوم ختمة, ويكون ختمة عند الإفطار كل ليلة, ويقول عند كل ختمة دعوة مستجابة وعن حبيب بن أبي عمرة قال: إذا ختم الرجل القرآن قبل الملك بين عينيه, وعن مجاهد تنزل الرحمة عند ختم القرآن, وكان أنس بن مالك يجمع أهله وجيرانه عند الختم رجاء بركته, وكان كثير من السلف يستحب الختم يوم الاثنين وليلة الجمعة واختاره بعضهم وهو صائم وآخر عند الإفطار, وللدعاء آداب كثيرة لا بأس بذكر شيء منها بل أهمها الإخلاص بأن يقصد الله تعالى في دعائه لوجهه, ومنها تقديم عمل صالح من صدقة أو غيرها ومنها تجنب الحرام أكلا وشربا ولبسا وكسبا, ومنها الوضوء لحديث فيه, ومنها استقبال القبلة لحديث فيه عن ابن مسعود, ومنها رفع اليدين للحديث المشهور إن ربكم إلخ, وينبغي كشفهما حالة الرفع, ومنها الجثو على الركب والمبالغة في الخضوع لله تعالى والخشوع بين يديه, ويحسن التأدب مع الله تعالى وفي حديث فيه ضعف لكن له شاهد قوي أنه كان إذا ختم القرآن دعا قائما, وقد كان بعض السلف يدعو للختم وهو ساجد, ومنها أن لا يتكلف السجع في الدعاء ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: وانظر إلى السجع في الدعاء واجتنبه فإني عهدت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يفعل إلا ذلك أي: الاجتناب, ومنها الثناء على الله تعالى أولا وآخرا, وكذا الصلوات على النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من قرأ القرآن وحمد الرب وصلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- واستغفر ربه فقد طلب الخير من مكانه رواه البيهقي في الشعب, وفيه أبان وهو ضعيف, ومنها تأمين الداعي والمستمع, ومنها أن يسأل الله تعالى حاجته كلها حتى شسع نعله لحديث ابن حبان, ومنها أن يدعو وهو متيقن الإجابة يحضر قلبه ويعظم رغبته, ومنها مسح وجهه بيديه بعد فراغه من الدعاء لحديث فيه, ومنها اختيار الأدعية المأثورة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أوتي جوامع الكلم ولم يدع حاجة إلى غيره, ولنا فيه أسوة حسنة, وقد روى أبو منصور الأرجاني عن داود بن قيس قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول عند ختم القرآن: "اللهم ارحمني بالقرآن العظيم واجعله لي إماما ونورا وهدى ورحمة, اللهم ذكرني منه ما نسيت وعلمني منه ما جهلت, وارزقني تلاوته آناء الليل والنهار".   1 للمزيد انظر النشر: "2/ 452". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 618 واجعله لي حجة يا رب العالمين قال الحافظ ابن الجزري وهذا الحديث لا أعلم ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في ختم القرآن حديث غيره وقد كان -صلى الله عليه وسلم- يحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك رواه أبو داود من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها "وكان" من دعائه -صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى, اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم والبخل, ومن عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات وضلع الدين وغلبة الرجال, اللهم اغفر خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري, وما أنت أعلم به مني, اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي, وكل ذلك عندي اللهم, اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير, اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ونفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها, اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وارزقني علما ينفعني, اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي, واجعل الحياة زيادة لي في كل خير والموت راحة لي من كل شر, اللهم إني أسألك عيشة تقية وميتة سوية ومردا غير مخز ولا فاضح, اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك آمين, اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا دينا إلا قضيته ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها يا أرحم الراحمين, اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع, وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة, اللهم عافني في جسدي وعافني في بصري واجعله الوارث مني, اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة, اللهم اجعل خير عملي آخره وخير عملي خواتمه وخير أيامي يوم ألقاك فيه", واختلف في إهداء ثواب الختمة ونحوها للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقيل بمنعه لعدم الإذن فيه بخلاف الصلاة عليه وسؤال الوسيلة له -صلى الله عليه وسلم- ولأنه تحصيل للحاصل؛ لأن له مثل أجر من تبعه وأجازه الشيخ أبو بكر الموصلي قال: بل هو مستحب وتبعه كثيرون وهذا هو الراجح عندنا معاشر الشافعية, بل قال العلامة ابن حجر المكي في باب الإجازة من شرحه لمنهاج النووي: إن القول الأول وهم, وأطال في الاستدلال لأرجحية الثاني, وحكى الغزالي عن ابن الموفق أنه حج عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حججا وذكر القضاعي أنها ستون حجة وذكر محمد بن إسحاق أنه ختم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكثر من ثلاثة عشر ألف ختمة وضحى عنه مثل ذلك, واستحب بعضهم أن يختم الدعاء بقوله: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الآية: 180-182] و {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} [الآية: 43] وأستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه مستعينا به متوسلا إليه في ذلك بنبيه سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وأسأله أن يسبل علينا ستره الجميل, وأن يعفو عني وعن والدي وأولادي ومشايخي وإخواني والمسلمين, وأن يعطف علينا نبينا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 619 سيدنا محمدا -صلى الله عليه وسلم- ويمن علينا بجواره في الحياة وبعد الممات مع رضاه عنا في عافية بلا محنة, وأن يجعل ما أعانني عليه من جمع هذا التلخيص خالصا لوجهه, وأن ينفع به أهله ويعرفهم قدره, وأن يرحم به والدي كما ربياني صغيرا, وأستودع الله تعالى ديني ونفسي وجميع ما أنعم به علي وأهلي وأصحابي, والحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده, يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك, سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك, وصل أبدا أفضل صلواتك على سيدنا عبدك ونبيك ورسولك محمد وآله وسلم عليه تسليما كثيرا وزده تشريفا تكريما, وأنزله المنزل المقرب عندك يوم القيامة آمين, وصل وسلم على جميع الأنبياء وآل كل وعلينا معهم بعدد معلوماتك آمين1.   1 للمزيد انظر كتاب النشر في القراءات العشر للإمام محمد بن الجزري من "2/ 452 إلى 2/ 467". [أ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 620 المراجع المعتمدة : 1- مصحف القراءات "الشيخ كريم راجح". 2- المعجم المفهرس للقرآن الكريم "لفؤاد عبد الباقي". 3- النشر في القراءات العشر "لمحمد بن الجزري". 4- غاية الاختصار "للعطار". 5- الموضح في القراءات "تحقيق د. عمر الكبيسي". 6- التلخيص في القراءات الثمان "لأبي معشر الطبري". 7- الإتقان في علوم القرآن "للسيوطي". 8- معرفة القراء الكبار "للذهبي". 9- نهاية النهاية "لابن الجزري". 10- سنن الترمذي "من تحفة الأحوذي طبعة دار الكتب العلمية". 11- سنن أبي داود "تحقيق محيي الدين عبد الحميد". 12- موطأ الإمام مالك "طبعة دار إحياء التراث". 13- سنن النسائي "تحقيق الشيخ عبد الفتاح أبو غدة". 14- الأعلام "للزركلي". 15- متن طيبة النشر "لابن الجزري". 16- شرح طيبة النشر "لأحمد بن الجزري". 17- متن الشاطبية "للإمام الشاطبي". 18- شرح الشاطبية "للإمام أبي رشامة". 19- التبصرة في القراءات السبع "لمكي القيسي". 20- صحيح ابن حبان "تحقيق شعيب الأرناؤوط". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 621 فهرس المحتويات : 3 بين يدي الكتاب 4 نبذة يسيرة عن حياة المؤلف 4 كتبه 6 مقدمة 9 باب أسماء الأئمة القراء الأربعة عشر ورواتهم وطرقهم 28 باب الاستعاذة 30 باب الإدغام 37 يلتحق بهذا الباب خمسة أحرف 40 الفصل الأول: في حكم ذال إذ 40 الفصل الثاني: في حكم دال قد 41 الفصل الثالث: في حكم تاء التأنيث 41 الفصل الرابع: في حكم لام هل، وبل 42 الفصل الخامس: في حكم حروف قربت مخارجها وهي سبعة عشر حرفا 46 الفصل السادس: في أحكام النون الساكنة والتنوين 49 باب هاء الكناية 53 باب المد والقصر 63 باب الهمزتين المجتمعتين في كلمة 72 باب الهمزتين المتلاصقتين في كلمتين 75 باب الهمز المفرد 83 باب نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها 85 باب السكت على الساكن قبل الهمز وغيره 89 باب وقف حمزة وهشام على الهمز، وموافقة الأعمش لهما 102 باب الفتح والإمالة 117 في إمالة الألف التي هي فعل ماضي ثلاث 118 في إمالة حروف مخصصة غير ما ذكر 123 باب إمالة هاء التأنيث وما قبلها في الوقف 125 باب مذاهبهم في ترقيق الراءات وتفخيمها 132 باب حكم اللامات تغليظا وترقيقا 134 باب الوقف على أواخر الكلم 134 من حيث الروم والإشمام 137 باب الوقف على مرسوم الخط 144 باب مذاهبهم في ياءات الإضافة 152 باب مذابهم في ياءات الزوائد 159 سورة الفاتحة مكية 166 سورة البقرة 218 سورة آل عمران 236 سورة النساء 250 سورة المائدة 260 سورة الأنعام 280 سورة الأعراف 296 سورة الأنفال 301 سورة التوبة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 622 309 سورة يونس عليه السلام 319 سورة هود 328 سورة يوسف عليه السلام 338 سورة الرعد 341 سورة إبراهيم عليه الصلاة والسلام 345 سورة الحجر 349 سورة النحل 355 سورة الإسراء 363 سورة الكهف 375 سورة مريم عليها الصلاة والسلام 381 سورة طه 391 سورة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام 396 سورة الحج 402 سورة المؤمنون 408 سورة النور 415 سورة الفرقان 420 سورة الشعراء 426 سورة النمل 434 سورة القصص 439 سورة العنكبوت 443 سورة الروم 447 سورة لقمان 449 سورة السجدة 451 سورة الأحزاب 457 سورة سبأ 462 سورة فاطر 465 سورة يس 471 سورة الصافات 476 سورة ص 480 سورة الزمر 484 سورة المؤمن 488 سورة فصلت 491 سورة الشورى 494 سورة الزخرف 499 سورة الدخان 501 سورة الجاثية 503 سورة الأحقاف 506 سورة محمد صلى الله عليه وسلم 509 سورة الفتح 512 سورة الحجرات 514 سورة ق 516 سورة الذاريات 518 سورة الطور 521 سورة النجم 524 سورة القمر 526 سورة الرحمن عز وجل 529 سورة الواقعة 522 سورة الحديد 535 سورة المجادلة 537 سورة الحشر 539 سورة الممتحنة 541 سورة الصف 542 سورة الجمعة 543 سورة المنافقين 545 سورة التغابن 546 سورة الطلاق 548 سورة التحريم 550 سورة الملك 552 سورة ن 554 سورة الحاقة 556 سورة سأل 558 سورة نوح عليه الصلاة والسلام 559 سورة الجن 561 سورة المزمل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 623 562 سورة المدثر 563 سورة القيامة 565 سورة الإنسان 567 سورة المرسلات 569 سورة النبأ 570 سورة النازعات 572 سورة عبس 573 سورة التكوير 575 سورة الانفطار 576 سورة المطففين 577 سورة الانشقاق 578 سورة البروج 579 سورة الطارق 580 سورة الأعلى 581 سورة الغاشية 583 سورة الفجر 585 سورة البلد 586 سورة الشمس 587 سورة الليل 588 سورة الضحى 589 سورة الانشراح 590 سورة التين 591 سورة العلق 592 سورة القدر 593 سورة لم يكن 594 سورة الزلزلة 595 سورة العاديات 596 سورة القارعة 597 سورة التكاثر 598 سورة العصر 599 سورة الهمزة 600 سورة الفيل 601 سورة قريش 602 سورة أرأيت 603 سورة الكوثر 604 سورة الكافرون 605 سورة النصر 606 سورة تبت 607 سورة الإخلاص 608 سورة الفلق 609 سورة الناس 610 باب التكبير 616 خاتمة فيما يتعلق بختم القرآن العظيم 621 المراجع المعتمدة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 624